أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري)

نبيل البصارة

أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري تحقيق نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة (المجمُوعة الأولى) (أ/ 1) مؤسَّسَة الريَّان مؤسَّسَة السَّماحة للطباعَة وَالنشر والتوزيع

جميع الحقوق محفوظة للمُؤلف لا يسمح بإعَادة نشر هذا الكتاب أو أي جزء منه بأي شكل من الأشكال أو حفظه ونسخه في أي نظام ميكانيكي أو إلكتروني يمكن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه ولا يسمح باقتباس أي جزء من الكتاب أو ترجمته إلى أي لغة أخرى دون الحصول على إذن خطي مسبق من المؤلف الطّبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م مؤسَّسَة السَّماحة للطباعَة وَالنشر والتوزيع مؤسَّسَة الريَّان للطباعة والنَّشر والتَّوزيع بيروت - لبنان - هاتف: 651327 - فاكس: 655383 - ص ب: 5136/ 14 رمز بريدى: 11052020 - بريد الكتروني: [email protected]

تقديم [محمود الطحان]

تقديم الحمد لله ربِّ العالمين الذي بعث فينا رسولاً منَّا يزكِّينا ويعلِّمنا الكتاب والحكمة ويهدينا بإذن ربِّه إلى الصراط المستقيم، وصلاةً وسلاماً على نبي الرحمة ورسول المحبة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، صلَّى عليه ربنا ومجد، والآل والصحب جميعاً سرمداً، وبعد: فقد طلب مني الأخ الشيخ / نبيل يعقوب البصارة -حفظه الله- أن أقوم بتقديم كتابه الموسوم بـ "أنيس الساري في تحقيق وتخريج الأحاديث التي ذكرها للحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري" وأن أعتني بطباعته وإخراجه، فوافقت له على ذلك وأنا رحب الصدر، وقرير العين لتلبية طلبه، وتحقيق رغبته، ولم لا؟ وهذا شرف رفيع لي أن أقومَ على خدمة حديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ففيه مرجاة الخير ومظنة القبول، ويقين الثواب ووداد النضارة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثم بلَّغها كما سمعها، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع" (1). ولله درُّ ابن حجر لما قال معقِّباً على خدمة الحديث وشرف صرف الأوقات في الأشغال به: (إنَّ أولى ما صرفت فيه نفائس الأيام، وأعلى ما خصَّ بمزيد الاهتمام، الاشتغال بالعلوم الشرعية، المتلقاة عن خير البرية، وهذه لا يرتاب عاقل في أن مدارها على كتاب الله المقتفى، وسنَّة نبيِّه المصطفى، وأن باقي العلوم إما آلات لفهمها وهي الضالة المطلوبة، أو أجنبية عنها وهي الضارة المغلوبة). وهذا إمام أهل السنة في عصره أحمد بن حنبل يصدح بأبيات حسناوات يمتدح بها الحديث وأهله، وينوِّه بفضله ومكانته فيقول: دين النبي محمَّد آثار ... خير المطية للفتى أخبار لا ترغبنَّ عن الحديثِ وآلِهِ ... فالعلمُ ليل والحديث نهارُ

وليعد الراغب في الاستزادة من بيان "فضل العلم" إلى مقدمات دواوين السنة وتراجم جهابذة الحديث لينظر طرفاً من فضل الحديث وفضل طلبه وتعليمه، وخاصة ما ذكره الخطيب البغدادي في كتابه "شرف علوم الحديث". كما وأنه مما حثَّني على الانتهاض لتلك المهمة هو معرفتي بالأخ الفاضل الشيخ/ نبيل بن يعقوب البصارة - على مدى معايشتي له قرابة ثلاثين عاماً، عرفتُه فيها باحثاً جاداً عازفاً عن زخارف الدنيا، غير ملتفتٍ إلى بهرج، ولا عرض عاجل، بل طالباً للعلم عاكفاً على مدارسة السنَّة وعلومها، متأبِّطاً لدواوينها، متتبِّعاً لمياسم أهلها، زاده الله فضلًا وعلماً وخلقاً. ولخدمة كتاب "أنيس الساري" عمدتُ إلى: 1 - العمل على إخراج الكتاب في أحسن صورة، وأبهى حلَّة، خالياً من الأخطاء، ويأتي هذا من خلال تفريغي لموظف خلال عامين كاملين، يقوم على طباعة الكتاب ومراجعته وتصحيحه، واعتماده، وذلك في كل حرف من الشيخ/نبيل يعقوب، ثم قمتُ بدفعه بعدها إلى مطبعة نظنُّ بها الخير في جودتها وإتقانها. 2 - عزمتُ على تهذيب وترتيب فتح الباري معتمداً على الطبعة الموجودة في السوق "الطبعة السلفية" من أجل نقل الكتاب من كونه كتاباً لا يقتنيه إلا العلماء، إلى كتاب يستأنس به طلبة العلم وعامة القراء من أبناء الصحوة الإِسلامية، وذكرت الحكم على الأحاديث الواردة في كتاب فتح الباري شرح البخاري والتي وصل إليها الشيخ نبيل في كتابه "أنيس الساري" رغبة في تسهيل التخريج على الباحث العجلان في الوصول إلى درجة حكم الأحاديث الواردة في شرح ابن حجر - رحمه الله -. واعتبرتُ هذا العمل تقديماً للجهد الذي بذله الشيخ نبيل في خدمة فتح الباري، وأسميتُهُ: "فتح الفتوح الدواني في ترتيبات وتهذيبات وتخريجات وفقهيات وتوضيحات فتح الباري"، وقد اختصرتُ الاسم إلى "فتح الفتوح"، هذا وقد كنتُ حريصاً على عدم الإساءة للكتاب في الاختصار المخلّ، فابن حجر - رحمه الله - قد حبَّره تحبيراً جميلاً، يصعب على أحد أن يختصره، حيث قال: (وقد استخرتُ الله تعالى في أن أضم إليه نبذاً شارحة لفوائده، موضحةً لمقاصده، كاشفةً عن مغزاه في تقييد أوابده واقتناص شوارده، وأقدم بين يدي ذلك كله مقدمة تبين قواعده وتزيِّن فرائده، جامعة وجيزة؛ دون الإسهاب وفوق القصور، سهلة المأخذ، تفتح المستغلق وكذلك الصعاب، وتشرح الصدور) اهـ.

عملي في التهذيب

ولذلك اقتصر عملي في التهذيب على محورين: المحور الأول: في الجانب الحديثي والفقهي: قمتُ بـ: أ- حذف الكلام المتعلق بعلوم مصطلح الحديث من تفاصيل في مواضيع الإرسال والتدليس والمضطرب وغيرها من مفردات علوم مصطلح الحديث حيث يمكن الرجوع لها بالتفصيل في كلام الإمام ابن حجر في مؤلفه العظيم في المصطلح (نخبة الفكر). ب- حذف الأقوال المتعلقة بالتعريف برجال الإسناد ومسائل الجرح والتعديل، فهذه قد فصل فيها الشيخ المحقق نبيل يعقوب في كتابه (أنيس الساري) الذي جعلنا حكمه على الحديث في هامش تهذيب الفتح. ج- حذف عمل ابن حجر في وصل المعلقات عند البخاري، وقد اكتفينا بما قمنا به في بيان الموصول والتعليق على المعلقات في الهامش. د- حذف الأقوال في استطرادات ابن حجر في تعدد الروايات واختلافها وبيان علل الحديث والاقتصار على بعض الروايات منها لأنه قد كفانا الشيخ نبيل ذلك في (أنيس الساري). هـ - الاقتصار على بعض أقوال أهل العلم التي يذكرها الحافظ ابن حجر في المسائل المتنوعة الفقهية والحديثية. ملاحظات: 1 - الإبقاء على ترتيب الكتاب الذي وضعه الإمام ابن حجر، في الإبقاء على كل حديث في موضعه، وذلك للمحافظة على النكت الحديثية والمباحث الفقهية المرادة في تقطيع الإمام البخاري للأحاديث ومناسبتها لأبوابها. 2 - وضع عناوين جانبية للقضايا والمباحث التي أوردها الحافظ ابن حجر أثناء شرحه لسهولة وصول الباحث لمراده من الحديث. 3 - المحافظة على الاستنباطات الفقهية والقواعد الأصولية عند الحافظ ابن حجر. المحور الثاني: الجانب اللغوي: أ- اختصار أقوال أهل اللغة في ضبط بعض المفردات والتراكيب.

ب- أختصار أقوال أهل اللغة في الإعراب وتوجيهه بما لا يخل بالمعنى العام للحديث. ج- حذف الشواهد التي فيها نوع من الاستطراد. وإكمالاً للفائدة قمتُ بعدة أمور، منها: 1) إحالة المسائل الفقهية التي ذكرها ابن حجر في الفتح إلى أماكنها في كتب المذاهب: وذلك من خلال الرجوع إلى الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت، الطبعة الثانية 1408 هـ/ 1988م، طبعة دار السلاسل. 2) الأحاديث المعلقة عند البخاري: لقد كانت خدمتي للأحاديث المعلقة تتبلور في: ذكر الأماكن التي وصلها الإمام البخاري في نفس الصحيح والتي لم يصلها حاولت ذكر مواطن وجودها في صحيح مسلم أو موطأ مالك والأدب المفرد للبخاري، وكذلك في كتب السنن والمسانيد مع ذكر حكم الشيخ الألباني على الحديث إن وُجد ذلك. 3) المصطلحات الأصولية الموجودة في الفتح: وهذه قد حاولتُ توضيحها في الهامش وترتيبها في عنوان أصولي واحد، مع محاولة ذكر أماكن وجود هذه الأصول في كتب العلماء، وقد توحدت في المجلد الأول والثاني مع الإشارة إلى أماكن تواجدها متفرقة في مجلدات فتح الباري. 4) الآثار الواردة في الفتح: اجتهدتُ على ذكرِ مواطنها في مصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة. 5) الإحالات: قمنا بتحديد "الموضوع" الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر في "الفتح" وذكرنا الكتاب ورقم الباب ورقم الحديث ورقم المجلد والصفحة، وذلك ليسهل الوصول إليه من قبل الباحث. ***

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فإن عمل أخينا الفاضل الشيخ نبيل البصارة - أحسن الله إليه - في استخراج الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري" مع ذكر كلامه على تلك الأحاديث، ثم ترتيبها على نَسَق حروف المعجم عملٌ علمي مفيد، طالما أشرتُ به على عدد من طلابي ليكون موضوع رسالته لنيل درجة الماجستير، أو الدكتوراه، لكنهم استثقلوا هذا العمل واستعظموه، ولم يقدموا عليه. وقد قام به أخبرنا نبيل - أثابه الله - حِسْبةً من دون طلب نيل درجة علمية، أو مكافأة مالية. هذا وإن عمله لم يقتصر على استخراج الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر، ونقل كلامه في بعضها، وترتيبها على نسق حروف المعجم، لكنه زاد على ذلك عملا علميا متعبا ومفيدا، وهو أنه عمد إلى الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر، ولم يخرِّجها، أو لم يحكم عليها بالقبول أو الرد - وهي الأكثر - فخرَّجها، وحكم عليها بما يليق بحالها من حيث القبول أو الرد، بطريقة علمية دقيقة ومطولة، وهو عمل علمي كبير تنوء به مجموعة من أهل العلم، فقام به أخبرنا نبيل وحده، ولا يُقدِّر هذا العمل العلمي المتعب إلا ذووه. ولقد قرأت نماذج مما عمله، فوجدت عمله فيها سليما، وموافقا للقواعد العلمية التي مشى عليها أئمة الحديث. ولكني لم أطلع على العمل كاملا، فعسى أن يكون كله مثل النماذج القليلة التي قرأتها واطلعت عليها. وفي الختام أعود فأقول إن هذا العمل عمل علمي فريد، ومفيد، وهو عمل شاق، بذل فيه صاحبه جهدا علميا مشكورا، وصبر على جمع أسانيد الأحاديث، وسَبْرِها والحكم عليها. فجزاه الله خيرا عن طلبة العلم عامة، وعن طلبة الحديث خاصة، وأجزل له المثوبة، إنه سبحانه خير مسئول، والحمد لله رب العالمين. الكويت في 7 ربيع الأول سنة 1422 هـ الموافق 31/ 5/ 2001 وكتبه أ. د. محمود بن أحمد الطحان أستاذ الحديث بكلية الشريعة - جامعه الكويت ***

[مقدمة المصنف]

بسم الله الرحمن الرحيم السبب في تصنيف هذا الكتاب: كانت الفكرة ابتداء هي استخراج الأحاديث التي ذكرها الحافظ بن حجر في كتابه "فتح الباري" مع ذكر كلامه على هذه الأحاديث، ثم ترتيب هذه الأحاديث على نسق حروف المعجم، ثم طباعتها في كتاب، وذلك أنّ الحافظ ابن حجر كان حافظا من حفاظ الحديث، وإماما من أئمة أهل الحديث الذين يؤخذ قولهم ويحتج به في الحكم على الأحاديث. ومعرفة كلام الحافظ - رحمه الله - تعالى على الأحاديث هو مطلب لي ولغيري ممن يتكلم على الأحاديث المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويميز بين صحيحها وسقيمها، ويتكلم على رواتها جرحا وتعديلا. وفعلا قمت باستخراج هذه الأحاديث وذلك بعد قراءة الكتاب كله وكتبتها على بطاقات، فلما انتهيت من ذلك قمت بترتيب هذه البطاقات على حروف المعجم، فأصبحت بذلك - بعد نسخها على أوراق - جاهزة للطباعة. لكني عندما نظرت في هذه الأحاديث رأيت أنّ الذي حكم عليه الحافظ منها بالقبول أو الرد قليل بالنسبة لمجموعها، وأنّ كثيرا من هذه الأحاديث قد ذكرها ولم يتكلم عليها بشيء، ومنها ما قام بتخريجه فقط، ولم يقم بالحكم عليها بالقبول أو الرد، فوقع في نفسي أن أقوم بتحقيق هذه الأحاديث تحقيقا علميا مطولاً، فبدأت بذلك من غير أن أشعر أن هذا العمل سيأخذ مني وقتا طويلا قارب العشرين عاما (¬1)، وكنت أقوم به بمفردي، أواصل الليل بالنهار وانقطع عنه في فترات لكثرة الشواغل الأخرى. ¬

_ (¬1) كان ابتداء العمل بالكتاب سنة 1979م.

المجموعة الأولي

ثم بعد أن انتهيت من تحقيق هذه الأحاديث رجعت إلى قراءة "فتح الباري" مرة أخرى لعلي أجد فيه أحاديث أخرى فاتني أن أنقلها، فوجدت فيه أحاديث أخرى كثيرة لم أقم باستخراجها في المرة الأولى، وفيها أحاديث لم يسق الحافظ ألفاظها، وأحاديث ذكرها بمعناها، وأحاديث اقتصر على بعض متونها، فرأيت أن أجعل هذه الأحاديث والتي قبلها في مجموعتين: المجموعة الأولي: وتشتمل على: 1 - أحاديث قولية ساقها الحافظ بألفاظها، مثل: - أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. - بورك لأمتي في بكورها. - الخراج بالضمان. - من صلى خلف إمام فقراءة الإمام له قراءة. 2 - أحاديث قولية ساق الحافظ بعض متونها، مثل: - إذا سألت فاسأل الله. - إنّ السيف محاء للخطايا. - الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها. - من فارق الجماعة شبرا فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه. 3 - أحاديث فعلية ساق الحافظ ألفاظها، مثل: - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب وغرّب ... - أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى ست ركعات. - حديث ابن مسعود: رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - واضعا يدي اليسرى على يدي اليمنى فنزعها ووضع اليمنى على اليسرى. - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجافي يديه، فلو أنّ بهيمة أرادت أن تمرّ لمرّت. 4 - أحاديث فعلية ساق الحافظ بعض متونها، مثل: - حديث عائشة أنها صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبة من صوف سوداء فلبسها.

5 - أحاديث صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - الخلقية والخلقية

- حديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حج حجتين قبل أن يهاجر، وحجة قَرَنَ معها عمرة - يعني بعد ما هاجر -. - حديث ابن أبي أوفى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى ركعتين. - حديث أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج بعد النداء إلى المسجد، فإن رأى أهل المسجد قليلا جلس حتى يجتمعوا ثم يصلي. 5 - أحاديث صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - الخَلقية والخُلقية، مثل: - كان أبيض مُشربا بياضه بحمرة. - كان أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا. - كان أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار. - كان أشدّ حياء من العذراء في خدرها. - كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى برضاه. 6 - أحاديث أسباب النزول، مثل: - حديث محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته، وكان ذلك لهم في الجاهلية، فأنزل الله هذه الآية: - يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها -. - حديث ابن عباس قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن، فنزلت - أذن للذين يقاتلون - الآية. - حديث أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نُسكنا فنحن بين الحزن والكآبة، فنزلت: يعني قوله تعالى - إنا فتحنا لك فتحا مبينا -. وهذه المجموعة هي التي بين يديك الآن، وأحاديثها مرتبة على نسق حروف المعجم. وأما المجموعة الثانية فهي تشتمل على: 1 - أحاديث لم يسق الحافظ ألفاظها، مثل: - قال الحافظ: لأنّ مثل هذا الحديث وقع لأبي هريرة كما رواه مسلم، وصحبته متأخرة عن نزول أكثر الفرائض، وكذا ورد نحوه من حديث أبي موسى، رواه أحمد بإسناد حسن" الفتح 1/ 237 - قال الحافظ: وورد في كون الصلاة في النعال من الزينة المأمور بأخذها في

2 - أحاديث ذكرها الحافظ بمعناها

الآية حديث ضعيف جدا، أورده ابن عدي في "الكامل" وابن مردويه في "تفسيره" من حديث أبي هريرة، والعقيلي من حديث أنس" الفتح 2/ 40 - قال الحافظ: وأخرجه ابن سعد من رواية سعيد بن سعد الأنصاري عن ابن عباس نحو هذا السياق ولكن لم يسمعه" الفتح 3/ 48 - قال الحافظ: وقد ثبت ذلك من حديث ابن عباس كما في الباب الذي قبله، ومن حديث جابر عند مسلم، ومن حديث عائشة عند النسائي، ومن حديث الحارث بن عمرو السهمي عند أحمد وأبي داود والنسائي" الفتح 4/ 130 2 - أحاديث ذكرها الحافظ بمعناها، مثل: - قال الحافظ: وبيّن أحمد في حديث ابن مسعود أنّ الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خُلِقَ عليها، والثانية عند المعراج" الفتح 1/ 26 - قال الحافظ: وقال ابن بطال أيضا في هذا الحديث دليل على ضعف الحديث الوارد في أنّ جبريل أَمَّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في يومين لوقتين مختلفين لكل صلاة" الفتح 2/ 146 - قال الحافظ: وقد ورد من حديث علي عند البزار ما يدل على أنه لأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه" الفتح 3/ 27 - قال الحافظ: وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في الذي يسرق من الجرين يغرم مثليه" الفتح 5/ 269 3 - أحاديث اقتصر الحافظ على بعض متونها آثرت أن تكون في هذه المجموعة الثانية، مثل: - قال الحافظ: وقد قال في حديث عمرو بن عَبَسَةَ الذي رواه ابن خزيمة وغيره مطولا في فضل الوضوء "ثم يغسل قدميه كما أمره الله" الفتح 1/ 276 - قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث أبي أمامة في هذا الحديث "فإنه يقوم بين يدي الله وملكه عن يمينه وقرينه عن يساره" الفتح 2/ 58 - قال الحافظ: وفي حديث أبي لبابة عند ابن ماجه "ما لم يسأل حراما" وفي حديث سعد بن عبادة عند أحمد "ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم" الفتح 3/ 67 - قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند البزار "فيتلقاها الرحمن بيده" الفتح 4/ 21

4 - أحاديث فاتني أن أذكرها في المجموعة الأولى

4 - أحاديث فاتني أن أذكرها في المجموعة الأولى فذكرتها في المجموعة الثانية. وقد ذكرت أحاديث هذه المجموعة بحسب ورودها في "فتح الباري"، ثم عملت لها (¬1) فهرسا على ترتيب حروف المعجم ليهتدي إليها طالبها. الأحاديث المكررة في فتح الباري: تكرر ذكر عدد لا بأس به من الأحاديث في فتح الباري، ويختلف أسلوب الحافظ في ذكر هذه الأحاديث المكررة من موضع لآخر: - فتارة يذكر الحديث في أكثر من موضع بنفس اللفظ، مثل: * حديث أبي موسى مرفوعا "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحَاتُ وجهه ما أدركه بصره" ذكره في كتاب التوحيد في موضعين: الأول: في باب قول الله تعالى وكان الله سميعا بصيرا (17/ 143) والثاني: في باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة (17/ 205) - وتارة يذكر الحديث في موضع بلفظ ويذكره في موضع آخر بسياق آخر، مثل: * حديث عبد الله بن الزبير "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا، منهم: الأسود العنسي صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة" ساقه هكذا في كتاب الفتن باب حدثنا مسدد (16/ 200) وسكت عليه. وساقه في كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام (7/ 430) بلفظ "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، منهم: مسيلمة والعنسي والمختار" وذكر أنه عند أبي يعلى بإسناد حسن. وقد ذكرت الحديث في الكتاب في موضعين: الأول في حرف الهمزة، والثاني في حرف اللام ألف. وتكلمت عليه في الموضع الثاني فقط، وأحلت بالأول إليه. - وتارة يكون الحديث مشتملا على أكثر من فقرة، فيذكر إحدى الفقرات في موضع ويذكر فقرة أخرى في موضع آخر، ولا يذكر الحديث بتمامه، مثل: ¬

_ (¬1) وأقصد بذلك ألفاظ الأحاديث المذكورة أثناء التحقيق لا الألفاظ التي اقتصر عليها الحافظ.

* حديث "تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته أو قال على يده فيسأله: كيف هو؟. وتمام تحياتكم بينكم المصافحة" فذكر الفقرة الأولى المتعلقة بعيادة المريض في كتاب المرضى - باب وضع اليد على المريض (12/ 225) ونسب الحديث للترمذي وابن السني وقال: بسند لين. وذكر الفقرة الثانية المتعلقة بالمصافحة في كتاب الاستئذان - باب المصافحة (13/ 293) ونسب الحديث للترمذي وحده وقال: بسند ضعيف. وقد ذكرت الحديث في حرف التاء مرتين: مرة بالفقرة الأولى منه، ومرة بالفقرة الثانية منه، وتكلمت عليه في موضع واحد وهو: تمام عيادة المريض ... - وتارة يذكر الحديث في موضع بتمامه، ويذكره في مواضع أخرى مفرقا، مثل: حديث "ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن، حسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه، فإن غلب الآدمي نفسه فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس" ذكره هكذا تاما في كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع (11/ 458) وذكر أنه عند الترمذي وغيره من حديث المقدام، وقال: حديث حسن. وذكر الفقرة الأولى في كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه (14/ 67) بلفظ: ما ملأ ابن آدم ... وذكر أن الترمذي أخرجه وقال: حسن صحيح. وذكرها أيضاً في كتاب الاعتصام - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت بجوامع الكلم (17/ 7) باللفظ السابق وذكر أنه عند الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم. وذكر الفقرة الثانية في كتاب المرضى - باب تمني المريض الموت (12/ 232) وذكر أنه عند أصحاب السنن. وقد ذكرت الحديث في ثلاثة مواضع: الأول: في حرف الحاء، والثاني والثالث في حرف الميم، وتكلمت عليه في موضع واحد (¬1)، وهو الأول. ¬

_ (¬1) وهذا هو الغالب أني أتكلم على الحديث في موضع واحد، وقد أتكلم عليه في أكثر من موضع. فانظر مثلا: حديث رقم 342، فقد تكرر الكلام عليه أيضا برقم 3903

الأوهام التي وقع فيها الحافظ عند ذكره للأحاديث

- وتارة يذكر الحديث في موضع بلفظ، ويذكره في موضع آخر باللفظ نفسه مع زيادة في المتن أو نقص فيه، مثل: * حديث "جَنِّبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم" ذكره هكذا في كتاب الصلاة - باب أصحاب الحراب في المسجد (2/ 95) وذكره في كتاب الأحكام - باب من حكم في المسجد (16/ 279) وأسقط منه "ومجانينكم" وزاد فيه "وإقامة حدودكم" - وتارة يذكر الحديث في موضع بلفظه، ويذكره في موضع آخر ولا يسق لفظه، أو يذكره بمعناه، أو يقتصر على بعض متنه. وأمثلة ذلك كثيرة في المجموعة الثانية: فمنها: حديث أبي شريح هانئ رفعه "مِنْ موجبات الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام" ذكره هكذا في كتاب الاستئذان - باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم (13/ 248) وسكت عليه، وذكرته في المجموعة الأولى في حرف الميم. وقال في كتاب الإيمان - باب إطعام الطعام من الإسلام (1/ 62): قوله (أن رجلا) لم أعرف اسمه، وقيل: إنه أبو ذر، وفي ابن حبان أنه هانئ بن مرثد والد شريح سأل عن معنى ذلك فأجيب بنحو ذلك. وقد ذكرته في المجموعة الثانية برقم 13 فهذا الحديث وأشباهه مما ذكر في المجموعة الثانية تجد الكلام عليه في المجموعة الأولى. وانظر أيضاً في المجموعة الثانية الأحاديث التالية: 14 و 18 و 20 و 22 و 31 و 32 و 33 و 37 و 53 و 56 و60 و 67 و 70 و 73 و 75 و 76 و 79 و80 و 83 و 84 و 92 الأوهام التي وقع فيها الحافظ عند ذكره للأحاديث: وقعت للحافظ أوهام ليست بالكثيرة، أشير إلى بعضها هنا: 1 - ذكر الحافظ حديث أم سلمة "إنّ الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرّم عليها" ونسبه لأبي داود، ووهم في ذلك لأنّ أبا داود لم يخرج هذا الحديث في كتابه، ولذلك ذكر الحافظ الحديث في "المطالب العالية" (2462) ونسبه إلى أبي يعلى.

2 - ذكر الحافظ حديث عائشة: كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه" ونسبه لمسلم، وإنما هو عند مسلم بالفقرة الأولى منه فقط، وأما الحديث بتمامه فهو عند الطبراني في "الأوسط" كما بينت ذلك في حرف الكاف. 3 - ذكر الحافظ حديث "كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما" وقال: أخرجه الطبراني عن أبي أمامة. ولم أره عند الطبراني من حديث أبي أمامة وإنما هو من حديث ابن عباس، والله تعالى أعلم. 4 - ذكر الحافظ حديث "كُفِّن عليه الصلاة والسلام في ثوبين وبُرْد حبرة" وقال: أخرجه أبو داود من حديث جابر. ولم أره من حديث جابر، وإنما هو من حديث ابن عباس وغيره. 5 - قال الحافظ: في مسند أحمد أنه (أي هرقل) كتب من تبوك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني مسلم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كذب بل هو على نصرانيته" ولم أره في مسند أحمد، وإنما هو عند ابن حبان في صحيحه (4504) 6 - ذكر الحافظ حديث "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" وقال: أخرجه مسلم من حديث بُرَيدة، وزاد أبو داود والنسائي من حديث أنس "فإنها تذكرة للآخرة" ولم أره عندهما من حديث أنس، وإنما أخرجاه من حديث بريدة، وأما حديث أنس فأخرجه الحاكم وغيره كما سيأتي. 7 - ذكر الحافظ حديث أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتقي سورة الدم ثلاثا ثم يباشر بعد ذلك. وقال: رواه ابن ماجه. ولم أره عنده، وإنما أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والإسماعيلي في "معجمه" وغيرهما. 8 - ذكر الحافظ حديث حذيفة مرفوعا "شغلونا عن صلاة العصر" وقال: أخرجه مسلم. وليس هو عند مسلم من حديث حذيفة، وإنما هو عند البزار وابن حبان والطبراني في "الأوسط" وغيرهم.

الحكم على الأحاديث

الحكم على الأحاديث: تنقسم أحاديث الكتاب من حيث الحكم عليها إلى ثلاثة أقسام: الأول: أحاديث البخاري التي يذكرها الحافظ في أثناء الشرح ولا يبين أنها عند البخاري. فهذه الأحاديث صحيحة كما هو معلوم، وليس من شرطي في هذا الكتاب أن أتكلم عليها كما سيأتي في التنبيهات، وإنما أكتفي بذكر موضعها من الصحيح ولا أذكر فيها حكما. الثاني: أحاديث مسلم التي يذكرها الحافظ: فهذه أكتفي بذكر موضعها في صحيح مسلم إلا ما ندر. مثل حديث صهيب مرفوعا "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: إنّ لكم عند الله وعدا ... الحديث. فهذا الحديث أشار الحافظ إلى أنّ رواته اختلفوا في وصله وإرساله، فذكرت هذا الاختلاف ورجحت رواية من وصله، وهي التي أخرجها مسلم في كتابه. الثالث: الأحاديث التي ليست في الصحيحين. فمعظم هذه الأحاديث قمت بتخريجها والكلام على طرقها. وأحاديثُ أخرى اكتفيت بذكر كلام الحافظ عليها؛ لأنّ أكثر هذه الأحاديث لم أقف عليها، إما لأنها مروية في كتب مفقودة، أو مخطوطة لم يتيسر لي الحصول عليها (¬1)، أو مطبوعة لكن لم أر الحديث فيها في مظانه. وأما الأحاديث التي خرجتها وتكلمت على طرقها فهي إما أحاديث حكمت عليها ¬

_ (¬1) ومن هذه الكتب: الاستئذان لابن المبارك، وآداب الحكماء لابن أبي عاصم، والإكليل للحاكم، والتفسير لابن مردويه، والمغازي لابن عائذ، والشريعة لابن أبي داود، والفوائد لأبي عمر بن حيوة، والنكاح والسرقة كلاهما لأبي الشيخ، والذكر للفريابي، وكتاب مكة لعمر بن شبة وغيرها. وأنا أذكر هنا أرقام الأحاديث في المجموعة الأولى والتي لم أقف عليها: 15 و 202 و 278 و 329 و 428 و 554 و 557 و 783 و 791 و 806 و 823 و 831 و 833 و 847 و 915 و 958 و 971 و 976 و990 و1040 و 1042 و 1072 و 1084 و 1099 و 1187 و 1221 و 1335 و 1371 و 1418 و 1432 و1480 و 1516 و 1734 و 1981 و 2008 و 2038 و 2048 و 2054 و 2115 و 2167 و2190 و2230 و 2303 و 2304 و 2317 و 2477 و 2503 و 2504 و 2505 و 2522 و 2590 و 2615 و 2836 و 2854 و 3072 و 3082 و 3113 و 3184 و 3188 و 3321 و 3386 و 3754 و3760 و 3854 و 3962 و 3972 و 4044 و 4082 و 4116 و 4189 و 4209 و 4303 و 4436 و 4523 و 4624 و 4641 و 4686 و 4713 و 4776.

الطبعة المعتمدة لهذا الكتاب

بالصحة أو الحسن أو الضعف، فأقول في ابتداء الكلام على الحديث: صحيح، أو حسن، أو ضعيف، أو ضعيف جدا، أو موضوع ... وهي كثيرة ولله الحمد. وإما أحاديث لم أحكم عليها بشيء، وذلك لأن الحافظ ذكر عدة أحاديث مجتمعة، فمنها ما هو صحيح، ومنها ما ليس كذلك، أو ذكر متنا صحيحا من طريق ضعيفة، وإما لتوقفي في ذلك (¬1)، وهي كثيرة أيضا. لكني لم آل جهدا في جمع طرق هذه الأحاديث وذكر الاختلاف بين رواتها والكلام فيهم جرحا وتعديلا. وذكرت كلام أهل العلم على هذه الأحاديث سواءٌ ممن أخرج هذه الأحاديث في كتبهم كأبي داود والترمذي والبزار والنسائي والعقيلي والطبراني وابن عدي والدارقطني والحاكم والبيهقي وابن عبد البر، أو غيرهم كالهيثمي في "مجمع الزوائد" والحافظ ابن حجر في كتبه الأخرى "الإصابة" و"التلخيص الحبير" و"تخريج الأذكار" و"تخريج أحاديث المختصر" و "الأمالي" وغيرها، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" و"إتحاف الخيرة" و "مختصره" وغيرهم. الطبعة المعتمدة لهذا الكتاب: اعتمدت في كتابي هذا على طبعة مصطفى البابي الحلبي المطبوعة بمصر، فأذكر عند كل حديث موضعه في "فتح الباري" من هذه الطبعة، وأجعله في الهامش بعد أن أضع بعد كلام الحافظ على الحديث رقما، وذلك كما يلي: أ- ذكر الجزء والصحيفة. ب- ذكر اسم الكتاب الذي ورد فيه الحديث. ت- ذكر اسم الباب الذي ورد فيه الحديث. ¬

_ (¬1) بسبب اختلاف في راو، أو اختلاف على راو ثقة في رفع حديث ووقفه، أو وصله وإرساله، أو بإبدال راو بآخر، أو بإسقاط راو وإثباته، أو بغير ذلك من أنواع الاختلاف على الثقات، ثم لم تترجح رواية على أخرى، أو اختلف أهل العلم في أرجح هذه الروايات. أو لغير ذلك من الاسباب التي تدعو إلى التثبت وعدم التعجل في الحكم على الحديث.

تنبيهات

مثال على ذلك: حديث عقبة بن عامر مرفوعا "أيام مني عيدنا أهل الإسلام" قال الحافظ: وهو في السنن وصححه ابن خزيمة" (1) فرقم (1) المذكور هنا في نهاية كلام الحافظ يكون في الهامش أيضا وفيه البيانات التالية: (1) 3/ 128 (كتاب العيدين - باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين) فالحديث هذا ذكره الحافظ في الكتاب المذكور، وفي الباب المذكور، في الجزء الثالث وصفحة رقم مائة وثمانية وعشرين. وسبب ذكري للكتاب وللباب عند كل حديث أنّ لفتح الباري عدة طبعات، فمن كانت عنده الطبعة المعتمدة فيرجع إلى الجزء والصفحة مباشرة، ومن كانت عنده طبعة أخرى فيرجع إلى الكتاب والباب فيصل إلى الحديث المذكور. ثم يأتي بعد قول الحافظ كلامي على الحديث، فاذكر أولا الحكم على الحديث، فأقول: صحيح أو حسن أو ضعيف ... ثم التخريج والتحقيق. تنبيهات: الأول: ذكرت أن موضوع الكتاب هو الأحاديث المذكورة في الشرح، فعلى هذا فأحاديث البخاري ليست من شرط الكتاب، وكذلك طرق أحاديث البخاري التي يذكرها الحافظ في الشرح ليست من شرط هذا الكتاب، وإن وجدت فيه فهي قليلة جدا. الثاني: الأحاديث المعلقة التي يذكرها البخاري في كتابه ويتكلم عليها الحافظ في الشرح لا أتعرض لها أيضاً إلا نادرا. الثالث: الأحاديث التي يذكرها الحافظ في الشرح ويسكت عنها وهي في البخاري أبين ذلك فقط ولا أتكلم عليها. الرابع: الموقوفات والمقطوعات ليست من شرط هذا الكتاب، وما ذكرت فيه من الموقوف فلأنّ الحافظ ذكر أنها رويت مرفوعة أيضا، مثل: - حديث ابن عباس: الإضرار في الوصية من الكبائر. - وحديث ابن عباس أيضا: حرمت الخمر قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب.

- وحديث ابن مسعود: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن. وغيرها. الخامس: الأحاديث التي ذكر الحافظ أنّ مسلما أخرجها ذكرتها في كتابي هذا، وبينت موضعها في صحيح مسلم، وليس من شرطي في هذا الكتاب أن أتكلم على طرقها، وإنما شرطي هنا أن أتكلم على غير ما في الصحيحين. السادس: الحديث الذي يخرجه البخاري في كتابه من رواية صحابي معين ويذكر الحافظ أتى هذا الحديث رواه صحابي آخر أو أكثر من صحابي خارج الصحيح أقوم بتخريجه، وأمثلته في هذا الكتاب كثيرة، فمنها: - حديث "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" أخرجه البخاري من حديث ابن مسعود (فتح 1/ 120) وذكر الحافظ أنّ النسائي أخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص. - حديث أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرتين مرتين. أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن زيد (فتح 1/ 269) وذكر الحافظ أن أبا داود والترمذي وابن حبان أخرجوه من حديث أبي هريرة. - حديث الثلاثة الذين دخلوا الغار فانطبق عليهم. أخرجه البخاري من حديث ابن عمر (فتح 7/ 317 - 320) وذكر الحافظ أنه رواه أيضا النعمان بن بشير وعقبة بن عامر وأبو هريرة وأنس وعلي وابن أبي أوفى وابن عمرو. - حديث "من كذب عليّ متعمدا ... " أخرجه البخاري من حديث علي ومن حديث الزبير ومن حديث أنس ومن حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث ابن عمرو ومن حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث أبي هريرة. وذكر الحافظ أنه رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هؤلاء أيضا. السابع: أعرضت عن كثير من الروايات التي نسبها الحافظ للواقدي؛ لأنّ الواقدي متروك الحديث، وكذبه غير واحد.

بل قال الإمامان إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث. الثامن: إذا قلت: قال الحافظ، فمرادي ابن حجر العسقلاني، وذلك في الكتاب كله. وسميته: أنيس الساري في تخريج وتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري. أسال الله تعالى أن يجعل هذا العمل مقبولا عنده، وأن يجزيني به خير الجزاء، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمَّد وآله وسلم. الكويت في 19 ربيع الأول سنة 1422هـ الموافق 11/ 6/ 2001 م وكتبه أبو حذيفة نبيل بن منصور بن يعقوب البصارة ***

المجموعة الأولى

المجموعة الأولى وتشتمل على أربعة آلاف وسبعمائة وأربع وتسعين حديثاً (4794) مرتبة على حروف المعجم

حرف الهمزة

حرف الهمزة 1 - حديث أنس: آخرُ صلاة صَلاَّهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - خَلْف أبي بكر في ثَوْب" قال الحافظ: وحديث أنس فيه أنّ أبا بكر كان إماما، أخرجه الترمذي وغيره من رواية حميد عن ثابت عنه بلفظ: فذكره، وأخرجه النسائي من وجه آخر عن حميد عن أنس فلم يذكر ثابتا" (¬1) صحيح يرويه حميد الطويل واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن حميد عن أنس قال (¬2): آخِرُ صَلاة صَلاَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع القَوم صلى في ثوب واحد مُتوشِّحا به (¬3) خَلف أبي بكر. منهم: 1 - إسماعيل بن جعفر الأنصاري. أخرجه أحمد (3/ 159) والنسائي (2/ 61) وفي "الكبرى" (860) والآجري في "الشريعة" (1304) 2 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (3/ 216) ¬

_ (¬1) 2/ 296 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب حد المريض أن يشهد الجماعة). (¬2) ولفظ حديث هشيم "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج وأبو بكر يصلي بالناس، فجلس إلى جنبه وهو في بردة قد خالف بين طرفيها، فصلى بصلاته. (¬3) زاد سفيان وعبد الوهاب في حديثهما "وهو قاعد" وفي حديث ابن علية "في مرضه الذي مات فيه"

3 - علي بن عاصم الواسطي. أخرجه أحمد (3/ 243) 4 - إسماعيل بن علية. أخرجه أبو يعلى (3734 و 3884) 5 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه أحمد (3/ 233) 6 - مُعتمر بن سليمان التيمي. أخرجه أبو يعلى (3751) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (74) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 381 و 382) 7 - أنس بن عياض الليثي. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 204) والآجري (1305) 8 - محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري (¬1). أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 192) 9 - هشيم بن بشير. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 192) 10 - عبد الله بن عمر العمري. أخرجه عبد الرزاق (1367) - وقال غير واحد: عن حميد ثنا ثابت البناني عن أنس قال: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مَرَضِهِ خَلْفَ أبي بكر قاعدا في ثوبٍ مُتوشحا به. وفي لفظ "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد بُرْدٍ مخالفا بين طرفيه، فلما أراد أنْ يقوم قال "ادع لي أسامة بن زيد" فجاء فأسند ظهره إلى نَحْره، فكانت آخر صلاة صلاها. ¬

_ (¬1) وصرّح في روايته بسماع حميد من أنس.

منهم: 1 - محمد بن طلحة بن مُصَرِّف اليامي. أخرجه الترمذي (363) وقال: هذا حديث حسن صحيح" 2 - سليمان بن بلال المدني. أخرجه ابن حبان (2125) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 472 - 473) 3 - يحيى بن أيوب المصري. أخرجه البزار (النكت الظراف 1/ 133) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 406) وفي "المشكل" (5649) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 192) - وقال يزيد بن هارون: أنا حميد الطويل عن ثابت البناني قال: بلغنا أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم صلّى خلف أبي بكر في وَجَعِهِ الذي مات فيه قاعدا متوشحا بثوب - قال: أظنه بُرْداً - ثم دعا أسامة فأسند ظهره إلى نحوه، ثم قال: "يا أسامة ارفعني إليك". قال يزيد: وكان في الكتاب الذي معي: عن أنس، فلم يقل: عن أنس، فأنكره وأثبت ثابتا. أخرجه أحمد (3/ 243). قال الترمذي: ومن ذكر فيه عن ثابت فهو أصح" وقال الحافظ: يحتمل أن يكون حميد سمعه من أنس، وكان استثبت فيه ثابتا، وكذلك كان في أكثر يحدث به عن ثابت عن أنس" النكت الظراف 1/ 133 وللحديث شاهد عن أبي بكر أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 314) وفي "مسنده" (المطالب 333/ 1) عن محمد بن عمر الأسلمي ثنا الضحاك بن عثمان عن حبيب مولى عروة قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر تقول: رأيت أبي يصلي في ثوب واحد وثيابه موضوعة وقال: يا بنية، إنّ آخر صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفي في ثوب واحد. ورواه أبو يعلى (51) عن ابن أبي شيبة به. قال البوصيري: وشيخ ابن أبي شيبة الواقدي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 2/ 386 2 - عن أنس قال: آخرُ صَلاةِ صَلَّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع القَوْمِ، الحديث.

قال الحافظ: أخرجه البيهقي من طريق محمد بن جعفر عن حميد عن أنس" (¬1) أنظر الحديث الذي قبله. 3 - "آخر قرْيَة في الإسلام خَرَاباً المدينة" قال الحافظ: وقد روى ابن حبان من طريق عروة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه الترمذي (3919) وفي "العلل" (2/ 945) عن أبي السائب سَلْم بن جُنَادة الكوفي ثنا أبي ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه ابن حبان (6776) عن محمد بن صالح بن ذَرِيح ثنا سلم بن جنادة به. وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (460) من طريق محمد بن خلف بن حيان القاضي ثنا سلم بن جنادة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام بن عروة. وقال: سألت محمداً (¬3) عن هذا الحديث فلم يعرفه وجعل يتعجب من هذا الحديث، وقال: كنت أرى أنّ جنادة بن سلم مقارب الحديث" وقال المناوي: رمز المصنف لضعفه وهو كما قال" الفيض 1/ 41 قلت: جُنادة هو ابن سَلْم الكوفي وهو مختلف فيه. قال أبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث. زاد أبو حاتم: ما أقربه من أن يُترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر. وقال الساجي: حدّث عن هشام بن عروة حديثاً منكراً. ووثقه ابن خزيمة وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أغلاط. وابنه صدوق، وهشام وأبوه ثقتان مشهوران. ¬

_ (¬1) 9/ 209 (كتاب المغازي - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) (¬2) 4/ 463 (فضائل المدينة - باب من رغب عن المدينة) (¬3) يعني البخاري.

4 - عن أنس قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين ابن مسعود والزبير. قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" بسند صحيح" (¬1) سيأتي بعد حديثين. 5 - عن أنس قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أبي الدَرْدَاء وسَلْمَان. قال الحافظ: وذكر البغوي في "معجم الصحابة" من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: فذكره، فذكر قصة لهما غير المذكورة هنا. وروى ابن سعد من طريق حميد بن هلال قال: أُوخي بين سلمان وأبي الدرداء، فنزل سلمان الكوفة، ونزل أبو الدرداء الشام. ورجاله ثقات" (¬2) حديث أنس أخرجه أبو يعلى (3404) وعنه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 69) قال: حدثنا قَطَن بن نُسَير ثنا جعفر بن سليمان ثنا ثابت عن أنس قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه: آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وآخى بين عوف بن مالك وبين صَعْب بن جُثَّامَة. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 171 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 7/ 207 - 208 قلت: قطن بن نسير مختلف فيه، قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه. وذكر أنَّه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويوصله. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه مسلم حديثا واحدا. وجعفر وثابت ثقتان. وحديث حميد بن هلال أخرجه ابن سعد (4/ 84) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي أنا شعبة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: فذكره. ورواته ثقات. وفي الباب عن أبي جحيفة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين سلمان وأبي الدرداء. ¬

_ (¬1) 13/ 114 (كتاب الأدب- باب الإخاء) (¬2) 5/ 113 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 119) عن جعفر بن عون الكوفي عن أبي العُمَيْس عن عون أبي جحيفة عن أبيه به. وإسناده صحيح، وأبو العميس اسمه عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي. 6 - عن أنس قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أبي طلحة وأبي عبيدة. قال الحافظ: ولمسلم (2528) من طريق ثابت عن أنس قال: فذكره" (¬1) 7 - عن ابن عباس قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الزبير وابن مسعود وهما من المهاجرين. قال الحافظ: وأخرج الحاكم وابن عبد البر بسند حسن عن أبي الشعثاء عن ابن عباس فذكره، وأخرجه الضياء في "المختارة" من "المعجم الكبير" للطبراني، وابن تيمية يصرّح بأنّ أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك" (¬2) صحيح أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1401) والطبراني في "الكبير" (12816) و"الأوسط" (933 و 5219) والحاكم (3/ 314) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (7/ 35) من طرق عن سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عَبَّاد بن العوام عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن جابر (¬3) بن زيد عن ابن عباس قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الزبير بن العوام وبين عبد الله بن مسعود. وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة (3/ 1053) عن سعيد بن سليمان به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يعلي بن مسلم إلا سفيان بن حسين، تفرد به عباد" وقال الحاكم: صحيح الاسناد" وقال الهيثمي: رجال الأوسط ثقات" المجمع 8/ 171 قلت: وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 8/ 274 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه) (¬2) 8/ 273 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه) (¬3) ووقع في "الأوسط" للطبراني "عن سعيد بن جبير"

وله شاهد عن أنس مثله. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (568) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 56) من طريق إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا أبو سلمة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن مسعود) وإسناده صحيح، وأبو سلمة هو موسى بن إسماعيل التبوذكي. 8 - حديث أنس رفعه "آلُ محمد كُلّ تَقِي" قال الحافظ: أخرجه الطبراني ولكن سنده واه جداً، وأخرج البيهقي عن جابر نحوه من قوله بسند ضعيف" (¬1) له عن أنس طرق: الأول: يرويه نعيم بن حماد ثنا نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من آلُ محمد؟ فقال "كُلْ تَقِي" وتلا رسول الله صلى عليه وسلم - إن أولياؤه إلا المتقون -. أخرجه الطبراني في "الصغير" (318) و"الأوسط" (3356) واللفظ له وعنه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 306) عن جعفر بن الياس بن صدقة الكباش المصري وابن عدي (7/ 2506) عن محمد بن حاتم المؤدب قالا: ثنا نعيم بن حماد به. قال الطبراني: لم يَروه عن يحيى بن سعيد إلا نوح، تفرد به نعيم" قلت: وسنده واه جدا كما قال الحافظ، فنوح بن أبي مريم هو المعروف بنوح الجامع قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره، ليس بثقة، وقال البخاري وغيره: ذاهب الحديث، وكذبه غير واحد. لكنَّه لم ينفرد به بل تابعه النضر بن محمد الشيباني عن يحيى بن سعيد عن أنس به. ¬

_ (¬1) 13/ 412 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه الديلمي كما في "المقاصد" (ص 5) و"الضعيفة" (3/ 469) من طريق محمد بن مزاحم ثنا النضر بن محمد به. والنضر بن محمد هذا لم أعرفه، ويحتمل أنّه القرشي العامري المروزي المترجم في "تهذيب الكمال" فقد ذكر المزي في الرواة عنه: أبو وهب محمد بن مزاحم (¬1). الثاني: يرويه نافع أبو هرمز عن أنس قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: من آلُ محمد؟ فقال: "كل مؤمن تقي" وفي لفظ "كلٌّ تقي من أمة محمد". أخرجه العقيلي (4/ 287) وابن عدي (7/ 2513) وتمام (1567) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 306) والبيهقي (2/ 152) والقشيري في "رسالته" (ص 56) وابن الجوزي في "العلل" (429) من طرق عن نافع أبي هرمز عن أنس به. قال العقيلي: نافع أبو هرمز الغالب على حديثه الوهم ولا يتابع عليه في هذا الحديث" وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن نافع أبي هرمز عن أنس غير محفوظ، وعامة ما يرويه نافع أبو هرمز غير محفوظ والضعف على روايته بين" وقال البيهقي: وهذا لا يحل الاحتجاج بمثله، نافع السلمي أبو هرمز بصري كذبه ابن معين وضعفه أحمد وغيرهما من الحفاظ" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونافع يغلب على حديثه الوهم، قال ابن معين: لا يُكتب حديثه. وضعفه هو وأحمد، وقال ابن معين مرّة: كذاب، وقال الدارقطني: متروك" الثالث: يرويه مصعب بن سليم الزهري قال: سمعت أنس بن مالك به. أخرجه أبو بكر الشافعي في "الرباعيات" كما في "الضعيفة" (3/ 469) عن محمد بن سليمان ثنا أبو نعيم ثنا مصعب بن سليم به. ¬

_ (¬1) قال الألباني: محمد بن مزاحم هو أخو الضحاك" وهو غير أبي وهب.

محمد بن سليمان (¬1) أظنه ابن الحارث الباغندي فإنه يروي عن أبي نعيم ويروي عنه أبو بكر الشافعي وهو مختلف فيه، ومصعب بن سليم وثقه النسائي وغيره. وللحديث شواهد: قال السخاوي: وفي "الدلائل" من حديث ابن الشخير ومن حديث شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي قال: قلت: يا رسول الله، من آل محمد؟ قال: "كلُّ تَقِي" وأسانيدها ضعيفة" المقاصد ص 5 - 6 وأما قول جابر الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه ابن عدي (2/ 727 - 728) ومن طريقه البيهقي (2/ 152) عن محمد بن إبراهيم العقيلي ثنا أحمد بن الفرات ثنا أبو داود ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: آلُ محمد - صلى الله عليه وسلم - أمته. محمد بن إبراهيم العقيلي لم أعرفه، ويحتمل أنّه الأصبهاني المترجم في "أخبار أصبهان" (2/ 232) وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. قال البيهقي: وعبد الله بن محمد بن عقيل لم يكن بالحافظ وأهل العلم بالحديث مختلفون في جواز الاحتجاج برواياته" السنن 1/ 237 والباقون كلهم ثقات. 9 - عن عائشة قالت: آلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحَرَّمَ. فجعل الحَرَامَ حَلالا، وجعل في اليمين كَفَّارة. قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه والبيهقي بسند رجاله ثقات من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فذكرته" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج الترمذي من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فذكرته، ورجاله موثقون لكن رجّح الترمذي إرساله على وصله" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) قال الألباني في "الضعيفة" (3/ 469): محمد بن سليمان هو ابن هشام أبو جعفر الخزاز المعروف بابن بنت مطر الوراق، وهو متهم، فالله أعلم" (¬2) 11/ 289 (كتاب الطلاق - باب من قال لامرأته أنت عليّ حرام) (¬3) 11/ 347 (كتاب الطلاق - باب قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا})

يرويه داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن مسروق واختلف عنه: - فقال مسلمة بن علقمة المازني: عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة. أخرجه الترمذي (1201) وابن ماجه (2072) والطبري في "التفسير" (28/ 159) عن الحسن بن قزعة البصري أنبأ مسلمة بن علقمة به. وأخرجه ابن الأعرابي (397) وابن حبان (4278) وتمام (1652) والبيهقي (7/ 352) من طرق عن الحسن بن قزعة به. ومسلمة بن علقمة مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. وقال العقيلي: له عن داود مناكير وما لا يتابع عليه من حديثه كثير. وقال ابن عدي: ولمسلمة هذا عن داود غير ما ذكرت مما لا يتابع عليه. - وقال غير واحد: عن داود عن الشعبي عن مسروق مرسلا، منهم: 1 - علي بن مُسهر الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 227 - 228) 2 - سفيان. أخرجه الطبري (28/ 156) 3 - إسماعيل بن علية. أخرجه الطبري (28/ 156) 4 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. أخرجه البيهقي (7/ 352) وهذا أصح. 10 - "آمركم بأربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخُمس من الغنائم" قال الحافظ: رواه مسلم (18) من حديث أبي سعيد الخدري" (¬1) ¬

_ (¬1) 1/ 142 (كتاب الإيمان - باب أداء الخمس من الإيمان)

11 - "آمنتُ باللهِ وملائكتهِ وكتبهِ ورسلهِ واليومِ الآخر" قال الحافظ: في حديث أبي سعيد عند الترمذي "فقال: أتشهد أنت أني رسول الله؟ ". وقال: وفي حديث أبي سعيد: فذكره. وقال: وفي حديث أبي سعيد عند مسلم "أرى صادقين وكاذبا" ولأحمد "أرى عرشا على البحر حوله الحيتان" (¬1) صحيح وله عن أبي سعيد طريقان: الأول: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن أبي نَضْرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد قال: لقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمنت بالله وملائكته وكتبه، ما ترى؟ " قال: أرى عرشا على الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى؟ " قال: أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لُبِسَ عليه، دعوه" أخرجه مسلم (2925) عن محمد بن المثنى ثنا سالم بن نوح عن الجريري به. ومن طريقه أخرجه الداني في "الفتن" (662) وأخرجه الترمذي (2247) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الأعلى عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن صَائِد في بعض طرق فاحتبسه وهو غلام يهودي وله ذُؤَابَة ومعه أبو بكر وعمر، وذكر الحديث بنحوه. وقال: هذا حديث حسن" وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 404) عن علي بن عاصم الواسطي ثنا الجريري به. الثاني: يرويه الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه - فقال أبو نعيم الفضل بن دُكين: ثنا الوليد ثني أبو سلمة عن ألي سعيد قال: أَتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن صَيّاد وهو يلعب مع الغلمان قال: "أتشهد أني رسول الله؟ " قال هو: ¬

_ (¬1) 6/ 513 (كتاب الجهاد - باب كيف يعرض الإسلام على الصبي)

أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد خَبَّأتُ لك خَبِيْئا" قال: دُخ، قال: "اخْسَأ فَلَنْ تَعْدُو قَدْرَكَ". أخرجه أحمد (3/ 82) عن أبي نعيم به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2951) عن إسماعيل بن إسحاق الكوفي ثنا أبو نعيم به. وأخرجه العقيلي (4/ 317) عن محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا أبو نعيم به. وإسناده حسن، الوليد صدوق، وأبو نعيم وأبو سلمة ثقتان. - وقال يزيد بن هارون: أنبأ الوليد عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 786) عن يزيد بن هارون به. وأخرجه العقيلي (4/ 317) عن محمد بن يحيى الواسطي ثنا يزيد بن هارون به. وقال: الوليد بن عبد الله بن جميع في حديثه اضطراب" قلت: والاضطراب في اسم الصحابي لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول. وقال البوصيري: ورواته ثقات" مختصر الاتحاف 10/ 543 12 - حديث ابن عباس أنّ الفَارِعَة بنت أبي الصّلت أخت أمية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشدته من شعره فقال "آمن شِعْره وكَفَرَ قَلْبَه" قال الحافظ: رواه الفاكهي وابن منده" (¬1) ضعيف جدا وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح باذام مولى أم هانئ عن ابن عباس. أخرجه الفاكهي في "كتاب مكة" كما في "الإصابة" (13/ 69 - 70) ومحمد بن السائب الكلبي متهم. ¬

_ (¬1) 8/ 153 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية)

قال ابن حبان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفه، يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس ولا سمع منه شيئا، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف، لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به" المجروحين وقال الحاكم: أحاديثه عن أبي صالح موضوعة" المدخل إلى الصحيح وأبو صالح مولى أم هانئ قال النسائي وغيره: ضعيف. الثاني: يرويه أبو بكر الهذلي عن عكرمة: قلت لابن عباس: أرأيت ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمية بن أبي الصلت "آمن شعره وكفر قلبه" فقال: هو حق فما أنكرتم منه ذلك" أخرجه أبو بكر الأنباري في "كتاب المصاحف" كما في "فيض القدير" (1/ 59) عن أبيه ثنا عبد الرحمن بن حمزة البلخي ثنا محمد بن عمرو الشيباني عن أبي عمرو الشيباني عن أبي بكر الهذلي به. قال المناوي: إسناده ضعيف" قلت: أبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال الدارقطني وغيره: متروك. 13 - عن وائل بن حُجْر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقال: "آمين" ومَدَّ بها صَوته. قال الحافظ: وروى أحمد وأبو داود والترمذي من حديث وائل بن حجر قال: فذكره، وروى أبو داود وابن ماجه نحوه من حديث أبي هريرة" (¬1) صحيح ورد من حديث وائل بن حجر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أم الحصين فأما حديث وائل بن حجر فله عنه طرق: الأول: يرويه سلمِة بن كُهَيْل الكوفي عن حُجْر بن عَنْبَس عن، وائل بن حُجْر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقال: "آمين" يمدّ بها صوته. ¬

_ (¬1) 9/ 226 (كتاب التفسير - سورة الفاتحة - باب غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

وفي رواية "ورفع بها صوته" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 425 و 14/ 244) وأحمد (4/ 315 - 316) ومسلم في "التمييز" (37) والحربي في "الغريب" (2/ 838) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 131) وابن حزم (3/ 341) عن وكيع والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (153) والدارمي (1227) والطبراني في "الكبير" (22/ 44) عن محمد بن كثير العبدي (¬1) والبخاري في "القراءة" (153) والطبراني في "الكبير" (22/ 44) عن قبيصة بن عقبة الكوفي والبخاري في "القراءة" (152) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسى والترمذي (248) والبغوي في "شرح السنة" (586) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 436) عن يحش بن سعيد القطان والترمذي (248) والدارقطني (1/ 334) والبغوي في "شرح السنة" (586) وابن الأثير (5/ 436) عن عبد الرحمن بن مهدي والدراقطني (1/ 334) عن محمد بن يوسف الفريابي والبيهقي (2/ 57) وفي "معرفة السنن" (3160) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري والبيهقي (2/ 57) وفي "الصغرى" (400) ¬

_ (¬1) رواه أبو داود (932) عن محمد بن كثير فقال فيه: عن حجر أبي العنبس. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 14) والرافعي في "التدوين" (4/ 70) وكذا البغوي في "الشمائل" (524) لكنه قال: عن حجر العنبس الحضرمي.

عن خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي الكوفي كلهم عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به. وأخرجه الدارقطني (1/ 333 - 334) من طريق عبد الله بن سعيد الكندي ثنا وكيع والمحاربي ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس وهو ابن عنبس عن وائل به. قال الترمذي: حديث حسن" وقال الدارقطني: صحيح" وقال الحافظ في "التلخيص" (1/ 236): سنده صحيح، وصححه الدارقطني، وأعلّه ابن القطان بحجر بن عنبس وأنّه لا يعرف، وأخطأ في ذلك، بل هو ثقة معروف قيل له صحبة ووثقه ابن معين وغيره، وتصحف اسم أبيه على ابن حزم فقال فيه "حجر بن قيس" وهو مجهول وهذا غير مقبول منه" قلت: ولم ينفرد سفيان به بل تابعه العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل أنّه صلّى خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجهر بآمين وسَلَّم عن يمينه وعن شماله حتى رأيت بياض خَدِّه. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 299) والترمذي (249) والطبراني في "الكبير" (22/ 45) والمزي (22/ 512 - 513) وأخرجه أبو داود أيضا (933) لكن وقع عنده "علي بن صالح عن سلمة بن كهيل" ووهم في ذلك. قال الحافظ في "التهذيب": العلاء بن صالح التيمي ويقال الأسدي الكوفي وسماه أبو داود في روايته علي بن صالح وهو وهم" وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود ويعقوب بن سفيان وابن نمير والعجلي وغيرهم. وتابعه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي سكن حجر بن عنبس الثقفي قال: سمعت وائل بن حجر به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 196 - 197) عن الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا الحسن بن عطية أنبا يحيى بن سلمة به. وإسناده ضعيف جدا، يحيى بن سلمة بن كهيل متروك كما في "التقريب". وخالفهم شعبة فرواه عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن

علقمة بِن وائل عن أبيه قال: صَلَّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعته حين قال {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7] قال "آمين" وأَخْفَى (¬1) بها صوته. أخرجه الحربي في "الغريب" (2/ 837) والدارقطني (1/ 334) عن يزيد بن زريع البصري والطبراني في "الكبير" (22/ 9) عن عفان بن مسلم البصري و (22/ 45) عن وكيع ومسلم في "التمييز" (36) عن يحيى بن سعيد القطان وابن حبان (1805) عن وهب بن جرير بن حازم وعبد الصمد بن عبد الوارث البصري كلهم عن شعبة به. واختلف فيه على شعبة: * فقيل: عنه عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن وائل، ليس فيه علقمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 44) وأبو نعيم في الصحابة (6482) من طريق حجاج بن نُصير البصري ثنا شعبة به. وتابعه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا شعبة به. أخرجه مسلم في التمييز" (36) * ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة واختلف عنه: فرواه معاذ بن المثنى العنبري عنه كرواية حجاج بن نصير أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 43 - 44) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "يخفض"

ورواه الحربي في "الغريب" (2/ 837) عنه وعن سليمان بن حرب البصري عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن أبيه. وتابعه إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا أبو الوليد وسليمان بن حرب عن شعبة به. أخرجه الحاكم (2/ 232) وقال: صحيح على شرط الشيخين" وخالفهما إبراهيم بن مرزوق البصري فرواه عن أبي الوليد عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن وائل. لم يذكر "علقمة" وقال في متنه "رافعا بها صوته" أخرجه البيهقي (2/ 58) وقال في "المعرفة" (2/ 392): إسناده صحيح" * وقيل: عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن أبيه وقد سمعته من وائل. أخرجه الطيالسي أبو داود (ص 138) ثنا شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 57) وقال: قوله حجر أبو العنبس كذلك ذكره محمد بن كثير عن الثوري، وأما قوله: عن علقمة فقد بيّن في روايته أنّ حجرا سمعه من علقمة وقد سمعه أيضا من وائل نفسه، وقد رواه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رواية الثوري" ولم ينفرد أبو داود الطيالسي به بل تابعه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري ثنا شعبة به. أخرجه أبو مسلم الكجي في "سننه" كما في "التلخيص" (1/ 237) * وقيل: عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن وائل أو سمعه حجر من وائل. على الشك. أخرجه أحمد (4/ 316) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به. ورواه محمد بن بشار عن محمد بن جعفر فجزم به، قال: حدثني علقمة بن وائل عن وائل.

أخرجه مسلم في "التمييز" (36) والكلام على هذه الروايات يدور حول ثلاثة أمور: الأول: الاختلاف في حجر أهو ابن عنبس أو أبي عنبس، وهل هو ثقة أم مجهول. فاتفق الثوري والعلاء بن صالح وشعبة على تسميته حجرا. وقال الثوري في أكثر الرويات عنه: هو ابن عنبس. وقال محمد بن كثير عن الثوري: هو حجر أبي عنبس، وقال في رواية أخرى عنه هو ابن عنبس. وقال وكيع والمحاربي: هو حجر أبي العنبس وهو ابن عنبس. وقال وكيع في رواية عنه: هو ابن عنبس ولم يذكره بالكنية. وقال العلاء بن صالح: هو حجر بن العنبس. وقال شعبة: هو حجر أبي العنبس. والجمع بين هذه الروايات يقتضي أن يكون هو حجر بن العنبس أبو العنبس، وبهذا تتفق جميع الروايات. وكناه بعضهم أبا السكن كما تقدم في رواية يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه. وقال البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 73) حجر بن عنبس أبو السكن الكوفي كناه محمد بن هارون بن المغيرة عن عنبسة عن سلمة بن كهيل، وقال شعبة: أبو العنبس" وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين: الأول: في التابعين 4/ 177 وكناه أبا السكن، قال: وهو الذي يقال له حجر أبو العنبس. والثاني: في أتباع التابعين 6/ 234 وكناه أبا العنبس. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح": حجر بن عنبس أبو السكن ويقال أبو العنبس. قلت: لا مانع أن يكون له كنيتان كما قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 237) وقال الشيخ أحمد شاكر: وأما تكنيته حجرا بأبي العنبس فيحتمل أن لا يكون خطأ وأنه يكون لحجر كنيتان" سنن الترمذي 2/ 29. وقال ابن القطان الفاسي: وصوّب البخاري وأبو زرعة قول الثوري ولا أدري لِمَ لَمْ

يُصَوِّبا قولهما جميعا حتى يكون حجر بن عنبس أبا العنبس اللهم إلا أن يكون البخاري وأبو زرعة قد علما له كنية أخرى" نصب الراية 1/ 370 - التلخيص 1/ 237. وأما الاختلاف في توثيقه فقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" وتبعه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" عن عثمان بن سعيد الدارمي عن ابن معين قال: حجر بن عنبس شيخ كوفي ثقة مشهور. والذي في كتاب الدارمي بدون كلمة "ثقة" وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم في كتابه من طريقه. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح الدارقطني والحاكم والبيهقي حديثه. وقال الخطيب في "التاريخ" (8/ 274): كان ثقة احتج بحديثه غير واحد من الأئمة. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف. كذا قال، وقد عرفه غيره ووثقه وصحح حديثه. الثاني: زيادة علقمة بن وائل في السند. قال البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 73): زاد شعبة فيه علقمة وليس فيه" كذا قال، وقد تقدم في رواية أبي داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق عن شعبة أن حجر بن العنبس قد سمع الحديث من علقمة بن وائل وسمعه من وائل نفسه. قال الشيخ أحمد شاكر: وأما زيادة علقمة بن وائل في الإسناد فليست خطأ أيضا بل هي صواب لأنّ حجرا سمع الحديث من علقمة ومن أبيه معا" سنن الترمذي 2/ 29 الثالث: الاختلاف بين سفيان الثوري وبين شعبة في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "آمين". فالثوري يقول "رفع بها صوته" وشعبة يقول "خفض بها صوته" وقد رجح الحفاظ رواية الثوري. قال البخاري: إنما هو جهر بها" التاريخ الكبير 2/ 1/ 73 وقال مسلم: أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال: وأخفى صورته". وقال الترمذي: سمعت محمدا يقول: حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا. وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة"

وقال أبو بكر الأثرم: اضطرب فيه شعبة في إسناده ومتنه، ورواه سفيان فضبطه ولم يضطرب في إسناده ولا في متنه" التلخيص 1/ 237 وقال الدارقطني: يقال إنّ شعبة وهم فيه لأنّ سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا "ورفع صوته بآمين" وهو الصواب" وقال البيهقي: أجمع الحفاظ: البخاري وغيره على أن شعبة أخطأ في ذلك، فقد رواه العلاء بن صالح، ومحمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة بمعنى رواية سفيان. وكان شعبة يقول: سفيان أحفظ مني. وقال يحيى القطان: ليس أحد أحبّ إليّ من شعبة، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان. وقال ابن معين: ليس أحد يخالف سفيان إلا كان القول قول سفيان، قيل: وشعبة أيضا إن خالفه؟ قال: نعم" المعرفة 2/ 391 وقال النووي: اتفق الحفاظ على غلط شعبة فيها، وأنّ الصواب المعروف: مدّ، ورفع بها صوته" الخلاصة 1/ 381. الطريق الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما افتتح الصلاة كبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب، فلما فرغ منها، قال "آمين" يرفع (¬1) بها صوته. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 425 و 14/ 244) وابن ماجه (855) والحربي في "الغريب" (2/ 838) والطبراني في "الكبير" (22/ 21) عن أبي بكر بن عياش وعبد الرزاق (2633) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 130) والطبراني في "الكبير" (22/ 20) عن معمر بن راشد والطبراني في "الكبير" (22/ 22) والدارقطني (1/ 334 - 335) عن زيد بن أبي أنيسة الجزري ¬

_ (¬1) وفي لفظ "يمدّ" وفي لفظ آخر "فسمعته وأنا خلفه"

والطبراني في "الكبير" (22/ 20) وابن بشران (877) والبيهقي (2/ 58) وأبو موسى المديني في اللطائف من علوم المعارف" (816) عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي والنسائي (2/ 94) وفي "الكبرى" (953) والطبراني في "الكبير" (22/ 21) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 371) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي والنسائي (2/ 112 - 113) وفي "الكبرى" (1004) والطبراني في "الكبير" (22/ 21) عن يونس بن أبي إسحاق والطبراني في "الكبير" (22/ 21) عن إسرائيل بن يونس وعن حديج بن معاوية الجعفي كلهم عن أبي إسحاق به. قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح" قلت: بل إسناده منقطع، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه كما قال ابن معين والبخاري وابن حبان وغيرهم، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، واختلف عليه في هذا الحديث: فرواه من تقدم ذكرهم عنه عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه. * ورواه شريك بن عبدالله القاضي عنه عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر بآمين. أخرجه (¬1) أحمد (4/ 318) والطبراني في "الكبير" (22/ 13) والبيهقي (2/ 58) وشريك سيء الحفظ. ¬

_ (¬1) رواه أحمد عن أسود بن عامر الشامي عن شريك به، ورواه البيهقى من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني عن أسود بن عامر به. وخالفهما أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني فرواه عن أسود بن عامر عن شريك عن سماك عن علقمة عن أبيه. أخرجه مسلم في "التمييز" (38)

* ورواه أبو بكر النهشلي عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله اليحصبي عن وائل. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (379) والطبراني في "الكبير" (22/ 42 - 43) والبيهقي (2/ 58) والنهشلي ثقة لكن لا أدري أسمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه أم بعده. والأول أصح. ولم ينفرد أبو إسحاق به بل تابعه: 1 - الحجاج بن أرطاة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول آمين. أخرجه أحمد (4/ 315) والحجاج ضعيف يدلس ولم يذكر سماعا من عبد الجبار بن وائل. 2 - حماد بن السائب عن عبد الجبار وعلقمة ابني وائل عن وائل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بآمين. أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 359) وقال: حماد بن السائب هو محمد بن السائب الكلبي" قلت: وهو متهم. 3 - محمد بن سالم العبسي عن عبد الجبار عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي واضعا يده اليمنى على ذراعه اليسرى، فلما قال " {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7] " قال "آمين" أخرجه الفقيه في "تلخيص المتشابه" (2/ 626) الطريق الثالث: يرويه عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في الصلاة: آمين. أخرجه أحمد (4/ 318) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا شريك عن عاصم به. والطبراني في "الكبير" (41/ 22) من طريق يحيى بن أبي بكير الكِرماني ثنا شريك عن عاصم به. وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

الطريق الرابع: يرويه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه عن وائل أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال آمين سمعه من خلفه. أخرجه الحربي في "الغريب" (2/ 838) عن إبراهيم بن سعيد عن محمد بن حجر ثنا سعيد بن عبد الجبار به. وإسناده ضعيف، محمد بن حجر هو ابن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال البخاري: فيه بعض النظر، وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء" وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه الزهري عن أبي سلمة وسعيد عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال: آمين" أخرجه ابن خزيمة (571) وابن حبان (1806) والدارقطني (1/ 335) والحاكم (1/ 223) والبيهقي (2/ 58) وفي "المعرفة" (2/ 392) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 13 - 14) من طرق عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال: أخبرني الزهري به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن" قلت: إسحاق بن إبراهيم الزبيدي هو المعروف بابن زبريق وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان ومسلمة بن قاسم، وقال ابن معين: لا بأس به. وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وقال أبو داود: ليس هو بشيء. وشيخه عمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الزبيدي الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، ولم يذكر عنه راويا إلا ابن زبريق، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة. وهو وابن زبريق لم يخرج لهما الشيخان شيئا. وباقي رجال الإسناد ثقات. الثاني: يرويه بشر بن رافع عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة قال: ترك

الناس التأمينَ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال "آمين" حتى يسمعها أهل الصف فَيَرْتَجُّ بها المسجد. أخرجه أبو داود (934) وابن ماجه (853) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 13) وابن حزم (3/ 340) قال ابن القطان الفاسي: بشر بن رافع أبو الأسباط الحارثي ضعيف وهو يروي هذا الحديث عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة، وأبو عبد الله هذا لا يعرف له حال ولا روى عنه غير بشر، والحديث لا يصح من أجله" نصب الراية 1/ 371 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله لا يعرف حاله، وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات" المصباح 1/ 106 وقال الحافظ: بشر بن رافع ضعيف، وابن عم أبي هريرة قيل لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان" التلخيص 1/ 238 وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (1/ 335) من طريق بحر السقاِء عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7]، قال: آمين، ورفع بها صوته. وقال: بحر السقاء ضعيف" وأما حديث أم الحصين فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (2396) عن النضر بن شميل عن هارون الأعور عن إسماعيل بن مسلم عن أبيِ إسحاق عن ابن أم الحصين عن أمه أنها صِلّت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته وهو يقول {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفَاتِحَة: 4] فلما قرأ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7] قال "آمين" حتى سمعته وهي في صَفِّ النساء. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 158) من طريق هُدْبة بن خالد البصري ثنا هارون بن موسى النحوي وهو الأعور ثنا إسماعيل بن مسلم به، إلا أنّه قال: عن جدته أم الحصين. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي. 14 - حديث أنس أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله، أنا أريد الجهاد، فقال "إئت فلانا فقل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام ويقول: ادفع إليّ ما تجهزت به" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 276 (كتاب الاستئذان - باب إذا قال: فلان يقرئك السلام)

أخرجه مسلم (1894) من حديث أنس أنّ فتى من أَسْلَمَ قال: يا رسول الله، إني أريد الغَزْوَ وليس معي ما أتجهز، قال: "إئْتِ فلاناً فإنّه قد كان تجهز فَمَرِضَ" فأتاه فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقرِئُكَ السلام ويقول: أعطني الذي تَجَهَّزْتَ به، قال: يا فلانة، أعطيه الذي تجهزت به ولا تَحْبِسِي عنه شيئا، فوالله لا تحبسي منه شيئا فيبارك لك فيه. 15 - قال أبو رافع: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة إذ سمع شيئا زفر فقال لبلال "ائتني بجريدة خضراء" قال الحافظ: وروى النسائي من حديث أبي رافع بسند ضعيف أنّ الذي أتاه بالجريدة بلال ولفظه: فذكره" (¬1) 16 - عن الزهري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان يوم الفتح: "ائتني بمفتاح الكعبة"، فأبطأ عليه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظره حتى إنّه لَيَتَحَدّر منه مثل الجُمَّان من العرق ويقول "ما يحبسه؟ " فسعى إليه رجل، وجعلت المرأة التي عندها المفتاح وهي أم عثمان واسمها سلافة بنت سعيد تقول: إن أخذه منكم لا يعطيكموه أبدا، فلم يزل بها حتى أعطت المفتاح، فجاء به ففتح، ثم دخل البيت، ثم خرج فجلس عند السقاية فقال علي: إنا أُعطينا النبوة والسقاية والحجابة، ما قوم بأعظم نصيبا منا، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالته، ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع المفتاح إليه. قال الحافظ: روى عبد الرزاق والطبراني من جهته من مرسل الزهري: فذكره، وروى ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن مرسلا نحوه" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (9073) عن معمر عن الزهري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان بن طلبة يوم الفتح "ائتني بمفتاح الكعبة" وذكر الحديث بطوله. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8395) عن الدبري عن عبد الرزاق به. وحديث أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب مرسلا أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 473 - 480) عن يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: فذكرا حديثا طويلا وفيه: ثم دخل عثمان بن طلبة فقال: "أَي ¬

_ (¬1) 1/ 331 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله) (¬2) 9/ 78 - 79 (كتاب المغازي - باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة)

عثمان، أين المفتاح؟ " فقال: هو عند أمي سلامة ابنة سعد، فأرسل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لا واللات والعزى لا أدفعه إليه أبدا، قال: إنه قد جاء أمر غير الأمر الذي كنا عليه، فإنك إنْ لم تفعلي قتلت أنا وأخي، قال: فدفعته إليه، قال: فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحنى عليه ثوبه، ثم فتح له عثمان فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة" ورواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث. 17 - حديث جابر "ائتوني بأعلم رجلين منكم" فأتي بابني صُوْرِيَا. قال الحافظ: وفي حديث جابر عند أبي داود فقال: فذكره. وقال: وفي حديث جابر عند أبي داود قال: نجد في التوراة إذا شهد أربعة أنّهم رأوا ذَكَرهُ في فرجها مثل الميل في المكحلة رُجِمَا. زاد البزار من هذا الوجه: فإنْ وجدوا الرجل مع المرأة في بيت أو في ثوبها أو على بطنها فهي ريبةَ وفيها عقوبة، قال "فما منعكما أن ترجموهما؟ " قالا: ذهب سلطاننا فكرهنا القتل. وقال: ووقع في حديث جابر من الزيادة أيضا: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشهود، فجاء أربعة فشهدوا أنّهم رأوا ذَكَرَهُ في فرجها مثل المِيْل في المكحلة، فأمر بهما فرجما" (¬1) ضعيف أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (154) عن مُجَالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر قال: جاءت اليهود بيهودي ويهودية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أقم عليهما الحَدَّ، فقال "فَهَلاّ أقمتُمُوه فيهما" قالوا: لو ملكنا فعلنا، فأما أن ذهب ملكنا فلا نفعل، فقال "ادعوا لي أعلمكم رجلين" فجاؤوا بابني صُوْرِيَا، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنتما أعلم من ورائكما؟ " قالا: إنّهم ليزعمون ذلك، قال "فإني أنشُدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدور في التوراة من الحَدّ؟ " قالا: نجد في التوراة إنّ الرجل إذا خلا بالمرأة في البيت ما حدّ أُخْلي عنهما وفيه عقوبة، وإذا وجد قد ضاجعها خُلّيَ عنه وفيه عقوبة، وإذا وجد على بطنها خُلي عنه وفيه عقوبة، فإذا أوعب فيها كما توعب المِيْل في المكحلة ففيه الرَّجْم، فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُجِمَا. وأخرجه الحميدي (1294) وأبو يعلى (2136) والطحاوي في "المشكل" (4539) عن سفيان بن عيينة ¬

_ (¬1) 15/ 183و184 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة)

وأبو داود (4452) وابن ماجه (2328) والبزار (كشف 1558) والبيهقي (8/ 231) وابن عبد البر في التمهيد (14/ 401 - 402) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 142) عن حفص بن غياث الكوفي وابن أبي شيبة (10/ 149) وأبو يعلى (1928) والطحاوي في "المشكل" (4545) والدارقطني (4/ 169 - 170) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني كلهم عن مجالد به. وفي حديث أبي أسامة: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشهود فشهدوا فأمر برجمهما. ونحوه في حديث حفص وعبد الرحيم. قال الدارقطني: تفرد به مجالد عن الشعبي وليس بالقوي" وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": قوله في الحديث: فدعا بالشهود فشهدوا، زيادة في الحديث تفرد بها مجالد، ولا يحتج بما ينفرد به، قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ" نصب الراية 4/ 85 وقال البوصيري: مدار أسانيد هذا الحديث على مجالد بن سعيد وهو ضعيف" إتحاف الخيرة 5/ 241 قلت: رواه هشيم عن الشعبي عن جابر مختصرا ولم يذكر الشهود. أخرجه أبو يعلى (2032) عن زكريا بن يحيى زحمويه الواسطي ثنا هشيم به. وهشيم مدلس وقد عنعن. 18 - عن أبي هريرة أنّه - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِقَبْرٍ فوقف عليه، فقال: "ائتوني بجَرِيدَتيْن" فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه. قال الحافظ: وقد روى ابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 331 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبر، فقال: "ائتوني بجريدتين" فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، فقيل: يا نبي الله أينفعه ذلك؟ قال "لن يزال أن يخفف عنه بعض عذاب القبر ما كان فيهما نُدُوٌّ" أخرجه أحمد (2/ 441) وابن أبي شيبة (3/ 376) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (123) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 57 قلت: وهو كما قال، وإسناده حسن، محمد بن عبيد هو الطنافسي وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين وغيرهما، ويزيد بن كيسان هو اليشكري وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف"، وأبو حازم واسمه سلمان الأشجعي الكوفي قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ثقة. ولم ينفرد محمد بن عبيد به بل تابعه الوليد بن القاسم الهمداني عن يزيد بن كيسان به. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 903) الثاني: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة قال: كنا نمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا على قبرين، فقام، فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رعد كُمُّ قميصه، فقلنا: مالك يا نبي الله؟ قال: "ما تسمعون ما أسمع؟ " قلنا: وما ذاك يا نبي الله؟ قال: "هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هَيِّن" قلنا: مِمّ ذلك يا نبي الله؟ قال: "كان أحدهما لا يَسْتَتزِه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة" فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم، يخفف عنهما ما داما رطبتين" أخرجه ابن حبان (824) عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني ثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم ثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو به. وإسناده حسن، رجاله كلهم ثقات غير محمد بن وهب وهو صدوق كما في "التقريب" وأبو عبد الرحيم هو خالد بن يزيد ويقال ابن أبي يزيد الحرّاني.

الثالث: يرويه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد العزيز بن صالح أنّ الحسناء حدثته عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه مرّ بقبرين فأخذ سَعْفَةً أو جريدة فشقَّها فجعل أحدهما على أحد القبرين والشقة الأخرى على القبر الآخر - قال ابن وهب: أرى سئل عن فعلته - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رجل كان لا يتقى من البول، وامرأة كانت تمشي بين الناس بالنميمة فانتظر بهما العذاب إلى يوم القيامة" أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (122) وعبد العزيز بن صالح ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والحسناء لم أر من ترجمها. 19 - عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر رجلا وشاربه طويل وقال: "ائتوني بمقص وسواك" فجعل السواك على طرفه ثم أخذ ما جاوزه. قال الحافظ: أخرجه البزار" (¬1) ضعيف جدا أخرجه البزار (كشف 2969) عن أيوب بن منصور ثنا عبد الرحمن بن مسهر ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. وقال: لا نعلم رواه عن هشام إلا ابن مسهر ولم يتابع عليه وليس بالحافظ" وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مسهر قاضي جبل وهو كذاب" "المجمع 5/ 166 و 168 قلت: هو متروك الحديث كما قال أبو حاتم والنسائي، وأما الكذب فلم أر أحدا من المتقدمين اتهمه به، والله تعالى أعلم. 20 - عن ابن عباس قال: دخلت فاطمة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاهدوا ليقتلوك، فقال: "ائتوني بِوَضوء" فتوضأ. قال الحافظ: وقال الحاكم في "المستدرك": وأهل السنة بهم حاجة إلى دليل الرد على من زعم أنّ الوضوء لم يكن قبل نزول آية المائدة، ثم ساق حديث ابن عباس: فذكره" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 12/ 468 (كتاب اللباس - باب قص الشارب) (¬2) 1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله -عز وجل -: إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم)

أخرجه أحمد (1/ 303) والحاكم (1/ 163) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (65) عن يحيى بن سليم القرشي الطائفي وأحمد (1/ 368) عن معمر بن راشد وابن حبان (6502) وأبو نعيم في "الدلائل" (139) عن مسلم بن خالد الزَّنْجي والبيهقي في "الدلائل" (6/ 240) عن أبي بكر بن عياش (¬1) كلهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إنّ الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومَنَاة الثالثة الأخرى ونَائِلَةَ واسَاف: لو قد رأينا محمدا، لقد قمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نُفَارِقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك، فقال "يا بنية، أريني وَضوءا" فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا، وخَفَضَوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قَبْضَةً من التراب فقال: "شاهت الوجوه" ثم حَصَبَهُم بها فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد احتجا جميعا بيحيى بن سليم، واحتج مسلم بعبد الله بن عثمان بن خثيم ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة، وأهل السنة من أحوج الناس لمعارضة ما قيل أنّ الوضوء لم يكن قبل نزول المائدة وإنما نزول المائدة في حجة الوداع والنبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: إسناده حسن للخلاف في عبدالله بن عثمان بن خثيم. ¬

_ (¬1) رواه وضاح بن يحيى النهشلي عن أبي بكر بن عياش عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن فاطمة. أخرجه الدينوري في "المجالسة" (2521) والحاكم (3/ 157) وقال: صحيح الإسناد. قلت: وجناح بن يحيى قال ابن حبان: منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه.

21 - عن كعب بن مالك قال: خرجنا حجاجا مع مشركي قومنا، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن مَعْرُور سيدنا وكبيرنا، فذكر شأن صلاته إلى الكعبة، قال: فلما وصلنا إلى مكة ولم نكن رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك فسألنا عنه فقيل هو مع العباس في المسجد، فدخلنا فجلسنا إليه فسأله البراء عن القبلة ثم خرجنا إلى الحج وواعدناه العقبة ومعنا عبد الله بن عمرو والد جابر ولم يكن أسلم قبل فعرّفناه أمر الإسلام فأسلم حينئذ وصار من النقباء، قال: فاجتمعنا عند العقبة ثلاثة وسبعين رجلا ومعنا امرأتان: أم عمارة بنت كعب إحدى نساء بني مازن، وأسماء بنت عمرو بن عدي إحدى نساء بني سلمة، قال: فجاء ومعه العباس فتكلم فقال: إنّ محمدا منا من حيث علمتم وقد منعناه وهو في عز، فإن كنتم تريدون أنكم وَافُون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وذاك، وإلا فمن الآن، قال: فقلنا تكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ما أحببت، فتكلم فدعا إلى الله وقرأ القرآن ورغب في الإسلام ثم قال: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم"، قال: فأخذ البراء بن معرور بيده فقال: نعم. فذكر الحديث وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم" ثم قال: "أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا". قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق وصححه ابن حبان من طريقه بطوله، قال ابن إسحاق: حدثني معبد بن كعب بن مالك أن أخاه عبد الله وكان من أعلم الأنصار حدّثه أنّ أباه كعبا حدّثه وكان ممن شهد العقبة وبايع بها، قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 439 - 442) حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة أن أخاه عبد الله بن كعب وكان من أعلم الأنصار حدّثه أن أباه كعبا حدّثه وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر الحديث وفيه طول. وأخرجه أحمد (3/ 460 - 462) والفاكهي في "أخبار مكة" (2542 و 2543) والطبري في "تاريخه" (2/ 360 - 363) وابن حبان (7011) والطبراني في "الكبير" (19/ 87) والحاكم (3/ 441) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1135) والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 444 - 449 و 449 - 450) من طرق عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) 8/ 220 - 221 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة)

قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرّح بالسماع" المجمع 6/ 45 قلت: وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ومعبد بن كعب وثقه العجلي وابن حبان واحتج به الشيخان، وأخوه عبد الله بن كعب وثقه أبو زرعة وغيره. 22 - "أبايعكم على أنّ لا تشركوا بالله شيئا" قال الحافظ: رواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي عن أيوب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، ورجاله ثقات" (¬1) حسن أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2932/ 1) عن عبد الواحد بن زياد العبدي وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2932/ 2) عن حماد بن سلمة كلاهما عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا، وزاد "ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حَرّم الله بغير حق، فمن أصاب هذا منكم فعُجِّلَ له عقوبته فهو كفارة، ومن ستر عليه فأمره إلى الله تعالى إنْ شاء عذبه، وإن شاء رحمه، ومن لم يصب منه شيئا ضمنت له الجنة" لفظ حديث عبد الواحد. وفي رواية حماد "هل تدرون على ما بايعتموني؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "على ألا تشركوا بالله شيئا" والباقي نحوه، وقال "فهو كفارة ذنبه" وقال "فحسابه على الله - عز وجل -" قال البوصيري: مدار هذا الحديث على ليث بن أبي سليم، والجمهور على تضعيفه" إتحاف الخيرة 1/ 85 ومختصر الإتحاف 1/ 66 - 67 قلت: تابعه أيوب السَّخْتِياني عن عمرو بن شعيب به. ¬

_ (¬1) 1/ 73 (كتاب الإيمان - باب حدثنا أبو اليمان)

أخرجه ابن عدي (6/ 2200 - 2201 و 2201) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أنا أيوب به (¬1). وقال: وهذا من حديث أيوب غريب جدا لم يحدث به إلا أبو خيثمة عن الطفاوي عن أيوب" قلت: الطفاوي صدوق، وأبو خيثمة زهير بن حرب وأيوب ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، فالإسناد حسن. والحديث ذكره الحافظ في موضع آخر وقال: سنده صحيح إلى عمرو بن شعيب" (¬2) 23 - حديث جابر أنّه - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من الركعتين بعد طوافه خرج إلى الصفا فقال "أَبْدَاُ بما بدأ الله به" قال الحافظ: وأخرج مسلم (1218) في هذا الباب حديث جابر: فذكره" (¬3) 24 - "ابدَأ بنفسك ثم بمن تَعُوْل" سكت عليه الحافظ (¬4). وذكره في "تلخيص الحبير" (2/ 184) وقال: لم أره هكذا، بل في الصحيحين من حديث أبي هريرة "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" ولمسلم (997) عن جابر في قصة المدبر في بعض الطرق "ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإنْ فَضُلَ شيء فلأهلك" ورواه الشافعي عن مسلم وعبد المجيد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا يقول: فذكر قصة المدبر وقال فيه: "إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه، فإن كان له فضل فليبدأ مع نفسه لمن يعول". 25 - عن إياس بن سلمة قال: قدم سلمة المدينة فلقيه بُريدة بن الحصيب فقال: ¬

_ (¬1) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (927) من طريق عمرو بن محمد الناقد ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا الطفاوي، تفرد به عمرو" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. (¬2) انظر حديث "من أصاب ذنبا أقيم عليه حدّ ذلك الذنب فهو كفارته" (¬3) 4/ 250 (كتاب الحج - باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة) (¬4) 1/ 221 (كتاب العلم - باب العلم والعظة بالليل)

ارتددت عن هجرتك، قال: معاذ الله إني في إذن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول: "ابدُوا يا أسلم" قالوا: إنا نخاف أنّ يَقْدَحَ ذلك في هجرتنا، قال: "أنتم مهاجرون حيث كنتم" قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق سعيد بن إياس بن سلمة أنّ أباه حدّثه قال: فذكره، وله شاهد من رواية عمرو بن عبد الرحمن بن جرهد قال: سمعت رجلا يقول لجابر: من بقي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتدّ عن هجرته، فقال: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأسلم "ابدوا" قالوا: إنا نخاف أنّ نَرْتَدَّ بعد هجرتنا، قال: "أنتم مهاجرور حيث كنتم" وسند كل منهما حسن" (¬1) حديث سلمة بن الأكوع أخرجه أحمد (4/ 55) عن يحيى بن غيلان البغدادي ثنا المفضل بن فضالة ثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حَرْمَلَة عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أنّ أباه حدّثه سلمة قدم المدينة فلقيه بُريدة بن الحصيب فقال: ارتددت عن هجرتك يا سلمة، فقال: معاذ الله إني في إذن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ابدوا يا أسلم فَتَنَسَّمُوا الرياح واسكنوا الشعاب" فقالوا: إنا نخاف يا رسول الله أنْ يضرنا ذلك في هجرتنا، قال: "أنتم مهاجرون حيث كنتم" هكذا قال المفضل بن فضالة: حدثني يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن سعيد بن إياس بن سلمة، فسماه سعيدا. وخالفه سعيد بن أبي مريم فرواه عن يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة، فسماه محمدا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1732) عن فهد بن سليمان بن يحيى والطبراني في "الكبير" (6265) عن يحيى بن أيوب العلاف المصري (¬2) قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم به. ¬

_ (¬1) 16/ 150 - 151 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة) (¬2) ووقع في روايته: أنا يحيى بن أيوب وسليمان بن بلال أو أحدهما - على الشك.

وهذا أصح فقد رواه أبو معشر يوسف بن يزيد البصري البَرَّاء عن عبد الرحمن بن حرملة فسماه محمدا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1733) وأبو معشر البراء مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو داود، واختلف فيه قول ابن معين، واحتج به الشيخان فهو حسن الحديث. قال الذهبي في "الميزان": صدوق ضعفه ابن معين بلا وجه وأثنى عليه غير واحد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بذاك. قلت: ويحيى بن أيوب المصري وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي صدوقان كذلك، وإياس بن سلمة وثقه ابن معين وغيره، وابنه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا عبد الرحمن بن حرملة فهو مجهول. وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 361 - 362) عن يحيى بن غيلان ثنا المفضل بن فضالة ثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر (¬1) بن عبد الرحمن بن جرهد قال: سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله: من بقي معك من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال؟ بقي أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتدّ عن هجرته، فقال جابر: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأسلم "ابدوا يا أسلم" قالوا: يا رسول الله، وإنا نخاف أنْ نرتدّ بعد هجرتنا، فقال "انكم تهاجرون حيث كنتم". هكذا قال المفضل بن فضالة: حدثني يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد. فسماه عمر بن عبد الرحمن. وخالفه سعيد بن أبي مريم فرواه عن يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الله بن جرهد. فسماه عمر بن عبد الله. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 166) و"الأوسط" (1/ 185) والطحاوي في "المشكل" (1731) ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "التعجيل" (2/ 40): هو في المسند عن عمرو بن عبد الرحمن.

قال الهيثمي: وعمر هذا لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 253 كذا قال، مع أن محمد بن عبد الله بن الحصين لم يخرج له أصحاب الكتب الستة شيئا، وقد ترجمه الحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التعجيل" وذكره ابن حبان في "الثقات". وعمر بن عبد الرحمن بن جرهد ترجمه الحافظ في "التعجيل" في موضعين: في من اسمه عُمر 2/ 40، وفي من اسمه عَمرو 2/ 68 وقال: قال الحسيني (¬1): فيه نظر. وقال الحافظ: وهو حديث غريب، وله شاهد من حديث سلمة بن الأكوع عند البخاري في قصة له مع الحجاج (¬2). 26 - حديث ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سقى قال: "ابدَؤوا بالكبير" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى بسند قوي" (¬3) صحيح أخرجه أبو يعلى (2425) عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سقى قال "ابدؤوا بالكبير - أو قال - بالأكابر" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3798) عن علي بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا محمد بن سهم الأنطاكي به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 81 وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 6/ 287 قلت: وإسناده صحيح، والشيخان لم يخرجا لمحمد بن عبد الرحمن بن سهم شيئا، وقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (2/ 310) وقال: كان ثقة. وخالفه عبدان عبد الله بن عثمان المروزي فرواه عن ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة مرسلا. ¬

_ (¬1) "الإكمال" للحسيني ص 317. (¬2) البخاري (فتح 16/ 150) عن سلمة بن الأكوع أنّه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت؟ قال: لا ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لي في البدو. (¬3) 12/ 189 (كتاب الأشربة - باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب)

أخرجه البيهقي في "الشعب" (10495) وقال: هكذا ذكره مرسلا بهذا اللفظ ورواه عبيد الله بن تمام وليس بالقوي عن خالد بهذا اللفظ موصولا. ثم أخرجه من هذا الطريق (10496) وقال: والصحيح رواية عبدان عن ابن المبارك" 27 - "ابدؤوا بما بدأ الله به" قال الحافظ: وقد وقع في حديث جابر الطويل عند مسلم (1218) في صفة الحج: فذكره، ورواه النسائي (5/ 191) بصيغة الأمر "ابدأ بما بدأ الله به" (¬1) قلت: لفظه عند مسلم: "ابدأ بما بدأ الله به". ولفظه عند النسائي: "نبدأ بما بدأ الله به". 28 - قال المغيرة بن شعبة: كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر بالهاجرة ثم قال لنا "أَبْرِدُوا بالصلاة" قال الحافظ: وهو حديث رجاله ثقات، رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان" (¬2) أخرجه أحمد (4/ 250) عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال: كنا نصلي مع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر بالهاجرة فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أبرِدُوا بالصلاة فإنّ شِدَّة الحَرِّ من فَيْحِ جهنم". ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1012) وابن حبان (1505 و 1508) والطبراني في "الكبير" (20/ 400) والبيهقي (1/ 439) وأخرجه ابن ماجه (680) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 187) عن تميم بن المنتصر الواسطي والطحاوي (1/ 187) والبيهقي (1/ 439) عن يحيى بن معين قالا: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق به. ¬

_ (¬1) 7/ 112 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة) (¬2) 2/ 156 (كتاب المواقيت - باب الإبراد بالظهر في شدة الحر)

قال ابن حبان: تفرد به إسحاق الأزرق" وقال البيهقي: قال الترمذي فيما بلغني عنه: سألت محمدا عن هذا الحديث فعدّه محفوظا وقال: رواه شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة قال: كنا نصلّي الظهر بالهاجرة فقيل لنا: "أبردوا بالصلاة فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنم" رواه الترمذي عن عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن بيان كما قال البخاري. وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 87 قلت: رواته ثقات غير شريك وهو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس. 29 - عن عبد الله بن عمرو قال: صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر ثم قال "أبشروا، من صلّى الخمس واجتنب الكبائر السبع نودي من أبواب الجنة" فقيل له: أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكرهن؟ قال: نعم. قال الحافظ: ولأسماعيل القاضي من طريق المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره" (¬1) أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (137) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 3) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 481) وابن بشران في "الأمالي" (436 و 863) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن مسلم بن الوليد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمرو قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فقال "لا أقسم، لا أقسم، لا أقسم" ثم نزل فقال "أبشروا أبشروا، إنه من صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء" قال المطلب: سمعت رجلا (¬2) يسأل ابن عمرو: أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرهن؟ قال: نعم: عقوق الوالدين، والشرك بالله، وقتل النفس، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وأكل الربا". قال المنذري: وفي إسناده مسلم بن الوليد لا يحضرني فيه جرح ولا عدالة" الترغيب 2/ 303 ¬

_ (¬1) 15/ 198 - 199 (كتاب الحدود - باب قذف المحصنات) (¬2) سماه الفاكهي في "حديثه": عمر بن عبد العزيز.

وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن الوليد ولم أر من ذكره" المجمع 1/ 104 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 446) وترجمه البخاري (4/ 2 / 153) وابن أبي حاتم (4/ 1/ 197 - 198 و 4/ 2/ 16) في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. 30 - حديث جابر: أبطأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العشاء حتى نام بعض من كان بالمسجد. قال الحافظ: وفي حديث جابر عند البزار: فذكره. وقال: وفي حديث جابر "وقال بعضنا: هم الشهداء" وفي رواية له "من رَقّ قلبه للإسلام" (¬1) أخرجه البزار (كشف 3541) عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ثني أبي عن مجالد عن عامر عن جابر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخّرَ الظهر إلى آخر الوقت، ثم خرج فصلّى، ثم قال "رأيت فيما يرى النائم أنّ الأمم عُرضت عليّ فكان النبي يجيئ في خمسة أو أكثر من ذلك، فرأيت جماعة كبيرة، فظننت أنها أمتي، فقيل: هذه أمة موسى، ورأيت عيسى بن مريم أبيض جَعداً يضرب إلى الحُمرة، ورأيت" وذكر كلاما كأن معناه عدد كبير، فقيل: إنها أمتك، وقيل: إنّ لك معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال عُكَاشة الأسدي: يا رسول الله، اجعلني في هؤلاء السبعين. قال "أنت منهم" فقال آخر: يا رسول الله اجعلني منهم، قال "سبقك بها عكاشة" فقال القوم: من ترون هؤلاء السبعين؟ فقال بعضهم: من رَقَّ قلبه للإسلام، وقال بعضهم: هم قوم من المؤمنين لم يشركوا ولم يعبدوا شيئا إلا الله، وارتفعت أصواتهم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما هذه الأصوات؟ " قالوا: يا رسول الله، السبعين الذين ذكرت من هم؟ قال "هم الذين لا يَكتَوُون، ولا يَستَرْقون، ولا يَتطَيَّرون، وعلى ربهم يتوكلون" وقال: لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: فيه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو مجمع على ضعفه" المجمع 10/ 406 قلت: كذبه ابن معين، وقال النسائي: ليس بثقة متروك الحديث. وأبوه مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 14/ 198 و200 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

وأخرجه البزار أيضا (كشف 3542) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا مجالد ثنا عامر ثني جابر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبطأ ذات ليلة عن صلاة العشاء حتى ذهب هَويّاً من الليل، حتى نام بعض من كان في المسجد، فخرج الناس بين نائم ومصلٍّ منتظر للصلاة، فقال "أَمَا إنّ الناس لم يزالوا في صلاة ما انتظروها، لولا ضعف الكبير، وبكاء الصغير، لأخرت العشاء إلى عَتمَةِ من الليل، ثم قال: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم" قال: ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذاكرنا السبعين بيننا أتراهم الشهداء؟ فقال بعضنا: هم الشهداء، وقال بعضنا: هم المؤمنون، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما تذاكرون؟ " فأخبرناه، فقال "هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون وعلى ربهم بتوكلون" وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني، وعامر هو الشعبي. 31 - حديث عائشة: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى يهودي "ابعث لي ثوبين إلى المَيْسَرَة" قال الحافظ: واختار ابن خزيمة من الشافعية تأقيته إلى الميسرة، واحتج بحديث عائشة: فذكره، وأخرجه النسائي وطعن ابن المنذر في صحته بما وهم فيه" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 214) والحاكم (2/ 24) والبيهقي (6/ 25) والمزي في "التهذيب" (21/ 240 - 241) عن شعبة والترمذي (1213) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (1/ 49) والنسائي (7/ 258 - 259) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 103) والحاكم (2/ 23 - 24) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 347) عن يزيد بن زُريع البصري كلاهما عن عمارة بن أبي حفصة أنا عكرمة عن عائشة قال: كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبان (¬2) قِطْرِيَّان (¬3) غليظان، فكان إذا قعد فَعَرِقَ (¬4) ثقُلا عليه، فقدم بَزٌّ من الشام لفلان ¬

_ (¬1) 5/ 340 (كتاب السلم - باب السلم إلى أجل معلوم) (¬2) وفي لفظ "بردان" (¬3) زاد الحاكم وغيره "خشنان" (¬4) زاد النسائي "فيهما"

اليهودي، فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين (¬1) إلى الميسرة، فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد (¬2) إنما يريد أنّ يذهب بمالي (¬3)، أو بدراهمي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذب، قد علم أني من اتقاهم لله، وأدّاهم للأمانة"، اللفظ للترمذي. وفي لفظ للحاكم "قلت: يا رسول الله ثوباك غليظان فلو نزعتهما وبعثت إلى فلان التاجر فأرسل إليك ثوبين إلى الميسرة، فأرسل إليه "ابعث إليّ ثوبين إلى الميسرة" فأبى. قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" قلت: وهو كما قالا، وعمارة بن أبي حفصة وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وابن سعد والنسائي وغيرهم. وعكرمة مولى ابن عباس احتج البخاري بروايته عن عائشة وقال في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 49): سمع عائشة. وقال ابن أبي حاتم: سمع عائشة، قيل لأبي: سمع من عائشة؟ فقال: نعم (الجرح والتعديل). وخالف أبو حاتم نفسه فحكى ابنه في "المراسيل" (ص 158) عنه أنّه قال: لم يسمع من عائشة. وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عمارة وعكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا يزيد بن زريع" كذا قال، وقد تابعه شعبة كما تقدم. وأما طَعْنُ ابن المنذر الذي أشار إليه الحافظ فحكاه عنه في "التلخيص" (3/ 32) قال الحافظ: أعلّ ابن المنذر فيما نقله ابن الصباغ في "الشامل" حديث عائشة بحرمي بن عمارة وقال: إنّه رواه عن شعبة وقد قال فيه أحمد بن حنبل: إنّه صدوق إلا أنّ فيه غفلة، قال ابن المنذر: وهذا لم يتابع عليه فأخاف أن يكون من غفلاته انتهى. وتعقبه الحافظ فقال: وهذا في الحقيقة من غفلات المُعَلِّل، ولم ينفرد به حرمي بل ¬

_ (¬1) زاد الحاكم "بنسية" (¬2) زاد النسائي وغيره "محمد" (¬3) ولفظ عبد الله بن أحمد "بثوبي أو يمطلني بثمنيهما"

لم نره من روايته إنما رواه شعبة عن والده عمارة عن عكرمة وكان حرمي حاضرا في المجلس، بَيَّنَه الترمذي والبيهقي" قلت: ورواه عن شعبة: الطيالسي وعمرو بن مرزوق الباهلي وعمرو بن حكام الأزدي ومحمد بن جعفر غندر. وللحديث شاهد عن أنس وله عنه طرق: الأول: يرويه أبو بكر بن عياش عن عاصم الأحول عن أنس قال: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يهودي يستقرضه إلى الميسرة، فقال: هل له ميسرة وليس له زَرْعٌ ولا ضَرْع؟ فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "كذب عدو الله، إني لأوفاهم" أخرجه البزار (كشف 1305) عن أبي بكر القدسي والطبراني في "الأوسط" (1499) عن إبراهيم بن راشد الأدمي قالا: ثنا أسيد بن زيد الجمال ثنا أبو بكر بن عياش به. قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم عن أنس إلا أبو بكر" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا أبو بكر، تفرد به أسيد" قلت: وقد تكلموا فيه قال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث، وقال ابن معين: كذاب. الثاني: يرويه جابر بن يزيد وليس بجابر الجعفي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حليق النصراني ليبعث إليه بأثواب إلى الميسرة فأتيته فقلت: بعثني إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتبعث إليه بأثواب إلى الميسرة فقال: وما الميسرة؟ ومتى الميسرة؟ والله ما لمحمد بثاغية ولا راعية، فرجعت فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآني قال "كذب عدو الله أنا خير من يبايع، لَأَن يلبس أحدكم ثوبا من رقاع شتى خير له من أنّ يأخذ بأمانته أو في أمانته ما ليس عنده" أخرجه أحمد (3/ 243 - 244) ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 59) وفي "المتفق والمفترق" (1/ 621) عن محمد بن يزيد الكلاعي ثنا أبو سلمة صاحب الطعام أخبرني جابر بن يزيد به.

واختلف فيه على جابر بن يزيد، فرواه سليمان بن سليم عنه ثنا سفيان الزيات عن الربيع بن أنّس عن أنس. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (1/ 60) قال أبو حاتم: هذا حديث منكر وسليمان وسفيان مجهولان" العلل 1/ 377 - 378 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص3/ 32 قلت: وجابر بن يزيد قال أبو زرعة: لا أعرفه (الجرح 1/ 1/ 499) الثالث: يرويه عبد السلام بن حرب الكوفي عن الأعمش عن أنس قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل من اليهود استسلفه ثوبا إلى الميسرة، فقال لي: اجلس، فجلست حتى فرغ من بيعه وشرائه، ثم التفت إليّ فقال: والله ما لصاحبك زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ فمن أي يعطيني؟ قال: فلم يعطني شيئا، فأخبرت بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كذب عدو الله أما لو أعطانا لقضيناه، ولأن يعيش الرجل وقميصه مرقوع خير له من أن يأكل في أمانته" أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة " (ص 58) من طريقين عن محمد بن سعيد الأصبهاني الكوفي ثنا عبد السلام بن حرب به. وإسناده ضعيف لانقطاعه. قال ابن معين: كل ما روى الأعمش عن أنّس فهو مرسل. وقال ابن المديني: الأعمش لم يحمل عن أنّس إنما رآه يخضب، ورآه يصلي، وإنما سمعها من يزيد الرقاشي وأبان عن أنس. قلت: ويزيد ضعيف، وأبان بن أبي عياش متروك. 32 - "أبغض الحلال إلى الله الطلاق" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره وأعلّ بالإرسال" (¬1) مرسل أخرجه ابن ماجه (2018) وأبو أمية الطرطوسي في "مسند ابن عمر" (16) عن محمد بن خالد الوَهْبي (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 271 (كتاب الطلاق - باب من طلق، وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق) (¬2) رواه عنه كثير بن عبيد الحمصي.

وابن عدي (4/ 1630) وتمام في "الفوائد" (ق 3/ 1) وابن عساكر (7/ 364) عن سعدان بن يحيى اللخمي ومحمد بن مسروق الكندي وابن حبان في "المجروحين" (2/ 64) وابن عدي (4/ 1630) والبغوي في "معالم التنزيل" (1/ 230) وابن الجوزي في "العلل" (1056) عن عيسى بن يونس كلهم عن عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي عن مُحارب بن دِثَار عن ابن عمر به مرفوعا. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: الوصافي ليس بشيء، وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا" وقال ابن عدي بعد أن أورد له أحاديث عن محارب: وهذه الأحاديث للوصافي عن محارب عن ابن عمر هو الذي يرويها، ولا يتابع عليها. وقال في موضع آخر: هو ضعيف جدا يتبين ضعفه على حديثه. وقال الحاكم: روى عن محارب أحاديث موضوعة (المدخل ص 156) وقال أبو نعيم الأصبهاني: يحدّث عن محارب بالمناكير لا شيء (لضعفاء ص 103) - ورواه مُعَرِّف بن واصل الكوفي عن محارب بن دثار واختلف عنه: * فرواه محمد بن خالد الوهبي عنه عن مجارب عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه أبو داود (2178) وأبو أمية الطرطوسي (15) وابن عدي (4/ 1630 و 6/ 2453) والبيهقي (7/ 322) من طريق كثير بن عبيد الحمصي ثنا محمد بن خالد (¬1) به. قال ابن عدي: لا أعلم رواه عن معرف إلا محمد بن خالد" أي موصولا بذكر ابن عمر فيه. قال الحافظ في "تلخيص الحبير" (3/ 205): انفرد محمد بن خالد بوصله عن معرف بن واصل" * ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن صرف بن واصل واختلف عنه: ¬

_ (¬1) وقيل: عنه عن الوضاح عن محارب عن ابن عمر. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 431)

فقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: ثنا أحمد بن يونس ثنا معرف عن محارب عن ابن عمر مرفوعا به. أخرجه الحاكم (2/ 196) وقال: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: قلت: على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم رواية أحمد بن يونس عن معرف، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة مختلف فيه (اللسان). ورواه أبو داود (2177) عن أحمد بن يونس ثنا معرف عن محارب مرسلا، ولم يذكر ابن عمر. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 322) وقال: هذا حديث أبي داود وهو مرسل، وفي رواية ابن أبي شيبة: عن عبد الله بن عمر موصولا، ولا أراه حفظه" * ورواه غير واحد عن معرف عن محارب مرسلا، منهم: 1 - يحيى بن أبي بُكَيْر الكرماني. أخرجه البيهقي (7/ 322) وفي "الصغرى" (2653) عن أبي طاهر محمد بن محمد بن مَحْمِش الزيادي الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا معرف ثني محارب قال: تزوج رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة فطلقها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "أتزوجت؟ " قال: نعم، قال: "ثم ماذا؟ " قال: ثم طلقت، قال: "أَمِنْ ريبة؟ " قال: لا، قال: "قد يفعل ذلك الرجل" قال: ثم تزوج امرأة أخرى فطلقها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك. قال معرف: فما أدري أعند هذا أو عند الثالثة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنه ليس شيء من الحلال أبغض إلى الله من الطلاق" وقال: هذا مرسل" قلت: وإسناده حسن، إبراهيم بن الحارث صدوق كما في "التقريب"، والباقون ثقات.

2 - وكيع بن الجراح. قال ابن أبي شيبة (5/ 253): ثنا وكيع عن معرف عن محارب رفعه "ليس شيء مما أحل الله أبغض إليه من الطلاق". رواته ثقات. 3 - عبد الله بن المبارك في "البر والصلة" قاله السخاوي (المقاصد ص 12) 4 - أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن. قاله السخاوي. وهذا أصح. قال أبو حاتم: إنما هو محارب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 1/ 431 وقال الدارقطني في "العلل": المرسل فيه أشبه" وقال الخطابي: المشهور في هذا عن محارب بن دثار مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه ابن عمر" معالم السنن 2/ 631 وقال المنذري في "مختصر السنن": والمشهور فيه المرسل، وهو غريب" وله شاهد من حديث معاذ سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله، لم تطلق ... 33 - "أبكي لما عرض على أصحابك من العذاب لأخذهم الفداء" قال الحافظ: أخرجه أحمد (1/ 30 - 31 و 32 - 33) مطولا، وأصله في صحيح مسلم بالسند المذكور" (¬1) قلت: أخرجه مسلم (3/ 1383 - 1385) أيضا مطولا. 34 - حديث عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أيّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أحبّ إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ فسكتت. ¬

_ (¬1) 6/ 492 - 493 (كتاب الجهاد - باب فإما منّا بعد وإما فداء)

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه" (¬1) صحيح أخرجه الحاكم (3/ 73) عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا كَهْمَس عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات، إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية مسدد عن كهمس بن الحسن، ولم يخرج البخاري رواية كهمس عن عبد الله بن شقيق. وأخرجه أبو يعلى (4800) عن موسى بن محمد بن حيّان البصري ثنا يحيى بن سعيد ثنا كهمس به. وموسى بن محمد بن حيان مختلف فيه، والباقون ثقات، ويحيى بن سعيد هو القطان. - ورواه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن عبد الله بن شقيق واختلف عنه: * فقال غير واحد: عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أيّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحبّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ فسكتت. منهم: 1 - إسماعيل بن علية. أخرجه أحمد (6/ 218) والترمذي (3657) 2 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه ابن ماجه (102) واللالكائي في "السنة" (2493 و 2494) 3 - عبد الوارث بن سعيد البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8201) ¬

_ (¬1) 8/ 23 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

4 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه أبو يعلى (4732) 5 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5306) 6 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أحمد (6/ 218) 7 - عنبسة بن عبد الواحد القرشي. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (215) واللالكائي (2493) * وقال حماد بن سلمة: عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص. أخرجه ابن سعد (3/ 176) وأحمد في "الفضائل" (1281) وابنه في "زيادات الفضائل" (214) وابن أبي عاصم في "السنة" (1233) وأبو يعلى (7345) وابن حبان (6998) والأول أصح. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. 35 - عن سهل بن أبي حَثمَة قال: بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابيا فسأله إنْ أتى عليه أجله من يقضيه، فقال "أبو بكر" ثم سأله من يقضيه بعده قال "عمر" قال الحافظ: وروى الإسماعيلي في "معجمه" من حديث سهل بن أبي حثمة قال: فذكره، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من هذا الوجه مختصرا" (¬1) ضعيف أخرجه العقيلي (2/ 165 - 166) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 345) والطبراني في "الأوسط" (6914) وابن عدي (3/ 1175) والاسماعيلي في "معجمه" (325) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 280) من طرق عن سلم بن ميمون الخواص ثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سهل بن أبي حثمة قال: بايع ¬

_ (¬1) 8/ 19 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

أعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أجل، فقال عليّ للأعرابي: إنْ مات النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن يقضيك؟ قال: لا أدري، قال: فأته فسله؟ فأتاه فسأله، فقال: "يقضيك أبو بكر" قال علي: فإنْ مات أبو بكر؟ فسأل الأعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يقضيك عمر" فقال علي: فإن أتى على عمر أجله، فسأل الأعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يقضيك عثمان" قال علي: فإن أتى على عثمان أجله، فسأل الأعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إذا مت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان فإن استطعت أن تموت فمت". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر، تفرد به سلم الخواص" وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن سليمان بن حيان غير سلم الخواص، وله غير ما ذكرت أحاديث مقلوبة الإسناد والمتن، وهو في عداد المتصوفة الكبار، وليس الحديث من عمله، ولعله كان يقصد أنّ يصيب فيخطىء في الإسناد والمتن لأنّه لم يكن من عمله" وقال ابن حبان: سلم بن ميمون الخواص من عباد أهل الشام وقرائهم ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث واتقانه، فربما ذكر الشيء بعد الشيء ويقلبه توهما لا تعمدا فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات" وقال أبو نعيم: غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد، لم يروه عنه فيما أعلم إلا أبو خالد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سلم بن ميمون الخواص وهو ضعيف لغفلته" المجمع 9/ 54 36 - "أبو بكر صاحبى ومؤنسي في الغار" قال الحافظ: وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من وجه آخر عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، الحديث ورجاله ثقات" (¬1) ضعيف أخرجه أبو بكر القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" للإمام أحمد (603) وفي "جزء الألف دينار" (294) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 303 - 304 و 5/ 25 - 26) ¬

_ (¬1) 8/ 9 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب المهاجرين)

وابن بشران في "الأمالي" (1366) قال: ثنا محمد بن يونس بن موسى الكديمي ثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري ثنا مالك بن مِغْولِ عن طلبة بن مُصَرِّف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "سدوا كل خَوْخَة في المسجد إلا خوخة أبي بكر" وأخرجه أبو نعيم أيضا (4/ 303 - 304) عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد قال: ثنا محمد بن يونس بن موسى به. وقال: غريب من حديث سعيد وطلحة ومالك لم نكتبه إلا من حديث أبي عبيدة" وقال أيضا: ثابت من حديث يعلي بن حكيم عن سعيد عن ابن عباس (¬1)، وحديث طلحة غريب، تفرد به إسماعيل عن مالك" وقال الهيثمي: رواه عبد الله ورجاله ثقات" "المجمع 9/ 42 قلت: الحديث نسبه غير واحد إلى عبد الله بن أحمد، منهم غير من تقدم السيوطي في "الجامع الصغير" والعجلوني في "كشف الخفاء" ومع ذلك فإني لم أره في "المسند" بعد البحث عنه في بعض الفهارس كالمعجم المفهرس لألفاظ الحديث، وموسوعة أطراف الأحاديث النبوية فالله أعلم. والحديث إسناده ضعيف لضعف محمد بن يونس الكديمي، وقد اتهمه غير واحد بوضع الحديث. 37 - "أبو قتادة سَيِّدُ الفرسان" قال الحافظ: وروى الحاكم في "الإكليل" والبيهقي من طريق عكرمة بن قتادة بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الله بن أبي قتادة حدثني أبي عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة أنّ أبا قتادة اشترى فرسه فلقيه مسعدة الفزاري فتقاولا فقال أبو قتادة: أسال الله أنْ يلقينك وأنا عليها، قال: آمين، قال: فبينما هو يعلفها إذ قيل: أُخذت اللقاح، فركبها حتى هجم على العسكر، قال: فطلع على فارس فقال: لقد ألقانيك الله يا أبا قتادة، فذكر مصارعته له وظفره به وقتله وهزم المشركين، ثم لم ينشب المسلمون أنْ طلع عليهم أبو قتادة يحوش اللقاح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) هو قطعة من حديث طويل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 191 - 193) عن ¬

_ (¬1) هو بالشطر الثاني منه فقط. أخرجه أحمد (1/ 270) والبخاري (فتح 3/ 105) من طريق يعلي بن حكيم الثقفي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. (¬2) 8/ 469 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات قرد)

الحاكم أنا أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله بن حبيب الأزرقي ثنا سيف بن قيس بن ريحان المروزي ثنا عكرمة بن قتادة بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري ثنا أبي عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة أنّ أبا قتادة اشتري فرسه ... وذكر الحديث. وشيخ الحاكم فمن فوقه إلى عبد الله بن أبي قتادة لم أر من ترجمهم. 38 - "أَبيتُ يُطْعمني ربي ويَسْقيني" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 5/ 109 - 110) من حديث أبي هريرة. 39 - عن أبي مسعود قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال الحافظ: وقع في حديث أبي مسعود عند مسلم (405) بلفظ فذكره. وقال: زاد أبو مسعود في روايته "إذا نحن صلينا في صلاتنا" أخرجه أبو داود (981) والنسائي وابن خزيمة (711) وابن حبان (1959) " (¬2) قلت: لم أر هذه الزيادة عند النسائي. 40 - عن عبد الله بن أبي حبيبة قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد قُبَاء، فجئت فجلست عن يمينه وجلس أبو بكر عن يساره، ثم دعا بشراب فشرب وناولني عن يمينه. قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من حديث عبد الله بن أبي حبيبة قال: فذكره، وأخرجه أحمد لكن لم يسم الصحابي" (¬3) يرويه مُجَمع بن يعقوب بن مجمع الأنصاري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن مجمع بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل بن مجمع قال: قيل لعبد الله بن أبي حبيبة ما أدركت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجدنا قباء فجئت وأنا غلام حَدَث حتى جلست عن يمينه وجلس أبو بكر عن يساره، ثم دعا بشراب فشرب وناولني عن يمينه، ثم قام يصلي فرأيته يصلي في نعليه. ¬

_ (¬1) 11/ 457 (كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع) و14/ 307 (كتاب القدر - باب تحاج آدم وموسى عند الله) (¬2) 10/ 152 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي) (¬3) 12/ 177 (كتاب الأشربة - باب شرب اللبن بالماء)

أخرجه ابن سعد (1/ 480) عن محمد بن معاوية النيسابوري (¬1) وابن أبي شيبة في "مسنده" (797) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2148) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 209) عن يونس بن محمد المؤدب (¬2) وأحمد (4/ 334) عن قتيبة بن سعيد البلخي وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1545) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 449 و450) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي وعبد الله بن مسلمة القَعْنَبي كلهم عن مجمع بن يعقوب به. ومجمع قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، ومحمد بن إسماعيل ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. - وقال إسماعيل بن أبي أويس: ثني مجمع بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل عن بعض كبراء أهله أنه قال لعبد الله بن أبي حبيبة أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 17 - 18) - ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي واختلف عنه: * فقال أحمد (4/ 221): ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا مجمع بن يعقوب من أهل قباء ثني محمد بن إسماعيل أنّ بعض أهله قال لجده من قبل أمه وهو عبد الله بن أبي حبيبة ¬

_ (¬1) رواه معاذ بن المثنى العنبري عن محمد بن معاوية فقال فيه: عن إسماعيل بن محمد أو محمد بن إسماعيل قال: قلت لعبد الله بن أبي حبيبة. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 92 - 93) وقال: والصحيح محمد بن إسماعيل" (¬2) رواه أحمد (4/ 334) عن يونس بن محمد فقال: ثنا العطاف ثني مجمع بن يعقوب عن غلام من أهل قباء أنّه أدركه شيخا قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

* وقال محمد بن المثنى: ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن مجمع بن يعقوب عن جده عبد الله بن أبي حبيبة. أخرجه البزار (كشف 598) - وقال عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية: ثني مجمع بن يعقوب عن أبيه عن عبد الله بن أبي حبيبة. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 18) 41 - "أتاني جبريل بالحُمَّى والطاعون، فامسكتُ الحُمَّى بالمدينة، وأرسلتُ الطاعون إلى الشام" قال الحافظ: أخرجه أحمد من رواية أبي عَسِيْب - بمهملتين آخره موحدة وزن عظيم - رفعه: فذكره" (¬1) وقال أيضا: وفي حديث أبي عسيب عند أحمد "فالطاعون شهادة للمؤمنين ورحمة لهم، وَرِجسٌ على الكافر" (¬2) حسن أخرجه ابن سعد (7/ 61) وأحمد (5/ 81) والحارث (بغية الباحث 255) عن يزيد بن هارون ثنا مسلم بن عُبيد أبو نُصَيرة قال: سمعت أبا عسيب مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وزاد: فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين" ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1016 و 6919) وفي "عوالي الحارث" (45) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (680) والحافظ في "بذل الماعون" (ص 78 - 79) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (466) والدولابي في "الكنى" (1/ 85 و 2/ 141) وابن حبان في "الثقات" (5/ 399) والطبراني في "الكبير" (22/ 391 - 392) من طرق عن يزيد بن هارون به. قال ابن عساكر: لا يروى إلا بهذا الإسناد، وهو غريب" وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 2/ 310 ¬

_ (¬1) 12/ 299 (كتاب الطب - باب ما يذكر في الطاعون). (¬2) 12/ 301 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون).

وقال الحافظ: حديث حسن" قلت: وهو كما قال للخلاف في مسلم بن عبيد. قال أحمد: ثقة، وقال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ على قلة روايته. وقال الدارقطني في "العلل" (1/ 261): ضعيف. ولم يعرفه البزار فقال: مجهول. ووثقه الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". 42 - "أتاني جبريل بِنَمَطٍ من ديْبَاجٍ فيه كتاب فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ" قال الحافظ: وقع عند ابن إسحاق في مرسل عبيد بن عمير أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وقال: في رواية عبيد بن عمير عند ابن إسحاق "فكان يجاور". وقال: في رواية عبيد بن عمير عند ابن إسحاق "فيطعم من يرد عليه من المساكين". وقال: ووقع في مرسل عبيد بن عمير "أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج فسمع صوتا من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل، فوقفت انظر إليه فما أتقدم وما أتاخر، وجعلت أصرف وجهي في ناحية آفاق السماء فلا انظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك" وقال: وفي مرسل عبيد بن عمير "فقالت: أبشر يا ابن عم واثبت، فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أنّ تكون نبي هذه الأمة" وقال: في مرسل عبيد بن عمير أنها أمرت أبا بكر أن يتوجه معه" (¬1) مرسل أخرجه ابن إسحاق في "السير" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 235 - 238) قال: حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد، كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النبوة حين جاءه جبريل - عليه السلام -؟ فقال عبيد وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُجاوِر في حِرَاء من كل سنة شهرا، فذكر الحديث وفيه طول. وأخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 300 - 302) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) 10/ 345 و 346 و348 و 349 (كتاب التفسير: سورة اقرأ باسم ربك - باب حدثنا يحيى بن بكير)

وأخرجه العسكري في "التصحيفات" (1/ 296) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن ابن إسحاق به. وابن إسحاق صدوق، ووهب وعبيد ثقتان. 43 - حديث معاوية رفعه أنه قال لجماعة جلسوا يذكرون الله تعالى "أتاني جبريل فأخبرني أنّ الله يُبَاهِي بكم الملائكة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2701) " (¬1) 44 - "أتاني جبريلُ فقال: أتيتكَ البارحةَ فلم يمنعني أنْ أكون دخلتُ إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قِرَام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فَمُرْ برأس التمثال الذي على باب البيت يقطع فيصبر كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر فيقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان تُوْطَآن، ومُرْ بالكلب فليخرج، ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: حديث أبي هريرة في "السنن" وصححه الترمذي وابن حبان" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (2/ 305 و 478) وأبو داود (4158) والترمذي (2806) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 287) وابن حبان (5854) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (3) والبيهقي (7/ 270) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق قال: سمعت مجاهدا يقول: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وزاد: وإذا الكلب لحسن أو حسين كان تحت نَضَدٍ لهم، فأمر به فَأخْرِج. والسياق لأبي داود وغيره. زاد أحمد وابن حبان وابن مخلد "قال: ثم أتاني جبريل، فما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِّثُه" (¬3) ¬

_ (¬1) 13/ 466 (كتاب الدعوات - باب فضل ذكر الله - عز وجل -) (¬2) 12/ 516 (كتاب اللباس - باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة) (¬3) ومن هذا الطريق أخرجه أحمد أيضا (2/ 445) وابن ماجه (3674) والطحاوي في "المشكل" (2793 و 2794) والخرائطي في "المكارم" (201) وأبو الشيخ في "الطبقات" (750) والدارقطني في "العلل" (8/ 231 - 232) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 306) وفي "الرواة عن الفضل بن دكين" (10) مختصرا في الوصية بالجار. وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 102

قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: إسناده حسن، يونس صدوق، ومجاهد ثقة مشهور. ولم ينفرد يونس به بل تابعه أبوه أبو إسحاق السبيعي عن مجاهد عن أبي هريرة أنّ جبريل - عليه السلام - جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرف صوته، فقال: "ادخل" فقال: إنّ في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسهما فاجعلوها بساطا أو وسائد فاوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل. أخرجه عبد الرزاق (19488) وأحمد (2/ 308) والبيهقي (7/ 270) والبغوي في "شرح السنة" (3223) عن معمر بن راشد والنسائي (8/ 191) وفي "الكبرى" (9793) والطحاوي (4/ 287) عن أبي بكر بن عياش وابن حبان (5853) عن زيد بن أبي أُنيْسَة الجزري ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر ومن تابعه من أبي إسحاق أهو قبل الاختلاط أم بعده. 45 - "أتاني جبريلُ فقال: إذا أنت عطستَ فقل: الحمد لله لكرمه، الحمد لله لعز جلاله، فإن الله - عز وجل - يقول: صدق عبدي ثلاثا مغفورا له" قال الحافظ: أخرجه ابن السني بسند ضعيف عن أبي رافع قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعطس فَخَلَّى يدي، ثم قام فقال شيئا لم أفهمه فسألته فقال: فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (260) عن محمد بن أحمد بن المهاجر ثنا محمد بن الحسين بن بيان ثنا مُعَمَّر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ثنا أبي محمد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيته يريد المسجد وهو آخذ ¬

_ (¬1) 13/ 223 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

بيدي فانتهينا إلى البقيع فعطس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخلى يدي، ثم قام كالمتحير فقلت: يا نبي الله بأبي وأمي قلت شيئا لم أفهمه، قال: "نعم، أتاني جبريل - عليه السلام - فقال: إذا أنت عطست فقل: الحمد لله لكرمه، والحمد لله كعز جلاله، فإن الله - عز وجل - يقول: صدق عبدي صدق عبدي صدق عبدي مغفورا له". وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جدا ذاهب، وقال الدارقطني: متروك له معضلات. وابنه مُعَمَّر قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين ما كان بثقة ولا مأمون، وقال صالح جزرة: ليس بشيء. 46 - عن عمر رفعه "أتاني جبريلُ فقال: إنّ أمتك مفتتنة من بعدك، فقلت: من أين؟ قال: من قبل أمرائهم وقرائهم، يمنع الأمراءُ الناسَ الحقوقَ فيطلبون حقوقهم فيفتنون، ويتبع القراءُ هؤلاء الأمراء فيفتنون، قلت: فكيف يسلم من سلم منهم؟ قال: بالكف والصبر، إنّ أُعطوا الذي لهم أخذوه، وإنْ مُنعوه تركوه" قال الحافظ: وفي حديث عمر في مسنده للإسماعيلي من طريق أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر رفعه قال: فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 308 - 309) وابن أبي الدنيا في "الصبر" (196) وابن أبي عاصم في "السنة" (311) وابن وضاح في "البدع" (ص 87 - 88) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 119) وأبو العلاء الهمذاني في "الاعتقاد" (7) وابن الجوزي في "العلل" (1424) والخطيب في "المتفق" (1085) من طريق محمد بن حمير عن مسلمة بن علي عن عمر بن ذر عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر بن الخطاب قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجهه فقال "إنا لله وإنا إليه راجعون" قلت: أجل، إنا لله وإنا إليه راجعون، فما ذاك يا رسول الله؟ قال "أتاني جبريل فقال: إنّ أمتك مفتتنة بعد قليل من الدهر غير كثير. قلت: فتنة كفر أم فتنة ضلالة؟ قال: كُلٌّ سيكون. قلت: من أين يأتيهم ذلك وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال: بكتاب الله يضلون، وزاد: من قبل قرائهم وأمرائهم. ¬

_ (¬1) 16/ 111 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:سترون بعدي أمورا تنكرونها)

قال يعقوب بن سفيان: ومحمد بن حمير هذا حمصي ليس بالقوي، ومسلمة بن علي دمشقي ضعيف الحديث، وعمر بن ذر هذا أظن غير الهمداني وهو عندي شيخ مجهول، ولا يصح هذا الحديث" قلت: لا يصح من قبل مسلمة بن علي الخُشَنِي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. ومحمد بن حمير وثقه ابن معين وغيره. 47 - "أتاني جبريلُ فقال: يقول ربك: أتدري كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم ممن، قال: إذا ذُكرتُ ذُكرتَ معي" قال الحافظ: أخرجه الطبري وصححه ابن حبان من حديث أبى سعيد رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه الطبري في "تفسيره". (30/ 235) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 524) وابن حبان (3382) عن عبد الله بن وهب والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1211) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 52) عن رشدين بن سعد المصري كلاهما عن عمرو بن الحارث المصري أنّ دراجا حدّثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به. أخرجه أبو يعلى (1380) والآجري في "الشريعة" (ص 426) من طرق عن ابن لهيعة به. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وإسناده حسن" المجمع 8/ 254 كذا قال، وابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين وغيره، ودراج بن سمعان أبو السمح مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. فقال ابن معين: ما كان هكذا الإسناد فليس به بأس" تاريخ الدوري 2/ 155 وخالفه أحمد وأبو داود ¬

_ (¬1) 10/ 342 (كتاب التفسير - سورة ألم نشرح)

فأما أحمد فقال: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف" الكامل 3/ 979 وأما أبو داود فقال: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وتبعهما الحافظ في "التقريب" فقال: دراج صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف. 48 - "أتانى دَاعِي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم" قال الحافظ: وأخرج مسلم (450) من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة قال: قلت لعبد الله بن مسعود: هل صَحِبَ أحدٌ منكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنا فقدناه ذات ليلة فقلنا: اغْتِيلَ أو استُطِيرَ، فبتنا شرّ ليلة. فلما كان عند السحر إذا نحن به يجيء من قِبَل حِرَاء، فذكرنا له فقال: فذكره، فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم" (¬1) 49 - "أتاني دَاعِي الجن فانطلقت معه فقرأت عليه القرآن" قال الحافظ: وقد أشار إلى ذلك مسلم فأخرج (450) عقب حديث ابن عباس هذا حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) 50 - عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهودَ فقالوا: أيما جاء به موسى؟ قالوا: العصا ويده، الحديث إلى أنّ قال: فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعل لنا الصفا ذهبا، فنزلت هذه الآية (¬3). قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فذكره، ورجاله ثقات إلا الحِمَّاني فإنّه تُكلم فيه، وقد خالفه الحسن بن موسى فرواه عن يعقوب عن جعفر عن سعيد مرسلا، وهو أشبه" (¬4) ضعيف أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4616) والطبراني في "الكبير" (12322) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 79 - 80) من طرق عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ¬

_ (¬1) 8/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر الجن) (¬2) 10/ 299 (كتاب التفسير: صورة قل أوحي إلى) (¬3) يعني قوله تعالى - إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) (¬4) 9/ 303 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب قوله: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)

ثنا يعقوب القُمِّي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهودَ، قالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين، وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ قالوا: كان يُبْرِئ الأكْمَه والأبْرَص وُيحيي الموتى، وأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا، فدعا به، فنزلت هذه الاية {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} [آل عمران: 190] فليتفكروا فيها. قال الهيثمي: وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف" المجمع 6/ 329 51 - حديث أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر القصة وفيها: "أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا، ورأيت أنّ الناس سيكذبونني، فقيل لي: لتَفعلن أو ليُفعلنّ بك" قال الحافظ: ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"، وأصله في "السنن" وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) صحيح أخرجه الحميدي (883) وأحمد (4/ 136 - 137) عن سفيان بن عيينة ثنا أبو الزعراء عمرو بن عمرو عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشْمي عن أبيه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصعّد فيّ البصر وصوّبه، ثم قال "أَرَبُّ إبلِ أنت، أو ربُّ غنم" وكان يعرف ربّ الإبل من ربّ الغنم بهيئته، فقلت: من كلٍ قد آتاني الله فأكثر (¬2)، فقال "ألستَ تَنْتِجُها وافية أَعْيُنُها وآذانها، فَتجدَع هذه وتقول: صرم (¬3)، وتَهُنّ هذه فتقول: بحيرة، وساعد الله أشدّ، ومُوسَاه أَحدُّ، لو شاء أنّ يأتيك بها صرماء فعل" قلت: يا رسول الله، إلى ما تدعو؟ قال "لا شيء إلا الله والرّحم" قلت: يا رسول الله، ما بعثت به؟ قال "أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا، وخفت أنّ يكذبني قومي فقيل لي: لتفعلنّ أو لنفعلنّ كذا وكذا" قلت: يا رسول الله، يأتيني ابن عمي فأحلف أنّ لا أعطيه ولا أصله (¬4)، قال "كفر عن يمينك" (¬5) قال: ثم قال "أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما (¬6) لا يخونك ولا يكتمك حديثا ولا ¬

_ (¬1) 17/ 285 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) (¬2) زاد أحمد: وأطيب. (¬3) ولفظ أحمد: صرماء. (¬4) زاد أحمد: ثم أعطيه. (¬5) زاد أحمد: وائت الذي هو خير. (¬6) زاد أحمد: يطيعك.

يكذبك، والآخر يكذبك ويكتمك ويخونك أيهما أحبّ إليك؟ " قلت: الذي لا يكذبنى ولا يخونني ولا يكتمني (¬1)، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فكذلك أنتم عند ربكم" السياق للحميدي وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 643) عن الحميدي به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 42) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 287 - 288) عن أحمد بن إبراهيم بن مالك ثنا بشر بن موسى به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 282 - 283) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه ابن قتيبة في "الغريب" (1/ 424) من طريق أحمد بن سعيد صاحب أبى عبيد عن ابن حنبل به. وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (316) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1261) والنسائي في "الكبرى" (11158) والخطيب في "المتفق" (1295) والسلفي في "حديث أبى الحسين الثقفي" (36) من طرق عن ابن عيينة به. وإسناده صحيح. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه إسحاق في "مسنده" (443) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله أرسلني برسالة فضقت بها ذرعا، وعلمت أنّ الناس مكذبيّ، فأوعدني أنّ أبلغها أو يعذبني" وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2376) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق به. بإسناده ضعيف لضعف كثلوم بن محمد، وعطاء لم يسمع من أبي هريرة. 52 - حديث قُرَّة بن إياس أنّ رجلا كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه ابن له فقال: "أتحبه؟ " قال: نعم، ففقده فقال: "مما فعل فلان؟ " قالوا: يا رسول الله مات ابنه، فقال: "ألا تحبّ أنّ لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك" فقال رجل: يا رسول الله، أله خاصة أم لكلنا؟ قال "بل لكلكم" ¬

_ (¬1) زاد أحمد: أحبّ إلى.

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وسنده على شرط الصحيح، وقد صححه ابن حبان والحاكم" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 145) عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يختلف إليه رجل من الأنصار معه ابن له، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: "يا فلان أتحبه؟ " فقال: نعم يا رسول الله فأحبك الله كما أحبه. ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنه فقالوا: يا رسول الله مات ابنه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ترضى أو ألا ترضى أنْ لا تأتي يوم القيامة بابا من أبواب الجنة إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك" فقال رجل: يا رسول الله، أله وحده أم لكلنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل لكلكم" وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 354) وأحمد (3/ 436 و 5/ 34 - 35 و35) والبزار (3302) والنسائي (4/ 19 - 20) وفي "الكبرى" (1997) والروياني (938) والدولابي في "الكنى" (1/ 115) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1110) وفي "الصحابة" (1995) وابن حبان (2947) والطبراني في "الكبير" (19/ 26) والحاكم (1/ 384) والبيهقي في "الآداب" (1064) وفي "الشعب" (9297) من طرق عن شعبة به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد لما قدمت الذكر من تفرد التابعي الواحد بالرواية عن الصحابي" وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 3/ 361 قلت: وهو كما قالا، ومعاوية بن قرة سمع أباه كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 330) ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - خالد بن مَيْسَرة الطُّفَاوي قال: سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه نحوه. أخرجه النسائي (4/ 95) والطبراني (19/ 31) والبيهقي في "الشعب" (9298) قال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 137 - الخلاصة 2/ 1046 2 - عبد الملك بن عمير عن معاوية بن قرة عن عمه قال: فذكر نحوه. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7118) ¬

_ (¬1) 14/ 18 (كتاب الرقاق - باب العمل الذي يبتغى به وجه الله)

53 - قال أنس: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فرأى نسوة فقال: "أتحملنه؟ " قلن: لا، قال: "أتدفنه"، قلن: لا، قال: "فارجعن مأزورات غير مأجورات" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من حديث أنس" (¬1) ضعيف وله عن أنس طرق: الأول: يرويه محمد بن حُمْران بن عبد العزيز البصري ثنا الحارث بن زياد عن أنس قال: فذكره. أخرجه أبو يعلى (4056 و 4284) عن أحمد بن المقدام العجلي ثنا محمد بن حمران به. وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (312) عن عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن المقدام به. قال الهيثمي: فيه الحارث بن زياد قال الذهبي: ضعيف" المجمع 3/ 28 وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة التابعي" مختصر الإتحاف 3/ 143 قلت: وهو كما قال، وقد قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف مجهول. الثاني: يرويه عاصم بن سليمان الأحول عن مُوَرِّق عن أنس قال: أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - نسوة مع جنازة فقال لهنّ: "أتحملنّ؟ أتدفنّ؟ أتحثين؟ ارجعن مأزورات غير مأجورات" أخرجه الخطيب في "تاريخه" (9/ 102) من طريق إبراهيم بن هراسة الشيباني الكوفي عن سفيان عن عاصم به. وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن هراسة قال البخاري: تركوه، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف متروك الحديث، وكذبه غير واحد. الثالث: يرويه محمد بن عبيد الله المنادى ثنا أبو هُدْبَة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تبع جنازة فإذا هو بنسوة خلف الجنازة، فنظر إليهنّ وهو يقول: "ارجعن مأزورات غير مأجورات، مفتنات الأحياء، مؤذيات الأموات". ¬

_ (¬1) 3/ 425 (كتاب الجنائز - باب حمل الرجال الجنازة دون النساء)

أخرجه الخطيب في "تاريخه" (6/ 201) وابن الجوزي في "العلل" (1506) وقال: هذا حديث لا يصح، وفيه أبو هدبة وقد أجمعوا على أنّه كذاب" قلت: كذبه أبو حاتم وغيره، وقال ابن عدي وغيره: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن علي قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - نسوة في جنازة فقال: "تَحْمِلْنَ فيمن يَحمل؟ " قلن: لا، قال: "فتُدلِيْن فيمن يُدلي؟ " قلن: لا، قال: "فَتُحْثِينَ فيمن يَحثو؟ " قلن: لا، قال: "فارجعن مأزورات غير مأجورات". أخرجه ابن ماجه (1578) والبزار (653) وابن حبان في "الثقات" (6/ 290) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (311) والبيهقي (4/ 77) وابن الجوزي في "العلل" (1507) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن إسماعيل بن سلمان عن دينار أبي عمر عن ابن الحنفية عن علي به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال ابن الجوزي: جيد الإسناد" وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 3/ 143 قلت: بل إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن سلمان، وقد ذكره النسائي والعقيلي والدارقطني وابن شاهين في الضعفاء. قال النووي في "الخلاصة" (2/ 1004): رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف، من رواية إسماعيل بن سلمان الأزرق وهو ضعيف" 54 - "اتخذي الغنم فإنّ فيها بركة" قال الحافظ: وروى ابن ماجه من حديث أم هانئ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 40) وابن ماجه (2304) والطبراني في "الكبير" (24/ 426 - 427) عن وكيع وأحمد (6/ 424) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 40) والطبراني في "الكبير" (24/ 426 - 427) والخطيب في "التاريخ" (7/ 11) ¬

_ (¬1) 7/ 161 (كتاب بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير والطبراني في "الكبير" (24/ 427) عن إسماعيل بن عياش وعن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أم هانئ مرفوعا "اتخذي غنما فإنّ فيها بركة" وفي لفظ: "اتخذوا الغنم فإنّ فيها بركة" وخالفهم حفص بن عمر الملقب بالكَفَرْ فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "يا أم هانئ اتخذي غنما، فإنها تغدو وتروح بخير" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 202) والأول أصح، وحفص بن عمر قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره، وقال ابن عدي: مجهول. والحديث قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات المصباح 3/ 40 قلت: وهو كما قال. طريق أخرى: قال أحمد (6/ 342 - 343): ثنا إبراهيم بن خالد ثني رباح عن معمر بن أبي عثمان الجحشي عن موسى أو فلان بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عن أم هانئ قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "اتخدي غنما يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير". قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة ولم أعرفه" المجمع 4/ 66 وقال أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه. 55 - حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته بعرفات" أتدرون أيُّ يوم هذا؟ " الحديث قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، ونحوه للطبراني في "الكبير" من حديث ابن عباس" (¬1) صحيح أخرجه ابن ماجه (3057) عن إسماعيل بن توبة بن سليمان الثقفي عن زافر بن ¬

_ (¬1) 4/ 326 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام منى)

سليمان عن أبي سِنَان عن عمرو بن مرّة [عن مُرّة بن شراحيل الهمداني] (¬1) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته المُخَضْرَمَة بعرفات: "أتدرون أيّ يوم هذا، وأيّ شهر هذا، وأيّ بلد هذا؟ "، قالوا: هذا بلدٌ حرام، وشهرٌ حرام، ويومٌ حرام، قال: "ألا وإنّ أموالكم ودماءكم عليكم حرام كَحُرْمَةِ شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا، ألا وإني فَرَطُكُمْ على الحوض وأكاثر بكم الأمم، فلا تسوّدوا وجهي ألا وإني مُسْتَنقِذٌ أناسا، ومُسْتَنْقِذٌ مني أناس فأقول: يا رب أُصَيْحَابي، فيقول: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك" وأخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (6) عن ابن ماجه به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 3/ 207 قلت: بل إسناده حسن لأنّ زافر بن سليمان وأبو سنان سعيد بن سنان مختلف فيهما. والحديث اختلف فيه على عمرو بن مرّة المرادي الكوفي، فرواه شعبة عنه عن مرّة الهمداني قال: حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمه. أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 207) وأحمد (5/ 412) والنسائي في "الكبرى" (4099) والطبري في "تفسيره" (10/ 73) من طريقين عن شعبة به. وهذا إسناد صحيح، وإبهام الصحابي لا يضرّ بصحة الحديث لأنهم كلهم عدول. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الحاكم (1/ 473 - 474) عن يحيى بن أيوب والطبراني في "الكبير" (11399) عن محمد بن يحيى القُطَعِي قالا: ثنا وهب بن جرير ثنا أبي سمعت محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي نَجِيح قال: قال عطاء: قال ابن عباس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسم يومئذ في أصحابه غنما فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا فذبحه عن نفسه، فلما وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت يدي ناقته وكان رجلا صَيِّتاً فقال: "أُصرخ أتدرون أيّ شهر هذا؟ " قالوا: الشهر الحرام، فقال: "أصرخ أتدرورن أي بلد هذا؟ " قالوا: البلد الحرام، قال: "أصرخ هل تدرورن أيّ يوم هذا؟ " قالوا: الحج الأكبر، فقال: "أصرخ" فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله - عز وجل - قد حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة شهركم هذا، ¬

_ (¬1) ما بين المعكوفتين من تحفة الأشراف 7/ 140 ومصباح الزجاجة 3/ 206 وقد سقط من السنن المطبوع.

وكحرمة بلدكم هذا، وكحرمة يومكم هذا" فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجّه، فقال حين وقف بعرفة: "هذا الموقف وكلّ عرفة موقف"، وقال حين وقف على قَزَح: "هذا الموقف، وكل مزدلفة موقف". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 271 قلت: إلا محمد بن إسحاق فهو صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث فأمن بذلك من تدليسه، ومسلم إنما أخرج له في المتابعات فقط فالإسناد حسن. 56 - حديث أبي أمامة مرفوعا "أتدرون قوله تعالى {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} [النجم: 37] قال: وفى عمل يومه بأربع ركعات الضحى" قال الحافظ: أخرجه الحاكم" (¬1) ضعيف جدا لم أجده في "المستدرك" والذي يغلب على ظني أنّه في كتابه المفرد في "صلاة الضحى" فإنّ الحافظ ابن حجر قد ذكر هذا الكتاب قبل هذا الحديث، والله تعالى أعلم. والحديث أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 528 و 27/ 73) وفي "تاريخه" (1/ 286) عن إسرائيل بن يونس وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 258) عن حماد بن سلمة كلاهما عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة به. لإسناده ضعيف جدا، جعفر بن الزبير متروك الحديث، قاله الفلاس وأبو حاتم والنسائي والدارقطني. 57 - "أتدرون ما الغِيبَة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذكرك أخاك بما يكرهه" قال: أفرأيت إنْ كان في أخي ما أقول؟ قال: "إنْ كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتّه" ¬

_ (¬1) 3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

قال الحافظ: أخرجه مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد مرسل عن المطلب بن عبد الله عند مالك" (¬1) صحيح وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم (2589) وأبو داود (4874) والترمذي (1934) وحديث المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 987) عن الوليد بن عبد الله بن صَيّاد أنّ المطلب بن عبد الله بن حنطب أخبره أنّ رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الغيبة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنْ تذكر من المرء ما يكره أن يسمع"، قال: يا رسول الله وإن كان حقا؟ قال: "إذا قلت باطلا فذلك البهتان" وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (704) وابن وهب في "الجامع" (296) عن مالك به. وأخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (190) من طريق الحسين بن الحسن المروزي ثنا ابن المبارك به. والوليد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات". وتابعه الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله قال: ذكرت الغيبة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "الغيبة أنّ يُذكر الرجل بما فيه من خَلْقِه أو خُلُقِه"، قالوا: يا رسول الله، ما كنا نرى الغيبة إلا أن نذكره بما ليس فيه من خلقه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"ذلكم البهتان" أخرجه وكيع في "الزهد" (437) عن الأوزاعي به. وأخرجه هناد في "الزهد" (1172) عن وكيع به. وأخرجه الخرائطي في "المساوئ" (209) عن علي بن حرب الطائي ثنا وكيع به. وهو مرسل رواته ثقات. 58 - "أتدرون من المُفْلِس؟ " سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (2581) من حديث أبي هريرة. 59 - عن رجل من الأنصار قال: خرجت أريد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا به قائم ورجل مقبل ¬

_ (¬1) 13/ 79 (كتاب الأدب - باب الغيبة) (¬2) 4/ 86 (كتاب الزكاة - باب قول الله - عز وجل -: لا يسألون الناس إلحافا)

عليه، فجلست حتى جعلت أرْثِي له من طول القيام، فذكرت له ذلك، فقال: "أتدري من هذا؟ " قلت: لا، قال: "هذا جبريل" قال الحافظ: ولأحمد من حديث رجل من الأنصار: فذكره، وأخرج عبد بن حميد نحوه من حديث جابر" (¬1) حسن وله عن الرجل الأنصاري طريقان: الأول: يرويه أبو العالية رُفَيْع بن مِهْرَان الرَّياحي عن رجل من الأنصار قال: خرجت من بيتي أريد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا به قائم ورجل معه، كل واحد منهما مقبل على صاحبه، فظننت أنْ لهما حاجة، فوالله لقد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جعلت أرثي له من طول القيام، فلما انصرف قلت: يا نبي الله، لقد قام بك الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام، قال: "وقد رأيته؟ " قلت: نعم، قال: "وهل تدري من هذا؟ " قلت: لا، قال: "ذاك جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سَيُوَرثه، ثم قال: "أما إنك لو سلمت عليه لردّ عليك". أخرجه أحمد (5/ 32 و 365) والطحاوي في "المشكل" (2796) والخرائطي في "المكارم" (1/ 209) من طرق عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية به. قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد، ورواته رواة الصحيح" الترغيب 3/ 362 وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 164 قلت: إسناده صحيح إن كان أبو العالية سمع من الأنصاري. الثاني: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن الرجل الذي مرّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي جبريل - عليه السلام -، فزعم أبو سلمة أنّه تجنب أنْ يدنو من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تخوفا أنْ يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك أنْ تسلم إذ مررت بي البارحة؟ " قال: رأيتك تناجي رجلا فخشيت أنْ تكره أنْ أدنو منكما، قال: "وهل تدري من الرجل؟ " قال: لا، قال: "فذلك جبريل - عليه السلام - ولو سلمت لردّ السلام". أخرجه أحمد (4/ 17) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة قال: حدثني أبو سلمة به. ¬

_ (¬1) 13/ 50 (كتاب الأدب - باب الوصاة بالجار)

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 314 قلت: إسناده صحيح إنْ كان أبو سلمة سمع هذا الحديث من الصحابي. وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن أنس وعن ابن عباس وعن محمد بن مَسْلَمَة. فأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (126) عن مخلد بن مالك الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي ثنا الفضل بن مُبَشِّر قال: سمعت جابرا يقول: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعديه على جاره، فبينا هو قاعد بين الركن والمقام إذ أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - ورآه الرجل وهو مقاوم رجلا عليه ثياب بياض عند المقام حيث يصلون على الجنائز، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من الرجل الذي رأيت معك مقاومك، عليه ثياب بيض؟ قال: "أقد رأيته؟ " قال: نعم، قال: "رأيت خيرا كثيرا، ذاك جبريل رسول ربي، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه جاعل له ميراثا". وأخرجه البزار (كشف 1897) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا الفضل بن مبشر عن جابر. وأخرجه عبد بن حميد (1129) عن يعلي بن عبيد الطنافسي أنا أبو بكر المدني عن جابر. وأبو بكر المدني هو الفضل بن مبشر وهو مختلف فيه، قواه البزار وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث أنس فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 208) عن سعدان بن نصر البغدادي ثنا فهير بن زياد عن الربيع بن صَبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: مرّ رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يناجي رجلا، فمرّ ولم يسلم عليهما، فمشى غير بعيد ثم قام، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجبريل - عليه السلام -، فقال جبريل: يا محمد من هذا؟ قال: "هذا رجل من أصحابي" قال: فما منعه أنْ يسلم علينا؟ فإذا لقيته فأقرئه السلام، وأخبره أنّه لو سلم علينا لرددنا عليه، فلما قضى حاجته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للرجل: "ما منعك أن تسلم حين مررت علينا؟ " قال: رأيتك يا رسول الله تناجي الرجل فهبت إنْ سلمت عليكما فأقطع عليكما نجواكما، قال: "فهل تدري من هو؟ " قال: لا يا رسول الله، قال: "فإنّه جبريل، وأنّه أرسل يقرئك السلام ويقول: لو سلم علينا لرددنا عليه" قال: يا رسول الله لقد طالت مناجاته إياك، فيما كان يناجيك؟ قال: "كان يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه".

وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن صبيح ويزيد الرقاشي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2710 و 2711) والطبراني في "الكبير" (3225) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: مرّ حارثة بن النعمان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه جبريل - عليه السلام - يناجيه فلم يسلم، فقال جبريل: ما منعه أن يسلم؟ إنّه لو سلّم لرددت عليه، ثم قال: أما إنه من الثمانين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما الثمانون؟ " قال: يفرّ الناس عنك غير ثمانين فيصيرون معك، رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة، فلما رجع حارثة سلّم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا سلمت حين مررت؟ " قال: رأيت معك انسانا فكرهت أن أقطع حديثك، قال: "فرأيته" قال: نعم، قال: "ذاك جبربل - صلى الله عليه وسلم - وقد قال" فأخبره بما قال جبريل - عليه السلام -. قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، رواه ابن أبي ليلى عن الحكم، ورواه عن ابن أبي ليلى: عمران بن محمد وعيسى بن المختار" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى. وأما حديث محمد بن مسلمة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 234 - 235) عن زكريا بن يحيى الساجي ومحمد بن العباس الأخْرَم الأصبهاني قال: ثنا محمد بن المثنى ثنا عَبَّاد بن موسى السعدي ثنا يونس عن الحسن عن محمد بن مسلمة قال: مررت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصفا واضعا خده على خد رجل، فذهبت فلم ألبث أن ناداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا محمد بن مسلمة ما منعك أن تسلم؟ " فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا لم تفعله بأحد من الناس فكرهت أنْ أقطعك من حديثك، فمن كان يا رسول الله؟ قال: "كان جبريل - صلى الله عليه وسلم - وقال: ما لمحمد بن مسلمة لم يسلم؟ أما أنّه لو سلم لرددنا - عليه السلام -" قال: فما قال لك يا رسول الله؟ قال: "ما زال يوصيني بالجار حتى كنت انتظر أنْ يأمرني بتوريثه". وعباد بن موسى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث، والباقون كلهم ثقات، ويونس هو ابن عبيد، والحسن هو البصري قال أبو حاتم: أدرك محمد بن سلمة. لكنّه كان مدلسا وقد عنعن. 60 - "أتردين عليه حديقته التي أعطاك؟ " قالت: نعم وزيادة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أمّا الزيادة فلا، ولكن حديقته" قالت: نعم، فأخذ ماله وخَلَّى سبيلها. قال الحافظ: وفي مرسل أبي الزبير عند الدارقطني والبيهقي: فذكره، ورجال إسناده

ثقات. وقد وقع في بعض طرقه: سمعه أبو الزبير من غير واحد، فإنْ كان فيهم صحابي فهو صحيح وإلا فيعتضد بما سبق. وقال: ووقع في رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنّ ثابت بن قيس بن شَمَّاس كانت عنده زينب بنت عبد الله بن أُبَي بن سلول وكان أصدقها حديقة فكرهته، الحديث أخرجه الدارقطني والبيهقي وسنده قوي مع ارساله. وقال: ووقع في مرسل أبي الزبير عند الدارقطني: فأخذها له وخلى سبيلها" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (11843) عن ابن جريج أني أبو الزبير أنّ ثابت بن قيس بن شماس كانت عنده ابنة عبد الله بن سلول، وكان أصدقها حديقة، فكرهته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "تردين عليه حديقته التي أعطاك؟ " قالت: نعم، فأخذها وخلى سبيلها، فلما بلغ ذلك ثابت بن قيس قال: قد قبلت قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال (¬2): سمعه أبو الزبير من غير واحد. وأخرجه الدارقطني (3/ 255) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد ثنا حجاج عن ابن جريج أني أبو الزبير أنّ ثابت بن قيس بن شماس كانت عنده زينب بنت عبد الله بن أبي بن سلول وكان أصدقها حديقة، فكرهته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أتردين عليه حديقته التي أعطاك؟ " قالت: نعم وزيادة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أما الزيادة فلا، ولكن حديقته" قالت: نعم، فأخذها له، وخلى سبيلها، فلما بلغ ذلك ثابت بن قيس قال: قد قبلت قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال (¬3): سمعه أبو الزبير من غير واحد. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 314) وقال: وهذا مرسل" قلت: ورواته ثقات، ويوسف بن سعيد هو المصيصي، وحجاج هو ابن محمد المصيصي. ¬

_ (¬1) 11/ 316 و 319 و 321 (كتاب الطلاق - باب الخلع) (¬2) يظهر لي أن هذا من كلام ابن جريج، والله أعلم. (¬3) يظهر لي أن هذا من كلام ابن جريج، والله أعلم.

61 - "اتركوا التُرّك ما تركوكم" قال الحافظ: وقد كان مشهورا في زمن الصحابة حديث: فذكره، فروى الطبراني من حديث معاوية قال: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله. وروى أبو يعلى من وجه آخر عن معاوية بن حُدَيْج قال: كنت عند معاوية فأتاه كتاب عامله أنّه وقع بالترك وهزمهم فغضب معاوية من ذلك ثم كتب إليه: لا تقتلوهم حتى يأتيك أمري فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ الترك تُجلي العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح" (¬1) ضعيف روى من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث ابن مسعود ومن حديث رجل من الصحابة لم يسم. فأما حديث معاوية فله عنه طريقان: الأول: يرويه حسان بن كُريب: سمعت ابن ذي كلاع يقول: سمعت معاوية رفعه "اتركوا الترك ما تركوكم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 375) من طريق أبي صالح (¬2) عبد الغفار بن داود الحرّاني ثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة التنوخي ثني حسان بن كريب به. وأخرجه أيضا (19/ 376) من طريق بشر بن السري البصري ثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال: سمعت حسان بن كريب الحميري يقول: سمعت ابن ذي كلاع يقول: جاء معاوية بريد من صاحب أرمينية، فلما قرأ معاوية الكتاب خرج مغضبا، ثم دعا كاتبه فقال: اكتب إلى صاحب أرمينية جواب كتابه: ثكلتك أمك ولا تحركهم بشيء فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تاركوا الترك ما تركوكم" وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 175) عن يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري عن ابن لهيعة به. قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات "المجمع" 5/ 304 ¬

_ (¬1) 7/ 422 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام) (¬2) هكذا رواه يحيى بن أيوب العلاف عن أبي صالح الحرّاني، ورواه عقبة بن مكرم بن أفلح البصري عن أبي صالح فلم يذكر معاوية. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2753) وأبو نعيم في "الصحابة" (2636)

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحسان بن كريب ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته في توثيق من لم يعرف بجرح، وابن ذي كلاع لم أر من ترجمه. الثاني: يرويه إسحاق بن إبراهيم بن الغمر مولى سموك ثني أبي عن جدي قال: سمعت معاوية بن حُدَيج يقول: كنت عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتاب عامله يخبره أنّه وقع بالترك وهزمهم، وأكثرة من قتل منهم وكثرة من غنم، فغضب معاوية من ذلك ثم أمر أن يكتب إليه: قد فهمت ما ذكرت مما قتلت وغنمت فلا أعلمن ما عدت لشيء من ذلك، ولا قاتلتهم حتى يأتيك أمري، قلت له: لم يا أمير المؤمنين؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لتظهرنّ الترك على العرب حتى تُلْحِقَهَا بِمَنَابِتِ الشيح والقَيْصُوم" فأكره قتالهم لذلك. أخرجه أبو يعلى (7376) عن محمد بن يحيى البصري ثنا محمد بن يعقوب ثني أحمد بن إبراهيم ثني إسحاق بن إبراهيم به. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 304 و7/ 312 وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (10389) وفي "الأوسط" (5630) من طريق عثمان بن يحيى القَرْقَسَاني ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن مروان بن سالم عن الأعمش عن زيد بن وهب وشقيق بن سلمة عن ابن مسعود مرفوعا "اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يَسْلب أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطراء". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا مروان بن سالم، تفرد به عبد المجيد بن عبد العزيز" وقال الهيثمي: وفيه مروان بن سالم وهو متروك" المجمع 5/ 304 وقال أيضا: وفيه عثمان بن يحيى القرقساني ولم أعرفه، وبقية رجاله الصحيح" المجمع 7/ 312 كذا قال، مع أنّ مروان بن سالم وهو الغفاري الشامي لم يخرج له الشيخان شيئا، وقد قالا فيه: منكر الحديث، وكذا قال أبو حاتم والبغوي وأبو نعيم، وقال أحمد والعقيلي والنسائي: ليس بثقة، وقال النسائي أيضا والدارقطني: متروك الحديث، واتهمه أبو عروبة الحرّاني والساجي بوضع الحديث. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 266)

لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن الأعمش عن أبي وائل وهو شقيق بن سلمة عن ابن مسعود، منهم: 1 - عمرو بن عبد الغفار الفُقَيْمي. ولفظه "تاركوا الترك ما تركوكم، ولا تجاوروا الأنباط في بلادهم فإنّهم آفة الدين ... " أخرجه العقيلي (3/ 286 - 287) والشجري في "أماليه" (2/ 274) قال العقيلي: عمرو بن عبد الغفار منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال ابن عدي: ليس بالثبت بالحديث. 2 - عتبان بن غيلان. ولفظه "اتركوا الترك ما تركوكم" أخرجه أبو الشيخ في "الفتن" كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 445) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 235) من طريق سلمة بن حفص السعدي عنه به. قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن حبان: سلمة بن حفص يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به. 3 - القاسم بن بهرام. ولفظه "تاركوا الترك ما تركوكم ولا تساكنوا الأنباط في ديارهم ... " أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 361) والقاسم بن بهرام هو المكنى بأبي همدان قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال ابن عدي: كذاب. وأما حديث الصحابي الذي لم يسمّ فأخرجه أبو داود (4302) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2754) والنسائي (6/ 36 - 37) والبيهقي (9/ 176) من طرق عن ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن أبي زرعة السَّيْبَاني عن أبي سُكَينة رجل من المحررين عنه مرفوعا "دعوا الحبشة ما وَدَعُوْكم، واتركوا ما تركوكم" وإسناده ضعيف لجهالة أبي سكينة، وباقي رواته ثقات، والسيباني هو يحيى بن أبي عمرو. 62 - عن عائشة قالت: نزلت في ابن أم مَكْتُوم الأعمى فقال: يا رسول الله، أرشدني، وعند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه ويقبل على الآخر فيقول له: "أترى بما أقول بأسا" فيقول: لا، فنزلت - عبس وتولى -

قال الحافظ: وأخرج الترمذي والحاكم من طريق يحيى بن سعيد الأموي وابن حبان من طريق عبد الرحيم بن سليمان كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فذكرته. قال الترمذي: حسن غريب، وقد أرسله بعضهم عن عروة لم يذكر عن عائشة" (¬1) يرويه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه عن عائشة. منهم: 1 - يحيى بن سعيد بن أبان الأموي. أخرجه الترمذي (3331) وأبو يعلى (4848) والطبري في "تفسيره" (30/ 50) عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثني أبي به. ومن طريق الترمذي أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 325) ومن طريق أبي يعلى أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 252) وأخرجه الحاكم (2/ 514) من طريق الحسين بن محمد بن زياد ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا أن الشيخين لم يخرجا رواية يحيى بن سعيد الأموي عن هشام بن عروة. 2 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. أخرجه ابن حبان (535) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا عبد الله بن عمر الجُعْفِي ثنا عبد الرحيم بن سليمان به. وإسناده حسن، الجعفي صدوق، والباقون ثقات. 3 - يزيد بن سنان الرهاوي. قاله ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 324) ¬

_ (¬1) 10/ 318 - 319 (كتاب التفسير: سورة عبس)

- وقال غير واحد: عن هشام عن أبيه مرسلا ليس فيه عن عائشة. منهم: 1 - مالك بن أنس. أخرجه في "الموطأ" (1/ 203) 2 - وكيع. أخرجه الطبري (30/ 51) 3 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه ابن سعد (4/ 208) 4 - ابن جريج. قاله ابن عبد البر (22/ 324) وقال: ومالك أثبت من يحيى بن سعيد الأموي ويزيد بن سنان الرهاوي" وقال الذهبي: المرسل هو الصواب" تلخيص المستدرك 2/ 514 63 - "أتسمع النداء؟ " قال: نعم، قال "فأجب" قال الحافظ: ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم - لابن أم مكتوم: فذكره" (¬1) صحيح له عن ابن أم مكتوم طرق: الأول: يرويه عاصم بن بَهْدَلة عن أبي رَزِيْن عن ابن أم مكتوم أنّه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني رجل ضرير البصر شَاسِعُ الدار ولي قائد لا يُلائِمُنِي فهل لي رخصة أنْ أصلي في بيتي، قال: "هل تسمع النداء؟ " قال: نعم، قال: "لا أجد لك رخصة". أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (808) وأحمد (3/ 433) وعبد بن حميد في "المنتخب" (495) وأبو داود (552) وابن ماجه (792) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 254 - 255) وابن خزيمة (1480) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 133) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1548 و 1549 و 1550) وابن قانع في ¬

_ (¬1) 3/ 35 (كتاب الجمعة - باب من أين تؤتى الجمعة)

"الصحابة" (2/ 204 و 204 - 205) والطبراني في "الأوسط" (4911) و"الصغير" (1/ 259) والحاكم (1/ 247 و 3/ 635) وأبو نعيم في "الصحابة" (4165) والبيهقي (3/ 58) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (796) والمزي (22/ 29) من طرق عن عاصم بن بهدلة به (¬1). قال النووي: رواه أبو داود باسناد صحيح أو حسن" المجموع 4/ 77 قلت: هذا إذا ثبت سماع أبي رزين من ابن أم مكتوم فإنّ ابن القطان الفاسي قد أنكر سماعه منه، وأبو رزين هذا اسمه مسعود بن مالك الأسدي الكوفي وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما، وعاصم بن بهدلة حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان". الثاني: يرويه حصين بن عبد الرحمن السُّلمي عن عبد الله بن شداد عن ابن أم مكتوم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقبل الناس في صلاة العشاء، فقال: "لقد هممت أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن هذه الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم" فقام ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله لقد علمت ما بي وليس لي قائد، قال: "أتسمع الإقامة" قال: نعم، قال: "فاحضرها" ولم يرخص له. أخرجه ابن خزيمة (1479) والحاكم (1/ 247) من طريق يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا أبو جعفر الرازي ثنا حصين بن عبد الرحمن به. قال الحاكم: إسناده صحيح" قلت: أبو جعفر الرازي واسمه عيسى بن أبي عيسى مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ. لكنه لم ينفرد به بل تابعه (¬2) عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي ثنا حصين به. أخرجه أحمد (3/ 423) والطحاوي في "المشكل" (5087 و 5878) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 132) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم به. ¬

_ (¬1) رواه الحمادان وشيبان أبو معاوية وزائدة والثوري وعلي بن صالح بن حي عن عاصم عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم. وخالفهم إبراهيم بن طهمان فرواه عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن أم مكتوم. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5086) وأبو نعيم في "الصحابة" (5020) والحاكم (3/ 635) (¬2) وتابعه إبراهيم بن طهمان عن حصين بن عبد الرحمن به. أخرجه الدارقطني (1/ 381)

قال المنذري: وإسناد هذه جيد" الترغيب 1/ 274 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 42 قلت: وعبد العزيز بن مسلم وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن نمير والعجلي، وقال النسائي: ليس به بأس، وباقي رواته ثقات، وعبد الله بن شداد إن ثبت سماعه من ابن أم مكتوم فالإسناد صحيح. وقد رواه شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد أنّ ابن أم مكتوم. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5879 و 5088) الثالث: يرويه عبد الرحمن بن عَابِس الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أم مكتوم قال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع، قال: "تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح" قلت: نعم، قال: "فحي هلا". أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 345 - 346) وأبو داود (553) والنسائي (2/ 85) وفي "الكبرى" (924) وابن خزيمة (1478) وابن قانع (2/ 205) والبيهقي (3/ 58) والمزي (22/ 28) من طرق عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس به. ومن طريق ابن خزيمة أخرجه الحاكم (1/ 246) لكن وقع عنده: ابن عابس عن ابن أم مكتوم، ليس فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه إنْ كان ابن عابس سمع من ابن أم مكتوم" قلت: الأول أصح، والحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا فقد قال الذهبي في "سير الأعلام" (1/ 365) في ترجمة ابن أم مكتوم: حدّث عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسل" وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن أبي أمامة وعن جابر بن عبد الله وعن كعب بن عجرة وعن البراء بن عازب. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 346) ومسلم (653) والنسائي (2/ 84 و 85) وفي "الكبرى" (923) ولفظه: قال أبو هريرة: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل أعمى فقال: يا رسول الله، إنّه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولّى دعاه فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ "، قال: نعم، قال: "فأجب".

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في"الكبير" (7886) من طريق علي بن يزيد الألْهَاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: أقبل ابن أم مكتوم وهو أعمى، وهو الذي أنزلت فيه {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} وكان رجلا من قريش إلى رسول - صلى الله عليه وسلم - فقال له: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي انا كما تراني قد كبرت سني ورقّ عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يُلاومني قياده إياي، فهل تجد لي من رخصة أصلي في بيتي الصلوات؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تسمع المؤذن من البيت الذي أنت فيه؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أجد لك من رخصة، ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوا على يديه ورجليه". قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم وقد ضعفهما الجمهور واختلف في الاحتجاج بهما" المجمع 2/ 43 قلت: أما علي بن يزيد فهو ضعيف، قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه. وأما القاسم بن عبد الرحمن فهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، وعندي أنّه حسن الحديث إذا روى عنه ثقة، وقد قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. وأما حديث جابر فأخرجه ابن سعد (4/ 208) وأحمد (3/ 367) وعبد بن حميد (1148) وأبو يعلى (1803 و 2073) والعقيلي (3/ 383) وابن حبان (2063) والطبراني في "الأوسط" (3738) وأبو الشيخ في "الطبقات" (109) وابن شاهين في "الترغيب" (71) من طريق يعقوب بن عبد الله القُمِّي ثنا عيسى بن جارية عن جابر قال: جاء ابن أم مكتوم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني مكفوف البصر، شَاسِعُ المنزل، فكلمه في الصلاة أن يرخص له أن يصلي في منزله، قال: "أتسمع الأذان؟ " قال: نعم، قال: "ائتها ولو حَبْواً". وإسناده ضعيف لضعف عيسى بن جارية. وأما حديث كعب بن عجرة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 139) من طريق أبي فَرْوة يزيد بن محمد بن سنان الرُّهاوي ثني أبي عن أبيه عن زيد بن أبي أُنيسة عن عَدي بن ثابت عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عُجْرَة قال: جاء رجل أعمى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أسمع النداء فلعلي لا أجد قائدا ويشق على أفأتخذ مسجدا في داري؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أيبلغك النداء؟ " قال: نعم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا سمعت النداء فأخرج". وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن سنان بن يزيد الرُّهاوي الراوي عن زيد بن أبي أنيسة، وابنه محمد مختلف فيه، وثقه الحاكم وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

والحديث اختلف فيه على زيد بن أبي أنيسة، فرواه خالد بن يزيد أبو عبد الرحيم المصري عنه عن عدي بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7427) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني عن محمد بن سلمة الحرّاني عن خالد بن يزيد. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عدي بن ثابت إلا زيد بن أبي أنيسة" قلت: والشاذكوني متهم. *ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل عن كعب. أخرجه البيهقي (3/ 57 - 58) وهذا أصح. وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي وهو مدلس، ولم يذكر سماعا من عبد الله بن معقل، وكان قد اختلط أيضا، ولم يُذكر زيد بن أبي أنيسة في من روى عنه قبل الاختلاط. لكنه لم ينفرد عدي بن ثابت به بل تابعه زياد بن أبي مريم الجزري عن عبد الله بن معقل عن كعب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 138) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ثني أبي عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم. وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي داود الحرّاني. وأما حديث البراء فأخرجه (¬1) الطبراني في "الأوسط" (7865) عن محمود بن محمد الواسطي ثنا وهب بن بقية ثنا محمد بن الحسن المزني عن العَوَّام بن حَوْشَب عن عذرة بن الحارث عن زهير عن ماهان عن البراء أنّ ابن أم مكتوم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان ضرير البصر - فشكا إليه، وسأله أن يرخص له في صلاة العشاء والفجر، وقال: إنّ بيني وبينك المَسِيْل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل تسمع الأذان؟ " قال: نعم - مرة أو مرتين - فلم يرخص له في ذلك. ¬

_ (¬1) وأخرجه الروياني (432) من طريق محمد بن يزيد الواسطي عن العوام بن حوشب به. ووقع عنده: عن عروة بن الحارث.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ماهان وهو أبو صالح إلا زهير وهو ابن الأقمر، ولا رواه عن زهير إلا عذرة بن الحارث، تفرد به العوام" وقال الهيثمي: وفيه عذرة بن الحارث ولا أعرفه" المجمع 2/ 43 والحديث بهذه الشواهد وبطرقه التي ذكرتها قبل صحيح وبالله التوفيق. 64 - حديث أنس: فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أتشهد بالله إنّك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا؟ "فشهد بذلك أربعا، ثم قال له في الخامسة "ولعنة الله عليك إنّ كنت من الكاذبين" ففعل، ثم دعاها فذكر نحوه، فلما كان في الخامسة سكتت سكتة حتى ظنوا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على القول. قال الحافظ: في حديث أنس عند أبي يعلى وأصله في مسلم: فذكره" (¬1) انظر حديث "أول لعان كان في الإسلام أنّ شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية" 65 - قال ابن عباس: كنت أصلي وأخذ المؤذن في الإقامة فَجَذَبَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "أتصلي الصبح أربعا". قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وابن حبان والبزار والحاكم وغيرهم" (¬2) حسن أخرجه الطيالسي (ص 358) عن أبي عامر صالح بن رُسْتُم الخَزَّاز عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: فذكره. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 482) هكذا قال الطيالسي: "كنت أصلي وأخذ المؤذن في الإقامة" وخالفه جماعة رووه عن أبي عامر الخزاز بلفظ "أقيمت الصلاة فقمت أصلي ركعتين" أخرجه أبو يعلى (2575) وابن خزيمة (1124) والحاكم (1/ 307) وابن حزم في "المحلي" (3/ 148) عن وكيع ¬

_ (¬1) 11/ 374 (كتاب الطلاق - باب اللعان) (¬2) 2/ 290 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)

وابن خزيمة والحاكم عن النضر بن شميل وابن حبان (2469) عن عثمان بن عمر العبدي والطبراني في "الكبير" (11227) عن موسى بن خلف العمي كلهم عن أبي عامر الخزاز به. ورواه يزيد بن هارون عن أبي عامر الخزاز فقال فيه "أقيمت صلاة الصبح فقام رجل يصلي الركعتين" أخرجه أحمد (1/ 238) ورواه عيسى بن يونس عن أبي عامر الخزاز فقال فيه: "رأي رجلا يصلي بعدما أقيمت الصلاة". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4115) ورواه يحيى بن سعيد القطان عن أبي عامر الخزاز ولم يبين في روايته أكانت صلاته قبل الإقامة أم بعدها. أخرجه محمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (26 - منتقاه للمزي) عن إبراهيم بن محمد التيمي ثنا يحيى بن سعيد به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 386) من طريق مُسَدد عن يحيى القطان به. ورواه مسدد أيضا عن يحيى القطان عن أبي عامر الخزاز عن أبي يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 386) وتابعه إبراهيم بن محمد التيمي ثنا يحيى القطان به بلفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد لصلاة الغداة وإذا رجل يصلي ركعتي الفجر فقال "أتصلى الصبح أربعا" أخرجه البزار (كشف 518) وقال: رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس، ولا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا يحيى عن أبي عامر.

قلت: ويحيى القطان امام حافظ فلا يمنع أن يكون الحديث عنده من هذين الطريقين، وقد رواه مسدد عنه على الوجهين. والحديث قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 2/ 75 - مختصر الإتحاف 2/ 333 قلت: إسناده حسن، وأبو عامر الخزاز مختلف فيه، وثقه الطيالسي وأبو داود والبزار ومحمد بن وضاح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال العجلي: جائز الحديث، وقال ابن عدي: روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه وهو عندي لا بأس به ولم أر له حديثا منكرا جدا، وقال الذهبي في "الميزان": وهو كما قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث، وقال في "من تكلم فيه وهو موثق": ثقة، وقال في "سير الأعلام": قد احتج به مسلم، وقال في "الكاشف": أخرج له مسلم متابعة. وضعفه ابن معين وابن المديني، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ليس بالقوى، وقال الحافظ في "التقريب" صدوق كثير الخطأ. فمثله لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. وأبو يزيد المدني وثقه ابن معين والذهبي في "الكاشف" وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وللحديث شاهد عن عبد الله بن مالك بن بحينة أخرجه البخاري (فتح 2/ 290 - 291) 66 - حديث عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُهدي له ضَبٌّ فلم يأكله، فقام عليهم سائل فأرادت عائشة أن تعطيه فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتعطينه ما لا تأكلين" قال الحافظ: وقال الطحاوي في "معاني الآثار" واحتج محمد (أي ابن الحسن) بحديث عائشة: فذكره. وقال الحافظ أيضا: قال الطحاوي: وقد احتج محمد بن الحسن لأصحابه بحديث عائشة فساقه الطحاوي من طريق حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، الحديث" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 87 و 89 (كتاب الذبائح - باب الضب)

أخرجه أبو يعلى (4461) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في "مصنفه" (8/ 267 - 268) ثنا عبيد بن سعيد القرشي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: أهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضَبٌّ فلم يأكل منه، فقلت: يا رسول الله، ألا أطعمه السُّؤَال؟ قال "لا أطعم السؤال إلا ما آكل منه". قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 37 قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ومنصور (¬1) هو ابن المعتمر، ولم ينفرد به بل تابعه حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدي له ضب فلم يأكله، فقام عليهم سائل فأرادت عائشة أن تعطيه فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتعطينه ما لاتأكلين؟ " وفي لفظ: "لا تطعموهم مما لا تأكلون" أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1958) وأحمد (6/ 105 أو 123 و 144) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 304 و 305) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 201) والبيهقي (9/ 325) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا حماد بن أبي سليمان به. وخالفه جماعة رووه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن عائشة به، لم يذكروا فيه الأسود. أخرجه الطبري في "تهذيبه" (مسند عمر - حديث 306) والبيهقي (9/ 325 - 326) عن سفيان الثوري والطبري (حديث 307) عن شعبة و (308) عن سفيان ومِسْعر بن كدام كلهم عن حماد بن أبي سليمان به. ¬

_ (¬1) واختلف عنه، فرواه قيس بن الربيع عنه عن عمرو بن عبد الله عن عمرو بن حرملة الأسلمي عن عائشة. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1621) والأول أصح، وقيس ضعفه الجمهور.

67 - عن علي أنّه قال لناس من أشْجَع: أتعلمون أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدى له رجل حِمَارَ وَحْش وهو مُحْرِم فأبى أنْ يأكله؟ قالوا: نعم. قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث علي" (¬1) يرويه عبد الله بن الحارث بن نوفل واختلف عنه: - فقال علي بن زيد بن جُدْعان: ثنا عبد الله بن الحارث قال: كان أبي على أمر من أمر مكة في زمن عثمان، فأقبل عثمان إلى مكة فاستقبله بقديد، فاصطاد أهل الماء حَجَلاً فطبخناه بماء وملح فجعلناه عراقا لثريد فقرِّب لعثمان وأصحابه فأمسكوا حين رأوه، فقال عثمان: صيد لهم اصطادوه ولم نأمرهم بصيده، صاده قوم حلال فأطعمونا فما بأسه من يقول هذا؟ فقال بعضهم: عليّ، فأرسل إليه فجاء كأني انظر إليه حين جاء يَحُتُّ عن كفيه الخَبَط يقول له عثمان: صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حلال فأطعمونا ما بأسه؟ قال عليّ: أنشد الله رجلا شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي بقائمة حمار وَحْش أو بِعَجُزِهِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قوم حُرُم فأطعموه أهل الحل" فشهد إثنا عشر رجلا من أَصحَاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أنشد الله رجلا شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي ببيض النَعَام فقال: "إنا حُرُم فأطعموه أهل الحل" فشهد دونهم من العدة، فَثَنَى عثمان وَرِكَه عن الطعام وأكل أهل الماء ذلك الطعام. أخرجه أحمد (1/ 100 و 104) والبزار (914) والسياق له وأبو يعلى (356 و 432) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 168) من طرق عن علي بن زيد به. قال البزار: وهذا الحديث من أحسن ما يروى عن علي من الأسانيد في هذا الباب" وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عليّ بن زيد بن جدعان" مختصر الإتحاف 4/ 375 وقال الجصاص: إسناد حديث على ليس بقوي، يرويه علي بن زيد، وبعضهم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقفه بعضهم" أحكام القرآن 4/ 147 - وقال عبد الكريم بن أبي المُخَارِق: عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن عليّ قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بلحم صيد وهو محرم فلم يأكله. أخرجه ابن ماجه (3091) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 105) ¬

_ (¬1) 4/ 404 - 405 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب إذا أهدى للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)

وأبو يعلى (433) والطحاوي (2/ 168) من طريق عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن عبد الكريم به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد الكريم هو ابن أبي المُخَارق وهو ضعيف، وكذلك الراوي عنه" المصباح 3/ 214 قلت: ورواه عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى بلفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص في لحم الصيد للمحرم" أخرجه البزار (454) وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الكريم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي" وقال الهيثمي: وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف" المجمع 3/ 231 - ورواه حُميد الطويل واختلف عنه: * فقال سليمان بن كثير العبدي: عن حميد الطويل عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن أبيه - وكان الحارث خليفة عثمان على الطائف - فصنع لعثمان طعاما فيه من الحَجَل واليعاقيب ولحم الوحش، قال: فبعث إلى عليّ بن أبي طالب، فجاءه الرسول وهو يخبط لأباعر له، فجاءه وهو ينفض الخَبَط عن يده، فقالوا له: كُلْ، فقال: أطعموه قوما حلالا فإنا حُرُم، فقال علىّ: أنشد الله من كان ههنا من أشجع، أتعلمون أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدى إليه رجل حمار وحش وهو مُحْرِم فأبى أن يأكله، قالوا: نعم. أخرجه أبو داود (1849) عن محمد بن كثير العبدي ثنا سليمان بن كثير به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 194) ومحمد وسليمان مختلف فيهما. ولم ينفرد سليمان به بل تابعه يحيى بن أيوب المصري عن حميد به. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 256) ويحيى بن أيوب صدوق، وحميد مدلس وقد عنعن. *وقال عبيد الله بن تمام: عن حميد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن علي مرفوعا.

قاله الدارقطني. وعبيد الله بن تمام ضعيف الحديث. - ورواه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث واختلف عنه: * فقال أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي: عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال: كنا مع عثمان وعليّ، حتى إذا كنا بمكان كذا وكذا، قُرِّب إليهم طعام، قال: فرأيت جفنة كأني انظر إلى عراقيب اليعاقيب، فلما رأى ذلك عليّ قام، فقام معه ناس، فقيل: والله ما أشرنا، ولا أمرنا، ولا صِدنا. فقيل لعثمان: ما قام هذا ومن معه إلى كراهية لطعامك، فدعاه فقال: ما كرهت من هذا؟ فقال عليّ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96] ثم انطلق. أخرجه الطحاوي (2/ 175) وتابعه هشيم عن يزيد بن أبي زياد به. أخرجه الطبري في "تفسيره" (7/ 70) * ورواه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد فلم يذكروا عن أبيه، منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (8327 و8347) 2 - سفيان بن عُيينة. أخرجه عبد الرزاق (8347) 3 - شعبة. أخرجه الطبري (7/ 71) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. - ورواه مجاهد عن عبد الله بن الحارث أنّ عليا أتي بشق عجز حمار وهو محرم، فقال: إني محرم. موقوف أخرجه الطبري (7/ 71) عن محمد بن حُميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو عن عبد الكريم عن مجاهد به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد.

- ورواه عبد الرحمن بن زياد مولى بني هاشم عن عبد الله بن الحارث أنّ عثمان أهديت له حَجَل وهو في بعض حَجَّاتِه وهو مُحرم، فأمر بها فطبخت، فجعلت ثريدا، فأتي بها في الجِفَان ونحن محرمون، فأكلوا كلهم إلا عليّ. أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 341) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد به. 68 - عن قتادة قال: جاء زيد بن حارثة فقال: يا رسول الله، إنّ زينب اشتدّ عليّ لسانها وأنا أريد أن أطلقها، فقال له "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال: والنبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس. قال الحافظ: رواه عبد الرزاق" (¬1) مرسل وله عن قتادة طريقان: الأول: يرويه مَعْمَر بن راشد عن قتادة قال: فذكره، وزاد "إن أمره بطلاقها، فأنزل الله تعالى - وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه -. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 117) عن مَعْمَر به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 41 - 42) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة. أخرجه الطبري في "تفسيره" (22/ 13) والطبراني في "الكبير" (24/ 42) من طريق يزيد بن زُرَيْع ثنا سعيد به. ورواته ثقات. 69 - "اتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّح" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2578) من حديث جابر" (¬2) ¬

_ (¬1) 10/ 143 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: وتخفي في نفسك ما الله مبديه) (¬2) 6/ 25 (كتاب المظالم - باب الظلم ظلمات يوم القيامة)

70 - "اتقوا الله في النساء ولهنّ عليكم رزقهنّ وكِسْوَتهنّ بالمعروف" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1218) من حديث جابر المطول في صفة الحج، ومن جملته في خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة: فذكره" (¬1) 71 - "اتقوا فِرَاسة المؤمن" سكت عليه الحافظ (¬2). ضعيف روي من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ثوبان. فأما حديث أبي سعيد فأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 354) والترمذي (3127) عن مصعب بن سلام التميمي الكوفي والحسن بن عرفة في "جزئه" كما في "اللآلئ" (2/ 329) والطبري في "تفسيره" (14/ 46) والعقيلي (4/ 129) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 555) والطبراني في "الأوسط" (7839) وأبو الشيخ في "الأمثال" (127) وفي "الطبقات" (2/ 164) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 232 - 233) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص 90 - 91) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 281 - 282 و 282) والخطيب "التاريخ" (3/ 191 و 7/ 241 - 242) والقشيري في "رسالته" (ص 115) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 146) والسبكي في "الطبقات" (2/ 268) عن محمد بن كثير الكوفي وابن مردويه كما في "اللآلئ" (2/ 330) عن محمد بن مروان ثلاثتهم عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد رفعه "اتقوا فراسة المؤمن فإنه بنظر بنور الله، ثم قرأ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)} [الحجر: 75] ". قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) 11/ 441 (كتاب النفقات - باب كسوة المرأة بالمعروف) (¬2) 16/ 44 (كتاب التعبير - باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام)

وقال الخطيب: غريب من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد، لا نعلم رواه عنه غير عمرو بن قيس الملائي، وتفرد به محمد بن كثير عن عمرو وهو وهم، والصواب ما رواه سفيان عن عمرو بن قيس المُلائِي قال: كان يقال: اتقوا فراسة المؤمن وساق الحديث كذلك" قلت: لم ينفرد به محمد بن كثير كما تقدم فقد تابعه مصعب بن سلام التميمي الكوفي ومحمد بن مروان. ومحمد بن كثير ضعفه الأكثر، وقال ابن معين: لم يكن به بأس. ومصعب بن سلام مختلف فيه: ضعفه جماعة، ومشاه آخرون. ومحمد بن مروان لم أعرفه. وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن عمرو بن قيس قال: كان يقال: اتقوا فراسة المؤمن ... الحديث. أخرجه العقيلي (10/ 396) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا حَرْملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثنا سفيان به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 192) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 148) وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير شيخ العقيلي، وهو صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب". وقال السيوطي في "اللآلئ" (2/ 330): الحديث حسن صحيح" ولم ينفرد عمرو بن قيس به بل تابعه ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد به. أخرجه أبو نعيم في "الطب" كما في "اللآلئ" (2/ 330) وابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن سيء الحفظ كما قال أحمد وغيره. وعطية بن سعد العَوْفِي ضعفه أحمد وهُشيم والثوري وأبو حاتم والنسائي وابن عدي وابن حبان وغيرهم. وقال الحافظ في "تعريف أهل التقديس": ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح" وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري في "تفسيره" (14/ 46) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 94) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 145 - 146) من طريق الفُرَات بن السائب

الجزري عن ميمون بن مِهْران عن ابن عمر مرفوعا "اتقوا فراسة المؤمن فإنّ المؤمن ينظر بنور الله". وإسناده ضعيف جدا، الفرات بن السائب قال البخاري: تركوه منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال الدارقطني ويعقوب بن سفيان: متروك، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث أي أمامة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2042) وفي "الكبير" (7497) وفي "الأوسط" (3278) وابن عدي (4/ 1523 و 6/ 2401) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 118) وفي "الأربعين الصوفية" (54) والقضاعي (663) والبيهقي في "الزهد" (359) والخطيب في "التاريخ" (5/ 99) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1197) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 146 - 147) من طرق عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة مرفوعا "اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن راشد بن سعد غير معاوية بن صالح، وعن معاوية أبو صالح" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 268 وقال السيوطي: وأما حديث أبي أمامة فإنّه بمفرده على شرط الحسن، وعبد الله بن صالح لا بأس به" اللآلئ 2/ 330 قلت: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث وهو مختلف فيه، ضعفه جماعة، ومشاه آخرون. ومعاوية بن صالح وراشد بن سعد الحمصيان وثقهما النسائي وابن سعد وابن حبان وغيرهم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (126) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 147) من طريق سليمان بن أرقم أبي معاذ الصائغ عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا "أتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله - عز وجل -". قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سليمان بن أرقم قال

أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال البخاري وأبو داود والنسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات" وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبري في "تفسيره" (14/ 46 - 47) وأبو الشيخ في "الأمثال" (128) وفي "الطبقات" (2/ 164) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 81) وفي "الأربعين الصوفية" (55) والشجري في "أماليه" (1/ 250) من طرق عن سليمان بن سلمة أبي أيوب الخَبَائِرِي الحمصي ثنا أبو فراس المؤمل بن سعيد بن يوسف الرَّحبي الحمصي ثنا أبو العلاء أسد بن وداعة الطائي ثنا وهب بن منبه عن طاوس بن كيسان عن ثوبان مرفوعا "احذروا دعوة المؤمن وفراسته، فإنّه ينظر بنور الله - عز وجل - وبتوفيق الله - عز وجل -" قال أبو نعيم: غريب من حديث وهب، تفرد به مؤمل عن أسد" قلت: وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن سلمة قال أبو حاتم: متروك الحديث لا يشتغل به، وقال ابن الجنيد: كان يكذب، وقال النسائي: ليس بشيء. والمؤمل بن سعيد قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا فلست أدري وقع المناكير في روايته منه أو من سليمان بن سلمة لأن سليمان كان يروي الموضوعات عن الأثبات، فإن كان منه أو من مؤمل أو منهما معا بطل الاحتجاج برواية يرويانها. ولقد اختلفت أقوال العلماء عند مجموع هذه الأحاديث فمنهم من حكم عليه بالوضع كابن الجوزي والصغاني حيث ذكراه في الموضوعات. ومنهم من حكم عليه بالضعف. قال السخاوي: وكلها ضعيفة وفي بعضها ما هو متماسك لا يليق مع وجوده الحكم على الحديث بالوضع" المقاصد ص 19 وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع - الضعيفة 4/ 299 ومنهم من حكم عليه بالحُسن كما تقدم عن الهيثمي والسيوطي. وقال الشوكاني: وعندي أن الحديث حسن لغيره وأما صحيح فلا" الفوائد المجموعة ص 244 وقال الزرقاني في "مختصر المقاصد" (ص 46): حسن لغيره"

وأقرب الأقوال إلى الصواب عندي هو قول من قال بضعف الحديث، والله تعالى أعلم بالصواب. 72 - عْن أم حكيم بنت دينار عن مولاتها أم إسحاق أنها كانت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتي بِقَصْعَةٍ من ثريد فأكلت معه، ثم ذكرت أنها كانت صائمة، فقال لها ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت؟ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "أتمي قومك فإنما هو رزق ساقه الله إليك" قال الحافظ: وقد روى أحمد لهذا الحديث سببا فأخرج من طريق أم حكيم بنت دينار عن مولاتها أم إسحاق: فذكرته" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 367) والطبراني في "الكبير" (25/ 169) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 300) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري وعبد بن حميد (1590) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3306) والحافظ في "الإصابة" (13/ 174) عن أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَد البصري قالا: ثنا بشار بن عبد الملك قال: حدثتني جدتي أم حكيم بنت دينار مولاة أم إسحاق عن مولاتها أم إسحاق قالت: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتي بخبز ولحم، قالت: وكنت أشتهي أنْ آكل من طعام النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هلمي يا أم إسحاق فكلي"، قالت: فأكلت، ثم ناولني عَرْقاً فرفعته إلى فيّ، فذكرت أني صائمة، فبقيت يدي لا أستطيع أنْ أرفعها إلى في ولا أستطيع أن أضعها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مالك يا أم إسحاق؟ " قلت: يا رسول الله إني كنت صائمة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتمي صومك" فقال ذو اليدين: الآن حين شبعت؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما هو رزق ساقه الله إليها". قال ابن عبد البر: حديث أم إسحاق فيمن أكل ناسيا غريب الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة" المجمع 3/ 157 قلت: ترجمها الحسيني في "الاكمال" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" والحافظ في ¬

_ (¬1) 5/ 60 (كتاب الصوم - باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا)

"لتعجيل" ولم يذكروا فيها جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنها راويا إلا بشار بن عبد الملك فهي مجهولة. وبشار مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين. 73 - "أُتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بسكران فأمرهم بضربه وتَبْكِيْتِه" سكت عليه الحافظ (¬1). سيأتي الكلام عليه فانظر حديث عبد الرحمن بن أزْهر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي برجل قد شرب الخمر فقال: "اضربوه". 74 - حديث سَمُرَة قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقَصْعَةٍ فيها ثَريد، فأكل وأكل القوم، فما زالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر يأكَل قوم ثم يقومون ويجيئ قوم فيتعاقبون، فقال رجل: هل كانت تُمَد بطعام؟ قال: أمّا من الأرض فلا، إلا أنْ تكون كانت تمد من السماء. قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي والنسائي من حديث سمرة قال: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 465 - 466) وأحمد (5/ 12 و 18) والدارمي (57) والترمذي (3625) والنسائي في "الكبرى" (6740) والفريابي في "الدلائل" (14 و15 و 46) وابن حبان (6529) والطبراني في "الكبير" (6967) وأبو نعيم في "الدلائل" (335) والحاكم (2/ 618) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 93) من طرق عن سليمان التيمي عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن سمرة بن جُنْدُب أنّه حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَتي بقصعة من ثريد فوضعت بين يَدَي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة، يقوم قوم ويجلس آخرون، فقال رجل: يا سمرة أكانت تمد؟ قال سمرة: من أي شيء تعجب، ما كانت تمد إلا من ها هنا - وأشار بيده إلى السماء - قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح عليّ شرط الشيخين" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح" ¬

_ (¬1) 15/ 79 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال) (¬2) 7/ 412 - 413 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)

وقال الذهبي: هذا حديث صحيح" (¬1) قلت: وهو كما قالوا إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية أبي العلاء عن سمرة، ولم يخرج البخاري رواية سليمان التيمي عن أبي العلاء. 75 - عن أبي سعيد قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بِنَشوَان، فأمر به فَنُهِزَ بالأيدي وخُفِقَ بالنعال" قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند صحيح" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 289) وابن المبارك في "مسنده" (143) عن شعبة عن أبي التَيَّاح قال: سمعت أبا الوَدّاك يقول: لا أشرب في دُبَّاء بعد ما سمعت أبا سعيد يقول: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بنشوان، فقال: يا رسول الله، إني شربت من دباء، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَخُفِق بالنعال ونُهِزَ بالأيدي، ونهى أن يُنْتبَذ في الدباء. لفظ الطيالسي. ولفظ ابن المبارك: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بنشوان فقال: إني لم أشرب خمرا إنما شربت زبيبا وتمرا في دباء، فنهز بالأيدي وخفق بالنعال، ونهى عن الدباء وعن الزبيب والتمر أن يخلطا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5292) من طريق حبان بن موسى المروزي عن ابن المبارك به. وأخرجه أحمد (3/ 34 و 46) والطحاوي في "المشكل" (2451) وفي "شرح المعاني" (1563) والحاكم (4/ 37) والبيهقي (8/ 317) من طرق عن شعبة به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 6/ 325 قلت: وهو كما قالا، وأبو التياح اسمه يزيد بن حميد، وأبو الوداك اسمه جبر بن نوف. 76 - حديث حذيفة قال: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبُرَاق فلم يُزَايِل ظهره هو وجبريل حتى انتهيا إلى بيت المقدس. ¬

_ (¬1) تاريخ الإسلام 2/ 250 - القدسي. (¬2) 15/ 70 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)

قال الحافظ: ووقع في حديث حذيفة عند أحمد قال: فذكره. وقال: وفي حديث حذيفة عند الترمذي والنسائي "فما زايلا ظهر البراق". وقال: وفي حديث حذيفة عند أحمد والترمذي "حتى فتحت لهما أبواب السماء فرأيا الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع" (¬1) حسن أخرجه الطيالسي (ص 55) وعبد الرزاق في "التفسير" (2/ 372) والحميدي (448) وابن أبي شيبة (11/ 460 - 461 و 14/ 306 - 307) وأحمد (5/ 387 و 392 و 394) والترمذي (3147) والبزار (2915) والنسائي في "الكبرى" (11280) والطبري في "تفسيره (15/ 15) والطحاوي في "المشكل" (5014) وابن حبان (45) والحاكم (2/ 359) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 364 - 365) من طرق عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش عن حذيفة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل (¬2) يضع (¬3) حافره عند مننهى طرفه، فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس ففتحت (¬4) لنا أبواب السماء ورأيت الجنة والنار (¬5) " قال حذيفة: ولم يصلّ في بيت المقدس. قال زِرٌّ: فقلت له: بلى قد صلّى، قال حذيفة: ما اسمك يا أصلع؟ فإني أعرف وجهك ولا أعرف اسمك، فقلت: أنا زر بن حُبَيْش، قال: وما يدريك أنّه قد صلى؟ قال: فقلت: يقول الله - عز وجل - ({سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)} [الإسراء: 1] قال: فهل تجده صلّى؟ لو صلّى لصليتم فيه كما تصلون في المسجد الحرام، قال زر: وربط الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء عليهم السلام، قال حذيفة: أو كان يخاف أن تذهب منه وقد آتاه الله بها. السياق لأحمد وغيره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" ¬

_ (¬1) 8/ 205 و205 - 206 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج) (¬2) ولفظ الترمذي والبزار "طويل الظهر ممدود" ولفظ الطيالسي فوق الحمار ودون البغل" (¬3) وفي لفظ لأحمد والبزار والترمذي "خطوه مد البصر" (¬4) ولفظ الطيالسي "فصعد به جبريل إلى السماء، فاستفتح جبريل فأراه الجنة والنار" (¬5) زاد أحمد في رواية "ووعد الآخرة أجمع، ثم عادا عودهما على بدئهما، قال: ثم ضحك حتى رأيت نواجذه.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن للخلاف في عاصم بن أبي النجود. 77 - حديث وائل بن حُجْر قال: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِدَلو من ماء فشرب منه، ثم مَجَّ في الدلو، ثم في البئر، ففاح منه مثل ريح المسك" قال الحافظ: وفي حديث وائل بن حجر عند أحمد: فذكره" (¬1) يرويه مِسْعَر بن كِدام عن عبد الجبار بن وائل بن حجر واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بدلو من ماء زمزم فتمضمض فمجّ فيه أطيب من المسك واستنثر خارجا من الدلو. منهم: 1 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه أحمد (4/ 318) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (821) 2 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 5021) وأحمد (4/ 316) والطبراني في "الكبير" (22/ 31) وأبو موسى المديني (821) 3 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه ابن ماجه (659) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 69) - وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل ثني أهلي عن أبي. أخرجه أحمد (4/ 315) والطبراني (22/ 51) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 257) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 182) وأبو موسى المديني (819) واسماعيل الأصبهاني في "الدلائل" (9) - ورواه سفيان بن عيينة عن مسعر واختلف عنه: * فقال سويد بن سعيد الهروي: ثنا سفيان عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه. أخرجه ابن ماجه (659) ¬

_ (¬1) 7/ 383 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وسويد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. وتابعه الحميدي (886) ثنا سفيان به. *وقال أسد بن موسى المصري: ثنا سفيان عن مسعر عن عبد الجبار عن بعض أهله عن أبيه. أخرجه الطبراني (22/ 51) عن المقدام بن داود الرُّعَيني ثنا أسد بن موسى به. ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني (820) والمقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة. وحديث أبي نعيم أصح. 78 - حديث أبي بَرْزَة: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدنانير فكان يقسمها، ورجل أسود مطموم الشعر بين عينيه أثر السجود. قال الحافظ: وفي رواية أبي برزة عند أحمد والطبري والحاكم: فذكره. وقال: وفي حديث أبي برزة قال: فغضب غضبا شديدا وقال "والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل عليكم مني" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الهاء فانظر حديث "هم شرار الخلق والخليقة" 79 - "أُتيت بالبُرَاق فركبت حتى أتيت ببت المقدس" فذكر القصة إلى أن قال: "ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا" قال الحافظ: ويؤيد وقوع المعراج عقب الإسراء في ليلة واحدة رواية ثابت عن أنس عند مسلم (162) ففي أوله: فذكره. وقال: وقد حفظه ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتيت بالبراق" فوصفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجث، فجاءني جبريل بإناءين" فذكر القصة، قال: "ثم عرج بي إلى السماء" وقال: زاد مسلم في رواية ثابت عن أنس "فإذا هو قد أعطي شَطر الحُسْن". وقال: ووقع في رواية ثابت عن أنس عند مسلم "فلما غشيها من أمر الله ما غشيها ¬

_ (¬1) 15/ 321 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حُسنها" وفي رواية حميد عن أنس عند ابن مردويه نحوه، لكن قال: "تحولت قوتا ونحو ذلك". وقال: ووقعت هذه الزيادة أيضا عند مسلم من طريق ثابت عن أنس وفيه أيضا "ثم لا يعودون إليه أبدا". وقال: وقد وقع عند مسلم من طريق ثابت عن أنس أيضا أنَّ إتيانه بالآنية كان ببيت المقدس قبل المعراج ولفظه "ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاء جبريل بإناء من خمر، واناء من لبن، فأخذت اللبن، فقال جبريل: أخلت الفطرة، ثم عرج إلى السماء" وقال: وفي رواية ثابت عن أنس عند مسلم "حتى قال: يا محمد، هي خمس صلوات في كل يوم وليلة، كل صلاة عشرة فتلك خمسون صلاة، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة" (¬1) 80 - "أُتيت بالبُرَاق فركبت خلف جبريل" قال الحافظ: وعند أبي يعلى والحاكم من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره. وقال: وفي حديث ابن مسعود عند أبي يعلى والبزار "إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه". وقال: في صحيح ابن حبان من حديث ابن مسعود أن جبريل حمله على البراق رديفا له، وفي رواية الحارث في "مسنده" أُتي بالبراق فركب خلف جبريل فسار بهما". وقال: وفي رواية أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه نحوه وزاد "ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد، ثم أقيمت الصلاة فأممتهم". وقال: وفي حديث ابن مسعود عند مسلم "وحانت الصلاة فأممتهم" (¬2) وقال: وفي رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أنّه مرّ بموسى - عليه السلام - وهو يرفع صوته فيقول: أكرمته وفضلته، فقال جبريل: هذا موسى، قلت: ومن يعاتب؟ قال: يعاتب ربه فيك، قلت: ويرفع صوته على ربه؟ قال: إن الله قد عرف له حدّته" وفي حديث ابن مسعود عند الحارث وأبي يعلى والبزار "وسمعت صوتا وتذمرا، فسألت جبريل فقال: ¬

_ (¬1) 8/ 197 و 206 و 209 و 213 و 214 و 215 و 216 (كتاب أحاديث الأنبياء - حديث الإسراء والمعراج) (¬2) بل أخرجه مسلم (172) من حديث أبي هريرة.

هذا موسى، قلت: على من تذمره؟ قال: على ربه، قلت: على ربه! قال: إنّه يعرف ذلك منه. وقال: وفي رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أنّ إبراهيم الخليل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا بنيّ إنك لاق ربك الليلة، وإنّ أمتك آخر الأمم وأضعفها فإنْ استطعت أنْ تكون حاجتك أو جلّها في أمتك فافعل" (¬1) ضعيف ذكره الحافظ من حديث ابن مسعود من طريقين: الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود مرفوعا "أُتيت بالبراق فركبته خلف جبرائيل فسار بنا فكان إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه ... وذكر الحديث بطوله. أخرجه الحارث (بغية الباحث 22 و 23) والبزار (1568) وأبو يعلى (5036) والطحاوي في "المشكل" (5008 و 5012) والعقيلي (4/ 188) والطبراني في "الكبير" (9976) والحاكم (4/ 606) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة ميمون الأعور عن إبراهيم النخعي به. قال العقيلي: لا يتابع أبو حمزة عليه ولا على كثير من حديثه" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه بهذا اللفظ إلا حماد بن سلمة عن أبي حمزة بهذا الإسناد عن ابن مسعود" وقال الحاكم: هذا حديث تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور، وقد أختلفت أقاويل أئمتنا فيه، وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان في ذكر المعراج" وقال الذهبي: قلت: ضعفه أحمد وغيره" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 74 قلت: ميمون لم يخرج له الشيخان شيئا، بل قال البخاري: ضعيف، ذاهب الحديث، وقال أحمد: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. الثاني: يرويه أبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا "أتاني جبريل بدابة فوق ¬

_ (¬1) 8/ 204 و 205 و 206 و 207 و 210 - 211 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

الحمار ودون البغل، فحملني عليه، ثم انطلق يهوي بنا، كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه، وإذا هبط استوت يداه مع رجليه .. وذكر الحديث بطوله. أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (69) عن مروان بن معاوية الفزاري عن قَنَان بن عبد الله النَّهْمِي ثنا أبو ظَبْيان الجَنْبِي عن أبي عبيدة به. قال ابن كثير: إسناد غريب ولم يخرجوه" التفسير 3/ 16 قلت: وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، قاله الترمذي والنسائي وغيرهما. 81 - "أُتيت بدابة فوق الحمار ودون البَغْل" الحديث وفيه "فركبت ومعي جبريل فسرت فقال: أنزل فصلِّ، ففعلت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المُهَاجَرة" قال الحافظ: وقع عند النسائي من رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال: وزاد في رواية يزيد بن أبي مالك "ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء فقدمني جبربل حتى أَمَهتُهُمْ" وقال: وللنسائي وابن مردويه من طريق يزيد بن أبي مالك عن أنس نحوه موصولا، وزاد "وكانت تُسَخَّر للأنبياء قبله" وقال: وفي رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند ابن أبي حاتم "فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناسّ كثير، ثم أذّن مؤذن فأقيمت الصلاة فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا فأخد بيدي جبريل فقدمني فصليت بهم" وقال: ووقع في رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس "جراد من ذهب" وقال: ووقع في رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند ابن أبي حاتم أنّه بعد أن رأى إبراهيم قال: "ثم انطلق بي على ظهر السماء السابعة حتى انتهى إلى نهر عليه خيام اللؤلؤ والياقوت والزبرجد وعليه طير خضر أنعم طير رأيت، قال جبريل: هذا الكوثر الذي أعطاك الله، فإذا فيه آنية الذهب والفضة. يجري على رضراض من الياقوت والزمرد، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، قال: فأخذت من آنيته فاغترفت من ذلك الماء فشربت فإذا هو أحلى من العسل، وأشدّ رائحة من المسك" وقال: وفي رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند النسائي "وأتيت سدرة المنتهى فغشيتني ضَبَابة فخررت ساجدا، فقيل لي: إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك

وعلى أمتك خمسين صلاة، فقم بها أنت وأمتك" فذكر مراجعته مع موسى، وفيه "فإنّه فرض على بني إسرائيل صلاتان فما قاموا بهما" وقال في آخره "فخمس بخمسين فقم بها أنت وأمتك، قال: فعرفت أنها عزمة من الله فرجعت إلى موسى فقال لي: ارجع، فلم أرجع" وقال: وفي رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند ابن أبي حاتم "إنّ جبريل قال: يا محمد، هل سألت ربك أن يريك الحور العين؟ قال: نعم، قال: فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن، قال: فأتيت إليهنّ فسلمت فرددن، فقلت: من أنتنّ؟ فقلن: خيرات حسان" (¬1) يرويه سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن يزيد (¬2) بن أبي مالك واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن سعيد بن عبد العزيز ثنا يزيد بن أبي مالك ثنا أنس بن مالك رفعه "أُتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل، خَطوُهَا عند منتهى طَرْفِهَا، فركبت ومعي جبريل - عليه السلام -، فسرت، فقال: أنزل فصلّ، ففعلت، فقال: أتدري اين صليت؟ صليت بطيبة واليها المُهَاجر ... وذكر الحديث بطوله. منهم: 1 - مخلد بن يزيد القرشي الحرّاني. أخرجه النسائي (1/ 180 - 181) عن عمرو بن هشام أبي أمية الحرّاني ثنا مخلد به. 2 - عبد الله بن صالح المصري. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (341 و 2/ 420) 3 - يحيى بن صالح الوُحَاظِي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (341 و 2/ 420) 4 - مروان بن محمد الطاطَرِي. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (567) - وقال أبو مسهر عبد الأعلى بن مُسهر الدمشقي: عن سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي مالك عن بعض أصحابه عن أنس. ¬

_ (¬1) 8/ 199 و 205 و 207 و 212 و 213 - 214 و 216 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب الإسراء والمعراج) (¬2) هو يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي.

قاله المزي في "التحفة" (1/ 439) وتابعه عمرو بن أبي سلمة التَّنِّيسي عن سعيد بن عبد العزيز به. قاله المزي. والأول أصح فقد صرّح يزيد بن أبي مالك بالتحديث من أنس، والإسناد إليه صحيح. لكن قال ابن كثير: هذه الطريق فيها غرابة ونكارة جدا" التفسير 3/ 5 قلت: ولم ينفرد سعيد بن عبد العزيز به بل تابعه خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن أنس به. أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 6 - 7) عن أبيه ثنا هشام بن عمار ثنا خالد بن يزيد به. قال ابن كثير: هذا سياق فيه غرائب عجيبة" قلت: خالد بن يزيد مختلف فيه، وثقه أبو زرعة الدمشقي وغيره، وضعفه ابن معين وجماعة. 82 - حديث معاوية بن قُرَّةِ بن إياس المزني حدثني أبي قال: أَتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في رَهْط من مزينة فبايعناه وإنّ قميصه لَمُطلَق، فبايعته، ثم أدخلت يدي في حبيب قميصه فمسست الخاتم. ذكر الحافظ هذا الحديث وغيره ثم قال: وكلها في السنن وأكثرها في الترمذي. وقال: وفي حديث قرة بن إياس الذي أخرجه أبو داود والترمذي وصححه هو وابن حبان: لما بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فأدخلت يدي في حبيب قميصه فمسست الخاتم" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 144) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي ومن طريقه البزار (3309) وأخرجه ابن سعد (1/ 426 و460) وابن أبي شيبة (8/ 385 - 386) وأحمد (3/ 434 و 4/ 19 و 5/ 35) وأبو داود (4082) وابن ماجه (3578) والترمذي في "الشمائل" (57) والروباني (941) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2775) وفي "الصحابة" (1997) ¬

_ (¬1) 12/ 380 و 381 (كتاب اللباس - باب لبس القميص)

وأبو بكر الشافعي بقي "فوائده" (431) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 358) وابن حبان (5452) والطبراني في "الكبير" (19/ 21 - 22) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (253) وفي "الشمائل" (743) والبيهقي في "الشعب" (5827 و 5828) وفي "الآداب" (749) وأبو نعيم في "الصحابة" (5778) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3084) والمزي (20/ 28) من طرق عن زهير بن معاوية ثنا عروة بن عبد الله بن قشير أبو مَهَل الجعفي ثنا معاوية بن قرة ثني أبي قال: فذكره. قال أبو القاسم البغوي: لم يرو هذا الحديث فيما أعلم غير زهير، وهو غريب" قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد عروة بن عبد الله به بل تابعه: 1 - قرة بن خالد السدوسي. قال الطيالسي (ص 144): ثنا قرة بن خالد ثنا معاوية بن قرة عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أرني الخاتم؟ فقال "أدخل يدك" فأدخلت يدي في جُرُبَّانِهِ فجعلت ألمس انظر إلى الخاتم فإذا هو على نُغْض كتفه مثل البيضة (¬1) فما منعه ذاك أن جعل يدعو لي وإن يدي لفي جربانه. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5777) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 264 و 264 - 265) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 401) وأخرجه أحمد (3/ 434 - 435 و 5/ 35) والبزار (3314) والنسائي في "الكبرى" (8307) والطبراني في "لكبير" (19/ 24 - 25 و 25) من طرق عن قرة بن خالد به. وإسناده صحيح. 2 - زياد بن أبي زياد الجَصَّاص. أخرجه الطبراني (19/ 22) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي ثنا محمد بن يزيد ثنا زياد بن أبي زياد الجصاص عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسست الخاتم الذي بين كتفيه، وقبّلت يدي ثم جئت، فقال: "ممن أنت؟ " قلت: من مزينة. وزياد الجصاص قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "على نغض كتفه مثل السلعة"

3 - الفرات بن أبي الفرات البصري. أخرجه البزار (3308) عن عبد الله بن معاوية الجُمَحِي والروياني (944) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي كلاهما عن الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أرني الخاتم، قال: فنظرت إليه فإذا أزراره محلولة. - ورواه أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن الفرات قال: سمعت الفُضيل بن طلحة يحدث عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: انطلقت مع أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدناه محلول الإزار فأدارني من خلفه فوقع يده على الخاتم. أخرجه الطبراني (19/ 30) وأبو نعيم في "الصحابة" (2818) وتابعه إبراهيم بن الحجاج ثنا الفرات به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2818) - ورواه سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي عن الفرات واختلف عنه: *فقال محمد بن عبد الله بن رُسْتَه: ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه. أخرجه أبو الشيخ (254) *وقال إبراهيم بن نائلة الأصبهاني: ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا الفرات قال: سمعت الفضيل بن طلبة يحدث عن معاوية بن قرة عن أبيه. أخرجه الطبراني (19/ 30) والفرات مختلف فيه، قواه ابن حبان وغيره، وضعفه الساجي وغيره. 83 - حديث أبي رِمْثَة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه بُردَان أخضران وله شعر قد علاه الشيب، وشيبه أحمر مخضوب بالحناء" قال الحافظ: رواه الحاكم وأصحاب السنن من حديث أبي رِمْثَة قال: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 7/ 380 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

يرويه إياد بن لَقِيط السَّدوسي عن أبي رِمْثَة التيمي، وعن إياد غير واحد، منهم: 1 - عبد الملك بن عمير الكوفي. أخرجه ابن سعد (1/ 427) وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5509) وأحمد (2/ 227 و 4/ 163) وابنه (2/ 227 و 228) والبخاري في"الكبير" (2/ 1/ 321) والترمذي في "الشمائل" (42 و 44) والدارمي (2393) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1140) وفي "الديات" (ص 121) وابن الجارود (770) والنسائي (8/ 180) وفي "الكبرى" (9657) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير 915) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (493 و 495 و 686 و 687 و 690) وابن أبي حاتم في "العلل" (1438) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 241) والطبراني في "الكبير" (22/ 283) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (260) والحاكم (2/ 607) وأبو نعيم في "الصحابة" (6790) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 237) وفي "الأسماء" (ص 111) وفي "الشعب" (1438) وأبو محمد البغوي في "الشمائل" (176 و 753) من طرق عن عبد الملك بن عمير عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومعي ابني (¬1)، فقلت لابني لما رأيته: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذته رِعْدَة هيبة له، فقلت: يا نبي الله إني رجل طبيب، وإنّ والدي طبيب، من أهل بيت نتطبب (¬2)، فأرني (¬3) ظهرك، فإن تكن سِلْعة أبطها، وإنْ تك غير ذلك أخبرتك، فإنّه ليس إنسان أعلم بخرج أو خراج مني، فقال: "أجل (¬4) طبيبه الله - عز وجل -" وعليه بردان أخضران، وله شعر قد علاه الشيب، وشيبه أحمر، فقال لي "ابنك هذا؟ " قلت: أي وربّ الكعبة، قال: "ابن (¬5) نفسك"؟ فقلت: أشهد به، فقال: "إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" السياق لابن أبي عاصم. قال الحاكم: صحيح الاسناد" قلت: وهو كما قال. 2 - عبيد الله بن إياد بن لقيط. أخرجه ابن سعد (1/ 426 و 427 و 438 و 452 - 453) وأحمد (2/ 226 و 228) ¬

_ (¬1) زاد أحمد "فأرانيه إياه" (¬2) ولفظ أحمد والطبراني "أطباء" ولفظ عبد الله "طِب" وزاد "الله ما يخفى علينا من الجسد عرق، ولا عظم" (¬3) وفي لفظ لعبد الله "فأرنى هذه التي على كتفك" (¬4) ولفظ الطبراني "لا طبيب إلا الله" (¬5) ولفظ الطبراني "من نفسك؟ "

وابنه (2/ 227 - 228 و 228) والدارمي (2394) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 619 - 620) وأبو داود (4065 و 4206 و 4495) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 21) والترمذي (2812) وفي "الشمائل" (63) والنسائي (3/ 151) وفي "الكبرى" (1781) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5510 و 5511) والدولابي في "الكنى" (1/ 29) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير 912) وابن قانع (3/ 241) وابن حبان (5995) والطبراني في "الكبير" (22/ 281 - 282) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 115) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (196) والحاكم (2/ 425) وأبو نعيم في الصحابة (2740) وفي "الحلية" (9/ 40) والبيهقي (8/ 27 و 345) وفي "الدلائل" (1/ 237 و 265) وفي "الشعب" (5981) والبغوي في "الشمائل" (754) من طرق عن عبيد الله بن إياد بن لقيط قال: حدثني إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاقشعررت حين قال ذاك، وكنت أظنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا لا يشبه الناس، فإذا بشر ذو وَفْرَة وبها رَدْعٌ من حِنّاء عليه ثوبان أخضران، فسلّم عليه أبي، ثم جلسنا فتحدثنا ساعة، ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي "ابنك هذا؟ " قال: إي ورت الكعبة، قال: "حقا؟ " قال: أشهد به، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا من ثبت شبهي بأبي ومن حلف أبي علي، ثم قال: "أما أنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" قال: وقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ثم نظر أبي إلى مثل السِّلْعة بين كتفيه، فقال: يا رسول الله، إني لأطب الرجال، ألا أعالجها لك؟ قال: "لا، طبيبها الذي خلقها". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. 3 - علي بن صالح بن صالح بن حَي الهَمْداني. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 450 - 451) وفي "مسنده" (801) وأحمد (4/ 163) وابنه (2/ 227) وعمر بن شبة (2/ 619) وابن أبي عاصم (1141) والطبراني في "الكبير" (22/ 282) من طرق عن علي بن صالح عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: دخلت المسجد مع أبي وإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد في ظل الكعبة، قال لي: أرأيت الرجل الذي في ظل الكعبة؟ ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذتني رعدة شديدة، وعليه ثوبان أخضران أو بردان أخضران وبه رَدْعٌ من حناء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هذا ابنك؟ " قال: إي وربّ الكعبة، قال: "لا يجني عليك ولا تجني عليه" السياق للطبراني. وإسناده صحيح.

4 - سفيان الثوري: أخرجه ابن سعد (1/ 427) وابن أبي شيبة في "مسنده" (800) وأحمد (2/ 226 و 4/ 163) وأبو داود (4208) وابن أبي عاصم (1142) والنسائي (8/ 121) وفي "الكبرى" (9356 و 9357) والطبراني في "الكبير" (22/ 280 و 280 - 281) والبيهقي في "الشعب" (5982) من طرق عن سفيان الثوري عن إياد بن لقيط قال: سمعت أبا رمثة قال: خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيت (¬1) برأسه رَدْع حناء، ورأيت على كتفه مثل التفاحة، قال أبي: إني طبيب ألا أبطها لك؟ قال: "طبيبها الذي خلقها" وقال لأبي: "هذا ابنك؟ " قال: نعم (¬2)، قال "أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه". وإسناده صحيح. 5 - عبد الملك بن سعيد بن حَيَّان بن أبْجَر الهَمْداني. أخرجه الشافعي في "الأم" (6/ 4) والحميدي (866) وابن أبي شيبة (8/ 4) وأحمد (2/ 226 - 227 و 4/ 163) وعمر بن شبة (2/ 620) وأبو داود (4207) وابن أبي عاصم (1143) وفي "الديات" (ص 120 - 121) والحربي في "الغريب" (1/ 316) والنسائي (8/ 47) وفي "الكبرى" (7036) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير 910) والمحاملي (376) والدينوري في "المجالسة" (2776) وابن الأعرابي (ق 79 - 80) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 189) والطبراني في "الكبير" (22/ 279 - 280 و 280) والرامهرمزي (261) والبيهقي (8/ 27) والبغوي في "شرح السنة" (2534) من طرق عن عبد الملك بن سعيد عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي وأنا غلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجل جالس (¬3) وبلمته رَدْع من حناء، فقال لأبي: "من هذا معك؟ " قال: إبني (¬4) وربّ الكعبة، قال: "إني أراه ابنك، أما انه لا يجني عليك ولا تجني عليه" فقال أبي: إني رجل طبيب فأرني هذه السِّلْعة التي بظهرك فأقطعها، قال: "لست بطبيب ولكنك رفيق، طبيبها الذي وضعها (¬5) " السياق لابن الأعرابي. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) ولفظ أبي داود وغيره "وكان قد لطخ لحيته بالحناء" وفي لفظ للنسائي "بالصفرة" (¬2) زاد أحمد في رواية "قال: أتحبه؟ قال: نعم" (¬3) زاد الطبراني "بفناء بيته" (¬4) ولفظ الحميدي "ابني أشهد لك به" (¬5) ولفظ أبي داود "خلقها"

6 - قيس بن الربيع الأسدي. أخرجه عبد الله بن أحمد (2/ 227 و 4/ 163) عن محمد بن بكار بن الريان ثنا قيس بن الربيع عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي وأنا غلام فأتينا رجلا من الهاجرة جالسا في ظل بيته وعليه بردان أخضران وشعره وفرة وبرأسه رَدْع من حناء، فقال لي أبي: أتدري من هذا؟ فقلت: لا، قال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر الحديث. وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ومحمد وإياد ثقتان. 7 - أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني. أخرجه عبد الله بن أحمد (4/ 163) عن العباس بن محمد الدوري والطبراني في "الكبير" (22/ 281) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قالا: ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن الشيباني عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة أنّه دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه ابن له، فقال: "ابنك هذا؟ " قال: نعم، قال: "أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه". وإسناده صحيح. 8 - أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري. أخرجه الطبراني (22/ 279) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جُبَارة بن المُغَلِّس ثنا عبد الغفار بن القاسم عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأيته قال لي أبي: هل تدري من هذا؟ فقلت: لا، فقال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر الحديث بطوله. وعبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث. 9 - غَيلان بن جامع الكوفي. أخرجه أحمد (4/ 163) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 21) والطبري (مسند الزبير 911) وأبو القاسم البغوي (496 و 2/ 337) والطبراني (22/ 284) وابن عدي (4/ 1417) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 238) من طرق عن أبي سفيان سعيد بن يحيى الحِمْيري عن الضحاك بن حُمْرَة عن غيلان بن جامع عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وله شعر يضرب منكبيه مخضوب بالحناء والكَتَم. السياق للطبراني.

وإسناده ضعيف لضعف الضحاك بن حمرة. 10 - صدقة بن أبي عمران الكوفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 282) و"الأوسط" (9256) من طريق سعدان بن يحيى اللخمي عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو ذو وَفْرَة بها رَدْع من حناء وعليه ثوبان أخضران" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن صدقة بن أبي عمران إلا سعدان بن يحيى وعباد بن صهيب، ورواه يزيد بن إبراهيم التُسْتَرِي عن صدقة عن ثابت بن منقذ عن أبي رمثة" قلت: اختلف فيه على يزيد بن إبراهيم: * فقال حجاج بن منهال البصري: عن يزيد بن إبراهيم عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: فذكر الحديث بطوله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 282 - 283). * وقال شيبان (¬1) بن أبي شيبة الأُبُلي: ثنا يزيد بن إبراهيم ثنا صدقة بن أبي عمران عن ثابت بن منقذ عن أبي رمثة. أخرجه عبد الله بن أحمد (2/ 227) وأبو القاسم البغوي (494 و 688 و 689) 84 - عن أبي جُرَي جابر بن سليم قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْتَب بشَمْلَة وقد وقع هُدْبها على قدميه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقل عليك السلام" 85 - حديث أم هانئ: أَتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يغتسل فسلمت عليه" قال الحافظ: وثبت في مسلم حديث أم هانئ: فذكره" (¬3) أخرجه مسلم (1/ 498) عن أم هانئ قالت: ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب، قالت: فسلمت، فقال: "من هذه؟ " قلت: أم ¬

_ (¬1) هو شيبان بن فروخ. (¬2) 12/ 379 (كتاب اللباس - باب الإزار المهدب) (¬3) 13/ 270 (كتاب الإستئذان - باب تسليم الرجال على النساء)

هانئ بنت أبي طالب، قال: "مرحبا بأمّ هانئ" فلما فرغ من غسلته قام فصلى ثماني ركعات مُلْتَحِفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي عليّ بن أبي طالب أنّه قاتل رجلا أجرته: فلان ابن هبيرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أجَرْنا من أجَرْت يا أم هانئ" قالت أم هانئ: وذلك ضحى. وأخرجه البخاري أيضا (فتح 13/ 169) 86 - عن أم هانئ قالت: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يغتسل وفاطمة تستره فسلّمت عليه. قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (1/ 498) عن أم هانئ: فذكره" (¬1) 87 - حديث حذيفة: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - مَلَك وقال: إنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" قال الحافظ: وعند الحاكم من حديث حذيفة بسند جيد: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه ملك فبشره" 88 - "أثبت فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيد" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 8/ 38) من حديث أنس. 89 - "أثبت فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيدان" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 8/ 38) من حديث أنس. 90 - عن ابن مسعود أنّه سئل: كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال: سألنا عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اثنا عشر كعدّة نقباء بني اسرائيل". قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار من حديث ابن مسعود بسند حسن" (¬5) ضعيف ¬

_ (¬1) 13/ 256 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام) (¬2) 8/ 106 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب فاطمة) (¬3) 8/ 205 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج) (¬4) 7/ 418 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام) (¬5) 16/ 339 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمد بن المثنى)

أخرجه أحمد (1/ 398 و 406) وإسحاق في "مسنده" (المطالب 2110) والبزار (937 أو 1938) وأبو يعلى (5031 و 5322 و 5323) والهيثم بن كليب (408) والطبراني في "الكبير" (10310) والحاكم (4/ 501) من طرق عن مُجَالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن مسروق قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال ابن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له اسنادا عن عبد الله أحسن من هذا الإسناد، على أنّ مجالدا قد تكلم فيه أهل العلم" وقال الحاكم: لا يسعني التسامح في هذا الكتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه رحمهم الله" وقال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا". وقال الهيثمي: وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 190 وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 2/ 368 - مختصر الإتحاف 6/ 436 قلت: إسناده ضعيف لضعف مجالد، قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال الحافظ في "لتقريب": ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. وخالفه الأشعث بن سَوَّار الكندي نرواه عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد قال: جاء أعرابي إلى ابن مسعود، فذكر الحديث. أخرجه إسحاق (المطالب 2110) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأشعث به. وأشعث قال أبو داود وغير واحد: ضعيف. 91 - "اثنان فما فوقهما جماعة" قال الحافظ: ورد من طرق ضعيفة منها في ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري، وفي معجم البغوي من حديث الحكم بن عمير، وفي أفراد الدارقطني من حديث

عبد الله بن عمرو، وفي البيهقي من حديث أنس، وفي "الأوسط" للطبراني من حديث أبي أمامة" (¬1) ضعيف روي من حديث أبو موسى ومن حديث الحكم بن عمير الثمالي ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث سمرة بن جندب. فأما حديث أبي موسى فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 531) وعبد بن حميد (567) وابن ماجه (972) والروياني (586) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 308) والعقيلي (2/ 53) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (846 و 847) وابن عدي (3/ 989) والدارقطني (1/ 280) والحاكم (4/ 334) وابن حزم في "الأحكام في أصول الأحكام" (1/ 503 - 504) والبيهقي (3/ 69) والخطيب في "التاريخ" (8/ 415 و 11/ 45 - 46) وأبو عبد الله الدقاق في "مشيخته" (27) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 483) من طريق الربيع بن بدر عن أبيه عن جده عمرو بن جَرَاد عن أبي موسى به مرفوعا. قال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير الربيع بن بدر" وقال ابن حزم: حديث لم يصح، الربيع بن بدر ساقط بإجماع، وأبوه مجهول، فسقط الحديث" وقال البيهقي: الربيع بن بدر ضعيف" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الربيع ووالده بدر بن عمرو" المصباح 1/ 119 وقال الزيلعي: الحديث ضعيف" نصب الراية 2/ 198 وقال الحافظ: هذا حديث غريب وإسناده ضعيف، الربيع بن بدر اتفقوا على تضعيفه، ولم يَرو عن أبيه بدر غيره" وقال النووي: ضعيف جدا" الخلاصة 2/ 674 وأما حديث الحكم بن عمير فأخرجه ابن سعد (7/ 415) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (482) وابن عدي (5/ 1890) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 138) من طريق بقية بن الوليد عن عيسى بن إبراهيم القرشي عن موسى بن أبي حبيب قال: سمعت الحكم بن عمير الثمالي رفعه "اثنان فما فوق ذلك جماعة" ¬

_ (¬1) 2/ 282 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب اثنان فما فوقهما جماعة)

قال الزيلعي: الحديث ضعيف" قلت: عيسى بن إبراهيم قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أبو حاتم أيضا: روى الحكم بن عمير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يذكر السماع ولا لقاء أحاديث منكرة من رواية ابن أخيه موسى بن أبي حبيب وهو شيخ ضعيف الحديث، ويروي عن موسى بن أبي حبيب عيسى بن إبراهيم وهو ذاهب الحديث. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الدارقطني (1/ 281) من طريق عثمان بن عبد الرحمن المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "اثنان فما فوقهما جماعة". قال الزيلعي: الحديث ضعيف" وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 483 قلت: عثمان بن عبد الرحمن هو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص الوَقّاصي كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 1203) والبيهقي (3/ 69) من طريق محمد بن الصلت الأسدي ثنا سعيد بن زَرْبِي ثنا ثابت عن أنس مرفوعا "الاثنان جماعة، والثلاثة جماعة، وما كثر فهو خير" قال البيهقي والزيلعي: ضعيف" وقال النووي: ضعيف جدا" الخلاصة 2/ 674 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 483 قلت: وهو كما قالوا لضعف سعيد بن زربي. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6620) وابن عدي (6/ 2316) وابن حزم في "الأحكام" (1/ 504) من طريق مَسْلمة بن علي الخُشَنِي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "اثنان فما فوقهما جماعة". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن الحارث إلا مسلمة" وقال ابن حزم: حديث لم يصح، مسلمة بن علي ضعيف بلا خلاف" وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 483

وأما حديث سمرة فأخرجه الروياني (835) عن محمد بن إسحاق الصغاني ثنا موسى بن محمد أنا حسن بن حبيب عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة مرفوعا "الإثنان فما فوقهما جماعة" وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي. 92 - "اثنان لا نجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق، وامرأة غضب زوجها حتى ترجع" قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وصححه الحاكم" (¬1) حسن أخرجه الطبراني في "الصغير" (478) عن إبراهيم بن أبي الوزير المكي والحاكم (4/ 173) عن أبي عمرو بكر بن بكار القيسي البصري قالا: ثنا عمر بن عبيد الطنافسي عن ابراهيم بن مهاجر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع". قال الطبراني: لم يَروه عن إبراهيم بن مهاجر إلا عمر بن عبيد، ولا عنه إلا إبراهيم بن أبي الوزير" كذا قال، وقد تابعه بكر بن بكار عن عمر بن عبيد كما في رواية الحاكم. وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 3/ 29 و 59 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 313 قلت: إبراهيم بن مهاجر هو ابن جابر البَجَلي وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وللحديث شاهد عن ابن عباس وعن أبي أمامة وعن أبي سعيد الخدري وعن جابر بن عبد الله وعن قتادة مرسلا وعن الحسن مرسلا فيتقوى بها. فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (971) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (336) ¬

_ (¬1) 11/ 205 (كتاب النكاح - باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها)

عن محمد بن عمر بن هَيَّاج الكوفي وابن حبان (1757) والطبراني في "الكبير" (12275) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني قالا: ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرْحَبي ثنا عُبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان مُتَصَارِمَان". قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 703 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 119 قلت: بل إسناده حسن، يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي قال ابن نمير: لا بأس به، وقال الدارقطني: صالح يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ. وعبيدة بن الأسود هو ابن سعيد الهمداني قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته وكان فوقه ودونه ثقات. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما دلس. والباقون ثقات. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 408) عن علي بن حسن بن شَقيق عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم حتى يرجعوا: العبد الآبق، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وامام قوم وهم له كارهون". ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8090 و8098) وأخرجه الترمذي (360) والبغوي في "شرح السنة" (838) عن محمد بن إسماعيل البخاري والبيهقي في "معرفة السنن" (5959) عن إبراهيم بن هلال البوزنجردي كلاهما عن علي بن الحسن بن شقيق به.

قال الترمذي: حديث حسن غريب" وقال البيهقي: أبو غالب اسمه حَزَوَّر ولم يحتج به صاحبا الصحيح، وزعم أبو عبد الرحمن النسائي أنّه ضعيف" وقال أيضا: رُوي عن أبي غالب عن أبي أمامة وليس بالقوي" وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 193 وقال النووي: حسنه الترمذي وضعفه البيهقي، والأرجح هنا قول الترمذي" الخلاصة 2/ 704 قلت: إسناده حسن، علي بن الحسن بن شقيق ثقة، وحسين بن واقد صدوق، وأبو غالب صاحب أبي أمامة مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ فهو حسن الحديث. وأما حديث أي سعيد فأخرجه البيهقي (3/ 128) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي بكر بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا إسماعيل عن عطاء عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم: رجل أَمَّ قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها، ومملوك فرّ من مولاه". وقال: وهذا إسناد ضعيف" المعرفة 4/ 227 قلت: وعلته إسماعيل وهو ابن عياش فإنّ روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، فإنّ عطاء هو ابن عجلان (¬1) وهو بصري. وأما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه ابن خزيمة (940) وابن حبان (5355) وابن عدي (3/ 1074) والبيهقي (1/ 389) وفي "الشعب" (5202 و 5203 و 8237 و 8353) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة، ولا يصعد لهم حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم، والمرأة الساخط علبها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحو". - ورواه موسى بن أيوب أبو عمران النصيبي عن الوليد بن مسلم واختلف عنه: * فقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: ثنا موسى بن أيوب ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن ابن المنكدر عن جابر. ¬

_ (¬1) قال ابن معين والفلاس: كذاب.

أخرجه البيهقي في "الشعب" (5203) * وقال نعيم بن محمد الصوري: ثنا موسى بن أيوب ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9227) والأول أصح. قال البيهقي: تفرد به زهير هكذا" وقال الذهبي في "المهذب": قلت: هذا من مناكير زهير" فيض القدير. قلت: زهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة كما يستفاد ذلك من كلام البخاري وأحمد وأبي حاتم وابن عدي والعجلي، وهذه الرواية منها فإن الوليد بن مسلم شامي. وأما حديث قتادة فأخرجه البيهقي (3/ 128) وفي "المعرفة" (5963) من طريق أحمد بن منصور الرّمادي ثنا عبد الرزاق أنا مَعْمر عن قتادة قال: لا أعلمه إلا رفعه قال: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: عبد آبق من سيده حتى يأتي فيضع يده في يده، وامرأة بات زوجها غضبان عليها، ورجل أمَّ قوما وهم له كارهون". ورجاله ثقات. وأما حديث الحسن فله عنه طريقان: الأول: يرويه هُشيم ثنا هشام بن الحسن ثنا الحسن رفعه "ثلاثة لا تقبل لهم صلاة: رجل أمَّ قوما وهم له كارهون، والعبد إذا أبق حتى يرجع إلى مولاه، والمرأة إذا باتت مهاجرة لزوجها عاصية له". رجاله ثقات. الثاني: يرويه بقية ثنا إسماعيل عن الحجاج بن أَرْطَاة عن قتادة عن الحسن رفعه "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم: رجل أمَّ قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها، ومملوك فرَّ من مولاه". أخرجه البيهقي (3/ 128) وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، والحجاج وقتادة مدلسان وقد عنعنا.

93 - "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم" قال الحافظ: وقد روى أبو داود من حديث وَحْشِي بن حرب رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 501) وأبو داود (3764) وابن ماجه (3286) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (482) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 185) وابن حبان (5224) والطبراني في "الكبير" (22/ 139) والحاكم (2/ 103) وأبو نعيم في "الأربعين على مذهب المتحققين" (ص 68) وفي "الصحابة" (6520) والبيهقي (5/ 258) وفي "الآداب" (703) وفي "الدلائل" (6/ 119) وفي "الشعب" (5449) وابن أبي الصقر في "مشيخته" (54) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته" (72) والمزي (5/ 539) من طرق عن الوليد بن مسلم ثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب الحبشي عن أبيه عن جده وحشي قال: قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع، قال: "تجتمعون على طعامكم أو تتفرقون؟ " قالوا: نتفرق، قال: "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه". قال الحافظ العراقي: إسناده حسن" تخريج الاحياء 2/ 4 - حلبي وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (11/ 50 - 52) في ترجمة وحشي: رُويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عن ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه حرب بن وحشي عن أبيه وحشي، وهو إسناد ليس بالقوي يأتي بمناكير. وقال أيضا: وهو إسناد ضعيف لا يحتج به، وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم تُرو بغير ذلك الإسناد" وقال الحافظ: في صحته نظر، فإنّ وحشي الأعلى هو قاتل حمزة، وثبت أنه لما أسلم قال له المصطفى "غَيّب وجهك عني" فيبعد سماعه منه بعد ذلك إلا أن يكون أرسل" فيض القدير. قلت: وهو كما قالا، وحرب بن وحشي بن حرب ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه وحشي الحمصي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. ¬

_ (¬1) 11/ 508 (كتاب الأطعمة - باب من أدخل الضيفان عشرة عشرة)

وابنه وحشي بن حرب ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال العجلي: لا بأس به. وقال صالح بن محمد جزرة: لا يشتغل به ولا بأبيه، وقال الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وللحديث شاهد عن عمر رفعه "كلوا جميعا ولا تفرفوا فإنّ البركة مع الجماعة". أخرجه ابن ماجه (3287) من طريق. عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمر به. وإسناده ضعيف لضعف عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير. قال المنذري: رواه ابن ماجه، وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير واهي الحديث" (¬1) الترغيب 3/ 133 وله شاهد آخر عن ابن عمر مرفوعا "كلوا جميعا ولا تفرقوا" قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، وفي إسناد "الأوسط" بحر السقاء، وفي الآخر أبو الربيع السَمَّان وكلاهما ضعيف" (¬2) "المجمع" 5/ 21 94 - حديث سهل بن أبي حَثْمَة رفعه "اجتنب الكبائر السبع" فذكرها، لكن ذكر التعرب بعد الهجرة بدل السحر. قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وله في "الأوسط" من حديث أبي سعيد مثله وقال "الرجوع إلى الأعراب بعد الهجرة" (¬3) ضعيف وحديث سهل بن أبي حثمة أخرجه الطبراني في "الكبير" (5636) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين المصري ثنا عمرو بن خالد الحرّاني ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه رفعه "اجتنبوا الكبائر السبع" فسكت الناس فلم يتكلم أحد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا تسألوني عنهن؟: الشرك بالله، وقتل النفس، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، والمتعرب بعد الهجرة" ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على هذا الحديث أيضا في حرف الطاء فانظر حديث "طعام الواحد يكفي الاثنين" (¬2) سيأتي الكلام عليه أيضا في حرف الكاف فانظر حديث "كلوا جميعا ولا تفرقوا" (¬3) 15/ 198 (كتاب الحدود - باب قذف المحصنات)

وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 484) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وشيخ الطبراني مختلف فيه، وثقه مسلمة وكذبه غيره. قال ابن كثير: وفي إسناده نظر، ورفعه غلط فاحش" واختلف فيه على محمد بن سهل، فرواه ابن إسحاق عنه عن أبيه عن علي قوله. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 107) عن إسحاق بن راهويه عن عَبْدَة سمع ابن إسحاق به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 37 - 38) من طريق يزيد بن هارون أنا ابن إسحاق به. وتابعه الوليد بن كثير ثني محمد بن سهل به. قاله البخاري. قال ابن كثير: وهو الصواب" وحديث أبي سعيد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5705) عن محمد بن عبد الله الحَضْرَمي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا "الكبائر سبع: الأشراك بالله، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وقذت المحصنة، والفرار من الزحف، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والرجوع إلى الأعراببة بعد الهجرة" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بلال" وقال الهيثمي: وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف" المجمع 1/ 104 قلت: هو مختلف فيه، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة كذبه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. واختلف في هذا الحديث على أبي سلمة بن عبد الرحمن، فرواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "الكبائر سبع: فذكرهن. أخرجه البزار (كشف 109) عن خالد بن يوسف بن خالد السمتي ثنا أبو عَوَانة عن عمر به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 481) عن أبيه ثنا فهد بن عوف ثنا أبو عوانة به.

وخالد بن يوسف قال الذهبي في "الميزان": ضعيف، وفهد (¬1) بن عوف قال الفلاس: متروك الحديث. وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه. 95 - حديث عثمان "اجتنبوا الخمر فإنّها أم الخبائث" وفيه "وإنّها لا تجتمع هي والإيمان" ألا وأوشك أحدهما أن يخرج صاحبه". قال الحافظ: أخرجه البيهقي مرفوعا وموقوفا وصححه ابن حبان مرفوعا" (¬2) موقوف صحيح أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (1) وابن حبان (5348) والبيهقي في "الشعب" (5197) وابن الجوزي في "العلل" (1122) من طريق الفُضيل بن سليمان النميري ثنا عمر بن سعيد عن الزهري أني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عبد الرحمن بن الحارث قال: سمعت عثمان بن عفان خطبنا قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اجتنبوا أم الخبائث" الحديث وفيه "فاجتنبوا الخمر فإنّه والله لا يجتمع إيمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدا، ليوشكنّ أحدهما يخرج صاحبه". وإسناده ضعيف لضعف عمر بن سعيد وهو ابن سريج ويقال: ابن سرحة التنوخي. قال الدارقطني في "العلل" (1/ 171): ضعيف" وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي، يروي عن الزهري وينكر" الجرح 3/ 1/ 111 وقال ابن عدي: أحاديثه عن الزهري ليست بمستقيمة. وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه خطأ واضطراب. ولينه الذهبي في ميزانه وديوانه ومغنيه. واختلف فيه على الزهري: - فقيل: عنه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن عثمان موقوفا. أخرجه عبد الرزاق (17060) والنسائي (8/ 282) ¬

_ (¬1) اسمه زيد، وفهد لقبه. (¬2) 12/ 132 (كتاب الأشربة - وقول الله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس)

عن معمر بن راشد وابن وهب في "الموطأ" (79) والنسائي (8/ 282 - 283) والبيهقي و (8/ 287) وفي "الشعب" (5198) عن يونس بن يزيد الأيلي كلاهما عن الزهري به. - ورواه جعفر بن بُرْقان الرقي عن الزهري عن عثمان موقوفا، ولم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأباه. أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 110 - 111) وجعفر بن بُرقان ضعيف في الزهري كما قال النسائي وابن عدي وغيرهما. - ورواه الحسن بن عُمارة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان مرفوعا. ذكره الدارقطني في "العلل" (3/ 41 - 42) وقال: وهم فيه الحسن في موضعين: في رفعه، وفي روايته إياه عن سعيد بن المسيب، والذي قبله أصح" أي الذي رواه معمر ويونس عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن عثمان موقوفا. وكذا صححه غيره: فقال أبو زرعة: رواه إبراهيم بن سعد ومعمر ويونس بن يزيد عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن عثمان موقوفا، وهو الصحيح" العلل لابن أبي حاتم 2/ 36 وقال الزيلعي: وهو أصح" نصب الراية 4/ 297 وقال الدارقطني أيضا: هذا الحديث أسنده عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري، ووقفه يونس ومعمر وشعيب وغيرهم عن الزهري، والموقوف هو الصواب" العلل 3/ 41 وقال البيهقي: الموقوف هو المحفوظ" قلت: وهو كما قالوا. وللحديث طريقين آخرين موقوفين أيضا: الأول: يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: قال عثمان: إياكم والخمر فإنها مفتاح كل شر، ثم ذكر نحوه.

أخرجه البيهقي (8/ 288) الثاني: يرويه محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أنّه سمع عثمان يخطب فذكر الخمر فقال: هي مجمع الخبائث أو أم الخبائث، وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 193) وإسناده صحيح. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عثمان به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (2) 96 - "اجتنبوا المسكر" قال الحافظ: وحديث عبد الله بن مغفل أخرجه أحمد بلفظ: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 110) وأحمد (4/ 87) وفي "الأشربة" (203) عن وكيع ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو عن غيره عن عبد الله بن مغفل قال: أنا شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نهى عن نبيذ الجر، وأنا شهدته حين رخّص فيه قال: "واجتنبوا المسكر" لفظ أحمد، ولفظ ابن أبي شيبة "اجتنبوا كل مسكر". هكذا رواه وكيع عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو عن غيره عن عبد الله بن مغفل. ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكَيْن عن أبي جعفر الرازي فقال فيه: عن أبي العالية وغيره. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 229). ورواه إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن عبد الله بن مغفل. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 31) والطبراني في "الأوسط" (884) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن مغفل إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبي جعفر" ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وفي أبي جعفر الرازي كلام لا يضر وهو ثقة" المجمع 5/ 62 قلت: هو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، واختلف فيه قول أحمد. 97 - "اجتنبوا كل مسكر" قال الحافظ: وعن زيد بن الخطاب أخرجه الطبراني بلفظ: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه عند حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث" 98 - حديث علي "اجتنبوا ما أسكر" قال الحافظ: عند أحمد وهو حسن" (¬2) هو قطعة من حديث أخرجه أحمد (1/ 145) وغيره، وسيأتي الكلام عليه عند حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي ... " وهذا القدر من الحديث الذي اقتصر عليه الحافظ ذكرت له شواهد عند الكلام على هذا الحديث، وله شواهد أخرى أيضا ذكرها الألباني في "الصحيحة" (2/ 574) فلتنظر. ومن شواهده أيضا الحديثين قبله. 99 - حديث ابن عمر رفعه "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن أَلَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله" قال الحافظ: أخرجه الحاكم، وهو في "الموطأ" من مرسل زيد بن أسلم" (¬3) روي من حديث ابن عمر ومن حديث زيد بن أسلم مرسلا فأما حديث ابن عمر فيرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: - فرواه أبو ضَمْرة أنس بن عِياض الليثي عن يحيى بن سعيد واختلف عنه: * فقال أسد بن موسى المصري: ثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد ثنى عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام بعد أن رجم الأسلمي فقال: "اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، فمن أَلَمَّ، فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله، فإنه من يُبدِ لنا صَفحَتَهُ نُقِمْ عليه كتاب الله". ¬

_ (¬1) 12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العنب) (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العنب) (¬3) 13/ 98 (كتاب الأدب - باب ستر المؤمن على نفسه)

أخرجه الطحاوي في "المشكل" (91) والحاكم (4/ 244 و 383) من طرق عن أسد بن موسى به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال العراقي: إسناده جيد" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1729 قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يحتج بأسد بن موسى، واستشهد به البخاري، ولم يخرجا رواية يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار. ولم ينفرد أسد بن موسى به بل تابعه محمد بن الصلت التَّوَّزي ثنا أبو ضمرة به. أخرجه العقيلي (2/ 248) * وقال يونس بن عبد الأعلى المصري: أني أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد ثنى عبد الله بن دينار مولى ابن عمر أنّه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام أخرجه الطحاوي (92) وتابعه هارون بن موسى الفروي ثنا أبو ضمرة به. أخرجه البيهقي (8/ 330) ورواته ثقات. - ورواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن يحيى بن سعيد واختلف عنه: * فقال حفص بن عمرو الرَّبَالي: ثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (863) والبيهقي (8/ 330) ورواته ثقات. * وقال حسين بن حسن (¬1): ثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني عبد الله بن دينار أنه بلغه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رجم الأسلمي أخرجه العقيلي (2/ 248 - 249) ¬

_ (¬1) أظنه المروزي صاحب ابن المبارك.

- وقال أبو سعيد يحيى بن سليمان الجُعْفِي: ثنا عبد الرحيم بن سليمان ثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار - قال الجعفي: أراه عن ابن عمر - أخرجه العقيلي (2/ 248) والجعفي مختلف فيه، وثقه الدارقطني، وقال النسائي: ليس بثقة. - وقال ابن جريج: أني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار أنه بلغه أخرجه عبد الرزاق (13336) عن ابن جريج به. وأخرجه العقيلي (2/ 248 - 249) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري أنا عبد الرزاق به. ورواته ثقات. وتابعه سفيان بن عُيينة قال: حدثنا بهذا الحديث يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار، ثم سألت عبد الله بن دينار عنه فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر: فذكره. أخرجه العقيلي (2/ 249) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي ثنا سفيان به. وهذا أصح. وأما حديث زيد بن أسلم فأخرجه مالك (2/ 825) عنه أنّ رجلا اعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوط، فأُتيِ بسوط مكسور، فقال "فوق هذا" فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته، فقال "دون هذا" فأتي بسوط قد ركب به ولان، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلد، ثم قال "أيها الناس قد آن لكم أنْ تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، فإنه من يُبْدِ لنا صفحته نُقِمْ عليه كتاب الله" وأخرجه البيهقي (8/ 330) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا مالك به. وأخرجه في "الشعب" (9226) من طريق عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي عن مالك به. قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث مرسلا جماعة الرواة للموطأ، ولا أعلمه يستند بهذا اللفظ من وجه من الوجوه، وقد روى معمر عن يحيى بن أبي كثير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء" التمهيد 5/ 321 - 322 100 - عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال "جعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يّفرغ الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم لكن إسناده ضعيف، وله شاهد من حديث

أبي هريرة ومن حديث سلمان أخرجهما أبو الشيخ، ومن حديث أُبي بن كعب أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" وكلها واهية" (¬1) ضعيف أخرجه الترمذي (195) والطوسي في "مختصر الأحكام" (178 و 179) عن مُعَلى بن أسد العمي وعبد بن حميد في "المنتخب" (1008) والترمذي (196) وابن عدي (5/ 1974) عن يونس بن محمد المؤدب وابن عدي (7/ 2649) والبيهقي (1/ 428) عن معلي بن مهدي قالوا: ثنا عبد المنعم بن نعيم البصري صاحب السِّقاء ثنا يحيى بن مسلم عن الحسن وعطاء عن جابر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال "يا بلال إذا أذنت فَتَرَسَّل في أذانك، وإذا أقمت فاحدُر، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تروني" قال الترمذي: حديث جابر هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد المنعم، وهو إسناد مجهول، وعبد المنعم شيخ بصري" وقال البيهقي: هكذا رواه جماعة عن عبد المنعم بن نعيم أبي سعيد قال البخاري: هو منكر الحديث، ويحيى بن مسلم البكاء الكوفي ضعفه ابن معين" قلت: يحيى بن مسلم بصري قال أبو زرعة: لا أدري من هو، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول لا يعرف، لعله البكاء، وقال الحافظ في "التهذيب": يحتمل أنه البكاء، وقال في "التقريب": مجهول. وعبد المنعم بن نعيم قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. واختلف عنه، فرواه علي بن حماد بن أبي طالب البزاز عنه ثنا عمرو بن فائد الأسواري ثنا يحيى بن مسلم به، زاد فيه عمرو بن فائد. ¬

_ (¬1) 2/ 246 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب كم بين الأذان والإقامة)

أخرجه الحاكم (1/ 204) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي ثنا علي بن حماد به (¬1). وقال: هذا حديث ليس في إسناده مطعون فيه غير عمرو بن فائد، والباقون شيوخ البصرة، وهذه سنة غريبة لا أعرف لها إسنادا غير هذا، ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قال الدارقطني: عمرو بن فائد متروك" واختلف فيه على الحسن وعطاء، فرواه الحسن بن عبيد الله عنهما عن أبي هريرة مرفوعا نحوه. أخرجه البيهقي عن أبي بكر بن الحارث ثنا أبو محمد بن حيان (¬2) ثنا حمدان بن الهيثم بن خالد البغدادي ثنا صبيح بن عمر السيرافي ثنا الحسن بن عبيد الله به. وقال: هذا إسناد ليس بالمعروف، والإسناد الأول أشهر من هذا" وقال الذهبي في "المهذب" (1/ 422) إسناده مظلم، والأول أشهر" وأما حديث سلمان فلم أقف عليه ولعله في كتاب الأذان لأبي الشيخ. وأما حديث أُبي بن كعب فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 143) عن محمد بن عبد الرحيم البزاز البغدادي والهيثم بن كليب (1510) عن علي بن عبد العزيز البغوي كلاهما عن أبي علي قرة بن حبيب القَنَوي ثنا مُعَارك بن عَبّاد العبدي ثنا عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي الجوزاء عن أبي بن كعب مرفوعا "يا بلال اجعل بين أذانك وإقامتك نفسا قدر ما يقضي المعتصر حاجته في مَهل، وقدر ما يفرغ الآكل من طعامه في مَهل" ومعارك بن عباد قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث جدا، وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة. ورواه مالك بن مِغْوَل عن ابن (¬3) الفضل عن أبي الجوزاء عن أبي بن كعب. ¬

_ (¬1) ورواه أحمد بن عمرو القطراني عن علي بن حماد فلم يذكر عمرو بن فائد. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1973) (¬2) وهو المعروف بأبي الشيخ. (¬3) هكذا وقع في "المسند"، ووقع في "الإكمال" و"ذيل الكاشف" و"التعجيل": أبو الفضل.

أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 143) عن زكريا بن يحيى بن عبد الله بن أبي سعيد الرقاشي الخزاز ثنا سَلْم بن قتيبة ثنا مالك بن مغول به. قال الحسيني في "الإكمال": أبو الجوزاء عن أبي بن كعب، وعنه أبو الفضل، مجهولان. وقال في موضع آخر: أبو الفضل لعله عبد الله بن الفضل بن العباس. قال الحافظ في "التعجيل": ولعبد الله بن الفضل ترجمة في "التهذيب"، فإن كان عبد الله يكنى أبا الفضل فذلك، وإلا فيحتمل أنها كانت ابن الفضل فتصحفت. 101 - "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا" سكت عليه الحافظ (¬1). وقد أخرجه البخاري (فتح 3/ 141) من حديث ابن عمر. 102 - "اجعلوا بينكم وببن النار حِجَابا ولو يشِقِّ تمرة" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث فضالة بن عبيد مرفوعا: فذكره" (¬2) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 303) عن المقدام بن داود الرُّعَيني ثنا النضر بن عبد الجبار ثنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن حَنَش عن فَضَالة بن عبيد به مرفوعا. قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وفيه كلام" المجمع 3/ 106 قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، والمقدام بن داود ضعيف أيضا. قال ابن أبي حاتم في كتابه (8/ 303): سمعت منه بمصر وتكلموا فيه. وقال النسائي في "الكنى": ليس بثقة، وقال ابن يونس: تكلموا فيه، وقال محمد بن يوسف الكندي: لم يكن بالمحمود في الرواية، وضعفه الدارقطني في "غرائب مالك". وقواه بعضهم، فقال مسلمة بن القاسم: رواياته لا بأس بها، وقال الذهبي في "الديوان": صويلح. ¬

_ (¬1) 8/ 458 (كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية) و3/ 133 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر) (¬2) 4/ 26 (كتاب الزكاة - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)

وللحديث شواهد يتقوى بها، منها: 1 - حديث عدي بن حاتم مرفوعا "اتقوا النار ولو بشق تمرة" أخرجه البخاري (فتح 4/ 26) 2 - حديث ابن مسعود مرفوعا "ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشقّ تمرة" قال الهيثمي: رواه أحمد ورجال رجال الصحيح" المجمع 3/ 105 وصحح إسناده المنذري في "الترغيب" (2/ 10) والحافظ في "الفتح" (4/ 26) وسيأتي الكلام عليه في حرف اللام. 3 - حديث عائشة مرفوعا "يا عائشة استتري من النار ولو بشقّ تمرة، فإنّها تسدّ مع الجائع مسدها من الشبعان" قال الهيثمي: رواه أحمد، وروى البزار بعضه، وفيه أبو هلال وفيه بعض كلام، وهو ثقة" المجمع 3/ 105 وحسن إسناده المنذري في "الترغيب" (2/ 10) والحافظ في "الفتح" (4/ 26) وسيأتي الكلام عليه في حرف الياء. وللحديث شواهد أخرى ذكرها الهيثمي فلتراجع. 103 - عن عائشة قالت: كانوا في الجاهلية إذا عَقوّا عن الصبي خَضَبُوا قطنة بدم العقيقة، فإذا حلقوا رأس الصبي وضعوها على رأسه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اجعلوا مكان الدم خَلُوقا" قال الحافظ: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" زاد أبو الشيخ "ونهى أن يمس رأس المولود بدم" ولأبي داود والحاكم من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنا في الجاهلية، فذكر نحو حديث عائشة ولم يصرّح برفعه، قال: فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران. وهذا شاهد لحديث عائشة" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (43) عن هشام بن سليمان بن عكرمة المخزومي ¬

_ (¬1) 2/ 11 - 12 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

والبزار (كشف 1239) عن رَوْح بن عبادة البصري وأبو يعلى (4521) والبيهقي (9/ 303) عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد وابن حبان (5308) عن حجاج بن محمد المصيصي والبيهقي (9/ 303) عن أبي قرة موسى بن طارق الجَنَدي كلهم عن ابن جُريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرَة بنت عبد الرحمن عن عائشة به (¬1). وإسناده صحيح رواته ثقات. ورواه عبد الرزاق (7963) عن ابن جريج قال: حُدثت حديثا رُفع إلى عائشة أنها قالت: فذكرت الحديث. والأول أصح. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ أبي يعلى إسحاق فإني لم أعرفه" المجمع 4/ 58 قلت: هو إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي وهو ثقة. وسيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف العين فانظر "عقّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما ... " وأما حديث بريدة فأخرجه أبو داود (2843) والطحاوي في "المشكل" (3/ 64 و 75) ¬

_ (¬1) وأول الحديث: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يُعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة" وقالت: عَقٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين شاتين، ذبحهما يوم السابع، وسماهما، وأمر أن يُمَاط عن رؤوسهما الأذى. قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اذبحوا على اسمه، وقولوا: بسم الله، اللهم منك وإليك، هذه عقيقة فلان" قالت: وكانوا في الجاهلية وذكرت الحديث.

والحاكم (4/ 238) والبيهقي (9/ 302 - 303) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 319) من طريق الحسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة، ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يحتج البخاري بحسين بن واقد وإنما علّق له، وقد احتج به مسلم، وهو صدوق كما قال الذهبي في "المغني"، وقال ابن سعد: كان حسن الحديث، وقال أبو داود وأبو زرعة والنسائي: ليس به بأس. 104 - "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 2/ 75) من حديث ابن عمر. 105 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)} [الواقعة: 74] "اجعلوها في ركوعكم" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح يرويه موسى بن أيوب الغافقي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن موسى بن أيوب ثني عمي إياس بن عامر الغافقي قال: سمعت عُقبة بن عامر يقول: لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)} [الواقعة: 74] قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اجعلوها في ركوعكم" فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1] قال "اجعلوها في سجودكم". منهم: 1 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ. أخرجه أحمد (4/ 155) والدارمي (1311) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 502 - 503) وأبو يعلى (1738) وابن خزيمة (600 و 670) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 235) ¬

_ (¬1) 13/ 133 (كتاب الأدب - باب ما يجوز في الغضب) (¬2) 2/ 456 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التشهد في الآخرة)

والطبراني في "الكبير" (17/ 321 - 322) وفي "الدعاء" (532 و 584) والآجري في "الشريعة" (675) والحاكم (1/ 225 و 2/ 477) والبيهقي (2/ 86) وفي "معرفة السنن" (2/ 442 - 443 و 443) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 119) 2 - عبد الله بن المبارك. أخرجه الطيالسي (ص 135) وأبو داود (869) وابن ماجه (887) وابن خزيمة (601 و1/ 334) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 156 و 184) وابن حبان (1898) والحاكم (1/ 225) وابن حزم في المُحلى (3/ 335 - 336) والمزي (3/ 405) 3 - عبد الله بن وهب. أخرجه الروياني (264) والطحاوي (1/ 235) 4 - يحيى بن يعلى الأسلمي. أخرجه ابن المنذر (3/ 156 و 184) 5 - عبد الله بن لهيعة. أخرجه الطبراني (17/ 322) - وقال يحيى بن أيوب المصري: ثنا موسى بن أيوب عن إياس بن عامر عن علي بن أبي طالب. أخرجه الطحاوي (1/ 235). - وقال الليث بن سعد: ثني موسى بن أيوب عن رجل من قومه قد سماه عن عقبة. أخرجه ابن المنذر (3/ 184) والطبراني (17/ 322) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به. وزاد في حديثه "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات". ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن الليث فقال: عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب. وزاد بعد قوله: العظيم والأعلى: وبحمده. أخرجه أبو داود (870) والبيهقي (2/ 86)

وقال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة" وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 396): هذه الرواية ضعيفة" قلت: حديث أبي عبد الرحمن المقرئ ومن تابعه أصح. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد وقد اتفقا على الاحتجاج برواته غير إياس بن عامر مستقيم الاسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إياس ليس بالمعروف" كذا قال، وقد قال ابن حبان: إياس بن عامر من ثقات المصريين. الإحسان وذكره في "الثقات". وقال العجلي: مصري تابعي لا بأس به. وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر. وموسى بن أيوب وثقه ابن معين وغيره فالإسناد صحيح (¬1). 106 - عن أبي هريرة قال: دخلت يوما السوق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس إلى البَزَّاز، فاشترى سراويل بأربعة دراهم، الحديث وفيه: قلت: يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل؟ قال: "أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالتستر" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف (¬2) بن زياد البصري وهو ضعيف" (¬3) ضعيف أخرجه أبو يعلى (6162) وعنه ابن حبان (¬4) في "المجروحين" (2/ 51) عن عباد بن موسى الخُتَّلي وأخرجه العقيلي (ق 472 / أ، 4/ 453 - 454) والطبراني في "الأوسط" (6590) عن محمد بن جعفر بن محمد بن أعين البغدادي ¬

_ (¬1) وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 396): إسناده حسن" (¬2) في الأصل "يونس" وهو خطأ. (¬3) 12/ 387 (كتاب اللباس - باب السراويل) (¬4) ومن طريقه أخرجه ابن الجوزى في "الموضوعات" (3/ 46 - 47)

وابن الأعرابي (ق 235 - 236) عن أبي العباس فضل الأشج البغدادي قالا: ثنا عباد بن موسى الخُتُّلي ثنا يوسف بن زياد ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن الأغر بن مسلم أبي مسلم عن أبي هريرة قال: دخلت يوما السوق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس إلى البَزّازين فاشترى سراويلا بأربعة دراهم، وكان لأهل السوق وَزَّان يَزِن، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اتَّزنْ وأَرْجِحْ" فقال الوزان: إنّ هذه لكلمة ما سمعتها من أحد. فقال أبو هريرة: فقلت له: كفى بك من الرَّهَق والجفاء في دينك أن لا تعرف نبيك! فطرح الميزان ووثب إلى يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يقبلها. فحذف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده منه فقال: "ما هذا؟ إنما يفعل هذا الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما أنا رجل منكم" فوزن وأرجح وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السراويل. قال أبو هريرة: فذهبت لأحمله عنه فقال: "صاحب الشيء أحق بشيئه أنّ يحمله، إلا أنّ يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم" قال: قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال "أجل في السفر والحضر، وبالليل والنهار، فإنى أمرت بالسَّتْر فلم أجد شيئا أسترَ منه" وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (1178) من طريق علي بن حجر المروزي ثنا يوسف بن زياد البصري به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هريرة إلا الأغر، ولا عن الأغر إلا عبد الرحمن بن زياد" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال الدارقطني: الحمل فيه على يوسف بن زياد لأنه مشهور بالأباطيل، ولم يروه عن الافريقي غيره، وقال ابن حبان: الافريقي يروي الموضوعات عن الأثبات، وضعفه يحيى" وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الاحياء للحداد 3/ 281 وقال السخاوي: ضعيف" المقاصد ص 258 و 259 وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف بن زياد البصري وهو ضعيف" المجمع 5/ 122 قلت: ولم يتفرد به بل تابعه حفص بن عبد الرحمن ثنا الافريقي به. أخرجه البيهقي في "الأداب" (758) وفي "الشعب" (5830)

وحفص بن عبد الرحمن لم أعرفه، والافريقي ضعيف كما قال ابن معين وغيره. 107 - "أجل، وأنت هو يا أبا بكر" قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند ابن حبان في نحو هذا الحديث التصريح بالوقوع لأبي بكر ولفظه: قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن حبان (6867) والطبراني في "الكبير" (11166) و"الأوسط" (485) وابن عدي (3/ 1031) والخطيب في "التاريخ" (5/ 112) من طرق عن أبي بكر أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب السالمي ثني ابن أبي فُديَك عن رباح بن أبي معروف المكي عن قيس بن سعد عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "يدخل الجنة رجل، فلا يبقى أهلُ دار، ولا أهلُ غرفة، إلا قالوا: مرحبا مرحبا، إلينا إلينا" فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما تَوَى على هذا الرجل في ذلك اليوم. قال: "أجل، وأنت هو يا أبا بكر" قال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه بهذا الإسناد غير رباح" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السالمي وهو ثقة" المجمع 9/ 46 قلت: لم أقف له على ترجمة، لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن المغيرة المخزومي ثني ابن أبي فديك به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 316) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الشيباني ثنا أبو حامد محمود بن علي بن مالك بن الأخطل البزاز الشيباني ثنا يحيى بن المغيرة به. ورواته ثقات غير يحيى بن المغيرة وهو صدوق، ورباح بن أبي معروف مختلف فيه قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول ابن حبان. 108 - عن أبي الزاهرية قال: كنا مع عبد الله بن بُسْر صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أن رجلا جاء يتخطى والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال: "اجلس فقد آذيت" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 26 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لوكنت متخذا خليلا) (¬2) 3/ 43 (كتاب الجمعة - باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬1). صحيح أخرجه أحمد (4/ 188 و 190) وأبو داود (1118) والبزار (3506) والنسائي (3/ 84) وفي "الكبرى" (1706) وابن خزيمة (1811) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 84) وابن حبان (2790) والطبراني في "مسند الشاميين" (1953) والحاكم (1/ 288) والبيهقي (3/ 231) وفي "معرفة السنن" (4/ 402 - 403) والرافقي في "جزئه" (ق 9/ ب) والخطيب في "الموضح" (4/ 2 و 422 - 423) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (925) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أبي الزاهرية قال: كنت جالسا مع عبد الله بن بسر يوم الجمعة فما زال يحدثنا حتى خرج الإمام فجاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال عبد الله بن بسر: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال له "اجلس فقد آذيت وآنيت". اللفظ للحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم" (¬2) قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يخرج رواية أبي الزاهرية عن عبد الله بن بسر، وأبو الزاهرية اسمه حُدَير بن كُرَيب الحضرمي الحمصي. وللحديث شاهد عن جابر أنّ رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب فجعل يتخطى الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اجلس فقد آذيت وآنيت". أخرجه ابن ماجه (1115) عن أبي كُرَيب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا عبد الرحمن المُحَاربي عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جابر به. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي. واختلف فيه على الحسن البصري، فرواه منصور ويونس عن الحسن مرسلا، ليس فيه جابرا. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 74 - 75) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (4/ 403) عن هشيم ثنا منصور ويونس عن الحسن به. وهذا أصح. ¬

_ (¬1) 2/ 84 (كتاب الصلاة - باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين) (¬2) وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 785): رواه أبو داود والنسائي بإسنادين صحيحين، وإسناد أبي داود على شرط مسلم، وفي رواية الحاكم والبيهقي به. بإسناد صحيح "فقد آذيت وآنيت".

109 - حديث عُبادة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم للجنازة فمرّ به حَبْرٌ من اليهود فقال: هكذا نفعل، فقال "اجلسوا وخالفوهم" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي، وإسناده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 6) وأبو داود (3176) وابن ماجه (1545) والترمذي (1020) والبزار (2685) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 489) والعقيلي (2/ 122 - 123 و 259 - 260) والهيثم بن كليب (1227) وابن عدي (2/ 445 و 4/ 1542) وابن شاهين في "الناسخ" (345) والبيهقي (4/ 28) والخطيب في "الموضح" (2/ 3) والحازمي في "الاعتبار" (ص 131) والمزي (11/ 380) من طريق بشر بن رافع أبي الأسباط الحارثي عن عبد الله بن سليمان بن جُنادة بن أبي أمية عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم في الجنازة حتى توضع في اللحد، فمرّ به حَبْرٌ من اليهود فقال: هكذا نفعل، فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال "اجلسوا، خالفوهم" اللفظ لأبي داود. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وبشر بن رافع ليس بالقوي في الحديث" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبادة، ولا نعلم له طريقا عن عبادة إلا هذا الطريق، وبشر بن رافع لين الحديث، وقد احتمل حديثه" وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 2/ 112 قلت: وعبد الله بن سليمان قال البخاري: فيه نظر، لا يتابع في حديثه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير رواية بشر عنه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وسليمان بن جنادة ذكر البخاري الحديث في ترجمته وقال: هو منكر (¬2). وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وذكره أبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن حبان في "المجروحين": منكر الحديث فلست أدري البلية في روايته منه أو من بشر بن رافع لأنّ بشر بن رافع ليس بشيء في الحديث، ومعاذ الله أن نطلق الجرح على مسلم بغير علم بما فيه، واستحقاق منه له، على أنه يجب التنكب عن روايته على الأحوال. 110 - حديث أبي هريرة: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرضت نفسها عليه، فقال ¬

_ (¬1) 3/ 424 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي) (¬2) في "ضعفاء العقيلي" (2/ 122) قال البخاري: لم يتابع سليمان في هذا، وهو حديث منكر"

لها "اجلسي" فجلست ساعة، ثم قامت، فقال "اجلسي بارك الله فيك، أما نحن فلا حاجة لنا فيك" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند النسائي: فذكره. وقال: ووقع في حديث أبي هريرة عند النسائي بعد قوله "لا حاجة لي ولكن تُملكيني أمرك" قالت: نعم، فنظر في وجوه القوم، فدعا رجلا فقال "إني أريد أنْ أزوجك، هذا إنْ رَضِيَتْ" قالت: ما رضيت لي فقد رضيت. وقال: ووقع في حديث أبي هريرة قال "قم إلى النساء" فقام إليهنّ فلم يجد عندهنّ شيئا. قال: ووقع في حديث أبي هريرة: قال "ما تحفظ من القرآن؟ " قال: سورة البقرة أو التي تليها" كذا في كتابي أبي داود والنسائي بلفظ أو، وزعم بعض من لقيناه أنّه عند أبي داود بالواو، وعند النسائي بلفظ أو. وقال: وفي حديث أبي هريرة المذكرر "فعلمها عشرين آية وهي امرأتك" (¬1). ضعيف أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (50) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن عِسْل بن سفيان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرضت عليه نفسها، فقال لها "اجلسي" فجلست ساعة، فقال "اجلسي بارك الله فيك، أما نحن فلا حاجة لنا فيك، ولكن تُمَلكيني أمرك" قالت: نعم، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوه القوم، فدعا رجلا منهم، فقال "إني أريد أن أزوجك هذه إن رضيت" فقالت: ما رضيت لي يا رسول الله فقد رضيت، ثم قال للرجل: "هل عندك شيء؟ " فقال: لا والله، قال: "فقم إلى النساء" فقام إليهنّ، فلم يجد عندهنّ شيئا، فقال "ما تحفظ من القرآن؟ " قال: سورة البقرة أو التي تليها، قال "فقم، فعلمها عشرين آية وهي امرأتك" ومن طريقه أخرجه أبو داود (2112) والنسائي في "الكبرى" (5506) وابن عدي (5/ 2012) والبيهقي (7/ 242) قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن عطاء غير عسل، وقد رواه شعبة ¬

_ (¬1) 11/ 112 و 113 و 114 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

عن عسل مرسلا، ولا أعلم أنّ أحدا أوصله فقال: عن عسل عن عطاء عن أبي هريرة غير إبراهيم بن طهمان، ولم يوصله غيره" قلت: اختلف فيه على عسل، فرواه شعبة عن عسل عن عطاء أنّ رجلا تزوج امرأة على أن يعلمها شيئا من القرآن، فأجاز ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). أخرجه ابن عدي (5/ 2012) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا ابن المثنى ثنا عبد الصمد ثنا شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 242 - 243) وأخرجه البيهقي (7/ 242) من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي أنبأ عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة به. وإسناده ضعيف لضعف عسل بن سفيان ورواه محمد بن فضيل عن حجاج بن أرطاة عن عطاء مرسلا. قاله المزي في "التحفة" (10/ 265) وحجاج ضعيف أيضا. 111 - عن رجال من بني سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين أصيب عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجَمُوح "اجمعوا بينهما فإنهما كانا مُتَصَادقين في الدنيا" قال الحافظ: قال ابن إسحاق في "المغازي": حدثني أبي عن رجال من بني سلمة: فذكره" (¬2) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 98) قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ حين أمر بدفن القتلى "انظروا إلى عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا، فاجعلوهما في قبر واحد". وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 325 و 14/ 394) والطبري في "تاريخه" (2/ 532) وأبو نعيم في "الصحابة" (4339) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 291) من طرق عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) قال الدارقطني: حديث الحجاج بن الحجاج غير مدفوع؛ لأنه أتى بالقصة على وجهها، وشعبة اختصرها" العلل 11/ 104 (¬2) 3/ 459 (كتاب الجنائز - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة)

ووقع عند ابن أبي شيبة وأبي نعيم: عن أشياخ من الأنصار. وابن إسحاق صدوق، وأبوه وثقه ابن معين وغيره، لكنه لم يذكر سماعا من هؤلاء الاشياخ من الأنصار. وللحديث شاهد عن جابر وآخر عن أبي قتادة. فأما حديث جابر فأخرجه ابن سعد (3/ 562 - 563) عن الوليد بن مسلم ثني الأوزاعي عن الزهري عن جابر مرفوعا "ادفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من الصفاء" وقال "ادفنوا هذين المتحابين في الدنيا في قبر واحد" وإسناده منقطع لأنّ الزهري لم يسمع من جابر كما قال الحافظ في "الفتح" (3/ 456 و 9/ 38) وأما حديث أبي قتادة فأخرجه أحمد (5/ 299) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة ثنا أبو صخر حُميد بن زياد أنّ يحيى بن النضر حدّثه عن أبي قتادة أنّه حضر ذلك قال: فذكر الحديث، وفيه: فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه (¬1) ومولى لهم، فمرّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كأني انظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة" فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر وهو ثقة" المجمع 9/ 315 وقال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" الفتح 3/ 459 قلت: وهو كما قال، فإنّ رواته ثقات غير أبي صخر حميد بن زياد، وهو مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن عدي وأبو القاسم البغوي: صالح الحديث. وحيوة هو ابن شريح المصري، ويحيى بن النضر هو الأنصاري السُّلَمي وقد سمع من أبي قتادة (مسند أحمد 5/ 307) 112 - "أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجيزهم به" ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع: ¬

_ (¬1) قال ابن عبد البر في "التمهيد": ليس هو ابن أخيه وإنما هو ابن عمه" قال الحافظ: وهو كما قال فلعله كان أسن منه" الفتح 3/ 459

أما الأول فذكر أنه في مسلم" (¬1) وأما الثاني فسكت عليه" (¬2) وأما الثالث فصححه" (¬3) قلت: هو في صحيح البخاري (فتح 7/ 81) من حديث ابن عباس قال: اشتدّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه، فقال: "ائتونى بكَتِف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا" فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما لَه، أَهَجَرَ؟ استفهموه؟ فقال: "ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه" فأمرهم بثلاث: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم" والثالثة خير إما أن سكت عنها، وإما أنْ قالها فنسيتها. قال سفيان: هذا من قول سليمان - أي ابن مسلم الأحول - 113 - حديث عائشة في قصة صفية لما قال - صلى الله عليه وسلم - "أحابستنا هي؟ " قالت: إنها طافت بعدما أفاضت، فقال: "فلتنفر إذا" وفي رواية "فلا إذا" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 4/ 335 - 336 و 337 - 338 و 9/ 169) 114 - "أحب الأسماء إلى الله ما تُعُبِّدَ به" قال الحافظ: وقد ذكر الطبراني من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وفي إسناده ضعف" (¬5) موضوع أخرجه الطبراني في "الكبير" (9992) وفي "الأوسط" (698) والخطيب في "الموضح" (2/ 360 - 361) والشيرازي في "الألقاب" (إتحاف السادة المتقين 5/ 387 - 388) من طريق محمد بن محصن العُكَاشي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمى الرجل حارث أو مرّة أو وليد أو حكم أو أبو الحكم أو أفلح أو نجيح أو يسار، وقال: "إنّ أحبّ الأسماء إلى الله - عز وجل - ما تُعُبِّدَ به". ¬

_ (¬1) 6/ 290 (كتاب الوصايا - باب الوصايا) (¬2) 13/ 149 (كتاب الأدب - باب إكرام الضيف) (¬3) 13/ 149 (كتاب الأدب - باب إكرام الضيف) (¬4) 9/ 101 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) (¬5) 13/ 190 (كتاب الأدب - باب أحب الأسماء إلى الله)

قال الهيثمي: وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك" المجمع 8/ 50 وقال الحافظ: سنده ضعيف جدا" الفتح 13/ 201 وقال السخاوي وعلي القاري: سنده ضعيف" المقاصد الحسنة ص 39 - الأسرار المرفوعة ص 193 وقال الزبيدي: إسناده ضعيف بسبب محمد بن محصن العكاشي فإنّه متروك" إتحاف السادة 5/ 387 وقال الألباني: موضوع" الضعيفة 408 - ضعيف الجامع 156 قلت: وهو كما قال، ومحمد بن محصن هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عُكاشة بن محصن الأسدي، وهو أحد الوضاعين، قال ابن معين وأبو حاتم: كذاب، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال الدارقطني: متروك يضع، وقال البخاري: منكر الحديث. 115 - "أحبّ الأسماء إلى الله ما سُمِّيَّ به، وأصدقها الحارث وهمام، وأكذب الأسماء خالد ومالك، وأبغضها إلى الله ما سُمي لغيره" قال الحافظ: رأيت في ترجمة إبراهيم بن الفضل المدني أحد الضعفاء من مناكيره عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن عدي (1/ 232) من طريق إبراهيم بن الفضل عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا: "أحب الأسماء إلى الله ما سُمي به له والحارث وهمام، وأكذب الأسماء خالد ومالك، وأبغض الأسماء إلى الله ما سُمي به لغيره ويقظة ومرّة والحباب وذلك اسم شيطان". وإسناده ضعيف، إبراهيم بن الفضل هو المخزومي المدني ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي وغيرهم. 116 - "أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان" قال الحافظ: أخرج أبو الشيخ في "كتاب الثواب" والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي جُحَيْفَة رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 13/ 210 - 211 (كتاب الأدب - باب أبغض الأسماء إلى الله) (¬2) 14/ 89 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان)

أخرجه البيهقي في "الشعب" (4599) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين" (ص 55 - 56) من طريق علي بن الحسين بن إبراهيم العامري ابن إشكاب ثنا عمرو بن محمد البصري ثنا زكريا بن سلام عن المنذر بن بلال عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ " قال: فسكتوا، فلم يجبه أحد، قال: "هو حفظ اللسان". قال الحافظ: هذا حديث غريب" قلت: وإسناده ضعيف جدا، عمرو بن محمد هو ابن الحسن الزمن المعروف بالأعسم بصري سكن بغداد. قال الدارقطني: منكر الحديث، وقال أيضا: كان ضعيفا كثير الوهم، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال أبو نعيم: ساقط الحديث، وقال الحاكم: ساقط، روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في حديثهم منها شيء. والحديث ذكره الألباني في "الضعيفة" (1615) وقال: عمرو بن محمد هو الخزاعي مولاهم البصري وهو صدوق ربما أخطأ، كما في"التقريب". كذا قال، وإنما هو الأعسم، فقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (12/ 204) وذكر في الرواة عنه علي بن الحسين ابن إشكاب. 117 - "أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار وصححه الحاكم من حديث جُبير بن مُطعم، لإسناده حسن، وأخرجه ابن حبان والحاكم أيضا من حديث ابن عمر نحوه" (¬1) انظر حديث "الأسواق شر البقاع، والمساجد خير البقاع". 118 - "أحبّ العمل إلى الله أدومه" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 14/ 78) ومسلم (782) من حديث عائشة مرفوعا: "أحبّ الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإنْ قل". 119 - "أحبّ الكلام إلى الله أربع لا يضرّك بأيهنّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" ¬

_ (¬1) 5/ 242 (كتاب البيوع - باب ما ذكر في الأسواق) (¬2) 1/ 78 (كتاب الإيمان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا أعلمكم بالله)

قال الحافظ: حديث سمرة عند مسلم (2137): فذكره" (¬1) 120 - "أحبّ الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل" قال الحافظ: وروى الترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 22 و55) والترمذي (1329) والبيهقي (10/ 88) وفي "الشعب" (6981) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2090 و 2123 و 2124) وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (17) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2472) من طرق عن فضيل بن مرزوق الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ أحبّ الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا امام عادل، وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر" وأخرجه أبو يعلى (1088) والطبراني في "الأوسط" (1618) و"الصغير" (663) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 114) من طريق محمد بن جُحادة الكوفي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر". وأخرجه أبو يعلى (1003) من طريق طلبة بن عبد الله عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ "إنّ أرفع الناس درجة يوم القيامة الإمام العادل، وإنّ أوْضَعَ الناس درجة يوم القيامة الإمام الذي ليس بعادل" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال ابن القطان الفاسي: يرويه عطية العوفي، وهو يضعف، وقال فيه ابن معين: صالح. فالحديث به حسن" الوهم والإيهام 4/ 363 وقال الهيثمي: وفيه عطية وهو ضعيف" المجمع 5/ 197 قلت: وهو كما قال، واختلف قول ابن معين فيه، فقال ابن طهمان وغيره عنه: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد وغيره عنه: ضعيف، وضعفه النسائي وغير واحد. وللحديث شاهد عن عمر أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2016) عن أبيه عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم عن ابن أبي فُديك عن ابن أبي حميد عن محمد بن ¬

_ (¬1) 13/ 464 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح) (¬2) 2/ 285 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة)

يزيد (¬1) بن المهاجر بن قُنْفُذ عن أبيه عن عمر رفعه "إنّ أفضل عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، وإنّ شرّ عباد الله عند الله يوم القيامة منزلة امام جائر" وقال: سمعت أبي يقول: هذا حديث منكر، وابن أبي حميد ضعيف الحديث" قلت: تابعه ابن لهيعة ثني محمد بن زيد بن المهاجر به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (350) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا يحيى بن بكير ثنا ابن لهيعة به. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما، وزيد بن المهاجر ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. 121 - قال - صلى الله عليه وسلم - لما رأى شبها بِزَمْعَة "احتجبي منه يا سَوْدَة" سكت عليه الحافظ (¬2). وأخرجه البخاري (فتح 15/ 56 و 139) من حديث عائشة. 122 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأسه بقَرْن حين طُبَّ" قال الحافظ: وأخرج أبو عبيد من مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: فذكره" (¬3) مرسل أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 43) عن هُشيم عن حُصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. وأخرجه ابن سعد (2/ 201) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي أنا أبو عَوَانة عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: طُبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه رجل فحجمه بِقَرْن على ذُؤَابَتَيْه. ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) الصواب: زيد. انظر تعجيل المنفعة 2/ 215، تهذيب الكمال 25/ 230 (¬2) 17/ 53 (كتاب الاعتصام - باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل مما لم ينزل عليه الوحي) (¬3) 12/ 340 (كتاب الطب - باب السحر)

123 - عن أنس قال: "احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحرِم على ظهر القَدَم من وَجَع كان به" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان من طريق مَعْمَر عن قتادة عن أنس، ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ أبا داود حكى عن أحمد أنّ سعيد بن أبي عَروبة رواه عن قتادة فأرسله، وسعيد أحفظ من معمر، وليست هذه بعلة قادحة" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 164) عن عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس به. وأخرجه أبو داود (1837) عن أحمد به. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (348) والنسائي (5/ 152) وفي "الكبرى" (3832) وأبو يعلى (3041) وابن خزيمة (2659) وابن حبان (3952) والبيهقي (9/ 339) والحاكم (1/ 453) والبغوي في "شرح السنة" (1986) وفي "الشمائل" (1099) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات، إلا أنّ قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أنس. وأعلّ الحديث بالإرسال. فقال أبو داود: سمعت أحمد قال: ابن أبي عروبة أرسله، يعني عن قتادة" يعني لم يذكر أنسا. 124 - "احتجموا لا يَتَبَيَّغ بكم الدم فيقتلكم" قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الطب" من رواية يعقوب القُمِّي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس" (¬2) يرويه يعقوب بن عبد الله القُمِّي واختلف عنه: - فقال أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي: ثنا يعقوب القمي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعا. أخرجه الحربي في "الغريب" (2/ 602) عن أحمد بن عبد الله بن يونس به. ¬

_ (¬1) 12/ 260 (كتاب الطب - باب الحجم من الشقيقة) (¬2) 12/ 243 (كتاب الطب - باب الشفاء في ثلاث)

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11076) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 326 - 327) من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس به. وزادا في أوله "احتجموا لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين" وتابعه أبو داود عمر بن سعد الحَفَرِي عن يعقوب القمي به. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 516) عن سفيان بن وكيع ثنا أبو داود الحفري به. وسفيان بن وكيع ضعيف. - ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن يعقوب القمي فأوقفه على ابن عباس. أخرجه البزار (كشف 3023) وقال: لا نعلم يُروى هذا الحديث إلا عن ابن عباس" وقال العراقي: رواه البزار بسند حسن موقوفا" تخريج أحاديث الاحياء للحداد 5/ 2320 قلت: بل ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الواحد بن صفوان ثنا مجاهد ثنا ابن عباس رفعه "استعينوا في شدة الحرّ بالحجامة، فإن الدم ربما تَبَيَّغ بالرجل فقتله" أخرجه الديلمي كما في "الضعيفة" (2363) من طريق إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار عن أبيه ثنا عبد الواحد بن صفوان به. وحفص بن عمر كذبه أبو حاتم والساجي، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وللحديث شاهد عن أنس، وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه حميد الطويل عن أنس رفعه "إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم، فإنّ الدم إذا تَبَيَّغَ بصاحبه يقتله" أخرجه الطبري (1/ 494) عن موسى بن سهل الرَّمْلِي ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا سليمان بن حَيّان ثنا حميد به. قال أبو حاتم: هذا حديث باطل" العلل 2/ 346

قلت: محمد بن عبد العزيز مختلف فيه، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف. وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: كان عنده غرائب، ولم يكن عندهم بالمحمود، هو إلى الضعف ما هو. وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر صدوق يخطئ، وموسى وحميد ثقتان. الثاني: يرويه أبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي واختلف عنه: - فقال وهب بن حفص الحرّاني: ثنا محمد بن القاسم الأسدي ثنا الربيع بن صَبيح عن الحسن عن أنس رفعه "إذا اشتد الحرّ فاسقعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 288) وتابعه إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا محمد بن القاسم الأسدي به. أخرجه الحاكم (4/ 212) وقال: صحيح الإسناد" قلت: محمد بن القاسم الأسدي كذبه أحمد والدارقطني، وقال النسائي: ليس بثقة. - وقال أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر القَطِيعي: عن محمد بن القاسم الأسدي عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن علي بن أبي طالب قال: لا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا هاج بأحدكم الدم فَلْيَهْرِقْه ولو بِمِشْقَص" أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (1/ 300) وأبو يعلى (501) عن أبي معمر به. وأخرجه ابن عدي (6/ 2252) عن ابن حماد ثنا عبد الله بن أحمد به. وأخرجه عن الحسين بن أحمد بن منصور سجادة وأبي يعلى عن أبي معمر به. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: محمد بن القاسم يكذب، أحاديثه أحاديث موضوعة، ليس بشيء" وللحديث طريق ثالثة سيأتي الكلام عليها في حرف الميم عند حديث "من احتجم لسبع عشرة" 125 - "احترسوا من الناس بسوء الظن" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق أنس، وهو من رواية بَقية

بالعنعنة عن معاوية بن يحيى وهو ضعيف، فله علتان، وصحّ من قول مُطَرِّف التابعي الكبير، أخرجه مسدد" (¬1) ضعيف جدا وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن سليم عن أنس به مرفوعا. أخرجه البخاري في "الضعفاء" كما في "الميزان" (4/ 139) و"التهذيب" (10/ 220) وابن أبي الدنيا في "المدارة" (113) والطبراني في "الأوسط" (602 و 9454) وابن عدي (6/ 2398) من طرق عن بقية به. قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية" وقال الهيثمي: وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 89 قلت: معاوية بن يحيى هو الصَدَفِي قال ابن معين: هالك ليس بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، وقال الساجي: ضعيف الحديث جدا. وضعفه أبو داود وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وأبو علي النيسابوري. الثاني: يرويه إبراهيم بن طهمان عن أبان بن أبي عياش عن أنس به مرفوعا. أخرجه تمام في "فوائده" (ق 51/ 1) وأبان متروك الحديث. وقد صحّ من قول مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، أخرجه أحمد في "الزهد" (ص 297) والبيهقي (10/ 129) من طريق مهدي بن ميمون الأزدي ثنا غَيلان بن جرير عن مطرف به. وإسناده صحيح. 126 - "احثوا في وجوه المداحين التراب" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3002) من حديث المقداد" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 147 (كتاب الأدب - باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) (¬2) 13/ 88 (كتاب الأدب - باب ما يكره من التمادح)

وذكره في موضع آخر وقال: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم" (¬1) 127 - حديث ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يُلَبِي عن شُبْرُمَة، فقال: "أحججت عن نفسك؟ " فقال: لا، فقال "هذه عن نفسك ثم احجج عن شبرمة" قال الحافظ: في السنن وصححه ابن خزيمة وغيره من حديث ابن عباس: فذكره" (¬2) صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه قتادة عن عَزْزَة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه أبو داود (1811) وابن ماجه (2903) وابن الجارود (499) وأبو يعلى (2440) وابن خزيمة (3039) والطحاوي في "المشكل" (2547) وابن حبان (3988) والطبراني في "الكبير" (12419) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد (7) والدارقطني (2/ 270) وأبو نعيم في "الصحابة" (3791) والبيهقي (4/ 336) وفي "الصغرى" (1462) وفي "معرفة السنن" (7/ 29) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 137 - 138) والجُورقاني في "الأباطيل" (2/ 109) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. قال الجورقاني: هذا حديث صحيح" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح ليس في هذا الباب أصح منه، وقال يحيى بن معين: أثبت الناس سماعا من سعيد عبدة بن سليمان" قلت: ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن سعيد بن أبي عروبة به، منهم: 1 - محمد بن عبد الله الأنصاري. أخرجه الدارقطني (2/ 270) 2 - محمد بن بشر العبدي. أخرجه الدارقطني (2/ 270) 3 - أبو يوسف القاضي. أخرجه الدارقطني (2/ 270) والبيهقي (4/ 366) ¬

_ (¬1) 17/ 172 (كتاب التوحيد - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا شخص أغير من الله) (¬2) 4/ 440 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب حج المرأة عن الرجل)

وقال: ورواه غندر عن سعيد بن أبي عروبة موقوفا على ابن عباس، ومن رواه مرفوعا حافظ ثقة فلا يضره خلاف من خالفه، وعزرة هذا هو عزرة بن يحيى. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول ذلك، قال: وقد روى قتادة أيضا عن عزرة بن تميم وعن عزرة بن عبد الرحمن" وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: قلت: عزرة الذي روى عن سعيد بن جبير وروى عنه قتادة هو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، كذا ذكر البخاري في "تاريخه" وابن أبي حاتم وابن حبان وصاحب الكمال والمزي، وليس في كتاب أبي داود أحد يقال له عزرة بن يحيى بل ولا في بقية الكتب الستة، وترجم المزي في أطرافه لهذا الحديث فقال: عزرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وفي "تقييد المهمل" للغساني: وروى مسلم عن قتادة عن عزرة، وهو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن جبير في كتاب اللباس. وقال البخاري: عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي كوفي عن سعيد بن جبير وسعيد بن عبد الرحمن بن أَبْزَي سمع منه قتادة، قال: وقال أحمد - يعني ابن حنبل - هو عزرة بن دينار الأعور. قال: ولا أراه يصح. وذكر صاحب الإلمام هذا الحديث ثم قال: رأيت في كتاب "التمييز" عن النسائي: عزرة الذي روى عنه قتادة ليس بذاك القوي" قلت: وقع في جميع روايات الحديث قتادة عن عزرة غير منسوب عن سعيد بن جبير، واختلف فيه: * فقيل: هو عزرة بن ثابت. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر. فقال في "الإصابة" (5/ 46): وقع ذكره (أي شبرمة) في حديث صحيح، فروى أبو داود وأحمد وإسحاق وأبو يعلى والدارقطني والطبراني من طريق عزرة بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكر الحديث" وقال في "التلخيص" (2/ 223): أخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة بن ثابت عن سعيد بن جبير" وعزرة بن ثابت هو ابن أبي زيد الأنصاري، ذكر الحافظ في "التهذيب" أنه روى عن قتادة لا أن قتادة روى عنه فليس هو المراد هنا. * وقيل: هو عزرة بن يحيى. قال الحافظ في "التقريب: عزرة بن يحيى عن سعيد بن جبير في قصة شبرمة وعنه قتادة أيضا نسب في رواية البيهقي وبذلك جزم أبو علي النيسابوري وهو مقبول"

وتقدم في كلام ابن التركماني أنه لا يوجد في الكتب الستة راويا يقال له عزرة بن يحيى. * وقيل: هو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي الكوفي. ذكر ذلك ابن التركماني في "الجوهر النقي" وابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" (5/ 452) والجورقاني. وهو الصواب فقد ذكر من ترجمه أنه روى عن سعيد بن جبير وعنه قتادة. قال علي بن المديني: عزرة بن عبد الرحمن ثقة. وقال وَرْقَاء بن إياس: رأيت عزرة يختلف إلى سعيد بن جبير معه التفسير وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي (التاريخ الأوسط 1/ 227) والحديث اختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة، فرواه عبدة بن سليمان ومن تابعه عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا. ورواه محمد بن جعفر غُنْدَر والحسن بن صالح بن حي الكوفي عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا. أخرجه الدارقطني (2/ 271) وهكذا رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي في كتاب "المناسك" عن سعيد بن أبي عروبة موقوفا إلا أنه لم يذكر: عزرة، في إسناده. والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال ابن القطان الفاسي: قال عبد الحق الإشبيلي: عَلّلَه بعضه بأنه روي موقوفا، والذي أسنده ثقة، فلا يضره. قلت: رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. فأصحاب ابن أبي عروبة يختلفون، فقوم منهم يجعلونه مرفوعا، منهم: عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر، والأنصاري، وقوم يقفونه، منهم: غندر، وحسن بن صالح، والرافعون ثقات، فلا يضرهم وقف الواقفين له، إما لأنهم حفظوا ما لم يحفظوا، وإما لأنّ الواقفين رووا عن عباس رأيه، والرافعين رووا عنه روايته" الوهم والإيهام 5/ 451 - 452 واختلف فيه على قتادة، فرواه عمرو بن الحارث المصري عنه عن سعيد بن جبير أنه حدثه عن ابن عباس، فذكر الحديث موقوفا وأسقط منه عزرة.

أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (159) والطحاوي في "المشكل" (6/ 381) قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وذلك معدود في أوهامه فإنّ قتادة لم يلق سعيد بن جبير فيما قاله ابن معين وغيره" الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقول: فذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 226) و"الأوسط" (4492) عن عبد الله بن سَنْدة بن الوليد الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي ثنا يزيد بن هارون ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 66) عن الطبراني به. وإسناده حسن، شيخ الطبراني ترجمه أبو نعيم وقال: كتب عن الشاميين كثير الحديث، وقال أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين": كان ثقة صدوقا. وعبد الرحمن بن خالد الرقي قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رواته ثقات. ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه: أ- الحسين بن ذكوان والحسن بن دينار عن عمرو بن دينار به. أخرجه الدارقطني (2/ 269) ب- الحسن بن عُمَارة عن عمرو بن دينار به. أخرجه الدارقطني (2/ 267) وأبو نعيم في "الصحابة" (3790) والبيهقي (4/ 337) ولم ينفرد عمرو بن دينار به بل تابعه غير واحد عن عطاء عن ابن عباس به، منهم: 1 - يعقوب بن عطاء بن أبي رباح. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2549) والطبراني في "الأوسط" (2321) والدارقطني (2/ 269) وابن جميع الصيداوي في معجمه" (ص 95 - 96) والبيهقي (4/ 337) من طريق محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا أبو بكر بن عياش عن يعقوب بن عطاء به. ويعقوب بن عطاء ضعيف كما قال ابن معين وغيره. 2 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه الدارقطني (2/ 268 و 269)

عن إبراهيم بن طهمان الخراساني والبيهقي (4/ 337) عن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي كلاهما عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس. واختلف فيه على ابن أبي ليلى: * فرواه هُشيم عنه عن عطاء عن عائشة. أخرجه أبو يعلى (4611) والطحاوي في "المشكل" (2550) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مسهر" (44) والدارقطني (2/ 270) والبيهقي في "معرفة السنن" (7/ 28) * ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عنه عن عطاء مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (ص 178 - النسخة المفقودة) وتابعه عيسى بن يونس ثنا ابن أبي ليلى به. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 1173/ 2) وابن أبي ليلى ضعيف. 3 - عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت. أخرجه الدارقطني (2/ 269) عن محمد بن مخلد الدوري البغدادي ثنا عباس بن محمد ثنا سورة بن الحكم ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع رجلا يلبي عن آخر، فقال له: "إن كنت حججت عن نفسك فلبّ عنه، وإلا فاحجج عن نفسك". سورة بن الحكم ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" والخطيب في "التاريخ" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات. 4 - الحسن غير منسوب. أخرجه تمام في "فوائده" (ق 92/ أ) وخالفهم ابن جريج فرواه عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 105) وسعيد بن منصور كما في "التلخيص" (2/ 223) والبيهقي (4/ 336) وفي "المعرفة" (9185) وقال: ورواية من روى حديث عطاء مرسلا أصح، والله أعلم"

وعندي أنّ الوصل هو الأصح، لأنّ من وصل معه زيادة ليست مع الذي أرسله، وهي زيادة ثقة وهي مقبولة، سيما وأن الذي وصل الحديث أكثر ممن أرسله، والله أعلم. الثالث: يرويه عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري عن طاوس عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يقول: لبيك عن شبرمة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من شبرمة؟ " قال: أخ لي، قال: "هل حججت؟ " قال: لا، قال: "حج عن نفسك، ثم احجج عن شبرمة" أخرجه الدارقطني (2/ 268 - 269) والبيهقي (4/ 337) من طريق طاهر بن مدرار ثنا الحسن بن عمارة عن عبد الملك بن ميسرة به. ورواه جماعة عن الحسن بن عمارة بلفظ "سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يلبي عن نُبَيْشَة، فقال: "أيها الملبي عن نبيشة، هذه عن نبيشة، واحجج عن نفسك" أخرجه الدارقطني (2/ 268) من طريق إسحاق بن يوسف الواسطي ومحمد بن إسحاق المدني وخالد بن صبيح المروزي كلهم عن الحسن بن عمارة به. وأخرجه البيهقي (4/ 337) من طريق الدارقطني عن إسحاق بن يوسف به. قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن عمارة، وهو متروك الحديث، والمحفوظ عن ابن عباس حديث شبرمة" الرابع: يرويه خالد الحَذَّاء عن أبي قِلَابة عن ابن عباس قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا وهو يقول: لبيك عن شبرمة. فقال: "من شبرمة؟ " فقال: أبي، فقال: "أحججت قط؟ " قال: لا، قال: "أحجج عن نفسك، ثم حج عن أبيك". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1463) من طريق السكن بن إسماعيل الأصم ثنا خالد الحذاء به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن خالد الحذاء إلا السكن بن إسماعيل" قلت: واختلف فيه على خالد الحذاء (¬1)، فرواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عنه وعن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن ابن عباس موقوفا. ¬

_ (¬1) رواه هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن عباس واختلف عنه، فرواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن هشيم مرفوعا. أخرجه الدارقطني (2/ 270) ورواه حجاج بن إبراهيم عن هشيم موقوفا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6/ 380)

أخرجه الخطابي في "المعالم" (¬1) (2/ 403) والبيهقي (4/ 337) وفي "معرفة السنن" (9195) من طريق الشافعي عن الثقفي به. ورواه سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2548) من طريق قَبيصَة بن عقبة الكوفي ثنا سفيان به. وتابعه معاوية بن هشام القصار عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء مرفوعا، إلا أنه خالفه في لفظه فقال فيه "أنّ رجلا نذر أنْ يحج ولم يكن حج حجة الإسلام فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "حُج حجة الإسلام ثم حُج لنذرك بعد". أخرجه البيهقي (4/ 337) ورواه سفيان بن عُيينة عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن ابن عباس موقوفا. أخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 105) ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (7/ 29 - 30) والبغوي في "شرح السنة" (1856) وتابعه الحارث بن عمير البصري عن أيوب به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6/ 380) وإسناده منقطع. قال الطحاوي: أبو قلابة لا سماع له من ابن عباس" المشكل 6/ 381 وقال ابن المغلس: أبو قلابة لم يسمع من ابن عباس" التلخيص 2/ 224 وقال الحافظ في "التهذيب": قيل: لم يسمع منه" قال ابن دقيق العيد في "الإمام": وعُلِّل هذا الحديث بوجوه: أحدها: الاختلاف في رفعه ووقفه، فعبدة بن سليمان يرفعه وهو محتج به في "الصحيحين" وتابعه على رفعه محمد بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن بشر، وقال البيهقي: وهذا إسناد صحيح ليس في الباب أصح منه. وقال ابن معين: أصح وأثبت الناس سماعا من سعيد بن أبي عروبة عبدة بن سليمان، ورواه غندر عن سعيد فوقفه ورواه أيضا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة سمع ابن عباس رجلا يلبي عن شبرمة فذكره موقوفا، وفيه مع زيادة الوقف ¬

_ (¬1) لم يذكر الحذاء في إسناده.

استبعاد تعدد القضية بأن تكون وقعت في زمان النبي - عليه السلام - وفي زمان ابن عباس على سياق واحد واتفاق لفظ. والثاني: الإرسال فإنّ سعيد بن منصور رواه عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك، ورواه أيضا ثنا هشيم أنا ابن أبي ليلى ثنا عطاء بن أبي رباح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والثالث: أنّ قتادة لم يقل فيه حدثنا ولا سمعت وهو إمام في التدليس، وقال ابن المغلس في كتابه: وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث فقال: إنّ سعيد بن أبي عروبة كان يحدّث به بالبصرة فيجعل الكلام من قول النبي - عليه السلام -. قالوا أيضا: فقتادة لم يقل فيه حدثنا ولا سمعت وهو كثير التدليس. قالوا: وأيضا فقد روي هذا الحديث عن هشيم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواه ابن جريج وهو أثبت من ابن أبي ليلى فلم يقل فيه عن عائشة وأرسله، ورواه أبو قلابة عن ابن عباس، وأبو قلابة لم يسمع من ابن عباس شيئا، قالوا: فالخبر بذلك غير ثابت" قلت: العلة التي تؤخذ بالاعتبار هي عنعنة قتادة فإنه لم يصرّح بالسماع في جميع روايات الحديث التي ذكرتها، وأما باقي العلل فقد تقدم الجواب عنها. والحديث ثابت فقد تقدم من رواية عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس وهي قوية. وله شاهد من حديث جابر أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6126) وابن عدي (2/ 535) والدارقطني (2/ 269 - 270) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 328 - 329) من طريق ثُمامة بن عبيدة عن أبي الزبير عن جابر مثله. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ثمامة" وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر منكر ليس يرويه إلا ثمامة عنه" وقال الهيثمي: وفيه ثمامة بن عبيدة وهو ضعيف" المجمع 3/ 283 وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وكذبه ابن المديني، كذا في "الميزان". 128 - "احجج عن أبيك" قال الحافظ: ويوافقهما مرسل الحسن عند ابن خزيمة فإنه أخرجه من طريق عوف عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل فقال: إنّ أبي شيخ كبير أدرك الإسلام ولم يحج، الحديث، ثم ساقه من طريق عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: مثله، إلا أنه قال: إنّ السائل سأل عن أمه.

وقال: وكذا في مرسل الحسن وحديث أبي هريرة عند ابن خزيمة بلفظ: وإن شددته بالحبل على الراحلة خشيت أن أقتله. وقال: في حديث أبي هريرة فقال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن خزيمة (3037) عن محمد بن منصور الجَوَّاز ثنا يحيى بن أبي الحجاج ثنا عوف عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل، فقال: إنّ أبي شيخ كبير أدرك الإسلام ولم يحج، ولا يستمسك على الراحلة، وإنْ شددته بالحبل على الراحلة خشيت أنّ أقتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احجج عن أبيك" ثم أخرجه (3038) عن محمد بن منصور الجواز ثنا يحيى بن أبي الحجاج عن عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك إلا أنه قال: السائل سأل عن أمه. وأخرجه ابن عدي (7/ 2677) عن عمر بن سنان ثنا محمد بن منصور الجواز بالوجهين جميعا المرسل والموصول. قال الدارقطني: ووهم فيه يحيى بن أبي الحجاج" العلل 10/ 44 قلت: وهو مختلف فيه، قال ابن معين: لم يكن بثقة، وقال أيضا: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا. واختلف في هذا الحديث على ابن سيرين: - فقال مالك: عن أيوب السختياني عن ابن سيرين عن رجل لم يسمه عن عبيد الله بن عباس وقيل: عبد الله بن عباس. قاله الدارقطني في "العلل". - وقال هشام بن حسان: عن ابن سيرين عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن الفضل بن عباس. أخرجه النسائي (5/ 91 و 8/ 202) وفي "الكبرى" (3623 و 5949) والطبراني في "الكبير" (18/ 295 - 296) قال الدارقطني: وقول هشام أشبه بالصواب" ¬

_ (¬1) 4/ 439 و440 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب حج المرأة عن الرجل)

129 - "أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا" قال الحافظ: ولأحمد بسند رجاله ثقات من حديث جابر بن سَمُرَة بلفظ: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 514) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 7011) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن زكريا بن سياه أبي يحيى عن عمران بن رِياح عن علي بن عُمارة عن جابر بن سمرة قال: كنت في مجلس فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي سمرة جالس أمامي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإنّ أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا" وأخرجه أحمد (5/ 89) وابنه (5/ 89 و 99) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 291) وأبو يعلى (7468) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2072) عن عبيد بن غنام الكوفي وفي "المكارم" (8) عن محمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (339) وعبد الله بن أحمد (5/ 99) والطبراني في "الكبير" (2072) من طرق عن أبي أسامة به. قال المنذري: رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد جيد ورواته ثقات" الترغيب 3/ 409 وقال العراقي: رواه أحمد وابن أبي الدنيا بإسناد صحيح" تخريج أحاديث الإحياء 3/ 118 وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 8/ 25 - إتحاف الخيرة 7/ 356 قلت: علي بن عمارة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. والباقون ثقات، وعمران هو ابن مسلم بن رياح نسب إلى جده. 130 - عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلفه أسامة فاستسقى، فأتيناه بإناء من نبيذ فشرب وسقى فَضْلَه أسامة وقال: "أحسنتم كذا فاصنعوا" ¬

_ (¬1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

قال الحافظ: وقد أخرجه مسلم (1316) من طريق بكر بن عبد الله المزني قال: كنت جالسا مع ابن عباس فقال: فذكره" (¬1) 131 - حديث أسامة بن شَرِيك: قالوا: يا رسول الله، من أحبّ عباد الله إلى الله؟ قال "أحسنهم خلقا" وفي رواية عنه: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال "خلق حسن" قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" وابن حبان والحاكم والطبراني من حديث أسامة بن شريك: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 171) عن شعبة والمسعودي عن زياد بن عِلاَقَة قال: سمعت أسامة بن شريك يقول: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) وأصحابه (¬4) كأنما على رؤوسهم الطير (¬5) (¬6) وجاءته (¬7) الأعراب (¬8) من جوانب (¬9) فسألوه عن أشياء (¬10) لا بأس بها فقالوا: يا رسول الله، علينا حرج في كذا؟ علينا حرج في كذا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عباد الله (¬11) وضع الله الحرج أو قال: رفع الله الحرج إلا إمرءا اقترض (¬12) امرءا ظلما فذلك يَحْرَج ويَهلك" وسألوه عن الدواء (¬13) فقال: "عباد الله ¬

_ (¬1) 4/ 238 (كتاب الحج- باب سقاية الحاج) (¬2) 13/ 67 (كتاب الأدب- باب حسن الخلق) (¬3) زاد الطبراني في "الكبير" بعرفات. (¬4) زاد أحمد "عنده" وزاد ابن أبي عاصم "حوله" (¬5) وعند ابن حبان "الرَّخَم" زاد الحاكم وغيره: "ما يتكلم منا متكلم" (¬6) زاد أحمد وغيره "قال: فسلمت عليه وقعدت" (¬7) وعند الطبراني وغيره "وأتاه ناس من الأعراب" (¬8) وفي لفظ "الأعاريب" زاد الخطيب في "الموضح" "من مكة" وزاد الطبراني في رواية "متقلدي السيوف". وزاد البخاري في "الأدب" وغيره "ناس كثير". (¬9) وفي لفظ لأبي داود وغيره "من هاهنا وههنا" وفي لفظ "من كل مكان" وفي لفظ "من كل نحو" زاد البخاري في "الأدب" وغيره "فأسكت الناس لا يتكلم غيرهم فقالوا" وزاد الطبراني في رواية "حتى كثروا عليه وسكن الناس" (¬10) زاد البخاري في "الأدب" وغيره "من أمور الناس". (¬11) وفي لفظ "يا أيها الناس" وعند ابن عدي وغيره "لا حرج". (¬12) وفي لفظ للحميدي وغيره "إلا من اقترض من عرض أخيه شيئا". (¬13) وفي لفظ "نتداوى".

تداووا فإن الله -عز وجل- لم يضع (¬1) داء إلا وضع (¬2) له دواء (¬3) إلا داء واحد الهرم (¬4) " فكان أسامة قد كبر فقال: هل ترون (¬5) لي من دواء (¬6). قال: وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما خير (¬7) ما أعطي الناس؟ قال: "خلق حسن" (¬8) (¬9) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (772) والبيهقي في "الآداب" (998) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 81) وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 2 و 513 و 514 و 576 و 577) وفي "مسنده" (781 و 783) والحميدي (824) وأحمد (4/ 278) وهناد في "الزهد" (1259 و 1260) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 20) و"الأدب المفرد" (291) وأبو داود (2015 و 3855) وابن ماجه (3436) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 304 - 305) والترمذي (2038) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 443) وابن أبي الدنيا في "المداراة" (75) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1467 و 1468 و 1470 و 2668) والنسائي في "الكبرى" (7553 و 7554) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2680) وفي "الصحابة" (147) والطحاوي في "المشكل" (4423 و 4424) وفي "شرح المعاني" (2/ 236 و 238 و 4/ 323) والخرائطي في "المكارم" (ص 4) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 13) وابن حبان (478 و 486 و 6061 و 6064) والطبراني في "الكبير" (1/ 144 - 152) و"الأوسط" (369 و 6376) و"الصغير" (559) و"المكارم" (12) وابن عدي (5/ 1692) والخطابي في "الغريب" (1/ 537) وابن شاهين في "الترغيب" (364) والحاكم (1/ 121 و 4/ 399 و 400) وتمام في "فوائده" (1290) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 174 و 266) وفي "معرفة الصحابة" (772) وابن بشران (795 و 812 و 1317) وابن حزم في "المحلى" (4/ 247) والبيهقي (5/ 146 و 9/ 343) وفي "الصغرى" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "يُنزل" زاد البيهقي في "الشعب" وغيره "في الأرض". (¬2) وفي لفظ "أنزل". (¬3) وفي لفظ "الشفاء". (¬4) وعند الخطيب في "التاريخ" "السام" وعند تمام "الموت والهرم" (¬5) وفي لفظ "تعلمون". (¬6) زاد أحمد "الآن". (¬7) وعند هناد وغيره "ما أفضل ما أعطي المسلم؟ " وعند الحاكم وغيره "فمن أحب عباد الله إلى الله؟ قال: "أحسنهم خلقا" وفي لفظ للطبراني "أي الأعمال أفضل؟ " وفي لفظ آخر له "ما أفضل ما أوتي الناس؟ ". (¬8) وفي رواية للطبراني "إنّ الناس لم يعطوا شيئا خيرا من خلق حسن" (¬9) زاد البيهقي في "الشعب" "ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقام الناس فجعلوا يقبلون يده فأخذتها فوضعتها على وجهي فإذا هي أطيب من المسك وأبيض من الثلج".

(3919 و 3920) وفي "الآداب" (156) وفي "الشعب" (1435 و 1436 و 6234 و 7624) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 281 - 282) والخطيب في "التاريخ" (3/ 407 و 9/ 197 - 198) و "الجامع لأخلاق الراوي" (322) و"الموضح" (2/ 110) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1210 و 2108) وابن عساكر (7/ 202) وفي "معجم الشيوخ" (279) والقاضي عياض في "الالماع" (ص 48 - 49) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (523 و 524 و 525) وأبو محمَّد البغوي في "شرح السنة" (3226) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/ 1212) من طرق كثيرة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك به. قال سفيان بن عيينة: ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا" صحيح ابن حبان 13/ 427 وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال العقيلي: إسناده جيد" الضعفاء 2/ 191 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم عن زياد بن علاقة" (¬1) وقال أبو محمَّد البغوي: هذا حديث حسن، وأسامة بن شريك من الصحابة، يعدّ من أهل الكوفة، هو من بني ثعلبة، لا يعرف عنه راو غير زياد بن علاقة" وقال أبو موسى المديني: هذا حديث مشهور ثابت" وقال المنذري: رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح" الترغيب 3/ 408 وقال النووي: رواه الثلاثة بالأسانيد الصحيحة" الخلاصة 2/ 921 وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 24 وقال العراقي: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح" تخريج أحاديث الإحياء 2/ 155 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 49 قلت: وهو كما قال، وأسامة بن شريك لم يخرج له الشيخان. 132 - "احشدوا فسأقرأ عليكم ثلث القرآن" فخرج فقرأ: قل هو الله أحد، ثم قال "ألا إنها تعدل ثلث القرآن" ¬

_ (¬1) وقال أيضا: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه والعلة عند مسلم فيه أنّ أسامة بن شريك ليس له إلا راو واحد"

قال الحافظ: ولمسلم أيضا من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (812) من حديث أبي هريرة مرفوعا "احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن" فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ: قل هو الله أحد، ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن". 133 - عن هشام بن عامر الأنصاري قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد فقالوا: أصابنا قَرْح وجهد، قال: "احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي" (¬2) يرويه حميد بن هلال العدوي البصري واختلف عنه: -فرواه سليمان بن المغيرة القيسي البصري عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 39) وأحمد (4/ 19 و20) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 131) وأبو داود (3215) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2144) والنسائي (4/ 68) وفي "الكبرى" (2142) وأبو يعلى (1553) وفي "المفاريد" (65) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 193) والطبراني في "الكبير" (22/ 173) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 29 - 30) وفي "الصحابة" (6537) والبيهقي (3/ 413) وفي "معرفة السنن" (5/ 289) وفي "الشعب" (2430) وفي "الدلائل" (3/ 296) وابن عساكر (¬3) في "معجم الشيوخ" (1327) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 403) - ورواه أيوب السَّخْتِياني عن حميد بن هلال واختلف عنه: • فقيل: عنه عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر. أخرجه أبو داود (3216) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 155) والنسائي (4/ 66) وفي "الكبرى" (2137) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 526) والطبراني في "الكبير" (22/ 172 - 273) والبيهقي (3/ 413) وفي "الدلائل" (3/ 296) ¬

_ (¬1) 10/ 437 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل قل هو الله أحد) (¬2) 3/ 455 (كتاب الجنائز- باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر) (¬3) وقال: صحيح"

عن سفيان الثوري وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 39) وسعيد بن منصور (2582) وأحمد (4/ 20) والطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 525) وابن عساكر في "حديث المزاحمي" (15) عن إسماعيل بن عُلَية وعبد الرزاق (6501) وأحمد (4/ 20) والطبراني في "الكبير" (22/ 172) عن مَعْمَر بن راشد وعبد الرزاق (6501) وأحمد (4/ 19) والنسائي (4/ 69) وفي "الكبرى" (2145) والطبراني في "الكبير" (22/ 172) عن سفيان بن عُيينة أربعتهم عن أيوب به. وأخرجه البيهقي (4/ 34) من طريق محمَّد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن أيوب به. والفريابي روى عن السفيانيين فلا أدري من المراد منهما هنا. وفي هذه الرواية والتي قبلها تصريح حميد بن هلال بالإخبار من هشام بن عامر. • وقيل: عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي الدَّهْمَاء عن هشام بن عامر. أخرجه أحمد (4/ 20) وابن ماجه (1560) والترمذي (1713) والنسائي (4/ 69) وفي "الكبرى" (2144) وأبو يعلى (1558) وفي "المفاريد" (70) وابن المنذر في "الإقناع" (44) وفي "الأوسط" (5/ 450) وابن قانع (3/ 193 - 194 و 194) والطبراني في "الكبير" (22/ 173) والبيهقي (4/ 34) من طريق عبد الوارث بن سعيد البصري عن أيوب به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الطبراني: زاد عبد الوارث في إسناد هذا الحديث أبا الدهماء" قلت: أبو الدهماء اسمه قِرْفة بن بُهَيْس العدوي وهو ثقة كما في "التقريب". • وقيل: عن أيوب عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 405 - 406) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 131) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 155) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد عن أيوب به.

وأخرجه النسائي (4/ 68) وفي "الكبرى" (2143) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني والبيهقي (4/ 34) عن إسماعيل بن إسحاق القاضي وفي "الدلائل" (3/ 297) عن أحمد بن ملاعب البغدادي ثلاثتهم عن سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد به. وخالفهم أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي (¬1) فرواه عن سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن هشام به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 172) • وقيل: عن أيوب عن حميد بن هلال عمن يحدثه عن هشام بن عامر. أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 525) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب به. - وقال جرير بن حازم البصري: ثنا حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه. أخرجه أحمد (4/ 20) وأبو داود (3217) والنسائي (4/ 67) وفي "الكبرى" (2138) والطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 524 - 525) والبيهقي (3/ 414) وفي "الدلائل" (3/ 297) والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 353) وفيه أنه سأل أباه عن هذا الاختلاف قال: فقلت لأبي أيهما أصح؟ فقال: أيوب وسليمان بن المغيرة أحفظ من جرير بن حازم" أي رواية الأكثر عن أيوب ورواية سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر ليس بين حميد وهشام أحد. ¬

_ (¬1) وتابعه الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن حرب به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5174)

وقال الألباني في "الإرواء" (3/ 194 - 195) بعد أن ذكر الاختلاف فيه على حميد قال: وهذه الروايات كلها صحيحة عن حميد وليست مضطربة، فقد سمعه من سعد بن هشام عن أبيه، وسمعه من أبي الدهماء عنه، ثم سمعه هو من هشام بدون واسطة كما في رواية معمر عن أيوب، ويؤيده أنه جاء في ترجمة حميد من "التهذيب" أنه روى عن هشام بن عامر الأنصاري وابنه سعد" قلت: حميد بن هلال ثقة كما قال ابن معين وغيره، لكن أنكر أبو حاتم لقيه لهشام بن عامر. فقال: حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر يدخل بينه وبين هشام أبو قتادة العدوي، ويقول بعضهم: عن أبي الدهماء، والحفاظ لا يدخلون بينهم أحدا حميد عن هشام. قيل له: فأي ذلك أصح؟ قال: ما رواه حماد بن زيد عن أيوب عن حميد عن هشام" المراسيل ص 49 وللحديث شاهد عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد "احفروا وأعمقوا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد" قالوا: من نقدم؟ قال: "قدموا أكثرهم قرآنا" أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 527) وابن الأعرابي (ق 199/أ) وابن بشران (1268) من طرق عن أبي بشر هاشم بن عبد الواحد الجشاش ثنا يزيد بن عبد العزيز بن سِيَاه الأسدي عن هشام بن حسان عن أبي نَضْرَة عن جابر به. وإسناده صحيح رجاله ثقات. ولم ينفرد هشام بن حسان به بل تابعه سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي عن أبي نضرة عن جابر نحوه. أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 527) عن عقبة بن سنان الزهراني ثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد به. وعقبة بن سنان قال أبو حاتم: صدوق، والباقون كلهم ثقات. 134 - حديث أنس "احفظ سري تكن مؤمنا" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والخرائطي وفيه علي بن زيد وهو صدوق كثير الأوهام، وقد أخرج أصله الترمذي وحسنه ولكن لم يسق المتن بل ذكر بعض الحديث، وفي الحديث طول" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 13/ 325 (كتاب الإستئذان- باب حفظ السر)

وله عن أنس طرق: الأول: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن أنس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا قد أَتْحَفَتْك بتحفة وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك. فخدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما ضربني ضربة ولا سبني سبة ولا انتهرني ولا عَبَسَ في وجهي، وكان أول ما أوصاني به أن قال: "يا بني اكتم سري تك مؤمنا ... " الحديث وفيه طول. أخرجه الترمذي (2678) وأبو يعلى (3624) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 296) والطبراني في "الصغير" (856) و"الأوسط" (5988) والعِيسوي في "الفوائد" (21) من طريقين عن علي بن زيد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وعلي بن زيد صدوق إلا أنه ربما يرفع الشيء الذي يوقفه غيره، وسمعت محمَّد بن بشار يقول: قال أبو الوليد: قال شعبة: حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا. ولا نعرف لسعيد بن المسيب عن أنس رواية إلا هذا الحديث بطوله. وذاكرت به محمَّد بن إسماعيل فلم يعرفه ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره، ومات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين، ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين" قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. قال أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن معين والنسائي والجوزجاني وابن المديني: ضعيف. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن حَرْمَلة الأسلمي عن سعيد بن المسيب به. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 601 - 602) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 542) من طريق بشر بن إبراهيم البصري المفلوج ثنا عَبّاد بن كثير عن عبد الرحمن بن حرملة به. قال الحافظ في "اللسان": باطل بهذا الإسناد، وله طرق متعددة عن أنس قال العقيلي: لا يثبت منها شيء" قلت: وبشر بن إبراهيم قال ابن عدي وابن حبان: يضع الحديث على الثقات. الثاني: يرويه عثمان بن عبد الله القرشي عن يَغْنَم بن سالم عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لي: "يا أنس احتلمت؟ "وخدمت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر سنين قلت له: نعم يا رسول الله، فقال لي: "يا أنس لا تفش سري" ... الحديث

أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 476 - 477) ويغنم بن سالم قال ابن حبان: شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك، روى عنه نسخة موضوعة، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وقال ابن يونس: حدّث عن أنس فكذب. الثالث: يرويه كثير بن سليم أبو هاشم الأيلي عن أنس أنّ أم سليم قالت: يا رسول الله، ما من الأنصار رجل ولا امرأة إلا قد أتحفك بشيء غيري وليس لي إلا ولدي هذا فأحبّ أنْ تقبله مني يخدمك، فقبلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقعدني بين يديه ومسح بيده على رأسي وبَرَّك علىّ وقال: "يا أنس احفظ سري تكن مؤمنا ... " الحديث. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 223 - 224) وقال: كثير بن سليم كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه من غير رؤيته، ويضع عليه ثم يحدث به، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاختبار" 135 - "احكم فيهم يا سعد" قال: الله ورسوله أحق بالحكم، قال "قد أمرك الله تعالى أنْ تحكم فيهم" قال الحافظ: وفي حديث جابر عند ابن عائذ: فقال: فذكره. وقال: وفي رواية جابر عند ابن عائذ: فقال: قم فشدّ عليك سلاحك، والله لأدقنهم دقّ البيض على الصفا. وقال: وفي حديث جابر عند الترمذي والنسائي وابن حبان بإسناد صحيح أنهم كانوا أربعمائة مقاتل" (¬1) صحيح ورواية ابن عائذ لم أقف عليها. وللحديث طريق أخرى يرويها الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال: رُمي يومَ الأحزاب سعدُ بن معاذ، فقطعوا أكْحَلَهُ، فَحَسَمَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنار، فانتفخت يده، فتركه، فنزف الدم، فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فلما رأى ذلك، قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تُقِرَّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عِرْقُهُ، فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم ¬

_ (¬1) 8/ 416 و 417 و 418 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب)

سعد بن معاذ، فأرسل إليهم، فقال: تقتل رجالهم، وتستحيي نساؤهم وذراريهم، فغنم (¬1) المسلمون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصبت حكم الله فيهم" وكانوا أربع مائة، فلما فرغ من قتلهم، انفتق عرقه، فمات. أخرجه ابن سعد (3/ 429) وأحمد (3/ 350) والدارمي (2512) والترمذي (1582) والنسائي في "الكبرى" (8679) والطحاوي في "المشكل" (3579) وابن حبان (4784) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 27 - 28) من طرق عن الليث بن سعد به. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. 136 - حديث ابن عمر "أُحِلَّتْ لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد، والكبد والطحال" قال الحافظ: أخرجه أحمد والدارقطني مرفوعا وقال: إنّ الموقوف أصح. ورجّح البيهقي أيضا الموقوف إلا أنه قال: إنّ له حكم الرفع" (¬2) أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 340) وأحمد (2/ 97) وعبد بن حميد في "المنتخب" (818) وابن ماجه (3218 و 3314) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (1/ 192 - 193) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 58) وابن عدي (1/ 388) والدارقطني (4/ 271) والبيهقي (9/ 257) وفي "الصغرى" (3863) وفي "معرفة السنن" (13/ 466) والبغوي في "شرح السنة" (2803) وفي "معالم التنزيل" (1/ 140) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن عدي (1/ 388 و 4/ 1503) والدارقطني (4/ 271 - 272) والبيهقي في "الصغرى" (3863) عن عبد الله بن زيد بن أسلم (¬3) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ليستعين بهم المسلمون" (¬2) 12/ 40 (كتاب الذبائح- باب أكل الجراد) (¬3) رواه مطرف بن عبد الله المدني وإسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن حسان التنيسي عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا. ورواه إسحاق بن عيسى ابن الطباع عن عبد الله بن زيد عن أبيه عن ابن عمر موقوفا. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (1/ 192) وتابعه عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا أسامة وعبد الله بن زيد عن أبيهما عن ابن عمر موقوفا. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (37)

وعبد الله بن أحمد في "العلل" (1/ 192 - 193) وابن عدي (1/ 388) والبيهقي (1/ 254) وفي "الصغرى" (3863) عن أسامة بن زيد بن أسلم وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تلخيص الحبير" (1/ 26) و"نصب الراية" (4/ 202) عن أبي هشام كثير بن عبد الله الأبلي كلهم عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به مرفوعا. - ورواه سليمان بن بلال المدني عن زيد بن أسلم واختلف عنه: • فرواه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر موقوفا. أخرجه البيهقي (1/ 254) وفي "الصغرى" (3894 و 3895) وقال: هذا إسناد صحيح وهو في معنى المسند، وقد رفعه أولاد زيد عن أبيهم" وقال أيضا: وهذا هو الصحيح" وقال في "المعرفة": وهذا أصح، وهو في معنى المرفوع" وصحح الوقف أيضا غير واحد، منهم: 1 - الدارقطني في "علله" كما في "نصب الراية" (4/ 202) 2 - أبو زرعة كما في "علل الحديث" (2/ 17) 3 - أبو حاتم كما في "كشف الخفاء" (1/ 60) وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وهو موقوف في حكم المرفوع" ورواه يحيى بن حسان التنيسي عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه ابن عدي (4/ 1503) عن أحمد بن عيسى الوشاء ثنا مسعود بن سهل ثنا يحيى بن حسان به. 137 - "احْمُوا ظهورنا فإنْ رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وإنْ رأيتمونا قد غَنمنا فلا تَشْرَكُونا" قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد والطبراني والحاكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع ثم قال لهم: فذكره.

وقال: وفي حديث ابن عباس: فلما غنم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين انْكَفَتَ الرماة جميعا فدخلوا في العسكر يَنْتَهِبُون وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم هكذا- وشبك بين أصابعه- فلما أَخلت الرماة تلك الخَلّة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على الصحابة، فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير، قد كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين تسعة أو سبعة، وجال المسلمون جولة نحو الجبل وصاح الشيطان: قتل محمَّد. وقد ذكرنا من حديث الزبير نحوه. وقال: وقع في حديث ابن عباس: أين ابن أبي كَبْشة؟ أين ابن أبي قُحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: ألا أجيبه؟ قال: بلى. وقال: وفي حديث ابن عباس: الأيام دُوَل والحرب سِجَال. وقال: وزاد في حديث ابن عباس: قال عمر: لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. قال: إنكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذا وخسرنا. وقال: وفي حديث ابن عباس: ولم يكن ذلك عن رأي سَرَاتِنَا، أدركته حَمِيَّة الجاهلية فقال: أما إنه كان لم يكرهه" (¬1) أخرجه أحمد (2609) عن سليمان بن داود الهاشمي أنا عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عن أبيه عن عبيد الله عن ابن عباس أنه قال: ما نصر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر يوم أُحُد، قال: فأنكرنا ذلك! فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى: إن الله -عز وجل- يقول في يوم أحد {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] يقول ابن عباس: والحَسُّ القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} [آل عمران: 152] إلى قوله {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وإنما عني بهذا الرماة، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع، ثم قال: "احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وان رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا" ... وذكر الحديث بطوله. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 412) والطبراني في "الكبير" (10731) والحاكم (2/ 296 - 297) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 269 - 271) من طرق عن سليمان بن داود الهاشمي به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 8/ 353 و 355 و 356 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد).

قال ابن كثير: هذا حديث غريب، وسياق عجيب، وهو من مرسلات ابن عباس، فإنه لم يشهد أحدا ولا أبوه ولبعضه شواهد في الصحاح وغيرها" التفسير 1/ 412 - البداية 2/ 25 قلت: رواته ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وعبيد الله هو ابن عبد الله بن عتبة. وحديث الزبير سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "والله لقد رأيتني انظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحباتها ... " 138 - عن سعيد بن جبير قال: جاء ميمون بن يامين وكان رأس اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ابعث إليهم فاجعلني حكما فإنهم يرجعون إليّ، فأدخله داخلا ثم أرسل إليهم فأتوه فخاطبوه، فقال "اختاروا رجلا يكون حكما بيني وبينكم" قالوا: قد رضينا ميمون بن يامين فقال: "أخرج إليهم" فقال: أشهد أنه رسول الله، فأبوا أنْ يصدقوه. قال الحافظ: رواه ابن سعد في "شرف المصطفى" (¬1) مرسل وقال في "الإصابة" (9/ 305) وأخرج عبد بن حميد في "تفسيره" بسند قوي إلى جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: فذكره. 139 - "اختر أنْ أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل منك أولياء الله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اختار أن أغرسه في الجنة". قال الحافظ: وفي حديث بُريدة عند الدارمي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) ضعيف يرويه صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة واختلف عنه: - فقال تميم بن عبد المؤمن: ثنا صالح بن حَيَّان ثني ابن بريدة عن أبيه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب قام. فأطال القيام، فكان يشقّ عليه قيامه، فأتي بجذع نخلة فحفر له ¬

_ (¬1) 8/ 276 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب إتيان اليهود النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة) (¬2) 7/ 416 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

وأقيم إلى جنبه قائما للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه، فبصر به رجل كان وَرَدَ المدينة فرآه قائما إلى جنب ذلك الجذع فقال لمن يليه من الناس: لو أعلم أنّ محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه، فإن شاء جلس ما شاء، وإن شاء قام، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "ائتوني به" فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه المراقي الثلاث أو الأربع هي الآن في منبر المدينة، فوجد النبي- صلى الله عليه وسلم - في ذلك راحة، فلما فارق النبي - صلى الله عليه وسلم - الجذع، وعمد إلى هذه التي صنعت له جزع الجذع فحنّ كما تحنّ الناقة حين فارقه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فزعم ابن بريدة عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سمع حَنين الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال: "اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت" فزعم أنه سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول له: نعم، قد فعلت، مرتين، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اختار أن أغرسه في الجنة" أخرجه الدارمي (32) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا تميم بن عبد المؤمن به. - وقال حبان بن علي العَنَزي: عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2271) عن أحمد بن محمَّد بن أحمد الجواربي ثنا عمي علي بن أحمد ثنا قَبيصة بن عقبة ثنا حبان بن علي به. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (310) من طريق محمَّد بن أحمد بن سليمان ثنا علي بن أحمد الجواربي به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عائشة إلا ابن بريدة، ولا عن ابن بريدة إلا صالح بن حيان، ولا عن صالح إلا حبان، ولا عن حبان إلا قبيصة، تفرد به علي بن أحمد الجواربي" وقال الهيثمي: وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف" المجمع 2/ 182 140 - عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ قالت: اختلعت من زوجي، فذكرت قصة فيها: وإنما تبع عثمان في ذلك قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مريم المَغَالِيَة وكانت تحت ثابت بن قيس فاختلعت منه. قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه من طريق محمَّد بن إسحاق ثني عُبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن الربيع بنت معوذ قالت: فذكرته، وإسناده جيد.

وقال: وعند أبي داود والنسائي وابن ماجه من حديث الربيع بنت معوذ أنّ عثمان أمرها أنْ تعتدّ بحيضة، قال: وتبع عثمان في ذلك قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأة ثابت بن قيس" (¬1) حسن أخرجه يونس بن بُكير في "المغازي" (الإصابة 13/ 131) عن محمَّد بن إسحاق عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دخلت على الربيع بنت معوذ بن عَفرَاء فسألتها عن شأنها، قالت: كنت عند ابن عم لي فكرهته فاختلعت منه، فأتيت عثمان فقال: ليس عليك منه عِدّة إلا أن يكون قريب عهد بك فتستبرئين منه بحيضة، فقالت الربيع: وإنما أخذ ذلك عثمان عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمريم المَغَالِية امرأة ثابت بن قيس بن شَمَّاس، فاختلعت منه. ومن طريقه أخرجه الحسن بن سفيان (الإصابة) والطبراني في "الكبير" (25/ 42) وتابعه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري عن ابن إسحاق ثني عبادة بن الوليد به. أخرجه ابن ماجه (2058) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3336) والنسائي (6/ 153 - 154) وفي "الكبرى" (5692) والطبراني في "الكبير" (24/ 265 - 266) من طرق عن إبراهيم بن سعد به. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وعبادة بن الوليد ثقة. 141 - عن ابن عمر قال: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - شفرة وخرج بها إلى السوق وبها زقاق خمر جلبت من الشام فشقّ بها ما كان من تلك الزقاق. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) له عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه أبو بكر بن أبي مريم عن ضَمْرة بن حبيب قال: قال ابن عمر: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن آتيه بِمُدْيَة وهي الشفرة فأتيته بها، فأرسل بها فأُرهِفَتْ ثم أعطانيها وقال: "أُغد عليّ بها" ففعلت، فخرج بأصحابه إلى أسواق المدينة وفيها زِقَاق خمر قد جُلبت من الشام فأخذ المدية مني فشقّ ما كان من تلك الزِّقَاق بحضرته ثم أعطانيها وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يمضوا معي وأنْ يعاونوني وأمرني أنْ آتي الأسواق كلها فلا أجد فيها زقاق خمر إلا شققته، ففعلت فلم أترك في أسواقها زقا إلا شققته. ¬

_ (¬1) 11/ 317 و 321 (كتاب الطلاق- باب الخلع) (¬2) 6/ 46 (كتاب المظالم- باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر)

أخرجه أحمد (2/ 132 - 133) عن الحكم بن نافع الحمصي ثنا أبو بكر بن أبي مريم به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 104 - 105) وقال: هذا الحديث غريب من حديث ضمرة، تفرد به أبو بكر بن أبي مريم" قلت: وهو ضعيف كما قال أحمد والنسائي وغيرهما الثاني: يرويه ابن لهيعة ثنا أبو طُعْمَة: سمعت ابن عمر يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المِرْبَد فخرجت معه فكنت عن يمينه، وأقبل أبو بكر فتأخرت له فكان عن يمينه وكنت عن يساره، ثم أقبل عمر فتنحيت له فكان عن يساره، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المربد فإذا بأزقاق على المربد فيها خمر، فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمِدْيَة وما عرفت المدية إلا يومئذ فأمر بالزقاق فشقت ثم قال: "لُعنت الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها ومعتصرها وآكل ثمنها" أخرجه أحمد (2/ 71) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة به. ولم ينفرد حسن بن موسى به بل تابعه عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة به كما سيأتي في الطريق الثالث. وابن لهيعة ضعيف، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي طعمة عن ابن عمر مرفوعا "لعنت الخمر وشاربها ... " وذكر الحديث. أخرجه البيهقي (8/ 287) من طريق يزيد بن هارون أنبأ شريك عن عبد الله بن عيسى به. وعبد الله بن عيسى وثقه ابن معين وغيره، وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس. وأبو طُعْمة وثقه ابن عمار الموصلي والذهبي في "الكاشف" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة. وقد توبع: فقال أحمد (2/ 25 و 71): ثنا وكيع ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبي طعمة مولاهم وعن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعنت الخمر على عشرة وجوه ... " فذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (17/ 244 - 245)

وأخرجه أبو داود (3674) وابن ماجه (3380) والبيهقي (5/ 327) من طرق عن وكيع به (¬1). وإسناده صحيح. وأخرجه البيهقي (6/ 12) من طريق أبي نُعيم الفضل بن دُكين ثنا عبد العزيز بن عمر به. وأخرجه أيضا (5/ 327) من طريق جعفر بن عون الكوفي أنا عبد العزيز بن عمر به، إلا أنه لم يسم أبا طعمة، قال: رجل من موالينا. ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن عبد العزيز بن عمر فلم يذكر أبا طعمة. أخرجه أبو يعلى (5591) وخالف سليمان بن حيّان الجميع فرواه عن عبد العزيز بن عمر عن أبيه عن عبد الرحمن الغافقي قال: سألت ابن عمر أخرجه ابن الأعرابي (ق 17/ ب) والأول أصح. الثالث: يرويه ابن وهب في "موطأه" (54 و 55) أخبرني عبد الرحمن بن شُريح (¬2) وابن لَهيعة والليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ثابت بن يزيد الخَولاني قال: لقيت ابن عمر فسألته عن ثمن الخمر، فقال: سأخبرك عن الخمر، إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فبينا هو مُحْتَبٍ حَلَّ حَبْوَتَه، ثم قال: "من كان عنده من هذه الخمر شيء فليأت بها" فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم: عندي رَاوِيَة، ويقول الآخر: عندي زِق أو ما شاء الله أنْ يكون عنده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجمعوا ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني" ففعلوا، ثم أتوه، فقام وقمت معه، فمشيت عن يمينه وهو متكئ علىّ، فلحقنا أبو بكر - رضي الله عنه -، فأخرني ¬

_ (¬1) وقع عند أبي داود والبيهقي من طريقه: عن أبي علقمة مكان أبي طعمة، وهذه رواية أبي علي اللؤلؤي عن أبي داود. ورواه أبو الحسن بن العبد وأبو عمرو البصري وغير واحد عن أبي داود فقالوا: عن أبي طعمة، وهو الصواب. انظر "تهذيب الكمال" (17/ 245 و 34/ 102 - 103) و"تهذيب التهذيب" (12/ 174) (¬2) اختلف فيه على أبي شريح عبد الرحمن بن شريح، فرواه طلق بن السمح اللخمي عنه عن خالد بن يزيد عن شراحيل بن بكيل عن ابن عمر قال: فذكر نحوه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3343م) وطلق بن السمح قال أبو حاتم: مجهول.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلني عن شماله وجعل أبا بكر - رضي الله عنه - مكاني، ثم لحقنا عمر - رضي الله عنه -، فأخرني وجعله عن يساره فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر فقال للناس: "أتعرفون هذه؟ " قالوا: نعم يا رسول الله هذه الخمر. فقال: "صدقتم، فإنّ الله لعن الخمر وعاصرها ومُعْتصِرَها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها" ثم دعا بسكين فقال: "اشحذوها" ففعلوا، ثم أخذها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرق بها الزقاق فقال الناس: إن في هذه الزقاق منفعة، فقال: "أجل ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله -عز وجل- لما فيها من سخطه" قال عمر - رضي الله عنه -: أنا أكفيك يا رسول الله، قال: لا. قال ابن وهب: وبعضهم يزيد على بعض في قصة الحديث. وأخبرني ابن لهيعة أنّ أبا طعمة حدثه أنه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يحدث بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3342 و 3343) عن يونس بن عبد الأعلى المصري والحاكم (4/ 144 - 145) والبيهقي (8/ 287) عن محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم كلاهما عن ابن وهب به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: اختلف فيه على خالد بن يزيد الجمحي المصري، فرواه نافع بن يزيد الكلاعي المصري عنه سمعت ثابت بن يزيد عن ابن عمه سمع ابن عمر. فزاد فيه عن ابن عمه. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2 / 172) قال ابن أبي حاتم: وهو الصحيح" الجرح والتعديل 1/ 1/ 459 قلت: حديث ابن وهب أصح، وفيه تصريح ثابت بن يزيد بلقيه لابن عمر. وثابت بن يزيد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وذكره الحافظ في "اللسان" وقال: قال ابن حزم: مجهول لا يُدرى من هو، وتبعه عبد الحق.

الرابع: يرويه فُليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "لعن الله الخمر، ولعن شاربها الحديث". أخرجه أحمد (2/ 97) وأبو يعلى (5583) عن يونس بن محمَّد المؤدب والطبراني في "الصغير" (753) والحاكم (2/ 31 - 32) عن المعافى بن سليمان الجزري قالا: ثنا فليح به. قال الطبراني: لم يَروه عن عبد الله بن عبد الله بن عمر إلا سعيد المدني، تفرد به فليح" قلت: وهو مختلف فيه، وسعيد بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا فليح بن سليمان فهو مجهول. الخامس: يرويه محمَّد بن أبي حُميد المدني عن أبي توبة المصري قال: سمعت ابن عمر يقول: فذكر حديثا ثم قال: وقدمت لرجل راوية من الشام أو راويا فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ولا أعلم عثمان إلا معهم فانتهوا إلى الرجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خلِّ عنا نشقها" فقال: يا رسول الله أفلا نبيعها؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله لعن الخمر، ولعن غارسها، ولعن شاربها، ولعن عاصرها، ولعن موكلها، ولعن مديرها، ولعن ساقيها، ولعن حاملها، ولعن آكل ثمنها، ولعن بائعها". أخرجه الطيالسي (ص 264) وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن أبي حميد. 142 - حديث أسماء بنت يزيد بن السكن: أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق. قال الحافظ: ولابن سعد من حديثها (يعني أسماء بنت يزيد بن السكن): فذكرته" (¬1) أخرجه ابن سعد (8/ 11 - 12) عن محمَّد بن عمر الواقدي ثني سفيان بن عيينة عن ¬

_ (¬1) 3/ 120 (كتاب العيدين- باب موعظة الإمام النساء يوم العيد)

ابن أبي حسين عن شَهْر بن حَوْشَب عن أسماء بنت يزيد قالت: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ علينا أنْ لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن، الآية. وقال: "اني لا أصافحكن ولكن آخذ عليكنّ ما أخذ الله عليكن" والواقدي متروك الحديث (¬1). 143 - عن عُتبة قال: أخذني الشَّرَى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرني فتجردت، فوضع يده على بطني وظهري فَعَبَقَ بي الطيب من يومئذ. قالت أم عاصم: كنا عنده أربع نسوة فكنا نجتهد في الطيب وما كان هو يمسه وإنه كان لأطيبنا ريحا. قال الحافظ: وروينا في "المعجم الصغير" للطبراني من طريق أم عاصم امرأة عتبة عن عتبة قال: فذكره" (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1387) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين" (11) والطبراني في "الكبير" (17/ 133 و 133 - 134 و 134) و"الصغير" (98) وأبو نعيم في "الصحابة" (5361) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (8/ 15 - 16) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 568) والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 320 - 321) والحافظ في "الأمالي المطلقة (2/ 6 - 7) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن السلمي حدثتني أم عاصم امرأة عتبة بن فَرْقد السُّلَمي قالت: كنا عند عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما يمس عتبة الطيب إلا أنْ يمس دهنا يمسح به لحيته، ولَهُو أطيب ريحا منا، وكان إذا خرج إلى الناس قالوا: ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة. فقلت له يوما: إنا لنجتهد في الطيب، ولأنت أطيب ريحا منا فمم ذاك؟ فقال: أخذني الشَّرَى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكوت ذلك إليه فأمرني أنْ أتجرد، فتجردت وقعدت بين يديه وألقيت ثوبي على فرجي، فنفث في يده ثم مسح يده على ظهري وبطني فَعَبَقَ بي هذا الطيب من يومئذ. قال الحافظ: هذا حديث حسن، رجاله موثقون" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فإني لم أعرفها" المجمع 8/ 282 - 283 قلت: لم أر من ترجمها. ¬

_ (¬1) انظر حديث "إني لا أصافح النساء" (¬2) 12/ 400 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال)

144 - "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى سُبيعة الأسلمية تأكل بشمالها، فقال: "أخذها داء غرة"، فقال: إنّ بها قرحة، قال: "وإنْ"، فمرّت بغرة فأصابها طاعون فماتت. قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث سبيعة الأسلمية ومن حديث عقبة بن عامر: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الروياني (270) والطبراني في "الكبير" (17/ 321) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 239) من طرق عن عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن عثمان (¬2) بن نعيم الرُّعَيني عن مغيرة بن نَهِيك عن دُخَيْن الحَجْري أنّه سمع عقبة بن عامر يحدّث أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى سبيعة الأسلمية تأكل بشمالها، فقال: "ما لها تأكل بشمالها أخذها داء غرة؟ " فقالت: يا رسول الله، إنّ في يميني قرحة، قال: "وإن" أخرجه الطبراني (17/ 324) عن مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح ثني ابن لَهيعة عن عثمان بن ربيعة الرُّعَيْني عن المغيرة بن هند الحَجْري عن عقبة به. وزاد في آخره: فمرّت بغرة فأخذها طاعون فقتلها. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه دخين الحجري وجماعة لم أعرفهم، ودخين إن كان هو أبو الغصن فهو ضعيف" المجمع 5/ 26 قلت: أما دخين فهو ابن عامر الحَجْري مصري يكنى أبا ليلى. قاله ابن ماكولا (الإكمال 3/ 313) وذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 220) وقال: كنيته أبو الهيثم، وكذا قال يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 503) ووثقه، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. والمغيرة بن نهيك هو الحِمْيَري الحجري المصري وثقه يعقوب بن سفيان، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى عثمان بن نعيم الرعيني، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وعثمان بن نعيم ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ¬

_ (¬1) 11/ 451 (كتاب الأطعمة- باب التسمية على الطعام) (¬2) ووقع عند الطبراني "عمير".

وعثمان بن ربيعة والمغيرة بن هند لم أر من ترجمهما. وابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به. 145 - حديث جابر: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: هل نفعت أبا طالب؟ قال: "أخرجته من النار إلى ضَحْضَاح منها" قال الحافظ: وللبزار من حديث جابر: فذكره" (¬1) أخرجه البزار (كشف 3472) والطبراني في "الكبير" (23/ 8) و"الأوسط" (8148) وتمام (ق 96/ أ) من طرق عن مُجَالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي طالب: هل نفعته نبوتك؟ قال: "نعم، أخرجته من غمرة جهنم إلى ضحضاح منها" وسئل عن خديجة أنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن؟ فقال: "أبصرتها في الجنة في بيت من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب" وسئل عن ورقة بن نوفل؟ فقال: "أبصرته في بطنان الجنة عليه السندس" وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل؟ فقال: "يبعث أمة وحده". واللفظ لتمام قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الشعبي إلا مجالد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" ورجالهما رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق وخاصة في أحاديث جابر" المجمع 9/ 223 - 224 قلت: الحديث إسناده ضعيف، مجالد بن سعيد قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وخالفه عطاء بن السائب فرواه عن الشعبي مرسلا. أخرجه الطبري (20/ 93) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا جرير- هو ابن عبد الحميد - عن عطاء به. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد. وللحديث شاهد عن العباس بن عبد المطلب قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يَحُوْطُك ويغضب لك؟ قال: "نعم، هو في ضحضاح من نار، لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار". أخرجه البخاري (فتح 8/ 193 و 13/ 215) ¬

_ (¬1) 8/ 193 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة أبي طالب)

146 - عن رِبْعِي بن حِرَاش قال: حدثني رجل أنه استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيته فقال: أألِج؟ فقال لخادمه "أخرج لهذا فعلمه" فقال: قل: السلام عليكم أأدخل. قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن أبي شيبة بسند جيد، وصححه الدارقطني" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (5/ 368 - 369) وأبو داود (5179) والنسائي في "اليوم والليلة" (316) وابن السني في "اليوم والليلة" (661) والبيهقي (8/ 340) من طريق شعبة عن منصور عن ربعي عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أألج؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اخرجوا إليه فإنه لا يحسن الاستئذان فقولوا له فليقل: السلام عليكم أأدخل" فسمعته يقول ذلك فقلت: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن لي فدخلت. تابعه جَرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور به وزاد "فقلت: بأي شيء جئت؟ فقال "لم آتكم إلا بخير، أتيتكم لتعبدوا الله وحده لا شريك له، وتَدَعُوا عبادة اللات والعزى، وتصلوا في الليل والنهار خمس صلوات، وتصوموا في السنة شهرا، وتحجوا هذا البيت، وتأخذوا من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم" فقلت له: هل من العلم شيء لا تعلمه؟ قال: "لقد علم الله خيرا، وإنّ من العلم ما لا يعلمه إلا الله. الخمس لا يعلمهنّ إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] " أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1084) - ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن منصور واختلف عنه: • فقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 60) وفي "مسنده" (936): ثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي قال: حدثني رجل من بني عامر. وأخرجه أبو داود (5177) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البيهقي (8/ 340) وفي "الآداب" (274) من طريق أبي بكر بن دَاسَة ثنا أبو داود به. وقال هَنّاد بن السري: عن أبي الأحوص عن منصور عن ربعي قال حُدِّثت أنّ رجلا من بني عامر استأذن ... وذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 13/ 238 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)

أخرجه أبو داود (5178) والبيهقي (8/ 340) - ورواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُرِي الواسطي عن منصور عن ربعي قال: نُبئت أن رجلا من بني عامر ... أخرجه مسدد (الإتحاف 7145) عن أبي عوانة به. وأخرجه أبو داود (5/ 370) ومن طريقه البيهقي (8/ 340) عن مسدد به. والصحيح الأول فقد اتفق عليه شعبة وجرير وأبو الأحوص في رواية ابن أبي شيبة عنه، وفي بعضها تصريح ربعي بالتحديث من الرجل. قال النووي: إسناده صحيح" رياض الصالحين ص 291 - الأذكار ص 232 قلت: وهو كما قال، ومنصور هو ابن المعتمر، وربعي بن حراش قال اللالكائي: مجمع على ثقته. 147 - عن ابن عباس قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة فقال: "أخرج يا فلان فإنك منافق" قال الحافظ: وروى الطبري وابن أبي حاتم والطبراني في "الأوسط" من طريق السُّدِّي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 10) عن الحسين بن عمرو العَنْقَزي ثنا أبي ثنا أسباط: عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قول الله {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} [التوبة: 101] إلى قوله {عَذَابٍ عَظِيمٍ} قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا يوم الجمعة، فقال: "أخرج يا فلان فإنك منافق، أخرج يا فلان فإنك منافق" فأخرج من المسجد ناسا منهم فضحهم وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (796) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا الحسين بن عمرو بن محمَّد العنقزي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن السدي إلا أسباط بن نصر" وقال الهيثمي: وفيه الحسين بن عمرو بن محمَّد العنقزي وهو ضعيف" المجمع 7/ 34 ¬

_ (¬1) 3/ 475 (كتاب الجنائز- باب ما جاء في عذاب القبر)

قلت: قال أبو زرعة: كان لا يصدق، وقال أبو حاتم: لين يتكلمون فيه، وقال أبو داود: كتبت عنه ولا أحدث عنه. 148 - عن ابن عباس قال: من شك أنّ المحشر هاهنا يعني الشام فليقرأ أول سورة الحشر، قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اخرجوا" قالوا: إلى أين؟ قال "إلى أرض المحشر" قال الحافظ: وفي تفسير ابن عُيينة عن ابن عباس: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 3426) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 332) وابن عدي (3/ 1221) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي سعد البَقَّال عن عكرمة عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف لضعف أبي سعد سعيد بن المَرْزُبَان البقال. 149 - حديث واثلة: لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المُخَنَّثِين من الرجال والمترجلات من النساء وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" وأخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنجشة، وأخرج عمر فلانا. سيأتي الكلام عليه في حرف اللام. 150 - عن الزهري قال: أخطأ المسلمون بأبي حذيفة يوم أحد حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغت النبي - صلى الله عليه وسلم - فزاده عنده خيرا ووداه من عنده. قال الحافظ: وقد أخرج أبو إسحاق الفَزَاري في "السير" عن الأوزاعي عن الزهري قال: فذكره" (¬2) قلت: هو مرسل رواته ثقات، وذكره الحافظ في "الإصابة" (2/ 247) أيضا. وأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 521) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق الفزاري به. واختلف فيه على الزهري، فرواه زيد بن أبي أُنيسة عن الزهري عن عروة قال: فذكر نحوه إلا أنّه قال: فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَوُدِي. ¬

_ (¬1) 14/ 168 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬2) 15/ 232 (كتاب الديات- باب العفو في الخطأ بعد الموت)

أخرجه الحارث (522) عن معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق ثنا ابن أبي أنيسة به. ورواته ثقات. وتابعه مَعْمَر بن راشد عن الزهري عن عروة به إلا أنه قال: فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه بدية. أخرجه البيهقي (8/ 132) 151 - "أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومُقتَضِيا" قال الحافظ: وللنسائي من حديث عثمان رفعه: فذكره، ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو نحوه" (¬1) حسن وله عن عثمان طرق: الأول: يرويه يونس بن عبيد واختلف عنه: - فقال إسماعيل بن عُلية: ثنا يونس بن عبيد ثني عطاء بن فَرُّوْخ مولى القرشيين أنّ عثمان اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه، فلقيه فقال له: ما منعك من قبض مالك؟ قال: إنك غبنتني فما ألقى من الناس أحدا إلا وهو يلومني، قال: أو ذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أدخل الله -عز وجل- الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا" أخرجه أحمد (1/ 58 و 70) عن ابن علية به. ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (20/ 100) وأخرجه ابن ماجه (2202) والبزار (¬2) (392) والنسائي (7/ 280) وفي "الكبرى" (6295) والبغوي في "شرح السنة" (2045) من طرق عن ابن علية به. وتابعه حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد به. أخرجه أحمد (1/ 67) عن عفان بن مسلم البصري وعبد بن حميد (¬3) (47) عن محمَّد بن الفضل البصري عارم ¬

_ (¬1) 5/ 211 (كتاب البيوع- باب السهولة والسماحة فى الشراء والبيع) (¬2) وقال: لا نعلم عطاء بن فروخ سمع من عثمان" (¬3) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 188 - 189) وقال: هذا حديث حسن ورجاله رجال الصحيح إلا عطاء بن فروخ، وهو موثق، إلا أنّ علي بن المديني ذكر أنه لم يسمع من عثمان"

قالا: ثنا حماد بن سلمة به (¬1). - ورواه علي بن الجعد الجوهري واختلف عنه: • فقال بنان الدقاق وعمران بن موسى المؤدب: ثنا علي بن الجعد عن حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن عطاء بن فروخ عن عثمان. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 583) • وقال عثمان بن معبد بن نوح: ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن يونس عن عطاء بن فروخ عن عثمان. أخرجه القضاعي (1299) - وقال عبد الوارث بن سعيد البصري: عن يونس عن عثمان بن عطاء حُدثت عن عثمان بن عفان. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 467) - وقال إبراهيم بن طهمان: عن يونس عن عطاء بن فروخ عن رجل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. علقه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 467) الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن رجل عن عثمان مرفوعا: "إنّ رجلا كان سهلا قاضيا ومقتضيا وبائعا ومبتاعا فدخل الجنة". أخرجه الطيالسي (ص 14) عن شعبة عن عمرو بن دينار به. وأخرجه أحمد (414) عن محمَّد بن جعفر البصري وحجاج بن محمَّد المصيصي قالا: ثنا شعبة به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1694) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شعبة به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. الثالث: يرويه سالم الخياط حدثني عثمان بن عفان أنه ساوم رجلا بأرض حتى وجب ¬

_ (¬1) وأخرجه الطبراني فى "من اسمه عطاء" (ص 16 - 17) من طريق عبيد الله بن محمَّد العيشي ثنا حماد بن سلمة به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 190)

البيع أو كاد البيع يجب فقال الرجل: والله لا أعطينك حتى تزيدني عشرة آلاف، فالتفت عثمان إلى الرجل فقال: أتعلمون أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رحم الله رجلا سمح التقاضي سمح الاقتضاء"؟ قالوا: نعم، فزاده عشرة آلاف وأخذ الأرض. أخرجه أبو يعلى (المطالب 1354/ 3) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا الضحاك بن مَخْلد ثنا سالم الخياط (¬1) به. وإسناده ضعيف لضعف سالم الخياط. وللحديث شاهد عن ابن عمرو وعن جابر وعن صحابي لم يسم وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مرسلا وعن مطر الوراق مرسلا فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 210) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري ثني أبي ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعا: "دخل رجل الجنة بسماحته قاضيا ومقتضيا" قال المنذري: رواته ثقات مشهورون" الترغيب 2/ 563 وقال الهيثمي: رجال ثقات" المجمع 4/ 74 قلت: عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. وأما حديث جابر فأخرجه البخاري (فتح 5/ 210 - 211) من طريق أبي غسان محمَّد بن مطرف المدني ثني محمَّد بن المنكدر عن جابر مرفوعا: "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" ورواه زيد بن عطاء بن السائب عن ابن المنكدر عن جابر بلفظ: "غفر الله لرجل ممن كان قبلكم، كان سهلا إذا باع، سهلا إذا اشترى، سهلا إذا اقتضى". أخرجه أحمد (3/ 340) والترمذي (1320) والبيهقي (5/ 357 - 358) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1349) والمزي (10/ 90) من طريق إسرائيل بن يونس عن زيد بن عطاء بن السائب به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه" قلت: زيد بن عطاء ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالمعروف. ¬

_ (¬1) في "الأمالي المطلقة" (2/ 191): سالم الخياط عن عثمان- رجل من ولد عثمان- عن أبيه عن عثمان.

وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أبو يعلى (6830) عن يعقوب بن إبراهيم النكري ثنا عثمان بن عمر ثنا حرب بن سُرَيج ثني رجل من بلعدوية قال: حدثني جدي قال: انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة، وإذا المشتري يقول للبائع: أحسن مبايعتي، فقلت في نفسي: هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو فذكر الحديث وفيه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله امرءا سهل البيع، سهل الشراء، سهل الأخذ، سهل الإعطاء، سهل القضاء، سهل التقاضي" ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 191) وقال: هذا حديث غريب، وشيخ أبي يعلى وشيخ شيخه من رجال الصحيح، وحرب بن سريج بصري مختلف فيه، وشيخه لم أقف على اسمه ولا على اسم جده" وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" مختصر الاتحاف 4/ 413 وقال الهيثمي: والذي من بلعدوية لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا" المجمع 9/ 272 - 273 وأما حديث عبد الله بن عبد الرحمن فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (المطالب 1354/ 1) عن شَبابة بن سوّار المدائني ثنا هشام بن الغاز عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال: إنّ عثمان بن عفان ابتاع حائطا من رجل، فساومه حتى قام على الثمن، ثم قال: أعطني يدك، وكانوا لا يستوجبون إلا بصفقة، فلما رأى ذلك البائع قال: لا والله لا أبيعه حتى تزيدني عشرة آلاف، فالتفت عثمان إلى عبد الرحمن بن عوف فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ الله يدخل الجنة رجلا كان سمحا بائعا، ومبتاعا، وقاضيا، ومقتضيا" دونك العشرة آلاف لأستوجب هذه الكلمة التي سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10743) من طريق أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا شبابة بن سوار به. قال الحافظ: هذا مرسل حسن يؤيده الذي بعده" وأما حديث مطر الوراق فأخرجه إسحاق في "مسنده" أيضا (المطالب 1354/ 2) عن محمَّد بن بكر البُرْسَاني أنا هشام بن حسان عن مطر الوراق قال: إنّ عثمان بن عفان قدم حاجا، فلما قضى حجّه قدم إلى أرض بالطائف، فإذا أرض إلى جنب أرضه فطلبها، فكان بينهما عشرة آلاف في الثمن، فلما وضع عثمان رجله في الركاب قال لرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رحم الله عبدا سمح البيع، سمح الابتياع، سمح القضاء، سمح التقاضي"؟ فقال الرجل: نعم، فقال عثمان: رُدُّوا علىّ الرجل، فأعطاه العشرة آلاف وأخذ الأرض.

قال الحافظ: هذا مرسل حسن يؤيده الذي قبله، واعتضد كل منهما بالآخر لاختلاف المخرجين" وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 4/ 411 152 - حديث جُنْدُب "ادخلوا بيوتكم وأَخْمِلُوا ذكركم" قال: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته؟ قال "ليمسك بيده وليكن عبد الله المقتول لا القاتل" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 4345/ 1) وفي "مصنفه" (15/ 121) والروياني (971) وأبو يعلى (1522 و 1523) وفي "المفاريد" (34 و 35) والطبراني في "الكبير" (1723 و 1724) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري ثنا شَهْر بن حَوْشَب ثني جندب بن سفيان قال: إني لعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه بَشيرٌ من سَرِيَّة بعثها، وأخبره بنصر الله الذي نصر سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم. قال: يا رسول الله، بينما نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله إذ لحقت رجلا بالسيف، فقال حين علم أنّ السيف مواقعه التفت وهو يسعى فقال: إني مسلم إني مسلم، فقال "أفقتلته؟ " قال: يا رسول الله، تعوّذ، قال "فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادقا هو أو كاذبا؟ " قال: إن شققت عن قلبه بما كان يعلمني، هل قلبه إلا بضعة من لحم؟ قال "فأنت لا ما في قلبه تعلم ولا لسانه صدّقت فأنت كنت له قاتلا" قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال "لا أستغفر لك" قال: فمات ذلك الرجل فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض، ثم دفنوه فأصبح على وجه الأرض- ثلاث مرار- فلما رأى ذلك قومه استحيوا، فاحتملوه فألقوه في شِعْب من تلك الشِّعَاب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم تَصْدِم الرجال كَصَدْم الجمال الفحول، يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا، ويمسي مسلما ويصبح كافرا" فقال رجل من المسلمين: كيف نصنع في ذلك يا رسول الله؟ قال "ادخلوا بيوتكم وأخملوا ذكركم" فقال رجل من المسلمين: أفرأيت إن دُخِل على أحدنا بيته؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فليمسك بيديه وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل، فإنّ الرجل يكون في فئة الإسلام فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، ويعصي ربه، ويكفر بخالقه، وتجب له جهنم" قال العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 5/ 8، مختصر الإتحاف 10/ 478 ¬

_ (¬1) 16/ 137 (كتاب الفتن- باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا ترجعوا بعدي كفارا)

قلت: وهو كما قالا. ورواه عطاء بن السائب عن شهر بن حوشب عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-- ولم يسمه- قال: فذكر قصة السرية. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (339) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء به. وجرير سمع من عطاء بعد اختلاطه. 153 - حديث عمرو بن عوف أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل بيته قال: "ادخلوا عليّ ولا يدخل عليّ إلا قرشي" فقال "هل معكم أحد غيركم؟ " قالوا: معنا ابن الأخت والمولى، قال "حليف القوم منهم، ومولى القوم منهم" قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث عمرو بن عوف: فذكره، وأخرج أحمد نحوه من حديث أبي موسى، والطبراني نحوه من حديث أبي سعيد" (¬1) أخرجه الدارمي (2433) وابن أبي شيبة في "مسنده" وإبراهيم الحربي في "الغريب" وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في: "نصب الراية" (4/ 148 - 149) و "المطالب العالية" (1548 و 2121) وابن أبي عاصم في "السنة" (1542) والطبراني في "الكبير" (17/ 12) وأبو نعيم في "الصحابة" (5053) من طرق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحَة المزني عن أبيه عن جده أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قاعدا معهم فدخل بيته وقال: "ادخلوا عليّ ولا يدخلنّ عليّ إلا قرشي" فتسللت فدخلت، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر قريش هل بينكم أحد ليس منكم؟ " قالوا: نخبرك يا رسول الله بآبائنا أنت وأمهاتنا، معنا ابن الأخت والمولى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حليف القوم منهم، ومولى القوم منهم، وابن أخت القوم منهم. يا معشر قريش إنكم الولاة بعدي لهذا الأمر فلا تموتنّ إلا وأنتم مؤمنون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنيفا، وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. يا معشر قريش احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبناءهم، رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار" واللفظ للطبراني. ¬

_ (¬1) 7/ 364 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ابن أخت القوم منهم)

قال الهيثمي: وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزنى وهو ضعيف وقد حَسَّن له الترمذي، وبقية رجال ثقات (¬1) " المجمع 5/ 194 قلت: الحديث ذكره الحافظ في شرحه لباب ابن أخت القوم منهم، ومولى القوم منهم. وقد ذكر البخاري في هذا الباب حديث أنس قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار فقال: "هل فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ابن أخت القوم منهم" وقد وردت هذه الفقرة في حديث جماعة من الصحابة، منهم: أبو موسى الأشعري وأبو سعيد الخدري وابن عباس وجبير بن مطعم ورفاعة بن رافع والحكم بن مينا وعتبة بن غزوان وعائشة وأبو هريرة. فأما حديث أبي موسى فأخرجه أحمد (4/ 396) عن محمَّد بن جعفر البصري وحماد بن أسامة الكوفي عن عوف عن زياد بن مِخْرَاق عن أبي كِنانة عن أبي موسى قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على باب بيت فيه نفر من قريش فقال وأخذ بعضادة البيت ثم قال: "هل في البيت إلا قرشي" قال: فقيل: يا رسول الله غير فلان ابن اختنا، فقال: "ابن أخت القوم منهم" قال: ثم قال: "إن هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل". وأخرجه ابن أبي شيبة (¬2) (9/ 61) وفي "الأدب" (201) وعنه أبو داود (5122) قال: ثنا أبو أسامة -وهو حماد بن أسامة- عن عوف به مختصرا. وأخرجه البزار (¬3) (3069) عن يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري أنا محمَّد بن جعفر أنا عوف به بتمامه. قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 193 قلت: أبو كنانة هو القرشي قال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في ¬

_ (¬1) وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف كثير بن عبد الله" مختصر الإتحاف 10/ 294 (¬2) وأخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (873) من طريق محمَّد بن وضاح القرطبي عن ابن أبي شيبة به. (¬3) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي موسى بهذا الإسناد. وأخرجه الروياني (559) عن محمَّد بن بشار ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا عوف به.

"الميزان": ليس بالمعروف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، ويقال هو معاوية بن قرة ولم يثبت. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 49) وابن الأعرابي في "المعجم" (ق 196/ ب) والطبراني في "الصغير" (1/ 80) و"الأوسط" (2584) من طرق عن معاذ بن عوذ الله أبي العلاء البصري القرشي ثنا عوف الأعرابي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيت فيه نفر من قريش فأخذ بعضادتي الباب ثم قال: "هل في البيت إلا قرشي؟ " قالوا: لا إلا ابن أخت لنا. فقال: "ابن أخت القوم منهم" ثم قال: "إن هذا الأمر لا يزال في قريش ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، ومن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" قال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاذ بن عوذ الله" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 94 قلت: وإسناده صحيح، ومعاذ بن عوذ الله أبو عبد الرحمن البصري ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 178) وقال: مستقيم الحديث. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال: "يا بني عبد المطلب هل فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: ابن أخت لنا. فقال: "ابن أخت القوم منهم" ثم قال: "يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو حمة أو جهد أو لأواء فقولوا: الله الله ربنا لا شريك له". أخرجه الطبراني في "الكبير" (12788) من طريق عبيد الله بن محمَّد بن حفص بن عائشة التيمي ثنا صالح بن عبد الله أبو يحيى عن النكري به. ومن هذا الطريق أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 202) وقال: وفي هذا الباب أحاديث بأسانيد جياد من غير هذا الوجه" وأسند عن البخاري قال: صالح بن عبد الله أبو يحيى عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء فيه نظر" الثاني: يرويه محمَّد بن جابر عن سِمَاك أبي زميل الحنفي عن ابن عباس قال: سمعته يقول: أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين غنائم فقسم للناس، فقالت الأنصار: نَلِي القتال والغنائم لغيرنا، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعث إليهم أن اجتمعوا، فأتاهم فقال: "يا معشر الأنصار هل

فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا ومولى لنا، فقال: "ابن أخت القوم منهم، ومولى القوم منهم". أخرجه الطبراني في "الكبير" (12879) قال الهيثمي: وفيه محمَّد بن جابر السُّحَيْمِي وهو ضعيف وقد وثق" المجمع 10/ 31 وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1576) عن محمَّد بن مَنْدَه الأصبهاني ثنا أبو كريب ثنا زكريا بن عدي عن حاتم بن إسماعيل عن الجعيد بن عبد الرحمن عن يزيد بن خُصَيْفة عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعا: "ابن أخت القوم منهم" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 196 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. وأما حديث رفاعة بن رافع وحديث الحكم بن مينا فسيأتي الكلام عليهما عند حديث: "إن أوليائي منكم المتقون". وأما حديث عتبة بن غزوان فأخرجه ابن أبي عاصم (¬1) في "الآحاد والمثاني" (302) عن عبد الملك بن بشير السامي ثنا عمر أبو حفص ثنا عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان عن أبيه عن عتبة ابن غزوان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوما لقريش: "هل فيكم من ليس منكم؟ " قالوا: ابن أختنا عتبة بن غزوان، قال: "ابن أخت القوم منهم، وحليف القوم منهم". تابعه الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا عبد الملك بن بشير السامي النسائي ثنا أبو حفص عمر بن الفضل السلمي به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 118) والحاكم (3/ 262) قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": إسناده مظلم" وقال الهيثمي: لم أر من ذكر عتبة ولا إبراهيم" المجمع 1/ 196 قلت: عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا. وإبراهيم بن عتبة بن غزوان لم أقف له على ترجمة. وعمر بن الفضل وثقه ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5340)

وعبد الملك بن بشير ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. طريق أخرى: قال ابن سعد في "الطبقات" أنا محمَّد بن عمر الواقدي ثنا إبراهيم بن محمَّد بن شرحبيل العبدي عن مصعب بن محمَّد بن شرحبيل عن محمَّد بن شرحبيل بن حسنة عن عتبة بن غزوان: فذكره. ذكره الزيلعي (4/ 149) ولم أره في النسخة المطبوعة من "الطبقات" والواقدي متروك واتهم. وأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 220) عن إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا عتاب بن حرب ثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا: "ابن أخت القوم منهم". وأخرجه العقيلي (3/ 331) من طريق إبراهيم بن محمَّد بن عرعرة البصري ثنا عَتّاب بن حرب ثني جدي أبو عامر الخزاز به. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن عائشة إلا من هذا الوجه" وقال العقيلي: هذا يروى بأسانيد جياد من غير هذا الوجه" وأسند عن الفلاس قال: عتاب بن حرب ضعيف جدا" وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوى عندهم، وذكره الساجي وابن الجارود في "الضعفاء". وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 219) عن زريق بن السخت البصري ثنا محمَّد بن عمر بن واقد عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عنه مرفوعا: "حليف القوم منهم، ومولى القوم منهم، وابن أخت القوم منهم". قال الهيثمي: وفيه الواقدي وهو ضعيف" المجمع 1/ 195 قلت: بل متروك وكذبه بعضهم. 154 - حديث علي: لما نزلت عشرة آيات من براءة بعث بها النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني، فقال: "أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب" فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، نزل فيّ شيء؟ فقال: لا، إلا إنه لن يؤدي أو لكن جبريل قال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك".

قال الحافظ: ووقع في حديث علي عند أحمد: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار ... " 155 - قال زيد بن ثابت: كنت أنا وأبو هريرة وآخر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ادعوا" فدعوت أنا وصاحبي وأمَّن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي، وأسألك علما لا ينسى، فأمَّن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: ونحن كذلك يا رسول الله، فقال: "سبقكما الغلام الدوسي" قال الحافظ: وفي "المستدرك" للحاكم من حديث زيد بن ثابت قال: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الحاكم (3/ 508) من طريق حماد بن شعيب الكوفي عن إسماعيل بن أمية أنّ محمَّد بن قيس بن مَخْرَمَة حدّثه أن رجلا جاء زيد بن ثابت فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة فإنه بينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكر ربنا خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلينا، قال: فجلس وسكتنا، فقال: "عودوا للذي كنتم فيه" قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل الذي سألك صاحباي هذان، وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "آمين" فقلنا: يا رسول الله، ونحن نسأل الله علما لا ينسى، فقال: "سبقكما بها الدوسي". قال الحاكم: صحيح الإسناد" وردّه الذهبي فقال: قلت: حماد ضعيف" قلت: وهو كما قال. 156 - "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه الترمذي (3479) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 38 - 39) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 372) والطبراني في "الدعاء" (62) و"الأوسط" (5105) وابن عدي ¬

_ (¬1) 9/ 388 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب قوله: وأذان من الله ورسوله) (¬2) 1/ 226 (كتاب العلم- باب حفظ العلم) (¬3) 17/ 156 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه)

في "الكامل" (4/ 1380) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 32) والحاكم (1/ 493) والخطيب في "التاريخ" (4/ 356 و 14/ 237) والرافعي في "التدوين" (3/ 329) من طريق صالح بن بشير المُرِّي عن هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به وزاد "واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاءَ من قلب غافل لاهٍ" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا صالح المري" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: صالح متروك" وتعقبه المنذري أيضا فقال: صالح المري لا شك في زهده لكن تركه أبو داود والنسائي" الترغيب 2/ 493 وقال النووي: إسناده فيه ضعيف" الأذكار ص 356 قلت: وهو كما قالوا. وللحديث شاهد عن ابن عمرو وعن ابن عمر وعن أنس فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 177) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا بكر بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه مرفوعا "القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله -عز وجل- أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإنّ الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل" قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 2/ 491 - 492، المجمع 10/ 148 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني كما في "المجمع" (10/ 148) ولفظه "هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فإذا سألتم الله فسلوه وأنت واثقون بالإجابة، فإن الله -عز وجل- لا يستجيب دعاء من دعا عن ظهر قلب غافل" قال الهيثمي: وفيه بشير بن ميمون الواسطي وهو مجمع على ضعفه" وأما حديث أنس فأخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (527) من طريق يوسف بن عطية البصري عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعا "ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله -عز وجل- لا يستجيب دعاء الغافل اللاهي، وأكثروا ذكر الله تعالى في السر

والعلانية، فإنّ الله تعالى يقول: من شغله ذكري عن دعائي ومسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" وإسناده واه، يوسف بن عطية قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف. 157 - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه "ادعوا لي أخي" فدُعِيَ له عليٌّ فقال: "ادن مني" قال: فلم يزل مستندا إليّ وإنه ليكلمني حتى نزل به وثقل في حجري فصحت: يا عباس أدركني فإني هالك، فجاء العباس فكان جهدهما جميعا أن أضجعاه. قال الحافظ: ساق ابن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه: فذكره، فيه انقطاع مع الواقدي، وعبد الله فيه لين" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن سعد (2/ 263) عن الواقدي ثني عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: فذكره. وإسناده ضعيف جدا، لأنّ الواقدي متروك الحديث. 158 - "ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أنْ يتمنى مُتَمَنِ ويقول قائل، ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2387) " (¬2) قلت: هو من حديث عائشة. 159 - حديث قيس بن النعمان أنه لما قدم أخرج قباء من ديباج منسوجا بالذهب، فردّه النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه، ثم إنّه وجد في نفسه من ردّه هديته فرجع به، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ادفعه إلى عمر" قال الحافظ: رواه أبو يعلى بإسناد قوي" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 9/ 205 (كتاب المغازي- باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) (¬2) 1/ 219 (كتاب العلم- باب كتابة العلم) (¬3) 6/ 159 (كتاب الهبة- باب قبول الهدية من المشركين)

أخرجه أبو يعلى (المطالب 2256) عن جعفر بن حميد الكوفي ثنا عبيد الله بن إياد عن أبيه عن قيس بن النعمان- وكان جارا لي ختم القرآن على عهد عمر- قال: خرجت خيلٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع أكيدر دومة ... فذكر الحديث قال: ثم إنّ أكيدر أخرج قباء منسوجا بالذهب مما كان كسرى يكسوهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ارجع بقبائك فليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حُرِمَهُ في الآخرة" فرجع به، فلما أتى منزله وجد في نفسه أنْ تردّ عليه هديته، فرجع فقال: يا رسول الله، إنا أهل بيت يشقّ علينا أن تردّ هديتنا، فاقبل مني هديتي، فقال له "انطلق فادفعه إلى عمر" وقد كان عمر سمع ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه، فبكى ودمعت عيناه، وظنّ أنه قد لحقه شقاء، فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أحدث فيّ شيء؟ قلتَ في هذا القباء ما سمعنا ثم بعثت به إليّ! فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وضع يده على فِيْهِ ثم قال: "ما بعثت به إليك لتلبسه، ولكن تبيعه فتستعين بثمنه" وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 351) عن محمَّد بن بشر أخي خطاب ثنا جعفر بن حميد به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 144 - 145) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط ثني أبي عن قيس بن النعمان- وكان قد قرأ القرآن على عهد عمر- قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهديت له فأبى، فقال: إنا من قوم يشقّ عليهم أنْ ترد عليهم الهدية. مختصر وأخرجه الحاكم في "المستدرك" وابن شاهين في "الصحابة" كما في "الإصابة" (1/ 206 و 8/ 216) قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح" مختصر الإتحاف 6/ 383 قلت: وهو كما قال. 160 - عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بإناء أو بقَعْب فيه لبن وعسل فقال: "أُدمان في إناء، لا آكله ولا أحرمه" قال الحافظ: ولعل البخاري لمح إلى تضعيف حديث أنس: فذكره، أخرجه الطبراني وفيه راو مجهول" (¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7400) عن محمَّد بن أبان الأصبهاني ثنا عبد القدوس بن محمَّد الحَبْحَابي ثني أبي محمَّد بن عبد الكبير بن شعيب ثني عمي ¬

_ (¬1) 11/ 506 (كتاب الأطعمة- باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة)

عبد السلام بن شعيب عن أبيه عن أنس قال: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدح أو بقعب فيه لبن وعسل فقال "أدمان في إناء، لا آكله ولا أحرمه" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعيب بن الحَبْحَاب إلا ابنه عبد السلام، تفرد به عبد القدوس عن أبيه" وقال الهيثمي: وفيه محمَّد بن عبد الكبير بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 34 قلت: محمَّد بن عبد الكبير ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 62) ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه عبد القدوس. وعبد السلام بن شعيب ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وعبد القدوس بن محمَّد وثقه النسائي وقال أبو حاتم: صدوق. ومحمد بن أبان وشعيب بن الحبحاب ثقتان. 161 - عن أبي هريرة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بِمَرِّ الظهران فَأُتي بطعام فقال لأبي بكر وعمر: "ادنوا فكلا" فقالا: إنا صائمان، فقال: "اعملوا لصاحبيكم، ارحلوا لصاحبيكم، ادنوا فكلا" قال الحافظ: روى ابن خزيمة وغيره من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) مرسل يرويه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه: •فقال أبو داود عمر بن سعد الحَفَرِي: أنا سفيان الثوري عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 15) وأحمد (2/ 336) عن أبي داود الحفري به. وأخرجه النسائي (4/ 148 - 149) وفي "الكبرى" (2572) وابن خزيمة (2031) وابن حبان (3557) والدارقطني في "العلل" (9/ 282) والحاكم (1/ 433) والبيهقي (4/ 246) من طرق عن أبي داود الحفري به. ¬

_ (¬1) 5/ 84 - 85 (كتاب الصوم- باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر)

قال النسائي: هذا خطأ، لا نعلم أنّ أحدا تابع أبا داود على هذه الرواية، والصواب مرسلا" وسئل الدارقطني: هل رواه عن الثوري غير أبي داود؟ فقال: ليس في الدنيا إلا الحفري، وكان من الثقات الصالحين" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: تفرد به أبو داود الحفري عن سفيان" قلت: وهو ثقة احتج به مسلم دون البخاري، والباقون ثقات. • ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة مرسلا، منهم: 1 - محمَّد بن شعيب بن شابور. أخرجه النسائي (4/ 149) وفي "الكبرى" (2573) 2 - الوليد بن مسلم. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2574) 3 - يحيى بن حمزة الدمشقي. قاله الدارقطني في "العلل" 4 - يحيى بن عبد الله البابَلُتِّي. قاله الدارقطني أيضا. وقال: وهو الصحيح" وهو كما قال، فقد رواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرسلا. أخرجه النسائي (4/ 149) وفي "الكبرى" (2575) وقال: وهو الصواب" 162 - حديث أبي سعيد "أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار" قال الحافظ: أخرجه مسلم (188) " (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 240 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

163 - "أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقال له: تَمَنَّ، فيتمنى ويتمنى، فيقال: إنّ لك ما تمنيت ومثله معه" قال الحافظ: ولمسلم (1/ 167) من طريق همام عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) 164 - "إذا آتاك الله مالًا فَلْيُرَ أثره عليك" قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من حديث أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمِي عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له ورآه رث الثياب: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه عبد الرزاق (20513) وأحمد (3/ 473) والطحاوي في "المشكل" (3043) والطبراني في "الكبير" (19/ 276) والبيهقي (10/ 10) وأبو محمَّد البغوي في "شرح السنة" (3118) عن مَعْمَر بن راشد والطيالسي (ص 184) وابن سعد (6/ 28) وأحمد (3/ 473) والحربي في "الغريب" (1/ 28) وابن أبي الدنيا في "العيال" (363) وفي "الشكر" (52) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1263) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (5/ 206) والطحاوي في "المشكل" (3041) وابن قانع (3/ 41 - 42) وابن حبان (5416) والحاكم (1/ 24 - 25 و 4/ 181) والطبراني في "الكبير" (19/ 277) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2367) والبيهقي في "الشعب" (7719) وفي "الأسماء" (ص 431) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 224) عن شعبة وأبو داود (4063) والنسائي (8/ 157 - 158) وفي "الكبرى" (9558) والطبراني في "الكبير" (19/ 278) والخطيب في "الجامع" (882) عن زهير بن معاوية الكوفي والنسائي (8/ 173) وفي "الكبرى" (9559) والطبراني في "الكبير" (19/ 280) و "الأوسط" (1723) والعِيسوي في "الفوائد" (24) والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 213) عن إسماعيل بن أبي خالد ¬

_ (¬1) 14/ 240 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار) (¬2) 12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)

وأحمد (4/ 137) والترمذي (2006) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1262) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 50) والبيهقي في "الشعب" (5787) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 30 - 31) عن سفيان الثوري والطحاوي في "المشكل" (3042) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وأحمد (4/ 137) وأبو القاسم البغوي (2060) والطبراني في "الكبير" (19/ 279) عن شريك بن عبد الله القاضي وأحمد (3/ 473) والطبراني في "الكبير" (19/ 277 - 278) ووكيع في "الزهد" (193) عن إسرائيل بن يونس وأحمد (3/ 473) ووكيع في "الزهد" (193) عن الجراح بن مليح الرُّؤاسي والد وكيع والطبراني في "الكبير" (19/ 279) و"الأوسط" (7483) عن الأجلح بن عبد الله الكندي والطبراني (19/ 279 و 281) وابن بشكوال في "الغوامض" (811) والسلفى (¬1) في "معجم السفر" (122) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي والطبراني (19/ 280) وفي "الأوسط" (9385) عن الحسن بن فرات القزاز الكوفي وابن أبي حاتم في "التفسير" (6885) والطبراني في "الكبير" (19/ 281) عن ابن جريج والطبراني (19/ 280 - 281) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن أبيه"

عن فِطْر بن خليفة المخزومي و (19/ 282) عن عبد الحميد بن الحسن الهلالي وعن جرير بن حازم البصري والنسائي (8/ 157) وفي "الكبرى" (9557) وابن البختري في "حديثه" (327) والبيهقي في "الشعب" (5788) وفي "الآداب" (730) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 287) والبغوي في "شرح السنة" (3120) وابن بشكوال (811) والسلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي" (35) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 265) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 31) عن أبي بكر بن عياش كلهم عن أبي إسحاق الهمداني قال: سمعت أبا الأحوص عوف بن مالك بن نَضْلَة الجشمي يحدث عن أبيه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا قشف الهيئة فقال "هل لك مال؟ " قلت: نعم، قال: "من أيّ المال؟ " قلت: من كل المال من الإبل والرقيق والخيل والغنم، فقال: "إذا آتاك الله مالًا فَلْيُرَ عليك" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظان الذهبي والعسقلاني: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قالوا، وأبو إسحاق الهمداني واسمه عمرو بن عبد الله كان قد اختلط، وسماع شعبة وسفيان منه قبل اختلاطه. ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - عبد الملك بن عمير الكوفي عن أبي الأحوص أنّ أباه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث بنحوه. أخرجه أحمد (3/ 473 - 474) والطحاوي في "المشكل" (3038) وابن حبان (5417) والطبراني في "الكبير" (19/ 283) و"الأوسط" (3666) و"الصغير" (1/ 176) والقضاعي (1100) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 37) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 133

2 - سلمة بن كُهيل الكوفي عن أبي الأحوص عن أبيه نحوه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 283) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه به. ويحيى ضعيف. وخالفهم إبراهيم بن مسلم الهَجَري فرواه عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3039 و 3040) والهيثم بن كليب (737) وابن عدي (1/ 215 - 216) والقضاعي (370) وإبراهيم ضعيف. 165 - "إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإنْ شفاه غسله وطهره، وإنْ قبضه غفر له ورحمه" قال الحافظ: ولأحمد من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬1) حسن أخرجه الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه" (39) عن حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة عن أنس به مرفوعا. وأخرجه أحمد (3/ 148 و 238) عن الأشيب به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (160) عن إسماعيل بن أبي الحارث أسد البغدادي ثنا الأشيب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 233) وفي "مسنده" (الإتحاف 5227) وأحمد بن حنبل (3/ 148 و258) والبخاري في "الأدب المفرد" (ص 177) وأحمد بن منيع (الإتحاف 5228) والحارث (246) وأبو يعلى (4233 و 4235) وابن بشران (1491 و 1621) والبيهقي في "الشعب" (9464) والخطيب (¬2) في "المتفق" (1119) والبغوي في "شرح السنة" (1430) من طرق عن حماد بن سلمة به. وتابعه سعيد بن زيد بن درهم الأزدي ثنا سنان أبو ربيعة ثنا أنس به. ¬

_ (¬1) 6/ 477 (كتاب الجهاد- باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة) (¬2) ووقع عنده: عن علي بن ربيعة، وهو وهم.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (501) وخالفهما عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي فرواه عن سنان بن ربيعة عن ثابت البناني عن عبيد بن عمير عن أنس. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (178) والطحاوي في "المشكل" (2213) والعقيلي (2/ 170) والبيهقي في "الشعب" (9465) ورواية حماد بن سلمة أصح، وعبد الله بن بكر السهمي وإنْ كان ثقة كما قال أحمد وغيره إلا أنّه سمع من سنان بن ربيعة بعد ما خرف كما قال ابن معين (التاريخ الكبير للبخاري 2/ 2/ 164) والحديث قال الهيثمي والمنذري: رجاله ثقات" المجمع 2/ 304 - الترغيب 4/ 290 كذا قالا، وسنان بن ربيعة مختلف فيه: ذكره ابن شاهين وابن حبان في "الثقات"، وذكره النسائي والعقيلي في "الضعفاء"، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الدارقطني وغيره: ليس بالقوي. وللحديث شواهد، منها: عن ابن عمرو مرفوعا "إذا اشتكى العبد المسلم قيل للكاتب الذي يكتب عمله: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أقبضه أو أطلقه" أخرجه أحمد (2/ 205) وغيره. وهو حديث صحيح وسيأتي الكلام عليه عند حديث "إنّ العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة" ومنها حديث أبي موسى مرفوعا "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما" أخرجه البخاري (فتح 6/ 477) 166 - "إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف" قال الحافظ: وروى الطحاوي بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) موقوف صحيح ¬

_ (¬1) 2/ 412 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب إذا ركع دون الصف)

أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 396) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا المُقَدَّمي ثني عمر بن علي ثنا ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ. والمقدمي هو محمَّد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مُقَدَّم وهو ثقة من رجال الصحيحين. وعمر بن علي هو ابن عطاء بن مقدم المقدمي أبو جعفر البصري وهو عم الذي قبله، وهو ثقة إلا أنّه كان شديد الغلو في التدليس كما قال الحافظ في "تعريف أهل التقديس". وقال ابن سعد: كان يدلس تدليسا شديدا يقول: سمعت وحدثنا ثم يسكت فيقول: هشام بن عروة والأعمش. وخالفه يحيى بن سعيد القطان فرواه عن ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا بلفظ "إذا ركعتَ والإمام راكع فلا تركع حتى تأخذ مقامك من الصف" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 257) وإسناده صحيح. ولم ينفرد يحيى بن سعيد به بل تابعه أبو خالد الأحمر سليمان بن حيَّان عن ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة قال: لا تكبر حتى تأخذ مقامك من الصف. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 256 - 257) وإسناده حسن، سليمان بن حيان صدوق، وابن عجلان والأعرج ثقتان. 167 - "إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود توضأ بينهما وضوءا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (308) " (¬1) 168 - "إذا أتى أحدكم على ماشية فإنْ لم يكن صاحبها فيها فليصوِّت ثلاثا فإنْ أجاب فليستأذنه، فإنْ أذن له وإلا فليحلب وليشرب ولا يحمل" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وصححه من رواية الحسن عن سَمُرَة مرفوعا، وإسناده صحيح إلى الحسن، فمن صحح سماعه من سمرة صححه ومن لا أعلّه بالانقطاع، لكن له شواهد من أقواها حديث أبي سعيد مرفوعا "إذا أتيتَ على راع فناده ثلاثا ¬

_ (¬1) 1/ 391 (كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد)

فإن أجابك وإلا فاشرب من غير أن تفسد، وإذا أتيت على حائط بستان فذكر مثله، أخرجه ابن ماجه والطحاوي وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) حسن وحديث سمرة أخرجه أبو داود (2619) والترمذي (1296) والروياني (821) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (30 - منتقاه للمزي) والطبراني في "الكبير" (6877) والبيهقي (9/ 359) من طريق عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا "إذا أتى أحدكم على ماشية فإنْ كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإنْ أذن له فليحتلب وليشرب، فإنْ لم يكن فيها فليصوت ثلاثا، فإنْ أجابه فليستأذنه، وإلا فليحتلب وليشرب ولا يحمل" هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري وهو ممن سمع من سعيد بن أبي عَروبة قبل اختلاطه. وتابعه سَرَّار بن مُجَشِّر البصري عن سعيد بن أبي عروبة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6878) وسرار سمع من سعيد قبل اختلاطه أيضا. قال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن غريب، وقال علي بن المديني: سماع الحسن من سمرة صحيح، وقد تكلم بعض أهل الحديث في رواية الحسن عن سمرة وقالوا: إنما يحدّث عن صحيفة سمرة". وقال البيهقي: أحاديث الحسن عن سمرة لا يثبتها بعض الحفاظ ويزعم أنّها من كتاب غير حديث العقيقة الذي قد ذكر فيه السماع" قلت: قد اختلف في سماع الحسن من سمرة، فقيل: سمع منه، وقيل: لم يسمع منه، وقيل: سمع منه حديث العقيقة فقط. وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من سمرة، وقتادة أيضا مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحسن، وهذا الإسناد قتادة عن الحسن عن سمرة لم يحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما. وللحديث شاهد عن أبي سعيد مرفوعا "إذا أتى أحدكم على راع فليناد: يا راعي الإبل ¬

_ (¬1) 6/ 14 (كتاب اللقطة- باب لا تحلب ماشية أحد بغير إذنه)

ثلاثا، فإن أجابه، وإلا فليحلب فليشرب ولا يحملن، وإذا أتى أحدكم على حائط بستان فليناد ثلاثا: يا صاحب الحائط، فإنْ أجابه، وإلا فليأكل ولا يحمل" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فصدقة" أخرجه أحمد (3/ 21) وابن ماجه (2300) وأبو يعلى (1244 و 1287) وابن حبان (5281) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 383) والحاكم (4/ 132) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 99) وفي "الصحابة" (3174) والبيهقي (9/ 359 - 360) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (420 و 421) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (523) عن يزيد بن هارون الواسطي وأحمد (3/ 7 - 8 و 64) والبزار (كشف 1932) عن حماد بن سلمة وأحمد (3/ 85 - 86) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 240) وفي "المشكل" (2824) عن علي بن عاصم الواسطي وأحمد (3/ 37) عن مَعْمَر بن راشد كلهم عن الجُرَيري عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البيهقي: تفرد به سعيد بن إياس الجريري وهو من الثقات إلا أنه اختلط في آخر عمره، وسماع يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، ورواه أيضا حماد بن سلمة عن الجريري وليس بالقوي" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف فيه الجريري واسمه سعيد بن إياس وقد اختلط بأخرة، ويزيد بن هارون روى عنه بعد الاختلاط لكن أخرج له مسلم في "صحيحه" من طريق يزيد بن هارون عن الجريري" مصباح الزجاجة 3/ 38 قلت: الحديث إسناده صحيح لأنّ سماع حماد بن سلمة (¬1) ومعمر من الجريري كان قبل اختلاطه كما في "التقييد والإيضاح" و"فتح المغيث". وهو شاهد قوي لحديث سمرة. ¬

_ (¬1) انظر "الثقات" للعجلي فإنه ذكر حماد بن سلمة فيمن روى عن الجريري قبل اختلاطه. وقال النسائي في "اليوم والليلة" (ص 275): وسماع حماد بن سلمة من الجريري قديم قبل أن يختلط"

169 - "إذا أتى الرجل أهله فليقل: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، ولا تجعل للشيطان نصيبا فيما رزقتنا، فكان يرجى إنْ حملت أنْ يكون ولدا صالحا" قال الحافظ: وفي مرسل الحسن عند عبد الرزاق: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (10467) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن هشام عن الحسن قال: يقال: فذكره. ورواته ثقات إلا أنّ ابن عُيينة وغير واحد تكلموا في رواية هشام بن حسان عن الحسن. 170 - "إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول لهم الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار، فقالوا: كانت لنا ذنوب فأُخذنا بها، فيأمر الله من كان من أهل القبلة فأُخرجوا فقال الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين" قال الحافظ: وفي حديث أبي موسى عند ابن أبي عاصم والبزار رفعه: فذكره، وفي الباب عن جابر وقد تقدم في الباب الذي قبله، وعن أبي سعيد الخدري عند ابن مردويه" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (843) والطبراني كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 546) والحاكم (2/ 242) والبيهقي في "البعث" (79) والواحدي في "الوسيط" (2/ 38 - 39) من طريق أبي الشعثاء علي بن حسن بن سليمان الواسطي ثنا خالد بن نافع الأشعري عن سعيد بن أبي بُرْدة عن أبيه عن أبي موسى مرفوعا "إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فيسمع ما قالوا، فأمر بمن كان من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك أهل النار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا، قال: وقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هكذا رواه أبو الشعثاء عن خالد بن نافع عن ابن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى مرفوعا. ¬

_ (¬1) 11/ 136 (كتاب النكاح- باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله) (¬2) 14/ 252 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم)

وخالفه علي بن سعيد بن مسروق الكندي فرواه عن خالد بن نافع عن ابن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى موقوفا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (14/ 2) عنه به. والأول أصح لأنّ أبا الشعثاء ثقة وزيادة الرفع منه مقبولة. والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: فيه خالد بن نافع الأشعري قال أبو داود: متروك، قال الذهبي: هذا تجاوز في الحد فلا يستحق الترك فقد حدّث عنه أحمد بن حنبل وغيره، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 45 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف خالد بن نافع الأشعري، قال النسائي في "الضعفاء": ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد عن جابر وعن أبي سعيد وعن أنس وعن الحسين بن علي فيتقوى بها فأما حديث جابر فأخرجه النسائي في "الكبرى" (11271) والطبراني في "الأوسط" (5142) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (152) واللالكائي في "السنة" (2052) من طريق محمَّد بن عباد المكي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا بسام أبو الحسن الصيرفي عن يزيد بن صهيب الفقير عن جابر مرفوعا "إنّ ناسا من أمتي يعذبون بذنوبهم، فيكونون في النار ما شاء الله، ثم يُعَيِّرُهم أهل الشرك: أين ما كنتم تخالفونا فيه من تصديقكم وإيمانكم، لما يريد الله أن يُرِي أهل الشرك من الحسرة، فلا يبقى موحّد إلا أخرجه الله، ثم يقرأ هذه الآية: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحِجر: 2]. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن بسام الصيرفي إلا حاتم، تفرد به محمَّد بن عباد" وقال العراقي والسيوطي: إسناده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 6/ 2795 - الدر المنثور 5/ 62 قلت: محمَّد بن عباد المكي وبسام الصيرفي صدوقان، فالإسناد حسن. وأما حديث أبى سعيد فأخرجه ابن حبان (7432) عن عبد الله بن عمر بن محمَّد بن أبان بن صالح

والطبراني كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 546) عن إسحاق بن راهويه كلاهما عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن أبي رَوْق عطية بن الحارث ثنا صالح بن أبي طريف قال: قلت لأبي سعيد الخدري: أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في هذه الآية {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحِجر: 2]، فقال: نعم، سمعته يقول: "يُخرج الله أناسا من المؤمنين من النار بعد ما يأخذ نقمته منهم" قال: "لما أدخلهم الله النار مع المشركين، قال المشركون: أليس كنتم تزعمون في الدنيا أنكم أولياؤه، فما لكم معنا في النار؟ فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة، فتشفع لهم الملائكة والنبيون حتى يخرجوا بإذن الله، فلما أُخرجوا قالوا: يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنُخرج من النار، فذلك قول الله {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحِجر: 2]. صالح بن أبي طريف لم أر من ذكره إلا ابن حبان في "الثقات" (4/ 376) ولم يذكر عنه راويا إلا أبا روق، وأبو روق لا بأس به. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه يعقوب بن أبي نباتة عن عبد الرحمن الأعور (¬1) عن أنس مرفوعا "إنّ أناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم: لا إله إلا الله، وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله لهم، فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة، فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من كسوفه ويدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين" أخرجه ابن أبي داود في "البعث" (52) عن محمَّد بن منصور الطوسي ثني صالح بن إسحاق الجِهْبِذ- كوفي دلني عليه يحيى بن معين- ثنا معروف بن واصل عن يعقوب بن أبي نباتة به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7289) عن محمَّد بن العباس الأخْرَم الأصبهاني ثنا محمَّد بن منصور الطوسي به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 217 - 218) عن الطبراني به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معروف بن واصل إلا صالح بن إسحاق الجهبذ" ¬

_ (¬1) ووقع عند الطبراني وأبي نعيم "الأغر"

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 379 - 380 قلت: صالح بن إسحاق ويعقوب بن أبي نباتة وعبد الرحمن الأغر لم أر من ترجمهم. الثاني: يرويه مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا أبو الخطاب العتكي عن أنس مرفوعا "إذا أخرج الله أهل النار من النار بشهادة: أنْ لا إله إلا الله تمنى الأخرون لو كانوا مسلمين". أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (844) ثنا المُقدَّمي ثنا مسلم بن إبراهيم به. أبو الخطاب ترجمه البخاري في "الكنى" (ص 27) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا مسلم بن إبراهيم، ومسلم ثقة وكذا المقدمي واسمه محمَّد بن عمر بن علي. الثالث: يرويه عمرو بن أبي عمرو المدني عن أنس مرفوعا: "إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة، ولا فخرَ، وأعطى لواءَ الحمد، ولا فخرَ، وأنا سيدُ الناس يوم القيامة، ولا فخرَ، وأنا أول من يدخُلُ الجنة يوم القيامة، ولا فخرَ الحديث وفيه "وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله -عز وجل- لا تشركون به شيئا، فيقول الجبار -عز وجل-: فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون ... " الحديث أخرجه أحمد (3/ 144) والدارمي (53) والنسائي في "الكبرى" (7690) وابن خزيمة في "التوحيد" (454) وابن منده في "الإيمان" (877) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 479 - 480) وفي "الشعب" (1409) عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد وابن خزيمة في "التوحيد" (455) عن عبد الرحمن بن سلمان الحَجْري كلاهما عن عمرو به. قال ابن منده: هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد" قلت: إسناده حسن للخلاف في عمرو بن أبي عمرو. قال الذهبي: حديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح. وقال أيضا: صدوق حديثه مخرج في الصحيحين في الأصول. وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 546)

من طريق مسكين أبي فاطمة ثني اليمان بن يزيد عن محمَّد بن جبير عن محمَّد بن علي عن أبيه عن جده مرفوعا "منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه" ... الحديث وفيه "فإذا أراد الله أن يخرجهم منها قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد: آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار سواء، فيغضب الله لهم غضبا لم يغضبه لشيء فيما مضى فيخرجهم إلى عين في الجنة وهو قوله {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحجر: 2] وإسناده ضعيف، مسكين أبو فاطمة قال الدارقطني: ضعيف الحديث. 171 - "إذا أحبّ الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر، ومن جَزَع فله الجَزَع" قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث محمود بن لَبيد رفعه، ورواته ثقات (¬1) إلا أنّ محمود بن لبيد اختلف في سماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد رآه وهو صغير، وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي وحسنه" (¬2) حسن أخرجه أحمد (5/ 427 و 428 و 429) والشجري في "أماليه" (2/ 189) والبيهقي في "الشعب" (9327) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد به مرفوعا. قال البيهقي: مرسل" الآداب ص 461 وقال المنذري: رواته ثقات، ومحمود بن لبيد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - واختلف في سماعه منه" الترغيب 4/ 283 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 291 قلت: عمرو بن أبي عمرو مختلف فيه وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف". وقال في "الميزان" صدوق حديثه مخرج في الصحيحين في الأصول. وقال أيضا: حديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح. ووثقه أبو زرعة والعجلي، وقال أبو حاتم وابن عدي: لا بأس به، وضعفه آخرون. ¬

_ (¬1) وكذا قال فى "بذل الماعون" (ص 349) (¬2) 12/ 212 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض)

وأما محمود بن لبيد فاختلف في صحبته. فذكر ابن أبي حاتم عن البخاري أنه قال: له صحبة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين (5/ 434 - 435) وقال: يروي المراسيل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرناه في كتاب الصحابة لأنّ له رؤية. وقال في الصحابة من "الثقات" (3/ 397): له صحبة، وأكثر ما يروي سمعه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الترمذي: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام صغير. وخالف في ذلك مسلم وابن سعد ويعقوب بن سفيان فذكروه في التابعين. وقال أبو حاتم: لا يعرف له صحبة" الجرح 4/ 1/ 290 ووثقه ابن سعد ويعقوب بن سفيان وأبو زرعة، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة (الثقات ص 421) وقال الذهبي: ولد بالمدينة في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه أحاديث يرسلها" سير الأعلام 3/ 485 وفي "التهذيب": روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث، ولم تصح له رؤية ولا سماع منه" (¬1) قال ابن عبد البر: قول البخاري أولى وقد ذكرنا من الأحاديث ما يشهد له وهو أولى بأن يذكر في الصحابة من محمود بن الربيع فإنّه أسن منه وذكره مسلم في الطبقة الثانية منهم فلم يصنع شيئا ولا علم منه ما علم غيره" الاستيعاب 10/ 50 وللحديث شاهد عن أنس فيتقوى به، وله عن أنس طرق: الأول: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس مرفوعا "إنّ عِظَمَ الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله تعالى إذا أحبّ قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سَخِط فله السخط". أخرجه ابن ماجه (4031) والترمذي (2396) وأبو يعلى (4253) وابن بشران (244) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1121) والبيهقي في "الآداب" (1035) وفي "الشعب" (9326) والشجري في "أماليه" (2/ 282) والبغوي في "شرح السنة" (1435) وفي "التفسير" (1/ 130) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به. ¬

_ (¬1) انظر "تحفة الأشراف" 8/ 365

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9325) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث عن يزيد بن أبي حبيب به. قال الترمذي: حسن غريب" قلت: سعد بن سنان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثاني: يرويه عبد الله بن بكر السهمي ثنا سنان الحضرمي عن أنس مرفوعا "إذا أراد الله بقوم خيرا ابتلاهم" أخرجه البيهقي في "الآداب" (1036) وفي "الشعب" (9328) عن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمَّد بن الفرج الأزرق (¬1) ثنا السهمي به. وقال: سنان هذا هو ابن ربيعة أبو ربيع الحضرمي" قلت: واختلف فيه، وسمع السهمي منه بعد ما خرف. قاله ابن معين (التاريخ الكبير 2/ 2/ 164) ولم ينفرد السهمي به بل تابعه حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة عن أنس به. ذكره الدارقطني في "العلل" معلقا. ومن طريقه أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1120) الثالث: يرويه إسحاق عن عيسى الإسكندرانى عن أنس مرفوعا "إذا أحبّ الله قوما ابتلاهم" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3252) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لَهيعة ثنا إسحاق به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أنس إلا عيسى، ولا عن عيسى إلا إسحاق الأزرق، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) تابعه مجاهد بن موسى الختلي ثنا السهمي به. أخرجه أبو يعلى (4222) ووقع عنده: سليمان الحضرمي وهو تصحيف. وتابعه الحسين بن الحسن المروزي ثنا السهمي به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (179) ووقع عنده: سنان عن الحضرمي، وهو خطأ.

172 - "إذا أَحْدَثَ وقد جلس في آخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته" قال الحافظ: ضعفه الحفاظ" (¬1) ضعيف يرويه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الأفريقي، وعنه غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن المبارك. أخرجه الترمذي (408) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (750) عن أحمد بن محمَّد بن موسى الملقب مردويه والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 405) عن محمَّد بن حميد الرازي ومحمد بن عيسى الدامغاني ثلاثتهم عن ابن المبارك أنا عبد الرحمن بن زياد أنّ عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة أخبراه عن ابن عمرو رفعه: فذكره. ورواه الطيالسي في "مسنده" (ص 298) عن ابن المبارك فلم يذكر بكر بن سوادة. لكن أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 274) عن أبي بَكْرَة بكار بن قتيبة البَكْرَاوي عن الطيالسي فذكره فيه. 2 - سفيان الثوري، واختلف عنه: • قال عبد الرزاق (3673): عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن بكر بن سوادة عن عبد الرحمن بن رافع عن ابن عمرو. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 130) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. • وقال معاذ بن الحكم أبو خالد: ثنا الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة عن ابن عمرو. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 274) • وقال أبو داود عمر بن سعد الحَفَري: عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن ¬

_ (¬1) 2/ 467 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب التسليم)

بكر بن سوادة وعبد الله بن يزيد عن ابن عمرو مرفوعا "إذا رفع الإمام رأسه من الركعة الرابعة وأحدث فقد تمت صلاة من خلفه" أخرجه الطبري (403) • وقال وكيع: عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن بكر بن سوادة عن ابن عمرو مرفوعا "إذا أحدث الإمام بعد ما يرفع رأسه من آخر سجدة واستوى جالسا تمت صلاته وصلاة من خلفه ممن ائتم به ممن أدرك أول الصلاة" أخرجه الطبري (402) والدارقطني (1/ 379) وتابعه محمَّد بن إسحاق المدني عن سفيان به. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (347) 3 - زهير بن معاوية الجعفي الكوفي. أخرجه أبو داود (617) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا زهير ثنا عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة عن ابن عمرو مرفوعا "إذا قضى الإمام الصلاة وقعد قبل أن يتكلم فقد تمت صلاته، ومن كان خلفه ممن أتم الصلاة" ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 379) والبيهقي (2/ 176) والبغوي في "شرح السنة" (751) وابن الجوزي في "العلل" (748) 4 - عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي. أخرجه البزار (2451) عن أبي كُرَيب محمَّد بن العلاء الهَمْداني أنا المحاربي عن عبد الرحمن بن زياد عن بكر بن سوادة وعبد الرحمن بن رافع عن ابن عمرو مرفوعا "إذا قضى الإمام صلاته ثم أحدث قبل أن يسلم فقد تمت صلاته" 5 - مروان بن معاوية الفزاري. أخرجه الدارقطني (1/ 379) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَورقي ثنا مروان بن معاوية ثنا عبد الرحمن بن زياد به. ولفظه "إذا جلس الإمام في آخر ركعة، ثم أحدث رجل من خلفه قبل أنْ يسلم الإمام فقد تمت صلاته". 6 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ. أخرجه الطحاوي (1/ 274) عن إبراهيم بن منقذ المصري وعلي بن شيبة السدوسي قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن عبد الرحمن بن زياد به.

ولفظه "إذا قضى الإمام الصلاة فقعد فأحدث هو أو أحد ممن أتم الصلاة معه قبل أن يسلم الإمام، فقد تمت صلاته، فلا يعود إليها". 7 - معاذ بن الحكم أبو خالد. أخرجه الطحاوي (1/ 274 و 274 - 275) عن يزيد بن سنان القزاز ومحمد بن العباس بن الربيع اللؤلؤي قالا: ثنا معاذ بن الحكم عن عبد الرحمن بن زياد به. ولفظه "إذا رفع المصلي رأسه من آخر صلاته وقضى تشهده ثم أحدث فقد تمت صلاته فلا يعود لها". 8 - أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير. رواه عن عبد الرحمن بن زياد فلم يذكر بكر بن سوادة. ولفظه "إذا جلس الإمام ثم أحدث فقد تمت صلاته، ومن كان خلفه ممن أدرك معه الصلاة على مثل ذلك" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 489) 9 - يعلي بن عبيد الطنافسي. رواه عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن ابن عمرو مرفوعا "إذا جلس الإمام في آخر صلاته ثم أحدث فقد تمت صلاته وصلاة من خلفه" أخرجه الطبري (404) عن أبي كُريب ثنا يعلى به. قال الترمذي: هذا حديث إسناده ليس بذاك القوي، وقد اضطربوا في إسناده، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم هو الإفريقي وقد ضعفه بعض أهل الحديث، منهم: يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا ابن عمرو، وعبد الرحمن بن رافع لا نعلم روى عنه إلا الإفريقي ولم يكن بحافظ للحديث، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق" وقال الدارقطني: عبد الرحمن بن زياد ضعيف لا يحتج به" وقال البيهقي: لا يصح، وعبد الرحمن بن زياد ينفرد به وهو مختلف عليه في لفظه، وعبد الرحمن لا يحتج به، كان يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه لضعفه، وجرحه أحمد وابن معين وغيرهما من الحفاظ"

وقال الخطابي: هذا الحديث ضعيف وقد تكلم الناس في بعض نقلته وقد عارضته الأحاديث التي فيها إيجاب التشهد والتسليم" معالم السنن 1/ 410 وقال النووي: حديث ابن عمرو ضعيف باتفاق الحفاظ، وممن نصّ على ضعفه الترمذي وغيره، وضعفه ظاهر، قال الترمذي: ليس إسناده بقوي وقد اضطربوا فيه. قال العلماء: وضعفه من ثلاثة أوجه: أنّه مضطرب، والإفريقي ضعيف أيضا باتفاق الحفاظ، وبكر بن سوادة لم يسمع من ابن عمرو" المجموع 3/ 407 وقال أيضا: ضعيف باتفاق الحفاظ وضعفه مشهور في كتبهم (¬1) " 3/ 425 قلت: وممن ضعف الإفريقي غير من تقدم: أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن القطان الفاسي. وقال ابن عدي: عامة حديثه لا يتابع عليه (¬2). وخالفه جعفر بن عون الكوفي رواه عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة قالا: سمعنا عبد الله بن عمرو يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قعد في آخر صلاته قدر التشهد أقبل على الناس بوجهه وذلك قبل أن ينزل التسليم. أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (2/ 63) وله شاهد مرسل أخرجه البيهقي في "المعرفة" (3882 و 3883) عن الحاكم ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح قال: فذكر مثل حديث جعفر بن عون. وأحمد بن عبد الجبار العطاردي مختلف فيه، ويونس بن بكير صدوق، والباقون ثقات. طريق أخرى: قال خلاد بن يحيى: ثنا عمر بن ذر أنبأ عطاء بن أبي رباح أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قضى التشهد في الصلاة أقبل على الناس بوجهه قبل أنْ ينزل التسليم. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 117) والبيهقي (2/ 175) وخلاد بن يحيى هو الكوفي وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره. ¬

_ (¬1) وقال في "الخلاصة" (1/ 449): اتفق الحفاظ على ضعفه لأنه مضطرب ومنقطع، ومن رواية عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف بالاتفاق" (¬2) وقال ابن عبد البر: هذا حديث لا يصح لضعف إسناده واختلافهم في لفظه" التمهيد 10/ 214

وخالفه عبد الرحمن بن الحسن أبو مسعود الزجاج رواه عن عمر بن ذر عن عطاء عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغ من التشهد أقبل علينا بوجهه وقال: "من أحدث حدثا بعد ما يفرغ من التشهد فقد تمت صلاته" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 117) وقال: غريب من حديث عمر، تفرد به متصلا أبو مسعود الزجاج، ورواه غير واحد مرسلا" قلت: أبو مسعود الزجاج وثقه إسحاق بن راهويه (الكنى للدولابي 2/ 114) والبزار (كشف الأستار 4/ 54) وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. 173 - حديث جابر رفعه "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فَلْيَعْمَد إلى امرأته فلْيُوَاقِعها فإنّ ذلك بردّ ما في نفسه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1403) " (¬1) 174 - "إذا اختلفتم في الطريق الميتاء فاجعلوها سبعة أذرع" قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي إسناده مقال" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 313) عن عبد الرزاق أنا مَعْمر عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا ضرر ولا ضرار، وللرجل أنْ يجعل خشبه في حائط جاره، والطريق الميتاء سبعة أذرع" ورواه أحمد بن منصور الرَّمادي عن عبد الرزاق بلفظ "لا يمنعنّ أحدكم جاره أن يضع خشبته على حائطه، وإذا اختلفتم في الطريق الميتاء فاجعلوها سبعة أذرع" أخرجه البيهقي (6/ 69) ورواه محمَّد بن يحيى الذهلي عن عبد الرزاق بلفظ "لا ضرر ولا ضرار" هكذا مختصرا. أخرجه ابن ماجه (2341) ¬

_ (¬1) 11/ 9 (كتاب النكاح- باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من استطاع الباءة فليتزوج) (¬2) 6/ 43 - 44 (كتاب المظالم- باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء)

ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه محمَّد بن ثور الصنعاني عن معمر به ولفظه "لا ضرر ولا ضرار، ولرجل أن يجعل خشبة على حائط جاره، وإذا شككتم في الطريق فاجعلوه سبع أذرع" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3789) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن جابر إلا معمر" قلت: وجابر هو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد، منهم: 1 - داود بن الحصين المدني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "للجار أن يضع خشبته على جدار جاره وإن كره، والطريق الميتاء سبع أذرع، ولا ضرر ولا ضرار" أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 777) والدارقطني (4/ 228) من طريق عبيد الله بن موسى عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين به. وإبراهيم بن إسماعيل أظنه ابن مُجَمِّع ويحتمل أن يكون ابن أبي حبيبة وهما ضعيفان. ولم ينفرد به بل تابعه سعيد بن أبي أيوب عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا ضرار ولا ضرار، ولجارك أن يضع في جدارك خشبه" أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 97) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا روح بن سيابة الحارثي سمعت سعيد بن أبي أيوب به. وقال: ذكر الدارقطني أنه روح بن صلاح بن سيابة" قلت: وهو مختلف فيه، واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه أحمد بن رِشْدين المصري عنه ثنا سعيد بن أبي أيوب عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا "لا ضرار ولا ضرار" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11576) وأحمد بن رشدين مختلف فيه. 2 - سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "إذا اختلفتم في الطريق فاجعلوه سبع أذرع، ومن بني بناء فليدعمه حائط جاره" أخرجه أحمد (1/ 303 و 317) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 772

و 773 و 774) والطحاوي في "المشكل" (1188 و 1189) والطبراني في "الكبير" (11737) والبيهقي (6/ 69 و155) والحاكم وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 47 - 48) من طرق عن سماك به (¬1). قال الطبري: هذا خبر عندنا صحيح سنده" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" قلت: سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وأما روايته عن عكرمة ففيها مقال. واختلف عليه في هذا الحديث، فقيل: عنه عن عكرمة مرسلا. أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند ابن عباس 2/ 774 و 775) 3 - أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة على جداره" أخرجه ابن ماجه (2337) عن حَرْمَلة بن يحيى التُّجِيبي ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لَهيعة عن أبي الأسود به. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 777) عن أبي كُرَيْب محمَّد بن العلاء الكوفي ثنا موسى بن داود عن ابن لهيعة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) رواه شريك بن عبد الله النخعي وزائدة بن قدامة وقيس بن الربيع وأبو خالد الدالاني وأبو قدامة المنهال بن خليفة وإسرائيل بن يونس والوليد بن أبى ثور عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. - ورواه سفيان الثوري عن سماك واختلف عنه. • فرواه غير واحد عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه أحمد (1/ 235) وابن أبي شيبة (7/ 256) والطبري (مسند ابن عباس 2/ 772) والبيهقي (6/ 69) عن وكيع وعبد بن حميد (600) وابن ماجه (2339) عن قبيصة بن عقبة الكوفي والطبري (2/ 774 - 775) عن يزيد بن هارون الواسطي ثلاثتهم عن سفيان به. • ورواه عبدة بن سليمان عن سفيان فلم يذكر ابن عباس. أخرجه سريج بن يونس في "القضاء" (45)

والحديث اختلف فيه على عكرمة، فرواه الزبير بن خِرِّيت البصري عنه قال: سمعت أبا هريرة قال: قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تشاجروا في الطريق الميتاء بسبع أذرع. أخرجه البخاري (فتح 6/ 43 - 44) والطحاوي في "المشكل" (1190) وابن عدي (2/ 551) والبيهقي (6/ 154) من طرق عن جرير بن حازم البصري عن الزبير بن خريت به. ورواه جرير بن حازم أيضا عن الزبير بن خريت بلفظ "لا يحل لمسلم أن يمنع جاره أن يضع خشبة على جداره" أخرجه الطحاوي (2415) وابن عدي (2/ 551) 175 - "إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره" قال الحافظ: وفي الباب عن جابر أخرجه الحاكم بلفظ: فذكره، ورجّح أبو زرعة والبيهقي وغيرهما وقفه كما عند البزار" (¬1) موقوف صحيح أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1602) عن أحمد بن حمدون الموصلي ثنا محمَّد بن عمار الموصلي ثنا عمر بن أيوب عن المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رجل من القوم: يا رسول الله، أرأيت إذا أدى رجل زكاة ماله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدّى زكاة ماله فقد ذهب عنه شرّه" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مغيرة إلا عمر، تفرد به محمَّد بن عمار" وقال الهيثمي: إسناده حسن وإنْ كان في بعض رجاله كلام" المجمع 3/ 63 قلت: المغيرة بن زياد هو الموصلي مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر رفعه "إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره". أخرجه ابن خزيمة (2258 و 2470) وابن المقرئ في "المعجم" (42) والحاكم (1/ 390) والبيهقي (4/ 84) والخطيب في "التاريخ" (5/ 106) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1389) من طريق ابن وهب أخبرني ابن جريج به. ¬

_ (¬1) 4/ 13 (كتاب الزكاة- باب ما أدي زكاته فليس بكنز)

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البيهقي: كذا رواه ابن وهب بهذا الإسناد مرفوعا، وكذلك رواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، ورواه عيسى بن مثرود عن ابن وهب من قول أبي الزبير" وقال ابن عساكر: غريب" واختلف فيه على ابن جريج، فرواه عبد الرزاق (7145) عنه قال: أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره موقوفا. وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مَخْلد عن ابن جريج به. أخرجه البيهقي (4/ 84) وقال: وهذا أصح" وقال الذهبي في "المهذب" (4/ 7): والأصح رواية أبي عاصم عن ابن جريج موقوف على جابر" وسئل أبو زرعة عن حديث رواه القواريري عن يزيد بن هارون عن حجاج بن أرطأة عن أبي الزبير عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أُدى زكاته فليس كنزا" قال: هكذا رواه القواريري، والصحيح موقوف" علل الحديث 1/ 223 قلت: وهو كما قالوا: الموقوف أصح، فقد رواه هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 114) عن أبي داود الطيالسي عن هشام به. وإسناده صحيح، وقد صرّح أبو الزبير بالسماع من جابر فانتفى التدليس. 176 - "إذا أَدَّيت زكاة مالك، فقد قضيت ما عليك" قال الحافظ: وعن أبي هريرة أخرجه الترمذي بلفظ: فذكره، وقال: حسن غريب، وصححه الحاكم وهو على شرط ابن حبان، وعن أم سلمة عند الحاكم وصححه ابن القطان أيضا وأخرجه أبو داود وقال ابن عبد البر: في سنده مقال، وذكر شيخنا في شرح الترمذي أنّ سنده جيد" (¬1) أخرجه الترمذي (618) وابن خزيمة (2471) وابن حبان (3216) والحاكم (1/ 390) والبيهقي (4/ 84) والبغوي في "شرح السنة" (1591) ¬

_ (¬1) 4/ 13 - 14 (كتاب الزكاة- باب ما أدّي زكاته فليس بكنز)

عن عبد الله بن وهب وابن ماجه (1788) والبيهقي في "الشعب" (3202) عن موسى بن أعْيَن الجزري كلاهما عن عمرو بن الحارث عن دَرَّاج أبي السَّمْح عن ابن حُجيرة الأكبر الخولاني عن أبي هريرة به مرفوعا. وزاد "ومن جمع مالا حراما، ثم تصدق به، لم يكن له فيه أجر، وكان إصره عليه" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح" قلت: الحديث رواته كلهم ثقات غير أبي السمح دراج بن سمعان القرشي السهمي المصري فهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. وابن حجيرة هو عبد الرحمن بن حجيرة المصري. وأما حديث أم سلمة فقد تكلمت عليه في كتابي "زكاة الحلي" ص 33 - 34 فليراجع. 177 - حديث ابن مسعود "إذا أراد أحدكم أمرًا فليقل" قال الحافظ: حديث ابن مسعود أخرجه الطبراني وصححه الحاكم. وقال: وقع في حديث ابن مسعود في بعض طرقه عند الطبراني في "الأوسط" "في ديني ودنياي" وقال: وفي بعض طرق حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الأوسط" "ورضني بقضاءك" وقال: ووقع في بعض طرقه عند الطبراني في حديث ابن مسعود أنّه - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهذا الدعاء إذا أراد أن يصنع أمرا. وقال: في بعض طرق حديث ابن مسعود في آخره "ثم يعزم" (¬1) حسن وله عن ابن مسعود طريقان: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبَيْش عن ابن مسعود قال: كنا نُعَلَّم ¬

_ (¬1) 13/ 438 و 439 و 441 و 442 (كتاب الدعوات- باب الدعاء في الاستخارة)

الاستخارة كما نعلم السورة من القرآن، فإذا أراد أحدكم أمرا فليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك الواسع، إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إنْ كان هذا الأمر الذي أريد- وتسميه- خيرا في ديني، وخيرا لي في أمر دنياي، وخيرا لي في عاقبة أمري، فيسره لي- أحسبه قال- فبارك لي فيه، وإن كان شرا لي في أمر ديني، وشرّا لي في أمر دنياي، وشرّا لي في عاقبة- أحسبه قال- أمري فاصرفه عني، ويسر لي الخير، واقض لي به، ورضني به". أخرجه البزار (1835) عن الفضل بن يعقوب الرُّخَامي ثنا الهيثم بن جميل ثنا مبارك بن فَضَالة عن عاصم به. ومبارك بن فضالة صدوق يدلس وقد عنعن. لكنه لم ينفرد به بل تابعه سعيد بن زيد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه. أخرجه البزار (1836) عن المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي ثني أبي عن سعيد بن زيد به. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث زر عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد لا بأس به، سعيد بن زيد هو أخو حماد بن زيد مختلف فيه، وعاصم صدوق، والباقون ثقات. الثاني: يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا استخار في الأمر يريد أنْ يصنعه يقول: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان هذا خيرا لي في ديني وخيرا لي في معيشتي وخيرا لي فيما ابتغي به الخير فخر لي في عافية ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كان غير ذلك خيرا فاقدر الخير حيث كان" أخرجه البزار (1583) والخرائطي في "المكارم" (957) والهيثم بن كليب (359) والطبراني في "الكبير" (10052) وفي "الدعاء" (1301) والبيهقي في "الأسماء" (ص 148 و 156) من طرق عن محمَّد (¬1) بن عمران بن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبي عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن فُضيل بن عمرو عن إبراهيم به. ¬

_ (¬1) تابعه الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا عمران بن محمَّد به. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 148)

واللفظ للطبراني. ولفظ الهيثم نحوه وزاد "ثم ارضني بما قضيت" ولفظ البزار: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة: فذكرها. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى من حديث علقمة عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه مسندا" قلت: وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. • ورواه إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (¬1) عن الحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا أراد أحدكم أمرا فليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، الحديث. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3736) وفي "الصغير" (1/ 190) عن عثمان بن خالد بن عمرو السُّلفي الحمصي ثنا إبراهيم بن العلاء الزُّبيدي ثنا إسماعيل بن عياش به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم إلا المسعودي" وأخرجه في "الأوسط" (3735) أيضا عن عثمان بن خالد بن عمرو ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به. وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 81) من طريق مالك بن إسماعيل الألهاني ثنا إسماعيل بن عياش به. قال الطبراني: تفرد به إسماعيل بن عياش عن أبي حنيفة" قلت: وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها، فإنّ المسعودي وأبا حنيفة كوفيان. - ورواه الأعمش عن إبراهيم النخعي واختلف عنه: • فقال صالح بن موسى الطلحي: عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة ... ¬

_ (¬1) تابعه مِسْعر بن كِدَام عن الحكم عن إبراهيم به. أخرجه البيهقي (ص 148) من طريق عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرعاقولي ثنا عباس بن الفضل ثنا يحيى بن اليمان عن مسعر به.

أخرجه البزار (1528) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا العباس بن الهيثم الأنطاكي ثنا صالح بن موسى به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10012) وفي "الدعاء" (1302) عن عبدان بن أحمد عن إبراهيم بن سعيد الجوهري به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه من حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود إلا صالح بن موسى، ولم نسمعه إلا من إبراهيم بن سعيد، وصالح فليس بالقوي" قلت: وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. • ورواه أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال ابن مسعود: فذكره موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 285) ورواته ثقات إلا أنّه منقطع. وله طريق ثالثة عن ابن مسعود إلا أنها موقوفة. رواها مَعْمر بن راشد عن قتادة أنّ ابن مسعود كان يقول في الاستخارة: فذكره. أخرجه عبد الرزاق (20210) وهو منقطع أيضا. 178 - حديث ابن عمر "إذا أراد الله أنْ يخلق النطفة قال ملك الأرحام" قال الحافظ: أخرجه ابن وهب في "القدر" والدارقطني في "الأفراد" والبزار في "مسنده" من وجه آخر ضعيف والفريابي بسند قوي" (¬1) له عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال يونس بن يزيد الأيلي: عن ابن شهاب أن عبد الرحمن بن هُنيدة حدّثهم أنّ عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام معرضا: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه أمره، ثم يقول: يا رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله إليه أمره، ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها" ¬

_ (¬1) 14/ 278 و 282 (كتاب القدر- باب في القدر)

أخرجه ابن وهب في "القدر" (30) عن يونس به. وأخرجه أبو داود في "القدر" (تهذيب الكمال 17/ 472 - 473) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 414) والفريابي في "القدر" (142) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (268) وابن حبان (6178) والمزي (17/ 472 - 473) واللالكائي في "الاعتقاد" (1050) من طرق عن ابن وهب به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 360 - 361) والفريابي (141) والآجري في "الشريعة" (363) واللالكائي في "الاعتقاد" (1051) عن الليث بن سعد وأبو يعلى (5775) عن جرير بن حازم كلاهما عن يونس به. وتابعه عمر بن سعيد بن شريح المديني عن ابن شهاب مرفوعا، إلا أنّه قال: ابن أبي هبيدة. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (188) وعمر ضعفه أبو زرعة وغير واحد. - ورواه عمرو بن دينار عن الزهري عن ابن هنيدة عن ابن عمر موقوفا. أخرجه ابن أبي عاصم (190) عن ابن أبي عمر العدني ثنا سفيان عن عمرو به. وتابعه عُقيل بن خالد الأيلي ثني الزهري به. أخرجه الفريابي (139) - ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: • فرواه عبيد الله بن معاذ عن معمر مرفوعا. أخرجه ابن أبي عاصم (189) • ورواه عبد الرزاق (20066) عن معمر موقوفا. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم (191) والفريابي (138) وتابعه سفيان بن عُيينة عن معمر به.

أخرجه ابن أبي عاصم (190) - وقال صالح بن أبي الأخضر: ثني ابن شهاب عن سالم أن ابن عمر رفع الحديث. أخرجه ابن أبي عاصم (192) والبزار (كشف 2149) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (575) وقال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن سالم عن أبيه إلا صالح" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. وقال ابن معين والبخاري: ليس بشيء في الزهري. - وقال الأوزاعي: ثني الزهري عمن سمع ابن عمر موقوفا. أخرجه الفريابي (137) الثاني: يرويه مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "إذا أراد الله أنْ يخلق من النطفة خلقا قال ملك الأرحام: أي ربّ أشقي أم سعيد؟ أي ربّ أذكر أم أنثى؟ أي ربّ أحمر أم أسود؟ فيقضي الله أمره، ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق من خير أو شر حتى النكبة ينكبها" أخرجه ابن عدي (4/ 1600) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا عبد الرحمن بن يحيى المدني ثنا مالك به. وقال: وهذا منكر عن مالك بهذا الإسناد، ولا أعلم رواه غير عبد الرحمن، ولا أعلم رواه عن عبد الرحمن غير علي بن حرب، وعبد الرحمن حدّث عن الثقات بالمناكير" 179 - "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قيل: كيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه" قال الحافظ: وقع في حديث أنس عند الترمذي وصححه: فذكره، وأخرجه أحمد من هذا الوجه مطولا وأوله: "لا تعجبوا لعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له" وأخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة مختصرا" (¬1) صحيح ورد من حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي عِنَبَة الخَولاني ومن ¬

_ (¬1) 14/ 301 (كتاب القدر- باب العمل بالخواتيم)

حديث عمرو بن الحَمِق ومن حديث عائشة ومن حديث عمر الجُّمَعِي ومن حديث الحسن مرسلا. فأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 106 و 120 و 223 و 230 و 257) والحسين بن الحسن المروزي في "زيادات الزهد" (970) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1393) والترمذي (2142) وابن أبي عاصم في "السنة" (393 و 394 و 395 و 396 و 397 و 398 و 399) وأبو يعلى (3756 و 3821) وابن حبان (341) والطبراني في "الأوسط" (1962) والآجري في "الشريعة" (ص 185) والحاكم (1/ 339 - 340) واللالكائي في "السنة" (1089) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 192 - 193) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 157 - 158) وفي "الزهد" (813) وفي "الأسماء" (ص 195) وفي "القضاء والقدر" (117) والقشيري في "رسالته" (ص 100) والبغوي في "شرح السنة" (4098) من طرق عن حميد الطويل عن أنس به مرفوعا. وساقه بعضهم بلفظ "لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له، فإنّ العامل يعمل زمانا من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا، وإنّ العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملا صالحا، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته ... الحديث" قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 211 قلت: وهو كما قالوا، وحميد الطويل كثير التدليس عن أنس لكنّه صرّح بسماعه منه عند البيهقي فانتفى التدليس. وأما حديث أبي أمامة فله عنه طرق: الأول: يرويه يونس بن عثمان الحمصي عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا "إذا أراد الله -عز وجل- بعبد خيرا عسله قبل موته" قيل: ما عسله؟ قال: "يرزقه عملا صالحا قبل موته" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7725) وفي "مسند الشاميين" (1585) عن إبراهيم بن محمَّد بن عرق الحمصي ثنا محمَّد بن مُصَفى ثني يحيى بن سعيد العطار عن يونس بن عثمان به. وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن سعيد العطار الحمصي.

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" علل الحديث 2/ 124 الثاني: يرويه أبو عبد الملك علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته" قالوا: يا رسول الله، وما طهور العبد؟ قال: "عمل صالح يُلهمه إياه حتى يقبضه عليه". أخرجه الطبراني في "الكبير" (7900) والقضاعي (1388) من طريقين عن علي بن يزيد به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد. الثالث: يرويه بَقية بن الوليد ثني محمَّد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله" قيل: يا رسول الله، وما عسله؟ قال: "يفتح له عملا صالحا، ثم يقبضه عليه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7522) وفي "مسند الشاميين" (819) من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك الحمصي ثنا بقية به. هكذا رواه هشام بن عبد الملك عن بقية ثني محمَّد بن زياد عن أبي أمامة. وخالفه جماعة رووه عن بقية عن محمَّد بن زياد عن أبي عنبة به مرفوعا. منهم: 1 - سُريج بن النعمان البغدادي. أخرجه أحمد (4/ 200) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 444) 2 - محمَّد بن مُصفى الحمصي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (839) والقضاعي (1389) 3 - عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (400) 4 - إبراهيم بن العلاء الحمصي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (839) وخالفهم محمَّد بن عمرو بن حنان فرواه عن بقية ثنا محمَّد بن زياد الألهاني قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس عن أبي عنبة، فزاد فيه عبد الله بن أبي قيس.

أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 717) وأما حديث عمرو بن الحَمِق فأخرجه وابن أبي شيبة في "المسند" (862) وأحمد (5/ 224) وعبد بن حميد (480) وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 301 - 302) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2340) والبزار (2310) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 250) وابن حبان (342 و 343) والعسكري في "التصحيفات" (1/ 200 - 201) والحاكم (1/ 340) والبيهقي في "الزهد" (814) وفي "القضاء والقدر" (163) عن زيد بن الحباب والطحاوي في "المشكل" (2641) والطبراني في "الكبير" (3322) وفي "مسند الشاميين" (2026) وأبو نعيم في "الصحابة" (5044) عن عبد الله بن صالح المصري كلاهما عن معاوية بن صالح ثني عبد الرحمن بن جبير بن نُفير عن أبيه أني عمرو بن الحمق رفعه "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قيل: وما استعمله؟ قال: "يفتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية" وقال الحاكم: إسناده صحيح" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح" المجمع 7/ 214 وقال هبة الله الطبري في "الفوائد الصحاح": حديث صحيح على شرط مسلم" الصحيحة 3/ 108 قلت: وهو كما قالوا، إلا أنّ مسلما لم يخرج لعمرو بن الحمق شيئا. ولم ينفرد عبد الرحمن بن جبير به بل تابعه غير واحد عن جبير بن نفير عن عمرو بن الحمق، منهم: 1 - يحيى بن أبي كثير. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 302) والطحاوي في "المشكل" (2640) وأبو نعيم في "الصحابة" (5045) والبيهقي في "الأسماء" (ص 195) والخطيب في "التاريخ" (11/ 434) من طريق عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه به.

ويحيى بن أبي كثير هذا فرق البخاري بينه وبين يحيى بن أبي كثير اليمامي فالله أعلم. 2 - خالد بن معدان. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2342) عن عمرو بن عثمان الحمصي والطبراني في "مسند الشاميين" (1152) عن يزيد بن عبد ربه الحمصي قالا: ثنا بقية عن بَحِيْر بن سعد عن خالد بن معدان به. 3 - زيد بن واقد الدمشقي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2341) عن هشام بن عمار ثنا محمَّد بن سميع ثنا زيد بن واقد به. 4 - مكحول. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (183 و 3526) من طريق محمَّد بن إبراهيم بن العلاء ثنا بقية بن الوليد ثنا ابن ثوبان قال: سمعت أبي برده إلى مكحول به. طريق أخرى: يرويها قتادة عن الحسن عن عمرو بن الحمق مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قيل: يا رسول الله، كيف يستعمله؟ قال: "يهديه لعمل صالح قبل موته" أخرجه القضاعي (1390) من طريق إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة به. وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4653) عن أبي زُرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا يونس بن عثمان المِقرائي عن راشد بن سعد عن عائشة مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله" قلت: وكيف يا رسول الله يعسله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته بسنة فيقبضه عليه". وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن صالح" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير يونس بن عثمان وهو ثقة" المجمع 7/ 215

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والوحاظي صدوق، وأبو زرعة وراشد ثقتان، وما أظنّ راشدا سمع من عائشة. وأما حديث عمر الجمعي فأخرجه أحمد (4/ 135) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2705) وأبو القاسم البغوي في الصحابة (1775) وأبو نعيم في "الصحابة" (4898) والطبراني وابن السكن كما في "الإصابة" (7/ 80) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 144) من طرق عن بقية (¬1) بن الوليد ثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان ثنا جبير بن نفير أنّ عمر الجمعي حدثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته" فسأله رجل من القوم: ما استعمله؟ قال: "يهديه الله -عز وجل- إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه على ذلك". عمر الجمعي هذا ترجمه الحافظ في "الإصابة" وقال: ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" وجزم بأن له صحبة. ثم ذكر حديثه هذا ثم قال: وقال البغوي: يقال إنّه وهم من بقية. وبذلك جزم أبو زرعة الدمشقي، وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه فقال: عن عمرو بن الحمق، وكذلك رواه الطبراني من طريق زيد بن واقد عن جبير بن نفير، وإنما لم أجزم بأنّه غلط لمقام الاحتمال" وقال ابن الأثير: عمر الجمعي أورده كذا ابن منده وأبو نعيم وقالا: هو وهم، وصوابه عمرو بن الحمق. قال: والوهم فيه من بقية" أسد الغابة 4/ 144 وأما حديث الحسن فأخرجه أحمد في "الزهد" (ص 475) عن هاشم بن القاسم البغدادي ثنا المبارك عن الحسن مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قالوا: يا نبي الله، وكيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته ثم يقبضه عليه". المبارك هو ابن فَضالة وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن. 180 - "إذا أراد الله بعبد خيرا عجّل له عقوبته في الدنيا، وإذا أراد به شرا أمسك عنه عقوبته فَيَرِد القيامة بذنوبه" ¬

_ (¬1) رواه مالك بن سليمان الألهاني عن بقية ثنا ابن ثوبان قال: سمعت أبي يرده إلى مكحول إلى جبير بن نفير أنّ عمر الخثعمي حدّثهم أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله -عز وجل- إذا أراد بعبد خيرا عسله قبل موته" قال رجل من القوم: ما عسله يا رسول الله؟ قال: "يهديه لعمل صالح قبل موته، ثم يقبضه على ذلك" أخرجه ابن قانع (2/ 225)

قال الحافظ: وفي الحديث الصحيح: فذكره" (¬1) حسن روي من حديث عبد الله بن المغفل ومن حديث أنس ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي تميمة الهجيمي فأما حديث عبد الله بن مغفل فأخرجه أحمد (4/ 87) والروياني (893) وابن حبان (2911) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (195) والحاكم (1/ 349 و 4/ 376 - 377) والعِيسوي في "الفوائد" (7) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 25) والبيهقي في "الأسماء" (ص 196) وفي "الآداب" (1039) وفي "الشعب" (9359) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (628) والذهبي في "سير الأعلام" (17/ 321 - 322) من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل أنّ رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها، فقالت: مَه فإنّ الله -عز وجل- قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فولّى الرجل فأصاب وجهه الحائط فشجّه، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: "أنت عبد أراد الله بك خيرا، إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة كأنه عَير". وأخرجه الرافقي في "جزئه" (ق 31/ ب) من طريق عفان (¬2) بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة عن يونس وحميد عن الحسن عن ابن مغفل به. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط مسلم" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث يونس عن الحسن، تفرد به حماد" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح وكذلك أحد أسنادي الطبراني" المجمع 10/ 191 ¬

_ (¬1) 9/ 188 (كتاب المغازي- باب حديث كعب بن مالك) (¬2) وتابعه بشر بن عمر الزهراني ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه الروياني (888) وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 274) والبيهقي في "القضاء والقدر" (324) والخطيب في "الموضح" (2/ 112 - 113) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا زياد الجصاص عن الحسن عن ابن مغفل به. وأخرجه البيهقي أيضا من طريق قتادة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل.

وقال العراقي: رواه أحمد والطبراني بإسناد صحيح من رواية الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا متصلا" إتحاف السادة المتقين 9/ 145 قلت: الحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الحسن البصري فإنّه كان مدلسا. قال الذهبي: هو مدلس فلا يحتج بقوله "عن" في من لم يدركه، وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه" تذكرة الحفاظ 1/ 72 وقال في "السير" (4/ 588): قال قائل: إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن: عن فلان، وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين، لأنّ الحسن معروف بالتدليس، ويدلس عن الضعفاء، فيبقى في النفس من ذلك" وأما حديث أنس فأخرجه الترمذي (2396) وأبو يعلى (4254 و 4255) وابن عدي (3/ 1192) وأبو الشيخ في "العوالي" (4) وابن بشران (180) والبيهقي في "الأسماء" (ص 196) والبغوي في "شرح السنة" (1435) وفي "معالم التنزيل" (1/ 312) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس مرفوعا "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوفى به يوم القيامة". ورواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس به. فقالا: عن "سنان بن سعد". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2050) وابن عدي (3/ 1193) والحاكم (¬1) (4/ 608) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" قلت: سعد بن سنان ويقال: سنان بن سعد الكندي المصري مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وأما حديث عمار بن ياسر فأخرجه الطبراني (¬2) من طريق الحسن عن عمار بن ياسر أن رجلا مرّت به امرأة فأحدق بصره إليها فمرّ بجدار فمرس وجهه فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن يزيد بن أبي حبيب" (¬2) مجمع الزوائد 10/ 192 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2172

ووجهه يسيل دمًا، فقال: يا رسول الله، إني فعلت كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله بعبد خيرا عجل عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد به غير ذلك أمهل عليه بذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة كأنّه عَير". قال الهيثمي: إسناده جيد" قلت: بل ضعيف لانقطاعه، قال المنذري والمزي والعسقلاني: الحسن لم يسمع من عمار بن ياسر" الترغيب 1/ 147 - تهذيب الكمال 6/ 98 - الفتح 13/ 310 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11842) من طريق عَبّاد بن يعقوب الأسدي ثنا عبد الرحمن بن محمَّد بن عبيد الله العَرزَمِي عن شيبان عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسيل وجهه دما، فقال: يا رسول الله، إني اتبعت امرأة فلقيني رجل فصنع بي ما ترى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -عز وجل- إذا أراد بعبد خيرا عجّل عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنّه عَيْر". قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن محمَّد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف" المجمع 10/ 191 - 192 قلت: ضعفه أبو نُعيم الفضل بن دُكين، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال الدارقطني: متروك، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه. وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي في "الكامل" كما في "إتحاف السادة المتقين" (9/ 145) ولفظه "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشرّ أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة" وأما حديث أبي تميمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5311) عن محمَّد بن أحمد بن يزيد النَّرسي ثنا أحمد بن هشام بن بهرام المدائني ثنا هشام بن لاحق المدائني عن عاصم الأحول عن أبي تميمة الهُجَيمِي قال: بينا أنا في حائط من حيطان المدينة إذ بصرت بامرأة فلم يكن لي هَمّ غيرها حتى حاذتني، ثم أتبعتها بصري حتى حاذيت الحائط، فالتفتّ فأصاب وجهي وأدماني، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: هلكت، فقال: "وما ذاك يا أبا تميمة؟ " فأخبرته فقال: "إنّ الله -عز وجل- إذا أراد بعبد خيرا عجل عقوبة ذنبه في الدنيا، وربنا تبارك وتعالى أكرم من أن يعاقب بذنب مرتين". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا هشام بن لاحق"

قلت: وهو مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. وشيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأحمد بن هشام وثقه ابن حبان والخطيب، وعاصم هو ابن سليمان ثقة مشهور. 181 - "إذا أراد الله بعبد خيرا قيّض له قبل موته بعام ملكا يسدده ... " قال الحافظ: وعند عبد بن حميد من وجه آخر عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1591) عن عيسى بن يونس ثنا الأعمش عن خيثمة عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فحدثناها حديثا قاله عبد الله، قلنا لها: قال عبد الله: من أحبّ لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقالت: يرحم الله ابن أم عبد حدثكم أول الحديث ولم تسألوه عن آخره، قلنا: فحدثينا يا أم المؤمنين، قالت: إن الله إذا أراد بعبد خيرا يسر له قبل موته بعام ملكا يسدده حتى يموت خير ما كان، ويقول الناس: مات فلان خير ما كان، فإذا حُضِرَ ورأى ثوابه من الجنة تهوعت نفسه لتخرج، بذلك حين يحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، وإذا أراد بعبد شرا قيض له شيطانا فصده وأضله وفتنه حتى يموت شر ما كان، فإذا حُضر ورأى ثوابه من الناس ولم تبلغ نفسه حتى لا تخرج فحينئذ يكره لقاء الله ويكره الله لقاءه. ورواته ثقات، وخيثمة هو ابن عبد الرحمن الجُعفي الكوفي، وأبو عطية هو الوادعي الهَمداني الكوفي، واختلف في اسمه واسم أبيه. ولم ينفرد عيسى بن يونس به بل تابعه محمَّد بن عبيد الطنافسي ثنا الأعمش به. انظر "الإجابة" (ص 133) للزركشي. وخالفهما أصبغ بن الفرج المصري فرواه عن الأعمش فلم يذكر خيثمة. أخرجه عبد الملك بن حبيب في "وصف الفردوس" (266) عن أصبغ به (¬2). 182 - "إذا أراد الله بعبد شرا خَضَّر له في اللَّبِن والطين حتى يبني" قال الحافظ: وللطبراني من حديث جابر رفعه: فذكره، وله شاهد في "الأوسط" من حديث أبي بشر الأنصاري بلفظ "إذا أراد الله بعبد سوءا أنفق ماله في البنيان" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 14/ 146 (كتاب الرقاق- باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) (¬2) وأنا أظن أنه سقط من هذا الإسناد راويان: عيسى بن يونس وخيثمة بن عبد الرحمن، والله أعلم. (¬3) 13/ 336 (كتاب الاستئذان- باب ما جاء فى البناء)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (1755) وفي "الأوسط" (9365) وفي "الصغير" (2/ 128) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (11/ 381) قال: ثنا أبو ذر هارون بن سليمان المصري ثنا يوسف بن عدي الكوفي ثنا عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعا. وقال: لم يَروه عن سفيان إلا المحاربى، ولا عنه إلا يوسف، تفرد به أبو ذر هارون بن سليمان" قلت: تابعه أحمد بن يحيى بن خالد بن حَيَّان الرقي ثنا يوسف بن عدي به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 381) قال المنذري: رواه الطبراني في "الثلاثة" بإسناد جيد" الترغيب 3/ 21 وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح خلا شيخ الطبراني ولم أجد من ضعفه" المجمع 4/ 69 قلت: ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يحك فيه جرحا، وكذا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأبو الزبير مشهور بالتدليس كما قال سبط بن العجمي والحافظ ابن حجر في كتابيهما في التدليس (¬1)، ولم يذكر سماعا من جابر، والمحاربي يدلس أيضا لكنّه صرّح بالتحديث عند الخطيب، والباقون ثقات. وللحديث شاهد عن محمَّد بن بشير الأنصاري وآخر عن أنس فحديث محمَّد بن بشير الأنصاري مرفوعا "إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان" أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (233) وابن حبان في "الثقات" (5/ 366) وابن قانع (3/ 22 - 23) والطبراني في "الأوسط" (8934) وأبو نعيم في "الصحابة" (667) والبيهقي في "الشعب" (10235 أو 10236) من طريق ابن وهب ثنا خالد بن حميد عن سلمة بن شريح الأنصاري عن يحيى بن محمَّد بن بشير الأنصاري عن أبيه به. قال ابن حبان: محمَّد بن بشير الأنصاري يروي المراسيل، وهو مرسل وليس بمسند" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 69 ¬

_ (¬1) ذكره الحافظ في "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/ 640 - 642) فيمن أكثر من التدليس وعرف به.

وقال الحافظ في "الإصابة" (9/ 106): وأخرج البغوي وابن شاهين وابن يونس وابن منده من طريق سلمة بن شريح عن يحيى بن محمَّد بن بشير الأنصاري عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. قال: ولا أعلم روى محمَّد بن بشير غيره، وأخرجه ابن حبان من هذا الوجه وقال: هذا مرسل" قلت: سلمة بن شريح (¬1) ويحيى بن محمَّد بن بشير قال أبو حاتم: مجهولان (الجرح 2/ 1/ 164) ومحمد بن بشير الأنصاري مختلف في صحبته. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 1071) عن كهمس بن معمر ثنا أبو يحيى الوقار ثنا العباس بن طالب الأزدي عن أبي عَوَانة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في الطين" وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس باطل، والعباس بن طالب صدوق بصري سكن مصر لا بأس به" وقال عن أبي يحيى الوقار واسمه زكريا بن يحيى المصري: يضع الحديث ويوصلها، وأخبرني بعض أصحابنا عن صالح جزرة أنّه قال: ثنا أبو يحيى الوقار وكان من الكذابين الكبار" وضعفه ابن يونس، وقال أبو العرب التميمي: في حديثه لين كثير، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف (انظر اللسان) 183 - حديث مالك بن الحويرث رفعه: إذا أراد الله خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعضو منها، فإذا كان يوم السابع جمعه الله ثم أحضره كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ركبه" وفي لفظ "ثم تلا {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار: 8] " قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الطب" والطبراني، وله شاهد من حديث رَبَاح اللَّخمِي لكن ليس فيه ذكر يوم السابع. أخرجه ابن مردويه في "التفسير"، وحديث مالك بن الحويرث قال ابن منده: إنّه حديث متصل على شرط الترمذي والنسائي" (¬2) ¬

_ (¬1) ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا خالد بن حميد. (¬2) 14/ 278 و 280 (كتاب القدر- باب في القدر)

حديث مالك بن الحويرث أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 342) والطبراني في: "الكبير" (19/ 290) وأبو نعيم في "الصحابة" (6003) والبيهقي في "الأسماء" (ص 491) والواحدي في "الوسيط" (4/ 436 - 437) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (22 و 220) عن أبي بكر عبد الله بن محمَّد بن حميد بن الأسود البصري والطبراني في "الكبير" (19/ 290) و"الأوسط" (1636) "والصغير" (106) عن شَبَاب العُصفُري قالا: ثنا أنيس بن سوار الجرمي ثنا أبي ثنا مالك بن الحويرث مرفوعا به. وفي لفظ "إذا أراد الله أن يخلق النسمة ... " قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن مالك إلا بهذا الإسناد، تفرد به أنيس" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 134 وقال السيوطي: سنده جيد" الدر المنثور 8/ 439 قلت: أنيس بن سوار ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا وتعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وخالفه أخوه واهب بن سوار فقال: حدثني والدي سوار أنّ أبا قلابة حدّثه أنّ رجلا من الأنصار ولد له غلام على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال "يا أبا فلان مثل من أشبه ابنك؟ " فقال: يا رسول الله، وهل عسى أن يشبه إلا أباه أو أمه؟ قال: فأنكره عليه، ثم قال "إن الإنسان إذا ما أخذ في خلقه أحضر كل عرق بينه وبين آدم" ثم قرأ {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار: 8]. أخرجه الواحدي (4/ 436) من طريق أبي كامل ثنا واهب به. وواهب ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وحديث رباح اللخمي أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2549) والطبري في "التفسير" (30/ 87) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير (4/ 481) والطبراني في "الكبير" (4624) وابن شاهين في "الصحابة" (الإصابة 3/ 249) وأبو نعيم في "الصحابة" (2793) والواحدي في "الوسيط" (4/ 437) من طريق مُطَهَّر بن الهيثم الطائي ثنا موسى بن عُلَي بن رباح ثني أبي عن جدي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له "ما وُلِدَ لك؟ " قال:

يا رسول الله، ما عسى أن يولد لي، إمّا غلام، وإمّا جارية، قال "فمن يشبه؟ " قال: يا رسول الله، من عسى أنْ يشبه؟ إمّا أباه، وإمّا أمّه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها "مَه، لا تقولنّ كذلك، إنّ النطفة إذا استقرت في الرّحم أحضر الله كلّ نسب بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} قال: سلكك" قال أبو سعيد بن يونس: أعاذ الله موسى بن علي أنْ يحدث بمثل هذا، وقد تفرد عنه بهذا مطهر بن الهيثم وهو متروك" الإصابة 3/ 249 وقال ابن كثير: إسناده ليس بالثابت لأن مطهر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس: كان متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن موسى بن علي وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات. وقال الهيثمي: وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك" المجمع 7/ 135 184 - "إذا أرسلت فأكل الصيد فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه، وإذا أرسلته فقتل ولم يأكل فكُلْ وإنّما أمسك على صاحبه" قال الحافظ: حديث ابن عباس عند أحمد: فذكره، وأخرجه البزار من وجه آخر عن ابن عباس، وابن أبي شيبة من حديث أبي رافع نحوه بمعناه" (¬1) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن ابن عباس مرفوعا "إذا أرسلت الكلب فأكل من الصيد فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه، وإذا أرسلته فقتل ولم يأكل فكُلْ فإنّما أمسك على صاحبه". أخرجه أحمد (1/ 231) عن أسباط بن محمَّد القرشي ثنا أبو إسحاق الشيباني عن حماد به. قال عبد الله بن أحمد: وكان في كتاب أبي عن إبراهيم قال: سمعت ابن عباس. فضرب عليه أبي. كذا قال أسباط" وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 31 قلت: لكنّه منقطع بين إبراهيم النخعي وبين ابن عباس فإنّه لم يلقه (انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص 9)، وحماد صدوق خرّج له مسلم حديثا واحدا مقرونا بغيره كما في "سير الأعلام" (5/ 34)، وأسباط وأبو إسحاق واسمه سليمان ثقتان. ¬

_ (¬1) 12/ 20 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الصيد)

والحديث اختلف فيه على حماد، فرواه سفيان الثوري (¬1) عنه عن إبراهيم عن ابن عباس موقوفا بلفظ "إذا أكلت الكلاب فلا تأكل" أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 92) الثاني: يرويه حبيب بن أبي عمرة الكوفى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أرسل كلبي المعلم فيمسك قال: "إنْ أكل فلا تأكل، وإن لم يأكل فكُل" أخرجه البزار (كشف 1212) عن محمَّد بن مرزوق ثنا عبد الله بن رجاء ثنا حماد بن شعيب عن حبيب بن أبي عمرة به. وقال: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وحماد ليس بالقوي، وقد حدّث عنه جماعة من أهل العلم" وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف" المجمع 4/ 31 وأما حديث أبي رافع فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 357) عن زيد بن حباب عن موسى بن عُبيدة ثني أبان بن صالح عن القَعْقَاع بن حكيم عن سلمى عن أبي رافع مرفوعا "إذا أرسل الرجل صائده وذكر اسم الله فليأكل ما لم يأكل" وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 16) عن حجاج بن حمزة الرازي ثنا زيد بن حباب به. ولفظه "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل الكلاب، فجاء الناس فقالوا: يا رسول الله، ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فسكت، فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا أرسل الرجل كلبه وسمى فأمسك عليه فليأكل ما لم يأكل" وأخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 88 - 89) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الهمداني ثنا زيد بن حباب به. ولفظه "جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذن عليه، فأذن له، فقال: "قد أذنا لك يا رسول الله" قال: أجل، ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب، قال أبو رافع: فأمرني أنْ أقتل كل كلب ¬

_ (¬1) رواه سفيان أيضا عن أبي إسحاق عن الشعبي عن ابن عباس بمثله. أخرجه الطبري (6/ 92)

بالمدينة، فقتلت حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها، فتركته رحمة لها، ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته، فأمرني، فرجعت إلى الكلب فقتلته، فجاءوا فقالوا: يا رسول الله، ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4] وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي. لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمَّد بن إسحاق المدني عن أبان بن صالح به. ولفظه "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، فقال الناس: يا رسول الله، ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فأنزل الله: الآية. أخرجه الحاكم (2/ 311) من طريق مُعَلّى بن منصور الرازي ثنا ابن أبي زائدة عن ابن إسحاق به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسا، وسَلمى ذكرها ابن حبان في "الثقات" وقال ابن القطان الفاسي: لا تعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. أي عند المتابعة وإلا فلينة الحديث. وللحديث شاهد عن عدي بن حاتم مرفوعا "إذا أرسلت كلبك وسميت فأمسك وقتل فَكُل، وإن أكل فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه". أخرجه البخاري (فتح 12/ 29) 185 - "إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع" قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن جُندُب بن عبد الله" (¬1) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (1687) عن أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن مصعب الجمال الأصبهاني وفي "الأوسط" (7593) عن محمَّد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني قالا: ثنا العباس بن محمَّد بن حاتم ثنا شَبَابة بن سَوَّار ثنا المغيرة بن مسلم عن يونس بن عبيد عن الوليد بن مسلم عن جندب بن عبد الله به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 13/ 266 (كتاب الاسئئذان- باب التسليم والاستئذان ثلاثا)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يونس إلا المغيرة بن مسلم، تفرد به شبابة" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن محمَّد الدوري وهو ثقة" المجمع 8/ 46 قلت: المغيرة بن مسلم هو القَسْمَلي لم يُخَرَّج له في الصحيح شيئا، وهو صدوق كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "الكاشف": حسن الحديث. ومحمد بن حمزة ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 269) وقال: أحد الفقهاء. والباقون كلهم ثقات. والوليد بن مسلم هو ابن شهاب العنبري ولم يذكر سماعا من جندب بن عبد الله، فالظاهر أنه لم يسمع منه، وقد ذكره ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات (7/ 554) وللحديث شاهد باللفظ عن أبي موسى الأشعري أخرجه البخاري (فتح 13/ 264) 186 - "إذا استَهَل الصبى وُرِّث وصُلِّيَ عليه" قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم عن جابر رفعه: فذكره، وقد ضعفه النووي في "شرح المهذب" والصواب أنه صحيح الإسناد لكن المرجح عند الحفاظ وقفه، وعلى طريق الفقهاء لا أثر للتعليل بذلك لأن الحكم للرفع لزيادته" (¬1) روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة فأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو الزبير عن جابر مرفوعا "إذا استهل الصبي صلي عليه وورث" أخرجه ابن حبان (6032) والحاكم (4/ 348 - 349) والبيهقي (4/ 8 - 9) عن سفيان الثوري والنسائي في "الكبرى" (6358) والحاكم (4/ 348) عن المغيرة بن مسلم القَسمَلي وابن ماجه (1508 و 2750) وابن عدي (3/ 992) والخطيب في "السابق واللاحق" (ص 199) ¬

_ (¬1) 14/ 290 (كتاب القدر- باب في القدر)

عن الربيع بن بدر التميمي والترمذي (1032) والبيهقي (4/ 8) عن إسماعيل بن مسلم المكي والبيهقي (4/ 8) عن الأوزاعي وإبن أبي الدنيا في "العيال" (413) عن حبان بن موسى التميمي كلهم عن أبي الزبير عن جابر به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الحافظ فقال: ووهم لأنّ أبا الزبير ليس من شرط البخاري، وقد عنعن فهو علة هذا الخبر" التلخيص 2/ 113 وقال ابن القطان الفاسي: هو من رواية أبي الزبير عن جابر بلفظة عن من غير رواية الليث عنه" الوهم والإيهام 3/ 277 واختلف فيه على أبي الزبير، فرواه أشعث بن سَوَّار الكندي عنه عن جابر موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 319 و 11/ 382) والدارمي (3130) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 404) وأشعث بن سوار ضعفه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه ابن جُريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول في المنفوس: يرث إذا سمع صوته. أخرجه عبد الرزاق (6608) عن ابن جريج به. وإسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6359) عن محمَّد بن رافع النيسابوري ثنا عبد الرزاق به. وقال: هذا أولى بالصواب من حديث المغيرة بن مسلم، وعند المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير غير حديث منكر، وابن جريج أثبت من المغيرة" انظر "تحفة الأشراف" 2/ 330 وقال الترمذي: كأنّ هذا أصح من الحديث المرفوع"

وقال الدارقطني في "العلل": لا يصح رفعه" التلخيص 2/ 113 الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله والمِسْور بن مَخْرَمة مرفوعا "لا يرث الصبي حتى يَسْتَهِلَّ صارخا" قال: واستهلاله أنْ يبكي ويصيح أو يعطس. أخرجه ابن ماجه (2751) عن العباس بن الوليد الدمشقي ثنا مروان بن محمَّد ثنا سليمان بن بلال ثني يحيى بن سعيد به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4596) عن عبدان بن أحمد ثنا العباس بن الوليد به. وأخرجه في "الكبير" (20/ 20 - 21) عن عبدان بن أحمد ومحمد بن هارون بن محمَّد بن بكار الدمشقي قالا: ثنا العباس بن الوليد به. قال الطبراني: لم يَروه عن يحيى إلا سليمان، تفرد به مروان" قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير العباس بن الوليد قال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو داود: كتبت عنه وكان عالما بالرجال والأخبار لا أحدث عنه (تهذيب الكمال)، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الأمر في الحديث، وقال الذهبي في "الكاشف": صويلح، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ومروان بن محمَّد الطَاطَرِي وثقه أبو حاتم وغيره. قال الحافظ في "التهذيب": وضعفه أبو محمَّد بن حزم فأخطأ لأنّا لا نعلم له سلفا في تضعيفه إلا ابن قانع، وقول ابن قانع غير مقنع" وأما قول الألباني: إنه ليس من رجال الصحيح (¬1). فليس بصحيح فقد علّم عليه المزي والعسقلاني في كتابيهما والذهبي في "الكاشف" و"الميزان" و"المغني" و"الديوان" بعلامة (م) والتي تدل على أنه من رجال مسلم، والله الموفق (¬2). الثالث: يرويه محمَّد بن إسحاق المدني عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال: إذا استهل المولود صُلِّيَ عليه وورث" موقوف. ¬

_ (¬1) الصحيحة 1/ 2/ 74 (¬2) وخالفه خالد بن مخلد القَطَواني فرواه عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 319)

أخرجه الدارمي (3134) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 403) والبيهقي (4/ 8) وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من عطاء. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه محمَّد بن راشد المكحولي عن عطاء به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 509) عن علي بن شيبة السدوسي ثنا يزيد بن هارون أنا محمَّد بن راشد به. وإسناده حسن، محمَّد بن راشد صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (4/ 1329) من طريق إسماعيل بن موسى الفزاري ثنا شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "إذا استهل الصبي صُلِّيَ عليه وورث" واختلف فيه على شريك، فرواه أبو نعيم ووكيع عنه عن أبي إسحاق عن عطاء عن ابن عباس موقوفا. أخرجه الدارمي (3131) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين وابن أبي شيبة (11/ 384) عن وكيع قالا ثنا شريك به (¬1). وشريك مختلف فيه، وأبو إسحاق هو السبيعي مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من عطاء. وأما حديث أبى هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمَّد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي هريرة مرفوعا "إذا استهل المولود ورث" أخرجه أبو داود (2920) عن حسين بن معاذ البصري ثنا عبد الأعلى ثنا ابن إسحاق به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 257) ورجاله ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من يزيد بن عبد الله. ¬

_ (¬1) وكذا قال أبو الوليد الطيالسي عن شريك. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 403)

الثاني: يرويه الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "إذا استهل الصبي صارخا سُمِّي وصُلِّي عليه وتمت ديته وورث ... " أخرجه السلفي في "الطيوريات" كما في "الإرواء" (6/ 147) من طريق عبد الله بن شبيب ثني إسحاق بن محمَّد ثني علي بن أبي علي عن الزهري به. واختلف فيه على الزهري، فرواه عبد العزيز بن أبي سلمة عنه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: من السنة أنْ لا يرث المنفوس ولا يورث حتى يستهل صارخا. أخرجه البيهقي (6/ 257) وهو موقوف لكن له حكم الرفع. ورواه مَعْمَر عن الزهري قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 318) 187 - "إذا أسلم رجل فهو أحق بأرضه وماله" قال الحافظ: أخرجه أحمد عن صخر بن العَيلة البجلي قال: فَرّ قوم من بني سليم عن أرضهم فأخذتها فأسلموا وخاصموني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - فردها عليهم وقال: فذكره" (¬1) يرويه أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجلي واختلف عنه: - فرواه وكيع عن أبان واختلف عنه: • فقال أحمد (4/ 310): ثنا وكيع ثنا أبان حدثني عمومتي عن جدهم صخر بن عيلة أن قوما من بني سليم فَرُّوا عن أرضهم حين جاء الإِسلام، فأخذتها، فأسلموا فخاصموني فيها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فردّها عليهم وقال: "إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه وماله" ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 12) • وقال ابن سعد (6/ 31): أنا وكيع ثنا أبان حدثني عثمان بن أبي حازم عن صخر بن العيلة قال: أخذت عمة المغيرة بن شعبة فقدمت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجاء المغيرة فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمّته وأخبره أنّها عندي، فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا صخر إنّ القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفعها إليها" قال: وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ¬

_ (¬1) 6/ 515 (كتاب الجهاد- باب إذا أسلم قوم في دار الحرب)

أعطاني ماءً لبني سليم. قال: فأتوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه الماء، فدعاني نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا صخر إنّ القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفعه إليهم" فدفعته إليهم. - وقال محمَّد بن يوسف الفِرْيابي: ثنا أبان ثني عثمان بن أبي حازم عن أبيه عن جده صخر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزا ثقيفا، فذكر الحديث مطولا. أخرجه أبو داود (3067) عن أبي حفص عمر بن الخطاب السِّجِستاني ثنا الفريابي به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 114) وقال: إسناده غير قوي" - ورواه غير واحد عن أبان عن عثمان بن أبي حازم عن صخر، منهم: 1 - أبو نُعيم الفضل بن دُكين. أخرجه ابن سعد (6/ 31) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 310 - 311) والدارمي (2483) وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1294) وأبو نعيم في "الصحابة" (3847) 2 - مسلم بن إبراهيم الأزدي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7279) 3 - مَعْمَر بن راشد. قاله المزي في "التحفة" (4/ 160) 4 - قيس بن الربيع. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3848) - ورواه محمَّد بن الحسن الأسدي عن أبان عن عثمان بن أبي حازم وكثير بن أبي حازم عن صخر. أخرجه الطبراني (7280) - ورواه أبو أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري عن أبان عن صخر وغير واحد عن أبي حازم عن صخر بن العيلة. أخرجه أبو القاسم البغوي (1294) وابن قانع في "الصحابة " (2/ 20 - 21) وحديث أبي نعيم ومن تابعه أصح.

وأبان مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. وعثمان بن أبي حازم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وكثير (¬1) بن أبي حازم لم أقف له على ترجمة. 188 - إذا أصاب أحدكم الحُمَّى وهي قطعة من النار، فليطفئها عنه بالماء، يستنقع في نهر جار ويستقبل جريته وليقل: بسم الله اللهم اشف عبدك وصَدِّق رسولك بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس، ولينغمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم يبرأ فخمس، وإلا فسبع، وإلا فتسع، فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن الله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ثوبان مرفوعا: فذكره، قال الترمذي: غريب. قلت: وفي سنده سعيد بن زرعة مختلف فيه" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 281) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 466 - 467) والترمذي (2084) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (121) والطبراني في "الكبير" (1450) وابن السني في "اليوم والليلة" (568) وأبو نعيم في "الطب" كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 408) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 433) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي ثنا سعيد رجل من أهل الشام ثنا ثوبان به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال البخاري: سعيد إن لم يكن ابن زرعة فلا أدري" قلت: وهو مجهول سواء كان ابن زرعة أم غيره. 189 - "إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول: من أضَلَّ مسلما ألبسته التاج" قال الحافظ: أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني" (¬3) حسن أخرجه ابن حبان (6189) والحاكم (4/ 350) من طرق (¬4) عن أبي أحمد محمَّد بن ¬

_ (¬1) هكذا وقع عند الطبراني وأظنه تحرف من كريم، وكريم ذكره ابن حبان أيضا في "الثقات" (¬2) 12/ 284 (كتاب الطب- باب الحمى من فيح جهنم) (¬3) 7/ 144 (كتاب بدء الخلق- باب صفة إبليس وجنوده) (¬4) رواه محمَّد بن أبي بكر المقدمي وأبو كريب محمَّد بن العلاء ونصر بن علي عن أبي أحمد الزبيري هكذا. =

عبد الله الزبيري (¬1) ثنا سفيان عن عطاء بن السَّائب عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي عن أبي موسى مرفوعا "إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول: من أضلّ اليوم مسلما ألبسته التاج. قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طَلَّقَ امرأته، فيقول: أوشك أن يتزوج. ويجيئ هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما. ويجيئ هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت، ويلبسه التاج" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عطاء بن السائب اختلط، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 114 قلت: وسماع سفيان وهو الثوري من عطاء بن السائب قبل اختلاطه. قاله أحمد وابن معين والنسائي ويحيى القطان وأبو حاتم والطحاوي وابن الصلاح (الكواكب النيرات ص 322 - 331)، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "المغنى"، وباقي رواة الحديث ثقات فالإسناد حسن. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1240) 190 - "إذا اضطجع أحدكم على يمينه ثم قال" فذكر نحو الحديث وفي آخره "أومن بكتابك الذي أنزلت، وبرسلك الذي أرسلت" قال الحافظ: أخرج الترمذي من حديث رافع بن خَديج أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، هكذا فيه بصيغة الجمع، وقال: حسن غريب" (¬2) حسن أخرجه الترمذي (3395) والنسائي في "اليوم والليلة" (771) والطبراني في "الكبير" (4420) من طرق عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن ¬

_ = ورواه محمَّد بن بشار عن أبي أحمد الزبيري فقال فيه: عن أبي البختري عن أبي موسى. أخرجه الروياني (552) (¬1) وخالفه ابن المبارك فرواه عن سفيان وأوقفه على أبي موسى. أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس" (ص 43) وحديث أبي أحمد الزبيرى أصح. (¬2) 13/ 359 - 360 (كتاب الدعوات- باب إذا بات طاهرا)

أبي كثير عن يحيى بن إسحاق بن أخي رافع بن خديج عن رافع بن خديج مرفوعا "إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجات ظهري إليك، وفوّضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أومن بكتابك وبرسلك، فإن مات من ليلته دخل الجنة" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث رافع بن خديج" قلت: رواته ثقات، ويحيى بن أبي كثير مدلس وقد عنعن، ويحيى بن إسحاق لم يذكر سماعا من رافع. وله شاهد من حديث البراء أخرجه البخاري في الباب المذكور. 191 - "إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة" قال الحافظ: أخرج الترمذي من مرسل أبي عثمان النَّهْدِي: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 277) والترمذي (2791) وفي "الشمائل" (211) والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 429) والبغوي في "شرح السنة" (3172) من طريق حجاج بن أبي عثمان الصَّوَّاف عن حنان الأسدي عن أبي عثمان النَّهدي به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف حنانا إلا في هذا الحديث، وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مَل، وقد أدرك زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يره ولم يسمع منه" قلت: حنان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه حجاج الصواف. فهو مجهول، وأبو عثمان النهدي تابعي فالحديث مرسل. 192 - حديث يعلي بن أمية مرفوعا "إذا اغتسل أحدكم فليستتر" قال الحافظ: رواه أبو داود، وللبزار نحوه من حديث ابن عباس مطولا" (¬2) ¬

_ (¬1) 12/ 493 (كتاب اللباس- باب من لم يرد الطيب) (¬2) 1/ 400 (كتاب الغسل- باب من اغتسل عريانا وحده)

يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: -فرواه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء واختلف عنه: • فقال زهير بن معاوية الجُعْفي: ثنا عبد الملك عن عطاء عن يعلى أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يغتسل بالبَرَاز بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إنّ الله -عز وجل- حيى ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر". أخرجه أبو داود (4012) عن عبد الله بن محمَّد النفيلي ثنا زهير بن معاوية به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 198) وأخرجه النسائي (1/ 164) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا النفيلي به. • وقال أسباط بن محمَّد القرشي: عن عبد الملك عن عطاء عن ابن يعلى عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة كما في "النكت الظراف" (9/ 115) • ورواه أبو بكر بن عياش عن عبد الملك واختلف عنه: فقال الأسود بن عامر شاذان: ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن يعلي بن أمية عن أبيه مرفوعا "إنّ الله -عز وجل- حيي ستير، فإذا أراد أحدكم أن يغتسل فليتوار بشيء" أخرجه أحمد (4/ 224) عن الأسود بن عامر به. وأخرجه أبو داود (4013) والنسائي (1/ 164) والطبراني في "الكبير" (22/ 259 - 260) والبيهقي (1/ 198) وفي "الشعب" (7393) وفي "الآداب" (851) وفي "الأسماء" (ص 112 - 113) من طرق عن الأسود بن عامر به. قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث الأسود بن عامر هذا فقال: لم يصنع فيه أبو بكر شيئا، وكان أبو بكر في حفظه شيء، والحديث حديث الذي رواه زهير" العلل 2/ 329 - 330 ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن أبي بكر بن عياش عن عبد الملك عن عطاء مرسلا. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 19) وقال: قلت لأبي: حديث شاذان المتصل محفوظ؟ قال: ليس بذاك"

-وقال محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن عطاء عن يعلي بن أمية مرفوعا "إنّ الله -عز وجل- يحب الحياء والستر" أخرجه أحمد (4/ 224) عن وكيع عن ابن أبي ليلى به. وابن أبي ليلى قال أحمد وابن معين: ضعيف الحديث. -وقال ابن جُريج: أخبرني عطاء قال: لمّا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأبْوَاء أقبل فإذا هو برجل يغتسل بالبراز على حوض، فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام، فلما رأوه قائما خرجوا إليه من رحالهم فقال: "إنّ الله حيي يحب الحياء، وستير يحب الستر، فإذا اغتسل أحدكم فليتوار" أخرجه عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7394) من طريق ابن وهب أني ابن جريج به. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 317) عن محمَّد بن عثمان بن كرامة العجلي ثنا عبيد الله بن موسى عن حفص بن سليمان عن علقمة بن مرثد عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله ينهاكم عن التعري، فاستحيوا من ملائكة الله الذين لا يفارقونكم إلا عند ثلاث حالات: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجذْمَة حائط أو ببعيره" وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وحفص لين الحديث" قلت: هو متروك الحديث كما قال أحمد وأبو حاتم والنسائي. وللحديث شاهد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يغتسل في صحن الدار، فقال: "إنّ الله حيي حليم ستير، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ولو بِجِذْم حائط" أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 374) وفي إسناده سقط. 193 - "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا التي أقيمت" قال الحافظ: ووقع عند أحمد: فذكره، وهو أخص من الرواية المشهورة "إلا المكتوبة" (¬1) ¬

_ (¬1) 2/ 247 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب كم بين الأذان والإقامة)

أخرجه أحمد (2/ 352) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا عياش بن عباس القِتْبَانِي عن أبي تميم الزهري عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 409) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنا ابن لهيعة به. قال الحافظ: تفرد ابن لهيعة بهذا اللفظ" التعجيل 2/ 421 قلت: تابعه عليه عبد الله بن عياش بن عباس القتباني عن أبيه به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 372) وفي "المشكل" (4128) عن فهد بن سليمان بن يحيى وفي "المشكل" (4129) أيضا عن أبي قرة محمَّد بن حميد الرُّعَيْنِى قالا: ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ثنى الليث عن عبد الله بن عياش به. ورواه مطلب بن شعيب الأزدي عن أبي صالح فقال فيه: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8649) والأول أصح. وإسناده ضعيف، أبو تميم قال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا يعرف. والحديث أخرجه مسلم (710) وغيره من طرق عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة بلفظ "إلا المكتوبة". 194 - "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (710) من حديث أبي هريرة. 195 - "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: بسم الله، فإن نَسِيَ في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره" ¬

_ (¬1) 2/ 337 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا طّول الإمام)

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي من طريق أم كلثوم عن عائشة مرفوعا، وله شاهد من حديث أمية بن مَخْشِي عند أبي داود والنسائي" (¬1) حسن يرويه هشام الدَّسْتُوَائى واختلف عنه: - فقال الطيالسي (ص 219): ثنا هشام عن بُدَيل العقيلي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن امرأة منهم يقال لها أم كلثوم عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل طعاما في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا إنّه لو ذكر اسم الله كفاكم، إذا أكل أحدكم فنسي أنْ يذكر الله، فليقل: بسم الله أوله وآخره" وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (180) والطحاوي في "المشكل" (1084) والبيهقي (7/ 276) وفي "الآداب" (628) وفي "الشعب" (5446) والبغوي في "شرح السنة" (2826) من طرق عن الطيالسي عن هشام الدستوائي عن بديل بن ميسرة العقيلي به. ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه غير واحد عن هشام الدستوائي به، منهم: 1 - رَوح بن عبادة البصري. أخرجه أحمد (6/ 246) والبيهقي (7/ 276) 2 - وكيع. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (746) وأحمد (6/ 207 - 208) والترمذي (1858) والمزي (35/ 383) 3 - معاذ بن هشام الدستوائي. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (745) والدارمي (2027) 4 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه أبو داود (3767) 5 - المعتمر بن سليمان التيمي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (281) 6 - عفان بن مسلم البصري. ¬

_ (¬1) 11/ 450 (كتاب الأطعمة- باب التسمية على الطعام)

أخرجه الحاكم (4/ 108) 7 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. أخرجه أحمد (6/ 265) - ورواه حماد بن سلمة عن هشام عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عتبة عن امرأة. ولم يذكر عائشة. أخرجه أبو يعلى (7153) - ورواه يزيد بن هارون عن هشام عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عبيد عن عائشة. ولم يذكر المرأة. أخرجه أحمد (¬1) (6/ 143) والدارمي (2026) وابن ماجه (3264) وابن حبان (5214) والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأم كلثوم هي بنت محمَّد بن أبي بكر الصديق" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات غير أم كلثوم، قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنها عبد الله بن عبيد بن عمير" فهي مجهولة. واختلف فيها أهي تيمية أم ليثية، والذي يستفاد من كلام الترمذي أنها تيمية، لكن قول الراوي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن امرأة منهم يدل على أنها ليثية، وهذا الذي اعتمده المزي في كتابيه "تهذيب الكمال" و"تحفة الأشراف" فقال في "التهذيب": أم كلثوم الليثية أو المكية، روت عن عائشة، روى عنها عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي. وقال في "التحفة": أم كلثوم الليثية أو المكية" (¬2) وخالفه الحافظ فقال في "تهذيبه": العمدة على قول الترمذي" ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن بديل بن ميسرة" (¬2) وقال المنذري في "مختصر السنن" (5/ 300): وهو الأشبه، لأنّ عبيد بن عمير ليثي، ومثل بنت أبي بكر لا يكنى عنها بامرأة، ولاسيما مع قوله "منهم" وقد سقط هذا من بعض نسخ الترمذي، وسقوطه الصواب"

وللحديث شاهد عن ابن مسعود وعن أمية بن مخشي وعن أنس فيتقوى بها فأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو يعلى (المطالب 2431) عن خليفة بن خياط العُصْفُري ثنا عمر بن علي قال: سمعت موسى الجهني يقول: أخبرني القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده رفعه "من نسي أن يذكر الله تعالى أول طعامه فليقل حين يذكر: بسم الله أوله وآخره، فإنّه يستقبل طعاما جديدا، ويمتنع الخبيث ما كان يصيب منه" وأخرجه ابن حبان (5213) وابن السني في "اليوم والليلة" (459) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10354) وفي "الدعاء" (889) وفي "الأوسط" (4573) عن عبدان بن أحمد ثنا خليفة بن خياط ثنا عمر بن علي المُقدَّمِي به. وقال: لم يرفع هذا الحديث عن موسى الجهني إلا عمر بن علي، تفرد به خليفة بن خياط" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 23 قلت: خليفة بن خياط مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، واختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه. وأما حديث أمية بن مخشي فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم، فانظر حديث "ما زال الشيطان يأكل معه" وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (1/ 302) من طريق إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن الحسن بن صالح بن حي عن عاصم الأحول عن أنس مرفوعا "من نسي أن يقول أول الطعام: بسم الله فليقل في آخره: بسم الله أوله وآخره، فإنّ الشيطان سيبقي ما أخذ" وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وإسماعيل بن يحيى عامة ما يرويه من الحديث بواطيل عن الثقات وعن الضعفاء" 196 - "إذا التقى الخِتَانان" سكت عليه الحافظ (¬1). ¬

_ (¬1) 1/ 14 (باب كيف كان بدء الوحي) و12/ 460 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

وذكره في موضع آخر وقال: روي بهذا اللفظ من حديث عائشة، أخرجه الشافعي من طريق سعيد بن المسيب عنها، وفي إسناده علي بن زيد وهو ضعيف، وابن ماجه من طريق القاسم بن محمَّد عنها ورجاله ثقات، ورواه مسلم من طريق أبي موسى عنها بلفظ "ومسّ الختان الختان" (¬1) صحيح ورد بهذا اللفظ من حديث عائشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر فأما حديث عائشة فله عنها طرق مرفوعا وموقوفا: الأول: يرويه عبد الرحمن بن القاسم بن محمَّد عن أبيه عن عائشة أنها قالت: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاغتسلنا. أخرجه ابن ماجه (608) عن علي بن محمَّد الطنافسي وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي والمزني في "مختصره" (1/ 21) عن موسى بن عامر الدمشقي وغيره والبيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 130) عن عبد الله بن محمَّد الزهري والقاسم بن محمَّد بن بشر قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي أنبأ عبد الرحمن بن القاسم به. ورواه المزني (1/ 21) عن الشافعي أنا الثقة هو الوليد بن مسلم. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1375 و 1376) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 129) وقال: رواه حَرْملة عن الشافعي قال: أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به. ورواه الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي (اختلاف الحديث 7/ 90 - 91) أنا الثقة عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أو عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1374) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 128) ¬

_ (¬1) 1/ 411 (كتاب الغسل- باب إذا التقى الختانان)

ورواه أحمد (6/ 161) عن الوليد بن مسلم بلفظ "إذا جاوز الختان الختان ... " وأخرجه الترمذي (108) عن محمَّد بن المثنى والنسائي في "الكبرى" (196) عن عبيد الله بن سعيد السَّرخسي والدارقطني (1/ 111) من طريق محمَّد بن عبد الله بن ميمون قالوا: ثنا الوليد بن مسلم به بهذا اللفظ. وأخرجه الدارقطني (1/ 111 - 112) والبيهقي (1/ 164) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 130) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي به إلا أنه لم يذكر قوله "إذا التقى الختانان" ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وعن نافع قالا: قالت عائشة: إذا خالط الختان الختان فقد وجب الغسل. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86) وهذه أسانيد صحيحة. الثاني: يرويه عبد الله بن رباح الأنصاري عن عبد العزيز بن النعمان عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل" وفي لفظ "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقى الختانان اغتسل" أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (811) وأحمد (6/ 123 و 227 و 239) وحنبل بن إسحاق (¬1) في "جزئه" (78) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 55) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 103) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح به. واختلف فيه على عبد الله بن رباح، فرواه قتادة عنه أنه دخل على عائشة فقال: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني استحييت، فقالت: سل ما بدا لك فإنما أنا أمك، فقلت: يا أم المؤمنين ما يوجب الغسل؟ فقالت: إذا اختلف الختانان وجبت الجنابة، قد فعلت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاغتسلنا. أخرجه أحمد (6/ 265) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي البصري وإسحاق في "مسند عائشة" (812) عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي ¬

_ (¬1) وقع عنده: حماد بن زيد بدل ابن سلمة.

كلاهما عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. ورواته ثقات إلا أن فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسا الثالث: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب أنّ أبا موسى الأشعري سأل عائشة عن التقاء الختانين فقالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا التقى الختانان أو مس الختان الختان فقد وجب الغسل". وفي لفظ "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقى الختانان اغتسل" أخرجه الشافعي في "الأم (1/ 31) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 90) وأحمد (6/ 97) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 55) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 463) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 310 - 311) والبغوي في "شرح السنة" (243) ورواه علي بن زيد بن جدعان أيضا عن ابن المسيب عن عائشة مرفوعا بلفظ "إذا قعد (وفي رواية جلس) بين الشعب الأربع ثم الزق الختان بالختان فقد وجب الغسل" أخرجه الشافعي في "اختلاف الحديث" (7/ 90) وعبد الرزاق (939) وإسحاق في "مسند عائشة" (557 و558) وابن أبي شيبة (1/ 85) وأحمد (6/ 47 و 112) والترمذي (109) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 56) والبيهقي في "معرفة السنن" (1373) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 308) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 101 - 102) والبغوي في "شرح السنة" (240) وعلي بن زيد ضعيف، وخالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فرواه عن ابن المسيب عن أبي موسى عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل" أخرجه مالك (¬1) (1/ 46) وعنه الشافعي في "اختلاف الحديث" (7/ 88 - 89) وعبد الرزاق (954) وهذا إسناد صحيح. ورواه أبو بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه عن عائشة مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7115) عن محمَّد بن نوح بن حرب العسكري ثنا ¬

_ (¬1) رواه أبو قرة من مالك بهذا الإسناد مرفوعا بلفظ "إذا التقى الختانان وجب الغسل" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 100) وقال: وهذا خطأ، والصواب ما فى الموطأ"

عمر بن حفص الشيباني ثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري ثنا هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي بردة به. وقال: لم يروه عن أبي بردة إلا حميد بن هلال، ولا عن هشام إلا الأنصاري" قلت: محمَّد بن نوح لم أقف له على ترجمة، وعمر بن حفص ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات. الرابع: يرويه عبيد الله بن أبي زياد القداح عن عطاء عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل" أخرجه ابن عدي (4/ 1635) من طريق محمَّد بن بشار ثنا عثمان بن عمر ثنا القداح به (¬1). واختلف فيه على القداح، فرواه وكيع عنه عن عطاء عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، قد كان يكون ذلك مني ومن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنغتسل" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 85) وإسحاق في "مسند عائشة" (676) وهذا أصح، فقد رواه ابن جريج عن عطاء عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا التقى الختانان وجب الغسل" أخرجه عبد الرزاق (945) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 81) وإسناده صحيح. الخامس: يرويه أبو واقد الليثي عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل" أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (501) وأبو واقد الليثي واسمه صالح بن محمَّد بن زائدة ضعيف كما قال ابن معين والدارقطني وغيرهما. وخالفه أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله فرواه عن أبي سلمة عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل" ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن روح المدائني عن عثمان بن عمر فأوقفه على عائشة وزاد "قد كنت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفعله فنغتسل". أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 103 - 104)

أخرجه مالك (1/ 46) عنه به. وأخرجه عبد الرزاق (941) عن مالك به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 60) عن عبد الله بن وهب والبيهقي (1/ 166) عن يحيى بن عبد الله بن بكير كلاهما عن مالك به. وإسناده صحيح. السادس: يرويه إسماعيل بن عُلية عن داود بن أبي هند عن مسروق قال: قالت عائشة: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86) وإسناده صحيح. السابع: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن ميمون بن مِهْران عن عائشة قالت: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 60) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا عبيد الله،- هو ابن عمرو الرقي- عن عبد الكريم به. وإسناده صحيح. الثامن: يرويه عصمة بن محمَّد بن فَضالة الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل". أخرجه الخطيب في "تاريخه" (12/ 286) وقال: تفرد بروايته عصمة بن محمَّد عن هشام بن عروة. وأسند عن ابن معين قال: عصمة بن محمَّد كذاب يضع الحديث. وعن ابن سعد: كان عندهم ضعيفا في الحديث. وعن الدارقطني: متروك"

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل" أخرجه البخاري (فتح 1/ 410) ومسلم (348) وغيرهما وذكر الحافظ أن البيهقي رواه بلفظ "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل" ولم أره عنده بهذا اللفظ وإنّما هو بلفظ "إذا التقى الختان بالختان وجب الغسل" البيهقي 1/ 163 وأما حديث ابن عمرو فيرويه الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إذا التقى الختانان وتوارت الحَشفة فقد وجب الغسل" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 89) وأحمد (2/ 178) وابن ماجه (611) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 102) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرْطَاة وتدليسه" مصباح الزجاجة 1/ 82 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه عبد الكريم بن مالك الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرجل يجامع ولا ينزل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا التقى الختانان وجب الغسل" أخرجه الخطيب في "تاريخه" (1/ 310 - 311) من طريق سليمان بن عبد الله بن محمَّد بن سليمان بن أبي داود (¬1) الحراني ثني جدي عن أبيه عن عبد الكريم به. وسليمان بن أبي داود قال النسائي، ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا، وقال أبو زرعة: لين الحديث. وتابعه محمَّد بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل" أخرجه الخطيب في "تاريخه" (6/ 282) من طريق عبد الرحمن بن شَريك بن عبد الله النخعي ثنا أبي عن محمَّد بن سليمان به. ومحمد بن سليمان (¬2) هو محمَّد بن عبيد الله بن أبي سليمان العَرْزَمي كان ¬

_ (¬1) واسمه سالم. (¬2) وتابعه أبو حنيفة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ سائلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيوجب الماء إلا الماء؟ قال: "إذا التقى الختانان وغابت الحشفة فقد وجب الغسل أنزل أو لم ينزل" =

شريك إذا حدّث عنه نسبه إلى جده يدلسه، ذكر ذلك البخاري. انظر التهذيب 9/ 203 والعرزمي متروك. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 736) من طريق موسى بن داود الضبي ثنا أشعث بن سعيد أبو الربيع عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن أبيه مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل" وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سعيد وعاصم بن عبيد الله. 197 - "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1337) من حديث أبي هريرة. 198 - "إذا أنا مُتُّ فغسلوني بسبع قِرَبٍ من بئر غَرْس" قال الحافظ: وفي سنن ابن ماجه من حديث علىّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) أخرجه ابن ماجه (1468) عن عَبّاد بن يعقوب ثنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي مرفوعا "إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب، من بئري، بئر غرس" وأخرجه ابن عدي (2/ 762) عن علي بن العباس بن الوليد المقانعي ثنا عباد بن يعقوب به. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (6/ 377 - 378) من طريق أبي بكر بن أبي عاصم ثنا عباد بن يعقوب به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد قال فيه ابن ¬

_ = أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4486) عن عبد الله بن عمر الصفار التستري ثنا يحيى بن غيلان ثنا عبد الله بن بزيع عن أبي حنيفة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن شعيب إلا أبو حنيفة، ولا عن أبي حنيفة إلا عبد الله بن بزيع، تفرد به يحيى بن غيلان" كذا قال، وقد رواه جماعة عن عمرو بن شعيب كما تقدم. (¬1) 3/ 242 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب) (¬2) 6/ 292 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

حبان: كان رافضيا داعية، ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. وقال ابن طاهر في "التذكرة": من غلاة الروافض روى المناكير عن المشاهير وإنْ كان البخاري روى عنه حديثا واحدا في "الجامع" فلا يدل على صدقه فقد أوقفه عليه غيره من الثقات وأنكر الأئمة عليه روايته عنه، وترك الرواية عن عباد جماعة من الحفاظ. قلت: إنما روى البخاري لعباد هذا مقرونا بغيره، وشيخه الحسين بن زيد بن علي مختلف فيه" مصباح الزجاجة 2/ 26 - 27 قلت: عباد بن يعقوب مختلف فيه، وثقه ابن خزيمة، وضعفه ابن حبان، والحسين بن زيد مختلف فيه كذلك، وثقه الدارقطني، وضعفه ابن معين. 199 - عن رجل من الصحابة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرأه المعوذتين وقال له "إذا أنت صليت فاقرأ بهما" قال الحافظ: وأخرج أحمد من طريق أبي العلاء بن الشِّخِّير عن رجل من الصحابة: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (5/ 24 و 79) عن إسماعيل بن عُلية أنا الجُرَيري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير قال: قال رجل: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر والناس يَعْتَقِبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزلتي فلحقني من بعدي فضرب منكبي فقال: " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] " فقلت: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1]، فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأتها معه، ثم قال: " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] " فقرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأتها معه، قال: "إذا أنت صليت فاقرأ بهما" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 148 وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 8/ 684 قلت: وهو كما قال. ورواه شعبة عن الجريري مختصرا. فقال أحمد (5/ 78 - 79): ثنا عفان ثنا شعبة عن الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من قومه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ به فقال: "اقرأ بهما في صلاتك بالمعوذتين". ¬

_ (¬1) 10/ 374 (كتاب التفسير: سورة قل أعوذ برب الناس)

وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (128) عن أبي أمية محمَّد بن إبراهيم الطَرَسوسي ثنا عفان بن مسلم به. ورواه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (294) عن أبي عمر حفص بن عمر النمري ثنا شعبة به. وإسناده صحيح. 200 - "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" قال الحافظ: حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره، وقال أحمد وابن معين: إنه منكر" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (7325) وابن أبي شيبة (3/ 21) وأحمد (2/ 442) والدارمي (1747 و 1748) وأبو داود (2337) وابن ماجه (1651) والترمذي (738) وابن أبي عاصم في "الصوم" (الأجوبة المرضية 1/ 332) والنسائي في "الكبرى" (2911) وأبو عوانة (3/ 98 و 99) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 82) والعقيلي (3/ 354) والدينوري في "المجالسة" (2654) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (571) وابن حبان (3589 و 3591) والطبراني في "الأوسط" (6859) وفي "مسند الشاميين" (1827) وابن عدي (4/ 1617) وأبو الشيخ في "حديثه" (111) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (71) وتمام (ق 136/ أ - ظاهرية) وابن المقرئ في "المعجم" (101 أو 102 و 280 و 625) والدارقطني (2/ 191) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 283) وابن حزم في "المحلى" (6/ 453) والبيهقي (4/ 209) والخطيب في "التاريخ" (8/ 48) وابن أبي الصقر في "مشيخته" (11 و 12 و 39 و 40) والشجري في "أماليه" (2/ 37 و 103 و 103 - 104 و 104) والجورقاني في "الأباطيل" (489) والخلعي في "فوائده" والديلمي في "مسند الفردوس" والمحاملي في "فوائده" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 33 و 35) والبغوي في "شرح السنة" (1721) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. وفي لفظ "إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا" وفي لفظ "إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى يكون رمضان" ¬

_ (¬1) 5/ 30 (كتاب الصوم- باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين)

وفي لفظ "إذا كان النصف من شعبان فأفطروا حتى يجيء رمضان" زاد أبو الشيخ "ومن كان عليه قضاء فليصمه، ومن شاء فليسرد الصوم" ورواه موسى بن عُبيدة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه ابن عدي (2/ 476) وموسى ضعيف. والحديث قال أبو داود: قال أحمد: كان عبد الرحمن بن مهدي لم يحدثنا به. قلت لأحمد: لم؟ قال: لأنّه كان عنده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصل شعبان برمضان وقال: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلافه. يعني حديث عائشة وأم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم شعبان. قال أحمد: هذا حديث منكر، يعني حديث العلاء هذا. قال أبو داود: وليس هذا عندي خلافه، ولم يجيء به غير العلاء عن أبيه. وروي عن الإمام أحمد أنّه قال: هذا الحديث ليس بمحفوظ، وسألت عنه ابن مهدي فلم يصححه ولم يحدثني به وكان يتوقاه، والعلاء ثقة لا ينكر من حديثه إلا هذا" (¬1) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ" وقال النسائي: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير العلاء بن عبد الرحمن" وقال ابن حزم: العلاء ثقة روى عنه شعبة والثوري ومالك وابن عيينة ومسعر وأبو العميس، وكلهم يحتج بحديثه فلا يضره غمز ابن معين له" وقال الذهبي: العلاء لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، لكن يتجنب ما أنكر عليه. ومن أغرب ما أتى به عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا". وقال البرذعي: شهدت أبا زرعة ينكر حديث العلاء بن عبد الرحمن "إذا انتصف شعبان" وزعم أنه منكر" السؤالات 2/ 388 وقال الخليلي: العلاء بن عبد الرحمن مختلف فيه، لأنه يتفرد بأحاديث لا يتابع عليها كحديث "إذا كان النصف من شعبان" وقد أخرج مسلم في الصحيح المشاهير من حديثه دون هذا والشواذ" الإرشاد 1/ 218 - 219 ¬

_ (¬1) مسائل أحمد لأبي داود ص 315 - المعرفة للبيهقي 6/ 240 - نصب الراية 2/ 441 وقال المروذي: سألت أحمد عن هذا الحديث فأنكره وقال: سألت ابن مهدي عنه فلم يحدثني به وكان يتوقاه. ثم قال أحمد: هذا خلاف الأحاديث التي رويت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل ومعرفة الرجال ص 160

وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح رجاله ثقات أثبات" 201 - "إذا انقطع شِسْع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح شِسْعَه، ولا يمش في خُف واحد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2099) من طريق أبي خيثمة عن أبي الزبير عن جابر رفعه: فذكره" (¬1) 202 - عن علي بن الحسين أنّ فاطمة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما وبيدها أثر الطحن من قطب الرحى فقال "إذا أويت إلى فراشك" الحديث. قال الحافظ: وفي مرسل علي بن الحسين عند جعفر الفريابي في "الذكر": فذكره" (¬2) 203 - "إذا بايعت فقل لا خِلاَبَة" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث أنس بلفظ: أنّ رجلا كان يبايع وكان في عُقْدَتِهِ ضعف. قال: وفي بعض طرق حديث أنس أنّ أهله أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، احجر عليه، فدعاه فنهاه عن البيع، فقال: لا أصبر عنه، فقال: فذكره" (¬3) حسن أخرجه ابن ماجه (2354) والترمذي (1250) والنسائي (7/ 222) وفي "الكبرى" (6077) والطحاوي في "المشكل" (4859) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أنّ رجلا كان في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عُقْدَتِه ضعف، وكان يبايع، وأنّ أهله أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، احجر عليه. فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فنهاه عن ذلك، فقال: يا رسول الله، إني لا أصبر عن البيع، فقال "إذا بايعت فقل: ها. ولا خلابة" وأخرجه أحمد (3/ 217) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس به. وقال في آخره "إنْ كنت غير تارك البيع فقل: ها وها ولا خلابة ولا ها لا خلابة" ¬

_ (¬1) 12/ 428 (كتاب اللباس- باب لا يمشي في نعل واحدة) (¬2) 13/ 368 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام) (¬3) 5/ 241 - 242 (كتاب البيوع- باب ما يكره من الخداع في البيع)

وأخرجه الدارقطني (3/ 55) عن أبي القاسم البغوي ثنا أحمد بن حنبل به. وأخرجه أبو داود (3501) وابن الجارود (568) وابن حبان (5049 و 5050) والدارقطني (3/ 55) والحاكم (4/ 101) والبيهقي (6/ 62) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 8 - 9) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، ولم يخرج البخاري رواية عبد الوهاب عن سعيد. وللحديث شاهد عن ابن عمر أخرجه البخاري في الباب المذكور فيتقوى به. 204 - "إذا بايعوا الخليفتين فاقتلوا الآخر منهما" قال الحافظ: وقد ثبت النص الصريح في حديث مسلم (1853): فذكره" (¬1) 205 - "إذا بلغ البناء -أي بالمدينة- سَلْعا فارتحل إلى الشام" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من طريق أخرى عن زيد بن وهب حدثني أبو ذر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) حسن أخرجه الحاكم (3/ 344) وعنه البيهقي في "الدلائل" (6/ 401) قال: ثنا أبو ذر (¬3) أحمد بن كامل بن خلف القاضي ثنا أبو قِلابة بن الرَّقاشي ثنا سعيد بن عامر ثنا أبو عامر صالح بن رُستم الخَزّاز عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال: قالت أم ذر: والله ما سَيّر عثمان أبا ذر ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا بلغ البنيان سَلْعا فاخرج منها" فلما بلغ البنيان سلعا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين". قلت: هو حسن الإسناد للخلاف في أبي عامر الخزاز، وقد استشهد به البخاري في "صحيحه" كما في "تهذيب الكمال" وأخرج له مسلم تبعا كما في "الكاشف" وعبد الله بن الصامت احتج به مسلم واستشهد به البخاري. ¬

_ (¬1) 15/ 170 (كتاب الحدود- باب رجم الحبلى من الزنا) (¬2) 4/ 16 (كتاب الزكاة- باب ما أدي زكاته فليس بكنز) (¬3) في "الدلائل": أبو بكر، وهو الصواب.

وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (2717) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن أبي علقمة الشيباني عن أبي ذر: فذكر حديثا وفيه "لا، ولكن اسمع وأطع ولو لعبد حبشي، فإذا رأيت البنيان قد بلغ سَلْعا فالحق بالشام" قال: فلعلي لا أقدر على ذلك، قال: "فاتَّسق حيث ساقوك، وانْقَد حيث قادوك" وسعيد بن بشير ضعفه الجمهور، وقتادة مدلس وقد عنعن. وللحديث شاهد عن محمَّد بن سيرين أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي ذر: "إذا بلغ البناء سَلْعا فاخرج منها"، ونحا بيده نحو الشام، ولا أرى امراءك يدعونك" قال: يا رسول الله، أفلا أقاتل من يحول بيني وبين أمرك؟ قال: "لا" قال: فما تأمرني؟ قال: "اسمع وأطع ولو لعبد حبشي". أخرجه ابن سعد (4/ 226) أنا يزيد بن هارون أنا هشام بن حسان عن ابن سيرين به. وأخرجه الخلال في "السنة" (50) من طريق وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين به. وهو مرسل رجاله ثقات. 206 - "إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإنّ الشيطان يدخل" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2995) وأبو داود (5026) من طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه بلفظ: فذكره، وفي لفظ "إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإنّ الشيطان يدخل" (¬1) 207 - "إذا تشهد أحدكم فليقل" قال الحافظ: ولمسلم من طريق محمَّد بن أبي عائشة عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، هذه رواية وكيع عن الأوزاعي عنه، وأخرجه أيضا من رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي بلفظ "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير" فذكره، وصرّح بالتحديث في جميع الإسناد" (¬2) صحيح أخرجه مسلم (588) من طرق عن وكيع ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمَّد بن أبي عائشة عن أبي هريرة مرفوعا "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، ¬

_ (¬1) 13/ 236 (كتاب الأدب- باب إذا تثاوب فليضع يديه على فيه) (¬2) 2/ 462 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الدعاء قبل السلام)

يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرّ فتنة المسيح الدجال" وأخرجه أيضا من طريق الوليد بن مسلم ثني الأوزاعي ثنا حسان بن عطية ثني محمَّد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة رفعه "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: فذكرهن. 208 - "إذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا" قال الحافظ: وأخرج ابن عدي بسند لين عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) روي من حديث أبي هريرة ومن حديث حارثة بن النعمان ومن حديث ابن عباس ومن حديث إسماعيل بن أمية مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث عبد الرحمن بن معاوية مرسلا. فأما حديث أي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتم فلا تحقوا، وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله توكلوا" أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (405) ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق" (898) عن إبراهيم بن المنذر الحِزامي وابن عدي (4/ 1623) عن هشام بن عمار الدمشقي قالا: ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني عبد الله بن سعيد المقبري به. وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن سعيد المقبري قال أحمد وغيره: متروك الحديث. وعبد الرحمن بن سعد قال ابن معين: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر. الثاني: يرويه محمَّد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فرواه شعبة عن ابن إسحاق واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 12/ 323 (كتاب الطب- باب الطيرة)

• فقال يحيى بن السكن البصري: ثنا شعبة عن ابن إسحاق عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه: "في الإنسان ثلاثة: الطِيَرَة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة أنْ لا يرجع، ومخرجه من الظن ألا يحقق، ومخرجه من الحسد أنْ لا يبغي" أخرجه البيهقي في "الشعب" (1130) من طريق أحمد بن هارون بن روح البرديجي (¬1) ثنا محمَّد بن جعفر ثنا يحيى بن السكن به. ويحيى بن السكن وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال صالح جزرة: لا يسوى فلسا. • وقال يحيى بن اليمان العجلي: ثنا شعبة عن ابن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة عن أبي هريرة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1131) ويحيى بن اليمان قال أحمد: ليس بحجة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: يهم كثيرا، وقواه بعضهم. - ورواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة مرسلا. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3536) وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. وأما حديث حارثة بن النعمان فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1962) والطبراني في "الكبير" (3227) عن بكر بن عبد الوهاب بن محمَّد بن زيد بن أبي زيد العثماني والمحاملي في "أماليه" (343) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (152) عن عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي قالا: ثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري ثني عبد الرحمن بن محمَّد بن أبي الرِّجال عن أبيه عن جده حارثة بن النعمان مرفوعا: "ثلاث لازمات لأمتي: الطيرة، والحسد، وسوء الظن" فقال رجل: فما يذهبهنّ يا رسول الله ممن كن فيه؟ قال: "إذا حسدت فاستغفر، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامضه" ¬

_ (¬1) وخالفه محمَّد بن خلف المعروف بوكيع فرواه عن محمَّد بن جعفر وهو ابن راشد الفارسي ثنا يحيى بن السكن ثنا شعبة عن ابن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة عن أبي هريرة. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (296)

قال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1759 وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف" المجمع 8/ 78 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 38) من طريق محمود بن راشد شيخ من أهل مرو عن أبي أمية عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "ما من مؤمن إلا وفيه حسد وسوء ظن وطيرة، فذهاب حسده ألا يبغي أخاه غائلة، وذهاب سوء ظنه أن لا يحقره بقول يقوله، وذهاب طيرته أن يمضي لحاجته ولا ترده الطيرة" وإسناده ضعيف لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق. وأما حديث إسماعيل بن أميه فأخرجه عبد الرزاق (19504) عن مَعْمَر عن إسماعيل بن أمية مرفوعا "ثلاث لا يعجزهنّ ابن آدم: الطيرة، وسوء الظن، والحسد، فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به، وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءا" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (1129) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1/ 417) ومعمر وإسماعيل ثقتان. وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الحسد" كما في تخريج أحاديث الإحياء للحداد (4/ 1846) وعبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برسته في "الإيمان" كما في "فيض القدير" (3/ 304 - 305) ولفظه "ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة: الحسد، والظن، والطيرة، ألا أنبئكم بالمخرج منها: إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا تطيرت فامض" وأما حديث عبد الرحمن بن معاويه فأخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 136) من طريق محمَّد بن جعفر الكرابيسي ثنا إبراهيم بن يوسف البلخي ثنا إسماعيل بن عُلية عن عَبّاد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية مرفوعا "ثلاثة لا ينجو منهنّ أحد: الظن، والحسد، والطيرة" قيل: يا رسول الله، وما ينجي منهن؟ قال: "إذا حسدت فلا تبغ، وأما ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض" محمَّد بن جعفر لم أقف له على ترجمة، وعباد بن إسحاق اسمه عبد الرحمن قال أحمد: صالح الحديث، وربما قال إسماعيل -يعني ابن عُلية-: عباد بن إسحاق.

وعبد الرحمن بن معاوية هو ابن الحويرث الأنصاري مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال مالك والنسائي: ليس بثقة، واختلف فيه قول ابن معين. 209 - "إذا تَغَوّلت الغِيْلان فنادوا بالأذان" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث ابن عمر فأما حديث جابر فأخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 69) وابن أبي شيبة (10/ 397) وأحمد (3/ 381 - 382) وأبو داود (2570) وابن ماجه (3772) والنسائي في "اليوم والليلة" (955) وأبو يعلى (¬2) (2219) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 268) عن يزيد بن هارون الواسطي وأحمد (3/ 305) عن محمَّد بن سلمة الحرّاني وابن خزيمة (2549) عن يحيى بن يمان العجلي وابن السني في "اليوم والليلة" (523) عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي كلهم عن هشام بن حسان عن الحسن عن جابر مرفوعا "إذا كنتم في الخِضْب فأمكنوا الرُّكُبَ أسِنَّتَها، ولا تَعْدوا المنازل. وإذا كنتم في الجَدْب فَاسْتَنْجُوا، وعليكم بالدُّلجة فإنّ الأرض تُطوى بالليل، فإذا تغولت لكم الغِيلان فبادروا بالأذان، ولا تصلوا على جَوَادِّ الطريق، ولا تنزلوا عليها، فإنها مأوي الحيات والسباع، ولا تقضوا عليها الحوائج، فإنها المَلاعِن" ¬

_ (¬1) 12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام) (¬2) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 213 قلت: لكنه ليس على شرطهما فإنهما لم يخرجا رواية الحسن عن جابر في كتابيهما.

واختلف فيه على هشام بن حسان، فرواه عبد الرزاق (9247) عنه عن الحسن مرسلا. والأول أصح، وهشام تكلموا في حديثه عن الحسن، والحسن لم يسمع من جابر. قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإنّ في القلب من سماع الحسن من جابر" وقال: سمعت محمَّد بن يحيى يقول: كان علي بن عبد الله ينكر أن يكون الحسن سمع من جابر" وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي: سمع الحسن من جابر؟ قال: ما أرى. وسئل أبو زرعة: الحسن لقي جابر بن عبد الله؟ قال: لا. وقال بهز بن أسد: لم يسمع من جابر بن عبد الله" المراسيل ص 36 - 37 قلت: قد جاء التصريح بالسماع منه فيما رواه ابن خزيمة (2548) وابن ماجه (329) عن محمَّد بن يحيى الذهلي ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمَّد قال: قال سالم: سمعت الحسن يقول: ثنا جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر الحديث (¬1). لكن سالم وهو ابن عبد الله الخياط فيه ضعف، وقد قواه بعضهم لكن الأكثر على تضعيفه، وقد ذكره النسائي والعقيلي وابن حبان والدارقطني في "الضعفاء". وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: إنّ سالما الخياط روى عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة. قال: هذا ما يبين ضعف سالم" المراسيل ص 36 وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويزيد فيها ما ليس منها ويجعل روايات الحسن عن أبي هريرة سماعا، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا، لا يحل الاحتجاج به" المجروحين 1/ 342 وزهير بن محمَّد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة وهذه منها فإنّ عمرو بن أبي سلمة هو التِّنِّيسي أبو حفص الدمشقي وهو مختلف فيه، وتُكُلِّم في روايته عن زهير بن محمَّد. قال أحمد: روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير. وقال النسائي: عنده عن زهير مناكير. ¬

_ (¬1) قال البوصيرى فى "مصباح الزجاجة" (1/ 49): إسناده ضعيف"

وأما حديث أبو هريرة: فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2009) وفي "الأوسط" (7432) من طريق عدي بن الفضل البصري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان فإنّ الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حُصَاص". قال الطبراني: لم يروه عن سهيل إلا عدي" وقال الهيثمي: وفيه عدي بن الفضل وهو متروك" المجمع 10/ 134 (¬1) وأما حديث سعد فأخرجه الدورقي في "مسند سعد" (119) والبزار (1247) عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط والبزار (1246) عن عبد السلام بن حرب الكوفي وابن عدي (7/ 2609) عن يعقوب بن إسحاق الأنصاري ثلاثتهم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن سعد قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تغولت لنا الغُوْل أو إذا رأينا الغول ننادي بالأذان" وفي لفظ "أُمرنا إذا رأينا الغول أنْ ننادي بالصلاة" ورواه عامر بن صالح بن رستم الخزاز عن يونس عن الحسن أنّ عمر بعث رجلا إلى سعد بن أبي وقاص، فلما كان ببعض الطريق، عرضت له الغول، فلما قدم على سعد قصّ عليه القصة فقال: ألم أقل لكم أنا كنا إذا تغولت لنا الغول أنْ ننادي بالأذان، فلما رجع إلى عمر، فبلغ قريبا من ذلك المكان عرض له يسير معه، فذكر ما قال له سعد فنادى بالأذان، فذهب عنه فإذا سكت عرض له، فإذا أذّن ذهب عنه. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 104) ولم ينفرد يونس به بل تابعه عمرو بن عبيد عن الحسن عن سعد مرفوعا "إذا تغولت الغُول فأذنوا بالصلاة" أخرجه ابن عدي (5/ 1760) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع الحسن من سعد شيئا" ¬

_ (¬1) انظر الضعيفة 3/ 278

وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب" المجمع 10/ 134 قلت: لم يسمع الحسن من سعد لأنّ سعدا ممن شهد بدرًا، والحسن لم يسمع أحدا من البدريين كما قال أبو زرعة الرازي (المراسيل ص 31 و 32) والحديث أخرجه عبد الرزاق (9252) عن ابن جُريج قال: حُدثت عن سعد بن أبي وقاص رفعه "إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا" وإسناده منقطع. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (5/ 1684 - 1685) من طريق عمر بن صُبْح عن مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "السفر قطعة من العذاب، وانه ليس له دواء إلا سرعة السير، فإذا سافرتم فأسرعوا السير، وعليكم بالدلجة فإنّ الأرض تُطوى بالليل، فإذا عرستم فلا تعرسوا على الطريق فإنها ممر الجن ومنتاب السباع ومأوي الحيات، فإذا تغولت لكم الغيلان فبادروا بالأذان، وإذا ضللتم الطريق فخذوا يمينه، وإذا أعيى أحدكم فليخب" وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد بعض متنه لا يعرف إلا من طريق عمر بن صبح عن مقاتل" قلت: وعمر بن صبح اتهمه ابن حبان وغيره بالوضع. 210 - "إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع أهل السماء بذلك صعقوا وخرّوا سجدوا، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهي على الملائكة كلما مرّ بسماء سأله أهلها: ماذا قال ربنا؟ قال: الحق. فينتهي به حيث أمر" قال الحافظ: في حديث النَّوَّاس بن سَمعان عند الطبراني مرفوعا: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: ووقع في حديث النواس بن سمعان عند ابن أبي حاتم: فذكره" (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (515) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (216) ¬

_ (¬1) 10/ 157 (كتاب التفسير- سورة سبأ- باب حتى إذا فزع عن قلوبهم) (¬2) 17/ 234 و 236 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له)

وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 348) وابن جرير في "تفسيره" (22/ 91) والحكيم الترمذي في "الرد على المعطلة" (ق 85 - 86) (¬1) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 537) وابن الأعرابي (ق 87/ ب) والآجري في "الشريعة" (668) وأبو الشيخ في "العظمة" (163) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 152 - 153) والبيهقي في "الأسماء" (ص 263 - 264) والبغوي في "تفسيره" (5/ 290 - 291) من طرق عن نُعيم بن حماد المروزي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الله بن أبي زكريا عن رجاء بن حَيْوة عن النواس بن سمعان مرفوعا "إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم بالوحي، فإذا تكلم، أخذت السموات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفا من الله، فإذا سمع بذلك أهل السموات، صعقوا، وخرّوا لله سجودا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فيمضي به جبريل على الملائكة كلما مرّ بسماء، سماء، سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم كما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله من السماء والأرض" قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالشام عن الوليد بن مسلم" وقال أبو زرعة الدمشقي: عرضت على دُحيم الحديث الذي حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان مرفوعا "إذا تكلم الله بالوحي" فقال دحيم: لا أصل له" التاريخ ص 318 وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الله بن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة، لم يروه عنه إلا عبد الرحمن بن يزيد" قلت: ونعيم بن حماد مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون. ولم ينفرد به بل تابعه عمرو بن مالك الرَّاسِبِي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (162) والراسبي قال أبو حاتم: لم يكن صدوقا، وترك التحديث عنه هو وأبو زرعة، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث وسمعت أبا يعلى يقول: كان ضعيفا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويخطئ. وتابعه إبراهيم بن موسى الطَرَسوسي عن الوليد بن مسلم به. ¬

_ (¬1) ذكره محقق كتاب العظمة.

أخرجه الحكيم الترمذي في "الرد على المعطلة" (ق 86/ 1) وإبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات". 211 - "إذا تكلم الله بالوحي يسمع أهل السموات صَلْصَلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون ويرون أنه من أمر الساعة وقرأ {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} [سَبَأ: 23] الآية" قال الحافظ: وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وأصله عند أبي داود وغيره وعلقه المصنف موقوفا" (¬1) موقوف صحيح أخرجه أبو داود (4738) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 350) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح" (17/ 233) وابن حبان (37) والآجري في "الشريعة" (669) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 2/ 322 - 323) واللالكائي في "السنة" (547) والبيهقي في "الأسماء" (ص 262 و 263) والخطيب في "التاريخ" (11/ 392 - 393) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (424) عن علي بن الحسين بن إبراهيم وهو ابن إِشْكَاب وأبو داود (4738) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (110) عن أحمد بن أبي سريج الرازي وأبو داود (4738) عن علي بن مسلم الطوسي واللالكائي (548) عن الحسن بن محمَّد بن الصباح الزعفراني وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 1/ 236 - 239) عن علي بن حرب الطائي و (2/ 322 - 323) عن محمَّد بن عبد الله المخرمي ¬

_ (¬1) 10/ 157 (كتاب التفسير- سورة سبأ- باب حتى إذا فزع عن قلوبهم)

قالوا: ثنا أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا "إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كجرّ السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا أتاهم جبريل فُزِّع عن قلوبهم فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ قال: يقول الحق، قال: فينادون الحق الحق". قال ابن أبي حاتم: هكذا حدّث به أبو معاوية مسندا، ووجدته بالكوفة موقوفا" قلت: اختلف فيه على أبي معاوية، فرواه من تقدم ذكره عنه عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا، وخالفهم جماعة رووه عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود موقوفا، منهم: 1 - أحمد بن حنبل. أخرجه عبد الله (¬1) بن أحمد في "السنة" (537) وعنه أبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (6) 2 و 3 - أبو موسى محمَّد بن المثنى وسَلم بن جُنادة الكوفي. أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 351) 4 - سعدان بن نصر البغدادي. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 262) والخطيب في "التاريخ" (11/ 393) قال الدارقطني في "العلل" (5/ 243): الموقوف هو المحفوظ" وقال الخطيب: رواه ابن اشكاب وغيره مرفوعا، ورواه أصحاب أبي معاوية عنه موقوفا، وهو المحفوظ من حديثه" قلت: وهو كما قالا فقد رواه جماعة عن الأعمش كذلك، منهم: 1 - شعبة. أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (308) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 351 - 352) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح" (17/ 233) واللالكائي في "السنة" (549) ¬

_ (¬1) رواه إسحاق بن أحمد الكاذي عن عبد الله بن أحمد فرفعه. أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 1/ 237 - 239)

2 - وكيع (¬1). أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (217) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 354) 3 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه عبد الله بن أحمد في: "السنة" (537) وعنه أبو بكر النجاد (6) 4 - عبد الله بن نُمير. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (537) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 353 - 354) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح" (17/ 233) وأبو بكر النجاد (6) 5 - عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (536) وعنه أبو بكر النجاد (5) 6 - سفيان الثوري. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (144) 7 - أبو حمزة محمَّد بن ميمون السكري. أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (465) 8 - حفص بن غَياث الكوفي. أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (466) وفيه تصريح الأعمش بالتحديث من مسلم بن صبيح، وإسناده صحيح رجاله ثقات (¬2). ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه منصور بن المعتمر عن مسلم بن صبيح به. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (22/ 90) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 353) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح" (17/ 233) من طرق عن منصور به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) رواه محمَّد بن إسماعيل البختري الحساني عن وكيع فرفعه. أخرجه ابن بطة (الرد على الجهمية 1/ 237 - 239) (¬2) وخالفهم محاضر بن المورع الكوفي فرواه عن الأعمش مرفوعا. أخرجه ابن بطة (1/ 236 - 239)

والحديث علقه البخاري في "صحيحه" (الفتح 17/ 233) وبصيغة الجزم قال: وقال مسروق عن ابن مسعود فذكره. ولم ينفرد مسلم بن صبيح به بل تابعه أبو مالك غزوان الغفاري عن مسروق عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (218) ثنا إسحاق أنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن السُّدِّي عن أبي مالك به. وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير السدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن فهو مختلف فيه، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف"، وإسحاق هو ابن راهويه. طريق أخرى: يرويها إبراهيم النخعي عن ابن مسعود بنحوه. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (22/ 90) وإبراهيم لم يلق ابن مسعود. 212 - "إذا تمت للنطفة أربعة أشهر بعث الله إليها ملكا فنفخ فيها الروح، فذلك قوله {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14] " قال الحافظ: ووقع في حديث عليّ عند ابن أبي حاتم: فذكره، وسنده منقطع" (¬1) قلت: هو عن عليّ قوله كما في "الدر المنثور" (6/ 93) 213 - "إذا تمنّي أحدكم فلينظر ما يتمنّى، فإنه لا يدري ما يُعطى" قال الحافظ: أورد البخاري في كتاب "الأدب" في هذه الترجمة حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وهو عنده من رواية عمر بن أبي سلمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وليس على شرطه فلم يعرج عليه في الصحيح" (¬2) أخرجه أحمد (2/ 357 و 387) والبخاري في "الأدب المفرد" (794) وابن أبي الدنيا في "المتمنين" (151) وأبو يعلى (5907) وابن عدي (5/ 1697) والقضاعي في "مسند الشهاب" (768) والبيهقي في "الشعب" (6889 و 6890) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (157) من طرق عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي (¬3) عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. واللفظ للبخاري ¬

_ (¬1) 14/ 286 (كتاب القدر- باب في القدر) (¬2) 16/ 350 (كتاب التمني- باب ما يكره من التمني) (¬3) أخرجه الطيالسي (ص 307) عن أبي عوانة به، وقال في روايته "إذا تمنى أحدكم الموت ... "

ولفظ أحمد وابن عدي "إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى، فإنّه لا يدري ما يُكتب له من أمنيته" قال ابن عدي: هذا الحديث لا بأس به، وعمر بن أبي سلمة متماسك الحديث لا بأس به" وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 151 قلت: إلا عمر بن أبي سلمة وهو ابن عبد الرحمن بن عوف فلم يحتج به الشيخان، وإنما أورد له البخاري حديثا واحدا معلقا ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمته، وهو من الرواة المختلف فيهم، مشاه جماعة، وضعفه آخرون، وقال الحافظ فيه في "التقريب": صدوق يخطئ، وقال في "الفتح" (¬1): صدوق فيه ضعف، وقال أيضا: حديثه حسن. 214 - "إذا تناجي اثنان فلا يدخل معهما غيرهما حتى يستأذنهما" قال الحافظ: وقد أخرج المصنف في "الأدب المفرد" من رواية سعيد المَقْبُري قال: مررت على ابن عمر ومعه رجل يتحدث، فقمت إليهما، فلطم صدري وقال: إذا وجدت اثنين يتحدثان فلا تقم معهما حتى تستأذنهما. زاد أحمد في روايته من وجه آخر عن سعيد: وقال: أما سمعت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) موقوف صحيح وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه سعيد المقبري واختلف عنه في رفعه ووقفه: - فرواه عبد الله بن عمر العمري عن المقبري عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه أحمد (2/ 114) عن سريج بن النعمان الجوهري و (2/ 138) عن نوح بن ميمون العجلي كلاهما عن العُمَرِي عن المقبري قال: جلست إلى ابن عمر ومعه رجل يحدثه، فدخلت معهما، فضرب بيده صدري، وقال: أما علمت أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما"؟. ¬

_ (¬1) تجريد أسماء الرواة ص 102 (¬2) 13/ 327 (كتاب الاستئذان- باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة)

وعبد الله العمري مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وخالفه أخوه عبيد الله بن عمر العمري فرواه عن المقبري عن ابن عمر موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 581) عن عَبدة بن سليمان الكلابي عن عبيد الله عن المقبري قال: رأيت ابن عمر وهو يناجي رجلا، فأدخلت رأسي بينهما، فضرب ابن عمر صدري وقال: إذا رأيت اثنين يتناجيان فلا تدخل بينهما إلا بإذنهما. وأخرجه الخرائطي في "المساوئ" (541) عن عمر بن شبة ثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر أني سعيد المقبري به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد عبيد الله به بل تابعه داود بن قيس الفَرَّاء قال: سمعت سعيد المقبري يقول: فذكره. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1166) قال: ثنا محمَّد أنا عبد الله أنا داود بن قيس به. ومحمد أظنه ابن مقاتل، وعبد الله أظنه ابن المبارك، ثقتان، وكذا داود بن قيس. الثاني: يرويه نافع قال: كان ابن عمر يكلم رجلا، فجاء رجل فدخل بينهما، فضرب صدره، ثم قال: إذا رأيت رجلين يتناجيان فلا تدخل بينهما حتى تستأذن. أخرجه الخرائطي (542) عن سعدان بن يزيد البزاز ثنا عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز عن نافع به. سعدان بن يزيد قال أبو حاتم وابنه: صدوق، وعبد العزيز أظنه ابن أبي رَوَّاد ليس به بأس، وعبيد الله ونافع ثقتان. 215 - حديث كعب بن عُجرة "إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكنّ يديه فإنه في صلاة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وفي إسناده اختلاف ضعفه بعضهم بسببه، وروى ابن أبي شيبة من وجه آخر بلفظ "إذا صلي أحدكم فلا يشبكن بين أصابعه فإنّ التشبيك من الشيطان، وإنّ أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد حتى يخرج منه" وفي إسناده ضعيف ومجهول" (¬1) ¬

_ (¬1) 2/ 112 (كتاب الصلاة- باب تشبيك الأصابع فى المسجد)

هما حديثان ذكرهما الحافظ، الأول: حديث كعب بن عجرة، والثاني: حديث أبي سعيد الخدري. فأما حديث كعب بن عجرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد المَقْبُري واختلف عنه: - فرواه محمَّد بن عجلان المدني واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن عجلان ثني المقبري عن كعب مرفوعا "إذا توضأت ثم خرجت عامدا إلى المسجد فلا تشبكنّ بين أصابعك فإنك في صلاة" وفي لفظ "إذا توضأت فأحسنت وضوءك ثم" أخرجه عبد الرزاق (3334) والدارمي (1412) والبخاري في "الكنى" (ص 17) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (360 و 361) والطبراني في "الكبير" (19/ 152 - 153) عن سفيان الثوري وأحمد (4/ 242) عن قُرّان بن تمام أبي تمام الأسدي وابن خزيمة (444) عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر (¬1) والطبراني في "الكبير" (19/ 153) عن خالد بن الحارث البصري كلهم عن ابن عجلان به. ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن ابن عجلان عن المقبري عن كعب قال: دخل علىّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد وقد شبكت بين أصابعي فقال لي: "يا كعب إذا كنت في المسجد فلا تشبك بين أصابعك، فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة" أخرجه أحمد (4/ 243 - 244) عن يزيد بن هارون أنا شريك به. ¬

_ (¬1) ورواه أبو خالد الأحمر أيضا عن ابن عجلان عن يزيد بن خصيفة عن سعيد بن المسيب مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة فى "مصنفه" (2/ 75)

ورواه أبو بكر بن عياش عن ابن عجلان عن المقبري عن كعب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا قد شبك أصابعه في الصلاة، ففرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصابعه. أخرجه ابن ماجه (967) • وقال الليث بن سعد: عن ابن عجلان عن المقبري عن رجل عن كعب. أخرجه الترمذي (386) والطوسي (362) • وقال سفيان بن عيينة: عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط وابن عجلان عن رجل من آل كعب بن عجرة عن كعب مرفوعا "يا كعب إذا خرجت من منزلك تريد الصلاة فلا تشبك بين أصابعك" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 153) • ورواه ابن جريج عن ابن عجلان واختلف عنه: فرواه محمَّد بن بكر البُرْساني عن ابن جريج أني ابن عجلان عن المقبري عن بعض بني كعب بن عجرة عن كعب. أخرجه أحمد (4/ 242) ورواه عبد الرزاق (3333) عن ابن جريج فلم يذكر كعبا (¬1). • وقال يحيى بن سعيد القطان: عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لكعب بن عجرة "إذا توضأت ثم دخلت المسجد فلا تشبكنّ بين أصابعك" أخرجه ابن خزيمة (440) وابن حبان (2149) والحاكم (1/ 206 - 207) وقال: صحيح على شرط مسلم" وتابعه أيوب السَّخْتِياني عن ابن عجلان به. رواه نصر بن طريف عن أيوب كما في "العلل" للدارقطني (11/ 137) ونصر متروك الحديث. ¬

_ (¬1) ورواه عبد الرزاق (3332) أيضا عن ابن جريج أني ابن عجلان عن المقبري عن رجل مصدق أنه سمع أبا هريرة رفعه "إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم خرج يريد الصلاة، فلا يزال في صلاته حتى يرجع، فلا تقولوا: هكذا، ثم شبك في الأصابع، إحدى أصابع يديه في الأخرى" ورواه عبد الرزاق (3335) أيضا عن ابن جريج عن ابن عجلان عن سعيد بن المسيب مرسلا.

• وقال عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي: عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا توضأ أحدكم للصلاة فلا يشبك بين أصابعه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (842) من طريق عَتيق بن يعقوب الزبيري ثنا الدراوردي به. وقال: لم يروه بهذا السند إلا الدراوردي (¬1)، ورواه الناس عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن كعب بن عجرة" وقال الهيثمي: وفيه عتيق بن يعقوب ولم أر من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 240 قلت: عتيق ذكره الحافظ في "اللسان" وحكى توثيقه عن الدارقطني وابن حبان. • وقال الحسن بن عُمَارة: عن ابن عجلان عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن كعب. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 392) والحسن بن عمارة قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث. وهذا الاختلاف إنما هو من ابن عجلان. قال ابن خزيمة: وأما ابن عجلان فقد وهم في الإسناد وخلط فيه، فمرّة يقول: عن أبي هريرة، ومرّة يرسله، ومرّة يقول: عن سعيد عن كعب" ورجح الدارقطني قول يحيى القطان. فقال في "العلل" (11/ 137): وقول يحيى القطان عن ابن عجلان أشبهها بالصواب" - ورواه ابن أبي ذئب عن المقبري واختلف عنه: • فقال حجاج بن محمَّد المِصيصي: أنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جده عن كعب مرفوعا "لا يتطهر رجل في بيته ثم يخرج لا يريد إلا الصلاة إلا كان في صلاة حتى يقضي صلاته، ولا يخالف أحدكم بين أصابع يديه في الصلاة" ¬

_ (¬1) رواه شريك بن عبد الله القاضي عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ "إذا كنت في المسجد فلا تجعل أصابعك هكذا -يعني شبكها-" أخرجه الحاكم (1/ 207) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي ثنا شريك به. وقال: رواه شريك بن عبد الله عن ابن عجلان فوهم في إسناده" وقال الترمذي: حديث شريك غير محفوظ"

أخرجه أحمد (4/ 242) عن حجاج بن محمَّد به. وتابعه محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب به. أخرجه ابن خزيمة (443) • ورواه أبو داود الطيالسي (ص 143) عن ابن أبي ذئب فلم يذكر عن جده، وقال: عن مولى لبني سالم. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 230) وتابعه شَبَابة بن سَوَّار المدائني عن ابن أبي ذئب به، إلا أنّه قال: عن رجل من بني سالم. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (511) - وقال أبو معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي: عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جده عن كعب. أخرجه عبد الرزاق (3331) والطبراني في "الكبير" (19/ 153 - 154) وأبو معشر قال ابن معين وغير واحد: ضعيف. - ورواه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سعد بن إسحاق عن المقبري عن أبي ثُمامة الحنّاط عن كعب، منهم: 1 - أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي. أخرجه ابن خزيمة (442) والطبراني في "الكبير" (19/ 152) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 19) 2 - أبو خالد سليمان بن حيّان الأحمر. أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 75) 3 - عيسى بن يونس. قاله البيهقي. • ورواه داود بن قيس الفَراء عن سعد بن إسحاق فلم يذكر المقبري. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (443) عن داود به.

ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (441) والبيهقي في "معرفة السنن" (6608) وأخرجه أحمد (4/ 241) والبخاري في "الكنى" (ص 17) وعبد بن حميد (369) والدارمي (1411) وأبو داود (562) وابن الأعرابي (ق 141 - 142) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 371) وابن حبان (2036) والطبراني في "الكبير" (19/ 151 - 152) والبيهقي (3/ 230) والبغوي في "شرح السنة" (475) والمزي (33/ 176 و 176 - 177) من طرق عن داود بن قيس به. ورواه خالد بن نزار الأيلي عن داود بن قيس فلم يذكر سعد بن إسحاق. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2825) • وقال داود بن عطاء المدني: عن سعد بن إسحاق عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يتطهر رجل في بيته ثم يخرج إلا كان في صلاة حتى يصلي صلاته، فلا يشبك أحدكم بين أصابعه وهو في الصلاة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 146 - 147) وداود بن عطاء ضعفه أبو حاتم والنسائي وغيرهما. قال ابن خزيمة: يشبه أن يكون الصحيح ما رواه أنس بن عياض لأنّ داود بن قيس أسقط من الإسناد أبا سعيد المقبري فقال: عن سعد بن إسحاق عن أبي ثمامة ... وداود بن قيس وأنس بن عياض جميعا قد اتفقا على أنّ الخبر إنما هو عن أبي ثمامة" - وقال الضحاك بن عثمان القرشي: عن المقبري عن أبي ثمامة عن كعب. أخرجه البيهقي (3/ 230) من طريق حفص بن غياث الكوفي عن الضحاك بن عثمان به. قال الذهبي في "المهذب" (3/ 205): رواه جماعة عن المقبري عن أبي ثمامة وهو مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث وفيه نكارة" وقال في "الميزان": أبو ثمامة لا يعرف، وخبره منكر" وقال الدارقطني: لا يعرف، يترك" سؤالات البرقاني وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. - وقال إسماعيل بن أمية القرشي: عن المقبري عن أبي هريرة.

أخرجه الدارمي (1413) وابن خزيمة (446) عن محمَّد بن مسلم الطائفي. وابن خزيمة (439 و 447) والحاكم (1/ 206) عن عبد الوارث بن سعيد البصري كلاهما عن إسماعيل بن أمية به. ورواه يحيى بن سليم الطائفي والحارث بن عبيدة عن إسماعيل أيضا كما في علل الدارقطني (11/ 137) (¬1) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" الثاني: يرويه الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا كعب، إذا توضأت فأحسنت الوضوء ثم خرجت إلى المسجد فلا تشبكنّ بين أصابعك فإنك في صلاة" أخرجه البيهقي (3/ 230 - 231) من طريق الحسن بن علي الرقي ثنا عمرو بن قُسَيط ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم به. وقال: هذا إسناد صحيح إن كان الحسن بن علي الرقي هذا حفظه، ولم أجد له فيما رواه من ذلك بعد متابعا" قلت: وهو ضعيف كما قال الدارقطني، وعمرو بن قسيط الرقي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وتابعه سليمان بن عبيد الله الرقي عن عبيد الله بن عمرو به. أخرجه ابن الأعرابي (ق 200/ أ) عن أبي أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي وابن حبان (2150) عن محمَّد بن معدان الحرّاني قالا: ثنا سليمان بن عبيد الله به. ¬

_ (¬1) ورواه روح بن القاسم البصري عن إسماعيل عن المقبري عن شيخ عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (11/ 138)

وسليمان بن عبيد الله مختلف فيه، وثقه ابن حبان ومحمد بن علي بن ميمون، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 75) وأحمد (3/ 54) عن وكيع عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب عن عمه عن مولى لأبي سعيد الخدري أنّه كان مع أبي سعيد وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد فرأى رجلا جالسا وسط المسجد مشبكا أصابعه يحدث نفسه، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يفطن، فالتفت إلى أبي سعيد فقال: "إذا صلى أحدكم فلا يشبكنّ بين أصابعه فإنّ التشبيك من الشيطان، وإنّ أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد حتى يخرج منه". وأخرجه أحمد (3/ 42 - 43) عن أبي أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري ثنا عبيد الله بن عبد الله بن موهب ثني عمي، يعني عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن مولى لأبي سعيد به. والأول أصح. قال الحافظ: سنده لا بأس به" الفتح 13/ 307 وقال المنذري والهيثمي: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 1/ 204 - المجمع 2/ 25 قلت: عبيد الله بن عبد الرحمن مختلف فيه، وعمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب قال الذهبي في "الديوان": مجهول. 216 - "إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله له حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عنه سيئة، فإنْ أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له، فإنْ أتى وقد صلوا بعضا وبقي بعض قضي ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك، وإنْ أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك" قال الحافظ: ولأبي داود من طريق سعيد بن المسيب عن رجل من الأنصار مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (563) وابن شاهين في "الترغيب" (60) والبيهقي (3/ 69) وفي "الشعب" (2633) والمزي في "تهذيب الكمال" (28/ 239) من طرق عن أبي عَوَانة ¬

_ (¬1) 2/ 258 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة وليأتها بالسكينة)

الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن يعلي بن عطاء عن مَعْبَد بن هُرْمُز عن سعيد بن المسيب عن رجل من الأنصار به. قال الذهبي في "المهذب" (3/ 41): قلت: معبد مجهول" وكذا قال في "الديوان"، وقال في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه يعلي بن عطاء" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا يعلي بن عطاء، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف روى عنه غير يعلي بن عطاء، ولا يعرف حاله (الوهم والإيهام 4/ 143) وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 217 - حديث جابر رفعه "إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي، وله شاهد من حديث أنس عند أبي يعلى" (¬1) حسن أخرجه أحمد (3/ 324 و 379 - 380) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي و (3/ 379 - 380) وأبو يعلى (2212) عن يزيد بن هارون وابن أبي شيبة (8/ 590) وأبو داود (4868) والعسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد" (ص 37) عن يحيى بن آدم الكوفي والترمذي (1959) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (402) عن عبد الله بن المبارك والطحاوي في "المشكل" (3386) عن عبد الله بن وهب ¬

_ (¬1) 13/ 325 (كتاب الإستئذان- باب حفظ السر)

و (3387) والطبراني في "الأوسط" (2479) والبيهقي (10/ 247) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي وأبو الشيخ كما في "المقاصد" (ص 37) ومن طريقه المزي في "التهذيب" (17/ 287) عن عاصم بن علي الواسطي والخرائطي في "المكارم" (2/ 700) وفي "اعتلال القلوب" (ص 299) عن عبيد الله بن موسى الكوفي كلهم عن ابن أبي ذئب أخبرني عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عَتيك عن جابر بن عبد الله به مرفوعا. وخالفهم (¬1) الطيالسي فرواه في "مسنده" (ص 242 - 243) عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن عمرو بن عطاء عن عبد الملك بن جابر عن أبيه به. كذا قال: عن عبد الملك بن جابر عن أبيه، وكذا هو في "مسند البزار" كما في "المقاصد". قال البزار: وهذا عندي غير عبد الملك بن جابر بن عتيك، ولا نعلم روى عن جابر غير هذا الحديث" قلت: ذكر السخاوي في "المقاصد" أنّ الطيالسي رواه كما رواه الجمهور عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر، وكذا أخرجه البيهقي (10/ 247) من طريقه، والذي في "مسنده" كما ذكرت عن عبد الملك بن جابر عن أبيه فالله أعلم. ورواية الجمهور أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي ذئب" قلت: تابعه سليمان بن بلال المدني عن عبد الرحمن بن عطاء أنّ عبد الملك بن جابر بن عتيك أخبره عن جابر بن عبد الله رفعه "إذا حدّث الإنسان حديثا والمحدث يلتفت حوله فهو أمانة" ¬

_ (¬1) وخالفهم أيضا قبيصة بن عقبة الكونى فرواه عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الله بن عبيد عن جابر. أخرجه أبو بكر الأبهري في "الفوائد" (21)

أخرجه أحمد (3/ 352) والطحاوي في "المشكل" (3388) والبيهقي في "الآداب" (133) وفي "الشعب" (10679) والمزي في "التهذيب" (17/ 287 - 288) من طرق عن سليمان بن بلال به (¬1). وإسناده حسن، سليمان وعبد الملك ثقتان، وعبد الرحمن بن عطاء القرشي مختلف فيه: وثقه النسائي وغيره، وضعفه البخاري، ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وعبد الملك سمع جابر بن عبد الله كما قال البخاري في "الكبير" وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "إذا حدّث الرجل ثم التفت فهي أمانة" أخرجه أبو يعلى (4158) عن جُبَارة بن مُغَلِّس ثني حفص بن صبيح الشيباني عن مالك بن دينار عن أنس به. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مغلس وهو ضعيف جدا، وقال ابن نمير: صدوق، وبقية رجال ثقات" المجمع 8/ 98 وقال السخاوي: سنده ضعيف" المقاصد ص 38 218 - "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه عبد الرزاق (20059) وأحمد (4/ 136) وأبو داود (3644) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 380) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2121) والدولابي في "الكنى" (1/ 58) والطحاوي في "المشكل" (5197 و 5198) وابن حبان (6257) والطبراني في "الكبير" (22/ 349 و 350 و 351) وابن منده وابن السكن والحارث بن أبي أسامة كما في "الإصابة" (11/ 56) وأبو نعيم في "الصحابة" (7033 و 7034) والبيهقي (2/ 10) والخطيب في "الجامع" (1346) والبغوي في "شرح السنة" (124) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 315) والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 354) من طرق عن الزهري ثني نَمْلة بن أبي نملة أنّ أباه أبا نملة الأنصاري حدّثه أنّه بينا هو جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل من اليهود، ومُرَّ بجنازة، فقال: يا محمَّد هل تتكلم هذه الجنازة؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الله أعلم" قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا حدثكم أهل الكتاب ¬

_ (¬1) ورواه موسي بن داود الضبي عن سليمان بن بلال فقال فيه: عن ابني جابر عن جابر. أخرجه أحمد (3/ 394) (¬2) 7/ 309 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإنْ كان حقا لم تكذبوهم، وإنْ كان باطلا لم تصدقوهم". ورواه الحارث بن عبيدة الحمصي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة رفعه "إذا حدّثكم أهل الكتاب حديثا فقولوا: آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله" أخرجه الحاكم (3/ 358 - 359) والحارث قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: ضعيف. والأول أصح. ونملة بن أبي نملة ذكره ابن حبان في "الثقات" وروى عنه جماعة. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وللحديث شاهد عن أبي هريرة أخرجه البخاري (فتح 9/ 237 و 17/ 101) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [العنكبوت: 46] الآية. 219 - "إذا حُشِرَ الناس قاموا أربعين عاما شاخصة أبصارهم إلى السماء لا يكلمهم والشمس على رؤوسهم حتى يُلْجِمَ العرق كل برّ منهم وفاجر" قال الحافظ: ووقع في حديث ابن مسعود عند البيهقي في "البعث" وأصله في النسائي: فذكره. وقال: ووقع في حديث ابن مسعود "ثم ينادي مناد من السماء: أيها الناس: أليس عدل من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم ثم توليتم غيره أنْ يولى كلّ عبد منكم ما كان تولى؟ قال: فيقولون: بلى. ثم يقول: لتنطلق كل أمة إلى من كانت تعبد". وقال: وقع في حديث ابن مسعود "فيتمثل لهم ما كانوا يعبدون فينطلقون" وقال: وفي حديث ابن مسعود "فيقولون: إنْ اعترف لنا عرفناه، قال: فيكشف عن ساق فيقعون سجودا، وتبقى أصلاب المنافقين كأنها صياصي البقر" وقال: ووقع في حديث ابن مسعود "ثم يقال للمسلمين: ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم" وفي لفظ "فيعطون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل ودون ذلك، ومثل النخلة ودون ذلك حتى يكون آخرهم من يعطى نوره على إبهام قدمه"

وقال. وفي حديث ابن مسعود "ثم يقال لهم: انجوا على قدر نوركم، فمنهم من يمرّ كطرف العين، ثم كالبرق، ثم كالسحاب، ثم كانقضاض الكوكب، ثم كالريح، ثم كشدّ الفرس، ثم كشدّ الرحل حتى يمرّ الرجل الذي أعطى نوره على إبهام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه، يجر بيد ويعلق يد، ويجرّ برجل ويعلق رجل، وتضرب جوانبه النار حتى يخلص" (¬1). صحيح أخرجه الطبراني في "الكبير" (9764) وابن عدي (5/ 1897) والدارقطني في "الرؤية" (160) وابن منده في "التوحيد" (533) واللالكائي في "السنة" (842) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 354) عن وَرْقاء بن عمر اليشكري والدراقطني في "الرؤية (161) والسهمي (ص 350 - 353 و 353 - 354) عن أحمد بن أبي طيبة كلاهما عن أبي طيبة عن كُرْز بن وبرة الحارثي عن نعيم بن أبي هند عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا "يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء حتى يلجمهم العرق من شدة الكرب، ثمّ ينزل الله تبارك وتعالى وتجثو الأمم فينادي مناد: يا أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم بعبادته ثم توليتم غيره وكفرتم نعمه أنْ يخلي بينكم وبين ما توليتم فيولي كلّ إنسان منكم ما تولى، قال: فينادي ألا كل ما تولى شيئا فليلزمه، قال: فينطلق من كان تولى حجرا أو عودا أو دابة فيطلبه فتفرّ منهم آلهتهم فيقولون: ما شعرنا بهذا، ويتبع اليهود والنصارى وأصحاب الملائكة الشياطين الذين أمروهم بعبادتهم فيسوقونهم حتى يلقونهم في جهنم، ويبقى أهل الإسلام فيقول لهم ربهم: ما لكم ذهب الناس وبقيتم؟ فيقولون: إنّ لنا ربا لم نره، فيقول: هل تعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون: بيننا وبينه آية إذا رأيناه عرفناه، قال: فيكشف عن ساقه فيخرّون له سجدا، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون أن يسجدوا فلا تلين ظهورهم ... " الحديث وفيه طول. قال ابن عدي: هذا الحديث لكرز بن وبرة يرويه عنه أبو طيبة وهو غير محفوظ، ¬

_ (¬1) 14/ 243 و 243 - 244 و 244 و 247 و 248 و 249 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم)

وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحا ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب ولكن لعله كان يشبّه عليه فيغلط وقد حدّث جماعة من الكبار مع ورقاء عن أبي طيبة" قلت: أبو طيبة هو عيسى بن سليمان الجرجاني ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وضعفه ابن معين كما في "الميزان". وكرز بن وبرة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ونعيم بن أبي هند وثقه النسائي وغيره. لكن خالفه المنهال بن عمرو الكوفي فرواه عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن مسروق بن الأجدع ثنا ابن مسعود رفعه "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء ... " وذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (278) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 583 - 584) والطبراني في "الكبير" (9763) والدارقطني في "الرؤية" (162) وابن منده في "التوحيد" (532) والحاكم (2/ 376 - 377 و 4/ 589 - 592) من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النَّهدي ثنا عبد السلام بن حرب ثنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني ثنا المنهال به. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين" وقال في الموضع الثاني: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات غير أنّهما لم يخرجا أبا خالد الدالاني في الصحيحين لما ذكر من انحرافه في السنة في ذكر الصحابة فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والإتقان، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وأبو خالد الدالاني فممن يجمع حديثه في أئمة أهل الكوفة" وقال الذهبي: قلت: ما أنكره حديثا على جودة إسناده، وأبو خالد شيعي منحرف" وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طرق رجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة" المجمع 10/ 343 قلت: هو مختلف فيه وقد توبع. فأخرج عبد الله بن أحمد في "السنة" (1203) والهيثم بن كليب (410) والطبراني في "الكبير" (9/ 417) والدارقطني في "الرؤية" (163) وابن منده في "الإيمان" (2/ 820) وفي

"التوحيد" (531) والبيهقي في "البعث" (434) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (925) والذهبي (¬1) في "العلو" (201) من طريق إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني أبي أحمد قال: ثنا محمَّد بن سلمة الحرّاني عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو به. قال ابن منده: وهذا إسناد صحيح أخرجه النسائي (¬2) " قلت: وهو كما قال، وأبو عبد الرحيم هو خالد بن يزيد ويقال ابن أبي يزيد الحرّاني. وتابعه يزيد بن سنان الرُّهاوي عن زيد بن أبي أنيسة به. أخرجه ابن نصر (280) والحديث اختلف فيه على المنهال بن عمرو: • فقيل: عن المنهال عن قيس بن سكن وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن ابن مسعود مرفوعا، ليس فيه مسروقا. أخرجه الآجري في "الشريعة" (610) من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور عن المنهال به. وعبد الأعلى متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. • ورواه الأعمش عن المنهال واختلف عنه: فقال شَريك بن عبد الله القاضي: عن الأعمش عن المنهال عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (30/ 93) وشريك مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره. وقال أبو بكر بن عياش: عن الأعمش عن المنهال عن قيس بن سكن قال: حدّث عبد الله وهو عند عمر قال: إذا كان يوم القيامة يقوم الناس بين يدي رب العالمين أربعين عاما شاخصة أبصارهم إلى السماء حفاة عراة يلجمهم العرق أخرجه ابن جرير (30/ 93) ¬

_ (¬1) وقال: إسناده حسن" (¬2) وكذا ذكر المزي الحديث في "التحفة" (7/ 166) ونسبه للنسائي عن إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة وذكر طرفا من الحديث.

وتابعه أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير عن الأعمش ببعضه. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 108) ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن الأعمش فقال فيه: عن أبي عبيدة وقيس بن السكن. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (1066) والدارقطني في "الرؤية" (164) وتابعه: 1 - جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به. أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4534) وعنه ابن نصر (281) 2 - زائدة بن قدامة الكوفي عن الأعمش به. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (279) قال الحافظ: هذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات" وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 10/ 574 وقال الدارقطني في "العلل" (5/ 244): والصحيح حديث أبي خالد الدالاني وزيد بن أبي أنيسة عن المنهال عن أبي عبيدة عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا. 220 - "إذا حضر العَشاء والعِشاء فابدءوا بالعَشاء" قال الحافظ: ما يقع في بعض كتب الفقه: فذكره، لا أصل له في كتب الحديث بهذا اللفظ، كذا في شرح الترمذي لشيخنا أبي الفضل، لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين أنّ ابن أبي شيبة أخرج عن إسماعيل وهو ابن علية عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن رافع عن أم سلمة مرفوعا "إذا حضر العَشاء وحضرت العِشاء فابدءوا بالعَشاء" فإن كان ضبطه فذاك وإلا فقد رواه أحمد في "مسنده" عن إسماعيل بلفظ "حضرت الصلاة" ثمّ راجعت مصنف ابن أبي شيبة فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 420) وأحمد (6/ 291) وأبو يعلى (6993) والطبراني في "الكبير" (23/ 297) عن إسماعيل بن عُلية ¬

_ (¬1) 2/ 303 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة)

وأحمد (6/ 303) عن إبراهيم بن سعد المدني و (6/ 314) عن يزيد بن هارون الواسطي والطبراني في "الكبير" (23/ 297) عن يزيد بن زُرَيْع البصري كلهم عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن رافع قال: سمعت أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا حضر العَشاء وحضرت الصلاة فابدءوا بالعَشاء" قال الهيثمي: رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض" المجمع 2/ 46 قلت: ابن إسحاق مختلف فيه وحديثه في مرتبة الحسن، والباقون ثقات فالإسناد حسن. وفي الباب عن سلمة بن الأكوع وعن أنس وعن ابن عمر وعن عائشة فأما حديث سلمة بن الأكوع فأخرجه أحمد (4/ 49 و 54) والطبراني في "الكبير" (6250) وفي "الأوسط" (868) وابن عدي (1/ 345) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 83) والخطيب في "التاريخ" (8/ 147) من طرق عن أيوب بن عتبة اليمامي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه مرفوعا "إذا حضر العَشاء وحضرت الصلاة فابدءوا بالعَشاء" وفي لفظ "إذا حضر العشاء والصلاة فابدءوا بالعشاء" وفي لفظ "إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أيوب" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وابن المديني وغيرهما. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس مرفوعا "إذا حضرت الصلاة والعشاء فابدءوا بالعشاء" أخرجه البيهقي (3/ 72) وأخرجه مسلم بلفظ "إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء"

الثاني: يرويه بحر السقاء ثنا حماد بن أبي سليمان عن أنس مرفوعا "إذا حضرت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء" أخرجه ابن عدي (2/ 486) وبحر ضعيف. الثالث: يرويه حميد عن أنس مرفوعا "إذا حضرت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء" أخرجه ابن الأعرابي (ق 244 - 245) وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 46/ أ) وابن عدي (3/ 1157) وتمام (1298، ق 89/ أ) من طريق سلام بن سليمان المدائني ثنا وَرْقاء بن عمر عن ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إذا حضر الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء" واللفظ لابن الأعرابي. وسلام وليث ضعيفان. وأما حديث عائشة فأخرجه الطيالسي (منحة 1/ 129 - 130) عن هشام الدَّسْتُوَائي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إذا حضر العشاء وحضرت الصلاة فابدءوا بالعشاء" وإسناده صحيح. 221 - "إذا حلف أحدكم فلا يقل ما شاء الله وشئت ولكن ليقل ما شاء الله ثم شئت" قال الحافظ: وأخرج النسائي وابن ماجه أيضا وأحمد من رواية يزيد بن الأصم عن ابن عباس رفعه: فذكره، وفي أول حديث النسائي قصة، وهي عند أحمد ولفظه "إنّ رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما شاء الله وشئت، قال له: أجعلتني والله عدلا؟ لا بل ما شاء الله وحده" (¬1) أخرجه ابن ماجه (2117) عن هشام بن عمار ثنا عيسى بن يونس ثنا الأجلح الكندي عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس به مرفوعا. ورواه علي بن خَشْرم المروزي عن عيسى بن يونس بلفظ "أنّ رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلمه في بعض الأمر فقال: ما شاء الله وشئت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجعلتني لله عدلا؟ قل ما شاء الله وحده" ¬

_ (¬1) 14/ 347 (كتاب الأيمان والنذور- باب لا يقول ما شاء الله وشئت)

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (988) وهذا السياق أصح من الأول، وقد ذكره جمهور الرواة عن الأجلح هكذا، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (1/ 283) والبخاري في "الأدب المفرد" (783) والطبرانى في "الكبير" (13005) وابن السني في "اليوم والليلة" (667) وابن عدي (1/ 419) وتمام في "فوائده" (568) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 99) والخطيب في "التاريخ" (8/ 104 - 105) 2 - يحيى القطان. أخرجه أحمد (1/ 347) 3 - هُشيم بن بشير. أخرجه أحمد (1/ 214) 4 - أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير. أخرجه أحمد (1/ 224) 5 - علي بن مُسْهِر الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 117 - 118) والطبراني في "الكبير" (13006) 6 - عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (342) 7 - جعفر بن عون الكوفي. أخرجه البيهقي (3/ 217) 8 - شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (235) وخالفهم القاسم بن مالك الكوفي فرواه عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (ص 545) والأول هو المحفوظ. قال العراقي: إسناده حسن" تخريج إحياء علوم الدين 3/ 158

قلت: وهو كما قال للخلاف في الأجلح بن عبد الله الكندي. 222 - قوله -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت قيس "إذا حَلَلْتِ فآذنيني" قال الحافظ: وفي الباب حديث صحيح مرفوع: فذكره، وهو عند مسلم (2/ 1119) وفي لفظ "لا تفوتينا بنفسك" أخرجه أبو داود (2287) " (¬1) 223 - "إذا خرج الإمام فلا صلاة ولا كلام" قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن ابن عمر" (¬2) انظر حديث "إذا دخل أحدكم والإمام على المنبر" 224 - "إذا خَرَصْتُم فخذوا ودعوا الثلث، فإنْ لم تدعوا الثلث فدعوا الربع" قال الحافظ: في السنن وصحيح ابن حبان من حديث سهل بن أبي حَثْمَة مرفوعا: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 171) عن شعبة عن خُبيب بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود بن نِيَار قال: أتانا سهل بن أبي حثمة إلى مجلسنا فحدث أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا خرصتم فدعوا الثلث" وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 194 و 14/ 195) عن الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2073) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الترمذي (643) عن محمود بن غيلان ثنا الطيالسي به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3292) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 585) وابن أبي شيبة (3/ 194 و 14/ 195) وأحمد (3/ 448 و 4/ 3) وابن زنجويه في "الأموال" (1992 و 1993) والدارمي (2622) وأبو داود (1605) والنسائي (5/ 32) وفي "الكبرى" (227) وفي "الإغراب من حديث ¬

_ (¬1) 11/ 83 (كتاب النكاح- باب قول الله جل وعز: ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء) (¬2) 3/ 61 (كتاب الجمعة- باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب) (¬3) 4/ 89 (كتاب الزكاة- باب خرص التمر)

شعبة وسفيان" (160) وابن الجارود (352) وابن خزيمة (2319 و 2320) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (591) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 39) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 269) وابن حبان (3280) والطبراني في "الكبير" (5626) والحاكم (1/ 402) والبيهقي (4/ 123) وفي "معرفة السنن" (8185) والمزي (17/ 400) من طرق عن شعبة أنبا خُبيب بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الأنصاري يحدث قال: جاءنا سهل بن أبي حثمة إلى مسجدنا فحدثنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 172): وفي إسناده عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الراوي عن سهل بن أبي حثمة وقد قال البزار: إنّه تفرد به. وقال ابن القطان: لا يعرف حاله" وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان على قاعدته، تفرد عنه خبيب بن عبد الرحمن" وقال ابن القطان الفاسي: هو حديث لم يروه عن سهل إلا عبد الرحمن بن مسعود بن نيار، قاله البزار، وقال: إنّه معروف. وهذا غير كاف فيما يبتغى من عدالته، فكم من معروف غير ثقة، والرجل لا يعرف له حال، ولا يعرف بغير هذا، ولم يزد ذاكروه على ما أخذوا من هذا الإسناد من روايته عن سهل، ورواية خبيب بن عبد الرحمن عنه، ولم يتعرض الترمذي لهذا الحديث بقول، لا تصحيح ولا تحسين ولا تسقيم" الوهم والإيهام 4/ 215 225 - "إذا خطب أحدكم المرأة فإنْ استطاع أنْ ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل" قال الحافظ: وأخرج أبو داود والحاكم من حديث جابر مرفوعا: فذكره، وسنده حسن، وله شاهد من حديث محمَّد بن مسلمة وصححه ابن حبان والحاكم وأخرجه أحمد وابن ماجه، ومن حديث أبي حميد أخرجه أحمد والبزار" (¬1) روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث محمَّد بن مسلمة ومن حديث أبي حميد الساعدي. فأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 360) ¬

_ (¬1) 11/ 85 (كتاب النكاح- باب النظر إلى المرأة قبل التزويج)

عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 14) والبيهقي (7/ 84) عن أحمد بن خالد الوَهْبي والحاكم (2/ 165) عن عمر بن علي بن عطاء المُقَدَّمِي ثلاثتهم عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني داود بن الحُصَين مولى عمرو بن عثمان عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ عن جابر به مرفوعا. وخالفهم عبد الواحد بن زياد البصري فرواه عن ابن إسحاق عن داود بن الحصين عن واقد بن عبد الرحمن عن جابر به. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 355) وأحمد (3/ 334) وأبو داود (2082) والأول أصح. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، وابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات، ولم يحتج مسلم برواية عمر بن علي عن ابن إسحاق، ولا برواية ابن إسحاق عن داود، ولا برواية داود عن واقد، ولا برواية واقد عن جابر. ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه يحيى بن العلاء الرازي عن داود بن الحصين عن واقد بن عمرو عن جابر به. أخرجه عبد الرزاق (10337) ويحيى بن العلاء متروك الحديث كما قال الفلاس وغيره، وواقد بن عمرو ما أظنّه سمع من جابر فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" في أتباع التابعين. وأما حديث محمَّد بن مسلمة فله عنه طرق: الأول: يرويه محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة قال:

رأيت محمَّد بن مسلمة يطارد امرأة من الأنصار يريد أن ينظر إليها، فقلت: أنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفعل هذا، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إذا ألقى الله -عز وجل- في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أنْ ينظر إليها" أخرجه أحمد (4/ 225) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (611) عن محمَّد بن جعفر غُنْدَر وأحمد (4/ 225) عن عباد بن العوام الواسطي و (3/ 493) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1991) والطبراني في "الكبير" (19/ 224 - 225) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن أبي شيبة (4/ 356) وابن ماجه (1864) وابن قانع (3/ 15 - 16) والطبراني في "الكبير" (19/ 224) عن حفص بن غياث الكوفي وأحمد بن حنبل (4/ 225) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 4165) وأبو نعيم في "الصحابة" (611) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 211 - 212) عن يحيى بن سعيد الأموي وابن أبي شيبة (4/ 356 - 357) عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير وسعيد بن منصور (519) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 13 - 14) وابن بشكوال في "الغوامض" (729) عن أبي شهاب الحنّاط عبد ربه بن نافع

كلهم عن الحجاج بن أرطأة عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة به. واختلف فيه على أبي معاوية (¬1) وعلى أبي شهاب الحناط (¬2). واختلف فيه أيضا على الحجاج. • فقيل: عن الحجاج عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه عن محمَّد بن مسلمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 225) وأبو نعيم في "المعرفة" (614) وابن بشكوال (730) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري ثنا الحجاج به. • وقيل: عن الحجاج عن محمَّد بن عثمان (¬3) عن سهل بن أبي حثمة قال: مرّ ناس من الأنصار بمحمد بن مسلمة وهو يطالع جارية من بني النجار ... الحديث أخرجه عبد الرزاق (10338) عن يحيى بن العلاء الرازي عن الحجاج به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 223) وأبو نعيم في "الصحابة" (613) وابن بشكوال (728) ¬

_ (¬1) رواه غير واحد عن أبي معاوية عن الحجاج عن سهل بن محمَّد بن أبي حثمة عن عمه سليمان بن أبي حثمة عن محمد بن مسلمة، منهم: أ- محمَّد بن المثنى. أخرجه ابن أبي عاصم فى "الآحاد" (1992) ب- علي بن المديني. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (612) ت- عبد الله بن يوسف التنيسي. أخرجه الطبراني فى "الكبير" (19/ 225 - 226) ث- على بن حرب الموصلي. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 43) والسلفي فى "معجم السفر" (1338) ورواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن أبي معاوية فلم يذكر الحجاج. أخرجه ابن حبان (4042) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4166) (¬2) قيل: عنه عن الحجاج عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه عن محمَّد بن مسلمة موقوفا. رواه سعيد بن منصور فى "سننه" (519) عن أبي شهاب الحناط به. ومن طريقه أخرجه الخطيب فى "الأسماء المبهمة" (ص 43 - 44) وقيل: عنه عن الحجاج عن ابن أبي مُليكة عن محمَّد بن سليمان عن عمه عن محمَّد بن مسلمة مرفوعا. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 307) والبيهقي (7/ 85) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 45) وقال البيهقي: هذا الحديث إسناده مختلف فيه، ومداره على الحجاج بن أرطاة" (¬3) وعند ابن بشكوال "سليمان".

• وقيل: عن الحجاج عن سهل بن أبي سهل عن محمَّد بن مسلمة. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 27/ أ) من طريق المنهال بن خليفة الكوفي عن الحجاج به. • وقيل: عن الحجاج عن محمَّد بن أبي سهل عن أبيه عن محمَّد بن مسلمة. أخرجه الطيالسي (ص 164) عن حماد بن سلمة عن الحجاج به. ورواه سليمان بن حرب البصري عن حماد بن سلمة عن الحجاج عن محمَّد بن سهل بن حُنيف عن أبيه عن محمد بن مسلمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 226) وأبو نعيم في "الصحابة" (615 و 7534) قال الطبراني: هكذا رواه حماد بن سلمة وخالف الناس فيه، قد اختلف الرواة عن الحجاج بن أرطأة في هذا الحديث، والصواب عندي والله أعلم ما رواه حفص بن غياث ويزيد بن هارون عن الحجاج عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة عن محمد بن مسلمة" وقال أبو نعيم: اختلف الرواة عن الحجاج عليه في إسناد هذا الحديث، والصواب ما روته الجماعة المتفقون عليها غندر ويحيى بن زكريا وحفص ويزيد بن هارون وعباد وأبو شهاب وكلهم أثبات حفاظ" قلت: والحجاج بن أرطاة (¬1) لا يحتج بحديثه، قاله أحمد وابن معين والحاكم والدارقطني. وهو مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمتروكين ولم يصرّح بالسماع. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة عن محمد بن مسلمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 225) والحاكم (3/ 434) وأبو نعيم في "الصحابة" (616) من طريق إبراهيم بن صِرْمَة عن يحيى بن سعيد به. قال الحاكم: هذا حديث غريب، وإبراهيم بن صرمة ليس من شرط هذا الكتاب" ¬

_ (¬1) ذكره الحافظ في مواضع من "الفتح" وقال: ضعيف، وقال أيضا: ضعيف مدلس. انظر تجريد أسماء الرواة ص 10 و 43 - 44

وقال الذهبي: قلت: ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: شيخ" قلت: وقال ابن معين: كذاب خبيث، وقال ابن عدي: حدّث عن يحيى بن سعيد الأنصاري بنسخ لا يحدّث بها غيره ولا يتابعه أحد على حديث منها، وعامة أحاديثه إما أنْ تكون مناكير أو تنقلب عليه الأسانيد وبَيّن على أحاديثه ضعفه" وقال العقيلي: يحدث عن يحيى بن سعيد بأحاديث ليست محفوظة من حديث يحيى فيها مناكير وليس ممن يضبط الحديث. الثاني: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن رجل من أهل البصرة عن محمَّد بن مسلمة. أخرجه أحمد (4/ 226) عن وكيع عن ثور به. ورواه غير وكيع عن ثور بن يزيد عن المُطْعِم بن المِقُدَام عن محمَّد بن مسلمة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (905) وفي "الأوسط" (3469) عن محمَّد بن عيسى السَّعدي وأبو نعيم في "الصحابة" (617) عن المعافى بن عمران الموصلي كلاهما عن ثور بن يزيد به. والمطعم بن المقدام هو ابن غنيم الصنعاني الشامي فليس هو المبهم في رواية وكيع، وهو ثقة كلما قال ابن معين، لكن روايته عن محمَّد بن مسلمة مرسلة كما قال الحافظ في "التهذيب" قلت: وقع التصريح بسماعه منه في رواية الطبراني، لكن محمَّد بن عيسى السعدي لم أر من ترجمه، وشيخ الطبراني الحسن بن علي بن الحجاج ترجمه الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الثالث: يرويه إبراهيم بن جعفر حدثتني أم الربيع ابنة عبد الرحمن بن محمَّد قالت: رأيت محمَّد بن مسلمة ينظر إلى جارية من جواري الأنصار نظرا شديدا، فقلت له: ما أشدّ نظرك، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (618) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 43) من طريق محمَّد بن أحمد بن أبي العوام ثنا عبد الله بن عمرو الحمال ثنا إبراهيم بن جعفر به. وعبد الله بن عمرو الحمال فمن فوقه لم أر من ترجمهم.

وأما حديث أبي حميد فأخرجه أحمد (5/ 424) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 14) عن زهير بن معاوية الجعفي والبزار (كشف 1418) عن قيس كلاهما (¬1) عن عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أبي حميد (¬2) مرفوعا "إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أنْ ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته وإنْ كانت لا تعلم" قال البزار: قد روي من وجوه، ولا نعلم لأبي حميد غير هذا الطريق، ولفظه مخالف لبقية الأحاديث، وموسى هو ابن عبد الله بن يزيد مشهور" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 4/ 276 قلت: عبد الله بن عيسى هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وموسى بن عبد الله بن يزيد هو الخَطْمِي وثقهما ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم لكن لا أدري أسمع موسى بن عبد الله من أبي حميد أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. 226 - "إذا دُبغَ الإهَابُ فقد طهر" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (366) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، ولفظ الشافعي والترمذي (1728) وغيرهما من هذا الوجه "أيما إهاب دبغ فقد طهر" وأخرج مسلم إسنادها ولم يسق لفظها، فأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" من هذا الوجه باللفظ المذكور، وفي لفظ مسلم من هذا الوجه عن ابن عباس: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: "دباغه طهوره" وفي رواية للبزار من وجه آخر قال: "دباغ الأديم طهوره" (¬3) 227 - عن أبي هريرة مرفوعا "إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأله عنه" ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1901) لكن الراوي عن عبد الله بن عيسى مطموس كما في الأصل المخطوط كما ذكر محقق الكتاب. (¬2) وقع عند أحمد "عن أبي حميد أو أبي حميدة" الشك من زهير. وعند الطحاوي والبزار "عن أبي حميد" بدون شك. (¬3) 12/ 80 (كتاب الذبائح- باب جلود الميتة)

قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم والطبراني من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، قال الطبراني: تفرد به مسلم بن خالد. قلت: وفيه مقال، لكن أخرج له الحاكم شاهدا من رواية ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رواية بنحوه، وأخرجه ابن أبي شيبة من هذا الوجه موقوفا" (¬1) صحيح وله عن أبى هريرة طريقان: الأول: يرويه سُمَي عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "فإنْ سقاه شرابا من شرابه فليشرب من شرابه ولا يسأله عنه" أخرجه أحمد (2/ 399) عن حسين بن محمَّد التميمي والطحاوي في "شرح المعاني" (¬2) (4/ 222) والحاكم (4/ 126) عن أسد بن موسى المصري والطبراني في "الأوسط" (2461) والخطيب في "التاريخ" (3/ 87 - 88) عن عبد الله بن رجاء المكي وابن عدي (6/ 2311) عن علي بن الجَعْد الجوهري (¬3) كلهم عن مسلم بن خالد الزَّنْجِي ثني زيد بن أسلم عن سُمَي به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زيد إلا مسلم" وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه عن زيد بن أسلم عن سُمَي غير الزنجي بن خالد، وقد روي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (¬4) عن أبيه" ¬

_ (¬1) 11/ 517 (كتاب الأطعمة- باب الرجل يدعى إلى الطعام فيقول وهذا معي) (¬2) زاد في روايته "فإنْ خشي منه فليكسره بشيء" (¬3) هذه رواية محمَّد بن يحيى المروزي عن علي بن الجعد، ورواه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3071) عن علي بن الجعد فلم يذكر فيه عن سُمَي وفي متنه الزيادة التي عند الطحاوي. (¬4) قلت: وهو ضعيف.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: هذا حديث منكر" سير الأعلام 8/ 159 وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن خالد الزنجي والجمهور ضعفه وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 5/ 45 قلت: مسلم بن خالد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقد ذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء". واختلف عنه، فقال عبيد الله بن عمر القواريري: ثنا مسلم بن خالد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. أخرجه أبو يعلى (6358) الثاني: يرويه محمَّد بن عجلان المدني عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا به. أخرجه الحاكم (4/ 126) من طريق الحميدي ثنا سفيان- هو ابن عُيينة- عن ابن عجلان به. وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: ابن عجلان إنما أخرج له مسلم في الشواهد كما قال الحاكم نفسه، والحديث اختلف فيه على ابن عيينة، فرواه عبد الرزاق (17023) عنه عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا (¬1). ورواه أبو معشر المديني عن سعيد بن أبي سعيد كذلك موقوفا. أخرجه عبد الرزاق (17024) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة، والحميدي من أثبت الناس في ابن عيينة كما قال أبو حاتم. 228 - "إذا دخل أحدكم والإمام على المنبر فلا صلاة ولا كلام حتى يفرغ الإمام" قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، والجواب عن حديث ابن عمر بأنه ضعيف فيه أيوب بن نهيك وهو منكر الحديث. قاله أبو زرعة وأبو حاتم، والأحاديث الصحيحة لا تعارض بمثله" (¬2) ¬

_ (¬1) ورواه ابن أبي شيبة (8/ 290) عن ابن عيينة عن ابن عجلان ولم يذكر عن أبيه. (¬2) 3/ 60 (كتاب الجمعة- باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب)

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أيوب بن نهيك وهو متروك، ضعفه جماعة وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ" المجمع 2/ 184 229 - "إذا دخل الإنسان قبره فإنْ كان مؤمنا احتفّ به عمله، فيأتيه الملك فتردّه الصلاة والصيام فيناديه الملك: اجلس فيجلس فيقول: ما تقول في هذا الرجل محمَّد؟ قال: أشهد أنّه رسول الله، قال: على ذلك عشت، وعليه مت، وعليه تبعث" قال الحافظ: ولأحمد من طريق محمَّد بن المنكدر عن أسماء مرفوعا: فذكره" (¬1) له عن أسماء طرق: الأول: يرويه عبد العريز بن أبي سلمة المَاجِشُون عن محمَّد بن المُنْكَدر قال: كانت أسماء تحدّث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال: "إذا دخل الإنسان قبره فإن كان مؤمنا أحفّ به عمله الصلاة والصيام، فيأتيه الملك من نحو الصلاة فتردّه، ومن نحو الصيام فيردّه، فيناديه: اجلس فيجلس فيقول له: ماذا تقول في هذا الرجل -يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنا أشهد أنّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: وما يدريك أدركته. قال: أشهد أنه رسول الله. قال: يقول: على ذلك عشت، وعليه مت، وعليه تبعث" أخرجه أحمد (6/ 352 - 353) عن حُجَين بن المثنى اليمامي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 105) عن محمَّد بن عبدوس بن كامل السراج ثنا حجاج بن الشاعر ثنا حُجَيْن بن المثنى ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمَّد بن المنكدر عن أسماء بنت أبي بكر به. قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 3/ 51 وقال العراقي: إسناده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1874 قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع ابن المنكدر من أسماء أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منها. الثاني: يرويه أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني عن عروة عن أسماء مرفوعا "إنّ المؤمن يقعد في قبره حين ينكفئ عنه من يشهده فيقال له: رجل يقال له محمَّد ¬

_ (¬1) 3/ 480 (كتاب الجنائز- باب ما جاء في عذاب القبر)

من هو؟ فإنْ كان مؤمنا قال: هو عبد الله ورسوله، فيقال له: نم نامت عيناك، وإنْ كان غير مؤمن قال: والله لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ويخوضون فخضت، فيقال له: نم لا نامت عيناك" أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 86) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود به. وأخرجه عن عبيد الله بن محمَّد بن عبد الرحيم البرقي ثنا عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة به. وابن لهيعة ضعيف. الثالث: ترويه فاطمة بنت المنذر عن أسماء مرفوعا "يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: هو محمَّد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا. فيقال: نم صالحا فقد علمنا إنْ كنت لموقنا. وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته" أخرجه البخاري (فتح 1/ 300 - 301 و 3/ 197 و 17/ 19) 230 - "إذا دخل البصر فلا إذن" قال الحافظ: وللأولين (أي البخاري في "الأدب المفرد" وأبي داود) من حديث أبي هريرة بسند حسن رفعه: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 366) والبخاري في "الأدب المفرد" (1089) وأبو داود (5173) والبيهقي (8/ 339) والخطيب في "الجامع" (219) عن سليمان بن بلال المدني والبخاري في "الأدب المفرد" (1082) عن سفيان بن حمزة الأسلمي والطبراني في "الأوسط" (1394) عن الوليد بن أبي خيرة المدني ¬

_ (¬1) 13/ 261 (كتاب الإستئذان- باب الإستئذان من أجل البصر)

ثلاثتهم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة به مرفوعا. وسنده حسن كما قال الحافظ، وكثير بن زيد هو الأسلمي وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، ولا بأس به إن شاء الله، والوليد بن رباح قال البخاري: مقارب الحديث، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد سمع من أبي هريرة كما قال البخاري (علل الترمذي 2/ 677) وللحديث شاهد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الإستئذان في البيوت فقال "من دخلت عينه قبل أن يسلم فلا إذن وقد عصي ربه" أخرجه الطبراني. قال الهيثمي: وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 44 231 - "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مَبِيْتَ لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2018) والأربعة عن جابر رفعه: فذكره" (¬1) 232 - حديث أم سلمة المرفوع "إذا دخل العشر فأراد أحدكم أنْ يضحي" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (1977) 233 - "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: إنّ لكم عند الله وَعْدًا، فيقولون: ألم يُبيض وجوهنا ويُزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم شيئا هو أحبّ إليهم منه ثم قرأ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونس: 26] " قال الحافظ: أخرجه مسلم والترمذي وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، قال الترمذي: ¬

_ (¬1) 13/ 331 (كتاب الإستئذان- باب غلق الأبواب بالليل) (¬2) 12/ 114 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من الضأن)

إنما أسنده حماد بن سلمة، ورواه سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قلت: وكذا قال مَعْمَر أخرجه عبد الرزاق عنه، وحماد بن زيد عن ثابت أخرجه الطبري، وأخرجه أيضا من طريق أبي موسى الأشعري نحوه موقوفا عليه" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم وأحمد من حديث صهيب رفعه: فذكره، وله شاهد عند ابن المبارك في "الزهد" من حديث أبي موسى من قوله، وأخرجه ابن أبي حاتم من حديثه مرفوعا باختصار" (¬2) وذكره في موضع ثالث وقال: الحديث عند مسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان" (¬3) صحيح أخرجه مسلم (181) والطيالسي (منحة 2/ 244) وأحمد (4/ 332 و 333 و 6/ 15 - 16) وهناد في "الزهد" (271) والحسن بن عرفة في "جزئه" (24) وابن ماجه (187) والترمذي (2552 و 3105) وابن أبي عاصم في "السنة" (472) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (ص 52 - 53 و 53 و 56) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (175) وفي "الرد على المريسي" (ص 161) والبزار (2087) والنسائي في "الكبرى" (7766 و 11234) والطبري في "تفسيره" (11/ 106) وابن خزيمة في "التوحيد" (ص 180 و 181) وأبو علي الطوسي في "أماليه" (3) وأبو عوانه (1/ 156) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1285) وابن أبي حاتم في "التفسير" (10340) والهيثم بن كليب في "مسنده" (988 و 989 و 990 و 991) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (1090) وفي "عواليه" (3) وابن حبان (7441) والطبراني في "الأوسط" (760) وفي "الكبير" (7314 و 7315) والآجري في "الشريعة" (ص 261) وفي "التصديق بالنظر" (35 و 36) وابن عدي (2/ 676 و 676 - 677) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 51 - 52) والدارقطني في "الرؤية" (153 و 154 و155 و 156) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 1) وابن منده في "الرد على الجهمية" (83) وفي "الإيمان" (782 و783 و 784 و 785 و 786) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (53) وابن النحاس في "الرؤية" (2) والعِيسوي في "الفوائد" (37) واللالكائي في "السنة" (778 و 833) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 396) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 155) والبيهقي ¬

_ (¬1) 9/ 417 (كتاب التفسير- سورة يونس) (¬2) 14/ 212 - 213 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار) (¬3) 17/ 207 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة)

في "الإعتقاد" (ص 123 - 124) وفي "البعث" (446) وفي "الأسماء" (ص 389 - 390) والحنائي في "فوائده" (ق 123/ ب) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 156 - 157) والخطيب في "التاريخ" (1/ 402) وفي تخريج "الفوائد المنتخبة" للمهرواني (ص 79 - 80) والهروي في "دلائل التوحيد" (34) وأبو محمَّد البغوي (¬1) في "شرح السنة" (4393) وفي "تفسيره" (3/ 186) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 241) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (49 و 500) والجورقاني في "الأباطيل" (2/ 304 - 305) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (47) وابن الجوزي في "مشيخته" (ص 119) وأبو سعد القشيري في "الأربعين" (32) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (90 - 91) والمؤيد الطوسي في "الأربعين" (ص 97 - 98) وعبد الرزاق الكيلاني في "الأربعين الكيلانية" (ص 35 - 36) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب به مرفوعا. قال الترمذي: حديث حماد بن سلمة هكذا روى غير واحد عن حماد بن سلمة مرفوعا، وروى سليمان بن المغيرة هذا الحديث عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله، ولم يذكر فيه عن صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: رواه غير واحد عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله، منهم: 1 - حماد بن زيد. أخرجه الطبري (11/ 105 و 106) وابن خزيمة في "التوحيد" (ص 181 - 182 و 182) واللالكائي (792) والدارقطني في "الرؤية" (208 و 209 و 210) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (192) وأبو بكر الشافعي (1091) 2 - سليمان بن المغيرة. أخرجه الطبري (11/ 105) وابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم بن حماد 282) وابن خزيمة في "التوحيد" (ص 182) والدارقطني في "الرؤية" (211) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (95) 3 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه الطبري (11/ 105) وابن خزيمة في "التوحيد" (ص 182) والدارقطني في "الرؤية" (212 و 213) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم"

وخالف الجميع عباد بن كثير الثقفي فرواه عن ثابت عن عبد الرحمن عن كعب بن عجرة مرفوعا. أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 323) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (28) ورواية حماد بن سلمة أصح لأنّه كان من أثبت الناس في ثابت البناني. قال ابن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد. قيل له: فسليمان بن مغيرة عن ثابت. قال: سليمان ثبت وحماد أعلم الناس بثابت" وقال: أثبت الناس في ثابت حماد بن سلمة" وقال: حماد أضبط الناس وأعلمهم بحديث ثابت" وقال ابن الجنيد: قيل لابن معين: أيما أحب إليك في ثابت، سليمان بن مغيرة أو حماد بن سلمة؟ قال: كلاهما ثقة ثبت، وحماد أعرف بحديث ثابت من سليمان، وسليمان ثقة" وقال أحمد: حماد أعلم الناس بثابت" وقال: حماد أثبت في ثابت من معمر" وقال: حماد أثبت في حديث ثابت من غيره" وقال ابن المديني: لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة" (¬1) وقال البزار: الحديث إذا رواه الثقة كان الحديث له إذا زاد، وكان حماد بن سلمة من خيار الناس وأمنائهم" وقال الدارقطني: هذا حديث صحيح" الرؤية ص 251 وكذا قال العِيسوي. وقال الحنائي: هذا حديث صحيح، وأصحاب الحديث متفقون على أنّ حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني وأعلمهم به، فإذا كان أعلم الناس بثابت حماد بن سلمة لا يسقط حديثه عنه لحديث من هو دونه في الإتقان عنه" وأما حديث أبي موسى فأخرجه هناد في "الزهد" (169) وعثمان الدارمي في "الرد ¬

_ (¬1) تاريخ الدوري 2/ 131 - سؤالات ابن الجنيد ص 316 - الجرح والتعديل 1/ 2/ 141

على الجهمية" (195) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 456) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 414) والدارقطني في "الرؤية" (44 و 45 و 46) واللالكائي (785 و 786) من طرق عن أبي بكر الهذلي (¬1) قال: سمعت أبا تميمة الهُجَيْمِي يحدث عن أبي موسى الأشعري قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى أهل الجنة مناديا ينادي: هل أنجزكم الله ما وعدكم؟ فينظرون إلى ما أعدّ الله لهم من الكرامة فيقولون: نعم، فيقول {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونس: 26] النظر إلى وجه الرحمن. وأبو بكر الهذلي متروك الحديث، وخالفه أبان بن أبي عياش وهو مثله فرواه عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى مرفوعا. أخرجه الطبري (11/ 105) واللالكائي (782) والدارقطني في "الرؤية" (43) 234 - حديث ميمونة مرفوعا "إذا دخل عشر ذي الحجة فمن أراد أنْ يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره" قال الحافظ: قال الداودي: والحديث المذكور أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. قلت: هو من حديث أم سلمة لا من حديث ميمونة فوهم الداودي في النقل" (¬2) أخرجه مسلم (1977) عن أم سلمة مرفوعا "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أنْ يضحي فلا يمسنّ من شعره وبشره شيئا" وفي رواية "إذا دخل العشر وعنده أضحية يريد أن يضحي فلا يأخذنّ شعرا ولا يقلمنّ ظفرا" 235 - "إذا دخلت على مريض فَمُرْهُ يدعو لك، فإنّ دعاءه كدعاء الملائكة" قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه أيضا بسند حسن لكن فيه انقطاع عن عمر رفعه: فذكره" (¬3) ضعيف جدا أخرجه ابن ماجه (1441) عن جعفر بن مسافر التِّنِّيسي ثني كثير بن هشام ثنا جعفر بن بُرْقَان عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب به مرفوعا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم 419) عن أبي بكر الهذلي به. وأخرجه الطبري (11/ 105) من طريق سويد بن نصر المروزي أنا ابن المبارك به. وأخرجه البيهقي في "البعث" (447) من طريق عتاب بن زياد المروزي أنبا ابن المبارك به. (¬2) 12/ 120 (كتاب الأضاحي- باب إذا بعث بهديه ليذبح) (¬3) 12/ 226 (كتاب المرضى- باب ما يقال للمريض)

واختلف فيه على كثير بن هشام الرقي، فرواه الحسن بن عرفة عنه عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مِهْرَان عن عمر به. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (557) والبيهقي كما في "النكت الظراف" (8/ 111) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1455) وقال: هذا حديث لا يصح" قلت: إسناده ضعيف جدا، عيسى بن إبراهيم الهاشمي قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. والإسناد أيضا منقطع لأنّ ميمون بن مهران لم يدرك عمر، وبه أعلّ غير واحد الحديث. قال المنذري: رواه ابن ماجه ورواته ثقات مشهورون إلا أنّ ميمون بن مهران لم يسمع من عمر" الترغيب 4/ 322 وقال النووي: روينا في سنن ابن ماجه وكتاب ابن السني بإسناد صحيح أو حسن عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب: فذكر الحديث، ثم قال: لكن ميمون بن مهران لم يدرك عمر" (¬1) الأذكار ص 128 وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات (أي إسناد ابن ماجه) إلا أنّه منقطع، قال العلائي في "المراسيل" والمزي في "التهذيب": إنّ رواية ميمون بن مهران عن عمر مرسلة" مصباح الزجاجة 2/ 21 والحديث ذكره الحافظ في "التهذيب" (2/ 107) وفي "النكت الظراف" (8/ 111) وأعلّه بعيسى بن إبراهيم الهاشمي فقال: حديث معلول قال النووي: صحيح أو حسن لكن ميمونا لم يدرك عمر، فمشى على ظاهر السند، وعلّته أنّ الحسن بن عرفة رواه عن كثير فأدخل بينه وبين جعفر رجلا ضعيفا جدا وهو عيسى بن إبراهيم الهاشمي. كذلك أخرجه ابن السني والبيهقي من طريق الحسن بن عرفة فكأن جعفر كان يدلس تدليس التسوية إلا أني وجدت في نسختي من ابن ماجه تصريح كثير بتحديث جعفر له، فلعل كثيرا عنعنه فرواه جعفر عنه بالتصريح لاعتقاده أنّ الصيغتين سواء من غير المدلس لكن ما وقفت على كلام أحد وصفه بالتدليس فإنْ كان الأمر كما ظننت أولًا وإلا فيسلم جعفر من التسوية ويثبت التدليس في كثير والله أعلم. ¬

_ (¬1) وذكره في "الخلاصة" (2/ 915) في فصل الضعيف وقال: وهو منقطع، ولد ميمون بعد وفاة عمر بنحو ثمان عشرة سنة"

هذا كلامه في "التهذيب" وقال في "النكت الظراف": السند معلول وعيسى ضعيف جدا، وكثير معروف بالرواية عن جعفر لكن أدخل عيسى بينه وبينه في الحديث. وأما تصريحه بالتحديث في رواية جعفر بن مسافر، فيحتمل أنْ يكون الخطأ فيه من جعفر، لأنه يعرف أنّ كثير بن هشام غير مدلس، فحمل عنعنته على التحديث فالله أعلم" 236 - "إذا دخلتم على المريض فَنَفِّسُوا له في الأجل فإنّ ذلك لا يَرُدُّ شيئا وهو يَطِيب نفس المريض" قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه والترمذي من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وفي سنده لين" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 236 - 237) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (1) وابن ماجه (1438) والترمذي (2087) وفي "العلل" (2/ 807) والطبراني في "الدعاء" (1087) وابن عدي (6/ 2343) وابن السني في "اليوم والليلة" (537) وابن بشران في "الأمالي" (649) والبيهقي في "الشعب" (8778) وابن الجوزي في "العلل" (1459) من طريق عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سعيد به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث، وأبوه لم يدرك أبا سعيد" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر كأنّه موضوع، وموسى ضعيف الحديث جدا، وأبوه محمَّد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد" العلل 2/ 241 وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: موسى بن محمَّد بن إبراهيم ليس بشيء لا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك" وقال النووي: إسناده ضعيف" الأذكار ص 127 - الخلاصة 2/ 916 وقال الحافظ في "بذل الماعون" (ص 355): في سنده لين" ¬

_ (¬1) 12/ 225 - 226 (كتاب المرضى- باب ما يقال للمريض)

237 - "إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام فليجب، فإنْ شاء طعم، وإنْ شاء ترك" قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (1430): فذكره" (¬1) 238 - "إذا دُعِيَ الرجل فهو إذنه" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1074) موقوفا على ابن مسعود قال: فذكره، وأخرجه ابن أبي شيبة مرفوعا" (¬2) قلت: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 646) أيضا عن ابن مسعود موقوفا. 239 - "إذا ذبحتم فأحسنوا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1955) " (¬3) هو من حديث شداد بن أوس، وسيأتي أيضا عند حديث "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة ... " 240 - "إذا ذُكِرَ القَدَرُ فأمسكوا" قال الحافظ: أخرج الطبراني بسند حسن من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬4) روي من حديث ابن مسعود ومن حديث ثوبان ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي ذر ومن حديث طاوس مرسلا. فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه مُسْهِر بن عبد الملك بن سَلْع عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10448) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 108) وفي "الإمامة" (ق 46/ أ) والبيهقي في "القضاء والقدر" (444) وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، تفرد به عنه مسهر" وقال الهيثمي: وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 202 و 223 ¬

_ (¬1) 11/ 156 (كتاب النكاح- باب إجابة الداعي في العرس وغيره) (¬2) 13/ 269 (كتاب الاستئذان- باب إذا دعي الرجل فجاء) (¬3) 12/ 60 (كتاب الذبائح- باب ما نَدَّ من البهائم) (¬4) 14/ 277 (كتاب القدر- باب في القدر)

وقال العراقي: إسناده حسن" إتحاف السادة المتقين 1/ 221 قلت: مسهر بن عبد الملك مختلف فيه: قال البخاري: فيه بعض النظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم. الثاني: يرويه أبو قحذم النضر بن معبد عن أبي قِلابة عن ابن مسعود. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 742) والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (782) وابن عدي (7/ 2490) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (186) واللالكائي في "السنة" (210 و 2351) والخطيب في "القول في علم النجوم" كما في "إتحاف السادة" (1/ 222) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (629 و 2360) وإسناده ضعيف لضعف أبي قحذم. وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1427) من طريق يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا" وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن ربيعة الرَّحبي. وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه محمَّد بن الفضل بن عطية عن كرز بن وبرة عن عطاء عن ابن عمر مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا". أخرجه ابن عدي (6/ 2172) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 357 - 358) ومحمد بن الفضل بن عطية كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني وغيرهم. الثاني: يرويه الفرات بن السائب ثنا ميمون بن مهران عن ابن عمر مرفوعا "إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا". أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 295) وإسناده ضعيف جدا، الفرات بن السائب قال البخاري: تركوه منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، واتهمه ابن حبان بالوضع. الثالث: يرويه يحيى بن سابق أبو زكريا المدائني عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إذا ذكر القدر فأمسكوا، فإنَّه سرّ الدين لا تبلغه عقولكم، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، فإنّه يدعو إلى الكهانة، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، فإنّ شرّهم خير من خيركم".

علقه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 115) وقال: يحيى بن سابق كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به في الديانة ولا الرواية عنه بحيلة" وأما حديث أبي ذر فأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1275 و 1982) من طريق عثمان بن سعيد الخياط الواسطي ثنا الحكم بن سنان عن داود بن أبي هند عن الحسن عن أبي ذر قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه وهم يتذاكرون شيئا من القدر، فخرج مغضبا، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال "أبهذا أمرتم؟ أو ما نهيتم عن هذا؟ إنما هلكت الأمم قبلكم في هذا، إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا" واختلف فيه على الحكم بن سنان، فرواه محمَّد بن المثنى عنه فجعله عن أبي هريرة. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (901) والحكم بن سنان قال ابن معين وغيره: ضعيف. وقد روي عن الحسن مرسلا أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (بغية الباحث 743) ثنا داود بن المُحَبَّر ثنا صالح المُرِّي عن الحسن رفعه "إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت الأنواء فأمسكوا" داود بن المحبر متهم بالوضع. وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق في "أماليه" (51) عن مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا" وهو مرسل رجاله ثقات. 241 - حديث أبي أيوب أنّه كانت له سَهْوَة- وهي الصفة فيها تمر- وكانت الغُول تجيء فتأخذ منه، فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إذا رأيتها فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله" فأخذها فحلفت أنْ لا تعود فذكر ذلك ثلاثا فقالت: إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره. قال الحافظ: وفي حديث أبي أيوب عند الترمذي: فذكره، وفي حديث أبي أسيد الساعدي عند الطبراني أنه لما قطع تمر حائطه جعلها في غرفة، وكانت الغول تخالفه فتسرق تمره وتفسده عليه، فذكر نحو حديث أبي أيوب سواء وقال في آخره: وأدلك على

آية تقرؤها في بيتك فلا يخالف إلا أهلك، وتقرؤها على إناءك فلا يكشف غطاؤه وهي آية الكرسي، ثم حلّت إستها فضرط، الحديث" (¬1) حسن وحديث أبي أيوب أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 397 - 398) وأحمد (5/ 423) والترمذي (2880) والطحاوي في "المشكل" (787) والطبراني في "الكبير" (4011) وأبو الشيخ في "العظمة" (1091) والحاكم (3/ 459) وأبو نعيم في "الدلائل" (545) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (860) من طريق أبي أحمد الزبيري محمَّد بن عبد الله الأسدي ثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أنّه كان في سَهْوَة له فكانت الغُول تجيء، فشكاها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" قال: فجاءته فقال لها فأخذها فقالت له: إني لا أعود، فأرسلها، فجاء فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما فعل أسيرك؟ " فقال: أخذتها فقالت: إني لا أعود، فأرسلتها، فقال: "إنها عائدة" فأخذها مرتين أو ثلاثا كلّ ذلك تقول: لا أعود، ويجيء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: "ما فعل أسيرك؟ " فيقول: أخذتها فتقول: لا أعود، فيقول: "إنها عائدة" فأخذتها فقالت: أرسلني وأعلمك شيئا تقوله لا يقربك شيء، آية الكرسي، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: "صدقت وهي كذوب" وفي لفظ "فقالت: إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره" ولم ينفرد سفيان وهو الثوري به بل تابعه ابن إسحاق ثني محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. أخرجه أحمد (5/ 423) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. لكن الحديث حسن كما قال الترمذي، فقد رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب، منهم: 1 - عبد الله بن يسار الجهني الكوفي. ¬

_ (¬1) 5/ 394 (كتاب الكفالة- باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئا)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (4012) وأبو الشيخ في "العظمة" (1093) من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان ثنا سعد بن الصلت عن الأعمش عن عبد الله بن يسار به. وإسحاق بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: صدوق، وسعد بن الصلت ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، وقال الذهبي في "السير": صالح الحديث وما علمت لأحد فيه جرحا، والأعمش مدلس وقد عنعن، وعبد الله وعبد الرحمن ثقتان. 2 - الحكم بن عُتيبة: قال الطبراني (4013): ثنا إسحاق بن داود الصواف التُّسْتَرِي ثنا محمَّد بن يزيد الأسفاطي ثنا فضيل بن عبد الوهاب ثنا شريك عن عمار الدُّهْنِي عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب قال: فذكره مختصرا. وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، وقال الجوزجاني وغير واحد: سيء الحفظ، وشيخ الطبراني لم أر من ذكره، والأسفاطي وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: صدوق، والباقون كلهم ثقات. 3 - أبو فروة مسلم بن سالم النَّهْدي الكوفي. قال الطبراني (4014): ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يوسف بن محمَّد بن سابق ثنا محمَّد بن كثير ثنا أبو فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. شيخ الطبراني ترجمه الذهبي في "السير" وقال: كان من الحفاظ الرحالة، ويوسف بن محمَّد بن سابق ذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن كثير أظنه العبدي، وأبو فروة وثقه ابن معين وغيره. والحديث بمجموع هذه الطرق حسن، والله تعالى أعلم (¬1). وأما حديث أبي أسيد الساعدي فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 263 - 264) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثني عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت من أبي أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد يحدث عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي قال: لما قطع أبو أسيد تمرة حائطه جعلها في غرفة له، فكانت الغُول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسده عليه، فشكا ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "تلك الغول يا أبا أسيد فاستمع عليها، فإذا سمعت اقتحامها يعني وجبتها فقل: بسم الله حبسني ¬

_ (¬1) وللحديث طريق أخرى عند الحاكم (3/ 459) وفيها ابن لهيعة وهو ضعيف.

رسول الله" فقالت الغول: يا أبا أسيد أعفني أنْ تكلفني أذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعطيك موثقا من الله أنْ لا أخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك، فأدلك على آية من كتاب الله فتقرأ بها على بيتك فلا نخالف إلى أهلك ولا نكشف غطاءه، فأعطته الموثق الذي رضي به منها فقالت: التي أدلك عليها هي آية الكرسي، ثم حَكَّتْ إستها تضرط، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقصّ عليه القصة حيث وَلَّت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدقت وهي كذوب". قال الهيثمي: رجاله وثقوا كلهم وفي بعضهم ضعف" المجمع 6/ 323 قلت: الحديث إسناده ضعيف، قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد يروي حديث أبي أسيد في الغول كيف هو؟ فقال: لا أعرفه" (¬1) وقال الذهبي في "الكاشف": ليس بقوي، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وله شاهد عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازلًا على أبي أيوب الأنصاري في غرفة وكان طعامه في سلة من المخدع فكانت تجيء من الكوة السنور حتى تأخذ الطعام من السلة، فشكا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تلك الغول، فإذا جاءت فقل لها: عزم عليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ لا ترجعي" قال: فجاءت، فقال لها أبو أيوب: عزم عليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ لا ترجعي، فقالت: يا أبا أيوب دعني هذه المرّة فوالله لا أعود، فتركها فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، قالت ذلك مرتين، ثم قالت: هل لك أنْ أعلمك كلمات إذا قلتهنّ لا يقرب بيتك شيطان تلك الليلة وذلك اليوم ومن غد؟ قال: نعم، قالت: اقرأ آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]. قال: فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: "صدقت وهي كذوب" أخرجه الحاكم (3/ 458 - 459) من طريق عبد العزيز بن موسى اللاحوني ثنا يوسف بن محمد ثنا إبراهيم بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وسكت عليه. طريق أخرى: قال إبراهيم بن زياد البجلي: ثنا محمَّد بن زياد الرقي ثني ميمون بن مِهْران عن ابن عباس قال: شكا أبو أيوب الأنصاري إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تمرا فقده من الخزانة فقال: "وذلك عمل الشيطان فارصده، فإذا سمعت الحركة فقل: بسم الله، أجب رسول الله ... " وذكر الحديث بطوله. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 79) وفي "تلخيص المتشابه" (1/ 77) عن أبي ¬

_ (¬1) تاريخ الدارمي ص 170 - الكامل لابن عدي 4/ 1562 ووقع عندهما إسحاق بن سعد.

العلاء محمَّد بن علي بن أحمد بن يعقوب الواسطي ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ثنا أحمد بن أبي عوف ثنا إبراهيم بن زياد البجلي به. ذكره في ترجمة إبراهيم بن زياد هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. 242 - "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق على يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" قال الحافظ: وزاد مسلم سادسة وهي التحول عن جنبه الذي كان عليه فقال: حدثنا قُتيبة حدثنا ليث وحدثنا ابن رُمْح أنبأنا الليث عن أبي الزبير عن جابر رفعه: فذكره، وقال قبل ذلك: حدثنا قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد وحدثنا محمَّد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نُمير كلهم عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد يعني عن أبي سلمة عن أبي قتادة مثل حديث سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد زاد ابن رمح في هذا الحديث "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" وذكر بعض الحفاظ أنّ هذه الزيادة إنما هي في حديث الليث عن أبي الزبير كما اتفق عليه قتيبة وابن رمح وأما طريق يحيى بن سعيد في حديث أبي قتادة فليست فيه ولذلك لم يذكرها قتيبة" (¬1) أخرجه مسلم (2262) من حديث جابر و (2261) من حديث أبي قتادة. 243 - "إذا زُلزلت تعدل نصف القرآن، والكافرون تعدل ربع القرآن" قال الحافظ: أخرج الترمذي والحاكم وأبو الشيخ من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وأخرج الترمذي أيضا وابن أبي شيبة وأبو الشيخ من طريق سلمة بن وَرْدَان عن أنس أنّ الكافرون والنصر تعدل كل منهما ربع القرآن، وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن" زاد ابن أبي شيبة وأبو الشيخ "وآية الكرسي تعدل ربع القرآن" وهو حديث ضعيف لضعف سلمة وإنْ حسنه الترمذي فلعله تساهل فيه لكونه من فضائل الأعمال، وكذا صحح الحاكم حديث ابن عباس وفي سنده يمان بن المغيرة وهو ضعيف عندهم" (¬2) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي (2894) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (298) وابن عدي (7/ 2638) والحاكم (1/ 566) والبيهقي في "الشعب" (2284) ¬

_ (¬1) 16/ 24 (كتاب التعبير- باب الرؤيا من الله) (¬2) 10/ 438 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل قل هو الله أحد)

ومحمد بن الحسين البزاز في "فوائده" (التدوين للرافعي 3/ 410 - 411) من طرق عن يزيد بن هارون (¬1) أنا يمان بن المغيرة البصري العنزي ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل يمان ضعيف" وقال ابن حبان في "المجروحين": منكر الحديث جدا يروي عن عطاء أشياء لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها فلما كثر ذلك في روايته استحق الترك" وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سلمة بن وردان عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل من أصحابه: "هل تزوجت يا فلان؟ " قال: لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج به، قال: "أليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]؟ " قال: بلى، قال: "ثلث القرآن" قال: "أليس معك {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]؟ " قال: بلى، قال: "ربع القرآن" قال: "أليس معك {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]؟ " قال: بلى، قال: "ربع القرآن"، قال: "أليس معك: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزّلزَلة: 1]؟ " قال: بلى، قال: "ربع القرآن"، قال: "تزوج، تزوج" أخرجه أحمد (3/ 146 - 147 و 221) ومسلم في "التمييز" (67) والترمذي (2895) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (297) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 336 - 337) وابن عدي (3/ 1180) والبيهقي في "الشعب" (2285 و 2300) والخطيب في "التاريخ" (11/ 380) والواحدي في "الوسيط" (4/ 541) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة" (24) من طرق عن سلمة بن وردان به. قال الترمذي: حديث حسن" قلت: بل ضعيف لضعف سلمة بن وردان. قال ابن حبان: كان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه وعن غيره من الثقات ما لا ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 140 و 141 - 142 و 143) عن يزيد بن هارون به.

يشبه حديث الاثبات كأنّه كان كبر وحطمه السن فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به" الثاني: يرويه الحسن بن سَلْم بن صالح العِجْلي ثنا ثابت البناني عن أنس مرفوعا "من قرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ} [الزّلزَلة: 1]، عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، عدلت له بثلث القرآن" أخرجه الترمذي (2893) والبزار كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 538) والعقيلي (1/ 243) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 234) والبيهقي في "الشعب" (2286) والخطيب في "تالي التلخيص" (259) وفي "المتفق والمفترق" (381) والواحدي في "الوسيط" (4/ 541) والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 166) من طريق محمَّد بن موسى الحَرَشي البصري ثنا الحسن بن سلم به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم" وقال ابن حبان: هذا الخبر بهذا اللفظ باطل إلا ذكر "قل هو الله أحد" فإنّ له أصلا" وقال العقيلي: الحسن بن سلم مجهول في النقل، وحديثه غير محفوظ" وقال البيهقي: هذا العجلي مجهول" وقال أبو أحمد الحاكم: غريب من حديث ثابت عن أنس لا أعلم أحدا حدث به غير الحسن العجلي عنه" تهذيب الكمال. وقال الذهبي في "الميزان": هذا منكر، والحسن لا يعرف، ولا روى عنه سوى محمَّد بن موسى الحرشي" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (686) عن عبد الله بن محمَّد ثنا عبيد الله بن أحمد ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا عيسى بن ميمون ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "من قرأ في ليلة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزّلزَلة: 1] كانت له كعدل نصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] كانت له كعدل ربع القرآن، ومن قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] كانت له كعدل ثلث القرآن" عيسى بن ميمون هكذا وقع في كتاب ابن السني وأظنه عبيس بن ميمون فإنّه يروي عن يحيى بن أبي كثير، قال ابن معين وغيره: متروك الحديث.

244 - "إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه الإيمان" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم بسند صحيح من طريق سعيد المَقْبُري أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره، وأخرج الحاكم من طريق ابن حُجَيرة أنّه سمع أبا هريرة يقول: من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد أنّ سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري حدّثه أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. أخرجه أبو داود (4690) وابن نصر في "الصلاة" (536) وابن بطة في "الإبانة" (976) وابن منده في "الإيمان" (519) والحاكم (1/ 22) واللالكائي في "السنة" (1864) والبيهقي في "الشعب" (4979) من طرق عن سعيد بن أبي مريم أنا نافع بن يزيد ثني ابن الهاد به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا برواته" وقال العراقي في "أماليه": صحيح" فيض القدير 1/ 368 قلت: وهو كما قال، ونافع بن يزيد هو الكلاعي احتج به مسلم، وعلق له البخاري. وخالفه رشدين بن سعد المصري فرواه عن ابن الهاد فلم يرفعه. أخرجه اللالكائي (1869) والأول أصح، ورشدين ضعيف. الثاني: يرويه عبد الله بن الوليد عن ابن حُجَيرة أنّه سمع أبا هريرة رفعه "من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه" أخرجه الحاكم (1/ 22) عن بكر بن محمَّد الصيرفي ثنا عبد الصمد بن الفضل، وحدثنا جعفر بن محمَّد بن نصير ثنا بشر بن موسى قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا عبد الله بن الوليد به. وقال: على شرط مسلم. قد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حجيرة وعبد الله بن الوليد وهما شاميان" ¬

_ (¬1) 15/ 64 (كتاب الحدود- باب الزنا وشرب الخمر)

قلت: بل هما مصريان، وعبد الله بن الوليد هو ابن قيس التُّجِيْبِي لم يخرج له مسلم شيئا، وما أظنه سمع من عبد الرحمن بن حجيرة لأنّه يروي عن ابنه عبد الله عنه عن أبي هريرة (¬1)، وهو مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به. 245 - "إذا سُئِل فأراد أنْ يفعل قال: نعم، وإذا لم يُرِدْ أنْ يفعل سكت" قال الحافظ: في حديث مرسل لابن الحنفية أخرجه ابن سعد ولفظه: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 368) أخبرنا الفضل بن دُكين أخبرنا أبو العلاء الخفاف خالد بن طهمان عن المنهال بن عمرو عن محمَّد بن الحنفية قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكاد يقول لشيء لا فإذا هو سئل فأراد أنْ يفعل قال: نعم، وإذا لم يُرد أن يفعل سكت، فكان قد عرف ذلك منه. ورواته ثقات غير خالد بن طهمان وهو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم، وقال أبو حاتم: محله الصدق. 246 - "إذا سُئلت عن مفتاح الجنة فقل: مفتاحها لا إله إلا الله" قال الحافظ: ذكر ابن إسحاق في "السيرة" أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أرسل العلاء بن الحضرمي قال له: فذكره، وروي عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه، أخرجه البيهقي في "الشعب" وزاد: ولكن مفتاح بلا أسنان فإن جئث بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك" (¬3) حديث معاذ له عنه طريقان: الأول: يرويه شهر بن حوشب عن معاذ مرفوعا "مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله" أخرجه الحسن بن عرفة (النهاية لابن كثير ص 346) عن إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر به. ¬

_ (¬1) وأظنّ أنّ عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة سقط من إسناد هذا الحديث، ومما يقوي ذلك أنّ الحاكم أخرج حديثا (1/ 523) عن بكر بن محمَّد الصيرفي بهذا الإسناد فقال فيه "عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبيه عن أبي هريرة" وقال: صحيح الإسناد. وانظر "اليوم والليلة" للنسائي ص 145 و 381 (¬2) 13/ 66 (كتاب الأدب- باب حسن الخلق) (¬3) 3/ 353 (كتاب الجنائز- باب في الجنائز)

وأخرجه أحمد (22102) والبزار (2660) والطبراني في "الدعاء" (1479) وابن عدي (4/ 1356) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. قال البزار: وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل" وقال الهيثمي: وفيه انقطاع بين شهر بن حوشب ومعاذ، وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز ضعيفة، وهذا منها" المجمع 1/ 16 وقال البوصيري: سنده ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 643 الثاني: يرويه جرير بن حازم عن محمَّد بن أبي بكر عن رجل عن معاذ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال له حين بعثه إلى اليمن "إنك ستأتي أهل الكتاب فيسألونك عن مفاتيح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله" أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 130 - 131) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما الزيادة التي ذكرها الحافظ فلم أرها في حديث معاذ، وإنما هي من قول وهب بن منبه، وقد علقه البخاري في الباب. وذكر الحافظ أن البخاري وصله في "التاريخ" وكذا أبو نعيم في "الحلية". ووصله أيضا إسحاق في "مسنده" كما في "المطالب" (2911) والبيهقي في "الأسماء" (ص 135) وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 3/ 254 - مختصر الإتحاف 10/ 643 247 - "إذا سألت فاسأل الله" قال الحافظ: وفي "السنن" قوله - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس: فذكره" (¬1) حسن ورد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث عبد الله بن جعفر فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه قيس بن الحجاج الكلاعي المصري عن حَنَش بن عبد الله الصنعاني عن ¬

_ (¬1) 13/ 11 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". وفي لفظ "جفت الأقلام وطويت الصحف" أخرجه ابن وهب في "القدر" (28) وأحمد (1/ 293 و 303 و 307) والترمذي (2516) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 530) وابن أبي عاصم في "السنة" (316) والفريابي في "القدر" (153 و 156) والطبراني في "الكبير" (12988 و 12989) وفي "الدعاء" (42) وابن السني في "اليوم والليلة" (425) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 194 - 195) والبيهقي في "الشعب" (192 و 1043) وفي "الأسماء" (ص 97) وفي "الاعتقاد" (ص 139 - 140) وفي "القضاء والقدر" (287 و 288) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (9) وأبو زكريا ابن منده في "أرداف النبي" (ص 24 - 25) واللالكائي في "السنة" (1094 و 1095) وأبو عبد الله بن منده في "التوحيد" (251) والخطيب في "المدرج" (2/ 857 - 858 و 859 - 860 و 860 - 861 و 861 - 862) وابن بطة في "الإبانة" (1505 و 1508) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 517) والمزي في "التهذيب" (24/ 20 - 21) والحافظ بن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 327 و328) وفي "الأمالي الحلبية" (ص 15 - 16 و 17) من طرق عن قيس بن الحجاج به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال ابن منده: هذا إسناد مشهور، رواته ثقات، ولهذا الحديث طرق عن ابن عباس وهذا أصحها" وقال ابن رجب: هذه الطريق حسنة جيدة" جامع العلوم 1/ 462 وقال الحافظ: إسناده حسن" قلت: وهو كما قالوا، وقيس بن الحجاج ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وحنش الصنعاني وثقه أبو زرعة وغيره. ولم ينفرد قيس بن الحجاج به بل تابعه يزيد بن أبي حبيب عن حنش عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، ولا تسأل

غير الله، ولا تحلف إلا بالله، جفت الأقلام وطويت الصحف، فوالذي نفسي بيده، لو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أنْ يضروك بغير ما كتب الله لك ما استطاعوا، ولو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أنْ ينفعوك بغير ما كتب الله لك ما استطاعوا ذلك" قلت: يا رسول الله، كيف لي بمثل هذا من اليقين، حتى أخرج من الدنيا؟ قال: "تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك". أخرجه الآجري في "الشريعة" (412) عن الفريابي في "القدر" (157) ثني أبو وهب الوليد بن الوليد بن عبد الملك الحرّاني ثنا محمَّد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد السلام الشامي عن يزيد بن أبي حبيب به. ورجاله ثقات غير أبي عبد السلام الشامي فلم أعرفه. الثاني: يرويه عيسى بن محمَّد القرشي عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس مرفوعا "يا غلام، احفظ الله -عز وجل- يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، تَعَرَّف إلى الله -عز وجل- في الرَّخاء يعرفك في الشدة، واعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أنّ الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يُرد الله -عز وجل- أنْ يعطيك لم يقدروا عليه، أو يصرفوا عنك شيئا أراد الله -عز وجل- أنْ يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فاسأل الله -عز وجل-، وإذا استعنت فاستعن بالله -عز وجل-، واعلم أنّ النصر مع الصبر، واعلم أنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا، واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن" أخرجه الفريابي (154) والعقيلي (3/ 397 - 398) والطبراني في "الكبير" (11243) وفي "الدعاء" (41) والحاكم (3/ 542) وأبو نعيم في "الصحابة" (4284) والقضاعي (745) والبيهقي في "الآداب" (1073) والشجري في "أماليه" (2/ 194 - 195) وقال العقيلي: عيسى بن محمَّد القرشي مجهول بالنقل ولا يعرف إلا به ولا يتابع عليه، والأسانيد في هذا لينة" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: وعيسى ليس بمعتمد" الثالث: يرويه عبد الله بن ميمون القدّاح عن شهاب بن خِرَاش عن عبد الملك بن عمير عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا غلام" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أنْ ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد الناس أنْ يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإنْ استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم

تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكرهه خيرا كثيرا، واعلم أنّ مع الصبر النصر، واعلم أنّ مع الكرب الفرج، واعلم أنّ مع العسر اليسر" أخرجه الحاكم (3/ 541) والواحدي في "الوسيط" (2/ 257 - 258) وأبو زكريا بن منده في "أرداف النبي" (ص 24) والشجري في "أماليه" (2/ 189) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 329) وقال الحاكم: هذا حديث كبير عال من حديث عبد الملك بن عمير عن ابن عباس إلا أنّ الشيخين لم يخرجا شهاب بن خراش ولا القداح في الصحيحين" وقال الذهبي: قلت: لأنّ القداح قال أبو حاتم: متروك، والآخر مختلف فيه، وعبد الملك لم يسمع من ابن عباس فيما أرى" وقال الحافظ: هذا حديث غريب من هذه الطريق. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من هذا الوجه، وقال: تفرد به شهاب بن خراش عن عبد الملك بن عمير ولم يروه عنه إلا عبد الله بن ميمون. قلت: شهاب بن خراش وثقه ابن معين والجمهور، وشذّ ابن حبان فذكره في "الضعفاء" وبالغ في توهينه، وأما القداح فاتفقوا على ضعفه" الرابع: يرويه إسماعيل بن عياش عن عمر بن عبد الله مولى غُفْرَة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "يا غلام، ألا أعلمك شيئا ينفعك الله به؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11560) من طريق غسان بن الربيع ثنا إسماعيل بن عياش به. وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (307) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري عن إسماعيل بن عياش ولم يذكر عكرمة. وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ عمر بن عبد الله مولى غفرة مدني. وتابعه عيسى بن يونس عن عمر مولى غفرة عن ابن عباس، ولم يذكر عكرمة. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 47) وابن عمشليق في "جزئه" (1) والفريابي (155) وعمر مولى غفرة مختلف فيه.

الخامس: يرويه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 314) من طريق يحيى بن أيوب المَقَابِري ثنا عباد بن عباد ثنا الحجاج بن فُرَافِصَة عن رجلين سماهما عن الزهري به. واختلف فيه على عباد بن عباد، فرواه أبو عبيد القاسم بن سلام وجمهور بن منصور عنه عن الحجاج بن فُرَافِصَة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، ولم يذكرا الرجلين. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (43) والبيهقي (¬1) في "القضاء والقدر" (306) واختلف فيه على الزهري، فرواه عبيد الله بن موسى عن همام عن صاحب له عن الزهري عن ابن عباس. أخرجه ابن بطة (1504) السادس: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. ورواه عن عطاء غير واحد، منهم: 1 - ابن جُريج. أخرجه ابن عدي (7/ 2524 - 2525) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 77) من طريق محمَّد بن أمية القرشي ثنا نوفل بن سليمان عن ابن جريج به. وقال ابن عدي: ونوفل هذا يحدث عنه محمَّد بن أمية القرشي هذا، ويحدث عن محمَّد ابنه أحمد وغيره، ويحدث محمَّد عن نوفل هذا بأحاديث غير محفوظة ويشبه أن يكون ضعيفا" قلت: نوفل هذا ضعفه الدارقطني وأبو حاتم. 2 - المثنى بن الصباح. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (636) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجُدْعَاني عن المثنى به (¬2). قال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 1/ 460 ¬

_ (¬1) لم يذكر فى روايته: جمهور بن منصور. (¬2) وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 204) من طريق مطرف بن عبد الله المديني عن محمَّد بن عبد الرحمن الجدعاني عن المثنى بن الصباح والحجاج بن فرافصة كلاهما عن عطاء عن ابن عباس به.

قلت: وهو كما قال لضعف الجدعاني والمثنى بن الصباح. 3 - عبد الواحد بن سليم. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (6) والفريابي (158) والعقيلي (3/ 53) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3570) وفي "الصحابة" (1462) والآجري في "الشريعة" (413) والطبراني في "الكبير" (11416) وابن بشران (1332) وقال العقيلي: عبد الواحد بن سليم مجهول في النقل وحديثه غير محفوظ ولا يتابع عليه. وقال: وقد روي هذا الكلام عن ابن عباس من غير طريق أسانيدها لينة وبعضها أصلح من بعض" 4 - يعقوب بن عطاء بن أبي رباح. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5413) والخليلي في "الإرشاد" (89) ويعقوب قال ابن معين وغيره: ضعيف. السابع: يرويه خُشَيْش بن فرقد عن الحسن عن ابن عباس. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 893) من طريق الحسن بن عرفة ثنا عمار بن محمَّد عن خشيش به. وإسناده منقطع لأنّ الحسن لم يسمع من ابن عباس، قاله أحمد وابن المديني وبهز بن أسد وأبو حاتم. وقال ابن معين: لم يلقه. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أبو يعلى (1099) وفي "المعجم" (96) والعقيلي (4/ 426) والآجري في "الشريعة" (414) وابن عدي (7/ 3683) وابن بطة (1503) واللالكائي في "السنة" (1096) والخطيب في "التاريخ" (14/ 125) والرافعي في "التدوين" (1/ 399 - 400) من طريق يحيى بن ميمون بن عطاء أبي أيوب التمار ثنا علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: "يا غلام أو يا غليم، احفظ عني كلمات لعلّ الله أنْ ينفعك بهن، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدّة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلائق لم يعطوك شيئا لم يقدره الله -عز وجل- لك ما استطاعوا، أو يمنعوك شيئا قدره الله لك ما استطاعوا ذلك، اعمل باليقين مع الرضا، واعلم أنّ مع العسر يسرا، واعلم أنّ مع العسر يسرا"

قال الفلاس: كنت عند يحيى بن ميمون وكان كذابا يحدث عن علي بن زيد بأحاديث موضوعة. فذكر منها هذا الحديث" الكامل 7/ 2682 - 2683 وقال الهيثمي: وفيه علي بن زيد وهو ضعيف" المجمع 1/ 168 قلت: ويحيى بن ميمون كذبه الساجي أيضا، وقال مسلم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (7) عن أبي سعيد عبد الله بن شبيب بن خالد المديني ثني أبو بكر بن شيبة الحزامي ثنا محمَّد بن إبراهيم بن المطلب بن أبي وَدَاعة السهمي ثني زهرة بن عمرو التيمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لابن عباس: "يا غلام! ألا أعلمك كلمات تنتفع بهن؟ " قال: بلى يا رسول الله. قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك. تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفّ القلم بما هو كائن، فلو جهد العباد أنْ ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد العباد على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أنْ تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل، وإنْ لم تستطع فإنّ في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا". ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1603) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 115 - 116) وإسناده ضعيف جدا. عبد الله بن شبيب قال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات. وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (315) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا علي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أردفه خلفه فقال: "يا فتى، ألا أهب لك؟ ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّه قد جفّ القلم بما هو كائن، واعلم بأنّ الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه، واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 185) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4044) عن الطبراني به. وإسناده ضعيف جدا، علي بن أبي علي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 248 - "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يَبْرُكْ بُرَوْكَ الفَحْل" قال الحافظ: وقد روى الأثرم حديث أبي هريرة: فذكره، ولكن إسناده ضعيف" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263) وأبو يعلى (6540) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255) والبيهقي (2/ 100) وفي "المعرفة" (3/ 19) من طريق محمَّد بن فضيل عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة به مرفوعا. قال البيهقي: عبد الله بن سعيد المَقْبُري ضعيف" قلت: بل هو متروك الحديث كما قال أحمد والفلاس والنسائي. 249 - "إذا سجد أحدكم فليعتدل ولا يَفْتَرِش ذراعيه" قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي وابن خزيمة من حديث جابر: فذكره، ولمسلم عن عائشة نحوه" (¬2) صحيح أخرجه عبد الرزاق (2930) وابن أبي شيبة (1/ 258 و 259) وأحمد (3/ 305 و 315 و 389) وابن ماجه (891) والترمذي (275) وأبو يعلى (2008 و 2285) وابن خزيمة (644) وابن المنذر في "الأوسط" (1441) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (262) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3098) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 78/ ب) والطبراني في "الأوسط" (1614 و 1752 و 4480) وابن المقرئ في "الأربعين" (40) وتمام في "فوائده" (ق 45/ أ) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 365) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (106) والبغوي في "شرح السنة" (649) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا به، وزاد "افتراش الكلب" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع احتج به مسلم وأخرج له البخاري مقرونا بغيره، واختلفوا فيه: فقواه أحمد وغيره، ولينه ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) 2/ 433 - 434 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب يهوي بالتكبير حين يسجد) (¬2) 2/ 445 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب لا يفترش ذراعيه في السجود)

وقال شعبة وابن عيينة: حديثه عن جابر إنما هي صحيفة. وقال شعبة وغيره: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث. ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: وكان الأعمش يدلس عنه (¬1). لكن الحديث صحيح فإنّ له شاهدًا عن أنس وعن عائشة وعن أبي هريرة. فأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 2/ 445) ومسلم (493) وأبو داود (897) وابن ماجه (892) والنسائي (2/ 169) ولفظه "اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب" لفظ أبي داود. وأما حديث عائشة فهو عند مسلم (498) وأحمد (6/ 31) بلفظ "وكان ينهى أنْ يفترش أحدنا ذراعيه كالكلب" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود (901) من طريق دَرَّاج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا "إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب" وهو الحديث الآتي. 250 - "إذا سجد أحدكم فلا يَفْتَرِش ذراعيه افتراش الكلب وليضم فخذيه" قال الحافظ: ولابن خزيمة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 188) وأبو داود (901) وابن خزيمة (653) وابن المنذر في "الأوسط" (1448) والبيهقي (2/ 115) من طريق الليث بن سعد عن دَرَّاج أبي السَّمْح عن ابن حُجَيرة عن أبي هريرة به مرفوعا. ودراج أبو السمح مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. وللحديث شاهد عن جابر وغيره (¬3) لكن ليس فيها قوله "وليضم فخذيه" ولم أجد ما يعضدها. ¬

_ (¬1) وقد توبع، فروى عبد الرزاق (2929) عن ابن جريج عن سليمان بن موسى أنّ جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بأنْ يعتدل فى السجود، ولا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب" وإسناده منقطع. (¬2) 2/ 437 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب يبدي ضبعيه ويجافي فى السجود) (¬3) انظر الحديث الذي قبله

251 - "إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب" قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديث العباس بن عبد المطلب" (¬1) أخرجه مسلم (491) وأبو داود (891) واللفظ له وزاد "وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه" ولفظ مسلم "سبعة أطراف". 252 - "إذا سجدت فضع كفيك وارفع مِرْفقيك" قال الحافظ: ولمسلم (494) من حديث البراء رفعه: فذكره" (¬2) 253 - "إذا سقطت لقمة أحدكم فَلْيُمِط ما أصابها من أذى وليأكلها ولا يمسح يده حتى يلعقها أو يُلعقها فإنّه لا يدري في أيّ طعامه البركة" قال الحافظ: الحديث صحيح أخرجه مسلم في آخر حديث جابر ولفظه من حديث جابر: فذكره، زاد فيه النسائي من هذا الوجه "ولا يرفع الصحفة حتى يَلعقها أو يُلعقها" ولأحمد من حديث ابن عمر نحوه بسند صحيح، وللطبراني من حديث أبي سعيد نحوه بلفظ "فإنه لا يدري في أي طعامه يبارك له" ولمسلم نحوه من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة أيضا" (¬3) صحيح وهذه خمسة أحاديث ذكرها الحافظ وهي: الأول: عن جابر مرفوعا "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليُمِطْ ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيّ طعامه البركة" أخرجه مسلم (2033) الثاني: عن ابن عمر قال: إذا كل أحدكم طعاما، فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلتعقها فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تدري في أيّ طعامك تكون البركه". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 296 - 297) وأحمد (2/ 7) عن محمد بن فُضيل الكوفي ثنا حُصين عن مجاهد عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) 2/ 439 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب السجود على سبعة أعظم) (¬2) 2/ 437 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود) (¬3) 11/ 511 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع)

وأخرجه البزار (كشف 2885) عن محمَّد بن المثنى وعمرو بن علي الفلاس قالا: ثنا محمَّد بن فضيل به. واللفظ له. وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسند حصين عن مجاهد عن ابن عمر إلا هذا" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 27 قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي. الثالث: عن أبي سعيد مرفوعا "إذا طعم أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى يلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيّ طعامه يبارك له". أخرجه الطبراني في "الكبير" (5434) عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ثنا أبو صالح الحرّاني ثنا ابن لَهيعة عن جعفر بن ربيعة أن جميل بن أبي المضاء أخبره عن أبيه قال: قال مروان بن الحكم لزيد بن ثابت: كيف تأكل؟ قال: أخبرني أبو سعيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. قال الهيثمي: وأبو المضاء وابنه جميل لم أعرفهما، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح، ورواه في "الأوسط" (5376) وفيه عبد الله بن محمَّد بن عمارة الأنصاري قال الذهبي: مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح" المجمع 5/ 28 قلت: وابن لهيعة ضعيف كلما قال ابن معين وغيره. الرابع: عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث وقال: "إذا سقطت لقمة لحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان" وأمرنا أنْ نَسْلُتَ القصعة، قال: "فإنكم لا تدرون في أيّ طعامكم البركة" أخرجه مسلم (2034) الخامس: عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيتهن البركة" أخرجه مسلم (2035) 254 - "إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاقتلوه" قال الحافظ: أخرجه الشافعي في رواية حَرملة عنه وأبو داود وأحمد والنسائي

والدارمي وابن المنذر وصححه ابن حبان كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، ولبعضهم "فاضربوا عنقه" وله من طريق أخرى عن أبي هريرة أخرجها عبد الرزاق وأحمد والترمذي تعليقا والنسائي كلهم من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه بلفظ "إذا شربوا فاجلدوهم، ثلاثا، فإذا شربوا الرابعة فاقتلوهم" وروي عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح، فقال أبو بكر بن عياش عنه عن أبي صالح عن أبي سعيد، كذا أخرجه ابن حبان من رواية عثمان بن أبي شيبة عن أبي بكر، وأخرجه الترمذي عن أبي كُريب عنه فقال: عن معاوية بدل أبي سعيد وهو المحفوظ، وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبان العطار عنه، وتابعه الثوري وشيبان بن عبد الرحمن وغيرهما عن عاصم، ولفظ الثوري عن عاصم "ثم إن شرب الرابعة فاضربوا عنقه" ووقع في رواية أبان عند أبي داود "ثم إن شربوا فاجلدوهم" ثلاث مرات بعد الأولى ثم قال: "إن شربوا فاقتلوهم" ثم ساقه أبو داود من طريق حميد بن يزيد عن نافع عن ابن عمر قال: وأحسبه قال في الخامسة "ثم إن شربها فاقتلوه" قال: وكذا في حديث عطيف في الخامسة، قال أبو داود: وفي رواية عمر بن أبي سلمة عن أبيه وسهيل بن أبي صالح عن أبيه كلاهما عن أبي هريرة في الرابعة وكذا في رواية ابن أبي نعيم عن ابن عمر وكذا في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص والشريد، وفي رواية معاوية "فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه" وقال الترمذي بعد تخريجه: وفي الباب عن أبي هريرة والشريد وشرحبيل بن أوس وأبي الدرداء وجرير وعبد الله بن عمرو. قلت: وقد ذكرت حديث أبي هريرة، وأما حديث الشريد وهو ابن أوس الثقفي فأخرجه أحمد والدارمي والطبراني وصححه الحاكم بلفظ "إذا شرب فاضربوه" وقال في آخره "ثم إن عاد الرابعة فاقتلوه" وأما حديث شرحبيل وهو الكندي فأخرجه أحمد والحاكم والطبراني وابن منده في "المعرفة" ورواته ثقات نحو رواية الذي قبله وصححه الحاكم من وجه آخر، وأما حديث أبي الرَمْداء وهو بفتح الراء وسكون الميم بعدها قال مهملة وبالمد وقيل بموحدة ثم ذال معجمة وهو بدوي نزل مصر فأخرجه الطبراني وابن منده وفي سنده ابن لهيعة وفي سياق حديثه "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالذي شرب الخمر في الرابعة أنْ يضرب عنقه فضربت" وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني والحاكم ولفظه "من شرب الخمر فاجلدوه" وقال فيه "فإن عاد في الرابعة فاقتلوه" وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فأخرجه أحمد والحاكم من وجهين عنه وفي كل منهما مقال ففي رواية شهر بن حوشب عنه "فإنْ شربها الرابعة فاقتلوه" قلت: ورويناه عن أبي سعيد أيضا كما تقدم، وعن ابن عمر أخرجه النسائي والحاكم من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عن ابن عمر ونفر من الصحابة بنحوه، وأخرجه الطبراني موصولا من طريق عياض بن غطيف عن أبيه وفيه في الخامسة كما أشار إليه أبو داود، وأخرجه الترمذي تعليقا والبزار والشافعي والنسائي والحاكم موصولا من رواية محمَّد بن

المنكدر عن جابر، وأخرجه البيهقي والخطيب في "المبهمات" من وجهين آخرين عن ابن المنكدر، وفي رواية الخطيب "جلد" وللحاكم من طريق يزيد بن أبي كبشة سمعت رجلا من الصحابة يحدث عبد الملك بن مروان رفعه بنحوه "ثم إنْ عاد في الرابعة فاقتلوه" وأخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن ابن المنكدر مرسلا وفيه " أتي بابن النعيمان بعد الرابعة فجلده" وأخرجه الطحاوي من رواية عمرو بن الحارث عن ابن المنكدر أنّه بلغه، وأخرجه الشافعي وعبد الرزاق وأبو داود من رواية الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من شرب الخمر فاجلدوه" إلى أنْ قال: "ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه" قال: فأتي برجل قد شرب فجلده، ثم أتي به قد شرب فجلده، ثم أتي به في الرابعة قد شرب فجلده" فرفع القتل عن الناس وكان رخصة. وعلقه الترمذي فقال: روى الزهري، وأخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق محمَّد بن إسحاق عن الزهري وقال فيه: "فأتي برجل من الأنصار يقال له نعيمان فضربه أربع مرات، فرأى المسلمون أن القتل قد أخر وأن الضرب قد وجب"، وقبيصة بن ذؤيب من أولاد الصحابة وولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه، ورجال هذا الحديث ثقات مع إرساله لكنّه أعلّ بما أخرجه الطحاوي من طريق الأوزاعي عن الزهري قال: بلغني عن قبيصة، ويعارض ذلك رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري عن قبيصة حدثه أنه بلغه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أصح لأنّ يونس أحفظ لرواية الزهري من الأوزاعي، والظاهر أنّ الذي بلغ قبيصة ذلك صحابي فيكون الحديث على شرط الصحيح لأن ابهام الصحابي لا يضر، وله شاهد أخرجه عبد الرزاق عن معمر قال: حدثت به ابن المنكدر فقال: تُرك ذلك قد أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابن نعيمان فجلده ثلاثاً ثم أتي به في الرابعة فجلده ولم يزد" ووقع عند النسائي من طريق محمَّد بن إسحاق عن ابن المنكدر عن جابر "فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل منا قد شرب في الرابعة فلم يقتله" وأخرجه من وجه آخر عن محمَّد بن إسحاق بلفظ "فإنْ عاد في الرابعة فاضربوا عنقه" فضربه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع مرات، فرأى المسلمون أنْ الحد قد وقع، وأن القتل قد رفع" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث شرحبيل بن أوس ومن حديث غطيف ومن حديث جابر بن عبدالله ومن حديث الشريد ومن حديث أبي الرمداء ¬

_ (¬1) 15/ 84 - 85 (كتاب الحدود - باب ما يكره من لعن شارب الخمر)

البلوي ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث قبيصة بن ذؤيب ومن حديث عمرو بن دينار مرسلا ومن حديث مكحول مرسلا ومن حديث الزهري مرسلا. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا شربوا فاجلدوهم، قالها ثلاثا، قال: فإذا شربوا الرابعة فاقتلوهم" أخرجه عبد الرزاق (13549 و 17081) عن مَعْمَر عن سهيل به. ومن طريقه أخرجه أحمد (2/ 280) والنسائي في "الكبرى" (5296) والحاكم (4/ 371 - 372) وابن حزم في "المحلى" (13/ 420) والحازمي في "الاعتبار" (ص 201) ولم ينفرد معمر به بل تابعه سعيد بن أبي عروبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه ... " الحديث أخرجه الحاكم (4/ 371) من طريق يحيى بن أبي طالب البغدادي ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبا سعيد به. وقال: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن حزم بعد أن أخرجه من الطريق الأولى: هذا طريق في نهاية الصحة" قلت: هو حسن للخلاف المعروف في سهيل بن أبي صالح. ولم ينفرد به بل تابعه عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح به. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (321) عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم به. وأخرجه محمَّد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (150) من طريق أبي عيسى محمَّد بن الهيثم بن خالد الوراق ثنا أحمد بن عبد الجبار به. وإسناده حسن أيضا. الثاني: يرويه الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه" وفي لفظ "إذا سكر فاجلدوه، ثم إنْ سكر فاجلدوه، ثم إنْ سكر فاجلدوه، فإنْ عاد الرابعة فاضربوا عنقه".

أخرجه الطيالسي (ص 307) ثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (31318) وأخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (3/ 38) وأحمد (2/ 291 و 504) والدارمي (2030) وأبو داود (4484) وابن ماجه (2572) والنسائي (8/ 281) وابن الجارود (831) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2862) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159) وابن حبان (4447) والحاكم (4/ 371) وابن حزم في "المحلى" (13/ 421) والبيهقي (8/ 313) وفي "معرفة السنن" (13/ 38) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 256) من طرق عن ابن أبي ذئب به. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" وقال ابن حزم: الرواية عن أبي هريرة ثابتة تقوم بها الحجة" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" قلت: إسناده حسن، والحارث بن عبد الرحمن صدوق كما في "الميزان" و "التقريب". ولم ينفرد به بل تابعه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به. أخرجه أحمد (2/ 519) عن سليمان بن داود الطيالسي وابن شاهين في "الناسخ" (524) عن خالد بن يوسف كلاهما عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عمر بن أبي سلمة به. وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه: ضعفه جماعة، وقواه آخرون. وقال الحافظ في "الفتح" (13/ 327 - سلفية): حديثه حسن" والحديث بمجموع الطريقين صحيح (¬1). وله طريق ثالثة معلولة أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (7/ 312) والحافظ في "تخريج ¬

_ (¬1) وقد رواه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 1815) عن يحيى القطان عن ابن حرملة به. والأول أصح، وابن حرملة مختلف فيه.

أحاديث المختصر" (2/ 268) من طريق كثير بن الوليد الحنفي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن عيينة لم نكتبه إلا من حديث كثير" وقال الحافظ: وهذا حديث غريب منكر بهذا الإسناد، تفرد به كثير، ولم أقف له على ترجمة، ولعله دخل له حديث في حديث، فإنْ سائر رجاله ثقات، والمعروف عن ابن عيينة في سنده ما رواه عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب مرسلا" وأما حديث معاوية فله عنه طريقان: الأول: يرويه عاصم بن بهدلة عن ذكوان أبي صالح عن معاوية مرفوعاً "إذا شربوا الخمر فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوها الرابعة فاقتلوهم" أخرجه عبد الرزاق (13550 و 17087) وأحمد (4/ 96) والترمذي في "العلل" (2/ 608) والنسائي في "الكبرى" (5297) والطبراني في "الكبير" (19/ 334) وابن حزم في "المحلى" (13/ 420) عن سفيان الثوري وأحمد (4/ 95) عن شعبة وأحمد (4/ 101) عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي وابن ماجه (2573) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159) وابن حبان (4446) والطبراني في "الكبير" (19/ 334) والحاكم (4/ 372) وابن عساكر (7/ 80) عن سعيد بن أبي عَروبة والترمذي (1444) وأبو يعلى (¬1) (7363) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (156) وابن شاهين في "الناسخ" (527) ¬

_ (¬1) رواه ابن حبان (4445) عن أبي يعلى فجعله عن أبي سعيد الخدري. وقال: سمع هذا الخبر أبو صالح عن معاوية وأبي سعيد جميعا"

عن أبي بكر بن عياش (¬1) وأبو داود (4482) وابن حزم في "المحلى" (13/ 420) والبيهقي (8/ 313) عن أبان بن يزيد العطار كلهم عن عاصم بن بَهْدَلة به. سكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: صحيح" وقال الترمذي: سمعت محمدا يقول: حديث أبي صالح عن معاوية في هذا أصح من حديث أبي صالح عن أبي هريرة" وقال ابن حزم: هذا طريق في نهاية الصحة" قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم بن بهدلة، والحديث سمعه أبو صالح من معاوية ومن أبي هريرة. الثاني: يرويه مَعْبَد بن خالد القاص عن عبد الرحمن بن عبد الجدلي (¬2) قال: سمعت معاوية رفعه "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه". أخرجه أحمد (4/ 93 و 97) والنسائي في "الكبرى" (5298 و 5299) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159) والطبراني في "الكبير" (19/ 359 - 360 و 360) والخطيب في "الموضح" (2/ 240) والحازمي في "الاعتبار" (ص 200) من طرق عن مغيرة بن مِقْسَم الكوفي عن معبد بن خالد به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ولم ينفرد مغيرة به بل تابعه سفيان الثوري عن معبد به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 360) قال ابن حزم: الرواية عن معاوية ثابتة تقوم بها الحجة" ¬

_ (¬1) هكذا رواه أبو كريب وعثمان بن أبي شيبة عن أبي بكر، ورواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عنه فجعله عن أبي هريرة. أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 254) وقال: قال: الدارقطني: أخطأ فيه أحمد بن عبد الجبار، والمحفوظ ما قال أبو كريب" انظر علل الدارقطني 10/ 91 (¬2) وقيل عبد بن عبد.

وأما حديث جرير بن عبد الله فأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 142) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159) والطبراني في "الكبير" (2398) والحاكم (4/ 371) والخطيب في "المتفق والمفترق" (534) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 261) عن مكي بن إبراهيم البلخي والطبراني في "الكبير" (2397) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 261) عن الصباح بن محارب التيمي الكوفي قالا: ثنا داود بن يزيد الأودي عن سماك بن حرب عن خالد بن جرير عن أبيه مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه" قال الهيثمي: وفيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف" (¬1) المجمع 6/ 277 قلت: وخالفه إبراهيم بن طهمان "المشيخة" (14) فرواه عن سماك عن أخيه محمَّد بن حرب عن ابن جرير عن أبيه به. وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (526) عن عبد الله بن محمَّد بن زياد النيسابوري (¬2) ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان به. وقال: هذا حديث غريب، لا أعلم أنّ سماكا حدّث عن أخيه إلا هذا، وابن جرير هذا اسمه خالد بن جرير" قلت: وخالد بن جرير هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وسماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو الخطاب حميد بن يزيد البصري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإنّ شربها فاجلدوه، فقال في الرابعة أو الخامسة فاقتلوه" ¬

_ (¬1) قال الحافظ: في سنده ضعف وانقطاع، أما الضعف فمن جهة داود، وأما الانقطاع فلأن سماكا لم يسمعه من ابن جرير، وقد سلمت الرواية الثانية من الأمرين" (¬2) تابعه مكي بن عبدان النيسابوري ثنا أحمد بن حفص به. أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 261 - 262) ونسبه للدارقطني في الأفراد.

أخرجه أحمد (2/ 316) عن عبيد الله بن محمَّد التيمي وأبو داود (4483) والبيهقي (8/ 313) والحازمي (ص 200) والمزي (7/ 409) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي وحنبل بن إسحاق في "جزئه" (3) وابن حزم (13/ 421) عن الحجاج بن منهال البصري والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 262 - 263) عن مؤمل بن إسماعيل البصري أربعتهم عن حماد بن سلمة عن أبي الخطاب به. وحميد بن يزيد قال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي: لا يُدرى من هو (¬1). الثاني: يرويه مغيرة بن مِقسَم الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم عن ابن عمر ونفر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاقتلوه" أخرجه النسائي (8/ 281) وفي "الكبرى" (5300) عن إسحاق بن راهويه أنبا جرير عن مغيرة به. ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى" (13/ 421) وأخرجه الحاكم (4/ 371) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنبا جربر به. لكنّه عن ابن عمر وحده. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قنت: إسناده صحيح، والشيخان لم يخرجا رواية مقسم عن عبد الرحمن، ولم يخرج مسلم رواية عبد الرحمن عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) قال الحافظ: هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح إلا حميد بن يزيد فلم يذكروه بجرح ولا عدالة، ولا روى عنه إلا حماد بن سلمة، ولكنه توبع عن ابن عمر. ثم ذكر رواية عبد الرحمن بن أبو نعم الآتية بعد هذا وقال: رجاله رجال الصحيح تخريج أحاديث المختصر 2/ 263

وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه قتادة عن شَهْر بن حَوْشَب عن ابن عمرو مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، ومن شرب الثانية فاجلدوه، ثم إنْ شرب الثالثة فاجلدوه، ثم إنْ شرب الرابعة فاقتلوه". أخرجه أحمد (2/ 214) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159) والخطيب في "الفقيه" (1/ 125) عن همام بن يحيى العَوْذِي والحاكم (4/ 372) عن هشام الدَّسْتُوَائي والحازمي (ص 200) عن حماد بن سلمة ثلاثتهم عن قتادة به. ورواته ثقات غير شهر بن حوشب وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن عدي وغيره، وقد سمع من ابن عمرو كما قال البخاري في "التاريخ الكبير". الثاني: يرويه قرة بن خالد السدوسي البصري عن الحسن عن ابن عمرو مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه" أخرجه أحمد (2/ 191) وابن شاهين في "الناسخ" (525) عن وكيع وأحمد (2/ 191) عن رَوْح بن عبادة البصري والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (3/ 148) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 15) عن النضر بن شُميل

كلهم عن قرة بن خالد به. ورواه عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن قرة عن الحسن قال: والله لقد زعموا أن عبد الله بن عمرو شهد بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: فذكره. أخرجه أحمد (2/ 211) وهذا أصح، والحسن لم يسمع من ابن عمرو كما قال ابن المديني والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 262) ولم ينفرد قرة بن خالد به بل تابعه أشعث بن عبد الملك البصري عن الحسن عن ابن عمرو به. أخرجه أحمد (2/ 191) وتابعه يونس بن عبيد عن الحسن به. أخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (76) ثنا موسى بن زكريا ثنا عمار بن هارون أنا عدي بن الفضل الذارع عن يونس به. وإسناده ضعيف جدا، موسى بن زكريا التُّسْتَري متروك. قاله الدارقطني، وعمار بن هارون البصري ضعيف. قاله الدارقطني وابن عدي، وعدي بن الفضل التيمي ضعيف أيضا. قاله ابن معين وغيره. وأما حديث شرحبيل بن أوس فأخرجه ابن سعد (7/ 431) وأحمد (4/ 234) وعبد بن حميد في "المنتخب" (408) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2434) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (58 و 1244 و 1245) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 331) والطبراني في "الكبير" (620 و 7212) وفي "مسند الشاميين" (1082) وابن شاهين في "الناسخ" (529) والحاكم (4/ 373) وأبو نعيم في "الصحابة" (3718 و 3719 و 3720) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 258 - 259) من طرق عن حَرِيْز بن عثمان ثنا أبو الحسن الهوزني نِمْران بن مخمر الرَّحبي عن شرحبيل بن أوس وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها الرابعة فاقتلوه". قال الحافظ: هذا حديث صحيح" وقال الهيثمي: وفيه نمران بن محمَّد، ويقال: مخبر، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 277

قلت: ذكره الحسيني في "الإكمال" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" في من اسمه عمران، وقال الحسيني: مجهول، وقال أبو زرعة: لا يعرف. وتعقبه الحافظ في "التعجيل" فقال: كذا قال، وهو معروف، لكنّه تصحف، وإنّما هو نمران أوله نون لا عين، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في حرف النون بروايته عن شرحبيل بن أوس، ورواية حريز بن عثمان عنه، وكذلك ذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث غطيف فيرويه إسماعيل بن عياش واختلف عنه: - فقال أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي: ثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم الكندي عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده مرفوعا "إذا شرب الرجل الخمر فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إنْ عاد فاقتلوه" أخرجه البزار (كشف 1563) عن عمر بن الخطاب السجستاني والطبراني في "الكبير" (18/ 264) عن أبي زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي قالا: ثنا أبو اليمان به. واللفظ للطبراني وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5634) عن الطبراني به. ورواه محمَّد بن عوف بن سفيان الحمصي عن أبي اليمان واختلف عنه: • فقال يحيى بن محمَّد بن صاعد: ثنا محمَّد بن عوف عن أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش وسعيد بن سالم عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (528) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 633) • وقال سعيد بن محمَّد: ثنا محمَّد بن عوت ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش ثنا سعيد بن يزيد عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده. أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 263) من طريق ابن منده أنا سعيد بن محمد به. وقال: هذا حديث حسن" - ورواه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه:

* فقال محمَّد بن الحسن بن قتيبة اللخمي: ثنا عبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم عن معاوية عن أبيه عن جده، إلا أنه قال في الرابعة "وإنْ عاد فاقتلوه" أخرجه ابن حبان في "الثقات" (6/ 355) وأبو نعيم في "الصحابة" (5634) وتابعه حسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الوهاب بن الضحاك به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 315) * وقال ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2450): ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم بن عياض عن أبيه عن جده مرفوعا. - وقال عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: ثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم بن عياض عن أبيه عن جده مرفوعا. أخرجه ابن أبي عاصم (2450) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 329) وأما حديث جابر فيرويه محمَّد بن المنكدر واختلف عنه: - فرواه محمَّد بن إسحاق المدني واختلف عنه: • فقال غير واحدة عن ابن إسحاق عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإنْ عاد في الرابعة فاقتلوه" قال: فأتي بالنعيمان قد شرب الرابعة فجلده، ولم يقتله، وكان ذلك ناسخا للقتل. أخرجه البخاري في""الكبير" (1/ 1/ 244) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 266) عن محمَّد بن المعلي بن عبد الكريم الأيامي والبزار (كشف 1562) والنسائي في "الكبرى" (5303) والحاكم (4/ 373) وابن حزم في "المحلى" (13/ 423) والبيهقي (8/ 314) وفي "الصغرى" (3387) وفي "معرفة السنن" (13/ 39) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 264) عن زياد بن عبد الله البكائي والنسائي في "الكبرى" (5302) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 161) وابن حزم (13/ 422)

عن شَريك بن عبد الله القاضي والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 266) عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي أربعتهم عن ابن إسحاق به. قال البخاري: وهذا حديث لم يتابع عليه" وقال البزار: لا نعلم أحدا حدّث به إلا ابن إسحاق" وقال ابن حزم: لا يصح لأنّه لم يروه عن ابن المنكدر أحد متصلا إلا شريك القاضي وزياد البكائي عن ابن إسحاق عن ابن المنكدر وهما ضعيفان" وقال الحافظ: هذا حديث حسن" قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من ابن المنكدر. • وقال الحسن بن صالح الكوفي: عن ابن إسحاق عن عبد الملك بن أبي بكر عن ابن المنكدر عن جابر. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 307) - ورواه عمرو بن الحارث المصري عن ابن المنكدر مرسلا. أخرجه الطحاوي (3/ 161) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث به. وإسناده صحيح إلى ابن المنكدر. وتابعه مَعْمَر بن راشد عن ابن المنكدر وعن زيد بن أسلم مرسلا. ذكره البيهقي في "معرفة السنن" (13/ 39) وهو الصواب. وأما حديث الشريد فيرويه محمَّد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال يزيد بن زُرَيْع: ثنا ابن إسحاق ثني عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود الثقفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه رفعه "إذا شرب أحدكم فاضربوه (¬1)، ثم إنْ عاد فاضربوه، ثم إنْ عاد فاضربوه، ثم إنْ عاد الرابعة فاقتلوه" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "فاجلدوه"

أخرجه الدارمي (2318) والنسائي في "الكبرى" (5301) والطبراني في "الكبير" (7244) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (43) وابن حزم (13/ 421) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 257) وقال: هذا حديث حسن" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 278 قلت: عبد الله بن عتبة هذا لم أقف له على ترجمة، وابن إسحاق صدوق، ويزيد وعمرو ثقتان. - وقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه. أخرجه أحمد (4/ 388 - 389) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه به. - وقال يزيد بن هارون: عن ابن إسحاق عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن أبيه. أخرجه الحاكم (4/ 372) من طريق محمَّد بن مسلمة الواسطي عن يزيد بن هارون به. وقال: صحيح على شرط مسلم" وتعقبه الحافظ فقال: وهو خطأ من الراوي عن يزيد بن هارون وهو محمَّد بن مسلمة الواسطي وهو ضعيف جدا، وقد رويناه في أمالي المحاملي من روايته عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد عن عمه وهو يعقوب كما أخرجه أحمد، وهو المحفوظ" تخريج أحاديث المختصر 2/ 258 وأما حديث أبي الرّمداء البلوي فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 30) عن عبد الله بن يزيد المقرىء وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 205) وابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" (10/ 333) عن عبد الله بن وهب والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159) عن أسد بن موسى المصري

والطبراني في "الكبير" (22/ 355 - 356) عن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحرّاني كلهم عن ابن لهيعة ثنا عبد الله بن هبيرة أن أبا سليمان مولى أم سلمة حدّثه أنّ أبا الرمداء (¬1) حدثه أنّ رجلا منهم شرب فأتوا به نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فضربه، ثم شرب الثانية فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - فضربه، ثم شرب الثالثة فأُتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - فضربه، قال: فما أدري أفي الثالثة أم في الرابعة أمر به فحمل على العجل فضرب عنقه. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو سليمان قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (5/ 369) والحاكم (4/ 372 - 373) عن محمَّد بن جعفر غُنْدَر. والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (34) وابن شاهين في "الناسخ" (530) عن خالد بن الحارث البصري قالا: ثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت يزيد بن أبي كبشة يخطب بالشام قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث عبد الملك بن مروان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في الخمر: "إنْ شربها فاجلدوه، ثم ان عاد فاجلدوه، ثم إنْ عاد فاجلدوه، ثم إنْ عاد الرابعة فاقتلوه" لفظ حديث محمَّد بن جعفر. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يحدثنا بهذا الحديث فقال في آخره: هذا الصحابي من أهل الشام هو شرحبيل بن أوس" قلت: يزيد بن أبي كبشة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والباقون كلهم ثقات. وأبو بشر اسمه جعفر بن أبي وحشية. ¬

_ (¬1) هكذا هو عند الدولابي وابن عبد الحكم، وعند ابن منده "عن أبي الربداء" وعند الطحاوي "عن أبي رمثة"

وأما حديث قبيصة بن ذؤبب فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 161) وابن حزم في "المحلى" (13/ 423) من طريق ابن وهب أني يونس بن يزيد أني ابن شهاب أن قبيصة بن ذؤيب حدّثه أنه بلغه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لشارب الخمر: "إن شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاقتلوه" فأتي برجل قد شرب ثلاث مرات، فجلده، ثم أتى به في الرابعة فجلده، ووضع القتل عن الناس. وأخرجه الشافعي في "الأم" (6/ 130) وأبو داود (4485) وابن شاهين في "الناسخ" (532) والبيهقي (8/ 314) وفي "معرفة السنن" (13/ 35) والخطيب في "الفقيه" (1/ 125) وفي "الأسماء المبهمة" (ص 306) والحازمي في "الاعتبار" (ص 201) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 267) عن سفيان بن عُيينة وابن بشران (150) والبيهقي (8/ 314) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 307) عن محمَّد بن إسحاق المدني وابن شاهين (533) عن يحيى بن أبي أنيسة الجزري وإبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (15) عن عباد بن إسحاق المدني كلهم عن الزهري به. وقال ابن إسحاق في حديثه: "فأُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل من الأنصار يقال له نعيمان فضربه أربع مرات، فرأى المسلمون أن القتل قد أُخِّرَ وأنّ الضرب قد وجب. قال ابن التركماني: سكت البيهقي عن الحديث وهو مرسل وقبيصة معدود من التابعين، وفيه علة أخرى وهي أنّ الزهري لم يسمعه من قبيصة ذكرها الطحاوي في الرد على الكرابيسي وقال مستدلا على ذلك: ثنا يونس ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي عن ابن شهاب أنه بلغه عن قبيصة بن ذؤيب فذكر الحديث، وسنده على شرط مسلم" الجوهر النقي 8/ 313 - 314 وقال ابن حزم: حديث قبيصة بن ذؤيب منقطع، ولا حجة في منقطع" وقال الحافظ: هذا حديث مرسل، رجاله رجال الصحيح"

وأما حديث عمرو بن دينار فأخرجه عبد الرزاق (17085) عن ابن جريج عن عمرو بن دينار مرفوعا "من شرب الخمر فحدوه، فإنْ شرب الثانية فحدوه، فإنْ شرب الثالثة فحدوه، فإن شرب الرابعة فاقتلوه" قال: فاُتيْ بابن النعيمان قد شرب، فَضُرِبَ بالنعال والأيدي، ثم أُتي به الثانية فكذلك، ثم أُتي به الثالثة فكذلك، ثم أتي به الرابعة فحدّه، ووضع القتل. ورواته ثقات. وأما حديث مكحول فأخرجه عبد الرزاق (17079) عن محمَّد بن راشد المكحولي قال: سمعت مكحولا رفعه "من شرب الخمر فاضربوه، من شرب الخمر فاضربوه، ثم قال في الرابعة: من شرب الخمر فاقتلوه" إسناده حسن. وأما حديث الزهري مرسلا فأخرجه عبد الرزاق (17083) عن معمر عن الزهري مرفوعا "إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاقتلوهم" ثم قال: "إنّ الله قد وضع عنهم القتل، فإذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ذكرها أربع مرات. رواته ثقات. وأخرجه في موضع آخر (13551) عن عمر بن حبيب المكي سمعت ابن شهاب رفعه "من شرب الخمر فاضربوه، ثم إن شرب الثانية فاضربوه، ثم إن شرب الثالثة فاضربوه، ثم إنْ شرب الرابعة فاقتلوه" قال: فأُتي برجل قد شرب فضربه، ثم الثانية فضربه، ثم الثالثة فضربه، ثم الرابعة فضربه، ووضع الله تعالى القتل. 255 - "إذا سَمّيتُم فعبدوا" قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني من حديث أبي زهير الثقفي رفعه: فذكره، وفي إسناده ضعف" (¬1) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 13/ 190 (كتاب الأدب - باب أحب الأسماء إلى الله)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 179) عن معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري ثنا مُسدد ثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي عن أبيه عن عبد الملك بن أبي زهير عن أبيه به مرفوعا (¬1). قال الهيثمي: وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جدا" المجمع 8/ 50 وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 998 قلت: أبو أمية واسمه إسماعيل قال البخاري: سكتوا عنه، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي متروك الحديث. وقد توبع: قال أبو نعيم في "الصحابة" (3080): ثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا جمعة بن عبد الله ثنا أبو بحر عمرو بن حمدان العتكي عن شيخ كان بالمدينة ثنا عبد الملك بن زهير عن أبيه مرفوعا به. وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم، وعمرو بن حمدان لم أقف له على ترجمة. 256 - "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إنْ كان يريد" قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه ابن ماجه (3427) عن عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي وأبو يعلى (6677) عن حاتم بن إسماعيل المدني والحاكم (4/ 139) عن أنس بن عياض المدني ثلاثتهم عن الحارث بن أبي ذُباب عن عمه عن أبي هريرة به مرفوعا. واللفظ لابن ماجه ¬

_ (¬1) رواه أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني عن أبي أمية بن يعلى عن عبد الملك بن أبي زهير عن أبيه به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6802) والشاذكوني قال أبو حاتم: ليس بشيء، متروك الحديث. (¬2) 12/ 195 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)

ولفظ الحاكم "لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب منه ولكن إذا أراد أنْ يتنفس فليؤخره عنه ثم يتنفس" ولفظ أبي يعلى نحوه إلا أنه قال فيه "ولكن إذا أراد أنْ يشرب منه فيؤخر عنه ثم ليتنفس" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 47 قلت: الحارث هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب الدوسي المدني وهو مختلف فيه: قواه أبو زرعة، ولينه أبو حاتم. وعمه اختلفوا في اسمه: • فقيل: هو عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب (¬1). • وقيل: هو عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب. ذكره ابن منده في "الصحابة" وسماه كذلك (¬2). وقال ابن الأثير: عياض بن عبد الله بن أبي ذباب (¬3). • وقيل: اسمه الحارث (¬4). • وقيل هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث. قاله البوصيري في "مصباح الزجاجة" وهذا الأخير ترجمه الحافظ في "التهذيب" والذهبي في "الكاشف" ولم يذكرا أنّه من رجال ابن ماجه، وإنما ذكرا الأول في المبهمات وهو من أفراد ابن ماجه، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ولم يذكروا جميعا عنه راويا إلا ابن أخيه الحارث بن أبي ذباب فهو مجهول إلا أنْ تثبت صحبته والله تعالى أعلم. 257 - "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يَدْرِ كم صلّي فليطرح الشك وَلْيبنِ على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أنْ يسلم" ¬

_ (¬1) انظر "الثقات" لابن حبان (5/ 34) و"تهذيب التهذيب" (12/ 365) و"الكاشف" (3/ 457) (¬2) انظر "تهذيب التهذيب" (2/ 148) - "الإصابة" (7/ 188) (¬3) أسد الغابة 4/ 326 (¬4) تهذيب الكمال 5/ 254

ذكر الحافظ أنه عند مسلم من حديث أبي سعيد (¬1). أخرجه مسلم (571) من حديث أبي سعيد وزاد بعد قوله "فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعا" وزاد بعد قوله "قبل أنْ يسلم "فإنْ كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لأربع كانت ترغيما للشيطان" 258 - : "إذا شهدت إحداكنّ المسجد فلا تمسنّ طيبا" قال الحافظ: ولمسلم (443) من حديث زينب امرأة ابن مسعود: فذكره" (¬2) ولفظه "فلا تمسّ طيبا" 259 - "إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصلياها معهم فإنها لكم نافلة" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث يزيد بن الأسود العامري، وصححه ابن خزيمة وغيره" (¬3) صحيح أخرجه الطيالسي (منحة 656) وابن سعد (5/ 517) وأحمد (4/ 161) والدارمي (1374) وأبو داود (575 و 576) وابن خزيمة (1638) وأبو علي الطوسي في (مختصر الأحكام" (202) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 363) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 222) وابن حبان (1564) والطبراني في "الكبير" (22/ 232 - 233 و 233) وفي "الأوسط" (8645) والغطريفي (87) والدارقطني (1/ 413) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (75) وأبو نعيم في "الصحابة" (6590) والبيهقي (2/ 300) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (522) عن شعبة وابن أبي شيبة (2/ 274 - 275 و 14/ 186) وأحمد (4/ 160 - 161) ولوين في "حديثه" (102) والترمذي (219) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1462) والفاكهي في "أخبار مكة" (2597) والنسائي (2/ 87) وفي "الكبرى" (931) وابن خزيمة (1638) وابن المنذر (2/ 405) وابن حبان (1565) والطبراني في "الكبير" (22/ 234 - 235) والدارقطني (1/ 413) والبيهقي (2/ 301) وفي "معرفة السنن" (4311) وابن ¬

_ (¬1) 3/ 336 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب إذا صلى خمسا) (¬2) 2/ 495 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب انتظار الناس قيام الإمام العالم) (¬3) 2/ 338 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة)

عبد البر في "التمهيد" (4/ 258) وابن عساكر (¬1) في "معجم الشيوخ" (546) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 476) عن هُشيم بن بشير وعبد الرزاق (3934) وأحمد (4/ 161) وابن خزيمة (1638) والطبراني في "الكبير" (22/ 232) والدارقطني (1/ 413 و 414) والحاكم (1/ 244 - 245) والبيهقي (2/ 301) والخطيب في "المتفق والمفترق" (347) عن سفيان الثوري وعبد الرزاق (3934) وابن سعد (5/ 517) وأحمد (4/ 161) والفاكهي (2598) وابن خزيمة (1638) وأبو علي الطوسي (203) والطبراني في "الكبير" (22/ 232) والدارقطني (1/ 413) عن هشام بن حسان البصري وأحمد (4/ 161) وابن خزيمة (1638) والطبراني في "الكبير" (22/ 235) والدراقطني (1/ 413) عن شريك بن عبد الله القاضي وأحمد (4/ 161) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1463) والطبراني في "الكبير" (22/ 234) والدارقطني (1/ 414) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي والطبراني في "الكبير" (22/ 234) والدارقطني (1/ 414) عن مبارك بن فَضالة والطبراني في "الكبير" (22/ 233 - 234) عن حماد بن سلمة و (22/ 235) عن الحكم بن فَصِيل الواسطي ¬

_ (¬1) وقال: لم يروه عن يزيد غير ابنه جابر، تفرد به يعلى، وهو محفوظ عنه"

وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 404) عن عبد الله بن المبارك كلهم عن يعلي بن عطاء الطائفي ثنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال: شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، قال: فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصليا معه فقال: "عَلَيّ بهما" فجيئ بهما ترعد فرائصهما، فقال: "ما منعكما أنْ تصليا معنا؟ " فقالا: يا رسول الله، إنا كنا قد صلينا في رحالنا، قال: "فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة". وهكذا رواه غيلان بن جامع الكوفي عن يعلي بن عطاء عن جابر بن يزيد عن أبيه به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 235) و"الأوسط" (4395) و"الصغير" (1/ 217) وفي "مسند الشاميين" (2483) والدارقطني (1/ 414) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 103) من طريق الجراح بن مليح عن إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عن غيلان به. قال الطبراني: لم يروه عن غيلان إلا ابن ذي حماية" قلت: وهو ثقة كما قال الطبراني في "الصغير" (1/ 7 - 8) وذكره ابن حبان في "الثقات". والجراح بن مليح مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وخالفه بقية فرواه عن إبراهيم بن ذي حماية ثني عبد الملك بن عمير عن جابر بن يزيد عن أبيه به. أخرجه الدارقطني (1/ 414) وابن منده في "المعرفة" كما في "التلخيص" (2/ 29) والحديث قال الترمذي: حسن صحيح" وصححه ابن السكن كما في "التلخيص" (2/ 29) وقال الشافعي في "القديم" هذا إسناد مجهول" المعرفة للبيهقي 3/ 214 والسنن له 2/ 302 قال البيهقي: وإنما قال ذلك والله أعلم لأنّ يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه جابر بن يزيد ولا لجابر بن يزيد راو غير يعلي بن عطاء. ويعلي بن عطاء لم يحتج به بعض

الحفاظ، وكان ابن معين وجماعة من الأئمة يوثقون يعلي بن عطاء، وهذا الحديث له شواهد قد تقدم ذكرها فالاحتجاج به وبشواهده صحيح" وقال النووي: صحيح" الخلاصة 1/ 272 وقال الذهبي في "المهذب" (2/ 272): الاحتجاج به وبشواهده قوي" قلت: وهو كما قالوا، ويعلي بن عطاء وثقه ابن معين وغيره، وجابر بن يزيد وثقه النسائي وابن حبان. وللحديث شاهد عن مِحْجَن الديلي وعن أبى ذر وعن ابن مسعود وعن شداد بن أوس وعن عبد الله بن سرجس فأما حديث محجن الدبلي فأخرجه مالك (¬1) (1/ 132) عن زيد بن أسلم عن رجل من بني الديل يقال له بُسْر بن محجن عن أبيه محجن أنّه كان في مجلس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأُذن بالصلاة. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى ثم رجع، ومحجن في مجلسه لم يصل معه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك أنْ تصلي مع الناس؟ ألست برجل مسلم؟ " فقال: بلى يا رسول الله، ولكني قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جئت فصل مع الناس، وإنْ كنت قد صليت". ومن طريقه أخرجه أحمد (4/ 34) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 4) والنسائي (2/ 87) وفي "الكبرى" (930) والطحاوي في "شرح المعاني" (¬2) (1/ 363) وابن حبان (2405) والطبراني في "الكبير" (20/ 294) والدارقطني (1/ 415) والحاكم (1/ 244) وأبو نعيم في "الصحابة" (6203) والبيهقي في "معرفة السنن" (4307) وفي "الكبرى" (2/ 300) والبغوي في "شرح السنة" (856) والمزي (27/ 269 - 270) ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه، منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (3933) وأحمد (4/ 34) والطبراني في "الكبير" (20/ 295) 2 - ابن جُريج. ¬

_ (¬1) وأخرجه الشافعي في "اختلاف مالك والشافعي" (7/ 191) وابن وهب في "الموطأ" (440) عن مالك به. (¬2) وقع عنده: عن بسر عن أبيه أو عن عمه على الشك.

أخرجه عبد الرزاق (3932) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 362) والطبراني في "الكبير" (20/ 294 - 295) 3 - داود بن قيس الفراء. أخرجه عبد الرزاق (3932) والطبراني في "الكبير" (20/ 294 - 295) 4 - عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (958) والدارقطني (1/ 415) والحاكم (1/ 244) 5 - سليمان بن بلال المدني. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 363) والطبراني في "الكبير" (20/ 295) 6 - مسلم بن خالد الزنْجِي. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (264) 7 - محمَّد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 296) 8 - حفص بن ميسرة الصنعاني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 296) 9 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 186) وأحمد (4/ 34 و 338) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/4) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 363) والطبراني في "الكبير" (20/ 293 - 294) وابن شاهين في "الناسخ" (265) وأبو نعيم في "الصحابة" (1208) من طرق عن سفيان عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه. وقال بعضهم: عن بشر بن محجن عن أبيه. وقال بعضهم: عن بشر أو بسر بن محجن عن أبيه. وقال أبو نعيم: وهم سفيان وإنما هو بسر" وقال الطبراني: كذا رواه سفيان عن زيد بن أسلم عن بشر بن محجن، ووهم فيه إنما هو بسر بن محجن، هكذا رواه مالك وأصحاب زيد بن أسلم" ورواه وكيع عن سفيان فزاد فيه "واجعلها نافلة"

قال أحمد: ولم يقل أبو نعيم ولا عبد الرحمن "واجعلها نافلة". والحديث قال الحاكم: هذا حديث صحيح، ومالك بن أنس الحكم في حديث المدنيين، وقد احتج به في "الموطأ"، وهو من النوع الذي قدمت ذكره أنّ الصحابي إذا لم يكن له راويان لم يخرجاه" وقال ابن شاهين: هذا حديث صحيح الإسناد" وقال البغوي: هذا حديث حسن" وقال الذهبي في "التلخيص": ومحجن تفرد عنه ابنه" قلت: وابنه ذكره الحافظ في "الإصابة" وقال: تابعي مشهور، جزم بذلك البخاري والجمهور، وذكره البغوي وغيره - في الصحابة" وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 5/ 22) وأما حديث أبي ذر فأخرجه مسلم (648) بلفظ "صلّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلّ فإنها لك نافلة". وأما حديث ابن مسعود فأخرجه مسلم (534) بلفظ "فصلوا الصلاة لميقاتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة" وأما حديث شداد بن أوس فأخرجه أحمد (4/ 124) والبزار (كشف 393) والطبراني في "الكبير" (7155) وفي "مسند الشاميين" (1093 و 1094) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد مرفوعا "سيكون من بعدي أئمة يميتون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة" قال البزار: لا نعلمه يروى عن شداد إلا من هذا الوجهه قلت: وراشد بن داود الصنعاني مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه ابن معين ودُحيم وابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وأبو أسماء الرحبي واسمه عمرو بن مَرْثد سمع من شداد بن أوس كما قال البخاري وابن أبي حاتم فالإسناد حسن. وأما حديث عبد الله بن سرجس فأخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (2/ 44 - 45) ولفظه "قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً جالسا في المسجد والناس يصلون، فلما

قضى الصلاة قال "إذا صلى أحدكم في بيته ثم دخل المسجد والقوم يصلون فليصل معهم تكون له نافلة". قال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن زكريا فإن كان هو العجلي الواسطي فهو ضعيف، وإن كان غيره فلم أعرفه" 260 - حديث ابن عباس رفعه "إذا صليتم عليّ فصلوا على أنبياء الله، فإن الله بعثهم كما بعثني" قال الحافظ: أخرجه الطبراني، ورويناه في فوائد العيسوي وسنده ضعيف أيضا" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس فأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني كما في "جلاء الافهام" (ص 275) عن عبد الله بن محمَّد بن أبي مريم ثنا الفِرْيابي ثنا سفيان عن موسى بن عُبيدة عن محمَّد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبذِي. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (3118) وابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 3350/ 1) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 3350/ 2) والبزار (كشف 2342) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (45) والطبراني كما في "جلاء الأفهام" (ص 275) والعِيسوي في "الفوائد" (35) والبيهقي في "الدعوات" (160) وفي "الشعب" (130) والخطيب في "التاريخ" (8/ 105) وأبو اليمن بن عساكر كما في "القول البديع" وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1702) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 195) والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 188 و 189) من طرق عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن محمَّد بن ثابت عن أبي هريرة مرفوعا "صلوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني" وإسناده ضعيف كالذي قبله. ومحمد بن ثابت قال ابن معين: لا أعرفه، وقال البزار وابن المديني: لا نعلم روى عنه إلا موسى بن عبيدة. ¬

_ (¬1) 13/ 423 (كتاب الدعوات - باب هل يصلي على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وقال في "الفتح" (13/ 423): أخرجه إسماعيل القاضي بسند ضعيف" وقال الذهبي: هذا حديث غريب، وموسى ضعفوه، وشيخه محمَّد لا يعرف" وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو ظلال عنه مرفوعا "خرج جبريل - عليه السَلام - من عندي آنفا يخبرني عن ربه عَزَّ وَجَلَّ: ما على الأرض مسلم صلى عليك واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشرا، فأكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة، وإذا صليتم عليّ فصلوا على المرسلين فإني رجل من المسلمين" أخرجه أبو يعلى الصابوني في "فوائده" كما في "القول البديع" (ص 111) وإسناده ضعيف لضعف أبي ظلال واسمه هلال - بن أبي هلال القسملي البصري الأعمى. الثاني: يرويه علي بن أحمد البصري جار حميد الطويل ثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا "صلوا على أنبباء الله ورسله، فإنْ الله بعثهم كما بعثني" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 380 - 381) وقال: علي بن أحمد البصري مجهول" الثالث: يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال النعمان بن عبد السلام الأصبهاني: ثنا أبو العوام عن قتادة عن أنس مرفوعا "إذا سلمتم عليّ فسلموا على المرسلين، فإنما أنا رسول من المرسلين" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 10 - 11) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 113 و 2/ 335) من طريقين عن النعمان بن عبد السلام به. وأبو العوام واسمه عمران بن دَاوَر القطان مختلف فيه. - وقال شيبان بن عبد الرحمن التميمي: عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة مرفوعا "إذا سلمتم عليّ فسلموا على المرسلين" أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (70) عن أبي يحيى محمَّد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا الحسين بن محمَّد ثنا شيبان به.

- ورواه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إذا صليتم على- المرسلين فصلوا عليّ معهم، فإني رسول من المرسلين" أخرجه ابن أبي عاصم (69) - ورواه غير شعيب بن إسحاق عن سعيد عن قتادة مرسلا. أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" (نتائج الأفكار) قال ابن معين: هو عن قتادة مرسل" تاريخ الدوري 2/ 845 261 - "إذا صلي أحدكم إلى سُتْرَة فَلْيَدْنُ منها, لا يقطع الشيطان عليه صلاته" قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره من حديث سهل بن أبي حَثْمَة مرفوعا" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (منحة 379) والحميدي (401) وابن أبي شيبة (1/ 279) وأحمد (4/ 2) وأبو داود (695) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2072) والنسائي (2/ 49) وفي "الكبرى" (824) وابن خزيمة (803) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1002) والطحاوي في "المشكل" (2613) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 86 - 87) والمحاملي في "أماليه" (4) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 269) وابن حبان (2373) والطبراني في "الكبير" (5624) والحاكم (1/ 251 - 252) وأبو نعيم في "الصحابة" (3291) وابن حزم في "المحلى" (4/ 261) والبيهقي (2/ 272) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 235) من طريق (¬2) سفيان بن عُيينة عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير بن مطعم عن سهل بن أبي حثمة به مرفوعا. ورواه عبد الرزاق (2305) عن ابن عيينة عن صفوان بن سليم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر نافع بن جبير عن سهل بن أبي حثمة (¬3). والأول أصح. ¬

_ (¬1) 2/ 121 (كتاب الصلاة - باب قدركم ينبغى أن يكون بين المصلي والسترة) (¬2) رواه الطيالسي والحميدي وأحمد وابن أبي شيبة ومحمد بن الصباح وعثمان بن أبي شيبة وحامد بن يحيى وابن السرح وعلي بن حجر وإسحاق بن منصور وعبد الجبار بن العلاء وأحمد بن منيع وأحمد بن عبدة ويونس بن عبد الأعلى وإبراهيم بن بشار وإبراهيم بن المنذر وابن أبي عمر ويعقوب بن حميد وإسحاق بن بهلول ومسدد ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء وهاررن بن عبد الله الحمال ومحمد بن ميمون الخياط عن ابن عببنة هكذا موصولا. (¬3) قلت: رواه الطبراني (5624) عن الدبري عن عبد الرزاق موصولا.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال العقيلي: وهذا ثابت" الضعفاء 4/ 196 وقال ابن عبد البر: حديث حسن" التمهيد 4/ 195 وقال ابن القيم: رجال إسناده رجال مسلم" تهذيب السنن وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 518 وقال البيهقي: قد أقام إسناده سفيان بن عيينة وهو حافظ حجة" قلت: واختلف فيه على صفوان بن سليم: • فقيل: عن صفوان عن محمَّد بن سهل عن أبيه أو عن محمَّد بن سهل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البيهقي (2/ 272) من طريق محمَّد بن عبد الملك الدقيقي ثنا يزيد بن هارون أنا شعبة عن واقد بن محمَّد بن زيد عن صفوان به. ورواه أبو القاسم البغوي (1003) عن جده عن يزيد بن هارون فقال فيه: عن محمَّد بن سهل عن أبيه أو عن عمه مرفوعا. وذكر أبو نعيم في "الحلية" (3/ 165) أن محمَّد بن سهل هو ابن حُنيف. لكن في "سير الأعلام" و"الإصابة" في ترجمة سهل بن حنيف أنّه روى عنه ابناه أبو أمامة أسعد وعبد الله ولم يذكرا محمدا، والظاهر والله أعلم أنه محمَّد بن سهل بن أبي حثمة فإنّه مذكور في الرواة عن أبيه سهل بن أبي حثمة. ثم تحققت من ذلك بعد أن اطلعت على ترجمة محمَّد بن سهل بن أبي حثمة من "الإصابة" فقد ذكر الحافظ عن أبي موسى المديني في "الذيل" أنّه أخرج هذا الحديث من طريق شعبة عن واقد بن محمَّد قال: سمعت صفوان بن سليم يحدث عن محمَّد بن سهل بن أبي حثمة أو عن سهل بن أبي حثمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: قلت: هو مرسل أو منقطع لأنه إنْ كان المحفوظ عن محمَّد بن سهل فهو مرسل لأنه تابعي لم يولد إلا بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات كان سنّ سهل بن أبي حثمة ثماني سنين، وإنْ كان عن سهل فهو منقطع لأن صفوان لم يسمع من سهل" • وقيل: عن صفوان عن نافع بن جبير عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6014) من طريق عبد الله بن محمَّد الفهمي ثنا ابن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان به.

وابن لهيعة ضعيف. • ورواه عيسى بن موسى بن محمَّد بن إياس بن البكير عن صفوان واختلف عنه: فقال إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: عن عيسى بن موسى عن صفوان عن نافع بن جبير عن سهل بن سعد. أخرجه أبو القاسم البغوي (1001) والطحاوي في "المشكل" (2614) والطبراني في "الكبير" (6015) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 165) وقال الليث بن سعد: عن عيسى بن موسى ثني صفوان بن سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة مرفوعا "إذا صلى فليتقدم إلى سترته" أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 393) وعيسى بن موسى مختلف فيه، قال أبو حاتم: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات". - ورواه داود بن قيس الفَرّاء عن نافع بن جبير بن مطعم واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (2303) عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلا. وتابعه عبد الله بن وهب عن داود بن قيس به. أخرجه البيهقي (2/ 272) • ورواه بشر بن السري عن داود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1588) • ورواه إسماعيل بن جعفر المدني عن داود بن قيس عن نافع بن جبير عن سهل غير منسوب مرفوعا. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (537) وللحديث شاهد عن جبير بن مطعم وعن أبي سعيد وعن بريدة فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه البزار (كشف 586) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثنا عبد الله بن عمر الجبيري ثنا محمَّد بن عبد الله بن عمير - قال البزار: هكذا رأيته عندي في كتابي وأحسبه محمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير - عن أمية بن صفوان عن محمَّد بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا "إذا صلي أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته"

وقال: لا نعلم أحدا قال فيه: عن محمَّد بن جبير عن أبيه غير أمية بن صفوان، ولا نحفظه إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: محمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ضعيف" المجمع 2/ 59 قلت: وعبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 279) عن أبي خالد سليمان بن حَيَّان الأحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه مرفوعا "إذا صلي أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها". وأخرجه أبو داود (698) وابن ماجه (954) عن أبي كُرَيب محمَّد بن العلاء الهَمْداني ثنا أبو خالد الأحمر به. وأخرجه البيهقي (2/ 267) من طريق محمَّد بن بكر التمار ثنا أبو داود به. واختلف فيه على أبي خالد الأحمر، فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عنه فلم يذكر ابن عجلان. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 87) والأول أصح. وإسناده حسن، أبو خالد الأحمر صدوق يخطئ, والباقون ثقات. وأما حديث بريدة فأخرجه البزار (كشف 585) عن عمرو بن مالك الرَّاسِبِي ثنا عمرو بن النعمان ثنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها, لا يقطع الشيطان عليه صلاته" وقال: لا نعلمه عن بريدة إلا من هذا الوجه، تفرد به عمرو عن يوسف، وعمرو بصري مشهور" وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 2/ 59 قلت: إسناده ضعيف لضعف عمرو بن مالك الراسبي. 262 - "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يدعو بما شاء" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه وكذا ابن خزيمة وابن

حبان والحاكم من حديث فَضَالة بن عبيد قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي فقال: "عجل هذا" ثم دعاه فقال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "نتائج الأفكار" (2/ 295) وأحمد (6/ 18) وأبو داود (1481) والترمذي (3477) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (106) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (82) والبزار (3748) وابن خزيمة (710) وابن المنذر في "الأوسط" (1529) والطحاوي في "المشكل" (2242) وابن حبان (1960) والطبراني في "الكبير" (18/ 307 و 308) والحاكم (1/ 230 و 268) وأبو نعيم في "الصحابة" (5651) والبيهقي (2/ 147 - 148) وفي "الصغرى" (456) وفي "معرفة السنن" (733) وفي "الشعب" (2870) والقاضي عياض في "الشفا" (2/ 633) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (45) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 295) عن حَيْوة بن شريح المصري والنسائي (3/ 38) وفي "الكبرى" (1207) وابن خزيمة (709) والطبراني في "الكبير" (18/ 309) وفي "الدعاء" (90) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 295) عن عبد الله بن وهب والترمذي (3476) والطبراني في "الكبير" (18/ 307 - 308 و 308) وفي "الدعاء" (89) عن رِشدين بن سعد المصري ثلاثتهم عن أبي هانئ الخولاني عن أبي علي الجَنبِي عن فضالة بن عبيد به. واللفظ لحديث حيوة. قال الترمذي بعد أنْ ساقه من طريق رشدين بن سعد: هذا حديث حسن رواه حيوة بن شريح عن أبي هانئ, وأبو هانئ اسمه حميد بن هانئ وأبو علي الجنبي اسمه عمرو بن مالك" وقال بعد أن ساقه من طريق حيوة: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 417 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا تعرف له علة"

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": هذا حديث صحيح" قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير رشدين بن سعد وهو ضعيف لكنه قد توبع، وحميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني صدوق. والحديث ذكره النووي في "الأذكار" (ص 69) وقال: إسناده ضعيف" فتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" فقال: أخرجه ابن السني (113) مقتصرا على الحديث دون القصة من طريق عبد الله بن لهيعة عن أبي هانئ، وليس في سنده من يوصف بالضعف إلا ابن لهيعة، وكأنّ الشيخ ضعفه بسببه، ولم ينفرد به كما ترى. وعجبت من اقتصاره على تضعيف هذا السند دون غيره من الأحاديث التي أوردها قبل من كتاب ابن السني مع أنّ أكثرها ضعيف سندا ومتنا، وهذا صحيح المتن، فإنْ رواته كلهم ثقات، مخرج لهم في الصحيح إلا الجنبي وقد اتفقوا على توثيقه" 263 - عن أُسيد بن حُضير أنه قال: يا رسول الله، إنّ إمامنا مريض، قال: "إذا صلى قاعدا فصلوا قعودا" قال الحافظ: وروى أبو داود من وجه آخر عن أسيد بن حضير أنه قال: فذكره، وفي إسناده انقطاع" (¬1) له عن أسيد بن حضير طرق: الأول: يرويه محمَّد بن صالح ثني حصين من ولد سعد بن معاذ عن أسيد بن حضير أنه كان يؤمهم، قال: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقالوا: يا رسول الله، إنّ إمامنا مريض، فقال: "إذا صلى قاعدا فصلوا قعودا". أخرجه أبو داود (607) عن عبدة بن عبد الله الخزاعي أنا زيد بن الحباب عن محمَّد بن صالح به. وقال: وهذا الحديث ليس بمتصل" قلت: حصين هو ابن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري قال المزي في "تهذيب الكمال": روى عن أسيد بن حضير ولم يدركه" وقال الحافظ في "التهذيب": ذكره ابن حبان في ثقات اتباع التابعين، فكأنّ روايته عن الصحابة عنده مرسلة" ¬

_ (¬1) 2/ 317 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إنما جعل الإمام ليؤتم به)

وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: حسن الحديث" وقال الذهبي: ثقة" الديوان، المغني، الكاشف ومحمد بن صالح هو المدني الأزرق اختلف فيه قول ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ. الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن هبيرة أنّ أسيد بن حضير كان يؤم بني عبد الأشهل وأنّه اشتكى فخرج إليهم بعد شكواه فقالوا له: تقدم، قال: لا أستطيع أنْ أصلي، قالوا: لا يؤمنا أحد غيرك ما دمت، قال: اجلسوا، فصلى بهم جلوسا. موقوف أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 326 - 327) عن يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد به. وهذا أيضا منقطع فإن عبد الله بن هبيرة لم يدرك أسيد بن حضير لأنّ أسيدا مات في عهد عمر سنة عشرين أو إحدى وعشرين، وعبد الله بن هبيرة ولد في عام الجماعة. والحديث اختلف فيه على يزيد بن هارون، فرواه إبراهيم بن عبد الله (¬1) عنه أنا يحيى أن بُشير بن يسار، أخبره أن أسيد بن حضير كان يؤم قومه فاشتكى ... وذكر الحديث. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 206) ثنا إبراهيم بن عبد الله به. قال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 2/ 317 قلت: ما أظنّ بشير بن يسار أدرك أسيدا, لأن بشيرا مات بعد المائة والله أعلم. ولم ينفرد يزيد بن هارون به بل تابعه أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (14/ 313 - 314) الثالث: يرويه ابن عُيينة عن هشام بن عروة عن أبيه أن أسيد بن حضير اشتكى وكان يؤم قومه جالسا. أخرجه عبد الرزاق (4085) وهذا إسناد منقطع لأنّ عروة لم يدرك أسيد بن حضير. ورواه حماد عن هشام بن عروة عن محمود بن لبيد عن كثير بن السائب أنّ أسيد بن حضير صلى بأصحابه قاعدا وهم قعود فكان يؤمهم من وجع. ¬

_ (¬1) أظنه ابن يزيد السعدي النيسابورى.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 206 - 207) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا حجاج ثنا حماد به. كثير بن السائب أظنه القرظي مختلف في صحبته، والباقون ثقات، وحجاج هو ابن مِنهال يروي عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة وكلاهما يروي عن هشام بن عروة. 264 - "إذا طعم أحدكم فلا يمسح يده حتى يمصها" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من رواية أبي سفيان عن جابر" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 294) عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به مرفوعا. وزاد "فإنّه لا يدري في أيّ طعامه يبارك له فيه". وأخرجه (8/ 296) عن محمَّد بن فضيل الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح وأبي سفيان عن جابر مرفوعا "إذا فرغ أحدكم من طعامه فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري أيّ طعامه يبارك له فيه". وأخرجه مسلم (3/ 1607) عن أبي كريب محمَّد بن العلاء الهَمداني وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن أبي معاوية عن الأعمش به وأخرجه عن ابن أبي شيبة ثنا ابن فضيل به. وأخرجه من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به بلفظ: "فإذا فرغ فليلعق أصابعه" 265 - "إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة عن كل بلد" قال الحافظ: روى أبو داود من طريق عطاء عن أبي هريرة مرفوعا قال: فذكره، وفي رواية أبي حنيفة عن عطاء "رفعت العاهة عن الثمار" (¬2) أخرجه أحمد (2/ 341) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 138) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ¬

_ (¬1) 11/ 510 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع ومصها) (¬2) 5/ 299 (كتاب البيوع - باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها)

وأحمد (2/ 388) والطحاوي في "المشكل" (2286) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 192 - 193) عن عفان بن مسلم البصري والطحاوي في "المشكل" (2287) والعقيلي (3/ 426) عن معلي بن أسد البصري قالوا: ثنا وهيب بن خالد ثنا عِسْل بن سفيان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا "إذا طلع النجم ذا صباح رفعت العاهة" وفي لفظ "إذا طلعت الثريا رفعت العاهة عن أهل البلد" وفي لفظ "ما طلع النجم صباحا قط وتقوم عاهة إلا رفعت عنهم أو خفت" وخالفهم حرمي بن حفص البصري فرواه عن وهيب عن عسل عن السليل عن عطاء عن أبي هريرة. فزاد فيه عن السليل. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1327) عن أبي بكر أحمد بن محمَّد بن صدقة ثنا الجراح بن مخلد ثنا حرير بن حفص به (¬1). والأول عندي أصح فقد رواه جماعة عن عسل عن عطاء عن أبي هريرة لم يذكروا السليل لكنهم اختلفوا في رفعه ووقفه. فرواه حماد بن سلمة عن عسل فرفعه. أخرجه البزار (كشف 1292) ورواه عبد العزيز بن المختار البصري عن عسل فأوقفه على أبي هريرة. أخرجه العقيلي (3/ 426) وتابعه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن عسل به. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (695) وإسناده ضعيف لضعف عسل بن سفيان، لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو حنيفة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "إذا طلع النجم رفعت العاهة عن أهل كل بلد" ¬

_ (¬1) هكذا رواه الجراح بن مخلد عن حرمي، وخالفه محمَّد بن غالب تمتام فرواه عن حرمي ولم يذكر السليل. أخرجه ابن عبد البر (2/ 192 - 193)

أخرجه محمَّد بن الحسن في كتاب "الآثار" (ص 159) والطحاوي في "المشكل" (2282) والطبراني في "الصغير" (1/ 41) وابن عدي (7/ 2478) وأبو الشيخ في "العظمة" (696) وتمام في "فوائده" (ق 56/ 1) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 121) وفي "مسند أبي حنيفة" (ص 137 - 138) والخليلي في "الإرشاد" (ق 33/أ) وقال: وعسل وأبو حنيفة سيان في الضعف، على أنّ عسل مع ضعفه أحسن ضبطا للحديث منه" قلت: أبو حنيفة اختلفوا فيه وأكثرهم ضعفه. قال الذهبي: اختلفوا في حديثه على قولين: فمنهم من قبله ورآه حجة، ومنهم من لينه لكثرة غلطه في الحديث ليس إلا. قلت: لم يصرف الإمام همته لضبط الألفاظ في الإسناد وإنما كان همته القرآن والفقه، وكذلك حال كل من أقبل على فن فإنّه يقصر عن غيره، ومن ثمّ لينوا حديث جماعة من أئمة القراء كحفص وقالون، وحديث جماعة من الفقهاء كابن أبي ليلى وعثمان البتي، وحديث جماعة من الزهاد كفرقد السبخي وشقيق البلخي، وحديث جماعة من النحاة، وما ذاك لضعف في عدالة الرجل بل لقلة اتقانه للحديث ثم هو أنبل من أن يكذب، ثم ذكر توثيقه عن ابن معين" مناقب الإمام أبي حنيفة ص 27 - 28 وللحديث شاهد عن أبي سعيد رفعه "ما طلع نجم ذا صباح إلا رفعت كل آفة وعاهة في الأرض أو من الأرض" أخرجه ابن عدي (5/ 1896) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 292) من طريق ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد به. وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية بن سعد العَوْفِي. 266 - عن أبي هريرة أنْ خولة بنت يسار قالت: يا رسول الله، ليس لي إلا ثوب واحد وأنا أحيض فكيف أصنع؟ قال: "إذا طهرت فاغسليه ثم صلي فيه" قالت: فإنْ لم يخرج الدم؟ قال: "يكفيك الماء ولا يضرك أثره" قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره، وفي إسناده ضعف، وله شاهد مرسل ذكره البيهقي" (¬1). ضعيف ¬

_ (¬1) 1/ 347 (كتاب الوضوء - باب إذا غسل الجنابة أو غيرها)

أخرجه أحمد (2/ 380) وأبو داود (365) عن قتيبة بن سعيد البلخي والبيهقي (2/ 408) عن عبد الله بن وهب وعن عثمان بن صالح السهمي ثلاثتهم عن ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة به. وخالفهم موسى بن داود الضبي فرواه عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 364) وحديث ابن وهب ومن تابعه أصح. قال البيهقي: إسناده ضعيف، تفرد به ابن لهيعة" وقال الذهبي: هذا ضعيف من قبل ابن لهيعة" المهذب 2/ 367 وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" 1/ 282 قلت: وهو كما قالوا. وأما قول الحافظ: وله شاهد مرسل ذكره البيهقي. فتعقبه الألباني بقوله: قول الحافظ فيما سبق: وله شاهد مرسل. وهم أيضا. فإننا لا نعلم له شاهداً مرسلاً ولا ذكره الحافظ في "التلخيص" وإنما ذكر له شاهدا موقوفا عن عائشة" الصحيحة 1/ 2/ 191 قلت: لعل الحافظ يريد ما أخرجه البيهقي (2/ 408 - 409) بعد هذا الحديث عن الحاكم قال أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مهدي بن حفص ثنا علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن خولة بنت نمار قالت: قلت: يا رسول الله، إني أحيض وليس لي إلا ثوب واحد فيصيبه الدم، قال "اغسليه وصلي فيه" قلت: يا رسول الله، يبقى أثره، قال: "لا يضره" قال البيهقي: قال أبو بكر: قال إبراهيم الحربي: الوازع بن نافع غيره أوثق منه ولم يُسمع خولة بنت نمار أو يسار إلا في هذين الحديثين" ومن هذا الطريق أخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (12/ 339) لكن وقع عنده: عن خولة بنت يسار.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 241) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن خولة بنت حكيم. وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من كثير من الصحابة مثل أبيه عبد الرحمن بن عوف وأبي موسى الأشعري وأم حبيبة وأبي بكر وعمر وعمرو بن أمية وطلحة وعبادة بن الصامت وعثمان وأبي الدرداء، فلعل الحافظ أراد بالإرسال رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن خولة، والله تعالى أعلم. وهذا الحديث قال البيهقي: إسناده ضعيف" وقال الذهبي في "المهذب" (2/ 367): قلت: الوازع ليس بثقف قاله أحمد ويحيى، وخولة لم تُعرف بغير هذا" 267 - عن أنس قال: قيل: يا رسول الله، متى يُترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال "إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل، إذا ظهر الإدهان في خياركم، والفحش في شراركم، والملك في صغاركم، والفقه في رذالكم" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي خيثمة من طريق مكحول عن أنس: فذكره" (¬1) حسن روي من حديث أنس ومن حديث حذيفة ومن حديث عائشة. فأما حديث أنس فيرويه مكحول واختلف عنه: - فقال أبو مُعَيْد حفص بن غيلان الرُّعيني: ثنا مكحول عن أنس به. أخرجه أحمد (3/ 187) وابن ماجه (4015) والطحاوي في "المشكل" (3350) والطبراني في "مسند الشاميين" (1547 و 3368) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 185) والبيهقي في "الشعب" (7149 و 7150) وابن عبد البر في "العلم" (1048 و 1049 و 1050) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن داود الفارسي ص 297) من طرق عن الهيثم بن حميد الغساني ثنا أبو معيد به. قال أبو نعيم: غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال العراقي: إسناده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 148 ¬

_ (¬1) 17/ 65 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لتتبعن سنن من كان قبلكم)

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 185 قلت: أبو معيد صدوق، والهيثم ومكحول ثقتان، فالإسناد حسن. - وقال علي القرشي: عن مكحول عن كثير بن مرّة عن أنس. أخرجه ابن بشران في "أماليه" (248) من طريق إسحاق بن راهويه أنبا بقية بن الوليد ثني علي القرشي به. وعلي القرشي ما عرفته ولعله من شيوخ بقية المجهولين، والله تعالى أعلم. - وقال زيد بن واقد الدمشقي: عن مكحول عن كثير بن مرة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 412) عن أبيه ثني العباس في الوليد بن مزيد ثني أبي ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن زيد بن واقد به. لإسناده حسن، أبو مطيع ليس به بأس، والباقون ثقات. أما حديث حذيفة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (144) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان الرقي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا أبو سعيد التَّغلبي ثنا عمار بن سيف الضبي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البَخْتري عن حذيفة قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما سيدا أعمال أهل البر؟ قال "إذا أصابكم ما أصاب بني اسرائيل" قلت: يا رسول الله، وما أصاب بني إسرائيل؟ قال "إذا داهن خياركم فجّاركم، وصار الفقه في شراركم، وصار الملك في صغاركم، فعند ذلك نلبسكم فتنة، تَكِرُّون ويُكَرَّ عليكم" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عمار بن سيف، ولا عن عمار إلا أبو سجد التغلبي، تفرد به يحيى بن سليمان الجعفي" وقال الهيثمي: وفيه عمار بن سيف، وثقه العجلي وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف" المجمع 7/ 286 قلت: عمار بن سيف ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والعقيلي وابن حبان والبزار والحاكم وأبو نعيم والدارقطني وابن عدي، واختلف فيه قول ابن معين. وأبو سعيد التغلبي واسمه محمَّد بن أسعد قال أبو زرعة والعقيلي: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ويحيى بن سليمان الجعفي مختلف فيه كذلك، وثقه الدارقطني وغيره، وقال النسائي: ليس بثقة. والأعمش وحبيب بن أبي ثابت مدلسان وقد عنعنا. وأبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من حذيفة. وأما حديث عائشة فأخرجه يعقوب بن سفيان في "مشيخته" (تخريج أحاديث الأحياء للحداد 1/ 148) وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (27) والعقيلي (2/ 91) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 887) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (11) من طريق الزبير بن عيسى الحميدي ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، متى لا نأمر بالمعروف، ولا ننهى عن المنكر؟ قال "إذا كان البخل في خياركم، وإذا كان العلم في رِذَالِكم، وإذا الإِدْهَان في كباركم، وإذا كان الملك في صغاركم" قال العَقيلي: الزبير بن عيسى حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به" 268 - "إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، وإنْ لم يحمد الله فلا تشمتوه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2992) من حديث أبي موسى" (¬1) 269 - "إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه، فإنْ زاد على ثلاث فهو مزكوم، ولا يشمته بعد ثلاث". قال الحافظ: وقد أخرج أبو يعلى وابن السني من وجه آخر عن أبي هريرة النهي عن التشميت بعد ثلاث ولفظه: فذكره. قال النووي: فيه رجل لم أتحقق حاله، وباقي إسناده صحيح. قلت: الرجل المذكور هو سليمان بن أبي داود الحرّاني، والحديث عندهما من رواية محمَّد بن سليمان عن أبيه، ومحمد موثق، وأبوه يقال له: الحرّاني ضعيف، قال فيه النسائي ليس بثقة ولا مأمون" (¬2) ضعيف أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (251) أخبرني أبو عروبة ثنا سليمان بن سيف ثنا محمَّد بن سليمان بن أبي داود ثنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 13/ 234 (كتاب الأدب - باب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله) (¬2) 13/ 229 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله)

وأخرجه ابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال" (ص 20 - 21) من طريق إسحاق بن محمَّد بن يزيد الحلبي أنبأ أبو داود سليمان بن سيف به. وقال: غريب من حديث الزهري عن سعيد، تفرد به سليمان بن أبي داود الحراني، لا أعلم حدث به غير محمَّد بن سليمان" وقال النووي: في إسناده رجل لم أتحقق حاله، وباقي إسناده صحيح عن أبي هريرة" الأذكار ص 243 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي داود الحرّاني. قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا. 270 - "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: فذكره، ومثله عند أبي داود من حديث أبي هريرة" (¬1) ورد من حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث ابن عمر ومن حديث علي ومن حديث سالم بن عبيد ومن حديث أبي هريرة فأما حديث أبي مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3441) في "مسند الشاميين" (1664) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا محمَّد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي ثني ضَمْضَم بن زُرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك مرفوعا "إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل من حوله: برحمك الله، وليقل هو لمن حوله: يهديكم الله ويصلح بالكم" وإسناده ضعيف، محمَّد بن إسماعيل بن عياش قال أبو داود: لم يكن بذاك، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً حملوه على أن يحدث عنه فحدث. وشريح بن عبيد هو ابن شريح الحمصي لم يسمع من أبي مالك الأشعري. قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل" المراسيل ص 90 وقيل لمحمد بن عوف: سمع منا أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما أظن ذلك لأنّه لا يقول في شيء من ذلك سمعت. ¬

_ (¬1) 13/ 222 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه أسباط بن عزرة عن جعفر بن أبي وحشية عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله - أحسبه قال - على كل حال، وليقل له: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لنا ولكم". أخرجه البزار (كشف 2011) قال الهيثمي: وفيه أسباط بن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 57 الثاني: يرويه زياد بن الربيع اليحمدي ثنا الحضرمي (¬1) من آل الجارود عن نافع أنّ رجلا عطس إلى جنب ابن عمر فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله. قال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، علمنا أنْ نقول: الحمد لله على كل حال" أخرجه الترمذي (2738) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 807) والحاكم (4/ 265 - 266) والبيهقي في "الشعب" (8884) والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 553) وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زياد بن الربيع" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد غريب في ترجمة شيوخ نافع ولم يخرجاه" قلت: زياد بن الربيع ثقة كلما قال أحمد وغيره، والحضرمي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في (الكاشف): صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 122) والترمذي (2741) والطبراني في "الدعاء" (1977) والحاكم (4/ 266) وفي "علوم الحديث" (ص 68) والبيهقي في "الشعب" (8896) عن يحيى بن سعيد القطان وابن أبي شيبة (8/ 689) وفي "الأدب" (841) وأحمد (1/ 120) وابن ماجه (3715) والطبراني في "الدعاء" (1977) عن علي بن مُسهِر الكوفي ¬

_ (¬1) وقع عند الحاكم "الحضرمي بن لاحق" وهو وهم.

والنسائي في "اليوم والليلة" (212) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وأبو يعلى (306) عن ابن أبي ذئب كلهم عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه (¬1) عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل له: يرحمكم الله، وليقل هو: يهديكم الله ويصلح بالكم". ورواه منصور بن أبي الأسود الكوفي عن ابن أبي ليلى عن الحكم أو عيسى - شك منصور - عن عبد الرحمن عن علي. أخرجه أحمد (1/ 120) ووقع عند الحاكم في "علوم الحديث" بعد هذا الحديث. قال يحيى - هو القطان -: فرددته على ابن أبي ليلى غير مرّة فقال: عن علي بن أبي طالب. وعند أحمد، فقلت له: عن أبي أيوب قال: علي رضي الله عنه. قلت: اختلف فيه على ابن أبي ليلى فرواه يحيى القطان ومن تابعه عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن عن علي. وخالفهم شعبة (¬2) رواه عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن عن أبي أيوب. أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 361) وأحمد (5/ 419 و 422) وفي "المسائل" لابنه عبد الله (ص 42) والدارمي (2662) والترمذي (2741) والنسائي في "اليوم والليلة" (213) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (697) والبيهقي في "الشعب" (8893 و 8894) والطبراني في "الكبير" (4009) وفي "الدعاء" (1978) وابن السني في "اليوم والليلة" (255) وابن المقرى في "المعجم" (478) والحاكم (4/ 266) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 163) والبيهقي في "الشعب" (8893 و 8894) وأبو محمَّد البغوي في "شرح السنة" (3342) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (861) ¬

_ (¬1) وعند البيهقي: حدثني ابن أخي عبد الله بن عيسى. (¬2) تابعه أبو الهيثم عدي بن عبد الرحمن ثني محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه والحكم بن عتيبة أخرجه البيهقى في "الشعب" (8895)

قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": كذا رواه شعبة عنه وهو غلط" وقال الترمذي: كان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث يقول أحيانا: عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقول أحيانا: عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال النسائي: محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ليس بالقوي في الحديث" وقال الحاكم: هذا من أوهام محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فلولا ما ظهر من هذه الأوهام لما نسبه أئمة الحديث إلى سوء الحفظ" وقال البوصيري: في إسناده ابن أبي ليلى وهو ضعيف" مصباح الزجاج 4/ 112 قلت: نسبه إلى سوء الحفظ غير واحد، منهم: شعبة وأحمد وأبو حاتم والدارقطني ويحيى القطان والنسائي والجوزجاني. وقال أحمد وغير واحد: ضعيف. وأما أخوه وأبوه عبد الرحمن فهما ثقتان. وأما حديث سالم بن عبيد فيرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه: - فرواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه: * قال أحمد (6/ 7 - 8): ثنا يحيى بن سعيد - هو القطان - ثني سفيان ثنا منصور - هو ابن المعتمر - عن هلال - هو ابن يساف - عن رجل من آل خالد بن عُرْفُطة عن آخر قال: كنت مع سالم بن عبيد في سفر فعطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال: عليك وعلى أمك. ثم سار فقال: لعلك وجدت في نفسك، قال: ما أردت أنْ تذكر أمي، قال: لم أستطع إلا أنْ أقولها، كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فعطس رجل فقال: السلام عليك، فقال: "عليك وعلى أمك" ثم قال: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال أو الحمد لله رب العالمين، وليقل له: يرحمكم الله أو يرحمك الله - شك يحيى - وليقل: يغفر الله لي ولكم" وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 107) وفي "الأوسط" (2/ 233) عن علي بن المديني والنسائي في "اليوم والليلة" (229) عن محمَّد بن بشار كلاهما عن يحيى القطان به إلا أنّهما لم يقولا: من آل خالد بن عرفطة.

وقال النسائي: وهذا الصواب عندنا" وخالفهم مسدد فرواه عن يحيى القطان عن سفيان ثني منصور عن هلال عن رجل آخر قال: كنا مع سالم بن عبيد وذكر الحديث. لم يذكر عن رجل من آل خالد بن عرفطة. أخرجه الحاكم (4/ 267) من طريق أبي المثنى معاذ بن المثنى ثنا مسدد به (¬1). • وقيل: عن سفيان عن منصور عن هلال عن سالم بن عبيد. أخرجه الترمذي (2740) والنسائي في "اليوم والليلة" (227) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1055) عن أبي أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري وابن السني في "اليوم والليلة" (261) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني كلاهما عن سفيان به، ولفظه "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين". - وهكذا رواه جرير بن عبد الحميد الرازي (¬2) وإسرائيل بن يونس (¬3) وأبو جعفر الرازي (¬4) وزياد بن عبد الله البكائي (¬5) عن منصور عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد. قال الحاكم: الوهم في رواية جرير ظاهر، فإنّ هلال بن يساف لم يدرك سالم بن عبيد ولم يره وبينهما رجل مجهول" - ورواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي واختلف عنه: • فقال محمَّد بن عيسى ابن الطباع: ثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال بن يساف عن سالم بن عبيد. ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن محمَّد القاضي عن مسدد فقال فيه: عن رجل من آل خالد بن عرفطة عن آخر منهم. أخرجه أبو القاسم البغوي (1056) (¬2) أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 106 - 107) وفي "الأوسط" (2/ 232) وأبو داود (5031) والنسائي في "اليوم والليلة" (225) والحاكم (4/ 267) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 330) والبيهقي في "الشعب" (8899) (¬3) أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (226) وابن حبان (599) (¬4) أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 107) و"الأوسط" (2/ 233) (¬5) أخرجه أبو القاسم البغوي (1054)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (6368) • وقال غير واحد: عن أبي عوانة عن منصور عن هلال عن رجل (¬1) عن سالم بن عبيد، منهم: 1 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 107) و "الأوسط" (2/ 233) 2 - حَبّان بن هلال البصري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4011) وفي "شرح المعاني" (4/ 301) 3 - يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِيني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6369) 4 - يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد (17/ 330 - 331) - ورواه قيس بن الربيع عن منصور عن هلال عن شيخ من أشجع قال: كنا مع سالم. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 301) - وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن منصور عن هلال عن رجل من النخع قال: كنا مع سالم بن عبيد ... أخرجه الحاكم (4/ 267) - وقال وَرْقَاء بن عمر اليشكري: عن منصور عن هلال عن خالد بن عرفجة الأشجعي أنهم كانوا يسيرون مع سالم بن عبيد أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 361) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/107) وفي "الأوسط" (2/ 233) وأبو داود (5032) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1300) والنسائي في "اليوم والليلة" (231) والطحاوي في "المشكل" (4010) وفي "شرح المعاني" (4/ 301) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (350) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 283) وأبو نعيم في "الصحابة" (3432) والبيهقي في "الشعب" (8900) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 714 - 715) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 331) ¬

_ (¬1) زاد ابن مهدي: من آل عرفطة.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل أخوه أو أصحابه: يرحمك الله، ويقول هو: يهديكم الله ويصلح بالكم" أخرجه أبو داود (5033) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الآداب" (345) وفي "الشعب" (8891) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 329) وأخرجه البخاري (فتح 13/ 232) عن مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة به ولفظه "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله ... " الحديث. قال الحافظ: كذا في جميع نسخ البخاري، وكذا أخرجه النسائي من طريق يحيى بن حسان، والإسماعيلي من طريق بشر بن المفضل وأبي النضر، وأبو نعيم في "المستخرج" من طريق عاصم بن علي، وفي "عمل اليوم والليلة" من طريق عبد الله بن صالح (¬1) كلهم عن عبد العزيز بن أبي سلمة، وأخرجه أبو داود عن موسى بن إسماعيل عن عبد العزيز المذكور به بلفظ "فليقل: الحمد لله على كل حال" قلت: ولم أر هذه الزيادة من هذا الوجه في غير هذه الرواية" الثاني: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل له: يرحمكم الله، وليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم. أخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (100) عن موسى بن زكريا ثنا الحسن بن علي ثنا خالد عن يونس به. وموسى بن زكريا هو التُّسْتَري وهو متروك كما قال الدارقطني (سؤالات الحاكم). 271 - "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال أو الحمد لله رب العالمين" ¬

_ (¬1) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 328 - 329) من طريق الليث بن سعد.

قال الحافظ: ولأحمد والنسائي من حديث سالم بن عبيد رفعه: فذكره" (¬1) أنظر الحديث الذي قبله. 272 - "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل من عنده: يرحمك الله" قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند أحمد وأبي يعلى: فذكره، ونحوه عند الطبراني من حديث أبي مالك" (¬2) أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (994) وأحمد (6/ 79) وأبو يعلى (4946) والطبراني في "الدعاء" (1981) وابن السني في "اليوم والليلة" (258) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 329 - 330) من طرق عن أبي معشر نَجيح السندي عن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أخي عَمْرة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: عطس رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أقول يا رسول الله؟ قال: "قل: الحمد لله" قال القوم: ما نقول له يا رسول الله؟ قال: "قولوا له: يرحمك الله" قال: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قل لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم" قال الهيثمي: وفيه أبو معشر نجيح وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 57 قلت: عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أخي عمرة لم أقف له على ترجمة، ويحتمل أنْ يكون هو يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أخي عمرة فإنه مذكور في الرواة عن عمرة، والله تعالى أعلم. وأما حديث أبي مالك فتقدم الكلام عليه عند حديث "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال" وله شاهد صحيح فيتقوى به أخرجه البخاري (فتح 13/ 232) من حديث أبي هريرة مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله، فإذا قال له يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم" 273 - "إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله" قال الحافظ: ووقع عند مسلم من حديث عائشة: فذكره، ونحوه للبزار عن ابن ¬

_ (¬1) 13/ 222 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس) (¬2) 13/ 226 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله)

مسعود وفيه (ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما أعلى كان الشبه له" (¬1) حديث عائشة أخرجه مسلم (314) أن امرأة قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ قال: "نعم" فقالت لها عائشة: تربت يداك وأُلَّتْ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعيها، وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله، وأما علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه" وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويهْ حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن أخواله - يعني علقمة والأسود - عن ابن مسعود قال: جاء نفر من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا محمَّد، إنْ كنت نبيا كما تذكر فاخبرنا من أين الشبه يشبه الرجل مرّة أعمامه ومرّة أخواله؟ فقال: "إن ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا غلب الشبه" أخرجه البزار (1550 و 1635) عن أحمد بن إسحاق الأهوازي ثنا عامر بن مدرك ثنا عتبة بن يقظان عن حماد به. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث حماد عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، ولم نسمعه إلا من أحمد بن إسحاق عن عامر بن مدرك" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عتبة بن يقظان. الثاني: يرويه عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود قال: مَرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل الناس يقولون: هذا رسول الله، فقال يهودي: إنْ كان رسول الله فسأسأله عن شيء فإنْ كان نبيا علمه، فقال: يا أبا القاسم أخبرني أمن نطفة الرجل يخلق الإنسان أو من نطفة المرأة؟ فقال: "إنّ نطفة الرجل بيضاء غليظة فمنها يكون العظام والعصب، وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة فمنها يكون الدم واللحم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10360) عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كُريب ثنا معاوية بن هشام عن حمزة الزيات عن عطاء بن السائب به. وأخرجه أحمد (1/ 465) والبزار (2000) من طريق أبي كُدينة يحيى بن المهلب عن عطاء بن السائب به. ¬

_ (¬1) 8/ 275 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثني حامد بن عمر)

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود إلا عطاء بن السائب، ولا نحفظ أنّ أحدا رواه عن عطاء إلا أبو كدينة" قلت: تابعه حمزة الزيات كما تقدم، وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع يحيى بن المهلب وحمزة الزيات منه أهو قبل اختلاطه أم بعده. 274 - "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (588) عن أبي هريرة مرفوعا "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شَرّ المسيح الدجال" وانظر الحديث الذي بعده. 275 - حديث أبي هريرة رفعه وإذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله" الحديث وفي آخره "ثم ليدعو لنفسه بما بدا له" قال الحافظ: هكذا أخرجه البيهقي، وأصل الحديث في مسلم، وهذه الزيادة صحيحة لأنّها من الطريق التي أخرجها مسلم" (¬2) صحيح أخرجه مسلم (588) من طريق الوليد بن مسلم وهِقْل بن زياد وعيسى بن يونس كلهم عن الأوزاعي ثنا حسان بن عطية ثني محمَّد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال". وأخرجه البيهقي (2/ 154) وفي "الاعتقاد" (ص 225) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ومحمد بن كثير الصنعاني والنسائي (3/ 49) وفي "الكبرى" (1233) وابن الجارود (207) عن عيسى بن يونس ¬

_ (¬1) 13/ 418 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 2/ 466 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد)

والآجري في "الشريعة" (874) عن الهقل بن زياد والنسائي (3/ 49) وفي "الكبرى" (1233) عن المعافى بن عمران الموصلي كلهم عن الأوزاعي به، وفيه الزيادة التي ذكرها الحافظ "ثم ليدع بعد بما شاء". وهي زيادة من ثقة فوجب قبولها. 276 - حديث أبي هريرة "إذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: مجدني عبدي" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الدارقطني (1/ 312) من طريق إسحاق بن بهلول بن حسان الأنباري ثنا أبي ثنا ابن سمعان عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج غير تمام" قال: فقلت: يا أبا هريرة إني ربما كنت مع الإمام، قال: فغمز ذراعي، ثم قال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قال الله عَزَّ وَجَلَّ: إني قسمت الصلا بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، يقول عبدي إذا افتتح الصلاة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة: 1]، فيذكرني عبدي، ثم يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 2]، فأقول: حمدني عبدي، ثم يقول: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} [الفاتحة: 3]، فأقول: أثنى عليّ عبدي، ثم يقول: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4]، فأقول: مجدني عبدي، ثم يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} [الفَاتِحَة: 5]، فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، وآخر السورة لعبدي، ولعبدي ما سأل" وقال: ابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سمعان متروك الحديث، وروى هذا الحديث جماعة من الثقات عن العلاء بن عبد الرحمن، منهم: مالك بن أنس وابن جريج وروح بن القاسم وابن عيينة وابن عجلان والحسن بن الحر وأبو أويس وغيرهم على اختلاف منهم في الإسناد، واتفاق منهم على المتن، فلم يذكر أحد منهم في حديثه بسم الله الرحمن الرحيم، واتفاقهم على خلاف ما رواه ابن سمعان أولى بالصواب" ¬

_ (¬1) 17/ 179 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 40) وأخرجه أيضا (2/ 39) من طريق آدم بن أبي إياس عن ابن سمعان به. 277 - "إذا قال العبد: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: أسلم عبدي واستسلم" قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة بسند قوي، وفي رواية له "قال لي: يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله: أسلم عبدي واستسلم. وزاد في رواية "ولا منجا ولا ملجأ من الله إلا إليه" (¬1) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه أبو بَلْج يحيى بن أبي سليم قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول: سمعت أبا هريرة رفعه "ألا أعلمك أو قال ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة. تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: أسلم عبدي واستسلم" أخرجه الطيالسي (ص 326) وأحمد (2/ 298 و363) والبزار (كشف 3086 و 3087) والنسائي في "اليوم والليلة" (13) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1782) والطبراني في "الدعاء" (1633) والحاكم (1/ 21) وابن منده في "التوحيد" (181) وابن بشران (1054) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 204) والبيهقي في "الدعوات" (135) وفي "الشعب" (190) عن شعبة. وأحمد (2/ 335) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي و (2/ 355 و 403) والخطيب في "التاريخ" (7/ 427) عن زهير بن معاوية الجُعفي والطبراني في "الدعاء" (1634) عن هُشيم بن بشير وابن عدي (7/ 2685) عن القاسم ¬

_ (¬1) 14/ 303 (كتاب القدر - باب لا حول ولا قوة إلا بالله)

وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (252) عن النضر بن شُميل كلهم عن أبي بلج به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولا يحفظ له علة ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بيحيى بن أبي سليم" وقال العراقي في "أماليه": قد أُعِلّ بالاختلاف فيه على عمرو بن ميمون، ولا مؤاخذة على الحاكم فيه فإنه نفى حفظه" فيض القدير 3/ 108 قلت: أبو بلج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، ولم يخرج له مسلم شيئا، وخالفه محمَّد بن السائب بن بركة فرواه عن عمرو بن ميمون عن أبي ذر مرفوعا "ألا أدلك على كلمة كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" أخرجه الحميدي (130) وأحمد (5/ 150) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1122) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 454) والنسائي في "اليوم والليلة" (14) وابن حبان (820) من طريق سفيان بن عُيينة ثنا محمَّد بن السائب به. ومحمد بن السائب وثقه ابن معين وغيره. الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن كُمَيْل بن زياد النخعي عن أبي هريرة قال: كنا نمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض حيطان المدينة فقال "يا أبا هريرة" فقلت: لبيك يا رسول الله، فقال: "إنّ المكثرين هم الأقلون إلا من قال بماله هكذا وهكذا - وأومئ بيده عن يمينه وعن شماله - وقليل ما هم" ثم قال: "يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه" أخرجه الطيالسي (ص 322) والبزار (كشف 3089) والحاكم (¬1) (1/ 517) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وعبد الرزاق (20547) وأحمد (2/ 309) والطبراني في "الدعاء" (1637) عن مَعْمَر بن راشد ¬

_ (¬1) وقال: صحيح الإسناد"

وأحمد (2/ 525) عن عمار بن رُزَيق الكوفي وابن أبي شيبة (13/ 517) والنسائي في (اليوم والليلة) (358) والطبراني في "الدعاء" (1636) والبيهقي في "الشعب" (650) عن إسرائيل بن يونس وابن شاهين في "الترغيب" (346) عن حديج بن معاوية كلهم عن أبي إسحاق به. وخالفهم زيد بن أبي أنيسة فرواه عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1638) وقال: هكذا رواه زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن الأغر" قلت: أبو إسحاق كان قد اختلط، وهو مشهور بالتدليس وقد رواه بالعنعنة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن عابس الكوفي عن كميل بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أعلمك كنزا من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله" أخرجه أحمد (2/ 520) والبزار (كشف 3088) والطبراني في "الدعاء" (1635) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 207) من طريقين عن شعبة عن عبد الرحمن بن عابس به. وإسناده صحيح إنْ كان كميل بن زياد سمع من أبي هريرة فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه. وقال أبو نعيم: غريب من حديث شعبة" قلت: تابعه جابر بن الحر النخعي عن عبد الرحمن بن عابس به. أخرجه أحمد (2/ 535) والشجري في "أماليه" (2/ 201) الثالث: يرويه عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي عن موسى بن طلحة بن عبيد الله عن أبي هريرة مرفوعا "من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الله: أسلم عبدي واستسلم" أخرجه الحاكم (1/ 502) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 150 - 151) من طريق الوليد بن مسلم ثنا أبو شيبة عن عثمان بن موهب به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: قال أبو إسحاق بن حمزة في "معجمه": لا أعلم حدّث به عن موسى غير عثمان، تفرد به أبو شيبة" قلت: أبو شيبة هو إبراهيم بن عثمان العَنسِي الكوفي قال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي: متروك الحديث. الرابع: يرويه هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة". أخرجه الترمذي (3601) وقال: ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة" الخامس: يرويه محمَّد بن أبي إسماعيل الكوفي عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1639) وابن عدي (1/ 171) من طرق عن أحمد بن بشير الهمداني ثنا محمَّد بن أبي إسماعيل به. وإسناده حسن، أحمد بن بشير صدوق، ومحمد ونافع ثقتان. السادس: يرويه محمَّد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنز الجنة" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1641) من طريق مَعدي بن سليمان أبي سليمان عن ابن عجلان به. وإسناده ضعيف لضعف معدي بن سليمان. السابع: يرويه يزيد بن عبد الملك النوفلي عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة مرفوعا "أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنّها كنز من كنوز الجنة" أخرجه أحمد (2/ 333) وابن عدي (7/ 2703) عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي والطبراني في "الدعاء" (1642) والخطيب في "التاريخ" (7/ 180) عن خالد بن مخلد الكوفي

كلاهما عن يزيد بن عبد الملك به. وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن عبد الملك. الثامن: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1643) من طريق جُبَارة بن مُغَلِّس ثنا أبو شيبة يزيد بن معاوية عن الأعمش به. وإسناده ضعيف لضعف جبارة بن مغلس. التاسع: يرويه عاصم بن عبيد الله المدني عن عبيد مولى أبي رهم عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا قوة إلا بالله" أخرجه أحمد (2/ 469) عن محمَّد بن جعفر البصري وحجاج بن محمَّد المصيصي قالا: ثنا شعبة عن عاصم به. وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. العاشر: يرويه محمَّد بن عبيد الله العَرْزَمي عن ابن سلمة عن أبي هريرة قال: خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة، فقال "يا أبا هريرة، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا ملجأ من الله إلا إليه" أخرجه ابن فضيل في "الدعاء" (55) عن العرزمي به. والعرزمي قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث. 278 - "إذا قال العبد: يا رب يا رب، قال الله تعالى: لبيك عبدي سل تعط" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي الدنيا عن عائشة: فذكره، رواه مرفوعا وموقوفا" (¬1) 279 - حديث معاذ رفعه "إذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله لم تطلق، وإنْ قال لعبده: أنت حرّ إنْ شاء الله فإنّه حر" قال الحافظ: قال البيهقي: تفرد به حميد بن مالك وهو مجهول، واختلف عليه في إسناده" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 13/ 484 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة) (¬2) 14/ 416 (كتاب الأَيمان والنذور - باب الاستثناء في الأَيمان)

أخرجه عبد الرزاق (11331) عن إسماعيل بن عياش أخبرني حميد بن مالك أنّه سمع مكحولا يحدث عن معاذ بن جبل مرفوعا "يا معاذ, ما خلق الله على ظهر الأرض أحبّ إليه من عتاق، وما خلق الله على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق، فإذا قال الرجل لعبده: هو حرّ إنْ شاء الله فهو حرّ ولا استثناء له، وإذا قال لامرأته: أنت طالق إنْ شاء الله فله استثناؤه ولا طلاق عليه" وأخرجه الدارقطني (4/ 35) والبيهقي في "القضاء والقدر" (151) عن الحسن بن عرفة وأبو يعلى (المطالب 1705) وابن عدي (2/ 694 - 695) والبيهقي (7/ 361) عن داود بن رشيد الخوارزمي وابن عدي (2/ 695) والدارقطني (4/ 35) والبيهقي (7/ 361) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن عدي (2/ 694 - 695) والبيهقي (7/ 361) عن الحسن بن شبيب البغدادي وإسحاق في "مسنده" (المطالب 1705) عن يحيى بن يحيى النيسابوري والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 123) عن يحيى بن أحمد الطائي والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 341) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني كلهم عن إسماعيل بن عياش به. وخالفهم عبد الله بن عامر بن زُرَارة الحضرمي فرواه عن إسماعيل بن عياش عن حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن خالد بن معدان عن معاذ. أخرجه البيهقي (10/ 47) والأول أصح، فقد رواه جماعة عن حميد بن مالك عن مكحول عن معاذ ليس فيه خالد بن معدان، منهم:

1 - معاوية بن حفص الشعبي الكوفي. أخرجه ابن عدي (2/ 695) والبيهقي (7/ 361) 2 - الربيع بن حميد بن مالك. أخرجه ابن عدي (2/ 695) 3 - المسيب بن شَريك. أخرجه ابن عدي (2/ 695) وخالفهم عمر بن إبراهيم بن خالد الكردي الهاشمي فرواه عن حميد بن مالك ثنا مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ مرفوعا "ما أحلّ الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق، فمن طلق واستثنى فله ثنياه" أخرجه الدارقطني (4/ 35) وعمر بن إبراهيم قال الخطيب: كان غير ثقة يروي المناكير عن الأثبات، وقال ابن عقدة: ضعيف. وقال البيهقي: حميد بن مالك مجهول، ومكحول عن معاذ منقطع، وقد قيل: عن حميد عن مكحول عن خالد بن مَعْدان عن معاذ، وقيل: عنه عن مكحول عن مالك بن يَخَامِر عن معاذ وليس بمحفوظ" وقال أيضا: حديث ضعيف" وقال أيضا: هذا إسناد غير قوي، وفيه انقطاع عن مكحول ومعاذ" وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي": حميد بن مالك ليس بمجهول لكنّه ضعيف" وقال عبد الحق في "الأحكام": حميد بن مالك ضعيف" الوهم والإيهام 3/ 171 وقال ابن الجوزي في "التحقيق": مكحول لم يلق معاذا، وابن عياش وحميد ومكحول كلهم ضعفاء" نصب الراية 3/ 235 قلت: ليس فيهم ضعيف إلا حميد بن مالك (¬1). وقال البوصيري: سنده منقطع ضعيف" مختصر إتحاف السادة المهرة 5/ 160 ¬

_ (¬1) ضعفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة.

وقال الحافظ: هذا منقطع" المطالب 2/ 208 وقال في "التلخيص" (3/ 205): إسناده ضعيف ومنقطع أيضا" 280 - "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإنّ الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن من حديث أبي ذر" (¬1) ضعيف أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (54) وفي "الزهد" (1185) والطيالسي (ص 64) وعبد الرزاق (2398 و 2399) والحميدي (128) وابن أبي شيبة (2/ 410 - 411) وأحمد (5/ 150 و 163 و 179) والدارمي (1395) والذهلي في "الزهريات" (24) وأبو داود (945) وابن ماجه (1027) والترمذي (379) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 415) والعباس الدوري في "التاريخ" (1/ 226) والنسائي (3/ 7) وفي "الكبرى" (532 و 1114) وابن الجارود (219) وابن خزيمة (913 و 914) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (351) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1582) وابن المنذر في "الأوسط" (1617) والطحاوي في "المشكل" (1426، و 1427) وابن حبان (2273 و 2274) والطبراني في "مسند الشاميين" (1804) وابن شاهين في "الترغيب" (55) وتمام في "فوائده" (ق / 95 ب) والبيهقي (2/ 284) وفي "الأسماء" (ص 387 و 588) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 116 و 117) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1892) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (95) وأبو محمَّد البغوي في "تفسيره" (5/ 32) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة" (31) والمزي في "التهذيب" (33/ 17 - 18) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 178 - 179) من طرق عن الزهري عن أبي الأحوص الليثي - شيخ من أهل المدينة - عن أبي ذر به مرفوعا. قال الترمذي: حديث حسن" (¬2) وقال ابن عبد البر: حديث صحيح محفوظ" وقال الذهبي: أبو الأحوص شيخ مدني لا يكاد يعرف" وقال الشيخ أحمد شاكر: هو حديث صحيح" شرح سنن الترمذي 2/ 220 ¬

_ (¬1) 3/ 321 (كتاب الصلاة - أبواب العمل في الصلاة - باب مسح الحصى في الصلاة). (¬2) وكذا قال النووي في "الخلاصة" (1/ 485)

قلت: بل ضعيف لأنّ أبا الأحوص لم يرو عنه إلا الزهري كما قال النسائي، وقال: لا نعرفه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 480) فيه جهالة، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 281 - "إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2179) عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) 282 - "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وَلْيُحِدّ أحدكم شفرته، وَلْيُرِحْ ذبيحته" قال الحافظ: ويجمع ذلك حديث شداد بن أوس عند مسلم رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (1955) عن شداد بن أوس مرفوعا "إنّ الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته". 283 - "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته" قال الحافظ: رواه مسلم (778) من حديث جابر مرفوعا" (¬3) وتمامه "فإنّ الله جاعل في بيته من صلاته خيرا" 284 - "إذا قضى أحدكم حَجَّهُ فليعجل إلى أهله" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بإسناد جيد فلم ينفرد به أبو هريرة (¬4)، بل في الباب عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد وجابر عند ابن عدي بأسانيدة ضعيفة" (¬5) حسن وحديث عائشة له عنها طريقان: ¬

_ (¬1) 13/ 304 (كتاب الاستئذان - باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا) (¬2) 12/ 64 (كتاب الذبائح - باب ما يكره من المثلة) (¬3) 2/ 75 (كتاب الصلاة- باب كراهية الصلاة في المقابر) (¬4) ولفظ حديثه "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله" وهو في البخاري في الباب المذكور. (¬5) 4/ 372 (أبواب العمرة - باب السفر قطعة من العذاب)

الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله فإنّه أعظم لأجره" أخرجه الدارقطني (2/ 300) عن إبراهيم بن محمَّد بن مروان العتيق والحاكم (1/ 477) والبيهقي (5/ 259) عن جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ قالا: ثنا أبو مروان محمَّد بن عثمان العثماني ثنا أبو ضَمْرَة أنس بي بن عياض الليثي عن هشام بن عروة به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: أبو مروان العثماني لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو صدوق ومن فوقه ثقات فالإسناد حسن. ولم ينفرد أبو مروان به بل تابعه محمَّد بن يزيد المُسْتَمْلِي ثنا أنس بن عياض به. أخرجه ابن عدي (6/ 2285) عن محمَّد بن عمر الديماسي ثنا محمَّد بن يزيد به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 89) من طريق محمَّد بن أحمد بن سليمان ثنا أبو مروان الأموي ومحمد بن يزيد الأسلمي قالا: ثنا أبو ضمرة به. وقال فيه "إذا قضى أحدكم نهمته ... " قال ابن عدي: وهذا يعرف بأبي مروان العثماني عن أنس بن عياض سرقه منه محمَّد بن يزيد وقال "إذا قضى أحدكم حجّه" وإنما هو "إذا قضى أحدكم سفره" ومحمد بن يزيد يسرق الحديث ويزيد فيه ويسرق" قلت: بل هو "حَجَّهُ" كما تقدم في رواية أبي مروان الأولى. الثاني: يرويه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة مرفوعا "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ولذته، فإذا قضى أحدكم حاجته (¬1)، فليعجل إلى أهله" أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (752) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 34) والخطيب في "التاريخ" (10/ 94) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "نهمته"

عن عصام بن رَوَّاد بن الجراح والطبراني في "الأوسط" (4448) و"الصغير" (613) عن محمَّد بن علي ابن أخي رواد قالا: ثنا رَوَّاد بن الجَرَّاح ثنا مالك بن أنس عن ربيعة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مالك عن ربيعة إلا رواد" وقال ابن عبد البر: هذا الإسناد غير محفوظ، لا أعلم رواه عن مالك غير رواد هذا، وهو خطأ وليس رواد بن الجراح ممن يحتج به ولا يعول عليه" قلت: هو مختلف فيه واختلط بأخرة. وحديث ابن عباس أخرجه ابن عدي (1/ 302) من طريق إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي ثنا جعفر بن بُزقان عن ميمون بن مِهْران عن ابن عباس مرفوعا "السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدكم وَطَرَه من سفره فليعجل الرجوع إلى أهله" وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، ولإسماعيل بن يحيى أحاديث غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه من الحديث بواطيل عن الثقات وعن الضعفاء" وحديث ابن عمر تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان" وحديثي أبي سعيد وجابر لم أقف عليهما. 285 - (إذا قضى أحدكم وَطَرَه من سفره" قال الحافظ: وبيانه في حديث. ابن عباس عند ابن عدي بلفظ: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 286 - "إذا قعد أحدكم فليسلم، وإذا قام فليسلم، فليست الأولى أحق من الآخرة" قال الحافظ: أخرجه النسائي عن أبي هريرة رفعه" (¬2) صحيح أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (370) وعنه الطحاوي في "المشكل" (1355) من ¬

_ (¬1) 4/ 373 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب السفر قطعة من العذاب). (¬2) 13/ 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

طريق الوليد بن مسلم قال: سمعت محمَّد بن عجلان يقول: حدثني سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ. ومن هذا الطريق أخرجه أبو يعلى (6566) ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه صفوان بن عيسى القرشي عن ابن عجلان به. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 348) وخالفهما جماعة رووه عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعا "إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أنْ يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة" لم يذكروا فيه عن أبيه، منهم: 1 - الليث بن سعد. أخرجه الترمذي (2706) والنسائي في "اليوم والليلة" (369) والطحاوي (1351) 2 - بشر بن المفضل البصري. أخرجه أحمد (2/ 230) وأبو داود (5208) وابن حبان (495) 3 - أبو عاصم الضحاك بن مخلد. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1007) والطحاوي في "المشكل" (1351) وتمام في "فوائده" (ق57) والبيهقي في "الآداب" (277) وفي "الشعب" (8460) والخطيب في "الجامع" (114) والبغوي في "شرح السنة" (3328) 4 - روح بن القاسم البصري. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (371) والطحاوي في "المشكل" (1354) وابن حبان (496) والخطيب في "الجامع" (114) 5 - ابن جُريج. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (369) والطحاوي في "المشكل" (1350) وأبو محمَّد الفاكهي في "حديثه" (21) والاسماعيلي في "معجمه" (1/ 378 - 379) والخطيب في "التاريخ" (14/ 60) 6 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (2/ 439) وأبو يعلى (6567)

7 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (1162) 8 - أبو خالد سليمان بن حَيَّان الأحمر. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (450) 9 - المفضل بن فضالة بن عبيد المصري. أخرجه ابن حبان (494) 10 - قُرَّان بن تمام الأسدي الكوفي. أخرجه أحمد (2/ 287) 11 - سليمان بن بلال المدني. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1008) 12 - أبو غسان محمَّد بن مُطَرِّف المدني. أخرجه الطحاوي (1352) - ورواه هشام بن حسان البصري عن ابن عجلان واختلف عنه: • فرواه عبد القاهر بن شعيب بن الحَبحَاب عن هشام عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه أبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 179) • ورواه يريد بن هارون عن هشام عن ابن عجلان عن رجل عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (342) ورواية الجماعة أصح (¬1)، وقد توبع ابن عجلان عليها. فقال البخاري في "الأدب المفرد" (896): ثنا عبد العزيز بن عبد الله ثني محمَّد بن جعفر بن أبي كثير عن يعقوب بن زيد التيمي عن المقبري عن أبي هريرة به (¬2). ¬

_ (¬1) قال الدارقطني في "العلل" (10/ 390): والصواب قول من قال: عن سعيد المقبري عن أبي هريرة" (¬2) وزاد في أوله "أنّ رجلا مرّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلس فقال: السلام عليكم، فقال "عشر حسنات" فمرّ رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: "عشرون حسنة" فمرّ رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: "ثلاثون حسنة"، فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أوشك ما نسي صاحبكم! إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم"

ومن طريق البخاري أخرجه ابن حبان (493) وهذا إسناد صحيح، ويعقوب بن زيد هو ابن طلحة التيمي أبو يوسف وهو ثقة. وقال النسائي في "اليوم والليلة" (368): أخبرني زكريا بن يحيى (¬1) ثني أحمد بن حفص بن عبد الله ثني أبي ثني جدي إبراهيم ثني يعقوب بن زيد أبو يوسف به. قوله "جدي" يظهر لي أنها زائدة، فإنّ الراوي عن إبراهيم هو حفص بن عبد الله بن راشد السلمي روى عن إبراهيم بن طهمان، وروى إبراهيم هذا عن يعقوب بن زيد أبي يوسف فالظاهر أنّه هو فإذا تحقق ذلك فالإسناد صحيح. ثم تحققت من ذلك عندما رأيت الحديث في "تحفة الإشراف" (9/ 502) فقال فيه: عن إبراهيم بن طهمان. وتابع ابنَ عجلان أيضا بكر بن وائل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه: "إذا انتهى أحدكم إلى القوم فليسلم" هكذا مختصرا. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 131) عن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو بشر أحمد بن محمَّد ثنا خلف بن عبد العزيز شاذان عن أبيه عن جده عن شعبة عن بكر بن وائل به. واختلف فيه على أبي بشر، فرواه أبو الشيخ في "الطبقات" (872) عنه فقال: عن بكر بن وائل عن ابن عجلان عن المقبري. وأبو بشر متهم بالوضع. 287 - حديث أبي سعيد "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمرّ بين يديه" سكت عليه الحافظ (¬2). الحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلم (505) من حديث أبي سعيد و (506) من حديث ابن عمر. وحديث أبي سعيد أخرجه البخاري (فتح 2/ 129 - 130) من طريق أخرى بغير هذا اللفظ. ¬

_ (¬1) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8461) من طريق أبي حامد أحمد بن محمَّد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا أحمد بن حفص به. (¬2) 2/ 119 (كتاب الصلاة - أبواب سترة المصلي - باب سترة الإمام سترة لمن خلفه)

288 - "إذا كان يوم الجمعة بعث الله ملائكة بصحف من نور وأقلام من نور" قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" مرفوعا بلفظ: فذكره" (¬1) ضعيف قال أبو نعيم في "الحلية" (6/ 351): ثنا عبد الله بن محمَّد بن عثمان الواسطي ثنا عبد الله بن وصيف الجندي ثنا أبو حُمَة عن أبي قُرَّة موسى بن طارق عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه قال: فذكره. وزاد "فيجلسون على أبواب المساجد فيكتبون الأول فالأول حتى تقام الصلاة" وقال: غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث أبي حمة عن أبي قرة" قلت: عبد الله بن وصيف الجندي قال الدارقطني في "غرائب مالك": مجهول، وأبو حمة اسمه محمَّد بن يوسف الزَّبِيدِي، وكان راويا لأبي قرة موسى بن طارق وهو صدوق كما في "التقريب"، وأبو قرة وثقه الحاكم والخليلي وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: محله الصدق. 289 - "إذا كان يوم الجمعة فدت الشياطين براياتها إلى الأسواق، وتغدو الملائكة فتجلس على باب المسجد فتكتب الرجل من ساعة والرجل من ساعتين" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث علي مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 93) وأبو داود (1051) من طريق عطاء الخراساني عن مولى امرأته أم عثمان قال: سمعت عليا يقول: إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث، أو الربائث ويثبطونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المسجد فبكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الأمام، فإذا جلس الرجل مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من أجر، فإنْ نأى وجلس حيث لا يسمع فأنصت ولم يلغ كان له كفل من أجر، وإنّ جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفل من وزر، ومن قال يوم الجمعة لصاحبه: صه، فقد لغا، ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء، ثم يقول في آخر ذلك: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك. وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم. ¬

_ (¬1) 3/ 18 (كتاب الجمعة - باب فضل الجمعة) (¬2) 3/ 20 (كتاب الجمعة - باب فضل الجمعة)

290 - عن ابن عمر رفعه "إذا كان يوم السابع للمولود فأَهرِيقُوا عنه دماً، وأمِيْطُوا عنه الأذى، وسَمُّوه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" وسنده حسن" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (13192) و"الأوسط" (1904) عن أحمد بن طاهر بن حَرْمَلة بن يحيى المصري ثنا جدي حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثني الضحاك بن عثمان أني عبد الرحمن بن المجبر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "إذا كان يوم سابعه فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى، وسموه" وقال: لم يروه عن عبد الرحمن بن المجبر إلا الضحاك بن عثمان، تفرد به ابن وهب" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 58 قلت: إلا أحمد بن طاهر بن حرملة فقد كذبه ابن عدي والدارقطني وغيرهما. 291 - "إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحفهم بالإمامة أقرؤهم" قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند مسلم (672) أيضا: فذكره" (¬2) 292 - حديث أبي هريرة رفعه "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1631) " (¬3) وتمامه "إلا من صدقه جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" 293 - حديث ابن عمر مرفوعا "إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بإسناد حسن" (¬4) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (13613) ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا أيوب بن نَهِيْك قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر الحديث وزاد "وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره" ¬

_ (¬1) 12/ 5 (كتاب العقيقة - باب تسمية المولود غداة يولد) (¬2) 2/ 327 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إمامة العبد والمولى) (¬3) 16/ 69 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام) (¬4) 3/ 427 (كتاب الجنائز - باب السرعة بالجنازة)

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف" المجمع 3/ 44 قلت: وأيوب بن نهيك قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لا أحدّث عنه منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". فقول الحافظ: إسناده حسن، ليس بحسن والله أعلم. 294 - "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1631) من حديث أبي هريرة، وتمامه "إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". 295 - حديث أنس رفعه "إذا مُدِحَ الفاسق غضب الرب" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى وابن أبي الدنيا في "الصمت" (¬2). ضعيف أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (228) وأبو يعلى في "معجمه" (171) وفي "مسنده" (المطالب 2749/ 2) وابن عدي (3/ 1307) والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 538) والبيهقي في: "الشعب" (4544) والخطيب في "التاريخ" (7/ 297 - 298 و 8/ 428) عن رباح بن الجراح بن عباد العبدي أبي الوليد الموصلي الزاهد وابن أبي الدنيا في "الصمت" (229) وأبو يعلى في "معجمه" (172) وفي "مسنده" (المطالب 2749/ 1) وابن عدي (3/ 1307) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 277) والبيهقي في "الشعب" (4543) عن معافى بن عمران الموصلي وابن عدي (3/ 1307) عن أحمد بن بشار الموصلي ثلاثتهم عن سابق بن عبد الله عن أبي خلف الأعمى خادم أنس عن أنس به مرفوعا وزاد "واهتز العرش" ¬

_ (¬1) 3/ 379 (كتاب الجنائز - باب الحنوط للميت) (¬2) 13/ 89 (كتاب الأدب - باب ما يكره من التمادح)

قال الذهبي: هذا خبر منكر" الميزان 2/ 109 وقال: لا يصح" الديوان ص 115 وقال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة المتقين 5/ 515 قلت: أبو خلف الأعمى ذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/ 267) وقال: منكر الحديث على قلته، يأتي بأشياء لا تشبه حديث الأثبات، ثم ذكر له هذا الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بالقوي. وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 109): لا يعرف. وسابق بن عبد الله قال الحافظ في "اللسان": واه. وللحديث شاهد ضعيف من حديث بريدة سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف عند حديث "لا تقولوا للمنافق سيدنا" 296 - حديث ابن عمر مرفوعا "إذا مَرّ أحدكم بحائط فليأكل ولا يتخذ خُبْنَةً" قال الحافظ: أخرجه الترمذي واستغربه. قال البيهقي: لم يصح، وجاء من أوجه أخر غير قوية، قلت: والحق أن مجموعها لا يقصر عن درجة الصحيح، وقد احتجوا في كثير من الأحكام بما هو دونها، وقد بينت ذلك في كتاب "المنحة فيما علق الشافعي القول به على الصحة" (¬1). حسن أخرجه الترمذي (1287) وفي "العلل" (1/ 516) وابن ماجه (2301) والبيهقي (9/ 359) من طرق عن يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث يحيى بن سليم" وقال: سألت محمدا - هو البخاري - عن هذا الحديث فقال: يحيى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد الله يهم فيها. وكأنّه لم يعرف هذا إلا من حديث يحيى بن سليم" وأسند البيهقي عن المفضل بن غسان قال: وذكر لابن معين حديث يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله في الرجل يمرّ بالحائط فليأكل منه قال: هذا غلط" ¬

_ (¬1) 6/ 15 (كتاب اللقطة - باب لا تحلب ماشية أحد بغير إذنه)

قال البيهقي: وقد روي من أوجه أخر ليست بقوية" قلت: يحيى بن سليم الطائفي صدوق تكلموا في روايته عن عبيد الله بن عمر. فقال أحمد: وقعت على يحيى بن سليم وهو يحدث عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير فتركته، ولم أحمل عنه إلا حديثا" ضعفاء العقيلي 4/ 406 وقال النسائي: منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر" وقال الساجي: أخطأ في أحاديث رواها عن عبيد الله بن عمر" وللحديث شاهد عن ابن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الثمر المعلق فقال "من أصاب منه من في حاجة غير متخذ خبنة فلا شيء عليه" وفي لفظ "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يدخل الحائط؟ قال "يأكل غير متخذ خبنة" أخرجه أحمد (6683 و 6936 و 6746 و 7094) وأبو داود (1710 و 1711 و 1712 و1713) والترمذي (1289) والنسائي (8/ 78) والبيهقي (9/ 359) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. قال الترمذي: حديث حسن" قلت: وهو كما قال، وعمرو بن شعيب وأبو صدوقان. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" 297 - "إذا مررتم برياض الجنة فَارْتَعوا" قالوا: وما رياض الجنة؟ قال "حِلَق الذكر" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬1) روي من حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه محمَّد بن ثابت البناني ثني أبي عن أنس مرفوعا به. أخرجه أحمد (3/ 150) والترمذي (5310) وفي "العلل" (2/ 797) وأبو يعلى (3432) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 252) وابن عدي (6/ 2147) والدارقطني في ¬

_ (¬1) 13/ 466 (كتاب الدعوات - باب فضل ذكر الله)

"الأفراد" (¬1) والبيهقي في "لشعب" (526) وأبو القاسم الأصبهاني في: "الترغيب" (1374) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 18) من طرق عن محمَّد بن ثابت به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس" وقال: سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرف شيئا، وقال: لمحمد بن ثابت عجائب" وقال الدارقطني: تفرد به محمَّد عن أبيه" وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يتابع محمَّد بن ثابت عليه" قلت: هو ضعيف كما قال أبو داود والنسائي وغيرهما. الثاني: يرويه زائدة بن أبي الرُّقَاد ثنا زياد النُّمَيْري عن أنس مرفوعا "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: يا رسول الله وأين لنا برياض الجنة في الأرض؟ قال: "حلق الذكر، فإنّ لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم". أخرجه البزار (كشف 3063) والطبراني في "الدعاء" (1890) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 268) والخطيب في "الفقيه" (1/ 12) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 19) من طرق عن زائدة به. قال البزار: وزائدة بن أبي الرقاد ليس به بأس، وإنما كتبنا من حديثه ما لم نجده عند غيره" قلت: قال البخاري والنسائي: زائدة منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة ولا ندري منه أو من زياد، وذكره العقيلي وابن حبان في "الضعفاء" وزياد هو ابن عبد الله النميري ضعيف عند الأكثر. الثالث: يرويه النعمان بن عبد الله ثنا أبو ظلال عن أنس به. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (161) والنعمان بن عبد الله قال أبو حاتم: مجهول، وأبو ظلال قال ابن معين وغيره: ضعيف. ¬

_ (¬1) كما في "نتائج الأفكار" (1/ 18)

وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 354) والخطيب في "الفقيه" (1/ 12) من طريق محمَّد بن عبد بن عامر السمرقندي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك عن نافع عن سالم عن ابن عمر مرفوعا "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال "حلق الذكر" قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث محمَّد بن عبد بن عامر" قلت: وهو متهم بالكذب (¬1). وأما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 3407/ 1) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 3407/ 2) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1107) وابن أبي الدنيا كما في "الترغيب" (2/ 405) والبزار (كشف 3064) وأبو يعلى (1865 و 1866 أو 2138) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 81) والطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" (10/ 77) والحاكم (1/ 494 - 495) وابن بشران (598) والبيهقي في "الشعب" (525) وفي "الدعوات" (6) والقشيري في "الرسالة" (ص 111) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1381) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 16 - 17 و 17 - 18) من طريق عمر بن عبد الله مولى غُفْرة قال: سمعت أيوب بن خالد بن صفوان يقول: قال جابر بن عبد الله: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أيها الناس إنّ لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض، فارتعوا في رياض الجنة" قالوا: وأين رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: "مجالس الذكر ... " وذكر الحديث قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، ولا روى أيوب هذا عن جابر غيره" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عمر ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن عبد الله مولى غفرة، وقد وثقه غير واحد، وضعفه جماعة، وبقية رجالهم رجال الصحيح" وقال المنذري: في أسانيدهم كلها عمر مولى غفرة، وبقية أسانيدهم ثقات مشهورون محتج بهم، والحديث حسن" ¬

_ (¬1) انظر الإرشاد للخليلي 3/ 983 - 984 و 957 - الضعفاء للدارقطني ص 351 - تاريخ بغداد 2/ 386 - اللسان 5/ 271

وقال الحافظ: هذا حديث غريب مداره على عمر بن عبد الله وهو ضعيف" قلت: هو مختلف فيه فقال أحمد وغيره: ليس به بأس، وقال النسائي وغيره: ضعيف. وقال ابن معين وابن عدي والعجلي: يكتب حديثه. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (3509) عن إبراهيم بن يعقوب الجُوْزَجَاني ثنا زيد بن الحباب (¬1) أن حميدا المكي مولى ابن علقمة حدّثه أنّ عطاء بن أبي رباح حدّثه عن أبي هريرة رفعه "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قلت: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال: "المساجد" قلت: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". وقال: هذا حديث حسن غريب" قلت: حميد قال الدارقطني: مجهول (سؤالات البرقاني ص 23) وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11158) عن الحسن بن علي المعمري ثنا أحمد بن العباس صاحب الشامة ثنا الحارث بن عطية ثنا بعض أصحابنا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعا إلا أنّه قال "مجالس العلم" بدل "حلق الذكر" ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 61) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. 298 - حديث عبد الله بن عمرو "إذا مكثت النطفة في الرّحم أربعين ليلة جاءها ملك فقال: أخلق يا أحسن الخالقين، فيقض الله ما شاء ثم يدفع إلى الملك فيقول: يا ربّ أسقط أم تام؟ فيبين له، ثم يقول: أواحد أم توأم؟ فيبين له، فيقول: أذكر أم أنثى؟ فيبين له، ثم يقول: أناقص الأجل أم تام الأجل؟ فيبين له، ثم يقول: أشقي أم سعيد؟ فيبين له، ثم يقطع له رزقه مع خلقه فيهبط بهما" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الكبير" بسند حسن" (¬2) ¬

_ (¬1) في المطبوع "يزيد بن حبان" والتصويب من تحفة الأشراف 10/ 260 (¬2) 14/ 278 و 283 (كتاب القدر - باب في القدر)

قلت: هو حديث موقوف على ابن عمرو أخرجه ابن وهب في "القدر" (45) والفريابي في "القدر" (146) واللالكلائي في "الاعتقاد" (1236) وفيه ابن لَهيعة وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. 299 - "إذا ملك اثنا عشر من بني كعب بن لؤي كان النِّقْف والنِّقَاف إلى يوم القيامة" قال الحافظ: قال ابن الجوزي: أخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3865) عن أبي يحيى محمَّد بن عبد الرحيم صاعقة وابن عدي (3/ 986) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (6/ 263 - 264) عن محمَّد بن أحمد بن السكن كلاهما عن إسماعيل بن ذُؤاد ثنا ذُؤَاد بن عُلْبَة عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن ابن عمرو مرفوعا "إذا ملك اثنا عشر من بني عمرو بن كعب بن لؤي كان النقف والنقاف إلى يوم القيامة" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الطفيل إلا ابن خثيم، ولا عن ابن خثيم إلى ذؤاد بن علبة، ولا عن ذؤاد إلا إسماعيل بن ذؤاد" وقال الخطيب: حديث منكر" وقال الهيثمي: وفيه ذؤاد بن علبة وهو ضعيف، وإسماعيل بن ذؤاد تلميذه ضعيف جدا أيضا" المجمع 5/ 190 300 - "إذا نذر أحدكم أن يحج ماشيا فليهد هديا وليركب" قال الحافظ: وأورد - أي البيهقي - من طريق الحسن عن عمران رفعه: فذكره، وفي سنده انقطاع" (¬2) له عن عمران بن حصين طريقان: ¬

_ (¬1) 16/ 340 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمَّد بن المثنى) (¬2) 14/ 400 (كتاب الأيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك)

الأول: يرويه الحسن البصري عن عمران، ورواه جماعة عن الحسن، منهم: 1 - كثير بن شِنْظِير البصري عن الحسن عن عمران قال: قلما قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حَثَّنا فيها على الصدقة ونهانا عن المثلة، وقال "إن من المثلة أن ينذر أن يخرم أنفه، ومن المثلة أن ينذر أنه يحج ماشيا، فإذا نذر أحدكم أن يحج ماشيا فليهد هديا وليركب". أخرجه الطيالسي (ص 112) عن أبي عامر صالح بن رُسْتم الخَزَّاز عن كثير بن شنظير به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 158) وأبو نعيم في "الصحابة" (5302) والبيهقي (10/ 80) وأخرجه أحمد (4/ 429 و 439) والروياني (73) وابن عدي (6/ 2091) والحاكم (4/ 305) والبيهقي (10/ 80) عن محمَّد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري والبزار (3566) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي كلاهما عن صالح بن رستم به. - ورواه زيد بن أخزم عن عتاب بن حرب عن صالح بن رستم واختلف فيه على زيد: • فرواه البزار (3567) عن زيد بن أخزم الطائي عن عتاب بن حرب عن صالح بن رستم عن كثير بن شنظير عن الحسن عن عمران. • ورواه محمد بن خالد الراسبي عن زيد بن أخزم عن عتاب بن حرب عن صالح بن رستم عن زياد الأعلم عن الحسن عن عمران. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 157) وعتاب ذكره العقيلي في "الضعفاء" وأسند عن الفلاس قال: ضعيف جدا" والحديث قال البزار: لا نعلم أحدا يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه إلا عمران، ولا نعلم له طريقا عن عمران إلا هذا الطريق، وأبو عامر ثقة، وكثير ليس به بأس" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: لا يصح سماع الحسن من عمران ففيه إرسال"

وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 4/ 189 قلت: صالح بن رستم وكثير بن شنظير مختلف فيهما، وأخرج مسلم لصالح، وأخرج البخاري ومسلم لكثير، ولم يخرجا رواية الحسن عن عمران لأنه لم يسمع منه كما قال ابن معين ويحيى القطان وبهز بن أسد وابن المديني وأبو حاتم وأحمد بن حنبل (¬1). 2 - منصور بن زاذان عن الحسن عن عمران قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطبنا فيأمرنا بالصدقة وينهانا عن المثلة. مختصر أخرجه أحمد (4/ 444 - 445) والطحاوي في "المشكل" (1820) وفي "شرح المعاني" (3/ 182) والطبراني في "الكبير" (18/ 150 و 178) من طرق عن هشيم أنا منصور به. ورواته ثقات. 3 - حُميد الطويل عن الحسن عن عمران قال: ما خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة. أخرجه أحمد (4/ 429) وابن شاهين في "الناسخ" (556) من طريق حماد بن سلمة عن حميد به. وأخرجه أحمد (4/ 444) عن سُريج بن النعمان البغدادي ثنا هُشيم أنا حميد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 150 و178) من طريق سعيد بن منصور عن هشيم (¬2) به. ¬

_ (¬1) قال يحيى القطان وقيل له: كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين. قال: أما عن ثقة فلا" وقال ابن المديني: لا يصح عن الحسن عن عمران سماع من وجه صحيح يثبت مثله" (¬2) وأخرجه أحمد (5/ 12) أيضا عن هشيم ثنا حميد عن الحسن قال: جاءه رجل فقال: إنّ عبدا له أبق وإنه ننر إنْ قدر عليه أنْ يقطع يده، فقال الحسن: ثنا سمرة قال: قلما خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ونهى فيها عن المثلة. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1821) وفي "شرح المعاني" (3/ 182) من طريق عمرو بن عون الواسطي ثنا هشيم به. وفيه دليل على سماع الحسن من سمرة لغير حديث العقيقة. ولم ينفرد حميد به بل تابعه يزيد بن إبراهيم التستري البصري ثنا الحسن به. أخرجه أحمد (5/ 20) والطحاوي في "المشكل" (1822) وفي "شرح المعاني" (3/ 182) والطبراني في "الكبير" (6944) وتابعه حسام بن مصك عن الحسن به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6945)

4 - المبارك بن فَضَالة عن الحسن أخبرني عمران بن حصين قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة ونهى عن المثلة. أخرجه أحمد (4/ 440) والمبارك مختلف فيه ونسبه جماعة إلى التدليس، قال يحيى القطان: لم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه حدثنا، وقال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة. وقال أحمد: كان يقول في غير حديث: عن الحسن قال: ثنا عمران، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك. قال الحافظ: يعني أنّه يصرّح بسماع الحسن من هؤلاء وأصحاب الحسن يذكرونه عنه بالعنعنة" التهذيب 5 - إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن عمران قال: ما خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 176) والخطيب في "التاريخ" (7/ 307) وإسماعيل ضعيف. 6 - أشعث بن عبد الملك الحُمْرَاني عن الحسن عن عمران قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر في خطبته بالصدقة وينهى عن المثلة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 159 - 160 و160) من طرق عن أشعث به. وأشعث وثقه ابن معين وغير واحد. 7 - يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران، بمثل حديث حميد. أخرجه أحمد (4/ 444 - 445) والطبراني في "الكبير" (18/ 150 و 178) من طريقين عن هشيم أنا يونس به. - ورواه إسماعيل بن علية عن يونس واختلف عنه: • فقال أحمد (4/ 432): ثنا إسماعيل أنا يونس قال: نبئت أنّ المسور بن مخرمة جاء إلى الحسن فقال: إنّ غلاما لي أبق فنذرت إنْ أنا عاينته أنْ أقطع يده فقد جاء فهو الآن بالجسر، قال: فقال الحسن: لا تقطع يده، وحدّثه أنّ رجلا قال لعمران بن حصين: إنّ عبدا لي أبق وإني نذرت إنْ أنا عاينته أن أقطع يده، قال: فلا تقطع يده فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤم فينا أو قال يقوم فينا فيأمرنا بالصدقة وينهانا عن المثلة.

• وقال أيوب بن محمَّد الوزان: ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن قال: قال رجل لعمران بن حصين: إنّ لي عبدا أخرجه ابن حبان (4473) 8 - عبد الكريم بن أبي المُخَارق أبو أمية عن الحسن عن عمران، بمثل حديث حميد. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6134) من طريق أبي النضر يحيى بن كثير عن عبد الكريم به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الكريم إلا يحيى بن كثير" قلت: وهو متروك الحديث كما قال الدارقطني وغيره. وخالف قتادة الجميع فرواه عن الحسن عن هَيَّاج بن عمران البُرْجمي أن غلاما لأبيه أبق فجعل لله تبارك وتعالى عليه إنْ قدر عليه أن يقطع يده، قال: فقدر عليه، قال: فبعثني إلى عمران بن حصين قال: فقال: أقرئ أباك السلام وأخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة فليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه، قال: وبعثني إلى سمرة فقال: أقرئ أباك السلام وأخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة فليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه. أخرجه عبد الرزاق (15819) وأحمد (4/ 428) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 242) والدارمي (1663) وأبو داود (2667) والبزار (3605) والروياني (121) وابن الأعرابي (ق 196/ ب) والطبراني في "الكبير" (6966 و 18/ 216 و 217) والبيهقي (9/ 69 و 10/ 71 - 72) من طرق عن قتادة به. وهياج بن عمران وثقه ابن سعد وابن حبان، وقال ابن المديني في "العلل": مجهول. الثاني: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي عن سَمُرَة بن جُندب وعمران بن حصين قالا: ما خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة. أخرجه أحمد (4/ 436) عن وكيع ثنا محمَّد بن عبد الله الشعيثي عن أبي قلابة به. ورواته ثقات. 301 - عن ابن عباس قال: جاءت فأرة، فجرّت الفتيلة فألقتها بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - على الخمرة التي كان قاعدا عليها فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نمتم فأطفئوا سراجكم، فإنّ الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 669 - 670) عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1222) وأبو داود (5247) وابن حبان (5519) والحاكم (4/ 284 - 285) والبيهقي في "الآداب" (584) وفي "الشعب" (5662) من طرق عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أسباط بن نصر وسماك بن حرب مختلف فيهما، وسماك تكلموا في روايته عن عكرمة. قال يعقوب بن شيبة: روايته عن عكرمة خاصة مضطربة. وقال العجلي: كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس. وقال ابن المديني: رواية سماك عن عكرمة مضطربة. وقال الذهبي: لا ينبغي أنْ تعدّ رواية سماك عن عكرمة عن ابن عباس صحيحة لأنّ سماكا إنما تُكلم فيه من أجلها" السير 5/ 248 وللحديث شاهدين فيتقوى بهما: الأول: عن جابر مرفوعا "خمروا الآنية، وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح، فإن الفويسقة ربما جرّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت" أخرجه البخاري (فتح 13/ 329 - 330) ومسلم (2012) الثاني: عن عبد الله بن سرجس مرفوعا "لا يبولن أحدكم في الجحر، وإذا نمتم فأطفئوا السراج، فإن الفأرة تأخذ الفتيل فتحرق أهل البيت" أخرجه أحمد (5/ 82) عن معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن سرجس به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 111 ¬

_ (¬1) 13/ 329 - 330 (كتاب الاستئذان - باب لا تترك النار في البيت عند النوم)

قلت: وكلهم ثقات إلا أن قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من عبد الله بن سرجس، واختلفوا فيه هل لقي ابن سرجس أم لا: فقال أبو حاتم: لقيه، وسئل أحمد عنه فكأنّه لم يره سماعا. المراسيل ص 168 302 - "إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعا ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإنّ الخير فيه" قال الحافظ: حديث أنس عند ابن السني: فذكره، وسنده واه جدا" (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (598) عن أبي العباس بن قتيبة العسقلاني ثنا عبيد الله بن الحميري ثنا إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك ثنا أبي عن أبيه عن جده مرفوعا "يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه" قال النووي: إسناده غريب، فيه من لا أعرفهم" الأذكار ص 111 وقال العيني: قال شيخنا زين الدين: كلهم معروفون لكن بعضهم معروف بالضعف الشديد، وهو إبراهيم بن البراء، فقد ذكره العقيلي وابن حبان وابن عدي والأزدي. قال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل، وقال ابن حبان: يحدث عن الثقات بالموضوعات, وقال ابن عدي: ضعيف جدا، يحدث بالبواطيل. وعلى هذا فالحديث ساقط لا حجة فيه" عمدة القاري 7/ 225 قلت: وتتمة كلام ابن حبان: وعن الضعفاء والمجاهيل بالأشياء المناكير، لا يجوز ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وتتمة كلام ابن عدي: وأحاديثه كلها مناكير موضوعة، ومن اعتبر حديثه علم أنّه ضعيف جدا وهو متروك الحديث. 303 - "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجنّ من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" قال الحافظ: وهو حديث أبي هريرة عند مسلم (362) ولفظه: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 442 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الإستخارة) (¬2) 1/ 248 (كتاب الوضوء - باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن)

304 - "إذا وجدتم الرجل قد غَلَّ فاحرقوا متاعه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق صالح بن محمَّد بن زائدة الليثي المدني أحد الضعفاء قال: دخلت على مسلمة بن عبد الملك أرض الروم فأتى رجل قد غل فسأل سالما - أي ابن عبد الله بن عمر - عنه فقال: سمعت أبي يحدث عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، ثم ساقه من وجه آخر عن سالم موقوفا. قال أبو داود: وهذا أصح، وقال البخاري في "التاريخ": يحتجون بهذا الحديث في إحراق رحل الغال وهو باطل ليس له أصل رواية يعتمد عليه، وروى الترمذي عنه أيضا أنه قال: صالح منكر الحديث وقد جاء في غير حديث ذكر الغال وليس فيه الأمر بحرق متاعه. قلت: وجاء من غير طريق صالح بن محمَّد أخرجه أبو داود أيضا من طريق زهير بن محمَّد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ثم أخرجه من وجه آخر عن زهير عن عمرو بن شعيب موقوفا عليه، وهو الراجح" (¬1) ضعيف أخرجه سعيد بن منصور (2729) عن عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي وأخرجه الدارمي (2493) وأبو داود (2713) عن سعيد بن منصور وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (13/ 270) من طريق أبي بكر بن داسَة عن أبي داود وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4242) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي عن سعيد بن منصور وأخرجه الحاكم (2/ 127 - 128) والبيهقي (9/ 102 - 103) من طريق أحمد بن نجدة القرشي عن سعيد بن منصور وأخرجه أحمد (1/ 22) وأبو داود (2713) والترمذي (1461) والبزار (123) وأبو يعلى (204) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 54) والطحاوي في "المشكل" (4241 و4243) وابن عدي (4/ 1377) والبيهقي (9/ 102 - 103) وفي "معرفة السنن" (13/ 270) والجورقاني في "الأباطيل" (588) وابن الجوزي في "العلل" (960) من طرق عن عبد العزيز (¬2) بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي عن صالح بن محمَّد بن زائدة قال: دخلت مع مسلمة ¬

_ (¬1) 6/ 527 (كتاب الجهاد - باب القليل من الغلول) (¬2) رواه سعيد بن منصور وجماعة عن الدراوردي هكذا، ورواه أبو سلمة مرسى بن إسماعيل التبوذكى عن الدراوردي فلم يذكر عمر بن الخطاب وقال في روايته "واضربوا عنقه". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4240)

أرض الروم فأتي برجل قد غلّ، فسأل سالما عنه، فقال: سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا وجدتم الرجل قد غل فاحرقوا متاعه واضربوه". قال: فوجدنا في متاعه مصحفا، فسأل سالما عنه فقال: بعه وتصدق بثمنه. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن صالح إلا الدراوردي، ولم يَرو صالح عن سالم عن أبيه عن عمر إلا هذا الحديث" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا صالح بن محمَّد بن زائدة وهو منكر الحديث، وقد روي في غير حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغال فلم يأمر فيه بحرق متاعه" وقال في "العلل" (2/ 625 - 626): سألت محمدا عن هذا الحديث فضعفه وقال: قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير حديث خلاف هذا. فذكر أحاديث، فلم يذكر في شيء منها أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أنْ يحرق متاع من غل. وصالح بن محمَّد منكر الحديث ذاهب لا أروي عنه" وقال البخاري في تاريخيه "الأوسط" (2/ 103) و"الكبير" (2/ 2 / 291): صالح بن محمَّد تركه سليمان بن حرب منكر الحديث، روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه "من غل فاحرقوا متاعه" لا يتابع عليه، وقال ابن عباس عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغال "صلوا على صاحبكم" لم يحرق متاعه" وقال الجورقاني: هذا حديث منكر. وأعله بصالح بن محمَّد بن زائدة. وقال البيهقي لما ذكر الحديث: ضعيف" وقال ابن عبد البر: وهو حديث يدور على صالح بن محمَّد بن زائدة وهو ضعيف لا يحتج به" التمهيد 2/ 22 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف" المسند 1/ 144 قلت: وهو كما قالوا، وصالح بن محمَّد بن زائدة ضعفه أيضا ابن معين وابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم. واختلف عليه فيه، فرواه إبراهيم بن محمَّد أبو إسحاق الفَزَاري عنه أنّه شهد رجلا يقال له زياد، يتبع غلاً في سبيل الله، في أرض الروم، فاستفتي فيه سالم بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، فكلهم أشاروا أنْ يجلد جلدا وجيعا، ويجمع متاعه إلا الحيوان فيحرق، ثم يخلى سبيله في سراويله، ويعطى سيفه قط.

أخرجه عبد الرزاق (9510) عن إبراهيم بن محمَّد به. ورواه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي عن أبي إسحاق الفزاري عن صالح بن محمَّد قال: غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز فغل رجل متاعا فأمر الوليد بمتاعه فاحرق وطيف به ولم يعطه سهمه. أخرجه أبو داود (2714) والبيهقي (9/ 103) قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين رواه غير واحد أن الوليد بن هشام أحرق رَحْلَ زياد بن سعد وكان قد غل وضربه. وقال الدارقطني: المحفوظ أنّ سالما أمر بهذا ولم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا ذكره عن أبيه ولا عن عمر" العلل 2/ 53 وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر حرّقوا متاع الغال وضربوه. أخرجه أبو داود (2715) عن موسى بن أيوب النَّصِيْبِي والحاكم (2/ 130 - 131) والبيهقي (9/ 102) عن علي بن بحر بن بَرِّي القطان قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمَّد عن عمرو بن شعيب به. قال الحاكم: حديث غريب صحيح" وقال البيهقي: ويقال إنّ زهيرا هذا مجهول وليس بالمكي" قلت: زهير بن محمَّد هو التميمي أبو المنذر الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وهذه منها فإن الوليد بن مسلم شامي. والحديث اختلف فيه على الوليد بن مسلم، فرواه الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نَجْدَة عنه عن زهير بن محمَّد عن عمرو بن شعيب قوله. أخرجه أبو داود (3/ 158) والبيهقي (9/ 102)

305 - "إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة" قال الحافظ: وهو في الصحيح" (¬1) هو في صحيح البخاري (فتح 1/ 151) من حديث أبي هريرة. 306 - حديث شداد رفعه "إذا وُضِعَ السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة" قال الحافظ: أخرجه الطبري وصححه ابن حبان" (¬2) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 210 - 211) عن مَعْمَر قال: أخبرني أيوب عن أبي قِلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرّحبي عن شداد بن أوس مرفوعا "إنّ الله زَوَى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها، وإني أُعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة، وألا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة، ولا يلبسهم شيعا, ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمَّد إني إذا قضيت قضاءَ فإنّه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة، ولا أسلط عليهم عدوا من سواهم فيهلكهم بعامة، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يقتل بعضا، وبعضهم يسبي بعضا، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة". وأخرجه أحمد (4/ 123) عن عبد الرزاق به. وأخرجه إسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (23) والحربي في "الغريب" (3/ 957) والطبري في "تفسيره" (7/ 223) وابن حبان (¬3) (4570) من طرق عن عبد الرزاق به. ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه محمَّد بن ثور الصنعاني عن معمر به (¬4). أخرجه إسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (18) والطبري (7/ 223) قال عبد الرزاق: سمعت غير معمر يقول: عن أبي أسماء عن ثوبان، وكان معمر يقول: عن أبي أسماء عن شداد" ¬

_ (¬1) 1/ 131 (كتاب الإيمان - باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان) (¬2) 16/ 159 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر) (¬3) سقط من إسناده "عن أبي أسماء". (¬4) واختلف عن معمر، فرواه عبد الوهاب - أظنه ابن همام الصنعانى - عن معمر عن قتادة. من أيوب عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (113)

وقال ابن كثير: إسناده جيد قوي" التفسير 2/ 141 وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 9/ 362 قلت: اختلف فيه على أيوب، فرواه حماد بن زيد عنه عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان. فأسقط منه أبا الأشعث وجعله عن ثوبان (¬1). أخرجه الطيالسي (ص 133) وأحمد (5/ 278 و 284) وأبو داود (4252) والترمذي (2202) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (19 و 20 و 21) والحربي في "الغريب" (3/ 956 - 957) ومحمد بن وضاح في "البدع" (ص 85 - 86) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (456 و 457) وفي "الديات" (ص 48 - 49 و 49) وفي "السنة" (294) وابن حبان (7238) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 141) وتمام في "فوائده" (ق 113/ 2) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 289) والداني في "الفتن" (55 و 444) والقضاعي (1113) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 526 - 527) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه مسلم (2889) فذكر الحديث إلى قوله "ويسبي بعضهم بعضا" قال الترمذي: حسن صحيح" وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت من حديث أيوب عن أبي قلابة، فيه ألفاظ تفرد بها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من بين الصحابة ثوبان، ولم يسقها عن ثوبان هذا السياق إلا أبو أسماء الرحبي ولا عنه إلى أبو قلابة" وحديث حماد بن زيد أصح. ولم ينفرد حماد بن زيد به بل تابعه عباد بن منصور عن أيوب به. أخرجه الحربي في "الغريب" (3/ 957) وخالفهما غير واحد رووه عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا، منهم: ¬

_ (¬1) وزاد "ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد الأوثان، وإنّه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون، كلهم يزعم أنّه نبى، وإني خاتم النبيين، لا نبي بعدي، ولن تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله" (¬2) ورواه بعضهم مختصرا.

1 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه الحربي (3/ 957 - 958) 2 - حماد بن سلمة. أخرجه الحربي (3/ 957 - 958) 3 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه الحربي (3/ 958) 4 - إسماعيل بن علية. أخرجه الحربي (3/ 958) وحديث حماد بن زيد أصح. قال ابن معين: ليس أحد في حديث أيوب أثبت من حماد بن زيد. وقال أيضا: من خالفه من الناس جميعا في أيوب فالقول قوله. ولم ينفرد أيوب وهو السَّخْتِياني به بل تابعه يحيى بن أبي كثير ثنا أبو قلابة ثني أبو أسماء الرحبي أنّ ثوبان حدّثه به. أخرجه الحاكم (4/ 449 - 450) عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب الأصم ثنا محمَّد بن سنان القزاز ثنا إسحاق بن إدريس ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة وإنما أخرج مسلم (¬1) حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مختصرا" (¬2) قلت: إسحاق بن إدريس هو الأسواري كذبه ابن معين، وقال البخاري: سكتوا عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (4/ 2215) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (22) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (458) من هذا الطريق وأخرجه ابن ماجه (3952) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به. قال ابن أبي عاصم: وقتادة لم يسمعه من أبي قلابة" وقال الفلاس: لم يسمع قتادة من أبي قلابة" (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه الحلبي في "الغريب" (3/ 958) وابن حبان (6714) وللبيهقي (9/ 181) مطولا.

307 - "إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أنْ يَفِيَ له فلم يَفِ فلا إثم عليه" قال الحافظ: وهو عند أبي داود والترمذي من حديث زيد بن أرقم" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 308 - "إذا وعد وهو يحدّث نفسه أنّه يخلف" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث سلمان: فذكره، وإسناده لا بأس به، ليس فيهم من أجمع على تركه، وهو عند أبي داود والترمذي من حديث زيد بن أرقم مختصرا بلفظ "إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أنْ يَفِيَ له فلم يَفِ فلا إثم عليه" (¬2). ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (6186) من طريق مِهْران بن أبي عمر الرازي ثنا علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان ثني أبو الوقاص ثني سلمان الفارسي قال: دخل أبو بكر وعمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من خلال المنافق: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" فخرجا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما ثقيلان فلقيتهما فقلت: ما لي أراكما ثقيلين؟ قالا: حديثا سمعناه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من خلال المنافق: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" قال: أفلا سألتماه؟ قالا: هبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: لكني سأسأله، فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: لقيني أبو بكر وعمر وهما ثقيلان ثم ذكرت ما قالا فقال: "قد حدثتهما ولم أضعه على الموضع الذي يضعاه، ولكن المنافق إذا حدّث وهو يحدث نفسه أنّه يكلب، وإذا وعد وهو يحدّث نفسه أنه يكذب، وإذا ائتمن وهو يحدّث نفسه أنّه يخون" ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/ 351 - 352) ولم ينفرد مهران بن أبي عمر به بل تابعه حَكَّام بن سَلْم الرازي عن علي بن عبد الأعلى به (¬3). وخالفهما إبراهيم بن طهمان الخراساني فرواه عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم مرفوعا "إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يَفِيَ له فلم يَفِ ولم يجيء للميعاد فلا إثم عليه". ¬

_ (¬1) 1/ 97 (كتاب الإيمان - باب علامة المنافق) (¬2) 1/ 97 (كتاب الإيمان - باب علامة المنافق) (¬3) علل ابن أبي حاتم 2/ 274 وعلل الدارقطني 1/ 185

أخرجه أبو داود (4995) والترمذي (2633) والطبراني في "الكبير" (5080) واللالكائي في "السنة" (1882) والبيهقي (10/ 198) وفي "الآداب" (510) والمزي (34/ 350 - 351) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي ثنا إبراهيم بن طهمان به. قاله الترمذي: هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي، علي بن عبد الأعلى ثقة، ولا يعرف أبو النعمان ولا أبو وقاص وهما مجهولان" وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: الحديثان مضطربان، وفي الإسناد مجهولان: أبو النعمان وأبو الوقاص" العلل 2/ 274 وقال الدارقطني: أبو النعمان مجهول، وعلي بن عبد الأعلى ليس بالقوي. والحديث مضطرب غير ثابت" العلل 1/ 186 309 - "إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي يؤيد الله بهم الدين" قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه ابن ماجه (4090) والطبراني في "مسند الشاميين" (1607) عن الوليد بن مسلم ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 291) والحاكم (4/ 548) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي قالا: ثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة ثنا سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي هريرة مرفوعا "إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا (¬2) من الموالط هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا، يؤيد الله بهم الدين" قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال الذهبي: على شرط مسلم" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، عثمان مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 206 قلت: عثمان بن أبي العاتكة ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره. ¬

_ (¬1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس - باب ما يحذر من الغدر) (¬2) زاد يعقوب والطبرانى "من دمشق"

وسليمان بن حبيب وثقه النسائي وغيره لكنه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري ألقيه أم لا، وقد توفي أبو هريرة سنة تسع وخمسون على أحد الأقوال وتوفي عثمان سنة ست وعشرون ومائة فالله أعلم. 310 - حديث ابن عباس "إذا وقعت النطفة في الرّحم مكثت أربعة أشهر وعشرا، ثم ينفخ فيها الروح" قال الحافظ: أخرجه المخلص في "فوائده" من وجه ضعيف" (¬1) قلت: هو عن ابن عباس قوله، أخرجه اللالكائي في "الاعتقاد" (1060) بسند ضعيف. 311 - "إذا وقعت لقمة أحدكم فَلْيُمِط ما كان بها من أذى ولا يدعها للشيطان" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1606) من حديث جابر" (¬2) 312 - عن الشعبي قال: ثم دعا رجالا فأعطاهم، فقام رجل فقال: إنك لتقسم وما نرى عدلا، قال "إذاً لا يعدل أحد بعدي" ثم دعا أبا بكر فقال "اذهب فاقتله" فذهب فلم يجده، فقال "لو قتلته لرجوت أن يكون أولهم وآخرهم" قال الحافظ: وجدت في مغازي الأموي من مرسل الشعبي في نحو أصل القصة: فذكره" (¬3) مرسل 313 - " اذبحها ولن تجزي جَذَعَة عن أحد بعدك" قال الحافظ: وأما ما أخرجه ابن ماجه من حديث أبي زيد الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل من الأنصار: فذكره، فهذا يحمل على أنّه أبو بُردة بن نيار فإنّه من الأنصار" (¬4) أخرجه ابن ماجه (3154) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2184) والطبراني في "الكبير" (17/ 30) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري ¬

_ (¬1) 14/ 278 و 286 (كتاب القدر - باب في القدر) (¬2) 11/ 511 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع ومصها) (¬3) 15/ 328 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف) (¬4) 12/ 110 (كتاب الاضاحي - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)

والدولابي في "الكنى" (1/ 32) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي كلاهما عن خالد الحَذّاء عن أبي قِلابة عن أبي زيد الأنصاري قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدار من دور الأنصار فوجد ريح قُتَار فقال "من هذا الذي ذبح؟ " فخرج إليه رجل منا فقال: أنا يا رسول الله ذبحت قبل أنْ أصلي لأطعم أهلي وجيراني، فأمره أنْ يعيد، فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو ما عندي إلا جَذَعٌ أو حَمَلٌ من الضأن، قال: "اذبحها ولن تجزئ جذعة عن أحد بعدك" واختلف فيه على خالد الحذاء، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه عن أبي قلابة عن عمرو بن بُجْدَان عن أبي زيد. فزاد فيه عمرو بن بجدان. أخرجه أحمد (5/ 77 و 341) وابن ماجه (2/ 1053) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (4/ 200) والدولابي في "الكنى" (1/ 32) والطبراني فى "الكبير" (17/ 29 - 30) وتابعه إسماعيل بن إبراهيم - وهو ابن عُلية - أنا خالد عن أبي قلابة عن رجل من قومه - قال خالد: أحسبه عمرو بن بجدان - عن أبي زيد. أخرجه أحمد (5/ 340) والطبراني في "الكبير" (17/ 30) ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة أو عن أبي المهلب عن أبي زيد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 29) وللحديث شاهد عن البراء بن عازب وعن أبي جحيفة وعن جابر بن عبد الله فأما حديث البراء بن عازب فأخرجه البخاري (فتح 12/ 108 - 109 و 114 و 116) ومسلم (1961) عنه قال: ذبح أبو بردة بن نيار قبل الصلاة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أبدلها" فقال: يا رسول الله، ليس عندي إلا جذعة وهي خير من مسنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلها مكانها ولن تجزي عن أحد بعدك". وأما حديث أبي جحيفة فأخرجه أبو يعلى (897) والطبراني في "الكبير" (22/ 108) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا عبد الجبار بن العباس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أنّ رجلا ذبح قبل أنْ يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يجزىء عنك" فقال: يا رسول الله، إنّ عندي جذعة. فقال "تجزي عنك ولا تجزي بعدك".

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 24 قلت: الحديث إسناده حسن، عبد الجبار بن العباس ليس به بأس كما قال ابن معين وغيره، وعبيد الله وعون ثقتان. وأما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه أحمد (3/ 364) وأبو يعلى (1779) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 172) وابن حبان (5909) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا ذبح قبل أنْ يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - عَتُودا جذعا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا يجزي عن أحد بعدك أن يذبح حتى يصلي" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 24 قلت: وكلهم ثقات، إلا أن أبا الزبير واسمه محمَّد بن مسلم المكي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من جابر. 314 - "اذبحوا بكل شيء فَرَى الأوداج ما خلا السن والظفر" قأل الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث حذيفة رفعه: فذكره، وفي سنده عبد الله بن خراش مختلف فيه، وله شاهد من حديث أبي أمامة نحوه" (¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7186) من طريق عبد الله بن خِرَاش الكوفي عن العوام بن حَوْشَب عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن حذيفة مرفوعا "اذبحوا بكل شيء فرى الأوداج وأنهر الدم ما خلا السن والظفر" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم التيمي إلا العوام، تفردْ به عبد الله بن خراش، ولا يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ، وضعفه الجمهور" المجمع 4/ 34 قلت: قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ذاهب الحديث ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، واتهمه الساجي بالوضع، وكذبه ابن عمار الموصلي. وللحديث شاهد عن أبي أمامة وآخر عن رافع بن خَديج فأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7851) من طريق سعيد بن أبي ¬

_ (¬1) 12/ 50 - 51 (كتاب الذبائح - باب ما أنهر الدم من القصب والمروة والحديد)

مريم أني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: كانت جارية لأبي مسعود عقبة بن عمرو ترعى غنما فعطبت شاة منها فكسرت حجرا من المروة فذبحتها، فأتت بها إلى عقبة بن عمرو فأخبرته، فقال لها: اذهبي بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أنت، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هل أفريت الأوداج" قالت: نعم. قال "كل ما فرى الأوداج ما لم يكن قرض سن أو جز ظفر" وأخرجه البيهقي (9/ 278) من طريق ابن وهب أني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن أبي أمامة. ليس فيه عن علي بن يزيد فلا أدري أهو هكذا أم سقط من الناسخ، وقال البيهقي: وفي هذا الإسناد ضعف" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف، وقد ثق" المجمع 4/ 34 وأما حديث رافع بن خديج فأخرجه ابن أبي شيبة كما في "نصب الراية" (4/ 186) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن ابن جُريج عمن حدثه عن رافع بن خديج قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الذبح بالليطة فقال "كل مما أفرى الأوداج إلا سنا أو ظفرا" وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأخرجه البخاري (فتح 12/ 51) من طريق شعبة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده أنّه قال: يا رسول الله، ليس لنا مُدى، فقال "ما أنهر الدم وذكر اسم الله فَكُل ليس الظفر والسن" جد عباية هو رافع بن خديج. 315 - عن نُبَيْشَة قال: نادى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا كنا نَعْتِرُ عَتِيْرَةً في الجاهلية في رجب فما تأمرنا، قال "اذبحوا لله في أيّ شهر كان" قال: إنا كنا نُفَرِّعُ في الجاهلية، قال "في كل سائمة فَرَعٌ تغذوه ماشيتك حتى إذا اسْتَجْمَل ذبحته فتصدقت بلحمه فإنّ ذلك خير" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم وابن المنذر" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة)

أخرجه أحمد (5/ 76) والنسائي (7/ 150) وفي "الكبرى" (4556) من طريق شعبة عن خالد الحَذّاء عن أبي قِلابة عن أبي المليح - قال خالد: وأحسبني سمعته من أبي المليح - عن نبيشة رجل من هذيل قال: فذكر الحديث. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه بشر بن المفضل البصري ثنا خالد الحذاء به. أخرجه أبو داود (2830) والحربي في "الغريب" (1/ 206) والنسائي (7/ 149 - 150) وفي "الكبرى" (4555) والبيهقي (9/ 311 - 312) وتابعه إسماعيل بن عُلية عن خالد ثني أبو قلابة عن أبي المليح - فلقيت أبا المليح فسألته فحدثني عن نبيشة به. أخرجه النسائي (7/ 151) وفي "الكبرى" (4558) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن إسماعيل بن علية به. ورواه أحمد (5/ 75) عن إسماعيل بن علية عن خالد عن أبي المليح عن نبيشة، ولم يذكر أبا قلابة. وتابعه على هذا الوجه جماعة منهم: 1 - يزيد بن زُرَيع البصري. أخرجه ابن ماجه (3167) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1072) والنسائي (7/ 150 - 151) وفي "الكبرى" (4557) 2 - هُشيم. أخرجه أحمد (5/ 76) والطحاوي في "المشكل" (1064) 3 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري. أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (760) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1071) 4 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (395) والطحاوي في "المشكل" (1063) والحاكم (4/ 235) والبيهقي في "معرفة السنن" (14/ 73) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن المنذر: خبر نبيشة ثابت" الاعتبار للحازمي ص 159

قلت: وهو كلما قالا، والحديث سمعه خالد الحذاء من أبي قلابة رواه جماعة عنه هكذا، وسمعه من أبي المليح رواه جماعة عنه هكذا، وكلاهما صحيح. ولم ينفرد به بل تابعه جميل عن أبي المليح عن نبيشة به. أخرجه أحمد (5/ 76) والنسائي (7/ 149) وفي "الكبرى" (4554) وأبو نعيم في "الصحابة" (6461) والمزي (5/ 132) من طريق عبد الله بن عون البصري ثنا جميل به. وجميل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا أدري من هو ولا ابن من هو، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه ابن عون. 316 - "إذْنُك عَلَيَّ أنْ ترفع الحجاب وتسمع سِوَادي" قال الحافظ: وقد روى مسلم (2169) عن ابن مسعود أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: فذكره" (¬1) 317 - "أذن لي أنْ أحدّث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" قال الحافظ: حديث جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، أخرجه أبو داود وابن أبي حاتم من رواية إبراهيم بن طهمان عن محمَّد بن المنكدر، وإسناده على شرط الصحيح" (¬2) صحيح أخرجه أبو داود (4727) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 414) عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان (¬3) عن موسى بن عقبة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "أذن لي أن أحدّث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إنّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" وأخرجه ابن شاهين في "الفوائد" (19) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني والبيهقي في "الأسماء" (ص 504) عن أبي حامد أحمد بن محمَّد بن يحيى بن بلال وعبد الله بن محمَّد بن عمرو النصراباذي. ¬

_ (¬1) 8/ 92 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمار وحذيفة) (¬2) 10/ 291 (كتاب التفسير - سورة الحاقة) (¬3) وهو في "مشيخته" (21) وهي من رواية أبي بكر محمَّد بن عبدوس النيسابورى عن أحمد بن حفص عن أبيه عن ابن طهمان.

وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (847) عن عبد الله بن محمَّد بن الحسن الرَّمْجاري أربعتهم عن أحمد بن حفص به. ورواه النسائي عن أحمد بن حفص فقال فيه "مسيرة أربعمائة عام" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1730) ورواه عبد الله بن الحسين بن زهير النيسابوري وعبد الله (¬1) بن العباس الطيالسي عن أحمد بن حفص فقالا فيه "مسيرة خمسمائة عام" أو قال "خمسين عاما" أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (476) عنهما به. ورواه أبو القاسم عبد الله بن هاشم السمسار عن أحمد بن حفص فقال فيه "مسيرة خمسمائة عام أو سبعمائة عام" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 194 - 195) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن موسى إلا إبراهيم، تفرد به أحمد بن حفص" وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات" التفسير 4/ 414 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 80 وقال الذهبي: إسناده صحيح" العلو للعلي الغفار ص 78 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد إبراهيم بن طهمان به بل تابعه صدقة بن عبد الله السمين عن موسى بن عقبة عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ لله ملائكة ما بين شحمة أذن أحدهم إلى ترقوته مسبرة سبعمائة عام للطير السريع الطيران" أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (313) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (¬2) من طريق محمَّد بن أبي السري العسقلاني ثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة به. وصدقة بن عبد الله ضعيف كما قال ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) رواه الطبراني في "الأوسط" (4418) عن عبد الله بن العباس الطيالسي فقال "مسيرة سبعين عاما" (¬2) انظر هامش "العظمة"

واختلف فيه على موسى بن عقبة، فرواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن ابن المنكدر مرسلا. أخرجه ابن أبي زمنين في "أصول السنة" (34) والأول أصح، وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ولم ينفرد موسى بن عقبة به بل تابعه محمَّد بن عجلان عن ابن المنكدر عن جابر وابن عباس مرفوعا "أذن لي أنْ أحدّث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السابعة السفلى على قرنه العرش، ومن شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير مسيرة مائة عام" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 158) عن عبد الله بن خالد الفقيه المكي ابن عبدان ثنا سعيد بن محمد ثنا جعفر بن محمد ثنا ابن عجلان به. وقال: غريب من حديث محمَّد عن ابن عباس لم نكتبه إلا من حديث جعفر عن ابن عجلان، وحديث جابر قد رواه عن محمَّد غيره" قلت: وجعفر بن محمَّد هذا لم أر من ذكره. واختلف فيه على ابن المنكدر، فرواه عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر عن أبيه عن جده عن محمَّد بن المنكدر عن أنس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6499) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمَّد بن المنكدر عن أنس إلا ابنه منكدر، تفرد به ولده عنه" قلت: والمنكدر قال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا "أُذن لي أن أحدّث عن ملك من الملائكة من حملة العرش، ما بين عاتقه إلى شحمة أذنه مسيرة أربعمائة سنة خفقان الطير، قدماه في الأرض السابعة، والعرش على قرنه يقول: سبحانك ما كنت" أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (264) من طريق أسد بن موسى النيسابوري عن أبي مَعشر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر به. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح. 318 - "أَذَّنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر وصلّى بأصحابه وهم على رواحلهم السماء من فوقهم والبِلَّة من أسفلهم" قال الحافظ: وقد وقع عند السهيلي: فذكره، أخرجه الترمذي من طريق تدور على

عمر بن الرَّمَاح يرفعه إلى أبي هريرة. وليس هو من حديث أبي هريرة وإنما هو من حديث يعلي بن مرّة، وكذا جزم النووي بأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَذَّنَ مرّة في السفر وعزاه للترمذي وقواه، ولكن وجدناه في مسند أحمد من الوجه الذي أخرجه الترمذي ولفظه "فأمر بلالا فأذن" فعرف أن في رواية الترمذي اختصار وأنّ معنى قوله "أَذَّنَ" أمر بلالا به" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 173 - 174) والترمذي (411) وابن أبي حاتم في "التفسير" (5902) والدارقطني (1/ 380 - 381) والبيهقي (2/ 7) والخطيب في "التاريخ" (11/ 182 - 183) والمزي (19/ 509 - 510) من طرق (¬2) عن عمر بن ميمون بن الرماح البلخي عن كثير بن زياد عن عمرو بن عثمان بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى مضيق هو وأصحابه وهو على راحلته والسماء من فوقهم والبِلَّة من أسفل منهم، فحضرت الصلاة فأمر المؤذن فأذن وأقام، ثم تقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته فصلى بهم يومئ إيماءً يجعل السجود أخفض من الركوع أو يجعل سجوده أخفض من ركوعه" هكذا في جميع الروايات "فأمر المؤذن فأذن" إلا في رواية الترمذي ففيها "فأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على راحلته وأقام" فتحمل على ما ذكره الحافظ. قال الترمذي: هذا حديث غريب تفرد به عمر بن الرماح البلخي، ولا يعرف إلا من حديثه، وقد روى عنه غير واحد من أهل العلم" وقال البيهقي: وفي إسناده ضعف ولم يثبت من عدالة بعض رواته ما يوجب قبول خبره" وقال الخطيب: وهكذا رواه عن ابن الرماح يحيى بن حسان ويحيى بن أبي بكير الكرماني ويحيى بن عبد الحميد الحماني ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني وغيرهم، وخالف الجماعة يونس المؤدب فرواه عن عمر بن الرماح عن أبيه عن عمرو بن يعلى عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فزاد في الإسناد ميمون والد عمر ونقص منه كثير بن زياد ويعلى جد عمرو بن عثمان بن يعلى" وقال النووي: إسناده جيد" المجموع ¬

_ (¬1) 2/ 219 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان) (¬2) رواه سريج بن النعمان وشبابة بن سوار ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان وزيد بن الحباب ويحيى بن يحيى والحسن بن موسى الأشيب عن عمر بن ميمون بن الرماح به.

وصححه عبد الحق الإشبيلي. نيل الأوطار قلت: القول ما قاله البيهقي فإنّ عمرو بن عثمان وإنْ ذكره ابن حبان في "الثقات" فقد قال ابن القطان الفاسي (¬1): لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وعثمان بن يعلى قال ابن القطان (¬2): لا يعرف حاله، وقال الحافظ: مجهول. وعمر بن ميمون بن الرماح وكثير بن زياد ثقتان. 319 - عن نعيم بن النّحّام قال: أذَّنَ مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - للصبح في ليلة باردة فتمنيت لو قال: ومن قعد فلا حرج، فلما قال: الصلاة خير من النوم، قالها" قال للحافظ: أخرجه عبد الرزاق وغيره بإسناد صحيح عن نعيم بن النحّام قال: فذكره" (¬3) صحيح وله عن نعيم بن النحام طرق: الأول: يرويه ابن جُريج عن نافع عن عبد الله بن عمر عن نعيم بن النحام قال: أذَّن مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة فيها برد، وأنا تحت لحافي، فتمنيت أنْ يلقي الله على لسانه ولا حرج، قال: ولا حرج. أخرجه عبد الرزاق (1927) عن ابن جريج به. ومن طريقه أخرجه الحاكم (3/ 259) وقال: صحيح الإسناد" قلت: فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلسا، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه عمر بن نافع وعبيد الله بن عمر عن نافع به. أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ 153) عن أحمد بن وهب القرشي ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا محمَّد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عمر وعبيد الله به. ¬

_ (¬1) الوهم والإيهام 4/ 179 (¬2) الوهم والإيهام 4/ 179 (¬3) 2/ 239 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الكلام في الأذان)

أحمد بن وهب لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. الثاني: يرويه مَعْمَر عن عبيد بن عمير عن شيخ قد سماه عن نعيم بن النحام قال: سمعت مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة باردة وأنا في لحاف فتمنيت أنْ يقول: صلوا في رحالكم، فلما بلغ حيّ على الفلاح، قال: صلوا في رحالكم، ثم سألت عنها فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أمر بذلك. أخرجه عبد الرزاق (1926) عن معمر به. وأخرجه أحمد (4/ 220) عن عبد الرزاق به. وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم. الثالث: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: - فقال الأوزاعي: ثنا يحيى بن سعيد أنّ محمَّد بن إبراهيم بن الحارث حدّثه عن نعيم بن النحام قال: كنت مع امرأتي في مُرْطِها غداة باردة فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الصبح، فلما سمعته قلت: لو قال: ومن قعد لا حرج، فلما قال: الصلاة خير من النوم، قال: ومن قعد فلا حرج. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (759) وابن قانع (3/ 152 - 153) والبيهقي (1/ 398) وتابعه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد به. أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (553) وابن أبي عاصم (760) وأبو محمَّد الفاكهي في "حديثه" (104) وأبو نعيم في "الصحابة" (6389) ومحمد بن إبراهيم التيمي قال ابن عبد البر: ما أظنّه سمع من نعيم بن النحام (الاستيعاب) - وقال إسماعيل بن عياش: ثني يحيى بن سعيد أخبرني محمَّد بن يحيى بن حبان عن نعيم بن النحام. أخرجه أحمد (4/ 220) والأول أصح لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين ضعيفة وهذه منها. 320 - عن أبي سعيد قال: جاء أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني مررت بوادي كذا فإذا رجل حسن الهيئة متخشع يصلي فيه، فقال: "اذهب إليه

فاقتله" قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه يصلي كره أنْ يقتله فرجع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "اذهب فاقتله" فذهب فرآه على تلك الحالة فرجع، فقال: "يا علي اذهب إليه فاقتله" فذهب علي فلم يره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه فاقتلوهم هم شرّ البرية". قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند جيد، وله شاهد من حديث جابر أخرجه أبو يعلى ورجاله ثقات" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 15) عن بكر بن عيسى الراسبي والبخاري في "الكنى" (ص 30) عن حفص بن عمر الحَوْضي قالا: ثنا جامع بن مطر الحَبَطِي ثنا أبو روبة القشيري شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد أنّ أبا بكر جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني مررت بوادي كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب إليه فاقتله" قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "اذهب فاقتله" فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر، قال: فكره أن يقتله، قال: فرجع فقال: يا رسول الله، إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أنْ أقتله، قال: "يا علي اذهب فاقتله" قال: فذهب علي فلم يره، فرجع علي فقال: يا رسول الله إنّه لم يره، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فُوْقِه فاقتلوهم هم شرّ البرية". قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 225 - 226 قلت: شداد بن عمران ترجمه البخاري وابن أبي حاتم والحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التعجيل" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". ولم يذكر سماعا من أبي سعيد فلا أدري أسمع منه أم لا. ¬

_ (¬1) 15/ 328 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وآخر عن أنس بن مالك فأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في "مسنديهما" (إتحاف الخيرة 4664 و 6665) عن يزيد بن هارون وأخرجه أبو يعلى (2215) عن أبي خَيْثمة زهير بن حرب قال: ثنا يزيد بن هارون أنا العوام بن حَوشب ثني طلحة بن نافع عن جابر قال: مرّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل فقالوا فيه وأثنوا عليه. فقال: "من يقتله؟ " قال أبو بكر: أنا، فانطلق فوجده خَطَّ على نفسه خِطَّةً فهو قائم يصلي فيها. فلما رآه على ذلك الحال، رجع ولم يقتله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يقتله؟ " فقال عمر: أنا، فذهب فرآه يصلي في خطة قائما يصلي، فرجع ولم يقتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من له أو من يقتله؟ " فقال عليّ: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنت، ولا أراك تدركه" فانطلق فوجده قد ذهب. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 227 قلت: وهو كما قال، وطلحة بن نافع هو القرشي مولاهم أبو سفيان الواسطي قال شعبة: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث. وقال أبو حاتم: روى عن جابر وهو قد سمع منه وأكثره من صحيفة سليمان اليشكري. وسليمان هو ابن قيس اليشكري وهو ثقة كما قال النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: جالس جابرا فسمع منه وكتب عنه صحيفة فتوفي وبقيت الصحيفة عند امرأته فروى أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي عن جابر وهم قد سمعوا من جابر وأكثره من الصحيفة وكذلك قتادة. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن أنس قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل رجل حسن السمت ذكروا من أمره أمرا حسنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأرى على وجهه سفعة من النار" فلما انتهى فسلّم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تالله قلت في نفسك أولئك ترى في نفسك أنك أفضل القوم؟ " قال: نعم. فلما ذهب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه قد طلع قوم هذا وأصحابه منهم" قال أبو بكر: أفلا أقتله يا رسول الله؟ قال: "بلى" فانطلق أبو بكر فوجده في المسجد يصلي، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني وجدته يصلي فلم أستطع أنْ أقتله. قال عمر: أفلا أقتله؟ قال: "بلى" فانطلق عمر فوجده في المسجد يصلي راكعا، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إني وجدته يصلي فلم أستطع أنْ اقتله، فقال عليّ: أفلا أقتله أنا يا رسول الله؟ قال: "بلى أنت تقتله إن وجدته" فانطلق عليّ فلم يجده.

أخرجه البزار (كشف 1851) عن إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد الكوفي ثنا عبد الرحمن بن شَريك ثنا أبي عن الأعمش به. وقال: لا نعلمه يُروى عن أنس بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، تفرد به شريك عن الأعمش" قلت: شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى الاختلاط وإلى التدليس وإلى سوء الحفظ، وابنه عبد الرحمن مختلف فيه كذلك: قال أبو حاتم: واهي الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، والأعمش قال ابن حبان في "الثقات" (4/ 393): كان يدلس عن أبي سفيان. الثاني: يرويه موسى بن عُبيدة أني هود بن عطاء الحنفي اليمامي عن أنس قال: فذكر نحوه. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4667) وأبو يعلى (90 و 4143) والآجري في "الشريعة" (50) قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك" المجمع 6/ 227 قلت: هو ضعيف كما قال ابن المديني وغير واحد، وهود بن عطاء قال ابن حبان: كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته، يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، والقلب من مثله إذا كثر المناكير عن المشاهير أن لا يحتج فيما انفرد، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير. الثالث: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس. أخرجه أبو يعلى (4127) عن عكرمة بن عمار اليمامي وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 52 - 53) عن الأوزاعي كلاهما عن يزيد الرقاشي عن أنس به. ورواه مَعْمر بن راشد عن يزيد الرقاشي فلم يذكر أنسا. أخرجه عبد الرزاق (18674) ويزيد ضعيف.

الرابع: يرويه أبو معشر نجيح السندي عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس. أخرجه أبو يعلى (3668) والآجري في "الشريعة" (49) وابن مردويه في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 2/ 76 - 77) وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر. 321 - عن حذيفة قال: لقد رأيتنا ليلة الأحزاب وأبو سفيان ومن معه من فوقنا، وقريظة أسفل منا نخافهم على ذرارينا، وما أتت علينا ليلة أشدّ ظلمة ولا ريحا منها، فجعل المنافقون يستأذنون ويقولون: إنّ بيوتنا عورة، فمرّ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا جاث على ركبتي ولم يبق معه إلا ثلاثمائة فقال: "اذهب فائتني بخبر القوم" قال: "فدعا لي فاذهب الله عني الفقر والفزع، فدخلت عسكرهم فإذا الريح فيه لا تجاوزه شبرا، فلما رجعت رأيت فوارس في طريقي فقالوا: أخبر صاحبك أنّ الله عز وجل كفاه القوم. قال الحافظ: وروى الحاكم من طريق عبد العزيز ابن أخي حذيفة قال: عن حذيفة: فذكره، وأصل هذا الحديث عند مسلم (1788) باختصار" (¬1) أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 451 - 453) عن الحاكم أنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن حاتم الداربردي ثنا أحمد بن محمَّد بن عيسى البرتي ثنا أبو حذيفة ثنا عكرمة بن عمار عن محمَّد بن أبي عبيد أبي قدامة الحنفي عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال جلساؤه: أما والله لو كنا شهدنا ذلك لفعلنا وفعلنا، فقال حذيفة: لا تمنّوا ذلك فلقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافّون قعود: أبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة اليهود أسفل منا، نخافهم على ذرارينا ... وذكر الحديث بطوله، وقال في آخره: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلّى، فأخبرته خبر القوم، وأخبرته أني تركتهم يترحلون، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ...} الآية. وسيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا حزبه أمر صلّى" 322 - عن عمار قال: قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي فَخَلَّقُوني بزعفران فسلّمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرحب بي وقال "اذهب فاغسل عنك هذا". ¬

_ (¬1) 8/ 403 - 404 (كتاب المغازي - باب غزوة الأحزاب)

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تحضر الملائكة جنازة كافر" 323 - عن عليّ قال: لما مات أبو طالب قلت: يا رسول الله، إنّ عمك الشيخ الضال قد مات، قال "اذهب فواره" قلت: إنّه مات مشركا، فقال "اذهب فواره" قال الحافظ: وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن الجارود من حديث علي قال: فذكره" (¬2) حسن وله عن علي طرق: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي قال: سمعت ناجية بن كعب عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنّ عمك الشيخ الضال قد مات. قال "اذهب فواره" قلت: إنّه مات مشركا، قال: "اذهب فواره، ولا تحدث شيئا حتى تأتيني" فواريته ثم أتيته فقلت: قد واريته، فأمرني فاغتسلت. أخرجه ابن سعد (1/ 124) وابن أبي شيبة (3/ 269 و 347 و 12/ 67) وأحمد (1/ 131) وأبو داود (3214) والنسائي (4/ 65) وفي "الكبرى" (195 و 2133) وفي "خصائص علي" (149) والآجري في "الشريعة" (1562 و 1563 و 1564) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (230) والدارقطني في "العلل" (4/ 146) والبيهقي (3/ 398) وفي "الدلائل" (2/ 348 - 349) والمزي (29/ 257 - 258) عن سفيان الثوري والطيالسي (ص 19) والشافعي في "الأم" (7/ 151) وأحمد (1/ 97) والنسائي (1/ 92) وابن الجارود (550) وأبو الشيخ في "الأقران" (400) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 348) وفي "معرفة السنن" (2/ 136) وفي "الخلافيات" (1006 و 1007) والمزي (29/ 257) عن شعبة وسعيد بن منصور (1041) وابن أبي شيبة (3/ 347) عن أبي الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي ¬

_ (¬1) 12/ 421 (كتاب اللبالس - باب النهي عن التزعفر للرجال) (¬2) 8/ 194 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قصة أبي طالب)

وأبو يعلى في "معجمه" (239) وفي "مسنده" (423) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 632) والذهبي في "السير" (7/ 384 - 385) عن إبراهيم بن طهمان الخراساني ويونس بن بكير في "المغازي" (ص 239) عن يونس بن أبي إسحاق وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 343) وأبو الفضل الزهري (230) والبيهقي (1/ 304) عن إسرائيل بن يونس وأبو الفضل الزهري (230) عن شريك بن عبد الله القاضي كلهم عن أبي إسحاق به (¬1). قال البيهقي: وناجية بن كعب الأسدي لم تثبت عدالته عند صاحبي الصحيح وليس فيه أنّه غسله" قلت: ناجية بن كعب الأسدي مختلف فيه: قال ابن معين: صالح، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن المديني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الضعفاء"، ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا. ولم ينفرد أبو إسحاق به بل تابعه فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز عن ناجية بن كعب عن علي به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5486) الثاني: يرويه الحسن بن يزيد الأصم قال: سمعت السُّدِّي إسماعيل يذكره عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: لما توفي أبو طالب أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنّ عمك الشيخ قد مات، قال "اذهب فواره ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني" قال: فواريته ثم أتيته، قال "اذهب فاغتسل ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني" قال: فاغتسلت ثم أتيته، قال: فدعا لي بدعوات ما يسرني أنّ لي بها حُمْر النعم وسودها. ¬

_ (¬1) ورواه الأعمش عن أبي إسحاق فلم يسم ناجية بن كعب وإنما قال: عن رجل. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (104)

قال: وكان علي - رضي الله عنه - إذا غسل الميت اغتسل. أخرجه سعيد بن منصور (1042) عن الحسن بن يزيد الأصم به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6318) والبيهقي (1/ 304 و 305) وأخرجه أحمد (1/ 103) وابنه عبد الله (1/ 129 - 130) وأبو يعلى (424) وابن عدي (2/ 738 - 739) من طرق عن الحسن بن يزيد به (¬1). قال ابن عدي: الحسن بن يزيد الكوفي ليس بالقوي وحديثه عن السدي ليس بالمحفوظ، وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن السدي غير الحسن هذا، ومدار هذا الحديث المشهور على أبي إسحاق السبيعي عن ناجية بن كعب عن علي" قلت: الحسن بن يزيد وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والسدي إسماعيل بن عبد الرحمن مختلف فيه وهو صدوق لا بأس به، وأبو عبد الرحمن السلمي ثقة، فالإسناد حسن. الثالث: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، مات الشيخ الضال. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب فاغسله وكفنه" فقلت: يا رسول الله، أنا. فقال "ومن أحق بذلك منك، اذهب فاغسله وكفنه وجننه ولا تحدثنّ شيئا حتى تأتيني" فانطلقت ففعلت، قال: فلما أتيته قال "اذهب فاغتسل غسل الجنابة" أخرجه البيهقي (1/ 305) من طريق صالح بن مقاتل بن صالح ثنا أبي ثنا محمَّد بن الزِّبْرِقَان عن إسماعيل بن مسلم به. وقال: هذا غلط والمشهور عن أبي إسحاق عن ناجية عن علي كما تقدم، وصالح بن مقاتل بن صالح يروي المناكير" قلت: وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وإسماعيل بن مسلم والحارث الأعور ضعيفان. الرابع: يرويه محمَّد بن عمر الواقدي ثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي قال: لما أخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بموت أبي طالب بكى، ثم قال لي: "اذهب فاغسله وكفنه" قال: ففعلت، ثم أتيته، فقال لي "اذهب فاغتسل" ¬

_ (¬1) رواه حاتم بن الليث عن إبراهيم بن أبي العباس عن الحسن بن يزيد عن السدي عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي. فزاد "سعد بن عبيدة" أخرجه البزار (592) قال الدارقطني: وهو وهم، والقول الأول أصح" العلل (سؤال رقم 484)

أخرجه ابن سعد كما في "التلخيص" (2/ 114 - 115) والواقدي متروك الحديث. الخامس: يرويه عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال: دخل عليّ بن أبي طالب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بموت أبي طالب فقال: "فاذهب فاغسله ولا ثحدثنّ شيئا حتى تأتيني" فغسلته وواريته ثم أتيته فقال "اذهب فاغتسل" أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (93) والبيهقي (1/ 305) من طريق إسحاق بن محمَّد الفَرْوِي عن علي بن أبي علي اللهبي عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان به. قال البيهقي: هذا منكر لا أصل له بهذا الإسناد، وعلي بن أبي علي اللهبي ضعيف جرحه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي" السادس: يرويه الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن عليّ قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إنّ عمك الضال المشرك قد توفي، قال "اذهب فأجنه" أخرجه ابن الأعرابي (ق 191/ ب) عن أبي رفاعة عبد الله بن محمَّد بن عمر بن حبيب ثنا عبد الله بن يحيى المقفي ثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش به. وهانئ بن هانئ مختلف فيه: قال ابن المديني وغيره: مجهول، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو رفاعة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ والباقون كلهم ثقات. وللحديث شاهد مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 348) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن الأجلح عن الشعبي قال: لما مات أبو طالب جاء عليّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن عمك الشيخ الكافر قد مات فما ترى فيه؟ قال "أرى أن تغسله" وأمره بالغسل. 324 - عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن امرأة جاءت امرأة فقالت: إنّ فلانة تستعيرك حليا، فأعارتها إياه فمكثت لا تراه، فجاءت إلى التي استعارت لها فسألتها فقالت: ما استعرتك شيئا، فرجعت إلى الأخرى فأنكرت، فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعاها فسألها فقالت: والذي بعثك بالحق ما استعرت منها شيئا، فقال "اذهبوا إلى بيتها تجدوه تحت فراشها" فأتوه فأخذوه وأمر بها فقطعت.

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (18832) عن ابن جُريج قال: أخبرني عكرمة بن خالد أنّ أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أخبره أنّ امرأة جاءت امرأة، وذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه ابن حرّم في "المحلى" (13/ 412) ورواته ثقات، وعكرمة بن خالد هو ابن العاص بن هشام المخزومي. 325 - حديث أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أُتي بالشيء يقول "اذهبوا به إلى فلانه فإنّها كانت صديقة لخديجة" قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" من حديث أنس: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 12) والحاكم (4/ 175) عن أسد بن موسى المصري والدولابي في "الذرية الطاهرة" (40) عن سعيد بن سليمان الواسطي قالا: ثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال: فذكره، وزاد "اذهبوا به إلى فلانة فإنّها كانت تحب خديجة" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: فيه عنعنة مبارك بن فضالة فإنّه كان مدلسا. 326 - عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أصبت حداً فأقمه عليّ، فسكت عنه ثلاثا فأقيمت الصلاة فدعا الرجل فقال "أرأيت حين خرجت من بيتك ألست قد توضأت فأحسنت الوضوء" قال: بلى، قال: "ثم شهدت الصلاة معنا" قال: نعم، قال "فإن الله قد غفر لك" قال الحافظ: أخرجه أحمد (5/ 251 و 262 - 263 و 265) وعبد بن حميد وغيرهما" (¬3) ¬

_ (¬1) 15/ 96 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحدود إذا رفع إلى السلطان) (¬2) 13/ 42 (كتاب الأدب - باب حسن العهد من الأيمان) (¬3) 9/ 427 (كتاب التفسير - سورة هود - باب قوله: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل)

قلت: وأخرجه مسلم (2765) أيضا وأبو داود (4381) 327 - عن أبي سعيد مرفوعا "أرأيت لو أنّ رجلا كان له مُعْتَمَلٌ وبين منزله ومُعْتَمَله خمسة أنهار فإذا انطلق إلى معتمله عمل ما شاء فأصابه وسخ أو عرق فكلما مرّ بنهر اغتسل منه" قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني بإسناد لا بأس به من طريق عطاء بن يسار أنّه سمع أبا سعيد الخدري يحدّث أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) حسن أخرجه البزار (كشف 344) وابن نصر في "الصلاة" (86) والطبراني في "الكبير" (5444) و"الأوسط" (200) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 249) من طرق عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب المصري ثني عبد الله بن قُرَيط أنّ عطاء بن يسار حدثه أنّه سمع أبا سعيد الخدري يحدث أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصلوات الخمس كفارات ما بينها" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرأيت لو أن رجلا كان له معتمل، ببن منزله ومعتمله خمسة أنهار، فإذا انطلق إلى معتمله عمل ما شاء الله، فأصابه الوسخ أو العرق، فكلما مرّ بنهر اغتسل، ما كان ذلك منقيا من درنه، فكذلك الصلوات كلما عمل خطيئة أو ما شاء الله ثم صلى صلاة استغفر غفر له ما كان قبلها". قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن أيوب" وقال المنذري: إسناده لا بأس به وشواهده كثيرة" الترغيب 1/ 234 وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن قريط ذكره ابن حبان في "الثقات" وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 298 قلت: كل من ترجم (¬2) لعبد الله بن قريط لم يذكر عنه راويا إلا يحيى بن أيوب فهو مجهول كما قال الحسيني في "الإكمال"، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ويحيى بن أيوب صدوق، وسعيد بن أبي مريم ثقة. ¬

_ (¬1) 2/ 151 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب الصلوات الخمس كفارة) (¬2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - الثقات لابن حبان - الإكمال للحسيني - لسان الميزان - تعجيل المنفعة.

وللحديث شواهد كما ذكر المنذري فيتقوى بها. منها حديث أبي هريرة عند البخاري (فتح 2/ 151) ومسلم (667) بمعناه. 328 - "أرأيت لو تمضمضت" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث عمر. قال النسائي: منكر. وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (¬1) صحيح أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (307) وابن أبي شيبة (3/ 60 - 61) وأحمد (1/ 21 و 51) وعبد بن حميد في "المنتخب" (21) والدارمي (1731) وأبو داود (2385) والنسائي في "الكبرى" (3048) وابن خزيمة (1999) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 89) وابن حبان (3544) والحاكم (1/ 431) وابن حرّم في "المحلى" (6/ 309) والبيهقي (4/ 218 و 261) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 113) والمزي (18/ 318 - 319) من طريق الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: هششت يوما فقبلت وأنا صائم، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما فقبلت وأنا صائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ " قلت: لا بأس بذلك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ففيم؟ ". قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا عن عمر من هذا الوجه" المعتبر للزركشي ص 215 وقال النسائي: هذا حديث منكر، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد روى عنه غير واحد ولا ندري ممن هذا" (¬2) وقال الطحاوي: صحيح الإسناد معروف الرواة" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 1/ 215 و 313 قلت: هو صحيح كما قالوا ورجاله رجال الصحيح، لكن لم يخرج البخاري لعبد الملك بن سعيد شيئا, ولم يخرج مسلم رواية بكير عن عبد الملك ولا رواية عبد الملك عن جابر، وعبد الملك سمع من جابر، قاله ابن أبي حاتم. ¬

_ (¬1) 5/ 55 (كتاب الصوم - باب القبلة للصائم) (¬2) تحفة الأشراف 8/ 17

329 - قال - صلى الله عليه وسلم - لخديجة بعد أنْ أقرأه جبريل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العَلق: 1] "أرأيتك الذي كنت أحدثك أني رأيته في المنام فإنّه جبريل استعلن" قال الحافظ: ووقع في مرسل عبد الله بن أبي بكر بن حرّم في الدولابي: فذكره" (¬1) 330 - عن أبي ميسرة أنّه - صلى الله عليه وسلم - قصّ على خديجة ما رأى في المنام فقالت له: أبشر فإن الله لن يصنع بك إلا خيرا، ثم أخبرها بما وقع له من شق البطن وإعادته فقالت له: أبشر، إن هذا والله خير، ثم استعلن له جبريل فذكر القصة فقال لها "أرأيتك الذي كنت رأيت في المنام، فإنّه جبريل استعلن لي بأنّ ربي أرسله إليّ" وأخبرها بما جاء به فقالت: أبشر فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا، فأقبل الذي جاءك من الله فإنه حق، وأبشر فإنك رسول الله حقا. قال الحافظ: ووقع في دلائل البيهقي من طريق أبي ميسرة مرسلا فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه عند حديث: إن أول ما أمر به جبريل قال له: قل: بسم الله الرحمن الرحيم 331 - "اربطوا الخيل وقَلِّدُوها ولا تقَلِّدُوها الأوتار" قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي من حديث أبي وهب الجشمي رفعه: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 345) والبخاري في "الأدب المفرد" (814) وفي "الكنى" (ص 78) وأبو داود (2543 و 2553 و 4950) والنسائي (6/ 181) وفي "الكبرى" (4406) وأبو يعلى (7169 و 7170 و 7171) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (649 و 650) والطبراني في "الكبير" (22/ 380 - 381) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "الإصابة" (12/ 93) وأبو نعيم في "الصحابة" (7045) والبيهقي (6/ 330 و 9/ 306) وفي "الآداب" (605) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 102) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 329) من طريق هشام بن سعيد الطالقاني أنا محمَّد بن المهاجر ثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجُشَمِي - وكانت له صحبة - رفعه "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرّة، وارْتَبِطوا الخيل وامسحوا بنواصيها ¬

_ (¬1) 10/ 345 (كتاب التفسير - سورة اقرأ باسم ربك - باب حدثنا يحيى بن بكير) (¬2) 16/ 11 (كتاب التعبير - باب أول ما بدىء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة) (¬3) 6/ 483 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في الجرس)

وأعْجَازها، أو قال وأكْفَالها، وقَلِّدُها ولا تُقَلِّدوها الأوتار، وعليكم بكل كُمَيْت أَغَرَّ مُحَجّل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل" واختلف فيه على محمَّد بن مهاجر، فقيل: عنه عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الكلاعي رفعه: فذكر نحوه. أخرجه ابن قتيبة في "الغريب" (1/ 286) والدولابي في "الكنى" (1/ 59) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (600) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي وأحمد (4/ 345) وأبو داود (2544) والبيهقي (6/ 330) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي كلاهما عن محمَّد بن مهاجر به. وهذا أصح. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن حنبل وفضل الأعرج عن هشام بن سعيد الطالقاني عن محمَّد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي - وكانت له صحبة - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر الحديث، قال أبي: سمعت هذا الحديث من فضل الأعرج وفاتني من أحمد وأنكرته في نفسي وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكلاعي صاحب مكحول وكان أصحابنا يستغربون فلا يمكنني أنْ أقول شيئا لما رواه أحمد، ثم قدمت حمص فإذا قد حدثنا ابن مُصَفى عن أبي المغيرة قال: حدثني محمَّد بن مهاجر قال: حدثني عقيل بن سعيد عن أبي وهب الكلاعي قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم. قال ابن أبي حاتم: وحدثنا به أبي مرّة أخبرني قال: حدثنا هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة عن أبي وهب عن سليمان بن موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبي: فعلمت أنّ ذلك باطل، وعلمت أنّ إنكاري كان صحيحا وأبو وهب الكلاعي هو صاحب مكحول الذي يروي عن مكحول واسمه عبيد الله بن عبيد وهو دون التابعين يروي عن التابعين وضربه مثل الأوزاعي ونحوه فبقيت متعجبا من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه فإني أنكرته حين سمعت به قبل أنْ أقف عليه. قلت لأبي: هو عقيل بن سعيد أو عقيل بن شبيب؟ قال: مجهول لا أعرفه (¬1) " العلل 2/ 312 - 313 ¬

_ (¬1) انظر "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/ 788 - 790) - تهذيب التهذيب 12/ 275 - الإصابة 12/ 93

قلت: فعلى هذا الذي ذكره أبو حاتم يكون الحديث ضعيفا لإرساله ولجهالة عقيل بن شبيب (¬1). قال ابن القطان الفاسي: الحديث لا يصح للجهل بحال عقيل بن شبيب" الوهم والإيهام 4/ 383 332 - "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الإنساب، والاستسقاء بالأنْوَاء، والعيافة (¬2) " قال الحافظ: أخرجه مسلم (934) وابن حبان (3143) وغيرهما من طريق أبان بن يزيد العطار وغيره من يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري مرفوعا بلفظ: فذكره" (¬3) 333 - "أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والنكاح" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي أيوب رفعه: فذكره" (¬4) ضعيف روي من حديث أبي أيوب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده ومن حديث ابن عباس فأما حديث أبي أيوب فأخرجه ابن أبي شيبة (1778) وأحمد (5/ 421) وعبد بن حميد في "المنتخب" (220) عن يزيد بن هارون الواسطي وأحمد (5/ 421) عن محمَّد بن يزيد الواسطي وسعيد بن منصور (503) عن إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني الكوفي ¬

_ (¬1) قال ابن القطان الفاسي: غير معروف الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمَّد بن مهاجر عنه. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. (¬2) عند مسلم "والنياحة" (¬3) 8/ 161 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية) (¬4) 12/ 458 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 374) عن نصر بن باب الخُراساني كلهم عن الحجاج بن أرْطَاة عن مكحول قال: قال أبو أيوب: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. واختلف فيه على الحجاج بن أرطاة: - فرواه أبو معاوية محمَّد بن خازم الكوفي عنه عن مكحول عن أبي أيوب موقوفا. أخرجه هناد في "الزهد" (1348) - ورواه عباد بن العوام الواسطي عن الحجاج قال: ثنا مكحول عن أبي الشمال بن ضباب عن أبي أيوب مرفوعا. أخرجه الترمذي (3/ 382) والمحاملي في "أماليه" (444) والطبراني في "الكبير" (4085) والبيهقي في "الشعب" (7322) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 408) وتابعه حفص بن غياث الكوفي عن الحجاج به. أخرجه الترمذي (1080) والطبراني في "الكبير" (4085) وفي "مسند الشاميين" (3590) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، رواه هُشيم ومحمد بن يزيد الواسطي وأبو معاوية وغير واحد عن الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب ولم يذكروا فيه عن أبي الشمال، وحديث حفص بن غياث وعباد بن العوام أصح" قلت: هو أصح كما قال لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة، لكن الإسناد ضعيف لأنّ أبا الشمال بن ضباب مجهول كما قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب" والنووي في "الخلاصة" (1/ 85) وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث. والحجاج بن أرطأة لا يحتج بحديثه، قاله أحمد والدارقطني والحاكم وابن معين وأبو حاتم. وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (4/ 1508) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري ثنا المنكدر بن محمَّد عن أبيه عن جابر مرفوعا "إنّ من سنن المرسلين الحياء، والتعطر، والنكاح" وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن المنكدر غير عبد الله بن إبراهيم"

قال: وعبد الله بن إبراهيم عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات" قلت: وذكره ابن حبان والعقيلي وأبو نعيم في "الضعفاء". أما ابن حبان فقال: كان ممن يأتي عن الثقال المقلوبات وعن الضعفاء الملزقات. وأما العقيلي فقال: كان يغلب على حديثه الوهم. وأما أبو نعيم فقال: يروي أحاديث منكرة لا شيء. والمنكدر ضعيف عند أكثر. وأما حديث مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده فأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 10) وابن أبي الدنيا في "الحلم" (6) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2208) والبزار (كشف 500) والدولابي في "الكنى" (1/ 44) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 513) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (521) والخرائطي في "المساوىء" (334) وفي "المكارم" (1/ 304) والطبراني في "الكبير" (22/ 293 - 294) والدراقطني في "المؤتلف" (4/ 2046) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1248 و6886) والبيهقي في "الشعب" (7320) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1571) من طريق عمر بن مُحَمَّدْ الأسلمي عن مليح عن أبيه عن جده مرفوعا "خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطر". قال البزار: لا نعلم روى الخطمي إلا هذا, ولا نعلم له إلا هذا الإسناد" وقال البيهقي: تفرد به عمر بن محمد" وقال الهيثمي: مليح وأبوه وجده لم أجد من ترجمهم، وعمر بن مُحَمَّدْ الأسلمي قال الذهبي: مجهول" المجمع 2/ 99 و 5/ 92 وقال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة الممقين 8/ 28 قلت: وهو كما قال، وعمر بن مُحَمَّدْ الأسلمي قال أبو حاتم: مجهول، ومليح ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا عمر بن مُحَمَّدْ فهو مجهول. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 490) والعقيلي (1/ 83) والطبراني في "الكبير" (11445) وابن عدي (6/ 2074) والبيهقي في "الشعب" (7321) من طريق قدامة بن مُحَمَّدْ الأشجعي ثنا إسماعيل بن شيبة عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والتعطر، والنكاح"

قال العقيلي: هذا الحديث غير محفوظ من حديث ابن جريج ولا من حديث غيره إلا من حديث من كان مثله في الضعف أو نحوه، فأما من حديث ثقة فلا، وإسماعيل الطائفي أحاديثه مناكير ليس فيها شيء محفوظ" (¬1) وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال: منكر" علل ابن أبي حاتم 2/ 339 وقال البيهقي: تفرد به قدامة بن مُحَمَّدْ عن إسماعيل وليسا بالقويين" وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن شيبة قال الذهبي: واه، وذكر له هذا الحديث وغيره" المجمع 4/ 253 قلت: إسماعيل هو ابن إبراهيم بن شيبة الطائفي وقيل إسماعيل بن شيبة ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث. 334 - "أربعة أنهار من الجنة: النيل، والفرات، وسَيْحَان، وجَيْحَان" قال الحافظ: ووقع في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (2839) من حديث أبي هريرة بلفظ "سيحان، وجيحان، والفرات، والنيل كل من أنهار الجنة". 335 - "أربعة نفر وامرأتين اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة" قال الحافظ: وفي حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار والحاكم والبيهقي في الدلائل نحوه (أي الحديث الذي قبله) (¬3) لكن قال: فذكره" (¬4) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا ... " 336 - حديث أنس رفعه "أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا" قال الحافظ: أخرجه البزار" (¬5) ضعيف ¬

_ (¬1) وقال ابن عدي: هذا الحديث في هذا الإسناد غير محفوظ، وإسماعيل بن إبراهيم هذا لا أعلم له رواية عن غير ابن جريج، وأحاديثه عن ابن جريج فيها نظر" الكامل 1/ 308 و 6/ 2075 (¬2) 8/ 213 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج) (¬3) وهو حديث "أربعة لا أؤمنهم لا في حل ولا حرم" (¬4) 4/ 431 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام) (¬5) 14/ 11 (كتاب الرقاق - باب في الأمل وطوله)

وله عن أنس طرق: الأول: يرويه هانئ بن المتوكل الإسكندراني ثنا عبد الله بن سليمان وأبان عن أنس به مرفوعا (¬1). أخرجه البزار (كشف3230) وقال: عبد الله بن سليمان حدّث بأحاديث لم يتابع عليها" وقال الذهبي: هذا حديث منكر" الميزان 4/ 291 وقال الهيثمي: وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف" المجمع 10/ 226 قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: لا يجوز الاحتجاج به بحال. الثاني: يرويه حجاج بن المنهال عن صالح المُرِّي عن يزيد الرقاشي عن أنس. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 175) وقال: تفرد برفعه متصلا عن صالح حجاج" قلت: صالح ويزيد ضعيفان. الثالث: يرويه سليمان بن عمرو بن وهب النخعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس. أخرجه ابن عدي (3/ 1099) وقال: وهذا الحديث وضعه سليمان بن عمرو على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة" قال: وسليمان بن عمرو اجتمعوا على أنّه يضع الحديث" 337 - "أربعة لا أؤمنهم لا في حل ولا حرم: الحويرث بن نُقَيد، وهلال بن خطل، وقيس بن صبابة، وعبد الله بن أبي سرح" قال الحافظ: ففي حديث سعيد بن يربوع عند الدارقطني والحاكم أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) ذكر الذهبي هذا الحديث في "الميزان" بهذا الإسناد: هانئ ثنا عبد الله بن سليمان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة فالله أعلم. (¬2) 4/ 431 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا ... " 338 - "أربعة يؤتون أجرهم مرتين" فذكر الثلاثة كالذي هنا وزاد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: ووقع في حديث أبي أمامة رفعه عند الطبراني: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (7856) عن أحمد بن مُحَمَّدْ بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "أربعة يؤتون أجورهم مرتين: أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن أسلم من أهل الكتاب، ورجل كانت عنده أمة فأعجبته فأعتقها ثم تزوجها، وعبد مملوك أدى حقّ الله وحقّ سادته" وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. 339 - حديث أبي سعيد في قوله {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} [الواقعة: 34] قال: "ارتفاعها مسيرة خمسمائة عام" قال الحافظ: رواه ابن حبان والترمذي" (¬2) أخرجه الترمذي (2540 و 3294) والطبري في "تفسيره" (27/ 185) عن أبي كُريب مُحَمَّدْ بن العلاء الهَمْداني ثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دَرَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} [الواقعة: 34] قال: "ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام" وأخرجه البغوي في "تفسيره" (7/ 18) من طريق النسائي ثنا أبو كريب به. ووقع عنده: عن أبي سعيد وأبي هريرة معا. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (593) عن أبي يعلى ثنا مُحْرِز بن عون ثنا رشدين بن سعد عن عمرو عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين" قلت: تابعه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به. ¬

_ (¬1) 11/ 28 (كتاب النكاح - باب اتخاذ السراري) (¬2) 7/ 130 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

أخرجه الطبري (27/ 185) وابن أبي حاتم في "تفسيره" والضياء في "صفة الجنة" كما في تفسير ابن كثير" (4/ 291) وابن حبان (7405) وأبو الشيخ (272) والبيهقي في "البعث" (311) ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به. أخرجه أحمد (3/ 75) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (154) وأبو يعلى (1395) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (357) ودراج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. واختلف فيما يرويه عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو العتواري عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وضعف ذلك أحمد وأبو داود. 340 - "ارجع فاستئذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرّهما" قال الحافظ: حديث أبي سعيد عند أبي داود بلفظ: فذكره، وصححه ابن حبان" (¬1) أخرجه سعيد بن منصور (2334) عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث (¬2) أنَّ درَّاجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أن رجلا هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن فقال: يا رسول الله، إني هاجرت. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد هجرت الشرك ولكنّه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ " قال: أبواي. قال: "أذنا لك؟ " قال: لا، قال: "فأرجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرّهما" وأخرجه أبو داود (2530) عن سعيد بن منصور به. وأخرجه ابن حبان (422) والحاكم (2/ 103 - 104) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 328) والبيهقي (9/ 26) من طرق عن ابن وهب به. قال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو إلا ابن وهب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" - وردّه الذهبي بقوله: قلت: دراج واه" قلت: دراج هو ابن سمعان أبو السمح السهمي المصري وهو مختلف فيه: وثقه ابن ¬

_ (¬1) 6/ 481 (كتاب الجهاد - باب الجهاد بإذن الأبوين) (¬2) تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به. أخرجه أحمد (3/ 75 - 76) وابن الجوزى فى "البر والصلة" (15) والحديث سيأتي في حرف الهاء فانظر "هل باليمن أبواك؟ "

معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وخالفه أحمد وأبو داود فلم يقوياها والله تعالى أعلم. 341 - "ارجع فصل فإنك لم تصل" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 2/ 383) من حديث أبي هريرة. 342 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل خولة بنت حكيم إلى أبي بكر يخطب عائشة فقال لها أبو بكر: وهل تصلح له؟ إنما هي بنت أخيه. فرجعت فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: "ارجعي فقولي له: أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي" قال الحافظ: قال مغلطاي: أخرجه ابن أبي عاصم من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3006) والطبري في "التاريخ" (3/ 162 - 163) والطبراني في "الكبير" (23/ 23 - 24 و 24/ 30 - 31) وأبو نعيم في "الصحابة" (4773) والحاكم (¬3) (2/ 167) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 189 - 190) عن يحيى بن سعيد الأموي والحاكم (3/ 73) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (1) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 411 - 412) عن عبد الله بن إدريس الأودي كلاهما عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن أمية بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة: يا رسول الله، ألا تزوج؟ قال: "من؟ " قالت: إنْ شئت بكرا وإنْ شئت ثيبا. قال: "فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحبّ خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: "ومن ¬

_ (¬1) 6/ 5 (كتاب اللقطة - باب إذا أخبره رب اللقطة بالعلامة دفع إليه) (¬2) 11/ 26 (كتاب النكاح - باب تزويج الصغار من الكبار) (¬3) وقال: صحيح على شرط مسلم"

الثيب؟ " قالت: سَودة بنت زَمْعَة آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه، قال: "فاذهبي فاذكريهما عليّ" فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رُوْمَان أم عائشة، فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عائشة، قالت: وددت انتظري أبا بكر، فإنه آت، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه عائشة، قال: هل تصلح له؟ وإنما هي بنت أخيه، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له، فقال: "ارجعي إليه فقولي له: أنت أخي في الإِسلام وأنا أخوك وابنتك تصلح لي" فأتت أبا بكر فقال لخولة: ادعي لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء فأنكحه، وأنا يومئذ ابنة ست سنين. لفظ حديث الأموي. زاد الأودي في حديثه "قالت خولة: ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة وأبوها شيخ كبير، قد جلس عن الموسم، قالت: فحييته بتحية أهل الجاهلية، وقلت: أنعم صباحا، قال: من أنت؟ قالت: قلت خولة بنت حكيم، قالت: فرحب بي وقال ما شاء الله أنْ يقول، قالت: قلت مُحَمَّدْ بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة، قال: كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: قلت تحب ذاك، قال: قولي له فليأت، قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملكها. قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثي على رأسه التراب، وقال بعد أنْ أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أنْ تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سودة بنت زمعة. واختلف فيه على مُحَمَّدْ بن عمرو، فرواه مُحَمَّدْ بن بشر العبدي عنه قال: ثنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: فذكرا الحديث، وهو مرسل. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (621) وأحمد (6/ 210 - 211) وابن عساكر في "تاريخه" (السيرة النبوية 1/ 161 - 162) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث" المجمع 9/ 225 قلت: إسناده حسن (¬1) رجاله ثقات غير مُحَمَّدْ بن عمرو وهو حسن الحديث كما قال الهيثمي (¬2). ¬

_ (¬1) هذا إذا ثبت سماع يحيى بن عبد الرحمن من عائشة فإنّه لم يذكر سماعا منها, ولم أر أحدا صرّح بسماعه منها. (¬2) سيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف النون فانظر "نعم فما عندك"

343 - "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أُبي، وأفرضهم زيد، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ, ألا وإنّ لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح". ذكره الحافظ في أربعة مواضع: قال في الأول: أورد الترمذي وابن حبان هذا الحديث من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابة عن أنس، وإسناده صحيح إلا أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري (¬1) " (¬2) وقال في الثاني: وقد أخرج الترمذي وابن ماجه عن أنس رفعه: فذكره، ورجاله ثقات" (¬3) وقال في الثالث: أخرجه الترمذي وغيره من طريق أبي قلابة عن أنس مرفوعا وصححه لكن قال غيره: إنّ الصواب إرساله، وأما قوله: وأقضانا عليّ، فورد في حديث مرفوع أيضا عن أنس رفعه "أقضى أمتي علي بن أبي طالب" أخرجه البغوي. وعن عبد الرزاق عن مَعْمر عن قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقضاهم عليّ" الحديث ورويناه موصولا في فوائد أبي بكر مُحَمَّدْ بن العباس بن نجيح من حديث أبي سعيد مثله" (¬4) وسكت عليه في الموضع الرابع (¬5). ورد من حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أبي محجن ومن حديث أبي أمامة فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه خالد الحذاء عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمِي عن أنس به مرفوعا. أخرجه ابن ماجه (154) والترمذي (3791) والنسائي في "الكبرى" (8287) وابن ¬

_ (¬1) وهو "إنّ لكل أمة أمينا ... " (¬2) 8/ 94 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب أبي عبيدة) (¬3) 8/ 126 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب معاذ بن جبل) (¬4) 9/ 233 - 234 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب قوله: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) (¬5) 2/ 312 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم)

حبان (7131 و 7137 و 7252) والحاكم (3/ 422 و 4/ 335) والبيهقي (6/ 210) والخطيب في "المدرج" (2/ 679 - 680 و 680) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي (¬1) والطيالسي (منحة 2520) وابن سعد (2/ 341 و 347 و 359 و3/ 60 و 176 و 412 و 499) وأحمد (3/ 281) والنسائي في "الكبرى" (8242) والطحاوي في "المشكل" (808) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 228) والبيهقي (6/ 210) وفي "معرفة السنن" (9/ 106) والخطيب في "المدرج" (2/ 680 - 681) عن وهيب بن خالد الباهلي البصري وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 226) وابن سعد (2/ 359 و 3/ 499) وأحمد (3/ 184) وفي "فضائل الصحابة" (716 و 803 و 865) وابن ماجه (155) وابن أبي عاصم في "السنة" (1316) والطحاوي في "المشكل" (810) والخطيب في "المدرج" (2/ 678 و 678 - 679 و 679) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة عثمان بن عفان ص88) والخليلي في "المشيخة" (التدوين للرافعي 1/ 184) والبغوي في "شرح السنة" (3930) عن سفيان الثوري (¬2) ¬

_ (¬1) رواه مُحَمَّدْ بن بشار ومحمد بن يحيى الثقفي ومحمد بن المثنى وعلي بن المديني ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن خالد الطحان عن عبد الوهاب بن عبد المجيد هكذا موصولا. ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 225) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد فلم يذكر أنسا. والأول أصح. (¬2) هذه رواية وكيع وقطبة بن العلاء الكوفي وأبي اليمان ويحيى بن اليمان العجلي وخالد بن عمر القرشي وأبي أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري وعبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن سفيان. ورواه قبيصة بر عقبة الكوفي عن سفيان عن خالد الحذاء وعاصم عن أبي قلابة عن أنس. فزاد فيه "عاصم" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 479 - 480) وابن أبي عاصم في "السنة" (1317) والطحاوي في "المشكل" (809) وخيثمة بن سليمان في "فضائل أبي بكر" (من حديث خيثمة ص 134) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 114) والعِيسوي في "الفوائد" (33) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 228 و 3/ 122) والبيهقي (6/ 210) وفي "المدخل" (ص 136) والخطيب في "الفقيه" (2/ 139) وفي "المدرج" (2/ 676) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة عثمان بن عفان ص 89) وقال العِيسوي: حديث صحيح" وقال أبو نعيم: هذا حديث كريب من حديث الثوري لم يروه عنه عن عاصم وخالد فيما أعلم إلا قبيصة" قلت: وهو ثقة تكلموا في حديثه عن سفيان. قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذلك القوي فإنه سمع منه وهو صغير" الجرح 3/ 2/ 126 - تاريخ بغداد 12/ 474

والخطيب في "المدرج" (2/ 681 - 682) عن عمر بن حبيب العدوي القاضي أربعتهم عن خالد الحذاء به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا بإسناده هذا على ذكر أبي عبيدة فقط، وقد ذكرت علته في كتاب التلخيص" وقال ابن الصلاح: إسناده جيد، وهو حديث حسن" فيض القدير 2/ 22 وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح الأحكام لابن حزم (المجلد الثاني ص 1069 - مكتبة عاطف) قلت: وهو كما قالوا. وقد أعلّ الحديث بالأرسال كما تقدم في كلام الحافظ. قال الحاكم في "المعرفة" (ص 114): وهذا من نوع آخر علته فلو صح بإسناده لأُخرج في الصحيح، إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أرحم أمتي بأمتي" مرسلا، ووصل "إنّ لكل أمة أمينا، وأبو عبيدة أمين هذه الأمة" هكذا رواه البصريون الحفاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعا وأسقط المرسل من الحديث وخرج المتصل بذكر أبي عبيدة في الصحيحين" وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 79 - 80): قد أعلّ بالإرسال وسماع أبي قلابة من أنس صحيح إلا أنّه قيل لم يسمع منه هذا، وقد ذكر الدارقطني الإختلاف فيه على أبي قلابة في "العلل" ورجّح هو وغيره كالبيهقي (¬1) والخطيب (¬2) في "المدرج" أنّ الموصول منه ذكر أبي عبيدة والباقي مرسل، ورجح ابن المواق وغيره رواية الموصول" ¬

_ = وقال صالح جزرة: تكلموا في سماعه من سفيان" تاريخ بغداد 12/ 475 وقال حنبل لأحمد: ما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال: كان كثير الغلط. قلت: فغير هذا. قال: كان صغيرا لا يضبط" تاريخ بغداد 12/ 474 • ورواه معلي بن عبد الرحمن الواسطي عن سفيان عن خالد عن أبي قلابة عن ابن عمر. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 682) ومعلى متهم بالوضع. (¬1) قال البيهقي: رواه بشر بن المفضل وإسماعيل بن علية ومحمد بن أبي عدي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلا إلا قوله في أبي عبيدة فإنهم وصلوه في آخره فجعلوه عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل هؤلاء الرواة ثقات أثبات" السنن 6/ 210. (¬2) قال الخطيب: فأما حديث أبي قلابة فالصحيح منه المسند المتصل ذكر أبي عبيدة حسب وما سوى ذلك مرسل غير متصل"

قلت: وهو كما قال ابن المواق لأنّ الذي وصله وهم عبد الوهاب الثقفي ووهيب بن خالد وسفيان الثوري كلهم ثقات وعبد الوهاب ووهيب بصريان. ووصله جماعة عن خالد الحذاء إلا أنّهم اقتصروا فيه على ذكر أبي عبيدة، منهم: 1 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري. أخرجه البخاري (فتح 8/ 94) 2 - شعبة. أخرجه البخاري (فتح 16/ 367) وابن سعد (3/ 412) وأحمد (3/ 133 و245) وابن حبان (7001) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 175) والخطيب في "المدرج" (2/ 685) والبغوي في "شرح السنة" (3928) 3 - بشر بن المفضل البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8199) 4 - مُحَمَّدْ بن أبي عدي البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8200) 5 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه أحمد (3/ 189) عنه به. وأخرجه مسلم (2419) وأبو يعلى (2808) عن ابن أبي شيبة (¬1) وأبي خيثمة زهير بن حرب قالا: ثنا إسماعيل بن علية به. والحديث اختلف فيه على أبي قلابة، فرواه عاصم (¬2) بن سليمان عنه مرسلا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (12/ 135) عن إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلا في ذكر أبي عبيدة. وذكره في موضعين آخرين من كتابه مرسلا، الأول: (12/ 8) ذكره بلفظ "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر" والثاني (12/ 42) ذكره بلفظ "أصدق أمتي حياء عثمان" وهكذا رواه مُحَمَّدْ بن بنت مطر الوراق عن إسماعيل به. أخرجه ابن الأعرابي (ق 52/ ب) ورواه أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن إسماعيل عن خالد عن أبو قلابة رفعه "أرحم أمتي أبو بكر" الحديث، قال: وقال أنس: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة" أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 682 - 683) (¬2) وتابعه أبو قحذم النضر بن معبد عن أبي قلابة به. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 684 - 685)

أخرجه عبد الرزاق (20387) عن معمر عن عاصم به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 684) وتابعه حماد بن زيد عن عاصم عن أبي قلابة مرسلا. أخرجه الخطيب (2/ 683) الثاني: يرويه مَعْمَر عن قتادة عن أنس مرفوعا به. أخرجه الترمذي (3790) عن سفيان بن وكيع ثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 686 - 687) من طريق مُحَمَّدْ بن جرير الطبري ومحمد بن الحسين الأشناني قالا: ثنا سفيان بن وكيع به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، وقد رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، والمشهور حديث أبي قلابة" قلت: وسفيان بن وكيع ضعيف، والحديث اختلف فيه على معمر فرواه عبد الرزاق (20387) عنه عن قتادة مرسلا (¬1). وزاد فيه "وأقضاهم علي" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 684 و 687) وقال: هذا أصح" وهكذا رواه مُحَمَّدْ بن ثابت العبدي عن قتادة مرسلا. وزاد "وكان يقال أعلمهم بالقضاء علي" أخرجه سعيد بن منصور (4) وخالفهما سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن قتادة عن أنس. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1287 و 1318) وفي "الآحاد" (1836) من طريق مصعب بن إبراهيم عن سعيد بن أبي عَروبة به. ومصعب هذا ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال ابن عدي: مجهول ليس بالمعروف وأحاديثه عن الثقات ليست بالمحفوظة. وتابعه مِهْرَان بن أبي عمر الرازي عن سعيد بن أبي عروبة به. ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 80): هذا أصح"

أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 685 - 686) من طريق مُحَمَّدْ بن حُميد الرازي ثنا مهران به. ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وكذبه غير واحد. ولم ينفرد سعيد به بل تابعه نصر بن طريف عن قتادة عن أنس. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (ترجمة عثمان بن عفان ص 88) ونصر بن طريف متروك الحديث. قاله النسائي وأبو حاتم. الثالث: يرويه عمران عن الحسن وأبان عن أنس مرفوعا "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 228) من طريق سويد بن سعيد ثنا عمر بن عبيد عن عمران به. وإسناده ضعيف، أبان هو ابن أبي عياش متروك الحديث، والحسن هو البصري وهو مدلس ولم يذكر سماعا من أنس، وعمران هو ابن دَاوَر القطان مختلف فيه. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه الكوثر بن حكيم أبو مُحَمَّدْ الحلبي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ أرفأ أمتي بها أبو بكر ... " الحديث (¬1) أخرجه ابن عدي (6/ 2097) والحاكم (3/ 535) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 56) وابن عساكر في "تاريخه" (ترجمة عثمان بن عفان ص 89) والآجري في "الشريعة" (1479) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (49) قال الذهبي: قلت: كوثر ساقط" وقال الحافظ: متروك" التلخيص 3/ 80 قلت: تابعه عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ "عثمان أحيا أمتي وأكرمها" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 56) عن الطبراني ثنا أحمد بن عمرو الربيعي (¬2) ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي ثنا عبد الأعلى السامي عن عبيد الله بن عمر به. ¬

_ (¬1) وقال فيه "وأقضاهم علي بن أبي طالب" (¬2) في "المعجم الصغير" للطبراني 1/ 100 "الزنبقي" قال محققه: لم أجده.

قال الألباني: وفيه زكريا بن يحيى المنقري ولم أعرفه. وقال أيضا: لم أجد له ترجمة" الصحيحة 3/ 224 و 225 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 255) وقال: كان من جلساء الأصمعي" الثاني: يرويه مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن البَيْلَماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا: "أرأف أمتي بأمتي أبو بكر ... الحديث وفيه "وأقضاهم علي بن أي طالب" أخرجه أبو يعلى (5763) عن مُحَمَّدْ بن يحيى الزِّمَّاني ثنا مُحَمَّدْ بن الحارث الحارثي أنا ابن البيلماني به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (ترجمة عثمان بن عفان ص 89) وإسناده ضعيف لضعف مُحَمَّدْ بن الحارث ومحمد بن عبد الرحمن. وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 201) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 13) والخطيب في "الفقيه" (2/ 139 - 140) من طريق مِنْدَل بن علي العَنَزي عن ابن جُريج عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر مرفوعا "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأرفق أمتي لأمتي عمر بن الخطاب، وأصدق أمتي حياء عثمان، وأقضى أمتي علي بن أبي طالب، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، يجيء يوم القيامة أمام العلماء برتوة، وأقرأ أمتي أبي بن كعب، وأقرضها زيد بن ثابت، وقد أوتى عويمر عبادة - يعني أبا الدرداء -" قال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا مندل" وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 3/ 80 قلت: وهو كما قال لضعف مندل. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه العقيلي (2/ 159) وقاسم بن أصبغ كما في "التلخيص" (3/ 80) وابن الأعرابي (ق 218/ ب) والآجري في "الشريعة" (1165 و 1166 و 1557 و 1558 و 1795) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 228) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/ 34 - 35) من طريق سلام بن سلم عن زيد العَمِّي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "أرحم هذه الأمة بأهلها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأقرأهم لكتاب الله عز وجل أبي بن كعب، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان علم لا يدرك، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه، وما أظلت الخضراء، ولا أقلت البطحاء، أو قال الغبراء، من ذي لهجة أصدق من أبي ذر"

الحديث أورده العقيلي في ترجمة سلام بن سلم المدائني وأسند عن ابن معين قال: كان ضعيفا، وعنه أيضا قال: ليس بشيء، وعن البخاري قال: تركوه. وقال هو: لا يتابع على هذا الحديث والغالب على حديثه الوهم والكلام كله معروف بغير هذا الإسناد ثابت جيد" وقال الحافظ: زيد وسلام ضعيفان" التلخيص 3/ 80 وأما حديث أبي محجن فأخرجه ابن الأعرابي (ق 144/ أ) والآجري (1559 و 1794) من طريق علي بن يزيد الصدائي ثنا أبو سعد الأعور البقال عن أبي محجن مرفوعا "إنّ أرأف الناس بهذه الأمة أبو بكر، وإنّ أقواها في أمر الله عمر، وإنّ أصدقها حياء عثمان، وإنّ أعلمها بفصل القضاء علي، وإنّ أقرأها أبي، وإنّ أفرضها زيد، وإنّ أعلمها بالناسخ والمنسوخ معاذ, وإنّ لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح". رواه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يحيى الحِمَّاني عن أبي سعد البقال قال: أخبرنا شيخ من الصحابة يقال له أبو محجن أو محجن بن فلان. أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/ 32 - 33) وإسناده ضعيف لضعف أبي سعد البقال واسمه سعيد بن المَرْزُبَان، والصدائي مختلف فيه. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (838) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "أرحم هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ... وذكر الحديث وقال في آخره "وإنّ أشدّ هذه الأمة بعد نبيها حياء عثمان بن عفان". وجعفر بن الزبير قال النسائي وغيره: متروك الحديث، واتهمه غير واحد بالوضع. 344 - "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء" قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، ورواته ثقات" (¬1) يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه واختلف فيه على أبي إسحاق في رفعه ووقفه: - فرواه غير واحد عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا (¬2)، منهم: ¬

_ (¬1) 13/ 47 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم) (¬2) وساقه بعضهم بلفظ "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"

1 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 41) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (ص 25) وفي " الرد على المريسي" (ص 103) وأبو يعلى (5063) وأبو نعيم في "لحلية" (4/ 210) والبغوي في "شرح السنة" (3451) والحافظ (¬1) في "الأمالي الحلبية" (ص 43) 2 - قيس بن الربيع. أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 41) والطبراني في "الأوسط" (1406) والدارقطني في "العلل" (5/ 300) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 210) واللالكائي في "السنة" (655) وابن قدامة في "العلو" (ص 52) 3 - أبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10277) وفي "مكارم الأخلاق" (46) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 210) 4 - عمار بن رُزَيق الكوفي. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق78/أ) وابن المقرئ في "معجمه" (1236) والقضاعي (647) 5 - زيد بن أبي أُنيسة الجزري. أخرجه ابن عدي (7/ 2687) - ورواه يحيى بن السكن (¬2) عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا كذلك. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1406) والدارقطني في "العلل" (5/ 300) واللالكائي في "السنة" (655) والخطيب في "التاريخ" (14/ 146) وابن قدامة في "العلو" (22) والذهبي في "التذكرة" (2/ 563) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا يحيى" قلت: رواه عبد الملك بن إبراهيم الجُدّي عن شعبة واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فرواه علي بن الحسن الهلالي عن عبد الملك بن إبراهيم فرفعه. أخرجه الحاكم (4/ 248) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح" (¬2) ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال صالح جزرة: لا يسوى فلسا.

• ورواه أبو ثوبان مزداد بن جميل عن عبد الملك بن إبراهيم فأوقفه. أخرجه اللالكائي (657) وابن قدامة (76) - ورواه الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فرواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش فرفعه. أخرجه الطبراني في "الصغير" (281) و "الأوسط" (3055) وأبو الشيخ في "الأقران" (64) والدارقطني في "العلل" (5/ 300) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 219) من طريق مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني ثنا موسى بن داود الضبي ثنا حفص بن غياث به. قال الطبراني: لم يَروه عن الأعمش إلا حفص، ولا عن حفص إلا موسى بن داود، تفرد به الصاغاني" قلت: وكلهم ثقات. • ورواه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 528) وأحمد في "الزهد" (ص 199) عن أبي معاوية به. - ورواه إسرائيل بن يونس والجراح بن مليح عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا. أخرجه وكيع في "الزهد" (499) وهناد في "الزهد" (1323) قال الدارقطني: الموقوف أصح" العلل 5/ 299 وقال الذهبي: والوقف أصح مع أنّ رواية أبي عبيدة عن والده فيها إرسال" العلو ص 20 قلت: الحديث إسناده ضعيف لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما قال أبو حاتم والترمذي والنسائي وغيرهم، فقول الحاكم: صحيح الإسناد. ليس بصحيح، وقول المنذري (¬1): إسناده حسن. ليس بحسن. نعم للحديث شواهد كثيرة فيتقوى بها فانظر الحديث الذي بعده. ¬

_ (¬1) الترغيب 3/ 201

345 - "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" قال الحافظ: وهو في حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود والترمذي والحاكم بلفظ: فذكره، وهذا الحديث قد اشتهر بالمسلسل بالأولية" (¬1) حسن أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (270) وابن وهب في "الجامع" (146) والحميدي (591) وابن أبي شيبة (8/ 526) وأحمد (2/ 160) والحسين المروزي في: "البر والصلة" (128) عن سفيان بن عُيينة ثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني أبو قابوس مولى عبد الله بن عمرو أنّه سمع عبد الله بن عمرو رفعه "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. الرحم شُجْنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله" وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 64) عن الحميدي به. وأخرجه أبو داود (4941) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 189) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب به. وأخرجه أبو داود (4941) والترمذي (1924) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (69) وفي "الرد على المريسي" (ص 104) وابن أبي الدنيا في "العيال" (257) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 188 و 190 و 191) والطبراني في "الأوسط" (9009) والحاكم (4/ 159) والبيهقي في "الأسماء" (ص 533 - 534) وفي "الآداب" (38) وفي "الشعب" (10537) والخطيب في "التاريخ" (3/ 260) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 9) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2318) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (708) وابن المقرب في "الأربعين" (11) وابن قدامة في "العلو" (ص 45) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 21 - 23 و 37) والعراقي في "الأربعين العشارية" (ص 124 - 125) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 55 - 57) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين" (ص 15 - 16) وفي "الأمالي الحلبية" (ص 13 - 15 و 21 - 27) وشمس الدين الصالحي في "الأربعين في فضل الرحمة" (ص 13 - 15) من طرق (¬2) عن سفيان بن عيينة به. ¬

_ (¬1) 13/ 47 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم) (¬2) رواه عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن الزهري عن سفيان فقال: عن عمرو بن أوس عن ابن عمرو. أخرجه الرامهرمزي فى "المحدث الفاصل" (775) والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح" وقال الذهبي: تفرد به سفيان" العلو ص 20 وقال العراقي والذهبي: هذا حديث صحيح" وقال العسقلاني والمراغي: هذا حديث حسن" وقال السخاوي بعد أنْ ذكر تصحيح الترمذي والحاكم: وكأّن ذلك باعتبار ما له من المتابعات والشواهد وإلا فأبو قابوس لم يَرو عنه سوى ابن دينار، ولم يوثقه سوى ابن حبان على قاعدته في توثيق من لم يجرح" المقاصد ص 48 قلت: أبو قابوس قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه عمرو بن دينار. وقال في "الديوان": مجهول. لكن للحديث شواهد كثيرة: عن ابن مسعود وعن جرير بن عبد الله وعن الأشعث بن قيس وعن معاوية بن حيدة وعن أسامة بن زيد وعن أبي هريرة وعن عائشة فيتقوى بها. فأما حديث ابن مسعود فهو الحديث الذي قبله. وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2502) عن معاذ بن المثنى ثنا مُسدد ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن جرير مرفوعا: "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1631) عن الطبراني به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 187 وقال الذهبي: رواته ثقات" العلو ص 20 قلت: اختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه أبو وكيع الجراح بن مليح عنه عن أبي ظبيان عن جرير نحوه. أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (45) وفي "الكبير" (2497) • ورواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبيه عن جرير. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2489) • ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه:

فرواه يحيى بن آدم الكوفي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه. أخرجه أحمد (4/ 366) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2529) والطبراني في "الكبير" (2387) ورواه أبو أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبيه عن جرير. أخرجه أحمد (4/ 365) وتابعه عبد الله بن رجاء الغداني عن إسرائيل به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2488) وللحديث طريق أخرى يرويها الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير نحوه. أخرجه البخاري (فتح 17/ 127) ومسلم (2319) وأما حديث الأشعث بن قيس فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله". وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه العقيلي (2/ 89) والخطيب في "التاريخ" (4/ 124) من طريق زكريا بن أبي عبيدة الناجي عن بَهْز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يرحم الله من لا يرحم الناس" قال العقيلي: زكريا بن أبي عبيدة حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا بهذا الحديث. وهذا الحديث يروى بغير هذا الإسناد بإسناده صالح" ولما حديث أسامة بن زيد فأخرجه البخاري (فتح 3/ 399) ومسلم (923) ولفظه "وإنما يرحم الله من عباده الرحماء". وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (فتح 13/ 23) ولفظه "الرحم شجنة من الرحمن فقال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته" وأما حديث عائشة فأخرجه البخاري (فتح 13/ 23) ولفظه "الرحم شجنة فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته"

346 - حديث أبي سعيد "أرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحجامة للصائم" قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن خزيمة والدارقطني ورجاله ثقات، ولكن اختلف في رفعه ووقفه، وله شاهد من حديث أنس أخرجه الدارقطني ولفظه "أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم فمرّ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أفطر هذان" ثم رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم. رواته كلهم من رجال البخاري إلا أنْ في المتن ما ينكر؛ لأن فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قتل قبل ذلك" (¬1) يرويه أبو المتوكل علي بن داود الناجي واختلف عنه: - فرواه حميد الطويل عن أبي المتوكل واختلف عنه: • فقال مُعْتمر بن سليمان التيمي: سمعت حُميدا الطويل يحدث عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - في القبلة للصائم والحجامة للصائم. أخرجه البزار (كشف 1019) والنسائي في "الكبرى" (3237) وابن خزيمة (1967 و 1968) والطبراني في "الأوسط" (2746) والدارقطني (2/ 183) وابن حزم في "المحلى" (6/ 302) والبيهقي (4/ 264) من طرق عن معتمر بن سليمان به. قال البزار: لا نعلمه بهذا الإسناد إلا عن المعتمر" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا معتمر" وقال الدارقطني: كلهم ثقات" قلت: وهو كما قال، لكن حميد مدلس وقد عنعن. وذكر الدارقطني في "العلل" (11/ 346) أنّ أبا شهاب عبد ربه بن نافع الحناط رواه عن حميد فنحا به نحو الرفع. • ورواه غير واحد عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفا، منهم: 1 - حماد بن سلمة عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أنّه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسا. أخرجه البزار (كشف 1013) وابن خزيمة (1980) ¬

_ (¬1) 5/ 81 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

2 - بشر بن المفضل البصري قال: حدثنا حميد عن أبي المتوكل أنّه سأل أبا سعيد عن الحجامة للصائم فقال: لا بأس به، وعن القبلة للصائم فقال: لا بأس به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3238) 3 - مُحَمَّدْ بن أبي عَدي البصري عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أنّه كان لا يرى بالقبلة للصائم بأسا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3239) 4 - إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني عن حميد عن أبي المتوكل أنّه سأل أبا سعيد عن الصائم يحتجم فقال: لا بأس به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3240) 5 - مُحَمَّدْ بن عبد الله بن المثنى الأنصاري عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: لا بأس بالحجامة للصائم. أخرجه ابن خزيمة (1979) 6 - أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ثنا حميد الطويل والضحاك بن عثمان عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أنّه قال في الحجامة: إنما كانوا يكرهون - أو قال: يخافون - الضعف. أخرجه ابن خزيمة (1970) وأبو بحر قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حبان: منكر الحديث ممن يروي المقلوبات عن الأثبات ويأتي عن الثقات ما لا يشبه أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به. - ورواه خالد الحَذّاء عن أبي المتوكل واختلف عنه: • فقال إسحاق بن يوسف الأزرق: عن سفيان الثوري عن خالد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص في الحجامة للصائم. أخرجه البزار (كشف 1012) والنسائي في "الكبرى" (3241) والطبراني في "الأوسط" (7793) والدارقطني (2/ 182) وفي "العلل" (11/ 347) وابن شاهين في "الناسخ" (404) وابن حرّم في "المحلى" (6/ 302) والبيهقي (4/ 264) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 319) من طرق عن إسحاق الأزرق به.

قال البزار: لا نعلم أحدا رفعه إلا إسحاق عن الثوري" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا إسحاق الأزرق" وقال الدارقطني: كلهم ثقات" قلت: وإسناده صحيح. ورواه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن الثوري فنحا به نحو الرفع، قال: رُخِّص للصائم في الحجامة والقبلة. أخرجه ابن خزيمة (1969) والدارقطني (2/ 182) وفي "العلل" (11/ 347) والبيهقي (4/ 264) • ورواه ابن المبارك عن خالد موقوفا لكن اختلف عنه في إسناده: فقال حبان بن موسى المروزي: أنبأ ابن المبارك عن خالد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: لا بأس بالحجامة للصائم. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3242) وتابعه نعيم بن حماد عن ابن المبارك به. أخرجه ابن خزيمة (1981) وقال الحسن بن عيسى المَاسَرْجِسي: أنبأ ابن المبارك أنبأ خالد عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3243) - ورواه قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفا، قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف. وفي لفظ: لا بأس بالحجامة للصائم إذا لم يجد ضعفا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3244) عن ابن المبارك وابن خزيمة (1971) والبيهقي (4/ 264) عن مُحَمَّدْ بن جعفر البصري والطحاوي (2/ 100)

عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي ثلاثتهم عن شعبة عن قتادة به. وإسناده صحيح. ورواه أسود بن عامر الشامي عن شعبة فنحا به نحو الرفع. قاله الدارقطني في "العلل" (11/ 347) وقال: والذين رفعوه ثقات وقد زادوا، وزيادة الثقة مقبولة" وأما حديث أنس فسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أفطر هذان" 347 - عن ابن عمر قال: لا يسلم في نخل قبل أنْ يطلع فإنّ رجلا أسلم في حديقة نخل قبل أن تطلع فلم تطلع ذلك العام شيئا فقال المشتري: هو لي حتى تطلع، وقال البائع: إنما بعتك هذه السنة، فاختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أردد عليه ما أخذت منه، ولا تُسْلِمُوا في نخل حتى يبدو صلاحه" قال الحافظ: وقد روى أبو داود وابن ماجه من طريق النجراني عن ابن عمر قال: فذكره، وهذا الحديث فيه ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 262) وعبد الرزاق (8/ 64) وابن أبي شيبة (10/ 180) وأحمد (2/ 51 و 59) وأبو داود (3467) وابن ماجه (2284) وابن عدي (7/ 2756) والبيهقي (6/ 24) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت رجلا من أهل نجران يقول: قلت لابن عمر. أُسْلِمُ في نخْل قبل أنْ يُطْلِعَ؟ قال: لا. قلت: لم؟ قال: إنّ رجلا أسلَمَ في حديقة نخل، في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُطْلِعَ النخل. فلم يُطلِعِ النخل شيئا، ذلك العام. فقال المشتري: هو لي حتى يُطْلِعِ. وقال البائع: إنما بعتك النخل هذه السنة. فاختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال للبائع "أخَذ من نخلك شيئا؟ " قال: لا. قال "فبم تستحل ماله؟ أردد عليه ما أخدت منه. ولا تسلموا في نخل حتى يبدو صلاحه" اللفظ لابن ماجه وإسناده ضعيف. قال ابن معين وابن عدي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": النجراني مجهول. ¬

_ (¬1) 5/ 339 (كتاب السلم - باب السلم في النخل)

وقال الدوري: سألت ابن معين عن حديث أبي إسحاق عن النجراني: من النجراني؟ قال؟ لا أدري" التاريخ 2/ 735 348 - قال عطاء: أردف النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة، فلما جاء الشِعْب الدي يصلي فيه الخلفاء الآن المغرب نزل فاهراق الماء ثم توضأ. قال الحافظ: وروى الفاكهي أيضا من طريق ابن جُريج قال: قال عطاء: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2812) عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان المخزومي ثنا عبد المجيد بن أبي رَوُّاد عن ابن جريج قال: قال عطاء: أردف النبي - صلى الله عليه وسلم - من عرفة أسامة بن زيد حتى أتى جمعا، فلما جاء الشعب الذي يصلي فيه الخلفاء الآن المغرب، نزل فاهراق الماء، ثم توضأ. فلما رأى أسامة نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل، فلما توضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفرغ قال لأسامة "لم نزلت؟ " وعاد أسامة فركب معه، ثم انطلق حتى جاء جمعا فصلى بها المغرب، فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي في ذلك حتى دخل جمعا. يخبر ذلك عنه أسامة بن زيد. قلت: وعطاء لم يسمع من أسامة شيئا، قاله أبو حاتم (المراسيل ص 196) فالإسناد منقطع. وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 196) من طريق مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن ابن جريج عن عطاء به. 349 - حديث معاذ: أردفني النبي - صلى الله عليه وسلم - خلفه في سفر فما مسست شيئا قط ألين من جلده - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: وفي حديث معاذ عند الطبراني والبزار: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 59) عن أبي خليفة الفضل بن الحُبَاب ثنا حفص بن عمر الحَوْضِي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفر فأردفني خلفه فما مسست شيئا ألين من جلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا ¬

_ (¬1) 4/ 267 (كتاب الحج - باب النزول بين عرفة وجمع) (¬2) 7/ 387 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا معاذ، هل سمعت منذ الليلة حسا؟ " قلت: لا، قال: "إنّه أتاني آت من ربي فبشرني أنّه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" قلت: يا رسول الله، أفلا أخرج إلى الناس فأبشرهم؟ قال: "دعهم فليستبقوا الصراط" وأخرجه البزار (كشف 2479) عن مُحَمَّدْ بن مرزوق ثنا ... (¬1) بن الوضاح عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ قال: كنت أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ادن مني" فدنوت منه، فما شممت مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال: لا يُروى عن معاذ مرفوعا إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر. 350 - عن عليّ بن الحسين أنّ التي خاطبتها بذلك منهنّ زينب بنت جحش وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سألها "أرسلتك زينب؟ " قالت: زينب وغيرها، قال "أهي التي وليت ذلك؟ " قالت: نعم، فذهبت زينب حتى استأذنت فقال "ائذنوا لها" قالت: حسبك إذا برقت لك بنت ابن أبي قحافة ذراعيها. قال الحافظ: وروى ابن سعد من مرسل علي بن الحسين: فذكره. وقال: وفي مرسل علي بن الحسين: فوقعت بعائشة ونالت منها" (¬2) ضعيف جدا أخرجه ابن سعد (8/ 172) عن الواقدي ثنا مَعْمَر ومحمد عن الزهري عن علي بن حسين قال: أرسل أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلمنها أنْ تأتي رسول الله فتقول: إنّ أزواجك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة. فمكثت فاطمة أياما لا تفعل ذلك حتى جاءتها زينب بنت جحش. قال: ولم يكن أحد يناصي عائشة إلا زينب بنت جحش، فكلمت فاطمة، فقالت فاطمة: أنا أفعل. قال: فدخلت على رسول الله فقالت: إنّ نساءك أرسلنني يسألنك العدل في بنت أبي قحافة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "زينب أرسلتك؟ " قالت فاطمة: زينب وغيرها، فقال: "أقسمت هي التي وليت ذلك؟ " قالت: نعم، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجعت فاطمة إليهن فأخبرتهن، فقالت زينب: يا بنت رسول الله ما أغنيت ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) 6/ 134 (كتاب الهبة - باب من أهدى إلى صاحبه)

عنا شيئا، فقال النساء لزينب: اذهبي أنت. قال: وذهبت زينب حتى استأذنت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله "هذه زينب فأذنوا لها" فقالت: حسبك إذا برقت لك بنت أبي قحافة ذراعيها، اعدل بيننا وبينها. ووقعت زينب بعائشة فنالت منها. قال الزهري: فقلت لعلي بن الحسين: كن عائشة وزينب هما، قال: إنّ أم سلمة قد كان لها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزل ومحبة. وإسناده ضعيف جدا، الواقدي قال أبو زرعة: ترك الناس حديثه، وقال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا. 351 - عن جابر قال: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو منطلق إلى بني المصطلق فأتيته وهو يصلي على بعير. قال الحافظ: روى أبو الزبير عن جابر: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1/ 383) 352 - عن الشريد الثقفي قال: أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا قد أسبل إزاره فقال "ارفع ازارك" فقال: إني أحنف تصطك ركبتاي، قال: "ارفع إزارك فكل خلق الله حسن" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث الشريد الثقفي قال: فذكره، وأخرجه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة من طرق عن رجل من ثقيف لم يسم وفي آخره "ذاك أقبح مما بساقك" (¬2) صحيح أخرجه الحميدي (810) وأحمد (4/ 390) عن سفيان بن عُيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد أو يعقوب بن عاصم - شك سفيان - عن الشريد بن سويد الثقفي قال: أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يجرّ إزاره فأسرع إليه أو هرول فقال "ارفع ازارك واتق الله" قال: إني أحنف تصطك ركبتاي، فقال "ارفع إزارك فإنّ كل خلق الله عز وجل حسن" فما رؤي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلا أنصاف ساقيه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7240) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1239) عن مُحَمَّدْ بن عبد الله بن يزيد المقرى ثنا سفيان به. ¬

_ (¬1) 8/ 433 (كتاب المغازي - باب غزوة بني المصطلق) (¬2) 12/ 378 (كتاب اللباس - باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)

هكذا رواه أحمد والحميدي وابن المقرئ عن سفيان على الشك. ورواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبيه ولم يشك. أخرجه أبو القاسم البغوي (238) وتابعه أسد بن موسى المصري عن سفيان به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7241) ولم ينفرد سفيان به بل تابعه زكريا بن إسحاق المكي ثنا إبراهيم بن ميسرة أنّه سمع عمرو بن الشريد يحدّث عن أبيه به. أخرجه أحمد (4/ 390) عن رَؤح بن عبادة البصري ثنا زكريا بن إسحاق به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1708) عن أبي أمية مُحَمَّدْ بن إبراهيم الطَرَسوسي ثنا رَوْح بن عبادة به. وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (101) من طريق مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني ثنا روح به. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وأما حديث الثقفي الذي لم يسم فأخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2234) وابن أبي شيبة (¬1) في "مسنده" (984) والبيهقي في "الشعب" (5720 و 5721) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن عن أبي الحجاج عن (¬2) سعيد الثقفي عن رجل من قومه قال: مرّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل يجرّ إزاره فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ارفع ازارك فإن الله عز وجل لا يحب المسبلين" فقال: إنّ بساقي حموشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما بإزارك أقبح مما بساقك" (¬3) السياق للبيهقي. وإسناده ضعيف. سعيد الثقفي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه ¬

_ (¬1) قال في روايته: عن أبي الحجاج بن سعيد الثقفي قال: مرّ رجل من قومي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يجرّ إزاره (¬2) عند مسدد وابن أبي شيبة: بن، وكذا هو فى كتاب ابن أبي حاتم وكنى الحاكم أبي أحمد. (¬3) علقه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 461) عن إبراهيم بن طهمان عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي الحجاج عن سعيد الثقفي أنّ رجلا من قومه مرّ علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ارفع إزارك"

راويا إلا أبا الحجاج فهو مجهول، وأبو الحجاج ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكر عنه راويا إلا حصين بن عبد الرحمن فهو مجهول كذلك. 353 - عن عبيد بن خالد قال: كنت أمشي وعليّ بُرْدٌ أجرّه فقال لي رجل "ارفع ثوبك فإنه أنقى وأبقى" فنظرت فإذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنما هي بردة ملحاء، فقال "أمالك فيّ أسوة؟ " قال: فنظرت فإذا إزاره إلى أنصاف ساقيه" قال الحافظ: أخرجه الترمذي في "الشمائل" والنسائي من طريق أشعث بن أبي الشعثاء واسم أبيه سليم المحاربي عن عمته واسمها رُهْم بضم الراء وسكون الهاء وهي بنت الأسود بن حنظلة عن عمها واسمه عبيد بن خالد قال: فذكره، وسنده قبلها جيد" (¬1) ضعيف يرويه الأشعث بن أبي الشعثاء (¬2) واختلف عنه: - فرواه شعبة عن الأشعث واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شعبة عن الأشعث عن عمته عن عمها، منهم: 1 - أبو داود الطيالسي في "مسنده" (منحة 1/ 352) ومن طريقه أخرجه الترمذي في "الشمائل" (113) والمزي (19/ 203) 2 - مُحَمَّدْ بن جعفر غُنْدَر. أخرجه أحمد في "العلل" (2/ 317) 3 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. أخرجه ابن سعد (6/ 43 - 44) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/439) 4 - حجاج بن مُحَمَّدْ المِصيصي. أخرجه أحمد في "العلل" (2/ 317) 5 - بَهز بن أسد العمي. أخرجه أحمد في "العلل" (2/ 316 - 317) والنسائي في "الكبرى" (9683) 6 - سليمان بن حرب البصري. ¬

_ (¬1) 12/ 377 (كتاب اللباس - باب من جرّ ثوبه من الخيلاء) (¬2) واسمه سليم كما جاء مصرحا به في بعض الروايات.

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 108) 7 - سعيد بن عامر البصري. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 572) وأبو نعيم في "الصحابة" (7125 و 4787) والبيهقي في "الشعب" (5737) والخطيب في "الموضح" (1/ 446 - 447) 8 - عمرو بن مرزوق البصري. أخرجه الخطيب في "الجامع" (200) والبغوي في "شرح السنة" (3079) • وقال خالد بن الحارث البصري: عن شعبة عن الأشعث قال: سمعت عمتي تحدث عن عمي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9682) والأول أصح لأنّه رواية أكثر. - ورواه سفيان الثوري عن الأشعث عن عمته عن عمها. أخرجه أحمد (5/ 364) وفي "العلل" (2233) - ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن الأشعث عن عمته عن عم أبيه عبيد بن خالد. أخرجه أحمد في "العلل" (2/ 317) البخاري في "الكبير" (3/ 1/438 - 439) والنسائي في "الكبرى" (9684) وتابعه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الكوفي عن الأشعث إلا أنّه سمى الصحابي عبيد بن خالد. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 439) - ورواه أبو عوانة عن الأشعث عن عمته عن عم أبيه ولم يسمه. ذكره المزي في "التحفة" (7/ 224) - ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن الأشعث عن امرأة منهم عن عبيد بن خالد. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 439) - ورواه عمار بن رُزَيق الكوفي عن الأشعث عن امرأة منهم عن عمها عَبيدة.

أخرجه البخاري في "الكبير" (23/ 83) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 108) - ورواه سليمان بن قَرْم البصري عن الأشعث عن عمته رهم عن عبيدة بن خالد. أخرجه أحمد (5/ 364) وفي "العلل" (2/ 317) وإسناده ضعيف. رهم بنت الأسود بن حنظلة عمة الأشعث بن أبي الشعثاء قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف. 354 - " أرقاؤكم إخوانكم" قال الحافظ: وروى البخاري في "الأدب المفرد" من طريق سلام بن عمرو عن رجل من الصحابة مرفوعا قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 58) والبخاري في "الأدب المفرد" (190) وأبو يعلى (920) وأبو نعيم في "الصحابة" (3430) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 421) عن شعبة. وأحمد (5/ 371) عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي كلاهما عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سلام بن عمرو اليشكري عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه "أرقاؤكم إخوانكم فأحسنوا إليهم، استعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غلبوا" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 236 قلت: سلام بن عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما فلم يذكروا عنه راويا إلا جعفر بن أبي وحشية، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت حدّث عنه سوى أبي بشر بن أبي وحشية" فهو مجهول. 355 - "اركبها بالمعروف إذا أُلجئت إليها، حتى تجد ظَهْراً" قال الحافظ: رواه مسلم (1324) من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 6/ 99 (كتاب العتق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: العبيد إخوانكم) (¬2) 4/ 285 (كتاب الحج - باب ركوب البدن)

356 - حديث أبي ذر أنّه دخل المسجد فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أركعت ركعتين" قال: لا، قال: "قم فاركعهما" قال الحافظ: رواه ابن حبان في "صحيحه" (¬1) ضعيف وهو قطعة من حديث طويل من حديث أبي ذر وله عنه طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال: دخلت المسجد، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جالس وحده، قال: "يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما" قال: فقمت، فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: "خَيرُ موضوع، استكثِر أو استقِل" قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله". قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال: "أحسنهم خلقا" قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أسلم؟ قال: "من سلم الناس من لسانه ويده" قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت". قال: قلت: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟ قال: "من هجر السيئات" قال: قلت: يا رسول الله، فما الصيام؟ قال: "فرض مجزئ، وعند الله أضعاف كثيرة". قال: قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من عُقِر جواده، وأهريق دمه" قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جَهدُ المُقِلّ يُسَرُّ إلى فقير". قلت: يا رسول الله، فأي ما أنزل الله عليك أعظم؟ قال: "آية الكرسي" ثم قال: "يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلْقة ملقاة بأرضِ فلاة، وفضل العرش على الكرسي، كفضل الفلاة على الحلقة". قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال "مئة ألف وعشرون ألفا" قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟ قال: "ثلاث مئة وثلاثة عشر جَمّاً غفيرا" قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: "آدم". قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال: "نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قِبَلاً" ثم قال: "يا أبا ذر أربعة سُريانيون: آدم، وشِيثُ وأخنُوخُ. وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، ونوح. وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -". قلت: يا رسول الله، كم كتابا أنزله الله؟ قال: "مئة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة ¬

_ (¬1) 2/ 84 (كتاب الصلاة - باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين)

والإنجيل والزبور والقرآن". قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحيفة إبراهيم؟ قال: "كانت أمثالا كلها: أيها الملك المُسَلّط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لِتَرُدَّ عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات: ساعةٌ يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعِنا إلا لثلاث: تَزَوُّدِ لمعاد، أو مَرَمّةٍ لمعاش، أو لذةٍ في غير محرّم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظاً للسانه، ومن حَسَبَ كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه" قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: "كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم هو يفرح، وعجبت لمن أيقن بالنار، ثم هو يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو يَنْصَب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل". قلت: يا رسول الله، أوصني. قال: "أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: "عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض، وذُخرٌ لك في السماء". قلت: يا رسول الله، زدني: قال: "إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: "عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك". قلت: يا رسول الله، زدني، قال "عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي" قلت: يا رسول الله، زدني، قال: "أحب المساكين وجالسهم". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: "انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تُزدَرى نعمة الله عندك". قلت: يا رسول الله، زدني، قال: "قل الحق وإن كان مرّا" قلت: يا رسول الله، زدني. قال: "لِيَرُدك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا نجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن نعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي". ثم ضرب بيده على صدري فقال: "يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق" أخرجه ابن حبان (361) وفي "المجروحين" (3/ 130) والطبراني في "الكبير" (1651) وفي "المكارم" (1) والآجري في "الأربعين" (40) وأبو الشيخ في "العظمة" (259) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 18 و 166 - 168) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 21 - 22) والشجري في "أماليه" (1/ 73) والقضاعي (651 و 740 و 837) والبيهقي في "الأسماء" (ص 510 - 511) وفي "الشعب" (4325 و 7668) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 199) من طرق عن إبراهيم بن هشام به. قال الطبراني: لم يَرو هذا عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات" الميزان 1/ 73

وقال المنذري: انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه" الترغيب 3/ 190 وقال الذهبي: انفرد به إبراهيم عن أبيه عن جده" الميزان 1/ 72 قلت: إبراهيم بن هشام كذبه أبو حاتم، وقال علي بن الحسين بن الجنيد: صدق أبو حاتم ينبغي أنْ لا يحدّث عنه، وقال أبو الطاهر المقدسي: ضعيف، وقال الذهبي: أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب. الثاني: يرويه عبد الله بن وهب عن الماضي بن مُحَمَّدْ عن علي بن سليمان عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر. أخرجه الطبري في "تاريخه" (1/ 150 - 151 و 152 - 153 و170 - 171 و 312 - 313 و 451) وابن ماجه (4218) من طريقين عن ابن وهب به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الماضي بن مُحَمَّدْ المصري" مصباح الزجاجة 4/ 240 قلت: هو مختلف فيه روى عنه ابن وهب وحده وقال: ثقة، ووثقه مسلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال ابن يونس: كان يضعف، وقال ابن عدي: منكر الحديث وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وعلي بن سليمان قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. والقاسم بن مُحَمَّدْ أظنه الثقفي فقد أخرج ابن مردويه في: "تفسيره" (البداية والنهاية 1/ 13) هذا الحديث من طريق مُحَمَّدْ بن أبي السري العسقلاني أنبأ مُحَمَّدْ بن عبد الله التميمي عن القاسم بن مُحَمَّدْ الثقفي عن أبي ادريس عن أبي ذر. وابن أبي السري مختلف فيه، ومحمد بن عبد الله التميمي أظنه العمي البصري المترجم في كتاب ابن أبي حاتم (3/ 2/ 310)، والقاسم بن مُحَمَّدْ مجهول كما في "التقريب". وللحديث طريق ثالثة عن أبي ادريس، أخرجها مُحَمَّدْ بن عثمان في "العرش" (58) عن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا أحمد بن علي الأسدي عن المختار بن غسان العبدي عن إسماعيل بن سلم عن أبي ادريس عن أبي ذر. وإسناده ضعيف، أحمد بن علي لم أر من ترجمه، والمختار بن غسان قال الذهبي

في "المجرد": فيه شيء، وإسماعيل بن سلم ما عرفته، وأظنه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف الحديث كما قال أبو زرعة وغيره. الثالث: يرويه يحيى بن سعيد العبشمي الكوفي السعدي ثنا ابن جُريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر. أخرجه الحاكم (2/ 597) والعقيلي (4/ 404) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 129) وابن عدي (7/ 2699) وأبو الشيخ في "العظمة" (206) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 168 - 169) والبيهقي (9/ 4) وفي "الأسماء" (ص 510) وعفيف الدين المقرئ في الأربعين" (ص 38) والشجري في "أماليه" (1/ 204 - 205) من طرق عن يحيى بن سعيد به. قال العقيلي: يحيى بن سعيد لا يتابع على حديثه وليس بمشهور بالنقل" وقال ابن عدي: هذا حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر، وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني والقاسم بن مُحَمَّدْ عن أبي ذر والثالث حديث ابن جريج وهذا أنكر الروايات" وقال ابن حبان: يحيى بن سعيد يروي عن ابن جريج المقلوبات وعن غيره من الثقات الملزقات لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد، وليس هذا من حديث ابن جريج ولا عطاء ولا عبيد بن عمير" وقال أبو نعيم والبيهقي: تفرد به يحيى بن سعيد العبشمي عن ابن جريج" وقال المنذري: يحيى بن سعيد فيه كلام، والحديث منكر من هذه الطريق، وحديث إبراهيم بن هشام هو المشهور" الترغيب 3/ 190 وقال الذهبي: قلت: السعدي ليس بثقة" تلخيص المستدرك الرابع: يرويه المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخَشْخَاش عن أبي ذر. أخرجه الطيالسي (ص 65) عن المسعودي به. ومن طريقه أخرجه البزار (4034) والبيهقي في "الشعب" (3298) وأخرجه ابن سعد (1/ 32) وابن أبي شيبة (¬1) (المطالب 3459/ 2) وأحمد (5/ 178 و 179) وهناد في "الزهد" (1065) والبزار (4034) والنسائي (8/ 242) وفي "الكبرى" (7944) من طرق عن المسعودي به. ¬

_ (¬1) وسقط من إسناده: عن أبي عمرو الشامي.

قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي ذر، وعبيد بن الخشخاش لا نعلم روى عن أبي ذر إلا هذا الحديث" وقال الهيثمي: وفيه أبو عمرو الدمشقي وهو متروك" المجمع 3/ 116 قلت: وعبيد بن الخشخاش ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: متروك، وقال البخاري: لم يذكر سماعا من أبي ذر، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": لين. الخامس: يرويه هشام بن سليمان بن عكرمة المكي ثنا أبو رافع عن يزيد بن رُوْمَان عمن أخبره عن أبي ذر. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 3059 و 3457) عن هشام بن سليمان به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وأبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع ضعيف. قاله أحمد وابن معين وغيرهما. السادس: يرويه جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن أبي ذر. أخرجه الطبري في "تاريخه" (1/ 151) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة ثني مُحَمَّدْ بن إسحاق عن جعفر بن الزبير به. وجعفر بن الزبير متروك الحديث، قاله النسائي والفلاس وأبو حاتم وغيرهم. وخالفه علي بن يزيد الألهاني فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة. جعله من مسند أبي أمامة. أخرجه أحمد (5/ 265 - 266) والطبراني في "الكبير" (7871) وعلي بن يزيد ضعيف" السابع: يرويه معبد بن هلال العنزي ثني رجل في مسجد دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر. أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 219 و 661 و 976 و 3339 و 3433 و3458) والحسين المروزي في "البر والصلة" (297) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 53 و 223) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (192) وأبو يعلى (المطالب 662/ 2) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. الثامن: يرويه حميد بن هلال عن بدر بن مالك الأشجعي عن أبي ذر.

أخرجه أبو الشيخ في "حديثه" (20) عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن زكريا ثنا سعيد بن يحيى الأصبهاني ثنا مسلم بن خالد عن مطرف البصري عن حميد بن هلال به. وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزَّنْجي. التاسع: يرويه أبو عبد الملك مُحَمَّدْ بن أيوب عن ابن عائذ عن أبي ذر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1979) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك به. وإسناده ضعيف لضعف بكر بن سهل، وعبد الله بن صالح مختلف فيه، وأبو عبد الملك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن عائذ ثقتان لكن قال العلائي في "جامع التحصيل": روى عبد الرحمن بن عائذ عن أبي ذر والظاهر أنّه مرسل. العاشر: يرويه إسماعيل بن عياش عن أشعث بن عبد الله التميمي عن عبد العزيز بن عمر أو عمران - الشك من ابن عياش - عن أبي ذر. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (252) وإسناده ضعيف، أشعث ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكر عنه راويا إلا إسماعيل بن عياش، فهو مجهول، وعبد العزيز عن أبي ذر مرسل. الحادي عشر: يرويه الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث الأعور عن أبي ذر. أخرجه نصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 462 - 464) وإسناده ضعيف لضعف الحجاج والحارث. 357 - "ارموا واتقوا الوجه" قال الحافظ: وقد وقع في حديث أبي بكرة وغيره عند أبي داود وغيره في قصة التي زنت فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجمها وقال: فذكره" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 109 (كتاب العتق - باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه)

أخرجه أحمد (5/ 36 و 43) وأبو داود (4443 و 4444) والنسائي في "الكبرى" (7196 و 7209 و 7210) والبيهقي (8/ 221) والمزي في "تهذيب الكمال" (9/ 364) من طرق عن زكريا بن سليم أبي عمران البصري قال: سمعت رجلا يحدث عمرو بن عثمان وأنا شاهد أنّه سمع عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث أن أبا بكرة حدّثهم أنّه شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته واقفا إذ جاءوا بامرأة حبلى فقالت: إنها زنت أو بغت فارجمها، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "استتري بستر الله عز وجل" فرجعت ثم جاءت الثانية والنبي - صلى الله عليه وسلم - على بغلته فقالت ارجمها يا نبي الله فقال: "استتري بستر الله تبارك وتعالى" فرجعت ثم جاءت الثالثة وهو واقف حتى أخذت بلجام بغلته فقالت: أنشدك الله إلا رجمتها، فقال: "اذهبي حتى تلدي" فانطلقت فولدت غلاما ثم جاءت فكلمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال لها: "اذهبي فتطهري من الدم" فانطلقت ثم أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت إنها قد تطهرت، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسوة فأمرهن أن يستبرئن المرأة، فجئن وشهدن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطهرها، فأمر لها بحفرة إلى ثَنْدُوتها، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - حصاة مثل الحمصة فرماها، ثم مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال للمسلمين: "ارموها وإياكم ووجهها" فلما طفئت أمر بإخراجها فصلى عليها ثم قال "لو قسم أجرها بين أهل الحجاز وسعهم". هذا لفظ أحمد، ولفظ أبي داود "ارموا واتقوا الوجه" وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 358 - حديث أبي بصرة الغفاري قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجرت قبل أن أسلم فحلب لي شويهة كان يحلبها لأهله فشربتها، فلما أصبحت أسلمت حلب لي فشربت منها فرويت فقال "أرويت؟ " قلت: قد رويت ما لا رويت قبل اليوم. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 397) عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني والطحاوي في "المشكل" (2024) عن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي كلاهما عن ابن لَهيعة عن أبي هُبيرة عبد الله بن هُبيرة عن أبي تميم الجَيْشَاني عن أبي ¬

_ (¬1) 11/ 468 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في مِعى واحد)

بصرة الغفاري قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجرت وذلك قبل أنْ أسلم فحلب لي شويهة كان يحتلبها لأهله فشربتها، فلما أصبحت أسلمت، وقال عيال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نبيت الليلة كما بتنا البارحة جياعا، فحلب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فشربتها ورويت، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرويت؟ " فقلت: يا رسول الله قد رويت، ما شبعت ولا رويت قبل اليوم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -" "إنّ الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في مِعىّ واحد". قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 31 قلت: ابن لهيعة روى له مسلم مقرونا بعمرو بن الحارث كما في "التهذيب" وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. ولقوله "إنّ الكافر يأكل ... " الحديث، شاهد عن ابن عمر وعن أبي هريرة أخرجهما البخاري (فتح 11/ 466 - 468) 359 - "أُريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرّتين" قال الحافظ: ووقع عند البيهقي من حديث صهيب رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (7296) والحاكم (3/ 400) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 522 - 523) من طريق زيد بن الحريش الأهوازي ثنا يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري ثنا حصين بن حذيفة بن صيفي بن صهيب ثني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيب عن صهيب مرفوعا "أُريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرّة، فإما أنْ تكون هجر أو تكون يثرب" قال: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وخرج معه أبو بكر، وكنت قد هممت بالخروج معه، وصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد، فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه، ولم كن شاكيا، فناموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعدما سرت يريدون ردي، فقلت لهم: هل لكم أنْ أعطيكم أواقا من ذهب وسيرا لي بمكة وتخلون سبيلي وتوثقون لي، ففعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب فإنّ تحتها الأواق، واذهبوا إلى فلانة بأية كذا وكذا فخذوا الحليتين، وخرجت حتى قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء قبل أنْ يتحول منها، فلما رآني قال "يا أبا يحيى ربح البيع" ثلاثا، فقلت: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل. ¬

_ (¬1) 8/ 227 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وأخرجه البزار (2085) عن مُحَمَّدْ بن معمر القيسي ثنا يعقوب بن مُحَمَّدْ ثني حصين بن حذيفة ثني أبي عن سعيد بن المسيب عن صهيب مختصرا. وقال: وهذا الحديث لا نعلم له طريقا عن صهيب إلا هذا الطريق" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 6/ 60 قلت: إسناده ضعيف، يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري وثقه ابن حبان والحاكم، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، واهي الحديث، وقال صالح جزرة: حديثه يشبه حديث الواقدي، وقال أحمد: ليس بشيء ليس يسوى شيئا، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابع عليها، وقال العقيلي: في حديثه وهم كثير، وقال الذهبي: ما هو بحجة. وحصين بن حذيفة قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه لم أقف له على ترجمة، وعمومته لا يعرفون. 360 - "أُريت دار هجرتكم سبخة ذات نخل" سكت عليه الحافظ (¬1). هو قطعة من حديث طويل أخرجه البخاري في كتاب الكفاله من صحيحه (فتح 5/ 382) من حديث عائشة وفيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أُريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرّتان". 361 - "أُريت ليلة القدر ثم نسيتها" قال الحافظ: رواه مسلم (1168) عن عبد الله بن أنيس مرفوعا" (¬2) 362 - "إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، وليس عليه حرج فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار" قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث عبد الله بن مغفل رفعه: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 1/ 464 (كتاب التيمم - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم) (¬2) 5/ 168 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬3) 12/ 370 (كتاب اللباس - باب ما أسفل من الكعبين فهو فى النار)

يرويه الحسن بن بشر بن سَلم الكوفي واختلف عنه: - فقال مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني: ثنا الحسن بن بشر ثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن القاسم بن الربيع عن عبد الله بن مغفل به مرفوعا. أخرجه الروياني (896) - ورواه علي بن سهل بن المغيرة البزار عن الحسن بن بشر فجعله عن عبد الله بن مسعود. أخرجه ابن الأعرابي (ق221/ أ) وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك، والحسن بن بشر مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن، والقاسم بن الربيع ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا قتادة فهو مجهول. ولم ينفرد الحكم بن عبد الملك به بل تابعه سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن مغفل به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2704) وسعيد بن بشير ضعفه الجمهور. وله شاهد من حديث أبي سعبد أخرجه مالك (2/ 914 - 915) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه أنّه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار؟ فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ازرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بطراً" ومن طريق مالك أخرجه أبو عوانة (5/ 483) وابن حبان (5447) والبيهقي (2/ 244) وفي "الشعب" (5726) والبغوي في "شرح السنة" (3080) وإسناده حسن، ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن العلاء به، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (737) وأحمد (3/ 6) وابن ماجه (3573) والنسائي في "الكبرى" (9715) وأبو يعلى (980) وأبو عوانة (5/ 483) وابن حبان (5446) والدارقطني في "العلل" (11/ 277) والبيهقي (2/ 244) وفي "الشعب" (5726) وفي "الآداب" (753)

2 - شعبة (¬1). أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (120) والطيالسي (ص 295) وأحمد (3/ 5 و 44 و 97) وأبو داود (4093) وأبو عوانة (5/ 483) وابن بشران (315 و 1306) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 229) 3 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9717) وابن حبان (5450) والبيهقي (2/ 244) والخطيب في "المتفق والمفترق" (527) 4 - مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 391) وأحمد (3/ 30 - 31 و 52) 5 - إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9714) 6 - يزيد بن أبي حبيب المصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9716) وابن بشران (1126) 7 - وَرْقَاء بن عمر اليشكري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5200) وابن المقرئ في "المعجم" (361) من طريق علي بن الجعد الجوهري أنا ورقاء بن عمر به. اوقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ورقاء إلا علي بن الجعد" قلت: تابعه عبد الصمد بن النعمان البزاز النسائي ثني ورقاء به، إلا أنّه قال: عن أبي هريرة وأبي سعيد. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (360) ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن طهمان والطيالسي ومحمد بن أبي عدي البصري ومحمد بن جعفر غندر وعفان بن مسلم القصار وعمرو بن مرزوق الباهلي وحفص بن عمر الحوضي ويشر بن عمر الزهراني وأبو زيد سعيد بن الربيع الهروى عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي سعيد. وخالفهم سعيد بن عامر فرواه عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة. ذكره الدارقطني في "العلل" (11/ 69) وذكر أيضا أنّ أبا زيد الهروي رواه كذلك (11/ 277) قال: والصواب الأول"

8 - ابن جُريج. قاله الدارقطني في "العلل" (11/ 69) 9 - مُحَمَّدْ بن عجلان المدني. قاله الدارقطني أيضا (11/ 277) 10 - عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدِي. قاله ابن عدي (الكامل 5/ 1860) واختلف فيه على العلاء: - فرواه زيد بن أبي أنيسة عن العلاء عن نعيم المُجْمر عن ابن عمر. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9718) والطبراني في "الكبير" (13292) وفي "الأوسط" (414 و 1191) وابن عدي (5/ 1860) وقال: وهذه الرواية خطأ" - ورواه فُلَيح بن سليمان الخزاعي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9713) وقال: وهذا الحديث خطأ، وفليح ليس بالقوي" وقال ابن عدي: وهذه الرواية خطأ، والصحيح عن العلاء ما رواه شعبة والدراوردي وغيرهما عن العلاء عن أبيه عن أبي سعيد" الكامل 5/ 1860 واختلف فيه على عبد الرحمن بن يعقوب، فرواه مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة عن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 504) والنسائي في "الكبرى" (9712) وأبو عوانة (5/ 484) قال المزي: قال الذهلي: كلا الحديثين محفوظين" تحفة الأشراف 10/ 239 يعني حديث أبي سعيد وحديث أبي هريرة من رواية عبد الرحمن بن يعقوب عنهما. 363 - "ازهد فيما في أيدي الناس" سكت عليه الحافظ (¬1). ¬

_ (¬1) 1/ 137 (كتاب الإيمان - باب فضل من استبرأ لدينه)

روي من حديث سهل بن سعد ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبى هريرة فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب المواعظ" كما في "جامع العلوم" (2/ 176) وابن ماجه (4102) والعقيلي (2/ 11) وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 120) والطبراني في "الكبير" (5972) وابن عدي (3/ 902) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 70) والحاكم (4/ 313) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 252 - 253 و7/ 136) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 244 - 245) والخليلي في "الإرشاد" (ق 69/أ) والقضاعي (643) والبيهقي في "الشعب" (10043) وابن الجوزي في "العلل" (1352) والروياني في "مسنده" وابن سمعون في "الأمالي" كما في "الصحيحة" (2/ 661) من طريق خالد بن عمرو القرشي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس". قال البيهقي: خالد بن عمرو هذا ضعيف" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ورده الذهبي فقال: قلت: خالد وضاع" وقال السخاوي: وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد، وليس كذلك فخالد مجمع على تركه بل نسب إلى الوضع لكن قد رواه غيره عن الثوري" المقاصد ص 52 وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث أبي حازم لم يروه عنه متصلا مرفوعا إلا سفيان الثوري" وقال أيضا: غريب من حديث الثوري عن أبي حازم مرفوعا، تفرد به الثوري عن أبي حازم" وقال العقيلي: ليس له من حديث الثوري أصل" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف. ثم ذكر كلام النقاد في خالد بن عمرو" مصباح الزجاجة 4/ 210 وخالف في ذلك النووي فقال: حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة" الأربعون النووية حديث 31 وتعقبه ابن رجب الحنبلي فقال: وفي ذلك نظر فإنّ خالد بن عمرو القرشي الأموي

قال فيه أحمد: منكر الحديث، وقال مرة: ليس بثقة يروي أحاديث بواطيل، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال مرة: كان كذابا يكذب، حدّث عن شعبة أحاديث موضوعة" جامع العلوم 2/ 174 - 175 وحكى السخاوي في "المقاصد" عن العراقي أنّه حَسّنَ الحديث (¬1). وقال في تخريج أحاديث "الإحياء" (4/ 215): سنده ضعيف" وقال المنذري: وقد حسّن بعض مشايخنا إسناده وفيه بُعد لأنه من رواية خالد بن عمرو القرشي الأموي السعيدي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل. وخالد هذا قد تُرك واتهم ولم أر من وثقه لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة ولا يمنع كون راويه ضعيفا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله" الترغيب 4/ 157 قلت: لم ينفرد خالد بن عمرو به بل تابعه غير واحد عن سفيان الثوري به، منهم: 1 - مُحَمَّدْ بن كثير الصنعاني. أخرجه ابن عدي (3/ 902) والخليلي في "الإرشاد" (ق 69/ أ) والخلعي في "فوائده" كما في "الصحيحة" (2/ 662) والبغوي في "شرح السنة" (4037) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1499) والبيهقي في "الشعب" (10044) وقال ابن عدي: ولا أدري ما أقول في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث فإنّ ابن كثير ثقة وهذا الحديث عن الثوري منكر" وقال العقيلي: لعل مُحَمَّدْ بن كثير أخذه عن خالد بن عمرو ودلسه لأنّ المشهور به خالد هذا" وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث مُحَمَّدْ بن كثير فقال: هذا أيضا حديث باطل. يعني بهذا الإسناد" العلل 2/ 107 قلت: مُحَمَّدْ بن كثير مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. 2 - أبو قتادة الحرّاني الحِمّاني. أخرجه مُحَمَّدْ بن عبد الواحد المقدسي في "المنتقى من حديث أبي علي الأوقي" كما في "الصحيحة" (2/ 662) والبيهقي في "الشعب" (10045) ¬

_ (¬1) ذكر محقق "العلل المتناهية" أنّه حسنه فى "أماليه".

وأبو قتادة واسمه عبد الله بن واقد ذكره البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي وأبو نعيم وأبو زرعة والدارقطني في "الضعفاء" 3 - مِهران بن أبي عمر الرازي (¬1). وهو مختلف فيه وقال ابن معين: كان عنده غلط كثير في حديث سفيان. وقال العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها. 4 - علي بن مُسْهِر القرشي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 252 - 253) عن أبي بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر به. والطلحي واسمه عبد الله بن يحيى بن معاوية لم أقف له على ترجمة، والقتات ذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (بلغة القاصي)، والباقون ثقات. وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 41) من طريق أبي أحمد إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن أحمد الهمداني ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ثنا الحسن بن الربيع ثنا المفضل بن يونس ثنا إبراهيم بن أدهم عن منصور عن مجاهد عن أنس أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل وأحبني الناس عليه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "ازهد في الدنيا يحبك الله، وأما الناس فانبذ إليهم هذا يحبوك" وقال: ذكر أنس في هذا الحديث وهم من عمر أو أبي أحمد فقد رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا فيه مجاهدا" وقال السخاوي: ورجاله ثقات لكن في سماع مجاهد من أنس نظر، وقد رواه الأثبات فلم يجاوزوا به مجاهدا" المقاصد ص 52. قلت: اختلف فيه على الحسن بن الربيع، فرواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عنه ثنا المفضل بن يونس عن إبراهيم بن أدهم عن منصور بن المعتمر عن مجاهد مرسلا. أخرجه ابن منده في "مسند إبراهيم بن أدهم" (17) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 41 - 42) واختلف فيه على إبراهيم بن أدهم: ¬

_ (¬1) جامع العلوم والحكم 2/ 175

• فقيل: عنه عن منصور عن ربعي بن حراش عن الربيع بن خثيم قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل ... وذكر الحديث. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 53) من طريق خلف بن تميم الكوفي عن إبراهيم به. • وقيل: عنه عن أرطأة بن المنذر قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر الحديث. أخرجه أبو نعيم في "لحلية" (8/ 52 - 53) من طريق ابن كثير عن إبراهيم به. • وقيل: عنه عن منصور عن ربعي بن حراش قال: فذكر الحديث. أخرجه أبو سليمان بن زبر الدمشقي في "مسند إبراهيم بن أدهم" كما في "جامع العلوم" (2/ 176) • وقيل: عنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي الدنيا في: "ذم الدنيا" (ق 14/ ب) وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" كما في: "الصحيحة" (2/ 663) من طريق مُحَمَّدْ بن أحمد بن العلس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ثنا مالك عن نافع عنه به. قال الألباني: وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين غير ابن العلس هذا فلم أعرفه" 364 - "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" قال الحافظ: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد وصححه ابن حبان: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 253) وفي "مسنده" (329) وأحمد (1/ 391 و 452) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (52) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1057) وأبو يعلى (5297) والدينوري في "المجالسة" (1803) والهيثم بن كليب (282) وابن حبان (972) والطبراني في "الكبير" (10352) وفي "الدعاء" (1035) والحاكم (1/ 509) والبيهقي في "الدعوات" (164) وفي "الأسماء" (ص 17) وفي "القضاء والقدر" (359) والشجري في "الأمالي" (1/ 229) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (135) والضياء ¬

_ (¬1) 13/ 478 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (11) من طرق عن فضيل بن مرزوق الكوفي ثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده مرفوعا "ما قال عبد قط إذا أصابه هَمٌّ أو حزن: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فِيَّ حكمك، عدل فِيَّ قضاوك، اسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري (¬1)، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا" قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات، قال: "أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن" قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إنْ سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه فإنه مختلف في سماعه عن أبيه" وقال الذهبي: قلت: وأبو سلمة لا يُدرى من هو، ولا رواية له في الكتب الستة" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أبي سلمة، وقد وثقه ابن حبان" المجمع 10/ 136 قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وثقه ابن معين وغيره، لكن اختلف في سماعه من أبيه، فقال أبو حاتم وغيره: سمع من أبيه، وقال النسائي وغيره: لم يسمع من أبيه، واختلف قول ابن معين في ذلك. وحكى العجلي في "الثقات" أنّه سمع من أبيه حديثا واحدا. وقال ابن المديني: سمع منه حديثين. وأما أبو سلمة الجهني فترجمه البخاري في "الكنى" وابن حبان في "الثقات" وابن عبد البر في "الاستغناء" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" وغيرهم وذكروا روايته عن القاسم بن عبد الرحمن، ورواية فضيل بن مرزوق عنه. وقال الذهبي في "الميزان" و "المغني" والحسيني في "الإكمال": لا يُدرى من هو. وقال الحسيني أيضا: مجهول" تعجيل المنفعة وقال الحافظ في "اللسان": وقرأت بخط ابن عبد الهادي: يحتمل أنْ يكون هو خالد بن سلمة. وفيه نظر لأنّ خالد بن سلمة مخزومي وهذا جهني، والحق أنّه مجهول ¬

_ (¬1) وفي لفظ "بصري"

الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في "الثقات" ويحتج به في الصحيح إذا كان ما رواه ليس بمنكر" وقال العباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: أبو سلمة الجهني أراه موسى الجهني" كنى الدولابي 1/ 191 وكذا قال الشيخ أحمد شاكر (المسند 5/ 267) والألباني (الصحيحة حديث رقم 198) وهو كما قالوا، وهو موسى بن عبد الله ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني أبو سلمة ويقال: أبو عبد الله الكوفي. قال أحمد وجماعة: ثقة. وقد احتج به مسلم لكن لا بروايته عن القاسم بن عبد الرحمن، وإنما عن مصعب بن سعد ونافع مولى ابن عمر. - ورواه عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي عن القاسم بن عبد الرحمن واختلف عنه: • فرواه مُحَمَّدْ بن صالح الثقفي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1994) • ورواه ابن فضيل في "الدعاء" (6) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن ابن مسعود. وتابعه عبد الواحد بن زياد البصري عن عبد الرحمن بن إسحاق به. أخرجه ابن السني (340) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا عبد الواحد بن زياد به. • ورواه مُحَمَّدْ بن المنهال التميمي الضرير عن عبد الواحد بن زياد واختلف عنه: فرواه أبو بكر مُحَمَّدْ بن عبد السلام البصري عن محمد بن المنهال عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 17 - 18) ورواه أبو يعلى وسلمان بن الحسن عن مُحَمَّدْ بن المنهال عن عبد الواحد بن زياد فلم يذكرا عن أبيه.

أخرجه ابن السني (340) وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق. وللحديث شاهد عن أبي موسى الأشعري مرفوعا "من أصابه هَمٌّ أو حزن فليدع بهذه الكلمات، يقول: "اللهم أنا عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماضِ فِيَّ حكمك، عدل فِيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أنْ تجعل القرآن العظيم نور صدري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي". فقال الرجل من القوم: يا رسول الله، إن المغبون من غبن هؤلاء الكلمات، فقال: "أجل، قولوهنّ وعلموهنّ، فإنه من قالهنّ التماس ما فيهنّ أذهب الله حزنه وأطال فرحه" أخرجه ابن السني (339) عن أبي عروبة الحسين بن مُحَمَّدْ الحرّاني ثنا عمرو بن هشام ثنا مخلد بن يزيد عن جعفر بن بُرقان عن فياض عن عبد الله بن زبيد عن أبي موسى به. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه" المجمع 10/ 137 قلت: عبد الله بن زبيد هو ابن الحارث اليامي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وما أظنه سمع من أبي موسى. والباقون كلهم ثقات، فياض هو ابن غزوان الضبي، ومخلد بن يزيد هو الحرّاني، وعمرو بن هشام هو الحرّاني. 365 - "أسألك غناي وغنى هؤلاء" سكت عليه الحافظ (¬1). يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان الأنصاري واختلف عنه - فقال الليث بن سعد: عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن لؤلؤة عن أبي صِرْمَة مرفوعا "اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي" أخرجه أحمد (3/ 453) والبخاري في "الأدب المفرد" (662) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1966) والطبراني في "الكبير" (22/ 329 - 330) والمزي (3/ 299) ¬

_ (¬1) 14/ 51 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

وتابعه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2170) والدولابي في "الكنى" (1/ 40) وأبو نعيم في "الصحابة" (6863) ورواته ثقات غير لؤلؤة وقد ذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان". - وقال زهير بن معاوية الجُعفي: ثني يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن مولى لهم عن أبي صرمة. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 231) - وقال يحيى القطان: عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن عمه واسع مرفوعا. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 141) - ورواه يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد واختلف عنه: • فقال أبو عبيد (1/ 141): حدثني يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن عمه واسع. • وقال ابن أبي شيبة (10/ 208) وأحمد (3/ 453): ثنا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد أن مُحَمَّدْ بن يحيى أخبره أن عمه أبا صرمة كان يحدث أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كان يقول: فذكره. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 55) من طريق مُحَمَّدْ بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. وأبو صرمة اختلف في اسمه، فقيل: مالك بن قيس، وقيل: لبابة بن قيس، وقيل: قيس بن مالك، وقيل: مالك بن أسعد, وهو مشهور بكنيته (الاستيعاب 12/ 3) - ورواه سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان مرسلا. أخرجه وكيع في "الزهد" (322) والأول قال أبو حاتم: هو الصحيح" العلل 2/ 202 366 - عن أبي مسعود الأنصاري قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة فقال له أبو أمامة يعني أسعد بن زُرَارة: سل يا مُحَمَّدْ لربك ولنفسك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب. قال: "أسألكم لربي

أنْ تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسالكم لنفسي ولأصحابي أن تُؤوونا وتَنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم" قالوا: فما لنا؟ قال: "الجنة" قالوا: ذلك لك. قال الحافظ: وروى البيهقي بإسناد قوي عن الشعبي ووصله الطبراني من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: فذكره، وأخرجه أحمد من الوجهين جميعا" (¬1) مرسل أخرجه أحمد (4/ 119 - 120) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 450 - 451 و 451) عن زكريا بن أبي زائدة وابن أبي شيبة (14/ 598 - 599) عن إسماعيل بن أبي خالد كلاهما عن عامر الشعبي قال: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة فقال: "ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة فإنّ عليكم من المشركين عينا وانْ يعلموا بكم يفضحوكم" فقال قائلهم وهو أبو أمامة: سل يا مُحَمَّدْ لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عز وجل وعليكم إذا فعلنا ذلك. قال: فقال: "أسألكم لربي عز وجل أن تعبدوه ولا تشركوابه شيئا، وأسالكم لنفسي ولأصحابي أنْ تؤورنا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "لكم الجنة" قالوا: فلك ذلك. قال الهيثمي: رواه أحمد هكذا مرسلا ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 48 قلت: اختلف فيه على الشعبي، فرواه مُجالد بن سعيد عنه عن أبي مسعود الأنصاري. أخرجه أحمد (4/ 120) وابن أبي شيبة (14/ 598) وعبد بن حميد في "المنتخب" (238) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1818) والطبراني في "الكبير" (17/ 256) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 451) قال البوصيري: مداره على مجالد بن سعيد وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 67 ¬

_ (¬1) 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة)

وقال الهيثمي: وفيه مجالد بن سعيد وحديثه حسن وفيه ضعف" المجمع 6/ 47 - 48 قلت: مجالد. ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن، وذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة وابن حبان والعقيلي والدارقطني في "الضعفاء"، وقال أحمد: ليس بشيء يرفع حديثا كثيرا لا يرفعه الناس. وقال ابن أبي خيثمة: قلت لابن معين: كان يحيى بن سعيد يقول: لو أردت أنْ يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه. قال: نعم. قلت: ولِمَ يرفع حديثه؟ قال: لضعفه. وللحديث شاهد عن جابر، وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه أبو الزبير عن جابر قال: حملني خالي جِدُّ بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة من قبل الأنصار، فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه عمه العباس بن عبد المطلب فقال: "يا عم خذ على أخوالك" فقال له السبعون: يا مُحَمَّدْ سل لربك ولنفسك ما شئت، فقال: "أما الذي أسألكم لربي فتعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "الجنة". أخرجه الطبراني في "الكبير" (1757) و"الصغير" (2/ 110) و"الأوسط" (7964) عن موسى بن هارون بن عبد الله الحمال ثنا مُحَمَّدْ بن عمران بن أبي ليلى ثنا معاوية بن عمار الدهني عن أبيه عن أبي الزبير به. وقال: لم يروه عن عمار إلا ابنه معاوية ولا عن معاوية إلا مُحَمَّدْ بن عمران، تفرد به موسى بن هارون" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الثلاثة" ورجاله ثقات" المجمع 6/ 49 قلت: معاوية بن عمار صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب" والباقون كلهم ثقات (¬1). ولم ينفرد عمار الدهني به بل تابعه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر، منهم: 1 - عبد الله بن عثمان بن خُثَيم. أخرجه أحمد (3/ 323 و 339 - 340) وغيره. ¬

_ (¬1) قال الحافظ: رواه ابن عساكر بإسناد حسن" الفتح 8/ 221 - 222

وإسناده حسن كما قال الحافظ في "الفتح" (8/ 223) وفيه تصريح أبي الزبير بالسماع من جابر. وسيأتي الكلام عليه (¬1). 2 - ابن لَهيعة. أخرجه أحمد (3/ 341) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير قال: سألت جابرا عن العقبة فقال: شهدها سبعون فوافقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعباس بن عبد المطلب آخذ بيده فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أخذت وأعطيت". وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 3 - موسى بن عقبة. أخرجه أحمد (3/ 396) عن سليمان بن داود الهاشمي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر قال: كان العباس آخذا بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواثقنا، فلما فرغنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أخذت وأعطيت". عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. الثاني: يرويه داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن جابر قال: لما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - النقباء من الأنصار قال لهم "تؤووني وتمنعوني" قالوا: فما لنا؟ قال: "لكم الجنة". أخرجه أبو يعلى (1887) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن داود به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 48 قلت: وهو كما قال، والحديث إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير معاوية بن هشام القصار وهو صدوق. ولم ينفرد به بل تابعه قَبيصة بن عقبة الكوفي قال: ثنا سفيان عن جابر وداود عن الشعبي عن جابر. أخرجه البزار (كشف 1755) عن مُحَمَّدْ بن معمر ثنا قبيصة به. ¬

_ (¬1) انظر حديث "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم"

وقال: لا نعلمه يُروى عن الشعبي عن جابر إلا بهذا الإسناد" 367 - عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول: والله لقد علمت أنّ عليا أحب إليك من أبي" قال الحافظ: وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 271 - 272) وفي "فضائل الصحابة" (38) عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن العَيزار بن حُريث عن النعمان بن بشير قال: جاء أبو بكر يستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأذن له فدخل فقال: يا ابنة أم رُومان، وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فحال النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينها، قال: فلما خرج أبو بكر جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لها يترضاها "ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك" قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها، قال: فأذن له فدخل, فقال له أبو بكر: يا رسول الله، أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما. ورواته ثقات إلا أنّ أبا إسحاق السبيعي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من العيزار، وكان قد اختلط أيضا وسماع إسرائيل منه بعد اختلاطه. - ورواه يونس بن أبي إسحاق واختلف عنه: • فرواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن يونس عن العيزار عن النعمان. أخرجه أحمد (4/ 275) وفي "الفضائل" (39) والبزار (3275) والطحاوي في "المشكل" (5309) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 144) وتابعه عمرو بن مُحَمَّدْ العنقزي أنا يونس به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9155) وفي "خصائص علي" (110) • ورواه حجاج بن مُحَمَّدْ الأعور عن يونس عن أبي إسحاق عن العيزار عن النعمان. أخرجه أبو داود (4999) 368 - حديث أبي رافع قال: استسلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رجل بَكراً، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة. ¬

_ (¬1) 8/ 23 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديثه، ولابن خزيمة: استسلف من رجل بكرا فقال: "إذا جاءت إبل الصدقة قضينا له" فلما جاءت إبل الصدقة أمر أبا رافع أنْ يقضي الرجل بكره، فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا خيارا رباعيا فقال: "أعطه إياه" (¬1). أخرجه مسلم (1600) عن أبي رافع أنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسلف من رجل بَكراً، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أنْ يقضي الرجل بَكْرَه، فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا خِيَارا رَبَاعيا، فقال: "أعطه إياه، إنّ خيار الناس أحسنهم قضاء". 369 - حديث أبي هريرة: شكا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - له مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا فقال: "استعينوا بالركب" قال الحافظ: أخرج أبو داود ما يدل على أنّه للاستحباب، وهو: فذكره، وأخرجه الترمذي أيضا" (¬2) أخرجه أحمد (2/ 339 - 340) وأبو داود (902) والترمذي (286) وابن المنذر في "الأوسط" (1451) وابن حبان (1918) والحاكم (1/ 229) والبيهقي (2/ 116 - 117) وفي "معرفة السنن" (3/ 35 و 36) عن الليث بن سعد والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 230) عن حيوة بن شريح المصري وأبو يعلى في "مسنده" (6664) وفي "معجمه" (28) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (272) عن مُحَمَّدْ بن الزبرقان الأهوازي ثلاثتهم عن مُحَمَّدْ بن عجلان المدني عن سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) 5/ 454 (كتاب الاستقراض - باب إستقراض الإبل) (¬2) 2/ 438 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود)

قلت: إنما أخرج مسلم لابن عجلان في المتابعات ولم يحتج به كما في "التهذيب". وقال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 1/ 412 قلت: اختلف فيه على سمي، فرواه السفيانان عنه عن النعمان بن أبي عياش الزرقي قال شكا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مشقة السجود، فقال "استعينوا بالركب" وفي لفظ: شكا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإعتماد بأيديهم بالسجود فرخص لهم أنْ يستعينوا بأيديهم على ركبهم في السجود. أخرجه عبد الرزاق (2928) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 203) عن سفيان الثوري وابن أبي شيبة (1/ 259) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 203) والبيهقي (2/ 117) عن سفيان بن عُيينة كلاهما عن سمي به. قاله البخاري: وهذا أصح بإرساله" وقال الترمذي: كأنّ هذه الرواية أصح من رواية الليث" وقال أبو حاتم: الصحيح حديث سمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل" العلل 1/ 191 وقال الدارقطني: وهو الصواب" العلل 10/ 86 وخالف في ذلك الشيخ أحمد شاكر فصحح الروايتين. قال: هؤلاء رووا الحديث عن سمي عن النعمان مرسلا، والليث بن سعد رواه عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة موصولا فهما طريقان مختلفان يؤيد أحدهما الآخر ويعضده والحديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 78 وما ذهب إليه البخاري ومن معه من ترجيح المرسل على الموصول عندي أصح، والله أعلم. وللحديث شاهد عن زيد بن أسلم قال: اشتكى المسلمون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التفرج في الصلاة فأمروا أنْ يستعينوا بركبهم.

أخرجه عبد الرزاق (2931) عن داود بن قيس المدني عن زيد (¬1) بن أسلم به. وهذا مرسل رجال ثقات. 370 - "استعينوا على صيام النهار بالسحور، وعلى قيام الليل بالقيلولة" قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه وابن خزيمة من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وفي سنده زَمْعَة بن صالح وفيه ضعف" (¬2) ضعيف أخرجه ابن ماجه (1693) وابن أبي عاصم والبزار كما في "المقاصد" (ص 55) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 88 - 89) وابن خزيمة (1939) والطبراني في "الكبير" (11625) وابن عدي (3/ 1084) والحاكم (1/ 425) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 142) والبيهقي في "الشعب" (4413) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1796) من طرق عن زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهْرَام عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا. قال البوصيري: هذا إسناد فيه زمعة بن صالح وهو ضعيف" مصباح الزجاجة 2/ 70 قلت: ذكره ابن حبان والنسائي والعقيلي في "الضعفاء" وقال أحمد وابن معين وأبوحاتم: ضعيف الحديث، وقال البخاري: ذاهب الحديث لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وقال أيضا: منكر الحديث كثير الغلط. وقواه بعضهم، لكن الأكثر على تضعيفه. وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وتكلم في رواية زمعة عنه. فقال أحمد: روى عنه زمعة أحاديث مناكير أخشى أنْ يكون حديثه حديثا ضعيفا. وقال ابن حبان: يعتبر بحديثه من غير رواية زمعة عنه. وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة. وللحديث شاهد عن طاوس مرسلا نحوه. أخرجه عبد الرزاق (7603) عن شيبة بن النعمان الصنعاني عن عمه إسماعيل بن شروس قال: سمعت طاوسا. ¬

_ (¬1) في المطبوعة "داود" وهو خطأ. (¬2) 13/ 311 (كتاب الاستئذان - باب القائلة بعد الجمعة)

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (4412) وفي "الآداب" (981) وشيبة بن النعمان ذكره ابن أبي حاتم ولم يحك فيه جرحا أو تعديلا. لاسماعيل بن شروس وثقه ابن المديني، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال معمر بن راشد: كان يثبج الحديث. أي يضعه، وذكره العقيلي في "الضعفاء". 371 - "استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فلا أزال استغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي" قال الحافظ: وروى الطبري من طريق شِبْل عن عمرو بن دينار قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، فقال أصحابه: لنستغفرنْ لآبائنا كما استغفر نبينا لعمه، فنزلت (¬1) " (¬2) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 41 - 42) عن المثنى بن إبراهيم الآملي الطبري ثنا أبو حذيفة ثنا شبل عن عمرو بن دينار به. والمثنى بن إبراهيم لم أقف له على ترجمة، وأبو حذيفة واسمه موسى بن مسعود النَّهْدي مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن بشار وغيره، وشبل بن عبَّاد وعمرو بن دينار ثقتان. - ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه: • فرواه ابن سعد (1/ 123 - 124) عن سفيان عن عمرو مرسلا. • ورواه أبو حُمَة مُحَمَّدْ بن يوسف اليماني عن سفيان عن عمرو عن جابر. أخرجه الحاكم (2/ 335) عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ أنبا المفضل بن مُحَمَّدْ الجَنَدي ثنا أبو حمة به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وقال لنا أبو علي على إثره: لا أعلم أحدا وصل هذا الحديث عن سفيان غير أبي حمة اليماني وهو ثقة، وقد أرسله أصحاب ابن عيينة" قلت: والمرسل أصح. 372 - عن ابن عمر أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى - ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين - الآية. (¬2) 10/ 125 (كتاب التفسير: سورة القصص - باب قوله: إنك لا تهدي من أحببت)

القيوم وأتوب إليه" في المجلس قبل أنْ يقوم مائة مرة. قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند جيد من طريق مجاهد عن ابن عمر، وله من رواية مُحَمَّدْ بن سُوْقَة عن نافع عن ابن عمر بلفظ: إنا كنا لنعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور" مائة مرة" (¬1) صحيح وله عن ابن عمر طرق: الأول:- يرويه مُحَمَّدْ بن سُوْقَة الغَنَوي عن نافع عن ابن عمر قال: إنْ كنا لنعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد مائة مرة يقول "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور" وفي لفظ: "التواب الرحيم" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 297 - 298 و 13/ 462) وأحمد (2/ 21) وعبد بن حميد (786) والبخاري في "الأدب المفرد" (618) وأبو داود (1516) وابن ماجه (3814) والترمذي (3434) وابن نصر في "قيام الله" (ص 84) والنسائي في "اليوم والليلة" (458) والطبراني في "الدعاء" (1825) وابن السني في "اليوم والليلة" (370 و 448) وابن منده في "التوحيد" (239) وتمام (4) والبيهقي في "الدعوات" (144) وفي "الشعب" (632) وفي "الأسماء" (ص 99) وفي "القضاء والقدر" (373) وابن عساكر (¬2) في "معجم الشيوخ" (240) والبغوي في "شرح السنة" (1289) وفي "الشمائل" (1149) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 73) من طرق عن مالك بن مِغْول عن مُحَمَّدْ بن سوقة به. وأخرجه الترمذي (5/ 495) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن أبي عمر العَدَني ثنا سفيان عن مُحَمَّدْ بن سوقة به. وأخرجه ابن حبان (927) عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن سَلْم ثنا ابن أبي عمر به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن مجاهد عن ابن عمر قال: كنت عند رسول الله ¬

_ (¬1) 13/ 346 (كتاب الدعوات - باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - فى اليوم والليلة) (¬2) ووقع فى روايته: عن مالك بن مغول وابن سوقة, وهو خطأ نبه عليه ابن عساكر.

(جالسا فسمعته استغفر مائة مرّة، يقول "اللهم اغفر لي وارحمني وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور (¬1) " أخرجه أحمد (2/ 67) والنسائي في "اليوم والليلة" (459) واللفظ له والطبراني في "الدعاء" (1824) من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي ثنا أبو إسحاق به. وإسناده ضعيف، أبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضا، وسماع زهير منه بعد اختلاطه. الثالث: يرويه يونس بن خَبَّاب البصري واختلف عنه: • فقال شعبة: عن يونس بن خباب ثنا أبو الفضل أو ابن الفضل عن ابن عمر أنّه كان قاعدا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور" حتى عدّ العاد بيده مائة مرّة" أخرجه أحمد (2/ 84) عن مُحَمَّدْ بن جعفر البصري ثنا شعبة به. ورواه أبو داود الطيالسي (ص 262) عن شعبة فقال فيه: سمعت أبا الفضل - ولم يشك - وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (460) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو داود به. وأخرجه المزي (43/ 189) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا أبو داود به. وأبو الفضل قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول. • وقال يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني: عن يونس بن خباب عن مجاهد عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13532) والأول أصح، ويحيى بن يعلى قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالقوي، وقال البخاري: مضطرب الحديث. ويونس بن خباب ذكره النسائي والعقيلي والدارقطني وابن حبان في الضعفاء. ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد "الرحيم أو إنك تواب غفور"

373 - حديث بُريدة: فكان الناس فيه فرقتين: قائل يقول: قد هلك، لقد أحاطت به خطيئته. وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، فلبثوا ثلاثا ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "استغفروا لماعز بن مالك" وقال "لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسعتهم" قال الحافظ: وفي حديث بريدة عند مسلم (1695): فذكره" (¬1) 374 - "استفت قلبك وان أفتوك" قال الحافظ: ويؤيده الحديث المشهور: فذكره" (¬2) روي من حديث وابصة بن معبد ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث أبي ثعلبة الخُشَني فأما حديث وابصة فله عنه طريقان: الأول: يرويه الزبير أبو عبد السلام البصري عن أيوب بن عبد الله بن مِكْرَز الفهري عن وابصة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أريد أنْ لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه، فأتيته، وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه، فجعلت أتخطاهم إليه، فقالوا: إليك يا وابصة، فقلت لهم: دعوني أدنو منه، فإنه أحبّ الناس إليّ أنْ أدنو منه، فقال "دَعُوا وابصة، أدن يا وابصة، أدن يا وابصه" فدنوت، فجلست بين يديه، فقال لي "يا وابصة أتسالني أو أخبرك؟ " قلت: بل أخبرني يا رسول الله، قال "جئتَ تسأل عن البر والإثم؟ " قلت: نعم، فجمع أنامله، ثم جعل ينكت بهنّ في صدري، ويقول "يا وابصة استفت قلبك، واستفت نفسك، يا وابصة استفت قلبك، واستفت نفسك، البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حال في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك - ثلاث مرات ـ" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (753) وأحمد (4/ 228) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 144 - 145) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 60) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 23 - 24 و 6/ 255) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 292 - 293) عن يزيد بن هارون الواسطي والدارمي (2536) عن سليمان بن حرب البصري ¬

_ (¬1) 15/ 141 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى) (¬2) 1/ 232 (كتاب العلم - باب ما يستحب للعالم إذا سئل)

وأبو الشيخ في "الأمثال" (237) عن هُدْبة بن خالد البصري وأبو يعلى في "مسنده" (1586) وفي "المفاريد" (97) والطبراني في "الكبير" (22/ 148 - 149) عن إبراهيم بن الحجاج السامي وأبو يعلى في "مسنده" (1587) وفي "المفاريد" (98) عن علي بن حمزة المعولي والطحاوي في "المشكل" (2139) عن حجاج بن مُحَمَّدْ المصيصي كلهم عن حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام به. واللفظ للمعولي ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة أنا الزبير أبو عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز - ولم يسمعه منه قال: حدثني جلساؤه وقد رأيته - عن وابصة. قال عفان: حدثني غير مرة ولم يقل حدثني جلساؤه. أخرجه أحمد (4/ 228) وقوله "قد رأيته" قال الهيثمي: يعني وابصة بن معبد" المجمع 1/ 175 والسياق يشعر بأنّه رأى أيوب بن عبد الله لا وابصة، والله تعالى أعلم. قال أبو نعيم: غريب من حديث الزبير أبي عبد السلام لا أعرف له راويا غير حماد" وقال النووي: حديث حسن" الأربعون (حديث رقم 27) - رياض الصالحين ص 220 - المجموع 9/ 138 وقال البوصيري ت مدار إسناد الحديث على أيوب بن عبد الله بن مكرز وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 1/ 170 وقال في "الإتحاف" (1/ 309): وهو مجهول" وقال الهيثمي (¬1): وفيه أيوب بن عبد الله بن مكرز قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. ووثقه ابن حبان" المجمع 1/ 175 ¬

_ (¬1) وسبقه إلى ذكر كلام ابن عدي في ابن مكرز الإمام الذهبي في "الميزان" و"المغني" فلعل الهيثمي نقله منه.

قلت: لم يذكر ابن عدي أيوب بن عبد الله بن مكرز في كتابه، وإنما ذكر أيوب بن عبد الله الملاح البصري وذكر له حديثا ثم قال: وهو من هذا الطريق لا يتابع عليه (¬1). وأما أيوب بن عبد الله بن مكرز فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. والزبير أبو عبد السلام ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكرا هما ولا ابن حبان راويا عنه إلا حماد بن سلمة فهو مجهول. ورواية عفان بن مسلم تدل على أنّه لم يسمع هذا الحديث من أيوب بن عبد الله بن مكرز. قال ابن رجب: ففي إسناد هذا الحديث أمران يوجب كلٌ منهما ضعفه: أحدهما: انقطاعه بين الزبير وأيوب، فإنه رواه عن قوم لم يسمعهم. والثاني: ضعف الزبير هذا، قال الدارقطني: روى أحاديث مناكير، وضعفه ابن حبان أيضا، لكنّه سماه أيوب بن عبد السلام، فأخطأ في اسمه" جامع العلوم 2/ 94 قلت: لم يخطىء ابن حبان في اسمه وإنما هو راو آخر غير الزبير يروي عن أبي بكرة ذكره في "المجروحين" وقال: كان كذابا. وأما الزبير فذكره في "الثقات" وكلاهما قد روى عنه حماد بن سلمة فلعل ابن رجب اغتر برواية حماد عنه فظنه هو والله أعلم. الثاني: يرويه معاوية بن صالح الحمصي ثني أبو عبد الله (¬2) مُحَمَّدْ الأسدي (¬3) أنّه سمع وابصة يقول: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله عن البر والاثم، فقال: "يا وابصة جئت تسألني عن البر والإثم؟ " قلت: والذي بعثك بالحق إنه الذي جئت أسألك عنه، قال: "البرّ ما انشرح صدرك، والإثم ما حال في صدرك، وإنْ أفتاك عنه الناس". أخرجه أحمد (4/ 227) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 144) والبزار (كشف 183) والطبراني في "الكبير" (22/ 147 - 148) وفي "مسند الشاميين" (2000) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 292) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (157) من طرق عن معاوية بن صالح به. ¬

_ (¬1) انظر "الكامل" 1/ 349 (¬2) وقع في "المسند" أبو عبد الرحمن وهو خطأ. انظر جامع العلوم 2/ 94 (¬3) مسند أحمد "السلمي" ولم يسمه.

قال البزار: أبو عبد الله الأسدي لا نعلم أحدا سماه" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار وفيه أبو عبد الله السلمي وقال في البزار الأسدي عن وابصة وعنه معاوية بن صالح ولم أجد من ترجمه" المجمع 1/ 175 وقال ابن رجب: والسلمي هذا قال علي بن المديني: مجهول. وقال البزار: لا نعلم أحدا سماه، كذا قال، وقد سمي في بعض الروايات محمدا. قال عبد الغني بن سعيد الحافظ: لو قال قائل: إنه مُحَمَّدْ بن سعيد المصلوب، لما دفعت ذلك، والمصلوب هذا صلبه المنصور في الزندقة، وهو مشهور بالكذب والوضع، ولكنه لم يدرك وابصة" جامع العلوم 2/ 94 قلت: ترجمه البخاري (1/ 1/ 144) وابن أبي حاتم (4/ 1/ 132) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 370) وقال: لا أدري من هو. وأما حديث واثلة فله عنه طريقان: الأول:. يرويه العلاء بن ثعلبة الأسدي عن أبي المَلِيح بن أسامة عن واثلة قال: تدانيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمسجد الخيف فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة، أي:. تنح عن وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "دعوه إنما جاء يسأل" قال: فدنوت، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك. قال "لتفتك نفسك" قلت: وكيف لي بذلك؟ قال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون" وذكر الحديث. أخرجه أبو يعلى (7492) والطبراني في "الكبير" (22/ 78 - 79) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 197 - 198) عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي وابن أبي الدنيا في "الورع" (39) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1118 و 2498) عن الخطاب بن عثمان الفوزي وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 44) عن عبد الرحمن بن مهدي قالوا: ثنا عبيد (¬1) بن القاسم ثنا العلاء بن ثعلبة به. ¬

_ (¬1) سماه بعض المحققين "عبثر" وأخطأوا في ذلك. انظر ترجمة أحمد بن المقدام والخطاب بن عثمان في "تهذيب الكمال" فقد ذكر المزي عبيد بن القاسم في شيوخهما. وكذا هو في "مسند أبي يعلى" وغيره، وانظر ترجمة عبيد بن القاسم في "تهذيب التهذيب" فقد ذكر الحافظُ العلاءَ بن ثعلبة في شيوخه.

وعبيد بن القاسم هو الأسدي الكوفي كذبه ابن معين وغيره، والعلاء بن ثعلبة قال أبو حاتم: مجهول. وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة العلاء بن ثعلبة" مختصر الإتحاف 1/ 171 الثاني: يرويه إسماعيل بن عبد الله الكندي عن طاوس عن واثلة قال: فذكر حديثا وفيه "فإنّ اليقين ما استقر في الصدر واطمأن إليه القلب وإنْ أفتاك المفتون ... " أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 81) عن أحمد بن المعلي الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا بقية بن الوليد ثني إسماعيل بن عبد الله به. قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف" المجمع 10/ 294 وأما حديث أبي ثعلبة الخُشَني فأخرجه أحمد (4/ 194) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق98/ ب) والطبراني في "الكبير" (22/ 219) وفي "مسند الشاميين" (782) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 30) وابن بشران (274) من طريق زيد بن يحيى الدمشقي ثنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر قال: سمعت مسلم بن مِشْكَم قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: قلت: يا رسول الله، أخبرني بما يحل لي ويحرم علي. قال: فصعّد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصوّب في النظر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "البرّ ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإنْ أفتاك المفتون". قال ابن رجب: هذا إسناد جيد، وعبد الله بن العلاء بن زبر ومسلم بن مشكم ثقتان مشهوران" جامع العلوم 2/ 95 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 176 قلت: وهو كما قالا. 375 - "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإنْ لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عوتقكم فأبيدوا خضراءهم، فإنْ لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء" قال الحافظ: أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث ثوبان رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا لأنّ راويه سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، وله شاهد في الطبراني من حديث النعمان بن بشير بمعناه" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 16/ 233 - 234 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش)

روي من حديث ثوبان ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث أم هانئ فأما حديث ثوبان فأخرجه أحمد (5/ 277) والخلال في "السنة" (80) وفي "العلل" (المنتخب لابن قدامة 82) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 126/ ب) والطبراني في "الصغير" (201) و "الأوسط" (7811) وأبو الشيخ في "الطبقات" (361) والخطابي في "الغريب" (1/ 361) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 124) والخطيب في "التاريخ" (12/ 146 - 147) من طرق عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإذا لم يفعلوا، فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم، فإذا لم تفعلوا، فكونوا زراعين أشقياء تأكلوا من كدّ أيديكم" قال مهنا: سألت أحمد عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح، سالم بن أبي الجَعْد لم يلق ثوبان" السنة للخلال ص 127 والعلل له ص 162 وقال الهيثمي: رجال الصغير ثقات" المجمع 5/ 195 و 228 قلت: لكن إسناده ضعيف لانقطاعه. وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه الطبراني كما في "المجمع" (5/ 228) ولفظه "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم". قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" وأما حديث أم هانئ فيرويه الحِمَّاني عن علي بن عابس عن أبي فزارة عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ مرفوعا مثل حديث ثوبان. قال مهنا عن أحمد: ليس بصحيح، هو منكر" السنة للخلال ص 128 والعلل له ص 162 - 163 قلت: علي بن عابس وأبو صالح باذام ضعيفان. 376 - "استقيموا ولن تُحْصُوا" سكت عليه الحافظ (¬1) (¬2). صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 485 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم إلا واحدة) (¬2) وذكر قطعة من الحديث في موضع آخر وقال: صحيح 2/ 9

ورد من حديث ثوبان ومن حديث ابن عمرو ومن حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ربيعة الجرشي ومن حديث عائشة. فأما حديث ثوبان فله عنه طرق: الأول: يرويه سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنْ خير أعمالكم الصلاة, ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" أخرجه الطيالسي (ص 134) وعبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 187) وأحمد (5/ 276 - 277 و 282) والدارمي (661) وابن أبي شيبة (34) وابن أبي عمر في "الإيمان" (22 و 23) وفي "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 41) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (2) والحسين بن الحسن المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1040) وابن ماجه (277) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (168 و170) وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 263) وأبو بكر المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (19) والروياني (614 و 615 و 616 و 619) وابن البختري في "الأمالي" (66) والطبراني في "الصغير" (1/ 11 و 2/ 88) وفي "مسند الشاميين" (1335) وفي "الأوسط" (7015) وأبو الشيخ في "الأقران" (401) وابن المقرئ في "الأربعين" (26) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 97 و98) والحاكم (1/ 130) والبيهقي (1/ 82 و 457) وفي "الشعب" (2457 و 2545) وفي "الأربعين الصغرى" (ص 113 - 114) وفي "القضاء والقدر" (297) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 318 و 318 - 319) والخطيب في "التاريخ" (1/ 293) وفي "المتفق والمفترق" (54) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (88) والقشيري في "رسالته" (ص 103) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (42 و 419 و 1897) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (897) والبغوي في "شرح السنة" (155) من طرق عن سالم بن أبي الجعد (¬1) به. قال ابن حبان: خبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع، فلذلك تنكبناه" الإحسان 3/ 312 ¬

_ (¬1) رواه الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني عن سفيان الثوري عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 108) وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن قتيبة.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولست أعرف له علة يعلل بمثلها مثل هذا الحديث" وتعقبه البوصيري فقال: قلت: علته أنّ سالما لم يسمع من ثوبان. قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري وغيرهم. وقال: هذا الحديث رجاله ثقات أثبات إلا أنَّه منقطع بين سالم وثوبان فإنّه لم يسمع منه بلا خلاف" مصباح الزجاجة 1/ 41 وقال البيهقي: حديث سالم بن أبي الجعد منقطع فإنه لم يسمع من ثوبان" وقال البغوي: هذا منقطع ويروى متصلا عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن ثوبان" وقال الذهبي: أخرجه ابن ماجه من حديث منصور عن سالم وهو لم يدرك ثوبان" المهذب 1/ 100 وقال العراقي في "أماليه": حديث حسن رواته ثقات إلا أنّ في سنده انقطاعا بين سالم وثوبان كما قال ابن حبان" فيض القدير 1/ 497 قلت: وخفي هذا الانقطاع على المنذري فحكم على الإسناد بالصحة. الترغيب 1/ 162 وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على هذا الانقطاع فقال ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (171): ثنا يحيى بن يحيى أنا جرير عن منصور عن سالم قال: حُدثت عن ثوبان. وإسناده إلى سالم صحيح. الثاني: يرويه حسان بن عطية الدمشقي أنّ أبا كبشة السلولي حدّثه أنّه سمع ثوبان رفعه "سددوا وقاربوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" أخرجه أحمد (5/ 282) والدارمي (662) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (167) وابن حبان (1037) والطبراني في "الكبير" (1444) وابن شاهين في "الترغيب" (34) والبيهقي في "الشعب" (2459) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 319) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن ثوبان ثني حسان بن عطية به. قال البيهقي: هذا إسناد موصول" قلت: وهو إسناد حسن رواته كلهم ثقات غير ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت وحديثه في مرتبة الحسن.

الثالث: يرويه حَرِيز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن ثوبان مرفوعا "استقيموا تفلحوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن". أخرجه أحمد (5/ 280) والطبراني في "مسند الشاميين" (1078) وإسناده صحيح إنْ كان عبد الرحمن سمع من ثوبان فإنّه لم يذكر سماعا منه، وقد وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف" و"المجرد"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وقال ابن المديني: مجهول لم يَرو عنه غير حريز. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وتد تابعه غير واحد. الرابع: يرويه حريز بن عثمان عن سلمان بن سُمَير الألهاني عن ثوبان مرفوعا "إنْ تستقيموا تفلحوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" أخرجه تمام في "فوائده" (57/ ب) عن أبي الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ثنا مُحَمَّدْ بن أحمد بن زرقان المصيصي ثنا حجاج بن مُحَمَّدْ الأعور ثنا حريز به. وسلمان بن سمير وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وقد توبع كما تقدم. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن ماجه (278) والبزار (2317) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (169) والبيهقي في "الشعب" (2458 و 2546) وفي "الأربعين الصغرى" (ص 115 - 116) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 319) من طرق عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعا "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنّ من أفضل أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" قال البوصيري: إسناده ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم" مصباح الزجاجة 1/ 41 وأما حديث سلمة بن الأكوع فأخرجه العقيلي (4/ 168) والطبراني في "الكبير" (6270) من طريق مُحَمَّدْ بن عمر الواقدي عن موسى بن مُحَمَّدْ بن إبراهيم الهذلي عن الناس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه رفعه "استقيموا ولن تحصوا، واعملوا أنّ أفضل أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" قال العقيلي: موسى بن مُحَمَّدْ بن إبراهيم لا يتابع. قال: هذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد ثابت عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: والواقدي متروك وكذبه غير واحد.

وأما حديث جابر فأخرجه الحاكم (1/ 130) من طريق أبي بلال الأشعري ثنا مُحَمَّدْ بن خازم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا به. وقال: وهم فيه أبو بلال الأشعري على أبي معاوية" قلت: مراده أنّ جماعة الرواة رووه عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان، ورواه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم عنه عن أبي سفيان عن جابر، ونسب هذا الوهم إلى أبي بلال الأشعري واسمه مِرْدَاس بن مُحَمَّدْ، وقد ضعفه الدارقطني ولينه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد (¬1). وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (279) والطبراني في "الكبير" (8124) والبيهقي في "الشعب" (2547) من طريق سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب أنا إسحاق بن أسيد عن أبي حفص الدمشقي عن أبي أمامة مرفوعا "استقيموا ونِعِمَّا إنْ استقمتم، وخير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" وإسناده ضعيف، إسحاق بن أسيد قال أبو حاتم: ليس بالمشهور ولا يشتغل به، وقال أبو أحمد الحاكم: مجهول، وقال يحيى بن بكير: لا أدري حاله، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. وأبو حفص الدمشقي قال البيهقي: مجهول لم يسمع من أبي أمامة. قاله الدارقطني، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 162) والحافظ في "التقريب": مجهول. وأما حديث رييعة الجرشي فأخرجه الطبراني في "الكبير" (4596) وأبو نعيم في "الصحابة" (2766) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لَهيعة ثني الحارث بن يزيد أنّه سمع ربيعة الجرشي رفعه "استقيموا ونعما إنْ استقمتم، وحافظوا على الوضوء فإنّ خير عملكم الصلاة، وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وإنّه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرّا إلا وهي مخبرة" قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 1/ 241 قلت: وربيعة الجرشي مختلف فيه. وأما حديث عائشهْ فأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1438) من طريق أبي ¬

_ (¬1) انظر "لسان الميزان" ترجمة أبي بلال الأشعري.

بكر مُحَمَّدْ بن المنهال المصري ثنا أبو حبيب القراطيسي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "استقيموا ونعم ما إنْ استقمتم، وحافظوا على الصلوات، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن، وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وليس من عامل عليه خيرا أو شرّا إلا وهي مخبرة به يوم القيامة" وقال: حديث منكر" 377 - "استكثروا من النعال فإنّ الرجل لا يزال راكبا ما انتعل" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2096) من حديث جابر رفعه: فذكره" (¬1) 378 - عن وائل بن حُجْر قال: استكرهت امرأة في الزنا فدرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها الحد. قال الحافظ: وعند ابن أبي شيبة فيه حديث مرفوع عن وائل بن حجر قال: فذكره، وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 549 - 550) وأحمد (4/ 318) وابن ماجه (2598) والترمذي (1453) وفي "العلل" (2/ 618) والطبراني في "الكبير" (22/ 29 - 30) والدارقطني (3/ 92 - 93) والبيهقي (8/ 215 و 235) من طريق مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن الحجاج بن أرطأة عن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه قال: استكرهت امرأة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فدرأ عنها الحد وأقامه على الذي أصابها. قال الترمذي: هذا حديث كريب وليس إسناده بمتصل، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه. قال: سمعت محمدا - هو البخاري - يقول: عبد الجبار بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه ولا أدركه، يقال: إنّه ولد بعد موت أبيه بأشهر" وقال في "العلل" قال مُحَمَّدْ: الحجاج بن أرطأة لم يسمع من عبد الجبار بن وائل" وقال البيهقي: وفي هذا الإسناد ضعف من وجهين أحدهما: أنّ الحجاج لم يسمع من عبد الجبار، والآخر: أنّ عبد الجبار لم يسمع من أبيه. قاله البخاري وغيره" ¬

_ (¬1) 12/ 426 (كتاب اللباس - باب النعال السبتية) (¬2) 15/ 354 (كتاب الإكراه - باب إذا استكرهت المرأة على الزنا)

قلت: والحجاج قال أحمد وابن معين في رواية عنه وأبو حاتم والحاكم والدارقطني: لا يحتج بحديثه. واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه القاسم بن نافع السُّوَارِقي عنه عن عون بن أبي جُحيفة عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - درأ الحد عن امرأة استكرهت. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 106) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا القاسم بن نافع به. والقاسم قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. 379 - "استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثة" قال الحافظ: رواه أحمد وأبو داود والحاكم من حديثه (أي ابن عباس) مرفوعا: فذكره، ولأبي داود الطيالسي "إذا توضأ أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين أو ثلاثا" وإسناده حسن" (¬1) حسن أخرجه الطيالسي (ص 356) عن ابن أبي ذئب عن قارظ عن أبي غَطَفَان قال: رأيت ابن عباس توضأ فمضمض واستنشق مرتين مرتين وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا مضمض أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين بالغتين أو ثلاثا". ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 49) وأخرجه أحمد (1/ 228 و 352) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 201) وأبو داود (141) وابن ماجه (408) والنسائي في "الكبرى" (111) والطبراني في "الكبير" (10784) والحاكم (1/ 148) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 223 - 224) من طرق عن ابن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان المري قال: دخلت على ابن عباس فوجدته يتوضأ، فمضمض واستنثر، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "استنثروا اثنتين بالغتين أو ثلاثا" وفي لفظ "استنشقوا مرتين والأذنان من الرأس" وإسناده حسن كما قال الحافظ. قارظ بن شيبة قال النسائي: ليس به بأس، وأبو غطفان قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ثقة. 380 - حديث أبي هريرة مرفوعا "استنزهوا من البول فإنّ عامة عذاب القبر منه" ¬

_ (¬1) 1/ 272 (كتاب الوضوء - باب الاستنثار في الوضوء)

قال الحافظ: صححه ابن خزيمة وغيره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وقد روى أصحاب السنن من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ. أخرجه الدارقطني (1/ 128) عن عبد الباقي بن قانع ثنا عبد الله بن مُحَمَّدْ بن صالح السمرقندي ثنا مُحَمَّدْ بن الصباح السمان البصري ثنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون به. وقال: الصواب مرسل" قلت: ومحمد بن الصباح ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: لا يعرف، وخبره منكر. الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "أكثر عذاب القبر من البول" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 122) وأحمد (2/ 326 و 388 و 389) وابن ماجه (348) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 138) والطحاوي في "المشكل" (5192 و 5193) والدينوري في "المجالسة" (31) والآجري في "الشريعة" (ص 362 و 363) وابن المقرئ في "المعجم" (1196) والدارقطني (1/ 128) والحاكم (1/ 183) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 14) والبيهقي (2/ 412) وفي "إثبات عذاب القبر" (120) والجورقاني في "الأباطيل" (1/ 361 - 362) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 338 - 339) من طريق أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش به. قال البيهقي: قال الترمذي: سألت البخاري عن هذا الحديث فقال: حديث صحيح" وقال الدارقطني: صحيح" ¬

_ (¬1) 1/ 349 (كتاب الوضوء - باب أبواب الإبل والدواب) (¬2) 3/ 485 (كتاب الجنائز - باب عذاب القبر من الغيبة والبول)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة" وقال الجورقاني: هذا حديث حسن مشهور" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله عن آخرهم محتج بهم في الصحيحين" مصباح الزجاجة 1/ 51 قلت: وهو كما قالوا، ورواية الأعمش عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على السماع كما قال الذهبي في "الميزان". وأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (642) والبزار (كشف 243) والطحاوي في "المشكل" (5194) والطبراني في "الكبير" (11120) والدارقطني (1/ 128) والحاكم (1/ 183 - 184) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 357) والبيهقي في "معرفة السنن" (3/ 368) وفي "إثبات عذاب القبر" (121) من طريق أبي يحيى القَتَّات عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "عامة عذاب القبر من البول، فاستنزهوا من البول" قال الدارقطني: لا بأس به" وقال المنذري: والقتات مختلف في توثيقه" الترغيب 1/ 139 وقال الهيثمي: وفيه أبو يحيى القتات وثقه ابن معين في رواية وضعفه الباقون" المجمع 1/ 207 وقال البوصيري: سنده حسن" مختصر الإتحاف 1/ 196 وقال الحافظ: إسناده حسن، ليس فيه غير أبي يحيى القتات وفيه لين" التلخيص 1/ 106 قلت: تابعه العوام بن حَوْشَب عن مجاهد عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في"الكبير" (11104) ثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن خراش عن العوام به. وإسناده ضعيف جدا. عبد الله بن خراش هو الحوشبي قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه ابن عمار الموصلي واتهمه الساجي بوضع الحديث. وخالفهما منصور بن المعتمر فرواه عن مجاهد عن ابن عباس قال: مَرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -

"يعذبان وما يعذبان في كبير" ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة" ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين ... الحديث. أخرجه البخاري (فتح 1/ 329 - 332) وابن خزيمة (55) وغيرهما. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو جعفر الرازي عن قتادة عن أنس مرفوعا "تنزهوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر منه" أخرجه الدارقطني (1/ 127) عن أبي سهل أحمد بن مُحَمَّدْ بن عبد الله بن زياد القطان البغدادي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن الجعد عن أبي جعفر به. وقال: المحفوظ مرسل" الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثُمَامة بن أنس عن أنس مرفوعا "استنزهوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر من البول". ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 26) من جهة حَبّان البصري بن هلال وحرمي بن حفص البصري وإبراهيم بن الحجاج السامي عن حماد بن سلمة به. واختلف فيه على حماد، فرواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عنه عن ثمامة مرسلا. أخرجه ابن أبي حاتم. قال أبو حاتم: وهذا أشبه عندي" وقال أبو زرعة: المحفوظ عن حماد عن ثمامة عن أنس، وقصر أبو سلمة" قلت: وهو كما قال، وثمامة هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك نسب إلى جده. وأما حديث الحسن فله عنه طريقان: الأول: يرويه خالد عن يونس بن عبيد عن الحسن مرفوعا "استنزهوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر من البول". أخرجه سعيد بن منصور كما في "التلخيص" قال الحافظ: رواته ثقات مع إرساله" الثاني: يرويه وكيع عن مبارك بن فَضالة عن الحسن مرفوعا "استنزهوا البول، فإنّ عذاب القبر من البول"

أخرجه هناد في "الزهد" (361) وفيه عنعنة مبارك فإنّه كان مدلسا. 381 - عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: استنشدني النبي - صلى الله عليه وسلم - من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته حتى أنشدته مائة قافية. قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (¬1) أخرجه مسلم (2255) 382 - حديث المغيرة بن شعبة: فقال رجل من عصبة القاتلة: يغرم، فذكر نحوه وفيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أسَجْع كسجع الأعراب" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1682) " (¬2) 383 - عن عُوَيم قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حَمَل بن مالك بن النابغة، فضربت أم عفيف مليكة بِمِسْطَح، الحديث، وقال فيه: فقال العلاء بن مسروح: يا رسول الله، أنغرم من لا شرب ولا أكل؟ الحديث وفي آخره "أسَجْع كسجع الجاهلية" قال الحافظ: أخرج أحمد من طريق عمرو بن تميم بن عويم عن أبيه عن جده قال: فذكره" (¬3) أخرجه ابن أبي خيثمة والهيثم بن كليب كما في "الإصابة" (7/ 183) والطبراني في "الكبير" (17/ 141 - 142) وأبو نعيم في "الصحابة" (5325 و 5516) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 514) وابن بشكوال في "الغوامض" (198) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 368 - 369) من طريق مُحَمَّدْ بن سليمان بن مَسْمُول عن عمرو بن تميم بن عويم عن أبيه عن جده قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حمل بن مالك بن النابغة، فضربت أم عفيف مليكة بِمِسْطح بيتها وهي حامل فقتلتها وما في بطنها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها بالدية وفي جنينها بِغُرَّة عبد أو وليدة، فقال أخوها العلاء بن مسروح: يا رسول الله، أنغرم من لا أكل ولا شرب ولانظر ولا استهل، فمثل هذا يُطَل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أسجع كسجع الجاهلية" ¬

_ (¬1) 13/ 157 (كتاب الأدب- باب ما يجوز من الشعر) (¬2) 12/ 327 - 328 (كتاب الطب - باب الكهانة) (¬3) 12/ 327 - 328 (كتاب الطب - باب الكهانة)

وإسناده ضعيف لضعف مُحَمَّدْ بن سليمان بن مسمول. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الباب المذكور وفي الديات، وأخرجه مسلم (1681) أيضا. وله شاهد آخر من حديث المغيرة بن شعبة أخرجه مسلم (1682) 384 - "اسعوا فإنّ الله كتب عليكم السعي" قال الحافظ: واحتج ابن المنذر للوجوب بحديث صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تِجْرَاه - بكسر المثناة وسكون الجيم بعدها راء ثم ألف ساكنة ثم هاء - وهي إحدى نساء بني عبد الدار قالت: دخلت مع نسوة من قريش دار آل أبي حسين فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسعى وإنّ مئزره ليدور من شدة السعي وسمعته يقول: فذكره، أخرجه الشافعي وأحمد وغيرهما، وفي إسناد هذا الحديث عبد الله بن المُؤَمل وفيه ضعف، ومن ثم قال ابن المنذر: إنْ ثبت فهو حجة في الوجوب. قلت: له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة مختصرة، وعند الطبراني عن ابن عباس كالأولى، وإذا انضمت إلا الأولى قويت، واختلف على صفية بنت شيبة في اسم الصحابية التي أخبرتها به ويجوز أنْ تكون أخذته عن جماعة فقد وقع عند الدارقطني عنها: أخبرتني نسوة من بني عبد الدار فلا يضره الاختلاف" (¬1) ترويه صفية بنت شيبة واختلف عنها: فقيل: عن صفية قالت: أخبرتني بنت أبي تِجْرَاه إحدى نساء بني عبد الدار قالت: دخلت مع نسوة من قريش دار ابن أبي الحسين ننظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يسعى بين الصفا والمروة، فرأيته يسعى وإنّ مئزره ليدور من شدة السعي حتى إني لأقول إني لا أرى ركبتيه وسمعته يقول "اسعوا فإنّ الله كتب عليكم السعي". أخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 178) عن عبد الله بن المؤمل العائذي عن عمر بن عبد الرحمن بن مُحَيْصِن عن عطاء بن أبي رباح عن صفية به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 226) وابن عدي (4/ 1456) والدارقطني (2/ 256) وفي "المؤتلف" (1/ 316 - 317) وأيو نعيم في "الحلية" (9/ 159) والبيهقي (5/ 98) وفي "معرفة السنن" (7/ 251 - 252) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 100 - 101) والبغوي في "شرح السنة" (1921) وفي "معالم التنزيل" (1/ 131) من طرق عن الشافعي به. ¬

_ (¬1) 4/ 244 (كتاب الحج - باب وجوب الصفا والمروة)

ورواه غير واحد عن عبد الله بن المؤمل عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء عن صفية عن حبيبة بنت أبي تجراه، منهم: 1 - مُحَمَّدْ بن ماهان القصبي. أخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (ص 157) 2 - حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 226) 3 - سُريج بن النعمان البغدادي. أخرجه أحمد (6/ 421 - 422) والطبراني في "الكبير" (24/ 225) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 99 - 100) وأبو نعيم في "الصحابة" (7571) (¬2) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 99 - 100) 4 - معاذ بن هانئ البهراني. أخرجه ابن سعد (8/ 247) عنه به. وأخرجه الطحاوي كما في "الاستيعاب" (12/ 248) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري عن معاذ بن هانئ به. وخالفهما مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني فرواه عن معاذ بن هانئ عن عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن محيصن عن عطاء عن صفية عن حبيبة بنت أبي تجراه. أخرجه الدارقطني (¬3) (2/ 255) 5 - يونس بن مُحَمَّدْ المؤدب. أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 59) من طريق أحمد بن حنبل (¬4) عن يونس به. ¬

_ (¬1) لم يقل "بنت أبي تجراه". (¬2) سقط من إسناد أحمد "عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن" ووقع عنده "حبيبة بنت أبي تجزئه" وسقط من إسناد الطبراني "عن عطاء"، وسقط من إسناد أبو نعيم وابن عبد البر "عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن". (¬3) وفي "المؤتلف" (1/ 317) أيضا لكن وقع فيه: عن ابن محيصن. (¬4) هو في "مسنده" (6/ 421) لكن سقط منه "عن صفية" وقال "عن حبيبة بنت أبي تجزئة" وهكذا رواه الحاكم (4/ 70) من طريق مُحَمَّدْ بن عبيد الله المنادي ثنا يونس بن مُحَمَّدْ به. لم يذكر صفية وقال: عن حبيبة بنت أبى تجراه".

واختلف فيه على يونس بن مُحَمَّدْ، فرواه مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني عنه عن عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن محيصن عن عطاء عن صفية عن حبيبة بنت أبي تجراه. أخرجه الدارقطني (¬1) (2/ 255) 6 - الفضل بن دكين. أخرجه ابن عبد البر 2/ 101 واختلف فيه على عبد الله بن المؤمل، فرواه مُحَمَّدْ بن بشر العبدي عنه قال: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء عن حبيبة بنت أبي تجراه، لم يذكر صفية. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3296) عن ابن أبي شيبة ثنا مُحَمَّدْ بن بشر به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 226 - 227) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن عبد البر (2/ 101) من طريق مُحَمَّدْ بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. وقال: أخطأ ابن أبي شيبة أو شيخه في موضعين من الإسناد، أحدهما أنّه جعل في موضع عمر بن عبد الرحمن عبد الله بن أبي حسين، والآخر أنّه أسقط صفية بنت شيبة من الإسناد فأفسد إسناد هذا الحديث، وهو خطأ لا شك فيه" وقال ابن القطان الفاسي: وعندي أنّ الخطأ فيه من عبد الله بن المؤمل فإنّ مُحَمَّدْ بن بشر راويه عنه ثقة، وابن أبي شيبة إمام، وعبد الله بن المؤمل يحتمل بسوء حفظه أنْ يحمل عليه، وقد ظهر اضطرابه في هذا الحديث، فأسقط عطاء تارة، وابن محيصن (¬2) أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وأبدل ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عبدرية تارة، ومن أهل اليمن أخرى، وفي الطواف تارة، وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى، وكل ذلك دليل على سوء حفظه وقلة ضبطه" الوهم والإيهام 5/ 158 و 159 وقال ابن عدي: وهذا يرويه عبد الله بن المؤمل وبه يعرف" وقال الذهبي: لم يصح" تلخيص المستدرك وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال: يخطىء، وضعفه غيره" المجمع 3/ 247 ¬

_ (¬1) وفي "المؤتلف" (1/ 317) أيضا لكن وقع فيه: عن ابن محيصن. (¬2) رواه سعيد بن سليمان الواسطي عن ابن المؤمل فلم يذكر ابن محيصن. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7571)

وقال الحافظ: وقد ذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وأما في "الثقات" فلم أر ما نقله المؤلف - أي المزي - عنه بل فيه عبد الله بن المؤمل المخزومي يروي عن عطاء وعنه منصور بن سقير (¬1) وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك ذاك ضعيف. فهذا ابن حبان إنما وثق هذا لأنه ظنه غيره والحق أنّه هو ولفظة "يخطئ" لم أرها فيه" التهذيب 6/ 46 قلت: هو ضعيف كما قال النسائي وغيره. وقيل: عن صفية بنت شيبة عن جدتها حبيبة بنت أبي تجراه. أخرجه ابن خزيمة (2764) والطبراني في "الكبير" (24/ 227) والحاكم (4/ 70) من طريق مُحَمَّدْ بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المُقَدمي (¬2) ثنا الخليل بن عثمان (¬3) التميمي سمعت عبد الله بن نبيه (¬4) يحدّث عن جدته صفية به. والخليل بن عثمان وعبد الله بن نبيه لم أر من ذكرهما. وقيل: عن صفية أنّ امرأة أخبرتها, ولم تسمها. أخرجه أحمد (6/ 437) وابن خزيمة (2765) من طريق معمر عن واصل مولى أبي عيينة عن موسى بن عُبيدة (¬5) عن صفية به. قال ابن خزيمة: هذه المرأة التي لم تسم في هذا الخبر حبيبة بنت أبي تجراه" وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف" المجمع 3/ 247 قلت: واختلف فيه على واصل مولى أبي عيينة، فرواه هشام بن حسان عنه عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة قالت: كنت في خوخة لي فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الصفا والمروة، ورأيته إذا أتى على بطن الوادي يسعى. أخرجه الدارقطني (2/ 256) وقيل: عن صفية عن تملك العبدرية. ¬

_ (¬1) في "الثقات": سفيان. (¬2) عند الطبراني "مُحَمَّدْ بن علي بن عمر المقدمي". (¬3) عند الحاكم "عمر". (¬4) عند الحاكم "ابن أبي نبيه". (¬5) عند ابن خزيمة "عبيد".

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3454) والطبراني في "الكبير" (24/ 206 - 207) وأبو نعيم في "الصحابة" (7546) والبيهقي (5/ 98) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 438) من طريق مِهران بن أبي عمر الرازي ثنا سفيان الثوري ثنا المثنى بن الصباح عن المغيرة بن حكيم عن صفية به. قال البيهقي: تفرد به مهران بن أبي عمر عن الثوري" وقال الزيلعي: تفرد به مهران بن أبي عمر، قال البخاري: في حديثه اضطراب" نصب الراية 3/ 57 قلت: وقال ابن معين: كان عنده غلط كثير في حديث سفيان، وقال العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها. والمثنى بن الصباح ضعيف، واختلف عنه: فقال حميد بن عبد الرحمن: عن المثنى عن المغيرة بن حكيم عن صفية قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اسعوا فإنّ السعي كتب عليكم". وقيل: عن صفية قالت: أخبرتني نسوة من بني عبد الدار اللائي أدركن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلن: دخلنا دار ابن أبي حسين فاطلعنا من باب مقطع فرأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشتد في المسعى، حتى إذا بلغ زقاق بني فلان، موضعا قد سماه من المسعى، استقبل الناس وقال "يا أيها الناس اسعوا، فإنّ السعي قد كتب عليكم". أخرجه (¬1) الدارقطني (2/ 255) ومن طريقه البيهقي (5/ 97) عن يحيى بن مُحَمَّدْ بن صاعد ثنا الحسن بن عيسى النيسابوري أنا عبد الله بن المبارك أني معروف بن مُشْكَان أني منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية به. قال النووي: رواه الدارقطني والبيهقي بإسناد حسن" المجموع وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": إسناده صحيح ومعروف بن مشكان باني كعبة الرحمن صدوق لا نعلم من تكلم فيه، ومنصور هذا ثقة مخرج له في الصحيحين" نصب الراية 3/ 56 قلت: معروف بن مشكان لم أر للمتقدمين فيه كلاما، وقد ذكره الحافظ في "التقريب" وقال: صدوق. وخالفه علي بن مُحَمَّدْ بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري فرواه عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن برّة بنت أبي تجراه. ¬

_ (¬1) وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (5132) عن أبي زرعة الجرجاني ثنا الحسن بن عيسى به.

أخرجه ابن البختري في "حديثه" (425) والدارقطني (2/ 255) وأبو نعيم في "الصحابة" (7537) والخطيب في "الموضح" (2/ 406) من طريق الواقدي - وهو في "مغازيه" كما في "نصب الراية" (3/ 57) - ثنا العمري به. لكن الواقدي متروك. وقيل: عن صفية عن بعض نسائها أنها قالت: أشرفت من حق لآل جبير بن مطعم في نسوة فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "يا أيها الناس، كتب عليكم السعي فاسعوا" أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2127) عن أبي زرعة الجرجاني ثنا يوسف بن حماد المَعْني ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن ابن الرهين عن صفية به. وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري قال البخاري: مجهول، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقيل: عن صفية عن امرأة من بني نوفل قالت: إنها اطلعت من خوخة لها فرأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول "إنّ الله تعالى كتب عليك السعي فاسعوا ... " أخرجه ابن أبي عمر في: "مسنده" (المطالب 1326/ 2) عن وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن صفية به. وإبراهيم بن يزيد هو الخُوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن اببن عباس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرمل فقال "إن الله عز وجل كتب عليكم السعي فاسعوا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11437) عن مُحَمَّدْ بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عن المفضل بن صدقة عن ابن جريج واسماعيل بن مسلم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به. قال الهيثمي: وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك" المجمع 3/ 248 385 - حديث أبي مسعود: أسفر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصبح مرة ثم كانت صلاته بعد الغَلَس حتى مات لم يعد إلى أن يسفر" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي مسعود" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 2/ 194 - 195 (كتاب الصلاة - مواقيت الصلاة - باب وقت الفجر)

وله عن أبي مسعود طريقان: الأول: يرويه أسامة بن زيد الليثي أنّ ابن شهاب أخبره أنّ عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر العصر شيئا، فقال له عروة بن الزبير: أما إنّ جبريل قد أخبر محمدا - صلى الله عليه وسلم - بوقت الصلاة، فقال له عمر: اعلم ما تقول. فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه" يحسب بأصابعه خمس صلوات، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أنْ تدخلها الصفرة، فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يَسْوَّدُّ الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بِغَلَس ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاته بعد ذلك التغليس حتى مات ولم يَعُدْ إلى أنْ يسفر". أخرجه أبو داود (394) وابن خزيمة (352) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 342 و 380) وابن حبان (1449) والدارقطني (1/ 250) والبيهقي (1/ 363 - 364 و 435) وفي "معرفة السنن" (2320) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 18) عن عبد الله بن وهب وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1987) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 154) والطبراني في "الكبير" (17/ 259 - 260) والدارقطني (1/ 251 و 252) والحاكم (1/ 192 - 193) والبيهقي (1/ 441) عن يزيد بن أبي حبيب وابن أبي شيبة (1/ 330) عن عبد الله بن المبارك ثلاثتهم عن أسامة بن زيد الليثي به. قال أبو داود: روى هذا الحديث عن الزهري: معمر ومالك وابن عُيينة وشعيب بن أبي حمزة والليث بن سعد وغيرهم لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه ولم يفسروه، وكذلك أيضا روى هشام بن عروة وحبيب بن أبي مرزوق عن عروة نحو رواية معمر وأصحابه إلا أنّ حبيبا لم يذكر بشيرا"

وقال الخطابي: وهو حديث صحيح الإسناد" معالم السنن 1/ 295 وقال ابن سيد الناس: إسناده حسن" التعليق المغني على سنن الدارقطني 1/ 252 وحسنه النووي (¬1). قلت: وهو كما قالا، فإنّ رواته ثقات غير أسامة بن زيد الليثي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. الثاني: يرويه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن حرّم عن أبي مسعود قال: فذكر الحديث بنحوه. أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (1/ 223) و"المطالب العالية" (252) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1988) والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (62) والبيهقي (1/ 361) وفي "معرفة السنن" (2337 و 2339) وقال: أبو بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حرّم لم يسمعه من أبي مسعود الأنصاري وإنما هو بلاغ بلغه" وقال الذهبي: أبو بكر عن أبي مسعود منقطع" المهذب 1/ 350 وقال الحافظ: وهذا الإسناد شاهد جيد لرواية أبي داود أخرجته للفائدة" المطالب والحديث أخرجه أيضا البيهقي (1/ 365) وفي "معرفة السنن" (2340 و 2343) من طريق سليمان بن بلال قال: قال صالح بن كيسان: سمعت أبا بكر بن حزم بلغه أنّ أبا مسعود قال: فذكر الحديث. - ورواه أيوب بن عتبة اليمامي عن أبي بكر بن حزم واختلف عنه: • فقيل: عن أيوب بن عتبة عن أبي بكر بن حزم عن عروة عن ابن أبي مسعود عن أبيه. أخرجه البيهقي في "المعرفة" (2344 و 2346) من طريق سعيد بن سليمان سَعْدُويه ثنا أيوب بن عتبة به. • وقيل: عن أيوب بن عتبة عن أبي بكر بن حرّم أنّ عروة حدّث عمر بن عبد العزيز قال: ثني أبو مسعود أو بشير بن أبي مسعود. ¬

_ (¬1) الإرواء 1/ 270 قال الألباني: وهو الصواب"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 260 - 261) وابن عبد البر في "الاستذكار" (1/ 28) وفي "التمهيد" (8/ 23 - 24) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفى ثنا أيوب به. • وقيل: عن أيوب بن عتبة عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزّم قال: حدّث عروة عمر بن عبد العزيز عن أبي مسعود وعن بشير بن أبي مسعود. أخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (64) من طريق عبد الله (¬1) بن عبد الحكم ثنا أيوب به. قال البيهقي: أيوب بن عتبة ليس بالقوي" وقال ابن دقيق العيد في "الإِمام": لم يسنده إلا أيوب بن عتبة" نصب الراية 1/ 224 قلت: وهو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي وغيرهما. وأعلم أنّ حديث أبي مسعود هذا مخرج في الصحيحين وغيرهما من طرق عن ابن شهاب بهذا الإسناد فذكروا الحديث إلى قوله "يحسب بأصابعه خمس صلوات" وليس فيه الزيادة التي ذكرها أسامة بن زيد الليثي. أخرجه مالك (1/ 3) عن ابن شهاب به. ومن طريقه أخرجه البخاري (فتح 2/ 142) ومسلم (610) وأحمد (5/ 274) وابن حبان (1450) والطبراني في "الكبير" (17/ 257 - 258) والبيهقي (1/ 363 و 441) وفي "معرفة السنن" (2317) ولم ينفرد مالك به بل تابعه جماعة عن ابن شهاب به، منهم: 1 - الليث بن سعد. أخرجه البخاري (فتح 17/ 119 - 120) ومسلم (610) وابن ماجه (668) والنسائي (1/ 197) وابن حبان (1448) والطبراني في "الكبير" (17/ 258 - 259) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 12 - 13) 2 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه البخاري (فتح 8/ 320) والبيهقي (1/ 441) ¬

_ (¬1) في "تهذيب الكمال" (2/ 365 و 3/ 484): عبد الملك.

3 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (2044) وأحمد (14/ 120 - 121) والطبراني في "الكبير" (17/ 256 - 257) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 13 - 14) 4 - ابن جُريج. أخرجه عبد الرزاق (2045) والطبراني في "الكبير" (17/ 257) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 14 - 15) 5 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (451) والطبراني في "الكبير" (17/ 258) والبيهقي (1/ 363) وفي "معرفة السنن" (2315) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 16) قال الحافظ في "الفتح" (2/ 145): ورد في هذه القصة من وجه آخر عن الزهري بيان أبي مسعود للأوقات وفي ذلك ما يرفع الإشكال ويوضح توجيه احتجاج عروة به، فروى أبو داود وغيره وصححه ابن خزيمة وغيره من طريق ابن وهب والطبراني من طريق يزيد بن أبي حبيب كلاهما عن أسامة بن زيد عن الزهري هذا الحديث بإسناده وزاد في آخره "قال أبو مسعود: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر حين تزول الشمس. فذكر الحديث، وذكر أبو داود أنّ أسامة بن زيد تفرد بتفسير الأوقات فيه وأن أصحاب الزهري لم يذكروا ذلك. قال: وكذا رواه هشام بن عروة وحبيب بن أبي مرزوق عن عروة لم يذكر تفسيرا انتهى، ورواية هشام أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" ورواية حبيب أخرجها الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" وقد وجدت ما يعضد رواية أسامة بن زيد عليها أنّ البيان من فعل جبريل وذلك فيما رواه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" والبيهقي في "السنن الكبرى" من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي بكر بن حزم أنّه بلغه عن أبي مسعود فذكره منقطعا، لكن رواه الطبراني من وجه آخر عن أبي بكر عن عروة فرجع الحديث إلى عروة ووضح أنّ له أصلا وأنّ في رواية مالك ومن تابعه اختصارا، وبذلك جزم ابن عبد البر، وليس في رواية مالك ومن تابعه ما ينفي الزيادة المذكورة فلا توصف والحالة هذه بالشذوذ" 386 - "أسفروا بالفجر فإنّه أعظم للأجر" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه غير واحد من حديث رافع بن خَديج قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 2/ 195 (كتاب الصلاة - مواقيت الصلاة - باب وقت الفجر)

ورد من حديث رافع بن خديج ومن حديث أبي هريرة ومن حديث بلال ومن حديث ققالة بن النعمان ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس فأما حديث رافع بن خديج فأخرجه عبد الرزاق (2159) وابن أبي شيبة (1/ 321) وفي "مسنده" (64) وأبو نعيم الفضل بن دكين في "الصلاة" (314) والحميدي (409) وأحمد (3/ 465 و 4/ 140 و 142) والدرامي (1221 و 1222) وأبو داود (424) وابن ماجه (672) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2092) والنسائي (1/ 218) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 178) وابن حبان (1489 و 1491) والطبراني في "الكبير" (4283 و 4284) وأبو نعيم الأصبهاني في: "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (54) وفي "الصحابة" (2653) والبيهقي في "معرفة السنن" (2/ 299) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 338 و 23/ 386) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 305) والحازمي في "الاعتبار" (ص 103) من طرق عن مُحَمَّدْ بن عجلان المدني عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج به مرفوعا. قال الحازمي: هذا حديث حسن" وقال ابن القطان الفاسي: طريقه طريق صحيح وعاصم بن عمر وثقه النسائي وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، ولا أعرف أحدا ضعفه (¬1) ولا ذكره في جملة الضعفاء" نصب الراية 1/ 235 قلت: طريقه صحيح كما قال، وابن عجلان وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن حبان والعجلي وغيرهم. ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج، منهم: 1 - مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني. أخرجه الطيالسي (منحة 301) والدارمي (1220) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2091) والطبراني في "الكبير" (4286) وأبو الشيخ في "الأقران" (295) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 41) وفي "الصحابة" (2654) عن شعبة ¬

_ (¬1) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 338 و 23/ 386): ليس بالقوي"

والترمذي (¬1) (154) عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي وأحمد (3/ 465) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 179) وابن حبان (1490) والبيهقي (1/ 457) والبغوي في "شرح السنة" (354) عن يزيد بن هارون الواسطي والطبراني في "الكبير" (4288) وأَبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 42) عن زائدة بن قدامة الكوفي والطبراني (4290) وأبو نعيم (ص 43) عن يزيد بن زُريع البصري وأبو نعيم (ص 41) عن أبي حنيفة و (ص 42) عن ابن المبارك و (ص 43) عن أبي شهاب عبد ربه بن سعيد الحفاظ وجرير بن عبد الحميد الرازي وعيسى بن يونس وابن حبان (1490) عن مُحَمَّدْ بن يزيد الواسطي وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (139) عن أبي معاوية مُحَمَّدْ بن خازم والطبراني في "الأوسط" (9285) عن أبي الأشعث جعفر بن الحارث النخعي الكوفي ¬

_ (¬1) وقال: حديث حسن صحيح"

كلهم عن ابن إسحاق به. ورواه النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن سفيان الثوري عن مُحَمَّدْ بن عجلان ومحمد بن إسحاق - جمعهما - عن عاصم بن عمر بن قتادة به. أخرجه مُحَمَّدْ بن عاصم في "جزئه" (45) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 347 و 2/ 329) عن أبي سفيان صالح بن مهران الأصبهاني والطبراني في "الكبير" (4287) وأبو نعيم (¬1) في "الحلية" (7/ 94) وفي "مسند أبي حنيفة" (ص 42) وعبد الله بن مُحَمَّدْ بن النعمان التيمي في زوائده على "كتاب الصلاة" لأبي نعيم (315) عن مُحَمَّدْ بن المغيرة الأصبهاني كلاهما عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان به. قال أبو نعيم: تفرد به النعمان عن سفيان" 2 - يزيد بن عياض بن جعدبة. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3067) ويزيد كذبه مالك وغيره. 3 - مُحَمَّدْ بن عمرو بن جارية. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4285) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا مُحَمَّدْ بن عمرو به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2656) عن الطبراني به. ومحمد بن عمرو هذا لم أر من ذكره. 4 - عبد الحميد بن جعفر الأنصاري. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2655) من طريق مُعَلى بن عبد الرحمن الواسطي عن عبد الحميد به. ¬

_ (¬1) لم يذكر في روايته "ابن عجلان"

ومعلى قال أبو زرعة: واهي الحديث. 5 - صالح بن المخارق. أخرجه خيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص 185) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان الحمصي أنبأ مُحَمَّدْ بن حمير أنبا أبو بكر بن أبي مريم عن صالح به. وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. - ورواه زيد بن أسلم واختلف عنه: • فرواه أبو غسان مُحَمَّدْ بن مطرف المدني عن زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد عن رجال من قومه من الأنصار - وفي رواية: عن رجل من الأنصار - ولم يسمه. أخرجه النسائي (1/ 28) والطبراني في "الكبير" (4294) وأبو نعيم في "الصحابة" (2659) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا أبو غسان مُحَمَّدْ بن مطرف عن زيد بن أسلم به. قال ابن التركماني: ورجال هذا السند ثقات" الجوهر النقي 1/ 458 وقال الزيلعي: سنده صحيح" نصب الراية 1/ 238 • ورواه حفص بن ميسرة العقيلي عن زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر عن رجال من قومه من الأنصار، ولم يذكر محمود بن لبيد. أخرجه الطحاوي (1/ 179) • ورواه عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدراوردي عن زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر عن رجل من الصحابة. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 271) • ورواه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم واختلف عنه: فرواه وكيع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 321) ورواه الليث بن سعد عن هشام بن سعد كرواية حفص بن ميسرة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 179)

وتابعه أبو صدقة بكر (¬1) بن صدقة عن هشام بن سعد به. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 157) ورواه أسباط بن مُحَمَّدْ الكوفي عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن محمود بن لبيد عن رجال من قومه من الأنصار، ولم يذكر عاصم بن عمر. أخرجه أحمد (4/ 143) وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين (¬2) في "الصلاة" (316) ثنا هشام بن سعد به. وخالف الجميع إسحاق بن إبراهيم الحنيني فرواه عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم ابن بجيد الحارثي عن جدته حواء بنت زيد بن السكن الأنصارية مرفوعا به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3389) والطبراني في "الكبير" (24/ 222) وأبو في "الصحابة" (7581 و 7582) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (12/ 264 - 265) والحنيني ذكره النسائي والعقيلي وغيرهما في الضعفاء. وقال الدارقطني في "العلل": وهم فيه الحنيني" نصب الراية 1/ 236 وقال البزار: لم يتابع الحنيني عليه" كشف الأستار 1/ 194 • وقيل: عن زيد بن أسلم عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4292) و"الأوسط" (3343) وأبو نعيم في "الصحابة" (2657) عن أبي معن ثابت بن نعيم الهوجي والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (211) عن أحمد بن نصر بن زياد القرشي ومحمد بن سهل بن عسكر وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (719) عن مُحَمَّدْ بن أبي عتاب أبي الأعين ¬

_ (¬1) قال فيه: عن فتية من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الصحابة" (7143)

وإبراهيم بن هانئ النيسابوري والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 179) عن بكر بن إدريس بن الحجاج وابن البختري في "الأمالي" (18) عن إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البَلَدي وابن الأعرابي (ق 222 / ب) عن أبي الحسن علي بن داود القنطري والخطيب في "الموضح" (1/ 397 - 398) عن إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قالوا: ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن أبي داود عن زيد بن أسلم به. وخالفهم موسى بن عبد الله القراطيسي فرواه عن آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن داود عن زيد بن أسلم. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 45) وقال: كذا قال، وإنما يحفظ هذا من رواية بقية بن الوليد عن شعبة عن داود، وأما آدم فيرويه عن شعبة عن أبي داود عن زيد بن أسلم. قلت: حديث بقية بن الوليد أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2090) والطبراني في "الكبير" (4293) وأبو الشيخ في "الأقران" (399) وأبو نعيم في "الصحابة" (2658) والخطيب في "الموضح" (2/ 92) من طرق عن بقية عن شعبة ثني داود البصري عن زيد بن أسلم به. • وقيل: عن زيد بن أسلم عن أنس مرفوعا به. أخرجه البزار (كشف 382) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ثنا خالد بن مخلد ثنا يزيد بن عبد الملك عن زيد بن أسلم به. قال الهيثمي: وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفه أحمد والبخاري والنسائي وابن عدي، ووثقه ابن معين في رواية, وضعفه في أخرى" المجمع 1/ 315 قلت: أكثر على تضعيفه، وقال الدارقطني في "العلل": وهم فيه" نصب الراية 1/ 236

• وقيل: عن زيد بن أسلم عن محمود بن لبيد مرفوعا به. أخرجه أحمد (5/ 429) عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه به. وعبد الرحمن بن زيد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما. • وقيل: عن زيد بن أسلم مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (2182) عن مَعْمَر عنه به. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 324 - 325) من طريق سعيد بن أوس أبي زيد الأنصاري عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "يا بلال أسفر بالصبح فإنّه أعظم للأجر" وقال: سعيد بن أوس لا يجوز الاحتجاج بما انفرد من الأخبار ولا الاعتبار بما وافق الثقات في الآثار, وليس هذا من حديث ابن عون ولا ابن سيرين ولا أبي هريرة، وإنما هذا المتن من حديث رافع بن خديج فقط فيما يشبه هذا مما لا يشك عوام أصحابنا أنها مقلوبة أو معمولة" قلت: سعيد وثقه صالح جزرة والحاكم والخطيب البغدادي، وقال ابن معين وأبو حاتم والذهبي في "الديوان": صدوق. وأما حديث بلال فأخرجه البزار (كشف 383) والروياني (743) وأبو يعلى (المطالب 281) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 179) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (170) والعقيلي (1/ 112) والهيثم بن كليب في "مسنده" (941 و 942) وابن الأعرابي (ق 14/ ب) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 171) والطبراني في "الكبير" (1016) وابن عدي (1/ 339) وأبو الشيخ في "الأقران" (168) وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 621) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (6 و 177) من طريق أيوب بن سيار المدني عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر عن أبي بكر الصديق عن بلال مرفوعا "أسفروا بالفجر فإنّه أعظم للأجر" قال البزار: وأيوب ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه أيوب بن سيار وهو ضعيف" المجمع 1/ 315 وقال العقيلي: ليس لإسناده أصل ولا يتابع عليه، وأما المتن فيروى عن رافع بن خديج بإسناد جيد"

وقال أبو موسى المديني: غريب من حديث ابن المنكدر لم يرويه عنه إلا أيوب وأما حديث قتادة بن النعمان فأخرجه البزار (كشف 384) من طريق فُلَيح بن سليمان الخزاعي المدني ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده مرفوعا "أسفروا بالفجر فإنّه أعظم لأجركم" وقال: لا نعلم أحدا تابع فليحا على هذه الرواية [وإنما يرويه مُحَمَّدْ بن إسحاق ومحمد بن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج، وهو الصواب] (¬1). وقال الهيثمي: رجاله ثقات" قلت: عمر بن قتادة لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا من رواية ولده عنه. وفليح مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10381) وفي "منتقى ابن مروديه من حديثه" (74) والخطيب في "الموضح" (1/ 438) من طريق المعلى بن عبد الرحمن ثنا سفيان الثوري وشعبة عن زُبَيد عن مرّة عن ابن مسعود مرفوعا "أسفروا بصلاة الصبح فإنّه أعظم للأجر" قال الهيثمي: وفيه معلي بن عبد الرحمن الواسطي قال الدارقطني: كذاب، وضعفه الناس، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به" المجمع 1/ 315 - 316 وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (2/ 798) من طريق حفص بن عمر قاضي حلب عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن مُحَمَّدْ بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعا "نوروا أو أسفروا بصلاة الفجر فإنّه أعظم للأجر" وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر. 387 - قالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بِوَضُوء فقال "اسكبي" فسكبت عليه. قال الحافظ: وقد روى الحاكم في "المستدرك" من حديث الربيع بنت معوذ أنها قالت: فذكرته، وليس هو على شرط المصنف" (¬2) ¬

_ (¬1) ما بين المعكوفتين من "نصب الراية" (1/ 236) (¬2) 1/ 298 (كتاب الوضوء - باب الرجل يوضئ صاحبه)

أخرجه الطيالسي (منحة 175) والشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 298) وعبد الرزاق (11 و 35 و 65 و 119) وأبو عبيد في "الطهور" (318 و 320 و338) والحميدي (342) وابن أبي شيبة (1/ 9 و 16 و 20 و 21) وإسحاق (2263 و 2264) وأحمد (6/ 358 و 359 و 360) والدارمي (696) وأبو داود (126 و 127 و 128 و 129 و 130 و 131) والترمذي (33 و 34) وابن ماجه (390 و 440 و 441) ومحمد بن يحيى المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (106 و 319) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 362 و 373 و 383 و 400) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2508) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 33 و 36) والطبراني في "الكبير" (24/ 266 و 267 و 268 و 269 و 270 و 271 و 272 و 273) و"الأوسط" (943 و 2409 و 2410) والدارقطني (1/ 87 و 106) والحاكم (1/ 152) والبيهقي (1/ 59 - 60 و 60 و 64 و 65 و 72 و 237) وفي "الخلافيات" (124) وفي "معرفة السنن" (1/ 297 - 298) والبغوي في "شرح السنة" (1/ 438) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 384) من طرق عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل بن أبي طالب عن الربيع بنت معوذ بن عَفْرَاء قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتينا، فحدثتنا أنّه قال: اسكبي لي وَضوءا" فذكرت وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت فيه: فغسل كفيه ثلاثا، ووضأ وجهه ثلاثا، ومضمض واستنشق مرة، ووضأ يديه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مرتين، يبدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما، ووضأ رجليه ثلاثا ثلاثا" واللفظ لأبي داود (¬1). قال الترمذي: هذا حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادا" وقال أيضا: حسن صحيح" وقال الحاكم: لم يحتجا بابن عقيل وهو مستقيم الحديث" وقال البيهقي: وعبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل لم يكن بالحافظ، وأهل العلم بالحديث مختلفون في جواز الاحتجاج برواياته" قلت: أكثرهم على تضعيفه. 388 - حديث ابن عباس عن فاطمة عليها السلام قالت: اجتمع المشركون في الحِجْر فقالوا: إذا مرّ مُحَمَّدْ ضربه كل رجل منا ضربة فسمعت ذلك فأخبرته، فقال "اسكتي يا بنية" ثم خرج فدخل عليهم فرفعوا رؤوسهم ثم نكسوا، قالت: ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 84): وله عن الربيع بنت معوذ طرق وألفاظ، مدارها على عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل وفيه مقال"

فأخذ قبضة من تراب فرمى بها نحوهم، ثم قال "شاهت الوجوه" فما أصاب رجلا منهم إلا قتل يوم بدر كافرا. قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الدلائل" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "ائتوني بوضوء" 389 - عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسكن حراء" قال الحافظ: فعند مسلم من حديث أبي هريرة قال: فذكره، وفي رواية له "وسعد" وله شاهد من حديث سعيد بن زيد عند الترمذي وآخر عن علي عند الدارقطني" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث سعيد بن زيد ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث بريدة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث صحابي لم يسم فأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (2417) من طريق عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدِي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اهْدَأ، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وأخرجه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على جبل حراء، فتحرك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وعليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص. وأما حديث سعبد بن زيد فله عنه طرق: الأول: يرويه هلال بن يساف الكوفي واختلف عنه: - فقال حصين بن عبد الرحمن السلمي: سمعت هلال بن يساف يحدث عن عبد الله بن ظالم المازني قال: لما قدم معاوية الكوفة، أقام المغيرة بن شعبة خطباء يتناولون عليا، وفي ¬

_ (¬1) 8/ 169 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة) (¬2) 8/ 58 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عثمان بن عفان)

الدار سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، فأخذ بيدي ثم قال: ألا ترى إلى هذا الظالم الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة، وأشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم، قلت: وما التسعة؟ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على حراء "اثبث (¬1) حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" قلت: وما التسعة؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف، قلت: من العاشر؟ فتلكأ هُنَيَّه، وقال: أنا. رواه عن حصين غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن إدريس الأودي. أخرجه أبو داود (4648) والفاكهي في "أخبار مكة" (2423) والنسائي في "الكبرى" (8208) والعقيلي (2/ 268) وابن حبان (6996) 2 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 14) عن أبي الأحوص به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات فضائل الصحابة" (250) وابن أبي عاصم (¬2) في "السنة" (1426) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1169 و1780) عن أبي جعفر مُحَمَّدْ بن صالح بن ذريح العكبري ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الهيثم بن كليب (199) من طريق إبراهيم بن يوسف بن ميمون البلخي أنا أبو الأحوص ثنا حصين ومنصور عن هلال بن يَسَاف به. 3 - هُشيم بن بشير. أخرجه الترمذي (3757) وعبد الله بن أحمد (250) وأبو يعلى (969) والمزي (15/ 135 - 136) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين" (ص 25) وقال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحافظ: حديث حسن" 4 - شعبة. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "اسكن" (¬2) وقع عنده: أبو الأحوص عن منصور عن هلال، وأظنه تصحيف.

أخرجه الطيالسي (ص 32) وأحمد (¬1) (1/ 188) وفي "الفضائل" (251) وابن ماجه (134) والبزار (1263) والنسائي في "الكبرى" (8205) والذهبي في "السير" (1/ 105) 5 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه أحمد (1/ 189) وفي "الفضائل" (252) والهيثم بن كليب (196) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 389) 6 - خالد بن عبد الله الواسطي. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 125) وابن أبي عاصم في "السنة" (1427) والهيثم بن كليب (197) 7 - علي بن عاصم الواسطي. أخرجه أحمد (1/ 189) 8 - أبو بكر بن عياش. أخرجه الحاكم (3/ 450 - 451) - ورواه سفيان الثوري عن حصين بن عبد الرحمن ومنصور بن المعتمر واختلف عنه: • فقال وكيع: ثنا سفيان عن حصين ومنصور عن هلال عن سعيد بن زيد. قال وكيع: وقال سفيان: عن حصين عن هلال عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد. قال وكيع: ولم يحدثه منصور عن هلال عن سعيد بن زيد. أخرجه أحمد في "الفضائل" (82 و 253) عن وكيع به. وقال في "المسند" (¬2) (1/ 187 - 188): ثنا وكيع ثنا سفيان عن حصين ومنصور عن هلال عن سعيد بن زيد. قال وكيع مرّة: قال منصور عن سعيد بن زيد. وقال مرّة: حصين عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد. وأخرجه العقيلي (2/ 268) من طريق نعيم بن حماد عن وكيع عن سفيان عن منصور وحصين عن هلال عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد. ¬

_ (¬1) وقع عنده: كنا على حراء أو أُحُد. (¬2) ومن طريقه أخرجه الذهبي في "السير" (1/ 139)

• وقال عبد الله بن إدريس الكوفي: عن سفيان عن منصور عن هلال عن عبد الله بن ظالم- وذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم - قال: سمعت سعيد بن زيد. أخرجه أبو داود (4648) والنسائي في "الكبرى" (8208) • وقال قَبيصة بن عقبة الكوفي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن سعيد بن زيد. أخرجه الهيثم بن كليب (209) • وقال قاسم بن يزيد الجَرْمِي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن فلان بن حيان عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8206) وتابعه عبيد بن سعيد القرشي الأموي ثنا سفيان به (¬1). أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1425) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (84 و 254) والهيثم بن كليب (214) • وقال يحيى القطان: عن سفيان ثني منصور عن هلال عن رجل قال: أتى رجل سعيد بن زيد فقال: فذكر الحديث. أخرجه الدارقطني في "العلل" (4/ 413) • وقال معاوية بن هشام القصار الكوفي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن حيان بن غالب قال: جاء رجل إلى سعيد بن زيد أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (83) والهيثم بن كليب (213) والدارقطني في "العلل" (4/ 412) وحيان بن غالب قال العقيلي: ليس بمشهور بالنقل (2/ 268) • وقال المعافى بن عمران الموصلي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد. أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 587) وتابعه مُحَمَّدْ بن يوسف الفريابي ثنا سفيان به. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه البخاري فى "الكبير" (3/ 1/124 - 125) إلا أنّه لم يذكر فيه فلان بن حيان.

أخرجه البيهقي في "المدخل" (88) - وقال طلحة بن مصرّف اليامي الكوفي: عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد. أخرجه الهيثم بن كليب (193 و198 و 200 و 211) والطبراني في "الأوسط" (894) وابن عدي (6/ 2241) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 25) من طرق عن مُحَمَّدْ بن طلحة بن مصرف عن أبيه به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن طلحة إلا ابنه مُحَمَّدْ، ولم يذكر طلحة في الإسناد بين هلال بن يساف وبين سعيد بن زيد، عبد الله بن ظالم" وقال أبو نعيم: مشهور من حديث هلال عن سعيد، غريب من حديث طلحة، تفرد به ابنه مُحَمَّدْ" قلت: وهو مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، ولينه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: يرويه الحُرُّ بن صَيَّاح النخعي الكوفي عن عبد الرحمن بن الأَخْنس عن سعيد بن زيد قال: اهتزّ حراء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أثبت حراء، فليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وعليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأنا. أخرجه الترمذي (5/ 652) عن شعبة والنسائي في "الكبرى" (8156) عن الحسن بن عبيد الله النخعي كلاهما عن الحر بن صياح به. وروإته ثقات غير عبد الرحمن بن الأخنس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. الثالث: يرويه صالح بن موسى الطَّلحي عن عاصم بن أبي النجود عن زِر بن حُبَيْش عن سعيد بن زيد قال: اختبأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوق حراء، فلما استوينا رجف بنا، فضربه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكفه، ثم قال "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وعليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وسعيد بن زيد الذي حدّث بالحديث.

أخرجه الفاكهي (2341) وأبو يعلى (970) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 26 - 27) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (102) وصالح بن موسى قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف الحديث. الرابع: يرويه عدي بن ثابت الكوفي عن المغيرة بن شعبة عن سعيد بن زيد أنّه قال: كان عاشر عشرة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" فقال سعيد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بعد ذلك "أبو بكر في الجنة، وذكر الحديث. أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (67) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان عن عدي بن ثابت به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8225) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عدي بن ثابت إلا علي بن زيد، ولا عن علي إلا الحجاج، تفرد به إبراهيم بن طهمان" قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. الخامس: يرويه ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع القرشي ثني أبي ثني أبو الطفيل عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على حراء فتحرك فضرب برجله ثم قال "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وهؤلاء القوم معه: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وأنا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (356) و"الأوسط" (2030) عن أحمد بن مُحَمَّدْ بن علي الخزاعي الأصبهاني ثنا مُحَمَّدْ بن بُكَيْر الحضرمي ثنا ثابت بن الوليد به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (573) عن الطبراني به. وقال الطبراني: لم يَروه إلا مُحَمَّدْ بن بكير الحضرمي" قلت: وهو صدوق، وكذا ثابت بن الوليد وأبوه، وأبو الطفيل عامر بن واثلة صحابي، وأحمد بن مُحَمَّدْ الخزاعي قال أبو الشيخ: ثقة مأمون (الطبقات 3/ 414) فالإسناد حسن.

السادس: يرويه سالم بن أبي الجعد عن سعيد بن زيد مرفوعا "أثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" قال: فسمى تسعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك، وقال: لو شئت أنْ أسمي العاشر لفعلت. أخرجه ابن سعد (3/ 383) عن يحيى بن سعيد الأموي أنا عُبَيْدة بن مُعَتَّب عن سالم بن أبي الجعد به. وإسناده ضعيف لضعف عبيدة بن معتب. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن سعيد بن زيد قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء فتحرك، فقال "أثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وعليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان. أخرجه خيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة" (ص 95) عن جعفر بن مُحَمَّدْ بن الحسن بن زياد الزعفراني ثنا إبراهيم بن موسى أنبأ مُحَمَّدْ بن أنس عن الأعمش به. ورواته ثقات إلا أنّ الأعمش وسالم بن أبي الجعد مدلسان وقد عنعنا. السابع: يرويه سفيان عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن زيد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء فتحرك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أثبت فإنما عليك نبيّ وصدّيق وشهيد" وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 341) عن الطبراني ثنا عبدان بن أحمد ثنا معمر بن سهل ثنا مُحَمَّدْ بن إسماعيل الكوفي ثنا سفيان به. ومحمد بن إسماعيل أظنه ابن سَمُرَة الأحمسي وثقه النسائي وغيره، وسفيان أظنه ابن عُيينة، ومعمر بن سهل هو ابن معمر الأهوازي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: شيخ متقن يغرب. والباقون ثقات إلا أنْ أبا إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن. وأما حديث عثمان فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أشرف عثمان من القصر وهو محصور، فقال: أنشد بالله من شهد رسول اللهْ - صلى الله عليه وسلم - يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله بقدمه، ثم قال "اسكن حراء، ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وأنا معه، فانتشد له رجال

أخرجه أحمد (1/ 59) وفي "الفضائل" (751) وابن أبي عاصم في "السنة" (1309) والنسائي (6/ 197) والدارقطني (4/ 198) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 342 - 343 و 343) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 590 - 591) وتابعه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق به. أخرجه الدارقطني (4/ 198) - وقال زيد بن أبي أنيسة: عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أنّ حراء حين انتفض قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اثبت حراء، فليس عليك إلا نبيّ أوصدّيق أو شهيد"؟ قالوا: نعم، أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (4/ 1195) والترمذي (¬1) (3699) والبزار (398) والنسائي (6/ 197 - 198) وابن حبان (6916) والآجري في "الشريعة" (1451) والدارقطني (4/ 199) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (849) والبيهقي (6/ 167) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 337 و 337 - 338 و 338) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة به. وتابعه (¬2) شعبة عن أبي إسحاق به. أخرجه البزار (399) من طريق عبد الله بن عثمان بن جَبَلة المروزي ثني أبي عن شعبة به. وقال: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عثمان إلا من هذا الوجه الذي ذكرناه إلا أنْ يكون يونس بن أبي إسحاق قد خالف في إسناده فرواه عن أبيه عن أبي سلمة، ونحن فلم نحفظه إلا من حديث أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن، ولا رواه عن شعبة إلا عثمان بن جبلة" وقال الدارقطني: وقول شعبة ومن تابعه أشبه بالصواب" العلل 3/ 52 قلت: وإسناده صحيح. الثاني: يرويه عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال: دخل مُحَمَّدْ بن أبي بكر على عثمان بن عفان، فقال له عثمان: فذكر حديثا طويلا وفيه: قال: فانشدك بالله ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب" (¬2) وتابعه أيضا عبد الكبير بن دينار كما في "العلل" للدارقطني 3/ 52

هل تعلم أني كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبل حراء فرجف بنا فضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدمه وقال "اسكن حراء، فإنه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وعلى الجبل يومئذ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير؟ قال: نعم. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (666) وفي "السنة" (1301) عن يوسف بن موسى القطان ثنا عبد الملك بن هارون به. وعبد الملك بن هارون كذبه ابن معين والجوزجاني، وقال ابن حبان: يضع الحديث. الثالث: يرويه عباد بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة القرشي عن أبيه عن عبيد الله بن الخيار قال: سمعت عثمان يوم قتل يقول: بينا أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صخرة بحراء، إذ تحركت الصخرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما عليك نبي أوصدّيق أو شهيد" كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وأنا وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف. أخرجه الفاكهي (2424) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثني إبراهيم بن المنذر ثني عباس بن أبي شملة ثني موسى بن يعقوب عن عباد بن إسحاق به. وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات. وخالفه ابن أبي عاصم فرواه في "السنة" (1447) عن إبراهيم بن المنذر ثنا عباس بن أبي شملة ثني موسى بن يعقوب عن عباد بن إسحاق عن أبيه عن عبد الرحمن بن بولا قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: فذكر الحديث. ورواه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 57 - 58) عن إبراهيم بن المنذر فقال فيه: عن عبد الله بن تولى سمع عثمان. واختلف فيه على موسى بن يعقوب، فرواه يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري عن أبي القاسم بن أبي الزناد ثنا موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن إسحاق (وهو عباد) عن عبد الله بن بولا سمع عثمان. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 50) والدارقطي في "المؤتلف" (1/ 259 - 260) وعبد الله بن بولا ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". الرابع: يرويه الوليد بن مسلم ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن أبي يعفور العبدي أنّه

حدّثهم عن عطاء البصري قال: حدثني شيخ بإفريقية أنّ أباه حدثه أنّه كان مع عثمان فجاء علي، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فأعرض عنه، ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فأعرض عنه، ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فرد عليه ردا ضعيفا، فقال: أما تعلم أنا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حِرَى فتحرك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اسكن حِرَى، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" فقال: بلى، فقال عليّ: فوالله لتقتلنّ ولأقتلنّ معك. قال ذلك ثلاث مرات. أخرجه ابن عساكر (ص 373) من طريق مُحَمَّدْ بن عائذ القرشي ثنا الوليد بن مسلم به. وإسناده ضعيف، عطاء البصري مجهول، والشيخ الأفريقي وأبوه لا يعرفان. وأما حديث بريدة فأخرجه أحمد (5/ 346) وابن أبي عاصم في "السنة" (1443) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 292 - 293 و 293) عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي والفاكهي (2425) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (867) وتمام (881) عن علي بن الحسين بن واقد المروزي كلاهما عن الحسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فتحرك الجبل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اثبث حراء، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" قال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 8/ 38 قلت: علي بن الحسن وعبد الله بن بريدة ثقتان، وعلي بن الحسين وأبوه صدوقان، فالإسناد حسن. وأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (249) وابن أبي عاصم في "السنة" (1446) وأبو يعلى (2445) وفي "معجمه" (21) والطبراني في "الكبير" (11671) وابن عدي (7/ 2486) والآجري في "الشريعة" (1171) وابن شاهين في "الأفراد" (95) وأبو نعيم في "الإمامة" (190) والخطيب في "الموضح" (1/ 179) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 159) من طريق إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني ثني النضر أبو عمر الخَزَّاز عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء فتزعزع بهم الجبل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" قال: وعليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد.

قال ابن شاهين: وهذا حديث غريب تفرد به النضر أبو عمر الخزاز، ولا أعلم حدّث به عنه إلا إسماعيل بن زكريا" قلت: والنضر الخزاز قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بشيء. وأما حديث عبد الله بن سعد فأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 172) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 253 - 254) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (819) وفي "السنة" (1445) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 136 - 137) والطبراني في "الأوسط" (374) وأبو نعيم في "الصحابة" (4181) والخطيب في "الموضح" (2/ 451) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ص 17 و 17 - 18 و 18) من طرق عن ابن لَهيعة ثنا عياش بن عباس القتباني عن الهيثم بن شَفي عن عبد الله بن سعد قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعشرة من أصحابه معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وغيرهم على جبل إذ تحرك بهم الجبل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة" وقال أبو سعيد بن يونس: لم يحدّث بهذا الحديث غير عبد الله بن لهيعة وحده" تاريخ ابن عساكر قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. وأما حديث أبي الدرداء فيرويه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه واختلف عنه: - فقال فرج بن فَضالة: عن أبي بكر بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي الدرداء قال: لما اهتز الجبل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اهدأ حراء، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أبو بكر أو الفاروق عمر أو التقي عثمان" أخرجه ابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 292) وفرج بن فضالة الشامي وأبو بكر بن أبي مريم ضعيفان. - وقال معاوية بن صالح الحمصي: عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي هريرة قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبل ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحرك الجبل بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اسكن حراء، فإنما عليك نبيّ أو صدّيق أو شهيد"

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2032) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح به. وإسناده ضعيف، بكر بن سهل قال النسائي: ضعيف، وعبد الله بن صالح مختلف فيه. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2902) عن عاصم بن النضر بن المنتشر الأحول أبي عمر ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة عن يونس بن جبير عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ أبا بكر وعمر وعثمان كانوا على حراء فتحرك بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أثبت حراء، فإنما عليك نبيّ وصدّيق وشهيدان" ورواته ثقات إلا أنْ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، ويونس بن جبير لم يذكر سماعا من الصحابي. 390 - حديث جابر بن سَمُرَة "اسكنوا في الصلاة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (430) من حديث جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمُس اسكنوا في الصلاة" 391 - عن عدي بن حاتم قال: لما بُعِثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كرهته فانطلقت إلى أقصى الأرض مما يلي الروم، ثم كرهت مكاني فقلت: لو أتيته فإنْ كان كاذبا لم يخف عليّ، فأتيته فقال "أسلم تسلم" فقلت: إن لي دينا، وكان نصرانيا فذكر إسلامه. وذكر ذلك ابن إسحاق مطولا، وفيه: أنّ خيل النبي - صلى الله عليه وسلم - أصابت أخت عدي وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَنَّ عليها فأطلقها بعد أنْ استعطفته بإشارة عليّ عليها، فقالت له: هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ منّ الله عليك، فقال "ومن وافدك؟ " قالت: عدي بن حاتم، قال "الفار من الله ورسوله؟ " فلما قدمت بنت حاتم على عدي أشارت عليه بالقدوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم وأسلم. وروى الترمذي من وجه آخر عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فقال "هذا عدي بن حاتم" وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك يقول "إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي" قال الحافظ: وروى أحمد في سبب إسلام عدي أنّه قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 429 (كتاب النفقات - باب وجوب النفقة على الأهل) (¬2) 9/ 166 (كتاب المغازى - قصة وفد طيىء وحديث عدي بن حاتم)

ورد إسلام عدي بن حاتم من عدة طرق: الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن سيرين واختلف عنه: - فقال جرير بن حازم البصري: عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة بن اليمان أنّ رجلا قال: قلت: أسال عن حديث عن عدي بن حاتم وأنا في ناحية الكوفة فأكون أنا الذي أسمعه منه، فأتيته فقلت: أتعرفني؟ قال: نعم، أنت فلان بن فلان، وسماه باسمه، قلت: حدثني: قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -. فكرهته أشدّ ما كرهت شيئا قط، فانطلقت حتى أنزل أقصى أهل العرب مما يلي الروم، فكرهت مكاني أشدّ مما كرهت مكاني الأول، فقلت: لآتين هذا الرجل فإنْ كان كاذبا لا يضرني، وإن كان صادقا لا يخفى عليّ، فقدمت المدينة فاستشرفني الناس وقالوا: جاء عدي بن حاتم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" قلت: إني من أهل دين، قال "أنا أعلم بدينك منك" قال: قلت: أنت أعلم بديني مني، قال "نعم، أنا أعلم بدينك منك" قلت: أنت أعلم بديني مني، قال "نعم" قال "ألست ركوسيا؟ " قلت: بلى، قال "أولست ترأس قومك؟ " قلت: بلى، قال "أولست تأخذ المرباع؟ " قلت: بلى، قال "ذلك لا يحل لك في دينك" قال: فتواضعت من نفسي، قال "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم، فإني ما أظنّ أو أحسب أنّه يمنعك من أنْ تسلم إلا خصاصة من ترى حولي، وأنك ترى الناس علينا إلبا واحدا ويدا واحدة، فهل أتيت الحيرة؟ " قلت: لا، وقد علمت مكانها، قال "يوشك الظعينة أنّ ترحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، ولتفتحنّ عليكم كنوز كسرى بن هرمز، قالها ثلاثا، يوشك أنْ يهم الرجل من يقبل صدقته" فلقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، ولقد كنت في أول خيل أغارت على المدائن، ولتجيء الثالثة إنّه لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله لي. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 324 - 325) وأحمد (4/ 379) عن حسين بن مُحَمَّدْ المروذي أنبا جرير بن حازم به. وتابعه سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي البصري عن ابن سيرين به. أخرجه يونس بن بكير في "زيادات المغازي" (ص 287 - 288) عن سعيد بن عبد الرحمن به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 343) - وقال قتادة: عن ابن سيرين عن أبي عببدة قال: كنت أسأل الناس عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة، فأتيته فقلت: ما حديث بلغني عنك؟ فقال: فذكر الحديث بطوله.

ولم يذكر فيه: عن رجل. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6610) وابن شاهين في "الأفراد" (13) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (115) من طريق عبد الله بن هشام الدَّسْتُوَائي ثنا أبي عن قتادة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا هشام الدستوائي، تفرد به ابنه عبد الله" وقال ابن شاهين: هذا حديث غريب الإسناد، والمعروف فيه حديث حماد عن أيوب عن ابن سيرين في إسلام عدي بن حاتم مسند، ولا أعرف لعبد الله بن هشام الدستوائي حديثا غيره، ولا أعلم حدّث به عنه إلا عمرو (¬1) بن علي" وقال ابن عبد البر: حديث حسن صحيح" الاستيعاب 8/ 69 قلت: عبد الله بن هشام الدستوائي قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الساجي: فيه ضعف لم يكن صاحب حديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". - ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين واختلف عنه: • فقال مُحَمَّدْ بن أبي عدي: عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن عدي. أخرجه أحمد (4/ 258 و 377 - 378) وتابعه مُحَمَّدْ (¬2) بن عبد الله الأنصاري ثنا ابن عون به. أخرجه الدارقطني (2/ 222) • وقال عبد الرحمن بن حماد الشُّعَيثي: عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل اسمه أيمن عن عدي. أخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال" (2) وأبو نعيم في "الدلائل" (470) - ورواه حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن ابن سيرين واختلف عنه: • فقال يونس بن مُحَمَّدْ المؤدب: ثنا حماد بن زيد أنا أيوب عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل ¬

_ (¬1) قلت: روايته عند الطبراني وابن شاهين، وتابعه مُحَمَّدْ بن أبي بكر بن عطاء بن مقدم عن عبد الله بن هشام عند أبي القاسم الأصبهاني. (¬2) ووقع في روايته: حدثني ابن حذيفة شك ابن عون اسمه مُحَمَّدْ بن حذيفة.

أخرجه أحمد (4/ 258 و 379) وتابعه سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد به. أخرجه الدارقطني (2/ 221 و 222) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 342) وقال الدارقطني: كلهم ثقات" • ورواه إسحاق بن إبراهيم بن كامَجر المروزي عن حماد بن زيد فلم يذكر فيه: عن رجل. أخرجه ابن حبان (6679) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 8 - 9) - ورواه هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين واختلف عنه: • فقال يزيد بن هارون الواسطي: أنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل عن عدي. أخرجه أحمد (4/ 257 و 379) • وقال عبد الله بن بكر السهمي: ثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن عدي. أخرجه الحاكم (4/ 518 - 519) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان لأبي عبيدة شيئا. وتابعه مخلد بن الحسين الأزدي عن هشام بن حسان به. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 343) - ورواه إبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني عن ابن سيرين عن عدي مختصرا. أخرجه يونس بن بكير في "زيادات المغازي" (ص 288) وإبراهيم بن عبد الرحمن هذا لم أقف له على ترجمة. وتابعه عبيد الله بن عمر العمري عن ابن سيرين أنّ عدي بن حاتم وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه الدارقطني (2/ 221 - 222) عن أحمد بن مُحَمَّدْ بن زياد ابن الأعرابي وأحمد بن سلمان النجاد قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن مُحَمَّدْ عن عبيد الله بن عمر به.

وإبراهيم بن حمزة هو الزبيري وعبد العزيز بن مُحَمَّدْ هو الدراوردي وهما صدوقان، والباقون ثقات. الثاني: يرويه عامر الشعبي عن عدي بن حاتم قال: بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنبوة وما أعلم أحدا من العرب كان أشدّ بغضا ولا كراهية له مني حتى لحقت بالروم، فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع له من الناس ارتحلت حتى أتيته، فوقفت عليه وعنده صهيب وسلمان وبلال، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه فنظر إليّ فقال "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" فقلت: أخ أخ فأنخت، ثم جئت حتى ألصقت ركبتي بركبته فضرب على فخذي وقال "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" فقلت: وما الإِسلام؟ قال "تشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها، حلوها ومرها، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن قيصر وكسرى، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتي الظعينة من الحيرة فتطوف بهذه الكعبة بغير جوار، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال فيطوف به، ولا يجد أحدا يقربه فيضرب به الأرض، فيقول: ليتك لم تكن لي، ليتك كنت ترابا". أخرجه يونس بن بكير في "زيادات المغازي" (ص 287) عن عبد الأعلى بن أبي المساور القرشي عن الشعبي به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 69 و 81) وأبو نعيم في "الدلائل" (471) والبيهقي في "القضاء والقدر" (197 و 198) والخطيب في "التاريخ" (11/ 68 - 69) من طرق عن عبد الأعلى بن أبي المساور به. قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك" المجمع 7/ 199 الثالث: يرويه مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني عن شيبان بن سعد الطائي قال: كان عدي بن حاتم يقول فيما بلغني: ما رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع به منا، فذكر الحديث وفيه طول. أخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 112 - 115) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة عن ابن إسحاق به. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وشيبان بن سعد لم أقف له على ترجمة" الرابع: يرويه عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد فقال القوم: هذا عدي بن حاتم، وجئت بغير أمان ولا كتاب. فلما

دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك "إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي" وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه الترمذي وغيره. وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم عند حديث "المغضوب عليهم: اليهود، ولا الضالين: النصارى" 392 - "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} [البقرة: 163] وفاتحة سورة آل عمران {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)} [آل عمران: 2] قال الحافظ: أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي، وحسنه الترمذي في نسخة صحيحة وفيه نظر لأنه من رواية شهر بن حَوْشب" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 461) لإسحاق (2310) وابن أبي شيبة (10/ 272 و 14/ 30) والدارمي (3392) وعبد بن حميد (1578) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (182) وجعفر الفريابي في "فضائل القرآن" (46) وأبو داود (1496) وابن ماجه (3855) والترمذي (3478) والطحاوي في "المشكل" (178 و 179) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1460) والدينوري في "المجالسة" (15) والطبراني في "الكبير" (24/ 174) وفي "الدعاء" (113) وأبو نعيم في "الصحابة" (7508) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 25 - 26) والبيهقي في "الأسماء" (ص 128) وفي "الشعب" (2166) والشجري في "أماليه" (1/ 113 و 2/ 45) والواحدي في "الوسيط" (1/ 246) والبغوي في "شرح السنة" (1261) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (56) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (26 و 27) والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 44) من طرق عن عبيد الله بن أبي زياد القداح عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال البغوي: هذا حديث غريب" قلت: عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب مختلف فيهما. ¬

_ (¬1) 13/ 483 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

393 - "اسمعوا وأطيعوا ولو اسْتُعْمِلَ عليكم عبد يقودكم بكتاب الله" قال الحافظ: ولمسلم أيضا من حديث أم الحصين: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1838) عن أم الحصين قالت: حججت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قولا كثيرا ثم سمعته يقول "إنّ أُمِّرَ عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له واطيعوا". وفي لفظ "لو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له واطيعوا". 394 - قال أبو عمرة: أسهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفرسي أربعة أسهم ولي سهما فأخذت خمسة أسهم. قال الحافظ: أخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه الدارقطني (4/ 104) عن إبراهيم بن حماد ثنا علي بن حرب ثني أبي حرب بن مُحَمَّدْ ثنا مُحَمَّدْ بن الحسن عن مُحَمَّدْ بن صالح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عن جده بشير بن عمرو بن محصن قال: أسهم لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفرسي أربعة أسهم ولي سهما فأخذت خمسة أسهم. مُحَمَّدْ بن الحسن أظنه الشيباني صاحب أبي حنيفة قال ابن معين وغيره: ضعيف، ومحمد بن صالح لم أعرفه وأظنه زَمْعَة بن صالح تحرف زمعة إلى مُحَمَّدْ وهو مذكور في شيوخ مُحَمَّدْ بن الحسن وهو ضعيف أيضا. وخالفه المسعودي في لفظه رواه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عن جده أنّه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر أو يوم أحد ومعه إخوة له فأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - الراجل سهما سهما وأعطى الفارس سهمين. أخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" (11/ 269) و "التهذيب" (12/ 187) و"النكت الظراف" (9/ 235) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن المسعودي به. واختلف فيه على المسعودي: فقيل: عنه ثني أبو عمرة عن أبيه قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربعة نفر ومعنا فرس فأعطى كل إنسان منا سهما، وأعطى الفرس سهمين. ¬

_ (¬1) 16/ 240 (كتاب الأحكام - باب السمع والطاعة للإمام) (¬2) 6/ 408 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس)

أخرجه أحمد (4/ 138) وعنه أبو داود (2734) قال: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا المسعودي به. واختلف فيه على المقرئ، فرواه أبو الأزهر عنه ثنا المسعودي عن ابن أبي عمرة عن أبيه. أخرجه البيهقي (6/ 326) وقيل: عن المسعودي عن رجل من آل أبي عمرة عن أبي عمرة. أخرجه أبو داود (2735) والبيهقي (6/ 326) من طريق أمية بن خالد البصري ثنا المسعودي به. والمسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله ثقة كما قال ابن معين وغيره إلا أنّه اختلط بأخرة، وقد تكلموا فيما يرويه عن غير القاسم بن عبد الرحمن بن مسعود وعون بن عبد الله بن عتبة (¬1). فقال أبو زرعة: أحاديثه عن غير القاسم وعون مضطربة يهم كثيرا" سؤالات البرذعي 2/ 420 ونحا الحافظ منحى الجمع والترجيح بين هذه الروايات المختلفة فقال: والاختلاف فيه على المسعودي وكان قد اختلط، ورواية ابن منده هي من طريق يونس بن بكير عنه، ورواية أبي داود من طريق أمية بن خالد عنه، والثانية من رواية أبي عبد الرحمن المقرىء عنه، والظاهر من مجموع ذلك أنّ الحديث لأبي عمرة الأنصاري لا لغيره والله تعالى أعلم، ومن الجائز أنْ يكون عبد الله بن عبد الرحمن يكنى أبا عمرة فتلتئم رواية أمية بن خالد مع رواية يونس بن بكير، إلا أنّ يونس يزيد عليه قوله: عن جده، وهو أصوب والله تعالى أعلم" التهذيب وقال في "التقريب": أبو عمرة عن أبيه مجهول من السادسة وإلا فالصواب أنّه الأنصاري والد عبد الرحمن" وقال الذهبي في "الميزان": أبو عمرة عن أبيه وله صحبة "للفرس سهمان" وعنه المسعودي والخبر معلل" ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ بغداد" (10/ 220 - 221)

395 - "أشبه خَلْقك خَلْقي، وخُلُقك خُلُقي" قال الحافظ: في مرسل ابن سيرين عند ابن سعد: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (4/ 36) عن هَوْذَة بن خليفة الثقفي ثنا عوف عن ابن سيرين أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجعفر حين تنازع هو وعلي وزيد في ابنة حمزة: فذكره. وهوذة صدوق، وعوف وابن سيرين ثقتان. 396 - "اشتد غضب الله على قوم رغبوا عن خلق الله وتشبهوا بالنساء" قال الحافظ: وروى المستغفري من مرسل مُحَمَّدْ بن المنكدر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما من أمر النساء، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فذكر نحو حديث الباب وزاد: فذكره" (¬2) مرسل وقال في "الإصابة" (10/ 267): وأخرج المستغفري من طريق داود بن بكر عن ابن المنكدر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لا تدخلوهم بيوتكم" الحديث. 397 - قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال: "أشترط لربي أنّ تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال "الجنة" قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل. فنزل {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى} [التوبة: 111] الآية. قال الحافظ: وفي مرسل مُحَمَّدْ بن كعب: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الطبري في "جامع البيان" (11/ 35 - 36) ثنا الحارث ثنا عبد العزيز ثنا أبو معشر عن مُحَمَّدْ بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال عبد الله بن رواحة: فذكره. ¬

_ (¬1) 9/ 48 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء) (¬2) 11/ 247 (كتاب النكاح - باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة) (¬3) 6/ 344 (كتاب الجهاد - باب فضل الجهاد)

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر واسمه نَجيح بن عبد الرحمن السندي. 398 - "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل هجا رجلا فهجا القبيلة بأسرها" قال الحافظ: وأخرج الطحاوي من حديث عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (635) والبخاري في "الأدب المفرد" (874) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (589) والطحاوي في "المشكل" (10) وابن حبان (5785) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 123) وابن ماجه (3761) والطحاوي في "المشكل" (9) وابن الأعرابي (ق 24/ ب و 75/ أ) والبيهقي (10/ 241) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّخوي كلاهما عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعا "إنّ أعظم الناس فرية، لرجل هاجى رجلا، فهجا القبيلة بأسرها. ورجل انتفى من أبيه، وَزنَّى أمه" قال الحافظ: سنده حسن" الفتح 13/ 155 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 123 قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن. 399 - "أشدد وطأتك على مُضَر" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 3/ 146) من حديث أبي هريرة. 400 - "اشربوا فيما شئتم ولا تشربوا مسكرا" قال الحافظ: وعن الرسيم أخرجه أحمد بلفظ: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 12/ 506 (كتاب اللباس- باب عذاب المصورين يوم القيامة) (¬2) 3/ 265 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل من نومه) (¬3) 12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 160 - 161) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن يحيى بن الحارث التيمي (¬1) عن يحيى بن غسان التيمي عن ابن الرسيم عن أبيه أنّه انطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد في صدقة يحملها إليه، قال: فنهاهم عن النبيذ في هذه الظروف، فرجعوا إلى أرضهم وهي أرض تهامة حارة، فاستوخموها فرجعوا إليه العام الثاني في صدقاتهم فقالوا: يا رسول الله، إنك نهيتنا عن هذه الأوعية فتركناها وشق ذلك علينا، فقال "اذهبوا فاشربوا فيما شئتم، من شاء أوكى سقاءه على إثم". وأخرجه أحمد وابنه (3/ 481) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1689) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4634) وأبو نعيم في "الصحابة" (2824) من طرق عن ابن أبي شيبة به. وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الرحيم بن سليمان به. أخرجه أبو نعيم (2824) واختلف فيه على يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر، فرواه عبد العزيز بن مسلم عنه عن يحيى بن غسان التيمي عن أبيه قال: كان أبي مع الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد قيس فنهاهم عن هذه الأوعية قال: فاتخمنا ثم أتيناه العام المقبل قال: فقلنا: يا رسول الله، إنك نهيتنا عن هذه الأوعية فاتخمنا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "انتبذوا فيما بدا لكم ولا تشربوا مسكرا، فمن شاء أوكى سقاءه على إثم". أخرجه أحمد (3/ 481) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 106) وابن أبي خيثمة وابن السكن كما في "الإصابة" (8/ 56) (¬2) قال ابن السكن في ترجمة الرسيم: إسناد حديثه مجهول" تعجيل المنفعة ص 129 - 130 وقال ابن عبد البر: إسناد حديث غسان في الأشربة والأوعية مضطرب" الاستيعاب 9/ 106 وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله الجابر وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه أحمد، وابن الرسيم لم أعرفه" المجمع 5/ 63 ¬

_ (¬1) قال الحسيني في "الإكمال" (ص 463): هو ابن عبد الله بن الحارث المعروف بالجابر" (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5640) ووقع عنده: عن يحيى بن غسان عن أبيه وكان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

401 - "اشربوه إذا طاب، فإذا خبث فذروه" قال الحافظ: وفي رواية لأحمد في قصة وفد عبد القيس: فقال رجل من القوم: يا رسول الله، إن الناس لا ظروف لهم، فقال: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 355) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا سُكين ثنا حفص بن خالد ثني شهر بن حَوْشب عن أبي هريرة قال: إني لشاهد لوفد عبد قيس قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهاهم أنْ يشربوا في هذه الأوعية: الحَنْتَم والدُّبَّاء والمُزَفَّت والنَّقير، فقام إليه رجل من القوم فقال: يا رسول الله، إنّ الناس لا ظروف لهم، قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يرثى للناس فقال "اشربوا ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه" قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه شهر وفيه ضعف وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 62 قلت: سكين هو ابن عبد العزيز العبدي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، وحفص بن خالد هو ابن جابر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ولم يذكرا عنه راويا إلا سكين بن عبد العزيز فهو مجهول. 402 - حديث تميم الداري أنَّه كان يهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل عام راوية خمر، فلما كان عام حُرّمت جاء براوية فقال "أشعرت أنها قد حُرِّمت بعدك؟ " قال: أفلا أبيعها وأنتفع بثمنها؟ فنهاه. قال الحافظ: رواه أحمد وأبو يعلى" (¬2) حسن أخرجه أحمد (4/ 227) عن رَوح بن عبادة البصري وهاشم بن القاسم البغدادي قالا: ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شَهر بن حَوشب عن عبد الرحمن بن غنم أنّ الداري كان يهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل عام راوية من خمر، فلما كان عام حرمت فجاء براوية، فلما نظر إليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك قال "هل شعرت أنها قد حرمت بعدك؟ " قال: يا رسول الله، أفلا أبيعها فانتفع بثمنها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لعن الله اليهود انطلقوا إلا ما حُرِّم عليهم من شحوم البقر والغنم فأذابوه فجعلوه ثمنا له فباعوا به ما يأكلون، وإنّ الخمر حرام وثمنها حرام، وإنّ الخمر حرام وثمنها حرام، وإنّ الخمر حرام وثمنها حرام". ¬

_ (¬1) 12/ 158 (كتاب الأشربة - باب ترخيص النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأوعية) (¬2) 9/ 348 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا)

قال الهيثمي: رواه أحمد هكذا عن ابن غنم أنّ الداري، وفيه شهر وحديثه حسن وفيه كلام" المجمع 4/ 88 قلت: رواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن تميم الداري نحوه. أخرجه أبو يعلى (تفسير ابن كثير 2/ 93، المطالب 1819، إتحاف الخيرة 5034) عن مُحَمَّدْ بن أبي بكر المقدمي والطبراني في "الكبير" (1275) عن زيد بن أخزم البصري قالا: ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر به. قال الهيثمي: إسناده متصل حسن" المجمع 4/ 88 وقال الحافظ: هذا حديث حسن" المطالب 2/ 250 وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 6/ 298 وهو كما قالوا. 403 - حديث أم عطية: فأعطاها حِقْوَه فقال "أشعِرنَها إياه" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 370 - 372) 404 - حديث الزبير مرفوعا "اشفعوا ما لم يصل إلى الوالي، فإذا وصل إلى الوالي فعفا فلا عفا الله عنه" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني" (¬2) ضعيف جدا وهو من حديث ابن عمرو أخرجه الدارقطني (3/ 204 - 205) من طريق أبي نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي ثنا مُحَمَّدْ بن عبيد الله العَرْزَمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه ¬

_ (¬1) 10/ 201 (كتاب التفسير: سورة مُحَمَّدْ - باب وتقطعوا أرحامكم) (¬2) 15/ 93 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

عن جده قال: كان صفوان بن أمية بن خلف نائما في المسجد، ثيابه تحت رأسه، فجاء سارق فأخذها، فَأُتيَ به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقرّ السارق، فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يقطع، فقال صفوان: يا رسول الله، أيقطع رجل من العرب في ثوبي، فقال رسول اله - صلى الله عليه وسلم - "أفلا كان هذا قبل أنْ تجيء به" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اشفعوا ما لم يصل إلى الوالي، فإذا وصل إلى الوالي فعفا، فلا عفا الله عنه" ثم أمر بقطعه من المفصل. قال ابن القطان الفاسي: مُحَمَّدْ بن عبيد الله العرزمي متروك، وأبو نعيم النخعي لا يتابع على ما له من الحديث" الوهم والإيهام 5/ 100 405 - "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر" قال الحافظ: وله (أي مسلم 73) في حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) 406 - عن عائشة قالت: يا نبي الله، إني نذرت عتيقا من ولد إسماعيل، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "اصبري حتى يجيء فيء بني العنبر غدا" فجاء فيء بني العنبر فقال لها "خذي منهم أربعة" فأخذت دريحا وزبيبا وزخيا وسمرة. قال الحافظ: وله (أي الطبراني) في "الكبير" من حديث دُرَيْح وهو بمهملات مصغرا ابن ذؤيب ابن شعثم بضم المعجمة والمثلثة بينهما عين مهملة العنبري أنّ عائشة قالت: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (4216) عن موسى بن هارون البزاز ثنا عطاء بن خالد بن الزبير بن عبد الله بن رديح بن ذؤيب العنبري ثني أبي خالد عن أبيه الزبير عن أبيه عبد الله عن أبيه رديح عن أبيه ذؤيب أنّ عائشة قالت: يا نبي الله، إني أريد عتيقا من ولد إسماعيل - صلى الله عليه وسلم - قصدا، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "انتظري حتى يجيء فيء العنبر غدا" فجاء فيء العنبر فقال لها "خذي منهم أربعة فلمة صباح ملاح لا تخبأ منهم الرؤوس" قال عطاء بن خالد: فأخذت جدي رديحا، وأخذت ابن عمي سمرة، وأخذت ابن عمي رخيا، وأخذت خالي زبيبا، ثم رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فمسح بها رؤوسهم وبرّك عليهم، ثم قال "هؤلاء يا عائشة من ولد إسماعيل قصدا" ¬

_ (¬1) 3/ 177 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) (¬2) 6/ 98 (كتاب العتق - باب من ملك من العرب رقيقا)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3066) من طريق الحسن بن علي بن عمر البغدادي ثنا عطاء بن خالد به. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 47 قلت: عطاء بن خالد ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. 407 - حديث ثعلبة بن الحكم قال: أصبنا يوم خيبر غنما، فذكر الأمر بإكفائها وفيه: فإنّها لا تحل النهبة" سكت عليه الحافظ (¬1). سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ النهبة لا تحل" 408 - "أصحابى أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬2) هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (2531) عن أبي موسى قال: صلينا المغرب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فجلسنا فخرج علينا فقال "ما زلتم ههنا؟ " قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال "أحسنتم أو أصبتم" قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء، فقال "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" 409 - "أصحابي كالنجوم" سكت عليه الحافظ (¬3). ضعيف جدا ربي من حديث عمر ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جواب بن عبيد الله مرسلا. فأما حديث عمر فأخرجه الخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 70) وابن عدي (3/ 1057) وابن بطة في "الإبانة" (700) والبيهقي في "المدخل" (151) والخطيب في ¬

_ (¬1) 7/ 66 (كتاب فرض الخمس - باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب) (¬2) 16/ 128 (كتاب الفتن - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه) (¬3) 4/ 428 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب الاغتسال للمحرم)

"الفقيه" (1/ 177) وفي "الكفاية" (ص 95 - 96) ونظام الملك في "الأمالي" (21) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 146 - 147) من طريق نعيم بن حماد ثني عبد الرحيم بن زيد العَمِّي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر مرفوعا "سألت ربي عز وجل فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي، فأوحي إليّ: يا مُحَمَّدْ إنّ أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء، بعضها أضوأ من بعض، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى" قال ابن عدي: وهذا منكر المتن يعرف بعبد الرحيم بن زيد عن أبيه" وقال البزار: هذا الكلام لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم بن زيد؛ لأن أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه، والكلام أيضا منكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" جامع بيان العلم 2/ 923 - 924 وقال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، نعيم مجروح، وعبد الرحيم قال ابن معين: كذاب" العلل 1/ 283 وقال الذهبي: إسناده واه" فيض القدير 4/ 76 وقال الزركشي: وفيه علتان: ضعف عبد الرحيم وإرساله فإنّ سعيدا لم يسمع من عمر في قول جماعة. لكن ذكرت في باب الوتر من "الذهب الإبريز" ما يصحح سماعه منه" المعتبر ص80 وقال ابن الملقن: وهذا ضعيف ومنقطع، فإنّ سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر شيئا، وعبد الرحيم ووالده ضعيفان" البدر المنير وقال ابن كثير: لم يروه أحد من الكتب الستة وهو ضعيف، قال ابن معين: عبد الرحيم بن زيد كذاب، وقال مرّة: ليس بشيء، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: تُرِك حديثه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال النسائي: متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه. قلت: وأبوه ضعيف أيضا، ومع هذا كله فهو منقطع, لأنّ سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر شيئا، وقد رُوي هذا الحديث من غير طريق ولا يصح شيء منها" تحفة الطالب وأما حديث ابن عمر فأخرجه عبد بن حميد (783) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو شهاب عن حمزة الجَزَري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها، فبأيهم أخذتم بقوله اهتديتم" ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 145) وفي "الأمالي المطلقة" (2/ 59)

ورواة موسى بن إسحاق الأنواري عن أحمد بن عبد الله بن يونس فقال فيه: عن عمرو بن دينار عن ابن عباس. أخرجه- ابن بطة في "الإبانة" (702) وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1167) وابن عدي (2/ 785 - 786) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (703) وابن بطة (701) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي ثنا أبو شهاب عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر به. وأخرجه ابن عدي (2/ 785) من طريق غسان بن عبيد الموصلي ثنا حمزة الجزري به. وقال: وهذا الحديث عن نافع عن ابن عمر منكر ليس يرويه غير حمزة عن نافع، وحمزة يضع الحديث" وقال الحافظ: هذا حديث غريب، تفرد به حمزة الجزري" وقال في "التلخيص" (4/ 190) و"المطالب" (4/ 335): وحمزة ضعيف جدا" وقال ابن عبد البر: وهذا إسناد لا يصح، ولا يرويه عن نافع من يحتج به" جامع بيان العلم 2/ 924 قال الحافظ: قلت: هو متفق على تركه، بل قال ابن عدي: إنّه يضع" تخريج أحاديث المختصر 1/ 146 وقال الزركشي: وحمزة قال فيه ابن معين: لا يساوي فلسا، وقال البخاري: منكر الحديث" المعتبر ص 81 وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنّه المتعمد لها لا تحل الرواية عنه، وقال الحاكم: يروي عن نافع أحاديث موضوعة. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البيهقي في "المدخل" (152) والخطيب في "الكفاية" (ص 95) ونصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة" (65) من طريق عمرو بن هاشم البيروتي ثنا سليمان بن أبي كريمة عن جُويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا "مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإنْ لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية، فإن لم تكن سنة مني ماضية فما قال أصحابي، إنّ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيها أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة"

قال الزركشي: وهذا الإسناد فيه ضعفاء، وقد روي بهذا اللفظ من طرق كثيرة ولا يصح" المعتبر ص 83 وقال الحافظ: وجويبر ضعيف جدا، والضحاك عن ابن عباس منقطع" تخريج أحاديث المختصر 1/ 146 قلت: وسليمان بن أبي كريمة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يحدّث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه. وخالفه مِنْدَل بن علي العنزي فرواه عن جويبر عن الضحاك مرسلا. أخرجه أبو ذر الهروي في "السنة" (تلخيص الحبير 4/ 191) قال الحافظ: وهو في غاية الضعف" قلت: مندل ضعفه الجمهور، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا "أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم" أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1778) وابن حزم في "الأحكام" (ص 1057) وابن عبد البر في "الجامع" (1760) وأبو عمرو بن منده في "الفوائد" (11) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (¬1) (1/ 146) من طريق عبد الله بن روح ثنا سلام بن سليمان ثنا الحارث بن غُصَيْن عن الأعمش به. قال ابن عبد البر: هذا إسناد لا تقوم به حجة؛ لأن الحارث بن غصين مجهول" وقال الحافظ: قلت: الآفة فيه من الراوي عنه، وإلا فالحارث قد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عنه حسين الجعفي" وقال أيضا: هذا حديث غريب" ¬

_ (¬1) وفي "الأمالي المطلقة" (2/ 60)

وقال الزركشي: وسلام بن سليمان هذا وثقه العباس بن الوليد، وقال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال العقيلي: في حديثه مناكير، وقال ابن عدي: هو عندي منكر الحديث وعامة ما يرويه حسان إلا أنّه لا يتابع عليه. والحارث بن غصين مجهول الحال لا أعلم من ذكره بجرح ولا عدالة. ثم إنه منقطع فإنّ البزار صرح في مواضع من مسنده بأن الأعمش لم يسمع من أبي سفيان، ثم هو شاذ بمرّة لكونه من رواية الأعمش وهو ممن يجمع حديثه ولم يجيء إلا من هذه الطريق" المعتبر ص 82 وقال ابن حزم: أبو سفيان ضعيف (¬1)، والحارث بن غصين هذا هو أبو وهب الثقفي، وسلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة، وهذا منها بلا شك، فهذا رواية ساقطة من طريق ضعيف إسنادها" الثاني: يرويه جميل بن زيد عن مالك عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه عن جابر. أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" (تلخيص الحبير 4/ 190) قال الحافظ: وجميل لا يعرف، ولا أصل له في حديث مالك ولا من فوقه" وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 4156) عن عبد الله بن علي ثنا سلام الطويل عن زيد العَمِّي عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا "مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها، فإذا غابت تحيروا" ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 147 - 148) وقال: وفي إسناده ثلاث ضعفاء في نسق: سلام وزيد ويزيد، وأشدهم ضعفا سلام" وقال في "المطالب العالية" (4/ 146): إسناده ضعيف" وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي والراوي عنه" مختصر الإتحاف 10/ 313 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه القضاعي (1346) من طريق جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "مثل أصحابي مثل النجوم، من اقتدى بشيء منها اهتدى" قال الحافظ: وفي إسناده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وهو كذاب" التلخيص 4/ 191 ¬

_ (¬1) قلت: بل صدوق.

وقال الذهبي: هذا الحديث من بلايا جعفر بن عبد الواحد" الميزان 1/ 413 وأما حديث جَوَّاب بن عبيد الله فأخرجه البيهقي في "المدخل" (153) من طريق أبي زرعة الرازي ثنا إبراهيم بن موسى ثنا يزيد بن هارون عن جُوَيبر عن جواب بن عبيد الله مرفوعا "إنّ مثل أصحابي كمثل النجوم ههنا وههنا، من أخذ بنجم منها اهتدى، وبأي قول أصحابي أخذتم فقد اهتديتم" وقال: هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة لم يثبت في هذا إسناد" وقال الحافظ: هو مرسل أو معضل" تخريج أحاديث المختصر 1/ 146 قلت: وجويبر قال النسائي وغيره: متروك. 410 - حديث أبي سعيد "أصدق الرؤيا بالأسحار" قال الحافظ: أخرجه أحمد مرفوعا وصححه ابن حبان" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 68) والدارمي (2152) وأبو يعلى (1357) وابن حبان (6041) وابن عدي (3/ 980 و 4/ 1519) والحاكم (4/ 392) والبيهقي في "الشعب" (4436) عن عمرو بن الحارث المصري وأحمد (3/ 29) وعبد بن حميد في "المنتخب" (925) والترمذي (2274) والخطيب في "التاريخ" (8/ 26 و 11/ 342) عن ابن لَهيعة كلاهما عن دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يتابع دراج عليه، وهذا الحديث مما ينكر عليه" قلت: دراج مختلف فيه، واختلفوا في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود. 411 - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن نظرة الفجاة فقال "اصرف بصرك" قال الحافظ: ففي صحيح مسلم: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 46 (كتاب التعبير - باب رؤيا الليل) (¬2) 13/ 262 (كتاب الاستئذان - باب الاستئذان من أجل البصر)

أخرجه مسلم (2159) وأبو داود (2148) واللفظ له عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نظرة الفجأة فقال "اصرف بصرك". 412 - حديث أبي سعيد: جاء رجل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، والرجل في هيئة بذة، فقال له "أصليت؟ " قال: لا. قال "صلّ ركعتين" وحض الناس على الصدقة. قال الحافظ: ويدل عليه قوله في حديث أبي سعيد الذي أخرجه أصحاب السنن وغيرهم: فذكره، الحديث. فأمره أنْ يصلي ليراه بعض الناس وهو قائم فيتصدق عليه، ويؤيده أنّ في هذا الحديث عند أحمد "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن هذا الرجل دخل المسجد في هيئة بذة فأمرته أنّ يصلي ركعتين وأنا أرجو أنّ يفطن له رجل فيتصدق عليه" قال: ومما يدل على أنّ أمره بالصلاة لم ينحصر في قصد التصدق معاودته - صلى الله عليه وسلم - بأمره بالصلاة أيضا في الجمعة الثانية بعد أنْ حصل له في الجمعة الأولى ثوبين فدخل بهما في الثانية فتصدق بأحدهما فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، أخرجه النسائي وابن خزيمة من حديث أبي سعيد أيضا. ولأحمد وابن حبان أنّه كرر أمره بالصلاة ثلاث مرات في ثلاث جمع" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 25) والنسائي (5/ 47) وفي "الكبرى" (2316) وأبو يعلى (994) وابن حبان (2503 و 2505) والبيهقي (4/ 181) عن يحيى بن سعيد القطان والشافعي في "مسنده" (ص 64) وعبد الرزاق (5516) والحميدي (741) والترمذي (511) والنسائي (3/ 87) وفي "الكبرى" (1719) وابن خزيمة (1830) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (479) والبيهقي (3/ 194 و 217) والبغوي في "شرح السنة" (1085) عن سفيان بن عُيينة والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 366) ¬

_ (¬1) 3/ 59 (كتاب الجمعة - باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب)

عن يحيى بن أيوب المصري ثلاثتهم عن مُحَمَّدْ بن عجلان المدني ثنا عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري قال: رأيت أبا سعيد الخدري جاء ومروان بن الحكم يخطب يوم الجمعة فقام يصلي الركعتين فجاء إليه الأحراس ليجلسوه فأبى أنْ يجلس حتى صلى الركعتين، فلما قضى الصلاة أتيناه فقلنا له: يا أبا سعيد كاد هؤلاء أنّ يفعلوا بك، فقال أبو سعيد: ما كنت لأدعهما لشيء بعد شيء رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاء رجل وهو يخطب يوم الجمعة فدخل المسجد بهيئة بَذَّة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "أصليت؟ " قال: لا، قال "فصل ركعتين" ثم حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة، فألقى الناس ثيابا، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل منها ثوبين، فلما جاءت الجمعة الأخرى جاء الرجل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -. "هل صليت ركعتين؟ " قال: لا، قال "فصل ركعتين" ثم حث الناس على الصدقة، فألقوا ثيابا، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل منها ثوبين، فلما جاءت الجمعة الأخرى جاء الرجل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هل صليت ركعتين؟ " قال: لا، قال "فصل ركعتين" ثم حث الناس على الصدقة، فألقوا ثيابا، فطرح الرجل أحد ثوبيه، فصاح به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال "خذه" فأخذه ثم قال "انظروا إلى هذا جاء تلك الجمعة بهيئة بذة فأمرت الناس بالصدقة فألقوا ثيابا فأعطيته منها ثوبين فلما جاءت هذه الجمعة أمرت الناس بالصدقة فألقى أحد ثوبيه" قال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح. سمعت ابن أبي عمر يقول: قال سفيان بن عيينة: كان مُحَمَّدْ بن عجلان ثقة مأمونا في الحديث" قلت: وهو كما قال. 413 - "اصنعوا كل شيء إلا الجماع" قال الحافظ: قال النووي: حديث أنس في مسلم (302): فذكره" (¬1) 414 - حديث أنس أنّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة أخرجوها من البيت، فسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فنزلت الآية فقال: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" فأنكرت اليهود ذلك، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: لا يا رسول الله ألا نجامعهنّ في الحيض؟ يعني خلافا لليهود، فلم يأذن في ذلك. ¬

_ (¬1)

قال الحافظ: روى مسلم (302) وأبو داود (258) من حديث أنس: فذكره" (¬1) 415 - حديث عبد الرحمن بن أزهر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي برجل قد شرب الخمر فقال للناس: "اضربوه" فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالجريد، ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترابا فرمى به في وجهه" قال الحافظ: ذكره الطحاوي، وورد في بعض طرقه عند أبي داود والنسائي "ثم أُتي أبو بكر بسكران فتوخى الذي كان من ضربهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضربه أربعين، ثم أُتى عمر بسكران فضربه أربعين" وقال: وفي حديث عبد الرحمن بن أزهر عند الشافعي بعد ذكر الضرب، ثم قال عليه الصلاة والسلام "بكتوه" فبكتوه، ثم أرسله. وقال: وأخرج أبو داود والنسائي من حديث عبد الرحمن بن أزهر في قصة الشارب الذي ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - بحنين وفيه: فلما كان عمر كتب إليه خالد بن الوليد: إنّ الناس قد انهمكوا في الشرب، وتحاقروا العقوبة، قال: وعنده المهاجرون والأنصار فسألهم واجتمعوا على أنْ يضربه ثمانين، وقال عليّ: فذكر مثله" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (693) وأحمد (4/ 88 و 350) وأبو داود (4487 و 4489) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 283 - 284 و 357) والنسائي في "الكبرى" (5281) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 155 و 156) وفي "المشكل" (2451) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 148) والدارقطني (3/ 157) والحاكم (4/ 374 - 375) والبيهقي (8/ 320) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن أزهر ص 142) والمزي في "تهذيب الكمال" (16/ 514 - 515) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي أنّ ابن شهاب حدّثه عن عبد الرحمن بن أزهر قال: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآن وهو في الرحال يلتمس رحل خالد بن الوليد، فبينما هو كذلك إذ أتي برجل قد شرب الخمر، فقال للناس "اضربوه" فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم من ضربه بالميتخة، ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترابا من الأرض فرمى به في وجهه. وفي لفظ: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة الفتح وأنا غلام شاب يتخلل الناس يسأل عن ¬

_ (¬1) 1/ 415 (كتاب الحيض وقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقَرَة: 222]) (¬2) 15/ 71 و 74 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)

منزل خالد بن الوليد، فأُتي بشارب، فأمرهم فضربوه بما في أيديهم، فمنهم من ضربه بالسوط، ومنهم من ضربه بعصا، ومنهم من ضربه بنعله، وحثى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب، فلما كان أبو بكر أتي بشارب، فسألهم عن ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ضربه، فحرروه أربعين، فضرب أبو بكر أربعين، فلما كان عمر كتب إليه خالد بن الوليد: إنّ الناس قد انهمكوا في الشرب وتحاقروا الحد والعقوبة، قال: هم عندك فسلهم، وعنده المهاجرون الأولون، فسألهم، فأجمعوا على أن يضرب ثمانين، قال: وقال علي: إن الرجل إذا شرب افترى فأرى أنْ يجعله كحد الفرية. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: هو حسن الإسناد للخلاف المعروف في أسامة بن زيد الليثي. قال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب بنسخة صالحة، وهو حسن الحديث وأرجو أنّه لا بأس به، وهو كما قال ابن معين: ليس بحديثه ولا برواياته بأس وهو خير من أسامة بن زيد بن أسلم بكثير" وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه ولكن أكثرها شواهد ومتابعات، والظاهر أنّه ثقة صدوق قوي الحديث" وهذا الحديث من رواية ابن وهب وغيره عن أسامة بن زيد. ولم ينفرد أسامة بن زيد به بل تابعه معمر (¬1) عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عام حنين سأل عن رحل خالد بن الوليد فجريت بين يديه أسال عن رحل خالد بن الوليد حتى أتاه جريحا، وأُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بشارب فقال "اضربوه" فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب وحثوا عليه من التراب، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بكتوه" فبكتوه، ثم أرسله. قال: فلما كان أبو بكر سأل من حضر ذلك المضروب فقومه أربعين فضرب أبو بكر في الخمر أربعين حياته، ثم عمر حتى تتابع الناس في الخمر فاستشار فضربه ثمانين. أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 285 - 286) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 319) وفي "معرفة السنن" (13/ 48) ورواه عبد الرزاق (5/ 380 - 381) عن مَعمَر بنحوه ولم يذكر قصة الشارب. ¬

_ (¬1) ورواه صالح بن كيسان عن الزهري مختصرا في حثي التراب على شارب الخمر. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1890)

وأخرجه أحمد (¬1) (4/ 88 و 350 - 351) عن عبد الرزاق (¬2). وأخرجه الحميدي (897) عن سفيان بن عيينة ثنا معمر بنحوه ولم يذكر قصة الشارب. ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (897) وتابعه مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم - هو التيمي - والزهري عن عبد الرحمن بن أزهر نحوه مختصرا. رواه مُحَمَّدْ بن بشر العبدي عن مُحَمَّدْ بن عمرو به. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 546 - 547) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (638) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1888) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 156 - 157) والدارقطني (3/ 157 - 158) وابن عساكر (ص 142) ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة ومحمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن أزهر. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5286) ورواه أزهر بن سعد السمان البصري (¬3) عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن أزهر. أخرجه النسائي (5284) وأبو نعيم في "الصحابة" (4594) ورواه مُحَمَّدْ بن عبد الله الأنصاري عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن مُحَمَّدْ بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن أزهر. أخرجه النسائي (5285) ورواه يزيد بن هارون عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الرحمن بن أزهر. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 141). وأخرجه أيضا (ص 141 - 142) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي أنا عبد الرزاق به. (¬2) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4593) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به. (¬3) وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني مُحَمَّدْ بن عمرو به. أخرجه أبو القاسم البغوي (1889) وابن عسكر (ص 142)

أخرجه الحاكم (4/ 374) وقال: صحيح الإسناد" قلت: هو حسن الإسناد فقط. وقد أعلّ الحديث، فقال أبو حاتم وأبو زرعة: لم يسمع الزهري هذا الحديث من عبد الرحمن بن أزهر يدخل بينهما عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر. قلت (¬1) لهما: من يُدخل بينهما ابن عبد الرحمن بن أزهر؟ قالا: عقيل بن خالد" العلل 1/ 446 - 447 قلت: رواية عُقيل بن خالد أخرجها أبو داود (4488) والنسائي في "الكبرى" (5283) والدارقطني (3/ 158) والبيهقي (8/ 320) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 425) من طريق أحمد بن عمرو بن السرح المصري قال: وجدت في كتاب خالي أبي رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد عن عقيل عن ابن شهاب أخبره أنْ عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر أخبره عن أبيه قال: فذكر نحوه. وهذا الحديث تلقاه ابن السرح عن خاله وجادة، والوجادة كما قال ابن الصلاح في "علوم الحديث" من باب المنقطع والمرسل، وعبد الرحمن بن عبد الحميد وثقه أبو داود، وقال ابن يونس: كان قد عمي فكان يحدث حفظا فأحاديثه مضطربة. ورواية أسامة بن زيد ومن تابعه أصح، وقد صرّح الزهري بالسماع من عبد الرحمن بن أزهر عند أحمد، وبالتحديث عند الطحاوي والحاكم: وبالإخبار عند الدارقطني والبيهقي، والله تعالى أعلم. 416 - "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا" قال الحافظ: عند مسلم (856) من طريق آخر عن أبي هريرة ومن حديث حذيفة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) 417 - "أطَّت السماء وحُقَّ لها أنّ تَئِط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه والبزار من حديث أبي ذر مرفوعا: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) القائل ابن أبي حاتم. (¬2) 3/ 5 (كتاب الجمعة - باب فرض الجمعة) (¬3) 7/ 111 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في قوله: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (57)} [الأعراف: 57])

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا ... " 418 - عن ابن عمر قال: كان تحتي امرأة أحبها وكان عمر يكرهها فقال: طلقها، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أطع أباك" قال الحافظ: وقد روى أحمد والأربعة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (62) والطيالسي (ص 250) وأحمد (2/ 20 و 42 و 53 و 157) وأبو داود (5138) والترمذي (1189) وابن ماجه (2088) والنسائي كما في "تحفة الأشراف" (5/ 339) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2859) وابن حبان (426 و 427) والطبراني في "الكبير" (13250) والحاكم (2/ 197 و 4/ 152 - 153) والبيهقي (7/ 322) والبغوي في "شرح السنة" (2348) وابن الجوزي في "البر والصلة" (8) من طريق ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كانت تحتي امرأة تعجبني وكان عمر يكرهها فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتي عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن عند عبد الله بن عمر امرأة قد كرهتها فأمرته أنْ يطلقها فأبى، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا عبد الله بن عمر طلق امرأتك وأطع أباك" قال عبد الله: فطلقتها. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والحارث بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذُباب المدني خال ابن أبي ذئب قد احتجا جميعا به" قلت: بل الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب هو القرشي العامري وليس هو بابن أبي ذباب، ولم يحتج به الشيخان. لكن قال أحمد: لا أرى به بأسا، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان" و"الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. وابن أبي ذئب وحمزة بن عبد الله ثقتان فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) 11/ 276 (كتاب الطلاق - باب من طلق)

419 - حديث جابر: قالوا: يا رسول الله، ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وإفشاء السلام" قال الحافظ: ولأحمد والحاكم من حديث جابر: فذكره، وفي إسناده ضعف" (¬1) صحيح وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن ثابت البناني عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" قالوا: يا نبي الله، ما الحج المبرور؟ قال "إطعام الطعام وإفشاء السلام" أخرجه أحمد (3/ 325 و 334) والعقيلي (4/ 40) وابن البختري في "الأمالي" (28) وابن عدي (6/ 2146) والبيهقي في "الشعب" (3824) من طرق عن مُحَمَّدْ بن ثابت (¬2) به. قال ابن عدي: لا أعلم حدّث بهذا عن مُحَمَّدْ بن المنكدر غير مُحَمَّدْ بن ثابت" وقال الهيثمي: وفيه مُحَمَّدْ بن ثابت وهو ضعيف" المجمع 3/ 207 قلت: لكنه لم ينفرد به بل تابعه جماعة، منهم: 1 - الأوزاعي عن ابن المنكدر عن جابر قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وطيب الكلام". أخرجه الطبراني في "المكارم" (168) و"الأوسط" (6614) وابن عدي (1/ 356) والحاكم (1/ 483) والبيهقي (5/ 262) من طريق أيوب بن سويد ثنا الأوزاعي به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لأنّهما لم يحتجا بأيوب بن سويد لكنه حديث له شواهد كثيرة" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا أيوب بن سويد" وقال البيهقي: تفرد به أيوب بن سويد" ¬

_ (¬1) 4/ 125 (كتاب الحج - باب فضل الحج المبرور) (¬2) ذكر الألباني في "الإرواء" (3/ 241) أنّ مُحَمَّدْ بن ثابت هو العبدي. ولم يصب في ذلك وإنما هو البناني كلما جاء مصرحا به في رواية العقيلي، وفي ترجمته من "التهذيب" ذكره الحافظ في الرواة عن ابن المنكدر وذكر عبد الصمد بن عبد الوارث وبكر بن بكار في الرواة عنه.

قلت: هو الرَّملي وهو ضعيف كما قال أحمد وغيره. وخالفه الوليد بن مسلم فرواه عن الأوزاعي عن ابن المنكدر مرسلا. أخرجه ابن عدي (1/ 356) والبيهقي (5/ 262) 2 - طلحة بن عمرو عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "أفضل الأعمال إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور" قلنا: ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وطيب الكلام" أخرجه الطيالسي (ص 238) وعبد بن حميد (1091) والخرائطي في "المكارم" (1/ 164 و 338) وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن عمرو الحضرمي المكي. 3 - المفضل بن لاحق البصري عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 260 - 261) من طريق فهد بن حَيَّان البصري ثنا المفضل بن لاحق به. وإسناده ضعيف لضعف فهد بن حيان. 4 - سفيان بن حسين الواسطي عن ابن المنكدر عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وافشاء السلام" أخرجه البيهقي في "الشعب" (3825) من طرق عن أبي العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب الأصم ثنا العباس الدوري ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به. ورواته ثقات غير يحيى بن إسماعيل قال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع، وسفيان بن حسين ليس به بأس (¬1). 5 - إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له ثواب عند الله إلا الجنة" قيل: يا رسول الله، ما بِرُّه؟ قال "العج والثج" قيل: فإنْ لم يكن؟ قال "فطيب الكلام وإطعام الطعام" ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة" (112) عن يحيى بن مُحَمَّدْ بن السكن أبي عبيد الله البصري ثنا حبان بن هلال ثنا أبو مِحْصَن ثنا سفيان بن حسين به. ولفظه "طيب الكلام، وإطعام الطعام" وإسناده حسن، وأبو محصن اسمه حصين بن نمير.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 140) والفاكهي (879) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1052) واللفظ له. وابن أبي فروة متروك الحديث. الثاني: يرويه بشر بن المنذر الرملي ثنا مُحَمَّدْ بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" قالوا: وما بِرُّه؟ قال "إطعام الطعام وطيب الكلام" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8400) والعقيلي (1/ 141) وقال الطبراني: لم يَروه عن عمرو إلا مُحَمَّدْ بن مسلم، ولا عن مُحَمَّدْ إلا بشر" وقال العقيلي: بشر بن المنذر قاضي المصيصة في حديثه وهم، ولا يتابع عليه من حديث عمرو بن دينار، وهذا يُروى عن جابر من حديث ابن المنكدر بإسناد لين" وقال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" الترغيب 2/ 165 - المجمع 3/ 207 قلت: وهو كما قالا، وبشر بن المنذر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: كان صدوقا. 420 - عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه فقال "أطعم المسكين وامسح رأس اليتيم" قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي هريرة: فذكره، وسنده حسن" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 387) عن بهز بن أسد البصري ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجَوْني عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه فقال "امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين" هكذا رواه بهز بن أسد (¬2) عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أبي هريرة، وخالفه جماعة رووه عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن رجل عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه فقال له "إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم" ¬

_ (¬1) 13/ 401 (كتاب الدعوات - باب الدعاء للصبيان بالبركة) (¬2) وتابعه علي بن الجعد الجوهرى ثني حماد بن سلمة به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (47)

فزادوا فيه "عن رجل" أخرجه أحمد (2/ 263) ومن طريقه ابن بشران (688) وابن الجوزي في "البر والصلة" (403) عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني وعبد بن حميد (1426) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والطبراني في "المكارم" (107) والبيهقي (4/ 60) وفي "الشعب" (10523) عن سليمان بن حرب البصري قالوا: ثنا حماد بن سلمة به. وهذا أصح لأن قوله "عن رجل" زيادة من ثقة فهي مقبولة، وعليه فالإسناد ضعيف لهذا الرجل الذي لم يسم. والحديث اختلف فيه على أبي عمران الجوني، فقيل: عنه مرسلا. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 659) عن حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن أبي عمران به. وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء، وله عن أبي الدرداء طرق: الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن واسع الأزدي أنْ أبا الدرداء كتب إلى سلمان: يا أخي ادْنِ اليتيم وامسح برأسه وأطعمه من طعامك فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وأتاه رجل يشكو إليه قسوة القلب فقال له "ادن اليتيم، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك، وتقدر على حاجتك" أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 662) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والبيهقي (4/ 60 - 61) وفي "الشعب" (10524) عن حماد بن سلمة كلاهما عن مُحَمَّدْ بن واسع به. ومحمد بن واسع قال ابن المديني: ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة.

الثاني: يرويه مَعْمَر عن صاحب له أنْ أبا الدرداء كتب إلى سلمان رضي الله تعالى عنهما: فذكر حديثا وفيه: ويا أخي ارحم اليتيم، وأدنه منك، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل يشكو قسوة قلبه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتحب أن يلين قلبك؟ " قال: نعم. قال "فَأَدِن اليتيم إليك، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك، فإنّ ذلك يلين قلبك، وتقدر على حاجتك" أخرجه عبد الرزاق (20029) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 214) وإسناده ضعيف للصاحب الذي لم يسم. الثالث: أخرجه الطبراني في "الكبير" قال المنذري: وهومن رواية بَقية وفيه راو لم يسم" الترغيب 3/ 349 وقال الهيثمي: في إسناده من لم يسم، وبقية مدلس" المجمع 8/ 160 421 - عن غالب بن الحر قال: أصابتنا سنة فلم يكن في مالي ما أطعم أهلي إلا سِمَان حُمُر، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنك حَرمت لحوم الحُمُر الأهلية وقد أصابتنا سنة، قال "أطعم أهلك من سمين حُمُرك فإنما حَرّمتها من أجل جوالي القرية - يعني الجلالة ـ" قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه أبو داود عن غالب بن الحر قال: فذكره، وإسناده ضعيف والمتن شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة بالاعتماد عليها" (¬1) ضعيف يرويه أبو الحسن عبيد بن الحسن المزني واختلف عنه: - فرواه شعبة عن عبيد بن الحسن واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 184): ثنا شعبة عن عبيد بن الحسن قال: سمعت عبد الله بن معقل يحدث عن عبد الله بن بسر عن ناس من مزينة الظاهرة أنّ أبجر أو ابن أبجر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنه لم يبق من مالي إلا حُمُري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أطعم أهلك من سمين مالك فإنما كرهت لهم جوال القرية" ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1134) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 203) والطبراني في "الكبير" (18/ 266) وأبو نعيم في "الصحابة" (5617) ¬

_ (¬1) 12/ 77 (كتاب الذبائح - باب لحوم الحمر الإنسية)

• وقال غير واحد: عن شعبة عن عبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل عن عبد الرحمن بن بشر عن ناس من مزينة الظاهرة من أصحاب (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ (¬2) الأبجر أو ابن الأبجر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ... منهم: 1 - عمرو بن مرزوق الباهلي البصري. أخرجه الحربي في "الغريب" (1/ 108) 2 - أبو نُعيم الفضل بن دُكين. أخرجه الطحاوي (4/ 203) 3 - رَوح بن عبادة البصري. أخرجه الطحاوي (4/ 203) 4 - مُحَمَّدْ بن جعفر غُندر أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 206) والحازمي في "الاعتبار" (ص 160 - 161) • وقال وكيع: عن شعبة عن عبيد بن الحسن عن ابن معقل عن أناس من مزينة الظاهرة قال: قال غالب بن أبجر: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 265 - 266) عن وكيع به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1131) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 266) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به (¬3). وأخرجه أيضا من طريق إسحاق بن راهويه ثنا وكيع به. - ورواه مِسْعَر بن كِدام عن عبيد بن الحسن واختلف عنه: فقال سفيان بن عُيينة: عن مسعر عن عبيد بن الحسن عن عبد الله بن معقل أنّ رجلين من مزينة سألا النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أحدهما ... ¬

_ (¬1) لم يقل عمرو بن مرزوق في حديثه: من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) وفي حديث روح وغندر: أنّ سيد مزينة الأبجر أو ابن الأبجر. (¬3) ووقع عنده: عن مسعر مكان شعبة.

أخرجه عبد الرزاق (8728) عن ابن عيينة به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1133) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا ابن عيينة به، إلا أنّه لم يقل: أو أحدهما. ورواه أحمد بن عمرو الخلال المكي عن ابن أبي عمر فقال فيه: عن عبيد بن الحسن عن رجل عن رجلين من مزينة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 267) • وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: ثنا مسعر عن عبيد (¬1) بن الحسن عن (¬2) ابن معقل عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر: أحدهما عبد الله بن عمرو (¬3) بن عويم والآخر غالب بن الأبجر - قال مسعر: وأرى غالبا الذي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أبو داود (3810) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1743) والطحاوي (4/ 203) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 318) والطبراني في "الكبير" (18/ 266) وأبو نعيم في "الصحابة" (4371) من طرق عن أبي نعيم به. • وقال أبو أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري: ثنا مسعر عن عبيد بن حسن عن ابن مغفل أنّ رجلا من مزينة أحدهما عبد الله بن عمرو بن راجل والآخر غالب بن أبجر حدّث أحدهما عن صاحبه أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو القاسم البغوي (1743) وأبو نعيم في "الصحابة" (4372) - ورواه منصور بن المعتمر عن عبيد بن الحسن واختلف عنه: فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: أنا إسرائيل عن منصور عن عبيد عن عبد الرحمن بن معقل عن غالب بن أبجر. أخرجه ابن سعد (6/ 48) عن عبيد الله بن موسى به. وأخرجه أبو داود (3809) عن عبد الله بن الحكم بن زياد القَطَواني عن عبيد الله بن موسى به. ¬

_ (¬1) وعند أبي داود: عن ابن عبيد، وعند البغوي: عن عبيد الله. (¬2) وعند الطبراني: عن عبد الله بن معقل، وعند البغوي: عن معقل. (¬3) هكذا هو عند أبي داود، وعند الطحاوي: عبد الله بن عمر بن ليوم، وعند الطبراني: عبد الله بن عامر بن لويم.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 332) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 335) • وقال شَريك بن عبد الله القاضي: عن منصور عن عبيد بنْ الحسن عن غالب بن ديخ قال: قلت: يا رسول الله، أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 265) عن شريك به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1132) عن ابن أبي شيبة فقال: عن غالب بن ذريح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 267) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به، وقال: عن غالب بن ذريح. وهكذا رواه زكريا بن يحيى زَحْمُويه عن شريك فقال: عن غالب بن ذريح. أخرجه الطبراني (18/ 267) ورواه يوسف بن عدي التيمي الكوفى ومحمد بن سعيد بن الأصبهانى عن شريك فقالا: عن غالب بن أبجر. أخرجه الطحاوي (4/ 203) ورواه علي بن حكيم الأودي وعثمان بن أبي شيبة عن شريك فقالا: عن غالب بن ديخ. أخرجه ابن قانع (2/ 319) - وقال أبو عُمَيس عتبة بن عبد الله المسعودي: عن عبيد بن الحسن عن عبد الله بن معقل عن غالب بن أبجر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 265) من طريق عمر بن حفص بن غياث ثني أبي عن أبي عميس به. 422 - عن أبي أمامة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى أبا ذر عبدا فقال "أطعمه مما تأكل، وألبسه مما تلبس" وكان لأبي ذر ثوب فشقه نصفين، فأعطى الغلام نصفه، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله, فقال: قلت: يا رسول الله: أطعموهم مما تكون وألبسوهم مما تلبسون، قال "نعم". قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق أبي غالب عن أبي أمامة" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 1/ 94 (كتاب الإيمان - باب المعاصي من أمر الجاهلية)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (8104) من طريقين عن زيد بن الحباب ثنا الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى أبا ذر قنا فقال "أطعمه مما تأكل، واكسه مما تلبس" وكان لأبي ذر ثوب فشقَّه نصفين فائتزر نصفه وأعطى الغلام نصفه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما لي أرى ثوبك هكذا؟ " فقال: يا رسول الله، قلت: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، قال "نعم" قلت: أعتقه، قال "آجرك الله با أبا ذر". وإسناده حسن، زيد بن الحباب ثقة، والحسين بن واقد وأبو غالب صدوقان. 423 - عن عبد الله بن سلام رفعه "أطعموا الطعام وأفشوا السلام" الحديث وفيه "تدخلوا الجنة بسلام" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وصححه الترمذي والحاكم" (¬1) صحيح أخرجه ابن سعد (1/ 235) وابن أبي شيبة (8/ 536 و 624 و 14/ 95) وأحمد (5/ 451) والبرجلاني في "الكرم" (54) وعبد بن حميد (495) والدارمي (1468) وابن ماجه (1334 و 3251) والترمذي (¬2) (2485) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 264) وابن أبي عاصم في "الأوائل" (79) وابن أبي الدنيا في "التهجد" (7) والحارث بن أبي أسامة وأبو يعلى كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 391) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 39 - 40) وابن المنذر في "الاقناع" (219) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (42) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (1104) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 132) والطبراني في "المكارم" (153) وفي "الأوائل" (34) وفي "الكبير" (13/ح 385) وابن السني في "اليوم والليلة" (215) والعسكري في "الصحابة" والضياء في "المختارة" كما في "الأجوبة المرضية" (1/ 390 و 391) والحاكم (3/ 13) وتمام في "فوائده" (ق 74/ أ) وأبو هلال العسكري في "الأوائل" (42) وأبو نعيم في "الصحابة" (4170) وابن بشران (181) والقضاعي (719) والبيهقي (2/ 502) وفي "الآداب" (92) وفي "الدلائل" (2/ 531 و 532) وفي "الشعب" (3090 و 8375) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 99 و 100 و 101) وفي "معجم الشيوخ" (1339) والبغوي في "شرح السنة" (926) وفي "الشمائل" (58) وابن الجوزي في "البر والصلة" (247) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (409 و 2079) والشجري في "أماليه" (1/ 210 و 217 و 2/ 124) وعبد الرزاق الكيلاني في ¬

_ (¬1) 13/ 255 (كتاب الاستئنذان - باب إفشاء السلام) (¬2) ومن طريقه أخرجه القاضي عياض في "الشفا" (1/ 342)

"الأربعين الكيلانية" (ص 52 - 53) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن زرارة بن أوفى ثني عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس إليه وقيل: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أنْ قال "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام". قال الترمذي: هذا حديث صحيح" وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح، لكن لم يخرج الشيخان رواية عوف عن زرارة، ولا رواية زرارة عن ابن سلام" طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (5406): ثنا مُحَمَّدْ بن أحمد بن أبي خيثمة قال: دفع إليّ جعفر بن عياش كتابه فكتبت منه: ثنا عمرو بن عبد الغفار عن عاصم الأحول عن أبي العالية عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس قبله ... وذكر الحديث. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم إلا عمرو بن عبد الغفار، ولا رواه عن أبي العالية إلا عاصم، والمشهور من حديث عوف الأعرابي عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام" قلت: وعمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث. 424 - "أطعموا نساءكم الوُلَّد الرُّطَب، فإنْ لم يكن رُطَب فتمر، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى من حديث علي رفعه قال: فذكره، وفي إسناده ضعف" (¬1) ضعيف جدا أخرجه أبو يعلى (455) وابن عدي (6/ 2424) والعقيلي (4/ 256) وابن حبان في ¬

_ (¬1) 11/ 498 (كتاب الأطعمة - باب الرطب والتمر)

"المجروحين" (3/ 44 - 45) والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 73) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 117) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 123) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (تراجم النساء ص 360) وابن الجوزي في "الموضوعات" (385) وعثمان الدارمي في "الأطعمة" والمستغفري في "الطب" كما في "المقاصد" (ص 79) وابن مردويه في "تفسيره" وابن السني في "الطب" كما في "اللآلئ" (1/ 156) من طريق مسرور بن سعيد التميمي ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن عروة بن رُوَيْم عن علي بن أبي طالب مرفوعا "أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام، وليس من الشجر شيء يلقح غيرها" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أطعموا نساءكم الولد الرطب، فإنْ لم يكن رطب فتمر، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران". قال ابن عدي: هذا حديث عن الأوزاعي منكر، وعروة بن رويم عن علي ليس بالمتصل، ومسرور بن سعيد غير معروف، لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث، وهو منكر الحديث" وقال العقيلي: مسرور بن سعيد حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به" وقال ابن حبان: مسرور بن سعيد يروي عن الأوزاعي المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بمن يرويها" وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي عن عروة، تفرد به مسرور" وقال ابن عساكر: عروة لم يدرك عليا، والحديث غريب، والتميمي مجهول" وقال ابن كثير: هذا حديث منكر جدا" وقال الهيثمي: وفيه مسرور بن سعيد وهو ضعيف" المجمع 5/ 39 وقال السخاوي: في سنده ضعف وانقطاع" وقال الألباني: موضوع" الضعيفة (حديث 263) وللحديث شاهد عن أبي أمامة وعن أبي سعيد وعن ابن عمر فأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن السني وأبو نعيم كلاهما في "الطب" كما في "اللآلئ" (1/ 156) وابن سمعون (¬1) الواعظ في "الأمالي" كما في "الضعيفة" (1/ 281) من ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه مُحَمَّدْ بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (262)

طريق شعبة عن يعلي بن عطاء الطائفي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعا "أطعموا نفساءكم الرطب فإنّه لو علم الله خيرا منه لأطعمه مريم" قال: يا رسول الله، ليس في كل حين يكون الرطب، قال: "فتمر" قالوا: يا رسول الله، كل التمر طيب، فأي التمر خير؟ قال "إن خير تُمْرانكم البَرْنِي، يُدخل الشفاء، ويخرج الداء، لا داء فيه، أشبعُهُ للجائع، وأدْفاهُ للمَقْرُور" قال السيوطي: إسناده على شرط مسلم" قلت: شهر إنما روى له مسلم مقرونا بغيره كما قال المزي في "تهذيب الكمال" والذهبي في "الميزان"، وهو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الديوان" والحافظ في "الفتح" (3/ 307) وأما حديث أبي سعيد فأخرجه المحاملي في "أماليه" كما في "الضعيفة" (1/ 282) عن الحاكم بن عبد الله الكلبي أبي سالم عن يحيى بن سعيد البحراني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد قال: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما خلقت النخلة؟ قال "خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم عليه السلام" أبو هارون العبدي واسمه عمارة بن جُوَيْن كذبه ابن معين وعثمان بن أبي شيبة والجوزجاني وغيرهم. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 578) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (386) عن جعفر بن أحمد بن علي بن بيان بن زيد بن سيابة الغافقي ثنا أبو صالح كاتب الليث ثنا وكيع عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "أحسنوا إلى عمتكم النخلة فإنّ الله تعالى خلق آدم ففضل من طينته فخلق منها النخلة" قال ابن عدي: هذا الحديث وإسناده موضوع ولا أشك أنّ جعفرا وضعه" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" 425 - عن عاصم بن كليب عن أبيه في قصة الشاة التي ذبحتها المرأة بغير إذن صاحبها فامتنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكلها لكنه قال "أطعموها الأسارى" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود بسند قوي" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 53 (كتاب الذبائح - باب ذبيحة المرأة والأمة)

أخرجه عبد الرزاق (6500) وابن أبي شيبة في "مسنده" (935) وأحمد (5/ 293 - 294 و 408) وأبو داود (3332) والطحاوي في "شرح المعاني" (8/ 204) وفي "المشكل" (3005 و 3006) والدارقطني (4/ 285 - 286 و 286) وأبو نعيم في "الصحابة" (7134) والبيهقي (5/ 335) وفي "الدلائل" (6/ 310) من طرق عن عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبيه أنّ رجلا من الأنصار أخبره قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على القبر يوصي الحافر "أوسع من قِبَل رجليه، أوسع من قِبَل رأسه" فلما رجع استقبله داعي (¬1) امرأة (¬2)، فجاء، وجيء بالطعام فوضع يده، ثم وضع القوم فأكلوا، فنظر (¬3) آباؤنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلوك لقمة في فمه، ثم قال "أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها" فأرسلت (¬4) المرأة قالت: يا رسول الله (¬5)، إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة، فلم أجد، فأرسلت إلى جار (¬6) لي قد اشترى شاة أنّ أرسل إليّ بها بثمنها فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته، فأرسلت إليّ بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أطعميه (¬7) الأسارى" السياق لأبي داود وإسناده صحيح. ورواه أبو حنيفة عن عاصم بن كليب عن أبي بُردة عن أبي موسى (¬8). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1625) عن أحمد بن القاسم الطائي ثنا بشر بن الوليد الكندي ثنا أبو يوسف القاضي عن أبي حنيفهّ به. قال الهيثمي: وفيه بشر المريسي، وهو ضعيف" المجمع 4/ 173 قلت: بل هو الكندي كما جاء مصرحا به في سند الحديث، ووثقه الدارقطني وغيره، والأول أصح. ¬

_ (¬1) ولفظ الطحاوي "رسول" (¬2) زاد أحمد: من قريش، فقال: يا رسول الله، إنّ فلانة تدعوك ومن معك إلى طعام، فانصرف، فانصرفنا معه فجلسنا مجالس الغلمان من آبائهم بين أيديهم. (¬3) ولفظ أحمد: ففطن له القوم وهو يلوك لقمته لا يجيزها، فرفعوا أيديهم وغفلوا عنا، ثم ذكروا فأخذوا بأيدينا فجعل الرجل يضرب اللقمة بيده حتى تسقط، ثم أمسكوا بأيدينا ينظرون ما يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلفظها فألقاها. (¬4) ولفظ أحمد والطحاوي: فقامت. (¬5) زاد أحمد: إنّه كان في نفسي أنْ أجمعك ومن معك على طعام. ولفظ الطحاوي: لم تزل تعجبني أنْ تأكل في بيتي. (¬6) سماه أحمد في روايته: عامر بن أبي وقاص. وعند الطحاوي: أخي. (¬7) ولفظ أحمد والطحاوي: أطعموها. (¬8) ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عاصم عن أبيه عن رجل من مزينة. أخرجه الدارفطني (4/ 286)

426 - حديث جابر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصي بالمملوكين خيرا ويقول: "أطعموهم مما تأكلون" قال الحافظ: روى البخاري في "الأدب المفرد" من حديث جابر: فذكره" (¬1) حسن أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (188) عن سعيد بن سليمان و (199) عن عبد الله بن مسلمة قالا: ثنا مروان بن معاوية ثنا الفضل بن مبشر قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره. وزاد "وألبسوهم مما تلبسون، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل" وإسناده ضعيف لضعف الفضل بن مبشر الأنصاري. وللحديث شاهد عن أبي ذر وعن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه وعن أبي اليسر وعن ابن عمرو فيتقوى بها فأما حديث أبي ذر فأخرجه أحمد (5/ 168 و 173) والخرائطي في "المساوئ" (727) عن سفيان الثوري وأبو داود (5161) والبيهقي (7/ 8) وفي "الآداب" (70) عن جرير بن عبد الحميد كلاهما عن منصور عن مجاهد عن مورق العجلي عن أبي ذر مرفوعا "من لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، وأكسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله عز وجل" لفظ أحمد ورواته ثقات إلا أنّ مورقا لم يسمع من أبي ذر شيئا كما قال أبو زرعة والدارقطني. ¬

_ (¬1) 6/ 99 (كتاب العتق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: العبيد إخوانكم)

وأما حديث عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه فأخرجه عبد الرزاق (17935) عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع "أرقاءكم أرقاءكم: أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، وإن جاءوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 243 - 244) عن الدبري عن عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (4/ 35 - 36) عن عبد الرحمن بن مهدي والطبراني (22/ 243 - 244) عن أبي نعيم الفضل بن دكين والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 472) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة" (6608) عن مُحَمَّدْ بن كثير ثلاثتهم عن الثوري به. ورواه أبو أحمد الزبيري عن الثوري فجعله عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه. أخرجه ابن سعد (2/ 185 و 3/ 377) وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وأما حديث أبي اليسر فأخرجه مسلم (3006) والبخاري في "الأدب المفرد" (187) ولفظه "أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون" وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الخرائطي في "المساوىء" (723) والبيهقي (8/ 36) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان لزنباع عبد يسمى ابن سندر، فوجده يقبل جارية فأخذه فجبه وجدع أنفه، فأتى ابن سندر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأرسل إلى زنباع فقال له "لا تحملوهم ما لا يطيقون، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ما كرهتم فبيعوا، وما رضيتم فأمسكوا, ولا تعذبوا خلق الله عز وجل" قال البيهقي: المثنى بن الصباح ضعيف لا يحتج به"

427 - حديث أبي ذر "أطعموهم مما تطعمون" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 6/ 100) من حديث أبي ذر بلفظ "إنّ إخوانكم خَوَلُكُم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه نحت يده فليطعمه مما يأكل ... " 427أ - "أطعموهم مما تطعمون، واكسوهم مما تلبسون" ذكر الحافظ أنّ البخاري رواه في "الأدب المفرد" (187) من حديث أبي اليَسَر واسمه كعب بن عمرو الأنصاري وقال: وأخرجه مسلم (4/ 2303) في آخر كتابه في أثناء حديث طويل" (¬2) 428 - "اطلبوا الولد والتمسوه فإنّه ثمرة القلوب وقرة الأعين، وإياكم والعاقر" قال الحافظ: وقد أخرج أبو عمرو النوقاني في كتاب "معاشرة الأهلين" من وجه آخر عن محارب رفعه قال: فذكره، وهو مرسل قوي الإسناد" (¬3) 429 - عن أبي العالية أنّ أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فقال له: متى ليلة القدر؟ فقال: "اطلبوها في أول ليلة وآخر ليلة والوتر من الليل" قال الحافظ: أخرجه أبو داود في "كتاب المراسيل" عن مسلم بن إبراهيم عن أبي خَلدة عن أبي العالية: فذكره، وهذا مرسل رجاله ثقات" (¬4) مرسل أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 193) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي عن أبي خلدة عن أبي العالية به. ورواته ثقات وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار التميمي السعدي البصري. 430 - "اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنيها النساء" سكت عليه الحافظ (¬5). ¬

_ (¬1) 11/ 515 (كتاب الأطعمة - باب الأكل مع الخادم) (¬2) 6/ 99 (كتاب العتق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: العبيد إخوانكم) (¬3) 11/ 255 (كتاب النكاح - باب طلب الولد) (¬4) 5/ 171 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬5) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

أخرجه مسلم (2738) عن عمران بن حصين رفعه "إنّ أقل ساكني الجنة النساء" 431 - عن الزهري وعطاء الخراساني أنّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص وهو يقول: "اطلع عليّ وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي" قال الحافظ: وجدت في "كتاب مكة" للفاكهي من طريق أبي سنان عن الزهري وعطاء الخراساني: فذكره" (¬1) وقال في "الإصابة" (2/ 271): وروى الفاكهي من طريق حماد بن سلمة ثنا أبو سنان عن الزهري وعطاء الخراساني أنّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص، فقالوا: يا رسول الله، ما له؟ قال "دخل عليّ شقّ الجدار وأنا مع زوجتي فلانة، فكلح في وجهي" فقالوا: أفلا نلعنه نحن؟ قال "لا، فإني انظر إلى بنيه يصعدون منبري، وينزلونه"، فقالوا: يا رسول الله، ألا نأخذهم؟ قال "لا" ونفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أبو سنان أظنه عيسى بن سنان الحنفي وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. 432 - حديث أبي الدرداء: قلنا: يا رسول الله، إنا نلتقي فأينا يبدأ بالسلام قال "أطوعكم لله" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬2) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 32 433 - قال مولى ابن عباس: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا من الأنصار ورجلا من مزينة وابن خطل وقال "أطيعا الأنصاري حتى ترجعا" فقتل ابن خطل الأنصاري وهرب المزني، وكان ممن أهدر النبي - صلى الله عليه وسلم - دمه يوم الفتح" قال الحافظ: وروى الفاكهي من طريق ابن جريج قال: قال مولى ابن عباس: فذكره" (¬3) مرسل ذكره محقق كتاب "أخبار مكة" للفاكهي نقلا عن الحافظ (5/ 220) ¬

_ (¬1) 15/ 266 - 267 (كتاب الديات - باب من اطلع في بيت قوم) (¬2) 13/ 252 (كتاب الاستئذان - باب يسلم الصغير على الكبير) (¬3) 4/ 432 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام)

434 - عن المِسْور بن مَخرمة قال: أظهر أهل مكة الإسلام - يعني في أول الأمر - حتى أن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقرأ السجدة فيسجد وما يستطيع بعضهم أنْ يسجد من الزحام، حتى قدم رؤساء أهل مكة وكانوا بالطائف فرجعوهم عن الإسلام" قال الحافظ: رواه الطبراني من رواية المسور بن مخرمة عن أبيه قال: فذكره" (¬1) انظر حديث "لما أظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام أسلم أهل مكة" 435 - "اعبدوا الرحمن، وافشوا السلام" الحديث وفيه "تدخلوا الجنان" قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وصححه ابن حبان من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (2/ 196) عن همام بن يحيى البصري و (2/ 170) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وعبد الوارث بن سعيد البصري وابن أبي الدنيا في "التهجد" (9) عن عبد الحكيم بن منصور الواسطي وابن أبي شيبة (8/ 624) والبخاري في "الأدب المفرد" (981) وابن ماجه (3694) عن مُحَمَّدْ بن فُضيل بن غزوان الكوفي والترمذي (1855) عن أبي الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي والدارمي (2087) والبزار (2402) وابن حبان (489 و 507) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 287) عن جرير بن عبد الحميد الرازي ¬

_ (¬1) 3/ 214 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن- باب من لم يجد موضعا للسجود مع الإمام) (¬2) 13/ 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

وعبد بن حميد (355) عن زائدة بن قدامة الكوفي كلهم عن عطاء بن السائب عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعا "اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنان". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال السخاوي: سنده جيد" الأجوبة المرضية 1/ 393 قلت: وهو كما قالا فإنّ رجاله ثقات غير عطاء بن السائب وهو صدوق اختلط بأخرة، وسماع زائدة بن قدامة منه قبل اختلاطه كما قال الحافظ في "مقدمة الفتح" (2/ 191) وأبوه سمع من ابن عمرو كما قال البخاري في "الكبير". وللحديث شاهد عن عبد الله بن سلام وعن أبي هريرة وعن أنس وعن عبد الله بن الحارث فأما حديث عبد الله بن سلام فتقدم الكلام عليه فانظر حديث "أطعموا الطعام، وأفشوا السلام" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 323 - 324 و 324 و 493) وابن أبي الدنيا في "التهجد" (8) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 40) وابن حبان (508 و 2559) والحاكم (4/ 129) من طرق عن همام بن يحص العَوْذي (¬1) عن قتادة عن أبي ميمونة (¬2) عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة؟ قال "أفش السلام، وأطعم الطعام، وَصِلِ الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، وادخل الجنة بسلام". قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا أبي ميمونة وهو ثقة" المجمع 5/ 16 قلت: أبو ميمونة هو الأبار: قال ابن معين: صالح، وقال الدارقطني: مجهول يترك. وفرق البخاري ومسلم وأبو حاتم والحاكم أبو أحمد بينه وبين الفارسي فالأول روى عنه قتادة، والثاني روى عنه هلال بن أبي ميمونة وغيره. ¬

_ (¬1) تابعه هشام الدستوائي عن قتادة به. أخرجه أحمد (2/ 295) (¬2) عند ابن نصر "هلال بن أبي ميمونة"

وأما حديث أنس فذكره الهيثمي في "المجمع" (5/ 17) ولفظه: قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: علمني عملا يدخلني الجنة؟ قال "أطعم الطعام، وأفش السلام، وأطب الكلام، وصل بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام" قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه حفص بن أسلم وهو ضعيف" وأما حديث عبد الله بن الحارث فيرويه مُحَمَّدْ بن زياد قال: كان عبد الله بن الحارث يمرّ بنا فيقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تورثوا الجنان" قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 17 436 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة بنت قيس "اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنّه أعمى" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1480) 437 - حديث جابر: اعتزل النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1084) " (¬2) 438 - "أعتق النبى - صلى الله عليه وسلم - صفية وجعل عتقها صداقها" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 11/ 31) من حديث أنس. 439 - حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أعتق النسمة، وفك الرقبة" قيل: يا رسول الله، أليستا واحدة؟ قال "لا، إنّ عتق النسمة أنْ تفرد بعتقها، وفك الرقبة أنْ تعين في عتقها" قال الحافظ: وجاء في حديث صحيح رواه أحمد وابن حبان والحاكم: فذكره، وهو في أثناء حديث طويل أخرج الترمذي بعضه وصححه" (¬4) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لئن كنت أقصرت الخطبة ... " ¬

_ (¬1) 15/ 39 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش) (¬2) 11/ 347 (كتاب الطلاق - باب قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} [البَقَرَة: 226]) (¬3) 11/ 122 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن) (¬4) 6/ 72 (كتاب العتق - باب في العتق وفضله)

440 - حديث ابن عباس قال: أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف كُلَّ من خرج إليه من رقيق المشركين" قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة وأحمد من حديث ابن عباس قال: فذكره، وأخرجه ابن سعد مرسلا من وجه آخر" (¬1) ضعيف أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 6831) وابن أبي شيبة (14/ 509) وأحمد بن حنبل (1959 و 3415) عن أبي معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير عن الحجاج بن أرْطاة عن الحكم بن عُتيبة عن مِقْسَم مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: فذكره. وأخرجه أبو يعلى (2564) عن زهير بن حرب النسائي ثنا أبو معاوية به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (11/ 246) والطبراني في "الكبير" (12079) من طريق مسدد ثنا أبو معاوية به. وأخرجه البيهقي (9/ 229) من طريق سعدان بن نصر البغدادي ثنا أبو معاوية به. وأخرجه أحمد بن حنبل (3267) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 6834) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الحجاج نحوه (¬2). ورواه نصر بن باب الخراساني عن الحجاج بلفظ: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف "من خرج إلينا من العبيد فهو حر" فخرج عبيد من عبيدهم فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن سعد (2/ 160) وأحمد (2229) ورواه عبد القدوس بن بكر بن خنيس عن الحجاج بلفظ: حاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الطائف، فخرج إليه عبدان، فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتق العبيد إذا خرجوا إليه. أخرجه أحمد بن حنبل (2176) ورواه يزيد بن هارون عن الحجاج بلفظ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتق من جاءه من العبيد قبل مواليهم إذا أسلموا، وقد أعتق يوم الطائف رجلين. ¬

_ (¬1) 9/ 107 (كتاب المغازي - باب غزوة الطائف) (¬2) وأخرجه أيضا الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 278) وفي "المشكل" (4269) والبيهقي (9/ 230) من طريق حفص بن غياث الكوفي عن الحجاج به.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 511) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 6833) وأحمد بن حنبل (2111) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 6835) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6836) ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن الحجاج بلفظ: خرج غلامان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة فكانا مولييه. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 509) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 6832) ورواه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (211) عن الحجاج بلفظ: لما حاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الطائف خرج إليه عبيد فأعتقهم. قال الهيثمي: وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ثقة لكنّه مدلس" المجمع 4/ 245 وقال البوصيري: مداره على الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف "مختصر الإتحاف 7/ 164 قلت: وهو كما قال. وأخرجه الدارمي أيضا (2511) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الحجاج به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12092) من طريق سعد بن الصلت الشيرازي عن الحجاج به. وأخرجه البيهقي (9/ 229 - 230) من طريق حماد بن سلمة عن الحجاج به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 278) وفي "المشكل" (4270) من طريق علي بن مُسهر الكوفي عن الحجاج به. 441 - عن صفية قالت: أعتقني النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعل عتقي صداقي" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وأبو الشيخ" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3114) وأبو يعلى (7118) والطبراني في "الكبير" (24/ 73 - 74) وفي "الأوسط" (4950 و 8497) وابن عدي (7/ 2573) وأبو نعيم في "الصحابة" (7446) من طرق عن هاشم بن سعيد الكوفي ثنا كِنَانة بن نُبَيه مولى صفية بنت حيي قال: حدثتني صفية به. ¬

_ (¬1) 11/ 31 (كتاب النكاح - باب من جعل عتق الأمة صداقها)

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن صفية إلا بهذا الإسناد" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن كنانة عن صفية إلا هاشم بن سعيد الكوفي" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه غير هاشم هذا" قلت: وهو ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: لا أعرفه، وقال ابن عدي: ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد عن أنس وعن عائشة وعن ابن عمر فيتقوى بها فأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 11/ 31) من طريق حماد عن ثابت وشعيب بن الحبحاب عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وجعل عتقها صداقها. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (1958) عن حُبيش بن مُبشر وأخرجه الدارقطني (3/ 285) عن يحيى بن مُحَمَّدْ بن صاعد ومحمد بن مخلد بن حفص قالا: ثنا أبو عبد الله حبيش بن مبشر الفقيه ومحمد بن الحسين بن المبارك الأعرابي قالا: ثنا يونس بن مُحَمَّدْ ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتق صفية وتزوجها، وجعل عتقها صداقها. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 272) من طريق مُحَمَّدْ بن مخلد العطار ثنا حبيش بن مبشر ثنا يونس بن محمد به. ومن طريقه أخرجه المزي (/416 - 417) قال البوصيري: هذا إسناد صحيح إنْ كان عكرمة مولى ابن عباس سمع من عائشة فقد تناقض فيه قول أبي حاتم فقال في "المراسيل": لم يسمع من عائشة، وقال في "الجرح والتعديل": سمع منها. ورجح سماعه منها أنّ روايته عنها في صحيح البخاري، قاله شيخنا أبو زرعة، وقال ابن المديني: لا أعلمه سمع من أحد من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا" المصباح 2/ 114 قلت: اختلف في هذا الحديث على حماد بن زيد، فقال عارم بن الفضل: ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وجعل صداقها عتقها. أخرجه ابن سعد (8/ 125) وهذا مرسل رواته ثقات.

وأما حديث ابن عمر فيرويه نافع عن ابن عمر، وعن نافع: 1 - عبد الله بن عون. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 20) عن أحمد بن داود البصري، ثنا يعقوب بن حميد ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال: كتب إلي نافع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ جويرية في غزوة بني المصطلق، فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها. أخبرني بذلك عبد الله بن عمر، وكان في ذلك الجيش. أحمد بن داود ما عرفته، ويعقوب بن حميد هو ابن كاسب، والباقون ثقات. 2 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه الطحاوي (3/ 21) عن سليمان بن شعيب بن سليمان الكيسانى ثنا الخَصِيب ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مثل ذلك. وإسناده حسن، الكيساني قال ابن الأثير في "اللباب" (3/ 125): كان ثقة، والخصيب بن ناصح صدوق، والباقون ثقات. 442 - عن عائشة: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وخديجة، فوافق ذلك رمضان، فخرج يوما فسمع السلام عليكم، قال: فظننت أنّه من الجن، فقال: أبشروا فإنّ السلام خير، ثم رأى يوما آخر جبريل على الشمس له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب قال "فهبت منه". قال الحافظ: أخرج أبو داود الطيالسي في "مسنده" من طريق أبي عمران الجَوْني عن رجل عن عائشة: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 215 - 216) عن حماد بن سلمة أني أبو عمران الجونى عن رجل عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف هو وخديجة شهرا بحراء، فوافق ذلك شهر رمضان، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمع: السلام عليكم. قالت: فظننت أنّه فجأة الجن، فقال: أبشروا فإنّ السلام خير. ثم رأى يوما آخر جبريل عليه السلام على الشمس جناح له بالمشرق وجناح له بالمغرب فهبت منه ... " الحديث وفيه طول. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. ¬

_ (¬1) 16/ 8 (كتاب التعبير - باب أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي)

ورواه بعضهم عن حماد فسماه. قال الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (بغية الباحث 928): حدثنا داود بن المُحَبَّر ثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن يزيد بن بانوس عن عائشة. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (163) وداود كذبه أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث غير ثقة، وقال الدارقطني: متروك الحديث. 443 - عن أبي هريرة قال: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عمر في ذي القعدة" قال الحافظ: وروى يونس بن بكير في زيادات المغازي وعبد الرزاق جميعا عن عمر بن ذر عن مجاهد عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه البيهقي (4/ 345 و5/ 217) من طريق يونس بن بكير به. وسقط منه في الموضع الثاني: عن أبي هريرة. 444 - عن خالد بن الوليد قال: اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر" قال الحافظ: وقد أخرج سعيد بن منصور عن هُشيم عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أنّ خالد بن الوليد فقد قلنسوة فقال: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (3804) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أنْ خالد بن الوليد فَقَدَ قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها، فلم يجدوها، فقال: اطلبوها، فوجدوها، فإذا هي قلنسوة خلقة، فقال خالد: فذكره. وأخرجه الحاكم (3/ 299) من طريق أحمد بن نجدة بن العُريان الهروي ثنا سعيد بن منصور به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 249) عن الحاكم به. ¬

_ (¬1) 4/ 348 - 349 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب كم اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟) (¬2) 8/ 102 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب خالد بن الوليد)

وأخرجه أبو يعلى (7183) عن أبي الحارث سُريج بن النعمان البغدادي ثنا هشيم به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 111) وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: منقطع" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا" المجمع 9/ 349 وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 9/ 249 قلت: رواته ثقات إلا أنّ جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري لم يدرك خالد بن الوليد. 445 - عن أبي حاضر قال: اعتمرت فأحصرت فنحرت الهدي وتحللت ثم رجعت العام المقبل فقال لي ابن عباس: أبدل الهدي فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه بذلك" قال الحافظ: وقد روى أبو داود من طريق أبي حاضر قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أبو داود (1864) عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن علي النُّفَيلي ثنا مُحَمَّدْ بن سلمة عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: سمعت أبا حاضر الحميري يحدث أبي ميمون بن مِهْران قال: خرجت معتمرا عام حاصر أهل الشام ابن الزبير بمكة، وبعث معي رجال من قومي بهدي، فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أنْ ندخل الحرم، فنحرت الهدي مكاني، ثم أحللت، ثم رجعت، فلما كان من العام المقبل خرجت لأقضي عمرتي، فأتيت ابن عباس فسألته، فقال: أبدل الهدي، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه أنْ يبدلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 319) وأخرجه الحاكم (1/ 485 - 486) من طريق الفضل بن مُحَمَّدْ الشعراني ثنا النفيلي به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو حاضر شيخ من أهل اليمن مقبول صدوق" وقال ابن التركماني: أخرجه أبو داود بسند حسن" الجوهر النقي 5/ 218 - 219 ¬

_ (¬1) 9/ 40 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

قلت: وهو كما قال، مُحَمَّدْ بن سلمة هو الحرّاني وثقه النسائي وغيره، وابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من عمرو بن ميمون كما سيأتي، وأبو حاضر واسمه عثمان بن حاضر وثقه أبو زرعة وابن حبان، وعبد الله بن مُحَمَّدْ وعمرو بن ميمون ثقتان. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 319 - 320) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا عمرو بن ميمون قال: كان أبي يسأل كثيرا: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبدل هديه الذي نحر حين صُدّ عن البيت فلا يجد في ذلك شيئا، حتى سمعته يسأل أبا حاضر الحميري عن ذلك، فقال له: على الخبير سقطت: حججت عام ابن الزبير في الحصر الأول فأهديت هديا، فحالوا بيننا وبين البيت، فنحرت في الحرم، ورجعت إلى اليمن، وقلت: لي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة، فلما كان العام المقبل حججت فلقيت ابن عباس فسألته عمّا نحرت عليّ بَدَلُهُ أم لا؟ قال: نعم فأبدل، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قد أبدلوا الهدي الذي نحروا عام صدهم المشركون، فأبدلوا ذلك في عمرة القضاء، فعزّت الإبل عليهم، فرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البقر. وأخرجه الحاكم (1/ 485) من طريق يزيد بن هارون أنبا عمرو بن ميمون بن مهران ثنا أبو حاضر عثمان بن حاضر قال: سمعت ابن عباس يقول: إن أهل الحديبية أمروا بإبدال الهدي في العام الذي دخلوا فيه مكة فأبدلوا، وعزّت الإبل فرخص لهم فيمن لا يجد بدنة في اشتراء بقرة. ومن هذا الطريق أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2864) مطولا. ورواته ثقات. 446 - عن أم مَعْقِل قالت: أردت الحج فاعتل بعيري فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "اعتمري في شهر رمضان فإن عمرة في رمضان تعدل حجة" قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق مَعْمَر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن امرأة من بني أسد يقال لها أم معقل قالت: فذكرته، وقد اختلف في إسناده فرواه مالك عن سُمَي عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: جاءت امرأة، فذكره مرسلا وأبهمها، ورواه النسائي أيضا من طريق عُمارة بن عُمير وغيره عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي معقل، ورواه أبو داود من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رسول مروان عن أم معقل، وعند أبي داود من طريق عيسى بن معقل عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أم معقل قال: لما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله وأصابنا مرض فهلك أبو معقل، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

من حجته جئت فقال "ما منعك أن تحجي معنا؟ " فذكرت ذلك له قال "فهلا حججت عليه فإنّ الحج من سبيل الله، فأما إذا فاتك فاعتمري في رمضان فإنها لحجة" (¬1) صحيح وله عن أم معقل طرق: الأول: يرويه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واختلف عنه: - فرواه إبراهيم بن مهاجر البجلي عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: أخبرني رسول مروان الذي أُرسل إلى أم معقل قالت: كان أبو معقل حاجا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قدم، قالت أم معقل: قد علمت أنّ عليّ حجة، فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه، فقالت: يا رسول الله، إن علي حجة، وإنّ لأبي معقل بَكْرا، قال أبو معقل: صدقت جعلته في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اعطها فلتحج عليه، فإنّه في سبيل الله" فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة قد كبرت وسقمت فهل من عمل يجزئ عني من حجتي؟ قال "عمرة في رمضان تجزئ حجة". أخرجه أحمد (6/ 375) وأبو داود (1988) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3243) والطبراني في "الكبير" (25/ 151 - 153) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" (12/ 22) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 397 - 398) من طريق أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن إبراهيم بن مهاجر به. • ورواه شعبة (¬2) عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: أرسل مروان إلى أم معقل الأسدية يسألها عن هذا الحديث فحدّثته أنّ زوجها جعل بَكْرا لها في سبيل الله وأنها أرادت العمرة، وذكرت الحديث. أخرجه الطيالسي (ص 231) وأحمد (6/ 405) وابن خزيمة (3075) والحاكم (1/ 482) وأبو نعيم في "الصحابة" (8048) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 302) ¬

_ (¬1) 4/ 352 - 353 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب عمرة في رمضان) (¬2) هكذا رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن جعفر البصري ووهب بن جرير بن حازم وحجاج بن مُحَمَّدْ المصيصي عن شعبة عن إبراهيم عن أبي بكر قال: أرسل مروان إلى أم معقل. ورواه النضر بن شميل عن شعبة عن إبراهيم عن أبي بكر عن امرأة من أشجع أنها أرادت أنْ تعتمر. أخرجه إسحاق في "مسنده" (2415) ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شعبة عن إبراهيم عن أبي بكر قال: أرسلنى مروان إلى أم معقل. أخرجه أبو نعيم فى "الصحابة" (8048)

• ورواه سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنّه كان رسول مروان إلى - وقال مرّة: عن رسول مروان - أم معقل يسألها عن الحديث. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 56 - 57) من طريق مُحَمَّدْ بن مُحَمَّدْ بن سليمان وعبد الجبار السمرقندي قالا: ثنا مُحَمَّدْ بن الوزير الواسطي ثنا إسحاق الأزرق عن سفيان به (¬1). • وخالفهم مُحَمَّدْ بن أبي إسماعيل الكوفي فرواه عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل أنّ أمه أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (771) وأحمد (6/ 406) وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول النسائي. - ورواه ابن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم معقل قالت: أردت الحج فَضَلَّ بعيري، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "اعتمري في شهر رمضان فإنّ عمرة في شهر رمضان تعدل حجة". أخرجه إسحاق في "مسنده" (2414) وأحمد (6/ 406) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3238) والنسائي في "الكبرى" (4227) والطبراني في "الكبير" (25/ 154 - 155) وابن بشكوال في "الغوامض" (1/ 156) من طريق عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن به. هكذا قال الزهري: عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم معقل: أردت الحج فضلَّ بعيري، وفي حديث إبراهيم بن مهاجر أنها أرادت العمرة وأن البعير كان لأبي معقل وأنه جعله في سبيل الله ولم يذكر أنّ لها بعيرا قد ضل. - وقيل: عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي معقل أنّه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أم معقل جعلت عليها حجة، الحديث. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4228) وابن حيويه في "من وافقت كنيته كنية زوجه" (ص 30) ¬

_ (¬1) رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (828 و 862 و833) عن مُحَمَّدْ بن الوزير الواسطي فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رسول مروان من أم معقل.

وأبو موسى المديني كما في "أسد الغابة" (6/ 394) عن حفص بن غياث وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3242) عن عبد الله بن نُمير كلاهما عن الأعمش (¬1) ثني عُمارة بن عُمير وجامع بن شداد عن أبي بكر بن عبد الرحمن به. وهكذا رواه وكيع عن الأعمش إلا أنّه لم يذكر جامع بن شداد. أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة ص 127 - 128) وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3241) عن وكيع به. واختلف فيه على وكيع، فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عنه وجعله عن أم معقل. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3240) والطبراني في "الكبير" (25/ 154) ويعقوب بن حميد مختلف فيه. - وقيل: عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: كنت فيمن ركب مع مروان حين ركب إلى أم معقل، وكنت فيمن دخل عليها من الناس معه وسمعتها حين حدثت هذا الحديث. أخرجه أحمد (6/ 406) وابن أبي عاصم (3246) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (586) والطبراني في "الكبير" (25/ 153 - 154) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 59) من طريق مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه به. هكذا في هذه الرواية أنّ مروان ركب إلى أم معقل، وفي رواية إبراهيم بن مهاجر أنّ مروان أرسل إليها. ويحتمل أنّ مروان أرسل إليها أولا ثم ركب إليها بنفسه لشدة اهتمامه بأمر هذا الحديث فكان أبو بكر بن عبد الرحمن فيمن ركب معه والله تعالى أعلم (¬2). ¬

_ (¬1) ورواه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير عن الأعمش فقال فيه: جاء معقل المزني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنْ أم معقل نذرت. أخرجه الروياني (1289) (¬2) انظر "الفتح الرباني" للساعاتي 11/ 34 - 35

- وقيل: عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا. قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني كنت تجهزت للحج فاعترض لي، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اعتمري في رمضان فإنّ عمرة فيه كحجة". أخرجه مالك (1/ 346) عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 301) والقاسم بن يوسف التجيبي في "مستفاد الرحلة والاغتراب" (ص 220 - 221) وابن بشكوال في "الغوامض" (92و93) قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة للموطأ وهو مرسل في ظاهره إلا أنّه قد صح أنّ أبا بكر سمعه من تلك المرأة فصار مسندا بذلك، والحديث صحيح مشهور من رواية أبي بكر وغيره" التمهيد 22/ 55 قلت: رواه عبد الله بن نافع عن مالك فجعله عن أم معقل. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3239) والطبراني في "الكبير" (25/ 154) الثاني: يرويه مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني عن عيسى بن معقل بن أم معقل ثني يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل قالت: لما تهيأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحجة الوداع أمر الناس بالخروج معه، قالت: فبينما الناس يتجهزون أصابتهم هذه القرحة الجدري أو الحصبة، قالت: فدخل علينا من ذلك ما شاء الله أنْ يدخل، مرض أبو معقل من ذلك ومرضت معه، فأما أبو معقل فهلك في ذلك الوجع، وكان لنا جمل ينضح على نخلات لنا وهو الذي نريد أنْ نحج عليه، فلما حضرت أبو معقل الوفاة أوصى به في سبيل الله، قالت: فاشتد وجعي فلم أستطع أنْ أخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرغ من حجته وقدم المدينة دخلت عليه وقد نقهت من وجعي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما منعك يا أم معقل أنْ تخرجين معنا في سفرنا هذا؟ " قلت: يا نبي الله، كنا تهيأنا لذاك فأصابنا من هذه القرحة ما أصاب فهلك منها أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نريد أنْ نحج عليه، فأوصى به حين حضرته الوفاة في سبيل الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فما منعك أنْ تخرجين على الحج فإنّ الحج من سبيل الله؟ أما إذا فاتتك هذه الحجة معنا يا أم معقل فاعتمري عمرة في رمضان فإنها كحجة". قال يوسف بن عبد الله بن سلام: حدثت مروان بن الحكم وهو على المنبر بهذا الحديث عن أم معقل فقال لي: ومن يحدث به عنها معك؟ فقلت: ابنها معقل بن أبي

معقل وهو من سراة قومه وخيارهم (¬1). فبعث إليه مروان فسأله فحدّثه مثل حديثي ثم لا والله ما طابت نفس مروان حتى ركب إليها في الناس فدخل عليها فسألها فحدثته كما حدثتني. أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة ص 128) والدارمي (1867) وأبو داود (1989) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3245) واللفظ له وابن خزيمة (2376) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (585) والطبراني في "الكبير" (25/ 153) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 58 - 59) وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عيسى بن معقل. وخالفه موسى بن عقبة فرواه عن عيسى بن معقل عن جدته أم معقل، ولم يذكر يوسف بن عبد الله بن سلام. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3244) والطبراني في "الكبير" (25/ 154) الثالث: يرويه أبو إسحاق الهمداني عن الأسود بن يزيد عن ابن أم معقل عن أم معقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "عمرة في رمضان تعدل حجة". أخرجه الترمذي (939) عن أبي أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري والطبراني (¬2) في "الكبير" (25/ 153) عن أسد بن موسى المصري قالا: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق به. وخالفهما يحيى بن آدم فرواه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أبي معقل عن أم معقل. أخرجه أحمد (6/ 406) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3248) واختلف فيه على أبي إسحاق: • فقيل: عنه عن الأسود بن يزيد عن أبي معقل، ليس فيه أم معقل. أخرجه ابن ماجه (2993) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "وهو رجل صدق" (¬2) رواه أبو نعيم في "الصحابة" (8049) عن الطبراني فقال فيه: عن أبي معقل عن أم معقل.

عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي وابن أبي عاصم (3249) وابن السكن كما في "الإصابة" (12/ 23) وأبو نعيم في "الصحابة" (6995) عن شَريك بن عبد الله القاضي كلاهما عن أبي إسحاق به. • وقيل: عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أم معقل، ليس فيه أبي معقل. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 60) من طريق علي بن عابس الكوفي عن أبي إسحاق به. الرابع: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم معقل أنها قالت: يا رسول الله، إني أريد الحج وجملي أعجف فما تأمرني؟ قال "اعتمري في رمضان فإنّ عمرة في رمضان تعدل حجة". أخرجه أحمد (6/ 405) وابن سعد (8/ 295) عن مُحَمَّدْ بن مصعب القَرْقَساني وأحمد (6/ 405) عن رَوح بن عبادة البصري كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به. وخالفهما جماعة رووه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ثني ابن أم معقل قال: قالت أمي: يا رسول الله، إني أريد الحج ... وذكرت الحديث. أخرجه عبد الرزاق كما في "الإصابة" (8/ 258) عن الأوزاعي به. ومن طريقه أخرجه ابن حيويه في "من وافقت كنيته كنية زوجه" (ص 31) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (5/ 330) وأخرجه ابن أبي عاصم (3250) والطبراني في "الكبير" (25/ 155) عن الوليد بن مسلم وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 60)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وأبو علي الطوسي (¬1) في "مختصر الأحكام" (860) والبيهقي (4/ 346) والخطيب في "التاريخ" (11/ 11) عن بشر بن بكر التِّنِّيسي وابن قانع في "الصحابة" (3/ 77) عن مُحَمَّدْ بن جابر أربعتهم عن الأوزاعي به. وهذا أصح فقد رواه هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل قال: أرادت أمي الحج وكان جملها أعجف، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره. أخرجه أحمد (6/ 210 و 375 و 406) والنسائي في "الكبرى" (4226) وابن قانع (3/ 77) وابن منده (¬2) في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" (9/ 258) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 302) وابن بشكوال في "الغوامض" (95) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 329) وتابعه علي بن المبارك الهُنَائي ثنا يحيى بن أبي كثير به (¬3). أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 411) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 874) وإسناده صحيح رجاله ثقات. الخامس: يرويه مسلم بن خالد عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه عن أم معقل مرفوعا "اعتمري في رمضان فإنّها تعدل أو تقضي حجة" أخرجه ابن أبي عاصم (3252) والطبراني في "الكبير" (25/ 155) ¬

_ (¬1) قال في روايته: ابن أم معقل قال: استفت أمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت. (¬2) سقط من إسناده عن أبي سلمة. (¬3) ورواه معاوية بن سلام الدمشقي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن ابن أم معقل عن أم معقل. أخرجه ابن أبي عاصم (3251) والطبراني في "الكبير" (25/ 155) من طريق مُحَمَّدْ بن المبارك الصوري ثنا معاوية بن سلام به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2838) من طريق يحيى بن بشر الحريري عن معاوية بن سلام فقال: عن معقل بن أبي معقل أنّ أمه قالت لرسول الله

وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزَّنْجِي. وللحديث شاهد عن أبي طليق وعن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله وعن علي وعن وهب بن خنبش وعن يوسف بن عبد الله بن سلام وعن أنس وعن معقل بن أبي معقل وعن أم سنان الأنصارية وعن الأحمري فأما حديث أبي طليق فأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 46) وابن أبي عاصم (2710) والبزار (كشف 1151) والدولابي في "الكنى" (1/ 41) وأبو يعلى (المطالب 1170) والطبراني في "الكبير" (22/ 324) وأبو نعيم في "الصحابة" (6879) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (11/ 21) وابن أبي شيبة وابن السكن وابن منده والبغوي كما في "الإصابة" (11/ 216 و 217) وابن بشكوال في "الغوامض" (99 و 100 و 101) من طرق عن المختار بن فلفل قال: حدثني طلق بن حبيب البصري أنْ أبا طليق حدّثهم أنْ امرأته أم طليق أتته فقالت له: حضر الحج يا أبا طليق، وكان له جمل وناقة يحج على الناقة ويغزو على الجمل، فسألته أنْ يعطيها الجمل تحج عليه، قال: ألم تعلمي أني حبسته في سبيل الله، قال: إنّ الحج من سبيل الله فأعطنيه يرحمك الله، قال: ما أريد أنْ أعطيك، قالت: فأعطني ناقتك وحج أنت على الجمل، قال: لا أوثرك بها على نفسي، قالت: فأعطني من نفقتك، قال: ما عندي فضل عني وعن عيالي ما أخرج به وما أنزل لكم، قالت: إنك لو أعطيتني أخلفكها الله، قال: فلما أبيت عليها قالت: فإذا أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقرأه مني السلام وأخبره بالذي قلت لك، قال: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقرأته منها السلام وأخبرته بالذي قالت أم طليق، قال "صدقت أم طليق لو أعطيتها الجمل كان في سبيل الله، ولو أعطيتها ناقتك كانت وكنت في سبيل الله، ولو أعطيتها من نفقتك أخلفكها الله" قال: وإنها تسألك يا رسول الله: ما يعدل الحج؟ قال "عمرة في رمضان". قال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح" المجمع 3/ 280 وقال الحافظان المنذري والعسقلاني: مسنده جيد" الترغيب 2/ 183 - الإصابة 12/ 217 وقال الحافظ في "الفتح" (4/ 353): وزعم ابن عبد البر أنّ أم معقل هي أم طليق كنيتان، وفيه نظر لأنّ أبا معقل مات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا طليق عاش حتى سمع منه طلق بن حبيب وهو من صغار التابعين" قلت: وهو ثقة وكذا المختار بن فلفل فالإسناد صحيح. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البخاري (فتح 4/ 352 - 353 و 449) ومسلم (1256)

وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 352 و 361 و 397) وابن ماجه (2995) والبغوي في "شرح السنة" (1844) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن جابر مرفوعا "عمرة في رمضان تعدل حجة" وإسناده صحيح. وأما حديث علي فأخرجه البزار (كشف 1150) وابن عدي (2/ 825) عن يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري ثنا أبو قتيبة ثنا حرب بن سريج ثنا حرب (¬1) بن علي عن مُحَمَّدْ بن علي عن علي مرفوعا "عمرة في رمضان تعدل حجة". قال البزار: لا نعلمه يُروى عن علي مرفوعا إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه حرب بن علي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 280 وأما حديث وهب بن خَنْبَش فأخرجه أحمد (4/ 177 و 186) وابن ماجه (2991) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (365) وابن بشكوال في "الغوامض" (725) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 457) عن وكيع والطبراني في "الكبير" (22/ 134) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 120) عن مُحَمَّدْ بن يوسف الفِريابي (¬2) قالا: ثنا سفيان عن جابر وبيان عن الشعبي عن وهب بن خنبش مرفوعا "عمرة في رمضان تعدل حجة". • ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن سفيان عن بيان وذكر آخر عن الشعبي عن وهب. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4225) عن عبيد الله بن سعيد اليشكري ثنا يحيى بن آدم به (¬3). • ورواه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري عن سفيان عن أبي يزيد عن الشعبي عن وهب ¬

_ (¬1) عند ابن عدي "محمد" وكذا هو في "البحر الزخار" للبزار (636) مُحَمَّدْ بن علي عن مُحَمَّدْ بن الحنفية عن علي. (¬2) رواه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 158) عنه فلم يذكر جابرا. (¬3) رواه عبد الأعلى بن واصل الكوفي عن يحيى بن آدم فسمي الآخر جابرا. أخرجه ابن قانع (3/ 177 - 178)

أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (558) وأبو يزيد هو جابر الجعفي. • ورواه عبد العزيز بن أبان القرشي عن سفيان عن فراس وبيان عن الشعبي عن وهب. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (372) عن أحمد بن رشدين المصري ثنا حامد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن أبان به. وبهذا الإسناد أخرجه في "الكبير" (22/ 134 - 135) لكنه لم يذكر في إسناده "بيانا". وعنه أخرجه أبو نعيم في "مسند فراس بن يحيى" (ص68) ولم ينفرد حامد بن يحيى به بل تابعه القاسم بن سعيد ثنا عبد العزيز بن أبان به. أخرجه أبو نعيم (ص 68) وقال: تفرد به عبد العزيز عن سفيان عن فراس، ورواه عن سفيان عن جابر وبيان" (¬1) قلت: وعبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين وغيره. والأول أصح. قال البوصيري: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 3/ 200 ولم ينفرد سفيان به بل تابعه غير واحد عن جابر وهو الجعفي عن الشعبي عن وهب بن خنبش ولم يذكروا بيانا منهم: 1 - الحسن بن صالح بن حي الكوفي. أخرجه الدينوري في "المجالسة" (3525) وابن الأعرابي (ق 102/ ب) 2 - قيس بن الربيع. أخرجه ابن قانع (3/ 177) وابن عدي (6/ 2066) وأبو نعيم في "الصحابة" (6502) 3 - شريك بن عبد الله النخعي. أخرجه العسكري في "التصحيفات" (3/ 995) 4 - إسرائيل بن يونس. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 411) ¬

_ (¬1) رواه يزيد بن أبي حكيم العدني عن سفيان الثوري عن فراس عن الشعبي عن وهب بن خنبش. أخرجه أبو نعيم (ص 69)

5 - إسماعيل. أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 438) وخالفهم غيلان بن جامع فرواه عن جابر عن الشعبي عن وهب بن منبه عن وهب بن خنبش. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3956) واختلف فيه على الشعبي في اسم الصحابي. فرواه داود بن يزيد الأودي الزَّعَافِري عنه عن هَرِم بن خنبش. أخرجه الحميدي (932) وأحمد (4/ 177 و 186) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 158) وابن ماجه (2992) وابن أبي عاصم (2799) وابن قانع (3/ 178 و 209) وابن عدي (3/ 948) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 158) وأبو نعيم في "الصحابة" (6582) والبيهقي (4/ 346) والخطيب في "الموضح" (2/ 439) وابن بشكوال في "الغوامض" (723 و 724 و 725) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 457) قال المزي: وهم داود بن يزيد في قوله "هرم". تحفة الأشراف وقال ابن الأثير: وهو تصحيف صحفه داود الأودي عن الشعبي والصحيح وهب. قاله الترمذي وأبو عمر وابن ماكولا" وقال الخطيب: الصواب وهب، وكذلك رواه جماعة من الحفاظ عن الشعبي، وقول من قال هرم خطأ" وقال الحافظ: المشهور وهب" الإصابة 10/ 319 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف داود بن يزيد الزعافري" مصباح الزجاجة 3/ 200 وأما حديث يوسف بن عبد الله بن سلام فأخرجه أحمد (¬1) (4/ 35) عن سفيان بن عيينة ثنا ابن المنكدر سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من الأنصار وامرأته "اعتمرا في رمضان فإنّ عمرة في رمضان لكما كحجة" ¬

_ (¬1) تابعه: أ - الحميدي ثنا سفيان به. أخرجه ابن قانع (3/ 234) ب - قتيبة بن سعيد البلخي ثنا سفيان به. أخرجه النسائي فى "الكبرى" (4224)

واختلف فيه على سفيان، فرواه أبو عبيد الله (¬1) عنه عن ابن المنكدر عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: بعثني مروان بن الحكم إلى رجل من الأنصار أسأله عن العمرة في رمضان فجئته فحدثني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له ولامرأته "اعتمرا في شهر رمضان فإنّ عمرة فيه كحجة" فجعله عن رجل من الأنصار. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 59 - 60) وأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (4/ 345) والطبراني في "الكبير" (722) وابن عدي (7/ 2577) والخطيب في "الموضح" (2/ 448) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 60) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا إبراهيم بن سويد ثنا هلال بن زيد بن يسار بن بولا أني أنس أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "عمرة في رمضان كحجة معي" قال ابن عدي: الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ" وأسند العقيلي عن البخاري أنّه قال في هلال بن زيد: في حديثه مناكير. وقال أبو حاتم والنسائي: منكر الحديث. وأما حديث معقل بن أبي معقل فأخرجه أحمد (4/ 210) وأبو يعلى (6860) وأبو القاسم البغوي (2159) وأبو نعيم في "الصحابة" (6092 و 8050) والخطيب في "الموضح" (2/ 411 و 412) من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري عن أبي زيد عن معقل قال: قيل: يا رسول الله، إن أم معقل فاتها الحج معك فخرجت حين فاتها الحج معك، قال "فلتعتمر في رمضان فإنّ عمرة في رمضان كحجة". وإسناده ضعيف، أبو زيد هو مولى بن ثعلبة قال ابن المديني: ليس بالمعروف. وقال الذهبي في "المهذب" (1/ 111): لا يُدرى من هو" وقال الحافظ في "الفتح" (1/ 256): مجهول الحال" وأما حديث أم سنان فأخرجه أحمد بن منع في "مسنده" (المطالب 1305 - مختصر الإتحاف 2924) من طريقين عن سعيد بن جبير عن امرأة من الأنصار يقال لها: أم سنان: أرادت الحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم تفعل، فلما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ما منعك من الحج معنا؟ " قالت: كان لهم ناضح فحج عليها زوجها أو غزا عليها، فقال لها "اعتمري في رمضان فإنها لك حجة". رواته ثقات. ¬

_ (¬1) أظنه سعيد بن عبد الرحمن بن حسان القرشي.

وأما حديث الأحمري فأخرجه أبو مُحَمَّدْ الفاكهي في "حديثه" (132) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (141) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 71) وأبو نعيم في "الصحابة" (1039) من طريق إبراهيم بن عمرو بن أبي صالح ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن الأحمري قال: كنت وعدت امرأتي حجة، ثم بدا لي فغزوت، فوجدت من ذلك وجدا شديدا، فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "مرها تعتمر في رمضان فإنها كعدل حجة" وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي حبيبة. 447 - "اعتموا تزدادوا حِلْماً" قال الحافظ: وعن أبي المليح بن أسامة عن أبيه رفعه: فذكره، أخرجه الطبراني والترمذي في "العلل المفرد" وضعفه البخاري، وقد صححه الحاكم فلم يصب، وله شاهد عند البزار عن ابن عباس ضعيف أيضا" (¬1) ضعيف جدا روي من حديث أسامة بن عمير ومن حديث ابن عباس فأما حديث أسامة بن عمير فأخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 751) والطبراني في "الكبير" (517) وابن عدي (6/ 2082) والبيهقي في "الشعب" (5849) عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق وابن قانع في "الصحابة" (1/ 12) وابن عساكر كما في "اللآلىء" (2/ 259 - 260) عن خليل بن موسى كلاهما عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه به مرفوعا. قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: عبيد الله بن أبي حميد ذاهب الحديث لا أروي عنه شيئا" وقال الهيثمي: وفيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك" المجمع 5/ 119 قلت: واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه غير واحد عنه عن أبي المليح بن أسامة عن ابن عباس به مرفوعا. أخرجه الحاكم (4/ 193) ¬

_ (¬1) 12/ 387 (كتاب اللباس - باب العمائم)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والبزار (كشف 2945) وأبو يعلى في "معجمه" (165) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 66) وأبو الشيخ في "الأمثال" (248) والقاضي عياض في "الالماع" (ص 45 - 46) عن عتاب بن حرب بن عبد الله البصري والخطيب في "التاريخ" (11/ 394) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (¬1) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 45) عن سعيد بن سلام العطار ثلاثتهم عن عبيد الله بن أبي حميد به. قال البزار: إنما أتى الاختلاف من عبيد الله لأنه لم يكن حافظا" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: تركه أحمد، يعني عبيد الله" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وأعله بسعيد بن سلام وعبيد الله بن أبي حميد. ولم ينفرد عبيد الله بن أبي حميد به، بل تابعه أبو بكر الهُذَلي عن أبي المليح عن أبيه رفعه "سافروا تقيموا، واعتموا تحلموا" أخرجه ابن عدي (3/ 1170) وأبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12946) عن مُحَمَّدْ بن صالح بن الوليد النرسي ثنا هلال بن بشر ثنا عمران بن تمام عن أبي جمرة عن ابن عباس به مرفوعا. قال الهيثمي: وفيه عمران بن تمام وضعفه أبو حاتم بحديث غير هذا، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 119 قلت: وشيخ الطبراني لم أر من ذكره. ¬

_ (¬1) انظر حديث خيثمة بن سليمان ص 206

وقال المناوي: طرقه كلها ضعيفة" الفيض 1/ 555 448 - "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2200) من حديث عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). 449 - حديث أبي برزة قال: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل أنتفع به؟ قال: "اعزل الأذى عن طريق المسلمين" قال الحافظ: وقد روى مسلم (2618) من حديث أبي برزة قال: فذكره" (¬3) 450 - "أُعطيت أربعا لم يُعطهنّ أحد من أنبياء الله: أُعطيت مفاتيح الأرض، وسُميت أحمد، وجُعلت أمتي خير الأمم" قال الحافظ: ولأحمد من حديث علي: فذكره" (¬4) له عن علي طريقان: الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن علي بن أبي طالب (¬5) عن أبيه. أخرجه أحمد (1/ 158) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثنا عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل عن مُحَمَّدْ بن علي أنّه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر الحديث وزاد بعد قوله "وسُميت أحمد" "وجُعل التراب لي طهورا". وابن أبي الحسام مختلف فيه: ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات". لكنّه لم ينفرد به بل تابعه زهير بن مُحَمَّدْ التميمي الخراساني عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل به. لكنّه جعلها خمساً بزيادة "نُصرت بالرعب" ولفظه "أُعطيت ما لم يُعط أحد من الأنبياء" فقلنا: يا رسول الله، ما هو؟ قال "نُصرت ¬

_ (¬1) 12/ 304 (كتاب الطب - باب الرقى بالقرآن) (¬2) 14/ 200 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب) (¬3) 6/ 43 (كتاب المظالم - باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس) (¬4) 1/ 455 - 456 (كتاب التيمم) (¬5) هو ابن الحنفية.

بالرعب، وأُعطيت مفاتيح الأرض، وسُميت أحمد، وجُعل التراب لي طهورا، وجُعلت أمتي خير الأمم". أخرجه أحمد (1/ 98) عن عبد الرحمن بن مهدي وابن سعد (1/ 104) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وابن أبي شيبة (11/ 434) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 8547) والآجري في "الشريعة" (1043) واللالكائي في "السنة" (1446 و 1447) والبيهقي (1/ 213 - 214) وفي "الدلائل" (5/ 472) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني وتمام (ق88/أ) عن صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي ثلاثتهم عن زهير بن مُحَمَّدْ به. وزهير بن مُحَمَّدْ رواية أهل العراق عنه مستقيمة كما قال أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ عبد الرحمن بن مهدي وعبد الملك بن عمرو بصريان، ويحيى بن أبي بكير كرماني نزل بغداد. وتابعه عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل. أخرجه ابن شاهين في حديثه (45) وعبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل مختلف فيه وأكثر على تضعيفه. قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل وهو سيئ الحفظ، قال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت مُحَمَّدْ بن إسماعيل - يعني البخاري - يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث ابن عقيل. قلت: فالحديث حسن والله أعلم" المجمع 1/ 260 - 261 وقال الحافظان العراقي والعسقلاني: إسناده حسن" طرح التثريب 1/ 108 و 110 - فتح الباري 9/ 293

الثاني: يرويه موسى بن أعْيَن الجزري عن عطاء بن السائب عن أبي جعفر عن أبيه عن علي مرفوعا "أُعطيت خمسا لم يُؤتهنّ نبيّ قبلي: أُرسلت إلى الأبيض والأسود والأحمر، وجُعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، ونُصرت بالرعب، وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأُعطيت جوامع الكلم - يعني القرآن - أخرجه الآجري في "الشريعة" (1042) واللالكائي في "السنة" (1448) وابن شاهين في حديثه (42) وعطاء بن السائب صدوق اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع موسى بن أعين منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وأبو جعفر هو مُحَمَّدْ بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأبوه لم يسمع من جده علي فالإسناد منقطع. 451 - "أُعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البَقَرَة: 156] إلى قوله {الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 157] " قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الكبير" من حديث ابن عباس" (¬1) مقطوع صحيح أخرجه الطبراني في "الكبير" (12411) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا مُحَمَّدْ بن خالد بن عبد الله الواسطي ثنا أبي ثني عمر بن الخطاب رجل من أهل الكوفة عن سفيان بن زياد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا. وليس فيه "إلى قوله المهتدون". قال الهيثمي: وفيه مُحَمَّدْ بن خالد الطحان وهو ضعيف" المجمع 2/ 330 قلت: واختلف فيه على سفيان بن زياد العُصْفري: فقال سفيان الثوري ومحمد بن عُبيد الطنافسي: عن سفيان بن زياد العصفري عن سعيد بن جبير قال: ما أعطي أحد ما أُعطيت هذه الأمة {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} ولو أُعطيها أحد لأُعطيها يعقوب عليه السلام، ألم تسمع إلى قوله {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يُوسُف: 84]. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 327) والطبري في "تفسيره" (2/ 43 و 13/ 39) وابن أبي حاتم في "التفسير" (11881) والبيهقي في "الشعب" (9242) ¬

_ (¬1) 3/ 415 (كتاب الجنائز - باب الصبر عند الصدمة الأولى)

عن سفيان الثوري والواحدي في "الوسيط" (2/ 627) عن مُحَمَّدْ بن عبيد الطنافسي كلاهما عن سفيان العصفري به. وهذا أصح. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. 452 - "أُعطيت قوة أربعين في البطش والجماع" قال الحافظ: وفي "صفة الجنة" لأبي نعيم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جدا لم أره في "صفة الجنة" لأبي نعيم، وقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (571) عن أحمد بن القاسم بن مُسَاور الجوهري ثنا أبي وعمي عيسى بن مساور ثنا سويد بن عبد العزيز عن المغيرة بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "أُعطيت قوة أربعين في البطش والنكاح، وما من مؤمن إلا أُعطي قوة عشرة، وجُعلت الشهوة على عشرة أجزاء، وجُعلت تسعة أجزاء منها في النساء، وواحدة في الرجال، ولولا ما ألقي عليهنّ من الحياء مع شهواتهنّ لكان لكل رجل تسع نسوة مغتلمات" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن المغيرة إلا سويد بن عبد العزيز" قلت: وهو متروك الحديث كما قال أحمد، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 453 - "أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ذراع أرض يسرقه رجل فيطوفه من سبع أرضين" قال الحافظ: وقد روى ابن أبي شيبة بإسناد حسن من حديث أبي مالك الأشعري: فذكره" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 567) وأحمد (5/ 344) والطبراني في "الكبير" (3463) ¬

_ (¬1) 1/ 393 (كتاب الغسل - باب إذا جامع ثم عاد) (¬2) 6/ 29 (كتاب المظالم - باب إثم من ظلم شيئا من الأرض)

عن شَريك بن عبد الله القاضي وأحمد (4/ 140 و 202 و 5/ 341) والطبراني في "الكبير" (3463) عن زهير بن محمد التميمي الخراساني كلاهما عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشعري مرفوعا "أعظم الغلول عند الله عز وجل ذراع من الأرض، تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا، إذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة". قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 3/ 16 - المجمع 4/ 175 قلت: عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه ووصفه غير واحد بسوء الحفظ. وللحديث شاهد عن ابن مسعود قاد: يا رسول الله، أيّ الظلم أعظم؟ قال "ذراع من الأرض ينتقصه من حق أخيه فليست حصاة من الأرض أخذها إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض ولا يعلم قعرها إلا الذي خلقها". أخرجه أحمد (1/ 396) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم و (1/ 397) عن حسن بن موسى الأشيب والطبراني في "الكبير" (10516) عن كامل بن طلحة الجحدري قالوا: ثنا عبد الله بن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن مسعود به. قال المنذري والهيثمي: إسناد أحمد حسن" الترغيب 3/ 16 - المجمع 4/ 174 - 175 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن الحبلي عن ابن مسعود منقطع. 454 - "أعظم المسلمين بالمسلمين جُرما من سأل عن شيء لم يُحَرَّم فَحُرّم من أجل مسألته" قال الحافظ: وقد روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رفعه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 9/ 349 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب قوله: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المَائدة 101])

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬1). وقال في كتاب الطلاق: وقد ثبت في الصحيح: فذكره" (¬2) قلت: هو في "صحيح البخاري" (فتح 17/ 27) عن سعد مرفوعا "إنّ أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يُحَّرم فَحُرِّم من أجل مسألته". وأخرجه مسلم (2358) وغيره. 455 - "أعظم الناس جُرْماً من سأل عن شىء لم يُحَرَّم فَحُرِّم من أجل مسألته" قال الحافظ: ويشهد له الحديث المخرج في الصحيح: فذكره" (¬3) انظر الحديث الذي قبله. 456 - "اعقلها وتوكل" ذكره الحافظ في أربعة مواضع وسكت عليه (¬4). روي من حديث أنس ومن حديث عمرو بن أمية ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا فأما حديث أنس فأخرجه أبو داود في "القدر" كما في "تهذيب الكمال" (28/ 394) والترمذي (2517) وفي "العلل الصغير" (5/ 762) وابن أبي الدنيا في "التوكل" (11) وأبو الشيخ في "الأمثال" (42) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 390) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 212) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 312) عن يحيى بن سعيد القطان وابن عدي (5/ 1849) عن علي بن غُراب الفَزاري ¬

_ (¬1) 13/ 11 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر) (¬2) 11/ 386 (كتاب الطلاق - باب قول الإمام: اللهم بين) (¬3) 11/ 372 (كتاب الطلاق - باب اللعان) (¬4) 4/ 127 (كتاب الحج - باب قول الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقَرَة: 197]) و6/ 422 (كتاب الجهاد - باب الحراسة فى الغزر) و12/ 322 (كتاب الطب - باب من لم يرق) و13/ 375 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)

والبيهقي في "الشعب" (1161) وفي "الآداب" (1093) وأبو القاسم القشيري في "الرسالة" (ص 83) عن خالد بن يحيى بن أبي قرة ثلاثتهم عن المغيرة بن أبي قرة السدوسي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟ قال "اعقلها وتوكل". قال الترمذي: قال عمرو بن علي: قال يحيى بن سعيد القطان: هذا عندي حديث منكر" وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال ابن رجب: تفرد به المغيرة عن أنس ولهذا غربه الترمذي" شرح العلل 1/ 449 قلت: والمغيرة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي في: "الوهم والإيهام" (3/ 118): مجهول، وقال في موضع أخر (3/ 267): لا يعرف له حال. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأما حديث عمرو بن أميه فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 210) وأبو نعيم في "الصحابة" (5009) عن مُحَمَّدْ بن عباد المكي والحاكم (3/ 623) عن أسد بن موسى المصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (970) وابن حبان (731) والبيهقي في "الشعب" (1159) عن هشام بن عمار الدمشقي والبيهقي في "الشعب" (1158) عن إبراهيم بن حمزة الزبيري والقضاعي في: "مسند الشهاب" (633) عن يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري

والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 212) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي كلهم عن حاتم بن إسماعيل ثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أرسل ناقتي وأتوكل. قال "اعقلها وتوكل". وفي بعض هذه الروايات أنّ القائل هو عمرو بن أمية نفسه. وسقط من إسناد الخطيب "يعقوب بن عمرو بن عبد الله". وخالفهم أبو بكر عبد الله بن مُحَمَّدْ بن أبي الأسود البصري فرواه عن حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن عمرو بن عبد الله عن جعفر بن عمرو، ولم يذكر أباه. أخرجه الحربي في "الغريب" (3/ 1226 - 1227) والأول أصح لأنّه رواية الأكثر. ولم ينفرد حاتم بن إسماعيل به بل تابعه عبد الله بن موسى التيمي ثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (971) والبيهقي في "الشعب" (1160) وأبو نعيم في "الصحابة" (5010) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 126) قال ابن حبان: يعقوب هذا هو ابن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري من أهل الحجاز مشهور مأمون" (¬1) وقال الزركشي: إسناده صحيح" الفيض 2/ 8 وقال الذهبي والعراقي: سنده جيد" تلخيص المسستدرك 3/ 623 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2316 وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (¬2) من طريق مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن يحيى بن ريسان ثنا إسحاق بن مُحَمَّدْ البيروني ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. ¬

_ (¬1) وذكره في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. (¬2) انظر "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" للألبانى ص 24

وقال: قال الخطيب: غير محفوظ عن مالك، وابن ريسان متروك. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني كما في "المقاصد" وأما حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2477) عن علي بن الجَعد الجوهري أنا شَريك عن هلال الوزان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أترك ناقتي أو بعيري وأتوكل أو أعقله وأتوكل؟ قال "بل اعقله وتوكل". شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس. 457 - حديث مُحيصة أنَّه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الحَجَّام فنهاه، فذكر له الحاجة فقال: "اعلفه نواضحك" قال الحافظ: أخرجه مالك وأحمد وأصحاب السنن ورجاله ثقات" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: روى أحمد وابن السكن والطبراني من حديث محيصة بن مسعود أنّه كان له غلام حجام يقال له: نافع أبو طيبة فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن خراجه، الحديث" (¬2) له عن محيصة طرق: الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه أنّ محيصة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الحجام، فنهاه عنه، فلم يزل يكلمه حتى قال "أطعمه رقيقك، واعلفه ناضحك" أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (19319) من طريق الطحاوي (¬3) وهو في "شرح المعاني" (4/ 131) قال: ثنا المزني ثنا الشافعي "السنن المأثورة" (273) قال: أنا سفيان بن عُيينة به. واختلف فيه على الشافعي، فرواه الربيع بن سليمان عنه وهو في "اختلاف الحديث" (7/ 342 - 343) قال: أنا سفيان عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة أنّ محيصة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) 5/ 365 (كتاب الأجارة - باب خراج الحجام) (¬2) 5/ 366 (كتاب الإجارة - باب من كلم موالى العبد أنّ يخففوا عنه من خراجه) (¬3) أخرجه في "شرح المعاني" (4/ 131) وفي "المشكل" (4658) فلم يذكر "عن أبيه" والسنن المأثورة للشافعي هي من رواية الطحاوي عن المزني وقد زاد فيه "عن أبيه"

لم يذكر عن أبيه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "سننه" (9/ 337) وفي "المعرفة" (19318) واختلف فيه على سفيان، فرواه أحمد (5/ 436) عنه كرواية الربيع بن سليمان عن الشافعي. ورواه ابن أبي شيبة (6/ 265) عنه عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة أنّ أباه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -. فجعله من مسند سعد بن محيصة. وهذا الاختلاف إنما هو من سفيان نفسه فقد قال الحميدى (878): ثنا سفيان ثنا الزهري أني حرام بن سعد - قال سفيان: هذا الذي لا شك فيه، وأراه قد ذكر عن أبيه - أنّ محيصة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 251 - 252) فقد اضطرب سفيان في هذا الحديث فمرّة ذكر عن أبيه ومرّة لم يذكره، والحديث رواه جماعة عن الزهري غير سفيان واختلفوا عليه، منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه أنّه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (5/ 436) وابن الجارود (583) 2 - عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن محيصة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 131) 3 - الليث بن سعد عن الزهري عن ابن محيصة أنّ أباه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن حبان (5154) 4 - ابن أبي ذئب عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة (¬1) عن أبيه أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الشافعي في "سننه" (274) وأحمد (5/ 436) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 383) وابن أبي شيبة في "المسند" (700) وابن ماجه (2166) والطبراني في ¬

_ (¬1) وفي بعض الرويات "عن حرام بن محيصة" نسب إلى جده.

"الكبير" (5471) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 132) وفي "المشكل" (4659) والبيهقي في "المعرفة" (19320) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 24/أ) وابن بشكوال في "الغوامض" (436) 5 - مالك عن الزهري عن ابن محيصة الأنصاري أحد بني حارثة أنّه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "الموطأ" (2/ 974) برواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك. قال ابن عبد البر: هكذا قال يحيى في هذا الحديث عن ابن محيصة أنّه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتابعه ابن القاسم وذلك من الغلط الذي لا إشكال فيه على أحد من أهل العلم، وليس لسعد بن محيصة صحبة فكيف لابنه حرام، ولا يختلفون أنّ الذي روى عنه الزهري هذا الحديث هو حرام بن سعد بن محيصة. وقال ابن وهب ومطرف وابن بكير وابن نافع والقعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة عن أبيه والحديث مع هذا كله مرسل" التمهيد 11/ 77 - 78 قلت: رواه الأكثر عن مالك عن الزهري عن ابن محيصة عن أبيه، منهم: أ - عبد الله بن مسلمة القعنبي. أخرجه أبو داود (3422) والبيهقي في "الصغرى" (3911) وابن بشكوال (435) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 120) ب - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه الترمذي (1277) ت - أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2034) ث - إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي. أخرجه أحمد (5/ 435) ج - يحيى بن عبد الله بن بكير المصري. أخرجه البيهقي (9/ 337) ح - عبد الله بن وهب (¬1). ¬

_ (¬1) قال فى روايته: عن حرام بن محيصة عن أبيه.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 132) وفي "المشكل" (4660) خ - الشافعي. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (19321) من طريق المزني ثنا الشافعي وهو في "سننه" (278) ورواه الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي عن مالك عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه. انظر "مسند الشافعي" (ص 190) و"اختلاف الحديث" (7/ 343) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" (9/ 337) وفي "المعرفة" (19322) د- عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. أخرجه ابن قانع (3/ 116 - 117) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح " وصحح النووي إسناده في "المجموع" (9/ 51) 6 - مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني عن الزهري عن حرام بن ساعدة بن محيصة بن مسعود عن أبيه عن جده محيصة. أخرجه أحمد (5/ 436) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2119) والطبراني في "الكبير" (20/ 312 - 313) وأبو نعيم في "الصحابة" (6283) 7 - زَمْعَة بن صالح اليماني. بمثل حديث ابن إسحاق أخرجه ابن أبي عاصم (2120) والطبراني في "الكبير" (20/ 313) 8 - عبد الرحمن بن إسحاق القرشي (عَبَّاد) عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري أنّه أخبره أنّ أباه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (694) الثاني: يرويه أبو عفير الأنصاري عن مُحَمَّدْ بن سهل بن أبي حَثْمَة عن محيصة بن مسعود الأنصاري أنّه كان له غلام حَجَّام يقال له نافع أبو طيبة فانطلق إلى رسول الله (يسأله عن خراجه، فقال "لا تقربه" فرده على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "اعلف به الناضح واجعله في كرشه"

أخرجه أحمد (5/ 435) والبخاري في "الكبير" (4/ 2 / 53 - 54) والدولابي في "الكنى" (1/ 76) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 131) وابن قانع (3/ 116) والطبراني في "الكبير" (20/ 312) وابن منده كما في "التعجيل" (ص 506) وأبو نعيم في "الصحابة" (6281 و 6409) والبيهقي (9/ 337) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 311) وفي "المؤتلف" كما في "التعجيل" (ص 506) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 79) وابن بشكوال (437) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير به. وأبو عفير قال الحسيني في "الإكمال": غير مشهور. ومحمد بن سهل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". الثالث: يرويه يحيى بن أبي كثير عن مُحَمَّدْ بن أيوب أنّ رجلا من الأنصار حدّثه يقال له محيصة كان له غلام حَجَّام فزجره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسبه فقال: أفلا أطعمه يتامى لي؟ " قال: "لا" قال: أفلا أتصدق به؟ قال "لا" فرخص له أنْ يعلفه ناضحه". أخرجه أحمد (5/ 436) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا هشام - هو الدستوائي - عن يحيى به. ومحمد بن أيوب قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 3/ 2 / 197) الرابع: يرويه السكن بن إسماعيل عن هشام الدستوائي عن مُحَمَّدْ بن زياد عن محيصة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8337) عن موسى بن زكريا التُّسْتَري ثنا بشر بن معاذ العَقَدِي ثنا السكن به. وموصى قال الدارقطني: متروك (¬1). وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن ثوبان وعن أبي طيبة الحَجَّام وعن رافع بن رفاعة وعن عبابة بن رفاعة بن رافع بن خديج مرسلا. فأما حديث جابر فيرويه سفيان بن عُيينة عن أبي الزبير أنّه سمع جابرا يقول: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن كسب الحجام فقال "اعلفه ناضحك" ¬

_ (¬1) وتابعه البزار ثنا بشر بن معاذ به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6282) عن أحمد بن بندار ثنا البزار به. ورواته ثقات.

أخرجه الحميدي (1284) وأحمد (3/ 307 و 381) وأبو يعلى (2114) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 130) وإسناده صحيح. وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1422) من طريق يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجره وقال "اعلفوه الناضح". وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن ربيعة الرحبي. وأما حديث أبي طيبة فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 76) من طريق موسى بن عُبيدة أني مُحَمَّدْ بن المنكدر عن أبي طيبة الحجام وكان غلاما لبني حارثة أنّ سيده ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خراجه أنْ يأكله فأمره أنْ يعلفه ناضحه. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي. وأما حديث رافع بن رفاعة فأخرجه أحمد (4/ 341) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 191) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي (¬1) ثنا عكرمة بن عمار ثني طارق بن عبد الرحمن القرشي قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال: لقد نهانا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم عن شيء كان يرفق بنا في معايشنا فقال: نهانا عن كراء الأرض قال "من كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أخاه أو ليدعها" ونهانا عن كسب الحجام وأمرنا أنْ نطعمه نواضحنا، ونهانا عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال هكذا بأصابعه نحو الخبز والغزل والنفش" (¬2) رافع بن رفاعة قال المزي: غير معروف" تحفة الأشراف 3/ 162 - تهذيب الكمال 9/ 26 ¬

_ (¬1) رواه عمر بن يونس اليمامي عن عكرمة بن عمار ثنا طارق بن عبد الرحمن أنّ رفاعة بن رافع أو رافع بن رفاعة - هكذا على الشك - أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 131) وفي "المشكل" (4657) (¬2) وأخرجه أبو داود (3426) عن هارون بن عبد الله الحمّال والحاكم (2/ 42) والبيهقى (6/ 126) عن العباس بن مُحَمَّدْ الدوري قالا: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: طارق فيه لين ولم يذكر أنّه سمعه من رفاعة (هكذا هو في رواية الحاكم)

وقال ابن عبد البر: لا تصح صحبته والحديث المروي عنه في كسب الحجام في إسناده غلط" الاستيعاب 3/ 244 وطارق بن عبد الرحمن وثقه العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب" وقال الذهبي في "الميزان" لا يكاد يعرف. وأما حديث عباية بن رفاعة بن رافع بن خَديج فأخرجه أحمد (4/ 141) والطبراني في "الكبير" (4405) من طريق شعبة (¬1) عن أبي بَلْج يحيى بن أبي سليم قال: سمعت عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج يحدّث أنّ جده حين مات ترك جارية وناضحا وغلاما حجاما وأرضا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجارية فنهى عن كسبها وقال "ما أصاب الحَجَّام فاعلفه الناضح، وقال في الأرض: ازرعها أو ذرها". تابعه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن أبي بلج إلا أنّه ذكر أنّ الذي مات هو أبوه رفاعة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4406) وخالفهما حصين بن نمير الواسطي فرواه عن أبي بلج عن عباية بن رفاعة عن أبيه قال: مات أبي وترك أرضا، وذكر الحديث. أخرجه الطبراني (4407) وأبو بلج مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. 458 - "أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث أنس" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أقرؤكم أبي". 459 - "أعلنوا النكاح" قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن الزبير عند أحمد وصححه الحاكم: فذكره، زاد الترمذي وابن ماجه من حديث عائشة "واضربوا عليه بالدف" وسنده ضعيف" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) تابعه هشيم عن أبي بلج به. أخرجه الطبراني (4408) (¬2) 16/ 286 (كتاب الأحكام - باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع) (¬3) 11/ 133 (كتاب النكاح - باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها)

روي من حديث عبد الله بن الزبير ومن حديث عائشة فأما حديث عبد الله بن الزبير فأخرجه أحمد وابنه (4/ 5) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 243) والبزار (2214) وابن حبان (4066) والطبراني في "الأوسط" (5141) والحاكم (2/ 183) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 328) والبيهقي (7/ 288) من طرق عن عبد الله بن وهب وهو في "موطأه" (244) ثني عبد الله بن الأسود القرشي عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به مرفوعا. زاد البزار "واضربوا عليه بالغربال" يعني الدف" وقال: لا نعلمه يُروى عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن الأسود عن عامر" وقال الطبراني: لا يُروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب" وقال أبو نعيم: لم يروه عن عامر إلا عبد الله، تفرد به ابن وهب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجال أحمد ثقات" المجمع 4/ 289 قلت: عبد الله بن الأسود مجهول، قال أبو حاتم: شيخ لا أعلم روى عنه غير عبد الله بن وهب، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 106) والترمذي (1089) وابن عدي (5/ 1881) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 174) والبيهقي (7/ 290) وابن الجوزي في "العلل" (1034) من طريق عيسى بن ميمون الأنصاري عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة مرفوعا "أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف". زاد البيهقي "وليولم أحدكم ولو بشاة، فإذا خطب أحدكم امرأة وقد خضب بالسواد فليعلمها ولا يغر بها" قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن في هذا الباب، وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث" وقال البيهقي: عيسى بن ميمون ضعيف"

وقال ابن معين: عيسى الذي يروي "أعلنوا النكاح" هو الضعيف، ليس بشيء" وقال أيضا: ليس بثقة. تاريخ الدوري 2/ 466 وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة مرفوعا "أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال" أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (402) عن عيسى بن يونس عن خالد بن إلياس عن ربيعة به. وأخرجه سعيد بن منصور (635) وابن ماجه (1895) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 425) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (753) وابن عدي (3/ 879) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 640) والبيهقي (7/ 290) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 265) والخطيب في "التاريخ" (4/ 137) وابن الجوزي في "العلل" (1033) وفي "التلبيس" (267 - 268) من طرق عن عيسى بن يونس به (¬1). قال البيهقي: خالد بن إلياس ضعيف" وقال أبو نعيم: هذا حديث مشهور من حديث القاسم عن عائشة، تفرد به خالد عن ربيعة" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه خالد بن إلياس أبو الهيثم العدوي وهو ضعيف بل نسبه إلى الوضع ابن حبان والحاكم وأبو سعيد النقاش" مصباح الزجاجة 2/ 105 - 106 460 - "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك" قال الحافظ: أخرجه الترمذي بسند حسن إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن مسلمة القعنبي عن خالد بن إلياس عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة مرفوعا، ولم يذكر في الإسناد ربيعة" أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 425) وقال: قال أبو زرعة: هذا هو الصحيح" (¬2) 14/ 15 (كتاب الرقاق - باب من بلغ سبعين سنة)

أخرجه ابن ماجه (4236) والترمذي (3550) وأبو يعلى (5990) وفي "معجمه" (138) وإبراهيم الهاشمي في "أماليه" (19) وابن حبان (2980) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 393) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 503) وابن منده في "التوحيد" (109) والحاكم (2/ 427) والقضاعي (252) والبيهقي (3/ 370) وفي "الآداب" (1117) والخطيب في "التاريخ" (6/ 397 و 12/ 42) والشجري في "أماليه" (2/ 248 - 249) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 181) من طريق عبد الرحمن بن مُحَمَّدْ المحاربي عن مُحَمَّدْ بن عمرو به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال ابن منده: هذا إسناد حسن مشهور عن المحاربي" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يذكر المحاربي سماعا من مُحَمَّدْ بن عمرو فإنّه كان مدلسا. الثاني: يرويه إبراهيم بن الفضل المخزومي عن المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعا "معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين". أخرجه أبو يعلى (6543) والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 61) والقضاعي (251) والبيهقي في "الآداب" (1116) وفي "الشعب" (9772) والخطيب في "التاريخ" (5/ 476) من طرق عن مُحَمَّدْ بن إسماعيل بن أبي فُديك عن إبراهيم بن الفضل به (¬1). وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن الفضل. الثالث: يرويه كامل بن العلاء أبو العلاء الكوفي: سمعت مِيناء أبا صالح عن أبي هريرة مرفوعا "عمر أمتي من ستين إلى سبعين" أخرجه الترمذي (2331) وأبو يعلى (6656) وابن عدي (6/ 2101) - والطبراني في "الأوسط" (5868) والشجري في "أماليه" (2/ 249) ¬

_ (¬1) رواه سفيان عن رجل عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ "أقل أمتي أبناء سبعين" أخرجه ابن عدي (1/ 233) وقال: الرجل هو إبراهيم بن الفضل لا يجوز الاحتجاج بحديثه، وهذا الحديث غير محفوظ" وأخرجه (4/ 1481) من طريق أخرى عن سفيان ثنا أبو عباد بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مثله. ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (377) فلم يقل عن أبيه. وقال ابن عدي: أبو عباد عامة ما يرويه الضعف عليه بين"

عن مُحَمَّدْ بن ربيعة الكلابي وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "التهذيب" (12/ 133) عن سهل بن حماد الدلال كلاهما عن كامل أبي العلاء به. وكامل أبو العلاء مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، وميناء ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن المديني: كان ثبتا، ووثقه الذهبي في "الميزان". وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "عمر أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم الذين يبلغون ثمانين". أخرجه أبو يعلى (2902) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا هُشيم أنا بعض أصحابنا عن قتادة عن أنس به. وأخرجه الروياني (1372) عن مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني ثنا سريج بن يونس به. ولفظه "عمر أمتي ما بين الخمسين والستين، وأقلهم الذين لم يبلغوا سبعين" وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وفيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا. 461 - "أعن أخاك ظالما أو مظلوما" قال الحافظ: رواه حُدَيْج بن معاوية - وهو بالمهملة وآخره جيم مصغر - عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا: فذكره، الحديث أخرجه ابن عدي" (¬1) ورد من حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث عائشة ومن حديث الحسن مرسلا ومن حديث قتادة مرسلا فأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه حديج بن معاوية الجعفي أخو زهير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "أعن أخاك ظالما أو مظلوما، فإنّ كان مظلوما نصرته، وإنّ كان ظالما فلتأخد على يديه فإنّ ذلك نصرة له" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (863) وابن عدي (2/ 883) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (731) ¬

_ (¬1) 6/ 23 (كتاب المظالم - باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما)

وقال ابن عدي: وهذا يرويه عن أبي الزبير حديج بن معاوية وأخوه زهير بن معاوية" قلت: وحديث زهير بن معاوية أخرجه مسلم (2584) بلفظ "لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما ... " ولفظ الطبراني نحوه. الثاني: يرويه سفيان عن عمرو عن جابر مرفوعا "أعن أخاك ظالما أو مظلوما". أخرجه حمزة السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 299) عن أبي بكر الإسماعيلي ثنا مُحَمَّدْ بن إبراهيم بن نومرد القومسي ثنا عثمان بن سعيد أبو بكر الجرجاني ثنا يوسف بن حماد ثنا سفيان به. قال الإسماعيلي: خبر منكر" قلت: القومسي ترجمه الإسماعيلي في "المعجم" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو بكر الجرجاني ترجمه السهمي ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويوسف بن حماد ترجمه أبو سعد الإدريسي في "تاريخ استراباد" وقال: كان حسن الرواية لا بأس به (التهذيب) وسفيان هو ابن عُيينة وعمرو هو ابن دينار ثقتان مشهوران. وأما حديث أنس فأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (ص 107) عن إبراهيم بن أسباط السلولي ثنا سُريج بن يونس ثنا هُشيم ثنا عبيد الله بن أبي بكر قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "أعن أخاك ظالما أو مظلوما ... " السلولي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات. ورواه عثمان بن أبي شيبة عن هشيم بلفظ "انصر ... " أخرجه البخاري (فتح 6/ 23) وأما حديث عائشة فرواه إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "أعن أخاك ظالما أو مظلوما" ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي وعبدة بن سليمان الكلابي عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلا. قال أبو حاتم: والمرسل أصح" العلل 2/ 317 وأما حديث الحسن مرسلا فأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" بالإسناد السابق إلى هشيم.

وأما حديث قتادة فأخرجه عبد الرزاق (20227) عن مَعْمَر عن قتادة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أعن أخاك ظالما أو مظلوما" 462 - عن سويد بن غفلة قال: خطب عليٌّ بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام، فاستشار النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أعن حسبها تسألني؟ " فقال: لا, ولكن أتأمرنى بها؟ قال "لا، فاطمة مُضغَة مني ولا أحسب إلا أنّها تحزن أو تجزع" فقال عليّ: لا آتي شيئا تكرهه. قال الحافظ: أخرج الحاكم بإسناد صحيح إلى سويد بن غفلة وهو أحد المخضرمين ممن أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 253) عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: خطب عليٌّ ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث، فاستأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "عن أيّ شأنها تسلني، عن حسبها؟ " قال: لا, ولكن تأمرني بها، فقال "فاطمة مضغة مني ولا أحب أنْ تجزع" فقال: لا آتي شيئا تكرهه. ومن طريقه أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (56) وأخرجه عبد الرزاق (13268) وابن أبي شيبة (12/ 128) وأحمد (¬2) في "فضائل الصحابة" (1323) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة به. ورواته ثقات. 463 - عن عليّ قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث على الوليد بن عتبة فلم يعب النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك علينا" قال الحافظ: وقد روى الطبراني بإسناد حسن عن عليّ قال: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (2954) عن عبدان بن أحمد ثنا حماد بن زيد بن ¬

_ (¬1) 11/ 241 (كتاب النكاح - باب ذب الرجل عن ابنته في المغيرة والانصاف) (¬2) ومن طريقه أخرجه الحاكم (3/ 158 - 159) إلا أنّه قال فيه: عن الشعبي عن سويد بن غفلة. وقال: صحيح على شرط البخاري" وقال الذهبي: قلت: مرسل قوي" (¬3) 8/ 299 (كتاب المغازي - باب قتل أبي جهل)

الحريش ثنا حسين الأشقر عن قيس عن السُّدِّي عن عبد خير عن عليّ قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث يوم بدر على الوليد بن عتبة. أظنه قال: فلم يعب ذلك علينا النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الهيثمي: وفيه حسين بن الحسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور" المجمع 6/ 82 قلت: وقيس هو ابن الربيع ضعفه الجمهور كذلك. 464 - حديث رجل من الأنصار أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - أضجع أضحيته فقال: "أعني على ضحيتي" قال الحافظ: أخرجه أحمد، ورجاله ثقات" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (5/ 373) ثنا هاشم ثنا ليث ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنّ رجلا من الأنصار حدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه أضجع أضحيته ليذبحها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للرجل "أعني على ضحيتي" فأعانه. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 25 قلت: وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. هاشم هو ابن القاسم البغدادي، والليث هو ابن سعد، وأبو الخير اسمه مَرْثد بن عبد الله. 465 - "أعوذ بالله من أسد وأسود" قال الحافظ: وفي سنن أبي داود والنسائي عن ابن عمر مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 132 و 3/ 124) والخرائطي في "المكارم" (2/ 797) والمحاملي في "الدعاء" (57) والطبراني في "الدعاء" (834) والحاكم (1/ 446 - 447 و 2/ 100) والبيهقي (5/ 253) وفي "الدعوات" (416) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (122) والمزي في "التهذيب" (9/ 332) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ¬

_ (¬1) 12/ 115 (كتاب الأضاحي - باب من ذبح أضحية غيره) (¬2) 7/ 157 (كتاب بدء الخلق - باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البَقَرَة: 164])

وأبو داود (2603) والنسائي في "اليوم والليلة" (563) والمحاملي (58) والبغوي في "شرح السنة" (1349) وفي "الشمائل" (1127) عن بَقية بن الوليد الحمصي وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 187 و 357) عن إسماعيل بن عياش الحمصي ثلاثتهم عن صفوان بن عمرو ثني شريح بن عبيد الحضرمي عن الزبير بن الوليد عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فأقبل الليل قال "يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شَرِّك وشرِّ ما فيك وشرِّ ما خلق فيك ومن شرِّ ما يدبُّ عليك، وأعوذ بك من أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد". قال النسائي: الزبير بن الوليد شامي ما أعرف له غير هذا الحديث" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: الزبير بن الوليد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه شريح بن عبيد. فهو مجهول. طريق أخرى: قال عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لَهيعة ثني عمرو بن دينار عن ابن عمر أنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أدركه الليل وهو في أرض عدو أو مخافة قال: يا أرض ربي وربك الله، آمنت بالذي خلقك وسوّاك، أعوذ بالله من شرّ إنسك وجنك، ومن شرّ كل حية وأسد وعقرب وأسود، ومن ساكن البلد، ومن شرِّ والد وما ولد" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 186) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 466 - عن أبي هريرة رفعه "أعوذ بالله من إمارة الصبيان" قالوا: وما إمارة الصبيان؟ قال "إنْ أطعتموهم هلكتم، وإن عصيتموهم أهلكوكم" قال الحافظ: أخرجه علي بن معبد وابن أبي شيبة" (¬1) له عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي عن أبيه عن أبي هريرة به. ¬

_ (¬1) 16/ 116 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء)

أخرجه الداني في "الفتن" (190) من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عبيد الله به. - وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 122) من طريق إسحاق بن راهويه أنا عيسى بن يونس ثنا يحيى بن عبيد الله به. وإسناده ضعيف جدا، يحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين والنسائي: لا يكتب حديثه، وقال ابن أبي شيبة: كان غير ثقة في الحديث. الثاني: يرويه أبو العلاء كامل بن العلاء الكوفي عن أبي صالح مولى ضباعة عن أبي هريرة مرفوعا "تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان" أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 49) وأحمد (2/ 326 و 355 و 448) والبزار (كشف 3358) وابن عدي (6/ 2101) من طرق عن كامل به. قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا أبو صالح هذا, ولا نعلم روى عنه إلا كامل" وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح غير كامل بن العلاء وهو ثقة" المجمع 7/ 220 قلت: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول النسائي. وأبو صالح واسمه مِيناء قال ابن المديني: كان ثبتا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. 467 - "أعوذ بعزة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأُحاذر" سبع مرات قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (2202) القول لمن به وجع: فذكره" (¬1) ها 4 - "أعوذ بك من عينِ لا تدمعْ، ونفسِ لا تشبعْ، وقلبِ لا يخشعْ" قال الحافظ: صحيح" (¬2) أخرجه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم لكن ليس فيه "من عينٍ لا تدمعْ" ¬

_ (¬1) 9/ 207 (كتاب المغازى - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) (¬2) 13/ 389 (كتاب الدعوات - باب ما يكره من السجع في الدعاء)

469 - "أعينوه" قال الحافظ: وحكى ابن التين أنّ أول من كوتب أبو المؤمل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) وقال في "الإصابة" (12/ 35): أبو المؤمل ذكره مُحَمَّدْ بن عبد الواحد السفاقسي المعروف بابن التين شارح البخاري في كتاب المكاتبة فقال: قيل: إن أول من كوتب في الإِسلام أبو المؤمل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أعينوا أبا المؤمل" فأُعِين فقضى كتابته وفضلت عنده فضلة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنفقها في سبيل الله". 470 - عن عائشة في المرأة التي دخلت عليها فأشارت بيدها أنّها قصيرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اغتبتيها" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب الغيبة" وابن مردويه في "التفسير" من طريق حبان بن مخارق عن عائشة" (¬2) له عن عائشة طرق: الأول: يرويه حسان بن مخارق الكوفي عن عائشة قالت: جاءت امرأة قصيرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالسة عنده، فقلت بإبهامي هكذا فأشرت بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أي أنها مثل الإبهام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لقد اغتبتيها" أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1613) وهناد في "الزهد" (1190) وابن أبي الدنيا في "الغيبة" (68) والخرائطي في "المساوئ" (205) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (195) والبيهقي في "الشعب" (6304) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2226) عن أبي معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير والطبري في "التفسير" (26/ 136) عن عبد الواحد بن زياد البصري كلاهما عن أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن حسان بن مخارق به. قال البيهقي: هذا مرسل بين حسان وعائشة" وقال العراقي: وحسان وثقه ابن حبان، وباقيهم ثقات" تخريج أحاديث الإحياء 4/ 1753 ¬

_ (¬1) 6/ 110 (كتاب المكاتب) (¬2) 13/ 78 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من ذكر الناس)

الثاني: يرويه علي بن الأقمر الكوفي عن أبي حذيفة عن عائشة أنّها ذكرت امرأة، فقالت: إنها قصيرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اغتبتها" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة" (73) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن علي بن الأقمر به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص 85) ورواه أحمد (6/ 189) عن عبد الرحمن بن مهدي بلفظ: حكيت للنبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا فقال "ما يسرني أني حكيت رجلا وأن لي كذا وكذا" فقلت: يا رسول الله، إنّ صفية امرأة وقال بيده كأنه يعني قصيرة، فقال "لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر مزجت" ومن طريقه أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (206) وأخرجه الترمذي (2502) والطحاوي في "المشكل" (1080) والبيهقي في "الشعب" (6295) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي بهذا اللفظ. وأخرجه أحمد (6/ 136 و 206) عن وكيع ثنا سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة عن عائشة أنّها ذكرت امرأة، وقالت مرّة: حكت امرأة وقالت: إنّها قصيرة، فقال "اغتبتها، ما أحبّ أني حكيت أحدا وأنّ لي كذا وكذا" وهو في "الزهد" لوكيع (436) عن سفيان مختصرا في ذكر المرفوع "مما أحبّ أني حكيت أحدا ... " وأخرجه هناد في "الزهد" (1189) عن وكيع به. وأخرجه الترمذي (2503) عن هناد به. وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو حذيفة هو كوفي من أصحاب ابن مسعود ويقال اسمه سلمة بن صُهَيْبَة" قلت: وثقه ابن حبان وغيره، لكنّه لم يذكر سماعا من عائشة فلا أدري أسمع منها أم لا. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (743) عن سفيان به. وأخرجه إسحاق (1596 و 1597) وأحمد (6/ 128) وأبو داود (4875) والترمذي (2502) وابن أبي الدنيا في "الغيبة" (146) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1812) والخرائطي (203) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (183 و 184) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 109 - 110) والبيهقي (10/ 247) وفي "الشعب" (6294) والمزي (11/ 294) من طرق عن سفيان به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 278) من طريق مُحَمَّدْ بن إسماعيل الترمذي ثنا أبو نعيم ثنا سفيان ومسعر به. الثالث: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أقصر حفصة، قال "أكلت لحم أختك المسلمة" قلت: يا رسول الله، إني لم أقل إلا ما فيها، قال "لو قلت ما ليس فيها بهتيها" أخرجه الخرائطي (204) عن العباس بن مُحَمَّدْ الدوري ثنا عيسى بن فهير ثنا يحيى بن مسلم عن هشام به. عيسى ويحيى ما عرفتهما، والباقون ثقات. الرابع: يرويه الحسن بن عُمارة عن عبد الله بن أبي بكرة عن عمرة عن عائشة قالت: دخلت علىّ امرأة قصيرة، فلما خرجت قلت بيدي هكذا، يا رسول الله ما أقصرها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اغتبتها قومي فتحلليها ... " أخرجه ابن عدي (2/ 709) والبيهقي في "الشعب" (6343) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا الليث بن سعد ثني جرير بن حازم عن الحسن بن عمارة به. والحسن بن عمارة قال أحمد وغير واحد: متروك الحديث. واختلف فيه على جرير بن حازم، فقال ابن وهب في "الجامع" (558): حدثني جرير بن حازم عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن عبيد الله عن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله عن عائشة به. 471 - حديث ابن عباس مرفوعا "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". قال الحافظ: أخرجه الحاكم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل وهو يعظه: فذكره، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" بسند صحيح من مرسل عمرو بن ميمون" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن عباس ومن حديث عمرو بن ميمون مرسلا. فأما حديث ابن عباس فأخرجه الحاكم (4/ 306) عن الحسن بن حليم المروزي أنبا ¬

_ (¬1) 14/ 9 (كتاب الرقاق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: كن في الدنيا كأنك غريب)

أبو الموجه أنبا عبدان عن ابن المبارك ثنا عبد الله بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعا. وقال: صحيح على شرط الشيخين" وقال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (¬1) بإسناد حسن" إتحاف السادة 10/ 253 قلت: هو صحيح كما قال الحاكم رواته كلهم ثقات. الحسن بن حليم وثقه الحاكم (سنن البيهقي 2/ 160) وأبو الموجه مترجم في "سير الأعلام"، وعبدان هو ابن عثمان من شيوخ البخاري، وابن المبارك هو عبد الله، وعبد الله هو ابن سعيد بن أبي هند. وأما حديث عمرو بن ميمون فأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (2) ووكيع في "الزهد" (7) عن جعفر بن بُرقان الرقي عن زياد بن الجراح عن عمرو بن ميمون قال: قال - صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه: فذكره. ومن طريق ابن المبارك أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 328) والقضاعي (729) والبيهقي في "الشعب" (9769) وفي "الآداب" (1127) والخطيب في "الفقيه" (2/ 87) والبغوي في "شرح السنة" (4021) ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 223) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 148) وتابعهما عبد الله بن داود الخُرَيبي عند الخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (170) وهو مرسل رواته ثقات. 472 - "اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 2/ 369 - 372) من حديث أبي هريرة. 473 - عن أنس قال: افتتحنا مكة، ثم إنا غزونا حُنينا، قال: فجاه المشركون بأحسن صفوف رأيت، صف الخيل ثم المقاتلة ثم النساء من وراء ذلك ثم الغنم ثم النعم، قال: ونحن بشر كثير، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا، فلم نلبث أنّ انكشفت خيلنا وفرّت الأعراب ومن تعلم من الناس. ¬

_ (¬1) "قصر الأمل" (111) عن إسحاق بن إبراهيم ثنا ابن المبارك به. (¬2) 16/ 104 (كتاب التعبير - باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح)

قال الحافظ: وفي حديث أنس عند مسلم (2/ 736 - 737) وغيره من رواية سليمان التيمي عن السُميط عن أنس قال: فذكره" (¬1) 474 - "أفرضكم زيد" قال الحافظ: حديث حسن أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من رواية أبي قِلابة عن أنس، وأُعِلَّ بالإرسال، ورجحه الدارقطني والخطيب وغيرهما, وله متابعات وشواهد ذكرتها في تخريج أحاديث الرافعي" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أقرؤكم أُبي" 475 - عن عامر بن الطفيل أنّه قال: يا رسول الله، زودني بكلمات؟ قال: "أفش السلام، وأطعم الطعام، واستحي من الله، وإذا أسأت فأحسن" قال الحافظ: أخرجه المستغفري في "الصحابة" من طريق القاسم عن أبي أمامة عن عامر بن الطفيل أنْه قال: فذكره" (¬3) وقال في "الإصابة" (5/ 282) في ترجمة عامر بن الطفيل: لم يُذكر نسبه، ذكره الترمذي والطبري في الصحابة وروى المستغفري من طريق القاسم عن أبي أمامة عن عامر بن الطفيل أنّه قال: يا رسول الله، زودني كلمات أعيش بهن؟ قال "يا عامر أفش السلام، وأطعم الطعام، واستحي من الله كما تستحي رجلا من أهلك، وإذا أسأت فأحسن، فإنّ الحسنات يذهبن السيئات" أورده المستغفري في ترجمة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابي رئيس بني عامر في الجاهلية، وهو خطأ صريح فإنّ عامر بن الطفيل مات كافرا وقصته معروفة وكان قدومه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثمانين سنة، قال: والحديث الذي أورده إنْ صح فهو آخر وأظنه الأسلمي الذي روى الطبري والبغوي في ترجمته عامر بن مالك ملاعب الأسنة من طريق عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: حدثني عمي عامر بن الطفيل عن عامر بن مالك فذكر حديثا سيأتي في ترجمة عامر بن مالك" وقال في ترجمة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري (7/ 294): ذكره جعفر المستغفري في "الصحابة" وهو غلط وموت عامر المذكور على الكفر أشهر عند ¬

_ (¬1) 9/ 90 (كتاب المغازي- باب قول الله لّعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبْة: 25]) (¬2) 15/ 21 (كتاب الفرائض - باب ميراث الجد مع الأب والأخوة) (¬3) 8/ 391 (كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع)

أهل السير أنْ يتردد فيه وإنما اغتر جعفر برواية أخرجها البغوي بسنده إلى عامر بن الطفيل أنّ عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسا وكتب إليه: إني قد ظهرت فيَّ دبيلة فأبعث إليّ دواء من عندك، فردّ الفرس لأنّه لم يكن أسلم وأرسل إليه عكة من عسل. وهو خطأ نشأ عن تغيير وإنما هو عامر بن مالك وهو ملاعب الأسنة وفي ترجمته أورد البغوي وقد تظافرت الرواية بذلك كما ذكرته في ترجمته، وأسند جعفر أيضا إلى الحديث الذي ذكرته في القسم الأول في ترجمة عامر بن الطفيل وقد بينت أنّه آخر غير العامري، وقد أورد الطبراني قصة موت عامر بن الطفيل كافرا من حديث سهل بن سعد" وقال ابن الأثير: قلت: قول المستغفري وغيره ليس بحجة في إسلام عامر، فإنّ عامرا لم يختلف أهل النقل من المتقدمين أنّه مات كافرا" أسد الغابة 3/ 127 476 - "أفشوا السلام تسلموا" قال الحافظ: هو عند المصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان من طريق عبد الرحمن بن عَوْسَجَة عن البراء رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث أبي الدرداء مثله عند الطبراني" (¬1) حسن أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2717/ 1) وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2717/ 2) وإسحاق في "مسنده" (المطالب 2717/ 3) وأحمد بن حنبل (4/ 286) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2717/ 3 و 4) والبخاري في "الأدب المفرد" (787 و 979 و 1266) وأبو يعلى (1687) وفي "معجمه" (299) والعقيلي (3/ 489) وابن حبان (491) وأبو الشيخ في "الطبقات" (197) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 277) والقضاعي (718) والبيهقي في "الشعب" (8382) من طرق عن قَنَان بن عبد الله النّهْمي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء به مرفوعا. زاد بعضهم "والأشرة شر" قال العقيلي: المتن معروف بغير هذا الإسناد في إفشاء السلام بأسانيد جياد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 29 قلت: قنان مختلف فيه، وثقه ابن معين وابن حبان، وقال النسائي: ليس بالقوي، فهو حسن الحديث، وعبد الرحمن وثقه النسائي وغيره فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) 13/ 254 - 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

وأما حديث أبى الدرداء فأخرجه الطبراني بلفظ "أفشوا السلام كي تعلوا" قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 3/ 426 وقال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 8/ 30 477 - "أفضل الأعمال الحبّ في الله والبغض في الله" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي ذر" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (4599) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر مرفوعا به. وتابعه يزيد بن عطاء اليشكري عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أتدرورن أيّ الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ " قال قائل: الصلاة والزكاة، وقال قائل: الجهاد، قال "إنّ أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل الحبّ في الله والبغض في الله". أخرجه أحمد (5/ 146) وخالفهما أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي (¬2) فرواه عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي ذر قال: قلنا: يا رسول الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "الحبّ في الله والبغض في الله" ليس فيه عن رجل. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 391) وابن الجوزي في "العلل" (1223) من طريق سَوَّار بن عبد الله العنبري ثنا أبي عن أبي عوانة به. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ويزيد ليس بشيء، قال ابن المبارك: ارم به. وقال الثوري: سوار ليس بشيء" وتعقبه الحافظ فقال: وقد غلط ابن الجوزي هنا غلطا فاحشا فذكر كلام سفيان الثوري في هذا (¬3) في ترجمة حفيده المتقدم (¬4) وذلك وهم فإنّ الثوري مات قبل أنْ يولد سوار الأصغر" التهذيب 4/ 269 ¬

_ (¬1) 1/ 52 (كتاب الإيمان - باب الإيمان وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بني الإِسلام على خمس) (¬2) وتابعه عبثر بن القاسم الكوفي عن يزيد بن أبي زياد به. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (498) والشجري في "أماليه" (2/ 133) (¬3) أي سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب بن عمرو بن الحارث العنبري. (¬4) أي سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة.

قلت: ورواية خالد بن عبد الله الواسطي ويزيد بن عطاء اليشكري أصح من رواية أبي عوانة. والحديث إسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم ولضعف يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي. 478 - حديث أبي هريرة "أفضل الأعمال إيمان بالله" الحديث سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 1/ 85) من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي العمل أفضل؟ فقال "إيمان بالله ورسوله" 479 - حديث عبد الله بن حبشي "أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" وهو عند أحمد والدارمي" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم، فانظر حديث "من عُقِر جواده، وأُهريق دمه" 480 - "أفضل الأعمال كثرة السجود" قال الحافظ: ولمسلم من حديث ثوبان: فذكره" (¬3) أخرجه مسلم (488) من حديث معْدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت: بأحبّ الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة" 481 - حديث طارق بن شهاب رفعه "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" سكت عليه الحافظ (¬4). صحيح ورد من حديث طارق بن شهاب ومن حديث أبي سيد ومن حديث أبي أمامة ومن حديث جابر ومن حديث عمير بن قتادة ومن حديث واثلة بن الأسقع ¬

_ (¬1) 2/ 149 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب فضل الصلاة لوقتها) (¬2) 17/ 291 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} [آل عِمرَان: 93]) (¬3) 3/ 261 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب طول القيام في صلاة الليل) (¬4) 16/ 163 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر)

فأما حديث طارق بن شهاب فأخرجه أحمد (4/ 314 و 315) والنسائي (7/ 144) وفي "الكبرى" (7834) والدولابي في "الكنى" (1/ 78) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1359) والبيهقي في "الشعب" (7175) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح" (ص 196) من طرق عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب أنّ رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد وضع رجله في الغرز: أيّ الجهاد أفضل؟ قال "كلمة حق عند سلطان جائر". قال البيهقي: مرسل جيد" قلت: رواته ثقات، وطارق بن شهاب رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال ابن المديني وأبو زرعة وابن أبي حاتم والعجلي وغيرهم. لكنّه لم يسمع منه كما قال أبو داود وغيره. وقال أبو حاتم: له رؤية، وليست له صحبة، والحديث الذي رواه الثوري عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر" المراسيل ص 98 وقال ابن رجب: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يصح له سماع منه فروايته عنه مرسلة" شرح علل الترمذي 1/ 366 قلت: هو مرسل صحابي وهو حجة، وقد أدخله أحمد في "المسند". قال الحافظ: إذا ثبت أنّه لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو صحابي على الراجح، وإذا ثبت أنّه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح" الإصابة 5/ 213 وقال العلائي: يلحق حديثه بمراسيل الصحابة" جامع التحصيل ص 244 وأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن جُحادة الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" أخرجه أبو داود (4344) وابن ماجه (4011) والترمذي (2174) والخطابي في "العزلة" (ص 86) والخطيب في "التاريخ" (7/ 238 - 239) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2176) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح" (ص 198) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 196) من طريق إسرائيل بن يونس عن مُحَمَّدْ بن جحادة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن" قلت: اختلف فيه على مُحَمَّدْ بن جحادة في لفظه، فرواه أبو حفص (¬1) الأبار عنه بلفظ "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1618) و"الصغير" (663) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2187) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مُحَمَّدْ بن جحادة إلا أبو حفص" قلت: وكلا الإسنادين ضعيف لضعف عطية العوفي. الثاني: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "ألا إنّ أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر". أخرجه عبد الرزاق (20720) والحميدي (752) وأحمد (3/ 7 و 19 و 61 و 70) وعبد بن حميد (864) وابن ماجه (2873 و 4000 و 4007) والترمذي (2191) وأبو يعلى (1101) والحاكم (5/ 504 - 506) والبيهقي في "الشعب" (7936) والخطيب في "التاريخ" (1/ 2370 - 238) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (15) والحافظ (¬2) في "الأمالي المطلقة" (2/ 169 - 170) من طرق عن علي بن زيد به. قال الحاكم: هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة، والشيخان لم يحتجا بعلي بن زيد" وقال الذهبي: قلت: ابن جدعان صالح الحديث" قلت: بل ضعيف كما قال أحمد وابن معين والدارقطني والجوزجاني والنسائي وابن المديني. وقال أحمد أيضا وأبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي. وذكره العقيلي وابن حبانّ في "الضعفاء". وقد توبع كما سيأتي عند حديث "إنّ مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها" وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 251) والطبراني في "الكبير" (8080) والبيهقي (10/ 91) ¬

_ (¬1) اسمه عمر بن عبد الرحمن. (¬2) وقال: هذا حديث حسن، وعلي بن زيد وإن كان فيه ضعف لاختلاطه، لكن سياقه لهذا الحديث بطوله يدل على أنه ضبطه"

عن المعلي بن زياد البصري وأحمد (5/ 251 و 256) وابن ماجه (4012) والروياني (1179 و 1182) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3449) وابن حبان في "الثقات" (9/ 103 - 104) والطبراني في "الكبير" (8081) و"الأوسط" (1619 و 6820) وابن عدي (2/ 860 - 861) والبيهقي في "الشعب" (7174) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 52 - 53 و 21/ 286) وأبو مُحَمَّدْ البغوي في "شرح السنة" (2473) عن حماد بن سلمة وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2186) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 602) عن قريب بن عبد الملك الأصمعي. ثلاثتهم عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يرمي الجمرة فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أحب (¬1) إلى الله عز وجل؟ قال: فسكت عنه حتى إذا رمى الثانية عَرَضَ له فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أحبّ إلى الله عز وجل؟ قال: فسكت عنه، ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا اعترض في الجمرة الثالثة عرض له فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أحبّ إلى الله عز وجل؟ قال "كلمة حق تقال لإمام جائر". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي غالب إلا حماد" كذا قال، وقد رواه غيره كما تقدم. وقال البغوي: هذا حديث حسن" قلت: وهو كما قال، وأبو غالب مختلف فيه، وثقه ابن معين والدارقطني وغيرهما، وضعفه النسائي وابن سعد وغيرهما فهو حسن الحديث. وأما حديث جابر فأخرجه العقيلي (3/ 326) من طريق عبد الرحمن بن بشير ثنا عمار بن إسحاق أخو مُحَمَّدْ بن إسحاق عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رمي الجمار ماشيا، فأمر بناقته، فأنيخت، فلما أخذ بشعبتي الرَّحْل جاء رجل وأخذ بِجَدِيل الناقة، فقال: يا رسول الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "كلمة عند امام جائر، حل سبيل الناقة". ¬

_ (¬1) وفي لفظ "أفضل"

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (40/ 200) قال العقيلي: عمار بن إسحاق لا يتابع على حديثه وليس مشهور بالنقل" وأما حديث عمير بن قتادة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 49) والحاكم (3/ 626) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (803) من طريق بكر بن خُنيس الكوفي عن أبي بدر عن عبد الله بن عبيد عن أبيه عن جده قال: فذكر حديثا وفيه "قلت: أيّ الجهاد أفضل؟ فقال "كلمة عدل عند إمام جائر" (¬1) قال الحاكم: أبو بدر الراوي عن عبد الله بن عبيد بن عمير اسمه بشار بن الحكم شيخ من البصرة وقد روى عن ثابت البناني غير حديث" وقال الذهبي: حديث ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف" المجمع 5/ 231 وأما حديث واثلة فقد تقدم الكلام عليه عند حديث "استفت قلبك وإن أفتوك" وقد ذكرت هناك قطعة منه وهو حديث فيه طول وفيه: قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال "كلمة حكم عند إمام جائر". 482 - حديث عمر رفعه "أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني" قال الحافظ: أخرجه الطيالسي وغيره لكن إسناده ضعيف فلا حجة فيه" (¬2) أخرجه إسحاق في "مسنده" (مختصر إتحاف السادة 1/ 77 - المطالب 2939/ 1) والبزار (288) وأبو يعلى (160) والحاكم (4/ 85 - 86) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (57) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 248) وبيبي الهرثمية في "جزئها" (104) وابن مردويه في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 42) والهروي في "ذم الكلام" (ق 133/أ) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 37) من طرق عن مُحَمَّدْ بن أبي حميد المدني عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا فقال "أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا" قالوا: يا رسول الله، الملائكة. قال "هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم" قالوا: يا رسول الله، الأنبياء الذين كرمهم الله برسالته والنبوة، قال "هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله ¬

_ (¬1) سقط من إسناد الحاكم "عن أبي بدر" والصواب إثباته كما يدل عليه كلام الحاكم. (¬2) 8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)

المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم" قالوا: يا رسول الله، الشهداء الذين استشهدوا مع الأعداء، قال "هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد كرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء، بل غيرهم" قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال "أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي، يؤمنون بي، ولم يروني، ويصدقون بي ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا" وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 248) من طريق الطيالسي عن مُحَمَّدْ بن أبي حميد به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل مُحَمَّدْ ضعفوه" وقال الحافظ: وغلط - أي الحاكم - لأجل مُحَمَّدْ بن أبي حميد" وقال أيضا: هذا حديث غريب، ومحمد بن أبي حميد ضعيف عند الجمهور إلا أنّ أحمد بن صالح قواه. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين، ومع ضعفه يكتب حديثه" (¬1) وقال البوصيري: مدار إسناد الحديث على مُحَمَّدْ بن أبي حميد وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 77 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: فذكر نحوه. أخرجه البزار (289) والعقيلي (4/ 238) من طريق المنهال بن بحر القشيري ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير به. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه، وحديث المنهال بن بحر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر، إنما يرويه الحفاظ الثقات عن هشام عن يحيى عن زيد بن أسلم عن عمر مرسلا. وإنما يعرف هذا الحديث من حديث مُحَمَّدْ بن أبي حميد، ومحمد رجل من أهل المدينة ليس بقوي، قد حدث عنه جماعة ثقات واحتملوا حديثه" وقال العقيلي: وهذا الحديث إنما يعرف بمحمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم وليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير، ولا يتابع منهال عليه أحد" ¬

_ (¬1) وقال في "المطالب": مُحَمَّدْ ضعيف الحديث، سيئ الحفظ.

قلت: منهال بن بحر وثقه أبو حاتم وابن حبان، وكذا من فوقه كلهم ثقات، إلا أنّ يحيى بن أبي كثير مدلس ولم يذكر سماعا من زيد بن أسلم. وللحديث شاهد من حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي جمعة فأما حديث ابن عمرو فأخرجه الحسن بن عرفة (19) عن إسماعيل بن عياش عن المغيرة بن قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيّ الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال "وما لهم لا يؤمنون، وهم عند ربهم عز وجل" قالوا: فالنبيون، قال "وما لهم لا يؤمنون، والوحي ينزل عليهم" قالوا: فنحن، قال "وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم، ألا إنّ أعجب الخلق إليّ إيمانا لقوم يكونون من بعدكم، يجدون صحفا فيها كتب، يؤمنون بما فيها" ومن طريقه أخرجه اللالكائي في "السنة" (1670 و 1671) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 538) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (56) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (48) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (511) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 38 - 39) وقال: هذا حديث غريب، ومغيرة بن قيس بصري قال أبو حاتم: منكر الحديث. وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذا منها, لكنّه يعتضد بالذي قبله" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 531 - 532) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 404) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 308 - 309) واللالكائي (1669) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا سفيان الثوري عن مالك بن مِغْول عن طلحة بن مصرِّف عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "أيّ شيء أعجب إيمانا؟ " قيل: الملائكة، قال "كيف وهم في السماء يرون من الله ما لا ترورن" قيل: فالأنبياء، قال "كيف وهم يأتيهم الوحي" قالوا: فنحن، قال " {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عِمرَان: 101] الآية. ولكن قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني، أولئك أعجب إيمانا، وأولئك هم إخواني وأنتم أصحابى" خالد بن يزيد العمري كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. والصحيح مرسل. قال أحمد بن عبد الجبار العطاردي: ثنا يونس بن بكير عن مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، مرسل.

أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 538) عن الحاكم ثنا أبو العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار به. وقال: هذا مرسل" قلت: وأحمد بن عبد الجبار ويونس بن بكير مختلف فيهما، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 2840) عن الفضل بن يعقوب الرُّخَامي ثنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس رفعه "أيّ الخلق أعجب إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال "الملائكة كيف لا يؤمنون" قالوا: النبيون، قال "النبيون يوحى إليهم، فكيف لا يؤمنون" قالوا: الصحابة، قال "الصحابة مع الأنبياء فكيف لا يؤمنون، ولكن أعجب الناس إيمانا، قوم يجيئون من بعدكم، فيجدون كتابا من الوحي، فيؤمنون به ويتبعونه، فهم أعجب الناس إيمانا، أو الخلق إيمانا" وقال: غريب من حديث أنس" وقال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير وقد اختلف فيه، فوثقه قوم وضعفه آخرون، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 65 قلت: وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12560) عن مُحَمَّدْ بن خالد الراسبي ثنا مُحَمَّدْ بن معاوية بن مَالَج ثنا خلف بن خليفة عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن عباس رفعه "يا أيها الناس من أعجب الخلق إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال: "وكيف لا يؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر" قالوا: فالنبيون يا رسول الله، قال "وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء" قالوا: فأصحابك يا رسول الله، قال "وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يرونى، ويصدقونى ولم يرونى، أولئك إخوانى" مُحَمَّدْ بن خالد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن معاوية قال النسائي وغيره: لا بأس به، وخلف بن خليفة وعطاء بن السائب صدوقان اختلطا بأخرة. واختلف فيه على خلف بن خليفة، فرواه سنيد بن داود عن خلف فلم يذكر الشعبي. ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 248 - 249) وأما حديث أبي جمعة فسيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني"

483 - "أفضل الذكر لا إله إلا الله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث جابر" (¬1) حسن أخرجه ابن ماجه (3800) والترمذي (3383) وابن أبي الدنيا في "الشكر" (103) والنسائي في "اليوم والليلة" (831) والخرائطي في "الشكر" (ص 35) وابن حبان (846) والطبراني في "الدعاء" (1483) والحاكم (1/ 498 و 503) والبيهقي في "الدعوات" (117) وفي "الشعب" (4061) وفي "الأسماء" (ص 131) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 42 - 43) والشجري في "أماليه" (1/ 13) والبغوي في "شرح السنة (1269) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 393) من طرق عن موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري المدني قال: سمعت طلحة بن خراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله به مرفوعا وزاد "وأفضل الدعاء الحمد لله" وفي لفظ "وأفضل الشكر الحمد لله". وفي لفظ "أفضل الدعاء لا إله إلا الله، وأفضل الذكر الحمد لله". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: موسى بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان ممن يخطئ، ووثقه ابن عبد البر (التهذيب 5/ 15) وقال الذهبي في "الكاشف": صالح، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ. وطلحة بن خِرَاش قال النسائي: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" فالإسناد حسن. 484 - حديث أبي ذر "أفضل الصدقة جهد من مُقِل" سكت عليه الحافظ (¬2). تقدم الكلام على حديث أبي ذر هذا عند حديث "أركعت ركعتين" وهو حديث طويل، ولهذه الفقرة منه "أفضل الصدقه جهد من مقل" شاهد عن أبي هريرة وعن عبد الله بن حبشي وعن جابر وعن عمير بن قتادة ¬

_ (¬1) 13/ 463 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح) (¬2) 4/ 38 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى)

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 358) وأبو داود (1677) وابن خزيمة (2444 و 2451) وأبو القاسم البغوي في "حديث أبي الجهم" (ق 2 / أ) وابن حبان (3346) وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (121) والحاكم (1/ 414) والبيهقي (4/ 180) وفي "الشعب" (3180) من طرق عن الليث بن سعد عن أبي الزبير عن يحيى بن جَعْدة عن أبي هريرة أنّه قال: يا رسول الله، أيّ الصدقة أفضل؟ قال "جهد المقل، وابدأ بمن تعول". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الألباني: إسناده صحيح ورجاله ثقات كلهم والليث لا يروي عن أبي الزبير إلا ما كان صرّح له بالسماع" صحيح ابن خزيمة 4/ 99 قلت: إنما هذا فيما يرويه أبو الزبير عن جابر فقط. قال سعيد بن أبي مريم: سمعت الليث بن سعد يقول: أتيت أبا الزبير فدفع إليّ كتابين، قال: فلما صوت إلى منزلي قلت لا أكتبهما حتى أسأله, قال: فرجعت إليه فقلت: هذا كله سمعته من جابر؟ قال: لا. قلت: فأعلم لي على ما سمعت. قال: فأعلم لي على هذا الذي كتبته عنه" (¬1) فقوله "هذا كله سمعته من جابر" دليل على أنّ الكتابين إنما هما رواية أبي الزبير عن جابر فقط. فعنعنة أبي الزبير هنا لا تفيد السماع من يحيى بن جعدة وإن كان الراوي عنه هو الليث بن سعد، والله أعلم. والحديث رواته ثقات إلا أنّ مسلما لم يخرج ليحيى بن جعدة شيئا. وأما حديث عبد الله بن حبشي وحديث جابر وحديث عمير بن قتادة فسيأتي الكلام عليها في حرف الميم فانظر حديث "من عقر جواده وأهريق دمه" 485 - "أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم" قال الحافظ: رواه مسلم (1163) من حديث أبي هريرة مرفوعا" (¬2) قلت: ولفظه عند مسلم "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" ¬

_ (¬1) انظر الكامل لابن عدي 6/ 2136 والضعفاء للعقيلي 4/ 133 والمحلى لابن حزم 8/ 78 (¬2) 5/ 118 (كتاب الصوم - باب صوم شعبان)

486 - "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" قال الحافظ: وقد أخرج فيه مسلم حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1163) عن أبي هريرة رفعه "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" 487 - "أفضل الصلاة طول القنوت" قال الحافظ: وأخرج مسلم (756) من حديث جابر: فذكره" (¬2) 488 - "أفضل الصيام بعد رمضان شعبان" قال الحافظ: وكذا صنع قبله الطحاوي واستظهر بحديث ثابت عن أنس مرفوعا: فذكره، لكن إسناده ضعيف" (¬3) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 103) والترمذي (663) وأبو يعلى (3421) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 83) والبيهقي (4/ 305 و 306) وفي "الشعب" (3539) وفي "فضائل الأوقات" (20) والبغوي في "شرح السنة" (1778) وابن الجوزي في "العلل" (914) وابن عساكر في "فضل ليلة النصف من شعبان" والمخلص في "منتقى من سبعة مجالس من أماليه" وابن الأخضر في "فضل شعبان" وابن عبد كويه في "مجالسه الثلاثة" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 328 - 330) والمزي (13/ 154) من طريق صدقة بن موسى الدقيقي عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعا. واللفظ للطحاوي. ولفظ الباقين: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ فقال "شعبان لتعظيم رمضان" وزاد بعضهم: قال: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال "صدقة في رمضان" قال الترمذي: هذا حديث غريب، وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: صدقة بن موسى ليس ¬

_ (¬1) 3/ 247 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب فضل قيام الليل) (¬2) 3/ 261 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب طول القيام في صلاة الليل) (¬3) 5/ 30 - 31 (كتاب الصوم - باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين)

بشيء، وقال ابن حبان: لم يكن الحديث من صناعته فكان إذا روى قلب الأخبار فخرج عن حد الاحتجاج به" 489 - "أفضل المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير المال مهرة مأمورة". 490 - "أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله". ذكر الحافظ أنّ مسلما (994) أخرجه من حديث أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا" (¬2) 491 - "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة" (¬3) وذكره في موضعين آخرين وسكت عليه (¬4). هو في البخاري (فتح 2/ 357 و 13/ 132 و 17/ 28) ومسلم (781) من حديث زيد بن ثابت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذ حجرة. وذكر الحديث وفيه أنّه قال "قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإنّ أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" ولم أره في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة وإنما أخرج مسلم (1163) من حديثه مرفوعا "أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل". 492 - "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون" هذا الحديث ذكره الحافظ في خمسة مواضع: الأول: قال: أخرجه ابن حبان وأحمد وأبو يعلى والطبراني وأبو داود في "كتاب ¬

_ (¬1) 10/ 9 (كتاب التفسير - سورة بني إسرائيل - باب قوله: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) (¬2) 11/ 427 (كتاب النفقات - باب فضل النفقة على الأهل) (¬3) 5/ 156 (كتاب صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان) (¬4) 2/ 277 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب فضل صلاة الجماعة) و3/ 310 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

"الزهد" والحاكم كلهم من طريق موسى بن عقبة عن كُريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وله شاهد من حديث أبي هريرة في "الأوسط" للطبراني" (¬1) الثاني: قال: وعند النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس: فذكره" (¬2) الثالث: قال: أخرجه الحاكم من حديث ابن عباس" (¬3) الرابع: قال: وقد أخرج النسائي بإسناد صحيح وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، وقد أورد ابن عبد البر من وجه آخر عن ابن عباس رفعه "سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية" قال: وهذا حديث حسن. قلت: وهذا الحديث الدال على الترتيب ليس بثابت وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة ترتيب" (¬4) الخامس: قال: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث ابن عباس" (¬5) صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه عِلْباء بن أحمر اليشكري عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض أربعة خطوط قال "أتدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون". وفي لفظ "أفضل نساء العالمين" أخرجه أحمد (1/ 293 و 316 و 322) وفي "فضائل الصحابة" (1339) وعبد بن حميد في "المنتخب" (597) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2962) والنسائي في "الكبرى" (8364) وأبو يعلى (2722) والطحاوي في "المشكل" (148) وابن حبان (7010) والطبراني في "الكبير" (11928 و 22/ 407 و 23/ 7) والحاكم (2/ 497 و 594 و 3/ 160 و 185) وابن ¬

_ (¬1) 7/ 258 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} [التحريم: 11]) (¬2) 7/ 282 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} [آل عِمرَان: 42]) (¬3) 8/ 107 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضل عائشة) (¬4) 8/ 135 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة) (¬5) 8/ 139 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة)

عبد البر في "الاستيعاب" (12/ 280 - 281 و 13/ 117 - 118) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (تراجم النساء ص 375) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 83) من طرق عن داود بن أبي الفرات المروزي عن علباء به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 223 قلت: وهو كما قالا. الثاني: يرويه إبراهيم بن عقبة المدني عن كُريب عن ابن عباس مرفوعا "سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران: فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون". أخرجه الطبراني في "الكبير" (12179) وأبو نعيم في "الصحابة" (7328) عن أبي جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 69) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (تراجم النساء ص 374) عن داود بن عبد الله الجعفري المدني قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة به (¬1). وخالفهما محمد بن الحسن بن زَبَالة المخزومي المدني فرواه عن عبد العزيز بن محمد -وهو الدَّرَاوَرْدِي - عن موسى بن عقبة عن كريب ابن عباس مرفوعا "سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون". أخرجه الزبير بن بكار في "المنتخب من كتاب أزواج النبي" (ص 33 - 34) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 7) وابن عساكر (تراجم النساء ص 374) ومحمد بن الحسن بن زبالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: كان يضع الحديث. الثالث: يرويه سعد بن الصلت عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا "أربع نسوة سادات عالمهن: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وأفضلهنّ عالما فاطمة" ¬

_ (¬1) إسناده حسن رواته ثقات غير عبد العزيز بن محمد الدراوردي وهو صدوق كما فى "التقريب".

أخرجه ابن عساكر (تراجم النساء ص 374 - 375) ومقاتل هو ابن سليمان البلخي كذبه وكيع والدارقطني والنسائي والفلاس. وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن أنس وعن جابر وعن عائشة. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه بَدَل بن المُحَبَّر البصري ثنا عبد السلام قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدّث عن أبي هريرة رفعه "خير نساء العالمين أربع: فذكرهن" أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (12/ 279 و 13/ 118) عن عبد الوارث بن سفيان القرطبي ثنا قاسم بن أصبغ ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا بدل بن المحبر به. عبد السلام هو ابن عجلان قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف. وأبو يزيد المدني وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال مالك: لا أعرفه. وقال ابن المديني: لم يسمع من أبي هريرة" المعرفة ليعقوب بن سفيان 2/ 129 الثاني: يرويه عمران بن كثير عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا "بحسبك من نساء العالم أربع: فاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7424) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا سليمان الشاذكوني ثنا داود بن أبي سليمان عن محمد بن جُحادة عن عمران بن كثير به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا داود بن أبي سليمان، تفرد به الشاذكوني" قلت: كذبه صالح جزرة، وقال ابن معين: يضع الحديث. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه مَعْمَر عن قتادة عن أنس مرفوعا "حسبك من نساء العالمين: فذكرهن". أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 121) وفي "مصنفه" (20919) عن معمر به. وأخرجه أحمد (3/ 135) وفي "فضائل الصحابة" (1325 و 1337) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الترمذي (3878) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2960) وأبو يعلى في "معجمه" (13) وفي "مسنده" (3039) والطحاوي في "المشكل" (147) وابن حبان (6951 و 7003) والطبراني في "الكبير" (22/ 402 و 23/ 7) والآجري في "الشريعة" (1603 و 1604 و 1863) والحاكم (3/ 157) واللالكائي في "السنة" (2744) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 344) وفي "الصحابة" (7325 و 7372) والبغوي في "معالم التنزيل" (1/ 346) وابن عساكر (تراجم النساء ص 375 - 376 و 376 و 377) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح" وقال أبو نعيم: غريب من حديث قتادة، تفرد عنه معمر" وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 7/ 282 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، لكنّه قد توبع كما سيأتي. الثاني: يرويه معمر عن الزهري عن أنس مرفوعا به. أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1332 و 1338) ومن طريقه الحاكم (3/ 157 - 158) عن عبد الرزاق عن معمر به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" الثالث: يرويه أبو جعفر الرازي عن ثابت عن أنس رفعه "خير نساء العالمين: فذكرهن" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2961) عن يوسف بن موسى القطان ثنا تميم بن زياد الداري عن أبي جعفر به. وأخرجه ابن عساكر (تراجم النساء ص 378) من طريق الحسين بن إسماعيل المَحَاملي ثنا يوسف بن موسى به. واختلف على يوسف بن موسى في شيخه، فرواه القاسم بن زكريا المطرز عنه قال: ثنا تميم بن الجعد ثنا أبو جعفر الرازي به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 402) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 83) من طريقه. واختلف فيه على أبي جعفر الرازي، فرواه عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدَّشتكي عنه عن أبي عبد الرحمن محمد بن سعيد عن ثابت عن أنس به.

أخرجه الخطيب في "تاريخه" (9/ 404) وابن عساكر (تراجم النساء ص 377 - 378) من طريقه. الرابع: يرويه علي بن مجاهد الرازي عن حميد الطويل عن أنس رفعه "خير نساء العالمين أربع: فذكرهن". أخرجه الخطيب في "تاريخه" (7/ 185) وابن عساكر (تراجم النساء ص 378) من طريقه عن أبي يحيى جعفر بن محمد الرازي ثنا محمد بن حميد ثنا علي بن مجاهد به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي. وأما حديث جابر فأخرجه الآجري (1606 و 1685) وأبو الشيخ في "الطبقات" (415 و 446) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 117) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (411) وابن عساكر (تراجم النساء ص 378) من طريق يحيى بن حاتم بن زياد العسكري ثنا بشر بن مهران بن حمدان الهاشمي الكوفي الحذّاء ثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر رفعه "حسبك منهنّ أربع. سيدات العالمين: فذكرهن". يحيى بن حاتم وثقه أبو الشيخ، وبشر ويقال بشير قال ابن أبي حاتم: ترك أبي حديثه وأمرني أن لا اقرأ عليه حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن دينار هو الطاحي مختلف فيه، وداود والشعبي ثقتان مشهوران. وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (3/ 185 - 186) عن أحمد بن جعفر القَطِيْعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ثنا سعد بن إبراهيم بن سعد ويعقوب بن إبراهيم قالا: ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رفعته "سيدات نساء أهل الجنة أربع: فذكرهن". وإسناده صحيح. 493 - "أفطر الحاجم والمحجوم" قال الحافظ: ونقل الترمذي عن البخاري أنّه قال: ليس في هذا الباب أصح من حديث شداد وثوبان، قلت: فكيف بما فيهما من الاختلاف؟ يعني عن أبي قِلابة، قال: كلاهما عندي صحيح لأنّ يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وعن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد، روى الحديثين جميعا، يعني فانتفى الاضطراب

وتعين الجمع بذلك. وكذا قال عثمان الدارمي: صح حديث "أفطر الحاجم والمحجوم" من طريق ثوبان وشداد، قال: وسمعت أحمد يذكر ذلك. وقال المروذي: قلت لأحمد: إنّ يحيى بن معين قال: ليس فيه شيء يثبت، فقال: هذا مجازفة. وقال ابن خزيمة: صح الحديثان جميعا. وكذا قال ابن حبان والحاكم، وأطنب النسائي في تخريج طرق هذا المتن وبيان الاختلاف فيه فأجاد وأفاد. وقال أحمد: أصح شيء في باب "أفطر الحاجم والمحجوم" حديث رافع بن خديج. قلت: يريد ما أخرجه هو والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم من طريق مَعْمَر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع، لكن عارض أحمد يحيى بن معين في هذا فقال: حديث رافع أضعفها. وقال البخاري: هو غير محفوظ. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هو عندي باطل، وقال: سألت إسحاق بن منصور عنه فأبى أنْ يحدثني به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط، قلت: ما علته؟ قال: روى هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد حديث "مهر البغي خبيث" وروى عن يحيى عن أبي قلابة أنّ أبا أسماء حدّثه أنّ ثوبان أخبره به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمر حَديث في حديث. وقال الشافعي في "اختلاف الحديث" بعد أنْ أخرج حديث شداد ولفظه: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زمان الفتح فرأى رجلا يحتجم لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال وهو آخذ بيدي "أفطر الحاجم والمحجوم ... " (¬1) صحيح وحديث ثوبان له عنه طرق: الأول: يرويه أبو أسماء عمرو بن مرثد الرَّحَبِي عن ثوبان، وعن أبي أسماء غير واحد، منهم: 1 - أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجرمي أخرجه أحمد (5/ 280) والروياني (633) وابن خزيمة (1962 و 1963 و 1983) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 98 و 99) وابن حبان (3532) والحاكم (1/ 427) والبيهقي (4/ 265) عن الأوزاعي ¬

_ (¬1) 5/ 79 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

والطيالسي (ص 133) وأحمد (5/ 277 و 282) والدارمي (1738) وأبو داود (2367) والنسائي في "الكبرى" (3137) وابن الجارود (386) وابن البختري في "حديثه" (752) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 119) والطبراني في "الكبير" (1447) والحاكم (1/ 427) وابن المقرئ في "المعجم" (932) وابن بشكوال في "المبهمات" (478) عن هشام الدستوائي وأحمد (5/ 283) وأبو داود (2367) وابن ماجه (1680) والحاكم (1/ 427) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي وعبد الرزاق (7522) وأحمد (5/ 282) عن مَعْمر بن راشد كلهم عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو قلابة ثني أبو أسماء ثني ثوبان قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع في ثمان عشرة ليلة خلت من رمضان برجل يحتجم فقال "أفطر الحاجم والمحجوم" - ورواه معاوية بن سلام الدمشقي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فقال يحيى بن بشر الحريري: ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن شداد أن أبا أسماء حدّثه أنّ ثوبان أخبره. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2845) عن مُطين ثنا يحيى بن بشر به. • وقال يحيى بن صالح الوُحَاظِي: ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة أنّ أبا أمية أخبره عن ثوبان أو أبي أسماء. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2818) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا يحيى بن صالح به. وحديث الأوزاعي ومن تابعه أصح. قال الحاكم: قد أقام الأوزاعي هذا الإسناد فجوده وبين سماع كل واحد من الرواة من صاحبه، وتابعه على ذلك شيبان النحوي وهشام الدستوائي وكلهم ثقات فإذاً الحديث صحيح على شرط الشيخين، وقال أحمد بن حنبل: وهو أصح ما روي في هذا الباب. وهذه الأسانيد المبين فيها سماع الرواة الذين هم ناقلوها والثقات الأثبات لا تعلل بخلاف يكون فيه بين المجروحين على أبي قلابة وغيره"

قلت: هو على شرط مسلم وحده. ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه أيوب السَّخْتِياني عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ برجل يحتجم في رمضان فقال "أفطر الحاجم والمحجوم" أخرجه النسائي في "الكبرى" (3140) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطَرَسوسي ثنا ريحان بن سعيد ثنا عباد عن أبي قلابة به. وقال: عباد بن منصور ليس بحجة في الحديث، وقيل: إنّ ريحان ليس بقديم السماع منه" قلت: وريحان بن سعيد مختلف فيه، وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد، وقال البرديجي: فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير. 2 - أبو المهلب راشد بن داود الصنعاني. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3136) والدولابي في "الكنى" (2/ 135) والبيهقي (4/ 266) عن يحيى بن حمزة الحضرمي والطبراني في "مسند الشاميين" (1084) عن عبد الملك بن محمد الصنعاني كلاهما عن أبي المهلب قال: حدثني أبو أسماء الرحبي عن ثوبان قال: مشيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمان عشرة مضت من رمضان فمرّ رجل يحتجم فقال "أفطر الحاجم والمحجوم" وأبو المهلب مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. 3 - مكحول. واختلف عنه: - فقال العلاء بن الحارث الحضرمي: عن مكحول عن أبي أسماء عن ثوبان. أخرجه أبو داود (2371) والنسائي في "الكبرى" (3135) عن محمود بن خالد السلمي ثنا مروان بن محمد الطَاطَري ثنا الهيثم بن حميد أنا العلاء بن الحارث به. الهيثم بن حميد صدوق، والباقون ثقات.

ورواه محمد بن عائذ الدمشقي عن الهيثم بن حميد قال: حدثني العلاء بن الحارث وأبو وهب عن مكحول عن أبي أسماء عن ثوبان. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1519 و 3517) والخطيب في "التاريخ" (5/ 113 - 114) وأبو وهب هو العلاء بن الحارث. ولم ينفرد به بل تابعه ثابت بن ثوبان العَنْسي عن مكحول عن أبي أسماء عن ثوبان به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (208 و3518) عن البزار ثنا الجراح بن مخلد ثنا زفر بن هبيرة ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه به. وزفر بن هبيرة لم أقف له على ترجمة، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، والباقون ثقات. - وقال ابن جُريج: أخبرني مكحول أنّ شيخا من الحي مُصَدَّق أخبره أنّ ثوبان أخبره قال: فذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (7525) عن ابن جريج به. وأخرجه أحمد (5/ 282) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (2370) عن أحمد به. وأخرجه البيهقي (4/ 266) من طريق أبي بكر بن دَاسَة ثنا أبو داود به. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 50) وأحمد (5/ 282) وأبو داود (2370) والنسائي في "الكبرى" (3134) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 238) والبيهقي (4/ 266) من طرق عن ابن جريج به. وتابعه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن مكحول به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3133) قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الشيخ فقال: هو أبو أسماء الرحبي. - وقال غير واحد: عن مكحول عن ثوبان، منهم: أ - رباح بن أبي معروف المكي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3479) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا رباح به.

وإسناده منقطع لأنّ مكحولا لم يلق ثوبان، ورباح مختلف فيه، والحسين بن إسحاق ترجمه الذهبي في "السير" وقال: كان من الحفاظ الرحالة، والجوهري والزبيري ثقتان. ب، ت - الحجاج بن أرْطاة وبُرْد بن سِنان. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (387 و 3478) عن عبد الله بن وهيب الغزي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا معتمر بن سليمان ثنا الحجاج بن أرطأة وبرد بن سنان عن مكحول عن ثوبان به. و (387) عن معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا معتمر بن سليمان به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (39/ 220 - 221) وأخرجه الطبراني أيضا (388) عن بشران بن عبد الملك الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا ثابت بن يزيد عن برد بن سنان عن مكحول عن ثوبان به. ومكحول لم يلق ثوبان كما تقدم. 4 - أبو الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني. واختلف عنه: - فرواه سويد بن عبد العزيز الدمشقي واختلف عنه: • فقال هشام بن خالد الأزرق: ثنا سويد بن عبد العزيز عن الوَضِين بن عطاء عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن ثوبان. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (666) • وقال دُحيم: ثنا سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن ثوبان. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (899) وسويد قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. - ورواه يزيد بن ربيعة الرحبي عن أبي الأشعث عن ثوبان قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل وهو يحتجم وهو يعرض برجل فقال - صلى الله عليه وسلم - "أفطر الحاجم والمحجوم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1417) والبيهقي في "معرفة السنن" (6/ 322) والحازمي في "الاعتبار" (ص 143) ويزيد قال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث.

الثاني: يرويه قتادة عن شَهر بن حَوشب واختلف عنه: - فقال شعبة: عن قتادة عن شهر عن عبد الرحمن بن غَنْم عن ثوبان مرفوعا "أفطر الحاجم والمحجوم" أخرجه أحمد (5/ 276) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به. وإسناده حسن، رواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع، وشهر حسن الحديث، وعبد الرحمن بن غنم مختلف في صحبته. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. أخرجه أحمد (5/ 282) والنسائي في "الكبرى" (3158) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 98) من طرق عن سعيد به. - وقال همام بن يحيى البصري: عن قتادة عن شهر عن ثوبان، لم يذكر عبد الرحمن بن غنم. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3157) والأول أصح. الثالث: يرويه سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3159) والطبراني في "الكبير" (1406) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 474 - 475) والمزي (4/ 237 - 238) من طرق عن بكير بن أبي السَّميط البصري عن قتادة عن سالم به. قال النسائي: ما علمت أنّ أحدا تابع بكير بن أبي السميط على روايته" وحديث شداد بن أوس له عنه طريقان: الأول: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرمي واختلف عنه: - فرواه عاصم بن سليمان الأحول عن أبي قلابة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عاصم عن أبي قلابة عن أبي الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد قال: مررت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمان عشرة خلت من رمضان، فأبصر رجلا يحتجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أفطر الحاجم والمحجوم" منهم: 1 - يزيد بن هارون.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 49) وأحمد (4/ 123) والدارمي (1737) والنسائي في "الكبرى" (3147) وأبو نعيم في "الصحابة" (3698) والبيهقي (4/ 265) وفي "معرفة السنن" (6/ 319) والحازمي في "الاعتبار" (ص 139) 2 - سعيد بن أبي عَروبة. أخرجه أحمد (4/ 123) 3 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه البزار (3473) 4 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3148) 5 - عبد الله بن المبارك. أخرجه ابن حبان (¬1) (3533) 6 - حماد بن زيد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7151) 7 - عبد الواحد بن زياد العبدي البصري. أخرجه الطبراني (7152) • وقال غير واحد: عن عاصم (¬2) عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد، ولم يذكروا أبا أسماء، منهم: 1 - شعبة (¬3). ¬

_ (¬1) وقال: سمع هذا الخبر أبو قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وسمعه عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد، وهما طريقان محفوظان" (¬2) قال ابن المديني: رواه عاصم الأحول عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد، ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، ولا أرى الحديثين إلا صحيحين، فقد يمكن أن يكون سمعه منهما جميعا" المستدرك 1/ 429 (¬3) هكذا رواه الطيالسي ومحمد بن جعفر البصري ووهب بن جرير بن حازم ومعاذ بن معاذ العنبري عن شعبة عن عاصم عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. ورواه النضر بن شميل عن شعبة عن عاصم وخالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3150) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (718)

أخرجه الطيالسي (ص 152) وأحمد (4/ 124) وابن البختري في "حديثه" (313) والحاكم (1/ 429) 2 - سفيان الثوري. أخرجه الطحاوي (2/ 99) وابن شاهين في "الناسخ" (407) والحاكم (1/ 428 - 429) 3 - مَعمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (7520) والطبراني (7125) 4 - هشام بن حسان. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3149) والطبراني في "الكبير" (7126) و "الأوسط" (1691) - ورواه خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه الشافعي في "اختلاف الحديث" (7/ 236 - 237) وفي "السنن المأثورة" (350) وابن حبان (3534) والبيهقي في "المعرفة" (6/ 317) وفي "الصغرى" (1342) والبغوي في "شرح السنة" (1759) والحازمي في "الاعتبار" (ص 139) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وعبد الرزاق (7521) عن إسماعيل بن عبد الله بن الحارث البصري (¬1) وأحمد (4/ 122 - 123) والطبراني في "الكبير" (7127) عن إسماعيل بن عُلية والبزار (3469) والنسائي في "الكبرى" (3153) والطبراني (7128) ¬

_ (¬1) هكذا رواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق عن إسماعيل بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. وخالفه أبو عاصم خشيش بن أصرم فرواه عن عبد الرزاق عن إسماعيل بن عبد الله عن خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3154) وقال: إسماعيل رجل مجهول لا نعرفه"

عن يزيد بن زُريع البصري والنسائي في "الكبرى" (3152) عن محمد بن أبي عدي البصري والطبراني في "الكبير" (7130) عن سفيان الثوري (¬1) كلهم عن خالد الحذاء به. • ورواه هُشيم عن خالد الحذاء ومنصور بن زاذان عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3138) والطحاوي (2/ 99) والطبراني (7129) • ورواه سفيان بن حبيب البصري عن عاصم وخالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3151) ولم ينفرد خالد الحذاء به بل تابعه أبو قَحْذَم النضر بن معبد عن أبي قلابة به. أخرجه الطبراني (7132) وأبو قحذم قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه. - ورواه داود بن أبي هند عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد. أخرجه ابن أبي شيبة (¬2) (3/ 49 - 50) وأحمد (4/ 124) عن محمد بن فضيل الكوفي عن داود به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3145) عن علي بن المنذر الكوفي ثنا ابن فضيل به. ¬

_ (¬1) هكذا رواه إسماعيل بن خليفة الأصبهاني عن سفيان، ورواه عمر بن شبة عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدِي ثنا سفيان عن خالد به. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (406) ورواه حفص بن عمر بن الصباح الرقي عن أبي حذيفة ثنا سفيان عن خالد وعاصم به. أخرجه الطبراني (7124) (¬2) سقط من إسناده "عن أبي الأشعث" والطبراني أخرجه من طريقه فأثبته (7150)

• ورواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن ابن فضيل فلم يذكر أبا أسماء. أخرجه البزار (3474) وابن الأعرابي (ق 84/ ب) والأول أصح، والعطاردي قال أبو حاتم: ليس بقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف. ولم ينفرد داود به بل تابعه أبو غفار المثنى بن سعد الطائي عن أبي قلابة به. أخرجه البزار (3472) والنسائي في "الكبرى" (3146) والطبراني (7149) - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة أنّه أخبره أنّ شداد بن أوس بينما هو يمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الحديث. أخرجه أحمد (5/ 283) وابنه (¬1) في "المسائل" (ص 182) وأبو داود (2368) وابن ماجه (1681) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (477) - ورواه قتادة عن أبي قلابة واختلف عنه: • فقال أيوب أبو العلاء القَصَّاب: عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد. أخرجه أحمد (4/ 124) والنسائي في "الكبرى" (3155) والطبراني (¬2) في "الكبير" (7154) وتابعه همام بن يحيى البصري عن قتادة به. أخرجه الطبراني (7153). • وقال سويد أبو حاتم: عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1221) والطبراني (7131) قال النسائي: قتادة لا نعلم سمع من أبي قلابة شيئا" وكذا قال أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان. - ورواه أيوب السختياني عن أبي قلابة واختلف عنه: ¬

_ (¬1) وقال: سمعت أبي يقول: هذا من أصح حديث يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إفطار الحاجم والمحجوم, لأنّ شيبان جمع الحديثين جميعا - يعني حديث ثوبان وحديث شداد - قلت لأبي: إنّ شيبان لم يسند حديث شداد - يعني ترك من إسناده رجلا - قال أبي: هو وإنْ لم يسنده فقد صحح الحديثين حين جمعهما" (¬2) سقط من إسناده "عن أبي قلابة"

• فقال وهيب بن خالد البصري: ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه أبو داود (2369) والحاكم (¬1) (1/ 428) والبيهقي (4/ 265) وتابعه عباد بن منصور عن أيوب به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3141) • ورواه حماد بن زيد عن أيوب واختلف عنه: فقال غير واحد: ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه أحمد (4/ 124) عن يونس بن محمد المؤدب والطبراني (7148) عن محمد بن عبيد بن حساب البصري وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (35) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني قالوا: ثنا حماد به. ورواه غير واحد عن حماد فلم يذكروا أبا الأشعث. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3143) عن قتيبة بن سعيد البلخي وإسماعيل القاضي (32) عن سليمان بن حرب البصري ومحمد بن الفضل البصري عارم قالوا: ثنا حماد به. • وقال معمر بن راشد: عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد. أخرجه عبد الرزاق (7519) عن معمر به. وأخرجه أحمد (4/ 123) عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) وقال: سمعت محمد بن صالح يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: هذا إسناد صحيح تقوم به الحجة، وهذا الحديث قد صح بأسانيد"

وأخرجه الطبراني (7147) عن الدَّبَري وابن شاهين (405) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني كلاهما عن عبد الرزاق به. ورواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق فلم يذكر أبا أسماء. أخرجه البزار (3471) والأول أصح. • وقال إسماعيل بن عُلية: ثنا أيوب عن أبي قلابة عمن حدّثه عن شداد. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 50) وأحمد (4/ 125) وإسماعيل القاضي (34) والبزار (3470) • وقال عاصم بن هلال البصري: عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3139) • وقال سفيان بن عُيينة: عن أيوب عن أبي قلابة عن شداد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3144) وتابعه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ثنا أيوب به. أخرجه إسماعيل القاضي (33) الثاني: يرويه ليث بن أبي سُليم عن عبد الرحمن بن سابط عن شداد مرفوعا "أفطر الحاجم والمحجوم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7188) عن معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن ليث به. وإسناده ضعيف لضعف ليث. وحديث رافع بن خديج أخرجه عبد الرزاق (7523) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج مرفوعا "أفطر الحاجم والمحجوم" وأخرجه أحمد (3/ 465) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (712) عن أحمد به.

وأخرجه الحاكم (1/ 428) وأبو نعيم في "الصحابة" (2652) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه الترمذي (774) وفي "العلل" (1/ 360) وابن خزيمة (1964) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (719) وابن حبان (3535) والطبراني (4257) والحاكم (1/ 428) وأبو نعيم في "الصحابة" (2652) والبيهقي (4/ 265) وابن الجوزي في "العلل" (891) من طرق عن عبد الرزاق به. ولم ينفرد معمر به بل تابعه معاوية بن سلام الدمشقي عن يحيى بن أبي كثير به. أخرجه ابن خزيمة (1965) والحاكم (1/ 428) والبيهقي (4/ 265) من طريقين عن معاوية به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وذُكر عن أحمد بن حنبل أنّه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج. وذُكر عن ابن المديني أنّه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد. وسمعت إسحاق بن منصور يقول: حدثنا الزعفراني قال: قال الشافعي: لا أعلم أنّ هذا الحديث ثابتا" وقال في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: هو غير محفوظ. وسألت إسحاق بن منصور عنه فأبى أن يحدث به عن عبد الرزاق وقال: هو غلط، قلت له: ما علته؟ قال: روى عنه هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج مرفوعا "كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث" وسألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: ليس في هذا الباب شيء أصح من حديث شداد بن أوس وثوبان. فقلنا له: كيف بما فيه من الاضطراب؟ فقال: كلاهما عندي صحيح؛ لأنّ يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وعن أبي الأشعث عن شداد، روى الحديثين جميعا" وقال ابن خزيمة: ثبت الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "أفطر الحاجم والمحجوم". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين (¬1). ¬

_ (¬1) وتعقبه الزيلعي فقال: وفيما قاله نظر فإنّ ابن قارظ انفرد به مسلم" نصب الراية 2/ 473

وقال: قال أبو بكر محمد بن إسحاق في حديثه: سمعت العباس بن عبد العظيم يقول: سمعت علي بن المديني يقول: لا أعلم في الحاجم والمحجوم حديثا أصح من هذا" وقال أبو حاتم: إنما يروى هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وإنما يروى بذلك الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه نهى عن كسب الحجام ومهر البغي. وهذا الحديث في أفطر الحاجم والمحجوم عندي باطل" العلل 1/ 249 وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": قال الإمام أحمد في هذا الحديث: تفرد به معمر. وفيه نظر فإنّ الحاكم رواه من حديث معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير بإسناد صحيح فلم يتفرد به معمرا إذاً والله أعلم" نصب الراية 2/ 473 قلت: إسناده على شرط مسلم. 494 - حديث أنس: أول ما كُرهت الحجامة للصائم أنّ جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، فمرّ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أفطر هذان" ثم رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني، ورواته كلهم من رجال البخاري إلا أنّ في المتن ما ينكر لأنّ فيه أنّ ذلك كان في الفتح وجعفر كان قتل قبل ذلك" (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 182) وابن شاهين في "الناسخ" (402) عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني عن أنس قال: فذكره. ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (4/ 268) والحازمي في "الاعتبار" (ص 142) وابن بشكوال في "المبهمات" (479) وأخرجه ابن بشران (200) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي به. قال الدارقطني: كلهم ثقات ولا أعلم له علة" وقال ابن عبد الهادي: هذا حديث منكر لا يصح الاحتجاج به لأنّه شاذ الإسناد والمتن. ثم ذكر أنّ الدارقطني قد تفرد به ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب المعروفة، ثم تكلم في خالد بن مخلد القطواني وعبد الله بن المثنى ثم قال: ثم لو سلم صحة هذا ¬

_ (¬1) 5/ 81 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

الحديث لم يكن فيه حجة لأنّ جعفر بن أبي طالب قتل في غزوة مؤته وهي قبل الفتح وحديث "أفطر الحاجم والمحجوم" كان عام الفتح بعد قتل جعفر بن أبي طالب" نصب الراية 2/ 480 - 481 495 - "أفعمياوان أنتما" قال الحافظ: وهو حديث مختلف في صحته" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أصحاب السنن من رواية الزهري عن نَبْهَان مولى أم سلمة عنها. وإسناده قوي وكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان وليست بعلة قادحة فإنّ من يعرفه الزهري ويصفه بأنّه مكاتب أم سلمة ولم يجرحه أحد لا تردّ روايته" (¬2) وذكره في موضع ثالث وسكت عليه (¬3). أخرجه إسحاق في "مسند أم سلمة" (1848) وأحمد (6/ 296) وأبو داود (4112) والترمذي (2778) وأبو يعلى (6922) والطحاوي في "المشكل" (289) وابن حبان (5575) والطبراني في "الكبير" (23/ 302) والبيهقي (7/ 91 - 92) والخطيب في "التاريخ" (3/ 16 - 17 و 17 و 8/ 338) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 155 و 156) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (506 و 507) والمزي في "تهذيب الكمال" (29/ 313) عن عبد الله بن المبارك والنسائي في "الكبرى" (9241) والطحاوي في "المشكل" (288) وابن حبان (5576) عن عبد الله بن وهب وإسحاق في "مسند أم سلمة" (1939) عن مِنْدَل بن علي العَنَزي ثلاثتهم عن يونس بن يزيد عن الزهري أنّ نبهان مولى أم سلمة حدّثه أنْ أم سلمة حدّثته قالت: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وميمونة (¬4) فأقبل ابن أم مكتوم حتى دخل عليه وذلك ¬

_ (¬1) 2/ 96 (كتاب الصلاة - باب أصحاب الحراب في المسجد) (¬2) 11/ 250 - 251 (كتاب النكاح - باب نظر المرأة إلى الحبش) (¬3) 15/ 39 (كتاب الفرائض - باب الولد للفراش) (¬4) وفي رواية "عائشة"، وفي رواية مندل "زينب"

بعد أنْ أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "احتجبا منه" فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا قال "أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه". ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم: 1 - عُقيل بن خالد الأيلي. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 416) والنسائي في "الكبرى" (9242) والبيهقي (7/ 91) وفي "الآداب" (886) والخطيب في "التاريخ" (3/ 18) 2 و 3 - مَعْمَر ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري. أخرجه ابن سعد (8/ 178) عن الواقدي ثنا معمر ومحمد بن عبد الله به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 17) والواقدي متروك الحديث. وروى الخطيب عن أحمد قال: هذا حديث يونس لم يروه غيره، وكان الواقدي رواه عن معمر وهشيم" وقال الترمذي بعد إخراج الحديث: هذا حديث حسن صحيح" وقال النسائي: ما نعلم أحدا روى عن نبهان غير الزهري" وقال النووي: هذا الحديث حديث حسن ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة" شرح صحيح مسلم 3/ 693 - الشعب قلت: نبهان مولى أم سلمة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن حزم: مجهول. وقال البيهقي: لم يخرج البخاري ومسلم حديثه في الصحيح وكأنّه لم يثبت عدالته عندهما أو لم يخرج من حَدِّ الجهالة برواية عدل عنه (السنن 10/ 327) وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فهو لين الحديث. وللحديث شاهد عن أسامة بن زيد قال: كانت عائشة وحفصة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جالستين فجاء ابن أم مكتوم، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - "قوما" فقالتا: إنّه أعمى، قال "وأنتما عمياوان" أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (139) عن أبي أحمد المطرز محمد بن محمد ثنا وهب بن حفص ثنا محمد بن سليمان ثنا معتمر بن سليمان عن أبي عثمان عن أسامة به.

ووهب بن حفص هو ابن عمر الحرّاني يعرف بأبي الوليد بن المحتسب قال أبو عروبة الحرّاني: كذاب يضع الحديث، وقال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير غير محفوظة، وقال ابن حبان: كان شيخا مغفلا يقلب الأخبار ولا يعلم ويخطىء فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. ومحمد بن سليمان هو ابن أبي داود الحرّاني مختلف فيه. 496 - "أفلا أكون عبدا شكورا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 14/ 85 - 86) عن المغيرة بن شعبة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي حتى تَرِمَ أو تنتفخ قدماه فيقال له فيقول "أفلا أكون عبدا شكورا" 497 - "إقامة الصف من تمام الصلاة" قال الحافظ: أورده عبد الرزاق من حديث جابر" (¬2) حسن ورد من حديث جابر ومن حديث أنس فأما حديث جابر فأخرجه عبد الرزاق (2425) عن مَعْمَر عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر مرفوعا "إنّ من تمام الصلاة إقامة الصف" وأخرجه أحمد (3/ 322) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو يعلى (2168) عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زَنْجُويه والطبراني في "الكبير" (1744) و"الأوسط" (3009) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري قالا: ثنا عبد الرزاق به. قال الطبراني: لم يَروه عن ابن عقيل إلا معمر، ولا يروى عن جابر إلا من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) 1/ 78 (كتاب الإيمان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا أعلمكم بالله) (¬2) 2/ 351 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إقامة الصف من تمام الصلاة)

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وقد اختلف في الاحتجاج به" المجمع 2/ 89 قلت: والأكثر على عدم الاحتجاج به. وأما حديث أنس فأخرجه عبد الرزاق (2426) عن معمر عن قتادة عن أنس مرفوعا مثله. وأخرجه أبو يعلى (3188) عن محمد بن مهدي ثنا عبد الرزاق به. وفيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا. 498 - عن ابن عباس قال: أقبلت عير لأهل مكة من الشام فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يريدها، فبلغ ذلك أهل مكة فأسرعوا إليها، وسبقت العير المسلمين، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين، وكانوا إنْ يلقوا العير أحبّ إليهم وأيسر شوكة وأخص مغنما من أنْ يلقوا النفير، فلما فاتهم العير نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين بدراً فوقع القتال" قال الحافظ: وروى الطبراني وأبو نعيم في "الدلائل" من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) أخرجه الطبري في "تفسيره" (9/ 186 - 187 و 10/ 18) وأبو نعيم في "الدلائل" (400) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 78 - 79) من طرق عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكره، وفيه طول. وعبد الله بن صالح مختلف فيه، وعلي بن أبي طلحة قال ابن معين وغيره: لم يسمع من ابن عباس. 499 - عن نَضلَة بن عمرو قال: أقبلت في لقاح لي حتى أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت، ثم أخلت علبة فحلبت فيها فشربتها فقلت: يا رسول الله، إنْ كنت لأشربها مرارا لا أمتلئ. وفي لفظ: إنْ كنت لأشرب السبعة فما أمتلئ فذكر الحديث. قال الحافظ: ولأحمد وأبي مسلم الكجي وقاسم بن ثابت في "الدلائل" والبغوي في "الصحابة" من طريق محمد بن معن بن نضلة الغفاري حدثنى جدي نضلة بن عمرو قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 288 (كتاب المغازي - قصة غزوة بدر) (¬2) 11/ 468 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في معي واحد)

يرويه محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري المدني واختلف عنه: - فقال علي بن المديني: ثني محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري ثني جدي محمد بن معن عن أبيه معن بن نضلة عن نضلة بن عمرو الغفاري أنّه لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِمُرِّيْن (¬1) ومعه شوائل (¬2) له، فسقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم شرب فضلة إناءه فامتلأ به، ثم قال: يا رسول الله، إن كنت لأشرب السبعة فما أمتلئ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ المؤمن يشرب من معي واحد، وإنّ الكافر يشرب في سبعة أمعاء" أخرجه أحمد (4/ 336) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 118 - 119) وأبو يعلى (1585) عن ابن المديني به. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 322 - 323) وتابعه إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن معن به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6424) وهكذا رواه حامد بن يحيى البلخي عن محمد بن معن به، إلا أنّه قال: عن نضلة بن أبي نضلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 158) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 116) - وقال أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري الخَطْمي: ثنا محمد بن معن الغفاري ثني جدي محمد بن معن عن أبيه معن بن نضلة أنّ نضلة لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمرين (¬3) ومعه شوائل له أخرجه أبو يعلى (1584) وابن قانع (3/ 158) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 112) - وقال يعقوب بن محمد الزهري: ثنا محمد بن معن عن أبيه عن جده نضلة بن عمرو. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6423) - وقال غير واحد: عن محمد بن معن عن جده عن جده نضلة بن عمرو، منهم: 1 - يعقوب بن حميد بن كاسب. ¬

_ (¬1) ناحية من ديار مضر. (¬2) جمع شائلة وهي الناقة التي شال لبنها أي ارتفع (النهاية) (¬3) ولفظ أبي نعيم "بِمَرْس" وهو موضع بالمدينة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (999) 2 - أبو يعلى محمد بن الصّلت التَّوَّزي. أخرجه ابن قانع (3/ 157 - 158) 3 - محمد بن إسحاق البلخي. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 116) قال ابن قانع: ولم يضبط إسناده" قلت: والأول أصح. قال الهيثمي: ورجاله ثقات كما ذكره السيد الحسيني عن ابن حبان، وقد ذكر شيخنا صلاح الدين العلائي أنّ ابن حبان لم يذكر بعضهم فالله أعلم" المجمع 5/ 80 قلت: محمد بن معن بن محمد بن معن وثقه ابن المديني وغيره، وجده محمد بن معن ومعن بن نضلة ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا. 500 - عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإنْ أنبأتنا بها عرفنا أنّك نبي واتبعناك، فذكر الحديث وفيه أنّهم سألوه عما حرّم إسرائيل على نفسه، وعن علامة النبي، وعن الرعد وصوته، وكيف تذكر المرأة وتؤنث، وعمّن يأتيه بالخبر من السماء، فأخذ عليهم ما أخد إسرائيل على بنيه" قال الحافظ: روى أحمد والترمذي والنسائي من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فذكره، وفي رواية أحمد والطبري من طريق شَهر بن حَوشب عن ابن عباس "عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتبايعني" فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، فذكر الحديث لكن ليس فيه سؤال عن الرعد. وفي رواية شهر بن حوشب: لما سألوه عمن يأتيه من الملائكة قال "جبريل" قال "ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه" فقالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك سواه من الملائكة لبايعناك وصدقناك، قال "فما منعكم أن تصدقوه؟ " قالوا: إنّه عدونا، فنزلت. وفي رواية بكير بن شهاب: قالوا: جبريل ينزل بالحرب والقتل والعذاب، لو كان ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر، فنزلت" (¬1) ¬

_ (¬1) 9/ 232 - 233 (كتاب التفسير -سورة البقرة- باب {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البَقَرَة 97])

له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن مَعْقِل بن مُقَرِّن المزني الكوفي العجلي عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم، نسألك عن أشياء، فإنْ أجبتنا فيها اتبعناك وصدّقناك وآمنا بك، قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [يُوسُف: 66] قالوا: أخبرنا عن علامة النبي؟ قال "تنام عينه ولا ينام قلبه" قالوا: وأخبرنا كيف تُوْنِث المرأة، وكيف يُذْكِر الرجل؟ قال "يلتقي الماءان، فإذا علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل أنَثَت، وإذا علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة أَذْكرَت" قالوا: صدقت، فأخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال "ملك من الملائكة موكّل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله" قالوا: فما هذا الصوت الذي يُسمع؟ قال "زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أُمِر" قالوا: صدقت، أخبرنا ما حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال "كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النَّسَا، فلم يجد شيئا يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها" قالوا: صدقت، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة، فإنّه ليس من نبي إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي، فمن صاحبك، فإنّه إنما بقيت هذه حتى نتابعك؟ قال "هو جبريل" قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتل، ذاك عدونا من الملائكة، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك، فأنزل الله {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البَقَرَة: 97] إلى آخر الآية {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البَقَرَة: 98]. أخرجه أحمد (1/ 274) وابن أبي حاتم في "التفسير" (1/ 67 - 68 و 288 - 289 و 2/ 396) وأبو الشيخ في "العظمة" (765) وابن منده في "التوحيد" (48) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 114) والترمذي (3117) وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (108) والنسائي في "الكبرى" (9072) والطبراني في "الدعاء" (986) وفي "الكبير" (12429) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 304 - 305) وابن منده (48) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 15) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين قالا: ثنا عبد الله بن الوليد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 242 قلت: بكير بن شهاب ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. والحديث أعلّه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 114 - 115) فقال: حدثناه محمد بن يوسف وغير واحد عن سفيان الثوري عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله (¬1). وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 126) عن سفيان مختصرا في قصة إسرائيل فقط. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 4) عن الحسن بن يحيى ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه الطبري (4/ 5) والحاكم (¬2) (2/ 292) عن يحيى بن سعيد القطان وابن أبي حاتم (2/ 397) عن عبد الله بن نُمير كلاهما عن سفيان به. وتابعه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت به. أخرجه الطبري (4/ 5) وابن أبي حاتم (2/ 397) الثاني: يرويه شَهر بن حَوشب واختلف عنه: - فقال عبد الحميد بن بهرام المدائني: عن شهر بن حوشب قال: حدثني ابن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود يوما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: يا رسول الله، حدثنا عن خلال نسألك عنها لا يعلمها إلا نبي، قال "سلوني عما شئتم ولكن اجعلوا ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه إن أنا حدثتكم بشيء تعرفونه لتبايعني على الإسلام" قالوا: فلك ذلك، قال "فسلوني عما شئتم" قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنها، أخبرنا عن الطعام الذي حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أنْ تنزل التوراة؟ وأخبرنا عن ماء المرأة من ماء الرجل وكيف يكون الذكر منه حتى يكون ذكرا وكيف تكون الأنثى منه حتى تكون أنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبي في النوم؟ ومن وليك من الملائكة؟ قال "فعليكم عهد الله لئن أنا حدثتكم ¬

_ (¬1) ولم يسق لفظه. (¬2) وقال: صحيح على شرط الشيخين"

لتبايعني" فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، قال "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا وطال سقمه فنذر لله عز وجل نذرا لئن شفاه من سقمه ليحرمنّ أحبّ الشراب إليه وأحب الطعام إليه، وكان أحب الشراب إليه ألبان الإبل، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل؟ " قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اشهد عليهم" قال "فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ ماء الرجل غليظ أبيض وأن ماء المرأة رقيق أصفر فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله، فإنْ علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإنْ علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل كانت أنثى بإذن الله؟ " قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اشهد" قال "فأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ هذا النبي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ " قالوا: اللهم نعم، قال "اللهم اشهد عليهم" قالوا: أنت الآن حدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك، قال "وليي جبريل، ولم يبعث الله عز وجل نبيا قط إلا وهو وليه" قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليك غيره من الملائكة لبايعناك وصدّقناك، قال "فما يمنعكم أنْ تصدقوه؟ " قالوا: إنّه عدونا من الملائكة، فأنزل الله عز وجل {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البَقَرَة: 97] إلى آخر الآية ونزلت {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البَقَرَة: 90]. أخرجه الطيالسي (ص 356 - 357) عن عبد الحميد بن بهرام به. ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم (2/ 396) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 266 - 267) وأخرجه ابن سعد (1/ 174 - 176) وأحمد (1/ 273 و 278) وعبد بن حميد في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 129) والطبري (1/ 431 - 432 و 4/ 5) والطبراني في "الكبير" (13012) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام به. قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 9/ 66 قلت: وهو كما قال، وعبد الحميد وشهر صدوقان. - ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب مرسلا. أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 543 - 544) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 432 - 433) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به.

501 - "اقتلوا الحيات، فمن تركهنّ مخافة ثأرهنّ فليس مني" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) لم أره من حديث عائشة، وقد روي من حديث ابن مسعود ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث عثمان بن أبي العاص ومن حديث أبي ليلى فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق السبيعي عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده مرفوعا "اقتلوا الحيات كُلهُنَّ، فمن خاف ثَأرَهُن فليس مني" أخرجه أبو داود (5249) والطبراني في "الكبير" (9747 و 10355) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 24) - عن إسحاق بن يوسف الأزرق والنسائي (6/ 43) عن يزيد بن هارون كلاهما عن شريك به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 46 قلت: شريك مختلف فيه ونُسب إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس، وأبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من القاسم بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن مختلف في سماعه من أبيه. الثاني: يرويه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود واختلف عنه: - فقال أسباط بن محمد الكوفي: ثنا الشيباني عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود مرفوعا "من قتل حبَّة فله سبع حسنات، ومن قتل وزغا فله حسنة، ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا" أخرجه أحمد (1/ 420) عن أسباط بن محمد به. ¬

_ (¬1) 7/ 164 (كتاب بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم)

وتابعه أبو كُدَيْنَة (¬1) يحيى بن المُهَلَّب عن الشيباني به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10492) - ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن الشيباني عن المسيب عن ابن مسعود قوله. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 323) وسال أباه عن حديث عبد الواحد هذا وحديث العوام فقال: عبد الواحد أوثق من العوام. قلت: لم ينفرد به العوام كما تقدم، ومع ذلك فإنْ المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود. وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2396) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا داود بن عبد الجبار ثنا إبراهيم بن جرير عن جرير رفعه "اقتلوا الحيات كلها، من تركها خشية ثأرها فليس منا" وأخرجه أيضا (2294) وفي "الأوسط" (816) والعقيلي (2/ 33 - 34) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي عن داود بن عبد الجبار قال: خرجت مع إبراهيم بن جرير في جنازة وكان راكبا، فلما بلغنا المقبرة خرجت حية، فقال إبراهيم: حدثني أبي أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "من رأى حية فلم يقتلها خوفا منها فليس مني" قال العقيلي: لا يتابع داود بن عبد الجبار عليه" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن جرير إلا داود بن عبد الجبار" وقال الهيثمي: وداود ضعيف جدا" المجمع 4/ 46 وأما حديث عثمان بن أبي العاص فأخرجه البزار (كشف 1231) عن عبد الله بن أحمد المروزي ثنا عمر بن حفص ثني أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن زيد بن الحكم عن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحيات، قال "من خشي ثأرهنّ فليس منا" وقال: لا يُروى عن عثمان إلا بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) وقال فى حديثه "خشية الطلب" وتابعه أيضا: العوام بن حوشب عن الشيباني به. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 322)

وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف" المجمع 4/ 46 وأما حديث أبي ليلى فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6425) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى أو الحكم أو كليهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه رفعه "من رأى حية فلم يقتلها مخافة طلبها فليس منا" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. 502 - حديث جابر قال: جيء بسارق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق، قال "اقطعوه" ثم جيء به الثانية فقال "اقتلوه" فذكر مثله إلى أنْ قال: فأتي به الخامسة فقال "اقتلوه" قال جابر: فانطلقنا به فقتلناه ورميناه في بئر. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث جابر قال: فذكره، قال النسائي: هذا حديث منكر ومصعب بن ثابت راويه ليس بالقوي. قلت: وللحديث شاهد من حديث الحارث بن حاطب أخرجه النسائي ولفظه "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بلص فقال "اقتلوه" فقالوا: إنما سرق. فذكر نحو حديث جابر في قطع أطرافه الأربع إلا أنّه قال في آخره" ثم سرق الخامسة في عهد أبي بكر فقال أبو بكر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم بهذا حين قال "اقتلوه" ثم دفعه إلى فتية من قريش فقتلوه" قال النسائي: لا أعلم في هذا الباب حديثا صحيحا" (¬1) حديث جابر أخرجه أبو داود (4410) والنسائي (8/ 83) والطبراني في "الأوسط" (1727) والبيهقي (8/ 272) وفي "معرفة السنن" (12/ 412) والمزي (28/ 21) من طرق عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: جيء بسارق إلى رسول الله (فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوه" فقطع. ثم جيء به الثانية فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوه" فقطع. ثم أتي به الثالثة فقال "اقتلوه" قالوا: يا رسول الله إنما سرق. فقال "اقطعوه" ثم أُتي به الرابعة فقال "اقتلوه" قالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوه" فأتي به الخامسة، قال "اقتلوه" قال جابر: فانطلقنا به إلى مِرْبَد النَّعَم وحملناه فاستلقى على ظهره ثم كشر بيديه ورجليه فانصدعت الإبل، ثم حملوا عليه الثانية ففعل مثل ذلك. ثم حملوا عليه الثالثة فرميناه بالحجارة فقتلناه، ثم ألقيناه في بئر، ثم رمينا عليه بالحجارة. ¬

_ (¬1) 15/ 105 - 106 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المَائدة 38])

وفي لفظ "أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بسارق فأمر بقطع يده، ثم أُتي به قد سرق فأمر به فقطع رجله، ثم أُتي به بعد وقد سرق فأمر بقطع يده اليسرى، ثم أتي به قد سرق فأمر بقطع رجله اليمنى، ثم أُتي به قد سرق فأمر بقتله" قال النسائي: هذا حديث منكر، ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث" وقال الطبراني: لم يَروه عن ابن المنكدر إلا مصعب" وقال الخطابي: هذا في بعض إسناده مقال" معالم السنن 4/ 566 وقال ابن عبد البر: حديث القتل منكر لا أصل له " الجوهر النقي 8/ 272 - تلخيص الحبير 4/ 69 قلت: مصعب بن ثابت ضعفه ابن معين وغيره، لكنّه لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه هشام بن عروة عن ابن المنكدر عن جابر قال: فذكر نحو اللفظ الثاني. أخرجه الدارقطني (3/ 180 و 181) من طريق محمد بن يزيد بن سنان ثنا أبي ثنا هشام بن عروة. ومن طريق القاسم بن أبي شيبة ثنا عائذ بن حبيب عن هشام بن عروة. ومن طريق محمد بن خريم ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى ثنا هشام بن عروة. وهذا الإسناد الأخير حسن رواته ثقات غير محمد بن خريم وسعيد بن يحيى اللخمي وهما صدوقان. وللحديث شاهد عن الحارث بن حاطب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بلص فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقتلوه" قالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوا يده" ثم سرق فقطعت رجله، ثم سرق على عهد أبي بكر حتى قطعت قوائمه كلها، ثم سرق الخامسة فقال أبو بكر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم بهذا حين قال "اقتلوه". أخرجه ابن الجنيد في "سؤالاته لابن معين" (ص 319) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (784) والنسائي (8/ 83) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (450) والطبراني في "الكبير" (3408) والحاكم (4/ 382) وأبو نعيم في "الصحابة" (2040) والبيهقي (8/ 272 - 273) والمزي في "تهذيب الكمال" (32/ 429) من طرق عن حماد بن سلمة أنبا يوسف بن سعد عن الحارث بن حاطب به. قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: قلت: بل منكر" قلت: رواته ثقات. ورواه خالد الحَذَّاء عن يوسف أبي (¬1) يعقوب عن محمد بن حاطب أو (¬2) الحارث بن حاطب. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 373) وابن أبي عاصم (785) وأبو يعلى (28) والطبراني في "الكبير" (3409) وأبو نعيم في "الصحابة" (2041) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 385) قال الذهبي: هذا خبر منكر" سير الأعلام 3/ 366 وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا إني لم أجد ليوسف أبي يعقوب سماعا من أحد من الصحابة" المجمع 6/ 277 503 - "اقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] في كل ليلة ونَمْ على خاتمتها فإنها براءة من الشرك" قال الحافظ: حديث فروة بن نوفل عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنوفل: فذكره، صحيح أخرجه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم" (¬3) حسن يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه قال: دفع إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنة أم سلمة وقال: "إنما أنت ظِئْري" قال: فمكث ما شاء الله، ثم أتيته فقال "ما نعلت الجارية أو الجويرية؟ " قلت: عند أمها، قال "فمجيء ما جئت؟ " قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال "اقرأ عند منامك: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] ثم نَمْ على خاتمتها فإنّها براءة من الشرك" أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 141) وابن أبي شيبة (9/ 74 و 10/ 249) ¬

_ (¬1) عند ابن أبي عاصم وابن الأثير والطبراني وأبي يعلى وأبي نعيم "بن" والصواب ما أثبته وهو عند البخاري لأنّ يوسف هو ابن سعد يكنى أبا يعقوب. (¬2) عند الطبراني وأبي نعيم "أنّ" وعند البخاري "أبي" (¬3) 13/ 373 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)

وفي "الأدب" (243) والدارمي (3430) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 108) وأبو داود (5055) والنسائي في "اليوم والليلة" (801) وفي "الكبرى" (11709) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2654) والخرائطي في "المكارم" (2/ 894) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 156) وابن حبان (790 و 5526) والطبراني في "الدعاء" (277) وابن السني في "اليوم والليلة" (689) والحاكم (2/ 538) وأبو نعيم في "الصحابة" (6428) والبيهقي في "الدعوات" (358) وفي "الشعب" (2289) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 308) والواحدي في "الوسيط" (4/ 564) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1028) عن زهير بن معاوية الكوفي وأحمد (5/ 456) والترمذي (5/ 474) والبزار (تغليق التعليق 4/ 408) والنسائي في "اليوم والليلة" (802) والحاكم (¬1) (1/ 565) والبيهقي في "الشعب" (2290) عن إسرائيل بن يونس (واللفظ لحديثه) وابن حبان (789 و 5525) عن زيد بن أبي أُنيسة الجزري وابن قانع (3/ 156) والطبراني في "الدعاء" (278) عن أشعث بن سَوَّار الكندي وابن قانع (3/ 156) عن محمد بن أبان الجعفي وعن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري كلهم عن أبي إسحاق به. قال الحافظ: إسناده صحيح، تغليق التعليق 4/ 408 - وقال شعبة: عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة بن نوفل أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). أخرجه الترمذي (3403) وابن قانع (3/ 156) ¬

_ (¬1) وقال: صحيح الإسناد" (¬2) رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن جعفر عن شعبة هكذا, ورواه يحيى القطان عن شعبة فلم يذكر عن رجل. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (1612)

قال المزي: كذا قال شعبة، والصحيح حديث أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه. تحفة الأشراف 8/ 258 - وقال عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلِي: عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو يعلى (1596) وابن حبان في "الثقات" (3/ 330 - 331) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 359) من طريق عبد الواحد بن غياث البصري ثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي عن أبي إسحاق به. واختلف فيه على القسملي، فرواه العباس بن الفضل الأزرق عنه ثنا أبو إسحاق عن أبي فروة قال: قدمت المدينة، وذكر الحديث. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1053) وأبو نعيم فى "الصحابة" (6951) والعباس بن الفضل ضعيف جدا. قال ابن حبان: القلب يميل إلى أنّ هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنا نذكره فى كتاب التابعين أيضا لأنّ ذلك الموضع به أشبه، وعبد العزيز بن مسلم ربما أوهم فأفحش" - ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال مخلد بن يزيد القرشي الحراني: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبو فروة الأشجعي عن ظِئر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه النسائي فى "اليوم والليلة" (803) • وقال غير واحد: عن سفيان عن أبي إسحاق عن فروة الأشجعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (804) عن عبد الله بن المبارك والخرائطي فى "المكارم" (2/ 893) عن وكيع والبيهقي في "الشعب" (2288) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

وعبد الله بن أحمد في "العلل" (1612) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 25 - 26) عن يحيى القطان كلهم عن سفيان به. - ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق مرسلا. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 308) - وقال شَريك بن عبد الله النخعي: عن أبي إسحاق عن فروة عن جَبَلة بن حارثة قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (800) وأبو نعيم في "الصحابة" (2503) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي (¬1) ثنا شريك عن أبي إسحاق به. قال الحافظ: حديث متصل صحيح الإسناد" الإصابة 2/ 62 قلت: أبو إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من فروة، وشريك مختلف فيه، واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه محمَّد بن الطفيل عنه عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة، لم يذكر فروة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2195) و"الأوسط" (1989) ورواه بشر بن الوليد الكندي عن شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن خارجة بن جبلة أو عن جبلة. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (609) ورواية زهير بن معاوية ومن تابعه أصح (تحفة الأشراف 9/ 64) قال الترمذي: روى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة، وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث" ¬

_ (¬1) تابعه إبراهيم بن أبي الوزير المكي ثنا شريك به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 162) وخالفهما إسماعيل بن أبان الوراق فرواه عن شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه. أخرجه ابن قانع (3/ 156).

وقال ابن عبد البر: حديث مختلف فيه مضطرب الإسناد لا يثبت" الاستيعاب 10/ 337 وتعقبه الحافظ فقال: وزعم ابن عبد البر بأنّه حديث مضطرب، وليس كما قال بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح وهي الموصولة، ورواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب أنْ تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه: فذكره" الإصابة 10/ 196 قلت: ما قاله الترمذي والحافظ هو الصواب لسببين: الأول: أنّه رواية الأكثر. الثاني: أنّ إسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق من أثبت الناس في أبي إسحاق. قال أبو حاتم: ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق" الجرح 1/ 1/ 331 وقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق: كان أصحابنا سفيان وشريك - وعدّ قوما - إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني واتقن لها مني وهو كان قائد جده" تاريخ بغداد 7/ 22 وقال حجاج الأعور: قلنا لشعبة: حدثنا حديث أبي إسحاق. قال: سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني" الكامل 1/ 413 وقال عبد الرحمن بن مهدي (¬1): إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري" الكامل 1/ 413 وقال الذهبي: شعبة أثبت منه إلا في أبي إسحاق" الميزان 1/ 209 قلت: وأبو إسحاق تقدم أنّه كان يدلس ولم يذكر سماعا من فروة بن نوفل، وفروة اختلف في صحبته والصواب أنّه تابعي ولا تثبت له الصحبة كما قال أبو حاتم وابن حبان وغيرهما، وإنما الصحبة لأبيه، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم. ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبيه بل تابعه أخوه عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه به. أخرجه سعيد بن منصور (128) وابن أبي شيبة (¬2) (9/ 74 و 10/ 249 - 250) قالا: ثنا مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل به. ¬

_ (¬1) انظر "سير الأعلام" (7/ 359) (¬2) وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1304)

وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 357) عن أبي جعفر (¬1) ثنا مروان بن معاوية به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6425) من طريق حفص بن عبد الله الحلواني ثنا مروان به. وعبد الرحمن بن نوفل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 112)، ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا مالك الأشجعي فهو مجهول. وللحديث شاهد عن البراء بن عازب وعن أنس بن مالك فأما حديث البراء فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (8/ 657) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنوفل بن معاوية الأشجعي "إذا أتيت مضجعك للنوم فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] فإنك إذا قرأتها فقد برئت من الشرك". وأما حديث أنس فأخرجه البيهقي في "الشعب" (2291) عن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي ثنا أحمد بن عبيد ثنا محمَّد بن عبد الله الدينوري ثنا سليمان بن داود ثنا يزيد بن خالد عن شيبان عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ "اقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافِرون: 1] عند منامك فإنها براءة من الشرك". وقال: هو بهذا الإسناد منكر، وإنما يعرف بالإسناد الأول - أي إسناد حديث نوفل -" قلت: الحديث بمجموع طريقيه وشاهديه لا ينزل عن رتبة الحسن والله تعالى أعلم. 504 - "أقرؤكم أُبَي" سكت عليه الحافظ (¬2). تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر" 505 - "أقرؤكم أُبَي وأفرضكم زيد" سكت عليه الحافظ (¬3). انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) أظنه محمد بن جعفر السَّمْناني. (¬2) 2/ 312 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم) (¬3) 8/ 109 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضل عائشة)

506 - "اقرءوا القرآن ولا تَغْلُوا فيه، ولا تَجْفُوا عنه، ولا تأكلوا به" قال الحافظ: وأخرج أحمد وأبو يعلى من حديث عبد الرحمن بن شبل رفعه: فذكره، وسنده قوي" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي عاصم (¬2) في "الآحاد" (2116) عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم ثنا محمَّد بن شعيب بن شابور أني معاوية بن سلام عن أخيه زيد أنّه أخبره عن جده أبي سلام عن أبي راشد أنّه أخبره قال: كنا مع معاوية - رضي الله عنه - في منزل يقال له مسكن، فلما أذن المؤذن بالأذان الأول أرسل معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه - فقال: أما إنك من قدماء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفقهائهم فإذا صليت ودخلت فسطاطي فقم في الناس وحدثهم بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام عبد الرحمن فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "اقرءوا القرآن واعملوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكبروا". وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات وأبو راشد هو الحبراني. - ورواه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن يحيى بن أبي كثير ثنا زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي راشد الحُبْرَاني عن عبد الرحمن بن شبل. أخرجه أحمد (3/ 444) عن همام بن يحيى العَوْذِي والطحاوي في "شرح المعانى" (3/ 18) وفي "المشكل" (4332) عن علي بن المبارك الهُنَائي وأحمد والطحاوي وأبو يعلى (1518) وفي "المفاريد" (30) والبيهقي (2/ 17) وفي "الشعب" (2383) وابن عساكر في "تاريخه" (40/ 386 - 387) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 459) ¬

_ (¬1) 10/ 478 (كتاب فضائل القرآن - باب إثم من راءى بقراءة القرآن) (¬2) تابعه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرقى ثنا دحيم به. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (40/ 387) ولم ينفرد محمد بن شعيب بن شابور به بل تابعه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام به. أخرجه ابن عساكر (40/ 387)

عن أبان بن يزيد العطار ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير به. • وقيل: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد الحبراني قال: قال عبد الرحمن بن شبل. ليس فيه زيد بن سلام ولا أبا سلام. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 105 - 106) وابن أبي شيبة (2/ 400 - 401) وأحمد (3/ 428 و 444) والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (56) عن هشام الدَّسْتُوائي والطبراني في "الأوسط" (2595) عن أيوب السَّخْتِياني كلاهما عن يحيى بن أبي كثير به. • ورواه مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل. ولم يذكر أبا راشد الحبراني. أخرجه عبد الرزاق (19444) وأحمد (3/ 444) وعبد بن حميد (314) والبيهقي (2/ 17) وفي "الصغرى" (950) وابن عساكر (40/ 385 - 386) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (800) • وقيل: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه البزار (1544) عن إسحاق بن البهلول الأنباري ثني أبي ثنا حماد بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير به. وقال: وهذا الحديث خطأ، إنما خطأه من حماد بن يحيى, لأنّه لين الحديث، والحديث الصحيح رواه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل" • وقيل: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8818) وابن عدي (4/ 1416) والدارقطني في "العلل" (9/ 278 - 279) من طريق الضحاك بن نَبَراس البصري عن يحيى بن أبي كثير به.

وقال الدارقطني: الضحاك بن نَبَراس ضعيف، والصحيح عن يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد عن عبد الرحمن بن شبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: الأول أصح، وإنْ كان هشام الدستوائي ليس أحد مثله في يحيى بن أبي كثير كما قال ابن معين، فهمام بن يحيى ثبت في كل المشائخ كما قال أحمد، وقال ابن عدي: هو مقدم في يحيى بن أبي كثير. وعلي بن المبارك قال ابن عدي: ثبت في يحيى مقدم فيه. وأبان بن يزيد العطار قال أحمد: ثبت في كل المشائخ. 507 - عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58]. قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي من طريق أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود، قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم" (¬2) حسن يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فرواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود. أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (304) وأحمد (1/ 394 و 397 و 418) وأبو داود (3993) والترمذي (2940) والبزار (1897) والنسائي في "الكبرى" (11527) وأبو يعلى (5333) والهيثم بن كليب (464 و 468) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (828) والحاكم (2/ 234 و 249) والبيهقي في "الأسماء" (ص 61 و 87 و 161) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 214 - 215 و 391) من طرق عن إسرائيل به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود إلا من رواية أبي إسحاق عنه" وقال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) 10/ 224 (كتاب التفسير: سورة الذاريات) (¬2) 17/ 129 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58])

ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق به. أخرجه الطيالسي (ص 42) والهيثم بن كليب (466) وتمام الرازي (516) - ورواه شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود. أخرجه ابن حبان (6329) عن أبي يعلى ثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ ثنا علي بن نصر ثنا شعبة به. وإسناده حسن، روح بن عبد المؤمن صدوق، والباقون كلهم ثقات، وشعبة ممن روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه، وروايته عن أبي إسحاق مأمون فيها من تدليس أبي إسحاق لأنه كان لا يسمع من شيوخه إلا ما سمعوه. 508 - حديث أبي هريرة الذي فيه "اقرءوا إنْ شئتم: يقول العبد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 2] فيقول الله: حمدني عبدي" إلى أنْ قال "يقول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} [الفاتحة: 5] يقول الله: هذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل" الحديث. قال الحافظ: أخرجه مالك (1/ 84 - 85) ومسلم (395) وأصحاب السنن, وليس هو على شرط البخاري في صحيحه" (¬1) 509 - لما نزلت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} [الشُّعَرَاء: 224] جاء عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله، أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، فقال "اقرءوا ما بعدها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشُّعَرَاء: 227] أنتم {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [الشُّعَرَاء: 227] أنتم" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من طريق مرسلة قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 706 - 707) وفي "الأدب" (398) عن يحيى بن واضح المروزي عن محمَّد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي الحسن البراد قال: فذكره. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (19/ 128 - 129) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا سلمة وعلي بن مجاهد وإبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) 17/ 271 (كتاب التوحيد - باب ذكر الله بالأمر) (¬2) 13/ 155 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

وأخرجه (19/ 129) من طريق عيسى بن يونس عن ابن إسحاق به. وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وأبو الحسن البراد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". 510 - "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء" ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع: قال في الموضع الأول: هو عند مسلم (482) وأبي داود (875) والنسائي (2/ 180) من حديث أبي هريرة" (¬1) وذكر في الموضع الثاني أنّه ثابت (¬2). وسكت عليه في الموضع الثالث (¬3). 511 - "أَقْصِرْ عن الصلاة عند استواء الشمس فإنّها ساعة تُسجر فيها جهنم" قال الحافظ: ويؤيده حديث عمرو بن عَبْسَة عند مسلم حيث قال له: فذكره" (¬4) سيأتي الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تطلع الشمس بين قرني شيطان" 512 - "أقضاكم عليّ" سكت عليه الحافظ (¬5). تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر" 513 عن عطاء الخراساني أنّ غايثة أو غاثية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنّ أمي ماتت وعليها نذر أنْ تمشي إلى الكعبة، فقال "اقضي عنها" قال الحافظ: روى ابن وهب عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه: فذكره، أخرجه ابن منده في حرف الغين المعجمة من الصحابيات وتردد هل هي بتقديم المثناة التحتانية على المثلثة أو بالعكس" (¬6) ضعيف ¬

_ (¬1) 2/ 444 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التسبيح والدعاء فى السجود) (¬2) 3/ 144 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب القنوت قبل الركوع وبعده) (¬3) 13/ 380 و 381 (كتاب الدعوات - باب الدعاء في الصلاة) (¬4) 2/ 157 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب الابراد بالظهر في شدة الحر) (¬5) 13/ 212 (كتاب الأدب - باب أبغض الأسماء إلى الله) (¬6) 4/ 436 (كتاب الحج - باب الحج والنذور عن الميت)

إسناده مرسل ضعيف، عثمان بن عطاء قال ابن معين: ضعيف، وقال الفلاس: منكر الحديث، وقال الجوزجاني: ليس بالقوي في الحديث. 514 - عن عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدرتني إليه حفصة وكانت بنت أبيها فقالت: يا رسول الله، فذكرت ذلك فقال "اقضيا يوما آخر مكانه" قال الحافظ: روى الترمذي والنسائي من طريق جعفر بن بُرقان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فذكره. قال الترمذي: رواه ابن أبي حفصة وصالح بن أبي الأخضر عن الزهري مثل هذا، ورواه مالك ومَعْمَر وزياد بن سعد وابن عيينة وغيرهم من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً، وهو الأصح لأنّ ابن جُريج ذكر أنّه سأل الزهري عنه فقال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا ولكني سمعت من ناس عن بعض من سأل عائشة فذكره ثم أسنده كذلك. وقال النسائي: هذا خطأ. وقال ابن عيينة في روايته: سئل الزهري عنه أهو عن عروة؟ فقال: لا. وقال الخلال: اتفق الثقات على ارساله وشذّ من وصله. وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا، وقد رواه من لا يوثق به عن مالك موصولا، ذكره الدارقطني في "غرائب مالك" (¬1) وبين مالك في روايته فقال: إنّ صيامهما كان تطوعا. وله طريق أخرى عند أبي داود من طريق زُميل عن عروة عن عائشة وضعفه أحمد والبخاري والنسائي بجهالة حال الزميل" (¬2) ضعيف وله عن عائشة طرق: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه، فرواه غير واحد عنه عن عروة عن عائشة، منهم: 1 - جعفر بن برقان. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 66 - 67) من طريق عبد العزيز بن يحيى المدني ثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة أنّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين وذكر الحديث. قال ابن عبد البر: لا يصح ذلك عن مالك، وقد روي عن مطرف وروح بن عبادة كذلك مسندا عن عروة عن عائشة، وكذلك رواه القدامي، ولا يصح عنه عن مالك إلا ما في "الموطأ". (¬2) 5/ 115 - 116 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (658) وأحمد (6/ 263) وابنه في "العلل" (2/ 231) والترمذي (735) وفي "العلل" (1/ 351) والنسائي في "الكبرى" (3291) والبيهقي (4/ 280) والبغوي في "شرح السنة" (1814) قال النسائي: هذا خطأ، جعفر بن برقان ليس بالقوي في الزهري، ولا بأس به في غير الزهري" تحفة الأشراف 12/ 30 قلت: تكلم في روايته عن الزهري جماعة منهم: أحمد وابن معين وابن نمير والدارقطني ويعقوب بن شيبة والعقيلي وابن عبد البر. وقال ابن عدي: هو ضعيف في الزهري خاصة. 2 - صالح بن أبي الأخضر. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 232) والنسائي في "الكبرى" (3293) والبيهقي (4/ 280) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 68 - 69) من طريق سفيان بن عيينة عنه. قال سفيان: فسألوا الزهري وأنا شاهد فقالوا: هو عن عروة؟ قال: لا. قلت: صالح قال ابن معين: ليس بشيء في الزهري" تاريخ الدارمي ص 44 وضعفه النسائي وغيره. 3 - سفيان بن حسين الواسطي. أخرجه أحمد (6/ 141 و 237 - 238) وابنه في "العلل" (2/ 231) والنسائي في "الكبرى" (3292) قال النسائي: هذا خطأ، سفيان بن حسين ليس بالقوي في الزهري، ولا بأس به في غير الزهري" تحفة الأشراف 12/ 34 وقال البيهقي: هكذا رواه جعفر بن برقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حسين عن الزهري، وقد وهموا فيه عن الزهري" قلت: تكلم في رواية سفيان بن حسين عن الزهري جماعة منهم: ابن معين وابن حبان وابن عدي وغيرهم. 4 - إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني. أخرجه مسلم في "التمييز" (97) والنسائي في "الكبرى" (3294) من طريق يحيى بن أيوب المصري عنه به.

وقال مسلم: هذا خطأ" 5 - صالح بن كَيسان المدني. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3295) من طريق يحيى بن أيوب عنه. وقال: هذا خطأ" تحفة الأشراف 12/ 29 وقال ابن عبد البر: مدار حديث صالح بن كيسان على يحيى بن أيوب وهو صالح" 6 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3295) عن يحيى بن أيوب المصري وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 68) عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر كلاهما عن يحيى بن سعيد به. قال النسائي: هذا خطأ" (¬1) تحفة الأشراف 12/ 29 وقال ابن عبد البر: مدار حديث يحيى بن سعيد على يحيى بن أيوب وهو صالح" 7 - الحجاج بن أَرْطَاة. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 68) والحجاج لم يسمع من الزهري. قاله ابن معين والذهلي وغيرهما. 8 - عبد الله بن عمر العُمري. أخرجه مسلم في "التمييز" (98) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 108) وعبد الله مختلف فيه. 9 - محمَّد بن أبي حفصة البصري. ذكره الترمذي. ومحمد صدوق احتج به الشيخان. ¬

_ (¬1) قال المزي: يعني أنّ الصواب حديث الزهري عن عائشة وحفصة مرسل"

10 - إسماعيل بن أمية الأموي. أخرجه مسلم في "التمييز" (99) 11 - ربيعة بن عثمان. أخرجه محمد بن المظفر في غرائب مالك (52) • وخالفهم جماعة رووه عن الزهري مرسلاً، منهم: 1 - مالك (¬1) في "الموطأ" (1/ 306) ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (286) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 231 - 232) والنسائي في "الكبرى" (3298) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 108) والبيهقي (4/ 279) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (50 و51) 2 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (7790) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 232) والنسائي في "الكبرى" (3296) 3 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه ابن وهب (286) والبيهقي (4/ 279) 4 - عبيد الله بن عمر العمري (¬2). أخرجه النسائي في "الكبرى" (3297) والبيهقي (4/ 279) 5 - سفيان بن عُيينة. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 232) عن أبيه والبيهقي (4/ 280) عن الحُميدي ¬

_ (¬1) ورواه بعضهم عن مالك موصولا, ولا يصح. انظر غرائب مالك لمحمد بن المظفر (48 و49) (¬2) هذه رواية ابن وهب ويحيى القطان عن عبيد الله بن عمر، وخالفهما أبو خالد سليمان بن حبان الأحمر فرواه عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن عروة أنّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 68)

كلاهما عن سفيان به. قال سفيان: فقيل للزهري: هو عن عروة؟ فقال: لا. وكان ذلك عند قيامه من المجلس وأقيمت الصلاة، وقد كنت سمعت صالح بن أبي الأخضر حدثناه عن الزهري عن عروة. قال الزهري: ليس هو عن عروة. فظننت أنّ صالحا أتي من قبل العرض. قال الحميدي: أخبرني غير واحد عن معمر أنّه قال في هذا الحديث: لو كان من حديث عروة ما نسيته. وقال ابن أبي مريم عن سفيان: سئل الزهري عن هذا الحديث فقال: لم أسمعه من عروة إنما حدثني رجل على باب عبد الملك بن مروان أنّ عائشة أصبحت صائمة. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 227) وقال نعيم بن حماد عن سفيان: سئل الزهري عن هذا الحديث فقيل له: أحدثك عروة؟ فقال: لا. أخرجه الطحاوي (2/ 108) وقد سأله غير سفيان. قال ابن جريج: قلت للزهري: أحدثك عروة عن عائشة أنّها قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين؟ فقال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا ولكن حدثني ناس في خلافة سليمان بن عبد الملك عن بعض من كان يدخل على عائشة أنها قالت: فذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (7791) ومسلم في "التمييز" (102) والترمذي (3/ 103 - 104) والعباس الدوري في "التاريخ" (3/ 260) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 232) والنسائي في "الكبرى" (12/ 31) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (681) والطحاوي (2/ 109) وابن شاذان في "حديث ابن جريج (43) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 69) والبيهقي (4/ 280) وقال: فهذان ابن جريج وابن عيينة شهدا على الزهري وهما شاهدا عدل بأنّه لم يسمعه من عروة فكيف يصح وصل من وصله" وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: لا يصح حديث الزهري عن عروة عن عائشة في هذا"

قال البيهقي: وكذلك قال محمد بن يحيى الذهلي، واحتج بحكاية ابن جريج وابن عيينة وبإرسال من أرسل الحديث عن الزهري من الأئمة" وقال الترمذي: رواه مالك ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً ولم يذكروا فيه "عن عروة" وهذا أصح لأنّه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا. وذكر بقية كلامه وقال العقيلي: هذا الحديث يُروى من حديث الزهري عن عروة عن عائشة وهو من معلول حديثه" الضعفاء 2/ 83 وقال مسلم: فقد شفى ابن جريج في رواية الزهري هذا الحديث عن التصحيح فلا حاجة بأحد إلى التنقير عن حديث الزهري إلى أكثر مما أبان عنه ابن جريج من النقر والتنقير في جمع الحديث إلى مجهولين عن مجهول. وذلك أنّه قد قال له: حدثني ناس عن بعض من كان سأل عائشة، ففسد الحديث لفساد الإسناد" الثاني: يرويه زُميل مولى عروة عن عروة عن عائشة. أخرجه أبو داود (2457) والنسائي في "الكبرى" (3290) وابن عدي (3/ 1089) والعقيلي (2/ 83) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 227) والبيهقي (4/ 281) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 71) والمزي في "التهذيب" (9/ 390 - 391) ومسلم في "التمييز" (100) والطبراني في "الأوسط" (6317) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد عن زميل به. وعند النسائي: حدثني زميل. تحفة الأشراف 12/ 5 قال النسائي: زميل ليس بالمشهور" تحفة الأشراف 12/ 5 وقال ابن عدي: حديث عروة عن عائشة معروف بزميل هذا، وإسناده فلا بأس به. وقال الخطابي: إسناده ضعيف، وزميل مجهول، والمشهور من هذا الحديث رواية ابن جريج عن الزهري: فذكرها" معالم السنن 2/ 826 وجعل الذهبي هذا الحديث من مناكير زميل. الميزان قلت: زميل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: لا يعرف لزميل سماع من عروة ولا لابن الهاد من زميل، ولا تقوم به الحجة. وقال الذهبي في "الديوان" والحافظ في "التقريب": مجهول.

وقال مسلم: لا يعرف له ذكر في شيء، إلا في هذا الحديث فقط. وذكره بالجرح والجهالة" (¬1) الثالث: يرويه جرير بن حازم البصري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة. أخرجه مسلم في "التمييز" (101) والنسائي في "الكبرى" (3299) والطحاوي (2/ 109) وابن حبان (3517) والطبراني في "الأوسط" (6429) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 71 - 72) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 873) وقال النسائي: هذا خطأ" (¬2) تحفة الأشراف 12/ 427 وقال أبو عبد الله المقدمي في "تاريخه" (ص 155 - 156): حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال: قلت لعلي بن المديني: حدثني بعض مشايخنا المصريين عن ابن وهب عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين. فذكر الحديث. فحرك عليّ رأسه، وضحك، قال: ليس هذا بشيء. إنما سمع جرير بن حازم من يحيى بن سعيد بالبصرة مع حماد بن زيد في كتاب حماد بن زيد، وهذا الحديث إنما رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن الزهري قال: قالت عائشة: أصبحت أنا وحفصة صائمتين. وليس هذا من حديث عمرة، إنما سمعه يحيى من الزهري، والزهري إنما سمعه من رجل لا يعرفه، حدثه به عن بعض من يدخل على عائشة عن عائشة. ذكره البيهقي (4/ 281) من جهة أبي العباس محمد بن موسى الخلال ثنا أحمد بن منصور الرَّمَادي قال: فذكر نحوه مختصرا. قال البيهقي: وجرير بن حازم وإنْ كان من الثقات فهو واهم فيه وقد خطأه في ذلك أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، والمحفوظ عن يحيى بن سعيد عن الزهري عن عائشة مرسلاً. ¬

_ (¬1) وتابعه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7388) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن عن الحارث بن هشام عن هشام بن عروة به. ويعقوب بن محمد قال أبو زرعة: واهي الحديث. (¬2) قال المزي: يعني أنّ الصواب حديث يحيى بن سعيد عن الزهري عن عروة عن عائشة"

ثم أسند عن أبي بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - تحفظه عن يحيى عن عمرة عن عائشة: أصبحت أنا وحفصة صائمتين؟ فأنكره، وقال: من رواه؟ قلت: جرير بن حازم. فقال: جرير كان يحدث بالتوهم. وقال مسلم: لم يسنده عن يحيى إلا جرير بن حازم، وجرير لم يُعن في الرواية عن يحيى. إنما روى من حديثه نزرا. ولا يكاد يأتي بها على التقويم والاستقامة" وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن ابن عمر وعن ابن عباس فأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (4/ 79) والطبرانى في "الأوسط" (8008) عن موسى بن هارون البزاز ثنا محمد بن مهران الجمال قال: ذكره محمد بن أبي سلمة المكي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: أهديت لعائشة وحفصة هدية، وهما صائمتان، فأكلتا منها، فذكرتا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "اقضيا يوما مكانه، ولا تعودا". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا محمد بن أبي سلمة، تفرد به محمد بن مهران" وقال العقيلي: لا يتابع محمد بن أبي سلمة على حديثه، ولا يعرف إلا به. وهذا يُروى بغير هذا الإسناد عن عائشة من طريق أصلح من هذا" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي سلمة المكي وقد ضعف بهذا الحديث" المجمع 3/ 202 وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 1063) والطبراني في "الأوسط" (5391) من طريق حماد بن الوليد الأزدي الكوفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: أصبحت عائشة وحفصة صائمتين فأهدي لهما طعام فأفطرتا، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته أحداهما قال "اقضيا يوما مكانه" قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وحماد بن الوليد لين الحديث، وأحسب أنّ الزهري أرسله عن عائشة وحفصة" وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر إلا حماد بن الوليد" قلت: تكلم فيه ابن حبان وابن عدي، فأما ابن حبان فقال: يسرق الحديث ويلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وأما ابن عدي فقال: له أحاديث غرائب وافرادات عن الثقات، وعامة ما يرويه لا يتابعوه عليه.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه النسائي في "الكبرى" (3301) والطبراني في "الكبير" (12027) والمزي في "التهذيب" (8/ 271) من طريق المعافى بن سليمان الجزري ثنا خطاب بن القاسم عن خُصيف عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على عائشة وحفصة وهما صائمتان ثم خرج فرجع وهما تأكلان. فقال "ألم تكونا صائمتين؟ قالتا: بلى، ولكن أهدي لنا هذا الطعام فأعجبنا فأكلنا منه، قال "صوموا يوما مكانه". وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 256) من جهة محمد بن موسى بن أَعْين عن خطاب بن القاسم به. قال النسائي: هذا حديث منكر، وخصيف ضعيف في الحديث، وخطاب لا علم لي به" تحفة الأشراف 5/ 129 - 130 قلت: خطاب وثقه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول أبي زرعة. وخالفه عبد السلام بن حرب الكوفي فرواه عن خُصيف عن سعيد بن جبير مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 29) وخصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري اختلفوا فيه. 515 - عن أنس رفعه "أقضى أمتي عليّ بن أبي طالب" قال الحافظ: أخرجه البغوي" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ... " 516 - عن مروان بن سعيد بن المعلى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان معتكفا في المسجد فاجتمع إليه نساؤه ثم تفرقن، فقال لصفية "أقلبك إلى بيتك" فذهب معها حتى أدخلها بيتها" قال الحافظ: وروى عبد الرزاق من طريق مروان بن سعيد بن المعلى: فذكره" (¬2) أخرجه عبد الرزاق (8066) عن ابن جُريج عن رجل عن مورق بن سعيد عن ابن المعلى به وزاد "وهو معتكف" وإسناده ضعيف للذي لم يسم. ¬

_ (¬1) 9/ 233 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البَقَرَة: 106]) (¬2) 5/ 183 (كتاب الصوم - أبواب الاعتكاف - باب هل يخرج المعتكف لحوائجه)

517 - "أقلوا الدخول على الأغنياء فإنّه أحرى أنْ لا تزدروا نعمة الله" قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن الشَّخير رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جداً أخرجه العقيلي (3/ 327) وابن عدي (5/ 1731) والبيهقي في "الشعب" (9806) والحاكم (4/ 312) من طريق عمار بن زَرْبي ثنا بشر بن منصور عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه به مرفوعاً. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ" قلت: عمار بن زربي كذبه أبو حاتم وعبدان الأهوازي، وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلا به. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويخطئ. 518 - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنّ الذي رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد فجرحه في وجهه قال: خذها وأنا ابن قمئة فقال "أقمأك الله" قال: فانصرف إلى أهله فخرج إلى غنمه فوافاها على ذروة جبل فدخل فيها فشدّ عليه تيسها فنطحه نطحة أرداه من شاهق الجبل فتقطع" قال الحافظ: وقال ابن عائذ: أخبرنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: فذكره" (¬2) ضعيف وإسناده معضل لأنّ عبد الرحمن بن يزيد بن جابر من أتباع التابعين. وله شاهد عن أبي أمامة أنّ عبد الله بن قمئة رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر رباعيته وقال: خذها وأنا ابن قمئة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يمسح الدم من وجهه "مالك أقمأك الله؟ " فسلط الله عليه تيس جبل لا تيس، فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7596) وفي "مسند الشاميين" (453 و 3431) من ¬

_ (¬1) 14/ 105 (كتاب الرقاق - باب لينظر إلى من هو أسفل منه) (¬2) 8/ 376 (كتاب المغازي - باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجراح يوم أحد)

طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ثنا حفص بن عمر بن ميمون الأبلي ثنا ثور بن يزيد عن مكحول وراشد بن سعد عن أبي أمامة به. قال الهيثمي: وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف" المجمع 6/ 117 قلت: حفص بن عمر بن ميمون الأبلي فرق ابن عدي وابن أبي حاتم وابن حبان والدارقطني والخطيب والعقيلي بينه وبين العدني، وقد كذبه أبو حاتم والساجي، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها إما منكر المتن أو منكر السند وهو إلى الضعف أقرب. 519 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ ابن مُحَيَّصَة الأصغر أصبح قتيلا على أبواب خيبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليك بِرُمَّتِه" قال: يا رسول الله، أين أصيب شاهدين وإنما أصبح قتيلا على أبوابهم. قال "فتحلف خمسين قَسَامة؟ " قال: فكيف أحلف على ما لا أعلم؟ قال "فنستحلف خمسين منهم" قال: كيف وهم يهود؟ قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، وهذا السند صحيح حسن (¬1) " (¬2) حسن أخرجه النسائي (8/ 12) وفي "الكبرى" (6922) عن محمد بن معمر البصري ثنا رَوح بن عبادة ثنا عبيد الله الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ ابن محيصة الأصغر أصبح قتيلا على أبواب خيبر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليكم برمته" قال: يا رسول الله، ومن أين أصيب شاهدين؟ وإنما أصبح قتيلا على أبوابهم! قال "فتحلف خمسين قَسَامَة؟ " قال: يا رسول الله، وكيف أحلف على ما لا أعلم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فنستحلف منهم خمسين قسامة؟ " فقال: يا رسول الله، كيف نستحلفهم وهم اليهود؟ فقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ديته عليهم، وأعانهم بنصفها (¬3). وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون كلهم ثقات. 520 - "أقول كما قال يوسف: لا تثريب عليكم" ¬

_ (¬1) لعله صحيح أو حسن. (¬2) 15/ 255 (كتاب الديات - باب القسامة) (¬3) أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4592) عن النسائي به.

سكت عليه الحافظ (¬1). ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو فأما حديث أبي هريرة فأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 57 - 58) عن أبي بكر محمد بن الحسن بن علي أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنا محمد بن أيوب أنا القاسم بن سلام بن مسكين ثنا أبي عن ثابت البُنَاني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سار إلى مكة يستفتحها وفتح الله عليه، قال: فما قتل يومئذ إلا أربعة، قال: ثم دخل صناديد قريش من المشركين الكعبة وهم يظنون أنّ السيف لا يرفع عنهم، ثم طاف بالبيت وصلى ركعتين، ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال "ما تقولون وما تظنون؟ " قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم، قال "ما تقولون وما تظنون؟ " قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم ثلاثاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أقول كما قال يوسف: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يُوسُف: 92] " قال: فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام. شيخ البيهقي أظنه المقري الطبري النيسابوري المترجم في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" (ص 52) وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب لم أر من ترجمه، ومحمد بن أيوب هو ابن الضريس الرازي ثقة، والقاسم بن سلام بن مسكين قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (4/ 578) ولفظه: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال "يا أهل مكة، ماذا تظنون، ماذا تقولون؟ " قالوا: نظنّ خيرا ونقول خيرا: ابن عم كريم قد قدرت، قال "فإني أقول كما قال أخي يوسف {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يُوسُف: 92] " وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو الشيخ كما في "الدر" (4/ 578) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لما استفتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة التفت إلى الناس، فقال "ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ " قالوا: ابن عم كريم، فقال {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يُوسُف: 92] " 521 - حديث عائشة مرفوعاً "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم إلا في الحدود" ¬

_ (¬1) 8/ 210 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) له عن عائشة طريقان: الأول: يرويه محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عَمرة عن عائشة به مرفوعا. أخرجه أحمد (6/ 181) والنسائي في "الكبرى" (7294) والطحاوي في "المشكل" (2377) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 43) وابن حزم في "المحلى" (13/ 487 - 488) والمزي في "التهذيب" (18/ 309 - 310) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الملك بن زيد المدني عن محمد بن أبي بكر به. ولم ينفرد عبد الرحمن بن مهدي به بل تابعه محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك عن عبد الملك بن زيد به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2376) والبيهقي (8/ 267 و 334) وفي "الصغرى" (3419) وفي "المعرفة" (13/ 75) والمزي في "التهذيب" (18/ 309) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري والطحاوي (2376) عن يونس بن عبد الأعلى المصري وابن عدي (5/ 1945) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري والدارقطني (3/ 207) عن رزق الله بن موسى البغدادي قالوا: ثنا ابن أبي فديك به. قال البيهقي: ورواه جماعة عن ابن أبي فديك دون ذكر أبيه فيه" قلت: منهم جعفر بن مسافر التَّنَّيسي ومحمد بن سليمان الأنباري أخرجه أبو داود (4375) وابن حزم في "المحلى" (13/ 487) ¬

_ (¬1) 15/ 94 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

قال ابن عدي: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد لم يروه غير عبد الملك" (¬1) قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد: ضعيف الحديث. والحديث رواه جماعة عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ولم يذكروا فيه هذه الزيادة (¬2) , واختلفوا عليه في إسناده. • فقيل: عنه عن أبيه عن عمرة مرفوعا "تجاوزوا عن زَلَّة ذي الهيئة" أخرجه النسائي في "الكبرى" (7295) والطحاوي في "المشكل" (2375) وابن حزم في "المحلى" (13/ 488) من طريق عبد الله بن المبارك عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر عن محمد بن أبي بكر به. - ورواه ابن أبي ذئب واختلف عنه: • فرواه عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي بكر بن حزم عن عمرة عن عائشة، ولم يذكر محمدا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 12/ 431) والخرائطي في "المكارم" (1/ 388) وفي "اعتلال القلوب" (ص 140) والطحاوي في "المشكل" (2373) وابن حزم في "المحلى" (13/ 487) • ورواه معن بن عيسى القزاز عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي بكر بن حزم عن عمرة مرسلاً، ولم يذكر عائشة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة 12/ 431) والطحاوي في "المشكل" (2374) • ورواه عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الملك عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة مرسلاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7296) • ورواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن جده عن عمر مرفوعاً. ¬

_ (¬1) قال ابن حزم: حديث عبد الرحمن بن مهدي جيد والحجة به قائمة" (¬2) أي "إلا في الحدود"

أخرجه الخلال في "الأمر بالمعروف" (41) • ورواه إبراهيم بن محمد الأسلمي عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة. أخرجه البيهقي في "المعرفة" (13/ 75) من طريق الشافعي (¬1) أنا إبراهيم بن محمد به. والأسلمي كذبه ابن معين وابن المديني وغيرهما. وتابعه عثمان (¬2) عن عبد العزيز بن عبد الله به. أخرجه ابن حزم في "المحلى" (12/ 321) • وقيل: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة مرفوعا "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" رواه عنه: 1 - ابنه عبد الرحمن. أخرجه النسائي في "الكبرى" (12/ 413) والطحاوي في "المشكل" (2372) والعقيلي (2/ 343) وابن حزم في "المحلى" (12/ 321) من طريق عطاف بن خالد المخزومي أخبرني عبد الرحمن به. قال العقيلي: وقد روي بغير هذا الإسناد وفيه أيضاً لين، وليس فيه شيء يثبت" وقال ابن حزم: العطاف ضعيف، وعبد الرحمن بن محمد مجهول ضعيف" قلت: قال أحمد وابن معين والبزار: العطاف صالح الحديث. وعبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات". 2 - أبو حُرَّة واصل بن عبد الرحمن البصري. أخرجه ابن عدي (7/ 2549) قال الحافظ: وواصل ضعيف" التلخيص 4/ 80 وقال في "التقريب": صدوق. ¬

_ (¬1) قلت: أخرجه الشافعي في "الأم" (6/ 132) عن إبراهيم بن محمد عن عبد العزيز بن عبد الله عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة به. فجعله عن محمد بن أبي بكر لا عن أبيه. (¬2) أظنه "ابن فائد" وهو ضعيف.

وهذا أصح فقد قواه جماعة واحتج به مسلم، وإنما تكلموا في حديثه عن الحسن، ولما ذكره ابن عدي قال: لم أجد في حديثه حديثا منكرا فأذكره" الكامل 7/ 2549 - ورواه أبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن أبي بكر بن نافع عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (465) والطحاوي في "المشكل" (2370) عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي وابن حبان (94) والمزي في "التهذيب" (33/ 148) عن محمد بن الصّبّاح الجرجرائي والطحاوي في "المشكل" (2367) عن أسد بن موسى المصري وابن حبان (94) عن قتيبة بن سعيد البلخي والبيهقي (8/ 334) وفي "الشعب" (7956) عن يحيى بن يحيى النيسابوري وأبو الشيخ في "الأمثال" (124) عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري وابن حبان (94) عن سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي (¬1) والطحاوي في "المشكل" (2368) ¬

_ (¬1) هذه رواية الحسن بن سفيان عن سعيد بن عبد الجبار، ورواه أبو يعلى عنه فجعله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم. أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (123) ورواه محمد بن الحسن البصري عنه فجعله عن عبد الله بن أبي بكر. أخرجه المزي في "التهذيب" (33/ 149)

عن سعيد بن منصور (¬1) و (2369) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي (¬2) كلهم عن أبي بكر بن نافع به. - ورواه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القَطيعي عن أبي بكر بن نافع عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة. أخرجه أبو يعلى (4953) وتابعه نعيم بن حماد عن أبي بكر بن نافع به. أخرجه الطبراني في "المكارم" (61) و"الأوسط" (3163) زاد نعيم في روايته "ما لم تبلغ حدا" لكن الراوي عنه وهو بكر بن سهل الدمياطي قال النسائي: ضعيف. - ورواه يحيى بن مسلمة بن قعنب القَعْنَبي عن أبي بكر بن نافع عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2371) ويحيى بن مسلمة ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: حدّث بمناكير. وأبو بكر بن نافع قال ابن حزم: ضعيف ليس هو بشيء. وقال الحافظ: نص أبو زرعة (¬3) على ضعفه في هذا الحديث" التلخيص 4/ 80 وقال أبو داود: لم يكن عنده إلا هذا الحديث الواحد. وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. ¬

_ (¬1) هذه رواية صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث عن سعيد بن منصور، ورواه أبو عبد الله - ولم أعرفه - عنه فجعله عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. أخرجه ابن حزم في "المحلى" (13/ 487) (¬2) هذه رواية إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري عن العقدي، ورواه إسحاق في "مسند عائشة" (599) عن العقدي فجعله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم. (¬3) انظر سؤالات البرذعي 2/ 439.

الثاني: يرويه المثنى أبو حاتم العطار ثنا عبيد الله بن عيزار عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة مرفوعاً "تهادوا تزدادوا حبا, وهاجروا تورثوا أبناءكم مجدا، وأقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (62) والدولابي في "الكنى" (1/ 142 - 143) وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (38) والطبراني في "لأوسط" (5770 و 7236) وأبو الشيخ في "الأمثال" (125) والقضاعي (655) والبيهقي في "الشعب" (7982) من طرق عن المثنى أبي حاتم به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن القاسم إلا عبيد الله بن العيزار، تفرد به المثنى أبو حاتم" وقال الهيثمي: وفيه المثنى أبو حاتم ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام" المجمع 4/ 146 وقال الحافظ: في إسناده نظر" التلخيص 3/ 70 قلت: المثنى ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الدارقطني: متروك (سؤالات البرقاني ص 64) وللحديث شاهد عن ابن مسعود وعن ابن عمر وعن زيد بن ثابت وعن أنس فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7558) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 234) والمزي في "التهذيب" (27/ 37) عن محمد بن عاصم الأصبهاني والخطيب في "التاريخ" (10/ 85 - 86 و 86) عن محمد بن مخلد الدوري البغدادي قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي الكوفي ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم" قال الخطيب: قال الحسن بن محمد الخلال: قال لنا الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عاصم عن زر عن عبد الله، تفرد به الحنفي عن أبيه عن أبي بكر بن عياش عنه، ولم نكتبه إلا عن ابن مخلد" قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره، ومحمد بن عاصم صدوق كما في

"التقريب", وعبد الله بن محمد بن يزيد وثقه الخطيب، ولم يعرفه الذهبي فقال في "الميزان" (4/ 69): فيه جهالة، وأبوه وثقه مسلمة بن القاسم كما في "التهذيب" والحافظ في "التقريب"، ولم يعرفه الذهبي فقال في "الميزان" (4/ 69): فيه جهالة (¬1). وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وصرّح غير واحد بأنّه كثير الخطأ. وعاصم هو ابن أبي النَّجُود وهو حسن الحديث وزر هو ابن حُبيش وهو ثقة. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "تجاوزوا في عقوبة ذوي الهيئات" أخرجه ابن الأعرابي (ق 33/ أ) عن محمد بن غالب تمتام ثنا عبد الصمد بن النعمان ثنا الماجشون به. وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 164) عن ابن عدي عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحري الحافظ ثنا محمد بن غالب به ولفظه "أقيلوا ذوي الهيآت عثراتهم" وإسناده حسن رواته ثقات غير عبد الصمد بن النعمان البغدادي البزار وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي. فهو حسن الحديث. الثاني: يرويه عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده مرفوعاً "تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة, وهم ذوو الصلاح" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2378) عن الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي والطبراني في "المكارم" (62) عن فضيل بن محمد الملطي ¬

_ (¬1) وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن محمد بن عاصم عن عبد الله بن محمد بن يزيد الرفاعي ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 282 هكذا وقع عنده وعند الألباني في "الصحيحة" (2/ 237) "الرفاعي" فالله تعالى أعلم. وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 80): رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد ضعيف"

قالا: ثنا موسى بن داود الضبي ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد العزيز بن عبد الله به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد العزيز. وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 43) عن محمد بن عبدة المصيصي أبي بكر ثنا محمد بن كثير بن مروان الفلسطيني ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عنه أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رفعه "تجافوا عن عقوبة ذي المروءة، إلا في حد من حدود الله - عز وجل -. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا ابنه، تفرد به محمد بن كثير بن مروان، ولا كتبناه إلا عن محمد بن عبدة، ولا يُروى عن زيد بن ثابت إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن كثير بن مروان الفهري وهو ضعيف" المجمع 6/ 282 قلت: بل ضعيف جداً. قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي وعلي بن الحسين بن الجنيد: منكر الحديث. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (4/ 1572) من طريق عبد الله بن هارون بن موسى الفروي ثنا عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب ثني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن أنس رفعه "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل" وقال بعد أنْ ذكر هذا الحديث وغيره: لم أر لعبد الله بن هارون أنكر من هذه الأحاديث التي ذكرتها" وقال الحافظ: حديث باطل بإسناد الصحيح" التهذيب 12/ 172 وقال الدارقطني: عبد الله بن هارون متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: منكر الحديث. 522 - حديث علي "أقيموا الحدود على أرقائكم من أحصن منهم ومن لم يحصن" قال الحافظ: اختلف في رفعه ووقفه والراجح أنّه موقوف، لكن سياقه في مسلم يدل على رفعه فالتمسك به أقوى" (¬1) ¬

_ (¬1) 15/ 175 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} [النساء: 25])

أخرجه أحمد (1/ 156) ومسلم (1705) والترمذي (1441) وأبو يعلى (326) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمي قال: خطب عليّ فقال: يا أيها الناس أقيموا على أرقائكم الحدّ من أحصن منهم ومن لم يحصن فإنّ أمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - زنت فأمرني أنْ أجلدها فإذا هي حديث عهد بنفاس فخشيت إنْ أنا جلدتها أنْ أقتلها فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أحسنت" 523 - "أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخَلَل، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله" قال الحافظ: وقد ورد الأمر بسد خلل الصف والترغيب فيه في أحاديث كثيرة أجمعها حديث ابن عمر عند أبي داود وصححه ابن خزيمة والحاكم ولفظه: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (2/ 97 - 98) وأبو داود (666) والنسائي (2/ 73) وفي "الكبرى" (893) وابن خزيمة (1549) والطبراني في "مسند الشاميين" (1958) والحاكم (1/ 213) والبيهقي (3/ 101) من طرق عن عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة كثير بن مرّة عن ابن عمر مرفوعا "أقيموا الصفوف فإنما تصفون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا في أيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله تبارك وتعالى، ومن قطع صفا قطعه الله". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 707 قلت: اختلف فيه على معاوية بن صالح، فرواه الليث بن سعد عنه عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة مرسلا، ولم يذكر ابن عمر. أخرجه أبو داود (666) والدولابي في "الكنى" (1/ 39) والبيهقي (3/ 101) والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة، وهو إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، لكنّه ليس على شرط مسلم لأنّ كثير بن مرّة لم يخرج له مسلم شيئا. ¬

_ (¬1) 2/ 352 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الزاق المنكب بالمنكب)

524 - حديث ابن عمر رفعه "أكبر الكبائر سوء الظن بالله" قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف" (¬1) وذكره في موضع آخر ونسبه لابن مردويه (¬2). ضعيف قال المناوي: رمز المصنف لضعفه وظاهر صنيعه أنّ الديلمي أسنده والأمر بخلافه بل بيض له ولم يذكر له سندا" الفيض 2/ 78 وقال العجلوني: رواه الديلمي وابن مردويه عن ابن عمر بسند ضعيف" كشف الخفاء 1/ 201 وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع 1186 525 - حديث أنس: إنّ قريشا صالحوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعليّ "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فقال سهيل: ما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن اكتب ما نعرف: باسمك اللهم. قال الحافظ: ونحوه في حديث أنس باختصار ولفظه: فذكره. وللحاكم من حديث عبد الله بن مغفل: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فأمسك سهيل بيده فقال: أكتب في قضيتنا ما نعرف، فقال "اكتب باسمك اللهم" فكتب. وقال: وفي حديث عبد الله بن مغفل المذكور: فكتب: هذا ما صالح محمد رسول الله أهل مكة. وقال: وفي حديث أنس: لاتبعناك. وقال: وفي حديث عبد الله بن مغفل: لقد ظلمناك إنْ كنت رسولا. وقال: زاد في حديث عبد الله بن مغفل فقال "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" وقال: في حديث أنس: قال عليّ: قلت: يا رسول الله، اكتب هذا؟ قال "نعم" (¬3) ¬

_ (¬1) 13/ 15 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر) (¬2) 15/ 199 (كتاب الحدود - باب رمي المحصنات) (¬3) 9/ 43 و45 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

حديث أنس أخرجه مسلم (1784) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس به. وحديث عبد الله بن مغفل أخرجه أحمد (4/ 86 - 87) والنسائي في "الكبرى" (11511) والفاكهي في "أخبار مكة" (2885) والروياني (905) والطبري في "تفسيره" (26/ 93 - 94 و 94) والآجري في "الشريعة" (ص 459 - 460) والحاكم (2/ 460 - 461) من طرق عن الحسين بن واقد ثني ثابت البناني قال: ثني عبد الله بن مغفل قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليّ بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعليّ "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال: ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف، قال: اكتب باسمك اللهم، فكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل مكة. فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إنْ كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف، فقال "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله" فكتب، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ الله - عز وجل - بأبصارهم، فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا؟ " فقالوا: لا، فخلى سبيلهم، فأنزل الله - عز وجل - {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)} [الفَتْح: 24]. قال عبد الله بن أحمد: قال حماد بن سلمة في هذا الحديث: عن ثابت عن أنس، وقال حسين بن واقد: عن عبد الله بن مغفل، وهذا الصواب عندي إنْ شاء الله" المسند 4/ 87 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله بن مغفل" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 145 وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 6/ 280 قلت: إسناده حسن، حسين صدوق استشهد به البخاري، ولم يخرج مسلم روايته عن ثابت، وثابت ثقة صرّح بالتحديث من عبد الله بن مغفل عند النسائي والفاكهي والآجري. 526 - عن عائشة قالت: رأيت عثمان والنبي - صلى الله عليه وسلم - يضرب كتفه يقول "اكتب عُثْمَ" وجبريل يوحي إليه.

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (¬1). له عن عائشة طريقان: الأول: يرويه محمد بن إبراهيم اليشكري البصري قال: حدثتني جدتي أم كلثوم بنت ثمامة أنّها قدمت حاجّة، فإنّ أخاها المخارق بن ثمامة قال: ادخلي على عائشة وسليها عن عثمان بن عفان، فإنّ الناس قد أكثروا فيه عندنا. قالت: فدخلت عليها، فقلت: بعض بنيك يقريك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، قالت: وعليه السلام ورحمة الله. قالت: أما أنا فأشهد على أني رأيت عثمان في هذا البيت في ليلة قائظة، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - وجبريل يوحي إليه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يضرب كفّ أو كتف ابن عفان بيده "اكتب عُثْمَ" فما كان الله ينزل تلك المنزلة من نبيه - صلى الله عليه وسلم - إلا رجلاً عليه كريما. فمن سبّ ابن عفان فعليه لعنة الله. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (828) عن محمد بن عقبة السدوسي وفي "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 26) عن علي بن المديني وبشر بن يوسف البصري قالوا: ثنا محمد بن إبراهيم اليشكري به. وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (41) من طريق الصلت بن مسعود الجَحْدري ثنا محمد بن إبراهيم اليشكري به. واختلف في اليشكري هذا، فسماه أبو النعمان محمد بن الفضل عارم: حماد بن إبراهيم. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 26) عن أبي النعمان به. وأخرجه ابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 93) من طريق محمد بن يونس الكريمي ثنا أبو النعمان به. وسماه يونس بن محمد المؤدب: عمر بن إبراهيم. وخالف في إسناده. فقال أحمد (6/ 261) وفي "الفضائل" (814): ثنا يونس ثنا عمر بن إبراهيم اليشكري قال: سمعت أمي تحدّث أنّ أمها انطلقت إلى البيت حَاجّة، والبيت يومئذ له بابان، قالت: فلما قضيت طوافي دخلت على عائشة ... وذكرت الحديث. ¬

_ (¬1) 13/ 203 (كتاب الأدب - باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا)

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 92 - 93) ومحمد بن إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وحماد بن إبراهيم ذكره البخاري في ترجمة محمد بن إبراهيم، وترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وعمر بن إبراهيم ذكره الحسيني في "الإكمال" وقال: لا يعرف. ولم ينفرد به بل تابعه جامع بن مطر الحَبَطي حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة قالت: سألت عائشة عن عثمان، فقالت: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعا رأسه على فخذي وعثمان على يمينه وجبريل يوحي إليه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "اكتب عثمان، فما كان الله ينزلك تلك المنزلة إلا كريم على الله وعلى رسوله" أخرجه ابن شاهين في "السنة" (106) عن ابن أبي داود ثنا عمرو بن علي ثني يزيد بن مُغَلِّس الباهلي ثنا جامع بن مطر به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 289 - 290) من طريق أبي القاسم عصام بن غياث السمسار ثنا أبو حفص عمرو بن علي به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 91 - 92) ويزيد بن مغلس مختلف فيه، وثقه الفلاس، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار دون الاحتجاج به. وأم كلثوم بنت ثمامة ترجمها المزي في "التهذيب" ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ: مقبولة، أي عند المتابعة، وقد توبعت كما سيأتي، والباقون ثقات. الثاني: يرويه فاطمة بنت عبد الرحمن قالت: حدثتني أمي أنها قالت: سألت عائشة وأرسلها عمها فقالت: إنّ أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان فإنّ الناس قد شتموه، فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعدا عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمسند ظهره إليّ، وإنّ جبريل ليوحي إليه القرآن، وإنه ليقول له "اكتب يا عثيم" فما كان الله لينزله تلك المنزلة إلا كريما على الله ورسوله. أخرجه أحمد (6/ 250) وفي "الفضائل" (813) عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثتني فاطمة بنت عبد الرحمن به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 92)

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1300) عن محمد بن يحيى بن أخي حزم ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به. وفاطمة بنت عبد الرحمن لا تعرف (التعجيل 2/ 658) 527 - حديث الفَلَتان بن عاصم في هذه القصة قال: فقال الأعمى: ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا له: إنه يوحى إليه، فخاف أنْ ينزل في أمره شيء فجعل يقول: أتوب إلى الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للكاتب: "اكتب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النَّساء: 95] " قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني وصححه ابن حبان" (¬1). صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 3581) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1039 و 2593) والبزار (3699) وأبو يعلى (1583) وفي "المفاريد" (95) والطحاوي في "المشكل" (1503) وابن حبان (4712) والطبراني في "الكبير" (18/ 334) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 432) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري ثنا عاصم بن كليب ثني أبي ثنا الفلتان بن عاصم قال: كنا (¬2) عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأُنزل عليه، وكان إذا أُنزل عليه دام بصره وفتح عينيه وفِرغ قلبه (¬3) وسمعه لما يأتيه من الله - عز وجل -، فكنا نعرف ذلك منه، فقال للكاتب "اكتب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النَّساء: 95] حتى بلغ {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [النَّساء: 95] " قال: فقام (¬4) الأعمى فقال: ما ذنبنا (¬5) يا رسول الله؟ قال: فأنزل الله - عز وجل -، فقلت للأعمى: إنّه ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخاف أنْ يكون ينزل فيه شيء من أمره فقال: أعوذ (¬6) بغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فبقي قائما وقال: أعوذ بغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للكاتب "اكتب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النَّساء: 95] " السياق لابن أبي عاصم ¬

_ (¬1) 9/ 330 (كتاب التفسير: سورة النساء باب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النَّساء: 95] الآية) (¬2) زاد الطبراني "قعودا" (¬3) ولفظ البزار "بصره" (¬4) زاد البزار "ابن أم مكتوم" (¬5) ولفظ البزار "فاعذرني" (¬6) ولفظ الطبراني "أتوب إلى الله"

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 280 و7/ 9 قلت: وإسناده صحيح. 528 - عن عبد الله بن عمرو: كنت أكتب كُلَّ شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهتني قريش، الحديث وفيه: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق" قال الحافظ: وعند أحمد وأبي داود من طريق يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو: فذكره، ولهذا طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو يقوي بعضها بعضا" (¬1) صحيح وله عن ابن عمرو طرق: الأول: يرويه أبو مالك عبيد الله بن الأخنس النخعي ثني الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن يوسف بن ماهك عن ابن عمرو قال: كنت أكتب كُلَّ شيء أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأومأ بأصبعه إلى فِيْهِ، وقال "اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق" أخرجه أحمد (6510 و 6802) والدارمي (490) وأبو داود (3646) والحاكم (1/ 105 - 106) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 85) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/ 92) وفي "تقييد العلم" (ص 80 - 81) والقاضي عياض في "الإلماع" (ص 146) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 233 - 234) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن الأخنس به. قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 11/ 56 قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه خالد بن يزيد الجمحي المصري عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمرو قال: قالت لي قريش: تكتب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر. فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إنّ قريشا تقول: تكتب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر. قال: فأومئ إلى شفتيه فقال "والذي نفسي بيده ما يخرج مما بينهما إلا حق فاكتب". ¬

_ (¬1) 1/ 218 (كتاب العلم - باب كتابة العلم)

أخرجه الحاكم (1/ 104) عن أبي قتيبة سلم بن فضل الأدمي ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي ثنا زيد بن حباب ثنا ليث بن سعد المصري ثني خالد بن يزيد به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا بجميع رواته إلا عبد الواحد بن قيس وهو شيخ من أهل الشام" قلت: وهو مختلف فيه ولا أدري أسمع من ابن عمرو أم لا، وشيخ الحاكم قال الذهبي في "السير": محله الصدق. والباقون كلهم ثقات. الثالث: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، أكتب ما أسمع منك؟ قال "نعم" قلت: في الرضا والسخط؟ قال "نعم فإنّه لا ينبغي لي أنْ أقول في ذلك إلا حقا". أخرجه أحمد (6930 و 7020) والبزار (2470) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1516) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1472) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 364) وابن عبد البر في "الجامع" (1/ 84 - 85) والخطيب في "التقييد" (ص 77) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 231 - 232 و 232) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثنا عمرو بن شعيب به. وإسناده حسن. وقال ابن إسحاق أيضا: حدثني عمرو بن شعيب أنّ شعيبا حدّثه وأن مجاهدا أبا الحجاج حدّثه أنّ عبد الله بن عمرو حدّثهم أنّه قال: يا رسول الله، أكتب ما سمعت منك؟ قال "نعم، إنّه لا ينبغي لي أنْ أقول إلا حقا" أخرجه الخطيب في "التقييد" (ص 80) عن أبي القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن ابن إسحاق به (¬1). وهذا إسناد حسن أيضا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 231) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد به.

ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه عُقيل بن خالد الأيلي عن عمرو بن شعيب أنّ شعيبا حدّثه ومجاهدا أنّ عبد الله بن عمرو حدثهما. أخرجه ابن عدي (4/ 1625) وابن المقرئ في "المعجم" (432) والحاكم (1/ 105) والخطيب في "التقييد" (ص 79) وابن عساكر (ص 233) من طريق عبد الله بن وهب ثني عبد الرحمن بن سلمان عن عقيل به. وعبد الرحمن بن سلمان هو الحَجَري وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. والحديث أخرجه أحمد (7018) وأبو القاسم البغوي (1471 - 1472) والطبراني في "الأوسط" (1576) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 364 و 365 و 366) والخطيب في "التقييد" (ص 74 - 78 و81) وابن عساكر (ص 231 - 232 و 232 - 233) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. الرابع: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عمرو قال: يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث، أفتأذن أنْ أكتبها؟ قال "نعم" أخرجه الخطيب في "التقييد" (ص 81) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جريج به. والوليد بن مسلم مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن جريج. قال الذهبي في "الميزان": إذا قال الوليد: عن ابن جريج فليس بمعتمد, لأنّه يدلس عن كذابين، فإذا قال: حدثنا فهو حجة" قلت: تابعه عبد الله بن المُؤَمَّل عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، أقيد العلم؟ قال "نعم" قلت: وما تقييده؟ قال "الكتاب" أخرجه الحاكم (1/ 106) والطبراني في "الكبير" (المجمع 1/ 152) و"الأوسط" (5052) والرامهرمزي في "المحدث" (ص 364) والخطيب في "التقييد" (ص 68 و 69) وابن عبد البر في "الجامع" (1/ 88) قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: ابن المؤمل ضعيف" الخامس: يرويه إسماعيل بن رافع الأنصاري عن خالد بن يزيد عن ابن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك أشياء أحبّ أنْ أعيها، فأستعين بيدي مع قلبي؟ قال "نعم". أخرجه الخطيب في "التقييد" (ص 81) من طريق موسى بن نصر الرازي ثنا أبو زهير - هو عبد الرحمن بن مَغْرَاء - عن إسماعيل بن رافع به.

وإسماعيل ضعيف كما قال أحمد وابن معين وغيرهما. السادس: يرويه مغيرة بن مسلم عن زيد العَمِّي قال: قال ابن عمرو: يا رسول الله، إنا نسمع منك أشياء نخشى أنْ ننساها، أفتأذن لنا أنْ نكتبها؟ قال "نعم، شبكوها بالكتب" أخرجه الخطيب في "التقييد" (ص 81 - 82) وإسناده ضعيف لضعف زيد وهو ابن الحواري العمي. 529 - "اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام" قال الحافظ: وقع في حديث حذيفة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 6/ 518) 530 - حديث ابن عباس رفعه "اكتحلوا بالإثمد فإنّه يَجلو البصر، ويُنبت الشعر" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وصححه ابن حبان، وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن ابن عباس في "الشمائل"، وفي الباب عن جابر عند الترمذي في "الشمائل" وابن ماجه وابن عدي من ثلاث طرق عن ابن المنكدر عنه بلفظ "عليكم بالإثمد فإنّه يجلو البصر وينبت الشعر" وعن علي عند ابن أبي عاصم والطبراني ولفظه "عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة للبصر" وسنده حسن، وعن ابن عمر بنحوه عند الترمذي في "الشمائل"، وعن أنس في "غريب مالك" للدارقطني بلفظ "كان يأمرنا بالإثمد" وعن سعيد بن هوذة عند أحمد بلفظ "اكتحلوا بالإثمد فإنّه" الحديث، وهو عند أبي داود من حديثه بلفظ "أنّه أمر بالإثمد المروح عند النوم" وعن أبي هريرة بلفظ "خير أكحالكم الإثمد فإنّه" الحديث أخرجه البزار، وفي سنده مقال، وعن أبي رافع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكتحل بالإثمد" أخرجه البيهقي وفي سنده مقال، وعن عائشة "كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إثمد يكتحل به عند منامه في كل عين ثلاثا" أخرجه أبو الشيخ في كتاب "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" بسند ضعيف" (¬2) صحيح ورد الاكتحال بالإثمد من حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث عليّ ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث معبد بن هوذة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي رافع ومن حديث عائشة ومن حديث صهيب ¬

_ (¬1) 9/ 178 (كتاب المغازي - حديث كعب بن مالك) (¬2) 12/ 263 - 264 (كتاب الطب - باب الإثمد والكحل من الرمد)

فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "خير أكحالكم الإثمد [عند النوم] (¬1)، يجلو البصر، وينبت الشعر" (¬2) أخرجه عبد الرزاق (6200 و 6201) وابن سعد (1/ 484 - 485) وابن أبي شيبة (8/ 598) والحميدي (520) وأحمد (1/ 231 و 247 و 274 و 328 و 355 و 363) وأبو يعلى (2727 و 2410) وأبو داود (3878 و 4061) وابن ماجه (3497) والترمذي في "الشمائل" (51) والنسائي (8/ 129) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 761 و 762 و 763 و 764 و 765) والعقيلي (2/ 281 - 282) والدينوري في "المجالسة" (1512) وابن حبان (5423 و 6072 و 6073) والطبراني في "الكبير" (12485 و 12486 و 12488 و 12489 و 12490 و 12491 و 12492 و 12493) وفي "الصغير" (388) وابن عدي (4/ 1478 و 1479) والحاكم (4/ 185 و 408) والبيهقي (3/ 245) وفي "الآداب" (747) وابن الجوزي في "تنوير الغبش" (17) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 42) من طرق عن ابن خثيم به. قال النسائي: عبد الله بن عثمان بن خثيم لين الحديث" وقال العقيلي: الرواية في هذا المعنى فيها لين" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن كثير: هذا حديث جيد الإسناد رجاله على شرط مسلم" التفسير 2/ 210 قلت: وهو كما قال، وابن خثيم مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن. الثاني: يرويه عَبَّاد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر" وزعم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت له مكحلة يكتحل بها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه. ¬

_ (¬1) هذه الزيادة عند أحمد وأبي يعلى وابن حبان من طريق أبى أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان الثوري عن ابن خثيم. واختلف على سفيان في إسناده، فرواه رواد بن الجراح عنه عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الطبراني (المنتقى لابن مردويه 57) والأول أصح. (¬2) وفيه زيادة سيأتي الكلام عليها عند حديث "البسوا ثياب البياض"

أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 358) وابن سعد (1/ 484) وأحمد (1/ 354) وابن ماجه (3499) والترمذي (1757 و 4/ 235 و 2048) وفي "الشمائل" (48 و 49) وفي "العلل" (2/ 733) والبزار (¬1) (كشف 3032) وأبو يعلى (2694) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 471 و 472) والعقيلي (3/ 136) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 166) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 169 - 170 و170) والحاكم (4/ 408) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 343) والبيهقي (4/ 261) وفي "الآداب" (905) وفي "الشعب" (6008) والبغوي في "شرح السنة" (3201 و 3203) وفي "الشمائل" (1091 و 1092 و 1093) وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد من منصور" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عكرمة عن ابن عباس" وقال الطبري: هذا خبر عندنا صحيح سنده" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعباد لم يُتكلم فيه بحجة" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ولا هو حجة" قلت: ولم يسمع هذا الحديث من عكرمة. قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لعباد بن منصور سمعت حديث "ما مررت بملأ من الملائكة" وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكتحل ثلاثا" يعني من عكرمة؟ فقال: حدثني ابن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس" ضعفاء العقيلي 3/ 136 - 137، المجروحين 2/ 166 وقال ابن حبان: كُلّ ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين فدلسها عن عكرمة. وذكر منها هذا الحديث" المجروحين 2/ 166 وقال أبو حاتم: عباد ليس بقوي الحديث ويروي عن إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة فأنا أخشى أنْ يكون ما لم يسم إبراهيم فإنما هو عنه مدلسة" العلل 2/ 316 وقال أيضا: كان ضعيف الحديث يكتب حديثه. وذكر أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس" الجرح 3/ 1/ 86 وإبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي كذبه ابن معين ويحيى القطان ويزيد بن هارون وابن حبان وغيرهم. ¬

_ (¬1) وقال: لم يسمع عباد من عكرمة.

الثالث: يرويه سويد أبو حاتم عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "ائتدموا من هذه الشجرة - يعني الزيت - واكتحلوا بهذا الإثمد، فإنّه مجلاة للبصر، ومن عُرِضَ عليه طيب فليصب منه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8336) وليث ضعيف. وأما حديث جابر فيرويه محمد بن المنكدر عنه مرفوعاً "عليكم بالإثمد عند النوم، فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر" رواه عن ابن المنكدر جماعة، منهم: 1 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 68) والترمذي في "الشمائل" (50) وفي "العلل" (2/ 734) وأبو يعلى (2058) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 748) والبغوي في "شرح السنة" (3202) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 40 - 41) وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن المنكدر. 2 - إسماعيل بن مسلم المكي. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 599) وابن ماجه (3496) وعبد بن حميد (1085) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (729) وابن اللمش (ص 41 و41 - 42) وإسماعيل قال ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث. 3 - أبو بكر الهُذَلِي. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 805) والطبراني في "الأوسط" (2516) وأبو بكر قال ابن معين: لم يكن بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. 4 - قَزَعَة بن سويد الباهلي. ولم يقل "عند النوم". أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 766) وقزعة ضعيف، قاله النسائي وأبو داود وغيرهما. 5 - سلام بن أبي خبزة. أخرجه ابن عدي (3/ 1151)

وسلام قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. 6 - هشام بن حسان. أخرجه ابن عدي (3/ 1052) قال أبو حاتم: هذا حديث منكر لم يروه عن محمد إلا الصعقل إسماعيل بن مسلم ونحوه، ولعل هشام بن حسان أخذه من إسماعيل بن مسلم فإنّه كان يدلس" العلل 2/ 260 قلت: رواه زياد بن الربيع اليحمدي عن هشام بن حسان عن إسماعيل بن مسلم عن ابن المنكدر عن جابر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6053) وقال: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا زياد بن الربيع" 7 - سليمان بن خالد الواسطي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6147) وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه يونس بن راشد الجزري عن عون بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن جده مرفوعاً "عليكم بالإثمد، فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة للبصر". أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 412) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 769) والطبراني في "الكبير" (183) و"الأوسط" (3358) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 178) وقال: هذا حديث غريب من حديث ابن الحنفية لم يروه عنه إلا ابنه عون ولا عنه إلا يونس" وقال المنذري: رواه الطبراني بإسناد حسن" الترغيب 3/ 123 وقال العراقي في "شرح الترمذي": إسناده جيد" الفيض 4/ 337 وقال الهيثمي: وفيه عون بن محمد بن الحنفية ذكره ابن أبي حاتم وروى عنه جماعة ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 96 قلت: عون بن محمد بن الحنفية ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الثاني: يرويه يزيد أبو خالد مولى زيد بن علي عن زيد بن علي عن آبائه عن علي مرفوعا "نِعْم الكحل الإثمد، فاكتحلوا به، فإنه ينبت الشعر، ويقطع الدمعة، ويجلو البصر". أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 770) عن الحسين بن علي الصُّدَائي ثنا أبي نا يزيد أبو خالد به. علي بن يزيد بن سليم الصدائي مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ما كان به بأس، وقال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث عن الثقات، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه. ويزيد أبو خالد لم أر من ذكره. وأما حديث ابن عمر فأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 242) والترمذي في "الشمائل" (52) وفي "العلل" (2/ 734 - 735) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 767 و768) والحاكم (4/ 207) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن عثمان بن عبد الملك عن سالم عن ابن عمر مرفوعاً "عليكم بالإثمد، فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر". قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، عثمان مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 67 قلت: عثمان قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: حديثه ليس بذاك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وأما حديث أنس فأخرجه ابن الأعرابي (ق 102 - 103) عن إبراهيم بن سليمان بن حيّان بن مسلم بن هلال الهمداني الكوفي ثنا عثمان بن سعيد البصري الطبيب ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس مرفوعاً "خير أكحالكم الإثمد، أجلاه للبصر، وأنبته للأشعار، وخير ثيابكم البيض، ألبسوها أحياؤكم، وكفنوا بها موتاكم". ومن طريقه أخرجه القضاعي (1254) وإسناده ضعيف، مبارك بن فضالة حسن الحديث إلا أنّه يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن. وأما حديث معبد بن هَوْذَة فأخرجه أحمد (3/ 476 و 499 - 500) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 398) والدارمي (1740) وأبو داود (2377) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 749 و 750 و 751) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 206 و 206 - 207)

والطبراني في "الكبير" (20/ 341) والبيهقي (4/ 262) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 40 و 42) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 223) والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 459 - 460) من طرق عن أبي النعمان عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري عن أبيه عن جده مرفوعاً "اكتحلوا بالإثمد المروح فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". وفي لفظ "لا تكتحل بالنهار وأنت صائم واكتحل ليلا بالإثمد فإنّه" وفي لفظ "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا بالإثمد بالليل" قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر" قلت: تفرد به عبد الرحمن بن النعمان بن معبد عن أبيه عن جده. وعبد الرحمن اختلفوا فيه: قال ابن معين: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف تفرد عنه ابنه عبد الرحمن، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 3031) عن رَوح بن عبادة البصري وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 143) عن عبد القاهر بن شعيب البصري قالا: ثنا هشام بن حسان عن عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "عليكم بالإثمد فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر" قال البزار: هذا خطأ لأنّه لو كان هذا محفوظا، كان هشام عن ابن المنكدر عن جابر أقرب من هشام عن عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن أبي هريرة، وقد ذكرنا أنّ محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة" وقال المنذري والهيثمي: رواته رواة الصحيح" الترغيب 3/ 123 - المجمع 5/ 96 قلت: الحديث إسناده ضعيف لانقطاعه قال ابن معين: ابن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة، وقال أبو زرعة: لم يلقه (المراسيل ص 189) وأما حديث أبي رافع فأخرجه البيهقي (4/ 262) من طريق حبان بن علي العَنَزي عن

محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكتحل بالإثمد وهو صائم". وقال: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ليس بالقوي" قلت: وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً ذاهب، وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث عائشة فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 169) عن محمد بن عبد الرحيم بن شبيب ثنا محمد بن أبان البلخي ثنا أبو أسامة ثني محمد بن عبيد الله حدثتني أم كلثوم عن عائشة قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إثمد يكتحل به عند منامه في كل عين ثلاثاً". وإسناده ضعيف جداً، محمد بن عبيد الله هو العرزمي وهو متروك الحديث. وأما حديث صهيب فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 804) من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلة ثنا دفاع بن دغفل ثنا عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعا "عليكم بالإثمد عند مضجعكم فإنّه مما يزيد في البصر، وينبت الشعر" وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال أبو حاتم: كان يكذب، وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث، وقال أبو القاسم البغوي: ضعيف الحديث جداً. 531 - "اكتني بابن أختك" قال الحافظ: ولم تلد للنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً على الصواب، وسألته أنْ تكتني فقال: فذكره، فاكتنت أم عبد الله. وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أنّه كناها بذلك لما أحضر إليه ابن الزبير ليحنكه فقال "هو عبد الله، وأنت أم عبد الله" قالت: فلم أزل أكنى بها" (¬1) له عن عائشة طريقان: الأول: يرويه هشام بن عروة بن الزبير واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه أنّ عائشة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، كُلّ نساءك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اكتني أنت أم عبد الله" فكان يقال لها: أم عبد الله حتى ماتت، ولم تلد قط. ¬

_ (¬1) 8/ 107 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضل عائشة)

منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (19858) وإسحاق في "مسند عائشة" (835) وأحمد (6/ 151) والطبراني في "الكبير" (23/ 18) وأبو نعيم في "الصحابة" (7380) والبغوي في "شرح السنة" (3379) 2 - حماد بن زيد. أخرجه أحمد (6/ 107 و260) وأبو داود (4970) وأبو يعلى (4500) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 223 و 224) وابن السني في "اليوم والليلة" (416) والبيهقي (9/ 310) 3 - أبو حفص عمر بن حفص المعيطي. أخرجه أحمد (6/ 186) وفي "مسائل صالح" (ص 244 - 245) وفي "العلل" (1659) والدولابي في "الكنى" (848) 4 - يونس بن بكير الشيباني. أخرجه ابن حبان (7117) 5 - سيف بن محمد الثوري. أخرجه الطبراني (23/ 18) 6 - شريك بن عبد الله النخعي. أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (659) وقال: حديث صحيح" - ورواه سفيان الثوري عن هشام واختلف عنه: • فقال مؤمل بن إسماعيل البصري: ثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كناها أم عبد الله. أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 190) وتابعه النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن سفيان به وزاد: ولم تلد شيئاً. • وقال أسباط بن محمد بن عبد الرحمن القرشي: عن سفيان عن هشام عن بعض أصحابه قال: كنّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة ولم يولد لها.

أخرجه الطبراني (23/ 19) - ورواه وكيع عن هشام عن رجل من ولد الزبير عن عائشة أنّها قالت: يا رسول الله، كُلّ نساءك لها كنية غيري، قال "أنت أم عبد الله" أخرجه أحمد (6/ 186 و 213) وفي "الأسامي والكنى" (248) وفي "العلل" (1660) عن وكيع به. وأخرجه الطبراني (23/ 18) من طريق هارون بن إسحاق الكوفي ثنا وكيع به. ورواه بن أبي شيبة (9/ 13) وفي "الأدب" (63) عن وكيع فقال فيه: عن مولى للزبير. ورواه ابن ماجه (3739) عن ابن أبي شيبة به. - ورواه غير واحد عن هشام عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله، ألا تكنيني فكل نساءك لها كنية؟ قال "بلى، اكتني بابنك عبد الله" فكانت تكنى أم عبد الله. منهم: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه ابن سعد (8/ 66) والبخاري في "الأدب المفرد" (850) والبيهقي (9/ 311) وابن عساكر (¬1) في "معجم الشيوخ" (528) 2 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه ابن سعد (8/ 64) والبخاري في "الأدب المفرد" (851) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 226 و 23/ 18) 3 - أنس بن عياض المدني. أخرجه ابن سعد (8/ 66) 4 - حماد بن سلمة. أخرجه ابن سعد (8/ 63) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3005) 5 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن يحيى بن عباد بن حمزة.

أخرجه الطبراني (23/ 18) والبيهقي (9/ 311) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (528) 6 - مسلمة بن قَعْنَب الحارثي البصري. أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 225) 7 - يحيى بن عبد الله بن سالم المدني. أخرجه الحاكم (4/ 278) من طريق بحر بن سابق الخولاني ثنا ابن وهب ثنا يحيى بن عبد الله به (¬1). 8 - سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِي. أخرجه الحاكم (4/ 278) من طريق بحر بن سابق الخولاني ثنا ابن وهب ثنا سعيد بن عبد الرحمن به (¬2). 9 - الليث بن سعد. أخرجه المزي (14/ 114 - 115) قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنّ عباد بن حمزة لم يذكر سماعا من عائشة فلا أدري أسمع منها أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منها، وما أظنه سمع منها، والله أعلم. الثاني: يرويه عمرو بن عامر عن صاحب له عن أم كلثم عن عائشة قالت: لما ولد ابن الزبير انطلقت به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحنّكه وسماه عبد الله، وقال لعائشة "أنت أم عبد الله" قالت أم كلثم: فما زلنا نكنيها أم عبد الله وما ولدت ولدا قط. أخرجه ابن سعد (ترجمة عبد الله بن الزبير 509) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا سعيد عن عمرو بن عامر به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. ¬

_ (¬1) رواه ابن وهب في "الجامع" (73) عن يحيى بن عبد الله وسعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عباد بن حمزة عن حمزة أو هو سمعه من عائشة أنّ عائشة قالت ... (¬2) رواه ابن وهب في "الجامع" (73) عن يحيى بن عبد الله وسعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عباد بن حمزة عن حمزة أو هو سمعه من عائشة أنّ عائشة قالت ...

532 - "أكثر عذاب القبر من البول" قال الحافظ: صححه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة مرفوعاً" (¬1) تقدم الكلام عليه عند حديث "استنزهوا من البول" 533 - "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالنفس" قال الراوي: يعني بالعين. قال الحافظ: وقد أخرج البزار من حديث جابر بسند حسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 242) ثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل ضجيع حمزة ثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري عن أبيه رفعه "جل من يموت من أمتي بعد قضاء الله وكتابه وقدره بالأنفس" يعني بالعين. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (311) والبزار (كشف 3052) والطحاوي في "المشكل" (2900) والعقيلي (2/ 231) وابن عدي (4/ 1440) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 439) وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 360) والعقيلي (2/ 231) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي وابن عدي (4/ 1440) عن أبي يزيد حبوبة قالا: ثنا طالب بن حبيب به. قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا طالب بن حبيب وهو ثقة" المجمع 5/ 106 وقال السخاوي: رجاله ثقات" المقاصد ص 74 قلت: طالب بن حبيب مختلف فيه، قال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء". ¬

_ (¬1) 1/ 330 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله) (¬2) 12/ 309 (كتاب الطب - باب رقية العين)

وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "المغني" و"الديوان": واه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم. 534 - حديث ابن عمر رفعه "أكثرهم في الدنيا شبعا أطولهم جوعا يوم القيامة" قال الحافظ: أورده الترمذي وقال: حسن، وفي الباب عن أبي جُحيفة. قلت: وحديث أبي جحيفة أخرجه الحاكم وضعفه أحمد" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ أكثر الناس شبعا في الدنيا ... " 535 - "أكذب الناس الصباغون والصواغون" قال الحافظ: وهو حديث مضطرب الإسناد أخرجه أحمد وغيره" (¬2) ضعيف وهو من حديث أبي هريرة وله عنه طرق: الأول: يرويه همام بن يحيى العَوْذي البصري عن فَرْقد السبخي عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشَّخير عن أبي هريرة مرفوعاً به. أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 262) ثنا همام به. وأخرجه أحمد (2/ 292 و 324 و 345) وفي "العلل" (2/ 241) وابن ماجه (2152) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (261) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 78 - 79) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 205 و 313) وابن عدي (6/ 2288) وابن المقرئ في "المعجم" (1141) وتمام في "فوائده" (202 و 1655) والبيهقي (10/ 249) والخطيب في "تاريخه" (14/ 216) وابن الجوزي في "العلل" (994 و 996) من طرق عن همام به (¬3). قال البيهقي: هذا هو المحفوظ حديث همام عن فرقد، وأخطأ فيه بعضهم على همام فقال عنه عن قتادة عن يزيد، وقال بعضهم: عنه عن قتادة عن أنس (¬4)، وكلاهما باطل، ¬

_ (¬1) 14/ 67 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬2) 5/ 220 (كتاب البيوع - باب ما قيل في الصواغ) (¬3) واختلف عنه، فرواه أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد عن همام عن فرقد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه أحمد في "العلل" (2/ 241) (¬4) رواه محمد بن الوليد بن أبان القلانسي ثنا هدبة ثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعاً به. =

وروي من وجه آخر عن أبي هريرة، وقيل عن أبي سعيد مرفوعاً، وفي صحة الحديث نظر" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وضعفه بفرقد. وقال ابن القيم: والحس يردّ هذا الحديث فإنّ الكذب في غيرهم أضعافه فيهم كالرافضة فإنهم أكذب خلق الله والكهان والطرائقيين والمنجمين، وقد تأوله بعضهم على أنّ المراد بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا تزينه والصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له أصل، وهذا تكلف بارد لتأويل حديث باطل" المنار المنيف ص 52 - 53 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه فرقد السبخي وهو ضعيف" مصباح الزجاجة 3/ 9 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف" المسند 15/ 45 وقال الألباني: موضوع" الضعيفة 1/ 176 قلت: هو ضعيف فقط لأنّ فرقدا السبخي لم يتهم بالكذب، وهمام ويزيد ثقتان. الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً به. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 313) وابن عدي (6/ 2295) والخطيب في "التاريخ" (3/ 438) وابن الجوزي في "العلل" (995) من طريق محمد بن يونس الكديمي ثنا أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا الأعمش به. قال ابن حبان: الكديمي كان يضع على الثقات الحديث وضعا ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث. وهذا الحديث ليس يعرف إلا من حديث همام عن فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبي هريرة، وفرقد ليس بشيء في الحديث" وقال ابن الجوزي: لا يصح، والكديمي كذبوه" وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 75): قلت: ومن افترى هذا على أبي نعيم" قلت: ولم ينفرد أبو نعيم به بل تابعه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش به. ¬

_ = أخرجه ابن عدي (6/ 2288) وقال: وهذا عن أنس بهذا الإسناد باطل، وإنما رواه همام ثني فرقد في بيت قتادة عن يزيد أخي مطرف عن أبي هريرة فلم يضبط محمد بن الوليد هذا الحديث فقال: قتادة عن أنس وكان هذا الطريق أسهل عليه. وقال: محمد بن الوليد يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون"

أخرجه تمام في "فوائده" (201) عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسن البغدادي الرماني الشرابي ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا هُدْبة بن خالد ثنا أبو عوانة به. والشرابي قال الخطيب: حدّث عن إبراهيم بن هاشم البغوي أحاديث مستقيمة، وقال أبو الفتح بن مسرور: كان فيه بعض اللين" تاريخ بغداد 3/ 84 وتعقبهما الذهبي فقال: قلت: بل ليس بثقة. ثم ذكر له هذا الحديث. قال: وهذا موضوع والحمل فيه على الشرابي" الميزان 3/ 653 الثالث: يرويه بكر بن عبد الله بن الشرود عن مَعْمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ أكذب الناس الصباغ" أخرجه ابن عدي (2/ 460) وابن الجوزي في "العلل" (997) وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه غير بكر بن الشرود عن معمر، ورواه عبد الرزاق (¬1) عن معمر عن رجل عن أبي هريرة. قال: وهذا الحديث غير محفوظ" وقال ابن الجوزي: لا يصح، بكر قال ابن معين: كذاب ليس بشيء" الرابع: يرويه عثمان بن مقسم عن نعيم المُجْمِر عن أبي هريرة مرفوعاً "إنّ أكذب الكاذبين الصباغ" أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 278) عن أبيه عن أبي الطاهر (¬2) عن ابن وهب عن يحيى بن سلام عن عثمان به. قال أبو حاتم: هذا حديث كذب وعثمان هو البري، ويحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم بصري وقع إلى مصر" قلت: عثمان البري تركه أحمد وابن معين ويحيى القطان وغيرهم. 536 - حديث أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بجدارِ مائلِ فأسرع وقال: "أكره موت الفوات" ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 409) عن عبد الرزاق قال: قال معمر: وزادني غير همام عن أبي هريرة رفعه "أكذب الناس الصباغ" (¬2) أخرجه ابن عدي (5/ 1807) من طرق عن ابن وهب به. ورواه ابن وهب في "الجامع (512) عن يحيى بن سلام به.

قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث يحيى بن أبي كثير مرسلاً. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 356) عن أسود بن عامر الشامي ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن إسحاق عن سعيد عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بجدارِ أو حائطِ مائلِ فأسرع المشي، فقيل له، فقال "إني أكره موت الفوات". قال الحسيني: إبراهيم بن إسحاق مجهول وخبره منكره" الإكمال ص 7 وقال الذهبي: إبراهيم بن إسحاق لا أدري من ذا، والخبر فمنكر" الميزان 1/ 19 قلت: إبراهيم هو ابن الفضل المخزومي ويقال له إبراهيم بن إسحاق نبه على ذلك جماعة منهم: البخاري وابن حبان وابن عدي وأبو أحمد الحاكم وعبد الغني المقدسي في "الكمال" وغيرهم (¬2). والحديث أخرجه ابن عدي (1/ 231 - 232) في ترجمة إبراهيم بن الفضل من طريق عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به. وأخرجه هو وأبو يعلى (6612) والعقيلي (1/ 61) والبيهقي في "الشعب" (1297) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن إبراهيم بن الفضل به. وأخرجه الطبراني (منتقى ابن مردويه 130) من طريق سفيان الثوري عن إبراهيم بن الفضل به. قال ابن عدي: الحديث غير محفوظ, وإبراهيم بن الفضل لا يجوز الاحتجاج بحديثه" وقال البيهقي: تفرد به إبراهيم بن الفضل وهو ضعيف" ¬

_ (¬1) 3/ 498 (كتاب الجنائز - باب موت الفجاءة) (¬2) انظر التاريخ الكبير 1/ 1/ 311 - الكامل 1/ 231 - المجروحين 1/ 104 - 105 - لسان الميزان 1/ 32 - تعجيل المنفعة ص10 - تهذيب التهذيب 1/ 150 - 151 - علل الدارقطني 8/ 156 - تقريب التهذيب 1/ 41

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه البيهقي في "الشعب" (1298) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسحاق بن أبي فروة عن موسى بن وَرْدَان عن عبد الرحمن بن جبير عن ابن عمرو قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحائط قد أردى فأسرع، فقلت: يا رسول الله، قد أسرعت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إني أخاف موت الفوات" وقال: إسناده ضعيف" قلت: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك الحديث. قاله النسائي والفلاس وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني، وقال ابن معين: كذاب. وأما حديث يحيى بن أبي كثير فأخرجه البيهقي في "الشعب" (1299) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام (¬1) ثنا ابن عُلية عن حجاج بن أبي عثمان الصواف ثنا يحيى بن أبي كثير قال: بلغني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان إذا مرّ بهدفٍ مائلٍ أو صدفٍ هائلٍ أسرع المشي. رجاله ثقات. 537 - عن سعد بن أبي وقاص قال: كان أصحاب المزارع يكرونها بما يكون على المساقي من الزرع، فاختصموا في ذلك، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يكروا بذلك وقال: "اكروا بالذهب والفضة" قال الحافظ: رواه أبو داود، ورجاله ثقات إلا أنّ محمد بن عكرمة المخزومي لم يرو عنه إلا إبراهيم بن سعد" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 178 - 179 و 182) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 195) والدارمي (2621) وأبو داود (3391) والنسائي (7/ 38) وفي "الكبرى" (4622) وأبو يعلى (811) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 111) وفي "المشكل" (3/ 286) وابن حبان (5201) والبيهقي (6/ 133) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 45 - 46) والمزي في "تهذيب الكمال" (26/ 132) من طرق (¬3) عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن محمد بن عبد الرحمن بن ¬

_ (¬1) غريب الحديث 1/ 77 (¬2) 5/ 422 (كتاب المزارعة - باب كراء الأرض بالذهب والفضة) (¬3) ومن هذا الطريق أخرجه البزار (1081) لكن سقط من إسناده عن محمد بن عكرمة. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه"

أبي لَبيبة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: كان أصحاب المزارع يكرون في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مزارعهم بما يكون على الساقي من الزرع. فجاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاختصموا في بعض ذلك. فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يكروا بذلك وقال: "أكروا بالذهب والفضة" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، ومحمد بن عكرمة لم يَرو عنه سوى إبراهيم بن سعد كما قال الذهبي في "الميزان" فهو مجهول. 538 - حديث عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على ثابت بن قيس بن شَمَّاس وهو مريض فقال "اكشف البأس ربّ الناس" ثم أخذ ترابا من بُطْحَان فجعله في قدح، ثم نفث عليه، ثم صبّه عليه. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (¬1) يرويه عمرو بن يحيى بن عُمارة الأنصاري المازني واختلف عنه: - فقال داود بن عبد الرحمن العطار المكي: عن عمرو بن يحيى عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه دخل عليه وهو مريض فقال "اكشف البأس ربّ الناس عن ثابت بن قيس بن شماس" ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح فيه ماء، فصبّه عليه. أخرجه أبو داود (3885) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/ 322 - 323) والنسائي في "اليوم والليلة" (1017 و 1040) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 127) وابن حبان (6069) والطبراني في "الكبير" (1323) وفي "الأوسط" (9114) وفي "الدعاء" (1110) والبيهقي في "الدعوات" (511 و 512) والمزي (24/ 553 - 554) عن عبد الله بن وهب (¬2) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 377) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي ¬

_ (¬1) 12/ 318 (كتاب الطب - باب رقية النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) رواه جماعة عن ابن وهب فقالوا فيه: عن يوسف بن محمد. ورواه أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب فقال: عن محمد بن يوسف. أخرجه أبو داود (3885) وقال: يوسف بن محمد هو الصواب"

وأبو نعيم في "الصحابة" (1302) عن إبراهيم بن عيسى ثلاثتهم عن داود بن عبد الرحمن به. - وقال وهيب بن خالد البصري: ثنا عمرو بن يحيى عن فلان بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس أنّ ثابت بن قيس اشتكى فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 377) - ورواه ابن جُريج واختلف عنه: • فقال حجاج بن محمد المِصيصي: قال ابن جريج: أنا عمرو بن يحيى أني يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى ثابت بن قيس. مرسل أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (1018 و 1041) • وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: قال ابن جريج: أنا زياد أني عمرو أنّ يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس أخبره قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابتا وهو مريض. مرسل أيضاً، وزاد فيه "زياد" أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 377) ومداره على يوسف بن محمد بن ثابت، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف حاله، روى عنه عمرو بن يحيى بس. 539 - حديث عائشة "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإنّ الله ما يَمَلُّ من الثواب حتى تملوا العمل" قال الحافظ: في سنده موسى بن عُبيدة وهو ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (29/ 125) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 436) من طريق موسى بن عبيدة ثني محمد بن طحلاء مولى أم سلمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كنت أجعل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيرا يصلي عليه من ¬

_ (¬1) 1/ 110 (كتاب الإيمان - باب أحب الدين إلى الله أدومه)

الليل، فتسامع به الناس، فاجتمعوا، فخرج كالمغضب، وكان بهم رحيما، فخشي أنْ يكتب عليهم قيام الليل، فقال "يا أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل وخير الأعمال ما دمتم عليه" ونزل القرآن - {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} - حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهر، فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام الليل. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي. 540 - "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" قال الحافظ: وقد أخرج أبو يعلى من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬1) حسن وله عن أنس طرق: الأول: يرويه أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا زَرْبِي أبو يحيى قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه أبو يعلى (4240) وإسناده ضعيف لضعف زَربي أبي يحيى. الثاني: يرويه المعلي بن أسد ثنا بشار بن إبراهيم ثنا غيلان بن جرير عن أنس مرفوعاً به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 130) عن فضل بن سهل الأعرج واللالكائي في "السنة" (1617) عن محمد بن عبد الرحيم صاعقه كلاهما عن المعلي بن أسد به. وبشار بن إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 13/ 66 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

الثالث: يرويه أبو مالك زكريا بن يحيى الطائي ثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس مرفوعاً "أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وإنّ حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة". أخرجه البزار (كشف 35) وأبو يعلى (4166) عن محمد بن المثنى ثنا زكريا بن يحيى به. وأخرجه اللالكائي في "السنة" (1666) من طريق علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي ثنا محمد بن المثنى به. وأخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/ 1465) من طريق محمد بن إبراهيم بن نيروز البغدادي ثنا محمد بن المثنى به. قال البزار: وهذا لا نعلم رواه هكذا إلا زكريا، وحدثناه وهب بن يحيى بن زمام القيسي" وقال الهيثمي والبوصيري: رواته ثقات" المجمع 1/ 58 - المطالب العالية (الهامش) 2/ 388 قلت: زكريا (¬1) بن يحيى لم أر من ذكره، والباقون كلهم ثقات. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرتها عند الكلام على حديث "إنّ من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا" وحديث "ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق" فانظرها. 541 - حديث أم هانئ أنّها دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي صائمة، فدعا بشراب فشرب، ثم ناولها فشربت، ثم سألته عن ذلك فقال "أكنتِ تقضين يوما من رمضان؟ " قالت: لا. قال "فلا بأس" وفي رواية "إن كان من قضاء فصومي مكانه، وإن كان تطوعا فإن شئت فاقضه وإن شئت فلا تقضه" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي" (¬2) له عن أم هانئ طرق: الأول: يرويه جماعة عن سِماك بن حرب واختلفوا عنه، فممن رواه عنه: 1 - أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عنه عن ابن أم هانئ عن أم هانئ قالت: كنت قاعدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتي بشراب فشرب منه، ثم ناولني فشربت منه. ¬

_ (¬1) ووقع عند الذهبي: يحيى بن زكريا، وقال: تفرد به ولا أعرفه. (¬2) 5/ 115 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع).

فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي. فقال "وما ذاك؟ " قالت: كنت صائمة فأفطرت. فقال "أمِنْ قضاء كنت تقضينه؟ " قالت: لا، قال "فلا يضرك" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 30) والترمذي (731) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3153) والنسائي في "الكبرى" (3306) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 108) والطبراني في "الكبير" (24/ 408) والبغوي في "شرح السنة" (1813) 2 - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي عوانة عن سماك عن ابن أم هانئ عن جدته أم هانئ قالت: فذكر نحو حديث أبي الأحوص إلا أنّه قال فيه "أتي بشراب يوم فتح مكة" (¬1) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 107) عن مُسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي وأسد بن موسى المصري والطبراني في "الكبير" (24/ 409) عن محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي والدارقطني (2/ 174) عن خالد بن يوسف السمتي قالوا: ثنا أبو عوانة به. - ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن أبي عوانة واختلف عنه: • فقال محمد بن المثنى: ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن سماك عن ابن أم هانئ عن جدته أم هانئ. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3304) • وقال أحمد بن محمد البرتي القاضي: ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن سماك عن هارون ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ. أخرجه البيهقي (4/ 276) - ورواه إبراهيم بن الحجاج النَّيلي عن أبي عوانة عن سماك عن ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ. ¬

_ (¬1) ويوم فتح مكة كان فى رمضان فكيف يقضى رمضان في رمضان؟

أخرجه البيهقي (4/ 276) 3 - حماد بن سلمة واختلف عنه: - فقيل: عن حماد عن سماك عن هارون بن أم هانئ عن أم هانئ قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعوت له بشراب فشرب، أو قالت: دعا بشراب فشرب، ثم ناولني فشربت وقلت: يا رسول الله أما إني كنت صائمة ولكن كرهت أنْ أردّ سؤرك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنْ كان قضاء من رمضان فصومي يوما مكانه، وإنْ كان تطوعا فإنْ شئت فاقضي وإن شئت فلا تقضي". أخرجه الطيالسي (ص 225) ثنا حماد بن سلمة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 278) وفي "المعرفة" (8921 و 8922) - وقيل: عن حماد عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ عن أم هانئ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 407 - 408) من طريق حجاج بن المنهال البصري ثنا حماد بن سلمة به. - وقيل: عن حماد عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ أو ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ. أخرجه أحمد (6/ 343 - 344) عن بهز بن أسد العمي والدارمي (1686) عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به. - ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن حماد واختلف عنه: • فقال أحمد بن محمد البرتي: ثنا أبو الوليد ثنا حماد عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ أو ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ. وقال في روايته: يوم فتح مكة. أخرجه البيهقي (4/ 278 - 279) • وقال إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري: ثنا أبو الوليد ثنا حماد بن سلمة عن سماك عن هارون بن أم هانئ أو ابن بنت أم هانئ عن أم هانئ.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 107) ولم يذكر في روايته "يوم فتح مكة" • وقال محمد بن المثنى: ثنا أبو الوليد ثنا حماد بن سلمة عن سماك عن هارون عن جدته. أخرجه الدارقطني (2/ 174 - 175) ولم يذكر في روايته "يوم فتح مكة". - وقيل: عن حماد بن سلمة عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ أو ابن أم هانئ عن أم هانئ. أخرجه أحمد (6/ 424) عن يزيد بن هارون والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 107) عن رَوح بن عبادة البصري ويحيى بن حسان التَّنَّيسي (¬1) قالوا: ثنا حماد به. 4 - إسرائيل عن سماك عن رجل عن أم هانئ قالت: فذكرت الحديث وفيه "أشيء تقضينه عليك؟ " قالت: لا. قال "لا يضرك إذاً". أخرجه أحمد (6/ 342) 5 - قيس بن الربيع واختلف عنه: - فقال أسد بن موسى: ثنا قيس عن سماك عن رجل من آل جعدة بن هبيرة عن جدته أم هانئ قالت: فذكرت الحديث وفيه "هل كنت تقضين يوما من رمضان؟ " فقالت: لا. قال "فلا بأس" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 107 - 108) ¬

_ (¬1) هكذا رواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن يحيى بن حسان, وخالفه الربيع بن سليمان المرادي فرواه عن يحيى بن حسان عن حماد عن سماك عن هارون بن أم هانئ عن أم هانئ. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3305) وابن عبد البر (12/ 74) وقال: وهذا الإسناد أصح إسناد لهذا الحديث، وما خالفه فلا يعرج عليه"

- وقال يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني: عن قيس عن سماك عن ابن أم هانئ عن أم هانئ أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 408) 6 - الوليد بن أبي ثور الكوفي عن سماك عن يحيى بن جعدة عن جدته أم هانئ. أخرجه الدارقطني (2/ 174) وقال: قوله: يحيى بن جعدة وهم من الوليد وهو ضعيف" 7 - حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس القشيري عن سماك عن أبي صالح عن أم هانئ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يوم الفتح، فذكرت الحديث وفيه "فإنّ الصائم المتطوع بالخيار إنْ شاء صام وإنْ شاء أفطر". أخرجه أحمد (6/ 424) والنسائي في "الكبرى" (3308) والدارقطني (2/ 175) والحاكم (1/ 439) والبيهقي (4/ 276) (¬1) قال النسائي: أبو صالح هذا يختلفون في اسمه فقيل: إنه باذان، وقيل: باذام، وهو ضعيف الحديث" تحفة الأشراف 12/ 450 وقال الحاكم: صحيح الإسناد" 8 - أسباط بن نصر الهَمْداني عن سماك عن رجل عن يحيى بن جَعدة عن أم هانئ. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3307) والحديث قال الترمذي: في إسناده مقال" وقال النسائي: قد اختلف على سماك بن حرب فيه، وليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث لأنّه كان يقبل التلقين" وقال ابن التركماني: هذا الحديث اضطرب متنا وسندا، أما اضطراب متنه فظاهر، وقد ذكر فيه أنّه كان يوم الفتح، وهي أسلمت عام الفتح، وكان الفتح في رمضان فكيف يلزمها قضاؤه. وأما اضطراب سنده فاختلف على سماك فيه، فتارة رواه عن أبي صالح، وتارة عن جعدة، وتارة عن هارون، أما أبو صالح فهو باذان ويقال ¬

_ (¬1) هكذا رواه صفوان بن عيسى البصري ويحيى بن أبي الحجاج البصري عن حاتم عن سماك عن أبي صالح عن أم هانئ, ورواه خالد بن الحارث البصري عن حاتم عن سماك عن أبي صالح مرسلاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3309)

باذام ضعفوه. ثم ذكر تضعيف الحفاظ له. قال: وأما هارون فمجهول الحال، قاله ابن القطان. وقال عبد الحق: هذا أحسن أحاديث أم هانئ وإنْ كان لا يحتج به" الجوهر النقي 4/ 278 - 279 وقال الحافظ: ومما يدل على غلط سماك فيه أنه قال في بعض الروايات عنه: إنّ ذلك كان يوم الفتح وهي عند النسائي والطبراني، ويوم الفتح كان في رمضان فكيف يتصور قضاء رمضان في رمضان" التلخيص 2/ 211 الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد الهاشمي عن عبد الله بن الحارث عن أم هانئ قالت: لما كان يوم فتح مكة، فذكرت الحديث وفيه "أكنت تقضين شيئاً" قالت: لا. قال "فلا يضرك إنْ كان تطوعا". أخرجه الدارمي (1687) وأبو داود (2456) والبيهقي (4/ 277) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 73) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. الثالث: يرويه هلال بن خبَّاب البصري عن يحيى بن جعدة عن أم هانئ أنّها دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، فذكرت الحديث وفيه "كنت تقضين؟ " قالت: لا، قال "لا يضرك". أخرجه الطبراني (24/ 410) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب به. ورواته ثقات إلا أنّ هلال بن خباب كان قد تغير قبل موته فلا أدري رواية ثابت بن يزيد عنه أهي قبل تغيره أم بعده. الرابع: يرويه شعبة عن جعدة عن أم هانئ - وهي جدته - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يوم الفتح فأتي بشراب فشرب ثم ناولني فقلت: إني صائمة، فقال رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ المتطوع أمير على نفسه فإنْ شئت فصومي وإنْ شئت فأفطري". أخرجه أحمد (6/ 343) والنسائي في "الكبرى" (3302) وابن عدي (2/ 601) والدارقطني (2/ 173 - 174) من طريق محمَّد بن جعفر البصري قال: ثنا شعبة به. وليس في رواية الدارقطني وابن عدي "يوم الفتح"

قال النسائي: لم يسمعه جعدة من أم هانئ" قلت: وهو كما قال، فقد قال الطيالسي (ص 225): ثنا شعبة أني جعدة رجل من قريش وهو ابن أم هانئ وكان سماك بن حرب يحدثه يقول أخبرني ابنا أم هانئ. قال شعبة: فلقيت أنا أفضلهما جعدة فحدثني عن أم هانئ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فذكرت الحديث. قال شعبة: فقلت لجعدة: أسمعته أنت من أم هانئ؟ قال: أخبرني أهلنا وأبو صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ. وأخرجه أحمد (6/ 341) عن الطيالسي به. ومن طريق أحمد أخرجه العقيلي (1/ 206) وأخرجه الترمذي (732) والنسائي في "الكبرى" (3303) والدارقطني (2/ 174) والبيهقي (4/ 276 - 277) وفي "المعرفة" (8920) والخطيب في "الجامع" (1137) والمزي في "تهذيب الكمال" (4/ 568 - 569) من طرق عن الطيالسي به (¬1). ووقع في رواية الترمذي: قال شعبة: كنت أسمع سماكا يقول: حدثني أحد بني أم هانئ فلقيت أفضلهم وكان اسمه جعدة. ووقع في رواية الدارقطني: قال شعبة: وكنت أسمع سماكا يقول: حدثني ابنا جعدة فلقيت أفضلهما فحدثني بهذا الحديث. ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه النضر بن شُميل عن شعبة به. أخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "النكت الظراف" (12/ 451) قال ابن التركماني: أما جعدة فمجهول قال البخاري في "تاريخه" (1/ 2/ 239): جعدة من ولد أم هانئ عن أبي صالح عن أم هانئ روى عنه شعبة لا يعرف إلا بحديث فيه نظر" الجوهر النقي 4/ 278 - 279 وقال الذهبي في "الميزان": جعدة لا يدرى من هو لكن شيوخ شعبة عامتهم جياد وهو من ولد أم هانئ وصوابه شعبة عن جعدة عن أبي صالح عن أم هانئ" قلت: وأبو صالح مولى أم هانئ ضعيف كما تقدم، وأهل جعدة لا تعرف. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن عدي (2/ 601) من طريق زيد بن أخزم البصري عن الطيالسي ثنا شعبة عن جعدة عن أبي صالح عن أم هانئ.

542 - "أكون أنا وأمتي على تل فيكسوني ربي حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أنْ أقول فذلك المقام المحمود" قال الحافظ: أخرجه الطبري من حديث كعب بن مالك رفعه: فذكره، وأخرجه ابن حبان والحاكم وأصله في مسلم" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 456) والذهلي في "الزهريات" (26) والطبري في "تفسيره" (15/ 147) وابن حبان (6479) والطبراني في "الكبير" (19/ 72 - 73) والحاكم (2/ 363) واللالكائي في "السنة" (2093) عن محمد بن حرب الخولاني الحمصي وابن أبي عاصم في "السنة" (785) والطبري (15/ 146) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2008) والطحاوي في "المشكل" (1018 و 1019) وابن أبي داود في "البعث" (27) والطبراني في "الكبير" (19/ 72 - 73) و"الأوسط" (8792) و"مسند الشاميين" (1759) وابن بشران (1252) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 509) عن بَقية بن الوليد الحمصي كلاهما عن الزُّبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن (¬2) بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك رفعه "يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي تبارك وتعالى حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أنْ أقول فذاك المقام المحمود". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: إسناده صالح، والمتن غريب" وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 51 وذكره في موضع آخر وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح" قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال الذهلي في "العلل": ما أظنه سمع من جده شيئا، وقال الدارقطني: روايته عن جده مرسل. تهذيب التهذيب 6/ 215 ¬

_ (¬1) 14/ 218 و 219 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار) (¬2) هكذا وقع عند أحمد وابن حبان والحاكم واللالكائي، ووقع عند الباقين (عبد الرحمن بن كعب بن مالك)

كذا قالا، وقد وقع التصريح بسماعه من جده في صحيح البخاري في الجهاد: باب من أراد غزوة فورى بغيرها (فتح 6/ 454) قال البخاري: ثنا أحمد بن محمد أنا عبد الله أنا يونس عن الزهري قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها ... وذكر الحديث. وهذا من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على البخاري. فقال الحافظ في "هدي الساري" (2/ 122 - حلبي): قال الدارقطني: وأخرج البخاري حديث توبة كعب بن مالك من طرق صحيحة عن عقيل وغيره عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن كعب وهو الصواب. وأخرجه - يعني في الجهاد - مختصرا عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب. قال: وهو مرسل فقد رواه سويد بن نصر عن ابن المبارك فقال عن أبيه عن كعب كما قال الجماعة. قلت: وقع في رواية البخاري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعبا. فأخرجه على الاحتمال لأنّ من الجائز أنْ يكون عبد الرحمن سمعه من جده وثبته أبوه فكان في أكثر الأحوال يرويه عن أبيه عن جده وربما رواه عن جده لكن رواية سويد بن نصر التي أشار إليها الدارقطني توجب أنْ يكون الخلاف فيها على عبد الله بن المبارك وحينئذ فتكون رواية أحمد بن محمد شاذة فلا يترتب على تخريجها كبير تعليل فإنّ الاعتماد إنما هو على الرواية المتصلة والله أعلم، ثم وجدت الحديث في سنن أبي داود عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، وقال محمد بن يحيى الذهلي في "علل حديث الزهري": ما أظنّ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب سمع من جده شيئا وإنما يروي عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب، ثم ساق حديث معمر كما ذكره أبو داود سواء" 543 - حديث ابن عمر: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على عمر ثوبا فقال "البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا" قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان وأعلّه النسائي" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (20382) عن مَعْمَر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على عمر قميصا أبيض فقال "أجديد قميصك هذا أم غسيل؟ " قال: بل ¬

_ (¬1) 12/ 420 (كتاب اللباس - باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا)

غسيل، فقال "البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة" قال: وإياك يا رسول الله. وأخرجه أحمد (2/ 88 - 89) وفي "فضائل الصحابة" (322) وعبد بن حميد (723) عن عبد الرزاق به. وأخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "نتائج الأفكار" (1/ 135) وابن ماجه (3558) والترمذي في "العلل" (2/ 937) وعبد الله بن أحمد في "زيادات فضائل الصحابة" (323) والبزار (كشف 2504) والنسائي في "اليوم والليلة" (311) وأبو يعلى (5545) وابن حبان (6897) والطبراني في "الكبير" (13127) وفي "الدعاء" (399) وأبو الشيخ في "الأمثال" (215) وابن السني في "اليوم والليلة" (268) وأبو سعد السمان في "مشيخته" (التدوين للرافعي 1/ 485 - 486) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 139) والبيهقي في "الدعوات" (434) والهرثمية في "جزئها" (117) والبغوي في "شرح السنة" (3112) وفي "الشمائل" (786) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 135) من طرق عن عبد الرزاق به. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق ولم يتابع عليه" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 73 - 74 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح. قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لا أعلم أحدا رواه عن الزهري غير معمر وما أحسبه بالصحيح" مصباح الزجاجة 4/ 82 قلت: قد أعلّ هذا الحديث بالإرسال. فقال أبو حاتم: هذا حديث ليس له أصل من حديث الزهري. ولم يرض عبد الرزاق حتى أتبع هذا بشيء أنكر من هذا فقال: ثنا الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله (¬1)، وليس لشيء من هذين أصل، وإنما هو معمر عن الزهري مرسل أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 1/ 487 - 488 ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في "الدعاء" (400) والبيهقي في "الدعوات" (435) عن زهير بن محمد المروزي والطبراني عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي وعن حفص بن عمر المهرقاني ثلاثتهم عن عبد الرزاق به. وخالفهم نوح بن حبيب القُوْمِسي فرواه عن عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم مرسلاً. لم يذكر ابن عمر أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات فضائل الصحابة" (324) قال البيهقي: هذا المتن بهذا الإسناد أشبه، وهو أيضاً غير محفوظ، والصواب عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الأشهب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وهم فيه عبد الرزاق عن الثوري"

وقال النسائي: وهذا حديث منكر أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق لم يروه عن معمر غير عبد الرزاق، وقد روي هذا الحديث عن معقل بن عبيد الله واختلف عليه فيه، فروي عن معقل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري" وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ورجال الإسناد رجال الصحيح لكن أعلّه النسائي فقال: فذكر كلامه. ثم قال: قلت: وجدت له شاهدا مرسلاً أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (¬1) (8/ 453 - 454 و 10/ 402) عن عبد الله بن إدريس عن أبي الأشهب عن رجل بنحو رواية أحمد فذكر المتن (¬2)، وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيان العطاردي (¬3) وهو من رجال الصحيح وسمع من كبار التابعين، وهذا يدل على أنّ للحديث أصلا وأقل درجاته أنْ يوصف بالحسن" نتائج الأفكار قلت: وقد وجدت له شاهدا موصولا بإسناد ضعيف. أخرجه البزار (كشف 2503) عن عباد بن أحمد العَرْزَمِي ثني عمي عن أبيه عن جابر الجُعْفِي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله قال: كنا جلوسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل عمر بن الخطاب وعليه قميص أبيض، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا عمر! أجديد قميصك هذا أم غسيل؟ " فقال: غسيل، قال "البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة". وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (1494) من طريق القاسم بن جعفر ثنا عباد بن أحمد به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف" المجمع 9/ 74 ¬

_ (¬1) وفي "المسند" (المطالب 3898) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه ابن سعد (3/ 329) والدولابي (1/ 109) واختلف فيه على أبي الأشهب، فرواه إسماعيل بن أبي خالد عنه مرسلاً. لم يذكر "عن رجل". أخرجه ابن سعد (3/ 329) والبخارى في "الكبير" (2/ 1/ 356) و"الأوسط" (2/ 38 - 39) والترمذي في "العلل" (2/ 938 - 939) والبيهقي في "الدعوات" (436) وقال البخاري: وهذا أصح بإرساله. وقال أيضاً: هذا مرسل. لا يصح" وقال: حدثني إسماعيل بن عرعرة قال: سمعت ابن إدريس قال: ذهبت مع ابن أبي خالد إلى أبي الأشهب زياد بن زاذان فحدث بحديث عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "البس جديدا" (¬3) قلت: بل هو زياد بن زاذان كما جاء مصرحا به في رواية البخاري في كتابيه.

544 - عن محمد بن مالك قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب فقال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما فألبسنيه فقال: "البس ما كساك الله ورسوله" قال الحافظ: وأخرج أحمد من طريق محمد بن مالك قال: فذكره، قال الحازمي: إسناده ليس بذاك ولو صح فهو منسوخ. قلت: لو ثبت النسخ عند البراء ما لبسه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روي حديث النهي المتفق على صحته عنه فالجمع بين روايته وفعله إما بأنْ يكون حمله على التنزيه أو فهم الخصوصية له من قوله "البس ما كساك الله ورسوله" وهذا أولى من قول الحازمي: لعل البراء لم يبلغه النهي. ويؤيد الاحتمال الثاني أنّه وقع في رواية أحمد "كان الناس يقولون للبراء: لم تتختم بالذهب وقد نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيذكر لهم هذا الحديث ثم يقول: كيف تأمرونني أنْ أضع ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: البس ما كساك الله ورسوله" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 294) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وأبو يعلى (1708) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 259) وابن عدي (4/ 1567) عن إسحاق بن منصور السَّلولي قالا: ثنا أبو رجاء الخراساني عبد الله بن واقد ثنا محمد بن مالك قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب وكان الناس يقولون له: لم تختم بالذهب وقد نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال البراء: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه غنيمة يقسمها سبي وخرثئ قال: فقسمها حتى بقي هذا الخاتم، فرفع طرفه فنظر إلى أصحابه، ثم خفض، ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم خفض، ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم قال "أي براء" فجئته حتى قعدت بين يديه فأخذ الخاتم فقبض على كرسوعي ثم قال: "خذ البس ما كساك الله ورسوله" قال: وكان البراء يقول: كيف تأمروني أنْ أضع ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "البس ما كساك الله ورسوله". قال الحازمي: إسناده ليس بذاك، وإنْ صح فهو منسوخ" الاعتبار ص 233 وقال الذهبي: هذا حديث منكر" الميزان 2/ 520 وقال الهيثمي: محمد بن مالك مولى البراء وثقه ابن حبان وأبو حاتم، ولكن قال ابن ¬

_ (¬1) 12/ 435 (كتاب اللباس - باب خواتيم الذهب)

حبان: لم يسمع من البراء. قلت: قد وثقه وقال: رأيت، فصرّح، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 151 قلت: محمد بن مالك هو الجوزجاني أبو المغيرة مولى البراء قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يروي عن البراء بن عازب، أي سمع منه، روى عنه عبد الله بن واقد الهروي، يخطئ كثيرا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لسلوكه غير مسلك الثقات في الأخبار. وقال الحافظ في "التهذيب" بعد قول محمد بن مالك: رأيت على البراء خاتما من ذهب. قال: فهذا ينفي قول ابن حبان: إنّه لم يسمع من البراء. إلا أنْ يكون عنده غير صادق فما كان ينبغي له أن يورده في كتاب "الثقات" (¬1). ولم ينفرد محمد بن مالك به بل تابعه أبو السَّفَر قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب. مختصر أخرجه ابن سعد (4/ 368) وابن أبي شيبة (8/ 470) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 259 و 260) من طرق عنه به. وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "الفتح" (12/ 435) وأبو السفر هو سعيد بن يُحْمِد الهمذاني. وتابعه أبو إسحاق السبيعي قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 468 - 469) والبغوي في "الجعديات" كما في "الفتح" (12/ 435) من طريق شعبة عنه به. وإسناده صحيح. 545 - عن أبي قرفاصة قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برنسا فقال "البسه" سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف. 546 - "البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن من حديث ابن عباس وصححه الترمذي والحاكم، وله شاهد من حديث سَمُرة بن جندب أخرجوه وإسناده صحيح" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) لم أره في كتاب "الثقات" لابن حبان فالله أعلم. (¬2) 3/ 377 (كتاب الجنائز - باب الثياب البيض للكفن)

ورد من حديث ابن عباس ومن حديث سمرة بن جندب ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر فأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد الرزاق (6200 و 6201) والشافعي في "مسنده" (ص 364 - 365) وابن سعد (1/ 450) وابن أبي شيبة (3/ 266) والحميدي (520) وأحمد (1/ 247 و 274 و328 و355 و363) وأبو داود (4061 و 3878) وابن ماجه (1472 و 3566) والترمذي (994) وفي "الشمائل" (65) وأبو يعلى (2410) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 357) وابن الأعرابي (ق 161/ أ) وابن حبان (5423) والطبراني في "الكبير" (الأحاديث من 12485 إلى 12493) و"الأوسط" (3495) و"الصغير" (388) وابن عدي (4/ 1479) وابن المقرئ في "المعجم" (854) وابن شاهين في "الناسخ" (595 و 596) والحاكم (1/ 354 و 4/ 185) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 99) والقضاعي (1253) والبيهقي (3/ 245 و5/ 33) وفي "الآداب" (747) وفي "الشعب" (5905) وفي "معرفة السنن" (5/ 240 و7/ 108) والخطيب في "المتفق والمفترق" (307) والبغوي في "شرح السنة" (1477) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (9) وابن السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 30) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 215) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً به (¬1). قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم (¬2) " وقال النووي: رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة" المجموع 7/ 196 وقال ابن كثير: هذا حديث جيد الإسناد رجاله على شرط مسلم" التفسير 2/ 210 قلت: وهو كما قال، وابن خثيم مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن. ولم ينفرد به بل تابعه حكيم بن جبير الكوفي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12427) وحكيم بن جبير قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث. ¬

_ (¬1) وفيه زيادة تقدم الكلام عليها عند حديث "اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر ... " (¬2) وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

وأما حديث سمرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه أيوب السَّخْتِياني عن أبي قِلابة عن عمه أبي المهلب عن سمرة مرفوعا "عليكم بهذا البياض فليلبسه أحياؤكم، وكفنوا فيه موتاكم، فإنّه من خير ثيابكم". أخرجه أحمد (5/ 20 - 21) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1314) والنسائي (4/ 29 و8/ 181) وفي "الكبرى" (9645) وابن المنذر في "الأوسط (5/ 358) والطبراني في "الكبير" (6976) وابن شاهين في "الناسخ" (597) والبيهقي (3/ 403) عن سعيد بن أبي عَروبة وعبد الرزاق (6198) وأحمد (5/ 20 - 21) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1315) والطبراني في "الكبير" (6975) والحاكم (4/ 185) عن مَعْمر بن راشد كلاهما عن أيوب به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأنّ سفيان بن عُيينة وإسماعيل بن علية أرسلاه عن أيوب" قلت: رواه جماعة عن أيوب عن أبي قلابة عن سمرة، ولم يذكروا أبا المهلب، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (5/ 241) والحاكم (4/ 185) 2 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 266) وأحمد (5/ 12) والنسائي في "الكبرى" (9643) وابن الجارود (523) والطبراني في "الكبير" (6977) والحاكم (4/ 185) 3 - حماد بن زيد. أخرجه الحسن الأشيب في "حديثه" (5) وابن سعد (1/ 449) وأحمد (5/ 21) والنسائي (8/ 181) وفي "الكبرى" (9644) 4 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه أحمد (5/ 21)

5 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه الروياني (795) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (598) 6 - حماد بن سلمة. أخرجه ابن سعد (1/ 449) 7 - عبيد الله بن عمرو الرقي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9643) ولم ينفرد به أيوب بل تابعه خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة عن سمرة ولم يذكر أبا المهلب أخرجه أحمد (5/ 10) وتابعه المتوكل بن الليث المحاربي عن أبي قلابة عن عمران بن حُصين وسمرة بن جندب به. أخرجه الطبراني "مسند الشاميين" (1439) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد قالا: ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن المتوكل به. وأخرجه في "الكبير" (18/ 225 - 226) من طريق صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن عبيد الله النصري أنّه سمع المتوكل به. الثاني: يرويه ميمون بن أبي شبيب عن سمرة. أخرجه عبد الرزاق (6199) وابن سعد (1/ 449 - 450) وابن أبي شيبة (3/ 266) وأحمد (5/ 13 و 19) وابن ماجه (3567) والترمذي (2810) وفي "الشمائل" (66) والنسائي في "الكبرى" (9642) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (108) والطبراني في "الكبير" (6759 و 6760 و 6761 و 6762) و"الأوسط" (3931) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 254) وابن شاهين في "الناسخ" (591) والحاكم (1/ 354 و 355 و 4/ 185) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 378) والبيهقي في "الآداب" (748) وفي "الشعب" (5806) والخطيب في "الجامع" (1/ 27) والهرثمية في "جزئها" (47) والبغوي في "شرح السنة" (3087) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 215) عن حبيب بن أبي ثابت والطيالسي (منحة 1800) وابن سعد (1/ 449 - 450) وأحمد (5/ 17 و 18)

والطبراني في "الكبير" (6760) وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/ 311) والبيهقي (3/ 402) وفي "الآداب" (748) وفي "الشعب" (5806) عن الحكم بن عُتيبة كلاهما عن ميمون بن أبي شبيب به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أيضاً: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن كثير: إسناده جيد" التفسير 2/ 210 قلت: ميمون بن أبي شبيب قال عمرو بن علي الفلاس: كان يحدّث عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحدث عن عمر، وعن معاذ, وعن أبي ذر، وعن سمرة بن جندب، وعن ابن مسعود، وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت، ولم أخبر أنّ أحدا يزعم أنّه سمع من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه مبارك بن فَضالة عن الحسن عن أنس مرفوعاً "خير أكحالكم الإثمد، أجلاه للبصر وأنبته للأشعار، وخير ثيابكم البيض، ألبسوها أحياؤكم، وكفنوا بها موتاكم" أخرجه ابن الأعرابي (ق 102 - 103) والقضاعي (1254) وإسناده ضعيف. مبارك بن فضالة معروف بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحسن. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أشعث عن الحسن عن أنس به، إلا أنّه لم يذكر الفقرة الأولى منه. أخرجه البزار (كشف 2941) عن هارون بن سفيان المستملى ثنا منصور بن عكرمة ثنا أشعث به. وقال: لا نعلم أحدا رواه عن أشعث عن الحسن عن أنس إلا منصور وليس به بأس وهو بصري انتقل إلى واسط وأقام بها حتى مات" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 128 الثاني: يرويه الحسين بن حكم بن طهمان عن هشام الدَّسْتُوَائي أني أبو عصام عن أنس مرفوعاً "عليكم بالبياض فليلبسه أحياؤكم، وكفنوا فيه موتاكم"

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5387) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا الحسين بن منصور الدباغ ثنا الحسين بن الحكم به. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسين بن الحكم" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر جداً، باطل بهذا الإسناد" العلل 1/ 365 وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13100) و"الأوسط" (642) وابن عدي (7/ 2535) من طريق الوليد بن محمد المُوَقَّري عن الزهري عن القاسم بن محمد عن ابن عمر مرفوعاً "عليكم بالثياب البياض، ألبسوها أحياؤكم، وكفنوها موتاكم فإنّه من خير ثيابكم". قال الهيثمي: وفيه الوليد بن محمد الموقري وهو متروك" المجمع 5/ 128 وأخرجه الروياني (1436) من طريق ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً نحوه. وابن أبي ليلى ضعيف. 547 - حديث سَمُرَة "البسوا من ثيابكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنّها أطهر وأطيب" قال الحافظ: وهو عند الترمذي مصححا، وأخرجه أيضاً عن ابن عباس" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 548 - حديث جبير بن مطعم: التفت إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجهه مثل شقة القمر" قال الحافظ: ووقع في حديث جبير بن مطعم عند الطبراني: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (1575) عن محمد بن يحيى بن مَنْده ثنا أبو كُريب ثنا فردوس بن الأشعري عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبير عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وهو عند ثنية الأراكة وهو يعطي حين فرغ من حُنين التفت إلينا ووجهه مثل شقة القمر. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 280 ¬

_ (¬1) 10/ 414 (كتاب فضائل القرآن - باب تأليف القرآن) (¬2) 7/ 383 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

قلت: مسعود بن سليمان قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 4/ 1/ 284) وفردوس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: شيخ. والباقون كلهم ثقات معروفون. وللحديث شاهد عن ابن مسعود سيأتي الكلام عليه عند حديث: اللهم إني أنشدك ما وعدتني. 549 - "التمسوا ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصُّنَابحي عن بلال مرفوعاً: فذكره، وقد أخطأ ابن لهيعة في رفعه، فقد رواه عمرو بن الحارث عن يزيد بهذا الإسناد موقوفاً بغير لفظه كما سيأتي في "المغازي" بلفظ "ليلة القدر أول السبع من العشر الأواخر" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" 550 - حديث عبد الله بن أُنيس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "التمسوها الليلة" قال: وكانت تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين، فقال رجل: هذه أولى بثمان بقين، قال "أولى بسبع بقين فإنّ هذا الشهر لا يتم". قال الحافظ: رواه أحمد والطحاوي" (¬2) له عن عبد الله بن أنيس الجهني طرق: الأول: يرويه معاذ بن عبد الله بن خُبيب الجهني عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن خبيب قال: جلس معنا عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلسه في مجلس جهينة في رمضان فقلنا له: يا أبا يحيى سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الليلة المباركة من شيء؟ فقال: نعم، جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر الشهر فقلنا له: يا رسول الله، متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال "التمسوها هذه الليلة" وقال: وذلك مساء ليلة ثلاثة وعشرين، فقال له رجل من القوم: وهي إذا يا رسول الله أول ثمان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنها ليست بأول ثمان ولكنها أول السبع إنّ الشهر لا يتم". أخرجه أحمد (3/ 495) عن إبراهيم بن سعد الزهري ¬

_ (¬1) 5/ 169 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬2) 5/ 168 (صلاة التراويح - باب تحرى ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

وابن خزيمة (2185) عن إسماعيل بن عُلية و (2186) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 85 - 86) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 96) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 356) عن يزيد بن أبي حبيب (¬1) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 235) والطحاوي (3/ 86) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 213) عن أحمد بن خالد الوَهْبي كلهم عن محمد بن إسحاق ثني معاذ بن عبد الله به. وعبد الله بن عبد الله بن خبيب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا أخوه معاذ بن عبد الله فهو مجهول لكنّه قد توبع كما سيأتي. الثاني: يرويه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم واختلف عنه: - فقال عبد الله بن جعفر المَخْرَمي: عن يزيد بن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن أنيس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم وسألوه عن ليلة يتراءونها في رمضان قال "ليلة ثلاث وعشرين" أخرجه أحمد (3/ 495) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن يزيد بن الهاد به. - وقال يحيى بن أيوب الغافقي المصري: عن يزيد بن الهاد أنّ أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أخبره عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عبد الله بن أنيس قال: كنا ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن عبد الحكم المصري وشعيب بن الليث بن سعد وعبد الله بن صالح المصري ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن إسحاق عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أخيه عبد الله عن عبد الله بن أنيس به. وخالفهم شبابة بن سوار المدائني فرواه عن الليث وأسقط منه ابن إسحاق ومعاذ بن عبد الله. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 73) وفي "المسند" (852) والأول أصح.

بالبادية فقلنا: إنْ قدمنا بأهلينا شقّ علينا وإنْ خلفناهم أصابتهم ضيقة، قال: فبعثوني وكنت أصغرهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له قولهم فأمرنا بليلة ثلاث وعشرين. أخرجه الطحاوي (3/ 86) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (90) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 212) - وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي: عن يزيد بن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن عبد الله بن أنيس. أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 344) والخطيب (¬1) في "المتفق والمفترق" (783) وابن عبد البر (¬2) في "التمهيد" (21/ 211 - 212) الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن ضَمْرة بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا: فذكر الحديث وفيه فقال "كم الليلة؟ " فقلت: اثنتان وعشرون، قال "هي الليلة" ثم رجع فقال "أو القابلة" يريد ليلة ثلاث وعشرين. أخرجه أبو داود (1379) والنسائي في "الكبرى" (3401) من طريق إبراهيم بن طهمان الخراساني عن عَبّاد بن إسحاق عن الزهري به. وعباد بن إسحاق هو عبد الرحمن بن إسحاق العامري القرشي. وأخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 345) من طريق عدي بن الفضل التيمي البصري عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن ضَمْرة بن عبد الله بن أنيس وعبد الرحمن بن كعب أنهما سمعا عبد الله بن أنيس. واختلف فيه على عبد الرحمن بن إسحاق، فرواه موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري سمع عبد الله بن كعب وعمرو بن عبد الله بن أنيس أنّ عبد الله بن أنيس أخبرهما بذلك. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 125) والنسائي في "الكبرى" (3402) والطبراني (13/ حديث رقم 343) وقال النسائي: موسى بن يعقوب ليس بذلك القوي" (¬3) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده عن أبيه. (¬2) سقط من إسناده عن أبيه. (¬3) والأول أصح، فقد رواه بكير بن مسمار عن الزهري قال: قلت لضمرة بن عبد الله بن أنيس: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبيك في ليلة القدر؟ قال: كان أبي صاحب بداية قال: فقلت: يا رسول الله مرني بليلة أنزل فيها؟ قال "انزل ليلة ثلاثة وعشرين" قال: فلما تولى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اطلبوها في العشر الأواخر" =

قلت: ولم ينفرد به الزهري بل تابعه بكير بن عبد الله قال: سألت ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن ليلة القدر فقال: سمعت أبي يخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "تحروها ليلة ثلاث وعشرين" أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 338) ثنا أبو مسلم الكشي ثنا يحيى بن كثير الناجي ثنا ابن لهيعة عن بكير به (¬1). وابن لهيعة ضعيف. الرابع: يرويه محمد بن إبراهيم التيمي عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، إنّ لي بادية أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد، فقال "انزل ليلة ثلاثة وعشرين". أخرجه أبو داود (1380) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 235) والطحاوي (3/ 88) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 340 و 341) والبيهقي (4/ 309 - 310) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 211) والبغوي في "شرح السنة" (1826) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثنا محمد بن إبراهيم به. الخامس: يرويه أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بُسر بن سعيد عن عبد الله بن أنيس رفعه "أريت ليلة القدر ثم أنسيتها وأراني صبحها أسجد في ماء وطين" قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانصرف وإنّ أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. أخرجه مسلم (1168) وأحمد (3/ 495) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 235 - 236) والطبراني (13/ حديث رقم 353 و 354 و 355) والبيهقي (4/ 309) وفي "فضائل الأوقات" (89) وفي "الشعب" (3401) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 210) السادس: يرويه عبد الله بن عمر العمري عن عيسى بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره بليلة ثلاث وعشرين. ¬

_ = أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 408) والطبراني (13/ حديث رقم 339) والبيهقي في "الشعب" (3403) (¬1) ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (13/ 323) وأخرجه الطحاوي (3/ 86) من طريق عبد الله بن يوسف التَّنَّيسي ثني ابن لهيعة به.

أخرجه عبد الرزاق (7692) عن العمري به. وأخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 336) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. والعمري مختلف فيه، وعيسى بن عبد الله بن أنيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. السابع: يرويه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن داود بن الحصين عن عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ أنزل المدينة ليلة ثلاث وعشرين من رمضان. أخرجه عبد الرزاق (7694) والأسلمي قال يحيى القطان ويحيى بن معين: كذاب. الثامن: يرويه يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس قال: حدثني بلال بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أنّه قال: يا رسول الله، أخبرني بليلة يُبتغى فيها ليلة القدر، فقال "لولا أن ينزل الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك، ولكن ابتغها في ثلاث وعشرين من الشهر" أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 342) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الصلت بن مسعود الجَحْدَرِي ثنا يحيى بن يزيد به. قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 178 قلت: بلال بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ويحيى بن عبد الله قال أحمد: لم يكن به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن عبد الله والصلت بن مسعود ثقتان. - ورواه عبد العريز بن بلال بن عبد الله بن أنيس واختلف عنه: • فقال يحيى بن محمد بن عبد الله الجَارِي: ثني عبد العزيز بن بلال عن أبيه عن خالته بنت عبد الله بن أنيس عن عبد الله بن أنيس أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر فقال "رأيتني أسجد في ماء وطين" فقلت: بيّن لي حتى أتحراها؟ فقال "تحرها في النصف الأواخر" قلت: في أي النصف الآخر؟ قال "في ثلاث وعشرين" أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 346)

ويحيى الجاري مختلف فيه، وعبد العزيز بن بلال ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وابنة عبد الله بن أنيس ما عرفتها. • وقال محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: ثنى عبد العزيز بن بلال عن أمه (¬1) عن بلال بن عبد الله عن عطية بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن أنيس فذكر نحوه. أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 347) عن إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن أبي فديك به. وابن أبي فديك مختلف فيه كذلك، وأم عبد العزيز ما عرفتها، وعطية بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. الثامن: يرويه يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري المدني عن أبيه قال: كنت جالسا مع أبي على الباب، إذ مرّ بنا ابن عبد الله بن أنيس، فقال أبي: ما سمعت من أبيك يذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر؟ فقال: سمعت أبي يقول: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إني رجل ينازعني البادية، فمرني بليلة آت فيها المدينة، فقال "إيت في ليلة ثلاث وعشرين" أخرجه الطحاوي (3/ 86) عن روح بن الفرج المصري ثنا أبو زيد بن أبي الغمر ثنا يعقوب بن عبد الرحمن به. ورواته ثقات إلا ابن عبد الله بن أنيس فلم يسم، وابن أبي الغمر اسمه عبد الرحمن بن عمر (¬2). وللحديث شاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كم مضى من الشهر؟ " قلنا: مضت ثنتان وعشرون وبقي ثمان، قال "لا، بل مضت منه اثنتان وعشرون وبقي سبع اطلبوها الليلة". أخرجه أحمد (2/ 251) وابن ماجه (1656) وقاسم المطرز في "الفوائد" (38) وابن حبان (3450) والبيهقي (4/ 310) ¬

_ (¬1) قال محقق كتاب الطبراني: وفي نسخة "عن أبيه" بدل "عن أمه". قلت: أخرجه الطحاوي (3/ 88) عن روح بن الفرج عن أحمد بن صالح فقال فيه: عبد العزيز بن بلال بن عبد الله عن أبيه بلال بن عبد الله. (¬2) ترجمته في "الثقات" لابن حبان (8/ 380) - "تهذيب التهذيب" (6/ 249) - "الديباج المذهب" (1/ 472) - حسن المحاضرة (1/ 447)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي وأحمد (2/ 251) عن يعلي بن عبيد الطنافسي وابن خزيمة (2179) وابن حبان (2548) وقاسم المطرز (37) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وقاسم المطرز (36) عن أبي بكر بن عياش و (39) عن حفص بن غياث الكوفي والبيهقي (4/ 310) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري كلهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به. وخالفهم أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش فرواه عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه قاسم المطرز (40) والبيهقي (4/ 310) والأول أصح، وقائد الأعمش قال العقيلي: في حديثه عن الأعمش وهم كثير، وقال البخاري: في حديثه نظر. والحديث قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 63 قلت: وهو كما قال. وله شاهدين مرسلين أيضاً الأول: يرويه مَعْمَر عن أيوب وغيره عن بعضهم أنّ الجهني أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني صاحب بادية وماشية فأوصني بليلة القدر أقوم فيها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أو ليلتين" قال: بل ليلة، فدعاه فسارّه، لا يدري أحد ما أمره، فقال الناس: انظروا الليلة التي يقوم فيها الجهني، فكان إذا كان ليلة ثلاث وعشرين نزل بأهله، وقام تلك الليلة. أخرجه عبد الرزاق (7689) عن معمر به.

وإسناده ضعيف للبعض الذي لم يسم. الثاني: يرويه ابن جُريج قال: أُخبرت أنّ الجهني عبد الله بن أنيس جاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني ذو ثقلة وضيعة فأمرني بليلة، قال "أو ليلتين" قال: بل ليلة، فدعاه فسارّه مرتين أو ثلاثاً فأمره بليلة ثلاث وعشرين، فكان يمسي تلك الليلة في المسجد ولا يخرج منه حتى يصبح، ولا يشهد شيئاً من رمضان قبلها ولا بعدها ولا يوم الفطر. أخرجه عبد الرزاق (7690) عن ابن جريج به. وإسناده ضعيف أيضاً. 551 - "الْحَق خالداً فقل له: لا تقتل ذرية ولا عسيفا" (¬1) انظر حديث "ما كانت هذه لتقاتل" 552 - "الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان" قال الحافظ: أخرجه البزار من رواية مليح بن عبد الله السعدي عن أبي هريرة مرفوعاً، وأخرجه عبد الرزاق من هذا الوجه موقوفاً، وهو المحفوظ" (¬2) أخرجه البزار (كشف 475) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن مليح بن عبد الله السعدي عن أبي هريرة مرفوعاً به (¬3). وقال: لا نعلم روى مليح عن أبي هريرة إلا هذا" وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 334 - المجمع 2/ 78 قلت: اختلف فيه على محمد بن عمرو، فرواه غير واحد عنه عن مليح بن عبد الله عن أبي هريرة موقوفاً، منهم: 1 - مالك. أخرجه في "الموطأ" (1/ 92) ¬

_ (¬1) 6/ 488 (كتاب الجهاد - باب أهل الدار يبيتون) (¬2) 2/ 325 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب اثم من رفع رأسه قبل الإمام) (¬3) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7688) من طريق أبي سعد محمد بن سعد الأشهلي ثني محمد بن عجلان عن محمد بن عمرو بن علقمة بهذا الإسناد بلفظ "إنّ الذي يسجد قبل الإمام ويرفع قبله إنما ناصيته بيد شيطان" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا أبو سعد الأشهلي"

2 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 327) 3 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (989) وقال: وقد كان سفيان ربما رفعه وربما لم يرفعه" وقال ابن عبد البر: لا يصح إلا موقوفاً" التمهيد 13/ 59 قلت: ومليح بن عبد الله ترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا محمد بن عمرو بن علقمة فهو مجهول. 553 - حديث ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه فقال: "ألستم تعلمون أنّ من أطاعني فقد أطاع الله، وإنّ من طاعة الله طاعتي؟ " قالوا: بلى نشهد. قال "فإنّ من طاعتي أنْ تطيعوا أمراءكم" وفي لفظ "أئمتكم" قال الحافظ: ووقع عند أحمد وأبي يعلى والطبراني من حديث ابن عمر قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (2/ 93) وأبو يعلى (5450) والطحاوي في "شرح المعاني (1/ 404) وابن حبان (2109 و 2110) والطبراني في "الكبير" (13238) والخطيب في "التاريخ" (12/ 264 - 265) من طرق عن عقبة بن أبي الصهباء أبي خُرَيم الباهلي ثنا سالم بن عبد الله بن عمر أنّ عبد الله بن عمر حدّثه أنّه كان ذات يوم عند رسول - صلى الله عليه وسلم - مع نفر من أصحابه، فأقبل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا هؤلاء ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ " قالوا: بلى نشهد أنك رسول الله. قال "ألستم تعلمون أنّ الله أنزل في كتابه من أطاعني فقد أطاع الله؟ " قالوا: بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله وإنّ من طاعة الله طاعتك. قال "فإنّ من طاعة الله أنْ تطيعوني، وإنّ من طاعتي أنْ تطيعوا أئمتكم، أطيعوا أئمتكم فإنْ صلوا قعودا فصلوا قعودا". قال ابن حبان: أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال: سألت يحيى بن معين عن عقبة بن أبي الصهباء فقال: ثقة" ¬

_ (¬1) 16/ 229 (كتاب الأحكام - باب قول الله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 67 قلت: وإسناده صحيح. 554 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاوية: "ألق الأداوة، وحرّف القلم، وأقم الباء، وفرق السين، ولا تعور الميم" ذكر الحافظ أنّ الجمهور ضعفوا هذا الحديث (¬1). 555 - "أَلْقِ عنك شعر الكفر واختتن" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث كليب جد عُثَيْم بن كثير أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: فذكره، سند الحديث ضعيف، وقد قال ابن المنذر: لا يثبت فيه شيء" (¬2) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (9835 و 19224) عن ابن جُريج قال: أُخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنّه جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: قد أسلمت، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألق عنك شعر الكفر" يقول: احلق. قال ابن جريج: واخبرني آخر عنه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لآخر "ألق عنك شعر الكفر واختتن" وأخرجه أحمد (3/ 415) عن عبد الرزاق به. ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 499) وأخرجه أبو داود (356) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1692 و 2795) والطبراني في "الكبير" (22/ 395 - 396) وابن عدي (1/ 223) والبيهقي (1/ 172 و 8/ 323 - 324) وفي "المعرفة" (13/ 62) وفي "الصغرى" (3401 و 3402) من طرق عن عبد الرزاق به. قال ابن عدي: وهذا الذي قاله ابن جريج في هذا الإسناد: وأخبرت عن عثيم بن كليب، إنما حدّثه إبراهيم بن أبي يحيى فكنى عن اسمه" ثم أخرجه هو وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "التهذيب" (8/ 447) و¬

_ (¬1) 9/ 44 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء) (¬2) 12/ 461 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

"الإصابة" (8/ 315 - 316) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 389) وأبو نعيم في "الصحابة" (3862 و 5869) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 500) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده به (¬1). وقال ابن القطان الفاسي: إسناده غاية في الضعف، مع الانقطاع الذي في قول ابن جريج: أخبرت، وذلك أنّ عثيم بن كليب وأباه وجده مجهولون" الوهم والإيهام 3/ 43 وقال الذهبي في "المغني": عثيم لا يدرى من هو ولا أبوه" قلت: وإبراهيم بن أبي يحيى كذبه ابن معين وغيره. وللحديث شاهد عن واثلة بن الأسقع وعن قتادة أبي هشام الرهاوي فأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 82) و"الصغير" (880) وأبو الشيخ في "الطبقات" (469) والحاكم (3/ 570) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 329) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 37 - 38) من طريق سليم بن منصور بن عمار ثنا أبي عن معروف أبي الخطاب الدمشقي عن واثلة قال: لما أسلمت أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي "اذهب فاغتسل بماء وسدر وألق عنك شعر الكفر". قال الطبراني: لم يُرو عن واثلة إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور بن عمار" قلت: وهو ضعيف. قال ابن عدي: منكر الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يقيم الحديث. ومعروف أبو الخطاب مختلف فيه. وأما حديث قتادة الرهاوي فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2618) والطبراني في "الكبير" (19/ 14) وابن شاهين كما في "الإصابة" (8/ 140) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني ثنا قتادة بن الفضل بن قتادة الرهاوي عن أبيه ثني عم أبي هشام بن قتادة الرهاوي عن أبيه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت فقال لي "يا قتادة اغتسل بماء وسدر واحلق عنك شعر الكفر" وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر من أسلم أنْ يختتن، وكان ابن ثمانين سنة. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 283 ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن قانع (2/ 383) من طريق أبي نعيم الحلبي ثنا خالد بن عمرو عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن كثير بن كليب عن أبيه به.

قلت: قتادة بن الفضل وأبوه وهشام بن قتادة ذكرهم ابن حبان في "الثقات" وحده. 556 - عن رجل له صحبة قال: جلس رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده خاتم من ذهب فقرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده بقضيب فقال "ألق هذا" قال الحافظ: رواه يونس عن الزهري عن أبي إدريس عن رجل له صحبة قال: فذكره" (¬1) مرسل وهو من حديث الزهري واختلف عنه: - فقيل: عنه عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي ثعلبة الخُشَنِي قال: قعد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل وعليه خاتم من ذهب فقرع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده بقضيب كان في يده، ثم غفل عنه، فألقى الرجل خاتمه، ثم نظر إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أين خاتمك؟ " قال: ألقيته. قال "أظننا قد أوجعناك وأغرمناك". أخرجه ابن سعد (8/ 416) وأحمد (4/ 195) والنسائي (8/ 149) وفي "الكبرى" (9503) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 261) وابن حبان (303) والطبراني في "الكبير" (22/ 216 - 217 و 217) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 200) من طريق النعمان بن راشد الجزري عن الزهري به. قال ابن حبان: النعمان بن راشد ربما أخطأ على الزهري" قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك. سؤالات الجنيد ص 454 و455 - وقيل: عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني أنّ رجلاً ممن أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - لبس خاتما من ذهب، فذكر نحوه. أخرجه النسائي (8/ 149) وفي "الكبرى" (9504) عن أحمد بن عمرو بن السرح المصري ثنا ابن وهب وهو في "جامعه" (589) أني يونس - هو ابن يزيد - عن الزهري به. وقال: وحديث يونس أولى بالصواب من حديث النعمان" قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد به يونس بل تابعه الأوزاعي عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى على رجل خاتما من ذهب، فذكر نحوه. ¬

_ (¬1) 12/ 435 - 436 (كتاب اللباس - باب خواتيم الذهب)

أخرجه النسائي (8/ 149 - 150) وفي "الكبرى" (9505) - ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن الزهري واختلف عنه: • فرواه عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب العمري عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي إدريس مرسلاً. أخرجه النسائي (8/ 150) وفي "الكبرى" (9506) • ورواه محمد بن جعفر الوَرَكاني عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، ولم يذكر أبا إدريس. أخرجه النسائي (8/ 150) وفي "الكبرى" (9507) وقال: وهذا المرسل أشبه بالصواب" - وقيل: عن الزهري مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (19477) عن معمر عن الزهري به. 557 - عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت رجلاً جاء بخاتم وجده بالحجر في بيوت المعذبين فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - واستتر بيده أنْ ينظر إليه وقال "ألقه" فألقاه. قال الحافظ: رواه الحاكم في "الإكليل" وإسناده ضعيف" (¬1) 558 - "ألقه على بلال فإنّه أنْدَى صوتا منك" قال الحافظ: ولهذا قال لعبد الله بن زيد: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى" 559 - عن يعلى أَنَّه مَرَّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو متخلق، فقال "ألك امرأة؟ " قال: لا، قال "اذهب فاغسله" قال الحافظ: وروى الطحاوي من طريق أبي حفص بن عمرو عن يعلى: فذكره" (¬3) له عن يعلي بن مرة الثقفي طرق: الأول: يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 2/ 77 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في مواضع الخسف) (¬2) 1/ 227 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب فضل التأذين) (¬3) 4/ 137 (كتاب الحج - باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب)

- فقال غير واحد: عن عطاء عن عبد الله (¬1) بن حفص عن يعلى قال: أبصرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا متخلق، فقال لي "يا يعلى ألك امرأة؟ " فقلت: لا، قال "فاغسله ولا تَعُد، ثم اغسله ولا تَعُد" قال يعلى: فغسلته ولا أعود، ثم غسلته ولا أعود، ثم غسلته ولا أعود. منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (822) والنسائي (8/ 132) وفي "الكبرى" (6419) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 216) 2 - محمد بن فُضيل الكوفي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1569) والطبراني في "الكبير" (22/ 268) 3 - قيس بن الربيع الكوفي. أخرجه الطبراني (22/ 268) 4 - موسى بن أَعْين الجزري. أخرجه النسائي (8/ 132) وفي "الكبرى" (9420) والطبراني (22/ 268) 5 - عَبيدة بن حُميد الكوفي. أخرجه أحمد (4/ 173) - وقال وَرْقَاء بن عمر اليشكري: عن عطاء عن عبد الله بن حفص بن أبي عقيل عن يعلى. أخرجه الطبراني (22/ 267) - وقال حماد بن سلمة: عن عطاء عن حفص بن عبد الله عن يعلى. أخرجه أحمد (4/ 171) والطبراني (22/ 267) - ورواه شعبة عن عطاء واختلف عنه: ¬

_ (¬1) ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: لا نعرفه، ولم يَرو عنه غير عطاء بن السائب، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

• فقال عفان بن مسلم البصري: ثنا شعبة عن عطاء عن حفص بن عمر عن يعلى. أخرجه الطبراني (22/ 267) • وقال خالد بن الحارث البصري: عن شعبة عن عطاء قال: سمعت أبا حفص بن عمرو يحدّث عن يعلى. أخرجه النسائي (8/ 131) وفي "الكبرى" (9416) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 128) وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري أنا شعبة عن عطاء قال: سمعت رجلاً من آل أبي عقيل يقال له: أبو حفص بن عمرو يحدّث عن يعلى. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (861) عن علي بن الجعد به. ومن طريقه أخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3161) • وقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن عطاء عن أبي عمرو بن حفص أو أبي حفص بن عمرو عن يعلى. أخرجه أحمد (4/ 171) وتابعه رَوح بن عبادة البصري ثنا شعبة به. أخرجه ابن سعد (6/ 40) وأحمد (4/ 173) وأبو نعيم في "الصحابة" (6640) والبيهقي في "الشعب" (6000) • ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة واختلف عنه: فقال محمود بن غيلان المروزي: ثنا أبو داود ثنا شعبة عن عطاء قال: سمعت أبا حفص بن عمرو (¬1) يحدّث عن يعلى. أخرجه الترمذي (2816) والنسائي (8/ 131 - 132) وفي "الكبرى" (9417) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 525) وقال الترمذي: حديث حسن" وقال محمد بن المثنى: ثنا أبو داود شعبة عن عطاء عن أبي عمرو عن رجل عن يعلى (¬2). ¬

_ (¬1) انظر "تحفة الأشراف" (11/ 118 - 119) - "تهذيب الكمال" (14/ 426 - 427) (¬2) انظر "تحفة الأشراف" (11/ 119) - "تهذيب الكمال" (14/ 427)

أخرجه النسائي (8/ 132) وفي "الكبرى" (9418) • وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي: ثنا شعبة عن عطاء عن رجل من ثقيف عن يعلى. أخرجه الطحاوي (2/ 128) الثاني: يرويه عبد الله بن يعلي بن مرّة عن أبيه قال: اغتسلت وتخلقت بخَلُوق، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح وجوهنا، فلما دنا مني جعل يجافي يده عن الخَلُوق، فلما فرغ قال "يا يعلى ما حملك على الخلوق أتزوجت؟ " قلت: لا، قال لي "اذهب فاغسله" فمررت على ركية فجعلت أقع فيها، ثم جعلت أتدلك بالتراب حتى ذهب، ثم جئت إليه، فلما رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "عاد بخير دينه العلا تاب واستهلت السماء" أخرجه أحمد (4/ 171) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي ثني عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرّة عن أبيه عن جده به. وعمر بن عبد الله قال أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ثني عبد الله بن يعلي بن مرة عن أبيه قال: إطليت يوما ثم تَخَلَّقْت فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فناولته يدي فقلت: يا رسول الله صلِّ عليّ، فقال "ما هذا الذي في يدك؟ " فقلت: إني تنورت ثم تخلقت، فقال "ألك امرأة؟ " قلت: لا، قال "ألك سرية؟ " قلت: لا، قال "فانطلق فاغسله، ثم اغسله" ثلاث مرات. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 216) والطبراني (22/ 266) والبيهقي في "الشعب" (6001) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به. وعبد الرحمن بن إسحاق قال ابن معين وجماعة: ضعيف. الثالث: يرويه عثمان الأعشى أبو المغيرة الثقفي حدثتني حكيمة بنت غيلان الثقفية عن زوجها يعلي بن أمية: فذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخَلُوق. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1570) عن ابن أبي شيبة ثنا يحيى بن يعلى ثنا أبي ثني غيلان ثني عثمان الأعشى به. وحكيمة بنت غيلان لم أر من ترجمها، والباقون كلهم ثقات، ويعلى هو ابن الحارث، وغيلان هو ابن جامع. 560 - عن أبي هريرة قال: كنا إذا نزلنا طلبنا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم شجرة وأظلها، فنزل تحت شجرة, فجاء رجل فأخذ سيفه فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ قال "الله" فأنزل الله - والله يعصمك من الناس -

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهذا إسناد حسن" (¬1) حسن أخرجه ابن حبان (موارد 1739) عن مؤمل بن إسماعيل البصري وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير (2/ 79) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني قالا: ثنا حماد بن سلمة ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فينزل تحتها، وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر. فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة، ثم دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم فأيقظه فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "الله" فأنزل الله - يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس - الآية" وإسناده حسن كما قال الحافظ للخلاف المعروف في محمد بن عمرو بن علقمة. 561 - حديث ابن عباس: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة إذ قال: "الله أكبر - إذا جاء نصر الله والفتح - وجاء أهل اليمن تقية قلوبهم حسنة طاعتهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية" قال الحافظ: أخرجه البزار" (¬2) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه الزهري عن أبي حازم عن ابن عباس قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة إذ قال "الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله والفتح جاء أهل اليمن" قيل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال "قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية". أخرجه البزار (كشف 2837) وابن حبان (7298) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج ¬

_ (¬1) 6/ 438 (كتاب الجهاد - باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة) (¬2) 9/ 162 - 163 (كتاب المغازي - باب قدوم الأشعريين)

وأبو يعلى (2505) والطبري في "تفسيره" (30/ 332) وابن عدي (2/ 766) عن إسماعيل بن موسى السُّدَّي كلاهما عن الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي عن مَعْمَر عن الزهري به. واختلف فيه على الحسين بن عيسى، فرواه إسحاق بن بهلول عنه عن معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن عدي (2/ 766) وقال: وكلا الروايتين عن معمر عن الزهري فسواء عن عكرمة أو عن أبي حازم عن ابن عباس منكر جداً" وقال البزار: لا نعلم أسند الزهري عن أبي حازم غير هذا" وقال الهيثمي: وفيه الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 55 الثاني: يرويه هلال بن خَبَّاب البصري عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت - إذا جاء نصر الله والفتح - حتى ختم السورة قال: نُعيت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه حين نزلت، قال: فأخذ بأشدّ ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك "جاء الفتح ونصر الله، وجاء أهل اليمن" فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال "قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم. الإيمان يمان، والفقه يمان" أخرجه النسائي في "الكبرى" (11712) والطبراني في "الأوسط" (2016) و"الكبير" (11903) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي والدارمي (80) والطبراني في "الكبير" (11904) عن عباد بن العوام الواسطي كلاهما عن هلال بن خباب به. ورواته ثقات إلا أنّ هلال بن خباب كان قد تغير قبل موته. وخالفه معمر فرواه عن عكرمة مرسلاً. أخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 333) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به.

وإسناده إلى عكرمة صحيح. وللحديث شاهد عن أبي هريرة قال: لما نزلت - إذا جاء نصر الله والفتح - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا. الإيمان يمان، الفقه يمان، الحكمة يمانية" أخرجه أحمد (2/ 277) عن عبد الرزاق أنا هشام بن حسان عن محمد قال: سمعت أبا هريرة قال: فذكره. وإسناده صحيح. 562 - عن واسع بن حبان أنّه سأل ابن عمر عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "الله أكبر كلما وضع ورفع" قال الحافظ: ولأحمد والنسائي من طريق واسع بن حبان: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (2/ 152) والنسائي (3/ 53) وفي "الكبرى" (1243) وأبو يعلى (5764) وابن خزيمة (576) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 132 - 133) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 268) وابن البختري في "حديثه" (721) والبيهقي (2/ 178) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 180 - 181) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (14) عن ابن جُريج والطبراني في "الكبير" (13313) عن خالد بن عبد الله الواسطي كلاهما عن عمرو بن يحيى المازني عن محمد بن يحيى بن حَبَّان عن عمه واسع بن حبان أنّه سأل عبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: الله أكبر كلما وضع، الله أكبر كلما رفع. ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله عن يساره" (¬2). قال ابن حزم وابن عبد البر: إسناده صحيح" الاستذكار 2/ 217 - المحلى 4/ 181 وقال الحافظ: إسناده حسن" نتائج الأفكار 2/ 52 - 53 ¬

_ (¬1) 2/ 359 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب إيجاب التكبير) (¬2) رواه أحمد عن روح بن عبادة عن ابن جريج فقال فيه "السلام عليكم عن يساره" ورواه جماعة عن روح فقالوا فيه "السلام عليكم ورحمة الله" وهذا أصح.

قلت: بل إسناده صحيح رواته ثقات، وابن جريج صرّح بالإخبار من عمرو بن يحيى فانتفت تهمة تدليسه. ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن عمرو بن يحيى فقال فيه "السلام عليكم عن يساره" أخرجه أحمد (2/ 71 - 72) والنسائي (3/ 53) وابن عساكر (¬1) في "معجم الشيوخ" (1206) وقال النسائي: هذا حديث منكر، والدراوردي ليس بالقوي" تحفة الأشراف 6/ 257 وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن على شرط مسلم" قلت: الأول أصح. 563 - حديث المِسْوَر بن مَخْرَمَة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه فقال: "الله بعثني للناس كافة فأدوا عني ولا تختلفوا عليّ" فبعث عبد الله بن حذافة إلى كسرى، وسليط بن عمرو إلى هوذة بن علي باليمامة، والعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي بهجر، وعمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعبّاد ابني الجُلَنْدَى بعُمَان، ودحية إلى قيصر، وشجاع بن وهب إلى ابن أبي شمر الغساني، وعمرو بن أمية إلى النجاشي، فرجعوا جميعاً قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - غير عمرو بن العاص. قال الحافظ: ورواه الطبراني" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسله إلى الملوك" 564 - حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه "الله مع القاضي ما لم يَجُر" قال الحافظ: قال ابن بطال: أخرجه ابن المنذر. قلت: وأخرجه أيضاً ابن ماجه والترمذي واستغربه، وصححه ابن حبان والحاكم" (¬3) حسن ¬

_ (¬1) ووقع في روايته: السلام عليكم ورحمة الله عن يساره. (¬2) 9/ 192 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر) (¬3) 16/ 238 (كتاب الأحكام - باب أجر من قضى بالحكمة)

أخرجه الترمذي (1330) والبزار (3336) والدينوري في "المجالسة" (3493) وابن حبان (5062) والحاكم (4/ 93) وابن بشران (929) والبيهقي في "الصغرى" (4108) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا عمران القطان عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن أبي أوفى مرفوعاً "إنّ الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان" واختلف فيه على عمران القطان، فرواه محمد بن بلال الكندي عنه عن حسين المعلم (¬1) عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن أبي أوفى مرفوعا "إنّ الله - عز وجل - مع القاضي ما لم يجر. فإذا جار وكله إلى نفسه" أخرجه ابن ماجه (2312) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2365) والبزار (3337) وابن عدي (6/ 2145) والبيهقي (10/ 88) والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 458) والأول أصح، ومحمد بن بلال الكندي قال ابن عدي: يغرب عن عمران، وقال العقيلي: يهم في حديثه كثيرا. والحديث قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان" وقال الحاكم: الإسناد صحيح" قلت: الحديث إسناده حسن، عمرو وعمران صدوقان، وأبو إسحاق الشيباني ثقة، ولم ينفرد به بل تابعه عامر الشعبي عن ابن أبي أوفى "إنّ الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار وكله إلى نفسه" أخرجه أبو نعيم في "مسند فراس بن يحيى" (11) وفي إسناده داود بن الزِّبْرِقَان وهو متروك. وللحديث شاهد عن معقل بن يسار وعن ابن مسعود فأما حديث معقل بن يسار فأخرجه أحمد (5/ 26) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي شيبة يحيى بن يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن نُفيع بن الحارث عن معقل بن يسار قال: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ أقضي بين قوم فقلت: ما أحسن أنْ أقضي يا رسول الله، قال "الله مع القاضي ما لم يحف عمدا". ¬

_ (¬1) هكذا وقع عند ابن عدي وابن أبي عاصم والبيهقي، ووقع عند ابن ماجه والمزي "حسين بن عمران" ووقع عند البزار "حسين بن عبد الله" وقال: ولا نعلم من حسين بن عبد الله هذا.

وأخرجه الروياني (1298) من طريق أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا إسماعيل بن عياش به. ونفيع بن الحارث هو الأعمى أبو داود قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الروية عنه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير" (9792) من طريق سهل بن حماد الدلال البصري ثنا حفص بن سليمان ثنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً "إنّ الله - عز وجل - مع القاضي ما لم يحف عمدا". حفص بن سليمان هو الأسدي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 565 - "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا" سكت عليه الحافظ (¬1). هو في "صحيح البخاري" (فتح 14/ 73) ومسلم (1055) من حديث أبي هريرة. 566 - عن قيس بن سعد بن عبادة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه وهو يقول: "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وسنده جيد" (¬2) يرويه الأوزاعي واختلف عنه: - فقال الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زُرَارة عن قيس بن سعد بن عُبادة قال: زارنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منزلنا فقال "السلام عليكم ورحمة الله" فذكر الحديث وفيه "ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وهو يقول "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة" ... الحديث وفيه طول. أخرجه أحمد (3/ 421) وأبو داود (5185) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (87) والنسائي في "اليوم والليلة" (325) والطبراني في "الكبير" (18/ 353 - 354) والبيهقي في "الشعب" (8427) ¬

_ (¬1) 14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر) (¬2) 13/ 424 (كتاب الدعوات - باب هل يُصلى على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -)

- وقال شعيب (¬1) بن إسحاق الدمشقي: ثنا الأوزاعي أني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة مرسلاً. ليس فيه قيس بن سعد. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (326) - وقال عبد الله بن المبارك: عن الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى سعد بن عبادة زائرا فقال: وذكر الحديث. مرسل أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (327) قال الحافظ: في "تلخيص الحبير" (1/ 99): اختلف في وصله وإرساله ورجال إسناد أبي داود رجال الصحيح وصرّح فيه الوليد بالسماع والله أعلم، ومع ذلك فذكره النووي في "الخلاصة" في فصل الضعيف" قلت: رواته ثقات وما أظنّ محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زارة سمع من قيس بن سعد بن عبادة والله تعالى أعلم. والحديث اختلف فيه على محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، فرواه ابن أبي ليلى عنه عن محمد (¬2) بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد فقال "السلام عليكم" فردّ سعد وخافت، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه لا يؤذن له انصرف، فخرج سعد في أثره فقال: يا رسول الله ما منعني أنْ أسمعك إلا إني أحببت أن استكثر من تسليمك، فرجع معه فوضع له ماء في جَفْنَة فاغتسل ثم أمر بِمِلْحَفَة مصبوغة بِوَرْس فَالْتَحَفَ بها كأني انظر الورس في عُكْنة جنبه فقال "اللهم صلَّ على الأنصار وعلى ذرية الأنصار" (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 156) وأحمد (6/ 6 - 7) وابن ماجه (466 و 3604) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1765) والبزار (3744) والنسائي في "اليوم والليلة" (324) ¬

_ (¬1) تابعه عمر بن عبد الواحد الدمشقي وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي عن الأوزاعي مرسلا ولم يذكرا قيس بن سعد. قاله أبو داود (¬2) وقيل: عمرو. (¬3) السياق للنسائي. زاد الطبراني وغيره: فلما أراد أنْ ينصرف أتي بحمار فجعل عليه قطيفة ما هي بخز ولا مرعزي وأرسل معه ابنه يرد الحمار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "احمله بين يدي" فقال: سعد: يا رسول الله أحمله بين يديك، قال "نعم هو أحق بصدر حماره" قال: يا رسول الله، الحمار لك، قال "احمله خلفي"

وأبو يعلى (1435) والطبراني في "الكبير" (18/ 349 و 349 - 350) وابن السني في "اليوم والليلة" (663) والمزي في "تهذيب الكمال" (25/ 367 - 368) قال البخاري: لم يصح إسناده" تهذيب التهذيب 9/ 221 قلت: وهو كما قال، ومحمد بن شرحبيل قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه. 567 - حديث بُريدة رفعه "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" قال الحافظ: أخرجه أبو العباس السراج، وأصله عند أحمد" (¬1) ضعيف جداً أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 353) وأحمد بن منيع (المطالب 3348) عن يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي داود الأعمى عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (20) والروياني (57) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 351) من طرق عن يزيد بن هارون به. وأخرجه الطبري (350) من طريق محمد بن بشر العبدي ثنا إسماعيل بن أبي خالد به. قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي داود الأعمى" مختصر الإتحاف 9/ 36 قلت: اسمه نفيع بن الحارث وقد كذبه الجوزجاني والساجي، وقال ابن معين: يضع ليس بشيء، وقال الحاكم: روى عن بريدة أحاديث موضوعة، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. 568 - "اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا" قال الحافظ: قال ابن بطال: أخرجه الترمذي وهو ضعيف" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 13/ 410 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 14/ 51 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

روي من حديث أنس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث عُبادة بن الصامت ومن حديث ابن عباس فأما حديث أنس فأخرجه الترمذي (2352) والبيهقي (7/ 12) وفي "الشعب" (1380 و 10025) والخطيب في "المتفق والمفترق" (452) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 142) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 851) من طريق ثابت بن محمد العابد الكوفي الكناني ثنا الحارث بن النعمان الليثي عن أنس مرفوعاً "اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة" فقالت عائشة: لم يا رسول الله؟ قال "إنّهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فإنّ الله يقربك يوم القيامة" قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال ابن كثير: في إسناده ضعف، وفي متنه نكارة" البداية والنهاية 6/ 50 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تلخيص الحبير 3/ 109 قلت: وهو كما قالوا، وعلته الحارث بن النعمان فقد ذكره البخاري والنسائي والعقيلي وأبو زرعة في "الضعفاء" وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحده. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 218) والبخاري في "الكنى" (ص 75) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1002) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (75) وابن ماجه (4126) والخطيب في "التاريخ" (4/ 111) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1190) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 141) والرافعي في "التدوين" (1/ 473) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 302) وفي "الميزان" (4/ 568 - 569) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد قال: أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه "اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين". قال ابن عساكر: هذا حديث غريب، وأبو المبارك لا يعرف له اسم" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو حاتم: أبو مبارك رجل مجهول، وقال ابن معين: يزيد بن سنان ليس بشيء، وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث"

وقال ابن كثير: حديث ضعيف لا يثبت من جهة إسناده لأنّ فيه يزيد بن سنان أبا فروة الرهاوي وهو ضعيف جداً" البداية والنهاية 6/ 50 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو المبارك لا يعرف اسمه، وهو مجهول، ويزيد بن سنان التيمي أبو فروة ضعيف" مصباح الزجاجة 4/ 218 وقال الحافظ: رواه ابن ماجه وفي إسناده ضعف" التلخيص 3/ 109 قلت: اختلف في هذا الحديث على يزيد بن سنان، فرواه أبو خالد الأحمر عنه كما تقدم. وخالفه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي فرواه عن أبيه عن عطاء عن أبي سعيد، ولم يذكر أبا المبارك. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1425) ومؤمل الشيباني في "الفوائد" (13) والقضاعي (1126) وزاد مؤمل "فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة" واقتصر القضاعي على هذه الزيادة. وقال مؤمل: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن أبي سعيد لا أعلم له وجه غير هذا" قلت: والأول أصح، ومحمد بن يزيد بن سنان قال الترمذي والدارقطني: ضعيف، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال البخاري: روى عن أبيه أحاديث مناكير. وأبوه يزيد بن سنان ذكره النسائي والعقيلي والدارقطني وابن حبان في "الضعفاء" وقال ابن معين: ليس بثقة. وأبو المبارك قال الترمذي: مجهول، وقال أبو حاتم: شبه مجهول، وقال أيضاً: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان" لا يدرى من هو. ولم ينفرد به بل تابعه يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك عن عطاء عن أبي سعيد به وزاد "وإنّ أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة". أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1426) وفي "الأوسط" كما في "المجمع" (10/ 267) وابن عدي (3/ 884) والحاكم (4/ 322) وابن بشران (412) والبيهقي (7/ 13) وفي

"الشعب" (10024) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1555) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عساكر: غريب" وقال السخاوي: وخالد الأكثر على تضعيفه" المقاصد ص 85 وأما حديث عبادة فأخرجه البيهقي (7/ 12) من طريق موسى بن محمد مولى عثمان بن عفان ثنا هِقْل بن زياد أنبأ عبد الله بن زياد وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1427) وتمام في "فوائده" كما في "اللآلئ" (2/ 325) من طريق بقية بن الوليد ثنا هقل بن زياد عن عبيد الله (¬1) بن زياد الأوزاعي عن جُنَادة بن أبي أمية ثنا عبادة بن الصامت رفعه "اللهم أحيني مسكينا، وتوفني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين". قال الهيثمي: رواه الطبراني (¬2) وفيه بقية بن الوليد وقد وثق على ضعفه، وشيخ الطبراني وعبيد الله بن زياد الأوزاعي لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 262 - 263 وقال السخاوي: ورجاله موثقون وبقية قد صرّح بالتحديث" وقال السيوطي: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه". وقال أبو سعيد علي بن موسى السكري الحافظ النيسابوري: عبيد شامي عزيز الحديث قيل: إنّه ثقة، ووجد بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الحافظ ثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي أخبرني محمد بن عوف بن سفيان الطائي قال: عبيد بن زياد الأوزاعي الذي روى عنه الهقل بن بن زياد سألت عنه بدمشق فلم يعرفوه، قلت له: فالحديث الذي رواه هو منكر؟ قال: لا ما هو منكر، ما ينكر إلا أنْ يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم أمتني مسكينا. وقال السيوطي أيضاً: أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" وصححه" قلت: الحديث إسناده ضعيف لجهالة عبيد الله بن زياد الأوزاعي فإني لم أقف له ¬

_ (¬1) في "اللآلئ" وهامش "الدعاء" عبيد، وفي "المجمع" عبيد الله. (¬2) أي في "الكبير" وإسناده كما في "اللآلئ" أنبأ أحمد بن عبد الله الأيادي ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا بقية به. وشيخ الطبراني في "الدعاء" أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.

على ترجمة ولا على توثيق، وعبارة قيل إنّه ثقة لا تفيد التوثيق لعدم معرفة الموثق ولأنّها حكيت بصيغة التمريض والله تعالى أعلم. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الشيرازي في "الألقاب" كما في "اللآلئ" (2/ 326) من طريق منهال بن رضوى عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً مثل حديث عبادة. وإسناده ضعيف جداً، طلحة بن عمرو هو ابن عثمان الحضرمي المكى وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. والحديث قال الحافظ: سئل عنه الحافظ ابن تيمية فقال: إنّه كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المروية. وجزم الصغاني بأنّه موضوع" التلخيص 3/ 109 وقال مرعي بن يوسف المقدسي: وقال ابن تيمية: ضعيف، ووهم من ادعى عنه أنّه قال موضوع" الفوائد الموضوعة ص 73 قلت: نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ضعف الحديث فقال في "أحاديث القصاص" (ص 101): يُروى لكنّه ضعيف لا يثبت ومعناه أحيني خاشعا متواضعا لكن اللفظ لم يثبت" 569 - عن الشعبي قال: قيل لسعد: متى أصبت الدعوة؟ قال: يوم بدر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم استجب لسعد" قال الحافظ: روى الطبراني من طريق الشعبي قال: فذكره، وروى الترمذي وابن حبان والحاكم من طريق قيس بن أبي حازم عن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) له عن سعد بن أبي وقاص طرق: الأول: يرويه مُجالد بن سعيد عن عامر قال: قيل لسعد: متى أصبت الدعوة؟ قال: يوم بدر، كنت أرمي بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأضع السهم في كبد القوس أقول: اللهم زلزل أقدامهم وارعب قلوبهم وافعل بهم وافعل، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم استجب لسعد" أخرجه الطبراني في "الكبير" (318) وفي "فضل الرمي" (44) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني مجالد به. قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 153 ¬

_ (¬1) 2/ 382 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

قلت: بل ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. قال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف. وقال أيضاً: كان يكثر عن الشعبي ويضطرب. وقال البخاري: كان ابن مهدي لا يروي عنه عن الشعبي. وذكره البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي والدارقطني وأبو زرعة في "الضعفاء" الثاني: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعد مرفوعاً "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" أخرجه الترمذي (3751) والبزار في "مسنده" (1218) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 367) عن رجاء بن محمد العذري البصري والبزار (1218) عن محمد بن معمر القيسي وابن أبي عاصم في "السنة" (1408) وابن حبان (6990) عن الحسن بن علي الحلواني واللالكائي في "السنة" (الكرامات 75) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (86) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطَرَسوسي والحاكم (3/ 500) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 92 - 93) وفي "الدلائل" (512) وفي "معرفة الصحابة" (525) وفي "فضائل الخلفاء" (113) عن موسى بن عقبة (¬1) ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم وأبو نعيم في "المعرفة" وفي "فضائل الخلفاء" عن العباس بن الفضل الأسفاطي وأبو نعيم في "الحلية" و"الدلائل" عن محمد بن يزيد الأسفاطي قالا: ثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ الشجري عن أبيه ثني موسى بن عقبة به. واختلف فيه على إبراهيم بن يحيى، فرواه أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي عنه عن أبيه عن إسماعيل عن قيس عن سعد، ولم يذكر موسى بن عقبة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 92 - 93) وفي "الدلائل" (512) وفي "فضائل الخلفاء" (113) والبغوي في "شرح السنة" (3922) وإبراهيم وأبوه اختلفوا فيهما.

والحاكم (3/ 499) عن محمد بن عبد الوهاب العبدي الفراء (¬1) وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (162) عن إبراهيم بن مالك الشطوي كلهم عن جعفر بن عون عن إسماعيل بن أبي خالد به. قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن إسماعيل عن قيس عن سعد إلا جعفر بن عون" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 153 قلت: لم ينفرد جعفر بن عون به بل تابعه يحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 121) من طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الخزاز الأصبهاني ثنا محمد بن الوليد البسري ثنا يحيى بن سعيد به. ذكره في ترجمة أحمد بن محمد بن يعقوب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. واختلف فيه على يحيى بن سعيد القطان، فرواه أحمد عنه عن إسماعيل عن قيس قال: أُخبرت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد "اللهم استجب له إذا دعاك". أخرجه في "فضائل الصحابة" (1308) قال الترمذي: وهذا أصح" قلت: رواه جماعة عن إسماعيل عن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، منهم: 1 - يزيد بن هارون. أخرجه ابن سعد (3/ 142) ¬

_ (¬1) واختلف عنه، فرواه أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل عنه ثنا جعفر بن عون ثنا إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعدا. أخرجه الحاكم ورواه أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم عنه عن إسماعيل عن قيس مرسلا, لم يذكر سعدا. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 189) وقال: هذا مرسل حسن"

2 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. أخرجه اللالكائي في "السنة" (الكرامات 76) 3 - يزيد بن عطاء الواسطي. أخرجه اللالكائي. 4 - وكيع. أخرجه ابن سعد (3/ 142) وابن أبي شيبة (12/ 88) وأحمد في "الفضائل" (1313) ولفظه "اتقوا دعوات سعد" 5 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الدينوري في "المجالسة" (348) قال الدارقطني: رواه زائدة وابن عيينة وهُشيم وأبو أسامة وحكام عن إسماعيل عن قيس مرسلاً وهو المحفوظ" العلل 4/ 378 الثالث: يرويه عثمان بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن سعد قال: لما جال الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الجولة يوم أحد تنحيت فقلت: أذود عن نفسي فإما أنْ أستشهد وإما أنْ أنجو حتى ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبينا أنا كذلك إذا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون حتى قلت قد ركبوه ملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فنكبوا على أعقابهم القهقرى حتى يأتوا الجبل ففعل ذلك مرارا ولا أدري من هو وبيني وبينه المقداد بن الأسود، فبينا أنا أريد أنْ اسأل المقداد عنه إذ قال المقداد: يا سعد هذا رسول الله يدعوك، فقلت: وأين هو؟ فأشار لي المقداد إليه فقمت ولكأنه لم يصبني شيء من الأذى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أين كنت اليوم يا سعد؟ " فقلت: حيث رأيت يا رسول الله، فأجلسني أمامه فجعلت أرمي وأقول: اللهم سهمك فارم به عدوك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "اللهم استجب لسعد، اللهم سدد لسعد رميته إيهاً سعد فداك أبي وأمي" فما من سهم أرمي به إلا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم سدد رميته وأجب دعوته إيهاً سعد" حتى إذا فرغت من كنانتي نثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما في كنانته فنبلني سهما نضيا قال: وهو الذي قد ريش وكان أشدّ من غيره. أخرجه الحاكم (3/ 26) عن أبي العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار (¬1) ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن عثمان بن عبد الرحمن به. ¬

_ (¬1) رواه البزار في "مسنده" (مسند سعد 143) عن أحمد بن عبد الجبار فلم يذكر ابن إسحاق.

وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهذا من تساهله فإنّ عثمان بن عبد الرحمن هو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص لم يخرج له مسلم شيئاً، بل هو متهم، قال ابن معين: لا تكتب حديثه، كان يكذب" سؤالات ابن الجنيد وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث كذاب" الجرح 3/ 1/ 157 وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 322) من طريق عمران بن سوار ثنا عثمان بن عبد الرحمن به مختصرا. ورواه عبد العزيز بن أبان الأموي عن شيخ عن عائشة بنت سعد رفعته "اتقوا دعوات سعد" أخرجه الحارث (986) وعبد العزيز قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث. وللحديث شاهد عن أبي بكر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في سعد "اللهم سدد رميته وأجب دعوته" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 325) وفي "رياضة الأبدان" (15) عن محمد بن علي بن حبيش ثنا إسحاق بن سلمة الكوفي ثنا محمد بن عبد الرحيم البغدادي بنان ثنا محمد بن الحكم من ولد سعيد بن العاص ثني محمد بن خفتان ثنا يحيى بن أبي زائدة عن بيان عن قيس عن أبي بكر. قال الدارقطني: وهو وهم، ورواه جعفر بن عون عن إسماعيل عن قيس عن سعد، وأصحاب إسماعيل يروونه عن إسماعيل عن قيس مرسلاً" العلل 1/ 259 وله شاهد آخر عن ابن عباس قال: لما كان يوم أحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص "دونك نحور القوم، فداك أبي وأمي" فكان سعد يضع سهما في كبد قوسه فيقول: اللهم سهمك وفي سبيلك اللهم انصر رسولك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4081) عن علي بن سعيد الرازي ثنا العباس بن موسى الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي سعد إلا عبد الرحمن بن مغراء" قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي سعد البقال واسمه سعيد بن المَرْزُبان. 570 - "اللهم اسق بلدك وبهيمتك وانشر بركتك، اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعاً طبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء" قال الحافظ: ويؤيد ذلك رواية البيهقي في "الدلائل" من طريق يزيد أنّ عبيدا السلمي قال: لما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة وفيه خارجة بن حصين أخو عيينة، قدموا على إبل عِجَاف، فقالوا: يا رسول الله، ادع لنا ربك أنْ يغيثنا، فذكر الحديث وفيه: فقال: فذكره، وفيه قال: فلا والله ما نرى في السماء من قزعة ولا سحاب وما بين المسجد وسلع من بناء، فذكر نحو حديث أنس بتمامه، وفيه قال الرجل يعني الذي سأله أنْ يستسقي لهم: هلكت الأموال، الحديث كذا في الأصل والظاهر أنّ السائل هو خارجة المذكور لكونه كان كبير الوفد ولذلك سمي من بينهم" (¬1) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 143 - 144) عن أبي بكر بن الحارث الأصبهاني ثنا أبو محمد بن حبان ثنا عبد الله بن مصعب ثنا عبد الجبار ثنا مروان بن معاوية ثنا محمد بن أبي ذئب المدني عن عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب الجمحي عن أبي وَجْزَة يزيد بن عبيد السلمي قال: فذكر الحديث وفيه طول. وهو مرسل لأنّ أبا وجزة يزيد بن عبيد تابعي، وعبد الجبار هو ابن العلاء العطار قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وقيل له: إنّ عبد الجبار بن العلاء روى عن مروان الفزاري عن ابن أبي ذئب. فقال أبي: قد نظرت في حديث مروان بالشام الكثير فما رأيت عن ابن أبي ذئب أصلاً، فقال له أبو يحيى الزعفراني: أنكر عليّ أبو زرعة كما أنكرت، فحملت إليه كتابي وأريته فجعل يتعجب. قال ابن أبي حاتم: اتفقا في الإنكار على عبد الجبار بن العلاء روايته عن مروان عن ابن أبي ذئب من غير تواطؤ لمعرفتهما بهذا الشأن (مقدمة الجرح والتعديل ص 356 - 357) ¬

_ (¬1) 3/ 158 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب الاستسقاء في المسجد الجامع)

571 - عن أنس قال: جاء رجل أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يغط ثم أنشده شعرا يقول فيه: وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام يجرّ رداءه حتى صعد المنبر فقال: "اللهم اسقنا" الحديث وفيه ثم قال - صلى الله عليه وسلم - "لو كان أبو طالب حيا لقرت عيناه من ينشدنا قوله؟ " فقام عليّ فقال: يا رسول الله كأنك أردت قوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، الأبيات". قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الدلائل" من رواية مسلم الملائي عن أنس قال: فذكره، وإسناد حديث أنس وإن كان فيه ضعف لكنه يصلح للمتابعة، وقد ذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقا عمن يثق به" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2180) وفي "الأحاديث الطوال" (28) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 140 - 141 و 142) من طريق أبي معمر سعيد بن خُثَيم عن مسلم المُلائي عن أنس قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح، وأنشده أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل وألقى بكفيه الصبي استكانة ... من الجوع ضعفا ما يمر ولا يخلي ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجرّ رداءه حتى صعد المنبر، ثم رفع يديه إلى السماء، فقال "اللهم اسقنا غيثا مُغيثا مَريئا مَريعا غَدقا طَبَقا عاجلا غير رَائِث، نافعا غير ضار، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيى به الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون" فوالله ما ردّ يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأبراقها, وجاء أهل البطانة يعنجون إلى رسول الله! الغرق الغرق، فرفع يديه إلى السماء ثم قال: "اللهم حوالينا ولا علينا" فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالاكليل ... وذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 3/ 148 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء)

قال ابن كثير: وهذا السياق فيه غرابة ولا يشبه ما قدمنا من الروايات الصحيحة المتواترة عن أنس، فإنْ كان هذا هكذا محفوظا فهو قصة أخرى غير ما تقدم" البداية والنهاية 6/ 91 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان الملائي، قال أبو حاتم وغيره: ضعيف الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك. 572 - "اللهم اسقنا غيثا مُغيثا مَريعا مَريئا طَبَقاَ عاجلا غير رَائب نافعا غير ضار" قال الحافظ: ثم وجدت في "الدلائل" للبيهقي من طريق شَبَابة عن شعبة عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد عن شُرَحبيل بن السِّمْط عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مُضَر فأتاه أبو سفيان فقال: ادع الله لقومك فإنهم قد هلكوا. ورواه أحمد وابن ماجه من رواية الأعمش عن عمرو بن مرّة بهذا الإسناد عن كعب بن مرّة ولم يشك فأبهم أبا سفيان قال: جاء رجل فقال: استسق الله لمضر، فقال "إنك لجريء ألمضر؟ " قال: يا رسول الله استنصرت الله فنصرك ودعوت الله فأجابك، فرفع يديه فقال: فذكره. قال: فأجيبوا فما لبثوا أنْ أتوه فشكوا إليه كثرة المطر فقالوا: قد تهدمت البيوت، فرفع يديه وقال "اللهم حوالينا ولا علينا" فجعل السحاب ينقطع يمينا وشمالا" فظهر بذلك أنّ هذا الرجل المبهم المقول له إنك لجريء هو أبو سفيان لكن يظهر لي أنّ فاعل قال: يا رسول الله استنصرت الله الخ هو كعب بن مرّة راوي هذا الخبر لما أخرجه أحمد أيضاً والحاكم من طريق شعبة أيضاً عن عمرو بن مرّة بهذا الإسناد إلى كعب قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مضر فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنّ الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك وإنّ قومك قد هلكوا" الحديث. فعلى هذا كأن أبا سفيان وكعبا حضرا جميعاً فكلمه أبو سفيان بشيء وكعب بشيء فدل ذلك على اتحاد قصتهما" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وروى الإمام أحمد من حديث كعب بن مرّة ما يمكن أنْ يفسر هذا المبهم بأنه كعب المذكور ... ولكن رواه ابن ماجه من طريق شرحبيل بن السمط أنّه قال لكعب بن مرّة: يا كعب حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحذر، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، استسق الله - عز وجل -، فرفع يديه فقال: "اللهم اسقنا" (¬2) أخرجه أحمد (4/ 235) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1408) عن محمد بن جعفر البصري ¬

_ (¬1) 3/ 165 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط) (¬2) 3/ 155 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب الاستسقاء في المسجد الجامع)

وعبد بن حميد في "المنتخب" (372) والطبراني في "الكبير" (20/ 318 - 319) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 379 و 379 - 380) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وأبو داود (3967) والبيهقي (3/ 355 - 356) وفي "الصغرى" (727) والطبراني في "الدعاء" (2191) عن أبي عمر حفص بن عمر الحوضي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 323) والحاكم (1/ 328) عن وهب بن جرير بن حازم والحاكم (1/ 328) عن آدم بن أبي إياس والحربي في "الغريب" (2/ 860) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري والبيهقي في "الدلائل" (6/ 145 - 146) عن شَبَابة بن سَوَّار المدائني وابن قانع (2/ 379) عن معاذ بن معاذ العنبري كلهم عن شعبة (¬1) عن عمرو بن مرّة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدّث عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - على مضر، فقلت: يا رسول الله، قد أعطاك الله واستجاب لك، وإنّ قومك قد هلكوا فادع الله لهم، فأعرض عني، فقلت: يا رسول الله، قد أعطاك الله واستجاب لك، وإنّ قومك قد هلكوا فادع الله لهم أنْ يسقيهم، فقال "اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئاً مريعاً غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار" فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتى مطرنا. ¬

_ (¬1) ورواه الطيالسي (ص 166) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدعوات" (480)

قال: وقال (¬1) لمرة بن كعب أو كعب بن مرّة: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لله أبوك واحذر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "أيما رجل مسلم أعتق رقبة مسلمة إلا كان فكاكه من النار يجزي مكان كل عظم من عظامه عظما من عظامه، وأيما رجل مسلم أعتق امرأتين مسلمتين إلا كانتا فكاكه من النار يجزي مكان كل عظم من عظامهما عظما من عظامه، وأيما امرأة مسلمة اعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار تجزي بكل عظم من عظامها عظما من عظامها" وقال شبابة في روايته: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مضر، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا رسول الله! إنّ قومك قد هلكوا فادع الله لهم. فجعل القائل هو أبو سفيان لا كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب. • ورواه يحيى بن أبي بكير الكرماني (¬2) وعفان بن مسلم البصري عن شعبة فقالا: عن كعب بن مرّة ولم يشكا. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 325) • ورواه بهز بن أسد البصري عن شعبة فقال: عن مرّة بن كعب ولم يشك. أخرجه الحاكم (1/ 328 - 329) • ورواه بَدَل بن المُحَبَّر البصري عن شعبة أخبرني عمرو بن مرة ومنصور بن المعتمر وقتادة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 319) وفي "الدعاء" (2192) ولم ينفرد شعبة به بل تابعه الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال: قلنا لكعب بن مرّة: يا كعب بن مرّة حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحذر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ارموا أهل صنع من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة" قال: فقال عبد الرحمن بن أبي النحام: يا رسول الله، وما الدرجة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما إنها ليست بعتبة أمك ولكنها بين الدرجتين مائة عام. قال: يا كعب بن مرّة حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحذر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزي بكل عظم منه عظما منه، ومن أعتق ¬

_ (¬1) وفي رواية: فقيل. (¬2) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5827) من طريق يحيى بن أبي بكير وحده.

امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي بكل عظمين منهما عظما منه، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة" قال: يا كعب بن مرّة حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحذر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من رمى بسهم في سبيل الله - عز وجل - كان كمن أعتق رقبة" قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وجاءه رجل فقال: استسق الله لمضر، قال: فقال "إنك لجريء ألمضر" قال: يا رسول الله، استنصرت الله - عز وجل - فنصرك ودعوت الله - عز وجل - فأجابك وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 219) وأحمد (4/ 235 - 236) عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير ثنا الأعمش به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2011) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن ماجه (1269 و 2522) والنسائي (6/ 23) عن أبي كريب محمَّد بن العلاء الكوفي ثنا أبو معاوية به. ورواه أحمد بن منيع عن أبي معاوية فلم يذكر شرحبيل بن السمط. أخرجه أبو القاسم البغوي (5/ 111) ورواه مَعْمَر عن الأعمش أنّ رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال .. فذكر الحديث. فأسقط عمرو بن مرة فمن فوقه. أخرجه عبد الرزاق (4908) والأول أصح. قال أبو داود: سالم لم يسمع من شرحبيل، مات شرحبيل بصفين" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين" قلت: رجاله ثقات لولا انقطاعه. ولم ينفرد سالم بن أبي الجعد به بل تابعه عبيد بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرّة. أخرجه ابن المبارك في "المسند" (213) والطبراني في "الأوسط" (6750) والحديث سيأتي الكلام عليه أيضاً في حرف الواو فانظر "وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار ... "

573 - "كان يقول (¬1) إذا انصرف من الصلاة: اللهم أصلح لي ديني" قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان من حديث صهيب" (¬2) أخرجه النسائي (3/ 62) وفي "اليوم والليلة" (137) وابن خزيمة (745) وابن حبان (2026) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 46) من طرق عن حفص بن ميسرة العقيلي عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أنّ كعبا حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنّا لنجد في التوراة أنّ داود نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاته قال: اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي. اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. قال: وحدثني كعب أنّ صهيبا حدّثه أنّ محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان يقولهنّ عند انصرافه من صلاته. قال أبو نعيم: هذا الحديث من جياد الأحاديث، تفرد به موسى عن عطاء" وقال الحافظ: هذا حديث حسن" نتائج الأفكار 2/ 318 قلت: أبو مروان مختلف في صحبته، ووثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال النسائي: ليس بمعروف، والباقون كلهم ثقات. - ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة واختلف عنه: • فقيل: عن ابن أبي الزناد كرواية حفص بن ميسرة. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (379) والطبراني في "الكبير" (7298) وفي "الدعاء" (653) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 317) عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس والبيهقي في "الدعوات" (97) عن الحسن بن علي بن زياد كلاهما عن ابن أبي الزناد به. ¬

_ (¬1) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) 13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)

• ورواه سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عطاء عن أبيه أنّ عبد الرحمن بن مغيث الأسلمي حدّثه قال: قال كعب. أخرجه البزار (2092) والهيثم بن كليب (996) وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن صهيب إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: ابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 574 - "اللهم أعز الإسلام بِعُمر أو عَمرو بن هشام" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق القاسم بن عثمان عن أنس قال: خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة فذكر قصة دخول عمر على أخته وإنكاره إسلامها وإسلام زوجها سعيد بن زيد وقراءته سورة طه ورغبته في الإسلام فخرج خَبَّاب فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك قال: فذكره. وروى أبو جعفر بن أبي شيبة نحوه في "تاريخه" من حديث ابن عباس وفي آخره" فقلت: يا رسول الله، ففيم الاختفاء؟ فخرجنا في صَفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر فنظرت قريش إلينا فأصابتهم كآبة لم تصبهم مثلها" وأخرجه البزار من طريق أسلم مولى عمر مطولاً" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "اللهم أيد الإِسلام بعمر". 575 - "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" قال الحافظ: وفي صحيح ابن حبان من حديث سهل بن سعد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) حسن وله عن سهل بن سعد طريقان: الأول: يرويه موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد "اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون". أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 338) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2096) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فُلَيح عن موسى بن عقبة به. ¬

_ (¬1) 8/ 46 - 47 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمر بن الخطاب) (¬2) 7/ 331 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثنا أبو اليمان)

وأخرجه ابن حبان (973) عن الحسن بن سفيان النسوي والطحاوي في "المشكل" (2488) عن محمد بن علي بن داود البغدادي والطبراني في "الكبير" (5694) عن مسعدة بن سعد العطار المكي وأحمد بن عنبر المصري والبيهقي في "الدلائل" (3/ 206 و 214 و 215) عن الفضل الشعراني النيسابوري قالوا: ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي به. ولم ينفرد إبراهيم بن المنذر به بل تابعه غير واحد عن محمد بن فليح، منهم: 1 - إبراهيم بن حمزة الزبيري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2488) 2 - يعقوب بن حميد بن كاسب. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2096) 3 - هارون بن موسى الفروي. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1004) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 117 قلت: محمد بن فليح اختلفوا فيه. قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع في حديثه. ووثقه الدارقطني والذهبي وذكره ابن حبان في "الثقات" الثاني: يرويه زُهرة بن عمرو بن معبد التيمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين كسرت رباعيته وجرح وجهه وهشمت البيضة على رأسه وإني لأعرف من يغسل الدم عن وجهه ومن ينقل عليه الماء وماذا جعل على جرحه حتى رقأ الدم؟ كانت فاطمة بنت محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغسل الدم عن وجهه، وعليّ - رضي الله عنه - ينقل الماء إليها في مجنة، فلما غسلت الدم عن وجه أبيها أحرقت حصيرا حتى إذا صارت رمادا أخذت من

ذلك الرماد فوضعته على وجهه حتى رقأ الدم، ثم قال يومئذ "اشتد غضب الله على قوم كَلَمُوا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ثم مكث ساعة ثم قال "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". أخرجه الطبراني في "الكبير" (5862) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا زهرة بن عمرو به. وزهرة بن عمرو ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وباقي رواته كلهم ثقات. وللحديث شاهد عن ابن مسعود قال: كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" أخرجه البخاري (فتح 7/ 330) 576 - "اللهم اكفني عامرا" قال الحافظ: بينها الطبراني من حديث سهل بن سعد فقال: امرأة من آل سلول، وبين فيه قدوم عامر بن الطفيل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنّه قال فيه: لأغزونك بألف أشقر وألف شقراء وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل أصحاب بئر معونة بعد أنْ رجع عامر وأنّه غدر بهم وأخفر ذمة عمه أبي براء وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليه فقال: فذكره، قال: فجاء إلى بيت امرأة من بني سلول" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الكبير" (5724) عن عبدان بن أحمد ثنا أبو مصعب ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده أنّ عامر بن الطفيل قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فراجع النبي - صلى الله عليه وسلم - وارتفع صوته وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا عامر غض من صوتك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر الحديث وفيه طول. قال الهيثمي: وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف" المجمع 6/ 126 و 8/ 58 قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. 577 - قوله - صلى الله عليه وسلم - عند حضور أجله "اللهم ألحقني بالرفيق الأعلى" سكت عليه الحافظ (¬2). ¬

_ (¬1) 8/ 390 (كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع) (¬2) 16/ 349 (كتاب التمني - باب ما يكره من التمني)

أخرجه البخاري (فتح 9/ 196 و 203 و 204 و 209 - 210 و 210 و 216) من حديث عائشة. 578 - حديث عبد الله بن عمرو أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر قول إبراهيم وعيسى فرفع يديه وقال "اللهم أمتي" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (202) 579 - "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" قال الحافظ: قال - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (1763) عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه "اللهم أنجز لي ما وعدتني, اللهم آت ما وعدتني، اللهم إنْ تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام لا تعبد في الأرض" 580 - "اللهم إن كان أجله قد حضر فيسر عليه وإلا فاشفه" قال الحافظ: وفي مرسل أبي عمران الجَوْنِي عند ابن سعد: واظهراه، وزاد فيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عاده فأغمي عليه فقال: فذكره، قال: فوجد خِفّة فقال: كان ملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا؟ فلو قلت نعم لقمعني بها" (¬3) مرسل أخرجه ابن سعد (3/ 529) عن عفان بن مسلم البصري أنا حماد بن سلمة أنا أبو عمران الجوني أنّ عبد الله بن رواحة أُغمي عليه فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "اللهم إن كان قد حضر أجله فيسر عليه وإن لم يكن حضر أجله فاشفه" فوجد خِفّة فقال: يا رسول الله أمي تقول: واجبلاه واظهراه وملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا؟ فلو قلت نعم لقمعني بها. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 313) ¬

_ (¬1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء) (¬2) 7/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حديث الخضر مع موسى) (¬3) 9/ 58 (كتاب المغازي - باب غزوة مؤته)

ورواته ثقات وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب. 581 - عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أنْ يقول: اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها، إنْ أحييتها فاحفظها, وإنْ أمتها فاغفر لها" قال الحافظ: في رواية عبد الله بن الحارث عن ابن عمر: فذكره، أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (¬1) أخرجه مسلم (2712) من طريق عبد الله بن الحارث الأنصاري عن ابن عمر أنّه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه قال "اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إنْ أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها. اللهم إني أسألك العافية". فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر؟ فقال: من خير من عمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 582 - عن جابر قال: رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من الركعة الأخيرة من صلاة الصبح صبيحة خمس عشر من رمضان فقال: "اللهم أنج الوليد بن الوليد" الحديث وفيه: فدعا بذلك خمسة عشر يوما حتى إذا كان صبيحة يوم الفطر ترك الدعاء، فسأله عمر فقال: أو ما علمت أنّهم قدموا؟ قال: بينما هو يذكرهم انفتح عليهم الطريق يسوق بهم الوليد بن الوليد قد نكت أصبعه بالحرة وساق بهم ثلاثاً على قدميه فنهج بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قضى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هذا الشهيد، أنا على هذا شهيد" قال الحافظ: في فوائد الزيادات من حديث الحافظ أبي بكر بن زياد النيسابوري بسنده عن جابر قال: فذكره" (¬2) لم أقف عليه. 583 - "اللهم أنجز لي ما وعدتني" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 8/ 290 - 291) من حديث ابن عباس بلفظ "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك" ¬

_ (¬1) 13/ 375 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس) (¬2) 9/ 294 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب ليس لك من الأمر شيء) (¬3) 9/ 439 (كتاب التفسير: سورة يوسف - باب قوله حتى إذا استيأس الرسل)

584 - حديث عائشة أنّها رأت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو رافعا يديه يقول "اللهم إنما أنا بشر" قال الحافظ: ذكره البخاري في "الأدب المفرد" وهو صحيح الإسناد" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (3248) وإسحاق في "مسند عائشة" (1204) وأحمد (6/ 133 و 160 و 180 و 225 و 258 و 259) والبخاري في "الأدب المفرد" (610 و 613) وفي "رفع اليدين" (152) وأبو يعلى (4606) والطحاوي في "المشكل" (6001) من طرق عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن عائشة به، وزاد "فلا تعاقبني. أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه". قال البوصيري: رواه مسدد بسند الصحيح وأحمد بن حنبل" مختصر الإتحاف 9/ 14 قلت: سماك احتج به مسلم دون البخاري، لكن مسلما لم يخرج رواية سماك عن عكرمة، وسماك مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المبارك وغيره، وتكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة. قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما يلقن. 585 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا هاجت ريح شديدة قال: اللهم إني أسألك من خير ما أمرت به، وأعوذ بك من شرّ ما أمرت به". قال الحافظ: ووقع عند أبي يعلى بإسناد صحيح عن قتادة عن أنس: فذكره، وفي الباب عن عائشة عند الترمذي، وعن أبي هريرة عند أبي داود والنسائي، وعن ابن عباس عند الطبراني" (¬2) حديث أنس أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (717) وأبو يعلى (2905) والطبراني في "الدعاء" (969) والطحاوي في "المشكل" (926) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس به. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح" المجمع 10/ 135 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلساً. ¬

_ (¬1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء) (¬2) 3/ 173 - 174 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب إذا هبت الريح)

وله شاهد عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها وشرّ ما أرسلت به". أخرجه مسلم (2/ 616) وله شاهد آخر عن أبي بن كعب مرفوعاً "لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شرّ هذه الريح وشرّ ما فيها وشرّ ما أمرت به" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 217) وأحمد وابنه (5/ 123) وعبد بن حميد (167) والبخاري في "الأدب المفرد" (719) والترمذي (2252) وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (128) والنسائي في "اليوم والليلة" (933 و 934 و 935 و 936 و 937 و 938 و 939) والخرائطي في "المكارم" (2/ 931) والطحاوي في "المشكل" (918) وابن السني في "اليوم والليلة" (298) وأبو الشيخ في "العظمة" (810) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (104) والحاكم (2/ 272) وفي إسناده اختلاف، واختلف في رفعه ووقفه أيضاً. وقال الترمذي: حسن صحيح" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (20004) وأحمد (2/ 267 - 268) وفي "مسائل صالح" (474) والذهلي في "الزهريات" (27) وأبو داود (5097) والخرائطي في "المكارم" (2/ 924) والطبراني في "الدعاء" (971) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 392) عن مَعْمَر بن راشد وابن أبي شيبة (10/ 216 - 217) وفي "الأدب" (78) وأحمد (2/ 250 و 409 و 436 - 437) والبخاري في "الأدب المفرد" (720) وابن ماجه (3727) والنسائي في "اليوم والليلة" (932) وأبو يعلى (6142) والطحاوي في "المشكل" (919 و 920) والخرائطي (2/ 925) وابن حبان (1007) والطبراني في "الدعاء" (973 و 974) وأبو الشيخ في "العظمة" (812) والحاكم (4/ 285) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 114) والبيهقي (3/ 361) وفي "الدعوات" (316) عن الأوزاعي والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 167) والنسائي في "اليوم والليلة" (931) وأبو عوانة (3/ 26 و 26 - 27) والطحاوي (921) والطبراني في "الدعاء" (976) وأبو الشيخ في "العظمة" (811) والبغوي (4/ 392)

عن زياد بن سعد الخراساني وأحمد (2/ 518) والبخاري في "الأدب المفرد" (906) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 382) والطحاوي (924) والطبراني في "الدعاء" (972) والبيهقي (3/ 361) والخطيب في "المتفق والمفترق" (334) عن يونس بن يزيد الأيلي والطحاوي (923) عن محمد بن الوليد الزبيدي. والشافعي في "الأم" (1/ 224) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (5/ 190) والبغوي (1153) والواحدي في "الوسيط" (1/ 248) عن الثقة كلهم عن الزهري قال: حدثني ثابت بن قيس الزرقي قال: سمعت أبا هريرة رفعه "الريح من رَوْح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها، واستعيذوا به من شرّها" - ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري واختلف عنه: • فرواه سلامة بن رَوح الأيلي عن عقيل كرواية معمر ومن تابعه. أخرجه الطحاوي (922) • ورواه نافع بن يزيد الكلاعي عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (929) قال حمزة بن محمد: هذا خطأ" تحفة الأشراف 10/ 290 - وخالف الجميع سالم بن عجلان الأفطس فرواه عن الزهري عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (930) والطبراني في "الدعاء" (975) والخطيب في "الموضح" (2/ 272) قال حمزة بن محمد: هذا خطأ، والصواب حديث الزهري عن ثابت بن قيس عن أبي هريرة"

وقال المزي: المحفوظ حديث الزهري عن ثابت بن قيس عن أبي هريرة" تحفة الأشراف 10/ 290 قلت: وهو كما قالا. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين" وقال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 165 - الخلاصة 2/ 886 قلت: بل صحيح، وثابت وثقه النسائي وابن حبان والحافظ في "التقريب"، ولم يخرج له الشيخان شيئاً. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11533) وفي "الدعاء" (977) واللفظ له وأبو الشيخ في "العظمة" (871) من طرق عن أبي علي الحسين بن قيس الرّحبي عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا هاجت ريح استقبلها وجثا على ركبتيه وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما أرسلت به، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا" حسين بن قيس قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. 586 - "اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه محمد" قال الحافظ: قال النووي في "شرح المهذب": وهو حديث صحيح أخرجه مسلم" (¬1) صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة فأما حديث عائشة فأخرجه الطيالسي (ص 219 - 220) عن شعبة عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم أنّها كانت تصلي فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "عليك من الدعاء بالكوامل الجوامع" فلما انصرفت سألته عن ذلك، فقال "قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرِّ كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل. اللهم إني أسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأعوذ بك من شرّ ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما قضيت لي من قضاء أو قال: من أمر فاجعل عاقبته لي رشدا" ¬

_ (¬1) 13/ 409 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1165) وأحمد (6/ 146 - 147 و 147) والحاكم (1/ 521 - 522) من طرق عن شعبة به. ووقع عند إسحاق: أم كلثوم بنت علي. ووقع عند أحمد والحاكم: أم كلثوم بنت أبي بكر. وهو الصواب. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه حماد بن سلمة أنا جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة به. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 263 - 264) وأحمد (6/ 134 و 147) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد به. وأخرجه ابن ماجه (3846) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (869) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أم كلثوم عن عائشة. وكلا الحديثين صحيح، فقد رواه إبراهيم بن الحجاج السامي عن حماد عن جبر بن حبيب وسعيد الجريري عن أم كلثوم عن عائشة. أخرجه أبو يعلى (4473) وإسناده صحيح. واختلف فيه على جبر وسعيد - فرواه أبو نَعامة عمرو بن عيسى العدوي عن جبر عن القاسم بن محمد عن عائشة. أخرجه أبو يعلى (المطالب 3361/ 2) والحاكم (1/ 522) من طريق عثمان بن عمر بن فارس العبدي أنبأ أبو نعامة به. قال الحاكم: هكذا قاله أبو نعامة، وشعبة أحفظ منه، وإذا خالفه فالقول قول شعبة" قلت: وهو كما قال، وأبو نعامة قال أحمد: ثقة إلا أنه اختلط قبل موته. - ورواه مهدي بن ميمون الأزدي عن سعيد الجُرَيْرِي عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم عن عائشة.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (639) عن الصلت بن محمد الخاركي ثنا مهدي بن ميمون به. وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (74) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل ثنا مهدي به. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7382) وفي "الصغير" (1192) وفي "الدعاء" (1444) من طريق يزيد بن هارون ثنا محمد بن عبد الرحمن بن مُجَبَّر ثنا محمد بن المنكدر عن عطاء بن يسار عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فدعا بدعاء لم يسمع الناس مثله، واستعاذ استعاذة لم يسمع الناس مثلها، فقال له بعض القوم: كيف لنا يا نبي الله أنْ ندعو بمثل ما دعوت به وأنْ نستعيذ كما استعذت، فقال "قولوا: اللهم إنا نسألك مما سألك محمد عبدك ورسولك، ونستعيذك مما استعاذ منه محمد عبدك ورسولك - صلى الله عليه وسلم -" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء بن يسار إلا محمد بن المنكدر، ولا عن ابن المنكدر إلا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، تفرد به يزيد بن هارون" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر وهو متروك" المجمع 9/ 179 وأما حديث أبي أمامة فيرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه: - فقال عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري: ثنا الليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً، قلنا: يا رسول الله، دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً، فقال "ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟ تقول: اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذ منه نبيك محمد، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله" أخرجه الترمذي (3521) عن محمد بن حاتم بن سليمان الزَّمِّي ثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري ثنا الليث به. وقال: هذا حديث حسن غريب" قلت: بل ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. - وقال معتمر بن سليمان التيمي: سمعت ليثا يحدث عن ثابت بن عجلان عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (679) والطبراني في "الكبير" (7791)

قال الهيثمي: وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" المجمع 10/ 180 587 - حديث أبي بكرة "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهنّ دبر كل صلاة" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الحاكم" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 374 و 10/ 190) وأحمد (5/ 36 و 39) وابن أبي عاصم في "السنة" (896) وابن خزيمة (747) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 877) عن وكيع وأحمد (5/ 44) والطحاوي في "المشكل" (5185) والبيهقي في "الدعوات" (294) وفي "اثبات عذاب القبر" (206) وفي "القضاء والقدر" (320) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 293) عن رَوح بن عبادة البصري والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 257) والترمذي (3503) والنسائي في "الكبرى" (7893) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 875) والحاكم (1/ 252 و 533) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 293) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والبزار (3675) والنسائي (3/ 62) وفي "الكبرى" (1270) وابن السني (111) عن يحيى القطان والنسائي (8/ 230) وفي "الكبرى" (7901) والطبري (876) عن محمد بن أبي عدي البصري والحاكم (1/ 35) عن حماد بن سلمة والطبري (874) ¬

_ (¬1) 13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)

عن قريش بن أنس كلهم عن عثمان الشَّحَّام ثني مسلم بن أبي بكرة أنّه مرّ بوالده وهو يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، قال: فأخذتهنّ عنه وكنت أدعو بهنّ في دبر كل صلاة، قال: فمرّ بي وأنا أدعو بهن، فقال: يا بني أنى عقلت هؤلاء الكلمات؟ قال: يا أبتاه سمعتك تدعو بهنّ في دبر كل صلاة فأخذتهنّ عنك، قال: فالزمهنّ يا بني فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهن في دبر كل صلاة. اللفظ لروح بن عبادة، ولفظ ابن أبي عدي نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بعثمان الشحام" وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وعثمان مختلف فيه، قواه أحمد وابن عدي، ولينه القطان والنسائي" قلت: ووثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود وابن حبان ووكيع، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا. ومسلم وثقه ابن حبان والعجلي فالإسناد حسن. 588 - حديث علي: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شرَّ كل شيء أنت آخذ بناصيته" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث علي" (¬1) انظر حديث "أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم" 589 - عن ابن مسعود قال: ما سمعنا مناشدا ينشد ضالة أشد مناشدة من محمد لربه يوم بدر: "اللهم إني أنشدك ما وعدتني" قال الحافظ: وعند الطبراني بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: فذكره" (¬2) أخرجه النسائي في "الكبرى" (8628) وفي "اليوم والليلة" (606) والطبراني في ¬

_ (¬1) 13/ 374 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم) (¬2) 8/ 291 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: إذ تستغيثون ربكم)

"الكبير" (10270 و 10271) وأبو الشيخ في "الأقران" (66 و 67) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 50) من طرق عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: لما التقينا يوم بدر قام رسول - صلى الله عليه وسلم - فصلّى فما رأيت ناشدا ينشد حقا له أشدّ من مناشدة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربه وهو يقول "اللهم إني أنشدك وعدك وعهدك، اللهم إني أسألك ما وعدتني، اللهم إنْ تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" ثم التفت إلينا كأنّ شقة وجهه القمر فقال "هذه مصارع القوم العشيّة" وإسناده ضعيف، الأعمش وأبو إسحاق مدلسان وقد عنعنا، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه (¬1). 590 - عن مجاهد قال: ما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - متكئا إلا مرّة ثم نزع فقال: "اللهم إني عبدك ورسولك" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: فذكره، وهذا مرسل" (¬2) مرسل أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2418) وابن أبي شيبة (8/ 313) وابن شاهين في "الناسخ" (638) من طرق عن عبد العزيز بن رُفَيع المكي عن مجاهد قال: ما أكل رسول - صلى الله عليه وسلم - متكئا إلا مرة ففزع فجلس ثم قال "اللهم إني عبدك ونبيك" واللفظ لابن شاهين. وفي لفظ "أنا عبد الله ورسوله" 591 - عن أبي الزبير قال: لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف قال أصحابه: يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم فقال: "اللهم اهد ثقيفا" قال الحافظ: في مرسل أبي الزبير عند ابن أبي شيبة قال: فذكره" (¬3) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 201 و 14/ 508 - 509) وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1515) قال: ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن أبي ¬

_ (¬1) قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 6/ 82 (¬2) 11/ 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا) (¬3) 9/ 106 (كتاب المغازي - باب غزوة الطائف)

الزبير أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاصر أهل الطائف فجاءه أصحابه فقالوا: يا رسول الله! أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم فقال "اللهم اهد ثقيفا". واختلف فيه على عبد الوهاب الثقفي، فرواه أبو سلمة يحيى بن خلف البصري عنه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر، فزاد فيه جابرا. أخرجه الترمذي (3942) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1516) عن يحيى بن خلف به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" قلت: ولم ينفرد عبد الوهاب الثقفي به بل تابعه إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط وأبي الزبير عن جابر. أخرجه أحمد وابنه (3/ 343) عن محمد بن الصَّبَّاح الدولابي ثنا إسماعيل بن زكريا به. ورواه محمد بن بكار بن الريان البغدادي عن إسماعيل بن زكريا فلم يذكر أبا الزبير. أخرجه ابن عدي (1/ 312) وقال: وهذا الحديث ليس يرويه بإسناده غير إسماعيل بن زكريا وهو حسن الحديث يكتب حديثه" قلت: وعبد الرحمن بن سابط عن جابر مرسل. قاله ابن معين، لكن تابعه أبو الزبير وهو ثقة فالإسناد حسن. 592 - "حديث الحسن بن علي قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت ... " الحديث قال الحافظ: روى أصحاب السنن من حديث الحسن بن علي قال: فذكره، وقد صححه الترمذي وغيره لكن ليس على شرط البخاري" (¬1) صحيح وله عن الحسن بن علي طريقان: الأول: يرويه بُرَيْد بن أبي مريم عن أبي الحَوراء السعدي عن الحسن بن علي (¬2) ¬

_ (¬1) 3/ 143 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب القنوت قبل الركوع وبعده) (¬2) في رواية: عن الحسن أو الحسين بن علي.

قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر (¬1): اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، فإنك (¬2) تقضي ولا يقضى عليك، وإنه (¬3) لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت (¬4)، تباركت ربنا وتعاليت (¬5). أخرجه عبد الرزاق (4985) وابن سعد (ترجمة الحسن بن علي 210 و 212 و 213) وابن أبي شيبة (2/ 300 و 10/ 384 - 385) وفي "مسنده" (787) وأحمد (1/ 200) والدارمي (1600 و 1601) وأبو داود (1425 و 1426) وابن ماجه (1178) والترمذي (464) وابن أبي عاصم في "السنة" (374) وفي "الآحاد" (417) والبزار (1337) (¬6) والنسائي (3/ 206) وفي "الكبرى" (1442) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (136) وأبو يعلى (6765) وابن خزيمة (1095) وابن الجارود (273) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (442) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 214) وابن البختري في "حديثه" (547) والطبراني في "الكبير" (2701 و 2702 و 2703 و 2704 و 2705 و 2706) وفي "الدعاء" (736 و 737 و 738 و 739 و 740 و 741 و 742 و 743) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "نتائج الأفكار" (2/ 147) والحاكم (3/ 172) واللالكائي في "السنة" (1176 و 1177) وابن بشران (1005) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 321) وفي "الصحابة" (1761 و 1762) وابن حزم في "المحلى" (4/ 203 - 204) والبيهقي (2/ 209 و 497 و 498) وفي "الدعوات" (379) وابن عساكر في ترجمة الحسن من تاريخه (ص 6) وفي "معجم الشيوخ" (998) والبغوي في "شرح السنة" (640) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 11) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 138 - 139 و 140 و 147) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 332 - 333) وفي "تلخيص الحبير" (1/ 249) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن بريد بن أبي مريم به (¬7). قال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي واسمه ربيعة بن شيبان، ولا نعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في القنوت في الوتر شيئاً أحسن من هذا" ¬

_ (¬1) في لفظ "القنوت" وفي آخر "في الوتر" وآخر "في الوتر في القنوت". (¬2) في بعض الروايات "إنك" بحذف الفاء. (¬3) في بعض الروايات "إنه" بحذف الواو. (¬4) هذه العبارة "ولا يعز من عاديت" لم تذكر في بعض الروايات. (¬5) في بعض الروايات "تباركت وتعاليت" (¬6) وقال: وهذا الحديث لا نعلم يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا الحسن بن علي" (¬7) وسقط من إسناد أبي علي الطوسي وابن البختري "عن أبي الحوراء".

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": هذا حديث حسن صحيح" وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث صحيح، ولم تقع في أكثر الروايات قوله "ولا يعز من عاديت" وهي ثابتة فيما سقناه ورجاله ثقات" وسبقه إلى تصحيحه النووي في "الأذكار" (ص 57) وفي "المجموع" (3/ 438) وفي "الخلاصة" (1/ 455) وخالفهم ابن حزم فقال: وهذا الأثر وإن لم يكن مما يحتج بمثله فلم نجد فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيره، وقد قال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث أحبّ إلينا من الرأي. قال ابن حزم: وبهذا نقول" وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: الحديث صحيح حجة خلافا لما قال ابن حزم" تخريج المحلى وقال في "تخريج الترمذي": حديث الحسن في القنوت حديث صحيح" قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلساً، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي، منهم: 1 - يونس (¬1) بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم السلولي عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر: فذكرهن. وليس فيه "ولا يعز من عاديت" أخرجه أحمد (1/ 199) وابن نصر المروزي في "الوتر" (ص 296) وابن الجارود (272) وابن خزيمة (2/ 151 - 152) والطبراني في "الكبير" (2712) وفي "الدعاء" (747) والبيهقي في "معرفة السنن" (3/ 130) وهذا إسناد حسن، يونس صدوق، وبريد وأبو الحوراء ثقتان. ¬

_ (¬1) هكذا رواه وكيع وعبيد الله بن موسى عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي. ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن يونس عن بريد عن أبي الحوراء مرسلاً. أخرجه ابن سعد (215) والأول أصح.

2 - شعبة ثني بريد بن أبي مريم قال: سمعت أبا الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان يعلمنا هذا الدعاء: فذكره. وفي لفظ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهذا الدعاء: فذكره. وفي لفظ: كان يدعو بهذا الدعاء: فذكره. وليس فيه "ولا يعز من عاديت" ولم يذكر القنوت ولا الوتر. أخرجه الطيالسي (¬1) (ص 163) ثنا شعبة به. وأخرجه أحمد (1/ 200) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 216 و 216 - 217) والمزي في "التهذيب" (9/ 118) عن يحيى بن سعيد القطان والدارمي (1599) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 141) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (416) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (134) وابن خزيمة (1096) وابن حبان (945) وابن عساكر في ترجمة الحسن من تاريخه (ص 7) وابن الأثير (2/ 12) عن محمد بن جعفر البصري وابن خزيمة (1096) عن يزيد بن زُرَيْع البصري وأبو يعلى (6759) وابن حبان (722) عن مؤمل بن إسماعيل البصري والدولابي في "الذرية الطاهرة" (134) وابن الأثير (2/ 12) عن حجاج بن محمد المصيصي ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه البزار (1336) وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا الحسن بن علي"

وأبو يعلى (6762) عن عبد الملك بن عمرو العَقَدِي وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (62) واللالكائي في "السنة" (1175) عن عبد الله بن إدريس الكوفي وابن سعد (214) عن عمرو بن الهيثم البصري كلهم عن شعبة به. ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شعبة بلفظ "علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أقول في الوتر: فذكر الدعاء وفيه "ولا يعز من عاديت" أخرجه الطبراني في "الكبير" (2707) عن محمد بن محمد التمار ثنا عمرو بن مرزوق به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 141) وأخرجه في "الدعاء" (744) عن محمد بن محمد التمار وعثمان بن عمر الضبي البصري قالا: ثنا عمرو بن مرزوق به. قال ابن خزيمة: وهذا الخبر رواه شعبة عن بريد في قصة الدعاء ولم يذكر القنوت ولا الوتر وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق. وأبو إسحاق لا يعلم أسمع هذا الخبر من بريد أو دلسه عنه، اللهم إلا أن يكون كما يدعي بعض علمائنا أنّ كل ما رواه يونس عن من روى عنه أبوه أبو إسحاق هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روى عنه. ولو ثبت الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر لم يجز عندي مخالفة خبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولست أعلمه ثابتا" 3 - العلاء بن صالح الكوفي عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أقول في قنوت الوتر: فذكر نحو حديث شعبة. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (748) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني عمرو بن محمد الناقد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا العلاء بن صالح به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.

لكن رواه محمد بن بشر العبدي عن العلاء بن صالح ثني بريد ثنا أبو الحوراء قال: سألت الحسن بن علي: ما عقلت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: علمني دعوات أقولهن: فذكرهن. ولم يذكر القنوت ولا الوتر. قال بريد: فذكرت ذلك لمحمد بن الحنفية فقال: إنّه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته. أخرجه البيهقي (2/ 209) وفي "الصغرى" (435) وفي "الدعوات" (380) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 142 - 143) وقال: هذا حديث حسن" 4 - الحسن بن عبيد الله النخعي عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي: مثل من أنت في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما عقلت عنه؟ قال: عقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات أقولهنّ عند انقضاء الوتر قال: قل: فذكرها. وليس فيها "ولا يعز من عاديت" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (745) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا أبو صاح الفراء ثنا أبو إسحاق الفَزَاري عن الحسن بن عبيد الله به. وأخرجه في "الكبير" (2708) بهذا الإسناد بلفظ "وعقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات أقولهنّ عند انقضائهنّ قال: قل: فذكرها. وقال في آخره: قال بريد: فدخلت على محمد بن عليّ في الشعب فحدثته بهذا الحديث عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي فقال: صدق هنّ كلمات علمناهنّ أنْ نقولهنّ في القنوت. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 264) عن الطبراني به. وأخرجه ابن الأعرابي (ق 237/ ب) عن محمود بن محمد الحلبي ثنا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى ثنا أبو إسحاق الفزاري به. وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (135) عن الفضل بن العباس أبي العباس الحلبي ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو إسحاق الفزاري.

ولفظه عنده: وعقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات علمنيهنّ قال: قل: فذكرهن. وإسناده حسن. وأخرجه أبو علي الطوسي (443) عن محمد بن عبد الله أبي عبد الله البُوشَنْجِي ثنا أبو صالح الفراء به. 5 - الحسن بن عُمارة قال: أني بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي: ما تعقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: علمني كلمات أدعو بهنّ في آخر القنوت: فذكرهن. وليس فيها "ولا يعز من عاديت". أخرجه عبد الرزاق (4984) عن الحسن بن عمارة به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (2711) وفي "الدعاء" (746) وأخرجه ابن سعد (211) عن يزيد بن هارون ثنا الحسن بن عمارة به. والحسن بن عمارة قال أحمد وغيره: متروك الحديث. وخالفهم عبد الرحمن بن هُرْمُز فرواه عن بريد ولم يذكر أبا الحوراء. أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (103) والأول أصح. لم ينفرد به بريد بن أبي مريم بل تابعه أبو يزيد الزراد عن أبي الحوراء قال: لقيت الحسن بن علي بالبصرة فقلت لنفسي: أنت ما حفظت عن أبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: علمني كلمات أقولهنّ في الوتر، قلت: ما هي؟ قال: فذكرهن. وليس فيها "ولا يعز من عاديت". أخرجه الطبراني في "الكبير" (2713) وفي "الدعاء" (749) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا الربيع بن سهل أبو إبراهيم الفزاري ثنا الربيع بن ركين عن أبي يزيد الزراد به. وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن سهل. الثاني: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أخبرني الحسن بن علي قال: علمني - صلى الله عليه وسلم - دعاء القنوت في الوتر: فذكره.

وليس فيه "ولا يعز من عاديت" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (375) وفي "الآحاد" (415) والطبراني في "الكبير" (2700) وفي "الدعاء" (735) وفي "الأوسط" (3899) وابن منده في "التوحيد" (343) والحاكم (3/ 172) والبيهقي (3/ 38 - 39) من طرق عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديكْ ثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن هشام بن عروة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا موسى بن عقبة، ولا رواه عن موسى بن عقبة إلا إسماعيل بن إبراهيم، تفرد به ابن أبي فديك، ولا يُروى عن عائشة عن الحسن بن علي إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إلا أنّ محمد بن جعفر بن أبي كثير قد خالف إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في إسناده" ثم أخرجه من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير ثني موسى بن عقبة ثنا أبو إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن (¬1). قال الحافظ: وهو الصواب" الدراية 1/ 194 قلت: رواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن علي عن الحسن قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الكلمات في الوتر قال: فذكرها وزاد في آخرها "وصلى الله على النبي محمد" أخرجه النسائي (3/ 206) وفي "الكبرى" (1443 و 8101) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 145 - 146) قال النووي في "المجموع" (3/ 441): هذا لفظه في رواية النسائي بإسناد صحيح أو حسن" وتعقبه الحافظ في "التلخيص" (1/ 248) فقال: قلت: وليس كذلك فإنّه منقطع فإنّ عبد الله بن علي هو ابن الحسين بن علي لم يلحق الحسن بن علي" وقال في "نتائج الأفكار": هذه الزيادة في هذا السند غريبة لا تثبت لأنّ عبد الله بن علي لا يعرف، وقد جوز الحافظ عبد الغني بأنْ يكون هو عبد الله بن علي بن الحسين بن علي، وجزم المزي بذلك، فإنْ يكن كما قال فالسند منقطع، فقد ذكر ابن سعد والزبير بن ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الكبير" (2701) وفي "الدعاء" (740)

بكار وابن حبان أنّ أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي وهو شقيق أبي جعفر الباقر، ولم يسمع من جده الحسن بن علي بل الظاهر أنّ جده مات قبل أنْ يولد, لأنّ أباه زين العابدين أدرك من حياة عمه الحسن نحو عشر سنين فقط، فتبين أنّ هذا السند ليس من شرط الحسن لانقطاعه أو جهالة راو، ولم ينجبر بمجيئه من وجه آخر، ويؤيد انقطاعه أنّ ابن حبان ذكره في أتباع التابعين من الثقات، فلو كان سمعه من الحسن لذكره في التابعين". وأما زيادة "ولا يعز من عاديت" فقال عنها الحافظ في "التلخيص" (1/ 249): هذه الزيادة ثابتة في الحديث إلا أنّ النووي قال في "الخلاصة" (¬1): إنّ البيهقي رواها بسند ضعيف. وتبعه ابن الرفعة في "المطلب" فقال: لم تثبت هذه الرواية. وهو معترض فإنّ البيهقي رواها من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن الحسن أو الحسين بن علي فساقه بلفظ الترمذي وزاد "ولا يعز من عاديت" وهذا التردد من إسرائيل إنما هو في الحسن أو في الحسين. وقال البيهقي: كأنّ الشك إنما وقع في الإطلاق أو في النسبة. قلت: يؤيد رواية الشك أنّ أحمد بن حنبل أخرجه في مسند الحسين بن علي من "مسنده" (¬2) من غير تردد فأخرجه من حديث شريك عن أبي إسحاق بسنده، وهذا وإنْ كان الصواب خلافه والحديث من حديث الحسن لا من حديث أخيه الحسين فإنّه يدل على أنّ الوهم فيه من أبي إسحاق فلعله ساء فيه حفظه فنسي هل هو الحسن أو الحسين، والعمدة في كونه الحسن على رواية يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم وعلى رواية شعبة عنه كما تقدم، ثم إنّ الزيادة وهو وقوله "ولا يعز من عاديت" رواها الطبراني أيضاً من حديث شَريك وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق ومن حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق" قلت: وهذه الزيادة أيضاً في رواية عمرو بن مرزوق عن شعبة. وللحديث شاهد عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - علم أحد ابني علي في القنوت: فذكره. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 285 - 286) من طرق عن أبي صخرة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ثنا لُوَيْن محمد بن سليمان ثنا عتاب بن بشير عن خُصيف عن نافع عن ابن عمر به. ¬

_ (¬1) 1/ 457 (¬2) المسند 1/ 201

ذكره في ترجمة أبي صخرة وقال: كان ثقة. قلت: وعتاب وخصيف مختلف فيهما. 593 - "اللهم أيد الإسلام بعمر" قال الحافظ: وفي "فضائل الصحابة" لخيثمة من طريق أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، ومن حديث عليّ مثله بلفظ "أعز" وفي حديث عائشة مثله، أخرجه الحاكم بإسناد صحيح، وأخرجه الترمذي من حديث ابن عمر بلفظ "اللهم أعز الإِسلام بأحبّ الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر" قال: فكان أحبهما إليه عمر. قال الترمذي: حسن صحيح. قلت: وصححه ابن حبان أيضا وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال، لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضاً، ومن حديث أنس كما قدمته في القصة المطولة، ومن طريق أسلم مولى عمر عن عمر عن خباب، وله شاهد مرسل أخرجه ابن سعد من طريق سعيد بن المسيب والإسناد صحيح إليه" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث عثمان بن الأرقم ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث أنس ومن حديث ثوبان ومن حديث عمر ومن حديث ربيعة السعدي ومن حديث عائشة ومن حديث علي ومن حديث الزبير بن العوام ومن حديث سعيد بن المسيب مرسلاً ومن حديث الحسن البصري مرسلاً ومن حديث محمد بن سيرين مرسلاً. فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10314) والحاكم (3/ 83) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق 20/ ب) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مُجالد عن الشعبي به. وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني. الثاني: يرويه أبو نهشل عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: فضل الناس عمر بن الخطاب بأربع: بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله - عز وجل - {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ ¬

_ (¬1) 8/ 47 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمر بن الخطاب)

لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} [الأنفال: 68] وبذكره الحجاب أمر نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا، فأنزل الله - عز وجل - {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] وبدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - له "اللهم أيد الإِسلام بعمر" وبرأيه في أبي بكر كان أول الناس تابعه. وفي لفظ "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب". أخرجه الطيالسي (منحة 2639) عن المسعودي عن أبي نهشل. وأخرجه أحمد (1/ 456) والبزار (1748) والهيثم بن كليب في "مسنده" (555) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي والدولابي في "الكنى" (2/ 142) والهيثم بن كليب (554) عن زيد بن الحباب العُكْلي والطبراني في "الكبير" (8828) عن معاوية بن عمرو الأزدي كلهم عن المسعودي عن أبي نهشل عن أبي وائل عن ابن مسعود. وخالفهم القاسم بن يزيد الجَرْمي فرواه عن المسعودي عن القاسم عن أبي وائل عن ابن مسعود. فجعل القاسم مكان أبي نهشل. أخرجه الخلال في "السنة" (386) والطبراني في "الأوسط" (8249) قال الدارقطني: وحديث أبي نهشل أصح" العلل 5/ 98 وقال الهيثمي: أبو نهشل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 67 وقال الذهبي في "الميزان": أبو نهشل لا يعرف. وفي "التعجيل": مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "اللهم أعز الإسلام (¬1) بأحبّ هذين الرجلين إليك: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "الدين"

أخرجه ابن سعد (3/ 267) وأحمد (2/ 95) وفي "فضائل الصحابة" (312) عبد بن حميد في "المنتخب" (759) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 656 - 657) والترمذي (3681) وابن حبان (6881) والطبراني في "الأوسط" (4749) والآجري في "الشريعة" (1346) وابن عدي (3/ 920 - 921 و 921) وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (101) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (35) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 215 - 216) من طرق عن خارجة بن عبد الله به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر" قلت: خارجة بن عبد الله مختلف فيه: وثقه الترمذي وابن حبان، وضعفه أحمد والدارقطني، واختلف فيه قول ابن معين، وقال أبو حاتم: حديثه صالح، وقال ابن عدي: لا بأس به وبرواياته، فهو حسن الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه الحاكم (3/ 83) من طريق شَبَابة بن سَوَّار المدائني ثنا المبارك بن فَضالة عن عبيد الله بن عمر به. والمبارك بن فضالة (¬1) صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عبيد الله. الثاني: يرويه عمر بن عبد العزيز عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعاً "اللهم أعز الإِسلام بأحب الرجلين إليك: عمر، أو أبي جهل" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 361) عن محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن سهل أبو عبد الله ثنا مضارب بن بديل ثني أبي ثنا مبشر بن إسماعيل عن نوفل بن أبي الفرات الحلبي عن عمر بن عبد العزيز به. وقال: غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) رواه سعيد بن سليمان الواسطي عن المبارك بن فضالة فزاد فيه "عن ابن عباس" وصرح فيه المبارك بالتحديث من عبيد الله. أخرجه ابن الأعرابي (ق 29/ أ) والطبراني في "الأوسط" (583) والحاكم (3/ 83) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (15) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا مبارك بن فضالة" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 74 قلت: وهو كما قال.

قلت: مضارب بن بديل وأبوه لم أر من ذكرهما. والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1264) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي ثنا عيسى بن منصور النيسابوري ثنا عيسى بن إبراهيم العسقلاني ثنا سليمان بن أبي سليمان المديني عن الزهري عن سالم عن أبيه رفعه "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو بالوليد بن المغيرة" قال: فجعل الله الدعوة لعمر خاصة في نفسه وفي الوليد بن المغيرة في ابنه خالد بن الوليد. قال ابن عمر: والله ما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ أبا جهل. عيسى بن منصور وعيسى بن إبراهيم لم أر من ذكرهما. والحديث اختلف فيه على الزهري، فرواه صالح بن كيسان عنه قال: بلغنا أنّ ابن عمر كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم أيد دينك بعمر بن الخطاب" أخرجه ابن سعد (3/ 270) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني عن أبيه عن صالح بن كيسان به. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي (3683) وفي "العلل" (2/ 936) وعبد الله بن أحمد في زيادات "فضائل الصحابة" (311) وابن البختري في "الأمالي" (56) وابن الأعرابي (ق 84/ أ) والطبراني في "الكبير" (11657) والآجري في "الشريعة" (1345) وابن عدي (7/ 2487) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 563) وأبو بكر القطيعي (625) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق 20/ ب) والبغوي في "شرح السنة" (3885 و 3886) وفي "الشمائل" (140) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "اللهم أيد (¬1) الإِسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب" قال: فأصبح عمر فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم ثم خرج فصلّى في المسجد. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في النضر أبي عمر وهو يروي مناكير من قبل حفظه" قلت: الحديث إسناده ضعيف جداً، النضر هو ابن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز قال ابن معين: لا يحل لأحد أنْ يروي عنه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا يُروى عنه أحاديثه بواطيل. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "أعز"

وأما حديث عثمان بن الأرقم فأخرجه ابن سعد (3/ 242 - 243) عن محمد بن عمران بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال: سمعت جدي عثمان بن الأرقم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم أعز الإسلام بأحبّ الرجلين إليك: عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام" وأخرجه الحاكم (3/ 502) من طريق محمد بن عمر الواقدي عن عثمان بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم حدثني جدي به. وإسناده ضعيف. يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال أبو حاتم: شيخ مدني مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وأما حديث أبي بكر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6449) عن محمد بن عبد الله بن عرس المصري ثنا الزبير بن عباد المديني ثنا محمد بن الحسن بن زَبَالة المخزومي ثنا عبد الله بن قدامة الجمحي ثني أبي عن جده قال: سمعت أبا بكر الصديق رفعه "اللهم اشدد الإِسلام بعمر بن الخطاب" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، تفرد به الزبير بن عباد" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك" المجمع 9/ 62 وأما حديث أنس فأخرجه ابن سعد (¬1) (3/ 267 - 269) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 657 - 659) والبزار (2119) وأبو يعلى (المطالب 4226) والطبراني في "الأوسط" (1881) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 219 - 220) من طريق القاسم بن عثمان البصري عن أنس قال: خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة. فذكر الحديث في قصة إسلام عمر وفيه قول خباب: أبشر يا عمر فإني أرجو أنْ تكون دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك ليلة الخميس "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام" قال البزار: لا نعلم روى أنس عن خباب إلا هذا الحديث، ولا له إسنادا عن أنس إلا هذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف (¬2) " المجمع 9/ 62 قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه، حدّث عنه إسحاق ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه سبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح" (ص 128 - 129) (¬2) وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف القاسم بن عثمان" مختصر الاتحاف 9/ 153

الأزرق أحاديث لا يتابع منها على شيء، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال الذهبي في "الميزان": حدّث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ وبقصة إسلام عمر وهي منكرة جداً. وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1428) من طريق يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان رفعه "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب" قال الهيثمي: وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك" المجمع 9/ 62 وأما حديث عمر فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (376 و 377) والبزار (كشف 2493) والآجري في "الشريعة" (1347) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 216 - 219) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 147 - 149) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحُنَيْني عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر قال: أتحبون أنْ أعلمكم كيف كان إسلامي. فذكر قصة إسلامه وفيه "وقالوا: أبشر يا ابن الخطاب فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا يوم الاثنين "اللهم أعز دينك بأحبّ الرجلين إليك: إما أبو جهل بن هشام وإما عمر بن الخطاب" قال البزار: لا نعلم رواه بهذا السند إلا الحنيني، ولا نعلم في إسلام عمر أحسن من هذا الإسناد، على أنّ الحنيني خرج من المدينة فَكُفَّ واضطرب حديثه" وقال الهيثمي: وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف" المجمع 9/ 64 - 65 وقال الحافظ: فيه من هو أضعف من أسامة وهو إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وقد ذكر البزار أنّه تفرد به انتهى من تعليقه على المجمع قلت: الحنيني قال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره العقيلي وغيره في "الضعفاء". وأما حديث ربيعة السعدي فأخرجه البغوي في "معجم الصحابة" (756) من طريق إسماعيل بن أبان عن عطية بن يعلى ثني عبد الرحمن بن يزيد من ولد أبي هريرة عن الضحاك البناني عن ربيعة رفعه "اللهم أعز الدين بأبي جهل وبعمر بن الخطاب" وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (¬1) (3/ 83) والبيهقي (6/ 370) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا المَاجِشُون بن أبي سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب خاصة". ¬

_ (¬1) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج مسلم للأويسي شيئا, ولم يخرج البخاري رواية الأويسي عن الماجشون.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، والماجشون هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. ولم ينفرد به بل تابعه الزَّنْجي بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. أخرجه ابن حبان (6882) وابن عدي (6/ 2312) وابن شاهين في "حديثه" (40) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق 20/ ب) والبيهقي (6/ 370) والخطيب في "التاريخ" (4/ 54) عن أبي علقمة عبد الله بن عيسى الفروي وابن ماجه (105) عن محمد بن عبيد أبي عبيد المديني. قالا: ثنا عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون عن الزنجي بن خالد به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، الماجشون ضعفه الساجي ووثقه ابن حبان، والزنجي وإن وثقه ابن معين وابن حبان فقد قال البخاري: منكر الحديث، وضعفه أبو حاتم والنسائي وغيرهم" مصباح الزجاجة 1/ 17 وأما حديث عليّ فأخرجه الآجري في "الشريعة" (1192 و 1825) وابن شاهين في "الأفراد" (48) والحاكم (2/ 62) واللالكائي (2455) من طريق هلال بن العلاء بن هلال الباهلي ثنا أبي ثنا إسحاق الأزرق ثنا أبو سنان ثنا الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سَبْرة الهلالي عن علي مرفوعا "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب" قال ابن شاهين: هذا حديث غريب صحيح الإسناد، تفرد به إسحاق بن يوسف الأزرق، لا أعلم حدّث به غيره" قلت: إسناده ضعيف لضعف العلاء بن هلال الباهلي. وأما حديث الزبير فأخرجه ابن الأثير (4/ 151 - 152) من طريق سيف بن عمر التميمي عن وائل بن داود عن يزيد البهي قال: قال الزبير: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب" وإسناده واه، سيف بن عمر قال أبو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن سعد (3/ 267) وعنه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 657) قال: أخبرنا عفان بن مسلم أنا خالد بن الحارث أنا عبد الرحمن بن

حَرْمَلة عن سعيد بن المسيب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى عمر بن الخطاب أو أبا جهل بن هشام قال "اللهم أشدد دينك بأحبهما إليك" فشدد دينه بعمر بن الخطاب. عبد الرحمن بن حرملة مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث الحسن فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن عبد الله الأنصاري أنا أشعث بن سوّار عن الحسن رفعه "اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب" أخرجه ابن سعد (3/ 267) وعنه عمر بن شبة (2/ 657) وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار. الثاني: يرويه وهيب بن خالد البصري ثنا يونس عن الحسن به. أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات "فضائل الصحابة" (338) عن عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي ثنا وهيب به. ورواته ثقات. وأما حديث ابن سيرين فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (339) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا وهيب بن خالد ثنا ابن عون عن ابن سيرين رفعه "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو عامر بن الطفيل" ورواته ثقات. 594 - حديث وائل بن حُجْر أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال في رجل بعث بناقة حسنة في الزكاة: "اللهم بارك فيه وفي إبله" قال الحافظ: أخرجه النسائي" (¬1) صحيح أخرجه النسائي (5/ 21) وفي "الكبرى" (2238) وابن خزيمة (2274) والطبراني في "الكبير" (22/ 40 - 41) والبيهقي (4/ 157) من طرق عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث ساعيا فأتى رجلاً فأتاه فصيلا مخلولا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بعثنا مصدق الله ورسوله، وإنّ فلانا أعطاه فصيلا مخلولا. اللهم لا تبارك فيه ¬

_ (¬1) 4/ 104 (كتاب الزكاة - باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة)

ولا في إبله". فبلغ ذلك الرجل فجاء بناقة حسناء فقال: أتوب إلى الله - عز وجل -، وإلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم بارك فيه وفي إبله". وإسناده صحيح رواته ثقات. عاصم وثقه أحمد وغيره، وأبو وثقه أبو زرعة وغيره. 595 - "اللهم بارك لنا في شامنا" وأعادها ثلاثاً سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 16/ 156) عن ابن عمر قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" قالوا: وفي نجدنا. قال "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" قالوا: يا رسول الله: وفي نجدنا. فأظنه قال في الثالثة "هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان". 596 - "اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 4/ 471 - 472) من حديث عائشة. 597 - عن عَقيل بن أبي طالب أنّه قدم البصرة فتزوج امرأة فقالوا له: بالرفاء والبنين، فقال: لا تقولوا هكذا، وقولوا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم بارك لهم، وبارك عليهم" قال الحافظ: وأخرج النسائي والطبراني من طريق أخرى عن الحسن عن عقيل بن أبي طالب: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ الحسن لم يسمع من عقيل فيما يقال" (¬3) له عن عقيل طريقان: الأول: يرويه الحسن البصري قال: تزوج عقيل بن أبي طالب امرأة من بني جشم، فقيل له: بالرفاء والبنين، فقال: قولوا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بارك الله فيكم، وبارك لكم" أخرجه عبد الرزاق (10456 و 10457) وابن أبي شيبة (4/ 323) وأحمد (1/ 201 و 3/ 451) والدارمي (2179) وابن ماجه (1906) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (367) والبزار (2172) والنسائي (6/ 104) وفي "الكبرى" (5561) وفي "اليوم والليلة" (262) ¬

_ (¬1) 4/ 470 (كتاب الحج: فضائل المدينة - باب حدثني عبد الله بن محمد) (¬2) 4/ 469 (كتاب الحج: فضائل المدينة - باب حدثني عبد الله بن محمد) (¬3) 11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج)

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1865) وابن الأعرابي (255) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 290 - 291 و 291) والطبراني في "الكبير" (17/ 192 - 193 و 193 و 194) وفي "الدعاء" (936 و 937) وابن السني (364) وأبو الشيخ في "الطبقات" (238) والحاكم (3/ 577) والبيهقي (7/ 148) وأبو نعيم في "الصحابة" (5605) والخطيب في "الموضح" (2/ 28 - 29 و 471) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1013) من طرق (¬1) عن الحسن به. قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الحسن عن عقيل، ولا أحسب سمع الحسن من عقيل" الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل قال: تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا فقلنا: بالرفاء والبنين، فقال: مه، لا تقولوا ذلك فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهانا عن ذلك وقال "قولوا: بارك الله فيك، وبارك لك فيها" أخرجه أحمد (1/ 201 و 3/ 451) عن الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 65 - 66) وإسناده ضعيف لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها، وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 598 - عن عمر قال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في البقرة {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البَقَرَة: 219] فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت التي في النساء {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النَّساء: 43] فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت التي في المائدة {فَاجْتَنِبُوهُ} [المَائدة: 90] إلى قوله {مُنْتَهُونَ} [المَائدة: 91] فقال عمر: انتهينا انتهينا" قال الحافظ: وروى أصحاب السنن من طريق أبي ميسرة عن عمر أنّه قال: فذكره، وصححه علي بن المديني والترمذي" (¬2) ¬

_ (¬1) رواه السري بن يحيى البصري عن الحسن قال: قال رجل للآخر: بالرفاء والبنين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تقولوا هكذا وقولوا: بارك الله فيك، وبارك عليك" أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 323) عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرُّؤَاسي عن السري به. وهذا مرسل، والأول أصح. (¬2) 9/ 349 (كتاب التفسير: سورة المائدة - باب ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا)

أخرجه أبو عبيد في "الناسخ" (452) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2044 و 5351 و 6769) والدارقطني في "العلل" (2/ 186) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 255) عن سفيان الثوري وأحمد (1/ 53) وأبو داود (3670) والترمذي (3049) والبزار (334) والنسائي (8/ 253) والطبري في "تفسيره" (7/ 33) وفي "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 962) والطحاوي في "المشكل" (1493) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (127) والحاكم (2/ 278) والبيهقي (8/ 285) وفي "الصغرى" (3328) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 118) عن إسرائيل بن يونس والطبري في "التفسير" (7/ 33) والواحدي في "الوسيط" (2/ 222 - 223) عن زكريا بن أبي زائدة وعن الجراح بن مليح الرُّؤَاسي كلهم عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عمر قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البَقَرَة: 219] قال: فدعى فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في سورة النساء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النَّساء: 43] فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقام الصلاة نادى أنْ لا يقربنّ الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المَائدة: 91] قال: فقال عمر: انتهينا انتهينا. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه، ولا يُروى أيضاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا عن عمر" وقال ابن المديني: هذا إسناد صالح صحيح" تفسير ابن كثير 1/ 255 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي إسحاق عن أبي ميسرة ولا رواية أبي ميسرة عن عمر.

واختلف في سماع أبي ميسرة من عمر، فقال البخاري: سمع منه. وقال أبو زرعة: أبو ميسرة عن عمر مرسل. ومما يقوي ما ذكره أبو زرعة أنّ أبا ميسرة لم يذكر سماعا من عمر في جميع الروايات التي ذكرتها. وفي الحديث علة أخرى وهي عنعنة أبي إسحاق (¬1) السبيعي فإنّه كان مدلساً. 599 - عن عليّ قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أسنّ مني وأنا حديث السن لا أبصر القضاء، قال: فوضع يده على صدري وقال: "اللهم ثبت لسانه واهد قلبه" وقال "يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر" قال الحافظ: أخرج أحمد وأبو داود والترمذي من طريق أخرى عن علي قال: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: وهو حديث حسن" (¬3) صحيح وله عن علي طرق: الأول: يرويه سِمَاك بن حرب عن حنش بن المعتمر عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فقال "إنّ الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنّه أحرى أنْ يتبين لك القضاء" قال: فما زلت قاضيا أو ما شككت في قضاء بعد. أخرجه الطيالسي (ص 19) وابن سعد (2/ 337) وأحمد (1/ 96 و 111) وفي "فضائل ¬

_ (¬1) واختلف عنه، فرواه حميد بن حماد بن خوار عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر. أخرجه الدارقطني في "العلل" (2/ 185) وقال: والصواب قول من قال: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر" قلت: وهو كما قال، وحميد بن حماد قال أبو داود: ضعيف. (¬2) 9/ 127 (كتاب المغازي - باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن) (¬3) 16/ 295 (كتاب الأحكام - باب القضاء على الغائب)

الصحابة" (1096) وأبو داود (3582) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 149) وفي "زيادات الفضائل" (1227) والبزار (733) والنسائي في "خصائص علي" (35) وأبو يعلى (371) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1816 و 1817) والطحاوي في "المشكل" (48 و 50) والآجري في "الشريعة" (1554) والحاكم (4/ 93) والبيهقي (10/ 86 و 140 و 141) وفي "معرفة السنن" (14/ 241) وفي "الصغرى" (4135) والرافقي في "جزئه" (ق 25/ أ) والخطيب في "المتفق والمفترق" (293) عن شريك بن عبد الله القاضي وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 149) عن محمد بن جابر بن سيار السُّحَيْمِي والطيالسي (ص 19) وأحمد (1/ 90 و 150) وابنه (1/ 150) والترمذي (1331) والطحاوي في "المشكل" (48) وابن عدي (2/ 844) والبيهقي (10/ 137 و 140 و 141) وفي "الصغرى" (4135) عن زائدة بن قدامة الكوفي والطيالسي (ص 19) والطحاوي في "المشكل" (48) والبيهقي (10/ 141) وفي "الصغرى" (4135) عن سليمان بن قَرْم بن معاذ التيمي والرافقي في "جزئه" (ق 25/ ب) عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي والبيهقي (10/ 140) عن حاتم بن أبي صغيرة البصري كلهم عن سماك به. قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وحنش مختلف فيه: وثقه أبو داود والعجلي، وقال يعقوب بن سفيان وابن عدي: لا بأس به، وذكره النسائي والعقيلي وابن حبان وغيرهم في "الضعفاء".

ولم ينفرد به كما سيأتي فالإسناد حسن. الثاني: يرويه عمرو بن مرّة الكوفي عن أبي البَخْتَري عن عليّ قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن وأنا حديث السن قال: قلت: تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء. قال "إنّ الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك" قال: فما شككت في قضاء بين اثنين بعد. أخرجه ابن سعد (2/ 337) وأحمد (1/ 83) وفي "فضائل الصحابة" (984) وابن أبي شيبة (10/ 176 و 12/ 58) وعبد بن حميد في "المنتخب" (94) والحسن بن عرفة في "جزئه" (76) وأبو يعلى (401) وابن ماجه (2310) والبزار (912) والنسائي في "خصائص علي" (32 و 33 و 34) والحاكم (3/ 135) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 381 - 382) والبيهقي (10/ 86) وفي "الدلائل" (5/ 397) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (507) من طرق عن الأعمش عن عمرو بن مرّة به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال النسائي: أبو البختري لم يسمع من علي شيئا. روى هذا الحديث شعبة عن عمرو بن مرّة عن أبي البختري قال أخبرني من سمع عليا" وقال البزار: أبو البختري لا يصح سماعه من علي، وقد رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري حدثني من سمع عليا" وقال ابن عساكر: أبو البختري لم يدرك علياً" وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا إنّه منقطع. أبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من علي ولم يدركه، قاله أبو حاتم" مصباح الزجاجة 3/ 42 قلت: الحديث إسناده منقطع كما قال البوصيري، وقد بين ذلك شعبة فروى عن عمرو بن مرّة سمع أبا البختري يقول: حدثني من سمع عليا يقول: فذكر الحديث. أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 286) وأحمد (1/ 136) وأبو يعلى (316) والبيهقي (10/ 86 - 87) الثالث: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال إسرائيل بن يونس: عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت: يا رسول الله إنك تبعثني إلى قوم هم أسنّ مني لأقضي بينهم، قال "اذهب فإنّ الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك".

أخرجه ابن سعد (2/ 337) وأحمد (1/ 88 و 156) وفي "الفضائل" (1212) والبزار (721) والنسائي في "الخصائص" (36) والطحاوي في "المشكل" (49) والآجري (1555) وتابعه الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن أبي إسحاق به. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 580) - وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن عمرو بن حُبْشي عن علي. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1556) والدارقطني في "العلل" (4/ 168) وتابعه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن أبي إسحاق به. أخرجه النسائي في "الخصائص" (37) من طريق معاوية بن هشام القصار عن شيبان. وأخرجه أبو يعلى (293) عن زهير بن حرب النسائي والدارقطني في "العلل" (4/ 168) عن جعفر بن محمد بن فضيل الراسبي والطحاوي (47) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطَرَطوسي قالوا: ثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان به. ورواه ابن سعد (2/ 337) عن عبيد الله بن موسى فقال فيه: عن عمرو بن حبشي عن حارثة عن علي. فزاد فيه حارثة. - وقال أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم الأحول التيمي: عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرّة عن عبد الله بن سلمة عن علي. أخرجه البزار (711) وأبو يحيى وشيخه ضعيفان، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن. الرابع: يرويه محمد بن عمر عن أبيه عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليستعملني على اليمن فقلت له: يا رسول الله، إني شاب حدث السن ولا علم لي بالقضاء، فضرب رسول الله في صدري مرتين أو قال ثلاثا وهو يقول "اللهم

اهد قلبه وثبت لسانه" فكأنما كل علم عندي وحشى قلبي علما وفقها فما شككت في قضاء بين اثنين. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 443 - 444) من طريق أبي محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن محمد عن أبيه محمد بن عمر به. ذكره في ترجمة القاسم بن جعفر هذا وقال: قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير" الخامس: يرويه علي بن الأقمر الكوفي عن أبي جُحيفة عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت: يا رسول الله، إنك تبعثني إلى قوم يسألوني وأنا حدث السن, قال، فوضع يده على صدري وقال "اللهم اهد قلبه وسدد لسانه فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقض للأول حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحرى أنْ يتبين لك القضاء" قال علي: فما شككت في قضاء أو ما شككت في قضاء بعد. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 170/ ب) والآجري (1552) عن سهل بن أحمد بن عثمان أبي العباس الواسطي ثنا القاسم بن عيسى بن إبراهيم الطائي ثنا المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن علي بن الأقمر به. هكذا رواه ابن الأعرابي والآجري عن سهل بن أحمد فجعلاه عن علي بن أبي طالب، وخالفهما الإسماعيلي (المعجم 2/ 654) فرواه عن سهل بن أحمد فجعله عن أبي جحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والأول أصح. والقاسم بن عيسى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو داود: تغير عقله، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق تغير. والمؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، والباقون كلهم ثقات. السادس: يرويه أبان بن تغلب عن سعيد بن أبي البختري عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، إني غلام حدث السن ولا أحسن أقضي، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده بين كتفي فقال "إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك" قال علي: فما عييت بقضاء بين اثنين حتى جلست في مجلسي هذا.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3904) عن علي بن سعيد الرازي ثنا الحسن بن عبد الواحد الخزاز الكوفي ثنا إسماعيل بن صبيح ثنا سفيان بن إبراهيم الحريري عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن أبان بن تغلب به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبان بن تغلب إلا عبد المؤمن بن القاسم، تفرد به سفيان بن إبراهيم الحريري" قلت: عبد المؤمن بن القاسم ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على كثير من حديثه، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 165): تالف. السابع: يرويه مسلم بن كيسان الأعور عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال علي: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله، إني لست أحسن القضاء، فوضع يده على صدري ثم قال "اللهم علمه القضاء" ثم قال "علمهم الشرائع والسنن وانههم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت" أخرجه الآجري (1553) وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان. والحديث بمجموع هذه الطرق صحيح. 600 - حديث زيد بن أرقم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو في دبر كل صلاة: اللهم ربنا وربّ كل شيء" الحديث قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 369) وأبو داود (1508) والنسائي في "اليوم والليلة" (101) وأبو يعلى (7216) والطبراني في "الكبير" (5122) وابن السني (114) والبيهقي في "الأسماء" (ص 170 - 171) وفي "الشعب" (613) والمزي (8/ 387 - 388) عن معتمر بن سليمان التيمي وأبو يعلى (7217) عن جرير بن عبد الحميد الرازي ¬

_ (¬1) 13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)

كلاهما عن داود الطُّفَاوي البصري عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو في دبر كل صلاة يقول: اللهم ربنا وربّ كل شيء، أنا شهيد أنك الرب وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا وربّ كل شيء، أنا شهيد أنّ محمدا عبدك ورسولك، اللهم ربنا وربّ كل شيء، أنا شهيد أنّ العباد كلهم إخوة، اللهم ربنا وربّ كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة، ذا الجلال والإكرام اسمع واستجب، الله أكبر الأكبر الله نور السموات والأرض، الله أكبر الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل، الله الأكبر الله الأكبر. وإسناده ضعيف، داود الطفاوي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: بصري يترك. وأبو مسلم البجلي ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راويا إلا داود، فهو مجهول كما قال الذهبي في "الديوان"، وقال في "الميزان": لا يعرف. 601 - "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك" فقتله الأسد. قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه الحاكم من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه" (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 539) وأبو نعيم في "الصحابة" (6050 و 6926) من طريق الحارث بن أبي أسامة وهو في "مسنده" (بغية الباحث 511) ثنا العباس بن الفضل الأنصاري (¬2) وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2141) عن إبراهيم بن أبي الحجيم ثنا عباس بن الفضل الأزرق وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 338) من طريق محمد بن حرب بن غالب تمتام ثنا عباس بن الفضل الأزرق قال: ثنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال: كان لهب بن أبي لهب يسبّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم سلط عليه كلبك" فخرج في ¬

_ (¬1) 4/ 411 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب ما يقتل المحرم من الدواب) (¬2) وعند أبي نعيم: الأزرق. وهذا يقوي قول ابن عدي.

قافلة يريد الشام فنزل منزلا فقال: إني أخاف دعوة محمد. قالوا له: كلا، فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه فجاء الأسد فانتزعه فذهب به. قال البيهقي: كذا قال عباس بن الفضل وليس بالقوي: لهب بن أبي لهب، وأهل المغازي يقولون: عتبة بن أبي لهب، وقال بعضهم: عتيبة" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد جداً، العباس بن الفضل الأنصاري والعباس بن الفضل الأزرق قال الذهبي في "الميزان": جعلهما ابن عدي واحدا فوهم. وقال المزي: فرق أبو حاتم وغيره بينهما وهو الصحيح إن شاء الله تعالى" تهذيب الكمال 14/ 244 وقال الحافظ: خلطهما ابن عدي فوهم" تهذيب التهذيب وهما ضعيفان جداً أما الأنصاري فقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما الأزرق فقال البخاري وأبو حاتم: ذهب حديثه، وكذبه ابن معين، وقال أبو زرعة: منكر الحديث وللحديث شاهد عن هبار بن الأسود وعن قتادة مرسلاً وعن طاوس مرسلاً. فأما حديث هبار بن الأسود فأخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (10/ 235 - 236) من طريق عبد الرحمن بن المغيرة عن أبي الزناد وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 207) من طريق داود بن إبراهيم العقيلي عن حماد بن سلمة كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن هبار في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك" وخالفهما زهير بن العلاء العبدي فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلاً، ليس فيه عن هبار. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 436) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 339) ولم ينفرد هشام به بل تابعه أخوه عثمان بن عروة عن أبيه عن هبار قال: كان أبو لهب وابنه عتيبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابنه عتيبة: والله لأنطلقنّ إليه فلأوذينه في ربه، فانطق حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد هو يكفر بالذي دنى فتدلى

فكان قاب قوسين أو أدنى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم أبعث عليه كلبا من كلابك ... " الحديث أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (380) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عثمان بن عروة به. ثم أخرجه بهذا الإسناد عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن رجال من أهل بيته قالوا: فذكروا نحوه. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، وسلمة بن الفضل هو الأبرش مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. واختلف فيه على سلمة الأبرش، فقال الدولابي في "الذرية الطاهرة" (77): ثنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق قال: حُدثت عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير قالا: وذكرا الحديث. وأما حديث قتادة فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: قال عتبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما تخاف أن يأكلك كلب الله" قال: فخرج في تجارة إلى اليمن، فبينما هم قد عَرّسوا، إذ سمع صوت الأسد، فقال لأصحابه: إني مأكول، فأحدقوا به، وضرب على أصمختهم فناموا، فجاء حتى أخذه، فما سمعوا إلا صوته. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (27/ 40 - 41) عن يزيد بن زُريع البصري وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (305) عن رَوح بن عبادة البصري كلاهما عن سعيد به. ورواه زهير بن العلاء العبدي عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال: فذكره مطولاً. أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (76) والطبراني في "الكبير" (22/ 435 - 436) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 338 - 339) قال الهيثمي: رواه الطبراني هكذا مرسلاً وفيه زهير بن العلاء وهو ضعيف" المجمع 6/ 19

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات". الثاني: يرويه مَعْمَر عن قتادة. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 250) وعبد بن حميد كما في "الدر المنثور" (8/ 641) وابن جرير في "تفسيره" (27/ 41) وأما حديث طاوس فيرويه معمر قال: أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ألا تخاف أنْ يسلط الله عليك كلبه؟ " أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 250) وعبد بن حميد كما في "الدر" (8/ 641) وابن جرير في "تفسيره" (27/ 41) وأبو نعيم في "الدلائل" (383) ورواته ثقات. 602 - "اللهم صَلِّ عليهما" قال الحافظ: في قول امرأة جابر: صَلِّ عليّ وعلى زوجي، فقال: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صلى الله عليك وعلى زوجك" 603 - "اللهم صَلِّ على آل أبي أوفى" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 4/ 104) من حديث عبد الله بن أبي أوفى. 604 - "اللهم صَلِّ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته" قال الحافظ: وعند أبي داود من حديث أبي هريرة: فذكره، وأخرجه النسائي من الوجه الذي أخرجه منه أبو داود ولكن وقع في السند اختلاف بين موسى بن إسماعيل شيخ أبي داود فيه، وبين عمرو بن عاصم شيخ النسائي فيه، فروياه معا عن حِبَّان بن يسار، فوقع في رواية موسى عنه عن عبيد الله بن طلحة عن محمد بن علي عن نعيم المُجْمِر عن أبي هريرة، وفي رواية عمرو بن عاصم عنه عن عبد الرحمن بن طلحة عن محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب، ورواية موسى أرجح، ويحتمل أنْ يكون لحبان فيه سندان. ¬

_ (¬1) 10/ 153 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي) (¬2) 10/ 153 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي)

وقال: أخرجه أبو العباس السراج من طريق داود بن قيس عن نعيم المجمر عن أبي هريرة أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال "قولوا اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد. وقال: أخرج الطبري في "تهذيبه" من طريق حنظلة بن علي عن أبي هريرة رفعه "من قال: اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة وشفعت له" ورجال سنده رجال الصحيح إلا سعيد بن سليمان مولى سعيد بن العاص الراوي له عن حنظلة بن علي فإنّه مجهول. وقال: قال الشافعي في "الأم": أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثني صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنّه قال: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ يعني في الصلاة، قال "تقولون: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم" وقال: في حديث أبي هريرة قوله - صلى الله عليه وسلم - "من سرّه أنْ يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا فليقل: اللهم صلِّ على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وأهل بيته كما صليت على إبراهيم" (¬1) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه حبان بن يسار الكلابي واختلف عنه: - فقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي: ثنا حبان بن يسار ثنا أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز ثني محمد بن علي الهاشمي عن نعيم المجمر عن أبي هريرة مرفوعاً "من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صلِّ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 87) وأبو داود (982) والعقيلي (1/ 318) والبيهقي (2/ 151) والمزي (19/ 59) - وقال عمرو بن عاصم الكلابي: ثنا حبان بن يسار عن عبد الرحمن بن طلحة ¬

_ (¬1) 13/ 408 و 410 و 411 و 416 و 420 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

الخزاعي عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن علي بن الحنفية عن علي مرفوعاً "من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وأهل بيته، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد" أخرجه النسائي في "مسند علي" (تهذيب الكمال 5/ 348 - جلاء الأفهام ص 88) والعقيلي (1/ 318) وابن عدي (2/ 830) من طرق عن عمرو بن عاصم به. قال ابن القيم: وحبان بن يسار وثقه ابن حبان، وقال البخاري: إنّه اختلط في آخر عمره، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ولا بالمتروك، وقال ابن عدي: حديثه فيه ما فيه لأجل الاختلاط الذي ذكر عنه. قلت: وهو معلول برواية موسى بن إسماعيل، فإما أنْ يكون عمرو بن عاصم وهم في اسم شيخ حبان، وإما أنْ يكونا اثنين، ولكن عبد الرحمن بن طلحة هذا مجهول لا يعرف في غير هذا الحديث، ولم يذكره أحد من المتقدمين. وعمرو بن عاصم وإنْ كان روى عنه البخاري ومسلم واحتجا به فموسى بن إسماعيل أحفظ منه" جلاء الأفهام ص 88 - 90 الثاني: يرويه داود بن قيس الفراء عن نعيم المجمر عن أبي هريرة. وسيأتي الكلام عليه فانظر حديث أبي مسعود أنّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس سعد بن عبادة ... الثالث: يرويه حنظلة بن علي بن الأسقع المدني عن أبي هريرة مرفوعا "من قال: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بشهادة، وشفعت له بشفاعة" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (641) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 348) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا إسحاق بن سليمان ثنا سعيد بن عبد الرحمن مولى سعيد بن العاص ثنا حنظلة بن علي به. وأخرجه الشجري في "الأمالي" (1/ 124) من طريق أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الثقفي ثنا محمد بن العلاء به.

ورواته ثقات غير سعيد بن عبد الرحمن، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راويا إلا إسحاق بن سليمان الرازي فهو مجهول. الرابع: يرويه صفوان بن سليم المدني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: إنّ الله - عز وجل - قد أمرنا بالصلاة عليك، وكيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وارحم محمدا وآل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، والسلام قد عرفتموه" أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (22) من طريق سعيد بن هاشم الفيومي عن ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن هاشم وابن لهيعة. وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 102) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي ثني صفوان عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله، كيف نصلي عليك - يعني في الصلاة - قال "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم، ثم تسلمون علي" الأسلمي كذبه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن حبان وغيرهم. الخامس: يرويه زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم" أخرجه الطبري (349) عن علي بن حرب الموصلي ثنا خالد بن يزيد العدوي عن عمر بن صهبان عن زيد بن أسلم به. وأخرجه ابن عدي (3/ 888) عن إبراهيم بن محمد بن عباد السلمي ثنا علي بن حرب به. وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة، يرويه خالد بن يزيد عن عمر بن صهبان عنه، وأخاف أنْ يكون البلاء من عمر بن صهبان، لأنّ عمر أضعف من خالد" قلت: وعمر قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وخالد ذكر الذهبي في "الميزان" أنّه ابن يزيد العمري الذي كذبه ابن معين وأبو حاتم.

605 - حديث قيس بن سعد: ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وهو يقول "اللهم صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة" قال الحافظ: وفي حديث قيس بن سعد عند أبي داود: فذكره، وسنده جيد" (¬1) انظر حديث "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة" 606 - قال عمر: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاك يوما فمسح على رأسك وقال "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" قال الحافظ: وأخرج البغوي في "معجم الصحابة" من طريق زيد بن أسلم عن ابن عمر: كان عمر يدعو ابن عباس ويقربه ويقول: فذكره" (¬2) أخرجه الآجري في "الشريعة" (1748) عن أبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1463) قال: ثنا الزبير بن بكار ثني ساعدة بن عبيد الله المزني عن داود بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أنّه قال: فذكره، وزاد بعد قوله: على رأسك: وتفل في فيك. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 174) من طريق عيسى بن علي بن عيسى البغدادي عن أبي القاسم البغوي به. وإسناده ضعيف لضعف داود بن عطاء المزني، وساعدة بن عبيد الله لم أر من ترجمه. وللحديث شاهد عن ابن عباس أخرجه البخاري (فتح 1/ 255) من طريق عبيد الله بن أبي يزيد المكي عن ابن عباس بلفظ "اللهم فقهه في الدين" وأخرجه (1/ 179) من طريق عكرمة عن ابن عباس بلفظ "اللهم علمه الكتاب". 607 - "اللهم كما حَسَّنْتَ خَلْقي، فَحَسَّنْ خُلُقي" قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان" (¬3) ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطيالسي (ص 49) عن ثابت أبي زيد الأحول ¬

_ (¬1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء) (¬2) 1/ 180 (كتاب العلم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم علمه الكتاب) (¬3) 13/ 64 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

وابن سعد (1/ 377) عن إسماعيل بن زكريا الكوفي وهناد في "الزهد" (1273) وأبو يعلى (5075) وابن حبان (959) عن محمَّد بن فُضيل الكوفي وأبو يعلى (5181) والبيهقي (¬1) في "الشعب" (8183) والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 433 - 434) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والبيهقي في "الشعب" (8183) عن علي بن مُسهر الكوفي والطبراني في "الدعاء" (1407) عن عبد العزيز بن المختار البصري والطحاوي في "المشكل" (4425) عن حفص بن غياث الكوفي كلهم عن عاصم بن سليمان الأحول عن عَوْسَجَة (¬2) بن الرمَّاح عن عبد الله بن أبي الهذيب عن ابن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "اللهم حسنت خلقي، فحسن خلقي". - ورواه محاضر بن المُوَرَّع عن عاصم واختلف عنه: • فرواه ابن أبي شيبة في "المسند" (367) وأحمد (1/ 403) عن محاضر كرواية ثابت أبي زيد ومن تابعه. ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (22/ 433 - 434) • ورواه علي بن حرب الموصلي عن محاضر قال: ثنا عاصم عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي مسعود البدري. ¬

_ (¬1) أخرجه من طريق عثمان بن أبي شيبة عن جرير وقال: ولم يرفعه عثمان بن أبي شيبة" (¬2) ووقع عند هناد: فلان بن الرماح.

فجعله عن أبي مسعود لا ابن مسعود. أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 16) والأول أصح. قال العراقي: رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" هكذا من رواية عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي مسعود البدري، وإنما هو ابن مسعود أي عبد الله. وقال: حديث ابن مسعود إسناده جيد" إتحاف السادة المتقين 7/ 91 و 322 وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح وهو ثقة" المجمع 10/ 173 قلت: عوسجة بن الرماح لم يَرو عنه إلا عاصم الأحول، قاله ابن المديني والدارقطني. ومع ذلك فقد وثقه ابن معين وابن حبان. وقال الدارقطني: شبه مجهول لا يحتج به لكن يعتبر به. وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد (6/ 68) عن أسود بن عامر الشامي ثنا إسرائيل عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن الحارث عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي" ثم رواه بإسقاط عائشة بنت طلحة فقال (6/ 155): ثنا هاشم وأسود بن عامر ثنا إسرائيل عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة. وهكذا رواه أحمد بن خالد الوهبي الكندي عن إسرائيل به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8184) قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 3/ 410 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 173 قلت: وهو كما قالا. طريق أخرى: قال محمَّد بن عبد الوهاب الدعلجي ثنا أبان بن سفيان عن أبي هلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نظر في المرآة قال "اللهم كما حسنت خَلْقي فأحسن خُلُقي، ووسع عليّ في رزقي"

أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 637 - 638) وإسناده واه، أبان بن سفيان ذكره الدارقطني في "الضعفاء" (ص 149) وقال: متروك. وأبو هلال هو محمَّد بن سليم الراسبي. 608 - حديث أبي سعيد: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما صُنع له" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه من حديث أبي سعيد" (¬1) وذكره في موضع آخر وذكر أنه في السنن (¬2). صحيح أخرجه أبو داود (4021) والنسائي في "اليوم والليلة" (309) وابن حبان (5421) والطبراني في "الدعاء" (398) وابن السني في "اليوم والليلة" (270) عن عيسى بن يونس والترمذي (4/ 239) وفي "الشمائل" (ص 73) عن القاسم بن مالك المزني وابن أبي شيبة (10/ 403 - 404) عن يزيد بن هارون الواسطي وأبو يعلى (1082) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 102) والحاكم (4/ 192) والبغوي في "شرح السنة" (12/ 41) وفي "الشمائل" (785) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وابن السني في "اليوم والليلة" (14) عن يحيى بن راشد المازني البصري وأبو يعلى (1079) وابن حبان (5420) ¬

_ (¬1) 12/ 420 (كتاب اللباس - باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا) (¬2) 12/ 380 (كتاب اللباس - باب لبس القميص)

عن خالد بن عبد الله الواسطي الطحان وابن سعد (1/ 460) وأبو الشيخ (ص 103) وابن بشران (70) والبيهقي في "الدعوات" (432) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفّاف العجلي وأحمد (3/ 30 و 50) وعبد بن حميد (880) وأبو داود (4020) والترمذي (1767) وفي "الشمائل" (59) وأبو الشيخ (ص 104) والبيهقي في "الشعب" (5871) والبغوي في "شرح السنة" (3111) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 121 - 122) عن عبد الله بن المبارك وأبو داود (4022) عن محمَّد بن دينار الطاحي البصري كلهم عن سعيد بن إياس الجُرَيْرِي عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد قال: فذكره. واختلف فيه على الجريري: - فرواه حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير مرسلاً. أخرجه النسائي (310) وقال: حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس لأنّ الجريري قد اختلط وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أنْ يختلط، وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك" قلت: لم ينفرد عيسى بن يونس وابن المبارك برواية هذا الحديث عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وإنما تابعهما جماعة عن الجريري كما تقدم، منهم أبو أسامة وعبد الوهاب بن عطاء ويزيد بن هارون، وقد احتج مسلم بروايتهم عن الجريري، ومنهم خالد الطحان وهو ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه كما قال الحافظ (تجريد أسماء الرواة ص 61) وقد احتج الشيخان بروايته عن الجريري. وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال النووي: حديث صحيح" الأذكار ص 22

- ورواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن الجريري عن أبي نضرة مرسلاً، لم يذكر أبا سعيد. قاله أبو داود (السنن 4/ 310) 609 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى ما لا يعجبه قال: اللهم لك الحمد على كل حال" قال الحافظ: وقد ثبت: فذكره" (¬1) روي من حديث عائشة ومن حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث حبيب بن أبي ثابت مرسلاً فأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (3803) وابن السني في "اليوم والليلة" (378) والطبراني في "الدعاء" (1769) والحاكم (1/ 499) والبيهقي في "الدعوات" (325) عن أبي مروان هشام بن خالد الأزرق والطبراني في "الأوسط" (6995) عن موسى بن أيوب النَّصِيبي قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمَّد ثني منصور بن عبد الرحمن الحَجَبِي عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا (¬2) رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا (¬3) رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن منصور إلا زهير، تفرد به الوليد بن مسلم، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال النووي: إسناده جيد" الأذكار ص 284 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 131 قلت: رواته ثقات إلا أنّ رواية أهل الشام عن زهير بن محمَّد التميمي فيها مقال. قال البخاري: ما روى عنه أهل الشام فإنّه مناكير. ¬

_ (¬1) 4/ 33 (كتاب الزكاة - باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلم) (¬2) وفي لفظ "إذا أتاه الأمر يسره" (¬3) وفي لفظ "وإذا أتاه الأمر يكرهه"

وقال العجلي: هذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني. وقال أحمد: الشاميون يروون عنه أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم: حديث زهير بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه. وأما حديث علي فأخرجه البزار (533) عن محمَّد بن إسحاق البغدادي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا إسرائيل عن محمَّد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن عمه عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال، وإذا رأى ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1380) وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص 68) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن أبي بكير به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عليّ إلا بهذا الإسناد" قلت: ومحمد بن عبد الله بن أبي رافع قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف (تهذيب التهذيب 9/ 254) وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 157) من طريق داود بن رشيد الخوارزمي ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا عبد الرحمن بن أبي الحارث عن الفضل الرقاشي عن محمَّد بن المنكدر عن أبي هريرة قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمدان يعرفان: إذا جاءه ما يكره قال: الحمد لله على كل حال، وإذا جاءه ما يسره قال: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم بنعمته تتم الصالحات. وقال: غريب من حديث محمَّد والفضل الرقاشي لم نكتبه إلا من هذا الوجه" قلت: وإسناده ضعيف لضعف سويد بن العزيز والفضل بن عيسى الرقاشي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 131) من طريق أبي سعيد الوليد بن محمَّد السلمي البصري ثنا شعبة ثنا عبد الرحمن بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه أمر يسره قال: اللهم بنعمتك تتم الصالحات، وإذا أتاه أمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال" وإسناده منقطع بين الضحاك وبين ابن عباس فإنّه لم يسمع منه.

وأما حديث حبيب بن أبي ثابت فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1770) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جاء الأمر يعجبه ويسره قال: الحمد لله المنعم المفضل الذي بنعمته تتم الصالحات، وكان يقول فيما يكرهه: الحمد لله على كل حال" ورواته ثقات. 610 - "اللهم مزق ملكه" قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن حذافة "فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) ضعيف جداً وهو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن سعد (1/ 258 - 263) عن محمَّد بن عمر الأسلمي ثني مَعْمَر بن راشد ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس. قال: وحدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة وحدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه وحدثنا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة عن جدته الشفاء وحدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن محمَّد بن يوسف عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي وحدثنا معاذ بن محمَّد الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أهله عن عمرو بن أمية الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا: وذكروا الحديث. وفيه، قالوا: وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن حذافة السهمي، وهو أحد الستة، إلى كسرى يدعوه إلى الإِسلام وكتب معه كتابا، قال عبد الله: فدفعت إليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرئ عليه، ثم أخذه فمزقه، فلما بلغ ذلك رسول - صلى الله عليه وسلم - قال "اللهم مزق ملكه". ¬

_ (¬1) 9/ 191 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى)

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة عبد الله بن حذافة ص 132) ومحمد بن عمر هو الواقدي متروك. 611 - "اللهم من آمن بي وصدّق ما جئت به فأقلل له من المال والولد" سكت عليه الحافظ (¬1). حسن ورد من حديث فضالة بن عبيد ومن حديث عمرو بن غيلان الثقفي ومن حديث معاذ بن جبل فأما حديث فضالة بن عبيد فأخرجه ابن حبان (208) عن يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب الرملي وابن أبي عاصم في "الزهد" (211) والطبراني في "الكبير" (18/ 313) عن أصبغ بن الفرج المصري قالا: ثنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ عن أبي علي عمرو بن مالك الجَنْبِي عن فضالة بن عبيد مرفوعاً "اللهم من آمن بك، وشهد أني رسولك، فحبّب إليه لقاءك، وسهّل عليه قضاءك، وأقلل له من الدنيا، ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك، فلا تحبّب إليه لقاءك، ولا تسهّل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 286 قلت: أبو هانئ واسمه حميد بن هانئ الخولاني صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. وأما حديث عمرو بن غيلان فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (674) وابن ماجه (4133) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 326 - 327) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1607) والطبراني في "الكبير" (17/ 31) وفي "مسند الشاميين" (1406) وأبو نعيم في "الصحابة" (5107 و 5108 و 5109) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 261) والمزي (22/ 187 - 188) والبيهقي في "الشعب" (9961) من طرق عن صدقة بن خالد الدمشقي ثنا يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله مسلم بن مِشْكَم عن عمرو بن غيلان مرفوعاً "اللهم ¬

_ (¬1) 13/ 387 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى: وصل عليهم)

من آمن بي وصدقني، وعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك، فأقلل ماله وولده، وحبّب إليه لقاءك، وعجّل له القضاء، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني، ولم يعلم أنّ ما جئت به هو الحق من عندك، فأكثر ماله وولده وأطل عمره" قال ابن عبد البر: عمرو بن غيلان حديثه عند أهل الشام ليس بالقوي" الاستيعاب 8/ 349 قلت: عمرو مختلف في صحبته، والباقون ثقات. وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 85) وفي "مسند الشاميين" (2207) وابن عدي (5/ 1769) والبيهقي في "الشعب" (1401) من طريق أبي حفص عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ مرفوعاً "اللهم من آمن بي وصدقني، وشهد أنّ ما جئت به هو الحق فأقلل ماله وولده، وعجّل قبضه إليك، ومن لم يؤمن بي ويصدقني ويعلم أنّ ما جئت به هو الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره" قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ إلا من رواية عمرو بن واقد عن يونس عن أبي إدريس عن معاذ، وهو من الشاميين ممن يكتب حديثه مع ضعفه" وقال البيهقي: تفرد بإسناده هذا عمرو بن واقد" وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن واقد وهو متروك" المجمع 10/ 285 - 286 قلت: وهو كما قال. 612 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد "اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب" قال الحافظ: صحيح" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 6/ 461) ومسلم (1742) من حديث ابن أبي أوفى. 613 - حديث عائشة "اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشقق عليه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1828) " (¬2) 614 - عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: "اللهم هذا قَسْمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" ¬

_ (¬1) 13/ 389 (كتاب الدعوات - باب ما يكره من السجع في الدعاء) (¬2) 16/ 249 (كتاب الأحكام - باب من شاق شق الله عليه)

قال الحافظ: روى الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة: فذكرته. قال الترمذي: رواه غير واحد عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة مرسلاً، وهو أصح من رواية حماد بن سلمة" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 386 - 387) وإسحاق في "مسند عائشة" (827) وأحمد (6/ 144) والدارمي (2213) وأبو داود (2134) والترمذي (1140) وفي "العلل" (1/ 448) وابن ماجه (1971) وابن أبي الدنيا في "العيال" (510) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (41) والبزار كما في "نصب الراية" (3/ 215) والنسائي (7/ 60) وفي "الكبرى" (8891) والطحاوي في "المشكل" (232 و 233) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 42) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 425) وابن حبان (4205) والحاكم (2/ 187) وابن بشران (105) والبيهقي (7/ 298) وفي "معرفة السنن" (10/ 279) وفي "الصغرى" (2608) وفي "القضاء والقدر" (305) والخطيب في "الموضح" (2/ 107) من طرق عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد الخَطْمي عن عائشة به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: اختلف في هذا الحديث على أيوب، فرواه غير واحد عنه عن أبي قلابة مرسلاً، منهم: 1 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه ابن سعد (2/ 231 و 8/ 168) وابن أبي شيبة (4/ 386) 2 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 120) 3 - حماد بن زيد. ذكره الترمذي. 4 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. ذكره الدارقطني في "العلل" (نصب الراية 3/ 115) ¬

_ (¬1) 11/ 226 (كتاب النكاح - باب العدل بين النساء)

وقال: والمرسل أقرب إلى الصواب" وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة" وقال أبو زرعة: لا أعلم أحدا تابع حمادا على هذا" علل الحديث 1/ 425 قلت: وهو كما قالوا، وحماد بن سلمة وإن كان ثقة لكنّه في الإتقان ليس كحماد بن زيد كما قال الذهبي في "سير الأعلام". وقال: لما طعن في السن ساء حفظه فلذلك لم يحتج به البخاري، وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سمع منه قبل تغيره وما عن غير ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثا في الشواهد دون الاحتجاج، فالاحتياط أنْ لا يحتج به فيما يخالف الثقات. وقال: وأما الإتقان فمسلم إلى ابن زيد هو نظير مالك في التثبت" سير الأعلام 7/ 446 و 447 و 452 615 - قالت أم سلمة: لما نزلت دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة وعليا والحسن والحسين فجللهم بكساء فقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي" قال الحافظ: ثبت في تفسير قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزَاب: 33]: فذكره، الحديث أخرجه الترمذي وغيره" (¬1) صحيح وله عن أم سلمة طرق: الأول: يرويه شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزَاب: 33] قالت: فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي" قالت أم سلمة: يا رسول الله، ما أنا من أهل البيت؟ قال "إنك إلى خير، وهؤلاء أهل بيتي، اللهم أهلي أحق" وفي لفظ: فقلت: يا رسول الله، ما أنا من أهل البيت؟ قال "بلى إنْ شاء الله" أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 286) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 252 - 253) والحاكم (2/ 416 و 3/ 146) والبيهقي (2/ 150) وفي "الاعتقاد" (ص 327) من طرق عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر به. ¬

_ (¬1) 8/ 138 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة)

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال البيهقي: قال أبو عبد الله - أي الحاكم -: هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته" قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وشريك بن عبد الله بن أبي نمر مختلف فيهما، فأما عبد الرحمن فالأكثر على تضعيفه، وأما شريك فالأكثر على توثيقه. الثاني: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزمي عن عطاء بن أبي رباح ثني من سمع أم سلمة تذكر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها "ادعي زوجك وابنيك" قالت: فجاء علي والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري قالت: وأنا أصلي في الحجرة فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله، قال "إنك إلى خير، إنك إلى خير". أخرجه أحمد (6/ 292) عن عبد الله بن نمير ثنا عبد الملك بن أبي سليمان به. واختلف فيه على عبد الملك بن أبي سليمان، فرواه جعفر بن زياد الأحمر عنه عن عطاء عن أم سلمة، ولم يذكر الذي لم يسم أخرجه الطحاوي في "المشكل" (766) والطبراني في "الكبير" (3/ 49 و 23/ 281) وتابعه يزيد بن هارون الواسطي أنا عبد الملك به. أخرجه ابن البختري في "الأمالي" (50) والآجري في "الشريعة" (1697) والأول أصح، وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الثالث: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان ثني أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء. أخرجه أحمد (6/ 292) عن عبد الله بن نمير ثنا عبد الملك بن أبي سليمان به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1695) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا عبد الملك به. وأخرجه ابن البختري في "الأمالي" (50) والآجري (1697) من طريق يزيد بن هارون أنا عبد الملك به.

ورواته ثقات، وأبو ليلى هو الكندي ولا أدري أسمع من أم سلمة أم لا. الرابع: يرويه شَهر بن حَوشب عن أم سلمة. أخرجه أحمد (6/ 292 و298 و 304 و 323) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 69 - 70) والترمذي (3871) والحربي في "الغريب" (3/ 1033) وأبو يعلى (7021 و 7026) والطبري في "تفسيره" (22/ 6) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (202) والطحاوي في "المشكل" (766 و 767 و 769 و770) وابن البختري (50) والطبراني في "الكبير" (3/ 47 و 47 - 48 و 23/ 333 و 334 و 336 و 337 و 396) وفي "الأوسط" (2281 و 3811) و "الصغير" (1/ 65) والآجري (1696) من طرق عن شهر بن حوشب به. قال البخاري: شهر يتكلمون فيه" وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب" قلت: شهر مختلف فيه، وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن. الخامس: يرويه محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحلها على طبق فوضعته بين يديه فقال "أين ابن عمك وابناك؟ " فقالت: في البيت. فقال "ادعيهم" فجاءت إلى عليّ فقالت: أجب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنت وابناك. قالت أم سلمة: فلما رآهم مقبلين مدّ يده إلى كساء كان على المنامة فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه فقال "هؤلاء أهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا". أخرجه الطبري في "تفسيره" (22/ 7) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني ثنا مصعب بن المقدام ثنا سعيد بن زَرْبي عن محمَّد بن سيرين به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن زربي. السادس: يرويه هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زَمْعَة قال: أخبرتني أم سلمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع عليا والحسنين ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله ثم قال "هؤلاء أهل بيتي" فقالت أم سلمة: يا رسول الله، أدخلني معهم، قال "إنك من أهلي" أخرجه ابن سعد (345) والطبري في "تفسيره" (22/ 7 - 8) والطحاوي في "المشكل" (763) عن خالد بن مخلد القَطَواني

والطبراني في "الكبير" (23/ 308) عن محمَّد بن خالد بن عَثْمة البصري و (3/ 46 - 47) عن محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك قالوا: ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي ثني هاشم بن هاشم به. وإسناده حسن، خالد بن مخلد ومحمد بن خالد وابن أبي فديك صدوقون، وموسى بن يعقوب مختلف فيه وهو صالح الحديث كما قال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق"، وهاشم بن هاشم وعبد الله بن وهب ثقتان. السابع: يرويه الأعمش عن حكيم بن سعد قال: ذكرنا علي بن أبي طالب عند أم سلمة قالت: فيه نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت أم سلمة: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتي فقال "لا تأذني لأحد" فجاءت فاطمة فلم أستطع أنْ أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن فلم أستطع أنْ أمنعه أنْ يدخل على جده وأمه، وجاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه، فاجتمعوا حول النبي - صلى الله عليه وسلم - على بساط فجللهم نبي الله بكساء كان عليه ثم قال "هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط، قال: فقلت: يا رسول الله! وأنا، قال: فوالله ما أنعم وقال "إنك إلى خير". أخرجه الطبري في "تفسيره" (22/ 8) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش به. وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن حميد، وعبد الله بن عبد القدوس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه جرير بن عبد الحميد الرازي فرواه عن الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمن البجلي عن حكيم بن سعد عن أم سلمة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 197) والطحاوي في "المشكل" (762) والطبراني في "الكبير" (23/ 327) وجعفر بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا الأعمش فهو مجهول.

الثامن: يرويه فضيل بن مرزوق الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غطى على عليّ وفاطمة وحسن وحسين كساء ثم قال "هؤلاء أهل بيتي، إليك لا إلى النار" قالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله، وأنا منهم؟ قال "لا، وأنت على خير" وفي لفظ: عن أم سلمة أنّ هذه الآية نزلت في بيتها {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت: وأنا جالسة على باب البيت، فقلت: أنا يا رسول الله ألست من أهل البيت، قال "إنك إلى خير، أنت من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -" قالت: وفي البيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي وفاطمة والحسن والحسين. أخرجه أبو يعلى (6888) والطبري في "تفسيره" (22/ 7) والطحاوي في "المشكل" (768) وإسناده ضعيف لضعف عطية بن سعيد العوفي. واختلف عنه، فرواه عمران بن مسلم الفزاري عنه عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , لم يذكر أم سلمة. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 278) وفي "المتفق والمفترق" (1238) التاسع: يرويه عمار بن معاوية الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] يعني في سبعة: جبريل وميكائيل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وأنا على باب البيت، فقلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت, قال "إنك من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -" وما قال: إنك من أهل البيت. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (765) عن الحسين بن الحكم الحبري الكوفي ثنا مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد الحناط ثنا عبد الجبار بن عباس الشَّبَامي ثنا عمار بن معاوية به. الحسين بن الحكم مترجم في "الإكمال"، ومخول بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وعبد الجبار صدوق. وتابعه أبو صخر حميد بن زياد الخراط عن أبي معاوية البجلي (¬1) عن عمرة الهمدانية عن أم سلمة. ¬

_ (¬1) وهو عمار بن معاوية الدهني.

أخرجه الطحاوي في "المشكل" (772) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا سعيد بن كثير بن عُفير ثنا ابن لَهيعة عن أبي صخر به. وابن لهيعة ضعيف. العاشر: يرويه عطية أبو المعدل الطفاوي عن أبيه أنّ أم سلمة حدّثته قالت: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي يوما إذ قالت الخادم: إنّ عليا وفاطمة بالسدة. قالت: فقال لي "قومي فتنحي لي عن أهل بيتي" قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، قالت: واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبّل فاطمة وقبّل عليا فَأغْدَف عليهم خميصة سوداء فقال "اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي" قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله، فقال "وأنت". أخرجه أحمد (6/ 296 و 304 - 305) والطبراني في "الكبير" (3/ 48 و 23/ 330 و 393) من طرق عن عوف الأعرابي عن عطية الطفاوي به. وعطية الطفاوي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الساجي: ضعيف جداً. وأبوه لا يعرف. الحادي عشر: يرويه محمَّد بن سُوْقَة عمن حدّثه عن أم سلمة قالت: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كساء له فدكيا فأداره عليهم وقال "هؤلاء أهل بيتي وخاصتي" أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (278) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وللحديث شاهد عن عمر بن أبي سلمة وعن واثلة بن الأسقع وعن سعد بن أبي وقاص وعن ابن عباس وعن عائشة وعن عبد الله بن جعفر. فأما حديث عمر بن أبي سلمة فأخرجه الترمذي (3205 و 3787) والطبري في "تفسيره" (22/ 8) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1773) والطحاوي في "المشكل" (771) والشجري في "أماليه" (1/ 151) وابن الأثير (2/ 13) من طرق عن محمَّد بن سليمان ابن الأصبهاني عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيت أم سلمة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت: فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين وفاطمة فأجلسهم بين يديه ودعا عليا فأجلسه خلف ظهره ثم حَفَّهم جميعاً بالكساء

ثم قال "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" قالت أم سلمة: اللهم اجعلني منهم. قال "أنت مكانك وأنت على خير" قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة" قلت: إسناده ضعيف، محمَّد بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويحيى بن عبيد قال الحافظ في "التقريب": يحتمل أنْ يكون هو مولى السائب المخزومي وإلا فمجهول. وأما حديث واثلة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 72 - 73) وأحمد (4/ 107) وفي "فضائل الصحابة" (978) وأبو يعلى (7486) والطبري في "تفسيره" (22/ 7) والطحاوي في "المشكل" (773) وابن حبان (6976) والطبراني في "الكبير" (3/ 267 و 22/ 66) والآجري (1698) والقطيعي في زيادات "فضائل الصحابة" (1404) والحاكم (2/ 416 و 3/ 147) والبيهقي (2/ 152) والشجري في "أماليه" (1/ 148) والحنائي في "فوائده" (ق 129) من طرق عن الأوزاعي ثني شداد أبو عمار ثني واثلة بن الأسقع قال: أتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة: انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوه، فجاء مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لَفَّ عليهم ثوبا وقال {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] ثم قال "هؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحق" قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال "وأنت من أهلي" قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرتجى. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال أيضاً: صحيح على شرط مسلم" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح" قلت: وهو كما قالا، وهو على شرط مسلم وحده. ولم ينفرد به الأوزاعي بل تابعه كلثوم بن زياد عن شداد أبي عمار به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 49 و 22/ 65) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام بن حرب عن كلثوم بن زياد به.

وكلثوم بن زياد وثقه ابن حبان وضعفه النسائي، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث سعد فأخرجه مسلم (4/ 1871) وأحمد (1/ 185) والدورقي في "مسند سعد" (19) والترمذي (3724) والنسائي في "الخصائص" (11) والطحاوي في "المشكل" (761) والحاكم (3/ 150) والبيهقي (7/ 63) والخطيب في "المتفق والمفترق" (299) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 104 - 105) عن حاتم بن إسماعيل المدني والحسن بن عرفة (49) والحاكم (3/ 147) والبيهقي (7/ 63) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 644 - 645) وابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنية" (ص 495 - 496) عن علي بن ثابت الجزري والبزار في "مسنده" (1120) والنسائي في "الخصائص" (54) والطبري في "تفسيره" (22/ 8) والحاكم (3/ 108 - 109) عن عبد الكبير بن عبد المجيد أبي بكر الحنفي قالوا: ثنا بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لما نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزَاب: 33] دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال "اللهم هؤلاء أهلي" وفي لفظ: نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي، فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه، ثم قال "اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي". وفي لفظ آخر: لما نزلت هذه الآية {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} [آل عِمرَان: 61] دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: قلت: على شرط مسلم فقط" وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1351) عن محمَّد بن المثنى ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عَوَانة عن يحيى بن أبي سليم أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين وعليا وفاطمة ومدّ عليهم ثوبا ثم قال "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا".

وإسناده حسن رجاله ثقات غير أبي بلج وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 485) عن أبيه ثنا سُريج بن يونس أبو الحارث ثنا محمَّد بن يزيد عن العوام بن حَوشب عن ابن عم له قال: دخلت مع أبي على عائشة فسألتها عن عليّ فقالت: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فألقى عليهم ثوبا فقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" قال: فدنوت منهم فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك. فقال "تنحي فإنك على خير" وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه البزار (2251) والحاكم (3/ 147 - 148) من طريق محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثني عبد الرحمنْ بن أبي بكر بن أبي مُليكة المليكي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: لما نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرحمة هابطة قال "من يدعو لي؟ " فقالت ابنته: أنا يا رسول الله، فقال "ادعي عليا" فدعي وفاطمة والحسن والحسين فجعل الحسن عن يمينه والحسين عن يساره وفاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء ثم قال "هؤلاء أهلي" فأنزل الله - إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" اللفظ للبزار وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله بن جعفر إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: المليكي ذاهب الحديث" 616 - حديث جابر أَنَّ الطفيل بن عمرو هاجر، فذكر قصة الرجل الذي هاجر معه وفيه: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم وليديه فاغفر" ورفع يديه. قال الحافظ: ذكره البخاري في "الأدب المفرد" (614) وسنده صحيح، وأخرجه مسلم (116) " (¬1) 617 - عن عبد الله بن حوالة قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئا فقال "اللهم لا تكلهم إليّ" ¬

_ (¬1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)

قال الحافظ: رواه أبو داود بإسناد حسن" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 288) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 436 - 437) وأبو داود (2535) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 266 - 267) وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (262) وأبو يعلى (6867) والطبراني في "مسند الشاميين" (2019) والحاكم (4/ 425) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة عبد الله بن حوالة ص 218) والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 519 - 520) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن ضَمْرة بن حبيب أنّ ابن زُغْب الأيادي (¬2) حدّثه قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي وإنه لنازل علي في بيتي: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حول المدينة على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئاً وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال "اللهم لا تكلهم إليّ فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها, ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, وعبد الرحمن بن زغب الأيادي معروف في تابعي أهل مصر" قلت: ابن زغب الأيادي اسمه عبد الله. قاله ابن عبد البر في "الاستيعاب" وأبو زرعة الدمشقي كما في "الإكمال" لابن ماكولا (4/ 186) وابن الأثير في "أسد الغابة" والعلائي في "جامع التحصيل" والذهبي في "الكاشف" و"الميزان" والمزي في "تهذيب الكمال" والحافظ في "التهذيب" و"الإصابة". وهو مختلف في صحبته، وقال الذهبي في "الكاشف": ليس بمشهور، وقال في "الميزان": ما روى عنه سوى ضمرة بن حبيب. 618 - عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وتكاثرهم وإلى المسلمين فاستقلهم، فركع ركعتين وقام أبو بكر عن يمينه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في صلاته: "اللهم لا تودّع مني، اللهم لا تخذلني، اللهم لا تَتِرْني، اللهم أنشدك ما وعدتني" قال الحافظ: وعند سعيد بن منصور من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: فذكره" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) 6/ 369 (كتاب الجهاد - باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا) (¬2) وقع عند أبي يعلى "زغب بن فلان الأزدي" قال ابن عساكر: كذا قال وإنما هو عبد الله بن زغب" (¬3) 8/ 290 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى - إذ تستغيثون ربكم -)

أخرجه سعيد بن منصور (2872) عن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله القارّي المدني عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله قال: فذكره، وزاد: اللهم إن يهزم هذا الجمعُ من المشركين هذا الجمعَ من المسلمين لا تعبد أبدا" فقال أبو بكر: ألحفتَ والله بأبي أنت وأمي، والله لا يتودّع منك، ولا يخذلك، ولا يترك، ولينصرنك على عدوّك كما وعدك، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسرورا، وقال "رأيت جبريل معتجرا متدليا من السماء معتجرا بعجرة القتال على أسنانه قترة الغبار، فعرفت أنه النصر" ورواته ثقات. 619 - عن ابن عباس قال: أقبل خالد بن الوليد يريد أنْ يعلو الجبل عليهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم لا يعلون علينا" فأنزل الله تعالى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} [آل عِمرَان: 139] " قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق العَوْفي عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 103) عن محمَّد بن سعد بن محمَّد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكره. وإسناده ضعيف، سعد بن محمَّد بن الحسن قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أنْ يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك، والحسين بن الحسن بن عطية ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد وغيرهم، والحسن بن عطية بن سعد قال البخاري: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وعطية بن سعد بن جنادة قال النسائي وغير واحد: ضعيف. 620 - عن عكرمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال: "ألم أَنْهَ عن قتل النساء، من صاحبها؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله، أردفتها فأرادت أنْ تصرعني فتقتلني فقتلتها، فأمر بها أن توارى. قال الحافظ: وأخرج أبو داود في "المراسيل" عن عكرمة: فذكره" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 8/ 351 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد) (¬2) 6/ 488 (كتاب الجهاد - باب أهل الدار يبيتون)

أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 310) عن موسى بن إسماعيل البصري عن وهيب عن أيوب السَّخْتِياني عن عكرمة أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال "ألم أَنهَ عن قتل النساء، من صاحب هذه المرأة المقتولة؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله! أردفتها خلفي فأرادت أن تصرعني، فأمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ توارى. رواته ثقات. 621 - عن ابن عباس قال: بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأنصار شيء فخطب فقال "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ " الحديث، وفيه: فجثوا على الركب وقالوا: أنفسنا وأموالنا لك، فنزلت (¬1). قال الحافظ: وأخرج من طريق مِقْسَم عن ابن عباس قال: فذكره، وهذا أيضاً ضعيف ويبطله أنْ الآية مكية" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الفاء فانظر حديث "فأين أنت من ذلك يا سعد" 622 - عن أم نصر المحاربية أنّ رجلاً سأل رسول - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر الأهلية فقال: "أليس ترعى الكلأ وتأكل الشجر" قال: نعم، قال "فأصب من لحومها" قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه الطبراني عن أم نصر المحاربية: فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق رجل من بني مرّة قال: سألت فذكر نحوه، ففي السندين مقال" (¬3) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 161) وأبو نعيم في "الصحابة" (8059) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (13/ 302 - 303) والحازمي في "الاعتبار" (ص 160) من طريق إبراهيم بن المختار الرازي عن محمَّد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أم نصر المحاربية به. قال ابن عبد البر: انفرد به إبراهيم بن المختار الرازي عن محمَّد بن إسحاق، لا يجيء إلا من هذا الطريق وليس مما يحتج به، وقد ثبتت الكراهة والنهي عنها من وجوه" وقال الهيثمي: وفيه ابن إسحاق مدلس، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر" المجمع 5/ 47 ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى - قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى - (¬2) 10/ 185 (كتاب التفسير: سورة الشورى - باب قوله: إلا المودة في القربى) (¬3) 12/ 77 - 78 (كتاب الذبائح - باب لحوم الحمر الإنسية)

قلت: إبراهيم بن المختار الرازي قواه أبو حاتم وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وخالفه يحيى بن واضح المروزي فرواه عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن سلمى بنت نصر عن رجل من بني مرّة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله! إنّ أَجَلَّ مالي الحمر، أفأصيب منها؟ قال "أليس ترعى الفلاة وتأكل الشجر؟ " قلت: بلى! قال "فأصب منها". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 264) وفي "مسنده" (المطالب 2368) ثنا يحيى بن واضح به. وأخرجه الحربي في "الغريب" (1/ 108) عن ابن أبي شيبة به. وسلمى بنت نصر قال ابن حزم في "المحلى" (8/ 99): لا يُدرى من هي. وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عاصم بن عمر بن قتادة فالإسناد ضعيف. قال البوصيري: سنده ضعيف لتدليس ابن إسحاق" مختصر الإتحاف 7/ 75 623 - حديث أبي أمامة "أليس حيث خرجت من بيتك توضأت فأحسنت الوضوء؟ " قال: بلى، قال "ثم شهدت معنا الصلاة؟ " قال: نعم. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2765). وقال: وفي حديث أبي أمامة عند مسلم: فسكت عنه ثم عاد. وقال: في حديث أبي أمامة: وأقيمت الصلاة. وقال: وفي حديث أبي أمامة "فإنّ الله غفر لك ذنبك أو قال حدّك" (¬1) 624 - "أليس قد شهد بدرا؟ " قال الحافظ: ثم ساق (أي ابن عبد البر) بإسناد حسن عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمن تكلم فيه: فذكره" (¬2) حسن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (662) عن أحمد بن علي الأبار ثنا أبو نصر التمار ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي صالح عن أبي هريرة أنّ رجلاً من الأنصار عَمِيَ، فبعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أُخْطُطْ لي في داري مسجداً لأصلي فيه. فجاء ¬

_ (¬1) 15/ 145 و 146 (كتاب الحدود - باب إذا أقرّ بالحد ولم يبين) (¬2) 2/ 67 (كتاب الصلاة - باب المساجد في البيوت)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اجتمع إليه قومه- فتغيب رجل منهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما فعل فلان؟ " فذكره بعض القوم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أليس قد شهد بدرا؟ " قالوا: نعم، ولكنَّه كذا وكذا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فلعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم" قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 6/ 106 وقال أيضاً: إسناده حسن" المجمع 9/ 160 قلت: وهو كما قال، فإن رواته كلهم ثقات غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث. وأبو نصر التمار اسمه عبد الملك بن عبد العزيز. ولم ينفرد به بل تابعه أسد بن موسى المصري ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 160) ورواه يزيد بن هارون وعمرو بن عاصم أيضاً عن حماد بن سلمة مختصرا وسيأتي الكلام على حديثهما فانظر "إن الله اطلع على أهل بدر ... " 625 - قال - صلى الله عليه وسلم - للذي سارّه في قتل رجل "أليس يصلي؟ " قال: نعم، قال "أولئك الذين نهيت عن قتلهم" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح يرويه ابن شهاب الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخِيَار واختلف عن الزهري: - فقال مَعْمر بن راشد: عن الزهري عن عطاء عن عبيد الله عن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينا هو جالس بين ظهراني الناس جاءه رجل يستأذنه- أو يشاوره- يسارّه في قتل رجل من المنافقين، يستأذنه فيه، فجهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلامه، فقال "أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ " قال: بلى، ولكن لا شهادة له، قال "أليس يشهد أني رسول الله؟ " قال: بلى، ولا شهادة له، قال "أليس يصلي؟ " قال: بلى، ولا صلاة له، قال "أولئك الذين نهيت عنهم" ¬

_ (¬1) 15/ 299 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

أخرجه عبد الرزاق (18688) عن معمر به. وأخرجه أحمد (5/ 433) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4377) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 262) وإسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 166 - 167) وابن قانع في "الصحابة" (12/ 142) وابن حبان (5971) وأبو نعيم في "الصحابة" (4377) والبيهقي (3/ 367و 8/ 196) وفي "الشعب" (2540) من طرق عن عبد الرزاق به. ورواه عبد بن حميد (490) عن عبد الرزاق فلم يذكر عبيد الله بن عدي بن الخيار. والأول أصح. وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "الإصابة" (6/ 164) - وقال الليث بن سعد: ثنا ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أنّ رجلاً من الأنصار حدّثه أن رجلاً من الأنصار أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في قتل رجل من المنافقين أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 165) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا الليث به. وإسناده صحيح. ولم ينفرد الليث به بل تابعه محمَّد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري عن الزهري به، إلا أنّه قال: أن عبد الله بن عدي قال: أخبرني رجل من الأنصار. أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 167 - 168) وقال: هكذا في كتابنا: عطاء بن يزيد أنّ عبد الله بن عدي قال: أخبرني رجل من الأنصار، وإنما هو عبيد الله بن عدي بن الخيار" - ورواه أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني عن الزهري فقال فيه: أنّ نفرا من الأنصار حدثوه. أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 165 - 166) عن إسماعيل بن أبي أويس ثنى أبي به. وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما.

- ورواه ابن جُريج عن الزهري واختلف عنه: * فقال عبد الرزاق: أنا ابن جريج أني ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أن رجلاً من الأنصار حدّثه. أخرجه أحمد (5/ 432 - 433) * وقال محمَّد بن بكر البُرْسَاني: عن ابن جريج عن ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أن رجلاً من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 161 - 162) وقال: هكذا رواه ابن جريج مرسلاً" قلت: والأول أصح. - ورواه مالك (1/ 171) عن الزهري عن ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أن رجل سارّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورواه الشافعي في "الأم" (6/ 146 - 147) عن مالك به. وأخرجه البيهقي (8/ 196) وفي "معرفة السنن" (5/ 207 و 12/ 245 - 246) من طريقين عن الشافعي به. وأخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 163 - 164) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ثنا مالك به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2539) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا مالك به. قال ابن عبد البر: هكذا رواه سائر رواة الموطأ عن مالك إلا روح بن عبادة، فإنه رواه عن مالك متصلاً مسندا. ثم أخرجه من طريق محمَّد بن الجهم السمري ثنا رَوح بن عبادة عن مالك عن الزهري عن عطاء عن عبيد الله عن رجل من الأنصار أنه قال: فذكره" التمهيد 10/ 150 ورواه محمَّد بن المثنى عن روح بن عبادة فقال فيه: عن عبيد الله أنْ رجلاً أخبره ... أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 164 - 165) - ورواه سفيان بن عُيينة عن الزهري عن عطاء عن عبيد الله مرسلاً إلا أنّه قال فيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي برجل، فلما وجه ليقتل قال: "أيشهد أن لا إله إلا الله؟ " الحديث

أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 162) وقال: قد روى هذا الحديث عن الزهري جماعة، منهم: ابن جريج، ومالك، والليث، ومعمر، وأبو أويس، وابن أخي الزهري، وابن عيينة، فلم يقل أحد منهم في حديثه أن الرجل وجه ليقتل، إلا ابن عيينة، وقد بلغني أن ابن عيينة كان ربما لم يذكر هذا الكلام فيه، وإنما الحديث أنّ رجلاً سار النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في قتل رجل من المنافقين، وليس فيه: فوجه الرجل ليقتل. وقال ابن عبد البر: قد أسقط ابن عيينة أيضاً من هذا الحديث قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أليس يصلي؟ قالوا: بلى ولا صلاة له. وهو كلام محفوظ في هذا الحديث من وجوهه كلها , وله معنى صحيح جسيم عند أهل العلم، وقد تقدم فيما أوردنا من الأحاديث ما يدل على غلط ابن عيينة وخطئه في قوله في هذا الحديث: فلما وجه الرجل ليقتل- وبالله التوفيق" قلت: وقول من زاد فيه عن عبد الله بن عدي أو عن رجل من الأنصار أصح ممن أرسله، وبالله التوفيق. 626 - حديث عصمة بن مالك قال: قلنا: يا رسول الله، إلى من ندفع صدقات أموالنا بعدك؟ قال: "إلى أبي بكر الصديق" قال الحافظ: رواه الطبراني، وإسناده ضعيف" (¬1) أخرجه الطبراني في "لكبير" (17/ 180) عن أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصَدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي قال: قدم رجل من خزاعة فلقيه عليّ فقال: ما جاء بك؟ قال: جئت أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى من ندفع صدقة أموالنا إذا قبضك الله؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إلى أبي بكر" فإذا قبض الله أبا بكر فإلي من؟ قال "عمر" فإذا قبض الله عمر فإلي من؟ قال "إلى عثمان" قال: فإذا قبض الله عثمان فإلي من؟ قال "انظروا لأنفسكم". قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جداً" المجمع 5/ 178 قلت: وعصمة بن مالك ذكره الحافظ في "الإصابة" (7/ 8) وقال: له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما مدارها على الفضل بن المختار وهو ضعيف جداً. ¬

_ (¬1) 8/ 19 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

وللحديث شاهد عن أنس بن مالك قال: بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سل لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى من ندفع صدقاتنا بعدك؟ قال: فأتيته فسألته، فقال "إلى أبي بكر" فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله: فإنْ حدث بأبي بكر حدث فإلى من؟ فأتيته فسألته، فقال "إلى عمر" فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله: فإنْ حدث بعمر حدث فإلي من؟ فأتيته فسألته، فقال "إلى عثمان" فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله: فإن حدث بعثمان حدث فإلي من؟ فأتيته فسألته، فقال "إنّ حدث بعثمان حدث فتباً لكم الدهر تباً" أخرجه الحاكم (3/ 77) عن أبي بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا جعفر بن محمَّد بن أبي عثمان الطيالسي ثنا نصر بن منصور المروزي ثنا بشر بن الحارث ثنا علي بن مُسْهِر ثنا المختار بن فلفل عن أنس به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: نصر بن منصور المروزي ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات. 627 - عن إبراهيم النخعي قال: جاء عُيينة بن حِصْن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده عائشة، فقال: من هذه؟ قال "أم المؤمنين" قال: ألا أنزل لك عن أجمل منها؟ فغضبت عائشة وقالت: من هذا؟ قال "هذا أحمق مطاع" قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: فذكره، ووصله الطبراني من حديث جرير، وزاد فيه أنه أخرج فاستأذن، قال: إنها يمين عليّ أنْ لا أستاذن على مضري" (¬1) حديث إبراهيم النخعي مرسل رواته ثقات. وشاهده حديث جرير أن عيينة دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده عائشة، فقال: من هذه الجالسة إلى جانبك؟ قال "عائشة" قال: أفلا أنزل لك عن خير منها؟ يعني امرأته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا" قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "اخرج فاستأذن" قال: إنها يمين على أنْ لا أستأذن على مضري، فقالت عائشة: من هذا؟ قال "هذا أحمق متبع" أخرجه الطبراني في "الكبير" (2269) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا يحيى بن مطيع الشيباني ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنيَّة؛ عن إسماعيل عن قيس عن جرير به. ¬

_ (¬1) 13/ 63 - 64 (كتاب الأدب- باب لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشا)

قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو حافظ رحال قيل فيه: ليس بذاك، وبقية رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن محمَّد بن مطيع وهو ثقة" المجمع 8/ 45 قلت: علي بن سعيد مختلف فيه، ويحيى بن محمَّد بن مطيع ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون ثقات. 628 - "أَمَا إنّ كُلَّ بناء وَبَال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا" قال الحافظ: أخرج أبو داود من حديث أنس رفعه: فذكره، ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي فليس بمعروف، وله شاهد عن واثلة عند الطبراني" (¬1) حسن وله عن أنس طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن محمَّد بن حاطب القرشي عن أبي طلحة الأسدي عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فرأى قبة مشرفة، فقال "ماهذه؟ " قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار. قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عليه في الناس، أعرض عنه، صنع ذلك مرارا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فلم يرها، قال "ما فعلت القبة؟ " قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه فهدمها، فقال "أما إنّ كل بناء وبال على صاحبه، إلا ما لا إلا ما لا -يعني ما لا بد منه-". أخرجه أبو داود (5237) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (241) وأبو يعلى (4347) والطحاوي في "المشكل" (956) والبيهقي في "الشعب" (10221) والواحدي في "الوسيط" (3/ 358 - 359) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 439 - 440) من طريق زهير بن معاوية الكوفي ثنا عثمان بن حكيم أنى إبراهيم بن محمَّد بن حاطب به. قال العراقي: إسناده جيد" اتحاف السادة المتقين 9/ 361 و 362 ¬

_ (¬1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان- باب ما جاء في البناء)

قلت: إبراهيم بن محمَّد بن حاطب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس قال: مررت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في طريق من طرق المدينة فرأى قبة من لبن فقال "لمن هذه؟ " فقلت: لفلان. فقال "أما إنّ كل بناء هد على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجد أو في بناء مسجد- شك أسود بن عامر- أو أو أو" ثم مرّ فلم يلقها فقال "ما فعلت القبة؟ " قلت: بلغ صاحبها ما قلت فهدمها، فقال "رحمه الله". أخرجه أحمد (3/ 220) عن أسود بن عامر الشامي ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير به (¬1). وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 45) عن أحمد بن أبي عتاب عن أسود بن عامر ولفظه "كل بناء وبال على صاحبه إلا كذا وكذا -يعني ما لا بد منه -". وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسب إلى التدليس والاختلاط وسوء الحفظ. وأبو طلحة الأسدي قال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة، وقال هنا: ليس بمعروف (¬2). الثاني: يرويه عيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة ثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: مَرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبة على باب رجل من الأنصار فقال "ما هذه؟ " قالوا: قبة بناها فلان. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كُل مال يكون هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة" فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها فمرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فلم يرها فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنك فقال "يرحمه الله، يرحمه الله". أخرجه ابن ماجه (4161) عن العباس بن عثمان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عيسى بن عبد الأعلى به. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصرالأمل" (235) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا أسود بن عامر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (10222) (¬2) وترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان فى "الثقات" (5/ 574)

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (240) من طريق مؤمل بن الفضل الحراني ثنا الوليد بن مسلم به (¬1). قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، عيسى بن عبد الأعلى لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 226 قلت: عيسى بن عبد الأعلى قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف روى الوليد بن مسلم عنه فقط. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. الثالث: يرويه عطاء بن جبلة ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض طرق المدينة فإذا قبة تبنى فقال "يا أنس" قلت: لبيك. قال "لمن هذه القبة؟ " قلت: لفلان الأنصاري، فقال "يا أنس ليس من بناء يبنيه العبد إلا كان وبالا عليه يوم القيامة إلا بناء مسجد وما لا بد منه" قال أنس: فأتيت الأنصاري فأخبرته بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بهدمه، ثم عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الطريق وأنا معه فقال "يا أنس" قلت: لبيك يا رسول الله، قال "ألم أر هاهنا قبة؟ " قلت: بلى يا رسول الله أتيت صاحبها فأخبرته بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر بهدمه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يرحمه الله". أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 139و 2/ 165) وإسناده ضعيف لضعف عطاء بن جبلة. الرابع: يرويه محمَّد بن أبي زكريا عن عمار عن أنس قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جانب من دور الأنصار فرفع رأسه فأبصر قبة مبنية فقال "يا أنس، لمن هذه القبة؟ " فقلت: لفلان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا بناء كفاف" أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 3285) عن مروان بن معاوية الكوفي ثنا محمَّد بن أبي زكريا به. وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (¬2) (2/ 102) قال؛ سمعت أبي وذكر حديثا رواه ¬

_ (¬1) واختلف في شيخ الوليد بن مسلم، فقال بكر بن سهل الدمياطي: ثنا مهدي بن جعفر الرملي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3105) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله إلا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، تفرد به الوليد" (¬2) وقال في "الجرح" (3/ 2/ 261): سألت أبي عن محمَّد بن أبي زكريا فقال: مجهول أرى أن عمارا هو وهم، وإنما هو أبو عمار زياد بن ميمون"

مروان بن معاوية عن محمَّد بن أبي زكريا عن عمار عن أنس قال: فذكر الحديث، قال أبي: أرى أن هذا خطأ وأنه أبو عمار زياد بن ميمون، وابن أبي زكريا مجهول" وقال البوصيري: رواه ابن أبي عمر بسند ضعيف لجهالة محمَّد بن أبي زكريا" مختصر الإتحاف 10/ 419 الخامس: يرويه سفيان الثوري عن أبي عمارة عن أنس قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل يبني بناء فقال "كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجد يذكر فيه اسمه أو خصاً من قصب فإن الله عز وجل يجعل للمؤمن به لؤلؤة في الجنة" أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 215 - 216) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا يحيى بن يمان ثنا سفيان الثوري به. والشاذكوني قال ابن معين وغيره: يضع الحديث. السادس: يرويه قيس بن الربيع عن أبي حمزة عن أنس قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى قبة فقال "لمن هذه القبة؟ " قلت: لفلان، قال، كل بناء وبال على صاحبه إلا بناء مسجد" فأخبرت صاحبها فهدمها، ثم خرجت معه، فقال "يا أنس ما فعلت -يعني القبة-؟ " قلت: يا رسول الله أخبرته فهدمها، قال "رحمه الله" أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1443) من طريق حفص بن عبد الرحمن ثنا قيس به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10223) من طريق شبابة بن سوار ثني قيس به. ورواه علي بن الجعد الجوهري عن قيس بن الربيع عن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي مرسلاً. أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (285) والبيهقي في "الشعب" (10224) وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو حمزة واسمه ميمون الأعور ضعفوه. السابع: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عمن حدّثه عن الربيع بن أنس عن أنس قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبة فقال "يا أنس لمن هذه القبة؟ " قلت: لفلان. قال كل بناء وبال على أهله يوم القيامة، إلا مسجد يذكر الله فيه أو بيت" وقال بيده. قال أنس: فلقيت صاحب القبة، فأخبرته، فقوضها. فمرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فقال "يا أنس، ألم يكن بهذا المكان قبة؟ " قلت: بلى، ولكني أخبرت صاحبها بالذي قلت، فقوضها. قال: فجعل يقول "ما له رحمه الله، ما له رحمه الله"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (284) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الثامن: يرويه بقية بن الوليد عن الضحاك بن حُمْرة عن ميمون عن أنس مرفوعاً "من بنى بناء أكثر مما يحتاج إليه كان عليه وبالا يوم القيامة" أخرجه البيهقي في "الشعب" (10226) وإسناده ضعيف لضعف الضحاك بن حمرة، وبقية مدلس وقد عنعن. وللحديث شاهد عن واثلة بن الأسقع مرفوعا "كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا وأشار بكفه، وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به". أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 55 - 56) وفي "مسند الشاميين" (3380) من طريق هانئ بن المتوكل الاسكندراني ثنا بَقية بن الوليد عن الأوزاعي عن مكحول عن واثلة به. وهانئ بن المتوكل ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: كان يُدخل عليه لما كبر فيجيب فأكثر المناكير في روايته فلا يجوز الاحتجاج به بحال. 629 - حديث سعد بن أبي وقاص قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية - قل هو القادر- إلى آخرها فقال: "أَمَا إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد" قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (43 و 1700) وأحمد (1/ 170 - 171) والحسن بن عرفة في "جزئه" (77) والترمذي (3066) وأبو يعلى (745) وابن أبي حاتم في "التفسير" (7397) والطبراني في "الأوسط" (436) وفي "مسند الشاميين" (1448) وتمام في "فوائده" (1521) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد" (3 و 4) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 264 - 265) وفي "تذكرة الحفاظ" (4/ 1490) من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 9/ 361 - 362 (كتاب التفسير: سورة الأنعام- باب قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بكر بن أبي مريم" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: بل ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ولانقطاعه بين راشد بن سعد المَقْرَائي الحمصي وبين سعد بن أبي وقاص. قال أبو زرعة: راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسل" المراسيل لابن أبي حاتم ص 59 وقال الذهبي: هذا حديث إسناده ضعيف من قبل أبي بكر الغساني" 630 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أَمَا ترضين أنْ تكوني زوجتي في الدنيا والأخرة" قال الحافظ: وعند ابن حبان من طريق سعيد بن كثير عن أبيه حدثتنا عائشة أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: فذكره" (¬1) أخرجه ابن حبان (7095) عن ابن خزيمة ثنا سعيد بن يحيى الأموي ثني أبي ثني أبو العَنْبَس سعيد بن كثير عن أبيه قال: حدثتنا عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فاطمة، قالت: فتكلمت أنا فقال "أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ " قلت: بلى والله، قال "فأنت زوجتي في الدنيا والأخرة" وأخرجه الحاكم (4/ 10) من طريق النسائي ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي به. وقال: أبو العنبس هذا سعيد بن كثير مدني ثقة، والحديث صحيح" قلت: كثير بن عبيد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات. 631 - عن أبي ثابت بن ثابت بن قيس قال: لما نزلت هذه الآية قعد ثابت يبكي فمرّ به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك؟ قال: أتخوف أنْ تكون هذه الآية نزلت فِيّ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أَمَا ترضى أن تعيش حميدا" قال الحافظ: وقد روى الطبري وابن مردويه من طريق زيد بن الحباب ثني أبو ثابت بن ثابت بن قيس قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 108 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل عائشة) (¬2) 7/ 433 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

أخرجه الطبري (¬1) في "تفسيره" (26/ 118) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني ثنا زيد بن حُباب ثنا أبو ثابت بن ثابت بن قيس بن شَمَّاس ثني عمي إسماعيل بن محمَّد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] قعد ثابت في الطريق يبكي فمرّ به عاصم بن عدي في بني العجلان فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ قال: لهذه الآية، أتخوف أنْ تكون نزلت في، وأنا صيّت رفيع الصوت، قال: فمضى عاصم بن عدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وغلبه البكاء فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أُبي بن سلول، فقال لها: إذا دخلت بيت فرسي فشدّي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار حتى إذا خرج عطفه قال: لا أخرج حتى يتوفاني الله، أو يرضى عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وأتى عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبره، فقال "اذهب فادعه لي" فجاء عاصم إلى المكان فلم يجده، فجاء إلى أهله، فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك، فقال: اكسر الضبة، قال: فخرجا فأتيا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"ما يبكيك يا ثابت؟ " فقال: أنا صيّت، وأتخوف أنْ تكون هذه الآية نزلت فى {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة؟ " فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} [الحجرات: 3] الآية. ورواه محمَّد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب فقال فيه: عن أبي ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس ثني أبي ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1316) قال الهيثمي: وأبو ثابت بن قيس بن ثابت لم أعرفه، ولكنّه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس، فالظاهر أنّه صحابي، ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة" المجمع 9/ 321 قلت: أبو ثابت ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن عبد البر كلهم في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا ولم يذكروا عنه راويا إلا زيد بن الحباب فهو مجهول. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (702)

632 - عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت قال: قال ثابت بن قيس بن شَمَّاس: يا رسول الله، إني أخشى أن أكون قد هلكت، فقال "وما ذاك؟ " قال: نهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا جهير، الحديث، وفيه: فقال له عليه الصلاة والسلام: "أَمَا ترضى أن تعيش سعيدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة؟ " قال الحافظ: رواه ابن شهاب عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت قال: فذكره، وهذا مرسل قوي الإسناد أخرجه ابن سعد عن معن بن عيسى القزاز عن مالك عنه، وأخرجه الدارقطني في "الغرائب" من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن مالك كذلك، ومن طريق سعيد بن كثير عن مالك فقال فيه: عن إسماعيل عن ثابت بن قيس، وهو مع ذلك مرسل لأنْ إسماعيل لم يلحق ثابتا، وأخرجه ابن مردويه من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري فقال: عن محمَّد بن ثابت بن قيس أنْ ثابتا فذكر نحوه، وأخرجه ابن جرير من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري معضلا ولم يذكر فوقه أحدا وقال في آخره: فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة" (¬1) مرسل يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن شهاب عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري أنه أخبره أن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله، لقد خشيت أن أكون هلكت، قال "ولم؟ " قال: ينهانا الله عن الحمد بما لم نفعل وأنا رجل أحب الحمد، وينهانا عن الخيلاء وأنا أحب الخيلاء، وينهانا أنْ نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا رجل جهير الصوت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدا، وتموت شهيدا، وتدخل الجنة" منهم: 1 - مالك بن أنس. أخرجه الروياني (1001) عن ابن وهب وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 236) ¬

_ (¬1) 7/ 434 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الاسلام)

عن أبيه وأبو نعيم في "الصحابة" (1301) وفي "الدلائل" (520) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري كلهم عن مالك به (¬1). 2 - أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 384) 3 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه الطبراني (1315) وفي "الأوسط" (2264) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (149) 4 - يونس بن يزيد الأيلي (¬2). أخرجه ابن حبان (7167) والطبراني (1314) 5 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3217) - وقال إبراهيم بن سعد المدني: عن ابن شهاب أني إسماعيل بن محمَّد بن ثابت عن أبيه أن ثابت بن قيس قال: فذكره (¬3). أخرجه الحاكم (3/ 234) عن أبي بكر بن محمَّد بن عيسى العطار ثنا عبدان بن محمَّد بن عيسى الحافظ ثنا الفضل بن سهل البغدادي الأعرج ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبي به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 355) عن الحاكم به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) ورواه سعيد بن كثير بن عفير عن مالك فقال فيه: عن إسماعيل بن محمَّد عن ثابت بن قيس أنه قال. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1312) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 74 - 75) وتابعه عبد العزيز بن يحيى المدني عن مالك به. أخرجه ابن عبد البر (¬2) قال في روايته: عن ابن شهاب عن إسماعيل بن ثابت، نسبه إلى جده. (¬3) وزاد: قال: بلى يا رسول الله. قال: فعاش حميدا، وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب.

قلت: لم يخرج الشيخان عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت وأبيه شيئاً، وإسماعيل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ومحمد بن ثابت بن قيس ما أظنّه سمع من أبيه. قال الحافظ: والظاهر أن رواية محمَّد عن أبيه مرسلة لأنه قتل يوم اليمامة وهو صغير إلا أن يكون حفظ عن أبيه وهو طفل" التهذيب 9/ 84 - وقال صالح بن أبي الأخضر: عن ابن شهاب عن محمَّد بن ثابت عن ثابت بن قيس بن شماس أن ثابتا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر الحديث وزاد: فقتل يوم اليمامة. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (249) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 126) والطبراني (1310) قال أبو حاتم: هذا خطأ، أخطأ فيه صالح إنما هو عن الزهري عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت عن أبيه" العلل 2/ 236 قلت: صالح ضعيف كما قال ابن معين وغيره، لكنه لم ينفرد به بل تابعه الأوزاعي عن الزهري ثني محمَّد بن ثابت الأنصاري ثني أبي ثابت بن قيس بن شماس قال: فذكره، وزاد: قال: بلى يا رسول الله. فعاش حميدا، وقتل شهيدا يوم مسيلمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1311) و"الأوسط" (42) عن أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثني أبي عن أبيه ثني الأوزاعي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا يحيى بن حمزة، تفرد به ولده عنه" وقال الهيثمي: وأحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة ضعفه ابن حبان في ترجمة أبيه في "الثقات" هو وأخوه عبيد الله، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 321 قلت: وأحمد بن محمَّد قال عنه أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. - وقال معاوية بن يحيى الصَدَفي: عن ابن شهاب أني محمَّد بن ثابت الأنصاري أن ثابت بن قيس الأنصاري قال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1313) ومعاوية بن يحيى قال أبو داود والنسائي والدارقطني وغيرهم: ضعيف. - وقال مَعْمَر بن راشد: عن ابن شهاب أنّ ثابت بن قيس بن شماس قال: فذكره.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20425) وفي "تفسيره" (3/ 230 - 231) عن معمر به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 355) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (26/ 119) من طريق محمَّد بن ثور الصنعاني عن معمر به. وحديث مالك ومن تابعه أصح. قال أبو حاتم: وهو أشبه" العلل 2/ 236 قلت: وهو مرسل. 633 - "أَمَا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ " قال الحافظ: وهذا الحديث أعني حديث الباب دون الزيادة روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن غير سعد (¬1) من حديث عمر وعليّ نفسه وأبي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله والبراء وزيد بن أرقم وأبي سعيد وأنس وجابر بن سمرة وحبشي بن جنادة ومعاوية وأسماء بنت عميس وغيرهم، وقد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة على" (¬2) صحيح ورد من حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم معا ومن حديث أبي سعيد ومن حديث جابر بن سمرة ومن حديث حبشي بن جنادة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث سعيد بن زيد ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي أيوب ومن حديث مالك بن الحويرث ومن حديث أسماء بنت عميس فأما حديث علي فله عنه طرق: الأول: يرويه الحسن بن سعد بن مَعْبد القرشي مولى علي بن أبي طالب عن أبيه عن على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أنْ يغزو فدعا جعفراً فأمره أنْ يتخلف على المدينة فقال: لا أتخلف بعدك أبدا، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني فعزم عليَّ لما تخلفت قبل أنْ أتكلم، فبكيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما يبكيك؟ " قلت: يبكيني خصال غير واحدة: تقول قريش غداً: ما ¬

_ (¬1) حديث سعد أخرجه البخاري فى الباب المذكور. (¬2) 8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي بن أبي طالب)

أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، وتبكيني خصلة أخرى: كنت أريد أنْ أتعرض الجهاد في سبيل الله لأن الله عز وجل يقول- ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين- فكنت أريد أن أتعرض للأجر، وتبكيني خصلة أخرى: كنت أريد أنْ أتعرض لفضل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما قولك: تقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله فإن لك فِيَّ أسوة، قد قالوا لي: ساحر وكاهن وكذاب، وأما قولك: أتعرض للأجر من الله، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأما قولك: أتعرض بفضل الله، فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكما الله من فضله" أخرجه البزار (817) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا محمَّد بن بكير ثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جُبَيْر عن الحسن بن سعد به. وأخرجه الحاكم (¬1) (2/ 337) من طريق عمير بن مرداس ثنا عبد الله بن بكير الغنوي به. قال البزار: وهذا الحديث لا يحفظ عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وحكيم بن جبير فقد تقدم ذكرنا له في غير هذا الموضع لضعفه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أنّى له الصحة والوضع لائح عليه، وفي إسناده عبد الله بن بكير الغنوي منكر الحديث عن حكيم بن جبير وهو ضعيف يترفض" وقال الهيثمي: وفيه حكيم بن جبير وهو متروك" المجمع 9/ 110 قلت: هو ضعيف الحديث كما قال أحمد وغيره، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع. وعبد الله بن بكير مختلف فيه. الثاني: يرويه قتادة عن سعيد بن المسيب عن عليّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "خَلَّفْتُك أن تكون خليفتي في أهلي" قال: أتخلَّف بعدك يا نبي الله؟ قال "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4260) عن العباس بن محمَّد المجاشعي ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني ثنا يزيد بن زُريع عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن أبيه"

وقال: لم يَروه عن سعيد بن أبي عروبة إلا يزيد بن زريع، ولا رواه عن يزيد إلا ابن أبي يعقوب، وقد رواه معمر عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد، ورواه جعفر بن سليمان عن حرب بن شداد عن سعيد بن أبي عروبة كما رواه معمر" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 110 قلت: وكلهم ثقات. الثالث: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن حُجَيَّه بن عدي عن علي مرفوعا "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبي بعدي" أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (510) والخطيب في "التاريخ" (4/ 71) وفي "الموضح" (1/ 390 و 390 - 391) من طرق عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثني المأمون ثني الرشيد ثني المهدي ثني سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به. حجية بن عدي مختلف فيه، وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه شبيه بالمجهول، وقال ابن سعد: ليس بذاك. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (6/ 2088) عن بهلول بن إسحاق الأنباري ثنا إبراهيم بن حمزة بن محمَّد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة" كثير بن زيد مختلف فيه، وبهلول الأنباري ثقة، والباقون صدوقون. وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة "هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي، هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبي بعدي" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12341) عن علي بن العباس البجلي الكوفي ثنا محمَّد بن تسنيم ثنا حسن بن حسين العرني ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش به. قال الهيثمي: وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف" المجمع 9/ 111 قلت: ويحيى بن عيسى الرملي مختلف فيه. الثاني: يرويه سلمة بن كُهيل عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (11087) عن سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ثنا أبي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل به. وإسناده ضعيف جداً، إسماعيل بن يحيى بن سلمة وأبوه متروكان. الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس (¬1). الرابع: يرويه نَهْشَل بن سعيد الترمذي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: رأيت عليا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه من خلفه، فقال: بلغني أنك سمميت أبا بكر وعمر وضريب أمثالهما ولم تذكرني، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 328) ونهشل بن سعيد كذبه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه، وقال الحاكم: روى عن الضحاك الموضوعات, وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. الخامس: يرويه أبو بَلْج يحيى الفزاري ثنا عمرو بن ميمون عن ابن عباس: فذكر حديثا طويلا وفيه "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ... " (¬2) وأما حديث جابر بن عبد الله فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي" أخرجه أحمد (3/ 338) والترمذي (3730) عن شريك بن عبد الله القاضي وابن أبي عاصم في "السنة" (1348) عن محمَّد بن علي (¬3) السلمي كلاهما عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل به. ¬

_ (¬1) انظر حديث "قم فأنت أخي" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" (¬3) وقع في المطبوع "عبد السلام" وأظنه تصحيف.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثاني: يرويه أبو أويس عبد الله بن عبد الله الأَصْبَحي ثنا محمَّد بن المنكدر عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي "ألا ترضى أتى تكون مني بمنزلة هارون من موسى" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1349) عن عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس ثنا أبي به. وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن شبيب الربعي قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": واه. وابن أبي أويس هو إسماعيل ولم ينفرد به. فقد أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 288 - 289) من طريق أبي بكر (¬1) بن أبي الأزهر ثنا أبو كُريب محمَّد بن العلاء ثنا إسماعيل بن صَبيح ثنا أبو أويس ثنا محمَّد بن المنكدر ثنا جابر به مرفوعا وزاد "ولو كان لكنته" وقال: قوله "ولو كان لكنته" زيادة لا نعلم رواها إلا ابن أبي الأزهر، والصواب: ثم أخرجه من طريق أحمد بن يحيى الصوفي ثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري ثنا أبو أويس وإسناده نحوه، ولم يذكر الزيادة. قلت: وأبو أويس مختلف فيه. وأما حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لابد أن أقيم أو تقيم" وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن سعد (3/ 23 - 24) وأحمد (3/ 32) وفي "الفضائل" (954) والبزار (كشف 2526) والآجري في "الشريعة" (1510) وأبو نعيم في "الإمامة" (7) والخطيب في "التاريخ" (4/ 382 - 383) وأبو القاسم الأزجي في "أماليه" (انظر أمالي ابن بشران 1521) من طرق عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي في بعدي" وإسناد، ضعيف لضعف عطية العوفي. ¬

_ (¬1) اسمه محمَّد بن مَزْيَد بن محمود بن منصور بن راشد الخزاعي، قال الخطيب: وكان غير ثقة يضع الأحاديث على الثقات.

وأما حديث جابر بن سَمُرَة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2035) من طريق إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي ثنا ناصح عن سِماك عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي" قال الهيثمي: وفيه ناصح الحائك وهو متروك" المجمع 9/ 110 - 111 وأما حديث حُبْشي بن جنادة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3515) و"الأوسط" (7588) و"الصغير" (918) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 345) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 281) من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي الأصبهاني ثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيّ بعدي" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا أبو مريم، تفرد به إسماعيل بن أبان" وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي إسحاق، تفرد به إسماعيل بن أبان" وقال الهيثمي: وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو متروك" المجمع 9/ 110 قلت: وقال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. وأما حديث معاويه فأخرجه القطيعي في"زيادات الفضائل" (1153) عن محمَّد بن يونس الكُديمي ثنا وهب بن عمرو بن عثمان النمري البصري ثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحبُّ إليّ من جواب عليّ، فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغره العلم غرّا ولقد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي" وتابعه محمَّد بن عبد الله بن يوسف النعماني ومحمد بن محمَّد بن الأزهر الأشوي عن وهب بن عمرو به. أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 312) والكديمي قال موسى بن هارون: كذاب يضع الحديث، وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعا، وقال ابن عدي: اتهم بوضع الحديث وبسرقته وادعى رؤية قوم لم يرهم ورواية عن قوم لا يعرفون، وقال الدارقطني: كان يتهم بوضع الحديث.

وأما حديث سعيد بن زيد فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1350) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (1143) وأبو نعيم في "الصحابة" (567) من طريق يزيد بن مهران الخباز ثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن البَيْلمانى عن سعيد بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيّ بعدي" قال أبو نعيم: لم يقل أحد: سعيد بن زيد، إلا أبو بكر بن عياش، ورواه خالد بن عبد الله عن الأجلح فقال: عن سعد بن مالك" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن البيلماني، والأجلح بن عبد الله الكندي مختلف فيه. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1488) من طريق عبد الرحمن بن حماد الشُّعَيْثي ثنا أبو الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ "أما ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبوة ولا وراثة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد العريز إلا أبو الصباح، تفرد به الشعيثي" وقال الهيثمي: وفيه عبد الغفور وهو متروك" المجمع 9/ 110 قلت: وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة التعجب. وأما حديث أبو أيوب فأخرجه الطبراني في "الكبير" (4087) عن عبيد بن كثير التمار الكوفي ثنا ضِرار بن صُرَد ثنا علي بن هاشم عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عبد الله بن عبد الرحمن الحزمي عن أبيه عن أبي أيوب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي" قال الهيثمي: وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف" المجمع 9/ 111 قلت: كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، ذاهب. وأما حديث مالك بن الحُوَيرث فيرويه عمران بن أبان الواسطي واختلف عنه: - فقال ابن نمير: ثنا عمران بن أبان ثني الحسن بن عبد الله بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"

أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/301) - وقال الحسن بن علي الحُلْوَاني: ثنا عمران بن أبان ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 291) والآجري في "الشريعة" (1511) وابن عدي (6/ 2378) وتابعه الحسن بن أبي يحيى ثنا عمران بن أبان به. أخرجه ابن عدي (6/ 2378) وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن مالك بن الحسن هذا لا يرويه عن مالك إلا عمران بن أبان الواسطي، وعمران لا بأس به، وأظن أن النبلاء فيه من مالك بن الحسن هذا فإن هذا الإسناد بهذا الحديث لا يتابعه عليه أحد" قلت: عمران بن أبان ذكره ابن حبان في "لثقات"، وضعفه الجمهور. قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي. ضعيف، وقال أيضاً: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على شيء من حديثه، وقال العجلي: ليس بثقة، وقال الحافظ: ضعيف. وأما حديث أسماء بنث عميس فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 60 - 61) وإسحاق في "مسنده" (2139) وأحمد (6/ 369 و 438) وفي "الفضائل" (1020) وابن أبي عاصم في "السنة" (1346) والنسائي في "الكبرى" (8143) وفي "مجلسين من إملاءه" (41) وفي "الخصائص" (62 و 63 و 64) وأبو يعلى في "معجمه" (258) وأبو الحسن الحميري في "حديثه" (37) وابن الأعرابي (ق 99/ ب) والطبراني في "الكبير" (24/ 146و 146 - 147) والآجري في "الشريعة" (1509) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (120 و 133) وفي "زيادات الفضائل" (1091) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (8/ 147) والخطيب في "التاريخ" (3/ 406و 10/ 43 و 12/ 323) وفي "المتفق والمفترق" (201) وابن عساكر (ترجمة فاطمة بنت علي ص 297 - 298) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 217) والمزي (35/ 263) من طرق عن موسى الجهني حدثتني فاطمة (¬1) ابنة علي قالت: حدثتني أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلى "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي" ¬

_ (¬1) ووقع في بعض طرق الطبراني: فاطمة بنت الحسين، والأول أصح.

قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت علي وهي ثقة" المجمع 9/ 109 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 9/ 170 قلت: وإسناده صحيح، وموسى هو ابن عبد الله ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني. 634 - "أَمَا كان فيكم رجل رحيم" قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق من حديث ابن أبي حَدْرَد الأسلمي قال: كنت في خيل خالد فقال لي فتى من بني جذيمة قد جمعت يداه في عنقه برمة: يا فتى، هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء النسوة؟ فقلت: نعم، فقدته بها فقال: أسلمي حبيش قبل نفاذ العيش أريتك إن طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق الأبيات. قال: فقالت له امرأة منهن: وأنت بخيت عشرا وتسعا ووترا وثمانيا تترى. قال: ثم ضربت عنق الفتى فأكبت عليه فما زالت تقبله حتى ماتت. وقد روى النسائي والبيهقي في "الدلائل" بإسناد صحيح من حديث ابن عباس نحو هذه القصة وقال فيها: فقال: إني لست منهم، إني عشقت امرأة منهم فدعوني انظر إليها نظرة. وقال فيه: فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره. وأخرجه البيهقي من طريق ابن عاصم عن أبيه نحو هذه القصة وقال في آخرها: فانحدرت إليه من هودجها فحنت عليه حتى ماتت" (¬1) حديث ابن أبي حدرد أخرجه الطبري في "التاريخ" (3/ 68 - 69) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 115 - 116) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ص 112 - 113 و 113 - 114) من طرق عن ابن إسحاق ثنا يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن ابن شهاب الزهري عن ابن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: كنت في خيل ابن الوليد التي أصاب بها بني جذيمة إذا فتى منهم مجموعة يده إلى عنقه ¬

_ (¬1) 9/ 119 - 120 (كتاب المغازي- باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة)

برُمَّةِ يقول بحبل، فقال لي: يا فتى هل أنت آخذ بهذه الرمة فمقدمى إلى هذه النسوة حتى أقضي إليهنّ حاجة ثم تصنعون ما بدا لكم، فقلت: لَيَسِيْرٌ ما سألت، ثم أخذت برمته فقدمته إليهن فقال: أسلمي حبيش على نفد العيش ثم قال: أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو ألفيتكم بالخوانق ألم يك أهلا أنْ ينول عاشق ... تكلف إدلاج السري والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا ... أثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أنْ تشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق فإني لا ضيعت سر أمانة ... ولاراق عيني عنك بعدك رائق سوى أن ما نال العشيرة شاغل ... عن الود إلا أنْ يكون التوامق فقالت: وأنت حييت عشرا وسبعا وترا وثمانياً تترى، ثم قدمناه فضربنا عنقه. قال ابن إسحاق: فحدثنا أبو فراس من بني أبي سنبلة الأسلمي عن أشياخ من قومه وقد شهدوا هذا مع خالد بن الوليد قالوا: فلما قتل قامت إليه فما زالت ترشفه حتى ماتت عليه. وحديث ابن عباس أخرجه النسائي في "الكبرى" (8663) عن محمَّد بن علي بن حرب المروزي أنبأ علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النَّحْوِي عن عكرمة عن ابن عباس أَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فغنموا وفيهم رجل فقال لهم: إني لست منهم عشقت امرأة فلحقتها فدعوني انظر إليها نظرة ثم اصنعوا بي ما بدا لكم. قال: فإذا امرأة طويلة أدماء فقال لها: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش. أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق. ألم يك حقا أنْ ينول عاشق تكلف ادلاج النوى والودائق. قال: نعم فديتك. قال: فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقفت عليه فشهق شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما كان فيكم رجل رحيم" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12037) و"الأوسط" (1718) عن النسائي به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 117 - 118) من طريق أبي علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبي محمَّد جعفر بن محمَّد بن الحارث المراغي قالا: ثنا النسائي به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمَّد بن علي بن حرب"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" "المجمع 6/ 209 قلت: وهو كما قال. وحديث ابن عاصم عن أبيه أخرجه الحميدي (820) وسعيد بن منصور (2385) وأحمد (3/ 448 - 449) عن سفيان بن عُيينة ثنا عبد الملك بن نوفل بن مساحق أنه سمع رجلاً من مزينة يقال له ابن عصام عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سرية قال "إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلن أحدا" قال: فبعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية فأمرنا بذلك، فخرجنا قِبَلَ تهامة فأدركنا رجلاً يسوق بظعائن فقلنا له: أسلم، فقال: وما الإِسلام؟ فأخبرناه به فإذا هو لا يعرفه، فقال: أفرأيتم إنْ أنا لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قلنا: نقتلك، قال: فهل أنتم مُنظريْ حتى أدرك الظعاين؟ قلنا: نعم ونحن مدركون، قال: فأدرك الظعاين فقال: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش، فقالت الأخرى: أسلم عشرا وسبع وترا أو ثمانيا تترى، ثم قال: أتذكرين إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك أهلا أنْ ينول عاشق ... تكلف ادلاج السرى والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا ... أثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أنْ يشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق قال: ثم رجع إلينا فقال: شأنكم، فقدمناه وضربنا عنقه وانحدرت الأخرى من هودجها امرأة أدماء حص فحنت عليه حتى ماتت. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 297) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5381) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 116 - 117) من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة ثنا الحميدي به. وأخرجه أبو داود (2635) عن سعيد بن منصور به. وأخرجه ابن قانع (2/ 297 - 298) والطبراني في "الكبير" (17/ 177 - 178) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه ابن سعد (2/ 149) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 70) والترمذي (1549)

والنسائي في "الكبرى" (8831 و8838) والطبراني في "الكبير" (17/ 177 - 178) وأبو نعيم في "الصحابة" (5381) والبيهقي (9/ 108) وفي "الدلائل" (5/ 117) والبغوي في "شرح السنة" (2703) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 36) والمزي (18/ 430) من طرق عن سفيان به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" قلت: عبد الملك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول. وابن عصام قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه عبد الملك بن نوفل، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف حاله. وقال ابن المديني: إسناده مجهول، وابن عصام لم يعرف ولم ينسب. 635 - حديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أَمَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين: فذكر منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى أن قال: فأما عبد الله فاختبأ عند عثمان فجاء به حتى أوقفه قال: يا رسول الله بايعه، فأعرض عنه، ثم بايعه بعد ثلاث مرات، ثم أقبل على أصحابه فقال: أَمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عنه فيقتله" فقالوا: هلا أومأت؟ قال "إنّه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين" قال الحافظ: أخرجه الحاكم من هذا الوجه، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" من مرسل سعيد بن المسيب أخصر منه وزاد فيه "وكان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أنْ يقتله" وأخرجه الدارقطني من طريق سعيد بن يربوع، وله طرق يشدّ بعضها بعضا" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 491) وأبو داود (2683 و 4359) والبزار (1151) والنسائي (7/ 97 - 98) وفي "الكبرى" (3530) وأبو يعلى (757) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 330 و331) وفي "المشكل" (1506 و 4521 و 4522) والهيثم بن كليب في "مسنده" (73) والدارقطني (3/ 59 و 4/ 167 - 168 و168) والحاكم (3/ 45) والبيهقي (8/ 40 و 202 و 205) وفي "الصغرى" (3645) وفي "الدلائل" (5/ 59) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 174 - 176 و 176) والواحدي في "الوسيط" (3/ 446 - 447) وابن عساكر ¬

_ (¬1) 13/ 244 (كتاب الاستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27])

في "تاريخ دمشق" (34/ 29 - 30) وابن بشكوال في "الغوامض" (90) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 70 - 71) عن أحمد بن المفضل الحَفَري والحاكم (2/ 54) عن عمرو بن طلحة القناد قالا: ثنا أسباط بن نصر الهمداني قال: زعم السُّدِّي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أَمَّنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال "اقتلوهم، وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما عبد الله بن خطل، فأتي وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعد وعمار، فسبق سعد عمارا فقتله. وأما مقيس بن صبابة، فأدركه الناس في السوق، فقتلوه، وأما عكرمة بن أبي جهل فركب البحر، فأصابتهم عاصف، فقال أهل السفينة: اخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، لا ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك عليّ عهدا إنْ أنت عافيتني مما أنا فيه، لآتين محمدا حتى أضع يدي في يده. قال: فأسلم. قال: وأما عبد الله بن أبي سرح، فإنه أحنا عليه عثمان، فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! بايع عبد الله، فرفع رأسه ينظر إليه، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث. ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه، وقال "أَمَا كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رآني قد كففت يدي عن بيعته، فيقتله؟ " قالوا: يا رسول الله! لو أومأت إلينا بعينك! قال "فإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين". قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن سعد، بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما ثقات" المجمع 6/ 168 وقال الحافظ: إسناده صالح" التلخيص3/ 130 قلت: وهو كما قال، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي كلاهما صدوق لا بأس به. وللحديث شاهد عن سعيد بن يربوع وعن أنس وعن عثمان بن عفان وعن سعيد بن المسيب مرسلاً.

فأما حديث سعيد بن يربوع فيرويه عمرو (¬1) بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي ثني جدي عن أبيه سعيد بن يربوع أنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم فتح مكة "أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم: الحويرث بن نفيل، ومقيس بن صبابة، وهلا بن خطل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح" فأما حويرث فقتله عليٌّ - رضي الله عنه -، وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحاء، وأما هلال بن خطل فقتله الزبير، وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة، وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتلت إحداهما وأفلتت الأخرى فأسلمت. أخرجه أبو داود (2684) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير 1037) والبيهقي (9/ 120) وفي "الدلائل" (5/ 62 - 63) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الكوفي والطبراني في "الكبير" (5529) والمزي في "تهذيب الكمال" (11/ 114) عن علي بن المديني والطبري (1037) عن سفيان بن وكيع قالوا: ثنا زيد بن الحباب ثني عمرو بن عثمان به. - ورواه علي بن حرب الموصلي عن زيد بن الحباب واختلف عنه: • فرواه موسى بن هارون البزاز عن علي بن حرب كرواية أبي كريب ومن تابعه. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 262) والطبراني في "الكبير" (5529) • ورواه إبراهيم بن حماد بن إسحاق البصري عن علي بن حرب ثنا زيد بن الحباب ثنا عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي ثني أبي عن جدي. أخرجه الدارقطني (¬2) (2/ 301 و 4/ 168) وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (1/ 152) والأول أصح. ¬

_ (¬1) سماه بعضهم "عمر" قال أبو داود: وهو الصواب (تهذيب الكمال 22/ 152) (¬2) ووقع عنده في الموضع الأول "ثنا أبي عن جده"

قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 6/ 173 قلت: عمرو بن عثمان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6573) وابن أبي شيبة (14/ 500 - 501) وفي "مسنده" (المطالب 4300) والدارقطني (4/ 167) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 60) وابن النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (1/ 522) وابن مردويه في "تفسيره" (فتح الباري 15/ 336 - 337 و 338 - 339 و 339) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 25 و 26 - 27) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 129 - 131) وابن بشكوال في "الغوامض" (1/ 152) من طريق الحكم بن عبد الملك البصري عن قتادة عن أنس قال: أَمَّنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأم سارة، فأما عبد العزى بن خطل فإنّه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة، قال: ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه، وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشفع له، فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف، ثم أتاه فوجده في حلقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل الأنصاري يتردد ويكره أنْ يقدم عليه لأنّه في حلقة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبسط النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فبايعه، ثم قال للأنصاري "قد انتظرتك أن توفي نذرك" قال: يا رسول الله هبتك أفلا أومأت إليّ؟ قال "إنّه ليس لنبي أن يُؤمئ" وذكر باقي الحديث. قال العقيلي: روى الحكم هذا عن قتادة غير حديث لم يتابع عليها منها هذا الحديث" الضعفاء 1/ 258 قال الهيثمي: وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف" المجمع 6/ 168 وفي الباب حديث آخر عن أنس يرويه عبد الوارث بن سعيد البصري عن نافع أبي غالب الباهلي عن أنس قال: فذكر حديثا وفيه "إنّه ليس لنبي أن يُومِض" أخرجه أحمد (3/ 151) وأبو داود (3194) والطحاوي في "المشكل" (4523 و 1513) والبيهقي (10/ 85) وإسناده صحيح. وأما حديث عثمان فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 30 - 31) من طريق إسماعيل بن عياش ثنا مُعان بن رفاعة السَّلامي عن أبي خلف الأعمى عن عثمان أنّه أتى

النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة أخذ بيد ابن أبي السرح، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من وجد ابن أبي سرح فليضرب عنقه، وإن وجده متعلقا بأستار الكعبة" فقال: يا رسول الله، ليسع ابن أبي السرح ما وسع الناس، ومدّ إليه يده، فصرف عنه وجهه، ثم مدّ إليه يده، فصرف عنه وجهه، ثم مد إليه يده أيضاً، فبايعه وآمنه. فلما انطلق، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما رأيتموني ما صنعت؟ " قالوا له: أفلا أوميت إلينا يا رسول الله؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"ليس في الإسلام ايماء ولا فتك، إنّ الإيمان قيد الفتك. والنبي لا يومئ". وإسناده ضعيف. قال أبو حاتم: أبو خلف الأعمى منكر الحديث ليس بالقوي. وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته يأتي بأشياء لا تشبه حديث الإثبات. وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن سعد (2/ 141) عن عفان بن مسلم البصري أنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح، وفرتنا، وابن الزبعري، وابن خطل، فأتاه أبو برزة وهو متعلق بأستار. الكعبة فبقر بطنه، وكان رجل من الأنصار قد نذر إنْ رأى ابن أبي سرح أنْ يقتله، فجاء عثمان وكان أخاه من الرضاعة فشفع له إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - , وقد أخذ الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - متى يومئ إليه أنْ يقتله، فشفع له عثمان حتى تركه، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأنصاري "هلا وفيت بنذرك؟ " فقال: يا رسول الله وضعت يدي على قائم السيف انتظر متى تومئ فأقتله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -"الإيماء خيانة، ليس لنبي أن يومئ" ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 24 - 25) وهو مرسل بإسناد ضعيف، علي بن زيد هو ابن جُدْعَان وهو ضعيف. 636 - عن عوف بن مالك قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد ثم نظر إلينا فقال: "أَمَا والله ليدعنها أهلها مذللة أربعين عاما للعَوَافي، أتدرون ما العوافي؟ الطير والسباع" قال الحافظ: وروى عمر بن شبة بإسناد صحيح عن عوف بن مالك قال: فذكره" (¬1) له عن عوف بن مالك طريقان: الأول: يرويه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري عن صالح بن أبي عَرِيب عن كثير بن مرة الحضرمي عن عوف بن مالك الأشجعي قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي ¬

_ (¬1) 4/ 462 (كتاب الحج: فضائل المدينة- باب من رغب عن المدينة)

يده عصا، واقناءٌ معلقة في المسجد، قِنْوٌ منها حَشَفٌ، فطعن بالعصا في ذلك القِنْو، ثم قال "لو شاء ربّ هذه الصدقة لتصدق بأطيب منها، إن صاحب هذه الصدقة ليأكل الحَشَفَ يوم القيامة" ثم أقبل علينا فقال "أَمَا والله يا أهل المدينة لتذرنها للعَوَافِي، هل تدرون ما العوافي؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "الطير والسباع" وفي لفظ "لتدعنها للعوافي أربعين عاما" أخرجه أحمد (6/ 23 و 28) وأبو داود (1608) وابن ماجه (1821) والنسائي (5/ 32 - 33) وفي "الكبرى" (2272) والروياني (590) وابن خزيمة (2467) وابنْ عبد البر في "التمهيد" (6/ 85 - 86) والواحدي في "الوسيط" (1/ 382) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 73 - 74) عن يحيى بن سعيد القطان وابن زنجويه في "الأموال" (1942) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 281) وابن حبان (6774) والطبراني في "الكبير" (18/ 55) والحاكم (2/ 285 و 4/ 425) والبيهقي (4/ 136) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل والروياني (591) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 202) عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي والطحاوي (4/ 201 - 202) عن عبد الله بن حُمران بن عبد الله البصري كلهم عن عبد الحميد بن جعفر به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: إسناده قوي" الفتح 2/ 62 قلت: صالح بن أبي عريب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله ولا يعرف روى عنه غير عبد الحميد بن جعفر. وتعقبه الذهبي فقال في "الميزان": قلت: بلى روى عنه حيوة بن شريح والليث وابن لهيعة وغيرهم.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. الثاني: يرويه موسى بن إسماعيل البصري ثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير قال: ذكر لي عن عوف بن مالك أنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أمَا والله يا أهل المدينة لتتركنها قبل يوم القيامة أربعين" أخرجه عمر بن شبة (1/ 281) وإسناده منقطع. وللحديث شواهد فانظر حديث "لتتركن المدينة على أحسن ما كانت ... " 637 - "أَمَّا إذا أبيت فهي كما تقول قضاء الله كائن" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وغيره من رواية شرحبيل والد عبد الرحمن فذكر نحو حديث ابن عباس، وفي آخره: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، فما أمسى من الغد إلا ميتا" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وقد تقدم في علامات النبوة أنّ عند الطبراني من حديث شرحبيل والد عبد الرحمن أنّ الأعرابي المذكور أصبح ميتا. وأخرجه الدولابي في "الكنى" وابن السكن في "الصحابة" ولفظه: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما قضى الله فهو كائن" فأصبح الأعرابي ميتا. وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم مرسلاً نحوه" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (7213) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو عون الزيادي ثنا حماد بن يزيد المنقري عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن جده شرحبيل قال: كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه أعرابي طويل أبيض فقال: يا رسول الله، شيخ كبير به حُمَّى تفور تزيره القبور، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "شيخ كبير به حُمَّى تفور هي له كفارة وطهور" فأعادها وأعادها عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأعادها ثلاث مرات أو أربعة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -"أما إذا أبيت فهي كما تقول وما قضى الله فهو كائن" قال: فما أمسى من الغد إلا ميتا. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3721) عن الطبراني به. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 2/ 307 قلت: العباس بن الفضل ذكره ابن الأثير في "اللباب" (1/ 54) ولم يذكر فيه جرحاً ¬

_ (¬1) 7/ 437 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإِسلام) (¬2) 12/ 223 (كتاب المرضى- باب عيادة الأعراب)

ولا تعديلا، وترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" وذكر شيوخه ومن روى عنه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا (¬1). وأبو عون واسمه محمَّد بن عون قال أبو حاتم: ثقة (الجرح 4/ 1/ 48) وذكره ابن حبان في "الثقات". وحماد ومخلد ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". واختلف فيه على حماد بن يزيد: • فقال عمار بن هارون البصري: ثنا حماد بن يزيد ثنا مخلد بن عقبة بن شرحبيل بن السِّمْط عن أبيه عن جده قال: فذكره. وقال في آخره "إنّ الله عز وجل إذا قضى على عبد قضاء لم يكن لقضائه مرد" أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 330 - 331) وعمار بن هارون قال أبو حاتم: متروك الحديث. • وقال يونس بن محمَّد المؤدب: ثنا حماد بن يزيد عن عقبة بن عبد الرحمن بن شرحبيل عن أبيه عن جده شرحبيل. أخرجه أبو نعيم (3722) وحديث زيد بن أسلم أخرجه عبد الرزاق (20309) عن معمر عن زيد بن أسلم قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل يعوده فقال "اصبر فإنها طهور" يعني الحمى، قال: كلا بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "نعم فهو كذلك" فمات الرجل. وهذا مرسل رواته ثقات. ¬

_ (¬1) وخالفه أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن سنان العبشمي فرواه عن أبي عون الزيادي ثنا حماد بن يزيد بن مسلم المنقري ثنا عقبة بن عبد الرحمن بن شرحبيل الجعفى عن أبيه عن جده قال: فذكره. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 81) • ورواه محمَّد بن يونس السامي عن أبي عون ثنا حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن أبيه عن جده. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3721) • ورواه جراح بن مخلد عن أبي عون فلم يذكر أباه. أخرجه أبو نعيم (3723)

638 - "أَمَّا الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء فَقَمِنٌ أنْ يستجاب لكم" قال الحافظ: أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي" (¬1) أخرجه مسلم (479) وأبو داود (876) والنسائي (2/ 148 و 172) عن ابن عباس قال: كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، ألا وإني نهيت أنْ أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأمّا الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأمّا السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء فقمن أنْ يستجاب لكم". 639 - عن ابن عمر قال: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح فقال: "أَمَّا بعد يا أيها الناس فإن الله قد أذهب عنكم عبُيَّةَ الجاهلية وفخرها، يا أيها الناس، الناس رجلان: مؤمن تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات: 13] " قال الحافظ: ففي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان وتفسير ابن مردويه من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ ابن مردويه ذكر أنّ محمَّد بن المقري راويه عن عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة وهم في قوله: موسى بن عقبة وإنما هو موسى بن عُبيدة، وابن عقبة ثقة، وابن عبيدة ضعيف، وهو معروف برواية موسى بن عبيدة، كذلك أخرجه ابن أبي حاتم وغيره" (¬2) صحيح ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أبى هريرة فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن حبان (3828) عن محمَّد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول البيروتي ثنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد ثنا عبد الله بن رجاء ثنا موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته القصواء يوم الفتح، واستلم الركن بمحجنه وما وجد لها مُناخا في المسجد حتى أخرجت إلى بطن الوادي، فأنيخت، ثم حمد الله وأثنى عليه؛ ثم قال "أما بعد أيها الناس، فإن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية، يا أيها الناس، إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على ربه، وفاجر شقي هين ¬

_ (¬1) 2/ 443 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب التسبيح والدعاء في السجود) (¬2) 7/ 336 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب)

على ربه. ثم قرأ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13] حتى قرأ الآية، ثم قال: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم". وأخرجه ابن خزيمة (2781) ثنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: فذكره مختصرا. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ولم ينفرد موسى بن عقبة به بل تابعه: 1 - عبد الله بن جعفر المديني. أخرجه الترمذي (3270) عن علي بن حجر المروزي والبيهقي في "الشعب" (4767) عن بشر بن آدم الضرير البغدادي كلاهما عن عبد الله بن جعفر ثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن جعفر يضعف ضعفه ابن معين وغيره، وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني" 2 - موسى بن عبيدة الرَّبَذي. أخرجه عبد بن حميد (795) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3544) وفي "معالم التنزيل" (6/ 231) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 217 - 218) عن يحيى بن زكريا القطان وابن أبي شيبة (14/ 493 - 494) عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثلاثتهم عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به. ورواه (¬1) رَوْح بن عبادة البصري عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن ابن عمر به. ¬

_ (¬1) ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 493 - 494)

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5761) ووقع في "المقصد العلي" (ص 524) عبد الله بن عبيد. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقد وثق فيما رواه عن غير عبد الله بن دينار وهذا منها" المجمع 3/ 243 قلت: هو ضعيف فيما رواه عن عبد الله بن دينار وعن غيره، وهو في عبد الله بن دينار أشد ضعفا. قال الحافظ في "التقريب": ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 361) عن أبي أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري وابن منده في "التوحيد" (112) والبيهقي (10/ 232) وفي "الشعب" (4763) وفي "الآداب" (554) عن حسين بن حفص الهَمْداني قالا: ثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة مرفوعاً "إنّ الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم، وآدم من تراب، لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن" واختلف في هذا الحديث على هشام بن سعد: • فرواه غير واحد عنه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، فزادوا عن أبيه. أخرجه أبو داود (5116) والطحاوي في "المشكل" (3458) والخطابي في "الغريب" (1/ 290) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 54) والبيهقي في "الآداب" (555) عن عبد الله بن وهب وأبو داود (5116) والبيهقي في "الآداب" (555) والخطيب في "تاريخه" (6/ 187 - 188) عن المعافى بن عمران الموصلي وهو في "الزهد" (147) له

والترمذي (3956) عن موسى بن أبي علقمة الفروى المدني ثلاثتهم عن هشام بن سعد به. • ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن هشام بن سعد عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (¬1) (2/ 523 - 524) والترمذي (3955) • ورواه سفيان الثوري عن هشام بن سعد عن المقبري عن أبي هريرة. أخرجه أبو الشيخ في "حديثه" (11) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 195) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 60 - 61) والبيهقي في "الشعب" (4764 و 4765) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (55) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواية من روى الحديث عن هشام بن سعد عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أصح عندنا، وسعيد المقبري قد سمع أبا هريرة ويروي عن أبيه أشياء كثيرة عن أبي هريرة" قلت: ولا يضر هذا الاختلاف لأن سعيد بن أبي سعيد وأباه ثقتان. والحديث قال ابن منده: مشهور عن هشام متصل صحيح" وقال ابن تيمية: حديث صحيح" اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 216 و 263 كذا قالا، وهشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 640 - حديث الزبير بن العوام: قلت: يا نبي الله، أرأيت قد نُهِيَ المسلمون أن يأكلوا من لحم نسكهم فوق ثلاث فكيف تصنع بما أهدي لنا؟ قال "أمّا ما أُهدي اليكم فشأنكم به" قال الحافظ: وقد جاء في حديث الزبير بن العوام عند أحمد وأبي يعلى ما يفيد ذلك، ولفظه: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) هكذا رواه أحمد ومحمد بن بشار عن أبي عامر فقالا: عن أبي سعيد المقبري. ورواه هارون بن سليمان عن أبي عامر فقال: عن سعيد المقبري أخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 238 - 239) (¬2) 12/ 126 (كتاب الأضاحي- باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي)

أخرجه أحمد (1/ 166) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن محمَّد بن إسحاق ثني عبد الله بن عطاء بن إبراهيم مولى الزبير عن أمه وجدته أم عطاء قالتا: والله لكأننا ننظر إلى الزبير بن العوام حين أتانا على بغلة له بيضاء فقال: يا أم عطاء، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى المسلمين أنْ يأكلوا من لحوم نسكهم فوق ثلاث، فقلت: بأبي أنت فكيف نصنع بما أُهدي لنا؟ فقال "أمّا ما أُهدي لكنّ فشأنكنّ به". ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 100) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 367) وأخرجه أبو يعلى (671) وابن شاهين في "الناسخ" (545) والحازمي في "الاعتبار" (ص 155 - 156) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به. قال الهيثمي: وعبد الله بن عطاء وثقه أبو حاتم، وضعفه ابن معين، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 25 قلت: عبد الله بن عطاء مختلف فيه، قال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن معين: لا شيء، وذكره ابن حبان في "الثقات". وابن إسحاق صدوق، ويعقوب بن إبراهيم وأبوه ثقتان. 641 - عن عمير بن إسحاق قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر، فأمّا كسرى فلما قرأ الكتاب مزقه، وأما قيصر فلما قرأ الكتاب طواه ثم رفعه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أَمَّا هؤلاء فيمزقون، وأمّا هؤلاء فستكون لهم بقية" قال الحافظ: أخرج أبو عبيد في كتاب "الأموال" من مرسل عمير بن إسحاق قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 31) عن معاذ بن معاذ العنبري وابن زنجويه في "الأموال" (101) عن النضر بن شميل المازني ¬

_ (¬1) 1/ 49 (باب كيف كان بدء الوحي)

والبيهقي في "الدلائل" (4/ 394) عن يونس بن بكير الشيباني ثلاثتهم عن عبد الله بن عون عن عمير بن إسحاق قال: فذكره. وله شاهد مرسل. فقال أبو عبيد (ص 32): ثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن سعيد بن المسيب قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر، الحديث وفيه "فأما كسرى فمزق كتابه ولم ينظر فيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مُزق ومُزقت أمته" وأما قيصر فقال: إنّ هذا كتاب لم أره بعد سليمان: بسم الله الرحمن الرحيم، فأرسل إلى أبي سفيان بن حرب وإلى المغيرة بن شعبة فسألهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: بأبي لوكنت عنده لغسلت قدميه ليملكنْ ما تحت قدمي. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ له مدة". وعند أبي نعيم في "دلائل النبوة" (241) من حديث ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى فلما قرأه مزقه قال ابن شهاب: فحسبت أنْ ابن المسيب قال: دعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يمزقوا كل ممزق. وهو في صحيح البخاري (فتح 1/ 164 و 6/ 449 و 16/ 372 و 9/ 191) وفي مسند أحمد (1/ 243 و305) قال الحافظ: قوله "فحسبت أن ابن المسيب" القائل، هو الزهري ووقع في جميع الطرق مرسلاً، ويحتمل أنْ يكون ابن المسيب سمعه من عبد الله بن حذافة صاحب القصة فإنْ ابن سعد ذكر من حديثه أنَّه قال: فقرأ عليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذه فمزقمه" الفتح 9/ 191 قلت: حديث عبد الله بن حذافة تقدم الكلام عليه عند حديث "اللهم مزق ملكه" وفي إسناده الواقدي وهو متروك. 642 - "إمَّا أن تصلي معي، وإمّا أن تخفف بقومك" قال الحافظ: وأما استدلال الطحاوي أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى معاذا عن ذلك بقوله في حديث سليم بن الحارث: فذكره، ... ففيه نظر" (¬1) انظر حديث "يا معاذ لا تكن فتانا" ¬

_ (¬1) 2/ 338 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا طوّل الإمام)

643 - عن مجاهد قال في قوله {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ} [النور: 33] قال: إماءكم على الزنا. وزاد: أنّ عبد الله بن أُبي أمر أمة له بالزنا فزنت فجاءت ببرد، فقال: ارجعي فازني على آخر، فقالت: والله ما أنا براجعة، فنزلت. قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم وعبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: فذكره، وهذا أخرجه مسلم من طريق أبي سفيان عن جابر مرفوعاً. وسماها الزهري عن عمرو بن ثابت: معاذة، وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مرسلاً في قصة طويلة، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عكرمة مرسلاً، واتفقوا على تسميتها معاذة. وروى أبو داود والنسائي من طريق أبي الزبير أنَّه سمع جابرا قال: جاءت مسيكة أمة لبعض الأنصار فقال: إنّ سيدي يكرهني على البغاء، فنزلت. فالظاهر أنها نزلت فيهما" (¬1) حديث مجاهد له عنه طرق: الأول: يرويه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]، على الزنا، قال عبد الله بن أُبي بن سلول أمر أمة له بالزنا، فجاءته بدينار أو ببرد فأعطته، فقال: ارجعي فازني بآخر، فقالت: والله ما أنا براجعة، فالله غفور رحيم للمكرهات على الزنا، ففي هذا أنزلت هذه الآية. أخرجه الطبري (18/ 133) عن محمَّد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح به. ورواته ثقات، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وعيسى هو ابن ميمون الجرشي. ولم ينفرد به بل تابعه ورقاء بن عمر اليشكري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه. أخرجه الطبري (18/ 134) الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن مجاهد قال: كانوا يأمرون ولائدهم يباغين يفعلن ذلك فيصبن فيأتينهم بكسبهن، فكانت لعبد الله بن أُبي بن سلول جارية، فكانت تباغي، فكرهت وحلفت أنْ لا تفعله، فأكرهها أهلها، فانطلقت فباغت ببرد أخضر، فأتتهم به، فأنزل الله تبارك وتعالى {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]. أخرجه الطبري (18/ 134) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا جرير عن منصور عن مجاهد به. ¬

_ (¬1) 5/ 367 (كتاب الإجارة- باب كسب البغي والإماء)

وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن حميد. الثالث: يرويه ابن جريج عن مجاهد. أخرجه الطبري (18/ 133) من طريق الحسين بن داود المصيصي ثني حجاج بن محمَّد عن ابن جريج به. وأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (338) من طريق زيد بن المبارك الصنعاني ثنا محمَّد بن ثور عن ابن جريج به. وابن جريج لم يسمع هذا من مجاهد، والحسين بن داود الملقب بسنيد مختلف فيه. وحديث جابر له عنه طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر قال: كان عبد الله بن أُبي بن سلول يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئاً. فأنزل الله عز وجل {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] الآية أخرجه مسلم (3029) من طريق أبي معاوية محمَّد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش به. وأخرجه من طريق أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن جارية لعبد الله بن أُبي بن سلول يقال لها: مُسَيْكَة. وأخرى يقال لها: أُمَيْمَة، فكان يكرههما على الزنا، فشكتا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] إلى قوله {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 54]. الثاني: يرويه حجاج بن محمَّد المصيصي عن ابن جريج أني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول: جاءت مسيكة - أمة لبعض الأنصار - فقالت: إنْ سيدي يكرهني على البغاء، فأنزل الله عز وجل {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]. أخرجه أبو داود (2311) والنسائي في "الكبرى" (11365) والطبري (18/ 132 و 133) والحاكم (2/ 397) من طرق عن حجاج بن محمَّد به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال، وأبو الزبير واسمه محمَّد بن مسلم روى له البخاري مقرونا بغيره. وحديث عمر بن ثابت أخرجه الخطيب في "رواة مالك" (الدر المنثور 6/ 193 - 194) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 187) وابن بشكوال (341)

عن مالك بن أنس والواحدي (ص 187) عن محمَّد بن إسحاق المدني وأبو موسى المديني (الإصابة 13/ 132 - 133) عن عُقيل بن خالد الأيلي ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني عمر بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول، وذلك أنه كان عندهم أسير، فكان عبد الله بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه، فيأخذ في ذلك فداء، وهو العرض الذي قال الله تعالى {لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النور: 33]، وكانت الجارية تأبى عليه، وكانت مسلمة، فأنزل الله فيها الآية، فنهاهم عن ذلك فيها. وهو مرسل رواته ثقات. ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري مرسلاً ولم يذكر عمر بن ثابت. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 59) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه الطبري (18/ 133) والواحدي (ص 188) وابن بشكوال (339) وحديث عكرمة أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 59 - 60) عن سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: كان لعبد الله بن أُبي جارية يقال لها مُسيكة، يكرهها على الزنا، فقالت: إن كان هذا خيرا لقد استكثرت منه، وإنْ كان ذلك سوءا لقد آن لي أنْ أدعه، قال: فنزلت {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]. ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال (1/ 376) وهو مرسل رواته ثقات. وأخرجه الطبري (18/ 133) من طريق ابن جريج أني عمرو بن دينار عن عكرمة به. 644 - حديث عدي بن حاتم "أَمِرِ الدَّم بما شئت" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 12/ 49 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة)

أخرجه الطيالسي (ص 139) وعبد الرزاق (8621) وابن أبي شيبة (5/ 389) وأحمد (4/ 256 و 258 و 377) وأبو داود (2824) وابن ماجه (3177) والحربي في "الغريب" (1/ 79) والنسائي (7/ 198) وفي "الكبرى" (4491) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (579 و580) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 183) وابن حبان (332) والطبراني في "الكبير" (17/ 103 و 103 - 104 و 104) والحاكم (4/ 240) والبيهقي (7/ 279 و 9/ 281) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 152) والمزي (27/ 414 - 415) من طرق عن سماك بن حرب قال: سمعت مُرَي بن قَطَرِي يقول: سمعت عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أبي كان يصل الرحم (¬1) ويفعل كذا وكذا (¬2)، قَال "إنّ أباك أراد أمرا فأدركه" - يعني الذكر- قلت: إني أسألك عن طعام لا أدعه إلا تحرجا، قال "لا تدع شيئاً ضارعت فيه نصرانية" قلت: أرسل (¬3) كلبي فيأخذ الصيد وليس معي ما أذكيه به فأذبحه بالمروة (¬4) والعصا، قال "أمِرِ (¬5) الدم بما شئت، واذكر اسم الله عز وجل" السياق لأحمد وابن حبان. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لمري بن قطري شيئاً، وقد وثقه ابن معين (تاريخ الدارمي ص 206) وابن حبان، وسماك صدوق، فالإسناد حسن. طريق أخرى: قال البيهقي (9/ 281): أنا أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي عن عدي بن حاتم أنّه قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أحدنا يصيد الصيد وليس معه شيء يذكيه به إلا مروة أو شقة عصا، فقال "أمرر الدم بما شئت، واذكر اسم الله عز وجل" أبو بكر بن عبد الله ما عرفته، والباقون كلهم ثقات، وأبو الزناد اسمه عبد الله بن ذكوان، وأبو بكر بن الحسن اسمه أحمد، وأبو زكريا اسمه يحيى بن إبراهيم بن محمَّد المزكي. ¬

_ (¬1) زاد أحمد في رواية: ويقري الضيف. (¬2) زاد البيهقي: وأنه مات في الجاهلية. (¬3) ولفظ ابن ماجه وغيره "إنا نصيد الصيد فلا نجد سكينا إلا الظِّرَار وشِقّة العصا" (¬4) زاد أبو داود وغيره: وشقة. (¬5) ولفظ ابن ماجه وغيره: أمرر، ولفظ النسائي: أنهر.

645 - حديث ابن عباس: أَمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه أبا بكر أن يصلي بالناس" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وابن ماجه بسند قوي وصححه من رواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس في أثناء حديث فيه: فذكره، قال في آخر الحديث: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يوص. وقال: وقد صح عن ابن عباس أنه - صلى الله عليه وسلم - ولم يوص، أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أرقم بن شرحبيل عنه" (¬1) هو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 207) وأحمد (1/ 343 و 355 و 356 - 357 و 357) وابن ماجه (1235) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 451) وأبو يعلى (2560) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 405) وفي "المشكل" (1099 و 5645 و 5646) والبيهقي (3/ 81) وفي "الدلائل" (7/ 226 - 227) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق السبيعي عن أرقم بن شرحبيل قال: سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما مرض مرضه الذي مات فيه، كان في بيت عائشة، فقال "ادعو لي عليا" فقالت عائشة: ألا ندعو لك أبا بكر؟ قال "ادعوه" فقالت حفصة: ألا ندعو لك عمر؟ قا "ادعوه" فقالت أم الفضل: ألا ندعو- لك العباس عمك؟ قال "ادعوه" فلما حضروا رفع راسه، ثم قال "ليصل للناس أبو بكر" فتقدم أبو بكر فصلى بالناس. ووجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين، فلما أحسه أبو بكر سبحوا به، فذهب أبو بكر يتأخر، فأشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - "مكانك" فاستتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث انتهى أبو بكر من القراءة، وأبو بكر قائم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، فَأتَمَّ أبو بكر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأتم الناس بأبي بكر، فما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة حتى ثقل، فخرج يهادي بين رجلين، وإنّ رجليه لتخطان بالأرض، فمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يوص. السياق للطحاوي، واختصره بعضهم. وأخرجه الطبري في "التاريخ" (3/ 196 - 197) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به. وأخرجه ابن سعد (2/ 221) وأحمد (1/ 231 - 232) من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق مختصرا. قال الحافظ: إسناده حسن" الفتح 2/ 315 ¬

_ (¬1) 6/ 291 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا إسحاق السبيعي اختلط بأخرة، وأيضاً كان يدلس وقد رواه بالعنعنة لا سيما وقد قال البخاري (¬1): لم يذكر أبو إسحاق سماعا من أرقم بن شرحبيل" المصباح 1/ 147 646 - حديث جابر: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - من كل جادّ عشرة أَوسُقٍ من التمر بِقِنو يعلق في المسجد للمساكين" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود من حديث جابر" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 359 - 360) وأبو داود (1662) وأبو يعلى (1781) وابن خزيمة (2469) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 30) وابن حبان (3289) من طرق عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني محمَّد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن يحيى بن حبان عن جابر بن عبد الله قال: فذكره. وفي لفظ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص في العرايا بالوَسْق والوسقين والثلاثة والأربعة وقال "في كل جاد عشرةُ أوسق وما بقي عِذقاً يوضع في المسجد للمساكين" وإسناده حسن إنْ كان واسع بن حبان سمع من جابر فإني لم أر أحدا ذكر أنه سمع منه والله تعالى أعلم. 647 - أَمر النبي - صلى الله عليه وسلم - من كل حائط بقنو يعلق في المسجد. قال الحافظ: أخرجه ثابت في "الدلائل" (¬3) انظر الحديث الذي قبله. 648 - حديث أنس: أَمر النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح بقتل أربعة، فذكرها فيهم ثم قال: وأمّا أمّ سارة، فذكر قصتها مع حاطب. قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" من طريق الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس في قصة المرأة المذكورة، فأخبر جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - بخبرها، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. وقال: ووقع في حديث أنس: فقالت: ليس معي كتاب، فقال: كذبت فقد حدثنا ¬

_ (¬1) التاربخ الكبير 1/ 2/ 46 (¬2) 4/ 93 (كتاب الزكاة- باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل) (¬3) 2/ 62 (كتاب الصلاة- باب القسمة وتعليق القنو في المسجد)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ معك كتابا، والله لتعطيني الكتاب الذي معك أو لا أترك عليك ثوبا إلا التمسنا فيه، قالت: أولستم بناس مسلمين؟ حتى إذا ظنت أنهما يلتمسان في كل ثوب معها حلت عقاصها، وفيه: فرجعا إليها فسلا سيفيهما فقالا: والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب، فأنكرت. وزاد في حديث أنس أيضاً: فقال: أدفعه إليكما على أن ترداني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال: وفي حديث أنس: وليس منكم رجل إلا له بمكة من يحفظه في عيالي غيري" (¬1) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه عند حديث "أَمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عنه فقتله" 649 - عن ابن عباس قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبواب المسجد فَسُدَّتْ إلا باب علي. وفي رواية "وأمر بِسَدِّ الأبواب غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره" قال الحافظ: أخرجهما أحمد والنسائي ورجالهما ثقات" (¬2) الرواية الأولى رواها شعبة عن أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: فذكره. أخرجه النسائي في "خصائص علي" (42) وعنه الطحاوي في "المشكل" (3555) عن محمَّد بن وهب بن أبي كريمة الحرّاني والعقيلي (4/ 222) والطبراني في "الكبير" (12594) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 105) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 153) وأبو جعفر محمَّد بن عمرو بن البختري في "المجلس الرابع من أماليه" (70) عن أبي جعفر عبد الله بن محمَّد النُّفَيْلي قالا: ثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة به. وأخرجه الترمذي (3732) عن محمَّد بن حميد الرازي (¬3) ثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة به. ¬

_ (¬1) 15/ 336 - 337 - و 338 - 339و 339 (كتاب استتابة المرتدين- باب ما جاء فى المتأولين) (¬2) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدوا الأبواب إلا باب علي) (¬3) أخرجه ابن عدي (7/ 2685) عن القاسم بن زكريا ثنا محمَّد بن حميد به. وقال: وهذا عن شعبة غريب، وأبو بلج لا بأس بحديثه"

وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه" وقال العقيلي: ليس بمحفوظ من حديث شعبة" قلت: لم ينفرد به شعبة بل تابعه أبو عَوَانة الوَضّاح (¬1) بن عبد الله الواسطي ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، فذكر الحديث وفيه طول وفيه: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"سدوا أبواب المسجد غير باب علي" قال ابن عباس: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره. أخرجه أحمد (1/ 330 - 331 و 331) وفي "الفضائل" (1168) وابن أبي عاصم في "السنة" (1351) والبزار (كشف 2536) والنسائي في "الخصائص" (24 و 43) والطحاوي في "المشكل" (3556و 3557) والطبراني في "الكبير" (12593) والحاكم (3/ 132 - 134) والكلاباذي (ص105) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 153) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 364) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو إلا أبو بلج يحيى بن أبي سليم" وقال ابن الجوزي: هذا حديث باطل لا يصح" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة فيه لين" المجمع 9/ 120. وعد الذهبي في "الميزان" هذا الحديث من مناكير أبي بلج. قلت: أبو بلج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرتها عند الكلام على حديث "سدوا هذه الأبواب إلا باب علي" فانظرها. 650 - حديث ابن عباس: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجم اليهوديين عند باب المسجد. قال الحافظ: وقد وقع في حديث ابن عباس عند أحمد والحاكم: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (2368 - شاكر) والطبراني في "الكبير" (10820) والحاكم (4/ 365) ¬

_ (¬1) وهي الرواية الثانية. (¬2) 15/ 139 (كتاب الحدود- باب الرجم في البلاط)

والبيهقي (8/ 215) من طرق عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني محمَّد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة عن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني عن ابن عباس قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجم اليهودي واليهودية عند باب مسجده، فلما وجد اليهودي مسّ الحجارة قام على صاحبته فحنى عليها يقيها مسّ الحجارة، حتى قتلا جميعاً، فكان مما صنع الله عز وجل لرسوله في تحقيق الزنا منهما. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ولعل متوهما من غير أهل الصنعة يتوهم أن إسماعيل الشيباني هذا مجهول، وليس كذلك فقد روى عنه عمرو بن دينار" قلت: لكن لم يخرج له مسلم شيئاً، ولم يخرج لمحمد بن طلحة أيضاً، وأخرج لإبن إسحاق في المتابعات. 651 - عن قيس بن سعد بن عبادة قال: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقة الفطر قبل أنْ تنزل الزكاة، فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله" قال الحافظ: روى النسائي وغيره عن قيس بن سعد بن عبادة قال: فذكره، وتُعقب بأنّ في إسناده راويا مجهولا" (¬1) وذكره في موضع آخر بلفظ "أمرنا" في أوله، وقال: وثبت عند أحمد وابن خزيمة أيضًا والنسائي وابن ماجه والحاكم من حديث قيس بن سعد بن عبادة قال: فذكره، إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح إلا أبا عمار الراوي له عن قيس بن سعد، وهو كوفي اسمه عَريب- بالمهملة المفتوحة- ابن حميد، وقد وثقه أحمد وابن معين" (¬2) صحيح أخرجه عبد الرزاق (5801 و 7846) وأحمد (3/ 421 - 422 و 6/ 6) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (16) وابن زنجويه (¬3) في "الأموال" (2363) وابن ماجه (1828) والبزار (3746) والنسائي (5/ 36 - 37) وفي "الكبرى" (2286) وأبو يعلى (1434) وابن خزيمة (2394) والطحاوي في "المشكل" (2262 و 2263) وفي "شرح المعاني" (2/ 74 - 75) والطبراني في"الكبير" (18/ 348 - 349 و 349) والباغندي في "جزئه" (29) والحاكم (1/ 410) وابن بشران في "الأمالي" (460) والبيهقي (4/ 159) وابن ¬

_ (¬1) 4/ 110 (كتاب الزكاة- أبواب صدقة الفطر) (¬2) 4/ 9 (كتاب الزكاة- باب وجوب الزكاة) (¬3) وسقط من إسناده: عن أبي عمار الهمداني.

عبد البر في "التمهيد" (14/ 321 - 322) والمزي في "تهذيب الكمال" (20/ 47) من طريق سلمة بن كُهيل الكوفي عن القاسم بن مُخَيْمِرَة عن أبي عمار الهمداني قال: سألنا قيس بن سعد بن عبادة عن زكاة الفطر فقال: أمرنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أنْ تنزل الزكاة، فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله (¬1). واختلف فيه على القاسم بن مخيمرة، فرواه الحكم بن عُتيبة عنه عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد. أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 192) والبزار (3745) والنسائي (5/ 36) وفي "الكبرى" (2285) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (114) والطحاوي في "المشكل" (2258 و 2259 و2260 و2261) وفي "شرح المعاني" (2/ 75) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 347) والطبراني في "الكبير" (18/ 349) وأبو نعيم فى "الصحابة" (5695) وابن عبد البر (14/ 322) قال النسائي: أبو عمار اسمه عَرِيب بن حُميد، وعمرو بن شرحبيل يكنى أبا ميسرة، وسلمة بن كهيل خالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل" قلت: الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل كلاهما ثقة ثبت، ولا يمنع أنْ يكون للقاسم بن مخيمرة في هذا الحديث شيخان فحدث به عنهما، وأبو عمار عريب بن حميد وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل كلاهما ثقة، فالحديث صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، وعريب لم يخرجاه. 652 - عن ابن عمر قال: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الذئب للمحرم" قال الحافظ: وأخرج أحمد من طريق حجاج بن أرْطَاة عن وَبْرَة عن ابن عمر قال: فذكره، وحجاج ضعيف، وخالفه مِسعر عن وبرة فرواه موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 22) ¬

_ (¬1) زاد أحمد وغيره: وسألته عن صوم عاشوراء فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل رمضان، ثم نزل رمضان فلم نؤمر به ولم ننه عنه، ونحن نفعله. (¬2) 4/ 407 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب ما يقتل المحرم من الدواب)

عن عبد الله بن نُمير و (2/ 30) وإسماعيل القاضي كما في "التمهيد" لابن عبد البر (15/ 161) والبيهقي (5/ 210) عن يزيد بن هارون قالا: أنا حجاج بن أرطاة عن وبرة قال: سمعت ابن عمر يقول: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الذئب للمحرم، يعني والفأرة والغراب والحدأة. فقيل له: فالحية والعقرب؟ فقال: قد كان يقال ذاك. وفي لفظ "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الفأرة والغراب والذئب. قال: قيل لابن عمر: الحية والعقرب؟ قال: قد كان يقال ذلك. ورواه عبد الواحد بن زياد عن حجاج بن أرطاة عن وبرة ونافع عن ابن عمر مرفوعاً "يقتل المحرم: الذئب، والغراب، والحدأة، والفأرة". أخرجه الدارقطني (2/ 232) قال البيهقي: الحجاج بن أرطاة لا يحتج به" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 275): إسناده ضعيف" وقال الألباني: وهذا إسناد ضعيف لعنعنة الحجاج" الإرواء 4/ 224 وخالف في ذلك الشيخ أحمد شاكر فقال: إسناده صحيح" المسند 7/ 34 كذا قال، والحجاج ضعيف مدلس، وقد عنعن. وللحديث شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق (8384) وابن أبي شيبة (4/ 55) وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 208) والبيهقي (¬1) (5/ 210) من طرق عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة الأسلمي عن سعيد بن المسيب رفعه "يقتل المحرم الحية والذئب" (¬2) ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55) ¬

_ (¬1) وقال: مرسل جيد. وقال الحافظ: رجاله ثقات (الفتح 4/ 407) (¬2) سيأتي الكلام عليه أيضاً في حرف الياء.

653 - حديث عبد الله بن المغفل: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الكلاب ورخص في كلب الغنم والصيد والزرع" قال الحافظ: هو عند مسلم (1573) من حديث عبد الله بن المغفل" (¬1) 654 - "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" سكت عليه الحافظ. (¬2) أخرجه البخاري (فتح 1/ 82 - 83) من حديث ابن عمر. 655 - "أُمرت أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم" سكت عليه الحافظ. (¬3) أخرجه البخاري (فتح 1/ 82 - 83) من حديث ابن عمر. 656 - حديث جابر رفعه "أُمرت أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" الحديث وفي آخره "وحسابهم على الله، ثم قرأ {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية: 21، 22] إلى آخر السورة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم وإسناده صحيح" (¬4) أخرجه مسلم (1/ 53) وأحمد (3/ 300) والترمذي (3341) والحاكم (2/ 522) من طريق سفيان عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعاً. 657 - "حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه "أُمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة" قال الحافظ: صححه ابن حبان" (¬5) صحيح ¬

_ (¬1) 5/ 403 (كتاب المزارعة- باب اقتناء الكلب للحرث) (¬2) 15/ 223 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45]) (¬3) 16/ 298 (كتاب الأحكام- باب من قضي له بحق أخيه) (¬4) 10/ 329 (كتاب التفسير: سورهّ {هَلْ أَتَاكَ} [الذاريات: 24]) (¬5) 12/ 103 (كتاب الأضاحي- باب من قال الأضحى يوم النحر)

أخرجه أحمد (2/ 169) وأبو داود (2789) والبزار (2459) والنسائي (7/ 187 - 188) وفي "الكبرى" (4455) والطحاوي في "المشكل" (5530 و 5531) وابن حبان (5914) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 158 و 159) والدارقطني (4/ 282) والحاكم (2/ 532 و 4/ 223) والبيهقي (9/ 263 - 264) وفي "الشعب" (2282) والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 54 - 55) من طرق عن عياش بن عباس القِتْبَاني (¬1) عن عيسى بن هلال الصَدَفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: فذكره، قال الرجل: أرأيت إنْ لم أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها؟ قال "لا, ولكن تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬2) وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 11/ 108 وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع 1363 وقال في "تخريج المشكاة" (1/ 466): وفي إسنادهما عيسى بن هلال الصدفي وفيه عندي جهالة فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا وإنما وثقه ابن حبان وهو معروف بتساهله في التوثيق" قلت: ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر (¬3)، وقد سمع من ابن عمرو كما في "الكبير" للبخاري فصح الحديث والحمد لله على توفيقه. 658 - حديث زيد بن ثابت: أُمرنا أن نُسَبِّح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين، فأتي رجل في منامه، فقيل له: أمركم محمَّد أنْ تسبحوا فذكره؟ قال: نعم، قال: اجعلوها خمسا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخبره، فقال "فافعلوه". قال الحافظ: وقد جاء من حديث زينب بن ثابت وابن عمر أنّه - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أنْ يقولوا كل ذكر منها خمسا وعشرين ويزيد فيها لا إله إلا الله خمسا وعشرين، ولفظ زيد بن ثابت: فذكره، أخرجه النسائي وابن خريمة وابن حبان. ¬

_ (¬1) تابعه دراج أبو السمح عن عيسى بن هلال عن ابن عمرو به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 157) (¬2) وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل صحيح. (¬3) المعرفة والتاريخ (2/ 487 و515)

ولفظ ابن عمر "رأى رجل من الأنصار فيما يرى النائم فذكر نحوه، وفيه "فقيل له سبح خمسا وعشرين، وأحمد خمسا وعشرين وكبر خمسا وعشرين، وهلل خمسا وعشرين، فتلك مائة، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يفعلوا كما قال "أخرجه النسائي وجعفر الفريابي" (¬1) صحيح ورد من حديث زيد بن ثابت ومن حديث ابن عمر فأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه أحمد (5/ 184 و190) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1160) وعبد بن حميد (245) والدارمي (1361) والترمذي (3413) والنسائي (3/ 64) وفي "الكبرى" (1273) وفي "اليوم والليلة" (157) وابن خريمة (752) وابن المنذر في "الأوسط" (1559) والطحاوي في "المشكل" (4097) وابن حبان (2017) والطبراني في "الكبير" (4898) وفي "الدعاء" (731) والحاكم (1/ 253) والبيهقي في "الدعوات" (102) وفي "الدلائل" (7/ 23) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 424) والمزي في "تهذيب الكمال" (24/ 106) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 261 - 262) من طرق عن هشام بن حسان البصري عن محمَّد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا كثير بن أفلح وقد وثقه النسائي والعجله ولم أر لأحد فيه كلاما" قلت: وهو كما قالوا، وكثير بن أفلح ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقد سمع من زيد بن ثابت كما في "العلل" لعبد الله بن أحمد 1/ 407 وأما حديث ابن عمر فأخرجه النسائي (3/ 64) وفي "الكبرى" (1274) وأبو العباس السراج في "مسنده" كما في "نتائج الأفكار" (2/ 263) والطبراني في "الدعاء" (730) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 299 - 300) والمزي في "التهذيب" (21/ 105 - 106) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 263) من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا علي بن الفضيل بن عياض ثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن نافع عن ابن عمر أنّ رجلاً رأى فيما يرى ¬

_ (¬1) 2/ 474 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الذكر بعد الصلاة)

النائم قيل له: بأي شيء أمركم نبيكم - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أمرنا أنْ نسبح ثلاثاً وثلاثين، ونحمد ثلاثاً وثلاثين، ونكبر أربعاً وثلاثين، فتلك مائة. قال: سبحوا خمساً وعشرين، واحمدوا خمساً وعشرين، وكبروا خمساً وعشرين، وهللوا خمساً وعشرين، فتلك مائة. فلما أصبح ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "افعلوا كما قال الأنصاري" قال أبو نعيم: غريب من حديث علي وعبد العزيز، تفرد به أحمد بن يونس" وقال الحافظ: هذا حديث حسن" (¬1) قلت: وهو كما قال، عبد العزيز صدوق، والباقون كلهم ثقات. 659 - عن أنس: "أُمرنا أنْ لا نزيد على أهل الكتاب على وعليكم" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد بسند جيد عن حميد بن زاذويه وهو غير حميد الطويل في الأصح عن أنس: فذكره" (¬2) صحيح وله عن أنس طرق: الأول: يرويه عبد الله بن عون البصري عن حميد بن زاذويه الأزرق عن أنس قال: أُمرنا أنْ لا نزيد أهل الكتاب على وعليكم. أخرجه أحمد (3/ 113) وابن أبي شيبة (8/ 631) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 348 - 349) وابن عبد البر (¬3) في "التمهيد" (17/ 90) والخطيب في "الكفاية" (ص 591) من طرق عن عبد الله بن عون به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 41 قلت: حميد بن زاذويه ليس من رجال الصحيح، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن المديني: لم يَرو عنه غير عبد الله بن عون. ¬

_ (¬1) وقال في "الفتح" (2/ 473): سنده قوي" (¬2) 13/ 283 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام) (¬3) أخرجه ابن عبد البر من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا أشهل بن حاتم عن ابن عون قال أنبأني حميد بن زاذويه عن أنس به. وهو في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" (2/ 797) هكذا: حدثنا أشهل ثنا ابن عون أنبأني أنس بن سيرين عن حميد بن زاذويه عن أنس. فلا أدري قوله "أنبأني أنس بن سيرين" زيادة مقحمة في هذا الإسناد أم هي من أخطاء أشهل فإنه ليس بقوي كما قال أبو زرعة.

فهو مجهول كما قال ابن ماكولا والحافظ في "التقريب"، لكنّه لم ينفرد به كما سيأتي. الثاني: يرويه شَريك عن حميد الطويل عن أنس قال: أُمرنا أنْ لا نزيدهم على وعليكم -يعني أهل الكتاب-. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (243) عن عبد الرحمن بن محمَّد البقراوندي ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي. ثنا شريك به. ويحيى بن طلحة اليربوعي وشريك بن عبد الله القاضي مختلف فيهما، والبقراوندي لم أر من ذكره. الثالث: يرويه شعبة عن قتادة عن أنس أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ أهل الكتاب يسلمون علينا فكيف نردّ عليهم؟ قال "قولوا: وعليكم". أخرجه مسلم (4/ 1705 - 1706) وأبو داود (5207) والنسائي في "اليوم والليلة" (386) الرابع: يرويه هُشيم أنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ثنا أنس بن مالك رفعه "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم" أخرجه البخاري (فتح 13/ 281) ومسلم (2163) الخامس: يرويه شعبة عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس رفعه "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم" أخرجه البخاري (فتح 15/ 308) 660 - حديث جابر: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بَدَنة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 882) " (¬1) 661 - عن عقبة بن عارم قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ نصلي الضحى بسور منها {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} [الشّمس: 1] ". قال الحافظ: روى الحاكم من طريق أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: فذكره" (¬2) موضوع ¬

_ (¬1) 12/ 46 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة) (¬2) 3/ 298 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر)

لم أره في "المستدرك" للحاكم ولعله في كتابه المفرد في "صلاة الضحى". وقد أخرجه الروياني (243) من طريق مجاشع بن عمرو الأسدي ثنا ابن لهيعة عن عياش بن عباس القِتْبَاني عن أبي القين اليزني عن عقبة بن عامر مرفوعاً "صلوا ركعتي الضحى بسورتهما: بالشمس وضحاها، والضحى" قال عقبة: من فعل ذلك غفر له. مجاشع بن عمرو كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص. 662 - حديث أبي سعيد: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر" قال الحافظ: حديث أبي سعيد عند أبي داود بسند قوي: فذكره" (¬1) يرويه أبو نَضَرة المنذر بن مالك بن قطعة عن أبي سعيد واختلف عنه: - فرواه قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: فذكره. أخرجه أحمد (3/ 3 و45 و 97) والبخاري في "القراءة خلف الإِمام" (13) وفي "التاريخ الكبير" (2/ 2/ 357) وعبد بن حميد في "المنتخب" (877) وأبو داود (818) وأبو يعلى (1210) وابن حبان (1790) والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 97) والبيهقي (2/ 60) وفي "القراءة خلف الإِمام" (33) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 416 - 417) من طرق عن همام بن يحيى صاحب البصري عن قتادة به. قال الحاكم: تفرد بذكر الأمر فيه أهل البصرة من أول الإسناد إلى آخره لم يشركهم في هذا اللفظ سواهم" وقال ابن سيد الناس: إسناده صحيح ورجاله ثقات" نيل الأوطار 2/ 239 وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم" المجموع 3/ 263 وقال الحافظ: إسناده صحيح" التلخيص 1/ 232 ¬

_ (¬1) 2/ 386 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

وقال أيضاً: هذا حديث حسن، وإسناده على شرط مسلم، لكن أعلّه البخاري بعنعنة قتادة وهو مدلس" تخريج أحاديث المختصر قلت: الحديث رواته ثقات إلا أنّ قتادة مدلس وقد عنعن. قال البخاري: ولم يذكر قتادة سماعا من أبي نضرة في هذا" القراءة خلف الإمام ص 30 وقد توبع كما سيأتي. ولم ينفرد همام بن يحيى به بل تابعه: 1 - سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "لاصلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد" أخرجه البيهقي في "القراءة" (34) من طريق ابن خزيمة ثنا محمَّد بن أبي صفوان الثقفي ثنا سعيد بن عامر ثنا سعيد بن أبي عروبة به. ورواته ثقات. 2 - عثمان بن مِقْسَم البري عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "في كل صلاة قراءة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن". أخرجه ابن عدي (5/ 1806) والبيهقي في "القراءة" (35) وعثمان البري متروك. ولم ينفرد قتادة به بل تابعه أبو سفيان طريف بن شهاب السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "لاصلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد لله وسورة في الفريضة وغيرها" وفي لفظ "لا تجوز صلاة إلا بقراءة فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها". وزاد فيه "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 361) وإسحاق في "مسنده" كما في "نصب الراية" (364) وابن ماجه (839) والترمذي (238) وأبو يعلى (1077) والعقيلي (2/ 229) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 381) وابن عدي (4/ 1437) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص130 ¬

_ (¬1) وسيأتي الكلام على هذه الزيادة فى حرف التاء فانظر حديث "تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"

و130 - 131 و 131 - 132) والبيهقي في "القراءة" (36 و 37) وأبو بكر بن المقرئ في كتاب "الأربعين" ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 417) وأبو محمَّد الحارثي في "مسند أبي حنيفة" كما في "تنقيح التحقيق" (2/ 841) من طرق عن أبي سفيان السعدي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك بن قطعة" وقال الزيلعي: وهو معلول بأبي سفيان قال عبد الحق في "أحكامه": لا يصح هذا الحديث من أجله" نصب الراية 1/ 363 وقال الحافظ: هذا حديث غريب، وأبو سفيان ضعيف عندهم" وقال في "التلخيص" (1/ 232): إسناده ضعيف" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو سفيان السعدي قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه" مصباح الزجاجة 1/ 105 - ورواه العوام بن حمزة البصري عن أبي نضرة قال: سألت أبا سعيد عن القراءة خلف الإِمام. فقال: فاتحة الكتاب. موقوف أخرجه البخاري في "الكبير" (¬1) (2/ 2 / 357) عن مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن العوام به. وقال: وهذا أولى" وقال ابن عدي: هذا أصح" الكامل 4/ 1437 قلت: وإسناده حسن، العوام صدوق، والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد العوام به بل تابعه أبو مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي عن أبي نضرة به. قال الدارقطني في "العلل" (11/ 325): هذا يرويه قتادة وأبو سفيان السعدي عن أبي نضرة مرفوعاً، ووقفه أبو مسلمة عن أبي نضرة، كذلك قال أصحاب شعبة عنه، ورواه زنبقة عن عثمان بن عمر عن شعبة عن أبي مسلمة مرفوعاً، ولا يصح رفعه عن شعبة" وللحديث شاهد عن عبادة بن الصامت وعن أبي هريرة وعن عمران بن حصين وعن ابن عمر وعن أبي مسعود الأنصاري ¬

_ (¬1) وفي "القراءة خلف الإِمام (ص 16 و30 - 31) وأخرجه البيهقي في "القراءة" (224) من طريق محمَّد بن عبد الله بن المثنى ثنا العوام به.

فأما حديث عبادة فله عنه طريقان: الأول: يرويه معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة مرفوعاً "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا" وفي لفظ "بأم القرآن" أخرجه عبد الرزاق (2623) ومسلم (394) وأحمد (5/ 322) والنسائي (2/ 106) وفي "الكبرى" (983) وأبو عوانة (2/ 137) وابن حبان (1786 و 1793) والبيهقي (2/ 374) وفي "القراءة" (27 و 28) والبغوي في "شرح السنة" (577) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 418) قال البخاري: عامة الثقات لم يتابع معمراً في قوله: فصاعدا" القراءة خلف الإِمام ص 2 وقال ابن حبان: تفرد به معمر عن الزهري دون أصحابه" كذا قالا، وقد تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه أبو داود (822) عن قتيبة بن سعيد البلخي وأحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري قالا: ثنا سفيان به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. 2 - عبد الرحمن بن إسحاق العامري القرشي. أخرجه البيهقي في "القراءة" (29) عن أبي الحسن علي بن محمَّد بن علي المقري أنا الحسن بن محمَّد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمَّد بن أبي بكر ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به. قال البخاري: ويقال إنّ عبد الرحمن بن إسحاق تابع معمرا، وإنّ عبد الرحمن ربما روى عن الزهري ثم أدخل بينه وبين الزهري غيره، ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا" القراءة خلف الإمام ص 3 قلت: هو صالح الحديث كما قال أحمد وابن معين وابن خزيمة وابن عدي. وقال البخاري فيما حكاه الترمذي عنه في "العلل" (1/ 478): ثقة. وكذا وثقه ابن معين في بعض الروايات عنه وأبو داود وابن حبان.

3 - الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة. أخرجه البيهقي في "القراءة" (30) عن الحاكم أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا عبد الله بن محمَّد بن بشر بن صالح الدينوري (¬1) الحافظ ثنا أحمد بن هارون المستملي المصيصي ثنا محمَّد بن حمير ثنا الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة به. والدينوري قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال أيضاً: كان يضع الحديث، وقواه بعضهم (¬2). وأحمد بن هارون وثقه ابن حبان وتكلم فيه ابن عدي. ومحمد بن حمير هو ابن أنيس القضاعي ليس به بأس. والباقون كلهم ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن ربيعة بن يزيد عن عبادة رفعه "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، وآيتين من القرآن " أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (331) وفي "الأوسط" (2283) عن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي ثنا محمَّد بن الخليل الخشني ثنا الحسن بن يحيى الخشني ثنا سعيد بن عبد العزيز به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد بن عبد العزيز إلا الحسن بن يحيى الخشني" قلت: وهو مختلف فيه، وربيعة بن يزيد ما أظنه سمع من عبادة، والله تعالى أعلم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (126) وأحمد (2/ 428) والبخاري في "القراءة" (8 و 52 و 64) وأبو داود (819 و 820) والعقيلي (1/ 190) وابن حبان (1791) والدارقطني (1/ 321) والحاكم (1/ 239) والبيهقي (2/ 37 و 59) وفي "القراءة" (38 و 39 و 40 و41 و 42) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 421) من طرق عن أبي علي جعفر بن ميمون البصري بياع الأنماط ثنا أبو عثمان النَّهْدي عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اخرج فناد في المدينة أنّه لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد" وفي لفظ "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي أنه لا صلاة إلا بقراءة: فاتحة الكتاب فما زاد. ¬

_ (¬1) هكذا في المطبوع، والصواب: عبد الله بن محمَّد بن وهب الدينوري. (¬2) انظر "تذكرة الحفاظ" (2/ 754) و"اللسان" (3/ 344)

وفي لفظ "إلا بقراءة فاتحة الكتاب وما تيسر" قال العقيلي: لا يتابع جعفر بن ميمون عليه والحديث في هذا الباب ثابت من غير هذا الوجه" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لا غبار عليه فإنّ جعفر بن ميمون العبدي من ثقات البصريين، ويحيى بن سعيد (¬1) لا يحدّث إلا عن الثقات" وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وجعفر من ثقات البصريين" قلت: جعفر مختلف فيه. وأما حديث عمران بن حصين فيرويه الربيع بن بدر- ويعرت بِعُلَيْلَة- عن سعيد الجُرَيْرِي عن أبي العلاء عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران رفعه "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وآيتين فصاعدا" أخرجه ابن عدي (3/ 991) وقال: وهذا طريق غريب عن عمران بن حصين يرويه عليلة بن بدر، وعليلة عامة حديثه ورواياته عمن يروي عنهم مما لا يتابعه أحد عليه" وأما حديث ابن عمر فيرويه عمر بن يزيد المدائني عن عطاء عن ابن عمر رفعه "لا تجزئ في المكتوبة إلا بفاتحة الكتاب وثلاث آيات فصاعدا". أخرجه ابن عدي (5/ 1687) وقال: عمر بن يزيد منكر الحديث عن عطاء وغيره، وهذا الحديث عن عطاء غير محفوظ" وأما حديث أبي مسعود فيرويه إبراهيم بن أيوب الفرساني عن أبي مسلم عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود رفعه "لا تجزئ صلاة لا يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها". أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 173 و 2/ 330) وإسناده ضعيف لضعف أبي مسلم الكوفي قائد الأعمش واسمه عبيد الله بن سعيد بن مسلم. ¬

_ (¬1) هو أحد رواة هذا الحديث عن جعفر بن ميمون.

663 - حديث صفوان بن عَسَّال: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثا إذا سافرنا ويوما وليلة إذا أقمنا" قال الحافظ: ولابن خزيمة من حديث صفوان بن عسّال: فذكره، قال ابن خزيمة: ذكرته للمزني فقال لي: حدّث به أصحابنا فإنّه أقوى حجة للشافعي انتهى وحديث صفوان لأنّ كان صحيحا لكنّه ليس على شرط البخاري" (¬1) حسن وله عن صفوان بن عسال طرق: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِربن حُبيش قال: أتيت صفوان بن عسّال المرادي فقال: ما جاء بك؟ فقلت: جئت أطلب العلم. قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما من خارج يخرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضاً بما يصنع" قال: جئت أسألك عن المسح بالخفين. قال: نعم لقد كنت في الجيش الذين بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرنا أنْ نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثاً إذا سافرنا ويوما وليلة إذا أقمنا ولا نخلعهما إلا من جنابة. قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ بالمغرب باباً مفتوحا للتوبة مسيرته سبعون سنة لا يُغلق حتى تطلع الشمس من نحوه" أخرجه عبد الرزاق (793) وفي "تفسيره" (2/ 222) عن معمر عن عاصم بن أبي النجود به. وأخرجه أحمد (4/ 239 - 240) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن ماجه (226) وابن خزيمة (193) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 142) والطبري في "تفسيره" (8/ 99) وابن حبان (85 و 1319 و 1325) والطبراني في "الكبير" (7352) والآجري في "أخلاق العلماء" (46) والدارقطني (1/ 196 - 197) والبيهقي (1/ 281 - 282) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (705) من طرق عن عبد الرزاق به. وإسناده حسن، عاصم صدوق، ومعمر وزر ثقتان. ولم ينفرد به مَعْمَر بل تابعه جماعة (¬2) عن عاصم به. الثاني: يرويه أبو رَوْق عطية بن الحارث الهمداني عن أبي الغَريف عبيد الله بن خليفة ¬

_ (¬1) 1/ 321 - 322 (كتاب الوضوء- باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان) (¬2) سيأتي الكلام على هذا الحديث أيضاً فانظر "إنّ بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة ... " الحديث

قال: قال صفوان: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية فقال "سيروا باسم الله في سبيل الله تقاتلون أعداء الله لا تغلوا ولا تقتلوا وليدا , وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن يمسح على خفيه إذا أدخل رجليه على طهور، وللمقيم يوم وليلة" أخرجه أحمد (4/ 240) وابن ماجه (2857) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2467) والنسائي في "الكبرى" (8837) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 82) والطبراني في "الكبير" (7397) وأبو نعيم في "الصحابة" (3819) والبيهقي (1/ 276 و 282) والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 32 - 33) من طرق عن أبي روق به. قال البوصيري: هذا إسناد حسن" مصباح الزجاجة 3/ 175 الثالث: يرويه أبو كيران الحسن بن عقبة المرادي عن عمرو بن مرة عن صفوان بن عسّال أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخّص في المسح على الخفين ثلاثة أيام ولياليهنّ للمسافر، وللمقيم يوما وليلة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7631) عن محمَّد بن المرزبان الأدمي ثنا حمزة بن فروخ الرازي ثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني ثنا أبو كيران به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن مرة إلا أبو كيران، تفرد به أبو يحيى الحماني" قلت: وهو مختلف فيه، واختلف فيه قول ابن معين والنسائي، ومحمد بن المرزبان وحمزة بن فروخ لم أر من ترجمهما، والحسن بن عقبة وعمرو بن مرّة ثقتان. 664 - عن عائشة: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفَرَعَة في كل خمسين واحدة" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والحاكم والبيهقي واللفظ له بسند صحيح عن عائشة: فذكره" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (¬2) (7997) عن ابن جُريج أنى عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفرعة، من كل خمسين بواحدة" وأخرجه البيهقي (9/ 312) من طريق أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 12/ 16 (كتاب العقيقة- باب العتيرة) (¬2) رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق.

هكذا رواه اْلدَّبَري والرمادي عن عبد الرزاق فقالا "من كل خمسين بواحدة" وخالفهما إسحاق بن راهويه فرواه في "مسند عائشة" (491) عن عبد الرزاق فقال "من كل خمس واحدة". • ورواه حجاج بن محمَّد المصيصي عن ابن جريج فقال "في كل خمسة واحدة". أخرجه الحاكم (4/ 235 - 236) وقال: صحيح الإسناد" • وهكذا رواه غير واحد عن ابن خثيم فقالوا "في كل خمسة واحدة" (¬1) منهم: 1 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه أحمد (6/ 82) 2 - يحيى بن سليم الطائفي. أخرجه أبو يعلى كما في "الإرواء" (4/ 413) 3 - حماد بن سلمة. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (489) وأحمد (6/ 251) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري وأحمد (6/ 158) عن عفان بن مسلم البصري كلاهما عن حماد عن ابن خثيم بلفظ "من كل خمس شياه، شاة" وخالفهما موسى بن إسماعيل التبوذكي فرواه عن حماد عن ابن خثيم بلفظ "من كل خمسين شاة، شاة" أخرجه أبو داود (2833) وإبراهيم الحربي في "الغريب" (1/ 177 - 178) قالا: ثنا موسى بن إسماعيل به. والحديث إسناده حسن لكن متنه مضطرب كما ترى فالله أعلم بالصواب. ¬

_ (¬1) وهكذا رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 254 - 255) لكن سقط من إسناده اسم شيخه.

665 - حديث سعد بن أبي وقاص قال: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي، وفي رواية للطبراني في "الأوسط" رجالها ثقات من الزيادة "فقالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا، فقال "ما أنا سددتها ولكن الله سدّها" (¬1). له عن سعد طرق: الأول: يرويه عبد الله بن شريك العامري واختلف عنه: - فقال فِطر بن خليفة: عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن الرقيم الكناني قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي. أخرجه أحمد (1/ 175) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 363) عن حجاج بن محمَّد الأعور والنسائي في "خصائص علي" (41) عن أسباط بن محمَّد القرشي كلاهما عن فطر (¬2) عن عبد الله بن شريك به. قال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: إسناده حسن" المجمع 9/ 114 - النكت على كتاب ابن الصلاح 1/ 465 قلت: بل إسناده ضعيف، عبد الله بن الرقيم قال النسائي: لا أعرفه، وقال ابن خراش: لم يَرو عنه سوى عبد الله بن شريك، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. - ورواه إسرائيل بن يونس عن عبد الله بن شريك واختلف عنه: • فقال علي بن قادم الكوفي: أنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: كنا مع ¬

_ (¬1) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر" (¬2) رواه علي بن قادم عن فطر بلفظ "أنّ للعباس أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: سددت أبوابنا إلا باب علي؟ فقال "ما أنا فتحتها وما أنا سددتها" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3554)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فنودي فينا ليلاً: ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآل علي. قال: فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال: يا رسول الله! أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما أنا أمرت بإخراجكم، ولا بإسكان هذا الغلام، إنّ الله هو أمر به". أخرجه النسائي في "الخصائص" (40) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 363) وقال النسائي: عبد الله بن شريك ليس بذلك، والحارث بن مالك لا أعرفه" قلت: علي بن قادم وعبد الله بن شريك مختلف فيهما، والحارث بن مالك قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. • وقال زافر بن سليمان الأيادي: عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئاً من مناقب علي؟ قال: شهدت له أربع مناقب، والخامسة لقد شهدتها , لَأَنْ يكون لي أخراهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها: سدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبواب المسجد وترك باب علي ... " أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3553) وزافر مختلف فيه: وثقه أحمد وغيره، وذكره أبو زرعة وغيره في الضعفاء. والحارث بن ثعلبة لم أر من ترجمه. - ورواه جابر بن الحر النخعي عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة عن سعد. قاله المزي في "تهذيب الكمال" (5/ 278) وقال: المحفوظ حديث فطر" الثاني: يرويه مسلم بن كيسان المُلائي عن خيثمة بن عبد الرحمن عن سعد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سدّ أبواب الناس في المسجد، وفتح باب عليّ، فقال الناس في ذلك، فقال "ما أنا فتحته ولكن الله فتحه" أخرجه أبو يعلى (703) من طريق محمَّد بن إسماعيل بن جعفر الطحان ثنا غسان بن بشر الكاهلي عن مسلم به. الطحان والكاهلي لم أر من ذكرهما. ورواه محمَّد بن فضيل عن مسلم الملائي بلفظ "أخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس

وغيره من المسجد فقال- له العباس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليا، فقال "ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه" أخرجه الحاكم (3/ 116 - 117) قال الذهبي: سكت الحاكم عن تصحيحه ومسلم متروك" الثالث: يرويه الحكم بن عُتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسدّ الأبواب إلا باب عليّ، فقالوا: يا رسول الله، سددت أبوابنا كلها إلا باب عليّ، فقال "ما أنا سددت أبوابكم ولكنّ الله سدّها" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3942) عن علي بن سعيد الرازي ثنا سويد بن سعيد ثنا معاوية بن ميسرة بن شريح ثنا الحكم بن عتيبة به. وقال: لم يَروه عن الحكم إلا معاوية، تفرد به سويد" قلت: وقد تكلموا فيه. انظر "النكت على كتاب ابن الصلاح" (1/ 276) و "تلخيص الحبير" (2/ 268) ومعاوية بن ميسرة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وروى عنه جماعة فهو مستور. وعلي بن سعيد الرازي مختلف فيه: وثقة مسلمة بن القاسم، وقال الدارقطني: ليس في حديثه بذاك، قد حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر (¬1). وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فانظر حديث "أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبواب المسجد فَسُدَّت إلا باب علي" وحديث "سُدّوا هذه الأبواب إلا باب علي". 666 - عن جابر بن سَمُرَة قال: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسدّ الأبواب كلها غير باب عليّ فربما مرّ فيه وهو جنب" ¬

_ (¬1) ولم يتفرد الحكم بن عتيبة به بل تابعه أبو بَلْج عن مصعب بن سعد عن أبيه رفعه "سدوا عني كل خوخة في المسجد إلاخوخة علي" أخرجه البزار (1169) من طريق معلي بن عبد الرحمن الواسطي ثنا شعبة عن أبي بلج به. وقال: وأظنّ معلى أخطأ فيه لأنّ شعبة وأبا عوانة يرويانه عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس وهو الصواب" قلت: ومعلى كذبه ابن المديني وغيره.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الكبير" (2031) من طريق ناصح التميمي المحلمي عن سِماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسدّ أبواب المسجد كلها غير باب عليّ، فقال العباس: يا رسول الله! قَدْر ما أدخل أنا وحدي وأخرج؟ قال "ما أُمرت بشيء من ذلك" فسدّها كلها غير باب على وربما مرّ وهو جنب. قال الهيثمي: وفيه ناصح أبو عبد الله وهو متروك" المجمع 9/ 115 667 - حديث قيس بن سعد بن عبادة قال: أَمرنا رسول - صلى الله عليه وسلم - بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة، ثم نزلت فريضة الزكاة فلم يأمرنا ولم ينهنا , نحن نفعله" قال الحافظ: وثبت عند أحمد وابن خزيمة أيضاً والنسائي وابن ماجه والحاكم من حديث قيس بن سعد بن عبادة قال: فذكره، إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح إلا أبا عمار الراوي له عن قيس بن سعد، وهو كوفي اسمه عَريب- بالمهملة المفتوحة- ابن حميد، وقد وثقه أحمد وابن معين" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقة الفطر ... " 668 - أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصيام عاشوراء يوم العاشر" قال الحافظ: ويؤيده رواية الترمذي من طريق أخرى بلفظ: فذكره" (¬3) أخرجه الترمذي (755) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن ابن عباس قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصوم عاشوراء يوم العاشر. وقال: حديث حسن صحيح" قلت: رواته ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من ابن عباس كما قال أحمد وابن معين وابن المديني وغيرهم. 669 - حديث عليّ: أَمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ آتيه بطبق -أي كتف- يكتب ما لا تضل أمته من بعده" ¬

_ (¬1) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدوا الأبواب إلا باب علي) (¬2) 4/ 9 (كتاب الزكاة- باب وجوب الزكاة) (¬3) 5/ 148 (كتاب الصوم- باب صوم يوم عاشوراء)

قال الحافظ: وفي مسند أحمد من حديث علي أنه المأمور بذلك ولفظه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 90) عن بكر بن عيسى الرّاسبي ثنا عمر بن الفضل عن نعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب قال: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده. قال: فخشيت أنْ تفوتني نفسه، قلت: إني أحفظ وأعي، قال "أوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم" وإسناده ضعيف، نعيم بن يزيد مجهول، قاله أبو حاتم والذهبي في "المغني" و "الديوان" والحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى عمر بن الفضل السلمي. 670 - حديث عليّ قال: أَمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطيت الحَجَّام أجره" قال- الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه من حديث علي قال: فذكره، ولابن أبي شيبة من هذا الوجه أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال للحجام "كم خراجك؟ " قال: صاعان. قال: فوضع عنه صاعا. وفي حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة أنّ خراجه كان ثلاثة آصع، وكذا لأبي يعلى عن جابر" (¬2) حسن أخرجه الطيالسي (ص 23) عن وَرْقَاء بن عمر اليشكري عن عبد الأعلى عن أبي جميلة عن عليّ قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرني فأعطيت للحجام أجره. وأخرجه أحمد (1/ 90) عن الطيالسي به. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (344) وابن ماجه (2163) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 134) والمزي في "تهذيب الكمال" (29/ 196) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (1/ 90) وابنه (1/ 134) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وابن ماجه (2163) عن يزيد بن هارون الواسطي ¬

_ (¬1) 1/ 219 (كتاب العلم- باب كتابة العلم) (¬2) 5/ 366 (كتاب الإجارة- باب من كلم موالي العبد أن يخففوا عنه من خراجه)

والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 130) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني قالوا: ثنا ورقاء بن عمر عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي جميلة الطُّهَوي عن عليّ به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لأن مداره على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وقد تركه ابن مهدي ويحيى القطان، وضعفه أحمد وابن معين وغيرهم" مصباح الزجاجة 3/ 13 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي عن أبي جميلة الطهوي: سمعت عليا يقول: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال للحجام حين فرغ "كم خراجك؟ " قال: صاعان. فوضع عنه صاعا وأمرنى فأعطيته صاعا. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 267) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 135) قال الهيثمي: وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس وقد وثقه جماعة" المجمع 4/ 94 قلت: وضعفه جماعة أيضاً، ولم يذكر سماعا من أبي جميلة الطهوي، وأبو جميلة واسمه ميسرة بن يعقوب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث، ولم أر من تابعه. لكن للحديث شواهد عن ابن عباس وعن أنس وعن ابن عمر وعن جابر فيتقوى بها. فأما حديث ابن عباس فأخرجه البخاري (فتح 5/ 365) ولفظه "احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطى الحجام أجره. وأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 5/ 228) ولفظه "حجم أبو طيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر له بصاع من تمر وأمر أهله أنْ يخففوا من خراجه. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 266) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن ابن أبي ليلى ونافع عن ابن عمر أنْ أبا طيبة حجم النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله "كم خراجك؟ " قال: ثلاثة آصع، قال: فوضع عنه من خراجه صاعا وأعطاه أجرا. رواه عبدة بن سليمان الكلابي عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (346) وتابعه محمَّد بن فضيل الكوفي ثنا ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (322)

وابن أبي ليلى واسمه محمَّد بن عبد الرحمن ضعيف. وأما حديث جابر فأخرجه الطيالسي (ص 238) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سليمان بن قيس عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى أبي طيبة فحجمه وقال "كم خراجك؟ " قال: ثلاث آصع، فوضع عنه صاعا. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 130) وأخرجه أحمد (3/ 353) وأبو يعلى (1777 و 2057) والطحاوي (4/ 130) من طرق عن أبي عوانة به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنَّه من رواية جعفر بن أبي وحشية عن سليمان بن قيس، وقيل: إنّه لم يسمع منه" المجمع 4/ 94 قلت: قال البخاري: يقال: إن سليمان بن قيس مات في حياة جابر بن عبد الله، ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر. وقال ابن حبان: لم يَر أبو بشر سليمانَ بن قيس. 671 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتسمية المولود لسابعه" قال الحافظ: وللترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره" (¬1) أخرجه الترمذي (2832) عن شَريك بن عبد الله القاضي وابن المنذر كما في "تحفة المودود" (ص 49) عن عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي كلاهما عن محمَّد بن إسحاق المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الأذى عنه والعق. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: اختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه عباد بن العوام الواسطي عنه عن عمرو بن شعيب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالعقيقة يوم السابع للمولود ووضع الأذى وتسميته. ¬

_ (¬1) 12/ 5 (كتاب العقيقة- باب تسمية المولود غداة يولد)

وهذا مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 240) وإسناده ضعيف؛ لأنّ ابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب. وللحديث شاهد عن ابن عمر تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا كان يوم السابع للمولود ... " 672 - عن عثمان بن طلحة قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فواريت قرني الكبش حين دخل البيت" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) يرويه منصور بن عبد الرحمن الحَجَبي واختلف عنه: - فقال سفيان بن عُيينة: ثنا منصور بن عبد الرحمن أني خالي مُسَافع بن شيبة عن أمي صفية بنت شيبة قالت: أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عامة أهل دارهم أنها سألت عثمان بن طلحة عن دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه بعد دخوله الكعبة، فقال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - "إني كنت رأيت قرني الكبش في البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي أنْ يكون في البيت شيء يشغل المصلي" أخرجه عبد الرزاق (9083) والحميدي (565) وابن أبي شيبة فى "مسنده" (715) وأحمد (4/ 68 و 5/ 380) عن سفيان به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8396) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (932) والمزي (27/ 424) من طريق أبي بكر بن ريذة أنا الطبراني به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 255 - 256) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 211) وأبو داود (2030) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (611) والأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 223 - 224) والطحاوي (¬2) في "شرح المعاني" (1/ 392) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1794) وابن قانع (2/ 255 - 256) والبيهقي (2/ 438) وأبو موسى المديني (932) من طرق (¬3) عن سفيان به. ¬

_ (¬1) 16/ 33 (كتاب التعبير- باب رؤيا إبراهيم عليه السلام) (¬2) سقط من إسناده: عن مسافع. (¬3) رواه بعضهم عن سفيان فأرسله.

ورواته ثقات غير المرأة السلمية قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف. - وقال محمَّد بن عبد الرحمن الحجبي: عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن أم عثمان ابنة سفيان- وقد بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا شيبة ففتح، فلما دخل البيت ورجع وفرغ ورجع شيبة إذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أجب، فأتاه فقال "إني رأيت في البيت قرنا فغيبه" قال منصور: فحدثني عبد الله بن مسافع عن أمي عن أم عثمان بنت سفيان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له في الحديث "فإنه لا ينبغي أنْ يكون في البيت شيء يلهي المصلين" أخرجه أحمد (4/ 68) عن علي بن إسحاق المروزي عن عبد الله بن المبارك أنا محمَّد بن عبد الرحمن به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 211 - 212) عن محمَّد ثنا ابن المبارك به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابه" (7998) من طريق حِبَّان بن موسى المروزي ثنا ابن المبارك به. إلا أنه ساق قوله "فإنه لا ينبغي أنْ يكون ... " بالأسناد الأول. ومحمد بن عبد الرحمن ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبد الله بن مسافع ترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون ثقات. 673 - عن أبي رزين قال: قال رجل: يا رسول الله، الطلاق مرتان فأين الثالثة؟ قال "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" قال الحافظ: أخرجه الطبري وغيره من طريق إسماعيل بن سُميع عن أبي رزين قال: فذكره، وسنده حسن لكنه مرسل لأن أبا رزين لا صحبة له، وقد وصله الدارقطني من وجه آخر عن إسماعيل فقال عن أنس، لكنّه شاذ، والأول هو المحفوظ" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (11091) وفي "تفسيره" (1/ 93) وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 272) وابن جرير في "تفسيره" (2/ 458) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2210) وابن بشكوال في "المبهمات" (786) ¬

_ (¬1) 11/ 281 (كتاب الطلاق- باب من جوز الطلاق الثلاث)

عن سفيان الثوري وسعيد بن منصور (1457) وابن أبي شيبة (5/ 259) وابن جرير (2/ 458) والبيهقي (7/ 340) عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير وسعيد بن منصور (1456) والبيهقي (7/ 340) عن خالد بن عبد الله الواسطي والبيهقي (7/ 340) عن إسماعيل بن زكريا الكوفي وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 272) عن قيس بن الربيع الكوفي كلهم عن إسماعيل بن سميع الحنفي قال: سمعت أبا رزين الأسدي يقول: فذكره. وخالفهم عبد الواحد بن زياد البصري فرواه عن إسماعيل بن سميع عن أنس به. أخرجه الدارقطني (4/ 4) والبيهقي (7/ 340) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 272) قال الدارقطني والبيهقي: كذا قال: عن أنس، والصواب عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" زاد البيهقي: كذلك رواه جماعة من الثقات عن إسماعيل" وقال عبد الحق الاشبيلي: المرسل أصح" تلخيص الحبير 3/ 208 - الوهم والإيهام 2/ 315 وخالفهم ابن القطان الفاسي فقال: المسند أيضاً صحيح ولا مانع أنْ يكون له في الحديث شيخان" التلخيص (¬1) 3/ 208 قلت: الصواب ما قاله الدارقطني والبيهقي وعبد الحق، ورواية عبد الواحد بن زياد ¬

_ (¬1) هكذا نقلت كلام ابن القطان من التلخيص، ثم وقفت على كلامه في "الوهم والايهام" له (2/ 316 - 317) والذي ظهر لي منه أنه يصحح حديث إسماعيل بن سميع عن أنس، وحديث قتادة عن أنس، لا حديث أبي رزين المرسل، والله أعلم.

شاذة كما قال الحافظ لمخالفته للجماعة، والإسناد إلى أبي رزين صحيح، وإسماعيل بن سميع وثقه ابن معين وغيره، وأبو رزين واسمه مسعود بن مالك تابعي ثقة. وقد روي الحديث عن أنس من طريق أخرى فأخرج الدارقطني (4/ 3 - 4) عن القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 272) عن أحمد بن يحيى قالا: ثنا عبيد الله بن جرير بن جَبَلَة ثنا عبيد الله بن عائشة ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أنّ رجلاً قال: يا رسول الله! أليس قال الله تعالى: الطلاق مرتان. فلم صار ثلاثاً؟ قال "إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان" قال ابن القطان الفاسي: الحديث صحيح فإنّ عبيد الله بن عائشة ثقة، وعبيد الله بن جرير قال الخطيب: كان ثقة" الوهم 2/ 316 وقال البيهقي: وروي عن قتادة عن أنس وليس بشيء" قلت: قتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس، وعبيد الله بن جرير ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الخطيب في التاريخ 10/ 325، وابن عائشة هو عبيد الله بن محمَّد بن حفص التيمي البصري. 674 - عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حائطا من حوائط المدينة فقال لبلال:"أمسك علي الباب" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال: فذكره، فجاء أبو بكر يستأذن فذكر نحوه (أي نحو حديث أبي موسى الأشعري المذكور في الباب) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد نحوه، وهذا إنْ صح حمل على التعدد، ثم ظهر لي أنّ فيه وهما من بعض رواته فقد أخرجه أحمد عن يزيد بن هارون عن محمَّد بن عمرو وفي حديثه أنّ نافع بن عبد الحارث هو الذي كان يستأذن وهو وهم أيضاً فقد رواه أحمد من طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن نافع فذكره وفيه "فجاء أبو بكر فاستأذن فقال لأبي موسى فيما أعلم "ائذن له" وأخرجه النسائي من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن نافع بن

عبد الحارث عن أبي موسى وهو الصواب، فرجع الحديث إلى أبي موسى واتحدت القصة" (¬1) يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف واختلف عنه: - فرواه محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (742) وأحمد (3/ 408) وأبو داود (5188) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2337) والنسائي في "الكبرى" (8132) وخيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص 102 - 103) وأبو نعيم في "الصحابة" (6401) والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 455) من طرق عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل حائطا من حوائط الأنصار، فقال (¬2) "أمسك عليّ الباب" ثم جلس على قُفِّ البئر ودلى رجليه، فَضُرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر. فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر، قال "ائذن له وبشره بالجنة" فأذنت له، فدخل فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلس على قف البئر، ودلى رجليه في البئر. ثم ضُرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب، قال "ائذن له وبشره بالجنة" فدخل فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلس على قف البئر، ودلى رجليه في البئر، ثم ضُرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان. قال "ائذن له وبشره بالجنة ومعها بلاء" فدخل فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلس على قف البئر، ودلى رجليه في البئر. ولم ينفرد محمَّد بن عمرو به بل تابعه موسى بن عقبة قال: سمعت أبا سلمة يحدث ولا أعلمه إلا عن نافع بن عبد الحارث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل حائطا من حوائط المدينة فجلس على قف البئر فجاء أبو بكر يستأذن فقال "ائذن له وبشره بالجنة" وذكر الحديث وليس فيه ذكر لأبي موسى. أخرجه أحمد (3/ 408) والطبراني في "الأوسط" (2832) وأبو نعيم في "الصحابة"، (6402) - ورواه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8131) ¬

_ (¬1) 8/ 37 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لوكنت متخذا خليلا) (¬2) زاد أبو نعيم والمزي: لبلال.

عن صالح بن كيسان المدني والبخاري في "الأدب المفرد" (1195) وخيثمة بن سليمان (ص 102) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 461) والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 456) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد كلاهما عن أبي الزناد به. 675 - حديث كعب بن مالك حيث استشار في الخروج من ماله كله فقال "أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك" سكت عليه الحافظ. (¬1) أخرجه البخاري (فتح 9/ 176 - 187) 676 - حديث عقبة بن عامر: قلنا: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: "أَمسك عليك لسانك" قال الحافظ: وللترمذي من حديث عقبة بن عامر: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الترمذي وحسنه" (¬3) له عن عقبة بن عامر طريقان: الأول: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة قال: قلت: يا رسول الله! ما النجاة؟ قال أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك" أخرجه (¬4) ابن المبارك في "الزهد" (1324) عن يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به. وأخرجه أحمد (5/ 259) وفي "الزهد" (ص 22) والترمذي (2406) وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (169) وفي "الصمت" (2) وفي "العزلة" (1) وابن أبي عاصم في "الزهد" (3) وابن عدي (4/ 1632) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 9 و 8/ 175) والبيهقي في "الشعب" (784 و 4582) والخطابي في "العزلة" (ص 8) وابن قدامة في "المتحابين" (144) ¬

_ (¬1) 14/ 51 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر) (¬2) 13/ 54 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) (¬3) 14/ 89 - 90 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان) (¬4) رواه ابن وهب في "الجامع" (374) عن يحيى بن أيوب فلم يذكر أبا أمامة.

والقشيري في "الرسالة" (ص 62) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1713 و 1731) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (119) والشجري في "أماليه" (2/ 155 - 156) والسلفي في "معجم السفر" (363) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص 193 - 194) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 270) والبيهقي في "الشعب" (784 و 4582) وفي "الزهد" (236) وفي "الآداب" (400) والروياني (158) عن سعيد بن أبي مريم وابن عدي (7/ 2672) عن سعيد بن كثير بن عُفير المصري قالا: ثنا يحيى بن أيوب به. وأخرجه أحمد (4/ 148) والطبراني في "الكبير" (17/ 270) وابن عدي (5/ 1813) والخطيب في "التاريخ" (8/ 270 - 271) والشجري (2/ 199) من طرق عن علي بن يزيد الألهاني به. قال الترمذي: حديث حسن" قلت: علي بن يزيد قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ثابت بن ثوبان العنسي الشامي الدمشقي عن القاسم به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 271) عن إبراهيم بن محمَّد بن عِرْق الحمصي ثنا يحيى بن عثمان ثنا أبي عن ابن ثوبان عن أبيه به. وابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، واختلف عليه في هذا الحديث فرواه غسان بن الربيع عنه عمن سمع القاسم يحدث عن أبي أمامة عن عقبة به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (253) عن عبد الله بن محمَّد بن عزيز الموصلي ثنا غسان بن الربيع به. وغسان بن الربيع هو الموصلي ذكره ابن حبان في "الثقات" واختلف فيه قول الدارقطني: فمرّة قال: صالح، ومرّة قال: ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بحجة في الحديث.

وفي الإسناد الأول إبراهيم بن محمَّد الحمصي قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد. الثاني: يرويه أَسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي "يا عقبة بن عامر! أملك لسانك، وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك" أخرجه هناد في "الزهد" (460 و 1126) عن إسماعيل بن عياش الحمصي عن أسيد بن عبد الرحمن به. وأخرجه أحمد (4/ 158) عن حسين بن محمَّد المروذي ثنا ابن عياش به. وزاد "يا عقبة بن عامر صِلْ من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك، يا عقبة بن عامر! ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل، ولا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهنّ فيها؟ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] (¬1). فروة بن مجاهد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن منده: مجهول (الإصابة 8/ 119 - 120) والباقون ثقات. وللحديث شاهد عن ابن مسعود رفعه "ليسعك بيتك، وابك على خطيئتك، وأملك عليك لسانك" أخرجه الطبراني (¬2) في "الكبير" (10353) و"الأوسط" (5795) عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمَّد بن جعفر الفَيدي ثنا جابر بن نوح عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن إلا المسعودي، ولا عن المسعودي إلا جابر بن نوح، تفرد به الفيدي" وقال الهيثمي: وفيه المسعودي وقد اختلط" المجمع 10/ 299 ¬

_ (¬1) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7723) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا إسماعيل بن عياش به إلا أنه لم يذكر قوله "ألا أعلمك سورا" (¬2) ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 156)

قلت: وجابر بن نوح قال ابن معين: لم يكن بثقةكان ضعيفاً، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. 677 - عن أبي سعيد قال: بينما نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعَرْج، إذ عرض لنا شاعر ينشد، فقال "أمسكوا الشيطان، لَأنْ يمتلئ" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم (2259) لهذا الحديث سبب ولفظه: فذكره" (¬1) وتمامه "جوف رجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا" 678 - عن جابر قال: جعل الأنصار يعمرون المهاجرين فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمسكوا عليكم أموالكم ولا تفسدوها فإنه من أعْمَرَ عُمْرَى فهي للذي أعْمِرَهَا حيا وميتا ولعقبه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1246 - 1247) من طريق أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (¬2) 679 - عن معاوية بن حَيْدة جد بَهْز بن حكيم قال: قلت: يا رسول الله، من أَبرُّ؟ قال "أمك" قال الحافظ: أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي" (¬3) حسن أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (4) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: فذكره، وزاد: قلت: ثم من؟ قال "أمك" قلت: ثم من؟ قال "أمك" قلت: ثم من؟ قال "ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب" ومن طريقه أخرجه إبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (41) وابن المقرب في "الأربعين" (30) والخطيب في "التاريخ" (10/ 375 - 376) وأخرجه عبد الرزاق (20121) وأحمد (5/ 3 و5) والبخاري في "الأدب المفرد" (3) وهناد في "الزهد" (965) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (19) وأبو داود (5139) والترمذي (1897) والروياني (922) والطحاوي في "المشكل" (1667 و1668) ¬

_ (¬1) 13/ 166 (كتاب الأدب- باب ما يكره أن، يكون الغالب على الإنسان الشعر) (¬2) 6/ 167 (كتاب الهبة- باب ما قيل في العمرى والرقبى) (¬3) 13/ 4 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)

وابن قانع في "الصحابة" (3/ 71) وابن حبان في "الثقات" (8/ 344) والطبراني في "الكبير" (19/ 404 و 405 و 405 - 406 و 406) وفي "الصغير" (1140) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (256 و 257 و 258) وابن ماسي في "حديث الأنصاري" (23) وابن شاهين في "الترغيب" (295) والحاكم (3/ 642 و 4/ 150) وتمام (1736 و 1737 و 1718) وابن بشران (625) والبيهقي (4/ 179) وفي "الشعب" (7455 و 7456) والخطيب في "التاريخ" (3/ 265 - 266) وفي "الموضح" (2/ 390 - 391 و 391) وفي "المتفق" (965) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (215) والبغوي في "شرح السنة" (3417) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1589) وابن الجوزي في "البر والصلة" (38) والضياء المقدسي في "عواليه" (55) والمزي (7/ 203 - 204) والذهبي في "سير الأعلام" (9/ 484 - 485) وفي "معجم الشيوخ" (2/ 394 - 395) من طرق عن بهز بن حكيم به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد تكلم شعبة في بهز بن حكيم وهو ثقة عند أهل الحديث" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عساكر: حديث حسن" وقال أبو موسى المديني: هذا حديث مشهور ثابت من حديث بهز بن حكيم" قلت: إسناده حسن للخلاف في بهز بن حكيم. ولم ينفرد به بل تابعه أخوه مهران بن حكيم عن أبيه عن جده به. أخرجه الطبراني في "الصغير" (626) وأبو الشيخ في "الطبقات" (4/ 41 - 42 و50) عن أبي بكر عبد الله بن الحسين النيسابوري ثنا أحمد بن حفص بن راشد السلمي ثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن مهران بن حكيم به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 68) عن القاضي محمَّد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو بكر عبد الله بن الحسين به. قال الطبراني: لم يَروه عن مهران إلا إبراهيم، ولم يسند مهران حديثا غير هذا" قلت: ولم أقف له على ترجمة. 680 - حديث أبي رِمْثَة: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول: "أمك وأباك، ثم أختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم هكذا، وأصله عند أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وابن حبان" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديثاً "يد المعطي العليا" 681 - عن رجاء الأسلمية قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي في ابن لي بالبركة فإنه قد تُوفي لي ثلاثة، فقال "أمنذ أسلمت؟ " قالت: نعم. قال الحافظ: وأخرج أيضاً (أي أحمد) عن رجاء الأسلمية قالت: فذكرته" (¬2) أخرجه أحمد (5/ 83) عن عبد الرزاق أنا هشام عن ابن سيرين عن امرأة يقال لها رجاء قالت: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءته امرأة بابن لها، فقالت: فذكرت الحديث، وزادت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "جنة حصينة" فقال لي رجل: اسمعي يا رجاء ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 109) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3303) والطبراني في "الكبير" (24/ 279 - 280) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الحافظ: رجاله ثقات" الإصابة 12/ 253 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 6 قلت: وهو كما قالا، واختلف فيه على هشام وهو ابن حسان. فقال يزيد بن هارون: أنا هشام عن محمَّد قال: حدثتنا امرأة كانت تأتينا يقال لها: ماوية كانت تَرْزَأ في ولدها، وأتت عبيد الله بن معمر القرشي ومعه رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدّث ذلك الرجل أنّ امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - بابن لها فقالت: يا رسول الله، ادع الله تبارك وتعالى أن يبقيه لي فقد مات لي قبله ثلاثة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"أمنذ أسلمت؟ " فقالت: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "جنة حصينة" قالت ماوية: قال عبيد الله بن معمر: اسمعي يا ماوية، قال محمَّد: فخرجت من عند ابن معمر فأتتنا فحدثتنا هذا الحديث. أخرجه أحمد (5/ 83) ¬

_ (¬1) 13/ 5 - 6 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة) (¬2) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

وماوية هذه لم أر من ترجمها, ولم يذكرها الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل". 682 - عن أنس قال: أمَّنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل، وقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن أبي سرح، وأم سارة، فأما عبد العزى بن خطل فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة" قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة والبيهقي في "الدلائل" من طريق الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث أَمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا ... " 683 - "أميران وليسا بأميرين، من تبع جنازة فليس له أنْ ينصرف حتى تدفن أو يأذن أهلها، والمرأة تحج أو تعتمر مع قوم فتحيض قبل طواف الركن فليس لهم أن ينصرفوا حتى تطهر أو تأذن لهم" قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث جابر، وأخرجه الثقفي في "فوائده" من طريق أبي هريرة مرفوعاً، وفي إسناد كل منهما ضعفا شديدا" (¬2) ضعيف روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة فأما حديث جابر فأخرجه البزار (كشف الأستار 1144 وميزان الاعتدال 3/ 272) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 88) من طريق عمرو (¬3) بن عبد الغفار الفقيمي ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً "أميران وليسا بأميرين، المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أنْ تطوف بالبيت طواف الزيارة، فليس لأصحابها أن ينفروا حتى يستأذنوها، والرجل يتبع الجنازة، فيصلي عليها ليس له أنْ يرجع حتى يستأمر أهل الجنازة" قال البزار: لم يَرو هذا عن الأعمش إلا عمرو بن عبد الغفار" وقال الذهبي في "الميزان": تفرد به عمرو، وعمرو متهم" قلت: عمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: ليس بالثبت بالحديث. ¬

_ (¬1) 4/ 431 - 432 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب دخول الحرم ومكة بدون إحرام) (¬2) 4/ 339 (كتاب الحج- باب إذا حاضت المرأة بعد ما طافت) (¬3) وقع في "كشف الأستار": أحمد بن عبد الغفار، وهو خطأ والصواب عمرو.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رفعه "أميران وليسا بأميرين، الرجل يتبع الجنازة فلا ينصرف حتى يستأذن، والمرأة تكون مع القوم فتحيض، فلا تنفروا حتى تطهر". أخرجه العقيلي (3/ 287) من طريق عبيد بن صدقة التغلبي ثنا عمرو بن عبد الجبار العبدي عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد به. وقال: عمرو بن عبد الجبار لا يتابع على حديثه، وهذا الحديث يُروى بإسناد معل" وقال ابن عدي: عمرو بن عبد الجبار أحاديثه كلها ليست محفوظة" الثاني: يرويه الحسن بن عُمارة عن الحكم وعدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه. ذكره ابن الجوزي في "العلل" (943) وقال: قال الدارقطني: لا يثبت مرفوعاً" قلت: والحسن بن عمارة متروك. 684 - حديث أم العلاء قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار لما فتح النضير "إنْ أحببتم قسمت بينكم ما أفاء الله عليّ وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في منازلكم وأموالكم، وإنْ أحببتم أعطيتهم وخرجوا عنكم" فاختاروا الثاني. قال الحافظ: رواه الحاكم في "الإكليل" (¬1). أخرجه الواقدي في "المغازي" (1/ 379 - 380) عن معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء. ومن طريقه أخرجه الحاكم في "الإكليل" كما في "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2/ 70) والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث. 685 - قالوا: يا رسول الله ما حق الجار على الجار؟ قال: "إنّ استقرضك أقرضته، وإنْ استعانك أعنته , وإنْ مرض عدته، وإنْ احتاج أعطيته، وإنْ افتقر عُدْتَ ¬

_ (¬1) 8/ 335 (كتاب المغازي- حديث بني النضير)

عليه، وإنْ أصابه خير هنيته، وإنْ أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بريح قِدْرِك إلا أنْ تغرف له منها، وإنْ اشتريت فاكهة فاهد له، وإنْ لم تفعل فأدخلها سراً، ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأبو الشيخ في كتاب "التوبيخ" من حديث معاذ بن جبل: فذكره، وألفاظهم متقاربة والسياق أكثره لعمرو بن شعيب، وفي حديث بهز بن حكيم "وإن أعوز سترته" وأسانيدهم واهية لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن للحديث أصلاً" (¬1) ضعيف روي من حديث معاوية بن حَيدة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث أبي هريرة ومن حديث زيد بن يثيع مرسلاً. فأما حديث معاوية بن حيدة فيرويه إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهُذَلي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله! ما حق جاري علي؟ قال "إنْ مرض عدته، وإنْ مات شيعته، وإنْ استقرضك أقرضته، وإنْ أعوز سترته، وإنْ أصابه خير هنأته، وإنْ أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح، ولا تؤذه بريح قدْرِك، إلا أنْ تغرف له منها". أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 419) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (155) والبيهقي في "الشعب" (9114) قال الذهبي: سنده واه" حق الجار ص 37 وقال العلائي: فيه إسماعيل بن عياش ضعيف لكن ليس العهدة فيه عليه بل على شيخه أبي بكر الهذلي فإنّه أحد المتروكين" اتحاف السادة المتقين 6/ 309 وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف" المجمع 8/ 165 قلت: قال أبو زرعة وغيره: ضعيف، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) 13/ 53 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإن أبا بكر الهذلي بصري. وأما حديث ابن عمرو فيرويه سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن عثمان بن عطاء الخرساني عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أتدرون ما حق الجار؟ إنْ استعان بك أعنته، وإنْ استقرضك أقرضته، وإنْ افتقر عدت عليه، وإنْ مرض عدته، وإنّ مات اتبعت جنازته، وإنْ أصابه خير هنأته، وإنْ أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه وإذا اشتريت فاكهة فاهد له، فإنْ لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ به ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك، إلا أنْ تغترف له منها ... " أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 237) وابن عدي (5/ 1818) والبيهقي في "الشعب" (9113) وقال: سويد بن عبد العزيز وعثمان بن عطاء وأبوه ضعفاء غير أنهم غير متهمين بالوضع" وقال الذهبي: سويد ضعيف كعثمان بن عطاء" حق الجار ص 38 قلت: سويد قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وعثمان قال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال مسلم وغيره: ضعيف الحديث، وعطاء مختلف فيه. وأما حديث معاذ فيرويه عثمان بن مطر الشيباني عن يزيد بن بزيع عن عطاء الخراساني عن معاذ قال: قلنا: يا رسول الله! ما حق الجوار؟ قال "إنّ استقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإنْ احتاج أعطيته، وإنْ مرض عدته، وإنْ مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير سَرَّك وهنأته، وإنْ أصابته مصيبة ساءتك وعزيته، لا تؤذه بقتار قِدر إلا أن تغرف منها, ولا تستطل عليه بالبناء لتشرف عليه وتسدّ عليه الريح إلا بإذنه، وإنْ اشتريت فاكهة فاهد له منها، وإلا فأدخله سراً، لا يخرج ولدك بشيء منه يغيظون به ولده". وقال "أتدرون ما أقول لكم؟ لن يؤدي حقّ الجار إلا قليل ممن رحم الله" أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (25) قال الذهبي: هذا منقطع" حق الجار ص 38 قلت: لأنّ عطاء الخراساني لم يسمع من معاذ، وعثمان بن مطر ويزيد بن بزيع ضعيفان.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (863) من طريق إسماعيل بن رافع الأنصاري عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رفعه "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" قال: يا رسول الله، وما حق الجار؟ قال "إنْ سألك فأعطه، وإن استغاثك فأغثه، وإن استقرضك فأقرضه، وإن دعاك فأجبه، وإنْ مرض فعده، وإنْ مات فشيعه، وإنْ أصابته مصيبة فعزه، ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أنْ تغرف له منها, ولا ترفع عليه البناء لتسدّ عليه الريح إلا بإذنه". قال الذهبي: إسماعيل واه" حق الجار ص 38 وأما حديث زيد بن يثيع فيرويه أبو معاوية محمَّد بن خازم الكوفي عن أبي رجاء الجزري عن سويد بن عبد العزيز عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"هل تدرون ما حقّ الجار؟ إلا قليلاً، لا يؤمن بالله واليوم الآخر من لا يأمن جاره بواثقه، إنّ من حق الجار على جاره إذا مرض أنْ يعوده، وإذا مات أنْ يتبع جنازته، وإذا استقرضه أنْ يقرضه، وإذا أصابه خير هنأه، وإذا أصابه شر عزاه، لا يستطيل عليه في البناء، ولا تحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشترى فاكهة فليهد له، فإنْ لم يهد له، فليدخلها سراً، ولا يعط صبيانه شيئاً مما يغائظون به صبيانه". أخرجه هناد في "الزهد" (1036) وسويد متروك كما تقدم. 686 - عن جَبَلَة بن حارثة قال: قلت: يا رسول الله! أبعث معي أخي زيدا، قال "إِنْ انطلق معك لم أمنعه" فقال زيد: يا رسول الله! والله لا أختار عليك أحدا. قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) صحيح أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 217 - 218) والترمذي (3815) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 161) والطبراني في "الكبير" (2192) والحاكم (3/ 214) وأبو نعيم في "الصحابة" (1601 و 2852) من طرق عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني ثني جبلة بن حارثة أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إبعث معي أخي زيدا. فقال"هو ذا إنّ أراد ذلك لم أمنعه" قال: لا والله يا رسول الله لا أختار عليك أحدا. ¬

_ (¬1) 8/ 88 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب زيد بن حارثة).

قال الترمذي: حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، وأبو عمرو الشيباني اسمه سعد بن إياس الكوفي. ولم ينفرد علي بن مسهر به بل تابعه عمرو بن النضر أنا إسماعيل بن أبي خالد به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2600) وابن قانع (1/ 161) والطبراني في "الكبير" (2193) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 319) وعمرو بن النضر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. 487 - حديث أبي قتادة "إنْ تُطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا" سكت عليه الحافظ. (¬1) انظر حديث "إنْ يُطع الناس أبا بكر وعمر يرشدوا". 688 - "إنْ ختم بآمين فقد أوجب" قال الحافظ: وعند أبي داود من حديث أبي زهير النميري الصحابي أنّ آمين مثل الطابع على الصحيفة، ثم ذكر قوله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو داود (938) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1442) والدولابي في "الكنى" (1/ 32) والطبراني في "الكبير" (22/ 296 - 297) وفي "الدعاء" (218) وأبو نعيم في "الصحابة" (6803) والمزي في "التهذيب" (13/ 111 - 112) من طرق عن محمَّد بن يوسف الفِرْيابي عن صبيح بن مُحرز الحمصي ثني أبو مصبح المقرائي قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري، وكان من الصحابة، فيتحدث أحسن الحديث، فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال: اختمه بآمين فإنّ آمين مثل الطابع على الصحيفة، قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك؟ خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة، فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع منه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أوجب إنْ ختم" فقال رجل من القوم: بأي شيء يختم؟ قال "بآمين، فإنّه إنْ ختم بآمين فقد أوجب" فانصرف الرجل الذي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتى الرجل فقال: اختم يا فلان بآمين، وأبشر. ¬

_ (¬1) 17/ 103 (كتاب الاعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]) (¬2) 2/ 405 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب جهر الإمام بالتأمين)

وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 32) عن الفريابي به. قال ابن عبد البر: ليس إسناده بالقائم" الاستيعاب 11/ 264 قلت: صبيح بن محرز قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه محمَّد بن يوسف الفريابي. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وقد ذكر الحافظان المزي وابن حجر في كتابيهما أنّ ابن حبان ذكره في "الثقات" ولم أره فيه فالله تعالى أعلم. 689 - "إِنْ رَدَّها رَدَّ معها مثل أو مثلي لبنها قمحا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث ابن عمر، وفي إسناده ضعف" (¬1) أخرجه أبو داود (3446) وابن ماجه (2240) والبيهقي (5/ 319) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري ثنا صدقة بن سعيد الحنفي عن جُمَيْع بن عمير التيمي قال: سمعت ابن عمر رفعه "من ابتاع مُحَفَّلَة فهو بالخيار ثلاثة أيام، فإن ردّها ردّ معها مثل أو مثلي لبنها قمحا" قال البيهقي: تفرد به جميع بن عمير قال البخاري: فيه نظر" قلت: وقال ابن عدي: وما قاله البخاري كما قاله: في أحاديثه نظر، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وذكره في "المجروحين" وقال: يضع الحديث، وروى عن ابن نمير قال: من أكذب الناس. وقال أبو حاتم: محله الصدق، صالح الحديث. 690 - حديث أبي هريرة: جاءت امرأة بها لَمَمٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ادع الله، فقال: "إن شئتِ دعوت الله فشفاك، وان شئت صبرت ولا حساب عليك" قالت: بل أصبر ولا حساب عليّ. قال الحافظ: أخرج البزار وابن حبان من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 5/ 267 (كتاب البيوع- باب النهي للبائع أنْ لا يحفل الإبل) (¬2) 12/ 219 (كتاب المرضى- باب فضل من يصرع من الريح)

أخرجه أحمد (2/ 441) والبزار (كشف 772) وابن حبان (2909) والحاكم (4/ 218) والبغوي في "شرح السنة" (1424) من طرق عن محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بها لَمَمٌ، فقالت: يا رسول الله! ادع الله أنْ يشفيني، قال "إنْ شئتِ دعوت الله أنْ يشفيك، وإنْ شئت فاصبري ولا حساب عليك" قالت: بل أصبر ولا حساب علي. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 307 قلت: وهو كما قال، ومحمد بن عمرو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان"، وقد أخرج له مسلم في المتابعات. 691 - "إنْ عطس فَشَمِّته، ثم إن عطس فقل: إنك مضنوك" قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه رفعه: فذكره، قال ابن أبي بكر: لا أدري بعد الثالثة أو الرابعة. وهذا مرسل جيد. وأخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه قال: فشمته ثلاثاً فما كان بعد ذلك فهو زكام" (¬1) مرسل أخرجه مالك (2/ 965) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إنْ عطس فشِّمته، ثم إنْ عطس فشمِّته، ثم إنْ عطس فشمِّته، ثم إنّ عطس فقل: إنك مضنوك" قال عبد الله بن أبي بكر: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة؟ ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (8919) ورواه معمر بن راشد عن عبد الله بن أبي بكر فلم يقل عن أبيه. ولفظه "شمته ثلاثاً، فما كان بعد ذلك فهو زكام" أخرجه عبد الرزاق (19682) 692 - "إن غُلبتم فلا تغلبوا في السبع البواقي" قال الحافظ: رواه أحمد من حديث علي مرفوعا" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 227 (كتاب الأدب- باب تشميت العاطس إذا حمد الله) (¬2) 5/ 160 (كتاب صلاة التراويح- باب التماس ليلة القدر في السبع البواقي)

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 133) عن سويد بن سعيد الهروي أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يَرِيْم عن عليّ رفعه "اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإن غلبتم فلا تغلبوا على السبع البواقي" وإسناده ضعيف، سويد بن سعيد تكلموا فيه، وعبد الحميد بن الحسن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو إسحاق السبيعي مدلس ولم يذكر سماعا من هبيرة بن يَرِيم، وكان قد اختلط أيضاً، وهبيرة بن يريم مختلف فيه: قواه أحمد وغير واحد، ولينه النسائي وغيره، وقال ابن معين: مجهول. وللحديث شاهد صحيح فيتقوى به أخرجه مسلم (2/ 823) عن ابن عمر رفعه "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبنّ علي السبع البواقي" 693 - "إنّ قُتل زيد فأميركم جعفر" قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن جعفر عند أحمد والنسائي بإسناد صحيح: فذكره. وقال: وفي حديث عبد الله بن جعفر المذكور: فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذها جعفر. ونحوه في مرسل عروة عند ابن إسحاق. وقال: وفي حديث عبد الله بن جعفر "ثم أخذها سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليهم" وقال: وزاد في حديث عبد الله بن جعفر: ثم أمهل آل جعفر ثلاثاً ثم أتاهم فقال "لا تبكوا على أخي بعد اليوم" ثم قال "ائتوني ببني أخي" فجيء بنا كأننا أفراخ، فدعا الحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال "أما محمَّد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خَلقي وخُلقي" ثم دعا لهم" (¬1) صحيح ورد من حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي قتادة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عروة مرسلاً ومن حديث الزهري مرسلاً فأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه ابن سعد (4/ 36 - 37) وأحمد (1/ 204) وأبو داود (4192) والنسائي (8/ 158) وفي "الكبرى" (8604) والطحاوي في "المشكل" ¬

_ (¬1) 9/ 53 و 54 (كتاب المغازي- باب غزوة مؤته)

(5169) والطبراني في "الكبير" (1461 و 13/ حديث رقم 194) والحاكم (¬1) (3/ 298) من طرق عن جرير بن حازم البصري قال: سمعت محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال "إنّ قُتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر، فإن قُتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة" فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل وذكر الحديث وفيه طول. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 6/ 157 قلت: وهو كما قالا، والحسن بن سعد هو ابن معبد الكوفي. وأما حديث ابن عمر فأخرجه البخاري (فتح 9/ 53) ولفظه قال "أَمَّرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤته زيد بن حارثة فقال "إن قُتل زيد فجعفر، وإنْ قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة". وأما حديث أبي قتادة فأخرجه أحمد (5/ 299 و 300 - 301) والدارمي (¬2) (2357) والنسائي في "الكبرى" (8249) والطبري في "تاريخه" (3/ 40 - 41) والطحاوي في "المشكل" (5170) وابن حبان (7048) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 367 - 368) من طرق عن الأسود بن شيبان السدوسي عن خالد بن سُمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري، وكانت الأنصار تفقهه، فأتيته وقد اجتمع إليه ناس من الناس، فقال: حدثنا أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيش الأمراء، قال "عليكم زيد بن حارثة، فإن أُصيب زيد فجعفر، فإن أُصيب جعفر، فعبد الله بن رواحه" وذكر الحديث. قال الهيثمي: ورجاله الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقه" المجمع 6/ 156 قلت: وهو كما قال، وإسناده صحيح. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد وابنه (1/ 256) عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر عن حجاج عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى مؤته فاستعمل زيداً فإنْ قُتل زيد فجعفر، فإنْ قتل جعفر فابن رواحة ... وذكر الحديث وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، والحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث عدّها يحيى القطان وليس هذا الحديث منها. ¬

_ (¬1) ذكر طرفا من الحديث. (¬2) ذكر طرفا من الحديث.

وأما حديث عروة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (4655 و 13/ حديث رقم 428) عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمَّد بن سلمة (¬1) عن محمَّد بن إسحاق ثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثا إلى مؤته في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل زيد بن حارثة وقال لهم "إنْ أُصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أُصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابه" (2856) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن البغدادي ثنا أبو شعيب الحراني به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلى عروه" المجمع 6/ 159 قلت: كلهم ثقات إلا ابن إسحاق وهو حسن الحديث، وقد أخرجه في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 373) طريق أخرى: قال الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 430): ثنا محمَّد بن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا أبي ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: فذكر نحوه. إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث الزهري فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 432) ثنا الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا محمَّد بن إسحاق المسيبي ثنا محمَّد بن فُليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري. ومحمد بن فليح بن سليمان مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، والباقون كلهم ثقات. 694 - حديث أسامة بن زيد "جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أعزل عن امرأتي شفقة على ولدها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنْ كان كذلك فلا ما ضرّ فارس ولا الروم" قال الحافظ: ووقع عند مسلم في حديث أسامة بن زيد: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (1443) من حديث أسامة بن زيد أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 36) من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به. (¬2) 11/ 220 (كتاب النكاح- باب العزل)

فقال: إني أعزل عن امرأتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لم تفعل ذلك؟ " فقال الرجل: أشفق على ولدها أو على أولادها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو كان ذلك ضاراً ضرّ فارس والروم" وفي رواية له "إنْ كان لذلك فلا ما ضارّ ذلك فارس ولا الروم" 695 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لعدي بن حاتم "إِنْ كان لا يفرك من هذا إلا ما ترى" سكت عليه الحافظ (¬1). ذكره ابن إسحاق في "المغازي" (سيرة ابن هشام 2/ 578 - 581) بدون إسناد بلفظ "لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله ليوشكنّ المال أنْ يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم ... " وأخرج ابن أبي شيبة (14/ 324) وأحمد (4/ 379) عن جرير بن حازم البصري وأحمد (4/ 379) عن أيوب السَّخْتِياني وعن هشام بن حسان البصري ثلاثتهم عن محمَّد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل سمع عدي بن حاتم قال: فذكر حديثا طويلاً، وفيه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم، فإني ما أظنّ أو أحسب أنّه يمنعك من أنْ تسلم إلا خَصَاصَة من ترى حولي، وأنك ترى الناس علينا إلباً واحدا ويداً واحدة". واختلف فيه على أيوب وهشام، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف عند حديث "أسلم تسلم" 696 - "إنّ كدتم لتتخذن الوليد حناناً" قال الحافظ: وأخرج الطبراني في ترجمة الوليد بن الوليد بن المغيرة من طريق إسماعيل بن أيوب المخزومي في قصة الوليد بن الوليد بعد أنْ جاء إلى المدينة مهاجراً وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم سلمة بعد موته وهي تقول: ¬

_ (¬1) 7/ 330 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

أبكِ الوليد بن الوليد ... أبا الوليد بن المغيرة فقال: فذكره، ووصله ابن منده من وجه واه إلى أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة عن أبيه عن جده أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره" (¬1) ضعيف جداً وحديث إسماعيل بن أيوب أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 152 - 153) عن محمَّد بن أبان الأصبهاني ثنا محمَّد بن عبادة الواسطي ثنا يعقوب بن محمَّد الزهري ثنا عبد العزيز بن عمران ثنا إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أنْ الوليد كان محبوساً بمكة فلما أراد أنْ يهاجر باع مالاً له يقال له المنا بناقة بالطائف وقال: ولد هاجر وبع علم باقة ... ثم اشتر منها حبلاً وناقة ثم ارمهم بنفسك المشتاقة فوجد غفلة من القوم عنه فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة وسلمة بن هشام مشاة يخافون الطلب فسعوا حتى تلحوا وقصر الوليد فقال: يا قدمي ألحقاني بالقوم ... لا تعداني بسلا بعد اليوم فلما كان بِحَرَّة الأضراس نكب فقال: هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فقال: يا رسول الله حسرت وأنا ميت فكفني في قميصك واجعله مما كان يلي جلدي، فتوفي فكفنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قميصه. ودخل إلى أم سلمة وبين يديها صبي وهي تقول: أبكِ الوليد بن الوليد ... أبا الوليد بن المغيرة إنّ الوليد بن الوليد ... أبا الوليد كفى العشيرة قد كان غيثا في السنين ... وجعفرا غدقا وميرة فقال "إنْ كدتم لتتخذون الوليد حناناً" فسماه عبد الله. ¬

_ (¬1) 13/ 202 (كتاب الأدب- باب تسمية الوليد)

قال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك" المجمع 9/ 392 قلت: وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث. ويعقوب بن محمَّد الزهري مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وحديث أيوب بن سلمة أخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (6/ 240) قال الحافظ: وفي سنده النضر بن سلمة وهو كذاب" وله شاهد من حديث عروة بن الزبير وحديث إبراهيم بن جعفر عن أبيه، فقال ابن سعد (4/ 133): أنا محمَّد بن عمر ثني محمَّد بن عبد الله عن الزهري عن عروة قال ابن سعد: قال محمَّد بن عمر: وأنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قالا: خرج سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد مهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطلبهم ناس من قريش ليردوهم، فلم يقدروا عليهم، فلما كانوا بظهر الحَرَّة قطعت أصبع الوليد بن الوليد فدميت فقال: هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت قال: وانقطع فؤاده فمات بالمدينة فبكته أم سلمة فقالت: يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة ... كان الوليد بن الوليد أبو الوليد فتى العشيرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تقول هكذا يا أم سلمة ولكن قولي: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" محمَّد بن عمر هو الواقدي قال النسائي وغيره: متروك الحديث، واتهمه غير واحد بالوضع. 697 - قال جابر: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يُسمع الناس تكبيره، قال: فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا، فلما سلّم قال "إنْ كدتم لتفعلون فعل فارس والروم فلا تفعلوا" قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه مسلم (413) " (¬1) ¬

_ (¬1) 2/ 318 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إنما جعل الإمام ليؤتم به) و13/ 289 (كتاب الإستئذان- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم)

698 - "إنْ كنت لا بد سائلاً فاسأل الصالحين" قال الحافظ: وفي سنن أبي داود: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (696) وأحمد وابنه (4/ 334) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 137 - 138) وابن زنجويه في "الأموال" (2067) وأبو داود (1646) والنسائي (5/ 71) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 48) والطبراني في "الكبير" (1004) وأبو نعيم في "الصحابة" (5676) والبيهقي (4/ 197) وفي "الشعب" (3236) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 323) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 354) والمزي (27/ 540) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 420) من طرق عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مَخْشِي عن ابن الفِرَاسي عن الفِرَاسي قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أسأل يا رسول الله؟ قال "لا، وإنْ كنت سائلاً لا بد فاسأل الصالحين" ورواه عمرو بن الحارث المصري عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي أنّ الفراسي حدّثه عن أبيه به. أخرجه البيهقي (4/ 197) وإسناده ضعيف، مسلم بن مخشي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه غير بكر بن سوادة. فهو مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وابن الفراسي أو الفراسي لم يَرو عنه غير مسلم بن مخشي فهو مجهول كذلك. فقول الذهبي في "معجمه": إسناده صالح، ليس بصالح. 699 - "إنْ وجدت زوجاً صالحاً فتزوجي" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي والنسائي قصة سُبَيْعة من رواية الأسود عن أبي السنابل بسند على شرط الشيخين إلى الأسود وهو من كبار التابعين من أصحاب ابن مسعود، ولم يوصف بالتدليس فالحديث صحيح على شرط مسلم، لكن البخاري على قاعدته في اشتراط ثبوت اللقاء ولو مرّة فلهذا قال ما نقله الترمذي. ¬

_ (¬1) 13/ 11 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

وقال: ووقعت في رواية الأسود: فوضعت بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين يوما أو خمسة وعشرين يوما. كذا عند الترمذي والنسائي. وعند ابن ماجه "ببعض وعشرين ليلة" وكأنّ الراوي ألغى الشك وأتى بلفظ يشمل الأمرين. وقال: ووقع في رواية الأسود عن أبي السنابل عند ابن ماجه في آخره: فقال: فذكره" (¬1) قلت: هما حديثان خلط الحافظ بينهما: حديث الأسود بن يزيد النخعي عن أبي السنابل بن بَعْكَك، وحديث مسروق وعمرو بن عتبة عن سبيعة بنت الحارث. فأما حديث الأسود عن أبي السنابل فأخرجه سعيد بن منصور (1507) وابن أبي شيبة (4/ 296) وإسحاق (2312 و 2313) وأحمد (4/ 305) والبخاري في "الكنى" (ص 41) والدارمي (2286) والترمذي (1193) وابن ماجه (2027) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (616) والنسائي (6/ 157) وفي "الكبرى" (5701) وابن حبان (4299) والطبراني في "الكبير" (22/ 357 و 357 - 358) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 156) والمزي (33/ 386) من طرق (¬2) عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن أبي السنابل قال: وضعت (¬3) سُبَيْعَة (¬4) بعد وفاة زوجها بثلاثة (¬5) وعشرين أو خمسة وعشرين يوما، فلما تَعَلَّتْ (¬6) تَشَوَّقَتْ (¬7) للنكاح (¬8) فَأُنكر (¬9) عليها. فَذُكِرَ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إِن تفعل فقد حَلَّ (¬10) أَجَلُهَا" ¬

_ (¬1) 11/ 397 - 398 و 399 و 401 (كتاب الطلاق- باب وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) (¬2) رواه جرير بن عبد الحميد الرازي وأبو عَوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي وأبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي وشعبة وشيبان بن عبد الرحمن التميمي وزهير بن معاوية الكوفي عن منصور به. ورواه زياد بن عبد الله البكائي عن منصور والأعمش به. أخرجه أحمد (4/ 304) والطبراني في "الكبير" (22/ 358) والمزي (33/ 387) وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن منصور عن إبراهيم عن الأسود مرسلاً. أخرجه الدارمي (2287) (¬3) وفي لفظ للطبراني "ولدت" (¬4) زاد أحمد وغيرها "بنت الحارث" وزاد ابن ماجه وغيره بعد ذلك "حملها" (¬5) ولفظ ابن ماجه وغيره "ببضع وعشرين ليلة" (¬6) زاد ابن أبي عاصم وغيره "من نفاسها" (¬7) وفي لفظ "تشوفت" (¬8) ولفظ إسحاق وغيره "للأزواج" (¬9) ولفظ ابن ماجه وغيره "فعيب ذلك عليها" (¬10) ولفظ ابن ماجه "مضى" ولفظ ابن أبي عاصم "قضى" ولفظ النسائي "انقضى"

لفظ الترمذي وغيره. وقال الترمذي: حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه، ولا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل، وسمعت محمدا يقول: لا أعرف أن أبا السنابل عاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -" ولم ينفرد منصور به بل تابعه مغيرة بن مِقْسَم عن إبراهيم به. وقال فيه "فقال: بلى، ولو رغم أنف أبي السنابل" أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (الإصابة 12/ 180) ورواته ثقات، والأسود بن يزيد لم يذكر سماعا من أبي السنابل عند جميع من أخرج الحديث ممن ذكرتهم فالظاهر أنّه لم يسمع منه. وأما حديث مسروق وعمرو بن عتبة عن سبيعة فأخرجه ابن ماجه (2028) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3276) عن ابن أبي شيبة (¬1) ثنا علي بن مُسْهِر عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى سبيعة بنت الحارث يسألانها عن أمرها. فكتبت إليهما أنها وضعت بعد وفاة زوجها بخمسة وعشرين فتهيأت تطلب الخير فمرّ بها أبو السنابل بن بعكك فقال: قد أسرعت، اعتدي آخر الأجلين، أربعة أشهر وعشرا. فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال "وفيم ذاك؟ " فأخبرته، فقال "إن وجدت زوجاً صالحاً فتزوجي" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 293) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه المزي (22/ 143 - 144) من طريق أبي بكر بن رِيْذَة أنا الطبراني به. وأخرجه إسحاق (2314) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري ثنا داود بن أبي هند به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 700 - عن مالك بن عمير عن أبيه أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اللُّقَطَة فقال "إنّ وجدت من يعرفها فادفعها إليه" قال الحافظ: رواه الإسماعيلي في "الصحابة" وإسناده واه جدا" (¬2) وقال في "الإصابة" (7/ 172): عمير: غير منسوب ذكره الإسماعيلي في "الصحابة"، واستدركه أبو موسى، وذكر من طريق أبي سعيد النقاش عن ابن المرزبان عن محمَّد بن ¬

_ (¬1) وهو في "مصنفه" (4/ 299 - 300) (¬2) 6/ 6 (كتاب الخصومات- باب ضالة الإبل)

عبد المطلب عن علي بن قَرين عن زيد بن حفص: سمعت مالك بن عمير يحدث عن أبيه أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اللقطة؟ قال "عَرِّفها فإن وجدت من يعرفها فادفعها إليه، وإلا فاستمتع بها، وأَشهد بها عليك، فإن جاء صاحبها وإلا فهو مال الله، يؤتيه من يشاء" وسنده ضعيف جداً" قلت: علي بن قرين كذبه ابن معين وموسى بن هارون، وقال العقيلي: يضع الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ليس بشيء. 701 - حديث حمزة بن عمرو الأسلمي "إنّ وجدتم فلاناً فاحرقوه بالنار" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريقه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه في فوائد علي بن حرب عن ابن عُيينة عن ابن أبي نَجيح مرسلاً" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا ربّ النار" وانظر الحديث الذي بعده أيضاً. 702 - عن ابن أبي نَجيح أنّ هَبَّار بن الأسود أصاب زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء وهي في خِدْرِها فأسقطت، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فقال: "إن وجدتموه فاجعلوه بين حزمتي حطب ثم اشعلوا فيه الناس" ثم قال "إني لأستحي من الله لا ينبغي لأحد أنْ يعذب بعذاب الله". قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عُيينة عن ابن أبي نَجيح" (¬2) مرسل أخرجه سعيد بن منصور (2646) وعلي بن حرب في "فوائده" كما في "الفتح" (6/ 490) (¬3) عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به وزاد "إنْ وجدتموه فاقطعوا يده، ثم اقطعوا رجله، ثم اقطعوا يده، ثم اقطعوا رجله" وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص460) من طريق عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي ثنا سفيان به. وأخرجه عبد الرزاق (9417) عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح (¬4) قال: حسبت عن مجاهد قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 6/ 490 (كتاب الجهاد- باب لا يعذب بعذاب الله) (¬2) 6/ 490 (كتاب الجهاد- باب لا يعذب بعذاب الله) (¬3) وأخرجه ثابت بن قاسم في "الدلائل" وأبو الدحداح الدمشقي فى "فوائده" كما فى "الإصابة" (10/ 234) (¬4) تحرف في المطبوع إلى "ابن جريج" والصواب ما أثبته.

وهو مرسل رجاله ثقات. ولقوله "لا ينبغي لأحد أنْ يعذب بعذاب الله" شواهد عن جماعة من الصحابة فانظرها عند حديث "إنه لا ينبغي أنْ يعذب بالنار إلا ربّ النار" 703 - "إِنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حَجِيجه" قال الحافظ: عند مسلم (2137): فذكره" (¬1) 704 - "إنْ يُطع الناس أبا بكر وعمر يَرْشُدُوا" قال الحافظ: وقد صح أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) هو قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم (681) وأحمد (5/ 298) من حديث أبي قتادة وأوله: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إنّ شاء الله غداً" الحديث وفيه "أصبح الناس فَقَدُوا نَبِيَّهُم فقال أبو بكر وعمر: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدكم لم يكن لِيُخَلِّفَكُم، وقال الناس: إنِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أيديكم، فإنْ يطيعوا أبا بكر وعمر يَرْشُدُوا" 705 - عن عائشة قالت: كان الأعراب إذا قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن الساعة: متى الساعة؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم سناً فيقول "إنْ يِعِشْ هذا حتى يدركه الهَرَم قامت عليكم ساعتكم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2952) " (¬3) قلت: وأخرجه البخاري (فتح 14/ 149 - 150) 706 - عن عائشة: كان الأعراب يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: "إنْ يَعِشْ هذا لم يدركه الهَرَم قامت عليكم ساعتكم" قال الحافظ: في صحيح مسلم عن عائشة: فذكره، وعنده من حديث أنس نحوه" (¬4) ¬

_ (¬1) 2/ 464 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الدعاء قبل السلام) و14/ 151 (كتاب الرقاق- باب سكرات الموت) (¬2) 1/ 321 (كتاب الوضوء- باب المسح على الخفين) (¬3) 13/ 175 (كتاب الأدب- باب ما جاء في قول الرجل ويلك) (¬4) 14/ 133 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين)

حديث عائشة أخرجه البخاري (فتح 14/ 149 - 150) ومسلم (2952) وحديث أنس أخرجه البخاري (فتح 13/ 173 - 175) ومسلم (2953) 707 - "إنْ يكنْ هو الذي تخاف فلن تستطيعه" قال الحافظ: وقد وقع في حديث ابن مسعود عند أحمد: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 380 و 457) ومسلم (2924) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 406) والبزار (1689 و1690) وأبو يعلى (5172 و 5223) والطحاوي في "المشكل" (2946) والهيثم بن كليب (589) وابن حبان (6783) والداني في "الفتن" (661 و 665) من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نمشي إذ مَرّ بصبيان يلعبون فيهم ابن صَيَّاد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تربت يداك، أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال عمر: دعني فلأضرب عنقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنْ يك الذي تخاف فلنْ تستطيعه" 708 - حديث ابن عمر عن عمر: فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال "أنْ تسلم وجهك لله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" قال الحافظ: أخرجه مسلم، ومن حديث أنس بنحوه" (¬2) أخرجه مسلم (1/ 38) والبخاري في "خلق الأفعال" (190) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (901) وابن أبي عاصم في "السنة" (124) والبزار (170) وابن نصر في "الصلاة" (366) والفريابي في "القدر" (118و 209) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 119 - 120) والآجري في "الشريعة" (427 و 428) وابن منده في "الإيمان" (10) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (22) من طرق عن حماد بن زيد عن مطر الوَرَّاق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عمر عن عمر. ورواه الطيالسي (ص5) عن حماد بن زيد بلفظ: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأني محمَّد رسول الله، وإقام الصلاة .. وحديث أنس له طريقان: الأول: يرويه الضحاك بن نَبَراس البصري ثنا ثابت عن أنس قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر فتخطى الناس حتى جلس بين يديه، ووضع يديه ¬

_ (¬1) 6/ 514 (كتاب الجهاد- باب كيف يعرض الإسلام على الصبي) (¬2) 17/ 291 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها)

على ركبتيه، قال: ما الإسلام؟ قال-"شهادة أنْ لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت إنّ استطعت إليه سبيلا" الحديث أخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (191) عن موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكيِ ثنا الضحاك به. وأخرجه البزار (كشف 22) وابن نصر (381) من طريق حَرَمي بن حفص البصري ثنا الضحاك به. وقال البزار: غريب من حديث أنس، لا نعلمه فيه إلا بهذا الإسناد، والضحاك بن نبراس ليس به بأس، قد روى عن ثابت غير حديث" وقال الهيثمي: وفيه الضحاك بن نبراس قال البزار: ليس به بأس، وضعفه الجمهور" المجمع 1/ 40 وقال الحافظ: إسناده حسن" الفتح 1/ 124 قلت: بل ضعيف لضعف الضحاك بن نبراس. الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في هيئة رجل مسافر، فقال: يا محمَّد، ما الإسلام؟ الحديث. أخرجه البزار (كشف 23) عن عباس بن محمَّد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر به. وأخرجه ابن نصر (382) عن إسحاق بن راهويه أنا عبيد الله بن موسى به. وقال البزار: والربيع بن أنس لا بأس به" قلت: وأبو جعفر مختلف فيه، وعباس وعبيد الله ثقتان. 709 - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، ما الحزم؟ قال "أن تشاور ذا لُبِ ثم تطيعه" قال الحافظ: وأخرج أبو داود في "المراسيل" من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين: فذكره، ومن رواية خالد بن معدان مثله غير أنه قال "ذا رأي" (¬1) مرسل ¬

_ (¬1) 16/ 314 (كتاب الأحكام- باب بطانة الإمام)

أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 256) عن محمَّد بن الوزير الدمشقي عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن عبد الله بن عبد الرحمن به مرسلاً. وأخرجه أيضاً كما في "التحفة" (13/ 184) عن موسى بن مروان الرقي عن المعافى بن عمران عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان مرسلاً. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 112) 710 - حديث معاذ: قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله" قال الحافظ: أورده البخاري في "خلق أفعال العباد" (¬1). سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" 711 - "أَنْ لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 4/ 229) من حديث أبي هريرة. 712 - عن ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أفضل؟ فذكر فيها "أن يَسْلَمَ المسلمون من لسانك" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬3) صحيح أخرجه الهيثم بن كليب (760) عن أبي معاوية عبد الرحمن بن قيس الضبي والطبراني في "الكبير" (9802) والبيهقي في "الشعب" (4579) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين والطبراني (9803) ¬

_ (¬1) 17/ 291 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها) (¬2) 12/ 418 (كتاب اللباس- باب الحرير للنساء) (¬3) 13/ 54 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)

عن زائدة بن قدامة الكوفي قالوا: ثنا أبو معاوية عمرو بن عبد الله النخعي ثنا أبو عمرو الشيباني ثني ابن مسعود قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال "الصلاة على ميقاتها" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "بِرُّ الوالدين" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "أنْ يسلم الناس من لسانك" ثم سكت ولو استزدته لزادني. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله النخعي وهو ثقة" المجمع 10/ 301 وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 523 قلت: وهو كما قال، وأبو عمرو اسمه سعد بن إياس. 713 - عن أبي بن كعب أنّه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التوبة النصوح، فقال "أَنْ يَندم إذا أذنب فيستغفر ثم لا يعود إليه" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق زِر بن حُبيش عن أبي بن كعب، وسنده ضعيف جداً" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (42) عن أبي خباب الوليد بن بكير الكوفي عن عبد الله بن محمَّد العدوي عن أبي سنان البصري عن أبي قِلابة عن زِر بن حُبيش قال: قلت لأبي بن كعب، ما التوبة النصوح؟ قال: سألت عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "هو الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله - عز وجل - بندامتك عند الحافر، ثم لا تعود إليه أبدا" وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 392) عن الحسن بن عرفة به. وأخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 472) عن أبي علي إسماعيل بن محمَّد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5074) من طرق عن إسماعيل الصفار به. وقال: إسناده ضعيف" ¬

_ (¬1) 13/ 349 (كتاب الدعوات- باب التوبة)

وكذا قال السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 227) قلت: إسناده ضعيف جداً، الوليد بن بكير قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني وابن ماكولا: متروك الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": ما رأيت من وثقه غير ابن حبان. وعبد الله بن محمَّد العدوي قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو حاتم أيضاً: مجهول، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً على قلة روايته لا يشبه حديثه حديث الأثبات ولا روايته رواية الثقات لا يحل الاحتجاج بخبره. 714 - عن عائشة قالت: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية، أهدت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أنْ كسرته فقلت: يا رسول الله ما كفارته؟ قال "إناء كإناء، وطعام كطعام" قال الحافظ: رواه أبو داود والنسائي من طريق جَسْرَة عن عائشة، وإسناده حسن، ولأحمد وأبي داود عنها "فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة" (¬1). أخرجه أحمد (6/ 277) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري عن أفْلَت بن خليفة عن جسرة بنت دَجاجة عن عائشة قالت: بعثت صفية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطعام قد صنعته له وهو عندي، فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقلني أَفْكُلْ، فضربت القَصْعَة فرميت بها، فنظر إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرفت الغضب في وجهه، فقلت: أعوذ برسول الله أن يلعنني اليوم، قال "أولى" قلت: وما كفارته يا رسول الله؟ قال "طعام كطعامها، وإناء كإنائها". وأخرجه أبو داود (3568) وابن أبي الدنيا في "العيال" (564) والنسائي (7/ 66) وفي "الكبرى" (8905) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 519) وابن بشكوال في "الغوامض" (2/ 630) من طريق سفيان الثوري عن فُلَيْت العامري رجل من بني ذهل عن جسرة عن عائشة قالت: فذكرت الحديث بمثل ما ذكره الحافظ، ولفظ النسائي نحوه. ولفظ أبي داود "ما رأيت صانعاً طعاماً مثل صفية، صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاماً فبعثت به، فأخذني أَفْكُلٌ فكسرت الإناء، فقلت: يا رسول الله، ما كفارة ما صنعت؟ قال "إناء مثل إناء، وطعام مثل طعام". أفلت ويقال له فليت قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. ¬

_ (¬1) 6/ 50 (كتاب المظالم- باب إذا كسر قصعة أو شيئا لغيره)

وجسرة بنت دجاجة ذكرها أبو نعيم وابن منده في "الصحابة" ووثقها العجلي وابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر بحديثها إلا أنْ يحدث عنها من يترك، وقال البخاري: عندها عجائب. وعبد الواحد وسفيان ثقتان مشهوران. 715 - "أنا ابن الذبيحين" قال الحافظ: رويناه في "الخلعيات" من حديث معاوية" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (23/ 85) وفي "تاريخه" (1/ 263 - 264) قال: ثني محمَّد بن عمار الرازي ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا عمر بن عبد الرحيم الخطابي عن عبد الله بن محمَّد العُتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان عن أبيه ثني عبد الله بن سعيد عن الصُّنَابِحِي قال: كنا عند معاوية بن أبي سفيان، فذكروا الذبيح: إسماعيل أو إسحاق؟ فقال: على الخبير سقطتم، كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله، عُدْ عليّ مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: وما الذبيحان يا رسول الله؟ فقال "إنّ عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله: لئن سَهَّل الله له أمرها ليذبحنّ أحد ولده، فخرج السهم على عبد الله، فمنعه أخواله وقالوا: افد ابنك بمائة من الإبل، ففداه بمائة من الإبل وإسماعيل الثاني" رواه عبيد بن حاتم العجلي الحافظ عن ابن أبي كريمة ثنا الخطابي ثنا العتبي ثنا عبد الله بن سعيد الصنابحي قال: حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان وذكر الحديث وقال فيه: فقلنا يا أمير المؤمنين: وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم ... " الحديث أخرجه الحاكم (2/ 554) وقال الأموي في "مغازيه" (تفسير ابن كثير 4/ 18): حدثنا بعض أصحابنا أنا ابن أبي كريمة ثنا عمرو بن عبد الرحمن القرشي ثنا عبيد الله بن محمَّد العتبي ثنا عبد الله بن سعيد ثنا الصنابحي قال: فذكره. سكت عليه الحاكم وقال الذهبي: قلت: إسناده واه" ¬

_ (¬1) 16/ 33 (كتاب التعبير- باب رؤيا إبراهيم - عليه السلام -)

وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً" التفسير 4/ 18 وقال القرطبي: سنده لا يثبت" الجامع لأحكام القرآن 15/ 113 وقال السيوطي: هذا حديث غريب وفي إسناده من لا يعرف حاله" الفتاوي 2/ 35 وقال في "الدر المنثور" (7/ 105): سنده ضعيف" وقال الألباني: لا أصل له" الضعيفة 4/ 172 قلت: الخطابي والعتبي لم أر من ترجمهما 716 - "أنا ابن عبد المطلب" قال الحافظ: ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين: فذكره" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 9/ 89 - 91 و 92) من طريق أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت البراء وجاءه رجل فقال: يا أبا عمارة أتوليت يوم حنين؟ قال: أما أنا فأشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه لم يُوَلِّ ولكن عجل سَرَعان القوم فرشقتهم هوازن وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء يقول "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" 717 - "أنا ابن عبد المطلب" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 9/ 91) من حديث البراء بن عازب. 718 - "أنا أجود ولد آدم، وأجودهم بعدي رجل علم علماً فنشر علمه، ورجل جَادَ بنفسه في سبيل الله" قال الحافظ: وله "أي الترمذي" في حديث أنس رفعه: فذكره، وفي سنده مقال" (¬3) ضعيف جداً أخرجه أبو يعلى (2790) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 168 و 2/ 301) وابن عدي (1/ 350) والبيهقي في "الشعب" (1632) والشجري في "أماليه" (1/ 56) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 230) من طرق عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن نوح بن ¬

_ (¬1) 1/ 162 (كتاب العلم- باب القراءة والعرض على المحدث) (¬2) 15/ 20 (كتاب الفرائض - باب ميراث الجد مع الأب) (¬3) 1/ 34 (باب كيف كان بدء الوحي)

ذكوان عن أخيه أيوب عن الحسن عن أنس مرفوعاً "ألا أخبركم عن الأجود الأجود؟ الله الأجود الأجود، وأنا أجود ولد آدم. وأجودكم من بعدي رجل علم علماً فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة وحدة، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله عز وجل حتى يقتل " قال ابن حبان: هذا منكر باطل لا أصل له" وقال المنذري (¬1): ضعيف" فيض القدير 3/ 104 وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك" المجمع 9/ 13 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أيوب بن ذكوان" مختصر إتحاف السادة 1/ 148 قلت: وهو كما قالوا، وإسناده مسلسل بالضعفاء. سويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري وأبو حاتم: في حديثه نظر. ونوح بن ذكوان قال أبو حاتم: ليس بشيء مجهول، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، وقال أبو نعيم الأصبهاني: لا شيء. وأيوب بن ذكوان قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الحسن وغيره المناكير ولا أعلم له راويا غير أخيه فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من أخيه. 719 - عن ابن عمر: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عبد الرحمن بن عوف وعثمان. وذكر جماعة قال: فقال على: يا رسول الله إنك آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال "أنا أخوك" قال الحافظ: وقصة المؤاخاة الأولى أخرجها الحاكم من طريق جُميع بن عُمير عن ابن عمر: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الحاكم (3/ 14) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا محمَّد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن جميع بن عمير التيمي عن ابن عمر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى ¬

_ (¬1) ذكره المنذري في "الترغيب" (1/ 119) وصدره بلفظة "روي" (¬2) 8/ 273 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه)

بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فقال عليّ: يا رسول الله! إنك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما ترضي يا علي أن أكون أخاك" فقال علي: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنت أخي في الدنيا والآخرة". سكت عليه الحاكم وقال الذهبي: قلت: جميع أتهم، والكاهلي هالك" قلت: الكاهلي قال أبو زرعة وابن عدي وابن حبان: يضع الحديث، وقال أبو بكر بن أبي شيبة وموسى بن هارون الحمال: كذاب. وأما جميع بن عمير فهو مختلف فيه وكذا سالم بن أبي حفصة وقد توبع. فأخرج الترمذي (3720) والحاكم (3/ 14) من طريق علي بن قادم الكوفي ثنا علي بن صالح بن حي عن حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه، فجاء عليّ تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله! آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنت أخي في الدنيا والآخرة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: بل ضعيف لضعف حكيم بن جبير الأسدي، وعلي بن قادم مختلف فيه. وللحديث شاهد عن محدوج بن زيد الذهلي وعن زيد بن أبي أوفى وعن علي فأما حديث محدوج بن زيد فأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 88) من طريق جعفر بن محمَّد بن عنبسة اليشكري ثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا قيس بن الربيع عن سعد الخفاف عن عطية العَوْفِي عن محدوج بن زيد الذهلي قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما آخى بين المسلمين أخذ بيد عليّ فوضعها على صدره قال "يا عليّ أنت أخي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي". وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي، ومحدوج الذهلي قال البخاري: فيه نظر (الكامل لابن عدي 6/ 2436) وقال الحافظ في "التقريب": مجهول أخطأ من زعم أنّ له صحبة. وأما حديث زيد بن أبي أوفى فأخرجه ابن عدي (5/ 1984 - 1985) والقطيعي في زوائد "فضائل الصحابة" (871 و 1137) وأبو نعيم في "الصحابة" (3021) من طريق أبي علي الحسين بن محمَّد الذارع السعدي البصري ثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي ثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

مسجده، فقال "أين فلان أين فلان؟؟ " فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه فآخى بينهم، وذكر الحديث حديث المؤاخاة بينهم فقال عليّ: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي" وذكر الحديث. واختلف فيه على عبد المؤمن بن عباد، فرواه نصر بن علي عنه ثنا يزيد بن معن أني عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى. فزاد فيه "رجل من قريش" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2707) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 225) والطبراني في "الكبير" (5146) وأبو نعيم في "الصحابة" (3020) قال ابن عبد البر: في إسناده ضعف" الاستيعاب 4/ 41 قلت: إسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ويزيد بن معن لم أر من ذكره، وعبد المؤمن بن عباد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات". طريق أخرى: يرويها إبراهيم بن بشر أبو عمرو الأزدي عن يحيى بن معن المدني ثني إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فآخى بين أصحابه الحديث. ذكره البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 386) في ترجمة زيد بن أبي أوفى وقال: لا يتابع عليه. وقال أبو حاتم: إبراهيم القرشي وسعيد بن شرحبيل مجهولان (الجرح 1/ 1/ 150 و 2/ 1/ 33). وأما حديث عليّ فأخرجه أبو يعلى (المطالب 3926) عن سهل بن زَنجَلة الرازي ثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة الثقفي عن أبيه عن جده عن علي قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين الناس وتركني، فقلت: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك وتركتني، فقال - صلى الله عليه وسلم - "ولم ترني تركتك؟ أنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإن حاجك أحد فقل: إني عبد الله، وأخو رسول الله، لا يدعيها أحد بعدك إلا كذاب" وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله.

720 - "أنا أكرم على ربي من أنْ يتركني في قبري بعد ثلاث" قال الحافظ: وذكر الغزالي ثم الرافعي حديثا مرفوعاً: فذكره، ولا أصل له" (¬1) وقال الزركشي: لم أجده" اللآلئ المصنوعة 1/ 285 721 - عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على صدره، وقال: "أنا المنذر" وأومأ إلى عليّ، وقال "أنت الهادي، بك يهتدي المهتدون بعدي" قال الحافظ: أخرجه الطبري بإسناده حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، وفي إسناده بعض الشيعة" (¬2) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (13/ 108) عن أحمد بن يحيى الصوفي ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ثنا معاذ بن مسلم ثنا الهروى عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، وضع - صلى الله عليه وسلم - يده على صدره، فقال "أنا المنذر، ولكل قوم هاد" وأومأ بيده إلى منكب عليّ، فقال "أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون بعدي" تحسين الحافظ لإسناد هذا الحديث فيه نظر، وإليك بيان ذلك: أولاً: قوله "ثنا الهروي". لعلها زائدة في السند، فقد قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة الحسن بن الحسين العُرَنِي الكوفي: وقال ابن الأعرابي (¬3): ثنا الفضل بن يوسف الجعفي ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري في مسجد حَبَّة العرني ثنا معاذ بن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} [الرعد: 7]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنا المنذر، وعليّ الهادي، بك يا عليّ يهتدي المهتدون". ورواه ابن جرير في "تفسيره" عن أحمد بن يحيى عن الحسن عن معاذ, ومعاذ نكرة فلعل الآفة منه" ثانيا: الحسن بن الحسين العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم كان من رؤساء الشيعة، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير، ولا يشبه حديثه حديث الثقات، وذكره ابن حبان في "الضعفاء". ¬

_ (¬1) 7/ 296 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: واذكر في الكتاب مريم) (¬2) 9/ 447 (كتاب التفسير: سورة إبراهيم) (¬3) المعجم ق 235

ثالثا: معاذ بن مسلم، قال في "الميزان": مجهول، وله عن عطاء بن السائب خبر باطل سقناه في الحسن بن الحسين. رابعا: عطاء بن السائب اختلط بأخرة. قال الحافظ في "التهذيب"" بعد أنْ ذكر أقوال المحدثين في اختلاطه قال: قلت: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أنّ سفيان الثوري وشعبة وزهيراً وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم، والظاهر أنّه سمع منه مرّتين: مرّة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني، ومرّة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه" قلت: فإذا كان هذا حال رواة الحديث فكيف يكون حسناً. وقد قال ابن كثير لما ذكر هذا الحديث في "تفسيره" (2/ 502): وهذا الحديث فيه نكارة شديدة" وللحديث شاهد عن عليّ قال: رسول الله المنذر وأنا الهادي. أخرجه الحاكم (3/ 129 - 130) عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ثنا عبد الرحمن بن محمَّد بن منصور الحارثي ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن عليّ {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرّعد: 7]، قال علي: فذكره. وقال: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: قلت: بل كذب قبح الله واضعه" قلت: حسين الأشقر قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: ليس بقوي. وكان من غلاة الشيعة. وعباد بن عبد الله الأسدي قال الحافظ في "التقريب": ضعيف. 722 - عن الحكم بن عُتيبة قال: لما فرّ الناس يوم حنين جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" فلم يبق معه إلا أربعة نفر، ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم، على والعباس بين يديه، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من الجانب الأيسر. قال: وليس يقبل نحوه أحد إلا قتل.

قال الحافظ: وعند- ابن أبي شيبة من مرسل الحكم بن عتيبة قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 526) عن محمَّد بن فُضيل بن غَزوان عن أشعث عن الحكم بن عتيبة قال: فذكره، وزاد: والمشركون حوله صرعى بحساب الإكليل. وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوَّار. 723 - "أنا أول شافع" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر الحديث الذي بعده. 724 - "أنا أول شفيع في الجنة" قال الحافظ: حديث أنس عند مسلم (1/ 188): فذكره" (¬3) 725 - "أنا أول من تنشق عنه الأرض" قال الحافظ: حديث أنس عند مسلم رفعه: فذكره" (¬4) لم أره في "صحيح مسلم" من حديث أنس وإنما هو من حديث أبي هريرة (2278) ولفظه "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع". 726 - "أنا أول من تنشق عنه الأرض" سكت عليه الحافظ (¬5). أخرجه البخاري (فتح 5/ 468) من حديث أبي سعيد. 727 - "أنا أول من تنشق عنه الأرض" الحديث وفيه "فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم" الحديث قال الحافظ: ووقع في أول حديث أبي نَضْرة عن أبي سعيد في مسلم رفعه: فذكره. ¬

_ (¬1) 9/ 90 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) (¬2) 14/ 219 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار) (¬3) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار) (¬4) 7/ 255 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفاة موسى) (¬5) 7/ 368 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما جاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

وقال: وفي رواية أبي نضرة عن أبي سعيد "وإني أذنبت ذنبا فأهبطت به إلى الأرض" وقال: وفي رواية أبي نضرة عن أبي سعيد "فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله" وقال: وقع في رواية الترمذي من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد "إني عُبدت من دون الله" (¬1). يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن أبي نضرة المنذر بن مالك واختلف عنه: - فقال سفيان بن عُيينة: عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ... وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه الترمذي (3148 و 3615) وأبو يعلى (1040) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 621) وتابعه هُشيم أنبأ علي بن زيد به. أخرجه أحمد (3/ 2) وابن ماجه (4308) واللالكائي في "السنة" (1454 و 1455) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (48 و 131) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (985) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" - ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن ابن عباس. أخرجه الطيالسي (ص 353 - 354) عن حماد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 481 - 483) وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 135) وأحمد (1/ 281 - 282 و 295 - 296) وعبد بن حميد (695) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (184) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 49 - 50) والحارث (1135 ومحمد بن عثمان في "العرش" (46) وأبو يعلى (2328) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 38 - 39) واللالكائي (843) والبيهقي في "الشعب" (1408) وفي "الدلائل" (5/ 481 - 483) من طرق عن حماد به. ¬

_ (¬1) 14/ 226 و227و228 و 229 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد (¬1). 728 - "أنا أول من يفتح باب الجنة فإذا امرأة تُبَادرني فأقول: من أنت؟ فتقول: أنا امرأة تَأيَّمْتُ على أيتام لي" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، ورواته لا بأس بهم" (¬2) أخرجه أبو يعلى (6651) عن سليمان بن عبد الجبار أبي أيوب البغدادي ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن عبد السلام بن عجلان الهجيمي ثنا أبو عثمان النَّهدي عن أبي هريرة رفعه "أنا أول من يُفتح له باب الجنة، إلا أنه تأتي إمرأة تبادرني فأقول لها: ما لك؟ ومن أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي". قال المنذري: إسناده حسن إنْ شاء الله" الترغيب 3/ 349 وقال الهيثمي: وفيه عبد السلام بن عجلان وثقه أبو حاتم وابن حبان وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات"" المجمع 8/ 162 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عبد السلام بن عجلان" مختصر الإتحاف 7/ 198 قلت: بل هو صدوق، ذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وبقية رواة الحديث ثقات فالإسناد حسن كما قال المنذري. واختلف فيه على عبد السلام كما سيأتي عند حديث "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ... 729 - "أنا أول من يدخل الجنة" قال الحافظ: وقد ثبت أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬3) هو من حديث أنس وقد تقدم الكلام عليه، فانظر حديث "إذا اجتمع أهل النار في النار ... " ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على الحديث أيضاً في حرف للنون فانظر حديث "نحن آخر الأمم وأول من يحاسب" (¬2) 13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما) (¬3) 3/ 358 (كتاب الجنائز- باب الدخول على الميت بعد الموت)

730 - "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه" قال الحافظ: وفي حديث جابر عند أبي داود أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 296) وأبو داود (2956 و 3343) والنسائي (4/ 53) وفي "الكبرى" (2089) من طريق مَعْمَر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيما رجل مات وترك ديناً فإليّ، ومن ترك مالاً فلورثته". هكذا رواه معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر، وخالفه جماعة رووه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، منهم: 1 - عُقيل بن خالد الأيلي. أخرجه البخاري (فتح 5/ 382 و 11/ 444) ومسلم (1619) وأحمد (2/ 453) والترمدي (1070) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 239) 2 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه البخاري (فتح 15/ 10) ومسلم (3/ 1237) وابن ماجه (2415) والنسائي في "الكبرى" (2090) 3 - محمَّد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب الزهري. أخرجه مسلم (3/ 1237) 4 - ابن أبي ذئب. أخرجه مسلم (3/ 1237) وأحمد (2/ 290) والنسائي في "الكبرى" (2090) 5 - الأوزاعي. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 239 - 240) ومع هذا الاختلاف فهو صحيح من حديثهما فقد أخرجه مسلم (867) وأحمد (3/ 371) وأبو داود (2954) وابن ماجه (45 و 2416) وأبو يعلى (2111) من طريق جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جابر مرفوعاً "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضَيَاعاً فإليّ وعليّ" ¬

_ (¬1) 15/ 10 (كتاب الفرائض- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من ترك مالا فلأهله)

وأخرجه البخاري (فتح 5/ 458) ومسلم (3/ 1238) وأحمد (2/ 455 - 456) من طريق عدي بن ثابت الكوفي عن أبي حازم عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (فتح 5/ 458 و 10/ 135) من طريق فُليح بن سليمان الخزاعي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة وأخرجه مسلم (3/ 1237 - 1238) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. 731 - عن ابن عمر قال: قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلما بكافر وقال: "أنا أولى من وَفَّى بذمته" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق عمار بن مطر عن إبراهيم بن أبي يحيى عن ربيعة عن ابن البَيْلَمَاني عن ابن عمر قال: فذكره، قال الدارقطني: إبراهيم ضعيف ولم يروه موصولا غيره، والمشهور عن ابن البيلماني مرسلاً، وقال البيهقي: أخطأ راويه عمار بن مطر على إبراهيم في سنده، وإنما يرويه إبراهيم عن محمَّد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن البيلماني، هذا هو الأصل في هذا الباب وهو منقطع وراويه غير ثقة، كذلك أخرجه الشافعي وأبو عبيد جميعاً عن إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى. قلت: لم ينفرد به إبراهيم كما يوهمه كلامه فقد أخرجه أبو داود في "المراسيل" والطحاوي من طريق سليمان بن بلال عن ربيعة عن ابن البيلماني، وابن البيلماني ضعفه جماعة ووثق فلا يحتج بما ينفرد به إذا وصل فكيف إذا أرسل؟ فكيف إذا خالف؟ قاله الدارقطني، وقد ذكر أبو عبيد بعد أنْ حدّث به عن إبراهيم: بلغني أنّ إبراهيم قال: أنا حدثت ربيعة عن ابن المنكدر عن ابن البيلماني، فرجع الحديث على هذا إلى إبراهيم، وإبراهيم ضعيف أيضاً. قال أبو عبيد: وبمثل هذا السند لا تسفك دماء المسلمين. قلت: وتبين أن عمار بن مطر خبط في سنده" (¬1) ضعيف روي من حديث عبد الرحمن بن البيلماني مرسلاً ومن حديث محمَّد بن المنكدر مرسلاً ومن حديث عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي مرسلاً. فأما حديث عبد الرحمن بن البيلماني فأخرجه عبد الرزاق (18514) والدارقطني (3/ 135) والبيهقي (8/ 31) والحازمي في "الاعتبار" (ص 189) عن سفيان الثوري ¬

_ (¬1) 15/ 287 (كتاب الديات- باب لا يقتل المسلم بالكافر)

وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 270) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 195) والحازمي في "الاعتبار" (ص 189) عن سليمان بن بلال المدني وابن أبي شيبة (9/ 290) والدارقطني (3/ 135 و 136) عن حجاج بن أرْطَاة وأبو عبيد في "الغريب" (2/ 105) عن أبي يوسف القاضي والبيهقي (8/ 30 - 31) عن عبد العزيز بن محمَّد الدرَاوَرْدِي والدارقطني في "غرائب مالك" كما في "نصب الراية" (4/ 336) عن مالك بن أنس كلهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن البيلماني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي برجل من المسلمين قتل معاهداً من أهل الذمة فقدَّمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب عنقه وقال "أنا أولى من أوفى بذمته". وخالفهم إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي فرواه عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن ابن البيلماني عن ابن عمر. فزاد فيه "ابن عمر". أخرجه الدارقطني (3/ 134 - 135) والبيهقي (8/ 30) من طريق عمار بن مطر عن إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى به. قال الدارقطني: لم يسنده غير إبراهيم بن أبي يحيى وهو متروك الحديث، والصواب عن ربيعة عن ابن البيلماني مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وابن البيلماني ضعيف لا تقوم به حجة إذا وصل الحديث فكيف بما يرسله" وقال البيهقي: هذا خطأ من وجهين: أحدهما وصله بذكر ابن عمر فيه، وإنما هو عن ابن البيلماني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، والآخر روايته عن إبراهيم عن ربيعة، وإنما يرويه إبراهيم عن ابن المنكدر، والحمل فيه على عمار بن مطر الرهاوي فقد كان يقلب الأسانيد ويسرق الأحاديث حتى كثر ذلك في رواياته وسقط عن حدّ الاحتجاج به"

قلت: وخالفه جماعة رووه عن إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى عن محمَّد بن المنكدر عن ابن البيلماني مرسلاً، منهم: 1 - أبو عبيد في "الغريب" (1/ 105) وقال: بلغني عن ابن أبي يحيى أنه قال: أنا حدثت ربيعة بهذا الحديث. وإنما دار الحديث على ابن أبي يحيى عن ابن المنكدر عن عبد الرحمن بن البيلماني. 2 - محمَّد بن الحسن الشيباني. أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 343 - 344) والبيهقي في "المعرفة" (12/ 25 - 26) 3 - يحيى بن آدم في "الخراج" (238) ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 30) وقال: وهذا هو الأصل في هذا الباب وهو منقطع وراويه غير ثقة" قلت: ورواية من روى الحديث عن ربيعة عن ابن البيلماني مرسلاً أصح، وإبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى اتهمه ابن معين وغيره بالكذب. وأسند البيهقي عن صالح بن محمَّد الحافظ قال: عبد الرحمن بن البيلمانى حديثه منكر، وروى عنه ربيعة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل مسلما بمعاهد وهو مرسل منكر" وقال أبو حاتم: عبد الرحمن بن البيلماني لين، وقال البزار: له مناكير، وهو ضعيف عند أهل العلم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث ابن المنكدر فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 195) عن سليمان بن شعيب ثنا يحيى بن سلام عن محمَّد بن أبي حُميد المدني عن ابن المنكدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث ابن البيلماني. وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن أبي حميد المدني. وأما حديث عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي فأخرجه أبو داود في "المراسيل" (13/ 257) عن أحمد بن سعيد الهمذاني وأحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السَّرْح المصري عن ابن وهب عن عبد الله بن يعقوب عن عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي قال: قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين مسلما بكافر قتله غيلة، وقال "أنا أولى أو أحق من أوفى بذمته".

قال ابن القطان الفاسي: وعبد الله بن يعقوب وعبد الله بن عبد العزيز هذان مجهولان ولم أجد لهما ذكرا" نصب الراية 4/ 336 وقال الحافظ في "التقريب": عبد الله بن يعقوب مجهول الحال، وعبد الله بن عبد العزيز مجهول. 732 - "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث سَمُرَة مرفوعاً: فذكره" (¬1) هو حديث يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: - فقال حفص بن غياث الكوفي: عن إسماعيل بن أبي حازم عن خالد بن الوليد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى ناس من خَثعَم فاعتصموا بالسجود فقتلهم فَوَدَاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنصف الدية ثم قال "أنا بريء من كل مسلم أقام من المشركين لا ترايا ناراهما". أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 91) والطحاوي في "المشكل" (3233) والطبراني في "الكبير" (3836) من طرق عن حفص بن غياث به (¬2). قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 253 - وقال غير واحد: عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر لهم بنصف العقل، وقال "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يا رسول الله، لم؟ قال "لا تراءى ناراهما". ¬

_ (¬1) 6/ 379 (كتاب الجهاد- باب وجوب النفير) (¬2) أخرجه الطحاوي عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي، وابن أبي عاصم عن عمر بن الخطاب السِّجستانى، والطبراني عن عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص المصري قالوا ثنا يوسف بن عدي ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد. وخالفهم مقدام بن داود الرُّعيني فرواه عن يوسف بن عدي ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله. أخرجه البيهقي (8/ 131) ومقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة.

رواه عن إسماعيل غير واحد، منهم: 1 - أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير. أخرجه أبو داود (2645) والترمذي (1605) وفي "العلل" (2/ 686) وابن البختري في "الأمالي" (238) وابن الأعرابي (ق84 / ب) والطبراني في "الكبير" (2264) والبيهقي في "الصغرى" (3117) وفي "الكبرى" (8/ 131 و 9/ 142) وفي "الشعب" (8929) والخطيب في "المتفق والمفترق" (173) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1221) 2 - الحجاج بن أرطاة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2261 و 2262) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (115) والعِيسوي في "الفوائد" (55) والبيهقي (9/ 12 - 13) وفي "الشعب" (8928) ولفظ حديثه "من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة". 3 - صالح بن عمر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2265) - ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 88) عن هُشيم. والترمذي (1605) عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي والنسائي (8/ 32) وفي "الكبرى" (6982) عن أبي خالد سليمان بن حَيَّان الأحمرِ والحربي في "الغريب" (2/ 766) عن عبد الله بن نُمير والبيهقي في "معرفة السنن" (12/ 194) وفي "الكبرى" (8/ 130 - 131) عن مروان بن معاوية الفزاري الكوفي وابن أبي شيبة (12/ 346) عن وكيع و (14/ 340)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني وذكر أبو داود مَعْمَراً وخالداً الواسطي. كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد به. قال الترمذي: وهذا أصح، وأكثر أصحاب إسماعيل عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية ولم يذكروا فيه عن جرير، ورواه حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير مثل حديث أبي معاوية، وسمعت محمدا يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، وحديث حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة ليس بمحفوظ" وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث حماد بن سلمة عن حجاج فقال: الكوفيون سوى الحجاج لا يسندونه والمرسل أشبه" العلل 1/ 314 وقال البيهقي: المرسل أصح" 733 - "أنا بريء من مسلم بين مشركين" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر الحديث الذي قبله. 734 - "أنا بشارة عيسى ودعوة إبراهيم، ورأت أمي نوراً" قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنى عبد الله وخاتم النبيين ... " 735 - "أنا خاتم النبيين، وعليّ خاتم الأوصياء" قال الحافظ: ومن طريق عبد الله بن السائب عن أبي ذر رفعه: فذكره، أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (¬3). موضوع أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (262) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 377) ¬

_ (¬1) 6/ 273 (كتاب الشروط- باب الشروط في الجهاد) (¬2) 16/ 18 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين) (¬3) 9/ 216 (كتاب المغازى- باب آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم -).

من طريق الحسن بن محمَّد الخلال ثنا الحسن بن أحمد بن حرب ثنا الحسن بن محمَّد بن يحيى العلوي ثنا محمَّد بن إسحاق القرشي ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا عبد الرزاق أنبا مَعْمَر عن محمَّد عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعا "أنا خاتم النبيين، كذلك عليّ وذريته يختمون الأولياء إلى يوم القيامة". قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع انفرد به الحسن بن محمَّد العلوي. قال الحفاظ: كان رافضيا. وفيه إبراهيم بن عبد الله. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم واستحق الترك" وقال الجورقاني: هذا حديث منكر، لا أعلم رواه سوى الحسن بن محمَّد العلوي. وهو منكر الحديث، وكان يميل إلى الرفض" قلت: ما نقله ابن الجوزي عن ابن حبان في إبراهيم بن عبد الله إنما هو في ابن خالد المِصيصي. وأما إبراهيم بن عبد الله الذي يروي عن عبد الرزاق فقد قال فيه ابن حبان: يروي عن عبد الرزاق المقلوبات الكثيرة التي لا يجوز الاحتجاج لمن يرويها لكثرتها. وقال الدارقطني: كذاب. والحسن بن محمَّد العلوي ذكره الذهبي في الميزان واتهمه بالكذب. 736 - عن السُّدِّي قال: تفرق الصحابة فدخل بعضهم المدينة وانطلق بعضهم فوق الجبل، وثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس إلى الله، فرماه ابن قميئة بحجر فكسر أنفه ورباعيته وشجّه في وجهه فأثقله، فتراجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثون رجلاً فجعلوا يذبون عنه، فحمله منهم طلحة وسهل بن حنيفْ، فرمى طلحة بسهم ويبست يده، وقال بعض من فَرَّ إلى الجبل: ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أُبي يستأمن لنا من أبي سفيان، فقال أنس بن النضر: يا قوم، إنْ كان محمَّد قتل فرب محمَّد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه ... وقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجبل فأراد رجل من أصحابه أنْ يرميه بسهم فقال له "أنا رسول الله" فلما سمعوا ذلك فرحوا به واجتمعوا حوله وتراجع الناس. قال الحافظ: ووقع عند الطبري من طريق السدي قال: فذكره.

وقال: ووقع في خبر السدي عند الطبري: أعل هُبَل، حنظلة بحنظلة، ويوم أحد بيوم بدر" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 111 - 112) وفي "تاريخه" (2/ 519 - 521) عن محمَّد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال: فذكر الحديث وفيه طول. الحنيني وثقه الدارقطني (تاريخ بغداد) وأحمد بن المفضل قال أبو حاتم وغيره: صدوق، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي صدوقان كذلك. 737 - "أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقا" قال الحافظ: فعند أبي داود من طريق سليمان بن حبيب عن أبي أمامة رفعه: فذكره، وله شاهد عند الطبراني من حديث معاذ بن جبل" (¬2) ورد من حديث أبي أمامة ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عمر فأما حديث أبي أمامة فأخرجه أبو داود (4800) عن أبي الجَمَاهِر محمَّد بن عثمان الدمشقي ثنا أبو كعب أيوب بن محمَّد السعدي ثني سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة به مرفوعا وزاد "وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإنْ كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 249) وفي "الآداب" (533) وفي "الشعب" (7653) والهروي في ذم الكلام" (ق 18/ ب) هكذا قال أبو داود: عن أبي الجماهر ثنا أبو كعب أيوب بن محمَّد السعدي. • ورواه غير واحد عن أبي الجماهر قال: ثنا أبو كعب أيوب بن موسى السعدي، منهم: 1 - أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7488) وفي "مسند الشاميين" (1594) وفي "الأوسط" (¬3) (4690) وتمام في "فوائده" (345) والمزي (3/ 498 - 499) ¬

_ (¬1) 8/ 354 و 355 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد) (¬2) 16/ 305 (كتاب الأحكام- باب الألد الخصم) (¬3) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سليمان بن حبيب إلا أبو كعب" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (233) ووقع عنده: أيوب بن سليمان.

2 - هارون بن عمران بن أبي جميل. أخرجه تمام (343) 3 - يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد أبو القاسم الدمشقي. أخرجه تمام (344) والهروي في "ذم الكلام" (ق 18/ ب) 4 - محمَّد بن عبد الرحمن بن أشعث الدمشقي قال: ثنا أبو الجماهر ثنا أبو كعب أيوب بن موسى السعدي من أهل البلقاء ثقة. أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 91) 5 - أبو حاتم. قاله الحافظ في "التهذيب" 6 - أبو الأحوص محمَّد بن الهيثم بن حماد البغدادي القنطري. أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 18/ ب) • وخالف الجميع عبد الصمد بن عبد الوهاب صميد قال: ثنا أبو الجماهر ثنا أبو موسى كعب السعدي. أخرجه الدولابي (2/ 133) قال الحافظ في "التهذيب": أيوب بن موسى ويقال: ابن محمَّد ويقال: ابن سليمان أبو كعب السعدي البلقاوي روى له أبو داود حديثا واحدا في ترك المراء ووقع في روايته "أيوب بن محمَّد" ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمَّد بن عبد الصمد وهارون بن أبي جميل وأبو حاتم وغيرهم عن أبي الجماهر فقالوا: أيوب بن موسى. قال ابن عساكر: وهو الصواب" قلت: ولم يَرو عنه إلا أبو الجماهر كما قال الحافظان المزي وابن حجر، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه أبو الجماهر وحده لكنه وثقه. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وقال النووي: حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح" رياض الصالحين ص 264 ووهم المنذري في "الترغيب" (3/ 406) فعزا الحديث إلى الترمذي وابن ماجه وإنما هو عندهما من حديث أنس كما سيأتي.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الكبير" (7770): ثنا محمَّد بن عبد الله الحَضرَمي والنعمان بن أحمد الواسطي قالا: ثنا محمَّد (¬1) بن حرب النشائي ثنا سليمان بن زياد عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "أنا زعيم لمن ترك المراء وهو مُحق ببيت في رَبَضِ الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى الجنة" وأخرجه في "مسند الشاميين" (1230) عن الحضرمي وحده (¬2). والنعمان بن أحمد وسليمان بن زياد لم أر من ذكرهما، والقاسم بن عبد الرحمن صدوق، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 217) و"الأوسط" (5324) و"الصغير" (2/ 16) ومن طريقه الهروي في "ذم الكلام" (ق18/ ب) عن أبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا محمَّد بن الحصين القصاص ثنا عيسى بن شعيب عن رَوح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن مالك بن يَخَامِر عن معاذ مرفوعاً "أنا زعيم ببيت في رَبَض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقا، وترك الكذب وإنْ كان مازحا، وحسن خلقه" وقال: لم يَروه عن روح إلا عيسى، تفرد به ابن الحصين" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة والبزار وفي إسناد الطبراني محمَّد بن الحصين ولم أعرفه والظاهر أنه التميمي وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات (¬3) " المجمع 8/ 23 قلت: لو اكتفى بقوله: ولم أعرفه، لكان أولى فإن محمَّد بن الحصين التميمي متقدم الطبقة عن هذا فهو يروي عن التابعين، بخلاف هذا فإنّه يروي عن أتباع التابعين كما هنا، فإنّ عيسى بن شعيب وهو النحوي البصري من طبقة صغار أتباع التابعين فليس هو إذاً، وإنما هو محمَّد بن الحصين القصاص كما وقع عند الطبراني، ولم أقف له على ترجمة، وعيسى بن شعيب صدوق كما قال الفلاس، وباقي رواته ثقات. وأما حديث ابن عمر فيرويه عتيق بن يعقوب الزبيري قال: ثنا عقبة بن علي عن عبد الله بن عمر عن ابن عمر رفعه "أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراء وهو مُحق، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وهو مازح، وببيت في أعلى الجنة لمن حسنت سريرته" ¬

_ (¬1) رواه الرويانى (1200) عن محمَّد بن حرب به. (¬2) وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (533) من طريق محمَّد بن عبد الملك الدقيقى ثنا سليمان بن زياد الواسطي به. (¬3) وذكره في موضع آخر وقال: وإسناده حسن إن شاء الله" المجمع 1/ 157

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (882) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا عتيق الزبيري به. وقال: لم يروه عن عبد الله بن عمر إلا عقبة، تفرد به عتيق (¬1) " وقال الهيثمي: وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف" المجمع 1/ 157 وفي الباب عن أنس وعن ابن عباس وعن أبي هريرة وعن ابن مسعود وعن مالك بن أوس بن الحدثان فأما حديث أنس فيرويه سلمة بن وَرْدَان الليثي عن أنس رفعه "من ترك الكذب وهو باطل بُني له قصر في رَبَضِ الجنة، ومن ترك المراء وهو مُحق بُني له في وسطها، ومن حسن خلقه بُني له في أعلاها" أخرجه ابن ماجه (51) والترمذي (1993) والخرائطي في "المكارم" (1/ 59) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 337) وابن عدي (3/ 1181) والهروي (ق 17/ أ) والبغوي في "شرح السنة" (3502) من طرق عن سلمة بن وردان به. قال الترمذي: هذا الحديث حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن وردان عن أنس" قلت: سلمة بن وردان ضعيف، قاله أحمد وابن معين النسائي وغيرهم. طريق أخرى: قال البزار (كشف 1976): ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا محمَّد بن جعفر المدائني ثنا عبد الواحد بن سليم عن حميد عن أنس رفعه "أنا زعيم ببيت في غرف الجنة، وبيت في فناء الجنة، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإنْ كان مازحا , ولمن ترك المراء وإنْ كان مُحقا , ولمن حسن خلقه". وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (1050) من طريق فضل بن سهل الأعرج ثنا محمَّد بن جعفر المدائني به. قال الهيثمي: وفيه عبد الواحد بن سليم، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة" المجمع 8/ 23 قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، ومحمد بن جعفر المدائني اختلفوا فيه. ¬

_ (¬1) واختلف عليه فيه: فرواه علي بن عبد العزيز البغوي عنه ثني عقبة بن علي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 17 - 18)

وأما حديث ابن عباس فيرويه سويد أبو حاتم قال: ثنا عبد الملك راوية عطاء عن عطاء عن ابن عباس رفعه "أنا الزعيم ببيت في رياض الجنة، وببيت في أعلاها، وببيت في أسفلها لمن ترك الجدل وهو محق، وترك الكذب وهو لاعب، وحسن خلقه للناس". أخرجه الطبراني في "الكبير" (11290) عن عبدان بن أحمد ثنا شيبان بن فَرُّوخ ثنا سويد أبو حاتم به. ورواته ثقات غير سويد أبي حاتم وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث أبي هريرة فيرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "أنا زعيم لمن ترك المراء وإنْ كان محقا وحسن خلقه ببيت في أعلى الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في رَبَضِ الجنة" أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 18/ ب) عن الحسين بن محمَّد بن علي أنا محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن أبي خالد ثنا أبو نعيم بن عدي ثنا أبو زرعة الرازي ثنا المعافى بن سليمان بن أَعْين عن سابق الرقي عن العلاء به. وللحديث طريق أخرى عند ابن حبان في "المجروحين" (2/ 177) وفيها عنبسة بن مهران الحداد قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابنه: مجهول، وقال أبو داود: ليس بشيء. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (100 و 769) عن أبي سعيد أحمد بن محمَّد بن سعيد بن مهران المعيني ثنا سهل بن عثمان العسكري ثنا محمَّد بن أبان عن محمَّد بن مروان عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً "أنا زعيم بقصر في أعلى الجنة، وقصر في وسط الجنة، وقصر في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراء وإنْ كان مُحقا, ولمن ترك الكذب وإنْ كان لاعبا, ولمن حسن خلقه" وإسناده ضعيف لأن المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود، ومحمد بن مروان العقيلي مختلف فيه، ومحمد بن أبان العنبري ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وأبو الشيخ في "الطبقات" وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، وسهل بن عثمان صدوق، وأحمد بن محمَّد والعلاء بن المسيب ثقتان. وأما حديث مالك بن أوس فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة" (2) من طريق أنس بن عياض عن سلمة بن وردان قال: ذكر مالك بن أوس أنّه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وجبت، وجبت، وجبت" فقال أصحابه: ما هذا الذي قلت يا رسول الله؟ قال "من ترك المراء وهو مُحق بُني له في رَبَضِ الجنة، ومن حسن خلقه بُني له في ربض الجنة، ومن ترك الكذب بُني له في ربض الجنة" وإسناده ضعيف لضعف سلمة بن وردان. 738 - عن يعلي بن أمية قال: أنا صنعت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما لم يشركني فيه أحد، نقش فيه: محمَّد رسول الله. قال الحافظ: وأخرج الدارقطني في "الأفراد" من طريق سلمة بن وَهْرَام عن عكرمة عن يعلي بن أمية قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 110) وابن عدي (3/ 1085) من طريق زَمْعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن يعلي بن أمية به. قال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن سلمة غير زمعة" قلت: وهو ضعيف كلما قال أحمد وأبو داود وغيرهما. 739 - عن أنس قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يشفع لي فقال "أنا فاعل" فقلت: أين أطلبك؟ قال "اطلبني أول ما تطلبني على الصراط" قلت: فإنْ لم ألقك؟ قال "أنا عند الميزان" قلت: فإنْ لم ألقك؟ قال "أنا عند الحوض". قال الحافظ: أخرج أحمد والترمذي من حديث النضر بن أنس عن أنس قال: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (3/ 178) والمزي في "تهذيب الكمال" (5/ 537) عن يونس بن محمَّد المؤدب والترمذي (2433) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 304) واللالكائي في "السنة" (2220) وابن ناصر الدين في "منهاج السلامة" (ص 82 - 83) عن بَدَل بن المُحَبَّر البصري ¬

_ (¬1) 12/ 447 (كتاب اللباس- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا ينقش على نقش خاتمه) (¬2) 14/ 261 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

وابن ماجه في "تفسيره" كما في "تهذيب الكمال" (5/ 538) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري والدينوري في "المجالسة" (30) والخطيب في "الموضح" (1/ 97 - 98) وفي "المتفق والمفترق" (474) عن حَرَمي بن حفص البصري قالوا: ثنا حرب بن ميمون الأنصاري أبو الخطاب ثنا النضر بن أنس بن مالك عن أبيه قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" قلت: الحديث إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وحرب بن ميمون الأكبر الأنصاري أبو الخطاب البصري مولى النضر بن أنس وثقه الفلاس وابن المديني والخطيب في "الموضح" (1/ 96) والذهبي في "الكاشف" و"الديوان" وقال في "المغني": ثقة غلط من تكلم فيه وهو صدوق. وقال في "الميزان": صدوق يخطئ, وقال أيضاً: صدوق. وقال الساجي والحافظ في "التقريب": صدوق. وقد خلطه بعضهم بحرب بن ميمون الأصغر أبي عبد الرحمن البصري صاحب الأغمية والصواب أنهما اثنان (¬1). والأول ثقة كما تقدم، والثاني قال الحافظ في "التقريب": متروك الحديث مع عبادته ووهم من خلطه بالأول. 740 - عن عائشة قالت: أنا فرقت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه أي شعر رأسه عن يافوخه" قال الحافظ: وقد روى ابن إسحاق عن محمَّد بن جعفر عن عروة عن عائشة قالت: فذكرته، ومن طريقه أخرجه أبو داود" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) انظر تهذيب الكمال 5/ 536، موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 96 - 101، الفتن لابن كثير ص 264، تهذيب التهذيب 2/ 227 - التاريخ الكبير 4/ 2/ 453 (¬2) 7/ 384 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبى - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه أبو داود (4189) والحربي في "الغريب" (2/ 345) وأبو يعلى (4577) والبيهقي في "الشعب" (6058) من طرق عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن محمَّد بن إسحاق ثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت: كنت إذا أردت أنْ أَفْرُقَ رأسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَدَعْتُ الفَرْقَ من يَافُوخِهِ وأُرسلُ نَاصِيَتَهُ بين عينيه". وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون ثقات. - ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد: ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة. أخرجه أحمد (6/ 275) وأبو يعلى (4817) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 258) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 226) والبغوي في "شرح السنة" (3183) وفي "الشمائل" (1081) وتابعه معاوية بن عمرو الأزدي ثنا إبراهيم بن سعد به. أخرجه أحمد (6/ 90) وإسناده حسن كسابقه. • وقال غير واحد: عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة. منهم: 1 - إسحاق بن منصور السلولي. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 450) وابن ماجه (3633) 2 - عمر بن عبد الوهاب الرياحي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6059) 3 - عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. أخرجه أبو يعلى (4413) وفي "معجمه" (249) والبيهقي في "الشعب" (6059 و6060) ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس وقد عنعن. وكلا الطريقين عندي محفوظان، والله أعلم.

741 - "أنا محمَّد بن عبد الله" وانتسب حتى بلغ النضر بن كنانة قال "فمن قال غير ذلك فقد كذب" قال الحافظ: وروى ابن سعد من حديث عمرو بن العاص بإسناد فيه ضعف مرفوعاً: فذكره" (¬1) أخرجه ابن سعد (1/ 23) عن مَعْن بن عيسى القزاز أنا ابن أبي ذئب عمن لا يتهم عن عمرو بن العاص مرفوعاً: فذكره. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. 742 - "أنا وامرأة سَفعَاء الخدين كهاتين يوم القيامة، امرأة ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى ماتوا أو بانوا" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث عوف بن مالك رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (6/ 29) عن وكيع وأبو داود (5149) وابن أبي الدنيا في "العيال" (86) والبيهقي في "الشعب" (8313) عن يزيد بن زُرَيْع البصري والبخاري في "الأدب المفرد" (141) وابن الجوزي في "البر والصله" (399) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والخرائطي في "المكارم" (2/ 640) والطبراني في "الكبير" (18/ 56 - 57) والمزي (12/ 400 - 401) عن عثمان بن عمر بن فارس كلهم (¬3) عن النَّهَّاس بن قَهْم ثني شداد أبو عمار عن عوف بن مالك الأشجعي رفعه "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأشار بالوسطى والسبابه" "امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا". ¬

_ (¬1) 7/ 339 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المناقب) (¬2) 13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما) (¬3) رواه محمَّد بن بكر البُرْسانى عن النهاس عن عمرو عن شداد أبي عمار عن عوف بن مالك. أخرجه أحمد (6/ 29) وقوله "عن النهاس عن عمرو" أظنه خطأ من الناسخ أو الطابع، والصواب "عن النهاس بن قهم".

وإسناده ضعيف لضعف النهاس بن قهم. وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "أنا وامرأة سفعاء ذات منصب وجمال حبست نفسها على بناتها حتى بانوا أو ماتوا في الجنة كهاتين" أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 651) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمَّد بن عبد الملك الرقاشي ثنا بَدَل بن المُحَبَّر ثنا عبد السلام بن عجلان قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة به. وإسناده منقطع، قال ابن المديني: أبو يزيد المدني لم يسمع من أبي هريرة (المعرفة والتاريخ 2/ 129) وعبد السلام بن عجلان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: ثقة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وأبو يزيد وثقه ابن معين، وعبد الملك وبدل ثقتان. واختلف فيه على عبد السلام كما تقدم عند حديث "أنا أول من يفتح باب الجنة" 743 - عن سعد بن تميم قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناس خير؟ فقال "أنا وقَرْنى" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وسمويه من طريق بلال بن سعد بن تميم عن أبيه قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (724) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (939) وأبو نعيم في "الصحابة" (3210) عن المعلي بن منصور الرازي والطحاوي في "المشكل" (2469) وفي "شرح المعاني" (4/ 151) والطبراني في "الكبير" (5460) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 233) وفي "الصحابة" (3209) وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 93 - 94) والفضل (¬2) بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مُسهر" (10) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1147) عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مُسْهر الدمشقي وابن أبي عاصم في "السنة" (1478) و"الآحاد" (2456) وابن قانع في "الصحابة" ¬

_ (¬1) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 64)

(1/ 254) والطبراني في "الكبير" (5460) والحسن بن سفيان في "مسنده" (¬1) وتمام في "فوائده" (1172) وابن المقرئ في "المعجم" (93) وأبو نعيم في"الحلية" (5/ 233) وفي "الصحابة" (3209) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 340) عن هشام بن عمار الدمشقي قالوا: ثنا صدقة بن خالد ثنا عمرو بن شراحيل العَنْسي عن بلال بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أيّ أمتك خير؟ قال "أنا وأقراني" قلنا: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "ثم القرن الثاني" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "ثم القرن الثالث" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "ثم يكون قوم يحلفون ولا يستحلفون ويشهدون ولا يستشهدون ويؤتمنون ولا يؤدون" قال ابن عساكر: هذا حديث حسن غريب" وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وبلال بن سعد ثقة، وكذلك الراوي عنه. قال أبو زرعة الدمشقي: لسعد بن تميم حديثان مخرجهما حسن" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 19 قلت: وإسناده صحيح، وصدقة بن خالد وثقه ابن معين وغيره، وعمرو بن شراحيل وثقه أبو زرعة (تاريخ داريا ص 95) وابن حبان (الثقات 7/ 224) والمزي (تهذيب الكمال 4/ 292)، وبلال بن سعد وثقه ابن سعد وغيره. 744 - "أنا وكافل اليتيم، له أو لغيره، في الجنة" قال الحافظ: رواه مالك من مرسل صفوان بن سليم، ووصله البخاري في "الأدب المفرد" والطبراني من رواية أم سعيد بنت مرّة الفهرية عن أبيها" (¬2) يرويه صفوان بن سليم المدني واختلف عنه: - فقال مالك (2/ 948): عن صفوان بن سليم أنه بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أنا وكافل اليتيم، له أو لغيره، في الجنة كهاتين، إذا اتقى" وأشار بأصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام. ¬

_ (¬1) كما في "الأمالي المطلقة" (¬2) 13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 283) - وقال سفيان بن عُيينة: عن صفوان بن سليم حدثتني أنيسة (¬1) عن أم سعيد بنت مرّة الفِهْري عن أبيها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. أخرجه الحميدي (838) ومسدد (المطالب 2578/ 3) والبخاري في "الأدب المفرد" (133) والحسين المروزي في "البر والصلة" (213) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 706) والحارث (بغية 904) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (838) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2173) والخرائطي في "المكارم" (700) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 58) والطبراني في"الكبير" (20/ 320) وأبو نعيم في "الصحابة" (6225 و 7956) والبيهقي (6/ 283) وفي "الآداب" (23) وفي "الشعب" (10517) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 245 - 246 و 246) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 148) والمزي (27/ 383 - 384) - ورواه محمَّد بن عمرو بن علقمة عن صفوان بن سليم فلم يذكر أنيسة ولا أبا أم سعيد. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2577/ 1 - الإصابة 9/ 169) وأبو يعلى (المطالب 2577/ 2 - الإصابة 9/ 169) وابن الأعرابي (1414) ومطين والباوردي وابن السكن وابن منده (الإصابة 9/ 169 - 170 و170 و 13/ 219 - 220 و 220) وأبو نعيم في "الصحابة" (7955) من طرق عن محمَّد بن عمرو به. وعند ابن الأعرابي وابن منده: أم سعد، وعند الباقين: أم سعيد. وقالوا في نسبها: الجمحية. وعند ابن أبي شيبة: بنت عمرو بن مرة. وعند أبي يعلى وابن الأعرابي: بنت مرة بن عمرو. وعند الباقين: بنت عمرو، ولم يذكروا مرة. وسماها ابن السكن في روايته: أسيرة. وأم سعيد هذه ذكرها الذهبي في "الميزان" وقال: لا تعرف. ¬

_ (¬1) ذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات وقال: تفرد عنها صفوان بن سليم، وقال الحافظ في "التقريب": لا تعرف.

- وأخرج الطبراني في "الكبير" (20/ 320 - 321) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص590 - 591) من طريق أبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار عن محمَّد بن جُحادة عن محمَّد بن عجلان عن بنت مرة عن أبيها مرفوعاً به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2174) ووقع عنده: عن ابنة لمرة الهمداني عن أبيها. قال الحافظ: المحفوظ عن أم سعد بنت مرة الفهري عن أبيها" (الإصابة 9/ 83) 745 - حديث عبد الله بن الدَّيلمي عن أبيه: قلنا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما نصنع بالزبيب؟ قال "انْبِذُوه على عشائكم، واشربوه على غدائكم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (¬1) صحيح أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (290) وأحمد (4/ 232) والدارمي (2114) وأبو داود (3710) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2679 و2680و 2681) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (9) والنسائي (8/ 298) وفي "الكبرى" (5244 و 5245) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 227) وفي "المشكل" (4/ 107) والطبراني في "الكبير" (18/ 329 أو 330) وفي "مسند الشاميين" (870) وأبو نعيم في "الصحابة" (2571) والمزي في "التهذيب" (23/ 324) من طرق (¬2) عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني الحمصي عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله! قد علمت من نحن ومن أين نحن فإلي من نحن؟ قال "إلى الله وإلى رسوله" فقلنا: يا رسول الله! إن لنا أعناباً ما نصنع بها؟ قال "زَبّبُوها" قلنا: ما نصنع بالزبيب؟ قال "انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم، وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم، وانبدوه في الشَّنَان ولا تنبذوه في القُلَل فإنه إذا تأخر عن عَصره صار خلا" وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد السيباني به بل تابعه عمران بن أبي الفضل ثنا ابن الديلمي عن أبيه قال: فذكر نحوه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 330) عن محمَّد بن راشد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد ثنا محمَّد بن حمير ثنا عبد الله الزبيري عن عمران بن أبي الفضل به. ¬

_ (¬1) 12/ 156 (كتاب الأشربة- باب الإنتباذ في الأوعية) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 120) لكنه لم يذكر "عن أبيه".

وإسناده ضعيف لضعف عمران بن أبي الفضل. 746 - "أنت الحق، وقولك الحق، والجنة حق، والنار حق" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 245 و 13/ 366 و 17/ 141 و 203 - 204) من حديث ابن عباس. 747 - حديث أبي أمامة: فجلس عمر فأعرض عنه -أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر فأعرض عنه ثم قام فجلس بين يديه فأعرض عنه، فقال: يا رسول الله، ما أرى إعراضك إلا لشيء بلغك عني، فما خير حياتي وأنت معرض عني؟ فقال: "أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه" قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند أبي يعلى "معاتبة" وفي لفظ "مقاولة". وقال: وفي حديث أبي أمامة: فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه. وقال: وفي حديث أبي أمامة عند أبي يعلى في نحو هذه القصة: فذكره" (¬2) ضعيف جدا أخرجه أبو يعلى (المطالب 3868) عن أبي عثمان عمرو بن محمَّد الناقد ثنا عمرو بن عثمان الكلابي ثنا محمَّد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد الملك علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: كان بين أبي بكر وعمر معاتبة، فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتد عليه، ثم راح إليه عمر فجلس فأعرض عنه، ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر، فأعرض عنه، ثم قام فجلس بين يديه، فأعرض عنه، فقال: يا رسول الله قد أرى إعراضك عني ولا أرى ذلك إلا لشيء بلغك عني، فما خير حياتي وأنت معرض عني، والله ما أبالي أنْ لا أعيش في الدنيا ساعة وأنت معرض عني، فقال "أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه، إني جئتكم جميعاً فقلتم: كذبت، وقال صاحبي: صدقت" ثم قال "هل أنتم تاركيَّ وصاحبي" ثلاث مرات. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1260) من طريق إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني ثنا محمَّد بن سلمة به. ¬

_ (¬1) 8/ 152 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية) (¬2) 8/ 21 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

قال الحافظ: إسناده ضعيف" قلت: عمرو بن عثمان قال النسائي: متروك الحديث، وعلي بن يزيد هو الألهاني قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ضعيف. وأبو عبد الرحيم اسمه خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد الأموي الحرّاني، قال أحمد وأبو حاتم؛ لا بأس به. ولم ينفرد به بل تابعه عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به. أخرجه العبدوي في "حديثه" (27) من طريق مُطَرِّح بن يزيد الكوفي عن عبيد الله بن زحر به. ومطرح قال النسائي وغيره: ضعيف. 748 - حديث ابن عباس في قيام الليل "أنت المقدم وأنت المؤخر" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 245 - 246) 749 - عن عثمان بن أبي العاص أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "أنت إمام قومك واقدُر القوم بأضعفهم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي، وإسناده حسن وأصله في مسلم" وقال: وزاد الطبراني من حديث عثمان بن أبي العاص "والحامل والمرضع" (¬2) صحيح وله عن عثمان بن أبي العاص طرق: الأول: يرويه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أخيه مُطَرِّف بن عبد الله بن الشخير عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، قال "أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا". أخرجه أحمد (4/ 21 و 217 و 217 - 218) وأبو داود (531) والنسائي (2/ 20) وفي "الكبرى" (1636) وابن خزيمة (423) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 62) والطحاوي في ¬

_ (¬1) 13/ 478 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحد) (¬2) 2/ 341 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب تخفيف الإمام في القيام)

"شرح المعاني" (4/ 128) وفي "المشكل" (6000) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 256 - 257) والطبراني في "الكبير" (8365) والحاكم (1/ 199و 201) والبيهقي (1/ 429) والبغوي في "شرح السنة" (417) والجورقاني في "الأباطيل" (531) وابن حزم في "المحلى" (4/ 137) من طريق أبي مسعود سعيد بن إياس الجُرَيْرِي عن أبي العلاء به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هكذا، وإنما أخرج مسلم حديث شعبة عن عمرو بن مُرّة عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن أبي العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أممت قوما، الحديث" وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناد صحيح لا علة له" سنن الترمذي 1/ 410 قلت: وهو كما قال، والجريري كان قد اختلط، لكن الحديث من رواية حماد بن سلمة وحماد بن زيد عنه وهما ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه. والحديث لم ينفرد به أبو العلاء بل تابعه سعيد بن أبي هند الفزاري عن مطرف به. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (121) والحميدي (905) وأحمد (4/ 21) وابن ماجه (987) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1530 و 1542) والبزار (2319) وابن خزيمة (1608) وابن المنذر في "الأوسط" (2030) والطحاوي في "المشكل" (4210) والطبراني في "الكبير" (8357 و 8358 و 8359) وأبو نعيم في "الصحابة" (4936) من طرق عن محمَّد بن إسحاق المدني سمعه من سعيد بن أبي هند سمعه من مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: سمعت عثمان بن أبي العاص يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"أُمَّ قومك، واقدُرهم بأضعفهم، فإن منهم الكبير والضعيف وذا الحاجه". وفي لفظ "كان آخر ما عهد إليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أمّرني على الطائف، قال لي "يا عثمان! تجاوز في الصلاة واقدُر الناس بأضعفهم، فإن فيهم الكبير والصغير والسقيم والبعيد وذا الحاجة". وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرح بالسماع من سعيد فانتفى التدليس، وسعيد ومطرف ثقتان. الثاني: يرويه عمرو بن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب الكوفي عن موسى بن طلحة عن عثمان بن أبي العاص رفعه "أُم قومك وصل بهم صلاة أضعفهم، فإن بهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، فإذا صليت لنفسك فصل كيف شئت". زاد في رواية "واتخذ مؤذناً لا يأخد على الأذان أجرا"

وفي لفظ "صلّ بهم صلاة أضعفهم، ولا يأخذ مؤذنك أجرا" أخرجه مسلم (468) وأحمد (4/ 21 - 22 و 216) وابن سعد (7/ 40) وابن أبي شيبة (2/ 55) وأبو عوانة (2/ 95 و 95 - 96 و 96) والطبراني في "الكبير" (8339) من طرق عن عمرو بن عثمان به. الثالث: يرويه شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: حدّث عثمان بن أبي العاص قال: آخر ما عهد إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أممت قوماً فأخف بهم الصلاة" أخرجه مسلم (1/ 187) والطيالسي (ص 127) وأحمد (4/ 22) وابن ماجه (988) والبزار (2318) والروياني (1516) وأبو عوانة (2/ 96) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (95) وفي "الصحابة" (1798) والطبراني في "الكبير" (8337 و 8338) وأبو نعيم في "الصحابة" (4937) الرابع: يرويه إسماعيل بن رافع الأنصاري عن محمَّد بن سعيد بن عبد الملك عن المغيرة بن شعبه قال: قال عثمان بن أبي العاص: وفدنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجدني أفضلهم أخذاً للقرآن وقد فضلتهم بسورة البقرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد أمرتك على أصحابك وأنت أصغرهم، فإذا أممت قوما فأمهم بأضعفهم، فإن وراءك الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة". أخرجه الطبراني في "الكبير" (8336) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا هشام بن سليمان عن إسماعيل بن رافع به. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع. الخامس: يرويه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي الطائفي عن عبد ربه بن الحكم بن سفيان عن عثمان بن أبي العاص قال: كان آخر شيء عهده إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أخفف على الناس الصلاة. أخرجه عبد الرزاق (3717) عن عبد الله بن عبد الرحمن به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8348) • ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن الحكم سمع عثمان بن أبي العاص به. أخرجه ابن سعد (5/ 508) وأحمد (4/ 218)

• ورواه مسلمة بن عثمان البري عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله وعبد ربه ابني الحكم بن سفيان عن عثمان بن أبي العاص به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8349) وعبد الله بن عبد الرحمن اختلفوا فيه، وعبد ربه بن الحكم ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله وتفرد عبد الله بالرواية عنه، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول. وأخوه عبد الله لم أقف له على ترجمة ولا ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" السادس: يرويه سِماك بن حرب عن النعمان بن سالم الثقفي عن عثمان بن أبي العاص قال: كان آخر ما أوصاني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إنك تؤم قوماً وخلفك الكبير والضعيف وذو الحاجة فتجوز في الصلاة". أخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (ص 56 - 57) وابن قانع (2/ 256) والطبراني في "الكبير" (8350 و 8351 و 8352) من طرق عن سماك به. هكذا رواه سماك عن النعمان بن سالم عن عثمان. وخالفه شعبة فرواه عن النعمان بن سالم قال: سمعت أشياخنا من ثقيف قالوا: أنا عثمان بن أبي العاص قال: فذكر نحوه. أخرجه أحمد (4/ 21) السابع: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم أنا داود بن أبي عاصم الثقفي عن عثمان بن أبي العاص قال: إنْ آخر كلام كلمني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ استعملني على الطائف فقال "حفف الصلاة على الناس" حتى وقت لي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} [العلق: 1] وأشباهها من القرآن. أخرجه ابن سعد (5/ 509) وأحمد (4/ 218) والطبراني في"الكبير" (8353 و 8354) من طرق عن ابن خثيم به. وابن خثيم صدوق، وداود بن أبي عاصم ثقة إلا أنّ ابن المديني قال: داود بن أبي عاصم عن عثمان بن أبي العاص مرسل (المراسيل ص 56) وفي "الكبير" للبخاري (2/ 1/ 231) قال: وروى ابن خثيم سمع داود بن أبي عاصم سمع عثمان بن أبي العاص. فالله أعلم. الثامن: يرويه سهيل بن أبي صالح عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن

عثمان بن أبي العاص قال: فذكر حديثا وفيه "اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من تقدم عليه من قومك، وأُم الناس بأضعفهم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (8356) عن يحيى بن أيوب العلاف المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا محمَّد بن جعفر عن سهيل بن أبي صالح به. وحكيم بن حكيم اختلفوا فيه: وثقه ابن حبان والعجلي، وقال ابن سعد: لا يحتجون بحديثه، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله وما أظنه سمع من عثمان بن أبي العاص. ويحيى بن أيوب وسهيل بن أبي صالح صدوقان، وسعيد بن أبي مريم ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ثقتان. التاسع: يرويه الحسن البصري عن عثمان بن أبي العاص. ورواه عن الحسن غير واحد، منهم: 1 - أشعث بن سَوَّار الكندي عن الحسن عن عثمان قال: كان آخر ما عهد إليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "صَلِّ بأصحابك صلاة أضعفهم، فإنّ فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة، واتحذ مؤذناً لا يأخذ على الأذان أجرا". أخرجه الحميدي (906) وابن أبي شيبة (¬1) (2344) وابن ماجه (714) والترمذي (209) والطبراني في "الكبير" (8376 و 8377 و8378) وابن حزم (¬2) في "المحلى" (3/ 193) وقال الترمذي: حسن صحيح" قلت: أشعث ضعفه النسائي والدارقطني وغيرهما. 2 - هشام بن حسان البصري عن الحسن عن عثمان قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بعثني إلى ثقيف "تجوز في الصلاة يا عثمان واقدُر الناس بأضعفهم فإن فيهم الضعيف وذا الحاجة والحامل والمرضع إني لأسمع بكاء الصبي فأتجوز" أخرجه الطبراني في "الكبير" (8379) و"الأوسط" (7974) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا محمَّد بن سلمة عن محمَّد بن عبد الله بن علاثة عن هشام بن حسان به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن أشعث" وابن ماجه رواه عن ابن أبي شيبة فأثبته. (¬2) وقع عنده: عن أشعث- هو ابن عبد الملك الحمراني- قلت: بل هو ابن سوار كما جاء مصرحا به في رواية للطبراني.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا ابن علاثة، تفرد به محمَّد بن سلمة" 3 - عبيدة بن حسان عن الحسن عن عثمان قال: إنّ آخر ما عهد إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا صليت بأصحابك فصل بهم صلاة أضعفهم، فإنّ فيهم الضعيف والمريض". أخرجه الطبراني في "الكبير" (8381) عن محمَّد بن عاصم الأصبهاني ثنا علي بن حرب الموصلي ثنا عمرو بن عبد الجبار عن عبيدة بن حسان به. 750 - "أنت كما أثنيت على نفسك" قال الحافظ: هو في صحيح مسلم (486) " (¬1) 751 - "أنت ومالك لأبيك" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث جابر، قال الدارقطني: غريب تفرد به عيسى بن يونس بن أبي إسحاق ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عن ابن المنكدر، وقال ابن القطان: إسناده صحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات. وله طريق أخرى عن جابر عند الطبراني في "الصغير" والبيهقي في "الدلائل" فيها قصة مطولة، وفي الباب عن عائشة في صحيح ابن حبان، وعن سمرة وعن عمر كلاهما عند البزار، وعن ابن مسعود عند الطبراني، وعن ابن عمر عند أبي يعلى، فمجموع طرقه لا تحطه عن القوة وجواز الاحتجاج به" (¬2) صحيح ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة ومن حديث سمرة بن جندب ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث رجل من الأنصار فأما حديث جابر فأخرجه ابن ماجه (2291) والطحاوي في "المشكل" (1598) وفي "شرح المعاني" (14/ 158) والطبراني في "الأوسط" (3558 و 6724) وابن عدي (7/ 2621 - 2622) من طريق عيسى بن يونس ثنا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن محمَّد بن المنكدر عن جابر أن رجلاً قال: يا رسول الله، إنّ لي مالاً وولداً، وإنّ أبي يريد أنْ يجتاح مالي، فقال "أنت ومالك لأبيك" ¬

_ (¬1) 17/ 154 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه) (¬2) 6/ 138 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يوسف بن إسحاق إلا عيسى بن يونس" وقال ابن القطان الفاسي: إسناده صحيح" (¬1) وقال المنذري: رجاله ثقات" (¬2) وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": ويوسف بن إسحاق من الثقات المخرج لهم في الصحيحين وقول الدارقطني فيه: غريب تفرد به عيسى عن يوسف لا يضره فإنّ غرابة الحديث والتفرد به لا يخرجه عن الصحة" (¬3) وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط البخاري" مصباح الزجاجة3/ 37 وصححه البزار وعبد الحق الإشبيلي والألباني. الإرواء 3/ 323 قلت: وهو كما قالوا، ويوسف بن إسحاق وثقه الدارقطني وغيره، واحتج به الشيخان. ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن ابن المنكدر به، منهم: 1 - عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق. أخرجه ابن بشران (1526) والخطيب في "الموضح" (2/ 139 - 140) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص385) من طرق عن أبي الهيثم السندي بن عبدويه القاضي أنا عمرو بن أبي قيس به. وإسناده حسن، عمرو بن أبي قيس قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. 2 - المنكدر بن محمَّد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال: فذكر الحديث مطولاً وقال في آخره "أنت ومالك لأبيك" أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 62 - 63) و"الأوسط" (6566) من طريق أبي سلمة عبيد بن خلصة ثنا عبد الله بن نافع المدني عن المنكدر به. ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 304 - 305) لكن وقع عنده "عن عبد الله بن عمر المدني" ¬

_ (¬1) نصب الراية 3/ 337 (¬2) نصب الراية3/ 337 (¬3) نصب الراية 3/ 337

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن محمَّد بن المنكدر إلا بهذا التمام والشعر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد بن خلصة" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"لأوسط" وفيه من لم أعرفه، والمنكدر بن محمَّد ضعيف وقد وثقه أحمد، والحديث بهذا التمام منكر" المجمع 4/ 155 وقال السخاوي: والمنكدر ضعفوه من قبل حفظه وهو في الأصل صدوق لكن في السند إليه من لا يعرف" المقاصد ص101 وقال الألباني: عبيد بن خلصة لم أجد من ترجمه، والمنكدر بن محمَّد بن المنكدر لين الحديث كما في "التقريب" الارواء 3/ 325 قلت: ولم ينفرد عبيد بن خلصة به بل تابعه أحمد بن سعيد الجمال ثنا عبد الله بن نافعِ الصائغِ ثني المنكدر بن محمَّد عن أبيه عن جابر أن رجلاً قال: يا رسول الله إنّ لي مالاً وعيالاً - وذكر الحديث. ولم ينفرد عبد الله بن نافع به بل تابعه مُحرِز بن سلمة بن يزداد المكي ثنا المنكدر به. أخرجه أبو الشيخ في "العوالي" (6) 3 - أبان بن تغلب. أخرجه ابن عدي (5/ 1727) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 806) من طريق عمار بن مطر العنبري ثنا زهير بن معاوية عن أبان به. قال ابن عدي: وهذا الحديث رواه عن ابن المنكدر جماعة، ومن حديث أبان بن تغلب غريب لم يروه غير زهير، وعن زهير عمار بن مطر، وعمار بن مطر متروك الحديث والضعف على رواياته بين" 4 - هشام بن عروة. أخرجه البزار كما في "المقاصد" (ص 100) وقال: إنّه إنما روي عن هشام مرسلاً" يعني بدون جابر. قلت: أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 157 - 158) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن هشام بن عروة عن ابن المنكدر مرسلاً. وهكذا رواه سفيان بن عُيينة عن محمَّد بن المنكدر، مرسلا. أخرجه الشافعي في "الرسالة" (ص 467)

وقال: لا يثبت" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الكبرى" (7/ 480 - 481) وفي "معرفة السنن" (1/ 166 و 11/ 298) وقال في "الكبرى": هذا منقطع، وقد روي موصولا من أوجه أخر ولا يثبت مثلها" وقال في "المعرفة": وقد رواه بعض الناس موصولا بذكر جابر فيه وهو خطأ" ولم ينفرد ابن عُيينة به بل تابعه سفيان الثوري عن ابن المنكدر مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (16628) وابن أبي شيبة (14/ 196) وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 214) وأبو داود (3530) وابن المقرئ في "المعجم" (523) والبيهقي (7/ 480) عن حبيب المعلم وأحمد (2/ 179) وابن الجارود (995) والبيهقي (7/ 480) وفي "معرفة السنن" (11/ 300) عن عبيد الله بن الأخنس النخعي وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (4) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 22) والخطيب في "التاريخ" (12/ 48 - 49) عن قتادة وابن أبي شيبة (7/ 161 و 14/ 197) وأحمد (2/ 204) وابن ماجه (2292) عن الحجاج بن أرطاة والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 158) عن حسين بن ذكوان المعلم والطبراني في "مسند الشاميين" (379) عن بُرْد بن سنان الدمشقي كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنْ لي مالاً وولداً وإنّ والدي يريد أنْ يجتاح مالي، قال "أنت ومالك لوالدك" قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 10/ 157

قلت: بل حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2481) وفي "الكبير" (10019) و"الأوسط" (57) و"الصغير" (1/ 8) وابن عدي (6/ 2398) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مسهر" (48) وابن المقرئ في "المعجم" (896) من طريق أبي مطيع معاوية بن يحيى الاطرابلسي ثنا إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حِمَاية عن غيلان بن جامع عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل "أنت ومالك لأبيك" قال الطبراني: لا يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن ذي حماية وكان من ثقات المسلمين" وقال الألباني: قلت: وهذه فائدة عزيزة وهي توثيق الطبراني لابن ذي حماية فإنهم أغفلوه ولم يترجموه، وقد خفيت على الهيثمي، فقد قال في "المجمع" (4/ 154) رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" الارواء 3/ 326 قلت: بل ترجموه ذكره البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 304) وابن حبان في؛ "الثقات" (6/ 13) (¬1)، ومعاوية بن يحيى اختلفوا فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، وحماد بن أبي سليمان اختلفوا فيه كذلك وهو ومعاوية صدوقان، والباقون ثقات. وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه عبد الله بن كيسان المروزي عن عطاء عن عائشة أنّ رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخاصم أباه في دَين له عليه، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "أنت ومالك لأبيك" أخرجه ابن حبان (410 و 4262) عن إسحاق بن إبراهيم التاجر ثنا حصين بن المثنى المروزي ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان به. وحصين بن المثنى ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وعبد الله بن كيسان اختلفوا فيه وأكثرهم ضعفه، وإسحاق بن إبراهيم لم أر من ذكره، والفضل وعطاء ثقتان. الثاني: يرويه عثمان بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو أباه فقال: فذكره. ¬

_ (¬1) وأظنه المترجم في "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 113)

أخرجه أبو القاسم الحامض في "حديثه" كما في"الإرواء" (3/ 326) ثنا إبراهيم بن راشد ثنا أبو عاصم عن عثمان بن الأسود به. والأسود بن موسى بن باذان المكي والد عثمان لم أر من ذكره، والباقون كلهم ثقات. الثالث: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إنّ أبي يأخذ مالي ويعطيه أخي وليس هو ابن أمي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنت ومالك لأبيك، إنما أنت سهم من كنانة أبيك" أخرجه ابن عدي (2/ 747) عن علي بن إبراهيم بن الهيثم ثنا الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي ثنا وكيع عن هشام بن عروة به. وقال: وهذا حديث ليس له أصل عن وكيع وإنما يُروى هذا عن عبد الله بن عبد القدوس عن هشام بن عروة. وقال: الاحتياطي يسرق الحديث، منكر الحديث عن الثقات، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق" وأما حديث سَمُرة فأخرجه البزار (كشف 1260) والعقيلي (2/ 234) والطبراني في "الكبير" (6961) و"الأوسط" (7084) من طريق عبد الله بن إسماعيل أبي مالك الجوداني ثنا جرير بن حازم عن الحسن عن سمرة أن رجلاً أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنّ أبي اجتاح مالي، قال "أنت ومالك لأبيك" قال البزار: لم يسنده غير ابن إسماعيل" وقال الطبراني: تفرد به أبو مالك" وقال العقيلي: عبد الله بن إسماعيل منكر الحديث، لا يتابع على شيء من حديثه" قلت: لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن حرمان الجهضمي أنا جرير بن حازم به. أخرجه ابن بشران في "أماليه" (334) وعبد الله بن حرمان لم أر من ذكره. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو حَرِيز عن إسحاق أنّه حدّثه أنّ ابن عمر حدّثه أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، والدي أكل مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"إنّك ومالك لأبيك"

أخرجه العباس الدوري في "التاريخ" (4/ 156 - 157) ثنا معتمر بن سليمان التيمي قال: وفيما قرأت على الفضيل قال: ثنا أبو حريز به. قال الدوري: قلت ليحيى: ابن أبي سَمِيْنَة البصري حدثنا به عن معتمر يقول: عن أبي إسحاق؟ فأخرج يحيى كتاب معتمر، فإذا فيه: أنّ إسحاق حدّثه. وعن ابن أبي سمينة (¬1) أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5731) وقال فيه: عن أبي إسحاق. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 406) عن محمَّد بن مهران عن معتمر فقال فيه: أنّ إسحاق حدثه. وأبو حريز واسمه عبد الله بن الحسين مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه النسائي وغيره. الثاني: يرويه ميمون بن يزيد عن عمر (¬2) بن محمَّد عن أبيه عن ابن عمر قال: جاء رجل يستعدي على والده فقال: إنّه يأخذ مالي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنت ومالك من كسب أبيك" أخرجه البزار (كشف 1259) عن وهب بن يحيى ثنا ميمون بن يزيد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13345) عن محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا وهب بن يحيى بن زمام العلاف؛ ثنا ميمون بن زيد (¬3) عن عمر بن محمَّد به. قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الكبير" وفي "الأوسط" (¬4) منه "الولد من كسب الوالد" فقط، وميمون بن يزيد لينه أبو حاتم، ووهب بن يحيى لم أجد من ترجمه" "المجمع 4/ 154 ¬

_ (¬1) اسمه محمَّد بن إسماعيل. (¬2) في "كشف الأستار" عمرو، والصواب عمر، وكذا هو عمر في إسناد الطبراني، وهو عمر بن محمَّد بن زيد. (¬3) في "كشف الأستار" ميمون بن يزيد، وفي "المعجم الكبير" ميمون بن زيد. (¬4) أخرجه في "الأوسط" (5132) من طريق محمَّد بن أبي بلال ثنا خلف بن خليفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 158) عن خلف بن خليفة عن محارب بن دثار مرسلاً.

قلت: الذي لينه أبو حاتم هو ميمون بن زيد السقاء البصري، وأما هذا فلم أقف له على ترجمة، وكذا الراوي عنه وهب بن يحيى. وأما حديث أبي بكر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (810) والبيهقي في "الكبرى" (7/ 481) وفي "المعرفة" (11/ 300) من طريق المنذر بن زياد الطائي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: حضرت أبا بكر الصديق أتاه رجل فقال: يا خليفة رسول الله هذا يريد أنْ يأخذ مالي كله فيجتاحه، فقال له أبو بكر: ما تقول؟ قال: نعم. فقال أبو بكر: إنما لك من ماله ما يكفيك، فقال: يا خليفة رسول الله أما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنت ومالك لأبيك؟ " فقال أبو بكر: أرضى بما رضي الله عز وجل. قال الطبراني: لم يروه عن إسماعيل إلا المنذر" وقال البيهقي في "الكبرى": والمنذر بن زياد ضعيف" وقال في "المعرفة": والمنذر بن زياد غير قوي" وقال الهيثمي: وفيه المنذر بن زياد الطائيّ وهو متروك" المجمع 4/ 156 وأما حديث أنس فأخرجه أبو بكر الشافعي في "الرباعيات" كما في "الإرواء" (3/ 329) عن جعفر بن محمَّد بن كزال ثنا إبراهيم بن بشير المكي ثنا الحباب بن فضالة قال: سألت أنس بن مالك ما يحل لي من مال أبي؟ قال: ما طابت به نفسه، قلت: فما يحل لأبي من مالي؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. جعفر بن محمَّد بن كزال وثقه مسلمة بن القاسم وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وإبراهيم بن بشير المكي لم أقف له على ترجمة، والحباب بن فضالة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن ماكولا في "الإكمال": قيل: ليس بالقوي. وأما حديث عمر فأخرجه البزار (295) والطبراني في "مسند الشاميين" (2779) وابن عدي (3/ 1212) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن مطر عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنْ أبي يريد أنْ يأخذ مالي، قال "أنت ومالك لأبيك". قال البزار: لا نعلمه عن عمر مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" وقال ابن عدي: ولا أدري تشويش هذا الإسناد ممن هو لأنّ هذا الحديث يرويه

جماعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولا أعلم رواه عن سعيد بن المسيب عن عمر إلا من حديث سعيد بن بشير هذا ومطر عن عمرو" وقال الهيثمي: وسعيد بن المسيب لم يسمع من عمر" المجمع 4/ 154 وقال السخاوي: وهو منقطع" المقاصد ص 101 قلت: وسعيد بن بشير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن مطر عن الحكم بن عُتيبة عن النخعي عن ابن عمر. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 406) وأما حديث الأنصاري فأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 2559) عن وكيع ثنا ابن أبي ليلى عن الشعبي عن رجل من الأنصار أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبي غصبني مالاً، قال "أنت ومالك لأبيك" قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" مختصر الإتحاف 7/ 180 752 - "أَنْتَ يا طلحة ممن قضى نَحْبَه" قال الحافظ: ثبت عن عائشة أنّ طلحة دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره، أخرجه ابن ماجه والحاكم" (¬1) له عن عائشة طريقان: الأول: يرويه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن عمه موسى بن طلحة واختلف عنه: - فقال شَبَابة بن سَوَّار المدائني: ثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة قال: بينا عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أبي خير من أبيك، فقالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما؟ إن أبا بكر دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار" قالت: فمن يومئذ سُمي عتيقا، ودخل طلحة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أنت ياطلحة ممن قضى نحبه" ¬

_ (¬1) 10/ 136 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب- باب فمنهم من قضى نحبه)

أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3873) عن شبابة بن سوار به. وأخرجه الحاكم (2/ 415 - 416) من طريق الحسين بن الفضل البجلي ثنا شبابة (¬1) بن سوار به. وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل إسحاق متروك، قاله أحمد" وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى" مختصر الإتحاف 9/ 135 - وقال غير واحد: عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعاً "طلحة ممن قضى نحبه" منهم: 1 - عمرو بن عاصم الكلابي. أخرجه ابن سعد (3/ 218 - 219) والترمذي (3202 و 3740) 2 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه ابن ماجه (126) 3 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه ابن ماجه (127) 4 - عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3562) 5 - أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني. أخرجه الطبري في "التفسير" (21/ 147) وفي "التهذيب" (مسند طلحة 624) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء ثنا عبد الحميد الحماني (¬2) به. وأخرجه ابن الأعرابي (1372) عن الحسن ابن علي بن عفان العامري ثنا أبو يحيى الحماني به. ¬

_ (¬1) رواه بعضهم عن شبابة بن سوار عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة عن أسماء بنت أبي بكر (تهذيب الكمال 13/ 419) (¬2) رواه أحمد بن الفرات الرازي عن عبد الحميد الحماني فقال فيه: عن عيسى بن طلحة عن معاوية. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1402)

6 - معن بن عيسى القزاز. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1401) والطبراني في "الكبير" (19/ 324 - 325) و"الأوسط" (4997) 7 - أبو داود الطيالسي. قاله المزي (13/ 419) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث معاوية إلا من هذا الوجه، وإنما روي عن موسى بن طلحة عن أبيه" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن معاوية إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق بن يحيى بن طلحة" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. - وقال إسماعيل بن أبي أويس: ثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه إسحاق بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين. أخرجه أبو الحسن المالقي في "الحدائق الغناء" (ص 58) - ورواه سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله واختلف عنه: • فقال محمَّد بن عمرو بن تمام الكلبي المصري أبو الكروس: ثنا سليمان بن أيوب ثني أبي عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة عن أبيه طلحة. أخرجه الطبري في "التفسير" (21/ 147) وفي "التهذيب" (625) • وقال غير واحد: ثنا سليمان بن أيوب ثني أبي عن جدي سليمان عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة، منهم: 1 - الحسن بن علي الحُلْواني. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1400) 2 - أحمد بن الفضل العسقلاني. أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 476) 3 - يحيى بن عثمان بن صالح المصري. أخرجه الطبراني فى "الكبير" (217) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 87 - 88)

4 - أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 397) - ورواه سعيد بن سليمان عن إسحاق بن يحيى ثني معاوية بن إسحاق عن أبيه عن عائشة. أخرجه محمَّد بن مخلد في "حديثه" (54) الثاني: يرويه صالح بن موسى بن عبيد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: إني لفي بيتي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بالفناء وبيني وبينهم الستر إذ أقبل طلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من سَره أنْ ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة" أخرجه ابن سعد (3/ 218) وأبو يعلى (4898) والطبراني في "الأوسط" (9378) وابن عدي (4/ 1387) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 88) وابن بشران (387) من طرق عن صالح بن موسى به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا صالح بن موسى" وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة غير محفوظ، لا يرويه عن معاوية بهذا الإسناد غير صالح" وقال الهيثمي: وفيه صالح بن موسى وهو متروك" المجمع 9/ 148 وللحديث شاهد عن طلحة بن عبيد الله وعن جابر بن عبد الله وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مرسلاً. فأما حديث طلحة فيرويه طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله واختلف عنه: - فقال يونس بن بكير الشيباني: ثنا طلحة بن يحيى عن موسى وعيسى ابني طلحة بن عبيد الله عن أبيهما طلحة أنّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا لأعرابي جاهل: سَلْه عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يجترئون هم على مسئلته يُوقرونه وَيهابونه، فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعليّ ثياب خضر، فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أين السائل عمن قضى نحبه؟ " قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، قال "هذا ممن قضى نحبه" أخرجه الترمذي (3203 و 3742) وابن أبي عاصم في "السنة" (13/ 613) والبزار (943) وأبو يعلى (663) والطبري في "التفسير" (21/ 147) وفي "التهذيب" (مسند طلحة 623)

وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 87) والذهبي في "السير" (1/ 28) من طرق عن يونس بن بكير به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن طلحة من وجه متصل إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير" قلت: وهو صدوق كما قال ابن معين وغيره، وقال النسائي: ليس بالقوي. - ورواه وكيع عن طلحة بن يحيى عن عيسى بن طلحة مرسلاً. أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1297) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 203) وتابعه عبد الله بن إدريس الكوفي عن طلحة بن يحيى به. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 90) وابن أبي عاصم في "السنة" (1399) والطبري في "التفسير" (21/ 146) وفي "التهذيب" (مسند طلحة 626) وهذا أصح، وطلحة بن يحيى مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وأما حديث جابر فأخرجه الطيالسي (ص 248) عن الصلت بن دينار وأخرجه ابن ماجه (125) عن وكيع والترمذي (3739) عن صالح بن موسى الطلحي والبغوي في "تفسيره" (5/ 246) عن مسلم بن إبراهيم ثلاثتهم عن الصَّلت بن دينار (¬1) عن أبي نَضْرَة عن جابر قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى طلحة بن عبيد الله فقال "من أحب أن ينظر إلى رجل يمشي على وجه الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى هذا" اللفظ للبغوي. ¬

_ (¬1) رواه العباس بن الفضل الأنصاري عن الصلت بن دينار عن أبي نضرة عن جابر وأبى سعيد. أخرجه محمَّد بن مخلد (56)

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت، وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وفي صالح بن موسى من قبل حفظهما" قلت: الصلت بن دينار قال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وأما حديث عبيد الله بن عبد الله فأخرجه ابن سعد (3/ 219) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي أنا أبو عَوَانة عن حُصين عن عبيد الله بن عبد الله رفعه "من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" رواته ثقات، وأبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي. 753 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة قالت: يا رسول الله، إنّ ابني هذا كان بطني له وعاءً وثديي له سقاءً وحجري له حواءً، وإنّ أباه طلقني وأراد أنْ ينزعه مني، فقال: "أَنْتِ أحقّ به ما لم تنكحي". قال الحافظ: أخرجه الحاكم وأبو داود" (¬1) حسن أخرجه أبو داود (2276) والحاكم (2/ 207) والبيهقي (8/ 4 - 5) وفي "المعرفة" (11/ 303 - 304) من طريق محمود بن خالد السلمي الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثني أبو عمرو الأوزاعي ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل حسن، عمرو بن شعيب وأبو صدوقان، والباقون ثقات. ولم ينفرد به الأوزاعي بل تابعه: 1 - ابن جُريج. أخرجه عبد الرزاق (12597) وأحمد (2/ 182) والدراقطني (3/ 305) 2 - المثنى بن الصباح. أخرجه عبد الرزاق (12596) وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (3/ 265) والدراقطني (3/ 304 و 304 - 305) ¬

_ (¬1) 13/ 6 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)

3 - عبد الله بن المبارك وحريث. أخرجه أبو عروبة في "حديثه" (13) 754 - قصة الجارية التي سألها النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنت مؤمنة؟ " قالت: نعم، قال "فأين الله؟ " قالت: في السماء، فقال "أعتقها فإنها مؤمنة" قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (537) " (¬1) 755 - عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للنقباء: "أنتم كفلاء على قومكم ككفاله الحواريين لعيسى بن مريم" قالوا: نعم. قال الحافظ: قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للنقباء: فذكره، قالوا: نعم" (¬2) مرسل أخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 363) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 452 و 452 - 453) من طرق عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم به. 756 - حديث بَهْز بن حكيم عن أبيه عن جده: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هذه الآية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] فقال: "أنتم مُتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" قال الحافظ: حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي وحسنه، وابن ماجه والحاكم وصححه، وله شاهد مرسل عند الطبري رجاله ثقات" (¬3) حسن أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 45 و130) عن مَعْمَر عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قال "إنكم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى". وأخرجه الترمذي (3001) والطبري في "تفسيره" (1/ 265و 4/ 45) وابن أبي حاتم ¬

_ (¬1) 17/ 129 (كتاب التوحيد- باب قول الله تبارك وتعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) (¬2) 8/ 221 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار) (¬3) 9/ 293 (كتاب التفسير: سورة آل عمران- باب كنتم خير أمة أخرجت للناس)

في "تفسيره" (2/ 469) والحاكم (4/ 84) والبغوي في "تفسيره" (1/ 404 - 405) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد رَوى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا ولم يذكروا فيه {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] " وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بهز وأبوه صدوقان، ومعمر ثقة، فالإسناد حسن، ولم ينفرد معمر به بل تابعه غير واحد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، منهم: 1 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه ابن ماجه (4288) والطبري في "تفسيره" (1/ 265 و 4/ 45) 2 - يزيد بن هارون. أخرجه أحمد (5/ 3) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1) 3 - عدي بن الفضل البصري أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 422 - 423) 4 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 422 - 423) 5 - النضر بن شُميل المازني. أخرجه الدارمي (2763) والطبراني في "الكبير" (19/ 422 - 423) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 315) 6 - عبد الله بن المبارك. أخرجه في "مسنده" (106) 7 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (5/ 5) والروياني (924) 8 - عبد الله بن شَوْذَب الخراساني. أخرجه ابن ماجه (4287) والطبراني في "الأوسط" (1437) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 643)

9 - حماد بن زيد. أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (614) والواحدي في"الوسيط" (1/ 477 - 478) 10 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. أخرجه ابن بشران (625) 11 - عيسى بن يونس بن أبي إسحاق. أخرجه ابن بشران (625) 12 - هَوْذَة بن خليفة الثقفي. أخرجه الروياني (921) 13 - يزيد بن زُرَيْع البصري. أخرجه الروياني (924) 14 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه ابن البختري في "أماليه" (14 و710) وليس في هذه المتابعات ذكر للآية فقد تفرد معمر بذكرها. وهكذا رواه سعيد الجُرَيْرِي وأبو قَزَعة سُويد بن حُجَير البصري عن حكيم بن معاوية عن أبيه فلم يذكرا الآية. أخرجه أحمد (5/ 3) وعبد بن حميد (411) والروياني (937) والطبراني في "الكبير" (19/ 424) والحاكم (4/ 84) عن الجريري وأخرجه أحمد في "الفضائل" (1710) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (8/ 433) والطبري في "تفسيره" (24/ 106) والطبراني في "الكبير" (19/ 426 و 426 - 427) و"الأوسط" (6398) عن أبي قزعة سويد بن حجير (¬1) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في "المسند" (4/ 446 - 447) عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي ويحيى بن أبي بكير الكرماني كلاهما عن شبل بن عباد قال: سمعت أبا قزعة يحدث عن عمرو بن دينار يحدث عن حكيم بن معاوية عن أبيه. =

وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري وعن ابن عمر وعن قتادة مرسلاً. فأما حديث أبي سعيد فيرويه حماد بن زيد أنا علي بن زيد عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد رفعه "ألا وإنّ هذه الأمة توفي سبعين أمة هي أخيرها وأكرمها على الله عز وجل" أخرجه البغوي في "تفسيره" (1/ 405) وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان. وأما حديث ابن عمر فيرويه محمَّد بن سعيد بن زياد ثنا سعيد بن راشد ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر رفعه "إنّ أمتي هذه توفي سبعين أمة نحن آخرها وخيرها" أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (ص 27) وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن راشد المازني السماك. وأما حديث قتادة فيرويه بشر- هو ابن معاذ العقدي- ثنا يزيد- هو ابن زريع- ثنا سعيد- هو ابن أبي عروبة- عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم، وهو مسند ظهره إلى الكعبة "نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها". أخرجه الطبري (4/ 45) وبشر بن معاذ صدوق، والباقون ثقات. 757 - عن ابن مجمع قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كلثوم بن الهذم وأبو بكر وعامر بن فهيرة قال كلثوم: يا نجيح لمولى له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنْجَحْت" قال الحافظ: أخرجه أبو سعد في "شرف المصطفى" من طريق الحاكم من طريق ابن مجمع: فذكره" (¬1) وقال في "الإصابة" (10/ 145) في ترجمة نجيح غلام كلثوم بن الهدم قال: ذكره عمر بن شبة في "الصحابة" وأخرج من طريق عبد العزيز بن عمران عن محمَّد بن عمرو بن أسلم عن أبيه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزل على كلثوم بن هدم ¬

_ = وقوله "عن عمرو بن دينار" أظنها زائدة لأن أحمد أخرج هذا الحديث في "الفضائل" عن عبد الله بن الحارث فلم يذكره. ثم رأيت الحديث في "المشكل" (4161) من طريق الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج عن يحيى بن أبي بكير وفيه "سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار" بدون عن. (¬1) 8/ 261 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة)

نادى كلثوم غلامه نجيحا فتفاءل النبي - صلى الله عليه وسلم - باسمه وقال "أنجَحْتَ يا أبا بكر" وكذا أخرج هذه القصة أبو سعد النيسابوري في "شرف المصطفى" ورواها محمَّد بن الحسن المخزومي في "أخبار المدينة" عن محمَّد بن عبد الرحمن عن إسحاق بن إبراهيم بن حارثة عن أبيه" قلت: عبد العزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. واختلف عنه، فرواه ابنه سليمان بن عبد العزيز عنه عن مجمع بن يعقوب عن أبيه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5855) ومحمد بن الحسن المخزومي هو ابن زَبَالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: كان يضع الحديث. 758 - حديث جُنَادة بن أبي أمية: أتينا رجلاً من الأنصار من الصحابة قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أنذركم المسيح" الحديث، وفيه "يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ سلطانه كل منهل، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول، ومسجد الأقصى، والطور" قال الحافظ: أخرجه أحمد ورجاله ثقات. وقال: أخرجه أحمد والبيهقي في "البعث" من طريق جنادة بن أبي أمية عن مجاهد قال: انطلقنا إلى رجل من الأنصار فقلنا: حدثنا بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدجال ولا تحدثنا عن غيره، فذكر حديثا فيه "تمطر الأرض ولا ينبت الشجر، ومعه جنة ونار، فناره جنة وجنتة نار، ومعه جبل خبز" الحديث بطوله ورجاله ثقات. ولأحمد من وجه آخر عن جنادة عن رجل من الأنصار "معه جبال الخبز وأنهار الماء". ولأحمد من حديث جابر "معه جبال من خبز والناس في جهد إلا من تبعه، ومعه نهران" الحديث" (¬1) صحيح يرويه جنادة بن أبي أمية الدوسي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 16/ 206 و 220 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال، باب لا يدخل الدجال المدينة)

- فقال مجاهد: حدثنا (¬1) جنادة قال: دخلت أنا وصاحب لي (¬2) على رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬4) ولا تحدثنا عن غيره وإن كان عندك مصدقا (¬5)، قال: نعم، قام (¬6) فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال "أنذركم (¬7) الدجال (¬8)، أنذركم الدجال، أنذركم الدجال، فإنه لم يكن نبي إلا وقد أنذره أمته، وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعد آدم ممسوح (¬9) العين اليسرى، وإن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، وإن معه نهر (¬10) ماء وجبل (¬11) خبر، وإنّه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها، لا يسلط على غيرها، وإنه يمطر السماء (¬12) ولا تنبت الأرض (¬13)، وإنّه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ (¬14) منها كل منهل، وإنّه لا يقرب أربعة مساجد: مسجد (¬15) الحرام، ومسجد (¬16) الرسول، ومسجد (¬17) المقدس، والطور (¬18)، (¬19) وما شبه عليكم من الأشياء فإن الله ليس بأعور- مرتين-". أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1553 و 1578) وابن أبي شيبة (15/ 147 - 148) والسياق له وأحمد (5/ 435) وفي "السنة" (1016) عن منصور بن المعتمر ¬

_ (¬1) وفي حديث ابن عون عند أحمد: كان جنادة أميرا علينا في البحر ست سنين فخطبنا ذات يوم فقال. (¬2) زاد أحمد في حديث الأعمش ومنصور: من الأنصار. (¬3) زاد أحمد في حديث ابن عون: من الأنصار. (¬4) وفي حديث الأعمش وغيره: في الدجال. (¬5) ولفظ أبي نعيم: ثبتا. (¬6) وفي لفظ لأحمد: خطبنا رسول الله. (¬7) وفي حديث الأعمش عند أحمد: أنذرتكم فتنة الدجال. (¬8) ولفظ حنبل "المسيح" وفي حديث ابن عون عند أحمد "المسيح الدجال" (¬9) وفي حديث الأعمش عند أحمد "أعور" (¬10) وفي لفظ "أنهار" (¬11) وفي لفظ "جبال" (¬12) وفي لفظ "المطر" (¬13) وفي لفظ "الشجر" (¬14) ولفظ أحمد في حديث الأعمش"يرد" وفي حديث ابن عون عنده وعند حنبل "يبلغ سلطانه. (¬15) وفي لفظ "الكعبة" وفي لفظ آخر "مكة" (¬16) وفي لفظ "والمدينة" (¬17) وفي لفظ "الأقصى" (¬18) وفي حديث منصور عند أحمد "ومسجد الطور" (¬19) زاد أبو نعيم "وإنّه يقول: أنا ربكم"

وأحمد (5/ 364 و 434) وفي "السنة" (1015) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (42) والطحاوي في "المشكل" (¬1) (14/ 376) وابن منده في "التوحيد" (423) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (36) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (64) عن عبد الله بن عون البصري وأحمد (5/ 434 - 435 و 435) وفي "السنة" (1016) عن سليمان الأعمش والطحاوي في "المشكل" (5692) عن قيس بن سعد المكي والحارث (784) وأبو نعيم في "الصحابة" (7139) عن فِطر بن خليفة المخزومي وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 379) عن محمَّد بن محاشر كلهم عن مجاهد به. قال ابن منده: هذا الإسناد مقبول الرواة بالإتفاق" وقال عبد الغني المقدسي: صحيح الإسناد" أخبار الدجال ص 15 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 547 قلت: وهو كما قالوا. - وقال عمرو بن الأسود العَنْسي: عن جنادة أنه حدثهم عن عبادة بن الصامت رفعه "إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا. إنّ مسيح الدجال رجل قصير، أَفحَج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بناتئة ولا جحراء، فإنْ التبس عليكم فاعلموا أنّ ربكم ليس بأعور، وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1454) عن بَقية بن الوليد عن بَحِير بن سعد عن خالد بن مَعدان ثنا عمرو بن الأسود به. ¬

_ (¬1) انظر "أخبار الدجال" لعبد الغني المقدسي ص 71

وأخرجه الهيثم بن كليب (1226) عن أبي بكر محمَّد بن إسحاق الصاغاني ثنا نعيم بن حماد به. وأخرجه أحمد (5/ 324) وفي "السنة" (1007) وأبو داود (4320) وابن أبي عاصم في "السنة" (437) والبزار (2681) والنسائي في "الكبرى" (7764) والطبراني في "مسند الشاميين" (1157) والآجري في "الشريعة" (881) وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 71) وابن منده في "التوحيد" (424) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 157 و 221 و 9/ 235) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا بحير بن سعد به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبادة إلا من حديث بحير بن سعد، وقد رواه غير واحد عن جنادة عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال أبو نعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به بحير" وقال أيضاً: لم يروه بهذه الألفاظ إلا خالد، تفرد به عنه بحير" وقال عبد الغني المقدسي: هذا حديث حسن متصل" أخبار الدجال ص 14 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. - وقال أبو قَبِيل حُيَي بن هانئ المَعَافري: عن جنادة أنّ قوما دخلوا على معاذ بن جبل وهو مريض فقالوا: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يشتبه عليك، قال: أجلسوني: فأخذ بعض القوم بيده فجلس فقال: لا أحدثكم إلا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما من نبي إلا وقد حذر قومه الدجال، وأنا أحذركم الدجال، إنه أعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه الكاتب وغير الكاتب، معه جنة ونار، فجنته نار وناره جنة" أخرجه البزار (2653) والطبراني في "الكبير" (20/ 61 - 62) و"الأوسط" (9347) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير (¬1) المصري أنا خُنَيْس بن عامر بن يحيى المعافري عن أبي قبيل به. قال: البزار: وهذا الحديث قد رواه غير خنيس بن عامر فقال: عن جنادة عن عبادة" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن خنيس بن عامر إلا يحيى بن عبد الله بن بكير" ¬

_ (¬1) ورواه يعقوب بن سفيان الفسوي في "مسنده" عن يحيى بن عبد الله بن بكير به (النهاية لابن كثير ص 71) قال ابن كثير: قال شيخنا الحافظ الذهبي: تفرد به خُنَيس، وما علمنا به جرحاً، وإسناده صحيح"

قلت: تابعه عبد الله بن عبد الحكم المصري عن خنيس به. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 209) وقال عبد الغني المقدسي: إسناده جيد، تفرد به خنيس، وما علمت في خنيس جرحة" أخبار الدجال ص 74 وقال الهيثمي: وفيه خنيس بن عامر ولم أعرفه" المجمع 7/ 338 قلت: ترجمه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 216) وابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 2 / 394) وابن حبان في "الثقات" (6/ 275) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 691) وابن ماكولا في "الإكمال" (2/ 339) والعسكري في "التصحيفات" (3/ 992) وغيرهم. وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 367 - 368) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 102 - 103) والطحاوي في "المشكل" (5694) والحاكم (4/ 530) من طرق عن إبراهيم بن طهمان الخراساني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً "يخرج الدجال في خَفْقَة من الدين وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه، عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربكم، وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، كـ ف ر مهجاة، يقرؤه كل مؤمن، كاتب وغير كاتب، يَرِدُ كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة، حرّمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد، إلا من تبعه، ومعه نهران، وذكر الحديث وفيه طول. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أبو الزبير مدلس وقد عنعن. ولم ينفرد به إبراهيم بن طهمان بل تابعه زياد بن سعد الخراساني عن أبي الزبير به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9195) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن زياد به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن زياد إلا زمعة" وقال الهيثمي: وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف" المجمع 7/ 349 759 - حديث جابر: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم، فقال: "انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن تغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 892) فذكره" (¬1) 760 - عن زيد بن أسلم مرسلاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلين "أيكما أطب؟ " قالا: يا رسول الله، وفي الطب خير، قال: "أنزل الداء الذي أنزل الدواء" قال الحافظ: أخرجه مالك في "الموطأ" (¬2) مرسل أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 943 - 944) عن زيد بن أسلم أن رجلاً في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابه جرح فاحتقن الجرح الدم، وإنّ الرجل دعا رجلين من بني أنمار فنظرا إليه فزعما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهما "أيكما أطب؟ " فقالا: أوفي الطب خير يا رسول الله؟ فزعم زيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء" قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في "الموطأ" منقطعا عن زيد بن أسلم عند جماعة رواته فيما علمت" التمهيد 5/ 263 قلت: ولقوله "أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء" شواهد كثيرة منها: حديث أبي هريرة رفعه إما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" أخرجه البخاري (فتح 12/ 240) وحديث ابن مسعود رفعه "إنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء" وسيأتي وحديث أنس "إنّ الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا" وسيأتي وحديث أسامة بن شريك "تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء" وسيأتي وحديث جابر"لكل داء دواء" وسيأتي وحديث أبي الدرداء "إنّ الله جعل لكل داء دواء" وسيأتي. 761 - أنزل الله على أمتي أمانين، فذكر هذه الآية {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] قال: فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار" قال الحافظ: وروى الترمذي من حديث أبي موسى رفعه قال: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 4/ 238 (كتاب الحج- باب سقاية الحاج) (¬2) 12/ 240 (كتاب الطب) (¬3) 9/ 379 (كتاب التفسير: سورة الأنفال- باب قوله: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر)

أخرجه الترمذي (¬1) (3082) عن سفيان بن وكيع ثنا ابن نمير عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد بن يوسف عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه رفعه "أنزل الله عليّ أمانين لأمتي {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} [الأنفال: 33] إذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة" وقال: هذا حديث غريب، وإسماعيل بن مهاجر يضعف في الحديث" قلت: وسفيان بن وكيع ضعيف، وعباد بن يوسف مجهول كما في "التقريب". 762 - وعنه -أي عبد الله بن أنيس- قال: قلت: يا رسول الله، إن لي بادية أكون فيها فمرني بليلة القدر، قال: "أنزل ليلة ثلاث وعشرين" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر حديث "التمسوها الليلة" 763 - حديث نصر بن دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة بن الأكوع، واسم الأكوع سنان: "أنزل يا ابن الأكوع فاحد لنا من هنياتك" قال الحافظ: وعند ابن إسحاق من حديث نصر بن دهر الأسلمي فذكره. وقال: وفي حديث نصر بن دهر عند ابن إسحاق: فقال عمر: وجبت يا رسول الله" (¬3) أخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 328 - 329) قال: ثني محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي أنّ أباه حدثه: فذكره، وزاد: قال: فنزل يرتجز برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا إنا إذا قوم بغوا علينا ... وإنْ أرادوا فتنة أبينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إنْ لاقينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يرحمك الله" فقال عمر بن الخطاب: وجبت والله يا رسول الله، لو أمتعتنا به! فقتل يوم خيبر شهيدا. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه القاضي عياض في "الشفا" (1/ 64) (¬2) 5/ 168 (كتاب صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬3) 9/ 4 و5 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

وأخرجه أحمد (3/ 431) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 100) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2380) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 160) وأبو نعيم في "الصحابة" (6442) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 124 - 125 و5/ 316) من طرق عن ابن إسحاق به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 148 - 149 قلت: ابن إسحاق صدوق، وأبو الهيثم تفرد محمَّد بن إبراهيم التيمي بالرواية عنه فهو مجهول. 764 - "أنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد والبيهقي في "الشعب" عن واثلة بن الأسقع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 107) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عمران أبو العوام عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً "أنزلت صحف إبراهيم -عليه السلام- في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان" وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 231) والطبري في "تفسيره" (2/ 145) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (519 و 1649 و 6105 و 6399 و 6455 و 6468 و 8108 و 8337 و 11320 و 14080) والطبراني في "الكبير" (22/ 75) و"الأوسط" (3752) والبيهقي في "الأسماء" (ص 302) وفي "الشعب" (2053) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 9) وفي "الوسيط" (1/ 280) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1818) من طرق عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني أنا عمران أبو العوام القطان به. وزاد "وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان" (¬2) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، ولا يُروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه عمران بن دَاوَر القطان ضعفه يحيى، ووثقه ابن حبان، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 197 ¬

_ (¬1) 10/ 378 (كتاب فضائل القرآن- باب كيف نزل الوحي) (¬2) لم يذكر الطبري وابن أبي حاتم في روايتهما هذه الزيادة.

قلت: وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي المليح. وخالفه عبيد الله بن أبي حميد البصري رواه عن أبي المليح ثنا جابر بن عبد الله قال: أنزل الله صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة على موسى لست خلون من رمضان، وأنزل الزبور على داود في إحدى عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - في أربع وعشرين خلت من رمضان" أخرجه أبو يعلى (2190) عن سفيان بن وكيع ثنا أبي عن عبيد الله به. قال الهيثمي: وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف" المجمع 1/ 197 قلت: وعبيد الله بن أبي حميد قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث. 765 - حديث الجارود العبدي قال: قلت: يا رسول الله، اللُّقَطَة نجدها؟ قال: "انشدها ولا تكتم ولا تغيب" قال الحافظ: رواه الطبراني" (¬1) له عن الجارود طريقان: الأول: يرويه سعيد الجُرَيْرِي واختلف عنه: • فقيل: عنه عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخّير عن أخيه مُطَرِّف بن عبد الله بن الشخير ثني أبو مسلم الجَذَمِي عن الجارود رفعه "ضالة المسلم حرق النار، ضالة المسلم حرق النار، ضالة المسلم حرق النار لا تقربنها" قال: فقال رجل: يا رسول الله، اللقطة نجدها؟ قال "انشدها ولا تكتم ولا تغيب، وإنْ جاء ربها فادفعها إليه، وإلا فمال الله يؤتيه من يشاء". أخرجه أحمد (5/ 80) والطبراني في "الكبير" (2119) عن إسماعيل بن عُلية وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1637) والنسائي في "الكبرى" (5792 و 5810) والطحاوي في "المشكل" (4725) عن يزيد بن زُرَيْع البصري وابن أبي عاصم (1638) ¬

_ (¬1) 6/ 6 (كتاب الخصومات- باب ضالة الإبل)

عن خالد بن عبد الله الطحان والطبراني في "الكبير" (2122) و"الصغير" (2/ 28 - 29) عن هلال بن حِق البصري والطبراني في "الكبير" (2120) عن عبد الوارث بن سعيد البصري و (2121) وأبو نعيم في "المعرفة" (1645) عن بشر بن المفضل البصري والبيهقي في "المعرفة" (9/ 81 - 82) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف كلهم عن الجريري به. • وقيل: عن الجريري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله عن أبي مسلم الجذمي عن الجارود. ليس فيه مطرفا. أخرجه الدارمي (2605) عن يزيد بن هارون أنا الجريري به. ويزيد بن هارون ممن سمع من الجريري بعد اختلاطه، قاله ابن معين في "التاريخ" (2/ 677) والعجلي في "الثقات" (ص 181) والبيهقي في "السنن" (9/ 360) • وقيل: عن الجريري عن أبي العلاء عن أخيه مطرف عن أبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 1367) والحاكم (2/ 64) من طريق حماد بن سلمة عن الجريري به. قال البزار: لا نعلم أسند مطرف عن أبي هريرة إلا هذا" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 167 قلت: حماد بن سلمة ثقة إلا أنّه تغير بأخرة كما في "التقريب". والأول أصح لأنّ إسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وخالد بن عبد الله وعبد الوارث بن سعيد وبشر بن المفضل سمعوا من الجريري قبل اختلاطه. وأبو العلاء يزيد بن عبد الله وأخوه مطرف ثقتان، وأبو مسلم الجذمي ترجمه البخاري

وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ووثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف". وقال الحافظ: مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. الثاني: يرويه قتادة عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن الجارود أبا المنذر أخبره أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضوال فقال "ضالة المسلم حرق النار" ولم يذكر اللقطة. أخرجه ابن أبي عاصم (¬1) في "الآحاد" (1640) والطبراني في "الكبير" (2109) و "الأوسط" (¬2) (5962) والخطيب في "الموضح" (1/ 312) من طريق أبي كامل الجَحْدَري ثنا أبو معشر البراء ثنا المثنى بن سعيد ثني قتادة به. وأبو معشر البراء واسمه يوسف بن يزيد البصري صدوق، والباقون ثقات إلا أنّ قتادة مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن باباه. والحديث سيأتي الكلام عليه أيضاً في حرف الضاد فانظر "ضالة المسلم حرق النار". 766 - قال أنس: انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيت المقدس وهو يصلي الظهر بوجهه إلى الكعبة. قال الحافظ: وأخرج البزار من حديث أنس: فذكره، وللطبراني نحوه من وجه آخر عن أنس، وفي كل منهما ضعف" (¬3) ضعيف أخرجه البزار (كشف 420) والطبري في "تفسيره" (2/ 3 - 4) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا أبو عاصم ثنا عثمان بن سعد الكاتب ثنا أنس بن مالك قال: انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس وهو يصلي الظهر وانصرف بوجهه إلى الكعبة فقال السفهاء من الناس {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]. قال الهيثمي: وفيه عثمان بن سعد ضعفه يحيى القطان وابن معين وأبو زرعة، ووثقه أبو نعيم الحافظ، وقال أبو حاتم: شيخ" المجمع 2/ 13 قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عبد الله بن باباه" (¬2) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا المثنى بن سعيد، ولا عن المثنى إلا أبو معشر البراء، تفرد به كامل الجحدري" (¬3) 2/ 49 (كتاب الصلاة- باب التوجه نحو القبلة حيث كان)

767 - حديث المِسْوَر ومروان قالا: انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة فأعطاه الله فيها خيبر بقوله {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} [الفتح: 20] يعني خيبر فقدم المدينة في ذي الحجة فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم" قال الحافظ: وروى يونس بن بكير في "المغازي" عن ابن إسحاق في حديث المسور ومروان قالا: فذكراه" (¬1) حسن أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 159 - 160 و 197) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا الزهري عن عروة عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم في قصة الحديبية قالا: ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعا، فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1] فكانت القضية في سورة الفتح، وما ذكر الله من بيعة رسوله تحت الشجرة، فلما آمن الناس وتفاوضوا لم يُكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه، فقد دخل في تينك السنتين في الإِسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك، وكان صلح الحديبية فتحا عظيما. وإسناده حسن. 768 - قصة الأعرابي الذي جبذ رداءه - صلى الله عليه وسلم - فدعا رجلاً فأمره أنْ يحمل له على بعيره تمرا وشعيرا، وفي آخره: ثم التفت إلينا فقال "انصرفوا رحمكم الله تعالى" قال الحافظ: ثم راجعت سنن أبي داود فوجدت في آخر الحديث ما يؤيد ما قلته وهو: فذكره" (¬2) أخرجه أبو داود (4775) من طريق محمَّد بن هلال المدني أنه سمع أباه يحدث قال: قال أبو هريرة وهو يحدثنا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس معنا في المجلس يحدثنا، فإذا قام قمنا قياما حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدثنا يوما، فقمنا حين قام، فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمّر رقبته، وكان رداء خشنا، فالتفت، فقال له الأعرابي: احمل لي على بعيري هذين، فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا، وأستغفر الله، لا، وأستغفر الله، لا، وأستغفر الله، لا أحمل لك حتى تقيدني من ¬

_ (¬1) 9/ 3 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر) (¬2) 13/ 292 (كتاب الاستئذان- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم)

جبذتك التي جبذتني" فكل ذلك يقول له الأعرابي: والله لا أقيدكها، فذكر الحديث، قال: ثم دعا رجلاً فقال له "احمل له على بعيريه هذين: على بعير شعيرا، وعلى الآخر تمرا" ثم التفت إلينا فقال "انصرفوا على بركة الله تعالى" وسيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان يحدثنا فإذا قام قمنا" 769 - عن النعمان بن بشير أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الرقيم قال "انطلق ثلاثة فكانوا في كهف فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم" الحديث قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني بإسناد حسن. وقال: زاد الطبراني في حديث النعمان بن بشير من وجه آخر "إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط من خشية الله حتى سدّ فم الغار" وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "إنكم لن تجدوا شيئاً خيرا من أنْ يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط" وقال: ووقع في حديث النعمان بن بشير بيان السبب في ترك الرجل أجرته ولفظه "كان لي أجراء يعملون فجاءنى عمال فاستأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم، فجاء رجل ذات يوم نصف النهار فاستأجرته بشرط أصحابه فعمل في نصف نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله فرأيت عليّ في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله، فقال رجل منهم: تعطي هذا مثل ما أعطيتني، فقلت: يا عبد الله، لم أبخسك شيئا من شرطك وإنما هو مالي أحكم فيه بما شئت، قال: فغضب وذهب وترك أجره. وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فبذرته على حدة فأضعف، ثم بذرته فأضعف حتى كثر الطعام" وفيه "فقال: أتظلمني وتسخر بي" وفي رواية له "ثم مرت بي بقر فاشتريت منها فصيلة فبلغت ما شاء الله" وقال: وفي حديث النعمان "رجاء رحمتك ومخافه عذابك" وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فانصدع الجبل حتى رأوا الضوء" وقال: ووقع في حديث النعمان "مائة دينار" وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فلما كشفتها" وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فلما أمكنتني من نفسها بكت، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: فعلت هذا من الحاجة، فقلت: انطلقي" وفي رواية أخرى عن النعمان "أنها ترددت إليه ثلاث مرات تطلب منه شيئاً من معروفه ويأبى عليها إلا أنْ تمكنه من نفسها،

فأجابت في الثالثة بعد أنْ استأذنت زوجها فأذن لها وقال لها: أغني عيالك، قال: فرجعت فناشدتني بالله فأبيت عليها فأسلمت إليّ نفسها، فلما كشفتها ارتعدت من تحتي فقلت: ما لك؟ قالت: أخاف الله رب العالمين، فقلت: خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء، فتركتها" وقال: وجاء عن النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان أحدها عند أحمد والبزار وكلها عند الطبراني" (¬1) صحيح وله عن النعمان بن بشير طرق: الأول: يرويه عبد الصمد بن معقل اليماني قال: سمعت وهب بن منبه يقول: ثني النعمان أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الرقيم فقال "إن ثلاثة كانوا في كهف فوقع الحبل على باب الكهف فأوصد عليهم ... " فذكر حديث الكهف بطوله. أخرجه أحمد (4/ 274 - 275) عن إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه الصنعاني ثني عبد الصمد به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 80) وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (44) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2028) وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (8) والبزار (3291) وأبو يعلى (الإتحاف 8309) والطبراني في "الدعاء" (190) وفي "الأحاديث الطوال" (41) وابن الأعرابي (560) وابن جُميع في "معجمه" (ص 205 و 206) وأبو سعيد النقاش (45) من طرق عن إسماعيل بن عبد الكريم به. وإسناده صحيح رجاله ثقات، ولم ينفرد عبد الصمد بن معقل به بل تابعه: 1 - عبد الله بن بَحِير بن رَيسَان المرادي أبو وائل القاص الصنعاني. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (190) و"الأوسط" (2328) عن إبراهيم بن محمَّد بن برة الصنعاني ثنا محمَّد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني قال: سمعت عبد الله بن بحير القاص يذكر عن وهب بن منبه عن النعمان. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 79) عن الطبراني به. ¬

_ (¬1) 7/ 317 - 322 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

وعبد الله بن بحير وثقه ابن معين، وابن شروس ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وابن برة ترجمه الذهبي في "السير" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. 2 - عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (190) و"الأوسط" (2329) عن إبراهيم بن محمَّد بن بَرَّة الصنعاني ثنا محمَّد بن عبد الرحيم ثنا رباح بن زيد عن عبد الله بن سعيد به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 80) عن الطبراني به. وعبد الله بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا , ولم يذكرا عنه راويا إلا رباح بن زيد فهو مجهول، ورباح بن زيد هو الصنعاني وثقه النسائي وغيره، ومحمد بن عبد الرحيم وإبراهيم بن محمَّد تقدما. الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن سِماك بن حرب عن النعمان. أخرجه البزار (3289) والطبراني في "الدعاء" (191) عن مؤمل بن إسماعيل البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2030) عن يحيى بن السكن البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده حسن، مؤمل (¬1) صدوق كثير الخطأ، ويحيى بن السكن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وسِماك بن حرب صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وقد احتج به مسلم في روايته عن النعمان بن بشير. ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه أبو سعد سعيد بن المَرزُبان البَقَّال عن سماك به. أخرجه البزار (3290) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 72 - 74) عن علي بن حرب الموصلي أنا عبد الرحمن بن الحسن أبو مسعود الزجاج أنا أبو سعد به. ¬

_ (¬1) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان مرفوعاً إلا مؤمل" وقد تابعه يحيى بن السكن كما ترى. وخالفهما سريج بن النعمان فلم يرفعه. أخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (11)

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (191) عن علي بن سعيد الرازي ثنا علي بن حرب به. قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي سعد إلا أبو مسعود وكان ثقة، ولا نعلم أسند أبو سعد عن سماك غير هذا الحديث" قلت: أبو سعد البقال فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. الثالث: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال إسرائيل بن يونس: أنا أبو إسحاق عن رجل من بجيلة عن النعمان. أخرجه البزار (3288) عن مؤمل بن إسماعيل البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2027) وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (9) عن عبيد الله بن موسى الكوفي كلاهما عن إسرائيل به. - وقال الأعمش: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن النعمان. أخرجه ابن أبي عاصم (2026) وأبو يعلى (الإتحاف 8308) عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير ثنا ابن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (10) الطبراني في "الدعاء" (189) وأبو سعيد النقاش (46 و 47) من طرق عن محمَّد بن عبد الله بن نمير ثنا محمَّد بن أبي عبيدة بن معن به. وأخرجه البزار (3292) عن إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد الكوفي أبي شيبة أنا محمَّد بن أبي عبيدة به (¬1). - وقال أبو سنان سعيد بن سنان البُرْجُمي: عن أبي إسحاق عن النعمان أخرجه ابن أبي عاصم (2029) عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير ثنا إسحاق بن سليمان الرازي ثنا أبو سنان به. ¬

_ (¬1) وقال: وحديث أبو إسحاق عن رجل من بجيلة لا نعلم أحدا سماه إلا محمَّد بن أبى عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي إسحاق فقال: عن عمرو بن شرحبيل عن النعمان بن بشير، وعمرو بن شرحبيل بجلي"

770 - حديث زيد بن أرقم "انطلق حتى تأتي أبا بكر فقل له: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول لك: أبشر بالجنة، ثم انطلق إلى عمر كذلك، ثم انطلق إلى عثمان كذلك" وزاد "بعد بلاء شديد" قال: فانطلق فذكر أنه وجدهم على الصفة التي قال له وقال: أين نبي الله؟ قلت: في مكان كذا وكذا، فانطلق إليه وقال في عثمان: فأخذ بيدي حتى أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنّ زيداً قال لي كذا والذي بعثك بالحق ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك فأيّ بلاء يصيبني؟ فقال "هو ذاك" قال الحافظ: ووقع في حديث زيد بن أرقم عند البيهقي في "الدلائل" فذكره، قال البيهقي: إسناده ضعيف" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الأوسط" (872) عن سعيد بن سليمان الواسطي والبيهقي في "الدلائل" (6/ 389 - 390) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 143 - 144) عن خلاد بن يحيى الكوفي وخيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص 103 - 104) وابن عساكر (ص 141 - 142و142 - 143) عن عبد الصمد بن النعمان الجوهري ثلاثتهم عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن إبراهيم بن محمَّد بن حاطب عن عبد الرحمن بن مُحَيْريز عن زيد بن أرقم قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "انطلق حتى تأتي أبا بكر، فتجده في داره جالسا محتبيا، فقل له: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتى تأتي الثنية، فتلقى عمر فيها على حمار تلوح صلعته، فقل له: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتى تأتي السوق, فتلقى عثمان فيها يبيع ويبتاع، فقل له: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاءً شديد" فانطلقت، فأتيت أبا بكر، فوجدته في بيته جالسا ¬

_ (¬1) 8/ 37 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

محتبيا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة. قال: وأين رسول الله؟ قلت: في مكان كذا وكذا، فقام إليه، ثم أتيت الثنية، فإذا فيها عمر على حمار تلوح صلعته كما قال رسول الله. فقلت: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، قال: وأين رسول الله؟ فقلت: في مكان كذا وكذا، فانطلق إليه، ثم انطلقت حتى أتيت السوق، فلقيت عثمان يبيع ويبتاع كما قال رسول الله، فقلت: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاءً شديد، فقال: وأين رسول الله؟ قلت: في مكان كذا وكذا، فأخذ بيدي فجئنا جميعاً حتى أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له عثمان: يا رسول الله، إنّ زيدا أتاني فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاءً شديد، فأي بلاءً يصيبني يا رسول الله؟ والذي بعثك بالحق ما تعنيت ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، فقال "هو ذاك" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5061) من طريق أبي يحيى عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الأعلي بن أبي المساور عن الشعبي عن زيد بن أرقم قال: فذكره مختصرا، وقال في آخره "إنّ الله مُقَمصك قميصا فإن أرادك المناففون على خلعه فلا تخلعه". قال الطبراني في "الأوسط": لا يُروى هذا الحديث عن زيد بن أرقم إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الأعلى بن أبي المساور" وقال البيهقي: عبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف الحديث" وقال الذهبي: هذا حديث غريب تفرد به عبد الأعلى وهو واه" سير الأعلام وقال الهيثمي: وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وقد ضعفه الجمهور ووثق في رواية عن يحيى بن معين والمشهور عنه تضعيفه" المجمع قلت: هو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. 771 - حديث معاوية بن الحكم: بينا أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصفة فجعل يوجه الرجل مع الرجل من الأنصار، والرجلين والثلاثة حتى بقيت في أربعة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خامسنا فقال "انطلقوا بنا" فقال "يا عائشة عشينا". قال الحافظ: وله (أي أبي نعيم في "الحلية") من حديث معاوية بن الحكم: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 64 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فقال الصلت بن دينار البصري: عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن الحكم بن معاوية- كذا وقع في كتابي الحكم بن معاوية وإنما هو معاوية بن الحكم- (¬1) قال: بينا أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصفة، فجعل يوجه الرجل من المهاجرين مع الرجل من الأنصار، والرجلين والثلاثة حتى بقيت في أربعة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خامسنا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "انطلقوابنا" فلما جئنا قال "يا عائشة عشينا" فجاءت بجشيشة فأكلنا، ثم قال "ياعائشة أطعمينا" فجاءت بحيسة فأكلنا، ثم قال "يا عائشة اسقينا" فجاءت بجريعة من لبن فشربنا ثم قال "يا عائشة اسقينا" فجاءت بعس من ماء فشربنا، ثم قال "من شاء منكم أنْ ينطلق إلى المسجد فلينطلق، ومن شاء منكم بات ههنا" فقلنا، بل ننطلق إلى المسجد. قال: فبينا أنا نائم على بطني إذا أنا برجل يرفسني برجله في جوف الليل، فرفعت رأسي فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "قم فإنّ هذه ضجعة يبغضها الله -عز وجل-". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 33) وقال: رواه الأوزاعي وهشام وشيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن طخفة عن أبيه نحوه" قلت: وروايتهم أصح من رواية الصلت بن دينار، والصلت متروك الحديث كما قال أحمد والفلاس وغيرهما، وقال أبو داود وابن سعد وغيرهما: ضعيف. ورواه عن يحيى بن أبي كثير أيضاً أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك القناد ويحيى بن عبد العزيز الأردني وموسى بن خلف العمي ومحمد بن جابر السُّحَيمي. - فأما حديث الأوزاعي فاختلف عنه فيه: • فرواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي واختلف عنه: فقال محمَّد بن الصبّاح الجَرْجَرائي: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن قيس بن طخفة الغفاري عن أبيه قال: فذكر الحديث. أخرجه ابن ماجه (3723) وقال داود بن رشيد الهاشمي: ثنا الوليد ثنا الأوزاعي ثني يحيى ثني أبو سلمة عن ابن قيس بن طخفة ثني أبي. ¬

_ (¬1) القائل أبو نعيم.

أخرجه الحربي في "إكرام الضيف" (62) وقال محمود بن خالد الدمشقي: عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن ابن قيس بن طخفة عن أبيه. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6697) وتابعه عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عن الوليد بن مسلم به. أخرجه ابن حبان (5550) عن عبد الله بن محمَّد بن سلم عن دحيم به. ورواه الحربي (62) عن دحيم فقال فيه: حدثني أبو سلمة عن ابن قيس. • ورواه ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طهفة عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8230) • ورواه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ثني قيس بن طخفة ثني أبي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6620) • ورواه الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن إبراهيم التيمي ثني ابن ليعيش بن طخفة عن أبيه. أخرجه النسائي (6696) عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه به (¬1). • ورواه مبشر بن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن إبراهيم التيمي ثني عطية بن قيس عن أبيه. أخرجه النسائي (6619) قال المزي: كذا قال وهو وهم" تحفة الأشراف 4/ 210 - وأما حديث هشام الدَّسْتُوَائي فأخرجه أحمد (3/ 429 - 430 و5/ 426 - 427) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 98) عن إسماعيل بن عُلية ¬

_ (¬1) رواه أبو العباس محمَّد بن يعقّوب عن العباس بن الوليد بن مزيد فقال: عن قيس الغفاري عن أبيه. أخرجه الحاكم (4/ 270 - 271)

وأبو داود (5040) والنسائي في "الكبرى" (6622) عن معاذ بن هشام الدستوائي والنسائي (6695) والحربي (57) وأبو القاسم البغوي (1372) عن خالد بن الحارث البصري والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 366) عن معاذ بن فضالة البصري والحربي (58) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي و (60) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1372) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري كلهم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة بن قيس قال: كان أبي ... فذكره ولم يقل عن أبيه (¬1). ورواه غيرهم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8227) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 373 - 374) وفي "الصحابة" (3973) عن حجاج بن نُصير البصري والطبراني (8228) عن إبراهيم بن طهمان كلاهما عن الدستوائي به - وأما حديث شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (607) وأحمد (3/ 430 و 5/ 427) وابن ماجه (752) والحربي (61) والنسائي (6621) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1971) والطبراني في "الكبير" (8232) وأبو نعيم في ¬

_ (¬1) رواه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 365 - 366) عن معاذ بن هشام فقال فيه عن أبيه.

"الصحابة" (5729) والبيهقي في "الآداب" (977) من طرق عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أني يعيش بن قيس بن طخفة عن أبيه. - وأما حديث أبي إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك القناد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (8229) من طريق يحيى بن درُسْت البصري ثنا أبو إسماعيل القناد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طهفة أو طخفة عن أبيه. ورواه لوين في "حديثه" (117) عن أبي إسماعيل فقال: عن يعيش بن طهفة عن أبيه. - وأما حديث يحيى بن عبد العزيز فأخرجه الطبراني في "الكبير" (8231) من طريق عمر بن يونس ثنا يحيى بن عبد العزيز عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش الغفاري عن أبيه. - وأما حديث موسى بن خلف فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1187) وفي "الكبير" (2/ 2/ 366) عن خلف بن موسى بن خلف ثنا أبي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة الغفاري أن أباه أخبره (¬1). وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 366) عن موسى بن إسماعيل البصري عن موسى بن خلف فقال: يعيش عن طهفة. واختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن، فقال أحمد (5/ 426): ثنا يزيد أنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن قال: بينا أنا جالس مع أبي سلمة بن عبد الرحمن إذ طلع علينا رجل من بني غفار ابن لعبد الله بن طهفة فقال أبو سلمة: ألا تخبرنا عن خبر أبيك قال: حدثني أبي عبد الله بن طهفة، وذكر الحديث. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 366) عن آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي ذئب به. وأخرجه الحربي (56) عن عاصم بن علي الواسطي ثنا ابن أبي ذئب به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (1715) من طريق عبد الله بن وهب أنا ابن أبي ذئب به. و (1716) من طريق حسين بن محمَّد المروذي ثنا ابن أبي ذئب به. ¬

_ (¬1) وخالف مَعْمَر الجميع فرواه عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رجلاً من أهل الصفة قال: فذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (19802) عن عمر به. وأخرجه الحربي (63) عن محمَّد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق به. ورواه لوين (118) عن عبد الرزاق فقال فيه: عن أبي سلمة حدثني رجل من أهل الصفة.

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (336) من طريق أبي داود الطيالسي ثنا ابن أبي ذئب به. - وأما حديث محمَّد بن جابر فأخرجه الحربي (64) عن مسدد ثنا محمَّد بن جابر عن يحيى بن أبي كثير عن عياش بن أبي طخفة قال: مرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل. 772 - عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مشى معهم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم فقال: "انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم" قال الحافظ: وعند ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 55 - 56) قال: حدثني ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس به. وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4255) وأحمد (1/ 266) والطبري في "تاريخه" (2/ 490) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 199 - 200) من طرق عن ابن إسحاق به. قال الحافظ: هذا إسناد حسن متصل" المطالب 4/ 392 قلت: وهو كما قال، وابن إسحاق صدوق، وثور وعكرمة ثقتان. 773 - عن المغيرة أنّه خطب امرأة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انظر إليها فإنه أحْرَى أنْ يدوم بينكما" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان" (¬2) ورد من حديث المنيرة بن شعبة ومن حديث أنس بن مالك. فأما حديث المغيرة فأخرجه عبد الرزاق (10335) وأحمد (4/ 244 - 245) والدارمي (2178) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 14) والطبراني في "الكبير" (20/ 433) عن سفيان الثوري وسعيد بن منصور (518) عن سفيان بن عُيينة ¬

_ (¬1) 8/ 340 (كتاب المغازي- باب قتل كعب بن الأشرف) (¬2) 11/ 85 (كتاب النكاح - باب النظر إلى المرأة قبل التزويج)

وسعيد (516) والطبراني في "الكبير" (20/ 434) والدارقطني (3/ 252) والبيهقي (7/ 84 - 85) والخطيب في "التاريخ" (7/ 344) عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط وسعيد (517) وابن أبي شيبة (4/ 355) وابن الجارود (675) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 14) والدارقطني (3/ 252) والبيهقي (7/ 84) والبغوي في "شرح السنة" (2247) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي والترمذي (1087) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة والنسائي (6/ 57) وفي "الكبرى" (5346) عن حفص بن غياث الكوفي والحربي في "الغريب" (3/ 1138) والطبراني في "الكبير" (20/ 434) عن عبد الواحد بن زياد البصري وأحمد بن منيع وابن أبي عمر في "مسنديهما" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 101) عن مروان بن معاوية الكوفي والطبراني في "الكبير" (20/ 434) عن السكن بن إسماعيل الأصم البصري كلهم عن عاصم بن سليمان الأحول عن بكر بن عبد الله المزني عن المغيرة بن شعبة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته أني خطبت امرأة، فقال "هل رأيتها؟ " قلت: لا، قال "فانظر إليها فإنه أحرى أنْ يؤدم بينكما" قال: فأتيتهم فأخبرتهم بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندها أبوها فسكتا، فقالت المرأة: إني أحرج عليك إنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرك أنْ تنظر إليّ، وإنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرك أنْ تنظر إليّ لما نظرت، ورفعت السَّجْف، فنظرت إليها فتزوجتها، فما نزلت مني امرأة قط بمنزلتها، وقد تزوجت سبعين امرأة أو بضعة وسبعين. وخالفهم جرير بن حازم البصري فرواه عن عاصم الأحول عن بكر بن عبد الله المزني قال: خطب المغيرة بن شعبة امرأة فذكر أمرها للنبي - صلى الله عليه وسلم -. مرسل

أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 434) والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: عاصم وبكر ثقتان، إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع بكر من المغيرة. وخالفه الدارقطني فأثبت له السماع منه كما في التلخيص" (3/ 146) (¬1) والحديث لم ينفرد به عاصم الأحول بل تابعه ثابت البناني عن بكر بن عبد الله أنّ المغيرة بن شعبة قال: فذكره. أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10335) عن مَعْمَر عن ثابت به. ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1866) والطبراني في "الكبير" (20/ 433) والدارقطني (3/ 253) قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 100 قلت: إن ثبت سماع بكر من المغيرة فالإسناد صحيح وإلا فلا (¬2). وأما حديث أنس فأخرجه عبد الرزاق في "أماليه" (114) عن معمر عن ثابت عن أنس قال: أراد المغيرة أن يتزوج امرأة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أنْ يؤدم بينكما" قال: فنظرت إليها فتزوجتها، قال: فذكر من موافقتها. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1254) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن ماجه (1865) وابن الجارود (676) وابن حبان (4043) والدارقطني (3/ 253) والحاكم (2/ 165) والبيهقي (7/ 84) وفي "الصغرى" (2353) وفي "معرفة السنن" (10/ 22) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الدارقطني: الصواب عن ثابت عن بكر المزني" ¬

_ (¬1) بين وفاتيهما ثمانية وخمسون سنة فما أظنه سمع منه فإني لم أره ذكر سماعا من المغيرة والله أعلم. (¬2) طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (9283) ثنا هاشم بن مرثد الطبراني ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا عبدالله بن كثير القارئ ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن أبيه عن المغيرة رفعه "يا مغيرة إذا أردت أنْ تنكح امرأة فلا تنكحها حتى تنظر إليها" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بن أبي حسين إلا زهير بن محمد، ولا عن زهير إلا عبد الله بن كثير، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن" قلت: هاشم بن مرثد قال ابن حبان: ليس بشيء، وقال الذهبي: ما هو بذاك المجود (السير 13/ 270)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 100 قلت: اختلف أحمد وابن معين في رواية معمر عن ثابت. فقال الفضل بن زياد: سئل أحمد عما روى معمر عن ثابت فقال: ما أحسن حديثه" المعرفة والتاريخ 2/ 166 وقال الغلابي: سمعت ابن معين قال: معمر عن ثابت ضعيف" تهذيب التهذيب 10/ 244 وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين قال: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام" تهذيب التهذيب 10/ 245 774 - عن أبي ذر قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - "انظر إلى أرفع رجل في المسجد في عينيك" قال: فنظرت إلى رجل في حلة. الحديث. قال الحافظ: ووقع في رواية جبير بن نفير عن أبي ذر عند أحمد وأبي يعلى وابن حبان بلفظ: فذكره. ووقع في رواية أخرى لابن حبان: سألني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل من قريش، فقال "هل تعرف فلانا؟ " قلت: نعم. وقال: وفي رواية ابن حبان: إذا سأل أُعطي، وإذا حضر أُدخل. وقال: وفي رواية ابن حبان: مسكين من أهل الصفة. وقال: زاد أحمد وابن حبان "عند الله يوم القيامة" وفي رواية ابن حبان الأخرى "خير من طلاع الأرض من الآخر" (¬1) له عن أبي ذر طريقان: الأول: يرويه الأعمش واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الأعمش ثني سفيان بن مُسْهِر عن خَرَشَة بن الحُرّ عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أبا ذر، انظر أرفع رجل في المسجد" قال: فنظرت، فإذا رجل عليه حلة، قلت: هذا، قال "انظر أوضع رجل في المسجد" قال: فنظرت، فإذا رجل ¬

_ (¬1) 14/ 54 و55 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)

عليه أخلاق، فقلت: هذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لهذا خير عند الله يوم القيامة من ملء الأرض من هذا" أخرجه وكيع في "الزهد" (144) عن الأعمش به. وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 222) وأحمد (5/ 157) وفي "الزهد" (ص 36) عن وكيع به. وتابعه. 1 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه أحمد (5/ 157) والحارث (1102) والبيهقي في "الشعب" (9996) 2 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه ابن حبان (681) - وقال غير واحد: عن الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر. منهم: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 222) وأحمد (5/ 157 و170) وهناد في "الزهد" (815) والبزار (3979) 2 - عبد الله بن نُمير. أخرجه أحمد (5/ 157) والبيهقي في "الشعب" (9997) 3 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 222) وأحمد (5/ 157) والبيهقي في "الشعب" (9997) 4 - محمد بن عبيد الطنافسي. أخرجه أحمد (5/ 157) - وقال يونس بن بكير الشيباني: عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر. أخرجه البزار (4018) عن أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس بن بكير به. - وقال الفضيل بن عياض: عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 115 - 116)

وقال: ثابت مشهور من حديث الأعمش" الثاني: يرويه عبد الرحمن بن جبير بن نُفَير عن أبيه عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أبا ذر: أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "فترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب" ثم سألني عن رجل من قريش، فقال "هل تعرف فلانا؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "فكيف تَراه وتُراه؟ " قلت: إذا سأل أُعطي، وإذا حضر أُدخل. ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال "هل تعرف فلانا؟ " قلت: لا والله ما أعرفه يا رسول الله. قال: فما زال يحليه وينعته حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول الله، قال: فكيف تَراه أو تُراه؟ " قلت: رجل مسكين من أهل الصفة، فقال "هو خير من طِلاَع الأرض من الآخر" قلت: يا رسول الله، أفلا يُعطى من بعض ما يُعطى الآخر؟ فقال "إذا أُعطي خيرا فهو أهله، وإن صرف عنه فقد أُعطي حسنة" أخرجه ابن حبان (685) وسيأتي الكلام عليه في حرف الياء. 775 - حديث أبي هريرة: قال رجل إنّه تزوج امرأة من الأنصار، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم - "أنظرت اليها" قال: لا، قال "فاذهب فانظر إليها فإنّ في أعين الأنصار شيئا" قال الحافظ: وقد ورد ذلك في أحاديث أصحها حديث أبي هريرة: فذكره، أخرجه مسلم (1424) والنسائي (6/ 57) " (¬1) 776 - "أُنظروا كثر هؤلاء جمعا للقرآن فاجعلوه أمام أصحابه" قال الحافظ: في حديث عبد الله بن ثعلبة عند ابن إسحاق: فكان يقول: فذكره" (¬2) هو حديث يرويه الزهري واختلف عنه، وقد تكلم الحافظ على هذا الاختلاف في كتاب الجنائز- باب الصلاة على الشهيد، وما بعده فراجعه (¬3). 777 - سأل ناس من الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أعاريب يأتوننا بلُحمان وجُبُن وسمن، ما ندري ما كُنْهُ إسلامهم، قال: "أُنظروا ما حزم الله عليكم فأمسكوا عنه، وما سكت عنه فقد عفا لكم عنه {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] اذكروا اسم الله عليه" ¬

_ (¬1) 11/ 85 (كتاب النكاح- باب النظر إلى المرأة قبل التزويج) (¬2) 8/ 378 (كتاب المغازي- باب من قتل من المسلمين يوم أحد) (¬3) وانظر أيضا كتاب الجهاد لابن أبي عاصم 2/ 475 بتحقيق مساعد بن سليمان الراشد.

قال الحافظ: وللطحاوي في "المشكل": فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الطحاوي في "المشكل" (754) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا محمد بن أبي بكر المُقَدَّمِي ثنا عَرْعَرَة بن البِرِنْد ثنا زياد بن جصّاص عن معاوية بن قرة عن أناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أعاريب يأتوننا بلُحمان مشرحة، والجبن، والسمن، والفراء ما ندري ما كُنْهُ إسلامهم، قال: فذكره. وإسناده ضعيف جدا، زياد بن أبي زياد الجصاص قال أبو زرعة، واهي الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي، ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. 778 - "انكحوا أمهات الأولاد، فإني أباهي بكم يوم القيامة" قال الحافظ: ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 171 - 172) عن حسن بن موسى الأشيب وابن عدي (2/ 856) عن يحيى بن عبد الله بكير المصري قالا: ثنا ابن لَهيعة ثني حُيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به مرفوعا. قال ابن عدي: بهذا الإسناد بضعة عشر حديثا عامتها مناكير" وقال الهيثمي: وفيه حيي بن عبد الله المعافري وقد وثق وفيه ضعف" المجمع 4/ 258 قلت: هو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وابن لهيعة كلما قال ابن معين والنسائي وغيرهما فالحديث ضعيف. ¬

_ (¬1) 12/ 55 (كتاب الذبائح- باب ذبيحة الأعراب) (¬2) 11/ 27 (كتاب النكاح- باب اتخاذ السراري)

779 - "أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره" قال الحافظ: ولابن حبان والطحاوي من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 109 - 110) والدارمي (2105) والبزار في "مسنده" (1098و1099) والنسائي (8/ 268) وفي "الكبرى" (5119) وأبو يعلى (694 و695) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (1/ 601) وابن حبان (5370) والدارقطني (4/ 251) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1660) والمزي في "التهذيب" (31/ 72) من طرق عن الضحاك بن عثمان المدني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه به مرفوعا. وفي لفظ "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قليل ما أسكر كثيره". قال الدرقطني: هذا حديث غريب من حديث عامر بن سعد عن أبيه، تفرد به بكير بن عبد الله بن الأشج" تهذيب الكمال 31/ 72 وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه" وقال المنذري في "مختصره": أجود أحاديث هذا الباب حديث سعد" نصب الراية 4/ 302 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. - ورواه محمد بن جعفر بن أبي كثير المدني عن الضحاك بن عثمان واختلف عنه: • فرواه سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر عن الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله عن عامر بن سعد عن أبيه مرفوعا. أخرجه النسائي (8/ 268) وفي "الكبرى" (5118) وابن الجارود (862) وابن المنذر في "الإقناع" (226) والهيثم بن كليب (104) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 216) والبيهقي (8/ 296) • ورواه المعتمر بن سليمان التيمي عن محمد بن جعفر فأسقط من إسناده بكير بن عبد الله وأوقفه على سعد. ¬

_ (¬1) 12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)

أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 1830) والأول أصح. قال الحافظ: رواه سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر فرفعه، وكذا رواه الوليد بن كثير عن الضحاك, وإسناده صحيح" 780 - "أَنَّ أبا ذر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان فتلا عليه {لَيْسَ الْبِرَّ} [البَقَرَة: 177] إلى آخرها" قال الحافظ: رواه عبد الرزاق وغيره من طريق مجاهد: فذكره, ورجاله ثقات، وإنما لم يسقه المؤلف لأنّه ليس على شرطه" (¬1) له عن أبي ذر طريقان: الأول: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن مجاهد عن أبي ذر أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الإيمان؟ فتلا عليه {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} [البَقَرَة: 177] إلى آخر الآية، ثم سأله أيضا فتلاها عليه، ثم سأله أيضا فقال "إذا عملت حسنة أحبها قلبك، وأما عملت سيئة أبغضه قلبك" أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1539) عن أبيه ثنا عبيد بن هشام الحلبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عامر بن شفي عن عبد الكريم به. قال ابن كثير: وهذا منقطع فإنّ مجاهدا لم يدرك أبا ذر فإنّه مات قديما" التفسير 1/ 207 قلت: وعامر بن شفي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا عبيد الله بن عمرو الرقى فهو مجهول (¬2)، وعبيد بن هشام مختلف فيه، والباقون ثقات. وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1067 و1080) من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه" (20110) أنا مَعْمَر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد أنّ أبا ذر سأل ... فذكر الحديث وليس فيه قوله "إذا عملت حسنة ... " إلى آخره (¬3). ¬

_ (¬1) 1/ 57 (كتاب الإيمان- باب أمور الإيمان) (¬2) وتابعه موسى بن أعين ثنا عبد الكريم بن مالك الجزري به. أخرجه الحاكم (2/ 272) وقال: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كيف وهو منقطع" (¬3) وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3548) عن عبد الرزاق به. =

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال: ما الإيمان؟ فقرأ عليه هذه الآية {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} [البَقَرَة: 177] حتى فرغ منها، فقال الرجل: ليس عن البر سألتك، فقال أبو ذر: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عما سألتني عنه فقرأ عليه هذه الآية فأبى أنْ يرضى كما أبيت أنْ ترضى، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشار بيده "المؤمن إذا عمل حسنة سرّته ورجا ثوابها، وإذا عمل سيئة أحزنته وخاف عقابها" أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 2958) وعبد بن حميد وابن مردويه (¬1) وابن نصر في "الصلاة" (408) وابن بطة في "الإبانة" (1068) والواحدي في "الوسيط" (1/ 263 - 264) قال ابن كثير: وهذا أيضا منقطع" وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الاتحاف 1/ 98 781 - عن عمر أَنَّ أعرابيا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرنب يهديها إليه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها فيأكل منها من أجل الشاة التي أهديت إليه بخيبر" قال الحافظ: أخرجه إسحاق بن راهويه والبيهقي في "الشعب" من طريق يزيد بن الحوتكية عن عمر، وسنده حسن" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما منعك أنْ تأكل؟ " 782 - حديث عمير بن سلمة أَنَّ البَهْزي أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ظبيا وهو محرم فأمر أبا بكر أن يقسمه بين الرفاق. قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وغيره" (¬3) صحيح ¬

_ = وأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (409) عن إسحاق به. قال الحافظ: هذا مرسل صحيح الإسناد" (¬1) تفسير ابن كثير1/ 207 - الدر المنثور 1/ 411 (¬2) 12/ 86 (كتاب الذبائح- باب الضب) (¬3) 4/ 405 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب إذا أهدي للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)

يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله واختلف عنه: - فرواه يحيي بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن يحيي بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري عن البهزي أنّ رسول الله خرج يريد مكة وهو محرم، حتى إذا كان بالرَّوْحَاء إذا حمار وحشي عقير، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -, فقال "دعوه فإنه يوشك أن يأتي صاحبه" فجاء البهزي، وهو صاحبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، شأنكم بهذا الحمار، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر فقسمه بين الرفاق، ثم مضى، حتى إذا كان بالأثابَة، بين الرُّوْيثَة والعَرْج إذا ظبي حَاقِف في ظل فيه سهم، فزعم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلا أن يقف عنده لا يريبه أحد من الناس حتى يجاوزه. منهم: 1 - مالك في "الموطأ" (1/ 351) وعنه عبد الرزاق (8339) وأخرجه النسائي (5/ 143 - 144) وفي "الكبرى" (3800) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 172) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 231) وابن حبان (5111) والبيهقي (6/ 171 و 9/ 322) وابن بشكوال في "المبهمات" (899) من طرق عن مالك به. 2 - يزيد بن هارون. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (550) وأحمد (3/ 452) عن يزيد بن هارون به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1382) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطحاوي (2/ 172) عن يزيد بن سنان القزّاز والطبراني في "الكبير" (5283) وأبو نعيم في "الصحابة" (3028) والمزي في "التهذيب" (10/ 103 - 104) عن إدريس بن جعفر العطار وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (884) عن جده

ثلاثتهم عن يزيد بن هارون (¬1) به. 3 - عباد بن العوام الواسطي. أخرجه الدارقطني في "العلل" (تهذيب التهذيب 8/ 147) 4 - يونس بن راشد الجزري. أخرجه الدارقطني في "العلل" (تهذيب التهذيب 8/ 147) ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 419) 5 - أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس. 6 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. 7 - حماد بن سلمة. قال ذلك الحافظ في "الإصابة" (7/ 164) • وقال غير واحد: عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة من النبي - صلى الله عليه وسلم -. منهم: 1 - هُشيم: أخرجه أحمد (3/ 418) وأبو القاسم البغوي (884) 2 - حماد بن زيد. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 342) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 418) 3 - علي بن مُسْهِر الكوفي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5255) 4 - الليث بن سعد. قاله الحافظ في "الإصابة" (7/ 164) ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن روح المدائني عن يزيد بن هارون فلم يذكر البهزي في إسناده. أخرجه ابن عبد البر (3/ 342)

• وقال سفيان بن عُيينة: عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (مصباح الزجاجة 3/ 215 - المطالب 1298) عن سفيان به مطولا. وأخرجه ابن ماجه (3092) عن هشام بن عمار ثنا سفيان به مختصرا. قال الدارقطني: ووهم فيه سفيان" العلل 4/ 209 وقال يعقوب بن شيبة: وهذا الحديث لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة، وأحسبه أراد أنْ يختصره فأخطأ فيه، وقد خالفه الناس في هذا الحديث ... ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم - والله أعلم - لأنّ في إسناد الحديث عيسى بن طلحة، فقال: عن أبيه" تحفة الأشراف 4/ 217 قال الحافظ: قوله: ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم. قلت: قد كشف الغطاء عن ذلك علي بن المديني، فذكر إسماعيل (¬1) القاضي عن علي بن المديني أنّه قال في كتاب "العلل" بعد أنْ ساق الحديث عن سفيان بن عيينة مطولا: قلت لسفيان: إنه كان في كتاب الثقفي: عن يحيى بن سعيد عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة عن البهزي. قال: فقال لي سفيان: ظننت أنّه طلحة وليس استيقنه، وأما الحديث فقد جئتك به. فلم يلحق سفيان الوهم بسبب اختصاره بل اعترف أنه لما حدث به ظنّ أنّه عن طلحة" النكت الظراف 4/ 217 وقال البوصيري: ورجاله ثقات" مختصر الاتحاف 4/ 374 قلت: وهو كما قال إلا أنّه معلول كما تقدم. - ورواه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 420) من طريق أبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا علي بن المديني ثنا سفيان به. قال اسماعيل: هكذا رواه سفيان عن عيسى بن طلحة عن أبيه، وإنما روى عيسى بن طلحة هذا الحديث عن عمير الضمري، وقد أخبرنا ابن المديني قال: قلت لسفيان: إنه في كتاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة عن البهزي، قال سفيان: ظننت أنه عن طلحة ولست أستيقنه، فأما الحديث فقد جئتك به.

عمير بن سلمة قال: بينما نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو (¬1) محرم ببعض نواحي (¬2) الروحاء إذا بحمار (¬3) معقور، فذكر (¬4) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "دعوه فليوشك صاحبه أنْ يأتيه" قال: فأتاه صاحبه الذي عقره، وهو رجل من بهز، فقال: يا رسول الله، شأنكم بهذا الحمار، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر فقسمه بين الرفاق (¬5)، قال: ثم مضى، فلما كان بالأُثابة مرّ بظبي حاقف في ظل شجرة فيه سهم، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ لا يهيجه إنسان، فنفذ الناس وتركوه. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (972) والسياق له والنسائي (7/ 181) وفي "الكبرى" (4856) والطحاوي (2/ 172) وابن أبي حاتم في "الوحدان" (الإصابة 7/ 164) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 227) وابن حبان (5112) والحاكم (3/ 623 - 624) وأبو نعيم في "الصحابة" (5254) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 295) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به. سكت عليه الحاكم وقال الذهبي: قلت: سنده صحيح" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد ابن الهاد به بل تابعه عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم به (¬6). قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 209) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 343) والحافظ في "التهذيب" (8/ 147) وفي "الاصابة" (7/ 164) - ورواه يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن البهزي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر في حديثه "عمير بن سلمة". قاله المزي (تحفة الأشراف 4/ 217 - 218) وحديث ابن الهاد أصح. قال موسى بن هارون: والصحيح عندنا أنّ هذا الحديث رواه عمير بن سلمة عن ¬

_ (¬1) ولفظ النسائي وابن حبان "وهم حرم" (¬2) ولفظ ابن حبان "أثناء" ولفظ النسائي "أَثَايَا" ولفظ الطحاوي "أفناء" ولفظ أبي نعيم "مياه" (¬3) زاد النسائي "وحش" (¬4) ولفظ الحاكم "فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬5) ولفظ النسائي والطحاوي وابن حبان وأبي نعيم "الناس" (¬6) أخرجه ابن قانع (2/ 227) من طريق سعيد بن أبي هلال عن عبد ربه بن سعيد به.

النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليس بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه أحد، وذلك بين في رواية يزيد بن الهاد وعبد ربه بن سعيد، ولم يأت ذلك من مالك, لأنّ جماعة رووه عن يحيى بن سعيد كما رواه مالك، ولكن إنما جاء ذلك من يحيى بن سعيد، كان يرويه أحيانا فيقول فيه: عن البهزي، وأحيانا لا يقول فيه: عن البهزي، وأظنّ المشيخة الأولى كان ذلك جائزا عندهم، وليس هو رواية عن فلان، وإنما هو عن قصة فلان" التمهيد 23/ 343 وقال أبو حاتم: حديث ابن الهاد أشبه لأنّ في حديث ابن الهاد ذكر البهزي، والحديث عن عمير، وكان المجني على الحمار البهزي" العلل 1/ 299 وقال الدارقطني: والصواب قول من قال: عمير بن سلمة" العلل 4/ 209 وقال ابن عبد البر: الحديث لعمير بن سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قال حماد بن زيد ومن تابعه، ومما يدلك على صحة ذلك رواية يزيد بن الهاد وعبد ربه بن سعيد" التمهيد 23/ 343 783 - عن المطلب بن عبدالله بن حَنْطَب أنّ الصحابة تفرقوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد حتى بقي معه اثنا عشر رجلا من الأنصار. قال الحافظ: وعند ابن عائذ من مرسل المطلب بن عبد الله بن حنطب: فذكره" (¬1) 784 - عن عمرو بن أمية أَنَّ الصعب أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - عجز حمار وحش وهو بالجحفة فأكل منه وأكل القوم. قال الحافظ: رواه ابن وهب والبيهقي من طريقه بإسناد حسن من طريق عمرو بن أمية: فذكره" (¬2) حسن أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 325) عن أبي سعيد يحيى بن سليمان الجعفي ثني ابن وهب أني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 193) ¬

_ (¬1) 8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) (¬2) 4/ 403 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب إذا أهدى للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)

وقال: وهذا إسناد صحيح" وتعقبه ابن التركماني فقال: قلت: هذا في سنده يحيى بن سليمان الجعفي عن ابن وهب أني يحيى بن أيوب هو الغافقي المصري، ويحيى بن سليمان ذكر الذهبي في "الميزان" و"الكاشف" عن النسائي أنه ليس بثقة، وقال ابن حبان: ربما أغرب. والغافقي قال النسائي: ليس بذاك القوي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال أحمد: كان سيئ الحفظ يخطئ خطأ كثيرا، وكذبه مالك في حديثين" قلت: هكذا ذكر كلام المجرحين ولم يذكر كلام المعدلين، ويحعى بن سليمان وثقه الدارقطني، وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به، وقال الذهبي في "الكاشف" صويلح، وروى عنه البخاري في الصحيح واحتج بروايته عن ابن وهب. ويحيى بن أيوب وثقه ابن معين وابن حبان ويعقوب بن سفيان والدارقطني وإبراهيم الحربي والعجلي. وقال النسائي أيضا: ليس به بأس، وقال أحمد أيضا: لا بأس به، وقال ابن عدي: صدوق لا بأس به، وقال البخاري: صدوق، واحتج مسلم برواية ابن وهب عنه، وبروايته عن يحيى بن سعيد، وقال الذهبي في "الكاشف": صالح الحديث، وقال في "الديوان": ثقة، وقال في "من تكلم فيه": صدوق، وقال في "سير الأعلام": حسن الحديث. والباقون ثقات فالإسناد حسن كما قال الحافظ. 785 - عن سهل بن سعد قال: حدثني أبي بن كعب أَنَّ الفتيا التي كانوا يقولون: الماء من الماء رخصة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَخَّص بها في أول الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد. قال الحافظ: رواه أحمد وغيره من طريق الزهري عن سهل بن سعد قال: فذكره، صححه ابن خزيمة وابن حبان، وقال الإسماعيلي: هو صحيح على شرط البخاري. فكذا قال وكأنّه لم يطلع على علته فقد اختلفوا في كون الزهري سمعه من سهل، نعم أخرجه أبو داود وابن خزيمة أيضا من طريق أبي حازم عن سهل، ولهذا الإسناد أيضا علة أخرى ذكرها ابن أبي حاتم، وفي الجملة هو إسناد صالح لأنْ يحتج به" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 413 (كتاب الغسل - باب غسل ما يصيب من رطوبة فرج المرأة)

أخرجه الدارمي (766) وأبو داود (215) عن أبي جعفر محمد بن مِهْران الجَمَّال الرازي ثنا مُبَشِّر الحلبي عن محمد أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد حدثني أبي بن كعب أنّ الفتيا التي كانوا يفتون أنّ "الماء من الماء" كانت رخصة رخصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بدء (¬1) الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد. لفظ أبي داود ومن طريق أبي داود أخرجه الدارقطني (1/ 126) والبيهقي (1/ 166) وأخرجه ابن حبان (1179) والطبراني في "الكبير" (538) والدارقطني (1/ 126) والبيهقي (1/ 166) وفي "الصغرى" (131) من طرق عن محمد بن مهران الجمال ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن محمد بن مطرف أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد ثني أبي بن كعب به. وقال الدارقطني: صحيح" وقال البيهقي: إسناده موصول صحيح" قلت: وهو كما قالا. وأبو حازم هو سلمة بن دينار، ولم ينفرد به بل تابعه الزهري ثني سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال: كانت الفتيا "الماء من الماء" رخصة في أول الإسلام، ثم أحكم الأمر ونهي عنه. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (18) عن معلي بن منصور الرازي وبقي بن مخلد في "مسنده" كما في "التلخيص" (1/ 135) والطبري في "تهذيبه" كما في "النكت الظراف" (1/ 17) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني كلاهما عن عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري به. ورواه جماعة عن ابن المبارك فلم يذكروا سماع الزهري من سهل بن سعد. أخرجه أحمد (5/ 115 - 116) عن علي بن إسحاق المروزي و (5/ 116) ¬

_ (¬1) ولفظ الدارمي "أول"

عن خلف بن الوليد العتكي والترمذي (110) وابن خزيمة (1/ 113) والحازمي في "الاعتبار" (ص 34) عن أحمد بن مَنيع والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 57) والهيثم بن كليب (1421) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وابن حبان (1173) عن حِبَّان بن موسى المروزي وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (94) والبيهقي (1/ 165) وفي "الخلافيات" (769) عن الحسن بن عرفة وهو في "جزئه" (14) كلهم عن ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد ثني أبي بن كعب. ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال: قال سهل بن سعد حدثني أبي بن كعب (¬1). أخرجه أحمد (5/ 115) وابن ماجه (609) وابن خزيمة (225) وابن الجارود (91) والبيهقي (1/ 165) ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه غير واحد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب، منهم: 1 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه أحمد (5/ 116) وابن خزيمة (1/ 113) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 79) والطبراني في "مسند الشاميين" (2992) 2 - عُقيل بن خالد الأيلي. ¬

_ (¬1) وقال الشافعي في "اختلاف الحديث" (7/ 90): أخبرنا الثقة عن يونس عن الزهري عن سهل بن سعد - قال بعضهم: عن أبي بن كعب ووقفه بعضهم على سهل بن سعد قال: فذكره. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 461 - 462) والحازمي في "الاعتبار" (ص33 - 34)

أخرجه الدارمي (765) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 57) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 107) 3 - ابن جُريج. أخرجه أحمد (5/ 116) 4 - مَعْمَر بن راشد (¬1). أخرجه الترمذي (111) وابن خزيمة (1/ 113) عن أحمد بن منيع وأحمد (5/ 116) عن خلف بن الوليد العتكي كلاهما عن ابن المبارك أنا معمر به. واختلف فيه على معمر، فرواه غير واحد عنه فلم يذكروا أبي بن كعب، منهم: أ- عبد الرزاق (951) ب- عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري. أخرجه ابن أبي شيبة (933) ت- عبد الواحد بن زياد البصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5696) ث- محمد بن جعفر غُنْدَر. أخرجه ابن خزيمة (226) ووقع في روايته: أخبرني سهل بن سعد. وقال: في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن جعفر - أعني قوله: أخبرني سهل بن سعد - وأهاب أنْ يكون هذا وهما من محمد بن جعفر أو ممن دونه. ¬

_ (¬1) وخالفهم صالح بن أبي الأخضر فرواه عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي بن كعب. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2168) وقال: لم يروه عن الزهري عن عطاء إلا صالح، ورواه أصحاب الزهري عن الزهري عن سهل بن سعد، وهو الصواب"

لأنّ ابن وهب روى عن عمرو بن الحارث عن الزهري قال: أخبرني من أرضى عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب. هذه اللفظة حدثنيها أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي قال حدثني عمرو" قلت: وحديث عمرو بن الحارث هذا أخرجه أيضا أبو داود (214) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 57) وابن شاهين في "الناسخ" (5) والبيهقي (1/ 165) وابن عبد البر (23/ 107 - 108) من طريقين عن عبد الله بن وهب ثني عمرو بن الحارث به. وأخرجه أحمد (5/ 116) من طريق رشدين بن سعد ثني عمرو بن الحارث به. فدلت هذه الرواية على أنّ الزهري لم يسمع هذا الحديث من سهل بن سعد، وبهذا جزم البيهقي فقال: وهذا الحديث لم يسمعه الزهري من سهل، إنما سمعه عن بعض أصحابه عن سهل. وقال في "المعرفة" (1/ 462): ويشبه أنْ يكون الزهري أخذه عن أبي حازم عن سهل" وكذا قال ابن خزيمة والحازمي في "الاعتبار" وابن حبان. وقال ابن حبان أيضا: ويشبه أنْ يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد، وسمعه عن بعض من يرضاه عنه، فرواه مرة عن سهل بن سعد، وأخرى عن الذي رضيه عنه" وقال الحافظ في "النكت الظراف" (1/ 17): لعل الزهري سمعه أولاً عن سهل بواسطة، ثم لقيه فحدثه. وسماعه منه ثابت في الصحيح في غير هذا الحديث" 786 - عن أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ القَسَامَة كانت في الجاهلية، وأقرّها النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما كانت عليه من الجاهلية وقضى بها بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على يهود خيبر. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1670) والنسائي (8/ 5) من طريق الزهري عن سليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬1) 787 - عن أبي بن كعب أَنَّ المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك، فنزلت (¬2). قال الحافظ: وجاء في سبب نزولها من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب: فذكره. ¬

_ (¬1) 15/ 258 - 259 (كتاب الديات - باب القسامة) (¬2) يعني سورة الإخلاص.

أخرجه الترمذي والطبري وفي آخره قال {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)} [الإخلاص: 3] لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ولا شيء يموت إلا يورث، وربنا لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 4] شبه ولا عدل. وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن أبي العالية مرسلا، وقال: هذا أصح، وصحح الموصول ابن خزيمة والحاكم، وله شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى والطبري والطبراني في "الأوسط" (¬1). روي من حديث أبي بن كعب ومن حديث جابر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث قتادة مرسلا فأما حديث أبي بن كعب فيرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس وأختلف عنه: - فقال أبو سعد محمد بن مُيَسَّر الصاغاني: ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنّ المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله تبارك وتعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}. أخرجه أحمد (5/ 133 - 134) عن محمد بن ميسر به. وأخرجه الترمذي (3364) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (28) وابن أبي عاصم في "السنة" (663) والدولابي في "الكنى" (1/ 187) والطبري في "التفسير" (30/ 342) وابن خزيمة في "التوحيد" (45) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (8) والعقيلي (4/ 141) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 565) والهيثم بن كليب (1496) وابن عدي (4/ 1577 - 1578 و 6/ 2231) وأبو الشيخ في "العظمة" (88) والحاكم (2/ 540) وابن بشران (165 و 1481) والبيهقي في "الأسماء" (ص 354) والخطيب في "التاريخ" (3/ 281) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 262 - 263) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (65) من طرق عن محمد بن ميسر به. زاد الترمذي وغيره: فالصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، ولا شيء يموت إلا سيورث، وإنّ الله - عز وجل - لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 4] قال: لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء" قال ابن عدي: وهذا لم يروه عن أبي جعفر بهذا الإسناد غير أبي سعد هذا" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 10/ 370 (كتاب التفسير: سورة قل هو الله أحد)

قلت: بل ضعيف لضعف محمد بن ميسر. وتابعه محمد بن سابق ثنا أبو جعفر به. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 49 - 50) وفي "الشعب" (100) وفي "الإعتقاد" (ص44 - 45) - ورواه غير واحد عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية مرسلا. منهم: 1 - عبيد الله بن موسى الكوفي. أخرجه الترمذي (3365) 2 - أبو النضر هاشم بن القاسم: أخرجه العقيلي (4/ 141) 3 - مِهْران بن أبي عمر الرازي. أخرجه الطبري (30/ 343) قال الترمذي: وهذا أصح من حديث أبي سعد" وقال العقيلي: هذا أولى" قلت: وهو كما قالا. - ورواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع بن أنس مرسلا، ولم يذكر أبا العالية ولا أبي بن كعب. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 245) وعبد الله بن أبي جعفر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه. وأبوه مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. وأما حديث جابر فأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1185) وأبو يعلى (2044) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا إسماعيل بن مُجالد عن مُجالد عن الشعبي عن جابر أنّ أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: انسب الله، فأنزل الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] إلى آخرها.

وأخرجه الطبري (30/ 343) والطبراني في "الأوسط" (5683) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 335 و 10/ 113) والبيهقي في "الشعب" (2319) وفي "الأسماء" (ص 354) والواحدي في "الوسيط" (4/ 570 - 571) وفي "أسباب النزول" (ص 263) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 40) من طرق عن سريج بن يونس به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مجالد إلا ابنه إسماعيل، تفرد به سريج بن يونس، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث الشعبي، تفرد به إسماعيل عن مجالد وعنه سريج" وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 8/ 669 قلت: بل ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني، وابنه مختلف فيه. وأما حديث ابن مسعود فيرويه قيس بن الربيع عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل واختلف عنه: - فقال عبيد بن إسحاق العطار: عن قيس عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك، فنزلت هذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]. قاله ابن كثير في "التفسير" (4/ 566) وعبيد بن إسحاق ضعفه ابن معين وجماعة، وقواه بعضهم. - ورواه أبو داود الطيالسي عن قيس عن عاصم عن أبي وائل مرسلا. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (89) وتابعه محمد بن يوسف الفِرْيَابي عن قيس به. قاله الطبراني (تفسير ابن كثير 4/ 566) وهذا أصح، وقيس مختلف فيه وأكثر على تضعيفه. وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري (30/ 343) عن محمد بن حُميد الرازي ثنا مِهران عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: جاء ناس من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: انسب لنا ربك، فنزلت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] حتى ختم السورة. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد.

788 - عن ابن عباس أَنَّ المقوقس أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - قَدَحا من زجاج" قال الحافظ: وفي مسند أحمد عن ابن عباس: فذكره، لكن في إسناده مقال" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (3435) والطحاوي في "المشكل" (4343) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 26) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 321) وابن زنبور في "حديثه" (10) عن زيد بن الحُباب (¬2) والبزار (¬3) (كشف 2904) عن الحسين بن الحسن الأشقر قالا: ثنا مِنْدَل بن علي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: أهدى المقوقس (¬4) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدح قوارير، فكان يشرب فيه. اللفظ للبزار ولفظ الطحاوي "أهدى المقوقس صاحب مصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدحا من زجاج، وكان يشرب فيه. قال البزار: لا نعلم أحدا رواه متصلا إلا مندل عن ابن إسحاق" وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه مندل بن علي وقد وثق وفيه ضعف" المجمع 4/ 153 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف مندل وتدليس ابن إسحاق" مصباح الزجاجة 4/ 48 قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 1/ 316 (كتاب الوضوء - باب الوضوء من التور) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (998) لكنه لم يذكر الزهري في إسناده. (¬3) رواه البزار عن أحمد بن عبدة الضبي البصري عن الحسين الاشقر به، ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2692) عن أحمد بن عبدة فقال فيه: عن عبيد الله بن عبد الله عن المقوقس أنه أهدى. وتابعه قاسم بن زكريا ثنا أحمد بن عبدة به. أخرجه ابن قانع (3/ 95) وتابعه عبد الله بن قحطبة ثنا أحمد بن عبدة به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6351) (¬4) وفي لفظ "أنّ صاحب الإسكندرية بعث"

واختلف فيه على مندل، فرواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن مندل فلم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن سعد (1/ 485) 789 - حديث أبي ذر: حدثني الصادق المصدوق أَنَّ الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج: فوج طاعمين كاسين راكبين، وفوج يمشون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي. وقال: وقع في آخر حديث أبي ذر أنهم سألوا عن السبب في مشي المذكورين، فقال "يلقى الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ذات ظهر حتى أنّ الرجل ليعطى الحديقة المعجبة بالشارف ذات القتب" (¬1). أخرجه أحمد (5/ 164 - 165) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (115) والبزار (3891) والنسائي (4/ 94) وفي "الكبرى" (2213) والطبراني في "الصغير" (1084) والحاكم (2/ 367 و 4/ 564) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 144 - 145) من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جُميع القرشي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أبي سَريحة حذيفة بن أَسيد الغفاري قال: قام (¬2) أبو ذر فقال: يا بني غفار قولوا ولا تختلفوا (¬3) فإن الصادق المصدوق حدثني أنّ الناس يحشرون (¬4) على ثلاثة أفواج: فوج: راكبين طاعمين كاسين، وفوج يمشون ويسعون، وفوج (¬5) تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار" فقال (¬6) قائل منهم: هذان قد عرفناهما فما بال الذين يمشون ويسعون؟ قال: يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى (¬7) ظهر، حتى إنَّ الرجل ليكون له الحديقة المعجبة فيعطيها بالشارف (¬8) ذات القتب فلا يقدر عليها. ¬

_ (¬1) 14/ 167 و 169 (كتاب الرقاق - باب الحشر) (¬2) ولفظ الحاكم في الموضع الأول: سمعت أبا ذر وتلا هذه الآية {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسرَاء: 97] فقال: حدثني الصادق المصدوق. (¬3) ولفظ ابن أبي الدنيا والبزار: ولا تحلفوا. (¬4) زاد ابن أبي الدنيا وغيره: يوم القيامة. (¬5) زاد البزار وغيره: تحشرهم النار. (¬6) ولفظ الحاكم في الموضع الثاني: فقلنا: يا أبا ذر. (¬7) ولفظ الحاكم في الموضع الأول: لا تبقى ذات ظهر. (¬8) ولفظ الحاكم في الموضع الأول: بالشاردة.

اللفظ لأحمد. قال البزار: هذا الكلام لا نعلمه يُروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى حذيفة بن أسيد عن أبي ذر إلا هذا الحديث" وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: على شرط مسلم ولكنه منكر وقد قال ابن حبان في الوليد: فحش تفرده حتى بطل الاحتجاج به" وقال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح الإسناد إلى الوليد بن جميع" وقال الذهبي: قلت: الوليد قد روى له مسلم متابعة، واحتج به النسائي. قلت: إسناده حسن، الوليد صدوق، وثقه ابن معين وابن سعد والعجلي، وقال أحمد وأبو داود: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، واختلف فيه قول ابن حبان. ومن فوقه ثلاثة من الصحابة على نسق. واختلف فيه على أبي الطفيل: قال أبو حاتم: روى هذا الحديث ابن عُيينة عن العلاء بن أبي العباس الشاعر عن أبي الطفيل عن حلام بن جزل عن أبي ذر مرفوعا، وهو الصحيح، ولزم الوليد بن جميع الطريق، وتابع سعد بن الصلت ابن عيينة عن معروف عن أبي الطفيل عن حلام بن جزل عن أبي ذر مرفوعا، وهو الصحيح" العلل 2/ 225 وله شاهد من حديث معاوية بن حيدة مرفوعا "إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم" وسيأتي الكلام عليه. 790 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشقّ عن قلبه فاستخرج منه عَلَقَة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم جمعه فأعاده مكانه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1/ 147) " (¬1) ¬

_ (¬1) 7/ 394 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الاسلام)

791 - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلي أبي جَهْم" قال الحافظ: ووقع عند الزبير بن بكار ما يخالف ذلك فأخرج من وجه مرسل: فذكره" (¬1) 792 - حديث جابر بن سَمُرَة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي برجل قتل نفسه بِمَشَاقِص فلم يُصَلِّ عليه" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن من حديث جابر بن سمرة، وفي رواية للنسائي "أما أنا فلا أصلي عليه" (¬2) الحديث أخرجه أحمد (5/ 87 و92 و94 و97) ومسلم (978) وأبو داود (3185) وابن ماجه (1526) والترمذي (1068) والنسائي (4/ 53) من حديث جابر بن سمرة. والرواية التي ذكرها الحافظ هي أيضا لأبي داود وأحمد. 793 - حديث عامر بن ربيعة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أجاز نكاح امرأة على نعلين" قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء، فذكر حديثين ثم قال: وعند الترمذي من حديث عامر بن ربيعة: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 306) وأحمد (3/ 445) والترمذي (1113) والبزار (3814) وأبو يعلى (7194) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (895) وابن عدي (5/ 1868) والبيهقي (7/ 138 و 239) وفي "معرفة السنن" (14253) عن شعبة وابن أبي شيبة (4/ 186 - 187 و 14/ 182 - 183) وأحمد (3/ 445 و 446) وابن ماجه (1888) وأبو يعلى (7197) وابن عدي (5/ 1868) والبيهقي (7/ 238 - 239) وفي "معرفة السنن" (14254) عن سفيان الثوري ¬

_ (¬1) 2/ 29 (كتاب الصلاة - باب إذا صلى في ثوب له أعلام) (¬2) 3/ 470 (كتاب الجنائز - باب ما جاء في قاتل النفس) (¬3) 11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

والبزار (3815) وأبو القاسم البغوي (2356) عن شَريك بن عبد الله الكوفي ثلاثتهم عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أَنَّ امرأة من بني فَزَارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ " قالت: نعم. قال: فأجازه". قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: بل ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. قال البيهقي: عاصم بن عبيد الله تكلموا فيه ومع ضعفه روى عنه الأئمة" وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عاصم بن عبيد الله فقال: منكر الحديث يقال إنّه ليس له حديث يعتمد عليه. قلت: ما أنكروا عليه؟ قال: فذكر هذا الحديث، قال: وهو منكر" العلل 1/ 424 794 - حديث معاذ بن جبل أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخَّرَ الصلاة في غزوة تبوك، خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جمعاً" ذكر الحافظ أنّه في الموطأ من حديث معاذ بن جبل (¬1). صحيح أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 143) عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام تبوك، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قال: فَأَخَّرَ الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ... الحديث. ومن طريق مالك أخرجه مسلم في "صحيحه" (706) وفيه تصريح أبي الزبير بالإخبار من أبي الطفيل. 795 - حديث أم سلمة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اطلى وَلَّى عانته بيده" قال الحافظ: وفيه حديث عن أم سلمة أخرجه ابن ماجه والبيهقي، ورجاله ثقات ولكنه أُعِلَّ بالإرسال، وأنكر أحمد صحته ولفظه: فذكره" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 237 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس) (¬2) 12/ 464 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

أخرجه الطيالسي (ص 224) ثنا كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتنور ويلي عانته بيده. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 152) وأخرجه ابن ماجه (3752) عن إسحاق بن منصور السلولي وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 67) عن عاصم بن علي الواسطي وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 122) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثلاثتهم عن كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اطلى وَوَلَّى عانته بيده. قال البيهقي: أسنده كامل أبو العلاء وأرسله من هو أوثق منه" وقال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب، تفرد به كامل" وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات وهو منقطع. حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة، قاله أبو زرعة" مصباح الزجاجة 4/ 122 قلت: كامل بن العلاء مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. وتابعه كهيل عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينوره الرجل، فإذا بلغ مراقه تولى هو ذلك. أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (838) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن كهيل به. وكهيل لم أعرفه. وتابعه أبو هاشم الرماني عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة. وسائر جسده، أهلُهُ. أخرجه ابن ماجه (3751) من طريق حماد بن سلمة عن أبي هاشم به. قال ابن كثير: هذا إسناد جيد" الحاوي للفتاوي 2/ 63

وقال البوصيري: هذا الحديث رجاله ثقات وهو منقطع. حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة، قاله أبو زرعة" المصباح 4/ 121 قلت: اختلف فيه على أبي هاشم، فرواه حماد بن زيد عنه عن حبيب بن أبي ثابت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنور. مرسل. أخرجه ابن سعد (1/ 442) وهذا أصح. قال وكيع (¬1): حماد بن زيد أحفظ من حماد بن سلمة. وقال أحمد: حماد بن زيد أحبّ إليّ من حماد بن سلمة. وقال ابن معين: حماد بن زيد أثبت من حماد بن سلمة" تاريخ الدورى 2/ 130 وقال الذهبي: حماد بن سلمة ليس هو في الإتقان كحماد بن زيد. وقال أيضا: وأما الإتقان فمسلم إلى ابن زيد، هو نظير مالك في التثبت" سير الأعلام 7/ 446 - 447 ولم ينفرد أبو هاشم به بل تابعه منصور بن المعتمر عن حبيب بن أبي ثابت مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (1127) عن سفيان الثوري عن منصور به. وأخرجه ابن سعد (1/ 442) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري وعن قَبيصة بن عقبة الكوفي والبيهقي (1/ 152) عن عبد الرحمن بن مهدي ثلاثتهم عن الثوري به. وخالفهم ابن وهب فرواه عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت مرسلا، لم يذكر منصور بن المعتمر. ¬

_ (¬1) وابن معين كذلك. سؤالات ابن الجنيد ص 316

أخرجه البيهقي (1/ 152) والأول أصح. 796 - عن حذيفة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - استعان عثمان في جيش العُسْرَة فجاء بعشرة آلاف دينار. قال الحافظ: وعند ابن عدي بسند ضعيف جدا عن حذيفة: فذكر" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما على عثمان مِنْ عمل بعد اليوم" 797 - عن عبد الله بن الزبير أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - استكتب عبد الله بن الأرقم فكان يكتب له إلى الملوك، فبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أنْ يكتب ويختم ولا يقرؤه، ثم استكتب زيد بن ثابت فكان يكتب الوحي ويكتب إلى الملوك، وكان إذا غابا كعب جعفر بن أبى طالب، وكتب له أيضا أحيانا جماعة من الصحابة. قال الحافظ: وعند البيهقي بسند حسن عن عبد الله بن الزبير: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه ابن إسحاق كما في "الاستيعاب" (6/ 99) عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن الزبير به. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" (6/ 4) والبيهقي (10/ 126) وإسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، ومحمد بن جعفر بن الزبير لم يسمع من عبد الله بن الزبير. 798 - عن رَزينَة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وخطبها وتزوجها وأمهرها رزينة، وكان أتى بها مسبية من قريظة والنضير" قال الحافظ: أخرجه البيهقي من حديث أميمة ويقال أمة الله بنت رزينة عن أمها: فذكرته، وهذا لا يقوم به حجة لضعف اسناده" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 337 (كتاب الوصايا - باب إذا وقف أرضا أو بئرا) (¬2) 16/ 308 (كتاب الأحكام - باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا) (¬3) 11/ 31 (كتاب النكاح - باب من جعل عتق الأمة صداقها)

أخرجه ابن سعد (8/ 311) وأبو يعلى (7161) والطبراني في "الكبير" (24/ 277 - 278) والبيهقي (7/ 127 - 129) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 23) من طرق عن عُلَيلة بنت الكميت العتكية قالت: حدثتني أمي أمينة قالت: حدثتني أمة الله بنت رزينة عن أمها رزينة مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما كان يوم قريظة والنضير جاء بصفية يقودها سبية حتى فتح الله عليه وذراعها في يده، فلما رأت السبي قالت: أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فأرسل ذراعها من يده، فأعتقها فخطبها فتزوجها وأمهرها رزينة. قال البيهقي: حديث ضعيف" وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: حديث منكر عن نسوة مجهولات، والذي في الصحيح عن أنس أنه جعل - صلى الله عليه وسلم - عتقها صداقها" المطالب 4/ 322 - مختصر الإتحاف 9/ 233 وقال الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلى من طريق عليلة بنت الكميت عن أمها أمينة عن أمة الله بنت رزينة، وهؤلاء الثلاث لم أعرفهن، وبقية إسناده ثقات، وهو مخالف لما في الصحيح" المجمع 9/ 251 799 - حديث ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى سعد بن أبي وقاص جَذَعاً من المعز، فأمره أنْ يضحى به. قال الحافظ: وفي الطبراني الأوسط من حديث ابن عباس: فذكره، وأخرجه الحاكم من حديث عائشة، وفي سنده ضعف" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (11504) و"الأوسط" (8969) عن مِقْدَام بن داود بن عيسى الرُّعيني ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عكرمة عن ابن عباس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الأسود إلا ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، ومقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف، والباقون ثقات، وأبو الأسود اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل. ورواه داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بغنم ¬

_ (¬1) 12/ 110 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)

إلى سعد بن أبي وقاص يقسمها بين أصحابه وكانوا يتمتعون، فبقي تيس فضحى به سعد بن أبي وقاص في تمتعه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11561) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين به. وداود بن الحصين مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وتكلم ابن المديني وأبو داود في حديثه عن عكرمة. وإبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه كذلك، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغير واحد. وإسحاق بن محمد مختلف فيه أيضا، قواه ابن حبان، وضعفه الدارقطني وغير واحد. وعلي وعكرمة ثقتان. واختلف في هذا الحديث على إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، فقال محمد بن جهضم الخراساني: ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى سعد بن أبي وقاص بقطيع من غنم فقسمها بين أصحابه، فبقي منها تيس فضحى به في عمرته. أخرجه الحاكم (4/ 227) عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا محمد بن جهضم به. وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إبراهيم مختلف في عدالته" 800 - حديث أبي عمرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى للفرس سهمين، ولكل إنسان سهما، فكان للفارس ثلاثة أسهم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي عمرة" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أسهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفرسي أربعة أسهم" 801 - عن عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل البطيخ بالرطب" ¬

_ (¬1) 6/ 408 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس)

قال الحافظ: وفي النسائي أيضا بسند صحيح عن عائشة: فذكره، وفي رواية له "جمع بين البطيخ والرطب جميعا" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديثأ "كان يأكل البطيخ بالرطب" 802 - حديث جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار" قال الحافظ: وقع في "الأوسط" للطبراني من حديث جابر: فذكره، وإسناده حسن" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4051) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن المفضل الحرّاني ثنا الوليد بن عبد الواحد التميمي ثنا معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معقل إلا الوليد، تفرد به أحمد بن عبد الرحمن. ولم يروه عن أبي الزبير إلا معقل" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 8/ 297 قلت: لم ينفرد أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل به بل تابعه محفوظ بن بحر ثنا الوليد بن عبد الواحد به. أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلي في "طرق حديث رد الشمس لعلي" (اللآلئ 1/ 341) عن خيثمة بن سليمان ثنا عثمان بن خُرَّزاذ ثنا محفوظ بن بحر به. وأحمد بن عبدالرحمن لم أقف له على ترجمة (¬3)، ومحفوظ بن بحر كذبه أبو عَروبة الحرّاني، وقال ابن عدي: له أحاديث يوصلها وغيره يرسلها، وأحاديث يرفعها وغيره يوقفها على الثقات. والوليد بن عبد الواحد ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 224)، ومعقل بن عبيد الله صدوق لا بأس به، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. ¬

_ (¬1) 11/ 506 (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة) (¬2) 7/ 29 (كتاب فرض الخمس - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحلت لكم الغنائم) (¬3) قال الهيثمي: لم أعرفه" المجمع 9/ 46

803 - عن أبي سلمة أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالطرق فحبست، ثم خرج فَغُمَّ على أهل مكة الأمر، فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: هل لك أنْ تركب إلى مر لعلنا أنْ نلقى خيرا؟ فقال له بديل بن ورقاء وأنا معكم، قالا: وأنت إنْ شئت، فركبوا" قال الحافظ: في رواية أبي سلمة عند ابن أبي شيبة: فذكره. وقال: وفي مرسل أبي سلمة: حتى إذا دنوا من ثنية مَرّ الظهران أظلموا - أي دخلوا في الليل - فأشرفوا على الثنية فإذا النيران قد أخذت الوادي كله. وقال: وفي مرسل أبي سلمة: وكان حرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفرا من الأنصار، وكان عمر بن الخطاب عليهم تلك الليلة فجاءوا بهم إليه فقالوا: جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة، فقال عمر: والله لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم، قالوا: قد أتيناك بأبي سفيان. وقال: وفي مرسل أبي سلمة: مرت جهينة فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة. قال: ما لي ولجهينة والله ما كان بيني وبينهم حرب قط" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 473 - 480) عن يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: فذكرا حديث الفتح بطوله. ورواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث. 804 - حديث عبد الله بن حنظلة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُمر بالوضوء لكل صلاة، فلما شقّ عليه أُمر بالسواك" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن خريمة من حديث عبد الله بن حنظلة" (¬2) انظر حديث "أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالوضوء لكل صلاة" 805 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَمر بتعاهد البراجم عند الوضوء" قال الحافظ: وقد أخرج ابن عدي من حديث أنس: فذكره" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "وُقِّت لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر" ¬

_ (¬1) 9/ 65 و 66 و 66 - 67 و68 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟) (¬2) 1/ 328 (كتاب الوضوء - باب الوضوء من غير حدث) (¬3) 12/ 457 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

806 - عن عمرو بن دينار أنّه بلغه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بطلس الصور التي كانت في البيت" قال الحافظ: وفي "كتاب مكة" لعمر بن شبة عن ابن جُريج أخبرني عمرو بن دينار أنّه بلغه: فذكره" (¬1) 807 - عن ابن عمر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم" قال الحافظ: ففي مسلم (1571) من طريق عمرو بن دينار عن ابن عمر: فذكره، فقيل لابن عمر: إنّ أبا هريرة يقول: أو كلب زرع، فقال ابن عمر: إنّ لأبي هريرة زرعا" (¬2) 808 - حديث سعد القرظ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالاً أن يجعل أصبعيه في أذنيه" قال الحافظ: ولابن ماجه والحاكم من حديث سعد القرظ: فذكره، وفي إسناده ضعف" (¬3) ضعيف يرويه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد واختلف عنه: - فقال الحميدي: ثنا عبد الرحمن بن سعد ثني أبي عن جدي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالا أنّ يجعل أصبعيه في أذنيه، وقال "إنّه أرفع لصوتك" أخرجه الطبراني في "الكبير" (5448) والحاكم (3/ 607 - 608) - ورواه هشام بن عمار عن عبد الرحمن بن سعد واختلف عنه: • فقال إسحاق بن أبي حسان الأنماطي (¬4): عن هشام بن عمار عن عبد الرحمن بن بن عمار بن سعد ثني أبي عن جدي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالا أن يدخل اصبعيه في إذنيه, فذكر الحديث وفيه طول. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5448) • وقال الحسن بن سفيان النسوي: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن جده. ¬

_ (¬1) 9/ 78 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح) (¬2) 5/ 403 (كتاب المزارعة - باب اقتناء الكلب للحرث) (¬3) 2/ 256 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب هل يتتبع المؤذن فاه) (¬4) وتابعه الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار به. أخرجه ابن عدي (4/ 1622)

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3184) • وقال ابن ماجه (710): ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن أبيه عن جده. وأخرجه البيهقي (1/ 396) من طريق عبدان ثنا هشام بن عمار به. • وقال يحيى بن محمد بن أبي صفير الحلبي: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن جدي عن أبيه سعد. أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 142) • وقال أبو يحيى محمد بن سعيد الخريمي الدمشقي: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن آبائه. أخرجه ابن عدي (4/ 1621 - 1622) والبيهقي (3/ 309) - وقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد عن عبد الله بن محمد وعمر وعمار ابني حفص عن آبائهم عن أجدادهم عن بلال أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا أذنت فاجعل أصبعيك في أذنيك فإنه أرفع لصوتك" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1072) والبيهقي (1/ 396) قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف" المجمع 1/ 334 وقال البوصيري عن إسناد ابن ماجه: هذا إسناد ضعيف لضعف أولاد سعد القرظ: عمار وسعد وعبد الرحمن" مصباح الزجاجة 1/ 90 وقال الزيلعي: ذكره ابن عدي في ترجمة عبد الرحمن بن سعد هذا، ولم يذكره بجرح ولا تعديل فهو مجهول عنده، وضعفه ابن أبي حاتم، وقال ابن القطان: عبد الرحمن هذا وأبوه وجده كلهم لا يعرف لهم حال" نصب الراية 1/ 278 قلت: مدار هذا الحديث على عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد وهو ضعيف. قاله ابن معين، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال الذهبي في "الديوان": منكر الحديث، وقال في "الميزان": ليس بذاك. وللحديث شاهد عن كثير بن مُرَّة الحَضْرَمي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالاً أنْ يضع أصبعيه في أذنيه استعانة بهما على الصوت. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 118) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة به.

وإسناده ضعيف جدا، سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحنفي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري ومسلم وابن حبان: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 809 - حديث جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر بن الخطاب وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخل حتى محيت الصور، وكان عمر هو الذي أخرجها" قال الحافظ: وقع في حديث جابر عند ابن سعد وأبي داود: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن سعد (2/ 142) عن إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني ثني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب عن جابر به. وأخرجه أبو داود (4156) عن الحسن بن الصبّاح الواسطي عن إسماعيل بن عبد الكريم به. ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع وهب من جابر شيئا. طريق أخرى: قال ابن جُريج: أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله: فذكره. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 73): أنا أبو بكر القاضي في آخرين ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد ثنا حجاج الأعور قال: قال ابن جريج. وإسناده صحيح رواته ثقات. 810 - حديث بريدة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر فحفرت لماعز بن مالك حفرة فَرُجِمَ فيها. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1695) من رواية بشير بن المهاجر عن ابن بريدة عن أبيه" (¬2) 811 - عن عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم ببناء المساجد في الدور، وأنْ تطيب وتنظف" قال الحافظ: وقد صح عن عائشة: فذكره، رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وصححه ابن خزيمة وغيره، ولأبي داود نحوه من حديث سَمُرَة وزاد "وأنْ تطهرها" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 9/ 77 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟) (¬2) 15/ 139 (كتاب الحدود - باب الرجم في البلاط) (¬3) 1/ 355 (كتاب الوضوء - باب أبوال الإبل)

ورد من حديث عائشة ومن حديث سمرة بن جندب فأما حديث عائشة فيرويه هشام بن عروة واختلف عنه: • فقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. أخرجه أبو داود (455) وابن ماجه (759) والبزار كما في "نصب الراية" (1/ 123) وأبو يعلى (4698) وابن حبان (1634) وابن حزم في "المحلى" (4/ 341) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 160) والخطيب في "التاريخ" (6/ 152) والجورقاني في "الأباطيل" (2/ 6 - 7) عن زائدة بن قدامة الكوفي وابن ماجه (758) وابن خزيمة (1294) والطحاوي في "المشكل" (2807) عن مالك بن سُعَير بن الخِمْس وأحمد (6/ 279) والترمذي (594) والبزار كما في "نصب الراية" (1/ 123) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (556) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 124) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 309) وابن عدي (5/ 1738) والبيهقي (2/ 439 - 440) والبغوي في "شرح السنة" (499) والمزي (14/ 48 - 49) عن عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير والبزار كما في "نصب الراية" (1/ 123) عن يونس بن بكير الشيباني والطحاوي (¬1) في "المشكل" (2805) عن عبد الله بن المبارك وابن عدي (¬2) (4/ 1562) عن سفيان الثوري ¬

_ (¬1) أخرجه من طريق خالد بن أبي يزيد القطربلي عن ابن المبارك به. ثم أخرجه من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا ابن المبارك عن هشام عن أبيه عن الفرافصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) أخرجه عن إسحاق بن حمدان البلخي ثنا علي بن أبي عيسى ثنا عبد الله بن الوليد العدني ثنا سفيان الثوري به. ولفظها "أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتنظيف المساجد التي في البيوت"

كلهم عن هشام بن عروة به. وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح" • وقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، ليس فيه عائشة. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 363) والترمذي (595) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 309) عن وكيع والترمذي (595) عن عبدة بن سليمان الكلابي و (596) عن سفيان بن عُيينة ثلاثتهم عن هشام به. قال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول" وقال العقيلي: هذا أولى" وأشار أبو حاتم إلى تقوية المرسل. علل الحديث 1/ 168 - 169 • وقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه عن الفرافصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه العقيلي (3/ 309) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 330 - 331) من طريق قُرَّان بن تمام عن هشام به. والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال ابن القطان الفاسي: حديث عائشة لا شك في صحته، رفعه مسندا جماعة من أصحاب هشام بن عروة، ولا يضره إرسال ابن عيينة إياه عن هشام عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" الوهم والإيهام 5/ 138 وأما حديث سمرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه جعفر بن سعد بن سمرة ثني خبيب بن سليمان عن أبيه عن سمرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالمساجد أنْ نصنعها في ديارنا ونصلح صنعتها ونطهرها. وفي لفظ "ونحسن صنعتها ونطهرها".

أخرجه أبو داود (456) والطبراني في "الكبير" (7026 و 7027) والبيهقي (2/ 440) وإسناده مسلسل بالمجهولين: جعفر بن سعد بن سمرة، وحبيب بن سليمان، وسليمان بن سمرة ذكرهم ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقال ابن القطان الفاسي عن الأول: لا يعرف حاله، وقال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الاشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي. وقال ابن حزم عن الثاني: مجهول، وقال عبد الحق: ليس بقوي، وقال الذهبي: لا يعرف. وقال ابن القطان عن الثالث: لا يعرف له حال. وقال أيضا: فأما حديث سمرة فبإسناد مجهول البتة، فيه جعفر بن سعد بن سمرة، وخبيب بن سليمان بن سمرة، وأبو سليمان بن سمرة، وما من هؤلاء من يعرف له حال، وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم" الوهم والإيهام 5/ 138 الثاني: يرويه بَقية ثنا إسحاق بن ثعلبة عن مكحول عن سمرة قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتخذ المساجد في ديارنا، وأمرنا أنْ ننظفها. أخرجه ابن عدي (1/ 329) وقال: روى إسحاق بن ثعبة عن مكحول عن سمرة أحاديث غير محفوظة منها هذا الحديث" 812 - حديث عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم: عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه من رواية يوسف بن مَاهَك أنهم دخلوا على حفصة بنت عبد الرحمن أي ابن أبي بكر الصديق فسألوها عن العقيقة فأخبرتهم: فذكرته" (¬1) له عن عائشة طرق: الأول: يرويه يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة واختلف عنه في رفعه ووقفه: - فقال عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم: عن يوسف بن ماهك أنهم دخلوا على حفصة ¬

_ (¬1) 12/ 9 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

بنت عبدالرحمن فسألوها عن العقيقة فأخبرتهم أنّ عائشة أخبرتها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة. رواه عن ابن خثيم غير واحد، منهم: 1 - بشر بن المُفَضَّل البصري. أخرجه أحمد (6/ 31) والترمذي (1513) وابن حبان (5310) والبيهقي (9/ 301) 2 - حماد بن سلمة. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 239) وإسحاق (1032) وأحمد (6/ 158) وابن ماجه (3163) وابن أبي الدنيا في "العيال" (79) والطحاوي في "المشكل" (1044) 3 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. أخرجه إسحاق (1290) 4 - مسلم بن خالد الزَّنْجي. أخرجه أبو يعلى (4648) قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: إسناده حسن للخلاف في ابن خثيم. - وقال ابن جُريج: أنا يوسف بن ماهك قال: دخلت أنا وابن مليكة على حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وولدت للمنذر بن الزبير غلاما، فقلت: هلا عققتِ جزورا على ابنك، فقالت: معاذ الله، كانت عمتي عائشة تقول: على الغلام شاتان، وعلى الجارية شاة. أخرجه عبدالرزاق (7956) وإسناده صحيح، وهو أصح من حديث ابن خثيم. الثاني: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمىِ عن عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فقال عبدة بن سليمان الكلابي: عن عبد الملك عن عطاء عن عائشة قالت: السنة عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 239) وتابعه عبد الله بن إدريس أنا عبد الملك عن عطاء قال: قالت امرأة عند عائشة: لو

ولدت امرأة فلان نحرنا عنه جزورا، قالت عائشة: لا، ولكن السنة عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة. أخرجه إسحاق (1033 و1293) - وقال يعلي بن عبيد الطنافسي: ثنا عبد الملك عن عطاء عن أبي كُرْز عن أم كرز قالت: قالت امرأة من أهل عبد الرحمن بن أبي بكر: إنْ ولدت امرأة عبد الرحمن غلاما نحرنا عنه جزورا، فقالت عائشة: لا، بل السنة عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة، يطبخ جدولا ولا يكسر لها عظم، فيأكل ويطعم ويتصدق، يفعل ذلك في اليوم السابع، فإن لم يفعل ففي أربع عشرة، فإنْ لم يفعل ففي إحدى وعشرين. أخرجه إسحاق (1292) - وقال يزيد بن هارون: أنبأ عبد الملك عن عطاء عن أم كرز وأبي كرز قالا: فذكرا نحو حديث يعلى. أخرجه الحاكم (4/ 238 - 239) وقال: صحيح الإسناد" الثالث: يرويه عبد الجبار بن الورد المكي قال: سمعت ابن أبي مُلَيكة يقول: نُفِسَ لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام، فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين، عُقِّي عنه جزورا. فقالت: معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شاتان مكافئتان. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (59) والطحاوي في "المشكل" (1042) وابن عدي (5/ 1962) والبيهقي (9/ 301) والخطيب في "التاريخ" (6/ 392) من طرق عن عبد الجبار بن الورد به. وإسناده حسن، عبد الجبار صدوق، وابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن عبيد الله ثقة. الرابع: يرويه عبيد الله بن أبي يزيد المكي عن بعض أهله أنّه سمع عائشة تقول: ألا على الغلام شاتان، وعلى الجارية شاة، ولا يضركم أذكر أم أنثى. تأثر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، تقول: سمعته يقوله. أخرجه عبد الرزاق (7955) عن ابن جُريج أني عبيد الله بن أبي يزيد به. وأخرجه إسحاق (1291) عن عبد الرزاق به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

الخامس: ترويه عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة وقد تقدم الكلام على حديثها عند حديث "اجعلوا مكان الدم خلوقا" وسيأتي أيضا في حرف العين عند حديث "عقّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما" 813 - حديث جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - انطلق لحاجته فأتبعه جابر بِإدَاوَة" قال الحافظ: وعند مسلم (4/ 2306) في حديث جابر الطويل الذي في آخر الكتاب: فذكره" (¬1) 814 - حديث ابن عباس "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر" الحديث وفيه "فقام عليّ أيام التشريق فنادى: ذمة الله وذمة رسوله بريئة من كل مشرك {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2]، ولا يحجنّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عُريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، فكان عليّ ينادي بها فإذا بحّ قام أبو هريرة فنادى بها". قال الحافظ: وقد وقع في حديث مِقْسَم عن ابن عباس عند الترمذي: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار ... " 815 - عن جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه" قال الحافظ: روى الطبري من طريق عبد الله بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر: فذكره" (¬3) سيأتي الكلام عليه فأنظر حديث "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من عمرة الجعرانة" 816 - عن جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أُبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه" قال الحافظ: وأخرج مسلم (2207) من طريق أبي سفيان عن جابر: فذكره" (¬4) 817 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رسله إلى الملوك" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1774) " (¬5) ¬

_ (¬1) 1/ 262 (كتاب الوضوء - باب من حمل معه الماء لطهوره) (¬2) 9/ 388 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: وأذان من الله ورسوله) (¬3) 9/ 387 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: وأذان من الله ورسوله) (¬4) 12/ 261 (كتاب الطب - باب من كتوى أو كوى غيره) (¬5) 16/ 372 (أخبار الآحاد - باب ما كان يبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأمراء والرسل)

818 - حديث يزيد بن الأصم أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو حلال. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1410) من طريق الزهري قال: وكانت خالته كما كانت خالة ابن عباس. وأخرجه مسلم (1411) من وجه آخر عن يزيد بن الأصم قال: حدثتني ميمونة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهو حلال. قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس" (¬1) 819 - عن أبي رافع أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وكنت أنا الرسول بينهما" قال الحافظ: أخرج الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما من طريق مطر الوراق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع: فذكره، قال الترمذي: لا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر، ورواه مالك عن ربيعة عن سليمان مرسلا" (¬2) له عن أبي رافع طريقان: الأول: يرويه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع به. أخرجه ابن سعد (8/ 134) وأحمد (6/ 392 - 393) والدارمي (1832) والترمذي (841) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (461) والنسائي في "الكبرى" (5402) والروياني (703 و 709) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 270) وفي "المشكل" (5800) وابن حبان (4130و 4135) والطبراني في "الكبير" (915) والدارقطني (3/ 262) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 264) والبيهقي (5/ 66 و 7/ 211) وفي "معرفة السنن" (7/ 185) وفي "الدلائل" (4/ 336) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 152) والبغوي في "شرح السنة" (1982) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (192) من طرق عن حماد بن زيد (¬3) ثنا مطر الوراق ثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن به. ¬

_ (¬1) 11/ 70 (كتاب النكاح - باب نكاح المحرم) (¬2) 11/ 69 (كتاب النكاح - باب نكاح المحرم) (¬3) ولم ينفرد به بل تابعه داود أبو عمرو عن مطر الوراق به. أخرجه الدارقطني (3/ 262 - 263) وقال: داود أبو عمرو هو داود بن الزبرقان" قلت: وهو متروك الحديث كما قال أبو زرعة وغيره. واختلف في هذا الحديث على مطر الوراق فرواه محمد بن عثمان بن مخلد ثنا أبي عن سلام أبي المنذر عن مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو حلال. أخرجه الدارقطني (3/ 263) وقال: كذا قال، تفرد به محمد بن عثمان عن أبيه عن سلام أبي المنذر، وهو غريب عن مطر"

قال الترمذي: هذا حديث حسن ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة" وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت مشهور من حديث ربيعة، تفرد به عنه مطر الوراق" قلت: اختلف فيه على ربيعة، فرواه مالك في "الموطأ" (1/ 348) عنه عن سليمان بن يسار أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا رافع ورجلا من الأنصار فزوجاه ميمونة بنت الحارث، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة قبل أنْ يخرج. مرسل ومن طريقه أخرجه ابن سعد (8/ 133) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 270) وفي "المشكل" (5801) والبيهقي في "المعرفة" (7/ 184 - 185) وتابعه أبو ضَمْرة أنس بن عياض ثني ربيعة به. أخرجه ابن سعد (8/ 134) وهذا أصح من الأول لأنّ مالكا - رحمه الله - إمام ثقة ثبت بخلاف مطر الوراق فإنّه موصوف بسوء الحفظ. قال أبو داود: ليس هو عندي حجة، ولا يقطع به في حديث إذا اختلف" وقال ابن عبد البر: هذا الحديث قد رواه مطر الوراق عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع، وذلك عندي غلط من مطر؛ لأنّ سليمان بن يسار ولد سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة سبع وعشرين، ومات أبو رافع بالمدينة بعد قتل عثمان بيسير. وكان قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وغير جائز ولا ممكن أنْ يسمع سليمان بن يسار من أبي رافع، وممكن صحيح أنْ يسمع سليمان بن يسار من ميمونة، لما ذكرنا من مولده، ولأنّ ميمونة مولاته، ومولاة إخوته أعتقتهم، وولاؤهم لها، وتوفيت ميمونة سنة ست وستين، وصلى عليها ابن عباس، فغير نكير أنْ يسمع منها، ويستحيل أنْ يخفى عليه أمرها، وهو مولاها، وموضعه من الفقه موضعه" التمهيد 3/ 151. الثاني: يرويه أبو فَزَارة راشد بن كيسان عن يزيد بن الأصم عن أبي رافع أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة حلالا، وبنى بها حلالا بِسَرِف. أخرجه ابن سعد (8/ 133) عن يزيد بن هارون أنا جرير بن حازم ثنا أبو فزارة به. واختلف فيه على جرير بن حازم: فرواه غير واحد عنه عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ميمونة، منهم:

1 - وهب بن جرير بن حازم. أخرجه ابن سعد (8/ 133 - 134) وأحمد (6/ 333) والترمذي (845) وأبو يعلى (7105) وابن حبان (4134) والدارقطني (3/ 261 - 262) والحاكم (4/ 31) والبيهقي (7/ 211) والمزي في "تهذيب الكمال" (9/ 15 - 16) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" 2 - يحيى بن آدم. أخرجه مسلم (1411) وابن ماجه (1964) وابن حبان (4136) والطبراني في "الكبير" (23/ 437 و 24/ 21) والبيهقي (5/ 66) وفي "المعرفة" (7/ 184) وفي "الصغرى" (1567 و2505) 3 - عبد الله بن وهب. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 270) وفي "لمشكل" (5802) وهذا أصح. واختلف فيه على أبي فزارة، فرواه حماد بن زيد عنه عن يزيد بن الأصم مرسلا. أخرجه الدارقطني (3/ 262) 820 - حديث ابن مسعود أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تَوَسَّدَ فخذه فرقد، وكان إذا نام نفخ، قال: فبينما أنا قاعد إذ أنا برجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم بما بهم من الجمال، فجلست طائفة منهم عند رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطائفة منهم عند رجليه، فقالوا بينهم: ما رأينا عبدا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي، إنّ عينيه تنامان وقلبه يقظان، اضربوا له مثلا. قال الحافظ: ووقع فم حديث ابن مسعود عند الترمذي وحسنه، وصححه ابن خزيمة: فذكره. وقال: زاد أحمد في حديث ابن مسعود: فقالوا: اضربوا له مثلا، ونزول أو نضرب وأولوا" وفيه "ليعقل قلبك" وقال: في حديث ابن مسعود: مثل سيد بني قصرا. وقال: وفي حديث ابن مسعود عند أحمد: أما السيد فهو رب العالمين، وأما البنيان فهو الإسلام، والطعام الجنة، ومحمد الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة.

وقال: زاد في حديث ابن مسعود: فلما استيقظ قالا "سمعت ما قال هؤلاء؟ هل تدري من هم؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال "هم الملائكة، والمثل الذي ضربوا: الرحمن بني الجنة ودعا إليها عباده" الحديث" (¬1) أخرجه أحمد (3788 - شاكر) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 200) و"الأوسط" (1/ 342) عن عارم بن الفضل أبي النعمان البصري وأحمد (3788) عن عفان بن مسلم البصري قالا: ثنا معتمر عن أبيه قال: حدثني أبو تميمة عن عمرو - لعله أنْ يكون قد قال: البِكَالي - حدثه عمرو عن ابن مسعود قال: استبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فانطلقنا، حتى أتيت مكان كذا وكذا، فَخَطَّ لي خِطَّة، فقال لي "كن بين ظَهْرَيْ هذه، لا تخرج منها، فإنك إن خرجت هلكت" قال: فكنت فيها، قال: فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَذَفَةً أو أبعدَ شيئا، أو كما قال، ثم إنه ذكر هنينا كأنهم الزُّطُّ، ليس عليهم ثياب، ولا أرى سوءاتهم، طِوالا قليلٌ لحمهم، قال: فأتَوْا، فجعلوا يركبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وجعل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليهم، قال: وجعلوا يأتوني فيخيلون أو يميلون حَوْلي، ويعترضون لي، فأُرعبت منهم رعبا شديدا، قال: فجلست، فلما انشقَّ عمودُ الصبح جعلوا يذهبون، قال: ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء ثقيلا وَجِعا، أو يكاد أنّ يكون وَجِعاً مما رَكِبوه، قال "إني لأجدني ثقيلا" أو كما قال، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه في حجري، أو كما قال، قال: ثم إنّ هنينا أتوا، عليهم ثياب بيض طوال، وقد أغفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرعبت منهم أشدّ مما أرعبت المرة الأولى، فقال بعضهم لبعض: لقد أُعطي هذا العبد خيرا، إنّ عينيه نائمتان وقلبه يقظان، ثم قال بعضهم لبعض: هلمّ فلنضرب له مثلا، قال بعضهم لبعض: اضربوا له مثلا، ونؤوّل نحن، أو نضرب نحن وتؤولون أنتم، فقال بعضهم لبعض: مثله كمثل سيّد ابتنى بنيانا حصينا ثم أرسل إلى الناس بطعام، فمن لم يأت طعامه، أو قال: لم يتبعه، عذبه عذابا شديدا، قال الآخرون: أما السيد فهو رب العالمين، وأمّا البنيان فهو الإسلام، والطعام الجنة، وهو الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة، ومن لم يتبعه عُذب، ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استيقظ، فقال "ما رأيت يا ابن أمّ عبد؟ " فقال عبد الله: رأيت كذا وكذا، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "ما خفي عليّ مما قالوا شيء، هم نفر من الملائكة، أو قال: هم من الملائكة، أو كما شاء الله" قال البخاري: لا يعرف لعمرو سماع من ابن مسعود" ¬

_ (¬1) 17/ 12 و13 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابه" المجمع 8/ 260 - 261 وقال الطحاوي في "الرد على الكرابيسي": البكالي هذا من أهل الشام، ولم يَرو هذا الحديث عنه إلا أبو تميمة هذا وليس بالهُجَيمي، بل هو السلمي، بصري ليس بالمعروف" نصب الراية 1/ 141 وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وهذا خطأ من الطحاوي، فأبو تميمة هو الهجيمي وهو الذي يروي عن عمرو البكالي، وأما السلمي فإنّه معروف، ترجمه البخاري في "الكنى" رقم 129 ولم يذكر فيه جرحا" المسند 5/ 300 قلت: هكذا وقع عند البخاري في "الكنى": السلمي، وقال: يعد في البصريين، قال مسدد: ثنا يحيى عن التيمي عن أبي تميمة السلمي. وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 567) فقال: أبو تميمة السلمي البصري، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه سليمان التيمي. ووقع عند البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/ 328): السَّلِّي (¬1). فقد قال في ترجمة الحكم بن عمرو الغفاري البصري: قال مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي تميمة السَّلِّي - أو كما قال - وهذا هو الصواب إنْ شاء الله، لكن أبو تميمة الهجيمي هل هو السلي أم غيره؟ اختلف في ذلك: • فذهب ابن أبي حاتم إلى أنهما اثنان، فإنّه ذكر أبا تميمة الهجيمي في الأسماء في من اسمه طَرِيف بن مجالد، وذكر أبا تميمة السلي في الكنى ولا يسمى. وممن فرق بينهما أيضا الإمام أحمد، فقد قال ابنه عبد الله في "العلل" (2/ 5): قرأت على أبي: ابن أبي عدي عن سليمان التيمي عن أبي تميمة عن دلجة بن قيس، سمعت أبي يقول: هذا أبو تميمة السلي (¬2) وليس هو الهجيمي" ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير في "اللباب": هذه النسبة إلى بني سلى" (¬2) انظر التاريخ الكبير 2/ 1/ 260 والجرح والتعديل 1/ 2/ 442 - 443 والثقات 4/ 221 والإكمال للحسيني ص 129والمعجم الكبير للطبراني 3/ 235 وذيل الكاشف لأبي زرعة ص 97 والتعجيل 1/ 509 ووقع عند ابن حبان وغيره "السلمي" وهو تصحيف.

• وتردد البخاري فيه، فقال: طريف بن مجالد أبو تميمة الهجيمي البصري سمع أبا موسى وعن أبي هريرة، روى عنه قتادة وحكيم الأثرم. وقال ابن يحيى عن علي أنّ أبا تميمة طريف بن مجالد السلي من بني سلان، فلا أدري أيهما المحفوظ" • وترجم أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 399) للهجيمي وقال: ويقال: السلي من بني سلان. ولم يجزم بأنّه الهجيمي. • وجزم غير واحد بأنّ السلي هو الهجيمي، منهم: 1 - مسلم في "الكنى" (ص 93) 2 - السمعاني في "الأنساب" (7/ 124) 3 - ابن الأثير في "اللباب" (2/ 134) 4 - المزي في "تهذيب الكمال" (13/ 380) قال: كان من بني سلان، فباعه عمه من رجل من بلهجيم، فلم يرجع إلى قومه" • وذكر غير واحد الهجيمي ولم يذكروا أنّه سلي، منهم: 1 - الأمام أحمد في "الأسامي والكنى" (ص 44) 2 - ابن معين (تاريخ الدوري 4/ 155) 3 - ابن سعد (الطبقات 7/ 152) 4 - ابن أبي شيبة (المصنف 13/ 78) 5 - أبو داود (سؤالات الآجري 1/ 394) 6 - الدارقطني (سؤالات البرقاني ص 38) 7 - ابن عبد البر (الاستغناء 1/ 485) 8 - الذهبي (الكاشف 2/ 42) 9 - العلائي (جامع التحصيل ص 244) 10 - الحافظ ابن حجر (تهذيب التهذيب 5/ 12) وأما عمرا البكالي فاختلف في صحبته: فقال البخاري (التاريخ الكبير 3/ 2/ 313) وابن حبان (الثقات 3/ 278) وابن عبد البر (الاستيعاب 9/ 16) وابن عساكر (تعجيل المنفعة 2/ 78): له صحبة.

وذكره في الصحابة: خليفة بن خياط (الطبقات ص 123) وابن سعد (الطبقات7/ 421) وابن البرقي (تعجيل المنفعة 2/ 77) وذكره في "التابعين": • العجلي. قال في "الثقات" (ص 372): شامي تابعي ثقة من كبار التابعين. • أبو زرعة الدمشقي (الإصابة 7/ 153) • الذهبي. قال في "التجريد" (1/ 401): والأظهر أنّه تابعي كبير" والله أعلم. والحديث رواه جعفر بن ميمون التميمي الأنماطي البصري واختلف عنه: - فرواه أزهر بن سعد السمان عن جعفر بن ميمون عن أبي تميمة عن أي عثمان عن ابن مسعود. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 200) وتابعه محمد بن أبي عدي البصري عن جعفر بن ميمون به. أخرجه أبو القاسم الأصبهانى في: "الدلائل" (85) من طريق محمد بن العباس الباهلي ثنا ابن أبي عدي به. • ورواه محمد بن بشار بُنْدَار عن ابن أبي عدي واختلف عنه في أبي تميمة: فرواه الترمذي (2861) عن بندار فقال: عن أبي تميمة الهجيمي. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأبو تميمة هو الهجيمي طريف بن مجالد، وأبو عثمان النَّهْدي اسمه عبد الرحمن بن مَل" ورواه البزار (1886) عن بندار فقال: عن أبي تميمة السلولي - قال بندار: ويقال: السلي -.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، وقد رواه التيمي فخالف جعفر بن ميمون في إسناده وقال: عن عمرو البكالي عن أبي عثمان" هكذا قال: عن أبي عثمان، وإنما هو ابن مسعود كما تقدم. - ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي مرسلا. أخرجه الدارمي (12) عن الحسن بن علي الحُلْوَاني ثنا أبو أسامة به. وجعفر بن ميمون ضعفه أحمد وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين، ووثقه الحاكم وغيره. 821 - عن ابن عمر في قصة جويرية بنت الحارث أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل عتقها صداقها" قال الحافظ: أخرجه الطحاوي من طريق نافع عن ابن عمر" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث صفية "أعتقني النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعل عتقي صداقي". 822 - حديث جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حَجَّ حجتين قبل أنْ يهاجر، وحجة قرن معها عمرة -يعني بعد ما هاجر -" قال الحافظ: ثم روى -أي البيهقي- حديث جابر: فذكره، وحكى عن البخاري أنّه أعلّه لأنّه من رواية زيد بن الحُباب عن الثوري عن جعفر عن أبيه عنه، وزيد ربما يهم في الشيء، والمحفوظ عن الثوري مرسل، والمعروف عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل بالحج خالصا" (¬2) أخرجه الترمذي (815) عن عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القَطَواني الكوفي ثنا زيد بن حباب عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -حج ثلاث حجج: حجتين قبل أنّ يهاجر، وحجة بعد ما هاجر ومعها عمرة، فساق ثلاثة وستين بَدَنَة، وجاء عليّ من اليمن ببقيتها، فيها جمل لأبي جهل، في أنفه بُرَة من فضة، فنحرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلّ بَدَنَة بِبَضْعَة، وشرب من مرقها. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 454) من طريق الطبراني ثنا الحَضْرَمي ثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني به. ¬

_ (¬1) 11/ 32 (كتاب النكاح - باب من جعل عتق الأمة صداقها) (¬2) 4/ 171 (كتاب الحج - باب التمتع والقران والإفراد بالحج)

وأخرجه (¬1) أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (750) عن أحمد بن يحيى الصوفي ثنا زيد بن الحباب به إلا أنّه لم يذكر الحجتين اللتين قبل الهجرة. وأخرجه الدارقطني (2/ 278) من طرق عن أحمد بن يحيى الصوفي فذكر الحجات الثلاث. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 12) قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب، ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد. وسألت محمدا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأيته لم يَعُدَّ هذا الحديث محفوظا، وقال: إنما يُروى عن الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد مرسلا" وقال البيهقي: ليس بصحيح، وكيف يكون هذا صحيحا وقد روي من أوجه عن جابر في إحرام النبي - صلى الله عليه وسلم - خلاف هذا" قلت: رواه عبد الله بن داود الخُرَيْبِي عن سفيان قال: حَجّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث حجات: فذكر الحديث. قيل له: من ذكره؟ قال: جعفر عن أبيه عن جابر، وابن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس أخرجه ابن ماجه (3076) عن القاسم بن محمد بن عباد المهلَّبي ثنا عبد الله بن داود به. وأخرجه الحاكم (3/ 55) من طريق أبي العباس أحمد بن عبد الله بن شجاع البغدادي ثنا قاسم بن محمد المهلبي به. وحديث جابر إسناده صحيح. وحديث ابن عباس إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى. وله شاهد عن مجاهد قال: حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجتين قبل أنْ يهاجر وبعد ما هاجر حجة. ¬

_ (¬1) وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2890) عن أحمد بن يحيى الصوفي بلفظ: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عمر، عمرتين قبل أنّ يهاجر، وعمرة بعد ما هاجر قرن معها حجة.

أخرجه ابن سعد (2/ 189) عن محمد بن عبد الله الأسدي أنا سفيان عن ابن جُريج عن مجاهد. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 453 - 454) من طريق وكيع عن سفيان به. وهو مرسل رواته ثقات، وفيه عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا. 823 - عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حذّر من الفتن في مرض موته ولزوم الجماعة والطاعة" قال الحافظ: وأخرج سيف بن عمر في "الفتوح" من طريق ابن أبي مُليكة عن عائشة: فذكرته" (¬1) قلت: سيف بن عمر قال ابن معين وغيره: ضعيف. 824 - عن عبد الله بن جعفر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حمله خلفه وحمل قُثَم بن عباس بين يديه" قال الحافظ: وأخرج أحمد والنسائي من طريق خالد بن سارة عن عبد الله بن جعفر: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 205) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جُريج أني جعفر بن خالد بن سارة أنّ أباه أخبره أنّ عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان نلعب إذ مَرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على دابة فقال "ارفعوا هذا إليّ" قال: فحملني أمامه، وقال لقثم "ارفعوا هذا إليّ" فجعله وراءه، وكان عبيد الله أحبّ إلى عباس من قثم فما استحى من عمه أنْ حمل قثما وتركه، قال: ثم مسح على رأسي ثلاثا، وقال كلما مسح "اللهم اخلف جعفرا في ولده". قال: قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟ قال: استشهد، قال: قلت: الله أعلم بالخير ورسوله بالخير؟ قال: أجل. ومن طريقه أخرجه المزي (5/ 28 - 29) وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 194) عن ابن أبي الأسود وإسحاق قالا: ثنا روح بن عبادة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 205) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: مَرّ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) 6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا) (¬2) 6/ 532 (كتاب الجهاد - باب استقبال الغزاة)

وأنا مع غلمة لبني عبد المطلب، فحملني وغلاما آخر على دابة كان عليها، فكنا عليها ثلاثة. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (1066) عن محمد بن المثنى و (1073) عن أبي داود سليمان بن سيف الحرّاني قالا: ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ثنا ابن جريج أني جعفر بن خالد بن سارة عن أبيه قال: أخبرني عبد الله بن جعفر به. وأخرجه الحاكم (1/ 372 و3/ 567) عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا أبو عاصم أني جعفر بن خالد بن سارة - وقد حدثنا ابن جريج عنه - قال: حدثني أبي أنّ عبد الله بن جعفر قال: فذكره. وأخرجه البيهقي (4/ 60) عن الحاكم به. وأخرجه البزار (2246) من طريق سفيان بن عُيينة عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: خالد بن سارة ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. 825 - حديث ابن عمر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع لخيل المسلمين ترعى فيه" قال الحافظ: رواه البيهقي، وفي إسناده العُمَرِي وهو ضعيف، وكذا أخرجه أحمد من طريقه" (¬1) له عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (740) وأحمد (2/ 155 و 157) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 155) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 13) وابن الأعرابي (ق 128/ ب) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 116) والبيهقي (5/ 201 و 6/ 146) من طرق عن العمري به. ¬

_ (¬1) 5/ 442 (كتاب الشرب - باب لا حمى إلا لله ولرسوله)

قال الهيثمي: وفيه عبد الله العمري وهو ثقة، وقد ضعفه جماعة" المجمع 6/ 158 قلت: العمري مختلف فيه، قواه أحمد بن صالح المصري وابن عدي وغيرهما، وذكره البخاري وجماعة في الضعفاء، واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: يرويه عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع لخيل المسلمين. أخرجه عمر بن شبة (1/ 155) والطبراني في "الأوسط" (7933) من طريق عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم بن عمر إلا عبد الله بن نافع الصائغ" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر. 826 - عن جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فسمع رغوة ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا عليّ عليها، فقال له: أمير أو رسول؟ فقال: بل أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببراءة أقرؤها على الناس، فقدمنا مكة فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس بمناسكهم حتى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر كذلك، ثم يوم النفر كذلك" قال الحافظ: أخرجه الطبري وإسحاق في "مسنده" والنسائي والدارمي كلاهما عن جابر، وصححه ابن خريمة وابن حبان من طريق ابن جُريج حدثني عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الزبير عن جابر: فذكره" (¬1) أخرجه الدارمي (1921) والنسائي (5/ 198 - 199) وفي "الكبرى" (3984) وفي "خصائص علي" (78) وابن خزيمة (2974) والطحاوي في "المشكل" (3590) وابن حبان (6645) والبيهقي (5/ 111) وفي "الدلائل" (5/ 297 - 298) والجورقاني في "الأباطيل" (129) من طرق عن أبي قرة موسى بن طارق عن ابن جريج قال: ثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعَرْج ثُوِّب بالصبح، ثم استوى ليكبر، فسمع الرغوة خلف ظهره، فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لقد بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحج، فلعله أنْ يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنصلي معه، فإذا عليّ عليها، فقال له أبو بكر: أمير ¬

_ (¬1) 9/ 389 - 390 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: وأذان من الله ورسوله)

أم رسول؟ فقال: لا، بل رسول، أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس، فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام عليّ، فقرأ على الناس سورة البراءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر، فأفضنا، فلما رجع أبو بكر خطب الناس، فحدثهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ قام عليّ فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، فعلمهم مناسكهم، فلما فرغ قام عليّ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها. قال النسائي: ابن خثيم ليس بالقوي في الحديث، وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل ابن جريج عن أبي الزبير، وما كتبناه إلا عن إسحاق بن راهويه. ويحيى بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم ولا عبد الرحمن، إلا أنّ علي بن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث. وكأنّ علي بن المديني خلق للحديث" وقال ابن خزيمة: حديث غريب غريب" وقال البيهقي: تفرد به هكذا ابن خثيم" وقال الجورقاني: هذا حديث حسن، تفرد به عن أبي الزبير عبد الله بن عثمان بن خثيم. قال محمد بن إبراهيم: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي يحدثان عن ابن خثيم. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ابن خثيم ما به بأس صالح الحديث" قلت: وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. 827 - حديث فاطمة بنت قيس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب فذكر أنّ تميما الداري ركب في سفينة مع ثلاثين رجلا من قومه فلعب فيهم الموج شهرا، ثم نزلوا إلى جزيرة فلقيتهم دابة كثيرة الشعر فقالت لهم: أنا الجساسة، ودلتهم على رجل في الدّير، قال: فانطلقنا سراعا فدخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه بالحديد، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فذكر الحديث وفيه أنه سألهم عن نبي الأميين: هل بعث؟ وأنّه قال: إنْ يطيعوه فهو خير لهم، وأنّه سألهم عن بحيرة طبرية، عن عين زُغَر، وعن نخل بيسان. وفيه أنّه قال: إني مخبركم عني، أنا المسيح، وإني أوشك أنْ يؤذن لي في

الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة. قال الحافظ: قصة تميم أخرجها مسلم (2942) من حديث فاطمة بنت قيس: فذكره، وفي بعض طرقه عند البيهقي "أنّه شيخ" وسندها صحيح" (¬1) 828 - عن مسروق أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم النحر" قال الحافظ: وأخرج من مرسل مسروق: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 267) عن حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: خطبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر. ورواته ثقات، وأبو الضحى اسمه مسلم بن صُبيح الههدانى. 829 - عن أبي بكرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل في صلاة الفجر فكبر ثم أومأ إليهم" قال الحافظ: رواه أبو داود وابن حبان عن أبي بكرة: فذكره" (¬3) أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 148) وأحمد (5/ 41 و45) وأبو داود (233 و234) وابن خزيمة (1629) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 211 - 212) والطحاوي في "المشكل" (623) وابن حبان (2235) والبيهقي (2/ 397 و 3/ 94) وفي "المعرفة" (3/ 347) وفي "الصغرى" (508 و 509) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 177) من طرق عن حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل (¬4) في الصلاة ثم أومأ إليهم أنْ مكانكم، ثم دخل بيته، ثم خرج ورأسه يقطر، فدخل في الصلاة، فصلى بهم، فلما قضى الصلاة قال "إنما أنا بشر وإني كنت جنبا" قال البيهقي: هذا إسناد صحيح" قلت: رواته ثقات لكن الحسن مدلس وقد عنعن. وزياد هو ابن حسان. ¬

_ (¬1) 17/ 92 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة) (¬2) 4/ 326 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام منى) (¬3) 2/ 262 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب هل يخرج من المسجد لعلة) (¬4) وفي رواية "دخل في صلاة الفجر" وفي لفظ "استفتح الصلاة فكبر"

830 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة ينشد بين يديه: خَلّوا بني الكفار عن سبيله ... قد أنزل الرحمن في تنزيله بأن خيرالقتل في سبيله ... نحن قتلناكم على تأويله كما قتلناكم على تنزيله قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق عن أنس من وجهين، أحدهما: روايته عن مَعْمَر عن الزهري عن أنس: فذكره، أخرجه أبو يعلى من طريقه. وأخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عبد الرزاق وما وجدته في مسند أحمد. وقد أخرجه الطبراني أيضا عاليا عن إبراهيم بن أبي سويد عن عبد الرزاق، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "الدلائل"، وأخرجه من طريق أبي الأزهر عن عبد الرزاق فذكر القسم الأول من الرجز وقال بعده: اليوم نضربكم على تنزيله ... ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله ... يا رب إني مؤمن بقيله قال الدارقطني في "الأفراد": تفرد به معمر عن الزهري، وتفرد به عبد الرزاق عن معمر" قلت: وقد رواه موسى بن عقبة في "المغازي" عن الزهري أيضا لكن لم يذكر أنسا وعنده بعد قوله: قد أنزل الرحمن في تنزيله ... في صحف تتلى على رسوله والرواية الثانية رواية عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، أخرجها البزار وقال: لم يروه عن ثابت إلا جعفر بن سليمان. وأخرجها الترمذي والنسائي من طريقه بلفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله تقول الشعر؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "خلِّ عنه يا عمر، فلهو أسرع فيهم من نضح النبل" قال الترمذي: حديث حسن غريب، وقد رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس نحوه، قال:

وفي غير هذا الحديث أنّ هذه القصة لكعب بن مالك وهو أصح لأنّ عبد الله بن رواحة قتل بمؤتة وكانت عمرة القضاء قبل ذلك. قلت: وهو ذهول شديد وغلط مردود، وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته ومع أنّ في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي، وزيد بن حارثة في بنت حمزة كما سيأتي في هذا الباب، وجعفر قتل هو وزيد وابن رواحة في موطن واحد كما سيأتي قريبا، وكيف يخفى عليه أعني الترمذي مثل هذا؟ ثم وجدت عن بعضهم أنّ الذي عند الترمذي من حديث أنس أنّ ذلك كان في فتح مكة فإن كان كذلك اتجه اعتراضه لكن الموجود بخط الكروخي راوي الترمذي ما تقدم، والله أعلم. وقد صححه ابن حبان من الوجهين وعجيب من الحاكم كيف لم يستدركه مع أنّ الوجه الأول على شرطهما، ومن الوجه الثاني على شرط مسلم لأجل جعفر" (¬1) صحيح وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه مَعْمَر عن ابن شهاب الزهري عن أنس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة آخذ (¬3) بغرزه يرتجز يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ... قد أنزل الرحمن (¬4) في تنزيله بأنّ خير القتل في سبيله (¬5) أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1984) والفاكهي (1922) والبزار (كشف 2099) واللفظ له وأبو يعلى (3571 و 3579) وفي "المعجم" (304) وابن حبان (4521) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 414) وأبو نعيم في "الصحابة" ¬

_ (¬1) 9/ 41 و42 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء) (¬2) زاد أبو يعلى وغيره "مكة" (¬3) وفي لفظ لأبي يعلى وغيره "بين يديه وهو يقول" (¬4) وفي لفظ "القرآن" (¬5) زاد البيهقي في رواية: نحن قاتلناكم على تأويله ... كما قاتلناكم على تنزيله وفي رواية أخرى: خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله يا رب إني مؤمن بقيله

(4112) والبيهقي (10/ 228) وفي "الدلائل" (4/ 322 و 322 - 323) والبغوي في "شرح السنة" (3405) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 327 - 328) وفي "معجم الشيوخ" (489) من طرق عن عبد الرزاق عن معمر به. قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا معمر (¬1)، ولا عنه إلا عبد الرزاق" وقال ابن عساكر: حسن صحيح غريب" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 130 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، لكن أنكره أحمد وقال: ليس له أصل، وكان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر. وقال أيضا: لو قلت: إنّه باطل، وردّه ردّا شديدا. تاريخ ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 328 - 329) الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن ثابت البُنَاني عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل (¬2) مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله (¬3) ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله (¬4) فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله تقول الشعر، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: خَلِّ عنه يا عمر (¬5)، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل" (¬6) أخرجه عبد بن حميد (1257) والترمذي (2847) وفي "الشمائل" (235) واللفظ له والنسائي (5/ 159 - 160 و 167) وفي "الكبرى" (3856 و 3876) وأبو يعلى (3394 ¬

_ (¬1) وخالفه موسى بن عقبة فرواه عن الزهري مرسلا. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4113) (¬2) ولفظ ابن عدي "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة فقام أهلها سماطين ينظرون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أصحابه" (¬3) وفي لفظ "تأويله" (¬4) زاد أبو يعلى في رواية: يا رب إني مؤمن بقيله ... ولفظ ابن عدي: يا رب إني موقن بقيله (¬5) وفي لفظ "مه يا عمر" (¬6) وفي لفظ للنسائي وغيره "فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل" ولفظ الطبراني "من وقع السيوف"

و6440) وابن خزيمة (2680) وابن حبان (5788) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 415) و"الأوسط" (8157) وابن عدي (2/ 571) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 292) وفي "الصحابة" (4111) والبيهقي (10/ 228) والبغوي في "شرح السنة" (3404) وفي "الشمائل" (346) وفي "التفسير" (5/ 130 - 131) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 324 - 325 و 325 - 326 و 326 و 326 - 327) من طرق عن جعفر بن سليمان به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضا عن معمر عن الزهري عن أنس نحو هذا، وروي في غير هذا الحديث أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه، وهذا أصح عند بعض أهل الحديث لأنّ عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤته وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كلا، بل مؤتة بعدها بستة أشهر جزما" سير الأعلام 1/ 236 والحديث قال الحافظ في "الإصابة" (6/ 80): سنده حسن" وهو كما قال. 831 - عن مِقْسَم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بأنْ لا يحول على عتبة الحول حتى يموت كافرا، فمات قبل الحول. قال الحافظ: روى عبد الرزاق من طريق عثمان الجزري عن مقسم: فذكره، وهذا مرسل، وأخرجه من وجه آخر عن سعيد بن المسيب بنحوه" (¬1) 832 - عن الزبير أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دفعها إليه فدخل مكة بلواءين" قال الحافظ: وعند أبي يعلى من حديث الزبير: فذكره، وإسناده ضعيف جدا" (¬2) موضوع أخرجه أبو يعلى (684) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا محمد بن الحسن المدني حدثتني أم عروة عن أختها عائشة بنت جعفر عن أبيها عن جدها الزبير عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عُبادة، فدخل الزبير مكة بلواءين. ¬

_ (¬1) 15/ 34 (كتاب الفرائض - باب الولد للفراش حرّة كانت أو أمة) (¬2) 9/ 68 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟)

وأخرجه الفاكهي (¬1) في "أخبار مكة" (شفاء الغرام 2/ 140) عن عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ثنا محمد بن الحسن به. قال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن بن زَبَالة وهو ضعيف جدا" المجمع 6/ 169 وقال الحافظ: فيه ضعف جدا" المطالب (¬2) العالية حديث رقم 4357 قلت: ابن زبالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: يضع الحديث. 833 - حديث عدي بن حاتم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر قريشا فقال {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] يعني قومه. قال الحافظ: رواه ابن مردويه" (¬3) قلت: ذكره السيوطي أيضا في "الدر المنثور" (6/ 325) ونسبه لابن مردويه. 834 - حديث وابصة بن مَعْبد "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أنْ يعيد الصلاة" قلل الحافظ: أخرجه أصحاب السنن, وصححه أحمد وابن خزيمة وغيرهما. ولابن خزيمة من حديث علي بن شيبان نحوه وزاد "لا صلاة لمنفرد خلف الصف" (¬4) صحيح وله عن وابصة طرق: الأول: يرويه هلال بن يَسَاف واختلف عنه: - فرواه شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت هلال بن يساف قال: سمعت عمرو بن راشد يحدث عن وابصة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر رجلا يصلي في الصف وحده فأمره أنْ يعيد الصلاة. أخرجه الطيالسي (ص 166) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 393) وأبو نعيم في "الصحابة" (6505) والبيهقي (3/ 104) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 321) ¬

_ (¬1) ووقع عنده: حدثتني أم عروة عن أمها عن جدها عن الزبير. (¬2) وقال في "المسندة" (4299): محمد هو ابن زبالة ضعيف جدا" (¬3) 6/ 312 (كتاب الوصايا - باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب) (¬4) 2/ 411 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب إذا ركع دون الصف)

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (754) وأحمد (4/ 227 - 228 و 228) وأبو داود (682) والترمذي (231) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1050) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (113) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (214) والطحاوي (1/ 393) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 184) وابن حبان (2199) والطبراني في "الكبير" (22/ 140) وابن حزم في "المحلى" (4/ 72) والبيهقي في "معرفة السنن" (4/ 183 - 184) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (824) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (417) والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 17 - 18) من طرق عن شعبة به. - ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - زيد بن أبي أُنيسة. أخرجه ابن حبان (2198) عن حكيم بن سيف الرقي والطبراني في "الكبير" (22/ 140) عن عبد الله بن جعفر الرقي قالا: ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة به. وخالفهما عمرو بن خالد الحرّاني فرواه عن عبيد الله بن عمرو ولم يذكر عمرو بن راشد. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 187 - 188) 2 - أبو خالد الدالانى. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 141) - ورواه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن هلال بن يساف قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي- ونحن بالرّقّة فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده - والشيخ يسمع - فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعيد الصلاة. أخرجه الحميدي (884) وابن أبي شيبة (2/ 192 - 193 و 14/ 156) وفي "مسنده" (751) وأحمد (4/ 228) والدارمي (1289) وابن ماجه (1004) والترمذي (230) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1051) والبزار كما في "نصب الراية" (2/ 38) وأبو علي

الطوسي في "مختصر الأحكام" (213) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 393) وابن قانع (3/ 184 - 185) وابن حبان (2200) والطبراني في "الكبير" (22/ 141 - 142 و142) والبيهقي (3/ 104و 104 - 105) وفي "معرفة السنن" (4/ 182 - 183) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 189) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن به (¬1). وتابعه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف به. أخرجه عبد الرزاق (2482) وابن الجارود (319) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 184) والطبراني في "الكبير" (22/ 141) قال الترمذي: حديث وابصة حديث حسن. وفي حديث حصين ما يدل على أنّ هلالا قد أدرك وابصة. واختلف أهل العلم في هذا: فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة أصح. وقال بعضهم: حديث حصين عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة أصح. وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة" (¬2) ¬

_ (¬1) رواه شَريك بن عبد الله القاضي عن حصين بن عبد الرحمن فلم يذكر زياد بن أبي الجعد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 142 - 143) وشريك سيئ الحفظ. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 228) والدارمي (1290) والبزار (نصب الراية 2/ 38) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 184) وابن حبان (2201) والطبراني في "الكبير" (22/ 141و 143) والدارقطني (1/ 362 و 363) والبيهقي (3/ 105) وأبو موسى المدينى في "اللطائف من علوم المعارف" (917) من طرق عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعيد الصلاة. وتابعه الأعمش عن عبيد بن أبي الجعد به. أخرجه الطبراني في "الكيير" (22/ 143) قال للشيخ أحمد شاكر: وهنا إسناد صحيح رواته ثقات" المحلى 4/ 75 قلت: عبيد وزياد ابنا أبي الجعد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" وحده.

وقال الدارمي: كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة، وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد" (¬1) وقال ابن حبان: سمع هذا الخبر هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد، وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، والطريقان جميعا محفوظان" وقال ابن حزم: ورواية هلال بن يساف حديث وابصة مرة عن زياد بن أبي الجعد ومرة عن عمرو بن راشد قوة للخبر، وعمرو (¬2) بن راشد وثقه أحمد بن حنبل وغيره" المحلى 4/ 74 وقال البيهقي: وإنما لم يخرجاه صاحبا الصحيح لما وقع في إسناده من الاختلاف" المعرفة 4/ 184 - ورواه الأعمش عن شِمْر بن عطية عن هلال بن يساف عن وابصة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل صلى خلف الصفوف وحده، فقال "يعيد الصلاة" أخرجه أحمد (4/ 228) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 143) من طريق ابن أبي شيبة وهو في "مسنده" (752) وإسحاق بن راهوية قالا: ثنا أبو معاوية به. وأخرجه ابن قانع (3/ 184) من طريق إبراهيم بن أبي معاوية ثنا أبي به. قال الشيخ أحمد شاكر (¬3): وهذا إسناد صحيح" المحلى 4/ 74 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الأعمش فإنّه كان مدلسا. ولم ينفرد شمر بن عطية به بل تابعه الحجاج بن أَرْطَاة عن هلال بن يساف عن وابصة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 143 - 144) والحجاج ضعيف مدلس. ¬

_ (¬1) انظر الهامش السابق (¬2) لم أر توثيق أحمد له، وقد وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. (¬3) وقال في "شرح الترمذي" (1/ 449): وأما رواية هلال عن وابصة أو عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة فإنها عندنا بمعنى واحد؛ لأنّ هلالاً مع الحديث من زياد بحضور وابصة واقراره فهوكالقراءة على الشيخ والعرض عليه"

وتابعه عدي بن الفضل البصري عن الشيباني عن هلال بن يساف عن وابصة. أخرجه ابن الأعرابي (ق 3/ ب) وعدي بن الفضل قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. قال البزار بعد أنْ أخرج الحديث بالأسانيد الثلاثة المذكورة: أما حديث عمرو بن راشد فإنّ عمرو بن راشد رجل لا يعلم حدّث إلا بهذا الحديث وليس معروفا بالعدالة فلا يحتج به، وأما حديث حصين فإنّ حصينا (¬1) لم يكن بالحافظ فلا يحتج بحديثه في حكم، وأما حديث يزيد بن زياد فلا نعلم أحدا من أهل العلم إلا وهو يضعف أخباره فلا يحتج بحديثه (¬2)، وقد روي عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف عن وابصة، وهلال لم يسمع من وابصة فأمسكنا عن ذكره لإرساله" الثاني: يرويه سالم بن أبي الجَعْد عن وابصة، ورواه عن سالم غير واحد، منهم: 1 - محمد بن سالم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 144) عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان و (22/ 144 - 145) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي كلاهما عن محمد بن سالم عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة. ومحمد بن سالم أظنه الهمداني أبو سهل الكوفي قال مسلم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث. 2 - عبيد بن أبي الجعد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 144) من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن وعبيد بن أبي الجعد عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة. ¬

_ (¬1) قلت: بل هو ثقة حجة، أخرج له الشيخان في صحيحيهما وقال أحمد: ثقة مأمون، وقال أبو زرعة: ثقة يحتج به، وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث، وقد ساء حفظه بأخرة، وقد روى هذا الحديث عنه سفيان الثورى وشعبة وهما ممن سمع منه قبل تغيره. (¬2) قلت: بل هو ثقة كما قال أحمد وابن معين والعجلي وغيرهم.

وعبيد بن أبي الجعد ذكره ابن حبان في "الثقات"، والأعمش مدلس وقد عنعن. واختلف عنه: فرواه عيسى بن يونس عنه عن سالم عن وابصة ولم يذكر عبيدا. أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (129) 3 - منصور بن المعتمر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 144 - 145 و 146) من طريق أشعث بن سَوَّار عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة. وأشعث بن سوار المدائني قال النسائي وغيره: ضعيف، وسالم بن أبي الجعد لم يذكر سماعا من وابصة فلعله لم يسمع منه فإنّه كثير الإرسال. الثالث: يرويه الشعبي عن وابصة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 145) من طريق سهل بن عامر البجلي ثنا عبد الله بن نُمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن وابصة قال: صلى رجل خلف الصف وحده، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإعادة. وسهل بن عامر البجلي قال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه أبو يعلى (1588) وفي "المفاريد" (99) والطبراني في "الكبير" (22/ 145 و145 - 146) و"الأوسط" (8411) والبيهقي (3/ 105) من طريق السري بن إسماعيل عن الشعبي عن وابصة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أنْ يعيد الصلاة. وفي لفظ: انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجل يصلي خلف القوم وحده، فقال "أيها المصلي وحده ألا تكون وصلت صفا فدخلت معهم لو اجتررت رجلا إليك إنْ ضاق بك المكان، أعد صلاتك، فإنّه لا صلاة لك". قال البيهقي: إسناده ضعيف، تفرد به السري بن إسماعيل وهو ضعيف" وقال الحافظ: وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك" للتلخيص 2/ 36 الرابع: يرويه أشعث بن سَوّار عن بكير بن الأخنس عن حَنَش بن المعتمر عن وابصة أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعيد الصلاة"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 146) واللفظ له والخطيب في: "الأسماء المبهمة" (ص 321 - 322) من طرق عن أشعث بن سوار به. وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار. وخالفه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني فرواه عن بكير بن الأخنس فلم يذكر حنشا. أخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه" (48) من طريق مِنْدل بن علي عن أبي إسحاق به. لكن مندل ضعيف. الخامس: يرويه السُّدِّي عن زيد بن وهب عن وابصة بن معبد أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرى من خلفه كما يرى من بين يديه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا دخلت في الصف أو جذبت رجلا صلى معك، أعد الصلاة". أخرجه ابن الأعرابي (ق 122/ أ) عن جعفر بن محمد بن كزال ثنا يحيى بن عبدويه ثنا قيس عن السدي به. وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 292) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 364) من طريق عقيل بن يحيى ثنا الطائي شيخ قدم علينا أيام أبي داود ثنا قيس عن السدي به. قال أبو نعيم: قال أبو الشيخ: هذا الشيخ أراه يحيى بن عبدويه البغدادي لأنّ هذا الحديث معروف به" قلت: وهو مختلف فيه: كذبه ابن معين، وقال ابن عدي:، أرجو أنّه لا بأس به. وللحديث شاهد عن علي بن شيبان وعن ابن عباس وعن أبي هريرة فأما حديث علي بن شيبان فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 193 و 14/ 156 - 157) عن مُلازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن بدر ثني عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه - وكان من الوفد - قال: خرجنا حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعنا وصلينا خلفه فرأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فوقف عليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انصرف، فقال "استقبل صلاتك فلا صلاة للذي خلف الصف". وأخرجه ابن ماجه (1003) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1678) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (4/ 73) من طريق محمد بن وضاح ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن سعد (5/ 551) وأحمد (4/ 23) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 260 و 261) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 275 - 276) والبزار (نصب الراية 2/ 39) وابن خريمة (1569) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1829) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 394) وابن حبان (2202 و 2203) وأبو نعيم في "الصحابة" (4951) والبيهقي (3/ 105) وابن حزم في "الأحكام" (ص 233) من طرق عن ملازم بن عمرو به (¬1). قال البزار: عبد الله بن بدر ليس بالمعروف، إنما حدّث عنه ملازم بن عمرو ومحمد بن جابر، فأما ملازم فقد احتمل حديثه وإنْ لم يحتج به، وأما محمد بن جابر فقد سكت الناس عن حديثه، وعلي بن شيبان لم يحدث عنه إلا ابنه، وابنه هذه صفته، وإنما ترتفع جهالة المجهول إذا روى عنه ثقتان مشهوران، فأما إذا روى عنه من لا يحتج بحديثه لم يكن ذلك الحديث حجة، ولا ارتفعت جهالته" وقال البيهقي: لم يخرجه البخاري ولا مسلم في الصحيح لأنّ رجاله غير مشهورين" المعرفة 4/ 184 وقال أحمد: هو حديث حسن" التلخيص 2/ 37 وقال ابن حزم: ملازم ثقة، وثقه ابن أبي شيبة وابن نمير وغيرهما، وعبد الله بن بدر ثقة مشهور، وما نعلم أحدا عاب عبد الرحمن بأكثر من أنّه لم يَرو عنه إلا عبد الله بن بدر، وهذا ليس جرحة" وقال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 718 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 122 وقال أحمد شاكر: وهذا الإسناد صحيح" المحلى 4/ 73 وقال الحافظ: في صحته نظر" الفتح 2/ 354 قلت: بل إسناده صحيح رواته ثقات، ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر وثقهما ابن معين وأبو زرعة والعجلي وابن حبان وغيرهم، وعبد الرحمن بن علي بن شيبان وثقه ابن حبان والعجلي وأبو العرب التميمي وابن حزم والحافظ في "التقريب". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 340) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع عن ملازم فقال فيه: عن عبد الرحمن بن علي عن أبيه عن شيبان. والأول أصح.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 516) والطبراني في "لكبير" (11658) و"الأوسط" (4835) من طريق أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني ثنا النضر أبو عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أنْ يعيد الصلاة. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وكذا قال الطبراني وزاد: تفرد به الحماني" وقال الهيثمي: وفيه النضر أبو عمر أجمعوا على ضعفه" المجمع 2/ 96 وله طريق أخرى عند ابن عدي (2/ 668) وفيها حماد بن داود الكوفي قال ابن عدي: ليس بالمعروف. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 44 - 45) الطبراني في "الأوسط" (5319) من طريق عبد الله بن محمد بن القاسم العبادي البصري ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يصلي خلف الصفوف وحده، فقال "أعد الصلاة" قال الطبراني: لا يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به العبادي" وقال ابن حبان: عبد الله بن محمد بن القاسم يروي عن يزيد بن هارون المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن القاسم وهو ضعيف" المجمع 2/ 96 835 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ردّ ابنته زينب على أبي العاص بن الربيع بمهر جديد ونكاح جديد" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه من رواية حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، قال الترمذي: وفي إسناده مقال. ثم أخرج عن يزيد بن هارون أنّه حدّث بالحديثين عن ابن إسحاق وعن حجاج بن أرطاة ثم قال يزيد: حديث ابن عباس أقوى إسنادا والعمل على حديث عمرو بن شعيب - يريد عمل أهل العراق - وقال الترمذي في حديث ابن عباس: لا يعرف وجهه. وحكى الترمذي في "العلل المفرد" عن البخاري أنّ حديث ابن عباس أصح من حديث عمرو بن شعيب وعلته تدليس حجاج بن أرطاة، وله علة أشدّ من ذلك وهي ما ذكره أبو عبيد في "كتاب النكاح" عن يحيى القطان أنّ حجاجا لم يسمعه من عمرو بن شعيب وإنما حمله عن العَرْزَمي، والعرزمي ضعيف جدا.

وكذا قال أحمد بعد تخريجه: قال: والعرزمي لا يساوي حديثه شيئا. على أنّ الخطابي قال في إسناد حديث ابن عباس: هذه نسخة ضعفها علي بن المديني وغيره من علماء الحديث. يشير إلى أنه من رواية داود بن الحصين عن عكرمة، قال: وفي حديث عمرو بن شعيب زيادة ليست في حديث ابن عباس والمثبت مقدم على النافي غير أنّ الأئمة رجحوا إسناد حديث ابن عباس. والمعتمد ترجيح إسناد حديث ابن عباس على حديث عمرو بن شعيب لما تقدم ولإمكان حمل حديث ابن عباس على وجه ممكن" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (12648) وابن سعد (8/ 32 - 33) وسعيد بن منصور (2109) وأحمد (2/ 207 - 208) وابن ماجه (2010) والترمذي (1142) وفي "العلل" (1/ 450) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (62) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 256) والخطابي في "المعالم" (2/ 675 - 676) والحاكم (3/ 639) وأبو نعيم في "الصحابة" (5914 و 7346) والبيهقي (7/ 188) وفي "معرفة السنن" (10/ 142) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 25) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 131) من طرق عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: هذا حديث ضعيف أو قال: واه، ولم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب إنما سمعه من محمد بن عبيد الله العرزمي، والعرزمي لا يساوي حديثه شيئا، والحديث الصحيح الذي روي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرهما على النكاح الأول" وقال الترمذي: هذا حديث في إسناده مقال" وروى البيهقي عن الدارقطني قال: هذا لا يثبت، وحجاج لا يحتج به، والصواب حديث ابن عباس (¬2) " وقال البيهقي في "المعرفة": بلغني أنّ الحجاج لم يسمعه من عمرو، والحجاج مشهور بالتدليس" وقال الخطابي: وإنما ضعفوا حديث عمرو بن شعيب من قِبَل الحجاج بن أرطأة لأنّه معروف بالتدليس" ¬

_ (¬1) 11/ 343 و 344 (كتاب الطلاق - باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي) (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَدّ ابنته زينب على أبي العاص وكان إسلامها قبل إسلامه بست سنين على النكاح الأول ولم يحدث شيئا"

قلت: ومما تقدم يتبين لك أنّ قول ابن التركماني في "الجوهر النقي" (7/ 189): حديث عمرو بن شعيب عندنا صحيح. ليس بصحيح. 836 - : "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ردّ على أبي العاص بن الربيع زينب ابنته بالنكاح الأول" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر حديث "أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رد ابنته زينب على أبي العاص" 837 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب من الجعرانة بعد أنْ أحرم بعمرة ولم يستصحب أحداً معه إلا بعض أصحابه المهاجرين، فقدم مكة فطاف وسعى وحلق ورجع إلى الجعرانة فأصبح بها كبائت فخفيت عمرته على كثير من الناس" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره" (¬2) أخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 114) والحميدي (863) وأحمد (3/ 426 و 4/ 69 و 5/ 380) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 14) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2312) والنسائي (5/ 157 - 158) وفي "الكبرى" (3847) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 90) والطبراني في "الكبير" (20/ 327) وأبو نعيم في "الصحابة" (6277 و6278) والبيهقي (4/ 357) وفي "الدلائل" (1/ 207) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (10/ 233) عن إسماعيل بن أمية الأموي والشافعي (2/ 114) وابن سعد (2/ 171) وأحمد (3/ 426 و427) والأزرقي (2/ 207 - 208) والترمذي (935) وابن أبي عاصم (2313) والفاكهي (2840) والنسائي (5/ 157) وفي "الكبرى" (3846) وابن قانع (3/ 91) والطبراني (20/ 326) وأبو نعيم في "الصحابة" (6279) والبيهقي (4/ 357) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 75) عن ابن جُريج وأبو داود (1996) وابن قانع (3/ 90) وأبو نعيم في "الصحابة" (6280) عن سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم ثلاثتهم عن مزاحم بن أبي مزاحم عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد عن مُحَرش الكعبي أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ليلا من الجعرانة حين أمسى معتمرا، فدخل مكة ليلا ¬

_ (¬1) 11/ 277 (كتاب الطلاق - باب من جوز الطلاق الثلاث) (¬2) 4/ 314 (كتاب الحج - باب الحلق والتقصير عند الإحلال)

فقضى عمرته، ثم خرج من تحت ليلته، فأصبح بالجعرانة كبائت، حتى إذا زالت الشمس خرج من الجعرانة إلى بطن سَرِف حتى جامع الطريق، طريق المدينة بسرف (¬1). قال محرش: فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس. اللفظ لحديث ابن جريج. قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرف لمحرش الكعبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث" وقال الحافظ: سنده حسن" الإصابة 9/ 101 قلت: مزاحم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "القريب": مقبول. وعبد العزيز بن عبد الله وثقه النسائي وغيره. 838 - عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رهن درعا له عند أبي الشحم اليهودي رجل من بني ظفر في شعير" قال الحافظ: وهذا اليهودي هو أبو الشحم بينه الشافعي ثم البيهقي من طريق جغفر بن محمد عن أبيه فذكره" (¬2) مرسل أخرجه الشافعي (ص 251) عن إبراهيم بن محمد وغيره والبيهقي (6/ 37) واللفظ له عن سليمان بن بلال وغيره عن جعفر بن محمد عن أبيه به. قال البيهقي: هذا منقطع" أي مرسل. 839 - حديث جابر أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زجر أنْ يقبر الرجل ليلا إلا أنْ يضطر إلى ذلك" قال الحافظ: أخرجه ابن حبان (3103) لكن بين مسلم (943) في روايته السبب في ذلك ولفظه "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوما، فذكر رجلا من أصحابه قبض وكُفِّن في كَفن غير ¬

_ (¬1) وفي حديث إسماعيل بن أمية: فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة. وفي حديث سعيد بن مزاحم عند ابن قانع: فكأني انظر إلى بياض إبطيه وجنبيه كأنهما فضتان. (¬2) 6/ 66 (كتاب الرهن - باب رقم 1)

طائل، وقبر ليلا، فزجر أنْ يُقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أنْ يضطر الإنسان إلى ذلك وقال "إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه" (¬1). قلت: وذكر ابن حبان في روايته أيضا السبب في ذلك. 840 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زجر عن الشرب قائما" قال الحافظ: عند مسلم (2024) عن أنس: فذكره، ومثله عنده (2025) عن أبي سعيد بلفظ "نهى"، ومثله للترمذي وحسنه من حديث الجارود" (¬2) حديث الجارود بن المعلى أخرجه الترمذي (1881) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 272) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 154) والطبراني في "الكبير" (2123 و 2124) وأبو نعيم في "الصحابة" (1646 و1647) من طريقين عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أبي مسلم الجَذْمي عنه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى (¬3) عن الشرب قائما. قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن" قلت: لم يذكر قتادة سماعا من أبي مسلم فإنّه كان مدلسا، وأبو مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقال أبو نعيم: تفرد به سعيد عن قتادة، وكان أحمد بن حنبل يحمل هذا على الوهم من سعيد، وأنّ صوابه رواية همام عن قتادة عن أنس" 841 - عن سهل بن سعد أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زوّج رجلا بخاتم من حديد فصّه فضة" قال الحافظ: وقد وقع عند الحاكم والطبراني من طريق الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد: فذكره" (¬4) أخرجه الطبراني في "الكبير" (5837) عن أحمد بن منصور الرَّمَادي والحاكم (2/ 178) عن أبي ثور ¬

_ (¬1) 3/ 451 (كتاب الجنائز - باب الدفن بالليل) (¬2) 12/ 184 (كتاب الأشربة - باب الشرب قائما) (¬3) وفي لفظ "زجر" (¬4) 11/ 118 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

قالا: ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: زوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً امرأة بخاتم من حديد فصّه فضّة. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري وهو ضعيف" المجمع 4/ 281 قلت: هو مختلف فيه، ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبان. 842 - حديث ضميرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زَوَّجَ رجلا على سورة البقرة لم يكن عنده شيء" ذكر الحافظ أنّه عند الطبراني (¬1). سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر "ما تصدقها؟ " 843 - حديث أبي العشراء عن أبيه "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن العَتيْرَة فَحَسَّنَها" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث أبي العشراء عن أبيه: فذكره" (¬2) موضوع أخرجه أبو داود في غير السنن (تهذيب التهذيب 12/ 167 - 168) وتمام الرازي في "حديث أبي العشراء الدارمي" (33 و 34) والمزي (34/ 87) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 73) عن أبي غسان محمد بن عمرو زُنَيْج الرازي والطبراني في "الكبير" (6722) وابن عدي (4/ 1601) وأبو الشيخ في "الطبقات" (234) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي قالا: ثنا أبو معاوية عبد الرحمن بن قيس عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه به. قال أبو داود: سمعه مني أحمد بن حنبل فاستحسنه جدا" وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن حماد بن سلمة غير عبد الرحمن بن قيس" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 28 ¬

_ (¬1) 11/ 111 و 114 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن) (¬2) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة)

قلت: عبد الرحمن بن قيس ترجمته في "التهذيب" وغيره، قال صالح جزرة: كان يضع الحديث، وكذبه ابن مهدي وأبو زرعة، وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وأبو العشراء قال ابن سعد وغيره: مجهول. 844 - عن أبي هريرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في سورة النجم وسجدنا معه" قال الحافظ: وروى البزار والدارقطني من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة: فذكره، رجاله ثقات. وروى ابن مردويه في التفسير بإسناد حسن عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّه رأى أبا هريرة سجد في خاتمة النجم فسأله فقال: إنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه مخلد بن حسين الأزدي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ والنجم فسجد وسجد معه من حضره من الجن والانس والشجر. وفي لفظ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه وسجدت الدواة والقلم" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 353) واللفظ الأول له عن محمد بن كثير المِصيصي (¬2) والبزار (كشف 753) واللفظ الثاني له عن مسلم بن عبد الرحمن الجَرْمي (¬3) والدارقطني (1/ 409) عن محمد بن آدم المصيصي (¬4) قالوا: ثنا مخلد بن حسين به. ¬

_ (¬1) 3/ 209 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن - باب من قرأ السجدة ولم يسجد) (¬2) مختلف فيه. (¬3) ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يدور فيه جرحا ولا تعديلا. (¬4) قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"

قال البزار: لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا أبو هريرة، ولا نعلمه إلا من هذا الوجه، تفرد به مخلد عن هشام" وقال الدارقطني: لم يَروه عن هشام إلا مخلد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 285 قلت: وإسناده صحيح. الثاني: يرويه الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عّن أبي هريرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ النجم فسجد وسجد الناس معه إلا رجلين أرادا الشهرة. أخرجه أحمد (2/ 304) والطحاوي (1/ 353) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي والطحاوي (1/ 353) عن بشر بن عمر الزهراني والبيهقي (2/ 321) عن خالد بن الحارث البصري ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن به. وإسناده حسن لكن اختلف فيه على ابن أبي ذئب، فرواه وكيع عنه عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 8) ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 256) وهذا إسناد حسن أيضا. الثالث: يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّه رأى أبا هريرة سجد في خاتمة النجم. قال أبو سلمة: يا أبا هريرة، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها؟ قال: لولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها لما سجدت فيها. أخرجه الطحاوي (1/ 353) عن محمد بن النعمان ثنا أبو ثابت المدني ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء به. ومحمد بن النعمان لم أقف له على ترجمة، وعبد العزيز والعلاء صدوقان، وأبو ثابت واسمه محمد بن عبيد الله بن محمد وعبد الرحمن بن يعقوب ثقتان.

وللحديث شاهد عن ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس. أخرجه البخاري (فتح 3/ 208) وشاهد عن الشعبي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ والنجم فسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والانس. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 7 - 8) عن هُشيم عن عبد الله بن عون عن الشعبي. وهذا مرسل رواته ثقات، وهشيم مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عون. 845 - حديث عليّ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في صلاة الصبح في تنزيل السجدة" قال الحافظ: وللطبراني في "الصغير" من حديث عليّ: فذكره، لكن في إسناده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الصغير" (473) من طريق أبي حفص عمرو بن علي الفلاس ثنا معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن مرة عن الحارث عن عليّ به. وقال: لم يروه عن عمرو بن مرة إلا ليث، ولا عن ليث إلا معتمر، تفرد به عمرو بن علي، ولم يَرو عمرو بن مرة عن الحارث إلا هذا الحديث" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ليث والحارث الأعور. 846 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنا فلم يتمضمض ولم يتوضا" قال الحافظ: وروى أبو داود بإسناد حسن عن أنس: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو داود (197) وابن شاهين في "الناسخ" (93) من طريق زيد بن الحُباب عن مطيع بن راشد عن توبة العنبري أنّه سمع أنس بن مالك يقول: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنا فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى. قال زيد: دلني شعبة على هذا الشيخ. ¬

_ (¬1) 3/ 30 (كتاب الجمعة - باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة) (¬2) 1/ 325 (كتاب الوضوء - باب هل يمضمض من اللبن)

قلت: الشيخ هو مطيع بن راشد البصري قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. 847 - حديث معاذ بن جبل أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى الصبح فقرأ فيهما بالمعوذتين. قال الحافظ: رواه سعيد بن منصور" (¬1) 848 - حديث ابن أبي أوفى أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى ركعتين" قال الحافظ: أخرجه ابن عدي" (¬2) ضعيف أخرجه الدارمي (1470) وابن ماجه (1391) والبزار (3368) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 11) والعقيلي (2/ 150) وابن عدي (3/ 1178) من طرق عن سلمة بن رجاء الكوفي حدثتني الشعثاء امرأة من بني أسد قالت: دخلت على ابن أبي أوفى فرأيته صلى الضحى ركعتين، فقالت له امرأته: إنما صليت ركعتين، قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى ركعتين حين بُشر بالفتح، وحين بُشِّر برأس أبي جهل. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا ابن أبي أوفى، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق" وقال العقيلي: صلاة ركعتين حين أُتي برأس أبي جهل، لا يعرف إلا من هذا الطريق" وقال الهيثمي: وفيه شعثاء ولم أجد من وثقها ولا جرحها" المجمع 2/ 238 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال. شعثاء لم أر من تكلم فيها لا بجرح ولا بتوثيق، وسلمة بن رجاء لينه ابن معين، وقال ابن عدي: حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس" المصباح 2/ 11 قلت: الشعثاء ذكرها الذهبي في "الميزان" وقال: تفرد عنها سلمة بن رجاء، وقال الحافظ في "التقريب": لا تعرف. ¬

_ (¬1) 10/ 374 (كتاب التفسير - سورة قل أعوذ برب الناس) (¬2) 3/ 296 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

849 - عن عمران بن حَصين أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى بهم فسها، فسجد سجدتين ثم تشهد، ثم سلم" قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من طريق أشعث بن عبدالملك عن محمد بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عن أبي المهلب عن عمران: فذكره، قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقال ابن حبان: ما روى ابن سيرين عن خالد غير هذا الحديث انتهى وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر، وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما وَوَهَّمُوا رواية أشعث لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد، وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضا في هذه القصة: قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئا. وقد تقدم في باب تشبيك الأصابع من طريق ابن عون عن ابن سيرين قال: نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم. وكذا المحفوظ عن خالد الحَذَّاء بهذا الإسناد في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد كما أخرجه مسلم فصارت زيادة أشعث شاذة، ولهذا قال ابن المنذر: لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت. لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو عن ابن مسعود عند أبي داود والنسائي، وعن المغيرة عند البيهقي، وفي إسنادهما ضعف. فقد يقال إنّ الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة الحسن. قال العلائي: وليس ذلك ببعيد وقد صح ذلك عن ابن مسعود من قوله أخرجه ابن أبي شيبة" (¬1) روي التشهد في سجود السهو من حديث عمران بن حصين ومن حديث ابن مسعود ومن حديث المغيرة بن شعبة فأما حديث عمران بن حصين فأخرجه أبو داود (1039) والترمذي (395) والنسائي (3/ 22) وفي "الكبرى" (606) وابن الجارود (247) وابن خزيمة (1062) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 316 - 317) وابن حبان (2670 و 2672) والطبراني في "الكبير" (18/ 195) وأبو الشيخ في "الأقران" (124) والحاكم (1/ 323) والبيهقي (2/ 354 - 355 و 355) والبغوي في "شرح السنة" (761) من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري عن أشعث بن عبد الملك الحُمْرَاني عن محمد بن سيرين عن خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابة عن أبي المهلب عن عمران به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح" ¬

_ (¬1) 3/ 341 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب من لم يتشهد في سجدتي السهو)

وقال ابن حبان: تفرد به الأنصاري، وما روى ابن سيرين عن خالد غير هذا الحديث، وخالد تلميذه" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن المنذر: لا أحسب خبر عمران بن حصين يثبت، وقال: قد تكلم في هذا الحديث بعض أصحابنا وقال: روى هذا الحديث غير واحد من الثقات عن خالد فلم يقل فيه أحد "ثم تشهد". وقال البيهقي: تفرد به أشعث الحمراني، وقد رواه شعبة ووهيب وابن عُلية والثقفي وهُشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زُريع وغيرهم عن خالد الحذاء لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث عن محمد عنه، ورواه أيوب عن محمد قال: أُخبرت عن عمران، فذكر السلام دون التشهد، وفي رواية هشيم ذكر التشهد قبل السجدتين وذلك يدل على خطأ أشعث فيما رواه. وقال الألباني: قلت: رجال إسناده ثقات لكن ذكر التشهد فيه شاذ، تفرد به أشعث وهو ابن عبد الملك الحمراني دون سائر أصحاب ابن سيرين وبذلك أعلّه البيهقي والعسقلاني" تخريج ابن خزيمة 2/ 134 قلت: روى ابن سيرين عن أبي هريرة حديث السهو، ورواه عنه غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن عون البصري. ووقع في حديثه عن ابن سيرين قال: نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم. ولم يذكر التشهد. أخرجه البخاري (فتح 2/ 113) 2 - سلمة بن علقمة التميمي البصري. قال: قلت لمحمد بن سيرين: فيهما تشهد - يعني في سجود السهو - قال: لم أسمعه في حديث أبي هريرة. وفي لفظ: قلت لمحمد بن سيرين: في سجدتي السهو تشهد؟ قال: ليس في حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري (فتح 3/ 341) والبيهقي (2/ 355) وفي رواية السراج التي ذكرها الحافظ: لم أسمع في التشهد شيئا.

وهي عند أبي داود (1010) قال ابن سيرين: نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم، قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد. 3 - أيوب السَّخْتِياني. قال: قيل لمحمد بن سيرين: سلم في السهو؟ فقال: لم أحفظه عن أبي هريرة ولكن نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم. أخرجه مسلم (573) وأبو داود (1008) والترمذي (399) وابن خزيمة (1035) وابن حبان (2675) والدارقطني (1/ 366) والبيهقي (2/ 354 و357) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 358 - 359) وابن المنذر في "الأوسط" (1679) وابن حزم في "المحلى" (4/ 235 - 236) وفي رواية أشعث عن ابن سيرين ذكر الواسطة بين ابن سيرين وبين عمران وهم ثلاثة (¬1)، ولم يُذكر التشهد إلا في روايته، وقد رواه جماعة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران ولم يذكروا التشهد، منهم: 1 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 27 و 29 و 37 - 38 و 14/ 182) ومسلم (574) وابن خزيمة (1054 و 1060) والطبراني في "الكبير" (18/ 195) والبيهقي (2/ 359) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 361 - 362) 2 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه مسلم (1/ 405) وابن ماجه (1215) وابن خزيمة (1054) والبيهيقي (2/ 335 و 354) 3 - يزيد بن زُريع. أخرجه أبو داود (1018) والنسائي (3/ 22) وفي "الكبرى" (576) والطبراني في "الكبير" (18/ 194) والبيهقي (2/ 359) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 361 - 362) 4 - مسلمة بن محمد الثقفي البصري. أخرجه أبو داود (1018) 5 - هُشيم. ¬

_ (¬1) خالد الحذاء وأبو قلابة وأبو المهلب.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 194) والبيهقي (2/ 355) 6 - شعبة. أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 111) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 443) والطبراني في "الكبير" (18/ 194) 7 - المعتمر بن سليمان التيمي. أخرجه ابن الجارود (245) وابن خزيمة (1054) وابن حبان (2673) 8 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه الطحاوي (1/ 443) والطبراني في "الكبير" (18/ 195) 9 - حماد بن زيد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (607 و 1254) وابن خزيمة (1054) والطبراني في "الكبير" (18/ 195) 10 - خالد بن عبد الله الواسطي. أخرجه ابن حبان (2654 و 2671) وهؤلاء كلهم ثقات إلا مسلمة بن محمد فهو مختلف فيه. وأشعث بن عبد الملك ثقة وزيادته مقبولة لكني لا أجزم بها هنا في هذا الحديث لأنّ الروايات التي ذكرتها تدل على أنّ ذكر التشهد في هذا الحديث ليس بمحفوظ، والله تعالى أعلم. قال ابن عبد البر: وأما التشهد في سجدتي السهو فلا أحفظه من وجه صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬1) وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أحمد (1/ 428 - 429) وأبو داود (1028) والنسائي في "الكبرى" (605) والبيهقي (2/ 355 - 356) من طريق محمد بن سلمة الباهلي عن خُصَيف عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رفعه "إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث أو أربع وأكبر ظنك على أربع تشهدث ثم سجدت سجدتين وأنت جالس قبل أن تسلم، ثم تشهدت أيضا، ثم تسلم". ¬

_ (¬1) التمهيد 10/ 209

قال أبو داود: رواه عبد الواحد عن خُصَيف ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضا سفيان وشَريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه" وقال ابن المنذر: الخبر غير ثابت" الأوسط 3/ 317 وقال البيهقي: وهذا غير قوي ومختلف في رفعه ومتنه" وقال في "المعرفة" (2/ 282): هذا حديث مختلف في رفعه ومتنه، وخصيف غير قوي، وأبو عبيدة عن أبيه مرسل" قلت: هكذا رواه محمد بن سلمة عن خصيف عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا، ورواه غيره عن خصيف عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (3491 و 3499) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 315) والطبراني في "الكبير" (9364 و 9365) والبيهقي (2/ 345) 2 - محمد بن فضيل. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 31) وأحمد (1/ 429) وإسناده ضعيف، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري مختلف فيه. وأما حديث المغيرة بن شعبة فأخرجه البيهقي (2/ 355) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا أبي ثنا ابن أبي ليلى ثني الشعبي عن المغيرة أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - تشهد بعد أنْ رفع رأسه من سجدتي السهو" وقال: وهذا يتفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي ولا يفرح بما يتفرد به" وقال في "المعرفة" (3/ 282): وهذا ينفرد به ابن أبي ليلى هذا، ولا حجة فيما ينفرد به لسوء حفظه وكثرة خطأه في الروايات" وقال ابن المنذر: الخبر غير ثابت" الأوسط 3/ 317 850 - عن القاسم بن محمد أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى في غزوة بني أنمار صلاة الخوف" قال الحافظ: ويؤيده رواية الليث عن القاسم بن محمد: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 8/ 433 (كتاب المغازي - باب غزوة بني المصطلق)

هو في صحيح البخاري معلقا (فتح 8/ 428) قال: تابعه الليث عن هشام عن زيد بن أسلم أنّ القاسم بن محمد حدّثه: صلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني أنمار. 851 - عن جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم النحر بالمدينة فتقدم رجال فنحروا وظنوا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نحر، فأمرهم أنْ يعيدوا" قال الحافظ: وأورد الطحاوي (¬1) ما أخرجه مسلم (1964) من حديث ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر بلفظ: فذكره، قال: ورواه حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بلفظ: أنّ رجلا ذبح قبل أنْ يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنهى أنْ يذبح أحد قبل الصلاة" وصححه ابن حبان (5909) " (¬2) قلت: حديث حماد بن سلمة تقدم الكلام عليه عند حديث "اذبحها ولن تجزي جَذَعَة عن أحد بعدك" 852 - عن عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحى عن نسائه بالبقر" قال الحافظ: وقد ثبت عن عائشة: فذكر" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 1/ 416) 853 - حديث الزبير أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب له أربعة أسهم: بسهمين لفرسه، وسهما له، وسهما لقرابته" قال الحافظ: وللنسائي من حديث الزبير: فذكره" (¬4) يرويه هشام بن عروة بن الزبير واختلف عنه: - فقال سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي: عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن جده أنّه كان يقول: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر للزبير بن العوام أربعة أسهم: سهما للزبير، وسهما لذي القربى، لصفية بنت عبد المطلب أمّ الزبير، وسهمين للفرس. أخرجه النسائي (6/ 190) وفي "الكبرى" (4434) ¬

_ (¬1) شرح معاني الآثار 4/ 172 (¬2) 12/ 118 (كتاب الأضاحي - باب من ذبح قبل الصلاة أعاد) (¬3) 4/ 359 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب الاعتمار بعد الحج بغير هدي) (¬4) 6/ 408 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس)

عن الحارث بن مسكين المصري والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 283) والدارقطني (4/ 110 - 111) والبيهقي (9/ 52 - 53) عن يونس بن عبد الأعلى المصري كلاهما عن عبد الله بن وهب أخبرني سعيد بن عبد الرحمن به. ورواه إبراهيم بن المنذر الحِزامي عن ابن وهب بلفظ "ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر بأربعة أسهم: سهم للزبير، وسهم لذي القربى، وسهم لأمه، وسهم لفرسه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 251) ولم ينفرد سعيد بن عبد الرحمن به بل تابعه أبو المورع محاضر بن المُوَرِّع عن هشام باللفظ الأول. أخرجه الدارقطني (4/ 111) عن أبي بكر النيسابوري ثنا محمد بن إسحاق ثنا محاضر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 326) ورواته ثقات غير محاضر فهو مختلف فيه، ويحص بن عباد ما أظنه سمع من جده. - ورواه محمد بن بشر العبدي عن هشام عن يحيى بن عباد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه الدارقطني (4/ 111) - وقال سفيان بن عُيينة: عن هشام عن يحيى بن عباد أنّ الزبير بن العوام كان يضرب في المغنم بأربعة أسهم: سهما له، وسهمين لفرسه، وسهما في ذي القربى. أخرجه الشافعي في "الام" (4/ 69) عن ابن عيينة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 52) وفي "المعرفة" (13/ 171) قال الشافعي: وكان ابن عيينة (¬1) يهاب أنْ يذكر يحيى بن عباد، والحفاظ يروونه عن يحيى بن عباد" ¬

_ (¬1) رواه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الزبير يضرب له في المغنم ... أخرجه الطحاوي (3/ 284)

- ورواه إسماعيل بن عياش عن هشام واختلف عنه: • فقال إسحاق بن إدريس الأسواري البصري: ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير بن العوام قال: أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر أربعة أسهم: سهمين لفرسي، وسهما لي، وسهما لأمي من ذوي القربى. أخرجه الدارقطني (4/ 109 - 110) • وقال الهيثم بن خارجة الخراساني: ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام به. أخرجه الدارقطني (4/ 110) ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها. وللحديث طريق أخرى عن الزبير يرويها فُليح بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام عن المنذر بن الزبير عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه أعطى الزبير سهما، وأمه سهما، وفرسه سهمين. أخرجه أحمد (1/ 166) عن عتاب بن زياد الخراساني ثنا عبد الله بن المبارك ثنا فليح بن محمد به. وفليح بن محمد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسينى: لا يكاد يعرف. 854 - عن ابن عمر أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب وغَرَّب، وأنّ أبا بكر ضرب وغرب، وأنّ عمر ضرب وغرب. قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: فذكره، أخرجوه من رواية عبد الله بن إدريس عنه، وذكر الترمذي أنّ أصحاب عبيد الله بن عمر رووه عنه موقوفا على أبي بكر وعمر" (¬1) يرويه عبد الله بن إدريس الكوفي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب وغرب، وأنّ أبا بكر ضرب وغرب، وأنّ عمر ضرب وغرب. ¬

_ (¬1) 15/ 172 (كتاب الحدود - باب البكران يجلدان وينفيان)

منهم: 1 - أبو كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني. أخرجه الترمذي (1438) وفي "العلل" (2/ 600) والنسائي في "الكبرى" (7342) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (39) والحاكم (4/ 369) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 574) والبيهقي (8/ 223) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 88) 2 - يحيى بن أكثم المروزي. أخرجه الترمذي (1438) وفي "العلل" (2/ 600) 3 - مسروق بن المَرْزُبان. قاله الدارقطني (الوهم والإيهام 5/ 445) وابن عدي (الكامل 4/ 1629) 4 - جحدر بن الحارث الكفرتوثي. أخرجه ابن عدي (4/ 1628 - 1629) قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث غريب، رواه غير واحد عن عبد الله بن إدريس فرفعوه، وروى أصحاب عبيد الله بن عمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا بكر ولم يرفعوه، ولا يرفع هذا الحديث عن عبيد الله غير ابن إدريس، وقد رواه بعضهم عن ابن إدريس عن عبيد الله موقوفا" وقال أبو حاتم: هذا خطأ، رواه قوم عن ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل. وابن إدريس وهم في هذا الحديث مرة حدّث مرسلا، ومرّة حدّث متصلا، وحديث ابن إدريس حجة يحتج به وهو إمام من أئمة المسلمين" العلل 1/ 459 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن القطان الفاسي: وعندي أنَه حديث صحيح وما من رواته من يسأل عنه، لثقتهم وشهرتهم" الوهم والإيهام 5/ 444 - 445 - وقال أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في "حديثه" (106): عن عبد الله بن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا بكر ضرب وغرب، وأنّ عمر ضرب وغرب، ولم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الترمذي (4/ 44) عن أبي سعيد الأشج به.

وأخرجه البيهقي (8/ 223) من طريق إبراهيم بن أبي طالب محمد النيسابوري عن أبي سعيد الأشج به. وتابعه محمد بن عبد الله بن نمير عن ابن إدريس به. ذكره الدارقطني. وقال: هذه الرواية هي الصواب" الوهم والأيهام 5/ 445 - نصب الراية 3/ 331 - وقال يوسف بن محمد بن سابق: عن ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا لم يذكر ابن عمر. قاله الدارقطني. 855 - حديث جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف راكبا ليراه الناس وليسألوه" قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (1273): فذكره" (¬1) 856 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طَلَّقَ حفصة ثم راجعها" قال الحافظ: وأخرج ابن سعد والدرامي والحاكم: فذكره، ولابن سعد مثله من حديث ابن عباس عن عمر وإسناده حسن، ومن طريق قيس بن زيد مثله، وزاد: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنْ جبريل أتاني فقال لي: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة" وقيس مختلف في صحبته، ونحوه عنده من مرسل محمد بن سيرين" (¬2) صحيح ورد من حديث عمر ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عاصم بن عمر ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث قيس بن زيد ومن حديث محمد بن سيرين مرسلا فأما حديث عمر فأخرجه ابن سعد (8/ 84) والدارمي (2269) وعبد بن حميد (43) وأبو داود (2283) وابن ماجه (2016) والبزار (189) والنسائي (6/ 178) وفي "الكبرى" (5755) وأبو يعلى (173 و 174) والطحاوي في "المشكل" (4611 و 4612) وابن حبان (4275) والطبراني في "الكبير" (23/ 187) والحاكم (2/ 197) والبيهقي ¬

_ (¬1) 4/ 236 (كتاب الحج - باب المريض يطوف راكبا) (¬2) 11/ 196 (كتاب النكاح - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها)

(7/ 321 - 322) وفي "الصغرى" (2652) من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح بن حي عن سلمة بن كُهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر به. قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس إلا سلمة، ولا سلمة إلا صالح بن صالح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح رواته ثقات لكن لم يخرج الشيخان رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح، ولا رواية صالح بن صالح عن سلمة بن كهيل، ولم يخرج البخاري رواية سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه هُشيم أنبا حُميد الطويل عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة فَأُمِرَ أنْ يراجعها" أخرجه سعيد بن منصور (2158) عن هشيم به. وأخرجه ابن سعد (8/ 84) والدارمي (2270) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1002و 1003) وأبو يعلى (3815) والحاكم (2/ 196 - 197) وأبو نعيم في "الصحابة" (7400) والبيهقي (7/ 367 - 368) من طرق عن هشيم به. قال الدارمي: كان علي بن المديني أنكر هذا الحديث وقال: ليس عندنا هذا الحديث بالبصرة عن حميد" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح" المجمع 4/ 333 قلت: وهو كما قالا. الثاني: يرويه الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي ثنا ثابت عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل فقال: يا محمد طلقت حفصة وهي صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة فراجعها. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4615) والحاكم (4/ 15) واللفظ له وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر.

الثالث: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس أنّ النبي به. طلق حفصة ثم راجعها. أخرجه البزار (كشف 1501) عن محمد بن ثَوَاب الهَبَّاري ثنا أسباط بن محمد عن سعيد بن أبي عروبة به. وقال: يُروى عن أسباط عن سعيد عن قتادة مرسلا ولم نسمعه إلا من محمد بن ثواب عن أسباط" قلت: واختلف فيه على محمد بن ثواب، فرواه الباغندي عنه ثنا محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة فأتاه جبريل فقال: إنّ الله يقرئك السلام ويقول: إنها لزوجتك في الدنيا والآخرة فراجعها. أخرجه أبو منصور بن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (ص 152) وقال: هذا حديث حسن" قلت: اختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة، فرواه سعيد بن عامر الضُّبَعِي عنه عن قتادة مرسلا. أخرجه ابن سعد (8/ 84) والأول أصح. ولم ينفرد سعيد بن أبي عروبة به بل تابعه شعبة عن قتادة عن أنس قال: طلق النبي - صلى الله عليه وسلم - حفصة، فاغتم الناس من ذلك، ودخل عليها خالها عثمان بن مظعون، وأخوه قدامة فبينما هما عندها، وهم مغتمون، إذ دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على حفصة فقال "يا حفصة، أتاني جبريل آنفا فقال: إنّ الله يقرئك السلام ويقول لك: راجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وهي زوجتك في الجنة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (151) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا موسى بن أبي سهل المصري ثنا ابن أبي بكير الكرماني ثنا شعبة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا يحيى بن أبي بكير، تفرد به موسى بن أبي سهل" وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 9/ 245 قلت: أحمد بن يحيى وموسى بن أبي سهل لم أر من ترجمهما، والباقون ثقات، وذكر عثمان بن مظعون في سياق المتن وهم كما سيأتي.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 1502) وأبو يعلى (172) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني وابن حبان (4276) والطبراني في "الكبير" (23/ 187 - 188) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 51) عن محمد بن عبد الله بن نُمير والطحاوي في "المشكل" (4613) عن إسماعيل بن الخليل الخزاز قالوا: ثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ لعل رسول الله طلقك؟ إنّه قد كان طلقك مرة، ثم راجعك من أجلي، والله لئن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا. اللفظ لأبي يعلى قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 333 و 9/ 244 قلت: وإسناده حسن، يونس بن بكير مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": صدوق. فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، والأعمش وإنْ كان مدلسا إلا أنّ روايته عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على الاتصال كما قال الذهبي في "الميزان"، وهو وأبو صالح وأبو كريب وابن نمير والخزاز كلهم ثقات. وأما حدييث عاصم بن عمر فأخرجه أحمد (3/ 478) والطبراني في"الكبير" (17/ 176) وأبو نعيم في "الصحابة" (5379) من طرق عن بكر بن مضر المصري ثني موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حَنيف عن عاصم بن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة بن عمر طلقة ثم ارتجعها. اللفظ للطبراني قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 333 قلت: موسى بن جبير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وعاصم بن عمر بن الخطاب ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه.

وأما حديث عقبة بن عامر فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4614) والطبراني في "الكبير" (17/ 291 - 292 و 23/ 188) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 50 - 51) والرافعي في "التدوين" (3/ 168) من طريق ابن وهب ثني عمرو بن صالح الحضرمي عن موسى بن عُلَي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فوضع التراب على رأسه فقال: ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها، فنزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - به. فقال: إن الله يأمرك أنّ تراجع حفصة رحمة لعمر. قال الهيثمي: وفيه عمرو بن صالح الحضرمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 334 و 9/ 244 وأما حديث عمار بن ياسر فأخرجه البزار (1401) عن المنذر بن الوليد الجارودي ثنا أبي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زِر بن حُبيش عن عمار قال: لما طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة أتاه جبريل فقال: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 188) عن عبدان بن أحمد ثنا المنذر بن الوليد الجارودي به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 50) عن الطبراني به. وأخرجه في "الصحابة" (7402) من طريق الحسين بن محمد بن حماد ثنا المنذر بن الوليد به. قال البزار: ولا نعلم يُروى هذا الحديث عن عمار إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف" المجمع 9/ 244 وأما حديث قيس بن زيد فأخرجه ابن سعد (8/ 84) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1000 و 1001) والطبراني في "الكبير" (18/ 365) والحاكم (4/ 15) وأبو نعيم في: "الحلية" (2/ 50) وفي "الصحابة" (5720) من طرق عن حماد بن سلمة أنا أبو عمران الجَوْني عن قيس بن زيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة بنت عمر، فأتاها خالاها عثمان وقدامة ابنا مظعون فبكت وقال: والله ما طلقني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شبع، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها فتجلببت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنّ جبريل أتاني فقال لي: أَرْجِعْ حفصة فإنّها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة" اللفظ لابن سعد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 245

قلت: لم يخرج الشيخان لقيس بن زيد، وهو مختلف في صحبته. قال الحافظ: قيس بن زيد تابعي صغير أرسل حديثا فذكره جماعة منهم الحارث بن أبي أسامة في الصحابة، وذكره ابن أبي حاتم وغيره في التابعين تبعا للبخاري وقال: قال أبي: مجهول. وقال: وفي سياق المتن وهم لأنّ عثمان بن مظعون مات قبل أنْ يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حفصة؛ لأنّه مات قبل أحد بلا خلاف، وزوج حفصة قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - مات بأحد فتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أحد بلا خلاف" الإصابة 8/ 261 قلت: وقيس بن زيد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم له صحبة، وقال ابن الأثير في "أسد الغابة": مجهول ولا يصح له صحبة. والحديث اختلف فيه على أبي عمران الجوني، فرواه أبو قدامة الحارث بن عبيد عنه عن أنس. قال أبو حاتم: الصحيح حديث حماد، وأبو قدامة لزم الطريق" علل الحديث 1/ 428 وأما حديث ابن سيرين فأخرجه ابن سعد (8/ 85) وفيه الواقدي وهو متروك عن ابن أبي سَبْرَة وهو ممن يضع الحديث كما قال أحمد وابن عدي وغيرهما. 857 - عن ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَقَّ عن الحسن والحسين كبشا كبشا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، ولا حجة فيه، فقد أخرجه أبو الشيخ من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ "كبشين كبشين" وأخرج أيضا من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه أبو داود (2841) وابن أبي الدنيا في "العيال" (46) والحربي في "الغريب" (1/ 42) وابن الجارود (912) والدولابي في: "الذرية الطاهرة" (105) والطحاوي في "المشكل" (1039) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 49) والطبراني في "الكبير" (2567 و 11856) والباغندي في "جزئه" (13) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 151) والبيهقي (9/ 299 و 302) وفي "معرفة السنن" (14/ 69) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 314) ¬

_ (¬1) 12/ 10 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المِنْقَري المُقْعَد وابن الجارود (911) عن محمد بن عمر القَصَبي وابن الأعرابي (ق 166 - 167) عن أحمد بن عمر القصبي كلهم عن عبد الوارث بن سعيد ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس به. وفي لفظ "عقّ عن الحسن كبشا، وعن الحسين كبشا" ولفظ ابن أبي حاتم "عقّ عن الحسن والحسين كبشين" وإسناده صحيح رواته ثقات. لكن اختلف فيه على أيوب، فرواه غير واحد عنه عن عكرمة مرسلا (¬1). قال ابن الجارود: رواه الثوري وابن عُيينة وحماد بن زيد عن أيوب لم يجاوزوا به عكرمة" وقال أبو حاتم: رواه وهيب وابن عُلية عن أيوب عن عكرمة مرسلا، وهذا أصح" علل الحديث قلت: رواه غير واحد عن عكرمة عن ابن عباس، منهم: 1 - قتادة. أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (53) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي البصري عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: عقّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين بكبشين كبشين. ومن طريقه أخرجه النسائي (7/ 147) والطبرانى في "الكبير" (2568 و 11838) و "الأوسط" (8014) ¬

_ (¬1) رواه معمر والثوري عن أيوب عن عكرمة مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (7862) وابن سعد (151 و 153) وإسماعيل بن علية. أخرجه ابن سعد (150)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا الحجاج بن الحجاج، تفرد به إبراهيم بن طهمان" قلت: رواته ثقات لكن فيه عنعنة قتادة 2 - يحيى بن سعيد الأنصاري عن عكرمة عن ابن عباس قال: عُقَّ عن الحسن والحسين. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2569) عن عبدالله بن الأجلح الكندي الكوفي و (2570) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي كلاهما عن يحيى بن سعيد به. قال أبو حاتم: هذا خطأ إنما هو عن عكرمة قوله. وقال: لم تصح رواية يحيى بن سعيد عن عكرمة فإنّه لا يرضى عكرمة كيف يروي عنه" علل الحديث 2/ 49 قلت: رواه ابن أبي شيبة (8/ 235) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ويعلى بن عبيد الطنافسي عن يحيى بن سعيد عن عكرمة قوله. 3 - يونس بن عبيد. أخرجه ابن الأعرابي (ق 166/ أ) عن سليمان بن أحمد بن ياسين ثنا محمد بن عبد الله المخرمي ثنا أحمد بن عمر ثنا مسلمة بن محمد الثقفي عن يونس بن عبيد عن عكرمة عن ابن عباس أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عقّ عن الحسن كبشا وأمر برأسه فحلق وتصدق بوزن شعره فضة، وكذلك الحسين أيضا. وإسناده ضعيف، أحمد بن عمر هو القصبي قال أبو حاتم: مجهول. ومسلمة بن محمد مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور شيخ يكتب حديثه. وحديث ابن عمرو أخرجه الحاكم (4/ 237) من طريق سَوَّار أبي حمزة عن، عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عقّ عن الحسن والحسين عن كل واحد منهما كبشين اثنين مثلين متكافئين. وسكت عليه.

وقال الذهبي: قلت: سوار ضعيف" قلت: هو ابن داود المزني وهو مختلف فيه: قال أحمد: لا بأس به، وقال البزار: لم يكن بالقوي، وقال الدارقطني: لا يتابع على أحاديثه فيعتبر به، واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان. 858 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَقَّ عن نفسه بعد النبوة" قال الحافظ: لا يثبت أخرجه البزار من رواية عبد الله بن مُحَرَّر عن قتادة عن أنس، قال البزار: تفرد به عبد الله وهو ضعيف. وأخرجه أبو الشيخ من وجهين آخرين أحدهما من رواية إسماعيل بن مسلم عن قتادة، وإسماعيل ضعيف أيضا، وقد قال عبد الرزاق: إنهم تركوا حديث عبد الله بن محرر من أجل هذا الحديث، فلعل إسماعيل سرقه منه. ثانيهما: من رواية أبي بكر المستملي عن الهيثم بن جميل وداود بن المُحَبَّر قالا: حدثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس، وداود ضعيف لكن الهيثم ثقة، وعبد الله من رجال البخاري فالحديث قوي الإسناد. وقد أخرجه محمد بن عبد الملك بن أيمن عن إبراهيم بن إسحاق السراج عن عمرو الناقد، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" عن أحمد بن مسعود كلاهما عن الهيثم بن جميل وحده به، فلولا ما في عبد الله بن المثنى من المقال لكان هذا الحديث صحيحا، لكن قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بقوي، وقال أبو داود: لا أخرج حديثه، وقال ابن حبان في "الثقات": ربما أخطأ، ووثقه العجلي والترمذي وغيرهما، فهذا من الشيوخ الذين إذا انفرد أحدهم بالحديث لم يكن حجة. وقد مشى الحافظ الضياء على ظاهر الإسناد فأخرج هذا الحديث في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين" (¬1) له عن أنس طريقان: الأول: يرويه قتادة عن أنس. أخرجه عبد الرزاق (7960) عن عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس به. ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 23) والبيهقي (9/ 300) وأخرجه ابن المديني في "العلل" (ص 57) والبزار (كشف 1237) والروياني (1371) وابن عدي (4/ 1452) من طرق عن عبد الله بن محرر به. ¬

_ (¬1) 12/ 12 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

قال البزار: تفرد به عبد الله بن محرر وهو ضعيف جدا، إنما يكتب عنه ما لا يوجد عند غيره" وقال البيهقي: حديث منكر، قال عبد الرزاق: إنما تركوا عبد الله بن محرر لحال هذا الحديث. وقد روي من وجه آخر عن قتادة، ومن وجه آخر عن أنس وليس بشي" قلت: عبد الله بن محرر قال الفلاس وغير واحد: متروك الحديث. لكنه لم ينفرد به فقد تابعه عبد الله الجرشي عن قتادة عن أنس به. أخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (3) عن القاسم بن إسماعيل المحاملي ثنا الفضل بن يعقوب ثنا أبو قتادة الحرّاني ثنا عبد الله الجرشي به. وقال: وهذا حديث غريب، ولا أعرف لعبد الله الجرشي غير هذا الحديث عن قتادة، وقال القاسم عن الفضل قال: قال أبو قتادة: هذا أفادناه شعبة عن هذا الشيخ، وقال: ليس يروي هذا الحديث أحد غيره" كذا قال، وقد رواه ابن محرر أيضا كما تقدم، وأبو قتادة الحرّاني قواه أحمد، وضعفه الجمهور، واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: يرويه عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس عن ثُمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1053) عن الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي والطبراني في "الأوسط" (998) عن أحمد بن مسعود المقدسي وابن أبي الدنيا في "العيال" (66) عن عمرو بن محمد الناقد (¬1) قالوا: ثنا الهيثم بن جميل ثنا عبد الله بن المثنى به. ووقع عند ابن أبي الدنيا: قال: وربما قال حدثنيه رجل من آل أنس عن أنس. وهكذا رواه الحسين بن نصر عن الهيثم بن جميل ثنا عبد الله بن المثنى ثني رجل من آل أنس عن أنس. أخرجه الطحاوي (1054) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حزم في "المحلى" (8/ 321 - 322) من طريق محمد بن عبد الملك بن أيمن ثنا إبراهيم بن إسحاق السراج ثنا عمرو بن محمد الناقد به.

وعبد الله بن المثنى مختلف فيه، وثقه الترمذي وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، واختلف فيه قول ابن معين والدارقطني، وقد اضطرب فيه كما ترى فمرة قال: عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، ومرة قال: عن رجل من آل أنس. 859 - حديث أبي الدرداء أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَاءَ فأفطر" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن مصححا" (¬1) صحيح يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فرواه هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عن هشام: • فقال إسماعيل بن عُلية: أنا هشام عن يحيى عن يعيش بن الوليد بن هشام عن معدان عن أبي الدرداء أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. قال: فلقيت ثوبان في مسجد (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن ذلك، فقال: أنا صببت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضوءه. أخرجه أحمد (5/ 195 و 277) • ورواه يزيد بن هارون عن هشام واختلف عنه: فقال ابن أبي شيبة (3/ 39): ثنا يزيد عن هشام عن يحيى عن يعيش أنّ معدان أخبره أنّ أبا الدرداء أخبره به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2/ 215) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني والروياني (609) عن سفيان بن وكيع قالا: ثنا يزيد بن هارون به. وقال سفيان بن وكيع في روايته: أنّ معدان بن أبي طلحة أخبره. ورواه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يزيد بن هارون فقال: أنّ خالد بن معدان أخبره عن أبي الدرداء. ¬

_ (¬1) 5/ 77 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم) (¬2) وفي رواية "في مسجد دمشق"

أخرجه النسائي في "الكبرى " (3126) ورواه الحارث بن أبي أسامة عن يزيد بن هارون أنبا هشام عن يحيى ثني الأوزاعي عن يعيش أنّ معدان بن أبي طلحة حدثه أنّ أبا الدرداء حدثه. أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1383) • ورواه معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن يحيى ثني رجل من إخواننا عن يعيش عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3127) • ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن هشام عن يحيى ثني رجل من إخواننا عن يعيش أنّ ابن معدان أخبره عن أبي الدرداء. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3128) • ورواه النضر بن شُميل عن هشام واختلف عنه: فقال عبدة بن عبد الرحيم المروزي: أنبا ابن شميل أنبا هشام عن يحيى عن الأوزاعي عن يعيش عن معدان عن أبي الدرداء. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3123) وقال سليمان بن سلم البلخي: أنبا النضر أنبا هشام عن يحيى عن رجل عن يعيش عن معدان عن أبي الدرداء. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3124) • ورواه أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البَكْراوي عن هشام عن يحيى ثني رجل عن يعيش أن معدان أخبره أنّ أبا الدرداء أخبره. أخرجه ابن خزيمة (1959) والحاكم (1/ 426) • ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن هشام واختلف عنه: فقال أبو غسان مالك بن يحيى الهمداتي: ثنا عبد الوهاب ثنا هشام عن يحيى عن رجل عن يعيش عن معدان عن أبي الدرداء. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1674) وقال محمد بن إسحاق الصاغاني: ثنا عبد الوهاب ثنا هشام عن يعيش عن ابن معدان عن أبي الدرداء.

أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (659) - ورواه حرب بن شداد البصري عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن يعيش بن الوليد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء. أخرجه ابن خزيمة (1958) عن حاتم بن بكر بن غيلان ثنا عبد الصمد بن الوارث ثنا حرب بن شداد به. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (160) من طريق عمار بن رجاء ثنا عبد الصمد به. • ورواه عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري عن حرب بن شداد واختلف عنه: فرواه هشام بن علي السيرافي عن عبد الله بن رجاء كرواية عبد الصمد. أخرجه الحاكم (1/ 426) ورواه أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي عن عبد الله بن رجاء ثنا حرب عن يحيى ثنا الأوزاعي أنّ ابن الوليد بن هشام حدّثه أنّ أباه حدّثه ثنا معدان بن طلحة أنّ أبا الدرداء أخبره. أخرجه الدارقطني (1/ 159) - ورواه حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد عن أبيه عن حسين المعلم واختلف عنه: فقال غير واحد: عن عبد الصمد عن أبيه عن حسين المعلم عن يحيى ثني الأوزاعي عن يعيش بن الوليد بن هشام عن أبيه عن معدان (¬1) بن أبي طلحة عن أبي الدرداء. منهم: 1 - أحمد بن حنبل (6/ 443) ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (213) ¬

_ (¬1) سماه بعضهم: معدان بن طلحة قال الترمذي: وابن أبي طلحة أصح (السنن 1/ 145) وقال ابن معين: أهل الشام يقولون: ابن طلحة، وقتادة وهؤلاء يقولون: ابن أبي طلحة، وأهل الشام أثبت فيه (تاريخ الدوري 2/ 576) وخالفه الطحاوي فقال: العراقيون يقولون في نسب هذا الرجل: معدان بن طلحة، وأما الشاميون فيقولون فيه: معدان بن أبي طلحة، وهم به أعرف؛ لأنه فهم وهو يعمري" المشكل 4/ 377

2 - الدارمي (1735) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 441) وقال: هذا حديث صحيح" 3 - إسحاق بن منصور الكوسج. أخرجه الترمذي (87) 4 - أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي السَّفَر الهَمْداني. أخرجه الترمذي (87) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (70) والبيهقي في "الخلافيات" (660) 5 - العباس بن يزيد البحراني. أخرجه الدارقطني (1/ 158) 6 - محمد بن عبد الملك الواسطي. أخرجه الدارقطني (1/ 158) والبيهقي (1/ 144) 7 - محمد بن يحيى الذهلي. أخرجه ابن الجارود (8) 8 - إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 189) والطحاوي في "المشكل" (1675) وفي "شرح المعاني" (2/ 96) 9 - محمد بن يحيى القُطَعِي. أخرجه ابن خزيمة (3/ 224 - 225) 10 - الحسين بن عيسى البسطامي. أخرجه ابن خزيمة (3/ 224 - 225) 11 - عمرو بن علي الفلاس. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3121)

12 - فضل بن داود بن سليمان بن داود بن درهم. أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 217 - 218) وقال أبو موسى محمد بن المثنى العنزي: ثنا عبد الصمد قال: سمعت أبي قال: ثنا حسين المعلم ثنا يحيى أنّ الأوزاعي حدّثه أنّ يعيش بن الوليد حدّثه أنّ معدان بن طلحة حدّثه أنّ أبا الدرداء حدّثه. لم يذكر "عن أبيه" أخرجه النسائي في "الكبرى" (3122) وابن خزيمة (1956) وابن حبان (1097) والحاكم (1/ 426) وتابعه أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا عبد الصمد به. أخرجه الحاكم (1/ 426) والبغوي في "شرح السنة" (160) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (¬1) ولم يخرجاه لخلاف بين أصحاب عبد الصمد فيه، قال بعضهم: عن يعيش بن الوليد عن أبيه عن معدان، وهذا وهم من قائله فقد رواه حرب بن شداد وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير على الاستقامة" (¬2) وقال البغوي: هذا حديث حسن، والصحيح عن يعيش عن أبيه عن معدان" • ورواه أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المِنْقَري عن عبد الوارث بن سعيد واختلف عنه فقال غير واحد: عن أبي معمر عن عبد الوارث عن حسين المعلم عن يحيى ثنى الأوزاعي عن يعيش أنّ أباه حدّثه عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء. منهم: 1 - أبو داود (2381) 2 - محمد بن علي بن ميمون الرقي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3120) ¬

_ (¬1) قلت: لم يخرج الشيخان ليعيش بن الوليد شيئا، ولم يخرج البخاري للوليد بن هشام ولا لمعدان بن أبي طلحة شيئا. (¬2) وقال ابن خزيمة: الصواب يعيش عن معدان عن أبي الدرداء" الصحيح 3/ 225

3 - يوسف بن موسى القطان. أخرجه الدارقطني (1/ 158 - 159) وتمام (ق 67/ ب) 4 - أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي. أخرجه الدارقطني (1/ 158 - 159) 5 - أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتي البغدادي. أخرجه الدارقطني (1/ 158 - 159) 6 - محمد بن إبراهيم بن جناد. أخرجه الدارقطني (1/ 159 و 2/ 181 - 182) والبيهقي (4/ 220) وقال الدارقطني: قيل: معدان بن أبي طلحهّ، وقيل: معدان بن طلحة" 7 - عثمان بن عبد الله. أخرجه الرافقي في "جزئه" (ق 11/ أ) 8 - حامد بن سهل البخاري. أخرجه أبو الشخ في "الأقران" (448) ورواه غير واحد عن أبي معمر فلم يذكروا "عن أبيه" منهم: 1 - إبراهيم بن أبي داود. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1676) وفي "شرح المعاني" (2/ 96) 2 - عثمان بن عمر الضبي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3714) 3 - إبراهيم الحربي. أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1383) - ورواه مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء. أخرجه عبد الرزاق (525 و 7548) عن معمر به. وأخرجه أحمد (6/ 449) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3129) عن أحمد بن فضالة بن إبراهيم النيسابوري أنبا عبد الرزاق به. قال الترمذي: روى معمر هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير فأخطأ فيه فقال: عن يعيش بن الوليد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء ولم يذكر فيه الأوزاعي وقال عن خالد بن معدان وإنما هو معدان بن أبي طلحة. قال: وقد جَوَّد حسين المعلم هذا الحديث، وحديث حسين أصح شيء في هذا الباب" وقال الأثرم: قلت لأحمد: قد اضطربوا في هذا الحديث، فقال: حسين المعلم يجوده" حقيقة الصيام ص 16 قلت: واختلف عنه أيضا كما تقدم في زيادة "عن أبيه" والصواب إثباتها. والحديث إسناده صحيح رواته ثقات، ويحيى بن أبي كثير صرح بالتحديث من الأوزاعي فانتفى التدليس، ويعيش بن الوليد بن هشام وثقه العجلي والنسائي وابن حبان، والوليد بن هشام بن معاوية وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم، ومعدان بن أبي طلحة وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان. وللحديث طريقين آخرين لكن عن ثوبان وحده. الأول: يرويه شعبة عن أبي الجُوْدي عن بلج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. أخرجه الطيالسي (ص 133) عن شعبة به. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 39) وأحمد (5/ 276 و 283) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 148) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (220 و 221) والروياني (645) وأبو علي الطوسي في "تلخيص الأحكام" (666) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 722) والطحاوي في "المشكل" (1677) وفي "شرح المعاني" (2/ 96) والطبراني في "الكبير" (1440) والبيهقي (4/ 220) من طرق عن شعبة به. قال البخاري: إسناده ليس بذاك" وقال الذهبي في "الميزان": بلج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان قاء فافطر لا يُدرى من ذا ولا من شيخه، رواه شعبة عن أبي الجودي عنه، قال البخاري: إسناده ليس بمعروف"

قلت: وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. الثاني: يرويه أبو أسماء الرحبي عن ثوبان قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1092) عن إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش ثني راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء به. وإبراهيم بن محمد قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد. وعبد الوهاب بن الضحاك الحمصي اتهمه غير واحد بوضع الحديث. ورواه غير راشد بن داود عن أبي أسماء. فقال عتبة بن السكن الحمصي: ثنا الأوزاعي ثنا عبادة بن نُسَي وهبيرة بن عبد الرحمن قالا: ثنا أبو أسماء ثنا ثوبان قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صائما في غير رمضان، فأصابه غم آذاه، فتقيأ، فقاء، فدعا بوَضوء، فتوضأ، ثم أفطر. فقلت: يا رسول الله، أفريضة الوضوء من القيء؟ فقال "لو كان فريضة لوجدته في القرآن" قال: ثم صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغد، فسمعته يقول "هذا مكان افطاري أمس" أخرجه الدارقطني (1/ 159) والبيهقي في "الخلافيات" (661) وقال الدارقطني: لم يروه عن الأوزاعي غير عتبة بن السكن وهو منكر الحديث" وقال البيهقي: هذا حديث منكر" 860 - عن ابن عمر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قاتل أهل خيبر" فذكر الحديث وقال فيه "وأراد أنْ يجليهم فقالوا: يا محمد، دعنا نعمل في هذه الأرض ولنا الشطر ولكم الشطر" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر أحسبه عن نافع عن ابن عمر: فذكره" (¬1) أخرجه أبو داود (3006) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر، قال: أحسبه عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قاتل أهل خيبر، فغلب على النخل والأرض، وألجأهم إلى قصرهم، فصالحوه على أنّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) 5/ 349 (كتاب الإجارة - باب استئجار المشركين عند الضرورة)

الصفراء والبيضاء والحَلْقَة، ولهم ما حملت ركابهم، على أنْ لا يكتموا، ولا يُغَيِّبُوا شيئا، فإنْ فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيَبوا مَسْكا لحيي بن أخطب، وقد كان قتل قبل خيبر، وكان احتمله معه يوم بني النضير حين أجليت النضير، فيه حُليّهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لِسَعْيَة "أين مسك حيي بن أخطب؟ " قال: أذهبته الحروب والنفقات، فوجدوا المسك، فقتل ابن أبي الحُقَيْق وسبى نساءهم وذراريهم، وأراد أنْ يجليهم، فقالوا: يا محمد، دعنا نعمل في هذه الأرض ولنا الشطر ما بدا لكم ولكم الشطر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وَسْقاً من تمر وعشرين وسقا من شعير. وإسناده حسن، هارون وأبوه صدوقان، وحماد ومن فوقه ثقات. قال الحافظ في "النكت الظراف" (6/ 133): قلت: علق البخاري في الشروط منه شيئا فقال عقب حديث مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قام عمر خطيبا ... فذكر القصة وللحديث. قال: ورواه حماد بن سلمة عن عبيد الله، أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر اختصره" (¬1) قلت: أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان" (ص 22) عن عبد الأعلي بن حماد النَّرْسي ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: فذكر الحديث مطولا. وأخرجه ابن حبان (5199) والبيهقي (6/ 114 و 9/ 137 - 138) وفي "الدلائل" (4/ 229 - 231) من طريق أبي بحر عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد بن سلمة أنا عبيد الله بن عمر - فيما يحسَب أبو سلمة (¬2) - عن نافع عن ابن عمر: فذكره مطولا. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (160) من طريق عفان بن مسلم الصفار ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: فذكر بعضه. وإسناده صحيح. 861 - حديث ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب" قال الحافظ: ولابن خزيمة من حديث ابن عباس: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) وأخرجه البخاري (فتح 5/ 409 - 410 و 410 و 412) من طرق عن عبيد الله بن عمر مختصرا. (¬2) يعني حماد بن سلمة. (¬3) 2/ 385 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

يرويه حنظلة السدوسي واختلف عنه: • فقيل: عنه عن عكرمة ثني ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب، لم يزد على ذلك شيئا. أخرجه أحمد (1/ 282) وابن خزيمة (513) واللفظ له والبيهقي (2/ 61) عن عبد الوارث بن سعيد البصري وابن عدي (2/ 829) والبيهقي (2/ 61 - 62) عن عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن أبي بكرة قالا: ثنا حنظلة السدوسي به. • وقيل: عن حنظلة السدوسي عن شَهر بن حَوشب عن ابن عباس نحوه. وفي لفظ "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيد ركعتين لا يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب، لم يزد عليها شيئا". أخرجه أحمد (1/ 243) وأبو يعلى (2561) والطبراني في "الكبير" (13016) عن أبي جعفر القاسم بن مالك المزني والبزار (كشف 490) وابن عدي (2/ 829) والبيهقي (2/ 62) عن أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي كلاهما عن حنظلة به. قال البزار: لا نعلم أحدا رفعه غير ابن عباس، ولا عنه إلا شهر، ولا عنه إلا حنظلة، وشهر تكلم فيه جماعة من أهل العلم، ولا نعلم أحدا ترك حديثه" وقال الهيثمي: وفيه حنظلة السدوسي، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان" المجمع 2/ 115 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره في "الضعفاء" أيضا وقال: اختلط بأخرة حتى كان لا يدري ما يحدث، فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير، تركه يحيى القطان، وقال ابن معين: ضعيف. وضعفه أحمد والنسائي وأبو حاتم.

862 - عن أبي بن كعب أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ عليه - لم يكن - وقرأ فيها: إنّ ذات الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يفعل خيرا فلن يكفره. قال الحافظ: رواه الحاكم من وجه آخر عن زر بن حُبيش عن أبي بن كعب: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله أمرني أنْ أقرأ عليك القرآن" 863 - حديث جابر أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الطواف {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، قال الحافظ: أخرجه مسلم (1218) " (¬2) 864 - حديث قُطْبَة بن مالك أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاة الفجر {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} [ق: 10] يمدّ بها صوته. قال الحافظ: ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف السين، فانظر حديث "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الفجر ق" 865 - حديث حذيفة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاته في الليل بسورة النساء قبل آل عمران. سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه مسلم (772) 866 - عن جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)} [الهمزة: 3] يعني بفتح السين. قال الحافظ: ففي صحيح ابن حبان من حديث جابر: فذكره" (¬5) ¬

_ (¬1) 8/ 127 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب أبي بن كعب) (¬2) 10/ 364 (كتاب التفسير - سورة قل يا أيها الكافرون) (¬3) 17/ 302 (كتاب التوحيد - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة) (¬4) 10/ 415 و 418 (كتاب فضائل القرآن - باب تأليف القرآن) (¬5) 10/ 360 (كتاب التفسير: سورة لإيلاف)

أخرجه أبو داود (3995) عن أحمد بن صالح المصري ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّمَاري ثنا سفيان ثني محمد بن المنكدر عن جابر قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)} [الهمزة: 3]. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11698) عن نوح بن حبيب القُوْمَسَي ثنا عبد الملك بن هشام الذماري ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)} [الهمزة: 3]. وأخرجه ابن حبان (6332) والحاكم (2/ 256) والخطيب في "التاريخ" (3/ 315) من طرق عن نوح بن حبيب به. ووقع عند ابن حبان والخطيب: عبد الملك بن هشام الذماري، ووقع عند الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الملك ضعيف" وقال الخطيب: تفرد به الذماري عن سفيان" قلت: وهو مختلف فيه، وثقه الفلاس وابن حبان، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. 867 - حديث سُراقة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرن في حجة الوداع" قال الحافظ: ولأحمد من حديث سُراقة: فذكره، وله من حديث أبي طلحة "جمع بين الحج والعمرة" وللدارقطني من حديث أبي سعيد وأبي قتادة، والبزار من حديث ابن أبي أوفى ثلاثتهم مرفوعا مثله" (¬1) حديث سراقه أخرجه أحمد (4/ 175) عن مكي بن إبراهيم البلخي ثنا داود بن يزيد قال: سمعت عبد الملك الزَّرَّاد يقول: سمعت النزال بن يزيد بن سَبْرَة يقول: سمعت سراقة رفعه "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة" قال سراقة: وقرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع. ¬

_ (¬1) 4/ 171 (كتاب الحج - باب التمتع والقران والإفراد بالحج)

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 154) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي وعلي بن معبد بن نوح المصري قالا: ثنا مكي بن إبراهيم به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6597) من طريق يونس بن بكير الشيباني ثنا داود بن يزيد الأودي عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن سراقة قال: أَهَلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجة وعمرة جميعا فسمعته يقول "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة". وإسناده ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي. وحديث أبي طلحة له عنه طريقان: الأول: يرويه حجاج بن أرْطَاة عن الحسن بن سعد عن ابن عباس قال: أخبرني أبو طلحة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الحج والعمرة. وفي لفظ "قرن" أخرجه ابن سعد (2/ 176) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 313) وفي: "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 197) وأحمد (4/ 28 و 29) ومسدد وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 197) وابن ماجه (2971) وأبو يعلى (1416 و 1419) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 154) والطبراني في "الكبير" (4693 و 4694) من طرق عن حجاج به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة وتدليسه، وقد رواه بالعنعنة" المصباح 3/ 196 - 197 الثاني: يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في تلبيته "لبيك بحجة وعمرة" معا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4706) وسعيد بن بشير ضعفه الجمهور، وتكلم غير واحد في روايته عن قتادة، وقتادة: مدلس وقد عنعن. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الدارقطني (2/ 261) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما بالبيت طوافا واحدا، وبالصفا والمروة طوافا واحدا.

وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعطية العوفي. وأما حديث أبي قتادة فيرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: - فقال يحيى بن سعيد القطان: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: إنما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحج والعمرة لأنّه علم أنّه ليس بحاج بعدها. أخرجه الدارقطني (2/ 288) عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي ثنا أزهر بن جميل ثنا يحيى بن سعيد به. وإسناده حسن، أزهر بن جميل صدوق، والباقون ثقات. - ورواه حفص بن غياث الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة قال: إنما قرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنّه أخبر أنّه ليس بحاج بعدها. لم يذكر: عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 315) - وقال يزيد بن عطاء اليشكري: عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى قال: إنما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحج والعمرة لأنّه علم أنّه لا يحج بعد عامه ذلك. أخرجه البزار (3344) وقال: وهذا الحديث أخطأ فيه يزيد بن عطاء إذ رواه عن إسماعيل عن ابن أبي أوفى، وإنما الصحيح عن إسماعيل عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: ويزيد بن عطاء ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان وغيرهم، وقواه ابن عدي وغيره، واختلف فيه قول أحمد. 868 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى أنّ على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وأنّ الذي أفسدت المواشي بالليل ضمانه على أهلها" قال الحافظ: ورد في قصة ناقة البراء التي أفسدت في حائط: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف، فانظر حديث "كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا فأفسدت فيه" 869 - "حديث أبي هريرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد" قال الحافظ: وهو عند أصحاب السنن، ورجاله مدنيون ثقات ولا يضره أنّ سهيل بن ¬

_ (¬1) 16/ 270 (كتاب الأحكام - باب متى يستوجب الرجل القضاء)

أبي صالح نسيه بعد أنّ حدّث به ربيعة لأنّه كان بعد ذلك يرويه عن ربيعة عن نفسه عن أبيه وقصته بذلك مشهورة في سنن أبي داود وغيرها" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه الشافعي في "الأم" (6/ 274) وأبو داود (3610) وابن ماجه (2368) والترمذي (1343) وأبو يعلى (6683) وأبو عوانة في "صحيحه" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 392 و 393) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 144) وابن الأعرابي (ق 186/ ب) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (185) والرامهرمزي في المحدث الفاصل" (648) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (653) والدارقطني (4/ 213) والبيهقي (10/ 168) وفي "المعرفة" (14/ 290) وفي "الصغرى" (4/ 160) والخطيب في "الكفاية" (ص 331 - 332) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 141 و 142 و 143) والبغوي في "شرح السنة" (2503) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (114) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (782 و 783 و 784) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المخصر" (1/ 392 و 392 - 393) عن عبدالعزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي وأبو داود (3611) وابن الجارود (1007) وأبو عوانة (1/ 393) وابن المنذر في "الإقناع" (176) والطحاوي (4/ 144) وابن حبان (5073) والجصاص في "أحكام القرآن" (2/ 249) والبيهقي (10/ 168 و 169) وابن عبد البر (2/ 143 و 144) عن سليمان بن بلال المدني وابن عبد البر (2/ 143) عن أبي ضَمْرَة أنس بن عياض الليثي كلهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد. زاد الترمذي وغيره "الواحد". ¬

_ (¬1) 6/ 210 (كتاب الشهادات - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود)

قال الدراوردي: فذكرت ذلك لسهيل فقال: أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة أني حدثته إياه، ولا أحفظه. قال الدراوردي: وقد كان أصاب سهيلا علة أذهبت بعض عقله، ونسي بعض حديثه، فكان سهيل بعدُ يحدثه عن ربيعة عنه عن أبيه. وقال سليمان بن بلال: فلقيت سهيلا فسألته عن هذا الحديث فقال: ما أعرفه، فقلت له: إنّ ربيعة أخبرني به عنك، قال: فإنْ كان ربيعة أخبرك عني فحدث به عن ربيعة عني. وقال ابن عبد البر: ونسيان سهيل له لا يقدح فيه لأنّ العدل إذا روى خبرا عن عدل مثله حتى يتصل لم يضر الحديث أنْ ينساه أحدهم، لأنّ الحجة حفظ من حفظ وليس النسيان بحجة. وقال: حديث حسن" التمهيد 2/ 153 وقال الترمذي: حديث حسن غريب" وقال أبو زرعة وأبو حاتم: صحيح" العلل 1/ 469 وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير سهيل بن أبي صالح وهو صدوق تغير حفظه بأخرة، وكلام الدراوردي وسليمان بن بلال يدل على أنّ سهيلا حدث بهذا الحديث قبل تغيره. وقد زعم أبو حاتم أنّ ربيعة تفرد به عن سهيل. قال ابن أبي حاتم: قيل لأبي: يصح حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليمين مع الشاهد؟ فوقف وقفة فقال: ترى الدراوردي ما يقول؟ يعني: قوله: قلت لسهيل فلم يعرفه. قلت: فليس نسيان سهيل دافعا لما حكى عنه ربيعة وربيعة ثقة والرجل يحدث بالحديث وينسى. قال: أجل هكذا هو ولكن لم نر أن يتبعه متابع على روايته وقد روى عن سهيل جماعة كثيرة ليس عند أحد منهم هذا الحديث، قلت: إنه يقول بخبر الواحد، قال: أجل غير أني لا أدري لهذا الحديث أصلا عن أبي هريرة أعتبر به وهذا أصل من الأصول لم يتابع عليه ربيعة" كذا قال، وقد تابعه: 1 - محمد بن عبد الرحمن العامري. أخرجه البيهقي (10/ 169) عن الحاكم ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا يعقوب بن حميد ثنا محمد بن عبد الرحمن مدني ثقة أنّه

سمع سهيل بن أبي صالح يحدث عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد. يعقوب بن حميد هو ابن كاسب وهو مختلف فيه، ومحمد بن عبد الرحمن العامري أظنه ابن أبي ذئب الثقة المشهور، وسهيل صدوق، والباقون كلهم ثقات. 2 - حماد بن سلمة. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (ص 532 - 533) والسهمي في "سؤالاته للدارقطني" (ص 122 - 123) وفي "تاريخ جرجان" (ص 543) وابن عبد البر (2/ 145 - 146) من طريق أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة المكي المؤذن ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باليمين مع الشاهد. ابن أبي بزة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث ويوصل الأحاديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ. واختلف فيه على سهيل، فرواه زهير بن محمد عن سهيل عن أبيه عن زيد بن ثابت. أخرجه الطحاوي (4/ 144) والبيهقي (10/ 172) وابن عبد البر (2/ 144 - 145 و145) من طريق عثمان بن الحكم المصري عن زهير بن محمد به. قال ابن عبد البر: وهو خطأ، والصواب عن أبيه عن أبي هريرة، وزهير بن محمد عندهم سيئ الحفظ كثير الغلط لا يحتج به، وعثمان بن الحكم ليس بالقوي، والصواب في حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة" وقال الدارقطني: لا يصح عن زيد، والمحفوظ حديث ربيعة عن سهيل" العلل 10/ 141 وخالفهما أبو حاتم وأبو زرعة فقالا: وهذا أيضا صحيح" العلل 1/ 469 الثاني: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد. أخرجه ابن عدي (6/ 2355) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 303) والبيهقي (10/ 169) وفي "الصغرى" (4218) وابن عبد البر (2/ 146) من طرق عن محمد بن مبارك الصُوري ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد به. وأسند ابن عدي عن أحمد بن حنبل قال: ليس في هذا الباب حديث أصح من هذا"

قلت: وإسناده حسن رواته ثقات غير المغيرة بن عبد الرحمن الحِزَامي وهو صدوق. ولم ينفرد الصوري به بل تابعه عبد الله بن نافع بن أبي نافع القرشي ثنا المغيرة بن عبد الرحمن به. أخرجه ابن عدي (6/ 2355) والبيهقي (10/ 169) وفي "الصغرى" (4218) الثالث: يرويه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة. أخرجه ابن عبد البر (2/ 147) وعبد الله بن إبراهيم نسبه ابن حبان والحاكم إلى وضع الحديث. وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (324) من طريق عبد الله بن شبيب المدني ثني الوليد بن عطاء بن الأغر ثني عبد الله بن عبد العزيز الليثى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة به. وعبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": واه. 870 - حديث جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد. قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وأبو عوانة" (¬1) يرويه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعنه غير واحد، منهم: أ - ابنه جعفر بن محمد، واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا، منهم: 1 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه أحمد (3/ 305) عن عبد الوهاب به. وأخرجه ابن ماجه (2369) والترمذي (1344) وابن الجارود (1008) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 144 - 145) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (655) والدارقطني (4/ 212) وابن حزم في "المحلى" (10/ 585) والبيهقي (10/ 170) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 136) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 976) من طرق عن عبد الوهاب به. ¬

_ (¬1) 6/ 210 (كتاب الشهادات - باب اليمين علي المدعى عليه في الأموال والحدود)

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحد الثقفي على جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليّ وكتب عليه هو: صح" وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أخطأ عبد الوهاب في هذا الحديث إنما هو عن جعفر عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل" العلل 1/ 467 2 - السري بن عبد الله بن يعقوب السلمي. أخرجه ابن عدي (3/ 1297 - 1298) وقال: السري بن عبد الله ليس بذلك المعروف، وفي رواياته بعض ما ينكر عليه" وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف وأخباره منكرة" 3 - إبراهيم بن أبي حية المكي. أخرجه ابن حبان (¬1) في "المجروحين" (1/ 104) والبيهقي (10/ 170) وابن عبد البر (2/ 138) من طرق عن قتيبة بن سعيد ثنا إبراهيم بن أبي حية عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا "أتاني جبريل - عليه السلام - فأمرني أنْ أقضي باليمين مع الشاهد، وقال: إنّ يوم الأربعاء يوم نحس مستمر" قال الترمذي: قال البخاري: إبراهيم بن أبي حية ضعيف ذاهب الحديث" العلل 1/ 545 4 - محمد بن عبد الرحمن بن رداد. أخرجه ابن عبد البر (2/ 137) من طريق البزار ثنا بشر بن معاذ العَقَدي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به. وقال: هكذا ذكره البزار، وذكره الدارقطني على وجهين فقال: ثنا أحمد بن المطلب ثنا القاسم بن زكريا المقرئ ثنا بشر بن معاذ ثنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد أني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد" هكذا قال عن أبيه عن جده عن علي، وجعله له عن جعفر. قال: وحدثنا أحمد بن المطلب أيضا ثنا القاسم بن ¬

_ (¬1) رواه ابن حبان عن الحسن بن سفيان النسوي عن قتيبة بن سعيد به. ورواه ابن عدي (1/ 238) عن الحسن بن سفيان فلم يذكر جابرا. وقال: وهذا الحديث من هذا الطريق قد روي عن جعفر بن محمد مسندا والأصل فيه مرسلا، وأما قوله: يوم الأربعاء يوم نحس مستمر، لا يرويه غير إبراهيم بن أبي حية"

زكريا ثنا بشر بن معاذ ثنا محمد بن عبد الرحمن عن مالك عن جعفر بن محمد مثله، فجعله لابن رداد عن مالك بإسناد واحد. وفي ذلك ما لا يخفى" قلت: ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد قال أبو حاتم: ليس بقوي ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: لين، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ. 5 - يحيى بن سليم الطائفي. أخرجه ابن عبد البر (2/ 136 - 137) من طريق إسحاق بن حاتم العلاف ثنا يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به. وقال: وروى هذا الحديث عن يحيى بن سليم أيضا عبد الوهاب الوراق فأخطأ فيه جعله عن يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا، وإنما شبه عليه لأنّ في الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: وقضى بها عليّ بين أظهركم يا أهل الكوفة" 6 - عبد النور بن عبد الله بن سنان البصري. قاله الدارقطني في "لعلل" (3/ 96 - 97) 7 - حميد بن الأسود. قاله الدارقطني والبيهقي (10/ 170) 8 - محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري. قاله الدارقطني. 9 - هشام بن سعد المدني. قاله البيهقي. - ورواه عبيد الله بن عمر العمري عن جعفر بن محمد واختلف عنه: • فرواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن عبيد الله بن عمر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. أخرجه ابن عبد البر (2/ 135) • ورواه محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي عن عبيد الله بن عمر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي.

أخرجه الدارقطني (4/ 212) - ورواه شَبَابة بن سَوَّار المدائني عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن جعفر بن محمد واختلف عنه: • فرواه العباس بن محمد الدوري عن شبابة عن عبد العزيز عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عليّ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بشهادة شاهد واحد ويمين صاحب الحق، وقضى به عليّ بالعراق. أخرجه الدارقطني (4/ 212) والبيهقي (10/ 170) • ورواه أحمد بن محمد بن الصباح عن شبابة ثنا عبد العزيز عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي. أخرجه البيهقي (10/ 170) وفي "الصغرى" (4219) - ورواه سليمان (¬1) بن بلال المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أنّ رسول الله قضى باليمين مع الشاهد. أخرجه البيهقي (10/ 170) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال به. ورواه بعضهم عن سليمان بن بلال وزاد: عن علي (علل الدارقطني 3/ 95) - ورواه حسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي. أخرجه البيهقي (10/ 170) وقال: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب جد جعفر بن محمد لم يدرك عليا" - ورواه طلحة بن زيد القرشي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقضون بشهادة الشاهد الواحد ويمين المدعي. أخرجه الدارقطني (4/ 215) وطلحة بن زيد قال أحمد وغيره: يضع الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. وتابعه يحيى بن محمد بن قيس أبو زكير عن جعفر به (علل الدارقطني 3/ 95) ¬

_ (¬1) وتابعه أبو أويس عبد الله بن عبد الله عن جعفر بن محمد به (علل الدارقطي 3/ 96)

- ورواه غير واحد عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا، منهم: 1 - مالك (¬1) في "الموطأ" (2/ 721) وعنه الشافعي في "الأم" (6/ 274) وأخرجه الطحاوي (4/ 145) والبيهقي (10/ 169) من طريق ابن وهب أني مالك به. وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (654) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك به. 2 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 243) والطحاوي (4/ 145) 3 - إسماعيل بن جعفر المدني. أخرجه الترمذي (1345) والبيهقي (10/ 169) 4 - ابن جُريج. أخرجه البيهقي (10/ 169) 5 - عمر بن محمد بن زيد العمري. أخرجه الطحاوي (4/ 145) والبيهقي (10/ 169) 6 - يحيى بن أيوب المصري. أخرجه البيهقي (10/ 169) ¬

_ (¬1) قال ابن عبد البر: وهذا الحديث في "الموطأ" عن مالك مرسل عند جماعة رواته، وقد روي عنه مسندا. ثم أخرجه من طريق عثمان بن خالد المدني العثماني ثنا مالك عن جعفر عن أبيه عن جابر. وقال: هكذا حدث به عثمان بن خالد المدني عن مالك بإسناده هذا مسندا، والصحيح فيه عن مالك أنه مرسل في روايته. وقد تابع عثمان بن خالد العثماني على روايته هذه في هذا الحديث عن مالك إسماعيل بن موسى الكوفي فرواه أيضا عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جابر. ورواه محمد بن عبد الرحمن بن رداد ومسكين بن بكير كلاهما عن مالك عن جعفر عن أبيه عن علي. والصحيح عن مالك ما في "الموطأ". ورواه أبو حذافة عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، وهذا حديث منكر" التمهيد 2/ 134 - 135 قلت: ومن طريق عثمان بن خالد العثماني أخرجه ابن عدي (5/ 1822) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (104)

7 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 96) 8 - عبد الله بن جعفر. قاله الدارقطني. قال الترمذي: وهذا أصح" وقال في "العلل" (1/ 545): سألت محمدا عن هذا، فقلت: أيّ الروايات أصح؟ فقال: أصحه حديث جعفر بن محمد عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا" وقال ابن عبد البر: أسنده عن جعفر بن محمد جماعة حفاظ، وزيادة الحافظ مقبولة، وإرساله أشهر. - ورواه أبو ضَمْرَة أنس بن عياض عن جعفر بن محمد واختلف عنه: • فقيل: عنه عن جعفر عن أبيه عن جابر. • وقيل: عنه عن جعفر عن أبيه مرسلا. قاله الدارقطني في "العلل" وقال: وكان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديث وربما وصله عن جابر؛ لأنّ جماعة من الثقات حفظوه عن أبيه عن جابر. والحكم يوجب أنْ يكون القول قولهم لأنهم زادوا وهم ثقات، وزيادة الثقة مقبولة" ب- خالد بن أبي كريمة الأصبهاني. أخرجه الشافعي في "الأم " (6/ 274) ومن طريقه البيهقي (10/ 171) وفي "المعرفة" (14/ 292) عن سفيان بن عُيينة وابن أبي شيبة (7/ 244) عنه وكيع كلاهما عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بشهادة شاهد ويمين في الحقوق. لفظ حديث وكيع ولفظ حديث ابن عيينة "قضى باليمين مع الشاهد"

وهذا مرسل، وخالد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. ت - ربيعة بن أبي عبد الرحمن. أخرجه البيهقي (10/ 171) عن الحاكم أنبا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبا موسى بن الحسن ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا سليمان بن بلال عن ربيعة عن محمد بن علي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد الواحد. وهذا مرسل أيضا رواته ثقات، أبو بكر هو أحمد بن إسحاق الصِّبْغي، وموسى بن الحسن هو الجلاجلي، وعبد الله بن مسلمة هو القَعْنَبِي. 871 - عن رجاء بن حيوة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع من المفصل" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل رجاء بن حيوة: فذكره، وأورده أبو الشيخ في كتاب "حد السرقة" من وجه آخر عن رجاء عن عدي رفعه مثله، ومن طريق وكيع عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر رفعه مثله" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 29 - 30) عن وكيع عن مَسَرَّة بن مَعبد اللَّخْمي: سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حيوة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع رجلا من المفصل. واختلف فيه على وكيع، فرواه أحمد بن محمد بن أبي رجاء (¬2) عن وكيع ثنا مسرة بن معبد سمعت إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن رجاء بن حيوة عن عدي أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع يد سارق من المفصل. أخرجه البيهقي (8/ 270 - 271) من طريق أبي الشيخ ثنا ابن صاعد ثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء به. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو فأما حديث جابر فأخرجه البيهقي (8/ 270 - 271) من طريق أبي الشيخ ثنا ابن صاعد ثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء ثنا وكيع ثنا سفيان عن ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر مثله. وابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن عدي (3/ 908) ومن طريقه البيهقي (8/ 271) عن ¬

_ (¬1) 15/ 105 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]) (¬2) وفي "التهذيب": أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء.

أحمد بن عيسى الوشاء الصوفي ثنا عبد الرحمن بن سالم البصري ثنا خالد بن عبد الرحمن المروزي الخراساني ثنا مالك بن مِغول عن ليث عن مجاهد عن ابن عمرو قال: قطع النبي - صلى الله عليه وسلم - سارقا من المفصل. قال ابن عدي: وهنا الحديث عن مالك بن مغول لا أعرفه إلا من رواية خالد عنه" وقال أبو الحسن القطان: وخالد ثقة معروف، وعبد الرحمن بن سالم (¬1) لا أعرف له حالا" الوهم والإيهام 3/ 241 قلت- وليث هو ابن أبي سليم قال النسائي جماعة: ضعيف. 872 - حديث ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان آخى بين حمزة وزيد بن حارثة، وأنّ عمارة بنت حمزة كانت مع أمها بمكة" قال الحافظ: وذكر الحاكم في "الإكليل" وأبو سعيد في "شرف المصطفى" من حديث ابن عبس بسند ضعيف: فذكره وقال: وفي حديث ابن عباس المذكور: فقال له عليّ - كيف تترك ابنة عمك مقيمة بين ظهراني المشركين؟ وقال: في حديث ابن عباس المذكور: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "جعفر أولى بها" (¬2) ضعيف أخرجه ابن سعد (8/ 159 - 160) عن الواقدي ثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عكرمة عن ابن عباس قال: إنّ عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عمير كانت بمكة، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلم عليّ النبي فقال: علام تترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهري المشركين؟ فلم ينهه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن إخراجها فخرج بها، فتكلم زيد بن حارثة، وكان وصي حمزة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين، فقال: أنا أحق بها ابنة أخي. فلما سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال: الخالة والدة وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بت عميس، فقال عليّ: ألا أراكم تختصمون في ابنة عمي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحق بها منكم، فقال رسول الله "أنا أحكم بينكم، أمّا أنت يا زيد فمولى الله ورسوله، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي، وأما أنت يا جعفر فشبيه خَلقي وخُلقي، وانت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها" فقضى بها لجعفر. ¬

_ (¬1) في "الوهم والإيهام" سلمة. (¬2) 9/ 46 و47 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

وإسناده ضعيف جدا، الواقدي متروك الحديث ومنهم من كذبه، وابن أبي حبيبة واسمه إبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه، وداود بن الحصين مختلف فيه كذلك، وقد تكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة. ولم ينفرد به بل تابعه حسين بن قيس الرَّحَبِي عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر وكان بينه وبين أهل مكة عهد أنْ لا يخرج أحدا من أهله. فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرته خرج من مكة ومرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابنة حمزة بن عبد المطلب فقالت: يا رسول الله إلى من تدعني؟ فلم يلتفت للعهد الذي بينه وبين أهل مكة. ومَرَّ بها زيد بن ثابت فقات: إلى من تدعني؟ فلم يلتفت إليها. ومَرَّ بها جعفر فناشدته فلم يلتفت إليها. ثم مَرَّ بها عليّ بن أبي طالب فقالت: يا أبا حسن، إلى من تدعني؟ فأخذها عليّ فألقاها خلف فاطمة. فلما نزلوا أدنى منزل أتى زيد عليا فقال: أنا أولى بها منك، أنا مولى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عليّ: أنا أولى بها منك. قال حعفر: أنا أولى بها: خالتها عندي أسماء بنت عميس. فلما علت أصواتهم بعث إليهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم -. فلما أتوه قال "أما أنت يا جعفر فأنت تشبه خَلقي وخُلقي، وأما أنت عليّ فأنا منك وأنت وصيي، وأما زيد فمولاي ومولاكم، فادفع الجارية إلى خالتها وهي أولى بها" أخرجه أبو يعلى (2459) قال البوصيري: سنده صعيف" مختصر الإتحاف 9/ 209 قلت: حسين بن قيس قال النسائي وغيره متروك الحديث. طريق أخرى: قال عبد الله بن نُمير: أنا حجاج عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة خرج عليّ بابنة حمزة فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال عليّ. ابنة عمي وأنا أخرجتها، وقال جعفر ابنة عمي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي- وكان زيد مؤاخيا لحمزة آخى بينهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد "أنت مولاي ومولاها" وقال لعليّ "أنت أخي وصاحبي" وقال لجعفر "أشبهت خَلقي وخُلقي وهي إلى خالتها" أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 105) وأحمد (1/ 230)، عن عبد الله بن نمير به. وأخرجه أبو يعلى (2379) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (811) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا حجاج بن أرطاة به. قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة" مختصر الإتحاف 7/ 124

873 - "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أحيانا ينوي صوم التطوع ثم يفطر" قال الحافظ: روى النسائي وغيره: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1154) عن عائشة قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم "يا عائشة هل عندكم شيء؟ " قالت: فقلت: يا رسول الله ما عندنا شيء. قال "فإني صائم" قالت: فخرج رسول الله فأهديت لنا هدية أو جاءنا زَوْرٌ. قالت: فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زور وقد خبأت لك شيئا. قال "ما هو؟ " قلت: حيس. قال "هاتيه" فجئت به فأكل ثم قال "قد كنت أصبحت صائما". 874 - حديث أبي بكر الصديق أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أمرا قال: اللهم خر لي واختر لي" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه الترمذي (3516) والبزار (59) وأبو بكر المروزي في: "مسند أبي بكر" (44) وأبو يعلى (44) والعقيلي (2/ 97) والخرائطي في "المكارم" (2/ 855) وابن السني في "اليوم والليلة" (597) وابن عدي (3/ 1090) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 459) والدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1721) وتمام (ق 119/ ب) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 444) والبيهقي في "الشعب" (200) والبغوي في "شرح السنة" (1017) والمزي في "التهذيب" (9/ 395) من طرق عن أبي عبد الله زَنْفَل بن عبد الله العَرَفي عن عبد الله بن أبي مُليكة عن عائشة عن أبي بكر به. قال: الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل وهو ضعيف عند أهل الحديث ويقال له زنفل العرفي وكان سكن عرفات وتفرد بهذا الحديث ولا يتابع عليه" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" 875 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أنْ يتطوع في السفر استقبل بناقته القبلة ثم صلى حيث وجهت ركابه" ¬

_ (¬1) 1/ 115 (كتاب الإيمان - باب الزكاة من الإسلام) (¬2) 13/ 438 - 439 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الاستخارة)

قال الحافظ: حديث الجارود بن أبي سَبْرَة عن أنس: فذكره، أخرجه أبو داود وأحمد والدارقطني" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 494) وأحمد (3/ 203) وأبو داود (1225) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 250) والدارقطني (1/ 395 - 396 و 396) والبيهقي (2/ 5) والمزي في "تهذيب الكمال" (4/ 476) من طرق عن رِبْعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سَبْرة الهُذلي التميمي ثنى عمرو بن أبي الحجاج ثني الجارود بن أبي سبرة ثني أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر فأراد أنْ يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر، ثم صلّى حيث وجهه ركابه. اللفظ لأبي داود وإسناده حسن رواته ثقات غير ربعي بن عبد الله وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". 876 - حديث حفصة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أنّ يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاثا" قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث حفصة: فذكره، وأخرجه الترمذي من حديث البراء وحسنه، ومن حديث حذيفة وصححه" (¬2) صحيح ورد من حديث حفصة أم المؤمنين ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث حذيفة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث عائشة فأما حديث حفصة فيرويه عاصم بن أبي النَّجُود واختلف عنه: - فقال حماد بن سلمة: ثنا عاصم عن سواء الخزاعي عن حفصة قالت: كان (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه وضع (¬4) يده اليمنى تحت خده وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاثا. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 74 - 75 و 10/ 250) وفي "الأدب" (245) وإسحاق في ¬

_ (¬1) 3/ 229 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير- باب ينزل للمكتوبة) (¬2) 13/ 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس) (¬3) وفي لفظ "كان إذا أخذ مضجعه" (¬4) وفي لفظ لأحمد وغيره "اضطجع على يده اليمنى" ولفظ أبي يعلى وغيره "اضطجع على يمينه"

"مسند حفصة" (1987) وأحمد (6/ 287) والنسائي في "اليوم والليلة" (761) وأبو يعلى (7034 و 7058) والخرائطي في "المكارم" (2/ 882) وابن السني في "اليوم والليلة" (728 و 729) والبيهقي في "الشعب" (2532) - وقال أبان بن يزيد العطار: ثنا عاصم عن معبد بن خالد عن سواء الخزاعي عن حفصة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أنْ يرقد" أخرجه أحمد (6/ 288) وأبو داود (5045) والنسائي في "اليوم والليلة" (762) وابن السني (732) والبيهقي في "الشعب" (4384) - وقال سفيان الثوري: عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن حفصة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه" أخرجه النسائي (763) والخرائطي (2/ 885) وابن السني (731) - وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن عاصم عن المسيب بن رافع عن حفصة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه جعل كفه اليمنى تحت خده الأيمن. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76) وفي "الأدب" (250) وأحمد (6/ 287) والنسائي (764) والطبراني في "الكبير" (23/ 203) وابن السني (730) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 144) وأما حديث البراء فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فرواه جماعة عن أبي إسحاق ثني البراء قال: كان (¬1) رسول الله إذا (¬2) أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم قال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك" منهم: 1 - زكريا بن أبي زائدة. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76 و 10/ 251) وفي "الأدب" (252) والطبراني في "الدعاء" (250) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 167) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "كان يتوسد يده عند منامه تحت خده" (¬2) ولفظ ابن أبي شيبة "إذا نام توسد يمينه تحت خده" ولفظ البخارى وغيره "إذا أراد أن ينام" ولفظ ابن حبان وغيره "إذا أخذ مضجعه"

2 - يونس بن أبي إسحاق. أخرجه أبو يعلى (1683) وابن حبان (5523) والطبراني في "الدعاء" (250) وأبو الشيخ (ص 167) 3 - أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي. أخرجه ابن حبان (5522) والطبراني في "الدعاء" (250) 4 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (4/ 289 - 290 و298 و303) والبخاري في "الأدب المفرد" (1215) والخرائطي في "المكارم" (2/ 895) والطبراني في "الدعاء" (250) وأبو الشيخ (ص 167) وابن منده في "التوحيد" (229) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 215) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (40) 5 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (752) والطبراني في "الدعاء" (250) وابن منده (229) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1295) وفي "الحجة" (40) 6 - حُبيب بن حَبيب. أخرجه الخطيب في "تلخيض المتشابه" (1/ 160) 7 - هشام بن حسان. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1658) 8 - فِطر بن خليفة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 337) والروياني (294) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 87) والطبراني في "الدعاء" (249 و 250) والخطيب في "المتفق والمفترق" (678) 9 - حمزة الزيات. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (250) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 308 - 309) 10 - عمرو بن ثبت بن هُرمز البكري الكوفي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (250)

11 - عبدالحميد بن الحسن الهلالي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (250) 12 - حماد بن عبد الرحمن الكلبي الشامي. أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (100) قال أبو نعيم: صحيح ثابت من حديث البراء" وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 13/ 362 - ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء. أخرجه البيهقي في "الدعوات" (352) من طريق عاصم بن علي عن أبي بكر بن عياش به. • ورواه مسلم بن سلام عن أبي بكر بن عياش واختلف عنه: رواه الحسن بن عمر بن أبي الأحوص ومحمد بن عبد الله الحضرمي عن مسلم بن سلام كرواية عاصم بن علي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 311 - 312) ورواه العباس بن أحمد الأزهر عن مسلم بن سلام عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (100) والأول أصح. وسماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق ليس بذاك القوي كما قال أبو حاتم (العلل 1/ 35) وقال أحمد: أبو بكر بن عياش يضطرب عن أبي إسحاق" تاريخ بغداد 14/ 379 - ورواه شعبة عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 97): ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء. • وقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة ورجل آخر عن البراء. أخرجه أحمد (4/ 281) والنسائي في "اليوم والليلة" (754) وأبو يعلى (1711)

- ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال مالك بن إسماعيل النَّهْدي: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء. أخرجه البخاري (¬1) في "الأدب المفرد" (ص 417) • وقال غير واحد: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد الأنصاري عن البراء. أخرجه أحمد (4/ 300) عن أسود بن عامر الشامي و (4/ 301) عن وكيع والترمذي في "الشمائل" (242) والبغوي في "الشمائل" (477) وفي "شرح السنة" (1310) عن عبد الرحمن بن مهدي والنسائي في "اليوم والليلة" (755) عن حجاج بن محمد المِصيصي والخرائطي في "المكارم" (2/ 899) عن محمد بن سابق التميمي كلهم عن إسرائيل به. - ورواه إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن البراء. أخرجه النسائي (757) - ورواه يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه ثني أبو بُردة عن البراء. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 337) والترمذي (3399) وفي "العلل" (2/ 907) ¬

_ (¬1) ورواه في "الكبير" (1/ 1/ 337) عن مالك بن إسماعيل فقال: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء.

والنسائي في "اليوم والليلة" (758) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 167) والبيهقي في "المدعوات" (351) والحنائي (¬1) في "فوائده" (ق 128 - 129) وليس عند النسائي "عن أبيه" وقال: يشبه أنْ يكون فيه عن أبيه عن أبي إسحاق" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال في "العلل": كأنّ حديث إسرائيل (¬2) أقرب الروايات إلى الصواب وأصح" قلت: يشبه أنْ يكون أبو إسحاق سمعه من البراء من غير واسطة، وسمعه من غير واحد عن البراء، يدل على ذلك روايتي سفيان وشعبة فإنهما سمعا من أبي إسحاق قبل اختلاطه، والله أعلم. الثاني: يرويه محمد بن عمرو ثني ربيع بن لوط بن البراء عن عمه البراء قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت شقه الأيمن وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك" أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 270 - 271) والنسائي (760) عن عبد الله بن الصباح بن عبد الله البصري ثنا المعتمر بن سليمان سمعت محمد بن عمرو به. وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث. وأما حديث حذيفة فأخرجه الحميدي (444) وأحمد (5/ 382) عن سفيان بن عُيينة عن عبد الملك بن عمير عن رِبْعي بن حِرَاش عن حذيفة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده وقال: رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك. وأخرجه الترمذي (3398) وابن منده في "التوحيد" (228) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني والبزار (2825) عن إسحاق بن بهلول الأنباري كلاهما عن سفيان بن عيينة به. ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي إسحاق عن أبي بردة عن البراء، وقد رواه جماعة عن أبي إسحاق عن البراء، وهو أشهر" (¬2) أي روايته عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: هكذا رواه سفيان بن عيينة فقال فيه "ثم قال: اللهم قني عذابك" وخالفه غير واحد فقالوا فيه "ثم يقول: اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" منهم: 1 - أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه البخاري (فتح 13/ 362) والطبراني في "الدعاء" (260 و 284) وابن السني (8 و 707) والبيهقي في "الدعوات" (342) 2 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 71 و 10/ 247) وأحمد (5/ 385 و 397 و 399 و 407) والبخاري (فتح 13/ 360) والدارمي (2689) وأبو داود (5049) وابن ماجه (3880) والترمذي في "الشمائل" (243) والنسائي في "اليوم والليلة" (747) وابن حبان (5532 و 5539) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 167) 3 - عبيد الله بن عمرو الرقي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (260 و 284) 4 - يزيد بن عطاء الواسطي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (260 و 284) 5 - شَريك بن عبد الله الكوفي. أخرجه أحمد (5/ 387) والطبراني (260 و284) 6 - عَبيدة بن حُميد الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 247) 7 - عبد الحكيم بن منصور الواسطي. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1311) 8 - إسماعيل بن مُجالد بن سعيد. أخرجه الترمذي (3417)

9 - شعبة. أخرجه البخاري (فتح 17/ 150) عن مسلم بن إبراهيم البصري ثنا شعبة به. ورواه محمد بن جعفر غُنْدَر عن شعبة عن عبد الملك بن عمير فأوقفه على حذيفة. أخرجه البزار (2826) وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76 - 77 و 10/ 251) وأحمد (1/ 394 و 400 و 414 و 443) وابن ماجه (3877) والترمذي في "الشمائل" (ص 219) والنسائي في "اليوم والليلة" (756) والهيثم بن كليب (930) والطبراني في "الدعاء" (248) عن إسرائيل بن يونس وأبو يعلى (1687) وأبو الشيخ (ص 167) عن يونس بن أبي إسحاق والطبراني (¬1) (247) وابن عدي (5/ 1835) عن علي بن عابس الكوفي وابن عدي (3/ 999) عن روح بن مسافر البصري كلهم عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك" قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، أبو عبيدة اسمه عامر بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه شيئا" مصباح الزجاجة 4/ 151 وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 3110) والطبراني في "الدعاء" (251) وفي "مسند الشاميين" (2589) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 344) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 339) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أحمد بن عمرو الداراني ص 336) من طرق عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك" ¬

_ (¬1) وأخرجه في "الأوسط" (3230) من هذا الطريق ووقع عنده: عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. وأخرجه في "الكبير" (10282) أيضا ووقع عنده: عن أبي إسحاق عن أبي الكنود عن أبي عبيدة عن أبيه.

قال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلا سعيد بن بشير" وقال أبو نعيم: تفرد به سعيد بن بشير عن قتادة" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 123 قلت: سعيد بن بشير قال ابن معين وجماعة: ضعيف. وأما حديث عائشة فأخرجه العقيلي (4/ 343) من طريق هاشم بن عيسى اليزني أبي معاوية الحمصي ثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ونام على شقه الأيمن، وقال "هذه نومة الأنبياء" ثم قال "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك" وقال: هاشم بن عيسى منكر الحديث وهو وأبوه مجهولان بالنقل" 877 - عن عائشة أو عن أبي هريرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أنْ يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين مَوْجُوْءَيْن، فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، والآخر عن أُمته من شهد لله بالتوحيد وله بالبلاغ" قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" عن الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة: فذكره، وقد أخرجه ابن ماجه من طريق عبد الرزاق لكن وقع في النسخة "ثمينين" بمثلثة أوله بدل السين والأولى أولى. وابن عقيل المذكور في سنده مختلف فيه، وقد اختلف عليه في إسناده، فقال زهير بن محمد وشَريك وعبيد الله بن عمرو كلهم عنه عن علي بن الحسين عن أبي رافع، وخالفهم الثوري كما ترى ويحتمل أنْ يكون له في هذا الحديث طريقان وليس في روايته في حديث أبي رافع لفظ "سمينين" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الذال فانظر حديث "ذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - كبشين أقرنين" 878 - عن ابن شهاب الزهري أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل أكل بخمس" قال الحافظ: وقد أخرج سعيد بن منصور من مرسل ابن شهاب: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 299) عن معن بن عيسى القزاز عن محمد بن عبد الله بن ¬

_ (¬1) 12/ 105 (كتاب الأضاحي - باب أضحية النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أقرنين) (¬2) 11/ 511 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع ومصها)

أخي الزهري قال: أخبرتني أختي أنها رأت الزهري يأكل بخمس، فسألته عن ذلك، فقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل بالخمس. وأخرجه العقيلي (4/ 90) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن ابن أخي الزهري عن امرأته أم الحجاج بنت محمد بن مسلم قالت: كان أبي يأكل بكفه، فقلت: لو أكلت بثلاث أصابع، قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل بكفه كلها. وقال: وهذا الحديث لم يتابع ابن أخي الزهري عليه أحد" وقال الساجي والذهبي في "الميزان": انفرد ابن أخي الزهري بهذا الحديث" قلت: وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. 879 - حديث ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان" قال الحافظ: وأخرج ابن سعد من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن سعد (1/ 56) عن هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد ثم يمسك ويقول "كذب النسابون، قال الله - عز وجل - {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفُرقان: 38] ". وأخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية ص 40 - 41) من طريق أبي الحسن علي بن أحمد بن علي بن أبي قيس المقرئ وعمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني قالا: ثنا ابن أبي الدنيا ثني أبي وابن سعد عن هشام بن محمد به. وأخرجه من طريق أحمد بن محمد بن عمر الأصبهاني ثنا ابن أبي الدنيا ثنا ابن سعد ثنا هشام به. وهشام بن محمد قال ابن معين: غير ثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عساكر: ليس بثقة. وأبوه قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه الجوزجاني وغيره، وقال الحاكم: أحاديثه عن أبي صالح موضوعة. ¬

_ (¬1) 8/ 164 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم)

880 - عن أبي هريرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاة الغداة بقول: هل رأى أحد الليلة رؤيا؟ " قال الحافظ: أخرج أبو داود والنسائي من حديث الأعرج عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة" 881 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2715) والثلاثة، ولأبي داود من حديث ابن عمر نحوه وزاد "والذي من علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل" (¬2) حديث ابن عمر يرويه عبد الوارث بن سعيد واختلف عنه: - فقال عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد: ثنا أبي ثنا حسين المعلم عن ابن بُريدة ثني ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا تبوأ مضجعه: الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي منّ عليّ وأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم ربّ كل شيء، وملك كل شيء، وإله كل شيء، ولك كل شيء، أعوذ بك من النار". أخرجه أحمد (2/ 117) عن عبد الصمد به. وأخرجه أبو داود (5058) والنسائي في "الكبرى" (7694) والبيهقي في "الدعوات" (348) عن علي بن مسلم الطوسي والنسائي في "اليوم والليلة" (798) وابن السني (723) عن عمرو بن يزيد الجَرْمِي وابن حبان (5538) عن محمود بن غيلان المروزي وأبو يعلى (5758) ¬

_ (¬1) 16/ 100 (كتاب التعبير - باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح) (¬2) 13/ 375 - 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس ...)

عن أبي خيثمة زهير بن حرب والبيهقي في "الدعوات" (347) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي كلهم عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. ورواه سليمان بن داود بن صالح الثقفي الرازي عن عبد الصمد: سمعت أبي ثنا الحسين بن واقد عن ابن بريدة ثني ابن عمر. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1319) وفي "الشمائل" (1158) والأول أصح لأنّه رواية الأكثر. قال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 86 - وقال أبو معمر عبد الله بن عمرو المِنْقَري: ثنا عبد الوارث ثني حسين المعلم ثني عبد الله بن بريدة ثني أبو عمران (¬1) أنّه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا تبوأ مضجعه" أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1004 والنكت الظراف 5/ 443) والخطيب في "الكفاية" (ص 335) قال أبو معمر: وعبد الصمد بن عبد الوارث يقول في هذا: حدثني ابن عمر (¬2)، وأنا أقول في هذا: حدثني أبو عمران. فقال له أبو علي المعمري: كنتَ حدثتَ به مرّة فقلت: عن ابن عمر، قال: لا: ذاك خطأ، إنما هو ابن عمران. قال الحافظ: قلت: وابن عمران ما عرفته، وهذا علة قادحة، فإنّ أبا معمر أثبت (¬3) من عبد الصمد، وعبد الصمد أقدم سماعا من أبيه من أبي معمر" النكت الظراف 5/ 443 882 - عن البراء أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك" قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق أبي خيثمة والثوري عن أبي إسحاق عن ¬

_ (¬1) هكذا في "الكفاية"، وفي "المكارم": ابن عمران. (¬2) في "الكفاية": أبو عمر. (¬3) قاله ابن معين وأبو داود.

البراء، وسنده صحيح. وأخرجه أيضا بسند صحيح عن حفصة وزاد: يقول ذلك ثلاثا" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أنْ يرقد" 883 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج لحاجته يعجبه أنْ يسمع: يا نجيح، يا راشد" قال الحافظ: وأخرج الترمذي وصححه من حديث أنس: فذكره" (¬2) يرويه حماد بن سلمة واختلف عنه: - فقال محمد بن رافع النيسابوري: ثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدِي ثنا حماد بن سلمة عن حُميد عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه إذا خرج لحاجة أنْ يسمع: يا راشد يا نجيح" أخرجه الترمذي (1616) عن محمد بن رافع به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1848) عن هارون بن محمد العسقلاني وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 182 - 183) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 206) عن أبي بكر محمد بن النضر الجارودي النيسابوري قالا: ثنا محمد بن رافع به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح" (¬3) قلت: اختلف فيه على محمد بن رافع، فرواه علي بن الحسن بن سهل البلخي عن محمد بن رافع وجعله عن ثابت البُنَاني عن أنس. ¬

_ (¬1) 13/ 362 (كتاب الدعوات - باب وضع اليد تحت الخد اليمنى) (¬2) 12/ 325 (كتاب الطب - باب الفأل) (¬3) تعقبه الحافظ في "النكت الظراف" (1/ 181 - 182) فقال: قلت: بل هو معلول، ذكر الحاكم في ترجمة محمد بن رافع من "تاريخ نيسابور" أنه سأل محمد بن إسماعيل عنه فقال: وجدت له علة، حميد عن بكر بن عبد الله المزني، يعني أنه مرسل، وانقلب. وذكر فيه أيضا عن أحمد بن سلمة قال: كنت أنا ومسلم عند علي بن نصر الجهضمي، فقال مسلم: لا أعلم اليوم أحدا أعلم بحديث أهل البصرة من علي بن نصر، قال أحمد: فقلت لعلي: تعرف؟ فذكرت له هذا الحديث، فتعجب، فقال له مسلم: إنّ محمد بن رافع ثقة مأمون صحيح الكتاب" قلت: والحسن بن موسى وأحمد بن إسحاق ثقتان أيضا.

أخرجه الطبراني (¬1) في "الصغير" (549) وقال: لم يروه عن حماد إلا العقدي، تفرد به ابن رافع" - وقال الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه" (57): ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توجه لحاجة يحبّ أنْ يسمع: يا نجيح يا راشد يا مبارك. وتابعه أحمد بن إسحاق الحضرمي ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 803) 884 - عن واصل مولى أبي عُيينة قال: بلغني أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر أحبّ أنْ يخرج يوم الخميس" قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور عن مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عيينة قال: بلغني: فذكره" (¬2) معضل أخرجه سعيد بن منصور (2381) عن مهدي بن ميمون الأزدي البصري عن واصل مولى أبي عيينة قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر أحبّ أنْ يسافر يوم الخميس من أول النهار. ورجاله ثقات إلا أنّه معضل لأنّ واصلا من أتباع التابعين. 885 - عن ابن عباس "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا شرب تنفس مرتين" قال الحافظ: وأخرج الترمذي بسند ضعيف عن ابن عباس: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 284) وابن ماجه (3417) والترمذي (1886) وفي "الشمائل" (202) وابن عدي (3/ 1008) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 223) والبغوي في "الشمائل" (997) من طرق عن رِشْدِين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس به. واللفظ للترمذي ¬

_ (¬1) ورواه في "الأوسط" (4193) عن علي بن الحسن بن سهل وجعله عن حميد عن أنس. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا أبو عامر، تفرد به محمد بن رافع" (¬2) 6/ 454 (كتاب الجهاد - باب من أراد غزوة فورى بغيرها) (¬3) 12/ 196 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)

زاد أحمد "في الشراب" ولفظ أبي الشيخ "شرب ماءً فتنفس مرتين" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب، ورشدين عنده مناكير" قلت: هو ضعيف كما قال النسائي وجماعة. 886 - عن عليّ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر" قال الحافظ: وروى البزار بإسناد صحيح على شرط مسلم عن عليّ: فذكره" (¬1) أخرجه البزار (536) عن محمد بن عبد الملك القرشي ثنا يوسف بن أبي سلمة الماجشون ثني أبي عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا" ومن هذا الطريق أخرجه مسلم (1/ 534 - 536) وجماعة وكلهم قال "كَبَّر" 887 - عن سعيد بن جبير أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نزل منزلا لم يرتحل منه حتى يصلي فيه، فلما كان غزوة تبوك نزل منزلا فقال عبد الله بن أُبي: فذكر القصة" قال الحافظ: وأخرج عبد بن حميد بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير مرسلا: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 369) عن أبيه ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن سعيد بن جبير: فذكره. وتمام القصة: فقال عبد الله بن أبي بن سلول: ليخرجنّ الأعز منها الأذل، فارتحل قبل أنْ ينزل آخر النهار، وقيل لعبد الله بن أبي: أئت النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يستغفر لك، فأنزل الله تعالى {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنَافِقون: 1] إلى قوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [المنَافِقون: 5]. قال ابن كثير: وهذا إسناده صحيح إلى سعيد بن جبير، وقوله: إنّ ذلك في غزوة ¬

_ (¬1) 2/ 359 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب إيجاب التكبير) (¬2) 10/ 269 (كتاب التفسير: سورة المنافقين - باب قوله: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله)

تبوك فيه نظر بل ليس بجيد فإنّ عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك بل رجع بطائفة من الجيش وإنما المشهور عند أصحاب المغازي والسير أنّ ذلك كان في غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق" 888 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أسمر" قال الحافظ: جاء في حديث أنس عند أحمد والبزار وابن منده بإسناد صحيح وصححه ابن حبان: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن سعد (4/ 411) وأحمد (3/ 258 - 259 و 267) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 609) والبزار (كشف 2388) وأبو يعلى (3741) وابن الأعرابي (ق 58/ب) وابن حبان (6286) والخطابي في "الغريب" (1/ 214) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 203) والخطيب في "التاريخ" (3/ 395 - 396 و 5/ 197) وابن عساكر (السيرة ص 238 و 239) من طرق عن خالد بن عبد الله الطحان عن حميد الطويل عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمر (¬2)، ولم أشمّ مسكة ولا عنبرة أطيب ريحا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. اللفظ لأحمد وغيره. وإسناده صحيح. قال الخطابي وابن شاهين (¬3): هذا خبر تفرد به خالد الطحان" قلت: لم ينفرد به بل تابعه: 1 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن حميد عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رَبْعَة ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم، وكان شعره ليس بِجَعْد ولا سبط، أسمر اللون، إذا مشى يتوكأ. أخرجه الترمذي (1754) وفي "الشمائل" (2) والبزار (كشف 2389) وأبو يعلى (3832) وابن عساكر (ص 238 - 239) والبغوي في "شرح السنة" (3640) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث حميد" ¬

_ (¬1) 7/ 377 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) زاد البزار وغيره "اللون" (¬3) ابن عساكر (ص 238)

2 - علي بن عاصم الواسطي أنا حميد قال: سمعت أنسا يقول: ما شممت ريح مسك ولا عنبر أطيب من ريح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت له جمة إلى شحمة أذنيه، وكانت لحيته قد ملأت من ها هنا إلى ها هنا، وكان إذا مشى كأنه يتكئ، أو قال: كأنه يتكفأ، وكان ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان أبيض، بياضه إلى السمرة، أو قال: بياضا إلى السمرة. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 204) وابن عساكر (ص 239 - 240) 889 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جالسا يوما فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فجلس عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من الجانب الآخر، ثم أقبل أخوه من الرضاعة فقام فأجلسه بين يديه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (5145) ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب ثني عمرو بن الحارث أنّ عمر بن السائب حدّثه أنَّه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسا، فذكره. ومن طريقه أخرجه النووي في "الترخيص بالقيام" (ص 43 - 44) وقال: مرسل. قلت: والمرسل ضعيف، وعمر بن السائب ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 175) في اتباع التابعين فأقل ما يكون بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنان ولم يسم أحدا وإنما ذكره بلاغا. 890 - عن بُريدة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطير في شيء، وكان إذا بعث عاملا يسأل عن اسمه فإذا أعجبه فرح به، وإنْ كره اسمه رُئيَ كراهة ذلك في وجهه" قال الحافظ: وأخرج أبو داود بسند حسن عن بريدة: فذكره" (¬2) يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال هشام الدَّسْتُوَائي: ثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لايتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملا (¬3) سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورُؤِي ¬

_ (¬1) 13/ 291 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم) (¬2) 12/ 325 (كتاب الطب - باب الفأل) (¬3) زاد البيهقي في "الشعب" "أو غلاما"

بشر ذلك في وجهه، وإنْ كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية (¬1) سأل عن اسمها فإن (¬2) أعجبه اسمها فرح ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن (¬3) كره اسمها رؤي كراهية ذلك في وجهه. أخرجه أحمد (5/ 347 - 348) وأبو داود (3920) واللفظ له والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 2/ 89) وابن حبان (5827) وتمام (ق 54/ ب) والبيهقي (8/ 140) وفي "الشعب" (1127) من طرق عن هشام الدستوائي به. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسا. - وقال سعيد بن بشير: عن قتادة عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: فذكر نحوه. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 249 - 250) ومن طريقه البغوي في "الشمائل" (1133) وسعيد بن بشير قال أبو داود وجماعة: ضعيف، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: يروي عن قتادة المنكرات، وقال ابن حبان: يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه. وحديث هشام الدستوائي أصح. ولم ينفرد قتادة به بل تابعه الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتطير، ولكن يتفاءل. ثم ذكر قصة إسلام بريدة. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (216) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 29) عن الحسين بن حريث ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة عن الحسين بن واقد به. وأخرجه أبو الشيخ (ص 249) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (742) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني وابن عدي (1/ 401) عن محمد بن هارون بن حميد وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 42 - 43) وفي "التمهيد" (24/ 73) ¬

_ (¬1) ولفظ ابن حبان "أرضا". (¬2) ولفظ ابن حبان "فإن كان حسنا". (¬3) ولفظ ابن حبان "وإن كان قبيحا".

عن زهير بن حرب وأبو موسى المديني (743) عن أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي قالوا: ثنا أبو عمار الحسين بن حريث ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة عن الحسين بن واقد به. قال أبو عمار: وسمعت أوسا بعد ذلك يحدث بهذا الحديث عن أخيه سهل بن عبد الله أنّ أباه حدثه عن أبيه بريدة فأعدت عليه: من حدثك؟ قال: حدثني سهل بن عبد الله أخي" ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود عن الحسين بن حريث ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن بريدة مرسلا. أخرجه أبو محمد البغوي في "الشمائل" (1132) والأول أصح. وإسناده ضعيف جدا، أوس بن عبد الله قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. 891 - حديث أنس أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتنور، وكان إذا كثر شعره حلقه" قال الحافظ: سنده ضعيف جدا" (¬1) ضعيف أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 257) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 321) والبيهقي (1/ 152) والبغوي في "شرح السنة" (3199) وفي "الشمائل" (1108) من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة السكري عن مسلم المُلائي عن أنس به. قال البيهقي: مسلم الملائي ضعيف الحديث" قلت: وكذا قال أبو زرعة وأبو حاتم وابن المديني والعجلي. ¬

_ (¬1) 12/ 464 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

892 - عن عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يختم القرآن في أقل من ثلاث" قال الحافظ: ولأبي عبيد من طريق الطيب بن سلمان عن عَمرة عن عائشة: فذكرته" (¬1) ضعيف أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 88 - 89) وابن سعد (1/ 376) عن يوسف بن الغرق أنا الطيب بن سلمان حدثتنا عمرة قالت: سمعت عائشة تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يختم (¬2) القرآن في أقل من ثلاث. اللفظ لأبي عبيد ومن طريق أبي عبيد أخرجه أبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 321 - 322) وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 260) ومن طريقه البغوي في "الشمائل" (618) من طريق محمد بن قدامة المِصيصي ثنا يوسف بن الغرق به. وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن الغرق، والطيب بن سلمان وثقه ابن حبان والطبراني، وضعفه الدارقطني. 893 - حديث أبي سعيد أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصلي قبل العيد شيئا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن، وقد صححه الحاكم" (¬3) أخرجه أحمد (3/ 28 و 40) وابن ماجه (1293) والبزار (كشف 652) وأبو يعلى (1347) وابن خزيمة (1469) والحاكم (1/ 297) والبيهقي (3/ 302) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: فذكره. واللفظ لابن ماجه. وفي لفظ "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم العيد حتى يَطعم، فإذا خرج صلى للناس ركعتين، فإذا رجع صلى في بيته ركعتين، وكان لا يصلي قبل الصلاة شيئا". ¬

_ (¬1) 10/ 473 - 474 (كتاب فضائل القرآن - باب في كم يقرأ القرآن) (¬2) ولفظ ابن سعد "لا يقرأ" (¬3) 3/ 129 (كتاب العيدين - باب الصلاة قبل العيد وبعدها)

قال البزار: لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: هذه سنة عزيزة بإسناد صحيح" وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" بلوغ المرام - مصباح الزجاجة 1/ 153 وقال ابن التركماني: قلت: في سنده ابن عقيل قال البيهقي في باب لا يتطهر بالمستعمل: أهل العلم مختلفون في الاحتجاج برواياته" الجوهر النقي 3/ 302 قلت: وأكثرهم ضعفه. 894 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1928) " (¬1) 895 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة بإسناد صحيح عن أنس" (¬2) أخرجه ابن خزيمة (620) عن محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس به. وأخرجه الخطيب في كتاب "القنوت" (تنقيح التحقيق 2/ 1067) من طريق المعافى بن زكريا ثنا محمد بن مرزوق به. قال ابن عبد الهادي: هذا إسناد صحيح" تنقيح التحقيق 2/ 1067 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا. وله شاهد عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقنت إلا أنْ يدعو لأحد أو يدعو على أحد. أخرجه ابن خزيمة (619) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة. ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (2/ 255) والبخاري (فتح 9/ 294) والدارمي (1603) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 242) والبيهقي (2/ 197) والبغوي في "شرح السنة" (637) بلفظ "كان إذا أراد أنْ يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع" ¬

_ (¬1) 11/ 254 (كتاب النكاح - باب لا يطرق أهله ليلا) (¬2) 9/ 249 (كتاب التفسير - سورة آل عمران - باب - ليس لك من الأمر شيء-)

896 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه" قال الحافظ: ولأحمد من حديث أنس: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البرجلاني في "الكرم" (3) وأحمد (3/ 133 و 154 و160) والبخاري في "الأدب المفرد" (437) وأبو داود (4182 و 4789) والترمذي في "الشمائل" (329) والنسائي في "اليوم والليلة" (235 و 236) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (82) وأبو يعلى (4277) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 128) والخرائطي في "المكارم" (2/ 742) وابن السني في "اليوم والليلة" (326) وابن عدي (3/ 1176) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 70) وأبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة" (ص 49) والبيهقي في "الآداب" (222) وفي "الدلائل" (1/ 317) وفي "الشعب" (5911 و 7746) والبغوي في "الشمائل" (228) من طرق عن حماد بن زيد عن سَلْم العلوي أنّه سمع أنس بن مالك يقول: دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل وعليه صفرة فكرهها، فلما قام الرجل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه "لو أمرتم هذا أنْ يدع هذه الصفرة" قالها مرتين أو ثلاثا. قال أنس: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قلما يواجه الرجل بشيء يكرهه في وجهه. وأخرجه الطيالسي (ص 283) عن حماد بن زيد به. ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (11/ 238) وإسناده ضعيف لضعف سلم العلوي، قال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بالطامات. وذكره العقيلي في "الضعفاء"، واختلف فيه قول ابن معين. وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. 897 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ من لحيته من عَرْضها وطولها" قال الحافظ: أخرجه الترمذي ونقل عن البخاري أنّه قال في رواية عمر بن هارون: لا أعلم له حديثا منكرا إلا هذا ا. هـ وقد ضعف عمر بن هارون مطلقا جماعة" (¬2) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 12/ 472 (كتاب اللباس - باب تقليم الأظفار)

أخرجه الترمذي (2762) والعقيلي (3/ 195) وابن عدي (5/ 1689) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 282) والبيهقي في "الشعب" (6019) وابن الجوزي في "العلل" (1142) من طرق عن عمر بن هارون عن أسامة بن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. قال الترمذي: هذا حديث غريب. وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن هارون مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال ينفرد به إلا هذا الحديث. لا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون ورأيته حسن الرأي في عمر" وقال ابن عدي: وقد رَوى هذا عن أسامة غير عمر بن هارون" وقال البيهقي: عمر بن هارون البلخي غير قوي ولا أدري من رواه عن أسامة غيره" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمتهم به عمر بن هارون البلخي، قال العقيلي: لا يعرف إلا به. قال ابن معين: كذاب، وقال النسائي: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات ويدعي شيوخا لم يرهم" 898 - حديث رَزِينة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر مرضعاته في عاشوراء ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم وَيأمر أمهاتهم أنْ لا يرضعنّ إلى الليل. قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وتوقف في صحته، وإسناده لا بأس به" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (8/ 311) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 337) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3437) وأبو يعلى (7162) وابن خزيمة (2090) والطبراني في "الكبير" (24/ 277) و"الأوسط" (2589) وأبو نعيم في "الصحابة" (7645) وأبو مسلم الكجي وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "لإصابة" (12/ 253) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 226) من طرق عن عُليلة بنت الكميت العتكية قالت: سمعت أمي أمينة تحدث عن أمة الله بنت رزينة قالت: سمعت أمي رزينة تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعظم يوم عاشوراء حتى إن كان ليدعو بصبيانه وصبيان فاطمة المراضيع فيقول لأمهاتهم "لا ترضعوهم إلى الليل ويتفل في أفواههم، فكان ريقه يجزئهم. قال الهيثمي: وعليلة ومن فوقها لم أجد من ترجمهن" المجمع 3/ 186 ¬

_ (¬1) 5/ 104 (كتاب الصوم - باب صوم الصبيان)

وقال في موضع آخر: وهؤلاء الثلاث لم أعرفهن - يعني عليلة وأمينة وأمة الله - المجمع 9/ 251 قلت: وأمة الله بنت رزينة ذكرها بعضهم في الصحابة ولا تثبت لها الصحبة. 899 - حديث عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتحرى صيام الاثنين والخميس" قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وصححه ابن حبان من طريق ربيعة الجرشي عن عائشة" (¬1) له عن عائشة طرق: الأول: يرويه خالد بن معدان واختلف عنه: - فرواه ثور بن يزيد عن خالد بن معدان واختلف عنه: • فقال عبد الله بن داود الخُرَيْبي: ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم شعبان ورمضان، ويتحرى صوم الاثنين والخميس. أخرجه الترمذي (745) وفي "الشمائل" (287) والفريابي في "الصيام" (2) والنسائي (4/ 126 و 172) وفي "الكبرى" (2497 و 2670) وأبو يعلى (4751) والذهبي (¬2) في "تذكرة الحفاظ" (2/ 656) وتابعه يحيى بن حمزة الحضرمي ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان ثنا ربيعة بن الغاز أنّه سأل عائشة عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان، وكان يتحرى صيام الاثنين والخميس. أخرجه ابن ماجه (1739) والفريابي في "الصيام" (1) والمحاملي في "أماليه" (112) وابن حبان (3643) والطبراني في "الأوسط" (3178) وفي "مسند الشاميين" (439) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1861) • وقال سفيان الثوري: عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عائشة، لم يذكر ربيعة الجرشي. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1123) وأحمد (6/ 80 و 106) والنسائي (4/ 172) وفي "الكبرى" (2671) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 123) ¬

_ (¬1) 5/ 140 (كتاب الصوم - باب هل يخص شيئا من الأيام؟) (¬2) وقال: حديث صحيح"

- ورواه بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جُبير بن نُفير عن عائشة. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1122) عن بَقية بن الوليد ثني بحير بن سعد به. وأخرجه أحمد (6/ 89) عن حيوة بن شريح الحمصي والنسائي (4/ 126 و 172) وفي "الكبرى" (2496 و 2665 و 2669) والطبراني في "مسند الشاميين" (1156) وأبو القاسم الأصبهاني (1882) عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي قالا: ثنا بقية به. الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن خالد بن سعد عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم شعبان، ويتحرى الاثنين والخميس. أخرجه النسائي (4/ 172 - 173) وفي "الكبرى" (2672) عن أحمد بن سليمان الجزري وأبو يعلى في "معجمه" (31) واللفظ له عن محمد بن عبد الله المخرمي قالا: ثنا أبو داود عمر بن سعد الحَفْري عن سفيان عن منصور به. قال أبو حاتم: هذا خطأ، ليس هذا من حديث منصور إنما هو الثوري عن ثور عن خالد بن معدان عن ربيعة بن الغاز عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كذا رواه الثوري ويحيى وجماعة عن ثور" العلل 1/ 242. الثالث: يرويه عاصم بن بَهْدلة عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم الاثنين والخميس. أخرجه النسائي (4/ 173) وفي "الكبرى" (2673 و 2786) وابن خزيمة (2116) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (690) من طريق يحيى بن اليمان العجلي عن سفيان عن عاصم به. يحيى بن اليمان مختلف فيه واختلف فيه على عاصم كما سيأتي عند حديث "كان يصوم من كل شهر أيام الاثنين والخميس ... " في حرف الكاف.

900 - عن أم سلمة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتقي سَوْرَةَ الدم ثلاثا ثم يباشر بعد ذلك" قال الحافظ: رواه ابن ماجه بإسناد حسن عن أم سلمة" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬2) (4679) و"الكبير" (23/ 365 - 366) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير عن قتادة: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتقي سَوْرَةَ الدم ثلاثا، ثم يباشر بعد ذلك. وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 733 - 734) من طريق إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا محمد بن بكار بن بلال به وزاد "بغير إزار" ومن طريقه أخرجه الخطيب في: "التاريخ" (11/ 223 - 224) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد بن بشير، تفرد به محمد بن بكار" وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة، واختلف في الاحتجاج به" المجمع 1/ 282 قلت: قواه دحيم وغيره، وضعفه الجمهور، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. 901 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتنفس في الإناء ثلاثا ويقول: هو أروى وأمرأ وأبرأ" قال الحافظ: وأخرج مسلم (2028) وأصحاب السنن من طريق أبي عاصم عن أنس: فذكره، لفظ مسلم. وفي رواية أبي داود "أهنأ" بدل قوله "أروى" (¬3) ¬

_ (¬1) 1/ 430 (كتاب الحيض - باب مباشرة للحائض) (¬2) وأخرجه في "مسند الشاميين" (2676) عن أبي زرعة وعبد الله بن الحسين المِصيصي قالا: ثنا محمد بن بكار به. وزاد "بغير إزار" ورواه محمد بن يونس الكُديمي عن محمد بن بكار بهذا الإسناد بلفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أنْ يجامع المرأة في سَوْر الدم ثلاثا" أخرجه ابن الاعرابي (448) (¬3) 12/ 196 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)

902 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ بفضل سواكه" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من حديث أنس وسنده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 274) والدارقطني (1/ 40) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 21) من طرق عن يوسف بن خالد السمتي ثنا الأعمش عن أنس به. وفي لفظ "يستاك بفضل وضوئه" والسمتي كذبه ابن معين وأبو داود والفلاس وغيرهم. وخالفه سعد بن الصلت الشيرازي فرواه عن الأعمش عن مسلم الأعور عن أنس به. أخرجه الدارقطني (1/ 40) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (11/ 16) ولم ينفرد الأعمش به، بل تابعه محمد بن الفضل بن عطية عن مسلم الأعور عن أنس به. أخرجه تمام في "فوائده" (ق 55/ ب) ومحمد بن الفضل كذبه أحمد وابن معين والجوزجاني والفلاس والنسائي وغيرهم. ومسلم هو ابن كيسان الأعور قال أبو زرعة وجماعة: ضعيف الحديث. 903 - حديث أبني بسر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الزبد والتمر" قال الحافط: ولابن ماجه من حديث ابني بسر: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أبو داود (3837) والبيهقي فيه "الآداب" (666) وفي "الشعب" (5599) عن الوليد بن مزيد البيروتي وابن ماجه (3334) والطبراني في "مسند الشاميين" (576) عن صدقة بن خالد الدمشقي كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سليم بن عامر عن ابني بسر ¬

_ (¬1) 1/ 306 (كتاب الوضوء - باب استعمال فضل وضوء الناس) (¬2) 11/ 506: (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الظعامين بمرة)

السلميين قالا: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدمنا زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد والتمر. لفظ أبي داود ولفظ ابن ماجه "دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعنا تحته قطيفة لنا، صببناها له صبّا، فجلس عليها، فأنزل الله - عز وجل - عليه الوحي في بيتنا، وقدمنا له زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد، - صلى الله عليه وسلم -. زاد الطبراني "وكان في رأس أحدهما في قرنه شعر مجتمع كأنّه قرن، فقال "ألا أرى في أمتي قرنا؟ " فقلنا: يا رسول الله ادع الله لنا، فقال "اللهم ارحمهم، كي تغفر لهم، وترزقهم" وإسناده صحيح، وقد صرح سليم بن عامر بالتحديث من ابني بسر عند الطبراني، وابني بسر هما عطية وعبد الله، قاله محمد بن عوف. 904 - عن سالم أبي النضر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج بعد النداء إلى المسجد فإن رأى أهل المسجد قليلا جلس حتى يجتمعوا ثم يصلي" قال الحافظ: أخرج البيهقي من طريق موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر: فذكره، وإسناده قوي مع إرساله" (¬1) مرسل أخرجه أبو داود (545) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والبيهقي (2/ 19 - 20) عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد كلاهما عن ابن جُريج أني موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج بعد النداء إلى المسجد فإذا رأى أهل المسجد قليلا جلس حتى يرى منهم جماعة ثم يصلي، وكان إذا خرج فرأى جماعة أقام الصلاة. اللفظ للبيهقي ولفظ أبي داود "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تقام الصلاة في المسجد إذا رآهم قليلا جلس لم يصل، وإذا رآهم جماعة صلى" ¬

_ (¬1) 2/ 250 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب من انتظر الإقامة)

ورواته ثقات غير عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وهو مختلف فيه وقد توبع. وسالم هو ابن أبي أمية القرشي قال أحمد وجماعة: ثقة. 905 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه" قال الحافظ: وعند الترمذي من حديث أنس: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 377 - 378) والترمذي (3772) وأبو يعلى (4294) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو مسعود عقبة بن خالد ثني يوسف بن إبراهيم التميمي أنه سمع أنس بن مالك يقول: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال "الحسن والحسين" وكان يقول لفاطمة "ادعي ابنيَّ" فيشمّهما ويضمّهما إليه. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة الحسين بن علي) وأخرجه ابن عدي (7/ 2623) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا أبو سعيد الأشج به. وأخرجه ابن عساكر من طريق أحمد بن يونس الضبي أنبأ عبد الله بن سعيد به. قال البخاري: يوسف بن إبراهيم عنده عجائب" وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس" قلت: يوسف بن إبراهيم قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج بما انفرد من المناكير عن أنس، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. 906 - حديث حفصة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها" قال الحافظ: روى مسلم (733) من حديث حفصة: فذكر" (¬2) 907 - حديث عمر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَسْمُر هو وأبو بكر في الأمر من أمور المسلمين، وأنا معهما. قال الحافظ: وقد روى الترمذي من حديث عمر محسنا: فذكره" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمر مع أبي بكر" ¬

_ (¬1) 8/ 100 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب الحسن والحسين) (¬2) 3/ 264 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - من نومه) (¬3) 2/ 213 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء)

908 - حديث أبي هريرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب في ثلاثة أنفاس: إذا أدنى الإناء إلى فيه يسمي الله، فإذا آخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاثا" قال الحافظ: أخرج الطبراني في "الأوسط" بسند حسن عن أبي هريرة: فذكره، وأصله في ابن ماجه، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند البزار والطبراني، وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس المشار إليه قبل "وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم" وهذا يحتمل أنْ يكون شاهدا لحديث أبي هريرة المذكور" (¬1) حسن ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث نوفل بن معاوية فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "لأوسط" (844) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا عتيق بن يعقوب ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا الدراوردي، تفرد به عتيق بن يعقوب" قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني (سؤالات البرقاني ص 55) وذكره ابن حبان في "الثقات". والدراوردي صدوق، وعجلان المدني لا بأس به كما قال الحافظ في "التقريب" تبعا للنسائي، وقد أخرج له مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأحمد ومحمد ثقتان. والحديث رواه أبو علي أحمد بن إبراهيم القوهستاني عن عتيق فأسقط منه "عن أبيه" أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص 41 - 42) والأول أصح لأنّ الحلواني ثقة كما في "تاريخ بغداد" (5/ 212 - 213) والزيادة من الثقة مقبولة. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1752) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 214) والهيثم بن كليب (595 و 596) والطبراني في "الكبير" (10475) وابن السني في "اليوم والليلة" (471) من طرق عن عيسى بن يونس ثنا المعلي بن عرفان عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتنفس في الإناء ثلاثة أنفاس يسمي عند كل نفس، ويشكر في آخرهن" اللفظ للطبراني. وإسناده ضعيف جدا، قال ابن معين: المعلي بن عرفان ليس بشيء، وقال البخاري: ¬

_ (¬1) 12/ 197 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)

منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر واهى الحديث عن أبي وائل. وأما حديث نوفل بن معاوية فأخرجه ابن السني (472) أخبرني أبو عروبة ثنا النضر بن سلمة ثنا ابن أبي أُويس ثنا ابن أبي فُديك ثنا شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن نوفل قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب بثلاثة أنفاس، يسمي الله - عز وجل - في أوله، ويحمده في آخره. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6448) من طريق الحسن بن داود المنكدري ثنا ابن أبي فديك به (¬1). قال الهيثمي: وفيه شبل بن العلاء وهو ضعيف" المجمع 5/ 81 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 452) وقال: روى عنه ابن أبي فديك نسخ مستقيمة. وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير وأحاديثه ليست محفوظة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي ويخرج حديثه (سؤالات البرقاني ص 36) وأما حديث ابن عباس الذي ذكره الحافظ فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تشربوا واحدة كما يشرب البعير ... " ولابن عباس حديث آخر أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2433) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا حجاج بن نُصَير ثنا اليمان بن المغيرة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب في ثلاثة أنفاس. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يمان إلا حجاج" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. 909 - حديث عبد الله بن عمرو أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في مَرَابض الغنم، ولا يصلي في مرابض الإبل والبقر" قال الحافظ: وقع في "مسند أحمد" من حديث عبد الله بن عمرو: فذكره، وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن نوفل بن معاوية إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسن بن داود المنكدري" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. (¬2) 2/ 74 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في مواضع الإبل)

أخرجه أحمد (2/ 178) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة عن حُيي بن عبد الله أنّ أبا عبد الرحمن الحُبُلي حدثه عن ابن عمرو به. إلا أنّه قال فيه "مرابد" مكان "مرابض" وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1661) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا الحسن بن موسى به. قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، ولم يذكر البقر، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام" المجمع 2/ 26 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 10/ 186 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن يزيد. 910 - عن عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي ما بين أنْ يفرغ من العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين" قال الحافظ: فعند أبي داود (1336) ومحمد بن نصر من طريقي الأوزاعي وابن أبي ذئب كلاهما عن الزهري عن عروة عن عائشة: فذكره، وإسنادهما على شرط الشيخين" (¬1) وأخرجه مسلم (1/ 508) من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري به. 911 - حديثْ ابن مسعود أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم ثلاثة أيام من غُرَّة كل شهر" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود" (¬2) حسن أخرجه الطيالسي (ص 48) وابن أبي شيبة (3/ 46) وفي "المسند" (349) وأحمد (1/ 406) وأبو داود (2450) وابن ماجه (1725) والترمذي (742) وفي "الشمائل" (286) والبزار (1818) وأبو يعلى (5305) والطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 862 و 863) وابن خزيمة (2129) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (687) والهيثم بن كليب (637) وابن حبان (3641) والبيهقي (4/ 294) والبغوي في "شرح السنة" (1803) وفي "الشمائل" (681) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي ¬

_ (¬1) 3/ 132 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب رقم 1) (¬2) 5/ 130 (كتاب الصوم - باب صيام البيض).

والنسائي (4/ 173) وفي "الكبرى" (2677) وابن حبان (3645) والبيهقي (4/ 294) وفي "الشعب" (3564) وفي "فضائل الأوقات" (281 و 296) عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري وتمام في "فوائد" (ق 40/ ب) عن سهيل بن عبد الرحمن العكّي ثلاثتهم عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من غرة كل شهر (¬1) ثلاثة أيام، وقلما (¬2) كان (¬3) يفطر (¬4) يوم الجمعة. اللفظ للترمذي ولغيره. قال الترمذي: حديث حسن غريب، وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث ولم يرفعه" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلى من ابن مسعود، ولا نعلمه يُروى عن ابن مسعود بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم، ورواية شعبة لهذا الحديث عن عاصم موقوفا لا تضر لأنّ الذي رفعه ثقة. قال الدارقطني: وقفه شعبة عن عاصم، ورفعه صحيح" العلل 5/ 60 912 - حديث أم سلمة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم من الأيام السبت والأحد، وكان يقول "إنهما يوما عيد للمشركين فأحبّ أنْ أخالفهم" قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث أم سلمة: فذكرته" (¬5) سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان يصوم يوم السبت والأحد" 913 - حديث أبي بن كعب أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر في رمضان، فسافر عاما فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين" ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد وغيره "هلال" (¬2) ولفظ ابن أبي شيبة "ما كان" ولفظ البزار "وما رأيته مفطرا يوم جمعة قط" (¬3) ولفظ ابن ماجه "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬4) ولفظ البيهقي "يفوته صوم يوم الجمعة" (¬5) 5/ 139 (كتاب الصوم - باب صوم يوم الجمعة).

قال الحافظ: أخرجه النسائي واللفظ له وأبو داود وصححه ابن حبان وغيره من حديث أبي بن كعب" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي بن كعب ومن حديث أنس بن مالك فأما حديث أبي فأخرجه الطيالسي (ص 75) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فسافر عاما فلم يعتكف، فلما كان من قابل اعتكف عشرين يوما. ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (3389) والبيهقي (4/ 314) وفي "فضائل الأوقات" (76) وأخرجه أحمد (5/ 141) وعبد بن حميد (181) وأبو داود (2463) وابن ماجه (1770) والنسائي في "الكبرى" (3344) وابن خزيمة (2225) وابن حبان (3663) والحاكم (1/ 439) والبيهقي (4/ 314) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال الحاكم: صحيح" قلت: رواته ثقات، وأبو رافع واسمه نُفَيع الصائغ المدني لم يذكر سماعا من أبي بن كعب فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه. وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 104) عن محمد بن أبي عدي البصري عن حميد عن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين. وأخرجه ابن حبان (3662 و 3664) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا أحمد بن حنبل به. وأخرجه الترمذي (803) وابن خزيمة (2226 و 2227) والحاكم (1/ 439) والبيهقي (4/ 314) والبغوي في "شرح السنة" (1834) من طرق عن ابن أبي عدي به. ولفظ ابن خزيمة "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فسافر عاما فلم يعتكف، فاعتكف في العام المقبل عشرين ليلة" قال أحمد: لم أسمع هذا الحديث إلا من ابن أبي عدي عن حميد عن أنس" ¬

_ (¬1) 5/ 190 (صلاة التراويح - باب الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: وهو كما قالا إلا أنّ البخاري لم يخرج رواية ابن أبي عدي عن حميد. 914 - حديث ابن مسعود أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا" قال الحافظ: وأخرج أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث ابن مسعود: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 394 و 397) وأبو داود (1524) والنسائي في "اليوم والليلة" (457) وأبو يعلى (5277) والهيثم بن كليب (677) وابن حبان (923) والطبراني في "الكبير" (10317) وفي "الدعاء" (51) وابن السني في "اليوم والليلة" (368) وتمام (ق 49/ ب) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 347 - 348) عن إسرائيل بن يونس والطيالسي (ص 43) والهيثم بن كليب (678) والبيهقي في "الدعوات" (268) عن زهير بن معاوية الكوفي (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 448 (كتاب الدعوات - باب تكرير الدعاء) (¬2) رواه الطيالسي وأحمد بن عبد الله بن يونس عن زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. ورواه حسين بن علي الجحفي عن زائدة بن قدامة عن زهير واختلف عن حسين: • فقيل: عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة عن زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (53) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان والححم في "علوم الحديث" (ص 220) عن للحسن بن علي بن عفان قالا: ثنا حسين بن علي الجعفي به. • وقال أحمد بن القاسم بن مساور: ثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان ثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كان أحب الدعاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو ثلاثا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (599) وقال: لم يروه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة إلا زائدة، تفرد به حسين، ورواه أصحاب أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن ابن مسعود" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 10/ 151

والطبراني في "الدعاء" (52) والدارقطني في "العلل" (5/ 228) عن سفيان الثوري وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 153 و 347) عن زكريا بن أبي زائدة والهيثم بن كليب (676) عن سليمان بن قَرْم البصري كلهم عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود به. واللفظ لحديث إسرائيل. ولفظ حديث زهير عند الطيالسي "كان يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا" ولفظه عند الهيثم "كان أحبّ الدعاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثلاث: أنْ يدعو بثلاث". ولفظ حديث سفيان "كان يستحب إذا دعا أنْ يدعو ثلاثا" ولفظ حديث زكريا "كان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا" ولفظ حديث سليمان بن قرم "كان يعجبه من الدعاء الثلاث: إذا دعا دعا ثلاثا أو سأل سأل ثلاثا" ورواه إسرائيل (¬1) أيضا عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود. أخرجه أحمد (1/ 397) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا إسرائيل به. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلسا. 915 - عن عطاء أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلو إذا رمى الجمرة" قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وغيره" (¬2) 916 - عن طاوس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفيض كل ليلة" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عُيينة حدثنا ابن طاوس عن أبيه: فذكره" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) رواه أبو سعيد مولى بني هاشم عن إسرائيل على الوجهين. (¬2) 4/ 329 (كتاب الحج - باب رمي الجمار من بطن الوادي) (¬3) 4/ 316 (كتاب الحج - باب الزيارة يوم النحر)

أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 313) عن سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه به. ورواته ثقات. 917 - عن عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها ويمص لسانها" قال الحافظ: روى أبو داود وحده من طريق مِصْدَع أبي يحيى عن عائشة فذكره، وإسناده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (6/ 123 و 234) وأبو داود (2386) وابن خزيمة (2003) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 272) وابن عدي (6/ 2205 و 2459) والبيهقي (4/ 234) والخطيب في "تالي التلخيص" (177) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 252 - 253) من طرق عن محمد بن دينار البصري الطاحي عن سعد بن أوس العبدي عن مِصْدَع أبي يحيى الأنصاري عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها" قال أبو سعيد بن الأعرابي: بلغني عن أبي داود أنّه قال: هذا الإسناد غير صحيح" سنن أبي داود 2/ 780 وقال ابن عدي: وقوله "ويمص لسانها" في المتن لا يقوله إلا محمد بن دينار وهو الذي رواه" (¬2) وقال النسائي: هذه اللفظة لا توجد إلا في رواية محمد بن دينار" تهذيب التهذيب 6/ 156 قلت: الحديث رجال إسناده مختلف فيهم، فأما محمد بن دينار فقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. واختلف فيه قول ابن معين والنسائي وأبي زرعة وابن حبان. وسعد بن أوس ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبان. ومصدع ذكره العجلي وابن شاهين في "الثقات"، وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء". وقال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة ولا جرح (الصحيح 3/ 246) ¬

_ (¬1) 5/ 55 (كتاب الصوم - باب القبلة للصائم) (¬2) وقال أيضا: وهذا يرويه محمد بن دينار عن سعد عن مصدع عن عائشة فيزيد في متنه "فيمص لسانها"

918 - حديث أبي الأزهر الأنماري أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أخذ مضجعه: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في النداء الأعلى" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي الأزهر الأنماري: فذكره، وصححه الحاكم" (¬1) أخرجه أبو داود (5054) والطحاوي في "المشكل" (112) والطبراني في "الكبير" (22/ 298) وفي "مسند الشاميين" (436) وابن السني (716) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 10 - 11) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 23) عن يحيى بن حمزة الدمشقي والطبراني في "الكبير" (22/ 298) وفي "الدعاء" (264) وفي "مسند الشاميين" (435) وابن السني (716) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 168) والحاكم (1/ 540 و548 - 549) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 98) والبيهقي في "الدعوات" (345) والبغوي في "الشمائل" (1160) عن أبي همام محمد بن الزِّبْرقان الأهوازي والطبراني في "الكبير" (22/ 298) عن صدقة بن عبد الله السمين ثلاثتهم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الأزهر الأنماري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر ذنبي، وأَخْسِئ شيطاني، وفُك رِهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في النّدِي الأعلى. هكذا قال يحيى بن حمزة: عن أبي الأزهر. وقال محمد بن الزبرقان وصدقة بن عبد الله: عن أبي زهير. ووقع في روايتي الحاكم والبيهقي: عن زهير. قال البيهقي: كذا قال: عن زهير الأنماري، وقيل: عن أبي زهير، وقيل: عن أبي الأزهر، وأبو زهير أشهر" ¬

_ (¬1) 13/ 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)

وقال أبو نعيم: غريب من حديث ثور، تفرد به أبو همام" كذا قال، وقد تابعه يحيى بن حمزة وصدقة بن عبد الله كما تقدم. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 86 وقال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند جيد شامي" الإصابة 11/ 11 قلت: رواته ثقات إلا أنّ خالد بن معدان لم يذكر سماعا من أبي الأزهر فلا أدري أسمع منه أم لا. 919 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر التقنع" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر حديث "كان يكثر القناع" 920 - عن ابن مسعود أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكره عشر خصال: فذكر فيها الرقى إلا المعوذات" قال الحافظ: أخرج أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من رواية عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن ابن مسعود: فذكره. وعبد الرحمن بن حرملة قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال الطبري: لا يحتج بهذا الخبر لجهالة راويه، وعلى تقدير صحته فهو منسوخ بالإذن في الرقية بفاتحة الكتاب" (¬2) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 52) وابن سعد (1/ 440) وابن أبي شيبة (4/ 413 و 8/ 387 و 735 - 736) وفي "المسند" (185) وأحمد (1/ 380 و 397 و 439) وأبو داود (4222) والنسائي (8/ 122) وفي "الكبرى" (9396) وأبو يعلى (5074 و 5151) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير بن العوام 813) والطحاوي في "المشكل" (3660 و 3661 و 3662) والعقيلي (2/ 329) وابن حبان (5682 و 5683) وفي "الثقات" (5/ 103) والحاكم (4/ 195) والبيهقي (7/ 232 و 9/ 350) والخطيب في "المتفق والمفترق" (925) ¬

_ (¬1) 8/ 235 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 12/ 304 (كتاب الطب - باب الرقى بالقرآن والمعوذات) و12/ 477 (كتاب اللباس - باب الخضاب)

والمزي (17/ 63) من طرق عن الرُّكين بن الربيع بن عَميلة الفزاري عن القاسم بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن حَرْمَلَة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره عشر خلال: تختم الذهب، والصفرة - يعني الخلوق -، وتغيير الشيب، وعزل الماء عن محله، والرقى إلا بالمعوذات، وفساد الصبي عند محرمه، وعقد التمائم، والتبرج بالزينة لغير محلها، والضرب بالكعاب. قال أبو داود: انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة" وقال ابن المديني: في بعض إسناده من لا يعرف في هذا الطريق، ولا أعلم أحدا روى عن عبد الرحمن بن حرملة هذا شيئا إلا من هذا الطريق، ولا نعرفه في أصحاب ابن مسعود" العلل ص 106 - 107 وقال العقيلي: وبعض الألفاظ التي في هذا الحديث يُروى بغير هذا الإسناد، وفيه ألفاظ ليس لها أصل" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وذكر الذهبي هذا الحديث في "الميزان" (2/ 556) وقال: وهذا منكر" قلت: القاسم بن حسان وعبد الرحمن بن حرملة مختلف فيهما فأما القاسم فذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال البخاري: حديثه منكر ولا يعرف (الميزان 3/ 369) وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 266) وأما عبد الرحمن بن حرملة فذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس وإنما روى حديثا واحدا ما يمكن أنْ يعتبر به ولم أسمع أحدا ينكره أو يطعن عليه وأدخله البخاري في كتاب "الضعفاء" ويحول منه. وذكره أبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء" وكذا البخاري (¬1) وقال: لا يصح حديثه. وقال ابن عدي: وهذا الذي ذكره البخاري من قوله "لم يصح" أنّ عبد الرحمن بن حرملة لم يسمع من ابن مسعود وأشار إلى حديث واحد" الكامل 4/ 1619 وقال ابن أبي حاتم: لا نعلم سمع من ابن مسعود أم لا" الجرح 3/ 2/ 108 ¬

_ (¬1) وذكره في "التاريخ الكبير" وقال: لم يصح حديثه.

قلت: لم يصرّح بالسماع من ابن مسعود عند جميع من أخرج الحديث ممن ذكرتهم. ولم يتفرد الركين بن الربيع به بل تابعه أبو حَصِين عثمان بن عاصم الأسدي عن القاسم بن حسان عن عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عشر خلال: عن تغيير الشيب، وعن نتفه، وعن الصفرة، وعن إسبال الإزار، وعن عقد التمائم، وعن ضرب الكِعاب، وعن التعوذ - يعني التعويذات -، وعن التختم بالذهب، عن التبرج بالزينة لغير محلها، وعن عزل الماء عن محله، وعن إفساد الصبي عن محرمه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9404) عن الهيثم بن خلف الدوري ثنا يعقوب بن إبراهيم أبو الأسباط ثنا أبو بلال الأشعري عن قيس بن الربيع عن أبي حصين به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي حصين إلا قيس، ولا عن قيس إلا أبو بلال، تفرد به أبو الأسباط" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: صدوق. وأبو بلال الأشعري ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد، ولينه الدارقطني (سير الأعلام 10/ 582) والحاكم (اللسان 6/ 14) وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو حصين الأسدي ثقة. 921 - حديث عقبة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمنع أهله الحرير والحلية" قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان من حديث عقبة" (¬1) صحيح أخرجه النسائي (8/ 135) وفي "الكبرى" (9436) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 252) وفي "المشكل" (4837) وابن حبان (5486) والطبراني في "الكبير" (17/ 302) والحاكم (4/ 191) من طرق عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث أن أبا عُشَّانة المَعَافري حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر يخبر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمنع أهله الحِلْيَة والحرير، ويقول: "إنْ كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها، فلا تلبسوها في الدنيا" قال ابن حبان: أبو عشانة: اسمه حي بن يومن" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) 12/ 417 (كتاب اللباس - باب الحرير للنساء)

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجاه لأبي عشانة" قلت: وهو كما قال الذهبي، والحديث صحيح كما قال الحاكم. ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه رشدين بن سعد ثني عمرو بن الحارث به. أخرجه أحمد (4/ 145) ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لَهيعة عن أبي عشانة به. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 195) ورشدين وابن لهيعة ضعيفان لكن لا بأس بهما في المتابعات. 922 - حديث عبد الله بن مغفل أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن التَّرَجُل إلا غِبّاً" قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه ابن حبان من حديث عبد الله بن مغفل: فذكره" (¬1) يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فقال هشام بن حسان: عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الترجل إلا غبا" أخرجه أحمد (4/ 86) وأبو داود (4159) والترمذي (1756) وفي "الشمائل" (34) والحربي في "الغريب" (2/ 415 و 609) والنسائي (8/ 114) وفي "الكبرى" (9315) والروياني (870) والخلال في "الترجل" (22) وابن حبان (5484) والطبراني في "الأوسط" (2457) وابن ماسي في "حديث الأنصاري" (54) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 276) وفي "الصحابة" (4517) والبيهقي في "الآداب" (836) وفي "الشعب" (6048) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 53 و 22/ 138 و 24/ 11) والبغوي في "شرح السنة" (3165) من طرق عن هشام به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: فيه عنعنة الحسن فإنّه كان مدلسا، وتكلم غير واحد في رواية هشام عن الحسن. - وقال قتادة: عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. ¬

_ (¬1) 12/ 489 (كتاب اللباس - باب الإمتشاط)

أخرجه النسائي (8/ 114) وفي "الكبرى" (9316) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن قتادة به. ورواته ثقات. وله شاهد من حديث ابن عمر ومن حديث رجل صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع سنين ومن حديث صحابي لم يسم فأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي (4/ 137) عن إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن موسى الجريري ثنا ابن أسماء عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الترجل إلا غبا. وقال: لا يتابع الجريري عليه، وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا" وأما حديث الرجل الذي صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع سنين فسيأتي الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث "نهى أنْ تغتسل المرأة بفضل الرجل" وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فيرويه كَهَمْس بن الحسن البصري واختلف عنه: - فقال خالد بن الحارث البصري: عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عاملا بمصر فأتاه رجل من أصحابه فإذا هو شَعِثُ الرأس مُشْعَان. قال: ما لي أراك مشعانا وأنت أمير؟ قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ينهانا عن الإرْفَاه. قلنا: وما الإرْفَاه؟ قال "الترجل كل يوم" أخرجه النسائي (8/ 114 - 115) وفي "الكبرى" (9318) عن إسماعيل بن مسعود الجَحْدري البصري ثنا خالد بن الحارث به. ورواته ثقات إلا أنّ عبد الله بن شقيق لم يذكر سماعاً من الصحابي. - وقال عبد الله بن المبارك: عن كهمس عن ابن بُريدة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهانا عن الإرفاه، قلنا لابن بريدة: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 11) ورواته ثقات أيضا إلا أنّ ابن بريدة لم يذكر سماعا من الصحابي. • ورواه سعيد الجُرَيْري عن عبد الله بن بريدة أنّ رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رحل

إلى فَضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال: أما إني لم آتك زائرا ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجوت أنْ يكون عندك منه علم، قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهانا عن كثير من الإرفاه، قال: فما لي لا أرى عليك حذاء؟ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أنْ نحتفي أحيانا. أخرجه أحمد (6/ 22) وأبو داود (4160) واللفظ له والبيهقي في "الشعب" (6049) عن يزيد بن هارون وأبو عبيد في "الغريب" (2/ 107) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 569) والنسائي (¬1) (8/ 161) وفي "الكبرى" (9319) عن إسماعيل بن علية وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2929) وأبو نعيم في "الصحابة" (7238) والبيهقي في "الآداب" (837) وفي "الشعب" (6050) عن حماد بن سلمة ثلاثتهم عن الجريري به. ورواته ثقات وسماع ابن عُلية من الجريري قبل اختلاطه، وابن بريدة لم يذكر سماعا من الصحابي. 923 - "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يواصل من سحر إلى سحر" قال الحافظ: أخرجه أحمد وعبد الرزاق من حديث عليّ، والطبراني من حديث جابر، وأخرجه سعيد بن منصور مرسلا من طريق ابن أبي نَجيح عن أبيه، ومن طريق أبي قِلابة، وأخرجه عبد الرزاق من طريق عطاء" (¬2) روي من حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث أبي نجيح مرسلا ومن حديث أبي قلابة مرسلا ومن حديث عطاء مرسلا فأما حديث علي فيرويه إسرائيل بن يونس عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن ابن بريدة أنّ رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له عبيد. (¬2) 5/ 108 (كتاب الصوم - باب الوصال)

- فقال غير واحد: عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواصل إلى السحر. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 82 - 83) عن وكيع وأحمد (1/ 91) عن حُجين بن المثنى اليمامي. وعبد بن حميد (85) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين ثلاثتهم عن إسرائيل به. وأخرجه محمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (43) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي أخبرنا إسرائيل به. - وقال عبد الرزاق (7752): عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن محمد بن علي عن علي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يواصل من سحر إلى سحر. وأخرجه أحمد (1/ 141) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (185) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158 قلت: عبد الأعلى لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو ضعيف الحديث كما قال أحمد وغيره، وقال ابن معين وغيره: ليس بذاك القوي، وذكره البخاري والنسائي والعقيلي وابن حبان في الضعفاء. وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "لأوسط" (3768) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي ثنا شَريك بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواصل من السحر إلى السحر. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عقيل إلا شريك، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وهو حديث حسن" المجمع 3/ 158 قلت: شريك مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى التدليس وإلى الاختلاط وإلى سوء الحفظ، وابن عقيل مختلف فيه كذلك وضعفه الجمهور. ولم ينفرد به شريك بل تابعه سعيد بن مسلم بن بانَك عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.

أخرجه ابن البختري في "حديثه" (442) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا سعيد بن مسلم به. والواقدي متروك الحديث. وحديث أبي نجيح أخرجه سعيد بن منصور كما قال الحافظ وحديث أبي قلابة أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 83) عن إسماعيل بن عُلية عن خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهاهم عن الوصال، فقالوا: يا رسول الله إنك تواصل، فقال "إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فإن أبيتم فمن السحر إلى السحر". ورواته ثقات. وحديث عطاء أخرجه عبد الرزاق (7751) عن ابن جُريج عن عطاء أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يواصل سحرا إلى سحر. 924 - عن عليّ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهله في العشر الأخير من رمضان" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي من طريق أبي إسحاق السبيعي عن هُبيرة بن يَريم -وهو بفتح الياء المثناة من تحت بوزن عظيم - عن عليّ: فذكره، وأخرجه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى من طرق متعددة عن أبي إسحاق، وقال الترمذي: حسن صحيح" (¬1) حسن يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال الطيالسي (ص 18 - 19): ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت هُبيرة يحدث عن عليّ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان" وهكذا رواه غير واحد عن شعبة عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي، منهم: 1 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه أحمد (1/ 98) وابنه (1/ 132) وأبو يعلى (282 و 372) وابن المقرئ في "المعجم" (1286) 2 - يحيى القطان. أخرجه الفريابي في "الصيام" (159) ¬

_ (¬1) 5/ 175 (صلاة التراويح - باب العمل في العشر الأواخر من رمضان)

3 - محمد بن جعفر البصري. أخرجه أحمد (1/ 137) والبزار (724) 4 - سلم بن قتيبة الشَّعيري الخراساني. أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 133) 5 - النضر بن شُميل. أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد" (479) وخالفهم هُشيم فقال: عن شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرَة عن عليّ. أخرجه الدراقطني في "العلل" (4/ 66 و68) والبيهقي (4/ 314) وفي "فضائل الأوقات" (75) وقال الدارقطني: وهم فيه هشيم. وخالفه غير واحد عن شعبة فقالوا: عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي" ولم ينفرد شعبة به بل تابعه غير واحد عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (7703) وأحمد (1/ 98 و 128) وابنه (1/ 132) والترمذي (795) والفريابي (159) وأبو يعلى (282 و 372 و 373) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (738) وابن المقرئ في "المعجم" (1286) والشجري في "أماليه" (2/ 61) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 174 2 - إسرائيل بن يونس. أخرجه أحمد (1/ 98) وابنه (1/ 132 و 133) وعبد بن حميد (93) وأبو يعلى (282 و 372 و 373) 3 - أبو بكر بن عياش. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 77) وعبد الله بن أحمد (1/ 132 و 133) والبزار (725) والفريابي (157 و 158) وأبو يعلى (374) وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يُروى عن عليّ إلا بهذا الإسناد"

- وقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا عبد الغفار بن القاسم أبو مريم عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم عن عليّ قال: فذكره، وزاد: وكل صغير وكبير يطيق الصلاة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7421) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن هانئ إلا أبو مريم، تفرد به إسماعيل بن عمرو" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن عدي وغيره، وأبو مريم قال أبو داود وغيره: يضع الحديث. - وقال أحمد بن أبي ظبية: عن عنبسة بن الأزهر عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن علي. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 67 - 68) وقال: ووهم فيه، والصحيح حديث هبيرة" قلت: وهبيرة مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وقال أحمد: لا بأس بحديثه، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وقال ابن خراش: ضعيف، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هبيرة قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا هو شبيه بالمجهولين، وقال ابن سعد: ليس بذاك، وأختلف فيه قول النسائي. وللحديث شاهد عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. أخرجه البخاري (فتح 5/ 174) 925 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوم خيبر على حمار مَخْطُوم بحبل من ليف" قال الحافظ: وقد أخرج عبد بن حميد من حديث أنس: فذكره، وفي سنده مقال" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 415 (كتاب الجهاد - باب الغزو على الحمير)

وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه مسلم بن كيسان المُلائي البراد الأعور عن أنس قال: كان (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعود المريض، ويتبع (¬2) الجنازة، ويجيب (¬3) دعوة المملوك (¬4)، ويركب الحمار، وكان (¬5) يوم خيبر، ويوم قريظة، والنضير، على حمار مَخْطُوم بحبل (¬6) من ليف، وتحته إِكَاف من ليف. أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (92) والطيالسي (ص 285) وابن سعد (1/ 371) وعبد بن حميد (1229 و1230) وابن ماجه (2296 و 4178) والترمذي (1017) وفي "الشمائل" (315) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (113) وعبد الله بن أحمد في، "زوائد الزهد" (ص 41) وأبو يعلى (4243) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (874 و 875) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (30) وابن عدي (6/ 2309) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 61 - 62 و 64 و 153) واللفظ له وابن المقرئ في "المعجم" (1341) والحاكم (2/ 466 و 4/ 119) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 312 و 8/ 131) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 330 و 4/ 204) و"الشعب" (7841 و 7842) والخطيب في "التاريخ" (12/ 32) وفي "الموضح" (2/ 398 - 399 و 399) والجياني في "الألقاب" (ص 101) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3673) وفي "الشمائل" (385) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (630) من طرق عن مسلم بن كيسان به. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم عن أنس، ومسلم الأعور يُضَعَّف، وهو مسلم بن كيسان يسلم فيه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف مسلم بن كيسان الأعور. الثاني: يرويه أبو حفص عمر بن حفص العبدي ثنا ثابت عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويركب الحمار، ولقد رأيته يوم حنين على حماره وخطامه من ليف. ¬

_ (¬1) ولفظ أبي نعيم "كان يجيب دعوة المملوك، ويردت خلفه، ويوضع طعامه بالأرض" (¬2) ولفظ الترمذي وغيره "ويشهد" ولفظ ابن ماجه "وُيشيع" (¬3) ولفظ ابن سعد وغيره "ويأتى" (¬4) ولفظ الترمذي وغيره "العبد" (¬5) ولفظ ابن عدي وغيره "ولقد رأيته" (¬6) ولفظ ابن ماجه وغيره "بَرسَن"

أخرجه ابن عدي (5/ 1706) وإسناده ضعيف جدا، عمر بن حفص قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أحمد: تركنا حديث وحرقناه. وتابعه الحسن بن عُمارة وهو متروك عن ثابت عن أنس. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3674) 926 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها، فأنزل الله تعالى هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1]. قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند صحيح، وله شاهد مرسل أخرجه الطبري بسند صحيح عن زيد بن أسلم التابعي الشهير قال: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم إبراهيم ولده في بيت بعض نسائه فقالت: يا رسول الله في بيتي وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراما، فقالت: يا رسول الله كيف تحرم عليك الحلال؟ فحلف لها بالله لا يصيبها، فنزلت {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] (¬1) حديث أنس سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تخبري أحدا أن أم إبراهيم عليّ حرام" وحديث زيد بن أسلم أخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 155) عن محمد بن عبدالرحيم البرقي ثني ابن أبي مريم ثنا أبو غسان ثني زيد بن أسلم به. ورواته ثقات، وابن أبي مريم اسمه سعيد، وأبو غسان اسمه محمد بن مطرف. وأخرجه ابن سعد (8/ 186) عن الواقدي قال: أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم به. والواقدي كذبه أحمد وغيره 927 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار عنيد" قال الحافظ: ووقع عند مسلم (1774) عن أنس: فذكره" (¬2) 928 - حديث ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى مصعب بن عمير أن جَمِّع بهم" ¬

_ (¬1) 11/ 292 (كتاب الطلاق - باب لم تحرم ما أحل الله لك) (¬2) 9/ 192 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر)

قال الحافظ: وللدارقطني من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) أخرجه الدارقطني كما في "تلخيص الحبير" (2/ 56 - 57) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن مالك عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة قبل أنْ يهاجر، ولم يستطع أنْ يجمع بمكة، فكتب إلى مصعب بن عمير: أمّا بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور فاجمعوا نساءكم وأبناءكم، فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين، قال: فهو أول من جمع، حتى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فجمع عند الزوال من الظهر، وأظهر ذلك" (¬2) ورواته ثقات. 929 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى هرقل من تبوك يدعوه وأنه قارب الإجابة ولم يجب" قال الحافظ: روى ابن حبان في "صحيحه" عن أنس: فذكره" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كذب بل هو على نصرانيته" 930 - عن ابن مسعود أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كناه أبا عبد الرحمن قبل أن يولد له. قال الحافظ: وأخرج الطبراني عن علقمة عن ابن مسعود: فذكره، وسنده صحيح" (¬4) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الكبير" (8405) والحاكم (3/ 313) عن عبيد الله بن موسى وابن عساكر (ترجمة ابن مسعود ص 14) عن الخَصِيب بن ناصح الحارثي البصري كلاهما عن سليمان بن أبي سليمان القافلاني عن أبي هاشم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 56 ¬

_ (¬1) 8/ 224 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار) (¬2) انظر "الدر المنثور" (8/ 159) (¬3) 1/ 41 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬4) 13/ 204 (كتاب الأدب - باب الكنية للصبي)

قلت: القافلاني لم يُخرج له في الصحيح شيئا، وهو ضعيف جدا، قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الموضوعات حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد. وقد خولف في لفظه. قال ابن سعد (3/ 150): أنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أنّ ابن مسعود كان يكنى أبا عبد الرحمن. وهذا إسناد صحيح. 931 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كوى أسعد بن زُرارة من الشوكة. قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) أخرجه الترمذي (2050) والسرقسطي في "الغريب" (1/ 182) وأبو يعلى (3582) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (62) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 321) وابن السكن في "الصحابة" (النكت الظراف 1/ 394) وابن حبان (6080) والحاكم (3/ 187 و4/ 417) والبيهقي (9/ 342) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 60 و 60 - 61) من طرق عن يزيد بن زُرَيْع ثنا مَعْمَر عن الزهري عن أنس به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال ابن حبان: تفرد بهذا الحديث يزيد بن زريع" (¬2) قلت: وخالفه عبد الرزاق (¬3) (19515) فرواه عن معمر عن الزهري عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيْف قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أسعد بن زرارة وبه وجع يقال له: الشوكة، فكواه حوزا على عنقه، فمات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بئس الميت لليهود، يقولون: قد داواه صاحبه أفلا نفعه" ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي (1/ 90) والطبراني في "الكبير" (5584) ¬

_ (¬1) 12/ 261 (كتاب الطب - باب من اكتوى أو كوى غيره) (¬2) وقال ابن السكن: هكذا حدث به معمر بالبصرة، وهو خطأ، والصواب عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل" (¬3) وتابعه الواقدي ثني معمر به. أخرجه ابن سعد (3/ 611) والواقدي متروك الحديث.

وهكذا رواه غير واحد عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل، منهم: 1 - صالح بن كيسان المدني. أخرجه ابن سعد (3/ 610) 2 - ابن جُريج. أخرجه ابن عبد البر (24/ 61) 3 - عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي. أخرجه ابن عبد البر (24/ 61) 4 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه الحاكم (4/ 214) وابن عبد البر (24/ 61) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا كان أبو أمامة عندهما من الصحابة" قلت: ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بعامين، وأُتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا له وسماه باسم جده أبي أمه أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكناه بكنيته، وهو أحد الجلة من العلماء من كبار التابعين بالمدينة، ولم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ولا صحبه، وإنما ذكرناه لإدراكه النبي - صلى الله عليه وسلم - بمولده، وهو شرطنا" - ورواه زَمْعَة بن صالح اليماني واختلف عنه: • فرواه رَوح بن عبادة البصري عن زمعة عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل. أخرجه أحمد (4/ 138) وتابعه وكيع ثنا زمعة به. أخرجه أبو القاسم البغوي (60) • ورواه أبو قرة موسى بن طارق الجَنَدي عن زمعة عن يعقوب بن عطاء عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5583) وزمعة قال أحمد وغيره: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي، كثير الغلط عن الزهري.

- ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بابن زرارة أنْ يُكوى. أخرجه أبو يعلى (4825) عن محمد بن عباد بن الزِّبْرِقان المكي ثنا ابن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب به. وأخرجه ابن حبان (6079) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا محمد بن عباد به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 98 وقال الحافظ في "الإصابة" (1/ 51): هذه الرواية شاذة، ورواية معمر عن الزهري عن أنس شاذة أيضا، والمحفوظ ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل، ورواه يونس عن الزهري كذلك" وللحديث شاهد عن يحيى بن أبي أمامة أسعد بن زرارة وآخر عن صحابي لم يسم فأما حديث يحيى بن أبي أمامة فأخرجه مسدد في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 66) وابن أبي شيبة في "مسنده" (764) وفي "مصنفه" (8/ 65) وابن ماجه (3492) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2197) والطبراني في "الكبير" (896) والحاكم (4/ 214 - 215) وأبو نعيم في "الصحابة" (930) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 469) والمزي (31/ 202 - 203 و 203) من طرق عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد (¬1) بن زُرارة الأنصاري قال: سمعت عمي يحيي يحدث الناس عن أبي أمامة أسعد (¬2) بن زرارة أنّه أخذه وجع في حلقه يقال له: الذُّبَح (¬3)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لأبلغن أو لأبلين في أبي أمامة عذرا" فكواه بيده فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ميتة سوء لليهود يقولون: أفلا دفع عن صاحبه، وما أملك له ولا لنفسي شيئا" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات" المصباح 4/ 66 قلت: يحيى بن أسعد بن زرارة لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو مختلف في صحبته، فقال ابن حبان: له صحبة، وذكره غير واحد في الصحابة. وقال ابن عساكر: الأصح أنّه لا صحبة له" جامع التحصيل ص 367 ¬

_ (¬1) وعند ابن ماجه وغيره: سعد. (¬2) وعند ابن ماجه وغيره: سعد. (¬3) وفي لفظ "الذبحة"

وقال المزي: والصحيح أنه لا صحبة له" تحفة الأشراف 9/ 103 وقال الذهبي: لا يعرف، مختلف في صحبته" الميزان ترجمة 9454 وقال الحافظ: إنْ كان هو ابن أسعد بن زرارة لصلبه فلا ريب في صحبته لأنّ أباه مات في السنة الأولى من الهجرة" التهذيب 11/ 178 واختلف في هذا الحديث على محمد بن عبد الرحمن، فرواه منصور بن المعتمر عنه فلم يذكر يحيى بن أسعد بن زرارة. أخرجه ابن سعد (3/ 610) عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنا إسرائيل عن منصور به. وهذا مرسل رواته ثقات. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه ابن سعد (3/ 610) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين أنا زهير عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسعد بن زرارة مرتين في حلقه من الذُّبَحَة وقال "لا أدع في نفسي منه حرجا". وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2719) عن علي بن الجَعْد الجوهري أنا زهير به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 321) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا زهير به. ورواه الحسن بن موسى الأشيب عن زهير فقال فيه: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. فزاد فيه: عن أبيه. أخرجه أحمد (4/ 65 و5/ 378) وعمرو وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، إلا أنّ أبا الزبير كان مدلسا وقد عنعن. 932 - حديث أبي الزبير عن جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم بمجنة وعكاظ يبلغ رسالات ربه" قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 4/ 343 (كتاب الحج - باب التجارة أيام الموسم)

أخرجه أحمد (3/ 323 و 339 و340) والفاكهي في "أخبار مكة" (2539) وابن حبان (7012) والآجري في "الشريعة" (1141) والحاكم (2/ 624 - 625) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 443 - 444) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (6) عن يحيى بن سليم الطائفي وابن سعد (1/ 217 - 218) وأحمد (3/ 323) والأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 205 - 206) والآجري في "الشريعة" (1140) واللالكائي في "السنة" (1420 و 1421) والبيهقي (9/ 9) وفي "الدلائل" (2/ 442 - 443) عن داود بن عبد الرحمن العطار وأحمد (3/ 322 - 323) والبزار (كشف 1756) وابن حبان (6274) والبيهقي (8/ 146) عن مَعْمَر بن راشد والبزار (كشف 1756) عن يوسف بن خالد السمتي كلهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن أبي الزبير أنّه حدّثه جابر بن عبد الله أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبث عشر سنين يتبع الحاج من منازلهم في الموسم وبمجنة وبعكاظ، وبمنازلهم بمنى "من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي - عز وجل - وله الجنة" فلا يجد أحدا ينصره ويؤويه حتى إن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن أو زور صمد فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله - عز وجل - يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله - عز وجل - له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به فيقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لا يبقى دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم بعثنا الله - عز وجل - فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا فقلنا حتى متى نذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطرد في جبال مكة ويخاف، فدخلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة، فقال عمه العباس: يا ابن أخي إني لا أدري، ما هؤلاء القوم الذين جاءوك، إني ذو معرفة بأهل يثرب، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين, فلما نظر العباس - رضي الله عنه - في وجوهنا قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم، هؤلاء أحداث، فقلنا: يا رسول الله، علام نبايعك؟ قال "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أنْ تقولوا في الله لا تأخدكم فيه لومة لائم، وعلى أنْ تنصروني إذا قدمت يثرب، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زُرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدا يا أهل

يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنّه رسول الله، إنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأنْ تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله - عز وجل -، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله. قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة. اللفظ لأحمد عن يحيى بن سليم. قال البزار: قد رواه غير واحد عن ابن خثيم، ولا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وذكره الحافظ في موضع آخر وقال: إسناده حسن" الفتح 8/ 223 قلت: وهو كما قال للخلاف المعروف في ابن خثيم. 933 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبس خاتما من فضة في يمينه فصّه حبشي" قال الحافظ: عند مسلم (2094) من حديث أنس: فذكره" (¬1) 934 - عن أبي الهيثم بن التيهان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيه فاعتنقه وقَبِّلَه" قال الحافظ: أخرجه قاسم بن أصبغ وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف جدا أخرجه ابن المقري في "تقبيل اليد" (28) من طريق عبد الحكيم بن منصور ثنا عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي الهيثم به. وإسناده ضعيف جدا. عبد الحكيم بن منصور هو الخزاعي الواسطي قال ابن معين والنسائي: متروك الحديث. 935 - عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأذن لأحد أنْ يمرّ في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأنّ بيته كان في المسجد" قال الحافظ: أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب: فذكره" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) 12/ 445 (كتاب اللباس - باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه) (¬2) 13/ 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة) (¬3) 8/ 16 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" كما في "القول المسدد" (ص 24): ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن أذن لأحد أنْ يمرّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلا علي بن أبي طالب لأنّ بيته كان في المسجد. قال الحافظ: وهذا مرسل قوي" قلت: إبراهيم بن حمزة الزبيري وسفيان بن حمزة الأسلمي صدوقان، وكثير بن زيد الأسلمي مختلف فيه: وثقه ابن عمار وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، والمطلب تابعي ثقة. ولم ينفرد إبراهيم بن حمزة به بل تابعه محمد بن الحسن بن زَبَالة عن سفيان بن حمزة به. ذكره ابن حزم في "المحلى" (2/ 252) وقال: ومحمد بن الحسن مذكور بالكذب" 936 - عن بُريدة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر بالصلاة على ماعز ولم ينه عن الصلاة عليه. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) مرسل أخرجه البيهقي (4/ 19) من طريق معلي بن مهدي الموصلي ثنا أبو عَوَانة عن أبي بشر قال: حدثني نفر من أهل البصرة عن أبي بُردة قال: لم يصلِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على ماعز بن مالك ولم ينه عن الصلاة عليه. وإسناده ضعيف للذين لم يسموا. 937 - عن ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسجد في شيء من المُفَصَّل منذ تحول إلى المدينة" قال الحافظ: وأما ما رواه أبو داود وغيره من طريق مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس: فذكره، فقد ضعفه أهل العلم بالحديث لضعف في بعض رواته واختلاف في إسناده" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 15/ 142 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى) (¬2) 3/ 209 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن - باب من قرأ السجدة ولم يسجد)

أخرجه الطيالسي (ص 350) عن الحارث بن عبيد أبي قدامة عن مطر الوراق أو رجل عن عكرمة عن ابن عباس به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 313) وأخرجه البيهقي من طريق أخرى عن الطيالسي فقال فيه: عن مطر عن عكرمة بدون شك. وهكذا رواه أزهر بن القاسم البصري عن أبي قدامة به. أخرجه أبو داود (1403) وابن خزيمة (560) وابن شاهين في "الناسخ" (240) وابن عبد البر (¬1) في "التمهيد" (19/ 120) وابن الجوزي في "العلل" (752) وقال: هذا حديث لا يصح، أبو قدامة قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه" (¬2) وقال الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 182): قال عبد الحق في "أحكامه": إسناده ليس بقوي ويروى مرسلا، والصحيح حديث أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] وإسلامه متأخر، قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة السابعة من الهجرة" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 8): وأبو قدامة ومطر من رجال مسلم ولكنهما مضعفان، وحديث أبي هريرة الآتي يدل على ذلك. ثم ذكر حديث أبي هريرة: سجدنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] رواه مسلم" وقال ابن المنذر: الحديث قد تُكلم في إسناده، ولو ثَبَت لكان أبو هريرة في موضع شاهد، ابن عباس في موضع ناه للشيء، والشاهد المخبر أولى من الشاهد الناهي الذي ليس شاهد بخبر" الأوسط 5/ 271 قلت: الحارث بن عبيد ضعيف عند الأكثر، ومطر الوراق مختلف فيه، وذكر الحاكم ¬

_ (¬1) وقال: هذا عندي حديث منكر، يرده قول أبي هريرة: سجدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] ولم يصحبه أبو هريرة إلا بالمدينة" (¬2) وقال النووي: هذا حديث ضعيف الإسناد" وقال المنذري: في إسناده أبو قدامة بصري لا يحتج بحديثه" عون المعبود 4/ 280 وانظر "تنقيح التحقيق" (2/ 968 - 969)

أنّ مسلما أخرج له في المتابعات دون الأصول، ولما ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" قال: مطر رديء الحفظ، وهذا منكر، فقد صح أنّ أبا هريرة سجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] وإسلامه متأخر. 938 - عن أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا صلّى على النجاشي قال بعض أصحابه: صلى على عِلْج من الحبشة، فنزلت: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [آل عمران: 199] الآية" قال الحافظ: روى ابن أبي حاتم في "التفسير" من طريق ثابت، والدارقطني في "الأفراد" والبزار من طريق حميد، كلاهما عن أنس: فذكره، وله شاهد في معجم الطبراني الكبير من حديث وحشي بن حرب، وآخر عنده في "الأوسط" من حديث أبي سعيد، وزاد فيه إنّ الذي طعن بذلك فيه كان منافقا" (¬1) صحيح وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه حميد الطويل عن أنس قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي" فقال بعضهم لبعض: يأمرنا أنْ نصلي على علج من الحبشة، فأنزل الله تعالى {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [آل عمران: 199] الآية. أخرجه البزار (كشف 832) وابن شاهين والدارقطني في "الأفراد" كما في "الإصابة" (1/ 177) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 330) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 80 - 81) عن المعتمر بن سليمان التيمي والبزار (832) عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان والنسائي في "الكبرى" (11088) والطبراني في "الأوسط" (5143) عن أبي بكر بن عياش (¬2) ثلاثتهم عن حميد به. ¬

_ (¬1) 3/ 431 (كتاب الجنائز - باب الصفوف على الجنازة) (¬2) ولفظ حديثه "لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صلّوا عليه" قالوا: يا رسول الله، نصلّي على عبد حبشي، فأنزل الله: الآية.

وأخرجه ابن مردويه أيضاً كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 443) من طرق عن حميد عن أنس به. واللفظ لحديث المعتمر بن سليمان (¬1). وإسناده صحيح، وحميد وإنْ كان مدلساً إلا أنّ ما لم يسمعه من أنس سمعه من ثابت عن أنس، وثابت ثقة مشهور. الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: لما توفي النجاشي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "استغفروا لأخيكم" فقال بعض الناس: يأمرنا أنْ نستغفر لعلج مات بأرض الحبشة فنزلت {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ} [آل عِمرَان: 199]. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4682) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 443). وأما حديث وحشي بن حرب فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 136) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا هوبر بن معاذ ثنا محمَّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني ثنا وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده قال: لما مات النجاشي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن أخاكم النجاشي قد مات، قوموا فصلّوا عليه" فقال رجل: يا رسول الله، كيف نصلّي عليه وقد مات فيْ كفره؟ قال "ألا تسمعون إلى قول الله - عَزَّ وَجَلَّ - {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} [آل عِمرَان: 199] إلى آخر الآية. الحسين بن إسحاق قال الذهبي في "السير": كان من الحفاظ الرحالة، وهوبر بن معاذ قال علي بن الحسين بن الجنيد: محله عندي الصدق، ومحمد بن سليمان مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، ووحشي بن حرب بن وحشي وثقه ابن حبان، وقال العجلي: لا بأس به، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به ولا بأبيه، وقالا الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وحرب بن وحشي وثقه ابن حبان، وقال البزار: مجهول في الرواية, وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه وحشي. ¬

_ (¬1) ولفظ البزار "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى على النجاشي حين نُعي، فقيل: يا رسول الله، تصلي على عبد حبشي، فأنزل الله: الآية.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4642) عن عبيد الله بن محمد بن خنيس الدمياطي ثنا أبو مسلم محمد بن مخلد الرعيني ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: لما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفاة النجاشي قال "اخرجوا فصلوا على أخ لكم لم تروه قط" فخرجنا وتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفّنا خلفه، فصلّى وصلّينا، فلما انصرفنا قال المنافقون: انظروا إلى هذا، خرج يصلي على عِلْج نصراني لم يره قط. فأنزل الله {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عِمرَان: 199] إلى آخر الآية. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، تفرد به أبو مسلم" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. 939 - "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة أقطع الدور - يعني أنزل المهاجرين في دور الأنصار برضاهم -" قال الحافظ: أخرجه الشافعي مرسلا، ووصله الطبراني" (¬1) أخرجه البيهقي (6/ 145) من طريق الربيع بن سليمان المرادي قال: قال الشافعي: أنبا ابن عُيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جَعْدة قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أقطع الناس الدور، فقال له حي من بني زهرة يقال لهم: بنو عبد بن زهرة: نكب عنا ابن أم عبد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فلم ابتعثني الله إذاً؟ إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - لا يقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيهم حقه" ورواته ثقات. 940 - عن بشير بن يسار أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قسم خيبر عزل نصفها لنوائبه، وقسم نصفها بين المسلمين" قال الحافظ: وقد تقدم في فرض الخمس احتجاج الطحاوي على أنّ بعضها فتح صلحا بما أخرجه هو وأبو داود من طريق بشير بن يسار: فذكره، وهو حديث اختلف في وصله وإرساله" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر نصفين" ¬

_ (¬1) 5/ 445 (كتاب الشرب - باب القطائع) (¬2) 9/ 17 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)

941 - عن بشير بن يسار أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قسم خيبر عزل نصفها لنوائبه وما ينزل به، وقسم النصف الباقي بين المسلمين، فلم يكن لهم عمال فدفعوها إلى اليهود ليعملوها على نصف ما يخرج منها" قال الحافظ: روي عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر نصفين" 942 - حديث أنس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا نهاه جبريل عن الأكل متكئا لم يأكل متكئا بعد ذلك. قال الحافظ: أخرجه ابن شاهين في "ناسخه" (¬2). ضعيف أخرجه ابن عدي (5/ 1971) عن إبراهيم بن سليمان الزيات البلخي وابن شاهين في "الناسخ" (637) عن قرة بن حبيب الغَنَوي قالا: ثنا عبد الحكم عن أنس قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئا على طعام له يأكل، إذ جاءه جبريل فقال: يا محمد، أما إنّ الاتكاء من النعمة، قال: فاستوى قاعدا عندها، ثم قال "إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد" قال أنس: فما رأيته متكئا بعد. وإسناده ضعيف لضعف عبد الحكم القَسْمَلي البصري. 943 - عن عروة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا وصل إلى الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلا فلقوا جمعا من قريش فتراموا بالنبل، فرمى سعد بن أبي وقاص بسهم، وكان أول من رمى في سبيل الله" قال الحافظ: وذكر أبو الأسود في "مغازيه" عن عروة، ووصله ابن عائذ من حديث ابن عباس: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 7/ 33 (كتاب فرض الخمس - باب الغيمة لمن شهد الوقعة) (¬2) 11/ 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا) (¬3) 8/ 282 (كتاب المغازي - باب غزوة العشيرة)

أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 8 - 9) من طريق أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث ابن عباس فلم أقف عليه. 944 - حديث مروان بن قيس السلمي أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ برجل سكران يقال له نعيمان فأمر به فضرب" قال الحافظ: وروى ابن منده من حديث مروان بن قيس السلمي من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (9/ 172) وأبو نعيم في "الصحابة" (6326) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحرّاني حدثني رجل من ثقيف عن خثيم بن مروان عن أبيه مروان بن قيس من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ برجل سكران يقال له نعيمان فأمر به فضرب، فأُتي به مرة أخرى سكران، فأمر به فضرب، ثم أُتي به الثالثة، فأمر به فضرب، ثم أُتي به الرابعة وعنده عمر، فقال عمر: ما تنتظر به يا رسول الله، هي الرابعة، اضرب عنقه، فقال رجل عند ذلك: لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالا شديدا، وقال آخر: لقد رأيت له يوم بدر موقفا حسناً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كيف وقد شهد بدرا". وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 945 - حديث جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرّ على قبرين من بني النجار هلكا في الجاهلية، فسمعهما يعذبان في البول والنميمة" قال الحافظ: رواه أبو موسى المديني عن حديث جابر بسند فيه ابن لَهيعة. قال أبو موسى: هذا وإن كان ليس بقوي لكن معناه صحيح قال الحافظ: لكن الحديث الذي احتج به أبو موسى ضعيف كما اعترف به، وقد رواه أحمّد بإسناد صحيح على شرط مسلم، وليس فيه سبب التعذيب فهو من تخليط ابن لهيعة" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4625) عن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا ¬

_ (¬1) 5/ 397 (كتاب الكفالة - باب الوكالة في الحدود) (¬2) 1/ 333 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

عمرو بن خالد الحرّاني ثنا ابن لَهيعة عن أسامة بن زيد عن أبي الزبير عن جابر قال: مَرَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على قبور من بني النجار هلكوا في الجاهلية، فسمعهم يعذبون في القبور في النميمة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أسامة بن زيد إلا ابن لهيعة" وقال الهيثمي: وفي إسناده ابن لهيعة وفيه كلام" المجمع 3/ 55 وأخرجه أحمد (3/ 295 - 296) عن عبد الرزاق أنا ابن جُريج أني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما نخلا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعا فأمر أصحابه أنْ تعوذوا من عذاب القبر. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 55 قلت: وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه: 1 - موسى بن عقبة. أخرجه البزار (كشف 871) عن محمد بن إسماعيل البخاري ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة به. ابن أبي أويس وابن أبي الزناد مختلف فيهما، والباقون ثقات. 2 - سفيان الثوري. أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (204) من طريق الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان به. ورواته ثقات غير أبي حذيفة النَّهْدي موسى بن مسعود وهو مختلف فيه، وتكلم ابن معين وغيره في حديثه عن سفيان. 946 - عن جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مكث تسع سنين أي منذ قدم المدينة لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حاجّ, فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أنْ يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: ذكر جابر لي حديثه الطويل في صفتها كما أخرجه مسلم (1218) وغيره: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 9/ 166 (كتاب المغازي - باب حجة الوداع)

947 - عن أبي سعيد مولى عامر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نادى أبي بن كعب" قال الحافظ: أخرج مالك نحو الحديث المذكور من وجه آخر فيه ذكر أبي بن كعب فقال: عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي سعيد مولى عامر: فذكره. ومن الرواة عن مالك من قال: عن أبي سعيد عن أبي بن كعب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ناداه، وكذلك أخرجه الحاكم، ووهم ابن الأثير حيث ظنّ أنّ أبا سعيد شيخ العلاء هو أبو سعيد بن المعلى، فإنّ ابن المعلى صحابي أنصاري من أنفسهم مدني وذلك تابعي مكي من موالي قريش. وقد اختلف فيه على العلاء، أخرجه الترمذي من طريق الدَّرَاوَرْدي، والنسائي من طريق روح بن القاسم، وأحمد من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، وابن خزيمة من طريق حفص بن ميسرة، كلهم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن كعب. فذكر الحديث. وأخرجه الترمذي وابن خزيمة من طريق عبد الحميد بن جعفر، والحاكم من طريق شعبة كلاهما عن العلاء مثله، لكن قال: عن أبي هريرة. ورجح الترمذي كونه من مسند أبي هريرة، وقد أخرجه الحاكم أيضا من طريق الأعرج عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نادى أبي بن كعب، وهو مما يقوي ما رجحه الترمذي. وقال: في رواية أبي هريرة: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن كعب وهو يصلي فقال "أي أُبي" فالتفت فلم يجبه، ثم صلّى ثم فخفف ثم انصرف، فقال: سلام عليك يا رسول الله، قال "ويحك ما منعك إذا دعوتك أنّ لا تجيبني؟ " الحديث. وقال: في حديث أبي هريرة "أو ليس تجد فيما أوحى الله إليّ أن استجيبوا لله وللرسول؟ الأية" فقلت: بلى يا رسول الله، لا أعود إنْ شاء الله. وقال: وفي حديث أبي هريرة "أتحب أنْ أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " وقال: زاد في حديث أبي هريرة "يحدثني وأنا أتباطأ مخافة أنْ يبلغ الباب قبل أنْ ينقضي الحديث. وقال: في حديث أبي هريرة: قلت: يا رسول الله، ما السورة التي قد وعدتني؟ قال "كيف تقرأ في الصلاة؟ " فقرأت عليه أم الكتاب. وقال: وفي حديث أبي هريرة: فقال "إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" (¬1) ¬

_ (¬1) 9/ 223 و 224 و 225 (كتاب التفسير - باب ما جاء في فاتحة الكتاب)

له عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن كعب وهو يصلي فقال "إِنهِ أُبي" فالتفت أُبي ولم يجبه، ثم صلّى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سلام عليك يا رسول الله، قال "ويحك، ما منعك أُبي أن دعوتك أن لا تجيبني؟ " قال: يا رسول الله، كنت في صلاة. قال "فليس تجد فيما أوحى الله إليّ أن استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم؟ " قال: بلى يا رسول الله لا أعود، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتحب أنّ أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " قال: نعم أي رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأرجو ألا نخرج من هذا الباب حتى تعلمها" أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي يحدثني وأنا أتباطأ مخافة أنْ يبلغ الباب قبل أنْ ينقضي الحديث، فلما دنونا من الباب قلت: يا رسول الله، ما السورة التي وعدتني؟ قال "كيف تقرأ في الصلاة؟ " فقرأت عليه أم القرآن، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده، ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعيطت" أخرجه النسائي في "الكبرى" (11205) والسياق له والطبري في "تفسيره" (14/ 58) والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام" (106) والسراج في "تاريخه" كما في "التمهيد" (20/ 218) عن رَوح بن القاسم التميمي وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 220) وأحمد (2/ 357) وأبو يعلى (6482) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 11) والبغوي في "شرح السنة" (1186) عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري وأبو عبيد (ص 220) والدارمي (3376) والترمذي (2875) عن عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدي وأحمد (2/ 412 - 413) وا لطبري (14/ 59) عن عبد الرحمن بن إبراهيم القاص المدني والطبري (14/ 59) والبيهقي في "الكبرى" (2/ 375 - 376) وفي "القراءة" (105) والبغوي (1188).

عن مُحَمَّدْ بن جعفر بن أبي كثير المدني وأبو يعلى (6531) والطبري (14/ 58) عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني والبيهقي في "القراءة" (104) عن جَهْضَم بن عبد الله القيسي وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 218) عن عبد السلام بن حفص المدني كلهم عن العلاء بن عبد الرحمن به. قال الترمذي (¬1): حديث حسن صحيح" وقال البغوي: حديث صحيح" قلت: العلاء بن عبد الرحمن مختلف فيه، وثقه أحمد وغير واحد، وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة. - وقال عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري: عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب مرفوعا "ما أنزل الله - عَزَّ وَجَلَّ - في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل" وفي لفظ "ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟ " قلت: بلى، قال "فإني أرجو أنّ لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها" ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمت معه فأخذ بيدي فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب فَذَكّرْتُه فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي، قال "فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ " فقرأ بفاتحة الكتاب، قال "هي هي، وهي السبع المثانى والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد" أخرجه عبد بن حميد (165) والدارمي (3375) والترمذي (3125) وعبد الله بن أحمد في: زيادات المسند، (5/ 114) وابن الضريس (146) والنسائي (2/ 107) وابن خزيمة (500 و 501) والطبري (14/ 58) وابن حبان (775) والحاكم (1/ 557 و 2/ 257 - 258) والبيهقي في "الشعب" (2139) وفي "القراءة" (103) وابن عبد البر (20/ 219 و 221) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني عبد الحميد بن جعفر به. ¬

_ (¬1) وقال أيضا: حديث عبد العزيز بن مُحَمَّدْ أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر"

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر: وهو الأشبه عندي" التمهيد 20/ 218 - ورواه شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن واختلف عنه: • فقال شَبَابة بن سَوَّار المدائني: ثنا شعبة عن العلاء عن أبيه عن أُبي أنّه قرأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحمد لله رب العالمين حتى ختمها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت" أخرجه الحاكم (1/ 558) • وقال مُحَمَّدْ بن جعفر البصري: ثنا شعبة قال: سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي بن كعب أنّه قال: السبع المثاني الحمد لله رب العالمين. أخرجه الطبري (14/ 55) وابن عبد البر (20/ 221) - وقال مالك (الموطأ (¬1) 1/ 83): عن العلاء أنّ أبا سعيد مولى عامر بن كُرَيْز أخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نادى أبي بن كعب وهو يصلي ... مرسل. وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3533) عن رَوح بن عبادة البصري أنا مالك به. وأخرجه أبو عبيد (ص 221) عن سعيد بن أبي مريم وإسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي عن مالك به. وأخرجه الحاكم (1/ 557) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا مالك به. وأخرجه البيهقي في "القراءة" (107 م) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا مالك به. واختلف فيه على مالك • فقال زيد بن الحباب: ثنا مالك أني العلاء عن أبي سعيد مولى عامر بن فلان أو ابن فلان عن أبي بن كعب. أخرجه الطبري (14/ 58) • ورواه عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي عن مالك واختلف عنه: ¬

_ (¬1) برواية يحيى بن يحيى الليثي.

فقال إسماعيل بن إسحاق القاضي: ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن العلاء أنّ أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره، مرسل. أخرجه الحاكم (1/ 557 - 558) والبيهقي في "القراءة" (107) وقال أحمد بن مُحَمَّدْ. بن عيسى القاضي: ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن العلاء عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز عن أبي بن كعب. أخرجه الحاكم (2/ 258) - وقال غير واحد: عن العلاء بن عبد الرحمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. منهم: 1 - عبد الله بن أبي بكر بن حزم. أخرجه أبو عبيد (ص 221) 2 - مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني. أخرجه أبو عبيد (ص 221) 3 - مُحَمَّدْ بن عجلان المدني. أخرجه أبو عبيد (ص 221) الثاني: يرويه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي عن عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نادى أبي بن كعب وهو قائم يصلي فلم يجبه، فقال "ما منعك أنْ تجيبني يا أُبي؟ " فقال: كنت أصلي، فقال "ألم يقل الله تبارك وتعالى {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفَال: 24] لا تخرج من المسجد حتى أعلمك سورة ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والزبور مثلها، وإنها السبع الذي أوتيت الطول وإنها القرآن العظيم" أخرجه الحاكم (1/ 558) عن أبي بكر مُحَمَّدْ بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن مُحَمَّدْ الشعراني ثنا عبد الله بن مُحَمَّدْ النفيلي ثنا مُحَمَّدْ بن سلمة ثنا مُحَمَّدْ بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي الزناد به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1427) عن الحاكم به. ومحمد بن المؤمل ترجمه الذهبي في "السير" ووصفه بالإمام رئيس نيسابور، والفضل بن مُحَمَّدْ مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، والباقون ثقات.

948 - عن ابن عمر أَنَّ النى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هدم آطام المدينة فإنها من زينة المدينة. سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البزار (كشف 1189) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 194) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (444) وأبو نعيم (¬2) في "أخبار أصبهان" (1/ 149 - 150) من طرق عن عبد الله بن عمر العُمَري عن نافع عن ابن عمر أَنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن آطام المدينة أنْ تهدم. والعمري مختلف فيه:. قواه العجلي وغيره، وضعفه البخاري وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "لا تهدموا الآطام فإنّها زينة المدينة" أخرجه الطحاوي (4/ 194) والعقيلي (2/ 311 - 312) وابن عدي (4/ 1482) من طرق عن عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدي ثني عبد الله بن نافع به. قال العقيلي: لا يتابع عبد الله بن نافع إلا من هو دونه أو مثله" قلت: وعبد الله بن نافع قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 949 - حديث خالد بن الوليد أَنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى يوم خيبر عن لحوم الخيل" قال الحافظ: ومن حجج من منع أكل الخيل حديث خالد بن الوليد المخرج في "السنن" أَنَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره وتعقب بأنّه شاذ منكر لأنّ في سياقه أنَّه شهد خيبر، وهو خطأ فإنّه لم يسلم إلا بعدها على الصحيح ... وأُعِلّ أيضا بأنّ في السند راويا مجهولا، لكن قد أخرج الطبري من طريق يحيى بن أبي كثير عن رجل من أهل حمص قال: كنا مع خالد فذكر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّم لحوم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها. وأعل بتدليس يحيى وإبهام الرجل، وادعى أبو داود أنّ حديث خالد بن الوليد منسوخ، ولم يبين ناسخه ... وقد ¬

_ (¬1) 4/ 454 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب حرم المدينة) (¬2) ومن طربقه أخرجه الذهبي في "سير الأعلام" (6/ 307) ووقع عنده: عبيد الله بن عمر. والصواب عبد الله.

ضعف حديث خالد أحمد والبخاري وموسى بن هارون والدارقطني والخطابي وابن عبد البر وآخرون" (¬1) ضعيف يرويه صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب واختلف عنه: - فرواه ئور بن يزيد عن صالح بن يحيى واختلف عنه: • فقال بَقية بن الوليد: ثني ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد أنّ (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى (¬3) عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير (¬4) وكل ذي ناب من السباع (¬5). أخرجه أحمد (4/ 89) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 239) وأبو داود (3790) وابن ماجه (3198) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 312 و 2/ 357) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (704) والنسائي (7/ 178) وفي "الكبرى" (4843 و 4844) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 210) وفي "المشكل" (3066) والطبراني في "الكبير" (3826) وفي "مسند الشاميين" (483) والدارقطني (4/ 287) والبيهقي (9/ 328) وابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 128) وابن الجوزي في "العلل" (1095) من طرق عن بقية به. وتابعه مُحَمَّدْ بن عمر الواقدي فرواه عن ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى يوم خيبر عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمر وكل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير. أخرجه الدارقطني (4/ 287) وأبو نعيم في "الصحابة" (2408) والبيهقي (9/ 328) والواقدي قال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا. • وقال مُحَمَّدْ بن حِمْيَر الحمصي: ثني ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى أنّه سمع جده المقدام يقول: أقمت أنا وبضعة عشر رجلا من قومي يومين أو ثلاثة لم نذق طعاما ¬

_ (¬1) 12/ 72 (كتاب الذبائح - باب لحوم الخيل) (¬2) وفي لفظ "لا يحل أكل لحوم ... " (¬3) زاد يعقوب بن سفيان في الموضع الأول وابن أبي عاصم "يوم خيبر" (¬4) ولفظ يعقوب فى الموضع الأول "والحمر الإنسية" (¬5) زاد ابن أبي عاصم "ومخلب من الطير"

وقد ربطوا برذونة ليذبحوها، فأتيت خالد بن الوليد فأعلمته الذي كان منا في أمر البرذونة فقال: لو ذبحوها لسؤتك، ثم قال: حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر أموال المعاهدين وحمر الإنس وخيلها وبغالها، ثم أمر بِمُدّين أو مُد من طعام وقال: إذا أتتنا سرية فاطلعنا. لم يذكر أباه. أخرجه الدارقطني (4/ 287 - 288) ومحمد بن حمير مختلف فيه. • وقال عمر بن هارون البلخي: ثنا ثور بن يزيد عن يحيى بن المقدام عن أبيه عن خالد بن الوليد قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الحمار الإنسي وعن خيلها وبغالها. لم يذكر صالحا. أخرجه الدارقطني (4/ 288) وعمر بن هارون كذبه ابن معين، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. قال الدارقطني: لم يذكر في إسناده صالحا، وهذا إسناد مضطرب" وقال البيهقي: هذا إسناد مضطرب، ومع اضطرابه مخالف لحديث الثقات" الكبرى 9/ 328 - المعرفة 14/ 96 - ورواه مُحَمَّدْ بن حرب الخولاني عن أبي سلمة سليمان بن سليم الحمصي عن صالح بن يحيى واختلف عنه • فقال علي بن بحر بن بَرِّي القطان: ثنا مُحَمَّدْ بن حرب ثنا أبو سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده قال: غزوت مع خالد بن الوليد الصائفة فقرم أصحابي إلى اللحم فقالوا: أتأذن لنا أنْ نذبح رمكة له، قال: فحبلوها، فقبت: مكانكم حتى آتي خالد بن الوليد فأسأله عن ذلك، فأتيته فأخبرته خبر أصحابي، فقال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة خيبر فأسرع الناس في حظائر يهود، فقال "يا خالد ناد في الناس أن الصلاة جامعة: لا يدخل الجنة إلا مسلم" ففعلت، فقام في الناس فقال "يا أيها الناس ما بالكم أسرعتم في حظائر يهود ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها، وحرام عليكم حمر الأهلية والإنسية وخيلها وبغالها وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير" أخرجه أحمد (4/ 89 - 90) • وقال أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني: ثنا مُحَمَّدْ بن حرب ثنا أبو سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن جده عن خالد.

لم يذكر أباه. أخرجه أحمد (4/ 89) • ورواه عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي عن مُحَمَّدْ بن حرب واختلف عنه: فقال إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن عِرْق الحمصي: ثنا عمرو بن عثمان ثنا مُحَمَّدْ بن حرب عن أبي سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده عن خالد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3827) عن إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن عرق به. ومن طريقه أخرجه الحازمي في "الاعتبار" (ص 164) وقال: هذا حديث غريب وله أصل من حديث الشاميين" قلت: وشيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد. وقال أبو داود (3806) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (703): ثنا عمرو بن عثمان ثنا مُحَمَّدْ بن حرب ثني أبو سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن جده عن خالد. لم يذكرا أباه. - ورواه سعيد بن غزوان عن صالح بن يحيى عن جده عن خالد، ولم يذكر أباه. أخرجه الطبراني (3828) عن إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن عرق ثنا عمرو بن عثمان ثنا الحارث بن عبيدة قال: سمعت سعيد بن غزوان به. وإسناده ضعيف، ابن عرق غير معتمد، والحارث بن عبيدة ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن غزوان ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو. وصالح بن يحيى قال البخاري: فيه نظر، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "المجرد" والحافظ في "التقريب": لين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. وقال الدارقطني: ثنا أبو سهل بن زياد قال: سمعت موسى بن هارون يقول: لا يعرف صالح بن يحيى ولا أبوه إلا بجده، وهذا حديث ضعيف" السنن 4/ 287 وقال البيهقي: الحديث غير ثابت وإسناده مضطرب" الصغرى 4/ 63 - 64 وقال ابن عبد البر: هذا حديث لا تقوم به حجة لضعف إسناده"

وقال ابن حزم: حديث صالح بن يحيى بن المقدام هالك لأنّهم مجهولون كلهم، ثم فيه دليل الوضع لأنّ فيه عن خالد بن الوليد قال: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر. وهذا باطل لأنه لم يُسلم خالد إلا بعد خيبر بلا خلاف" المحلى 8/ 100 وقال البغوي: إسناده ضعيف" شرح السنة 11/ 255 وقال الحافظ: حديث خالد لا يصح فقد قال أحمد: إنه حديث منكر، وقال أبو داود: إنّه منسوخ" التلخيص 4/ 151 950 - عن مكحول أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - هجّن الهجين يوم خيبر وعرّب العراب، فجعل للعربي سهمين وللهجين سهما" قال الحافظ: وقد وقع لسعيد بن منصور وفي "المراسيل" لأبي داود عن مكحول: فذكره، وهذا منقطع" (¬1) مرسل أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 402) عن أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي وحماد بن خالد وزيد بن حُباب ثلاثتهم عن معاوية بن صالح عن أبي بشر مؤذن مسجد دمشق عن مكحول أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هجن الهجين يوم خيبر، وعرب لعربي سهمان، وللهجين سهم. قال البيهقي: وهذا منقطع ولا تقوم به الحجة، وأبو بشر هو العلاء بن الحارث" السنن 9/ 52 قلت: رواته ثقات غير أبي بشر مؤذن مسجد دمشق قال الذهبي: مجهول (تلخيص المستدرك 1/ 437)، وهو غير العلاء بن الحارث، فإنّ العلاء يكنى أبو وهب ويقال: أبو مُحَمَّدْ. واختلف فيه على. حماد بن خالد: - فقال الشافعي (¬2): أنا حماد بن خالد عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن مكحول أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عرب العربي وهجن الهجين. وقال: لم يَرو ذلك إلا مكحول مرسلا، والمرسل لا تقوم بمثله عندنا حجة" ¬

_ (¬1) 6/ 407 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس) (¬2) سنن البيهقي 6/ 328

- وقال أسد بن الحارث الحرّاني: ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حنين "عربوا العربي، وهجنوا الهجين". أخرجه ابن عدي (1/ 175) عن أبي عقيل أنس بن سالم ثنا أسد بن الحارث به. • ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 328) وقال: هذا هو المحفوظ مرسل" - وقال أحمد بن أبي أحمد الجرجاني: ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عرّب العربي وهجّن الهجين. أخرجه ابن عدي (1/ 175) من طريقين عن أحمد الجرجاني به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 328 و 9/ 51 - 52) قال ابن عدي: وأبو أحمد والده يسمى مُحَمَّدْ، أحاديثه ليست بمستقيمة كأنّه يغلط فيها. وهذا حديث لا يوصله غير أحمد بن أبي أحمد هذا، ورواه غيره عن حماد بن خالد فلم يذكر في إسناده زياد بن جارية ولا حبيب بن مسلمة، وقد حدّث عن حماد غير أحمد هذا فلم يذكر زياد بن جارية وحبيب بن مسلمة في الإسناد" 951 - عن مجاهد أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي حَوَّله (¬1) " قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن مجاهد: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 171) قال: أخبرنا ابن عمر وهو أحمد بن مُحَمَّدْ بن حكيم أنا مُحَمَّدْ بن عبد الوهاب بن أبي تمام أنا آدم - هو ابن أبي إياس في تفسيره - أنا شَريك عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، لو صلينا خلف المقام، فأنزل الله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125] فكان المقام عند البيت فَحَوَّله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضعه هذا. قال مجاهد: وكان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن. ¬

_ (¬1) يعني مقام إبراهيم. (¬2) 9/ 236 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)

قال ابن كثير:، هذا مرسل عن مجاهد،- وهو مخالف لما تقدم من رواية عبد الرزاق عن مَعْمَر عن حميد الأعرج عن مجاهد أنّ أول من أخر المقام إلى موضعه الآن عمر بن الخطاب، وهذا أصح من طريق ابن مردويه مع اعتضاد هذا بما تقدم" قلت: وشريك بن عبد الله القاضي وإبراهيم بن المهاجر مختلف فيهما. 952 - عن قتادة أَنَّ النبَي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يخطبون يوم الجمعة قيامًا حتى شقّ على عثمان القيام فكان يخظب قائما ثم يجلس،- فلما كان معاوية خطب الأولى جالسا والأخرى قائما" قال الحافظ: وروى عبد الرزاق (5258) عن مَعْمَر عن قتادة: فذكره" (¬1) مرسل قلت: ورواته ثقات. 953 - حديث جابر أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا ينحرون البَدَنة معقولة اليسرى؛ قائمة على ما بقي من قوائمها" - قال الحافظ: ولأبي داود من حديث جابر: فذكره" (¬2). أخرجه أبو داود (1767) عن عثمان بن أبي شيبة كنا أبو خالد الأحمر عن ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر، وأخبرني عبد الرحمن بن سابط: فذكره. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 237 - 238) وقال: حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جِابر موصول، وحديثه عن عبد الرحمن بن سابط مرسل" قلت: ورواه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 206) عن يحيى بن سعيد - القطان عن ابن جريج عن ابن سابط مرسلا. والموصول فيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير فإنهما مدلسان. 954 - عن حنظلة الكاتب أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَجَّة علياً وخالد بن الوليد، فكتب إليه خالد فبدأ بنفسه, وكتب إليه عليّ فبدأ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فلم يعب على واحد منهما. ¬

_ (¬1) 3/ 52 (كتاب الجمعة- باب الخطبة قائما) (¬2) 4/ 301 (كتاب الحج - باب نحر الإبل مقيدة)

قال الحافظ: وعند البزار بسند ضعيف عن حنظلة الكاتب فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الكبير" (3496) عن أحمد بن زهير التستري ثنا الجراح بن مخلد ثنا النضر بن حماد التكب ثنا سف بن عمر الأسيدي عن محمد بن نويرة عن أبي عثمان عن ابن أبي مكنف عن حنظلة الكاتب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عليّ بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال "إذا اجتمعتما فعليّ الأمير، وإذا تفرقتما فكل واحد منكما على عمله" وكتب خالد بن الوليد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بنفسه, فلم ينكر ذلك وكتب عليّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 202) عن محمد بن يونس الكُديمي عن النضر بن حماد فقال فيه: عن يزيد بن مكنف. رزاد: فلم يعب على هذا ولا على هذا. قال الهيثمي: وفيه سيف بن عمر الأسيدي وهو متروك" المجمع 8/ 98 955 - حديث ابن عباس أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَّت لأهل المشرق العقيق" قال الحافظ: وأما ما أخرجه أبو داود والترمذي من وجه آخر عن ابن عباس: فذكره، فقد تفرد به يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف" (¬2) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث جابر فأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 344) عن وكيع ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن مُحَمَّدْ بن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس قال: وقّت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المشرق العقيق. وأخرجه أبو داود (1740) عن أحمد به وأخرجه البيهقي (5/ 28) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 142 - 143) من طريق محمد بن بكر بن داسة التمار أبو داود به. وأخرجه الترمذي (832) عن أبي كُريب مُحَمَّدْ بن العلاء الهمداني ثنا وكيع به. ¬

_ (¬1) 9/ 290 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) (¬2) 4/ 133 (كتاب الحج - باب ذات عرق لأهل العراق)

وقال: هذا حديث حسن، ومحمد بن علي هو ابن حسين بن علي بن أبي طالب" كذا قال, وإنما هو ابن عبد الله بن عباس كما جاء مصرَّحاً به في روايه أحمد. وقال مسلم: وأما حديث يزيد بن أبي زياد عن محمد بن علي عن أبي عباس فيزيد هو ممن قد اتقى حديثه الناس، والاحتجاج بخبره إذا تفرد للذين اعتبروا عليه من سوء الحفظ، والمتون في رواياته التي يرويها. ومُحَمَّدْ بن علي لا يعلم له سمع من ابن عباس، ولا أنّه لقيه، أو رآه" التمييز ص215 وقال ابن حزم: خبر لا يصح لأنّ راويه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف" المحلى 7/ 66 - 67 وقال البيهقي: ينفرد به يزيد بن أبي زياد" المعرفة 7/ 96 وقال ابن القطان الفاسي: هذا حديث أخاف أن يكون منقطعا، فإنّ مُحَمَّدْ بن علي بن عبد الله بن عباس إنما عُهِدَ يروي عن أبيه عن جده ابن عباس، كما جاء ذلك في صحيح مسلم في صلاته -عليه السلام- من الليل, ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم أنّه يروي عن جده، وذكر أنه يروي عن أبيه" نصب الراية 3/ 14 - الوهم والإيهام 1/ 557 - 558 وقال النووي في "المجموع": وليس كما قال الترمذي فإنّه من رواية يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف باتفاق المحدثين" الفتح الرباني 11/ 110 وتعقبه الحافظ فقال: قلت: في نقل الاتفاق نظر، يعرف ذلك من ترجمته، وله علة أخرى: فذكر كلام مسلم" التلخيص 2/ 229 وقال في "الدراية" (2/ 6): إسناده مقارب" قلت: يزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي قال ابن معين: ليس بحجة ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي, وقال الدرقطني: ضعيف يخطىء كثيرا ويتلقن إذا لقن. وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7441) عن مُحَمَّدْ بن أبان الأصبهاني ثنا عبيد الله بن سعد ثنا موسى بن داود ثنا مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن ابن جُريج عن عطاء عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقّت لأهل المشرق العقيق. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا مسلم، انفرد به موسى بن داود"

قلت: ومسلم بن خالد قال ابن المديني والبخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال البخاري أيضا: ذاهب الحديث، وقال أبو داود وغيره: ضعيف، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وذكره أبو زرعة وغيره في الضعفاء، واختلف فيه قول ابن معين، وقواه بعضهم. 956 - حديث سعد القرظ أَنَّ النجاشي أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حَرْبَة فأمسكها لنفسه فهي التي يُمشى بها مع الإمام يوم العيد" قال الحافظ: وقد روى عمر بن شبة في "أخبار المدينة" من حديث سعد القرظ: فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 139) عن أبي غسان مُحَمَّدْ بن يحيى الكناني قال: ثني عبد العزيز بن عمران عن مُحَمَّدْ بن عمير عن حفص بن عمر عن سعد القرظي قال: أهدى النجاشي للنبي - صلى الله عليه وسلم - حربات، فوهب حربة لعمر بن الخطاب، ووهب حربة لعليّ بن أبي طالب, وحبس لنفسه واحدة. فأما حربة عليّ فهلكت، وأما حربة عمر فصارت إلى أهله، وأما الحربة التي أمسك لنفسه فهي التي يُمشى بها مع الإمام يوم العيد. وإسناده ضعيف جدا، عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 957 - حديث عبد الله بن الحارث أَنَّ اليهود أتوا بيهوديين زنيا وقد أحصنا. قال الحافظ: أخرجه البزار" (¬2) أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 268) عن سعيد بن أبي مريم أنا ابن لَهيعة عن عبد الملك بن عبد العزيز بن مليل أنّ أباه أخبره أنّه سمع عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبيدي يذكر أنّ اليهود أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيهودي ويهودية زنيا وقد أحصنا، فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجما. قال عبد الله بن الحارث: فكنت أنا فيمن رجمهما. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 215) ¬

_ (¬1) 2/ 119 (كتاب الصلاة - باب سترة الإمام سترة لمن خلفه) (¬2) 15/ 182 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة)

وأخرجه البزار (كشف 1557) والبيهقي (8/ 215) من طرق عن سعيد بن أبي مريم به. ومن هذا الطريق أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 204) مختصرا. قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال فيه: لا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد. وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 271 قلت: إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 958 - عن مجاهد أنّ اليهود استفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الزانيين، فأفتاهم بالرجم فأنكروه، فأمرهم أنْ يأتوا بأحبارهم، فناشدهم فكتموه إلا رجلا من أصاغرهم أعور فقال: كذبوك يا رسول الله، إنّه في التوراة. قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم" (¬1) 959 - عن ابن عباس أَنَّ اليهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعة آلاف، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار وإنما هي سبعة أيام، فنزلت (¬2). قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق ابن إسحاق عن سيف بن سليم عن مجاهد عن ابن عباس: فذكره، وهذا سند حسن" (¬3) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (11160) عن الحسن بن علي المعمري ثنا مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن سيف بن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس به. ورواه الطبري في "تفسيره" (1/ 382 - 383) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي فقال فيه: عن ابن إسحاق ثني مُحَمَّدْ بن أبي مُحَمَّدْ عن سعيد بن جبير أو عَكرمة عن ابن عباس. وهذا أصح فقد رواه أبو غسان مُحَمَّدْ بن عمرو الرازي المعروف بزُنَيْج عن سلمة بن الفضل قال: قال ابن إسحاق ثني مُحَمَّدْ بن أبي مُحَمَّدْ عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) 15/ 183 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة) (¬2) يعني قوله - وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة - الآية (¬3) 12/ 358 (كتاب الطب - باب ما يذكر في سم النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (818) ولم ينفرد سلمة بن الفضل به بل تابعه: 1 - يونس بن بكير الشيباني. أخرجه الطبري (1/ 382) 2 - إبراهيم بن سعد المدني. أخرجه الحاكم (¬1) (2/ 598) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 14) ومحمد بن أبي مُحَمَّدْ هو مولى زيد بن ثابت ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، تفرد عنه ابن إسحاق. 960 - عن جابر أَنَّ امرأة ارتدت فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلها. قال الحافظ: وأخرج الدارقطني عن ابن المنكدر عن جابر: فذكره" (¬2) أخرجه الدارقطني 3/ 118 - 119 و 119) والبيهقي (8/ 203) من طريقين عن معمر بن بكار السعدي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر أنّ امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإِسلام فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعرض عليها الإِسلام فإنْ رجعت وإلا قتلت. معمر بن بكار اختلفوا فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صويلح. وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم ولا يتابع على أكثره، وقال أبو حاتم مجهول (الجرح 4/ 2/ 69) وإبراهيم بن سعد ثقة معروف، ولم ينفرد به بل تابعه ابن أخي الزهري عن عمه عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المرأة إذا ارتدت عن الإِسلام أنْ تذبح. أخرجه الدارقطني (3/ 119) عن عمر بن الحسن بن عمر القراطيسي ثنا الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي ثنا الحسين بن نصر ثنا خالد بن عيسى عن حصين عن ابن أخي الزهري به. ¬

_ (¬1) وقع عنده: عكرمة عن سعيد بن جبير. (¬2) 15/ 293 (كتاب استتابة المرتدين - باب حكم المرتد والمرتدة)

وابن أخي الزهري واسمه مُحَمَّدْ بن عبد الله بن مسلم مختلف فيه، ومن دونه لم أعرفهم. وعمه ابن شهاب الزهري لم ينفرد به بل تابعه هشام بن الغاز عن ابن المنكدر عن جابر قال: ارتدت امرأة عن الإِسلام فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعرضوا عليها الإِسلام فإنْ أسلمت وإلا قتلت، فعرض عليها فأبت أنْ تسلم فقتلت. أخرجه ابن عدي (4/ 1530) والدارقطني (3/ 119) والبيهقي (8/ 203) من طريق الخليل بن ميمون الكندي ثنا عبد الله بن أذينة عن هشام بن الغاز به. وقال ابن عدي: هذا الحديث بإسناده لا أعلم يرويه غير عبد الله بن عطارد بن أذينة وهو منكر الحديث ولم أر للمتقدمين فيه كلاما فأذكره" وقال البيهقي: في هذا الإسناد بعض من يجهل" قلت: عبد الله بن أذينة قال فيه ابن حبان: منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني: متروك الحديث. قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والبيهقي من طريقين وإسناداهما ضعيفان" التلخيص 4/ 49 وللحديث شاهد عن عائشة قالت: ارتدت امرأة يوم أُحُد فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ تستتاب فإنْ تابت وإلا قتلت. أخرجه الدارقطني (3/ 118) من طريق مُحَمَّدْ بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي ثنا مُحَمَّدْ بن عبد الملك الأنصاري عن الزهري عن عروة عن عائشة به. ومحمد بن عبد الملك قال أحمد: كان يضع الحديث ويكذب، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث جدا كذاب كان يضع الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. 961 - حديث عمران بن حَصين أنّ امرأة جهنية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي حبلى من الزنا فذكرت أنّها زنت، فأمرها أنْ تقعد حتى تضع، فلما وضعت أتته، فأمر بها فرجمت. قلل الحافظ: أخرجه مسلم (1696) " (¬1) ¬

_ (¬1) 15/ 156 (كتاب الحدود - باب رجم الحبلى من الزنا)

962 - حديث عبد الله بن عمرو أَنَّ امرأة سرقت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال قومها: نحن نفديها. قال الحافظ: أخرجه أحمد. وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد أنها قالت: هل لي من توبة يا رسول الله؟ فقال "أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (6657 - شاكر) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثني حُيَي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي حدثه عن ابن عمرو أنّ امرأة سرقت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بها الذين سرقتهم، فقالوا: يا رسول الله، إنّ هذه المرأة سرقتنا، قال قومها: فنحن نفديها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اقطعوا يدها" فقالوا: نحن نفديها بخمسمائة دينار، قال "اقطعوا يدها" قال: فقطعت يدها اليمنى، فقالت المرأة: هل لي من توبة يا رسول الله؟ قال "نعم، أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك" فأنزل الله - عَزَّ وَجَلَّ - في سورة المائدة {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ} [المَائدة: 39] إلى آخر الآية. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 230) من طريق موسى بن داود الضبي ثنا ابن لهيعة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 963 - عن أبي سعيد أَنَّ امرأة صفوان بن المعطل جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنّ زوجي يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده فسأله, فقال: أما قولها: يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ سورتين وقد نهيتها عنها، وأما قولها: يفطرني إذا صمت، فأنا رجل شاب ولا أصبر، وأما قولها: لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عُرف لنا ذلك فلا نستيقظ حتى تطلع الشمس. قال الحافظ: في سنن أبي داود والبزار وابن سعد وصحيح ابن حبان والحاكم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد: فذكره. قال البزار: هذا الحديث كلامه منكر ولعل الأعمش أخذه من غير ثقة فدلسه فصار ظاهر سنده الصحة وليس للحديث عندي أصل انتهى وما أعَلَّه به ليس بقادح لأنّ ابن سعد صرّح في روايته بالتحديث بين الأعمش ¬

_ (¬1) 15/ 100 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحدود إذا رفع إلى السلطان)

وأبي صالح، وأما رجاله فرجال الصحيح. ولما أخرجه أبو داود قال بعده: رواه حماد بن سلمة عن حميد عن ثابت عن أبي المتوكل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -, وهذه متابعة جيدة تؤذن بأنّ للحديث أصلا، وغفل من جعل هذه الطريقة الثانية علة للطريق الأولى، وأما استنكار البزار ما وقع في متنه فمراده أنّه مخالف للحديث الآتي قريبا من رواية أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قصة الإفك قالت: فبلغ الأمر ذلك الرجل فقال: سبحان الله، والله ما كشفت كنف أنثى قط أو ما جامعتها. والجمع بينه وبين حديث أبي سعيد على ما ذكر القرطبي أنّ مراده بقوله: ما كشفت كنف أنثى قط، أي بزنا. قلت: وفيه نظر لأنّ في رواية سعيد بن أبي هلال عن هشام بن عروة في قصة الإفك أنّ الرجل الذي قيل فيه ما قيل لما بلغه الحديث قال: والله ما أصبت امرأة قط حلالاً ولا حراما. وفي حديث ابن عباس عند الطبراني "وكان لا يقرب النساء" فالذي يظهر أنّ مراده بالنفي المذكور ما قبل هذه القصة ولا مانع أنْ يتزوج بعد ذلك، فهذا الجمع لا اعتراض عليه إلا بما جاء عن ابن إسحاق أنّه كان حصورا، لكنّه لم يثبت فلا يعارض الحديث الصحيح" (¬1) صحيح أخرجه أحمد وابنه (3/ 80) وأبو داود (2459) وأبو يعلى (1037 و 1174) والطحاوي في "المشكل" (2044) وابن حبان (1488) والحاكم (1/ 436) والبيهقي (4/ 303) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 142 - 143) من طرق عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده فقالت: يا رسول الله، إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ويفطّرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده فسأله عما قالت فقال: يا رسول الله، أما قولها يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو كانت سورة واحدة لكفت الناس" وأما قولها: يفطرني، فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ "لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها" وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت قد عُرف لنا ذلك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال "فإذا استيقظت فصل". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) 10/ 75 (كتاب التفسير: سورة النور - باب لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا)

وقال الحافظ في "الإصابة" (5/ 153): إسناده صحيح، ولكن يشكل عليه أنّ عائشة قالت في حديث الإفك: إنّ صفوان قال: والله ما كشفت كنف أنثى قط. وقد أورد هذا الإشكال قديما البخاري، ومال إلى تضعيف حديث أبي سعيد بذلك، ويمكن أنْ يجاب بأنه تزوج بعد ذلك" قلت: وهو كما قالا. وأخرجه أيضا أحمد (3/ 84 - 85) عن أبي بكر بن عياش والدارمي (1726) عن شَريك بن عبد الله القاضي وابن ماجه (1762) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله ثلاثتهم عن الأعمش به. وقال البوصيري: إسناده صحيح على شرط البخاري" المصباح 2/ 82 964 - عن ابن عمرو أَنَّ امرأة كانت يقال لها: أم مهزول تسافح في الجاهلية، فأراد بعض الصحابة أن يتزوجها، فنزلت {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [النُّور: 3]. قال الحافظ: وأخرج الفاكهي من طريق القاسم بن مُحَمَّدْ عن ابن عمرو: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 158 - 159 و 225) وأبو بكر المروزي في "حديث ابن معين" (192) والنسائي في "الكبرى" (11359) والطبري في "التفسير" (18/ 71) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (14140) والنحاس في "الناسخ" (707) والطبراني في "الأوسط" (1819) وابن عدي (2/ 859) والحاكم (2/ 193) والبيهقي (7/ 153) والخطيب في "الموضح" (1/ 228 - 229) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 180) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن الحضرمي عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن ابن عمرو أنّ امرأة كانت يقال لها: أم مهزول، وكانت تكون بأجياد، وكانت مسافحة، كان يتزوجها الرجل وتشترط له أنْ تكفيه النفقه، فسأل رجل عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيتزوجها؟ فقرأ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أو أنزلت عليه الآية {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [النور: 3] الآية. ¬

_ (¬1) 11/ 89 (كتاب النكاح - باب من قال لا نكاح إلا بولي)

وفي لفظ: أنها كانت تتزوج الرجل على أنْ يأذن لها في السفاح وتكفيه النفقه" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سليمان التيمي إلا معتمر" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 7/ 73 قلت: الحضرمي (¬1)، قال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا أدري من هو ولا ابن من هو، وقال أحمد: لا أعلم يروي عنه غير سليمان التيمي، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. ورواه هُشيم عن سليمان التيمي فلم يذكر الحضرمي وذكره بغير هذا السياق. قال: عن سليمان التيمي عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن ابن عمرو في هذه الآية قال: كنّ نساء معلومات، فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج المرأة منهن لتنفق عليه فنهاهم الله عن ذلك. أخرجه الطبري (18/ 71) والحاكم (2/ 396) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ البخاري لم يخرج رواية هشيم عن سليمان التيمي، ولم يخرج الشيخان رواية سليمان عن القاسم ولا رواية القاسم عن ابن عمرو. وهشيم مدلس وقد عنعن، والقاسم لم يذكر سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه. 965 - عن ابن عمر أَنَّ امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع وتجحده، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقطع يدها. قال الحافظ: أخرج أبو داود والنسائي وأبو عوانة في "صحيحه" من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر: فذكره، وأخرجه النسائي وأبو عوانة أيضا من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر عن نافع بلفظ: استعارت حليا. ¬

_ (¬1) ووقع عند الحاكم: الحضرمي بن لاحق. ووقع عند النحاس: الحضرمي يعني ابن لاحق. وهو وهم، والصواب أنّه الحضرمي غير منسوب، وهو غير ابن لاحق.

وقال: وأبسط ما وجدت من طرقه ما أخرجه النسائي في رواية له: أنّ امرأة كانت تستعير الحلي في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستعارت من ذلك حليا فجمعته ثم أمسكته، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لتتب امرأة إلى الله تعالى وتؤدي ما عندها" مرارا، فلم تفعل فأمر بها فقطعت. وقال: ووقع في حديث ابن عمر في رواية النسائي "قم يا بلال فخد بيدها فاقطعها" وفي أخرى له: فأمر بها فقطعت" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (4395) والنسائي (8/ 63) وفي "الكبرى" (7374 و 7375) والطبراني في "الأوسط" (3020) والبيهقي (8/ 281) من طرق عن عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّ امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع فتجحده، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها فقطعت يدها. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا معمر" قلت: وإسناده صحيح. - ورواه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع واختلف عنه: • فقال أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبِي: عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ امرأة كانت تستعير الحلي للناس ثم تمسكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لتتب هذه المرأة إلى الله ورسوله وتردّ ما تأخذ على القوم" ثم قال "قم يا بلال فخذ بيدها فاقطعها" أخرجه النسائي (8/ 63) وفي "الكبرى" (7376) والطبراني في "الكبير" (13360) و "الأوسط" (4325) وابن حزم في "المحلى" (13/ 406 - 407) والخطيب في "التاريخ" (4/ 326) والمزي (6/ 132 - 133) من طرفي عن الحسن بن حماد الحضرمي- سَجّادة - ثنا عمرو بن هاشم به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا أبو مالك الجنبي، تفرد به الحسن بن حماد" قلت: تابعه عبد الله بن الوضاح اللؤلؤي ثنا أبو مالك الجنبي به. أخرجه المزي (6/ 132 - 133) ¬

_ (¬1) 15/ 96 و 98 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية: الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

وأبو مالك الجنبي مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه مسلم وغيره. • ورواه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن عبيد الله عن نافع مرسلا. أخرجه النسائي (8/ 64) وفي "الكبرى" (7377) - ورواه جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر أو عن صفية بنت أبي عبيد. قاله أبو داود (4/ 556) - ورواه مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن غَنْج عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد مرسلا. قاله أبو داود. 966 - عن سعيد بن المسيب أنّ امرأة من بني مخزوم استعارت حليا على لسان أناس فجحدت فأمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقطعت. قال الحافظ: وأخرج النسائي بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيب: فذكره، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح أيضا إلى سعيد قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة- في بيت عظيم من بيوت قريش، قد أتت أناسا فقالت: إنّ آل فلان يستعيرونكم كذا، فأعاروها ثم أولئك فأنكروا ثم أنكرت هي، فقطعها النبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬1) مرسل وله عن سعيد بن المسيب طرق: الأول: يرويه قتادة عن سعيد بن يزيد البصري عن سعيد بن المسيب أنّ امرأة من بني مخزوم استعارت حليا، الحديث. أخرجه النسائي (8/ 64) وفي "الكبرى" (7379) عن مُحَمَّدْ بن المثنى ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة به. سعيد بن يزيد قال ابن المديني: لا أعرفه، والباقون ثقات، وقتادة مدلس وقد عنعن. الثاني: يرويه قتادة عن داود بن أبي عاصم أنّ سعيد بن المسيب حدّثه نحوه. أخرجه النسائي (8/ 64) وفي "الكبرى" (7380) عن مُحَمَّدْ بن المثنى ثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا قتادة به. ¬

_ (¬1) 15/ 98 - 99 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

ورواته ثقات، لكن قتادة مدلس وقد عنعن، وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث، وهمام هو ابن يحيى. الثالث: يرويه ابن جُريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد أنّه سمع سعيد بن المسيب يقول: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة في بيت عظيم من بيوت قريش، وذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (18833) عن ابن جريج به. وإسناده صحيح إلى سعيد. 967 - حديث جابر أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت فأُتي بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فعاذت بأم سلمة- بدال معجمة، أي استجارت - قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (1689) والنسائي (8/ 64): فذكره، أخرجاه من طريق معقل بن يسار عن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر، وذكره أبو داود (4/ 539) تعليقا والحاكم (4/ 379) موصولا من طريق موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر: فعاذت بزينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد أخرج أحمد هذا الحديث من طريق ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة وقال فيه: فعاذت بربيب النبي - صلى الله عليه وسلم -، براء وموحدة مكسورة وحذف لفظ بنت، وقال في آخره: قال ابن أبي الزناد: وكان ربيب النبي - صلى الله عليه وسلم - سلمة بن أبي سلمة وعمر بن أبي سلمة، فعاذت بأحدهما. وقال: ووقع عند أبي الشيخ من طريق أشعث عن أبي الزبير عن جابر أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت فعاذت بأسامة. وقال: وفي حديث جابر عند الحاكم: فقطعها" (¬1) قلت: هو عند الحاكم من طريق ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، ولفظه: فعاذت بربيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه أحمد (3/ 386) من طريق ابن لَهيعة عن أبي الزبير وقال فيه: فعاذت بأسامة بن زيد. 968 - عن بنت عدي أَنَّ عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصالح الذي لمزه المنافقون خرج بزكاته صاع تمر وبابنته عميرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا لهما بالبركة. ¬

_ (¬1) 15/ 100 - 101 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

قال الحافظ: وروى الطبراني في "الأوسط" وابن منده من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن جدته بنت عدي: فذكرته" (¬1) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1014) وابن قانع (¬2) في "الصحابة" (1/ 272) والطبراني في "الكبير" (5650 و 24/ 339 - 340) و"الأوسط" (8163) وأبو نعيم في "الصحابة" (7762) من طريق عيسى بن يونس ثنا سعيد بن عثمان البَلَوي عن جدته بنت عدي أنّ أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون حدثتها أنّ أباها خرج بزكاته صاعين من تمر وبابنته عميرة حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصب الصاعين، ثم قال: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ " قال: تدعو الله لي ولها بالبركة، وتمسح رأسها، فإنّه ليس لي ولد غيرها، قالت: فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده عليّ، وأقسم والله لكأنّ برد كفّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كبدي بعد. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عميرة بنت سهل إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن يونس" وقال الهيثمي: وفيه أنيسة (¬3) بنت عدي ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 33 قلت: وسعيد بن عثمان ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات" ولم يذكرا عنه راويا إلا عيسى بن يونس فهو مجهول. 969 - حديث سهل بن الحنظلية أَنَّ أنس بن أبى مَرْثَد حرس النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة. قال الحافظ: وحديث حراسته - صلى الله عليه وسلم - ليلة حنين أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم من حديث سهل بن الحنظلية: فذكره" (¬4) سيأتي الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تلك غنيمة المسلمين غدا إنْ شاء الله تعالى" ¬

_ (¬1) 9/ 400 - 401 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) (¬2) ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (378) ووقع عندهما: علي بن يونس ثنا سعيد بن عثمان الدارمي عن جدته ليلى بنت عدي. (¬3) سماها ابن قانع في روايته "ليلى" (¬4) 16/ 347 (كتاب التمني - باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: ليت كذا وكذا)

970 - عن أنس أَنَّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة. قال الحافظ: وعند ابن مردويه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الدارقطني (3/ 316) عن أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّدْ بن زياد النيسابوري ثنا أبو بكر مُحَمَّدْ بن الأشعث ثنا مُحَمَّدْ بن بكار ثنا سعيد بن بشير أنّه سأله قتادة عن الظهار، قال: فحدثني أنّ أنس بن مالك قال: إنّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة، فشكت ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ظاهرني حين كبرت سنين ورق عظمي، فأنزل الله آية الظهار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأوس "أعتق رقبة" قال: ما لي بذلك يدان، قال "فصم شهرين متتابعين" قال: أما إني إذا أخطأني أن آكل في اليوم مرتين يكل بصري، قال "فأطعم ستين مسكينا" قال: لا أجد إلا أنْ تعينني منك بعون وصلة، قال: فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر صاعا، حتى جمع الله له، والله رحيم، قال: وكانوا يرون أنّ عنده مثلها، وذلك لستين مسكينا. ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 232) وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقد تكلم ابن حبان وغيره في روايته عن قتادة. وخالفه سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن قتادة مرسلا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 2) عن مُحَمَّدْ بن بشار ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد به. وأخرجه عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ خويلة ابنة ثعلبة ... وهذا أصح. وإسناده صحيح إلى قتادة، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري، ويزيد هو ابن زُرَيْع. 971 - حديث ابن عمر أنّ بني أبي طلحة كانوا يقولون: لا يفتح الكعبة إلا هم، فتناول النبي - صلى الله عليه وسلم - المفتاح ففتحه بيده. قال الحافظ: رواه الفاكهي" (¬2) ¬

_ (¬1) 17/ 144 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النِّساء: 134]) (¬2) 9/ 79 (كتاب المغازي- باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة)

972 - حديث جابر بن سمرة أَنَّ بلالا كان لا يقيم حتى يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: أخرجه مسلم (606) " (¬1) 973 - عن ابن عباس أَنَّ جارية بِكْراً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت أنّ أباها زوجها وهي كارهة فَخَيَّرَهَا. قال الحافظ: وأخرج النسائي أيضا وابن ماجه من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: فذكره، ورجاله ثقات، لكن قال أبو حاتم وأبو زرعة: إنّه خطأ وأنّ الصواب إرساله، وقد أخرجه الطبراني والدارقطني من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردَّ نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان. قال الدارقطني: تفرد به عبد الملك الذماري وفيه ضعف، والصواب عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة مرسل" (¬2) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه أيوب السَّخْتيَاني عن عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، منهم: 1 - جرير بن حازم البصري. أخرجه ابن أبي شيبة كما في "التلخيص" (3/ 160 - 161) وأحمد (2469) عن حسين بن. مُحَمَّدْ التميمي ثنا جرير بن حازم به. وأخرجه أبو داود (2096) وابن ماجه (1875) والنسائي في "الكبرى" (5387) والدارقطني (3/ 234 - 235) وابن حزم في "المحلى" (11/ 40) والبيهقي (7/ 117) والخطيب في "التاريخ" (8/ 88) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 101) والحنائي في "فوائده" (ص 161 - 162) من طرق عن حسين بن مُحَمَّدْ به (¬3). قال ابن عبد البر: هذا حديث انفرد به جرير بن حازم، لم يروه غيره عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، وقد روي من حديث جابر وابن عمر مثل ذلك، وليس محفوظا" ¬

_ (¬1) 2/ 260 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة) (¬2) 11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة) (¬3) قال الحافظ: رجاله ثقات" التلخيص 3/ 161

وقال البيهقي: هذا حديث أخطأ فيه جرير بن حازم على أيوب، والمحفوظ عن أيوب عن عكرمة مرسلا" وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث حسين بن مُحَمَّدْ هذا فقال: حديث أيوب ليس هو بصحيح. وقال: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، إنما هو كما رواه الثقات عن أيوب عن عكرمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، منهم: ابن عُلية وحماد بن زيد أنّ رجلا تزوج، وهو الصحيح. قلت: الوهم ممن هو؟ قال: من حسين ينبغي أنْ يكون، فإنّه لم يروه عن جرير غيره" العلل 1/ 417 وتعقبه الخطيب البغدادي فقال: قلت: قد رواه سليمان بن حرب عن جرير بن حازم أيضا كما رواه حسين فبرئت عهدته وزالت تبعته. ثم أخرجه من طريق مُحَمَّدْ بن سليمان المنقري ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنْ جارية بِكْراً زوجها أبوها وهي كارهة، فخيرها النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن القطان الفاسي: حديث صحيح، ولا يضره أنْ يرسله بعض رواته، إذا أسنده من هو ثقة" الوهم والإيهام 2/ 250 2 - زيد بن حِبَّان الرَّقي. أخرجه ابن ماجه (1/ 603) والنسائي في "الكبرى" (5389) وابن عدي (3/ 1061) والدارقطني (3/ 235) من طرق عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن زيد بن حبان عن أيوب به. وزيد بن حبان مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. 3 - سفيان الثوري. أخرجه الدارقطني (3/ 235) من طريق أيوب بن سويد الرَّمْلي عن سفيان عن أيوب به. وأيوب بن سويد قال أحمد: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة. - وقال غير واحد: عن أيوب عن عكرمة مرسلا، منهم: 1 - حماد بن زيد. أخرجه أبو داود (2097) عن مُحَمَّدْ بن عبيد الطنافسي ثنا حماد بن زيد به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 117) 2 - ابن جُريج. أخرجه عبد الرزاق (10306) عنه به. 3 - يحيى بن أبي كثير. أخرجه عبد الرزاق (10305) عن مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير به. قال الدارقطني: والصحيح مرسل" الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فرواه هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فقال عبد الملك بن عبد الرحمن الذَّمَاري: ثنا سفيان الثوري عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - رَدّ نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12001) والدارقطني (3/ 234) والبيهقي (7/ 117) من طريقين عن الذماري به. قال الدارقطني: هذا وهم من الذماري، وتفرد بهذا الإسناد، والصواب عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة مرسل، وهم فيه الذماري عن الثوري وليس بقوي" قلت: وخالفه مُحَمَّدْ بن كثير فرواه عن سفيان عن هشام عن يحيى عن المهاجر بن عكرمة مرسلا. أخرجه الدارقطني (3/ 234) • وقال إسماعيل بن عُلية: ثنا هشام عن يحيى عن المهاجر بن عكرمة مرسلا. أخرجه سعيد بن منصور (577) • وقال يحيى بن سعيد القطان: عن هشام عن يحيى عن عكرمة بن مهاجر أو مهاجر بن عكرمة عن عبد الله بن أبي بكر مرسلا. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 1598) - ورواه معمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن مهاجر بن عكرمة مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (10301)

ومهاجر بن عكرمة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور. - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن جابر بن يزيد الجُعْفي ويحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس أَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرَّق بين امرأة ثيب وبين زوجها، زوجها أبوها بغير اذنها. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 67) من طريق سعيد بن سهيل بن عبد الرحمن العكي ثني أبي ثنا شيبان به. وسهيل بن عبد الرحمن قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فلم يعرفه. 974 - عن جابر أَنَّ جارية لعبد الله بن أُبيّ يقال لها: مسيلمة، وأخرى يقال لها: أميمة، وكان يكرههما على الزنا، فأنزل الله سبحانه وتعالى {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النُّور:33] قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (4/ 2320) عن جابر: فذكره" (¬1) 975 - عن أبي ليلى أَنَّ جبريل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبُرَاق فحمله بين يديه" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3891) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي ثنا هارون بن المغيرة ثنا عَنْبسة بن سعيد عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ جبريل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبراق، فحمله بين يديه، وجعل يسير به، فإذا بلغ مكانا مُطَأْطِئا طالت يداها وقصرت رجلاها حتى تستوي به، وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداها وطالت رجلاها حتى نستوي ... وذكر حديث المعراج بطوله. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون بن المغيرة" وقال الهيثمي: رواه الطبراني هكذا مرسلا، ومع الإرسال فيه مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف" المجمع 1/ 77 - 78 ¬

_ (¬1) 15/ 354 (كتاب الإكراه - باب إذا استكرهت المرأة على الزنا) (¬2) 8/ 205 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

976 - حديث أنس أنّ جبريل أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأذان حين فرضت الصلاة. قال الحافظ: رواه الدارقطني في "الأطراف" وإسناده ضعيف" (¬1) 977 - حديث ابن عباس أَنَّ جبريل أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاستعاذة والبسملة قبل قوله اقرأ" قال الحافظ: أخرجه الطبري من حديث ابن عباس، وفي إسناده ضعف وانقطاع" (¬2) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 50) عن أبي كُريب مُحَمَّدْ بن العلاء الهَمْداني ثنا عثمان بن سعيد ثنا بِشْر بن عُمارة ثنا أبو رَوْق عن الضحاك عن ابن عباس قال: أول ما نزل جبريل على مُحَمَّدْ، قال: يا مُحَمَّدْ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم. ثم قال: قل بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق. وإسناده ضعيف لضعف بشر بن عمارة الخَثْعَمي، والضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس، وأبو روق اسمه عطية بن الحارث الهمداني، وعثمان بن سعيد هو الزيات. 978 - عن عطاء بن يسار أَنَّ جبريل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل متكئا فنهاه. قال الحافظ: أخرج ابن شاهين في "ناسخه" من مرسل عطاء بن يسار: فذكره" (¬3) مرسل أخرجه ابن سعد (1/ 380) وابن شاهين في "الناسخ" (636) من طرق عن عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدي عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر عن عطاء بن يسار أَنّ جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بأعلى مكة يأكل متكئا فقال له: يا مُحَمَّدْ أكلَ الملوك، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإسناده حسن. 979 - عن عروة أَنَّ جبريل عَلَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - الوضوء عند نزوله عليه بالوحي" قال الحافظ: أخرجه ابن لَهيعة في "المغازي" التي يرويها عن أبي الأسود يتيم عروة عنه: فذكره، وهو مرسل، ووصله أحمد من طريق ابن لهيعة أيضا، لكن قال: عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد عن أبيه، وأخرجه ابن ماجه من رواية رشدين بن سعد عن ¬

_ (¬1) 2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان) (¬2) 10/ 348 (كتاب التفسير: سورة اقرأ باسم ربك - باب حدثنا يحيى بن بكير) (¬3) 11/ 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا)

عُقيل عن الزهري نحوه، لكن لم يذكر زيد بن حارثة في السند، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق الليث عن عقيل موصولا, ولو ثبت لكان على شرط الصحيح، لكن المعروف رواية ابن لَهيعة" (¬1) ضعيف يرويه ابن لهيعة واختلف عنه: • فرواه عمرو بن خالد الحراني وحسان بن عبد الله بن سهل الكندي (¬2) عنه عن أبي الأسود يتيم عروة عن عروة بن الزبير قال: فذكر حديثا وفيه: ففتح جبريل -عليه السلام- عينا من ماء فتوضأ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه، فوضأ وجهه ويديه إلى المرفقين، ومسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم نضح فرجه وسجد سجدتين مواجهة البيت، ففعل مُحَمَّدْ - صلى الله عليه وسلم - كما رأى جبريل -عليه السلام- يفعل. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 145 - 146) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا عمرو بن خالد وحسان بن عبد الله به. • ورواه غير واحد عن ابن لهيعة عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد بن حارثة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ جبريل -عليه السلام- أتاه في أول ما أوحي إليه، فعلمه (¬3) الوضوء والصلاة (¬4)، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة (¬5) من ماء فنضح بها فرجه. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 168) وفي "مسنده" (661) وأحمد (4/ 161) واللفظ له وعبد بن حميد (283) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 72) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (259) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 56) و"الاستذكار" (1/ 34) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (168) وابن الجوزي في "العلل" (584) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 283) والسهيلي في "الروض الأنف" (3/ 13 - 14) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/ 1350) ¬

_ (¬1) 1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المَائدة: 6]) (¬2) واختلف: عنه كما سيأتي. (¬3) وفي لفظ "فأراه" (¬4) زاد الحاكم "وعلمه الإِسلام" وزاد يعقوب بن سفيان "فتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬5) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "كفّاً" ولفظ الدارقطني "حفنة" ولفظ الطبراني "أخذ بيده ماء" ولفظ يعقوب "أخذ بيده فأنضح"

عن الحسن بن موسى الأشيب وابن ماجه (1/ 157) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة " (1/ 300) والطبراني في "الكبير" (4657) والبيهقي (1/ 161 - 162) عن عبد الله بن يوسف التِّنيِّسي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (258) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (807) والطبراني في "الكبير" (4657) وابن عدي (4/ 1468) والدارقطني (1/ 111) وأبو نعيم في "الصحابة" (2858) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 40) عن أبي يحيى كامل بن طلحة الجَحْدَري والحاكم (3/ 217) عن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 243) عن أسد بن موسى المصري والبزار (1332) وابن المنذر (1/ 243) وعن الحجاج بن مُحَمَّدْ المصيصي كلهم عن ابن لهيعة به. ورواه إبراهيم بن محمد الفريابي عن حسان بن عبد الله ثنا ابن لهيعة به بلفظ "علمني جبرائيل الوضوء، وأمرنى أنْ أنضح تحت ثوبي، لِمَا يخرج من البول بعد الوضوء". أخرجه ابن ماجه (462) قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري" وقال أبو حاتم: هذا حديث كذب باطل" علل الحديث 1/ 46 وقال مغلطاي في "شرح ابن ماجه": إسناده ضعيف" فيض القدير 4/ 327 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة" مصباح الزجاجة 1/ 67 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه الليث بن سعد عن عقيل به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3913) عن علي بن سعيد الرازي ثنا مُحَمَّدْ بن عاصم الرازي ثنا سعيد بن شرحبيل ثنا الليث بن سعد به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الليث إلا سعيد بن شرحبيل، والمشهور من حديث ابن لهيعة" واختلف فيه على عقيل فرواه رشدين بن سعد عنه فلم يذكر زيد بن حارثة. أخرجه أحمد وابنه (5/ 203) والدارقطني (1/ 111) وابن الجوزي في "العلل" (585) وقال: ابن لهيعة ورشدين ضعيفان" وهو كما قال. - ورواه أحمد بن مُحَمَّدْ بن عمر بن يونس اليمامي قال: ثنا عمر - يعني جده - ثنا أيوب بن مُحَمَّدْ ثنا يحيى ثني المهاجر ثني مُحَمَّدْ بن مسلم ثني عروة ثني أسامة بن زيد أنّ أباه حدث. أخرجه أبو موسى المديني (167) وأحمد بن مُحَمَّدْ بن عمر كذبه أبو حاتم وابن صاعد وسلمة بن شبيب، وقال الدارقطني: متروك الحديث. 980 - حديث أنس أَنَّ جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: السلام عليك يا أبا إبراهيم" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3129) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (607) والحاكم (2/ 604) وأبو نعيم في "الصحابة" (7491) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 163 - 164) وابن عساكر في "تاريخه" (السيرة النبوية 1/ 34 - 35 و 35) من طرق عن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعُقيل عن ابن شهاب الزهري عن أنس قال: كانت أم إبراهيم في مسربتها، وكان قبطي يأوي إليها فيأتيها بالماء والحطب، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليّ بن أبي طالب فأمره بقتله، فانطلق فوجده على نخلة، فلما رأى القبطي السيف مع علي وقع في نفسه فألقى الكساء الذي كان عليه، فاقتحم فإذا هو مجبوب، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إذا أمرت أحدنا بأمر ورأى غير ذلك يراجعك؟ فقال "نعم" فأخبره بما رأى من القبطي، فولد له إبراهيم -عليه السلام-، فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال "السلام عليك يا أبا إبراهيم" ¬

_ (¬1) 7/ 371 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب كنية النبي - صلى الله عليه وسلم -)

السياق لابن أبي عاصم. وأخرجه ابن أبي عاصم (3128) أيضا والبزار (كشف 1492) والبيهقي (1/ 163 - 164و 7/ 413) وابن عساكر من طريق عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لهيعة به مختصرا. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3699) عن ظاهر بن عيسى بن قيْرَس المصري ثنا يحيى بن بكير المخزومي ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب عن أنس قال: كانت سُرِّيَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - أم إبراهيم في مَشْرُبَة لها، وكان قبطي يأوي إليها ويأتيها بالماء والحطب، فقال الناس في ذلك: عِلْجٌ يدخل على عِلْجَة، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل عليّ بن أبي طالب، فأمره بقتله، فانطلق فوجده على نخلة، فلما رأى القبطي السيف مع عليّ وقع فألقى الكساء الذي كان عليه واقتحم، فإذا هو مجبوب، فرجع عليّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أرأيت إذا أمرت أحدنا بأمر ثم رأى غير ذلك، أيراجعك؟ قال "نعم" فأخبره بما رأى من القبطي. قال: فولدت أم إبراهيم فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - منه في شك حتى جاءه جبريل -عليه السلام- فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم، فاطمأن إلى ذلك. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 43) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3127) عن دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا ابن وهب (¬1) عن ابن لهيعة به مختصرا, ولم يذكر عقيلا. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا يزيد بن أبي حبيب وعقيل بن خالد، تفرد به ابن لهيعة عنهما" (¬2) وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 9/ 161 قلت: واختلف عنه: - فرواه هانئ بن المتوكل الإسكندراني عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شِمَاسَة عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم إبراهيم ... وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 43) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 145) ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن السني فى "اليوم والليلة" (410) من طريق أحمد بن عيسى المصري ثنا ابن وهب به. (¬2) قلت: رواه مُحَمَّدْ بن عبد الله عن الزهري عن أنس به. أخرجه ابن سعد (1/ 135 و 8/ 214) عن الواقدي ثني مُحَمَّدْ بن عبد الله به. والواقدي متروك.

قال الهيثمي: وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف (¬1) " المجمع 9/ 162 - ورواه صخر بن عبد الله الكوفي عن ابن لهيعة عن ابن فضيل عن عبد الله بن عمرو قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهبط عليه جبريل فقال: يا أبا إبراهيم، الله يقرئك السلام، فقال النبيِ - صلى الله عليه وسلم - "نعم أنا أبو إبراهيم، وإبراهيم جدنا وبه عُرفنا، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحَجّ: 78] " أخرجه ابن عدي (4/ 1413) عن الفضل بن عبد الله بن مخلد ثنا صخر بن عبد الله به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (1/ 35) قال ابن عدي: صخر بن عبد الله يضع الحديث" وقال ابن عساكر: صخر هذا: يعرف بالحاجبي، ويعرف بالمظالمي، سكن مَرْو وحدث بالأباطيل" وحديث ابن وهب أصح. 981 - حديث أبي ذر أنّ جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ الله قد قبل وصالك ولا يحل لأحد بعدك. قال الحافظ: وأما ما رواه الطبراني في "الأوسط": فذكره، فليس إسناده بصحيح فلا حجة فيه" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3162) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة ثني ثور بن يزيد عن علي بن أبي طلحة عن عبد الملك عن أبي ذر أَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين وليلة، فأتاه جبريل فقال: إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - قد قبل وصالك، ولا يحل لأحد بعدك، وذلك بأنّ الله تبارك وتعالى يقول {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البَقَرَة: 187] ولا صيام بعد الليل، وأمرنى بالوتر بعد الفجر. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" عن عبد الملك عن أبي ذر ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158 ¬

_ (¬1) وتابعه عبد الله بن صالح ثنا ابن لهيعة به. أخرجه ابن عساكر (1/ 36) (¬2) 5/ 108 (كتاب الصوم- باب الوصال)

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن حمزة عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن علي عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين فأتاه جبريل فقال: إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - قد قبل وصالك، الحديث وقد روى هذا الحديث الوليد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن من لا يتهم عن عبد الملك عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأيهما أصح؟ قالا: حديث الوليد أصح" العلل 1/ 252 قلت: اختلف فيه على ثور بن يزيد، فرواه الهيثم بن حميد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن ذر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين وليلة أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1692) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 139) 982 - عن عليّ أَنَّ جبريل هبط فقال: خيرهم في أسارى بدر من القتل أو الفداء على أنْ يُقتل منهم قاتل مثلهم، قالوا: الفداء ويقتل منا. قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي من طريق الثوري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عَبيدة بن عمرو عن عليّ: فذكره، قال الترمذي: حسن، ورواه ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا. قلت: ورواه ابن عون عند الطبري ووصلها من وجه آخر عنه، وله شاهد من حديث عمر عند أحمد وغيره" (¬1) حديث علي سيأتي الكلام عليه في حرف الجيم فانظر حديث "جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فقال" وحديث عمر أخرجه أحمد (1/ 30 - 31) ومسلم (1763) 983 - عن الشعبي أَنَّ جعفرا لما قدم تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَبَّلَ ما بين عينيه. قال الحافظ: أخرجه سفيان بن عُيينة في "جامعه عن الأجلح عن الشعبي" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي - صلى الله عليه وسلم -" 984 - عن أبي هريرة أنّ خنساء بنت خذام زَوّجَهَا أبوها وهي كارهة، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فَرَدّ نكاحها. قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والطبراني من طريق هُشيم عن عمر بن أبي سلمة عن ¬

_ (¬1) 8/ 354 - 355 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد) (¬2) 13/ 299 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

أبيه عن أبي هريرة. قال الدارقطني: رواه أبو عَوَانة عن عمر مرسلا لم يذكر أبا هريرة" (¬1) يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه: - فرواه عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه واختلف عنه: • فقال أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أنّ خنساء بنت خذام زوجها أبوها وقد كانت ملكت أمرها، وأنّها كرهت ذلك الرجل، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إنّ أبي زوجني رجلا ولست أريده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أمرك بيدك" فخطبها أبو لُبابة فتزوجها، فولدت السائب بن أبي لبابة. أخرجه سعيد بن منصور (567) • ورواه هُشيم عن عمر بن أبي سلمة واختلف عنه: فقال أبو يعقوب إسحاق بن يونس الأفطس أخو أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي: ثنا هشيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة: فذكر الحديث، وفيه: وكانت ثيبا. أخرجه الدارقطني (3/ 232) وابن منده في "الصحابة" (الإصابة 12/ 224) وأبو نعيم في "الصحابة" (7616) وتابعه أخوه عبد الرحمن بن يونس ثنا هشيم به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 252) وأبو نعيم في "الصحابة" (2558) وقال سعيد بن منصور (566): ثنا هشيم أنا عمر بن أبي سلمة ثنا أبو سلمة به مرسلا. وتابعه شجاع بن مخلد الفلاس ثنا هشيم به. أخرجه الدارقطني (3/ 231) وقال في "العلل" (9/ 275): وهو الصحيح من قول هشيم" (¬2) قلت: وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه. • وقيل: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن خنساء بنت خذام. ¬

_ (¬1) 11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة) (¬2) وقال البيهقي: والمرسل أصح" السنن 7/ 120

قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 268) وقال: والحديث لها وهو الصحيح" - ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة واختلف عنه: • فقال شيبان بن عبد الرحمن التميمي: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه البيهقي (7/ 120) من طريق ابن أبي عاصم ثنا دُحيم ثنا الوليد بن مسلم ثنا شيبان به. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث الوليد بن مسلم هذا، فقال: لا يوصلون هذا الحديث، يقولون: أبو سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، والمرسل أشبه" العلل 1/ 414 • وقال أيوب السَّخْييَاني: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرسلا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5388) وابن عدي (3/ 1061) والدارقطني (3/ 235) من طريق مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن زيد بن حِبَّان عن أيوب به. وزيد بن حبان الرقي مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. - ورواه عبد العزيز بن رُفَيْع المكي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا، منهم: 1 - إسرائيل بن يونس. أخرجه عبد الرزاق (10303) 2 - أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي. أخرجه سعيد بن منصور (568) وابن أبي شيبة (4/ 133) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 67) 3 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 133)

4 - سفيان الثوري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5379) • وقال مُحَمَّدْ بن شجاع بن نبهان: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة عن أبيه. قاله الدارقطني في "لعلل" (4/ 268) ومحمد بن شجاع قال البخاري وأبو حاتم: سكتوا عنه. • ورواه شعبة عن عبد العزيز بن رفيع واختلف عنه: فقال عبد الصمد بن عبد الوارث البصري: ثنا شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة مرسلا. أخرجه البيهقي (7/ 120) وقال: هذا هو الصحيح مرسل عن أبي سلمة" وقال مسلم بن إبراهيم البصري: عن شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 268) • وقال أبو حنيفة: عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد عن ابن عباس. أخرجه البيهقي (7/ 120) ورواية من رواه عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة أصح. - وقال أبو الزبير المكي: عن رجل صالح من أهل المدينة عن أبي سلمة مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (10304) عن ابن جُريج أني أبو الزبير به. 985 - عن ابن عباس أَنَّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إذا أكلت من هذا اللحم انتشرت وإني حَرَّمت عليّ اللحم، فنزلت (¬1). قال الحافظ: وفي الترمذي محسنا من حديث ابن عباس: فذكره، وروى ابن أبي ¬

_ (¬1) يعني قوله- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}

حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أنها نزلت في ناس قالوا: نترك شهوات الدنيا ونسيح في الأرض، الحديث" (¬1) أخرجه الترمذي (3054) والطبري في "تفسيره" (7/ 11) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6687) وابن عدي (5/ 1817) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 117) من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا عثمان بن سعد الكاتب عن عكرمة عن ابن عباس أَنَّ رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء، وأخذتني شهوتي، فَحَرّمت عليّ اللحم. فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا}. تابعه أبو حفص عمرو بن علي الفلاس عن عثمان بن سعد به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11981) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلا، ليس فيه عن ابن عباس" قلت: وعثمان بن سعد قال ابن معين وغيره: ضعيف. وأخرج الطبري (7/ 10) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية عن علي عن ابن عباس، قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المَائدة: 87] قال: هم رهط من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: نقطع مذاكيرنا، ونترك شهوات الدنيا، ونسيح في الأرض كما تفعل الرهبان، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إليهم، فذكر ذلك لهم، فقالوا: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأنكح النساء، فمن أخذ بسنتي فهو مني، ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني" علي هو ابن أبي طلحة قال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير، ومعاوية هو ابن صالح الحضرمي وثقه أحمد وغيره، وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والمثنى لم أقف له على ترجمة. ¬

_ (¬1) 9/ 345 (كتاب التفسير: سورة المائدة - باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المَائدة: 87])

986 - عن أبي سعيد الخدري أَنَّ رجلا أصاب امرأته في دبرها، فأنكر الناس ذلك عليه، وقالوا: أَثْفَرَهَا، فأنزل الله - عَزَّ وَجَلَّ - هذه الآية (¬1). قال الحافظ: أخرج أبو يعلى وابن مردويه وابن جرير والطحاوي من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: فذكره، وعلقه النسائي عن هشام بن سعد عن زيد" (¬2) يرويه عبد الله بن نافع الصائغ عن هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار واختلف عنه: - فقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6118) وفي "شرح المعاني" (403) ويعقوب بن حميد مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره. وتابعه الحارث بن سريج النقال ثنا عبد الله بن نافع به. أخرجه أبو يعلى (1103) والحارث بن سريج مختلف فيه كذلك، وثقه ابن حبان، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. - ورواه يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 395) وهذا أصح، ويونس بن عبد الأعلى ثقة حافظ. وعبد الله بن نافع وثقه ابن معين وغيره، وتكلم غير واحد في حفظه. وهشام بن سعد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وزيد وعطاء ثقتان. 987 - حديث عمران بن حصين أَنَّ رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم، فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجزأهم أثلاثا ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة" ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223] (¬2) 6/ 256 (كتاب التفسير: سورة البقرة باب {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223])

قال الحافظ: واحتج من أبطل الاستسعاء بحديث عمران بن حصين عند مسلم (1668): فذكره" (¬1) 988 - عن التَّلِب أَنَّ رجلا أعتق نصيبه من مملوك فلم يضمنه النبي - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: روى أبو داود من طريق مِلْقام بن التلب عن أبيه: فذكره، وإسناده حسن" (¬2) أخرجه أبو داود (3948) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1206) والنسائي في "الكبرى" (4969) والطبراني في "الكبير" (1300) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1295) وابن حزم في "المحلى" (10/ 212) والبيهقي (10/ 284) من طرق عن مُحَمَّدْ بن جعفر غُنْدَر ثنا شعبة عن خالد الحَذَّاء عن أبي بشر العنبري عن ابن التلب عن أبيه به. قال ابن حزم: وهذا عن ابن التلب وهو مجهول" قلت: اسمه مِلْقام، ويقال: هِلْقام، قال الحافظ في "التقريب": مستور. والباقون كلهم ثقات، وأبو بشر اسمه الوليد بن مسلم بن شهاب. 989 - عن ابن عباس أَنَّ رجلا أَقَرَّ بأنّه زنى بامرأة فجلده النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة، ثم سأل المرأة فقالت: كذب، فجلده حد الفرية ثمانين. قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والنسائي من طريق سعيد بن المسيب عن ابن عباس: فذكره، وقد سكت عليه أبو داود وصححه الحاكم واستنكره النسائي" (¬3) ضعيف أخرجه أبو داود (4467) والنسائي في "الكبرى" (7348) وأبو يعلى (2649) والطبراني في "الكبير" (10701) والحاكم (4/ 370) والبيهقي (8/ 228) والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 415 - 416) من طرق عن هشام بن يوسف عن القاسم بن فَيّاض الأبْنَاوي عن خلاد بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب أنّه سمع ابن عباس يقول: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس يوم الجمعة، أتاه رجل من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة يتخطى الناس حتى اقترب إليه فقال: يا رسول الله، أقم عليّ الحد. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "اجلس"، فجلس ثم قام الثانية، فقال "اجلس" ثم قام في الثالثة فقال مثل ذلك. فقال "وما ¬

_ (¬1) 6/ 85 (كتاب العتق - باب إذا أعتق نصيبا في عبد) (¬2) 6/ 85 (كتاب العتق - باب إذا أعتق نصيبا في عبد) (¬3) 15/ 153 (كتاب الحدود - باب الاعتراف بالزنا)

حدّك؟ " قال: أتيت امرأة حراماً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجال من أصحابه فيهم عليّ بن أبي طالب، والعباس، وزيد بن حارثة، وعثمان بن عفان "انطلقوا به فاجلدوه مائة جلدة" ولم يكن الليثي تزوج. قيل: يا رسول الله، ألا تجلد التي خبث بها؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ائتوني به مجلودا" فلما أتي به، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "من صاحبتك؟ " قال: فلانة - امرأة من بني بكر - فدعا بها فسألها عن ذلك فقالت: كذب، والله ما أعرفه، وإني مما قال لبريئة، الله على ما أقول من الشاهدين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "من شهد على أنك خبثت بها؟ فإنّها تنكر، فإنْ كان لك شهداء جلدتها حداً, وإلا جلدناك حَدّ الفرية" فقال: يا رسول الله ما لي شهداء. فأمر به فجلد حد الفرية ثمانين جلدة. قال ابن المديني: إسناده مجهول" التهذيب 8/ 330 وقال النسائي: حديث منكر" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: القاسم ضعيف" قلت: ضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن المديني: لم يَرو عنه غير هشام، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، ووثقه أبو داود، واختلف فيه قول ابن حبان. 990 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه أنَّ رجلا جاء إلى النجاشي فقال له: أسلفني ألف دينار إلى أجل، فقال: من الحميل بك؟ قال: الله. فأعطاه الألف، فضرب بها الرجل، أي سافر بها في تجارة، فلما بلغ الأجل أراد الخروج إليه فحبسته الريح فعمل تابوتا. قال الحافظ: رأيت في "مسند الصحابة الذين نزلوا مصر" لمحمد بن الربيع الجيزي بإسناد له فيه مجهول عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه: فذكره" (¬1) 991 - عن جابر أَنَّ رجلا زوج ابنته وهي بكر من غير أمرها، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فَفَرَّق بينهما. قال الحافظ: أخرج النسائي من طريق الأوزاعي عن عطاء عن جابر: فذكره، وهذا سند ظاهره الصحة ولكن له علة، أخرجه النسائي من وجه آخر عن الأوزاعي فأدخل بينه وبين عطاء إبراهيم بن مرة وفيه مقال، وأرسله فلم يذكر في إسناده جابرا" (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 376 (كتاب الإجارة - باب الكفالة في القرض) (¬2) 11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)

يرويه الأوزاعي واختلف عنه: - فقال الحكم بن موسى القنطري: ثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن عطاء عن جابر به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5384) والدارقطني (3/ 233) وابن حزم في "المحلى" (11/ 40) والبيهقي (7/ 117) من طرق عن الحكم بن موسى به. قال الدارقطني: قول شعيب وهم، والصحيح مرسل" وقال البيهقي: هذا وهم، والصواب عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. ثم قال: أنا الحاكم قال: سمعت أبا علي الحافظ النيسابوري وسئل عن حديث شعيب بن إسحاق هذا، فقال: لم يسمعه الأوزاعي من عطاء، والحديث في الأصل مرسل لعطاء، إنما رواه الثقات عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء مرسلا" - وقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح مرسلا. أخرجه الدارقطني (3/ 234) - وقال غير واحد: عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء مرسلا، منهم: 1 - عبد الله بن المبارك. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 329) والدارقطني (3/ 233) 2 - عيسى بن يونس. أخرجه الدارقطني (3/ 233) 3 - أبو حفص عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5385) وإبراهيم بن مرة وثقه ابن حبان وقال النسائي: ليس به بأس، وضعفه الهيثم بن خارجة والوليد بن مسلم. 992 - حديث أنس أَنَّ رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: متى تقوم الساعة؟ قال الحافظ: ويؤيد سياق مسلم حديث أنس عنده (2953): فذكره.

وقال: في حديث أنس عند مسلم: وعنده غلام من الأنصار يقال له: مُحَمَّدْ، وله في رواية أخرى: وعنده غلام من أزد شنوءة، وفي أخرى له "غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني، وفي رواية له: من أترابي" (¬1) 993 - حديث أبي سعيد أَنَّ رجلا سلّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فردّ عليه إشارة" قال الحافظ: وردت أحاديث جيدة أنّه - صلى الله عليه وسلم - رَدّ السلام وهو يصلي إشارة، منها حديث أبي سعيد: فذكره، ومن حديث ابن مسعود نحوه" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث ابن مسعود ومن حديث صهيب ومن حديث ابن عمر ومن حديث عمار بن باسر فأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 454) عن علي بن عبد الرحمن المخزومي المصري والطبراني في "الأوسط" (8626) عن مطلب بن شعيب الأزدي قالا: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد ثني مُحَمَّدْ بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد أنّ رجلا سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فردّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إشارة، فلما سلم قال "كنا نردّ السلام في الصلاة، فنهينا عن ذلك" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا الليث" قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه كلهم ثقات، وعبد الله بن صالح المصري مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وعلي بن عبد الرحمن ومطلب بن شعيب صدوقان. وأما حديث ابن مسعود فيرويه مُحَمَّدْ بن سيرين واختلف عنه: - فرواه هشام بن حسان عن ابن سيرين واختلف عنه: • فقال عبد الله بن رجاء المكي: عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن ابن مسعود قال: مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمت عليه، فأشار إليّ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9783) و"الأوسط" (5914) و"الصغير" (842) عن ¬

_ (¬1) 14/ 150 (كتاب الرقاق - باب سكرات الموت) (¬2) 13/ 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

أبي جعفر مُحَمَّدْ بن مُحَمَّدْ التمار البصري ثنا محمد بن الصلت أبو يعلى التَّوَّزي ثنا عبد الله بن رجاء به. وأخرجه البيهقي (2/ 260) من طريق أبي جعفر مُحَمَّدْ بن غالب التمتام ثنا أبو يعلى التوزي به. ولفظه: لما قدمت من الحبشة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمت عليه، فأومأ برأسه. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هريرة عن ابن مسعود إلا ابن سيرين، ولا عن ابن سيرين إلا هشام، ولا عن هشام إلا عبد الله بن رجاء، تفرد به أبو يعلى التوزي" وقال البيهقي: تفرد به أبو يعلى التوزي" قلت: وثقه ابن حبان والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات. • وقال مكي بن إبراهيم البلخي: ثنا هشام عن ابن سيرين قال: أنبئت أنّ ابن مسعود قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدمت عليه من الحبشة أسلم عليه، فوجدته قائما يصلي، فسلمت عليه، فأومأ برأسه. أخرجه البيهقي (2/ 260) من طريق إسماعيل بن مُحَمَّدْ بن أبي كثير البلخي ثنا مكي به. وقال: هذا هو المحفوظ مرسل" قلت: ورواته ثقات. - ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 74) عن وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال: لما قدم عبد الله من الحبشة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلّم عليه، فأومأ وأشار برأسه. رواته ثقات. وتابعه عاصم بن سليمان الأحول عن ابن سيرين أنّ ابن مسعود سلّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فقال برأسه، يعني الرد. أخرجه البيهقي (2/ 260) من طريق أبي العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الحميد ثنا مُحَمَّدْ بن بشر ثني مِسْعَر عن عاصم به. وأحمد بن عبد الحميد هو ابن خالد الحارثي وهو صدوق كما في "سير الأعلام" (12/ 508) والباقون ثقات، ومحمد بن بشر هو العبدي، ومسعر هو ابن كِدَام.

وأما حديث صهيب فأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (60) وأحمد (4/ 332) والدارمي (1368) وأبو داود (925) والترمذي (367) والنسائي (3/ 6) وفي "الكبرى" (1109) وابن الجارود (216) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 454) والهيثم بن كليب (984) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 18) وابن حبان (2259) والطبراني في "الكبير" (7293) وأبو نعيم في "الصحابة" (3806) والبيهقي (2/ 258) وفي "الشعب" (8683) والجورقاني في "الأباطيل" (416) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (427) والمزي (29/ 250) من طرق عن الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نابل صاحب العباء عن ابن عمر عن صهيب قال: مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمت عليه، فردّ عليّ إشارة. قال الليث: لا أعلم إلا أنّه قال: إشارة بأُصْبُعِهِ. ورواه بكر بن بكار في "جزئه" (42) عن الليث به. ومن طريقه أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 377 - 378) قال الترمذي: حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الليث عن بكير" (¬1) قلت: وهما ثقتان، ونابل مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وقال البرقاني: قلت للدارقطني: نابل صاحب العباء عن ابن عمر هو ثقة؟ فأشار أن لا. وقال النسائي: ليس بالمشهور، وقال في موضع آخر: ثقة. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد بني عمرو بن عوف مسجد قباء يصلي فيه، فدخلت عليه رجال الأنصار يسلمون عليه، ودخل معه صهيب، فسألت صهيبا: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا سلم عليه؟ قال: يشير بيده. أخرجه عبد الرزاق (3597) والشافعي في "السنن المأثورة" (63) والحميدي (148) وابن أبي شيبة (2/ 74 و 14/ 281) وأحمد (1012) عن سفيان بن عُيينة عن زيد بن أسلم به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7291) وابن المنذر في "الأوسط" (1591) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) وقال الجورقاني: هذا حديث حسن"

وأخرجه البيهقي (2/ 259) وفي "الشعب" (8682) من طريق إبراهيم بن صالح الشيرازي ثنا الحميدي به. وأخرجه الحاكم (¬1) (3/ 12) من طريق بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (286) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الدارمي (1369) وابن ماجه (1017) والنسائي (3/ 6) وأبو يعلى (5638 و 5643) وابن خزيمة (888) وابن حبان (2258) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 36) من طرق عن سفيان به. قال عبد الجبار بن العلاء العطار: قال سفيان: قلت لزيد: سمعت هذا من ابن عمر؟ قال: نعم" صحيح ابن خزيمة 2/ 49 وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 2/ 477 قلت: وإسناده صحيح. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه رَوح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7292) من طريقين عن يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه نافع قال: سمعت ابن عمر يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء يصلي فيه، فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي، فقلت لبلال: كيف رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يردّ عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول (¬2) هكذا، وبسط كفه، وجعل بطنه أسفل، وجعل ظهره إلى فوق. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (439) وأحمد (6/ 12) وأبو داود (927) والترمذي (368) وابن الجارود (215) والروياني (738 و 756) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير 780) والطحاوي (1/ 453 - 454 و 454) والطبراني في "الكبير" (1027) والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (56) والبيهقي (2/ 259 و 259 - 260) وفي "الصغرى" (893) والبغوي في "شرح السنة" (725) من طريق هشام بن سعد المدني ثنا نافع به. ¬

_ (¬1) وقال: صحيح على شرط الشيخين" (¬2) وفي لفظ "كان يشير بيده"

قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: هشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث عمار فيرويه مُحَمَّدْ بن علي ابن الحنفية واختلف عنه: - فقال حماد بن سلمة: عن أبي الزبير عن ابن الحنفية عن عمار قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمت عليه، فردّ عليّ السلام. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 75) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا حماد به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 249) عن مُحَمَّدْ بن غالب بن حرب التمار ثنا عفان به. ورواته ثقات إلا أنّ أبا الزبير واسمه مُحَمَّدْ بن مسلم المكي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من ابن الحنفية. - وقال ابن جُريج: أني مُحَمَّدْ بن علي ابن الحنفية أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سلّم عليه عمار والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فردّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -. مرسل أخرجه عبد الرزاق (3587) - ورواه جرير بن حازم البصري واختلف عنه: • فقال وهب بن جرير بن حازم: ثنا أبي عن قيس بن سعد عن عطاء عن مُحَمَّدْ بن علي عن عمار أنّه سلّم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فردّ عليه. أخرجه النسائي (3/ 6) وفي "الكبرى" (541 و 1111) عن مُحَمَّدْ بن بشار ثنا وهب بن جرير به. ورواته ثقات، وعطاء هو ابن أبي رباح. • وقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل البصري: سمعت جرير بن حازم قال: سمعت قيس بن سعد يحدث عن عطاء عن مُحَمَّدْ بن علي أنّ عمار بن ياسر مرّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلم عليه، فأشار إليه. مرسل. أخرجه ابن قانع (2/ 249 - 250)

994 - عن سَمُرة بن جُندب أَنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، رأيت كأنّ دلواً دُلِّي من السماء، فجاء أبو بكر فأخذ بِعَرَاقِيْهَا فشرب شربا ضعيفا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عليّ فأخذ بعراقيها فانْتَشَطَتْ وانْتُضِح عليه منها شيء. قال الحافظ: أخرج أحمد وأبو داود واختاره الضياء من طريق أشعث بن عبد الرحمن الجَرْمِي عن أبيه عن سمرة بن جندب قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 69 و 12/ 31) وأحمد (5/ 21) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 269) وأبو داود (4637) والروياني (863) والطبراني في "الكبير" (6965) والمزي (18/ 28) من طرق عن حماد بن سلمة أنا الأشعث بن عبد الرحمن الجَرْمي عن أبيه عن سمرة بن جندب به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 180 قلت: أشعث وأبوه وثقهما ابن معين، لكن عبد الرحمن لم يذكر سماعا من سمرة فلا أدري أسمع منه أم لا. 995 - عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ أَنَّ رجلاً من الأنصار تزوج خنساء بنت خذام فقتل عنها يوم أُحد، فأنكحها أبوها رجلا، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنّ أبي أنكحني، وإنّ عمّ ولدي أحبّ إليّ" قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق عن مَعْمَر عن سعيد بن عبد الرحمن الجَحْشِي عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (10309) عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ أنّ رجلا من الأنصار يقال له: أنيس بن قتادة زوج خنساء بنت خذام، فقتل عنها يوم أحد، فأنكحها أبوها رجلا، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أبي أنكحني رجلا وإنّ عمّ ولدي أحبّ إليّ منه، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها إليها. رواه أحمد بن حميد العبدي عن معمر فلم يذكر أبا بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزم. أخرجه ابن سعد (8/ 456 - 457) والأول أصح، وسعيد صدوق، ومعمر وأبو بكر ثقتان. ¬

_ (¬1) 16/ 72 (كتاب التعبير - باب نزع الماء من البئر) (¬2) 11/ 100 - 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)

996 - عن أنس أَنَّ رجلا من كلاب سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عَسْب الفحل فنهاه، فقال: يا رسول الله، إنا نطرق الفحل فنكرم، فرخص له في الكرامة. قال الحافظ: وللترمذي من حديث أنس: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الترمذي (1274) والبيهقي (5/ 339) عن عبدة بن عبد الله الخزاعي الصفار البصري والنسائي (7/ 273) وفي "الكبرى" (6268) عن عصمة بن الفضل النيسابوري قالا: ثنا يحيى بن آدم عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي ثنا هشام بن عروة عن مُحَمَّدْ بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أنس به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن حميد عن هشام بن عروة" قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، ومحمد بن إبراهيم سمع من أنس (المراسيل ص 188) 997 - عن رجل من بني عذرة أَنَّ رجلا منهم أعتق مملوكا له عند موته وليس له مال غيره فأعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلثه وأمره أنْ يسعى في الثلثين. قال الحافظ: وقد أخرج عبد الرزاق بإسناد رجاله ثقات عن أبي قلابة عن رجل من بني عذرة به" (¬2) يرويه خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه: - فقال مَعْمَر بن راشد: عن خالد الحذاء عن أبي قلابة قال: أعتق رجل عبدا له، ليس له مال غيره عند موته، فأعتق النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلثه، واستسعاه في الثلثين. أخرجه عبد الرزاق (16718) عن معمر به. وهذا مرسل رواته ثقات. ¬

_ (¬1) 5/ 368 (كتاب الإجارة - باب عسب الفحل) (¬2) 6/ 85 (كتاب العتق - باب إذا أعتق نصيبا في عبد)

ولم ينفرد معمر به بل تابعه ابن المبارك عن خالد عن أبي قلابة أنّ رجلا من بني عذرة أعتق عبده أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 11/ 170) عن هناد بن السري عن ابن المبارك به. وهذا مرسل أيضا رواته ثقات. - ورواه هُشيم عن خالد الحذاء واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن هشيم أني خالد عن أبي قلابة عن رجل من عذرة أنّ رجلا منهم أعتق غلاما له عند موته ولم يكن له مال غيره، فرفع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتق منه الثلث، واستسعى في الثلثين. أخرجه عبد الرزاق (16719) وسعيد بن منصور (407) عن هشيم به. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (11/ 170) عن عثمان بن أبي شيبة عن هشيم به. • وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: أنبا هشيم عن خالد عن أبي قلابة عن رجل من بني عذرة منهم أعتق مملوكا له عند موته وليس له مال غيره أخرجه البيهقي (10/ 283) 998 - حديث حذيفة أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه مَلَكٌ فبشره أنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" قال الحافظ: وللحاكم من حديث حذيفة: فذكره" (¬1) صحيح وله عن حذيفة طرق: الأول: يرويه المنهال بن عمرو الكوفي عن زِر بن حُبيش عن حذيفة قال: سألتني أمي: منذ متى عهدك بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت لها: منذ كذا وكذا، فنالت مني وسبتني، فقلت لها: دعيني فإني آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصلّي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلّيت معه المغرب، فصلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء ثم انفتل، فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب، فاتبعته، فسمع صوتي، فقال "من هذا؟ " فقلت: حذيفة، قال ¬

_ (¬1) 7/ 282 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ})

"ما لك" فحدثته بالأمر، فقال "غفر الله لك ولأمك" ثم قال "أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ " قلت: بلى، قال "فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربّه أنْ يسلم عليّ ويبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 96 و 127) وفي "مسنده" (المطالب 3949) وأحمد (5/ 391 - 392) والترمذي (3781) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 73) والنسائي في "الكبرى" (380 و 381 و 8298 و 8365) وابن خزيمة (1194) وابن الأعرابي (388) وابن حبان (6960) والطبراني في "الكبير" (2607) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (1406) والحاكم (3/ 151 و 381) وأبو نعيم (¬1) في "الحلية" (4/ 190) وفي "الصحابة" (7327 و 7905) والخطيب في "التاريخ" (6/ 372 - 373) وابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي والحسين بن علي وحذيفة بن اليمان) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن ميسرة بن حبيب النَّهْدي عن المنهال بن عمرو به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل" وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: صحيح" قلت: وهو كما قال، واختلف فيه على ميسرة بن حبيب، فراه قيس بن الربيع عنه عن عدي بن ثابت عن زر عن حذيفة. فقال فيه عن عدي بن ثابت مكان المنهال بن عمرو. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2606 و 22/ 402 - 403) والأول أصح، وقيس بن الربيع ضعفه الأكثرون. ولم ينفرد ميسرة بن حبيب به بل تابعه أبو مري الأنصاري عن المنهال بن عمرو به. أخرجه الحاكم (3/ 151) من طريق الحسن بن الحسين العُرَني ثنا أبو مري به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: الحسن بن الحسين العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، وقال ابن عدي: لا يشبه حديثه حديث الثقات. وأبو مري الأنصاري لم أر من ذكره. ولم ينفرد المنهال بن عمرو به بل تابعه عاصم بن بَهْدَلة عن زر عن حذيفة قال: رأينا ¬

_ (¬1) وقال: تفرد به ميسرة عن المنهال عن زر"

في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السرور يوما من الأيام، فقلنا: يا رسول الله، لقد رأينا في وجهك تباشير السرور، قال "وكيف لا أُسَرْ وقد أتاني جبريل -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- فبشرني أنّ حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما أفضل منهما" أخرجه الطبراني في "الكبير" (2608) وابن شاهين في "الأفراد" (89) والخطيب في "التاريخ" (10/ 230 - 231) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 752) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن عامر الكوفي) من طريق الهيثم بن خارجة المروذي ثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن عامر الهاشمي عن عاصم به. قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن عامر الهاشمي (¬1) ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي عاصم بن بهدلة خلاف" المجمع 9/ 183 الثاني: يرويه ابن أبي السَّفر عن الشعبي عن حذيفة قال: فذكر نحوه إلا أنّه ذكر أنّه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وسمى الملك جبريل، ولم يذكر فاطمة. أخرجه أحمد (5/ 392) عن أسود بن عامر الشامي ثنا إسرائيل عن ابن أبي السفر به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي) وأخرجه ابن سعد (ترجمة الحسن بن علي 204) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين ثنا إسرائيل به مختصرا. وإسناده صحيح إنْ كان الشعبي سمع من حذيفة فإني لم أر من صرّح بذلك، وابن أبي السفر اسمه عبد الله. الثالث: يرويه سالم بن أبي الجَعْد عن قيس بن أبي حازم عن حذيفة قال: بتُّ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت عنده شخصا، فقال لي "يا حذيفة هل رأيت؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "هذا ملك لم يهبط إليّ منذ بعثت، أتاني الليلة فبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (2609) و"الأوسط" (6282) وابن عدي (5/ 2005) وابن عسكر (ترجمة الحسن بن علي) من طريق أبي مُحَمَّدْ عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي عن أبي عمرو الأشجعي عن سالم به. ¬

_ (¬1) قلت: ذكر الخطيب وابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره أيضا أبو أحمد الحاكم والدولابي كلاهما في "الكنى" وترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: لا يُدرى من هو.

قال الهيثمي: وفيه أبو عمرو الأشجعي ولم أعرفه أو أبو عمرة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 183 وللحديث شاهد عن أبي هريرة رفعه "إنّ ملكا من السماء لم يكن رآني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أو فأخبرني أنّ فاطمة ابنتي سيدة نساء أمتي، وإنّ حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 232) والنسائي في "خصائص علي" (130) والطبراني في "الكبير" (2604 و 22/ 403) والمزي (26/ 391) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 72) من طريق أبي جعفر مُحَمَّدْ بن مروان الذهلي ثنا أبو حازم عن أبي هريرة به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير مُحَمَّدْ بن مروان الذهلي ووثقه ابن حبان" المجمع 9/ 201 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف. 999 - عن رافع بن خَديج أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى المؤلفة قلوبهم من سيي حنين مائة مائة من الإبل، فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة، وأعطى صفوان بن أمية مائة، وأعطى عُيينة بن حصن مائة، وأعطى مالك بن عوف مائة، وأعطى الأقرع بن حابس مائة، وأعطى علقمة بن علاثة مائة، وأعطى العباس بن مرداس دون المائة فأنشأ يقول: أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع قال: فأكمل له المائة. قال الحافظ: أخرجه أحمد ومسلم (1060) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 178 - 179) من طريق عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن رافع بن خديج: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 9/ 116 - 117 (كتاب المغازى - باب غزوة الطائف)

1000 - عن أبي وَجْزَة يزيد بن عبيد السعدي أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى من سبي هوازن عليّ بن أبي طالب جارية يقال لها: رَيطة بنت حَيان بن عمير، وأعطى عثمان جارية يقال لها: زينب بنت خناس، وأعطى عمر قلابة فوهبها لابنه" قال الحافظ: وفي "المغازي" لابن إسحاق قال: حدثني أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 490) قال: حدثني أبو وَجْزَة يزيد بن عبيد السعدي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى عليّ بن أبي طالب جارية يقال لها: رَيطة بنت هلال بن حَيَّان بن عُميرة بن هلال بن ناصرة بن قُصَيَّة بن نصر بن سعد بن بكر، وأعطى عثمان بن عفان جارية يقال لها: زينب بنت حيَّان بن عمرو بن حيَّان، وأعطى عمر بن الخطاب جارية، فوهبها لعبد الله بن عمر ابنه. وأخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 87 - 88) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 196) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. 1001 - عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر، فلما شق عليه وضع عنه الوضوء إلا من حدث" قال الحافظ: رواه أحمد وأبو داود من طريق عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنْ أسماء بنت زيد بن الخطاب حدثت أباه عبد الله بن عمر عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري: فذكره" (¬2) حسن أخرجه أحمد (5/ 225) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 68) والبزار (3382) والطبري في "تفسيره" (6/ 113) وابن خزيمة (15) والحاكم (1/ 155 - 156) عن إبراهيم بن سعد الزهري ¬

_ (¬1) 9/ 97 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]) (¬2) 1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المَائدة: 6])

والدارمي (663) وأبو داود (48) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2247) وابن خزيمة (15 و 138) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 42 - 43) والبيهقي (1/ 37 - 38) والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 438) عن أحمد بن خالد الوَهْبي ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 263) والبيهقي (1/ 37 - 38) عن سعيد بن يحيى اللخمي والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 68 - 69) والحازمي في "الاعتبار" (ص 55) عن يونس بن بكير الشيباني كلهم عن مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني ثني مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان الأنصاري المازني عن عبيد الله (¬1) بن عبد الله بن عمر قال: قلت له: أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة، طاهرا كان أو غير طاهر، عَمّ هو؟ فقال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أنّ عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر بن الغسيل حدثها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُمر بالوضوء عند كل صلاة، طاهرا كان أو غير طاهر، فلما شقّ ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُمر بالسواك عند كل صلاة، ووضع عنه الوضوء إلا من حدث. قال: فكان عبد الله يرى أنّ به قوة على ذلك كان يفعله حتى مات. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم" وقال الحازمي: وهو حديث حسن على شرط أبي داود" وقال ابن كثير: إسناده صحيح، وقد صرّح ابن إسحاق فيه بالتحديث والسماع من مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان فزال محذور التدليس، لكن قال الحافظ ابن عساكر (¬2): رواه سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد عن ابن إسحاق عن مُحَمَّدْ بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان به" التفسير 2/ 22 قلت: حديث سلمة بن الفضل وهو الأبرش أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 113) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل به. وسلمة بن الفضل مختلف فيه، ومحمد بن حميد الرازي ضعيف. ¬

_ (¬1) سماه إبراهيم بن سعد وسعيد بن يحيى "عبيد الله" وسماه أحمد بن خالد ويونس بن بكير "عبد الله". (¬2) وقاله المزي فى "تهذيب الكمال" (14/ 438) وفي "تحفة الأشراف" (4/ 315)

وأما حديث علي بن مجاهد فلم أقف عليه الآن، وعلي بن مجاهد مختلف فيه كذلك ومنهم من كذبه، وقال يحص بن الضريس: لم يسمع من ابن إسحاق. وحديث إبراهيم بن سعد ومن تابعه أصح. وهو كما قال الحازمي حسن، فابن إسحاق صدوق، ومحمد بن يحيى بن حبان وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وعبيد الله بن عبد الله وثقه أبو زرعة وغيره، ء وأسماء بنت زيد بن الخطاب ذكرها ابن حبان وابن منده في الصحابة، وقال الذهبي في "الكاشف": لها رؤية. وعبد الله بن حنظلة ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في "الاستيعاب"، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهِو ابن سبع سنين، قاله إبراهيم بن المنذر. وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة" فيمن صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه. وقال الذهبي: من صغار الصحابة، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالييت على ناقة. إسناده حسن" سير الأعلام 3/ 321 - 322 وقال المزي: له رؤية" وقال الحافظ في "التهذيب": له صحبة" وقال في "الإصابة": وقد حفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه" وخالف في ذلك إبراهيم الحربي فقال: ليست له صحبة" وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": أحاديثه عندي مرسلة" قلت: إذا لم يصح سماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فحديثه حينئذ يكون مرسل صحابي" وهو حجة عند جمهور المحدثين. 1002 - حديث جابر أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة ولواءه أبيض" ذكر الحافظ أنّه عند الترمذي من حديث جابر (¬1). أخرجه أبو داود (2592) والترمذي (1679) والنسائي (5/ 158) وفي "الكبرى" (3849) وابن ماجه (2817) والحاكم (2/ 104) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 172) من ¬

_ (¬1) 6/ 467 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في لواء النبي - صلى الله عليه وسلم -)

طرق عن يحيى بن أيى آدم الكوفي عن شَريك عن عمار الدُّهْني عن أبي الزبير عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة (¬1) ولواءه أبيض. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (¬2) وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديت يحيى بن آدم عن شريك، وسألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك وقال: حدثنا غير واحد عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عر جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة وعليه عمامة سوداء. قال مُحَمَّدْ: والحديث هو هذا" قلت وهو كما قال البخاري رحمه الله فقد أخرجه مسلم (2/ 990) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 258 و 3/ 329) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 67) عن علي بن حكيم الأودي وأحمد (3/ 387) عن أبي سلمه منصور بن سلمة الخزعي وابن سعد (2/ 140) والسائي (8/ 186 - 187) وفي "الكبرى" (9756) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 258 و 3/ 329) عن محمد بن سعيد الأصبهاني وعن معلى بن منصور الرازي وابن عدي (4/ 1329) عن غسان بن ربيع الموصلي والبيهقي في "الدلائل" (5/ 67) عن مُحَمَّدْ بن الصباح البغدادي ¬

_ (¬1) زاد ابن ماجه "يوم الفتح" وزاد ابن عبد البر "يوم فتح مكة وعلى رأسه عمامه سوداء" (¬2) قلت: إنما أخرج مسلم لشريك وهو ابن عبد الله القاضي في المتابعات ولم يحتج به.

كلهم عن شريك (¬1) عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة وعليه عمامة سوداء. ولم ينفرد شريك به بل تابعه غير واحد عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر بهذا اللفظ, منهم: 1 - يحيى بن يحيى التميمي. أخرجه مسلم (1358) 2 - قتيبة بن سعيد الثقفي. أخرجه مسلم (1358) 3 - إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي. أخرجه الدارمي (1945) 4 - سفيان الثوري. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 213) 5 - قيس بن الربيع. أخرجه ابن عدي (6/ 2070) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص116) ولم ينفرد عمار الدهني به بل تابعه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر , منهم: 1 - حماد بن سلمة. أخرجه الطيالسي (ص 241) وابن سعد (2/ 140) وابن أبي شيبة (8/ 422) و 14/ 493) وأحمد (3/ 363) وأبو داود (4076) وابن ماجه (2822 و 3585) والترمذي (1735) وفي "الشمائل" (107) والنسائي في "الكبرى" (9757) وأبو يعلى (2146) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3439) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 258 و 3/ 329) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 99 - 100) وابن حبان (3722) وفي "الثقات" (9/ 216) والطبراني في "الأوسط" (1894) وابن عدي (2/ 618) وأبو بكر الأبهري في ¬

_ (¬1) رواه محمد بن عمران بن أبي ليلي عن شريك بلفظ "كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1758) والأوسط" (7965) و "الصغير" (1077) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمار إلا شريك, تفرد به محمد بن عمران" قلت: وثقه ابن حبان ومسلمة بن القاسم، وقال أبو حاتم: صدوق.

"الفوائد" (52) والبيهقي (5/ 177) وفي "الدلائل" (5/ 67 - 68) والبغوي في "شرح السنة" (2007) 2.- معاوية بن عمار الدهني. أخرجه الدارمي (1945) ومسلم (1358) والنسائي (5/ 159 و8/ 186) وفي "الكبرى" (3852 و 9755) وتمام (1347) والبيهقي (5/ 177) وفي "الدلائل" (5/ 67) 3 - حماد ابن أخت حُميد الطويل. أخرجه ابن حبان (5425) 1003 - عن ابن عباس أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردّ ابنته زينب على أبي العاص وكان إسلامها قبل اسلامه بست سنين على النكاح الأول ولم يحدث شيئا" قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق محمد بن إسحاق قاله: حدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس: فذكره، وأخرجه أصحاب السنن إلا النسائي، وقال الترمذي: لا بأس بإسناده. وصححه الحاكم. ووقع في رواية بعضهم "بعد سنتين" وفي أخرى "بعد ثلاث" وهو اختلاف جُمع بينه على أنّ المراد بالست ما بين هجرة زينب وإسلامه، وهو بَيّن في المغازي فإنّه أسر ببدر فأرسلت زينب من مكة في فدائه فأطلق لها بغير فداء، وشرط النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يرسل له زينب فوفّى له بذلك، وإليه الإشارة في الحديث الصحيح بقوله - صلى الله عليه وسلم - في حقه "حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي" والمراد بالسنتين أو الثلاث ما بين نزول قوله تعالى {لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ} [المُمتَحنَة: 10] وقدومه مسلما فإنّ بينهما سنتين وأشهرا" (¬1) حسن أخرجه ابن سعد (8/ 33) وابن أبي شيبة (14/ 176) وأبو داود (2240) وابن ماجه (2009) رالترمذي (1143)، وفي "العلل" (1/ 451) وأبن أبي عاصم في "الآحاد" (556) والطبري في "تاريخه" (2/ 472) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (61) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 256) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 335 - 336) وابن جميع في "معجمه" (ص 70 - 71) والحاكم (2/ 200 و 3/ 237 و 638 - 639) وأبو نعيم في "الصحابة" (5913) والبيهقي (7/ 187) وفي "معرفة السنن" (10/ 143) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 131) من طرق عن مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني (¬2) ثني داود بن الحصين عن ¬

_ (¬1) 11/ 343 (كتاب الطلاق - باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي) (¬2) وتابعه أبراهيم بن مُحَمَّدْ بن أبي يحيى الأسلمي عن داود به.

عكرمة عن ابن عباس أنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردّ ابنته زينب إلى أبي العاص بعد سنتين (¬1) بنكاحها الأول ولم يحدث صداقا (¬2). قال الترمذي: هذا حديث ليس بإسناده بأس، ولكن لا نعرف وجه هذا الحديث، ولعله قد جاء من قبل داود بن حصين من قبل حفظه. وحكى في "العلل" عن البخاري أنّه قال: حديث ابن عباس أصح في هذا الباب من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم" وردّه الذهبي بقوله: قلت: لا" وقال الإِمام أحمد: حديث صحيح" المسند 2/ 208 قلت: رواية داود بن الحصين عن عكرمة فيها مقال، فقال علي بن المديني: ما روى داود عن عكرمة فمنكر الحديث، وقال أيضا: مرسل الشعبي أحبّ إليّ من داود عن عكرمة عن ابن عباس. وقال أبو داود: أحاديثه عن عكرمة مناكير، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة. قلت: مراد ابن المديني وأبي داود بالمنكر عدم وجود المتابع، وهذا لا يقتضي تضعيف الراوي ولا تضعيف روايته، فقد قال الحافظ في "مقدمة الفتح" في ترجمة مُحَمَّدْ بن إبراهيم التيمي عند قول أحمد فيه: يروي أحاديث مناكير. قلت: المنكر أطلقه أحمد وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك وقد احتج به الجماعة. وقال عند ترجمة بريد بن عبد الله: أحمد وغيره يطلقون المناكير على الأفراد المطلقة. وذكر الذهبي في "سير الأعلام" (6/ 106) أنّ عكرمة نزل في بيت داود وتوفي عنده ولذلك روى عنه ما لم يروه غيره. ¬

_ = أخرجه عبد الرزاق (12644) وأبو نعيم في "الصحابة" (5912) وإبراهيم متروك. (¬1) ورواه بعضهم عن ابن إسحاق فقال: بعد ثلاث سنين، وقال بعضهم: بعد ست سنين. (¬2) وفي لفظ "شيئا" وفي لفظ آخر "نكاحا"

وللحديث شواهد مرسلة عن الشعبي وعن قتادة وعن عكرمة بن خالد وعن عمرو بن دينار وعن ابن شهاب الزهري فيتقوى بها. فأما حديث الشعبي فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن نُمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: قدم أبو العاص بن الربيع من الشام وقد أسلمت امرأته زينب مع أبيها وهاجرت ثم أسلم بعد ذلك وما فرق بينهما. أخرجه ابن سعد (8/ 32) ورواته ثقات. الثاني: يرويه هُشيم أنا داود عن الشعبي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردّ ابنته زينب على أبي العاص بن الربيع حيث أسلم بعد إسلام زينب فردها عليه بالنكاح الأول. أخرجه سعيد بن منصور (2107) ورواته ثقات، وداود هو ابن أبي هند. وأما حديث قتادة فأخرجه ابن سعد (8/ 32) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة أنّ زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تحت أبي العاص بن الربيع فهاجرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أسلم زوجها فهاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فردّها عليه، ثم أنزلت سورة براءة بعد ذلك، فإذا أسلمت المرأة قبل زوجها فلا سبيل له عليها إلا بخطبة وإسلامها تطليقة بائنة. رواته ثقات. وأما حديث عكرمة بن خالد فأخرجه عبد الرزاق (12647) عن أيوب عن مَعْمَر عن عكرمة بن خالد أنّ عكرمة بن أبي جهل فرّ يوم الفتح، فكتبت إليه امرأته، فردّته فأسلم، وكانت قد أسلمت قبل ذلك، فأقرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - على نكاحهما. وأما حديث عمرو بن دينار فأخرجه سعيد بن منصور (2108) عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار أنّ زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت قبله وأُسر فجيء به أسيرا في قدّ فأسلم فكانا على نكاحهما. رواته ثقات. وأما حديث ابن شهاب الزهري فأخرجه عبد الرزاق (12649) عن ابن جُريج عن رجل عن ابن شهاب قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: ثم أسلم فكانا على نكاحهما. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

1004 - عن ابن عباس أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل جبريل: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال: أَتمهما وأكملهما" قال الحافظ: وقد صرّح برفعه عكرمة عن ابن عباس: فذكره، أخرجه الحاكمِ. وفي حديث جابر "أوفاهما" أخرجه الطبراني في "الأوسط". وفي حديث أبي سعيد "أَتمهما وأطيبهما عشر سنين" (¬1) روي من حديث ابن عباس ومن حديث عتبة بن النَّدَّر السلمي ومن حديث أبي ذر ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد ومن حديث مُحَمَّدْ بن كعب القرظي مرسلا ومن حديث مجاهد مرسلا ومن حديث يوسف بن تيرح مرسلا. فأما حديث ابن عباس فأخرجه الحميدي (535) وابن أبي عمر في "مسنده" (الإتحاف 7770) عن سفيان بن عُيينة ثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب - وكان من أسناني أو أصغر مني - عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل جبريل: أي الأجلين قضى موسى؟ فقال: أتمها وأكملها" وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 690) عن الحميدي به. ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي (6/ 117) وأخرجه الطبري في "تفسيره" (20/ 68) عن أحمد بن مُحَمَّدْ الطوسي وابن أبي حاتم في "تفسيره" (16865) عن أبيه كلاهما عن الحميدي به. وأخرجه قاسم المطرز في "الفوائد" (108) عن مُحَمَّدْ بن سليمان حبيب المصيصي لُوَين ثنا ابن عيينة به. وأخرجه الحاكم (2/ 407 - 408) من طريق مُحَمَّدْ بن الوليد الفحام عن ابن عيينة به. وقال: هذا حديث صحيح" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إبراهيم لا يعرف" ¬

_ (¬1) 6/ 219 (كتاب الشهادات - باب حدثنا قتيبة بن سعيد)

وقال في "الميزان": خبر منكر والرجل نكرة" وقال ابن كثير: إبراهيم هذا ليس بمعروف" التفسير 3/ 386 واختلف في هذا الحديث على ابن عيينة - فرواه أحمد بن أبان القرشي عن ابن عيينة ثنا إبراهيم بن أَعْيَن عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه البزار (كشف 2245) وأحمد بن أبان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وإبراهيم بن أعين قال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. - ورواه زهير بن حرب عن ابن عيينة عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ولم يذكر إبراهيم. أخرجه أبو يعلى (2408) والأول أصح لأنّ الحميدي من أثبت الناس في ابن عيينة وهو رئيس أصحاب ابن عيينة وهو ثقة إمام كما قال أبو حاتم. ولم ينفرد إبراهيم بن يحيى به بل تابعه: 1 - حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان به. أخرجه الحاكم (2/ 407) والبيهقي (6/ 117) قال الذهبي في "التلخيص": قلت: حفص واه" 2 - موسى بن عبد العزيز القِنْباري. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 397) وموسى مختلف فيه. واختلف فيه على الحكم بن أبان، فرواه سفيان بن وكيع عن ابن عبيدة عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (20/ 68) وسفيان بن وكيع ضعفه أبو حاتم وغيره. وقد صح الحديث عن ابن عباس موقوفا أخرجه البخاري (فتح 6/ 219) والطبري في "تفسيره" (20/ 68) والبيهقي (6/ 117) من طرق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

وأما حديث عتبة بن الندر فسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ موسى آجر نفسه ... " وأما حديث أبي ذر فأخرجه البزار (3964) عن أبي عبيد الله يحيى بن مُحَمَّدْ بن السكن ثنا إسحاق بن إدريس ثنا عوبد بن أبي عمران الجَوْني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال "أوفاهما وأبرهما" قال "وإنْ سئلت أيّ المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما" وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك، ورواه الطبراني في "الصغير" و "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 7/ 88 قلت: لم ينفرد إسحاق بن إدريس به بل تابعه الوليد بن شجاع بن الوليد الكوفي أنبا عوبد به. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (16864) والطبراني في "الصغير" (2/ 19) و "الأوسط" (5426) والواحدي في "الوسيط (3/ 397 - 398) وقال الطبراني: لم يروه عن أبي عمران إلا ابنه، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفي إسناده عوبد بن أبي عمران ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 204 وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 6/ 410 قلت: وهو كما قال لضعف عوبد بن أبي عمران، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث. وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8368) عن موسى بن سهل أبي عمران الجوني ثنا هشام بن عمار ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر عن جابر قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال "أوفاهما" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن عمار" وقال الهيثمي: وفيه شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه، وبقيه رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف" المجمع 8/ 204

قلت: موسى بن سهل ترجمه الخطيب في "التاريخ" (13/ 56 - 57) وأسند عن الدارقطني قال: موسى بن سهل ثقة. وأما حديث أبي هريرة فذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 410) وقال: أخرجه ابن مردويه" وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (6/ 409) من طريق علي بن عاصم الواسطي عن أبي هارون عن أبي سعيد أنّ رجلا سأله: أيّ الأجلين قضى موسى؟ فقال: لا أدري حتى أسال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "لا أدري حتى أسأل جبريل" فقال: لا أدري حتى أسال ميكائيل، فسأل ميكائيل فقال: لا أدري حتى أسال الرفيع، فسأل الرفيع، فقال: لا أدري حتى أسال إسرافيل، فسأل إسرافيل فقال: لا أدري حتى أسال ذا العزة، فنادى إسرافيل بصوته الأشد: يا ذا العزة أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال "أتم الأجلين وأطيبهما عشر سنين" أبو هارون هو عُمارة بن جُوَين العبدي كذبه حماد بن زيد وابن معين والجوزجاني وغيرهم. وأما حديث مُحَمَّدْ بن كعب القرظي فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 533) عن وكيع عن أبي مَعشر عن مُحَمَّدْ بن كعب قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال "أوفاهما وأتمهما" وأخرجه الطبري في "تفسيره" (20/ 68) عن سفيان بن وكيع ثنا أبي به. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي. وأما حديث مجاهد فأخرجه الطبري (20/ 68 - 68) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثني حجاج بن مُحَمَّدْ عن ابن جُريج قال: قال مجاهد: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل جبرائيل "أيّ الأجلين قضى موسى؟ " قال: سوف أسأل إسرافيل. فسأله فقال: سوف أسال الله تبارك وتعالى. فسأله فقال: أبرهما وأوفاهما" القاسم بن الحسن لم أقف له على ترجمة، والحسين بن داود هو الملقب بسنيد مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث يوسف بن تيرح فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (16866) قال: قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبا ابن وهب أنبا عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن يوسف بن تيرح أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيّ الأجلين قضى موسى؟ فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل، فقال: لا علم لي. فسأل جبريل ملكا فوقه فقال: لا علم لي. فسأل

ذلك الملك ربه عما سأله عنه جبريل عما سأله عنه مُحَمَّدْ - صلى الله عليه وسلم - فقال الرب - عَزَّ وَجَلَّ -: أبرهما وأبقاهما أو أزكاهما. 1005 - حديث أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبغ إزاره ورداءه بزعفران" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث أم سلمة: فذكره، وفيه راو مجهول" (¬1) ضعيف أخرجه ابن حبان في "الثقات" (6/ 312) والطبراني في "الكبير" (23/ 399) من طريق زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع العدوي عن ركيح بن أبي عبيدة عن أبيه عن أمه عن أم سلمة قالت: ربما صبغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رداءه وإزاره بزعفران أو وَرْس ثم يخرج فيهما". لم يذكر ابن حبان عن أمه وإسناده ضعيف، زكريا بن إبراهيم ليس بالمشهور كما قال الذهبي (اللسان 2/ 478) وركيع بن أبي عبيدة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا زكريا بن إبراهيم. 1006 - حديث أنس: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في شهر رمضان فجئت فقمت إلى جنبه، وجاء آخر فقام إلى جنبي حتى كنا رهطا، فلما أحسّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بنا تجوز في صلاته" قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم" (¬2) 1007 - عن الضحاك أَنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاهد ناسا من المشركين من أهل مكة وغيرهم فنزلت براءة، فنبذ إلى كل أحد عهده وأجلهم أربعة اشهر، ومن لا عهد له فأجله انقضاء الأشهر الحرم" قال الحافظ: وروى الطبري من طريق عبيد بن سليمان: سمعت الضحاك: فذكره، ومن طريق السُّدِّي نحوه" (¬3) حديث الضحاك أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 60) قال: حُدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ ثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)} [التوبة: 1]: قبل أنْ تنزل براءة ¬

_ (¬1) 12/ 422 (كتاب اللباس - باب الثوب المزعفر) (¬2) 2/ 333 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا لم ينو الإِمام أنّ يؤم ثم جاء قوم فأمهم) (¬3) 9/ / 388 - 389 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التّوبَة: 13])

عاهد ناسا من المشركين من أهل مكة وغيرهم، فنزلت براءة من الله إلى كل أحد ممن كان عاهدك من المشركين، فإني أنقض العهد الذي بينك وبينهم، فأؤجلهم أربعة أشهر يسيحون حيث شاءوا من الأرض آمنين، وأجل من لم يكن بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد انسلاخ الأشهر الحرم من يوم أذن ببراءة" الحسين بن الفرج كذبه ابن معين، وتركه أبو حاتم، وقال أبو الشيخ: ليس بالقوي. وأبو معاذ هو الفضل بن خالد النحوي، وعبيد بن سليمان هو الباهلي ذكرهما ابن حبان في "الثقات". وأما حديث السدي فأخرجه الطبري (10/ 61) عن مُحَمَّدْ بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)} [التوبة: 1] قال: لما نزلت هذه الآية برئ من عهد كل مشرك، ولم يعاهد بعدها إلا من كان عاهد، وأجرى لكل مدتهم {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التّوبَة: 2] لمن دخل عهده فيها من عشر ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من ربيع الآخر. الحنيني ثقة، وأحمد بن المفضل صدوق، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي مختلف فيهما. 1508 - عن عروة بن الزبير وعمر بن ثابت أَنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا غزوة المريسيع وهي التي هدم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناة الطاغية التي كانت بين قفا المشلل وبين البحر، فاقتتل رجلان فاستعلى المهاجري على الأنصاري، فقال حليف الأنصار: يا معشر الأنصار، فتداعوا إلى أنّ حجز بينهما، فانكفأ كل منافق إلى عبد الله بن أُبي فقالوا: كنت ترجى وتدفع فصرت لا تضر ولا تنفع، فقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عُقيل عن الزهري عن عروة بن الزبير وعمر بن ثابت أنّهما أخبراه: فذكرا الحديث، قال: فذكر القصة بطولها وهو مرسل جيد" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 371 - 372) عن مُحَمَّدْ بن عُزَيْز الأَيلي ثني سَلامة ثني عقيل أني مُحَمَّدْ بن مسلم أنّ عروة بن الزبير وعمر بن ثابت الأنصاري أخبراه: فذكرا الحديث وفيه طول. ¬

_ (¬1) 10/ 274 (كتاب التفسير: سورة المنافقين - باب قوله: سواء عليهم استغفرت لهم - الآية)

قال ابن كثير: وهذا سياق غريب وفيه أشياء نفيسة لا توجد إلا فيه" قلت: مُحَمَّدْ بن عزيز مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو أحمد الحاكم وغيره، واختلف فيه قول النسائي. وسلامة بن روح مختلف فيه كذلك، قواه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره. والباقون كلهم ثقات. 1009 - حديث ابن عباس أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بيمين وشاهد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1712) من حديث ابن عباس، وقال في اليمين: أنّه حديث صحيح لا يرتاب في صحته، وقال ابن عبد البر: لا مطعن لأحد في صحته ولا إسناده، وأما قول الطحاوي: إن قيس بن سعد لا تعرف له رواية عن عمرو بن دينار لا يقدح في صحة الحديث لأنهما تابعيان ثقتان مكيان، وقد سمع قيس من أقدم من عمرو وبمثل هذا لا ترد الأخبار الصحيحة" (¬1) 1010 - عن عبد الله بن أبي بكر أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في مسيل مَهْزُوْر ومُذَيْنب أنّ يُمسك حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل" قال الحافظ: وقد وقع في مرسل عبد الله بن أبي بكر في "الموطأ": فذكره، وله إسناد موصول في "غرائب مالك" للدارقطني من حديث عائشة وصححه الحاكم، وأخرجه أبو داود وابن ماجه والطبري من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناد كل منهما حسن، وأخرج عبد الرزاق هذا الحديث المرسل بإسناد آخر موصول" (¬2) صحيح ورد من حديث عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حرّم مرسلا ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ثعلبة بن أبي مالك ومن حديث عامر بن ربيعة ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث مُحَمَّدْ بن علي بن الحسين مرسلا. فأما حديث عبد الله بن أبي بكر فأخرجه مالك (2/ 744) عنه أنّه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في سيل مهزور ومذينب "يُمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل" ومن طريقه أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير بن العوام 777) ¬

_ (¬1) 6/ 210 (كتاب الشهادات - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود) (¬2) 5/ 437 (كتاب الشرب - باب شرب الأعلى إلى الكعبين)

قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث في سيل مهزور ومذينب هكذا يتصل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه، وسئل البزار عنه فقال: لمست أحفظ فيه بهذا اللفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثا يثبت" التمهيد 17/ 408 قلت: هو مرسل رواته ثقات. وقد رواه بعضهم عن مالك فزاد فيه: عن أبيه. فقال عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 170 - 171): ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه به. وتابعه عمر بن حماد بن أبي حنيفة ثنا مالك به. أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان" (ص 13) ولم ينفرد عبد الله بن أبي بكر به بل تابعه مُحَمَّدْ بن عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري ثني أبو بكر بن مُحَمَّدْ به. أخرجه عمر بن شبة (1/ 171) وهو مرسل كذلك. وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (2/ 62) عن علي بن الحسين بن الجنيد (¬1) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 409 - 410) عن أحمد بن صالح المصري قالا: ثنا إسحاق بن عيسى ثنا مالك بن أنس عن أبي الرِّجَال عن عَمرة عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في سيل مهزور ومذينب أنّ يمسك الأعلى إلى الكعبين، ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل. قال ابن عبد البر: وهذا إسناد غريب جدا عن مالك، لا أعلمه يُروى عن مالك بهذا الإسناد من غير هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) علي بن الحسين بن الجنيد يروي عن أحمد بن صالح المصري فلعل أحمد بن صالح سقط من إسناد الحاكم والله أعلم.

كذا قال، مع أنّ إسحاق بن عيسى وهو ابن نجيح البغدادي لم يخرج له البخاري شيئا، وهو صدوق، والباقون كلهم ثقات فالإسناد حسن. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (3639) وابن ماجه (2482) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير بن العوام 776) عن أحمد بن عبدة بن موسى الضبي ثنا المغيرة بن عبد الرحمن ثني أبي عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في السيل المهزور، أنْ يمسك حتى يبلغ الكعبين، ثم (¬1) يرسل الأعلى على الأسفل. لفظ أبي داود ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (6/ 154) وأخرجه أبو الحسن الحربي في "الفوائد" (79) عن جعفر بن أحمد بن مُحَمَّدْ بن الصبّاح الجرجرائي ثنا أحمد بن عبدة به. وإسناده حسن (¬2). واختلف عن عبد الرحمن بن الحارث، فرواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان" (ص 13) والأول أصح. وأما حديث ثعلبة بن أبي مالك فله عنه طرق: الأول: يرويه الوليد بن كثير المخزومي عن أبي مالك بن ثعلبة عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك أنّه سمع كبراءهم يذكرون أنّ رجلا من قريش كان له سهم في بني قريظة، فخاصم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مهزور - يعني السيل الذي يقتسمون ماءه - فقضى بينهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ الماء إلى الكعبين لا يحبس الأعلى على الأسفل. أخرجه أبو داود (3638) عن مُحَمَّدْ بن العلاء الهمداني والبيهقي (6/ 154) وفي "المعرفة" (9/ 30) ¬

_ (¬1) ولفظ ابن ماجه "ثم يرسل الماء" (¬2) انظر "الوهم والإيهام" (5/ 296 - 297)

عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي قالا: ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير به. ولم ينفرد الوليد بن كثير به بل تابعه مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني ثنا أبو مالك بن ثعلبة عن أبيه نحوه. أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (310 و 311 و 312) وابن أبي شيبة (10/ 161) وعمر بن شبة (1/ 171) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (269) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 123) والطبراني في "الكبير" (1386) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1364) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 407 - 408) من طرق عن ابن إسحاق به. وأبو مالك ويقال مالك بن ثعلبة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الكاشف": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة، وقد توبع كما سيأتي. الثاني: يرويه زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك ثني مُحَمَّدْ بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي مالك قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سيل مهزور، الأعلى فوق الأسفل. يسقي الأعلى إلى الكعبين، ثم يرسل إلى من هو أسفل منه. أخرجه سريج بن يونس في "القضاء" (10) وابن ماجه (2481) وإسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور، ومحمد بن عقبة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صويلح إن شاء الله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. الثالث: يرويه إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة عن صفوان بن سليم عن ثعلبة بن أبي مالك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "لا ضرر ولا ضرار" وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في مشارب النخل بالسيل الأعلى على الأسفل حتى يشرب الأعلى ويروي الماء إلى الكعبين ثم يسرح الماء إلى الأسفل وكذلك حتى تنقضي الحوائط أو يفنى الماء. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2200) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إسحاق بن إبراهيم به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1365) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 292) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1387) وعنه أبو نعيم في "المعرفة" (1365) عن مُحَمَّدْ بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب به.

قال الحافظ: ورجاله ثقات" الإصابة 2/ 24 وقال الألباني: وإسحاق بن إبراهيم هذا لم أعرفه" الصحيحة 1/ 3/ 104 قلت: هو إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصّوّاف المدني وقيل: المزني مولى مزينة قال أبو زرعة: منكر الحديث ليس بقوي، وقال أبو حاتم: لين الحديث (تهذيب الكمال 2/ 363 - 364) ويعقوب بن حميد مختلف فيه، وثعلبة بن أبي مالك مختلف في صحبته. وأما حديث عامر بن رييعة فأخرجه الطبراني في "الكبير" قال الهيثمي: وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 4/ 161 وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه ابن ماجه (2213 و 2483 و 2488 و 2675) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 326 - 327 و 327) والهيثم بن كليب (1199) وابن عدي (1/ 333) والحاكم (4/ 340) والبيهقي (6/ 154 و 155 و 156 - 157 و 235 و 8/ 77 و 10/ 133) من طرق عن فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال: إنّ من قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا طويلا وفيه "وقضى في شرب النخل من السيل أنّ الأعلى يشرب قبل الأسفل، ويترك الماء إلى الكعبين، ثم يرسل الماء إلى الأسفل الذي يليه كذلك حتى ينقضي الحوائط أو يفنى الماء. ساقه عبد الله بن أحمد والهيثم بن كليب بتمامه واختصره الباقون. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: إسحاق بن يحيى عن عبادة مرسل" وقال الهيثمي: وإسحاق لم يدرك عبادة" المجمع 4/ 205 و 6/ 297 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى بن الوليد، وأيضا لم يدرك عبادة بن الصامت. قاله البخاري والترمذي وابن حبان وابن عدي" مصباح الزجاجة 3/ 21 - 22 وقال في موضع آخر: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، إسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، قاله الترمذي وغيره" مصباح 3/ 132 قلت: وفُضيل بن سليمان النُّميري مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وإسحاق بن يحيى بن الوليد لم يخرج له الشيخان شيئا.

وأما حديث مُحَمَّدْ بن علي فأخرجه سريج بن يونس (9) عن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سيل مهزور إذا أتت أنّ يمسك في النخل إلى الكعبين، وفي النخل إلى الشِّراج، ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل. وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (309) عن حفص بن غياث عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه به. وأخرجه البلاذري (ص 13) عن الحسين بن علي بن الأسود العجلي ثنا يحيى بن آدم به. 1011 - حديث عبد الرحمن بن طارق عن أمه أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جاز مكانا من دار يعلى اسيقبل القبلة فدعا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي واللفظ له" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (6/ 436 - 437 و 437) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 298) وأبو داود (2007) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3299) والنسائي (5/ 168) وفي "الكبرى" (3879) وأبو نعيم في "الصحابة" (8083) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 362 - 363) والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 191) من طرق عن ابن جريج أني عبيد الله بن أبي يزيد أنّ عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره عن أمه به. وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن طارق ما روى عنه سوى عبيد الله بن أبي يزيد كما في "الميزان" فهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. 1012 - حديث أبي سعيد أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس احتبى بيديه" قال الحافظ: ووقع عند أبي داود من حديث أبي سعيد: فذكره، زاد البزار "ونصب ركبتيه" (¬2) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 13/ 394 (كتاب الدعوات - باب الدعاء مستقبل القبلة) (¬2) 13/ 306 - 307 (كتاب الاستئذان - باب الاحتباء باليد)

أخرجه أبو داود (4846) والترمذي في "الشمائل" (122) والبزار (كشف 2021) عن سلمة بن شبيب النيسابوري ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني ثني إسحاق بن مُحَمَّدْ الأنصاري عن رُبَيْح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس في المجلس احتبى بيديه. اللفظ للترمذي، وزاد البزار "نصب ركبتيه" ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "الشمائل" (469) وأخرجه ابن عدي (3/ 1034) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 247) والبيهقي (3/ 236) والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 275 - 276) من طرق عن سلمة بن شبيب به. قال أبو داود: عبد الله بن إبراهيم شيخ منكر الحديث" وقال البزار: لا نعلم رواه إلا عبد الله بن إبراهيم، وقد حدّث بأحاديث لم يتابع عليها" وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن إبراهيم الغفاري هذا" قلت: ذكره ابن عدي فقال: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات، وقال ابن حبان: كان ممن يأتي عن الثقات المقلوبات وعن الضعفاء الملزقات، وقال الحاكم: يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها عنهم غيره. وإسحاق بن مُحَمَّدْ الأنصاري قال الحافظ في "التقريب": مجهول تفرد عنه الغفاري. وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال البخاري: منكر الحديث. ملاحظة: احتباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثابت في أحاديث أخرى فانظر "الأحاديث الصحيحة" للألباني 2/ 498 1013 - حديث أبي بن كعب أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه" قال الحافظ: وفي الترمذي مصححا من حديث أبي بن كعب: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الترمذي من حديث أبي بن كعب رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 219 - 220) وأحمد (5/ 121 - 122 و 122) وأبو داود (3984) والترمذي (3385) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 1/ 25) والطبري في ¬

_ (¬1) 2/ 458 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التشهد في الآخرة) (¬2) 13/ 385 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى {وَصَلِّ عَلَيْهِم} [التّوبَة: 103])

"تفسيره" (15/ 288) والطحاوي في "المشكل" (4895 و 4896) والمحاملي في "أماليه" (36) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 3 - 4) وابن حبان (988) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 341) والخطيب في "التاريخ" (6/ 400) وفي "الفقيه" (2/ 151) من طرق عن حمزة بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه، فقال ذات يوم "رحمة الله علينا وعلى موسى، لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب ولكنه قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76] ". ولفظ الخطيب في "التاريخ": "كان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه" وهكذا أخرجه بهذا اللفظ مسلم (4/ 1851 - 1852) والنسائي في "الكبرى" (11307) عن رَقَبَة بن مَصْقَلَة وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 122) وابن قانع (1/ 3) عن قيس بن الربيع والنسائي في "الكبرى" (5844) عن إسرائيل بن يونس (¬1) ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. وله شاهد عن أبي أيوب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا بدأ بنفسه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4081) من طريق عمران بن هارون الصوفي ثنا ابن لَهيعة عن زهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي أيوب به. قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 10/ 152 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة. 1014 - عن جابر بن سَمُرَة أَنَّ رسول اله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائما ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائما، فمن نبأك أنّه كان يخطب جالسا فقد كذب" ¬

_ (¬1) رواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل بهذا اللفظ. ورواه مُحَمَّدْ بن يوسف الفِرْيابي عن إسرائيل باللفظ الأول. أخرجه النسائي (11310)

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 589) " (¬1) 1015 - حديث جابر أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إلى سارية في المسجد ويخطب إليها ويعتمد عليها فأمرت عائشة فصنعت له منبره هذا" قال الحافظ: ثم وجدت في "الأوسط" للطبراني من حديث جابر: فذكره، وإسناده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5495) عن مُحَمَّدْ بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الويشي ثنا عمرو بن عطية العَوْفي عن أبيه عن جابر به. وزاد: فلما قام إليه وترك مقامه إلى السارية خارت السارية خُوارا شديدا حين ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - مقامه شوقا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فمشى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إليه حتى اعتنقها، فلما اعتنقها هدأ الصوت الذي سمعنا. فقلت: أنت سمعته؟ فقال: أنا سمعته وأهل المسجد، وهي إحدى السواري التي تلي الحجرة. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطية إلا ابنه، تفرد به أحمد بن طارق" وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن عطية العوفي وهو ضعيف" المجمع 2/ 182 قلت: وأبوه قال أبو حاتم والنسائي وغيرهما: ضعيف. 1016 - حديث علي أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شرّ ما أنت آخد بناصيته، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك" قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث علي: فذكره" (¬3) يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال عمار بن رُزَيق الكوفي: عن أبي إسحاق عن الحارث وأبي ميسرة عن علي. ¬

_ (¬1) 3/ 52 (كتاب الجمعة - باب الخطبة قائما) (¬2) 2/ 33 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في السطوح) (¬3) 13/ 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)

أخرجه أبو داود (5052) والنسائي في "اليوم والليلة" (767) والطبراني في "الدعاء" (237) وفي "الصغير" (998) وابن السني (713) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 168) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 100) وفي، الدعوات" (354) قال الطبراني: لم يروه عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة إلا عمار بن رزيق" وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 86 - وقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. ولم يذكر أبا ميسرة. ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 165 - 166) وقال: سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا: هذا حديث خطأ رواه بعض الحفاظ عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل وهو الصحيح، وقال أبي: روى عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة والحارث عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: وحديث الأول أشبه لأنّ عمار بن رزيق سمع من أبي إسحاق بأخرة" - وقال حماد بن عبد الرحمن الكلبي الكوفي: ثنا أبو إسحاق عن أبيه قال: كتب إليّ عليّ. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (238) وأخرجه في "الأوسط" (6775) وزاد: قال أبو إسحاق: فذكرتها لأبي ميسرة الهمذاني فحدثني بمثلها عن ابن مسعود غير أنّه قال "من شرّ ما أنت باطش بناصيته" قال الهيثمي: وفيه حماد بن عبد الرحمن الكوفي وهو ضعيف" المجمع 10/ 124 - وقال إسرائيل بن يونس: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 252 - 253) وهذا أصح لأنّ إسرائيل من أثبت الناس في حديث أبي إسحاق وسماعه منه في غاية الإتقان للزومه إياه لأنّه جده وكان خصيصا به (¬1). ¬

_ (¬1) انظر "تجريد أسماء الرواة" (ص 35)

1017 - حديث أبي أمامة أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الخامشة وجهها، والشَّاقَّةَ جَيبَهَا، والداعية بالويل والثبور" قال الحافظ: ففي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه وصححه ابن حبان: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 290) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: ثنا القاسم ومكحول عن أبي أمامة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيبها. وأخرجه ابن ماجه (1585) وابن حبان (3156) والطبراني في "الكبير" (7591 و 7775) من طرق عن أبي أسامة به. زاد ابن ماجه وابن حبان "والداعية بالويل والثبور" ولم يذكر ابن حبان "والثبور" ووقع عنده "عن مكحول وغيره عن أبي أمامة" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 2/ 46 قلت: عبد الرحمن بن يزيد الذي يروي أبو أسامة عنه هو ابن تميم لا ابن جابر، غلط فيه أبو أسامة. قال أبو داود: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم متروك الحديث، حدّث عنه أبو أسامة وغلط في اسمه قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي، وكل ما جاء عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد، فإنما هو ابن تميم. وقال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق ابن جابر وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فظنّ أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف (¬2). 1018 - حديث أبي هريرة أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الرجل يلبس لِبْسَةَ المرأة" قال الحافظ: وقد صحح الحاكم من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬3) حسن ¬

_ (¬1) 3/ 409 (كتاب الجنائز - باب ما ينهى من الويل) (¬2) انظر تهذيب الكمال 17/ 482 و 18/ 8 (¬3) 12/ 377 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء)

أخرجه أحمد (2/ 325) وأبو داود (4098) والنسائي في "الكبرى" (9253) وابن حبان (5751 و 5752) من طرق عن سليمان بن بلال المدني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لِبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. وإسناده حسن، سليمان وأبو صالح ذكوان ثقتان، وسهيل صدوق. ولم ينفرد سليمان بن بلال به بل تابعه زهير بن مُحَمَّدْ التميمي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة به. أخرجه الحاكم (4/ 194) من طريق عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن مُحَمَّدْ به. وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم رواية عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن مُحَمَّدْ، وقد تكلم أحمد وغيره في رواية عمرو بن أبي سلمة وغيره من الشاميين عن زهير بن مُحَمَّدْ. 1019 - حديث فاطمة بنت قيس أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجعل لها سُكنى ولا نفقة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 1118 - 1119) من طريق أبي إسحاق: كنت مع الأسود بن يزيد في المسجد فحدّث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس: فذكره" (¬1) 1020 - عن ابن عباس أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يوقت في الخمر حدا" قال ابن عباس: وشرب رجل فسكر، فانطلق به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما حاذى دار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فضحك ولم يأمر فيه بشيء. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي بسند قوي عن ابن عباس: فذكره، وأخرج الطبري من وجه آخر عن ابن عباس "ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر إلا أخيرا, ولقد غزا تبوك فغشي حجرته من الليل سكران، فقال "ليقم إليه رجل فيأخذ بيده حتى يرده إلى رحله" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 322) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 5/ 167) والمزي (26/ 159) ¬

_ (¬1) 11/ 406 (كتاب الطلاق - قصة فاطمة بنت قيس) (¬2) 15/ 77 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)

عن رَوْح بن عبادة البصري وأبو داود (4476) والنسائي في "الكبرى" (5/ 167) والحاكم (4/ 373) والبيهقي (8/ 314) والمزي (26/ 159) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد قالا: ثنا ابن جريج أني مُحَمَّدْ بن علي بن رُكَانة (¬1) أني عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يوقت في الخمر حدا. قال ابن عباس: فشرب رجل فسكر، فلقي يميل في الفج، فانطلق به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فضحك، وقال "فعلها" ثم لم يأمر فيه بشيء. اللفظ للبيهقي. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وأسند البيهقي عن ابن المديني قال: مُحَمَّدْ بن علي بن ركانة مجهول" قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات". قال البيهقي: وقد روى معنى هذا الحديث مُحَمَّدْ بن إسحاق بن يسار عن مُحَمَّدْ بن طلحة بن يزيد بن ركانة. أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا: ثنا أبو العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن مُحَمَّدْ بن إسحاق ثني مُحَمَّدْ بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر إلا أخيرا. لقد غزا غزوة تبوك فغشى حجرته من الليل أبو علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة فقال "من هذا؟ " فقيل: أبو علقمة سكران، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليقم إليه رجل منكم فليأخذ بيده حتى يرده إلى رحله". وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 224) من طريق رضوان بن أحمد الصيدلانى أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي به. والعطاردي مختلف فيه وأكثر على تضعيفه. 1021 - عن عبيد الله بن كعب أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا رجع من طلب الأحزاب وجمع عليه اللأمة واغتسل واستجمر تبدى له جبريل فقال: عذيرك من محارب، ¬

_ (¬1) هو مُحَمَّدْ بن علي بن يزيد بن ركانة.

فوثب فزعا فعزم على الناس أن لا يصلوا العصر حتى يأتوا بني قريظة، قال: فلبس الناس السلاح فلم يأتوا قريظة حتى قربت الشمس، قال: فاختصموا عند غروب الشمس، فصلّت طائفة العصر وتركتها طائفة وقالت: إنا في عزمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليس علينا إثم، فلم يعنّف واحدا من الفريقين" قال الحافظ: أخرجه الطبراني والبيهقي في "الدلائل" بإسناد صحيح إلى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه عبيد الله بن كعب: فذكره، وأخرجه الطبراني من هذا الوجه موصولا بذكر كعب بن مالك فيه، وللبيهقي من طريق القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة نحوه مطولاً وفيه "فصلّت طائفة إيمانا وأحتسابا، وتركت طائفة إيمانا واحتسابا" (¬1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال شعيب بن أبي حمزة: ثنا الزهري أني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ عمه عبيد الله بن كعب أخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب وضع عنه اللأمة واغتسل واستجمر فَتَبدا له جبريل -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- فقال: عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة وما وضعناها بعد، قال: فوثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعا، فعزم على الناس ألا يصلوا صلاة العصر حتى يأتوا بني قريظة، قال: فلبس الناس السلاح، فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس، فاختصم الناس عند غروب الشمس، فقال بعضهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم علينا أنْ لا نصلي حتى نأتي بني قريظة، فإنما نحن في عزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليس علينا إثم، وصلى طائفة من الناس احتسابا، وتركت طائفة منهم الصلاة حتى غربت الشمس، فصلوها حين جاءوا بني قريظة احتسابا، فلم يعنّف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدا من الفريقين. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 7 - 8) عن الحاكم وأبي بكر أحمد بن الحسن الحِيرِي القاضي قالا: ثنا أبو العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب ثنا مُحَمَّدْ بن خالد بن خَلِي ثنا بشر بن شعيب عن أبيه به. وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 466) عن الحيري به. وهذا مرسل رواته ثقات. - ورواه الوليد بن مسلم عن مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 8/ 412 (كتاب المغازي - باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب)

• فقال دُحيم: ثنا الوليد بن مسلم ثنا مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن عمه عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب نزع لأمته واغتسل واستجمر" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 79 - 80) وتابعه. 1 - أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن بشر بن أبي أرطأة القرشي العامري ثنا الوليد بن مسلم به. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (1/ 247) 2 - علي (¬1) بن بحر القطان ثنا الوليد بن مسلم به. أخرجه العقيلي (4/ 209) والطبراني (19/ 79 - 80) وفي "مسند الشاميين" (2918) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الهذيل وهو ثقة" المجمع 6/ 140 • وقال إسحاق بن راهويه في "مسنده" (المطالب 4272): أنا الوليد بن مسلم عن مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك. لم يذكر عبيد الله بن كعب. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8191) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسحاق بن راهويه به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا مرزوق بن أبي الهذيل، تفرد به الوليد بن مسلم" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 6/ 140 وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 4/ 402 - مختصر الإتحاف 7/ 27 قلت: مرزوق مختلف فيه، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) هكذا رواه إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن الهيثم والحسين بن إسحاق التستري عن علي بن بحر به. وخالفهما مُحَمَّدْ بن الحسن بن زياد فرواه عن علي بن بحر ولم يذكر كعب بن مالك. أخرجه ابن عدي (6/ 2438)

- ورواه مَعْمَر عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (436) عن الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر به. ورواته ثقات. وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (3/ 34 - 35) وعنه البيهقي في "الدلائل" (4/ 8 - 10) قال: أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا مُحَمَّدْ بن موسى بن حماد البربري ثنا مُحَمَّدْ بن إسحاق أبو عبد الله المُسَيَّبي ثنا عبد الله بن نافع ثنا عبد الله بن عمر عن أخيه عبيد الله بن عمر عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عندها فسلّم علينا رجل ونحن في البيت، ... وذكرت الحديث وفيه طول. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإنهما قد احتجا بعبد الله بن عمر العُمَري في الشواهد ولم يخرجاه قلت: البربري قال الدارقطني: ليس بالقوي، وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه ولم يخرج له البخاري شيئا، وعبد الله بن نافع الصائغ تكلموا في حفظه ولم يخرج له البخاري أيضا شيئا. ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - عبد الرحمن بن أشرس الأنصاري عن عبد الله بن عمر به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8813) عن المِقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا عمي سعيد بن عيسى ثنا عبد الرحمن بن أشرس به. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (437) عن الطبراني به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 10) من طريق أبي الحسن علي بن مُحَمَّدْ المصري ثنا مقدام بن داود به. قال عبد الله بن عمر: أني يحيى بن سعيد عن عَمرة عن عائشة مثله. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا أخوه عبد الله، ولا رواه عن عبد الله إلا عبد الرحمن بن أشرس ورَوْح بن عبادة" وقال الهيثمي: ومقدام بن داود ضعيف" المجمع 6/ 141

2 - رَوْح بن عبادة. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (522) مختصرا. 3 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه أبو بكر الشافعي (522) مختصرا. واختلف فيه على عبد الله بن عمر العمري - فرواه خالد بن مخلد عن عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة مختصرا. أخرجه أبو بكر الشافعي (523) - ورواه سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مختصرا. أخرجه أبو بكر الشافعي (524) 1022 - عن أبي هريرة أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضَجْنَان وعُسْفَان فقال المشركون: إنّ لهؤلاء صلاة هي أحبُّ إليهم من أبنائهم" فذكر الحديث في نزول جبريل لصلاة الخوف. قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي وصححه النسائي من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 522) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا سعيد بن عُبَيد الهُنَائي ثنا عبد الله بن شقيق ثنا أبو هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضَجْنَان وعُسْفَان فقال المشركون: إنْ لهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة، وإنّ جبريل -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أنْ يقسم أصحابه شطرين فيصلي ببعضهم وتقوم الطائفة الأخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ثم تأتي الأخرى فيصلون معه ويأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان. ¬

_ (¬1) 8/ 427 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات الرقاع)

وأخرجه الترمذي (3035) والنسائي (3/ 141 - 142) وفي "الكبرى" (1932) والطبري في "تفسيره" (5/ 248 - 249) وابن حبان (2872) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. قال البخاري: حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة حسن" علل الترمذي 1/ 103 وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة" قلت: وهو كما قالا، فسعيد صدوق، وعبد الصمد وعبد الله ثقتان. 1023 - حديث ابن عباس أَنَّ رهطاً من اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعهم امرأة فقالوا: يا مُحَمَّدْ، ما أنزل عليك في الزنا؟ قال الحافظ: وقع عند الطبراني من حديث ابن عباس: فذكره. زاد الطبري في حديث ابن عباس "ائتوني برجلين من علماء بني إسرائيل" فأتوه برجلين أحدهما شاب والآخر شيخ قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر. وقال: وفي حديث ابن عباس عند الطبراني: إنا كنا شببة وكان في نسائنا حسن وجه فكثر فينا فلم يقم له فصرنا نجلد. وقال: وفي حديث ابن عباس عند الطبراني: فلما وجد مسّ الحجارة قام على صاحبته يحنى عليها يقيها الحجارة حتى قتلا جميعا، فكان ذلك مما صنع الله لرسوله في تحقيق الزنا منهما" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (11875) عن عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا الوليد بن عمرو بن سُكَيْن ثنا سعيد بن سفيان الجَحْدري ثنا سعيد بن عبيد الله بن حية عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رهطاً أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءوا معهم بامرأة فقالوا: يا مُحَمَّدْ، ما أنزل عليك في الزنا؟ قال "اذهبوا فائتوني برجلين من علماء بني إسرائيل" فأتوه برجلين أحدهما شاب فصيح والآخر شيخ قد سقط حاجبه على عينه حتى يرفعهما بعصاب، فقال "أنشدكما الله لما أخبرتمونا بما أنزل الله على موسى في الزاني" قالا: نشدتنا بعظيم وإنا نخبرك، إن الله أنزل على موسى في الزاني الرجم، وإنا كنا قوما شببة وكانت نساؤنا حسنة وجوهها، وإنّ ذلك كثر فينا فلم نقم له، فصرنا نجلد والتعيير، فقال "اذهبوا بصاحبتكم فإذا وضعت ما في بطنها فارجموها" ¬

_ (¬1) 15/ 182 و 183 و 184 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة)

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 271 قلت: الوليد بن عمرو قال النسائي: لا بأس به، وسعيد بن سفيان مختلف فيه، وسعيد بن عبيد الله لم أر من ترجمه، والباقون ثقات. وللحديث طريق أخرى أخرجها الطبري في "تفسيره" (6/ 237) عن المثنى بن إبراهيم الآملي والطبراني في "الكبير" (13033) عن بكر بن سهل الدمياطي قالا: ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} [المَائدة: 41] هم اليهود، زنت منهم امرأة، وكان الله قد حكم في التوراة في الزنا بالرجم، فنفسوا أنْ يرجموها، وقالوا: انطلقوا إلى مُحَمَّدْ فعسى أنْ يكون عنده رخصة، فإنْ كانت عنده رخصة فاقبلوها، فأتوه فقالوا: يا أبا القاسم إنْ امرأة منا زنت فما تقول فيها؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كيف حكم الله في التوراة في الزاني؟ " فقالوا: دعنا من التوراة، ولكن ما عندك في ذلك؟ فقال "ائتوني بأعلمكم بالتوراة التي أنزلت على موسى، فقال لهم: بالذي نجاكم من آل فرعون، وبالذي فلق لكم البحر فأنجاكم وأغرق آل فرعون إلا أخبرتموني ما حكم الله في التوراة في الزاني؟ " قالوا: حكمه الرجم، فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجمت. قال الهيثمي: وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس" المجمع 7/ 15 قلت: وعبد الله بن صالح كاتب الليث مختلف فيه (¬1). 1024 - عن أنس أنّ سائلا سأل عن وقت الصلاة فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً فأذن حين طلع الفجر. قال الحافظ: أخرجه النسائي وإسناده صحيح" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3199) وأحمد (3/ 121 و 182 و 189) والبزار (كشف 380) والنسائي (1/ 217) وفي "الكبرى" (1526) وأبو يعلى (3801 و 3862) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 347) والبيهقي (1/ 377 - 378) من طرق عن حُميد عن أنس أنّ رجلا سأل ¬

_ (¬1) انظر حديث: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجم اليهوديين عند باب المسجد. (¬2) 2/ 243 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الأذان بعد الفجر)

النبي - صلى الله عليه وسلم - عن وقت صلاة الفجر، فأمر بلالاً فأذن لصلاة الفجرُ، ثم أقام فصلّى، فلما كان من الغد، أخر حتى أسفر، ثم أمره فأقام فصلّى، فلما فرغ قال "أين السائل؟ " فقام الرجل، فقال "ما بين هذا وهذا وقت". وإسناده صحيح كما قال الحافظ، وحميد هو الطويل. قال البيهقي: وروينا معناه في حديث بُريدة بن الحصيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث صحيح" قلت: حديث بريده أخرجه مسلم (613) 1025 - حديث أبي هريرة أَنَّ سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، أرأيت إنْ وجدت مع امرأتي رجلا أمهل حتى آتى بأربعة شهداء؟. الحديث قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (1498): فذكره، وله من وجه آخر: فقال سعد: كلا والذي بعثك بالحق، إنْ كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك. ولأبي داود (4532) من هذا الوجه: أنّ سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، الرجل يجد مع أهله رجلا فيقتله؟ قال "لا" قال: بلى والذي كرمك بالحق" (¬1) 1026 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أَنَّ عاصم بن عدي لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [النُّور: 4] قال: يا رسول الله، أين لأحدنا أربعة شهداء؟ فابتلي به في بنت أخيه. قال الحافظ: وذكر ابن مردويه أنّها بنت أخي عاصم، فأخرج من طريق الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: فذكره، وفي سنده مع إرساله ضعف. وقال: وعند ابن مردويه في مرسل ابن أبي ليلى المذكور أنّ الرجل الذي رمى عويمر امرأته به هو شريك بن سحماء" (¬2) مرسل 1027 - عن عبيد الله بن عبد الله أَنَّ عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان طَلَّقَ بنت سيد بن زيد البتة، وأمها حزمة بنت قيس فأمرتها خالتها فاطمة بنت قيس بالانتقال، فسمع بذلك مروان فأنكر، فدكرت أَنّ خالتها أخبرتها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفتاها بذلك، فأرسل مروان قبيصة بن ذؤيب إلى فاطمة يسألها عن ذلك فذكرت الحديث" ¬

_ (¬1) 15/ 190 (كتاب الحدود - باب من رأى مع امرأته رجلا فقتله) (¬2) 11/ 371 (كتاب الطلاق - باب اللعان)

قال الحافظ: أخرجه النسائي (6/ 175 - 176) من طريق شعيب عن الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: فذكره، وأخرجه مسلم (4/ 1117) من طريق مَعْمَر عن الزهري دون ما في أوله, وزاد: فقال: مروان لم يسمع هذا الحديث إلا من امرأة فسنأخذ بالعصمة التي وجدنا عليها الناس" (¬1) 1028 - عن حُضَير بن المنذر أَنَّ عثمان أمر علياً بجلد الوليد بن عقبة في الخمر، فقال لعبد الله بن جعفر: اجلده، فجلده، فلما بلغ أربعين قال: أمسك، جلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحبّ إليّ. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1707) " (¬2) 1029 - عن قتادة أَنَّ عروة بن مسعود لما دعا قومه إلى الإِسلام فَرُمي بسهم فقتل فعفا عن قاتله قبل أن يموت فأجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - عفوه. قال الحافظ: وقد أخرج أبو بكر بن أبي شيبة من مرسل قتادة: فذكره" (¬3) مرسل أخرجه ابنْ أبي شيبة (9/ 324) عن مُحَمَّدْ بن بشر العبدي ثنا سعيد عن قتادة أنّ عروة بن مسعود الثقفي دعا قومه إلى الله ورسوله فرماه رجل منهم بسهم، فمات فعفا عنه، فرفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجاز عفوه وقال "هو كصاحب ياسين" ورواته ثقات، وسعيد هو ابن أبي عَروبة 1030 - عن حفصة بنت عمر أنّ عُطارِد بن حَاجِب جاء بثوب من ديباج كساه اياه كسرى، فقال عمر: ألا أشتريه لك يا رسول الله؟. قال الحافظ: وأخرج الطبراني من طريق أبي مِجْلَز عن حفصة بنت عمر: فذكره، ومن طريق عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ عن عطارد نفسه أنّه أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوب ديباج كساه إياه كسرى" (¬4) حديث حفصة أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 351) وإسحاق (1989) وأحمد (6/ 288) ¬

_ (¬1) 11/ 403 (كتاب الطلاق - قصة فاطمة بنت قيس) (¬2) 15/ 74 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال) (¬3) 15/ 232 (كتاب الديات - باب العفو في الخطأ بعد الموت) (¬4) 12/ 414 (كتاب اللباس - باب الحرير للنساء)

والنسائي في "الكبرى" (9616) والطبراني في "الكبير" (23/ 206 و 216) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا أنس بن سيرين عن أبي مِجْلَز عن حفصة أنّ عطارد بن حاجب جاء بثوب ديباج كساه إياه كسرى، فقال عمر: ألا أشتريه لك يا رسول الله؟ قال "إنما يلبسه من لا خلاق له" ورواته ثقات، وأبو مجلز واسمه لاحق بن حُميد لم يذكر سماعا من حفصة فلا أدري أسمع منها أم لا. وحديث عطارد أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 15 - 16) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ عن عطارد بن حاجب أنّه أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا: أنزلت عليك من السماء؟ قال "وما تعجبون من ذا، لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا، ثم قال: يا غلام اذهب به إلى أبي جَهْم بن حذيفة وقل له يبعث إليّ بالخميصة". وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5596) عن الطبراني به. قال الهيثمي: ررجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وهو ثقة" المجمع 9/ 309 - 310 قلت: رواته ثقات، وعبد الرحمن بن عمرو لم يذكر سماعا من عطارد فلا أدري أسمع منه أم لا، ومحمد بن زياد هو الجُمَحي. 1031 - حديث ابن عباس أَنَّ علياً ناول النبي - صلى الله عليه وسلم - التراب فرمى به في وجوه المشركين يوم حنين" قال الحافظ: وللبزار من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1831) عن إسماعيل بن سيف القطعي ثنا يونس بن أرقم ثنا الأعمش عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس به. وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف" المجمع 6/ 183 ¬

_ (¬1) 9/ 93 (كتاب المغازي باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبَة:25])

قلت: والأعمش مدلس وقد عنعن، وسماك تكلموا في روايته عن عكرمة. 1032 - عن الحسن البصري أَنَّ عمر بن الخطاب أراد أنْ ينهى عن حلل الحبرة لأنّها تصبغ بالبول، فقال له أُبَي: ليس ذلك لك، فقد لبسهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولبسناهنّ في عهده. قال الحافظ: أخرجه أحمد، والحسن لم يسمع من عمر" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 142 - 143) عن هُشيم أنبا يونس عن الحسن أنّ عمر أراد أنْ ينهى عن متعة الحج فقال له أُبَي: ليس ذاك لك، قد تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ينهنا عن ذلك، فأضرب عن ذلك عمر، وأراد أنْ ينهى عن حلل الحبرة لأنها تصبغ بالبول فقال له أُبَي: ليس ذلك لك، قد لبسهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولبسناهنّ في عهده. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ الحسن لم يسمع من عمر" المجمع 5/ 128 1033 - حديث جابر أنّ عمر قام إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَبَّلَ يده. ذكر الحافظ أنّ أبا بكر بن المقرىء أخرجه في جزء "تقبيل اليد" (¬2). ضعيف أخرجه أبو الشيخ في "حديثه" (77) وابن المقرئ في "تقبيل اليد" (11) من طريق عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به. وإسناده ضعيف. قائد الأعمش قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو داود: عنده أحاديث موضوعة. وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه عن الأعمش وهم كثير، واختلف فيه ابن حبان فمرّة ذكره في "الثقات" ومرّة ذكره في "الضعفاء"، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. ¬

_ (¬1) 12/ 391 (كتاب اللباس - باب البرود) (¬2) 13/ 296 (كتاب الاستئذان - باب الأخذ باليدين)

1034 - عن الشعبي أَنَّ عمر كان يأتي اليهود فيسمع من التوراة فيتعجب كيف تصدّق ما في القرآن، فمرّ بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: نشدتكم بالله أتعلمون أنّه رسول الله؟ فقال له عالمهم: نعم نعلم أنّه رسول الله، قال: فلم لا تتبعونه؟ قالوا: إنّ لنا عدوا من الملائكة وسلما وإنّه قرن بنبوته من الملائكة عدونا، فذكر الحديث وأنّه لحق النبي - صلى الله عليه وسلم - فتلا عليه الآية" قال الحافظ: وروى الطبري من طريق الشعبي: فذكره، وأورده من طريق قتادة عن عمر نحوه، وأورد ابن أبي حاتم والطبري أيضا من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ يهوديا لقي عمر فقال: إنّ جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، فقال عمر {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} [البقرة: 98] فنزلت على وفق ما قال. وهذه طرق يقوي بعضها بعضا" (¬1) مرسل وحديث الشعبى له عنه طريقان: الأول: يرويه داود بن أبي هند عن الشعبي قال: نزل عمر الرُّوْحَاء، فرأى رجالا يبتدرون أحجارا يصلون إليها، فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: يزعمون أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ههنا، فكره ذلك وقال: إنما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدركته الصلاة بوادٍ فصلى ثم ارتحل فتركه، ثم أنشأ يحدثهم فقال: كنت أشهد اليهود يوم مدارسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان ومن الفرقان كيف يصدق التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا: يا ابن الخطاب ما من أصحابك أحد أحبّ إلينا منك، قلت: ولم ذلك؟ قالوا: إنك تغشانا وتأتينا، قال: قلت: إني آتيكم فأعجب، من الفرقان كيف يصدق التوراة ومن التوراة كيفي تصدق الفرقان، قال: ومرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا ابن الخطاب ذاك صاحبكم فالحق به، قال: فقلت لهم عند ذلك: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو وما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه أتعلمون أنّه رسول الله؟ قال: فسكتوا، قال: فقال عالمهم وكبيرهم: إنّه قد عظم عليكم فأجيبوه، قالوا: أنت عالمنا وسيدنا فأجبه أنت، قال: أما إذا انشدتنا به فإنا نعلم أنّه رسول الله؛ قال: قلت: ويحكم: أي هلكتم، قالوا: إنا لم نهلك، قال: قلت: كيف ذاك، وأنتم تعلمون أنّه رسول الله، ثم لا تتبعونه ولا تصدقونه، قالوا: إنّ لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة، وإنه قرن به عدونا من الملائكة، قال: قلت: ومن عدوكم ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل وسلمنا ميكائيل، قال: قلت: وفيم عاديتم جبريل وفيم ¬

_ (¬1) 9/ 233 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب من كان عدوا لجبريل)

سالمتم ميكائيل؟ قالوا: إنّ جبريل ملك الفظاظة والغلظة والإعسار والتشديد والعذاب ونحو هذا، وإن ميكائيل ملك الرأفة والرحمة والتخفيف ونحو هذا، قال: قلت: وما منزلتهما من ربهما؟ قالوا: أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، قال: قلت: فوالله الذي لا إله إلا هو إنّهما والذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لمن سالمهما، ما ينبغي لجبريل أنْ يسالم عدو ميكائيل، ولا لميكائيل أنْ يسالم عدو جبريل، قال: ثم قمت فاتبعت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلحقته وهو خارج من خرفة لبني فلان، فقال لي "يا ابن الخطاب ألا أقرئك آيات نزلن؟ " فقرأ عليّ {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [[البَقَرَة: 97] حتى قرأ الآيات، قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد جئت وأنا أريد أنْ أخبرك الخبر فأسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر. أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3536) والطبري في "تفسيره" (1/ 433 - 434 و 434) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 15 - 16) من طرق عن داود به. وهو مرسل رواته ثقات. قال الحافظ: هذا حديث مرسل صحيح الإسناد" وقال البوصيري: رواه إسحاق بن راهويه مرسلا بسند صحيح" مختصر الإتحاف 8/ 350 الثاني: يرويه مُجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي قال: انطلق عمر إلى يهود فقال: إني أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجدون محمدا في كتابكم؟ قالوا: نعم، قال: فما يمنعكم أنْ تتبعوه؟ قالوا: إنّ الله لم يبعث رسولا إلا كان له كفل من الملائكة، وإنّ جبريل هو الذي يتكفل لمحمد، وهو عدونا من الملائكة، وميكائيل سلمنا فلو كان هو الذي يأتيه اتبعناه، قال: فإني أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ما منزلتهما من رب العالمين؟ قالوا: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن جانبه الآخر، فقال: إني أشهد ما يقولان إلا بإذن الله، وما كان لميكائيل أنْ يعادي سلم جبريل، وما كان جبريل ليسالم عدو ميكائيل، فبينما هو عندهم إذ مرّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: هذا صاحبك يا ابن الخطاب، فقام إليه فأتاه وقد أنزل عليه {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [[البَقَرَة: 97] إلى قوله {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البَقَرَة: 98]. أخرجه الطبري (1/ 435) عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/ 290 - 291)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي كلاهما عن مجالد به. وإسناده ضعيف لضعف مجالد. وأما حديث قتادة فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عمر بن الخطاب انطلق ذات يوم إلى اليهود، فلما أبصروه رحبوا به، فقال لهم عمر: أما والله ما جئت لحبكم ولا للرغبة فيكم، ولكن جئت لأسمع منكم، فسألهم وسألوه، فقالوا: من صاحب صاحبكم؟ فقال لهم: جبريل، فقالوا: ذاك عدونا من أهل السماء يطلع محمداً على سِرِّنا، وإذا جاء جاء بالحرب والسنة، ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل، وكان إذا جاء جاء بالخصب وبالسلم، فقال لهم عمر: أفتعرفون جبريل وتنكرون محمدا، ففارقهم عمر عند ذلك وتوجه نحو رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - ليحدثه حديثهم، فوجده قد أنزل عليه هذه الآية {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البَقَرَة: 97]. أخرجه الطبري (1/ 434) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به. ورواته ثقات لولا إرساله. الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن قتادة قال: بلغنا أنّ عمر بن الخطاب أقبل على اليهود يوما فذكر نحوه. أخرجه الطبري (1/ 434) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا آدم - هو ابن أبي إياس - ثنا أبو جعفر به. وهذا مرسل أيضا، والمثنى لم أقف له على ترجمة، وأبو جعفر مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول أحمد، وآدم وقتادة ثقتان. وأما حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى فأخرجه الطبري (1/ 439) عن عبد الله بن أبي جعفر الرازي وابن أبي حاتم (1/ 291) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدَّشْتكي كلاهما عن أبي جعفر الرازي عن حُصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلي أنّ يهوديا لقي عمر بن الخطاب فقال: إنّ جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، فقال له

عمر: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} [البقرة: 98] قال: فنزلت على لسان عمر. وهذا مرسل أيضا. 1035 - "أنّ عمر لما وُلِيَّ وثاق الأسرى شَدَّ وثاق العباس، فسمعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يئن، فلم يأخذه النوم، فبلغ الأنصار فأطلقوا العباس" قال الحافظ: وروى ابن عائذ في "المغازي" من طريق مرسل: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 120) من طريق ابن عائذ أني الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير أنّه لما كان يوم بدر أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا، فكان ممن أسر عباس عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فولي وثاقه عمر بن الخطاب، فقال عباس: أما والله يا عمر، ما يحملك على شدة وثاقي إلا لطمتي إياك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: والله ما زادتك تلك عليّ إلا كرامة، ولكن الله أمرنا بشد الوثاق، قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع أنين العباس فلا يأتيه النوم، فقالوا: يا رسول الله ما يمنعك من النوم؟ فقال "كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي" قال: فزعموا أنّ الأنصار أطلقوه من وثاقه وباتت تحرسه. ورواته ثقات إلا أنّ الوليد بن مسلم كان مدلسا وقد عنعن. 1036 - عن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزم عن أبيه أَنَّ في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم في العقول أنّ العشر مائة من الإبل، وفيه: وفي اليد خمسون، وفي الرجل خمسون، وفي كل أصبع مما هنالك عشر من الإبل. قال الحافط: وكتاب عمرو بن حزم أخرجه مالك في "الموطأ" عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه: فذكره، ووصله أبو داود في "المراسيل" والنسائي من وجه آخر عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده مطولا، وصححه ابن حبان، وأعلّه أبو داود والنسائي" (¬2) انظر حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تبيعا" ¬

_ (¬1) 8/ 324 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثني خليفة) (¬2) 15/ 247 (كتاب الديات - باب دية الأصابع)

1037 - حديث أبي سعيد أَنَّ قتيلا وجد بين حيين فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقاس إلى أيهما أقرب، فألقى ديته على الأقرب. قال الحافظ: حديث أبي سعيد عند أحمد: فذكره، سنده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 292) عن أبي إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد أنّ قتيلا وجد بين حيين فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يقاس إلى أيهما أقرب، فوجد أقرب إلى أحد الحيين بشبر. قال أبو سعيد: كأني انظر إلى شبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فألقى ديته عليهم. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 126) وأخرجه البزار (كشف 1534) والعقيلي (1/ 76) وابن عدي (1/ 287) والبيهقي (8/ 126) من طرق عن أبي إسرائيل الملائي به. قال أحمد بن حنبل: حديث منكر" الجرح والتعديل 1/ 1/ 166 وقال البزار: لا نعلمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، وأبو إسرائيل ليس بالقوي" وقال العقيلي: ما جاء به غير أبو إسرائيل الملائي وليس له أصل" وقال البيهقي: تفرد به أبو إسرائيل عن عطية العَوْفي وكلاهما لا يحتج به" وقال في "الصغرى" (3/ 259): حديث ضعيف، أبو إسرائيل الملائي وعطية العوفى غير محتج بهما" وقال الهيثمي: وفيه عطية العوفي وهو ضعيف" المجمع 6/ 290 1038 - عن ابن عباس أَنَّ قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة قال قائل منهم: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء فإنما هو واحد منهم، فأنزل الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)} [الطُّور: 30]. قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "السيره" عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 15/ 259 (كتاب الديات - باب القسامة) (¬2) 10/ 225 (كتاب التفسير: سورة الطور)

أخرجه الطبري في "التفسير" (27/ 31) عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثني أبي ثنا مُحَمَّدْ بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به. ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من ابن أبي نجيح. 1039 - عن عبد الرحمن بن عوف أَنَّ قوما أتوا المدينة فأصابهم الوباء فرجعوا واستقبلهم ناس من الصحابة فأخبروهم فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لا، فنزلت. قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه: فذكره، وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سلمة مرسلا" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 192) عن أسود بن عامر الشامي ثنا حماد بن سلمة عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أنّ قوما من العرب أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فأسلموا، وأصابهم وباءُ المدينة، حُمَّاها فأُركِسُوا، فخرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من أصحابه، يعني أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة فاجْتَوَيْنَا المدينة. فقالوا: أما لكم في رسول الله أسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لم ينافقوا، هم مسلمون، فأنزل الله - عَزَّ وَجَلَّ - {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [النِّساء: 88]. ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 96) قال الهيثمي: وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه" المجمع 7/ 7 وقال السيوطي: أخرجه أحمد بسند فيه انقطاع" الدر 2/ 610 1040 - عن ابن عباس أنّ كسرى أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلة فركبها بحبل من شعر ثم أردفني خلفه. قال الحافظ: أخرجه الحاكم في "المستدرك" (¬2). ¬

_ (¬1) 8/ 360 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد) (¬2) 4/ 88 (كتاب الزكاة - باب خرص التمر)

1041 - عن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ كعب بن الأشرف كان شاعرا وكان يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وأهلها أخلاط، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استصلاحهم، وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشدّ الايذاء فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر، فلما أبى كعب أنّ ينزع عن أذاه أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوه" قال الحافظ: وروى أبو داود والترمذي من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه: فذكره" (¬1) أخرجه أبو داود (3000) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن فارس الذهلي أنّ الحكم بن نافع حدّثهم قال: أنا شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه - وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم- وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش ... وذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 198) ورواه عبد الكريم بن الهيثم بن زياد القطان عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي فلم يذكر: عن أبيه. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 196 - 198) 1042 - "أنّ مشية النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مشية السوقى لا العاجز ولا الكسلان" قال الحافظ: أخرج ابن المبارك في "كتاب الاستئذان" بسند مرسل: فذكره" (¬2) 1043 - عن يحيى بن أبي كثير أنّه بلغه أَنَّ معاذ بن جبل وثعلبة سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا: إنّ لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا؟ فنزلت" (¬3). قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي حاتم من مرسل يحيى بن أبي كثير بسند صحيح إليه أنّه بلغه: فذكره" (¬4) مرسل ¬

_ (¬1) 8/ 339 (كتاب المغازي - باب قتل كعب بن الأشرف) (¬2) 13/ 308 (كتاب الاستئذان- باب من أسرع في مشيه) (¬3) يعني قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْو} [البَقَرَة: 219] (¬4) 11/ 424 (كتاب النفقات وفضل النفقة على الأهل)

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 256) عن أبيه. ثنا أبان ثنا يحيى أنّه بلغه: فذكره. ورواته ثقات، وأبان هو ابن يزيد العطار. 1044 - حديث أنس أَنَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا بالزوراء، والزوراء بالمدينة عند السوق" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (4/ 1783) من حديث أنس: فذكره" (¬1) 1045 - عن سعيد بن جبير أنّ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ} [الصَّف: 10] لما نزلت قال المسلمون: لو علمنا هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين، فنزلت {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ} [الصَّف: 11] الآية. قال الحافظ: رواه ابن أبي حاتم هكذا مرسلا" (¬2) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 149) ونسبه لابن أبي حاتم أيضا. 1046 - عن عكرمة أَنَّ والد حذيفة قتل يوم أحد، قتله بعض المسلمين وهو يظن أنّه من المشركين، فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه أبو العباس السراج في "تاريخه" ورجاله ثقات مع إرساله" (¬3) مرسل أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2297) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق السراج ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هُشيم ثنا يونس عن عكرمة أنْ أبا حذيفة بن اليمان قتل يوم أحد، قتله رجل من المسلمين وهو يرى أنّه من المشركين، فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده. ورواته ثقات، ويعقوب بن إبراهيم هوالدورقي، وهشيم هو ابن بشير، ويونس هو ابن عبيد. 1047 - عن قُتيلة - بقاف ومثناة فوقانية والتصغير - امرأة من جهينة أَنَّ يهوديا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادوا أنّ يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأنّ يقولوا ما شاء الله ثم شئت. ¬

_ (¬1) 3/ 45 (كتاب الجمعة - باب الأذان يوم الجمعة) (¬2) 6/ 346 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه) (¬3) 15/ 238 (كتاب الديات - باب إذا مات في الزحام أو قتل به)

قال الحافظ: أخرجه النسائي في كتاب الأيمان والنذور وصححه من طريق عبد الله بن يسار بتحتانية ومهملة عن قتيلة" (¬1) صحيح أخرجه النسائي (7/ 7) وفي "الكبرى" (4714) وفي "اليوم والليلة" (986) والطبراني في "الكبير" (25/ 14 - 15) وابن المقرئ في "المعجم" (844) وأبو نعيم في "الصحابة" (7815) والمزي في "التهذيب" (35/ 271 - 272) من طرق عن مِسْعَر بن كِدَام عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار الجهني عن قتيلة امرأة من جهينة أنّ يهوديا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنكم تندّدون، وإنكم تشركون! تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادوا أنْ يحلفوا أنْ يقولوا: ورب الكعبة، ويقولون: ما شاء الله ثم شئت. قال الحافظ: سنده صحيح" الإصابة 13/ 94 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد مسعر به بل تابعه المسعودي ثني معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي نحوه. أخرجه أحمد (6/ 371 - 372) والطحاوي في "المشكل" (1/ 91 و 357) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 239 - 240) والمزي في "التهذيب" (35/ 270 - 271) عن يحيى بن سعيد القطان وابن سعد (8/ 309) عن وكيع بن الجراح والطبراني في "لكبير" (25/ 13 - 14) والمزي (35/ 271) عن عاصم بن علي الواسطي والطحاوي في "المشكل" (1/ 91) عن موسى بن داود والبيهقي (3/ 216) ¬

_ (¬1) 14/ 347 (كتاب الأيمان والنذور - باب لا يقول ما شاء الله وشئت)

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري كلهم عن المسعودي به. - ورواه محمد بن عبيد الطنافسي عن المسعودي واختلف عنه: • فقيل: عنه عن المسعودي كرواية الجماعة. أخرجه ابن سعد (8/ 309) عن محمد بن عبيد به. وأخرجه الحاكم (4/ 297) من طريق أحمد بن حازم الغفاري ثنا محمد بن عبيد به. • وقيل: عن محمد بن عبيد عن المسعودي عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت يسار عن قتيلة بنت صيفي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3408) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 14) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به. والأول أصح. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وهو كما قال، والمسعودي ثقة اختلط، ويحيى بن سعيد ووكيع وعبد الله بن رجاء ممن سمع منه قبل اختلاطه. والحديث اختلف فيه على معبد بن خالد، فرواه المغيرة بن مِقْسَم الكوفي عنه عن قتيلة. لم يذكر عبد الله بن يسار. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (986) والأول أصح لأنّ ذكر عبد الله بن يسار في السند زيادة من ثقة وهي مقبولة، والمغيرة ثقة إلا أنّه يدلس ولم يذكر سماعا من معبد بن خالد. 1048 - حديث صفوان بن عَسَّال أَنَّ يهوديين أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألاه عن تسع آيات، الحديث، وفي آخره: فَقَبَّلا يده ورجله. قال الحافظ: قال ابن بطال: وذكر الترمذي من حديث صفوان بن عسال: فذكره. قال

الترمذي: حسن صحيح. قلت: وحديث صفوان أخرجه أيضا النسائي وابن ماجه، وصححه الحاكم" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 160) عن شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة سمع عبد الله بن سَلِمَة يحدث عن صفوان بن عسال أنّ رجلين من أهل الكتاب قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي، فقال: لا يسمعن هذا فيصير له أربعة أعين، فأتياه فسألاه عن تسع آيات بينات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا, ولا تسرقوا, ولا تزنوا, ولا تسحروا, ولا تأكلوا الربا, ولا تقذفوا المحصنة، ولا تفروا من الزحف، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان لتقتلوه أو لتهلكوه، وعليكم خاصة يهود أنّ لا تعدوا في السبت" فَقَبَّلا يديه ورجليه وقالوا: نشهد أنك نبي، قال "فما يمنعكما من اتباعي؟ " فقالا: إن داود دعا أنْ لا يزال في ذريته نبي وإنا نخشى إنْ تبعناك أن يقتلنا اليهود. وقال الطيالسي مرة "ولا تقذفوا المحصنة أو لا تفروا من الزحف" شك شعبة. وأخرجه الترمذي (3144) والطبري في "تفسيره" (15/ 173) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 215) وفي "المشكل" (1/ 58) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد" (4) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 97 - 98) والبيهقي (8/ 166) والخطيب في "الموضح" (1/ 330 - 332) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 750 و 14/ 289) وفي "مسنده" (880 و 881) وفي "الأدب" (3) وأحمد (4/ 239 - 240) وابن ماجه (3705) والترمذي (2733 و 3144) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2465 و 2466) وفي "الجهاد" (275) والنسائي (7/ 102 - 103) وفي "الكبرى" (3541 و 8656) والطبري (15/ 172 و 173) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 215) وفي "المشكل" (63 و 64 و 65) والعقيلي (2/ 261) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 11) والطبراني في "الكبير" (7396) وابن المقرئ (4) والحاكم (1/ 9) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 97 - 98) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 268) والخطيب في "تلخيص المتشابة" (1/ 10) والبغوي في "التفسير" (4/ 187) من طرق عن شعبة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه" ¬

_ (¬1) 13/ 296 (كتاب الإستئذان - باب الأخذ باليدين)

وقال النسائي: هذا حديث منكر، حكي عن شعبة قال: سألت عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة فقال: تعرف وتنكر" وقال العقيلي: ولا يحفظ هذا الحديث من حديث صفوان بن عسال إلا من هذا الطريق" وقال ابن كثير: وهو حديث مشكل، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات بالعشر الكلمات فإنها وصايا في التوراة لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون، والله أعلم" التفسير 3/ 67 قلت: عبد الله بن سلمة مختلف فيه، ذكره ابن حبان وغيره في "الثقات"، وذكره النسائي وغيره في "الضعفاء", ولما كبر ساء حفظه ولذلك قال عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا، وقد كبر فكنا نعرف وننكر. 1049 - عن أنس قال: إنّ آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم -: جلال ربي الرفيع" قال الحافظ: وروى الحاكم من حديث أنس: فذكره" (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 57) عن أحمد بن كامل القاضي ثنا الحسين بن علي بن عبد الصمد البزاز الفارسي ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان آخر ما تكلم به: جلال ربي الرفيع فقد بلغت، ثم قضى - صلى الله عليه وسلم -. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد إلا أنّ هذا الفارسي واهم فيه على محمد بن عبد الأعلى. ثم أخرجه من طريق النفيلي ثنا زهير وغيره عن سليمان التيمي عن أنس قال: كان آخر وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حضره الموت: الصلاة الصلاة مرتين، وما ملكت أيمانكم، وما زال يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه. واختلف فيه على سليمان التيمي كما سيأتي عند حديث "كانت عامة وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم" والفارسي لم أقف له على ترجمة. ¬

_ (¬1) 9/ 203 (كتاب المغازي - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

1050 - "إنّ آخر من يدخل الجنة رجل من جُهينة يقال له: جهينة فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين" قال الحافظ: وقد وقع في "غرائب مالك" للدارقطني من طريق عبد الملك بن الحكم وهو واهٍ عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: فذكره" (¬1) باطل أخرجه محمد بن المظفر في "غرائب مالك" (186) والدارقطني في "غرائب مالك" كما في "اللسان" (2/ 93) والخطيب في "الرواة عن مالك" كما في "الفيض" (1/ 40) من طريق جامع بن سوادة [ثنا زهير بن عباد] (¬2) ثنا أحمد بن الحسين اللهبي ثنا عبد الملك بن الحكم ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا. قال الدارقطني: هذا الحديث باطل، وجامع ضعيف، وكذا عبد الملك بن الحكم" وقال ابن كثير: هذا الحديث لا يصح إلى الإِمام مالك لجهالة رواته عنه ولو كان محفوظا عنه من حديثه لكان في كتبه المشهورة عنه كالموطأ وغيره مما رواه عنه "الثقات" الفتن والملاحم ص 429 وقال الألباني: موضوع" الضعيفة 1/ 377 - ضعيف الجامع حديث رقم 6 1051 - حديث أبي هريرة رفعه "إنّ آدم لما خلقه الله عطس، فألهمه الله أن قال: الحمد لله" قال الحافظ: أخرجه ابن حبان" (¬3) انظر حديث "إنّ الله خلق آدم من تراب فجعله طينا ... " وحديث "لما خلق الله آدم عطس ... " 1052 - "إنّ إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلها" قال الحافظ: جاء عن عائشة من وجه آخر عند أحمد وابن ماجه أنّه كان في بيتها رمح موضوع فسئلت فقالت: نقتل به الوزغ فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا: فذكرته" (¬4) ¬

_ (¬1) 14/ 256 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم) (¬2) سقط من إسناد محمد بن المظفر. (¬3) 13/ 239 - 240 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام) (¬4) 7/ 163 (كتاب بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم) و7/ 205 - 206 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النِّساء: 125])

له عن عائشة طرق: الأول: يرويه نافع مولى ابن عمر واختلف عنه: - فرواه جرير بن حازم البصري عنه حدثتني سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا موضوعا، قلت: يا أم المؤمنين، ما تصنعون بهذا الرمح؟ قال: هذا لهذه الأوزاغ نقتلهنّ به، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا إنّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار عنه غير الوزغ كان ينفخ عليه، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 402) وأحمد (6/ 83 و 109) وابن ماجه (3231) وأبو يعلى (4357) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 184) وابن حبان (5631) والمزي في "التهذيب" (35/ 192 - 193) والذهبي في "الميزان" (4/ 607) من طرق عن جرير بن حازم به. قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 239 قلت: سائبة ذكرها ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات. - ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن نافع أنّ امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب، فقالت: ما هذا الرمح؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ، ثم حدثت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ إبراهيم لما ألقي في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ فإنّه جعل ينفخها عليه" أخرجه أحمد (6/ 217 - 218) عن إسماعيل بن عُلية أنا أيوب به (¬1). - ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية عن نافع أنّ عائشة أخبرته أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "اقتلوا الوزغ فإنّه كان ينفخ على إبراهيم -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- النار" قال: وكانت عائشة تقتلهن. أخرجه إسحاق في "مسنده" (مسند عائشة 570) وأحمد (6/ 200) عن محمد بن بكر البُرْساني أنا ابن جُريج أني عبد الله بن عبد الرحمن به (¬2). وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية هذا لم أر من ذكره، ولم يذكره الحافظ في كتابيه "التهذيب" و "التعجيل" فالله أعلم. ¬

_ (¬1) قال ابن كثير: تفرد به أحمد من هذا الوجه" البداية والنهاية 1/ 147 (¬2) قال ابن كثير: تفرد به أحمد من هذا الوجه" البداية 1/ 147 كذا قال، وقد تابعه إسحاق بن راهويه عن محمد بن بكر به.

الثاني: يرويه قتادة عن سعيد بن المسيب أنّ امرأة دخلت على عائشة وبيدها عكاز فقالت: ما هذا؟ فقالت: لهذه الوزغ, لأنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أنّه لم يكن شيء إلا يطفئ على إبراهيم -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- إلا هذه الدابة. فأمرنا بقتلها ... " أخرجه النسائي (5/ 148) وفي "الكبرى" (3814) عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَة ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة به. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، وخالفه عبد الحميد بن جبير المكي فرواه عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل الوزغ وقال: كان ينفخ على إبراهيم -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ-" أخرجه البخاري (فتح (7/ 204 - 205) الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا "كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه، فنهي عن قتل هذا، وأمر بقتل هذا" أخرجه عبد الرزاق (8392) عن مَعْمَر عن الزهري به. وإسناده صحيح. 1053 - عن أبي أمامة رفعه "إنّ إبليس لما أهبط إلى الأرض قال: ربّ اجعل لي قرآنا، قال: قرآنك الشعر" قال الحافظ: فيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (7837) عن يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "إنّ ابليس لما أنزل إلى الأرض قال: يا ربّ أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا، قال: الحمام، قال: فاجعل لي مجلسا، قال: الأسواق ومجامع الطرق، قال: اجعل لي طعاما، قال: ما لا يذكر اسم الله عليه، قال: اجعل لي شرابا، قال: كل مسكر، قال: اجعل لي مؤذنا، قال: المزامير، قال: اجعل لي قرآنا، قال: الشعر، قال: اجعل لي كتابا، قال: الوسم، قال: اجعل لي حديثا، قال: الكذب، قال: اجعل لي مصايد، قال: النساء" ¬

_ (¬1) 13/ 156 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

قال العراقي: إسناده ضعيف جدا" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1557 وقال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 8/ 119 وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (11181) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا يحيى بن بكير ثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عبيد بن عمير عن ابن عباس رفعه "قال إبليس لربه: يا ربّ قد أهبط آدم وقد علمت أنّه سيكون كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال: رسلهم الملائكة والنبيون منهم، وكتبهم التوراة والزبور والإنجيل والفرقان، قال: فما كتابي؟ قال "كتابك الوشم، وقرآنك الشعر، ورسلك الكهنة، وطعامك ما لا يذكر اسم الله عليه، وشرابك كل مسكر، وصدقك الكذب، وبيتك الحمام، ومصائدك النساء، ومؤذنك المزمار، ومسجدك الأسواق" قال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج الأحياء 4/ 1557 قلت: وعلته يحيى بن صالح الأيلي، ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: أحاديثه مناكير أخشى أنْ تكون منقلبة، وهو بعمر بن قيس أشبه. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة. وله طريق أخرى أقوى من هذه لكنها مختصرة أخرجها أبو الشيخ في "العظمة" (134) عن أحمد بن الحسين وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 126) عن أحمد بن علي الخزاز قالا: ثنا أبو عمران الهيثم بن أيوب الطالقاني ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه "قال إبليس: يا رب كل خلقك قد سببت أرزاقهم، فما رزقي؟ قال: كل ما لم يذكر اسمي عليه" قال أبو نعيم: غريب من حديث منصور وفضيل لم يروه عنه متصلا إلا الهيثم" 1054 - "إنّ إبليس يتطاول للشفاعة لما يرى يوم الفيامة من سعة الرحمة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث جابر ومن حديث حذيفة، وسند كل منهما ضعيف" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 14/ 83 (كتاب الرقاق - باب الرَّجاء مع الخوف)

روي من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حذيفة فأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5078) عن محمد بن العباس المؤدب ثنا عبيد بن إسحاق العطار ثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل ثني أبي عبد الله بن محمد بن عقيل - قال: وكنت أدعو جدي أبي - قال: حدثنا جابر بن عبد الله قال: فذكر حديثا طويلا وقال في آخره "حتى إنّ إبليس ليتطاول في الشفاعة" وأخرجه ابن البختري في "الأمالي" (141) عن أحمد بن مُلاعب البغدادي ثنا عبيد بن إسحاق به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر إلا القاسم بن عبد الله، تفرد به عبيد بن إسحاق" وقال الهيثمي: ورجاله وثقوا على ضعف كثير في عبيد بن إسحاق العطار والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل" المجمع 10/ 376 قلت: هما ضعيفان. وأما حديث أبي هريرة فهو قطعة من الحديث المسمى بحديث الصور وسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله خلق الصور ... " وأما حديث حذيفة فلم أقف عليه. 1055 - عن ابن عباس قال: إنّ ابن عمر وَهِمَ والله يغفر له إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب فكانوا يأخذون بكثير من فعلهم، وكان أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فأخذ ذلك الأنصار عنهم. وكان هذا الحي من قريش يتلذذون بنسائهم مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فذهب يفعل فيها ذلك فامتنعت فَشَرِيَ أمرهما حتى بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223] مقبلات ومدبرات ومستلقيات في الفرج. قال الحافظ: روى أبو داود من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 9/ 256 - 257 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم)

أخرجه أبو داود (2164) والطبري في "تفسيره" (2/ 395 - 396 و 396) والطبراني في "الكبير" (11097) والحاكم (2/ 195 و 279) والبيهقي (7/ 195) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 41) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني سمع أبان بن صالح يحدث عن مجاهد عن ابن عباس قال: فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالسماع من أبان، وأبان وثقه ابن معين وغيره لكن لم يخرج له مسلم شيئا. 1056 - قال - صلى الله عليه وسلم - للحسن "إنّ ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين" قال الحافظ: وقد رَوى أصل الحديث جابر، أورده الطبراني والبيهقي في "الدلائل" من فوائد يحيى بن معين بسند صحيح إلى جابر، وأورده الضياء في "الأحاديث المختارة" مما ليس في "الصحيحين". وعجبت للحاكم في عدم استدراكه مع شدة حرصه على مثله. وقال: وجزم في حديث جابر، ولفظه عند الطبراني والبيهقي: قال للحسن: فذكره. قال البزار: رُوي هذا الحديث عن أبي بكرة وعن جابر، وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسنادا، وحديث جابر غريب" (¬1) أخرجه البزار (كشف 2635) والطبراني في "الكبير" (2597) و"الأوسط" (1831 و 7067) وابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي ص 125) عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي والبيهقي في "الدلائل" (6/ 443 - 444) والخطيب في "التاريخ" (8/ 26 - 27) وابن عساكر (ص 125) عن يحيى بن سعيد الأموي كلاهما عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا أبو زهير عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأموي" قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 16/ 175 و 178 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي: إن ابني هذا لسيد)

1057 - "إنّ أبواب السماء مغلقة دون قاطع الرحم" قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن مسعود: فذكره" (¬1) موقوف ضعيف أخرجه عبد الرزاق (20242) عن مَعْمَر عن الأعمش قال: كان ابن مسعود جالسا بعد الصبح في حلقة فقال: أنشد الله قاطع رحم إلا ما قام عنا فإنا نريد أنْ ندعو ربنا وإنّ أبواب السماء مرتجة (¬2) دون قاطع الرحم. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8793) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ الأعمش لم يدرك ابن مسعود" المجمع 8/ 151 1058 - "إنّ أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" قال الحافظ: أخرجه مسلم من طريق نافع عن ابن عمر رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث أبي وهب الجشمي، وآخر عن مجاهد عند ابن أبي شيبة مثله" (¬3) حديث ابن عمر أخرجه مسلم (2132) وحديث أبي وهب الجشمي تقدم الكلام عليه عند حديث "اربطوا الخيل وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار" وحديث مجاهد أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 667) عن ابن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن. ورواته ثقات. 1059 - "إنّ أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده" قال الحافظ: حديث أبي ذر: قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحبّ الكلام إلى الله؟ قال: فذكره، أخرجه مسلم، وفي رواية: سئل أيّ الكلام أفضل؟ قال "ما اصطفاه الله لملائكته: سبحان الله وبحمده" (¬4) ¬

_ (¬1) 13/ 19 (كتاب الأدب - باب إثم القاطع) (¬2) أي مغلقة. (¬3) 13/ 190 (كتاب الأدب - باب أحب الأسماء إلى الله) (¬4) 13/ 463 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح)

أخرجه مسلم (2731) عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ " قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحبّ الكلام إلى الله، فقال "إن أحبّ الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده" والرواية الأخرى له أيضا: عن أبي ذر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل أيّ الكلام أفضل؟ قال "ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده". 1060 - "إنّ أحبكم إليّ وأقربكم مني من بقي على العهد الذي عاهدته عليه" قال الحافظ: وعنده (أي أبي يعلى) أيضا بإسناد فيه ضعف عن ابن عباس قال: استأذن أبو ذر على عثمان فقال: إنه يؤذينا، فلما دخل قال له عثمان: أنت الذي تزعم أنك خير من أبي بكر وعمر؟ قال: لا, ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وأنا باق على عهده" (¬1) روي من حديث أبي ذر ومن حديث أبي عبيدة بن الجراح ومن حديث معاذ بن جبل فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان: الأول: يرويه موسى بن عُبيدة أخبرني الوليد بن نويفع أو نفيع عن ابن عباس أنّ أبا ذر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن أحبكم إليّ وأقربكم مني الذي يلحقني على ما عاهدته عليه". أخرجه البزار (3889) من طريق بُهْلُول بن مُوَرِّق ثنا موسى بن عبيدة به. واختلف فيه على موسى بن عبيدة، فرواه زيد بن الحباب عنه ثني محمد بن الوليد عن ابن عباس قال: قال أبو ذر. فسمى شيخ موسى بن عبيدة محمد بن الوليد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1628) والبيهقي في "الشعب" (9921) قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا عن أبي ذر، ولا نعلم رَوى عن الوليد إلا موسى، وموسى كان من خيار الناس وعبادهم" وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة الرّبَذي وهو ضعيف" المجمع 9/ 327 قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 4/ 16 (كتاب الزكاة - باب ما أدي زكاته فليس بكنز)

الثاني: يرويه محمد بن عمرو قال: سمعت عِرَاك بن مالك يقول: قال أبو ذر: إني لأقربكم مجلسا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، وذلك أني سمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها" وإنّه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبّث منها بشيء غيري. أخرجه ابن سعد (4/ 228 - 229) وابن أبي شيبة (12/ 125 - 126) وأحمد في "المسند" (5/ 165) وفي "الزهد" (2/ 79) عن يزيد بن هارون ثنا محمد بن عمرو به. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 161 - 162) وفي "الصحابة" (1557) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (97) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا يزيد بن هارون به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (9920) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1627) من طريق هَيَّاج بن بِسطام عن محمد بن عمرو به. وأخرجه هناد في "الزهد" (554) عن عبدة بن سليمان الكلابي عن محمد بن عمرو قال:- حدثنا من حدثه عراك بن مالك قال أبو ذر. قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب" المجمع 9/ 327 وقال الحافظ: رجاله ثقات إلا أنّ عراك بن مالك عن أبي ذر منقطع" الإصابة 11/ 121 و 122 وأما حديث أبي عبيدة فأخرجه أحمد (1/ 195 - 196) ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو ثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر قال: ذكر من دخل على أبي عبيدة بن الجراح فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: نبكي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ويفيء عليهم حتى ذكر الشام فقال "إنّ ينسأ في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة: خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم، وحسبك من الدواب ثلاثة: دابة لرجلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك" ثم هذا أنا انظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وانظر إلى مربطي قد امتلأ دواب وخيلا فكيف ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا وقد أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنّ أحبكم الي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها"

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1038) عن أحمد بن عبد الوهاب الحَوْطي. وابن الأعرابي في "الزهد" (91) عن عباس (¬1) الترَقفي قالا: ثنا أبو المغيرة به. وإسناده ضعيف لانقطاعه فإنّ مسلم بن كيس لم يسم من دخل على أبي عبيدة، ومسلم بن أكيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل الحسيني في "الإكمال" عن أبي حاتم أنّه قال: مجهول، ولم أر قول أبي حاتم هذا في كتاب ابنه، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. وأما حديث معاذ فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (234) من طريق ركن بن عبد الله الدمشقي عن مكحول الشامي عن معاذ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن، فذكر حديثا وقال في آخره "يا معاذ إن أحبكم إليّ لمن لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التي فارقني عليها" وإسناده ضعيف جدا، ركن بن عبد الله قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال النسائي: متروك الحديث. 1061 - "إنّ أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أنْ تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة" قال الحافظ: وقد وقع في حديث بلال بن الحارث المزني الذي أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم بلفظ: فذكره" (¬2) صحيح وله عن بلال بن الحارث طرق: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة بن وَقَّاص الليثي ثني أبي عن جدي قال: سمعت بلال بن الحارث المزني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وزاد "وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه" أخرجه أحمد (3/ 469) وفي "الزهد" (ص 21) ¬

_ (¬1) وهو في "جزئه" كما في "سير الأعلام" (1/ 12 - 13) قال الذهبي: حديث غريب" (¬2) 14/ 93 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير والحميدي (911) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 51 - 52) عن سفيان بن عُيينة وهناد في "الزهد" (1141) والترمذي (2319) وابن حبان (281) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 242) عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي وابن أبي شيبة في "مسنده" (552) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 106 - 107) و "الأوسط" (328) وابن ماجه (3969) والحاكم (1/ 45) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 50 - 51) عن محمد بن بشر العبدي والبخاري في "الأوسط" (1/ 94) عن عبد الله بن محمد المسندي والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (2/ 154) والطبراني في "الكبير" (1131 و 1132) والحاكم (1/ 45) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2185) عن سفيان الثوري والطبراني في "الكبير" (1129) والحاكم (1/ 45) والبغوي في "شرح السنة" (4124) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 209 - 210) عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني والطبراني في "الكبير" (1130) والحاكم (1/ 45) والبيهقي في "الشعب" (4606) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 209 - 210) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي وابن حبان (287) والطبراني في "الكبير" (1129) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1121) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (544) والمزي في "التهذيب" (22/ 160 - 161) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 209 - 210) عن يزيد بن هارون

والطبراني في "الكبير" (1130) عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي البصري والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 209 - 210) عن يعلي بن عبيد الطنافسي وعن أبي ضَمْرَة أنس بن عياض المدني وابن حبان (280) عن الفضل بن موسى السِّيناني وابن قانع في "الصحابة" (1/ 77) والحاكم (1/ 45) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (19) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1121) والبيهقي (8/ 165) وأبو موسى المديني (544) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 209 - 210) عن سعيد بن عامر الضُّبَعِي وابن منده في "التوحيد" (772) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (262) عن محمد بن فُليح بن سليمان وأبو القاسم الحنائي في "الفوائد" (ق 15) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة به. واختلف فيه على محمد بن عمرو: • فقيل: عنه عن أبيه عن بلال بن الحارث، ليس فيه عن جده. أخرجه مالك في "الموطأ" (5/ 982) عن محمد بن عمرو به. وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (294) عن مالك به. وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (542) من طريق حرملة بن يحيى المصري أنا ابن وهب به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2/ 103) والطبراني في "الكبير" (1134) والحاكم (1/ 46) وأبو موسى المديني (543) من طرق عن مالك به.

وأخرجه هناد في "الزهد" (1140) عن أبي بكر بن عياش والنسائي في "الكبرى" (2/ 103) والطبراني في "الكبير" (1133) عن محمد بن عجلان المدني كلاهما عن محمد بن عمرو عن أبيه عن بلال بن الحارث. قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة للموطأ، وغير مالك يقول في هذا الحديث عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن بلال، فهو في رواية مالك غير متصل، وفي رواية من قال عن أبيه عن جده متصل مسند. وقدْ تابع مالكا على مثل روايته عن محمد بن عمرو عن أبيه، ابن عجلان لم يقولا عن جده، ورواه الداروردي وجماعة عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن بلال، وهكذا رواه أبو سفيان عبد الرحمن (¬1) بن عبد ربه اليشكري عن مالك عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن بلال" التمهيد 13/ 50 - 51 وقال الحاكم: هذا لا يوهن الإجماع الذي قدمنا ذكره بل يزيد تأكيدا بمتابع مثل مالك إلا أنّ القول فيه ما قالوه بالزيادة في إقامة إسناده" • وقيل: عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن بلال بن الحارث. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (358) والطبراني في "الكبير" (1135) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 52) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 211) من طريق حماد بن سلمة (¬2) عن محمد بن عمرو به. قال ابن عبد البر: قول حماد بن سلمة في هذا الحديث عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم هو عندي وهم , والصحيح ما قالته الجماعة عن محمد بن عمرو عن أبيه" ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "الأمالي المطلقة" (2/ 210) وقال: والمحفوظ رواية الجماعة عن مالك" (¬2) رواه حجاج بن منهال وأسد بن موسى عن حماد بن سلمة هكذا. وخالفهما مؤمل بن إسماعيل البصري فرواه عن حماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص ثني بلال بن الحارث به. أخرجه ابن بشران (237)

وقال قبل ذلك: والقول عندي والله أعلم، قول من قال: عن أبيه عن جده، وإليه مال الدارقطني رحمه الله" التمهيد 13/ 50 و 55 وقال البخاري: والأول أصح" الكبير 1/ 2/ 107 - الأوسط 1/ 197 قلت: وهو كلما قالوا. وقال الترمذي والحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن صحيح" وقال ابن منده: هذا إسناد متصل صحيح على رسم النسائي والترمذي" وقال الحاكم والبغوي: هذا حديث صحيح" قلت: عمرو بن علقمة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقد تفرد ابنه محمد بالرواية عنه كما في "الميزان" فهو مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة. وقد تابعه موسى بن عقبة عن علقمة بن وقاص عن بلال بن الحارث به. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1394) عن موسى بن عقبة به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 107) و "الأوسط" (1/ 95) والنسائي في "الكبرى" (2/ 104) وابن قانع (1/ 77 - 78) والطبراني في "الكبير" (1136) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 187) والبيهقي (8/ 165) والبغوي في "شرح السنة" (4125) من طرق عن ابن المبارك به. قال النسائي: موسى بن عقبة لم يسمع من علقمة بن وقاص" (¬1) وقال البغوي: هذا حديث صحيح" قلت: رواه إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة واختلف عن إبراهيم. • فرواه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 107) عن إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو عن أبيه عن بلال بن الحارث. • ورواه حفص بن عبد الله النيسابوري عن إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو عن جده عن بلال موقوفا، ولم يقل عن أبيه (¬2). ¬

_ (¬1) قال البخاري: قال علي - هو ابن المديني -: وقد سمع موسى بن عقبة من علقمة بن وقاص" التاريخ الكبير 4/ 1/ 292 (¬2) هو في مشيخة إبراهيم بن طهمان مرفوعا (24)

أخرجه النسائي في "الكبرى" (2/ 104) الظ في: يرويه عبيد الله بن عمر العمري عن عمر بن عبد الله عن بلال بن الحارث مرفوعا نحوه. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 234 - 235) و"الأوسط" (4547) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا عاصم بن النضر الأحول ثنا معتمر بن سليمان عن عبيد الله بن عمر به. وقال: لم يروه عن عبيد الله إلا معتمر، وعمر بن عبد الله الذي روى عنه عبيد الله هذا الحديث هو عمر بن عبد الله بن عتبة، وقد روى عنه محمد بن عجلان" قلت: عمر بن عبد الله بن عتبة لم أقف له على ترجمة (¬1)، والباقون كلهم ثقات. الثالث: يرويه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بلال بن الحارث مرفوعا نحوه. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (463) عن محمد بن مصعب الدمشقي ثنا كثير بن عبيد الحذاء ثنا بَقية بن الوليد عن عبد العزيز به. وبقية مدلس وقد عنعن. 1062 - "إنّ أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث بُريدة رفعه: فذكره" (¬2) حسن أخرجه أحمد (5/ 353 و 361) وابن أبي عاصم في "الزهد" (228) والنسائي (6/ 53) وفي "الكبرى" (5335) وابن حبان (699 و 700) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (159) والدراقطني (3/ 304) والحاكم (2/ 163) وتمام في "فوائده" (6 و 7) والقضاعي (982) والبيهقي (7/ 135) وفي "الشعب" (9828) والخطيب في "التاريخ" (1/ 318) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 166) من طرق عن حسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه (¬3) به مرفوعا. ¬

_ (¬1) أظنه عمر بن عبد الرحمن بنه عطية المزنى، والله تعالى أعلم. (¬2) 11/ 37 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين) (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (45) من هذا الطريق لكن ليس فيه عن أييه.

وفي لفظ "أحساب أهل الدنيا هذا المال" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: بل هو على شرط مسلم وحده, لأنّ البخاري لم يحتج بحسين بن واقد، وحسين صدوق فالإسناد حسن. 1063 - حديث جابر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبته بعد التشهد: "إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (867) وأبو داود والنسائي (3/ 49) وأحمد (3/ 371) وابن ماجه (45) وغيرهم من طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جابر بألفاظ مختلفة، منها لأحمد (3/ 319) عن يحيى القطان عنّ جعفر به: فذكره، قال يحيى: ولا أعلمه إلا قال "وشرّ الأمور محدثاتها" الحديث. وفي لفظ مسلم من طريق عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن محمد في أثناء حديث قال فيه "ويقول: أما بعد: إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" الحديث" (¬1) 1064 - "إنَّ أحسن ما غيرتم به الشيبَ الحِنَّاءُ والكَتَم" قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه الترمذي من حديث أبي ذر رفعه: فذكره" (¬2) ورد من حديث أبي ذر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي الطفيل ومن حديث جابر ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن بُريدة واختلف عنه: - فرواه سعيد بن إياس الجُرَيْرِي عن عبد الله بن بريدة واختلف عن الجريري: • فقال مَعْمَر بن راشد: عن الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر به مرفوعا. إخوجه عبد الرزاق (20174) عن معمر به. ¬

_ (¬1)) 13/ 125 (كتاب الأدب - باب الهدي الصالح) (¬2) 12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب)

وأخرجه أحمد (5/ 147 و 150) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (4205) وابن حبان (5474) والطبراني في "الكبير" (1638) و "الأوسط" (3034) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 283) والبيهقي (7/ 310) وفي "الآداب" (820) والبغوي في "شرح السنة" (3178) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا معمر" وقال الدارقطني: تفرد به معمر عن الجريري وأغرب به" العلل 6/ 278 قلت: الجريري اختلط بأخرة وسماع معمر منه قبل اختلاطه. • ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن الجريري عن عبد الله بن بريدة مرسلا. أخرجه النسائي (8/ 120) وفي "الكبرى" (9353) وعبد الوارث سمع من الجريري أيضا قبل اختلاطه. - ورواه أبو حُجَيَّة الأجلح بن عبد الله الكندي عن عبد الله بن بريدة واختلف عن الأجلح: • فقال غير واحد: عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر، منهم: 1 - عبد الله بن نُمير. أخرجه ابن سعد (1/ 439) وأحمد (5/ 154 و 169) 2 - عبد الله بن المبارك. أخرجه الترمذي (1753) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 101) والنسائي (8/ 120) وفي "الكبرى" (9351) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى والنسائي (8/ 120) وفي "الكبرى" (9351) عن هُشيم والنسائي (8/ 120) وفي "الكبرى" (9352) عن عَبْثر بن القاسم

والطحاوي في "المشكل" (3681) وابن الأعرابي (ق 86 / ب) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (873) وابن عساكر (7/ 302) عن سفيان الثوري والطحاوي (3682) عن جعفر بن عون الكوفي والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 166) عن القاسم بن معن الكوفي وبديل بن وضاح الكوفي والخطيب في "الموضح" (1/ 459) عن زهير بن معاوية الكوفي والبيهقي في "الشعب" (5979) عن عمر بن علي المُقَدَّمِي قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الأسود الديلي اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان" قلت: الأجلح مختلف فيه. • ورواه عبد الله بن إدريس الأودي عن الأجلح واختلف عنه: فرواه ابن أبي شيبة (8/ 432) وأحمد (5/ 150) عن عبد الله بن إدريس عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر. ورواه ابن ماجه (3622) عن ابن أبي شيبة به. ورواه يوسف بن موسى القطان عن عبد الله بن إدريس عن الأجلح عن ابن بريدة عن يحيى بن يَعْمر عن أبي الأسود عن أبي ذر. أخرجه البزار (3922)

• ورواه يحيى بن سعيد القطان عن الأجلح واختلف عنه: فرواه غير واحد عن يحيى القطان عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر، منهم: 1 - أحمد بن حنبل (5/ 156) 2 - يعقوب بن إبراهيم الدورقي. أخرجه النسائي (8/ 120) وفي "الكبرى" (9350) والدارقطني في "العلل" (6/ 279) 3 - محمد بن أبي بكر المقدمي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5979) ورواه عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان ثنا أجلح عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر. أخرجه البزار (3921) • ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الأجلح واختلف عنه: فقال الحسن بن علي بن عفان: ثنا أبو أسامة عن الأجلح عن ابن بريدة عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 34 - 35) قال الدارقطني: لا يصح" العلل 6/ 279 وقال يوسف بن موسى القطان: ثنا أبو أسامة عن الأجلح عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر. أخرجه البزار (3922) • ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. أخرجه ابن سعد (1/ 439) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي والمحاملي (261) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

كلاهما عن المسعودي به. • ورواه أبو حنيفة واختلف عنه: فرواه محمد بن الحسن الشيباني عن أبي حنيفة عن الأجلح عن ابن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 264) ورواه سابق عن أبي حنيفة عن عون بن أبي جُحيفة عن أبي الأسود عن أبي ذر. أخرجه أبو نعيم (ص 201) ورواه مكي بن إبراهيم البلخي عن أبي حنيفة عن الأجلح عن أبي الأسود عن أبي ذر، ولم يذكر ابن بريدة. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 459) وتابعه إبراهيم بن طهمان عن أبي حنيفة به. أخرجه أبو نعيم (ص 264 - 265) قال الدارقطني: والصواب قول من قال: عن أبي الأسود عن أبي ذر" العلل 6/ 279 - ورواه كَهْمَس بن الحسن البصري عن عبد الله بن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه ابن سعد (1/ 439) والنسائي (8/ 121) وفي "الكبرى" (9354) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير بن العوام 930) - ورواه عقبة بن عبد الله بن الأصم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 7) وعقبة قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو داود ويعقوب بن سفيان: ضعيف. الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر مرفوعا "أفضل ما غيرتم به الشَّمَطَ الحناء والكتم" أخرجه النسائي (8/ 120) وفي "الكبرى" (9349) عن محمد بن مسلم بن وَارَه ثنا يحيى بن يعلى ثنا أبي عن غيلان بن جامع عن أبي إسحاق به. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلسا، وكان قد اختلط أيضا، ولم أر أحدا صرّح بسماع غيلان بن جامع منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11668) وابن عدي (7/ 2487) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 284) من طريق عبد الرحمن بن محمد المُحاربي عن النضر أبي عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" وإسناده ضعيف لضعف النضر أبي عمر. لكنه لم ينفرد به بل تابعه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس به. أخرجه أبو يعلى (2713) وفي "معجمه" (117) عن بشر بن سيحان ثنا يزيد بن زُريْع عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 249) وبشر بن سيحان صدوق، والباقون كلهم ثقات، لكن قتادة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعاً من عكرمة. وأما حديث أبي الطفيل فأخرجه البزار (2777) عن محمد بن مرداس الأنصاري أنا يحيى بن كثير أنا الجُرَيْري قال: سمعت أبا الطفيل يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم. أو قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يختضب بالحناء والكتم" وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن كثير أبي النضر. وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5156) عن محمد بن الحسين الأنماطي ثنا عيسى بن سالم الشاشي ثنا سلم بن سالم عن ابن جُريج عن عطاء عن جابر مرفوعا "غيروا الشيب، ولا تقربوه السواد، ولا تشبهوا بأعدائكم من المشركين، وخير ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا سلم بن سالم، تفرد به عيسى بن سالم" قلت: إسناده ضعيف لضعف سلم بن سالم البلخي. وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 433) عن حفص بن غياث الكوفي عن الأشعث عن الحسن رفعه "أفضل ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" حفص بن غياث ثقة مشهور، والأشعث هو ابن عبد الله الحُدَّاني وهو صدوق.

1065 - "إنّ أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وثنتان وسبعون جنة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وقال: غريب" (¬1) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم بن حماد 422) وأحمد (3/ 75 - 76) والترمذي (2562) وأبو يعلى (1404) وابن أبي داود في "البعث" (77) وابن حبان (7401) والبغوي في "شرح السنة" (4381) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (991) من طريق دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رفعه "إنّ أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وينصب له قبة من لؤلؤ وَزَبَرْجَد وياقوت، كما بين الجابية إلى صنعاء" قال الترمذي: هذا حديث غريب" قلت: دراج أبو السمح اختلفوا فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود. 1066 - "إنّ أدنى أهل الجنة درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل واحد صُحْفَتَان: واحدة من ذهب، والأخرى من فضة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بإسناد قوي عن أنس مرفوعا" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7670) عن محمد بن موسى الاصطخري ثنا الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير اليمامي ثنا يحيى بن سعيد اليمامي ثنا نصر بن يحيى بن أبي كثير ثنا أبي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ أسفل أهل الجنة أجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة ألاف خادم، بيد كل واحد منهم صحفتان: واحدة من ذهب، والأخرى من فضة، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها، ثم يكون ذلك كريح المسك الأذْفرِ، لا يبولون ولا يَمْتَخِطون، إخوانا على سُرُر متقابلين" قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 4/ 508 - 509 والمجمع 10/ 401 قلت: محمد بن موسى الاصطخري لعله المترجم في "اللسان" (5/ 401) قال الحافظ: شيخ مجهول. ¬

_ (¬1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة) (¬2) 7/ 132 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

والحسن بن كثير لعله المترجم في "اللسان" (2/ 247) أيضا قال الدارقطني: ضعيف. ويحيى بن سعيد اليمامي لم أقف له على ترجمة، ونصر بن يحيي ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويحيى بن أبي كثير ثقة مشهور. 1067 - "إنَّ أدنى أهل الجنة منزلة" فذكر الحديث وفيه "وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر، وفي سنده ضعف" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 1068 - "إنّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألف سنة، وإنّ أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه ربه في كل يوم مرتين" قال: ثم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القِيَامَة: 22] قال: بالبياض والصفاء، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 23] قال: تنظر كل يوم في وجه الله". قال الحافظ: أخرجه عبد بن حميد والترمذي والطبري وغيرهم وصححه الحاكم من طريق ثُوير بن أبي فَاخِتَة عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، لفظ الطبري من طريق مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن ثوير، وأخرجه عبد عن شَبَابة عن إسرائيل ولفظه "لمن ينظر إلى وجهه غدوة وعشية" وكذا أخرجه الترمذي عن عبد وقال: غريب رواه غير واحد عن إسرائيل مرفوعا، ورواه عبد الملك بن أبْجَر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا، ورواه الثوري عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا أيضا، قال: ولا نعلم أحداً ذكر فيه مجاهداً غير الثوري بالعنعنة. قلت: أخرجه ابن مردويه من أربعة طرق عن إسرائيل عن ثوير قال: سمعت ابن عمر، ومن طريق عبد الملك بن أبجر عن ثوير مرفوعا، وقال الحاكم بعد تخريجه: ثوير لم يُنقم عليه إلا التشيع. قلت: لا أعلم أحداً صرّح بتوثيقه بل أطبقوا على تضعيفه، وقال ابن عدي: الضعف على أحاديثه بين. وأقوى ما رأيت فيه قول أحمد بن حنبل فيه وفي ليث بن أبي سليم ويزيد بن أبي زياد: ما أقرب بعضهم من بعض" (¬2) ضعيف يرويه ثوير بن أبي فاختة واختلف عنه: • فقيل: عنه قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ أدنى أهل الجنة ¬

_ (¬1) 2/ 173 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب فضل صلاة العصر) (¬2) 17/ 193 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القِيَامَة: 22])

منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وصُرُره مسيرة ألف سنة، وكربهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية (¬1)، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} ". لفظ عبد بن حميد والترمذي ولفظ الطبري "إنّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألف سنة، وان أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله كل يوم مرتين، ثم تلا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القِيَامَة: 22] قال "بالبياض والصفاء" قال {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 23] قال "تنظر كل يوم في وجه الله - عَزَّ وَجَلَّ -". أخرجه أحمد (2/ 64) وابنه في "السنة" (462) وعبد بن حميد في "المنتخب" (819) والترمذي (2553 و 3330) وأبو يعلى (5712) والطبري في "تفسيره" (29/ 193) والآجري في "الشريعة" (ص 269) وفي "التصديق بالنظر" (53 و 54) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 296) والدارقطني في "الرؤية" (170و 171 و 172 و 174) والبيهقي في "البعث" (432) والخطيب في "الموضح" (2/ 14) والبغوي في "شرح السنة" (4395 و 4396) وفي "تفسيره" (7/ 186 - 187) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن ثوير به. ولم ينفرد به إسرائيل بل تابعه عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبْجَر عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا "إنّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وسرره وخدمه، وإنّ أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين". أخرجه أحمد (2/ 13) وابنه في "السنة" (461) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (96) وأبو يعلى (5729) وابن النحاس في "الرؤية" (9) وأبو الشيخ في "العظمة" (604) والدارقطني في "الرؤية" (173) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 14) وابن منده في "الرد على الجهمية" (91) والحاكم (2/ 509) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 87) والبيهقي في "البعث" (433) والواحدي في "الوسيط" (4/ 394) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن عبد الملك بن أبجر به. - ورواه حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر واختلف عنه: فرواه أبو السري سهل بن حليمة الخزاعي عن حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "بكرة وعشيا" (¬2) وفي لفظ "ثم تلا هذه الآية"

أخرجه اللالكائي في "السنة" (841) ورواه ابن أبي شيبة (13/ 111) عن حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر عن ابن عمر موقوفا. وتابعه هارون بن عبد الله الحمّال عن حسين بن علي الجعفي به. أخرجه اللالكائي (866) • وقيل: عن ثوير أنّ رجلا حدّثه عن ابن عمر به مرفوعا. أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (451) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم عن ثوير به. وأبو مريم ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: رافضي ليس بثقة، قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال أبو حاتم والنسائي وغيرهما: متروك الحديث. • وقيل: عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه ابن عدي (2/ 533) واللالكائي (840) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 242 - 243) من طريق يحيى بن اليمان العجلي الكوفي عن سفيان الثوري عن ثوير به. واختلف فيه على الثوري: فرواه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عنه عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا. أخرجه الترمذي (4/ 688 و 5/ 431) والطبري في "تفسيره" (29/ 193) ورواه عبد الله بن المبارك عن سفيان عن رجل عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4397) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا ابن المبارك به (¬1). قال الترمذي: هذا حديث غريب ... وما نعلم أحدا ذكر فيه عن مجاهد غير الثوري" ¬

_ (¬1) واختلف فيه على ابن المبارك، فرواه نعيم بن حماد في "الزهد" (421) عن ابن المبارك أنا سفيان عن رجل عن مجاهد قوله. وأخرجه الدينوري في "المجالسة" (76) عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا نعيم بن حماد به.

وقال الحاكم: هذا حديث مفسر في الرد على المبتدعة، وثوير بن أبي فاختة وإنْ لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو واهي الحديث" وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة وهو مجمع على ضعفه" المجمع 10/ 401 1069 - "إنّ اسم الرجل المؤمن في الكتب الكَرْم من أجل ما أكرمه (¬1) الله على الخليقة، وإنّكم تدعون الحائط من العنب الكَرْم" قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني والبزار من حديث سَمُرَة رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (7087) عن محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة والبزار (كشف 1989) عن يوسف بن خالد السَّمْتِي قالا: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة ثنا خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة به مرفوعا وزاد "وإنما اسمه الحفر، والرجل هو الكرم" واللفظ للطبراني ولفظ البزار "إنّ اسم الرجل الكرم من أجل ما كرمه الله على الخليقة، انكم تدعون العنب، وإنما اسمه الجوهر هو الرجل وهو الكرم". قال البزار: لا نعلم هذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن سمرة" وقال الهيثمي: في إسناد الطبراني مجاهيل، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك" المجمع 8/ 55 قلت: جعفر بن سعد بن سمرة وخبيب بن سليمان بن سمرة وسليمان بن سمرة ذكرهم ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وجعفر قال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الإشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي. ¬

_ (¬1) عند الطبراني والبزار "ما كرمه" (¬2) 13/ 187 (كتاب الأدب - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما الكرم قلب المؤمن)

وخبيب قال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق: ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال أيضا: يجهل حاله عن أبيه. وسليمان قال ابن القطان الفاسي: حاله مجهولة. وقال: ما من هؤلاء من يعرف حاله وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم. 1075 - "إنّ أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين" قال الحافظ: وقوى الطحاوي ذلك بما أخرجه من وجه آخر عن ابن مسعود رفعه: فذكره، وكذا أخرجه أحمد" (¬1) حسن وله عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين" أخرجه أحمد (1/ 407) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا أبان - هو ابن يزيد - ثنا عاصم به. وأخرجه البزار (1728) عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ثني أبي به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (6) من طريق موسى بن إسماعيل البصري ثنا أبان بن يزيد به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن عاصم عن أبي وائل إلا أبان" قلت: وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان". الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن ابن مسعود مرفوعا "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نببا أو قتله نبي، أو رجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10497) من طريق عبد الله بن بشر الرقي عن أبي إسحاق به. ¬

_ (¬1) 12/ 506 (كتاب اللباس - باب عذاب المصورين يوم القيامة)

ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 55 - 56) قال الهيثمي: وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف" المجمع 1/ 181 قلت: وأبو إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحارث الأعور، وقد كان اختلط ولم أر أحداً صرّح بسماع عبد الله بن بشر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. الثالث: يرويه طلحة بن مُصَرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود رفعه "إنّ أشدّ أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي، وإمام جائر، وهؤلاء المصورون" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10515) من طريق أبي نُباتة يونس بن يحيى المدني عن عباد بن كثير عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف به. وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (6) من طريق موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن يزيد به. الرابع: يرويه مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود مرفوعا "إن أشدّ الناس عذابا عند الله المصورون" أخرجه البخاري (فتح 12/ 506) وغيره. 1071 - "إنّ أشدّ ما أتخوف عليكم خصلتين" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "قصر الأمل" من رواية اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حفصة مولى عليّ بن أبي طالب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، واليمان وشيخه لا يعرفان. وجاء من حديث جابر أخرجه أبو عبد الله بن منده من طريق المُنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعا، والمنكدر ضعيف، وتابعه علي بن أبي علي اللهبي عن ابن المنكدر بتمامه وهو ضعيف أيضا" (¬1) ضعيف روي من حديث علي ومن حديث جابر فأما حديث علي فأخرجه ابن الجوزي في "العلل" (2/ 329) من طريق ابن أبي ¬

_ (¬1) 14/ 11 (كتاب الرقاق - باب في الأمل وطوله)

الدنيا (¬1) ثنا داود بن عمرو بن زهير الضبي ثنا محمد بن الحسن الأسدي ثني اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حنظلة مولى عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن علي مرفوعا "إنّ أشدّ ما أتخوف عليكم خصلتين: اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنّه يعدل عن الحق، وأما طول الأمل فالحب للدنيا" ثم قال "إنّ الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض ... " الحديث. وأخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 161 - 162) من طريق الحسن بن محمد الأسدي ثني أبي ثني يمان بن حذيفة به. قال ابن الجوزي: هذا لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنّ علي بن أبي حنظلة ليس بمعروف ولا أبوه، واليمان قد ضعفه الدارقطني" وقال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "قصر الأمل" وهو ضعيف" إتحاف السادة 10/ 237 قلت: ومحمد بن الحسن الأسدي هو المعروف بالتل وهو مختلف فيه. وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (4) وابن عدي (5/ 1831) والقشيري في "رسالته" (ص 77) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1106) وابن الجوزي في "العلل" (1361) من طريق علي بن أبي علي بن عتبة بن أبي لهب عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل، فأما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة ... " قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال يحيى: علي بن أبي علي ليس بشيء، وقال النسائي: متروك" 1072 - "إنّ أطول أهل النار فيها مكثا من يمكث سبعة آلاف سنة" قال الحافظ: ووقع في "نوادر الأصول" للترمذي الحكيم من حديث أبي هريرة: فذكره، وسند هذا الحديث واه" (¬2) ¬

_ (¬1) وهو في "قصر الأمل" له (3) (¬2) 14/ 256 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم)

1073 - "إنّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه" قال الحافظ: وللنسائي من حديث عائشة: فذكره" (¬1) صحيح وله عن عائشة طريقان: الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة به مرفوعا وزاد "وولده من كسبه" أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 229) وابن أبي شيبة (7/ 157 و 14/ 196) وإسحاق في "مسنده" (مسند عائشة 1507 و 1561) وأحمد (6/ 42 و 220) وابن ماجه (2137) والنسائي (7/ 212 و 213) وفي "الكبرى" (6045 و 6046) وابن حبان (4260 و 4261) والطبراني في "الأوسط" (4483) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 327) والبيهقي (7/ 480) وفي "معرفة السنن" (11/ 299) والبغوي في "شرح السنة" (7/ 23) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (617) من طرق (¬2) عن الأعمش (¬3) عن إبراهيم به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه عُمارة بن عُمير التيمي الكوفي عن عمته عن عائشة مرفوعا. أخرجه عبد الرزاق (16643) وإسحاق في "مسنده" (1508 و 1657) وأحمد (6/ 31 و 193) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 406 - 407 و 407) والدارمي (2540) وأبو داود (3528) والنسائي (7/ 212) وفي "الكبرى" (6043) وابن حبان (4259) والحاكم (2/ 46) ¬

_ (¬1) 5/ 209 (كتاب البيوع - باب كسب الرجل وعمله بيده) (¬2) رواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ويعلي بن عبيد الطنافسي وشَريك بن عبد الله القاضي ومِندل بن علي العنزي والفضل بن موسى السيناني وعمر بن سعيد الثوري عن الأعمش. (¬3) رواه حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعا بلفظ "إن أولادكم هبة الله لكم، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور - فهم وأموالكم لكم إذا احتجتم إليها" أخرجه البيهقي (7/ 480) من طريق إبراهيم الصائغ عن حماد. وأخرجه من طريق سفيان بن عبد الملك المروزي عن ابن المبارك ثني سفيان عن حماد به. قال سفيان بن عبد الملك: وهذا وهم من حماد، قال ابن المبارك: سألت أصحاب سفيان عن هذا الحديث فلم يحفظوا. قال ابن المبارك: وهذا من حديثه عن عمارة بن عمير ليس فيه الأسود وليس فيه "إذا احتجتم". وقال أبو داود: حماد بن أبي سليمان زاد فيه "إذا احتجتم" وهو منكر" السنن 3/ 801 قلت: رواه حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان بلفظ "إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم" أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 888)

والبيهقي (7/ 479 - 480) وفي "معرفة السنن" (11/ 299) من طريق منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن عمارة بن عمير به. ولم ينفرد به منصور بل تابعه الأعمش عن إبراهيم النخعي به. أخرجه أحمد (6/ 41 و 201) والنسائي (7/ 212) وفي "الكبرى" (6044) وقاسم المطرز في "الفوائد" (24) من طريق سفيان بن عُيينة عن الأعمش به. واختلف فيه على الأعمش: • فرواه شعبة ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعمر بن سعيد بن مسروق عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عمته عن عائشة، لم يذكروا إبراهيم. أخرجه أحمد (6/ 173) عن شعبة وأبو عبيد في "الغريب" (2/ 229) وابن أبي شيبة (14/ 158) وأحمد (6/ 162) وابن ماجه (2290) والترمذي (¬1) (1358) وقاسم المطرز (25) عن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة والنسائي في "الكبرى" (6047) والطبراني في "الأوسط" (4484) عن عمر بن سعيد الثوري • ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عمته عن عائشة موقوفا. أخرجه البيهقي في "المعرفة" (11/ 298 - 299) واختلف فيه على عمارة بن عمير، فرواه الحكم بن عتيبة عنه عن أمه عن عائشة. أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 260) عن شعبة عن الحكم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 480) وأخرجه ابن أبي شيبة (¬2) (14/ 158) وإسحاق في "مسنده" (1655 و 1656) وأحمد (6/ 126 - 127 و 202 - 203) وأبو داود (3529) والنسائي في "الإغراب من حديث ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن صحيح" (¬2) وقع عنده "عن أبيه"

شعبة وسفيان" (94) والحاكم (¬1) (2/ 46) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 657 - 658) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 229) من طرق عن شعبة به. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" وقال المناوي: صححه أبو حاتم وأبو زرعة، وأعلّه ابن القطان بأنّه عن عمارة عن عمته وتارة عن أمه وهما لا تعرفان" الفيض 2/ 425 وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: أتى أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أبي يريد أنْ يجتاح مالي، قال "أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإنّ أموال أولادكم من كسبكم، فكلوه هنيئا". أخرجه أحمد (6678 و 6902 و 7001) وأبو داود (3530) وابن ماجه (2292) وابن الجارود (995) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 158) والبيهقي (7/ 480) وفي "معرفة السنن" (11/ 300) وابن خلفون في "المعلم" (ص 499) من طرق عن عمرو بن شعيب به. وإسناده حسن. 1074 - "إن أعْتَى الناس على الله من قتل غير قاتله، أو طلب بدم الجاهلية في الإِسلام" قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني والدارقطني من حديث أبي شريح رفعه: فذكره، وقرأت في "كتاب مكة" لعمر بن شبة من طريق عمرو بن دينار عن الزهري عن عطاء بن يزيد قال: قُتل رجل بالمزدلفة - يعني في غزوة الفتح - فذكر القصة وفيها أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "وما أعلم أحداً أعتى على الله من ثلاثة: رجل قتل في الحرم، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذَحْل في الجاهلية" ومن طريق مِسْعَر عن عمرو بن مرة عن الزهري ولفظه "إنّ أجرأ الناسَ عَلى الله" فذكره نحوه وقال فيه "وطلب بذحول الجاهلية" (¬2) هو حديث يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي شريح مرفوعا "إنّ أعتى الناس على الله رجل يقتل غير قاتله، أو طلب بدم الجاهلية من أهل الإِسلام، ومن بَصَّر عينيه في المنام ما لم يبصر". ¬

_ (¬1) وقع عنده "عن أبيه" (¬2) 15/ 231 - 232 (كتاب الديات - باب من طلب دم أمرىء بغير حق)

أخرجه أحمد (4/ 32) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2303 و 2304) وفي "الديات" (ص 92 و 92 - 93) والفاكهي في "أخبار مكة" (1460) والطبراني في "الكبير" (22/ 190 - 191 و 191) وابن عدي (4/ 1610 - 1611) والدارقطني (3/ 96) والبيهقي (8/ 26) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به. قال ابن عدي: وهذا من حديث الزهري لا أعلم يرويه غير عبد الرحمن بن إسحاق" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 174 قلت: عبد الرحمن بن إسحاق هو القرشي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. - ورواه عمرو بن دينار عن الزهري عن عطاء بن يزيد مرسلا، ولم يذكر أبا شريح. أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة كما قال الحافظ والأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 124) والفاكهي (1459) - ورواه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن الزهري قال: قال رجل من بني الديل بن بكر: فذكر الحديث وفيه ما يدل على أنّ له صحبة. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 495 - 496) - ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر أنّه سمع أبا شريح وهو يقول: أذن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح في قتال بني بكر، الحديث وفيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "وإنّ أعتى الناس على الله - عَزَّ وَجَلَّ - ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بِذَحْل في الجاهلية". أخرجه أحمد (4/ 31 - 32) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 277) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 397 - 398) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 93) والطبراني في "الكبير" (22/ 191) والبيهقي (8/ 71) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 680) من طرق عن يونس بن يزيد به. فجعل يونسُ مسلمَ بن يزيد مكان عطاء بن يزيد. ومسلم بن يزيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري في "الكبير" وقال: روى عنه الزهري وجعل بعض الناس حديثه عن عطاء بن يزيد ولا يصح، ثم ذكر حديث يونس بن يزيد وحديث عبد الرحمن بن إسحاق وقال: والأول أصح" (¬1) ¬

_ (¬1) أي حديث يونس بن يزيد.

وقال أبو حاتم: حديث يونس بن يزيد هو الصحيح، أخطأ عبد الرحمن بن إسحاق" العلل 1/ 445 - 446 - ورواه مَعْمَر عن الزهري مرسلا. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 125) عن مهدي بن أبي مهدي ثنا عبد الله بن محمد الصنعاني عن معمر به. وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن ابن عمرو فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن حبان (5996) من طريق سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر قال: فذكر حديثا طويلا (¬1) وفيه "وإن أعتى الناس على الله ثلاثة: من قتل في حرم الله، أو قتل غير قاتله، أو قتل لذحل الجاهلية". واختلف فيه على مجاهد، فرواه الأعمش قال: سمعت مجاهداً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 149) عن محمد بن عبد الله بن نُمير ثنا الأعمش به. ورواته كلهم ثقات. وأما حديث ابن عمرو فسيأتي الكلام عليه عند حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب". 1075 - حديث سَمُرَة إنّ أعرابيا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الضب" قال الحافظ: وكما في حديث سمرة عند أحمد: فذكره" (¬2) يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه: - فقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن عبد الملك بن عمير عن حُصين بن قَبيصة عن سمرة بن جندب قال: سأل أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب فقطع عليه خطبته فقال: يا رسول الله، ما تقول في الضباب؟ فقال "مسخت أمة من بني إسرائيل فالله تبارك وتعالى أعلم في أيّ الدواب مسخت" ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الواو عند حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب". (¬2) 1/ 151 (كتاب العلم - باب من سئل علما وهو مشتغل بحديثه)

أخرجه أحمد (5/ 21) وابن جرير في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 300) والطبراني في "الكبير" (6788) - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن عبد الملك واختلف عنه: • فقال حسن بن موسى الأشيب: ثنا شيبان عن عبد الملك عن حصين بن قبيصة الفزاري عن سمرة قال: فذكر نحوه. أخرجه أحمد (5/ 19) عن حسن بن موسى به. • وقال عبيد الله بن موسى الكوفي: عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن أبي الحر عن سمرة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6789) - ورواه أبو عَوانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عبد الملك واختلف عنه: • فقال معلي بن منصور الرازي: عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن قبيصة عن سمرة. أخرجه ابن جرير في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 299) • ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن أبي عوانة واختلف عنه: فقال العباس بن الفضل الأسفاطي: ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن قبيصة عن سمرة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6788) عن العباس بن الفضل الأسفاطي به. وقال أحمد (5/ 19): ثنا أبو الوليد أنا أبو عوانة ثنا عبد الملك بن عمير عن حصين رجل من بني فزارة عن سمرة. وتابعه إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا أبو الوليد الطيالسي به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 197 - 198) وفي "المشكل" (3282) - ورواه عفان بن مسلم البصري عن أبي عوانة واختلف عنه: • فقال ابن أبي شيبة (8/ 268 - 269) وأحمد (5/ 19): ثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا عبد الملك عن حصين رجل من بني فزارة عن سمرة. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (3282) وفي "شرح المعاني" (4/ 197 - 198) عن إبراهيم بن مرزوق عن عفان به.

• وقال أحمد بن القاسم بن مساور: ثنا عفان ثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن حصين بن أبي الحر عن سمرة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6790) - وقال أبو كامل فضيل بن حسين الجَحْدري: عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن أبي الحر عن سمرة. أخرجه البزار (كشف 1216) وتابعه محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن أبي عوانة به. أخرجه البزار. 1076 - "إنّ أعظم الناس علينا منا أبو بكر، زوجني ابنته، وواساني بنفسه، وإنّ خير المسلمين مالا أبو بكر، أعتق منه بلالا، وحملني إلى دار الهجرة" قال الحافظ: وفي حديث مالك بن دينار عن أنس رفعه: فذكره، أخرجه ابن عساكر، وأخرج من رواية أبي حيان التيمي عن أبيه عن عليّ نحوه" (¬1) ضعيف وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه أبو حفص العبدي عن مالك بن دينار عن أنس. أخرجه ابن عساكر كما في "الصحيحة" (5/ 249) وأبو حفص واسمه عمر بن حفص قال أحمد: تركنا حديثه وخرقناه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. الثاني: يرويه الفضل بن المختار عن أبان بن أبي عياش عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر "ما أطيب مالك، منه بلال مؤذنى، وناقتي التي هاجرت عليها، وزوجتني ابنتك، وواسيتني بنفسك ومالك، كأني انظر إليك على باب الجنة تشفع لأمتي" أخرجه ابن عدي (1/ 375 و 6/ 2041) وابن الجوزي في "العلل" (294) وقال: هذا حديث لا يصح، وأبان متروك الحديث، قال شعبة: لأنْ أزني أحب إليّ من أنْ أحدّث عن أبان، وقال أبو حاتم: والفضل بن المختار يحدث بالأباطيل" ¬

_ (¬1) 8/ 13 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدّوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

وأما حديث عليّ فأخرجه الترمذي (3714) وابن أبي عاصم في "السنة" (1267 و 1281 و 1321) وأبو يعلى (550) والعقيلي (4/ 210 - 211) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 10) والطبراني في "الأوسط" (5902) وابن عدي (6/ 2437) والحاكم (3/ 72 و 124 - 125) وأبو نعيم في "الصحابة" (354) وفي "فضائل الخلفاء" (229) وأبو طالب العشاري (¬1) في "فضائل أبي بكر" (4) وأبو منصور بن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (ص 144 - 145) ونظام الملك الطوسي في "مجلسين من أماليه" (17) واللالكائي في "السنة" (2421 و 2422) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 163) والمزي (10/ 401 - 402) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 843 - 844) من طرق عن أبي عتاب سهل بن حماد الدلال ثنا المختار بن نافع التيمي عن أبي حيَّان التيمي عن أبيه عن علي مرفوعا "رحم الله أبا بكر زوَّجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله. رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرّا، تركه الحقّ وماله صديق. رحم الله عثمان تستحييه الملائكة، رحم الله عليا، اللهم أدر الحقّ معه كيف دار" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب، وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي كوفي وهو ثقة" وقال العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا بالمختار بن نافع" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عتاب الدلال" وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف بمختار بن نافع هذا ومن رواية أبي عتاب عنه" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال ومختار ساقط، قال النسائي وغيره: ليس بثقة" وقال أبو نعيم: تفرد به سهل بن حماد" وقال أبو منصور بن عساكر: حديث حسن صحيح" كذا قال ومختار قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه.

وخالفه علي بن عاصم الواسطي فرواه عن أبي حيان التيمي عن حَبَّة بن جُوَين العُرَني قال: قال عليّ بن أبي طالب مرفوعا به. أخرجه ابن عساكر (الضعيفة 5/ 114) وعلي بن عاصم ضعفوه. وفي الباب عن ابن عباس وسيأتي الكلام على حديثه في حرف الميم فانظر "ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر ... " 1077 - "إنّ أعظم الناس فِرْيَةَ الشاعر يهجو القبيلة بأسرها" قال الحافظ: وأورد فيه (أي البخاري في "الأدب المفرد") حديث عائشة مرفوعا: فذكره، وسنده حسن. وأخرجه ابن ماجه من هذا الوجه بلفظ "أعظم الناس فرية رجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها" وصححه ابن حبان" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل هجا رجلا فهجا القبيلة بأسرها" 1078 - "إنّ أعمال بني آدم تُعرض كل عشية ليلة جمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم" قال الحافظ: وللمصنف في "الأدب المفرد" من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) حسن أخرجه أحمد (2/ 483 - 484) والبخاري في "الأدب المفرد" (61) وفي "التاريخ الكبير" (3/ 1/ 108 - 109) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 215) والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (279) والبيهقي في "الشعب" (7593 و 7595) وابن الجوزي في "البر والصلة" (231) والمزي في "تهذيب الكمال" (8/ 242) من طرق عن الخَزْرَج بن عثمان أبي الخطاب السعدي أني أبو أيوب سليمان مولى عثمان بن عفان قال: جاءنا أبو هريرة فذكر حديثا وفيه: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن أعمال بني أدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم". قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 3/ 343 - المجمع 8/ 151 قلت: إسناده حسن، سليمان ويقال عبد الله بن أبي سليمان الأموي مولى عثمان بن ¬

_ (¬1) 13/ 155 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر) (¬2) 13/ 19 (كتاب الأدب - باب إثم القاطع)

عفان أبو أيوب وثقه ابن معين (تاريخ الدارمي ص 143) وقال أحمد: حديثه حديث مقارب (العلل 1/ 79 و93) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. والخزرج بن عثمان قال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الدارقطني: الخزرج بصري يترك وأبو أيوب عن أبي هريرة جماعة ولكن هذا مجهول (سؤالات البرقاني ص 27) 1079 - حديث أوس بن أوس الثقفي رفعه "إنّ أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه الصعقة، وفيه النفخة" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (¬1) يرويه حسين بن علي الجُعْفي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس رفعه "إنّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ" قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْتَ؟ "فقال: إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - حرّم على الأرض أنْ تأكل أجساد الأنبياء" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 149) وأحمد (4/ 8) والدارمي (1580) وأبو داود (1047 و 1531) وإبن ماجه (1085 و 1636) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (22) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1577) وفي "الصلاة على النبي" (63) والبزار (¬2) (3485) والنسائي (3/ 75) وفي "الكبرى" (1666) وابن خزيمة (1733 و 1734) وابن حبان (910) والطبراني في "الكبير" (589) و"الأوسط" (4777) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 235) والحاكم (1/ 278 و 4/ 560) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (976) والبيهقي (3/ 248 - 249) وفي "الصغرى" (605) و"معرفة السنن" (4/ 421) و "الشعب" (2768) و"فضائل الأوقات" (275) و"حياة الأنبياء" (11) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (895) ¬

_ (¬1) 14/ 157 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور) (¬2) إلا أنّه جعله عن شداد بن أوس، وقال: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين الجعفي، ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو ابن تميم ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة، أبو أسامة وحسين الجعفي، على أنّ ابن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنما قالوا ذلك لأنّ ابن جابر ثقة، وابن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: هو لابن تميم أشبه"

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" (¬1) وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح" رياض الصالحين ص 397 و 450 - الخلاصة 1/ 441 و 2/ 814 وقال أيضا: وروينا في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه بالأسانيد الصحيحة عن أوس بن أوس: فذكر الحديث" الأذكار ص 106 وقال الحافظ عبد الغني: حسن صحيح، وقال المنذري: حسن، وقال ابن دحية: صحيح" القول البديع ص 157 وقال الألباني: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح وقد أعل بما لا يقدح" تخريج فضل الصلاة ص 11 قلت: أعلّ البخاري وأبو حاتم الأحاديث التي رواها حسين بن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر كلها فقالا: عبد الرحمن بن يزيد الذي روى عنه حسين الجعفي إنما هو ابن تميم وهو ضعيف لا ابن جابر الثقة. وهذا نص كلامهما: قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 1/ 265) في ترجمة ابن تميم: عنده مناكير، ويقال هو الذي روى عنه أهل الكوفة أبو أسامة وحسين - أي الجعفي - فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وقال فيما حكاه عنه الترمذي: أهل الكوفة يروون عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر مناكير، وإنما أرادوا عندي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو منكر الحديث، وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر" علل الترمذي 2/ 974 وقال أبو حاتم: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لا أعلم أحداً من أهل العراق يحدث عنه (¬2)، والذي عندي أنّ الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي واحد وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. قال: وأما حسين الجعفي فإنّه روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس: فذكر الحديث، قال: وهو حديث منكر لا أعلم أحدا رواه غير حسين الجعفي" علل الحديث 1/ 197 ¬

_ (¬1) قلت: لم يخرج البخاري لأبي الأشعث الصنعاني. (¬2) قلت: روى عنه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي وأبو عقيل عبد الله بن عقيل وهما كوفيان (تهذيب الكمال 18/ 7)

وقال أيضا: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عنده مناكير يقال هو الذي روى عنه أبو أسامة وحسين الجعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم أصح وهو ضعيف الحديث" الجرح والتعديل. وأجاب ابن القيم عن ذلك من وجوه: الأول: أنّ حسين بن علي الجعفي قد صرّح بسماعه من ابن جابر. والثاني: أنّ قول القائل: إن الجعفي قد غلط في اسم جده بعيد فإنّه لم يكن يشتبه عليه هذا بهذا مع نقده وعلمه بهما وسماعه منهما. والثالث: أنّ المزي قال في "التهذيب" (18/ 7) في ترجمة ابن جابر: روى عنه حسين بن علي الجعفي وأبو أسامة حماد بن أسامة إنْ كان محفوظا. فجزم برواية حسين عن ابن جابر وشك في رواية أبي أسامة. قال ابن القيم: ثم بعد أنْ كتبت ذلك رأيت الدارقطني قد ذكر ذلك نصا فقال في كلامه على كتاب أبي حاتم في "الضعفاء": قوله: حسين الجعفي روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو أسامة (¬1) يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فيغلط في اسم جده (¬2) " جلاء الإفهام ص 36 - 38 وقال الحافظ: ذكر البخاري وأبو حاتم، وتبعهما ابن حبان، أنّ حسين بن علي الجعفي غلط في عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، كما جرى لأبي أسامة فيه، وأنّ هذا الحديث عن ابن تميم، لا عن ابن جابر، ولا يكون صحيحا، وردّ ذلك الدارقطني، فخص أبا أسامة بالغلط فيه" النكت الظراف 2/ 3 - 4 وقال السخاوي: لكن قد ردّ هذه العلة الدارقطني، وقال: إن سماع حسين من ابن جابر ثابت وإلى هذا جنح الخطيب" القول البديع ص 158 وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرها ابن القيم في "جلاء الأفهام" فانظرها. ¬

_ (¬1) قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما لقط عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظنّ أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف" تاريخ بغداد 10/ 212 (¬2) قال الدارقطني: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم شامي، أبو أسامة يغلط في نسبه" الضعفاء ص 273 - 274

1080 - "إنّ أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً في الآخرة" قال الحافظ: قال ابن بطال: وقد ورد عن سلمان وأبي جُحيفة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وحديث سلمان الذي أشار إليه أخرجه ابن ماجه بسند لين، وأخرج عن ابن عمر نحوه وفي سنده مقال أيضا، وأخرجه البزار نحوه من حديث أبي جحيفة بسند ضعيف" (¬1) روي من حديث سلمان الفارسي ومن حديث أبي جحيفة ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث أيوب بن عثمان مرسلا فأما حديث سلمان فأخرجه ابن ماجه (3351) وابن أبي الدنيا (¬2) في "الجوع" (3) والبزار (2498) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 716) والعقيلي (3/ 360) والطبراني في "الكبير" (6183) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 198 - 199) والبيهقي في "الشعب" (5257 و 5258) والشجري في "أماليه" (2/ 192) والمزي في "التهذيب" (20/ 151) من طريق سعيد بن محمد الثقفي الوراق ثنا موسى الجهني عن زيد بن وهب الجهني عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعت سلمان وأُكره على طعام يأكله فقال: حسبي أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة" قال العقيلي: عطية عن سلمان في إسناده نظر" وقال الذهبي: قلت: ليس الضعف إلا أنّ الحديث انفرد به واهٍ، وهو سعيد بن محمد الوراق عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية بن عامر" الميزان وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، سعيد بن محمد الوراق ضعفه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وأبو داود والنسائي وابن عدي والدارقطني، ووثقه ابن حبان والحاكم" مصباح الزجاجة 4/ 30 قلت: الوراق ضعفه أيضا أحمد والجوزجاني وأبو خيثمة. وأما حديث أبي جحيفة فله عنه طرق: الأول: يرويه علي بن الأقمر الكوفي عن أبي جحيفة قال: أكلت ثريدة من خبز ولحم سمين ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت أتجشأ فقال "ما هذا كف من جُشاءك، فإنّ أكثر الناس في الدنيا شبعاً أكثرهم في الآخرة جوعاً" ¬

_ (¬1) 11/ 457 - 458 (كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع) (¬2) سقط من إسناده "عن عطية بن عامر"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 132) و"الأوسط" (3758) عن علي بن عبد العزيز البغوي والحاكم (4/ 121) عن جعفر بن محمد بن شاكر قالا: ثنا أبو ربيعة فهد بن عوف ثنا فضل بن أبي الفضل الأزدي أخبرني عمر (¬1) بن موسى أخبرني علي بن الأقمر به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن علي بن الأقمر إلا علي بن موسى (¬2)، تفرد به فهد بن عوف" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ورده الذهبّ بقوله: قلت: فهد قال ابن المديني: كذاب، وعمر هالك" وقال المنذري: رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. قلت: بل واه جدا فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى" الترغيب 3/ 137 قلت: أبو ربيعة فهد بن عوف اسمه زيد وفهد لقبه قال الفلاس: متروك الحديث. واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: ثني أبو ربيعة ثنا عمر بن الفضل عن رقبة عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة به. أخرجه تمام في "فوائده" (ق48/أ) واختلف في هذا الحديث على علي بن الأقمر، فرواه مِسْعَر عن علي بن الأقمر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5255) من طريق محمد بن خليد الحنفي ثنا عبد الواحد بن زياد عن مسعر به. ومحمد بن خليد قال العقيلي: يضع الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. ¬

_ (¬1) عند الحاكم "عمر" وعند الطبراني "علي" (¬2) قلت: تابعه شَريك بن عبد الله القاضي عن علي بن الأقمر به. أخرجه الخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 7)

الثاني: يرويه الوليد بن عمرو بن سَاج عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أكلت خبز بُرٍّ بلحم سمين فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فتجشأت، فقال "احبس جشاءك، فإنّ أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة" قال: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 716 - 717) عن الحسن بن عرفة (¬1) وابن عدي (7/ 2537) عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي وابن أبي الدنيا في "الجوع" (19) عن عبد العزيز بن يحيى والطبراني في "الأوسط" (8924) والبيهقي في "الآداب" (700) و "الشعب" (5256) وابن بشكوال في "الغوامض" (315) عن أسد بن موسى المصري كلهم عن علي بن ثابت الجزري عن الوليد بن عمرو بن ساج به. وإسناده ضعيف لضعف الوليد بن عمر بن ساج، وقد توبع. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وذكر حديثا كان في كتاب عمرو بن مرزوق ولم يحدّث به عن مالك بن مِغول عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: فذكر الحديث، قال: فسمعت أبي يقول: هذا حديث باطل ولم يبلغني أنّ عمرو بن مرزوق حدّث به قط" العلل 2/ 123 وقال أحمد: كان عمرو بن مرزوق يحدث عن مالك بن مغول عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة ثم تركه بعد. قال مهنا: ثم سألته عنه بعد فقال: ليس بصحيح" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 47 الثالث: يرويه عبد السلام بن حرب الكوفي عن مُحْرِز أبي رجاء عن أبي جحيفة. ¬

_ (¬1) رواه البزار (كشف 3669) عن الحسن بن عرفة ثنا علي بن ثابت عن عمر بن موسى عن عمر بن أبي جحيفة عن أبيه.

أخرجه البزار (كشف 3670) عن العباس بن جعفر بن الزِّبْرِقان والبخاري في "الكنى" (ص 31) عن عمرو بن محمد الناقد والطبراني في "الكبير" (22/ 126 - 127) عن محمد بن خالد الكوفي قالوا: ثنا إسحاق بن منصور (¬1) ثنا عبد السلام بن حرب به. واختلف فيه على عبد السلام بن حرب، فرواه أبو غسان مالك بن إسماعيل الكوفي عنه عن محرز أبي رجاء عمن حدثه عن أبي جحيفة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5254) عن أبي الحسين بن بشران أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو غسان به. وهذا أصح, لأنّ قوله "عمن حدثه" زيادة من ثقة فهي مقبولة. وهكذا رواه ابن أبي الدنيا في "الجوع" كما في "الصحيحة" (1/ 4/ 64) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (3350) والترمذي (2478) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (349) والطبراني في "الأوسط" (4121) والبيهقي في "الشعب" (5259) والمزي في "التهذيب" (18/ 164) من طريق أبي يحيى عبد العزيز بن عبد الله القرشي النَّرمَقي عن يحيى البكاء عن ابن عمر قال: تجشأ رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "كُفَّ جشاءك عنا، فإنّ أطولكم جوعاً يوم القيامة أكثركم شبعاً في دار الدنيا" قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد العزيز النرمقي" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 139 ¬

_ (¬1) هو السلولي الكوفي.

وقال: عبد العزيز بن عبد الله القرشي منكر الحديث، روى عن يحيى البكاء، عن ابن عمر ثلاثة أحاديث أو أربعة منكرة" الجرح والتعديل قلت: ويحيى البكاء قال أحمد وأبو داود: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11693) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 345 - 346) قال: ثنا جبرون بن عيسى المقري المصري ثنا يحيى بن سليمان الحفري القرشي ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "إنّ أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع في الآخرة غداً" قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث فضيل ومنصور وعكرمة، لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان وفيه مقال" وقال المنذري: رواه الطبراني بإسناد حسن" الترغيب 3/ 137 وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج الإحياء 3/ 80 قلت: جبرون قال المنذري: لم أقف فيه على جرح ولا تعديل (الترغيب 3/ 178) وقال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 10/ 249) ويحيى بن سليمان القرشي ترجمه الذهبي في "الميزان" والحافظ في "اللسان" وذكرا فيه قول أبي نعيم: فيه مقال، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 68) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا نعيم بن حماد ثني ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن محمد بن محمد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. وأما حديث أنس فأخرجه البيهقي في "الشعب" (5260) من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري ثنا زياد بن أبي حسان قال: سمعت أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث ابن عمر. وبشر وزياد متهمان بوضع الحديث. وأما حديث أيوب بن عثمان فأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (604) عن بَقية بن الوليد ثني أيوب بن عثمان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يتجشأ فقال "أقصر من جشاءك، فإنّ أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا" أيوب بن عثمان لم أقف له على ترجمة.

1081 - "إنّ أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفُرُش، وَرُبَّ قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته" قال الحافظ: حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد من طريق إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أنّ أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود أنّه حدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، والضمير في قوله "أنّه" لابن مسعود فإنّ أحمد أخرجه في مسند ابن مسعود، ورجال سنده موثقون" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 397) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة عن خالد بن أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أنّ أبا محمد أخبره - وكان من أصحاب ابن مسعود - حدّثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه ذكر عنده الشهداء فقال: فذكره. والحديث كما ذكر الحافظ (¬2) هو من رواية ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك قال العراقي في "تخريج الإحياء": رواه أحمد من حديث ابن مسعود وفيه عبد الله بن لهيعة" زاد الزبيدي: ورواه كذلك الحكيم في "النوادر". إتحاف السادة المتقين 10/ 6 وخالف في ذلك الهيثمي فقال: رواه أحمد هكذا ولم أره ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، والظاهر أنّه مرسل ورجاله ثقات" المجمع 5/ 302 وقال الحافظ: سنده جيد" بذل الماعون ص 188 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو محمد ذكره البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات" (5/ 586) على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا إبراهيم بن عبيد فهو مجهول. ولم يتفرد ابن لهيعة به بل تابعه ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن أبي محمد - وكان من أصحاب ابن مسعود - عن ابن مسعود مرفوعا به. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (403) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا ليث بن سعد به. ورواته ثقات غير أبي محمد. ¬

_ (¬1) 12/ 303 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون) (¬2) وقال في "بذل الماعون" (ص 187 - 188): وعن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أنّ أبا محمد أخبره - وكان من أصحاب ابن مسعود - أنّه حدّثه - يعني ابن مسعود - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

1082 - حديث أسامة: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم يوم الاثنين والخميس فسألته فقال: "إنّ الأعمال تُعرض يوم الاثنين والخميس فأحبّ أنْ يرفع عملي وأنا صائم" قال الحافظ: ورد في صيام يوم الاثنين والخميس عدة أحاديث صحيحة منها: فذكره، أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة" (¬1) له عن أسامة بن زيد طرق: الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير أنّ عمر بن الحكم بن ثوبان حدّثه أنّ مولى لقدامة بن مظعون حدثه أنّ مولى لأسامة بن زيد حدّثه أنّ أسامة بن زيد كان يركب إلى ماله بوادي القرى فكان يصوم الاثنين والخميس فقلت له: أتصوم وقد كبرت ورققت؟ فقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم الاثنين والخميس فقلت: يا رسول الله، أتصوم يوم الاثنين والخميس؟ فقال "إنّ الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس" رواه هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير هكذا (¬2). أخرجه الطيالسي (ص 87 - 88) وابن سعد (4/ 71) وابن أبي شيبة (3/ 42 - 43) وفي "المسند" (159) وأحمد (5/ 204 - 205 و 208 - 209) والدارمي (1757) والنسائي في "الكبرى" (2781 و 2782) والبيهقي (4/ 293) ورواه حرب بن شداد البصري عن يحيى بن أبي كثير ثنا عمر بن أبي الحكم به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3576) وتابعه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن عمر بن أبي الحكم بن ثوبان به. أخرجه أحمد (5/ 200) وأبو داود (2436) واختلف فيه على يحيى بن أبي كثير: • فرواه معاوية بن سلام الدمشقي عنه ثني مولى قدامة به، ولم يذكر عمر بن الحكم. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2783) • ورواه الأوزاعي عنه عن مولى لأسامة عن أسامة، ولم يذكر عمر ولا مولى قدامة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2785) ¬

_ (¬1) 5/ 140 (كتاب الصوم - باب هل يخص شيئا من الأيام) (¬2) قال المنذري: في إسناده رجلان مجهولان: مولى قدامة ومولى أسامة" الترغيب 2/ 125

- ورواه موسى بن عُبيدة عن عمر بن الحكم عن أسامة مرفوعا بلفظ "تعرض الأعمال على الله - عَزَّ وَجَلَّ - يوم الاثنين والخميس فيغفر الله إلا ما كان من مُشاحنين أو قاطع رحم" أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (560) والطبراني في "الكبير" (409) وموسى ضعيف. الثاني: يرويه عمر بن محمد ثني شُرَحبيل بن سعد عن أسامة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم الاثنين والخميس ويقول "إنّ هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال". أخرجه ابن خزيمة (2119) عن سعيد بن أبي يزيد وراق الفِرْيابي ثنا محمد بن يوسف ثني أبو بكر بن عياش عن عمر بن محمد به. وإسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد. الثالث: يرويه أبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري ثني أبو سعيد المَقْبُري ثني أسامة بن زيد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم الأيام يسرد حتى يقال لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أنْ يصوم، إلا يومين من الجمعة إن كانا في صيامه وإلا صامهما, ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد أنْ تفطر وتفطر حتى لا تكاد أنْ تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما، قال "أيّ يومين؟ " قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس، قال "ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحبّ أن يعرض عملي وأنا صائم" قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر يرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحبّ أنْ يرفع عملي وأنا صائم". أخرجه أحمد (5/ 201) والبزار (2617) والنسائي (4/ 171 - 172) وفي "الكبرى" (2666 و 2667) والروياني (3/ 49 - 50) والدولابي في "الكنى" (2/ 78) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 82) والمحاملي في "أماليه" (485) وابن عدي (2/ 519) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 18) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1865) عن عبد الرحمن بن مهدي وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (91) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 82) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي والبيهقي في "الشعب" (3541)

عن إسماعيل بن أبي أويس والخطيب في "المتفق والمفترق" (336) عن إسحاق بن محمد الفَرْوي كلهم عن ثابت بن قيس به. - ورواه زيد بن الحُباب عن ثابت بن قيس واختلف عنه: • فقال أحمد (5/ 206): ثنا زيد بن الحباب أني ثابت بن قيس عن أبي سعيد المقبري عن أسامة. • وقال ابن أبي شيبة (3/ 103) و"المسند" (166): ثنا زيد بن الحباب ثني أبو الغصن ثابت بن قيس ثني أبو سعيد المقبري ثني أبو هريرة عن أسامة بن زيد. فزاد فيه "أبو هريرة" وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أسامة" (48) عن ابن أبي شيبة به (¬1). وأخرجه النسائي (4/ 172) وفي "الكبرى" (2668) عن أحمد بن سليمان الرهاوي ثنا زيد بن الحباب به. والبيهقي في "الشعب" (3540) وفي "فضائل الأوقات" (21) من طريق يحيى بن أبي طالب عن زيد بن الحباب به. - ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي عن ثابت بن قيس قال: سمعت أبا سعيد المقبري عن أسامة بن زيد أو عن أبي هريرة- على الشك - أخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أسامة" (49) وهذا الاختلاف في صحابي الحديث أهو أسامة أو أبو هريرة لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، والحديث رواته كلهم ثقات غير ثابت بن قيس الغفاري وهو مختلف فيه: وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، فهو حسن الحديث. وقد رواه بعضهم عنه فلم يسمه فقال عبد الرزاق (7919): عن رجل من أهل المدينة ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن منصور زاج المروزي عن زيد بن الحباب ثنا كامل بن زيد الغفاري المدني ثني أبو سعيد المقبري ثني أبو هريرة عن أسامة به. فسمى شيخ زيد بن الحباب كامل بن زيد الغفاري. أخرجه المحاملي في "أماليه" (486)

أنّ عمر بن عبد العزيز كان يصوم الاثنين والخميس قال: وأخبرني شيخ من غفار أنّه سمع سعيدا المقبري يحدث عن أبي هريرة عن أسامة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يترك صوم الاثنين والخميس وقال "إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال فأحب أنّ يعرض لي فيهما عمل صالح" وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحبّ أنْ يعرض عملي وأنا صائم" وفي لفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم الاثنين والخميس، فسألته فقال "إنّ الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس" وفي لفظ آخر "إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس فقيل له فقال "إنّ الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، أو كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول: أخرهما". أخرجه أحمد (2/ 329) والدارمي (1758) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن محمد بن رفاعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "التهذيب" (25/ 201 - 202) وأخرجه الترمذي (747) وفي "الشمائل" (288) والبغوي في "شرح السنة" (1799) وفي "الشمائل" (ص683) عن محمد بن يحيى الذهلي وابن ماجه (1740) عن العباس بن عبد العظيم العنبري والبغوي في "شرح السنة" (1798) وفي "الشمائل" (682) عن عمرو بن علي الفلاس قالوا: ثنا أبو عاصم به. اللفظ الأول للترمذي، والثاني للدارمي، والثالث لأحمد. وقال الترمذي: حسن غريب" وقال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 2/ 125 وقال البوصيري: هذا إسناده صحيح رجاله ثقات، ومحمد بن رفاعة ذكره ابن حبان

في "الثقات"، تفرد بالرواية عنه الضحاك بن مخلد، وباقي إسناده على شرط الشيخين" مصباح الزجاجة 2/ 77 قلت: سهيل إنما أخرج له البخاري مقرونا بغيره، وأما محمد بن رفاعة فهو مجهول لم يَرو عنه غير أبي عاصم، وقد تفرد بذكر الصوم من بين سائر الرواة عن سهيل (¬1). 1083 - "إنّ البقرة وآل عمران تجيئان كأنهما غمامتان" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (804) في حديث: فذكره" (¬2) 1084 - "إنّ الجبل سَاخَ في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة" قال الحافظ: ووقع عند ابن مردويه مرفوعا: فذكره، وسنده واه" (¬3) 1085 - "إنّ الجَذَعَ يُوْفِي مما يوفي منه الثَّنِي" قال الحافظ: وحديث رجل من بني سليم يقال له مُجَاشِع أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، أخرجه أبو داود وابن ماجه، وأخرجه النسائي من وجه آخر ولكن لم يسم الصحابي بل وقع عنده أنّه رجل من مزينة" (¬4) صحيح أخرجه أبو داود (2799) وابن ماجه (3140) والطبراني في "الكبير" (20/ 323 - 324) وأبو نعيم في "الصحابة" (6284) والمزي في "التهذيب" (27/ 217) عن عبد الرزاق الصنعاني وابن قانع في "الصحابة" (3/ 85) والحاكم (4/ 226) والبيهقي (9/ 270 و 270 - 271) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي والبيهقي (9/ 270) ¬

_ (¬1) انظر الموطأ 2/ 908 - 909 والطيالسي ص 316 وعبد الرزاق 7914 و 20226 ومسلم 4/ 1987 وأحمد 2/ 268 و 389 و 400 و 465 والترمذي 2023 وابن حبان 3644 و 5661 و 5663 و 5666 و5668 والأدب المفرد 411 وأبو داود 4916 والجعديات 3061 وأبو يعلى 6684 ومساوئ الأخلاق 543 والأداب للبيهقي 304 والتمهيد 21/ 263 وتاريخ بغداد 3/ 364 و 14/ 314 وشرح السنة 3523 (¬2) 14/ 211 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار) (¬3) 7/ 240 - 241 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعرَاف: 142]) (¬4) 12/ 111 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)

عن قَبيصة بن عقبة الكوفي ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: كنا مع رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له مُجاشع من بني سليم، فَعَزَّت الغنم، فأمر مناديا فنادى: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "إنّ الجذع يوفي مما تُوفي منه الثَّنِيَّة" وفي لفظ "كنا مع مجاشع بن مسعود السلمي في غزاة فغلت الضحايا فقال: فذكر الحديث. وخالفهم الفِرْيَابي فرواه عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل كان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا مع مجاشع السلمي فعزت الأضاحي فقام رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يوفي الجَذَع من الضأن ما تُوفي الثنية، أراه قال من المعز - شك سفيان - فزاد فيه "عن رجل" أخرجه البيهقي (9/ 270) والأول أصح. ورواه غير واحد عن عاصم بن كليب ولم يسموا الصحابي، منهم: 1 - شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من مزينة أو جهينة قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان قبل الأضحى بيوم أو بيومين أعطوا جذعين وأخذوا ثنيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الجَذَعَة تجزئ مما تجزئ منه الثنية". أخرجه أحمد (5/ 368) والنسائي (7/ 193) وفي "الكبرى" (4474) والبيهقي (9/ 271) والحاكم (4/ 226) 2 - أبو الأحوص سلاّم بن سليم عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: كنا في سفر فحضر الأضحى فجعل الرجل منا يشتر المُسِنَّة بالجَذَعَتَيْن والثلاثة، فقال لنا رجل من مزينة: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فحضر هذا اليوم فجعل الرجل يطلب المسنة بالجذعتين والثلاثة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه النسائي (7/ 193) وفي "الكبرى" (4473) 3 - عبد الله بن إدريس الكوفي ثنا عاصم بن كليب عن أبيه قال: كنا نُؤَمِّر علينا في المغازي أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكنا بفارس فغلت علينا يوم النحر المسان، فكنا نأخذ المُسِنَّة بالجذعتين والثلاثة، فقام فينا رجل من مزينة فقال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصابنا مثل هذا اليوم فكنا نأخذ المسنة بالجذعتين والثلاثة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 210) والحاكم (4/ 226) وقال: هذا حديث مختلف فيه عن عاصم بن كليب، وهو مما لم يخرجاه الشيخان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، وقد اشترطت لنفسي الاحتجاج به، والحديث عنه صحيح بعد أنْ أجمعوا على ذكر الصحابي فيه، ثم سماه إمام الصنعة سفيان بن سعيد الثوري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-" وقال ابن حزم: الحديث في غاية الصحة" المحلى 8/ 25 قلت: وهو كما قالا، والاختلاف في الصحابي لا يضر لأنهم كلهم عدول، وعاصم بن كليب وأبوه ثقتان. 1086 - "إنّ الجراد نَثْرَة حوت من البحر" قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه عن أنس رفعه" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن ماجه (3221) عن هارون بن عبد الله الحمال ثنا هاشم بن القاسم ثنا زياد بن عبد الله بن عُلاَثة عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جابر وأنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا على الجراد قال "اللهم أهلك كباره، واقتل صغاره، وأفسد بيضه، واقطع دابره، وخذ بأفواهها عن معايشنا وأرزاقنا، إنك سميع الدعاء" فقال رجل: يا رسول الله، كيف تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره؟ قال "إنّ الجراد نثرة الحوت في البحر". وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 478 - 479) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 14) من طريق محمد بن علي الحفار الضرير ثنا هارون بن عبد الله ثنا هاشم بن القاسم ثنا زياد بن عبد الله بن علاثة عن أبيه. فزاد فيه "عن أبيه". ولم ينفرد هارون بن عبد الله به بل تابعه أبو جعفر أحمد بن الخليل البرجلاني ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا زياد بن عبد الله بن علاثة عن أبيه به. أخرجه الخطيب (8/ 478 - 479) قال ابن الجوزي: هذا لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال يحيى: موسى بن محمد ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك" ¬

_ (¬1) 12/ 40 (كتاب الذبائح - باب أكل الجراد)

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن محمد بن إبراهيم" مصباح الزجاجة 3/ 238 1087 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا "إنّ الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمسى الله نورهما, ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق والمغرب" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان، وفي إسناده رجاء أبو يحيى وهو ضعيف. قال الترمذي: حديث غريب ويروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: وقفه أشبه والذي رفعه ليس بقوي" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 213 - 214 و 214) وابنه (2/ 214) والترمذي (878) والفاكهي في "أخبار مكة" (960) والدولابي في "الكنى" (2/ 166) وابن خزيمة (2732) وابن حبان (3710) وفي "الثقات" (6/ 306 - 307) والحاكم (1/ 456) وأبو الطاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه" (15) وابن بشران (144) والواحدي في "الوسيط" (1/ 206 - 207) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1057) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 261) والمزي في "التهذيب" (9/ 166) من طرق عن رجاء بن صَبيح أبي يحيى الحَرَشي ثنا مُسَافع بن شيبة الحَجَبي قال: سمعت ابن عمرو [يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -] (¬2) يقول وهو مسند ظهره إلى الكعبة: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف رجاء بن صبيح. قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن خزيمة: لست أعرفه بعدالة ولا جرح ولست أحتج بخبر مثله، وقال ابن عبد البر: ليس هو عندهم بالقوي، وذكره العقيلي في "الضعفاء". ووثقه الشيخ أحمد شاكر اعتمادا على توثيق ابن حبان (الثقات 6/ 306) وسكوت البخاري عنه في "التاريخ الكبير". المسند 11/ 203 ولم ينفرد به بل تابعه الزهري عن مسافع بن شيبة الحجبي عن ابن عمرو به مرفوعا. أخرجه ابن خزيمة (2731) والحاكم (1/ 456) والبيهقي (5/ 75) وفي "الشعب" (3741) من طريق أيوب بن سويد الرملي ثنا يونس بن يزيد عن الزهري به. قال ابن خزيمة: هذا الخبر لم يسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد إنْ كان حفظ عنه" ¬

_ (¬1) 4/ 207 (كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود) (¬2) ما بين المعكوفتين ساقط من ثقات ابن حبان والصواب إثباته كما في الصحيح له.

وقال الحاكم: تفرد به أيوب بن سويد عن يونس، وأيوب ممن لم يحتجا به، إلا أنّه من أجلة مشائخ الشام" وقال الذهبي: قلت: ضعفه أحمد" قلت: ولم ينفرد به بل تابعه شبيب بن سعيد الحَبَطي عن يونس بن يزيد عن الزهري به. أخرجه البيهقي (5/ 75) وفي "الصغرى" (1628) وفي "الشعب" (3742) وفي "الدلائل" (2/ 52 - 53) عن علي بن أحمد بن عبدان أنبا أحمد بن عبيد ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي ثنا أبي به. قال النووي: رواه البيهقي بإسناد صحيح على شرط مسلم" المجموع 8/ 39 وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناده صحيح إلى مسافع على شرط البخاري" المسند 11/ 204 قلت: العباس بن الفضل الأسفاطي ذكره ابن الأثير في "اللباب" (1/ 54) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 66) والباقون كلهم ثقات، ومسافع بن شيبة احتج به مسلم وحده، وأحمد بن شبيب فمن فوقه على شرط البخاري (¬1). وقد أُعِلَّ الحديث بالوقف: فقال الترمذي: هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا قوله، وفيه عن أنس أيضا، وهو حديث غريب" وقال أبو حاتم: رواه الزهري وشعبة كلاهما عن مسافع بن شيبة عن عبد الله بن عمرو موقوف وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بقوي" العلل 1/ 300 قلت: اختلف فيه على الزهري، فرواه يونس بن يزيد عنه عن مسافع عن ابن عمرو مرفوعا. ورواه ابن جُريج عنه قال: أني مسافع الحجبي أنّه سمع رجلا يحدّث عن ابن عمرو قال: فذكره موقوفا، وزاد فيه رجلا. ¬

_ (¬1) واختلف فيه على يونس بن يزيد، فرواه ابن وهب عن يونس بن يزيد موقوفا. أخرجه الفاكهي (962)

أخرجه عبد الرزاق (8921) وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من الزهري. وأما رواية شعبة فلم أقف عليها. والحديث اختلف فيه على مسافع الحجبي فرواه المثنى بن الصباح عنه عن ابن عمرو موقوفا. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 328) من طريق سعيد بن سالم القداح عن عثمان بن ساج أني المثنى به. والمثنى به الصباح ضعيف (¬1). وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة" أخرجه الحاكم (1/ 456) من طريق داود بن الزِّبْرِقان ثنا أيوب السَّخْتِيَاني عن قتادة عن أنس به. وقال: صحيح" وقال الذهبي: قلت: داود قال أبو داود: متروك" قلت: وتركه أبو زرعة وغيره. 1088 - "إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره" قال الحافظ: وورد في تفسير خُطبة النكاح أحاديث من أشهرها ما أخرجه أصحاب السنن وصححه أبو عوانة وابن حبان عن ابن مسعود مرفوعا: فذكره، الحديث. قال الترمذي: حسن، رواه الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، وقال شعبة: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال. فكلا الحديثين صحيح لأنّ إسرائيل رواه عن أبي إسحاق فجمعهما" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) وللحديث طريق أخرى. قال الفاكهي (961): ثنا تميم بن المنتصر ثنا إسحاق الأزرق ثنا شَريك عن حجاج عن مصعب بن شيبة عن المغيرة بن خالد قال: سمعت ابن عمرو يقول: فذكر نحوه. وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة، وشريك بن عبد الله القاضي مختلف فيه. (¬2) 11/ 108 (كتاب النكاح - باب الخطبة)

وله عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود واختلف عن أبي إسحاق - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا، منهم: 1 - شعبة. قال الطيالسي (ص 45): ثنا شعبة ثنا أبو إسحاق قال: سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبيه قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خُطبة الحاجة "الحمد لله أو إنّ الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، ثم يقرأ الثلاث الآيات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عِمرَان: 102] إلى آخر الآية، ويقرأ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] الآية، ثم يقرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)} [الأحزاب: 70] إلى آخر الآية، ثم تتكلم بحاجتك. قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: هذه في خُطبة النكاح أو في غيرها؟ قال: في كل حاجة. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الكبرى" (7/ 146) وفي "الدعوات" (489) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (922) وأخرجه أحمد (1/ 392 - 393) والنسائي (3/ 85 - 86) وفي "الكبرى" (1709 و5528) وفي "اليوم والليلة" (491) عن محمد بن جعفر غُنْدَر والدارمي (2208) والطبراني في "الدعاء" (931) وابن السني (599) والبيهقي في "القضاء والقدر" (346) وأبو موسى المديني (923) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والدارمي (2208) عن حجاج بن محمد المصيصي والهيثم بن كليب (917) والطبراني في "الكبير" (10080) وفي "الدعاء" (931) وفي "الأوسط" (2435) وأبو الشيخ في "الأقران" (459) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (183) وأبو موسى المديني (923)

عن حماد بن سلمة والطحاوي في "المشكل" (3) والطبراني في "الدعاء" (931) وابن السني (599) وأبو موسى المديني (923) عن محمد بن كثير العبدي وأبو موسى المديني (923) عن عمرو بن مرزوق وأبو يعلى (5257) عن يحيى بن سعيد القطان والحاكم (2/ 182 - 183) عن النضر بن شميل وعن آدم بن أبي إياس والطبراني في "الدعاء" (931) وأبو موسى المديني (923) عن حفص بن عمر الحَوْضي كلهم عن شعبة به. وأخرجه أحمد (1/ 393) والهيثم بن كليب (918) عن عفان بن مسلم البصري والطحاوي (3) عن بشر بن عمر الزهراني قالا: ثنا شعبة أنا أبو إسحاق عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن ابن مسعود به. وأخرجه البيهقي (7/ 146) من طريق يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة - قال: وأراه عن أبي الأحوص - عن ابن مسعود به. قال النسائي: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئا" قلت: وأبو الأحوص واسمه عوف بن مالك بن نَضْلَة سمع من ابن مسعود، وشعبة سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وكان لا يسمع منه إلا ما سمعه، فالإسناد صحيح.

2 - إسرائيل بن يونس. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (493) عن محمد بن المثنى عن حديث عبد الرحمن بن مهدي ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة: فذكرها. قال ابن مسعود: ثم تصل خطبتك بثلاث آيات: فذكرها. وأخرجه أحمد (1/ 432) وأبو داود (2118) وأبو يعلى (5234) وابن بطة في "الإبانة" (1490) والبيهقي في "الكبرى" (7/ 146) وفي "الدعوات" (491) عن وكيع واللالكائي في "الاعتقاد" (1196) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والهيثم بن كليب (710 و 914 و 915 و 916) عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثلاثتهم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن ابن مسعود به. ورواته ثقات. 3 - إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 351) وابن أبي عاصم في "السنة" (257) وأبو يعلى (7221) عن وهب بن بقية الواسطي أنا خالد عن إسماعيل بن حماد عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا خطبة الحاجة: فذكرها. قال أبو عبيدة: وسمعت أبا موسى يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فإنْ شئت أنْ تصل خطبتك بآي من القرآن، فقل: فذكر الآيات الثلاث: وقال في آخرهن: أما بعد: ثم تكلم بحاجتك. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (492) عن زكريا بن يحيى السجزي عن وهب بن بقية به. وأخرجه الطبراني (¬1) في "الدعاء" (933) وفي "الأوسط" (7868) عن محمود بن محمد الواسطي عن وهب بن بقية به. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه المزي (3/ 67 - 68)

وأخرجه اللالكائي في "الاعتقاد" (1195) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا وهب بن بقية به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن حماد إلا خالد، تفرد به وهب بن بقية" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات، وحديث أبي موسى متصل، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 4/ 288 - ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال محمد بن كثير العبدي: أنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود في خطبة الحاجة في النكاح وغيره قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة: إنّ الحمد لله نستعينه ونستغفره" أخرجه أبو داود (2118) وتابعه عبيد الله بن موسى العبسي عن سفيان به. أخرجه الآجري في "الشريعة" (409) • ورواه غير واحد عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود فلم يرفعوه، منهم: 1 - عبد الرزاق (10449) 2 - وكيع. أخرجه أحمد (1/ 432) وأبو يعلى (5233) 3 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أبو يعلى (5257) 4 - قَبيصة بن عقبة السُّوَائى الكوفي. أخرجه البيهقي (7/ 146) 5 - مهران بن أبي عمر الرازي. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (62 و 65) - ورواه مَعْمَر بن راشد عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود فلم يرفعه.

أخرجه عبد الرزاق (10449) وحديث شعبة ومن تابعه أصح. الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي الكوفي واختلف عن أبي إسحاق - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا، منهم: 1 - الأعمش. أخرجه الترمذي (1105) والبزار (2070) والنسائي (2/ 189 و 6/ 73 - 74) وفي "الكبرى" (5527) وفي "اليوم والليلة" (488) وابن الجارود (679) والطبراني في "الكبير" (10079) وفي "الدعاء" (932) والآجري في "الشريعة" (410) وأبو الشيخ في "الأقران" (52) وابن بشران (81) من طرق عن عَبْثَر بن القاسم عن الأعمش به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا عبثر. وقال الترمذي: حديث حسن، رواه الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا، ورواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا، وكلا الحديثين صحيح؛ لأنّ إسرائيل جمعهما فقال: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا" 2 - يونس بن أبي إسحاق. أخرجه ابن ماجه (1892) والطبراني في "الدعاء" (932) 3 - عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 381) وفي "مسنده" (340) وابن أبي عاصم في "السنة" (255 و 256) والنسائي في "اليوم والليلة" (489) والطحاوي (1 و 2) والهيثم بن كليب (709) والطبراني في "الدعاء" (932) والبيهقي (3/ 214 - 215) وفي "الدعوات" (490) من طرق عن المسعودي به. 4 - سفيان الثوري. أخرجه الهيثم بن كليب (711) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي عن سفيان به. وتابعه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحفاظ عن سفيان به كما في "العلل" (5/ 311) للدارقطني.

5 - أشعث بن سَوَّار المدائني. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (932) 6 - زهير بن محمد التميمي. أخرجه ابن عدي (3/ 1077) - وقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا، منهم: 1 - معمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (20206) والبغوي في "شرح السنة" (2268) 2 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (490) 3 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. قاله الدارقطْني في "العلل" (5/ 312) والأول أصح، وسفيان ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه. الثالث: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود. أخرجه ابن منده في "التوحيد" (268) والبيهقي (7/ 146 - 147) من طريق عبيد الله بن موسى ثنا حُريث عن واصل الأحدب عن شقيق به. وإسناده ضعيف لضعف حريث بن أبي مطر عمرو الفزاري. الرابع: يرويه عمران بن دَاوَر القطان عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن ابن مسعود أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تشهد قال "الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، واشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنّه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا" أخرجه أبو داود (1097 و 2119) وابن الأعرابي (1524) والبيهقي (3/ 215 و 7/ 146) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد

- وابن أبي عاصم في "السنة" (258) والطبراني في "الكبير" (10499) وفي "الأوسط" (2551) وفي "الدعاء" (934) والبيهقي في "الدعوات" (492) والمزي (16/ 489) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري كلاهما عن عمران القطان به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران" وقال الحافظ: لا يصح لأنه من رواية أبي عياض وهو مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله" تخريج أحاديث المختصر 1/ 35 قلت: وعمران القطان مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن، وعبد ربه قال ابن المديني: مجهول لم يَرو عنه غير قتادة، وكذا قال الذهبي في "الميزان" و"الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور (¬1). 1089 - "إنّ الخمر حرام شراؤها وثمنها" قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث تميم الداري مرفوعا: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه فأنظر حديث "أشعرت أنّها قد حُرّمت بعدك" 1090 - "إنّ الخمر من العصير، والزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر" قال الحافظ: أخرج أصحاب السنن الأربعة وصححه ابن حبان من وجهين عن الشعبي أنّ النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، لفظ أبي داود وكذا ابن حبان وزاد فيه "إن النعمان خطب الناس بالكوفة" ولأبي داود من وجه آخر عن الشعبي عن النعمان بلفظ "إنّ من العنب خمرا، وإنّ من التمر خمرا، وإنّ من العسل خمرا، وإنّ من البُرِّ خمرا، وإنّ من الشعير خمرا" ومن هذا الوجه أخرجها أصحاب السنن, والتي قبلها فيها الزبيب دون العسل" (¬3) حسن أخرجه أبو داود (3677) والبزار (3256) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 217) ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام أيضا على هذه الطريق في حرف الواو فانظر حديث "ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه" (¬2) 5/ 322 (كتاب البيوع - باب تحريم التجارة في الخمر) (¬3) 12/ 144 - 145 (كتاب الأشربة - باب ما جاء أنّ الخمر ما خامر العقل)

وابن حبان (5398) والدارقطني (4/ 252) والبيهقي (8/ 289) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 250) عن أبي معاذ فضيل بن ميسرة البصري والطحاوي (4/ 217) وابن عدي (4/ 1477 - 1478) والدارقطني (4/ 253) عن عثمان بن مطر الشيباني كلاهما عن أبي حَرِيز أنّ عامرا الشعبي حدثه أنّ النعمان بن بشير [خطب الناس بالكوفة] (¬1) فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الخمر من العصير، والزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر". أبو حريز هو عبد الله بن الحسين الأزدي البصري قاضي سجستان وهو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، واستشهد به البخاري في الصحيح. لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن الشعبي عن النعمان بن بشير به، منهم: 1 - إبراهيم بن مهاجر البجلي عن الشعبي عن النعمان مرفوعا "إنّ من الزبيب خمرا، ومن التمر خمرا، ومن الحنطة خمرا، ومن الشعير خمرا، ومن العسل خمرا" وفي لفظ "إنّ من العنب خمرا" مكان الزبيب، وذكر بعضهم العنب والزبيب كليهما. وفي لفظ "إنّ من البر خمرا" مكان الحنطة. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 113) وأحمد (4/ 267) وفي "الأشربة" (72) وأبو داود (3676) والترمذي (1872 و 1873) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 213) والدارقطني (4/ 253) والبيهقي (8/ 289) والخطيب في "الموضح" (1/ 381) وابن عبد البر (1/ 249 - 250) عن إسرائيل بن يونس والبزار (3255) والنسائي في "الكبرى" (6787) عن عمرو بن أبي قيس الرازي كلاهما عن إبراهيم بن مهاجر به. ¬

_ (¬1) ما بين المعكوفتين لابن حبان والطحاوي.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وروى أبو حيان التيمي هذا الحديث عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر قال: إن من الحنطة خمرا ... وذكر الحديث. ثم أخرجه (1874) من طريق عبد الله بن إدريس الكوفي عن أبي حيان التيمي عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر موقوفا. ثم قال: وهذا أصح من حديث إبراهيم بن مهاجر، وقال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: لم يكن إبراهيم بن مهاجر بالقوي الحديث، وقد روي من غير وجه أيضا عن الشعبي عن النعمان بن بشير" وقال المزي: رواه غير واحد (¬1) عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر، وهو المحفوظ" تحفة الأشراف 9/ 24 قلت: إبراهيم بن مهاجر مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. 2 - السري بن إسماعيل الكوفي أنّ الشعبي حدّثه أنّه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ من الحنطة خمرا، ومن الشعير خمرا، ومن الزبيب خمرا، ومن التمر خمرا، ومن العسل خمرا، وأنهاكم عن كل مسكر" وفي لفظ "وأنا أنهى عن كل مسكر" أخرجه أحمد (4/ 273) وابن ماجه (3379) والبزار (3254) والعقيلي (2/ 177) وابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 1/ 282) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (1/ 593) وابن عدي (3/ 1296) والدارقطني (4/ 253) والحاكم (4/ 128) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 327) والخطيب في "التاريخ" (4/ 426) وفي "الموضح" (2/ 82) والواحدي في "الوسيط" (2/ 223) والمزي في "التهذيب" (8/ 155) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/ 1369 - 1370) من طرق عن السري بن إسماعيل به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) منهم: 1 - أبو حيان التيمي. أخرجه البخاري (فتح 9/ 347 و 12/ 144 - 145 و 134) ومسلم (3032) 2 - عبد الله بن أبي السفر. أخرجه البخاري (فتح 12/ 150) 3 - محمد بن قيس الأسدي الوالبي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6785)

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: السري تركوه، وهذا السند فليتأمل" قلت: في رواية العقيلي وابن أبي حاتم وهي رواية لابن عدي أيضا أنّ يحيى بن سعيد القطان عندما سمع السري بن إسماعيل يحدث بهذا الحديث قال: فتركته. قال ابن أبي حاتم: يعني ترك السري فلم يحمل عنه لانكاره ما حدث به عن الشعبي؛ لأنّ الثقات يروون عن أبي حيان التيمي عن الشعبى عن ابن عمر عن عمر قوله: إن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة" وقال ابن عدي: وهذا الحديث هو الذي أنكره يحيى القطان على السري بن إسماعيل فتركه من أجل هذا الحديث" 3 - مُجالد بن سعيد عن الشعبي قال: قال النعمان بن بشير على هذا المنبر - يعني منبر الكوفة - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ من التمر والزبيب والحنطة والشعير والعسل خمرا". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1107) والدارقطني (4/ 253) ومجالد ليس بالقوي كما قال النسائي وغيره، ولكن لا بأس به في المتابعات فقد روى له مسلم مقرونا بغيره. 4 - سلمة بن كُهيل الكوفي عن الشعبي عن النعمان بن بشير رفعه "الأشربه من خمس: من الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والعسل، وما خمر به فهو خمر". أخرجه (¬1) الدارقطني (4/ 253) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ثني أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل به. وإسناده ضعيف جدا، إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل قال الدارقطني: متروك (الضعفاء ص 140 - سؤالات البرقاني ص 14 و 70) وأبوه قال أبو زرعة وغيره: ضعيف جدا. لكن الحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن، ولا يمنع أنْ يكون الشعبي قد سمع الحديث من النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمعه من ابن عمر عن أبيه قوله، والله تعالى أعلم. ¬

_ (¬1) وأخرجه البزار (3253) عن بإبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل به.

1091 - قال - صلى الله عليه وسلم - لابن قَطَن حين قال "إنّ الدجال أشبه الناس به" فقال: أيضرني شبهه؟ قال "لا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه الطيالسي (ص330) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "خرجت إليكم وقد بُينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة فكان تلاح بين رجلين في المسجد فذهبت لأحجز بينهما فأنسيتهما وسأبدوا لكم منهما بدوا، أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، وأما مسيح الضلالة فإنّه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه اندفاء، مثل قطن بن عبد العزى" فقال الرجل: يضرني يا رسول الله شبهه؟ فقال "لا، أنت مسلم وهو كافر". قال البوصيري: رواه الطيالسي بسند رجاله ثقات إلا أنّ المسعودي اختلط بأخرة، وقد قيل إنّ الطيالسي سمع منه بعد الاختلاط" مختصر الإتحاف 4/ 288 قلت: صرّح الأبناسي في "الشذا الفياح" بسماع الطيالسي من المسعودي بعد الاختلاط. الكواكب النيرات ص 287 - 288 لكنّه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - يزيد بن هارون قال: أنا المسعودي به. أخرجه أحمد (2/ 291) ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (63) 2 - أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي قال: ثنا المسعودي به. أخرجه أحمد (2/ 291) 3 - أسد بن موسى المصري قال: ثنا المسعودي به مختصرا في ذكر ليلة القدر. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 90) وسماع يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم من المسعودي بعد الاختلاط أيضا (¬2). قال الحافظ في "الإصابة" (8/ 167) في ترجمة قطن بن عبد العزى: وقع ذكره عند أحمد من مسند أبي هريرة، في حديث فيه ذكر الدجال، فقال في رواية من طريق المسعودي، فقال قطن: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال "لا، أنت مسلم، وهو كافر" ¬

_ (¬1) 10/ 380 (كتاب فضائل القرآن - باب كيف نزل الوحي) (¬2) وأما أسد بن موسى فلم أر أحدا صرّح بسماعه من المسعودي أهو قبل الاختلاط أم بعده.

والمسعودي اختلط، والمحفوظ أنّ القصة لعبد العزى بن قطن وهو عند البخاري (¬1)، وفي بعض طرقه عنده: قال الزهري: وهو رجل من خزاعة، وفي لفظ: بني المصطلق، هلك في الجاهلية، والمحفوظ أنّ الذي قال: أيضرني شبهه، كلثوم، والمراد بالمشبهه عمرو بن لحي الخزاعي" وقال في "الفتح (7/ 298): قال الدمياطي: وقال ذلك أيضا عن أكثم بن أبي الجون وأنه قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال "لا، أنت مسلم، وهو كافر". حكاه عن ابن سعد، والمعروف في الذي شبه به - صلى الله عليه وسلم - أكثم بن عمرو بن لحي جد خزاعة لا الدجال، كذلك أخرجه أحمد وغيره" وقال في موضع آخر: وعند البزار من حديث الفَلَتَان بن عاصم "أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليسرى كأنّه عبد العزى بن قطن" ووقع في حديث أبي هريرة عند أحمد نحوه لكن قال "كأنه قطن بن عبد العزى" وزاد "فقال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال: لا، أنت مؤمن وهو كافر" وهذه الزيادة ضعيفة فإنّ في سنده المسعودي وقد اختلط، والمحفوظ أنّه عبد العزى بن قطن، وأنّه هلك في الجاهلية كما قال الزهري. والذي قال: هل يضرني شبهه هو أكثم بن أبي الجون، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي. ثم ذكر حديث أبي هريرة مرفوعا "عرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحي" الحديث وفيه "وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون، فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: "لا، إنك مسلم وهو كافر" فأما الدجال فشبهه بعبد العزى بن قطن" فتح الباري 16/ 216 قلت: الحديث رواه جماعة عن عاصم بن كليب فجعلوه عن الفلتان بن عاصم الجرمي لا عن أبي هريرة، ولم يذكروا الزيادة التي في آخره وهي: فقال الرجل: يضرني يا رسول الله شبهه؟ فقال "لا، أنت مسلم، وهو كافر" واختصره غير واحد منهم. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 514 - 515 و 15/ 129) وفي "مسنده" (المطالب 1138/ 2) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1040 و 2594) والطبراني في "الكبير" (18/ 335) عن عبد الله بن إدريس الأودي والبزار (كشف 3384) ¬

_ (¬1) فتح الباري (7/ 295 - 298 و 16/ 76 و 210 - 213) من حديث ابن عمر.

عن محمد بن فضيل بن غزوان وإسحاق في "مسنده" (المطالب 1138/ 1) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 233 - 234) عن عبد الواحد بن زياد البصري والطبراني في "الكبير" (18/ 334 - 335) عن خالد بن عبد الله الواسطي وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 1138/ 3) والطبراني (18/ 335) عن زائدة بن قدامة الكوفي والطبراني (18/ 335) عن صالح بن عمر الواسطي كلهم عن عاصم بن كليب ثني أبي عن خاله الفَلَتَان بن عاصم قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنا لجلوس ننتظره إذ خرج علينا في وجهه الغضب، فجلس طويلا لا يتكلم ثم سُرِّي عنه، فقال "إني خرجت إليكم وقد تبينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة فخرجت إليكم لأبينها لكم فلقيت بالمسجد رجلان يتلاحيان بينهما الشيطان، فحجزت بينهما فَاختُلِسَتْ مني فالتمسوها في العشر الأواخر، وأما مسيح الضلالة فإنّه أجلى الجبهة، ممسوح العين، عريض النحر، فيه دفاء كأنّه ابن العزى أو ابن العزى بن فلان" والسياق لحديث صالح بن عمر. وفي حديث ابن فضيل "كأنّه عبد العزى بن قطن" قال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا الفلتان، ولا له إلا هذا الطريق" وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع (7/ 348 - مختصر الإتحاف 4/ 291 قلت: وإسناده صحيح. 1092 - "إنّ الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة" سكت عليه الحافظ (¬1). ¬

_ (¬1) (7/ 298 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مرَيم: 16])

أخرجه البخاري (فتح 4/ 467) من حديث أنس رفعه "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة .. " 1093 - "إنّ الدجال يخرج من أصبهان" قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث فاطمة بنت قيس مرفوعا: فذكره، ومن حديث عمران بن حَصين، وأخرجه أحمد بسند صحيح عن أنس لكن عنده من يهودية أصبهان" (¬1) حسن روي من حديث فاطمة بنت قيس ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث أنس ومن حديث عائشة فأما حديث فاطمة بنت قيس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 43 - 45 و 24/ 386 - 387) و"الأوسط" (4856) من طريق سيف بن مسكين الأسواري ثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان العُطَاردي عن عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: فذكرت حديثا طويلا وفيه، قالت: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رافعا يديه حتى رأينا بياض إبطيه ثم قال "ألا أخبركم إنّ هذه طيبة؟ " ثلاثا، ثم قال "ألا أخبركم أنّه في بحر الشام" ثلاثا، ثم أغمي عليه ساعة ثم استريح ثم سُرِّي عنه فقال: "بل هو في بحر العراق، إنْ يخرج حين يخرج من بلدة يقال لها أصبهان من قرية من قُراها يقال لها رستقاباد، ويخرج من يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم السيجان ... " قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الأشهب إلا سيف بن مسكين" وقال الهيثمي: وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف جدا" المجمع (7/ 339 قلت: قال ابن حبان: سيف بن مسكين يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها (المجروحين) وقال الدارقطني في "العلل" (1/ 219): ليس بالقوي" وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 154 - 155) و "الأوسط" (7187) عن محمد بن محمويه الجوهري الأهوازي ثنا محمد بن منصور النحوي الأهوازي ثنا أبو همام محمد بن الزّبْرِقان ثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا "يخرج الدجال من قِبَل أصبهان". ¬

_ (¬1) 17/ 94 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس إلا أبو همام، تفرد به محمد بن منصور" وقال الهيثمي: محمد بن محمويه الجوهري لم أعرفه" المجمع 7/ 339 قلت: ومحمد بن منصور لم أر من ذكره، والحسن لم يسمع من عمران بن حصين، قاله ابن المديني وأبو حاتم وبهز بن أسد. وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 224) عن محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس رفعه "يخرج الدجمال من يهوديه أصبهان معه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان" وأخرجه أبو يعلى (3639) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا محمد بن مصعب به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4927) من طريق بشار بن موسى الخفاف ثنا محمد بن مصعب به. وقال: لم يروه عن الأوزاعي عن ربيعة إلا محمد بن مصعب" وقال البوصيري: مداره على محمد بن مصعب وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 542 قلت: محمد بن مصعب هو القَرْقَساني وهو مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلفوا في روايته عن الأوزاعي: فقال أحمد: حديث القرقساني عن الأوزاعي مقارب، وقال ابن عدي: له عن الأوزاعي أحاديث صالحة. وقال أبو زرعة: يخطئ كثيرا عن الأوزاعي، وقال صالح جزرة: ضعيف في الأوزاعي، وقال الحاكم أبو أحمد: روى عن الأوزاعي أحاديث منكرة. وخالفه يحيى بن حمزة الدمشقي رواه عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله عن عمه أنس رفعه "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة" أخرجه مسلم (2944) وتابعه بشر بن بكر التِّنِّيسي عن الأوزاعي إلا أنّه أوقفه ولم يرفعه. أخرجه الداني في "الفتن" (630) وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد وغيره بإسناد حسن، وسيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية - كتاب أحاديث الأنبياء - باب نزول عيسى بن مريم

1094 - حديث النعمان بن بشير "إنّ الدعاء هو العبادة" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن بسند جيد" (¬1) ورد من حديث النعمان بن بشير ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أنس بن مالك فأما حديث النعمان بن بشير فيرويه ذر بن عبد الله الهمداني عن يُسيع الكندي الحضرمي عن النعمان بن بشير رفعه "إنّ الدعاء هو العبادة" ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [غافر: 60]. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 182 - 183) وابن أبي شيبة (10/ 200) وأحمد (4/ 267 و 271 و 276) وابن ماجه (3828) والترمذي (2969 و 3247 و 3372) والبزار (3243) والنسائي في "الكبرى" (11464) وابن جرير في "تفسيره" (2/ 160 و 24/ 78) وابن أبي حاتم في "التفسير" (8590) والطبراني في "الصغير" (1041) وفي "الدعاء" (4 و5 و 6 و 7) وفي "الأوسط" (3901) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 120) والحاكم (1/ 490 - 491) والقضاعي (29) والبيهقي في "الشعب" (1070) و"الدعوات" (4) والواحدي في "الوسيط" (4/ 19) وأبو عمرو بن منده في "فوائده" (35) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (8) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (68) عن الأعمش وابن المبارك في "مسنده" (71) وفي "الزهد" (1298 و 1299) والطيالسي (ص 108) وعبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 182 - 183) وأحمد (4/ 267) والبخاري في "الأدب المفرد" (714) وأبو داود (1479) والعجلي في "الثقات" (ص 450) والترمذي (3247) والبزار (¬2) (3243) والنسائي في "الكبرى" (11464) وابن جرير (24/ 78 - 79 و 79) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 120/ ب) وابن حبان (890) والطبراني في "الدعاء" (1 و 2 و 3) وابن المقرئ في "المعجم" (899) والخطابي في "شأن الدعاء" (ص 4 و5) وابن منده في "التوحيد" (325) والحاكم (1/ 490 - 491 و 491) والقضاعي (29) والبيهقي في "الشعب" (1070) والبغوي في "شرح السنة" (1384) وفي "تفسيره" (6/ 101) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1258) والمزي في "التهذيب" (32/ 306 - 307) ¬

_ (¬1) 1/ 55 (كتاب الإيمان - باب دعاؤكم إيمانكم) (¬2) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "

عن منصور بن المعتمر كلاهما عن ذر بن عبد الله به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث ذر، وهو ذر بن عبد الله الهمداني ثقة" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: لا يعرف هذا الحديث إلا من حديث ذر، وهو ذر بن عبد الله الهمداني، رواه عن ذر الأعمش ومنصور، ورواه عن الأعمش جماعة، وعن منصور الثوري وشعبة وشيبان وجرير وغيرهم" قلت: لم ينفرد ذر بن عبد الله بهذا الحديث بل تابعه محمد بن جُحادة الكوفي عن يسيع الحضرمي عن النعمان بن بشير مرفوعا "إنّ عبادتي دعائي" ثم تلا هذه الآية {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر: 60] قال: عن دعائي" أخرجه ابن جرير (24/ 79) عن الحسن بن عرفة ثنا يوسف بن الغرق الباهلي عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة به. وإسناده ضعيف جدا. قال محمود بن غيلان: ضرب أحمد وابن معين وأبو خيثمة على حديث يوسف بن الغرق وأسقطوه، وقال صالح جزرة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وأما حديث البراء بن عازب فيرويه طلحة بن مُصَرف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة عن البراء مرفوعا "إنّ الدعاء هو العبادة" وقرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غَافر: 60]. أخرجه أبو يعلى (¬1) في "معجمة" (328) عن يحيى بن أيوب المَقَاِبري ثنا حميد بن عبد الرحمن - هو الرُّؤَاسي - عن الأعمش عن طلحة بن مصرف به. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (12/ 279) من طريق عياش بن محمد الجوهري ثنا يحيى بن أيوب به. ورواته ثقات. وأما حديث أنس فيرويه عون بن الحكم عن حميد عن أنس مرفوعا "الدعاء هو العبادة" ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الشجري فى "أماليه" (1/ 223)

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (1197) عن علي بن محمد بن إبراهيم التستري ثنا أبو يعلى ثنا عون بن الحكم به. وعون بن الحكم لم أر من ترجمه. 1095 - "إنّ الدعاء يدفع البلاء، والصدقة تدفع مِيْتَةَ السوء" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر حديث "إنّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ... " وحديث "إنّ الصدقة تدفع ميتة السوء" 1096 - "إنّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء" قال الحافظ: وله -أي الترمذي- من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وفي سنده لين وقد صححه مع ذلك الحاكم" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 206) عن يزيد بن هارون وأخرجه الترمذي (3548) والعقيلي (2/ 325) والدينوري في "المجالسة" (1567 و1686) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 36) والحاكم (1/ 493 و498) والبيهقي في "الدعوات" (254) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1259) من طرق عن يزيد بن هارون أنبا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مُليكة عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يعطى أحبّ إليه من أنْ يسأل العافية" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الدعاء ينفع ... " وذكر الحديث. وأخرجه الترمذي (3515) وابن عدي (4/ 1605) من طريق إسرائيل بن يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكر به. وأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 33) من طريق موسى بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 16/ 27 (كتاب التعبير- باب الرؤيا من الله) (¬2) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60])

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: المليكي ضعيف" وقال في الموضع الأول: عبد الرحمن واه" وللحديث شاهد عن معاذ بن جبل وعن عائشة وعن أبي هريرة عن عبادة بن الصامت. فأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه أحمد وابنه (5/ 234) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (3) عن الحكم بن موسى القَنْطري والطبراني في "الدعاء" (32) وفي "الكبير" (20/ 103 - 104) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: ثنا ابن عياش ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شَهر بن حَوشب عن معاذ مرفوعاً "لن ينفع حذر مِن قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله" قال الهيثمي: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة" المجمع 10/ 146 قلت: لم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن مكحول وشهر بن حوشب عن معاذ به. أخرجه إسحاق (¬1) في: "مسنده" (المطالب 3386/ 1) والقضاعي (862) والبيهقي في "القضاء والقدر" (247 و 248) والشجري (¬2) في "أماليه" (1/ 240) وعبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف كما تقدم، ومكحول لم يسمع من معاذ (المطالب 4/ 22) وأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإنّ البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فَيَعْتَلِجَان إلى يوم القيامة". ¬

_ (¬1) ولم يذكر شهر بن حوشب. (¬2) ووقع عنده: عن مكحول عن شهر.

أخرجه البزار (كشف 2165) والطبراني في "الأوسط" (2519) وفي "الدعاء" (33) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 105) والحاكم (1/ 492) والقضاعي (861) والبيهقي في "القضاء والقدر" (246) عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي والحربي في "الغريب" (3/ 1194) والقضاعي (861) عن عباد بن موسى والخطيب في "التاريخ" (8/ 452 - 453) وابن الجوزي في "العلل" (1411) وابن عدي (3/ 1068) عن أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَاني وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1264) عن إسماعيل بن إبراهيم بن بسام قالوا: ثنا زكريا بن منظور الأنصاري أني عطاف بن خالد الشامي (¬1) عن هشام بن عروة به. وخالفهم أحمد بن عبيد فرواه عن زكريا بن منظور ثنا فُليح بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة. أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (5) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا عطاف، ولا عن عطاف إلا زكريا، تفرد به الحجبي" كذا قال، وقد تابعه عباد بن موسى وإسماعيل بن إبراهيم عن زكريا بن منظور به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: زكريا مجمع على ضَعفه" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. قال يحيى: زكريا ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك" ¬

_ (¬1) سقط عطاف بن خالد من إسناد الحربي.

وقال الهيثمي: وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 146 قلت: هو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي وابن عدي وغيرهم. وتابعه عباية بن عمر المخزومي عن هشام بن عروة به. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (148) وعباية لم أر من ترجمه. الثاني: يرويه الحكم بن مروان الضرير ثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عن القاسم عن عائشة مرفوعا "لا ينجي حذر من قدر، وإنْ كان شيء يقطع الرزق فإنّ التصيح يقطعه، وإنّ الدعاء ينفع من البلاء، وقد قال الله تعالى في كتابه {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} [يُونس:98] قال "لما دعوا" أخرجه القضاعي (860) من طريقين عن الحكم بن مروان به. والحكم بن مروان قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". ومحمد بن عبد الله لم أعرفه، وذكر محقق كتاب القضاعي أنّ في بعض نسخ الكتاب "محمد بن عبد الرحمن" فالله أعلم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 2164) عن محمد بن موسى الحَرَشي وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (2) عن العباس بن الهيثم الخراساني قالا: ثنا إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا "لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وينقض القضاء المبرم، إنّ الدعاء ليلقى البلاء فيحتبسان بين السماء والأرض حتى تقوم الساعة" قال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة مرفوعا إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن خثيم وهو متروك" المجمع 7/ 209

وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (18) وفي "الدعاء" (34) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1544) من طريق هشام بن عمار الدمشقي ثنا أبو الضحاك عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المُزني ثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي يحدث عن عبادة قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة، فقيل: يا رسول الله، أتى على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما تلف مال في بَرِّ ولا بحر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإنّ الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه، وما لم ينزل يحبسه" قال الطبراني: إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عبادة بن الصامت" وقال ابن عساكر: غريب، وإبراهيم لم يدرك عبادة" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه وهو صدوق" العلل 1/ 220 - 221 1097 - "إنّ الربا وإنْ كثر عاقبته إلى قُلٍّ" قال الحافظ: حديث ابن مسعود عند ابن ماجه وأحمد بإسناد حسن مرفوعا: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث ابن مسعود رفعه "إنّ الربا وإنْ كثر فإنّ عاقبته إلى قلة" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (305) وأحمد (1/ 395 أو 424) والبزار (2042) وأبو يعلى (5042 و 5348 و 5349) والهيثم بن كليب في "مسنده" (808) والطبراني في "الكبير" (10538) وابن عدي (4/ 1333) والبيهقي في "الشعب" (5123) من طريق شريك عن الرُّكَين بن الربيع عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الربا وإنْ كثر عاقبته تصير إلى قل" شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا "ما أكثر أحد من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قل" ¬

_ (¬1) 5/ 219 (كتاب البيوع- باب قوله: يمحق الله الربا ويربي الصدقات) (¬2) 9/ 271 (كتاب التفسير: سورة البقرة باب {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا} [البَقَرَة:276])

وفي لفظ "إلى قلة" أخرجه ابن ماجه (2279) والهيثم بن كليب (809) والطبراني في "الكبير" (10539) والحاكم (2/ 37 و 4/ 317 - 318) والبيهقي في "الشعب" (5124) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1403) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 426 - 427) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 35 قلت: وهو كما قالا، والربيع بن عميلة سمع ابن مسعود. قاله البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 270) 1098 - "إنّ الرجل في الجنة ليشتهي الطير فيخرّ بين يديه مشويا" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن مسعود مرفوعا" (¬1) ضعيف جدا أخرجه سعيد بن منصور (1171) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1452) والحسن بن عرفة في "جزئه" (22) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (103 أو 329) والبزار (2032) وأبو يعلى (المطالب 4607/ 1) والعقيلي (1/ 268) والهيثم بن كليب في "مسنده" (858) وابن عدي (2/ 689) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (341) والبيهقي في "البعث" (ص 205 - 206) وابن الأبار في "المعجم" (ص 299) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (994) من طريق خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث (¬2) عن ابن مسعود مرفوعا "إنّك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخرّ بين يديك مشويا" قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن ابن مسعود، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق، وحميد هو حميد بن عطاء كوفي وليس بحميد المكي الذي روى عن مجاهد، ولا نعلمه يُروى إلا عن عبد الله بن الحارث" ¬

_ (¬1) 7/ 132 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة) (¬2) وقع عند أبي نعيم في "صفة الجنة": عبد الله بن الحارث بن نوفل، ولم يذكر الباقون "بن نوفل" وهو مدني ثقة يروي عن ابن مسعود ولم يسمع منه كما قال ابن المديني، وما أظن قوله "بن نوفل" إلا وهما لأنّ حميدا الأعرج إنما يروي عن عبد الله بن الحارث الكوفي المكتب، ذكر ذلك أحمد كما في "الكامل" لابن عدي (2/ 688) وابن أبي حاتم في "الجرح" والدارقطني (سؤالات البرقاني ص 23 - 24) والمزي في "تهذيب الكمال" والحافظ في "تهذيب التهذيب"، وانظر التاريخ لعباس الدوري 2/ 137

وقال ابن عدي: هذا الحديث عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود ليس بمستقيم، ولا يتابع حميد الأعرج عليه" وقال الهيثمي والبوصيري: وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف" المجمع 10/ 414 - مختصر الاتحاف 10/ 647 قلت: بل هو متروك الحديث كما قال النسائي (الضعفاء ص 33) وقال الدارقطني: حميد متروك أحاديثه شبه الموضوعة، وعبد الله بن الحارث كوفي ثقة ولم يسمع من ابن مسعود (سؤالات البرقاني ص 23 - 24) وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج بخبره إذا انفرد. 1099 - "إنّ الرجل ليصلي الصلاة وما فاتته، ولما فاته من وقتها خير له من أهله وماله" قال الحافظ: وقد روى سعيد بن منصور من طريق طلق بن حبيب مرسلا قال: فذكره" (¬1) 1100 - "إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وهو مكتوب في الكتاب الأول من أهل النار، فإذا كان قبل موته تحول فعمل عمل أهل النار فمات فدخلها" قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند أحمد مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (837) وأحمد (6/ 107) وأبو يعلى (4668) وابن بطة في "الإبانة" (1317) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 184) وفي "القضاء والقدر" (116) عن حماد بن سلمة وأحمد (6/ 108) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد بن حميد في "المنتخب" (1500) وابن حبان (346) ¬

_ (¬1) 2/ 146 (كتاب الصلاة- باب مواقيت الصلاة وفضلها) (¬2) 14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر)

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي وابن أبي عاصم في "السنة" (259) عن عبد الله (¬1) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوْهَب (¬2) أربعتهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنّه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل النار، فإذا كان قبل موته تَحَوَّل فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار. وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنّه لمكتوب في الكتاب أنّه من أهل الجنة، فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخل الجنة" واللفظ لحديث حماد بن سلمة. واختلف فيه على هشام بن عروة: - فرواه محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي عن هشام عن أبيه عن عائشة موقوفا. أخرجه الحارث (741) وتابعه الليث بن سعد عن هشام به. أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (22) - ورواه علي بن غُراب الكوفي فرواه عن هشام بن عروة عن عائشة موقوفا ولم يذكر عروة. أخرجه اللالكائي في "السنة" (1243) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة، والحديث إسناده صحيح. قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى بأسانيد وبعض أسانيدهما رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 212. وقال البيهقي: وشواهد هذا الحديث كثيرة من حديث عبد الله بن مسعود وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" ¬

_ (¬1) ويقال: عبيد الله. (¬2) رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عنه هكذا. ورواه علي بن ثابت الجزري عنه فلم يذكر هشام بن عروة. أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (88) ومن طريقه البيهقي في "القضاء والقدر" (115) والخطيب في "التاريخ" (11/ 356 - 357) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (584) والأول أصح.

1101 - "إنّ الرجل لَيُلْجِمُه العرق يوم القيامة حتى يقول: ياربّ أرحني ولو إلى النار" قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني والبيهقي "إن الرجل ليفيض عرقا حتى يسيح في الأرض قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه" وفي رواية عنه عند أبي يعلى وصححها ابن حبان: فذكرها، وللحاكم والبزار من حديث جابر نحوه" (¬1) حديث ابن مسعود يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الأشجعي عن ابن مسعود، وعنه غير واحد، منهم: 1 - أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (132) وأبو يعلى (4982) وابن حبان (7335) والطبراني في "الكبير" (10083) والخطيب في "التاريخ" (12/ 27) عن بشر بن الوليد الكندي والطبراني في "الكبير" (10083) عن ابن أبي شيبة قالا: ثنا شَريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به مرفوعا. وفي لفظ "إنّ الكافر ليلجمه العرق ... " وإسناده ضعيف، شريك مختلف فيه، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن. 2 - إبراهيم بن مهاجر البجلي. أخرجه أبو يعلى (المطالب 4542/ 2) عن عقبة بن مكرم بن عقبة الكوفي ثنا يونس بن بكير ثنا ابن إسحاق عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق، حتى إنّه ليقول: أرحني ولو إلى النار" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10112) وفي "الأوسط" (5472) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة وفي "الأوسط" (4576) عن عبدان بن أحمد ¬

_ (¬1) 14/ 185 (كتاب الرقاق- باب قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}) و 14/ 226 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

قالا: ثنا عقبة بن مكرم به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن مهاجر إلا محمد بن إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يونس بن بكير، تفرد به عقبة بن مكرم" قلت: وهو صدوق كما قال مطين، وقال أبو داود: ليس به بأس. ويونس بن بكير صدوق كذلك، وابن إسحاق صدوق يدلس وقد عنعن، وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول النسائي. 3 - إبراهيم بن مسلم الهَجَري. واختلف عنه: - فرواه سفيان الثوري عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8876) عن مِقدام بن داود الرُّعَيْنِي ثنا علي بن معبد ثنا عبد الغفار بن الحسن بن دينار الضبي عن سفيان به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الثوري إلا عبد الغفار، تفرد به علي بن معبد" قلت: هو ابن شداد العبدي قال أبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. ومقدام بن داود قال الدارقطني: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة. وعبد الغفار بن الحسن مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال الجوزجاني: لا يعتبر بحديثه، وقال ابن عدي: له أحاديث غير محفوظة. - ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قوله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8779) وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري. وأما حديث جابر فأخرجه البزار (كشف 3423) والحاكم (4/ 577) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول: يا رب إرسالك بي إلى النار أهون عليّ مما أجد، وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب"

قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الفضل واه" وقال الهيثمي: وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جدا" المجمع 10/ 336 1102 - "إنّ الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء أو إنّه ليفضّي إلى أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب" قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" والبيهقي في "البعث" من حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه: فذكره، وفيه راو لم يسم" (¬1) ضعيف أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (603) وفي "الطبقات" (954) وعنه أبو نعيم في "صفة الجنة" (431) قال: ثنا موسى بن سعيد البزار ثنا حامد بن يحيى البلخي ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا الوليد بن أبي ثور ثني سعد الطائي أبو مجاهد عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن أبي أوفى مرفوعا "يزوج الرجل من أهل الجنة أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف أيم، ومائة حوراء، فيجتمعن في سبعة أيام فيقلن بأصوات حزينة لم يسمع الخلائق بمثلها: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبؤس، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن المقيمات فلا نظعن، طوبى لمن كان لنا وكنا له" وإسناده ضعيف لضعف الوليد بن أبي ثور، والحديث اختلف فيه على ابن سابط، فرواه موسى الأسواري عن رجل من طي عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن أبي أوفى. أخرجه أبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص 202 - 203) والبيهقي في "البعث" (373) من طريق الحسين بن الحسن المروزي ثني عبد الوهاب الخفاف ثنا موسى الأسواري به. وإسناده ضعيف لضعف موسى الأسواري وللرجل الذي لم يسم. ورواه ليث بن أبي سليم عن ابن سابط قوله. أخرجه البيهقي في "البعث" (372) ¬

_ (¬1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)

عن سفيان الثوري وأبو الشيخ في "العظمة" (589) عن محمد بن فضيل كلاهما عن ليث به. قال البيهقي: هذا هو الصحيح من قول ابن سابط" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. 1103 - "إنّ الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة" قال الحافظ: وعند أحمد والنسائي وصححه الحاكم من حديث زيد بن أرقم رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 108 - 109) وأحمد (4/ 367 و371) وهناد بن السري في "الزهد" (63 و 90) والحسين المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (1459) وعبد بن حميد (263) والدارمي (2828) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (111) والبزار (كشف 3522 و 3523) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 3/ 191) وابن حبان (7424) والطبراني في "الكبير" (5004 و 5005 و 5006 و 5007 و 5008 و 5009) وفي "الأوسط" (8871) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 53) وأبو الشيخ في "العظمة" (608) وابن المقرئ في "المعجم" (514) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (329) وفي "الحلية" (8/ 116) والبيهقي في "البعث" (317) والمزي في "التهذيب" (4/ 409) من طرق عن الأعمش عن ثُمامة بن عقبة المُحَلِّمِي قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الرجل من أهل الجنّة ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة" فقال رجل من اليهود: إنّ الذي يأكل ويشرب تكون منه الحاجة، فقال "يفيض من جلده عرق فإذا بطنه قد ضمر" لفظ الدارمي وذكر الحافظ هنا وابن القيم في "الحادي" (ص 187) والمنذري في "الترغيب" (4/ 525) أنّ الحاكم أخرجه في "المستدرك" ولم أجده فيه بعد البحث الشديد. قال أبو نعيم: من حديث الأعمش ثابت رواه عنه الناس" ¬

_ (¬1) 1/ 393 (كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد)

وقال الضياء المقدسي: وهذا عندي على شرط مسلم لأنّ ثمامة ثقة وقد صرّح بسماعه من زيد بن أرقم" النهاية لابن كثير وقال المنذري: رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح والطبراني بإسناد صحيح" وقال الهيثمي: رجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة" المجمع 10/ 416 وقال ابن القيم: وفي "المسند" وسنن النسائي بإسناد صحيح على شرط الصحيح من حديث الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال: الحديث" حادي الأرواح ص 187 وقال البوصيري: إسناده صحيح" إتحاف الخيرة 10/ 472 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الأعمش فإنّه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من ثمامة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه هارون بن سعد العجلي عن ثمامة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5010) ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن موسى القطان ثنا يحيى بن راشد ثنا عبد النور بن عبد الله بن سنان عن هارون بن سعد به. وعبد النور بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يضع الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": كذاب. ويحيى بن راشد لم أعرفه، وأسلم وهارون صدوقان، ومحمد بن موسى ثقة. 1104 - "إنّ الرجل من أهل الجنة ليفضي إلى مائة عذراء" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) أخرجه أبو يعلى (2436) عن أبي همام الوليد بن شجاع الكوفي ثنا حماد بن أسامة ثنا هشام بن حسان عن زيد الحواري عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهنّ في الدنيا؟ قال "والذي نفس محمد بيده إنّ الرجل ليفضي بالغداة الواحدة إلى مائة عذراء" ¬

_ (¬1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)

وأخرجه إبراهيم الحربي في "الغريب" (1/ 266) عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا أبو أسامة حماد بن أسامة به. قال الهيثمي: وفيه زيد بن أبي الحواري وقد وثق على ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 416 قلت: زيد بن الحواري العَمِّي ضعيف، قاله أبو زرعة والنسائي وابن معين وابن عدي وابن سعد وابن المديني وغيرهم. وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف زيد العمي" مختصر الإتحاف 10/ 649 والحديث اختلف فيه على هشام بن حسان، فرواه زائدة بن قدامة عنه عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: فذكره. أخرجه البزار (كشف 3525) عن محمد بن ثواب الهَبَّاري الكوفي والطبراني في "الأوسط" (722) عن أبي همام الوليد بن شجاع وفي "الصغير" (2/ 12 - 13) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (1/ 371) عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي قالوا: ثنا حسين بن علي الجُعفي عن زائدة به. قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام إلا زائدة" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا زائدة" وقال محمد بن عبد الواحد المقدسي: ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح" حادي الأرواح ص 232 قلت: وإسناده صحيح. لكن قال الدارقطني في "العلل" (10/ 30): حديث أبي أسامة أشبه بالصواب" 1105 - "إنّ الرَّحِم أخذت بِحُجْزَة الرحمن" قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند الطبراني: فذكره" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 13/ 22 (كتاب الأدب- باب من وصل وصله الله)

أخرجه أحمد (1/ 321) وابن عدي (4/ 1375) وابن الجوزي في "البر والصلة" (237) عن رَوح بن عبادة البصري وابن أبي عاصم في "السنة" (538) والبزار (كشف 1883) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 187) والطبراني في "الكبير" (10807) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد قالا: ثنا ابن جُريج أني زياد بن سعد أن صالحا مولى التوأمة أخبره أنّه سمع ابن عباس يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ الرحم شُجْنَة آخذة بحجزة الرحمن، يصل من وصلها ويقطع من قطعها" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه صالح مولى التوأمة وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 150 قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير صالح بن نبهان المدني مولى التوأمة وهو صدوق اختلط، وسماع زياد بن سعد وهو ابن عبد الرحمن الخراساني منه قبل اختلاطه كما قال ابن عدي (¬1). 1106 - "إنّ الرَّحِم أخذت بِقائمة من قوائم العرش" قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديث عائشة" (¬2) لم أره في صحيح مسلم بهذا اللفظ، وإنما أخرج مسلم (2555) حديث عائشة من طريق وكيع وهو في "الزهد" له (404) عن معاوية بن أبي مُزَرِّد عن يزيد بن رُومان عن عروة عن عائشة مرفوعا بلفظ "الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله" وأخرجه أحمد (6/ 62) وهناد في "الزهد" (1003) عن وكيع به. وأخرجه البخاري (فتح 13/ 23) والحاكم (4/ 158 - 159) من طريق سليمان بن بلال قال: أخبرني معاوية بن أبي مزرد به بلفظ "الرحم شُجْنَة فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته" لفظ البخاري ولفظ الحاكم "الرحم شجنة من الله، فمن وصلها وصله، ومن قطعها قطعه". ¬

_ (¬1) الكامل 4/ 1375 - 1376 (¬2) 13/ 22 (كتاب الأدب- باب من وصل وصله الله)

1107 - "إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع الرَّحِم" قال الحافظ: وللمصنف في "الأدب المفرد" من حديث ابن أبي أوفى رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه وكيع في "الزهد" (412) وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2542/ 1) وهناد في "الزهد" (1005) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2542/ 2) والبخاري في "الأدب المفرد" (63) وفي "التاريخ الكبير" (2/ 2/ 14) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (24) والحسين المروزي في "زوائده على البر والصلة" لابن المبارك (136) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 265) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرْحمن بن عوف 212) والطبراني كما في "المجمع" (8/ 151) وابن عدي (3/ 1109) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 99 - 100) والبيهقي في "الشعب" (7590) والبغوي في "شرح السنة" (3439 و 3440) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2317) وابن الجوزي في "البر والصلة" (242 و 254) والمزي في "التهذيب" (11/ 432 - 433) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 533) وفي "السير" (12/ 205) من طريق أبي إدام سليمان بن زيد المحاربي الأزدي قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية يوم عرفة: فذكره. وفي لفظ "إنّ الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم" قال الطبري: في إسناده نظر" وقال البوصيري: مداره على أبي إدام وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 192 وقال الهيثمي: وفيه أبو إدام المحاربي وهو كذاب" المجمع 8/ 151 قلت: كذبه ابن معين، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يحتج بخبره. 1108 - "إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعت، ولا نبي ولا رسول بعدي، ولكن بقيت المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال "رؤيا المسلمين جزء من أجزاء النبوة" قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 19 (كتاب الأدب- باب إثم القاطع) (¬2) 16/ 30 (كتاب التعبير- باب المبشرات)

أخرجه أحمد (3/ 267) والترمذي (2272) والحاكم (4/ 391) وأبو زكريا بن منده في "فضائل الطبراني" (ص 338 - 339) عن عبد الواحد بن زياد البصري وابن أبي شيبة (11/ 53) وابن بشران (224) عن عبد الله بن إدريس الكوفي كلاهما عن المختار بن فُلْفُل ثنا أنس بن مالك رفعه "إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي" قال: فشقّ ذلك على الناس، قال: قال "ولكن المبشرات" قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال "رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل" وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" قلت: وهو كما قالا، والمختار بن فلفل وثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان وغيرهم. 1109 - "إنّ الرقى، والتمائم، والتَّوَلَة شرك" قال الحافظ: أخرج أبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم من طريق ابن أخي زينب امرأة ابن مسعود عنها عن ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬1) صحيح وله عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه يحيى بن الجزار الكوفي واختلف عنه: - فرواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار واختلف عن الأعمش: * فقيل: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب (¬2) امرأة عبد الله عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة، فانتهى إلى ¬

_ (¬1) 12/ 305 (كتاب الطب- باب الرقى بالقرآن) (¬2) عند ابن ماجه وأبي يعلى "ابن أخت زينب" قال المنذري: وفي بعض نسخ ابن ماجه "ابن أخي زينب" وهو على كلا التقدير مجهول" الترغيب 4/ 309

الباب، تنحنح، وبزق، كراهية أن يهجم منا على شيء يكرهه، قالت: وإنّه جاء ذات يوم فتنحنح وعندي عجوز ترقيني من الحمرة فأدخلتها تحت السرير، فدخل فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطا، قال: ما هذا الخيط؟ قلت: خيط أرقي لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الرقى، والتمائم، والتولة شرك" قالت: فقلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف، فكنت اختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت، قال: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقى فيها، كفّ عنها، إنما كان يكفيك أنْ تقولي كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أذهب الباس رب الناس، اشف، وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما". أخرجه أحمد (1/ 381) واللفظ له وأبو داود (3883) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1/ 366) وأبو يعلى (5208) والخلال في "السنة" (1494) وابن بطة في "الإبانة" (1033) والبيهقي (9/ 350) والبغوي في "شرح السنة" (3240) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 285) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي وابن ماجه (3530) عن عبد الله بن بشر الرقي كلاهما عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار به. • وقيل: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زينب امرأة عبد الله أنّها أصابها حمرة في وجهها فدخلت عليها عجوز فرقتها في خيط فعلقته عليها، فدخل ابن مسعود فرآه عليها فقال: ما هذا؟ فقالت: استرقيت من الحمرة، فمدّ يده فقطعها، ثم قال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، قالت: ثم قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أنّ الرقى، والتمائم، والتولية شرك" قال: فقلت: ما التولية؟ قال: التولية هو الذي يهيج الرجال. أخرجه الحاكم (4/ 417 - 418) من طريق محمد بن مسلمة الكوفي عن الأعمش به. وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين" قلت: محمد بن مسلمة الكوفي لم أقف له على ترجمة. - ورواه فضيل بن عمرو الفقيمي عن يحيى بن الجزار قال: دخل عبد الله على امرأة

وفي عنقها شيء معقود، فجذبه فقطعه، ثم قال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء أنْ يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الرقى، والتمائم، والتولة شرك" قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذه الرقى والتمائم قد عرفناها، فما التولة؟ قال: شيء يصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن. لم يذكر ابن أخي زينب ولا زينب امرأة عبد الله. أخرجه ابن حبان (6090) عن محمد بن فضيل الكوفي والطبراني في "الكبير" (10503) عن النضر بن محمد القرشي العامري كلاهما عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو به. الثاني: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي واختلف عنه: - فرواه ميسرة بن حبيب الكوفي عن المنهال واختلف عن ميسرة: فقال إسرائيل بن يونس: عن ميسرة عن المنهال عن قيس بن السكن الأسدي قال: دخل عبد الله بن مسعود على امرأة فرأى عليها حِرْزاً من الحمرة فقطعه قطعا عنيفا، ثم قال: إنّ آل عبد الله عن الشرك أغنياء، وقال: كان مما حفظنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الرقى والتمائم والتولية من الشرك" أخرجه الحاكم (4/ 217) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا إسرائيل به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1465) والحازمي في "الاعتبار" (ص 238) من طريق عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا إسرائيل به، واقتصرا على المرفوع منه وزادا "فقالت له امرأته: وما التولة؟ قال: التهييج. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ميسرة إلا إسرائيل" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحازمي: هذا الحديث يروى موقوفا ومرفوعا، والموقوف أحفظ، كذلك يرويه الأعلام" وقال أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي: عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود أنّ ابن مسعود دخل على بعض أمهات أولاده

فرأى في عنقها تميمة فلوى السير حتى قطعه، وقال: أفي بيوتي الشرك؟ ثم قال: التمائم والرقى والتولة شرك أو طرف من الشرك. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8862) وأبو إسرائيل الملائي مختلف فيه. - ورواه عمرو بن قيس الملائي عن المنهال بن عمرو عن سيرين أم أبي عبيدة أنّ عبد الله دخل على امرأته، فذكر الحديث ولم يرفعه. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 576) - ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن أبيه أنّه رأى في عنق امرأة من أهله سيرا فيه تمائم فمدّه مداً شديداً حتى قطع السير، وقال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، ثم قال: إنّ التولة، والتمائم، والرقى لشرك، فقالت امرأة: إنّ أحدنا ليشتكي راسها فتسترقي، فإذا استرقت ظنّ أنّ ذلك قد نفعها، فقال: إنّ الشيطان يأتي أحدكم فيخش في رأسها فإذا استرقت خنس، فإذا لم تسترق نخس، فلو أنّ إحداكن تدعو بماء فتنضحه في رأسها ووجهها ثم تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفَلَق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [النَّاس: 1] نفعها ذلك إنْ شاء الله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8863) من طريق عاصم بن علي الواسطي عن المسعودي به. والمسعودي اختلط بأخرة، وسماع عاصم بن علي منه بعد اختلاطه. وحديث إسرائيل أصح، وهو كما قال الحاكم: صحيح الإسناد. الثالث: يرويه مَعْمَر بن راشد عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي زياد أو عن أبي عبيدة- شك معمر- قال: رأى ابن مسعود في عنق امرأته خرزا قد تعلقته من الحمرة فقطعه، وقال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك. أخرجه عبد الرزاق (20343) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8861) - ورواه الأعمش واختلف عنه: • فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن أبي عبيدة قال: دخل

عبد الله على امرأته وهي مريضة، فإذا في عنقها خيط معلق، فقال: ما هذا؟ فقالت: شيء رُقي لي فيه من الحمى، فقطعه فقال: إنّ آل إبراهيم أغنياء عن الشرك. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 13 - 14) عن أبي معاوية به. • ورواه وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي عبيدة به، فزاد فيه إبراهيم. أخرجه الخلال في "السنة" (1481) وابن بطة في "الإبانة" (1029) وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، قاله النسائي والترمذي وغيرهما. الرابع: يرويه السري بن إسماعيل عن أبي الضحى عن أم ناجية قالت: دخلت على زينب امرأة عبد الله أعوذها من حمرة ظهرت بوجهها وهي معلقة بحرز، فإني لجالسة دخل عبد الله، فلما نظر إلى الحرز أتى جذعا معارضا في البيت فوضع عليه رداءه ثم حسر عن ذراعيه فأتاها فأخذ بالحرز فجذبها حتى كاد وجهها أنْ يقع في الأرض فانقطع، ثم خرج من البيت فقال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، ثم خرج فرمى بها خلف الجدار، ثم قال: يا زينب أعندي تعلقين، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الرقى، والتمائم، والتولية، فقالت أم ناجية: يا أبا عبد الرحمن أما الرقى والتمائم فقد عرفنا فما التولية؟ قال: التولية ما يهيج النساء. أخرجه الحاكم (4/ 216 - 217) وإسناده ضعيف جدا، السري بن إسماعيل هو الهمداني وهو متروك الحديث، قاله أبو داود والنسائي. الخامس: يرويه عبد الله بن زياد بن سليمان بن سَمْعان المخزومي أنّ عبد الله بن أبي نَجيح أخبره عن أصحاب عبد الله بن مسعود عن ابن مسعود أنّه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التمائم والتول. فقيل لابن مسعود: قد عرفنا التمائم فما التول؟ فقال: ما يتحبب به بعض النساء إلى أزواجهن كالكهانة وأشباهها. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (661) وإسناده ضعيف جد، ابن سمعان قال أحمد وغيره: متروك الحديث. 1110 - "إنّ الركعتين بعد المغرب من صلاة البيوت" قال الحافظ: رواه عبد الله بن أحمد من رواية محمود بن لبيد رفعه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 293 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب التطوع بعد المكتوبة)

يرويه محمد بن إسحاق المدني عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري واختلف عن ابن إسحاق: - فقال غير واحد: عن ابن إسحاق ثني عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد بني الأشهل فصلّى بهم المغرب، فلما سلّم قال "اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم" قال: فلقد رأيت محمود بن لبيد وكان إمام قومه يصلي بهم المغرب ثم يخرج فيجلس بفناء المسجد حتى يقوم قبل العَتَمة فيدخل بيته فيصليهما. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 246) والسياق له وابن نصر في "قيام الليل" (ص 67) وابن خزيمة (1200) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري وأحمد (5/ 427) عن إبراهيم بن سعد المدني و (5/ 428) عن محمد بن أبي عدي البصري وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 176) عن محمد بن سلمة الحرّاني أربعتهم عن ابن إسحاق به. - وقال إسماعيل بن عياش: عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد عن رافع بن خَديج. أخرجه ابن ماجه (1165) والطبراني في "الكبير" (4295) وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها. - وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر عن رجل عن رافع بن خديج. أخرجه ابن نصر (ص 67) وله شاهد من حديث كعب بن عُجرة قال: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما صلّى قام ناس يتنفلون، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عليكم بهذه الصلاة في البيوت"

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 178) وأبو داود (1300) والترمذي (604) والنسائي (3/ 162) وابن خزيمة (1201) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 339) والطبراني في "الكبير" (19/ 146) وابن بشران (1272) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 168 - 169 أو 177 - 178) وأبو سعد السمان في "مشيخته" (التدوين للقزويني 3/ 194) من طريق محمد بن موسى الفِطْرِي عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال الذهبي: إسحاق بن كعب تابعي مستور تفرد بهذا الحديث وهو غريب جدا" الميزان 1/ 196 قلت: إسحاق بن كعب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه سعد. 1111 - "إنّ الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض" قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عمر عند ابن مردويه: فذكره" (¬1) صحيح بدون زيادة "فهو اليوم" ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث رجل بالبحرين لم يسم ومن حديث أبي حُرَّة الرقاشي عن عمه فأما حديث ابن عمر فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (858) عن ابن أبي شيبة -وهو في "مسنده" (المطالب العالية 1156 و 1618 و 1805 و 3234) قال: ثنا زيد بن الحباب العُكْلي ثنا موسى بن عُبيدة ثني صدقة بن يسار عن ابن عمر- فذكر الحديث في خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسط أيام التشريق في حجته وقال فيها "إنّ الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض" وأخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 124 - 125) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا زيد بن الحباب به. ¬

_ (¬1) 9/ 394 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ}

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1897) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا زيد بن الحباب به. وأخرجه البيهقي (6/ 97) وفي "الدلائل" (5/ 447) من طريق أبي علي الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار ثنا زيد بن الحباب به. وأخرجه البزار (كشف 1141) والروياني (1416) من طرق أخرى عن موسى بن عبيدة أني صدقة بن يسار وعبد الله بن دينار عن ابن عمر به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10096) من طريق مكي بن إبراهيم البلخي ثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به. قال الهيثمي والبوصيري: وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذِي وهو ضعيف" المجمع 3/ 266 - مختصر الإتحاف 4/ 368 وأما حديث أبي بكرة فأخرجه البخاري (فتح 9/ 394) ومسلم (1679) ولفظه "إنّ الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ... " وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1142) والطبري في "تفسيره" (10/ 125) عن محمد بن معمر البَحْراني ثنا رَوح ثنا أشعث عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ... " قال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ورواه ابن عون وقرة وابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، ولا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا روح ولم نسمعه إلا من ابن معمر" وقال الهيثمي: وفيه أشعث بن سَوَّار وهو ضعيف، وقد وثق" المجمع 3/ 278 قلت: كذا قال: ابن سوار، وليس كما قال، بل هو ابن عبد الملك وهو الذي يروي عنه روح بن عبادة، والحديث إسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن معمر وهو صدوق. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1454) عن عبيد بن رجال ثنا أحمد بن صالح ثنا إسماعيل بن أبي أويس عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فقال "إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ... "

ثم قال الطحاوي: ثنا عبيد بن رجال قال أحمد بن صالح: قرأت على ابن نافع أخبرني مالك عن ثور بن زيد الديلي قال: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع. ثم ذكر مثله ولم يذكر في إسناده بعد ثور بن زيد أحدا. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1457) عن جعفر بن محمد بن الحسن الفِرْيابي ثنا الصَّلت بن مسعود الجَحْدري ثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي ثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2930) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الصلت بن مسعود به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن شعيب إلا داود بن أبي هند، ولا عن داود إلا محمد بن عبد الرحمن، تفرد به الصلت" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 29 قلت: إسناده حسن، جعفر بن محمد وإبراهيم بن هاشم والصلت بن مسعود وداود بن أبي هند ثقات، والباقون صدوقون. وأما حديث الرجل الذي لم يسم فأخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 125) عن مجاهد بن موسى ثنا يزيد- هو ابن هارون- ثنا سليمان التيمي ثني رجل بالبحرين أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته في حجة الوداع "ألا إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ... " وإسناده صحيح إنْ كان الرجل الذي لم يسم صحابيا. وأما حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه فأخرجه أحمد (5/ 72 - 73) وغيره (¬1) من طريق حماد بن سلمة ثني علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه وكانت له صحبة قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أوسط أيام التشريق أذود الناس عنه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر حديثا طويلا فيه: ألا وإنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ... " وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. ¬

_ (¬1) انظر حديث "لا يحل مال امرىء مسلم إلا عن طيب نفس"

1112 - "إنّ الساعة لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات" قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديث حذيفة بن أَسيد رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2901) عن حذيفة بن أسيد مرفوعا "إنّ الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس" 1113 - "إنّ السّيف مَحَّاءٌ للخطايا" قال الحافظ: صححه ابن حبان وغيره" (¬2) أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (7) عن صفوان بن عمرو أنّ أبا المثنى المُلَيكي حدّثه أنه سمع عتبة بن عبد السلمي- وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "القتلى ثلاثة رجال: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، ذلك الشهيد الممتحن، في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إنّ السّيف محاء للخطايا، وأدخل من أيّ أبواب الجنة شاء، فإنّ لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها أسفل من بعض. ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فذلك في النار، إنّ السيف لا يمحو النفاق". وأخرجه الطيالسي (ص 178 - 179) عن ابن المبارك به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق" (33) والبيهقي (9/ 164) وأخرجه أحمد (4/ 186) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 342 - 343) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6066) وابن حبان (4663) والطبراني في "الكبير" (17/ 126) وأبو نعيم في "صفة النفاق" (33) والبيهقي في "البعث" (ص 167) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 116 - 117) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه أحمد (4/ 185 - 186) وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 412 - 413) والبيهقي في "الشعب" (3956) ¬

_ (¬1) 14/ 166 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬2) 1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري والدارمي (2322) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (132) عن معاوية بن يحيى الصَدَفي والطبراني في "الكبير" (17/ 125) وفي "مسند الشاميين" (1023) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (171) وفي "صفة النفاق" (32) عن يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (131) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6068) وابن أبي داود في "البعث" (60) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (171) والبيهقي في "البعث" (ص 167) عن الوليد بن مسلم والطبرانى في "الكبير" (17/ 126) عن عيسى بن يونس وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6067) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي كلهم عن صفوان بن عمرو السَّكْسكي عن أبي المثنى الأمْلُوكي (¬1) عن عتبة بن عبد السلمي به. قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد" الترغيب 2/ 317 وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح خلا أبي المثنى الأملوكي وهو ثقة" المجمع 5/ 291 وقال الحافظ: رجاله ثقات" بذل الماعون ص 194 قلت: أبو المثنى الأملوكي واسمه ضمضم ذكره ابن حبان في "الثقات" واختلف فيه هل هو الذي يروي عن أَبي أُبي الأنصاري ابن أم حرام ويروي عنه هلال بن يَسَاف أم لا؟ ففرق أبو محمد بن الجارود في "الكنى" بينهما ثم قال: وقيل إنهما واحد، قال: ولم يبن لي ذلك. ثم روى عن الأثرم عن أحمد بن حنبل أنّه ذكر رواية صفوان بن عمرو وهلال بن ¬

_ (¬1) هكذا قال أبو إسحاق الفزاري ومعاوية بن يحيى والوليد بن مسلم والبابلتي "الأملوكي" وقال ابن المبارك وعيسى بن يونس "المليكي" قال البخاري: وهو وهم (التاريخ الكبير 2/ 2/ 338)

يساف عن أبي المثنى وقال: سبحان الله كالمتعجب يروي عنه هلال بن يساف ويروي عنه صفوان بن عمرو. وجعلهما ابن أبي حاتم (الجرح 2/ 1/ 468) ومسلم (الكنى ص 104) واحدا. قال الحافظ في "التهذيب": ولا يبعد، لكن قال ابن القطان: أبو المثنى مجهول سواء كان واحداً أو اثنين، قال: وأما قول ابن عبد البر: أبو المثنى ثقة فلا يقبل منه. كذا قال وتعقبه ابن المواق بأنّه لا فرق بين أنْ يوثقه الدارقطني أو ابن عبد البر" قلت: الذي يظهر لي أنهما اثنان، فقد ترجمه البخاري في "الكبير" وابن حبان في "الثقات" وذكرا أنّه يروي عن عتبة بن عبد وعنه صفوان بن عمرو فقط، والله تعالى أعلم. 1114 - "إنّ الشاة تخبرني أنها مسمومة" قال الحافظ: ووقع في مرسل الزهري أنها أكثرت السم في الكتف والذراع لأنّه بلغها أنّ ذلك كان أحبّ أعضاء الشاة إليه، وفيه: فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتف فنهش منها، وفيه: فلما ازدرد لقمته قال: فذكره" وقال: ووقع في مرسل الزهري في مغازي موسى بن عقبة أنّ لونه صار في الحال كالطيلسان. وقال: ووقع في مغازي موسى بن عقبة عن الزهري مرسلا "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري" (¬1) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 263 - 264) من طريقين عن موسى بن عقبة عن الزهري قال: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر وقتل من قتل منهم أهدت زينب بنت الحارث اليهودية وهي ابنة أخي مرحب لصفية شاة مَصْلِيَّة وَسَمَّتْها وأكثرت في الكتف والذراع لأنّه بلغها أنه أحبّ أعضاء الشاة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية ومعه بشر بن البراء بن مَعْرور أخو بني سلمة، فقدمت إليهم الشاة المصلية، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتف وانتهش منها، وتناول بشر بن البراء عظما فانتهش منه، فلما استرط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقمته استرط بشر بن البراء ما في فِيْهِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ارفعوا أيديكم، فإنّ كتف هذه الشاة يخبرني أنْ قد بغيت فيها" ¬

_ (¬1) 12/ 357 و 359 (كتاب الطب- باب ما يذكر في سم النبي - صلى الله عليه وسلم -)

1115 - عن ابن عباس قال: إنّ الشُّرَّاب كانوا يُضربون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأيدي والنعال والعصا حتى توفي فكانوا في خلافة أبي بكر أكثر منهم فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم حداً، فَتوَخّى نحو ما كانوا يضربون في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فجلدهم أربعين، حتى توفي، ثم كان عمر فجلدهم كذلك حتى أُتي برجل، فذكر قصة وأنه تأول قوله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة:93] وأنّ ابن عباس ناظره في ذلك واحتج ببقية الآية وهو قوله تعالى {إِذَا مَا اتَّقَوْا} [المائدة:93] والذي يرتكب ما حرّمه الله ليس بمتق. فقال عمر: ما ترورن؟ فقال عليّ: فذكره، وزاد بعد قوله: وإذا هذى افترى: وعلى المفتري ثمانون جلدة، فأمر به عمر فجلده ثمانين. قال الحافظ: وأخرج مالك في "الموطأ" عن ثور بن زيد أنّ عمر استشار في الخمر فقال له عليّ بن أبي طالب: نرى أنْ تجعله ثمانين فإنّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، فجلد عمر في الخمر ثمانين. وهذا معضل، وقد وصله النسائي والطحاوي من طريق يحيى بن فُليح عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس مطولا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه النسائي في "الكبرى" (5288) والطحاوي في "المشكل" (4441) والطبراني في "الكبير" (11550) و"الأوسط" (9345) والدارقطني (3/ 166) والحاكم (4/ 375 - 376) وابن مردويه في "التفسير" (تخريج أحاديث المختصر 2/ 424) والبيهقي (8/ 320 - 321 و 321) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 423 - 424) من طرق عن سعيد بن كثير بن عُفَير ثنا يحيى بن فليح بن سليمان المدني عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، تفرد به سعيد بن عفير" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح إلا يحيى بن فليح فلم أقف له على ترجمة" قلت: يحيى بن فليح قال ابن حزم: مجهول، وقال مرة: ليس بالقوي (اللسان) وخالفه مالك (2/ 842) فرواه عن ثور بن زيد أنّ عمر بن الخطاب استشار في الخمر ¬

_ (¬1) 15/ 73 (كتاب الحدود- باب الضرب بالجريد والنعال)

يشربها الرجل، فقال له عليّ بن أبي طالب: نرى أنْ تجلده ثمانين، فإنّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، أو كما قال فجلد عمر في الخمر ثمانين. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 286) عن مالك به. قال الحافظ في "التلخيص" (4/ 75): وهو منقطع لأنّ ثوراً لم يلحق عمر بلا خلاف" ورواه عبد الرزاق (13542) عن مَعْمَر عن أيوب عن عكرمة لم يذكر ابن عباس. وهذا منقطع أيضا. 1116 - "إنّ الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها" قال الحافظ: في صحيح مسلم عن أبي بن كعب: فذكره، وفي رواية لأحمد من حديثه "مثل الطست" ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود، وزاد "صافية" ومن حديث ابن عباس نحوه" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنها صافية بلجة" 1117 - "إنّ الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا صبيحة ليلة القدر" قال الحافظ: ولابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود أيضا: فذكره" (¬2) موقوف صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 75 - 76) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود قال: تَحَرَّوا ليلة القدر لتسع تبقى، تحروها لسبع تبقى، تحروا لإحدى عشرة تبقى صبيحة بدر فإنّ الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا صبيحة بدر" وإسناده صحيح رجاله ثقات. وأخرجه عبد الرزاق (7697) والطبراني في "الكبير" (9579) والبيهقي (4/ 310) عن سفيان الثوري والحاكم (3/ 20) عن جرير بن عبد الحميد الرازي ¬

_ (¬1) 5/ 163 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬2) 5/ 163 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

كلاهما عن الأعمش به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" 1118 - "إنّ الشمس لم تُحبس لبشر إلا ليُوْشَع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس" قال الحافظ: وقد ورد أصله من طريق مرفوعة صحيحة أخرجها أحمد من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، ورجال إسناده محتج بهم في الصحيح" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 325) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 101) والطحاوي في "المشكل" (1069 و 1070) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (239) والخطيب في "التاريخ" (7/ 34 - 35) وفي "الأسماء المبهمة" (ص 333) من طريق الأسود بن عامر شاذان ثنا أبو بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به مرفوعا إلا أنّه قال "لم تحبس على بشر" قال يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 172): حدثني الفضل- هو ابن زياد- قال: سألت أبا عبد الله قلت: الأسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش عن هشام عن ابن شرين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر الحديث، قال: نعم هكذا أو نحو هذا. قلت: رواه غير الأسود عن أبي بكر؟ قال: لم أسمعه إلا من الأسود" ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 35) وقال ابن كثير: انفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط البخاري" البداية والنهاية 1/ 323 وصححه الذهبي في "تلخيص الموضوعات" انظر تنزيه الشريعة 1/ 379 قلت: أبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنّه كثير الخطأ، وقال أحمد: كان يضطرب في حديث هؤلاء الصغار، فأمّا عن أولئك الكبار ما أقربه (المنتخب لابن قدامة ص 181) ولم يخرج البخاري روايته عن هشام ولا رواية شاذان عنه. والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 7/ 29 (كتاب فرض الخمس- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحلت لكم الغنائم)

1119 - "إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 190) من حديث أبي بكرة. 1120 - "إنّ الشمس والقمر لا يَنْكَسِفَان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله، وإنّ الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له" قال الحافظ: وقد وقع في حديث النعمان بن بشير وغيره للكسوف سبب آخر غير ما يزعمه أهل الهيئة وهو ما أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم بلفظ: فذكره، وقد استشكل الغزالي هذه الزيادة (¬2) وقال: إنها لم تثبت فيجب تكذيب قائلها ... ، والحديث الذي ردّه الغزالي قد أثبته غير واحد من أهل العلم" (¬3) يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي وعنه غير واحد، منهم: 1 - خالد الحَذَّاء. أخرجه النسائي (3/ 115) وفي "الكبرى" (1870) وابن خزيمة (1404) وابن حزم في "المحلى" (5/ 144) عن محمد بن بشار بُنْدَار وابن ماجه (1262) عن محمد بن المثنى وأحمد بن ثابت الجَحْدَري وجميل بن الحسن العَتَكي والبيهقي (3/ 332 - 333) عن محمد بن أبي بكر المقدمي البصري وفي"معرفة السنن" (5/ 138 - 139) عن الشافعي (السنن المأثورة 394) كلهم عن عبد الوهاب (¬4) بن عبد المجيد الثقفي ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ¬

_ (¬1) 7/ 402 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام) (¬2) وهي قوله "وإنّ الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له" (¬3) 3/ 191 (كتاب الصلاة- أبواب الكسوف- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يخوف الله عباده بالكسوف) (¬4) وخالفه إسماعيل بن علية فرواه عن خالد عن أبي قلابة مرسلا. أخرجه مسدد (المطالب 771)

النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج يجرّ ثوبه فزعاً حتى أتى المسجد فلم يزل يصلّي بنا حتى انجلت. فلما انجلت قال "إنّ ناسا يزعمون أنّ الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك. إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله عز وجل، إنّ الله عز وجل إذا بدا لشيء من خلقه خشع له، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كَأحْدَثِ صلاة صليتموها من المكتوبة". وتابعه وهيب بن خالد البصري عن خالد الحذاء به. أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 171) قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإني لا أخال أبا قلابة سمع من النعمان" وقال البيهقي: هذا مرسل، أبو قلابة لم يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل عن النعمان" وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: صرّح صاحب "الكمال" بسماع أبي قلابة من النعمان، وقول البيهقي: لم يسمعه منه، دعوى بلا دليل ولو صح الذي ذكره البيهقي وفيه عن أبي قلابة عن رجل عن النعمان لم يدل على أنّه لم يسمعه من النعمان بل يحتمل أنّه سمعه منه ثم من رجل عنه" وقال ابن حزم: فإن قيل: إنّ أبا قلابة قد روى هذا الحديث عن رجل عن قبيصة العامري قلنا: نعم فكان ماذا؟ وأبو قلابة قد أدرك النعمان فروى هذا الخبر عنه، ورواه أيضا عن آخر فحدّث بكلتا روايتيه ولا وجه للتعلل بمثل هذا أصلا ولا معنى له" قلت: ما أظنّ أبا قلابة سمع من النعمان، قال ابن معين: أبو قلابة عن النعمان بن بشير مرسل" التاريخ لعباس الدوري 2/ 309 وقال أبو حاتم: قد أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير ولا أعلم سمع منه" المراسيل ص 110 وقال العلائي: الظاهر في رواية أبي قلابة عن النعمان بن بشير الإرسال" جامع التحصيل ص 258 وخالفهم علي بن المديني فقال: لقي أبو قلابة النعمان بن بشير" تاريخ دمشق لابن عساكر- ترجمة عبد الله بن زيد الجرمي 2 - أيوب السَّخْتِيَاني، واختلف عنه: - فقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير. أخرجه أحمد (4/ 269) والبزار (3295) وابن خزيمة (1403)

عن عبد الوهاب الثقفي (¬1) وأبو داود (1193) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 304 - 305) وابن حزم في "المحلى" (5/ 142) عن الحارث بن عمير البصري والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 330) عن عبيد الله بن عمرو الرقي (¬2) والطبراني في "الدعاء" (2238) عن وهيب بن خالد أربعتهم عن أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج فكان يصلي ركعتين ويسأل، ويصلّي ركعتين ويسأل حتى انجلت، فقال "إن رجالاً يزعمون أنّ الشمس والقمر إذا انكسف واحد منهما فإنما ينكسف لموت عظيم من العظماء وليس كذلك ولكنهما خلقان من خلق الله عز وجل، فإذا تجلى الله عز وجل لشيء من خلقه خشع له". - ورواه عبد الوهاب الثقفي والحارث بن عمير وعبيد الله بن عمرو أيضا عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي أنّ الشمس كسفت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعاً يجر ثوبه وأنا معه يومئذ بالمدينة فصلى ركعتين أطالهما ثم انصرف وتجلت الشمس فقال "إنما هذه الآيات يخوف الله بها فإذا رأيتموها فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة". واللفظ لعبيد الله بن عمرو أخرجه أحمد (5/ 60 - 61) عن عبد الوهاب الثقفي وأبو نعيم في "الصحابة" (5739) عن الحارث بن عمير والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 331) ¬

_ (¬1) رواه أحمد عن زيد بن الحباب، وابن خزيمة عن محمد بن بشار بندار والبزار عن محمد بن المثنى ثلاثتهم عن عبد الوهاب به. (¬2) قال في روايته: عن النعمان أو غيره، رواه علي بن معبد عنه.

عن عبيد الله بن عمرو (¬1) ثلاثتهم عن أيوب به. وأخرجه أحمد (5/ 61) وأبو داود (1185) والحاكم (1/ 333) والبيهقي (3/ 334) عن وهيب بن خالد البصري والنسائي (3/ 117) وفي "الكبرى" (1871) عن عبيد الله بن الوازع البصري وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1982) والبيهقي (3/ 334) عن عبد الوارث بن سعيد البصري ثلاثتهم عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة به. - ورواه عبد الوارث بن سعيد أيضا عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل عن النعمان. أخرجه أحمد (4/ 267) والبيهقي (3/ 333) قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي قلابة عن قبيصة، وإنما أخرجا رواية أبي قلابة عن أنس وعن ثابت بن الضحاك وعن زَهْدَم بن مُضَرِّب الجَرْمي وعن عنبسة بن سعيد بن العاص وعن مالك بن الحويرث وعن أبي المليح بن أسامة، وأخرج البخاري روايته عن عمرو بن سلمة الجرمي، وأخرج مسلم روايته عن عبد الله بن يزيد وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي وغيرهم. - ورواه حماد بن زيد عن أيوب فقال فيه: عن النعمان بن بشير وقبيصة بن المخارق. أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 112 و 262) - ورواه ريحان بن سعيد البصري ثنا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر أنّ قبيصة الهلالي حدّثه أنّ الشمس كسفت- بمعنى حديث وهيب بن خالد. ¬

_ (¬1) قال في روايته: عن قبيصة الهلالي أو غيره، رواه علي بن معبد عنه. ورواه عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو فقال: عن قبيصة ولم يشك. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 305)

أخرجه أبو داود (1186) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1444) وأبو القاسم البغوي (5/ 60) والطبراني في "الكبير" (18/ 375) وفي "الدعاء" (2217) والبيهقي (3/ 334) والمزي (30/ 341 - 342) قال ابن التركماني في "الجوهر النقي": ضعيف، فيه عباد بن منصور قال ابن الجوزي في "كتابه": لم يرضه يحيى بن سعيد، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال علي بن الجنيد: متروك، وقال النسائي: ضعيف وقد كان تغير، ورواه عن عباد ريحان بن سعيد قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به" قلت: ريحان بن سعيد مختلف فيه، وتكلم غير واحد في روايته عن عباد بن منصور. فقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد. وقال البرديجي: وأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير. وقال العجلي: ريحان الذي يروي عن عباد منكر الحديث. - ورواه أنيس بن سوار الجرمي عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عمرو أنّ قبيصة الهلالي حدّثه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 374 - 375) وأبو الشيخ في "الطبقات" (624) والمزي (30/ 341) من طريق معاوية بن عمران الجرمي ثنا أنيس بن سوار به. ومعاوية بن عمران لم أقف له على ترجمة، وأنيس ذكره ابن حبان في "الثقات". - ورواه مَعْمَر عن أيوب عن أبي قلابة قوله، قال: إنّ الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى إذا تجلى لأحد من خلقه خضع له. أخرجه عبد الرزاق (4943) ورواه مَعْمَر أيضا عن أيوب عن أبي قلابة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما ركع ركعة ورفع رأسه أرسل رجلا ينظر هل تجلّت. أخرجه عبد الرزاق (4944) 3 - قتادة. أخرجه النسائي (3/ 117) وفي "الكبرى" (1873) والبزار (3294) عن محمد بن المثنى

والطبراني في "الأوسط" (2826) وفي "الدعاء" (2246) عن روح بن عبد المؤمن البصري والحاكم (1/ 332) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة البصري قالوا: ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن النعمان بن بشر أنّ الشمس انكسفت فصلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين حتى انجلت ثم قال "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولكنهما خلقان من خلقه ويحدث الله في خلقه ما شاء، ثم إنّ الله تبارك وتعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فأيهما انخسف فصلوا حتى ينجلي أو يحدث الله أمرا". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا هشام، تفرد به معاذ" وقال البزار نحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي قلابة عن النعمان بن بشير. •والحديث رواه محمد بن المثنى أيضا عن معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي أنّ الشمس انخسفت فصلّى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين ركعتين حتى انجلت، ثم قال: وذكر الحديث. أخرجه النسائي (3/ 117) وفي "الكبرى" (1872) عن محمد بن المثنى به (¬1) وأخرجه ابن خزيمة (1402) عن محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام به. ووقع عنده: عن قبيصة البجلي. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 331) عن أبي حازم عبد الحميد بن عبد العزيز ثنا محمد بن بشار به. ¬

_ (¬1) ولم ينفرد هشام الدستوائي به بل تابعه عمر بن عامر البصري عن قتادة عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي به. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1078) وكذا ابن قانع في"الصحابة" (2/ 342) لكن وقع عنده: عن عامر بن قبيصة الهلالي. قال عمرو بن علي الفلاس: لم يسمع قتادة من أبي قلابة" تاريخ دمشق لابن عساكر- ترجمة عبد الله بن زيد الجرمي ص565

• ورواه محمد بن بشار أيضا عن معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن الحسن عن النعمان بن بشير به، ولم يذكر الزيادة. أخرجه النسائي (3/ 117 - 118) وفي "الكبرى" (1875) وتابعه محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا معاذ بن هشام به، ولم يذكر الزيادة أيضا. أخرجه البيهقي (3/ 333 - 334) وقال: وهذا أشبه أنْ يكون محفوظا" وتعقبه ابن التركماني فقال: هذه دعوى ولم أجد من صرّح بأنّ الحسن سمع من النعمان" 4 - عاصم الأحول. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 467) وأحمد (4/ 271) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 330) عن سفيان الثوري والطيالسي (ص 108) وأحمد (4/ 277) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 330) عن شعبة والنسائي (3/ 117) وفي "الكبرى" (1874) عن الحسن بن صالح الهَمْداني الكوفي ثلاثتهم عن عاصم الأحول عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى في كسوف الشمس نحوا من صلاتكم يركع ويسجد. وفي لفظ "انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلّى، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركع ويسجد مثل صلاتنا. ورواه شَريك عن عاصم عن أبي قلابة عن النعمان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في كسوف الشمس كما تصلون ركعة وسجدتين. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 330) وهذا كل ما تيسر لي الوقوف عليه من طرق هذا الحديث، وقد تبين ما فيها من الاختلاف، والذي يظهر لي أنّ هذا الاختلاف إنما هو من أبي قلابة نفسه، ولم أره ذكر سماعا في جميع طرق هذا الحديث التي وقفت عليها.

قال الذهبي في "الميزان": أبو قلابة ثقة في نفسه إلا أنّه يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم وكان له صحف يحدث منها ويدلس. وأما كلام الغزالي الذي ذكره الحافظ فهو مذكور في كتابه "تهافت الفلاسفة" حيث قال: هذه الزيادة (أي قوله: وإنّ الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له" لم يصح نقلها فيجب تكذيب ناقلها" ورده تاج الدين السبكي في "منع الموانع الكبير" بقوله: انكار حديث: فذكره، ليس بجيد فإنّه مروي في النسائي وغيره (¬1). وذكر ابن القيم في كتاب "مفتاح السعادة" كلام الغزالي ثم قال: وإسناده هذه الزيادة لا مطعن فيه ورواته كلهم ثقات حفاظ، ولكن لعل هذه اللفظة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة ولهذا لا توجد في سائر أحاديث الكسوف، فقد رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر صحابيا (فذكر منهم أحد عشر صحابيا) ثم قال: فلم يذكر أحد منهم في حديثه هذه اللفظة فمن هنا يخاف أنْ تكون أدرجت في الحديث إدراجا وليست في لفظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬2) وللحديث شاهد عن بلال وآخر عن أبي بكرة فأما حديث بلال فأخرجه البزار (كشف 667) والروياني (752) عن نصر بن علي أنا زياد بن عبد الله ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1094) وفي "الأوسط" (5965) عن محمد بن علي الناقد ثنا نصر بن علي ثنا زياد بن عبد الله البكائي ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني بلال به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن بلال إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ولم نسمعه إلا من نصر، وقال غير نصر (¬3): عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني فلان، وسماه نصر فقال: عن بلال" ¬

_ (¬1) زهر الربى على المجتبى للسيوطي 3/ 115 و 116 (¬2) زهر الربى على المجتبى للسيوطي 3/ 115 و 116 (¬3) رواه محمد بن فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن قال: حدثني فلان وفلان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 469) وفي "مسنده" (980)

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن بلال إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا يزيد، تفرد به زياد بن عبد الله" قلت: وإسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق بلالا" علل أحاديث مسلم ص 66 وقال الهيثمي: وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالا" المجمع 2/ 208 وأما حديث أبي بكرة فيرويه حميد عن الحسن عن أبي بكرة قال: كسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إن الشمس والقمر آيتان" الحديث، وقال فيه "ولكن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا كسف واحد منهما فصلوا وادعوا" أخرجه الدارقطني (2/ 64) عن ابن أبي الثلج (¬1) ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا بكار بن يونس أبو يونس الرام ثنا حميد به. ثم أخرجه عن ابن أبي داود ثنا عيسى بن شاذان ثنا محمد بن محبوب البناني ثنا محمد بن دينار الطاحي عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة رفعه "إنّ الله عز وجل إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له" وقال: تابعه نوح بن قيس عن يونس بن عبيد" قلت: الحسن البصري مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من أبي بكرة. 1121 - "إنّ الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدَّين" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬2) أخرجه مسلم (1886) من حديث ابن عمرو. 1122 - حديث أنس مرفوعا "إنّ الشيطان واضع خَطْمَهُ على قلب ابن آدم" ذكر الحافظ أنّه عند أبي يعلى وابن عدي (¬3). أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (92) وأبو يعلى (4301) والطبراني في "الدعاء" (1862) وابن عدي (3/ 1044) وابن شاهين في "الترغيب" (154) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 268) والبيهقي في "الشعب" (536) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 37) من طريق ¬

_ (¬1) اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل (¬2) 12/ 302 (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون) (¬3) 7/ 374 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خاتم النبوة)

عدي بن أبي عمارة البصري ثنا زياد بن عبد الله النميري عن أنس به مرفوعا وزاد "فإنْ ذكر الله خَنَس، وإنْ نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس" قال ابن كثير: غريب" التفسير 4/ 575 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" الفتح 10/ 373 وقال الهيثمي: وفيه عدي بن أبي عمارة وهو ضعيف" المجمع 7/ 149 قلت: بل صدوق، قال أبو حاتم: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه اضطراب. وأما زياد بن عبد الله النميري فاختلفوا فيه، قواه ابن عدي، وضعفه أبو داود وغيره، واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان. 1123 - "إنّ الشيطان لا يستطيع أن يَتَمَثَّلَ بي" قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند الترمذي وابن ماجه: فذكره. وقال: وفي حديث ابن مسعود عند ابن ماجه وصححه الترمذي وأبو عوانة "فقد رآني في اليقظة" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 55) وأحمد (1/ 375 و 400 و 440 و 450) والدارمي (2145) وابن ماجه (3900) والترمذي (2276) والبزار (2074) وأبو يعلى (5250) والهيثم بن كليب (740 و 741) والطبراني في "الأوسط" (1256) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (233) والدارقطني في "العلل" (5/ 11 - 12) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 348 و7/ 246) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود مرفوعا "من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثل بي" لفظ الترمذي وغيره. ولفظ ابن ماجه "من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة، فإنّ الشيطان لا يتمثل على صورتي" قال الترمذي: حسن صحيح" ¬

_ (¬1) 16/ 38 و41 (كتاب التعبير- باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام)

قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن، واختلف عنه، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عنه مرسلا، ولم يذكر أبا الأحوص عن ابن مسعود. أخرجه الهيثم (739) والأول أصح. وله شاهد من حديث أبي هريرة، وآخر من حديث أنس عند البخاري في الباب فيتقوى بهما. 1124 - "إنّ الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه" قال الحافظ: ووقع في حديث حفصة عند الطبراني في "الأوسط" بلفظ: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه الفضل بن موفق بن أبي المُتَئِّد الثقفي عن إسرائيل بن يونس واختلف عن الفضل: - فرواه عبد الرحمن بن الفضل بن موفق عن أبيه واختلف عنه: • فقال علي بن سعيد بن بشير الرازي: ثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ثنا أبي ثنا إسرائيل عن النعمان عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة مولاة حفصة عن حفصة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وقد نذرت أن أَزْفِنَ بالدّف إنْ قدم من مكة، فبينا أنا كذلك إذ استأذن عمر، فانطلقت بالدّف إلى جانب البيت فغطيته بكساء، فقلت: أي نبي الله أنت أحق أن تهاب، فقال "إنّ الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3955) وعنه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 185) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا النعمان، وهو أبو حنيفة، ولا رواه عن أبي حنيفة إلا إسرائيل، تفرد به الفضل بن موفق" • وقال إبراهيم بن عبد السلام الرُّهاوي: ثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ثنا أبي عن إسرائيل عن أبي حنيفة عن سالم عن سدوسية عن حفصة قالت: نذرت امرأة أن تضرب على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدف، فقال لها "فِي نذرك" ¬

_ (¬1) 8/ 46 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمر)

لم يذكر الأوزاعي. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 186) • وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ثنا أبي عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سديسة مولاة حفصة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه" لم يذكر أبا حنيفة ولا سالما ولا حفصة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 305) قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها، ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة، ورواه في "الأوسط" عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب، وإسناده حسن إلا أنّ عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا" المجمع 9/ 70 قلت: عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 382)، وأبوه قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، كان يروي أحاديث موضوعة. - ورواه عبيد بن يعيش الكوفي عن الفضل بن موفق عن إسرائيل عن النعمان أبي حنيفة عن الأوزاعي عن سالم بن عبد الله عن سدوسية مولاة حفصة قالت: سمعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد نذرت أنْ أضرب بالدف إنْ قدم من مكة ... فذكر مثل حديث علي بن سعيد الرازي ولم يذكر حفصة. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 186) - ورواه أسحاق بن سيار النصيبي عن الفضل بن موفق عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة مولاة حفصة مرفوعا "إنّ الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه" أخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" (الإصابة 12/ 300) • ورواه الباغندي عن إسحاق بن سيار فزاد فيه: عن حفصة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7706) وتابعه خيثمة بن سليمان بن حيدرة ثنا إسحاق بن سيار به. أخرجه عبد الغافر الفارسي في "المنتخب من السياق" (ص 42) وقال الأوزاعي هذا اسمه عبيد بن يحيى عزيز الحديث، وليس بالأوزاعي إمام أهل الشام"

1125 - "إنّ الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فَلْيُمِط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان" قال الحافظ: وقع لمسلم (3/ 1607) في رواية أبي سفيان عن جابر أول الحديث: فذكره، وله (2034) نحوه في حديث أنس وزاد: وأمر بأنْ يَسْلُتَ القصعة" (¬1) 1126 - "إنّ الشيطان يستحل الطعام إنْ لم يذكر اسم الله تعالى عليه" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم في حديث مرفوع: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (2017) عن حذيفة قال: كنا إذا حضرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرّة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الشيطان يستحل الطعام إنْ لا يذكر اسم الله عليه، وإنّه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده، إنّ يده في يدي مع يدها". 1127 - "إنّ الصدقة تدفع مِيتة السوء" قال الحافظ: أخرجه الترمِذي من حديث أنس" (¬3) له عن أنس طرق: الأول: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن البصري عن أنس مرفوعا "الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء" وفي لفظ "إنّ الصدقة لتطفئ غضب الرب ... " أخرجه الترمذي (664) وابن حبان (3309) وابن عدي (4/ 1564) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 94) والبيهقي في "الشعب" (3080) والبغوي في "شرح السنة" (4634) وابن الجوزي في "البر والصلة" (366) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخته" (47) وأبو طالب العشاري في "حديث أبي القاسم البغوي" (28) من طريق عبد الله بن عيسى الخزاز البصري ثنا يونس بن عبيد به. ¬

_ (¬1) 11/ 512 (كتاب الأطعمة- باب لعق الأصابع ومصها) (¬2) 11/ 470 (كتاب الأطعمة- باب المؤمن يأكل في معى واحد) (¬3) 14/ 391 (كتاب الأيمان والنذور- باب الوفاء بالنذر)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال ابن عدي: هذا الحديث عن يونس عن الحسن لا أعلم رواه عن يونس غير عبد الله بن عيسى" ولما ذكر السخاوي كلام الترمذي قال: وفيه نظر، فعبد الله بن عيسى راويه عن يونس متفق على ضعفه حتى إنّ ابن حبان نفسه لم يذكره في "الثقات" وأورده ابن عدي في ترجمته وقال: إنّه لا يتابع عليه. وهو في "الحلية" لأبي نعيم في ترجمة علي بن الحسين من قوله، وجملة "الصدقة تمنع ميتة السوء" مروية أيضا عن أبي هريرة ورافع بن مَكِيث وغيرهما" المقاصد ص 261 الثاني: يرويه عبد الرحيم بن سليم الأنصاري ثني عبيد الله بن أنس بن مالك ثني أبي رفعه "إنّ الصدقة تردّ غضب الرب، وتمنع من البلاء، وتزيد في الحياة" أخرجه العقيلي (ق 268/أ) وقال: عبيد الله بن أنس بن مالك روى عنه عبد الرحيم بن سليم الأنصاري، كلاهما مجهول بالنقل، والحديث غير محفوظ" الثالث: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا "إنّ الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء" أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1094) من طريق أبي عمرو المِقدام بن داود الرُّعَيْنِي ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة المخزومي ثنا سفيان عن محرز عن الرقاشي به. وإسناده ضعيف لضعف الرعيني والمخزومي والرقاشي. ولم ينفرد المخزومي به بل تابعه عبد الله بن المبارك (¬1) في "البر والصلة" (286) أنا سفيان به. ولم ينفرد محرز به بل تابعه صالح المُرِّي عن يزيد الرقاشي عن أنس رفعه "إنّ الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر، ويدفع بها ميتة السوء، ويدفع الله بها المكروه، والمحذور" أخرجه أبو يعلى (4104) وابن عدي (4/ 1379) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه إبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (12) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1635) وابن الجوزي في "البر والصلة" (367)

وصالح المري ضعيف. وللشطر الأول من الحديث وهو "الصدقة تطفئ غضب الرب" شواهد عن جماعة من الصحابة لكن مع تقييد الصدقة بالسر (¬1). وللشطر الثاني منه وهو "الصدقة تدفع ميتة السوء" شواهد عن أبي هريرة وعن رافع بن مكيث وعن عمرو بن عوف وعن أبي بكر الصديق فأما حديث أبي هريرة فأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 496) والقضاعي (98) من طريق يحيى بن عبيد الله سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة رفعه "إنّ الصدقة تمنع ميتة السوء" وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب. وأما حديث رافع بن مكِيث فأخرجه عبد الرزاق (20118) عن مَعْمَر عن عثمان بن زُفر عن بعض بني رافع بن مكيث عن رافع بن مكيث رفعه "حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء". وأخرجه أحمد (3/ 502) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (5162) وأبو يعلى (1544) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (727) والخرائطي في "المكارم" (570) وفي "المساوئ" (11) والطبراني في "الكبير" (4451) والقضاعي (97 و 244 و 245) والبيهقي في "الشعب" (7656) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 200) والمزي (9/ 37) من طرق عن عبد الرزاق به. وتابعه ابن المبارك عن معمر به. أخرجه العباس الدوري في "التاريخ" (3/ 255 - 256) وأبو القاسم البغوي (728) والبيهقي في "الشعب" (7655 و 8214) واختلف فيه على عثمان بن زفر: فقال بَقية: ثنا عثمان بن زفر ثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث مرسلا. أخرجه أبو داود (5163) وعثمان بن زفر هو الجهَني الدمشقي قال الحافظ في "التقريب": مجهول. ¬

_ (¬1) انظر "الترغيب" (2/ 30) "المجمع" (3/ 115) "المقاصد" (ص 260) "الصحيحة" (4/ 535)

وأما حديث عمرو بن عوف فيرويه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّ صدقة المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله بها الكبر والفخر" أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 22) وابن بشران (1501) وإسناده ضعيف جدا، كثير بن عبد الله قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث أبي بكر فأخرجه البزار (كشف 933) وأبو يعلى (85) قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي ثنا زيد بن الحباب العُكْلي عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر رفعه "اتقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإنها تقيم العوج، وتدفع ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان" قال البزار: لا نعلم أحدا حدّث به عن زيد إلا محمد بن إسماعيل ولم يتابع عليه، ولا يُروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد وحده" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدا" المجمع 3/ 105 1128 - "إنّ الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما العمر، ويدفع بهما ميتة السوء" قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أنس رفعه: فذكره، وسنده ضعيف" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 1129 - "إنّ الصراط مثل السيف وبجنبتيه كلاليب، إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر" قال الحافظ: ولابن المبارك من مرسل عبيد بن عمير: فذكره، وأخرجه ابن أبي الدنيا من هذا الوجه وفيه "والملائكة على جنبتيه يقولون: ربّ سلّم سلّم" (¬2) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم 403) عن هشام بن حسان عن موسى بن أنس عن عبيد بن عمير قوله. 1130 - "إنّ الصعيد الطيب طهور المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين" قال الحافظ: وروى أحمد وأصحاب السنن من طريق أبي قِلابة عن عمرو بن بُجْدان ¬

_ (¬1) 13/ 20 (كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق) (¬2) 14/ 250 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم)

-وهو بضم الموحدة وسكون الجيم- عن أبي ذر نحوه ولفظه: فذكره، وصححه الترمذي وابن حبان والدارقطني" (¬1) يرويه أبو قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي وعنه خالد الحَذَّاء وأيوب السَّخْتِيَاني وقتادة - فأما حديث خالد الحذاء فأخرجه عبد الرزاق (913) عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أجنب، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماء فاستتر واغتسل، ثم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليُمِسَّه بشرته فإنّ ذلك هو خير". وأخرجه أحمد (¬2) (5/ 155) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (105) وابن المنذر في "الأوسط" (175) والخطيب في "المدرج" (2/ 945 و 946) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (5/ 180) والترمذي (124) وأبو علي الطوسي (104) والمحاملي في "أماليه" (81) والخطيب في "المدرج" (2/ 946) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والدارقطني (1/ 186) والبيهقي (1/ 212) عن مخلد بن يزيد الحراني والخطيب في "المدرج" (2/ 950) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني وابن الأعرابي في "المعجم" (ق 72 - 73) عن محمد بن شرحبيل بن جعشم أربعتهم عن سفيان الثوري به. واختلف فيه على الثوري، فرواه قَبيصة بن عقبة عنه عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن محجن أو أبي محجِن عن أبي ذر. ¬

_ (¬1) 1/ 463 (كتاب التيمم- باب الصعيد الطيب وضوء المسلم) (¬2) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 949 - 950)

أخرجه الدارقطني (1/ 187) والخطيب (¬1) في "المدرج" (2/ 947) والأول أصح، وقبيصة تكلموا في روايته عن الثوري. فقال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنّه سمع منه وهو صغير. وقال أيضا: قبيصة ليسَ بحجة في سفيان. وقال حنبل: قلت لأحمد: ما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال: كان كثير الغلط، قلت له: فغير هذا؟ قال: كان صغيرا لا يضبط. ولم ينفرد سفيان به فقد أخرجه أبو داود (332) وابن حبان (1311) والحاكم (1/ 176 - 177) والبيهقي (1/ 220) وفي "الصغرى" (245) وفي "الخلافيات" (782 و 802 و 803 و 849) والخطيب في "المدرج" (2/ 948 - 949) عن خالد بن عبد الله الواسطي والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 317) والبزار (3973) وابن حبان (1312) والدارقطني (1/ 187) والبيهقي (1/ 8 و 212 و 220) في "معرفة السنن" (2/ 31 - 32) والخطيب في "المدرج" (2/ 949) عن يزيد بن زُرَيْع كلاهما عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر قال: اجتمعت غنيمة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا أبى ذر، ابْدُ فيها" فبدوت إلى الرَّبَذَة، فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أبو ذر" فسكت، فقال "ثكلتك أمك أبا ذر! لأمك الويل" فدعا لي بجارية سوداء، فجاءت بِعُسٍّ فيه ماء، فسترني بثوب، واستترت بالراحلة، واغتسلت فكأني ألقيت عني جبلاً، فقال "الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك، فإنّ ذلك خير" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه إذ لم نجد لعمرو بن بجدان راويا غير أبي قلابة الجرمي، وهذا مما شرطت فيه وثبت أنهما قد خرجا مثل هذا في مواضع من الكتابين". ¬

_ (¬1) وفي رواية له (2/ 947 و 947 - 948): عن عمرو بن محجن أو محجن. وهي عند البزار أيضا (3974)

وقال الذهبي في "الميزان": حسنه الترمذي ولم يرقه إلى الصحة للجهالة بحال عمرو، روى عنه أبو قلابة وما قال: سمعت ... وقد وثق عمرو مع جهالته" قلت: وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: عمرو بن بجدان معروف؟ قال: لا. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال" الوهم والإيهام 3/ 327 وقال الحافظ في "التقريب": تفرد عنه أبو قلابة، لا يعرف حاله. - وأما حديث أيوب السختياني فأخرجه ابن حبان (1313) والدارقطني (1/ 186) والبيهقي (1/ 212) والخطيب في "المدرج" (2/ 932 - 933) من طرق عن مخلد بن يزيد الحراني ثنا سفيان الثوري عن أيوب السختياني وخالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر مرفوعا "الصَعيد الطيب وضوء المسلم، وإنْ لم يجد الماء عشر سنين" ومن هذا الطريق أخرجه النسائي (1/ 139) وفي "لكبرى" (416) والجورقاني في "الأباطيل" (318) إلا أنّهما لم يذكرا فيه خالدا الحذاء. وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح" وقال البيهقي: تفرد به مخلد هكذا، وغيره يرويه عن الثوري عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن رجل عن أبي ذر، وعن خالد عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر كما رواه سائر الناس" وقال الحافظ: رواه النسائي بإسناد قوي" الفتح 1/ 245 قلت: اختلف فيه على الثوري: • فرواه عبد الرزاق (¬1) عنه عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن رجل عن أبي ذر. ¬

_ (¬1) وتابعه غير واحد عن سفيان به، منهم: 1 - الحسين بن حفص الأصبهاني. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 935) 2 - محمد بن يوسف الفريابي. أخرجه الخطيب (2/ 935 - 936) 3 - القاسم الجرمي.

أخرجه أحمد (5/ 155) والخطيب في "المدرج" (2/ 949 - 950) • ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن الثوري عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي ذر. لم يذكر "عن رجل" أخرجه المحاملي في "أماليه" (82) والخطيب في "المدرج" (2/ 945) واختلف فيه على أيوب: • فقيل: عنه عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر عن أبي ذر. أخرجه الطيالسي (ص 66) وأبو داود (333) والبيهقي (1/ 217) وابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 14) والخطيب في "المدرج" (2/ 938 - 939) عن حماد بن سلمة والطيالسي (ص 66) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (46) والخطيب في "المدرج" (2/ 939 - 940) عن حماد بن زيد وأحمد (5/ 146) وابن أبي شيبة (1/ 156) والدارقطني (1/ 187) والخطيب في "المدرج" (2/ 940 - 941) عن إسماعيل بن عُلية والخطيب في "المدرج" (2/ 940) عن جرير بن حازم البصري (¬1) والخطيب في "المدرج" (2/ 942) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي خمستهم عن أيوب به. ¬

_ = أخرجه الخطيب (2/ 936) 4 - قبيصة بن عقبة الكوفي. أخرجه الخطيب (2/ 936 - 937) 5 - أبو داود عمر بن سعد الحفري. أخرجه الخطيب (2/ 936 - 937) (¬1) ولم يقل: من بني عامر.

• وقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني قشير عن أبي ذر. أخرجه عبد الرزاق (912) والخطيب في "المدرج" (2/ 937 - 938) عن معمر بن راشد وأحمد (5/ 146 - 147) والخطيب في "المدرج" (2/ 942 - 944) عن سعيد بن أبي عَروبةِ كلاهما عن أيوب به. • وقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عن عمه أبي المهلب عن أبي ذر. أخرجه الدارقطني (1/ 187) من طريق خلف بن موسى العمي ثنا أبي عن أيوب به. • وقيل عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي ذر. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 944) من طريق سفيان بن عُيينة عن أيوب به. - وأما حديث قتادة فأخرجه (¬1) الدارقطني (1/ 187) من طريق محمد بن عمرو بن حنان الحمصي (¬2) ثنا بَقية ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن رجاء بن عامر سمع أبا ذر. وقال: كذا قال: رجاء بن عامر. والصواب رجل من بني عامر كما قال ابن علية عن أيوب" قلت: وسعيد بن بشير قال ابن معين والنسائي وابن المديني وأبو مسهر: ضعيف، وذكره البخاري والعقيلي وأبو زرعة وابن حبان في "الضعفاء" وقواه بعضهم. وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام": وهو حديث ضعيف بلا شك، وعمرو بن بجدان لا يعرف له حال، وإنما روى عنه أبو قلابة واختلف عنه" وتعقبه ابن دقيق العيد فقال في "الإمام": ومن العجب كون ابن القطان لم يكتف ¬

_ (¬1) وأخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 950 - 951) من طرق عن محمد بن عمرو بن حنان به. وقال: قوله: رجاء بن عامر، تصحيف، وصوابه عن رجل من بني عامر" (¬2) رواه عيسى بن المنذر عن بقية ثني سعيد بن بشير عن قتادة عن رجل من بني عامر عن أبي ذر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2713) ورواه محمد بن مصفى عن بقية عن سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن غانم أنّه سمع أبا ذر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2743)

بتصحيح الترمذي في معرفة حال عمرو بن بجدان مع تفرده بالحديث وهو قد نقل كلامه: هذا حديث حسن صحيح. وأيّ فرق بين أنْ يقول: هو ثقة أو يصحح له حديث انفرد به، وإنْ كان توقف عن ذلك لكونه لم يَرو عنه إلا أبو قلابة فليس هذا بمقتضى مذهبه فإنّه لا يلتفت إلى كثرة الرواة في نفي جهالة الحال فكذلك لا يوجب جهالة الحال بانفراد راو واحد عنه بعد وجود ما يقتضي تعديله وهو تصحيح الترمذي، وأما الاختلاف الذي ذكره من كتاب الدارقطني فينبغي على طريقته وطريقه الفقه أنْ ينظر في ذلك إذ لا تعارض بين قولنا: عن رجل، وبين قولنا: عن رجل من بني عامر، وبين قولنا: عن عمرو بن بجدان، وأما من أسقط ذكر هذا الرجل فيأخذ بالزيادة ويحكم بها، وأما من قال: عن أبي المهلب فإنّ كان كنية لعمرو فلا اختلاف وإلا فهي رواية واحدة مخالفة احتمالا لا يقينا، وأما من قال: أنّ رجلا من بني قشير قال: يا نبي الله. فهي مخالفة فكان يجب أنْ ينظر في إسنادها على طريقته فإنْ لم يكن ثابتا لم يعلل بها" (¬1) ولي على كلام ابن دقيق العيد أربع ملاحظات: الأولى: تصحيح الترمذي. قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بعد أنْ ذكر تضعيف أهل العلم له قال: وأما الترمذي فروى من حديثه: الصلح جائز بين المسلمين. وصححه، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي" الثانية: مع وجود الاختلاف في هذا الحديث في شيخ أبي قلابة فإنّ أبا قلابة موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا في جميع طرق الحديث التي وقفت عليها، وقد قال الذهبي في "الميزان": أبو قلابة ثقة في نفسه إلا إنّه يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم وكان له صحف يحدث منها ويدلس. الثالثة: أفاد الشيخ أحمد شاكر في "شرح الترمذي" (1/ 215) أنّ بني قشير من بني عامر نقلا من "الاشتقاق" لابن دريد. الرابعة: أنّ أبا المهلب هو عم أبي قلابة كما جاء مصرَّحا بذلك عند الدارقطني. والصواب في هذا الحديث رواية من رواه عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر. ¬

_ (¬1) نصب الراية 1/ 149

وللحديث شاهد عن أبي هريرة رفعه "الصعيد وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشره فإنّ ذلك خير" أخرجه البزار (كشف 310) عن مُقدم بن محمد بن علي بن مقدم المُقَدَّمي ثني عمي القاسم بن يحيى بن عطاء بن مِقدم ثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1355) عن أحمد بن محمد بن صدقة ثنا مقدم بن يحيى بن عطاء بن مقدم ثنا عمي القاسم بن يحيى عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: كان أبو ذر في غنيمة له بالمدينة. فلما جاء قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا أبا ذر" فسكت، فردها عليه، فسكت، فقال "يا أبا ذر ثكلتك أمك" قال: إني جنب. فدعا له الجارية بماء فجاءته، فاستتر بَراحلته واغتسل. ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "يجزئك الصعيد ولو لم تجد الماء عشرين سنة، فإذا وجدته فأمسه جلدك" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ومقدم ثقة معروف النسب" وقال الطبراني: لم يروه إلا هشام عن ابن سيرين، ولا عن هشام إلا القاسم، تفرد به مقدم" وقال ابن القطان الفاسي (¬1): إسناده صحيح، وهو غريب من حديث أبي هريرة، وله علة، والمشهور حديث أبي ذر الذي صححه الترمذي وغيره" نصب الراية 1/ 150 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 261 وقال الحافظ: صححه ابن القطان لكن قال الدارقطني في "العلل": إنّ إرساله أصح" التلخيص 1/ 154 - الفتح 1/ 463 1131 - "إنّ الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر الحديث الذي بعده. 1132 - "إنّ الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬3) ¬

_ (¬1) هو في "الوهم والإيهام" (5/ 266) له، واقتصر على قوله: إسناده صحيح" (¬2) 2/ 174 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب فضل صلاة العصر) (¬3) 9/ 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله وأقم الصلاة طرفي النهار)

أخرجه مسلم (233) من حديث أبي هريرة مرفوعا "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر" 1133 - "إنّ العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه، فإنْ هو نزع واستغفر صقلت، فإنْ هو عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فهو الرَّان الذي ذكر الله تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [المطففين:14] " قال الحافظ: وروى ابن حبان والحاكم والترمذي والنسائي من طريق القَعْقَاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (2/ 297) وابن ماجه (4244) والترمذي (3334) وابن أبي الدنيا في "التوبة" (198) والنسائي في "اليوم والليلة" (418) وفي "الكبرى" (11658) والطبري في "تفسيره" (30/ 98) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 56) وابن حبان (930 و 2787) وابن بطة في "الإبانة" (974) والحاكم (2/ 517) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 248) والبيهقي (10/ 188) وفي "الشعب" (6808) وفي "الآداب" (1156) والواحدي في "الوسيط" (4/ 445) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (74) والبغوي في "شرح السنة" (1304) من طرق عن محمد بن عَجلان المدني عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "إنّ العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نُكْتَة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه، وإنْ عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} [المطففين:14] ". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عساكر: حديث حسن" وقال الذهبي في "المهذب": إسناده صالح" الفيض 2/ 372 قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات، وابن عجلان وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، والقعقاع وأبو صالح وثقهما أحمد وابن معين أيضا وغيرهما. ¬

_ (¬1) 10/ 323 (كتاب التفسير- باب سورة ويل للمطففين)

1134 - "إنّ العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ولده أو ماله ثم صبّره على ذلك حتى يبلغ تلك المنزلة" قال الحافظ: حديث محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، رواه أحمد وأبو داود، ورجاله ثقات إلا أنّ خالدا لم يرو عنه غير ابنه محمد، وأبوه اختلف في اسمه لكن إبهام الصحابي لا يضر" (¬1) أخرجه ابن سعد (7/ 477) وأحمد (5/ 272) وأبو داود (3090) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (39) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1416) وأبو يعلى (923) والدولابي في "الكنى" (1/ 27) والطبراني في "الكبير" (22/ 318) و"الأوسط" (1089) وأبو نعيم في "الصحابة" (5933 و 5934) والبيهقي (3/ 374) وفي "الشعب" (9389) والمزي في "تهذيب الكمال" (25/ 152 - 153) من طرق عن أبي المليح الرقي عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده وكانت له صحبة رفعه "إنّ العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله, أو في ولده، ثم صبره على ذلك حتى يُبلغه المنزلة التى سبقت له من الله تعالى" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي خالد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو المليح" وقال أبو حاتم: خالد وابنه محمد مجهولان" الجرح 1/ 2/ 362 وقال ابن حبان: خالد يروي المراسيل، روى عنه ابنه محمد، لست أعرفهما" وقال الذهبي: محمد بن خالد عن أبيه عن جده أبي خالد السلمي لا يُدرى من هؤلاء" الميزان وقال الهيثمي: محمد بن خالد وأبوه لم أعرفهما" المجمع 2/ 292 قلت: للحديث شاهد عن أبي هريرة رفعه "إنّ العبد ليكون له عند الله المنزلة الرفيعة ما ينالها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها" أخرجه أبو يعلى (6095) وابن حبان (2908) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني وأبو يعلى (6100) ¬

_ (¬1) 12/ 213 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض)

عن عقبة بن مكرم بن عقبة الكوفي والحاكم (1/ 344) والبيهقي في "الشعب" (9392) وفي "الآداب" (1048) عن أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي قالوا: ثنا يونس بن بكير ثنا يحيى بن أيوب البجلي ثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير ثنا أبو هريرة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: يحيى وأحمد ضعيفان، وليس يونس بحجة" قلت: أما أحمد وهو ابن عبد الجبار فلم ينفرد به، وأما يحيى بن أيوب البجلي فوثقه أبو داود والبزار وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، واختلف فيه قول ابن معين وأكثر الروايات عنه على تقويته، وأما يونس بن بكير فهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، فعلى هذا فالإسناد حسن، وهو شاهد قوي لحديث أبي خالد السلمي. 1135 - حديث ابن عمرو مرفوعا "إنّ العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض، قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أَكْفِتَه إلى" قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق وأحمد وصححه الحاكم" (¬1) حسن وله عن ابن عمرو طريقان: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن ابن عمرو به مرفوعا. أخرجه عبد الرزإق (20308) عن مَعْمَر عن عاصم به. وأخرجه أحمد (2/ 203) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (26) والبزار (كشف 760) والبيهقي (3/ 374) والبغوي في "شرح السنة" (1429) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده صحيح" المجمع 2/ 303 ¬

_ (¬1) 6/ 477 (كتاب الجهاد- باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة)

قلت: بل إسناده حسن، عاصم صدوق، ومعمر وخيثمة ثقتان. الثاني: يرويه أبو بكر بن عياش قال: دخلنا على أبي حصين نعوده ومعنا عاصم قال: قال أبو حصين لعاصم: تذكر حديثا حدثناه القاسم بن مُخَيْمِرة؟ قال: قال: نعم، إنّه حدثنا يوما عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا اشتكى العبد المسلم قيل للكاتب الذي يكتب عمله: اكتب له مثل عمَله إذ كان طليقا حتى أقبضه أو أطلقه" قال أبو بكر: حدثنا به عاصم وأبو حصين جميعا. أخرجه أحمد (2/ 205) عن أسود بن عامر الشامي ثنا أبو بكر بن عياش به. وأخرجه البزار (2413) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 309) عن أبي خالد بن يزيد بن مهران ويحيى بن طلحة اليربوعي ثلاثتهم عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن القاسم بن مخيمرة عن ابن عمرو. قال أبو نعيم: لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر" قلت: بل رواه مِسْعَر (¬1) بن كِدَام عن أبي حصين عن القاسم بن مخيمرة عن ابن عمرو رفعه "ما أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الحفظة الذين يحفظونه: اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح ما دام محبوسا في وثاقي" أخرجه أحمد (2/ 194) عن وكيع ثنا مسعر به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 249) وقال: تفرد به وكيع عن مسعر" قلت: ورواته ثقات وما أظنّ القاسم بن مخيمرة سمع ابن عمرو. قال ابن معين: لم نسمع أنّه سمع من أحد من الصحابة. وأبو حصين هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي ولم ينفرد به بل تابعه علقمة بن مَرثد عن القاسم بن مخيمرة عن ابن عمرو به. ¬

_ (¬1) وتابعه شريك بن عبد الله النخعي ثني أبو حصين به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (ص 77)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 5225) وفي "مصنفه" (3/ 230) وأحمد بن حنبل (2/ 159 و 194 و198) وهناد في "الزهد" (438) وأحمد بن منيع (الإتحاف 5226) والبخاري في "الأدب المفرد" (500) والدارمي (2668) والحاكم (1/ 348) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 83) والبيهقي في "الشعب" (9460) والخطيب في "التاريخ" (7/ 20) من طرق عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد به. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 2/ 303 قلت: رواته ثقات، والقاسم بن مخيمرة علق له البخاري، وأخرج مسلم روايته عن شريح بن هانئ وعن أبي بُردة بن أبي موسى ولم يخرج له من روايته عن ابن عمرو شيئا. واختلف فيه على علقمة بن مرثد، فرواه شريك بن عبد الله النخعي عن علقمة عن القاسم عن ابن عمرو موقوفا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (76) عن بشار بن موسى الخفاف أنا شريك به. والأول أصح، وبشار بن موسى قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو داود وغيره: ضعيف. 1136 - "إنّ العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتأخذ يمنة ويسرة فإنْ لم تجد مَسَاغاً رجعت إلى الذي لعن، فإنْ كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود عن أبي الدرداء بسند جيد رفعه: فذكره، وله شاهد عند أحمد من حديث ابن مسعود بسند حسن، وآخر عند أبي داود والترمذي عن ابن عباس، ورواته ثقات ولكنه أُعِلَّ بالإرسال" (¬1) حديث أبي الدرداء أخرجه أبو داود (4905) عن أحمد بن صالح المصري ثنا يحيى بن حسان ثنا الوليد بن رباح سمعت نِمْران يذكر عن أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء رفعه "إنّ العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخد يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإنْ كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها" ¬

_ (¬1) 13/ 76 (كتاب الأدب- باب ما ينهى من السباب واللعن)

رواه عبيد بن رجال وأحمد بن محمد بن رشدين عن أحمد بن صالح عن يحيى بن حسان عن رباح بن الوليد. أخرجه الطبراني كما في "تهذيب الكمال" (9/ 50) ورواه الحسن بن عبد العزيز الجَرَوي عن يحيى بن حسان عن الوليد بن رباح. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (381) قال أبو داود: قال مروان بن محمد: هو رباح بن الوليد سمع منه وذكر أنّ يحيى بن حسان وهم فيه" قلت: الحديث إسناده ضعيف، نمران هو ابن عتبة الذماري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وللحديث شاهد عن ابن مسعود وآخر عن ابن عباس فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه العَيْزار بن جرول الحضرمي عن رجل منهم يكنى أبا عمير أنّه كان صديقا لعبد الله بن مسعود وأنّ عبد الله بن مسعود زاره في أهله فلم يجده، قال: فاستأذن على أهله وسلم فاستسقى، قال: فبعثت الجارية تجيئه بشراب من الجيران فأبطأت فلعنتها، فخرج عبد الله، فجاء أبو عمير فقال: يا أبا عبد الرحمن ليس مثلك يغار عليه هلا سلمت على أهل أخيك وجلست وأصبت من الشراب، قال: قد فعلت فأرسلت الخادم فأبطأت إما لم يكن عندهم وإما رغبوا فيما عندهم فأبطأت الخادم فلعنتها وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ اللعنة إلى من وجهت إليه فإنْ أصابت عليه سبيلاً أو وجدت فيه مسلكاً وإلا قالت: يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد عليه سبيلاً ولم أجد فيه مسلكاً، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت" فخشيت أنْ تكون الخادم معذورة فترجع اللعنة فأكون سببها. أخرجه أحمد (1/ 408) عن وكيع ثنا عمر بن ذر عن العيزار بن جرول به. واختلف فيه على عمر بن ذر، فرواه يعلى بن عبيد الطنافسي عن عمر بن ذر عن العيزار أنّ ابن مسعود قال: سمِعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره نحوه، ولم يذكر أبا عمير. أخرجه أحمد (1/ 425) والأول أصح.

قال المنذري: إسناده جيد إنْ شاء الله تعالى" الترغيب 2/ 473 وقال الهيثمي: وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولكن الظاهر أنّ صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة والله أعلم" المجمع 8/ 74 قلت: أبو عمير ترجمه الحسيني في "الإكمال" وقال: مجهول، والباقون كلهم ثقات. الثاني: يرويه العلاء بن المسيب الكوفي عن الفضيل بن عمرو أنّ رجلا لعن شيئا، فخرج ابن مسعود من البيت فقال: إذا لعن شيء دارت اللعنة فإنْ وجدت مساغا قيل لها: اسلكيه، فإنْ لم تجد مساغاً قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فخفت أنْ ترجع وأنا في البيت. موقوف أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (372) عن عبد الرحمن بن صالح ثنا المُحَاربي عن العلاء بن المسيب به. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين الفضيل بن عمرو الفُقَيمي وبين ابن مسعود فإنّه لم يدركه. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود (4908) والترمذي (1978) والبيهقي في "الآداب" (553) من طريق بشر بن عمر الزهراني ثنا أبان بن يزيد العطار ثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أنّ رجلا لعن الريح فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تلعنها فإنّها مأمورة، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعلم أحداً أسنده غير بشر بن عمر" قلت: وهو ثقة كما قال ابن سعد وغيره، لكن خالفه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي فرواه عن أبان عن قتادة عن أبي العالية مرسلا. أخرجه أبو داود (4908) والبيهقي في "الآداب" (553) وهكذا رواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أبي العالية مرسلا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (13/ 212) وفيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا. 1137 - حديث ثوبان "إنّ العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال كذلك حتى يقول: يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أنْ يرضيني ألا وإنّ رحمتي غلبت عليه" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني في "الأوسط"، ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي في الرقاق ففيه "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" الحديث.

وقال: ووقع في حديث ثوبان "فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، وتقوله حملة العرش" وقال: في حديث ثوبان "أهل السموات السبع" وقال: زاد الطبراني في حديث ثوبان "ثم يهبط إلى الأرض، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} [مريم:96] " وقال: وفي حديث ثوبان عند الطبراني "وإنّ العبد يعمل بسخط الله فيقول الله: يا جبريل إن فلانا يستسخطني" فذكر الحديث على موال الحب أيضا، وفيه: فيقول جبريل: سخطة الله على فلان" وفي آخره مثل ما في الحب حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبط إلى الأرض" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 279) عن محمد بن بكر البُرْساني أنا ميمون أبو محمد المرئي التميمي ثنا محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان رفعه "إنّ العبد ليلتمس مرضاة الله ولا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل: إنّ فلانا عبدي يلتمس أنْ يرضيني ألا وإنّ رحمتي عليه، فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، ويقولها حملة العرش، ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السموات السبع، ثم تهبط له إلى الأرض" قال ابن كثير: غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه" التفسير 3/ 140 وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة" المجمع 10/ 202 قلت: ميمون هو أبو محمد المرئي كما في "مسند أحمد" وهكذا ذكره ابن كثير في "التفسير" والحافظ في "اللسان" (6/ 141) عن مسند أحمد، قال ابن معين: لا أعرفه (تاريخ الدارمي ص 208) وقال ابن عدي: إذا لم يعرفه ابن معين يكون مجهولا (الكامل 6/ 2410) وقال الذهبي: لا يعرف أو هو المرئي (الميزان 4/ 236) لكن قال الطبراني في "الأوسط" (1262): ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا محبوب بن الحسن ثنا ميمون بن عجلان الثقفي عن محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان رفعه "إنّ العبد يلتمس مرضاة الله عز وجل، فلا يزال كذلك. فيقول الله: ¬

_ (¬1) 13/ 71 (كتاب الأدب- باب المقة من الله تعالى)

يا جبريل، إنّ عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني. فرضائي عليه. قال: فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، وتقول حملة العرش، ويقول الذين يلونهم، حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبط إلى الأرض. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} [مريم:96]، وإنّ العبد ليلتمس سخط الله، فيقول الله عز وجل: يا جبريل، إنّ فلانا يسخطني. ألا وإنّ غضبي عليه، فيقول جبريل: غضب الله على فلان، ويقول حملة العرش، ويقول من دونهم، حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبط إلى الأرض" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به ميمون" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 10/ 272 وقال الحافظ: قلت: وميمون بن عجلان هذا أظنه عطاء بن عجلان أحد الضعفاء كان بعض الرواة دَلّس اسمه وهذا من عجيب التدليس، وقد أخرج ابن مردويه الحديث المذكور من طريق مروان بن معاوية عن عطاء بن عجلان عن محمد بن عباد عن ثوبان فقال: عطاء بن عجلان أخرج له الترمذي حديثا واحدا وهو تالف. ثم وجدت في "مسند أحمد": حدثنا محمد بن بكر ثنا ميمون أبو محمد المرئي التميمي عن محمد بن عباد بن جعفر (¬1): فذكر أحاديث ليس منها هذا الحديث (¬2) وميمون المرئي هو ابن موسى مختلف فيه وهو في "التهذيب". اللسان 6/ 141 1138 - "إنّ العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند حسن عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مرفوعا" (¬3) حسن أخرجه أحمد وابنه (6/ 441 - 442) وابن أبي عاصم في "السنة" (246) والبزار ¬

_ (¬1) في "المسند" محمد بن عباد المخزومي، ترجمه ابن أبي حاتم وقال: روى عن ثوبان روى عنه ميمون بن عجلان سألت أبي عنه فقال: هو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات". (¬2) قلت: بل منها هذا الحديث وقد سقت لفظه فيما تقدم، وقد اقتصر أحمد على أوله ولم يذكر الآية وما بعدها. (¬3) 14/ 292 (كتاب القدر- باب في القدر)

(كشف 33) والفريابي في "القدر" (200) من طرق عن سليمان بن عتبة أبي الربيع السلمي: سمعت يونس بن ميسرة بن حَلْبَس يحدث عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء به مرفوعا. واللفظ لابن أبي عاصم ولفظ أحمد وابنه "لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه" قال البزار: إسناده حسن" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات ورواه الطبراني في الأوسط" المجمع 7/ 197 قلت: إسناده حسن كما قال البزار، فسليمان بن عتبة مختلف فيه: وثقه دحيم وأبو مسهر وغيرهما، وقال ابن معين: لا شيء، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق، فهو حسن الحديث. ويونس بن ميسرة وأبو إدريس ثقتان. 1139 - "إنّ الغضب من الشيطان" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث عطية السعدي رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 226) عن إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني المؤذن ثنا أبو وائل الصنعاني المرادي قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه، فلما أنْ غضب قام، ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال: حدثني أبي عن جدي عطية وقد كانت له صحبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ" وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (147) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 307) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 25) والطبراني في "الكبير" (17/ 167) وأبو نعيم في "الصحابة" (5537أ) والبغوي في "شرح السنة" (3583) والمزي (20/ 34 - 35) من طرق عن أحمد به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 8) وأبو داود (4784) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1267 و 1431) والخرائطي في "المساوئ" (344) وابن شاهين في "الفوائد" (28) والبيهقي في "الشعب" (7938) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 45) والمزي (20/ 34 - 35) من طرق عن إبراهيم بن خالد به. ¬

_ (¬1) 13/ 77 (كتاب الأدب- باب ما ينهى من السباب)

وإبراهيم بن خالد وأبو وائل واسمه عبد الله بن بَحِير بن رَيْسَان ثقتان، وعروة بن محمد بن عطية وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، ولم أر أحدا سبقه إلى ذلك، وقال الحافظ عن عروة: مقبول، وقال عن أبيه: صدوق. وللحديث شاهد عن معاوية رفعه "الغضب من الشيطان، والشيطان من النار، والماء تطفئ النار، فإذا غضب أحدكم فليغتسل" أخرجه اللالكائي في "السنة" (2775) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 130) من طريق الزبير بن بكار المدني ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ياسين عن عبد الله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني عن معاوية به. وإسناده ضعيف جدا، ياسين هو ابن معاذ الزيات وهو متروك الحديث. 1140 - "إنّ الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه" قال الحافظ: أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو يعلى (4670) عن الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجَرْمي البصري ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنّها قالت: فذكرت حديثا وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه". واختلف فيه على الحسن بن عمر بن شقيق، فرواه إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني عنه عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن عائشة. فزاد فيه "عن جده". أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (56) وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنه كان مدلسا. قال البوصيري: سنده ضعيف لتدليس ابن إسحاق" إتحاف الخيرة 4/ 30 و 522 وللحديث شاهد أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (552) عن علي بن الجَعْد الجوهري ثنا أبو المغيرة النضر بن إسماعيل عن عبد الواحد بن أيمن المكي قال: فذكر حديثا وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو قلت: إنّ الغيراء لا تدري ما أعلى الوادي من أسفله لصدقت". ¬

_ (¬1) 11/ 237 (كتاب النكاح - باب الغيرة)

وإسناده ضعيف لضعف النضر بن إسماعيل، وعبد الواحد بن أيمن تابعي فالحديث مرسل. 1141 - عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى، فبكينا لبكائه، فقال: "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي، وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي، فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التّوبة:113] ". قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم وابن أبي حاتم من طريق أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود قال: فذكره، وأخرج أحمد من حديث ابن بُريدة عن أبيه نحوه وفيه "نزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب" ولم يذكر نزول الآية، وفي رواية الطبري من هذا الوجه "لما قدم مكة أتى رسم قبر" ومن طريق فضيل بن مرزوق عن عطية "لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أنْ يؤذن له فيستغفر لها فنزلت، وللطبراني من طريق عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس نحو حديث ابن مسعود وفيه "لما هبط من ثنية عسفان" وفيه نزول الآية في ذلك، فهذه طرق يعضد بعضها بعضا" (¬1) ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث بريدة ومن حديث زيد بن الخطاب ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عطية العَوْفي مرسلا. فأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن حبان (981) عن أحمد بن عيسى المصري والهيثم بن كليب (397) عن عيسى بن أحمد العسقلانى والحاكم (2/ 336) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 189 - 190) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 151 - 152) وفي "الوسيط" (2/ 528) عن بحر بن نصر المصري وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10051) ¬

_ (¬1) 10/ 125 (كتاب التفسير: سورة القصص- باب قوله إنك لا تهدي من أحببت).

عن خالد بن خداش البصري والطحاوي في "المشكل" (2487) عن حرملة بن يحيى التُّجِيبي وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 17 - 18) عن أحمد بن سعيد الهمداني قالوا: ثنا عبد الله بن وهب ثنا ابن جُريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوما، فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه، فناجاه طويلاً، ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باكيا، فبكينا لبكاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أقبل علينا، فتلقاه عمر وقال: ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكيتنا وأفزعتنا؟ فأخذ بيد عمر، ثم أقبل علينا، فقال "أفزعكم بكائي؟ " قلنا: نعم، فقال "إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب، وإني سألت ربي الاستغفار لها فلم يأذن لي، فنزل علي {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التّوبَة:113] فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرقة، فذلك الذي أبكاني. ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزورها، فإنّها تزهد في الدنيا، وترغب في الآخرة". وأخرجه الحاكم (1/ 375) والبيهقي (4/ 77 و 8/ 311) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب وهو في "موطأه" (25) مختصرا وبزيادة (¬1). ولفظه "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، وأكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث، وعن نبيذ الأوعية، ألا فزوروا القبور، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة، وكلوا لحوم الأضاحي وابقوا ما شئتم فإنما نهيتكم عنه إذ الخير قليل توسعة على الناس، ألا وإنّ وعاءَ لا يحرّم شيئا فإنّ كل مسكر حرام". وأخرجه ابن ماجه (1571 و3388 و3406) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185 و 228). عن يونس بن عبد الأعلى المصري وأبو يعلى (5079) ¬

_ (¬1) وهذه الزيادة مذكورة أيضاً في حديث أحمد بن سعيد الهمداني عن ابن وهب.

عن هارون بن معروف المروزي (¬1) وابن عدي (1/ 351) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي المدني وابن حبان (5409) عن يزيد بن خالد بن مَوْهَب الرملي والطبراني في "الكبير" (10304) عن أصبغ بن الفرج المصري كلهم عن ابن وهب ببعضه. قال الحاكم: صحيح على شرطهما" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، أيوب بن هانئ مختلف فيه، تفرد ابن جُريج بالرواية عنه، قاله الذهبي، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 2/ 42 و 4/ 40 قلت: الحديث إسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلساً، وقد تفرد بالرواية عن أيوب بن هانئ كما قال الذهبي في "المجرد"، وأيوب اختلفوا فيه: قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وليس هو على شرط الشيخين لأنّهما لم يخرجا له شيئاً. وقد أُعِلَّ الحديث بالإرسال فقال ابن معين: هذا في كتب ابن جريج مرسل فيما أظن، ولكن هذا الحديث ليس يساوي شيئاً. واختلف فيه على ابن جريج: فرواه عبد الرزاق (6714) عن ابن جريج قال: حُدثت عن مسروق عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) رواه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 118 - 119) عن هارون بن معروف مطولا.

وتابعه محمد بن جعشم أنا ابن جريج به. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2372) ورواه عبد المجيد بن أبي رَوَّاد عن ابن جريج عن ابن مسعود. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 210 - 211) (¬1) وأما حديث بريدة فله عنه طريقان: الأول: يرويه مُحارب بن دِثَار عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلّى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم يقول: يا رسول الله ما لك؟ قال "إني سألت ربي عَزَّ وَجَلَّ في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار، وإني كنت نهيتكم عن ثلاث: عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وأمسكوا ما شئتم، ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشربوا في أيّ وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا". أخرجه أحمد (5/ 355) والطحاوي في "المشكل" (4743) وابن حبان (5390) والطبراني في "لأوسط" (6394) والحاكم (1/ 376) والبيهقي (4/ 76) وفي "شرح المعاني" (4/ 228) من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي عن زبيد بن الحارث اليامي عن محارب بن دثار به. ومن هذا الطريق أخرجه النسائي (7/ 206 - 207 و 8/ 278 - 279) وفي "الكبرى" (4518 و 5163) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1540) مختصرا في ذكر الإذن بعد النهي. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وهو كما قال. والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 342 و 8/ 104 أو 159) وأحمد (5/ 350) وفي "الأشربة" (3) ومسلم (977 و 3/ 1584) والنسائي (4/ 73 و 8/ 278) و"الكبرى" (2159 و 5162) وابن حبان (5391 و 5400) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2077) ¬

_ (¬1) ورواه فرقد السبخي عن جابر بن يزيد ثنا مسروق عن ابن مسعود. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 343 و 8/ 161) وأحمد (1/ 452) وفي "الأشربة" (12) والطحاوي (4/ 228) والدارقطني 4/ 259 وفرقد ضعفه النسائي وجماعة.

والمحاملي في "أماليه" (422) والبيهقي (8/ 298) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1536) من طريق أبي سنان ضرار بن مرة عن محارب بن دثار (¬1) عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مختصرا في ذكر الإذن بعد النهي. وقوله "عبد الله بن بريدة" هكذا جاء مسمى عند أحمد والنسائي وأبي القاسم البغوي، ووقع عند الباقين "ابن بريدة" غير مسمى. واختلف على محارب بن دثار في اسم ابن بريدة: فقال وكيع: ثنا مُعَرِّف بن واصل عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة عن أبيه. أخرجه أحمد في "الأشربة" (201) وعنه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2076) ثنا وكيع به. ورواه ابن أبي شيبة (8/ 104) عن وكيع فلم بسم ابن بريدة. وأخرجه مسلم (3/ 1585) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو داود (3235 و 3698) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185 و 228) والبيهقي (4/ 77) وفي "الصغرى" (3379) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 224) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2074 و 2075 و 2084) عن علي بن الجَعْد الجوهري ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 227) من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه" (16957) ثنا معمر عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به. وإسناده حسن وأخرجه (3/ 227 - 228) من طَريق شريك بن عبد الله عن سماك بن حرب عن ابن بريدة عن أبيه به. وشريك وسماك مختلف فيهما. وأخرجه الروياني (25) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن ابن بريدة عن أبيه به. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد ويزيد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2160 و 5161 و 5164) وغيره من طرق عن ابن بريدة به.

ثلاثتهم عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه، ولم يسموا ابن بريدة. لكن أخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1553) ومن طريقه الحازمي في "الاعتبار" (ص 131) من طريق أبي القاسم البغوي فسمى ابن بريدة سليمان، وهي زيادة إما من أبي محمد البغوي أو ممن فوقه، وقد نص أبو القاسم البغوي على أنّ علي بن الجعد لم يسم ابن بريدة (الجعديات 2/ 781) وقال: ولهذا الحديث طرق عن ابن بريدة وأحسب الحديث عنهما جميعا" أي عن عبد الله وسليمان ابني بريدة، وهو كما قال، فقد رواه: الثاني: يرويه علقمة بن مَرْثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: انتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رسم قبر فجلس، وجلس الناس حوله كثير، فجعل يحرك رأسه كالمخاطب: قال: ثم بكى، فاستقبله عمر، فقال: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال "هذا قبرآمنة بنت وهب، استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فأبى عليّ، وأدركتني رقتها فبكيت" قال: فما رأيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 189) واللفظ له وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 154) من طريق محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد به. وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (652) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 118) وابن سعد (1/ 117) والفاكهي (2377) عن قبيصة بن عقبة وابن شاهين (653) عن معاوية بن هشام وابن أبي شيبة (3/ 343) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري ثلاثتهم عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: فذكر نحوه. وأخرجه ابن شاهين (654) والحاكم (1/ 375) وابن عبد البر (¬1) في "التمهيد" (3/ 230) ¬

_ (¬1) ولم يسم ابن بريدة.

من طريق يحيى بن يمان العجلي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زار قبر أمه في ألف مقنع بالسيف، فما رأيت أكثر من باكٍ وباكية يومئذ. ورواه أبو عاصم النبيل عن سفيان ولم يسم ابن بريدة. أخرجه مسلم (3/ 1564) والطحاوي في "المشكل" (4745) وفي "شرح المعاني" (4/ 186 و 228) ولم ينفرد سفيان به بل تابعه قيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى رسما، قال: وأكثر ظني أنّه قال: قبرا، فجلس إليه، فجعل يخاطب، ثم قام مستعبرا، فقلت: يا رسول الله، إنا رأينا ما صنعت، قال "إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي" فما رؤي باكيا أكثر من يومئذ. أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 42) وتابعه أبو حنيفة عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال: فذكر نحوه (¬1). أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 154) وأما حديث زيد بن الخطاب فأخرجه الطبراني في "الكبير" (4648) عن عبد الرحمن بن خلاد الدورقي ثنا محمد بن حزام الضبعي البصري ثنا إسماعيل بن محمد أبو عامر الأنصاري ثنا عبد العزيز بن مسلم عن أبي جَنَاب الكلبي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة نحو المقابر فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قبر فرأيناه كأنّه يناجي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح الدموع من عينيه فتلقاه عمر وكان أولنا فقال: بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ قال "إني استأذنت ربي عَزَّ وَجَلَّ في زيارة قبر أمي وكانت والدة ولها قبلي حق أنْ استغفر لها فنهاني" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2868) عن الطبراني وعلي بن أحمد بن أبي غسان البصري قالا: ثنا عبد الرحمن بن خلاد به. وأخرجه ابن عساكر (40/ 324) عن أبي سعد المطرز أنا أبو نعيم ثنا الطبراني ثنا عبد الرحمن بن خلاد به. ¬

_ (¬1) ولم ينفرد علقمة بن مرثد به بل تابعه أبو جناب الكلبي عن سليمان به. أخرجه أحمد (5/ 259)

قال الهيثمي: وفي إسناده من لم أعرفه" المجمع 3/ 58 قلت: وأبو جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حَيّة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12049) عن محمد بن علي المروزي ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر، فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أنْ يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم، فذهب فنزل على قبر أمه، فناجى ربه طويلاً ثم إنّه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه، وقالوا: ما بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا المكان إلا وقد أحدث في أمته شيئا لا يطيقه، فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال "ما يبكيكم؟ " قالوا: يا نبي الله بكينا لبكائك، قلنا: لعله أحدث في أمتك شيئاً لا يطيقه، قال "لا وقد كان بعضه، ولكن نزلت على قبر أمي فدعوت الله أنْ يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة، فأبى الله أنْ يأذن لي، فرحمتها وهي أمي فبكيت، ثم جاءني جبريل فقال- وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه - فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه، فرحمتها وهي أمي، ودعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربع ... وذكر الحديث. قال ابن كثير: هذا حديث غريب وسياق عجيب" التفسير 2/ 394 وقال الهيثمي: وفيه أبو الدرداء عبد الغفار (¬1) بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عكرمة، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم" المجمع 1/ 117 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن كيسان، وأبوه مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب قال الدارقطني وغيره: ليس به بأس. وأما حديث أبي هريرة فيرويه يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال "استأذنت ربي في أنْ استغفر لها فلم يأذن، واستأذنته في أنْ أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت". أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 343) وأحمد (2/ 441) ومسلم (976) وأبو داود (3234) وابن ماجه (1572) والفاكهي (2375 و 2376) والنسائي (4/ 74) وفي "الكبرى" (2161) ¬

_ (¬1) هكذا هو في "المجمع" وهو خطأ والصواب عبد العزيز.

والطحاوي في "المشكل" (2489) وابن حبان (3169) والحاكم (1/ 375 - 376) والبيهقي (4/ 76) وفي "الدلائل" (1/ 190) والبغوي في "شرح السنة" (1554) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1541) والحازمي في "الاعتبار" (ص 132) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البغوي والحازمي: هذا حديث صحيح" وأما حديث عطية فأخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 42) عن أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا فضيل عن عطية قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أنْ يؤذن له، فيستغفر لها، حتى نزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} إلى قوله: {تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 112 - 114]. مرسل، وعطية ضعيف. 1142 - عن محمد بن سيرين قال: هجا رهط من المشركين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فقال المهاجرون: يا رسول الله، ألا تأمر عليا فيهجو هؤلاء القوم؟ فقال "إنّ القوم الذين نصروا بأيديهم أحقّ أن ينصروا بألسنتهم" فقالت الأنصار: أرادنا والله، فأرسلوا إلى حسان، فأقبل فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحقّ ما أحبّ أنّ لي بقولي ما بين صنعاء وبُصرى، فقال "أنت لها" فقال: لا علم لي بقريش، فقال لأبي بكر "أخبره عنهم ونقب له في مثالبهم" قال الحافظ: روى ابن وهب في "جامعة" وعبد الرزاق في "مصنفه" من طريق محمد بن سيرين قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (20502) عن مَعْمَر عن أيوب عن ابن سيرين أنّ عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله، لو أمرت عليا يجيب هؤلاء الذين يهجونك، وهم يعنون أبا سفيان بن الحارث وابن الزبعري والعاص بن وائل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إن عليا ليس هنالك ولكن القوم إذا نصروا نبيهم بأسيافهم فبألسنتهم أحق أنْ ينصروه" فقال حسان: ما كنت لأنتصر منك إلا هذا، والله ما أحبّ أنّ لي بها مقولا ما بين بصرى إلى صنعاء، ثم قال: لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري ما تكدره الدلاء ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) 13/ 16 (كتاب الأدب- باب هجاء المشركين)

1143 - حديث أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب وهو مستند إلى جذع فقال "إنّ القيام قد شقّ عليّ" فقال له تميم الداري، ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام؟ فشاور النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين في ذلك فرأوا أنْ يتخذه، فقال العباس بن عبد المطلب: إنّ لي غلاما يقال له: كلاب اعمل الناس، فقال "مره أن يعمل" قال الحافظ: رواه ابن سعد في "الطبقات"، ورجاله ثقات إلا الواقدي" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 249 - 250) عن محمد بن عمر الواقدي أنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال الواقدي: وحدثني غير محمد بن عبد الرحمن أيضا ببعض ذلك قالوا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يخطب إلى جذع في المسجد قائما فقال "إنّ القيام قد شقّ عليّ" فقال له تميم الداري: ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام؟ فشاور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين في ذلك فرأوا أنْ يتخذه، فقال العباس بن عبد المطلب: إنّ لي غلاما يقال له: كلاب أعمل الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مره أنْ يعمله" وذكر الحديث. وإسناده ضعيف جدا. الواقدي قال البخاري وأبو حاتم ومسلم والنسائي: متروك الحديث. 1144 - "إنّ الكافر ليسحب لسانه الفَرْسَخ والفرسخين يتوطؤه الناس" قال الحافظ: وأما ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، فسنده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه هناد في "الزهد" (301) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن الفضل بن يزيد الثُّمَالي عن أبي المُخَارِق عن ابن عمر رفعه "إنّ الكافر يسحب لسانه يوم القيامة الفرسخ والفرسخين يتوطؤه الناس" وأخرجه الترمذي (2580) عن هناد به. ¬

_ (¬1) 3/ 49 (كتاب الجمعة- باب الخطبة على المنبر) (¬2) 14/ 214 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

وقال: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، والفضل بن يزيد هو كوفي قد روى عنه غير واحد من الأئمة، وأبو المخارق ليس بمعروف" قلت: هكذا رواه هناد عن علي بن مسهر عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عن ابن عمر. وخالفه مِنْجَاب بن الحارث فرواه عن علي بن مسهر عن الفضل بن يزيد عن أبي العجلان المحاربي عن ابن عمر. جعله عن أبي العجلان المحاربي عن ابن عمر. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصهان" (2/ 129) وهذا أصح فقد أخرجه أحمد (2/ 92) وعبد بن حميد في "المنتخب" (860) والخطيب في "التاريخ" (12/ 363) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (59) عن أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (126) والبيهقي في "الشعب" (389) وفي "البعث" (567) عن مروان بن معاوية الفَزَاري كلاهما عن الفضل بن يزيد عن أبي العجلان المحاربي عن ابن عمر. وقد تعقب غير واحد الترمذي في قوله "عن أبي المخارق". فقال البيهقي في "البعث": وهذا غلط إنما هو أبو العجلان" وقال المزي: هكذا قال (عن أبي المخارق) وهو خطأ. ثم ذكر روايات منجاب بن الحارث وعبد الله بن عقيل ومروان بن معاوية وقال: وهو الصواب. والخطأ في ذلك إما من الترمذي وإما من شيخه (¬1) " التهذيب 34/ 82 وقال الذهبي: الصواب أبو عجلان" الكاشف وقال في "الميزان": أبو المخارق لا يعرف، روى عنه الفضل بن يزيد، والصواب بدله عن أبي عجلان" وقال الحافظ في "التهذيب": صوابه أبو العجلان المحاربي" ¬

_ (¬1) قلت: الخطأ إنما هو من هناد لأنّه أخرجه هكذا في كتابه "الزهد" والترمذي رواه عنه.

قلت: وأبو العجلان حكى الحافظ في "التهذيب" عن العجلي أنّه قال: شامي تابعي ثقة. وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. 1145 - "إنّ الكافر يُثَاب في الدنيا بالرزق على ما يفعله من حسنة" قال الحافظ: روى مسلم من حديث أنس مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2808) من حديث أنس مرفوعا بلفظ "إنّ الكافر إذا عمل حسنة أُطْعِمَ بها طُعْمَةً من الدنيا". 1146 - حديث أبي سعيد "إنّ الكفار يتساقطون في النار إذا قيل لهم: ألا تردون، ويبقى المؤمنون وفيهم المنافقون فيرونه لما ينصب الجسر ويتبعونه، ويُعطى كل إنسان منهم نوره، ثم يطفأ نور المنافقين" سكت عليه الحافظ (¬2). قلت: هو عند البخاري في الباب المذكور، وانظر أيضا حديث جابر عند مسلم (191) 1147 - "إنّ الكَفَّ عن الشرِّ صدقة" قال الحافظ: حديث أبي ذر عند مسلم: فذكره" (¬3) هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (1008) عن أبي موسى مرفوعا "على كل مسلم صدقة" قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال "يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق" قال: قيل: أرأيت إنْ لم يستطع؟ قال "يعين ذا الحاجة الملهوف" قال: قيل له: أرأيت إنْ لم يستطع؟ قال "يأمر بالمعروف أو الخير" قال: أرأيت إنْ لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشرّ فإنها صدقة". 1148 - "إن الكَمْأَة ليست من جُدَري الأرض، ألا إن الكمأة من المَن" قال الحافظ: وللطبري من طريق ابن المنكدر عن جابر قال: كثرت الكمأة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فامتنع قوم من أكلها وقالوا: هي جدري الأرض، فبلغه ذلك فقال: فذكره" (¬4) ¬

_ (¬1) 4/ 45 (كتاب الزكاة- باب من تصدق في الشرك ثم أسلم) (¬2) 17/ 194 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة:22]) (¬3) 14/ 107 (كتاب الرقاق- باب من هم بحسنة أو بسيئة) (¬4) 12/ 270 (كتاب الطب- باب المن شفاء للعين)

سيأتي الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "العجوة من الجنة ... " 1149 - "إنّ الله إذا أطعم نبيا طُعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده" قال الحافظ: وأما ما أخرجه أحمد وأبو داود من طريق أبي الطفيل قال: أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أهله؟ قال: لا، بل أهله، قالت: فأين سهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، فرأيت أنْ أردّه على المسلمين. قالت: فأنت وما سمعته. فلا يعارض ما في الصحيح من صريح الهجران ولا يدل على الرضا بذلك، ثم مع ذلك ففيه لفظة منكرة وهي قول أبي بكر: بل أهله، فإنّه معارض للحديث الصحيح أنّ النبي لا يورث" (¬1) أخرجه أحمد وابنه (1/ 4) وأبو داود (2973) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 198) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (78) والبزار (البحر الزخار 54) وأبو يعلى (37) والبيهقي (6/ 303) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 167) من طرق عن محمد بن فضيل عن الوليد بن جُمَيع عن أبي الطفيل به. قال البزار: لا نعلم لهذا الحديث طريقا عن أبي بكر إلا هذا الطريق، والوليد بن جميع قد حدّث عنه جماعة واحتملوا حديثه" وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 1/ 160 قلت: بل إسناده حسن، محمد بن فضيل هو ابن غزوان وثقه ابن معين وابن سعد وابن حبان وابن المديني ويعقوب بن سفيان وغيرهم، والوليد بن عبد الله بن جميع صدوق، قال أحمد وأبو داود: ليس به بأس، وقال أبو زعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه ابن معين وغيره، وذكره العقيلي في "الضعفاء" واختلف فيه قول ابن حبان، فهو حسن الحديث، ورمي هو وابن فضيل بالتشيع. وأما متن الحديث ففيه لفظة منكرة وهي قوله "لا، بل أهله" قال ابن كثير: ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة وفيهم من فيه تشيع فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولها: أنت وما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهذا هو الصواب وهو المظنون بها واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها - رضي الله عنها -" (¬2) ¬

_ (¬1) 7/ 8 (كتاب فرض الخمس- باب رقم 1) (¬2) البداية والنهاية 5/ 289

وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 179): ورجاله ثقات أخرج لهم مسلم، لكنّه شاذ المتن، لأن ظاهره إثبات كون النبي - صلى الله عليه وسلم - يورث وهو مخالف للأحاديث الصحيحة المتواترة" 1150 - "إنّ الله إذا أنزل سَطْوَتَه بأهل نقمته وفيهم الصالحون قُبضوا معهم ثم بُعثوا على نياتهم وأعمالهم" قال الحافظ: وفي صحيح ابن حبان عن عائشة مرفوعا: فذكره، وأخرجه البيهقي في "الشعب"، وله من طريق الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عنها مرفوعا "إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم" قيل: يا رسول الله، وفيهم أهل طاعته؟ قال "نعم، ثم يبعثون إلى رحمة الله تعالى" (¬1). له عن عائشة طريقان: الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، إنّ الله إذا أنزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم؟ فقال "يا عائشة، إنّ الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصابون معهم ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم". أخرجه ابن حبان (7314) وابن عدي (5/ 1790) عن أحمد بن محمد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا عمرو بن عثمان الرقي ثنا زهير بن معاوية الجُعفي عن هشام بن عروة به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7193) عن أبي الحسن العلوي عن أحمد بن محمد بن الشرقي به. قال ابن عدي: قال لنا الشرقي: سمعت صالح جزرة يقول: ليس عند محمد بن يحيى لهشام بن عروة حديث أغرب من هذا" قال ابن عدي: وعمرو بن عثمان الرقي له أحاديث صالحة عن زهير وغيره وقد روى عنه ناس من الثقات وهو ممن يكتب حديثه" قلت: هو ضعيف، قال النسائي: متروك الحديث (الضعفاء)، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وتكلم فيه أبو حاتم (الجرح)، وأساء أبو زرعة الثناء عليه (سؤالات البرذعي 2/ 759). والباقون كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) 16/ 171 (كتاب الفتن- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا)

الثاني: يرويه الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن امرأته عن عائشة مرفوعا "إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه" فقلت: وفيهم أهل طاعة الله؟ قال "نعم، ثم يصيرون إلى رحمة الله" أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1733) والحميدي (¬1) (264) وابن أبي شيبة (15/ 42 - 43) وأحمد (6/ 41) عن سفيان بن عُيينة ثنا جامع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن الحسن بن محمد به. وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 318) من طريق صدقة بن الفضل المروزي ثنا ابن عيينة به. وأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 316) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني أنا ابن عيينة به. واختلف فيه على ابن عيينة، فرواه غير واحد عنه فلم يذكروا فيه عن امرأته، منهم: 1 - إسحاق في "مسند عائشة" (1108) 2 - محمود بن آدم المروزي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7194) 3 و 4 - إسحاق بن إسماعيل الطالقاني والحسن بن الصباح البزار. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (257) • ورواه ابن المبارك عن ابن عيينة عن جامع بن أبي راشد عن أبي يعلى وهو منذر الثوري عن الحسن بن محمد بن علي عن مولاة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على عائشة أو بعض أزواجه وأنا عندها فقال: فذكره. أخرجه نعيم بن حماد (1728) عن ابن المبارك به. وأخرجه الحاكم (4/ 523) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان المروزي أنبأ ابن المبارك به. والأول أصح. وقوله "عن امرأته" هكذا وقع عند أحمد، وقال غيره "عن امرأة" ولم تسم، والباقون كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (25)

والحديث اختلف فيه على جامع بن أبي راشد، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عنه عن منذر الثوري عن الحسن (¬1) بن محمد قال: حدثتني امرأة من الأنصار هي حية اليوم إنْ شئت أدخلتك عليها، قلت: لا، حدثتني قالت: دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنّه غضبان فاستترت منه بكم درعي فتكلم بكلام لم أفهمه فقلت: يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل وهو غضبان فقالت: نعم أو ما سمعت ما قال؟ قلت: وما قال؟ قالت: قال "إنّ الشرَّ إذا فشا في الأرض فلم يُتَنَاهَ عنه أرسل الله عز وجل بأسه على أهل الأرض" قالت: قلت: يا رسول الله وفيهم الصالحون؟ قالت: قال "نعم، وفيهم الصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه أو إلى رضوانه ومغفرته". أخرجه أحمد (6/ 294 - 295 و 418) والحارث (766) عن يزيد بن هارون أنا شريك به. ومن طريق أحمد أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 307 - 308) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (29) وشريك سيئ الحفظ. وللحديث شاهد عن أم سلمة وعن ابن عمر فأما حديث أم سلمة فله عنها طريقان: الأول: يرويه علقمة بن مَرثد عن المَعْرور بن سويد عن أم سلمة مرفوعا "إذا ظهرت المعاصي في أمتي عَمَّهم الله عز وجل بعذاب من عنده" فقلت: يا رسول الله، أما فيهم يومئذ أناس صالحون؟ قال "بلى" قلت: فكيف يصنع أولئك؟ قال "يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان". أخرجه أحمد (6/ 304) والدينوري في "المجالسة" (2127) والطبراني في "الكبير" (23/ 325 - 326) وابن عبد البر (24/ 309) من طرق عن خلف بن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرثد به. وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. الثاني: يرويه جامع بن أبي راشد عن أم مبشر عن أم سلمة مرفوعا "إذا ظهر السوء ¬

_ (¬1) وعند الحارث: محمد.

في الأرض أنزل الله بأسه بأهل الأرض" قلت: يا رسول الله، وإنْ كان فيهم صالحون؟ قال "نعم، وإنْ كان فيهم صالحون يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يرجعون لرحمة الله". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2110) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 218) عن محمد بن منصور الطوسي وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (3) عن قاسم بن هاشم السمسار قالا: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا محمد بن طلحة بن مصرف اليامي عن زبيد اليامي ثني جامع به. قال الطبراني: لم يروه عن جامع إلى زبيد، ولا عن زبيد إلا محمد بن طلحة، تفرد به هاشم بن القاسم" قلت: اختلف فيه على هاشم بن القاسم، فرواه محمود بن غيلان المروزي عنه ثنا سالم بن طلحة ثنا جامع بن أبي راشد عن أم مبشر عن أم سلمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 377) وأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 40) والبخاري (فتح 16/ 171) والخطيب في "التاريخ (6/ 88 - 89) والبغوي في "شرح السنة" (4204) من طريق ابن المبارك أنا يونس عن الزهري أني حمزة بن عبد الله بن عمر أنّه سمع ابن عمر رفعه "إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم" وأخرجه مسلم (2879) وابن حبان (7315) من طريق ابن وهب أنا يونس عن الزهري أني حميد بن عبد الرحمن عن ابن عمر به. 1151 - "إنّ الله اصطفى كِنَانَة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" قال الحافظ: وقد روى مسلم (2276) من حديث واثلة مرفوعا: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وهو صحيح أخرجه مسلم" (¬2) ¬

_ (¬1) 7/ 339 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المناقب) (¬2) 11/ 33 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)

1152 - "إنّ الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" قال الحافظ: وعند أحمد وأبي داود وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بالجزم ولفظه: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 155) وأحمد (2/ 295 - 296) عن يزيد بن هارون أنبا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (332) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن بشران (43) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو داود (4654) عن أحمد بن سنان الواسطي والحاكم (4/ 77 - 78) عن سعيد بن مسعود المروزي قالا: ثنا يزيد بن هارون به. ورواه موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكِي عن حماد بن سلمة فلم يجزم به. أخرجه أبو داود (4654) وتابعه (¬2) عمرو بن عاصم الكلابي البصري ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أين فلان؟ " فغمزه رجل منهم، فقال: إنّه وإنّه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أليس قد شهد بدرا؟ " قالوا: بلى، قال "فلعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" أخرجه الدارمي (2764) قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين "إنّ الله اطلع عليهم فغفر لهم" إنما أخرجاه على الظن "وما يدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل بدر". قلت: هو حسن الإسناد، عاصم صدوق، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 8/ 307 (كتاب المغازي- باب فضل من شهد بدرا) (¬2) ورواه أبو نصر التمار وأسد بن موسى أيضا عن حماد بن سلمة مطولا فانظر حديث "أنيس شهد بدرا؟ "

1153 - عن عائشة قالت: إنّ الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة- يعني: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} [المزمل: 1] فقام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حَوْلاًحتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فرضيته" قال الحافظ: أخرجه مسلم (746) من طريق سعد بن هشام عن عائشة قالت: فذكرته" (¬1) 1154 - "إنّ الله أكرم أمتي بالألوية" قال الحافظ: وروى أبو يعلى عن أنس رفعه: فذكره، إسناده ضعيف" (¬2) ضعيف جدا أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 5956) والعقيلي (2/ 13 - 14) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 273) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 226) من طريق عَنْبَسَة بن عبد الرحمن عن خالد بن كلاب عن أنس به مرفوعا. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف خالد بن كلاب" إتحاف الخيرة 6/ 305 قلت: بل ضعيف جدا، عنبسة بن عبد الرحمن هو الأموي قال ابن معين والنسائي: متروك، وقال أبو زرعة: منكر الحديث ذاهب الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كان يضع الحديث، وقال البخاري: ذاهب الحديث. وخالد بن كلاب قال العقيلي: مجهول وحديثه غير محفوظ، وقال الذهبي في "الميزان": له حديث منكر "إنّ الله أكرم أمتي بالألوية". 1155 - عن أبي بن كعب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له "إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن" فقرأ عليه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البَيّنَة:1] قال: وقرأ فيها إنّ الدين عند الله الحنيفية السمحة الحديث وفيه، فقرأ عليه لو أنّ لابن آدم واديان من مال الحديث وفيه "ويتوب الله على من تاب" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق زِر بن حُبيش عن أبي بن كعب، وسنده جيد" (¬3) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الحاكم وأحمد والترمذي من طريق زر بن حبيش عن أبي بن كعب" (¬4) حسن ¬

_ (¬1) 3/ 263 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل من نومه) (¬2) 6/ 467 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) 14/ 34 (كتاب الرقاق- باب ما يتقى من فتنة المال) (¬4) 10/ 355 (كتاب التفسير- سورة لم يكن)

أخرجه الطيالسي (ص 73) ثنا شعبة أني عاصم بن بَهْدَلة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ الله عز وجل أمرني أنْ أقرأ عليك القرآن" قال: فقرأ عليه لم يكن وقرأ عليه وإن ذلك الدين القيم عند الله الحنيفية لا المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره وقرأ عليه لو كان لابن آدم واديا لابتغى إليه ثانيا، ولو أُعطي ثانيا لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب". وأخرجه الترمذي (3793 و 3898) والحاكم (2/ 531) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 187) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (5/ 131 - 132) عن محمد بن جعفر غُنْدَر وحجاج بن محمد الأعور وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 132) عن سَلْم بن قتيبة الشَّعيري الخراساني والهيثم بن كليب (1484 و1485 أو 1486 أو 1487) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري والحاكم (2/ 224) عن آدم بن أبي إياس قالوا: ثنا شعبة به. قال الترمذي في الموضع الأول: هذا حديث حسن صحيح" وقال في الموضع الثاني: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان". 1156 - "إنّ الله أوحى إليّ أنْ تواضعوا حتى لا يَبْغِي أَحَدٌ على أَحَدٍ" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من حديث عِياض بن حِمار- بكسر المهملة وتخفيف الميم- أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 103 (كتاب الأدب- باب الكبر)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما" (¬1) هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (2865) عن عياض بن حمار وأوله "إنّ الله أمرني أن أعلمكم ماجهلتم" وساق الحديث وفيه "وإنّ الله أوحى إليّ أنْ تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد" 1157 - "إنّ الله تعالى أوحى إليّ: أيّ هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دار هجرتك: المدينة أو البحرين أو قنسرين" قال الحافظ: وللترمذي من حديث جرير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، استغربه الترمذي وفي ثبوته نظر لأنّه مخالف لما في الصحيح من ذكر اليمامة لأن قنسرين من أرض الشام من جهة حلب، بخلاف اليمامة فإنّها في جهة اليمن" (¬2) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/105) والترمذي (3923) والطبراني في "الكبير" (2417) والمزي في "التهذيب" (23/ 132 - 133) عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني والحاكم (3/ 2 - 3) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 458) عن علي بن الحسن بن شقيق كلاهما عن عيسى بن عبيد الكندي عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير بن عبد الله به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى" وقال ابن حبان: حديث منكر" الثقات 7/ 311 وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد، غيلان بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت روى عنه سوى عيسى بن عبيد الكندي حديثه منكر ما أقدم الترمذي على تحسينه بل قال: غريب. ¬

_ (¬1) 14/ 132 (كتاب الرقاق- باب التواضع) (¬2) 8/ 228 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة)

1158 - عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان" (¬1) روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي ذر ومن حديث ابن عمر ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث أبي بكرة ومن حديث ثوبان ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث الحسن البصري مرسلا. فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (2045) والعقيلي (4/ 145) والطبراني في "الأوسط" (8269) والبيهقي (7/ 356 - 357) وأبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد التميمي المؤذن المعروف بأخي عاصم في "فوائده" (¬2) وابن أبي عاصم ومن طريقه الضياء المقدسي كما في "المقاصد" (ص 229) (¬3) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 510) من طريق الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وفي لفظ "تجاوز" وفي لفظ آخر "رفع" قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس إلا الوليد بن مسلم" وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فأنكره جدا وقال: ليس يُروى فيه إلا عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 1/ 227 وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" هذا حديث حسن" قلت: اختلف فيه على الأوزاعي، فرواه بشر بن بكر التِّنِّيسي عنه عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس به بلفظ "تجاوز" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 95) وابن المنذر في "الإقناع" (196) قالا: ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر به. ¬

_ (¬1) 11/ 307 (كتاب الطلاق- باب الطلاق في الإغلاق) (¬2) انظر طبقات الشافعية الكبرى 2/ 254 - تلخيص الحبير 1/ 283 - تخريج أحاديث المختصر 1/ 510 - المقاصد الحسنة ص 229 (¬3) وانظر "المعتبر" للزركشي ص 154

وأخرجه ابن حبان (7219) والطبراني في "الصغير" (765) والدارقطني (4/ 170 - 171) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 361 - 362) وابن حزم في "الإحكام" (المجلد الثاني ص 930) والبيهقي (7/ 356 و10/ 60 - 61) وفي "معرفة السنن" (11/ 74) وفي "الصغرى" (4040 و4041) من طرق عن الربيع بن سليمان به. قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر، تفرد به الربيع بن سليمان" قلت: لم ينفرد به بل تابعه بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا بشر بن بكر به. أخرجه الحاكم (2/ 198) والبيهقي (10/ 61) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬1) وقال البيهقي: جَوَّدَ إسناده بشر بن بكر وهو من الثقات" ولم ينفرد به بل تابعه أيوب بن سويد الرَّمْلي عن الأوزاعي به. أخرجه الحاكم (2/ 198) وأيوب بن سويد قال أحمد وغيره: ضعيف. وقد أُعِلَّ الحديث فقال أبو حاتم: لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث عن عطاء إنما سمعه من رجل لم يسمه أتوهم أنّه عبد الله بن عامر أو إسماعيل بن مسلم، ولا يصح هذا الحديث ولا يثبت إسناده" العلل 1/ 431 وله علة أخرى وهي الإرسال قال يحيى بن سليم الطائفي: عن ابن جُريج قال: قال عطاء: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 220 - 221) والجوزجاني كما في "جامع العلوم" (2/ 362) قال ابن رجب: وهذا المرسل أشبه" قلت: رواه الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8271) والوليد مدلس وقد عنعن. ¬

_ (¬1) وقال النووي: حديث حسن" الأربعون - روضة الطالبين 8/ 193

ولحديث ابن عباس هذا ثلاثة طرق أخرى كلها ضعيفة: الأولى: يرويها مسلم بن خالد الزَّنْجِي ثني سعيد العلاف عن ابن عباس بلفظ "تجاوز" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11274) والجوزجاني كما في "جامع العلوم" (2/ 362) وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد، وسعيد العلاف قال أبو زرعة: لين الحديث لا أظنّه سمع من ابن عباس، وقيل لأحمد: كيف حاله؟ قال: لا أدري وما علمت أحداً روى عنه غير مسلم بن خالد (جامع العلوم 2/ 362) الثانية: يرويها عبد الرحيم بن زيد العَمِّي ثني أبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله عَزَّ وَجَلَّ عفا لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2158) وابن عدي (5/ 1920 - 1921) وقال: هذا الحديث منكر" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زيد العمي إلا ابنه" قلت: وهو متروك الحديث. الثالثة: يرويها بَقية بن الوليد عن علي الهمداني عن أبي جَمْرَة عن ابن عباس قال ابن رجب: خرجه حرب، ورواية بقية عن مشايخه المجاهيل لا تساوي شيئا" جامع العلوم 2/ 363 قلت: أخرجه ابن عدي (2/ 508) من طريق الوليد بن عتبة الأشجعي الدمشقي ثنا بقية ثنا عبيد رجل من همدان عن قتادة عن أبي جمرة عن ابن عباس قيل: يا رسول الله، الرجل منا ينسى الأذان والإقامة، فقال "إنّ الله وضع عن أمتي النسيان" وقال: وعبيد رجل من همدان شيخ لبقية مجهول" وأما حديث أبي ذر فأخرجه ابن ماجه (2043) من طريق أيوب بن سويد الرملي ثنا أبو بكر الهُذَلِي عن شَهر بن حَوشب عن أبي ذر مرفوعا "إنّ الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه" قال البوصيري: إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف أبي بكر الهذلي" مصباح الزجاجة 2/ 125

وقال الحافظ: وفيه شهر بن حوشب وفي الإسناد انقطاع أيضا" التلخيص 1/ 282 قلت: علته أيوب بن سويد وأبو بكر الهذلي فإنّهما ضعيفان. وأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي (4/ 145) والطبراني في "الأوسط" (8270) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 352) والبيهقي (6/ 84) من طريق محمد بن مُصَفى الحمصي ثنا الوليد بن مسلم ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه". قال العقيلي: وهذا يُروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به ابن مصفى عن الوليد" وقال البيهقي: المحفوظ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس، وعن الوليد عن ابن لَهيعة عن موسى بن وَرْدَان عن عقبة بن عامر كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال البيهقي أيضا: قال الحاكم: هو صحيح غريب تفرد به الوليد عن مالك. قال البيهقي: ليس بمحفوظ عن مالك" تلخيص الحبير 1/ 282 وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فأنكره جدا وقال: ليس يُروى فيه إلا عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 1/ 227 وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر كأنّه موضوع" العلل 1/ 431 وقال ابن رجب: وهو عند حذاق الحفاظ باطل على مالك، كما أنكره الإمام أحمد وأبو حاتم، وكانا يقولان عن الوليد: إنّه كثير الخطأ. ونقل أبو عبيد الآجري عن أبي داود، قال: روى الوليد بن مسلم عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل، منها عن نافع أربعة. قلت: والظاهر أن منها هذا الحديث والله أعلم" جامع العلوم 2/ 363 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن مصفى وثقه أبو حاتم وغيره وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 250 قلت: ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه سوادة بن إبراهيم عن مالك به. أخرجه الخطيب في "الرواة عن مالك" كما في "التلخيص" (1/ 282) وقال: سوادة مجهول، والخبر منكر عن مالك" وأما حديث عقبة فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 494) ومن طريقه البيهقي (7/ 357) عن محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن لهيعة عن موسى بن

وردان: سمعت عقبة بن عامر رفعه "وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" (¬1). قال أبو حاتم: هذا حديث منكر كأنّه موضوع" العلل 1/ 431 قلت: وابن لهيعة ضعيف. وأما حديث أبي بكرة فأخرجه ابن عدي (2/ 573) وأبو الشيخ في "الطبقات" (381) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 90 - 91) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 509) من طريق جعفر بن جسر بن فرقد ثني أبي عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "رفع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه". قال الحافظ: هذا حديث غريب" قلت: عَدَّه ابن عدي من منكرات جعفر بن جسر هذا وقال: ولم أر للمتكلمين في الرجال فيه قولا، ولا أدري كيف غفلوا عنه لأنّ عامة ما يرويه منكر، وقد ذكرته لما أنكرت من الأسانيد والمتون التي يرويها ولعل ذاك إنما هو من قبل أبيه، فإنّ أباه قد تكلم فيه من تقدم ممن يتكلمون في الضعفاء لأني لم أر يروي جعفر عن غير أبيه" وقال العقيلي: جعفر بن جسر حفظه فيه اضطراب شديد وحدث بمناكير" وأبوه قال النسائي وغيره: ضعيف. وأما حديث ثوبان فله عنه طريقان: الأول: يرويه يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعا "إنّ الله تجاوز عن أمتي ثلاثة: الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه". أخرجه الطبراني في "الكبير" (1430) والجوزجاني كما في "جامع العلوم" (2/ 363) قال ابن رجب: ويزيد بن ربيعة ضعيف جدا" وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن ربيعة الرَّحبي وهو ضعيف" المجمع 6/ 250 وقال الحافظ: في إسناده ضعف" التلخيص 1/ 282 الثاني: يرويه راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1090) عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش ثني راشد بن داود به. ¬

_ (¬1) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8272) عن موسى بن جمهور ثنا محمد بن مصفى به.

وعبد الوهاب بن الضحاك اتهمه غير واحد بالوضع. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني كما في "نصب الراية" (2/ 65) وابن عدي (3/ 1172) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهُذَلِي عن شَهر بن حَوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا بلفظ "تجاوز" قال الحافظ: في إسناده ضعف" التلخيص 1/ 282 وقال ابن رجب: وأبو بكر الهذلي متروك الحديث" جامع العلوم 2/ 364 قلت: واختلف عنه، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عنه فلم يذكر أبا الدرداء. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3092) وأما حديث الحسن فله عنه طرق: الأول: يرويه هشام بن حسان عنه رفعه "إنّ الله عز وجل عفا لكم عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه". أخرجه عبد الرزاق (11416) عن هشام بن حسان به. وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 49) عن عبد الله بن إدريس الكوفي وسعيد بن منصور (1145) عن خالد بن عبد الله الواسطي كلاهما عن هشام بن حسان به. وهو مرسل رواته ثقات إلا أنّهم تكلموا في رواية هشام بن حسان عن الحسن (¬1). الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش ثني جعفر بن حيان العطاردي عن الحسن مرفوعا "تجاوز الله عز وجل لابن آدم عمّا أخطأ وعما نسي وعمّا أكره وعمّا غلب عليه" أخرجه سعيد بن منصور (1146) وإسناده ضعيف لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها. الثالث: يرويه هُشيم أنا منصور وعوف عن الحسن قال: إنّ الله عز وجل تجاوز لهذه الأمة عن النسيان والخطأ وما أكرهوا عليه. أخرجه سعيد بن منصور (1144) وهو موقوف على الحسن، وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) انظر ترجمة هشام بن حسان من "تهذيب التهذيب"

1159 - "إنّ الله تجاوز لأمتي عمّا حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل" سكت عليه الحافظ (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: وحملوا حديث أبي هريرة الصحيح المرفوع: فذكره. على الخطرات" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 6/ 87 و 11/ 311 - 312) ومسلم (127) 1160 - "إنّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر، وأحمد من حديث أبي هريرة، والطبراني من حديث بلال، وأخرجه في "الأوسط" من حديث معاوية، وفي حديث أبي ذر عند أحمد وأبي داود "يقول به" بدل قوله "وقلبه" وصححه الحاكم، وكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث عمر نفسه" (¬3) صحيح ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أبي ذر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث بلال ومن حديث عائشة ومن حديث معاوية ومن حديث عمر ومن حديث أبي سعيد الخدري. فأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 95) وفي "فضائل الصحابة" (313) والترمذي (3682) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 467) وابن حبان (6895) وابن عدي (3/ 921) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 160) من طرق عن خارجة بن عبد الله بن سليمان الأنصاري عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وخارجة بن عبد الله ثقة" وقال ابن عدي: وهذا الحديث معروف بخارجة عن نافع وقد روي عن غيره، روي عن مالك عن نافع" قلت: الحديث إسناده حسن، خارجة بن عبد الله مختلف فيه: وثقه الترمذي وابن حبان، وضعفه أحمد والدارقطني، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: حديثه صالح، فهو حسن الحديث. ¬

_ (¬1) 1/ 77 (كتاب الإيمان- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا أعلمكم بالله) و16/ 143 (كتاب الفتن- باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما) (¬2) 14/ 111 (كتاب الرقاق- باب من هم بحسنة أو بسيئة) (¬3) 8/ 50 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمر بن الخطاب)

ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن نافع عن ابن عمر، منهم: 1 - نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القاري المدني. أخرجه ابن سعد (2/ 335) وأحمد (2/ 53) وعبد بن حميد في "المنتخب" (758) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 421) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (46) وأبو الشيخ في "الطبقات" (60) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 327) واللالكائي في "السنة" (2489) عن عبد الله بن مَسلمة القَعْنَبي والخرائطي في "المكارم" (2/ 861) وابن الأعرابي (ق 228) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 109 - 110) عن سعيد بن أبي مريم ثلاثتهم عن نافع بن عبد الرحمن به (¬1). وإسناده حسن، نافع بن عبد الرحمن وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد: ليس هو في الحديث بشيء، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، وقال ابن عدي: لم أر في أحاديثه شيئا منكرا فأذكره وأرجو أنّه لا بأس به، وقال الذهبي في "سير الأعلام": ينبغي أنْ يُعَدَّ حديثه حسنا. 2 - عبد الله بن عمر العُمَري. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3875) من طريق خيثمة بن سليمان ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوِي ثنا عبد الله بن عمر به. وهو بلفظ "وضع" والعمري اختلفوا فيه: قواه أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وغيرهما، وضعفه النسائي وغيره. وقال الدارمي: قلت لابن معين: عبد الله العمري ما حاله في نافع؟ فقال: صالح" تاريخ الدارمي ص151 ¬

_ (¬1) كلهم ذكره بلفظ "جعل" إلا عبد بن حميد فقال "وضع"

وقال الذهبي: وحديثه يتردد فيه الناقد، أما إنْ تابعه شيخ في روايته فذلك حسن قوي إنْ شاء الله" سير الأعلام 7/ 341 3 - الضحاك بن عثمان بن عبد الله الأسدي الحِزامي. أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (395) والطبراني في "الأوسط" (291) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (525) وابن شاهين في "السنة" (77) واللالكائي في "السنة" (2485) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (342) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (4) من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن الضحاك بن عثمان به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الضحاك بن عثمان إلا ابن أبي حازم" قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، والضحاك بن عثمان وثقه أحمد وابن معين ومصعب الزبيري وأبو داود وابن حبان وابن سعد وابن المديني وغيرهم فالإسناد صحيح. 4 - إبراهيم بن أبي عبلة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (249) وفي "مسند الشاميين" (52) عن أحمد بن محمد بن رشدين ثنا السري بن حماد ثنا المعلى بن الوليد القعقاعي ثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه ونافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ الله تعالى ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا هانئ بن عبد الرحمن، تفرد به المعلى بن الوليد" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، وهانئ بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا وقال: ربما أغرب، وأحمد بن محمد بن رشدين اختلفوا فيه: فمنهم من وثقه، ومنهم من كذبه. وأبو عبلة واسمه شِمْر بن يقظان ذكره ابن حبان في "الثقات"، والسري بن حماد لم أقف له على ترجمة. 5 - مالك بن أنس. أخرجه ابن عدي (4/ 1523) وابن المقرئ في "المعجم" (227) والخليلي في "الإرشاد" (103) من طرق عن يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن صالح أبو صالح ثنا ابن وهب عن مالك به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3354) عن جعفر بن الياس بن صدقة الكباش المصري ثنا عبد الله بن صالح به. قال ابن عدي: ولا أعلم روى بهذا الإسناد عن ابن وهب غير أبي صالح" وكذا قال الطبراني. وقال الخليلي: تفرد به أبو صالح عن ابن وهب، من حديث مالك، وعنه يعقوب. وهو ثقة إمام. قال أبو حاتم والبخاري: إن أبا صالح أخطأ على ابن وهب بقوله: "مالك" وإنما هو من حديث ابن وهب عن نافع القاري عن نافع" قلت: وله طريق أخرى عن مالك: فقال تمام في "فوائده" (1016): ثني أبو القاسم علي بن محمد الكوفي الحافظ ثني أبو بكر محمد بن عمران الهمذاني ثنا محمد بن العباس بن بسام ثنا أحمد بن يزيد الخراساني ثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر به. أحمد بن يزيد الخراساني أظنه المترجم في "اللسان" (1/ 325) قال الدارقطني: ليس بالمشهور بالرواية. 6 - مالك بن مِغْوَل. أخرجه ابن عدي (4/ 1535) عن محمد بن أحمد بن أبي مقاتل ثني محمد بن يوسف بن أبي معمر ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة أبو الحسن ثنا مالك بن مغول به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن المغيرة. وأما حديث أبي ذر فأخرجه أحمد (5/ 145) وفي "فضائل الصحابة" (317) عن يونس بن محمد المؤدب وعفان بن مسلم الصفار قالا: ثنا حماد بن سلمة عن بُرْد أبي العلاء عن عُبادة بن نُسَي عن غُضَيْف بن الحارث عن أبي ذر رفعه "إنّ الله عز وجل ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه" وفي لفظ "على لسان عمر يقول به" وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وبرد هو ابن سنان الشامي، وغضيف بن الحارث مختلف في صحبته، ووثقه ابن سعد وغيره. ولم ينفرد عبادة بن نسي به بل تابعه مكحول عن غضيف بن الحارث سمع أبا ذر به. أخرجه ابن سعد (2/ 335) وابن أبي شيبة (12/ 21) وأحمد (5/ 165و177) وفي "فضائل الصحابة" (316) وأبو داود (2962) وابن ماجه (108) ويعقوب بن سفيان في

"المعرفة" (1/ 461) وابن أبي عاصم في "السنة" (1249) والبزار (4059) والطبراني في "مسند الشاميين" (3565) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (521 و687 (¬1)) وابن شاهين في "حديثه" (7) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 45 - 46) والبغوي في "شرح السنة" (3876) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني مكحول به. ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه هشام بن الغاز ومحمد بن عجلان عن مكحول به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1766) والطبراني في "مسند الشاميين" (1543 أو 3566) والحاكم (3/ 86 - 87) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 191) واللالكائي في "السنة" (2490) والبيهقي في "المدخل" (66) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن ابن إسحاق وهشام بن الغاز وابن عجلان عن مكحول به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: على شرط مسلم" وقال الدارقطني في "العلل" (6/ 259): وأحسب أبا خالد حمل حديث هشام بن الغاز وابن عجلان على حديث ابن إسحاق فجود إسناده، لأنّ غيره يرويه عن هشام بن الغاز وعن ابن عجلان عن مكحول مرسلا عن أبي ذر. قلت: رواه يحيى القطان عن ابن عجلان عن مكحول أنّ أبا ذر. أخرجه ابن عساكر (انظر مسند الروياني 3/ 317 - 318) واختلف فيه على مكحول، فرواه عبد الله بن سعيد (¬2) عن مكحول عن أبي ذر ولم يذكر غضيفا. أخرجه القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (683) من طريق قبيصة عن سفيان عن عبد الله بن سعيد به. وقَبيصة هو ابن عقبة الكوفي وقد تكلموا في روايته عن سفيان الثوري. واختلف فيه على غضيف بن الحارث كما سيأتي في حديث بلال وحديث عمر. ¬

_ (¬1) وقع في هذا الموضع "عن مكحول وغضيف" (¬2) أظنه ابن أبي السفر. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن مكحول عن أبي ذر به. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 862)

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه الجهم بن أبي الجهم عن المِسْوَر بن مَخْرَمَة عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله تبارك وتعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه" أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 25) وأحمد (2/ 401) وابن أبي عاصم في "السنة" (1250) والبزار (¬1) (كشف 2501) والدينوري في "المجالسة" (198) وابن الأعرابي (ق228/ب) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 42) وفي "فضائل الخلفاء" (3) وفي "الإمامة" (100) والسلفي في "معجم السفر" (886) من طرق عن عبد الله بن عمر العُمَري عن الجهم به. قال البزار: لا نعلم أسند المسور عن أبي هريرة إلا هذا، ولا نعلم له إلا هذا الطريق" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة" المجمع 9/ 66 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول. وعبد الله العمري مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن المدينى وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (315) وابن حبان (6889) والآجري في "الشريعة" (1356) والقطيعي في "زياداته على فضائل الصحابة" (524 و 684) وأبو نعيم في "الإمامة" (91) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي أني سهيل بن أبي صالح به. وإسناده حسن. الثالث: يرويه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جُعِلَ الحق على لسان عمر وقلبه" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1247) عن محمد بن عبد الوهاب الأزهري ثنا عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن عبيد الله بن عمر به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن عبد الله بن عمر العمري.

ومحمد بن عبد الوهاب لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات، وعبد العزيز بن عبد الله هو القرشي الأويسي. وأما حديث بلال فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1248) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 386) والهيثم بن كليب في "مسنده" (983) والطبراني في "الكبير" (1077) وفي "مسند الشاميين" (1463) والآجري في "الشريعة" (1355 و 1204) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (520) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن بلال. قال أبو زرعة: حديث محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشبه لأنّه قد وافقه عليه غيره عن أبي ذر" العلل 2/ 386 وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط" المجمع 9/ 66 قلت: هو ضعيف كما قال أحمد وأبو زرعة والنسائي والدارقطني وابن سعد وغيرهم. وأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن المدني عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا "إنّ الله تعالى وضع الحق على لسان عمر يقول به" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 461) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا مِنْدَل عن محمد بن عجلان عن سعد بن إبراهيم به. وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي العَنَزِي. الثاني: يرويه ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة مرفوعا "ما من نبي إلا في أمته معلم أو معلمان، وإنْ يكن في أمتي أحد فابن الخطاب، إنّ الحق على لسان عمر وقلبه". أخرجه ابن سعد (2/ 335) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد: سمعت ابن أبي عتيق به. وأخرجه القطيعي في "زوائده" على "فضائل الصحابة" (518) عن جعفر بن محمد الفِرْيَابي ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا ابن أبي فديك (¬1) به. ¬

_ (¬1) تابعه إبراهيم بن المغيرة عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9133)

وابن أبي عتيق واسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري مقرونا بغيره، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأبوه وثقه العجلي وابن حبان واحتج به الشيخان. وعبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث معاوية فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 312 - 313) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا موسى بن عمر الحازمي عن موسى بن سهل عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه عن معاوية رفعه "إنّ الله عز وجل وضع الحق على لسان عمر وقلبه" قال الهيثمي: وفيه ضعفاء سليمان الشاذكوني وغيره" المجمع 9/ 67 قلت: الشاذكوني والواقدي اتهما بالكذب. وأما حديث عمر فأخرجه الطْبراني في "الأوسط" (6688) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا علي بن سعيد المقرئ العكاوي ثنا يعلى بن عبيد الطنافسي ثنا مِسْعَر عن وَبْرَة بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث عن عمر مرفوعا "إنّ الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه يقول به" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مسعر إلا يعلى بن عبيد، تفرد به علي بن سعيد" وقال الهيثمي: وفيه علي بن سعيد المقري العكاوي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 66 قلت: اختلف فيه على محمد بن الحسن بن قتيبة، فرواه أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني عنه فجعله عن غضيف عن صحابي غير عمر ولم يسمه. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص45) وأما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه تمام في "فوائده" (1086) من طريق مسمع بن عدي البصري عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد رفعه "إنّ الله جعل الحق على قلب عمر ولسانه" أبو هارون العبدي واسمه عُمارة بن جُوَيْن كذبه ابن معين وغيره.

1161 - "إنّ الله جعل رزقي تحت ظل رمحي" سكت عليه الحافظ (¬1). سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من تشبّه بقوم فهو منهم" 1162 - "إنّ الله جعل لكل داءٍ دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره" (¬2) يرويه إسماعيل بن عياش واختلف عنه: • فرواه يزيد بن هارون عن إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم عن أبي عمران الأنصاري عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رفعه "إنّ الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام" أخرجه أبو داود (3874) والبيهقي (10/ 5) • ورواه علي بن عياش الحمصي عن إسماعيل بن عياش فلم يذكر أبا الدرداء. أخرجه الدولابي (2/ 38) والطبراني في "الكبير" (24/ 254) • ورواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن إسماعيل بن عياش فلم يذكر أم الدرداء. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 282) وإسناده ضعيف، ثعلبة بن مسلم هو الخَثْعمي الشامي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وقال الذهبي في "الميزان": خبره منكر. قال الألباني في "غاية المرام" (ص 59): يعني هذا. قلت: وليس كما قال، بل هو حديث آخر في السواك والشوارب كما صرّح بذلك الذهبي نفسه في "المغني في الضعفاء" حيث قال: ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن كعب وعنه إسماعيل بن عياش بخبر منكر في السواك والشوارب. ¬

_ (¬1) 14/ 87 (كتاب الرقاق- باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (¬2) 12/ 240 - 241 (كتاب الطب- باب ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)

1163 - "إنّ الله جعلني عبداً كريماً، ولم يجعلني جباراً عنيداً" قال الحافظ: وكان سبب هذا الحديث قصة الأعرابي المذكور في حديث عبد الله بن بُسْر عند ابن ماجه والطبراني بإسناد حسن قال: أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة فَجَثَى على ركبتيه يأكل، فقال له أعرابي: ما هذه الجِلْسَة؟ فقال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (3773) وابن ماجه (3263 و 3275) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 351 - 352) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (905) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 334) وفي "الآداب" (674) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ثنا أبي أنبا محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبي ثنا عبد الله بن بسر قال: أُهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة والطعام يومئذ قليل. فقال لأهله "أصلحوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا الخبز فاثردوا واغرفوا عليه" وكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - قَصْعَة يقال لها: الغَرَّاء يحملها أربعة رجال، فلما أصبحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة فالتفوا عليها، فلما كثروا جثا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ قال "إنّ الله جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا. كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها" ثم قال "خذوا كلوا فوالذي نفس محمد بيده لتفتحنّ عليكم فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله عز وجل". تابعه عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي ثنا أبو عمروعثمان بن سعيد ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق سمعت عبد الله بن بسر يقول: فذكره مختصرا. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 199) قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 4/ 8 قلت: وهو كما قال. 1164 - "إنّ الله جواد يحب الجود" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث سعد رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف جدا أخرجه الترمذي (2799) ¬

_ (¬1) 11/ 471 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئا) (¬2) 1/ 34 (باب كيف كان بدء الوحي)

عن محمد بن بشار والبزار (1114) عن محمد بن المثنى وأبو يعلى (791) عن موسى بن حيان قالوا: ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي ثنا خالد بن الياس القرشي- ويقال ابن اياس- عن صالح بن أبي حسان (¬1) قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: إنّ الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفناءكم وساحاتكم، ولا تشبهوا باليهود تجمع الأكناف في دورها. قال خالد: فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار فقال: حدثني به عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلا أنّه قال "نظفوا أفنيتكم" واختلف فيه على خالد بن الياس، فرواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عنه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن بَلْتَعة عن سعيد بن المسيب به. أخرجه الدورقي في "مسند سعد" (31) وأخرجه أبو يعلى (790) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 279) وابن عدي (3/ 878) وابن الجوزي في "العلل" (1186) عن عبد الله بن نافع الصائغ وابن أبي الدنيا في "المكارم" (8) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي والبرجلاني في "الكرم" (12) وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 297) عن المُعافى بن عمران الموصلي والخطيب في "الجامع" (855) عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ¬

_ (¬1) عند أبي يعلى "عن صالح بن حسان"

كلهم عن خالد بن الياس عن مهاجر بن مسمار ثني عامر بن سعد عن أبيه به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وخالد بن الياس يضعف" وقال البزار: هذا الحديث لا نعلم يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال ابن حبان: خالد بن الياس يروي الموضوعات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنّه الواضع لها، لا يحل أنْ يكتب حديثه إلا على جهة التعجب" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: خالد بن الياس ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال أحمد: متروك الحديث" طريق أخرى: قال الدولابي (2/ 16): ثني محمد بن عبد الله بن مخلد ثنا داود بن رشيد ثنا أبو الطيب هارون بن محمد ثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه رفعه "إنّ الله نظيف يحب النظافة، جواد يحب الجود، كريم يحب الكرم، طيب يحب الطيب، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود تجمع الأكباء في دورها". هارون بن محمد كذبه ابن معين، وقال ابن عدي: ليس بمعروف ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: الغالب على حديثه الوهم. 1165 - عن ابن عباس قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّ الله حرّم مكة" الحديث، فقيل له: هذا خالد بن الوليد. يقتل، فقال "قم يا فلان فقل له فليرفع القتل" فأتاه الرجل فقال له: إنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك "اقتل من قدرت عليه" فقتل سبعين، ثم اعتذر الرجل إليه فسكت. قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث ابن عباس قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (11003) و"الأوسط" (3878) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا أبو حسان الزيادي ثنا شعيب بن صفوان عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله عز وجل حرّم هذا البلد يوم خلق السموات والأرض، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر، وما حياله من السماء حرام، وإنه لم يحل لأحد قبلي، وإنّه أحلّ لي ساعة من نهار ثم عاد كما كان" فقيل له: هذا خالد بن الوليد يقتل، فقال له "قم يا فلان، فأت خالد بن الوليد فقل له فليرفع يده من القتل" فأتاه الرجل فقال له: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) 9/ 71 (كتاب المغازي- باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟)

اقتل من قدرت عليه، فقتل سبعين إنسانا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فأرسل إلى خالد بن الوليد: ألم أنهك عن القتل؟ فقال: جاءني فلان فأمرني أنْ أقتل من قدرت عليه، فأرسل إليه: ألم آمر خالدا أنْ لا يقتل أحدا، فقال: أردتَ أمراً وأراد الله أمراً، وكان أمر الله فوق أمرك، وما استطعت إلا الذي كان، فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فما ردّ عليه شيئا. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب إلا شعيب بن صفوان" وقال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط" المجمع 3/ 284 قلت: ولم أر أحدا صرّح بسماع شعيب بن صفوان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وشعيب مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما يخطئ، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وعلي بن سعيد الرازي مختلف فيه. 1166 - "إنّ الله حرّم هذا البلد يوم خلق السموات والأرض" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 9/ 87) 1167 - "إنّ الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا" قال الحافظ: ولأحمد عن أنس: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 1) وأحمد (3/ 156) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا حرب بن ميمون قال: سمعت عمران العمي قال: سمعت أنسا يقول: إنّ رسول الله قال: فذكره. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 284 - 285) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا عمران العمي وقد وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره" المجمع 5/ 84 ¬

_ (¬1) 4/ 183 (كتاب الحج- باب فضل مكة) (¬2) 12/ 240 (كتاب الطب- باب ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)

قلت: عمران العمي الذي وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين هو عمران بن دَاوَر العمي وهو من أتباع التابعين يروي عن قتادة وغيره من التابعين وله ترجمة في "التهذيب"، وأما الذي يروي عن أنس وعنه حرب بن ميمون فهو غيره ترجمه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 429) وقال: سمع أنسا، سمع منه حرب بن ميمون. وفرق بينه وبين عمران بن قدامة. وأما ابن أبي حاتم فجعلهما واحدا فقال: عمران بن قدامة العمي بصري سمع أنسا والحسن، روى عنه حرب بن ميمون وزيد العمي وحماد بن مَسْعدة وموسى بن إسماعيل، سمعت أبي يقول ذلك، ثم أسند عن يحيى القطان قال: لم يكن به بأس ولكنه لم يكن من أهل الحديث وكتبت عنه أشياء فرميت بها (¬1). قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ما بحديثه بأس قليل الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 224) وقال: يروي عن أنس، عداده في أهل البصرة، روى عنه جعفر بن برقان وحرب بن ميمون، يخطئ. قلت: فهو حسن الحديث، وحرب بن ميمون هو الأنصاري أبو الخطاب البصري صدوق، وثقه الفلاس وابن المديني وغيرهما وتكلم فيه ابن حبان، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، ويونس بن محمد المؤدب ثقة فالإسناد حسن. 1168 - "إنّ الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنّه نخلة سحوق" قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن أبي بن كعب مرفوعا: فذكره" (¬2) يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فرواه قتادة واختلف عنه: • رواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عن سعيد: فقال عبد الوهاب بن عطاء العجلي: عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عُتَي عن أبي بن كعب مرفوعا "إنّ آدم كان رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس، فلما ركب الخطيئة بدت له عورته وكان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربا في الجنة، فتعلقت به ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "اللسان" (4/ 349): وهذا إنما قاله يحيى القطان في عمران بن داور القطان، كذا قرأت بخط الحسيني" (¬2) 7/ 175 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)

شجرة، فقال لها: أرسليني، فقالت: لست بمرسلتك، قال: وناداه ربه: يا آدم أَمِنِّي تفر؟ قال: ربّ إني استحييتك" أخرجه ابن سعد (1/ 31) عن عبد الوهاب بن عطاء به. وأخرجه الحاكم (2/ 262) والبيهقي في "البعث" (175) من طريق يحيى بن أبي طالب جعفر البغدادي ثنا عبد الوهاب بن عطاء به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. وقال عباد بن العوام الواسطي: عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب موقوفا. أخرجه ابن سعد (1/ 31) والحاكم (2/ 543 - 544) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 254) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال علي بن عاصم الواسطي: عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا، ولم يذكر عتيا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (102) وابن أبي حاتم في "التفسير" (388 و8299 و8308 و8350) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (775) قال ابن كثير: وهذا منقطع بين الحسن وأبي بن كعب فلم يسمعه منه، وفي رفعه نظر أيضا" التفسير 3/ 168 قلت: وعلي بن عاصم قال الذهبي في "المغني": ضعفوه. • ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة واختلف عن شيبان: فقال يونس بن محمد المؤدب: ثنا شيبان عن قتادة ثنا الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا، ولم يذكر عتيا. أخرجه أحمد في "الزهد" (1/ 86 - 87) وقال آدم بن أبي إياس: عن شيبان عن قتادة عن أنس مرفوعا. أخرجه ابن عساكر كما في "البداية والنهاية" (1/ 79) من طريق خيثمة بن سليمان الاطرابلسي عن محمد بن عبد الوهاب أبي قرصافة العسقلاني عن آدم به.

• وقال سعيد بن بشير: عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا، ولم يذكر عتيا. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2668) وسعيد ضعفه النسائي وغير واحد. • وقال سليمان التيمي: عن قتادة عن صاحب له عن أبي بن كعب مرفوعا. أخرجه الطبري في "التاريخ" (1/ 160) وأبو الشيخ في "العظمة" (1022) - ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: • فقال يعلي بن عبيد الطنافسي: ثنا ابن إسحاق عن محمد بن ميمون عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1019) • وقال سلمة بن الفضل الأبرش: عن ابن إسحاق عن الحسن بن ذكوان عن الحسن البصري عن أبي بن كعب مرفوعا. أخرجه الطبري في "التاريخ" (1/ 160) وتابعه عبد الرحيم بن سليمان الكناني: ثنا ابن إسحاق به. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 293) • وقال إسماعيل بن عياش: عن ابن إسحاق عن محمد بن ذكوان عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (304) • وقال محمد بن سلمة الحرّاني: عن ابن إسحاق عن محمد بن ذكوان عن الحسن عن أبي بن كعب موقوفا. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (852) - ورواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا. أخرجه الحاكم (1/ 345) من طريق هارون بن سعيد الأيلي ثنا ابن وهب أخبرني عمر بن مالك المعافري عن يزيد بن عبد الله به. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين الحسن وأبي بن كعب فإنه لم يسمع منه.

- ورواه أبو بكر الهُذَلي عن الحسن واختلف عن أبي بكر: • فقال حجاج بن محمد المِصيصي: عن أبي بكر الهذلي عن الحسن عن أبي مرفوعا. أخرجه الطبري في "التفسير" (8/ 142) • وقال سفيان بن عُيينة: عن أبي بكر الهذلي عن الحسن عن عتي عن أبي مرفوعا. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1023) وأبو بكر الهذلي متروك. - ورواه إسحاق بن الربيع أبو حمزة العطار عن الحسن عن عتي عن أُبي بن كعب موقوفا. أخرجه ابن سعد (1/ 31) وإسحاق بن الربيع قال الفلاس: ضعيف الحديث، حدّث عن الحسن بحديث منكر عن عتي عن أُبي: كان آدم عليه السلام رجلا طوالا كانه نخلة سحوق" الجرح والتعديل 1/ 1/220، الكامل لابن عدي 1/ 330، الكنى لأبي أحمد الحاكم 4/ 53 وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه كان حسن الحديث. وقال أحمد: لا أدري كيف هو، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. قلت: والحسن مدلس ولم يصرّح بالسماع في شيء من الروايات التي ذكرتها. 1169 - "إنّ الله خلق آدم من تراب فجعله طينا ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا خلقه وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صَلْصَالاً كالفخار كان إبليس يمرّ به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم، ثم نفخ الله فيه من روحه. وكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطس فقال: الحمد لله، فقال الله: يرحمك ربك" قال الحافظ: رواه الترمذي والنسائي والبزار وصححه ابن حبان من طريق سعيد المَقْبُري وغيره عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 7/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)

له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طينا، ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا، خلقه وصوّره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار. قال: فكان إبليس يمرّ به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه روحه، فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه. فعطس فلقاه الله حمد ربه. فقال الرب: يرحمك ربك. ثم قال الله: يا آدم، اذهب إلى أولئك النفر، فقل لهم، وانظر ما يقولون. فجاء، فسلم عليهم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله. فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك؟ - وهو أعلم بما قالوا له- قال: يا رب، لما سلمت عليهم، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله. قال: يا آدم، هذا تحيتك وتحية ذريتك. قال: يا رب وما ذريتي؟ قال: اختر يدي يا آدم. قال: اختار يمين ربي - وكلتا يدي ربي يمين- فبسط الله كفّه فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كفّ الرحمن- عز وجل - فإذا رجال منهم على أفواههم النور، وإذا رجل يعجب آدم من نوره. قال: يا رب من هذا؟ قال: ابنك داود. قال: يا رب فكم جعلت له من العمر؟ قال: جعلت له ستين. قال: يا ربّ فأتم له من عمري حتى يكون عمره مائة سنة ففعل الله وأشهد على ذلك. فلما نفد عمر آدم بعث الله إليه ملك الموت فقال آدم: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال الملك: ألم تعطها ابنك داود؟ فجحد ذلك، فجحدت ذريته. ونسي فنسيت ذريته". أخرجه أبو يعلى (6580) عن عقبة بن مكرم بن عقبة الكوفي ثنا عمرو بن محمد عن إسماعيل بن رافع به. واختلف فيه على إسماعيل بن رافع، فرواه عبد الله بن المبارك عنه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه ابن سعد (1/ 30 - 31) وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري المدني. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه: يرحمك ربك يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة- إلى ملأ منهم جلوس- فسلم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم. وذكر الحديث بنحوه إلا أنّه جعل عمر داود أربعين سنة، وقال في آخره: فيومئذ أمر بالكتاب والشهور.

أخرجه الترمذي (3368) والنسائي في "اليوم والليلة" (218) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 160) وابن حبان (6167) وأبو الشيخ في "العظمة" (1035) والحاكم (1/ 64 و 4/ 263) والبيهقي (10/ 147) وفي "الأسماء" (ص 410 - 411) عن صفوان بن عيسى القرشي البصري وابن أبي عاصم في "السنة" (206) وابن منده في "التوحيد" (452 و 508) عن أنس بن عياض الليثي وابن منده في "التوحيد" (570) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (194) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي (¬1) ثلاثتهم عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب به (¬2). قال الترمذي: حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال ابن منده: هذا حديث صحيح" الرد على الجهمية ص 50 وأعله النسائي فقال: هذا خطأ، والصواب حديث محمد بن عجلان (¬3) عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام موقوفا" ¬

(¬1) ذكر طرفا من أوله. (¬2) ورواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر قال: ثني ابن أبي ذباب ثني سعيد المقبري ويزيد بن هُرْمُز عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (220) والطبري في "تاريخه" (1/ 96) عن آدم بن أبي إياس وابن منده في "التوحيد" (569) عن محمد بن عبد العزيز الرملي وفي "الرد على الجهمية" (26) وفي "التوحيد" (502) عن أبي سلمة يزيد بن خالد بن مرشد قالوا: ثنا سليمان بن حيان به. ورواه محمد بن آدم المصيصي عن أبي خالد الأحمر فلم يذكر يزيد بن هرمز. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1034) (¬3) أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (219) وابن بطة في "الإبانة" (1591)

قال: وحديث أبي خالد الأحمر منكر" قلت: الحديث إسناده حسن لأنّ الحارث بن عبد الرحمن اختلفوا فيه: قواه أبو زرعة غيره، ولينه أبو حاتم. الثاني: يرويه خُبَيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رفعه "لما خلق الله آدم عطس، فألهمه ربه أنْ قال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك الله، فلذلك سبقت رحمته غضبه" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (205) وابن حبان (6164) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 483) من طريق أبي حبيب حَبّان بن هلال البصري ثنا مبارك بن فَضالة ثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن به. قال ابن كثير: وهذا الإسناد لا بأس به" البداية والنهاية 1/ 86 قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير مبارك بن فضالة وهو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، ونسبه غير واحد إلى التدليس فلا يحتج به إلا إذا صرّح بالتحديث، وقد صرّح به هنا. قال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة. وقال أبو داود: إذا قال حدثنا فهو ثبت. الثالث: يرويه زيد بن أسلم عن ذكوان أبي صالح السمان عن أبي هريرة رفعه "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نَسْمَة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وَبيْصاً من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي ربّ من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له: داود، فقال: ربّ كم جعلت عمره، قال: ستين سنة، قال: أي ربّ زده من عمري أربعين سنة، فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت، فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته". أخرجه ابن سعد (1/ 27 - 28) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (134) عن خلاد بن يحيى الكوفي والترمذي (3076 و 3078) والفريابي في "القدر" (19) وابن منده في "التوحيد" (455) وفي "الرد على الجهمية" (23) والحاكم (2/ 325 و585 - 586)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين وأبو يعلى (6654) عن القاسم بن الحكم العُرَني ثلاثتهم عن هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم به. وخالفهم ابن وهب فرواه في "القدر" (8) عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. ومن طريقه أخرجه الفريابي (20) وأبو يعلى (6377) قال أبو زرعة: حديث أبي نعيم الفضل بن دكين أصح، وهم ابن وهب في حديثه" علل الحديث 2/ 88 قلت: هذا الاختلاف لا يضر لأنّ أبا صالح وعطاء بن يسار ثقتان. والحديث قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال ابن منده: هذا حديث صحيح" قلت: رواته ثقات غير هشام بن سعد المدني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكن قال أبو داود: هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم. ولم ينفرد زيد بن أسلم به بل تابعه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (220) والطبري في "تاريخه" (1/ 96) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ثنا الأعمش به. وإسناده حسن. الرابع: يرويه محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه خلق الله عز وجل آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملأ من الملائكة فسجدوا له، فجلس فعطس فقال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك ربك، ائت أولئك الملأ من الملائكة فقل: السلام عليكم. فأتاهم فقال: السلام عليكم، فقالوا له: وعليك السلام ورحمة الله، ثم إلى ربه عز وجل فقال له: هذ تحيتك وتحية ذريتك بينهم"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (220) والطبري في "تاريخه" (1/ 96) عن محمد بن خلف العسقلاني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا أبو خالد سليمان بن حيان ثني محمد بن، عمرو به. قال النسائي: حديث محمد بن خلف منكر" قلت: إسناده حسن، سليمان بن حيان ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد آدم بن أبي إياس به بل تابعه محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا سليمان بن حيان به. أخرجه ابن منده في "التوحيد" (569) وأخرجه في "الرد على الجهمية" (26) من طريق أبي سلمة يزيد بن خالد بن مرشد ثنا سليمان بن حيان به. الخامس: يرويه داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة مرفوعا كالذي قبله. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (220) والطبري في "تاريخه" (1/ 96) عن آدم بن أبي إياس والحاكم (1/ 64) عن مخلد بن مالك الحراني وابن منده في "التوحيد" (569) عن محمد بن عبد العزيز الرملي وفي "الرد على الجهمية" (26) عن أبي سلمة يزيد بن خالد بن مرشد قالوا: ثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن أبي هند به. قال النسائي: حديث منكر" وقال الحاكم: صحيح" قلت: إسناده حسن. السادس: يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8535) وأبو الشيخ في "العظمة" (1015) وابن منده في "الرد على الجهمية" (24) وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وللحديث شاهد عن ابن عباس رفعه "إنّ أول من جحد آدم- قالها ثلاث مرات- إنّ الله عز وجل لما خلقه مسح ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال: أي ربّ زد في عمره ... وذكر الحديث أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 82) وابن سعد (1/ 28 - 29) وأحمد (1/ 251 و298 - 299و371) وفي "الزهد" (1/ 87) وابن أبي عاصم في "السنة" (204) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2950) والدينوري في "المجالسة" (3390) والطبراني في "الكبير" (12928) وأبو الشيخ في "العظمة" (1012) والبيهقي (10/ 146و 146 - 147) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن يوسف بن مِهران عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. 1170 - حديث أبي موسى مرفوعا "إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح أخرجه ابن سعد (1/ 26) وأحمد (4/ 400 و 406) وعبد بن حميد (549) وأبو داود (4693) والترمذي (2955) والطبري في "تفسيره" (1/ 214) وفي "تاريخه" (1/ 91) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 151 - 152 و 152 - 153) وابن حبان (6160 و6180) وأبو الشيخ في "العظمة" (1002 و 1003) وابن بطة في "الإبانة" (1330 و1331) والخطابي في "العزلة" (ص 49) والحاكم (2/ 261 - 262) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 104 و 8/ 135) والبيهقي (9/ 3) وفي "الأسماء" (ص 413 - 414) والمزي في "التهذيب" (23/ 603 و 603 - 604) من طرق عن عوف بن أبي جميلة العبدي الأغرابي سمع قَسامة بن زهير سمع أبا موسى الأشعري رفعه قال: فذكره. وزاد "جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب" قال الترمذي: حسن صحيح" ¬

_ (¬1) 7/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وصححه أبو الفرج الثقفي في "فوائده" (الصحيحة 4/ 172) وهو كما قالوا. 1171 - "إنّ الله خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فِيْهِ، شَاخِص ببصره إلى العرش" قال الحافظ: في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد والطبري وأبو يعلى في "الكبير" والطبراني في "المطولات" وعلي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية" والبيهقي في "البعث" من حديث أبي هريرة، ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه، فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل مبهم، ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا. وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في "تفسيره" عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي، واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أنّ الشامي أضعف منه، ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان. وقد قال الدارقطني: إنّه متروك يضع الحديث، وقال الخليلي: شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه. وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في حديث الصور: جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار، وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقا واحدا. وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه، وتبعه القرطبي في "التذكرة". وقول عبد الحق في تضعيفه أولى، وضعفه قبله البيهقي، فوقع في هذا الحديث عند علي بن معبد: فذكره. وقال: ونحوه في حديث الصور الطويل، قال في رواية علي بن معبد "ثم ترتج الأرض وهي الراجفة فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج" وقال: في حديث الصور الطويل فقال فيه "ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات: نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة القيام لرب العالمين" أخرجه الطبري هكذا مختصرا، وقد ذكرت أنّ سنده ضعيف ومضطرب. وقال: وجاء فيما يصنع بالموتى بين النفختين ما وقع في حديث الصور الطويل أنّ جميع الأحياء إذا ماتوا بعد النفخة الأولى ولم يبق إلا الله قال سبحانه: أنا الجبار، لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، فيقول: لله الواحد القهار" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 14/ 156 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه أبو رافع إسماعيل بن رافع الأنصاري واختلف عنه: - فقال إبراهيم بن عُيينة الكوفي: ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة قال: بينا طائفة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنده إذ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فِيه، شاخص ببصره، ثم ينظر متى يؤمر" وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (55 و65 و 73 و130و198 و 222 و 234) عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثنا إبراهيم بن عيينة به. - ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن إسماعيل بن رافع واختلف عنه: • فقال عمرو بن الضحاك بن مخلد: ثنا أبو عاصم ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة. أخرجه أبو يعلى (النهاية لابن كثير ص 136 - 141) وتابعه إسحاق بن راهويه ثنا أبو عاصم به. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (387) • ورواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي عاصم فقال فيه: عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب. أخرجه البيهقي في "البعث" (ص 336 - 337) وفي "الشعب" (347) والزبيدي في "إتحاف السادة" (10/ 451 - 452) من طريق أبي بكر الشافعي (¬1) ثنا أبو قلابة به. • ورواه أحمد بن الحسن المضري الأبلي عن أبي عاصم فقال فيه: عن محمد بن زياد، ولم يذكر عن رجل من الأنصار. أخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال" (36) وعنه أبو نعيم في "صفة الجنة" (287) والمضري كذبه ابن حبان والدارقطني وغيرهما. ¬

_ (¬1) وهو في "فوائده" (1073 و1088) ووقع عنده: محمد بن زياد.

- وقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: عن إسماعيل بن رافع عن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 330 - 331 و 13/ 252 و 16/ 30 و 16/ 30 و17/ 110 - 111 و 20/ 18 - 19 و 23/ 132 و 24/ 30 و61 و29/ 41 - 42 و30/ 26 و31 - 32 و 186 - 188) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا المحاربي به (¬1). - ورواه عبدة بن سليمان الرؤاسي عن إسماعيل بن رافع واختلف عنه: • فقال إسحاق (¬2) بن راهويه في "مسند أبي هريرة" (10): ثنا عبدة بن سليمان ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (287) • ورواه أبو حاتم داود بن حماد بن الفرافصة عن عبدة بن سليمان فأسقط الرجلين. أخرجه أبو الشيخ (386) - وقال الوليد بن مسلم: عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (6/ 2270) - وقال الحسين بن داود المعروف بسنيد: ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة. أخرجه الطبري (20/ 19) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين به. وتابعه محمد بن شعيب بن شابور أنبا إسماعيل بن رافع به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (16621 و 16627 و 16628 و 16629 و 16636 و16648 و 17037) ¬

_ (¬1) واضطرب فيه الطبري، فساقه في بعض المواضع هكذا، وساقه في مواضع أخرى بإسقاط الرجل الأول، وساقه في موضعين بإسقاط الرجل الثاني، وساقه في موضع بإسقاط الرجل الأول مع محمد بن كعب، ولعله من النساخ. (¬2) رواه ابن نصر في "الصلاة" (273) عن إسحاق فأسقط منه شيخ محمد بن يزيد.

- ورواه مكي بن إبراهيم البلخي عن إسماعيل بن رافع واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا مكي بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب عن أبي هريرة، منهم: 1 - محمد بن موسى البلخي. أخرجه العقيلي (4/ 147) 2 - إسماعيل بن أبي كثير النسوي. أخرجه البيهقي في "البعث" (609) 3 - إبراهيم بن زهير الحلواني. أخرجه البيهقي أيضا. • ورواه يعقوب بن سفيان عن مكي بن إبراهيم فأسقط منه عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب. أخرجه أبو الشيخ (388) - وقال أبو نباتة يونس بن يحيى المدني: ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب القرظي قال: بلغني، فذكر بعضه. أخرجه ابن أبي الدنيا (58) وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع. قال الطبري: في إسناده نظر" وقال البخاري: روى إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن محمد بن كعب حديث الصور. مرسل ولا يصح" التاريخ الكبير 1/ 1/260 - التاريخ الصغير 2/ 49 وقال البيهقي: في إسناده مقال" وقال ابن سعد: إسماعيل بن رافع كان كثير الحديث ضعيفا، وهو الذي روى حديث الصور بطوله" تهذيب الكمال 3/ 89 وقال ابن كثير: هذا حديث مشهور، وهو غريب جدا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة، تفرد به إسماعيل بن رافع، وقد اختلف فيه، فمنهم من

وثقه، ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد وأبي حاتم والفلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنّه يكتب حديثه في جملة الضعفاء قلت: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة قد أفردتها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جدا، ويقال: إنّه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقا واحدا فأنكر عليه بسبب ذلك، وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنّه رأى للوليد بن مسلم مصنفا قد جمعه كالشواهد لبعض مفردات هذا الحديث" التفسير (¬1) 2/ 149 الثاني: يرويه عصمة بن محمد الأنصاري المدني ثنا موسى بن عقبة عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ونحن عنده جلوس فقال "إنّ الله لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل فهو واضع يده على فيه، شاخص ببصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر" وذكر الحديث أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 120 - 121) وعصمة بن محمد قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن معين: كذاب يضع الحديث، وقال أيضا: كان كذابا يروي أحاديث كذب ... من أكذب الناس، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال الدارقطني: متروك. 1172 - "إنّ الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله" قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان من طريق عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وأخرجه أحمد وابن حبان من طريق أخرى عن ابن الديلمي نحوه وفي آخره أنّ القائل "فلذلك أقول" هو عبد الله بن عمرو، ولفظه "قلت لعبد الله بن عمرو: بلغني أنك تقول: إنّ القلم قد جفّ فذكر الحديث وفي آخره "فلذلك أقول جف القلم بما هو كائن" (¬2). صحيح أخرجه الترمذي (2642) وابن أبي عاصم في "السنة" (241) والآجري في "الشريعة" (ص175) وابن بطة في "الإبانة" (1408) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (ص 88 و 89) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن فيروز الديلمي ص 407 - 408) من طرق ¬

_ (¬1) وانظر "النهاية" له (ص 141) (¬2) 14/ 293 (كتاب القدر- باب جف القلم)

عن إسماعيل بن عياش عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن عبد الله بن الديلمي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله". قال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: بل صحيح رواته ثقات، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ يحيى بن أبي عمرو السيباني حمصي. ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه غير واحد عن يحيى بن أبي عمرو، منهم: 1 - ضَمْرَة بن ربيعة الفلسطيني. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (242) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو مرفوعا نحوه. وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير محمد بن مصفى وهو صدوق كما قال النسائي وغيره. 2 - أيوب بن سويد الرملي. أخرجه الفريابي في "القدر" (66) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا أيوب بن سويد به. ومن طريقه أخرجه الهروي في "الأربعين" (ص 88 - 89) وأخرجه الهروي أيضا من طريق أبي عيسى ثنا أيوب بن سويد به. واختلف فيه على أيوب بن سويد، فرواه نهار بن عثمان عنه عن يحيى بن أبي عمرو عن أبيه عن ابن عمرو. أخرجه البزار (كشف 2145) وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن سويد. 3 - الأوزاعي. أخرجه الحاكم (1/ 30) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي وأبي إسحاق (¬1) إبراهيم بن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم من طريق بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري به. وأخرجه الفريابي (68) عن أبي مروان عبد الملك بن حبيب المصيصى ثنا أبو إسحاق الفزاري به.

محمد الفزاري ومحمد بن كثير المِصيصي (¬1) ثلاثتهم عن الأوزاعي ثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السيباني قالا: ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي عن ابن عمرو به. وأخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 149) وفي "الكبرى" (9/ 4) وفي "القضاء والقدر" (59) من طريق الوليد بن مزيد وحده عن الأوزاعي به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه ولا أعلم له علة" قلت: هو صحيح كما قال إلا أنّ الشيخين لم يحتجا بيحيى بن أبي عمرو وبعبد الله بن فيروز الديلمي. وفي هذه الرواية متابعة ربيعة بن يزيد ليحيى بن أبي عمرو. والحديث رواه أحمد (2/ 176) عن معاوية بن عمرو الأزدي وابن أبي عاصم في "السنة" (244) والفريابي (69) عن المسيب بن واضح الحمصي كلاهما عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي به ولم يذكرا يحيى بن أبي عمرو. وأخرجه الطيالسي (¬2) (ص 302) وابن أبي عاصم (244) وابن حبان (6169) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 96) عن ابن المبارك (¬3) وابن أبي عاصم (243) واللالكائي في "السنة" (1079) عن بَقية بن الوليد وابن بطة في "الإبانة" (1409) ¬

_ (¬1) رواه أبو الأحوص محمد بن الهيثم البغدادي عن محمد بن كثير فقال: عن ربيعة بن يزيد أو يحيى بن أبي عمرو على الشك. أخرجه ابن بطة (1409) (¬2) قال البوصيري: رواه الطيالسي وأبو يعلى بسند صحيح" مختصر إتحاف السادة 1/ 118 (¬3) أخرجه ابن بشران (466) من طريق محمد بن يونس ثنا بشر بن عمر الزهراني عن ابن المبارك عن الأوزاعي عن ابن الديلمي عن ابن عمرو. ومحمد بن يونس هو الكديمي متهم.

عن محمد بن يوسف الفِرْيَابي والفريابي (67) والآجري في "الشريعة" (ص175) عن الوليد بن مسلم أربعتهم عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو به. وفي حديث الوليد بن مسلم "قال عبد الله بن عمرو: فلذلك أقول: جف القلم بما هو كائن" ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه معاوية بن صالح الحمصي عن ربيعة بن يزيد عن ابن الديلمي قال: قلت لعبد الله بن عمرو: بلغني أنك تقول: إنّ القلم قد جف، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله جل وعلا خلق الناس في ظلمة، ثم أخذ نورا من نوره، فألقاه عليهم، فأصاب من شاء، وأخطأ من شاء، وقد علم من يخطئه ممن يصيبه، فمن أصابه من نوره شيء، اهتدى، ومن أخطأه فقد ضل" ففي ذلك ما أقول: إنّ القلم قد جف. أخرجه ابن حبان (6170) عن عبد الله بن وهب والفريابي (70) والخطيب في "الرحلة" (47) عن معن بن عيسى القزاز كلاهما عن معاوية بن صالح به. واختلف فيه على ربيعة بن يزيد، فرواه عبد الرحمن بن ميسرة عنه عن أبي إدريس عن ابن الديلمي عن ابن عمرو، فزاد فيه أبا إدريس. أخرجه اللالكائي في "السنة" (1078) وعبد الرحمن بن ميسرة لم أعرفه إلا أنْ يكون هو الكلبي الدمشقي المترجم في "التهذيب" فإنْ كان هو فهو مقبول عند الحافظ إذا توبع وإلا فلين الحديث. وليحيى بن أبي عمرو السيباني متابع ثان وهو عروة بن رُوَيْم. فأخرج أحمد (2/ 197) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي والطبراني في "مسند الشاميين" (532)

عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي والدينوري في "المجالسة" (2220) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي والفريابي (71) عن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي أربعتهم عن محمد بن مهاجر أخبرني عروة بن رويم عن ابن الديلمي عن ابن عمرو به. وإسناده صحيح. 1173 - "إنّ الله خلق مائة رحمة يوم خلق السموات والأرض، كلّ رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض واحدة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة" قال الحافظ: ولمسلم (2753) من حديث سلمان: فذكره" (¬1) 1174 - "إنّ الله رفيق يحب الرفق" قال الحافظ: وزعم بعض المغاربة أنّه يحتمل أنْ يراد بالرفيق الأعلى الله عز وجل لأنّه من أسمائه كما أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن مغفل رفعه: فذكره، كذا اقتصر عليه والحديث عند مسلم عن عائشة فعزوه إليه أولى" (¬2) صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث عبد الله بن مغفل ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث مَعْدَان أبي خالد ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث الحسن البصري مرسلا. فأما حديث عائشة فأخرجه البخاري (فتح 15/ 308) وابن ماجه (3689) والطبراني في "الصغير" (429) من طريق الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "يا عائشة إنّ الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" ¬

_ (¬1) 13/ 38 و 39 (كتاب الأدب- باب جعل الله الرحمة في مائة جزء) (¬2) 9/ 202 (كتاب المغازي- باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

وأخرجه مسلم (2593) والبيهقي في "الأسماء" (ص 71 - 72) من طريق أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا "يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه". وأما حديث عبد الله بن مغفل فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 512) وأحمد (4/ 87) والطبراني في "المكارم" (23) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 158) عن عفان بن مسلم البصري (¬1) والبخاري في "الأدب المفرد" (472) وأبو داود (4807) والخرائطي في "المكارم" (ص 77 - 78) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي وعبد بن حميد (504) والدارمي (2796) والبيهقي في "الأسماء" (ص71) عن حجاج بن منهال البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1091) عن هُدبة بن خالد البصري وهناد في "الزهد" (1442) عن حَبّان البصري بن هلال قالوا: ثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد وحميد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف". ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الحسن البصري فإنّه كان مدلسا. واختلف عنه، فرواه سماك بن حرب عنه مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 325) وهناد في "الزهد" (1284 و 1429) ¬

_ (¬1) هكذا رواه أحمد وابن أبي شيبة وأحمد بن القاسم بن مساور وإبراهيم بن مرزوق بن دينار عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن يونس وحميد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل، وخالفهم عبد الله بن أحمد الدورقي فرواه عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (ص 78) والأول أصح.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف". أخرجه ابن ماجه (3688) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 9/ 374) وقاسم المطرز في "الفوائد" (82) وابن حبان (549) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 306) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 158) عن إسماعيل بن حفص الأبلي وقاسم المطرز (83) والدولابي في "الكنى" (2/ 41) والخطيب في "الجامع" (962) عن أبي عمر بكر بن الأسود الكوفي قالا: ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش به. وخالفهما سعيد بن يحيى فرواه عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 158) من طريق إبراهيم بن فهد ثنا سعيد بن يحيى به. والأول أصح، وإبراهيم بن فهد قال أبو الشيخ: كان مشايخنا يضعفونه. قال البرذعي: ما رأيت أكذب منه. وقال أبو نعيم: تفرد به عن الأعمش أبو بكر" قلت: هو مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنه كثير الخطأ. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن عروة عن أبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 1964) عن أحمد بن منصور بن سيار الرمادي ثنا عبد الله بن سلمة ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن شهاب به. وقال: لا نعلم رواه عن الزهري هكذا إلا عبد الرحمن، وهو لين الحديث" قلت: واختلف عليه فيه، فرواه يزيد بن هارون عنه عن ابن أبي مُليكة عن الزهري عن عروة عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (4/ 1605)

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المدني. الثالث: يرويه يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه هناد في "الزهد" (1285 و1430) وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي المدني. الرابع: يرويه كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (452) أنا كلثوم به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2383) وإسناده ضعيف. كلثوم بن محمد قال أبو حاتم: لا يصح حديثه، وقال ابن عدي: يحدث عن عطاء الخراساني بما لا يتابع عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني. وعطاء الخراساني عن أبي هريرة مرسل. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه كثير بن أبي كثير واسمه حبيب الليثي السهمي ثنا ثابت عن أنس مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف". وفي لفظ "ما كان الرفق قط في شيء إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء إلا شانه، وإنّ الله رفيق يحب الرفق". أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (466) والخطيب في "الفقيه" (2/ 137) عن أحمد بن عبيد الله الغداني والبزار (كشف 1963) عن معلى بن أسد البصري قالا: ثنا كثير بن أبي كثير به. وإسناده حسن، الغداني وكثير بن أبي كثير صدوقان، ومعلى بن أسد وثابت البناني ثقتان. الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف"

أخرجه البزار (كشف 1962) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا خالد بن يزيد صاحب اللؤلؤ ثنا أبو جعفر الرازي به. وإسناده حسن. الثالث: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف" أخرجه البزار (كشف 1961) والطبراني في "الصغير" (221) و "الأوسط" (2955) وأبو الشيخ في "حديثه" (71) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (117) والبيهقي في "الشعب" (10554) والخطيب في "التاريخ" (6/ 124) من طرق عن سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل ثنا سعيد بن أبي عروبة به. قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا سعيد بن أبي عروبة، ولا عن سعيد إلا أبو عبيدة، ولا عن أبي عبيدة إلا سعيد الجرمي" قلت: وسعيد ثقة اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع أبي عبيدة الحداد منه أهو قبل اختلاطه أم بعده فالله أعلم. واختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة، فرواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عنه عن قتادة مرسلا ولم يذكر أنسا. ذكره البخاري في "الكبير" (3/ 2/61) وأما حديث علي فأخرجه أبو يعلى (490) والخطيب في "الموضح" (1/ 425 - 426) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني ثني إبراهيم بن عمر بن كيسان ثني عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه عن أبي خليفة عن علي مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف". واختلف فيه على إبراهيم بن عمر بن كيسان، فرواه عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبيه فلم يذكر وهب بن منبه. أخرجه أحمد (1/ 112) والبزار (كشف 1960) والنسائي في "الكبرى" (7702) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 250) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 336) والأول أصح لأنّ هشام بن يوسف ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة. وقيل لأبي زرعة: أيهما أصح؟ قال: حديث هشام بن يوسف أصح" العلل لابن أبي حاتم 2/ 331

وقال البزار: لا نعلم روى أبو خليفة عن عليّ إلا هذا، ولا له إلا هذا الإسناد" وقال الهيثمي: أبو خليفة لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 18 قلت: أبو خليفة لم يوثقه أحد أيضا ولم يَرو عنه إلا وهب بن منبه فهو مجهول، وعبد الله بن وهب بن منبه قال الذهبي في "الميزان": ما علمت أحدا وثقه. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 254) عن أبي الشيخ ثنا محمد بن أحمد بن علي بن بشر عن جده ثنا محمد بن بشر عن الحسن بن صالح عن سماك به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن بشر بن عبيد الله، قال أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 139): كان يضعف، حدّث بحديث كثير، وأحاديث لم تكتب إلا من حديثه. واتهمه أبو الحجاج الفرساني بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. واختلف فيه على سماك، فرواه الحسن بن عيسى الحربي عن أبي الأحوص عن سماك عن أنس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3694) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (69) الثاني: يرويه هُشيم ثني عبد الله بن جعفر بن نَجيح المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس مرفوعا "إذا كانت الأرض مخصبة، فاقصدوا في السير وأعطوا الركاب حقها، فإنّ الله رفيق يحب الرفق، وإذا كانت الأرض مجدبة فانجوا عليها، وعليكم بالدلجة، فإنّ الأرض تُطوى بالليل، وإياكم والتعريس على ظهر الطريق، فإنّه مأوى الحيات ومدرجة السباع". أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 158) وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر المديني. وأما حديث معدان أبي خالد فيرويه خالد بن معدان واختلف عنه: • فرواه زياد بن سعد الخراساني عنه عن أبيه مرفوعا "إنّ الله عز وجل رفيق يحب الرفق ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فنزلوها منازلها، فإنْ أجدبت الأرض فانجوا عليها، فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإياكم والتعريس بالطريق فإنّه طريق الدواب ومأوى الحيات" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 365) عن عبد الله بن محمد بن شعيب الرحابي ثنا محمد بن معمر البحراني ثنا رَوح بن عبادة ثنا ابن جُريج عن زياد به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6349) عن الطبراني به. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 227) من طريق أبي نعيم وأبي بكر بن ربذة كلاهما عن الطبراني به. ولم ينفرد زياد بن سعد به بل تابعه أبان بن صالح القرشي عن خالد بن معدان عن أبيه به. أخرجه ابن السكن (الإصابة 9/ 252) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 129) • ورواه ثور بن يزيد الشامي عن خالد بن معدان عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7477) وفي "مسند الشاميين" (421) من طريق صدقة بن عبد الله عن ثور به. وصدقة بن عبد الله هو السمين وهو ضعيف كما قال أحمد وابن معين وغيرهما. وخالفه وكيع فرواه في "الزهد" (236 و 459) عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان مرسلا لم يذكر أباه. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 513) عن وكيع به. • ورواه أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن خالد بن معدان مرسلا. أخرجه مالك (3/ 979) قال أبو زرعة: خالد بن معدان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصح" العلل لابن أبي حاتم 2/ 330 1175 - "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف" قال الحافظ: أخرجه مسلم عن عائشة مرفوعا، وأورد البيهقي له شاهدا من حديث عبد الله بن مغفل" (¬1) حديث عائشة أخرجه مسلم (2593) من طريق عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا "يا عائشة إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه". وأما حديث عبد الله بن مغفل فقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) 17/ 128 (كتاب التوحيد- باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسرَاء: 110])

1176 - "إنّ الله زَوَى لي مشارق الأرض ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها" الحديث وفيه "وإني سألت ربي أنْ لا يهلك أمتي بسنة عامة، وأنْ لا يسلط عليهم عدوا من غير أنفسهم وأنْ لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنّه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أنْ لا أهلكهم بسنة عامة، وأنْ لا أسلط عليهم عدواً من غيرهم يستبيح بيضتهم حتى يكون بعضهم يهلك بعضا" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (2889) من حديث ثوبان رفعه: فذكره، وأخرج الطبري من حديث شداد نحوه بإسناد صحيح" (¬1) قلت: حديث شداد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة" 1177 - "إنّ الله سائل كلّ راع عما استرعاه حفظ ذلك أو ضيعه" قال الحافظ: ولابن عدي بسند صحيح عن أنس: فذكره" (¬2) حسن أخرجه النسائي في "الكبرى" (9174) عن إسحاق بن راهويه أنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أنس به مرفوعا (¬3). وزاد "حتى يسأل الرجل عن أهل بيته" ¬

_ (¬1) 9/ 362 (كتاب التفسير: سورة الأنعام- باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام:65]) (¬2) 16/ 230 (كتاب الأحكام- باب قول الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء:59]) (¬3) رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا بلفظ "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير راع على الناس، ومسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله ومسئول عن زوجته وما ملكت يمينه، والمرأة راعية لحق زوجها ومسئولة عن بيتها وولدها، والمملوك راع على مولاه ومسئول عن ماله، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فأعدوا للمسائل جوابا" قالوا: يا رسول الله وما جوابها؟ قال "أعمال البر" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 123) والطبراني في "الصغير" (450) وابن عدي (1/ 306 - 307) من طرق عن زكريا بن يحيى الرقاشي المقري ثنا إسماعيل بن عباد أبو محمد السعدي المزني البصري ثنا سعيد بن أبي عروبة به. قال الترمذي: حديث أنس غير محفوظ" السنن 4/ 208 وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة بهذا التمام إلا سعيد بن أبي عروبة، ولا عن سعيد إلا إسماعيل بن عباد، تفرد به زكريا بن يحيى" وقال ابن عدي: وهذا حديث لم يروه عن سعيد بهذا الإسناد غير إسماعيل بن عباد، وفي مثل هذا الحديث زيادات لا يرويها غير إسماعيل، وفي الجملة عن قتادة عن أنس غريب لا يروى إلا من هذا الوجه عن قتادة، وروي عن هشام الدستوائي عن قتادة وهو حديث ينفرد به إسحاق بن راهويه" =

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1724) وابن عدي (1/ 307) عن النسائي به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8212) عن أبي سعد الماليني أنا ابن عدي به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 234 - 235) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن علي المقدسي ثنا النسائي به. وأخرجه ابن حبان (4492) عن الحسن بن سفيان الشيباني وابن عدي (1/ 307) والبيهقي في "الشعب" (8212) عن جعفر الفِرْيابي وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 281) عن عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري قالوا: ثنا إسحاق بن راهويه به. زاد أبو نعيم "حتى يسأل عن أهل بيته". وقال: غريب من حديث قتادة لم يروه إلا معاذ عن أبيه" وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا هشام، تفرد به معاذ" وقال الترمذي: قال البخاري: هذا غير محفوظ، وإنما الصحيح عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن مرسلا" السنن 4/ 208 قلت: بل كلاهما محفوظ، فقد رواه إسحاق بن راهويه عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أنس كما تقدم، ورواه أيضا عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن مرسلا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9175) عن إسحاق بن راهويه به. ¬

_ = وقال: إسماعيل ليس بذلك المعروف" وقال ابن حبان: يروي عن سعيد بن أبي عروبة ما لا يتابع عليه من الروايات، ويقلب الأخبار التي رواها الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال" قلت: إسماعيل ذكره الدارقطني والعقيلي في "الضعفاء" وقال الدارقطني: متروك، فقول الحافظ في "الفتح" (16/ 230): سنده حسن، ليس بحسن.

وأخرجه ابن حبان (4493) عن الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن راهويه به. قال الحافظ في "النكت الظراف" (1/ 355 - 356): قلت: كون إسحاق حدّث عن معاذ بالموصول والمرسل معا في سياق واحد يدل على أنّه لم يهم فيه، وإسحاق إسحاق" والحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، لكن الحديث حسن لأنّ له شواهد تقويه منها: 1 - حديث ابن عمر مرفوعا "ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته ... " أخرجه البخاري (فتح 3/ 31 - 32 و 5/ 466 و 6/ 308 و11/ 163 و211 و 16/ 229) ومسلم (1829) من طرق عن ابن عمر به. وقال أحمد (2/ 15): ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن ابن عمر رفعه "لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبدا رعية قَلَّتْ أو كثرت إلا سأله الله عنها يوم القيامة أقام فيهم أمر الله أم أضاعه حتى يسأله عن أهل بيته خاصة" رواته ثقات إلا أن الحسن البصري اختلف في سماعه من ابن عمر، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عمر (¬1). 2 - حديث أبي هريرة مرفوعا "ما من راع يسترعى رعية إلا سئل يوم القيامة أقام فيها أمر الله أم أضاعه" أخرجه الطبراني (¬2) في "الأوسط" (4913) عن عمارة بن وثيمة ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد ثني يحيى بن سعيد قال: كتب إليّ خالد بن أبي عمران قال: حدثني أبو عياش عن أبي هريرة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا الليث" ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو يعلى (المطالب 2178) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا إسماعيل به. وقال ابن المبارك في "مسنده" (258) أنا أبو جعفر عن هارون بن سعد قال: فذكر قصة وفيها أنّ ابن عمر قال: سمعت رسول الله (يقول "ما من رجل استرعاه رعية إلا سأله الله عنها يوم القيامة أقام أمر الله فيهم أم أضاعه، حتى إنّ الرجل ليسأل عن أهله أقام أمر الله فيهم أم أضاعه" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 502) وأبو جعفر هو الرازي مختلف فيه، وهارون بن سعد أظنه العجلي لم يدرك ابن عمر. (¬2) وأخرجه أيضا (8708) عن مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح به.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أبو عياش المصري وهو مستور، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام" المجمع 5/ 207 3 - حديث أبي لبابة بن عبد المنذر مرفوعا "كلكم مسئول عن رعيته، ألا فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله وهو مسئول عنهم ... " الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (4506) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو مصعب ثنا محمد بن إبراهيم بن دينار عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا لبابة أخبره به. ورواته كلهم ثقات غير علي بن سعيد الرازي وهو مختلف فيه: وثقه مسلمة بن القاسم، وضعفه الدارقطني. 4 - عن قتادة أنّ ابن مسعود قال: إنّ الله عز وجل سائل كل ذي رعية فيما استرعاه أقام أمر الله فيهم أم أضاعه؟ حتى إنّ الرجل ليسأل عن أهل بيته. أخرجه عبد الرزاق (20650) عن مَعْمَر عن قتادة به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8855) قال الهيثمي: وقتادة لم يسمع من ابن مسعود، ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 208 1178 - "إنّ الله سمى المدينة طابة" قال الحافظ: وروى مسلم من حديث جابر بن سَمُرَة مرفوعا: فذكره، ورواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن شعبة عن سماك بلفظ "كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها النبي - صلى الله عليه وسلم - طابة" وأخرجه أبو عوانة" (¬1) أخرجه مسلم (1385) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 164) من طريق أبي الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة مرفوعا "إنّ الله تعالى سمى المدينة طابة" وأخرجه الطيالسي (منحة 2/ 204) عن شعبة عن سماك عن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيبة" وعنه أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 164) ¬

_ (¬1) 4/ 460 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب المدينة طابة)

وأخرجه أبو عوانة (3/ 459) عن يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. وأخرجه أيضا من طريق وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة به. 1179 - "إنّ الله سيلبسك قميصا فلا تخلعه" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث حفصة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث جبير بن نفير مرسلا فأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه عبد الله بن عامر اليَحْصَبي عن النعمان بن بشير عن عائشة قالت: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبلت إحدانا على الأخرى فكان من آخر كلام كلمه أنْ ضرب منكبه وقال "يا عثمان إنّ الله عز وجل عسى أنْ يلبسك قميصا، فإنْ أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني، ثلاثا" فقلت لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله فما ذكرته. قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إليّ به، فكتبت إليه به كتابا. أخرجه أحمد (6/ 86 - 87) وفي "الفضائل" (816) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (ترجمة عثمان بن عفان ص 276) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا الوليد بن سليمان ثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1234) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به. وأخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق" (105) عن الطبراني به. واختلف فيه على الوليد بن سليمان وهو ابن أبي السائب، فرواه الوليد بن مسلم عنه عن عبد الله بن عامر اليحصبي عن النعمان قال: سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يا عثمان، إنّ الله مقمصك قميصا فإنْ أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه" لم يذكر ربيعة بن يزيد ¬

_ (¬1) 16/ 52 (كتاب التعبير- باب جر القميص في المنام)

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1213) عن عمرو بن عثمان الحمصي وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3/ 1069) عن سليمان بن أحمد قالا: ثنا الوليد بن مسلم به. والوليد بن مسلم ممن يدلس تدليس التسوية فلعله أسقط منه "ربيعة بن يزيد"، والأول أصح لأنّ أبا المغيرة ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة، وهو إسناد صحيح رواته كلهم ثقات. ولم ينفرد الوليد بن سليمان به بل تابعه معاوية بن صالح الحمصي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة. أخرجه الترمذي (3705) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 594) عن الليث بن سعد وابن أبي عاصم في "السنة" (1207) عن محمد بن جعفر غندر والمزي (5/ 148 - 149) عن عبد الله بن وهب وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3/ 1067 - 1068) والطحاوي (¬1) في "المشكل" (5311) والطبراني في "مسند الشاميين" (1934) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق34/ ب) وابن عساكر في "تاريخه" (ترجمة عثمان بن عفان ص 277) عن أسد بن موسى المصري والطحاوي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن عبد الله بن صالح كلهم عن معاوية بن صالح به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن ربيعة بن يزيد"

واختلف فيه على معاوية بن صالح في شيخ شيخه، فسماه زيد بن الحباب عبد الله بن قيس. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 48 - 49 و 15/ 201) وابن أبي عاصم في "السنة" (1206) وابن حبان (6915) وسماه عبد الرحمن بن مهدي عبد الله بن أبي قيس. أخرجه أحمد (6/ 149) والخلال في "السنة" (418) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 278) والأول عندي أصح لأنّ الوليد بن سليمان رواه عن ربيعة بن يزيد فقال عن عبد الله بن عامر، أضف إلى ذلك أنّ أكثر الرواة رووه عن معاوية بن صالح كذلك. - ورواه الفرج بن فضالة واختلف عنه: • فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الفرج بن فضالة عن ربيعة بن يزيد عن النعمان بن بشير عن عائشة ولم يذكر عبد الله بن عامر. أخرجه ابن ماجه (112) • ورواه عمرو بن عوف (¬1) عن الفرج عن معاوية بن صالح عن القاسم بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير عن عائشة. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3/ 1067) • ورواه عمرو بن عوف أيضا عنه ثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عائشة. أخرجه عمر بن شبة. • ورواه إبراهيم بن زياد سَبَلان عن الفرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن القاسم بن محمد عن النعمان بن بشير عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2854) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 146) • ورواه موسى بن داود الضبي عن الفرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة. ¬

_ (¬1) وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني ثنا فرج به. أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق" (103)

أخرجه أحمد (6/ 75) وفي "الفضائل" (815) وعمر بن شبة (¬1) (3/ 1069) والدينوري في "المجالسة" (282 و2805) والحاكم (3/ 99 - 100) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 279 و280) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح عالي الإسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي والدارقطني وغيرهما، وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث. والحديث لم ينفرد عبد الله بن عامر به بل تابعه يزيد بن أَيْهَم عن النعمان بن بشير قال: حججت فأتيت عائشة أم المؤمنين لأسأل عنها، فقالت: من أنت؟ فقلت: أنا النعمان بن بشير، فقالت: أبو عمرة؟ فقلت: نعم. فقالت: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوما لعثمان: فذكره. أخرجه ابن أبي عاصم (1212) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا بَقية بن الوليد ثنا صفوان بن عمرو عن يزيد بن أيهم به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1030) ومن طريقه ابن عساكر (ترجمة عثمان ص 275 - 276) عن إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا محمد بن مصفى به. ويزيد بن أيهم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال المزي في "التهذيب": روى عن النعمان بن بشير أراه مرسلا. الثاني: يرويه شريح بن عبيد الحمصي قال: سمعت حبيبا الرحبي يقول: حدثني فلان أنّ عائشة حدثته أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عثمان فناجاه فأطال وإني لم أفهم من قوله يومئذ إلا أني سمعته يقول له "ولا تنزعن قميص الله الذي قمصك". أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1208) عن محمد بن عوف الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل عن أبيه عن ضَمْضَم بن زرعة عن شريح بن عبيد به. وإسناده ضعيف للراوي الذي لم يسم، ومحمد بن إسماعيل هو ابن عياش قال أبو داود: لم يكن بذاك، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن الزهري"

الثالث: يرويه إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي عن أبيه قال: بلغني أنّ عائشة قالت: ما استمعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مرّة، فإنّ عثمان جاءه في نحر الظهيرة فظننت أنه جاءه في أمر النساء، فحملتني الغيرة على أنْ أصغيت إليه فسمعته يقول "إنّ الله عز وجل ملبسك قميصا تريدك أمتي على خلعه فلا تخلعه ... " أخرجه أحمد (6/ 114) عن محمد بن كُناسة الأسدي أبي يحيى ثنا إسحاق بن سعيد به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عثمان ص 281) وأخرجه ابن عساكر من طريق يعقوب بن شيبة ثنا ابن كناسة به. وأخرجه ابن شاهين في "السنة" (102) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (37) من طريق بشر بن الوليد الكندي ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن عائشة. وإسناده ضعيف لانقطاعه. الرابع: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "يا عثمان إنّ الله عز وجل يقمصك قميصا فإنْ أرادوك على خلعه فلا تخلعه" فقيل لعائشة: فأين كنت لم تذكري هذا؟ قالت: نسيت. أخرجه العقيلي (4/ 238) والطحاوي في "المشكل" (5310) والطبراني في "الأوسط" (3763) واللالكائي في "السنة" (2569) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 282) من طرق عن المنهال بن بحر أبي سلمة العقيلي ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا حماد، تفرد به المنهال" وقال العقيلي: المنهال بن بحر في حديثه نظر، لا يتابع عليه، وقد روي بغير هذا الإسناد" قلت: المنهال وثقه أبو حاتم وابن حبان، وباقي رواته ثقات فالإسناد صحيح. ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة به. أخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (36) وفي "صفة النفاق" (104) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 281) الخامس: يرويه إبراهيم بن عمر بن أبان ثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنّ عائشة حدّثته. أخرجه أبو يعلى (7046) وعنه ابن عدي (1/ 263) عن محمد بن أبي بكر المُقدمي ثنا أبو مَعشر ثنا إبراهيم بن عمر به.

وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان، وأبو معشر اسمه يوسف بن يزيد البَرَّاء. وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه الآجري في "الشريعة" (1425) عن ابن أبي داود ثنا محمد بن عبيد بن حميد ثنا عبد الحميد الحِمّاني ثنا عبد الأعلى عن الشعبي عن زيد بن أرقم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعثمان "إنّ الله عز وجل مقمصك قميصا، فإنْ أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5061) عن أحمد بن زهير التستري ثنا محمد بن عبيد بن ثعلبة ثنا الحماني به. وعبد الأعلى هو ابن أبي المُساور قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف جدا. وأما حديث حفصة فأخرجه أبو يعلى (7045) وعنه ابن عدي (1/ 263) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمِي وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3/ 1069 - 1070) عن يحيى بن بسطام التميمي قالا: ثنا أبو معشر البراء ثنا إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن حفصة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان "إنك مقتول مستشهد، فاصبر صبرك الله. ولا تخلعنّ قميصا قمصك الله عز وجل ثنتي عشرة سنة وستة أشهر حتى تلقى الله وهو عنك راض". وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1186 و 1203 و 1205) وفي "الآحاد" (13 و 67) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 42) والآجري في "الشريعة (1181 و 1182) والطبراني في "الأوسط" (8744) و"الكبير" (12) وابن عدي (4/ 1524) وأبو نعيم في "الصحابة" (64) وابن بشران (1393) والذهبي في "الميزان" (2/ 443) من طرق (¬1) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال: كنا عند شُفَي الأصبحي ¬

_ (¬1) رواه يحيى بن معين ومحمد بن رزق الله الكدوذانى ومطلب بن شعيب الأزدي والحسن بن علي الحلواني عن عبد الله بن صالح به.

فقال: سمعت ابن عمرو رفعه "يكون خلفي اثنا عشر خليفة: أبو بكر لا يلبث خلفي إلا قليلا، وصاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا" قالوا: ومن هو؟ قال "عمر بن الخطاب وقد فعل" ثم التفت إلى عثمان فقال "يا عثمان إنْ كان الله ألبسك قميصا فإنْ أرادك الناس على خلعه فلا تخلعه، فوالذي نفسي بيده لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط" قال الطبراني: لا يُروي هذا الحديث عن ابن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث" وقال الذهبي: هذا الحديث أنكر ما روى أبو صالح، وأنا أتعجب من يحيى مع جلالته ونقده كيف يروي مثل هذا الباطل ويسكت عنه، وربيعة صاحب مناكير وعجائب". قلت: ربيعة بن سيف مختلف فيه، وقال البخاري وغيره: عنده مناكير. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 898 - 899) وفيه خالد بن محمد أبو الرحال الأنصاري قال البخاري: عنده عجائب. وأما حديث جبير بن نفير فأخرجه الخلال في "السنة" (423) عن عبد الملك الميموني ثنا ابن حنبل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان "إنْ غشاك الله يوما قميصا فأرادك المنافقون أنْ تخلعه فلا تخلعه". ورواته ثقات إلا أنّه مرسل، وصفوان هو ابن عمرو. 1180 - حديث ابن عباس: إنّ أخت عقبة نذرت أنْ تحج ماشية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله غني عن مشي أختك فلتركب ولتهد بدنة" قال الحافظ: أورده البيهقي من رواية عكرمة عن ابن عباس، وأصله عند أبي داود بلفظ "ولتهد هديا" ووهم من نسب إليه أنه أخرج هذا الحديث بلفظ "ولتهد بدنة" وأورده من طريق أخرى عن عكرمة بغير ذكر الهدي. وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس بلفظ: جاء رجل فقال: إنّ أختي حلفت أنْ تمشي إلى البيت وأنّه يشقّ عليها المشي، فقال "مرها فلتركب إذا لم تستطع أنْ تمشي فما أغنى الله أنْ يشقّ على أختك" ومن طريق كُريب عن ابن عباس: جاء رجل فقال: يا رسول الله، إنّ أختي نذرت أن تحج ماشية، فقال "إنّ الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا، لتحج راكبة، ثم لتكفر يمينها" (¬1) حديث عكرمة عن ابن عباس سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "مر أختك فلتختمر ... " ¬

_ (¬1) 14/ 400 (كتاب الأيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك)

وحديث كريب عن ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 310 و 315) وأبو داود (3295) وأبو يعلى (2443) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 130) والحاكم (4/ 302) والبيهقي (10/ 80) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي ثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس قال: فذكره. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البيهقي: تفرد به شريك القاضي" قلت: وهو مختلف فيه. 1181 - "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" قال الحافظ: وأخرج الدارقطني من حديث أبي ثعلبة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث سلمان أخرجه الترمذي، وآخر من حديث ابن عباس أخرجه أبو داود" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي ثعلبة الخشني ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث سلمان الفارسي ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس موقوفا ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث أبي ثعلبة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2951/ 2) والطبراني في "الكبير" (22/ 221 - 222) وفي "مسند الشاميين" (3492) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني وابن المقرئ في "المعجم" (493) والدارقطني (4/ 184) عن إسحاق بن يوسف الأزرق والحاكم (4/ 115) والبيهقي (10/ 12 - 13) عن علي بن مُسهر الكوفي وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 17) عن أبي بكر بن محمد ¬

_ (¬1) 17/ 24 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

وابن حزم في "الأحكام" (ص 1374) وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 166) عن محمد بن فضيل والخطيب في "الفقيه" (2/ 9) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 44 - 45) عن زهير بن إسحاق السلولي البصري وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1232) عن يزيد بن هارون الواسطي كلهم عن داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة مرفوعا "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها، ونهى (¬1) عن أشياء فلا تنتهكوها (¬2)، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وغفل (¬3) عن أشياء (¬4) من غير نسيان (¬5) فلا تبحثوا عنها" واللفظ للطبراني - ورواه حفص بن غياث الكوفي عن داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة واختلف عنه. • فرواه مسدد في "مسنده" (المطالب 2951/ 1) عن حفص بن غياث مرفوعا. ومن طريقه أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (314) وابن حزم في "الأحكام" (ص 1374) • ورواه أحمد بن عبد الجبار العُطاردي عن حفص بن غياث موقوفا. أخرجه البيهقي (10/ 12) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال الدارقطني: الأشبه بالصواب المرفوع وهو أشهر" جامع العلوم 2/ 150 قلت: وإسناده ضعيف لانقطاعه لأنّ مكحولا لم يسمع من أبي ثعلبة كما قال أبو مسهر الدمشقي وأبو نعيم الحافظ (¬6). ¬

_ (¬1) عند الحاكم "وحرّم أشياء" وعن ابن الأثيرا "وحرم حرمات" (¬2) عند أبي نعيم "وحرّم أشياء فلا تقربوها" وعند الدارقطني "وحرّم حرمات فلا تنتهكوها" (¬3) عند أبي نعيم والحاكم "وترك" وعند الدارقطني "وسكت" وعند ابن عبد البر "عفى" (¬4) زاد أبو نعيم والحاكم وابن عبد البر "رحمة لكم" (¬5) زاد الحاكم "فاقبلوها". (¬6) انظر جامع العلوم والحكم (2/ 150)

وقال العلائي: روى عن أبي ثعلبة الخشني حديث: فذكره، وهو معاصر له بالسن والبلد فيحتمل أنْ يكون أرسل كعادته وهو يدلس أيضا كما تقدم" جامع التحصيل ص 352 وقال المزي: لم يسمع من أبي ثعلبة" تحفة الأشراف 9/ 133 وقال الحافظ في "التهذيب": روى عن أبي ثعلبة مرسلا" وقال في "المطالب العالية" (3/ 271): رجاله ثقات إلا أنّه منقطع" وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب، ومكحول لم يسمع من أبي ثعلبة" وقد خفي هذا الانقطاع على غير واحد من أهل العلم فصححوا الحديث أو حسنوه. فقال ابن كثير: حديث صحيح" التفسير 2/ 106 وصححه أحمد بن حجر الهيتمي (الزواجر 1/ 12) وقال النووي: حديث حسن رواه الدارقطني وغيره" الأربعون ص 59 وحسنه الحافظ أبو بكر بن السمعاني في "أماليه" (جامع العلوم 2/ 150) وأبو الفتوح الطائي (غاية المرام ص 18) وقال البوصيري: رواه مسدد وابن أبي شيبة بسند صحيح" مختصر الإتحاف 2/ 287 واختلف فيه قول الألباني فضعفه في "غاية المرام" وحسنه لغيره في "تخريج الطحاوية" (ص 338) وأما حديث أبي الدرداء فله عنه طريقان: الأول: يرويه الضحاك بن مزاحم عن طاوس قال: سمعت أبا الدرداء رفعه "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وسكت عن كثير من غير نسيان فلا تتكلفوها رحمة من الله فاقبلوها" أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 122 - 123) و"الأوسط" (7457) وابن عدي (1/ 395) من طريق أَصْرَم بن حَوشب الخراساني ثنا قرة بن خالد عن الضحاك بن مزاحم به. واللفظ للطبراني، ولفظ ابن عدي مثله إلا الفقرة الأخيرة فقال فيها "وحرّم محارم فلا تنتهكوها رحمة من الله فاقبلوها" قال الطبراني: لم يروه عن قرة إلا أصرم بن حوشب" وقال ابن عدي: هذا الحديث باطل عن قرة بن خالد، لا يحدث به عنه غير أصرم هذا"

وقال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 2/ 151 وقال الهيثمي: وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك ونسب إلى الوضع" المجمع 1/ 171 ولم ينفرد قرة بن خالد به بل تابعه نَهْشَل بن سعيد الخراساني عن الضحاك بن مزاحم به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8933) والدارقطني (41/ 297 - 298) ونهشل الخراساني كذبه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. الثاني: يرويه عاصم بن رجاء بن حَيوة عن أبيه عن أبي الدرداء مرفوعا "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية (¬1)، فاقبلوا من الله عافيته فإنّ الله لم يكن نسيا، ثم تلا هذه الآية {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريَم: 64] أخرجه الحاكم (2/ 375) والبيهقي (10/ 12) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين والبزار (كشف 123 و 2231) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 131) والطبراني في "مسند الشاميين" (2102) عن إسماعيل بن عياش كلاهما عن عاصم بن رجاء به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البزار: إسناده صالح" وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الكبير" وإسناده حسن ورجاله موثقون" المجمع 1/ 12 وقال أيضا: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 7/ 55 قلت: الحديث إسناده منقطع لأنّ رجاء بن حيوة لم يسمع من أبي الدرداء. قال الذهبي: حدّث رجاء عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت وطائفة أرسل عن هؤلاء، وعن غيرهم" سير الأعلام 4/ 557 ¬

_ (¬1) وفي لفظ "عفو"

وقال العلائي: رجاء بن حيوة أحد المشهورين يروي عن معاذ وأبي الدرداء وهو مرسل، ذكره شيخنا في "التهذيب" جامع التحصيل ص 211 وقال الحافظ في "التهذيب": وروايته عن أبي الدرداء مرسلة" وأما حديث سلمان فله عنه طرق: الأول: يرويه سيف بن هارون البُرْجُمي ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النَّهْدي عن سلمان قال: سألنا (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السَّمْن والجُبْن والفِرَاء، فقال "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو عفو (¬2) " أخرجه ابن ماجه (3367) والترمذي (1726) وفي "العلل" (2/ 722) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1081) والعقيلي (2/ 174) والطبراني في "الكبير" (6124) وابن عدي (3/ 1267) والحاكم (4/ 115) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 212) والبيهقي (10/ 12) والهرثمية في "جزئها" (85) والمزي في "التهذيب" (12/ 335) وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله، وكأنّ الحديث الموقوف أصح، وسألت البخاري عن هذا الحديث فقال: ما أراه محفوظا روى سفيان بن عُيينة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان هذا الحديث موقوفا، وروى سيف بن هارون عن سليمان مرفوعا، وسيف بن هارون مقارب الحديث" وقال ابن عدي: هذا وإنْ كان معروفا بسيف عن سليمان فقد روي عن غيره عن سليمان التيمي" وقال الحاكم: سيف بن هارون لم يخرجاه" وقال الذهبي: قلت: ضعفه جماعة" قلت: منهم ابن معين وأبو داود والنسائي والدارقطني وأبو زرعة وغيرهم. لكنه لم ينفرد به بل تابعه سفيان بن عيينة ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النّهدي عن سلمان أراه رفعه قال: فذكره. أخرجه البيهقي (10/ 12) وفي "الصغرى" (3970) من طريق الحميدي ثنا سفيان به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "سألت" وفي آخر "سئل" (¬2) وفي لفظ "فهو مما عفا عنه"

وإسناده صحيح لكنه مظنون في رفعه. وأعله أبو حاتم بالإرسال فقال: هذا خطأ، رواه الثقات عن التيمي عن أبي عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل ليس فيه سلمان وهو الصحيح" العلل 2/ 10 الثاني: يرويه مسلم بن عمران البَطين عن أبي عبد الله الجَدَلي عن سلمان. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6159) عن الحسن بن علي المعمري ثنا عبد الغفار بن عبد الله الموصلي ثنا علي بن مُسْهِر عن أبي إسماعيل بشر (¬1) عن مسلم البطين به. بشر أبو إسماعيل لم أعرفه، ويحتمل أنْ يكون بشر بن المفضل أو بشير بن سلمان فإنْ كان أحدهما فهما ثقتان، وشيخ الطبراني قال الدارقطني: صدوق حافظ، وعبد الغفار بن عبد الله الموصلي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات. الثالث: يرويه يونس بن خباب عن أبي عبيد الله عن سلمان. أخرجه البيهقي (9/ 320) وإسناده ضعيف لضعف يونس بن خباب. الرابع: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عمن حدثه عن سلمان. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2086) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح به. وإسناده ضعيف لضعف بكر بن سهل وللذي لم يسم. وأما حديث ابن عمر فيرويه نعيم بن مورع بن توبة العنبري عن ابن جُريج عن نافع عن ابن عمر قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجبن والسمن والفراء فقال "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه" أخرجه ابن عدي (2481) وقال: وهذا غير محفوظ من حديث ابن جريج، وما أظنه يرويه غير نعيم، ونعيم ضعيف يسرق الحديث وعامة ما يرويه غير محفوظ، قال النسائي: ليس بثقة" وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود (3800) عن محمد بن داود بن صَبيح ¬

_ (¬1) في "تهذيب الكمال" (27/ 527) بشير.

والحاكم (4/ 115) عن أحمد بن حازم الغفاري قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا محمد بن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا، فبعث الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرّم حرامه فما أحل فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، وتلا {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعَام: 145] إلى آخر الآية. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد محمد بن شريك به بل تابعه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد (¬1) عن ابن عباس به. أخرجه الحميدي (859) والحاكم (2/ 317) وقال: صحيح على شرط الشيخين" وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه محمد بن مخلد في "حديثه" (13) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا الخليل بن زكريا ثنا مُجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا "إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق، ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدوابَّ العجمَ فأنزلوها منازلها، وإذا كانت الأرضُ مجدبةً فانْجُوا عليها نجاءً، وإياكم والتعريسَ على ظهر الطرق فإنها مأوى الحيات ومسيلَ الدواب" وإسناده واه، الخليل بن زكريا هو البصري ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال صالح جزرة: لا يكتب حديثه، وقال قاسم المُطَرِّز: كذاب. وأما حديث الحسن البصري فأخرجه العقيلي (2/ 174) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو حفص عمر بن يزيد الشيباني (¬2) ثنا حماد بن عبد الرحمن المالكي عن الحسن أنّ رجلا قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، ما تقول في الجبن والفراء والسمن؟ فقال "إنّ الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فقد عفا عنه". مرسل. ¬

_ (¬1) وقع عند الحاكم "جابر بن عبد الله" والصواب "ابن زيد" كما في "مسند الحميدي" وهو اسم أبي الشعثاء المذكور في الإسناد الأول. (¬2) هكذا في المطبوع وأظنه "السياري"

1182 - "إنّ الله قال: إنما أنزلنا المال لإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ لأحبّ أنْ يكون له ثان" قال الحافظ: وقع عند أحمد وأبي عبيد في "فضائل القرآن" من حديث أبي واقد الليثي قال: كنا نأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: فذكره" (¬1) يرويه زيد بن أسلم واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال: فذكره، وزاد "ولو كان له واديان لأحبّ أنْ يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب" أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 192) وأحمد (5/ 218 - 219) والطبراني في "الكبير" (3300 و 3301) و"الأوسط" (2467) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (176) وأبو نعيم في "الصحابة" (2022 و 2023) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 272) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (787) والبيهقي في "الشعب" (9796 و 9797) عن هشام بن سعد المدني والطبراني في "الكبير" (3302) وأبو نعيم في "الصحابة" (2024) عن محمد بن عبد الرحمن بن مجبر وأبو نعيم في "الصحابة" (2025) عن عبد الله بن جعفر بن نَجيح المديني ثلاثتهم عن زيد بن أسلم به. قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 7/ 140 قلت: هشام بن سعد وإنْ أخرج له مسلم (¬2) فهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي وقال أبو زرعة: واهي الحديث. ¬

_ (¬1) 14/ 34 (كتاب الرقاق- باب ما يتقى من فتنة المال) (¬2) قال الحافظ: أخرج له مسلم في الشواهد (التهذيب) وقال الذهبي: احتج به مسلم واستشهد به البخاري (السير 7/ 346)

وعبد الله بن جعفر بن نجيح قال الفلاس وغيره: ضعيف الحديث. وزيد وعطاء ثقتان. - وقال ربيعة بن عثمان المدني: عن زيد بن أسلم عن أبي مراوح عن أبي واقد. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 107) والطبراني في "الكبير" (3303) وأبو نعيم (¬1) في "الصحابة" (2026) والقضاعي (1442) والبيهقي (¬2) في "الشعب" (9800) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ربيعة بن عثمان به. وربيعة بن عثمان وثقه ابن معين وغير واحد، لكن رجّح أبو حاتم رواية هشام بن سعد ومن تابعه على روايته كما في "العلل" لابنه عبد الرحمن، وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ عطاء بن يسار وأبا مراوح ثقتان. - وقال عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار: عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي واقد. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2027) وعبد الله بن الحسين قال أبو زرعة: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر. وللحديث شاهد عن عائشة مرفوعا نحوه. أخرجه نصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 174) وفيه مجالد بن سعيد الهَمْداني وهو ضعيف. 1183 - قوله - صلى الله عليه وسلم - عن أهل بدر "إنّ الله قال لهم: اعملوا ما شئتم ففد غفرت لكم" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 9/ 61 - 62) من حديث علي. 1184 - حديث أبي قتادة: "إنّ بلالا قال لما ناموا في الوادي: يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك. فقال - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله قبض أرواحكم حين شاء" سكت عليه الحافظ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه في موضع آخر (7014) من هذا الطريق فلم يذكر أبا واقد. (¬2) ووقع عنده: عن أبي واقد عن أبي مراوح. وقال: كذا وجدته في كتابي، والصواب عن أبي مراوح عن أبي واقد. (¬3) 10/ 96 (كتاب التفسير: سورة النور-باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا}) (¬4) 17/ 220 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} [النحل: 40])

أخرجه البخاري (فتح 2/ 206 - 207 و 17/ 227) 1185 - عن سعيد بن العاص أنّ عثمان قال: يا رسول الله، ائذن لي في الاختصاء، فقال "إنّ الله قد أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من طريق سعيد بن العاص: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا رهبانية في الإسلام" 1186 - "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من حديث أبي أمامة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته في حجة الوداع: فذكره، وفي إسناده إسماعيل بن عياش وقد قوى حديثه عن الشاميين جماعة من الأئمة، منهم: أحمد والبخاري، وهذا من روايته عن شرحبيل بن مسلم وهو شامي ثقة وصرّح في روايته بالتحديث عند الترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن. وفي الباب عن عمرو بن خارجة عند الترمذي والنسائي، وعن أنس عند ابن ماجه، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند الدارقطني، وعن جابر عند الدارقطني أيضا، وقال: الصواب إرساله، وعن عليّ عند ابن أبي شيبة، ولا يخلو إسناد كل منها عن مقال، لكن مجموعها يقتضي أنّ للحديث أصلاً بل جنح الشافعي في "الأم" إلى أنّ هذا المتن متواتر فقال: وجدنا أهل الفتيا ومن حفظنا عنهم من أهل العلم بالمغازي من قريش وغيرهم لا يختلفون في أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عام الفتح "لا وصية لوارث" ويؤثرون عمن حفظوه عنه ممن لقوه من أهل العلم فكان نقل كافة عن كافة فهو أقوى من نقل واحد. وقد نازع الفخر الرازى في كون هذا الحديث متواترا" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي أمامة ومن حديث عمرو بن خارجة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث جابر ومن حديث زيد بن أرقم والبراء معا ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث ابن عمر ومن حديث خارجة بن عمرو ومن حديث معقل بن يسار ومن حديث أسماء بنت يزيد ومن حديث مجاهد مرسلا فأما حديث أبي أمامة فله عنه طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن عياش ثني شُرَحبيل بن مسلم الخَولاني قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته عام حجة الوداع "ألا إنّ الله قد ¬

_ (¬1) 11/ 19 (كتاب النكاح- باب ما يكره من التبتل) (¬2) 6/ 301 (كتاب الوصايا- باب لا وصية لوارث)

أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث، الولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى (¬1) إلى غير مواليه فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، لا يقبل منه صرف ولا عدل، لا تنفق امرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها" (¬2) قيل: يا رسول الله! ولا الطعام؟ قال "ذلك أفضل أموالنا" ثم قال "إنّ العارية مؤداة، والمِنْحَة مردودة، والدين مَقضي، والزعيم غارم". أخرجه الطيالسي (ص 154) وعبد الرزاق (14767 و 16308) وأبو عبيد في "الناسخ" (431) وابن أبي شيبة (11/ 149 و4/ 415 و 6/ 585) وسعيد بن منصور (427) قالوا: ثنا إسماعيل بن عياش به. واللفظ لسعيد ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (6/ 88 و 212) وفي "المعرفة" (8/ 284 - 285 و 9/ 173) وفي "الصغرى" (2298) ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (7615) وفي "مسند الشاميين" (541) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 315) ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه ابن عدي (1/ 290) ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (52) والطبراني في "الكبير" (7615) وفي "مسند الشاميين" (541) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 230 و 12/ 39 و 14/ 298 - 299) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 315) وأخرجه أحمد (5/ 267) وأبو داود (2870 و 3565) وابن ماجه (2007 و 2295 و 2398 و 2405 و 2713) والترمذي (670 و 1265 و 2120) والطحاوي في "المشكل" (4461) وفي "شرح المعاني" (3/ 104) وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (52) وابن حبان في "لمجروحين" (1/ 215) والطبراني في "الكبير" (7615) وفي "مسند الشاميين" (541) وابن عدي (1/ 290) والغطريفي (22) والدارقطني (3/ 40 - 41) وابن شاهين في "الأفراد" (35 و 36 و 37) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 228 و 281) والبيهقي (6/ 72 و 264) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 39 و 14/ 298 - 299 و 24/ 439) والخطيب في "السابق واللاحق" (ص 118 - 119 و 119 - 120) وأبو زكريا بن منده في "أرداف النبي" (ص 78) والبغوي في "شرح السنة" (2162) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (61) والرافعي في "التدوين" (3/ 251) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 315) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. ¬

_ (¬1) عند عبد الرزاق "توالى". (¬2) عند الطيالسي "ألا لا يحل لامرأة أنْ تعطي من مال زوجها شيئا إلا بإذنه".

طوله بعضهم واختصره بعضهم. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل العراق وأهل الحجاز ليس بذلك فيما تفرد به لأنه روى عنهم مناكير، وروايته عن أهل الشام أصح. هكذا قال محمد بن إسماعيل. قال: سمعت أحمد بن الحسن يقول: قال أحمد بن حنبل: إسماعيل بن عياش أصلح حديثا من بقية، ولبقية أحاديث مناكير عن الثقات. وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: سمعت زكريا بن عدي يقول: قال أبو إسحاق الفزاري: خذوا من بقية ما حدّث عن الثقات ولا تأخذوا عن إسماعيل بن عياش ما حدث عن الثقات ولا عن غير "الثقات" وقال أيضا: هذا حديث حسن غريب" وقال أيضا: حديث حسن" وأسند البيهقي عن أحمد بن حنبل قال: إسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح" قال البيهقي: وكذلك قاله البخاري وجماعة من الحفاظ، وهذا الحديث إنما رواه إسماعيل بن عياش عن شامي" وقال ابن عدي: إسماعيل بن عياش حديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم، وفي الجملة هو ممن يكتب حديثه، ويحتج به في حديث الشاميين خاصة" وقال البغوي: هذا حديث حسن" وقال ابن شاهين: هذا حديث غريب لا أعلم حدّث به عن شرحبيل بن مسلم إلا إسماعيل بن عياش" وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 92): وهو حسن الإسناد" وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 122 قلت: وهو كما قال، فإسماعيل بن عياش ثقة فيما يرويه عن الشاميين، وشرحبيل بن مسلم وثقه أحمد وابن نمير والعجلي وابن حبان واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: يرويه صفوان الأصم الطائي عن أبي أمامة رفعه "العارية مؤداة، والمَنِيْحَة مردودة، والزعيم غارم، والولد للفراش وللعاهر الحجر، ولا وصية لوارث".

أخرجه الطبراني في "الكبير" (7621) عن إبراهيم بن محمد بن عِرقْ الحمصي ثنا محمد بن مُصفى ثنا أبو المغيرة ثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم وصفوان الأصم الطائي عن أبي أمامة به. وصفوان الأصم قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي، وشيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد. والحديث اختلف فيه على إسماعيل بن عياش، فرواه المسيب بن واضح عنه عن محمد بن زياد عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7531) والمسيب بن واضح اختلفوا فيه: قواه ابن عدي، وضعفه الدارقطني والبيهقي، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل. الثالث: يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ثني سليم بن عامر وغيره عن أبي أمامة وغيره، ممن شهد خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ، فكان فيما تكلم به "ألا إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث". أخرجه ابن الجارود (949) عن أبي أيوب سليمان بن عبد الحميد البَهْرَاني ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. وأما حديث عمرو بن خارجة فله عنه طرق: الأول: يرويه شَهر بن حَوشب واختلف عنه: - فرواه قتادة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن عمرو بن خارجة قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته (¬1) (¬2) وأنا تحت جِرَانها وهي تَقْصَعُ بِجِرَّتِها ولُعابها يسيل بين كتفي قال "إنّ الله عز وجل أعطى لكل ذي حق حقه (¬3) ولا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه (¬4) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل". ¬

_ (¬1) وفي لفظ "كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬2) زاد الطبراني في "الكبير": الجدعاء. (¬3) وفي لفظ "إنّ الله قسم لكل إنسان نصيبه من الميراث" (¬4) زاد الترمذي وأبو يعلى وأحمد والطبراني "رغبة عنهم"

أخرجه أحمد (4/ 187 و 238) واللفظ له وابن البختري في "حديثه" (616) والطبراني في "الكبير" (17/ 34) والبغوي في "معالم التنزيل" (1/ 148 - 149) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 318 - 319) عن حماد بن سلمة وأحمد (4/ 186 - 187) والترمذي (2121) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (786 و 2481) والنسائي (6/ 207) وفي "الكبرى" (6468) وأبو يعلى (1508) وفي "المفاريد" (20) والطبراني في "الكبير" (17/ 33) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 220) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وأبو عبيد في "الناسخ" (432) وابن سعد (2/ 183) وابن أبي شيبة (4/ 416 و 11/ 149) وأحمد (4/ 186 و 187) وابن ماجه (2712) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2482) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 218 - 219) والطبراني في "الكبير" (17/ 34) والدارقطني (4/ 152 - 153) وتمام في "فوائده" (ق 38/ 1) وأبو نعيم في "الصحابة" (5046) والبيهقي (6/ 264) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 299) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 318 - 319) عن سعيد بن أبي عَروبة والطيالسي (ص 169) والدارمي (3263) والطبراني في "الكبير" (17/ 32 - 33) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 318 - 319) عن هشام الدَّسْتُوَائي وسعيد بن منصور (¬1) (428) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 116) والطبراني في "الكبير" (17/ 33 و 34) و "الأوسط" (7787) عن طلحة بن عبد الرحمن أبي محمد مولى باهلة والنسائي (6/ 207) عن شعبة (¬2) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن عبد الرحمن بن غنم" (¬2) ووقع في "الكبرى" (6469): سعيد. وفي "تحفة الأشراف" (8/ 151): عن شعبة، وفي نسخة: عن سعيد.

والطبراني في "الكبير" (17/ 35) عن مجاعة بن الزبير العتكي وابن قانع (2/ 219) عن أبان بن يزيد العطار كلهم عن قتادة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحافظ: هذا حديث حسن" قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير شهر بن حوشب وهو حسن الحديث، وقتادة وإنْ كان مدلسا إلا أن رواية شعبة عنه مأمون فيها من تدليسه لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع. • وقيل: عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة، ليس فيه عبد الرحمن بن غنم. أخرجه أحمد (4/ 187) والطبراني في "الكبير" (17/ 35) عن همام بن يحيى العَوْذي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (788) عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي كلاهما عن قتادة به. • ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن قتادة عن عمرو بن خارجة، ولم يذكر شهر بن حوشب ولا عبد الرحمن بن غنم. أخرجه النسائي (6/ 207) وفي "الكبرى" (6470) والطبراني في "الكبير" (17/ 35) والأول أصح. - ورواه أبو بكر الهُذَلي عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة. أخرجه ابن بشران (211) والواحدي في "الوسيط" (1/ 269) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 319)

وأبو بكر الهذلي متروك. - ورواه مطر الوراق عن شهر بن حوشب واختلف عن مطر: • فرواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عَروبة عن مطر واختلف عن عبد الوهاب: فقال أحمد (4/ 187): ثنا عبد الوهاب أنا سعيد ثنا مطر عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة. وتابعه الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 219) وأبو نعيم في "الصحابة" (5047) ورواه عبد الرحمن بن مرزوق البزوري عن عبد الوهاب فلم يذكر عبد الرحمن بن غنم. أخرجه الدارقطني (4/ 153) • ورواه مَعْمَر بن راشد عن مطر الوراق فلم يذكر عبد الرحمن بن غنم. أخرجه عبد الرزاق (16306 و 16376) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (787) - ورواه ليث بن أبي سليم واختلف عنه: • فقال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 2/ 605): ثني ليث عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة. • ورواه سفيان الثوري عن ليث عن شهر أخبرني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسمه. أخرجه عبد الرزاق (16307) وأحمد (4/ 186) • ورواه حفص بن غياث الكوفي عن ليث عن مجاهد عن عمرو بن خارجة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 35) وليث ضعيف. الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عمرو بن خارجة رفعه "لا وصية لوارث إلا أنْ يجيز الورثة"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 35) والدارقطني (4/ 152) والبيهقي (6/ 264) وقال: ضعيف" قلت: وهو كما قال لضعف إسماعيل بن مسلم المكي. الثالث: يرويه عبد الملك بن قدامة الجُمَحي عن أبيه عن عمرو بن خارجة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (789) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن عبد الملك بن قدامة به. وقدامة بن إبراهيم الجمحي ذكره ابن حبان في "الثقات" ومن دونه مختلف فيهم، واختلف فيه على عبد الله بن نافع كما سيأتي في الكلام على حديث خارجة بن عمرو. الرابع: يرويه السري بن إسماعيل ثنا عامر عن عمرو بن خارجة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 35 - 36) عن محمد بن حمويه الجوهري ثنا معمر بن سهل ثنا عامر بن مدرك ثنا السري به. والسري بن إسماعيل قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن سعيد بن أبي سعيد أنّه حدّثه عن أنس بن مالك قال: إني لتحت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يسيل عليّ لُعابها، فسمعته يقول "إنّ الله جعل لكل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث، الولد للفراش وللعاهر الحجر، ألا لا يتولنّ رجل غير مواليه، ولا يدعينّ إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك، فعليه لعنة الله، متتابعة إلى يوم القيامة، ألا لا تنفقنّ امرأة من بيتها إلا بإذن زوجها" فقال رجل: إلا الطعام يا رسول الله، فقال "وهل أفضل أموالنا إلا الطعام، ألا إنّ العارية مؤداة، والمنيحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم" أخرجه ابن ماجه (2399 و 2714) وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (39) والطبراني في "مسند الشاميين" (621) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 314) من طريق محمد بن شعيب بن شابور ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (6/ 265): وهذا سند جيد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ومحمد بن شعيب وثقه دحيم وأبو داود، وباقي الإسناد على شرط البخاري" مصباح الزجاجة 3/ 62 و 144

قلت: ولم ينفرد محمد بن شعيب بن شابور به بل تابعه عمر بن عبد الواحد الدمشقي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سعيد بن أبي سعيد (¬1) عن أنس به. أخرجه أبو داود (5115) والطبراني في "مسند الشاميين" (620) والدارقطني (4/ 70) والبيهقي (4/ 264 - 265) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 313 - 314) ورواه (¬2) الوليد بن مزيد البيروتي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سعيد بن أبي سعيد- شيخ بالساحل- قال: ثني رجل من أهل المدينة قال: إني لتحت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه. أخرجه الدارقطني (4/ 70) قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": حديث أنس هذا ذكره ابن عساكر وشيخنا المزي في "الأطراف" (1/ 225) في ترجمة سعيد المقبري وهو خطأ وإنما هو الساحلي ولا يحتج به، هكذا رواه الوليد بن مزيد البيروتي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سعيد بن أبي سعيد- شيخ بالساحل- قال: حدثني رجل من أهل المدينة قال: إني لتحت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث" نصب الراية 4/ 404 وقال الحافظ: هذا حديث حسن ورجاله رجال الصحيح إلا سعيد بن أبي سعيد فاختلف فيه فقيل: هو المَقْبُري، فلو ثبت هذا لكان الحديث على شرط الصحيح، لكن الأكثر على أنّه شيخ مجهول من أهل بيروت. وقد وقع في بعض طرقه عن ابن جابر حدثني شيخ بالساحل يقال له: سعيد بن أبي سعيد، والمقبري لا يقال فيه مثل هذا لشهرته" وقال في "النكت الظراف" (1/ 225): قلت: هو سعيد بن أبي سعيد الساحلي شامي، وأما المقبري فهو مدني" وقال في "التهذيب": قال ابن عساكر: قدم سعيد بن أبي سعيد الشام مرابطا وحدّث بساحل بيروت. وقد فرق الخطيب بين سعيد بن أبي سعيد الذي حدث ببيروت وبين المقبري ووهم في ذلك. قال الحافظ: قلت: وذكر الحافظ سعد الدين الحارثي أنّ ابن عساكر لم يصب في توهيم الخطيب، وصدق الحارثي قد جاء في كثير من الروايات عن عبد الرحمن بن يزيد بن ¬

_ (¬1) قال أبو داود في روايته: ثني سعيد بن أبي سعيد ونحن ببيروت. (¬2) ورواه ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سعيد بن أبي سعيد عمن سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول. أخرجه أحمد (5/ 293)

جابر عن سعيد بن أبي سعيد الساحلي عن أنس، والرواية التي وقعت لابن عساكر وفيها عن ابن جابر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري كأنها وهم من أحد الرواة وهو سليمان بن أحمد الواسطي فإنّه ضعيف جدا، وإنّ المقبري لم يقل أحد أنه يُدعى الساحلي، وهذا الساحلي غير معروف تفرد عنه ابن جابر" وقال في "التقريب": سعيد بن أبي سعيد البيروتي الساحلي مجهول وَهِّم ابن عساكر الخطيب لكونه فرّق بين هذا والمقبري، والصواب مع الخطيب ويحتمل أنْ يكون هو سعيد بن خالد بن أبي طويل" الثاني: يرويه سليمان بن سالم الحرِّاني الأموي- هو ابن أبي داود- عن الزهري عن أنس مرفوعا "إنّ الله قد آتى كل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر". أخرجه تمام في "فوائده" (ق 6/ 2) والخطيب في "الموضح" (2/ 127 و 282) وابن عساكر في "تاريخه" (7/ 153) وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن سالم قال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا. الثالث: يرويه شعيب بن بكر عن يحيى بن سعيد عن أنس مرفوعا "لا وصية لوارث" أخرجه ابن عدي (4/ 1575) عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا عبد الجبار بن سعيد عن شعيب بن بكر به. وقال: وهذا الحديث لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير عبد الله بن شبيب ولم أكتبه إلا عن إسحاق هذا" قلت: وعبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "لا وصية لوارث" أخرجه الدارقطني (4/ 98) عن أبي بكر محمد بن حمدون النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد ثنا عبد الله بن ربيعة ثنا محمد بن مسلم عن ابن طاوس به. قال الحافظ: سنده حسن" التلخيص 3/ 92

وتبعه الألباني في "الارواء" (6/ 89) وقال أبو الطيب في "التعليق المغني": في إسناده عبد الله بن ربيعة فهو إنْ كان ابن يزيد الدمشقي فمجهول وإنْ كان غيره فلا أعرفه" قلت: عبد الله بن ربيعة يحتمل أنْ يكون هو عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي فإنّه معدود من الرواة عن محمد بن مسلم الطائفي. ثم تحققت من ذلك فقد أخرجه ابن عدي (4/ 1570) عن إسحاق بن عبد الله الكوفي ثني محمد بن تمام بن عياش ثنا عبد الله بن محمد القدامي به. ذكره في ترجمة القدامي هذا وقال: وهذا حديث غريب من هذا الطريق لا أعلم رواه غير القدامي، ولم أكتبه إلا عن إسحاق الكوفي هذا" قال: والقدامي عامة حديثه غير محفوظة، وهو ضعيف على ما تبين لي من رواياته واضطرابه فيها ولم أر للمتقدمين فيه كلاما فأذكره" قلت: وضعفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما. والحديث اختلف فيه على طاوس، فرواه هشام بن حُجَير عنه مرسلا. أخرجه سعيد بن منصور (429) عن سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير به. وهشام بن حجير مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه أحمد وغيره. الثاني: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس موفوعا "لا وصية لوارث إلا أن يجيزها الورثة" وفي لفظ "لا تجوز الوصية لوارث إلا إن شاء الورثة" أخرجه الدارقطني (4/ 97 و 152) والبيهقي (6/ 263) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 299) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 321) من طريق حجاج بن محمد المصيصي ثنا ابن جريج به. قال البيهقي: عطاء هو الخراساني لم يدرك ابن عباس ولم يره. قاله أبو داود وغيره" وقال الحافظ: ورجاله ثقات إلا أنّه معلول فقد قيل: إنّ عطاء هو الخراساني" الفتح 6/ 302 وقال في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 321): هذا إسناد ظاهره الصحة إذ المتبادر أنّ عطاء هو ابن أبي رباح فلو كان كذلك لكان على شرط الصحيح لكن عطاء المذكور هو الخراساني وفيه ضعف ولم يسمع من ابن عباس. قاله أبو داود والدارقطنى وغيرهما"

قلت: رواه إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة الطائفي عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "لا وصية لوارث" أخرجه ابن عدي (1/ 307) لكن إسماعيل هذا ضعيف. ورواه يونس بن راشد الجزري عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الدارقطني (4/ 98 و 152) ومن طريقه البيهقي (6/ 263 - 264) عن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا يونس بن راشد به. قال البيهقي: عطاء الخراساني غير قوي" قلت: هو صدوق، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد والعجلي والترمذي ويعقوب بن شيبة وغيرهم، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا بأس به صدوق يحتج بحديثه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وضعفه بعضهم. ويونس بن راشد صدوق كذلك قال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات". ومحمد بن عمرو بن خالد وثقه ابن يونس (الوهم والإيهام 3/ 535) والباقون ثقات. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2410) عن محمد بن عمرو بن خالد به. وأما حديث أبي عمرو فأخرجه ابن عدي (2/ 817) عن محمد بن صالح بن ذَرِيح البغدادي ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر". قال الحافظ: وسنده حسن" تخريج أحاديث المختصر 2/ 320 قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير عمرو بن شعيب وأبوه وهما صدوقان. ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه حبيب بن الشهيد البصري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته يوم النحر "لا وصية لوارث إلا أن تجيز الورثة" أخرجه الدارقطني (2/ 98) من طريق سهل بن عمار النيسابوري ثنا الحسين بن الوليد ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد به.

قال الزيلعي: وسهل بن عمار كذبه الحاكم" نصب الراية 4/ 404 وقال الحافظ: إسناده واهي" التلخيص 3/ 92 وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "لا وصية لوارث" أخرجه ابن عدي (1/ 202) عن أحمد بن محمد بن صاعد والدارقطني (4/ 97) عن فضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج البغدادي كلاهما عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي ثنا سفيان بن عيينة به. وأبو موسى الهروي وثقه ابن معين وابن حبان لكن خالفه سعيد بن منصور (426) فرواه عن ابن عيينة عن عمرو به دينار مرسلا لم يذكر جابرا (¬1). وتابعه علي بن المديني عن ابن عيينة به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 337) قال الدارقطني: الصواب مرسل" الثاني: يرويه جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا "لا وصية لوارث ولا إقرار بدين" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (433) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 227) من طريق يحيى بن يحيى ثنا نوح بن دَرّاج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد به. واختلف فيه على نوح بن دراج، فرواه عباد بن يعقوب عنه عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا لم يذكر جابرا. أخرجه الدارقطني (4/ 152) ونوح بن دراج قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، واتهمه بعضهم بالوضع. ¬

_ (¬1) قال الحافظ: هذا مرسل، ورجاله رجال الصحيح" تخريج أحاديث المختصر 2/ 322

وأما حديث زيد بن أرقم والبراء فأخرجه ابن الأعرابي (ق162/أ) والطبراني في "الكبير" (5057) وابن عدي (6/ 2349) من طريق موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم والبراء قالا: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال "إنّ الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه، والولد للفراش وللعاهر الحجر، وليس لوارث وصية" قال الهيثمي: وفيه موسى بن عثمان الحضرمي وهو ضعيف" المجمع 5/ 15 قلت: بل ضعيف جدا، قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث جدا. وقال الترمذي في "العلل" (1/ 458): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: يرويه عن أبي إسحاق موسى بن عثمان الحضرمي وهو ذاهب الحديث" وأما حديث علي فيرويه أبو إسحاق الهمداني واختلف عنه: • فرواه يحيى بن أبي أنيسة الجزري عنه عن عاصم بن ضَمْرَة عن علي مرفوعا "الدين قبل الوصية، وليس لوارث وصية" أخرجه ابن عدي (7/ 2648) والدارقطني (¬1) (4/ 97) والبيهقي (6/ 267) والخطيب في "الموضح" (2/ 167) وقال البيهقي: كذا أتى به يحيى بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عاصم ويحيى ضعيف" قلت: هو متروك الحديث كما قال أحمد ويعقوب بن سفيان والنسائي والدارقطني. • ورواه ناصح بن عبد الله الكوفي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا "لا وصية لوارث، الولد من ولد على فراش أبيه، وللعاهر الحجر في فِيه، من ادعى إلى غير أبيه أو إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه ابن عدي (7/ 2511) وقال: وهذا عن أبي إسحاق غير محفوظ" قلت: وناصح قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف. ورواه حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 149) ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 92): رواه الدارقطني من حديث علي وإسناده ضعيف"

وحجاج ضعيف مدلس. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحارث في "مسنده" كما في "نصب الراية" (4/ 405) عن إسحاق بن عيسى بن نجيح الطباع ثنا محمد بن جابر عن عبد الله بن بدر: سمعت ابن عمر يقول: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدين قبل الوصية، وأنْ لا وصية لوارث" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر السحيمي. وأما حديث خارجة بن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير" (4140) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 320) من طريق عبد الله بن حمزة الزبيري ثنا عبد الله بن نافع عن عبد الملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن خارجة بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الفتح وأنا عند ناقته "ليس لوارث وصية قد أعطى الله عز وجل كل ذي حق حقه، وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا بقبل الله منه صرفا ولا عدلا يوم القيامة". قال الهيثمي: وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه ابن معين وضعفه الناس" المجمع 4/ 214 قلت: هو مختلف فيه وكذا عبد الله بن نافع الصائغ، وقدامة بن إبراهيم الجمحي ذكره ابن حبان في "الثقات". وخارجة بن عمرو قال الحافظ (¬1) في "التلخيص" (3/ 92): ولعله عمرو بن خارجة انقلب" وقال في "التهذيب": عمرو بن خارجة وقيل خارجة بن عمرو والأول أصح" وقال في "الإصابة" (3/ 49): حديث عمرو بن خارجة أخرجه أحمد وأصحاب السنن ومخرجه مغاير لمخرج حديث خارجة بن عمرو فالظاهر أنّه آخر" قلت: رواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد الله بن نافع فقال: عن عمرو بن خارجة وقد تقدم. وأما حديث معقل بن يسار فأخرجه ابن عدي (5/ 1853) من طريق علي بن الحسن بن يعمر الشامي ثنا المبارك بن فَضالة عن الحسن قال: قال معقل بن يسار: كنا بمنى وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب ولُعاب ناقته بين كتفي ففهمت من كلامه قال "لا وصية لوارث" ¬

_ (¬1) وقال في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 320): هذا حديث غريب من هذا الوجه، وجوز أبو موسى في الذيل أن يكون هذا هو عمرو بن خارجة الذي سبق، لكون الحديث معروفا من طريقه"

وقال: وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد ليس له أصل، وعلي بن الحسن ضعيف جدا" وقال الحافظ: سنده واه" تخريج أحاديث المختصر 2/ 320 وأما حديث أسماء بنت يزيد فأخرجه إسحاق في "مسنده" (2287) عن يحيى بن اليمان العجلي ثنا سفيان عن ليث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنها رفعته "لا وصية لوارث" وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأما حديث مجاهد فأخرجه الشافعي في "الأم" (4/ 40) وسعيد بن منصور (425) والبيهقي (6/ 264) وفي "المعرفة" (9/ 173) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 313) من طريق سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن مجاهد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "لا وصية لوارث" قال الحافظ: هذا حديث مرسل صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات. 1187 - حديث عبادة بن الصامت: لما نزلت آية الرجم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله قد جعل لهن سبيلا" الحديث وفيه: فقال أناس لسعد بن عبادة: يا أبا ثابت، قد نزلت الحدود، أرأيت لو وجدت مع امرأتك رجلا كيف كنت صانعا؟ قال: كنت ضاربه بالسيف حتى يسكنا، فأنا أذهب وأجمع أربعة، فإلى ذلك قد قضى الخائب حاجته فأنطلق وأقول: رأيت فلانا فيجلدوني ولا يقبلون لي شهادة أبدا. فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "كفى بالسيف شاهدا" ثم قال "لولا أنى أخاف أنْ يتتابع فيها السكران والغيران" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) 1188 - "إنّ الله قد ذبح كل ما في البحر لبني آدم" قال الحافظ: وأخرج الدارقطني من حديث عبد الله بن سَرْجِس رفعه: فذكره، وفي سنده ضعف، والطبراني من حديث ابن عمر رفعه نحوه، وسنده ضعيف أيضا" (¬2) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 15/ 190 (كتاب الحدود- باب من رأى مع امراته رجلا فقتله) (¬2) 12/ 34 (كتاب الذبائح- باب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ} [المائدة:96])

أخرجه الدارقطني (4/ 267) من طريق إبراهيم بن يزيد الخُوزي عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن سرجس مرفوعا "إنّ الله قد ذبح كل نون في البحر لبني آدم" وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن يزيد الخوزي قال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. واختلف في هذا الحديث على عمرو بن دينار: • فرواه حمزة بن أبي حمزة ميمون الجزري النَّصِيبى عنه عن جابر مرفوعا "ما من دابة في البحر إلا قد ذكاها الله لبني آدم" أخرجه الدارقطني (4/ 267) وحمزة النصيبي قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، واتهمه غير واحد بوضع الحديث. • ورواه طلحة بن عمرو الحضرمي عن عمرو بن دينار قال: بلغني أنّ الله ذبح ما في البحر لبني آدم. أخرجه الدارقطني (4/ 267) وطلحة بن عمرو ضعيف. وأما حديث ابن عمر فلم أره في المطبوع من مسنده من "المعجم الكبير" ولم أره في "المجمع" للهيثمي والله تعالى أعلم. 1189 - "إنّ الله قدّر مقادير الخلائق قبل أنْ يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء" قال الحافظ: وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2653) عن ابن عمرو مرفوعا بلفظ "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء" 1190 - حديث ابن مسعود "إنّ الله قسم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم" قال الحافظ: وهو عند البخاري في (الأدب المفرد) (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم:27]) و 14/ 311 (كتاب القدر- باب تحاج آدم وموسى عند الله) (¬2) 13/ 67 - 68 (كتاب الأدب- باب حسن الخلق)

يرويه زُبَيْد بن الحارث اليامي عن مُرّة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود، واختلف عن زبيد في رفعه ووقفه: - فرواه سفيان الثوري عن زبيد واختلف عن سفيان: • فرواه غير واحد عن سفيان موقوفا. أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) (275) وأبو داود في "الزهد" (157) وابن اللمش (¬1) في "تاريخ دنيسر" (ص 93) عن محمد بن كثير العبدي والحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1134) عن عبد الرحمن بن مهدي والعقيلي (2/ 213) عن قَبيصة بن عقبة الكوفي ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن زبيد بن الحارث اليامي عن مرّة عن ابن مسعود قال: إنّ الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فمن ضَنَّ بالمال أنْ ينفقه وخاف العدو أنْ يجاهده وهاب الليل أنْ يكابده فليكثر من قول لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر" اللفظ للبخاري • ورواه عيسى بن يونس عن سفيان عن زبيد عن مرّة عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 726 - 727) والدارقطني في "العلل" (5/ 271) والحاكم (1/ 33) وابن مردويه في "أماليه" (6) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 35) والبيهقي في "القضاء والقدر" (365 و 366 و 367) وابن الجوزي في "العلل" (1401) من طريق أحمد بن جَنَاب المِصيصي عن عيسى بن يونس به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد تفرد به أحمد بن جناب المصيصي وهو شرط من شرطنا في هذا الكتاب أنا نخرج أفراد الثقات إذا لم نجد لها علة، وقد وجدنا لعيسى بن يونس فيه متابعين أحدهما من شرط هذا الكتاب وهو سفيان بن عقبة أخو قبيصة. ¬

_ (¬1) ووقع عنده "عن سنيد عن مرة" ولعله خطأ من الناسخ.

ثم ساقه (1/ 34) من طريق سفيان بن عقبة عن حمزة الزيات وسفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود به مرفوعا (¬1). ثم قال: وأما المتابع الذي ليس من شرط هذا الكتاب فعبد العزيز بن أبان والحديث معروف به، فقد صح بمتابعين لعيسى بن يونس ثم بمتابع للثوري عن زبيد وهو حمزة الزيات" قلت: الحديث إسناده صحيح إلا أنّه اختلف فيه على زبيد اليامي فرواه سفيان الثوري عنه كما تقدم واختلف فيه على سفيان. - ورواه عبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي عن أبيه عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 166) وقال: ورواه حمزة الزيات عن زبيد مثله مرفوعا. ورواه إسماعيل بن أبي خالد والمسعودي في آخرين عن زبيد مثله موقوفا. قلت: وعبد الرحمن بن زبيد بن الحارث ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". - ورواه زهير بن معاوية ومالك بن مِغْول وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود موقوفا. فأما حديث زهير فأخرجه أبو داود في "الزهد" (157) وأما حديث مالك بن مغول فأخرجه اللالكائي في "السنة" (1697) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 165 - 166) وأما حديث المسعودي فأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (368) - ورواه محمد بن طلحة بن مُصَرِّف اليامي عن زبيد واختلف عن محمد: • فقال غير واحد: عن محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8990) عن حجاج بن المنهال البصري ¬

_ (¬1) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (599) عن الحاكم به.

وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 165 - 166 و 5/ 35) عن سليمان بن حرب البصري و (4/ 165 - 166) عن عاصم بن علي الواسطي قالوا: ثنا محمد بن طلحة به. • وقال سلام بن سليمان المدائني: عن محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه ابن عدي (3/ 1158) وابن مردويه في "أماليه" (6) وسلام بن سليمان ضعيف، ومحمد بن طلحة مختلف فيه. ولم ينفرد زبيد بن الحارث به بل تابعه الصباح بن محمد الأحمسي عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا (¬1). أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (344) وأحمد (1/ 387) وابن أبي عمر في "الإيمان" (64) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 55) والبخاري في "الكبير" (2/ 2 / 313) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (42) وابن أبي عاصم في "الزهد" (209) والبزار (2026) والدولابي في "الكنى" (1/ 141) والعقيلي (2/ 213) والهيثم بن كليب في "مسنده" (877) والحاكم (2/ 447 و 4/ 165) وابن مردويه في "أماليه" (5) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 166) وابن بشران (359) والبيهقي في "الشعب" (5136) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 436 - 437) والواحدي في "الوسيط" (4/ 70 - 71 و 483 - 484) والبغوي في "شرح السنة" (2030) وفي "تفسيره" (1/ 288) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (72) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" كما في "غاية المرام" (ص 29) وقال البزار: الصباح بن محمد ليس بالمشهور" ¬

_ (¬1) ولفظه "إنّ الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه" قالوا: وما بوائقه يا نبي الله؟ قال "غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إنّ الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث".

وقال العقيلي: الصباح بن محمد في حديثه وهم، ويرفع الموقوف" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عبد البر: هذا حديث حسن الألفاظ ضعيف الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده بعضهم مستور وأكثرهم ثقات" المجمع 1/ 53 وقال في موضع آخر: رواه البزار وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 292 وعلق الحافظ بن حجر على ذلك بخطه في نسخة الأصل من "المجمع" بقوله: كلهم معروفون والآفة من الصباح" وقال الدارقطني: الصباح بن محمد ليس بقوي، والصحيح موقوف" العلل 5/ 270 - 271 وقال البوصيري: مداره على الصباح بن محمد وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 62 1191 - عن ابن مسعود رفعه "إنّ الله كتب الغيرة على النساء، فمن صبر منهنّ كان لها أجر شهيد" قال الحافظ: أخرجه البزار وأشار إلى صحته، ورجاله ثقات لكن اختلف في عبيد بن الصباح منهم" (¬1) أخرجه البزار (1490) والدولابي في "الكنى" (2/ 100) والعقيلي في "الضعفاء" (ق268/ أ) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 82) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 227) والطبراني في "الكبير" (10040) وابن عدي (6/ 2102) والقضاعي (1117) من طرق عن أبي محمد عبيد بن الصباح الكوفي ثنا كامل بن العلاء أبو العلاء عن الحكم بن عُتيبة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: كنت جالسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه إذ أقبلت امرأة عريانة، فقام إليها رجل من القوم فألقى عليها ثوبا، وضمها إليه، فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2)، فقال بعض أصحابه: أحسبها امرأته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أحسبها غَيْرَى وإنّ الله تبارك وتعالى كتب الغيرة على النساء، والجهاد على الرجال، فمن صبر منهنّ كان لها أجر شهيد (¬3) " واللفظ للبزار. ¬

_ (¬1) 11/ 237 (كتاب النكاح- باب الغيرة) (¬2) زاد ابن حبان "وغمض عينيه" ولفظ الطبراني "فشقّ ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - وغمض عينيه" (¬3) لفظ ابن حبان والطبرانى "فمن صبر منهنّ إيمانا واحتسابا كان لها مثل أجر الشهداء"

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبيد بن الصباح ليس به بأس، وكامل بن العلاء كوفي مشهور، وروى عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه على أنّه لم يشاركه في هذا الحديث غيره" وقال العقيلي: عبيد بن الصباح لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وقال مرة أخرى: هذا حديث موضوع بهذا الإسناد. العلل 1/ 313 وقال الهيثمي: وفيه عبيد بن الصباح ضعفه أبو حاتم، ووثقه البزار، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 320 وقال الذهبي: هذا الحديث من مناكير عبيد بن الصباح" الميزان قلت: هو مختلف فيه وكذا كامل بن العلاء والباقون ثقات 1192 - "إنّ الله كتب كتابا أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، وقال في آخره-آمن الرسول-" قال الحافظ: وقد أخرج علي بن سعيد العسكري في "ثواب القرآن" من حديث النعمان بن بشير رفعه: فذكره، وأصله عند الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم، ولأبي عبيد في "فضائل القرآن" من مرسل جبير بن نُفير نحوه وزاد "فاقرءوهما وعلموهما أبناءكم فإنهما قرآن وصلاة ودعاء" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 1193 - حديث النعمان بن بشير رفعه "إنّ الله كتب كتابا وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار فيقربها الشيطان ثلاث ليال" قال الحافظ: أخرجه الحاكم وصححه" (¬2) ورد من حديث النعمان بن بشير ومن حديث أبي ذر فأما حديث النعمان فيرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 10/ 432 (كتاب فضائل القرآن- باب سورة البقرة) (¬2) 10/ 432 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل سورة البقرة)

- فرواه أشعث بن عبد الرحمن الجَرْمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان مرفوعا. أخرجه أحمد (4/ 274) عن رَوح بن عبادة البصري وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 232) وأحمد (4/ 274) والدارمي (3390) والنسائي في "اليوم والليلة" (967) والحاكم (1/ 562 و 2/ 260) والسهمي (¬1) في "تاريخ جرجان" (ص 129) والبيهقي في "الأسماء" (ص 300) عن عفان بن مسلم البصري والترمذي (2882) والبزار (3296) والفريابي في "القدر" (89) عن عبد الرحمن بن مهدي البصري والنسائي في "اليوم والليلة" (967) عن حجاج بن المنهال البصري وابن الضريس في "فضائل القرآن" (167) عن موسى بن إسماعيل البصري وابن نصر في "قيام الليل" (ص 142) وابن حبان (782) والطبراني في "الأوسط" (2009) عن هُدبة بن خالد البصري (¬2) والبيهقي في "الشعب" (2179) عن يونس بن محمد المؤدب والبغوي في "شرح السنة" (1201) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن أبي الأشعث" (¬2) رواه ابن نصر وعمران بن موسى وأحمد بن عمرو عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن أشعث بن عبد الرحمن عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن النعمان بن بشير. وخالفهم عبد الله بن أحمد بن حنبل فرواه عن هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة ثنا أشعث بن عبد الرحمن عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد بن أوس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7146)

عن العلاء بن عبد الجبار البصري والفريابي (88) عن معاذ بن معاذ العنبري وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (9) عن عبيد الله بن محمد بن عائشة كلهم عن حماد بن سلمة ثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير مرفوعا "إنّ الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان". قال البزار: لا نعلم أسند أبو الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير إلا هذا الحديث" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن النعمان إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد بن سلمة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط مسلم" قلت: أشعث بن عبد الرحمن الجرمي لم يخرج له مسلم شيئا، وقد وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أحمد: ما به بأس، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وباقي رواته ثقات. وأبو الأشعث الصنعاني اسمه شراحيل بن آدة ولم يذكر سماعا من النعمان بن بشير فلا أدري أسمع منه أم لا. قال الذهبي في "سير الأعلام" (4/ 358): لم يخرج له البخاري لأنّه لا يكاد يصرح باللقاء، وهو لا يقنع بالمعاصرة" قلت: ولم يخرج له مسلم من روايته عن النعمان بن بشير شيئا.

- ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي قلابة واختلف عن أيوب: • فرواه عباد بن منصور عن أيوب واختلف عن عباد: فقال ريحان بن سعيد البصري: ثنا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي صالح الحارثي عن النعمان بن بشير. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (966) والطبراني في "الأوسط" (1382) و "الصغير" (1/ 55) والبيهقي في "الشعب" (2180) وقال الطبراني: لم يروه عن أيوب إلا عباد، تفرد به ريحان" قلت: وهو مختلف فيه، ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد. وقال البرديجي: فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير. وأما عباد بن منصور فهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. وقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي صالح الخازني مرسلا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5/ 339) • ورواه وهيب بن خالد البصري عن أيوب قال: قرأت في كتاب أبي قلابة ولا أعلمني إلا أني قد سمعت منه عن النعمان. أخرجه الفريابي (90) - ورواه أبو قحذم النضر بن معبد عن أبي قلابة عن أبي صالح عن النعمان بن بشير. أخرجه ابن عدي (7/ 2490) وأبو قحذم قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة. - ورواه سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير. أخرجه الفريابي (91) وسعيد بن بشير فيه ضعف.

- ورواه أبو رجاء محمد بن سيف البصري عن أبي قلابة عن أبي صالح الأشعري عن النعمان بن بشير. أخرجه البزار (3297) عن خالد بن يوسف السّمتي أنا أبي أنا أبو رجاء به. ويوسف بن خالد السمتي كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود. وحديث حماد بن سلمة أصح. قال أبو زرعة: الصحيح حديث حماد بن سلمة" العلل لابن أبي حاتم 2/ 64 وأما حديث أبي ذر فأخرجه الحاكم (1/ 562) من طريق الفضل الشعراني ثنا عبد الله بن صالح (¬1) المصري أني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعا "إنّ الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهنّ وعلموهنّ نساءكم وأبناءكم فإنها صلاة وقرآن ودعاء". وقال: صحيح على شرط البخاري" وتعقبه الذهبي فقال: كذا قال، ومعاوية لم يحتج به البخاري" قلت: وعبد الله بن صالح فيه ضعف، وخالفه عبد الله بن وهب فرواه عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير مرسلا. أخرجه الحاكم (1/ 562) وهذا أصح. 1194 - حديث عائشة قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاته فأخذت غطاء فنشرته على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهة في وجهه فجذبه حتى هَتكَه فقال "إنّ الله لم يأمرنا أنْ نكسو الحجارة والطين" قالت: فقطعت منه وسادتين فلم يعب ذلك عليّ. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2107) " (¬2) ¬

_ (¬1) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص233) عن عبد الله بن صالح فلم يذكر أبا ذر. (¬2) 11/ 132 (كتاب النكاح - باب الأنماط) و11/ 159 (كتاب النكاح - باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)

1195 - "إنّ الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرّم عليها" ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع: قال في الأول: رواه أبو داود (¬1) من حديث أم سلمة" (¬2) وقال في الثاني: أخرجه أبو يعلى وصححه ابن حبان" (¬3) وقال في الثالث: وله (أي أبي داود) عن أم سلمة مرفوعا: فذكره" (¬4) أخرجه أحمد في "الأشربة" (159) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (12) وأبو يعلى (6966) وابن حبان (1391) والطبراني في "الكبير" (23/ 326 - 327) والبيهقي (10/ 5) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني عن حسان بن مخارق قال: قالت أم سلمة: اشتكت ابنة لي، فَنَبَذْتُ لها في كُوْز، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يغلي، فقال "ما هذا؟ " فقالت: إنّ ابنتي اشتكت فنبذنا لها هذا، فقال "إنّ الله لم يجعل شفاءكم في حرام" وفي لفظ "فيما حرّم عليكم". قال ابن حزم: هذا الحديث باطل لأنّ راويه سليمان الشيباني وهو مجهول" المحلى 1/ 233 قلت: بل هو معروف وهو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي أخرج له الستة ووثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وأبو داود والعجلي والدارقطني وغيرهم. وحسان بن مخارق ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا أبا إسحاق الشيباني فهو مجهول، ولا يُدرى هل لقي أم سلمة أم لا. وقد صح الحديث من قول ابن مسعود ذكره البخاري في "صحيحه" (فتح 12/ 180) تعليقا وبصيغة الجزم. قال: وقال ابن مسعود في السَّكَر: إنّ الله لم يجعل شفاءكم فيما حَرَّم عليكم" ¬

_ (¬1) الحديث لم أجده في سنن أبي داود وليس هو فيه، وأظنه وهما من الحافظ أو هو تصحيف فإنّه قد ذكر الحديث في كتاب الأشربة- باب شرب الحلواء والعسل ونسبه إلى أبي يعلى وابن حبان، وذكره في "المطالب العالية" (2462) ونسبه إلى أبي يعلى، وذكره الهيثمي في "المجمع" (5/ 86) ونسبه إلى أبي يعلى والبزار، وذكره السخاوي في "المقاصد" (ص 119) ونسبه إلى ابن حبان وأبي يعلى والبيهقي. ومما يقوي أنّ أبا داود لم يخرجه أنّ الراوي عن أم سلمة وهو حسان بن مخارق الكوفي ليست له رواية في الكتب الستة ولذلك لم يترجم في "التهذيب" وتوابعه. (¬2) 1/ 352 (كتاب الوضوء- باب أبوال الإبل) (¬3) 12/ 181 (كتاب الأشربة- باب شراب الحلواء والعسل) (¬4) 17/ 21 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

قال الحافظ: قلت: قد رويت الأثر المذكور في "فوائد" علي بن حرب الطائي (¬1) عن سفيان بن عُيينة عن منصور عن أبي وائل قال: اشتكى رجل منا يقال له: خيثم بن العداء داء ببطنه يقال له الصفر فنعت له السَّكَر فأرسل إلى ابن مسعود يسأله فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 23) عن جرير عن منصور وسنده صحيح على شرط الشيخين (¬2)، وأخرجه أحمد في كتاب "الأشربة" (117) والطبراني في "الكبير" (9714 و9715 و 9716) من طريق أبي وائل (¬3) نحوه، وروينا في نسخة داود بن نصير الطائي بسند صحيح عن مسروق (¬4) قال: قال عبد الله- هو ابن مسعود-: لا تسقوا أولادكم الخمر فإنّهم ولدوا على الفطرة وإنّ الله لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم. وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر عن ابن مسعود كذلك، وأخرج إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من هذا الوجه قال: أتينا عبد الله في مجدرين أو محصبين نعت لهم السكر فذكر مثله" الفتح 12/ 181 وأخرجه عبد الرزاق (17102) والطبراني في "الكبير" (9717) من طريق حماد عن إبراهيم قال: قال ابن مسعود: لا تسقوا أولادكم الخمر، بنحو رواية مسروق. قال الهيثمي: وإسناده منقطع ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 72 وأخرجه أحمد في "الأشربة" (133) عن محمد بن فضيل عن العلاء عن أبيه عن ابن مسعود قال: إنّ أولادكم ولدوا على الفطرة فلا تسقوهم السكر، فإنّ الله عز وجل لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم. ورواته ثقات إلا أنّ المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود. 1196 - "إنّ الله لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى وصححه ابن حبان من حديث أم سلمة قالت: اشتكت بنت لي فنبذت لها في كُوزٍ فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يغلي فقال "ما هذا؟ " فأخبرته فقال: فذكره" (¬5) انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 200) وأخرجه أحمد في "الأشربة" (130) عن سفيان بن عيينة به. (¬2) وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 86 (¬3) ومن هذا الطريق أخرجه عبد الرزاق (17097و 17098) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 108) وأبو الشيخ في "الأقران" (136) والحاكم (4/ 218) والبيهقي (10/ 5) والخطب في "الأسماء المبهمة" (ص 71 و 72) (¬4) وأخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2522) عن يحيى القطان عن سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق به. (¬5) 12/ 181 (كتاب الأشربة- باب شراب الحلواء والعسل)

1197 - "إنّ الله لم يجعل لِلْمَسْخِ نَسْلاً ولا عَقِباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك" قال الحافظ: حديث ابن مسعود قال: وذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره" (¬1) هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (2663) عن ابن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم أَمْتِعْني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاقٍ مقسومةٍ. لن يعجل شيئا قبل حِلِّهِ أو يؤخر شيئا عن حِلِّهِ ولو كنت سألت الله أنْ يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل". قال: وذكرت عنده القردة. قال مِسْعَر: وأراه قال والخنازير من مسخ فقال "إنّ الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك". 1198 - عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬2) ضعيف أخرجه أبو داود (1664) عن عثمان بن أبي شيبة والحاكم (1/ 408 - 409) عن علي بن المديني والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (560) عن محمد بن يونس الكُديمي قالوا: ثنا يحيى بن يعلى المحاربي ثنا أبي ثنا غيلان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية- والذين يكنزون الذهب والفضة- قال: كبر ذلك على المسلمين، فقال عمر - رضي الله عنه -: أنا أفرج عنكم، فانطلق، فقال: يا نبي الله، إنّه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وزاد "وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم" فكبّر عمر، ثم قال له "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة: إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته" ¬

_ (¬1) 7/ 162 - 163 (كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم) (¬2) 4/ 14 (كتاب الزكاة - باب ما أدي زكاته فليس بكنز)

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: اختلف في هذا الحديث على يحيى بن يعلى، فرواه غير واحد عنه قال: ثنا أبي ثنا غيلان بن جامع المحاربي عن عثمان أبي اليقظان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس. فزادوا عثمان أبي اليقظان بين غيلان بن جامع وجعفر بن إياس، منهم: 1 - أبو بكر بن أبي شيبة. أخرجه أبو يعلى (2499) 2 - إبراهيم بن إسحاق الزهري. أخرجه الحاكم (¬1) (2/ 333) والبيهقي (4/ 83) وفي "الشعب" (3035) 3 - عباس بن عبد الله الترقفي. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 183) والبيهقي (4/ 83) 4 - حميد بن مالك. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/ 1788) وهذا أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة. وقال الحاكم لما أخرجه: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف عثمان أبي اليقظان. قال الذهبي في "المهذب" (4/ 7): قلت: عثمان ضعفوه. 1199 - حديث أبي سعيد الخير "إنّ الله لم يكتب الصيام بالليل، فمن صام فقد تَعَنَّى ولا أجر له" قال الحافظ: ذكره الترمذي في "الجامع" ووصله في "العلل المفرد" وأخرجه ابن السكن وغيره في "الصحابة" والدولابي وغيره في "الكنى" كلهم من طريق أبي فروة الرُّهاوي عن معقل الكندي عن عُبادة بن نُسِي عنه ولفظ المتن مرفوعا: فذكره، قال ابن ¬

_ (¬1) وقع عنده "عن عثمان بن القطان الخزاعي" قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: عثمان لا أعرفه والخبر عجيب" قلت: رواه البيهقي عن الحاكم فقال فيه "عن عثمان أبي اليقظان" على الصواب.

منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: ما أرى عبادة سمع من أبي سعيد الخير" (¬1) ضعيف قال الحافظ في "الإصابة" (11/ 161): أبو سعد الخير ويقال: أبو سعيد الخير قال ابن السكن: له صحبة، ويقال: اسمه عمرو. وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه ولا نسبه. وذكر أنه أبو سعيد الأنماري وليس كذلك فإنّ لهذا حديثين غير الحديث الذي اختلف فيه في الأنماري بل هو أبو سعد أو أبو سعيد فأخرج الترمذي في "العلل المفردة" (1/ 338 - 339) وابن أبي داود في "الصحابة" وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى كلهم من طريق أبي فروة الرهاوي عن معقل الكندي (¬2) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد مرفوعا: فذكر الحديث (¬3)، قال: وأخرجه الدولابي (¬4) في "الكنى" (1/ 35) من وجه آخر عن أبي فروة فقال: عن أبي سعد الخير الأنصاري، وفي رواية الحاكم أبي أحمد (¬5): عن أبي سعد الخير، وأخرجه ابن منده وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عنه فقال: ما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير" (¬6) قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ومعقل الكناني ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا يزيد بن سنان فهو مجهول. 1200 - "إنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا" قال الحافظ: ووقع في رواية طارق بن شهاب عن ابن مسعود رفعه: فذكره، وأخرجه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم، ونحوه للطحاوي وأبي نعيم من حديث ابن عباس، ووقع في رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود نحو حديث الباب وزاد في آخره "علمه من علمه، وجهله من جهله" أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم" (¬7) صحيح ¬

_ (¬1) 5/ 105 (كتاب الصوم- باب الوصال) (¬2) في "علل الترمذي" الكناني. (¬3) لفظ الترمذي "إنّ الله لم يكتب على الليل الصيام، فمن صام فليتعن ولا أجر له". ولفظ الدولابي "لم يكتب علينا في الليل صيام، فمن شاء فليتعن ولا أجر له" (¬4) وكذا ابن عدي (7/ 2725) (¬5) وكذا ابن قانع في "الصحابة" (1/ 100) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2725) (¬6) قال البخاري قبل ذلك: أرى هذا الحديث مرسلا" (¬7) 12/ 240 (كتاب الطب- باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)

وله عن ابن مسعود طريقان: الأول: يرويه قيس بن مسلم الجَدَلي عن طارق بن شهاب واختلف عن قيس: - فرواه سفيان الثوري عن قيس بن مسلم واختلف عن سفيان: • فقال محمد بن يوسف الفِرْيابي: ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا" أخرجه أحمد بن الفرات الرازي (¬1) في "جزئه" (12) عن الفريابي به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الفقيه" (2/ 105) وأخرجه البزار (1450 و 3003) عن سلمة بن شبيب النيسابوري والنسائي في "الكبرى" (6863) عن عبيد الله بن فضالة النسائي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 326) عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي قالوا: ثنا محمد بن يوسف الفريابي به. ولفظه عندهم "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء (¬2)، فعليكم بألبان البقر، فإنّها ترمّ من كل الشجر" • ورواه حُميد بن زنجويه عن الفريابي واختلف عن حميد: فرواه محمد بن أحمد بن أبي عون عن حميد بن زنجويه مرفوعا. أخرجه ابن حبان (6075) ورواه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2165) عن حميد بن زنجويه موقوفا. والأول أصح. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سفيان بهذا الإسناد إلا محمد بن يوسف" قلت: رواه محمد بن كثير العبدي أيضا عن سفيان بهذا الإسناد. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 85) إلا أنه لم يرفعه. (¬2) وفي لفظ "دواء"

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2165) • ورواه عبد الرزاق (17144) عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود موقوفا. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9163) • ورواه زيد بن الحباب عن سفيان فلم يذكر ابن مسعود ورفعه. أخرجه عبد بن حميد (560) والأول أصح، وإسناده صحيح رواته ثقات. - ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (¬1) عن قيس بن مسلم واختلف عن المسعودي: • فرواه غير واحد عن المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا، منهم: 1 - الطيالسي (منحة 1/ 345) 2 - عمر بن علي المُقَدَّمِي. أخرجه البزار (1451 و 3004) 3 - جعفر بن عون الكوفي. أخرجه الحاكم (4/ 197) 4 - عبد الله بن يزيد المقرئ. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5292) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (129) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 285) • ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن المسعودي بهذا الإسناد موقوفا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9164) والمسعودي كان قد اختلط، وسماع جعفر بن عون وأبي نعيم منه قبل اختلاطه، وسماع الطيالسي منه بعد اختلاطه، فالظاهر أنّ هذا الاختلاف من المسعودي نفسه. ¬

_ (¬1) زاد بعد قوله "شفاء" "إلا الهرم"

- ورواه غير واحد عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا، منهم: 1 - إبراهيم بن مهاجر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9788) من طريق شعيب بن صفوان الكوفي عن الربيع بن ركين عن إبراهيم بن مهاجر عن قيس بن مسلم به. ولفظ حديثه "تداووا بألبان البقر فإني أرجو أنْ يجعل الله فيها شفاء فإنّها تأكل من كل الشجر" وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع بن عَميلة الفَزَاري، وشعيب بن صفوان مختلف فيه. 2 - أبو حنيفة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 326) والطبراني في "الكبير" (9789) والخطابي في "الغريب" (1/ 86) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 212 و 213) من طرق عن أبي حنيفة عن قيس بن مسلم به. ولفظ حديثه "تداووا عباد الله، فإنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، إلا السام، وهو الموت، فعليكم بألبان البقر فإنّها تحبط من كل خسيس الشجر" السياق لأبي نعيم وأبو حنيفة ضعفه أحمد والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين. 3 - الركين بن الربيع بن عَميلة الفزاري. رواه شعبة وإسرائيل بن يونس عن الركين فأما حديث شعبة فرواه عنه غير واحد، منهم: - أبو زيد سعيد بن الربيع الحَرَشي. أخرجه الحاكم (4/ 196) من طريق أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا سعيد بن الربيع ثنا شعبة عن الركين بن الربيع به بلفظ "ما أنزل الله من داء إلا وقد أنزل له شفاء، وفي ألبان البقر شفاء من كل داء" وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لأبي قلابة الرقاشي شيئا، ولم يخرج رواية شعبة عن الركين ولا رواية الركين عن قيس.

• ورواه زيد بن أخزم الطائي عن سعيد بن الربيع بلفظ "في ألبان البقر شفاء" أخرجه البزار (3000) والنسائي في "الكبرى" (7568) وإسناده صحيح. ورواه السكن بن سعيد عن سعيد بن الربيع بلفظ "إنّ الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء" أخرجه البزار (1452) والسكن لم أقف له على ترجمة. - الحجاج بن نُصَير الفساطيطي. أخرجه البزار (3002) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2166) والهيثم بن كليب (767) من طرق عن الحجاج بن نصير ثنا شعبة عن الربيع بن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم به بلفظ "عليكم بألبان البقر فإنّها شفاء من كل داء" هكذا قال الحجاج بن نصير: عن الربيع بن الركين بن الربيع وهو خطأ، والصواب عن الركين بن الربيع، والحجاج بن نصير قال النسائي وغيره: ضعيف. - الحجاج بن محمد المِصيصي واختلف عنه: • فقال سلمة بن شبيب النيسابوري: ثنا الحجاج بن محمد عن شعبة عن الربيع بن الركين عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء" أخرجه البزار (1453 و 3001) • وقال إبراهيم بن الحسن بن الهيثم الخثعمي: ثنا حجاج أني شعبة عن الربيع بن لوط عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا (¬1) "ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء" ذكر ألبان البقر فأمر بها وقال "إنّها دواء من كل داء" أخرجه النسائي في "الكبرى" (6865) والأول أصح. وأما حديث إسرائيل فأخرجه الحاكم (4/ 403) عن أبي العباس محمد بن أحمد ¬

_ (¬1) وفي "تحفة الأشراف" (7/ 62): موقوفا.

المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً "عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر، وهو شفاء من كل داء" وقال: صحيح الإسناد" وهو كما قال. 4 - أبو وكيع الجراح بن مليح. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2164) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني البصري ثنا أبو وكيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله، أنتداوى؟ قال "نعم تداووا، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، عليكم بألبان البقر فإنها ترم من الشجر" وإسناده حسن، أبو وكيع صدوق، والباقون ثقات. - ورواه أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم واختلف عن أيوب: • فرواه حماد بن أبي حنيفة عن أيوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 212) وحماد ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: ضعفه ابن عدي وغيره من قبل حفظه. • ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن أيوب الطائي فلم يذكر ابن مسعود. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7566) عن إسحاق بن راهويه أنا جرير به. ورواته ثقات. - ورواه قيس بن الربيع الأسدي عن قيس بن مسلم فلم يذكر ابن مسعود. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2163) وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وتابعه يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني عن قيس بن مسلم به. - أخرجه أحمد (4/ 315) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن يزيد أبي خالد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6864 و 7567) عن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي به.

وأخرجه في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (234) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه الدارفطني في "العلل" (6/ 28 - 29) من طريق أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن به. ويزيد أبو خالد مختلف فيه: وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. وقول من قال: عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً أصح. - ورواه محمد بن جابر اليمامي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى. أخرجه البزار (2999) وقال: أخطأ فيه محمد بن جابر وكان سيئ الحفظ". قلت: محمد بن جابر قال ابن معين وغيره: ضعيف. الثاني: يرويه عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء (¬1)، جهله من جهله، وعلمه من علمه" أخرجه الحميدي (90) وأحمد (1/ 377) وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 50) والبيهقي (9/ 343) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 285) عن سفيان بن عُيينة وأحمد (1/ 413 و 443) وابن ماجه (3438) والحاكم (4/ 399) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 617) عن سفيان الثوري (¬2) (¬3) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "دواء" (¬2) رواه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومؤمل بن إسماعيل ومصعب بن المقدام ومحمد بن كثير ويحيى بن هشام العَصّار عن الثوري عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود مرفوعا. وخالفهم وكيع فرواه عن الثوري عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 3) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. (¬3) قال الحافظ في "النكت الظراف" (7/ 65): رواه الفِريابي عن سفيان فقال: عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود، ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان فقال: عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود، وقول ابن مهدي أولى" قلت: كلتا الروايتين صحيحتان رواهما محمد بن كثير عن سفيان.

وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5295) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وأ حمد (1/ 446) عن علي بن عاصم الواسطي و (1/ 453) عن همام بن يحيى العَوْذي ومسدد (إتحاف الخيرة 5290) وابن حبان (6062) عن خالد بن عبد الله الطحان وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5293) والحاكم (4/ 196 - 197) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي كلهم عن عطاء بن السائب به. وخالفهم عبد السلام بن حرب المُلائي الكوفي فرواه عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8969) والأول أصح لأنّ عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره وسماع السفيانين منه قبل اختلاطه، وهو صدوق وأبو عبد الرحمن السلمي ثقة فالإسناد حسن. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 40/ 50 وأما حديث ابن عباس الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه الطحاوي في "شرح المعانى" (4/ 323) والطبراني في "الكبير" (11337) عن عبد الله بن وهب وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 284) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين كلاهما عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يا أيها الناس تداووا فإن الله عز وجل لم يخلق داء إلا خلق له شفاء إلا السام"

وإسناده ضعيف جداً، طلحة بن عمرو هو الحضرمي المكي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 1201 - "إنّ الله لم يُهلك قوما أو يَمسخ قوما فيجعل لهم نسلاً ولا عاقبة" قال الحافظ: ثم أخرج (أي الطحاوي) من طريق المعرور بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القردة والخنازير: أهي مما مسخ؟ قال: فذكره، وأصل هذا الحديث في مسلم وكأنه لم يستحضره من صحيح مسلم" (¬1) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 198 - 199) من طريق الثوري عن علقمة بن مَرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المعرور بن سويد عن ابن مسعود به. ومن هذا الطريق أخرجه مسلم في "صحيحه" (2663) وقد تقدم. 1202 - "إنّ الله لم يُهلك قوماً فيجعل لهم نسلا" قال الحافظ: وعنده (أي مسلم) من حديث ابن مسعود مرفوعاً: فذكره" (¬2) انظر الحديث الذي قبله. 1203 - "إنّ الله مع الدائن حتى يقضي دينه" قال الحافظ: رواه ابن ماجه والحاكم من رواية محمد بن علي عن عبد الله بن جعفر أنه كان يستدين فسئل فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، إسناده حسن لكن اختلف فيه على محمد بن علي فرواه الحاكم أيضاً من طريق القاسم بن الفضل عنه عن عائشة بلفظ "ما من عبد كانت له نية في وفاء دينه إلا كان له من الله عون" قالت: فأنا ألتمس ذلك العون. وساق له شاهدا من وجه آخر عن القاسم عن عائشة" (¬3) أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 476) وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 64) والدارمي (2589) وحنبل بن إسحاق في "جزئه" (56) وابن ماجه (2409) والبزار (2243) والطبراني في "الأوسط" (460) والحاكم (2/ 23) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 204) والبيهقي (5/ 355) والخطيب في "الموضح" (2/ 206) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن جعفر ص 45) والمزي في "التهذيب" (10/ 475 - 476) من طرق عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين عن جعفر بن محمد ¬

_ (¬1) 12/ 88 (كتاب الذبائح- باب الضب) (¬2) 8/ 160 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية) (¬3) 5/ 451 (كتاب الاستقراض- باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها)

عن أبيه عن عبد الله بن جعفر مرفوعا "إنّ الله مع الدائن حتى يقضي دينه، ما لم يكن فيما يكره الله" قال: وكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه: اذهب فخذ لي بدين، فإني أكره أنْ أبيت ليلة إلا والله معي بعد ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فُديك" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر وأبيه وعبد الله بن جعفر، لم يروه عنه إلا سعيد ولا عنه إلا ابن أبي فديك" وقال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وله شواهد" الترغيب 2/ 604 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 63 قلت: بل إسناده ضعيف، سعيد بن سفيان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وللحديث شاهد عن عائشة وعن ميمونة فأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه القاسم بن الفضل الحُدَّاني عن محمد بن علي أبي جعفر عن عائشة أنّها كانت تدّان، فقيل لها: يا أم المؤمنين مالك والدين؟ فقالت: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من نوى قضاء الدين كان معه عون من الله" وأنا ألتمس ذلك العون. أخرجه الطيالسي (ص 214) عن القاسم بن الفضل به. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4288) والبيهقي (5/ 354) وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (568 و 569) وأحمد (6/ 72 و 99 و 131 و 234 - 235 و 250) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 476) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (5) والحاكم (2/ 22) وابن بشران (1091) والبيهقي (5/ 354) من طرق عن القاسم بن الفضل به (¬1). ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عَزَّ وَجَلَّ عون".

قال المنذري: رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن فيه انقطاعا" الترغيب 2/ 568 وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ محمد بن علي بن الحسين لم يسمع من عائشة" المجمع 4/ 132 - 133 الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنّها كانت تدّان فقيل لها: ما لك والدين وليس عندك قضاء؟ فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون" فأنا ألتمس ذلك العون. أخرجه الحاكم (2/ 22) والبيهقي (5/ 354) والطبراني في "الأوسط" (5218) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن القاسم إلا ابن مجبر" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ابن مجبر وهاه أبو زرعة، وقال النسائي: متروك، لكن وثقه أحمد" قلت: قال ابن عدي: روى عن الثقات بالمناكير وعن أبيه عن مالك بالبواطيل، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: ينفرد بالمعضلات عن الثقات ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير. لا يحتج به، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال ابن يونس: متروك الحديث، وكذبه مسلمة بن القاسم وأبو بكر الخطيب، ولم أر توثيق أحمد له. الثالث: يرويه سعيد بن الصلت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "من كان عليه دين ينوي أداءه كان معه من الله عون، وسبّب الله له رزقا" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7604) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي حدثني أبي ثنا سعيد بن الصلت به وقال: لم يروه عن هشام إلا سعيد، ولا رواه عن سعيد إلا شاذان" وقال الهيثمي: إسناده متصل إلا أنّ فيه سعيد بن الصلت عن هشام بن عروة ولم أجد إلا واحدا يروي عن الصحابة فليس به" المجمع 4/ 132 - 133 قلت: هو سعد بن الصلت ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

الرابع: يرويه طلحة بن شجّاح الأزدي قال: حدثتني ورقاء بن هَدّاب عن عائشة مرفوعا "من كان عليه دين همّه قضاؤه، أو همّ بقضائه، لم يزل معه من الله حارس" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3771) وقال: لم يروه عن ورقاء إلا طلحة" قلت: وورقاء قال الحافظ في "التعجيل": لا أعرف حالها. وأما حديث ميمونه فله عنها طريقين: الأول: يرويه حُصين بن عبد الرحمن السُّلَمي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ ميمونة استدانت (¬1). فقيل لها: يا أم المؤمنين: تستدينين وليس عندك وفاء (¬2)؟ قالت: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أخذ دينا، وهو يريد أن يؤديه، أعانه الله عز وجل (¬3) " أخرجه النسائي (7/ 277 - 278) وفي "الكبرى" (6286) واللفظ له والطحاوي في "المشكل" (4286) والطبراني في "الكبير" (23/ 432) وفي "الأوسط" (833) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 238) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (822 و 1339) من طرق عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن به. ورواته ثقات، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يذكر سماعا من ميمونة. لكن أخرج الخطيب في "الكفاية" (ص 220 و 221) من طريق محمد بن عبد الله بن قُهْزاذ ثنا علي بن الحسن- هو ابن شقيق- ثنا أبو حمزة- هو السكري- عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: استدانت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة درهم ليس عندها وفاؤها فنهيتها عن ذلك وذكر الحديث. قال ابن قهزاذ: ثنا يحيى الحِمَّاني ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حصين (¬4). قال أبو بكر: أتيت حصينا، أسمع هذا منه؟ فقال: أنا لم أحدث الأعمش بهذا، قال: فرجعت إلى الأعمش فأخبرته، فقال: كذب، والله لقد حدثني. الإسناد الأول قوي وفيه أنّ الناهي لميمونة هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وهذه ¬

_ (¬1) زاد الطبراني في "الأوسط" والأصبهانى: ثلاث مائة درهم. وفي "الكبير": ثمانمائة درهم. (¬2) وفي لفظ "ما تقضي" وفي لفظ آخر "ما تقضين" (¬3) زاد الطبراني في "الأوسط" وأبو نعيم والأصبهاني "عليه". (¬4) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7451) من طريق يحيى الحمانى به.

الرواية تخالف الروايات السابقة، فعند النسائي والطبراني في "الكبير" فقيل لها "وعند الطبراني في "الأوسط" "فقال لها أهلها" فالله أعلم بالصواب. والإسناد الثاني فيه يحكى بن عبد الحميد الحماني وقد تكلموا فيه ومنهم من كذبه. الثاني: يرويه زياد بن عمرو بن هند الكوفي عن عمران بن حذيفة قال: كانت ميمونة تَدان وتكثر، فقال لها أهلها في ذلك، ولاموها ووجدوا عليها، فقالت: لا أترك الدين، وقد سمعت خليلي وصفيي - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما من أحد يَدَّن دينا، فعلم الله أنّه يريد قضاءه إلا أدّاه الله عنه في الدنيا". أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1549) والنسائي (7/ 277) وفي "الكبرى" (6285) وأبو يعلى (7083) والطحاوي في "المشكل" (4287) وابن حبان (5041) الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 58) والحاكم (2/ 22 - 23) والبيهقي (5/ 354) والمزي في "التهذيب" (22/ 319) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والبخاري في "لكبير" (2/ 1/363) عن زائدة بن قدامة الكوفي وابن ماجه (2408) والطبراني في "الكبير" (24/ 24 - 25) والمزي (22/ 318) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر عن زياد بن عمرو به. وإسناده ضعيف، عمران بن حذيفة قال المزي في "التهذيب": أحد المجاهيل، وقال الذهبي في "الكاشف" و"الميزان": لا يعرف. وزياد بن عمرو بن هند مجهول كذلك، قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه منصور. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. - ورواه جعفر بن زياد الأحمر عن منصور واختلف عن جعفر: • فرواه يحيى بن أبي بكير الكرماني عن جعفر بن زياد عن منصور عن سالم عن ميمونة. أخرجه أحمد (6/ 332)

• ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن جعفر بن زياد عن منصور عن رجل عن ميمونة. أخرجه أحمد (6/ 335) والرجل المبهم هنا الظاهر أنّه سالم المذكور في الإسناد الأول وهو ابن أبي الجعد ولم يلق ميمونة قال علي بن المديني: لم يلق سالم عائشة. وميمونة توفيت قبل عائشة. 1204 - "إنّ الله هو السلام فقولوا: التحيات لله" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 17/ 135 - 136) من حديث ابن مسعود قال: كنا نصلّي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فنقول: السلام على الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله هو السلام. ولكن قولوا: التحيات لله" 1205 - "إنّ الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية" قال الحافظ: وقد صح حديث أنس في النهي عن أكل الحمر الأهلية: فذكره" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 12/ 75 - 76) 1206 - حديث ابن عباس بلفظ "إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي" (¬3) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله تجاوز عن أمتي الخطأ" 1207 - "إنّ الله وعدني أنْ يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف" فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، فقال: هكذا، وجمع كفيه. فقال: زدنا، فقال: وهكذا، فقال عمر: حسبد إن الله إنّ شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحدة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "صدق عمر" قال الحافظ: وقع عند أحمد من رواية قتادة عن النضر بن أنس أو غيره عن أنس رفعه: فذكره، وسنده جيد لكن اختلف على قتادة في سنده اختلافا كثيرا" (¬4) ¬

_ (¬1) 8/ 139 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة) (¬2) 5/ 329 (كتاب البيوع- باب بيع الميتة والأصنام) (¬3) 14/ 358 (كتاب الأيمان- باب إذا حنث ناسيا في الأيمان) (¬4) 14/ 203 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

أخرجه عبد الرزاق (20556) عن مَعْمَر عن قتادة عن أبي النضر عن أنس رفعه "إنّ الله -عز وجل- وعدني أنْ يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف" فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وهكذا، وجمع كفيه، قال: زدنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، قال: وهكذا، وجمع كفيه، فقال عمر: حسبك يا أبا بكر، فقال أبو بكر: دعني يا عمر ما عليك أنْ يدخلنا الله الجنة كلنا، فقال عمر: إنّ الله إنْ شاء أدخل خلقه الجنة بكفٍّ واحدة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: "صدق عمر". قوله "عن أبي النضر" خطأ لعله من الناسخ فقد رواه جماعة عن عبد الرزاق فقالوا: عن النضر بن أنس عن أنس، منهم: 1 - سليمان بن معبد المروزي. أخرجه ابن أبي داود في "البعث" (51) 2 - الحسن بن عبد الأعلى البَوْسِي الصنعاني. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 124) و"الأوسط" (3424) 3 - أحمد بن منصور الرَّمادي. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 415 - 416) 4 - إسحاق بن إبراهيم الدَّبري. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4335) من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي عن الدبري به. ورواه محمد بن زكريا العذافري عن الدبري فقال فيه: عن قتادة عن أنس أو عن النضر بن أنس عن أنس، على الشك. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (15/ 164) وهكذا رواه أحمد بن حنبل (3/ 165) عن عبد الرزاق على الشك. وتابعه خلف بن هشام عن عبد الرزاق به. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 416) ورواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق عن مَعْمَر عن قتادة عن أنس وعن النضر بن أنس عن أنس. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (590)

قال ابن القيم: تفرد به عبد الرزاق" حادي الأرواح ص 134 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 404 قلت: رواته ثقات إلا أن فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلساً، وقد اختلف عنه كما سيأتي. والحديث رواه أبو هلال الرَّاسِبي عن قتادة عن أنس رفعه "وعدني ربي عَزَّ وَجَلَّ أنْ يدخل من أمتي الجنة مائة ألف" فقال أبو بكر ... وذكر نحوه. هكذا قال "مائة ألف" فخالف معمرا في ذلك. أخرجه أحمد (3/ 193) عن بهز بن أسد البصري وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 344 - 345) عن سليمان بن حرب البصري والطبراني في "الأوسط" (8079) عن أسد بن موسى المصري قالوا: ثنا أبو هلال به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس، تفرد به أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي ثقة بصري" وقال ابن القيم: تفرد به أبو هلال الراسبي بصري واسمه محمد بن سليم" حادي الأرواح ص 134 قلت: أبو هلال هذا مختلف فيه، وقد يسلم في روايته عن قتادة. فقال أحمد: يحتمل في حديثه إلا أنه يخالف في قتادة وهو مضطرب الحديث. وقال جعفر بن أبان: ذكرت لأبي الوليد الطيالسي أبا هلال في قتادة قال: لم يكن بالماهر فيها" المجروحين 2/ 283 وخالفه هشام الدَّسْتُوَائي فرواه عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه رفعه "إنّ الله -عز وجل- وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمائة ألف الجنة بغير حساب" فقال عمير: يا رسول الله زدنا، فقال: هكذا، بيده، فقال عمير: يا رسول الله زدنا ... وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 64) وابن السكن والبغوي وابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" (7/ 170 - 171) من طريق معاذ بن هشام ثني أبي به. قال ابن السكن: تفرد به معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة، وكان معاذ ربما ذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد وربما لم يذكره" وقال البغوي: بلغني أنّ معاذ بن هشام كان أول أمره لا يذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وفي آخر أمره كان يزيده في السند، وقد خالف معاذا في سنده معمر فقال: عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس، أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" وأبو يعلى من طريقه" وقال الحافظ: أخرجه الضياء في "الأحايث المختارة" وصححه الحاكم من طريق أبي بكر بن عمير عن أبيه ولكن أبو بكر لا أعرف من وثقه" وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وأبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 405 قلت: أبو بكر بن عمير ترجمه البخاري في "الكنى" (ص 13) وابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 2 / 342) ومسلم في "الكنى" وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا فهو مجهول. ومع هذا فقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (9/ 39) في ترجمة عمير بن عمرو الأنصاري: ويقال الأزدي والد أبي بكر بن عمير بصري ولم يَرو عنه غير ابنه أبي بكر بن عمير حديثه صحيح الإسناد عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنّه قال "إنّ الله وعدنى ... " 1208 - "إنّ الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" قال الحافظ: ولأبي داود لإسناد حسن عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف بهذا اللفظ يرويه سفيان الثوري واختلف عنه في إسناده ومتنه: - فرواه معاوية بن هشام الكوفي عنه عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ. أخرجه أبو داود (676) وابن ماجه (1005) وابن حبان (2160) والبيهقي (3/ 103) والبغوي في "شرح السنة" (819) ¬

_ (¬1) 2/ 355 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب ميمنة المسجد والإمام)

قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 1/ 320 وقال البيهقي: كذا قال (¬1)، والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله وملائكته يُصَلون على الذين يَصِلون الصفوف" (¬2). قلت: رواه جماعة عن الثوري بهذا اللفظ، منهم: 1 - عبد الله بن الوليد العدني. أخرجه أحمد (6/ 67) 2 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه أحمد (6/ 160) 3 - قَبيصة بن عقبة الكوفي. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1513) والبيهقي (3/ 103) 4 - الحسين بن حفص الأصبهاني. أخرجه ابن حبان (2164) والبيهقي (3/ 103) 5 - عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي. أخرجه البيهقي (3/ 103) واختلفوا في ابن عروة، فمنهم من قال: عثمان، ومنهم من قال: عبد الله، ومنهم من قال: هشام، وأبناء عروة هؤلاء كلهم ثقات فلا يضر هذا الاختلاف. - ورواه عبد الرزاق (2470) عن الثوري عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ "إنّ الله وملائكته يصلون على الذي يصلي في الصف الأول". ورواية عبد الله بن الوليد العدني ومن تابعه عن الثوري أصح؛ لأنّ عبد الله بن وهب رواه في "الموطأ" (466) عن أسامة بن زيد عن عثمانْ بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ "إنّ الله وملائكته يصلون على الذين يَصِلون الصفوف" ¬

_ (¬1) أي معاوية بن هشام "على ميامن الصفوف" وقد تفرد بهذا اللفظ عن الثوري وقد خولف كما سيأتي. (¬2) وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 710) رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف فيه، وصححه أبو القاسم الطبراني، وأشار البيهقي إلى تضعيفه، والمختار تصحيحه, فلم يذكر ما يقتضي ضعفا" قلت: هو شاذ بهذا اللفظ، والمحفوظ ما ذكره البيهقي.

أخرجه ابن خزيمة (1550) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 179 - 180) وابن حبان (2163) والحاكم (1/ 214) والبيهقي (3/ 101) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2008) من طرق عن ابن وهب (¬1) به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن حبان: أسامة بن زيد هذا هو الليثي مولى لهم من أهل المدينة، مستقيم الأمر، صحيح الكتاب" قلت: هو مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن، وباقي رواة الإسناد ثقات فالإسناد حسن (¬2). • ورواه إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إنّ الله وملائكته يُصلون على الذين يَصلون الصفوف، ومن سدّ فُرجة رفعه الله بها درجة" أخرجه أحمد (6/ 89) وابن ماجه (995) وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ هشام بن عروة مدني. 1209 - "إنّ الله لا يحب كل فاحش (¬3) متفحش" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أسامة رفعه: فذكره" (¬4) صحيح ورد من حديث أسامة بن زيد ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمرو ¬

_ (¬1) وتابعه عبد الوهاب بن عطاء عن أسامة بن زيد. قاله البيهقي. (¬2) وتابعه هشام بن سعد المدني عن عثمان بن عروة به. أخرجه مؤمل الشيباني في "الفوائد" (30) وقال: هذا حديث حسن من حديث عثمان بن عروة وهو عزيز الحديث، وغريب من حديث هشام بن سعد عنه" قلت: هشام فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. (¬3) في "الفتح": فحاش، والتصويب من المصادر التي ذكرت الحديث. (¬4) 13/ 61 (كتاب الأدب- باب لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشا)

فأما حديث أسامة فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو معشر عن سليم مولى ليث وكان قديما قال: مَرَّ مروان بن الحكم على أسامة بن زيد وهو يصلي فحكاه مروان- قال أبو معشر: وقد لقيهما جميعاً- فقال أسامة: يا مروان سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله لا يحب كل فاحش متفحش" أخرجه أحمد (5/ 202) عن حسين بن محمد المروذي ثنا أبو معشر به. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر واسمه نَجيح بن عبد الرحمن المدني، وسليم مولى ليث قال الحسيني في "الإكمال": لا يعرف. الثاني: يرويه صالح بن كيسان المدني عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج مروان بن الحكم، فقال: تصلي إلى قبره؟ فقال: إني أحبه فقال له قولاً قبيحا، ثم أدبر، فانصرف أسامة بن زيد، فقال له: يا مروان إنك آذيتني، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله يبغض الفاحش المتفحش" وإنك فاحش متفحش. أخرجه ابن حبان (5694) من طريق محمد بن المثنى ثنا وهب بن جرير بن حازم ثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كيسان به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (405) من طريق علي بن المديني عن وهب بن جرير بن حازم بهذا الإسناد بلفظ "رأيت أسامة بن زيد عند حجرة عائشة يدعو فجاء مروان فأسمعه كلاما فقال أسامة: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله -عز وجل- يبغض الفاحش البذيء". قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات" المجمع 8/ 64 - 65 قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من صالح بن كيسان. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (368) عن محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن أسامة بن زيد مرفوعا بلفظ "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش" ومحمد بن حميد الرازي ضعيف. الثالث: يرويه عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري ثني محمد بن أفلح مولى أبي أيوب عن أسامة بن زيد مرفوعا "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (334 و 336) والطبراني في "الكبير" (399 و 404) والخطيب في "التاريخ" (3/ 188)

عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة والطبراني في "الأوسط" (330) عن عيسى بن يونس كلاهما عن عثمان بن حكيم به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أسامة إلا بهذا الإسناد" كذا قال، وله إسنادين آخرين عن أسامة وقد تقدما. وقال العراقي: إسناده جيد" إتحاف السادة المتقين 7/ 480 قلت: رواته ثقات غير محمد بن أفلح مولى أبي أيوب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا عثمان بن حكيم فهو مجهول. وأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: استأذن رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "بئس أخو العشيرة" فلما دخل انبسط إليه، فقلت له، فقال "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (755) واللفظ له عن حماد بن سلمة وابن أبي الدنيا في "الصمت" (340) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي كلاهما عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. الثاني: يرويه عبد الله بن أبي بكر بن محمد المدني عن عَمرة عن عائشة نحوه. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (682) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل ثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه ثور بن زيد الديلي المدني عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة رفعه "إياكم والفحش، فإنّ الله لا يحب الفاحش والمتفحش، وإياكم والظلم فإنّه عند الله ظلمة يوم القيامة، وإياكم والشح والبخل فإنّه دعا من قبلكم إلى أنّ يقطعوا أرحامهم فقطعوها، ودعاهم إلا أنْ يستحلوا محارمهم فاستحلوها، ودعاهم إلى أنْ يسفكوا دماءهم فسفكوها". أخرجه البيهقي في: "الآداب" (108) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن السقا قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب ثني سليمان بن بلال ثني ثور به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد ثور بن زيد به بل تابعه غير واحد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، منهم: 1 - محمد بن عجلان المدني. أخرجه الحميدي (1159) وابن حبان (5177 و 6248) عن سفيان بن عُيينة والحاكم (1/ 12) عن أبي عاصم النبيل والليث بن سعد وأحمد (2/ 431) عن يحيى بن سعيد القطان (¬1) كلهم عن ابن عجلان به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: ابن اعجلان إنما أخرج له مسلم في المتابعات، ولم يخرج له فيها من روايته عن سعيد المقبري شيئاً، وقد تكلم في رواية ابن عجلان عن المقبري (¬2). ¬

_ (¬1) رواه مسدد عن يحيى القطان عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، فزاد فيه عن أبيه. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (487) (¬2) انظر "تهذيب الكمال"، و"تهذيب التهذيب" ترجمة محمد بن عجلان المدني.

2 - عبيد الله بن عمر العمري. ذكره بلفظ "فإنّ الله لا يحب الفحش والتفحش" أخرجه أحمد (2/ 431) عن يحيى القطان عن عبيد الله به. وإسناده صحيح. 3 - يعقوب بن عبد الرحمن الزهري. ذكر الظلم والشح ولم يذكر الفحش. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (354 و 623) الثاني: يرويه أيوب بن عتبة القاضي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله يبغض الفاحش المتفحش" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (ق 86 - 87) وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن عتبة. وأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (310) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (337) وابن عدي (6/ 2043) من طريق أبي بكر الفضل بن مُبَشِّر الأنصاري عن جابر مرفوعا "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش، ولا الصياح في الأسواق" قال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1655 قلت: وهو كما قال لضعف الفضل بن مبشر. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (327) عن محمد بن عبد الله بن بَزِيع البصري ثنا فضيل بن سليمان ثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش" فضيل بن سليمان مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وعبد الحميد بن جعفر مختلف فيه كذلك وأكثر على توثيقه، ومحمد بن عبد الله وجعفر بن عبد الله بن الحكم ثقتان. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الحاكم (1/ 76 و 4/ 513) والبزار (2435) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري ثنا همام ثنا قتادة عن عبد الله بن بُريدة عن أبي سَبْرَة الهُذلي ثنى ابن عمرو رفعه "إنّ الله تعالى لا يحب الفاحش ولا المتفحش" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وأخرجه أحمد (2/ 162 - 163) عن يحيى القطان

والخرائطي في "المساوئ" (28) عن رَوح بن عبادة البصري كلاهما عن حسين بن ذكوان المعلم عن عبد الله بن بُريدة عن أبي سبرة الهذلي ثني ابن عمرو رفعه "إنّ الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش" وفي لفظ "إنّ الله لا يحب الفحش أو يبغض الفاحش المتفحش". واختلف فيه على حسين المعلم، فرواه محمد بن أبي عدي عنه عن عبد الله بن بريدة قال: ذكر لي عن أبي سبرة بن سلمة الهذلي قال ثني ابن عمرو به. أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1610) والآجري في "الشريعة" (ص 353 - 354) والحاكم (1/ 75 - 76) وهذا أصح فقد رواه مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة ولم يذكر سماعا من أبي سبرة. أخرجه أحمد (2/ 199) عن عبد الرزاق عن مَعْمَر عن مطر به. وأبو سبرة قال الذهبي في "الميزان" (4/ 527): لا يعرف. وقال في (2/ 111): سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي روى عنه ابن بريدة مجهول (¬1). 1210 - حديث عدي بن عَميرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أنّ ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصة والعامة" قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن، وهو عند أبي داود من حديث العُرْس بن عميرة وهو أخو عدي، وله شواهد من حديث حذيفة وجرير وغيرهما عند أحمد وغيره" (¬2) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1352) وفي "المسند" (86) عن سيف بن أبي سليمان المكي قال: سمعت عدي بن عدي الكندي يقول: حدثني مولى لنا أنّه سمع جدي يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وزاد بعد قوله "أن ينكروه" "فلا ينكرونه" ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على حديث ابن عمرو هذا في حرف الميم فانظر حديث "موعدكم حوضي" (¬2) 16/ 109 (كتاب الفتن- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25])

وأخرجه أحمد (4/ 192) وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (62) والطبراني في "الكبير" (17/ 139) وابن بشران (471) والبغوي في "شرح السنة" (4155) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (20) من طرق عن ابن المبارك به. وتابعه (¬1) عبد الله بن نُمير عن سيف بن سليمان: سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث مجاهدا قال: حدثني مولى لنا عن جدي به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2431) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في "مسنده" (586) ثنا عبد الله بن نمير به. وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 44) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد الله بن الربيع ثنا عبد الله بن نمير عن سيف المكي: سمعت ابن أبي عدي الكندي يقول: حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يقول. وابن أبي عدي هو عدي بن عدي. واختلف فيه على ابن نمير، فرواه أحمد (4/ 192) عنه ثنا سيف: سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث عن مجاهد قال: حدثني مولى لنا أنّه سمع عديا يقول. والأول أصح. قال الهيثمي: رواه أحمد من طريقين إحداها هذه والأخرى عن عدي بن عدي حدثني مولى لنا، وهو الصواب، وكذلك رواه الطبراني، وفيه رجل لم يسم، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات" المجمع 7/ 267 وقال الحافظ: ورواته ثقات لكن المولى لم يسم ولا يعرف" الإصابة 7/ 173 قلت: واختلف فيه على سيف بن أبي سليمان، فرواه عمرو بن محمد بن أبي رزين عنه عن عدي عن أبيه. ¬

_ (¬1) وتابعه مسلم بن خالد الزنجي عن سيف به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (56) - ورواه قَزَعَة بن سويد البصري عن سيف واختلف عنه: • فرواه سريج بن النعمان البغدادي عن قزعة عن سيف عن عدي عن مولى لهم عن جده. أخرجه عبد الغني المقدسي (21 و33) • ورواه عاصم بن علي الواسطي عن قزعة عن سيف عن عدي عن جده. أخرجه حنبل بن إسحاق في "جزئه" (31)

أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1175 و 4597) وعمرو هذا قال ابن قانع: صالح، وقال الحاكم: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، والصواب الأول لأنه من رواية ابن المبارك وابن نمير وهما ثقتان حافظان. واختلف فيه على عدي بن عدي، فرواه خالد بن يزيد عنه عن العرس بن عميرة مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 138) عن محمد بن صالح بن الوليد النرسي ثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة ثنا سالم بن نوح ثنا عمر بن عامر السلمي ثنا خالد بن يزيد به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 268 وقال العراقي: فيه من لم أعرفه" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1352 قلت: خالد بن يزيد لم أعرفه، وشيخ الطبراني لم أجد له ترجمة، والباقون مترجمون في "التهذيب". واختلف عن سالم بن نوح، فرواه زيد بن الحريش الأهوازي عنه فلم يذكر العرس بن عميرة، وقال فيه: عمرو بن عامر عن جابر بن زيد. أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 335) وقال: هذا مرسل، ومات عدي بن عدي سنة عشرين ومائة" - ورواه مغيرة بن زياد الموصلي عن عدي بن عدي واختلف عن مغيرة: • فرواه أبو بكر بن عياش عن مغيرة بن زياد عن عدي بن عدي عن العرس بن عميرة مرفوعًا بلفظ "إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها" وقال مرة "أنكرها" كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها" أخرجه أبو داود (4345) والطبراني في "الكبير" (17/ 139) وبقي بن مخلد كما في "التمهيد" (24/ 313) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 13) • ورواه أبو شهاب الحناط عن مغيرة بن زياد عن عدي بن عدي مرسلًا. أخرجه أبو داود (4346) وأبو شهاب الحناط اسمه عبد ربه بن نافع الكناني وقد رجحه ابن معين على أبي بكر بن عياش فقال: أبو شهاب أحبّ إليّ من أبي بكر في كل شيء.

ومغيرة بن زياد مختلف فيه. وللحديث شاهد من حديث جرير بن عبد الله البجلي ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث ابن مسعود فأما حديث جرير فأخرجه الطيالسي (ص 92) وعبد الرزاق (20723) وأحمد (4/ 364 و 366) وأبو داود (4339) وابن ماجه (4009) وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (48) وفي "الأمر بالمعروف" (5) وأبو يعلى (7508) والطحاوي في "المشكل" (1174) وابن حبان (300 و 302) والطبراني في "الكبير" (2380 و 2381 و 2382 و 2384 و 2385) وابن عدي (3/ 1216) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (18) والبيهقي (10/ 91) وفي "الشعب" (7145) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 312) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (297) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (22 و 31) والمزي (19/ 17) من طرق عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه مرفوعًا "ما من قوم يعمل بينهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لا يغيرونه إلا عَمَّهُم الله -عز وجل- منه بعقاب" - ورواه شَريك بن عبد الله القاضي واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن شريك عن أبي إسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه. أخرجه أحمد (4/ 361 و 366) عن حجاج بن محمد المِصيصي و (4/ 366) عن أسود بن عامر الشامي والخرائطي في "المساويء" (426) عن الهيثم بن جميل البغدادي والحارث (بغية الباحث 764) وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (260) وفي "الأمر بالمعروف" (6) والخرائطي في "المساوئ" (426) والطبراني في "الكبير" (2379) وابن بشران (526) والداني في "الفتن" (329) عن يزيد بن هارون الواسطي والحارث (764 أ) عن الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني

خمستهم عن شريك به. • وخالفهم يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني فرواه عن شريك عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2383) وهذا أصح لموافقته لرواية الأكثر عن أبي إسحاق السبيعي ومنهم شعبة وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. وعبيد الله بن جرير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وأما حديث أبي بكر الصديق فسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إن الناس إذا رأوا المنكر ... " وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 88/ ب) والطبراني في "الكبير" (10512) و"الأوسط" (3061) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن ثمامة بن عقبة عن الحارث بن سويد أنه سمع ابن مسعود رفعه "ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي وهم أكثر وأعز ثم يدهنون في شأنه إلا عاقبهم الله تعالى" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الحارث بن سويد إلا ثمامة بن عقبة، ولا عن ثمامة إلا عبد العزيز بن عبيد الله" وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 7/ 268 1211 - "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه" قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي من حديث أبي أمامة بسند جيد قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال "لا شيء له" فأعادها ثلاثًا كل ذلك يقول "لا شيء له" ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) حسن أخرجه النسائي (6/ 22) وفي "الكبرى" (4348) عن عيسى بن هلال الحمصي ثنا محمد بن حِمير ثنا معاوية بن سلام عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة به. ¬

_ (¬1) 6/ 368 (كتاب الجهاد- باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا)

قال العراقي: إسناده حسن" تخريج الإحياء 4/ 372 وقال المنذري: رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد" الترغيب 1/ 55 وقال المناوي: وعدل المصنف (أي السيوطي) عن عزوه لأبي داود كما فعل عبد الحق لقول ابن القطان: إنه ليس عنده. لكن أطلق ابن حجر في "الفتح" عزوه له" الفيض 2/ 275 قلت: لم أره في سنن أبي داود، ولما ذكره المزي في "تحفة الأشراف" نسبه للنسائي وحده. وإسناده حسن رواته ثقات غير عيسى بن هلال الحمصي وهو عيسى بن أبي عيسى السَّلِيحي ومحمد بن حمير وهو ابن أنيس السليحي الحمصي فهما صدوقان، وشداد هو ابن عبد الله الدمشقي. واختلف في هذا الحديث على معاوية بن سلام، فرواه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عنه عن هود بن عطاء قال: سمعت شداداً أبا عمار عن أبي أمامة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7628) و"الأوسط" (1116) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحرّاني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا عثمان بن عبد الرحمن به (¬1). وقال: لم يروه عن هود إلا معاوية، تفرد به عثمان" قلت: وهو مختلف فيه، وشيخ الطبراني قال أبو زرعة: لم يكن بمؤتمن على نفسه ولا دينه، وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه. وللحديث شاهد عن لاحق بن ضميرة الباهلي قال: وفدت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن الرجل يغزو ويلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا شيء له، إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا، وما ابتغي به وجهه" أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6587) عن أبي الشيخ ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري ثنا محمد بن عيسى ثنا عيسى بن يحيى الحنفي ثنا صالح بن يحيى أبو عباد عن عفير عن سليم أبي عامر قال: سمعت لاحق بن ضميرة به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو موسى المديني كما في "الإصابة" (9/ 3) قال الحافظ: بسند له فيه مجاهيل" ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (103) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد الحراني القردواني ثنا عثمان بن عبد الرحمن به.

1212 - "إنّ الله لا ينام، ولا ينبغي له أنْ ينام، يخفض القسط ويرفعه" قال الحافظ: وفي حديث أبي موسى عند مسلم (179) وابن حبان (266): فذكره" (¬1) 1213 - "إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" سكت عليه الحافظ (¬2). وذكره في موضع آخر وقال: وفي صحيح مسلم (4/ 1986 - 1987) عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬3) 1214 - "إنّ الله لا يؤخر نفساً إذا جاء أجلها، وإنما زيادة العمر ذرية صالحة" قال الحافظ: وله (أي الطبراني في "الكبير") من حديث أبى مشجعة الجهني رفعه: فذكره" (¬4) ضعيف أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 550) والعقيلي (2/ 341) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 331) والطبراني في "الأوسط" (3373) وابن عدي (3/ 1134) عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 4/ 373) عن أبي جعفر عبيد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل الحرّاني والطبراني في "الأوسط" (34) والخطيب في "تالي التلخيص" (49) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي قالوا: ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن أبي الدرداء قال: ذكرنا زيادة العمر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّ الله لا يؤخر نفسًا إذا جاء أجلها، ولكن زيادة العمر ذرية صالحة يرزقها الله العبد، فيدعون له من بعده، فيلحقه دعاؤهم في قبره، فذلك زيادة العمر". ¬

_ (¬1) 17/ 167 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]) (¬2) 8/ 213 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج) (¬3) 17/ 143 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ الله سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134]) (¬4) 13/ 21 (كتاب الأدب - باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم)

قال العقيلي: لا يُتابع على سليمان بن عطاء بهذا اللفظ" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليمان بن عطاء" قلت: وهو ضعيف. قال البخاري: في حديثه بعض مناكير، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة. وقال الذهبي في "المغني": هالك اتهم بالوضع. وسيأتي الكلام على الحديث أيضا في موضع آخر فانظر "إنّه ليس زيادة في عمره قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [الأعرَاف: 34] الآية، ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده" 1215 - "إنّ الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته" قال الحافظ: ولمسلم أيضا (117) من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) 1216 - "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه أبو داود (4291) والطبراني في "الأوسط" (6523) وابن عدي (1/ 123) والحاكم (4/ 522) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (364) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 208) والخطيب في "التاريخ" (2/ 61 - 62) وابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" (ص 51 و 52) والمزي في "التهذيب" (12/ 413 و 24/ 364) والحافظ في "توالي التأسيس" (ص 45 - 46) من طرق عن عبد الله بن وهب أني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) قال: فذكره. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب" ¬

_ (¬1) 16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن) (¬2) 17/ 58 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) (¬3) لفظ أبو داود وابن عدي والبيهقي، ولفظ الحاكم والخطيب والمزي والحافظ "لا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

وقاله أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل" قلت: أي أسقط منه أبا علقمة وأبا هريرة، وسعيد بن أبي أيوب وعبد الرحمن بن شريح ثقتان، والحكم هنا لمن وصل الحديث لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال السخاوي: وسعيد الذي رفعه أولى بالقبول لأمرين: أحدهما: أنَّه لم يختلف في توثيقه بخلاف عبد الرحمن فقد قال فيه ابن سعد: إنّه منكر الحديث، والثاني: أن معه زيادة: علم على من قطعه وقوله "فيما أعلم" ليس بشك في وصله بل جعل وصله معلوما له" المقاصد وقال ابن عدي: هذا الحديث لا أعلم يرويه غير ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب وأبو علقمة اسمه مسلم بن يسار" (¬1) وقال العراقي: سنده صحيح" الفيض 2/ 282 وقال الحافظ: سنده قوي لثقة رجاله" توالي التأسيس ص 49 وقال السخاوي: سنده صحيح رجاله كلهم ثقات" قلت: مسلم بن يسار الذي يروي عن أبي هريرة وعنه شراحيل بن يزيد هو المصري أبو عثمان الطنبذي ويقال الأفريقي مولى الأنصار، وأما أبو علقمة المذكور هنا في إسناد هذا الحديث فهو غيره وهو مصري مولى بني هاشم ويقال حليفهم ويقال حليف الأنصار، وقد اتفقا في الرواية عن أبي هريرة ويروي عنهما شراحيل بن يزيد، واختلفا في الكنية. وأبو علقمة قال أبو حاتم: أحاديثه صحاح، ووثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب"، وترجمه البخاري في "الكنى" وذكر سماعه من أبي هريرة (¬2). وشراحيل بن يزيد روى له مسلم في مقدمة كتابه حديثا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. 1217 - حديث سعد بن أبي وقاص رفعه "إن الله يحب الغني التقي الخَفِي" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬3) أخرجه مسلم (2915) عن سعد مرفوعا "إنّ الله يحب العبد التقي الغني الخفي" ¬

_ (¬1) زاد السخاوي "الهاشمي" (¬2) رواه محمد بن الحارث بن سفيان عن أبي علقمة، ومحمد بن الحارث ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. (¬3) 14/ 53 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

1218 - "إنّ الله يحبّ الملحين في الدعاء" قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الدعاء" بسند رجاله ثقات إلا أنّ فيه عنعنة بَقية عن عائشة مرفوعًا: فذكره" (¬1) ضعيف جدا قال الحافظ في "التلخيص" (2/ 95): تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي وهو متروك، وكان بقية ربما دلسه" قلت: الحديث رواه بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة به مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (20) عن واثلة بن الحسن العرقي والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 452) عن أحمد بن محمد النَّصِيبي والقضاعي (1069) عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني و (1070) والسلفي في "معجم السفر" (1403) عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي قالوا: ثنا كثير بن عبيد الحذاء ثنا بقية عن الأوزاعي به (¬2). قال أبو حاتم: هذا حديث منكر نرى أن بقية دلسه عن ضعيف عن الأوزاعي" علل الحديث 2/ 199 قلت: وهو كما قال فقد رواه بقية مرة فقال: ثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي به. أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 452) عن عيسى بن المنذر الحمصى ¬

_ (¬1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]) (¬2) رواه أحمد بن يحيى عن كثير بن عبيد ثنا بقية قال: ثنا الأوزاعي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1073) وقال: هكذا قال: ثنا الأوزاعي وهو خطأ"

ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 431) وابن عدي (7/ 2621) والبيهقي في "الشعب" (3/ 310) عن سليمان بن سلمة الحمصي قالا: ثنا بقية به. قال ابن عدي: وهذا كان بقية يرويه أحيانا عن الأوزاعي نفسه فيسقط يوسف لضعفه وربما قال: ثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي، وربما كناه فيقول: عن أبي الفيض عن الأوزاعي، وكلّ ذلك لضعفه لأنّ هذا الحديث يرويه يوسف عن الأوزاعي، وهو حديث باطل" قلت: ويوسف بن السفر متروك الحديث واتهمه غير واحد بالوضع. 1219 - "إنّ الله يحبّ أنْ يرى أثر نعمته على عبده" قال الحافظ: أخرج الترمذي وحسنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره، وله شاهد عند أبي يعلى من حديث أبي سعيد" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث عمران بن حَصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أبي الأحوص عن أبيه ومن حديث أنس ومن حديث زهير بن أبي علقمة الضبعي ومن حديث يحيى بن جَعْدة مرسلًا ومن حديث علي بن زيد بن جُدْعَان مرسلًا فأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطيالسي (ص 299) عن همام بن يحيى العَوْذي عن رجل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا فإن الله عز وجل يحبّ أنْ يرى أثر نعمته على عبده". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5786) ورواه غير واحد عن همام فسموا الرجل قتادة، منهم: 1 - بهز بن أسد العمي البصري. أخرجه أحمد (2/ 182) ¬

_ (¬1) 12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)

2 - عفان بن مسلم الصفار. أخرجه الترمذي (2819) 3 - أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (51) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 32) 4 - عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري. أخرجه الحاكم (4/ 135) 5 - هُدبة بن خالد القيسي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5786) 6 - أبو عمر حفص بن عمر الحَوْضي. أخرجه البيهقي في "الآداب" (731) 7 - يزيد بن هارون. أخرجه النسائي (5/ 59) وفي "الكبرى" (2340) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 171) وزادوا كلهم غير عفان بعد قوله "وتصدقوا" "في غير مخيلة ولا سرف" ورواه العباس بن الفضل الأزرق عن همام عن قتادة والمثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 571) ومن طريقه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 32) والعباس بن الفضل متروك الحديث. ولم ينفرد همام بن يحيى به بل تابعه سعيد بن بشير ثنا قتادة به. أخرجه تمام في "فوائده" (1265) واختلف فيه على قتادة، فرواه مَعْمَر عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (20514) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في: "الشعب" (5785)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة، وهمام ثبت في قتادة. قال الترمذي والحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن" وقال الذهبي: هذا حديث حسن الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسًا. وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه ابن سعد (4/ 291 و7/ 10) وأحمد (4/ 438) وابن أبي الدنيا في "الشكر" (50) والروياني (91) والطحاوي في "المشكل" (3037) والطبراني في "الكبير" (18/ 135) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 161) والقضاعي (1102) والبيهقي (3/ 271) وفي "الشعب" (5789) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1318) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2368) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا شعبة ثنا الفضيل (¬1) بن فضالة- رجل من قيس- عن أبي رجاء العُطَاردي قال: خرج علينا عمران بن حصين في مطرف خز لم نره عليه قط قبل ولا بعد، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده". قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 132 قلت: وإسناده صحيح، والفضيل بن فضالة هو القيسي البصري وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال ابن شاهين: قال شعبة: ثقة. وأبو رجاء العطاردي اسمه عمران واختلف في اسم أبيه. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه ابن مَوْهَب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الله -عز وجل- يحبّ أنّ يرى أثر نعمته على عبده". أخرجه أحمد (2/ 311) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا شَريك عن ابن موهب به. وأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 82) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا شريك به. ¬

_ (¬1) هكذا سماه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي والطحاوي والخطيب والأصبهاني والروياني، وسماه ابن سعد والحاكم والقضاعي "المفضل" والصواب الأول.

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبيد لله بن موهب وهو ضعيف" المجمع 5/ 132 الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا "إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمه أحبّ أن يرى أثر نعمته عليه، ويكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل الملحف، ويحبّ العفيف المتعفف" أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 593 - 594) وعنه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 142) عن جعفر بن محمد بن أحمد بن بحر التميمي النيسابوري والبيهقي في "الشعب" (5791 و 5792) عن أبي بكر محمد بن الحسين القطان قالا: ثنا حاتم بن يونس الجُرجاني ثنا إسماعيل بن سعيد الجرجاني ثنا عيسى بن خالد البلخي ثنا وَرْقاء عن الأعمش به. قال البيهقي: وفي هذا الإسناد ضعف" وقال السهمي: يقال إنّ هذا الحديث تفرد إسماعيل بن سعيد الكسائي بهذا الإسناد" قلت: إسماعيل بن سعيد هذا هو الشالنجي الكسائي الجرجاني أبو إسحاق وهو ثقة (¬1)، ولم ينفرد بهذا الحديث عن عيسى بن خالد البلخي بل تابعه أحمد بن سعيد بن جرير بن يزيد الأصبهاني ثنا عيسى بن خالد به. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (257) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 78) من طرق عن أحمد بن سعيد به. وأحمد بن سعيد هذا قال أبو نعيم: ثقة. وباقي رواته ثقات غير عيسى بن خالد البلخي فإني لم أقف له على ترجمة. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 254) من طريق سفيان بن وكيع ثني أبي عن أشعث عن بكر المزني عن ابن عمر مرفوعًا "إن الله يحب أنْ يرى أثر نعمته على عبده". وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع. طريق أخرى: قال أبو زرعة الدمشقي: ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا موسى بن ¬

_ (¬1) انظر "الجرح والتعديل" (1/ 1/173 - 174) و"تاريخ جرجان" (ص 141)

عيسى القرشي ثنا عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر رفعه: فذكر الحديث وفيه "ويحبّ أنّ يرى أثر نعمته على عبده" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4665) وفي "مسند الشاميين" (2420) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا موسى بن عيسى، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن" قلت: وموسى بن عيسى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. وعطاء صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أبو يعلى (1055) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (111) والقضاعي (1067) والبيهقي في "شعب الإيمان" (5790) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 25) من طريق عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن عطية عن أبي سعيد مرفوعًا "إن الله جميل يحب الجمال، ويحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده". وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية العَوْفي. وأما حديث أبي الأحوص عن أبيه فيرويه حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص عن أبيه، وقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا آتاك الله مالاً فلير أثره عليك". وأما حديث أنس فأخرجه القضاعي (1101) من طريق أبي يعلى محمد بن زهير الأبلي ثنا أبو الربيع خالد بن يوسف السمتي ثنا أبو عَوَانة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إنّ الله يحبّ أنّ يرى أثر نعمته على عبده، ويكره البؤس والتباؤس". محمد بن زهير قال الدارقطني: ما كان به بأس قد أخطأ في أحاديث، وقال الحسن بن علي البصري: اختلط في آخر عمره قبل موته بسنتين، وخالد بن يوسف ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف. وأبو عوانة وقتادة ثقتان. وله طريق أخرى عند الطبراني في "مسند الشاميين" (2322) وفيها أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب الكندي المروزي قال الدارقطني وغيره: يضع الحديث (اللسان 1/ 290) وأما حديث زهير بن أبي علقمة فأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 570) عن الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني

والطبراني في "الكبير" (5308) والخليلي في "مشيخته" (التدوين للرافعي 1/ 323) عن خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي قالا: ثنا سفيان الثوري عن أسلم المِنْقَري عن زهير بن أبي علقمة قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا سيئ الهيئة، فقال "ألك مالك؟ " قال: نعم، من كل أنواع المال. قال "فلير أثره عليك، فإنّ الله يحب أنْ يرى أثر نعمته على عبده، ويكره البؤس والتباؤس". ورواه علي بن قادم الكوفي عن سفيان عن أسلم المنقري عن زهير بن علقمة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 426 - 427) ورواه وكيع في "الزهد" (194) عن سفيان عن الأغر المنقري عن رجل قد سماه. قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات" المجمع 5/ 132 قلت: زهير لا أعلم له صحبة، وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وحكى الحافظ في "الإصابة" (4/ 23) عن البخاري أنه قال: لا أراه إلا مرسلا" وأما حديث يحيى بن جعدة فأخرجه هناد في "الزهد" (826) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن حجاج بن أرطأة عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة مرفوعًا "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبَّة من خردل من كبر" فقال رجل: يا رسول الله، إنّه ليعجبني نقاء ثوبي، وشراك نعلي، وعلاقة سوطي، فهذا من الكبر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله جميل يحب الجمال، ويحب إذا أنعم على عبد بنعمة، أنْ يرى أثرها عليه، ويبغض البؤس والتباؤس، ولكن الكبر أنْ يسفه الحق، أو يغمص الخلق". وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة. وأما حديث علي بن زيد بن جدعان فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (53) وفي "قري الضيف" (48) عن علي بن شعيب بن عدي البغدادي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جُريج عن علي بن زيد بن جدعان مرفوعًا "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه" ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2046) وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من علي بن زيد، وعبد المجيد مختلف فيه.

1220 - "إنّ الله يحب سَمْح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء" قال الحافظ: وللترمذي والحاكم من حديث أبي هريرة مرفوعًا: فذكره" (¬1) أخرجه الترمذي (1319) وفي "العلل" (1/ 530) وأبو يعلى (6238) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن مغيرة بن مسلم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعًا. وأخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 355 - 356) عن محمد بن القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب به. وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (815) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا أبو كريب به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة" وقال في "العلل": سألت محمدا -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هو حديث خطأ رواه إسماعيل بن علية عن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. قال البخاري: وكنت أفرح بهذا الحديث حتى روى بعضهم هذا الحديث عن يونس عمن حدثه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة" وقال الدارقطني: تفرد به المغيرة بن مسلم عن يونس بهذا الإسناد ولم يروه عنه غير إسحاق بن سليمان" قلت: اختلف في هذا الحديث على إسحاق بن سليمان الرازي، فرواه إسحاق بن أحمد الخزاز عنه ثنا المغيرة بن مسلم عن يونس بن عبيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. أخرجه الحاكم (2/ 56) وقال: صحيح الإسناد" قلت: إسحاق بن أحمد الخزاز لم أقف له على ترجمة، والمغيرة بن مسلم القَسْمَلي صدوق، والباقون كلهم ثقات. وللحديث شواهد فانظر حديث "أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا" ¬

_ (¬1) 5/ 211 (كتاب البيوع- باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع)

1221 - إنّ الله يحدث من أمره ما شاء" وفيه "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬1) 1222 - "إنّ الله يُدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه المحتسب في صنعته، والرامي به، والمُمِد به" قال الحافظ: وروى أصحاب السنن وابن خزيمة والحاكم من حديث عقبة بن عامر موفوعا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه سعيد بن منصور (2450) وابن أبي شيبة (9/ 23) وأحمد (4/ 146 و 148) وأبو داود (2513) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 501 - 502) والروياني (247) والنسائي (6/ 24 و 185) وفي "الكبرى" (4354 و 4420) وابن الجارود (1062) وأبو عوانة (5/ 103 و 104) والطبراني في "الكبير" (17/ 342) وفي "مسند الشاميين" (616) وفي "فضل الرمي" (3) والآجري في "تحريم النرد" (1) والحاكم (2/ 95) وأبو نعيم في "رياضة الأبدان" (8) والبيهقي (10/ 13 و 218) وفي "الصغرى" (3975) وفي "معرفة السنن" (14/ 325) والخطيب في "الموضح" (1/ 113 - 114) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن زيد الأزرق ص 570) وأبو هلال العسكري في "الأوائل" (144) والمزي في "التهذيب" (8/ 75 - 76) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي (¬3) ثني أبو سلام الأسود الدمشقي ثني خالد بن زيد (¬4) الجهني قال: كنت رجلا رامياً، وكان عقبة بن عامر يمرُّ بي، فيقول: يا خالد، اخرج بنا نرمي، فلما كان ذات يوم أبطأت عنه، فقال: يا خالد، تعالى أحدثك بما حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله -عز وجل- يُدخل الجنة بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله. وارموا واركبوا، وأنْ ترموا أحبّ إليّ من أنْ تركبوا. وليس من اللهو إلا ثلاثة: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته امرأته، ورميه بقوسه، ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنّها نعمة كفرها، أو تركها". قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 17/ 215 (كتاب التوحيد- باب ما جاء في تخليق السموات والأرض) (¬2) 2/ 92 (كتاب الصلاة- باب من بني مسجداً) (¬3) تابعه معاوية بن سلام الدمشقي عن أبي سلام به. قاله البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 150) (¬4) وقاله بعضهم: يزيد. وقد وثقه يعقوب بن سفيان (المعرفة 2/ 487 و 501)

قلت: وهو كما قال، لكن اختلف فيه على أبي سلام، فرواه يحيى بن أبي كثير عنه عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر مرفوعًا نحوه. أخرجه الطيالسي (ص 135) عن هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير به. ومن طريقه أخرجه الروياني (184) والبيهقي (10/ 13 - 14) ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن هشام الدستوائي به، منهم: 1 - يزيد بن هارون. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 349 - 350 و 9/ 22 - 23) وفي "الأدب" (87) وأحمد (4/ 148) وابن ماجه (2811) والترمذي (¬1) (4/ 174) وقالوا في روايتهم "عن عبد الله بن الأزرق" 2 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (295) 3 - أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 502) وقال في روايته "عن عبد الله بن يزيد الأزرق" 4 - وهب بن جرير بن حازم. أخرجه الدارمي (2410) والآجري في "تحريم النرد" (3) وأبو الفرج المقرى في "الأربعين في الجهاد" (ص 79) 5 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. أخرجه الخطابي (¬2) في "معالم السنن" (3/ 28) والبيهقي (¬3) (10/ 218) 6 - مروان بن معاوية الكوفي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (296) والآجري (2) وابن عساكر (ص 571) (¬4) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن صحيح" (¬2) في روايته "عن ابن زيد" (¬3) في روايته "عن عبد الله بن يزيد الزرقي" (¬4) في رواية الطحاوي "عن أبي سلام" وفي رواية الآجري "حديث أبي سلام" وفي رواية ابن عساكر "ثني أبو سلام".

7 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه أحمد (4/ 144) عنه، وقال في روايته "ثنا أبو سلام" ورواه زياد بن أيوب البغدادي عن ابن علية فقال "حدّث أبو سلام" أخرجه ابن عساكر (ص 571 - 572) وهكذا رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير فقال: حدّث أبو سلام. أخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (17/ 341) 8 - محمد بن أبي عدي البصري. أخرجه الآجري في "تحريم النرد" (3) من طريق يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري ثنا ابن أبي عدي به. واختلف فيه على ابن أبي عدي، فرواه محمد بن المثنى عنه عن الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال: حُدثت أنّ أبا سلام قال. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 341) 9 - عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري. أخرجه الروياني (184) وقال في روايته: حدّث أبو سلام. ويحيى بن أبي كثير لم يسمع من أبي سلام، قال حسين المعلم: لما قدم علينا يحيى بن أبي كثير وجه إلى مطر، أن احمل الدواة والقرطاس وتعال. قال: فأتيته، فأخرج إلينا صحيفة أبي سلام، فقلنا له: سمعت من أبي سلام؟ قال: لا. قلت: فمن رجل سمعه من أبي سلام؟ قال: لا. المراسيل ص 240 واختلف عنه في هذا الحديث: فرواه مَعْمَر عنه عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق قال: كان عقبة بن عامر يخرج فيرمي كل يوم ويستتبع رجلا، قال: وكأنّ ذلك الرجل كاد أنْ يمل، فقال: ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بلى، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. ¬

_ (¬1) وأخرجه في "فضل الرمي" (2) من هذا الطريق ووقع عنده: حدثنا أبو سلام.

أخرجه عبد الرزاق (19522) عن معمر به. وأخرجه أحمد (4/ 148 و 154) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الروياني (188) وابن خزيمة (2478) والطبراني في "الكبير" (17/ 340) وفي "فضل الرمي" (1) والبيهقي في "الشعب" (3992) والبغوي في "شرح السنة" (2641) وفي "التفسير" (3/ 45 - 46) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 98) وفي "التاريخ" (ص 570) من طرق عن عبد الرزاق به. والسياق لابن عساكر في "الأربعين" ولم يقل "رجلا" إلا هو، وسياق أحمد والبيهقي: عن عبد الله بن زيد الأزرق قال: كان عقبة بن عامر يخرج كل يوم ويستتبعه فكأنه كاد أنْ يمل فقال: ألم أخبرك ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول؟ قال: بلى. ورواه حماد بن زيد عن أيوب السَّخْتياني عن يحيى بن أبي كثير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. أخرجه سعيد بن منصور (2451) وحديث هشام الدستوائي أصح لأنّه من أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير كما قال أحمد وغيره. وعبد الله بن زيد الأزرق لم يَرو عنه إلا أبو سلام الأسود كما في "الميزان". وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي الشعثاء جابر بن زيد مرسلًا. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه عمر بن الصُّبْح عن مقاتل بن حيان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا "إن كل لهو لهى به المؤمن باطل، إلا في ثلاث: رميه الصيد بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته، فإنّه من الحق. وإن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه محتسبا، والمُمِد به في سبيل الله -عز وجل-، والرامي به مجاهدا" أخرجه أبو يعقوب القراب في "فضائل الرمي" (12) وعمر بن الصبح هو ابن عمران التميمي قال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال النسائي: ليس بثقة" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5305) والحاكم (2/ 95) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال، وسويد متروك" وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا خطأ وهم فيه سويد، إنما هو عن ابن عجلان عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال. كذا رواه الليث وحاتم بن إسماعيل وجماعة وهو الصحيح مرسل" العلل 1/ 302 و 335 الثاني: يرويه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الله ليدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة: صانعه محتسبا صنعته، والمقوى به، والرامي به". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 367) من طريق إسحاق بن بهلول ثنا يحيى بن المتوكل الباهلي عن عنبسة بن مهران عن الزهري به. وقال: قال الدارقطني: تفرد به عنبسة عن الزهري، ولم يَرو عنه غير يحيى بن المتوكل، تفرد به إسحاق بن بهلول" قلت: وعنبسة بن مهران قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن أبي حاتم: مجهول، وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. الثالث: يرويه مُظاهر عن محمد بن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه محتسبا به، والمعين به، والرامي به في سبيل الله. أخرجه أبو نعيم في: "رياضة الأبدان" (17) والخطيب في "لتاريخ" (3/ 128) من طريق غسان بن سليمان الهروي ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير (¬1) عن مظاهر به. وإسناده ضعيف لضعف مظاهر. الرابع: يرويه الفضل بن عبد الله بن عبد الجبار ثنا مالك بن سليمان عن إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة. أخرجه أبو يعقوب القراب في "فضائل الرمي" (1) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 410 - 411) وإسناده ضعيف لضعف مالك بن سليمان. وأما حديث أنس فأخرجه ابن الأعرابي (ق 111/ أ) والطبراني في "فضل الرمي" (4) ¬

_ (¬1) عند أبي نعيم "عن أبي زهدم"

وأبو يعقوب القراب (2) من طريق مردويه بن يزيد ثنا الربيع بن صَبيح عن الحسن (¬1) عن أنس مرفوعًا "أنّ الله -عز وجل- يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: الرامي به، والممد به، والمحتسب له". الربيع بن صبيح مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث أبي الشعثاء جابر بن زيد فأخرجه سعيد بن منصور (2454) عن سفيان بن عُيينة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن رجل عن جابر بن زيد مرفوعًا "كل لهو لَها به المؤمن باطل إلا رميه عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله". واختلف فيه على ابن أبي حسين، فرواه الحسن بن عُمارة عنه عن جابر بن زيد قال: كنت أرامي رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففقدني يوما فقال لي: ما أبطأ بك؟ فأخبرته بعذري، فقال: ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكون لك عونا على الرمي؟ فقلت: بلى، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله تعالى يدخل بسهم واحد ثلاثة نفر الجنة: الرامي، والمحتسب بصنعته، والمقوي به" وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ارموا واركبوا، وأنْ ترموا خير لكم، وأحبّ إليّ من أن تركبوا فإنّ كل لهو لَهَا به المؤمن باطل إلا في ثلاث: رميك عن قوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك مع أهلك، فإن ذلك من الحق" أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 395) والحسن بن عمارة متروك. • ورواه محمد بن إسحاق المدني عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. أخرجه الترمذي (1637) وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من ابن أبي حسين، وحديث سفيان أصح وهو مرسل وفيه راو لم يسم (¬2). 1223 - "إِنّ الله يربى الصدقة" سكت عليه الحافظ (¬3). ¬

_ (¬1) ووقع في رواية القراب "عن الأعمش" (¬2) انظر "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 302) (¬3) 4/ 3 (كتاب الزكاة- باب وجوب الزكاة)

أخرجه البخاري (فتح 4/ 20 - 21) من حديث أبي هريرة ولفظه "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلُوهُ" 1224 - "إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين" قال الحافظ: أخرجه مسلم (817) " (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم من طريق أبي الطفيل أنّ نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر استعمله على مكة فقال: من استعملت عليهم؟ فقال: ابن أبزى يعني ابن عبد الرحمن، قال: استعملت عليهم مولى، قال: إنّه قاريء لكتاب الله عالم بالفرائض، وقال عمر: إنّ نبيكم قد قال: فذكره" (¬2) 1225 - "إنّ الله يصنع كل صانع وصنعته" قال الحافظ: وهو حديث صحيح. وذكر أنّ البخاري ذكره في "خلق أفعال العباد" (¬3) صحيح أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (117) وابن أبي عاصم في "السنة" (357 و 358) والبزار (كشف 2160) والمحاملي في "أماليه" (325) وابن عدي (6/ 2046) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (217) وابن منده في "التوحيد" (115) والحاكم (1/ 31 و 31 - 32) واللالكائي في "السنة" (942 و 943) وابن بشران (1243) والبيهقي في "الشعب" (187) وفي "الاعتقاد" (ص 144) وفي "الأسماء" (ص 43 و 332 و 491) وفي "القضاء والقدر" (131 و 132 و 133 و 134) والخطيب في "التاريخ" (2/ 31) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 288) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 272) من طرق (¬4) عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي عن رِبْعي بن حِرَاش عن حذيفة به مرفوعًا. وإسناده صحيح رواته ثقات. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) 1/ 149 (كتاب العلم- باب فضل العلم) (¬2) 16/ 291 (كتاب الأحكام- باب استقضاء الموالي) (¬3) 17/ 279 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]) و17/ 314 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات: 96]) (¬4) رواه مروان بن معاوية وأبو خالد الأحمر والفضيل بن سليمان ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي مالك الأشجعي به.

وقال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" 1226 - حديث أبي أمامة "إنّ الله يقول: لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم" سكت عليه الحافظ (¬1). ولم أره من حديث أبي أمامة، وقد وقفت عليه من حديث ثوبان ومن حديث جابر. فأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1421) وابن منده في "الرد على الجهمية" (13) من طريق يزيد بن ربيعة الرحَبي ثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعًا "يقبل الجبار تعالى يوم القيامة فيثني رجله على الجسر فيقول: وعزتي وجلالي لا يجاوزني ظلم (¬2) ظالم. فينصف الخلق بعضهم من بعض حتى إنه لينصف الشاة الجماء من الشاة العضباء بنطحة تنطحها" ويزيد بن ربيعة ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث. وقال الدارقطني: دمشقي متروك (سؤالات البرقاني) وأما حديث جابر فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده مظلمة ... " 1227 - "إنّ الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب" قال الحافظ: أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" وأحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث المِقدام بن معدي كرب" (¬3) صحيح وله عن المقدام طريقان: الأول: يرويه إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن المقدام مرفوعًا "إن الله يوصيكم بأمهاتكم (ثلاثًا) إنّ الله يوصيكم بآبائكم، إنّ الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب". ¬

_ (¬1) 14/ 188 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة) (¬2) من "مجمع الزوائد" (10/ 353) (¬3) 13/ 5 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)

أخرجه أحمد (4/ 132) وابن ماجه (3661) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (20/ 270) وفي "مسند الشاميين" (1128) والحاكم (4/ 151) وابن الجوزي في "البر والصلة" (39) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. قال الحاكم: إسماعيل بن عياش أحد أئمة أهل الشام إنما نقم عليه سوء الحفظ فقط" وقال البوصيري: في إسناده إسماعيل وروايته عن الحجازيين ضعيفة كما هنا" مصباح الزجاجة 4/ 99 قلت: بل روايته هنا عن الشاميين فإنّ بحير بن سعد حمصي، وإسماعيل ثقة فيما يرويه عن الشاميين كما قال ابن معين وغيره، وبحير بن سعد وخالد بن معدان ثقتان فالإسناد صحيح (¬1). ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه بقية بن الوليد ثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام مرفوعًا "إنّ الله تبارك وتعالى يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب" أخرجه أحمد (4/ 131) والبخاري في "الأدب المفرد" (60) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2441) والطبراني في "الكبير" (20/ 270) وفي "مسند الشاميين" (1128) وأبو الشيخ في "الفوائد" (20) والبيهقي (4/ 179) وفي "الشعب" (7461) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (426) والشجري في "أماليه" (2/ 120) من طرق عن بقية به. وإسناده صحيح، وبقية ثقة إذا حدث عن الثقات من أهل الشام وصرّح بالسماع منهم كما هنا. ولم ينفرد بحير بن سعد به بل تابعه غير واحد عن خالد بن معدان عن المقدام، منهم: 1 - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 270) وفي "مسند الشاميين" (177) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثني أبي عن أبيه عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به. شيخ الطبراني تكلموا فيه. انظر "اللسان" (1/ 295) و"الثقات" (9/ 74) لابن حبان. ¬

_ (¬1) وخالد بن معدان سمع من المقدام، قاله البخاري (التاريخ الكبير 2/ 1/ 176) وقال أبو حاتم: لقي خالد بن معدان المقدام (الجرح 2/ 1/ 351)

ومحمد بن يحيى بن حمزة ذكره ابن حبان في "الثقات". وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان صدوق لا بأس به، ويحيى بن حمزة وخالد بن معدان ثقتان. 2 - ثور بن يزيد الحمصي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 270) وفي "مسند الشاميين" (431) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثني ثور بن يزيد به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وشيخ الطبراني ترجمه الذهبي في "السير" (14/ 57) وقال: كان من الحفاظ الرحالة (¬1). وقال الطبراني في "مسند الشاميين" (431): ثنا محمد بن الحارث الجبيلي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد به. والجبيلي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات، لكن الوليد بن مسلم مدلس ولم يذكر سماعا من ثور بن يزيد. 3 - أم عبد الله بنت خالد بن معدان. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 271) وابن شاهين في "الترغيب" (296) من طريقين عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا إسماعيل بن عياش حدثتني أَم عبد الله بنت خالد به. أم عبد الله بنت خالد اسمها عبدة كما في ترجمة أبيها من "تهذيب الكمال" الثاني: يرويه أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني عن يحيى بن جابر عن المقدام أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "إنّ الله تبارك وتعالى يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ الله يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ الله يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ الله يوصيكم بأمهاتكم، وبناتكم، وأخواتكم، وعماتكم، وخالاتكم، إن الرجل من أهل الكنائس ليتزوج المرأة وما يعلم ما له بها من الخير، فما يرغب واحد منهما عن صاحبه حتى يموتا هرما". أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 495) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا محمد بن حرب عن أبي سلمة به. وأخرجه الطبرانى في "الكبير" (20/ 274) وفي "مسند الشاميين" (1377) من طرق عن داود بن رشيد عن محمد بن حرب الأبرش به. ¬

_ (¬1) انظر "طبقات الحنابلة" (1/ 142) و"تاريخ دمشق" لابن عساكر ترجمة الحسين بن إسحاق التستري.

ولم يتفرد داود بن رشيد به بل تابعه محمد بن مصفى الحمصي ثنا محمد بن حرب به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 274) قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ يحيى بن جابر لم يسمع من المقدام" المجمع 4/ 302 قلت: صرّح بسماعه منه في حديث رواه أحمد (4/ 132) (¬1) 1228 - "إنّ الماء خلق قبل العرش" قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 147) عن حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن عُدُس عن عمه أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال "كان في عماء ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق العرش على الماء" ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (83) والبيهقي في "الأسماء" (ص 478 - 479) ووقع عندهما "عن وكيع بن حدس" وأخرجه أحمد (4/ 11 و 12) وابنه في "السنة" (450) وابن ماجه (182) والترمذي (3109) وابن أبي عاصم في "السنة" (612) ومحمد بن عثمان في "العرش" (7) والطبري في "تفسيره" (12/ 4) وفي "تاريخه" (1/ 37 - 38) وابن حبان (6141) والطبراني في "الكبير" (19/ 207) وأبو الشيخ في "العظمة" (83) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 125) وابن أبي زمنين في "السنة" (31) والبيهقي في "الأسماء" (ص 514) وأبو العلاء الهمذاني في "الاعتقاد" (18) والذهبي في "العلو" (26) من طرق عن حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين به. ولفظ البيهقي "ثم خلق العرش، ثم استوى عليه". قال الترمذي: هكذا روى حماد بن سلمة "وكيع بن حدس" ويقول شعبة وأبو عَوَانة وهَشيم "وكيع بن عدس" وهو أصح، وأبو رزين اسمه لقيط بن عامر، وهذا حديث حسن" ¬

_ (¬1) انظر حديث "حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" فقد ذكرت هناك الخلاف في سماع يحيى بن جابر من المقدام. (¬2) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الرُّوم: 27])

وصححه الطبري في "تاريخه" (1/ 40) وقال البيهقي: هذا حديث تفرد به يعلي بن عطاء عن وكيع بن حدس، ولا نعلم لوكيع بن حدس هذا راويا غير يعلي بن عطاء" وقال الذهبي: إسناده حسن" قلت: بل إسناده ضعيف، وكيع بن حدس أو عدس ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن قتيبة في "اختلاف الحديث" (ص 150): لا يعرف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه يعلي بن عطاء، وقال ابن المديني: لم يرو عنه غير يعلي بن عطاء. 1229 - "إنّ المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يساقون إلى سجن في جهنم يقال له: بولس" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي بسند جيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" (¬1) حسن أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم بن حماد ص 52) عن محمد بن عجلان المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا "يحشر المتكبرون يوم القيامه أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يساقون إلى سجن جهنم يقال له: بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار، طينة الخبال" ونعيم بن حماد فيه مقال، لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن ابن المبارك به، منهم: 1 - محمد بن سلام البيكندي. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (557) 2 - محمد بن مقاتل. أخرجه الدينوري في "المجالسة" (1957) 3 - سويد بن نصر المروزي. أخرجه الترمذي (2492) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (6/ 337) ¬

_ (¬1) 14/ 214 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

4 - أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3590) ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه غير واحد عن ابن عجلان، منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (2/ 179) 2 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (598) وأبو بكر المقرئ في "حديث نافع بن أبي نعيم" (26) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (626 و 2357) 3 - أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 90) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (240) وفي "التواضع" (223) وفي "صفهّ النار" (46) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال البغوي: هذا حديث حسن" قلت: وهو كما قال، فإبن عجلان ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. ولم ينفرد ابن عجلان به بل تابعه: 1 - داود بن شابور المكي عن عمرو بن شعيب به. أخرجه الحميدي (598) وأبو بكر المقرئ (26) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (626 و 2357) 2 - عيسى بن أبي عيسى الحناط. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7834) 1230 - "إنّ المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جائحة" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم: فذكره" (¬1) لم أره في صحيح مسلم بهذا اللفظ، وإنما أخرج مسلم (1044) حديث قَبيصة بن ¬

_ (¬1) 13/ 11 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

مُخارق الهلالي قال: تَحَملْت حَمَالَة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله فيها فقال "أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها" ثم قال "يا قبيصة إنّ المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يُصيبها ثم يُمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له المسألة حتى يصيب قِوَاما من عيش أو قال: سِدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة فحلّت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش، فما سواهنّ من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا" وأخرج أحمد (3/ 100 و 114) وأبو داود (1641) وابن ماجه (2198) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 307 و 308) والنسائي (7/ 227) وفي "الكبرى" (6099) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (597) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 19) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 132) والبيهقي (7/ 25) وفي "الشعب" (1156) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 328 - 329) من طرق عن الأخضر بن عجلان البصري ثني أبو بكر الحنفي عن أنس بن مالك أنّ رجلا من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه الحاجة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما عندك شيء؟ " فأتاه بِحِلْس وقَدَح، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "من يشتري هذا؟ " وذكر الحديث وفيه "إنّ المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاث: ذي دم مُوجع، أو غرم مُفظع، أو فقر مُدْقِع" طوله بعضهم واختصره بعضهم. رواه هكذا يحيى القطان ورَوح بن عبادة البصري وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعيسى بن يونس والقاسم بن مالك الكوفي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عثمان البصري عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس أن رجلا من الأنصار. وقال بعضهم: عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال بعضهم: عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. - ورواه المعتمر بن سليمان التيمي عن الأخضر بن عجلان واختلف عنه: • فرواه أحمد (¬1) (3/ 100) عنه عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس مرفوعا. وتابعه إسحاق بن راهويه عن المعتمر بن سليمان به. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (16/ 339)

أخرجه النسائي (7/ 227) وفي "الكبرى" (6099) • وخالفهما علي بن سعيد الكندي فرواه عن المعتمر بن سليمان عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس عن رجل من الأنصار. أخرجه الترمذي في "العلل" (1/ 479) والأول أصح. قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: الأخضر بن عجلان ثقة، وأبو بكر الحنفي الذي روى عن أنس اسمه عبد الله" قلت: ولم ينفرد الأخضر بن عجلان به بل تابعه ابن أخيه عبيد الله بن شُمَيط بن عجلان قال: سمعت أبا بكر الحنفي يحدث أبي وعمي عن أنس رفعه "إنّ المسألة لا تحل إلا لإحدى ثلاث: غرم مُفظع، أو فقر مُدقع، أو دم مُوجع" أخرجه الطيالسي (¬1) (منحة 1/ 176) ثنا عبيد الله بن شميط به. وأخرجه أحمد (3/ 126 - 127) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا عبيد الله بن شميط قال: سمعت عبد الله الحنفي يحدث أنّه سمع أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: فذكره. واختلف فيه على عبيد الله بن شميط، فرواه حميد بن مسعدة البصري عنه ثنا الأخضر بن عجلان عن عبد الله الحنفي عن أنس. أخرجه الترمذي (1218) وقال: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان، وعبد الله الحنفي الذي روى عن أنس هو أبو بكر الحنفي" قلت: وهو مجهول، قال ابن القطان الفاسي: عدالته لم تثبت فحاله مجهولة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، روى عنه الأخضر به عجلان وحده حديثا واحدا، وقال في ترجمة الأخضر بن عجلان من "الميزان": أبو بكر الحنفي ليس بمشهور، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف حاله. فعلى هذا فالإسناد ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 132) من طريقه فقال فيه: ثنا عبيد الله بن شميط ثني أبي وعمي عن أبي بكر الحنفي عن أنس.

1231 - "إنّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خُرْفَة الجنة" قال الحافظ: وقد ورد في فضل العيادة أحاديث كثيرة جياد، منها عند مسلم والترمذي من حديث ثوبان: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2568) من حديث ثوبان وزاد "حتى يرجع" 1232 - "إنّ المسلمين وأِولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ} [الطُور: 21] ". قال الحافظ: وروى عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" عن علي مرفوعًا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (213) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 134 - 135) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي قال: سألت خديجة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هما في النار" فلما رأى الكراهية في وجهها قال "لو رأيت مكانهما لأبغضتهما" قالت: يا رسول الله فولدي منك؟ قال "في الجنة" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار" ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطُور: 21] ". واللفظ لعبد الله بن أحمد. قال الهيثمي: رواه عبد الله بن أحمد وفيه محمد بن عثمان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 217 وقال الذهبي في "الميزان": محمد بن عثمان لا يُدرى من هو فتشت عنه في أماكن وله خبر منكر. ثم ذكر له هذا الحديث. وقال الحافظ في "التعجيل": قال شيخنا الهيثمي: ذكره ابن حبان في "الثقات" (¬3) وأغفله الحسيني. قلت: وذكره الأزدي في "الضعفاء". وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية: حديث خديجة هذا حديث موضوع كذب" درء تعارض العقل والنقل 8/ 398 ¬

_ (¬1) 12/ 217 (كتاب المرضى- باب وجوب عيادة المريض) (¬2) 3/ 487 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المسلمين) (¬3) قلت: لم أره فيه.

وقال ابن القيم: وهذا معلول من وجهين أحدهما: أنّ محمد بن عثمان مجهول، الثاني: أن زاذان لم يدرك عليا (¬1) " طريق الهجرتين ص 389 وخالفهم الشيخ أحمد شاكر فقال: إسناده حسن على الأقل إنْ شاء الله وأبو الفتح الأزدي يغلو في التضعيف بغير حجة، ودعوى الذهبي أنّ الخبر منكر لا دليل عليها, وليس في معناه نكارة" المسند 2/ 259 ورد عليه الألباني في "ظلال الجنة" (1/ 94 - 95) فراجعه. 1233 - "إنّ المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلوا" قال الحافظ: ويؤيده رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (1827) وزاد بعد قوله "يمين الرحمن _ عز وجل _ وكلتا يديه يمين" 1234 - "إنّ الملائكة تقول لروح المؤمن: صلى الله عليك وعلى جسدك" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (2872) من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬3) 1235 - "إنّ الملائكة قالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، قالت: فهل أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النار، قالت: فهل أشدّ من النار؟ قال: نعم، الماء، قالت: فهل أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الريح، قالت: فهل أشدّ من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدق بيمينه فيخفيها عن شماله". قال الحافظ: وفي مسند أحمد من حديث أنس بإسناد حسن مرفوعًا: فذكره" (¬4) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 124) وعبد بن حميد (1215) والترمذي (3369) وأبو يعلى (4310) وابن أبي حاتم في "التفسير" (12105 و 16512) وأبو الشيخ في "العظمة" (896) وابن منده في "التوحيد" (66) والبيهقي في "الشعب" (3167) والخطيب في "المتفق ¬

_ (¬1) قلت: بل أدركه قال البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 437): زاذان أبو عبد الله مولى كندة، سمع ابن مسعود وعليا وابن عمر. (¬2) 2/ 285 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة) (¬3) 13/ 424 (كتاب الدعوات- باب هل يصلى على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬4) 2/ 287 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من جلس فيّ المسجد ينتظر الصلاة)

والمفترق" (625) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1661) وفي "الحجة" (435) والمزي في "التهذيب" (11/ 443 - 444) عن يزيد بن هارون وأبو الشيخ (872 و 896) عن هُشيم كلاهما عن العوام بن حَوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس مرفوعا "لما خلق الله -عز وجل- الأرض جعلت تميد، فخلق عليها الجبال، فأرساها، فتعجبت الملائكة، فقالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد يكسر به الجبال، قالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النار يلين بها الحديد، قالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من النار؟ قال: نعم، الماء. قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الريح. قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشدّ من الريح؟ قال: نعم، الإنسان، يتصدق بيمينه يكاد أن يخفيها من يساره". واللفظ لأبي الشيخ قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه" وقال ابن منده: هذا إسناد ثابت على رسم النسائي" قلت: إسناده ضعيف، سليمان بن أبي سليمان قال ابن معين: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال في "المغني" و"الديوان": لا يعرف، وقال في "الميزان": لا يكاد يعرف، روي عنه العوام بن حوشب وحده، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحده. ولم يخرج له النسائي شيئًا. 1236 - عن أنس قال: لما حُملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخفّ جنازته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إنّ الملائكة كانت تحمله" قال الحافظ: صححه الترمذي من حديث أنس" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (20414) عن مَعْمَر عن قتادة عن أنس قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخفّ جنازته، لحكمه في قريظة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "لا ولكن الملائكة كانت تحمله". وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1194) عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 8/ 124 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب سعد بن معاذ)

وأخرجه الترمذي (3849) عن عبد بن حميد به. وأخرجه البزار كما في "البداية والنهاية" (4/ 129) والطبراني في "الكبير" (5345) والحاكم (3/ 207) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن كثير: إسناد جيد" البداية 4/ 129 قلت: رواته ثقات إلا أن فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسًا. وللحديث شاهد عن الحسن البصري مرسلًا وآخر عن عبد الله بن شداد مرسلًا فيتقوى بهما فأما حديث الحسن فأخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 251) قال: وحدثني من لا أتهم عن الحسن البصري قال: كان سعد رجلا بادنا، فلما حمله الناس وجدوا له خفة، فقال رجال من المنافقين: والله إنْ كان لبادنا، وما حملنا من جنازة أخف منه، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "إنّ له حملة غيركم، والذي نفسي بيده، لقد استبشرت الملائكة بروح سعد، واهتز له العرش" وإسناده ضعيف للمبهم الذي لم يسم. وأما حديث عبد الله بن شداد فأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1504) عن بهز بن أسد البصري ثنا حماد أنا سِماك عن عبد الله بن شداد أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم- عاد سعد بن معاذ، قال: فدعا له، فلما خرج من عنده مرت به ريح طيبة فقال "هذا روح سعد قد مُرَّ به" قال: فلما وضع في قبره قالوا: يا رسول الله، إنّ سعدا كان رجلا بادنا وإنا وجدناه خفيفا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أحسبتم أنكم حملتموه وحدكم، أعانتكم عليه الملائكة". سماك هو ابن حرب وهو صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، والباقون كلهم ثقات. 1237 - عن عليّ مرفوعًا "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جُنُب" قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره وفيه نُجَي- بضم النون وفتح الجيم- الحضرمي ما روى عنه غير ابنه عبد الله فهو مجهول، لكن وثقه العجلي وصحح حديثه ابن حبان والحاكم" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 1/ 407 (كتاب الغسل- باب كينونة الجنب في البيت)

يرويه عبد الله بن نُجَي الحضرمي واختلف عنه: - فرواه أبو زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي عن أبيه عن علي مرفوعًا. أخرجه أحمد (1/ 83) والنسائي (1/ 116 و 7/ 163 - 164) وفي "الكبرى" (257) وأبو يعلى (626) عن يحيى بن سعيد القطان وابن أبي شيبة (¬1) (5/ 410) وأحمد (1/ 139) والنسائي (7/ 163 - 164) عن محمد بن جعفر غُنْدر (¬2) والبخاري في "الكبير" (4/ 2 / 121) وأبو داود (227 و 4152) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 861) عن حفص بن عمر النَّمَري الحَوْضي والنسائي (1/ 116) وفي "الكبرى" (257) وأبو يعلى (313) وابن حبان (1205) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وأحمد (1/ 104) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 557) عن عفان بن مسلم الصفار وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 130 - 131) والبيهقي (1/ 201) والذهبي في "معجمه" عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي وابن الأعرابي (ق 131 /ب) عن أبي عباد يحيى بن عباد الضبعي البصري والحاكم (1/ 171) عن وهب بن جرير بن حازم ¬

_ (¬1) رواه ابن ماجه (3650) عن ابن أبي شيبة فأسقط من إسناده "عن أبيه" والصواب إثباته كما في مصنف ابن أبي شيبة. (¬2) رواه محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر فلم يذكر عن أبيه. أخرجه البزار (880)

وعن آدم بن أبي إياس كلهم عن شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي عن أبيه عن علي مرفوعًا "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب" وخالفهم أبو داود الطيالسي فرواه في "مسنده" (ص 17) عن شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة عن عبد الله بن نجي عن علي، ولم يذكر عن أبيه. والأول أصح. قال الحاكم: هذا حديث صحيح فإنّ عبد الله بن نجي من ثقات الكوفيين ولم يخرجا فيه ذكر الجنب". وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد غريب" وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. ووثق نجي الحضرمي. المسند قلت: عبد الله بن نجي وأبوه اختلف فيهما، أما عبد الله فوثقه النسائي وابن حبان، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: أخباره فيها نظر، وقال الشافعي: مجهول. وأما أبوه فوثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال في "المغني": لا يعرف، وقال في "الكاشف": لين. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. ولم أر من تابعه فالإسناد ضعيف. ولم ينفرد أبو زرعة بن عمرو بن جرير به بل تابعه شُرَحبيل بن مُدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه قال: قال لي على: كانت لي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، إني كنت آتيه كل سَحَر فأسلم عليه حتى يتنحنح، وإني جئت ذات ليلة فسلمت عليه، فقلت: السلام عليك يا نبي الله، فقال "على رِسلك يا أبا حسن حتى أخرج إليك" فلما خرج إليّ قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ قال "لا" قلت: فما لك لا تكلمني فيما مضى حتى كلمتني الليلة؟ قال "سمعت في الحجرة حركة فقلت: من هذا؟ فقال: أنا جبريل، قلت: أُدخل، قال: لا، أُخرج إليّ، فلما خرجت قال: إنّ في بيتك شيئًا لا يدخله ملك ما دام فيه، قلت: ما أعلمه يا جبريل، قال: اذهب فانظر، ففتحت البيت فلم أجد فيه

شيئًا غير جرو كلب كان يلعب به الحسن، قلت: ما وجدت إلا جروا، قال: إنها ثلاث لن يلج ملك ما دام فيها أبدا واحد منها: كلب، أو جنابة، أو صورة روح" أخرجه أحمد (1/ 85) واللفظ له والبزار (879) وابن خزيمة (902) والمزي (12/ 428 - 429) عن محمد بن عبيد الطنافسي والنسائي (3/ 12) عن أبي أسامة حماد بن أسامة كلاهما عن شرحبيل بن مدرك به. - ورواه مغيرة بن مِقسم الضبي وعُمارة بن القَعقاع عن الحارث بن يزيدْ العُكْلي واختلف عن مغيرة: • فقال أبو بكر بن عياش: ثنا مغيرة بن مقسم ثنا الحارث العكلي عن عبد الله بن نجي قال: قال علي: فذكر الحديث. وقال فيه "وأنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا جنب ولا تمثال" ولم يذكر "عن أبيه" أخرجه أحمد (1/ 80) عن أبي بكر بن عياش به. وأخرجه ابن ماجه (3708) والنسائي (3/ 12) وابن خزيمة (904) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 179) وابن عدي (4/ 1548) من طرق عن أبي بكر بن عياش به. • وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن مغيرة بن مقسم عن الحارث العكلي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ثنا عبد الله بن نجي عن علي. زاد فيه: عن أبي زرعة بن عمرو، ولم يذكر: عن أبيه. أخرجه النسائي (3/ 11 - 12) وابن خزيمة (903) وأبو يعلى (592) من طرق عن جرير به. وهذا أصح فقد رواه عبد الواحد بن زياد البصري عن عمارة بن القعقاع ثنا الحارث العكلي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي عن علي (¬1). ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه البزار (881 و 882) لكنه لم يذكر الحارث العكلي.

أخرجه أحمد (1/ 77) والدارمي (2666) وابن خزيمة (904) وجرير أوثق من أبي بكر، وأبو بكر كثير الخطأ، وعمارة بن القعقاع وثقه ابن معين وغيره. - ورواه جابر الجُعفي وهو ضعيف عن عبد الله بن نجي عن علي، ولم يقل "عن أبيه" أخرجه أحمد (1/ 107 و 150) والدارقطني في "العلل" (3/ 259 و 260) وتابعه سالم بن أبي حفصة ثنا عبد الله بن نجي به. أخرجه البزار (883) وللحديث شواهد من حديث عمار بن ياسر ومن حديث عبد الرحمن بن سَمرة ومن حديث بُريدة، وسيأتي الكلام عليها عند حديث "لا تحضر الملائكة جنازة كافر، ولا مضمخ بالزعفران" وله شواهد أخرى من حديث أبي طلحة الأنصاري عند البخاري (فتح 7/ 121 و 12/ 514) ومسلم (2106) ومن حديث ميمونة عند مسلم (2105) وأبي داود (4157) ومن حديث ابن عمر عند البخاري (فتح 7/ 122 و 12/ 515 - 516) ومن حديث أبي سعيد عند ابن حبان (موارد 1486) وغيرهم لكن ليس فيها ذكر الجنب. 1238 - "إنّ الميت ليسمع خَفْق نعالهم إذا ولوا مدبرين" قال الحافظ: وروى إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، أخرجه البزار وابن حبان في "صحيحه" هكذا مختصرا، وأخرج ابن حبان أيضا من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه وفي حديث طويل" (¬1) حسن وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا. ¬

_ (¬1) 3/ 449 (كتاب الجنائز- باب الميت يسمع خفق النعال)

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 378) وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (296) وأحمد (2/ 445) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1418) والبزار (كشف 873) وابن أبي داود في "البعث" (6) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 510) وابن حبان (3118) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 113) من طريق وكيع عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن عبد الرحمن به. قال أبو نعيم: لا أعلم رواه عن الثوري غير وكيع" وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن" المجمع 3/ 54 قلت: عبد الرحمن بن أبي كريمة الكوفي والد إسماعيل ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا ابنه إسماعيل. وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى ولده. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة، واختلف فيه على محمد بن عمرو في رفعه ووقفه - فقال غير واحد: عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه"، ثم ذكر حديثا طويلًا. أخرجه أحمد (2/ 347) وابنه في "السنة" (1453) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 510) والطبراني في "الأوسط" (2651) والحاكم (1/ 380 - 381) عن حماد بن سلمة وهناد في "الزهد" (338) عن عبدة بن سليمان الكلابي والحاكم (1/ 379 - 380) عن سعيد بن عامر الضُّبَعي وابن حبان (3113) عن معتمر بن سليمان التيمي

والطحاوي (1/ 510) وابن البختري في "حديثه" (246) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 220 - 222) وفي "إثبات عذاب القبر" (67) عن عبد الوهابِ بن عطاء العجلي كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة به. - وقيل: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفًا. أخرجه عبد الرزاق (6703) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي وابن أبي شيبة (3/ 383 - 384) والطبري في "تفسيره" (13/ 215 - 216) والخلال في "السنة" (1176) عن يزيد بن هارون كلاهما عن محمد بن عمرو به. والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن. المجمع 3/ 51 - 52 قلت: وهو كما قال، ومحمد بن عمرو حسن الحديث أخرج له مسلم في المتابعات. 1239 - "إنّ الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها" قال الحافظ: قال البيهقي: ووقع في حديث أبي سعيد الذي أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان أنّه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها وقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أبو داود (3114) وابن حبان (7316) والحاكم (1/ 340) والبيهقي (3/ 384) من طرق عن سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي سعيد به. ¬

_ (¬1) 14/ 172 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري وهو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وهو كما قال ابن عدي: صدوق لا بأس به. وابن الهاد هو يزيد بن عبد الله بن أسامة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن. 1240 - حديث أبي بكر الصديق سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "إنّ الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أنْ يعمهم الله بعقاب" قال الحافظ: أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح يرويه قيس بن أبي حازم عن أبي بكر واختلف عن قيس في رفعه ووقفه: - فرواه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس واختلف عن إسماعيل أيضا في رفعه ووقفه: • فرواه غير واحد عن إسماعيل مرفوعًا. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 174 - 175) وأحمد (1/ 2) وابن ماجه (4005) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (63) والمروزي في "مسند أبي بكر" (88) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (336) عن عبد الله بن نُمير وأحمد (1/ 7) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1) والترمذي (2168 و 3057) والحارث في "مسنده" (عواليه لأبي نعيم 53) والبزار (68) والمروزي في "مسند أبي بكر" (87) والطحاوي في "المشكل" (1165) والطبراني في "مكارم الأخلاق" (79) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (123) والبيهقي (10/ 91) والواحدي في "الوسيط" (2/ 237) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (16) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 120 - 121) عن يزيد بن هارون وأحمد (1/ 9) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (62) والبزار (66) والمروزي في "مسند أبي بكر" (89) وأبو يعلى (128) والطحاوي في "المشكل" (1167) وابن حبان (305) ¬

_ (¬1) 16/ 171 (كتاب الفتن- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا)

وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (124) والخطيب في "المدرج" (1/ 141 - 142 و 142 و 143) عن شعبة وأحمد (1/ 5) والطحاوي في "المشكل" (1168) والخطابي في "العزلة" (ص 25 - 26) عن زهير بن معاوية الجعفي وأحمد (1/ 7) عن حماد بن سلمة والحميدي (3) والطحاوي في "المشكل" (1166) وعبد الغني المقدسي (17) عن مروان بن معاوية الفزاري وأبو داود (4338) والبيهقي (10/ 91) عن خالد بن عبد الله الطحان الواسطي وابن أبي شيبة (15/ 174 - 175) وابن ماجه (4005) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (63) والمروزي في "مسند أبي بكر" (88) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأبو يعلى (130) عن عبيد الله بن عمرو الرقي والبزار (65) والطحاوي في "المشكل" (1169) عن المعتمر بن سليمان التيمي وأبو داود (4338) والمروزي (86) والبيهقي (10/ 91) وفي "الشعب" (7144) عن هُشيم وأبو يعلى (131) عن عمر بن علي المُقَدمي وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (26)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (39) وفي "الأمر بالمعروف" (1) والمروزي (87) وأبو يعلى (132) والطبري (7/ 98) والطحاوي (1170) وابن حبان (304) وابن عساكر في "حديث المزاحمي" (18) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وأبو عبيد في "الناسخ" (528) والجصاص في "أحكام القرآن" (4/ 155) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (335) عن محمد بن يزيد الواسطي والبزار (67) عن زائدة بن قدامة الكوفي والنسائي في "الكبرى" (11157) عن عبد الله بن المبارك وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (40) والطبراني في "الأوسط" (2532) عن مالك بن مِغْول (¬1) والبغوي في "تفسيره" (1/ 399 - 400) عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي (¬2) كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قام أبو بكر - رضي الله عنه - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية- يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم- وإنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أنْ يعمهم الله بعقابه" وفي لفظ "إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه" ¬

_ (¬1) هكذا رواه حجاج بن نصير عن مالك بن مغول، ورواه مسلم بن إبراهيم عن مالك بن مغول وشعبة كلاهما عن إسماعيل عن قيس عن أبي بكر موقوفًا. أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 144 - 145) (¬2) زاد الدارقطني في "العلل" (1/ 250 - 251) غير من تقدم: يحيى بن سعيد الأموي ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ومرجي بن رجاء والوليد بن القاسم وعلي بن عاصم وأبو حمزة السكري.

وفي لفظ "إذا عمل فيهم بالمعاصي أو بغير الحق ثم لم يغيروه" وفي لفظ "إذا عمل في الناس بالمنكر ولم يغيروه" وفي لفظ "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا" • ورواه غير واحد عن إسماعيل عن قيس عن أبي بكر موقوفًا، منهم: 1 - وكيع. أخرجه الطبري في "تفسيره" (7/ 98) سفيان بن عُيينة. أخرجه سعيد بن منصور (840) وأبو عمرو الداني (337) يونس بن أبي إسحاق. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (23) ويحيى بن سعيد القطان وإسماعيل بن مُجالد وعبيد الله بن موسى (¬1) (¬2). ونسب أبو زرعة هذا الاختلاف إلى إسماعيل فقال: وأحسب إسماعيل بن أبي خالد كان يرفعه مرة ويوقفه مرة" العلل لابن أبي حاتم 2/ 98 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وهو من أصح الأسانيد عن أبي بكر رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث صحيح" وقال في الموضع الثاني: حسن صحيح" وقال النووي: رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة" رياض الصالحين ص 93 وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد" - ورواه عيسى بن المسيب البجلي عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - يقرأ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المَائدة: 105] فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه، والظالم فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب". ¬

_ (¬1) ذكرهم الدارقطني (1/ 252 - 253) (¬2) وخالف الجميع ورقاء بن عمر اليشكري فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي زهير الثقفي عن أبي بكر مرفوعًا. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (957)

أخرجه الطبري في "تفسيره" (7/ 98 - 99) وعيسى بن المسيب ضعفه ابن معين وغيره. وتابعه مُجالد بن سعيد عن قيس عن أبي بكر مرفوعًا. أخرجه البزار (69) والطبري (7/ 99) ومجالد ليس بالقوي. - ورواه غير واحد عن قيس عن أبي بكر موقوفًا، منهم: 1 - الحكم بن عُتيبة. أخرجه أبو يعلى (129) 2 - بيان بن بشر الأحمسي الكوفي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (23) والطبري (7/ 98) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (39 - منتقاه للمزي) 3 - عبد الملك بن ميسرة الكوفي (¬1). أخرجه الطبري (7/ 99) ونسب الدارقطني هذا الاختلاف إلى قيس فقال: ويشبه أنْ يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مرّة فيسنده، ومرة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر" العلل 1/ 253 1241 - عن أبي سعيد الخدري قال: صلّينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العَتَمَة فلم يخرج حتى مضى نحو من شطر الليل، فقال: "إنّ الناس قد صلوا وأخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة, ولولا ضعف الضعيف وسقم وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل" قال الحافظ: وقد روى أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (3/ 5) وابن خزيمة (345) ¬

_ (¬1) زاد الدارقطني: طارق بن عبد الرحمن وذر بن عبد الله الهمداني وعبد الملك بن عمير. (¬2) 2/ 188 (كتاب الصلاة- أبواب مواقيت الصلاة- باب فضل العشاء)

عن محمد بن أبي عدي البصري وأبو داود (422) عن بشر بن المفضل البصري وابن ماجه (645) والنسائي (1/ 215) وفي "الكبرى" (1520) وابن خزيمة (345) عن عبد الوارث بن سعيد البصري وابن خزيمة (345) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري والبيهقي (1/ 375 - 451) عن علي بن عاصم الواسطي كلهم عن داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العتمة فلم يخرج حتى مضى نحو من شطر الليل فقال "خذوا مقاعدكم" فأخذنا مقاعدنا، فقال "إنّ الناس قد صلوا وأخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، ولولا ضعف الضعيف، وسقم السقيم، لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل" اللفظ لأبي داود قال الشوكاني: إسناده صحيح" نيل الأوطار 2/ 15 قلت: وهو كما قال إلا أنه اختلف فيه على داود بن أبي هند، فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عنه عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 402) وأبو يعلى (1939) وابن حبان (1529) والبيهقي (1/ 375) والأول أصح لأنّه رواية الأكثر، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك. 1242 - "إنّ الناس يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء وليس كذلك" قال الحافظ: ولأحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان من رواية أبي قِلابة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج فزعا يجرّ ثوبه حتى أتى المسجد، فلم يزل يصلي حتى انجلت، فلما انجلت قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ... " ¬

_ (¬1) 3/ 180 (كتاب الصلاة- أبواب الكسوف- باب الصلاة في كسوف الشمس)

1243 - "إنّ الناقة كانت تَرِدُ يوماً فتشرب جميع الماء ويحتلبون منها مثل الذي كانت تشرب" قال الحافظ: وأخرج أحمد وابن أبي حاتم من حديث جابر رفعه: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تسألوا الأيات" 1244 - حديث ابن أبي أوفى أنه صلى الضحى ركعتين فسألته امرأته فقال: "إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلْى يوم الفتح ركعتين" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث ابن أبي أوفى: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى الضحى ركعتين" 1245 - قول ابن عمر: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاتل أهل خيبر فغلب على النخل وألجأهم إلى القصر فصالحوه على أنْ يجلوا منها وله الصفراء والبيضاء والحلقة ولهم ما حملت ركابهم على أن لا يكتموا ولا يغيبوا" الحديث وفي آخره "فسبى نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا وأراد أنْ يجليهم فقالوا: دعنا في هذه الأرض نصلحها" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والبيهقي وغيرهما، وكذلك أخرجه أبو الأسود في "المغازي" عن عروة. وقال: أخرجه البيهقي بإسناد رجاله ثقات من حديث ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ترك من ترك من أهل خيبر على أنْ لا يكتموه شيئًا من أموالهم، فإنْ فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، قال: فغيبوا مَسْكاً فيه مال وحلي لِحُيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر فسألهم عنه فقالوا: أذهبته النفقات، فقال "العهد قريب والمال أكثر من ذلك" قال: فوجد بعد ذلك في خربة، فقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابني أبي الحقيق وأحدهما زوج صفية" (¬3) انظر حديث "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قاتل أهل خيبر" 1246 - "إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بالسلب للقاتل" قال الحافظ: وقد ثبت في سنن أبي داود (2719) عن عوف بن مالك أنّه قال لخالد بن الوليد في غزوة مؤتة: فذكره" (¬4) قلت: وأخرجه مسلم (3/ 1373 و 1374) ¬

_ (¬1) 7/ 189 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعرَاف: 73]) (¬2) 3/ 296 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر) (¬3) 9/ 17 و 19 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر) (¬4) 6/ 510 (كتاب الجهاد- باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون)

1247 - قالت عائشة: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول شأنه في المنام، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد صرخ جبريل: يا محمد، فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئًا، فرفع بصره فإذا هو على أفق السماء، فقال: يا محمد، جبريل جبريل، فهرب فدخل في الناس فلم ير شيئًا، ثم خرج عنهم فناداه فهرب، ثم استعلن له جبريل من قِبَل حرَاء فذكر قصة إقرائه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} [العلق: 1] ورأى حينئذ جبريل له جناحان من ياقوت يختطفان البصر" قال الحافظ: وقد وقع في رواية أبي الأسود عن عروة عن عائشهّ قالت: فذكرته، وهذا من رواية ابن لَهيعة عن أبي الأسود وابن لهيعة ضعيفٌ" (¬1) مغازي عروة بن الزبير برواية أبي الأسود عنه عن عائشة (ص 100 - 101) يرويها ابن لهيعة عن أبي الأسود، وابن لهيعة ضعيف. 1248 - قال أسامة بن زيد "أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسرد الصوم فيقال لا يفطر" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ... " 1249 - عن صهيب قال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كناني. قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد والطحاوي وصححه الحاكم من حديث صهيب أن عمر قال له: مالك تكنى أبا يحيى وليس لك ولد؟ قال: فذكره" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث خياركم من أطعم الطعام" 1250 - عن مكحول قال: إنّ النداء كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذن يوم الجمعة مؤذن واحد حين يخرج الإِمام، وذلك النداء الذي يَحْرُم عنده البيع. قال الحافظ: وروى عمر بن شيبة في "أخبار المدينة" من طريق مكحول: فذكره، وهو مرسل يعتضد بشواهد تأتي قريبا" (¬4) مرسل ¬

_ (¬1) 1/ 25 - 26 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 5/ 126 (كتاب الصوم- باب حق الأهل في الصوم) (¬3) 13/ 203 (كتاب الأدب- باب الكنية للصبي) (¬4) 3/ 41 (كتاب الجمعة- باب المشي إلى الجمعة)

أخرجه عمر بن شيبة في "تاريخ المدينة" (3/ 959) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا محمد بن راشد عن مكحول أن النداء كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة مؤذن واحد حتى يخرج الإِمام، ثم تقام الصلاة، وذلك النداء الذي يحرم عنده البيع والإشتراء إذا نودي به، فأمر عثمان بن عفان أنْ ينادى قبل خروج الإِمام لكي تجتمع الناس. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 366) عن أبيه ثنا أبو نعيم ثنا إبراهيم ثنا محمد بن راشد المكحولي عن مكحول به. وإسناده إلى مكحول حسن. 1251 - حديث جابر "إنّ النطفة إذا استقرت في الرَّحِم أربعين يوما أو ليلة أذن الله في خلقها" قال الحافظ: أخرجه الفريابي من حديث جابر، ونحوه في حديث عبد الله بن عمرو. وقال: وفي رواية خُصَيْف عن أبي الزبير عن جابر من الزيادة "أي ربّ، مصيبته، فيقول: كذا وكذا" (¬1) حديث جابر أخرجه أحمد (3/ 397) عن الخطاب بن القاسم الحراني والفريابي في "القدر" (143) والطحاوي في "المشكل" (2665 و 2666) عن عتاب بن بشير الجزري وابن بطة في "الإبانة" (1405) عن مسعود بن سعد الجعفي ثلاثتهم عن خُصَيْف بن عبد الرحمن الجزري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا به وزاد "فيقول الملك: أي ربّ أجله، فيقال له كذا وكذا، ثم يقول: أي ربّ رزقه، فيقال له كذا وكذا، ثم يقول: أي ربّ مصيبته، فيقال له كذا وكذا، ثم يقول: ربّ أشقي أم سعيد، فيقال كذا وكذا" اللفظ للفريابي. قال الهيثمي: فيه خصيف وثقه ابن معين وجماعة وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 192 ¬

_ (¬1) 14/ 278 و280و 283 (كتاب القدر- باب في القدر)

قلت: خصيف مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي مدلس وقد عنعن. وحديث ابن عمرو أخرجه ابن وهب في "القدر" (45) والفريابي (146) وابن بطة (1418) واللالكائي (1236) وهو حديث موقوف مداره على ابن لَهيعة وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. 1252 - "إنّ النطفة تقع في الرَّحِم أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك" قال الحافظ: وفي حديث حذيفة بن أسيد من رواية عكرمة بن خالد عن أبي الطفيل عنه: فذكره، وكذا في رواية يوسف المكي عن أبي الطفيل عند الفريابي، وعنده وعند مسلم من رواية عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل "إذا مرّ بالنطفة ثلاث وأربعون" وفي نسخة "ثنتان وأربعون ليلة" وفي رواية ابن جُريج عن أبي الزبير عند أبي عوانة "ثنتان وأربعون" وهي عند مسلم لكن لم يسق لفظها، قال: مثل عمرو بن الحارث. وفي راوية ربيعة بن كلثوم عن أبي الطفيل عند مسلم أيضا "إذا أراد الله أنْ يخلق شيئًا يأذن له لبضع وأربعين ليلة" وفي رواية عمرو بن دينار عن أبي الطفيل "يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين" وهكذا رواه ابن عُيينة عن عمرو عند مسلم، ورواه الفريابي من طريق محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو فقال "خمسة وأربعين ليلة" فجزم بذلك. وقال: ثبت في رواية حذيفة بن أسيد من رواية ربيعة بن كلثوم أنّ ملكا موكلا بالرحم. ومن رواية عكرمة بن خالد "ثم يتسور عليها الملك الذي يُخَلّقها" وهو بتشديد اللام. وفي رواية أبي الزبير عند الفريابي "أتى ملك الأرحام" وأصله عند مسلم لكن بلفظ "بعث الله ملكا". وقال: ووقع ذلك صريحا في رواية لمسلم في حديث حذيفة بن أسيد "ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص" وفي رواية الفريابي "ثم تطوى تلك الصحيفة إلى يوم القيامة" وقال: ووقع في حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم ما ظاهره يخالف حديث ابن مسعود ولفظه "إذا مرّ بالنطفة ثلاث وأربعون" وفي نسخة "ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فَصَوَّرَها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها، ثم قال: أي ربّ، أذكر أم أنثى، فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا ربّ، أجله؟ " الحديث، هذه رواية عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد في مسلم.

وقال: وقد أخرجه جعفر الفريابي من طريق يوسف المكي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد بلفظ "إذا وقعت النطفة في الرحم ثم استقرت أربعين ليلة قال: فيجيء ملك الرحم فيدخل فيصور له عظمه ولحمه وشعره وبشره وسمعه وبصره ثم يقول: أي ربّ، أذكر أم أنثى؟ " الحديث" (¬1) يرويه أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي عن حذيفة بن أسيد، وعن أبي الطفيل غير واحد، منهم: 1 - عمرو بن دينار. ورواه عن عمرو بن دينار سفيان بن عُيينة ومحمد بن مسلم الطائفي. فأما حديث سفيان فأخرجه الحميدي (826) وأحمد (4/ 6 - 7) عن سفيان ثنا عمرو بن دينار قال: سمعت أبا الطفيل قال: سمعت حذيفة بن أسيد رفعه "يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو قال بخمس وأربعين ليلة- الشك من سفيان - فيقول: أي ربّ أشقي أم سعيد؟ فيقول الله -عز وجل- فيكتبان، فيقول: أي ربّ أذكر أم أنثى؟ فيقول الله -عز وجل- فيكتبان، فيكتب عمله ورزقه وأجله وأثره ومصيبته، ثم تطوى الصحيفة فلا يزادْ فيها ولا ينقص" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3039) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه مسلم (2644) وابن أبي عاصم في "السنة" (186) وفي "الآحاد" (1010) والفريابي في "القدر" (133 و 134) والدولابي في "الكنى" (1/ 74) والطحاوي في "المشكل" (2663) والآجري في "الشريعة " (360) وابن بطة (1403) واللالكائي في "الاعتقاد" (1045) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 172) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 102 - 103) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (3 و 4) من طرق عن سفيان به. وتابعه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار به، إلا أنَّه قال "مكثت في الرَّحِم خمساً وأربعين ليلة" ولم يشك. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (818) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1011) والفريابي (135 و 136) والطبراني في "الكبير" (3038) وابن بطة (1404) واللالكائي (1046) ¬

_ (¬1) 14/ 278 و280و 282 و 283 و284 (كتاب القدر- باب في القدر)

2 - أبو الزبير محمد بن مسلم المكي. أخرجه مسلم (2645) والطحاوي (2664) وابن حبان (6177) والطبراني (3044) والبيهقي في "الأسماء" (ص 177 - 178) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير أنّ أبا الطفيل حدثه عن حذيفة بن أسيد رفعه "إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا ربّ، أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا ربّ، أجله، فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا ربّ، رزقه، فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أُمر ولا ينقص" وأخرجه مسلم (4/ 2037) والفريابي (140) والآجري (361 و 362) واللالكائي (1047) من طرق عن ابن جُريج أني الزبير أنْ أبا الطفيل أخبره عن حذيفة بن أسيد رفعه "إذا استقرت النطفة في الرّحم اثنين وأربعين صباحا أتى ملك الأرحام، فخلق لحمها وعظمها وسمعها وبصرها ... " 3 - عبد الله بن عطاء المكي. أخرجه مسلم (4/ 2038) والطبراني (3036) من طريق أبي خيثمة زهير بن معاوية ثني عبد الله بن عطاء أنّ عكرمة بن خالد حدّثه أنّ أبا الطفيل حدّثه عن حذيفة بن أسيد رفعه "إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصوّر عليها الملك ... " 4 - كلثوم بن جبر البصري. أخرجه مسلم (4/ 2038) والطبراني (3040) وفي "الأوسط" (2652) من طريق ربيعة بن كلثوم بن جبر ثني أبي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه: إنّ ملكا موكّلا بالرّحم إذا أراد الله أنْ يخلق شيئًا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة ... " 5 - عبيد بن أبي طلحة المكي. أخرجه الطبراني (3043) من طريق ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبيد بن أبي طلحة أن أبا الطفيل أخبره عن حذيفة بن أسيد رفعه "إن الله -عز وجل- إذا أراد أن يخلق العبد قال الملك: يا ربّ أذكر أم أنثى ... " 6 - يوسف المكي. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (185) والفريابي (132) من طريق أبي عَوَانة

الوَضَّاح بن عبد الله عن عَزرة بن ثابت الأنصاري ثني يوسف المكي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه "إنّ النطفة إذا وقعت في الرّحم ثم استقرت أربعين ليلة فيجيء ملك الرّحم فيدخل فيصور له عظمه ولحمه ودمه وشعره وبشره وسمعه وبصره ... " واختلف على عزرة في شيخه: فسماه عثمان بن عمر بن فارس وعون بن عمارة العبدي: يعقوب. أخرجه الطبراني (3041) وسماه إبراهيم بن أعين الشيباني: يحيى بن عقيل المكي. أخرجه الطبراني (3042) 1253 - "إنّ النهار ثنتا عشرة ساعة" قال الحافظ: القول الحادي والأربعون في ساعة الجمعة أنها آخر ساعة بعد العصر، رواه أبو داود والنسائي والحاكم بإسناد حسن عن أبي سلمة عن جابر مرفوعًا، وفي أوله: فذكره، ورواه مالك وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن عبد الله بن سلام قوله، وفيه مناظرة أبي هريرة له في ذلك واحتجاج عبد الله بن سلام بأن منتظر الصلاة في صلاة، وروى ابن جرير من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا مثله ولم يذكر عبد الله بن سلام قوله ولا القصة، ومن طريق ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن كعب الأحبار قوله، وقال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جُريج أخبرني موسى بن عقبة أنه سمع أبا سلمة يقول: حدثنا عبد الله بن سلام (¬1) فذكر مثله، وروى البزار وابن جرير من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن عبد الله بن سلام مثله، وروى ابن أبي خيثمة من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد فذكر الحديث وفيه: قال أبو سلمة: فلقيت عبد الله بن سلام فذكرت له ذلك فلم يعرض بذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل قال: النهار ثنتا عشرة ساعة وإنها لفي آخر ساعة من النهار. ولابن خزيمة من طريق أبي النضر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس: إنا لنجد في كتاب الله أن في الجمعة ساعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أو بعض ساعة" قلت: نعم أو بعض ساعة. الحديث، وفيه "قلت: أي ساعة، فذكره" وهذا يحتمل أنْ يكون القائل قلت عبد الله بن سلام فيكون مرفوعًا، ويحتمل أنْ يكون أبا سلمة فيكون ¬

_ (¬1) في المطبوع "بن عامر" والصواب ما أثبته كما في مصنف عبد الرزاق.

موقوفًا وهو الأرجح لتصريحه في رواية يحيى بن أبي كثير بأن عبد الله بن سلام لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجواب" (¬1) يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه: - فرواه الجُلاح أبو كثير مولى عبد العزيز بن مروان عنه عن جابر بن عبد الله مرفوعًا "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر". أخرجه أبو داود (1048) والنسائي (3/ 81) وفي "الكبرى" (1697) واللفظ له والطبراني في "الدعاء" (184) والحاكم (1/ 279) والبيهقي (3/ 250) وفي: "الشعب" (2715) وفي "فضائل الأوقات" (252) وابن عبد البر في: "التمهيد" (23/ 44 - 45) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 411) من طرق عن ابن وهب وهو في "موطأه" (228) أني عمرو بن الحارث أن الجلاح أبو كثير مولى عبد العزيز حدّثه به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بالجلاح أبو كثير" وقال البيهقي: هذا إسناد ضعيف" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" قلت: إسناده صحيح إلا أنّه اختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن كما سيأتي، والجلاح لم يخرج له مسلم من روايته عن أبي سلمة بن عبد الرحمن شيئًا. - ورواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: خرجت إلى الطور (¬2) فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة، وحدثته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان فيما حدثته، أنْ قلت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مُصِيخَة يوم الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شَفَقاً من الساعة، إلا الجن والإنس (¬3) وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه". قال كعب: ذلك في كل سنة يوم. فقلت: بل في كل جمعة. فقرأ كعب التوراة، ¬

_ (¬1) 3/ 72 (كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة) (¬2) في حديث قيس بن سعد "قدمت الشام". (¬3) هذا المرفوع جعله ابن إسحاق وقيس بن سعد من كلام كعب الأحبار.

فقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو هريرة: فذكر حديثا ثم قال: ثم لقيت عبد الله بن سلام، فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته به في يوم الجمعة. فقلت: قال كعب: ذلك في كل سنة يوم. قال: قال عبد الله بن سلام: كذب كعب. فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي في كل جمعة. فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب. ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي. قال أبو هريرة: فقلت له: أخبرني بها ولا تضن علي. فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة (¬1). قال أبو هريرة: فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة؟ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي" وتلك الساعة ساعة لا يُصَلَّى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي؟ " قال أبو هريرة: فقلت بلى. قال: فهو ذلك (¬2). أخرجه مالك (1/ 108 - 110) واللفظ له والشافعي في "مسنده" (ص 72) وأحمد (2/ 486 و 5/ 451) وأبو داود (1046) والترمذي (491) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2081) والنسائي (3/ 93 - 94) وفي "الكبرى" (1754) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (222) وابن حبان (2772) وابن عدي (1/ 62) وابن منده في "التوحيد" (60) والحاكم (1/ 278 - 279) وابن بشر ان (1040) والبيهقي (3/ 250 - 251) وفي "الشعب" (2714) وفي "فضائل الأوقات" (251) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 866 - 867) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (914) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1050) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 66 - 67 و 67) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 407 - 408) عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد وأحمد (5/ 451 - 452) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2080) وابن خزيمة (1738) والحاكم (1/ 279) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (42) عن محمد بن إسحاق المدني والطيالسي (منحة 1/ 140) وأحمد (5/ 453) والطبراني في "الدعاء" (186) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 409) ¬

_ (¬1) في حديث قيس بن سعد "هي ما بين العصر والمغرب" (¬2) قال ابن عبد البر: لا أعلم أحدا ساق هذا الحديث أحسن سياقة من مالك عن يزيد بن الهاد ولا أتم معنى منه فيه، إلا أنه قال فيه: بصرة بن أبي بصرة ولم يتابعه أحد عليه، وإنما الحديث معروف لأبي هريرة: فلقيت أبا بصرة الغفاري" التمهيد 23/ 37 - 38

عن قيس بن سعد المكي ثلاثتهم عن محمد بن إبراهيم التيمي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" وقال أبو محمد البغوي والحافظ ابن حجر: هذا حديث صحيح" قلت: ولم ينفرد محمد بن إبراهيم التيمي به بل تابعه: 1 - محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فذكر نحوه مختصرا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (17/ 27 - 28 و 28) وابن المنذر في "الأوسط" (1714) والطبراني في "الدعاء" (176) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 43) والبغوي في "شرح السنة" (1046) من طرق عن محمد بن عمرو به. وقال أبو محمد البغوي: هذا حديث صحيح" 2 - رجل لم يسم عن أبي سلمة عن أبي هريرة وابن سلام أنه قال: إني لأعلم تلك الساعة، قلت له: يا أخي ما أنا بالرجل تنفسها عليه، حدثني بها، قال: هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أنْ تغرب الشمس. وذكر بقية الحديث. أخرجه عبد الرزاق (5585) 3 - محمد بن زيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة وابن سلام نحوه. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 48 - 49) - ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال: سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يذكران عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "إنّ في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد وهو يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه أياه" قال: وعبد الله بن سلام يذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نعم، هي آخر ساعة، قلت: إنما قال "وهو يصلي" وليس تلك ساعة صلاة، فقال: أوما سمعت أوما بلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من انتظر الصلاة فهو في صلاة". أخرجه البزار (كشف 619) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 166

وقال في "كشف الأستار": حديث ابن سلام لم أره مرفوعًا عند أحد منهم" قلت: سياق ابن أبي خيثمة الذي ذكره الحافظ يدل على أنه موقوف على عبد الله بن سلام، وأن القائل "قلت: إنما قال "وهو يصلي": هو أبو سلمة. ومن طريق ابن أبي خيثمة أخرجه ابن منده في "التوحيد" (45) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (905 و 906) - ورواه فُليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها امرؤ مؤمن يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، وهو في صلاة، يقللها" قال أبو سلمة: فذكر حديثا، قال: فدخلت على أبي سعيد الخدري، فذكر حديثا ثم قال: قلت: يا أبا سعيد! الساعة التي في الجمعة؟ قال: قد سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها قال "قدكنت أحسبه قد علمتها فأنسيتها" قال أبو سلمة: فخرجت من عنده، حتى أتيت دار رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلت: هذا رجل قد قرأ التوراة وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فدخلت عليه فقلت: أخبرني عن هذه الساعة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول فيها ما يقول في الجمعة؟ قال: نعم، خلق الله آدم يوم الجمعة، وأسكنه الجنة يوم الجمعة، وأهبطه إلي الأرض يوم الجمعة، وتوفاه يوم الجمعة، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وهي آخر ساعة من يوم الجمعة. قال: قلت: ألست تعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "في صلاة" قال: أو لست تعلم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من انتظر الصلاة فهو في صلاة". أخرجه أحمد (3/ 65 و 5/ 450) والبزار (كشف 620) واللفظ له وابن خزيمة (1741) والحاكم (1/ 279 - 280) من طرق عن فليح بن سليمان به. والصحابي الذي لم يسم هنا في رواية البزار جاء مسمى في روايات الباقين وهو عبد الله بن سلام. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 167 قلت: فليح اختلفوا فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. - ورواه أبو النضر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس: إنا نجد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو في الصلاة

فيسأل الله -عز وجل- شيئًا إلا أعطاه ما سأله، فأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بعض ساعة، قال: فقلت: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو النضر: قال أبو سلمة: سألته أيّ ساعة هي؟ قال: آخر ساعات النهار، فقلت: إنها ليست بساعة صلاة، فقال: بلى إن العبد المسلم في صلاته إذا صلى ثم قعد في مصلاه لا يحبسه إلا انتظار الصلاة. هكذا قال أبو النضر عن عبد الله بن سلام ولم يذكر أبا هريرة. أخرجه أحمد (5/ 451) واللفظ له عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي وابن ماجه (1139) والمروزي في "الجمعة" (4) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 410) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك كلاهما عن الضحاك بن عثمان بن عبد الله المدني عن أبي النضر -وهو سالم بن أبي أمية- عن أبي سلمة به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط الصحيح" مصباح الزجاجة 1/ 137 وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" - ورواه موسى بن عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الله بن سلام يقول: النهار اثنتا عشرة ساعة، والساعة التي يذكر فيها من يوم الجمعة ما يذكر آخر ساعات النهار. أخرجه عبد الرزاق (5579) عن ابن جُريج ثني موسى بن عقبة به. ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 12 - 13) هكذا رواه موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قوله، فخالف بذلك الجلاح أبا كثير فإنه رواه عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله مرفوعًا كما تقدم. ورواية محمد بن إبراهيم التيمي ومن تابعه أصح من رواية الجلاح، وفي أكثر الروايات عن أبي سلمة أن قوله: هي آخر ساعة في يوم الجمعة" موقوف على عبد الله بن سلام.

قال ابن عبد البر: الصحيح في هذا ما جاء عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأما عن أبي سلمة عن أبي سعيد أو جابر فلا" التمهيد 23/ 45 1254 - "إنّ النهبة ليست بأحل من الميتة" 4 قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق عاصم بن كليب عن أبيه- وله صحبة- عن رجل من الأنصار قال: أصاب الناس مجاعة شديدة وجهد فأصابوا غنما فانتهبوها، فإنّ قدورنا لتغلي بها إذ جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على فرسه فأكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل اللحم بالتراب، ثم قال: فذكره، وهو حديث جيد الإِسناد وترك تسمية الصحابي لا يضر، ورجال الإِسناد على شرط مسلم" (¬1) صحيح أخرجه سعيد بن منصور (2636) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: غزونا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأصابتنا مجاعة، ففتح الله علينا، فأصبنا غنما، فانتهب القوم، فأخذنا منها شاة، وإنها لتغلي في قدورنا، إذ أتانا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي على قوسه حتى طعن في قدورنا بالقوس، فجفنها وقال "ليست النهبة بأحل من الميتة" فجعل ينظر إلى العظم قد ارتفع عن الأرض فيدوسه بقوسه حتى يرمله بالتراب. وأخرجه ابن أبي شيبة (¬2) (7/ 57 - 58) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه أبو داود (2705) ومن طريقه البيهقي (9/ 61) عن هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال: فذكر نحوه. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. وله شاهد من حديث ثعلبة بن الحكم وهو الحديث الذي بعده. 1255 - "إنّ النهبة لا تحل" قال الحافظ: وحديث ثعلبة بن الحكم بلفظ: فذكره، عند ابن ماجه" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 45 و 46 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة) (¬2) وأخرجه في "المسند" (934) عن عبد الله بن نُمير عن عاصم بن كليب به. (¬3) 6/ 44 (كتاب المظالم- باب النهبى بغير إذن صاحبه)

وله عن ثعلبة بن الحكم طريقان: الأول: يرويه سِماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم قال: أصبنا غنما للعدو فانتهبناها، فنصبنا قدورنا، فمرّ النبي -صلي الله عليه وسلم - بالقدور فأمر بها فأكفئت، ثم قال "إنّ النهبة لا تحل" أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 301) وأحمد (5/ 367) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 173) و"الأوسط" (1/ 117) والطحاوي في "المشكل" (3001) وفي "شرح المعاني" (3/ 49) والطبراني في "الكبير" (1375 و 1379) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1354 و1355) والحاكم (2/ 134) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 285) عن شُعبة ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 165) وسعيد بن منصور (2637) وابن أبي شيبة (7/ 56 - 57) وابن ماجه (3938) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (935) وابن قانع (1/ 120 - 121) والطبراني في "الكبير" (1378) وأبو نعيم (1356) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي والطحاوي في "المشكل" (1318) وفي "شرح المعاني" (3/ 49) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 120) والطبراني في "الكبير" (1372) وأبو نعيم (1356) عن زهير بن معاوية الكوفي وعبد الرزاق (18841) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 49) والطبراني في "الكبير" (1371) وأبو نعيم (1356) عن إسرائيل بن يونس والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 173) و"الأوسط" (1/ 171) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 67 - 68) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 49) وفي "المشكل" (3002) والطبراني في "الكبير" (1374) عن زكريا بن أبي زائدة والبخاري في "الكبير" و"الأوسط" أيضا وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 156) وأبو القاسم البغوي (264) وابن قانع (1/ 120 - 121) والطبراني في "الكبير" (1373) وأبو نعيم (1356) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

والطبراني في "الكبير" (1376) عن حسبن بن صالح بن حي الكوفي و (1377) عن عمرو بن أبي قيس الأزرق و (1380) وابن قانع (1/ 120 - 121) عن سفيان الثوري كلهم عن سماك بن حرب به. واللفظ لحديث أبي الأحوص. وفي رواية إسرائيل وزكريا وحسن بن صالح أن ذلك كان يوم خيبر. والحديث اختلف فيه على سماك، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عن سماك عن ثعلبة قال: سمعت منادي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم حنين ينهى عن النهبة. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (263) وابن حبان (5169) هكذا قال "يوم حنين" والصواب "يوم خيبر" قال البخاري: وهذا أصح" التاريخ الكبير 1/ 2/273 • ورواه أسباط بن نصر عن سماك عن ثعلبة عن ابن عباس، فزاد فيه عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (2/ 134 - 135) قال البخاري: ولا يصح فيه ابن عباس" التاريخ الكبير 1/ 2 / 273 - التاريخ الأوسط 1/ 171 قلت: وهو كما قال، ورواية الجماعة عن سماك عن ثعلبة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أصح. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظان البوصيري والعسقلاني: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 4/ 156 - الإصابة 2/ 20 قلت: سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة فالإسناد حسن. الثاني: يرويه جرير بن عبد الحميد الرازي عن يزيد بن أبي زياد عن ثعلبة بن الحكم

قال: أصبنا غنما مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم خيبر فانتهبها الناس فأغلوا بها القدور، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"أكفئوا القدر بما فيها فإنّ النهبة لا تحل وإنها نهب" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1382) وأبو نعيم في "المعرفة" (1357) ويزيد بن أبي زياد فيه مقال لكن لا بأس به في المتابعات. والحديث بمجموع هذين الطريقين وشاهده المتقدم قبله صحيح. 1256 - "إنّ اليهود تعق عن الغلام كبشا ولا تعق عن الجارية، فعقوا عن الغلام كبشين وعن الجارية كبشا" قال الحافظ: وروى البزار وأبو الشيخ من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (69) والبزار (كشف 1233) والبيهقيُّ (9/ 301 - 302) وفي "الشعب" (8259) من طرق (¬2) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا أبو حفص سالم بن تميم الشاعر حدثني أبي عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعا. واللفظ للبزار وقال: لا نعلمه عن الأعرج عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه البزار من رواية أبي حفص الشاعر عن أبيه ولم أجد من ترجمهما" المجمع 4/ 58 وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع 1814 وقال في "الإرواء" (4/ 393): وسالم هذا وأبوه لم أر من ذكرهما" 1257 - عن عبد الرحمن بن غَنْم إن اليهود قالوا: يا أبا القاسم إنْ كنت صادقا فالحق بالشام فإنّها أرض المحشر وأرض الأنبياء، فغزا تبوك لا يريد إلا الشامِ، فلما بلغ تبوك أنزل الله تعالى الآيات من سورة بني إسرائيل {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا} [الإسراء: 76] الآية" ¬

_ (¬1) 12/ 9 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة) (¬2) رواه العباس بن محمد الدوري عن أبي عاصم فقال: عن حفص بن أبي حفص عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (485)

قال الحافظ: وذكر أبو سعيد في "شرف المصطفى" والبيهقيُّ في "الدلائل" من طريق شهر بن حَوشب عن عبد الرحمن بن غنم: فذكره، وإسناده حسن مع كونه مرسلا" (¬1) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 254 - 255) عن الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار أنا يونس بن بكير عن عبد الحميد بن بَهْرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم أن اليهود أتوا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوما فقالوا: يا أبا القاسم إنْ كنت صادقا أنك نبي فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء، فصدّق ما قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله -عز وجل- آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)} [الإسرَاء: 76] إلى قوله (تحْوِيلاً) [فَاطِر: 43] فأمره الله -عز وجل- بالرجوع إلى المدينة، وقال: فيها محياك ومماتك، ومنها تبعث، ثم قال {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسرَاء: 78] إلى قوله {مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسرَاء: 79]. فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره جبريل -عليه السلام- فقال: سل ربك -عز وجل- فإنّ لكل نبي مسألة، وكان جبريل له ناصحا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له مطيعا، فقال "ما تأمرني أنْ أسأل" فقال: قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، فهؤلاء الآيات نزلن عليه في رجعته من تبوك. قال ابن كثير: وفي هذا الإِسناد نظر، والأظهر أنْ هذا ليس بصحيح فإنْ النبي -صلي الله عليه وسلم - لم يغز تبوك عن قول اليهود وإنما غزاها امتثالا لقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبَة: 123] ولقوله تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} [التوبة: 29] وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه" التفسير 3/ 53 قلت: الحديث مرسل، والإسناد إلى عبد الرحمن بن غنم حسن. 1258 - حديث أنس "إنّ أمام الدجال سنون خداعات، يُكَذب فيها الصادق، ويُصَدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، وُيؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرُّوَيبِضَة" ¬

_ (¬1) 9/ 174 - 175 (كتاب المغازي- باب غزوة تبوك)

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار وسنده جيد، ومثله لابن ماجه من حديث أبي هريرة وفيه "قيل: وما الرويبضة؟ قال "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" (¬1) صحيح ورد من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عوف بن مالك الأشجعي فأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن إدريس الأودي ويونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس. أخرجه أحمد وابنه (3/ 212) وأبو يعلى (3715) والطحاوي في "المشكل" (466) وأبو الطاهر المخلص في "حديثه" (48) عن عبد الله بن إدريس والبزار (2074) والروياني (593) والطحاوي (465) عن يونس بن بكير كلاهما عن محمد بن إسحاق ثني عبد الله بن دينار قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "إنّ بين يدي الساعة سنين خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، ويتكلم فيها الروبيضة" قيل: وما الرويبضة؟ قال "الفُوَيسق يتكلم في أمر العامة". وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من عبد الله بن دينار فانتفى التدليس، وعبد الله بن دينار ثقة مشهور. - ورواه عباد بن العوام الواسطي عن ابن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس. أخرجه أحمد (3/ 220) عن أبي جعفر محمد بن جعفر المدائني ثنا عباد بن العوام به. وعباد بن العوام ثقة لكن الراوي عنه مختلف فيه، والصواب عندي الأول، ويحتمل أنْ يكون لابن إسحاق في هذا الحديث شيخان، والله تعالى أعلم. الثاني: يرويه ابن لَهيعة ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن مَعْمَر عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا قال: فذكر نحوه. ¬

_ (¬1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3282) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وبكر بن سهل. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الملك بن قدامة الجُمَحي واختلف عنه: - فرواه يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة واختلف عن يزيد: • فقال غير واحد: عن يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنها ستأتي على الناس سنون خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل: وما الرويبضة؟ قال "السفيه يتكلم في أمر العامة". أخرجه أحمد (2/ 291) عن يزيد بن هارون أنبا عبد الملك بن قدامة ثنا إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد به. وأخرجه الحاكم (4/ 465 - 466) من طريق سعيد بن مسعود المروزي أنبا يزيد بن هارون به. وقال: صحيح الإسناد" وكذا رواه محمد بن عبد الملك الدقيقي عن يزيد بن هارون به. قاله المزي في "تحفة الأشراف" (9/ 469) • ورواه موسى بن سهل بن كثير عن يزيد بن هارون فلم يذكر إسحاق بن بكر. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (310) والشجري في "أماليه" (2/ 265 و 273) • ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 191) عن يزيد بن هارون فلم يذكر "عن أبيه" وأخرجه ابن ماجه (4036) عن ابن أبي شيبة به. وتابعه أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا يزيد بن هارون به. أخرجه في "غريب الحديث" (3/ 153)

والأول أصح. - ورواه حجاج بن محمد المصيصي عن عبد الملك بن قدامة عن إسحاق بن بكر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. قال ابن قدامة: وحدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري قال: وتشيع فيها الفاحشة. أخرجه الحاكم (4/ 512) وقال: صحيح الإِسناد وهو من حديث يحيى بن سعيد عن المقبري غريب جدا" - ورواه أبو يعقوب الحُنَيْني عن عبد الملك بن قدامة عن إسحاق بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، ولم يذكر "عن أبيه". أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 185) وأبو يعقوب الحنيني واسمه إسحاق بن إبراهيم قال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره العقيلي في "الضعفاء" فعلى هذا لا عبرة بمخالفته. والحديث إسناده ضعيف، عبد الملك بن قدامة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وإسحاق بن بكر بن أبي الفرات مجهول، قاله مسلمة بن القاسم والحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الكاشف": يجهل. وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، إسحاق بن بكر بن أبي الفرات قال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال السليماني: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" مصباح الزجاجة 4/ 191 الثاني: يرويه فُليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن عبيد بن السَّبَّاق عن أبي هريرة مرفوعا "قبل الساعة سنون خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة" أخرجه أحمد (2/ 338) عن يونس بن محمد المؤدب وسُريج بن النعمان البغدادي قالا: ثنا فليح به. ورواته ثقات غير فليح بن سليمان وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وسعيد بن عبيد بن السباق لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا. لكن الحديث بمجموع هذين الطريقين وشاهده المتقدم وشاهده الآتي بعده حسن.

وأما حديث عوف بن مالك فأخرجه البزار (2740) وأبو يعلى (المطالب 4511/ 1) والروياني (588) والطحاوي في "المشكل" (464) والطبراني في "الكبير" (18/ 67 - 68) وفي "مسند الشاميين" (48) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني والخطيب في "الاحتجاج بالشافعي" (ص 27) عن حميد بن الربيع الخزاز اللخمي قالا: ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك مرفوعا "إنّ أمام الدجال (¬1) سنين خوادع، يكثر فيها المطر، ويقل فيها النبت، ويصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال "من لا يؤبه له" وفي لفظ "المرء التافه يتكلم في أمر العامة". قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بنحوه. قال البوصيري: رواه أبو يعلى والبزار بسند واحد رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 538 كذا قال، مع أنّ أبا عبلة والد إبراهيم واسمه شِمْر بن يقظان لم يوثقه غير ابن حبان، وترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا ابنه إبراهيم فهو مجهول. وابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من إبراهيم بن أبي عبلة فانتفى التدليس. وتابعه مَسلمة بن علي الخُشَني ثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 67) وفي "مسند الشاميين" (47) والسلفي في "معجم السفر" (562) لكن مسلمة بن علي متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. وخالفهما إسماعيل بن عياش فرواه عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عوف بن مالك ولم يذكر "عن أبيه" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "إنّ بين يدي الساعة"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 67) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش به. وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها، وروايته عندي أرجح من رواية ابن إسحاق لأنه أعلم بحديث أهل الشام من غيره كما قال ابن المديني وغيره. 1259 - حديث عبد الرحمن بن حَسَنة: نزلنا أرضا كثيرة الضِّباب، الحديث وفيه أنّهم طبخوا منها فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إنّ أمة من بني إسرائيل مُسخت دواب في الأرض فأخشى أن تكون هذه فأكفئوها" قال الحافظ: أخرج أبو داود من حديث عبد الرحمن بن حسنة: فذكره، أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والطحاوي وسنده على شرط الشيخين إلا الصحابي فلم يخرجا له، وللطحاوي من وجه آخر عن زيد بن وهب ووافقه الحارث بن مالك ويزيد بن أبي زياد ووكيع في آخره فقيل له: إنّ الناس قد اشتووها وأكلوها فلم يأكل ولم ينه عنه" (¬1) يرويه زيد بن وهب الجهني واختلف عنه: - فرواه الأعمش عنه قال: ثنا عبد الرحمن بن حسنة الجهني قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلنا أرضا كثيرة الضباب، ونحن مُرْمِلون، فأصبناها، فكانت القدور تغلي بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما هذه؟ " فقلنا: ضباب أصبناها، فقال "إنّ أمة من بني إسرائيل مسخت، وإني أخشى أن تكون هذه" فأمرنا فأكفأناها، وإنا لجياع. وفي لفظ "كنا مع النبي -صلي الله عليه وسلم -، فنزلنا أرضا كثيرة الضباب، فأصبنا، فذبحنا منها، فبينا القدور تغلي بها، إذ خرج علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال "إن أمة من بني إسرائيل فُقدت، وإني أخاف أن تكون هذه فأكفئوها" فكفأناها. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 266) وفي "المسند" (737) وأحمد (4/ 196) والترمذي في "العلل" (2/ 753) والبزار (1217) وأبو يعلى (913) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 294 و295 و 302 و 303) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1921) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 197) وفي "المشكل" (3275 و 3276) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 51/ ب) وابن حبان (5266) والبيهقيُّ (9/ 325) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 64 - 65 و65) والخطيب في "الموضح" (2/ 103) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 436) من طرق عن الأعمش ثنا زيد بن وهب به. ¬

_ (¬1) 12/ 87 - 88 (كتاب الذبائح- باب الضب)

- ورواه الحكم بن عُتيبة عن زيد بن وهب عن البراء بن عازب عن ثابت بن وديعة الأنصاري أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بضب فقال "إنّ أمة مسخت" وفي لفظ فقدت". أخرجه أحمد (4/ 220) عن عفان بن مسلم البصري وابن أبي شيبة (8/ 267) وأحمد (4/ 220) والمزي في "التهذيب" (4/ 382 - 383) عن محمد بن جعفر غُندر والدارمي (2022) عن سهل بن حمّاد الدلال والنسائي (7/ 176) وفي "الكبرى" (4834 و 6649) وفي "الإغراب من حديث شُعبة وسفيان" (136) عن عبد الرحمن بن مهدي والطبراني في "الكبير" (1364) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1315) عن محمد بن كثير العبدي والطحاوي في "المشكل" (3280) وفي "شرح المعاني" (4/ 198) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (258) والخطيب في "الموضح" (2/ 12) عن أبي داود الطيالسي ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 323) وأبو نعيم في "المعرفة" (1315) عن أبي الوليد الطيالسي ويعقوب بن سفيان وأبو نعيم والبيهقيُّ (9/ 325) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي والطحاوي في "المشكل" (3279) وفي "شرح المعاني" (4/ 198) عن بقية بن الوليد والبيهقيُّ (9/ 325) عن عُبيد الله بن موسى الكوفي

وأبو القاسم البغوي (258) والخطيب في "الموضح" (2/ 12) عن بهز بن أسد العمّي وابن سعد (1/ 395) وأبو نعيم في "المعرفة" (1315) وفي "الحلية" (1/ 352) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي كلهم عن شُعبة عن الحكم بن عتيبة به. وخالفهم عبد الوهاب بن عطاء الخفاف فرواه عن شُعبة عن الحكم بن عتيبة عن زيد بن وهب عن البراء بن عازب. ولم يذكر ثابت بن وديعة أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 414) والأول أصح. - ورواه حُصين بن عبد الرحمن السُّلَمي عن زيد بن وهب واختلف عنه في اسم الصحابي: • فقيل: عنه عن زيد بن وهب عن ثابت بن يزيد الأنصاري قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصاب الناس ضِبابا فاشتووها، فأكلوا منها، فأصبت منها ضباً فشويته، ثم أتيت به النبي -صلي الله عليه وسلم -، فأخذ جريدة فجعل يعد بها أصابعه فقال "إنّ أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض، وإني لا أدري لعلها هي"، فقلت: إنّ الناس قد اشتووها، فأكلوها، فلم يأكل ولم ينه (¬1). أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 273) وابن ماجه (3238) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 197) وفي "المشكل" (3277) والطبراني في "الكبير" (1367) عن محمد بن فضيل الكوفي والنسائي (7/ 175 - 176) وفي "الكبرى" (4832 و 6651) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 291) عن أبي الأحوص سلّام بن سليم الكوفي كلاهما عن حصين به. ¬

_ (¬1) هكذا قال حصين "فلم يأكل ولم ينه" وخالف الأعمش فإنه قال "فأكفئوها"

واللفظ لحديث محمد بن فضيل. ورواه يزيد بن عطاء بن يزيد الواسطي عن حصين فقال: عن ثابت بن يزيد بن وداعة الأنصاري. أخرجه أحمد (4/ 220) • وقيل: عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 170 - 171) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 197) وفي "المشكل" (3278) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وابن سعد (¬1) (1/ 395 - 396) وأبو داود (3795) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 65 - 66) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 280) عن خالد بن عبد الله الواسطي كلاهما عن حصين به. • وقيل: عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن زيد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1366) عن وَرْقاء بن عمر اليشكري والطبري في "تهذيب الآثار" (292) عن أبي جعفر الرازي (¬2) كلاهما عن حصين به. ورواه أبو زُبيد عَبْثَر بن القاسم عن حصين فقال: عن ثابت بن زيد أو يزيد الأنصاري على الشك. أخرجه الطبري (291) ¬

_ (¬1) وقع في روايته "ثابت بن يزيد بن وديعة" (¬2) هكذا رواه يحيى بن عبد الله البَابَلُتيِّ عن أبي جعفر الرازي فقال: عن ثابت بن زيد، وخالفه محمد بن سليمان الحرّاني فرواه عن أبي جعفر الرازي فقال: عن ثابت بن يزيد بن وديعة الأنصاري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6652)

•وقيل: عن حصين عن زيد بن وهب عن حذيفة. أخرجه البزار (2813) والطبري (290) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (991) وأبو نعيم في "المعرفة" (1318) من طرق عن شُعبة عن حصين به. وقول من قال: عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت أصح لأنّهم أكثرُ عددا، ويحتمل أنْ يكون لزيد بن وهب في هذا الحديث أكثرُ من شيخ والله تعالى أعلم بالصواب. وثابن بن يزيد قال الترمذي: هو ثابت بن وديعة. يزيد أبوه ووديعة أمه" العلل 2/ 755 وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 12/ 85 - ورواه عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة قال: جاء رجل (¬1) إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بضب، فجعل ينظر إليه ويقلبه، وقال "إنّ أمة مسخت، لا يُدرى ما فعلت، وإني لا أدري لعل هذا منها". أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 150) وأحمد (4/ 220 و 5/ 390) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 171) والحربي في "الغريب" (1/ 285) والنسائي (7/ 176) وفي "الكبرى" (4833 و 6650) والطبري (293) والطبراني في "الكبير" (1365) وأبو نعيم في "المعرفة" (1316) والمزي في "التهذيب" (4/ 383) من طرق (¬2) عن شُعبة عن عدي بن ثابت به. - وهكذا رواه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة. أخرجه أبو نعيم (1317) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شُعبة عن يزيد به. ورواه الطيالسي (منحة 1/ 328) عن شُعبة فقال عن ثابت بن رابعة. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم (1317) والأول أصح. قال البخاري: روى الحكم بن عتيبة وحصين وعدي بن ثابت هذا الحديث عن زيد بن وهب فقالوا: عن ثابت بن وديعة. وروى الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة ولم يعرف أنّ أحدا روى هذا غير الأعمش. وكأن حديث هؤلاء عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة أصح. ويحتمل عنهما جميعا" ¬

_ (¬1) في رواية "من بني فزارة" (¬2) راه حميد الصائغ عن شعبة فقال فيه: عن ثابت بن وديعة عن رجل من بني فزارة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3281) وفي "شرح المعاني" (4/ 198)

وقال الترمذي: والحكم يروي عن زيد بن وهب عن البراء عن ثابت بن وديعة، وقال حصين: عن زيد بن وهب عن ثابت بن يزيد الأنصاري. وثابت بن يزيد هو ثابت بن وديعة. يزيد أبوه ووديعة أمه" العلل 2/ 753 - 755 وقال البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 171): وحديث ثابت أصح (¬1)، وفي نفس الحديث نظر، قال ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - "لا آكله ولا أحرمه" وقال ابن عباس: لو كان حراما لم يؤكل في مائدة النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: حديث ثابت بن وديعة صححه الدارقطني وأخرجه أبو ذر الهروي في "المستدرك على الصحيحين" كما قال الحافظ في "التهذيب" (2/ 18) وله شاهد عن أبي سعيد قال: قال رجل: يا رسول الله إنا بأرض مضبة فما تأمرنا؟ أو فما تفتينا؟ قال "ذكر لي أنّ أمة من بني إسرائيل مسخت" فلم يأمر ولم ينه. أخرجه مسلم (1951). وله شاهد عن جابر قال: أُتي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بضب فأبى أنْ يأكل منه، وقال "لا أدري لعله من القرون التي مسخت". 1260 - "إنّ أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض وإني لا أدري أيّ الدواب هي" قال الحافظ: وهذا يمكن أنْ يفسر بثابت بن وديعة فقد أخرج أبو داود والنسائي من حديثه قال: أصبت ضِبابا فشويت منها ضَباً فأتيت به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -فأخذ عودا فَمَدَّ به أصابعه ثم قال: فذكره، فلم يأكل ولم ينه وسنده صحيح" (¬2) انظر الحديث الذي قبله. 1261 - "إنّ أهل العالية كانوا يصلون في بيوتهم ثم يصلون مع النبي -صلي الله عليه وسلم - فبلغه ذلك فنهاهم" قال الحافظ: ساقه الطحاوي في كتابه من وجه آخر مرسل: فذكره" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تصلوا الصلاة في اليوم مرتين" ¬

_ (¬1) أي أصح من حديث عبد الرحمن بن حسنة. (¬2) 12/ 85 (كتاب الذبائح - باب الضب) (¬3) 2/ 338 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا طوّل الإمام)

1262 - "إنّ أهون أهل النار عذابًا أبو طالب، له نعلان يغلي منهما دماغه" قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند مسلم (212): فذكره، ولأحمد من حديث أبي هريرة مثله لكن لم يسم أبا طالب" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (2/ 432 و 439) والدارمي (2851) وابن حبان (7472) والطبراني في "الأوسط" (6267) والحاكم (4/ 580) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 68 - 69) من طرق عن محمد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "أدنى أهل النار عذابا رجل يجعل له نعلان يغلي منهما دماغه" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم رواية محمد بن عجلان عن أبيه، ومحمد ثقة، وأبوه صدوق فالإسناد حسن. 1263 - حديث أبي مَيْسرة: إنّ أول ما أمر به جبريل قال له: قل بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين" قال الحافظ: هو مرسل وإنْ كان رجاله ثقات. وقال: ووقع في مرسل أبي ميسرة "أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك نبي مرسل، وأنك ستؤمر بالجهاد" أخرجه ابن إسحاق" (¬2) مرسل أخرجه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 132 - 133) عن يونس بن عمرو عن أبيه (¬3) عن أبي مَيْسرة عمرو بن شُرَحْبِيل أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لخديجة "إني إذا خلوت وحدي أسمع نداء، وقد والله خشيت أن يكون هذا الأمر" فقالت: معاذ الله ما كان الله ليفعل بك ذلك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرَّحم، وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذكرت خديجة حديثه له، فقالت: يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول الله- أخذ أبو بكر بيده فقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال "ومن أخبرك؟ " قال: خديجة، وذكر الحديث بطوله. ¬

_ (¬1) 8/ 193 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة أبي طالب) (¬2) 10/ 348 و 349 (كتاب التفسير: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العَلق: 1]- باب حدثنا يحيى بن بكير) (¬3) هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 158 - 159) وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 292 - 293) والبيهقيُّ في "الدلائل" (2/ 164 - 165) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة به. ورواته ثقات. 1264 - حديث سلمان "إنّ أول ما خلق من آدم رأسه" سكت عليه الحافظ (¬1). موقوف ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 110 - 111) وابن جرير في "تفسيره" (15/ 48) من طريق محمد بن جعفر غُندر عن شُعبة عن الحكم عن إبراهيم عن سلمان الفارسي قال: أول ما خلق الله من آدم رأسه فجعل ينظر وهو يخلق، قال: وبقيت رجلاه، فلما كان بعد العصر قال: يا رب عجل قبل الليل فذلك قوله تعالى {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسرَاء: 11]. وهو موقوف بإسناد منقطع بين إبراهيم وهو النخعي وبين سلمان فإنّه لم يلقه. قال ابن المديني: لم يلق النخعي أحدا من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. وقال أبو حاتم: لم يلق أحدا من الصحابة إلا عائشة ولم يسمع منها وأدرك أنسا ولم يسمع منه" المراسيل ص 9 1265 - حديث أبي هريرة رفعه "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث تميم الداري ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمر. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يَعْمَر عن أبي هريرة ¬

_ (¬1) 10/ 173 (كتاب التفسير: سورة الزمر- باب قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزُّمَر:68]) (¬2) 14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

مرفوعاً "أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن كان أكملها وإلا قال الله تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإنْ وجد له تطوع قال: أكملوا به الفريضة" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (506) عن النضر بن شُميل ثنا حمّاد بن سلمة به. وأخرجه النسائي (1/ 188 - 189) وفي "الكبرى" (325) عن إسحاق به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2554) عن النسائي به (¬1). واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه جماعة عنه عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - ولم يسموه، منهم: 1 - عفان بن مسلم البصري. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 133 - 134) وأحمد (5/ 72) 2 - حسن بن موسى الأشيب. أخرجه أحمد (4/ 65 و 103 و 5/ 377) وأبو نعيم في "الصحابة" (7310) 3 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (186) 4 - عُبيد الله بن محمد التيمي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2552) 5 - سليمان بن حرب البصري. 6 - إبراهيم بن الحجاج السامي البصري. 7 - الربيع بن يحيى بن مِقْسم البصري. أخرج أحاديثهم الحاكم (1/ 263) وزادوا جميعاً "ثم الزكاة، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك". وهذا الاختلاف في الصحابي لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، والحديث إسناده صحيح إنْ كان يحيى بن يعمر سمع من الصحابي فإنّه لم يذكر سماعا منه. الثاني: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن أنس بن حكيم الضبي قال: قال لي أبو هريرة: إذا أتيت أهل مصرك فأخبرهم أني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ أول ما يحاسب ¬

_ (¬1) قال ابن القطان الفاسي: سنده صحيح" الوهم والإيهام 5/ 229

به العبد المسلم يوم القيامة، الصلاة المكتوبة، فإن أتمها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع؟ فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك" أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 123 - 124) وأحمد (2/ 290) وابن ماجه (1425) وابن نصر في "الصلاة" (180) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 79 - 80) والبغوي في "شرح السنة" (1019) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2013) عن سفيان بن حسين الواسطي والطبراني في "مسند الشاميين" (151) عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان كلاهما عن علي بن زيد به. قال البغوي: هذا حديث حسن" قلت: أنس بن حكيم ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني وابن القطّان الفاسي: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وعلي بن زيد قال ابن معين وغيره: ضعيف. الثالث: يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فقيل: عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه أحمد (2/ 425) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 34) وأبو داود (864) والحاكم (1/ 262) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 254) والبيهقي (2/ 386) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 80) عن إسماعيل بن عُلية وابن نصر في "الصلاة" (182) عن يزيد بن زُرَيْع قالا: ثنا يونس بن عبيد عن الحسن به. قال البخاري وابن عبد البر في روايتهما: قال يونس بن عبيد: وأحسبه ذكر النبي -صلي الله عليه وسلم -. وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: اختلف فيه على يونس بن عبيد: • فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه عن الحسن سمع أنس بن حكيم الضبي سمع أبا هريرة قوله ولم يرفعه. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 33 - 34) • ورواه حماد عن يونس بن عبيد عن الحسن عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3014) - وقيل: عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 454) من طريق عوف بن أبي جميلة عن الحسن به. وأخرجه ابن بشران (118) من طريق عباد بن راشد التميمي البصري عن الحسن به. - ورواه حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن الحسن واختلف عن حماد: • فرواه حسن بن موسى الأشيب عن حماد عن حميد عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه أحمد (4/ 103) • ورواه غير واحد عن حماد عن حميد الطويل عن الحسن عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 34) وأبو داود (865) والبيهقي (2/ 386) عن موسى بن إسماعيل البصري وابن نصر في "الصلاة" (187) والحاكم (1/ 263) عن الحجاج بن منهال البصري وأحمد (4/ 103) وابن ماجه (1426) عن عفان بن مسلم البصري قالوا: ثنا حماد بن سلمة به. ولم يقل عفان "من بني سليط"

- وقيل: عن الحسن عن رجل من أهل البصرة عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 34 - 35) من طريق مبارك بن فَضالة ثنا الحسن به. - ورواه قتادة عن الحسن واختلف عن قتادة • فقيل: عن قتادة عن الحسن عن حُريث بن قَبيصة عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه الترمذي (413) وابن نصر في "الصلاة" (815) والنسائي (1/ 187) وفي "الكبرى" (1/ 144) والطحاوي في "المشكل" (2553) عن همام بن يحيى البصري وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (196) والطبراني في "مسند الشاميين" (2673) عن سعيد بن بشير الأزدي كلاهما عن قتادة عن الحسن به. • ورواه أبان بن يزيد العطار عن قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 146) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 33) وابن نصر في "الصلاة" (181) والبيهقي في "الشعب" (3016) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 82) • ورواه موسى بن خلف العمي عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً, ولم يذكر بين الحسن وأبي هريرة أحدا. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 34) • ورواه عمران القطان عن قتادة عن الحسن بن زياد عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه النسائي (1/ 188) والمزي (12/ 508 - 509) من طريق شعيب بن بيان بن زياد بن ميمون ثنا عمران القطان به. - وقيل: عن الحسن عن صَعْصَعَة بن معاوية عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (915) وفي "المسند" (40) ومن طريقه ابن نصر في "الصلاة" (183) عن إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن به. وأخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/ 1386 - 1387) من طريق شريك بن عبد الله النخعي عن إسماعيل بن مسلم به.

وإسماعيل بن مسلم ضعيف، وخالفه سالم الخياط فرواه عن الحسن عن صعصعة بن معاوية عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (184) وسالم الخياط ضعيف كذلك. - وقيل: عن الحسن عن ضَبَّة بن مِحْصَن عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه ابن نصر (188 و 189) من طريق محمد بن عمرو الأنصاري عن الحسن به. - وقيل: عن الحسن عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 34) من طريق علي بن علي الرفاعي عن الحسن به. - وقيل: عن الحسن قال: لقي أبو هريرة رجلا بالمدينة فقال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -. أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 68) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 34) وأبو يعلى (6225) وأبو الشيخ في "الطبقات" (278) والبيهقي في "الشعب" (3013) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2012) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان البصري عن الحسن به. الرابع: يرويه سَلْم بن عطية الكوفي عن صعصعة بن معاوية التميمي أو معاوية بن صعصعة عن أبي هريرة قوله. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 34) وأما حديث تميم الداري فأخرجه أحمد (4/ 103) وابن ماجه (1426) عن عفان بن مسلم البصري وأبو داود (866) والحاكم (1/ 262 - 263) والبيهقي (2/ 387) وفي "الشعب" (3012) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 80) عن موسى بن إسماعيل البصري والدارمي (1362) وابن ماجه (1426) والحاكم (1/ 263) عن سليمان بن حرب البصري والحاكم (1/ 263) عن إبراهيم بن الحجاج السامي البصري وعن الربيع بن يحيى بن مِقْسَم البصري

والطبراني في "الكبير" (1255) وفي "الأوائل" (23) والبيهقي في "الشعب" (3012) عن حجاج بن المنهال البصري وابن نصر في "الصلاة" (190) والدينوري في "المجالسة" (2758) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والبيهقي في "الشعب" (3012) عن علي بن عثمان بن عبد الحميد البصري وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 79) عن عمر بن موسى السامي والطحاوي في "المشكل" (2552) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 109) عن عُبيد الله بن محمد التيمي العائشي كلهم عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن زُرارة بن أوفى عن تميم الداري مرفوعا "إنّ أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن وجد صلاته كاملة كتبت له كاملة، وإن كان فيها نقصان، قال الله تعالى لملائكته، انظروا هل لعبدي من تطوع، فأكملوا له ما نقص من فريضته، ثم الزكاة، ثم الأعمال على حسب ذلك". وفي لفظ "أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن تمت فقد أفلح، وأنجح، وإنْ فسدت، فقد خاب وخسر، ثم سائر الأعمال" واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه مؤمل بن إسماعيل عنه عن ثابت البُنَاني عن زرارة عن تميم مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1256) ومؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ كثير الغلط فلا عبرة بخلافه. قال أبو الوليد الطيالسي: لم يرفع هذا الحديث أحد غير حماد بن سلمة" الصلاة لابن نصر 1/ 217، المجالسة 6/ 353 وقال الدارمي: لا أعلم أحدا رفعه غير حماد. قيل له: صح هذا؟ قال: أي" وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقصر به بعض أصحاب حماد بن سلمة، وموسى بن إسماعيل الحكم في حديثه"

قلت: هكذا رواه حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري مرفوعا، وخالفه غير واحد رووه عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أوفى عن تميم موقوفا، منهم: 1 - يزيد بن هارون. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 41 و 14/ 108 - 109) وفي "الإيمان" (112) والبيهقي (2/ 387) 2 - هُشيم. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 405) وفي "الإيمان" (113) 3 - خالد بن عبد الله الطحان. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (191) 4 - بشر بن المفضل البصري. أخرجه ابن نصر (192) قال البيهقي: ووقفه كذلك سفيان الثوري وحفص بن غياث عن داود بن أبي هند" قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (34) وابن نصر في "الصلاة" (179) والنسائي (7/ 77) وأبو يعلى (5414) والطبراني في "الكبير" (10425) والقضاعي (213) من طريق شَريك بن عبد الله القاضي عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء". وشريك مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط، وقد رواه الأعمش قال: سمعت أبا وائل يحدث عن ابن مسعود مرفوعا بالشطر الثاني منه فقط. أخرجه البخاري (فتح 14/ 186 - 187 و 15/ 206) ومسلم (1678) وغيرهما. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا القاسم بن عثمان عن أنس مرفوعا "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإنْ صلحت صلح له سائر عمله، وإنْ فسدت فسد سائر عمله". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1879)

عن إسماعيل بن عيسى الواسطي واللفظ لحديثه وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (398) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2005) عن الحسن بن خلف بن زكريا البزار الواسطي قالا: ثنا إسحاق الأزرق به. قال الطبراني: لا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به القاسم" قلت: القاسم بن عثمان البصري مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه حدّث عنه إسحاق الأزرق أحاديث لا يتابع منها على شيء، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. الثاني: يرويه روح بن عبد الواحد القرشي ثنا خُليد بن دَعْلَج عن قتادة عن أنس مرفوعا نحوه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3794) وقال: لم يروه عن قتادة إلا خليد، تفرد به روح" قلت: وإسناده ضعيف لضعف خليد بن دعلج. الثالث: يرويه حماد بن زيد عن يزيد الرقاشي عن أنس. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (193) وأبو يعلى (4124) وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي. الرابع: يرويه أشعث بن سوّار الكندي عن سلمة بن كُهيل التنعي عن عامر الشعبي عن أنس. أخرجه أبو يعلى (3976) وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه السلفي في "الطيوريات" كما في "الصحيحة" (3/ 346) من طريق عمرو بن قيس الملائي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "أول ما يسأل العبد عنه ويحاسب به صلاته، فإنْ قُبلت منه، قُبل سائر عمله، وإنْ رُدّت عليه رد عليه سائر عمله".

وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم في "الكنى" كما في "ضعيف الجامع" (2135) ولفظه "أول ما افترض الله تعالى على أمتي الصلوات الخمس، وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عن الصلوات الخمس، فمن كان ضيع منها شيئاً يقول الله تبارك وتعالى: انظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صلاة تتمون بها ما نقص من الفريضة ... " 1266 - عن عائشة: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إنّ أول ما يُكفِأُ الإسلام كما يُكْفَأُ الأناء كفؤ الخمر" قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال "يسمونها بغير اسمها فيستحلونها" قال الحافظ: وللدارمي بسند لين من طريق القاسم عن عائشة: فذكره، وأخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن عائشة، ولابن وهب من طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله أنّ أبا مسلم الخولاني حَجّ فدخل على عائشة فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها فقال: يا أم المؤمنين إنهم يشربون شرابا لهم يقال له: الطلاء، فقالت: صدق رسول الله وبلّغ حتى سمعته يقول "إنّ أناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها" وأخرجه البيهقي" (¬1) صحيح وله عن عائشة طرق: الأول: يرويه القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما يكفأ -يعني الإسلام- كما يكفأ الإناء -يعني الخمر-" فقيل: كيف يا رسول الله وقد بيّن الله فيها ما بيّن؟ قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "يسمونها بغير اسمها فيستحلونها". أخرجه الدارمي (2106) عن زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي الدمشقي ثنا محمد بن راشد عن أبي وهب الكلاعي عن القاسم به. وإسناده حسن، زيد بن يحيى والقاسم بن محمد ثقتان، ومحمد بن راشد المكحولي وأبو وهب عُبيد الله بن عبيد الكلاعي الدمشقي صدوقان. واختلف فيه على محمد بن راشد، فرواه شيبان بن فَرُّوخ عنه عن سليمان بن موسى ¬

_ (¬1) 12/ 150 - 151 (كتاب الأشربة- باب ما جاء فيمن يستحل الخمر)

الأَشْدق عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ "أول ما يُكْفِئُ الدين كما يُكْفَأُ الإناء شيء تسميه أمتي الخمر ويستحلونها به". أخرجه الطبراني في "الأوائل" (49) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني شيبان به. وهذا إسناد حسن أيضا. ولم ينفرد محمد بن راشد به بل تابعه عتبة بن أبي حكيم الأردني عن سليمان بن موسى عن القاسم بن محمد عن عائشة به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (64) والطبراني في "مسند الشاميين" (749) وابن بشران في "أماليه" (219) والحسن بن محمد الخلال في "أماليه" (84) من طريق بَقية بن الوليد ثني عتبة بن أبي حكيم به. وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه: وثقه الطبراني وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. - ورواه فرات بن سلمان الرقي واختلف عنه: • فرواه وكيع عن جعفر بن بُرْقان عن فرات بن سلمان واختلف عن وكيع: فقال إسحاق في "مسنده" (923): أنا وكيع ثنا جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان عن رجل من جلساء القاسم بن محمد عن القاسم عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له الطلاء". ورواه ابن أبي شيبة (8/ 113) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 1841/ 1) عن وكيع فلم يذكرا القاسم بن محمد. ورواه عبد الأعلي بن حماد النرسي عن وكيع فلم يذكر عن رجل من جلساء القاسم. أخرجه أبو يعلى (4731) وابن عدي (¬1) (6/ 2051) ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان ثنا أصحاب لنا عن القاسم عن عائشة. أخرجه ابن عدي (6/ 2051) ¬

_ (¬1) سقط من كتاب ابن عدي المطبوع "عن القاسم" والصواب إثباته فقد نقله الألباني في "الصحيحة" (1/ 134) عن أصل مخطوط وفيه "عن القاسم".

• ورواه موسى بن أَعْيَن الجزري عن فرات بن سلمان عن أبي وهب عن القاسم عن عائشة. أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 52 /ب) الثاني: يرويه محمد بن عبد الله بن مسلم أن أبا مسلم الخولاني حَجّ فدخل على عائشة زوج النبي -صلي الله عليه وسلم - فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها، فجعل يخبرها، فقالت: كيف تصبرون على بردها؟ فقال: يا أم المؤمنين إنهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلاء، فقالت: صدق الله وبلغ حبي، سمعت حبي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ ناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها". أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (45) والحاكم (4/ 147) والبيهقي (8/ 294 - 295) من طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال "محمد" فمحمد مجهول وإنْ كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع" الثالث: يرويه مكحول عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما يكفأ هذا الدين على وجهه كما يكفأ الإناء لهي الخمر" أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (70) عن مسلمة بن علي الخُشَني عن هشام بن الغاز عن مكحول به. ومسلمة قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 1267 - "إنّ أول من حَدَا الإبل عبد لمضر بن نزار بن معد بن عدنان، كان في إبل لمضر فقصر فضربه مضر على يده فأوجعه فقال: يا يداه، يا يداه، وكان حسن الصوت فأسرعت الإبل لما سمعته في السير، فكان ذلك مبدأ الحداء" قال الحافظ: وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن طاوس مرسلا، وأورده موصولا عن ابن عباس، دخل حديث بعضهم في بعض: فذكره" (¬1) ضعيف وحديث طاوس أخرجه ابن سعد (1/ 21 - 22) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا ¬

_ (¬1) 13/ 154 (كتاب الأدب- باب ما يجوز من الشعر)

حنظلة بن أبي سفيان الجُمَحي عن طاوس قال: بينما رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في سفر إذ سمع صوت حَادٍ فسار حتى أتاهم، فلما أتاهم قال "وَنَى حَادِينَا فسمعنا صوت حاديكم فجئنا نسمع حُداءه فقال "مَنِ القوم؟ " قالوا: مُضَريون، فقال "وأنا مضري" فقالوا: يا رسول الله، إنا أول من حدا، بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا فانكسرت يده، فجعل الغلام يقول وهو يسير الإبل: وايداه، وايداه، وقال: هيبا هيبا، فسارت الإبل. عبد الوهاب بن عطاء مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغير واحد: ليس بالقوي. وحنظلة وطاوس ثقتان. وحديث ابن عباس أخرجه البزار (كشف 2113) عن يوسف بن موسى القطان ثنا العلاء بن عبد الجبار ثنا زَمْعَة عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - في سفر، فسمع صوت حَادٍ يَحدو، فقال "مِيلوا بنا إليه" فقال "ممن القوم؟ " قالوا: من مضر، قال "وأنا من مضر" فقالوا: إنا أول من حَدا، قال "وكيف؟ " قالوا: كان غلام لنا ومعه إبل، فنام فتفرقت الإبل عنه، فجاء صاحبه فضربه على يده، فجعل يقول: وايداه وايداه. فجعلت الإبل تجتمع إليه. وإسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وسلمة بن وهرام مختلف فيه. 1268 - "إنّ أولياء الله المصلون ومن يجتنب الكبائر" قالوا: وما الكبائر؟ قال "هنّ تسع، أعظمهنّ الإشراك بالله" قال الحافظ: ولأبي داود والطبراني من رواية عبيد بن عمير بن قتادة الليثي عن أبيه رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (2875) والنسائي (7/ 82) والطحاوي في "المشكل" (898) والعقيلي (3/ 45) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5200) والآجري في "الأربعين" (ص 111 - 112) والحاكم (1/ 59) والبيهقي (3/ 408 - 409) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (9/ 10 - 11) والمزي في "التهذيب" (16/ 438) عن معاذ بن هانئ البهراني والحاكم (4/ 259 - 260) ¬

_ (¬1) 15/ 199 (كتاب الحدود- باب رمي المحصنات)

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني وسمويه في "فوائده" والحارث في "مسنده" والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 348) والطبراني في "الكبير" (17/ 47) والبيهقي (10/ 186) وفي "المدخل" (323) وأبو نعيم في "الصحابة" (5261) والمزي في "التهذيب" (16/ 439 - 440) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 347 - 348) عن العباس بن الفضل الأزرق (¬1) قالوا: ثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الحميد بن سنان أنّه حدّثه عبيد بن عمير بن قتادة الليثي عن أبيه أنّه حدّثه وكانت له صحبة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في حجة الوداع "إنّ أولياء الله المصلون" وأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من يقم الصلوات الخمس اللاتي كتبن عليه، ويصوم رمضان، يحتسب صومه، ويرى أنه حق عليه واجب، ويعطي زكاة ماله يحتسبها، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها" ثم إن رجلا من أصحابه سأله، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال "هنّ تسع، أعظمهنّ إشراك بالله، وقتل نفس مؤمن بغير حق، وفرار يوم الزحف، والسحر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتا" ثم قال "لا يموت رجل لم يعمل هذه الكبائر، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، إلا رافق محمدًا في دار بحبوحة أبوابها مصاريع من ذهب". قال الحاكم: قد احتجا برواة هذا الحديث غير عبد الحميد بن سنان، فأما عمير بن قتادة فإنّه صحابي وابنه عبيد متفق على إخراجه والاحتجاج به" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: عمير بن قتادة صحابي ولم يحتجا بعبد الحميد لجهالته، ووثقه ابن حبان" ¬

_ (¬1) هكذا رواه العباس بن محمد الدوري وأحمد بن داود المكي ومحمد بن إسحاق الصاغاني والحارث بن أبي أسامة وسمويه عن العباس بن الفضل الأزرق عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الحميد بن سنان عن عبيد بن عمير بن قتادة عن أبيه. وخالفهم محمد بن أيوب بن الضريس فرواه عن العباس بن الفضل عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده. أخرجه العقيلي (3/ 45) والواحدي في "الوسيط" (2/ 40) والعباس بن الفضل الأزرق ضعيف.

وقال ابن كثير: عبد الحميد حجازي لا يعرف إلا بهذا الحديث" التفسير 1/ 481 وقال العراقي: هذا حديث حسن، ولم يَرو عن عمير بن قتادة غير ابنه عبيد ولا عن عبد الحميد بن سنان غير يحيى بن أبي كثير، وقد قال البخاري: في حديثه نظر، وذكره ابن حبان في "الثقات" تخريج أحاديث المختصر 1/ 348 قلت: عبد الحميد بن سنان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا يحيى بن أبي كثير فهو مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وأسند عن البخاري قال: في حديثه نظر، وقال الذهبي في "الميزان" و"الديوان": لا يعرف، وقال في "المغنى": تابعي يُجهل. ويحيى بن أبي كثير ثقة إلا أنّه يدلس ولم يدر سماعا من عبد الحميد بن سنان، واختلف عنه، فرواه أيوب بن عتبة عنه عن عبيد بن عمير عن أبيه مرفوعا "الكبائر سبع: فذكرها، ولم يذكر منها السحر وقذف المحصنة، وأسقط من إسناده عبد الحميد بن سنان. أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 39) والطبراني في "الكبير" (17/ 48) والأول أصح، وأيوب بن عتبة قال ابن المديني والفلاس وغيرهما: ضعيف. وللحديث شاهد عن ابن عمر يرويه طَيْسَلَة بن علي قال: أتيت ابن عمر عشية عرفة وهو تحت ظل أراك وهو يصب على رأسه الماء فسألته عن الكبائر فقال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "هنّ تسع" قلت: وما هنّ؟ قال "الإشراك بالله -عز وجل-، وقذف المحصنة" قال: قلت: قبل الدم؟ قال "نعم ورغما. وقتل النفس المؤمنة، والفرار من الزحف، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين المسلمين، والإلحاد بالبيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا" أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3426) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 69 - 70) عن علي بن الجَعْد الجوهري والخرائطي في "المساؤئ" (246) والبيهقي (3/ 409) والخطيب في "الكفاية" (ص 174) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 344 - 345) عن حسين بن محمد المروذي والخطيب في "الكفاية" (ص 174) والبرديجي (تخريج أحاديث المختصر 1/ 345)

عن الحسن بن موسى الأشيب ثلاثتهم عن أيوب بن عتبة اليمامي، ثني طيسلة بن علي به. واختلف فيه على أيوب بن عتبة، فرواه سلم بن سلام الواسطي عنه عن طيسلة بن علي عن ابن عمر موقوفا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 39) وكلا الإسنادين ضعيف لضعف أيوب بن عتبة. والموقوف أصح فقد رواه زياد بن مخراق المزني البصري عن طيسلة بن مَيّاس عن ابن عمر موقوفا أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3579) وفي "تفسيره" (تخريج أحاديث المختصر 1/ 345) عن إسماعيل بن عُلية عن زياد بن مخراق به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (8) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 343 - 344) عن مسدد وإسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" (تخريج أحاديث المختصر 1/ 345) عن علي بن المديني والطبري في "تفسيره" (5/ 39) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي قالوا: ثنا إسماعيل بن علية ثنا زياد بن مخراق به. وإسناده صحيح، وطيسلة بن مياس هو ابن علي ومياس لقبه كما قال أبو بكر البرديجي وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 70)، وهو ثقة كما قال ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث طيسلة، والموقوف أصح إسنادا، فإنّ زياد بن مخراق متفق على توثيقه بخلاف أيوب بن عتبة، فإنّه موصوف بسوء الحفظ" طريق أخرى: قال عبد الرزاق (19705): عن مَعْمَر عن سعيد الجُرَيْري أنّ رجلا جاء ابن عمر فقال: إني كنت أكون مع النجدات، وقال: أصبت ذنوبا، وأحب أنْ تعدّ عليّ الكبائر، قال: فعدّ عليه سبعا أو ثمانيا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، واليمين الفاجرة.

قال الحافظ: ورجال هذا الإسناد رجال الصحيح، لكن الجريري لم يلق ابن عمر، فإن كان حمله عن ثقة فهي متابعة قوية لرواية طيسلة" تخريج أحاديث المختصر 1/ 345 1269 - "إنّ أوليائي منكم المتقون" سكت عليه الحافظ (¬1). حسن ورد من حديث رفاعة بن رافع ومن حديث أبي هريرة ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث الحكم بن ميناء مرسلا. فأما حديث رفاعة بن رافع فأخرجه ابن سعد (4/ 74 - 75) وابن أبي شيبة (9/ 61 و 12/ 167 - 168) وفي "مسنده" (المطالب 3163) وفي "الأدب" (204) وأحمد (4/ 340) وابن أبي عاصم في "السنة" (1507) والطبراني في "الكبير" (4547) والحاكم (2/ 328 و 4/ 73) عن سفيان الثوري وأحمد (4/ 340) والبزار (3725) والطبراني في "الكبير" (4545) عن بشر بن المفضل البصري والبخاري في "الأدب المفرد" (75) والطبراني في "الكبير" (4544) عن زهير بن معاوية الكوفي والطبراني في "الكبير" (4546) عن إسماعيل بن عُلية وابن قانع في "الصحابة" (2/ 184) عن إسماعيل بن عياش وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (681) عن يحيى بن سليم الطائفي ¬

_ (¬1) 13/ 412 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي -صلي الله عليه وسلم -)

كلهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم ثني إسماعيل (¬1) بن عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر - رضي الله عنه - "اجمع لي قومك" فجمعهم. فلما حضروا باب النبي -صلي الله عليه وسلم - دخل عليه عمر فقال: قد جمعت لك قومي، فسمع ذلك الأنصار فقالوا: قد نزل في قريش الوحي. فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم. فخرج النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقام بين أظهرهم فقال "هل فيكم من غيركم؟ " قالوا: نعم، فينا حليفنا وابن أختنا وموالينا. قال النبي -صلي الله عليه وسلم - "حليفنا منا، وابن أختنا منا، وموالينا منا، وأنتم تسمعون. إنّ أوليائي منكم المتقون، فإنْ كنتم أولئك فذاك، وإلا فانظروا، لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال، فيعرض عنكم" ثم نادى فقال "يا أيها الناس" ورفع يديه يضعهما على رؤوس قريش "أيها الناس إنّ قريشا أهل أمانة، من بغى بهم العواثر كَبّه الله لمنخريه" يقول ذلك ثلاث مرات. واللفظ للبخاري. قال البزار: لا نعلم يرويه بهذا اللفظ إلا رفاعة بن رافع، وهذا الطريق عنه من حسان الأسانيد التي تروى" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 26 وقال البوصيري: إسناده صحيح" مختصر الإتحاف 10/ 417 قلت: إسماعيل بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وقال البخاري: لم يَرو عنه غير ابن خثيم. وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت روى عنه سوى ابن خثيم. وقال في "الكاشف": مقبول لم يترك. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وأبوه اختلف في صحبته، ووثقه العجلي وابن حبان. وابن خثيم مختلف فيه وحديثه في مرتبة الحسن، واختلف عنه، فرواه مَعْمَر بن راشد عنه عن رجل من الأنصار عن أبيه أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال لعمر: فذكره. ¬

_ (¬1) ووقع عند ابن قانع: إسماعيل بن إبراهيم بن عبيد.

أخرجه عبد الرزاق (19897) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (897) وابن أبي عاصم في "السنة" (213 و 1102) وفي "الزهد" (249) والبيهقي في "الزهد" (877 و 957) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "إن أوليائي يوم القيامة المتقون، وإن كان نسب أقرب من نسب، فلا يأتيني الناس بالأعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم، فتقولون: يا محمد! فأقول هكذا وهكذا: لا" وأعرض في كلا عطفيه. واللفظ للبخاري إسناده حسن. وقد روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا، وصحح الدارقطني المرسل (العلل 9/ 292) وعندي أنّ الموصول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. وأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه أحمد (5/ 235) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2099) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا أحمد بن حنبل وأخرجه ابن الجوزي في "تنوير الغبش" (20) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (212 و 1011) وفي "الآحاد" (1837) عن محمد بن عوف الحمصي ثنا أبو المغيرة وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 120 - 121) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة وأخرجه البزار (2647) عن العباس بن عبد الله الترقفي أنا عبد القدوس بن الحجاج قال: ثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السَّكُوني عن معاذ أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال "يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، وعسى أن تمرّ بقبري ومسجدي" فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - (¬1)، ثم التفت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى ¬

_ (¬1) زاد البزار "فقال: لا تبك يا معاذ فإنّ البكاء من الشيطان"

المدينة فقال "إنّ أهل بيتي هؤلاء يرورن أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إنّ أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا. اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وأيم الله لتكفأنّ أمتي عن دينها كما تكفأن الإناء في البطحاء" السياق لابن أبي عاصم. وأخرجه ابن حبان (647) من طريق أبي نشيط محمد بن هارون بن إبراهيم ثنا أبو المغيرة به (¬1). قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده جيد" المجمع 10/ 232 قلت: وهو كما قال. واختلف فيه على صفوان بن عمرو، فرواه يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي عنه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير مرسلا. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 66) والأول أصح، والبابلتي تكلم فيه ابن حبان وغيره. وأما حديث الحكم بن ميناء فأخرجه أبو يعلى (1579) وفي "المفاريد" (92) عن محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المَقْبُري عن أبي الحويرث أنّه سمع الحكم بن ميناء أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال لعمر "اجمع لي من ها هنا من قريش" فجمعهم، ثم قال: يا رسول الله! أتخرج إليهم أم يدخلون؟ قال "بل أخرج إليهم" فخرج، فقال "يا معشر قريش! هل فيكم غيركم؟ " قالوا: لا، إلا بنو أخواتنا، قال "ابن أخت القوم منهم" ثم قال "يا معشر! اعلموا أنّ أولى الناس بالنبي المتقون، فانظروا، لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالدنيا تحملونها فأصدّ عنكم بوجهي" ثم قرأ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)} [آل عمران: 68]. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى مرسلا، وفيه أبو الحويرث وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 227 1270 - إنّ أولى الناس بالله من بدأ بالسلام" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره، وقال: حسن" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) وتابعه أبو اليمان الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو به. وسيأتي الكلام على حديثه في حرف القاف فانظر حديث "قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم" (¬2) 13/ 252 (كتاب الاستئذان- باب يسلم الصغير على الكبير)

وله عن أبي أمامة طرق: الأول: يرويه أبو خالد وهب عن أبي سفيان الحمصي عن أبي أمامة رفعه "إنّ أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام". أخرجه أبو داود (5197) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8408) وابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 146) عن محمد بن يحيى بن فارس الذهلي ثنا أبو عاصم عن أبي خالد وهب به. قال النووي: إسناده جيد" الأذكار ص 224 قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، ووهب هو ابن خالد الحميري أبو خالد الحمصي، وأبو سفيان هو محمد بن زياد الحمصي. الثاني: يرويه قُرَّان بن تمام الأسدي عن أبي فروة يزيد بن سنان عن سليم بن عامر أبي يحيى الحمصي عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال "أولاهما بالله" أخرجه الترمذي (2694) وقال: هذا حديث حسن. قال محمد- هو البخاري-: أبو فروى الرُّهاوي مقارب الحديث إلا أنّ ابنه محمد بن يزيد يروي عنه مناكير" قلت: إسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي. الثالث: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة رفعه "من بدأ بالسلام فهو أولى بالله رسوله". أخرجه أحمد (5/ 254 و 261 و 264 و 269) والطبراني في "الكبير" (7814 و 7815 و 7858) والخطيب في "الجامع" (2/ 43) وابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 146 - 147) وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7743) وابن السني في "اليوم والليلة" (212) من طريق بَقية بن الوليد ثنا إسحاق بن مالك الحضرمي أخو ضُبَارة بن مالك عن يحيى بن الحارث به.

وإسحاق بن مالك قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف. الرابع: يرويه محمد بن عمر الواقدي ثنا معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن الأملوني عن أبي أمامة رفعه "إنّ أولى الناس بالله ورسوله الذي بدأهم بالسلام" أخرجه ابن مردويه في "أماليه" (7) والواقدي متروك الحديث. 1271 - حديث ابن مسعود رفعه "إنّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة" قال الحافظ: حسنه الترمذي وصححه ابن حبان، وله شاهد عند البيهقي عن أبي أمامة بلفظ "صلاة أمتي تعرض عليّ في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم عليّ صلاة كان أقربهم مني منزلة" ولا بأس بسنده" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 505) وفي "المسند" (306) عن خالد بن مخلد القَطَواني ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي أني عبد الله بن كيسان أني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 177) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (24) وأبو يعلى (5011) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (911) وابن عدي (3/ 906) والبيهقي في "الشعب" (1463) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (58) والشجري في "أماليه" (1/ 130) والمزي في "التهذيب" (15/ 482) والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 170 - 171) من طرق عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البزار (1446) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (460) والدينوري في "المجالسة" (128) والهيثم بن كليب (413 و 414) والطبراني في "الكبير" (9800) وابن عدي (6/ 2342) وأبو الشيخ في "الطبقات" (4/ 224) والبيهقي في "الدعوات" (150) والخطيب في "الجامع" (1304) وفي "المدرج" (2/ 771 - 772) وفي "شرف أصحاب الحديث" (58) والبغوي (¬2) في "شرح السنة" (3/ 197) وفي "التفسير" (5/ 275) والشجري ¬

_ (¬1) 13/ 421 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) سقط من إسناده عن أبيه.

في "أماليه" (1/ 130) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1688) طرق عن خالد بن مخلد به. واختلف فيه على موسى بن يعقوب الزمعي، فرواه محمد بن خالد بن عَثْمة الحنفي عنه فلم يقل "عن أبيه". أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 177) والترمذي (484) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (25) والبزار (1789) وأبو يعلى (5080) والبغوي في "شرح السنة" (686) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" - ورواه عباس بن أبي شملة عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن عتبة بن عبد الله عن ابن مسعود. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 177) - ورواه أبو القاسم بن أبي الزناد عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن سعيد بن أبي سعيد عن عتبة بن مسعود مرفوعا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1462) والخطيب في "المدرج" (2/ 772) من طريق محمد بن مسلمة الواسطي ثنا يعقوب بن محمد ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد به. ومحمد بن مسلمة الواسطي ضعفه اللالكائي وغيره، وخالفه محمد بن عَبَادة الواسطي فرواه عن يعقوب بن محمد ثنا قاسم بن أبي زياد (¬1) عن عبد الله بن كيسان عن سعيد بن أبي سعيد عن عتبة بن مسعود أو عبد الله بن مسعود على الشك وأسقط منه موسى بن يعقوب. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 177) ويعقوب بن محمد هو الزهري قال الذهبي في "المغني": قواه أبو حاتم مع تعنته في الرجال، وضعفه أبو زرعة وغيره وهو الحق ما هو بحجة. - ورواه الواقدي عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن عبد الله بن شداد عن ابن مسعود. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 773) ¬

_ (¬1) كذا وقع عند البخاري في "التاريخ" والصواب "أبو القاسم بن أبي الزناد".

والواقدي متروك الحديث. وموسى بن يعقوب الزمعي مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وقال أبو داود: له مشائخ مجهولون. قلت: منهم عبد الله بن كيسان الزهري مولى طلحة بن عبد الله بن عوف قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا موسى بن يعقوب الزمعي. وأما الشاهد الذي ذكره الحافظ فأخرجه البيهقي (3/ 249) وفي "حياة الأنبياء" (13) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي البصري ثنا حماد بن سلمة عن بُرد بن سنان عن مكحول الشامي عن أبي أمامة رفعه "أكثروا عليّ من الصلاة في كل يوم جمعة، فإنّ صلاة أمتي تعرض عليّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليّ صلاة، كان أقربهم مني منزلة". قال المنذري: رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أنّ مكحولا قيل: لم يسمع من أبي أمامة" الترغيب 2/ 503 وقال الذهبي: قلت: مكحول قيل: لم يلق أبا أمامة" المهذب 3/ 225 وقال الفيروزآبادي في "الصلات والبشر": إسناده جيد ورجاله ثقات" وقال السخاوي: رواه البيهقي بسند حسن لا بأس به إلا أنّ مكحولا قيل: لم يسمع من أبي أمامة في قول الجمهور، نعم في "مسند الشاميين" (¬1) للطبراني التصريح بسماعه منه، وقد رواه الديلمي في "مسند الفردوس" له فأسقط منه ذكر مكحول وسنده ضعيف" القول البديع ص 158 قلت: الحديث إسناده ضعيف لانقطاعه بين مكحول وأبي أمامة. قال أبو حاتم: مكحول لم ير أبا أمامة. وقال أيضا: لا يصح لمكحول سماع من أبي أمامة. وقال أبو مسهر: لم يسمع إلا من أنس. زاد الترمذي: وواثلة وأبي هند الداري. ومنهم من أثبت له الرؤية من أبي أمامة كابن يونس لكنه لم يذكر له سماعا منه. ¬

_ (¬1) "مسند الشاميين" (1541) وفي إسناده سعيد بن عمارة الحمصي قال الحافظ في "التقريب": ضعيف.

1272 - "إنّ أيوب لما طال بلاؤه رفضه القريب والبعيد غير رجلين من إخوانه، فقال أحدهما لصاحبه: لقد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فبلغ ذلك أيوب، يعني فجزع من قوله ودعا ربه فكشف ما به" قال الحافظ: وقد روينا في "فوائد" سمويه، وصححه ابن حبان والحاكم من طريق الزهري عن أنس رفعه: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه ابن أبي حاتم وصححه ابن حبان والحاكم من طريق نافع بن يزيد عن عقيل عن الزهري عن أنس" (¬2) صحيح أخرجه ابن حبان (2898) والطبري في "تفسيره" (23/ 167) والطحاوي في "المشكل" (4593) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 189 و 4/ 39) عن عبد الله بن وهب والبزار (كشف 2357) وأبو يعلى (3617) والطحاوي (4594) والحاكم (2/ 581 - 582) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 374 - 375) عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري. والطحاوي (4595) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثلاثتهم عن نافع بن يزيد أني عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أنس رفعه "إنّ نبي الله أيوب - صلى الله عليه وسلم -، لبث في بلائه ثمان عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخصِّ إخوانه، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم، والله لقد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال صاحبه: وما ذاك؟ قال: قد أصابه ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله، فيكشف ما به، فلما رأى حاله لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما يقول، غير أنّ الله يعلم مني أني كنت أمرّ على الرجلين يتنازعان، فيذكران الله تبارك وتعالى، فأرجع إلى بيتي فَأُكُفِّرُ عنهما كراهية أنْ يذكر الله إلا في حق، وكان يخرج إلى الحاجة، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، وأُوحى إلى أيوب في مكانه: أن- اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب- قال: فاستبطأته فتلقته تنظر، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان، ¬

_ (¬1) 12/ 228 (كتاب المرضى- باب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع) (¬2) 7/ 232 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر"

فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به منك إذ كان صحيحا، قال: فإني أنا هو، قال: وكان له أَنْدران، أَنْدر للقمح، وأندر للشعير، فبعث الله تبارك وتعالى سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الوَرِق حتى فاض". قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا عقيل، ولا عنه إلا نافع، ورواه عن نافع غير واحد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث الزهري لم يروه عنه إلا عقيل، ورواته متفق على عدالتهم، تفرد به نافع" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح" المجمع 8/ 208 وقال ابن كثير: وهذا غريب رفعه جدا، والأشبه أنْ يكون موقوفا" البداية 1/ 323 قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات، ونافع بن يزيد هو الكلاعي المصري. وخالفه يونس بن يزيد الأيلي فرواه عن عقيل عن ابن شهاب مرسلا. أخرجه نعيم بن حماد في "زيادات الزهد" (ص 48) ومن طريقه الطحاوي في "المشكل" (4596) عن ابن المبارك عن يونس به. والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة، ونعيم بن حماد تكلموا فيه. 1273 - "إنّ بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه" قال الحافظ: وفي حديث صفوان بن عَسَّال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: فذكره، أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وفي حديث ابن عباس نحوه عند ابن مردويه وفيه "فإذا طلعت الشمس من مغربها رد المصراعان فيلتئم ما بينهما، فإذا أغلق ذلك الباب لم تقبل بعد ذلك توبة ولا تنفع حسنة إلا من كان يعمل الخير قبل ذلك، فإنه يجري لهم ما كان قبل ذلك" وفيه "فقال أبي بن كعب: فكيف بالشمس والناس بعد ذلك؟ قال "تكسى الشمس الضوء وتطلع كما كانت تطلع، ويقبل الناس على الدنيا فلو نتج رجل مهرًا لم يركبه حتى تقوم الساعة" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان)

أخرجه الطيالسي (ص 160) والشافعي في "الأم" (1/ 29 - 30) وعبد الرزاق (792 و 793 و 795) وفي "تفسيره" (2/ 222) والحميدي (881) وأبو خيثمة في "العلم" (5) وابن أبي شيبة (1843و 6163) وفي "مسنده" (879 و 882) وسعيد بن منصور (940) وأحمد (4/ 239 و 239 - 240 و 240 و 241) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1096) ومحمد بن عاصم في "جزئه" (55) وابن ماجه (478 و 226 و 4070) والترمذي (96 و 3535 و 3536) والنسائي (1/ 71) وفي "الكبرى" (150 و168 أو 169 و 170 و 171) وابن الجارود (4) والطبري في "تفسيره" (8/ 97 و 99) وابن خزيمة (17 و 193 و 196) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (79) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2681) وفي "الصحابة" (1281) وابن المنذر في "الأوسط" (18 و 34) وفي "الإقناع" (2) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 82) وفي "المشكل" (3440 و 3441) والمحاملي في "أماليه" (216) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 11) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (563) وابن حبان (1319 و 1320 و 1321 و1325) والطبراني في "الكبير" (الأحاديث من رقم 7351 إلى رقم 7372 ومن رقم 7374 إلى 7381 ومن رقم 7383 إلى 7388) وفي "الأوسط" (19 و 1146 و 1852 و 3470 و 7650 و 9410) وفي "الصغير" (1/ 91) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه" (137) وأبو الشيخ في "حديثه" (18) وفي "الأقران" (405) والغطريفي (4 و5) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (244) وابن المقرئ في "المعجم" (415 و 923 و 1128) وفي "الأربعين" (22) والدارقطني (1/ 133 و 196 - 197) والخطابي في "المعالم" (1/ 110 - 111) وابن منده في "التوحيد" (238) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (105) وتمام في "فوائده" (ق 44/ 1) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 308) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 326) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (11) وابن بشران (85) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (706) وابن حزم في "المحلى" (2/ 113) والبيهقي (1/ 114 و 114 - 115 و115 و 118 و 276 و 289) وفي "معرفة السنن" (1/ 366 و 2/ 109 - 110) وفي "الصغرى" (123) وفي "المدخل" (349) وفي "الشعب" (6674) وفي "الخلافيات" (390) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 246) وفي "العلم" (163 و 164 و 167) والخطيب في "التاريخ" (9/ 222 و 12/ 78) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" (60) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته" (8) والجورقاني في "الأباطيل" (369) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 148 - 150) والشجري في "أماليه" (1/ 40) وأبو محمد البغوي في "تفسيره" (2/ 204) وفي "شرح السُّنة" (161 و 162) وابن قدامة في "المتحابين في الله" (128) والضياء المقدسي في "عواليه" (7) والذهبي في "السير" (5/ 261) من طرق كثيرة عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: إنّ

الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب (¬1). قلت: حاك في نفسي (¬2) المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنتَ امرءا من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فأتيتك أسألك: هل سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذلك شيئاً؟ فقال: نعم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا كنا سفرا، أو مسافرين، أنْ لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن (¬3) إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم (¬4). قلت: أسمعته يذكر الهوى بشيء؟ قال: نعم، بينما نحن معه في مسير له إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد، فأجابه النبي -صلي الله عليه وسلم - بنحو من صوته "هاؤم" فقلنا له: اغضض من صوتك فإنك نهيت عن هذا، فقال: لا والله لا أغضض من صوتي، فقال: يا رسول الله! المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، قال "المرء مع من أحب" (¬5) قال: ثم لم يزل يحدثنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حتى قال "إنّ (¬6) من قِبَل المغرب بابا مسيرة ¬

_ (¬1) قوله "إنّ الملائكة تضع أجنحتها ... " رفعه غير واحد عن عاصم، منهم: 1 - معمر بن راشد. وقد تقدم حديثه فانظر "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نمسح على الخفين" 2 - حماد بن سلمة. أخرجه أحمد (4/ 239 و240) والدارمي (363) والطبراني في "الكبير" (7359) والبيهقي في "المدخل" (350) وابن عبد البر في "العلم" (166) 3 - زياد بن الربيع البصري. أخرجه الطبراني (7388) 4 - أبو جَناب يحيى بن أبي حية الكلبي. أخرجه الطبراني (7382) 5 - حفص بن سليمان الأسدي الكوفى. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (19) 6 - خالد بن كثير الهمداني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7373) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 144 - 145) 7 - أبو جعفر الرازي. أخرجه الخطيب في "الرحلة" (7) وابن عبد البر في "الجامع" (165) وقال: حديث صفوان بن عسال هذا وقفه قوم عن عاصم، ورفعه عنه آخرون، وهو حديث صحيح حسن ثابت محفوظ مرفوع، ومثله لا يقال بالرأي" 8 - عبد الرحمن بن محمد المحاربي. أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1 /12 - 13) (¬2) وفي لفظ "حك في صدري. (¬3) زاد معمر وغيره عن عاصم: مسح المقيم يوم وليلة. (¬4) زاد مسعر عن عاصم "أو ريح" (¬5) زاد الترمذي (3535) وابن حبان (1321) والطبراني (7353) "يوم القيامة". (¬6) قوله "إن من قبل المغرب بابا ... " رواه مالك وحجاج عن عاصم فأوقفاه على صفوان بن عسال. أخرجه الطبري في "تفسيره" (8/ 98 و 99) بإسنادين ضعيفين.

عرضه أربعون أو سبعون عاما، فتحه الله للتوبة يوم خلق السموات والأرض، ولا يغلقه حتى تطلع الشمس منه" (¬1) اللفظ للحميدي، وساقه الباقون هكذا مطولاً وبعضهم مختصرا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن" وقال الجورقاني: هذا حديث حسن مشهور" قلت: وهو كما قالوا، وقد تقدم الكلام على هذا الحديث أيضا فانظر "أمرنا رسول الله (أنْ نمسح على الخفين" ولم ينفرد عاصم به بل تابعه غير واحد عن زر عن صفوان به، منهم: 1 - زُبيد بن الحارث اليامي. أخرجه الطبري في "تفسيره" (8/ 97 - 98) والطبراني في "الكبير" (7348) 2 - طلحة بن مُصَرِّف. أخرجه الطبراني (7349) 3 - حبيب بن أبي ثابت. أخرجه الطبراني (7350) 4 - عبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 304 - 305) وابن بشران (286) وأبو نعيم في "الصحابة" (3820) 5 - عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 200) ¬

_ (¬1) زاد في رواية "وذلك قول الله -عز وجل- {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا} [الأنعام: 158]. أخرجه الطيالسي (ص 161) وأحمد (4/ 241) ومحمد بن عاصم (55) وابن ماجه (4070) والترمذي (ص 3536) والطبري (8/ 97) والطبراني (7360 و 7365 و 7383) والبغوي في "تفسيره" (2/ 204)

1274 - "إنّ بعضكم على بعض لشهيد" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي هريرة في نحو هذه القصة: فذكره" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن عامر بن مسعود الجُمَحي عن عامر بن سعد البجلي عن أبي هريرة قال: مرّوا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" ثم مرّوا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" وقال "إنّ بعضكم على بعض شهداء". أخرجه الطيالسي (ص 314) عن إبراهيم بن عامر به. وأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (357) وابن أبي شيبة (3/ 368 - 369) وأحمد (2/ 466 و 470) وأبو داود (3233) والنسائي (4/ 41) وفي "االكبرى" (2060) والطحاوي في "المشكل" (3305) وابن المقرئ في "المعجم" (1238و 1239) من طرق عن إبراهيم بن عامر به. وإبراهيم بن عامر وثقه ابن معين وغيره، وعامر بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم، لكنه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: مرّوا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بجنازة فأثنوا عليها خيرا في مناقب الخير، فقال "وجبت" ثم مرّوا عليه بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرّا في مناقب الشر، فقال "وجبت، إنكم شهداء الله في الأرض" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 368) وأحمد (2/ 261 و 498 - 499 و 528) وهناد في "الزهد" (367) وابن ماجه (1492) والبزار (كشف 867) وأبو يعلى (5979) وابن حبان (3024) من طرق عن محمد بن عمرو به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله محتج بهم في الصحيحين" المصباح 2/ 30 قلت: بل حسن للخلاف في محمد بن عمرو. قال الذهبي في "الميزان": حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة. ¬

_ (¬1) 3/ 472 (كتاب الجنائز - باب ثناء الناس على الميت)

الثالث: يرويه عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري عن سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: مُرَّ على النبي -صلي الله عليه وسلم - بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال "وجبت" ثم مُرَّ بجنازة أخرى فأُثني عليها شرا، فقال "وجبت" فقيل: ما وجبت؟ قال "أنتم شهداء الله في الأرض، إنْ شئتم خيرا، وإنْ شئتم شرا" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2534) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا القَعْنَبي ثنا عبد الله بن عمر به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن عمر إلا القعنبي" قلت: تابعه عبد الله بن نافع الصائغ عن عبد الله بن عمر به. أخرجه أبو يعلى (6569) وعبد الله بن عمر مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. الرابع: يرويه ربيعة بن كلثوم بن جبر ثني شيخ من أهل المدينة يكنى أبا أيوب عن أبي هريرة قال: كنا عند النبي -صلي الله عليه وسلم -، فأتي بجنازة، فأثنى الناس عليها خيرا، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" ثم أُتي بأخرى، فكأنّ الناس نالوا منه، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" فقال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أُتي بفلان فقال: وجبت، ثم أُتي بفلان، فقال: وجبت. فسمعهم النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال "ما هذا؟ " فقال عمر: بأبي أنت وأمي، أُتي بفلان فأثنى الناس عليه خيرا، فقلت: وجبت، ثم أُتي بفلان فأثنى الناس عليه شرا، فقلت: وجبت، فقال "أُتي بأخيكم فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، ثم أُتي بأخيكم فلان، فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، أنتم شهداء الله في الأرض بعضكم على بعض" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2536) عن أبي مسلم الكجي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا ربيعة بن كلثوم به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي أيوب المدني إلا ربيعة بن كلثوم بن جبر" قلت: وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال أحمد: صالح، واختلف فيه قول النسائي. وأبو أيوب ما عرفته. الخامس: يرويه يحيى بن أبي كثير ثني عبد الله بن أبي الفضل المدني ثني أبو هريرة قال: خرجت مع النبي -صلي الله عليه وسلم - في جنازة، فلما صلى على الميت قال الناس: نعم الرجل،

فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" ثم خرجت معه في جنازة أخرى، فلما صلوا على الميت قال الناس: بئس الرجل، فقال النبي "وجبت" فقام إليه أبي بن كعب فقال: يا رسول الله، ما قولك: وجبت؟ قال "قول الله عز وجل {وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78] ". أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 169) والطبري في "تفسيره" (2/ 8) وابن عساكر (ترجمة أحمد بن محمد بن عوف المعدل ص 373) من طرق عن الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير به. وعبد الله بن أبي الفضل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لم يَرو عنه غير يحيى بن أبي كثير ولا نعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. وللحديث شاهد عن أنس أخرجه البخاري (فتح 3/ 471 - 472) 1275 - "إنّ بني قنطورا أول من سلب أمتي ملكهم" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث معاوية" (¬1) قلت: هو من حديث ابن مسعود وقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "اتركوا الترك ما تركوكم". 1276 - "إنّ بين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وإنْ سُمْك كلّ سماء كذلك، وإنّ بين كلّ أرض وأرض خمسمائة عام" قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره، وأخرجه إسحاق بن راهويه والبزار من حديث أبي ذر نحوه" (¬2) ضعيف روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي ذر فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 370) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (8) عن الحكم بن عبد الملك البصري وابن أبي عاصم في "السنة" (578) والبزار وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 303) وأبو الشيخ في "العظمة" (201) عن أبي جعفر الرازي ¬

_ (¬1) 7/ 422 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام) (¬2) 7/ 102 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في سبع أرضين)

والترمذي (3298) وأبو الشيخ في "العظمة" (302) والبيهقي في الأسماء" (ص 505 - 506) والجورقاني في "الأباطيل" (65) عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي كلهم عن قتادة ثنا الحسن عن أبي هريرة قال: بينما نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - هل تدرون ما هذا؟ " فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا العنان، هذه زوايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه" قال "هل تدرون ما فوقكم؟ " قالوا: الله رسوله أعلم. قال "فإنها الرقيع، سقف محفوظ، وموج مكفوف"، ثم قال "هل تدرون كم بينكم وبينها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة" ثم قال "هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنّ فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عدّ سبع سموات، ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض" ثم قال "هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنّ فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين" ثم قال "هل تدرون ما الذي تحتكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنها الأرض" ثم قال "هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنّ تحتها الأرض الأخرى، بينهما مسيرة خمسمائة سنة، حتى عدّ سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة" ثم قال "والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله. ثم قرأ {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)} [الحديد: 3]. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة" وقال البيهقي: في رواية الحسن عن أبي هريرة انقطاع ولا يثبت سماعه من أبي هريرة" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، والحسن لم يسمع من أبي هريرة" وقال الجورقاني: هذا حديث باطل. وله علة تخفى على من لم يتبحر، فمن تأمل هذا الحديث واعتبر أقوال رواته يحكم عليه بالصحة لأمانتهم وعدالتهم، والعلة فيه إرسال الحسن عن أبي هريرة فإنّه لم يسمع من أبي هريرة شيئا، ولا يعلم بإرسال الحسن عن أبي هريرة إلا المتبحرون. قال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبي: لم يصح للحسن السماع من أبي هريرة. وقال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.

وقال شُعبة: قلنا ليونس: أسمع الحسن من أبي هريرة؟ قال: لا ولا حرفا. وعن علي بن زيد أنّه قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وقال بعد أنْ ذكر رواية أبي جعفر الرازي: هذا حديث لا يرجع منه إلى صحة" وقال الذهبي: رواته ثقات لكن الحسن مدلس والمتن منكر" العلو ص 60 قلت: وممن قال بعدم سماع الحسن من أبي هريرة غير من تقدم: ابن المديني وأبو حاتم وابنه وأبو زرعة والحاكم والخطيب وعبد الله بن أحمد والترمذي والحافظ ابن حجر. والحديث اختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن أبي عَروبة عنه مرسلا. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (27/ 216) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به. قال ابن كثير: مرسل من هذا الوجه ولعل هذا هو المحفوظ" التفسير 4/ 303 وقال في "البداية" (1/ 21): وقد يكون هذا أشبه" وأما حديث أبي ذر فأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3448 - الإتحاف 7538) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "كتاب العرش" (17) وأبو الشيخ في "العظمة" (199) والبيهقي في "الأسماء" (ص 506) والجورقاني في "الأباطيل" (63) وابن الجوزي في "العلل" (7) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 748) من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر مرفوعا "ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء إلى التي تليها مسيرة خمسمائة عام، كذلك إلى السماء السابعة، والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه، يعني: علمه. وفي رواية لبعضهم "غلظ كل سماء خمسمائة سنة" وفي لفظ "وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة". قال البيهقي: منقطع" وقال ابن الجوزي: هذا حديث منكر، والأعمش يروي عن الضعفاء ويدلس" وقال الجورقاني: هذا حديث منكر"

وقال الذهبي: أبو نصر لا يعرف، والخبر منكر" قلت: واختلف فيه على الأعمش، فرواه مُحَاضر بن مورع عنه عن عمرو بن مرة عن أبى نصر عن أبي ذر. أخرجه البزار (كشف 2087) وأبو الشيخ (200) والجورقاني (64) من طرق عن محاضر به. وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد، وأبو نصر أحسبه حميد بن هلال، ولم يسمع من أبي ذر" وقال الذهبي: أبو نصر مجهول، والخبر منكر" العلو ص 89 وقال في "الميزان": أبو نصر عن أبي ذر لا يدرى من هو" وقال ابن كثير: في إسناده نظر، وفي متنه غرابة ونكارة" التفسير 4/ 303 وقال في "البداية" (1/ 21): لا يصح إسناده" 1277 - "إنّ بين يدي الساعة" فذكر أشياء ثم قال "وظهور شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 407 - 408 و 419 - 420) والبخاري في "الأدب المفرد" (1049) والطحاوي في "المشكل" (1590) والهيثم بن كليب في "مسنده" (765) والحاكم (4/ 98و 445 - 446) وأبو نعيم في "الصحابة" (4499) والخطيب في "الجامع" (254) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 297) من طرق عن أبي إسماعيل بشير بن سلمان عن سَيّار أبي الحكم عن طارق بن شهاب قال: كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا، فجاء رجل فقال: قد أقيمت الصلاة، فقام وقمنا معه، فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعا في مقدم المسجد فكبر وركع وركعنا ثم مشينا وصنعنا مثل الذي صنع، فمرّ رجل يسرع فقال: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن، فقال: صدق الله ورسوله، فلما صلينا ورجعنا دخل إلى أهله جلسنا، فقال بعضنا لبعض: أما سمعتم رده على الرجل: صدق الله وبلغت رسله، أيكم يسأله فقال طارق: أنا أسأله، فسأله حين خرج، فذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم" واللفظ لأحمد ¬

_ (¬1) 6/ 190 (كتاب الشهادات- باب ما قيل في شهادة الزور)

وقال الهيثم بن كليب والحاكم بعد قوله "حتى تعين المراة زوجها على التجارة" "وحتى يخرج الرجل بماله إلى أطراف الأرض فيرجع فيقول: لم أربح شيئا". قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 7/ 329 قلت: رواه البزار (1459) من هذا الطريق بلفظ "مِن اقتراب الساعة السلام بالمعرفة، وأن يجتاز الرجل المسجد لا يصلي فيه". واختلف في سيار الذي يروي عن طارق بن شهاب وعنه بشير بن سلمان فقال جماعة منهم البخاري (¬1) ومسلم (¬2) والنسائي (¬3) والدولابي (¬4) وابن أبي حاتم (¬5) وابن عبد البر (¬6) وابن حبان (¬7) وأبو نعيم (¬8): هو أبو الحكم واسمه سيار بن وَردان الواسطي العنزي. وخالفهم غير واحد فقالوا: هو سيار أبو حمزة، منهم: 1 - أحمد بن حنبل. قال: إنما هو سيار أبو حمزة، وليس هو سيار أبو الحكم، أبو الحكم لم يحدث عن طارق بشيء. وقال: بشير أبو إسماعيل لم يسمع من سيار أبي الحكم، إنما هو سيار أبو حمزة وليس أبو الحكم" العلل 1/ 125 و 233 وقال في "المسند" (1/ 442): الصواب سيار أبو حمزة" 2 - وقال أبو داود: هو سيار أبو حمزة، ولكن بشير كان يقول: سيار أبو الحكم وهو خطأ" تهذيب الكمال 12/ 316 ¬

_ (¬1) "التاريخ الكبير" (2/ 2/ 161) (¬2) "الكنى" (ص 102) (¬3) "تهذيب التهذيب" (4/ 292) (¬4) "الكنى" (1/ 154) (¬5) "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 254 - 255) (¬6) "الاستغناء" (1/ 561) (¬7) "الثقات" (6/ 421) (¬8) "الحلية" (8/ 314)

3 - يحيى بن معين. قال ابن الجنيد: سألت يحيى عن بشير بن سلمان فقال: ثقة كوفي، الذي روى عن سيار، وليس هو بسيار أبي الحكم. هو سيار أبو حمزة" سؤالات ابن الجنيد ص 465 4 - الدراقطني. قال: وقولهم سيار أبو الحكم وهم، وإنما هو سيار أبو حمزة الكوفي. كذلك رواه عبد الرزاق عن الثوري عن بشير عن سيار أبي حمزة، وهو الصواب، وسيار أبو الحكم لم يسمع من طارق بن شهاب شيئا ولم يَرو عنه" العلل 5/ 116 5 - المزي. قال: روى بشير بن سلمان عن سيار أبي حمزة وكان يقول فيه: سيار أبو الحكم، وهو وهم منه" تهذيب الكمال 12/ 316 - 317 6 - الحافظ ابن حجر. قال في "التقريب" في ترجمة سيار أبي الحكم: وليس هو الذي يروي عن طارق بن شهاب، ووقع في الإسناد: عن سيار أبي الحكم عن طارق، والصواب عن سيار أبي حمزة" وقال في ترجمة سيار أبي حمزة: ووقع في الإسناد: عن سيار أبي الحكم عن طارق، والصواب عن سيار أبي حمزة" قلت: اختلف الرواة عن بشير بن سلمان في سيار هذا، فقال أبو نعيم (¬1) ووكيع (¬2) ويحيى بن آدم (¬3) ومحمد بن بشر (¬4) ومخلد بن يزيد (¬5): عن بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم. ¬

_ (¬1) "الأدب المفرد" (ص 360) -"مشكل الآثار" (1/ 4) - "مستدرك الحاكم" (4/ 98 و445 - 446) "حلية الأولياء" (8/ 314) - "الجامع" للخطيب (1/ 172) - "مسند الشهاب" (1/ 323) - "التمهيد (17/ 297) (¬2) مسند أحمد (1/ 442) (¬3) مسند أحمد (1/ 419) (¬4) مسند الهيثم بن كليب (2/ 200) (¬5) المعجم الكبير (10/ 15) - الحلية (8/ 315) - المستدرك (4/ 323 - 324) - الكنى للدولابي (1/ 155) - مسند الهيثم بن كليب (2/ 199)

وقال سفيان الثوري (¬1) وابن المبارك (¬2) وعبد الله بن داود (¬3) عن بشير بن سلمان عن سيار أبي حمزة. والله أعلم بالصواب. وللحديث طرق أخرى سيأتي الكلام عليها فانظر "إنّ من أشراط الساعة أنّ يمرّ الرجل بالمسجد ... " 1278 - "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا كلهم يزعم أنه نبي" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من حديث جابر بن سَمُرة الجزم بالعدد المذكور بلفظ: فذكره" (¬4) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 180) ومسلم (2923) والخطيب في "التاريخ" (1/ 186) وفي "الكفاية" (ص 79 و 131) عن شعبة وابن أبي شيبة (15/ 170) ومسلم (2923) عن أبي الأحوص سلّام بن سليم الكوفي وعن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وابن عدي (7/ 2538) عن الوليد بن أبي ثور الكوفي كلهم عن سِماك عن جابر بن سمرة مرفوعا بلفظ "إنّ بين يدي الساعة كذابين" وليس فيه الجزم بعدد معين، لكن أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 480) من طريق شُعبة بلفظ "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا، كلهم يزعم أنّه نبي". وإسناده حسن، سماك هو ابن حرب وهو صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة. وللحديث شاهد عن ابن عمر وعن عليّ وعن أبي هريرة ¬

_ (¬1) مسند أحمد (1/ 442) - علل عبد الله بن أحمد (1/ 126) - كنى الدولابي (1/ 98 و 159) (¬2) سنن أبي داود (2/ 296) (¬3) سنن أبي داود (2/ 296) (¬4) 7/ 429 - 430 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

فأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 117 - 118) وابن أبي عمر في "مسنده" (مختصر الإتحاف 8561) والشجري في "أماليه" (2/ 272) من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مِهران عن ابن عمر مرفوعا "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا". وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان. وللحديث طريق أخرى سيأتي الكلام عليها عند حديث "بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا" وأما حديث عليّ فأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1325) وأبو يعلى (449) والهروي في "ذم الكلام" (ق 64/ أ) وابن عساكر (34/ 6) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني والبخاري في "الكنى" (ص 21) وابن أبي عاصم في "السنة" (982) وأبو يعلى (450) وابن عساكر (34/ 6) عن ابن أبي شيبة وهو في "مسنده" (المطالب 4504/ 1) قالا: ثنا محمد بن الحسن الأسدي ثنا هارون بن صالح الهمداني عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي الجُلاَس قال: سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي: ويلك! ما أفضى إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء كتمه أحدا من الناس، ولقد سمعته يقول "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا" وإنك لأحدهم. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 333 قلت: الحديث إسناده ضعيف، محمد بن الحسن الأسدي هو المعروف بالتل وهو مختلف فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه يعقوب بن سفيان وغيره. وهارون بن صالح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه محمد بن الحسن، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. والحارث بن عبد الرحمن هو الهمداني أبو هند ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول. وأبو الجلاس قال الحافظ: مجهول. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنّه رسول الله"

أخرجه أبو داود (4333) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي ثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء به. وإسناده حسن، عبد الله بن مسلمة وعبد الرحمن بن يعقوب ثقتان، وعبد العزيز والعلاء صدوقان. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يكذب على الله وعلى رسوله" أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 170) عن يزيد بن هارون وأبو داود (4334) عن معاذ بن معاذ العنبري كلاهما عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. وله طريق ثالثة عند البخاري (فتح 16/ 196 - 202) 1279 - حديث ابن الزُّبير "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا، منهم الأسود العنسي صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة" سكت عليه الحافظ (¬1). سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ... " 1280 - "إنّ ثلاثة نفر من بني إسرائيل خرجوا يرتادون لأهليهم" قال الحافظ: وفي حديث عقبة بن عامر عند الطبراني في "الدعاء": فذكره، وإسناده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 504 - 505) ثنا سعيد بن أبي مريم أنبا ابن لَهيعة ثني يزيد بن عمرو المَعَافري أنّ أبا سلمى القتباني أخبره عن عقبة بن عامر رفعه ¬

_ (¬1) 16/ 200 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد) (¬2) 7/ 317 و 322 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

"إن ثلاثة نفر من بني إسرائيل خرجوا يرتادون لأهليهم المطر، فأووا تحت صخرة فانطبقت عليهم، وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه في ترجمة أبي سلمى القتباني وقال: هو من ثقات التابعين من أهل مصر. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (195) عن أحمد بن حماد بن زغبة ثنا سعيد بن أبي مريم به. وأخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (35) من طريق عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار ثنا ابن أبي مريم به. • ورواه عبد الله بن الحسين المصيصي عن ابن أبي مريم فقال فيه: عن أبي مسلم القتباني. أخرجه تمام (ق 31/ب جستربتي، ق 70/ ب ظاهرية، 398 الرشد) • ورواه محمد بن عوف الحمصي عن ابن أبي مريم فقال فيه: عن سالم أبي عمران عن عقبة. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2015) وقال: قال أبي: هذا خطأ، أخطأ فيه ابن عوف. ولم يذكر الصحيح ما هو" ولم ينفرد ابن أبي مريم به بل تابعه ابن وهب ثنا ابن لهيعة به. أخرجه الروياني (265) وابن أبي حاتم (2015) عن أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري ابن أخي ابن وهب عن عمه ابن وهب به. ووقع عند الروياني: أسلم القتباني. وعند ابن أبي حاتم: ابن سلمان القتباني. وكلاهما خطأ. وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. 1281 - حديث أبي سعيد أنّه - صلى الله عليه وسلم - خلع نعليه في الصلاة ثم قال: "إنّ جبريل أخبرني أنّ فيهما قذرا" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود وصححه ابن خزيمة، وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه الحاكم" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 362 (كتاب الوضوء- باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة)

أخرجه الطيالسي (ص 286) عن حماد بن سلمة ثنا أبو نَعامة السعدي عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلّى في نعليه، فصلّى الناس في نعالهم، ثم ألقى نعليه، فألقى الناس نعالهم، وهم في الصلاة، فلما قضى صلاته قال "ما حملكم على إلقاء نعالكم في الصلاة؟ " قالوا: يا رسول الله، رأيناك فعلت ففعلنا، فقال - صلى الله عليه وسلم - إن جبريل أخبرني أنّ فيهما أذى، فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر فإنّ رأى في نعليه أذى فليخلعهما وإلا فليصل فيهما". ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 402) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 90 - 91) ووقع عند الحافظ في روايته "عن أبي نعامة العدوي" وقال: اسمه عمرو بن عيسى، وفي طبقته أبو نعامة السعدي واسمه عبد ربه وكلاهما من أهل البصرة، وأخرج لهما مسلم" كذا قال، وإنما هو السعدي كما جاء مصرّحا به عند الطيالسي وغيره. والحديث أخرجه ابن سعد (1/ 480) وابن أبي شيبة (2/ 417 و 418) وأحمد (3/ 20 و 92) وعبد بن حميد (880) والدارمي (1385) وأبو داود (650) وأبو يعلى (1194) وابن خزيمة (1017) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 65 - 66) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 511) وابن حبان (2185) والحاكم (1/ 260) والبيهقي (2/ 402 - 403 و 431) وفي "معرفة السنن" (3/ 353) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 242) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 90 - 91) من طرق عن حماد بن سلمة (¬1) به. واختلف على حماد في لفظه، فقيل "أذى" وقيل "قذر" وقيل "خبثا" وقيل "أذى أو قذرا" على الشك. وزاد غير واحد بعد قوله "ثم ألقى نعليه" "فوضعهما عن يساره" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) وقع عند أبي داود في روايته "حماد بن زيد" أخرجه عن موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن زيد عن أبي نعامة به. وكذلك هو في "عون المعبود". وفي "بذل المجهود": ثنا حماد. قال الشارح: أي ابن زيد كما في نسخة. وذكر الزيلعي في "نصب الراية" (1/ 208) كذلك. وهو خطأ، والصواب حماد بن سلمة. كذلك أخرجه البيهقي (2/ 431) والبغوي في "الشمائل" (825) من طريق أبي داود فقالا فيه: ثنا حماد بن سلمة. وكذلك صرّح به كل من أخرجه ممن ذكرت إلا أحمد في الموضع الثاني فقال "حماد" ولم ينسبه. ولهذا قال البيهقي: هذا الحديث يعرف بحماد بن سلمة عن أبي نعامة عن أبي نضرة"

وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 319 قلت: وهو كما قالا، وأبو نعامة اسمه عبد ربه السعدي، وأبو نضرة هو المنذر بن مالك بن قُطَعة البصري. ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه الحجاج بن الحجاج الباهلي عن أبي نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد به. أخرجه ابن خزيمة (786) عن محمد بن عقيل النيسابوري ثنا حفص ثني إبراهيم عن الحجاج به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحفص هو ابن عبد الله السلمي، وإبراهيم هو ابن طهمان. ولم ينفرد أبو نعامة به بل تابعه أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي نضرة عن أبي سعيد به. أخرجه البيهقي (2/ 403) عن الحاكم ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس بن عثمان بن شافع الشافعي ثنا عمى ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن أبي عروة مَعْمَر بن راشد عن أيوب به. وقال: غير محفوظ عن أيوب السختياني عن أبي نضرة، ورواه إسحاق الحنظلي عن عبد الرزاق (وهو في مصنف 1516) عن معمر عن أيوب عن رجل حدثه عن أبي سعيد" وللحديث شاهد من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث بكر بن عبد الله المزني مرسلا ومن حديث محمد بن عباد بن جعفر مرسلا ومن حديث قتادة مرسلا ومن حديث عطاء بن أبي رباح مرسلا. فأما حديث أنس فأخرجه البيهقي (¬1) (2/ 404) من طريق موسى بن إسماعيل البصري وإبراهيم بن الحجاج السامي قالا: ثنا عبد الله بن المثنى عن ثُمامة عن أنس أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لم يخلع نعليه في الصلاة إلا مرة، فخلع الناس، فقال "ما لكم؟ " قالوا: خلعت فخلعنا، فقال "إنّ جبريل _ عليه السلام _ أخبرني أنّ فيهما قذرا" وقال: تفرد به عبد الله بن المثنى، وإسناده لا بأس به" قلت: عبد الله بن المثنى مختلف فيه، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) وأخرجه الطبرانى في "الأوسط" (4305) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني إبراهيم بن الحجاج به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثمامة إلا عبد الله بن المثنى الأنصاري"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 604) والطبراني (¬1) في "الأوسط" (8730) من طريق يحيى بن أيوب المصري عن عباد بن كثير عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى بالناس فخلع نعليه، فلما حَسَّ به الناس خلعوا نعالهم، فلما فرغ من صلاته أقبل على الناس فقال "إنّ الملك أتاني فأخبرني أنّ بنعلي أذى، فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه، فإنْ رأى فيهما شيئاً فليمسحهما ثم يصلي فيهما" قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا عباد، وهو لين الحديث، ولا رواه عنه إلا يحيى" وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" وفي إسنادهما عباد بن كثير البصري سكن مكة ضعيف" المجمع 2/ 55 وقال الحافظ: إسناده ضعيف ومعلول أيضا" التلخيص 1/ 278 وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1570) والطبراني في"الكبير" (9972) و "الأوسط" (5013) من طريق أبي غسان (¬2) مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا زهير بن معاوية ثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: خلع النبي -صلي الله عليه وسلم - نعليه وهو يصلّي، فخلع من خلفه فقال "ما حملكم على خلع نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا. فقال "إنّ جبريل أخبرني أنّ في أحدهما قذرا، فخلعتهما لذلك، فلا تخلعوا نعالكم". قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى من حديث إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إلا من حديث أبي حمزة عنه" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي حمزة إلا زهير" وقال البيهقي: أبو حمزة غير محتج به" السنن 2/ 403 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي حمزة" مختصر الإتحاف 2/ 408 قلت: أبو حمزة هو ميمون الأعور القصاب الكوفي الراعي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (1/ 399) من طريق صالح بن بيان الساحلي ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مِهْران عن ابن عباس {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعرَاف: 31] قال: الصلاة في النعلين، وقد صلّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في نعليه ¬

_ (¬1) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب عن محمد إلا عباد بن كثير، تفرد به يحيى بن أيوب" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 395) عن أبي غسان به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر (22/ 243)

فخلعهما فخلع الناس، فلما قضى الصلاة قال "لِمَ خلعتم نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، قال "إنّ جبريل عليه السلام أتاني فقال: إنّ فيهما دم حلمة". قال البيهقي: فرات بن السائب تركوه" السنن 2/ 403 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 1/ 278 قلت: وصالح بن بيان قال الدارقطني: متروك (تاريخ بغداد 9/ 311) وأما حديث بكر بن عبد الله المزني فله عنه طريقان: الأول: يرويه موسى بن إسماعيل البصري ثنا أبان- هو ابن يزيد العطار- ثنا قتادة ثني بكر بن عبد الله عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بهذا (¬1) وقال "فيهما خبث" قال في الموضعين "خبث" أخرجه أبو داود (651) هكذا ومن طريقه البيهقي (2/ 431) وفي "المعرفة" (3/ 353) وقال: هذا مرسل" قلت: ورواته ثقات. الثاني: يرويه الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني ثنا يزيد بن إبراهيم عن بكر بن عبد الله به وقال "فيها أذى" أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 142) قال الحافظ: مرسل" المطالب 10/ 183 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحسن بن قتيبة" مختصر الإتحاف 2/ 408 وأما حديث محمد بن عباد بن جعفر فأخرجه ابن سعد (1/ 480 - 481) عن موسى بن داود الضبى أنا عبد الله بن المؤمل عن محمد بن عباد بن جعفر قال: كان أكثر صلوات النبي -صلي الله عليه وسلم - في نعليه، قال: فجاءه جبريل فقال: إنّ فيهما شيئاً، فخلع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نعليه، فخلعوا نعالهم، فلما قضى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لهم "لم خلعتم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، قال "إنّ جبريل أخبرني أنّ فيهما شيئاً" عبد الله بن المؤمل ضعيف. ¬

_ (¬1) أي بمثل حديث أبي سعيد المتقدم.

وأما حديث قتادة فأخرجه عبد الرزاق (1517) عن مَعْمَر عن قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث أيوب عن رجل عن أبي سعيد. مرسل رواته ثقات. وأما حديث عطاء فأخرجه عبد الرزاق (1514) عن ابن جُريج عن عطاء قال: فذكر نحوه. مرسل رواته ثقات. 1282 - ورد في حق خديجة أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم - قال لها "إنّ جبريل يقرئك السلام من ربك" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري في "صحيحه" (فتح 8/ 138 - 139) عن أبي هريرة قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب". 1283 - "إنّ حُكمه وافق حُكم الله" سكت عليه الحافظ (¬2). هو في صحيح البخاري (فتح 8/ 125) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ "حكمت بحكم الله أو بحكم الملك" 1284 - "إنّ خلق الدواب كان يوم الأربعاء" قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (2789): فذكره" (¬3) ولفظه "خلق الله -عز وجل-التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدواب يوم الخميس" 1285 - عن أبي ذر قال: إنّ خليلي - صلى الله عليه وسلم - أوصاني أنْ أسمع وأطيع وإنْ كان عبدا حبشيا مُجدَّع الأطراف". قال الحافظ: أخرجه مسلم من طريق غُنْدَر عن شعبة عن أبي عمران الجَوْني عن ¬

_ (¬1) 8/ 107 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل عائشة) (¬2) 1/ 333 (كتاب الوضوء- باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله) (¬3) 7/ 157 (كتاب بدء الخلق- باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البقرة: 164])

عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: فذكره، وأخرجه الحاكم والبيهقي من هذا الوجه وفيه قصة أنّ أبا ذر انتهى إلى الرَّبذة وقد أقيمت الصلاة فإذا عبد يؤمهم قال: فقيل: هذا أبو ذر، فذهب يتأخر، فقال أبو ذر: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث" (¬1) أخرجه مسلم (3/ 1468) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر -وهو غندر- عن شُعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: فذكره. وأخرجه البيهقي (3/ 88) من طريق أحمد بن سلمة النيسابوري ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر بهذا الإسناد عن أبي ذر أنّه انتهى إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة فإذا عبد يؤمهم، قال: هذا أبو ذر، فذهب يتأخر، فقال أبو ذر: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: إسمع وأطع ولو كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف" وأخرجه مسلم (3/ 1468) عن عُبيد الله بن معاذ بن معاذ ثنا أبي ثنا شُعبة بهذا الإسناد قال: إنّ خليلي أوصاني ... فذكر الحديث ولم يذكر القصة. وأخرجه البيهقي (3/ 88) من طريق يحيى بن محمد بن البختري ثنا عُبيد الله بن معاذ بهذا الإسناد قال: فذكر القصة بنحو ما تقدم. وأخرجه مسلم (3/ 1468) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنا النضر بن شُميل عن شعبة بهذا الإسناد قال: إنّ خليلي أوصاني ... فذكر الحديث ولم يذكر القصة. وأخرجه ابن حبان (5964) عن عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا النضر بن شميل بهذا الإسناد قال: فذكر القصة بنحو ما تقدم. 1286 - "إنّ خير ما تداويتم به السَّعُوط" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من وجه آخر عن ابن عباس رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف روى من حديث ابن عباس ومن حديث الشعبي مرسلا. فأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 234) والترمذي (2047 و2048 و 2053) والحاكم (4/ 209) والبغوي في "شرح السنة" (3239) من طرق عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "إنّ خير ما تداويتم به السَّعُوط، واللَّدود، والحجامة، والمَشِيُّ" ¬

_ (¬1) 2/ 328 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إمامة العبد والمولى) (¬2) 12/ 254 (كتاب الطب- باب السعوط)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عباد ضعفوه" قلت: ضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد وأبو حاتم وابن المديني. وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: وكلّ ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين فدلسها عن عكرمة" وكذا قال أبو حاتم. وإبراهيم بن أبي يحيى كذبه ابن معين وغيره. وأما حديث الشعبي فأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 244) عن ابن المبارك والبيهقي (9/ 346) عن إسحاق بن يوسف الأزرق كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي رفعه "خير دوائكم السعوط، واللدود، والمَشِيُّ، والحجامة، والعلق" وهو مرسل رواته ثقات. 1287 - "إنّ داود -عليه السلام- ابتدأ ببناء بيت المقدس ثم أوحى الله إليه إني لأقضي بناءه على يد سليمان" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث رافع بن عميرة: فذكره" (¬1) موضوع أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 300) والطبراني في "الكبير" (4477) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثني أبي ثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير مرفوعا "قال الله -عز وجل- لداود -عليه السلام-: ابن لي بيتا في الأرض، فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أُمر به فأوحى الله -عز وجل- إليه: يا داود ¬

_ (¬1) 7/ 218 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125])

نصبت بيتك قبل بيتي، قال: يا رب هكذا قلت فيما قضيت: مَنْ مَلَكَ استأثر، ثم أخذ في بناء المسجد، فلما تمّ السور سقط ثلثاه، فشكا ذلك إلى الله -عز وجل-، فأوحى الله -عز وجل- إليه أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا، قال: أي ربّ ولم؟ قال: لما جرت على يديك من الدماء، قال: أي ربّ أولم يكن في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم، فشقّ ذلك عليه، فأوحى الله إليه: لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان، فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه، فلما تمّ قَرَّب القرابين وذبح الدبائح وجمع بني إسرائيل، فأوحى الله - عز وجل -إليه: قد أرى سرورك ببنيان بيتي فسلني أعطك، قال: أسألك ثلاث خصال: حُكما يصادف حكمك، ومُلكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما اثنتين فقد أعطيهما، وأنا أرجو أنْ يكون قد أعطي الثالثة" وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 200 - 201) من طريق الدارقطني عن ابن حبان به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2693) عن الطبراني به. ومن هذا الطريق أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" (الإصابة 3/ 243) قال ابن الجوزي: وهو حديث موضوع محال تتنزه الأنبياء عن مثله ويقبح أنْ يقال: أبيح له قتل قوم أو أمر بذلك، ثم أبعد بذلك عن الرضاء كيف وقد قال تعالى في حق العصاة {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النُّور: 2] قال ابن حبان: ومحمد بن أيوب يروي الموضوعات لا يحل الاحتجاج به" وقال الذهبي: موضوع" الميزان 3/ 487 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أيوب بن سويد الرملي وهو متهم بالوضع" المجمع 4/ 8 قلت: قال ابن حبان: يضع الحديث (الثقات7/ 541) وقال الحاكم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة (المدخل ص 208) وقال أبو نعيم: روى عن أبيه موضوعات (الضعفاء ص 143) 128 - حديث عروة الفقيمي "إنّ دين الله يسر" قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" (¬1) ¬

_ (¬1) 1/ 102 (كتاب الإيمان - باب الدين يسر)

أخرجه أحمد (5/ 69) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 30 - 31) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1190) وأبو يعلى (6863) وابن حبان في "الثقات" (5/ 293) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 262) والطبراني في "الكبير" (17/ 146 - 147) وأبو نعيم في "الصحابة" (5483 و 5484) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 30) من طرق عن عاصم بن هلال أبي النضر البارقي ثنا غاضرة بن عروة الفقيمي قال: أخبرني أبي قال: أتيت المدينة فدخلت المسجد، والناس ينتظرون الصلاة، فخرج علينا رجل يقطر رأسه من وضوء توضأه أو غسل اغتسله فصلّى بنا، فلما صلّينا جعل الناس يقومون إليه يقولون: يا رسول الله! أرأيت كذا (¬1)؟ أرأيت كذا؟ يرددها مرات. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أيها الناس، إنّ دين الله في يسر! يا أيها الناس، إنّ دين الله في يسر (¬2) " قال البوصيري: سنده حسن" مختصر إتحاف السادة 1/ 81 وقال الهيثمي: وفيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وأبو داود، وضعفه النسائي وغيره، وغاضرة لم يَرو عنه غير عاصم. هكذا ذكره المزي" المجمع 1/ 62 وقال الحافظ في "الإصابة" (6/ 419): وعاصم مختلف في الاحتجاج به، وقال الدارقطني: إنّه تفرد به" قلت: وغاضرة بن عروة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: شيخ مجهول لم يَرو عنه غير عاصم بن هلال. ولقوله "إنّ دين الله في يسر" شواهد ذكرتها عند حديث "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة". وحديث "خير دينكم أيسره" 1289 - حديث ابن عباس: إنّ راية النبي -صلي الله عليه وسلم - كانت تكون مع عليّ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة" قال الحافظ: وأخرج أحمد بإسناد قوي من حديث ابن عباس: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) وفي رواية "أعلينا حرج في كذا؟ ". (¬2) وفي لفظ "إنّ دين الله يسر" وفي لفظ آخر "إنّ دين الله في اليسر" ثلاثا (¬3) 6/ 467 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي -صلي الله عليه وسلم -)

أخرجه أحمد (1/ 368) وفي "الفضائل" (1427) عن عبد الرزاق ثنا مَعْمَر عن عثمان الجزري عن مِقْسَم قال- لا أعلمه إلا عن عباس-: إنّ راية النبي -صلي الله عليه وسلم - مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وكان إذا استحرّ القتل كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مما يكون تحت راية الأنصار. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن زُفر الشامي وهو ثقة" المجمع 5/ 312 قلت: كذا قال: عثمان هو ابن زفر الشامي، ولم يصب في ذلك بل هو غيره. قال البخاري: عثمان الجزري عن مقسم، قال عبد الرزاق: عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس: فذكر هذا الحديث" التاريخ 3/ 2 / 258 وقال ابن أبي حاتم: عثمان الجزري ويقال له: عثمان المشاهد، روى عن مقسم، روى عنه معمر والنعمان بن راشد سئل عنه أحمد فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنّه ذهب كتابه، وسألت أبي عنه فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان" الجرح والتعديل 3/ 1 / 174 ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل" مع أنّه من شرطهما. والحديث اختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (9640) عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مرسلا, ولم يذكر ابن عباس. ورواه غير عثمان الجزري عن مقسم فقال أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 154): أنا بهلول الأنباري عن أبيه عن جده عن أبي شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أنّ عليّا كان صاحب راية رسول الله -صلي الله عليه وسلم -عنه يوم بدر، وفي المواطن كلها كان صاحب راية المهاجرين عليّا، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة. ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (898) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12101) و"الأوسط" (5198) من طريق علي بن الجَعْد الجوهري ثنا أبو شيبة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم إلا أبو شيبة" وقال الهيثمي: وفيه أبو شيبة إبراهيم وهو ضعيف" المجمع 5/ 312

قلت: تابعه الحجاج بن أَرْطَاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: فذكر حديثا وفيه: وكان صاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12083) والحجاج ضعيف. 1290 - حديث البراء: إنَّ راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء مُرَبَّعَة من نَمِرَة" قال الحافظ: وأورد الترمذي حديث البراء: فذكره، وحديث ابن عباس "كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض" أخرجه الترمذي وابن ماجه، وأخرج الحديث أبو داود والنسائي أيضا، ومثله لابن عدي من حديث أبي هريرة، ولأبي يعلى من حديث بريدة، ولأبي الشيخ من حديث ابن عباس "كان مكتوبا على رايته: لا إله إلا الله محمد رسول الله" وسنده واه" (¬1) حديث البراء أخرجه أحمد (4/ 297) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا أبو يعقوب الثقفي ثني يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن راية رسول الله ما كانت؟ قال: كانت سوداء مربعة من نمرة. ومن طريقه أخرجه المزي (32/ 534 - 535) وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 403) وأبو داود (2591) والترمذي (1680) وفي "العلل" (2/ 713) والنسائي في "الكبرى" (8606) وأبو يعلى (1702) والطبراني في "الأوسط" (4730) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 144) والبغوي في "شرح السُّنة" (2663) وفي "الشمائل" (896) والمزي (32/ 534 - 535) من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة، وأبو يعقوب الثقفي اسمه إسحاق بن إبراهيم. وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن زكريا بن أبي زائدة" وقال الذهبي: يونس بن عبيد لا يُدرى من هو، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه هذا حديث حسن" ¬

_ (¬1) 6/ 467 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي -صلي الله عليه وسلم -)

قلت: يونس بن عبيد ترجمه غير واحد ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا يعقوب الثقفي فهو مجهول كما قال ابن القطان الفاسي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. وأبو يعقوب الثقفي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: روى عن الثقات ما لا يتابع عليه وأحاديثه غير محفوظة، وقال الحافظ في "التقريب": فيه ضعف. وحديث ابن عباس أخرجه الترمذي (1681) وابن ماجه (2818) والحاكم (2/ 105) من طرق عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني ثنا يزيد بن حيان قال: سمعت أبا مِجْلَز لاحق بن حميد يحدث عن ابن عباس قال: كانت راية رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس" وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: يزيد ضعيف" قلت: قواه ابن معين فقال: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال البخاري: عنده وهم كثير، وقال أيضا: عنده غلط كثير. ولم ينفرد به بل تابعه أبو زهير حيان بن عُبيد الله بن حيان العدوي ثنا أبو مجلز عن ابن عباس به. أخرجه أبو يعلى (2370) والطبراني في "الكبير" (1161 أو 12909) وابن عدي (2/ 831) وأبو الشيخ (ص 143) والبغوي في "شرح السُّنة" (2664) وفي "الشمائل" (893) عن إبراهيم بن الحجاج السامي وابن عدي (2/ 658) وأبو الشيخ (ص 144) والبغوي في "الشمائل" (894) عن عباس بن طالب والطبراني في "الأوسط" (221) عن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحرّاني (¬1) ¬

_ (¬1) وزاد هو وعباس بن طالب في حديثهما "مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله" وعباس مختلف فيه: قال ابن عدي: صدوق لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: ليس بذاك. واختلف عنه، فرواه أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار عنه فجعله عن ابن عمر. =

ثلاثتهم عن حيان بن عُبيد الله به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به حيان بن عُبيد الله" قلت: حيان قال رَوح بن عبادة: كان رجل صدق، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن عدي: عامة ما يرويه إفرادات ينفرد بها، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وقال الذهبي في "المغني": ليس بحجة، وقال في "الديوان": جائز الحديث. وحديث أبي هريرة أخرجه ابن عدي (2/ 658) وأبو الشيخ (ص 143 و 144) عن أحمد بن موسى بن زنجويه المخرمي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا ابن وهب ثنا محمد بن أبي حميد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. وحديث بُريدة أخرجه أبو يعلى (2370) والطبراني في "الكبير" (1161 أو 12909) وابن عدي (2/ 831) وأبو الشيخ (ص 143) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حيان بن عُبيد الله بن حيان العدوي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ راية رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كانت سوداء ولواؤه أبيض. وحيان مختلف فيه كما تقدم. 1291 - "إنّ ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة" قال الحافظ: وللطبري من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: فذكره، ومن حديث ابن عمر نحوه، وإسنادهما ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (4253) وابن أبي عاصم في "السنة" (92) والطبري في "تفسيره" (25/ 114) والخطيب في "الفقيه" (418) ¬

_ = أخرجه ابن عدي (3/ 1071) وقال: أبو يحيى الوقار يضع الحديث ويوصله" وعبد الغفار بن داود ثقة، لكن الراوي عنه وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بين رشدين مختلف فيه. (¬1) 10/ 194 (كتاب التفسير: سورة الدخان- باب أني لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين)

عن محمد بن عوف الطائي والطبراني في "الكبير" (3440) وفي "مسند الشاميين" (1663) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 106) عن هاشم بن مرثد الطبراني كلاهما عن محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي- قال محمد بن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل قال- ثني ضَمْضَم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري (¬1) به مرفوعا وزاد "ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال". واللفظ للطبري زاد الطبراني في أوله "إنّ الله -عز وجل- أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأنْ لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأنْ لا تجتمعوا على ضلالة، فهؤلاء أجاركم الله منهن". واقتصر أبو داود على هذا ولم يتم الحديث. ولفظ ابن أبي عاصم "إنّ الله تعالى قد أجار لي على أمتي من ثلاث: لا يجوعوا، ولا يجتمعوا على ضلالة، ولا يستباح بيضة المسلمين" قال ابن كثير: وفي صحة هذا الحديث نظر" تخريج أحاديث المختصر له وقال الحافظ: في إسناده انقطاع" التلخيص 3/ 141 وقال في "بذل الماعون" (ص 130): وسنده حسن، فإنّه من رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين، وهي مقبولة" وقال السيوطي: سنده جيد" الدر المنثور 7/ 408 قلت: بل ضعيف لانقطاعه، قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل" المراسيل ص 90 ومحمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو داود: لم يكن بذاك سألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه، وقال الهيثمي: ضعيف (المجمع 1/ 45) وقال الزركشي: ليس بصدوق (المعتبر ص 58) ¬

_ (¬1) سماه ابن أبي عاصم في روايته: كعب بن عاصم.

وخالفه غير واحد فرووه عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عُبيد الله المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله أجاركم من ثلاث ... " منهم: 1 - يحيى بن يحيى النيسابوري. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (421) 2 - علي بن معبد بن شداد العبدي. أخرجه الداني في "الفتن" (367) 3 - إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب. أخرجه الخطيب في "الفقيه" (424) ويحيى بن عُبيد الله متروك. وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عمر قوله ومن حديث أبي هريرة مرفوعا فأما حديث أبي سعيد فيرويه الحسن البصري واختلف عنه: • فرواه خليل- غير منسوب- عنه عن أبي سعيد مرفوعا "يهيج الدخان بالناس فأمّا المؤمن فيأخذه كالزكمة، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه" أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 139) عن أبي زرعة ثنا صفوان ثنا الوليد ثنا خليل به. وخليل لم أعرفه، والحسن لم يسمع من أبي سعيد، قاله ابن المديني (المراسيل ص 40) • ورواه قتادة عن الحسن عن أبي سعيد قوله. أخرجه الطبري "تفسيره" (25/ 113) وهو منقطع أيضا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من الحسن. • ورواه عوف بن أبي جميلة عن الحسن قوله. أخرجه الطبري (25/ 113) وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري (25/ 113) عن واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن فضيل عن الوليد بن جُميع عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن بن البَيْلَماني

عن ابن عمر قال: يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ. إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن البيلماني. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه إسحاق في "مسنده" (448) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله أجاركم من ثلاث: لن تجمعوا كلكم على الضلالة، وأنْ يظهر فيكم الباطل، وأنْ تدعوا بدعوة فتهلكوا جميعاً، ولا بدّ لكم من الدجال، والدخان، والدابة" وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2380) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه به. وقال فيه "وثلاث أنذركم بهنّ: الدخان، والدجال، والدابة" إسناده ضعيف، قال ابن عدي: كلثوم بن محمد يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل وغيره بما لا يتابع عليه. وقال أبو حاتم: لا يصح حديثه. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني. وعطاء الخراساني لم يسمع من أبي هريرة. 1292 - "إنّ ربكم حَيِي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أنْ يردهما صِفْرا" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه وغيرهما من حديث سلمان رفعه: فذكره، وسنده جيد" (¬1) صحيح ورد من حديث سلمان الفارسي ومن حديث أنس ومن حديث جابر ومن حديث ابن عمر فأما حديث سلمان فيرويه أبو عثمان النَّهْدي عنه، واختلف على أبي عثمان في رفعه ووقفه. - فرواه أبو المعلى يحيى بن ميمون الضبي الكوفي وجعفر بن ميمون صاحب الأنماط عن أبي عثمان مرفوعا. ¬

_ (¬1) 13/ 393 (كتاب الدعوات- باب رفع الأيدي في الدعاء)

• فأما حديث أبي المعلى يحيى بن ميمون الضبي الكوفي. فأخرجه المحاملي في "أماليه" (433) عن الفضل بن سهل الأعرج والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 289) والبغوي في "شرح السُّنة" (1385) عن أبي حاتم الرازي قالا: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثني أبو المعلى قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: سمعت سلمان الفارسي رفعه "إنّ الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه أنْ يردهما صِفْرا حتى يضع فيهما خيرا". وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. • وأما حديث جعفر بن ميمون صاحب الأنماط. فأخرجه أحمد (5/ 438) وأبو داود (1488) وابن ماجه (3865) والترمذي (3556) والبزار (2511) وابن حبان (876) والطبراني في "الكبير" (6148) وفي "الدعاء" (203) وابن عدي (2/ 562) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (726) والحاكم (1/ 497) والقضاعي (1111) والبيهقي (2/ 211) وفي "الدعوات" (180) وفي "الأسماء" (ص 112 و 613 - 614) من طرق عن جعفر بن ميمون ثني أبو عثمان النهدي عن سلمان رفعه "إنّ ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أنْ يردهما صِفْرا". وفي لفظ "يستحي من عبده أن يبسط إليه يديه ثم يردهما خائبتين". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: جعفر بن ميمون مختلف فيه: ضعفه أحمد وغيره، ووثقه الحاكم وغيره. - ورواه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن أبي عثمان واختلف عن الجريري: • فرواه شداد أبو طلحة الراسبي عن الجريري عن أبي عثمان عن سلمان رفعه "ما رفع قوم أكفهم إلى الله -عز وجل- يسألونه شيئا إلا كان حقا على الله أنْ يضع في أيديهم الذي سألوا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (6142) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 169 • ورواه علي بن عاصم الواسطي عن أبي عثمان فأوقفه على سلمان.

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 432 - 433) وعلي بن عاصم ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما. • ورواه حماد بن سلمة عن ثابت وحميد والجريري عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال: أجد في التوراة: إنّ الله حيي كريم يستحي أنْ يرد يدين خائبتين سئل بهما خيرا. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 12) والجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قبل أنْ يختلط. - ورواه سليمان التيمي عن أبي عثمان واختلف عن سليمان: • فرواه أبو همام محمد الزِّبْرقان الأهوازي عن سليمان مرفوعا. أخرجه البزار (2510) وابن حبان (880) والطبراني في "الكبير" (6130) وفي "الدعاء" (202) وابن شاهين في "الترغيب" (144) والحاكم (1/ 535) والقضاعي (1110) والبيهقي في "الدعوات" (181) من طرق عن أبي همام محمد بن الزبرقان الأهوازي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعا "إنّ الله ليستحي من العبد أنْ يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: محمد بن الزبرقان صدوق (¬1)، ورواه غيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله. أخرجه أحمد (5/ 438) والحاكم (1/ 497) والبيهقي في "الأسماء" (ص 613) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن أبي شيبة (10/ 340 و 13/ 339) عن معاذ بن معاذ العنبري كلاهما عن سليمان التيمي به. ¬

_ (¬1) وتابعه المسيب بن شريك عن سليمان التيمي به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1261) والمسيب بن شريك متروك الحديث.

وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين" - ورواه يزيد بن أبي صالح أبو حبيب البصري عن أبي عثمان عن سلمان موقوفا. أخرجه وكيع في "الزهد" (504) وعنه هناد في "الزهد" (1361) وتابعه أبو حبيب السلمي عن أبي عثمان عن سلمان موقوفا. أخرجه البرجلاني في "الكرم" (32) ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (18) والمرفوع أصح. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه عامر بن يَساف اليمامي عن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ثني أنس رفعه "إنّ الله رحيم كريم يستحي من عبده أنْ يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرا". أخرجه الحاكم (1/ 497 - 498) من طريق ابن أبي الدنيا ثنا بشر بن الوليد القاضي ثنا عامر بن يساف به. وقال: إسناده صحيح" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عامر ذو مناكير" وقال المنذري: رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. وفي ذلك نظر" الترغيب 2/ 481 قلت: عامر مختلف فيه: قواه أبو داود وغيره، وضعفه ابن عدي. وبشر بن الوليد لم أعرفه إلا أنْ يكون الكندي المترجم في "اللسان" وغيره. وحفص بن عمر وثقه الدارقطني وغيره. الثاني: يرويه أبان بن أبي عياش عن أنس رفعه "إنّ الله حيي كريم، يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أنْ يردهما صِفْرا حتى يجعل فيها خيرا" أخرجه عبد الرزاق (3250 و 19648) ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" (1386) عن مَعْمَر بن راشد وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 131) وابن بشران (494) عن فضيل بن عياض

كلاهما عن أبان بن أبي عياش به. وأبان متروك الحديث، قاله أحمد وابن معين والفلاس وأبو حاتم والنسائي. الثالث: يرويه هشام بن سعد المدني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: سمعت أنس بن مالك رفعه "إنّ الله جواد كريم يستحي من العبد المسلم إذا دعاه أن يرد يديه صفرا ليس فيهما شيء ... " أخرجه الطبراني في "الدعاء" (204 و 205) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 263) عن المِقدام بن داود الرُّعيني ثنا حبيب كاتب مالك ثنا هشام بن سعد به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث ربيعة لم نكتبه عاليا إلا من حديث حبيب عن هشام" قلت: وحبيب كاتب مالك قال أبو زرعة وغيره: يضع الحديث. الرابع: يرويه صالح المُرِّي عن ثابت البُنَاني ويزيد الرقاشي وميمون بن سِيَاه عن أنس رفعه "إنّ ربكم حيي كريم يستحي أنّ يمدّ أحدكم يده إليه فيردهما خائبتين". أخرجه أبو يعلى (4108) عن إبراهيم بن الحجاج النيلي ثنا صالح به (¬1). وأخرجه ابن عدي (4/ 1379) عن أبي يعلى به. وأخرجه السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي" (38) من طريق عُبيد الله بن الحسن بن جعفر بن أحمد الموصلي ثنا أبو يعلى به. وإسناده ضعيف لضعف صالح المري. وتابعه أبو صخر حميد بن زياد سمع يزيد الرقاشي يقول: سمعت أنس بن مالك به. أخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه" (34) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (158) ويزيد ضعيف. الخامس: يرويه خالد بن يزيد الجمحي المصري عن سعيد بن أبي هلال عن أنس ¬

_ (¬1) ورواه سعيد بن أبي الربيع السمار عن صالح المري عن ثابت البناني وجعفر بن زيد وميمون بن سياه ويزيد الرقاشي عن أنس به. أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 226)

رفعه "إنّ الله -عز وجل- جواد كريم يستحي من العبد المسلم أنْ يمدّ يديه إليه ثم يقبضهما من قبل أنّ يجعل فيهما ما سأله" أخرجه ابن بشران (154) من طريق قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد به. وابن لهيعة ضعيف. وأما حديث جابر فأخرجه أبو يعلى (¬1) (1867) وعنه ابن عدي (7/ 2613) عن عُبيد الله بن معاذ بن معاذ قال: ذكر أبي- ولم أسمعه منه- عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر رفعه "إنّ الله تعالى حيي كريم يستحي من عبده أنْ يرفع يديه فيردهما صفرا ليس فيهما شئ". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4588) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا عُبيد الله بن معاذ ثني أبي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا ابنه يوسف، تفرد به معاذ بن معاذ، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح" المجمع 10/ 149 قلت: يوسف بن محمد بن المنكدر قال أبو داود وغيره: ضعيف، وذكره النسائي وغيره في "الضعفاء". وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 595) من طريق الجارود بن يزيد النيسابوري ثنا عمر بن ذر عن مجاهد عن ابن عمر رفعه "إنّ الله حيي كريم إذا رفع أحدكم يديه فلا يردها صفرا ... " وإسناده ضعيف لضعف الجارود بن يزيد. 1293 - "إنّ ربنا سميع بصير" وأشار إلى عينه. قال الحافظ: حديث عقبة بن عامر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على المنبر: فذكره، وسنده حسن. وأشار إلى أنّ البيهقي قد ذكره في "الأسماء والصفات" (¬2) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي الحلبية" (4) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، والمتن حسن" (¬2) 17/ 413 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النَّساء: 134])

أخرجه الروياني (178) عن ابن وهب وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1227) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 97) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري والطبراني في "الكبير" (17/ 282) عن عثمان بن صالح السهمي وعن سعيد بن أبي مريم وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2313 و 5526 و 6076) عن يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري كلهم عن عبد الله بن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "ربنا سميع بصير" وأشار إلى عينيه. وفي لفظ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية في خاتمة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه يقول "بكل شيء بصير". قال الهيثمي: قلت: هكذا وقع فإنْ كانت قراءة شاذة وإلا فالتلاوة بكل شيء عليم. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو سيء الحفظ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 84 وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 6/ 233 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة. وللحديث شاهد عن أبي هريرة أنّه قرأ هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النِّساء: 58] إلى قوله تعالى {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النِّساء: 134] قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، قال أبو هريرة: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقرؤها ويضع أصبعيه. أخرجه أبو داود (4728) وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 47) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 97 و 98) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5524) وابن حبان (625) والطبراني في "الأوسط" (9330) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 87) وابن منده في "التوحيد" (401 و 419) والحاكم (1/ 24) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 516) واللالكائي في "السنة" (688) والبيهقي في "الأسماء" (ص 233 - 234) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (20) من طرق عن أبي عبد الرحمن

عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حَرملة بن عمران التُّجِيبي ثنا أبو يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي يونس إلا حرملة بن عمران" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بحرملة بن عمران وأبي يونس، والباقون متفق عليهم" وقال اللالكائي: وهو إسناد صحيح على شرط مسلم يلزمه إخراجه" وقال الحافظ: سنده قوي على شرط مسلم" الفتح 17/ 143 قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يخرج رواية أبي عبد الرحمن المقرئ عن حرملة بن عمران ولا رواية حرملة بن عمران عن سليم بن جُبير. 1294 - "إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بُردة فَتَبَختَرَ فيها فنظر الله إليه فَمَقَتَهُ فأمر الأرض فأخذته" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وأصله في أبي داود من حديث أبي جُرَي" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (6384) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا سهل بن بكار بن بشر البصري ثنا أبو الخليل عبد السلام ثنا عُبيدة الهُجَيْمي عن أبي تميمة قال: قال أبو جري جابر: ركبن قَعُودا لي فأتيت مكة في طلبة فإذا هو جالس - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك" قلت: إنا معشر أهل البادية قوم منا الجفاء فعلمني كلاما ينفعني الله به، قال "اتق الله ولا تحقرنّ من المعروف أو الخير شيئاً، واياك وإسبال الإزار فإنّه من المخيلة، وإنّ الله -عز وجل- لا يحب المختال" فقال رجل: يا رسول الله، ذكرت إسبال الإزار وقد يكون بساق الرجل القرح أو الشيء يستحي منه، فقال "لا بأس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بردة فتبختر فيها فنظر الله - عز وجل - إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته، فهو يتجلجل بين الأرض فاحذروا مقت الله - عز وجل-". وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1532) عن الطبراني وفاروق بن عبد الكبير الخطابي وحبيب بن الحسن بن داود القزاز قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي به. ورواه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (75) عن سهل بن بكار فلم يذكر أبا تميمة، واقتصر على طرفه الأخير في الذي لبس بردته. ¬

_ (¬1) 12/ 371 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

رواه موسى بن إسماعيل البصري عن عبد السلام بن غالب- قال موسى: وخالفنا بعضهم فقال: عبد السلام (¬1) بن عجلان- سمع عبيدة سمع جابرا أبا جري الهجيمي قال: فذكره مختصرا ولم يذكر طرفه الأخير وأسقط أبا تميمة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 205 - 206) وعبد السلام قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف. وقد تفرد بقوله "إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بردة .. الحديث. ورواه يونس بن عبيد عن عبيدة الهجيمي فلم يذكر هذه الزيادة. أخرجه أحمد (5/ 63 - 64) وأبو داود (4075) والطبراني في "الكبير" (6385) من طريق حماد بن سلمة عن يونس عن عبيدة عن أبي تميمة عن أبي جري. ورواه غير حماد عن يونس عن عبيدة عن أبي جري، ليس فيه أبا تميمة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 206) والنسائي في "الكبرى" (9691) عن عبد العزيز بن عبد الصمد البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1182) عن هُشيم كلاهما عن يونس به (¬2). وعبيدة الهجيمي قال الحافظ في "التقريب": مجهول. وقد تفرد بهذه الزيادة عن أبي تميمة الهجيمي. وقد رواه جماعة عن أبي تميمة عن أبي جري فلم يذكروا هذه الزيادة، وقالوا فيه "عليك السلام يا رسول الله" ¬

_ (¬1) ورواه سليمان بن داود الشاذكوني عن صفوان بن عيسى ثنا عبد السلام بن عجلان عن عبيدة الهجيمي عن أبي جري مرفوعا: فذكر قصة المتبختر. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2355) (¬2) سيأتي الكلام على رواية عبيدة الهجيمي والاختلاف عنه في حرف اللام ألف مطولا فانظر حديث "لا تقل عليك، فإنّ عليك السلام تحية الموتى"

ورواه جماعة أيضا عن أبي جري غير أبي تميمة فلم يذكروا هذه الزيادة منهم: عقيل بن طلحة وقرة بن موسى (¬1). 1295 - حديث أبي جُرَي الهُجَيْمي رفعه "إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بُردتين يتبختر فيهما فنظر الله إليه فمقته" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر الحديث الذي قبله. 1296 - "أَنَّ ناقة النبي -صلي الله عليه وسلم - ضَلَّت فقال زيد بن اللصيت: يزعم محمد أنّه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ رجلا يقول كذا وكذا، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها وهي في شِعْب كذا قد حبستها شجرة" فذهبوا فجاءوه بها. قال الحافظ: وقع في "المغازي" لابن إسحاق: فذكره" (¬3) حسن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 523) قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من بني عبد الأشهل قالوا: فقال زيد بن اللصيت وهو في رحِل عُمارة، وعمارة عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أليس محمد يزعم أنّه نبي، ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وعمارة عنده "إنّ رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنّه نبي، ويزعم أنّه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله ما أعلم إلا ما علّمني الله وقد دلّني الله عليها، وهي في هذا الوادي، في شعب كذا وكذا، قد حبستها شجرة بِزِمَامِهَا، فانطلقوا حتى تأتوني بها" فذهبوا، فجاءوا بها وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وعاصم ثقة، ومحمود بن لبيد قال الحافظ في "التقريب": صحابي صغير. والحديث أخرجه الطبري في "التاريخ" (3/ 105 - 106) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 231 - 232) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به إلا أنّه لم يذكر محمود بن لبيد في إسناده. ¬

_ (¬1) انظر حديث "لا تقل عليك، فإنّ عليك السلام تحية الموتى" وحديث "وارفع إزارك إلى نصف الساق" (¬2) 17/ 143 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النِّساء: 134]) (¬3) 17/ 133 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)} [الجنّ: 26])

1297 - عن عمر قال: إنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أذن لنا في المتعة ثلاثا ثم حرّمها" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من طريق أبي بكر بن حفص عن ابن عمر قال: لما وُلي عمر خطب فقال: فذكره، وأخرج ابن المنذر والبيهقي من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: صعد عمر المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال رجال ينكحون هذه المتعة بعد نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها؟ " (¬1) حسن حديث أبي بكر بن حفص أخرجه ابن ماجه (1963) والبزار (183) وتمام (8) ونصر المقدسي في "نكاح المتعة" (63) من طرق عن محمد بن يوسف الفِرْيَابي ثنا أبان بن أبي حازم ثني أبي بكر بن حفص عنِ ابن عمر قال: لما وُلي عمر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أحَلَّ المتعة ثلاثا، ثم حرَّمها علينا، وأنا أقسم بالله قسما برّاً لا أجد أحدا من المسلمين أحصن متمتعا إلا رجمته إلا أنْ يأتيني بأربعة شهداء أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحلّها بعد أنْ حرّمها، ولا أجد رجلا من المسلمين متمتعا إلا جلدته إلا أنْ يأتيني بأربعة شهداء أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أحلّها بعد ما حرّمها. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له إسنادا عن عمر أحسن من هذا الإسناد" قلت: وهو إسناد حسن، أبان بن عبد الله بن أبي حازم صدوق، ومحمد بن يوسف وأبو بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد ثقتان، وقد سمع عبد الله بن حفص من ابن عمر كما قال البخاري في "لكبير" (3/ 1/76) وأما حديث سالم بن عبد الله بن عمر فأخرجه البزار (135) والبيهقي (7/ 206) عن أبي خالد عبد العزيز بن أبان الأموي وابن شاهين في "الناسخ" (432) عن أبي مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني كلاهما عن منصور بن دينار ثنا عمر بن محمد عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: صعد عمر المنبر فخطب الناس فقال: ما بال رجال ينكحون المتعة بعد نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها، والله لا أجد أحدا ينكح به إلا قذفته بالحجارة. وإسناده ضعيف، أبو خالد الأموي قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث، ¬

_ (¬1) 11/ 76 - 77 (كتاب النكاح- باب نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة آخرا)

وأبو مروان الغساني قال أبو داود: ضعيف، ومنصور بن دينار مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، وقواه أبو حاتم وغيره. 1298 - عن علي قال: إنَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعث أبا بكر يقيم للناس الحج، وبعثني بعده بأربعين آية من براءة حتى أتى عرفة فخطب، ثم التفت إليّ، فقال: يا علي، قم فأدّ رسالة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقمت فقرأت أربعين آية من أول براءة ثم صدرنا حتى رميت الجمرة فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرأها عليهم لأنّ الجميع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة" قال الحافظ: وروى الطبري من طريق أبي الصَّهْباء قال: سألت عليا عن يوم الحج الأكبر فقال: فذكره" (¬1) أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 67 - 68) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال: أنا حيوة بن شريح أنا أبو صخر أنّه سمع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالب عن يوم الحج الأكبر فقال: إنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعث أبا بكر يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة، فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إليّ، فقال: قم يا علي وأدّ رسالة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من براءة، ثم صدرنا حتى أتينا مني، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط، أقرأها عليهم، فمن ثم اخال حسبتم أنّه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة" أبو معاوية البجلي قال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وأبو صخر واسمه حميد بن زياد الخراط مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين. وأبو الصهباء البكري اسمه صهيب وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما، وقال النسائي: ضعيف. ووهب الله قال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يخطئ، وقال ابن يونس: لم يكن النسائي يرضاه. ومحمد بن عبد الله وحيوة ثقتان. ¬

_ (¬1) 9/ 389 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله: وأذان من الله ورسوله)

1299 - "إنّ روح القدس نَفَثَ في رُوْعِي" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا في "القناعة" وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). روي من حديث أبي أمامة ومن حديث حذيفة ومن حديث المطلب بن حَنْطَب ومن حديث ابن مسعود ومن حديث جابر ومن حديث سعد فأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7694) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 26 - 27) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 435) من طرق عن عُفَيْر بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رفعه "إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ نفسا لن تموت (¬3) حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فأجملوا في الطلب ولا يحملنّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية، فإنّ الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته" واللفظ لأبي نعيم. قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف" المجمع 4/ 72 قلت: قال ابن معين: عفير بن معدان لا شيء، وقال دحيم: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بالمناكير ما لا أصل له لا يشتغل بروايته. وقال أبو زرعة: منكر الحديث جدا، وحديثه ضعيف جدا. وأما حديث حذيفة فأخرجه البزار (2914) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري وعبد الله بن أبي ثمامة الأنصاري ومحمد بن عمر بن هَيَّاج قالوا: أنا قدامة بن زائدة بن قدامة ثني أبي عن عاصم عن زِر عن حذيفة قال: قام النبي -صلي الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال "هلموا إليّ" فأقبلوا إليه فجلسوا، فقال "هذا رسول رب العالمين جبريل - صلى الله عليه وسلم - نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإنّ أبطأ عليها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته" وقال: لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) 1/ 22 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 1/ 232 (كتاب العلم- باب ما يستحب للعالم إذا سئل) (¬3) وفي لفظ "لن تخرج من الدنيا".

وقال المنذري: ورواته ثقات إلا قدامة بن زائدة بن قدامة فإنه لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل" الترغيب 2/ 535 وقال الهيثمي: وفيه قدامة بن زائدة بن قدامة ولم أجد من ترجمه" المجمع 4/ 71 وأما حديث المطلب بن حنطب فأخرجه البيهقي (7/ 76) وفي "الشعب" (1141) وفي "بيان خطأ من أخطاء على الشافعي" (ص 105) وفي "الأسماء" (ص 258) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 365) والبغوي في "شرح السُّنة" (4110) عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب رفعه "ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئاً مما نهاكم الله عنه إلا وقد نهيتكم عنه، وإنّ الروح الأمين قد ألقى (¬1) في روعي أنّه لن تموت نفس حتى تستوعب (¬2) كل الذي كتب الله لها، فمن أبطأ عنه من ذلك بشيء، فَليُجْمِل في الطلب، فإنكم لن تدركوا ما عند الله إلا بمثل طاعته" اللفظ للبغوي. وعمرو بن أبي عمرو مختلف فيه، والمطلب تابعي فالحديث مرسل. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه زُبيد بن الحارث اليامي واختلف عنه: - فرواه إسماعيل بن أبي خالد عن زُبيد واختلف عن إسماعيل: • قال أبو عبيد في "الغريب" (1/ 298): ثنا هُشيم أنا إسماعيل بن أبي خالد عن زُبيد اليامي عمن أخبره عن ابن مسعود رفعه "إنّ روح القدس نفث في رُوعي أنّ نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب". ومن طريق أبي عبيد أخرجه القضاعي (1151) والبغوي في "شرح السُّنة" (4112) وفيه الذي لم يسم. ¬

_ (¬1) في "شعب الإيمان": نفث. (¬2) في "شعب الإيمان": حتى تستوفي رزقها فأجملوا في الطلب.

• ورواه غير أبي عبيد فسماه. قال الدارقطني في "العلل" (5/ 273 - 274): ثنا أبو بكر الشافعي ثنا الحسن (¬1) بن علويه القطان ثنا أبو عمر هبيرة التمار ثنا هشيم أنبا إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد اليامي عن مرّة عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ "ليس شيء يقربكم إلى الله - عز وجل- إلا وقد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه، وإنّ الروح القدس نفث في رُوعي أنّ نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أنْ تطلبوه بمعاصي الله، فإنّ الله تعالى لا يدرك ما عنده إلا بطاعته". قال الدارقطني: وغير هشيم يرويه عن إسماعيل عن زبيد مرسلا عن ابن مسعود. وهذا أصح" قلت: وهو كما قال، فقد رواه جماعة عن إسماعيل بن أبي خالد فلم يذكروا مرة، منهم: 1 - أبو حمزة محمد بن ميمون المروزي السكري. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4111) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان المروزي عن أبي حمزة عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجلين أحدهما زبيد اليامي عن ابن مسعود. والرجل الآخر هو عبد الملك بن عمير كما سيأتي. 2 - عيسى بن يونس. أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 951) عن عيسى بن يونس ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد بن الحارث اليامي عن ابن مسعود به. قال البوصيري: سنده ضعيف فيه انقطاع" مختصر الإتحاف 3/ 401 3 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه ابن مردويه في "أماليه" (24) والبيهقي في "الشعب" (9891) من طرق عن يعلي بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير وزبيد عن ابن مسعود. 4 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4113) ¬

_ (¬1) وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1827) من طريق أحمد بن جعفر بن سلم الختلي ثنا الحسن بن علويه به.

وزبيد بن الحارث ثقة إلا أنّه لم يلق ابن مسعود. وعبد الملك بن عمير ثقة كذلك إلا أنّه لم يسمع هذا الحديث من ابن مسعود. قال ابن أبي شيبة (13/ 227): ثنا محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير قال: أُخبرت أنْ ابن مسعود قال. • ورواه ليث بن أبي سليم عن زبيد عن مرّة عن ابن مسعود. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1098) والعسكري في "التصحيفات" (1/ 209) وليث ضعيف. الثاني: يرويه الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن أبي أمية الثقفي عن يونس بن بكير عن ابن مسعود. أخرجه الحاكم (2/ 4) والبيهقي في "القضاء والقدر" (235) وسكت عليه الحاكم والذهبي. وسعيد بن أبي أمية ويونس بن بكير لم أر من ترجمهما. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن أبي هلال عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "لا تستبطئوا الرزق، فإنّه لم يكن عبد يموت حتى يبلغه آخر رزق هو له فاتقوا الله وأجملوا في الطلب من الحلال وترك الحرام". أخرجه ابن حبان (3239 و 3241) وأبو الشيخ في "الطبقات" (801) والحاكم (2/ 4) والبيهقي (5/ 264) وفي "الشعب" (1142 و 10023) وابن الحطاب في "مشيخته" (43) من طرق عن عبد الله بن وهب ثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو صحيح كما قال إلا أنّ البخاري لم يخرج رواية سعيد بن أبي هلال عن ابن المنكدر. ولم ينفرد سعيد به بل تابعه شعبة عن ابن المنكدر عن جابر به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 156 - 157 و 7/ 158) من طريق إسحاق بن بنان الأنماطي ثنا حُبَيْش بن مُبشر الفقيه ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة به.

وقال: غريب من حديث شعبة، تفرد به حبيش عن وهب" قلت: وكلهم ثقات. الثاني: يرويه ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رفعه "أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإنّ نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإنْ أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حرم". أخرجه ابن ماجه (2144) وابن أبي عاصم في "السنة" (429) وحنبل بن إسحاق في "جزئه" (46) وابن الجارود (556) والطبراني في "الأوسط" (3133) والحاكم (2/ 4 و 4/ 325 - 326) وابن بشران (285 و 1603) وأبو طالب العشاري في "حديث أبي القاسم البغوي" (4) والقضاعي (1152) والبيهقي (5/ 265) وفي "القضاء والقدر" (234) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 434 - 435) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (33) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 278 - 279) وفي "تذكرة الحفاظ" (3/ 1083) من طرق عن ابن جريج به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ابن جريج، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، الوليد بن مسلم وابن جريج وأبو الزبير كل منهم كان يدلس وقد رواه بالعنعنة" مصباح الزجاجة 3/ 8 قلت: لم ينفرد الوليد بن مسلم به، فانحصرت العلة في عنعنة ابن جريج وأبي الزبير. وأما حديث سعد فأخرجه ابن بشران (1411) عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان ثنا عبد الله بن زَيدان ثنا محمد بن العلاء ثنا سفيان بن عقبة ثنا حمزة الزيات عن الأعمش عن عمران عن الحسن- قال: أظنه عن سعد- رفعه "إني لا أعلم شيئاً يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا قد أخبرتكم به، ولا أعلم شيئاً يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا نهيتكم عنه، ألا وإنّ الروح الأمين نفث في روعي أنها لن تموت نفس حتى تستكمل أقصى رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله - عز وجل - وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله - عز وجل - فإنّ الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته"

وإسناده ضعيف لأنّ الأعمش والحسن البصري مدلسان وقد عنعنا، وعمران بن داود القطان مختلف فيه، وأبو الحسن بن أحمد لم أر من ترجمه، وسفيان بن عقبة صدوق، والباقون ثقات. 1300 - "إنّ رؤيا الأنبياء وحي" قال الحافظ: في الحديث الصحيح: فذكره" (¬1) هو في "صحيح البخاري" (فتح 1/ 250 و 2/ 490) من قول عبيد بن عمير التابعي المشهور. وقد روي مرفوعا أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 15) عن علي بن الحسين بن الجنيد ثنا أبو عبد الملك الكرندي ثنا سفيان بن عُيينة عن إسرائيل بن يونس عن سِماك عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "رؤيا الأنبياء في المنام وحي" قال ابن كثير: ليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه" قلت: واختلف فيه على سماك، فرواه سفيان الثوري عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله. ولم يذكر "في المنام" أخرجه الحاكم (2/ 431) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الزاهد الحِيري ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني- صنعاء اليمن- ثنا محمد بن جعشم الصنعاني ثنا سفيان الثوري به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: الحيري والصنعانيان لم أر من ترجمهم. وللحديث شاهد عن معاذ بن جبل قوله، وسيأتي الكلام عليه في حرب الباء، فانظر حديث "بينا أنا في الجنة إذ رأيت فيها جارية ... " 1301 - "إنّ رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه في المنام" قال الحافظ: وذكر ابن القيم حديثا مرفوعا غير معزو: فذكره، ووجد الحديث المذكور في "نوادر الأصول" للترمذي من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه في الأصل ¬

_ (¬1) 17/ 262 (كتاب التوحيد- باب قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} النِّساء: 164])

الثامن والسبعين، وهو من روايته عن شيخه عمر بن أبي عمر وهو واه، وفي سنده جنيد بن ميمون عن حمزة بن الزبير عن عبادة" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الهاء فانظر حديث "هي الرؤيا الصالحة" 1302 - "إنّ سليمان لما بني بيت المقدس سأل الله تعالى خلالاً ثلاثا" قال الحافظ: رواه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا بإسناد صحيح" (¬2) يرويه عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو بن العاص واختلف عن عبد الله بن فيروز: - فرواه ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبد الله بن فيروز واختلف عنه: • فقال معاوية بن صالح الحمصي: عن ربيعة بن يزيد قال: سمعت ابن الديلمي يقول: بلغني حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فركبت إليه إلى الطائف أسأله عنه، فذكر الحديث وقال فيه: قال ابن عمرو: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ سليمان بن داود سأل الله ثلاثا: سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه، وسأله حكماً يصادف حكمه فأعطاه إياه، وسأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أنْ يغفر له" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 219 - 292) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثنا معاوية بن صالح به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الرحلة" (47) وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1937) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح به. وعبد الله بن صالح مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه معن بن عيسى القزاز ثنا معاوية بن صالح به. أخرجه الفريابي في "القدر" (70) والخطيب في "الرحلة" (47) ولم ينفرد معاوية بن صالح به بل تابعه الأوزاعي قال: حدثني ربيعة بن يزيد قال: حدثني عبد الله بن الديلمي قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص في حائط بالطائف ¬

_ (¬1) 16/ 5 (كتاب التعبير- باب أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة) (¬2) 7/ 218 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النِّساء: 125])

يقال له الوهط يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ سليمان بن داود - عليه السلام - سأل الله ثلاثا فأعطاه اثنتين وأنا أرجو أنْ يكون أعطاه الثالثة: سأله حكماً يصادت حكمه فأعطاه إياه، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد -يعني بيت المقدس- يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ونحن نرجو أنْ يكون الله قد أعطاه ذلك" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3580) والحاكم (2/ 434) عن بشر بن بكر التِّنِّيسي وابن حبان (1633 و6420) والطبراني في "الأوسط" (8984) عن الوليد بن مسلم وأحمد (2/ 176) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري (¬1) قالوا: ثنا الأوزاعي به. وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 293) والحاكم (1/ 30 - 31) والبيهقي في "الشعب" (3877) عن الوليد بن مزيد البيروتي والحاكم (1/ 30 - 31) عن محمد بن كثير المِصيصي قالا: ثنا الأوزاعي (¬2) قال: حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السَّيْباني قالا: ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي قال: دخلت على ابن عمرو ¬

_ (¬1) رواه أحمد عن معاوية بن عمرو الأزدي عن أبي إسحاق الفزاري ثنا الأوزاعي ثني ربيعة بن يزيد عن ابن الديلمي عن ابن عمرو. ورواه بشر بن موسى الأسدي عن معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري ثنا الأوزاعي ثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو قالا ... أخرجه الحاكم (1/ 30 - 31) (¬2) ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه أيوب بن سويد الرملي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو. أخرجه ابن ماجه له (1408) وابن خزيمة (1334) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن فيروز ص 408) قال البوصيري: هذا إسناده ضعيف، أيوب بن سويد متفق على تضعيفه" المصباح 2/ 14

قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة" وقال الذهبي: قلت: عبد الله هو ابن فيروز ثقة" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا لربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو وعبد الله بن فيروز في الصحيح شيئا. - وقال سعيد بن عبد العزيز الدمشقي: عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخَولاني عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو. أخرجه النسائي (2/ 28) وفي "الكبرى" (772) عن عمرو بن منصور النسائي والطحاوي في "المشكل" (3581) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي قالا: ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز به. والأول عندي أصح. ويحتمل أيضا ما ذكره الشيخ أحمد شاكر في "المسند" (10/ 170) قال: لعل ربيعة بن يزيد سمعه من أبي إدريس عن ابن الديلمي، ثم سمعه بعد من ابن الديلمي، فحدث بهذا مرة وبذاك مرّة، ومثل هذا كثير معتمد عند أهل العلم بالحديث" - ورواه عروة بن رُوَيْم عن عبد الله بن فيروز عن عبد الله بن عمرو واختلف عنه: • فرواه محمد بن مهاجر الأنصاري عن عروة بن رويم موقوفا على ابن عمرو. أخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 292 - 293) عن عبد الله بن يوسف التنيسي ثنا محمد بن مهاجر به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الرحلة" (48) • ورواه محمد بن شعيب بن شابور عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي عن ابن عمرو مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6811) وفي "مسند الشاميين" (534) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (15) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن شعيب به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عروة بن رويم إلا محمد بن شعيب"

1303 - "إنّ صاحب أَيْلَة جاء إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وصالحه" قال الحافظ: والمراد بأيلة في الخبر هي المدينة الموصوفة آنفا وقد ثبت ذكرها في صحيح مسلم (1392) في قصة غزوة تبوك وفيه: فذكره" (¬1) 1304 - "إنّ صاحبي الصور بأيديهما قَرْنان يلاحظان النظر متى يؤمران" قال الحافظ: ولابن ماجه والبزار من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه ابن ماجه (4273) من طريق عباد بن العوام الواسطي عن حجاج عن عطية عن أبي سعيد به مرفوعا. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة وعطية العَوْفي" مصباح الزجاجة 4/ 253 وقال الألباني: ضعيف، وهو بهذا اللفظ منكر، والمحفوظ "صاحب القرن" على الإفراد" ضعيف الجامع 2/ 159 قلت: وهو كما قالا، وحجاج وعطية ضعيفان ومدلسان وقد روياه بالعنعنة. 1305 - "إنّ صوم عاشوراء يكفر سنة، وإنّ صيام يوم عرفة يكفر سنتين" قال الحافظ: وقد روى مسلم (1162) من حديث أبي قتادة مرفوعا: فذكره" (¬3) 1306 - "إنّ صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح وقراءة القرآن" قال الحافظ: الحديث الذي عند مسلم: فذكره" (¬4) أخرجه مسلم (537) عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ ما شأنكم تنظرون إليّ. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما ¬

_ (¬1) 14/ 267 (كتاب الرقاق- باب في الحوض) (¬2) 14/ 156 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور) (¬3) 5/ 152 (كتاب الصوم- باب صوم يوم عاشوراء) (¬4) 14/ 375 (كتاب الإيمان والنذور- باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم)

قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كَهَرَني ولا ضربني ولا شتمني، قال "إنّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن". 1307 - "إنّ صيام عرفة يكفر سنتين، وصيام عاشوراء يكفر سنة" قال الحافظ: ولمسلم (1162) من حديث أبي قتادة: فذكره" (¬1) 1308 - "إن طَرْف صاحب الصور منذ وُكِّلَ به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أنّ يؤمر قبل أنْ يرتد إليه طرفه كأنّ عينيه كوكبان دريان" قال الحافظ: وللحاكم بسند حسن عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) يرويه عُبيد الله بن عبد الله الأصم عن عمه يزيد بن الأصم واختلف عن عبيد الله: - فرواه مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله واختلف عن مروان • فقال غير واحد: ثنا مروان بن معاوية عن عبيد الله بن عبد الله عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (46 و 52) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 99) وابن قدامة في "العلو" (53) والذهبي في "العلو" (ص 44) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان مُشْكُدانة والحاكم (4/ 558 - 559) عن محمد بن هشام بن ملاس النمري وأبو الشيخ في "العظمة" (391) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني قالوا: ثنا مروان بن معاوية به. قال أبو نعيم: غريب من حديث يزيد بن الأصم، تفرد به عنه ابن أخيه عبيد الله بن عبد الله" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 5/ 12 (كتاب الصوم- باب الصوم كفارة) (¬2) 14/ 155 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

وقال الذهبي: قلت: على شرط مسلم" • وقيل: عن مروان بن معاوية عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قوله. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (392) عن عبد الجبار بن العلاء العطار واللالكائي في "السنة" (2185) عن داود بن رشيد الهاشمي كلاهما عن مروان بن معاوية به. - ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قوله. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (51) وللحديث شاهد عن أنس رفعه "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القَرْن وحَنَا ظهره ينظر تجاه العرش كأنّ عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر من قبل ذلك" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 153) في ترجمة أحمد بن منصور بن حبيب أبي بكر المروزي الخصيب ثنا عفان ثنا همام عن قتادة عن أنس به. وأحمد بن منصور ذكر الخطيب أنّه روى عنه الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري وإسماعيل الخطبي، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مستور، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس. 1309 - "إنّ عثمان رفيقي في الجنة" قال الحافظ: وللحاكم في "المستدرك" من طريق أسلم عن عثمان حين حُصِرَ قال لطلحة: أتذكر إذ قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: فذكره؟ قال: نعم" (¬1). ضعيف روي من حديث عثمان بن عفان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث طلحة بن عبيد الله ¬

_ (¬1) 6/ 337 (كتاب الوصايا- باب إذا وقف أرضا أو بئرا)

فأما حديث عثمان فله عنه طريقان: الأول: يرويه زيد بن أسلم عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل فقال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك ها هنا! ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني! أنشدك الله يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم. فقال لك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"يا طلحة إنّه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وإنّ عثمان بن عفان هذا" يعنيني "رفيقي معي في الجنة؟ " قال طلحة: اللهم نعم. ثم انصرف. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 74) وفي "زوائد فضائل الصحابة" (783) واللفظ له وابن أبي عاصم في "السنة" (1288) والبزار (374 و 953) والعقيلي (3/ 479) والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة" (855) والحاكم (3/ 97 - 98) وابن عساكر في "تاريخه" (ترجمة عثمان بن عفان ص 345 - 346 و 346) وابن الجوزي في "العلل" (323) من طريق القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري ثني أبو عبادة عيسى بن فروة الزرقي الأنصاري ثني زيد بن أسلم به. قال العقيلي: هذا يُروى بإسناد أصلح من هذا" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قاسم هذا قال البخاري: لا يصح حديثه (¬1)، وقال أبو حاتم: مجهول" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما أبو عبادة فاسمه عيسى بن عبد الرحمن بن فروة قال أبو حاتم: هو ضعيف شبيه بالمتروك، وقال النسائي: هو متروك. وأما القاسم بن الحكم فقال أبو حاتم: مجهول" وقال الهيثمي: وفي إسناده أبو عبادة الزرقي وهو متروك" المجمع 9/ 91 الثاني: يرويه أبو عمرو المديني عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: أشرف عثمان بن عفان ذات يوم على الناس فقال: أفيكم أبو محمد؟ - يقول ذلك ثلاث مرات ¬

_ (¬1) قال العقيلي: وهو هذا الحديث"

يعني طلحة بن عبيد الله- قال طلحة: أنا ذا فما تريد؟ فقال عثمان: يا طلحة أنشدك الله هل سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ لكل نبي رفيقا في الجنة، وإنّ رفيقي فيها عثمان"؟ قال: نعم. قال: فقام طلحة من ذاك المجلس فلم يُرَ فيه. أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" (30) عن أبي جعفر محمد بن علي والخطيب في "الموضح" (2/ 271) عن يعقوب بن سفيان قالا: ثنا محمد بن عمر بن عبد الله الرومي أبو عبد الله ثنا الحسن بن عبد الله الكوفي ثنا أبو عمرو المديني به. وإسناده ضعيف جدا، أبو عمرو المديني هو عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصِي وهو متروك الحديث، وكذبه ابن معين وأبو حاتم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (109) وابن أبي عاصم في "السنة" (1289) وعبد الله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة" (757) عن أبي مروان محمد بن عثمان بن خالد بن الوليد العثماني ثنا أبي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "لكل نبي رفيق في الجنة، رفيقي فيها عثمان بن عفان" وأخرجه ابن عدي (5/ 1822) والخطيب في "الموضح" (2/ 212 - 213) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 98) وابن الجوزي في "العلل" (324) عن عبد الله بن موسى بن الصقر والآجري في "الشريعة" (1480) وابن العسكري في "حديثه" (94) وابن عساكر (ص 97) عن هارون بن يوسف الشطوي والعقيلي (3/ 199) عن روح بن الفرج ومحمد بن علي وأحمد بن محمد قالوا: ثنا أبو مروان به. ورواه أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه عن أبي مروان وأسقط أبا الزناد.

أخرجه ابن عساكر (ص 97) ورواه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن أبي مروان وأسقط منه عبد الرحمن بن أبي الزناد. أخرجه أبو نصر البزاز في "فوائده" (التدوين للرافعي 3/ 231) قال العقيلي: عثمان بن خالد الغالب على حديثه الوهم، ولا يعرف هذا الحديث إلا به" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما عبد الرحمن بن أبي الزناد (¬1) فقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال يحيى والرازي: لا يحتج به. وأما عثمان العثماني فقد نسب إلى الوضع" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف باتفاقهم" مصباح الزجاجة 1/ 18 وأما حديث طلحة فأخرجه الترمذي (3698) وأبو يعلى (665) والخطيب في "المتفق والمفترق" (454) وابن عساكر (ص 96 و 96 - 70) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 589) من طرق عن يحيى بن اليمان العجلي الكوفي عن شيخ من بني زهرة عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن طلحة رفعه "لكل نبي رفيق، ورفيقي -يعني في الجنة- عثمان". قال الترمذي: هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع" قلت: فيه الشيخ الذي لم يسم، والحارث بن عبد الرحمن قال المزي في "التهذيب": روى عن طلحة بن عبيد الله مرسلا. 1310 - "إنّ عرش الرحمن اهتز لموت سعد" سكت عليه الحافظ (¬2). هو في صحيح البخاري (فتح 8/ 123) من حديث جابر بن عبد الله. 1311 - "إنّ عماراً مُليء إيمانا إلى مُشَاشه" قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند صحيح" (¬3) ¬

_ (¬1) قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. (¬2) 1/ 333 (كتاب الوضوء- باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله) (¬3) 8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمار)

ورد من حديث صحابي لم يسم ومن حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث القاسم بن مُخَيْمِرَة مرسلا فأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه النسائي (8/ 97 - 98) وفي "الكبرى" (8273 و 11738) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 439) عن إسحاق بن منصور الكوسج المروزي وعمرو بن علي الفلاس والحاكم (3/ 392 - 393) عن أبي موسى محمد بن المثنى العنزي قالوا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي (¬1) ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شُرحبيل عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - رفعه "ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه" ورواه محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي فسمى الصحابي عبد الله. أخرجه الحاكم (3/ 392) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إنْ كان محمد بن أبي يعقوب حفظ عن عبد الرحمن بن مهدي" قلت: محمد هو ابن إسحاق بن منصور بن أبي يعقوب الكِرماني وثقه ابن حبان وغيره واحتج به البخاري دون مسلم فلعله حفظ ما لم يحفظ غيره، وباقي رواته ثقات إلا أن الأعمش كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أبي عمار، وأبو عمار واسمه عَريب بن حُميد الدُّهْني الكوفي لم يحتج به الشيخان. والحديث اختلف فيه على سفيان، فرواه وكيع عنه عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 22و 12/ 118) وفي "الإيمان" (91) وأحمد في "فضائل الصحابة" (1600) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. وأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 22 و 12/ 121) وفي ¬

_ (¬1) تابعه أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان به. أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الصحابة" (7269) عن الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم به. ورواته ثقات.

"الإيمان" (92) عن عَثَّام بن علي الكوفي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال: كنا جلوسا عند عليّ فدخل عمار فقال: مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ عمارا مُلئ إيمانا إلى مشاشه" وأخرجه ابن ماجه (147) والبزار (740) والسرقسطي في "الغريب" (2/ 628) وأبو يعلى (404) وأبو الشيخ في "الأقران" (78) وابن المقرئ في "المعجم" (11) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 139) من طرق عن عثام بن علي به. واختلف فيه على الأعمش، فرواه نوح بن درَّاج عنه فرفع قوله "مرحبا بالطيب والمطيب" ولم يذكر قوله "إن عمارا" أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (77) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 783 - 784) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (168) والخطيب في "التاريخ" (13/ 315) ونوح بن دراج قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال النسائي: متروك الحديث. وتابعه وكيع عن الأعمش به. أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1447) ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءه عمار فاستأذن فقال "ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب". أخرجه أحمد (1/ 99 - 100 و125 - 126 و 130) وفي "الفضائل" (1599) والبخاري في "الأدب المفرد" (1031) وفي "الكبير" (4/ 2 / 229) والترمذي (3798) وابن ماجه (416) والبزار (741) وأبو يعلى (403) والآجري في "الشريعة" (1972) والدارقطني في "العلل" (4/ 152) والحاكم (3/ 388) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 140 و 7/ 135) والخطيب في "التاريخ" (1/ 151) عن سفيان الثوري والطيالسي (ص 18) وأحمد (1/ 123 و 138) والبزار (739) عن شعبة والدارقطني في "العلل" (4/ 152) عن إسرائيل بن يونس والآجري (1973)

عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي وأبو يعلى (492 و 493) عن شَريك بن عبد الله النخعي الكوفي والطبراني في "الصغير" (238) والخطيب في "التاريخ" (6/ 155) عن الصُبي بن الأشعث السلولي وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (610) عن أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي كلهم عن أبي إسحاق به. قال الدارقطني: والقول قول الثوري ومن تابعه" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: هانئ بن هانئ لم يَرو عنه غير أبي إسحاق ولذلك قال الشافعي: لا يعرف وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله، وقال ابن المديني والذهبي في "الديوان": مجهول، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وقال الذهبي في "المغنى": ليس بالمعروف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. ومع هذا فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، وقال النسائي: ليس به بأس، فالله أعلم. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 139 - 140) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه "إنّ عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه" يعني مشاشه. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد وحكيم بن جبير الأسدي وعنعنة ابن إسحاق، وسلمة بن الفضل هو الأبرش وهو مختلف فيه. وأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 2685) عن محمد بن يزيد أبي هشام الرفاعي ثنا يحيى بن اليمان ثنا سفيان عن سلمة بن كُهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عنها قالت: ما أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمارا فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "ملئ إيمانا إلى مشاشه".

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 295 وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 8/ 93 قلت: أبو هشام الرفاعي ويحيى بن يمان وإنْ أخرج لهما مسلم فهما مختلف فيهما والأكثر على تضعيف أبي هشام ومنهم الحافظ حيث قال في "التقريب": ليس بالقوي. وأما حديث القاسم بن مخيمرة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 120) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا عمر بن أبي زائدة عن وردان المؤذن أنّه سمع القاسم بن مخيمرة رفعه "ملئ عمار إيمانا إلى المشاش وهو ممن حرم على النار". وإسناده ضعيف لانقطاعه وإرساله. قال البخاري وأبو حاتم: وردان المؤذن روى عنه عمر بن أبي زائدة مرسل. والقاسم بن مخيمرة من ثقات التابعين. 1312 - "إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي" سكت عليه الحافظ (¬1). هو في صحيح البخاري من حديث عائشة (فتح 3/ 275) 1313 - "إنّ في أبوال الإبل شفاء للذَرِبة بطونهم" قال الحافظ: روى ابن المنذر عن ابن عباس مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه" (20) ثنا ابن لَهيعة ثنا ابن هُبيرة عن حنش بن عبد الله عن ابن عباس مرفوعا "إنّ في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم". وأخرجه أحمد (1/ 293) عن الأشيب به. وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (4963) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحسن بن موسى به. وأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 557) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 108) والطبراني في "الكبير" (12986) من طرق عن ابن لهيعة به. ¬

_ (¬1) 1/ 466 (كتاب التيمم - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم) (¬2) 1/ 352 (كتاب الوضوء - باب أبوال الإبل)

قال البيهقي: توقف الشافعي في صحة الخبر؛ لأنّ راويه ابن لهيعة، وابن لهيعة لا يحتج به" قلت: وهو كما قال، وباقي رجال الإسناد ثقات، وابن هبيرة هو عبد الله، وحنش هو الصنعاني. تنبيه: قال الألباني في "الضعيفة" (3/ 595): حنش هذا اسمه الحسين بن قيس، وهو متروك كما قال الحافظ في "التقريب". وليس كما قال، بل هو حنش بن عبد الله الصنعاني كما في المصادر السابقة. وللحديث شاهد يرويه ابن جُريج قال: أخبرني رجل من بني زهرة رفعه "في ألبان الإبل وأبوالها دواء لذربكم -يعني المر وأشباهه من الأمراض-". أخرجه عبد الرزاق (17135) عن ابن جريج به. 1314 - حديث أبي مالك الأشعري مرفوعا "إنّ في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن حبان. وللطبراني وصححه الحاكم من حديث ابن عمرو نحوه، وتقدم في صفة الجنة من بدء الخلق الإشارة إلى مثله من حديث علي، وعند البيهقي نحوه من حديث جابر وزاد "من أصناف الجوهر كله" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 1315 - "إنّ في الجنة لغرفا تُرى ظاهرها من بطونها، وبطونها من ظهورها" فقال أعرابي: لمن هي يا رسول الله؟ قال "هي لمن ألان الكلام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام" قال الحافظ: وروى الترمذي أيضا عن علي مرفوعا: فذكره" (¬2) حسن ورد من حديث علي ومن حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر. فأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 625 و 13/ 101) وهناد في "الزهد" (123) والترمذي (1984 و 2527) وابن أبي الدنيا في "التهجد" (391) وعبد الله بن أحمد ¬

_ (¬1) 14/ 216 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار) (¬2) 7/ 138 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)

في "زوائد المسند" (1/ 155 - 156) وفي "زوائد الزهد" (ص 25) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 40) والبزار (702) وأبو يعلى (428 و 438) وابن خزيمة (2136) وابن أبي داود في "البعث" (75) والخرائطي في "المكارم" (1/ 159 و 326) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 303) والبيهقي في "البعث" (ص 176) وفي "الشعب" (3089) والخطيب في "الجامع" (236) وفي "المتفق والمفترق" (928) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (397 و 539 و 1942) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رفعه "إنّ في الجنة لغرفا، يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها" فقال إليه أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال "هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام (¬1)، وصلّى لله بالليل والناس نيام". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه وهو كوفي" قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبي شيبة الواسطي، والنعمان بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: لم يَرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد "الضعفاء" وقال في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التهذيب": والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره. وأما حديث أبي مالك الأشعري فله عنه طريقان: الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير عن ابن مُعَانق أو أبي معانق عن أبي مالك الأشعري رفعه "إنّ في الجنة غرفة يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وتابع الصلاة والصيام، وقام بالليل والناس نيام" أخرجه عبد الرزاق (20883) عن مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير به. وأخرجه أحمد (5/ 343) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن خزيمة (2137) والخرائطي في "المكارم" (1/ 163 و 326) وابن حبان (509) والطبراني في "الكبير" (3466) والبيهقي (4/ 300 - 301) وفي "الشعب" (3609) وفي "الصغرى" (1418) والبغوي في "شرح السُّنة" (927) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2078) وابن عساكر (39/ 152) من طرق عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "وأفشى السلام" مكان "وأدام الصيام".

ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه أبو سلام ممطور الحبشي ثني أبو معانق الأشعري ثني أبو مالك به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (17408) والطبراني (¬1) في "الكبير" (3467) من طريقين عن الوليد بن مسلم ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام ثني أبو سلام به. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات" المجمع 2/ 254 وقال عن الإسناد الأول: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن معانق ووثقه ابن حبان" المجمع 10/ 419 - 420 قلت: قال ابن حبان لما ذكره في "الثقات" (7/ 52): وهو الذي يروي عن أبي مالك الأشعري وما أراه شافهه. ووثقه العجلي، وقال الدارقطني: لا شىء مجهول، وقال ابن خزيمة في "صحيحه" (3/ 306): لست أعرفه. الثاني: يرويه خالد بن يزيد الجمحي المصري عن سعيد بن أبي هلال أنَّه بلغه عن أبي مالك الأشعري قوله. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (303) عن شجاع بن الأشرس ثنا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد به. وإسناده ضعيف لانقطاعه. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 103) والحاكم (1/ 80 و321) والبيهقي في "البعث" (ص 176) وفي "الشعب" (2825) من طريق عبد الله بن وهب أني حُيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو رفعه "إنّ في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها" قال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" وقال في الموضع الأول: صحيح على شرط مسلم" وقال محمد بن عبد الواحد المقدسي: وهو عندي إسناد حسن، وذكر أبي مالك فيه يدل على صحته لأنّ أبا مالك قد رواه وإسناده أيضا حسن" حادي الأرواح ص 143 وقال المنذري: رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما" الترغيب 1/ 424 و 2/ 63 ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه في "مسند الشاميين" (2873) لكنه لم يذكر أبا سلام.

وقال الهيثمي: رواه أحمد (¬1) والطبراني في "الكبير" وإسناده حسن" المجمع 2/ 254 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 10/ 146 قلت: حيي هو ابن عبد الله بن شريح المَعَافري الحبلي أبو عبد الله المصري ولم يحتج به الشيخان، وهو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 161 و 327) عن علي بن حرب الطائي الموصلي ثنا حفص بن عمر بن حكيم ثنا عمرو بن قيس المُلائي عن عطاء عن ابن عباس رفعه "إنّ في الجنة غرفا إذا ساكنها فيها لم يَخْف عليه ما خلفه، وإذا خرج منها لم يخف عليه ما فيها" قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال "لمن أطاب الكلام، وواصل الصيام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام". وأخرجه ابن عدي (2/ 795) ومن طريقه البيهقي في "البعث" (ص 177 - 178) عن محمد بن عبد الحميد ومحمد بن علي بن إسماعيل المروزي والبيهقي أيضا عن أبي عمران موسى بن العباس والخطيب في "التاريخ" (4/ 179) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مُطين قالوا: ثنا علي بن حرب به. ورواه أحمد بن سليمان العباداني عن علي بن حرب ثني حفص بن غياث عن حكيم بن عمرو بن حكيم الملائي عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس. أخرجه الخطيب (4/ 178 - 179) وقال: خلط أحمد بن سليمان العباداني في إسناده فرواه هكذا عن علي بن حرب وأخطأ فيه، والصواب الأول" وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر لا يرويه إلا حفص بن عمر بن حكيم هذا، وهو مجهول، ولا أعلم أحدا روى عنه غير علي بن حرب" ¬

_ (¬1) رواه أحمد (2/ 173) عن حسن بن موسى والطبراني في "المكارم" (167) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار قالا: ثنا ابن لهيعة ثني حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به. وابن لهيعة ضعيف، وجعل أبا موسى الأشعري مكان أبا مالك الأشعري.

وقال البيهقي: وحفص بن عمر هذا مجهول لم يَرو عنه غير علي بن حرب" وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد" (340) وفي "المداراه" (99) وفي "الصمت" (305) عن سويد بن سعيد الهروي ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس مرفوعا "إنّ في الجنة غرفا يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها" قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال "لمن طَيَّب الكلام، وأفشى السلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وصلّى بالليل والناس نيام" وإسناده ضعيف جدا، عبد الرحيم متروك، وأبوه ضعيف. وللحديث طريق أخرى عند نصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 273 - 274) وفيه رجل بصري لم يسم. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 453) من طريق بشير بن زاذان ثني. علي بن عبد الله القرشي عن شرحبيل بن عبد الحميد عن نافع عن ابن عمر رفعه "إنّ في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وقام والناس نيام" وقال: وبشير بن زاذان هذا أحاديثه ليس عليها نور، وهو غير ثقة ضعيف ويحدث عن ضعفاء جماعة وهو بين الضعف وأحاديثه عامتها عن الضعفاء" وأسند عن ابن معين قال: بشير بن زاذان ليس بشيء. وللحديث طريق أخرى عن نافع فقال الطبراني في "مسند الشاميين" (1247): ثنا إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا محمد بن مُصفى ثنا بَقية عن علي بن أبي حملة وشراحيل بن عبد الحميد وشعيب بن أبي الأشعث عن نافع عن ابن عمر رفعه قال: فذكر الحديث. وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد، وبقية بن الوليد مشهور بالتدليس وقد رواه بالعنعنة، واختلف عنه: فقال أبو صالح قاضي الري: ثنا بقية ثنا محمد بن أبي جميع عن نافع عن ابن عمر. أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 36) وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 356) عن صالح بن عدي النميري البصري

والبيهقي في "البعث" (ص 176 - 177) عن محمد بن منصور قالا: ثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن الأزدي قال: سمعت محمد بن واسع يذكر عن الحسن عن جابر رفعه "ألا أحدثكم بغرف الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا. قال "إنّ في الجنة غرفا من أصناف الجوهر كله، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها من النعيم واللذات والسرف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت" قلت: يا رسول الله، ولمن هذه الغرف؟ قال "لمن أفشى السلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام ... " واللفظ للبيهقي وقال: وهذا الإسناد غير قوي" قلت: الحسن لم يسمع من جابر كما قال ابن المديني وغيره. 1316 - "إنّ في الجنة للمؤمن لخيمة من لؤلؤة له فيها أهلون يطوف عليهم" قال الحافظ: وقال ابن القيم: ليس في الأحاديث الصحيحة زيادة على زوجتين سوى ما في حديث أبي موسى: فذكره. قلت: الحديث الأخير صححه الضياء" (¬1) هو في "صحيح البخاري" (7/ 131 و 10/ 248) ومسلم (2838) عن أبي موسى. 1317 - "إنّ في السَّمْن شفاء" سكت عليه الحافظ (¬2). روي من حديث ابن مسعود ومن حديث صهيب ومن حديث مليكة بنت عمرو ومن حديث ابن عباس فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الحاكم (4/ 404) من طريق سيف بن مسكين الأسواري البصري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا "عليكم بألبان البقر وسمنانها، وإياكم ولحومها، فإنّ ألبانها وسمنانها دواء وشفاء، ولحومها داء" وقال: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة) (¬2) 16/ 95 (كتاب التعبير - باب من لم ير الرؤيا لأول عابر)

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: سيف وهاه ابن حبان" قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها. وقال الدارقطني في "العلل" (1/ 219): ليس بالقوي" وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/ 23): سنده ضعيف، والمسعودي اختلط، والحديث منقطع" قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه، والصحيح أنّه سمع منه لكن شيئا قليلا. وأما حديث صهيب فأخرجه الطبري (زاد المعاد 4/ 324 - 325) وأبو نعيم في "الطب" (الأجوبة المرضية 1/ 24، الصحيحة 4/ 584 - 585) من طريق دَفَّاع بن دَغْفَل السدوسي عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعا "عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء" قال ابن القيم: ولا يثبت ما في هذا الإسناد" قلت: دفاع وثقه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم، وعبد الحميد وأبوه وثقهما ابن حبان أيضا. وأما حديث مليكة فأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 456) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2776) والطبراني في "الكبير" (25/ 42) وابن منده في "الصحابة" (الأجوبة المرضية 1/ 22) وأبو نعيم في "الصحابة" (7850) وفي "الطب" (الأجوبة المرضية 1/ 22) والبيهقي (9/ 345) وفي "الشعب" والمزي (35/ 310 - 311) من طرق عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الجُعْفي حدثتني (¬1) امرأة من أهلي عن مليكة بنت عمرو أنها (¬2) وصفت لها سمن بقر من وجع بحلقها وقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء" قال الهيثمي: والمرأة لم تسم، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 90 وقال السخاوي: رجاله ثقات، لكن الراوية عن مليكة لم تسم، وقد وصفها الراوي ¬

_ (¬1) وفي "الجعديات": عن امرأته -وذكر أنها صدوقة- (¬2) ولفظ البيهقي: أنها قالت لها: عليك بسمن البقر من الذبحة أو من القرحتين.

عنها زهير بن معاوية أحد الحفاظ بالصدق، وأنها امرأته، وذكر أبي داود له في مراسيله لتوقفه في صحبة مليكة ظنا، وقد جزم بصحبتها جماعة" المقاصد ص 331 وقال في "الأجوبة المرضية" (1/ 22 - 23): وليس في سنده من ينظر في حاله إلا المرأة التي لم تسم، فيضعف الحديث بسببها، لا سيما وقد صح أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحى عن نسائه بالبقر، وهو لا يتقرب بالداء، ثم إن لعل أبا داود لم يثبت عنده صحبة مليكة، حيث ذكر حديثها في المراسيل، وصنيع المزي في الأطراف يقتضي ذلك، فإنّه قال: يقال لها صحبة (¬1)، لكن قد ذكرها ابن منده وابن عبد البر وجماعة في الصحابة بلا تردد. والعلم عند الله تعالى" قلت: مما يقوي ما ذهب إليه أبو داود أنّ مليكة لم تذكر أنّها سمعت هذا الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذكرها في الصحابة فلأجل هذا الحديث، وليس فيه ما يدل على صحبتها، وبالله التوفيق. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (6/ 2141) من طريق محمد بن زياد الطحان عن ميمون بن مِهران عن ابن عباس مرفوعا "سمن البقر وألبانها شفاء، ولحومها داء" قال السخاوي: والطحان متهم بالكذب" الأجوبة المرضية 1/ 24 قلت: كذبه أحمد وابن معين والجوزجاني. 1318 - "إنّ في الصلاة لشغلا" سكت عليه الحافظ (¬2). الحديث في صحيح البخاري (فتح 3/ 329) عن ابن مسعود. 1319 - حديث نصر بن عاصم عن أبي بكرة رفعه "إنّ في أمتي أقواماً يقرءون القرآن لا يجاوز تَراقيهم فإذا لقيتموهم فأيتموهم" قال الحافظ: أخرجه الطبري" (¬3) حسن ¬

_ (¬1) وقال في "التهذيب": عدادها في الصحابة" (¬2) 2/ 139 (كتاب الصلاة - باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة) (¬3) 15/ 325 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

وله عن أبي بكرة طريقان: الأول: يرويه قتادة عن نصر بن عاصم عن أبي بكرة مرفوعا "إنّ في أمتي قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، فإذا خرجوا فاقتلوهم، فإذا خرجوا فاقتلوهم" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (969) ثنا هارون بن محمد ثنا أبي عن سعيد عن قتادة به. هارون بن محمد هو ابن بكار بن بلال العاملي الدمشقي وهو وأبوه صدوقان كما في "التقريب"، وسعيد هو ابن عبد العزيز الدمشقي ثقة اختلط قبل موته ولم أر أحدا صرّح بسماع محمد بن بكار منه أهو قبل اختلاطه أم بعده، وقتادة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من نصر بن عاصم. الثاني: يرويه عثمان أبو سلمة الشَّحَّام ثني مسلم بن أبي بكرة وسأله رجل: هل سمعت في الخوارج من شيء؟ قال: سمعت والدي أبا بكرة يقول عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا إنّه سيخرج في أمتي أقوام أشداء أحداء، ذلقة ألسنتهم بالقرآن، لا يجاوز القرآن تراقيهم، ألا فإذا رأيتموهم فأنيموهم، ثم إذا رأيتموهم فأنيموهم، فالمأجور من قتلهم". أخرجه أحمد (5/ 36 و 44) وفي "السنة" (1519 و 1521) وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع وأبو يعلى في "مسانيدهم" (إتحاف الخيرة 8046 و 8047 و 8048) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 704) وابن أبي عاصم في "السنة" (970) والبزار (3676) والحاكم (2/ 146) والبيهقي (8/ 187) من طرق عن عثمان الشحام به. قال البزار: لا نعلم أحدا يرويه عن أبي بكرة إلا بهذا الطريق، وفي حديث أبي بكرة شيء ليس في حديث غيره" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 231 وقال البوصيري: إسناده صحيح" إتحاف الخيرة 5/ 196 قلت: عثمان صدوق، ومسلم ثقة، فالإسناد حسن. 1320 - "إنّ في كل ثلاثين بقرة تَبِيْعاً، وفي كل أربعين مُسِنَّة" قال الحافظ: وزعم ابن بطال أنّ حديث معاذ المرفوع: فذكره. متصل صحيح، وإنّ مثله في كتاب الصدقات لأبي بكر وعمر، وفي كلامه نظر. أما حديث معاذ فأخرجه أصحاب السنن, وقال الترمذي: حسن. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" وفي الحكم

بصحته نظر لأنّ مسروقا لم يلق معاذا، وإنما حسنه الترمذي لشواهده، ففي "الموطأ" من طريق طاوس عن معاذ نحوه، وطاوس عن معاذ منقطع أيضا، وفي الباب عن علي عند أبي داود. وأما قوله: إنّ مثله في كتاب الصدقة لأبي بكر فهو وهم منه لأنّ ذكر البقر لم يقع في شيء من طرق حديث أبي بكر، نعم هو في كتاب عمر، والله أعلم" (¬1) حسن وله عن معاذ بن جبل طرق: الأول: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة واختلف عنه: - فرواه الأعمش عن أبي وائل واختلف عن الأعمش: • فقال غير واحد: عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن مسروق عن معاذ قال: بعثني (¬2) النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فأمرني أنْ آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تَبِيْعَة، ومن كل أربعين مسنة (¬3)، ومن كل حَالم دينارا أو عِدْلَهُ مَعَافِرَ (¬4). أخرجه عبد الرزاق (6841) وأحمد (5/ 230) وأبو داود (1578) والترمذي (623) والبزار (2654) وابن الجارود (343) وابن خزيمة (2268) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (578) وابن المنذر في "الإقناع" (48 و 156) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (851) والطبراني في "الكبير" (20/ 128 - 129) والدارقطني (2/ 102) والبيهقي (4/ 98) والبغوي في "شرح السنة" (1571) والجورقاني في "الأباطيل" (454) عن سفيان الثوري وعبد الرزاق (6841) والطبراني في "الكبير" (20/ 128 - 129) والدراقطني (2/ 102) والبيهقي (4/ 98) عن مَعْمَر بن راشد وابن زنجويه في "الأموال" (105 و 1454) والدارمي (1630) والنسائي في "الكبرى" (2231) وقاسم المطرز في "الفوائد" (28) والهيثم بن كليب (1347) والعِيسوي في ¬

_ (¬1) 4/ 65 - 66 (كتاب الزكاة - باب زكاة البقر) (¬2) وفي رواية "بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن" في رواية أخرى "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى اليمن" (¬3) وفي لفظ "ثنية". (¬4) ولفظ الحاكم "أو عدله ثوب معافر"

"الفوائد" (12) والبيهقي (4/ 98) وفي "الصغرى" (1174 و 3708) وفي "معرفة السنن" (18557) عن يعلي بن عبيد الطنافسي والنسائي (5/ 17) وفي "الكبرى" (2230) عن مفضل بن مهلهل الكوفي وابن ماجه (1803) وابن حبان (4886) والطبراني في "الكبير" (20/ 129) عن يحيى بن عيسى الرملي وقاسم المطرز في "الفوائد" (26) وابن خزيمة (2268) والطبراني في "الكبير" (20/ 129 - 130) عن عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي كلهم عن الأعمش به. • ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش واختلف عن أبي معاوية: فرواه أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي عن أبي معاوية كرواية الثوري ومن تابعه. أخرجه الحاكم (1/ 398) وعنه البيهقي (9/ 193) وفي "معرفة السنن" (6/ 42) وقال البيهقي: هكذا رواه العطاردي عن أبي معاوية على الصواب، وكذلك رواه يعلي بن عبيد وجماعة عن الأعمش" ورواه عبد الله بن محمد النفيلي عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن معاذ، ولم يذكر مسروقا. أخرجه أبو داود (1576) والبيهقي (9/ 193) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 129 - 130) وقال: هكذا قال أبو معاوية في هذا الحديث: عن الأعمش عن أبي وائل عن معاذ، وإنما هو عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ" قلت: وهو كما قال. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن

الأعمش عن أبي وائل عن مسروق أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا إلى اليمن فأمره أنْ يأخذ. وهذا أصح" (¬1) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن عبد البر: حديث صحيح" التمهيد 2/ 275 وقال أيضا: إسناده متصل صحيح ثابت" التمهيد 2/ 275 وقال في "الاستذكار": والحديث عن معاذ ثابت متصل من رواية معمر والثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ" نصب الراية 2/ 346 وقال الجورقاني: هذا حديث حسن" قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يحتجا برواية مسروق عن معاذ، ومسروق لم يلق معاذا كما قال الحافظ، فالإسناد منقطع. وكذلك قال ابن حزم في "المحلى" (5/ 429): مسروق لم يلق معاذا. وقال: فإنْ قيل: إنّ مسروقا وإنْ كان لم يلق معاذا فقد كان باليمن رجلا أيام كون معاذ هناك وشاهد أحكامه فهذا عنده عن معاذ بنقل الكافة. قلنا: لو أنّ مسروقا ذكر أنّ الكافة أخبرته بذلك عن معاذ لقامت الحجة بذلك، فمسروق هو الثقة الإمام غير المتهم لكنه لم يقل قط هذا ولا يحل أنْ يقول مسروق رحمه الله ما لم يقل فيكذب عليه، ولكن لما أمكن في ظاهر الأمر أنْ يكون عند مسروق هذا الخبر عن تواتر أو عن ثقة أو عمن لا تجوز الرواية عنه لم يجز القطع في دين الله تعالى ولا على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالظن الذي هو أكذب الحديث، ونحن نقطع أنّ هذا الخبر لو كان عند مسروق عن ثقة لما كتمه، ولو كان صحيحا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما طمسه الله تعالى المتكفل بحفظ الذكر المنزل على نبيه عليه السلام المتم لدينه لنا هذا الطمس حتى لا يأتي إلا من طريق واهية. ثم قال بعد أنْ ذكر كلاما طويلا: ثم استدركنا فوجدنا حديث مسروق إنما ذكر فيه فعل معاذ باليمن في زكاة البقر، وهو بلا شك قد أدرك معاذا وشهد حكمه وعمله المشهور المنتشر فصار نقله لذلك ولأنّه عن عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقلا عن الكافة عن معاذ بلا شك فوجب القول به" المحلى 5/ 429 - 438 ¬

_ (¬1) لم أره عن سفيان مرسلا وإنما رواه جماعة عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ، منهم: عبد الرزاق وزيد بن أبي الزرقاء وقبيصة وإسحاق الأزرق والفريابي وعبد الله بن الوليد العدني.

وقال أبو الحسن بن القطان الفاسي: ولا أقول إنّ مسروقا سمع من معاذ إنما أقول إنّه يجب على أصولهم أنْ يحكم بحديثه عن معاذ، بحكم حديث المتعاصرين اللذين لم يعلم انتفاء اللقاء بينهما فإن الحكم فيه أنْ يحكم له بالاتصال عند الجمهور، وشرط البخاري وابن المديني أنْ يعلم اجتماعهما ولو مرة واحدة، فهما إذا لم يعلما لقاء أحدهما للآخر لا يقولان في حديث أحدهما عن الآخر منقطع إنما يقولان لم يثبت سماع فلان من فلان، فإذن ليس في حديث المتعاصرين إلا رأيان، أحدهما: أنّه محمول على الاتصال، والآخر: أنْ يقال لم يعلم اتصال ما بينهما، فأما الثالث وهو أنّه منقطع فلا" نصب الراية 2/ 347 قلت: الذي عليه المحققون من أهل العلم كابن المديني والبخاري والشافعي وأبي بكر الصيرفي وابن الصلاح والنووي وغيرهم أنّه لا يكتفى بالمعاصرة في قبول الأخبار بل لا بد من ثبوت اللقاء بين المتعاصرين ولو مرة واحدة وأنكر غير واحد على مسلم اكتفاءه بالمعاصرة ونقله الإجماع في ذلك. قال الحافظ: ومن لم يوصف بالتدليس من الثقات إذا روى عمن لقيه بصيغة محتملة حملت على السماع، وإذا روى عمن عاصره بالصيغة المحتملة لم يحمل على السماع في الصحيح المختار وفاقا للبخاري وشيخه ابن المديني" تعريف أهل التقديس ص 12 قال النووي: وهو الصحيح" شرح صحيح مسلم 1/ 25 • ورواه محمد بن إسحاق المدني قال: ثني الأعمش عن أبي وائل عن معاذ، ولم يذكر مسروقا. أخرجه النسائي (5/ 18) وفي "الكبرى" (2233) • ورواه غير واحد عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق مرسلا، منهم: 1 - شعبة. أخرجه الطيالسي (ص 77) والهيثم بن كليب (1348) وابن البختري في "حديثه" (560) 2 - مروان بن معاوية الفزاري. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 34 - 35 و 468) والهيثم بن كليب (1350) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 50) 3 - أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله اليشكري. أخرجه الهيثم بن كليب (1352) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 130)

4 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه الهيثم بن كليب (1353) قال الترمذي: وهذا أصح" ورجحه الدارقطني في "العلل" (التلخيص 2/ 152) وقال ابن عبد البر: رواه شعبة وجماعة عن الأعمش كما رواه أبو عوانة بإسناده هذا وهو حديث صحيح" قلت: رواية شعبة ومن تابعه توافق رواية الثوري ومن تابعه من جهة الانقطاع، فمسروق عن معاذ مرسل، ومسروق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل كذلك. • ورواه وكيع عن الأعمش عن إبراهيم وأبي وائل مرسلا ولم يذكر مسروقا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127) - ورواه عاصم بن بَهْدَلة عن أبي وائل واختلف عن عاصم: • فرواه أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ قال: فذكر نحوه وزاد: وأمرني أنْ آخذ مما سقت السماء أو سقي بَعْلاً العشر، والدوالي نصف العشر. أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (228) ومن طريقه البيهقي (9/ 187) وفي "المعرفة" (13/ 373) عن أبي بكر بن عياش عن عاصم به. وأخرجه الدارمي (1631) عن عاصم بن يوسف اليربوعي و (1632) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي والهيثم بن كليب (1351) والطبراني في "الكبير" (20/ 129) واللفظ له عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني كلهم عن أبي بكر بن عياش به. وخالفهم سليمان بن داود الهاشمي فرواه عن أبي بكر بن عياش ثنا عاصم عن أبي وائل عن معاذ ولم يذكر مسروقا.

أخرجه أحمد (5/ 233) والأول أصح. • ورواه شَريك بن عبد الله النخعي عن عاصم عن أبي وائل عن معاذ ولم يذكر مسروقا. أخرجه أحمد (5/ 247) وشريك مختلف فيه. الثاني: يرويه الأعمش عن إبراهيم النخعي واختلف عن الأعمش: • فقيل: عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ. أخرجه أبو داود (1577) والنسائي (5/ 18) وفي "الكبرى" (2232) وابن خزيمة (2268) والطبراني في "الكبير" (20/ 129) والدارقطني (2/ 102) والبيهقي (4/ 98 و 9/ 193) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير (¬1) وقاسم المطرز (27) وابن خزيمة (2268) والطبراني في "الكبير" (20/ 129 - 130) عن عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي قالا: ثنا الأعمش عن إبراهيم به. • وخالفهما يعلي بن عبيد الطنافسي فرواه عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال معاذ، ولم يذكر مسروقا. أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (105 و 1454) والدارمي (1630) والنسائي (5/ 17) وفي "الكبرى" (2231) والقاسم المطرز (28) والهيثم بن كليب (1347) والعِيسوي (9) والبيهقي (4/ 98 و 9/ 193) وفي "الصغرى" (1174 و 3708) • ورواه عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود. أخرجه قاسم المطرز (29) ¬

_ (¬1) اختلف فيه على أبو معاوية، فرواه عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن محمد النفيلي ومحمد بن المثنى وأحمد بن حرب عنه عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ، وخالفهم أبو بكر بن أبي شيبة (3/ 126 - 127) فرواه عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق مرسلا.

قال البيهقي: قال أبو داود في بعض النسخ: هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد أنّه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا. قال البيهقي: إنما المنكر رواية أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ، فأما رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق فإنها محفوظة قد رواها عن الأعمش جماعة منهم: الثوري وشعبة ومعمر وجرير وأبو عوانة ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث، وقال بعضهم: عن معاذ، وقال بعضهم: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذا إلى اليمن أو ما في معناه. وأما حديث الأعمش عن إبراهيم فالصواب ما رواه يعلي بن عبيد عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق والأعمش عن إبراهيم قالا: قال معاذ: فذكر الحديث. قال: هذا هو المحفوظ حديث الأعمش عن أبي وائل عن مسروق، وحديثه عن إبراهيم منقطع ليس فيه ذكر مسروق. الثالث: يرويه أبو صالح عن مسروق عن معاذ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 130) من طريق زيد بن حبان عن ابن أبي ليلى عن أبي صالح به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. الرابع: يرويه طاوس واختلف عنه: - فرواه حميد بن قيس المكي عن طاوس أنّ معاذ بن جبل أخذ من ثلاثين بقرة تبيعا، ومن أربعين بقرة مسنة، وأُتي بما دون ذلك فأبى أنْ يأخذ منه شيئا. وقال: لم أسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه شيئا، حتى ألقاه فأسأله. فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أنْ يقدم معاذ بن جبل. أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 259) عن حميد بن قيس (¬1) به. وأخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 7) وعبد الرزاق (6856) عن مالك به. وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (4/ 98) عن يحيى بن عبد الله بن بكير وفيها وفي "المعرفة" (7944) ¬

_ (¬1) تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن طاوس به، إلا أنّه لم يذكر ما دون الثلاثين. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 469)

عن الشافعي والبغوي في "شرح السنة" (1572) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 237) والهيثم بن كليب (1409) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي أربعتهم عن مالك به. قال ابن عبد البر: هذا الحديث ظاهره الوقوف على معاذ بن جبل من قوله، إلا أنّ في قوله: أنّه لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما دون الثلاثين والأربعين من البقر شيئا دليلا واضحا على أنّه قد سمع منه - صلى الله عليه وسلم - في الثلاثين والأربعين ما عمل به في ذلك، مع أنّه لا يكون مثله رأيا، وإنما هو توقيف ممن أمر بأخذ الزكاة من المؤمنين يطهرهم ويزكيهم بها - صلى الله عليه وسلم - " التمهيد 2/ 273 قلت: وطاوس لم يسمع من معاذ شيئا، قاله ابن المديني، وقال أبو زرعة: طاوس عن معاذ مرسل. قال ابن عبد البر: وحديث طاوس عندهم عن معاذ غير متصل، ويقولون إنّ طاوسا لم يسمع من معاذ شيئا، وقد رواه قوم عن طاوس عن ابن عباس عن معاذ، إلا أنّ الذين أرسلوه أثبت من الذين أسندوه" التمهيد 2/ 274 وقال الشافعي: طاوس عالم بأمر معاذ وإنْ كان لم يلقه على كثرة من لقي ممن أدرك معاذا من أهل اليمن فيما علمت" - ورواه الحكم بن عُتيبة واختلف عنه: • فقال عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس قال: لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذا إلى اليمن، أمره أنْ يأخذ من كل ثلاثين من البقر، تبيعا أو تبيعة، جَذَعا أو جَذَعة، ومن كل أربعين بقرة بقرة مُسِنة، فقالوا: فالأوقاص؟ قال: ما أمرني فيها بشيء، وسأسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدمت عليه، فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله عن الأوقاص، فقال "ليس فيها شيء". قال المسعودي: والأوقاص ما دون الثلاثين، وما بين الأربعين إلى الستين.

أخرجه البزار (كشف 892) والدارقطني (2/ 99) وابن حزم في "المحلى" (5/ 422) والبيهقي (4/ 99) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 274) من طريق بقية بن الوليد ثني المسعودي عن الحكم به. وأخرجه الدارقطني (2/ 94) والبيهقي (4/ 98) من طريق الحسن بن عُمارة ثنا الحكم عن طاوس عن ابن عباس قال: فذكر نحوه (¬1). قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم عن طاوس مرسلا، ولم يتابع بقية على هذا أحد، ورواه الحسن بن عمارة عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس، والحسن لا يحتج بحديثه إذا تفرد به" وقال ابن عبد البر: لم يسنده عن المسعودي عن الحكم غير بقية بن الوليد، وقد اختلفوا في الاحتجاج بما ينفرد به بقية عن الثقة، وله روايات عن مجهولين لا يعرج عليهم، وقد رواه الحسن بن عمارة عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس عن معاذ كما رواه بقية عن المسعودي عن الحكم، والحسن مجتمع على ضعفه" وقال الحافظ: وهذا موصول لكن المسعودي اختلط وتفرد بوصله عنه بقية بن الوليد، وقد رواه الحسن بن عمارة عن الحكم أيضا لكن الحسن ضعيف" التلخيص 2/ 152 قلت: لم أر أحدا ذكر سماع بقية من المسعودي أهو قبل اختلاط المسعودي أم بعده، وقد تكلم ابن المديني وابن عدي فيما يرويه بقية عن غير أهل الشام، فقال ابن المديني: ما رواه عن أهل الحجار والعراق ضعيف جدا، وقال ابن عدي: إذا روى عن غير أهل الشام خلط. • ورواه ابن أبي ليلى عن الحكم مرسلا لم يذكر طاوسا ولا ابن عباس. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 129 و 14/ 209) عن عبد الله بن نُمير عن ابن أبي ليلى عن الحكم قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا فأمره أنْ يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة. فسألوه عن فضل ما بينهما فأبى أنْ يأخذه حتى سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لا تأخذ شيئا". وابن أبي ليلى ضعيف. ¬

_ (¬1) ورواه سوار بن مصعب عن ليث عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس رفعه "ليس في البقر العوامل صدقة، ولكن في كل ثلاثين، تبيع، وفي كل أربعين، مسن أو مسنة" أخرجه ابن عدي (3/ 1293) والدارقطي (2/ 103) وسوار قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

• ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن الحكم قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى معاذ بن جبل باليمن أنْ يأخذ من كل حَالِم أو حَالِمة دينارا أو قيمته، ولا يفتن يهودي عن يهوديته. أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (229) ومن طريقه البيهقي (9/ 193 - 194) ورواته ثقات إلا أنّه مرسل. • ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس. أخرجه البيهقي (9/ 194) وأبو شيبة ضعيف. الخامس: يرويه سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم أنّ معاذا قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصدق أهل اليمن وأمرني أنْ آخذ من البقر من كل ثلاثين، تبيعا، ومن كل أربعين، مسنة، قال: فعرضوا عليّ أنْ آخذ ما بين الأربعين أو الخمسين وبين الستين والسبعين وما بين الثمانين والتسعين فأبيت ذاك وقلت لهم: حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقدمت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرني أنْ آخذ من كل ثلاثين، تبيعا، ومن كل أربعين، مسنة، ومن الستين تبيعين، ومن السبعين مسنة وتبيعا، ومن الثمانين مسنتين، ومن التسعين ثلاثة أتباع، ومن المائة مسنة وتبيعين، ومن العشرة والمائة مسنتين وتبيعا، ومن العشرين ومائة ثلاث مسنات أو أربعة أتباع، قال: وأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ لا آخذ فيما بين ذلك شيئا إلا أنْ يبلغ مسنة أو جَذَعا، وزعم أنّ الأوقاص فريضة فيها. أخرجه أحمد (5/ 240) والروياني في "مسنده" وابن عساكر في "تاريخه" كما في "التعجيل" (ص 442) من طرق عن عبد الله بن وهب عن حَيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن سلمة بن أسامة به. • ورواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: فقال عبد الله بن يوسف التنيسي: أنا ابن لهيعة ثني يزيد بن أبي حبيب عن سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم أنّ معاذا قال: فذكره. أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1456 و 1462) عن عبد الله بن يوسف به. ورواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة فلم يذكر يحيى بن الحكم.

أخرجه أبو عبيد (¬1) في "الأموال" (ص 474 و 475) والهيثم بن كليب (1398) والأول أصح لأنّ رواية عبد الله بن يوسف عن ابن لهيعة أعدل من غيرها. وسلمة بن أسامة ويحيى بن الحكم قال الحسيني في "الإكمال": لا يعرفان. وقال أيضا: يحيى بن الحكم لا يُدرى من هو. وتعقبه الحافظ فقال: سلمة بن أسامة ذكره أبو سعيد بن يونس في المصريين فقال: روى عنه يزيد بن أبي حبيب، ثم ساق حديثه من طريق حيوة عن يزيد بن أبي حبيب عنه عن يحيى بن الحكم أنّ معاذ بن جبل قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا. قال ابن يونس: يحيى بن الحكم هو أخو مروان بن الحكم الخليفة. وقال الحافظ: يحيى بن الحكم معروف وهو ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عم عثمان بن عفان وأخو مروان بن الحكم وقع له ذكر في الصحيح، وقد ذكر أبو سعيد بن يونس في ترجمة سلمة بن أسامة الراوي عنه أنّه روى عن يحيى بن الحكم بن أبي العاص، وكذا قال ابن عساكر وأخرج في ترجمته الحديث الذي في "المسند". وذكره أبو زرعة الدمشقي في كتاب "الإخوة" فقال: حدّث يحيى بن الحكم عن معاذ بن جبل. وذكر غيره أنّه لم يدرك معاذا لأنّ وفاته قديمة وهو كذلك" التعجيل ص 158 - 159 و 441 - 442 السادس: يرويه عبد الله بن نُمير عن عبيد الله بن عمر قال: سألت نافعا عن البقر فقال: بلغني عن معاذ بن جبل أنّه قال: في كل ثلاثين، تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين بقرة، بقرة. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127) والبيهقي (4/ 98) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127) والبيهقي (4/ 98) وهو موقوف بإسناد منقطع. وللحديث شاهد عن علي وعن ابن مسعود وعن أنس وعن عمرو بن حزم وعن الشعبي مرسلا وعن الحسن البصري مرسلا. ¬

_ (¬1) ورواه أبو عبيد أيضا (ص 474) عن أبي الأسود عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم مرسلا ولم يذكر معاذا.

فأما حديث علي فيرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فرواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق واختلف عن زهير: • فقيل: عن زهير ثنا أبو إسحاق عن عاصم بن ضَمْرَة وعن الحارث الأعور عن علي - قال زهير: أحسبه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر الحديث وفيه "وفي البقر في كل ثلاثين، تبيع، وفي الأربعين مسنة" أخرجه أبو داود (1572) والبيهقي (4/ 93 - 94 و 99 و 106) عن عبد الله بن محمد النفيلي وابن خزيمة (2270) عن عمرو بن خالد الجرار (¬1) قالا: ثنا زهير بن معاوية به. • ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن زهير وأوقفه على عليّ. أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1461) - ورواه أيوب بن جابر اليمامي عن أبي إسحاق فجزم به عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر الحارث الأعور. أخرجه ابن خزيمة (2262) وأيوب بن جابر قال ابن معين وغيره: ضعيف. وتابعه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق به. أخرجه أبو عبيد (1054) وسماع أبي بكر من أبي إسحاق ليس بذاك القوي. قاله أبو حاتم (العلل 1/ 35) - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قوله. أخرجه عبد الرزاق (6794 و 6842) وابن حزم في "المحلى" (5/ 435) عن مَعْمَر بن راشد ¬

_ (¬1) لم يسم الحارث الأعور في روايته.

وعبد الرزاق (6842) عن الثوري وابن أبي شيبة (3/ 127) عن زكريا بن أبي زائدة ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. وهذا أصح لأنّ الثوري سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وزهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 126) وعنه أبو يعلى (5016) عن عبد السلام بن حرب المُلائي الكوفي عن خُصَيف بن عبد الرحمن عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رفعه "في ثلاثين من البقر، تبيع أو تبيعة، وفي أربعين، مسنة". وأخرجه ابن ماجه (1804) والترمذي (622) وابن الجارود (344) والبيهقي (4/ 99) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 62) وفي "تذكرة الحفاظ" (2/ 502) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 182 - 183) من طرق عن عبد السلام بن حرب به. ولم ينفرد عبد السلام بن حرب به بل تابعه مسعود بن سعد الجعفي ثنا خصيف عن أبي عبيدة عن أبيه قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدقة البقر إذا بلغ البقر ثلاثين، فيها تبيع من البقر جذع أو جذعة حتى تبلغ أربعين، فإذا بلغت أربعين ففيها بقرة مسنة، فإذا كثرت البقر ففي كل أربعين من البقر، بقرة مسنة. أخرجه أحمد (1/ 411) قال الترمذي: أبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من عبد الله أبيه" وكذا قال النسائي (السنن 3/ 86) والبيهقي (السنن 5/ 333) وأبو حاتم (المراسيل ص 256 و 257) وغيرهم. وأما حديث أنس فأخرجه البيهقي (4/ 99) من طريق سفيان الثوري عن أبان بن أبي عياش عن أنس رفعه "في أربعين من البقر مسنة، وفي ثلاثين، تبيع أو تبيعة" وإسناده ضعيف جدا، أبان متروك الحديث، قاله أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم والفلاس وغيرهم. وأما حديث عمرو بن حزم فيرويه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم واختلف عنه:

- فرواه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: • قال سليمان بن داود الخولاني: عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم، فقرأت على أهل اليمن وهذه نسختها: فذكرها وفيها: وفي كل ثلاثين باقورة (¬1) تَبِيع جَذَع أو جَذَعة، وفي كل أربعين باقورة بقرة" أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (8/ 147) وعبد الله الدارمي (1628 و1635 و1642 و2271 و2357 و2359 و2369 و2370 و2371 و2376 و2378 و2380) وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 131) وأبو القاسم البغوي في "مسائل أحمد بن حنبل" (73 و 99) عن أبي صالح الحكم بن موسى القَنْطري أنبا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 67 و 69 و 72) وابن نصر في "السنة" (234) والنسائي (8/ 51 - 52) وفي "الكبرى" (7058) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 34 و 35 و 4/ 374) والعقيلي (2/ 127) وابن حبان (6559) والطبراني في "الأحاديث الطوال" (56) وابن عدي (3/ 1123 - 1124 و 1124) وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 86) والدارقطني (1/ 122 و 2/ 285) والحاكم (1/ 395 - 397) واللالكائي في "السنة" (571 و 572) وأبو نعيم في "الصحابة" (4974) وابن حزم في "المحلى" (5/ 432 - 433) والبيهقي (1/ 87 - 88 و309 و 4/ 89 - 90 و99 و352 و8/ 25 و28 و73 و79 و81 و88 و88 - 89 و95 و97 و121) وفي "الشعب" (1935) وفي "الخلافيات" (297) وفي "معرفة السنن" (6/ 101 - 102) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 339 - 340 و397) والخطيب في "التاريخ" (8/ 228) وفي "الكفاية" (ص 172 - 173) وابن الجوزي في "التحقيق" (178) والمزي في "التهذيب" (11/ 419 - 422) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 98 و 386) من طرق عن الحكم بن موسى به (¬2). طوله بعضهم واختصره بعضهم. قال أبو القاسم البغوي: سئل أحمد عن حديث عمرو بن حزم في الصدقات: صحيح هو؟ فقال: أرجو أنْ يكون صحيحا" مسائل أحمد لأبي القاسم البغوي ص 51 و 84 ¬

_ (¬1) الباقورة: جماعة البقر. (¬2) وتابعه أحمد بن سليمان عن يحيى بن حمزة به. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 10)

وقال ابن حبان: سليمان بن داود هذا هو الخولاني من أهل دمشق ثقة مأمون" الإحسان وقال في "المجروحين" (1/ 334): سليمان بن داود الخولاني الذي يروي عن الزهري حديث الصدقات دمشقي صدوق مستقيم الحديث" وقال الحاكم: وسليمان بن داود الدمشقي الخولاني معروف بالزهري وإنْ كان ابن معين غمزه فقد عدله غيره. ثم أسند عن ابن أبي حاتم قال: سمعت أبي وسئل عن حديث عمرو بن حزم في كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كتبه له في الصدقات فقال: سليمان بن داود الخولاني عندنا ممن لا بأس به. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول ذلك" وقال البيهقي: وقد أثنى علي سليمان بن داود الخولاني هذا أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي وعثمان بن سعيد الدارمي وجماعة من الحفاظ ورأوا هذا الحديث الذي رواه في الصدقة موصول الإسناد حسنا" وقال يعقوب بن سفيان: لا أعلم في جميع الكتب كتابا أصح من كتاب عمرو بن حزم، كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعون يرجعون إليه ويدعون آراءهم" تهذيب الكمال 11/ 419 وقال الخطيب: لا أعلم أحدا تابع عليه الحكم بن موسى" قلت: قد توبع كما تقدم. واختلف في هذا الحديث على يحيى بن حمزة، فرواه غير واحد عنه عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده به. فجعلوه عن سليمان بن أرقم لا سليمان بن داود، وممن رواه عن يحيى بن حمزة هكذا: 1 - محمد بن بكار بن بلال الدمشقي. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة 8/ 147) والنسائي (8/ 52 - 53) وفي "الكبرى" (7059) 2 - جامع بن بكار بن بلال. أخرجه أبو داود في "المراسيل"

3 - أبو هبيرة محمد بن الوليد بن هبيرة الهاشمي. قال: قرأت في أصل يحيى بن حمزة ثني سليمان بن أرقم. أخرجه أبو داود في "المراسيل". 4 - دُحيم. قال صالح جزرة: حدثنا دحيم قال: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات فإذا هو عن سليمان بن أرقم. قال صالح: فكتب هذا الكلام عني مسلم بن الحجاج" الميزان 2/ 201 - 202 وقال النسائي: وهذا أشبه بالصواب، وسليمان بن أرقم متروك الحديث" وقال أبو داود: وهذا وهم من الحكم بن موسى" وقال عبد الجبار الخولاني: إنّ هذا غلط من الحكم بن موسى وقد قال أحمد بن حنبل: إنّ الذي حدّث بحديث الصدقات عن الزهري هو سليمان بن داود الجزري (¬1). وهو غلط أيضا، والذي صح عندنا أنّه روى حديث الصدقات عن الزهري هو سليمان بن أرقم، هكذا هو مكتوب في أصل يحيى بن حمزة: سليمان بن أرقم، وهو الصواب" وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن سليمان بن داود فقال: من الناس من يقول: سليمان بن أرقم، وقد كان قدم يحيى بن حمزة العراق فيرون أنّ الأرقم لقب وأنّ الاسم داود، ومنهم من يقول: سليمان بن داود الدمشقي شيخ ليحيى بن حمزة لا بأس به، فلا أدري أيهما هو وما أظنّ أنه هذا الدمشقي، ويقال أنهم أصابوا هذا الحديث بالعراق من حديث سليمان بن أرقم" العلل 1/ 222 وقال أبو الحسن الهروي: الحديث في أصل يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم، غلط عليه الحكم" الميزان 2/ 201 وقال ابن منده: رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم عن الزهري وهو الصواب" الميزان ¬

_ (¬1) هكذا جاء في رواية ابن حزم في "المحلى"، قال أبو زرعة الدمشقي: عرضت على أحمد بن حنبل حديث يحيى بن حمزة الطويل بالديات فقال: هذا رجل من أهل الجزيرة يقال له سليمان بن أبي داود ليس بشيء، فحدثت أنه وجد في أصل يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري ولكن الحكم بن موسى لم يضبط" الكامل 3/ 1124 وتعقبهما ابن عدي فقال: وجميعا خطأ والحكم بن موسى قد ضبط ذلك وسليمان بن داود الخولاني صحيح كما ذكره الحكم"

وقال الذهبي: قلت: ترجح أنّ الحكم بن موسى وهم ولا بد، وسليمان هو ابن أرقم فالحديث إذا ضعيف الإسناد" الميزان وقال الحافظ: قلت: أما سليمان بن داود الخولاني فلا ريب في أنّه صدوق، ولكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أنّ الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان فقال: سليمان بن داود، وإنما هو سليمان بن أرقم فمن أخذ بهذا ضعف الحديث ولا سيما مع قول من قال أنه قرأه كذلك في أصل يحيى بن حمزة. ثم ذكر كلام دحيم وابن منده ثم قال: وأما من صححه فأخذوه على ظاهره في أنّه سليمان بن داود وقوي عندهم أيضا بالمرسل الذي رواه معمر عن الزهري" التهذيب 4/ 190 • ورواه غير واحد عن الزهري مرسلا، منهم: 1 - يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال: قرأت كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كتب لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم، فكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر نص الكتاب. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة 8/ 147) والنسائي (8/ 53) وفي "الكبرى" (7060) والعقيلي (2/ 127) والبيهقي (8/ 80 - 81 و 85) وفي "الصغرى" (3038) 2 - شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: قرأت صحيفة عند أبي بكر بن حزم ذكر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتبها لعمرو بن حزم ... أخرجه البخاري في "لكبير" (2/ 2/ 10) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة 13/ 427) وابن نصر (235) والعقيلي (2/ 127) 3 - سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن الزهري قال: جاءني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم برقعة من آدم فيها مكتوب ... أخرجه النسائي (8/ 53) وفي "الكبرى" (7061) وهذا أصح، قال أبو داود: روي هذا الحديث مسندا ولا يصح" - ورواه عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيهما عن جدهما: أنّ في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم حين أمره على اليمن: وفرائض صدقة البقر، ليس فيما دون ثلاثين صدقة. فإذا بلغت ثلاثين ففيها عجل جذع، إلى أنْ تبلغ أربعين. فإذا بلغت أربعين، ففيها بقرة مسنة" أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1457) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر به.

وأخرجه ابن نصر (236) والحاكم (1/ 395) وابن حزم في "المحلى" (5/ 433 - 434) والبيهقي في "الخلافيات" (296) من طرق عن إسماعيل به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن حزم: أبو أويس ضعيف وهي منقطعة مع ذلك" قلت: أبو أويس وابنه مختلف فيهما والرواية منقطعة كما قال ابن حزم. ولم ينفرد أبو أويس به بل تابعه: 1 - مَعْمَر بن راشد عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده. أخرجه عبد الرزاق (17314 و 17358 و 17408 و 17457 و 17488 و 17619 و17679 و 17694) عن معمر به (¬1). ومن طريقه أخرجه الدارمي (1629) وابن الجارود (784 و 786) وابن خزيمة (2269) والدارقطني (3/ 210) والبيهقي في "الخلافيات" (295) وأخرجه البيهقي (8/ 81) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر به. ورواه نعيم بن حماد عن ابن المبارك واختلف عنه: • فرواه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 131 - 132) عن نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده. • ورواه محمد بن إسماعيل الترمذي عن نعيم فلم يذكر عن جده. ¬

_ (¬1) أخرجه في موضع آخر (6793) فلم يذكر عن أبيه عن جده. وأخرجه في (1328) ولم يذكر عن جده. وأخرجه في "التفسير" (3/ 273) عن معمر عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما به ولم يذكر عن جدهما. وأخرجه الدارقطني (1/ 121 - 122) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما به. وأخرجه (1/ 121) من طريق الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه به. وقال: مرسل ورواته ثقات" ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 87) وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 103) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه به. وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (210) من طريق الطبراني ثنا الدبري به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 396 - 397) • ورواه عمر بن موسى بن فيروز التوزي عن نعيم ثنا ابن المبارك عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 200) ونعيم مختلف فيه. 2 - عمران بن أبي الفضل. أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 60 و111 - 112) وعمران ضعيف. واختلف فيه على عبد الله بن أبي بكر: • فقال محمد بن إسحاق المدني: ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: هذا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن: فذكره. ولم يقل ابن إسحاق: عن أبيه عن جده. أخرجه البيهقي (9/ 194) من طريق أحمد عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق به. ومن هذا الطريق أخرجه في "الخلافيات" (294) وزاد فيه: عن أبيه. وهكذا رواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن يونس بن بكير وزاد فيه: عن أبيه. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (8482 و10779) • ورواه مالك (2/ 849) عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ولم يذكر عن جده. ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (510) والشافعي في "السنن المأثورة" (618) والنسائي (8/ 54) وفي "الكبرى" (7062) وأبو القاسم البغوي في "مسائل أحمد بن حنبل" (100) والدارقطني في "غرائب مالك" (نصب الراية 1/ 197) والبيهقي (8/ 73 و 81 و82 و 87 و91) وأبو محمد البغوي (¬1) في "شرح السنة" (275 و 2538) ¬

_ (¬1) وسقط منه في الموضع الأول: عن أبيه.

قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد" التمهيد 17/ 338 قلت: رواه يحيى بن عبد الله بن بكير عن مالك فلم يذكر عن أبيه عن جده. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 318) وهو في "الموطأ" (1/ 199) في موضع آخر هكذا. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 427) عن القعنبي (¬1) عن مالك به. ورواه أبو ثور هاشم بن ناجية عن مبشر بن إسماعيل عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" (نصب الراية 1/ 197) وقال: تفرد به أبو ثور عن مبشر عن مالك فأسنده عن جده، والصواب عن مالك ليس فيه عن جده" • رواه ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن أبي بكر فلم يذكر عن أبيه عن جده. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (181) - ورواه إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده. أخرجه الدارقطني (3/ 209 - 210) وإسماعيل روايته عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها. - ورواه محمد بن عُمارة بن عمرو بن حزم عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: كان في كتاب عمرو بن حزم حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى نجران: فذكره. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 155 و159 و 180) وإسحاق في "مسنده" (المطالب 90) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 427) والدارقطني (1/ 121) عن عبد الله بن إدريس الكوفي والدارقطني (3/ 209) والبيهقي (8/ 87 - 88 و 93) ¬

_ (¬1) رواه علي بن عبد العزيز البغوي عن القعنبي فلم يذكر عن جده. أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (362)

عن حاتم بن إسماعيل المدني كلاهما عن محمد بن عمارة به. قال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 1/ 249 وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127) عن الأجلح بن عبد الله الكندي وابن زنجويه (1459) والبيهقي (4/ 99) عن داود بن أبي هند كلاهما عن الشعبي قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن أنْ يؤخذ من ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين مسنة. واللفظ لابن أبي شيبة وأما حديث الحسن فأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 469) عن هُشيم بن بشير وابن زنجويه (1458) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين قالا: أنا قرة بن خالد عن الحسن رفعه "في كل أربعين بقرة مسنة، وفي كل ثلاثين تبيعا جذعة" ورجال ثقات لولا إرساله. وخلاصة ما تقدم أنّ الحديث بطرقه وشواهده لا ينزل عن رتبة الحسن والله أعلم. 1321 - "إنّ فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" قال الحافظ: أخرج ذلك مسلم (18) من حديث أبي سعيد، وروى أبو داود من طريق أم أبان بنت الوازع بن الزارع عن جدها زارع وكان في وفد عبد القيس قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا - يعني لما قدموا المدينة - فنقبل يد النبي - صلى الله عليه وسلم - وانتظر الأشج واسمه المنذر حتى لبس ثوبيه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له "إن فيك لخصلتين" الحديث" (¬1) حديث زارع سيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعده. ¬

_ (¬1) 9/ 147 (كتاب المغازي - باب وفد عبد القيس)

1322 - حديث الأشج العَصَري أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" قال: يا رسول الله، قديما كانا فِيّ أو حديثا؟ قال "قديما" قال: الحمد لله الذي جَبَلَني على خلقين يحبهما. قال الحافظ: وقد وقع في حديث الأشج العصري عند أحمد والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) حسن وله عن الأشج العصري طريقان: الأول: يرويه يونس بن عبيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أشج عبد القيس (¬2) قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ فيك لخلقين (¬3) يحبهما الله" قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال "الحلم والحياء (¬4) " قلت: قديما كان (¬5) أو حديثا؟ قال "قديما" قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله. أخرجه ابن سعد (5/ 558 و 7/ 85) وابن أبي شيبة (8/ 522 و 12/ 202) وأحمد (4/ 205 - 206) والبخاري في "الأدب المفرد" (584) واللفظ له وفي "خلق أفعال العباد" (195 و196 و197 و198) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 589) وابن أبي عاصم في "السنة" (190) وفي "الآحاد" (1643) والنسائي في "الكبرى" (7746 و 8306) وأبو يعلى (6848) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (150) والخرائطي في "المكارم" (1/ 299) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 103) والطبراني في "مكارم الأخلاق" (29) والدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1775 - 1776) وابن منده في "التوحيد" (715) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1076) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (1/ 425) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 117) من طرق عن يونس بن عبيد به. قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ ابن أبي بكرة لم يدرك الأشج" المجمع 9/ 387 - 388 قلت: صرّح عبد الرحمن بن أبي بكر بالتحديث من الأشج في رواية عمر بن شبة، ¬

_ (¬1) 13/ 68 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق) (¬2) وفي روايات أخرى "الأشج العصري" "أشج بني عصر" "الأشج: أشج عبد القيس". (¬3) وفي لفظ "لخلتين" وفي لفظ آخر "لخصلتين". (¬4) وفي لفظ "الحلم والأناة" وفي لفظ آخر "الحلم والأناة أو الحلم والحياء" على الشك. (¬5) زاد غير واحد "فِيَّ"

لكن الإسناد إليه ضعيف جدا، يرويه عمر بن شبة عن إسحاق بن إدريس الأسواري وهو متروك. ووقع في رواية ابن أبي عاصم عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال لي أشج بني عصر. وقوله "لي" أظنها زائدة لأنّ ابن أبي عاصم روى هذا الحديث عن ابن أبي شيبة وهو في "مصنفه" كما تقدم في موضعين فلم يذكر هذه الزيادة. ووقع في رواية أحمد والنسائي والبخاري في "خلق أفعال العباد" والخرائطي: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر. ولم يذكروا هذه الزيادة. الثاني: يرويه الحجاج بن حسان التيمي ثنا المثنى العبدي أبو منازل عن الأشج العصري. أخرجه ابن حبان وغيره وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت". وللحديث شاهد عن مزيدة العبدي العَصَري وعن الزارع وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري فأما حديث مزيدة العبدي فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (587) وفي "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 31) وفي "خلق الأفعال" (202) وأبو الشيخ في "الطبقات" (480) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 326 - 327) عن قيس بن حفص الدارمي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1690) وأبو يعلى (6850) والطبراني في "الكبير" (20/ 345 - 346) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد" (6) وأبو نعيم في "الصحابة" (6319) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 151) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 354 - 356) عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم صُدْران البصري قالا: ثنا طالب بن حُجَيْر العبدي ثني هود بن عبد الله بن سعد العَصَري سمع جده مزيدة (¬1) العبدي قال: بينما رسول - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه إذ قال "يطلع عليكم من هذا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 69) من طريق يحيى بن راشد ثنا طالب بن حجير به إلا أنه قال: سمعت مرثد العبدي.

الوجه ركب من خير أهل المشرق" فقام عمر بن الخطاب، فتوجه في ذلك الوجه فلقي ثلاثة عشر راكبا، فرحَّب وقرَّب وقال: من القوم؟ قالوا: قوم من عبد القيس. قال: فما أقدمكم هذه البلاد؟ التجارة؟ قالوا: لا، قال: فتبيعون سيوفكم هذه؟ قالوا: لا. قال: فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل؟ قالوا: أجل. فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم: هذا صاحبكم الذي تطلبون. فرمى القوم بأنفسهم عن رحالهم، فمنهم من سعى سعيا، ومنهم من هرول، ومنهم من مشى حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذوا بيده يقبلونها، وقعدوا إليه، وبقي الأشج -وهو أصغر القوم- فأناخ الإبل وعقلها، وجمع متاع القوم، ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده فقبلها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله" قال: وما هما يا نبي الله؟ قال "الأناة والتؤدة" قال: أَجَبْلاً جُبلت عليه أو تَخلقا مني؟ قال "بل جَبْلٌ" فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله" اللفظ لأبي يعلى. قال الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف" المجمع 9/ 388 قلت: هود العصري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، تفرد عنه طالب بن حجير، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وطالب بن حجير وثقه ابن حبان وابن عبد البر، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الأمر إنْ شاء الله، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وأما ابن القطان فقال: مجهول الحال. وأما حديث الزارع فيرويه مَطَر بن عبد الرحمن الأَعْنق حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لها: أم أبان بنت الوازع بن الزارع عن جدها الزارع -وكان في وفد عبد القيس- قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: وأما الأشج فإنّه أناخ راحلته وعقلها وطرح عنه ثياب السفر وعمد إلى ثوبين كانا في العَيْبَة حسنين فلبسهما. وذلك بعيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يصنع. ثم أقبل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أشج إنّ فيك خلتين يحبهما الله عز وجل ورسوله" قال: وما هما؟ قال "الحلم والأناة" فقال: يا رسول الله، خلتان تخلقتهما أو جبلني الله عز وجل عليهما؟ قال "بل الله تعالى جبلك عليهما" فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله عز وجل ورسوله عليه السلام. أخرجه أبو داود (5225) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (905) وابن الأعرابي في "القبل" (41) والطبراني في "الكبير" (5313) وفي "الأوسط" (420) والبيهقي (7/ 102) وفي "الدلائل" (5/ 327 - 328) وفي "الشعب" (8560) والمزي في "التهذيب" (9/ 266 - 267)

عن محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1684) والبزار (كشف 2746) وأبو القاسم البغوي (904) والطبراني في "الكبير" (5/ 317) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد" (20) وأبو نعيم في "الصحابة" (3093) عن أبي داود الطيالسي والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" (9/ 213 - 214) عن يحيى بن حماد وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (1/ 97 - 98) عن أبي الوليد الطيالسي كلهم عن مطر بن عبد الرحمن به (¬1). ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عن مطر بن عبد الرحمن حدثتني امرأة من صباح عبد القيس يقال لها: أم أبان ابنة الوازع العبدي عن جدها أنّ جدها الزارع بن عامر قال: فذكر الحديث. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (975) وفي "خلق أفعال العباد" (203) وفي "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 447) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" (9/ 214) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 443 - 444) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الكبير" (5314) لكن وقع عنده: عن أبيها أنّ جدها انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). قال البزار: لا نعلم روى الزارع إلا هذا" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أم أبان إلا مطر بن عبد الرحمن" وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/ 80) في ترجمة الزارع: روت عنه بنت ابنه أم أبان بنت الوازع عن جدها الزارع حديثا حسنا ساقته بتمامه وطوله سياقة حسنة" ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن عبد الملك بن واقد عن مطر بن عبد الرحمن به إلا أنّه قال: عن أبيها. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 241 و 3/ 189) وأبو نعيم في "الصحابة" (3092) والبيهقي في "الشعب" (8053) (¬2) رواه ابن أبي خيثمة عن موسى بن إسماعيل فقال فيه: أم أبان بنت الوازع عن جدها الوازع بن عامر خرج وافدا أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (433)

وقال الهيثمي: وفيه أم أبان بنث الوازع روى لها أبو داود وسكت على حديثها فهو حسن، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 390 قلت: أم أبان ذكرها الذهبي في "الميزان" في النسوة المجهولات، وقال: تفرد عنها مطر الأعنق. وأما حديث جعفر بن عبد الله بن الحكم فأخرجه ابن سعد (5/ 557 - 558) عن الواقدي ثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدموا: يا رسول الله وفد عبد القيس، فقال "مرحبا بهم ... " الحديث وفيه "فيك خصلتان يحبهما الله" فقال: ما هما يا رسول الله؟ قال "الحلم والأناة" فقال: يا رسول الله أشيء حدث أم جبلت عليه؟ قال "بل جبلت عليه" والواقدي متروك الحديث. لكن الحديث بطريقيه وشواهده حسن إنْ شاء الله سيما وأنّ له أصل من حديث أبي سعيد وابن عباس عند مسلم (17 و 18) لكن دون قوله "قديما كان أو حديثا" والله تعالى أعلم. 1323 - "إنّ فيكم قوما يدأبون ويعملون حتى يُعجبوا الناس وتُعجبهم أنفسهم" قال الحافظ: وعند الطبري من طريق سليمان التيمي عن أنس: ذكر لي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، ومن طريق حفص ابن أخي أنس عن عمه بلفظ "يتعمقون في الدين" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 183 و 189) وفي "السنة" (1547) وابن أبي عاصم في "السنة" (978) وأبو يعلى (4066) والهروي في "ذم الكلام" (424) من طرق عن سليمان التيمي ثنا أنس قال: ذكر لي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ولم أسمعه منه "إنّ فيكم قوما يعبدون ويدأبون حتى يعجبوا الناس وتعجبهم أنفسهم يَمْرُقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة" قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 229 وقال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح" وقال أيضا: رواه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع بسند واحد رواته ثقات" إتحاف الخيرة 9/ 497 و 10/ 196 قلت: وهو كما قالا. ¬

_ (¬1) 15/ 318 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل الخوارج)

وأما طريق حفص ابن أخي أنس عن عمه فأخرجه البزار (كشف 1853) عن محمد بن معاوية بن يزيد الأنماطي ثنا خلف بن خليفة ثنا حفص عن أنس مرفوعا "إنّ قوما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" خلف بن خليفة صدوق اختلط قبل موته، ولم أر أحدا صرّح بسماع محمد بن معاوية منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، ومحمد صدوق، وحفص ثقة. وله طريق ثالثة يرويها قتادة عن أنس مرفوعا "سيكون في أمتي اختلاف وفُرقة، وسيجيء قوم يعجبونكم وتعجبهم أنفسهم، الذين يقاتلونهم أولى بالله منكم، يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلى الله وليسوا من الله في شيء فإذا لقيتموهم فأنيموهم" قالوا: يا رسول الله، انعتهم لنا، قال "آيتهم الحلق والتسبيت -يعني استيصال التقصير قال: والتسبيت استيصال الشعر. أخرجه الحاكم (2/ 147) من طريق علي بن بحر بن بَرِّي القطان ثنا هشام بن يوسف الصنعاني عن مَعْمَر عن قتادة به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ مسلما لم يخرج لعلي بن بحر وهشام بن يوسف شيئا، وروى البخاري عن علي بن بحر تعليقا، وقتادة مدلس وقد عنعن. ولم ينفرد هشام بن يوسف به بل تابعه رباح بن زيد الصنعاني عن معمر عن قتادة عن أنس مرفوعا "يكون في أمتي اختلاف وفرقة، يخرج فيهم قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، سيماهم الحلق والتسبيد، فإذا رأيتموهم فأنيموهم" أخرجه أحمد (3/ 197) وفي "السنة" (1548) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني أنا رباح به. - ورواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني عن معمر واختلف عنه: • فرواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (18669) عن معمر عن قتادة مرسلا. • ورواه الحسن بن علي الخلال عن عبد الرزاق فزاد فيه: عن أنس. أخرجه أبو داود (4766) عن الحسن بن علي به. وتابعه أبو بشر بكر بن خلف البصري عن عبد الرزاق به.

أخرجه ابن ماجه (175) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1549) عن أبي بشر به. وهذا أصح، وقد رواه أيضا الأوزاعي عن قتادة عن أنس، وسيأتي الكلام على حديثه في حرف الهاء، حديث رقم 4061 1324 - "إنّ قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" سكت عليه الحافظ (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم (2654) " (¬2) قلت: هو من حديث ابن عمرو، ولفظه: إنّ قلوب بني آدم" 1325 - "إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه مسلم (2654) من حديث ابن عمرو. 1326 - "إنّ قوائم منبري رواتب في الجنة" قال الحافظ: رواه الطبراني في "الكبير" من حديث أبي واقد الليثي رفعه: فذكره" (¬4) حسن أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 172) والطبراني في "الكبير" (3296) والحاكم (3/ 532) والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة" (500) وأبو نعيم في "الصحابة" (2028) من طرق عن أبي يحيى عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الرحمن بن آمين عن سعيد بن المسيب أنّه سمع أبا واقد الليثي رفعه: فذكره، وزاد "وإن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا ونعيمها وما عنده فاختار ما عنده" فلم يفهمها أحد من القوم غير أبي بكر، قال: فبكى، وقال: بل نفديك بالأموال والأنفس والأهلين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما من أحد أمن علينا في ذات يده من أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكني خليل الله" وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن آمين ويقال: يامين. وللحديث شاهد عن أم سلمة مرفوعا مثله. ¬

_ (¬1) 17/ 154 (كتاب التوحيد - باب ما يذكر في الذات) (¬2) 17/ 170 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]) (¬3) 17/ 170 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]) (¬4) 4/ 472 (كتاب الحج -فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد)

أخرجه عبد الرزاق (5242) والحميدي (290) وابن سعد (1/ 253) وأحمد (6/ 289 و 292 و 318) والنسائي (2/ 29) وفي "الكبرى" (775 و 4287) وأبو يعلى (6974) والطحاوي في "المشكل" (2872) والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (53) وابن حبان (3749) والطبراني في "الكبير" (23/ 254) والآجري في "الشريعة" (1835) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 665 - 666) والبيهقي (5/ 248) من طرق عن عمار الدُّهْنِي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة به. ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن عمار فلم يذكر أم سلمة. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 480) والأول أصح. وإسناده صحيح (¬1). وله شاهد آخر عن سهل بن سعد أخرجه البيهقي (5/ 247) عن أبي الحسين بن بشران العدل وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي قالا: أنا حمزة بن محمد بن العباس ثان محمد بن غالب ثنا محمد بن بكير الحضرمي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد رفعه "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوائم منبري رواتب في الجنة" وإسناده صحيح، وحمزة بن محمد هو الدهقان العقبي، ومحمد بن غالب هو المعروف بتمتام. 1327 - "إنّ قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1/ 178) " (¬2) 1328 - "إنّ لصاحب الدين مقالاً" قال الحافظ: كما صح: فذكره" (¬3) هو في صحيح البخاري (فتح 6/ 154) من حديث أبي هريرة قال: كان لرجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين فهمَّ به أصحابه فقال "دعوه فإنّ لصاحب الحق مقالا". ¬

_ (¬1) رواه الفضل بن موسى السيناني عن ابن عُيينة عن مِسعر عن عمار عن أبي سلمة عن أم سلمة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 248) وقال: تفرد به الفضل بن موسى عن ابن عيينة" قلت: وخالفه الحميدي وأحمد بن حنبل وغيرهما رووه عن ابن عيينة فلم يذكروا مسعرا، وهو الصواب. (¬2) 14/ 254 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم) (¬3) 6/ 307 (كتاب الوصيا - باب تأويل قول الله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النَّساء: 12])

1329 - "إنّ لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححوه من حديث كعب بن عياض: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وله شاهد مرسل عند سعيد بن منصور عن جبير بن نفير مثله وزاد "ولو سيل لابن آدم واديان من مال لتمنى إليه ثالثا" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 160) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 222) والترمذي (2336) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (13) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2516) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (8/ 309) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2020 و 2021) والطحاوي في "المشكل" (4325) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 374) وابن حبان (3223) والطبراني في "مسند الشاميين" (2027) وفي "الأوسط" (3319) وفي "الكبير" (19/ 179) والحاكم (4/ 318) وتمام في "فوائده" (ق 77) وأبو نعيم في "الصحابة" (5826) والقضاعي (1022 و 1023) والبيهقي في "الشعب" (9827) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 485) والمزي في "التهذيب" (24/ 187 - 188 و188) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 883) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن كعب بن عياض به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن كعب بن عياض إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن صالح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عبد البر: وهو حديث صحيح" الاستيعاب 9/ 251 وقال الذهبي: إسناده صالح" وصححه الألباني وقال: بل هو على شرط مسلم" الصحيحة 592 قلت: الصحابي لم يخرج له مسلم شيئا، والباقون كلهم ثقات إلا أنّ جيبر بن نفير لم يذكر سماعا من كعب بن عياض، ولم أر أحداً ذكر أنّه سمع منه فالله أعلم. وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن عبد الله بن أبي أوفى ¬

_ (¬1) 14/ 29 (كتاب الرقاق - باب ما يتقى من فتنة المال)

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (3/ 249) عن إبراهيم بن محمد ثنا علي بن قتيبة ثنا مالك عن موسى الأحمر عن أبي هريرة رفعه "لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال" وقال: ليس له أصل من حديث مالك ولا من وجه يثبت، وعلي بن قتيبة الرفاعي بصري يحدث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له" وقال ابن عدي: علي بن قتيبة منكر الحديث" وقال الخليلي: ليس بالقوي، يتفرد عن مالك بأحاديث" الإرشاد 1/ 243 وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى فأخرجه القضاعي (1024) من طريق المفضل بن المختار عن فائد أبي الورقاء عن عبد الله بن أبي أوفى رفعه "لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال". وإسناده ضعيف جدا، فائد متروك واتهم بوضع الحديث. 1330 - "إنّ لكل نبي حوضا" قال الحافظ: أخرج الترمذي من حديث سَمُرَة رفعه: فذكره، وأشار إلى أنّه اختلف في وصله وأرساله وأنّ المرسل أصح. قلت: والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لكل نبي حوضا وهو قائم على حوضه بيده عصا يدعو من عرف من أمته ألا إنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا، وإني لأرجو أن كون أكثرهم تبعا" وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سمرة موصولا مرفوعا مثله، وفي سنده لين، وأخرج ابن أبي الدنيا أيضا من حديث أبي سعيد رفعه "وكل نبي يدعو أمته، ولكل نبي حوض، فمنهم من يأتيه الفئام، ومنهم من يأتيه العُصْبة، ومنهم من يأتيه الواحد، ومنهم من يأتيه الاثنان، ومنهم من لا يأتيه أحد، وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة" وفي إسناده لين" (¬1) ضعيف وله عن سمرة طريقان: الأول: يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة رفعه "إنّ لكل نبي حوضا، وإنّهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أنْ أكون أكثرهم واردة" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 44) والترمذي (2443) وابن أبي عاصم في ¬

_ (¬1) 14/ 262 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

"السنة" (734) والطبراني في "الكبير" (6881) وفي "مسند الشاميين" (2647) من طرق عن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي (¬1) ثنا سعيد بن بشير به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير ولعنعنة قتادة والحسن فإنّهما مدلسان، والحسن مختلف في سماعه من سمرة، واختلف عنه كما سيأتي. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، ولم يذكر فيه عن سمرة، وهو أصح" قلت: وهو كما قال، فقد رواه هشام بن حسان عن الحسن مرسلا. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم بن حماد 404) وتابعه حزم بن أبي حزم عن الحسن مرسلا. أخرجه ابن أبي الدنيا كما في "الفتن" لابن كثير (ص 263) عن خالد بن خداش البصري ثنا حزم به. قال ابن كثير: وهذا مرسل عن الحسن، وهو حسن، صححه يحيى بن سعيد القطان وغيره، وقد أثنى شيخنا الحافظ المزي بصحة هذا الحديث بهذه الطرق" قلت: إسناده إلى الحسن حسن، خالد بن خداش مختلف فيه والأكثر على توثيقه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وقد احتج به مسلم. وحزم بن أبي حزم احتج به البخاري ووثقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن. الثاني: يرويه محمد بن إبراهيم بن خُبَيْب بن سليمان بن سمرة ثنا جعفر بن سعد بن سمرة عن خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة رفعه "إنّ الأنبياء يتباهون أيهم كثر أصحابا من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة، فإنّه كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته، ولكل أمة سِماً يعرفهم بها نبيهم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7053) عن موسى بن هارون البزاز ثنا مروان بن جعفر السمري ثنا محمد بن إبراهيم به. قال الهيثمي: وفيه مروان بن جعفر السمري وثقه ابن أبي حاتم، وقال الأزدي: يتكلمون فيه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 363 ¬

_ (¬1) تابعه عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (293)

قلت: بقية رجاله غير شيخ الطبراني مجهولون. أما محمد بن إبراهيم بن خبيب فذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته وقال: لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا مروان بن جعفر السمري. وأما جعفر بن سعد بن سمرة فذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الاشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر والحافظ في "التقريب": ليس بالقوي. وأما خبيب بن سليمان بن سمرة فقال ابن حزم والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال عبد الحق: ليس بقوي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وأما سليمان بن سمرة فقال ابن القطان الفاسي: حاله مجهولة. وقال أيضا: ما من هؤلاء من يعرف حاله وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم. وللحديث شاهد عن أبي سعيد وآخر عن ابن عباس. فأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 453 و 13/ 146) وعنه ابن ماجه (4301) وابن أبي عاصم في "السنة" (723) عن محمد بن بشر العبدي وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 109 - 110) واللالكائي في "السنة" (2118) عن إسحاق بن يوسف الأزرق وابن أبي الدنيا في "الأهوال" كما في "الفتن" لابن كثير (ص 262) وأبو القاسم البغوي كما في "إتحاف السادة" (10/ 502) واللالكائي (2117) عن عيسى بن يونس ثلاثتهم عن زكريا بن أبي زائدة عن عطية عن أبي سعيد رفعه "إنّ لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى البيت المقدس، أشدّ بياضا من اللبن، آنيته عدد النجوم، وكل نبي يدعو أمته، ولكل نبي حوض، فمنهم من يأتيه الفئام، ومنهم من يأتيه العصبة، ومنهم من يأتيه النفر، ومنهم من يأتيه الرجلان والرجل، ومنهم من لا يأتيه أحد، فيقال: لقد بلغت وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة" اللفظ لابن أبي الدنيا وإسناده ضعيف لضعف عطية العَوْفي.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي الدنيا كما في "الفتن" لابن كثير (ص 262) ثنا العباس بن محمد ثنا الحسين بن محمد المَرُّوْذي ثنا محصن بن عقبة اليمامي عن الزبير بن شبيب عن عثمان بن حاضر عن ابن عباس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوقوف بين يدي رب العالمين: هل فيه ماء؟ فقال "إي والذي نفسي بيده، إنّ فيه الماء. إنّ أولياء الله ليردون حياض الأنبياء ويبعث الله سبعين ألف ملك في أيديهم العصي من نار يذودون الكفار عن حياض الأنبياء" قال ابن كثير: وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس هو في شيء من الكتب الستة" قلت: ومحصن والزبير لم أر من ذكرهما. 1331 - "إنّ لكل نبي دعوة مستجابة" قال الحافظ: أخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن الزهري عن القاسم قال: اجتمع أبو هريرة وكعب، فحدّث أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، فقال كعب، أفلا أخبرك عن إبراهيم؟ لما أُري أنّه يذبح ابنه إسحاق قال الشيطان: إنْ لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا، فذهب إلى سارة فقال: أين ذهب إبراهيم بابنك؟ ... " (¬1) وتمام المرفوع: وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة. وقد أخرجه البخاري (فتح 13/ 340 - 341) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به. 1332 - عن جابر بن عبد الله قال: كانت ديارنا بعيدة من المسجد فأردنا أنْ نبتاع بيوتا فنقرب من المسجد، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إنّ لكم بكل خطوة درجة" قال الحافظ: رواه مسلم من طريق أبي الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره. وللسراج من طريق أبي نَضْرة عن جابر: أرادوا أنْ يقربوا من أجل الصلاة، ولابن مردويه من طريق أخرى عن أبي نضرة عنه قال: كانت منازلنا بسلع" (¬2) صحيح وله عن جابر طرق: الأول: يرويه أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: كانت ديارنا نائية عن ¬

_ (¬1) 16/ 32 (كتاب التعبير - باب رؤيا إبراهيم عليه السلام) (¬2) 2/ 280 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب احتساب الآثار)

المسجد، فأردنا أنْ نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّ لكم بكل خطوة درجة" أخرجه مسلم (664) الثاني: يرويه أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي عن جابر قال: أراد بنو سلمة أنْ يتحولوا إلى قرب المسجد. قال: والبقاع خالية، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم" فقالوا: ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا. أخرجه مسلم (1/ 462) والطبري في "تفسيره" (22/ 154) وأبو عوانة (1/ 388) والطبراني في "الأوسط" (4376) والبيهقي (3/ 64) من طريق كَهْمَس بن الحسن البصري عن أبي نضرة به. ورواه سعيد الجُرَيْري عن أبي نضرة عن جابر قال (¬1): خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أنْ ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم "إنه بلغني أنكم تريدون أنْ تنتقلوا قرب المسجد" قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال "يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم" أخرجه أحمد (3/ 332 - 333 و 371 و 390) ومسلم (665) وأبو يعلى (2157) والطبري (22/ 154) وأبو عوانة (1/ 387 - 388) وابن حبان (2042) والبيهقي في "الشعب" (2628 و 2629) ورواه داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن جابر قال: فذكر نحو حديث الجريري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4593) الثالث: يرويه طالب بن حبيب المدني ثنا عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال: أردنا بنو سلمة أنْ نتحول من منازلنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اثبتوا فإنكم أوتادها، وما من عبد يخطو خطوة إلى الصلاة إلا كتب له بها أجر" أخرجه الطيالسي (ص 242) وإسناده حسن، طالب بن حبيب مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وقال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء". ¬

_ (¬1) وفي لفظ لأحمد وأبي عوانة "أردنا أن نبيع دورنا ونتحول قريبا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل الصلاة، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا فلان -لرجل من الأنصار- دياركم فإنها تكتب آثاركم"

وعبد الرحمن بن جابر وثقه النسائي وغيره. الرابع: يرويه موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن جابر قال: كانت منازلنا قاصية، فأردنا أنْ ندنو من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستشرناه، فقال "اثبتوا في مساكنكم، ما من مؤمن يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يعمد إلى المسجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ومحا عنه سيئة" أخرجه عبد بن حميد (1149) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة به. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي. 1333 - "إنّ للشهيد عند الله سبع خصال" فذكر الحديث وفيه "ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين" قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا: فذكره، وإسناده حسن، وأخرجه الترمذي من حديث المِقدام بن معد يكرب وصححه" (¬1) صحيح ورد من حديث عبادة من الصامت ومن حديث المقدام بن معد يكرب ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث قيس الجذامي. فأما حديث عبادة فله عنه طريقان: الأول: يرويه خالد بن مَعدان عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبادة رفعه "إنّ للشهيد عند الله خصالا، يغفر في أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الأيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه". أخرجه سعيد بن منصور (2563) عن إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان به. وأخرجه أحمد (4/ 131) عن الحكم بن نافع الحمصي ¬

_ (¬1) 6/ 356 (كتاب الجهاد - باب الحور العين وصفتهن)

وابن أبي عاصم في "الجهاد" (207) عن إسحاق بن إدريس الأسواري والهيثم بن كليب في "مسنده" (1260) عن داود بن عمرو الضبي ثلاثتهم عن إسماعيل بن عياش به. قال المنذري: رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن" الترغيب 2/ 320 وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني ثقات" المجمع 5/ 293 وقال الألباني: إسناده صحيح" أحكام الجنائز ص 50 قلت: وهو كما قال، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ بحير بن سعد حمصي، واختلف في هذا الحديث على إسماعيل بن عياش كما سيأتي. الثاني: يرويه موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى ابن أخي عبادة بن الصامت عن عبادة رفعه "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له بأول دفعة من دمه، ويحل عليه حلة الكرامة أو قال حلة الإيمان، ويؤمن من الفزع الأكبر، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، - قال البزار: وأظنه "ويهون عليه الموت". أخرجه البزار (2696 و 2715) عن خالد بن يوسف بن خالد ثني أبي أنا موسى بن عقبة به. ويوسف بن خالد هو السمتي قال النسائي: متروك الحديث، وكذبه ابن معين والفلاس. وأما حديث المقدام فأخرجه عبد الرزاق (9559) وسعيد بن منصور (2562) عن إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام رفعه: فذكر مثل حديث عبادة. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 266 - 267) وفي "مسند الشاميين" (1120) ومن طريق سعيد أخرجه البيهقي في "الشعب" (3949) وأخرجه أحمد (4/ 131) ومن طريقه ابن بشران (761)

عن أسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي وعن الحكم بن نافع الحمصي وابن ماجه (2799) عن هشام بن عمار الدمشقي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (204) والطبراني في "مسند الشاميين" (1120) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد" (10) عن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي وابن أبي عاصم (206) عن إسحاق بن إدريس الأسواري والبيهقي في "الشعب" (3949) عن يحيى بن يحيى النيسابوري والهيثم بن كليب في "مسنده" (1259) عن داود بن عمرو الضبي وابن شاهين في "الترغيب" (439) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي كلهم عن إسماعيل بن عياش به. وإسناده صحيح كذلك، ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه بَقية بن الوليد عن بحير بن سعد به. أخرجه الترمذي (1663) من طريق نعيم بن حماد ثنا بقية به. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب" قلت: نعيم اختلفوا فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 67) عن أبي يِزيد القراطيسي ثنا يعقوب بن عباد المكي ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الله بن يزيد عن ابن عمرو رفعه "للشهيد ست خصال: يغفر له بأول دفعة من دمه، ويؤمن من الفزع، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر".

قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف" المجمع 5/ 293 قلت: وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، ويعقوب بن عباد المكي لم أقف له على ترجمة. وأما حديث أبي مالك الأشعري فأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (205) عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا ابن عياش ثني سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن ابن مُعَانق الأشعري عن أبي مالك رفعه: فذكر نحو حديث المقدام. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن يوسف الرَّحبي. وهذا الاختلاف في هذا الحديث على إسماعيل بن عياش إنما هو من إسماعيل نفسه، لأن سعيد بن منصور وغيره رووه عن إسماعيل على أكثر من وجه. وأما حديث قيس الجذامي فأخرجه ابن سعد (7/ 426) وأحمد (4/ 200) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 143 - 144) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1974) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 355) وأبو نعيم في "الصحابة" (5722) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 415) عن زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2734) والطبراني في "مسند الشاميين" (204) وأبو نعيم في "الصحابة" (5722) والبيهقي في "الشعب" (3948) عن بقية بن الوليد والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (146) وفي "الشعب" (3947) عن يزيد بن خالد بن مرشل ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي -رجل كانت له صحبة- رفعه "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر الله له عند أول دفعة من دمه كل خطيئة، ويُجار من عذاب القبر، ويُحلى بحلة الإيمان, ويُرى مقعده من الجنة، ويُؤمن من الفزع الأكبر، ويُزوج من الحور العين". واللفظ للطبراني قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه أبو حاتم وجماعة، وضعفه جماعة" المجمع 5/ 293 قلت: هو حسن الحديث، ولم ينفرد أبوه به بل تابعه زيد بن واقد الدمشقي عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5723) عن محمد بن محمد بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا الهيثم بن حميد عن زيد بن واقد به. شيخ أبي نعيم ما عرفته، وأظنّه الحاكم أبو أحمد النيسابوري، والباقون كلهم ثقات. والحديث اختلف فيه على مكحول، فرواه وكيع عن سفيان عن بُرد بن سنان عن مكحول قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 307 - 308) وإسناده صحيح. - واختلف فيه على كثير بن مرة أيضا، فرواه أبو قرة موسى بن طارق اليماني عن عباد عن كثير بن مرة ثنا في الجذامي عن معاذ بن جبل. أخرجه ابن بشران في "الأمالي" (1057) 1334 - "إنّ للموت فزعا" قال الحافظ: ويؤيد الثاني رواية أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، أخرجه ابن ماجه، وعن ابن عباس مثله عند البزار" (¬1) صحيح وحديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 357) وأحمد (2/ 287 و 343) وابن ماجه (1543) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّت به جنازة يهودي فقام (¬2)، فقيل له: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي، فقال "إنّ للموت فزعا" السياق لأحمد قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 37 قلت: بل حسن للخلاف في محمد بن عمرو. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 838) عن الفضل بن سهل الأعرج وأحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي قالا: ثنا موسى بن داود ثنا قيس عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّت به جنازة فقام، فقيل له، فقال "إنّ للموت فزعا" ¬

_ (¬1) 3/ 423 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي) (¬2) وفي لفظ "فقام وقال لمن معه: قوموا فإنّ الموت فزع"

قال الهيثمي: وفيه قيس بن الربيع الأسدي وفيه كلام" المجمع 3/ 27 قلت: ضعفه الجمهور، وأبو هاشم هو الرماني واسمه يحيى وثقه أحمد وجماعة. وفي الباب عن جابر قال: مرّت جنازة فقام لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمنا معه، فقلنا: يا رسول الله، إنها يهودية، فقال "إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا" أخرجه البخاري (فتح 3/ 423) ومسلم (960) واللفظ له. 1335 - "إنّ لله باباً في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة" قال الحافظ: رواه أحمد بن حنبل عن رَوح بن عبادة عن أشعث عن الحسن مرسلا" (¬1) قلت: ورواته ثقات، وأشعث هو ابن عبد الملك الحُمْرَاني. 1336 - "إنّ لله سرايا من الملائكة تقف وتحل بمجالس الذكر في الأرض" قال الحافظ: وفي حديث جابر عند أبي يعلى: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" 1337 - "إنّ لله عبادا لا يكلمهم الله تعالى" الحديث وفيه "ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني من طريق سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 440) عن رشدين بن سعد المصري والخرائطي في "المساوئ" (88) والطبراني في "الكبير" (20/ 195) عن يحيى بن أيوب المصري كلاهما عن زَبَّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رفعه "إنّ لله تبارك ¬

_ (¬1) 8/ 25 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لوكنت متخذا خليلا) (¬2) 13/ 469 (كتاب الدعوات - باب فضل ذكر الله عز وجل) (¬3) 15/ 43 (كتاب الفرائض - باب إثم من تبرأ من مواليه)

وتعالى عبادا لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم" قيل له: من أولئك يا رسول الله؟ قال "متبرئ من والديه راغب عنهما، ومتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم" وإسناده ضعيف لضعف زبان بن فائد، وسهل بن معاذ مختلف فيه. 1338 - عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى عليه وقال: "إنّ له مرضعا في الجنة، لو عاش لكان صِدِّيقا نبيا ولأعتقت أخواله القبط" قال الحافظ: أخرج ابن ماجه من حديث ابن عباس قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (1511) عن عبد القدوس بن محمد الحَبْحَابي وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (709) عن أحمد بن داود المكي قالا: ثنا داود بن شبيب الباهلي ثنا إبراهيم بن عثمان ثنا الحكم بن عُتيبة عن مِقْسم عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال "إنّ له مرضعا في الجنة، ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي". ورواه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 270) عن إبراهيم بن عثمان به. قال أبو نعيم: تفرد به أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن عثمان أبو شيبة، وله شاهد في صحيح البخاري وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى" مصباح الزجاجة 2/ 33 وقال الحافظ: وفي إسناده أبو شيبة الواسطي إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف" الإصابة 1/ 151 قلت: وهو كما قال، وللحديث شاهد من حديث البراء بن عازب ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث الشعبي مرسلا. ¬

_ (¬1) 13/ 199 (كتاب الأدب - باب من سمى بأسماء الأنبياء)

فأما حديث البراء فيرويه شعبة عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء قال: لما مات إبراهيم عليه السلام قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ له مرضعا في الجنة" أخرجه البخاري (فتح 13/ 199) وأما حديث أنس فأخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (1/ 152) وأبو نعيم في "المعرفة" (710) من طريق أبي عامر الأسدي عن سفيان عن السُّدِّي عن أنس قال: توفي إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال النبي "ادفنوه بالبقيع، فإنّ له مرضعا تتم رضاعه في الجنة". أبو عامر الأسدي واسمه القاسم بن محمد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ورواه غيره عن سفيان بغير هذا اللفظ. فأخرج ابن سعد (1/ 140) وأحمد (3/ 280 - 281) من طريق أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك قلت: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنه إبراهيم؟ قال "لا أدري، رحمة الله على إبراهيم لو عاش كان صديقا نبيا" وأخرج أحمد (3/ 133) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن السدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: لو عاش إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - لكان صديقا نبيا" وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (711) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وإسناده حسن رواته ثقات غير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف". وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى فيرويه إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لابن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: مات صغيرا ولو قضي أنْ يكون بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده. أخرجه البخاري (فتح 13/ 199) وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن سعد (1/ 139) وابن أبي شيبة (3/ 379) عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي رفعه "إنّ له مرضعا في الجنة تتم بقية رضاعته" يعني إبراهيم. ورواته ثقات.

1339 - "إنّ لهذا الحجر لسانا وشفتين، يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق" قال الحافظ: وفي صحيح ابن خزيمة أيضا عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، وصححه أيضا ابن حبان والحاكم، وله شاهد من حديث أنس عند الحاكم أيضا" (¬1) حسن أخرجه أحمد (1/ 247 و 266 و 291 و 307 و 371) والدارمي (1846) وأبو الوليد الازرقي في "أخبار مكة" (1/ 323) وابن ماجه (2944) والترمذي (961) والفاكهي في "أخبار مكة" (2 و 3) وأبو يعلى (2719) وابن خزيمة (2734 و 2735 و 2736) وابن حبان (3711 و 3712) والطبراني في "الكبير" (12479) والحاكم (1/ 457) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 243) وابن بشران في "الأمالي" (1356) والبيهقي (5/ 75) وفي "الصغرى" (1627) وفي "الشعب" (3745 و 3746 و 3747) وإسماعيل الإصبهاني في "الترغيب" (1059) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 264) وفي "تنوير الغبش" (16) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا. وفي لفظ "ليبعثنّ الله الحجر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد به على من استلمه بحق". قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن خثيم" قلت: وهو مختلف فيه وحديثه في مرتبة الحسن. طريق أخرى: قال الطبراني في "الكبير" (11432): ثنا إبراهيم بن أحمد الوكيعي ثنا بكر بن محمد القرشي ثنا الحارث بن غسان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه "يبعث الله الحجر الأسود والركن اليماني يوم القيامة ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء". قال الهيثمي: وبكر بن محمد القرشي والحارث بن غسان كلاهما لم أعرفه" المجمع 3/ 242 قلت: ورواه عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يُبعث الركن يوم القيامة له لسان ينطق به، وعينان يبصر بهما، وهو يمين الله تعالى التي يصافح بها عباده" ¬

_ (¬1) 4/ 207 - 208 (كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود)

أخرجه الفاكهي (14) وابن المؤمل مختلف فيه. وللحديث شاهد عن ابن عمرو وعن عائشة وعن أبي سعيد فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 211) وابن خزيمة (2737) والطبراني في "الأوسط" (567) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 185) والحاكم (1/ 457) وإسماعيل الأصبهاني (1058) من طريق عبد الله بن المؤمل قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث عن ابن عمرو رفعه "يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قُبَيْس له لسان وشفتان، يتكلم عمن استلمه بالنية، وهو يمين الله التي يصافح بها خلقه". قال الحاكم: صحيح" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الله بن المؤمل ضعيف" وقال المنذري: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 2/ 194 وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 242 قلت: عبد الله بن المؤمل مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وذكره في "الثقات" ظنا منه أنه غيره فقال: عبد الله بن المؤمل بن وهب المخزومي يروي عن عطاء بن أبي رباح روى عنه منصور بن سفيان، وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك. قال الحافظ: فهذا ابن حبان إنما وثق هذا لأنّه ظنه غيره، والحق أنّه هو، ولفظة "يخطئ" لم أرها فيه" التهذيب 6/ 46 وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2995) عن إسماعيل بن قيراط الدمشقي ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا الوليد بن عباد عن خالد الحَذَّاء عن عطاء عن عائشة مرفوعا "أَشهدوا هذا الحجر خيراً، فإنه يوم القيامة شافع مشفع، له لسان وشفتان، يشهد لمن استلمه" وقال: لم يروه عن خالد الحذاء إلا الوليد" وقال المنذري: ورواته ثقات إلا أنّ الوليد بن عباد مجهول" الترغيب 2/ 194

وقال الهيثمي: وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 242 قلت: الوليد بن عباد ذكره ابن عدي وقال: ليس بمستقيم ولا يَروي عنه غير إسماعيل بن عياش، والوليد بن عباد ليس بالمعروف" الكامل 7/ 2545 و 2546 وأما حديث أبي سعيد فسيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود ... " 1340 - "إنّ لهذه البيوت عَوَامر، فإذا رأيتم منها شيئا فَحَرِّجُوا عليه ثلاثا، فإنْ ذهب وإلا فاقتلوه" قال الحافظ: وعند مسلم (2236) من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (¬1) 1341 - "إنّ مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها كبقية يومكم هذا فيما مضى منه" قال الحافظ: أورد أبو جعفر بن جرير الطبري في مقدمة تاريخه حديث أنس: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما وقد كادت الشمس تغيب. فذكر نحو الحديث الأول عن ابن عمر (¬2)، ومن حديث أبي سعيد بمعناه: قال عند غروب الشمس: فذكره، وحديث أبي سعيد أخرجه أيضا وفيه علي بن زيد بن جُدْعان وهو ضعيف، وحديث أنس أخرجه أيضا وفيه موسى بن خلف" (¬3) حديث أبي سعيد أخرجه أحمد وغيره من طرق عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: فذكر الحديث وفيه طول. وقال في آخره: وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه" وقد تقدم الكلام عليه في حرف الصاد. ولم ينفرد علي بن زيد به بل تابعه: 1 - مَطَر الوراق عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا حتى لم ¬

_ (¬1) 7/ 159 (كتاب بدء الخلق - باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البَقَرَة: 164]) (¬2) رواه البخاري. (¬3) 14/ 136 (كتاب الرقاق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين)

يبق إلا حمرة على سعف النخل، فقال "إنّه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا" أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (189) عن محمد بن إسماعيل البخاري (¬1) أنا عيسى بن إبراهيم البصري أنا عبد العزيز بن مسلم أنا مطر الوراق به. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (283) عن ابن أبي عاصم به. وإسناده حسن. 2 - عطاء بن ميسرة الخراساني أنّ أبا نضرة حدثه عن أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم العصر ثم قام فيهم خطيبا، فذكر الحديث وقال في آخره "ألا وإنّ ما مضى من الدنيا فيما بقي كما مضى من يومكم هذا فيما بقي، وذاك حين اصفرت الشمس وتغيب" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3829) عن علي بن سعيد الرازي ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي ثنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي عن عطاء به. وإسماعيل بن إبراهيم لم أقف له على ترجمة (¬2)، وعلي بن سعيد وعلي بن الحسين مختلف فيهما، والحسين وعطاء صدوقان، وأبو نضرة العبدي ثقة. 3 - داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا ببعضه. أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (91) وقال: إسناده صحيح" وحديث أنس أخرجه البزار كما في "المجمع" (10/ 311) والطبري في "تاريخه" (1/ 11 - 12) من طريق خلف بن موسى بن خلف البصري ثني أبي عن قتادة عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب أصحابه يوما وقد كادت الشمس أنْ تغيب، ولم يبق منها إلا شق يسير فقال "والذي نفس محمد بيده ما بقي من دنياكم فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه، وما ترون من الشمس إلا اليسير" قال الهيثمي: رواه البزار من طريق خلف بن موسى عن أبيه وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح" ¬

_ (¬1) وتابعه إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا عيسى بن إبراهيم به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7431) (¬2) وتابعه مُطهْر بن الحكم المروزي ثنا علي بن الحسين به. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (4/ 2053)

قلت: قتادة مدلس وقد عنعن. وفي الباب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظر إلى الشمس عند غروبها على أطراف سعف النخل "ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه" قال الهيثمي: رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 311 1342 - "إنّ من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا" قال الحافظ: وللترمذي من حديث جابر رفعه: فذكره، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولأحمد والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أبي ثعلبة نحوه وقال "أحاسنكم أخلاقا" وسياقه أتم" (¬1) صحيح ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي ثعلبة الخشني ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة فأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (2018) والخرائطي في "المكارم" (1/ 34) وفي "المساوئ" (63 و 583) والطبراني في "المكارم" (6) وابن المقرئ في "المعجم" (441) والخطيب في "التاريخ" (4/ 62 - 63) من طرق عن حَبّان بن هلال البصري ثنا مبارك بن فضالة ثني عبد ربه بن سعيد ثني محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "إنّ من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا (¬2)، وإنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون" قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال "المتكبرون" اللفظ للترمذي وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (708) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا مبارك بن فضالة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وروى بعضهم هذا الحديث ¬

_ (¬1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق) (¬2) زاد الطبراني "الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون".

عن المبارك بن فضالة عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر فيه عن عبد ربه بن سعيد، وهذا أصح (¬1) " وقال العراقي: أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" من حديث جابر بسند ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء 2/ 155 قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير مبارك بن فضالة وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون فهو حسن الحديث، ونسبه جماعة إلى التدليس فلا يحتج به إلا إذا صرّح بالتحديث، وقد صرّح هنا بالتحديث فانتفى التدليس. قال أبو زرعة: مبارك بن فضالة يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة. وقال يحيى القطان: لم أقبل منه شيئاً إلا شيئا يقول فيه حدثنا. وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "ألا أخبركم بأحبكم إلىّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ " فسكت القوم. فأعادها مرتين أو ثلاثا. قال القوم: نعم يا رسول الله. قال "أحسنكم خلقا" أخرجه أحمد (2/ 185) واللفظ له عن يونس بن محمد المؤدب وأبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي والبخاري في "الأدب المفرد" (272) عن عبد الله بن صالح المصري والبيهقي في "الشعب" (7619) عن يحيى بن عبد الله بن بكير أربعتهم عن الليث بن سعد ثني يزيد بن الهاد عن عمرو بن شعيب به. ¬

_ (¬1) قلت: بل الرواية الأولى أصح لأنّ فيها تصريح مبارك بن فضالة بالتحديث من عبد ربه بن سعيد فلعله دلسه في الرواية التي صححها الترمذي، ولا يبعد ذلك لأنّ مبارك مشهور بالتدليس. والحديث اختلف فيه على ابن المنكدر، فرواه هشام بن سعد عن ابن المنكدر مرسلا. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (454) وهشام مختلف فيه.

واختلف فيه على يونس بن محمد المؤدب، فرواه العباس بن محمد الدوري عنه عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 36) واختلف فيه على يزيد بن الهاد أيضا، فرواه إبراهيم بن سعد الزهري عنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن محمد بن عبد الله عن ابن عمرو، فزاد محمد بن عبد الله. أخرجه أحمد (2/ 217 - 218) أبو يعلى (إتحاف الخيرة 7032 و 7033) وابن حبان (485) الثاني: يرويه شعبة عن الأعمش: سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن ابن عمرو قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال "إنّ من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقا" أخرجه الطيالسي (ص 297) وأحمد (2/ 189) والبخاري (فتح 8/ 103) والخرائطي في "المكارم" (ص 5) وأما حديث أبي ثعلبة فأخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7005) وابن أبي شيبة (8/ 515) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 7005) وأحمد (4/ 193 و194) وهناد في "الزهد" (1255) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (177) وفي "المداراة" (88) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 852) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 7007) والخرائطي في "المكارم" (1/ 32) وفي "المساوئ" (62) وابن حبان (482 و 5557) والطبراني في "الكبير" (22/ 221) وفي "مسند الشاميين" (3490) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 97 و5/ 188) وفي "الأربعين الصوفية" (20) وفي "الصحابة" (1677) والبيهقي في "الشعب" (4616 و7622 و7623) والخطيب في "الفقيه" (2/ 111) والهروي في "ذم الكلام" (ق 14) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (358) والبغوي في "شرح السنة" (3395) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد" (23) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 147 - 148) من طرق عن داود بن أبي هند عن مكحول عن أي ثعلبة رفعه "إنّ أحبكم إليّ وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقا، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون" ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة فإنّه لم يسمع منه (¬1). ¬

_ (¬1) انظر حديث "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها"

قال ابن عساكر: هذا حديث حسن على انقطاعه بين مكحول وأبي ثعلبة" وقال المنذري: رواه أحمد ورواته رواة الصحيح" الترغيب 3/ 412 وقال الذهبي: ورواته ثقات، لكنه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة" وقال العراقي: رواه أحمد من حديث أبي ثعلبة وفيه انقطاع، مكحول لم يسمع من أبي ثعلبة" إتحاف السادة 8/ 343 وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 8/ 21 وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10424) عن أحمد بن زهير التستري ثنا عباد بن الوليد الغبري ثنا حبان بن هلال ثنا صدقة الزماني عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود رفعه "إنّ أحبكم إليّ يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ يوم القيامة المتشدقون المتفيهقون" وإسناده ضعيف، صدقة هو ابن هرمز أبو محمد الزماني قال ابن معين: ضعيف (الجرح 2/ 1/ 431) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة" (146) وفي "الصمت" (253) والطبراني في "الأوسط" (7693) وفي "الصغير" (2/ 25) وابن بشران (515) والخطيب في "التاريخ" (5/ 263 - 264) والحافظ في "الأمالي السفرية" (ص 47 - 48) من طريق صالح المُرِّي عن سعيد الجُرَيْري عن أبي عثمان النَّهْدي عن أبي هريرة رفعه "إنّ أحبكم إليّ أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يَألفون ويُؤلفون، وإنّ أبغضكم أليّ المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الملتمسون للبرآء العيب" اللفظ للطبراني وقال: لم يروه عن الجريري إلا صالح المري" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وفي صالح بن بشير المري وهو ضعيف" المجمع 8/ 21 وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7737) عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "من أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان، وإنّ من أقربكم إليّ يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا". وإسناد. حسن رواته كلهم ثقات غير القاسم بن عبد الرحمن الشامي وهو صدوق.

1343 - حديث سعيد بن زيد رفعه "إنّ من أربي الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وله شاهد عند البزار وابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة" (¬1) حسن أخرجه أحمد (1/ 190) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 108 - 109) و"الأوسط" (1/ 200) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 292) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي أنا شعيب بن أبي حمزة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ثنا نوف بن مُسَاحِق عن سعيد بن زيد رفعه "مِنْ أربى الربا الاستطالة في عرض مسلم بغير حق، وإنّ هذه الرَّحم شُجْنَة من الرحمن فمن قطعها حرّم الله عليه الجنة" ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي (10/ 241) وفي "الصغرى" (4307) وفي "الشعب" (6284) وفي "الآداب" (160) وأخرجه أبو داود (4876) والبزار (1264) والهيثم بن كليب في "مسنده" (208 و230) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 260) والطبراني في "الكبير" (357) وفي "مسند الشاميين" (2937) والحاكم (4/ 157) والخطيب في "التاريخ" (6/ 363) والمزي في "التهذيب" (30/ 69 - 70) من طرق عن أبي اليمان به. قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعيد بن زيد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق وهو ثقة" المجمع 8/ 150 قلت: إسناده صحيح إنْ كان نوفل بن مساحق سمع من سعيد بن زيد فإنّه لم يذكر منه سماعا، ولم أر أحداً ذكر أنّه سمع منه فالله أعلم. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها، منها: 1 - عن البراء بن عازب رفعه "الربا اثنان وسبعون بابا، أدناها إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه" ¬

_ (¬1) 13/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7147) عن محمد بن عبد الرحيم الديباجي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن البراء به (¬1). وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عمر بن راشد، ولا رواه عن عمر بن راشد إلا معاوية بن هشام، ولا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد" وقال المنذري: رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية عمر بن راشد وقد وثق" الترغيب 3/ 8 وقال الهيثمي: وفيه عمر بن راشد وثقه العجلي وضعفه جمهور الأئم" المجمع 4/ 117 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عمر بن راشد" مختصر الإتحاف 8/ 281 قلت: اختلف في هذا الحديث على عمر بن راشد، فرواه عبد الرزاق (15345) عنه عن يحيى بن أبي كثير عن رجل من الأنصار رفعه "الربا أحد وسبعون، أو قال: ثلاثة وسبعون حَوْبا، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإنّ أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم" وإسناده ضعيف لضعف عمر بن راشد، وقد تكلموا في روايته عن يحيى بن أبي كثير. قال أحمد: حدّث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير" (¬2) وقال البخاري: حديثه عن يحيى بن أبي كثير مضطرب، ليس بقائم" واختلف في هذا الحديث على يحيى بن أبي كثير: • فرواه عكرمة بن عمار عنه ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة رفعه "الربا سبعون بابا أدناها كالذي يقع على أمه" أخرجه ابن الجارود (647) والبغوي في "تفسيره" (1/ 300) عن النضر بن محمد اليمامي والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 95) والعقيلي (2/ 257) والبيهقي في "الشعب" (5133) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 244 - 245 و 245) ¬

_ (¬1) ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2745) عن معاوية بن هشام به. (¬2) وكذا قال البزار والحاكم وأبو نعيم الأصبهاني.

عن عبد الله بن زياد اليمامي وابن عدي (5/ 1913) والبيهقي في "الشعب" (5132) عن عفيف بن سالم الموصلي قالوا: ثنا عكرمة بن عمار به. قال البيهقي: غريب بهذا الإسناد وإنما يعرف بعبد الله بن زياد عن عكرمة، وعبد الله بن زياد هذا منكر الحديث" وقال المنذري: رواه البيهقي بإسناد لا بأس به" الترغيب 3/ 6 قلت: أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير ضعيفة. قاله يحيى القطان وأحمد وغيرهما. • ورواه طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس. أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 246) وقال: ليس بصحيح، تفرد به طلحة بن زيد قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث" 2 - عن أنس قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر أمر الربا، وعظم شأنه، وقال "إنّ الدرهم يصيبه الرجل من الربا، أعظم عند الله في الخطيئة، من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإنّ أربى الربا عرض الرجل المسلم" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة" (36) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي قال: ذكر أبو مجاهد عن ثابت البُنَاني عن أنس به. وأخرجه ابن عدي (4/ 1548) في ترجمة أبي مجاهد عبد الله بن كيسان المروزي ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 245) عن أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق به. ولم ينفرد محمد بن علي بن الحسن بن شقيق به بل تابعه محمد بن موسى الفاشاني ثنا علي بن الحسن بن شقيق به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5135) وقال: تفرد به أبو مجاهد عبد الله بن كيسان المروزي عن ثابت وهو منكر الحديث"

وقال ابن الجوزي: ليس بصحيح، أبو مجاهد واسمه عبد الله بن كيسان المروزي قال البخاري: منكر الحديث" وقال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة المتقين 7/ 535 قال الزبيدي: قلت: ليس فيه من وصف بالضعف، وأبو مجاهد سعد الطائي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: إنه لا بأس به، ونسبه فقال: سعد بن عبيد الطائي الكوفي روى له البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه" كذا قال، وإنما هو عبد الله بن كيسان المروزي فإنّه هو الذي يروي عن ثابت البناني وعنه علي بن الحسن بن شقيق، وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 3 - عن ابن مسعود رفعه "الربا ثلاثة وسبعون بابا، أيسرها مثل أنْ ينكح الرجل أمّه، وإنّ أربى الربا عرض الرجل المسلم". أخرجه ابن ماجه (2275) والحاكم (2/ 37) واللفظ له وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 61) والبيهقي في "الشعب" (5131) من طريق أبي حفص عمرو بن علي الصيرفي ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح، والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلا وهما، وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في إسناده" وقال العراقي: إسناده صحيح" إتحاف السادة المتقين 8/ 327 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" وابن أبي عدي اسمه محمد بن إبراهيم وهو ثقة تفرد برواية هذا الحديث عن شعبة، رواه البزار في "مسنده" ورجاله رجال الصحيح" مصباح الزجاجة 3/ 34 - 35 قلت: رفعه شعبة وخالفه الثوري فأوقفه على ابن مسعود. أخرجه عبد الرزاق (15347) ولفظه "الربا بضعة وسبعون بابا والشرك نحو ذلك" 4 - عن أبي هريرة وله عنه طرق: الأول: يرويه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبد الله بن سعيد المَقْبُري عن جده عن أبي هريرة رفعه "إنّ الربا سبعون حَوْبا، أيسرها نكاح الرجل أمّه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه"

أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 561) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1409) واختلف فيه على ابن أبي زكريا، فرواه سويد بن سعيد الهروي عنه عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة" (34) ولم ينفرد ابن أبي زكريا به بل تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (590) وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن سعيد المقبري قال أحمد والفلاس والنسائي: متروك الحديث. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا نحوه. أخرجه ابن ماجه (2274) عن عبد الله بن إدريس الأودي والبيهقي في "الشعب" (5134) عن محمد بن أبي معشر السندي كلاهما عن أبي معشر به. قال البيهقي: أبو معشر وابنه غير قويين" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو معشر هو نَجيح بن عبد الرحمن متفق على تضعيفه" مصباح الزجاجة 3/ 34 الثاني: يرويه النعمان بن راشد الجزري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رفعه "إنّ أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه" أخرجه ابن عدي (6/ 2263) عن علي بن إبراهيم الواسطي والبيهقي في "الشعب" (6345) عن علي بن عبد العزيز البغوي قالا: ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي ثنا وهيب بن خالد عن النعمان بن راشد به.

قال البيهقي: قال علي بن عبد العزيز: لم يقل أحد عن الزهري في هذا الحديث عن سعيد عن أبي هريرة إلا النعمان" قلت: وهو مختلف فيه وأكثرهم ضعفه. وقال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك" سؤالات ابن الجنيد وقال ابن حبان: ربما أخطأ على الزهري" الإحسان 1/ 539 وخالفه مَعْمَر فرواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب قوله، وهذا أصح. أخرجه عبد الرزاق (20253) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6346) الثالث: يرويه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن النوفلي عن يحيى بن النضر عن أبي هريرة رفعه "أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم" أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (588) من طريق قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود به. وابن لهيعة ضعيف. 5 - عن قيس بن سعد بن عبادة رفعه "إنّ أربى الربا أنْ يستطيل الرجل في شتم أخيه ... " أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 353) عن أحمد بن زهير التستري ثنا طاهر بن خالد بن نزار ثني أبي ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن قيس بن سعد به. ورواه البزار (3743) عن طاهر بن خالد به، ولفظه "إنّ أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه" قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير طاهر بن خالد بن نزار وهو ثقة وفيه لين" المجمع 8/ 73 قلت: وأبوه لم يخرجاه، وهما كما قال الدارقطني: ثقتان، وكذا باقي رواته كلهم ثقات، إلا أنّ المزي قال في "التهذيب": روى أبو نجيح عن قيس بن سعد يقال مرسل. وقال الحافظ في "تهذيبه": أرسل أبو نجيح عن قيس بن سعد. 6 - عن ابن عباس رفعه "إنّ الربا نَيِّف وسبعون بابا أهونهنّ بابا من الربا مثل من زنى بأمه في الإسلام، ودرهم الربا أشدّ من خمس وثلاثين زنية، وأشدّ الربا وأربى الربا وأخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته".

أخرجه البيهقي في "الشعب" (6289) من طريق محمد بن رافع النيسابوري ثنا إبراهيم بن عمر أبو إسحاق الصنعاني قال: سمعت النعمان (¬1) يقول إنه سمع طاوسا يقول عن ابن عباس به. قال أبو زرعة: هذا حديث منكر" علل الحديث 1/ 391 قلت: إبراهيم بن عمر قال الحافظ في "التقريب": مستور. 7 - عن يوسف بن عبد الله بن سلام مرفوعا "إن أربى الربا استطالة أحدكم في عرض أخيه المسلم" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6127) عن محمد بن موسى الأبلي ثنا عمر بن يحيى الأبلي ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن سعيد الجُرَيري عن بحر بن مَرَّار عن يوسف به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بحر بن مرار إلا الجريري، ولا عن الجريري إلا جعفر بن سليمان، تفرد به عمر بن يحيى" قلت: وهو متهم بسرقة الحديث (الكامل 2/ 597) وأما الفقرة الثانية من الحديث وهي "وإنّ هذه الرَّحم شُجْنَة" فلها شاهد من حديث عائشة أخرجه البخاري (فتح 13/ 23) 1344 - "إنّ من أشدّ الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه الحاكم من حديث فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة قالت: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في نساء نعوده فإذا بسقاء يقطر عليه من شدة الحُمَّى فقال: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن سعد (8/ 325 - 326) وأحمد (6/ 369) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (6) والنسائي في "الكبرى" (7496، 7613) والطبراني في "الكبير" (24/ 245 - 246) والحاكم (4/ 404) وأبو نعيم في "الصحابة" (7801) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 233) والمزي في "التهذيب" (34/ 55) ¬

_ (¬1) هو ابن الزبير كما في "العلل" لابن أبي حاتم، وفي "التهذيب": ابن أبي شيبة. (¬2) 12/ 215 (كتاب المرضى - باب أشد الناس بلاء الأنبياء)

عن شعبة وابن أبي الدنيا (239) عن محمد بن فضيل الكوفي والطبراني في "الكبير" (24/ 244 - 245) عن عبد الله بن إدريس الكوفي و (24/ 245) عن خالد بن عبد الله الواسطي وعن سليمان بن كثير العبدي و (24/ 246) عن زائدة بن قدامة الكوفي والنسائي في "الكبرى" (7482) عن عَبْثر بن القاسم الكوفي كلهم عن حُصين بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا عبيدة بن حذيفة يحدث عن عمته فاطمة أنّها قالت: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعوده في نساء، فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدّة ما يجد من حرِّ الحُمّى، قلنا: يا رسول الله، لو دعوت الله فشفاك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ من أشدّ الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" اللفظ لأحمد وفي لفظ للطبراني "ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل" واختلف في هذا الحديث على حصين بن عبد الرحمن، فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن خيثمة عن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته قالت: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك وقد علّق سقاء يقطر على فؤاده، فقلت: يا رسول الله ما هذا؟ فقال "إنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء" زاد في إسناده خيثمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 246) والأول أصح وقد صرّح حصين فيه بالسماع من أبي عبيدة. وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده حسن" المجمع 2/ 292

وقال الحافظ: سنده قوي" الإصابة 13/ 88 قلت: رواته ثقات غير أبي عبيدة بن حذيفة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وللحديث شاهد عن سعد بن أبي وقاص وآخر عن أبي سعيد فيتقوى بهما، وسيأتي الكلام على الحديثين عند حديث "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". 1345 - "إنّ من أشراط الساعة أنّ يمرّ الرجل بالمسجد لا يصلي فيه، وأن لا يسلم إلا على من يعرفه" قال الحافظ: أخرجه الطحاوي والطبراني والبيهقي في "الشعب" عن ابن مسعود مرفوعا ولفظه: فذكره، ولفظ الطحاوي "إنّ من أشراط الساعة السلام للمعرفة" (¬1). صحيح وله عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه ميمون أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة أنّه كان مع مسروق وبينهما ابن مسعود فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا ابن أم عبد، فضحك ابن مسعود، فقلنا: ما يضحكك؟ فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن من أشراط الساعة السلام بالمعرفة، وأنْ يمرّ الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه، وأنْ يردّ الشاب الشيخ فيما بين الأربعين، وأنْ يتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان". وفي لفظ "لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة، وحتى تتخذ المساجد طرقا فلا يسجد لله فيها، وحتى يبعث الغلام الشيخ بريدا بين الأفقين، وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحا" أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 792) والبزار (1576) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 131) واللفظ له والطحاوي في "المشكل" (1591) وابن عدي (6/ 2407) عن حماد بن سلمة والطبراني في "الكبير" (9490) واللفظ الثاني له وابن عدي (6/ 2407) عن عمر بن المغيرة البصري ¬

_ (¬1) 13/ 257 (كتاب الاستئذان - باب السلام للمعرفة)

كلاهما عن ميمون أبي حمزة به. وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن إبراهيم غير أبي حمزة هذا" قلت: وهو ضعيف الحديث، قاله أحمد والجوزجاني والدارقطني، وقال ابن عدي: وأحاديثه التي يرويها خاصة عن إبراهيم مما لا يتابع عليها. الثاني: يرويه مُجالد بن سعيد عن الشعبي عن الأسود بن يزيد قال: أقيمت الصلاة في المسجد فجئنا نمشي مع عبد الله بن مسعود، فلما ركع الناس ركع عبد الله وركعنا معه ونحن نمشي، فمرّ رجل بين يديه فقال: السلام عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال عبد الله وهو راكع: صدق الله ورسوله، فلما انصرف سأله بعض القوم: لم قلت حين سلم عليك الرجل: صدق الله ورسوله؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة". أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (210) وأحمد (1/ 387) والبزار (1652) والطبراني في "الكبير" (9491) وقال البزار: ولا نعلم روى الشعبي عن الأسود عن عبد الله إلا هذا الحديث" قلت: وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. الثالث: يرويه شَريك بن عبد الله القاضي عن عياش العامري عن الأسود بن هلال عن ابن مسعود رفعه "إنّ من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة". أخرجه أحمد (1/ 405 - 406) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شريك به. وشريك مختلف فيه، والباقون ثقات. الرابع: يرويه سالم بن أبي الجَعْد واختلف عنه: - فرواه منصور بن المعتمر عن سالم واختلف عن منصور: • فقال عمر بن عبد الرحمن الأبار: عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن مسروق أو غيره -كذا قال عمر- قال: دخل المسجد رجل وابن مسعود في المسجد ومعه رجل فقال: السلام عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال له: وعليك، الله أكبر صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ من أشراط الساعة أنْ لا يسلم الرجل على الرجل إلا بالمعرفة أو من معرفة، وأنْ يمرّ بالمسجد عرضه وطوله

ثم لا يصلي فيه ركعتين، ومن أشراط الساعة أنْ يتطاول الحفاة العراة أو قال العراة الحفاة في بنيان الدور". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1592) عن أبي أمية الطَرَسوسي ثنا محمد بن الصباح ثنا عمر بن عبد الرحمن به. • ورواه إسرائيل بن يونس عن منصور عن سالم عن مسروق -ولم يشك- أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" (400) عن الحسن بن علي بن عفان ثنا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل به. • ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال: دخل ابن مسعود المسجد. لم يذكر مسروقا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9488) وحديث إسرائيل أصح، وإسناده صحيح. - ورواه الحكم بن عبد الملك البصري عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه قال: لقي عبد الله رجل فقال. أخرجه ابن خزيمة (1326) والهيثم بن كليب (267) والطبراني في "الكبير" (9489) والبيهقي في "الشعب" (8399) وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك. - ورواه زيد بن أبي أنيسة عن زبيد اليامي عن سالم بن أبي الجعد عن ابن مسعود قوله. أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (437) وخالفه مغيرة بن مِقسم الكوفي فرواه عن زبيد عن سالم عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 255 - 256) الخامس: يرويه بشير بن سلمان عن سَيَّار عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود. وقد تقدم الكلام على هذا الطريق فانظر حديث "إنّ بين يدي الساعة" فذكر أشياء ثم قال "وظهور شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق".

السادس: يرويه عبد الأعلى بن الحكم -رجل من بني عامر- عن خارجة بن الصلت البُرْجُمي قال: دخلت مع عبد الله المسجد فإذا القوم ركوع فركع، فمرّ رجل فسلم عليه، فقال عبد الله: صدق الله ورسوله، ثم وصل إلى الصف، فلما فرغ سألته عن قوله: صدق الله ورسوله، فقال: إنّه كان يقول: "لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا، وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة". أخرجه الحاكم (4/ 524) من طريق وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى بن الحكم به. ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شعبة بهذا الإسناد وفيه فقال ابن مسعود: إنّه لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا ... الحديث. أخرجه الحاكم (4/ 446) وقال: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: قلت: موقوف" ورواه الطيالسي (¬1) (منحة 2/ 212) عن شعبة بهذا الإسناد عن ابن مسعود قال: كان يقال: إنّ من أشراط الساعة أنْ تتخذ المساجد طرقا .. الحديث. قال الطيالسي: قال شعبة: لم يُسمع عن ابن مسعود كان يقال إلا هذا، وروى الثوري هذا الحديث عن حصين عن عبد الأعلى عن خارجة قال: دخلت مع عبد الله المسجد فركع فمرّ عليه رجل وهو راكع فسلم عليه، قال عبد الله: صدق الله ورسوله، فلما انصرف قال: كان يقال (¬2). ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 245) وتابعه: 1 - أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي. أخرجه البيهقي (2/ 245) 2 - النضر بن شميل. أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4492/ 2) (¬2) أخرجه أبو يعلى (المطالب 4492/ 6) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا سفيان به. ورواه عبد الرزاق عن الثوري فلم يذكر خارجة بن الصلت. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9486) عن الدبري عن عبد الرزاق (5137)

قلت: وهكذا رواه عبد الله بن إدريس وزائدة بن قدامة وهُشيم عن حصين عن عبد الأعلى عن الصلت عن ابن مسعود قال: كان يقال. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 339 - 340) وفي "مسنده" (377) وإسحاق في "مسنده" (المطالب 4492/ 1) عن عبد الله بن إدريس والطبراني في "الكبير" (9487) عن زائدة بن قدامة وأحمد بن منع في "مسنده" (المطالب 4492/ 4) عن هشيم ثلاثتهم عن حصين به. وللحديث شاهد عن العداء بن خالد رفعه "لا تقوم الساعة حتى لا يُسلم الرجل إلا على من يعرف، وحتى تتخذ المساجد طرقا، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى ترخص النساء والخيل فلا تغلو إلى يوم القيامة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 13) عن أحمد بن عبد الله بن مهدي ثنا محمد بن مرزوق ثنا فهد بن البختري بن شعيب ثني جدي ثني شعيب بن عمرو قال: سمعت العداء بن خالد به. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 7/ 329 1346 - حديث أبي هريرة رفعه "إنّ من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (727) عن الحسن بن عبد العزيز الجذامي وأبو داود (4877) عن جعفر بن مسافر التِّنِّيسي قالا: ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق، ومن الكبائر: السبتان بالسبة". ¬

_ (¬1) 13/ 15 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 290 - 291 قلت: زهير بن محمد هو التميمي الخراساني وهو مختلف فيه، وقد تُكلم في رواية أهل الشام عنه وخاصة رواية عمرو بن أبي سلمة التنيسي عنه. فقال أحمد: في رواية الشاميين عن زهير يروون عنه أحاديث مناكير، وأحاديث أبي حفص التنيسي عنه فتلك بواطيل موضوعة. وقال النسائي: عند عمرو بن أبي سلمة التنيسي عنه مناكير. وقال العجلي: الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني. وقال البخاري: أهل الشام يروون عن زهير بن محمد هذا مناكير. وقال أيضا: الوليد بن مسلم وأبو حفص عمرو بن أبي سلمة وأهل الشام يروون عنه مناكير. 1347 - "إنّ من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا" قال الحافظ: وللترمذي وحسنه والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، ولأحمد بسند رجاله ثقات من حديث جابر بن سَمُرة نحوه بلفظ "أحسن الناس إسلاما" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي سعيد ومن حديث عمير بن قتادة ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي ذر ومن حديث عائشة ومن حديث الحسن البصري مرسلا. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن عَجلان المدني عن القَعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 516 و 11/ 27 - 28) وفي "الإيمان" (20) وأحمد (2/ 527) والدارمي (2795) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (747) وابن نصر في "الصلاة" (453) والخلال في "السنة" (1213) والطحاوي في "المشكل" (4430) والخرائطي في "المكارم" (1/ 27) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (2) والطبراني في "المكارم" (9) ¬

_ (¬1) 13/ 66 - 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

وابن بطة في "الإبانة" (840) واللالكائي في "السنة" (1614 و 1615) والحاكم (1/ 3) وابن بشران (79) والبيهقي (10/ 192) وفي "الآداب" (204) و"الاعتقاد" (ص 178) و "الشعب" (26 و 7607 و 7608) والخطيب في "الفقيه" (2/ 110) من طرق عن ابن عجلان به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين، وهو صحيح على شرط مسلم بن الحجاج فقد استشهد بأحاديث للقعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة، وقد احتج بمحمد بن عجلان" وقال الذهبي: صحيح" وقال العراقي في "أماليه": حديث صحيح" الفيض 2/ 97 قلت: هو صحيح كما قالوا ورواته ثقات إلا أنّ ابن عجلان إنما أخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتج به كما قال الحافظ في "التهذيب". الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 515 و 11/ 27) وفي "الإيمان" (17 و 18) وأحمد (2/ 250 و472) وهناد في "الزهد" (1252) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (35) وأبو داود (4682) والترمذي (1162) وابن أبي الدنيا في "العيال" (471 و 479) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 848) والبزار (كشف 1485) وابن نصر في "الصلاة" (452) وأبو يعلى (5926 و 5927) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر - حديث رقم 680) والخلال في "السنة" (1113) والطحاوي في "المشكل" (4431) والخرائطي في "المكارم" (1/ 30) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 195) وابن حبان (479 و 4176) والآجري في "الشريعة" (ص 115) وابن بطة في "الإبانة" (838 و 839) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (139) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 232) والحاكم (1/ 3) واللالكائي في "السنة" (1613) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 248) والقضاعي (1244) والبيهقي في "الشعب" (27 و 7612 و 7613) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 237) والخطيب في "التاريخ" (7/ 13) والبغوي في "شرح السنة" (2341 و 3495) وفي "التفسير" (1/ 226 - 227) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1212) من طرق عن محمد بن عمرو به. اقتصر أبو داود وابن حبان والخرائطي والحاكم وأبو نعيم والآجري وابن عبد البر والقضاعي وابن أبي زمنين على الشطر الأول منه.

واقتصر البزار والطبري والخطيب على الشطر الثاني منه. وزاد الترمذي "خلقا" وزاد ابن جميع وابن قانع "وأنا خير لأهلي" وزاد ابن أبي الدنيا في الموضع الثاني "وألطفهم بأهله" وساقه بعضهم بلفظ "أفضل المؤمنين إيمانا" وفي لفظ "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ثقة. ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4417) الثالث: يرويه أبو خلف عبد الله بن عيسى الحريري البصري عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "إنّ من أكمل الإيمان حسن الخلق" أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 28) وابن عدي (4/ 1564) وإسناده ضعيف لضعف أبي خلف عبد الله بن عيسى. الرابع: يرويه عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لَهيعة ثني عيسى بن سِيلان عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا، وإنّ المرء ليكون مؤمنا، وإنّ في خلقه شيئا فينقص ذلك من إيمانه" أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (454) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. الخامس: يرويه عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خيارهم لنسائهم" أخرجه ابن حبان (موارد 1311) عن عمران بن موسى بن مجاشع ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال أني عمرو بن أبي عمرو به. وإسناده ضعيف لانقطاعه، قال أبو حاتم: المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة مرسل (الجرح 4/ 1/ 359)

السادس: يرويه عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رفعه "إنّ أكملكم إيمانا أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 237) وأخرجه أحمد (2/ 466 - 467 و 469) عن عبد الرحمن بن مهدي و (2/ 481) عن وكيع والبخاري في "الأدب المفرد" (285) عن حجاج بن منهال وابن حبان (91) عن هُدبة بن خالد القيسي أربعتهم عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد بلفظ "خيركم أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا" وفي لفظ "خيركم إسلاما" السابع: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخيركم خيركم لنسائه" أخرجه أبو بكر بن المقرئ في "حديث نافع بن أبي نعيم" (15) عن علي بن الحسين بن حرب أبي عبيد ثنا علي بن شعيب ثنا ابن أبي فُديك ثنا نافع بن أبي نعيم عن أبى الزناد به. وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير نافع بن أبي نعيم وهو صدوق، وعلي بن الحسين هو المعروف بابن حربويه له ترجمة في "سير الأعلام" (14/ 536) الثامن: يرويه كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة رفعه "إنّ من أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (522) ومن طريقه الطبراني في "مسند الشاميين" (2373) وإسناده منقطع لأنّ عطاءا الخراساني لم يسمع من أبي هريرة، وكلثوم تكلم فيه ابن عدي وغيره.

وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" أخرجه البزار (كشف 34) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا معلي بن منصور ثنا أبو أيوب به. قال الهيثمي: وفيه أبو أيوب عن محمد بن المنكدر ولا أعرفه" المجمع (¬1) 1/ 58 قلت: إسناده صحيح إنْ كان أبو أيوب هو سليمان بن بلال، ولم ينفرد به بل تابعه أبو أويس عن ابن المنكدر عن جابر رفعه "ألا أخبركم بأكملكم إيمانا؟ أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يَألفون ويُؤلفون". أخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة" (79) وابن نصر في "الصلاة" (456) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1213) الثاني: يرويه هشام بن حسان عن الحسن البصري عن جابر قال: قيل: يا رسول الله، أيّ الإيمان أفضل؟ قال "الصبر والسماحة" قيل: فأيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا" أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 33) وفي "الإيمان" (43) وابن نصر في "الصلاة" (647) والحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله، قاله بهز بن أسد وابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 218) و"الأوسط" (4419) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 67) قال: ثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا يعقوب بن أبي عباد القلزمي ثنا محمد بن عُيينة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يَألفون ويُؤلفون، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 381) من طريق ابن عدي عن ابن أبي داود به (¬2). ¬

_ (¬1) وفي هامش الكتاب: أبو أيوب هذا هو سليمان بن بلال مدني ثقة مشهور والحديث صحيح الإسناد. (¬2) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7616) وقال: تفرد به يعقوب بهذا الإسناد"

قال الطبراني: لم يروه عن محمد بن عيينة أخي سفيان إلا يعقوب" وقال الهيثمي: وفيه يعقوب بن أبي عباد القلزمي ولم أعرفه" وقال في موضع آخر: ولم أر من ذكره" المجمع 1/ 58 و 8/ 21 قلت: قد عرفته وهو يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي القلزمي ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه (4/ 2/ 203) وقال: سألت أبي عنه فقال: كان يسكن قلزم، قدمت قلزم وهو غائب فلم أكتب عنه ومحله الصدق لا بأس به. ومحمد بن عيينة مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال العجلي: صدوق، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه يأتي بالمناكير. ومحمد بن عمرو صدوق، والباقون ثقات. طريق أخرى: قال ابن وهب في "الجامع" (493): أخبرني رجل عمن حدثه عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وأشبه المؤمنين بي أحسنهم خلقا" وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي ولمن لم يسم. وأما حديث عمير بن قتادة فأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 158) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (911) وابن نصر في "الصلاة" (645 و 882) وأبو يعلى في "معجمه" (129) والخرائطي في "المكارم" (1/ 29) وابن قانع (2/ 229) والطبراني في "الأوسط" (8119) و"الكبير" (17/ 48) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 357) وفي "الصحابة" (5262) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (20) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (802) والسلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي" (40) من طريق سويد أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكر حديثا وفيه "يا رسول الله، أيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا". قال أبو نعيم: تفرد به سويد موصولا" وقال المنذري: رواه الطبراني (¬1) في "الأوسط" من رواية سويد بن إبراهيم أبي حاتم ولا بأس به في المتابعات" الترغيب 3/ 409 وقال الهيثمي: وفيه سويد أبو حاتم اختلف في ثقته وضعفه" المجمع 1/ 58 ¬

_ (¬1) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمير بن قتادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به سويد أبو حاتم"

قلت: وخالفه ابن شهاب الزهري فرواه عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه مرسلا، ولم يذكر عميرا. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (643) واللالكائي في "السنة" (1620) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب به. وهذا أصح، وصالح هو ابن كيسان المدني. وأما حديث أنس فتقدم الكلام عليه فانظر حديث "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" وأما حديث أبي ذر فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 24) عن علي بن داود القنطري ثنا سعيد بن سابق الرشيدي ثنا بشر بن خيثمة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي سليمان الفلسطيني عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا" بشر بن خيثمة لم أقف له على ترجمة، وإسماعيل بن أبي زياد أظنه السكوني، وأبو سليمان الفلسطيني ذكره ابن عبد البر في "الكنى" والذهبي في "الميزان" ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة عن عائشة مرفوعا "إنّ من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 515 و 11/ 27) وفي "الإيمان" (19) وأحمد (6/ 47 و 99) وابنه في "السنة" (781) والترمذي (2612) وابن أبي الدنيا في "العيال" (473) وابن نصر في "الصلاة" (880) والنسائي في "الكبرى" (9154) والخلال في "السنة" (1114) وابن السني في "اليوم والليلة" (610) وابن بطة في "الإبانة" (841) والحاكم (1/ 53) واللالكائي في "السنة" (1616) والبيهقي في "الشعب" (7615 و 8345) من طرق عن خالد الحذاء به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة" وقال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين" وقال في موضع آخر: وأنا أخشى أن أبا قلابة لم يسمعه من عائشة" المستدرك 1/ 3 وقال الذهبي: قلت: فيه انقطاع"

قلت: ولم يخرج البخاري رواية أبي قلابة عن عائشة، وأخرجها مسلم مقرونا بالقاسم بن محمد. الثاني: يرويه الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا "أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا" أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (455) والخرائطي في "المكارم" (1/ 61) من طرق عن أحمد بن خالد الوَهْبي ثنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن عبد الرحمن به (¬1). والحارث بن عبد الرحمن قال المزي في "التهذيب" (5/ 256): والظاهر أنّه خال ابن أبي ذئب" قلت: بل هو الحارث بن عبد الرحمن بن مغيرة بن أبي ذُباب. قال البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 272): ثني صاحب لنا عن أبي الأصبغ ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن الحارث بن عبد الرحمن بن مغيرة بن أبي ذباب عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا". وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحارث بن عبد الرحمن. وأما حديث الحسن البصري فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسماعيل بن عُلية عن يونس بن عبيد عن الحسن رفعه "إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 46 - 47) وفي "الإيمان" (125) والخلال في "السنة" (1204) وابن بطة في "الإبانة" (842) الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة والربيع بن صَبيح عن الحسن رفعه "أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا" أخرجه وكيع في "الزهد" (420) وأما حديث جابر بن سمرة فقد تقدم الكلام عليه في أوائل حرف الهمزة باللفظ الذي ذكره الحافظ. ¬

_ (¬1) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7614) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق به.

1348 - عن ابن عباس قال: جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم وقيس بن عاصم ففخر الزبرقان فقال: يا رسول الله، أنا سيد بني تميم والمطاع فيهم والمجاب، أمنعهم من الظلم وآخذ منهم بحقوقهم، وهذا يعلم ذلك: يعني عمرو بن الأهتم. فقال عمرو: إنّه لشديد المعارضة مانع لجانبه مطاع في أدنيه. فقال الزبرقان: والله يا رسول الله، لقد علم مني غير ما قال، وما منعه أنْ يتكلم إلا الحسد، فقال عمرو: أنا أحسدك؟ والله يا رسول الله إنّه لئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيع في العشيرة. والله يا رسول الله لقد صدقت في الأولى وما كذبت في الآخرة، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ من البيان سحرا" قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الدلائل" وغيره من طريق مِقْسم عن ابن عباس قال: فذكره. وأخرجه الطبراني من حديث أبي بكرة قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقدم عليه وفد بني تميم عليهم قيس بن عاصم والزبرقان وعمرو بن الأهتم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمرو "ما تقول في الزبرقان؟ " فذكر نحوه" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه الحاكم (3/ 613) وأبو نعيم في "الصحابة" (5122) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 316 - 317) من طرق عن علي بن حرب الطائي الموصلي ثنا أبو سعد الهيثم بن محفوظ عن أبي المقوم الأنصاري يحيى (¬2) بن أبي يزيد عن الحكم بن عُتيبة عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس به. قال ابن كثير: هذا إسناد غريب جدا" البداية والنهاية 5/ 45 وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1122 قلت: الهيثم بن محفوظ قال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو. وأبو المقوم الأنصاري لم أقف له على ترجمة، والحكم لم يسمع من مقسم هذا الحديث (تهذيب التهذيب 2/ 434) وحديث أبي بكرة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7667) من طريق الحسن بن ¬

_ (¬1) 12/ 349 (كتاب الطب - باب إنّ من البيان سحرا) (¬2) وعند البيهقي: يحيى بن يزيد.

كثير بن يحيى بن أبي كثير اليمامي ثنا سعيد بن سليمان السلمي ثنا عُيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن عن أبيه عن أبي بكرة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عيينة إلا سعيد بن سليمان، تفرد به الحسن بن كثير، ولا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد" قلت: تابعه أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري ثنا سعيد بن سليمان النشيطي به. أخرجه الحاكم (3/ 613) وسعيد بن سليمان قال أبو حاتم: لا نرضاه وفيه نظر، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال أبو داود: لا أحدث عنه. وفي الباب عن محمد بن الزبير الحنظلي مرسلا أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 316) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظلي قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم، فقال لعمرو بن الأهتم "أخبرني من هذا الزبرقان، فأما هذا فلست أسألك عنه -لقيس-" وذكر الحديث. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5121) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب به. قال البيهقي: هذا منقطع" وقال ابن كثير: وهذا مرسل من هذا الوجه" البداية والنهاية 5/ 44 - 45 وقال الحافظ: وإسناده حسن إلا أنّ فيه انقطاعا" الإصابة 4/ 5 قلت: محمد بن الزبير قال ابن معين: ضعيف لا شيء، وقال البخاري: منكر الحديث وفيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. 1349 - "إنّ من البيان سحراً، وإن من العلم جهلاً، وإنّ من الشعر حكماً، وإن من القول عيلاً" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث صخر بن عبد الله بن بُريدة عن أبيه عن جده رفعه فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 107 (كتاب النكاح - باب الخطبة) و13/ 156 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

يرويه عبد الله بن بريدة واختلف عنه: - فقيل: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا. أخرجه أبو داود (5012) والدولابي في "الكنى" (1/ 135) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 288 - 289) والخليلي في "الإرشاد" (3/ 898 - 899) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 180 - 181) من طريق سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أبو تُمَيْلة يحيى بن واضح ثني أبو جعفر النحوي عبد الله بن ثابت ثني صخر بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن جده به مرفوعا إلا أنّه قال "وإنّ من القول عِيالاً" وإسناده ضعيف، عبد الله بن ثابت المروزي أبو جعفر النحوي قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه أبو تميلة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وصخر بن عبد الله بن بريدة ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة. وقد تابعه حسام بن مِصَك ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "إنّ من الشعر لحكما، وإنّ من البيان لسحرا" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 692) وفي "الأدب" (356) وابن عدي (2/ 840) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 146) قال أبو زرعة: هذا الحديث خطأ" علل الحديث 2/ 289 قلت: حسام بن مِصَك قال أحمد: مطروح الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث. واختلف في هذا الحديث على عبد الله بن بريدة. - قال أبو زرعة: روى هذا الحديث أبو هلال الرَّاسبي عن ابن بريدة قال: كان يقال. وروى قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود ولم يرفعه. ورواه كَهْمَس بن الحسن عن ابن بريدة قال: كان يقال" العلل 2/ 289 - ورواه شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن ابن بريدة عن صَعْصَعَة بن صُوْحَان عن عليّ مرفوعا "إنّ من البيان لسحرا، وإنّ من الشعر لحكما، وإنّ من القول عيالا، وإن من طلب العلم جهلا"

أخرجه أبو بكر بن زذان في "فوائده" (زهد وكيع 2/ 572) والقضاعي في "مسند الشهاب" (961) والخطيب في "المتفق" (1560) ورواته ثقات. 1350 - "إنّ من الحق على المسلم أنْ يغتسل يوم الجمعة" انظر حديث "الغسل واجب على كل مسلم" 1351 - "إنّ من الشعر حكما" قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه بلفظ: فذكره، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود، وأخرجه أيضا من حديث بريدة مثله" (¬1) صحيح أخرجه البخاري (فتح 13/ 156) من حديث أبي بن كعب بلفظ "إنّ من الشعر حكمة" ورواه جماعة من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ "إنّ من الشعر حكما" ذكر الحافظ منهم ثلاثة وهم ابن عباس وابن مسعود وبريدة. فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "إنّ من الشعر حكما، وإنّ من البيان سحرا" وفي لفظ "إنّ من الشعر حكمة" أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 66) وابن أبي شيبة (8/ 691 - 692) وفي "الأدب" (355) وأحمد (1/ 269 و273 و303 و309 و313 و327 و332) والبخاري في "الأدب المفرد" (872) وأبو داود (5011) وابن ماجه (3756) والترمذي (2845) وأبو يعلى (2332 و 2581) وأبو بكر الخلال في "الأمر بالمعروف" (235) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 299) وابن حبان (5778 و5780) والطبراني في "الكبير" (11758 و11759 و11760 و11761 و11762 و11763) وأبو الشيخ في "الأمثال" (6 و 7) وتمام في "فوائده" (733 و 1491) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 355) والبيهقي (10/ 237 و241) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (13) من طرق عن سماك به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" ¬

_ (¬1) 13/ 156 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

قلت: هو حسن باعتبار شواهده وإلا فرواية سماك عن عكرمة فيها مقال. الثاني: يرويه مَطر الوراق عن أبي يزيد المديني عن ابن عباس رفعه "إنّ من الشعر حكما، وإنّ من البيان سحرا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12888) عن محمد بن عبد الله الحضرمي وابن عدي (3/ 1152) عن إسحاق بن عبد الله الكوفي البزاز قالا: ثنا محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي قال: وجدت في كتاب أبي ثنا سلام أبو المنذر القاري عن مطر به. محمد بن عثمان قال ابن أبي حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات". وسلام ومطر مختلف فيهما، وأبو يزيد المديني وثقه ابن معين. واختلف فيه على سلام أبي المنذر، فرواه محمد بن عمر عنه ثنا مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس. أخرجه تمام في "فوائده" (1492) عن خيثمة بن سليمان ثنا صالح بن محمد ثنا محمد بن عمر به. الثالث: يرويه سلمة بن وَهْرَام عن طاوس عن ابن عباس رفعه "إنّ من الشعر لحكمة" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 443) من طريق محمد بن يونس الكُديمي ثنا أبو عامر العقدي ثنا زَمْعَة بن صالح عن سلمة بن وهرام به. والكديمي اتهمه غير واحد بوضع الحديث. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق: الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن عبيدة السلماني عن ابن مسعود رفعه "إنّ من الشعر حكما، وإنّ من البيان سحرا" وفي لفظ "إنّ من الشعر حكمة" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 693) وفي "الأدب" (359) عن طلق بن غنام الكوفي

والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 297 و299) والطبراني في "الكبير" (10345) وابن عدي (6/ 2066) والقضاعي (962) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني كلاهما عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم به. وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع. الثاني: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِربن حُبيش عن ابن مسعود رفعه "إنّ من الشعر حكمة" أخرجه الترمذي (2844) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 297) وابن عدي (7/ 2665 و2666) والذهبي في "سير الأعلام" (14/ 312) من طريق أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِيَّة ثنا أبي عن عاصم به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه إنما رفعه أبو سعيد الأشج عن ابن أبي غنية، وروى غيره عن ابن أبي غنية هذا الحديث موقوفا" وقال الذهبي: غريب فرد دار على الأشج" قلت: أخرجه أبو يعلى (5104) وابن عدي (7/ 2666) عن الحسن بن حماد الوراق الكوفي وابن عدي (7/ 2666) عن أحمد بن عبد الله بن حكيم المروزي كلاهما عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية بهذا الإسناد، فلم ينفرد أبو سعيد الأشج به. واختلف فيه على يحيى بن عبد الملك، فرواه إبراهيم بن أبي داود عنه عن أبيه (¬1) عن عاصم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. لم يذكر زر بن حبيش ولا ابن مسعود. أخرجه ابن عدي (7/ 2665) وقال ابن معين: أخرج إليّ ابن أبي غنية كتاب أبيه أصفر فكتب منه عن أبيه عن عاصم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ من الشعر حكمة" أخرجه ابن عدي. ¬

_ (¬1) سقط من كتاب ابن عدي "عن أبيه"

الثالث: يرويه عمارة بن عمير التيمي الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رفعه "إنّ من الشعر حكما" وفي لفظ "حكمة" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 297 - 299) والطبراني في "الكبير" (10346) وابن عدي (6/ 2066) من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش عن عمارة بن عمير به. وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع. وأما حديث بريدة فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ من البيان سحرا". 1352 - عن جابر بن عَتيك الأنصاري رفعه "إنّ من الغيرة ما يحبّ الله ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحبّ الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة" سكت عليه الحافظ (¬1). - يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فرواه غير واحد عنه قال: ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث القرشي التيمي ثني ابن جابر بن عتيك الأنصاري عن أبيه رفعه "إنّ من الغيرة ما يحبّ الله، ومنها ما يبغض الله، وإنّ من الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، وأما الغيرة التي يحبّ الله فالغيرة التي في الربية (¬2)، وأمّا الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة (¬3)، وأما الخيلاء التي يحبّ الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، والخيلاء (¬4) التي يبغض الله فاختيال الرجل في الفخر (¬5) والبغي (¬6) " أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 419 - 420) وفي "المسند" (896) وأحمد (5/ 445) وابن ¬

_ (¬1) 11/ 239 (كتاب النكاح - باب غيرة النساء) (¬2) وفي لفظ "فالغيرة في الله" وفي لفظ آخر "الغيرة في الدين" وهما لابن حبان. (¬3) وفي لفظ لابن حبان "الغيرة في غير دينه" (¬4) ولفظ النسائي والبيهقي "والاختيال الذي يبغض الله عز وجل الخيلاء في الباطل" وكذا هو لفظ ابن حبان إلا أنه قال "الاختيال في الباطل" وفي لفظ آخر له "وأما الخيلاء التي يبغض الله فالخيلاء لغير الدين" (¬5) وفي لفظ للطبراني "الفجور" (¬6) وفي لفظ لأحمد "والكبر" وفي لفظ للبيهقي "والخيلاء"

أبي عاصم في "الآحاد" (2142) وفي "الجهاد" (294) وابن حبان (295) والطبراني في "الكبير" (1776) وأبو نعيم في "الصحابة" (1513) عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف وأحمد (5/ 445) والطبراني في "الكبير" (1773) وأبو نعيم في "الصحابة" (1512) عن حرب بن شداد البصري وأحمد (5/ 446) وأبو داود (2659) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (297) والطبراني في "الكبير" (1772) وابن منده في "التوحيد" (718) وأبو نعيم في "الصحابة" (1511) وابن بشران (87) والبيهقي (9/ 156) وفي "الشعب" (10312) وفي "الأسماء" (ص 637) عن أبان بن يزيد العطار والدارمي (2232) والنسائي (5/ 58) وفي "الكبرى" (2339) وأبو القاسم البغوي (296) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 140) وابن حبان (4762) والطبراني في "الكبير" (1774 و 1775) وابن منده (719) والبيهقي (7/ 308) عن الأوزاعي (¬1) والطبراني في "الكبير" (1777) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحوي (¬2) كلهم عن يحيى بن أبي كثير به. واللفظ لأحمد وغيره. قال الحافظ: إسناده صحيح" الإصابة 2/ 47 - 48 قلت: رواته ثقات غير ابن جابر بن عتيك الأنصاري فلم يُسَمَّ في جميع روايات الحديث التي وقفت عليها (¬3)، واختلف فيه: فقال المزي: إنْ لم يكن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك فهو أخ له" تهذيب الكمال 34/ 429 ¬

_ (¬1) هكذا رواه غير واحد عن الأوزاعي، ورواه يحيى بن حمزة الحضرمي عن الأوزاعي فلم يذكر ابن جابر. أخرجه أبو القاسم البغوي (295) (¬2) رواه عبيد الله بن موسى عن شيبان، واختلف فيه على شيبان كما سيأتي. (¬3) إلا في رواية أبان بن يزيد عند ابن منده فوقع فيها: عن ابن جابر بن عتيك وهو عبد الله بن جابر بن عتيك.

وقال الحافظ: إمّا أن يكون عبد الرحمن أو أخا له" تهذيب التهذيب وقال في ترجمة جابر بن عتيك: روى عنه ابناه أبو سفيان وعبد الرحمن" وجزم ابن حبان بأنّه أبو سفيان. الإحسان 1/ 531 وهو وأخوه مجهولان. • وقال مَعْمَر: عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني رفعه: فذكر نحو الحديث الأول. أخرجه عبد الرزاق (19522) وأحمد (4/ 154) والروياني (186) والطبراني في "الكبير" (17/ 340) وابن منده (¬1) (720) والحاكم (1/ 417 - 418) وقال: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 329 وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن زيد الأزرق وهو ثقة" المجمع 10/ 151 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه أبو سلام الأسود فقط ا. هـ فهو مجهول. • وقال هشام الدَّسْتُوائي: عن يحيى بن أبي كثير قال: حُدثت أنّ أبا سلام قال: ثني عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 341) • وقال شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سهم عن أبي هريرة. أخرجه ابن ماجه (1996) من طريق وكيع عن شيبان به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو سهم هذا مجهول، وقال المزي في "الأطراف": أبو سهم وهم والصواب أبو سلمة" مصباح الزجاجة 2/ 121 وقال المزي في "التهذيب": قال أبو القاسم -هو ابن عساكر- في "الأطراف": أبو شهم، وهو وهم وصوابه أبو سَلْم. ¬

_ (¬1) وقال: وهذا وهم، والصواب من حديث يحيى ما تقدم"

هكذا في عدة نسخ من "الأطراف": أبو سلم. وهو وهم أيضا، وإنما الصواب: أبو سلمة، وهو ابن عبد الرحمن بن عوف" 1353 - "إنّ من الناس مفاتيح للخير" قال الحافظ: صححه ابن حبان من حديث أنس" (¬1) ضعيف وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه محمد بن أبي حميد الأنصاري أني حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس رفعه "إنّ من الناس ناسا مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، وإنّ من الناس ناسا مفاتيحا للشر مغاليقا للخير، فطوبى لمن كان مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه". أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 32 - 33) ثنا محمد بن أبي حميد به. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (299) والبيهقي في "الشعب" (687) وأخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد" (968) وابن ماجه (237) وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج" (24) عن محمد بن أبي عدي البصري وابن عدي (6/ 2203 - 2204) عن ابن وهب كلاهما عن محمد بن أبي حميد به. واختلف فيه على محمد بن أبي حميد، فرواه إسماعيل بن عياش عنه عن موسى بن وَرْدَان عن حفص بن عبيد الله عن أنس. فزاد فيه موسى بن وردان. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (297) وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ محمد بن أبي حميد مدني وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره ¬

_ (¬1) 9/ 360 (كتاب المغازي - باب وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو)

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن أبي حميد فإنّه متروك" مصباح الزجاجة 1/ 34 الثاني: يرويه النضر بن شُميل ثنا حميد المزني عن أنس رفعه "إنّ من الرجال مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، وإنّ من الناس مغاليقا للخير مفاتيحا للشر". أخرجه البيهقي في "الشعب" (686) وحميد المزني قال أبو زرعة: لا أعرفه (الجرح)، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. وللحديث شاهد من سهل بن سعد رفعه "إنّ هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير" أخرجه ابن ماجه (238) واللفظ له وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 329) عن عبد الله بن وهب والخرائطي في "المكارم" (ص 58) عن إسماعيل بن أبي أويس وابن أبي عاصم في "السنة" (298) عن إسحاق بن إدريس الأسواري وابن عدي (4/ 1584) عن إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني كلهم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد. قال أبو نعيم: غريب من حديث سهل لم يروه عنه إلا أبو حازم، تفرد به عنه عبد الرحمن فيما أعلم" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. - ورواه معتمر بن سليمان التيمي واختلف عنه: • فرواه عبد الأعلى بن حماد النّرسي عن معتمر: سمعت عقبة بن محمد المديني يحدّث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل.

أخرجه أبو يعلى (7526) عن النرسي به. وأخرجه ابن عدي (4/ 1584) عن الحسن بن عبد المجيب وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج" (25) عن عبد الله بن محمد البغوي كلاهما عن النرسي به. • ورواه محمد بن الفضل السقطي عن النرسي ولم يذكر عقبة بن محمد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5812) وفي "المكارم" (83) • ورواه محمد بن بكر الحضرمي عن معتمر بن سليمان ولم يذكر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. أخرجه الطبراني (5956) • ورواه محمد بن يحيى بن ميمون العكي ثنا معتمر بن سليمان عن عقبة بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (296) وأنا أظن أنّ في بعض هذه الأسانيد سقط والله تعالى أعلم. 1354 - "إنّ من شقاء المرء في الدنيا سوء الدار والمرأة والدابة" وفيه "سوء الدار ضيق ساحتها وخبث جيرانها، وسوء الدابة منعها ظهرها وسوء طبعها، وسوء المرأة عقم رحمها وسوء خلقها" قال الحافظ: وللطبراني من حديث أسماء: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 153 - 154) ثنا أحمد بن داود المكي ثنا معاذ بن أسد ثنا عبد الله بن هارون عن محمد بن إسحاق عن أبي عمر عن حبيب بن سالم عن أسماء بنت عميس به مرفوعا. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 105 قلت: أبو عمر وحبيب بن سالم لم أعرفهما، ومحمد بن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من أبي عمر. ¬

_ (¬1) 11/ 39 - 40 (كتاب النكاح - باب ما يتقى من شؤم المرأة)

1355 - "إنّ من يتردى من رؤوس الجبال، وتأكله السباع، ويغرق في البحار، لشهيد عند الله" قال الحافظ: وعنده (أي الطبراني) من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح: فذكره" (¬1) أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 115) عن عبد الله بن محمد بن سعيد الحمال ثنا عباس بن محمد ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن طارق بن شهاب قال: قال ابن مسعود: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الذي يأكله السَّبُع، ويتردى من الجبال، ويغرق في البحر شهداء عند الله عز وجل يوم القيامة". ورواه حجاج بن نُصير عن شعبة فرفعه. ذكره الدارقطني واختلف فيه على إبراهيم بن مهاجر: • فرواه سفيان الثوري عنه عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود قوله. أخرجه عبد الرزاق (9572) وابن أبي شيبة (5/ 333) والطبراني في "الكبير" (9718) وتابعه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن إبراهيم بن مهاجر به. أخرجه سعيد بن منصور (2617) والموقوف أصح كما قال الدارقطني، وإذا اختلف سفيان وشعبة فالقول قول سفيان (¬2). • ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي الشعثاء عن ابن مسعود قوله. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 335) وقال: قال أبو زرعة: كذا قال: عن أبي الشعثاء، وإنما هو إبراهيم بن مهاجر البجلي عن طارق بن شهاب" قلت: وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 1356 - عن جابر قال: كان أبي بن كعب يصلي بأهل قباء فاستفتح سورة طويلة فدخل معه غلام من الأنصار في الصلاة فلما سمعه استفتحها انفتل من ¬

_ (¬1) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل) (¬2) انظر حديث "الغسل واجب على كل مسلم"

صلاته، فغضب أبي فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى عرف الغضب في وجهه ثم قال: "إنّ منكم منفرين، فإذا صليتم فأوجزوا، فإنّ خلفكم الضعيف، والكبير، والمريض، وذا الحاجة" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن من رواية عيسى بن جارية -وهو بالجيم- عن جابر قال: فذكره" (¬1) أخرجه أبو يعلى (1795) عن عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي و (1798) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني قالا: ثنا يعقوب بن عبد الله عن عيسى بن جارية عن جابر قال: كان أُبَيٌّ يصلي بأهل قباء، فاستفتح سورة طويلة، ودخل معه غلام من الأنصار في الصلاة، فلما سمعه قد استفتح بسورة طويلة انفتل الغلام من صلاته، وكان يريد أنْ يعالج ناضحا له يسقي عليه، فلما انفتل أبي بن كعب قال له القوم: إنّ فلانا انفتل من الصلاة. فغضب أُبَيٌّ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو الغلام، فأتاه الغلام يشكوه إليه، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى رُئي الغضب في وجهه ثم قال "إنّ منكم منفرين، فإذا صليتم فأوجزوا، فإنّ خلفكم الضعيف، والكبير، والمريض، وذا الحاجة". واللفظ لحديث أبي الربيع قال الهيثمي: وفيه عيسى بن جارية ضعفه ابن معين وأبو داود، ووثقه أبو زرعة وابن حبان" المجمع 2/ 72 قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 1357 - "إنّ منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حُجْزَته" وفي رواية "إلى حِقْوَيه، ومنهم من تأخذه إلى عنقه" قال الحافظ: أخرج مسلم (2845) من حديث سَمُرة رفعه: فذكره" (¬2) 1358 - "إنّ موسى آجر نفسه ثمان سنين أو عشرا على عفة فرجه وطعام بطنه" قال الحافظ: حديث عتبة بن النُّدَّر -بضم النون وتشديد المهملة- قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره، أخرجه ابن ماجه وفي إسناده ضعف" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 2/ 339 - 340 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب تخفيف الإمام في القيام) (¬2) 14/ 185 (كتاب الرقاق - باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}) (¬3) 5/ 351 (كتاب الإجارة - باب إذا استأجر أجيرا فبين له الأجل)

أخرجه ابن ماجه (2444) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1377) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا بَقية بن الوليد عن مسلمة بن علي عن سعيد بن أبي أيوب عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: سمعت عتبة بن الندر يقول: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ طسم حتى إذا بلغ قصة موسى قال: فذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 135) عن إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا محمد بن مصفى به. ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (19/ 325) ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 570) وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 269 - 270) عن أحمد بن النضر بن بحر ثنا محمد بن مصفى به. وأخرجه الدينوري في "المجالسة" (9) وأبو نعيم في "الصحابة" (5358) من طريق موسى بن أيوب النَّصيبي ثنا بقية بن الوليد به. قال ابن كثير: وهذا الحديث من هذا الوجه ضعيف لأنّ مسلمة بن علي وهو الخُشَني الدمشقي البَلاطي ضعيف الرواية عند الأئمة" التفسير 3/ 385 وقال البوصيري: إسناده ضعيف لتدليس بقية" مصباح الزجاجة 3/ 76 قلت: مسلمة بن علي متروك الحديث، قاله النسائي وغيره. ولم ينفرد شيخه به بل تابعه ابن لَهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن علي بن رباح اللخمي قال: سمعت عتبة بن الندر السلمي رفعه "إنّ موسى عليه السلام آجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه" فلما وفى الأجل قيل: يا رسول الله، أيّ الأجلين وفى؟ قال "أبرهما وأوفاهما" فلما فارق شعيبا عليه السلام أمر امرأته أنْ تسأل أباها أنْ يعطيها من غنمه ما يعيشون به ... وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1378) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (16856 و16867) من طريق الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن لهيعة به. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 207) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 490) والبزار (كشف 2246) وابن أبي حاتم (16856 و16867) والطبراني في "الكبير" (17/ 134 - 135) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

وابن عبد الحكم (ص 207) والطبراني (17/ 134 - 135) ويعقوب بن سفيان (2/ 490) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري والطبراني (17/ 134 - 135) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 15) وفي "الصحابة" (5356 و5357) عن عثمان بن صالح بن صفوان السلمي كلهم عن ابن لهيعة بهذا الإسناد قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الأجلين أوفى موسى؟ قال "أبرهما وأوفاهما" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ موسى لما أراد فراق شعيب أمر امرأته أن تسأل أباها من غنمه ما يتعيشون به ... الحديث. ولم يذكروا قوله "إنّ موسى عليه السلام آجر نفسه ... " قال ابن كثير: في هذا الوجه نظر مداره على ابن لهيعة وفي حفظه سوء وأخشى أنْ يكون رفعه خطأ والله أعلم" التفسير 3/ 385 و387 قلت: ابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. وقال الذهبي في "الكاشف": العمل على تضعيف حديثه. واختلف في هذا الحديث على الحارث بن يزيد، فقال البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 521 - 522): قال ابن المبارك: عن سعيد بن يزيد عن الحارث بن يزيد عن عتبة بن حصن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة موسى، ولم يذكر لفظه. وذكر الحافظ في "الإصابة" (¬1) (6/ 376) في ترجمة عتبة بن حصن لفظه وهو "إنّ موسى آجر نفسه بعفة فرجه وشبع بطنه ... " وقال: وأخرجه ابن السكن من هذا الوجه في ترجمة عيينة بن حِصن الفزاري وهو تصحيف، وقد روى مسلمة بن علي وابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عتبة بن الندر نحو هذا فالله أعلم فيحتمل أنْ يكون اختلف في اسم أبيه أو أحد الاسمين جده" قلت: مسلمة بن علي وابن لهيعة ضعيفان كما تقدم فلا عبرة بقولهما. واختلف على ابن المبارك في اسم صحابي الحديث فقال الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس: ثنا ابن المبارك ثنا سعيد بن يزيد عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن عيينة بن حصن رفعه "آجر موسى نفسه بشبع بطنه، وعفة فرجه ... الحديث. ¬

_ (¬1) انظر "الإصابة" (7/ 196)

أخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 81) وأبو نعيم في "الصحابة" (5585) ورواته ثقات إلا أنّه منقطع. 1359 - "إن موسى سأل ربه: مَنْ أعظم أهل الجنة منزلة؟ فقال: غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (189) والترمذي (3198) من طريق الشعبي: سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ موسى سأل ربه، فذكر الحديث بطوله، وفيه هذا وفي آخرجه قال: ومصداق ذلك في كتاب الله {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السَّجدَة: 17] " (¬1) 1360 - "إنّ هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإنّ المُنْبَتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى" قال الحافظ: وقد أخرج البزار من طريق محمد بن سُوْقَة عن ابن المنكدر عن جابر ولكن صوب إرساله، فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" 1361 - "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فأيّ ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا فيه" قال الحافظ: أخرجه أحمد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو أنّ رجلا قرأ آية من القرآن فقال له عمرو: إنما هي كذا وكذا، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره، إسناده حسن، ولأحمد أيضا وأبي عبيد والطبري من حديث أبي جَهْم بن الصِّمَّة أنّ رجلين اختلفا في آية من القرآن كلاهما يزعم أنّه تلقاها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحو حديث عمرو بن العاص" (¬3) أخرجه أحمد (¬4) (4/ 205) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي أنا عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخرمة أني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن بُسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال: سمع عمرو بن العاص رجلا يقرأ ¬

_ (¬1) 10/ 134 (كتاب التفسير: سورة السجدة) (¬2) 14/ 77 (كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل) (¬3) 10/ 401 (فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) (¬4) ومن طريقه أخرجه الخلال في "السنة" (1435)

آية من القرآن فقال: من أقرأكها؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقد أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على غير هذا، فذهبا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أحدهما: يا رسول الله آية كذا وكذا، ثم قرأها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هكذا أنزلت" فقال الآخر: يا رسول الله، فقرأها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أليس هكذا يا رسول الله؟ قال "هكذا أنزلت، إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأيّ ذلك قرأتم فقد أحسنتم، ولا تماروا فيه، فإنّ المراء فيه كفر أو آية الكفر". قال ابن كثير: هذا إسناد جيد" فضائل القرآن ص 19 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّه مرسل" المجمع 7/ 150 قلت: مراده بالإرسال أنّ أبا قيس مولى عمرو بن العاص تابعي ولم يدرك هذه القصة لأنّها كانت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" (2070) من طريق ابن أبي الوزير واسمه إبراهيم بن عمر بن مطرف عن عبد الله بن جعفر عن يزيد بن الهاد عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص رفعه "اقرؤوا القرآن على سبعة أحرف، فأيما قرأتم أصبتم، ولا تماروا فيه، فإنّ المراء فيه كفر". وتابعه أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن جعفر به. أخرجه أحمد (4/ 204) وهذا الإسناد متصل صحيح لكن اختلف فيه على يزيد بن الهاد. • فرواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن بسر بن سعيد عن أبي قيس أنّ رجلا قرأ آية من القرآن فقال عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا وذكر الحديث. فزاد فيه محمد بن إبراهيم بين يزيد بن الهاد وبسر بن سعيد، وجعله عن أبي قيس مرسلا. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 202 و212) • ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن بسر بن سعيد عن أبي قيس عن عمرو بن العاص. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7945)

واختلف فيه على بسر بن سعيد: فقال سليمان بن بلال المدني: ثني يزيد بن خُصيفة أنى بسر بن سعيد ثني أبو جُهَيم أنّ رجلين اختلفا في آية من القرآن، فقال هذا: تلقيتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال الآخر: تلقيتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألا النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها، فقال "إنّ القرآن أنزل (¬1) على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإنّ المراء فيه كفر". أخرجه أحمد (4/ 169 - 170) وابن بطة في "الإبانة" (801) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي والطبري في "تفسيره" (1/ 19) والطحاوي في "المشكل" (3099) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 281 - 282) عن عبد الله بن وهب وابن قانع في "الصحابة" (3/ 130 - 131) والهروي في "ذم الكلام" (ق 21 / أ) عن يحيى الحِمَّاني ثلاثتهم عن سليمان بن بلال به. قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه" فضائل القرآن ص 19 قلت: اختلف فيه على يزيد بن خصيفة، فرواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عنه عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمي عن أبي الجهيم. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4057) والبغوي في "شرح السنة" (1228) عن علي بن حجر السعدي والبيهقي في "الشعب" (2069) عن أبي الربيع سليمان بن داود العَتَكي الزهراني قالا: ثنا إسماعيل بن جعفر به. ورواه أبو عبيد في"فضائل القرآن" (ص 202) عن إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمي وقال غيره (¬2) عن بسر بن سعيد عن أبي الجهيم. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "يقرأ" (¬2) الظاهر أنه يريد غير إسماعيل بن جعفر. وأخرجه في موضع آخر (ص 212) وقال "عن مسلم بن سعيد أو بسر بن سعيد"

واختلف فيه على إسماعيل بن جعفر: • فرواه عاصم بن علي الواسطي عنه أني يزيد بن خصيفة عن مسلمة بن يزيد مولى أبي جهيم عن أبي الجهيم. أخرجه الحارث (¬1) في "مسنده" (بغية الباحث 725) • ورواه خالد بن القاسم المدائني عنه أنبا يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد مولى الحضرميين عن أبي الجهيم. أخرجه الحارث (726) وخالد بن القاسم قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. 1362 - "إنّ هذا المال حُلوة خَضِرَة فمن أخذه بإشراف نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع" قال الحافظ: ويشير إلى ذلك حديث أبي سعيد الصحيح: فذكره" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 14/ 36) ومسلم (1032) عن حكيم بن حِزام مرفوعا "إنّ هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ... " 1363 - "إنّ هذا المال خَضِرَة حُلوة، من أصابه بحقه بورك له فيه، وَرُبَّ مُتخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله، ليس له يوم القيامة إلا النار" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق سعيد المَقْبُري عن أبي الوليد: سمعت خولة بنت قيس وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، قال الترمذي: حسن صحيح وأبو الوليد اسمه عبيد" (¬3) صحيح وله عن خولة بنت قيس طرق: الأول: يرويه سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبيد سَنُوطا أبي الوليد قال: سمعت ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4057) والخطيب في "تالي التلخيص" (29) لكن وقع عندها: عن مسلم بن سعيد مولى أبي الجهيم. (¬2) 11/ 470 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في مِعىً واحد) (¬3) 7/ 27 (كتاب فرض الخمس - باب قول الله تعالى {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41] يعني للرسول قسم ذلك)

خولة بنت قيس بن قَهْد وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وفي لفظ "إنّ الدنيا خضرة حلوة ... " أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (201) وأحمد (6/ 378) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 451) والترمذي (2374) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (2) والسرقسطي في "الغريب" (1/ 261 - 262) والطحاوي في "المشكل" (4889) والطبراني في "الكبير" (24/ 228) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 89 - 90 و90 - 91) والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 252) عن الليث بن سعد (¬1) وأبو عبيد في "الغريب" (2/ 280 - 281) وإسحاق (2422) والطبرانى في "الكبير" (24/ 228) والبيهقي في "الشعب" (9823) عن محمد بن عمرو بن علقمة وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3259) والطبراني في "الكبير" (24/ 227 - 228) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 64) وفي "الصحابة" (7583) عن أبي معشر نجيح السندي والمعافى بن عمران (202) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 451) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 96) عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 450) عن محمد بن عجلان المدني كلهم عن المقبري به. ¬

_ (¬1) رواه أبو النضر هاشم بن القاسم وقتيبة بن سعيد وشجاع بن الأشرس وعبد الله بن صالح وعيسى بن حماد وغيرهم عن الليث عن المقبري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس. ورواه أبو عتبة أحمد بن الفرج عن زيد بن يحيى بن عبيد عن الليث عن المقبري عن حمنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الحاكم (4/ 68) والأول أصح، وأحمد بن الفرج مختلف فيه.

ولم ينفرد المقبري به بل تابعه عمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس به. أخرجه عبد الرزاق (6962) والحميدي (353) وابن أبي شيبة (13/ 242) وأحمد (6/ 364 و410) والبخاري في "الكبير" (13/ 450) وعبد بن حميد (1588) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3260 و3261 و3262) وفي "الزهد" (152) والطحاوي (4890 و4891) وابن حبان (2892) والطبراني في "الكبير" (24/ 229 و229 - 230 و 230 و230 - 231 و231) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 311) وفي "الصحابة" (7584) والقضاعي (1143) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 188) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمر بن كثير به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الوليد اسمه عبيد سنوطا" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: ثقة. الثاني: يرويه سعد بن طَريف ثني موسى بن طلحة عن خولة امرأة حمزة بن عبد المطلب رفعته "إنّ الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ومن خاض في مال الله عز وجل ومال رسوله بغير حقه فالنار له يوم القيامة" أخرجه تمام في "فوائدة" (732) والبيهقي في "الشعب" (10719) وإسناده ضعيف لضعف سعد بن طريف. الثالث: يرويه عيسى بن النعمان من ولد رافع بن خَديج ثني معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج عن خولة بنت قيس وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب قالت: دخل علىّ رسول الله (فجعلت له خريزة فقدمتها إليه، فوضع يده فيها فوجد حرّها فقبضها فقال "يا خولة لا نصبر على حر ولا برد، يا خولة إنّ الله أعطاني الكوثر وهو نهر في الجنة وما خلق أحبّ إليّ من يَرِدُهُ من قومك، يا خولة رُبَّ مُتخوض في مال الله ومال رسوله فيما اشتهت نفسه له النار يوم القيامة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 231) وأبو نعيم في "الصحابة" (7585) من طريق زيد بن الحباب ثني عيسى بن النعمان به. وعيسى بن النعمان روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ومعاذ بن رفاعة مختلف فيه. واختلف فيه على عيسى بن النعمان، فرواه ابن أبي ذئب عن محمد بن عيسى الزرقي عن أبيه عن خولة بنت قيس.

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 204 و 3/ 1/ 450) ومحمد بن عيسى ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". الرابع: يرويه عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن عن النعمان بن أبي عياش الزرقي عن خولة بنت ثامر الأنصارية مرفوعا "إنّ الدنيا خضرة حلوة وإنّ رجالا سيخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة" أخرجه أحمد (6/ 410) والبخاري (فتح 7/ 26 - 27) وعبد بن حميد (1587) وابن أبي عاصم في "الزهد" (153) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (260) والطبراني في "الكبير" (24/ 242) وأبو نعيم في "الصحابة" (7598) والبغوي في "شرح السنة" (2730) ولم ينفرد سعيد بن أبي أيوب به بل تابعه حيوة بن شريح المصري (¬1) وابن لهيعة عن أبي الأسود به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1116) قال الحافظ: فرق غير واحد بين خولة بنت قيس وخولة بنت ثامر وقيل: إنّ قيس بن قهد بالقاف لقبه ثامر، وبذلك جزم علي بن المديني، فعلى هذا فهي واحدة" فتح الباري 7/ 27 وقال ابن الأثير: ما أقرب أنْ يكون "ثامر" لقب قيس بن قهد، فإنّ الحديث في الترجمتين واحد وهو "إنّ المال حلوة خضرة" أسد الغابة 7/ 97 وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أم سلمة ومن حديث عمرة بنت الحارث بن أبي ضرار فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو يعلى (6606) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي وابن أبي عاصم في "الزهد" (151) عن عباس بن الوليد النرسي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 450) والطحاوي في "المشكل" (4892 و 4893) من طريق حيوة بن شريح وحده.

كلاهما عن داود بن عبد الرحمن العطار عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه -قال يحيى: ذكر شيئا لا أدري ما هو- بورك له فيه. ورب متخوض في مال الله ورسوله فيما اشتهت نفسه، له النار يوم القيامة" ورواه أسد بن موسى المصري عن داود العطار فلم يذكر عن أبيه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4887) وتابعه إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا داود العطار به (¬1). أخرجه الطحاوي (4888) والأول أصح. قال الهيثمي: وفيه داود العطار وفيه كلام" المجمع 3/ 99 وقال في موضع آخر: إسناده حسن" 10/ 246 قلت: بل إسناده صحيح رواته ثقات، وداود العطار وثقه ابن معين وابن حبان وأبو داود والعجلي والبزار وغيرهم، واحتج به البخاري ومسلم. لكن أعله أبو زرعة فقال: هذا خطأ إنما هو سعيد المقبري عن عبيد سنوطا أبي الوليد عن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: الخطأ ممن هو؟ قال: الله أعلم كذا رواه داود العطار" العلل 1/ 213 وقال الدارقطني: هذا وهم، وإنما يَروي هذا الحديث المقبري عن عبيد عن خولة بنت قهد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 10/ 386 وأما حديث ابن عمرو فهو بلفظ "إنّ الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ورُبَّ متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له في الآخرة إلا النار" قال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات" الترغيب 4/ 163 - المجمع 3/ 99 و 10/ 246 وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8355) عن موسى بن زكريا ¬

_ (¬1) ورواه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن خولة. أخرجه الطحاوي (4886) ومسلم بن خالد قال أبو داود وغيره: ضعيف.

التستري ثنا أبو بريد عمرو بن يزيد الجَرْمي ثنا أبو بحر البكراوي ثنا إسماعيل بن مسلم ثنا حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن أم سلمة مرفوعا "إنّ الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ومن أخذها بغير حقها فمثله كالذي يأكل ولا يشبع، ويل للمتخوض في مال الله ومال رسوله من عذاب جهنم يوم القيامة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حبيب بن أبي ثابت إلا إسماعيل بن مسلم، ولا عن إسماعيل إلا أبو بحر، تفرد به أبو بريد" وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف" المجمع 10/ 264 قلت: وموسى بن زكريا قال الدارقطني: متروك. وأما حديث عمرة بنت الحارث فأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 190) وابن أبي عاصم في "الزهد" (154) والطبراني في "الكبير" (24/ 340 - 341) والقضاعي (1144) والبيهقي في "الشعب" (9824) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 200) عن محمد بن خالد بن سلمة أبي عبد الرحمن المخزومي والطبراني في "الكبير" (24/ 340) عن حماد بن زيد كلاهما عن خالد بن سلمة المخزومي عن محمد بن عبد الرحمن (¬1) بن الحارث بن أبي ضرار عن عمته عمرة بنت الحارث مرفوعا "إنّ الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها يبارك الله له فيها، وَرُبَّ متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة يوم يلقاه" قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 4/ 162 - المجمع 10/ 247 قلت: محمد بن عمرو بن الحارث ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". 1364 - "إنّ هذا ذكر الله فذكرته، وأنت نسيت الله فنسيك" قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند المصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان "أحدهما أشرف من الآخر، وإنّ الشريف لم يحمد" وللطبراني من حديث سهل بن سعد أنهما عامر بن الطفيل وابن أخيه. ¬

_ (¬1) عند ابن أبي عاصم وابن الأثير "عمرو" ولعله الصواب.

وقال: في حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 328) والبخاري في "الأدب المفرد" (932) وأبو يعلى (6592 و6628) وابن حبان (602) والطبراني في "الأوسط" (1402) وفي "الدعاء" (1995 و1996) والحاكم (4/ 265) والبيهقي في "الشعب" (8889) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: جلس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف منهما، فلم يحمد الله ولم يُشَمِّتْه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعطس الآخر، فحمد الله فشمته النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال الشريف: عطست عندك فلم تشمتني، وعطس هذا الآخر فشمته. فقال "إنّ هذا ذكر الله فذكرتُه، وأنت نسيت الله فنسيتُك" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عبد الرحمن بن إسحاق صالح الحديث، وسعيد المقبري ثقة، فالإسناد حسن. وحديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني في "الكبير" (5724) وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 1365 - عن يعلي بن سِيابة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ على قبر يعذب صاحبه فقال: "إنّ هذا كان يأكل لحوم الناس" ثم دعا بجريدة رطبة، الحديث. قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث يعلي بن سيابة: فذكره، ورواته موثقون، ولأبي داود الطيالسي عن ابن عباس بسند جيد مثله، وأخرجه الطبراني. وله شاهد عن أبي أمامة عند أبي جعفر الطبري في "التفسير" (¬2) حديث يعلي بن سيابة أخرجه أحمد (4/ 172) وعبد بن حميد (404) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1603) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 221) والطبراني في "الكبير" (22/ 275 - 276) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (126) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (592) من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن حبيب بن أبي جبيرة عن يعلي بن سيابة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بقبر (¬3) يعذب صاحبه فقال "إنّ صاحب هذا القبر ¬

_ (¬1) 13/ 224 و225 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس) (¬2) 13/ 80 - 81 (كتاب الأدب - باب الغيبة) (¬3) وعند الطبراني "قبرين"

يعذب في غير كبير" ثم دعا بجريدة فوضعها على قبره وقال "لعله أنْ يخفف عنه ما كانت رطبة". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2434) من هذا الطريق عن يعلي بن سيابة أنّه عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتى على قبر يعذب صاحبه، فقال "إنّ هذا كان يأكل لحوم الناس" ثم دعا بجريدة رطبة وذكر الحديث. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم إلا حماد" وقال المنذري: رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات إلا عاصم بن بهدلة" الترغيب 3/ 513 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وأحمد وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجال ثقات" المجمع 8/ 93 وقال في موضع آخر: رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن" المجمع 9/ 7 قلت: بل إسناده ضعيف، حبيب بن أبي جبيرة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا عاصم بن بهدلة فهو مجهول كما قال الحسيني في "الإكمال"، وقال الحافظ في "التعجيل": لا يعرف. وأما عاصم بن بهدلة فهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان". ويعلي بن سيابة هو ابن مرّة الثقفي وسيابة أمه. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (ص 344) عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى قبرين فقال "إنّهما ليعذبان في غير كبير أمّا أحدهما فكان يأكل لحوم الناس، وأما الآخر فكان صاحب نميمة" ثم دعا بجريدة فشقها نصفين، فوضع نصفها على هذا القبر، ونصفها على هذا القبر وقال "عسى أنْ يخفف عنهما ما داما رطبين". وإسناده صحيح إلا أنّه اختلف على الأعمش في إسناده، فرواه غير واحد عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس. أخرجه البخاري (فتح 3/ 467 - 468) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

ومسلم (292) عن وكيع والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (119) عن عبد الواحد بن زياد البصري ثلاثتهم عن الأعمش به. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 266) وابن ماجه (245) وابن جرير الطبري كما في "الترغيب" (3/ 513) واللفظ له من طريق علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيع الغرقد، فوقف على قبرين ثريين فقال "أدفنتم فلانا وفلانة، أو قال: فلانا وفلانا؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال "قد أُقعد فلان الآن، فضرب" ثم قال "والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو إلا انقطع، ولقد تطاير قبره نارا، ولقد صرخ صرخة سمعها الخلائق إلا الثقلين: الإنس والجن، ولولا تمريج قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع" ثم قالوا: يا رسول الله، وما ذنبهما؟ قال "أمّا فلان، فإنّه كان لا يستبرئ من البول، وأما فلان أو فلانة فإنه كان يأكل لحوم الناس". وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. 1366 - عن جابر أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور فقالت: إني شرطت لزوجي أنْ لا أتزوج بعده، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ هذا لا يصلح" قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الصغير" بإسناد حسن عن جابر: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (1186 و 25/ 102 - 103) و"الصغير" (1157) عن يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المصري ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر الأنصارية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور فقالت: إني شرطت لزوجي أنْ لا أتزوج بعده. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ هذا لا يصلح" قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلا ابن إدريس، تفرد به نعيم" ¬

_ (¬1) 11/ 126 (كتاب النكاح - باب الشروط في النكاح)

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 255 قلت: يحيى بن عثمان قال أبو حاتم: تكلموا فيه، وقواه الذهبي في غير ما كتاب من كتبه. ونعيم بن حماد مختلف فيه: وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وضعفه النسائي، ونسبه غير واحد إلى كثرة الخطأ والوهم. والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من أبي سفيان، وأبو سفيان مختلف فيه. وللحديث علة ذكرها أبو حاتم قال: هذا حديث خطأ، رواه ابن إدريس عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه أو بعض أهله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" علل الحديث 1/ 396 1367 - "إنّ هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين" سكت عليه الحافظ (¬1). يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه مالك في "الموطأ" (1/ 65 - 66) عن الزهري عن ابن السَّبَّاق أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في جمعة من الجمع "يا معشر المسلمين إنّ هذا يوم جعله الله عيدا فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أنْ يَمَسَّ منه، وعليكم بالسواك". وأخرجه ابن وهب في "الموطأ" (217) والشافعي في "الأم" (1/ 174) عن مالك به. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي (3/ 243) وفي "المعرفة" (4/ 412 - 413) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (927) وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 96) عن زيد بن الحباب ومسدد في "مسنده" (المطالب 716) عن يحيى القطان وأبو بكر المروزي في "الجمعة" (32) عن وكيع ¬

_ (¬1) 3/ 38 (كتاب الجمعة - باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس)

ثلاثتهم عن مالك به. قال البيهقي: هذا هو الصحيح مرسل، وقد روي موصولا، ولا يصح وصله" وقال الذهبي: هذا مرسل، وروي موصولا ولا يصح" المهذب 3/ 219 وقال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة من رواة الموطأ عن مالك عن ابن شهاب عن ابن السباق مرسلا، ولا أعلم فيه بين رواة الموطأ اختلافا" التمهيد 11/ 210 قلت: اختلف فيه على مالك. • فرواه أبو الأزهر حجاج بن سليمان الرُّعَيْني عنه عن الزهري عن أبي سلمة وحميد ابني عبد الرحمن بن عوف وعن أحدهما عن أبي هريرة مرفوعا. ذكره ابن عبد البر. وأبو الأزهر قال ابن يونس: في حديثه مناكير، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقواه ابن عدي. قال ابن عبد البر: رواه عن أبي الأزهر جماعة هكذا ولا يصح فيه عن مالك إلا في الموطأ. • ورواه أبو خالد يزيد بن سعيد بن يزيد الاسكندراني الصَّبَّاحي عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الصغير" (358) و"الأوسط" (3457) عن الحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني المصري وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 205) عن أبيه والبيهقي (3/ 243) عن أبي علاثة محمد بن أبي غسان الفرائضي وابن المقرئ في "المعجم" (411) وابن عبد البر في "التمهيد" (411) عن أبي علي أحمد بن محمد بن خالد بن ميسرة ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (88) عن محمد بن محمد بن سليمان

وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 211) عن أحمد بن قراد الجهيني وأبي علي الحسن بن أحمد بن سليمان وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (162) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 355) عن عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث قالوا: ثنا يزيد بن سعيد الإسكندراني به. قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلا يزيد بن سعيد ومعن بن عيسى" وقال أبو حاتم: وهم يزيد بن سعيد في إسناد هذا الحديث، إنما يرويه مالك بإسناد مرسل" وقال ابن عبد البر: لم يتابع يزيد بن سعيد أحد من الرواة على ذلك، ويزيد بن سعيد هذا من أهل الإسكندرية ضعيف" التمهيد 11/ 210 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: صدوق، وتابعه معن بن عيسى كما ذكر الطبراني. واختلف في هذا الحديث على يزيد بن سعيد فرواه عبد الله بن سليمان وأبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى عنه قال: سمعت مالك بن أنس قال: ثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، ليس فيه عن أبيه. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 211) وقال: وهذا اضطراب عن يزيد بن سعيد ولا يصح شيء من روايته في هذا الباب" ورواه الحسن بن أحمد بن سليمان أبو علي البصري عن يزيد بن سعيد قال: حضرت مالكا سنة اثنتين وسبعين ومائة وهو يسأل عن غسل الجمعة قال: حدثني صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به. أخرجه ابن عبد البر (11/ 210) وقال: لم يتابعه أحد على الإسنادين جميعا في هذين الحديثين" - ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد بن السباق عن ابن عباس. أخرجه ابن ماجه (1098) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 229) وأبو علي الطوسي

في "مختصر الأحكام" (497) عن عمار بن خالد الواسطي ثنا علي بن غُراب عن صالح بن أبي الأخضر به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (762) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 162) عن القاسم بن فورك الأصبهاني ثنا عمار بن خالد الواسطي به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7351) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا عمار بن خالد به. وقال: لم يروه عن الزهري عن ابن السباق إلا صالح، ولا عن صالح إلا علي بن غراب، تفرد به عمار بن خالد" وقال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" الترغيب 1/ 498 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه صالح بن أبي الأخضر لينه الجمهور، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 132 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر. قال ابن معين والبخاري: ليس هو بشيء عن الزهري. وعلي بن غراب مختلف فيه، وقد كان يدلس، ولم يذكر سماعا من صالح. - ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك. أخرجه البيهقي (3/ 243) عن علي بن محمد المصري وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 212) عن أحمد بن الحسن بن إسحاق كلاهما عن يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبي ثنا عبد الله بن لَهيعة ثني عقيل به. ورواه أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي عن يحيى بن عثمان فلم يذكر عثمان بن صالح. أخرجه البيهقي في "الشعب" (2732) وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 297 - 298) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. قال البيهقي: والصحيح ما رواه مالك عن ابن شهاب مرسلا" - ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري قال: أخبرني من لا أتهم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم جمعة من الجمع وهو على المنبر يقول: فذكره. أخرجه عبد الرزاق (5301) - ورواه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري قال: أخبرني من لا أتهم عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في جمعة من الجمع: فذكره. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1824) 1368 - حديث أبي هريرة: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر إذا رأينا إبلا مَصْرُوْرَة فَثِبْنَا إليها، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ هذه الإبل لأهل بيت من المسلمين هو قوتهم، وأيسرّكم لو رجعتم إلى مزاودكم فوجدتم ما فيها قد ذهب؟ " قلنا: لا، قال "فإنّ ذلك كذلك" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه واللفظ له، وفي حديث أحمد "فابتدرها القوم ليحلبوها" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 405) عن عباد بن عباد العتكي البصري وابن ماجه (2303) والبيهقي (9/ 361) عن عمر بن علي المُقَدمي والبيهقي (9/ 360 - 361) عن هشام الدَّسْتُوائي ثلاثتهم عن حجاج بن أرْطَاة عن سَلِيط بن عبد الله الطَّهَوي عن ذُهيل بن عوف بن شَمَّاخ الطهوي ثنا أبو هريرة قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، إذ رأينا إبلاً مصرورة بعضاه الشجر. فثبنا إليها، فنادانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجعنا إليه، فقال "إنّ هذه الإبل ¬

_ (¬1) 6/ 15 (كتاب الخصومات - باب لا تحلب ماشية أحد بغير إذنه)

لأهل بيت من المسلمين هو قوتهم ويمنهم بعد الله. أيسركم لو رجعتم إلى مزاودكم فوجدتم ما فيها قد ذُهب به؟ أترون ذلك عدلا؟ " قالوا: لا، قال "فإنّ هذا كذلك" قلنا: أفرأيت إنْ احتجنا إلى الطعام والشراب؟ فقال "كُلْ ولا تحملْ، واشرب ولا تحمل" واللفظ لحديث عمر بن علي. وقال عباد بن عباد في حديثه "إن كنتم لا بد فاعلين فاشربوا ولا تحملوا" وفي حديث هشام "قالوا: يا رسول الله، فما يحل للرجل من مال أخيه؟ قال "أنْ يأكل ولا يحمل ويشرب ولا يحمل". قال البيهقي: هذا إسناد مجهول لا تقوم بمثله الحجة، والحجاج بن أرطأة غير محتج به" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، سليط بن عبد الله قال فيه البخاري: إسناده ليس بالقائم (¬1). قلت: والحجاج هو ابن أرطأة كان يدلس وقد رواه بالعنعنة" مصباح الزجاجة 3/ 40 قلت: سليط وذهيل مجهولان كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة ذهيل: ما روى عنه سوى سليط بن عبد الله الطهوي. وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، والحجاج قال ابن معين وغيره: ضعيف. واختلف عنه، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عن حجاج عن سليط عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عما يحل للرجل من مال أخيه؟ قال "يأكل حتى يشبع إذا كان جائعا ويشرب حتى يروي" أخرجه البيهقي (9/ 361) وشريك سيىء الحفظ، والأول أصح. 1369 - حديث زيد بن ثابت مرفوعا "إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها" قال الحافظ: أخرجه مسلم، ومثله عند أحمد عن أبي سعيد في أثناء حديث" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 185) وعبد بن حميد (254) ومسلم (2867) والطبراني في "الكبير" (4784) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (203) ¬

_ (¬1) في "التاريخ الكبير" للبخاري 2/ 2/ 191: إسناده مجهول" (¬2) 3/ 483 (كتاب الجنائز - باب ما جاء في عذاب القبر)

عن إسماعيل بن عُلية وأحمد (5/ 190) والطبراني في "الكبير" (4784) والبغوي في "شرح السنة" (1361) عن يزيد بن هارون والطحاوي في "المشكل" (5203) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (203) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثلاثتهم عن سعيد الجُرَيْري عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت - قال أبو سعيد: ولم أشهده من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن حدثنيه زيد بن ثابت- قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط لبني النجار، على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به فكادت به فكادت تلقيه. وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ " فقال رجل: أنا. قال "فمتى مات هؤلاء؟ " قال: ماتوا في الإشراك. فقال "إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها. فلولا أنْ لا تدافنوا، لدعوت الله أنْ يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه" ثم أقبل علينا بوجهه، فقال "تعوذوا بالله من عذاب النار" وذكر الحديث. واختلف فيه على الجريري، فرواه خالد بن عبد الله الواسطي عنه فلم يذكر زيد بن ثابت. أخرجه ابن حبان (1000) والأول أصح. وحديث أبي سعيد الذي أشار إليه الحافظ سيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية: كتاب الجنائز - باب ثناء الناس عن الميت. 1370 - إنّ هذه الأمة لا تزال بخير ما عظموا هذه الحرمة -يعني الكعبة- حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا" قال الحافظ: وقد جاء عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي -وهو بالتحتانية قبل الألف وبعدها معجمه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، أخرجه أحمد وابن ماجه وعمر بن شبة في "كتاب مكة" وسنده حسن" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 4/ 194 (كتاب الحج - باب فضل مكة وبنيانها)

أخرجه أحمد (4/ 347) والمزي (22/ 555) عن يزيد بن عطاء الواسطي وابن ماجه (3110) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (689) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 321) وأبو نعيم في "الصحابة" (5543) عن علي بن مُسْهر الكوفي ومحمد بن فضيل الكوفي والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 283) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني كلهم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سابط عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي رفعه "لا تزال هذه الأمة بخير ... الحديث. - ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن يزيد بن أبي زياد واختلف عنه • فرواه الحسين بن محمد المَرُّوذي (¬1) عن شريك كرواية يزيد بن عطاء ومن تابعه. • ورواه أسود بن عامر الشامي عن شريك فقال: عن المطلب أو العياش بن أبي ربيعة -على الشك- أخرجهما أحمد (4/ 347) - ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن يزيد واختلف عنه: • فرواه إسحاق بن راهويه عن جرير عن يزيد عن عبد الرحمن بن سابط عن عياش بن أبي ربيعة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (10498) • ورواه يوسف بن موسى القطان عن جرير عن يزيد عن عبد الرحمن بن سابط عن رجل عن عياش بن أبي ربيعة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (690) ¬

_ (¬1) وتابعه علي بن الجعد الجوهري عن شريك به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2386)

وتابعه عبد السلام بن عاصم الرازي ثنا جرير به. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1458) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي الكوفي. وقال البيهقي: عبد الرحمن بن سابط لم يدرك عياش بن أبي ربيعة" 1371 - "إنّ هذه الحبة السوداء فيها شفاء" قال الحافظ: أخرجه المستغفري في "كتاب الطب" من طريق حُسام بن مِصَك عن عبد الله بن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وفي لفظ "قيل: وما الحبة السوداء؟ قال "الشونيز" قال: وكيف أصنع بها؟ قال "تأخذ إحدى وعشرين حبة فتصرها في خرقة ثم تضعه في ماء ليلة، فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين، فإذا كان من الغد قطرت في المنخر الأيمن اثنتين وفي الأيسر واحدة، فإذا كان في اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين" (¬1). قلت: حسام بن مصك قال أحمد: مطروح الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. 1372 - "إنّ هذه السحابة لَتَسْتَهِل بنصر بني كعب" سكت عليه الحافظ (¬2). حسن أخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 43 - 48) عن سلمة بن الفضل الأبرش وأبو نعيم في "الصحابة" (5060) عن إبراهيم بن سعد الزهري والبيهقي (9/ 233 - 234) وفي "الدلائل" (5/ 5 - 7) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 224 - 225) عن يونس بن بكير الشيباني ¬

_ (¬1) 12/ 250 (كتاب الطب - باب الحبة السوداء) (¬2) 16/ 20 (كتاب التعبير - باب رؤيا الصالحين)

ثلاثتهم عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن المِسْوَر بن مخرمة ومروان بن الحكم وغيرهم من علمائنا قالوا: دخلت بنو بكر في عقد قريش، ودخلت خزاعة في عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كانت الهدنة خرج نوفل بن معاوية الدؤلي في بني الديل، وهو يومئذ قائدهم، حتى بيتت خزاعة وهم على الوتير، وأصابوا منهم رجلا يقال له: منبه، فقتلوه، فلجأت خزاعة إلى مكة، وتظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة، وكانوا في عقده وعهده، خرج عمرو بن سالم الخزاعي ثم أحد بني كعب، حتى قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وكان ذلك مما هاج فتح مكة، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال: اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتْلَدَا كنت أباً برا وكنت وَلَدا ... ثُمَّتَ أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر هداك الله نفرا أبدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا ... إنْ سِيْمَ خسفا وجهه تَرَبَّدا في فَيْلق كالبحر يجري مُزْبدا ... إنّ قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المُوَكدا ... وجعلوا لي في كَدَاء رَصَدَا وزعموا أنْ لست تدعو أحدا ... وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هُجَّدا ... فقتلونا ركعا وسجدا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قد نصرت يا عمرو بن سالم" ثم عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنان من السماء فقال "إنّ هذه السحاب لتستهل بنصر بني كعب" وإسناده حسن. ورواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن إسحاق قال: ثنا الزهري وغيره قال: فذكره. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 315 - 316) والأول أصح. 1373 - "إنّ هذه الصدقة إنّما هي أوساخ الناس وإنّها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد" قال الحافظ: ولمسلم (1072) من حديث عبد المطلب بن ربيعة في أثناء حديث مرفوع: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 412 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

1374 - حديث عبد الله بن عمرو قال: رأى علىّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبين مُعَصْفرين فقال: "إنّ هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2077) وفي لفظ له "فقلت أغسلهما؟ قال: "لا، بل احرقهما" (¬1) 1375 - "إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا، وشجر يلقحون ما شاءوا" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق ابن عمرو بن أوس عن جده رفعه: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: وللنسائي من رواية عمرو بن أوس عن أبيه رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاءوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا" (¬3) أخرجه النسائي في "الكبرى" (11334) عن أبي داود سليمان بن سيف الحرّاني ثنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن ابن عمرو بن أوس عن أبيه عن جده به مرفوعا. وابن عمرو بن أوس قال الحافظ في "التهذيب" (12/ 305): هو عبد الرحمن" وقال في "التقريب" (2/ 518): يقال اسمه عبد الرحمن" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وسهل بن حماد هو أبو عتاب الدلال قال أبو حاتم وأبو زرعة: صالح الحديث. وباقي رجال الإسناد ثقات. وسيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف الياء فانظر حديث "يأجوج أمة، ومأجوج أمة ... " 1376 - "إنّ يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم" قال الحافظ: وقد جاء في خبر مرفوع: فذكره، وهو فيما أخرجه الترمذي وحسنه، وابن حبان والحاكم وصححاه، من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه في السد ¬

_ (¬1) 12/ 421 (كتاب اللباس - باب النهي عن التزعفر للرجال) (¬2) 16/ 222 و 225 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج) (¬3) 16/ 222 و 225 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج)

"يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى قال: فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على الناس" الحديث. قلت: أخرجه الترمذي والحاكم من رواية أبي عوانة، وعبد بن حميد من رواية حماد بن سلمة، وابن حبان من رواية سليمان التيمي كلهم عن قتادة، ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ قتادة مدلس، وقد رواه بعضهم عنه فأدخل بينهما واسطة أخرجه ابن مردويه، لكن وقع التصريح في رواية سليمان التيمي عن قتادة بأنّ أبا رافع حدّثه وهو في صحيح ابن حبان، وأخرجه ابن ماجه من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: حدّث أبو رافع، وله طريق آخر عن أبي هريرة أخرجه عبد بن حميد من طريق عاصم عن أبي صالح عنه لكنه موقوف" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (¬2) (2/ 510 - 511) وابن ماجه (4080) والطبري في "تفسيره" (16/ 21) عن سعيد بن أبي عَروبة وأحمد (2/ 511) عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي وابن حبان (6829) عن سليمان التيمي وعبد بن حميد كما ذكر الحافظ عن حماد بن سلمة كلهم عن قتادة ثنا أبو رافع عن أبي هريرة رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم. حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم إلى الناس (¬3)، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس ¬

_ (¬1) 16/ 224 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج) (¬2) واللفظ له، ووقع عنده وعند ابن ماجه وابن حبان تصريح قتادة بالتحديث من أبي رافع. (¬3) وعند غير أحمد "على الناس"

فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم (¬1)، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "والذي نفس محمد بيده إنّ دواب الأرض لتسمن شَكَراً من لحومهم ودمائهم" وهكذا رواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (3153) عن محمد بن بشار وغير واحد والحاكم (4/ 488) عن محمد بن يحيى الذهلي قالوا: ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا أبو عوانة به. واختلف فيه على أبي الوليد الطيالسي، فرواه محمد بن يونس الكُديمي عنه عن أبي عوانة عن قتادة عن خِلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة. زاد فيه خلاسا بين قتادة وأبي رافع. أخرجه ابن مردويه كما في "النكت الظراف" (10/ 392) عن أبي بكر الشافعى عن الكديمي به. والكديمي متهم بالوضع فلا حجة بمخالفته. والحديث اختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن بشير عنه عن صاحب له عن أبى سعيد الخدري. أخرجه ابن مردويه كما في "النكت الظراف" (10/ 392) وسعيد بن بشير قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف. والأول أصح. ¬

_ (¬1) وعند ابن ماجه "عليها الدم الذي اجفظ"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا" وقال الحاكم: صحيح على شرط الصحيحين" وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 105 قلت: وهو كما قال، وأبو رافع هو نفيع بن رافع الصائغ المدني. وقد أُعِلَّ الحديث: فقال ابن كثير: إسناده جيد قوي ولكن متنه في رفعه نكارة لأنّ ظاهر الآية (¬1) يقتضي أنّهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنّهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون: غدا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون كذلك فيصبحون وهو كما كان فيلحسونه ويقولون غدا نفتحه ويلهمون أنْ يقولوا إنْ شاء الله فيصبحون وهو كما فارقوه فيفتحونه. وهذا متجه ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب فإنّه كان كثيرا ما كان يجالسه ويحدثه فحدّث به أبو هريرة فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع فرفعه والله أعلم. ويؤيد ما قلناه من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه ومن نكارة هذا المرفوع ما رواه أحمد عن زينب بنت جحش قالت: استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - من نومه وهو مُحْمَر وجهه وهو يقول "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من رَدْم يأجوج ومأجوج مثل هذا" وهذا حديث صحيح متفق عليه" التفسير 3/ 105 وأجاب عن ذلك في "البداية والنهاية" (2/ 112) فقال: فإنْ لم يكن رفع هذا الحديث محفوظا وإنما هو مأخوذ عن كعب الأحبار كما قاله بعضهم ففد استرحنا من المؤنة، وإنْ كان محفوظا فيكون محمولا على أنّ صنيعهم هذا يكون في آخر الزمان عند اقتراب خروجهم كما هو المروي عن كعب الأحبار أو يكون المراد بقوله {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97] أي نافذا منه فلا ينفي أنْ يلحسوه ولا ينفذوه والله أعلم، وعلى هذا فيمكن الجمع بين هذا وبين ما في الصحيحين عن أبي هريرة "فتح اليوم من رَدْم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد تسعين" أي فتح فتحا نافذا فيه والله أعلم. وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض ... " ¬

_ (¬1) وهي قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}

1377 - حديث الحسن بن علي قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرّ علي جَرِين من تمر الصدقة، فأخذت منه تمرة فألقيتها في فِيَّ، فأخذها بلعابها فقال: "إنّا آل محمد لا تحل لنا الصدقة" قال الحافظ: عند أحمد والطحاوي من حديث الحسن بن علي قال: فذكره، وإسناده قوي، وللطبراني والطحاوي من حديث أبي ليلى الأنصاري نحوه" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). صحيح أخرجه الطيالسي (ص 163) وعبد الرزاق (4984) وأحمد (1/ 200) والدارمي (1599) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (416) والبزار (1336) وأبو يعلى (6762) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (134) وفي "الكنى" (1/ 161) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 6) وابن حبان (722 و 945) والطبراني في "الكبير" (2710 و 2711 و2714) والخطيب في "الموضح" (1/ 245) وابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي ص 7) من طرق عن بُريد بن أبي مريم السلولي قال: سمعت أبا الحَوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها فِيْ فِيَّ، فنزعها النبي - صلى الله عليه وسلم - بلُعابها، فألقاها في التمر، فقالوا: يا رسول الله تمرة من صبي، فقال "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة" (¬3) وفي لفظ "إنا لا نأكل الصدقة" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 90 قلت: "إسناده صحيح، وأبو الحوراء السعدي اسمه ربيعة بن شيبان. ولم ينفرد بريد بن أبي مريم به بل تابعه ثابت بن عُمارة الحنفي البصري وأبو يزيد الزراد كلاهما عن ربيعة بن شيبان عن الحسن بن علي به. فأما حديث ثابت بن عمارة فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 214) وأحمد (1/ 200) والبزار (1338) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (128) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 7) ¬

_ (¬1) 4/ 97 (كتاب الزكاة - باب ما يذكر في الصدقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وآله) (¬2) 13/ 411 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) واللفظ للطيالسي.

والطبراني في "الكبير" (2741) والخطيب في "الموضح" (1/ 243 و243 - 244 و244) من طرق عن ثابت بن عمارة به (¬1). وإسناده صحيح. وأما حديث أبي يزيد الزراد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2713) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد المُحَاربي ثنا الربيع بن سهل أبو إبراهيم الفزاري ثنا الربيع بن الرُّكَين عن أبي يزيد الزراد به. وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن سهل. وللحديث شاهد عن أبي ليلى الأنصاري وعن أبي عميرة الأنصاري وعن أبي هريرة فأما حديث أبي ليلى فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 215 و 4/ 279) وأحمد (4/ 348) عن الحسن بن موسى الأشيب وأحمد (4/ 348) والدارمي (¬2) (1650) عن الأسود بن عامر الشامي قالا: ثنا زهير عن عبد الله بن عيسى عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده الحسن بن علي، فأخذ تمرة من تمر الصدقة، فانتزعها منه، وقال "أما علمت أنّه لا تحل لنا الصدقة" وإسناده صحيح رواته ثقات، وزهير هو ابن معاوية الكوفي. وخالفه شَريك بن عبد الله القاضي فرواه عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه، ولم يذكر عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 10) والأول أصح، وشريك سيئ الحفظ. وأما حديث أبي عَميرة فأخرجه أحمد (3/ 489) ¬

_ (¬1) رواه وكيع فجعله عن الحسين بن علي. أخرجه أحمد (1/ 201) والخطيب في "الموضح" (1/ 242) ورواه بعضهم عن وكيع على الشك. أخرجه الخطيب (1/ 243) (¬2) واللفظ له.

عن يحيى بن آدم الكوفي و (3/ 490) عن حسن بن موسى الأشيب وابن سعد (1/ 389 و6/ 45) وابن أبي شيبة (3/ 215 - 216) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 334) وابن زنجويه في "الأموال" (2128) والطبراني في "الكبير" (4632) وأبو نعيم الأصبهاني في "الصحابة" (2811) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2736) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 222 - 223) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 9 - 10) والطبراني (4632) وأبو نعيم في "الصحابة" (2811) والخطيب في "الموضح" (2/ 76) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي والطحاوي (2/ 9) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 216) والطبراني وأبو نعيم (2811) عن الحكم بن مروان الضرير وابن قانع والطبراني وأبو نعيم عن خلاد بن يحيى السُّلَمي والطبراني عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري والخطيب في "الموضح" (2/ 76 - 77) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي قالوا: ثنا مُعَرِّف بن واصل السعدي حدثتني حفصة بنت طلق -امرأة من الحي- سنة تسعين قالت: ثنا أبو عميرة (¬1) رُشيد بن مالك (¬2) قال: كنا جلوسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه ¬

_ (¬1) وقال بعضهم: أبو عمير. (¬2) سماه أحمد في روايته الثانية: أسيد بن مالك.

رجل بطبق عليه تمر، فقال له "ما هذا أهدية أم صدقة؟ " قال الرجل: صدقة، قال: فقدِّمها إلى القوم، قال: وحسن بين يديه يَتَعَفَر، قال: فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فِيْه، قال: ففطن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأدخل أصبعه فِيْ فِيِّ الصبي فانتزع التمرة ثم قذف بها وقال "إنا آل محمد لا نأكل (¬1) الصدقة" (¬2) قال يحيى بن آدم: قلت لمعرف: أبو عمير جدك؟ قال: جد أبي. ورواه أسباط بن محمد عن معرف بن واصل عن حفصة بنت طلق (¬3) عن عمير جد معرف. أخرجه البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابه" (8/ 47) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة" (5281) قال الحافظ: وهو خطأ نشأ عن تغيير ونقص والصواب عن أبي عمير" وقال الهيثمي: وفيه حفصة بنت طلق ولم يَرو عنها غير معرف بن واصل ولم يوثقها أحدا" المجمع 3/ 89 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 214) والبخاري (فتح 4/ 96 - 97) وابن زنجويه في "الأموال" (2127) والدارمي (1599) ومسلم (1069) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 9) من طرق عن شعبة ثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة قال: أخذ الحسن بن علي - رضي الله عنه - تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فِيْه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كخ كخ" ليطرحها. ثم قال "أما شعرت أنا لا نأكل (¬4) الصدقة". 1378 - "إنّا أمة لا نَحْسِب ولا نكتب" سكت عليه الحافظ (¬5). أخرجه البخاري (فتح 5/ 28 - 29) من حديث ابن عمر. 1379 - حديث عمرو بن الشريد الثقفي عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مَجْذُوم، فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّا قد بايعناك فارجع" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "لا تحل لنا". (¬2) اللفظ للطبرانى. (¬3) ووقع عند أبي نعيم: الأقعص. (¬4) وفي لفظ "لا تحل". (¬5) 16/ 224 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج)

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2231) " (¬1) 1380 - "إنّا كنا احتجنا فتعجلنا من العباس صدقة ماله سنتين" قال الحافظ: وقيل معنى قوله "عَلَيَّ" أي هي عندي قرض لأنني استسلفت منه صدقة عامين. وقد ورد ذلك صريحا فيما أخرجه الترمذي وغيره من حديث علي، وفي إسناده مقال. وفي الدارقطني من طريق موسى بن طلحة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وهذا مرسل. وروى الدارقطني أيضا موصولا بذكر طلحة فيه وإسناد المرسل أصح. وفي الدارقطني أيضا من حديث ابن عباس "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عمر ساعيا فأتى العباس فأغلظ له فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّ العباس قد أسلفنا زكاة ماله العام والعام المقبل" وفي إسناده ضعف. وأخرجه أيضا هو والطبراني من حديث أبي رافع نحو هذا وإسناده ضعيف أيضا. ومن حديث ابن مسعود "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تعجل من العباس صدقته سنتين" وفي إسناده محمد بن ذكوان وهو ضعيف. وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق" (¬2) يرويه الحكم بن عُتيبة واختلف عنه: - فرواه الحسن بن عُمارة البجلي عنه عن موسى بن طلحة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "يا عمر أما علمت أنّ عمّ للرجل صِنْو أبيه؟ إنّا كنا احتجنا إلى مال فتعجلنا من العباس صدقة ماله لسنتين". أخرجه البزار (945) عن محمد بن حمران القيسي البصري والدارقطني (2/ 124) واللفظ له عن الحسن بن زياد كلاهما عن الحسن بن عمارة به. ورواه يوسف بن خالد السمتي عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة وحبيب بن أبي ثابت عن موسى بن طلحة عن أبيه. أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (638) وفي "معجمه" (156) عن حميد بن مسعدة ثنا يوسف بن خالد به. ¬

_ (¬1) 12/ 265 (كتاب الطب - باب الجذام) (¬2) 4/ 76 (كتاب الزكاة - باب قول المه تعالى: {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التَّوبَة: 60])

وأخرجه ابن عدي (2/ 702) عن أبي يعلى به. وقال: وهذا ليس البلاء فيه من الحسن بن عمارة، والبلاء من الراوي عنه يوسف بن خالد السمتي فإنّه ضعيف" وقال الحافظ: في "المطالب العالية" (1/ 237): قلت: يوسف تالف لكنه توبع" قلت: وليس البلاء منه وإنّما هو من الحسن بن عمارة فإنّه متروك الحديث كما قال أحمد والنسائي والفلاس وغيرهم. وقال البزار: لا نعلم رواه إلا الحسن البجلي، وهو الحسن بن عمارة وقد سكت أهل العلم عن حديثه" وقال الهيثمي: فيه الحسن بن عمارة وفيه كلام" المجمع 3/ 79 - ورواه الحجاج بن دينار الواسطي عن الحكم بن عتيبة عن حُجَيَّة بن عدي عن علي بن أبي طالب أنْ العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعجيل صدقته قبل أنْ تحل، فرخص (¬1) له في ذلك. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1886) وابن سعد (4/ 26) وأحمد (1/ 104) والدارمي (1643) وأبو داود (1624) وابن ماجه (1795) والترمذي (678) وابن الجارود (360) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (620) والمحاملي في "أماليه" (187) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (252) وفي "عواليه" (20) والدارقطني (2/ 123) والحاكم (3/ 332) والبيهقي (4/ 111) وفي "معرفة السنن" (6/ 82) وفي "الصغرى" (1243) والبغوي في "شرح السنة" (1577) من طريق إسماعيل بن زكريا الأسدي عن الحجاج بن دينار به. قال ابن الجارود: قال ابن معين: إسماعيل بن زكريا والحجاج بن دينار ثقتان" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد" وقال البغوي: هذا حديث حسن" قلت: إسماعيل بن زكريا صدوق اختلف فيه قول أحمد وابن معين والنسائي. وخالفه إسرائيل بن يونس في سنده ومتنه، فرواه عن الحجاج بن دينار عن الحكم بن جَحْل عن حُجْر العدوي عن عليّ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر "إنّا قد أخذنا زكاة العباس عام الأول للعام" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "فأذن"

أخرجه الترمذي (679) وأبو علي الطوسي (621) والدارقطني (2/ 124) وقال الترمذي: وحديث إسماعيل بن زكريا عن الحجاج عندي أصح من حديث إسرائيل عن الحجاج بن دينار" وقال الدارقطني: كلا الحديثين وهم" العلل 3/ 187 - 189 - ورواه منصور بن زاذان عن الحكم بن عتيبة عن الحسن بن مسلم بن يَنَاق قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر على الصدقة فأتى على العباس يأخذ صدقة ماله، فتجهمه العباس. فأتى عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا عمر، أما علمت أنّ عم الرجل صِنْو أبيه؟ إنّا تعجلنا صدقة العباس العام عام الأول". أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (2208) عن يحيى بن يحيى النيسابوري أنا هُشيم عن منصور به. وقال أبو عبيد في "الأموال" (ص 703) حُدثت بذلك عن هشيم ولا أحفظه منه (¬1). وقال أبو داود: حديث هشيم أصح" السنن 2/ 276 قلت: ولم ينفرد هشيم به بل تابعه سفيان الثوري عن منصور به. ذكره الدارقطني في "العلل" (4/ 208) وقال: وهو أشبه بالصواب" وقال في موضع آخر: والصواب ما رواه منصور عن الحكم عن الحسن بن يناق مرسلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 3/ 189 وقال البيهقي: وهذا هو الأصح من هذه الروايات" السنن الكبرى 4/ 111 وكذا صحح هذه الرواية في "المعرفة" (6/ 82 - 83) وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 163): والصواب عن الحكم عن الحسن بن مسلم بن يناق مرسلا" - ورواه الحجاج بن أَرْطَاة عن الحكم بن عتيبة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمر بن الخطاب على الصدقة، فأتى العباس يسأله صدقة ماله، قال: قد عجلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة سنتين، فرافعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صدق عمي، قد تعجلنا منه صدقة سنتين". ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (253) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا هشيم أنبأ منصور به.

أخرجه أبو عبيد (1885) وابن سعد (4/ 26) وابن زنجويه (2207) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن أبي شيبة (3/ 148) عن حفص بن غياث الكوفي كلاهما عن الحجاج بن أرطأة به. والحجاج ضعيف لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة العبسي عن الحكم بن عتيبة قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر على السعاية فأتى العباس يطلب منه صدقة ماله فأغلظ له، فأتى عليا فاستعان به على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم - "تربت يداك، أما علمت أنّ عم الرجل صِنْو أبيه؟ إنّ العباس سلفنا زكاة العام عام أول". أخرجه ابن سعد (4/ 26) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 500) وأبو إسرائيل مختلف فيه. - ورواه محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن الحكم بن عتيبهّ عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر ساعيا، قال: فأتى العباس يطلب صدقة ماله، قال: فأغلظ له العباس، فخرج إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ العباس قد أسلفنا زكاة ماله العام والعام المقبل". أخرجه الدارقطني (2/ 124) من طريق النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن محمد بن عبيد الله به. ثم أخرجه من طريق مِنْدل بن علي العَنَزي عن عبيد الله بن عمر عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس. وقال: كذا قال: عن عبيد الله بن عمر، وإنما أراد محمد بن عبيد الله والله أعلم" قلت: ومحمد بن عبيد الله العرزمي متروك الحديث، ومندل بن علي ضعيف الحديث. وللحديث شاهد من حديث علي ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي رافع فأما حديث علي فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 500 - 501) والبيهقي في "الكبرى" (4/ 111) وفي "المعرفة" (6/ 83) وابن عساكر (ترجمة العباس ص 139) من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البَخْتَري عن علي قال: فذكر الحديث وفيه "إنّا كنا احتجنا فاستسلفنا العباس صدقة عامين"

وفي لفظ "إنّا تعجلنا من العباس صدقة زكاة العام عام الأول". قال البيهقي: وفي هذا إرسال بين أبي البختري وعلي" وقال أيضا: وهو منقطع بين أبي البختري وبين علي" وقال الحافظ: رجاله ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا" التلخيص 2/ 162 - 163 قلت: أبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يدرك عليا ولم يره (¬1). وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (كشف 896) والطبراني في "الكبير" (9985) وفي "الأوسط" (1004) وابن عدي (6/ 2206) وابن عساكر (ترجمة العباس ص 141) من طريق محمد بن ذكوان الأزدي البصري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تعجل من العباس صدقة سنتين. قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم مرسلا، ومحمد بن ذكوان لين الحديث حدّث بحديث كثير لم يتابع عليه" وقال أبو زرعة وأبو حاتم: هو خطأ إنما هو منصور عن الحكم عن الحسن بن مسلم بن يناق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عمر. مرسل وهو الصحيح" علل الحديث 1/ 215 وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن منصور غير ابن ذكوان هذا، وهذا الحديث هو الذي أشار إليه النسائي أنه عندما قال: محمد بن ذكوان عن منصور منكر الحديث" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن ذكوان وفيه كلام وقد وثق" المجمع 3/ 79 وقال الحافظ: وفي إسناده محمد بن ذكوان وهو ضعيف" التلخيص 2/ 163 قلت: رواه ثُمامة بن عبيدة أبو خليفة ثنا عبد الله أبو عبد الرحمن عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس ص 141 - 142) وثمامة قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعفه ابن المديني ونسبه إلى الكذب. وأما حديث أبي رافع فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7858) والدارقطني (2/ 125) وابن عساكر (ترجمة العباس ص 142) من طريق شَريك بن عبد الله الكوفي عن إسماعيل ¬

_ (¬1) انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 74 و 76 - تهذيب الكمال 11/ 33

المكي عن سليمان الأحول عن أبي رافع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عمر ساعيا فكان بينه وبين العباس شيء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أما علمت أنّ عمّ الرجل صِنْو أبيه؟ إنّ العباس أسلفنا صدقة العام عام الأول". قال الطبراني: لم يروه عن سليمان إلا إسماعيل، ولا عنه إلا شريك" قلت: وشريك مختلف فيه، وإسماعيل لم أعرفه، وسليمان لم يذكر سماعا من أبي رافع فلا أدري أسمع منه أم لا. 1381 - "إنّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر" قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ... " 1382 - "إنّا لا تحل لنا الصدقة، وإنّ موالى القوم من أنفسهم" قال الحافظ: وروى أصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان وغيره عن أبي رافع مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 131) عن شعبة عن الحكم بن عُتيبة عن ابن أبي رافع عن أبي رافع أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة، فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، قال: لَآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسأله، فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله، فقال "إنّ الصدقة لا تحل لنا، وإنّ مولى القوم من أنفسهم" وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 643 - 644) عن الطيالسي به. وأخرجه البيهقي (7/ 32) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 214) وأحمد (6/ 10) وابن زنجويه في "الأموال" (3123) وأبو داود (1650) والترمذي (657) والنسائي (5/ 80) وفي "الكبرى" (2394) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (148) والروياني (688 و719 و723) وابن خزيمة (2344) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 8) والمحاملي (363) والطبراني في "الكبير" (932) والحاكم (1/ 404) والبيهقي في "الكبرى" (7/ 32) وفي "معرفة السنن" (9/ 340) ¬

_ (¬1) 9/ 206 (كتاب المغازي - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) (¬2) 4/ 98 (كتاب الزكاة - باب الصدقة على موالى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 91 - 92 و 24/ 361) والبغوي في "شرح السنة" (1607) من طرق عنه شعبة به. قال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح، وأبو رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه أسلم، وابن أبي رافع هو عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: وهو كما قالا. ولم ينقرد شعبة به بل تابعه ابن أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة عن ابن أبي رافع عن أبي رافع به. أخرجه أحمد (6/ 8 - 9) والخطيب (¬1) في "الأسماء المبهمة" (ص 20) 1383 - "إنّا لا نستعين بمشرك" قال الحافظ: أخرجه مسلم وأصحاب السنن" (¬2) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬3). أخرجه مسلم (1817) وأبو داود (2732) والترمذي (1858) وابن ماجه (2832) وغيرهم من حديث عائشة. 1384 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لسعد "إنّك إنْ تَذَر ورثتك أغنياء خير من أنْ تذرهم عالة" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 3/ 407) من حديث سعد بن أبي وقاص. 1385 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل "إنّك تقدم على قوم أهل كتاب فأعلمهم أنّ الله فرض عليهم" سكت عليه الحافظ (¬5). أخرجه البخاري (فتح 4/ 4 و64) من حديث ابن عباس. ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن ولد أبي رافع أنّ أبا رافع حدثهم. (¬2) 5/ 349 (كتاب الإجارة - باب استئجار المشركين عند الضرورة) (¬3) 9/ 15 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر) (¬4) 14/ 37 (كتاب الرقاق - باب ما قدم من ماله فهو له) (¬5) 16/ 361 (أخبار الآحاد - باب ما جاء في إجازة خبر الواحد)

1386 - عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: "إنّك ضعيف، وإنّها أمانة، وإنّها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقِّها وأَدَّى الذي عليه فيها" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (1825) عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال "يا أبا ذر إنّك ضعيف ... " الحديث 1387 - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود وهو بمكة وهو يرعى الغنم: "إنّك لغلام مُعَلَّم" سكت عليه الحافظ (¬2). حسن أخرجه الطيالسي (ص 47) وابن سعد (2/ 343 و3/ 150 - 151) وابن أبي شيبة (7/ 51 و 11/ 510) وفي "مسنده" (388) وأحمد (1/ 379 و 453 و 457 و 462) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 245 و 2/ 537) وأبو يعلى (5311) والهيثم بن كليب (659) والطبراني في "الكبير" (8455) وأبو نعيم في "الدلائل" (233) وفي "الحلية" (1/ 125) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 171 - 172) عن حماد بن سلمة وابن أبي شيبة في "المسند" (317) وأحمد (1/ 379) والحسن بن عرفة في "جزئه" (46) والطحاوي في "المشكل" (4443) والآجري في "الشريعة" (1066) والحنائي في "فوائده" (ق 5) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 68) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 172) وفي "الاعتقاد" (ص 284 - 285) وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (47 و48 و49) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/ 22 و22 - 24) والذهبي في "السير" (1/ 464 - 465) عن أبي بكر بن عياش والبزار (1824) وأبو يعلى (4985) والطحاوي في "المشكل" (4442) وابن حبان (6504) والطبراني في "الكبير" (8456) واللالكائي في "الاعتقاد" (1487) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 84) وأبو القاسم الأصبهاني (50) وابن عساكر (39/ 24 و 24 - 25) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 385) ¬

_ (¬1) 16/ 244 (كتاب الأحكام - باب ما يكره من الحرص على الإمارة) (¬2) 1/ 262 (كتاب الوضوء - باب من حمل معه الماء لطهوره)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي والطبراني في "الكبير" (8457) و"الأوسط" (7617) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (600) وابن عساكر (39/ 22) عن أبي أيوب عبد الله بن علي الإفريقي وأبو يعلى (5096) والطبراني في "الصغير" (513) وابن عساكر (39/ 25 - 26) عن أبي المنذر سلام بن سليمان المزني كلهم عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود قال: كنت غلاماً يافعاً أرعى غنما لعقبة ابن أبي مُعيط (¬1) فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر (¬2) وقد فرّا من المشركين فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ فقلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هل عندك من جَذَعَة (¬3) لم يَنْزُ عليها الفحل؟ " قلت: نعم، فأتيتهما بها، فَاعْتَقَلَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضَّرْع ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها (¬4) فشرب (¬5) أبو بكر، ثم شربت، ثم قال للضرع "اقْلِصْ" فَقَلَص (¬6)، قال: فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول (¬7). قال "إنك غلام معلم" فأخذت من فِيْه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد. اللفظ لابن سعد قال الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد" (¬8) وقال الحنائي: هذا حديث حسن" ¬

_ (¬1) زاد الطيالسي "بمكة" وعند يعقوب بن سفيان في إحدى روايتيه "بجياد" (¬2) زاد أبو يعلى وابن عساكر في حديث سلام بن المنذر "ابن أبي قحافة" (¬3) وفي حديث أبي بكر بن عياش "شاة" وفي حديث أبي عوانة "فقال: ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل" فأتيته بِعَنَاق جذعة. وقال سلام بن المنذر في حديثه "شاة شصوص" (¬4) وفي حديث أبي بكر بن عياش "فحلبه في إناء" (¬5) وفي حديث أبي عوانة "فشرب أبو بكر، ثم شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلم بعده" (¬6) زاد أبو عوانة في حديثه "فعاد كما كان" (¬7) زاد الطيالسي "الطيب -يعني القرآن-" وزاد أبو بكر بن عياش في حديثه "قال: فمسح رأسي وقال: يرحمك الله" وعند الهيثم بن كليب "أو القرآن فأنا غلام متعلم" (¬8) وقال في "تاريخ الإسلام" (2/ 249 - القدسي): إسناده حسن قوي"

قلت: وهو كما قال للخلاف المعروف في عاصم بن أبي النجود. 1388 - "إنَّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وصححه ابن حبان من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ في سنده انقطاع بين عبد الله بن أبي زكريا راويه عن أبي الدرداء فإنّه لم يدركه" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 194) وعبد بن حميد في "المنتخب" (213) والدارمي (2697) وأبو داود (4948) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2584) وابن حبان (5818) وابن عدي (3/ 951) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 152 و 9/ 58 - 59) والبيهقي (9/ 306) وفي "الشعب" (8265) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي زكريا ص 404) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3360) والمزي (8/ 433) من طرق عن هُشيم أنا داود بن عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي عن أبي الدرداء به مرفوعا. وفي لفظ "فحسنوا أسماءكم" وإسناده ضعيف لانقطاعه فقد قال أبو داود بعد إخراجه: ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء. وقال البيهقي: هذا مرسل، ابن أبي زكريا لم يسمع من أبي الدرداء. وكذا قال أبو حاتم (المراسيل) وأما قول النووي في "الأذكار" (ص 255): بإسناد جيد. فليس بجيد لما علمت من انقطاع السند. وكذا قول ابن القيم في "تحفة المودود" (ص 81): إسناده حسن" ليس بحسن. 1389 - حديث معاذ بن جبل أنّهم خرجوا في عام تبوك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنكم ستأتون غداً إنْ شاء الله تعالى عين تبوك، فمن جاءها فلا يَمَسَّ من مائها شيئا" فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، فذكر الحديث في غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجهه ويديه بشيء من مائها ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس. ¬

_ (¬1) 13/ 198 (كتاب الأدب - باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه)

قال الحافظ: ووقعت تسميتها بذلك -يعني تبوك- في الأحاديث الصحيحة: منها: حديث مسلم "إنكم ستأتون غدا عين تبوك" وكذا أخرجه أحمد والبزار من حديث حذيفة. وقيل: سميت بذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - للرجلين اللذين سبقاه إلى العين "ما زلتما تبوكانها منذ اليوم" والحديث المذكور عند مالك (1/ 143 - 144) ومسلم (4/ 1784 - 1785) بغير هذا اللفظ أخرجاه من حديث معاذ بن جبل: فذكره" (¬1) حديث حذيفة أخرجه أحمد (5/ 390 - 391 و 400 و 401) والبزار (2803) من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جُمَيْع الزهري ثنا أبو الطفيل عن حذيفة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غزوة تبوك فبلغه أنّ في الماء قلة الذي يَرِده فأمر مناديا فنادى في الناس أنْ لا يسبقني إلى الماء أحد، فأتى الماء وقد سبقه قوم فلعنهم. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى من حديث أبي الطفيل عن حذيفة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 6/ 195 قلت: وإسناده حسن، الوليد بن عبد الله بن جميع قال أحمد وغيره: ليس به بأس، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي له صحبة. 1390 - حديث كعب بن مالك مرفوعا "إنّكم ستفتحون بلدا يذكر فيها القيراط" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (2543) من حديث أبي ذر رفعه "إنّكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإنّ لهم ذمة ورحما، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرج منها". 1391 - حديث أبي سعيد: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ونحن صيام، فنزلنا منزلنا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا" فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر، فنزلنا منزلا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّكم مصبحوا عدوكم فالفطر أقوى لكم فأفطروا" فكانت عزيمة فأفطرنا، ثم لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في السفر. ¬

_ (¬1) 9/ 174 (كتاب المغازي - باب غزوة تبوك) (¬2) 3/ 437 (كتاب الجنائز - باب فضل اتباع الجنائز)

قال الحافظ: لأنّ مسلما أخرج (1120) من حديث أبي سعيد أنّه - صلى الله عليه وسلم - صام بعد هذه القصة في السفر ولفظه: فذكره" (¬1) 1392 - "إنكم لن تَسْعوا الناس بأموالكم، ولكن يَسَعُهُمْ منكم بسط الوجه وحسن الخلق" قال الحافظ: وللبزار بسند حسن من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي الكوفي عن أبيه عن جده عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع" (190) وفي "المداراة" (55) البزار (كشف 1979) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المُخَرَّمي ثنا الأسود بن سالم ثنا عبد الله بن إدريس به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 72) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القاضي وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1208) عن الحسين بن إسماعيل المحاملي قالا: ثنا محمد بن عبد الله المخرمي به. قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن إدريس إلا أسود وكان ثقة بغداديا" قلت: ووثقه ابن جرير الطبري كما في "تاريخ بغداد" (7/ 37) وكذا باقي رواته ثقات غير يزيد بن عبد الرحمن الأودي جد عبد الله بن إدريس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان والعجلي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث (¬3). الثاني: يرويه طلحة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا مثله. ¬

_ (¬1) 5/ 86 (كتاب الصوم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر) (¬2) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق والسخاء) (¬3) قال المنذري عن هذا الطريق: حسن جيد" الترغيب 3/ 411 وقال العراقي: رجاله ثقات" إتحاف السادة المتقين 7/ 321

أخرجه البزار (كشف 1978) عن أحمد بن الوزير ثنا أبو عاصم ثنا طلحة به. وقال: طلحة لين الحديث" قلت: هو ابن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ضعيف. وعطاء هو ابن أبي رباح. الثالث: يرويه أبو عباد عبد الله بن سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" أخرجه البزار (كشف 1977) عن القاسم بن مالك المزني وابن أبي الدنيا في "المداراة" (54) وفي "اصطناع المعروف" (42) والطبراني في "المكارم" (18) وابن عدي (4/ 1481) والحاكم (1/ 124) والبيهقي في "الشعب" (7695) والخطيب في "الموضح" (2/ 193) وفي "الجامع" (817) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2407) عن سفيان الثوري والحاكم (1/ 124) عن الفضل بن موسى السيناني كلهم عن عبد الله بن سعيد المقبري به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الله واه" وقال البزار: لم يتابع عبد الله بن سعيد على هذا وتفرد به" وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن سعيد عن أبيه" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن سعيد وهو ضعيف" المجمع 8/ 22 قلت: هو متروك الحديث كما قال أحمد والنسائي وغيرهما. واختلف عنه، فقيل: عنه عن جده عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 519) وفي "مسنده" (المطالب 2587/ 1) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 25) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1066)

عن عبد الله بن إدريس الكوفي وأبو يعلى (6550) عن محمد بن فضيل الكوفي كلاهما عن عبد الله بن سعيد المقبري به. قال البوصيري: مداره على عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 215 وللحديث شاهد مرسل أخرجه ابن وهب في "الجامع" (499) عن ابن لَهيعة عن عبد الله بن أبي جعفر رفعه "إنّكم لن تستطيعوا أنْ تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم السلام وحسن الخلق" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 1393 - "إنّكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة، وخير دينكم اليسرة" قال الحافظ: وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد: فذكره" (¬1) هما حديثان: الأول: "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة" والثاني: "خير دينكم اليسرة" فأما الحديث الأول فيرويه هشام بن سعد المدني وداود بن قيس الفراء عن زيد بن أسلم واختلف عن هشام: - فقال وكيع: أنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ابن الأدرع قال: كنت أحرس النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فخرج لبعض حاجته فرآني فأخذ بيدي، فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عسى أنْ يكون مرائيا" قال: قلت: يا رسول الله، يصلي يجهر بالقرآن. قال: فرفض يدي، ثم قال "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة" قال: ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته، فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي بالقرآن، فقلت: عسى أنْ يكون مرائيا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلا إنّه أوّاب" قال: فنظرت فإذا هو عبد الله ذو النجادين. ¬

_ (¬1) 1/ 102 (كتاب الإيمان - باب الدين يسر)

أخرجه أحمد (4/ 337) عن وكيع به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 421 - 422) قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 369 قلت: ابن الأدرع لم يخرج له الشيخان. والحديث لم ينفرد وكيع به بل تابعه جعفر بن عون الكوفي أنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: قال ابن الأدرع: فذكره. أخرجه البيهقي في "الشعب" (576) وقال: إسناد هذا الحديث مرسل" قلت: مراده بالإرسال هو الانقطاع بين زيد بن أسلم وابن الأدرع فالظاهر أنّه لم يسمع منه، والله أعلم. - وقال طلحة بن يحيى: عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن سلمة بن الأكوع قال: فذكر معناه. أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 474) وقال: وهذا ليس بشيء، والصحيح رواية جعفر بن عون" - وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ابن الأكوع قال: فذكره. وقال في آخره: فإذا الرجل ذو البجادين. أخرجه إسحاق في "مسنده" (إتحاف الخيرة 146 - المطالب 2929/ 1) عن أبي عامر به. قال البوصيري: رجاله ثقات على شرط مسلم" وقال في "مختصر الإتحاف" (1/ 81): إسناده صحيح على شرط مسلم" قلت: هشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - وقال عبد الله بن نافع الصائغ: عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن سلمة بن ذكوان قال: فذكره. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3394) وقال: سلمة بن ذكوان يقال له ابن الأدرع"

وقال الحافظ في "الإصابة" (4/ 228): سلمة بن ذكوان ويقال: هو ابن الأدرع" قلت: عبد الله بن نافع مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. وأما حديث داود بن قيس فأخرجه (¬1) أبو يعلى (الإصابة 4/ 228 - المطالب 2929/ 2 - إتحاف الخيرة 147) عن محمد بن إسحاق المسيَّبي ثنا سليمان بن داود بن قيس عن داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن سلمة قال: فذكر نحوه. قال البوصيرى: سنده ضعيف لضعف سليمان بن داود" إتحاف الخيرة 1/ 123 ومختصر الإتحاف 1/ 81 قلت: سليمان بن داود ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات. وأما الحديث الثاني فسيأتي الكلام عليه في حرف الخاء. 1394 - حديث معاوية بن حَيْدَة رفعه "إنّكم محشورون" ونحا بيده نحو الشام "رجالا وركبانا وتُجرون على وجوهكم" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وسنده قوي" (¬2) صحيح أخرجه عبد الرزاق (20115) وأحمد (5/ 3 و5) وفي "فضائل الصحابة" (1711) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 296) والترمذي (2424 و3143 و4/ 485) والروياني (914 و 916) والطبراني في "الكبير" (19/ 407 - 408 و408 و409) والحاكم (4/ 564) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام" (5) والبيهقي في "لشعب" (8931) من طرق عن بَهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، اين تأمرني؟ خر لي. قال "ههنا"- ونحا بيده نحو الشام - "إنكم تحشرون (¬3) رجالا (¬4) وركبانا، وتجرون على وجوهكم" ورواه بعضهم مطولا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أبو قَزَعة سويد بن ¬

_ (¬1) أخرجه في أثناء مسند سلمة بن الأكوع كما في "الإصابة". (¬2) 14/ 168 (كتاب الرقاق - باب الحشر) (¬3) وفي لفظ "محشورون" (¬4) وفي لفظ "علي أقدامكم"

حُجير عن حكيم بن معاوية مثل رواية بهز، على أنّ بهزا أيضا مأمون لا يحتاج في روايته إلى متابع. ثم أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن أبي قزعة سويد بن حجير عن حكيم بن معاوية عن أبيه رفعه "تحشرون ههنا حفاة عراة مشاة وركبانا وعلى وجوهكم، تعرضون على الله وعلى أفواهكم الفدام، وإنّ أول ما يُعْرب عن أحدكم فخذه" ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (5/ 3) والروياني (936) والطبراني في "الكبير" (19/ 426) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 426 - 427) و"الأوسط" (6398) من طريق الحجاج الباهلي ثنا سويد بن حجير به. وأخرجه أحمد (4/ 446 - 447) وفي "فضائل الصحابة" (1710) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (8/ 433) والطبراني في "الكبير" (19/ 427 - 428) من طريق شبل بن عباد قال: سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية به. وإسناده صحيح. 1395 - "إنّكم لاقو العدو غدا والفطر أقوى لكم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1120) من حديث أبي سعيد. 1396 - قال العباس: يا رسول الله، لو جمعت لنا الحجابة والسِّقَاية؟ فقال: "إنّما أعطيتكم ما تُرْزَءون ولم أعطكم ما تَرْزءون" قال الحافظ: وروى الفاكهي من طريق ابن جُريج قال: فذكره" (¬2) لم أره في القسم المطبوع من كتاب الفاكهي. وفي "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 267) عن جده عن محمد بن إدريس عن الواقدي عن أشياخه قالوا: فذكروا حديثا وفيه: وقبض المفتاح من عثمان بن طلحة، فلما جلس بسط العباس بن عبد المطلب يده، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة والسقاية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أعطيتكم ما تُرزءون فيه ولا أعطيكم ما تَرزءون منه" والواقدي متروك. ¬

_ (¬1) 12/ 48 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الذبيحة) (¬2) 4/ 237 (كتاب الحج - باب سقاية الحاج)

وقال عبد الرزاق في "مصنفه" (9076): عن بعض أصحابنا عن ابن جريج قال: حدثني ابن أبي مُليكة قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعثمان بن طلحة يوم الفتح بمفتاح الكعبة، فأقبل به مكشوفا، حتى دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال العباس: يا نبي الله اجمع لي الحجابة مع السقاية، ونزل الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "ادعوا لي عثمان بن طلحة" فَدُعي له، فدفعه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه، وستر عليه، قال: فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول من ستر عليه، ثم قال "خذوه يا بني طلحة لا ينتزعه منكم إلا ظالم". ورواه أيضا (5/ 84) عن ابن عُيينة قال: أخبرني ابن جريج عن ابن أبي مليكة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلىّ حين كلمه في المفتاح "إنما أعطيتكم ما تُرزءون ولم أعطكم ما تَرزءون" ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/ 54 - 55) ورواته ثقات لولا إرساله. وله شاهد عن عليّ قال: قلت للعباس: سل لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجابة. فسأله، فقال "أعطيكم ما هو خير لكم منها، السقاية، تَرْزَؤُكم ولا تَرْزَؤُونَها" أخرجه (¬1) الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 233) عن أيوب بن إسحاق بن إبراهيم ثنا قَبيصة ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن أبي رزين عن أبيه عن عليّ به. وأخرجه ابن سعد (4/ 25) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 514) وأحمد بن منيع وابن أبي شيبة وإسحاق في "مسانيدهم" (المطالب 2/ 64 - 65، مختصر الإتحاف 4/ 382 - 383) عن قبيصة بن عقبة به. قال الطبري: سنده صحيح" وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" قلت: عبد الله بن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" وغيرهم ولم يذكروا عنه راويا إلى موسى بن أبي عائشة فهو مجهول، وقبيصة تكلم أحمد وغيره في روايته عن سفيان. ¬

_ (¬1) وأخرجه البزار (895) عن محمد بن عمارة بن صبيح ثنا قبيصة بن عقبة به. وقال: وهذا الحديث لا نعلم له إسنادا عن عليّ إلا هذا الإسناد" وأخرجه الحاكم (3/ 332) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا قبيصة بن عقبة به. وقال: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 286

وخالفه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري فرواه عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن زرير قال: قال علي للعباس أخرجه أبو يعلى (310) قال الهيثمي: وهو مرسل، عبد الله بن زرير لم يدرك القصة" المجمع 3/ 286 1397 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أم سلمة "إنّما أقضي له بما أسمع" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 16/ 279) 1398 - عن سهل بن أبي حَثْمَة أنّ أبا بُردة ذبح ذبيحة بسحر فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"إنما الأضحية ما ذبح بعد الصلاة، اذهب فضح" فقال: ما عندي إلا جَذَعة من المعز، الحديث. قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من طريق سهل بن أبي حثمة فذكره. وقال: وفي حديث سهل بن أبي حثمة "وليست فيها رخصة لأحد بعدك" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9145) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيمِ بن المنذر ثنا محمد بن صدقة الفَدَكِي ثنا محمد بن يحيى به سهل بن أبي حثمة عن عمه عُفَير بن سهل بن أبي حثمة أنّ أباه قد أخبره أنّ أبا بُردة بن نِيَار ذبح ذبيحة بِسَحَر، فلما انصرف ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "من ذبح قبل الصلاة فليست تلك الأضحية، إنما الأضحية ما ذبح بعد الصلاة، فاذهب فضح" فقال: يا رسول الله، ما أجد شيئا للأضحية، وما عندي إلا جَذَع من المعز، قال "اذهب فضح بها، وليس فيها رخصة لأحد بعدك" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سهل بن أبي حثمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بن المنذر" قلت: وثقه ابن معين وغيره، ومسعدة بن سعد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن صدقة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ليس بالمشهور ولكن ليس به بأس، ومحمد بن يحيى بن سهل ترجمه البخاري في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعفير بن سهل لم أر من ترجمه. ¬

_ (¬1) 16/ 259 (كتاب الأحكام - باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه) (¬2) 12/ 109 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)

1399 - "إنّما البيع عن تراض" قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره، وهو طرف من حديث طويل" (¬1) أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 278) وابن ماجه (2185) وابن حبان (4967) والبيهقي (6/ 17) والمزي في "التهذيب" (13/ 42 - 43) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن داود بن صالح بن دينار التمار المدني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنّ يهوديا قدم زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثين حِمل شعير وتمر، فسعّر مدّاً بمدّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس في الناس يومئذ طعام وغيره، وكان قد أصاب الناس قبل ذلك جوع لا يجدون فيه طعاما، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - الناسُ يشكون إليه غلاء السعر، فصعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال "لا ألقينّ الله من قبل أنْ أعطي أحدا من مال أحد من غير طيب نفس، إنّما البيع عن تراض، ولكن في بيوعكم خصالا أذكرها لكم: لا تَضاغنوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا يسوم الرجل على سوم أخيه، ولا يبيعنّ حاضر لباد، والبيع عن تراض، وكونوا عباد الله إخوانا". واللفظ لابن حبان. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 17 قلت: بل إسناده حسن إنْ كان صالح بن دينار سمع من أبي سعيد، والدراوردي قال الذهبي في "الميزان": صدوق غيره أقوى منه. وداود بن صالح التمار قال أحمد: لا أعلم به بأسا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. فهو حسن الحديث. وصالح بن دينار التمار قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه داود. ومع ذلك فقد وثقه النسائي وابن حبان والحافظ في "التقريب". 1400 - حديث أبي قتادة "إنّما التفريط أن يؤخر الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى" قال الحافظ: أخرجه مسلم (681) " (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 192 (كتاب البيوع - باب ما جاء في قول الله تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجُمُعَة: 10]) (¬2) 2/ 341 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)

1401 - "إنّما الجمعة على من سمع النداء" قال الحافظ: وفي "السنن" لأبي داود من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره، وقال: إنّه اختلف في رفعه ووقفه، وأخرجه الدارقطني من وجه آخر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (1056) وأبو بكر المروزي في "الجمعة" (69) والدارقطني (2/ 6) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 104) والبيهقي (3/ 173) والخطيب في "الموضح" (1/ 13) من طرق عن قَبيصة بن عقبة الكوفي ثنا سفيان عن محمد بن سعيد الطائفي عن أبي سلمة بن نُبَيْه بن الحجاج عن عبد الله بن هارون عن ابن عمرو رفعه "الجمعة على من سمع النداء" وفي لفظ "التأذين" قال أبو داود: روى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصورا على عبد الله بن عمرو ولم يرفعوه، وإنما أسنده قبيصة" وقال الدارقطني: قال لنا ابن أبي داود: محمد بن سعيد هو الطائفى ثقة، وهذه سنة تفرد بها أهل الطائف" وقال البيهقي: وقبيصة بن عقبة من الثقات، ومحمد بن سعيد هذا هو الطائفي ثقة" وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي": رواه قبيصة عن الثوري وقد قال ابن معين وغيره: قبيصة ثقة إلا في حديث الثوري. والطائفي مجهول كما في "الميزان"، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يحل الاحتجاج به. وسكت البيهقي عن بقية السند وفيه أبو سلمة بن نبيه عن عبد الله بن هارون ولا يعرف حالهما" قلت: الحديث إسناده ضعيف، عبد الله بن هارون قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو سلمة بن نبيه، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأبو سلمة بن نبيه قال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأما محمد بن سعيد الطائفي فهو ثقة كما قال ابن أبي داود والبيهقي وذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) 3/ 35 (كتاب الجمعة - باب من أين تؤتى الجمعة؟ "

وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني" تبعا لأبي حاتم: مجهول (¬1). ثم تعقب أبا حاتم فقال: قلت: هو أبو سعيد المؤذن. يروي أيضا عن عبد الله بن عُيينة وعطاء وجماعة. وعنه أيضا زيد بن الحباب ويحيى بن سليم الطائفي ومعتمر بن سليمان فانتفت الجهالة انتهى وذكره في "الكاشف" وقال: صالح الحديث. وروى عنه أيضا عدي بن الفضل فتوثيقه هو الصواب. وأما قول ابن حبان الذي ذكره ابن التركماني فليس هو في هذا وإنما في محمد بن مسلم الطائفي الذي يروي عن ابن جُريج وعنه أبو عتبة أحمد بن الفرج، وقد فرق بينهما المزي وكذا الحافظ في "التهذيب" وقال عن هذا الأخير: هو متأخر الطبقة عن الذي قبله. وأما قبيصة بن عقبة فهو ثقة إلا أنّ أحمد وابن معين قد تكلما في حديثه عن سفيان. وخالفه عبد الرحمن بن مهدي فرواه عن سفيان عن محمد بن سعيد -قال عبد الرحمن: أظنه رجلا من أهل الطائف- عن عبد الله بن هارون عن ابن عمرو قوله. هكذا رواه عن سفيان وأوقفه على ابن عمرو وأسقط منه أبا سلمة بن نبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 1/93) والخطيب في "الموضح" (1/ 13) طريق أخرى: قال عبد الله بن سليمان بن الأشعث: ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد عن زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "إنما الجمعة على من سمع النداء" أخرجه الدارقطني (2/ 6) والبيهقي (3/ 173) واختلف فيه على الوليد وهو ابن مسلم، فرواه أبو عامر موسى بن عامر عنه أخبرني زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: إنما تجب الجمعة على من سمع النداء، فمن سمعه فلم يأته فقد عصى ربه. موقوف ¬

_ (¬1) انظر مقدمة "الميزان" و"المغني" حيث ذكر الذهبي أنه يذكر في هذين الكتابين من نص أبو حاتم على جهالته وقال "هذا مجهول".

أخرجه البيهقي (3/ 173 - 174) وزهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذه منها فإنّ الوليد بن مسلم دمشقي. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الحجاج بن أَرْطَاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "الجمعة على من بِمَدَى الصوت" أخرجه الدارقطني (2/ 6) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن الحجاج به. والحجاج ضعيف مدلس، ومحمد بن الفضل بن عطية كذبه ابن معين والفلاس والنسائي وغيرهم. واختلف فيه على عمرو بن شعيب فقال ابن أبي شيبة (2/ 104): ثنا وكيع عن داود بن قيس الفراء قال: سمعت عمرو بن شعيب قيل له: يا أبا إبراهيم على من تجب الجمعة؟ قال: على من سمع الصوت. وهذا إسناده صحيح. 1402 - حديث أبي كبشة الأنماري "إنّما الدنيا لأربعة" فذكر الحديث وفيه "وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يعمل في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربّه ولا يصل فيه رَحِمَه ولا يرى لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل، ورجل لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهما في الوزر سواء". قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه" (¬1) صحيح وله عن أبي كبشة الأنماري طرق: الأول: يرويه يونس بن خباب عن أبي البَخْتَري سعيد الطائي قال: حدثني أبو كبشة الأنماري أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدثكم حديثا، فاحفظوه، قال (¬2) "ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظُلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسئلة إلا فتح الله عليه باب فقر -أو كلمة نحوها- ¬

_ (¬1) 14/ 109 - 110 (كتاب الرقاق - باب من هم بحسنة أو بسيئة) (¬2) زاد أحمد "فأما الثلاث الذي أقسم عليهن فإنه" وهي عند البغوي بنحوه.

وأحدثكم حديثا فاحفظوه (¬1)، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط (¬2) في ماله بغير علم لا يتقى فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا فعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء" أخرجه أحمد (4/ 231) عن عبد الله بن نُمير ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 191) والترمذي (2325) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (22/ 341 - 342 و345 - 346) والبغوي في "شرح السنة" (4097) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين قالا: ثنا عبادة بن مسلم الفزاري ثنا يونس بن خباب عن سعيد الطائي به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: بل ضعيف لضعف يونس بن خباب. الثانى: يرويه سليمان الأعمش قال: سمعت سالم بن أبي الجَعْد قال: سمعت أبا كبشة الأنماري رفعه "مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر: فذكر الحديث بنحو ما تقدم إلا أنّه قال في الأول "فهو يعمل بعلمه في ماله، ينفقه في حقه" وقال في الثالث "فهو يخبط في ماله، ينفقه في غير حقه" أخرجه وكيع في "الزهد" (240) وأحمد (4/ 230 و230 - 231) وهناد في "الزهد" (586) والحسين المروزي في "زيادات الزهد لابن المبارك" (999) وابن ماجه (4228) ¬

_ (¬1) عند أحمد "وأما الذي أحدثكم حديثا فاحفظوه" (¬2) عند الطبراني والبغوي "يتخبط"

والفريابي في "فضائل القرآن" (105 و106) والطحاوي في "المشكل" (263) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 64 / أو189/ ب) والطبراني في "الكبير" (22/ 345) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 273) قال ابن كثير: إسناده صحيح" فضائل القرآن ص 39 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه قتادة ومنصور بن المعتمر واختلف عنهما فأما حديث قتادة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 343 و346) و"الأوسط" (4364) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي كبشة. وسعيد بن بشير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه الحجاج بن الحجاج الباهلي فرواه عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن مَعدان بن أبي طلحة عن ثوبان أو عن أبي كبشة. أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (63) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (22/ 344 - 345) وأما حديث منصور بن المعتمر فأخرجه أحمد (4/ 230) والطبراني في "الكبير" (22/ 343 و 344) عن سفيان الثوري والطبراني (22/ 344) عن مِسْعَر بن كِدام كلاهما عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن أبي كبشة. واختلف فيه على منصور بن المعتمر: فقيل: عنه عن سالم بن أبي الجعد عن ابن أبي كبشة عن أبيه. أخرجه ابن ماجه (2/ 1413) والطبراني (22/ 344) والبيهقي في "المدخل" (ص 260 - 261) عن مَعْمَر بن راشد وابن ماجه (2/ 1413) والخطيب في "التاريخ" (6/ 80)

عن مُفضل بن مُهَلْهَل كلاهما عن منْصور به. الثالث: يرويه أبو خُليد عتبة بن حماد الدمشقي عن سعيد عن أبي كنانة عن أبي كبشة. أخرجه الطبراني (22/ 346) وأبو كنانة لم أعرفه. 1403 - إنّما الربا في النسيئة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 5/ 285 - 286) ومسلم (1596) من حديث أسامة بن زيد. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري "لا ربا إلا في النسيئة" 1404 - "إنّما السُكْنَى والنفقة لمن يملك الرجعة" قال الحافظ: وأما ما أخرجه أحمد من طريق الشعبي عن فاطمة في آخر حديثها مرفوعا: فذكره، فهو في أكثر الروايات موقوف عليها. وقد بيّن الخطيب في "المدرج" أنّ مُجالد بن سعيد تفرد برفعه وهو ضعيف، ومن أدخله في رواية غير رواية مُجالد عن الشعبي فقد أدرجه، وهو كما قال. وقد تابع بعض الرواة عن الشعبي في رفعه مجالدا لكنه أضعف منه" (¬2) صحيح يرويه مجالد بن سعيد الهمداني وزكريا بن أبي زائدة وجابر بن يزيد الجُعفي وسعيد بن يزيد الأحمسي البجلي وفراس بن يحيى الخارفي عن عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس: فأما حديث مجالد فأخرجه أحمد (6/ 373 - 374 و416 - 418) عن يحيى بن سعيد القطان و (6/ 416) ومن طريقه الخطيب في "المدرج" (2/ 931) عن عبدة بن سليمان الكلابي ¬

_ (¬1) 1/ 14 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 11/ 406 (كتاب الطلاق - قصة فاطمة بنت قيس)

وسعيد بن منصور (1358) عن سفيان بن عُيينة والطبراني في "الكبير" (24/ 379) عن شعبة وعن حماد بن زيد كلهم عن مجالد قال: ثنا عامر قال: قدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس فحدثتني أنّ زوجها طلقها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، قال: فقال لي أخوه: أخرجي من الدار، فقلت: إنّ لي نفقة وسكنى حتى يحل الأجل، قال: لا. قالت: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنّ فلانا طلقني وإنّ أخاه أخرجني ومنعني السكنى والنفقة، فأرسل إليه فقال "ما لك ولإبنة آل قيس" قال: يا رسول الله، إنّ أخي طلقها ثلاثا جميعا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أُنظري يا ابنة آل قيس، إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ما كانت له عليها رجعة، فإذا لم يكن له عليها رجعة فلا نفقة ولا سكنى، أُخرجي فانزلي على فلانة" ثم قال "إنّه يتحدث إليها انزلي على ابن أم مكتوم فإنّه أعمى لا يراك" اللفظ لحديث يحيى القطان. - ورواه هُشيم بن بشير عن مجالد وغيره واختلف عنه: • فقال أحمد (6/ 415): ثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أنّ زوجها طلقها البتة فخاصمته في السكنى والنفقة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فلم يجعل سكنى ولا نفقة وقال "يا بنت آل قيس إنما السكنى والنفقة على من كانت له رجعة" وأخرجه البيهقي (7/ 473) من طريق أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا هشيم ثنا سَيَّار (¬1) وحُصين (¬2) ومغيرة بن مِقْسم وأشعث (¬3) ومجالد وداود (¬4) وإسماعيل بن أبي خالد كلهم عن الشعبي قال: دخلت على فاطمة بنت قيس فسألتها عن قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها، فقالت: طلقها زوجها البتة، قالت: فخاصمته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السكنى والنفقة، قالت: فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة وأمرني أنْ أعتدّ في بيت ابن أم مكتوم. ¬

_ (¬1) هو أبو الحكم. (¬2) هو ابن عبد الرحمن. (¬3) هو ابن سوار. (¬4) هو ابن أبي هند.

وفي رواية مجالد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها "إنما السكنى والنفقة على من كانت له الرجعة" وتابعه سعيد بن منصور (1356 و1357) عن هشيم أنا سيار ومغيرة وحصين وإسماعيل وداود وأشعث ومجالد عن الشعبي به. وقال مجالد في حديثه "يا بنت آل قيس إنما السكنى والنفقة على من له الرجعة" ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 64) وأخرجه الدارقطني (4/ 24) والخطيب في "المدرج" (2/ 931 - 932) من طريق الحسن بن عرفة ثنا هشيم به. • وقال أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي: ثنا هشيم أنا سيار ومغيرة وحصين ومجالد وإسماعيل وأشعث وداود كلهم عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "يا بنت قيس، إنما السكنى والنفقة على من كانت له الرجعة" أخرجه الطبراني في "لأوسط" (1164) وتابعه يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا هشيم عن سيار وحصين ومغيرة وأشعث وداود ومجالد وإسماعيل كلهم عن الشعبي قال: دخلت على فاطمة بنت قيس فسألتها عن قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: طلقها زوجها البتة، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، قالت: فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة وقال "إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة" أخرجه الدارقطني (4/ 23 - 24) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا يعقوب بن إبراهيم به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 929) وقال: أدرج يعقوب بن إبراهيم الدورقي رواية هذا الحديث أو أدرجه هشيم له لما حدّثه به، وذلك أنّ قوله "إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة" لم يذكره واحد من الجماعة المسمين عن الشعبي إلا مجالد بن سعيد وحده" • ورواه غير واحد عن هشيم فلم يذكروا هذه الزيادة "إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة" منهم: 1 - زهير بن حرب. أخرجه مسلم (2/ 1117) والبيهقي (7/ 473) 2 - يحيى بن يحيى النيسابوري. أخرجه مسلم (2/ 1117)

3 - يعقوب بن ماهان البصري. أخرجه النسائي (6/ 173 - 174) وفي "الكبرى" (5742) 4 - أبو عبيد القاسم بن سلام. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 379) 5 - أحمد بن مَنيع. أخرجه الترمذي (3/ 476) ومجالد قال أحمد وغيره: ضعيف. وأما حديث زكريا بن أبي زائدة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 378 - 379) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال: حدثتني فاطمة بنت قيس وكانت تحت أبي حفص بن عمرو أو عمرو بن حفص، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النفقة والسكنى فقال لها "اسمعي يا ابنة قيس -وأشار بيده فمدّها على بعض جهه كأنه يستتر منها، وكأنّه يقول- اسكتي إنما النفقة للمرأة على زوجها ما كانت عليها رجعة، فإذا لم تكن عليها رجعة فلا نفقة لها ولا سكنى ... " ورواته ثقات إلا أنّ زكريا كان يدلس كما قال أبو داود وغيره، ولم يذكر سماعا من الشعبي. قال أحمد: كان عند زكريا كتاب، وكان يقول فيه الشعبي، ولكن كان يدلس يأخذ عن جابر وبيان ولا يسمى. وقال يحيى بن زكريا: لو شئت لسميت لك من بين أبي وبين الشعبي. وأما حديث جابر الجعفي فأخرجه الدارقطني (4/ 22) من طريق شَريك بن عبد الله القاضي عن جابر عن عامر عن فاطمة بنت قيس مرفوعا "المطلقة ثلاثا لا سكنى لها ولا نفقة، إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة" وأخرجه (4/ 22 - 23) من طريق زهير بن معاوية الكوفي عن جابر عن عامر قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس فقلنا لها: حدثينا عن قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيك، قالت: دخلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعي أخو زوجي، فقلت: إنّ زوجي طلقني، وإنّ هذا يزعم أنْ ليس لي سكنى ولا نفقة، فقال "بل لك سكنى، ولك نفقة" قال: إنّ زوجها طلقها ثلاثا، فقال - صلى الله عليه وسلم - "إنما السكنى والنفقة على من له عليها رجعة" وجابر الجعفي قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث.

وأما حديث سعيد بن يزيد الأحمسي فأخرجه ابن سعد (8/ 275) عن أبي نعيم الفضل بن دُكَيْن ثنا سعيد بن يزيد الأحمسي ثنا الشعبي قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت فلان بن المغيرة أو المغيرة بن فلان من بني مخزوم وأنّه أرسل إليها بطلاقها من الطريق من غزوة غزاها إلى اليمن، فسألت أهله النفقة والسكنى فأبوا وقالوا: لم يرسل إلينا من ذلك بشيء. قالت: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أنا ابنة آل خالد وإنّ زوجي أرسل إليّ بطلاقي وإني سألت أهله النفقة والسكنى فأبوا عليّ، فقالوا: يا رسول الله، إنّه أرسل إليها بثلاث تطليقات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما النفقة والسكنى للمرأة إذا كان لزوجها عليها رجعة" وأخرجه النسائي (6/ 117) وفي "الكبرى" (5596) عن أحمد بن يحيى الصوفي ثنا أبو نعيم به. وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 325) من طريق إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم به. وإسناده صحيح رواته ثقات، وسعيد بن يزيد وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان وابن حبان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 382 - 383) و"الأوسط" (7105) من طريق بكر بن بكار القيسي ثنا سعيد بن يزيد به. ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (11/ 116 - 117) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد بن يزيد إلا بكر بن بكار" كذا قال، وقد تابعه أبو نعيم كما تقدم. وأما حديث فِراس بن يحيى فأخرجه البيهقي (7/ 473 - 474) عن أبي الحسين بن بشران أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى أنا شيبان عن فراس عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس به، وفيه: فاختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل أو قال: فقال الرجل: قد طلقها ثلاثا، فقال "إنما السكنى والنفقة لمن كانت عليها رجعة" فأمرها فاعتدت عند ابن أم مكتوم. وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن بشران اسمه علي بن محمد بن عبد الله. وللحديث شاهد عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة "إنما السكنى والنفقة لمن كان لزوجها عليها رجعة"

أخرجه الدارقطني (4/ 22) والبيهقي (7/ 474) من طريق أسود بن عامر شاذان عن الحسن بن صالح عن السُّدِّي عن البهي عنه عائشة به. واختلف فيه على الحسن بن صالح: فقال يحيى بن آدم: ثنا الحسن بن صالح عن السدي عن البهي عن فاطمة بنت قيس قالت: طلقني زوجي ثلاثا فلم يجعل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكنى ولا نفقة" أخرجه مسلم (2/ 1120) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3184) والطبراني في "الكبير" (24/ 377) والبيهقي (7/ 474) وقال: كذا أتى به الأسود بن عامر، والصحيح حديث يحيى بن آدم" 1405 - "إنّما الماء من الماء" سكت عليه الحافظ (¬1). وقال في "بلوغ المرام": رواه مسلم وأصله في البخاري" قلت: هو في "صحيح مسلم" (80) من حديث أبي سعيد الخدري. 1406 - "إنّما النذر ما يُبتغى به وجه الله" قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" (¬2) أخرجه أحمد (2/ 183) عن الحسين بن محمد المَرُّوذي وسُريج بن النعمان البغدادي و (2/ 185) عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي قالوا: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد (¬3) عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما بال القِران؟ " قالا: يا رسول الله، نذرنا أنْ نمشى إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس هذا نذرا" فقطع قرانهما. ¬

_ (¬1) 1/ 14 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 14/ 399 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك) (¬3) واختلف عنه، فرواه آدم بن أبي إياس عنه عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 48) وفي "تلخيص المتشابه" (1/ 477 - 478)

لفظ حديث الحسين بن محمد وقال سريج في حديثه "إنما النذر ما ابتغي به وجه الله عز وجل" وقال إسحاق بن عيسى في حديثه "لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله عز وجل، ولا يمين في قطيعة رحم" ولم يذكر قصة الرجلين المقترنين. وأخرجه أبو داود (2192) عن يحيى بن عبد الله بن سالم المدني و (3273) عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي كلاهما عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بمثل حديث إسحاق بن عيسى عن أبي الزناد، ولم يذكر يحيى بن عبد الله بن سالم قوله "ولا يمين في قطيعة رحم" واختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث في سياق القصة فقال سليمان بن بلال المدني: ثني عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاءت امرأة أبي ذر على راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصواء حين أُغير على لقاحه، حتى أناخت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إني نذرت إنْ نجاني الله عليها لآكلنّ من كبدها وسنامها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لبئسما جزيتها، ليس هذا نذرا، إنّما النذر ما ابتغي به وجه الله" أخرجه الدارقطني (4/ 162 - 163) واللفظ له. عن خالد بن مخلد القَطَواني والييهقي (10/ 75) وفي "المعرفة" (14/ 192) عن أبي بكر بن أبي أويس كلاهما عن سليمان بن بلال به. وعبد الرحمن بن الحارث هو ابن عبد الله بن عياش المخزومي وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه ابن سعد وغيره، وقال ابن معين: ليس به بأس. وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

ولم ينفرد عبد الرحمن بن الحارث به بل تابعه أبو حَرْمَلة عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّما النذر ما ابتغي به وجه الله" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 133) وفي "المشكل" (4162) وأبو حرملة مختلف فيه (¬1). 1407 - حديث ابن عباس مرفوعا "إنّما أُمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن" (¬2) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬3). صحيح أخرجه أحمد (1/ 282) عن وهيب بن خالد البصري وأبو داود (3760) والترمذي (1847) والنسائي (1/ 73) وابن خزيمة (35) والطبراني في "الكبير" (11241) والبيهقي (1/ 42 و 348) والبغوي في "شرح السنة" (2835) عن إسماعيل بن عُلية قالا: ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مُليكة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الخلاء فَقُدِّم إليه طعام، فقالوا: ألا نأتيك بِوَضوء؟ فقال: فذكره. وإسناده صحيح رواته ثقات وأيوب هو السَّخْتِيَاني. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس" ومن هذا الطريق أخرجه مسلم في "صحيحه" (374) ولفظه "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الخلاء فأتى بطعام فذكروا له الوضوء فقال "أريد أنْ أصلي فأتوضأ" وفي رواية له "لم؟ أأصلي فأتوضأ" ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف الميم فانظر "ما بال القرآن؟ " (¬2) 1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله عز وجل {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} ...) (¬3) 1/ 409 (كتاب الغسل - باب الجنب يتوضأ ثم ينام)

وفي رواية أخرى له أيضا "ما أردت صلاة فأتوضأ" (¬1). 1408 - حديث سَمُرة بن جُندب في قصة الكسوف وفيه: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته "إنما أنا بشر رسول فأذكركم بالله إنْ كنتم تعلمون أني قصرت عن تبليغ شيء من رسالات ربي" يعني فقولوا، فقالوا: نشهد أنك بلغت رسالات ربك وقضيت الذي عليك. قال الحافظ: ذكره البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصله في "السنن" وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما ... " 1409 - حديث ابن مسعود "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 2/ 49 - 50) 1410 - "إنّما أنا نذير، وإنّما مثلي ومثلكم كرجل رأى العدو فجعل يهتف: يا صباحاه" قال الحافظ: ووقع في حديث قَبيصة بن مُخارق وزهير بن عمرو عند مسلم (207) وأحمد (5/ 60): فجعل ينادي: فذكره" (¬4) 1411 - "إنما أنهى الناس عن النياحة أن يُنْدب الرجل بما ليس فيه" قال الحافظ: وعند عبد الرزاق من مرسل مكحول: فذكره" (¬5) مرسل ¬

_ (¬1) هكذا رواه حماد بن زيد وسفيان بن عيينة ومحمد بن مسلم الطائفي وابن جريج عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس. ورواه بقية بن الوليد عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره بنحو حديث أيوب السختياني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12547) وبقية مدلس ولم يذكر سماعا من ورقاء. (¬2) 17/ 285 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المَائدة: 67]) (¬3) 10/ 463 (كتاب فضائل القرآن - باب نسيان القرآن) (¬4) 10/ 119 (كتاب التفسير: سورة الشعراء - باب وأنذر عشيرتك الأقربين) (¬5) 3/ 417 (كتاب الجنائز - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا بك لمحزونون)

وله عن مكحول طريقان: الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن مكحول قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو معتمد على عبد الرحمن بن عوف وإبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - يجود بنفسه، فلما رآه دمعت عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أي رسول الله! تبكي، متى يراك المسلمون تبكي يبكوا، قال: فلما ترقرقت عبرته قال "إنّما هذا رُحْمٌ، وإنّ من لا يَرحم لا يُرحم، إنّما أنهى الناس عن النياحة، وأنْ يُندب الميت بما ليس فيه، فلما قضى قال "لولا أنّه وعد جامع وسبيل مأتي وإنّ الآخر منا يلحق بالأول لوجدنا غير الذي وجدنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وفضل رضاعه في الجنة" أخرجه عبد الرزاق (6672) وابن سعد (1/ 137) عن سفيان به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه محمد بن راشد المكحولي عن مكحول أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على ابنه إبراهيم وهو في السَّوْق فدمعت عيناه ومعه عبد الرحمن بن عوف، فقال: أتبكي وقد نهيت عن البكاء؟ فقال "إنّما نهيت عن النياحة، وأنْ يندب الميت بما ليس فيه وإنما هذه رحمة" أخرجه عبد الرزاق (6671) عن محمد بن راشد به. وأخرجه ابن سعد (1/ 138) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين أنا محمد بن راشد عن مكحول به. وإسناده إلى مكحول حسن. 1412 - حديث ابن مسعود: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة من آل حم فرحت إلى المسجد فقلت لرجل: اقرأها، فإذا هو يقرأ حروفا ما أقرؤها، فقال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه، فتغير وجهه وقال: "إنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" ثم أسرّ إلى عليّ شيئا فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أنْ يقرأ كل رجل منكم كما علم. قال: فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حروفا لا يقرؤها صاحبه. قال الحافظ: ولابن حبان والحاكم من حديث ابن مسعود فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 10/ 401 (كتاب فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)

وذكره في موضع آخر وقال: وعند ابن حبان والحاكم من طريق زِر بن حُبيش عن ابن مسعود في هذه القصة "فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" وذكر أنّه عند الخطيب في "المبهمات" وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (¬1). حسن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (318) وابن حبان (747) والحاكم (2/ 223 - 224) عن طريق إسرائيل بن يونس عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة حم (¬2)، فخرجت إلى المسجد عشية, فجلس إلى رهط، فقلت لرجل من الرهط: أقرأ عليّ. فإذا هو يقرأ حروفا لا أقرؤها، فقلت له: من أقرأكها؟ قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فانطلقنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا عنده رجل، فقلت له: اختلفنا في قراءتنا. فإذا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تغير، ووجد في نفسه حين ذكرت له الاختلاف، فقال "إنّما أهلك من قبلكم الاختلاف" ثم أسرّ إلى عليّ، فقال عليّ: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أنْ يقرأ كلّ رجل منكم كما علم (¬3)، فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حروفا لا يقرؤها صاحبه. واللفظ للحاكم (¬4). ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه جماعة عن عاصم بن أبي النَّجُود، منهم: 1 - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث بنحو ما تقدم. أخرجه الحاكم (2/ 224) وقال: صحيح الإسناد" قلت: بل حسن للخلاف في عاصم بن أبي النجود. 2 - أبو خالد الدالاني عن عاصم عن زر عن ابن مسعود بنحو ما تقدم. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3442) 3 - حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث وسمى ¬

_ (¬1) 10/ 480 (كتاب فضائل القرآن - باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم) (¬2) وعند ابن حبان "سورة الرحمن". (¬3) زاد ابن حبان "فإنما أهلك من قبلكم الاختلاف" (¬4) وسياق ابن أبي شيبة نحوه.

السورة "الأحقاف" وقال بعد أنْ ذكر كلام علي: فوالله ما أدري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك أم هو قاله. أخرجه أحمد (1/ 421 و452) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 202) 4 - الأعمش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون، أو ست وثلاثون آية، قال: فانطلقنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدنا عليّا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة، قال: فاحمرّ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال "إنّما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم" قال: ثم أسرّ إلى عليّ شيئا، فقال لنا علىّ: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أنْ تقرءوا كما علمتم. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 105 - 106) والبزار (449) والطبري في "تفسيره" (1/ 12) وابن حبان (746) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 38 - 39) من طرق عن يحيى بن سعيد الأموي ثنا الأعمش به. واللفظ للطبري، ولفظ عبد الله بن أحمد قريب منه. وأما ابن حبان فساقه بلفظ "قال: سمعت رجلا يقرأ آية أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلاف ما قرأ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي علياً، فذكرت له ذلك، فأقبل علينا عليّ، وقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أنْ تقرءوا كما علمتم. قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش إلا يحيى بن سعيد الأموي" 5 - شَريك بن عبد الله القاضي عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: فذكر نحو حديث إسرائيل. أخرجه الآجري في "الشريعة" (ص 69) وفي "أخلاق أهل القرآن" (73) وابن بطة في "الإبانة" (802) 6 - أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة من الثلاثين من آل حم، [قال: يعني الأحقاف، قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين،] قال: فرحت إلى المسجد فإذا رجل يقرؤها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقلت لآخر: اقرأها، فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقت بهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله إنّ هذين يخالفاني في القراءة، قال: فغضب وتَمَعَّر وجهه وقال "إنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" قال، قال زر: وعنده رجل، قال: فقال الرجل: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أنْ يقرأ كل رجل منكم كما أقرئ فإنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف.

قال ابن مسعود: فلا أدري أشيئا أسرّه إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو علم ما في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [قال: والرجل هو علي بن أبي طالب.] أخرجه أحمد (1/ 419 و 421) واللفظ له ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 203) عن يحيى بن آدم الكوفي وأبو يعلى (5057) والطبري في "تفسيره" (1/ 12) والهروي في "ذم الكلام" (ق 6) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني وأبو يعلى (536) والآجري في "الشريعة" (ص 69) وفي "أخلاق أهل القرآن" (72) وابن بطة (803) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 30 و 31) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي قالوا: ثنا أبو بكر بن عياش به. وما بين المعكوفتين الظاهر أنّه من كلام زر بن حبيش والله أعلم. وفي حديث أبي كريب "قال: فقام كل رجل منا وهو لا يقرأ على قراءة صاحبه". 7 - شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النَّحْوي. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 211 و 217) والهيثم بن كليب (627 و628) واختلف في هذا الحديث على عاصم، فرواه همام بن يحيى العوذي عنه عن أبي وائل عن ابن مسعود. أخرجه أحمد (1/ 401) والأول أصح، وهمام ثقة في حفظه شيء. قال عفان بن مسلم: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه وكان يكره ذلك. قال: ثم رجع بعد فنظر في كتبه فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيرا فأستغفر الله". وللحديث طريق أخرى فقال الطيالسي (منحة 2/ 6 - 7): ثنا شعبة أني عبد الملك بن

ميسرة قال: سمعت النزال بن سَبْرة يحدث عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت آية وقرأ رجل خلافها فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له -فقال شعبة: وأكبر علمي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهما: لا تختلفا فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا- ومن هذا الطريق أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 210 - 211) وابن أبي شيبة (10/ 529) وأحمد (1/ 393 و 411 - 412 و 412) والبخاري (فتح 10/ 479 - 480) والنسائي في "فضائل القرآن" (119) وأبو يعلى (5262 و 5341) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 24) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 805) والهروي في "ذم الكلام" (ق 6/ ب) والبغوي في "شرح السنة" (1229) 1413 - قال أبو هريرة: إنّما بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما لجرح كان في مَأْبِضَه" قال الحافظ: وروى الحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة قال: فذكره، ولو صح هذا الحديث لكان فيه غنى عن جميع ما تقدم لكن ضعفه الدارقطني والبيهقي" (¬1) ضعيف أخرجه الحاكم (1/ 182) والبيهقي (1/ 101) من طريق يحيى بن عبد الله بن ماهان الهمداني الكرابيسي ثنا حماد بن غسان الجُعْفي ثنا مَعْن بن عيسى ثنا مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بال قائما من جرح كان بمأبضه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح تفرد به حماد بن غسان ورواته كلهم ثقات" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: حماد ضعفه الدارقطني" وقال البيهقي: حديث لا يثبت مثله" وقال الذهبي في "المهذب" (1/ 120): قلت: هذا منكر" وقال الدارقطني: تفرد به حماد بن غسان عن معن بهذا الإسناد" اللسان 2/ 44 1414 - "إنّما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" قال الحافظ: أخرج أحمد من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وأخرجه البزار من هذا الوجه بلفظ "مكارم" بدل "صالح" (¬2). صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 343 (كتاب الوضوء - باب البول عند سباطة قوم) (¬2) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه ابن سعد (1/ 192) والبرجلاني في "الكرم" (1) وأحمد (2/ 381) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 188) وفي "الأدب المفرد" (273) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (13) والبزار (كشف 2470) والطحاوي في "المشكل" (4432) والخرائطي في "المكارم" (1/ 1) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (277) والحاكم (2/ 613) وتمام في "فوائده" (ق 21/ ب) وابن بشران (755 و 1465) والقضاعي (1165) والبيهقي (10/ 191 - 192) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 333 و333 - 334) والخطيب في "الجامع" (40) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 25) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم الكناني المدني عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة به مرفوعا. وفي لفظ "مكارم الأخلاق" وفي لفظ آخر "محاسن الأخلاق". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر: هذا حديث مدني صحيح" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 15 قلت: الحديث إسناده حسن رواته كلهم ثقات غير الدراوردي وهو صدوق، وابن عجلان إنما أخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتج به. ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه يحيى بن أيوب الغافقي ثني محمد بن عجلان به. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 4) والبيهقي (10/ 192) ويحيى بن أيوب صدوق كذلك فالإسناد حسن. والحديث بمجموع الطريقين صحيح. وله شاهد عن زيد بن أسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا مثله. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (483) وابن أبي شيبة (11/ 500 - 501) وفيه هشام بن سعد وهو مختلف فيه. 1415 - "إنّما تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس" قال الحافظ: ولأحمد وابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره، ولفظ ابن حبان "إعظاما لله الذي يقبض الأرواح" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 424 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي)

أخرجه أحمد (2/ 168) وعبد بن حميد (340) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 271) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني ربيعة بن سيف المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّه سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، تمرّ بنا جنازة الكافر أفنقوم لها؟ قال "نعم قوموا لها، فإنكم لستم تقومون لها، إنّما تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس" وأخرجه البزار (كشف 836) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 391) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 486) وابن حبان (3053) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 47) وابن شاهين في "الناسخ" (337) والحاكم (1/ 357) والبيهقي (4/ 27) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (19) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ به. وكلهم ذكره بلفظ "النفوس" إلا ابن حبان فذكره بلفظ "الأرواح" وذكره الطبراني بلفظ "إنما تقومون لمن معها من الملائكة" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 3/ 27 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن" المسند 10/ 79 قلت: ربيعة بن سيف المعافري مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه البخاري وغيره، واختلف فيه قول النسائي، والباقون ثقات. 1416 - عن ابن عباس قال: طلق رُكانة بن عبد يزيد امرأته ثلاثا في مجلس واحد فحزن عليها حزنا شديدا، فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كيف طلقتها؟ " قال: ثلاثا في مجلس واحد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّما تلك واحدة فارتجعها إنْ شئت" فارتجعها. قال الحافظ: رواه محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، وأخرجه أحمد وأبو يعلى وصححه من طريق محمد بن إسحاق" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 265) وأبو يعلى (2500) والبيهقي (7/ 339) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: طلق ركانة بن عبد يزيد أخو بني مطلب امرأته ثلاثا في مجلس واحد فحزن عليها حزنا شديدا، ¬

_ (¬1) 11/ 277 (كتاب الطلاق - باب من جوز الطلاق الثلاث)

قال: فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كيف طلقتها؟ " (¬1) قال: طلقتها ثلاثا، فقال "في مجلس واحد" قال: نعم، قال "فإنما تلك واحدة فأرجعها إنْ شئت" قال: فرجعها. فكان ابن عباس يرى إنما الطلاق عند كل طهر. قال البيهقي: وهذا الإسناد لا تقوم به الحجة مع ثمانية رووا عن ابن عباس - رضي الله عنه - فتياه بخلاف ذلك ومع رواية أولاد ركانة أنّ طلاق ركانة كان واحدة" وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" نظام الطلاق ص 39 وقال الحافظ: رواه أحمد والحاكم وهو معلول" التلخيص 3/ 213 قلت: وعلته داود بن الحصين فإنّه مختلف فيه، وقد تكلموا في روايته عن عكرمة. قال علي بن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث. وقال أيضا: مرسل الشعبي وسعيد بن المسيب أحبّ إليّ من داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس. وقال أبو داود: أحاديثه عن عكرمة مناكير. وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة. وقد روى له البخاري حديثا واحدا لكنه عن غير عكرمة، وكذلك لم يَرو له مسلم من روايته عن عكرمة شيئا. ورواه غيره عن عكرمة. قال عبد الرزاق (11334 و11335): عن ابن جُريج قال: أخبرني بعض بني أبي رافع عن عكرمة عن ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة وإخوتِهِ أمّ ركانة ونكح امرأة من مزينة، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت: ما يغني عني إلا كما يغني هذه الشعرة -لشعرة أخذتها من رأسها- ففرّق بيني وبينه، فأخذت النبي - صلى الله عليه وسلم - حمية، فدعا بركانة وإخوته وقال لجلسائه: "أترون فلانا يشبه منه كذا -من عبد يزيد- وفلانا منه كذا؟ " قالوا: نعم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد يزيد "طلقها" ففعل. فقال "راجع امرأتك أم ركانة" فقال: إني طلقتها ثلاثا يا رسول الله، قال "قد علمت، راجعها" وتلا بآية النساء. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو داود (2196) والبيهقي (7/ 339) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "كم طلقتها"

قال الخطابي: في إسناد هذا الحديث مقال لأنّ ابن جريج إنما رواه عن بعض بني أبي رافع ولم يسمه، والمجهول لا تقوم به الحجة" معالم السنن 2/ 645 - 646 وقال ابن حزم: وهذا لا يصح لأنه عن غير مسمى من بني أبي رافع ولا حجة في مجهول، وما نعلم في بني أبي رافع من يحتج به إلا عبيد الله وحده وسائرهم مجهولون" المحلى 11/ 462 قلت: قد جاء مسمى عند الحاكم (2/ 491) فإنّه أخرجه من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن ابن جريج عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر نحو حديث عبد الرزاق إلا أنّه قال: إني طلقتها. ولم يقل ثلاثا. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: محمد واه، والخبر خطأ، عبد يزيد لم يدرك الإسلام" وقال في "التجريد": وهذا لا يصح والمعروف أنّ صاحب القصة ركانة" وقال ابن رجب: إن الرجل الذي لم يسمّ في رواية عبد الرزاق: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وهو رجل ضعيف الحديث بالاتفاق، وأحاديثه منكرة، وقيل: إنّه متروك، فسقط هذا الحديث حينئذ" سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث ص 13 (¬1) 1417 - "إنّما تنصرون بضعفاءكم" قال الحافظ: حديث أبي الدرداء عند أحمد والنسائي بلفظ: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (5/ 198) وأبو داود (2594) والترمذي (1702) والنسائي (6/ 38) وفي "الكبرى" (3488) وابن حبان (4767) والطبراني في "مسند الشاميين" (590) والحاكم (2/ 106 و 145) والبيهقي (3/ 345 و6/ 331) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا زيد بن أرطاة الفزاري عن جبير بن نفير الحضرمي أنّه سمع أبا الدرداء رفعه "ابغوني ضعفاءكم (¬3)، فإنّما ترزقون وتنصرون بضعفائكم" قال الترمذي: حسن صحيح" ¬

_ (¬1) لابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/ 304 - 306) كلام على هذا الحديث فراجعه. (¬2) 6/ 429 (كتاب الجهاد - باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب) (¬3) وفي لفظ "الضعفاء"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قالا. 1418 - عن عبد الله بن عمرو مرفوعا "إنّما جمع منزل لدلج المسلمين" قال الحافظ: رواه الطبري بسند فيه ضعف" (¬1) 1419 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في شاة ميمونة "إنَّما حُرِّم أكلها" قال الحافظ: وقال البغوي في "شرح السنة" في قوله - صلى الله عليه وسلم - في شاة ميمونة: فذكره: يستدل لمن ذهب إلى أنّ ما عدا ما يؤكل من أجزاء الميتة لا يحرم الانتفاع به" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 4/ 98 و5/ 318 و12/ 79) من حديث ابن عباس. 1420 - عن ابن عباس قال: إنما حَرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحمر الأهلية مخافة قلة الظهر" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وابن ماجه من طريق شقيق بن سلمة عن ابن عباس، وسنده ضعيف" (¬3) له عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة عن ابن عباس قال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12226) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن المثنى ثنا بكر بن يحيى بن زَبَّان ثنا حِبَّان بن علي عن الأعمش عن أبي وائل به. وإسناده ضعيف لضعف حبان بن علي العَنَزي. الثاني: يرويه الأعمش قال: حُدثت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال ابن عباس: ما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر عن أكل لحوم الحمر الأهلية إلا من أجل أنها ظهر. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 206) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا عباد بن موسى الخُتلي ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش. وإسناده ضعيف لأنّ الأعمش لم يذكر من حدثه. ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله. ¬

_ (¬1) 4/ 276 (كتاب الحج - باب من قدم ضعفه أهله بليل) (¬2) 1/ 283 (كتاب الوضوء - باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان) (¬3) 12/ 77 (كتاب الذبائح - باب لحوم الحمر الإنسية)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 265) الثالث: يرويه أيوب السَّخْتِياني عمن حدّثه أنّ ابن عباس سئل عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها يوم خيبر لأنّها كانت هي الحمولة، ثم تلا {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعَام: 145] الآية. أخرجه عبد الرزاق (8727) عن مَعْمَر بن راشد عن أيوب به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الرابع: يرويه عاصم بن سليمان الأحول عن عامر الشعبي عن ابن عباس قال: لا أدري أنهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من أجل أنّه كان حمولة الناس فكره أنْ تذهب حمولتهم أو حرّمه في يوم خيبر لحم الحمر. أخرجه البخاري (فتح 9/ 24) 1421 - عن سهل بن سعد قال: إنّما رَخَّص النبي - صلى الله عليه وسلم - في المتعة لعزبة كانت بالناس شديدة ثم نهى عنها" قال الحافظ: أخرجه ابن عبد البر" (¬1) ضعيف أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 109 - 110) ونصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة" (51) من طريق عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لَهيعة ثني عُقيل بن خالد أنّ ابن شهاب أخبره عن سهل بن سعد قال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 1422 - قال ابن عباس: إنّما صلّي النبي - صلى الله عليه وسلم - الركعتين بعد العصر لأنّه أتاه مال فشغله عن الركعتين بعد الظهر، فصلاهما بعد العصر، ثم لم يعد. قال الحافظ: روى الترمذي من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، قال الترمذي: حديث حسن. قلت: وهو من رواية جرير عن عطاء وقد سمع منه بعد اختلاطه وإنْ صح فهو شاهد لحديث أم سلمة. وقال قبل ذلك: قال البيهقي: وأما ما روي عن ذكوان عن أم سلمة في هذه القصة ¬

_ (¬1) 11/ 74 (كتاب النكاح - باب نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة آخرا)

أنها قالت: فقلت: يا رسول الله، أنقضيهما إذا فاتتا؟ فقال "لا" فهي رواية ضعيفة لا تقوم بها حجة. قلت: أخرجها الطحاوي. وقال بعد أسطر: وكذا ما رواه النسائي من طريق أبي سلمة عن أم سلمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى في بيتها بعد العصر ركعتين مرة واحد" الحديث وفي رواية له عنها "لم أره يصليهما قبل ولا بعد" (¬1) حسن أخرجه الترمذي (184) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره وزاد "لهما" قال الترمذي: حديث حسن" قلت: عطاء بن السائب صدوق اختلط، وسماع جرير وهو ابن عبد الحميد منه بعد اختلاطه، قاله أحمد وابن معين وغيرهما. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي الكوفي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بمال بعد الظُّهر، فقسمه، حتى صلّى العصر، ثم دخل منزل عائشة، فصلى الركعتين بعد العصر، وقال "شغلني هذا المال عن الركعتين بعد الظهر، فلم أصلهما حتى كان الآن" أخرجه ابن حبان (1575) وعبد الرحمن بن حميد ممن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه أيضا. لكن للحديث شاهد عن أم سلمة فيتقوى به. وله عن أم سلمة طرق: الأول: يرويه الأزرق بن قيس البصري عن ذكوان عن أم سلمة قالت: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصر، ثم دخل بيتي فصلى ركعتين. قلت: يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها؟ فقال "قدم عليّ مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن" فقلت: يا رسول الله، أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال "لا". أخرجه أحمد (6/ 315) عن يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس به. ¬

_ (¬1) 2/ 204 (كتاب الصلاة -أبواب المواقيت- باب ما يصلى بعد العصر من الفوائت ونحوها)

وأخرجه أبو يعلى (7028) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 306) عن علي بن شيبة السدوسي قالا: ثنا يزيد بن هارون به. وتابعه النضر بن شُميل ثنا حماد به. أخرجه إسحاق في "مسنده" (1957) واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه غير واحد عنه عن الأزرق بن قيس عن ذكوان عن عائشة عن أم سلمة، فزادوا فيه عائشة. أخرجه الطحاوي (1/ 302) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والطبراني في "الكبير" (23/ 248 - 249) عن حجاج بن المنهال البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3084) عن هُدبة بن خالد البصري والبيهقي (2/ 457) عن عبد الملك بن إبراهيم الجُدّي قالوا: ثنا حماد بن سلمة به. وهذا أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة. إسناده صحيح رواته ثقات، وذكوان هو أبو عمرو المدني مولى عائشة. الثاني: يرويه عبد الله بن أبي لَبيد المدني قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة فبينا هو على المنبر إذ قال لكثير بن الصلت: اذهب إلى عائشة أم المؤمنين فسلها عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الركعتين بعد العصر، قال أبو سلمة: فذهبت معه إلى عائشة، وبعث عبد الله بن عباس عبد الله بن الحارث بن نوفل معنا فقال: اذهب فاسمع ما تقول أم المؤمنين، قال أبو سلمة: فجاءها فسألها، فقالت: لا علم لي

ولكن اذهب إلى أم سلمة فاسألها، فذهبت معه إلى أم سلمة فسألها، فقالت أم سلمة: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بعد العصر فصلى عندي ركعتين ولم أكن أراه يصليهما، فقلت: يا رسول الله، لقد صليت صلاة لم أكن أراك تصليها، قال "إني كلنت أصلي ركعتين بعد الظهر وإنّه قدم عليّ وفد بني تميم أو صدقة فشغلونى عنهما فهما هاتان الركعتان". أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 84 - 85) وعبد الرزاق (3971) والحميدي (295) عن سفيان بن عُيينة ثنا عبد الله بن أبي لبيد به. ومن طريق الشافعي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (781) ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 259) وأخرجه الطحاوي (1/ 302) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات (¬1). ولم ينفرد ابن أبي لبيد به بل تابعه: 1 - يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى بعد العصر قطّ، إلا مرة جاءه ناس بعد الظهر فشغلوه في شيء ولم يصل بعد الظهر شيئا حتى صلّى العصر، فلما صلّى العصر دخل بيتي فصلى ركعتين. أخرجه الطيالسي (ص 223) وعبد الرزاق (3970) واللفظ له وأحمد (6/ 304 و 310) والنسائي (1/ 226) وفي "الكبرى" (1557) والطبراني في "الكبير" (23/ 257 - 258) والبيهقي (2/ 457) من طرق عن يحيى بن أبي كثير به. وإسناده صحيح إنْ كان يحيى بن أبي كثير سمعه من أبي سلمة فإنّه يدلس. 2 - محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر فصلّى ركعتين، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الصلاة؟ ما كنت تصليها، قال "قدم وفد بني تميم فحبسوني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر". أخرجه إسحاق في "مسنده" (1922 و1970) وأحمد (6/ 293) وعبد بن حميد (1531) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 390) ¬

_ (¬1) وكذا صحح إسناده الحافظ في "الفتح" (3/ 348)

عن يعلي بن عبيد الطنافسي وابن خزيمة (1277) عن معتمر بن سليمان التيمي كلاهما عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن. الثالث: يرويه طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني قال: زعم لي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ معاوية أرسل إلى عائشة يسألها: هل صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر شيئا؟ قالت: أمّا عندي فلا ولكن أم سلمة أخبرتني أنّه فعل ذلك فَأَرسِل إليها فاسألها. فأرسل إلى أم سلمة فقالت: نعم دخل عليّ بعد العصر فصلّى سجدتين، قلت: يا نبي الله أنزل عليك في هاتين السجدتين؟ قال "لا ولكن صليت الظهر فشغلت فاستدركتها بعد العصر". أخرجه أحمد (6/ 309) عن عبد الله بن نُمير ثنا طلحة بن يحيى به. • ورواه عبيد الله بن موسى العَبْسي عن طلحة بن يحيى فلم يذكر ارسال معاوية إلى عائشة. أخرجه الطحاوي (1/ 301) • ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن طلحة بن يحيى ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم سلمة قالت: فذكرت الحديث وليس فيه قصة الإرسال. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 272 - 273) • ورواه وكيع عن طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم سلمة مختصرا وليس فيه قصة الإرسال أيضا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 353) وإسحاق في "مسنده" (1855) وأحمد (6/ 306) والنسائي (1/ 226) وفي "الكبرى" (1558) وابن حبان (1574) والطبراني في "الكبير" (23/ 407 - 408) • ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة عن أم سلمة مختصرا. أخرجه ابن خزيمة (1276)

الرابع: يرويه موسى بن عُبيدة بن نشيط قال: أخبرني ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من بيته صلّى قبل الظهر ركعتين، وصلّى قبل العصر ركعتين. فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعيا إلى قوم، فلما بلغهم أراد قوم منهم أن يعينوه، وتهيؤوا لذلك، فلما بلغ الساعي فرأى القوم، ظنّ أنّهم سيقتلونه فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنهم منعوني صدقتهم، واحتبس الساعي على القوم، فجاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتذرون إليه وقد قضى صلاة الظهر، فجعلوا يعتذرون إليه حتى صلّى العصر، ونسي الركعتين التي كان يصليهما قبل العصر، فأرسلت عائشة إلى أم سلمة: يا أخيه، ما الركعتان التي صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجرتك بعد العصر؟ فأخبرتها، وقالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى قبلها ولا بعدها. وفي لفظ: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر فصلّى ركعتين، فقلت: ما هاتان الركعتان يا رسول الله؟ قال "كنت أصليهما قبل العصر فجاءني قوم فشغلوني فصليتهما الآن". أخرجه أبو يعلى (7019) والطبراني في "الكبير" (23/ 290 و400 - 401) وابن شاهين في "الناسخ" (255) من طرق عن موسى بن عبيدة به. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي. الخامس: يرويه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الله بن الحارث قال: دخلت مع ابن عباس على معاوية، فأجلسه معاوية على السرير، ثم قال له: ما ركعتان يصليهما الناس بعد العصر لم نر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاهما ولا أمر بهما؟ قال: ذلك ما يفتي به الناسَ ابنُ الزبير، فأرسل إلى ابن الزبير فسأله فقال: أخبرتني ذلك عائشة، فأرسل إلى عائشة فقالت: أخبرتني ذلك أم سلمة، فأرسل إلى أم سلمة، فانطلقت مع الرسول فسأل أم سلمة فقالت: يرحمها الله ما أرادت إلى هذا فقد أخبرتها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنهما، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو في بيتي يتوضأ الظهر وكان قد بعث ساعيا وكثر عنده المهاجرون وكان قد أهمه شأنهم إذ ضرب الباب فخرج إليه فصلّى الظهر ثم جلس يقسم ما جاء به فلم يزل كذلك حتى صلّى العصر، فلما فرغ رأى بلالا فأقام الصلاة فصلّى العصر دخل منزلي فصلى ركعتين، فلما فرغ قلت: ما الركعتان رأيتك تصليهما بعد العصر لم أراك تصليهما؟ فقال "شغلني أمر الساعي لم أكن صليتهما بعد الظهر فصليتهما". أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 351 - 352) واللفظ له وأحمد (6/ 303 و 311) وابن ماجه (1159) والطبراني في "الكبير" (23/ 295 و389) من طرق عن يزيد بن أبي زياد به.

قال البوصيري: هذا إسناد حسن. يزيد بن أبي زياد مختلف فيه" مصباح الزجاجة 1/ 140 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن أو صحيح. يزيد بن أبي زياد صدوق، تكلموا فيه من قبل حفظه فقط" تخريج الترمذي 1/ 348 قلت: يزيد بن أبي زياد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - حنظلة السدوسي عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: فذكر نحوه إلا أنّه جعله عن عائشة ولم يذكر أم سلمة. أخرجه أحمد (6/ 183 - 184) عن علي بن عاصم الواسطي أنا حنظلة السدوسي به. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناد حسن لا بأس به، عبد الله بن الحارث ثقة، وحنظلة السدوسي ضعفه بعضهم من أجل اختلاط روايته بعد ما كبر، ولكنه صدوق وقد روى عنه شعبة وهو لا يروي إلا عن ثقة" تخريج الترمذي 1/ 348 قلت: حنظلة السدوسي ضعيف. قاله أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم. وعلي بن عاصم ضعفه ابن معين وغيره. 2 - عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عائشة قالت: حدثتني أم سلمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاهما في بيتها. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 249) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن عمرو بن عطاء عن عبد الرحمن بن أبي سفيان به. واختلف فيه على محمد بن عمرو بن عطاء، فرواه الوليد بن كثير القرشي المخزومي عنه عن عبد الرحمن بن أبي سفيان أنّ معاوية أرسل إلى عائشة يسألها عن السجدتين بعد العصر، فقالت: ليس عندي صلاهما ولكن أم سلمة حدثتني أنّه صلاهما عندها، فأرسل إلى أم سلمة فقالت: صلاهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندي لم أره صلاهما قبل ولا بعد، فقلت: يا رسول الله، ما سجدتان رأيتك صليتهما بعد العصر ما صليتهما قبل ولا بعد؟ فقال "هما سجدتان كنت أصليهما بعد الظهر فقدم عليّ قلائص من الصدقة فنسيتهما حتى صليت العصر، ثم ذكرتهما، فكرهت أنْ أصليهما في المسجد والناس يروني فصليتهما عندك". أخرجه الطحاوي (1/ 302)

السادس: يرويه عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب ثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: أجمع أبي على العمرة فلما حضر خروجه قال: أي بني لو دخلنا على الأمير فودعناه، قلت: ما شئت، قال: فدخلنا على مروان وعنده نفر فيهم عبد الله بن الزبير فذكروا الركعتين التي يصليهما ابن الزبير بعد العصر، فقال له مروان: ممن أخذتهما يا ابن الزبير؟ قال: أخبرني بهما أبو هريرة عن عائشة، فأرسل مروان إلى عائشة: ما ركعتان يذكرهما ابن الزبير أنّ أبا هريرة أخبره عنك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصليهما بعد العصر؟ فأرسلت إليه: أخبرتني أم سلمة، فأرسل إلى أم سلمة: ما ركعتان زعمت عائشة أنك أخبرتيها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصليهما بعد العصر؟ فقالت: يغفر الله لعائشة لقد وضعت أمري على غير موضعه، صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر وقد أُتي بمال فقعد يقسمه حتى أتاه المؤذن بالعصر، فصلّى العصر ثم انصرف إليّ وكان يومي فركع ركعتين خفيفتين فقلت: ما هاتان الركعتان يا رسول الله أمرت بهما؟ قال "لا، ولكنهما ركعتان كنت أركعهما بعد الظهر فشغلني قسم هذا المال حتى جاءني المؤذن بالعصر فكرهت أنْ أدعهما" فقال ابن الزبير: الله أكبر أليس قد صلاهما مرة واحدة والله لا أدعهما أبدا. وقالت أم سلمة: ما رأيته صلاهما قبلها ولا بعدها. أخرجه أحمد (6/ 299 - 300) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب ثني عمي عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب به. وإسناده ضعيف. السابع: يرويه عمرو بن الحارث المصري عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن كُريب مولى ابن عباس أنّ عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والمِسْور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر. وقيل: إنا أُخبرنا أنك تصلينهما. وقد بلغنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنهما. قال ابن عباس: وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها. قال كريب: فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به، فقالت: سل أم سلمة، فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أم سلمة، بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة. فقالت أم سلمة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنهما، ثم رأيته يصليهما. أمّا حين صلاهما فإنّه صلّى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقوم أم سلمة: يا رسول الله إني أسمعك تنهي عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما؟ فإنْ أشار بيده فاستأخري عنه. قال: ففعلت الجارية، فأشار بيده،

فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال "يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر، إنّه أتاني ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان" أخرجه البخاري (فتح 3/ 347 - 349 و9/ 148 - 149) ومسلم (834) 1423 - "إنما نَهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان" قال "إنّما هذا رحمة ومن لا يرحم لا يرحم" قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الرحمن بن عوف نفسه: فقلت: يا رسول الله تبكي؟ أولم تنه عن البكاء؟ وزاد فيه: فذكره. وذكر قبل ذلك أنه عند ابن سعد والطبراني. وقال بعد ذلك: في حديث عبد الرحمن بن عوف "ولا نقول ما يسخط الرب" وزاد "لولا أنّه أمر حق ووعد صدق وسبيل نأتيه وإنّ آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشدّ من هذا" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 235) وابن سعد (1/ 138) وابن أبي شيبة (3/ 390 و393) وفي"مسنده" (المطالب 869/ 1) وإسحاق في "مسنده" كما في "نصب الراية" (4/ 84) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 869/ 4) وعبد بن حميد (1006) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 44) والترمذي (1005) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 8/ ب) والبزار (1001) وأبو يعلى (المقصد العلي 438) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 293) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 87) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 245 - 246) والآجري في "تحريم النرد" (63) وأبو الشيخ في "الأمثال" (170 و171) والحاكم (4/ 40) والبيهقي (4/ 69) وفي "الشعب" (9684 و9685) وفي "الآداب" (1068) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 442 - 443) والبغوي في "شرح السنة" (1530) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (251) من (¬2) ¬

_ (¬1) 3/ 416 و 417 (كتاب الجنائز - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا بك لمحزونون) (¬2) ومنهم من جعله عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه أبان المكتب عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس" (ص 260 - 261)

طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (¬1) عن عطاء عن جابر بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عوف قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فانطلق بي إلى النخل الذي فيه إبراهيم، فوضعه في حجره وهو يجود بنفسه، فذرفت عيناه، فقلت له: أتبكي يا رسول الله! أولم تنه عن البكاء؟ قال "أنما نهيت عن النوح عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نِعمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان، أنما هذا رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم. يا إبراهيم لولا أنّه أمر حق ووعد صادق وإنها سبيل مأتية وأن أُخرانا ستلحق أُولانا لحزنا عليك حزنا هو أشدّ من هذا، وإنا بك لمحزونون، تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل". قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قال ابن حبان: سمعت محمد بن إسحاق السعدي يقول في عقب هذا الخبر لما قرأه: لو لم يَرو ابن أبي ليلى غير هذا الحديث لكان يستحق أنْ يترك حديثه" قلت: ضعفه أحمد وابن معين والنسائي والجوزجاني والبيهقي وابن حبان ويحيى القطان وغيرهم. 1424 - حديث معاذ رفعه "إنّما نهيتكم عن نهب العساكر فأما العرسات فلا" قال الحافظ: حديث ضعيف في سنده ضعف وانقطاع" (¬2) ضعيف روي من حديث معاذ بن جبل ومن حديث أنس فأما حديث معاذ فله عنه طريقان: الأول: يرويه ثور بن يزيد عن خالد بن مَعدان عن معاذ بن جبل قال: شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملاك رجل من أصحابه، فقال له "على الخير والألفة، والطائر الميمون، والسعة في الرزق، بارك الله لكم، دففوا على رأسه" فجيء بدف، فضرب به، فأقبلت الأطباق وعليها فاكهة وسكر، فنثر عليه، فكفّ الناس أيديهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما لكم ¬

_ (¬1) ورواه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 270 - 271) عن ابن أبي ليلى به. (¬2) 15/ 66 (كتاب الحدود - باب الزنا وشرب الخمر)

لا تنتهبون؟ " قالوا: يا رسول الله أولم تنه عن النهبة؟ قال "إنّما نهيتكم عن نهبة العساكر، فأما العرسات فلا" قال: فجاذبهم وجابوه. أخرجه جعفر الخلدي في "الفوائد" (37) والطبراني في "الكبير" (20/ 97 - 98) وفي "الدعاء" (935) وفي "مسند الشاميين" (416) واللفظ له وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 215 و6/ 96) وفي "الصحابة" (4712) والبيهقي (7/ 288) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 265 - 266) من طريق عصمة (¬1) بن سليمان الخزاز ثنا حازم مولى بني هاشم عن لمازة بن المغيرة عن ثور بن يزيد به. وليس في إسناد البيهقي "حازم مولى بني هاشم" قال أبو نعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به عنه ثور" وقال في الموضع الثاني: غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث حازم عن لمازة" وقال البيهقي: في إسناده مجاهيل وانقطاع" وقال ابن الجوزي: حازم ولمازة مجهولان" وقال الحافظ: سنده ضعيف" الفتح 11/ 129 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفي إسناده حازم مولى بني هاشم عن لمازة ولم أجد من ترجمهما، ولمازة هذا يروي عن ثور بن يزيد متأخر وليس هو ابن زياد ذاك يروي عن علي بن أبي طالب ونحوه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 290 وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة بشر بن إبراهيم: حازم مولى بني هاشم مجهول. وقال الحافظ في "اللسان": لا يعرف. ولم ينفرد به بل تابعه عون بن عمارة ثنا لمازة بن المغيرة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ قال: فذكره. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 50) عن عبد العزيز بن معاوية العتابي ثنا عون بن عمارة به. ¬

_ (¬1) رواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن عصمة بن سليمان ثنا حازم بن مروان عن عبد الرحمن بن فلان أو فلان بن عبد الرحمن قال: فذكره. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4711) وقال: عبد الرحمن بن فلان أو فلان بن عبد الرحمن مجهول"

قال البيهقي في "المعرفة" (10/ 273): هذا حديث رواه عون بن عمارة وعصمة بن سليمان عن لمازة وكلاهما لا يحتج بحديثه، ولمازة بن المغيرة مجهول، وخالد بن معدان عن معاذ منقطع" الثاني: يرويه مكحول عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: حدثني معاذ بن جبل أنّه شهد املاك رجل من الأنصار مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنكح الأنصاري، وقال "على الألفة والخير والطير الميمون، دففوا على رأس صاحبكم" فدففوا على رأسه، وأقبلت السلال فيها الفاكهة والسكر فنثر عليهم، فأمسك القوم فلم ينتهبوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما أزين الحِلم، ألا تنتهبون؟ " فقالوا: يا رسول الله، إنّك نهيتنا عن النهبة يوم كذا وكذا. فقال "إنّما نهيتكم عن نهبة العساكر، ولم أنهكم عن نهبة الولائم" قال معاذ: فوالله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحبذنا ونحبذه إلى ذلك النهب. أخرجه العقيلي (1/ 142) والطبراني في "الأوسط" (118) واللفظ له وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 265) من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري عن الأوزاعي عن مكحول به. قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح وبشر بن إبراهيم قال ابن عدي وابن حبان: يضع الحديث، وقال العقيلي: روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها" وقال الذهبي في "الميزان": قلت: هكذا فليكن الكذب" وقال الهيثمي: وفي إسناد "الأوسط" بشر بن إبراهيم وهو وضاع" المجمع 4/ 290 قلت: رواه الزهري عن عروة عن عائشة قالت: خطب فتى من الأنصار على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدخل عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال "على الخير والطائر الميمون، دففوا على صاحبكم" فأقبلت الأطباق والسكر، فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهبها فأمسك القوم، فقال "ما لكم لا تنتهبون؟ " قالوا: يا رسول الله، أولم تنهنا عن النهبة؟ قال "إنما نهيتكم عن نهبة العساكر، لم أنهكم عن نهبة العرسان" فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ ويأخذون. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (970) عن أبي القاسم الأزهري أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي ثني أبو محمد عبيد الله بن موسى الخوزي ثنا محمد بن كثير عن أخيه سليمان بن كثير عن الزهري به. وسليمان بن كثير هو العبدي لا بأس به إلا أنّ النسائي وغيره تكلموا في روايته عن الزهري.

وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 340 - 341) من طريق صالح بن زياد السوسي ثنا أحمد بن يعقوب ثنا خالد بن إسماعيل الأنصاري ثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد املاك رجل أو امرأة من الأنصار فقال "أين شاهدكم؟ " قالوا: يا رسول الله وما شاهدنا؟ قال "الدف" فأتوا به، قال "اضربوا على رأس صاحبكم" ثم جاءوا بأطباقهم فنثروها فهاب القوم أنْ يتناولوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما أزين الحِلم، ما لكم لا تتناولوا؟ " قالوا: يا رسول الله، ألم تنه عن النهبة؟ قال "نهيتكم عن النهبة في العساكر، فأما في هذا وأشباهه فلا". وقال: غريب من حديث مالك وحميد لم نكتبه إلا من حديث صالح بن زياد" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 266) وقال: خالد بن إسماعيل قال ابن عدي: يضع الحديث على ثقات المسلمين، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال" 1425 - حديث زيد بن ثابت إنّما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجلوس على القبور لِحَدَث غائط أو بول" قال الحافظ: وأخرج الطحاوي عن زيد بن ثابت مرفوعا: فذكره، ورجال إسناده ثقات" (¬1) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 517) عن سليمان بن شعيب بن سليمان الكيساني ثنا الخَصِيب بن ناصح ثنا عمر بن علي ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة أنّ زيد بن ثابت قال: هلم يا ابن أخي أخبرك: إنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجلوس على القبور لحدث غائط أو بول. الخصيب بن ناصح صدوق، والباقون ثقات، وأبو أمامة اسمه أسعد بن سهل بن حُنيف، وعمر بن علي هو المُقّدَّمي وكان يدلس تدليس القطع يقول: حدثنا، ثم يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة أو الأعمش أو غيرهما، وعثمان بن حكيم هو الأنصاري. 1426 - حديث ابن عباس "إنّما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الثوب المُصْمَت من الحرير، فأما العَلَم من الحرير وسَدَى الثوب فلا بأس به" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند حسن هكذا، وأصله عند أبي داود. وأخرجه ¬

_ (¬1) 3/ 467 (كتاب الجنائز - باب الجريدة على القبر)

الحاكم بسند صحيح بلفظ: "إنما نهى عن المصمت إذا كان حريرا" وللطبراني من طريق ثالث "نُهى عن مصمت الحرير فأما ما كان سواه من قطن أو كتان فلا بأس به" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَري عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. أخرجه أحمد (1/ 218) عن مروان بن شجاع الجزري وأبو داود (4055) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 255) والبيهقي (2/ 424 و3/ 270) وفي "الشعب" (5695) وفي "الآداب" (715) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 249 و 249 - 250) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2309 و 2448) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 255) وفي "المشكل" (1422) عن شَريك بن عبد الله القاضي ثلاثتهم عن خصيف به. وإسناده حسن. - ورواه ابن جُريج قال: أخبرني خصيف عن سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: إنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الثوب الحرير المصمت، فأما الثوب الذي سَدَاه حرير ليس بحرير مصمت فلا نرى به بأسا، وإنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يشرب في إناء الفضة. أخرجه أحمد (1/ 313 و 321) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جريج به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12232) و"الأوسط" (2441) والبيهقي (3/ 270 - 271) والخطيب في "التاريخ" (11/ 254) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج به بلفظ: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحرير المصمت، فأما أنْ يكون سداه أو لحمته حريرا فلا بأس بلبسه، ونهى عن الإناء الفضة. ¬

_ (¬1) 12/ 410 - 411 (كتاب اللباس - باب لبس القسي)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن خصيف عن سعيد وعكرمة إلا ابن جريج" قلت: وإسناده حسن. - ورواه مُعَمَّر بن سليمان الرقي قال: قال خصيف: حدثني غير واحد عن ابن عباس عن المصمت منه وأما العلم فلا. أخرجه أحمد (1/ 218) ولم ينفرد خصيف به بل تابعه مالك بن دينار عن عكرمة قال: كان ابن عباس يلبس الخز، فقيل له، فقال: إنّما نُهي عن المصمت. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11939) و"الأوسط" (5634) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين ثنا مسلم بن سلام مولى بني هاشم ثنا عبد السلام بن حرب عن مالك بن دينار به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5697) من طريق أبي الحسن محمد بن الحسن بن إسماعيل السراج ثنا مطين به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مالك بن دينار إلا عبد السلام بن حرب، تفرد به مسلم بن سلام" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. الثاني: يرويه عكرمة بن خالد بن العاص المخزومي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الثوب المصمت حريرا. أخرجه أحمد (1/ 313) عن محمد بن بكر البُرْساني ثنا ابن جريج أني عكرمة بن خالد به. ومن طريقه أخرجه الحاكم (4/ 192) والبيهقي في "الشعب" (5698) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12505) عن موسى بن هارون البزاز ثنا أبي ثنا محمد بن بكر البرساني به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: إسناده صحيح" قلت: وهو كما قال.

الثالث: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن عطاء قال: قال ابن عباس: إنما حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المصمت من الحرير، فأما ما كان لحمته قطن وسَدَاه حرير، أو لحمته حرير وسداه قطن فلا بأس به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5696) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنا إسماعيل بن مسلم به. وقال: إسماعيل بن مسلم هذا ضعيف، والرواية الأولى عن ابن جريج التي توافق رواية زهير عن خصيف أولى أنْ تكون محفوظة، وأما خصيف فقد روى عنه الكبار، واختلفوا في عدالته، وكان ابن عدي يقول: إذا حدث عن خصيف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته إلا أنْ يروي عنه ضعيف" الرابع: يرويه عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مصمت الحرير، وأما ما كان سداه قطن أو كتان فلا بأس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10888) عن سهل بن موسى شيران أنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا محمد بن حُمران ثنا إسماعيل عن عمرو بن دينار به. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي، ومحمد بن حمران القيسي مختلف فيه. الخامس: يرويه محمد بن نصير العبيدي عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال: إنما نُهي عن المصمت حريرا. أخرجه الطبراني (12685) عن الحسن بن علي المعمري ثنا رزق الله بن موسى ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا محمد بن نصير به. ومحمد بن نصير مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه الدارقطني، وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، والحسن بن علي ثقة، ورزق الله ويعقوب صدوقان. 1427 - عن عبد الله بن عمرو قال: هاجرت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلين اختلفا في آية فخرج يعرف الغضب في وجهه فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف في الكتاب" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2666) من طريق حماد عن أبي عمران الجَوْني عن عبد الله بن رباح عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 10/ 479 (كتاب فضائل القرآن - باب (اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم))

1428 - "إنّما هما النَّجْدَان، فما جعل نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير" قال الحافظ: وقال عبد الرزاق: عن مَعْمَر عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) مرسل وله عن الحسن البصري طرق: الأول: يرويه معمر بن راشد عن الحسن في قوله تعالى -وهديناه النجدين- قال: قال النبي "إنّما هما النجدان، فما يجعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 374) عن معمر به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 201) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن الحسن به. ورواته ثقات إلا أنّ معمرا لم يسمع من الحسن. الثاني: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن مرفوعا "هما نجدان: نجد الخير، ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" أخرجه الطبري (30/ 200) عن عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ثنا يونس به. ورواته ثقات، وعبد الوارث هو ابن سعيد. الثالث: يرويه عطية أبو وهب السمسار قال: سمعت الحسن رفعه "ألا إنما هما نجدان" أخرجه الطبري (30/ 200) عن مجاهد بن موسى ثنا يزيد بن هارون أنا عطية أبو وهب به. وعطية أبو وهب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومجاهد بن موسى أظنه الخوارزمي وثقه ابن معين وغيره، ويزيد بن هارون ثقة مشهور. الرابع: يرويه حبيب عن الحسن. أخرجه الطبري (30/ 200) عن محمد بن المثنى ثنا هشام بن عبد الملك ثنا شعبة عن حبيب به. ¬

_ (¬1) 10/ 332 (كتاب التفسير: سورة {لَا أُقْسِمُ} [القِيَامَة: 1])

ورواته ثقات، وحبيب أظنه ابن الشهيد. الخامس: يرويه أبو رجاء محمد بن سيف الأزدي عن الحسن. أخرجه الطبري (30/ 200) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن أبي رجاء به. ورواته ثقات. السادس: يرويه أبو الأشهب جعفر بن حيان العُطَاردي عن الحسن. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 490) من طريق أبي الشيخ ثنا أبو يحيى الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا يحيى بن أبي زائدة عن أبي الأشهب به. وسهل بن عثمان هو العسكري صدوق، والباقون كلهم ثقات، وأبو يحيى اسمه عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم. وللحديث شاهد عن أبي أمامة وعن أنس وعن قتادة مرسلا فأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (8020) وابن السني في "القناعة" (35) والقضاعي (1263) من طريق محمد بن عرعرة ثنا فضال بن جبير عن أبي أمامة مرفوعا "أيها الناس هلموا إلى ربكم، إنّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، يا أيها الناس إنما هما نجدان: فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" قال الهيثمي: وفضال ضعيف" المجمع 10/ 256 وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 1193) من طريق ابن وهب أني ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس مرفوعا "هما نجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وسنان مختلف فيه، وقال أحمد: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس. وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري (30/ 201) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة -وهديناه النجدين- قال: ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "أيها الناس إنما هما النجدان: نجد الخير، ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحبّ إليكم من نجد الخير" ورواته ثقات. وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعا "إنما هما النجدان، نجد الخير ونجد الشر، فلا يكن نجد الشرّ أحبّ إلى أحدكم من نجد الخير"

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (447) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2379) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه به. وإسناده ضعيف لضعف كلثوم، وعطاء لم يسمع من أبي هريرة. 1429 - "إنّما هو بَضْعَةٌ منك" قال الحافظ: والحديث صحيح أو حسن" (¬1) يرويه قيس بن طلق بن علي الحنفي اليمامي عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه عن قيس بن طلق خمسة من الرواة، وهم: 1 - عبد الله بن بدر السحيمي. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 165) عن ملازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي قال: خرجنا وفداً حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه وصلينا معه، فجاء رجل فقال: يا رسول الله، ما ترى في مس الذكر في الصلاة؟ فقال "وهل هو إلا بضعة أو مُضْغَة منك" وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1675) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو داود (182) والترمذي (85) والنسائي في "الصغرى" (1/ 84) وفي "الكبرى" (199) وابن الجارود (21) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 75 و76) وابن حبان (1119 و1120) والطبراني في "الكبير" (8243) والدارقطني (1/ 149) وابن شاهين في "الناسخ" (103) والبيهقي (1/ 134) وفي "الخلافيات" (1/ 149) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 196 - 197) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 93) من طرق عن ملازم بن عمرو به. وفي لفظ لأبي داود وغيره "ما ترى في مَسِّ الرجل ذَكَرَهُ بعد ما يتوضأ" وفي لفظ لابن حبان "إنّ أحدنا يكون في الصلاة، فيحتك فتصيب يده ذكره". قال الترمذي: وهذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب، وقد روى هذا ¬

_ (¬1) 1/ 265 (كتاب الوضوء - باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال)

الحديث أيوب بن عتبة ومحمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه، وقد تكلم بعض أهل الحديث في محمد بن جابر وأيوب بن عتبة، وحديث ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر أصح وأحسن" وقال الطحاوي: فهذا حديث ملازم صحيح مستقيم الإسناد غير مضطرب في إسناده ولا في متنه" وقال ابن حزم: وهذا خبر صحيح" المحلى 1/ 323 وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح" شرح الترمذي 1/ 132 وخالفهم البيهقي فحكى عن الشافعي أنّه قال: قد سألنا عن قيس فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره. قال البيهقي: ورواه ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق. إلا أنّ صاحبي الصحيح لم يحتجا بشيء من روايتهما. وحديث قيس بن طلق كما لم يخرجه صاحبا الصحيح في الصحيح، لم يحتجا بشيء من رواياته ولا بروايات أكثر رواة حديثه في غير هذا الحديث" المعرفة 1/ 408و410و412 وقال في "الخلافيات": عبد الله بن بدر ثقة، وملازم بن عمرو لم أسمع ذكره أحد بجرح، إلا أنّ أبا بكر بن إسحاق بن أيوب الصبغي قال: ملازم فيه نظر وليس له ذكر في الصحيح" قلت: ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر وإنْ لم يحتج صاحبي الصحيح بشيء من روايتهما إلا أنّهما ثقتان، وثقهما ابن معين وأبو زرعة وابن حبان والعجلي. وأما قيس بن طلق فاختلفوا فيه، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وقال أحمد: غيره أثبت منه، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس ممن تقوم به الحجة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. قال ابن القطان الفاسي: والحديث مختلف فيه، فينبغي أنْ يقال فيه: حسن" الوهم والإيهام 4/ 144 2 - أيوب بن عتبة اليمامي. قال الطيالسي (ص 147): ثنا أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، يكون أحدنا في الصلاة فيمس ذكره أيعيد الوضوء؟ قال "لا، إنما هو منك".

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 409) والحازمي في "الاعتبار" (ص 42) وأخرجه أحمد (4/ 22) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3422) وفي "الصحابة" (1374) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 75 و76) والطبراني في "الكبير" (8249) وابن عدي (1/ 344) وابن شاهين في "الناسخ" (102) وتمام (1493 و1494) وابن الجوزي في "العلل" (596) والحازمي في "الاعتبار" (ص 41 - 42) من طرق عن أيوب بن عتبة به. ولفظ أحمد "إنّما هو بضعة منك أو جسدك" ولفظ الطبراني "إنّما هو مضغة منك" قال ابن الجوزي: لا يصح، فيه أيوب بن عتبة قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: مضطرب الحديث. قلت: هو ضعيف لكنه لم ينفرد به كما تقدم وكما سيأتي. 3 - محمد بن جابر بن سيار بن طلق اليمامي السحيمي. أخرجه عبد الرزاق (426) وأحمد (4/ 23) وأبو داود (183) وابن ماجه (483) وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 158) وابن الجارود (20) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 203) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 75) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (28 - منتقاه للمزي) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 41) وابن حبان في "الثقات" (9/ 95 - 96) والطبراني في "الكبير" (8233 و 8234) و"الأوسط" (1274) وابن عدي (6/ 2158 - 2159 و 2159 و 2159 - 2160 و 2160) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 329 - 330) وفي "الأقران" (182 و 183) والدارقطني (1/ 149) وفي "المؤتلف" (1/ 521) وابن شاهين في "الناسخ" (101) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (80) وتمام (1745) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 103 و 166) وفي "الصحابة" (3964 و3965 و3966) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 352) والبيهقي (1/ 135) وفي "معرفة السنن" (1/ 409) وفي "الخلافيات" (567) والحازمي في "الاعتبار" (ص 42) وابن الجوزي في "العلل" (597 و 599) والمزي في "التهذيب" (24/ 569) من طرق عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رجل: يا رسول الله، أيتوضأ أحدنا إذا مس ذكره في الصلاة؟ قال "هل هو إلا منك أو بضعة منك". واللفظ لأحمد. وفي لفظ "إنّما هو كبعض جسده".

وفي لفظ آخر "إنّما هو بضعة منك". قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل في مس الذكر وضوء؟ قال "لا". فلم يثبتاه وقالا: قيس بن طلق ليس ممن تقوم به الحجة ووهماه (¬1) " العلل 1/ 48 وقال ابن الجوزي: لا يصح، فيه محمد بن جابر قال يحيى: ليس بشيء، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال ابن حبان: كان أعمى يلحق في كتبه ما ليس من حديثه وشرق ما ذوكر به فيحدث به" وقال البيهقي: محمد بن جابر ضعيف" قلت: وقد توبع. 4 - أيوب بن محمد العجلي اليمامي. أخرجه ابن عدي (1/ 344) والدارقطني (1/ 149 - 150) وابن الجوزي في "العلل" (598) من طريق عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أيوب بن محمد العجلي عن قيس بن طلق عن أبيه أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مس فرجه، فقال "إنّما هو بضعة منك". قال الدارقطني: أيوب مجهول" وقال ابن الجوزي: لا يصح، العجلي ضعفه يحيى، وفيه عبد الحميد قال يحيى القطان والثوري: هو ضعيف" قلت: عبد الحميد وأيوب مختلف فيهما. 5 - عكرمة بن عمار العجلي اليمامي. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 203) عن أبي أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا الحسين بن الوليد ثنا عكرمة بن عمار عن قيس بن طلق أنّ طلقا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة، فقال "لا بأس به، إنّما هو كبعض جسدك" وأخرجه ابن حبان (1121) عن ابن المنذر به. وأخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 411) وفي "الخلافيات" (562 و 563) من طريق أبي عبد الله محمد بن يعقوب وأبي طاهر المحمد اباذي قالا: ثنا محمد بن عبد الوهاب به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ووهناه". انظر سنن الدارقطني 1/ 149 - سنن البيهقي 1/ 135 - الخلافيات 2/ 282

ووقع عند ابن حبان "عن قيس بن طلق عن أبيه" وعند البيهقي "عن قيس بن طلق أنّ طلقا" كرواية ابن المنذر. قال البيهقي: وهذا منقطع، لأنّ قيسا لم يشهد سؤال طلق. وعكرمة بن عمار أقوى من رواه عن قيس بن طلق، وإنْ كان هو أيضاً مختلفا في عدالته فاحتج به مسلم في غير هذا الحديث، وتركه البخاري، وضعفه يحيى القطان في آخرين" وقال في "الخلافيات": وعكرمة بن عمار ممن اختلفوا في عدالته، فاستشهد به مسلم ولم يحتج به، وأما البخاري فقد ردّه أصلا وطعن فيه وقال: لم يكن عند كتاب فاضطرب في حديثه. وقال ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير فضعفها، وقال: ليست بصحاح ... ، ثم حديث عكرمة منقطع لأنه قال: عن قيس بن طلق أنّ طلقا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيس لم يشهد سؤال طلق" قلت: عكرمة بن عمار ثقة تكلموا في روايته عن يحيى بن أبي كثير. وللحديث شاهد عن أبي أمامة أخرجه عبد الرزاق (425) وابن أبي شيبة (1/ 165) وابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 70) وابن ماجه (484) والطبراني في "الكبير" (7945) وابن عدي (2/ 559) وابن شاهين في "الناسخ" (104) وتمام (1495) والبيهقي في "الخلافيات" (575) وابن الجوزي في "العلل" (600) من طرق عن جعفر بن الزبير عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أنّ رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: مسست ذكري وأنا أصلي؟ قال "لا بأس إنما هو جذية منك" واللفظ لعبد الرزاق وفي لفظ "هل هو إلا جذوة منك". قال البيهقي: إسناده ضعيف، جعفر بن الزبير لا يحتج بحديثه" وقال ابن الجوزي: لا يصح" وقال الزيلعي: وهو حديث ضعيف، قال البخاري والنسائي والدارقطني في جعفر بن الزبير: متروك" نصب الراية 1/ 69 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه جعفر بن الزبير وقد اتفقوا على ترك حديثه واتهموه" مصباح الزجاجة 1/ 70 1430 - حديث أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ وهو على المنبر (ص)، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، ثم قرأها في يوم آخر فتهيأ الناس للسجود فقال "إنّما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تهيأتم" فنزل وسجد وسجدوا معه.

قال الحافظ: ولأبي داود وابن خزيمة والحاكم من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (1410) عن أحمد بن صالح المصري وابن حبان (2765) عن حَرملة بن يحيى التُّجيبي والطحاوي في "المشكل" (4/ 31) وفي "شرح المعاني" (1/ 361) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي وفي "المشكل" (4/ 31 - 32) عن حجاج بن إبراهيم الأزرق والحاكم (2/ 431 - 432) والبيهقي (2/ 318) عن بحر بن نصر الخولاني كلهم (¬2) عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوما آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تهيأ (¬3) الناس للسجود فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما هي توبة نبي، ولكن رأيتكم تهيأتم (¬4) للسجود" فنزل فسجد وسجدوا. وأخرجه الدارمي (1474) وابن خزيمة (1795) وابن حبان (2799) والدارقطني (1/ 408) والحاكم (1/ 284 - 285) من طرق عن الليث بن سعد ثنا خالد بن يزيد ¬

_ (¬1) 3/ 207 (كتاب الصلاة- أبواب سجود القرآن- باب سجدة ص) (¬2) قال ابن خزيمة: أدخل بعض أصحاب ابن وهب عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث في هذا الإسناد إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة بين سعيد بن أبي هلال وبين عياض. وإسحاق ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه، وأحسب أنه غلط في إدخاله إسحاق بن عبد الله في هذا الإسناد" الصحيح 1/ 148 قلت: وهو كما قال لأنّ جمهور الرواة عن ابن وهب لم يذكروه بينهما. (¬3) وفي لفظ لأبي داود "تشزّن" (¬4) وفي لفظ "تشزنتم"

المصري عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد قال: فذكره نحوه. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: هذا حديث حسن الإسناد صحيح" وقال النووي: سنده صحيح على شرط البخاري" المجموع 3/ 512 - نصب الراية 2/ 181 وقال الألباني: إسناده صحيح لولا اختلاط سعيد بن أبي هلال، لكن الحديث صحيح لما له من الشواهد" صحيح ابن خزيمة 3/ 148 قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات، وقد احتج الشيخان برواية عمرو بن الحارث وخالد بن يزيد المصري عن سعيد بن أبي هلال. 1431 - "إنّما يتجالس المتجالسان بالأمانة، فلا يحل لأحد أنْ يفشي على صاحبه ما يكره" قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق من مرسل أبي بكر بن حزم" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي بكر بن محمد بن حزم مرسلا ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس فأما حديث أبي بكر بن محمد بن حزم فأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (691) وعبد الرزاق (19791) عن مَعْمَر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أبي بكر بن محمد بن حزم رفعه "إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أنْ يفشي على صاحبه ما يكره" واللفظ لابن المبارك وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 703) والبيهقي في "الآداب" (135) وفي "الشعب" (10677) من طريق عبد الرزاق به. وقال البيهقي: هذا مرسل، حسن في هذا المعنى" وقال أيضاً: هذا مرسل جيد" ¬

_ (¬1) 13/ 325 (كتاب الاستئذان- باب حفظ السر)

وأما حديث ابن مسعود (¬1) فأخرجه أبو بكر بن لال في "مكارم الأخلاق" وأبو الشيخ في "الثواب" والديلمي. قال العراقي: إسناده ضعيف" وقال الألباني: ضعيف" (¬2) وأما حديث ابن عباس (¬3) فذكره العراقي في "تخريج الإحياء" ونسبه للحكيم. وقال: وفي سنده وسند ابن لال عبد الله بن محمد بن المغيرة قال الذهبي في "الضعفاء": وقال العقيلي: يحدث بما لا أصل له، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابع عليها" إتحاف السادة 6/ 217 1432 - "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" قال الحافظ: ووجدت في "الأنساب" للبلاذري أنّ عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات وضعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجره وقال: فذكره" (¬4) 1433 - حديث لُبابة بنت الحارث مرفوعا "إنّما يُغسل من بول الأنثى، ويُنضح من بول الذكر" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغيره، ومنها حديث أبي السمح نحوه بلفظ "يرش" رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة أيضاً" (¬5) صحيح ورد من حديث لبابة بنت الحارث أم الفضل بن عباس بن عبد المطلب ومن حديث علي ومن حديث أبي السمح ومن حديث زينب بنت جحش ومن حديث أم كُرْز ومن حديث أم سلمة ومن حديث امرأة لم تسم. فأما حديث لبابة بنت الحارث فله عنها طرق: الأول: يرويه سِماك بن حرب واختلف عنه: ¬

_ (¬1) ولفظه "إنّما يتجالس المتجالسان بأمانة الله تعالى، فلا يحل لأحدهما أن يفشي على صاحبه ما يخاف" (¬2) انظر "إتحاف السادة" (6/ 217 و7/ 358 - 359) - فيض القدير 2/ 569 - ضعيف الجامع 2/ 213 (¬3) ولفظه مثل لفظ حديث ابن مسعود. (¬4) 3/ 397 (كتاب الجنائز- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) (¬5) 1/ 338 (كتاب الوضوء- باب بول الصبيان)

- فرواه غير واحد عنه عن قابوس بن المُخارق (¬1) عن لبابة بنت "الحارث" منهم: 1 - أبو الأحوص سلاّم بن سليم أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 120و 14/ 171 - 172) عنه عن قابوس عن لبابة قالت: بال الحسين (¬2) بن علي على حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أعطني ثوبك والبس ثوبا غيره، فقال "إنّما ينضح من بول الذكر، ويغسل من بول الأنثى". وأخرجه ابن ماجه (522) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 26) ومن طريقه المزي في "التهذيب" (23/ 330 - 331) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 398 - 399) عن عبيد بن غنام الكوفي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 92) عن فهد بن سليمان بن يحيى قالا: ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن سعد (339) وإسحاق (2274) وأبو داود (375) وابن ماجه (522) وابن خزيمة (282) والطبراني في "الكبير" (25/ 26) والحاكم (1/ 166) وأبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (14) والبيهقي (2/ 414) والبغوي في "شرح السنة" (295) من طرق عن أبي الأحوص به. قال الحاكم: صحيح" وقال الحافظ: هذا حديث حسن" 2 - إسرائيل بن يونس. أخرجه أحمد (6/ 339) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا إسرائيل عن سماك عن قابوس بن المخارق عن أم الفضل قالت: رأيت كأنّ في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال "خيرا، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك قُثَم" قالت: فولدت حسنا فأعطيته فأرضعته حتى تحرك، أو فطمته، ثم ¬

_ (¬1) قال الحافظ: ووقع في بعض الروايات قابوس بن أبي المخارق، والصواب الأول، أو لعل الراوي نسبه إلى جده" تخريج أحاديث المختصر 2/ 400 (¬2) وعند الطبراني وأبي نعيم "الحسن".

جئت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجلسته في حجره فبال، فضربت بين كتفيه، فقال "ارفقي بابني رحمك الله أو أصلحك الله أوجعت ابني" قلت: يا رسول الله، اخلع إزارك والبس ثوبا غيره حتى أغسله. قال "إنّما يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام". وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (669) وأبو يعلى (7074) عن أبي خيثمة زهير بن حرب والبيهقي في "المعرفة" (3/ 375 - 376) عن محمد بن إسحاق الصغاني قالا: ثنا يحيى بن أبي بكير به. واختلف فيه على إسرائيل، فرواه عبيد الله بن موسى عنه عن سماك عن قابوس مرسلا. أخرجه ابن سعد (8/ 279) وتابعه وكيع ثنا إسرائيل به. أخرجه إسحاق في "مسنده" (2273) والأول أصح. 3 - شَريك بن عبد الله القاضي. أخرجه ابن سعد (337) وأحمد (6/ 340) وابن أبي الدنيا في "العيال" (673) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 94) والطبراني في "لكبير" (2541) من طرق عن شريك عن سماك عن قابوس عن أم الفضل قالت: فذكرت الحديث بنحو حديث إسرائيل. وفيه "ويصب على بول الغلام". - ورواه عبد الملك بن الحسين أبو مالك الأشجعي (¬1) عن سماك عن قابوس عن أبيه عن أم الفضل. فزاد فيه عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 26) ¬

_ (¬1) هكذا هو في كتاب الطبراني "الأشجعي" وأظنه محرف من النخعي، وهو ضعيف للحديث كما قال الفلاس وغيره.

وتابعه مِسعر بن كِدام عن سماك به. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (595) - ورواه علي بن صالح الهمداني عن سماك عن قابوس عن أبيه قال: جاءت أم الفضل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: فذكر الحديث بنحو حديث إسرائيل. وجعله من مسند المخارق. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 5 و 25/ 25) وأبو نعيم في "الصحابة" (4570) والبيهقي (2/ 414 - 415) من طريق عثمان بن سعيد المُرّي ثنا علي بن صالح به. واختلف فيه على علي بن صالح، فرواه معاوية بن هشام القصار عنه عن سماك عن قابوس قال: قالت أم الفضل. ولم يذكر أباه. أخرجه ابن ماجه (3923) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1989) والطبراني في "الكبير" (25/ 25 - 26) - ورواه سفيان الثوري عن سماك عن قابوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (1487) ومسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 721) - ورواه حاتم بن أبي صغيرة عن سماك أنّ أم الفضل قالت. ولم يذكر قابوسا. أخرجه ابن سعد (8/ 278 - 279) وتابعه داود بن أبي هند عن سماك به. أخرجه ابن عساكر (ترجمة الحسين بن علي ص 9 - 10) وحديث أبي الأحوص ومن تابعه أصح. وإسناده حسن إنْ كان قابوس بن المخارق سمع من أم الفضل لبابة بن الحارث فإنّه لم يذكر سماعا منها. لكن قال الحافظ في "التهذيب": ذكره ابن يونس فيمن قدم مع محمد بن أبي بكر في خلافة عليّ فهو على هذا قديم لا يمتنع إدراكه لأم الفضل وحديثه عنها في صحيح ابن خزيمة" الثاني: يرويه صالح أبو الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل قالت: أتيت

النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني رأيت في منامي في بيتي أو حجرتي عضوا من أعضائك ... وذكرت الحديث. أخرجه أحمد (6/ 339 - 340) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا وهيب ثنا أيوب عن صالح أبي الخليل به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. وهيب هو ابن خالد، وأيوب هو السَّخْتِيَاني، وصالح هو ابن أبي مريم الضُّبَعي البصري. وعبد الله بن الحارث هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، وروايته عن أم الفضل في صحيح مسلم. الثالث: يرويه حماد بن سلمة أنا عطاء الخراساني عن لبابة أم الفضل أنّها كانت ترضع الحسن أو الحسين قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع في مكان مرشوش فوضعه على بطنه فبال على بطنه فرأيت البول يسيل على بطنه فقمت إلى قربة لأصبها عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أم الفضل إنّ بول الغلام يصب عليه الماء، وبول الجارية يغسل غسلا". أخرجه أحمد (6/ 339) عن عفان بن مسلم وبهز بن أسد البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به. قال عفان: ثنا حماد قال: قال حميد: كان عطاء يرويه عن أبي عياض عن لبابة. أخرجه أحمد (6/ 339) والبيهقي (2/ 415) وأبو عياض لم أعرفه ويحتمل أنْ يكون هو عمرو بن الأسود العنسي والله تعالى أعلم. الرابع: يرويه عطاء بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس عن أم الفضل قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أرضع الحسين بن علي بلبن ابن كان يقال له قُثَم، قالت: فتناوله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فناولته إياه، فبال عليه، قالت: فأهويت بيدي إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تزرمي ابني" قالت: فرشه بالماء. قال ابن عباس: بول الغلام الذي لم يأكل يرش، وبول الجارية يغسل. أخرجه الحاكم (3/ 180) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عطاء بن عجلان به.

وقال: إسماعيل بن عياش وعطاء بن عجلان لم يخرجاهما" قلت: وعطاء بن عجلان قال ابن معين وغيره: كذاب، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. الخامس: يرويه الأوزاعي عن أبي عمار عن أم الفضل أنّها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إني رأيت في المنام حُلما منكرا، فقال "وما هو؟ " قالت: أصلحك الله إنه شديد، قال "فما هو؟ " قالت: رأيت كأن بَضْعة من جسدك قطعت ثم وضعت في حجري، فقال "خيرا رأيت، تلد فاطمة إنْ شاء الله غلاما يكون في حجرك" فولدت فاطمة حسنا، فكان في حجرها، فدخلت به على النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعته فبال عليه، فذهبت أتناوله، فقال "دعي ابني فإنّ ابني ليس بنجس" ثم دعا بماء فصبه عليه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 27) عن أبي زيد أحمد بن يزيد الحوطي ثنا محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا الأوزاعي به. وإسناده ضعيف لضعف القرقساني، وأبو عمار هو شداد بن عبد الله القرشي. السادس: يرويه قتادة عن محمد بن علي أبي جعفر عن أم الفضل أنّها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحسين بن علي فوضعته في حجره فبال، قالت: فذهبت لآخذه فقال "لا تزرمي ابني، فإنّ بول الغلام ينضح أو يرش، وبول الجارية يغسل" أخرجه ابن سعد (338) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به (¬1). ومحمد بن علي لم يدرك أم الفضل. وأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 97) وابنه (1/ 137) وأبو داود (378) وابن ماجه (525) والترمذي (610) وفي "العلل" (1/ 141) وابن أبي الدنيا في "العيال" (670) والبزار (717) وأبو يعلى (307) وابن خزيمة (284) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (569) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 144) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 92) وابن حبان (1375) والدارقطني (1/ 129) والحاكم (1/ 165 - 166) والبيهقي (2/ 415) وفي "معرفة السنن" (3/ 377) وفي "الصغرى" (191) والبغوي في "شرح السنة" (296) والمزي في "التهذيب" (33/ 232 - 233) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 397) ¬

_ (¬1) ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي جعفر مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 121)

عن معاذ بن هشام الدَّسْتُوَائي وأحمد (1/ 76 و 137) وابنه (1/ 137) والدارقطني (1/ 129) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري كلاهما عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه عن عليّ أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال في بول الرضيع (¬1) "ينضح (¬2) بول الغلام، ويغسل بول الجارية" واختلف فيه على هشام الدستوائي، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عنه عن قتادة عن ابن أبي الأسود عن أبيه مرسلا، ولم يذكر عليا. أخرجه البيهقي (2/ 415) والأول أصح. - ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: • فرواه يحيى بن سعيد القطان عن سعيد عن قتادة عن أبي حرب عن أبيه عن علي قوله وزاد "ما لم يطعم" أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 720) وأبو داود (377) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 143) والبيهقي (2/ 415) وفي "معرفة السنن" (3/ 376) • ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد عن قتادة عن أبي حرب عن علي قوله، ولم يذكر عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 121) وتابعه عثمان بن مطر عن سعيد به. أخرجه عبد الرزاق (1488) وحديث هشام الدستوائي أصح. قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: شعبة لا يرفعه، وهشام الدستوائي حافظ" العلل 1/ 142 يشير إلى تقوية حديث الدستوائي. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "المرضع" وهو لابن خزيمة. (¬2) وفي لفظ "يرش" وهو لابن أبي الدنيا.

وقال الترمذي أيضاً: هذا حديث حسن صحيح" وقال البيهقي في "المعرفة": هذا حديث وقفه سعيد بن أبي عروبة، ورفعه هشام الدستوائي وهو حافظ ثقة. قال: رفع الحديث أقوى من وقفه، لزيادة حفظ هشام الدستوائي على سعيد بن أبي عروبة" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح فإنّ أبا الأسود الديلي سمع من علي، وهو على شرطهما صحيح ولم يخرجاه" وقال الحافظ: إسناده صحيح إلا أنّه اختلف في رفعه ووقفه وفي وصله وإرساله، وقد رجح البخاري صحته وكذا الدارقطني" التلخيص 1/ 38 وقال في "الفتح" (1/ 338): وإسناده صحيح، ورواه سعيد عن قتادة فوقفه، وليس ذلك بعلة قادحة" وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن" وقال الألباني: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم" قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، ولم يخرج مسلم رواية قتادة عن أبي حرب، وإنما أخرج رواية داود بن أبي هند عن أبي حرب فقط. وأما حديث أبو السمح فأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 41) وأبو داود (376) وابن ماجه (526) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (469 و2637) والبزار كما في "لتلخيص" (1/ 37) والنسائي في "الصغرى" (1/ 129) وفي "الكبرى" (293) والدولابي في "الكنى" (1/ 37) وابن خزيمة (283) والطبراني في "الكبير" (22/ 384 - 385) والدارقطني (1/ 130) والحاكم (1/ 166) وأبو نعيم في "الصحابة" (6840) والبيهقي (2/ 415) وفي "معرفة السنن" (3/ 376) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 156) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 401 - 402) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا يحيى بن الوليد ثنا مُحِل بن خليفة الطائي ثني أبو السمح قال: كنت خادم (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2) وجيء ¬

_ (¬1) وفي لفظ "أخدم" وهو لأبي داود والدارقطني وابن أبي عاصم والطبراني والبخاري. (¬2) زاد أبو داود ونحوه للطبراني والبخاري "فكان إذا أراد أن يغتسل قال "ولني قفاك" فأوليه قفاي فأستره به" وعند الدارقطني وابن أبي عاصم والدولابي "فأوليه قفاي، وانشر الثوب، يعني فأستره" ونحوه للبخاري.

بالحسن أو الحسين فبال على صدره، فأرادوا أنْ يغسلوه (¬1)، فقال "رشوه رشاً (¬2) فإنّه يغسل بول الجارية، ويرش بول الغلام" واللفظ لابن خزيمة والحاكم. قال البخاري: حديث حسن" التلخيص 1/ 38 وقال البزار: لا يعلم حديث أبي السمح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الحديث، وليس له إسناد إلا هذا, ولا نحفظه إلا من حديث عبد الرحمن بن مهدي" وقال الحاكم: صحيح" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" تخريج أحاديث المختصر قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن الوليد الطائي وهو صدوق. وقد ذكر ابن عبد البر هذا الحديث في "التمهيد" (9/ 111 و 112) وقال: وهو حديث لا تقوم به حجة، والمحل ضعيف" فتعقبه الحافظ في "التهذيب" (10/ 60) فقال: ولم يتابع ابن عبد البر على ذلك" وهو كما قال، فقد وثق المحل ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان والدارقطني وغيرهم، واحتج به البخاري. وأما حديث زينب بنت جحش فأخرجه عبد الرزاق (1491) عن حسين بن مهران الكوفي وأبو يعلى (المطالب 11) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 11) والطبراني في "الكبير" (24/ 57) عن عبد الله بن إدريس الأودي (¬3) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "فدعا بماء فرشه عليه" وهو للدارقطني وابن أبي عاصم والبخاري. ولفظ الطبراني "فجئت أغسله" (¬2) وفي لفظ "رشه فإنه يغسل ... " وهو لابن ماجه. (¬3) رواه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (153) عن عبد الله بن إدريس فقال: عن ليث عن حدمر مولى لزينب عن زينب.

ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم عن حدمر مولى لبني عبس عن مولى لزينب بنت جحش يقال له أبو القاسم عن زينب بنت جحش قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائما في بيتي، فجاء حسين بن علي يدرج فخشيت أنْ يوقظه فعلّلته بشيء، ثم غفلت عنه، فقعد على بطن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع طرف ذكره في سرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبال فيها، ففزعت لذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هاتي ماءً" فصبه عليه، ثم قال "ينضح بول الغلام، ويغسل بول الجارية" واللفظ لعبد الرزاق واختلف فيه على ليث بن أبي سليم، فرواه عبد السلام بن حرب الكوفي عنه عن أبي القاسم مولى زينب عن زينب. ولم يذكر حدمرا. أخرجه الطبراني (24/ 54) وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وحدمر قال الذهبي في "الميزان": ليس بالمقنع. وقال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى، ومدار الإسناد على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 1/ 206 وقال الحافظ: وهو صحيح" المطالب 1/ 57 يعني لشواهده. وأما حديث أم كرز فأخرجه أحمد (6/ 464) عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي ثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أم كرز قالت: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بغلام فبال عليه فأمر به فنضح، وأتي بجارية فبالت عليه فأمر به فغسل. وأخرجه ابن ماجه (527) عن محمد بن بشار عن أبي بكر الحنفي بهذا الإسناد بلفظ "بول الغلام ينضح، وبول الجارية يغسل". قال البوصيري: هذا إسناد منقطع، عمرو بن شعيب لم يسمع من أم كرز" مصباح الزجاجة 1/ 76 وقال الحافظ: وفيه انقطاع، وقد اختلف فيه على عمرو بن شعيب فقيل: عنه عن أبيه عن جده كالجادة، أخرجه الطبراني في "الأوسط" التلخيص 1/ 38

وأما حديث أم سلمة فله عنها طريقان: الأول: يرويه الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة واختلف عنه: - فقال إسماعيل بن مسلم المكي: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة مرفوعا "يصب على بول الغلام الماء، ويغسل بول الجارية" أخرجه أبو يعلى (6921) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا إسماعيل بن عياش ثنا إسماعيل بن مسلم به. وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن إسماعيل بن مسلم به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2763) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحسن عن أمه إلا إسماعيل، تفرد به عبد الرحيم" كذا قال. وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف" المجمع 1/ 285 - ورواه مبارك بن فَضالة عن الحسن واختلف عنه: • فقال حوثرة بن أشرس: ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أم سلمة مرفوعا "بول الغلام يصب عليه الماء صبّا ما لم يطعم، وبول الجارية يغسل غسلا طعمت أو لم تطعم" أخرجه أبو يعلى (6923) عن حوثرة بن أشرس به (¬1). • ورواه علي بن الجَعْد الجوهري عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أمه عن أم سلمة موقوفاً. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3311) عن علي بن الجعد به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 111) ومبارك مدلس وقد عنعن. ¬

_ (¬1) هكذا وقع هذا الحديث في مسند أبي يعلى: عن الحسن عن أم سلمة مرفوعا. ووقع عند الحافظ في "المطالب العالية" (13/ 2) عن الحسن عن أمه عن أم سلمة موقوفا. وهكذا هو في "مختصر الإتحاف" (1/ 207) موقوفا. ولعله الصواب.

- وقال الفضل بن دَلْهَم القصاب: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام. موقوف. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 121) عن وكيع عن الفضل بن دلهم به. والفضل بن دلهم مختلف فيه. - ورواه يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة من فعلها. فقال أبو داود (379): ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن أمه أنها أبصرت أم سلمة تصب الماء على بول الغلام ما لم يطعم، فإذا طعم غسلته، وكانت تغسل بول الجارية. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 416) وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 143) من طريق إسماعيل بن عُلية عن يونس بن عبيد به. وهذا أصح. قال البيهقي: وهذا الحديث صحيح عن أم سلمة من فعلها" وقال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند صحيح تخريج أحاديث المختصر 2/ 403 الثاني: يرويه الفضيل بن سليمان النميري ثنا كثير بن قَارَوَنْدا أنبأ عبد الله بن حزم عن معاذة بنت حبيش عن أم سلمة أن رسول - صلى الله عليه وسلم - كان جالسا وفي حجره حسن أو حسين أو أحدهما فبال الصبي، قالت: فقمت، فقلت: أغسل الثوب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بول الغلام ينضح، وبول الجارية يغسل" أخرجه البيهقي (2/ 415) قال الحافظ: سنده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 2/ 403 قلت: الفضيل بن سليمان قال ابن معين: ليس بثقة، وكثير بن قاروندا وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وأما حديث المرأة التي لم تسم فأخرجه أحمد بن منيع (المطالب 12 - إتحاف الخيرة 724) عن إسماعيل بن علية ثنا عمارة بن أبي حفصة عن أبي مِجْلَز عن حسن بن

علي أو أنّ (¬1) حسين بن علي قال: حدثتنا امرأة من أهلي قالت: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستلقيا على ظهره، ويلاعب صبيا على صدره، إذ بال، فقامت لتأخذه وتضربه، فقال "دعيه، ائتوني بكُوز من ماء" فنضح الماء على البول حتى تفايض الماء على البول، فقال - صلى الله عليه وسلم - "هكذا يصنع بالبول ينضح من الذكر، ويغسل من الأنثى" قال البوصيري: ورجال إسناده ثقات" مختصر الإتحاف 1/ 206 وقال الحافظ: رجاله ثقات" تخريج أحاديث المختصر 2/ 403 1434 - "إنّما يفعل ذلك الذين لا يعلمون" قال الحافظ: وأما حديث عليّ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان" (¬2) له عن علي طريقان: الأول: يرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: - فقال الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مَرثد بن عبد الله اليَزَني عن عبد الله بن زُرَير الغافقي عن علي أنه قال: أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلة، فقلنا: يا رسول الله، لو أنا أنزينا الحمر على خيلنا فجاءتنا بمثل هذه، فقال - صلى الله عليه وسلم - "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون" أخرجه أحمد (1/ 100) واللفظ له عن هاشم بن القاسم البغدادي وأبو داود (2565) والنسائي (6/ 186) وفي "الكبرى" (4421) عن قتيبة بن سعيد البلخي والطحاوي في "المشكل" (214) وفي "شرح المعاني" (3/ 271) عن شعيب بن الليث بن سعد والطحاوي في "المشكل" (215) عن عبد الله بن صالح المصري ¬

_ (¬1) في "إتحاف الخيرة": ابن. (¬2) 6/ 415 (كتاب الجهاد- باب بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - البيضاء)

والبيهقي (10/ 22 - 23) عن شبابة بن سَوَّار الفزاري كلهم عن الليث بن سعد به. • ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن الليث بن سعد واختلف عنه فقال أبو خليفة الفضل بن الحباب: ثنا أبو الوليد ثنا الليث بن سعد ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن زرير عن علي. أخرجه ابن حبان (4682) وتابعه. 1 - يزيد بن سنان القزاز ثنا أبو الوليد به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (215) 2 - محمد بن معمر البحراني. أخرجه البزار (889) وقال شعيب بن أيوب الصَّرِيفيني: ثنا أبو الوليد ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زرير عن علي. أخرجه البيهقي (10/ 23) وقال ابن لَهيعة: ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن زرير عن علي. أخرجه أحمد (1/ 158) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا ابن لهيعة به. وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. - وقال محمد بن إسحاق المدني: عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زرير عن علي. أخرجه البيهقي (10/ 23) من طريق علي بن المديني ثنا عبد الأعلى ثنا ابن إسحاق به. وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من يزيد بن أبي حبيب. وحديث هاشم بن القاسم ومن تابعه عن الليث أصح، ويحتمل أنْ يكون ليزيد بن أبي حبيب فيه إسنادان والله أعلم.

والأسناد الأول صحيح، والإسناد الثاني حسن. الثاني: يرويه عثمان بن أبي زرعة المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجَعْد واختلف عنه: - فقال سفيان الثوري: عن عثمان عن سالم عن علي قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننزى حمارا على فرس" أخرجه أحمد (1/ 95 و 132) عن وكيع ثنا سفيان به. وتابعه قيس بن الربيع عن عثمان به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (213) وإسناده منقطع، قال أبو زرعة: سالم بن أبي الجعد عن علي مرسل. - وقال شَريك بن عبد الله القاضي: عن عثمان عن سالم عن عليّ بن علقمة عن عليّ قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنُنْزِي الحمار على الفرس؟ قال "إنّما يفعل ذلك الذين لا يعلمون" أخرجه الطيالسي (ص 23) عن شريك به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 23) وأخرجه أحمد (1/ 98) والبزار (669) والطحاوي في "المشكل" (212) وابن عدي (5/ 1847) والبيهقي (10/ 23) من طرق عن شريك به. ورواه أبو غسان مالك بن إسماعيل الكوفي عن شريك فقال فيه: عن علقمة عن علي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (211) وفي "شرح المعاني" (3/ 271) والأول أصح، وعلي بن علقمة هو الأنماري الكوفي قال ابن المديني: لم يَرو عنه غير سالم بن أبي الجعد، وقال البخاري: في حديثه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا، واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث ينفرد عن علي بما لا يشبه حديثه فلا أدري سمع منه سماعا أو أخذ ما يروى عنه عن غيره. وللحديث شاهد عن دِحية بن خليفة الكلبي قال: يا رسول الله، ألا نُنْزِي لك حمارا على فرس فتنتج لك بغلة تركبها؟ فقال "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4993) عن القاسم بن عباد الخطابي ثنا هاشم بن الوليد الهروي ثنا وكيع بن الجراح عن عمر بن حسيل بن حذيفة بن اليمان قال: سمعت الشعبي يقول: قال دحية: فذكره.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن دحية إلا الشعبي ولا عن الشعبي إلا عمر بن حسيل، تفرد به وكيع" قلت: تابعه محمد بن عبيد الطنافسي ثنا عمر من آل حذيفة عن الشعبي عن دحية به. أخرجه أحمد (4/ 311) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (641) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا عمر بن حسيل من آل حذيفة ووثقه ابن حبان" 5/ 265 قلت: وقال وكيع: كان ثبتا، وقال البخاري: روى عن الشعبي مرسل، وقال ابن أبي حاتم: روى عن الشعبي حديثا مرسلا أنّ دحية قال: فذكر الحديث. 1435 - عن أبي اليَسَر بن عمرو أَنَّه أتته امرأة، وزوجها قد بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعث، فقالت له: بِعْني تمرا بدرهم، قال: فقلت لها وأعجبتني: إنّ في البيت تمرا أطيب من هذا، فانطلق بها معه فَغمزها وقبلها ثم فرغ فخرج فلقي أبا بكر فأخبره، فقال: تب ولا تعد، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، الحديث، وفي روايته أنَّه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر فنزلت (¬1). قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي والبزار من طريق موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرو: فذكره، وفي رواية ابن مردويه من طريق ابن بُريدة عن أبيه: جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة، وكانت حسناء جميلة، فلما نظر إليها أعجبته، فذكر نحوه. وقال: وفي حديث أبي اليسر: فقال إنسان: يا رسول الله له خاصة؟ ... وللدارقطني مثله من حديث معاذ" (¬2) حديث أبي اليسر أخرجه الترمذي (3115) وابن نصر في "الصلاة" (79) والطبري في "تفسيره" (12/ 137) والهيثم بن كليب (1530) والطبراني في "الكبير" (19/ 165) عن قيس بن الربيع والبزار (2300) والنسائي في "الكبرى" (7327 و 11248) وابن نصر في "الصلاة" (80) والخطيب في "التاريخ" (4/ 76) وفي "الأسماء المبهمة" (ص 439) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 153 - 154) وابن بشكوال في "الغوامض" (280) ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى "قم الصلاة طرفي النهار" الآية (¬2) 9/ 426 و 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114])

عن شَريك بن عبد الله القاضي كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر قال: أتتني امرأة تبتاع مني تمرا، فقلت: إنّ في البيت تمرا أطيب منه، فدخلت معي البيت، فأهويت إليها فغمزتها وقبلتها، فأسقط في يدي فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك ولا تخبر أحدا، فلم أصبر فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال "أخلفت غازيا في أهله بمثل هذا" حتى تمنيت أني لم كن أسلمت إلا تلك الساعة، حتى ظننت أني من أهل النار، فأطرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طويلا، ثم أوحى الله إليه {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] إلى آخر الآية. قال أبو اليسر: فأتيته فقرأها عليّ، فقال أصحابه: يا رسول الله، أله خاصة أو للناس عامة؟ قال "بل للناس عامة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره، وأبو اليسر هو كعب بن عمرو" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يُروى بهذا اللفظ إلا عن أبي اليسر، ولا نعلم رواه عن أبي اليسر إلا موسى بن طلحة، ولا عن موسى إلا عثمان بن عبد الله بن موهب، ورواه عن عثمان شريك وقيس. فذكرنا حديث شريك لأنّه كان أجل من قيس، واقتصرنا عليه" قلت: قيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وشريك مختلف فيه كذلك، وموسى بن طلحة لم يذكر سماعا من أبي اليسر فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر من صرّح بسماعه منه. وحديث بريدة أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (4/ 483) ولفظه: قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة وكانت امرأة حسناء جميلة، فلما نظر إليها أعجبته وقال: ما أرى عندي ما أرضى لك ها هنا، ولكن في البيت حاجتك، فانطلقت معه حتى إذا دخلت راودها على نفسها فأبت، وجعلت تناشده فأصاب منها من غير أنْ يكون أفضى إليها، فانطلق الرجل وندم على ما صنع حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره، فقال "ما حملك على ذلك؟ " قال: الشيطان، فقال له "صل معنا" ونزل {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] يقول: صلاة الغداة والظهر والعصر {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114] المغرب والعشاء {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] فقال الناس: يا رسول الله، لهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال "بل هي للناس عامة"

وحديث معاذ يرويه عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عن عبد الملك: - فقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله أرأيت رجلاً لقي امرأة وليس بينهما معرفة فليس يأتي الرجل شيئاً إلى امرأته إلا قد أتى هو إليها إلا أنه لم يجامعها، قال: فأنزل الله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فأمره أنْ يتوضأ ويصلي، قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، أهي له خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال "بل للمؤمنين عامة" أخرجه أحمد (5/ 244) وعبد بن حميد (110) والترمذي (3113) وابن نصر في "الصلاة" (78) والطبري (12/ 136) والطبراني في "الكبير" (20/ 136 - 137) وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عبد الملك بن عمير به. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (77) والطبري (12/ 136) والطبراني (20/ 137) والدراقطني (1/ 134) والحاكم (1/ 135) والبيهقي (1/ 125) وفي "الخلافيات" (434) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 154) قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل. عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، ومعاذ مات في خلافة عمر، وقُتل عمر وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام صغير ابن ست سنين" وقال البيهقي: فيه ارسال، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذ بن جبل" وقال الدارقطني: صحيح" كذا قال، وقد قال في "العلل" (6/ 61): سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى من معاذ فيه نظر؛ لأنّ معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس وله نيف وثلاثون سنة" - ورواه شعبة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا، ولم يذكر معاذا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 8/ 409) والطبري (12/ 136) من طرق عن شعبة به. 1436 - عن أبي سلمة قال: حدثني الأقرع بن حابس أنَّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، اخرج إلينا، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4] الآية. قال الحافظ: وقد أخرجه الطبري والبغوي وابن أبي عاصم في كتبهم في الصحابة من

طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة قال: فذكره، الحديث وسياقه لابن جرير. قال ابن منده: الصحيح عن أبي سلمة أنْ الأقرع مرسل، وكذا أخرجه أحمد على الوجهين" (¬1) انظر حديث "ذاك الله تبارك وتعالى" في حرف الذال. 1437 - عن زياد بن حصين عن أبيه أنَّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده على ذُؤَابَتِه وسَمَّت عليه ودعا له" قال الحافظ: وأخرج النسائي بسند صحيح عن زياد بن حصين عن أبيه: فذكره" (¬2) أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 1) والنسائي (8/ 116) وفي "الكبرى" (9331) والطبراني في "الكبير" (3558 و 3559) وأبو نعيم في "الصحابة" (2205) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 24) والمزي في "التهذيب" (9/ 454 - 455) من طرق عن غسان بن الأغر بن حصين النهشلي قال: حدثني عمي زياد بن الحصين النهشلي عن أبيه حصين بن أوس (¬3) أنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ادن مني" فدنا منه، فوضع يده على ذؤابته، ثم أجرى يده وسَمَّت عليه ودعا له. اللفظ للنسائي وفي لفظ: قال: قدمت المدينة بإبل فقلت: يا رسول الله، مُر أهل الوادي أنْ يعينوني ويحسنوا مخالطتي، فأمرهم فأعانوه وأحسنوا مخالطته، ثم دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسح وجهه ودعا له. غسان بن الأغر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري في "الكبير" وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وزياد بن الحصين وثقه النسائي وغيره. وأخرجه البزار (كشف 1273) عن عبد الله بن معاوية الجُمَحي ثنا نعيم بن حصين السدوسي ثني عمي عن جدي قال: أتيت المدينة ومعي إبل لي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بها، فقلت: يا رسول الله، مُر أهل الغائط أنْ يحسنوا مخالطتي وأنْ يعينوني، فقاموا معي، فلما بعت إبلي، أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي "ادنه" فمسح يده على ناصيتي، ودعا لي ثلاث مرات. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3560) و"الأوسط" (7961) عن موسى بن هارون البزاز ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي به. ¬

_ (¬1) 10/ 215 (كتاب التفسير: سورة الحجرات- باب {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4]) (¬2) 12/ 488 (كتاب اللباس- باب القزع) (¬3) وفي الرواية الثانية للطبراني: ابن قيس.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن نعيم بن حصين إلا عبد الله بن معاوية. وهو نعيم بن فلان بن حصين، وجده حصين السدوسي" وقال الهيثمي: وفي إسناده جماعة لم أجد من ترجمهم" المجمع 4/ 83 قلت: موسى بن هارون مترجم في "تاريخ بغداد" وغيره، قال الذهبي في "السير": الإِمام الحافظ الكبير الحجة الناقد، محدث العراق. وعبد الله بن معاوية مترجم في "التهذيب" وثقه ابن حبان وغيره. ونعيم ومن فوقه لم أر من ترجمهم. قال الحافظ في "التهذيب": ذكر المزي في "الأطراف" حديث حصين بن أوس رُوي من طريق نعيم بن حصين السدوسي عن عمه عن جده، والسدوسي لا يجتمع مع النهشلي فيغلب على الظن أنه غيره وقد أوضحت ذلك في كتاب الصحابة" وقال في كتاب الصحابة: ويحتمل أنْ يكون هذا آخر لاختلاف النسبتين والمخرجين، والاختلاف في تسمية أبيه" 1438 - عن طلحة أَنَّه أُهدي له لحم طير وهو مُحرم فَوَفَّقَ من أكله، وقال: أكلناه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1197) " (¬1) قلت: أخرجه من طريق معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن أبيه قال: كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حرم، فأُهدي له طير وطلحة راقد، فمنا من أكل، ومنا من تورع، فلما استيقظ طلحة وَفَّقَ من أكله، وقال: أكلناه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1439 - عن عليّ أَنَّه جمع بين الحج والعمرة فطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل. قال الحافظ: واحتج الحنفية بما روي عن عليّ: فذكره، وطرقه عن عليّ عند عبد الرزاق والدارقطني وغيرهما ضعيفة، وكذا أخرج من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف نحوه، وأخرج من حديث ابن عمر نحو ذلك، وفيه الحسن بن عُمارة وهو متروك. والمخرج في "الصحيحين" وفي "السنن" عنه من طرق كثيرة الاكتفاء بطواف واحد، وقال ¬

_ (¬1) 4/ 405 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب إذا أهدي للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)

البيهقي: إنْ ثبتت الرواية أنّه طاف طوافين فيحمل على طواف القدوم وطواف الإفاضة، وأما السعي مرتين فلم يثبت. وقال ابن حزم: لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه في ذلك شيء أصلا. قلت: لكن روى الطحاوي وغيره موقوفاً عن علي وابن مسعود بأسانيد لا بأس بها إذا اجتمعت، ولم أر في الباب أصح من حديثي ابن عمر وعائشة المذكورين في هذا الباب" (¬1) روي من حديث عليّ ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عمر ومن حديث عمران بن حَصين فأما حديث علي فله عنه طرق: الأول: يرويه حماد بن عبد الرحمن الأنصاري عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال: طفت مع أبي وقد جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما طوافين، وسعى لهما سعيين، وحدثني أنّ عليا فعل ذلك، وقد حدّثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك. أخرجه النسائي في "مسند علي" (نصب الراية 3/ 110 - تهذيب الكمال 7/ 279 - 280) من طريق إسرائيل بن يونس عن حماد بن عبد الرحمن به. قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وحماد هذا ضعفه الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال بعض الحفاظ: هو مجهول، والحديث من أجله لا يصح" نصب الراية قلت: ولم يذكر ابن حبان عنه راويا إلا إسرائيل، وكذلك البخاري وابن أبي حاتم فهو مجهول. الثاني: يرويه الحكم بن عُتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قرن، فطاف بطوافين، وسعى سعيين. أخرجه العقيلي (1/ 238) عن عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي ثنا يحيى بن الحكم المقوم قال: قلت لأبي داود الطيالسي: إن محمد بن الحسن صاحب الرأي حدثنا عن الحسن بن عُمَارة عن الحكم به. فقال أبو داود وجمع يده إلى نحره،: مِنْ هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة. ¬

_ (¬1) 4/ 240 (كتاب الحج- باب طواف القارن)

قلت: والحسن بن عمارة قال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث. ولم ينفرد محمد بن الحسن به بل تابعه إسحاق الأزرق عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أنه طاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع. أخرجه الدارقطني (2/ 263) وقال: الحسن بن عمارة متروك الحديث" وخالفه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فرواه عن الحكم وقال فيه "فطاف لهما طواف واحد" أخرجه الدارقطني (2/ 263) من طريق حفص بن أبي داود عن محمد بن عبد الرحمن به. وقال: حفص بن أبي داود ضعيف، وابن أبي ليلى رديء الحفظ، كثير الوهم" الثالث: يرويه عباد بن يعقوب ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ثني أبي عن أبيه عن جده عن عليّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قارنا، فطاف طوافين، وسعى سعيين. أخرجه الدارقطني (2/ 263) وقال: عيسى بن عبد الله يقال له مبارك وهو متروك الحديث" وقال البيهقي: وقد روي بأسانيد ضعاف عن علي موقوفاً ومرفوعا قد ذكرته في "الخلافيات" ومدار ذلك على الحسن بن عمارة وحفص بن أبي داود وعيسى بن عبد الله وحماد بن عبد الرحمن وكلهم ضعيف لا يحتج بشيء مما رووه من ذلك" السنن الكبرى 5/ 108 - 109 وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الدارقطني (2/ 264) من طريق عبد العزيز بن أبان ثنا أبو بُردة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرته وحجته طوافين وسعى سعيين، وأبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود. وقال: أبو بردة هذا هو عمرو بن يزيد ضعيف، ومن دونه في الإسناد ضعفاء" وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (2/ 258) من طريق عبد الله بن بزيع عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أنه جمع بين حجته وعمرته معا، وقال: سبيلهما واحد، قال: فطاف لهما طوافين، وسعى لهما سعيين، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع كما صنعت.

وقال: لم يروه عن الحكم غير الحسن بن عمارة وهو متروك الحديث" وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الدارقطني (2/ 264) عن أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا عبد الله بن داود عن شعبة عن حميد بن هلال عن مُطَرِّف عن عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف طوافين وسعى سعيين. وقال: قال لنا ابن صاعد: خالف محمد بن يحيى غيره في هذه الرواية" قال الدارقطني: يقال إنّ محمد بن يحيى الأزدي حدّث بهذا من حفظه فوهم في متنه، والصواب بهذا الإسناد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرن الحج والعمرة، وليس فيه ذكر الطواف ولا السعي. وقد حدّث به محمد بن يحيى الأزدي على الصواب مرارا، ويقال إنّه رجع عن ذكر الطواف والسعي إلى الصواب، والله أعلم. ثم أخرجه عن محمد بن إبراهيم بن نيروز ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا عبد الله بن داود ثنا شعبة عن حميد بن هلال عن مطرف عن عمران بن حصين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرن. وكذلك حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل ومحمد بن مخلد قالا: ثنا القاسم بن محمد بن عباد بن المهلبي ثنا عبد الله بن داود ثنا شعبة بهذا الإسناد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرن. 1440 - عن عويمر بن أشقر أنَّه ذبح أضحيته قبل أن يغدو يوم الأضحى، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعيد أضحية أخرى. قال الحافظ: وفي صحيح ابن حبان وابن ماجه من طريق عباد بن تميم عن عويمر بن أشقر: فذكره" (¬1) يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن يحيى بن سعيد أخبرني عباد بن تميم عن عويمر بن أشقر (¬2) به، منهم: 1 - يزيد بن هارون. أخرجه أحمد بن حنبل (3/ 454 و 4/ 341) وأحمد بن منيع في "مسنده" (مصباح الزجاجة 3/ 228) وأبو نعيم في "الصحابة" (5295) والمزي (22/ 469) ¬

_ (¬1) 12/ 110 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز) (¬2) وعند ابن حبان: الأنصاري ثم المازني.

2 - أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 3/ 228) وابن ماجه (3153) 3 - عمرو بن الحارث المصري. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 252) وابن حبان (5912) 4 - أبو ضَمرة أنس بن عياض المدني. أخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 648) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2171) 5 - هُشيم. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" وابن قانع (2/ 252) 6 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. أخرجه ابن أبي عاصم (2171) وابن قانع (2/ 252) قال الترمذي؛ سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: الصحيح عن عباد بن تميم مرسلا أنّ عويمر بن أشقر ذبح قبل أنْ يغدو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أعرف لعويمر بن أشقر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً، ولا أعرف أنّه عاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات إلا أنّه منقطع، عباد بن تميم لم يسمع من عويمر بن أشقر" المصباح 3/ 228 وقال الحافظ: وذكر ابن معين أنّ عبادا لم يسمع من عويمر، لكن وقع التصريح بسماعه منه في حديث الدراوردي عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم: سمعت عويمرا" تهذيب التهذيب 8/ 175 قلت: حديث الدراوردي عند ابن أبي عاصم وابن قانع كما تقدم وليس فيه تصريح عباد بالسماع من عويمر فلعله عند غيرهما، وكذلك جميع الروايات التي ذكرتها ليس فيها التصريح بالسماع. - وقال مالك (2/ 484): عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر ذبح أضحيته قبل أنْ يغدو يوم الأضحى ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 263) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 318) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 229): ذكر أحمد بن زهير عن يحيى بن معين أنّ حديث عباد بن تميم هذا عن عويمر بن أشقر مرسل، وأظنّ يحيى بن معين إنما قال ذلك

من أجل رواية مالك هذه عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر ذبح أضحيته. وظاهر هذا اللفظ الانقطاع؛ لأنّ عباد بن تميم لا يجوز أنْ يظنّ به أحد من أهل العلم أنّه أدرك ذلك الوقت، ولكنه ممكن أن يدرك عويمر بن أشقر، فقد روى هذا الحديث عبد العزيز الدراوردي عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر أخبره أنّه ذبح قبل الصلاة وهذه الرواية تدل على غلط ابن معين، وقوله في ذلك ظنّ لم يصب فيه" - وقال حماد بن سلمة: عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أنّ رجلا ذبح قبل الصلاة فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعيد. أخرجه ابن قانع (¬1) (2/ 252) - وقال داود بن عبد الرحمن العطار: عن يحيى بن سعيد أني رجل من بني مازن أنّ عباد بن تميم أخبره أنّ رجلاً منهم يقال له عويمر بن أشقر ذبح أضحيته ... أخرجه ابن قانع (2/ 252) - ورواه عمرو بن يحيى المازني واختلف عنه: • فقال عبد العزيز بن محمد الدراوردي: عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن غير واحد من قومه أنّ عويمر بن أشقر ذبح ضحية قبل أنْ يغدو أخرجه ابن أبي عاصم (2172) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد العزيز به. • وقال خالد بن عبد الله الطحان: عن عمرو بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير- رجل من بني النجار- عن عويمر بن أشقر أخرجه الخطيب في "المتفق" (1694) 1441 - حديث أبي مسعود أَنَّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أنْ نصلي عليك. الحديث قال الحافظ: في حديث أبي مسعود عند مالك ومسلم وغيرهما: فذكره. وقال: زاد أبو مسعود في حديثه "فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنينا أنّه لم يسأله. وقال: ووقع في حديث أبي مسعود عند أبي داود والنسائي "على محمد النبي الأمي" ¬

_ (¬1) رواه عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة به. وخالفه فاروق الخطابي فرواه عن أبي مسلم الكشي وقال فيه: عن عباد بن تميم عن عويمر بن أشقر. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5295)

وقال: ووقع في حديث أبي مسعود وحده في آخره "في العالمين إنك حميد مجيد" ومثله في رواية داود بن قيس عن نعيم المُجْمر عن أبي هريرة عند السراج. وقال: لم يقع قوله "في العالمين" إلا في ذكر آل إبراهيم دون ذكر آل محمد، على ما وقع في الحديث الذي ورد فيه وهو حديث أبي مسعود فيما أخرجه مالك ومسلم وغيرهما. وقال: وقع في هذا الحديث من الزيادة في بعض الطرق عن أبي مسعود وهو ما أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم كلهم من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد عنه بلفظ: فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ قال الدارقطني: إسناده حسن متصل. وقال البيهقي؛ إسناده حسن صحيح. وتعقبه ابن التركماني بأنّه قال في باب تحريم قتل ما له روح بعد ذكر حديث فيه ابن إسحاق: الحفاظ يتوقون ما ينفرد به. قلت: وهو اعتراض متجه لأنّ هذه الزيادة تفرد بها ابن إسحاق، لكن ما ينفرد به وإنْ لم يبلغ درجة الصحيح فهو في درجة الحسن إذا صرّح بالتحديث، وهو هنا كذلك، وإنما يصحح له من لا يفرق بين الصحيح والحسن، ويجعل كل ما يصلح للحجة صحيحا، وهذه طريقة ابن حبان ومن ذكر معه" (¬1) صحيح وله عن أبي مسعود طريقان: الأول: يرويه محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري عن أبي مسعود أنّه قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أنْ نصلّي عليك يا رسول الله، فكيف نصلّي عليك؟ قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنينا أنّه لم يسأله, ثم قال "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم" أخرجه مالك (1/ 165 - 166) عن نُعيم بن عبد الله المُجْمِر عن محمد بن عبد الله بن زيد به. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (102) وعبد الرزاق (3108) عن مالك به. ¬

_ (¬1) 13/ 404 و 406 و 408 و 414 و 415 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "الدعوات" (84) وفي "معرفة السنن" (3/ 66) وفي "الصغرى" (452) وأخرجه أحمد (4/ 118 و 5/ 273 - 274) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/87) والدارمي (1349) ومسلم (405) وأبو داود (980) والترمذي (3220) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (63) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (3 و4 و5) والنسائي (3/ 38 - 39) وفي "الكبرى" (1208) وفي "اليوم والليلة" (48) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 345 و 346) وأبو عوانة (2/ 230 - 231) والطحاوي في "المشكل" (2229) وابن حبان (1958 و 1965) والطبراني في "الكبير" (17/ 264) والبيهقي (2/ 146) وفي "الشعب" (1451) والبغوي في "شرح السنة" (683) والمزي في "التهذيب" (25/ 483 - 484) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 192 - 193) من طرق عن مالك به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح. ورواه داود بن قيس المدني أحد الثقات عن نعيم فخالف مالكا في سنده" قلت: رواه داود بن قيس عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم (¬1)، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم" أخرجه البزار (كشف 565) والنسائي في "اليوم والليلة" (47) والطبري (347) والسراج (جلاء الأفهام ص 90 - 91) والطحاوي في "المشكل" (2240) والحافظ في "النتائج" (2/ 193 - 194) من طرق عن داود بن قيس به. والسياق للطحاوي والطبري. قال البزار: لا نعلمه إلا من حديث داود عن نعيم عن أبي هريرة" وقال ابن القيم: وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين" (¬2) وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 144 ¬

_ (¬1) زاد البزار والسراج "في العالمين" (¬2) قلت: داود استشهد به البخاري كما في "تهذيب الكمال"، ولم يخرج مسلم روايته عن نعيم.

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح، وقد رجح الدارقطني رواية مالك، وأما علي بن المديني فمال إلى الجمع بين الروايتين، فقال: كنت أظن داود بن قيس سلك الحجة لأنّ نعيما معروف بالرواية عن أبي هريرة، فلما تدبرت الحديث وجدت لفظه لفظ الحديث الآخر فجوزت أنْ يكون عند نعيم بالوجهين" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الحفاظ رجحوا رواية مالك. قال ابن أبي حاتم: قال أبي: حديث مالك أصح، وحديث داود خطأ. قيل لأبي: إنّ موسى بن إسماعيل أبا سلمة قد روى عن حبان بن يسار قال: حدثنا أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن كَرِيز ثني محمد بن علي الهاشمي يعني أبا جعفر عن المجمر عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقلت لأبي: قد تابع هذا داود بن قيس. قال: مالك أحفظ، والحديث حديث مالك" العلل 1/ 76 وقال الدارقطني: حديث مالك أولى بالصواب" العلل 6/ 190 وقال العقيلي: وحديث مالك أولى" الضعفاء 1/ 319 ولم ينفرد نعيم المجمر به بل تابعه محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبي مسعود قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل حتى جلس بين يديه، فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد علمناه، وأما الصلاة فأخبرنا بها كيف نصلي عليك (¬1)؟ قال: فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وددنا أنّ الرجل الذي سأله لم يسأله ثم قال "إذا صليتم عليّ فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 507 - 508) وعبد بن حميد (234) وأبو داود (981) وإسماعيل القاضي (59) وابن أبي عاصم (7) والطبري (344) والطبراني في "الكبير" (17/ 251 - 252) والحافظ في "النتائج" (2/ 188) عن زهير بن معاوية الكوفي وأحمد (4/ 119) وابن خزيمة (711) وابن حبان (1959) وأبو أحمد الحاكم في ¬

_ (¬1) زاد إبراهيم بن سعد في حديثه "إذا نحن صلينا في صلاتنا, صلى الله عليك"

"شعار أصحاب الحديث" (ص 104) والدارقطني (1/ 354 - 355) والحاكم (1/ 268) والبيهقي (2/ 146 - 147 و 147 و 378 - 379) وفي "معرفة السنن" (3/ 66 - 67) وفي "الصغرى" (454 و 455) عن إبراهيم بن سعد الزهري وابن أبي عاصم (6) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 184) عن زياد بن عبد الله البكائي والنسائي في "اليوم والليلة" (49) عن محمد بن سلمة الحرّاني والطبري (343) عن أحمد بن خالد الوهبي كلهم عن محمد بن إسحاق ثني محمد بن إبراهيم التيمي به. قال ابن أبي عاصم: وليس يقول "النبي الأمي" غير ابن إسحاق. وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن متصل" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم" (¬1) وقال الحافظ: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح" قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من التيمي فانتفى التدليس، ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله ثقتان فالإسناد حسن. الثاني: يرويه محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري واختلف عنه: - فرواه هشام بن حسان عن ابن سيرين واختلف عنه: • فقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: ثنا هشام عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر عن أبي مسعود قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أمرنا الله أنْ نصلي عليك، ونسلم عليك، فأما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم صل على محمد كما صليت على آل إبراهيم، اللهم بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم" ¬

_ (¬1) قلت: لم يخرج مسلم رواية ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم، ولا رواية محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله.

أخرجه النسائي (3/ 39 - 40) وفي "الكبرى" (1209) وفي "اليوم والليلة" (50) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 194 - 195) وتابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا هشام به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 250) والمزي (16/ 550 - 551) • ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن هشام عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر مرسلا. أخرجه إسماعيل القاضي (73) - ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر مرسلا. أخرجه إسماعيل القاضي (72) والنسائي في "اليوم والليلة" (51) وتابعه أيوب السَّخْتِيَاني عن ابن سيرين به. أخرجه إسماعيل القاضي (71) والطبري في "تفسيره" (22/ 44) وهذا أصح. وقال الدارقطني: وهو الصواب" العلل 6/ 184 1442 - حديث ابن مسعود أَنَّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه عند الافتتاح ثم لا يعود" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وردّه الشافعي بأنّه لم يثبت. قال: ولو ثبت لكان المثبت مقدما على النافي. وقد صححه بعض أهل الحديث لكنه استدل به على عدم الوجوب" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (2416) وفي "المسند" (323) وأحمد (1/ 388 و 441 - 442) وفي "العلل" (694) وأبو داود (748) والترمذي (257) والنسائي (2/ 153) وفي "الكبرى" (645) وأبو يعلى (5040 و 5302) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 149) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 224) وفي "المشكل" (5826) وابن حزم في "المحلى" (3/ 301 و 4/ 119 - 120) والبيهقي (2/ 78) وفي "معرفة السنن" (2/ 422) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 215) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 275) عن وكيع ¬

_ (¬1) 2/ 362 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع)

والنسائي (2/ 142) وفي "الكبرى" (1099) عن عبد الله بن المبارك كلاهما عن سفيان الثوري عن عاصم بن كُليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود. وفي لفظ: قال ابن مسعود: ألا أخبركم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فقام فرفع يديه أول مرة ثم لم يعد. وفي لفظ "فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة" قال ابن المبارك: لم يثبت عندي حديث ابن مسعود" سنن الترمذي 2/ 38 - 39 وسنن الدارقطني 1/ 293 وسنن البيهقي 2/ 79 ومعرفة السنن 2/ 423 وقال أبو داود: ليس هو بصحيح على هذا اللفظ" وقال أبو حاتم: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، وروى هذا الحديث عن عاصم جماعة فقالوا كلهم أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - افتتح فرفع يديه ثم ركع فطبق وجعلها بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما رواه الثوري" العلل 1/ 96 وقال محمد بن وضاح: الحديث ضعيف" التمهيد 9/ 221 وقال البخاري: قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم قال: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب ليس فيه "ثم لم يعد" قال البخاري: فهذا أصح لأنّ الكتاب أحفظ عند أهل العلم لأنّ الرجل يحدث بشيء ثم يرجع إلى الكتاب فيكون كما في "الكتاب" رفع اليدين ص 28 وقال الدارقطني: وليس قول من قال: ثم لم يعد، محفوظا" العلل 5/ 173 وقال ابن حبان: هو في الحقيقة أضعف شيء يعول عليه لأنّ له عللا تبطله" التلخيص 1/ 222 وأما الترمذي فقال: حديث حسن" وصححه (¬1) ابن القطان في "الوهم والإيهام" (نصب الراية 1/ 395) وأبن حزم في "المحلى" (4/ 120) ¬

_ (¬1) إلا زيادة "ثم لا يعود"

وقال الشيخ أحمد شاكر: وهو حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 41 وقال في "تخريج المحلى" (4/ 120): وهو حديث صحيح، وأحاديث إثبات رفع اليدين أصح منه، بل هي متواترة حقا وابن مسعود نفى رفع اليدين وكثيرون من الصحابة رووا اثباته، والمثبت مقدم على النافي، بل لعل ابن مسعود حكى الصلاة الأولى كما حكى التطبيق في الركوع وهو منسوخ" قلت: وهو كما قال الشيخ رحمه الله، وحديث التطبيق رواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود قال: علمنا (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة فكبر ورفع يديه (¬2)، فلما أراد أنْ يركع طبّق يديه بين ركبتيه (¬3)، قال: فبلغ ذلك سعداً فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل هذا ثم أمرنا بهذا- يعني الإمساك بالركب- ووضع يديه على ركبتيه. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 246) عن عبد الله بن إدريس به. ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/ 151 - 152) والحاكم (1/ 224) والبيهقي (¬4) في "المعرفة" (3376) وأخرجه أحمد (1/ 418 - 419) وفي "العلل" (699) والبخاري في "رفع اليدين" (32) وأبو داود (747) والبزار (1608) والنسائي (2/ 144) وفي "الكبرى" (620) وابن الجارود (196) واللفظ له وابن خزيمة (595) والدارقطني (1/ 339) والبيهقي (2/ 78 - 79) والحازمي في "الاعتبار" (ص 86) من طرق عن عبد الله بن إدريس به. قال البخاري: وهذا هو المحفوظ عند أهل النظر من حديث ابن مسعود" وقال الدارقطني: هذا إسناد ثابت صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (¬5) وقال أبو حاتم: حديث ابن مسعود في التطبيق منسوخ" العلل 1/ 91 وقال العراقي في "التقريب": والتطبيق منسوخ بما في الصحيحين عن رواية مصعب بن ¬

_ (¬1) ولفظ البزار "ألا أريكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ " (¬2) زاد البزار "حين افتتح الصلاة" (¬3) ولفظ البزار "فخذيه" (¬4) ووقع عنده "عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود" وهو وهم. (¬5) قلت: لم يخرج مسلم رواية عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود.

سعد قال: صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أنْ نضع أيدينا على الركب" طرح التثريب 2/ 284 وروى حديث التطبيق أيضاً أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن ابن مسعود. قال أبو معاوية: هذا قد ترك. أخرجه مسلم (534) والبيهقي (2/ 83) وفي "المعرفة" (3366) طريق أخرى: أخرج أبو يعلى (5039) والعقيلي (4/ 42) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 270) وابن عدي (6/ 2162) والدارقطني (1/ 295) والحاكم كما في "اللآلئ" (2/ 18) والبيهقي (2/ 79 - 80) وفي "معرفة السنن" (2/ 424) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 275 - 276) وفي "الموضوعات" (2/ 96) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومع أبي بكر، ومع عمر، فلم يرفعوا أيديهم إلا عند التكبيرة الأولى في افتتاح الصلاة. لفظ الدارقطني. ولفظ ابن حبان "صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر فكانوا يرفعون أيديهم في أول الصلاة ثم لا يعودون". قال أحمد بن حنبل: هذا ابن جابر إيش حديثه، هذا حديث منكر، أنكره جدا" العلل 1/ 144 وقال الدارقطني: تفرد به محمد بن جابر وكان ضعيفا عن حماد عن إبراهيم، وغير حماد يرويه عن إبراهيم مرسلا عن عبد الله من فعله غير مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصواب" وقال ابن عدي: وهذا لم يوصله عن حماد غير محمد بن جابر، ورواه غيره عن حماد عن إبراهيم عن عبد الله ولم يجعل بينهما علقمة" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وقال العقيلي: لا يتابع محمد بن جابر على هذا الحديث ولا على عامة حديثه" وقال البيهقي: قال الحاكم: هذا إسناد ضعيف، وإنما الرواية فيه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن ابن مسعود من فعله مرسلا، هكذا رواه حماد بن سلمة عن حماد"

وفي الباب عن البراء بن عازب وعن ابن عمر وعن عباد بن الزبير فأما حديث البراء فيرويه جماعة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 90) وعبد الرزاق (2531) والحميدي (724) عن سفيان بن عيينة قال: ثنا يزيد بن أبي زياد بمكة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: رأيت رسول الله وإذا افتتح الصلاة رفع يديه. قال سفيان: وقدم الكوفة فسمعته يحدث به، فزاد فيه "ثم لا يعود" فظننت أنهم لقنوه، وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة، وقالوا لي: إنّه قد تغير حفظه، أو ساء حفظه. اللفظ للحميدي. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 100) والبيهقي (2/ 76) وفي "معرفة السنن" (2/ 418) والخطيب في "المدرج" (1/ 374) من طريقين عن الشافعي به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 367) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (33) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 81) عن الحميدي به. وأخرجه البيهقي (2/ 76) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه أبو داود (750) والخطيب في "المدرج" (1/ 373 - 374) عن عبد الله بن محمد الزهري وابن عدي (7/ 2730) والبيهقي (2/ 77) عن إبراهيم بن بشار الرمادي ويعقوب بن سفيان (3/ 81) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وسعيد بن منصور

والخطيب في "المدرج" (1/ 371) عن مالك بن سليمان الهروي و (1/ 374) عن علي بن المديني كلهم عن ابن عيينة به. 2 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (2530) عنه عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبّر رفع يديه حتى يرى إبهاميه قريبا من أذنيه. وأخرجه أحمد (4/ 303) عن عبد الرزاق به (¬1). وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (34أ) والخطيب في "المدرج" (1/ 369 - 370) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي ويعقوب بن سفيان (3/ 79 - 80) عن قبيصة بن عقبة الكوفي والدراقطني (1/ 293) عن إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشي قالوا: ثنا سفيان الثوري به. ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان وزاد "ثم لا يعود" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 224) ورواه معاوية بن هشام القصار وخالد بن عمرو القرشي الأموي وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن سفيان بلفظ "فرفع يديه في أول مرة" وقال بعضهم "مرة واحدة" أخرجه أبو داود (751) ¬

_ (¬1) وأخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 369 - 370) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به.

3 - شَريك بن عبد الله القاضي. أخرجه أبو داود (749) وأبو يعلى (1690) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 215) والخطيب في "المدرج" (1/ 373) من طرق عن شريك عن يزيد عن عبد الرحمن عن البراء قال: كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لا يعود. 4 - إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني. وزاد في روايته "ثم لم يعد إلى شيء من ذلك حتى فرغ من صلاته" أخرجه الدارقطني (1/ 293) والخطيب في "المدرج" (1/ 367 - 368) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 276) ورواه إسماعيل بن زكريا أيضاً عن يزيد بن أبي زياد عن عدي بن ثابت عن البراء به. أخرجه الدارقطني (1/ 294) 5 - الجراح بن مليح. ولم يقل في روايته "ثم لا يعود" أخرجه أحمد في "العلل" (700) 6 - خالد بن عبد الله الواسطي. ولم يقل "ثم لا يعود" أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80) والدارقطني (1/ 294) والخطيب في "المدرج" (1/ 372 و 373) ورواه خالد بن عبد الله أيضاً عن يزيد بن أبي زياد ثني عدي بن ثابت عن البراء به. أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80) قال الدارقطني: وهذا هو الصواب، وإنما لقن يزيد في آخر عمره "ثم لم يعد" فتلقنه وكان قد اختلط" 7 - هُشيم. وزاد "ثم لم يعد" أخرجه أبو يعلى (1658) عن زكريا بن يحيى الواسطي و (1691) عن إسحاق بن أبي إسرائيل قالا: ثنا هشيم به. ورواه غير واحد عن هشيم فلم يذكروا الزيادة، منهم: أ - حجاج بن منهال البصري. أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 371)

ب- سعيد بن منصور. أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80) ت- ابن أبي شيبة. أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80) 8 - شعبة. ولم يقل "ثم لا يعود" أخرجه أحمد (4/ 303) وفي "العلل" (693) ويعقوب بن سفيان (3/ 80) والدارقطني (1/ 293) والخطيب في "المدرج" (1/ 370 و 371) 9 - عبد الله بن إدريس الكوفي. وزاد "ثم لم يرفعهما" أخرجه أبو يعلى (1692) 10 - أبو عمر حفص بن سليمان الأسدي البزاز. وزاد "ثم لم يعد" أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (123) وحفص قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 11 - موسى بن محمد الأنصاري. وزاد "في أول مرة لم يزد عليها" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 214) 12 - أسباط بن محمد القرشي. ولم يقل "ثم لا يعود" أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 372) 13 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وزاد "ثم لم يعد" أخرجه الدارقطني (1/ 294) والخطيب في "المدرج" (1/ 375) وابن الجوزي في "التحقيق" (473) من طريق علي بن عاصم الواسطي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. قال علي بن عاصم: فلما قدمت الكوفة قيل لي: إنّ يزيد حي فأتيته فحدثني بهذا الحديث فقال: حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قام إلى الصلاة فكبر ورفع يديه حتى ساوى بهما أذنيه. فقلت له: أخبرني ابن أبي ليلى أنك قلت: ثم لم يعد. قال: لا أحفظ هذا، فعاودته فقال: ما أحفظه. ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه، واختلف عليه في هذا الحديث.

فرواه وكيع عنه عن أخيه عيسى والحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء. أخرجه ابن أبي شيبة (2415) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (1/ 143) وأبو يعلى (1689) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 224) ومن هذا الطريق أخرجه أبو داود (752) لكن وقع عنده: عن أخيه عيسى عن الحكم. وقال: هذا الحديث ليس بصحيح" وقال البخاري: وإنما روى ابن أبي ليلى هذا من حفظه فأمّا من حدّث عن ابن أبي ليلى من كتابه فإنما حدّث عن ابن أبي ليلى عن يزيد فرفع الحديث إلى تلقين يزيد، والمحفوظ ما روي عن الثوري وشعبة وابن عيينة قديما" رفع اليدين ص30 - 31 وقال أحمد: ابن أبي ليلى كان سيئ الحفظ، ولم يكن يزيد بن أبي زياد بالحافظ" العلل 1/ 143 وقال البيهقي: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لا يحتج بحديثه وهو أسوأ حالا عند أهل المعرفة بالحديث من يزيد بن أبي زياد. وأسند عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: لا يصح عنه هذا الحديث، قال: وسمعت ابن معين يضعف يزيد بن أبي زياد. قال الدارمي: ومما يحقق قول ابن عيينة أنهم لقنوه هذه الكلمة أنّ سفيان الثوري وزهير بن معاوية وهشيما (¬1) وغيرهم من أهل العلم لم يجيئوا بها إنما جاء بها من سمع منه بأخرة" (¬2) وقال ابن حبان في "المجروحين": هذا خبر عول عليه أهل العراق في نفي رفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند رفع الرأس منه وليس في الخبر "ثم لم يعد" وهذه الزيادة لقنها أهل الكوفة يزيد بن أبي زياد في آخر عمره فتلقن كما قال سفيان بن عيينة أنه سمعه قديما بمكة يحدث بهذا الحديث بإسقاط هذه اللفظة، ومن لم يكن العلم صناعته لا يذكر له الاحتجاج بما يشبه هذا من الأخبار الواهية" (¬3) ¬

_ (¬1) قد تقدم أنّ الثوري وهشيما ذكرا هذه الزيادة في روايتهما. (¬2) المعرفة للبيهقي 2/ 419 (¬3) وقال الخطيب في "المدرج" (1/ 369): ذكر ترك العود إلى الرفع ليس بثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان يزيد بن أبي زياد يروي هذا الحديث قديما ولا يذكره، ثم تغير وساء حفظه فلقنه الكوفيون ذلك فتلقنه ووصله بمتن الحديث"

وقال الحافظ: واتفق الحفاظ على أنّ قوله "ثم لم يعد" مدرج في الخبر من قول يزيد بن أبي زياد، ورواه عنه بدونها شعبة والثوري وخالد الطحان وزهير (¬1) وغيرهم من الحفاظ، وقال الحميدي: إنما روى هذه الزيادة يزيد ويزيد يزيد، وقال عثمان الدارمي عن أحمد بن حنبل: لا يصح، وكذا ضعفه البخاري وأحمد ويحيى والدارمي والحميدي وغير واحد، وقال يحيى بن محمد بن يحيى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هذا حديث واهي قد كان يزيد يحدث به برهة من دهره لا يقول فيه "ثم لا يعود" فلما لقنوه تلقن فكان يذكرها ... وقال البزار: لا يصح قوله في الحديث "ثم لا يعود" التلخيص 1/ 221 طريق أخرى: قال علي بن محمد بن روح بن أبي الحرش المِصيصي: سمعت أبي يحدث عن أبيه: سمعت أبا حنيفة يقول: الشعبي يقول: سمعت البراء بن عازب يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، لا يعود يرفعهما حتى يسلم من صلاته. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 156) وأبو حنيفة ضعفه البخاري والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث ابن عمر فأخرجه البيهقي في "الخلافيات" كما في "نصب الراية" (1/ 405) من طريق عبد الله بن عون الخراز ثنا مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود. وقال: قال الحاكم: هذا باطل موضوع ولا يجوز أنْ يذكر إلا على سبيل القدح فقد روينا بالأسانيد الصحيحة عن مالك بخلاف هذا" وقال الحافظ: وهو مقلوب موضوع" التلخيص 1/ 222 وأما حديث عباد بن الزبير فأخرجه البيهقي في "الخلافيات" أيضا من طريق الحسن بن الربيع عن حفص بن غياث عن محمد بن أبي يحيى عن عباد بن الزبير أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه في أول الصلاة ثم لم يرفعها في شيء حتى يفرغ. قال ابن دقيق العيد في "الإمام": وعباد هذا تابعي فهو مرسل" وفي الباب عن عليّ أيضاً، انظر علل الدراقطني 4/ 106 - 107 ¬

_ (¬1) قد تقدم أن الثوري وهشيما ذكرا هذه الزيادة في روايتهما.

1443 - عن مالك عن الحُويرث أَنّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في صلاته إذا (¬1) ركع، وإذا رفع رأسه من ركوعه (¬2)، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من سجوده (¬3)، حتى يحاذي بهما فروع أذنيه" قال الحافظ: رواه النسائي من رواية سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث، وقد أخرج مسلم بهذا الإسناد طرفه الأخير، ولم ينفرد به سعيد فقد تابعه همام عن قتادة عند أبي عوانة في "صحيحه" (¬4) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 176) وابن أبي شيبة (1/ 234) وأحمد (3/ 436 و 437 و5/ 53) والحسن بن عرفة (25) ومسلم (1/ 293) وأبو داود (745) وابن ماجه (859) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (922 و 923) والنسائي (2/ 94 و 95 و 142 و 152 و 162) وفي "الكبرى" (643 و672 و673 و 674 و 954 و 955 و 1097) وأبو عوانة (2/ 103 - 104 و 104) والطبراني في "الكبير" (19/ 284 و 284 - 285 و 285 و 286) والبيهقي (2/ 25 و 71) والبغوي في "شرح السنة" (567) والجورقاني في "الأباطيل" (394 و 398) من طرق عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن مالك بن الحويرث. 1444 - حديث أبي سعيد أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على حصير. قال الحافظ: رواه مسلم (519") (¬5) 1445 - عن الحكم بن سفيان الثقفي أو سفيان بن الحكم عن أبيه أَنَّه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. توضأ ثم أخذ حفنة من ماء فانتضح بها. قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن" (¬6) يرويه مجاهد بن جبر واختلف عنه: - فرواه منصور بن المعتمر عن مجاهد واختلف عنه: ¬

_ (¬1) عند النسائي "وإذا" (¬2) عند النسائي "الركوع" (¬3) عند النسائي "السجود" (¬4) 2/ 365 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين) (¬5) 2/ 37 (كتاب الصلاة- باب الصلاة على الخمرة) (¬6) 12/ 458 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

• رواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه: فقال غير واحد: عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان الثقفي قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال وتوضأ ونضح فرجه بالماء. وفي لفظ "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بال يتوضأ وينتضح. منهم: 1 - عبد الرزاق (587) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3174) 2 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه أحمد (4/ 179 و 212 و 5/ 408) 3 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (4/ 179 و 212 و 5/ 408 و 409) 4 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه أحمد (3/ 410 و 4/ 212 و 5/ 409) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 243) 5 - أبو نُعيم الفضل بن دُكين. أخرجه الحاكم (1/ 171) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وإنما تركاه للشك فيه وليس ذلك مما يوهنه" قلت: لم يخرج الشيخان لسفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان شيئا. 6 - محمد بن كثير العبدي (¬1). أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 330) وأبو داود (166) والحاكم (1/ 171) والبيهقي (1/ 161) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 35 - 36) ¬

_ (¬1) رواه أبو داود والبخاري وأحمد بن سيار المروزي عن محمد بن كثير هكذا. ورواه معاذ بن المثنى عن محمد بن كثير فقال فيه: عن الحكم أو أبي الحكم. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 206)

وقال غير واحد: عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن الحكم بن سفيان ولم يشكوا، منهم: محمد بن يوسف الفِرْيابي. 1 - أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 329) 2 - قاسم بن يزيد الجَرْمي. أخرجه النسائي (1/ 74) 3 - عفيف بن سالم الموصلي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1919) ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان فقال: عن الحكم بن سفيان عن أبيه. • ورواه شعبة عن منصور واختلف عنه: فرواه خالد بن الحارث البصري عن شعبة فقال: عن الحكم عن أبيه. أخرجه النسائي (1/ 73) وفي "الكبرى" (135) ورواه غير واحد عن شعبة فقالوا: عن الحكم أو أبي الحكم الثقفي عن أبيه. منهم: 1 - أبو داود الطيالسي (ص 179) ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 161) وفي "معرفة السنن" (1/ 350) 2 - حجاج بن المنهال البصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3176) 3 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. وقال في حديثه: عن الحكم بن سفيان أو أبي الحكم الثقفي عن أبيه. أخرجه ابن قانع (1/ 205) 4 - حفص بن عمر الحَوْضي. أخرجه البيهقي (1/ 161) 5 - النضر بن شُميل. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 330)

ورواه سليمان بن حرب البصري عن شعبة فقال: عن رجل من ثقيف يقال له: الحكم أو أبو الحكم، ولم يقل: عن أبيه. أخرجه الطبراني (3177) وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري عن شعبة به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (845) وفي "الصحابة" (480) وابن السكن (الوهم والإيهام 5/ 131) • ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن منصور واختلف عنه: فرواه معاوية بن عمرو الأزدي عن زائدة فقال: عن الحكم أو ابن الحكم عن أبيه. أخرجه أبو داود (168) ورواه غير واحد عن زائدة فقالوا: عن الحكم بن سفيان أو سفيان بن الحكم، ولم يقولوا: عن أبيه، منهم: 1 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه أحمد (4/ 179 و 212 و 5/ 408) 2 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. أخرجه ابن قانع (1/ 206) 3 - يحيى بن أبي بكير الكرماني. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1918) • ورواه معلي بن أسد البصري عن وهيب بن خالد عن منصور واختلف عنه: فرواه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 329) عن معلى فقال: عن أبي الحكم بن سفيان الثقفي عن أبيه. ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن معلى فقال: عن الحكم بن سفيان عن أبيه. أخرجه الطبراني (3178) • وقال غير واحد: عن منصور عن مجاهد عن الحكم بن سفيان، منهم: 1 - عمار بن رُزَيق الضبي. أخرجه النسائي (1/ 74)

2 - زكريا بن أبي زائدة. أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 168) وفي "مسنده" (585) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 330) وابن ماجه (461) والطبراني (3180 و 3182) وأبو نعيم في "الصحابة" (1922) 3 - سلام بن أبي مطيع. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 329) وابن قانع (1/ 206) والطبراني (3175) وأبو نعيم في "الصحابة" (1920) 4 - قيس بن الربيع. أخرجه الطبراني (2183) وأبو نعيم في "الصحابة" (1921) • ورواه مَعْمر بن راشد عن منصور فقال: عن سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان. أخرجه عبد الرزاق (586) وعبد بن حميد (486) والطبراني (3174) وتابعه مُفضل بن مُهَلْهِل الكوفي عن منصور به. أخرجه الطبراني (3181) • وقال غير واحد: عن منصور عن مجاهد عن الحكم أو أبي الحكم، منهم: 1 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه أحمد (3/ 410 و 4/ 212) وفي "العلل" (2/ 231) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 329 - 330) وأبو القاسم البغوي (481) والطبري (3184) 2 - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 329) وابن قانع (1/ 205 - 206) والطبراني (3179) 3 - رَوح بن القاسم البصري. أخرجه ابن قانع (1/ 206) 4 - عَبيدة بن حُميد الكوفي. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 329) • وقال مِسْعَر بن كِدَام: عن منصور عن مجاهد عن رجل من ثقيف.

أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 567) - ورواه (¬1) سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن رجل من ثقيف عن أبيه. أخرجه أحمد (4/ 69 و 5/ 380) وأبو داود (167) والحاكم (1/ 171) والبيهقي (1/ 161) وفي "معرفة السنن" (1/ 351) واختلف أهل العلم في أرجح هذه الروايات: فقال أبو زرعة: الصحيح مجاهد عن الحكم بن سفيان وله صحبة" علل الحديث 1/ 46 وقال أبو حاتم: الصحيح مجاهد عن الحكم بن سفيان عن أبيه ولأبيه صحبة" علل الحديث 1/ 46 وقال البخاري: الصحيح ما روى شعبة ووهيب وقال: عن أبيه" علل الترمذي 1/ 125 وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" (5/ 136 - 137) بعد أنْ ذكر كلاما طويلاً حول هذا الحديث قال: وإذ قد انتهينا إلى هنا فنقول بعده: لا نترك رواية من زاد عن أبيه لترك من ترك ذلك، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وإذا لم يكن بد من زيادته فالحكم تابعي، فيحتاج أنْ نعرف من عدالته ما يلزمنا به قبول روايته، وإنْ لم يثبت ذلك لم تصح عندنا روايته، ونسأل من صححها عما علم من حاله، وليس بمبين لها فيما أعلم. وقال قبل ذلك في أول كلامه: والحديث المذكور قد عدم الصحة من وجوه: منها الاضطراب والجهل بحال الحكم بن سفيان، فإنّه غير معروفها، وأباه المذكور لا تعرف صحبته، ولا روايته لشيء غير هذا" وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 123) في فصل الضعيف. ¬

_ (¬1) رواه أحمد وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني ومحمد بن أبي عمر العدني عن سفيان هكذا. ورواه سريج بن يونس عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان. ورواه سريج أيضاً عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن رجل من ثقيف عن أبيه. أخرجه أبو القاسم البغوي (1125)

1446 - عن أبي رِمْثة أنه رأى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بردين أخضرين. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه بردان أخضران" 1447 - عن ثُمامة بن حَزْن القشيري أنَّه سأل عائشة عن النبيذ فدعت جارية حبشية فقالت: سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت الحبشية: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكئه وأعلقه فإذا أصبح شرب منه. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2005). وروى الحسن البصري عن أمه عن عائشة نحوه" (¬2) قلت: وحديث الحسن البصري عن أمه عن عائشة أخرجه مسلم أيضاً. 1448 - عن ابن عباس عن عمر أنَّه سأل عن قضية النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام حَمَل بن مالك بن النابغة فقال: كنت بين امرأتين فضربت إحداهما الأخرى. قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن عمر: فذكره. هكذا رواه موصولا. وأخرجه الشافعي عن سفيان بن عُيينة عن عمرو فلم يذكر ابن عباس في السند، ولفظه: أنّ عمر قال: أذكر الله امرءا سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنين شيئا. وكذا قال عبد الرزاق عن مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه أنّ عمر استشار. وقال: ووقع في رواية عكرمة عن ابن عباس في آخر هذه القصة: قال ابن عباس: إحداهما مليكة والأخرى أم عطيف، أخرجه أبو داود. وقال: وكذا عند أبي داود من حديث حمل بن مالك بمسطح. وقال: وفي حديث حمل بن مالك مثله بلفظ: فقتلتها وجنينها. وقال: وفي رواية عكرمة عن ابن عباس: فقال عمها: إنّها قد أسقطت غلاما قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنّه كاذب، إنّه والله ما استهل ولا شرب ولا أكل، فمثله يطل. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أسجع كسجع الجاهلية وكهانتها؟ " وقال: وقع عند عبد الرزاق في رواية ابن طاوس عن أبيه عن عمر مرسلاً: فقال ¬

_ (¬1) 12/ 396 (كتاب اللباس- باب الثياب الخضر) (¬2) 12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)

حمل بن النابغة: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدية في المرأة، وفي الجنين غرة عبد أو أمة أو فرس. وأشار البيهقي إلى أنّ ذكر الفرس في المرفوع وهم وأنّ ذلك أدرج من بعض رواته على سبيل التفسير للغرة. وذكر أنّه في رواية حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس بلفظ: فقضى أنّ في الجنين غرة. قال طاوس: الفرس غرة. وقال: وقع في حديث ابن عباس عند أبي داود: فأسقطت غلاما قد نبت شعره ميتا" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه طاوس واختلف عنه: - فرواه عمرو بن دينار عن طاوس واختلف عنه: • فقال ابن جُريج: أخبرني عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس أنّ عمر ناشد الناس (¬2) في الجنين، فقام حَمَلُ بن مالك بن النابغة فقال: كنت بين امرأتين (¬3)، فضربت إحداهما الأخرى (¬4)، فقتلتها وجنينها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه (¬5) بِغُرَّةٍ: عبد أو أمة، وأنْ تقتل بها. أخرجه أحمد (1/ 364 و 4/ 79 - 80) والدارمي (2386) وأبو داود (4572) وابن ماجه (2641) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 74) وفي "الآحاد" (1070) والنسائي (8/ 19) وفي "الكبرى" (6941) وابن حبان (6021) والسياق له وأبو نعيم في "الصحابة" (2302 و 2304) والبيهقي (8/ 114) والخطيب في "الفقيه" (352) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 58) من طرق عن ابن جريج به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 15/ 271 و 272 و 276 (كتاب الديات- باب جنين المرأة) (¬2) زاد أحمد وغيره: قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬3) زاد ابن ماجه وغيره: لي. (¬4) زاد أبو داود وغيره: بِمِسْطَح. (¬5) ولفظ الدارمي وغيره: في جنينها.

• ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه: فقال عبد الرزاق (18343): عن ابن عيينة قال: أخبرني عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: قام عمر على المنبر فقال: فذكره نحوه. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3482) والحاكم (3/ 575) وأبو نعيم في "الصحابة" (2303) وإسناده صحيح. ورواه الشافعي في "السنن المأثورة" (627) عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس مرسلا، ولم يذكر ابن عباس. ورواه في "الرسالة" (1174) عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار وابن طاوس عن طاوس به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 114) والخطيب في "الفقيه" (351 و 353) وتابعه عبد الله بن محمد الزهري ثنا سفيان عن عمرو عن طاوس به. أخرجه أبو داود (4573) • ورواه حماد بن زيد عن عمرو عن طاوس مرسلاً. وزاد: قال طاوس: إنّ الفرس غُرَّة. أخرجه النسائي (8/ 42) وفي "الكبرى" (7020) والبيهقي (8/ 115) - ورواه ابن طاوس عن أبيه مرسلا ليس فيه ابن عباس. رواه عن ابن طاوس غير واحد، منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (18339) ومن طريقه البيهقي (8/ 115) وقال في حديثه: فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدية في المرأة، وفي الجنين بغرة، عبد أو أمة أو فرس. 2 - ابن جريج. أخرجه عبد الرزاق (18342) 3 - سفيان بن عيينة. أخرجه عبد الرزاق (18344) والشافعي في "الرسالة" والبيهقي كما تقدم.

وقال في حديثه: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى فيه بغرة، عبد أو أمة أو فرس. وهو مرسل رواته ثقات. الثاني: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: كانت امرأتان ضرتان فكان بينهما سَخَبٌ فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأسقطت غلاما قد نبت شعره ميتا وماتت المرأة فقضى على العاقلة الدية، فقال عمها: إنّها قد أسقطت يا رسول الله غلاما قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنّه كاذب إنّه والله ما اسْتَهَل ولا عقل ولا شرب ولا أكل فمثله يُطَل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أسَجْع الجاهلية وكهانتها أرى في الصبي غرة" قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مُليكة والأخرى أم غُطيف. أخرجه أبو داود (4574) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 74) والنسائي (8/ 46) وفي "الكبرى" (7032) وابن حبان (6019) والطبراني في "الكبير" (11767) والبيهقي (8/ 115) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 512 - 513 و 513) من طرق عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن سِماك بن حرب عن عكرمة به. وإسناده ضعيف، سماك مختلف فيه، وقد تكلم ابن المديني وغيره في روَايته عن عكرمة. وأسباط مختلف فيه كذلك. واختلف في هذا الحديث على عكرمة، فرواه ابن جريج عن رجل عن عكرمة مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (18356) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 1449 - حديث عبد الله بن الزبير أَنَّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن نبيذ الجَرِّ" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) صحيح وله عن عبد الله بن الزبير طريقان: الأول: يرويه أبو مسلمة سعيد بن يزيد البصري قال: سمعت عبد العزيز بن أَسيد الطاحي البصري يقول: سمعت رجلاً قال لابن الزبير: أفتنا في نبيذ الجر، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه. ¬

_ (¬1) 12/ 404 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 124 - 125) وأحمد (3/ 4) وأبو يعلى (6809) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 315) والمزي (18/ 114) عن إسماعيل بن عُلية وأحمد (4/ 6) والبزار (2227) والنسائي (8/ 271) وفي "الكبرى" (5128) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 126) عن شعبة كلاهما عن أبي مسلمة به. قال البزار: عبد العزيز بن أسيد هذا لا نعلم روى عنه إلا أبو مسلمة" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى أبي مسلمة. فهو مجهول. الثاني: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي قال: سمعت أبا الحكم عمران السلمي قال: سألت ابن عباس أو سمعته يسأل عن نبيذ الجر، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجر والدُّبَّاء، وسألت ابن الزبير فقال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجر والدباء، أخرجه أحمد (4/ 5) والدارمي (2117) والسياق له والبزار (2228) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 223 - 224) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 285) من طرق عن شعبة عن سلمة بن كهيل به. وأخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 284) من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي الحكم إلا سلمة بن كهيل" قلت: وإسناده صحيح. 1450 - حديث عمرو بن الأحوص أَنَّه شهد حجه الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر حديثا طويلاً وفيه "فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي واللفظ له. وفي حديث جابر الطويل عند مسلم (1218) "فإنْ فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 214 (كتاب النكاح- باب ما يكره من ضرب النساء)

ورد من حديث عمرو بن الأحوص ومن حديث جابر ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي حُرَّة الرقاشي عن عمه فأما حديث عمرو بن الأحوص فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (562) وأحمد (3/ 498 - 499) وابن ماجه (1851) والترمذي (1163 و 3087) والفاكهي في "أخبار مكة" (1896) والنسائي في "الكبرى" (9169) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 204) والطبراني في "الكبير" (17/ 32) وأبو نعيم في "الصحابة" (5033 و 5034) عن زائدة بن قدامة الكوفي وابن أبي شيبة في "مسنده" (561) وفي "مصنفه" (15/ 26) وأحمد (3/ 426) والبخاري في "الكبير" (3/ 2 /305 - 306) وأبو داود (3334) وابن ماجه (2669 و 3055) والترمذي (2159) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 119 - 120) والنسائي في "الكبرى" (4100) وابن قانع (2/ 204) والطبراني في "الكبير" (17/ 31 - 32) وتمام (925) وأبو نعيم في "الصحابة" (5032) والبيهقي (8/ 27) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 189) والمزي (21/ 539 - 540) عن أبي الأحوص سَلام بن سُلَيْم الكوفي وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2925) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي ثلاثتهم عن شبيب بن غَرْقَدَة البارقي عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: حدثني أبي أنّه شهد حجة الوداع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال "أيّ يوم أحرّم؟ - ثلاث مرات-" فقال الناس: يوم الحج الأكبر يا رسول الله، قال "فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يَجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده، ألا إنّ المسلم أخو المسلم، فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما حلّ له من نفسه، ألا إنّ كلّ رباً في الجاهلية موضوع كله، لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون، غير ربا العباس فإنّه موضوع كله، ألا وإنّ كلّ دم كان في الجاهلية موضوع، وأول دم أضعه من دماء الجاهلية دم الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، ألا فاستوصوا بالنساء خيرا، فإنهنّ عَوان عندكم، ليس تملكون شيئا غير ذلك إلا أنْ يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مُبَرِّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا، إنّ لكم من نسائكم حقا, ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على

نسائكم فلا يُوطِئْن فُرُشَكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقّهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهن وطعامهن" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث شبيب بن غرقدة" قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغير واحد، وسليمان بن عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال الحافظ: مقبول. وأما حديث جابر فأخرجه مسلم (1218) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه: فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال "إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإنّ أول دم أضع من دمائنا دمُ ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب، فإنّه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مُبَرِّح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهن بالمعروف" وأما حديث ابن عمر (¬1) فأخرجه البزار (كشف 1141) وغيره من طريق موسى بن عُبيدة الرَّبَذي عن عبد الله بن دينار وصدقة بن يسار عن ابن عمر قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "أما بعد، أيها الناس فإنّ كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وإن أول دمائكم أهدم دم ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع، وإنّ أول رباكم أضع ربا العباس بن عبد المطلب ... أيها الناس إنّ النساء عندكم عَوان أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، لكم عليهنّ حق، ولهنّ عليكم حق، ومن حقكم عليهنّ أنْ لا يوطئن فرشكم، ولا يعصينكم في معروف، فإنْ فعلن ذلك فليس لكم عليهنّ سبيل، ولهن رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، فإن ضربتم فاضربوا ضربا غير مبرح" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وأما حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه (¬2) فأخرجه أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن أبي حرّة عن عمه قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "يا ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على الحديث في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس" (¬2) سيأتي الكلام على الحديث في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس"

أيها الناس أتدرون في أيّ شهر أنتم؟ وفي أيّ يوم أنتم؟ وفي أيّ بلد أنتم؟ " قالوا: في يوم حرام، وشهر حرام، وبلد حرام، قال "فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه ... ألا وإنّ كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة، وإنّ أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، ألا وإنّ كل ربا كان في الجاهلية موضوع، وإنّ الله عز وجل قضى أنّ أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب، لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون ... فاتقوا الله عز وجل في النساء فإنهنّ عندكم عَوان لا يملكن لأنفسهنّ شيئا، وإنّ لهنّ عليكم ولكم عليهنّ حقا أنْ لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذنّ في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإنْ خفتم نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ ضربا غير مبرح، ولهنّ رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، وإنما أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ... عز وجل" وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. 1451 - حديث مالك بن عمير السلمي أَنَّه شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفتح وغيرها وكان شاعرا فقال: يا رسول الله، أفتني في الشعر، فذكر الحديث (¬1)، وزاد: قلت: يا رسول الله، امسح على رأسي، قال: فوضع يده على رأسي فما قلت بيت شعر بعد. قال الحافظ: أخرجه البغوي في "معجم الصحابة" والحسن بن سفيان في "مسنده" والطبراني في "الأوسط" من حديث مالك بن عمير السلمي: فذكره، وفي رواية الحسن بن سفيان بعد قوله "على رأسي" ثم أمرها على كبدي وبطني، وزاد البغوي في روايته "فإن رابك منه شيء فاشبب بامرأتك وامدح راحلتك" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لأَنْ يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحا ... " 1452 - أَنّه - صلى الله عليه وسلم - استبرأ صفية بحيضة. قال الحافظ: رواه البيهقي بإسناد لين" (¬3) ¬

_ (¬1) وهو "لأن يمتلئ ما بين لبتك إلى عانتك قيحا خير من أن يمتلئ شعرا" (¬2) 13/ 167 (كتاب الأدب- باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر) (¬3) 5/ 328 (كتاب البيوع- باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها؟)

هو من حديث أنس وله عنه طريقان: الأول: يرويه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: استبرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بحيضة. أخرجه عبد الرزاق (12898) وإبراهيم بن محمد كذبه يحيى القطان وابن معين وابن حبان وغيرهم. الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش عن الحجاج بن أَرْطَاة عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استبرأ صفية بحيضة. أخرجه البيهقي (7/ 449 - 450) وقال: في إسناده ضعف" قلت: وهو كما قال لضعف الحجاج، وإسماعيل روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ الحجاج كوفي. 1453 - حديث أنس أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - أكل تمرا وهو مُقْع، وفي رواية: وهو مُحْتَفِز. سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (2044) 1454 - "أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - أوصى أن يصلوا عليه أرسالا بغير إمام" قال الحافظ: وفي مسند البزار ومستدرك الحاكم بسند ضعيف: فذكره" (¬2) ضعيف يرويه عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني واختلف عنه: - فقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: عن ابن الأصبهاني أنّه أخبره عن مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود قال: نعى إلينا حبيبنا ونبينا بأبي هو ونفسي له الفداء قبل موته بست ... فذكر الحديث وفيه طول، وقال فيه" ثم ادخلوا عليَّ فوجا فوجا فصلوا عليّ وسلموا تسليما ولا تؤذوني بباكية، أحسبه قال: ولا صارخة ولا رانّة، وليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم أنتم بعد ... " ¬

_ (¬1) 11/ 472 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئا) (¬2) 6/ 292 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

أخرجه البزار (2028) عن محمد بن إسماعيل بن سَمُرَة الأحْمَسي ثنا المحاربي به. وقال: وهذا الكلام قد روي عن مرة عن ابن مسعود من غير وجه، وأسانيدها عن مرة عن ابن مسعود متقاربة، وعبد الرحمن بن الأصبهاني لم يسمع هذا من مرة وإنما هو عن من أخبره عن مرة، ولا أعلم أحدا رواه عن ابن مسعود غير مرة" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل الأحمسي وهو ثقة" المجمع 9/ 24 - 25 قلت: ابن الأصبهاني اسمه عبد الملك بن عبد الرحمن كما جاء مصرحا به في الروايات الآتية، ولم يخرج له في الصحيح شيئا. - وقال عمرو بن محمد العَنْقَزِي: ثنا عبد الملك بن الأصبهاني عن خلاد الصفار عن الأشعث بن طليق عن الحسن العُرَنِي عن مرة عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث بطوله. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4008) وقال: لم يجود أحد إسناد هذا الحديث إلا عمرو بن محمد العنقزي" - وقال سلام (¬1) بن سليم الطويل: عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الحسن العرني عن الأشعث بن طليق عن مرة عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث بطوله. ولم يذكر خلاد الصفار. أخرجه الحاكم (3/ 60) عن سلام بن سليمان المدائني وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 168 - 169) عن محمد بن جعفر المدائني قالا: ثنا سلام بن سليم به. قال الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن الذي في هذا الإسناد مجهول لا نعرفه بعدالة ولا جرح، والباقون كلهم ثقات" وتعقبه الذهبي فقال: قوله: عبد الملك مجهول، قلت: بل كذبه الفلاس، وقوله: والباقون ثقات، قلت: وهذا شأن الموضوع يكون كل رواته ثقات سوى واحد، فلو استحى الحاكم لما أورد هذا" وقال البوصيري: قلت: عبد الملك هذا قال فيه الفلاس: كذاب، وقال البخاري: ¬

_ (¬1) ووقع عند الحاكم "سليمان بن سليم" وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

منكر الحديث. ولم ينفرد به عبد الملك فقد رواه البزار في مسنده بسند رواته ثقات" مختصر الإتحاف 3/ 180 و 9/ 126 وقال أبو نعيم: هذا حديث من حديث مرّة عن ابن مسعود لم يروه متصل الإسناد إلا عبد الملك بن عبد الرحمن وهو ابن الأصبهاني" وقال في "أخبار أصبهان" (2/ 130): عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني يروي عن خلاد الصفار وعن أبيه حديث ابن مسعود في وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حدّث عنه عمرو بن محمد العنقزي وأبو نعيم وعبد العزيز بن أبان" قلت: وفيما قاله الذهبي والبوصيري نظر من وجوه: الأول: أنّ عبد الملك الذي تكلم فيه الفلاس والبخاري شامي نزل البصرة، يروي عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عبلة، واختلف في اسم أبيه، فقيل: عبد الرحمن، وقيل: عبد العزيز، وقيل: عبد الله (¬1). وعبد الملك راوي هذا الحديث أصبهاني ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" كما تقدم، وذكره المزي في الرواة عن خلاد الصفار (تهذيب 8/ 359) الثاني: أنّ إسناد الحاكم ليس كلهم ثقات، ففيه غير عبد الملك سلام بن سليم وهو متروك الحديث كما تقدم. الثالث: أنّ عبد الملك راوي هذا الحديث قد انفرد به، لكن اختلف عنه كما تقدم، وليس في إسناد البزار متابعة له. 1455 - حديث عائشة أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - توفي ودرعه مرهونة على شعير. سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 6/ 440) 1456 - حديث جابر أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - صلي الضحي ست ركعات" قال الحافظ: وحديث جابر عند الطبراني في "الأوسط" فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) انظر المجروحين 2/ 133 - 134، الكامل 5/ 1943، اللسان 4/ 66 (¬2) 7/ 13 (كتاب فرض الخمس- باب رقم 1) (¬3) 3/ 296 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر)

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 212 - 213) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا معتمر: سمعت حميدا عن محمد بن قيس عن جابر قال: كنت أعرض بعيرا لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبصرته يصلي من الضحى ستا" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2745) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا أمية بن بِسطام ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت حميد الطويل يحدث عن محمد بن قيس عن جابر بن عبد الله قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرض عليه بعيرا لي، فرأيته صلّى الضحى ست ركعات. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية محمد بن قيس عن جابر وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" المجمع 2/ 238 قلت: محمد بن قيس هذا ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وقال: روى عن جابر بن عبد الله وأم هانئ، روى عنه حميد الطويل وحماد بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ولم يذكره ابن حبان في "الثقات" ولعل الهيثمي اشتبه عليه بغيره والله أعلم. وللحديث شاهد عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الضحى ست ركعات. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (273) ثنا محمد بن المثنى ثني حكيم بن معاوية الزيادي ثنا زياد بن عبيد الله بن الربيع الزيادي عن حميد الطويل عن أنس به (¬1). ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (605) وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1958) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 205) من طريق العباس بن يزيد البحراني ثنا حكيم بن معاوية به. وحكيم بن معاوية قال الحافظ في "التقريب": مستور، وقال في "التهذيب": لا أعرفه. وشيخه ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وخالفه إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية فرواه عن حميد الطويل عن محمد بن قيس عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (119) عن محمد بن إبراهيم الأنماطي ثنا محمد بن المثنى به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق" (489)

أخرجه أبو جعفر الطبري كما في "النكت الظراف" (1/ 190) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4408) من طريق الجراح بن مليح ثني إبراهيم بن عبد الحميد به. قال الحافظ: فهذه علته" قلت: وإبراهيم بن عبد الحميد ثقة كما قال الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 8) وذكره ابن حبان في "الثقات". ورواه الجراح بن مليح عنه أيضاً فجعله عن أم هانئ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4407) طريق أخرى: روى الطبراني في "الأوسط" (1298) من طريق سعيد بن مسلمة الأموي ثنا عمر بن خالد بن عباد عن زياد بن عبيد الله بن الربيع عن الحسن عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى ست ركعات، فما تركتهنّ بعد. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة. 1457 - حديث عليّ أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - قام لجنازة ثم قعد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (962) " (¬1) 1458 - حديث ابن عمر أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة فيها سجدة في صلاة الظهر فسجد بهم فيها. قال الحافظ: لكن صح من حديث ابن عمر: فذكره، أخرجه أبو داود والحاكم" (¬2) ضعيف يرويه سليمان التيمي واختلف عنه: - فرواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه واختلف عنه: • فرواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن أمية عن أبي مِجْلَز عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في صلاة الظهر، ثم قام فركع، فرأينا أنّه قرأ تنزيل السجدة. ¬

_ (¬1) 3/ 424 (كتاب الجنائز- باب من قام لجنازة يهودي) (¬2) 3/ 29 (كتاب الجمعة- باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة)

أخرجه أبو داود (807) عن محمد بن عيسى به. وتابعه يحيى بن معين ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن مية عن أبي مجلز عن ابن عمر. أخرجه البيهقي (2/ 322) من طريق جعفر بن محمد الطيالسي ثني ابن معين به. وقال: كذا قال: مية، وقال غيره: أمية" ثم أخرجه من طريق محمد بن إسحاق الصغاني أخبرني ابن معين ثنا معتمر عن أبيه عن رجل يقال له أمية (¬1) عن أبي مجلز عن ابن عمر. • ورواه ابن أبي شيبة (2/ 22) عن معتمر عن أبيه قال: بلغني عن أبي مجلز أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. • ورواه سعيد بن منصور (تحفة الأشراف 6/ 259) عن معتمر عن أبيه أخبرني أمية عن أبي مجلز مرسلا. - ورواه غير واحد عن سليمان التيمي عن أبي مجلز عن ابن عمر ولم يذكروا أمية، منهم: 1 - هُشيم. أخرجه أبو داود (807) 2 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه الحاكم (1/ 221) وقال: صحيح على شرط الشيخين" 3 - أبو زبيد عَبْثر بن القاسم. قاله المزي في "التحفة" (6/ 259) - ورواه يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أبي مجلز- قال: ولم أسمعه من أبي مجلز- عن ابن عمر. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 22) وأحمد (الفتح الرباني 4/ 162) وأبو داود (807) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 207 - 208) والبيهقي (2/ 322) ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من ذا، وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 10): لا يعرف"

وهذه الرواية تقوي رواية معتمر بن سليمان وأنّه بين سليمان التيمي وأبي مجلز واسطة وهو أمية وهو لا يعرف فالإسناد ضعيف. 1459 - حديث عبد الرحمن بن سابط أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الركعة الأولى بسورة طويلة فسمع بكاء صبي، فقرأ بالثانية بثلاث آيات" قال الحافظ: وبين ابن أبي شيبة من طريق عبد الرحمن بن سابط مقدارها ولفظه: فذكره، وهذا مرسل" (¬1) مرسل. أخرجه عبد الرزاق (3724) عن سفيان الثوري عن أبي السوداء عن عبد الرحمن بن سابط قال: قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفجر في الركعة الأولى بستين آية، ثم قام في الركعة الثانية فسمع صوت صبي، فقرأ فيها ثلاث آيات. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 57) عن وكيع عن سفيان به. ورواته ثقات، وأبو السوداء اسمه عمرو بن عمران النَّهْدي الكوفي. 1460 - حديث بُريدة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله" 1461 - عن عائشة أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يجنب ثم ينام ولا يمس ماء" انظر حديث "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجنب ثم ينام ولا يمس ماء" في حرف الكاف. 1462 - حديث حفصة أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها" قال الحافظ: وقد روى مسلم (733) هن حديث حفصة: فذكرته" (¬3) 1463 - عن عائشة أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس" قال الحافظ: فوقع عند مسلم (1/ 509) من طريق أبي سلمة عن عائشة: فذكره" (¬4) ¬

_ (¬1) 2/ 344 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي) (¬2) 12/ 259 (كتاب الطب- باب الحجامة والشقيقة) (¬3) 2/ 387 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب القراءة في الظهر) (¬4) 3/ 133 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

1464 - عن عائشة أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس" قال الحافظ: وروى الترمذي من طريق خيثمة عن عائشة: فذكره، وروي موقوفا وهو أشبه" (¬1) أخرجه الترمذي (746) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو أحمد ومعاوية بن هشام قالا: ثنا سفيان عن منصور عن خيثمة عن عائشة به. ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (680) قال الترمذي: هذا حديث حسن، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان ولم يرفعه" قلت: وخيثمة قال ابن القطان: ينظر في سماعه من عائشة. 1465 - عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يغدو يوم العيد إلى المصلى من الطريق الأعظم ويرجع من الطريق الأخرى" قال الحافظ: في رواية الشافعي من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلا: فذكره" (¬2) أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 207) قال: أخبرنا إبراهيم قال: حدثني خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغدو يوم العيد إلى المصلى من الطريق الأعظم، فإذا رجع رجع من الطريق الأخرى على دار عمار بن ياسر. إبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي كذبه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن المديني وابن حبان. 1466 - عن أبان بن صالح أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يغمس يده في إناء وتغمس المرأة يدها فيه. قال الحافظ: وأخرج ابن إسحاق في "المغازي" من رواية يونس بن بكير عنه عن أبان بن صالح: فذكره" (¬3) قلت: وهو مرسل لأنّ أبان بن صالح بن عمير بن عبيد القرشي تابعي، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. ¬

_ (¬1) 5/ 130 (كتاب الصوم- باب صيام البيض) (¬2) 3/ 126 (كتاب العيدين- باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد) (¬3) 10/ 261 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة- باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10])

1467 - عن أم حبيبة أنّه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول كما يقول المؤذن حتى يسكت. قال الحافظ: رواه النسائي من حديث أم حبيبة" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 425 - 426) وابن ماجه (719) والنسائي في "اليوم والليلة" (36) وابن خزيمة (412) والخطيب في "التاريخ" (14/ 213) والمزي في "تهذيب الكمال" (15/ 268) عن هُشيم ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 91) وابن أبي شيبة (2333) والنسائي (35) وأبو يعلى (7146) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 34) وابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 135) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي كلاهما عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن أبي المليح بن أسامة أني عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان قال: حدثتني عمتي أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان عندي فسمع الأذان (¬2) يقول كما يقول حتى يسكت" اللفظ للنسائي من حديث أبي عوانة. وعنده من حديث هشيم "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان عندها في يومها (¬3)، فسمع المؤذن يؤذن قال كما يقول حتى يفرغ". - ورواه شعبة عن أبي بشر واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شعبة عن أبي بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة. أخرجه أبو يعلى (7142) وابن خزيمة (413) عن عبد الرحمن بن مهدي وعن بهز بن أسد البصري ¬

_ (¬1) 2/ 231 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب ما يقول إذا سمع المنادي) (¬2) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "المؤذن" (¬3) زاد ابن ماجه "وليلتها" ولفظ أحمد "أوليلتها"

والطبراني في "الكبير" (23/ 228 - 229) وفي "الدعاء" (440) والحاكم (1/ 204) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وفي "الدعاء" (440) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري والحاكم (1/ 204) عن وهب بن جرير بن حازم وعن آدم بن أبي إياس كلهم عن شعبة به. • ورواه شَبابة بن سَوَّار المدائني عن شعبة فلم يذكر عبد الله بن عتبة. أخرجه ابن أبي شيبة (2333) وتابعه محمد بن جعفر البصري عن شعبة به. أخرجه أحمد (6/ 326) عن محمد بن جعفر به. وأخرجه النسائي (37) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (32) وأبو يعلى (7141) عن محمد بن بشار بُندار ثنا شعبة به (¬1). والأول أصح. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال, وعبد الله بن عتبة لم يخرجاه. وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 1/ 91 قلت: رواته ثقات غير عبد الله بن عتبة قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف, تفرد عنه أبو المليح بن أسامة. وقال في "المغني": فيه جهالة (¬2). ¬

_ (¬1) قال الحافظ: قلت: أخرجه ابن جرير في "تهذيبه" عن بندار بهذا السند وذكر فيه "عبد الله بن عتبة" النكت الظراف 11/ 308 (¬2) وللحديث طريق أخرى عند عبد الرزاق (1851) وفيها الصلت بن دينار قال أحمد وغيره: متروك الحديث.

وللحديث شاهد عن أبي رافع يرويه عاصم بن عبيد الله بن عاصم القرشي العدوي المدني واختلف عنه: - فرواه شَريك بن. عبد الله القاضي عن عاصم بن عبيد الله عن علي بن حسين عن أبي رافع واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شريك عن عاصم عن علي بن حسين عن أبي رافع قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. أخرجه أحمد (6/ 9) عن أسود بن عامر الشامي وحسين بن محمد المرُّوْذي والبزار (كشف 360) عن حسين بن الحسن (¬1) والنسائي في "اليوم والليلة" (41) وابن السني (91) عن علي بن حجر السعدي والنسائي (41) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين وهو في كتاب "الصلاة" له (196) والطبراني في "الكبير" (924) وفي "الدعاء" (443) عن زكريا بن يحيى زحمويه وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2358) عن علي بن الجعد كلهم عن شريك به. • وقال يحيى بن آدم الكوفي: عن شريك عن عاصم عن علي بن حسين عن أبيه عن أبي رافع. ¬

_ (¬1) أظنه: الأشقر.

أخرجه أحمد (6/ 391) - ورواه سفيان الثوري عن عاصم واختلف عنه: • فقال عبد الرحمن بن مهدي: ثنا سفيان عن عاصم عن ابن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه النسائي (42) • وقال مؤمل بن إسماعيل البصري: ثنا سفيان عن عاصم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه. أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 549) - ورواه عنبسة بن سعيد قاضي الري عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3266) وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. 1468 - عن قتادة أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يمتحن من هاجر من النساء بالله ما خرجت إلا رغبة في الإسلام وحبا لله ورسوله. قال الحافظ: وأخرج عبد الرزاق عن مَعْمَر عن قتادة: فذكره، وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه وزاد "ولا خرج بك عشق رجل منا ولا فرار من زوجك" وعند ابن مردويه وابن أبي حاتم والطبراني من حديث ابن عباس نحوه، وسنده ضعيف" (¬1) حديث قتادة أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 288) عن معمر قال: وقال قتادة: وكان يحلفهنّ بالله ما خرجن إلا رغبة في الإسلام، وحبا لله ولرسوله. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 68) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة في قوله {فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] قال: يحلفن ما خرجن إلا رغبة في الإسلام، وحبا لله ورسوله. ورواته ثقات. وحديث مجاهد أخرجه عبد بن حميد كما ذكر الحافظ. ¬

_ (¬1) 10/ 262 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10]

وحديث ابن عباس أخرجه الترمذي (3308) والحارث (بغية الباحث 722) والبزار (كشف 2272) والطبري (28/ 67) من طرق عن قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن أبي نصر الأسدي قال: سئل ابن عباس: كيف كان امتحان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء؟ قال: كان يمتحنهن بالله ما خرجت من بُغْضِ زوج، وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وأبو نصر لم يَرو عنه إلا خليفة" وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 8/ 137 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو نصر لم يسمع من ابن عباس" الإتحاف 4/ 208 قلت: وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 1469 - عن أبي هريرة أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان ينهض على صدور قدميه. قال الحافظ: فعند سعيد بن منصور بإسناد ضعيف عن أبي هريرة: فذكره، وعن ابن مسعود مثله بإسناد صحيح" (¬1) ضعيف جدا حديث أبي هريرة أخرجه ابن عدي (3/ 879) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا خالد بن إلياس عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينهض على صدور قدميه في الصلاة. الحديث ذكره البيهقي في "الكبرى" (2/ 124) وقال: خالد بن إلياس ضعيف" قلت: وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات وأما حديث ابن مسعود فهو موقوف، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 394) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 195 و 195 - 196) والبيهقي (2/ 125) ¬

_ (¬1) 2/ 447 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة)

1470 - عن ابن عمر أَنَّه عليه الصلاة والسلام لَبَّدَ رأسه بالعسل. قال الحافظ: ولأبي داود والحاكم من طريق نافع عن ابن عمر: فذكره" (¬1) أخرجه أبو داود (1748) عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الأعلى ثنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبَّدَ رأسه بالعسل. وأخرجه الحاكم (1/ 450) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي ثنا القواريري به. وأخرجه البيهقي (5/ 36) عن الحاكم به. وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلساً، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري. 1471 - حديث أبي رفاعة أنّه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب: رجل غريب لا يدري دينه، جاء يسأل عن دينه. فترك خطبته وأتى بكرسي فقعد عليه فجعل يعلمه، ثم أتى خطبته فأتم آخرها. قال الحافظ: كما في حديث أبي رفاعة عند مسلم (876): فذكره" (¬2) 1472 - عن مكحول قال: حدثني عمرو بن أبي خزاعة أَنَّه قُتل فيهم قتيل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل القَسَامَة على خزاعة: بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا، فحلف كل منهم عن نفسه وغرم الدية. قال الحافظ: أخرجه ابن منده في "الصحابة" وعمرو مختلف في صحبته" (¬3) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5117) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول ثنا عمرو بن أبي خزاعة قال: قتل منا قتيل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيناه فقضى لنا. قال ابن عبد البر: عمرو بن أبي خزاعة ليس بالمعروف، روى عنه مكحول، في صحبته نظر" الاستيعاب 8/ 303 قلت: عبد الوهاب بن الضحاك قال أبو داود: كان يضع الحديث، وقال صالح جزرة: منكر الحديث، عامة حديثه كذب. وقال أبو حاتم: كان يكذب، وقال الدارقطني وغيره: متروك. ¬

_ (¬1) 4/ 143 (كتاب الحج- باب من أهل ملبدا) (¬2) 1/ 150 - 151 (كتاب العلم- باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه) (¬3) 15/ 259 (كتاب الديات- باب القسامة)

1473 - حديث عائشة أَنَّه كان - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن. قال الحافظ: رواه الحاكم، وروى النسائي من حديث أبي بن كعب نحوه ولفظه "يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1]، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، ولا يسلم إلا في آخرهن" (¬1) حديث عائشة يرويه قتادة عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة وعنه غير واحد، منهم: 1 - أبان بن يزيد العطار. أخرجه الحاكم (1/ 304) عن أبي نصر أحمد بن سهل الفقيه ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا شيبان بن فروخ أبو شيبة ثنا أبان عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث، لا يسلم إلا في آخرهن. وأخرجه البيهقي (3/ 28) عن الحاكم به. وقال: كذا في هذه الرواية, وقد روينا في حديث سعد بن هشام وتر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسع ثم بسبع. 2 - سعيد بن أبي عَروبة. وعنه جماعة، منهم: 1 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. أخرجه الحاكم (1/ 304) عن الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء انبأ سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسلم في الركعتين الأوليين من الوتر. وأخرجه البيهقي في "المعرفة" (4/ 70) عن الحاكم به. وأخرجه في "الكبرى" (3/ 31) عن الحاكم وأبي سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبا عبد الوهاب بن عطاء به بلفظ "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسلم في ركعتي الوتر" وقال: كذا رواه عبد الوهاب عن سعيد بن أبي عروبة، وقال أبان: عن قتادة: يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن. ¬

_ (¬1) 3/ 134 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

ورواه الجماعة عن ابن أبي عروبة عن قتادة، وهمام بن يحيى عن قتادة: أوتر بتسع ثم بسبع، وكذلك رواه بَهز بن حكيم عن زرارة بن أوفى، وفي رواية عبد الوهاب يشبه أن يكون اختصارا من الحديث، ورواية أبان خطأ، والله أعلم" وأما الحاكم فقال: صحيح على شرط الشيخين" ب- عيسى بن يونس. قال إسحاق في "مسند عائشة" (767): أخبرنا عيسى بن يونس ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسلم في الركعتين الأوليين من الوتر. وأخرجه الحاكم (1/ 304) من طريق إبراهيم بن موسى الفراء الرازي ثنا عيسى بن يونس به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" ت- أبو بدر شجاع بن الوليد الكوفي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 280) عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي ثنا شجاع بن الوليد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة عن سعد عن عائشة قالت: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسلم في ركعتي الوتر. ث- يزيد بن زُرَيع. أخرجه الطحاوي (1/ 280) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد بن زريع عن سعيد، فذكر بإسناده مثله. ج- بشر بن المفضل البصري. أخرجه النسائي (3/ 193) وفي "الكبرى" (1400) عن إسماعيل بن مسعود الجَحْدري ثنا بشر بن المفضل ثنا سعيد، فذكر بإسناده مثله. وخالفهم غير واحد رووه عن سعيد بن أبي عروبة فقالوا: أوتر بتسع ثم بسبع، منهم: ح- يحيى بن سعيد القطان. قال أحمد (6/ 53 - 54): ثنا يحيى ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر قصة وفيها أنّه سأل عائشة عن وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت:

يصلي ثماني ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس ويذكر ربه عز وجل ويدعو ويستغفر ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة فيقعد فيحمد ربه ويذكره ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ اللحم أوتر بسبع ثم صلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم فتلك تسع يا بني. ومن طريق أحمد أخرجه البيهقي (3/ 29 - 30) وأخرجه أبو داود (1343) وابن خزيمة (1078) عن محمد بن بشار بُندار ثنا يحيى القطان به. وأخرجه ابن حبان (2441) عن ابن خزيمة به. خ- محمد بن بشر العبدي. أخرجه مسلم (1/ 514) وأبو داود (1344) وابن ماجه (1191) وأبو عوانة (2/ 352 - 354) من طرق عن محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة، فذكر بإسناده نحوه. د- عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه النسائي (3/ 199) وابن خزيمة (1078) عن هارون بن إسحاق الكوفي ثنا عبدة عن سعيد، فذكر بإسناده نحوه. ذ- محمد بن أبي عدي البصري. أخرجه مسلم (746) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 107 - 108) والبغوي في "شرح السنة" (963) عن محمد بن المثنى وأبو داود (1345) وابن خزيمة (1078) والبيهقي (3/ 29 - 30) وفي "المعرفة" (4/ 68) عن محمد بن بشار بُندار قالا: ثنا ابن أبي عدي عن سعيد، فذكر بإسناده نحوه. ر- خالد بن الحارث البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (1408 و 1414) وفي "الصغرى" (3/ 198) عن إسماعيل بن مسعود الجحدري أنا خالد ثنا سعيد، فذكر بإسناده نحوه.

ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى" (3/ 71) 3 - همام بن يحيى العَوْذي. أخرجه أبو داود (1342) عن حفص عن عمر الحَوْضي ثنا همام ثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر نحو حديث يحيى القطان. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 202 - 203) من طريق عفان بن مسلم الصفار ثنا همام به. 4 - هشام الدَّسْتُوَائي. أخرجه إسحاق (¬1) في "مسند عائشة" (774) عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر نحو حديث يحيى القطان. ومن طريقه أخرجه النسائي (3/ 198 - 199) وفي "الكبرى" (1409) وابن حبان (2442) وابن حزم (3/ 70) وأخرجه مسلم (1/ 514) وابن خزيمة (1078) والبيهقي (3/ 30) وفي "الصغرى" (778) من طرق عن معاذ بن هشام به. 5 - مَعْمَر بن راشد. رواه عبد الرزاق (4714) عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر نحو حديث يحيى القطان. ورواه إسحاق في "مسند عائشة" (773) عن عبد الرزاق به. ورواه مسلم (1/ 514) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 95) عن إسحاق به. ورواه النسائي (3/ 199 - 200) عن زكريا بن يحيى السِّجْزِي ثنا إسحاق به. ورواه مسلم (1/ 514) عن محمد بن رافع النيسابوري وأبو عوانة (2/ 350 - 352) وابن المنذر (5/ 176 - 177) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري كلاهما عن عبد الرزاق به. وخالفهم حجاج بن أرطاة رواه عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة ¬

_ (¬1) ورواه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 179) عن إسحاق به.

أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (306) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 112) وحجاج ضعيف. وأما حديث أبي بن كعب فأخرجه النسائي (3/ 194) وفي "اليوم والليلة " (740) عن يحيى بن موسى الحُدَّاني ثنا عبد العزيز بن خالد ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عَزْرَةَ عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1]، وفي الركعة الثانية بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، ولا يسلم إلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم: سبحان الملك القدوس ثلاثاً. وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (706) عن النسائي به. واختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة - فقال محمد بن بشر العبدي: عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه ولم يذكر أبيا. أخرجه عبد بن حميد (312) والنسائي في "اليوم والليلة" (742) وتابعه (¬1) عبد العزيز بن عبد الصمد البصري ثنا سعيد به. أخرجه النسائي (3/ 208 - 209) وفي "اليوم والليلة" (741) - وقال عيسى بن يونس: عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب. أخرجه ابن نصر في "الوتر" (ص 278 و 289) والنسائي (3/ 193 - 194) والطبراني في "الأوسط" (8111) عن إسحاق بن راهويه والطحاوي في "المشكل" (4504) عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي (¬2) ¬

_ (¬1) وتابعه أيضاً يزيد بن زريع عن سعيد به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1928) (¬2) وقال في حديثه "وكان يقنت قبل الركوع"

وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 112) عن القَرْقَساني ثلاثتهم عن عيسى بن يونس به. ورواه ابن أبي داود عن المسيب بن واضح ثنا عيسى بن يونس عن سعيد عن قتادة- قال ابن أبي داود: ربما قال المسيب: عن عزرة، وربما لم يقل- عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب به. وقال في حديثه "وكان يقنت قبل الركوع، وكان يقول إذا سلم: سبحان الملك القدوس مرتين يسرهما، والثالثة يجهر بها ويمدّ بها صوته" أخرجه الدارقطني (2/ 31) عن ابن أبي داود به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (393) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد، تفرد به عيسى بن يونس" قلت: رواه غير واحد عن قتادة واختلف عنه: - فقال معمر بن راشد: عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1]، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] ". أخرجه عبد الرزاق (4695) عن معمر به. - وقال همام بن يحيى البصري: أنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، فذكر مثل حديث معمر وزاد "وكان إذا سلم قال: سبحان الملك القدوس يطولها ثلاثا. أخرجه أحمد (3/ 406) عن بهز بن أسد البصري ثنا همام به. وتابعه شعبة عن قتادة قال: سمعت عزرة يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه به. أخرجه أحمد (3/ 406) عن أبي داود الطيالسي ثنا شعبة به. وأخرجه النسائي (3/ 204 - 205) وفي "الكبرى" (1446) وفي "اليوم والليلة" (743) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود الطيالسي به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 181 - 182) من طريق محمد بن المثنى ثنا أبو داود الطيالسي به.

وأخرجه أحمد (3/ 406) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 181 - 182) وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 111 - 112) من طريق يحيى القطان عن شعبة (¬1) به. - وقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن مرسلا. أخرجه النسائي (3/ 209) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر العَقَدي عن هشام به. • ورواه ذَر بن عبد الله الهَمْداني المُرْهبي عن سعيد بن عبد الرحمن واختلف عنه: - فقال الأعمش: عن طلحة بن مصرِّف وزبيد بن الحارث اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب. أخرجه ابن ماجه (1171) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 123) عن عثمان (¬2) بن أبي شيبة ثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار ثنا الأعمش به. ¬

_ (¬1) ورواه شعبة أيضاً عن قتادة قال: سمعت زرارة يحدث عن عبد الرحمن بن أبزى قال: فذكره. أخرجه أحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 205) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 181) عن محمد بن جعفر البصري وأحمد (3/ 406) عن حجاج بن محمد المصيصي وأحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 205) وفي "الكبرى" (1447) وفي "اليوم والليلة" (744) عن أبي داود الطيالسي وأحمد (3/ 407) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 181) عن يحيى بن سعيد القطان كلهم عن شعبة به. وخالفهم شبابة بن سوار المدائني فرواه عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298 - 299) والنسائي (3/ 205) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (989) وقال النسائي: لا أعلم أحدا تابع شبابة على هذا الحديث، خالفه يحيى بن سعيد. ثم أخرجه من طريق يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران قال: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر فقرأ رجل بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1]، فلما صلّى قال "من قرأ بسبح اسم ربك الأعلى؟ " قال رجل: أنا، قال "قد علمت أنّ بعضهم خالجنيها" وتابعه محمد بن جعفر البصري عند مسلم (1/ 299) وأحمد (4/ 426 و 441) وبهز بن أسد البصري عند أبي القاسم في "الجعديات" (988) (¬2) رواه أبو داود (1423) عن عثمان بن أبي شيبة فلم يذكر ذرا.

وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 110 - 111) من طريق جعفر بن محمد الفِرْيابي ثنا عثمان بن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (2436) من طريق يحيى بن معين ثنا أبو حفص الأبار به. وأخرجه عبد بن حميد (176) والنسائي (3/ 202) والهيثم بن كليب (1433) والطبراني في "الأوسط" (1687) والدارقطني (2/ 31) والبيهقي (3/ 38) من طريق أبي جعفر الرازي عن الأعمش به. • ورواه محمد بن أبي عبيدة بن معن الكوفي عن أبيه عن الأعمش ولم يذكر زبيدا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 300 و 14/ 263) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 123) والنسائي (3/ 202) وفي "الكبرى" (1429) وفي "اليوم والليلة" (729) وابن الجارود (271) والهيثم بن كليب (1434 و 1435) وابن حبان (2450) والبيهقي (3/ 41 - 42) • ورواه إبراهيم بن موسى الرازي عن محمد بن أنس القرشي عن الأعمش واختلف عنه: فرواه إسحاق بن إبراهيم بن جبلة عن إبراهيم بن موسى عن محمد بن أنس عن الأعمش عن طلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب. أخرجه الهيثم بن كليب (1436) ورواه أبو داود (1423) عن إبراهيم بن موسى فلم يذكر ذرا وقال فيه: عن طلحة وزبيد. وتابعه الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى به. أخرجه الحاكم (2/ 257) وقال: صحيح الإسناد" - وقال شعبة (¬1): عن سلمة بن كُهيل وزبيد اليامي عن ذر عن ابن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه الطيالسي (ص 74) عن شعبة به. ¬

_ (¬1) وخالفه منصور بن المعتمر رواه عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، ولم يذكر ذرا. أخرجه النسائي (3/ 203) وفي "اليوم والليلة" (739) والمحاملي (367) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 111) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (442) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور به.

وأخرجه أحمد (3/ 406) عن الطيالسي به. وأخرجه البيهقي (3/ 41) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. ورواه عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي فلم يذكر زبيدا. أخرجه العقيلي (4/ 98 - 99) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 181) وأخرجه أحمد (3/ 406) عن محمد بن جعفر البصري و (3/ 406) عن عفان بن مسلم البصري والنسائي (3/ 202 - 203) وفي "الكبرى" (1435) وفي "اليوم والليلة" (737) عن بهز بن أسد البصري والنسائي (3/ 203) وفي "اليوم والليلة" (738) عن خالد بن الحارث البصري وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (502) وفي "الصحابة" (1927) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 181) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (972) وفي "الشمائل" (595) عن علي بن الجَعْد الجوهري وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 181) عن حفص بن عمر الحَوْضي والحنائي في "فوائده" (ق33/أ) عن بشر بن عمر الزهراني كلهم عن شعبة به. ورواه سليمان بن حرب البصري عن شعبة فلم يذكر سلمة بن كهيل. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 181) وفي "مسند أبي حنيفة" (ص 109 - 110) عن فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم (¬1) الكشي ثنا سليمان بن حرب به. ¬

_ (¬1) رواه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 150) عن أبي مسلم الكشي فلم يذكر ذرا أيضاً.

- ورواه سفيان الثوري واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم: 1 - عبد الرزاق (4696) وعنه أحمد (3/ 406 - 407) 2 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298) وأحمد (3/ 407) 3 - أبو نُعيم الفضل بن دُكين. أخرجه النسائي (3/ 208) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 292) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 110) • وقال مخلد بن يزيد الحرّاني: ثنا سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب. أخرجه النسائي (3/ 193) وفي "الكبرى" (1432) وفي "اليوم والليلة" (734) وأبو علي الطوسي (¬1) في "مختصر الأحكام" (444) والطحاوي في "المشكل" (4503) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 110) • وقال قاسم بن يزيد الجَرْمي: عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه النسائي (3/ 207) وتابعه محمد بن عبيد الطنافسي عن سفيان به. أخرجه النسائي (3/ 207 - 208) وفي "اليوم والليلة" (735) وقال: أبو نعيم أثبت عندنا من محمد بن عبيد ومن قاسم بن يزيد" قلت: وإسناده صحيح. - ورواه مالك بن مِغْول واختلف عنه: ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن غريب.

• فقال يحيى بن آدم الكوفي: ثنا مالك عن زبيد عن ذر عن ابن أبزى مرسل. أخرجه النسائي (3/ 204) وفي "اليوم والليلة" (732) • وقال شعيب بن حرب المدائني: عن مالك عن زبيد عن ابن أبزى عن أبيه. أخرجه النسائي (3/ 204) - ورواه جرير بن حازم البصري واختلف عنه: • فقال أبو عمر حفص بن عمر الضرير البصري: ثنا جرير بن حازم عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 123) • ورواه يونس بن محمد المؤدب عن جرير بن حازم فلم يذكر أبيا (¬1). أخرجه النسائي (3/ 208) وفي "الكبرى" (1448) وفي "اليوم والليلة" (731) • ورواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عن جرير عن حازم فلم يذكر ذرا ولا أبيا. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 150) - وقال محمد بن طلحة بن مصرّف: عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 292) - وقال فِطر بن خليفة: عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب قال: فذكره، وقال فيه: وكان يقنت قبل الركوع، وإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات، يمدّ بها صوته في الأخيرة ويقول: رب الملائكة والروح. أخرجه الدارقطني (3/ 31) عن ابن أبي داود ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن فطر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 40) ¬

_ (¬1) ورواه محمد بن الفضل عارم عن جرير بن حازم عن أبيه عن جده عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 110) وقوله "عن أبيه عن جده" أظنه تصحيف، والصواب "عن زبيد عن ذر" والله أعلم.

وتابعه مِسعر بن كِدام عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب به. وقال فيه أيضا: وقنت قبل الركوع. أخرجه ابن المنذر (5/ 203) والهيثم بن كليب (1432) عن أبي حاتم الرازي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن مسعر به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4501) عن محمد بن الحسن بن علي البخاري الأحول وغيره قالوا: ثنا أبو حاتم الرازي به. وأخرجه البيهقي (3/ 40 - 41) من طريق محمد بن يونس الكديمي ثنا عمر بن حفص بن غياث به. - ورواه أبو حنيفة عن زبيد واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أبي حنيفة عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم: 1 - أبو يوسف القاضي. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 415) 2 - زُفر بن الهذيل. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 108 - 109) 3 - أسد بن عمرو البجلي. أخرجه أبو نعيم (ص 108 - 109) 4 - أبو قرة موسى بن طارق اليماني. أخرجه أبو نعيم (ص 108 - 109) • وقال عمر بن نوح: ثنا محمد بن ميسر أبو سعد وأبو حنيفة عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب. أخرجه أبو نعيم (ص 109) - وقال غير واحد: عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم: 1 - عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298) والنسائي (3/ 203 و207 - 208) وفي "الكبرى" (1433) وفي "اليوم والليلة" (735)

2 - عمرو بن قيس المُلائي. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 149 - 150) والطبراني في "الأوسط" (686) 3 - محمد بن جُحادة الكوفي. أخرجه النسائي (3/ 203 - 204) وفي "الكبرى" (1434) وفي "اليوم والليلة" (733) عن عمران بن موسى القزاز عن عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة به (¬1). - وقال هاشم بن سعيد الكوفي: عن زبيد عن ابن أبي أوفى قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث، وذكر الحديث. أخرجه البزار (3373) وقال: وهذا الحديث أخطأ فيه هاشم بن سعيد لأنّ الثقات يروونه عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: هاشم بن سعيد قال أحمد: لا أعرفه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات". - وقال حُصين بن عبد الرحمن السلمي: عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه (¬2). أخرجه النسائي (3/ 202) وفي "الكبرى" (1430) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 111) والبيهقي (3/ 38) - ورواه عطاء بن السائب واختلف عنه: • فقال حماد بن سلمة: عن عطاء عن ذر عن ابن أبزى عن أبيه. ¬

_ (¬1) ورواه جعفر بن مهران السباك عن عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن زبير عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4297) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا عبد الوارث، ولم يقل عن ابن أبزى عن عائشة إلا جعفر بن مهران" (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (559) إلا إنّه لم يذكر ذرا في إسناده.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (730) عن أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي ثنا إسحاق بن منصور ثنا حماد (¬1) به. • وقال رَوح بن القاسم البصري: عن عطاء عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه النسائي (3/ 204) وفي "الكبرى" (1431) والطبراني في "الأوسط" (1686) وتابعه محمد بن فضيل عن عطاء به. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 262) - ورواه عمر بن ذر بن عبد الله الكوفي عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه عبد الرزاق (4697) عن عمر بن ذر به. وإسناده صحيح. 1474 - عن العلاء أنّه كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بنفسه. قال الحافظ: وعند أبي داود من طريق ابن سيرين عن ابن العلاء بن الحضرمي عن العلاء: فذكره" (¬2) انظر الحديث الذي بعده. 1475 - عن العلاء بن الحضرمي أنَّه كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان عامله على البحرين فبدأ بنفسه: من العلاء إلى محمد رسول الله. قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود" (¬3) مرسل أخرجه أحمد (4/ 339) عن هُشيم ثنا منصور عن ابن سيرين عن ابن العلاء بن الحضرمي أنّ أباه كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بنفسه. ¬

_ (¬1) واختلف عنه، فرواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عنه عن عطاء عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه. أخرجه ابن قانع (2/ 150) (¬2) 13/ 268 (كتاب الاستئذان- باب بمن يبدأ في الكتاب) (¬3) 9/ 290 (كتاب التفسير: سورة آل عمران- باب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64])

قال أحمد: حدثنا به هشيم مرتين، مرة قال: عن ابن العلاء، ومرة لم يقل. وأخرجه المزي (22/ 487 و 34/ 466) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. ورواه أبو داود (5134) عن أحمد فقال فيه: عن بعض ولد العلاء أنّ العلاء بن الحضرمي كان عامل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان إذا كتب إليه بدأ بنفسه. ورواه صالح بن أحمد في "المسائل" (ص 241) عن أبيه به. وأخرجه البيهقي (10/ 129) بن طريق محمد بن بكر التمار ثنا أبو داود به. ووقع عنده: عن ابن سيرين. قال أحمد: قال مرة: عن بعض ولد العلاء أنّ العلاء. - ورواه المعلي بن منصور الرازي عن هشيم فقال فيه: عن ابن (¬1) العلاء بن الحضرمي عن أبيه. أخرجه أبو داود (5135) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (892) والبزار (كشف 2070) والطبراني في "الكبير" (18/ 98) والحاكم (¬2) (3/ 636 و 4/ 273) والخطيب في "الكفاية" (ص 482) - ورواه القاسم بن عيسى بن إبراهيم الطائي الواسطي عن هشيم فقال فيه. عن ابن سيرين أن العلاء بن الحضرمي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5510) - ورواه شعبة عن منصور وهو ابن زاذان عن ابن سيرين مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (¬3) (8/ 660) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1789) والطبراني (18/ 88) وتابعه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن منصور به. أخرجه ابن الأعرابي (2140) وأبو نعيم في "الصحابة" (5509) • ورواه حماد بن زيد ثنا خليف بن عقبة عن ابن سيرين مرسلا. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 301) ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. (¬2) وقال: صحيح على شرط الشيخين" (¬3) سقط من إسناده: عن منصور.

• ورواه حماد بن سلمة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين مرسلاً. أخرجه البيهقي (10/ 130) وهذا أصح. 1476 - عن ابن عباس أَنَّه لما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من الأنصار شربوا، فلما ثمل القوم عبث بعضهم ببعض، فلما أنْ صحوا جعل الرجل يرى في وجهه ورأسه الأثر فيقول: صنع هذا أخي فلان، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، فيقول: والله لو كان بي رحيما ما صنع بي هذا، حتى وقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] إلى {مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فقال ناس من المتكلفين: هي رجس، وهي في بطن فلان وقد قتل يوم أحد، فأنزل الله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] إلى {الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 91]. قال الحافظ: وأخرج النسائي والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس: فذكره، ووقعت هذه الزيادة في حديث أنس في البخاري كما مضى في المائدة، ووقعت أيضاً في حديث البراء عند الترمذي وصححه، ومن حديث ابن عباس عند أحمد "لما حرمت الخمر قال ناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها" وسنده صحيح، وعند البزار من حديث جابر. أنّ الذي سأل عن ذلك اليهود، وفي حديث أبي هريرة الذي ذكرته في تفسير المائدة نحو الأول وزاد في آخره: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو حُرِّم عليهم لتركوه كما تركتم" (¬1). حديث ابن عباس الأول وحديث جابر سيأتي الكلام عليهما في حرف النون فانظر حديث "نزل تحريم الخمر في ناس شربوا فلما ثملوا عبثوا" وحديث أبي هريرة سيأتي الكلام عليه في حرف اللام. وأما حديث البراء فأخرجه الطيالسي (ص 97 - 98) والترمذي (3051) وأبو يعلى (1719 و1720) والطبري في "تفسيره" (7/ 37) وابن أبي حاتم في "التفسير" (6775) وابن حبان (5350 و 5351) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 120) ¬

_ (¬1) 12/ 127 (كتاب الأشربة وقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ} [المائدة: 90])

عن شعبة والترمذي (3050) والطبري (7/ 37) عن إسرائيل بن يونس كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء قال: مات ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يشربون الخمر، فلما نزل تحريمها قال أناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: وكيف بأصحابنا الذي ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: لم يسمعه أبو إسحاق من البراء. قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: أسمعته من البراء؟ قال: لا" مسند أبي يعلى 3/ 266 وحديث ابن عباس الثاني له عنه طرق: الأول: يرويه إسرائيل بن يونس عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزل تحريم الخمر قالوا: يا رسول الله، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] إلى آخر الآية. أخرجه أحمد (2088 و 2452 و 2691 و 2775) والترمذي (3052) والطبري (7/ 37) والطبراني في "الكبير" (11730) والحاكم (4/ 143) والبيهقي في "الشعب" (5229) من طرق عن إسرائيل به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: سماك مختلف فيه وقد تكلم غير واحد في حديثه عن عكرمة. قال العجلي: كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس. وقال ابن معين: كان شعبة يضعفه، وكان يقول في التفسير: عكرمة، ولو شئت أنْ أقول له ابن عباس لقاله.

وكان شعبة لا يروى تفسيره إلا عن عكرمة. وقال ابن المديني: رواية سماك عن عكرمة مضطربة. الثاني: يرويه عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] قالوا: يا رسول الله، ما نقول لإخواننا الذين مضوا، كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] يعني قبل التحريم إذا كانوا محسنين متقين. أخرجه الطبري (7/ 38) وعبد الله بن صالح مختلف فيه، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس. الثالث: يرويه محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في هذه الآية قال: يعني بذلك رجالا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ماتوا وهم يشربون الخمر قبل أنْ تحرم الخمر، فلم يكن عليهم فيها جناح قبل أنْ تحرم، فلما حرمت قالوا: كيف تكون علينا حراما وقد مات إخواننا وهم يشربونها؟ فأنزل الله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآية. أخرجه الطبري (7/ 38) وإسناده ضعيف، سعد بن محمد قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أنْ يكتب عنه، ولا كان موضعا لذاك. والحسين بن الحسن ضعفه ابن معين وابن سعد وأبو حاتم والنسائي. والحسن بن عطية ضعفه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول ابن حبان. وعطية بن سعد ضعيف مدلس. 1477 - عن عائشة أَنَّها صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبة من صوف سوداء فلبسها. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم" (¬1) يرويه قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 12/ 396 (كتاب اللباس- باب الخميصة السوداء)

- فقال همام بن يحيى العَوْذي: عن قتادة عن مطرف عن عائشة أنّها صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبة (¬1) من صوف سوداء فلبسها (¬2)، فلما عرق (¬3) وجد (¬4) ريح الصوف (¬5) فخلعها (¬6)، وكان يعجبه (¬7) الريح الطيب (¬8). أخرجه الطيالسي (ص 218) عن همام ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 419) وفي "الآداب" (738) وأخرجه ابن سعد (1/ 453) وإسحاق (1325 و 1326) وأحمد (6/ 132 و 144 - 145 و 219 و 249) وأبو داود (4074) والنسائي في "الكبرى" (9661) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 113 - 114) والحاكم (4/ 188 - 189) واللفظ له والبيهقي في "الشعب" (5750) والبغوي في "الشمائل" (777 و 778) من طرق عن همام به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: قتادة مدلس وقد عنعن. - ورواه هشام الدَّسْتُوَائي عن قتادة عن مطرف مرسلا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9662) عن محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام ثني أبي به. وهذا أصح لأنّ هشاما أثبت في قتادة من همام. قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن هشام وهمام أيهما أحفظ؟ قال: هشام. وقال الفلاس: الأثبات من أصحاب قتادة: ابن أبي عَروبة وهشام وشعبة وهمام رابع القوم عندي. ¬

_ (¬1) ولفظ ابن سعد وغيره "بردة" زاد إسحاق "حسناء" وفي لفظ لأحمد "حلة" (¬2) زاد الطيالسي وإسحاق "فأعجبته" وزاد ابن سعد وغيرها "فذكرت بياض النبي - صلى الله عليه وسلم - وسوادها" ولفظ إسحاق وغيره "فقالت: ما أحسنها يا رسول الله، يشيب بياضك سوادها وسوادها بياضك" (¬3) زاد ابن سعد وغيره "فيها" (¬4) زاد ابن سعد وغيره "منها" (¬5) ولفظ الطيالسي "النمرة" (¬6) ولفظ أحمد وغيره "فقذفها" (¬7) ولفظ النسائي وغيره "يحب" (¬8) ولفظ أبي داود وغيره "الطيبة"

1478 - حديث أم سلمة أَنَّها قَرَّبَت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وجَنْباً مشويا فأكل منه، ثم قام إلى الصلاة. قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه (¬1) صحيح وله عن أم سلمة طرق: الأول: يرويه ابن جُريج عن محمد بن يوسف بن عبد الله الكندي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن جريج أني محمد بن يوسف أنّ عطاء بن يسار أخبره أنّ أم سلمة أخبرته أنَّها قربت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنبا مشويا فأكل منه، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. منهم: 1 - عبد الرزاق (638) وعنه أخرجه أحمد (6/ 307) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 285 - 286) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه البيهقي (1/ 154) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به. 2 - محمد بن بكر البُرْساني. أخرجه أحمد (6/ 307) 3 - رَوح بن عبادة البصري. أخرجه أحمد (6/ 307) 4 - حجاج بن محمد المِصيصي. أخرجه الترمذي (1829) وفي "الشمائل" (155) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 224) والبغوي في "شرح السنة" (2846) وفي "الشمائل" (155) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) 11/ 483 (كتاب الأطعمة- باب شاة مسموطة والكتف والجنب)

وقال ابن عبد البر: حديث صحيح" قلت: وهو كما قالا. - وقال عثمان بن عمر بن فارس العبدي: ثنا ابن جريج أنا محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار عن أم سلمة. أخرجه أبو يعلى (6985) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 65) والبيهقي (1/ 154) وتابعه خالد بن الحارث البصري ثنا ابن جريج به. أخرجه النسائي (1/ 90) وفي "الكبرى" (188) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا خالد به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه محمد بن علي بن الحسين واختلف عنه: - فرواه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتف شاة فأكل منها فصلى (¬1) ولم يمس ماء. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 48) وإسحاق (1862) وابن ماجه (491) والطبراني في "الكبير" (23/ 351 - 352) عن حاتم بن إسماعيل المدني وأحمد (6/ 292) والنسائي (1/ 90) وفي "الكبرى" (187) وابن خزيمة (44) عن يحيى بن سعيد القطان وإسحاق (1931) والطبراني (23/ 351) عن حفص بن غياث الكوفي والطبراني (23/ 411) عن محمد بن جعفر بن محمد ¬

_ (¬1) وفي لفظ: فجاءه بلال فخرج إلى الصلاة.

وعبد الله بن ميمون القداح كلهم عن جعفر بن محمد به. وإسناده صحيح. • وقال أبو جعفر الرازي: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أم سلمة، ولم يذكر زينب بنت أم سلمة. أخرجه ابن سعد (1/ 392) عن هاشم بن القاسم البغدادي أنا أبو جعفر الرازي به. وأبو جعفر مختلف فيه، وقال الفلاس وغيره: سيئ الحفظ، وقال أبو زرعة: يهم كثيرا. - ورواه ابن جُريج عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرني أبي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دُعي إلى الطعام فأكل كتفا، ثم جاءه المؤذن فقام إلى الصلاة ولم يتوضأ. أخرجه عبد الرزاق (633) والأول أصح. الثالث: يرويه أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي ثنا عبد الله بن شداد بن الهاد قال: قال أبو هريرة: الوضوء مما مست النار، فقال مروان: وكيف يُسأل أحد وفينا أزواج نبينا - صلى الله عليه وسلم - وأمهاتنا، قال: فأرسلني إلى أم سلمة فسألتها، فقالت: أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد توضأ، فناولته عَرْقاً أو كتفا فأكل، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. أخرجه عبد الرزاق (644) وابن أبي شيبة (1/ 48) وإسحاق (1900 و 1901 و 1902) وأحمد (6/ 317 و 323) وأبو يعلى (7005) والطحاوي (1/ 65) والطبراني (23/ 286 و 287) من طرق عن أبي عون به. وإسناده صحيح. 1479 - حديث عائشة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لابنته أم كلثوم لما زوجها عثمان "إِنّه أشبه الناس بجدِّك إبراهيم وأبيك محمد" قال الحافظ: وهو حديث موضوع كما قاله الذهبي في ترجمة عمرو بن الأزهر أحد رواته، وهو وشيخه خالد بن عمرو كذبهما الأئمة، وانفرد بهذا الحديث" (¬1) موضوع ¬

_ (¬1) 8/ 99 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب الحسن والحسين)

أخرجه ابن عدي (5/ 1784) من طريق المسيب بن واضح ثنا خالد بن عمرو عن عمرو بن الأزهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما زوّج- تعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن "هيئي ابنتي أم كلثوم وزفيها إلى عثمان وخفقي بين يديها بالدف" ففعلت ذلك، فجاءها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الثالثة فدخل عليها فقال "يا بنية كيف وجدت بعلك؟ " قالت: خير بعل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أما إنّه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد عليهما السلام" وقال: وهذا الحديث لا يُروى عن هشام إلا من رواية عمرو بن الأزهر عنه" وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة عمرو بن الأزهر: هذا موضوع" قلت: وهو كما قال، وخالد بن عمرو وعمرو بن الأزهر متهمان بالكذب. 1480 - حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً. يقرأ ويرفع صوته بالذكر فقال "إنّه أواب" قال: فإذا هو المقداد بن الأسود. قال الحافظ: أخرجه الطبري" (¬1) 1481 - "إنّه جبل يحبنا ونحبه" سكت عليه الحافظ (¬2). هو في صحيح البخاري (فتح 17/ 71) من حديث أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلع له أُحُد فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه". 1482 - عن قَرَظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاريين قالا: إنَّه رُخِّص لنا في اللهو عند العرس. قال الحافظ: وأخرج النسائي من طريق عامر بن سعد عن قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاريين: قالا: فذكراه، الحديث وصححه الحاكم" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رُخِّص لنا في البكاء عند المصيبة" 1483 - عن ابن عباس قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] جاءت امرأة أبي لهب، فقال أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو تنحيت، قال "إنّه سيحال بيني وبينها" ¬

_ (¬1) 14/ 121 (كتاب الرقاق- باب الرياء والسمعة) (¬2) 3/ 438 (كتاب الجنائز- باب فضل اتباع الجنائز) (¬3) 11/ 133 (كتاب النكاح- باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها)

فأقبلت، فقالت: يا أبا بكر هجاني صاحبك، قال: لا وربِّ هذه البنية: ما ينطق بالشعر ولا يفوه به، قالت: إنك لمصدق، فلما ولّت قال أبو بكر: ما رأتك، قال "ما زال ملك يسترني حتى ولت" قال الحافظ: وروى البزار بإسناد حسن عن ابن عباس قال: فذكره، وأخرجه الحميدي وأبو يعلى وابن أبي حاتم من حديث أسماء بنت أبي بكر نحوه" (¬1) أخرجه البزار (البحر الزخار 15) وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (158) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وأبو يعلى (25 و 2358) وابن حبان (6511) وأبو نعيم في "الدلائل" (141) عن محمد بن منصور الطوسي قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد السلام بن حرب ثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] جاءت امرأة أبي لهب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس ومعه أبو بكر، فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّه سيحال بيني وبينها" فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر هجانا صاحبك، فقال أبو بكر: لا وربِّ هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به، فقالت: إنك لمصدق، فلما ولت قال أبو بكر: ما رأتك، قال "لا، ما زال ملك يسترني حتى ولت". اللفظ للبزار وقال: هذا الحديث حسن الإسناد" وتعقبه الهيثمي:- فقال: قلت: ولكن فيه عطاء بن السائب وقد اختلط" المجمع 7/ 144 قلت: وسماع عبد السلام بن حرب منه بعد اختلاطه فالإسناد ضعيف. واختلف في هذا الحديث على عطاء بن السائب، فرواه محمد بن فضيل عنه عن سعيد بن جبير مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 498 - 499) عن ابن فضيل به. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (140) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا ابن فضيل به. ومحمد بن فضيل ممن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه كذلك. ¬

_ (¬1) 10/ 369 (كتاب الفسير- صورة المسد- باب {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)} [المسد: 4])

وللحديث شاهد عن أسماء بنت أبي بكر وله عن أسماء طريقين: الأول: يرويه الوليد بن كثير القرشي المخزومي عن ابن تدرس عن أسماء قالت: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول: مذمم أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد، ثم قرأ قرآنا ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، قد أقبلت وأنا أخاف أنْ تراك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّها لن تراني" وقرأ قرآنا اعتصم به كما قال، وقرأ {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)} [الإسراء: 45] حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أنّ صاحبك هجاني، فقال: لا وربّ هذا البيت ما هجاك، قال: فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها. أخرجه الحميدي (323) عن سفيان بن عُيينة ثنا الوليد بن كثير به. ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 564) والحاكم (2/ 361) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 195 - 196) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (73) وابن بشكوال (159) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ولم ينفرد الحميدي به بل تابعه: 1 - إسحاق بن إبراهيم أبو موسى الهروي ثنا سفيان عن الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء به. أخرجه أبو يعلى (المطالب 3797) ومن طريقه الواحدي في "الوسيط" (3/ 110) 2 - محمد بن حسان السمتي. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (3/ 1195) 3 - أحمد بن الوليد بن عقبة المكي. أخرجه أبو الوليد الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 316 - 317) وابن تدرس لم أقف له على ترجمة (¬1). ¬

_ (¬1) ولعله أبو الزبير المكي، فقد قال يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 22): ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام. وابن تدرس مولى حكيم بن حزام هو محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي، والله أعلم.

الثاني: يرويه علي بن مُسْهر عن سعيد بن كثير عن أبيه قال: حدثتني أسماء بنت أبي بكر أنّ أم جميل دخلت على أبي بكر وعنده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا ابن أبي قُحافة ما شأن صاحبك ينشد فيّ الشعر؟ فقال: والله ما صاحبي بشاعر وما يدري ما الشعر، فقالت: أليس قد قال: في جِيدها حبل من مَسَد، فما يدريه ما في جيدي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قل لها: ترين عندي أحدا فإنّها لن تراني، جُعل بيني وبينها حجاب" فسألها أبو بكر، فقالت: أتهزأ بي يا ابن أبي قحافة، والله ما أرى عندك أحدا. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 196) من طريق مِنْجَاب بن الحارث الكوفي وأبي إبراهيم الترجماني قالا: ثنا علي بن مسهر به. سعيد بن كثير هو ابن عبيد التيمي الكوفي وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وأبو إبراهيم واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن بسام صدوق، ومنجاب وعلي ثقتان. 1484 - حديث الزبير قال: لما نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثر: 8] قلت: وأيّ نعيم نسأل عنه وإنما هو الأسودان: التمر والماء؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّه سيكون" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) يرويه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عُيينة عن محمد بن عمرو واختلف عنه: • فقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير بن العوام عن أبيه قال: فذكره. أخرجه ابن ماجه (4158) والترمذي (3356) عن ابن أبي عمر به. وقال الترمذي: حديث حسن" وتابعه محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري ثنا سفيان به. أخرجه أبو يعلى (676) عن ابن أبي سمينة به (¬2). ¬

_ (¬1) 14/ 73 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬2) رواه أحمد بن داود البصري عن ابن أبي سمينة فقال فيه: عن سفيان عن عمرو بن دينار. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (467) وهو وهم.

• ورواه غير واحد عن سفيان فقالوا فيه: عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير. منهم: 1 - الحميدي (61) 2 - أحمد بن أبان القرشي. أخرجه البزار (963) 3 - مسدد. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 546) • وقال غير واحد: عن سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عن عبد الله بن الزبير قال: لما نزلت ... منهم: 1 - أحمد (1/ 164) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 337) 2 - عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 393) 3 - إبراهيم بن بشار الرمادي أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 304) وهذا الاختلاف إنما هو من سفيان نفسه. قال الحميدي: فكان سفيان ربما قال: قال الزبير، وربما قال: عن عبد الله بن الزبير، ثم يقول: فقال الزبير" - وقال أبو بكر بن عياش: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فذكره. أخرجه الترمذي (3357) عن عبد بن حميد ثنا أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش به. وقال: وحديث ابن عيينة عن محمد بن عمرو عندي أصح من هذا، ابن عيينة أحفظ وأصح حديثا من أبي بكر بن عياش" - وقال يزيد بن هارون: أنا محمد بن عمرو عن صفوان بن سليم عن محمود بن لَبيد قال: فذكره.

أخرجه أحمد (5/ 429) والطبري في "التفسير" (30/ 288) والواحدي في "الوسيط" (4/ 549) وتابعه محمد بن بشر العبدي ثنا محمد بن عمرو به. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 231) 1485 - حديث أبي رافع أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي بن أبي طالب: "إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر" قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال "لا, ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها" قال الحافظ: وأخرج أحمد والبزار بسند حسن من حديث أبي رافع: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 393) والبزار (3881) والطحاوي في "المشكل" (5612 و 5613) والطبراني في "الكبير" (995) وابن الجوزي في "العلل" (1419) من طريق الفضيل بن سليمان ثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبي أسماء مولى آل جعفر عن أبي رافع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب "إنَّه سيكون بينك وبين عائشة أمر" قال: أنا يا رسول الله؟ قال "نعم" قال: أنا (¬2)، قال "نعم" قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال "لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها" واللفظ لأحمد. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 234 قلت: الفضيل بن سليمان هو النميري وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو أسماء ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 1486 - إنّه سيكون قوم يعتدون في الدعاء، وقرأ هذه الآية {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] " قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود هن حديث سعد بن أبي وقاص أنّه سمع ابنا له يدعو فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وأخرج أيضاً ابن ماجه من حديث عبد الله بن مغفل أنّه سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة فذكر نحوه لكن لم يقل وقرأ الآية" (¬3) ¬

_ (¬1) 16/ 165 (كتاب الفتن - باب حدثنا عثمان بن الهيثم) (¬2) زاد البزار والطبراني "من بين أصحابي؟ " (¬3) 9/ 367 (كتاب التفسير- سورة الأعراف)

حديث سعد بن أبي وقاص يرويه شعبة بن الحجاج واختلف عنه: - فرواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (ص 28) عن شعبة أخبرني زياد بن مِخْراق سمعت أبا عَبَاية أنّ سعدا سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك الجنة غرفها كذا وكذا، وأعوذ بك من النار وأغلالها وسلاسلها. فقال له سعد، لقد سألت الله خيرا كثيرا وتعوذت به من شرّ كثير أو قال عظيم وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "سيكون قوم يعتدون في الدعاء" وبحسبك أنْ تقول: اللهم إني أسالك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم. وأخرجه الدورقي في "مسند سعد" (91) عن الطيالسي فقال فيه: سمعت قيس بن عباية يكنى أبا عباية. وأخرجه البيهقي في "الدعوات" (277) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني (¬1) عن الطيالسي فقال فيه: سمعت قيس بن عباية، ولم يذكر كنيته. ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه عاصم بن علي الواسطي عن شعبة أني زياد بن مخراق قال: سمعت قيس بن عباية مولى لسعد أنّ ابنا لسعد كان يدعو ... فقال له سعد: وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (55) - ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن زياد بن مخراق قال: سمعت أبا عباية عن مولى لسعد أنّ سعدا سمع ابنا له يدعو ... فقال سعد: وذكر الحديث وزاد فيه: وقرأ هذه الآية {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)} [الأعراف: 55]. أخرجه أحمد (1/ 172) - ورواه يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن ابن لسعد أنّه قال: سمعني أبي وأنا أقول ... فقال: وذكر الحديث أخرجه أبو داود (1480) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 110) والطبراني في "الدعاء" (56) والبيهقي في "الدعوات" (278) - ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة عن زياد بن مخراق قال: سمعت قيس بن عباية أبا نعامة القيسي يحدّث عن مولى لسعد عن ابن لسعد أنّه كان يصلي ... فقال له سعد: وذكر الحديث وذكر فيه الآية. ¬

_ (¬1) وهو راوي المسند عن الطيالسي.

أخرجه أحمد (1/ 183) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 110) - ورواه غير واحد عن شعبة عن زياد بن مخراق عن قيس بن عباية عن مولى لسعد عن سعد. أخرجه أحمد (1/ 183) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وابن أبي شيبة (10/ 288) عن عبيد بن سعيد بن أبان القرشي وأبو يعلى (715) عن شَبابة بن سوّار المدائني وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8595) عن آِدم بن أبي إياس أربعتهم عن شعبة به. وقد نسب الإِمام أحمد هذا الاضطراب إلى زياد بن مخراق. فقال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: روى زياد بن مخراق حديث سعد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "سيكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء" فقال: نعم، لم يقم إسناده" تهذيب الكمال 9/ 510 قلت: وزياد بن مخراق ثقة كما قال ابن معين وغيره لكن خالفه سعيد بن إياس الجُرَيري فرواه عن أبي نعامة -وهو قيس بن عباية- أنّ عبد الله بن مغفل سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض من الجنة إذا دخلتها عن يميني، فقال له: يا بني سل الله الجنة وتعوذه من النار فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "سيكون بعدي قوم من هذه الأمة يعتدون في الدعاء والطهور". أخرجه أحمد (4/ 87) عن سليمان بن حرب البصري و (5/ 55) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

وابن أبي شيبة (10/ 288) وأحمد (5/ 55) وابن ماجه (3864) عن عفان بن مسلم البصري وأبو داود (96) والحاكم (1/ 162 و 540) والبيهقي في "الدعوات" (279) عن موسى بن إسماعيل البصري وابن حيان (6764) والطبراني في "الدعاء" (59) عن كامل بن طلحة الجَحْدري والحاكم (1/ 540) والبغوي في "شرح السنة" (279) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والطبراني في "الدعاء" (59) عن حجاج بن المنهال البصري وعن أبي عمر حفص بن عمر البصري الضرير والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 17) عن إبراهيم بن الحجاج السامي كلهم عن حماد بن سلمة عن الجريري به (¬1). قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن كثير: وهو إسناد حسن لا بأس به" التفسير 2/ 222 وقال الحافظ: هذا حديث حسن" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: فيه إرسال" قلت: يريد بالإرسال رواية أبي نعامة عن عبد الله بن مغفل فإنّه لم يذكر سماعا منه، وهو يروي عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه كما في "مسند أحمد" (4/ 85 و5/ 54 و 55) وغيره. ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن إسحاق الحضرمي عن حماد عن الجريري عن أبي نعامة عن ابن لعبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي. أخرجه الروياني (897)

والحديث اختلف فيه على حماد بن سلمة: فرواه غير واحد عنه عن يزيد الرقاشي عن أبي نعامة الحنفي أنّ عبد الله بن مغفل سمع ابنا له. أخرجه أحمد (4/ 86) عن يزيد بن هارون وعبد بن حميد في "المنتخب" (500) عن محمد بن الفضل السدوسي والطبراني في "الدعاء" (58) عن حجاج بن المنهال وأبي عمر الضرير وكامل بن طلحة الجحدري (¬1) كلهم عن حماد بن سلمة به. ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي (¬2) عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء قال: سمع عبد الله بن مغفل ابنا له. أخرجه ابن حبان (6763) وقال: سمع هذا الخبر الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير وأبي نعامة، فالطريقان جميعاً محفوظان" قلت: واختلف فيه على الجريري، فرواه هلال بن حِق البصري عنه عن قيس بن عباية عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقول. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 176) 1487 - عن أبي ذر قال: كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه: أوّه أوّه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه لأواه" ¬

_ (¬1) رواه حجاج بن المنهال وأبو عمر الضرير وكامل بن طلحة على الوجهين الأول والثاني مما يدل على أنهما محفوظين. (¬2) ورواه على الوجه الأول أيضاً مما يقوي كلام ابن حبان.

قال الحافظ: رواه ابن أبي حاتم ورجاله ثقات إلا أنّه فيه رجلا مبهما" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 50 - 51) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10061) والحاكم (1/ 368) من طريق وكيع عن شعبة عن أبي يونس الباهلي قال: سمعت رجلا بمكة كان أصله روميا يحدث عن أبي ذر قال: كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه: أوّه أوّه، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّه أواه" قال: فخرجت ذات ليلة فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدفن ذلك الرجل ليلا ومعه المصباح. تابعه محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن أبي يونس القشيري عن قاص كان بمكة أنّ رجلا كان في الطواف فجعل يقول: أوّه، قال: فشكاه أبو ذر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "دعه إنّه أواب" أخرجه الطبري (11/ 50) ثنا ابن المثنى ثنا محمد بن جعفر به. ورواه محمد بن بشار بُندار عن محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي يونس وهو حاتم بن أبي صغيرة قال: سمعت رجلا بمكة كان اسمه وقاص يحدث عن أبي ذر قال: فذكر الحديث. أخرجه الحاكم (1/ 368) والبيهقي في "الشعب" (580) وقال الحاكم: إسناده معضل" وقال ابن كثير: هذا حديث غريب" التفسير 2/ 395 قلت: رجاله ثقات غير وقاص هذا فلم أعرفه" 1488 - عن عائشة أنّها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل، فصلت ودعت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك الرحيم، وأدعوك باسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، الحديث وفيه أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "إنَّه لفي الأسماء التي دعوت بها" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 7/ 198 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]). (¬2) 13/ 483 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة).

روي من حديث عائشة ومن حديث أنس فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن عُكيم قال: قلت لعائشة: علميني دعاء سمعتيه من النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقالت: نعم، دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال "يا عائشة شعرت أني علمت الاسم الذي دعا به صاحب سليمان" فقلت: علمنيه، فقال "لا يصلح يا عائشة"- ثلاث مرات- قالت: فقمت فتوضأت، ودخلت المسجد فقلت: أدعوك اللهم، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأسألك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، أنْ تغفر لي. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أصبت يا عائشة" ثلاث مرات. أخرجه ابن فضيل في "الدعاء" (5) عن عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي عن عبيد الله القرشي عن عبد الله بن عكيم به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق. وأخرجه ابن ماجه (3859) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن الفزاري عن أبي شيبة عن عبد الله بن عكيم الجهني عن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرّجت" قالت: وقال ذات يوم "يا عائشة هل علمت أنّ الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب" قالت: فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي فعلمنيه، قال "إنه لا ينبغي لك يا عائشة" قالت: فتنحيت وجلست ساعة، ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت: يا رسول الله، علمنيه، قال "إنّه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك، إنه لا ينبغي لك أن تسألي به شيئا من الدنيا" قالت: فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين، ثم قلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لي وترحمني. قالت: فاستضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال "إنَّه لفي الأسماء التي دعوت بها" قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، وعبد الله بن عكيم وثقه الخطيب وعدّه جماعة في الصحابة ولا يصح له سماع، وأبو شيبة لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات" المصباح 4/ 146 - 147 قلت: والفزاري هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الكوفي.

الثاني: يرويه صالح المُرِّي عن جعفر بن زيد العبدي عن عائشة أنّها قالت: يا رسول الله، علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب. قال لها - صلى الله عليه وسلم - "قومي فتوضئي وأدخلي المسجد فصلي ركعتين، ثم ادعي حتى أسمع" ففعلت، فلما جلست للدعاء قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم وفقها" فقالت: اللهم إني أسألك بجميع أسمائك الحسنى كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم، وأسألك باسمك العظيم الأعظم، الكبير الأكبر، الذي من دعاك به أجبته، ومن سألك به أعطيته قال: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "أصبته، أصبته" أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 18) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنا صالح المري به. وإسناده ضعيف لضعف صالح المري. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسحاق بن أَسِيْد عن رجل عن أنس أنْ عائشة قالت: يا رسول الله، علمني اسم الله العظيم، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قومي فتوضئي ثم ادعي حتى أسمع" قالت: ففعلت، فقلت: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، وباسمك العظيم الأعظم، وباسمك الكبير الأكبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أصبت والذي نفسي بيده" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (118) عن مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث عن إسحاق بن أسيد به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وإسحاق بن أسيد قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور لا يشتغل به، وقال أبو أحمد الحاكم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ. الثاني: يرويه محمد بن عبد الله العصري ثنا غالب القطان عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه دخل على عائشة ذات غداة، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله علمني اسم الله الذي إذا دعي به استجاب، وإذا سئل به أعطى، فأعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، فقامت وتوضأت، فقالت: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به استجبت، وإذا سئلت به أعطيت، فقال "والله إنّه لفي هذه الأسماء" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (120) وفي "الأوسط" (518) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا محمد بن عبد الله العصري به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن غالب القطان إلا محمد بن عبد الله العصري، تفرد به القواريري" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الله العصري وهو ضعيف" المجمع 10/ 156 قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الاعتبار بما يرويه إلا عند الوفاق للاستئناس به. 1489 - "إنّه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال" قال الحافظ: في حديث أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر الحديث وفيه: فذكره، أخرجه أبو داود وابن ماجه" (¬1) يرويه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني واختلف عنه: - فقال ضَمْرة بن ربيعة الفلسطيني: سمعت يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أكثر خطبته ما يحدثنا عن الدجال يحذرناه، وكان من قوله "يا أيها الناس، إنها لم تكن فتنة في الأرض أعظم من فتنة الدجال، ... وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1446 و 1491 و 1516 و 1554 و 1562 و 1572 و 1589) عن ضمرة بن ربيعة به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (861 و 862) وفي "الأحاديث الطوال" (48) وأخرجه أبو داود (4322) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (37) وابن أبي عاصم في "السنة" (400 و 438) وفي "الآحاد" (1249) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1008) والروياني (1239) والطبراني في "الكبير" (7645) وفي "مسند الشاميين" (862) والآجري في "الشريعة" (882) والدارقطني في "الرؤية" (67) وتمام (267) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 108) وفي "صفة النفاق" (166) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (453) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (100) والضياء في "فضائل بيت المقدس" (37) من طرق عن ضمرة بن ربيعة به. وتابعه عطاء الخراساني عن يحيى بن أبي عمرو به. ¬

_ (¬1) 13/ 434 (كتاب الدعوات- باب التعوذ من البخل)

أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (270) والطبراني في "الكبير" (7644) وفي "مسند الشاميين" (861) والدارقطني في "الرؤية" (68) والحاكم (4/ 536 - 537) وعبد الغني المقدسي (99) من طريق عبد الله بن وهب ابن يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لعمرو بن عبد الله الحضرمي شيئا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، وقال يعقوب بن سفيان (المعرفة 2/ 437): شامي ثقة. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا يحيى بن أبي عمرو. وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي عمرو. وقال في "الديوان": مجهول. وقال في "المغني": لا يعرف. - ورواه أبو رافع إسماعيل بن رافع الأنصاري عن يحيى بن أبي عمرو فلم يذكر عمرو بن عبد الله الحضرمي. أخرجه ابن ماجه (4077) عن علي بن محمد الطنافسي ثنا عبد الرحمن المُحَاربي عن أبي رافع به. قال المزي في "التحفة" (4/ 175): وهو وهم فاحش" قلت: واختلف عن أبي رافع، فرواه هشام بن سليمان المخزومي عنه عمن أخبره عن أبي أمامة. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 4516) وإسماعيل بن رافع قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. 1490 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لما سألته عائشة عن ابن جدعان وما كان يصنعه من الخير هل ينفعه؟ فقال "إنّه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (214) ¬

_ (¬1) 1/ 107 (كتاب الإيمان- باب حسن إسلام المرء)

1491 - "إنّه لم يكن نبي إلا وقد اتخذ من أمته خليلا، وإنّ خليلي أبو بكر، ألا وإنّ الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" قال الحافظ: روي عن أبي بن كعب قال: إنّ أحدث عهدي بنبيكم قبل موته بخمس دخلت عليه وهو يقول: فذكره، أخرجه أبو الحسن الحربي في "فوائده"، وقد روي من حديث أبي أمامة نحو حديث أبي بن كعب دون التقييد بالخمس، أخرجه الواحدي في "تفسيره" والخبران واهيان" (¬1) حديث أبي بن كعب لم أقف عليه. وحديث أبي أمامة أخرجه الطبراني في "الكبير" (7816) والواحدي في "الوسيط" (2/ 121) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي المهلب الكناني عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، وإنّه لم يكن نبي إلا له في أمته خليل، ألا وإنّ خليلي أبو بكر" قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 9/ 45 قلت: وأبو المهلب واسمه مُطَّرِح بن يزيد قال الذهبي في "الميزان": مجمع على ضعفه. 1492 - "إنّه لما أصيب إخوانكم بِأُحُد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تَرِدُ أنهار الجنة وتأكل من ثمرها" قال الحافظ: أخرج مسلم (1887) من طريق مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هؤلاء الآيات، قال: أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا: فذكره" (¬2) 1493 - عن وائل رفعه "إنّه ليس بدواء، ولكنه داء" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1984) " (¬3) 1494 - حديث أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تزوجها أقام عندها ثلاثا وقال: "إنّه ليس بك على أهلك هوان، إنْ شئت سَبَّعْتُ لك وإنْ سبعت لك سبعت لنسائي" ¬

_ (¬1) 8/ 18 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا) (¬2) 8/ 351 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد) (¬3) 17/ 21 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1460) وفي رواية له "إن شئت ثلثت ثم درت" قالت: ثلث" (¬1) 1495 - عن أبي الدرداء قال: ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وصل رحمه أنسئ له في أجله فقال: "إنّه ليس زيادة في عمره قال الله تعالى {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [الأعراف: 34] الآية. ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده" قال الحافظ: أخرج الطبراني في "الصغير" بسند ضعيف عن أبي الدرداء قال: فذكره" (¬2) ضعيف ذكره الهيثمي في "المجمع" (8/ 153) بلفظ: ذكروا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأرحام فقلنا: من وصل رحمه أنسئ في أجله قال "إنّه ليس بزيادة في عمره قال الله {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34] ولكنه الرجل تكون له الذرية الصالحة فيدعون له من بعده فيبلغه ذلك، فذلك الذي ينسأ في أجله" وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وليس في إسناده متروك ولكنهم ضعفوا" وذكره في (7/ 196) بلفظ: ذكر زيادة العمر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها". وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سليمان بن عطاء وهو ضعيف" وقد بعثت عن الحديث في "المعجم الصغير" من أوله إلى آخره فلم أره فيه فالله أعلم. وقد تقدم الكلام على الحديث فانظر "إنّ الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، وإنما زيادة العمر ذرية صالحة" 1496 - "إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة" قال الحافظ: وللنسائي من رواية زُفر بن صَعصعة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 11/ 228 (كتاب النكاح- باب إذا تزوج الثيب على البكر) (¬2) 13/ 21 (كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم) (¬3) 16/ 30 (كتاب التعبير- باب المبشرات)

أخرجه مالك (الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي 2/ 956 - 957) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن صعصعة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول "هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ " ويقول "ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة" وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 430) عن عبد الله بن يوسف التنيسي وأبو داود (5017) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي والحاكم (4/ 390 - 391) عن إسحاق بن سليمان الرازي وأحمد (2/ 325) عن رَوح بن عبادة البصري وعن أبي المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي والمزي في "التهذيب" (3/ 170) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري كلهم عن مالك به. وخالفهم جماعة رووه عن مالك عن إسحاق بن عبد الله عن زفر بن صعصعة عن أبي هريرة، ولم يذكروا عن أبيه، منهم: 1 - مَعن بن عيسى القزاز. أخرجه النسائي في "الكبرى" وفي "مسند حديث مالك" كما في "تحفة الأشراف" (9/ 452). 2 - عبد الرحمن بن القاسم المصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" 3 - موسى بن أعْيَن الجَزَري. أخرجه النسائي في "مسند حديث مالك".

قال ابن عبد البر لا نعلم لزفر بن صعصعة ولا لأبيه غير هذا الحديث، وهما مدنيان، وهكذا قال يحيى "عن أبيه" وتابعه أكثر الرواة وهو الصواب، ومنهم من يقول فيه عن زفر بن صعصعة عن أبي هريرة لا يقول عن أبيه" التمهيد 1/ 313 قلت: وهو كما قال، فقد سئل ابن المديني عن القعنبي فقال: لا أقدم أحدا على القعنبي، وقال ابن معين: أوثق الناس في "الموطأ" القعنبي ثم عبد الله بن يوسف. فهي زيادة من ثقة فوجب قبولها، أضف إلى هذا أنّ أكثر الرواة قالوا: عن أبيه. فالقول قولهم وهو المحفوظ كما قال المزي في "تهذيب الكمال" (9/ 353) وتبعه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" (3/ 327) والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنّ ابن حبان قال: ما أظن صعصعة بن مالك لقي أبا هريرة (الثقات 6/ 475) فالله أعلم. 1497 - "إنَّه ليعذب بمعصيته أو بذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن" قال الحافظ: قول عائشة: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، أخرجه مسلم (932) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها" (¬1) 1498 - "إنّه منافق أُداريه عن نفاقه وأخشى أنْ يفسد عليّ غيره" قال الحافظ: عند الحارث بن أبي أسامة من حديث صفوان بن عَسَّال نحو حديث عائشة، وفيه فقال: فذكره" (¬2) ضعيف جدا أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 800) عن الخليل بن زكريا الشيباني ثنا هشام الدَّسْتُوَائي عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِر بن حُبيش عن صفوان بن عسال المرادي قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأقبل رجل، فلما نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "بئس أخو العشيرة أو بئس الرجل" فلما دنا منه أدنى مجلسه، فلما قام وذهب قالوا: يا رسول الله حين أبصرته قلت: بئس أخو العشيرة أو بئس الرجل ثم أدنيت مجلسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّه منافق أداريه ... " ¬

_ (¬1) 3/ 395 (كتاب الجنائز- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) (¬2) 13/ 145 (كتاب الأدب- باب المداراة مع الناس)

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 285) عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ثنا الحارث به. والخليل بن زكريا متروك الحديث. 1499 - قال الحصين بن محمد: قلت لمحمود بن لبيد كيف كانت قصته؟ قال: كان يأبى الإسلام فلما كان يوم أُحُد بدا له فأخذ سيفه حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى وقع جريحا، فوجده قومه في المعركة فقالوا: ما جاء بك؟ أشفقة على قومك أم رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصابني ما أصابني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه من أهل الجنة" قال الحافظ: وقد أخرج ابن إسحاق في "المغازي" قصة عمرو بن ثابت بإسناد صحيح عن أبي هريرة أنّه كان يقول: أخبروني عن رجل دخل الجنة لم يصل صلاة؟ ثم يقول: هو عمرو بن ثابت. قال ابن إسحاق: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 90) ثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة قال: كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط، فإذا لم يعرفه الناس سألوه: من هو؟ فيقول: أُصَيْرِم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش. قال الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد بدا له في الإسلام فأسلم، ثم أخذ سيفه فعدا حتى دخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة. قال: فبينا رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا: والله إنّ هذا للأصيرم ما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث فسألوه ما جاء به فقالوا: ما جاء بك يا عمرو أَحَدَبٌ على قومك أم رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قاتلت حتى أصابني ما أصابني، ثم لم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّه لمن أهل الجنة" وأخرجه أحمد (5/ 428 - 429) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4964) ¬

_ (¬1) 6/ 365 (كتاب الجهاد- باب عمل صالح قبل القتال)

عن إبراهيم بن سعد الزهري وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1048 و 4964) عن محمد بن سلمة الحرّاني وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 202) عن يونس بن بكير الشيباني وأبو نعيم (4964) عن يحيى بن سعيد الأموي أربعتهم عن ابن إسحاق به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 363 وقال الحافظ: إسناده حسن" الإصابة 7/ 90 قلت: وهو كما قال، فإبن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من الحصين فانتفى التدليلس، والحصين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: حسن الحديث، الذهبي في "الكاشف" و"الديوان" وقال في "الميزان": ما ضعفه أحد وهو صالح الأمر. وأبو سفيان وثقه ابن سعد والدارقطني وغيرهما واحتج به الشيخان. ومحمود بن لبيد مختلف في صحبته، وقد أثبت له الصحبة جماعة، وذكروا أنه ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. وللحديث شاهد عن أبي هريرة بإسناد حسن أخرجه أبو نعيم (4965) 1500 - "إِنّه من شادّ هذا الدين يغلبه" قال الحافظ: حديث بُريدة عند أحمد: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عليكم هديا قاصدا ... " 1501 - حديث بريدة قال: لما خطب عليّ فاطمة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنه لا بد للعروس من وليمة" ¬

_ (¬1) 1/ 102 (كتاب الإيمان- باب الدين يسر)

قال الحافظ: وروى أحمد من حديث بريدة قال: فذكره، وسنده (¬1) لا بأس به" (¬2) ضعيف أخرجه ابن سعد (8/ 21) عن مالك بن إسماعيل أبي غسان النَّهدي ثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا عبد الكريم بن سَليط عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم عليه، فقال "ما حاجة ابن أبي طالب؟ " قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال "مرحبا وأهلا" لم يزده عليهما. فخرج عليّ على أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنّه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحداهما، أعطاك الأهل أعطاك المرحب. فلما كان بعدما زوّجه قال "يا علي إنّه لا بد للعروس من وليمة" فقال سعد: عندي كبش. وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء قال "لا تحدث شيئاً حتى تلقاني" قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على عليّ ثم قال "اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما". وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (258) وابن السني في "اليوم والليلة" (605 و 607) عن عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي وعن أحمد بن سليمان الرُّهاوي والبزار (كشف 1407) عن رجاء بن محمد وعن عبد الملك بن محمد الرقاشي والطبراني في "الكبير" (1153) وفي "الدعاء" (1950) عن علي بن عبد العزيز البغوي والروياني (35) عن محمد بن إسحاق الصاغاني ¬

_ (¬1) وقال في "الإصابة" (13/ 74): سنده جيد" (¬2) 11/ 137 (كتاب النكاح - باب الوليمة حق)

والدولابي في "الذرية الطاهرة" (94) عن أبي جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي والمزي في "التهذيب" (17/ 75 - 76) عن إسماعيل بن عبد الله العبدي الأصبهاني سَمُّوْيَه كلهم عن أبي غسان النهدي به. وخالفهم علي بن شيبة بن الصلت السدوسي وفهد بن سليمان بن يحيى فروياه عن أبي غسان النهدي عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا أبي عن عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة عن أبيه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4/ 145) والأول أصح. ولم ينفرد أبو غسان النهدي به بل تابعه حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا أبي به. أخرجه أحمد (5/ 359) وفي "فضائل الصحابة" (1178) عنه به. وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 4444 و 4445) والطحاوي في "المشكل" (4/ 144 - 145) من طرق عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي به. ورواته ثقات غير عبد الكريم بن سليط بن عقبة المروزي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. 1502 - "إنّه لا ينبغي أنْ يعذب بالنار إلا ربّ النار" قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (110) عن أبي إسحاق الشيباني عن قيس أو ¬

_ (¬1) 6/ 491 (كتاب الجهاد- باب لا يعذب بعذاب الله) و15/ 297 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

غيره عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مقبرة فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرة معها فرخين فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمَّرة تفرش، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها" ورأى قرية نمل حرّقناها، فقال "من حرّق هذه؟ " قلنا: نحن، قال "إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار". رواه أبو مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي عن الفزاري هكذا. وخالفه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي فرواه عن الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به. أخرجه أبو داود (2675 و 5268) وقال: ابن سعد هو الحسن بن سعد" وهذا أصح فقد رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: فذكر قصة تحريق قرية النمل، ولم يذكر قصة الحمرة. أخرجه عبد الرزاق (9414) عن الثوري به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8614) عن أبي عاصم خُشَيْش بن أصرم والطبراني في "الكبير" (10374) عن إبراهيم بن محمد بن وبرة الصنعاني وفي "الأوسط" (3423) عن الحسن بن عبد الأعلى البَوْسِي الصنعاني (¬1) ثلاثتهم عن عبد الرزاق به. قال الطبراني: لم يروه عن سفيان غير عبد الرزاق" قلت: لم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه سعدان بن بشر الموصلي ثنا الثوري به، لكنه ذكر قصة الحمرة ولم يذكر قصة قرية النمل. ¬

_ (¬1) وأخرجه في "الكبير" (10373) عن البوسي ووقع عنده: عن الحسن بن سعد عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (10376) ولم ينفرد الثوري به بل تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا أبو إسحاق الشيباني ثنا الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: فذكر الحديث بتمامه. أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (196) والحاكم (4/ 239) وقال: صحيح الإسناد" (¬1) قلت: وهو كما قال، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود اختلف في سماعه من أبيه، وجزم البخاري وغيره بسماعه منه. والحسن بن سعد هو ابن معبد الهاشمي. وأبو إسحاق الشيباني هو سليمان بن أبي سليمان، ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن الحسن بن سعد بل تابعه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وأبو خالد الدالاني. فأما حديث المسعودي فأخرجه الطيالسي (ص 44) عنه عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: فذكر قصة الحمرة. ومن طريقه أخرجه البزار (2010) وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (382) عن طلق بن غنام الكوفي ثنا المسعودي به. واختلف فيه على المسعودي. • فرواه أبو قَطَن عمرو بن الهيثم البصري عنه عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مرسلاً. أخرجه أحمد (1/ 404) • ورواه يزيد بن هارون عن المسعودي عن القاسم والحسن بن سعد عن عبد الرحمن مرسلا. أخرجه أحمد (1/ 404) وهذا الاختلاف إنما هو من المسعودي نفسه لأنّه كان قد اختلط وسماع الطيالسي ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه البزار (2009) واقتصر على قوله "لا يعذب بالنار إلا رب النار". وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (3/ 602) واقتصر على قصة الحمرة.

ويزيد بن هارون منه بعد اختلاطه، وسماع طلق بن غنام وعمرو بن الهيثم منه قبل اختلاطه. وأما حديث أبي خالد الدالاني فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10375) من طريق عبد السلام بن حرب الكوفي عن أبي خالد الدالاني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: فذكر قصة الحمرة. وأبو خالد الدلاني مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حمزة الأسلمي ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن أبي نجيح مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا. فأما حديث ابن عباس فأخرجه البخاري (فتح 6/ 491 - 492) وغيره من طريق عكرمة أنّ عليا حرّق قوما فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تعذبوا بعذاب الله". وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (فتح 6/ 490 - 491) ولفظه "وإن النار لا يعذب بها إلا الله". وأما حديث حمزة الأسلمي فأخرجه سعيد بن منصور (2643) عن مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد ثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمّره على سرية فخرجت فيها فقال "إن أخذتم فلانا وفلانا فاحرقوه بالنار" فوليت فناداني فرجعت فقال "إنّ أخذتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه فإنها لا يعذب بالنار إلا رب النار". وأخرجه أحمد (3/ 494) وأبو داود (2673) عن سعيد بن منصور به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (9/ 72) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2989) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا سعيد بن منصور به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2376) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 166 - 167) عن أبي بكر سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 59) عن يحيى بن قَزَعة المكي والطبراني في "الكبير" (2989) وأبو نعيم في "الصحابة" (1844)

عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي وعن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري قالوا: ثنا مغيرة بن عبد الرحمن به. قال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 6/ 490 قلت: مغيرة بن عبد الرحمن مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وخالفه زياد بن سعد الخراساني فرواه عن أبي الزناد قال: أخبرني حنظلة بن علي عن حمزة بن عمرو الأسلمي حدثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه ورهطا معه إلى رجل من عذرة فقال "إنْ قدرتم على فلان فاحرفوه بالنار" فانطلقوا حتى إذا تواروا منه ناداهم أو أرسل في أثرهم فردوهم ثم قال "إنّ أنتم قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار". أخرجه أحمد (¬1) (3/ 494) عن محمد بن بكر البُرْساني وعن عبد الرزاق (¬2) والبيهقي (9/ 72) عن الضحاك بن مخلد ثلاثتهم عن ابن جُريج أني زياد بن سعد به (¬3). وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2242) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا عبد الرزاق به. (¬2) هكذا رواه أحمد عن عبد الرزاق على الصواب، ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق (المصنف 9418) فلم يذكر زياد بن سعد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2995) عن الدبري به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1843) عن الطبراني به. ورواه الحسين بن مهدي البصري عن عبد الرزاق فقال فيه: عن أبي الزناد عن حنظلة بن علي عن حنظلة بن عمرو. أخر- أبو نعيم في "الصحابة" (2241) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 67) وقال أبو نعيم: وهو وهم، وصوابه حمزة بن عمرو" (¬3) واختلف فيه على ابن جريج، فرواه حجاج بن محمد المصيصي عنه أخبرني زياد أنّ أبا الزناد أخبره قال: أخبرني ابن حنظلة بن علي الأسلمي عن حمزة بن عمرو الأسلمي. فقال فيه: ابن حنظلة بن علي. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 459)

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه البزار (كشف 1538) من طريق سعيد بن زيد بن درهم البصري عن سعيد البراد عن عثمان بن حيان قال: كنت عند أم الدرداء فأخذتُ برغوثا فألقيته في النار فقالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يعذب بالنار إلا رب النار" وقال: قد رُوي من وجوه وسعيد البراد بصري روى عنه حماد بن زيد وسعيد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار وفيه سعيد البراد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 25 وقال ابن القطان الفاسي: سعيد البراد لا يعرف حاله" الوهم والإيهام 4/ 632 وأما حديث ابن أبي نَجيح فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنْ وجدتموه فاجعلوه بين حزمتي حطب ... " وأما حديث الحسن البصري فأخرجه سعيد بن منصور (2644) عن هُشيم أنا يونس عن الحسن قال: لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذا إلى اليمن قال له "إن أمكنك الله من فلان فحرقه بالنار" فلما مضى معاذ دعاه فقال له "إنّ أمكنك الله منه فاضرب عنقه فإنّه ليس لأحد أنْ يعذب بعذاب الله" ورواته ثقات. 1503 - "إنّه لا ينبغي للشيطان أنْ يتمثل بي" قال الحافظ: في حديث جابر عند مسلم (2268) وابن ماجه (3902): فذكره" (¬1) 1504 - عن أبي سعيد قال: صحبني ابن صياد إلى مكة فقال له: ماذا لقيت من الناس؟ يزعمون أني الدجال، ألست سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّه لا يولد له؟ " قلت: بلى، قال: فإنّه قد وُلد لي، قال: أولست سمعته يقول "لا يدخل المدينة ولا مكة؟ " قلت: بلى، قال: فقد ولدت بالمدينة وها أنا أريد مكة. قال الحافظ: أخرج مسلم (2927) من طريق داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: فذكره. ومن طريق سليمان التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: أخذتني من ابن صياد دمامة فقال هذا: عذرت الناس، ما لي وأنتم يا أصحاب محمد؟ ألم يقل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّه- يعني الدجال- يهودي" وقد أسلمت؟ فذكر نحوه. ¬

_ (¬1) 16/ 41 (كتاب التعبير- باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام)

ومن طريق الجُرَيْري عن أبي نضرة عن أبي سعيد: خرجنا حجاجا ومعنا ابن صياد فنزلنا منزلا وتفرق الناس، وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال فيه، فقلت: الحرّ شديد، فلو وضعت ثيابك تحت تلك الشجرة، ففعل، فرفعت لنا غنم، فانطلق فجاء بِعُس، فقال: اشرب يا أبا سعيد، فقلت: إنّ الحرّ شديد، وما بي إلا أن أكره أني أشرب من يده، فقال: لقد هممت أنْ آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق به مما يقول بي الناس يا أبا سعيد، من خفي عليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما خفي عليكم معشر الأنصار. ثم ذكر نحو ما تقدم وزاد: قال أبو سعيد: حتى كدت أعذره. وفي آخر كل من الطرق الثلاثة أنّه قال: إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، قال أبو سعيد: فقلت له: تبا لك سائر اليوم. لفظ الجريري" (¬1) 1505 - "إنّه يخرج -يعني الدجال- في نقص من الدنيا وخفة من الدين وسوء ذات بين، فَيرِد كل منهل وتُطوى له الأرض طي فروة الكبش حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها، ثم يأتي إيلياء فيحاصر عصابة من المسلمين" قال الحافظ: وعند الحاكم من طريق قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه: فذكره" (¬2) قلت: هو عن حذيفة بن أسيد قوله ولم يرفعه، أخرجه الحاكم (4/ 529 - 530) وقال: صحيح الإسناد" 1506 - حديث عمرو بن العاص أنّه قال لابنه عبد الله في أيام التشريق: إنّها الأيام التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صومهنّ وأمر بفطرهن. قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن المنذر وصححه ابن خزيمة والحاكم" (¬3) صحيح أخرجه مالك (1/ 376 - 377) وأحمد (4/ 197) وأبو داود (2418) وابن خزيمة (2149 و 2961) والحاكم (1/ 435) والبيهقي (4/ 297) وفي "معرفة السنن" (6/ 364 - 365 و 365) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (299) من طريق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي مُرَّة مولى (¬4) عقيل بن أبي طالب أنّه دخل هو وعبد الله بن ¬

_ (¬1) 17/ 91 (كتاب الاعتصام- باب من رأى ترك النكير من النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة) (¬2) 16/ 205 و 207 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال) (¬3) 5/ 146 (كتاب الصوم- باب صيام أيام التشريق) (¬4) وفي بعض الروايات: مولى أم هانئ.

عمرو على عمرو بن العاص، وذلك الغد أو بعد الغد من يوم الأضحى، فقرّب إليهم عمرو طعاما، فقال عبد الله: إني صائم، فقال له عمرو: أفطر، فإنّ هذه الأيام التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بفطرها، وينهى عن صيامها. فأفطر عبد الله، فأكل وأكلت معه. السياق لابن خزيمة. قال الحاكم: صحيح" قلت: وهو كما قال، وأبو مرة اسمه يزيد. 1507 - قصة طلب الفضل بن العباس أن يكون عاملا على الصدقة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّها أوساخ الناس" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (1072): فذكره" (¬1) 1508 - "إنّها أيام أكل وشرب" قال الحافظ: رواه مسلم" (¬2) أخرجه مسلم (1141) من حديث نُبيشة الهذلي رفعه "أيام التشريق أيام أكل وشرب" وأخرجه (1142) من حديث كعب بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق، فنادى إنّه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام مني أيام أكل وشرب. 1509 - "إنّها صافية بَلجَة كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة صاحية لا حرّ فيها ولا برد، ولا يحل لكوكب يُرمى به فيها، ومن أماراتها أنّ الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ" قال الحافظ: ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: فذكره" (¬3) حسن وله عن عبادة بن الصامت طريقان: الأول: يرويه بَحير بن سعيد عن خالد بن مَعدان عن عبادة رفعه "ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهنّ ابتغاء حسبتهنّ (¬4)، فإن الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة" ¬

_ (¬1) 9/ 132 (كتاب المغازي- باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن) (¬2) 3/ 111 (كتاب العيدين- باب فضل العمل في أيام التشريق) (¬3) 5/ 163 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬4) وفي لفظ "خشية الله"

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ أَمارة ليلة القدرة أنّها صافية بلجة (¬1) كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أنْ يُرمى به فيها حتى تصبح، وإنّ أَمارتها أنّ الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أنْ يخرج معها يومئذ" أخرجه أحمد (5/ 324) واللفظ له عن حَيوة بن شريح الحمصي وابن نصر في "قيام الليل" (ص 238) عن إسحاق بن راهويه والطبراني في "مسند الشاميين" (1119) عن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثلاثتهم عن بَقية بن الوليد ثني بحير بن سعد به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع قلت: وهو كما قال إلا إنّ في إسناده انقطاع، قال أبو حاتم: خالد بن معدان لم يصح سماعه من عبادة بن الصامت (المراسيل ص 52) الثاني: يرويه معاوية بن يحيى الصَدَفي عن الزهري عن محمد بن عبادة بن الصامت عن أبيه رفعه "ليلة القدر في رمضان، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي ليلة وتر لثالثة أو خمسة أو سابعة أو تاسعة، ومن أمارتها أنها ليلة بلجة صافية ساكنة لا حارة ولا باردة، كأنّ فيها قصر، ولا يحل لنجم أنْ يرمى به في تلك الليلة حتى الصباح. ومن أمارتها أنّ الشمس تطلع صبيحتها مستوية لا شعاع لها، كأنّها القمر ليلة البدر، وحرّم الله على الشيطان أنْ يخرج معها" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 386) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (3420) قال البيهقي: في إسناده ضعف" وقال في "فضائل الأوقات" (ص 240): حديث ضعيف" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "مليحة"

قلت: الصدفي قال أبو داود والنسائي وغيرهما: ضعيف. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها، منها: 1 - حديث جابر بن عبد الله رفعه "إني كنت أُريت ليلة القدر، ثم نُسيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمرا يفضح كواكبها, لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها". أخرجه ابن خزيمة (2190) وعنه ابن حبان (3688) من طريق الفضيل بن سليمان النميري ثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الزبير عن جابر به. والفضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وابن خثيم صدوق، وأبو الزبير ثقة يدلس ولم يذكر سماعا من جابر فالإسناد ضعيف. ومنها: 2 - حديث واثلة بن الأسقع رفعه "ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح ولا يُرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها" أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 59) وفي "مسند الشاميين" (3389) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة به. قال الهيثمي: وفيه بشر بن عون عن بكار بن تميم وكلاهما ضعيف" المجمع 3/ 179 وقال أبو حاتم: بشر وبكار مجهولان. وقال ابن حبان: بشر أحاديثه كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال. ومنها: 3 - حديث أبي بن كعب رفعه "إنّ الشمس تطلع يومها لا شعاع لها" أخرجه مسلم (762) وأبو داود (1378) وابن خزيمة (2193) وغيرهم. ومنها: 4 - حديث ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في ليلة القدر "ليلة سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح شمسها صبيحتها ضعيفة حمراء" أخرجه الطيالسي (ص 349) عن زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهرَام عن عكرمة عن ابن عباس به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 26) والبيهقي في "الشعب" (3419) وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 238 - 239) والبزار (كشف 1034) وابن خزيمة (2192) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1831) من طريق أبي عامر العَقَدي عن زمعة بن صالح به. قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإنّ في القلب من حفظ زمعة" وقال البيهقي: في الإسناد ضعف" وقال في "فضائل الأوقات" (ص 240): حديث ضعيف" قلت: وعلته زمعة بن صالح فإنّه ضعيف كما قال أبو داود وغيره. ومنها: 5 - حديث ابن مسعود رفعه "إنّ ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان تطلع الشمس غداة إذ صافية ليس لها شعاع" أخرجه أحمد (1/ 406) عن أبي النضر هاشم بن القاسم ثنا أبو معاوية (¬1) - يعني شيبان- عن أبي اليعفور عن أبي الصلت عن أبي عقرب قال: غدوت إلى ابن مسعود ذات غداة في رمضان فوجدته فوق بيته جالسا فسمعنا صوته وهو يقول: صدق الله وبلغ رسوله، فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي 526) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا شجاع بن الوليد بن قيس ثنا أبو خالد الدالاني عن طلق بن حبيب عن أبي عقرب الأسدي قال: فذكر نحوه. وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 62) عن عبد الله بن محمد بن عبد الله الجُعْفي ثنا شجاع بن الوليد به. قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى وأبو عقرب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 174 ¬

_ (¬1) تابعه أبو عوانة عن أبي يعفور به. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 62) ورواه الطيالسي (منحة 1/ 201) عن شريك وأبي عوانة وشيبان عن أبي يعفور ولم يذكر أبا الصلت.

قلت: أبو عقرب ترجمه البخاري في "الكنى" (ص 62) وابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 2/ 418) والحسيني في "الإكمال" (ص 535) وابن عبد البر في "الكنى" (3/ 1490) ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا. وحكى الحافظ في "التعجيل" عن الحسيني أنّه قال: مجهول. وأبو الصلت مجهول كذلك كما في "التعجيل" لكنّه لم ينفرد به. وأبو خالد الدالاني مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. ومنها: 6 - حديث الحسن البصري رفعه "ليلة القدر ليلة بلجة سمحة تطلع شمسها ليس لها شعاع" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 77) عن وكيع عن سفيان عن يونس عن الحسن به. وهو مرسل رواته ثقات. 1515 - "إنّها طعام طُعْم" قال الحافظ: وقع في مسلم (2473) من حديث أبي ذر: فذكره، زاد الطيالسي (¬1) (منحة 2/ 158) من الوجه الذي أخرجه مسلم "وشفاء سقم" (¬2) 1511 - "إنّها لرؤيا حق إنّ شاء الله تعالى فقم مع بلال فألقها عليه فإنّه أندى صوتا منك" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وابن حبان من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: حدثني عبد الله بن زيد، فذكر نحو حديث ابن عمر وفي آخره "فبينما هم على ذلك أُري عبد الله النداء" فذكر الرؤيا وفيها صفة الأذان لكن بغير ترجيع، وفيه تربيع التكبير وإفراد الإقامة وتثنية قد قامت الصلاة، وفي آخره قوله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وفيه مجيء عمر وقوله إنّه رأى مثل ذلك. وقد أخرج الترمذي في ترجمة بدء الأذان حديث عبد الله بن زيد مع حديث عبد الله بن عمر، وإنما لم يخرجه البخاري لأنّه على غير شرطه. وقد روي عن عبد الله بن زيد من طرق، وحكى ابن خزيمة عن الذهلي أنّه ليس في طرقه أصح من هذه الطريق، وشاهده حديث عبد الرزاق عن ¬

_ (¬1) والطبراني في "الصغير" (1/ 106) (¬2) 4/ 238 (كتاب الحج - باب ما جاء في زمزم)

مَعْمَر عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا، ومنهم من وصله عن سعيد عن عبد الله بن زيد والمرسل أقوى إسنادا" (¬1) حسن وله عن عبد الله بن زيد طرق: الأول: يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: حدثني أبي قال: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة, قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: وتقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، حى على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أصبحت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت، فقال "إنها لرؤيا حق إنْ شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك" فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج يجرّ رداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فلله الحمد". أخرجه أحمد (4/ 43) والبخاري في "خلق الأفعال" (180) والدارمي (1191) وأبو داود (499) وابن الجارود (158) وأبو يعلى (تنقيح التحقيق 1/ 674) وابن خزيمة (371) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (174) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 12 - 13) وابن حبان (1679) والدارقطني (1/ 241) والبيهقي (1/ 390 - 391 و 391 و 415 و 427) وفي "معرفة السنن" (2/ 259) وفي "الصغرى" (273) وفي "الدلائل" (7/ 17 - 18) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 23 - 24 و 25) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 334) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 254 - 255) عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني ¬

_ (¬1) 2/ 218 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب بدء الأذان)

والدارمي (1190) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 255) عن سلمة بن الفضل الرازي والترمذي (189) وابن خزيمة (363) وأبو القاسم البغوي (1599) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 248) عن يحيى بن سعيد الأموي ثلاثتهم عن ابن إسحاق (¬1) ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي به. - ورواه أبو عبيد محمد بن عبيد بن ميمون المدني عن محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فرواه ابن ماجه (706) عن محمد بن عبيد كرواية إبراهيم بن سعد ومن تابعه. • ورواه البخاري في "خلق الأفعال" (181) عن محمد بن عبيد فلم يذكر محمد بن إبراهيم التيمي. والأول أصح. قال الترمذي والحافظ ابن حجر: حديث حسن صحيح" وقال ابن خزيمة: وخبر ابن إسحاق ثابت صحيح من جهة النقل لأنّ محمد بن عبد الله بن زيد قد سمعه من أبيه، وابن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم، وليس هو مما دلسه ابن إسحاق" 1/ 197 وقال: سمعت محمد بن يحيى يقول: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا, لأنّ محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعه من عبد الله بن زيد" وقال الدارقطني: حديث ابن إسحاق هذا متصل" وقال ابن المنذر: وليس في أسانيد أخبار عبد الله بن زيد إسنادا أصح من هذا الإسناد، وسائر الأسانيد فيها مقال" وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 276): حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وآخرون بأسانيد صحيحة" ¬

_ (¬1) وأخرجه في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام " (1/ 508 - 509) عن محمد بن إبراهيم به.

قلت: ابن إسحاق صدوق، ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله ثقتان، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب واختلف عنه: - فقال محمد بن إسحاق: وذكر محمد بن مسلم الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: فذكر نحو حديث محمد بن إبراهيم التيمي، ولم يذكر قصة عمر، وزاد فيه: فكان بلال يؤذن بذلك ويدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، قال: فجاءه فدعاه ذات غداة إلى الفجر، فقيل له: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائم، قال: فصرخ بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم. قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر. أخرجه أحمد (4/ 42 - 43) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني أنا أبي عن ابن إسحاق به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 415) وابن الجوزي في "التحقيق" (396) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 333) وأخرجه ابن خزيمة (373) وأبو القاسم البغوي (1597) وأبو علي الطوسي (173) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 22 - 23) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به. - وقال غير واحد: عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا. منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (1774) وابن سعد (1/ 246 - 247) 2 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (177) 3 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه البيهقي (1/ 414) وقالوا في ابتداء الأذان: الله أكبر الله أكبر، مرتين. وهذا أصح من حديث ابن إسحاق.

قال الحاكم: ولم يُخرج في الصحيحين لاختلاف الناقلين في أسانيده، وأمثل الروايات فيه رواية سعيد بن المسيب، وقد توهم بعض أئمتنا أن سعيدا لم يلحق عبد الله بن زيد، وليس كذلك فإنّ سعيد بن المسيب كان فيمن يدخل بين علي وبين عثمان في التوسط، وإنما تُوفي عبد الله بن زيد في أواخر خلافة عثمان" قلت: صرّح البيهقي بأنّ حديث سعيد بن المسيب مرسل، قال: وهو أصح التابعين إرسالا (السنن 1/ 421) وقال ابن عبد البر: رواية معمر ويونس لهذا الحديث عن الزهري عن سعيد كأنّها مرسلة، لم يذكرا فيها سماعا لسعيد من عبد الله بن زيد، وهي محمولة عندنا على الاتصال" التمهيد 24/ 24 قلت: ورواه بعضهم عن سعيد بن المسيب فوصله عن عبد الله بن زيد. أخرجه عبد الرزاق (1787) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن أبي جابر البياضي عن سعيد عن عبد الله بن زيد. قال ابن عبد البر: أبو جابر البياضي متروك الحديث، وكذلك إبراهيم بن محمد" التمهيد 24/ 26 وقال الحافظ: أبو جابر البياضي كذاب" التلخيص 1/ 203 - وقال عبد الرحمن بن إسحاق العامري: عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1598) الثالث: يرويه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته كيف رأيت الأذان، فقال "ألقه على بلال، فإنّه أندى منك صوتا" فلما أذن بلال, ندم عبد الله، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقام. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 183) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 142) والعقيلي (2/ 296) والدراقطني (1/ 242 - 243) وابن شاهين في "الناسخ" (175) والبيهقي (1/ 399) والحازمي في "الاعتبار" (ص 67) من طرق عن عبد السلام بن حرب الكوفي عن أبي العُمَيس عن عبد الله بن محمد بن عبد الله به. ذكره البخاري في ترجمة عبد الله بن محمد بن عبد الله وقال: فيه نظر لأنّه لم يذكر سماع بعضهم من بعض. وقال العقيلي: الرواية في هذا الباب فيها لين وبعضها أفضل من بعض"

ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن أبي العميس قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري يحدث عن أبيه عن جده أنّه أُري الأذان مثنى مثنى، والإقامة مثنى مثنى، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال "علمهنّ بلالا" فعلمتهنّ بلالا، قال: فتندمت، فأمرني أنْ أقيم، فأقمت. أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (نصب الراية 1/ 270) عن الحاكم عن أبي علي الحافظ عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن سليمان بن داود الرازي عن أبي أسامة به. وقال: قال الحاكم: هذا في متنه ضعيف، فإنّ أبا أسامة أتى فيه بشيء لم يروه أحد، وهو أنّ بلالا أذن، وعبد الله بن زيد أقام، وقد رواه عبد السلام بن حرب عن أبي العميس فلم يذكر فيه تثنية الإقامة، وعبد السلام أعلم الكوفيين بحديث أبي العميس وأكثرهم عنه رواية" قلت: وفي حديث عبد السلام بن حرب أنّ بلالا أذن، وعبد الله بن زيد أقام، لكنه لم يذكر كيفية الأذان والإقامة. - ورواه أبو سهل محمد بن عمرو الواقفي الأنصاري واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 148): ثنا محمد بن عمرو الواقفي عن عبد الله بن محمد الأنصاري عن عمه عبد الله بن زيد أنّه رأى الأذان في المنام، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، قال: فأذن بلال، وجاء عمي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني أرى الرؤيا ويؤذن بلال، قال "فأقم أنت" فأقام عمي. ومن طريقه أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (172) والبيهقي (1/ 399) وتابعه غير واحد عن محمد بن عمرو الواقفي عن عبد الله بن محمد بن زيد عن عمه عبد الله بن زيد، منهم: 1 - زيد بن الحباب. أخرجه أحمد (4/ 42) 2 - سُريج بن النعمان البغدادي. أخرجه الهيثم بن كليب (1080) 3 - عبد السلام بن مطهَّر البصري. أخرجه ابن شاهين (173)

4 - حماد بن خالد الخياط. أخرجه ابن شاهين (174) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا حماد بن خالد به. ورواه أبو داود (512) عن عثمان بن أبي شيبة فقال فيه: عن محمد بن عبد الله عن عمه عبد الله بن زيد. ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 245) 5 - المعافى بن عمران الموصلي. أخرجه الهيثم بن كليب (1079) • وقال عبد الرحمن بن مهدي: ثنا محمد بن عمرو قال: سمعت عبد الله بن محمد قال: كان جدي عبد الله بن زيد يحدث بهذا الخبر قال: فذكره. أخرجه أبو داود (513) والدارقطني (1/ 245) • وقال معن بن عيسى القزاز: ثني محمد بن عمرو ثني محمد بن سيرين عن محمد بن عبد الله بن زيد قال: أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأذان شيئاً فجاء عمي عبد الله بن زيد فقال: أريت الأذان أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 183) ومحمد بن عمرو الواقفي ضعفه يحيى القطان وابن معين ويعقوب بن سفيان وغيرهم. الرابع: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه: - فرواه عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه: • فقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديثه في رؤياه وفيه أنّ الأذان مثنى مثنى، والإقامة مثنى مثنى. أخرجه البيهقي (1/ 421) من طريق محمد بن أبي بكر المُقدَّمي ثنا حصين بن نمير ثنا ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة به. وأخرجه ابن خزيمة (1/ 197) عن الحسن بن قزعة البصري ثنا حصين بن نمير به. وأخرجه الهيثم بن كليب (1083) من طريق عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبي به.

وأخرجه الترمذي (194) وابن خزيمة (1/ 197) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1601) وابن شاهين (191) والدارقطني (1/ 241) من طريق عقبة بن خالد بن عقبة الكوفي عن ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد قال: كان أذان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شفعا شفعا: في الأذان والإقامة. وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 206) عن علي بن هاشم بن البريد عن ابن أبي ليلى به. وأخرجه الهيثم بن كليب (1081) وابن شاهين (192) من طريق محمد بن بكير بن واصل البغدادي ثنا عدي بن هاشم بن البريد به. قال الترمذي وابن خزيمة: وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد" وقال ابن خزيمة أيضا: سمعت الذهلي يقول: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك عبد الله بن زيد" وقال الدارقطني: ابن أبي ليلى هوالقاضي محمد بن عبد الرحمن ضعيف الحديث سيئ الحفظ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لا يثبت سماعه من عبد الله بن زيد" قلت: ولم ينفرد ابن أبي ليلى به بل تابعه قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة به. أخرجه الهيثم بن كليب (1084) وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. • وقال عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: ثنا عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فذكر الحديث وفيه طول. وقال فيه: وكانوا يجتمعون للصلاة ويؤذن بها بعضهم بعضا حتى نَقَسُوا أو كادون يَنْقُسون، ثم إنّ رجلا من الأنصار يقال له: عبد الله بن زيد أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم ولو قلت إني لم أكن نائما لصدقلت: إني بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران فاستقبل القبلة فقال: الله أكبر الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنْ لا إله إلا الله، مثنى مثنى، حتى فرغ من الأذان، ثم أمهل ساعة ثم قال مثل الذي قال غير أنه يزيد في ذلك: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "علمها بلالا فليؤذن بها" فكان بلالا أول من أذن بها. قال: وجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله إنّه قد طاف بي مثل الذي أطاف به غير أنَّه سبقني.

أخرجه أحمد (5/ 246 - 247) وأبو داود (507) وابن خزيمة (381) والهيثم بن كليب (1362 و 1363) عن يزيد بن هارون وأحمد (5/ 246 - 247) والحاكم (2/ 274) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وابن خزيمة (381) والطبراني في "الكبير" (20/ 132 - 133) والبيهقي (1/ 391 و 420 - 421 و 2/ 296 و3/ 93 و 4/ 200) عن عاصم بن علي الواسطي والطبراني (20/ 132 - 133) عن آدم بن أبي إياس كلهم عن المسعودي به. ورواه الطيالسي (ص 77) ويونس بن بكير في "المغازي" (ص 297 - 299) عن المسعودي به. ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو داود (507) قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: هذا مرسل، عبد الرحمن لم يدرك معاذ بن جبل" وقال الدارقطني: لا يثبت" السنن 1/ 241 قلت: المسعودي كان قد اختلط وسماع يزيد بن هارون وأبي النضر وعاصم بن علي والطيالسي منه بعد اختلاطه، وأما آدم بن أبي إياس ويونس بن بكير فلم أر أحدا صرّح بسماعهما منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وعبد الرحمن لم يسمع من معاذ، قاله الترمذي والبزار. وقال الدارقطني: سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ فيه نظر لأنّ معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس وله نيف وثلاثون سنة" العلل 6/ 61 • ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة واختلف عنه: فقال وكيع: ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا

أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ عبد الله بن زيد الأنصاري جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأنّ رجلاً قام وعليه بردان أخضران على جِذْمَة حائط فأذن مثنى وأقام مثنى وقعد قعدة، قال: فسمع ذلك بلال، فقام فأذن مثنى وأقام مثنى وقعد قعدة. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 203 و 216) كما وكيع به. ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/ 28) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 27) وأخرجه ابن خزيمة (380) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 131 - 132 و 134) وابن شاهين (193) وابن حزم في "المحلى" (3/ 207) والبيهقي (1/ 420) وابن عبد البر (24/ 27) من طرق عن وكيع به. قال ابن حزم: وهذا إسناد في غاية الصحة من إسناد الكوفيين" وتابعه عبد الله بن نمير ثنا الأعمش به. أخرجه البيهقي (4/ 200) والحافظ في "تغليق التعليق" (3/ 185) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 289 - 290) وقال: هذا حديث صحيح أخرجه البخاري تعليقا فقال: وقال ابن نمير (¬1) " وقال أبو بكر بن عياش: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت في النوم كأني مستيقظ أرى رجلا نزل من السماء عليه بردان أخضران، نزل على جِذْم حائط من المدينة فأذن مثنى مثنى، ثم جلس، ثم أقام، فقال مثنى مثنى، قال "نِعم ما رأيت علمها بلالا" قال: قال عمر: قد رأيت مثل ذلك ولكنه سبقني. أخرجه أحمد (5/ 232) وابن خزيمة (1/ 198) والدارقطني (1/ 242) وفي "العلل" (6/ 60) وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري- كتاب الصوم- باب وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. (¬2) قال ابن خزيمة: بعض هذا الخبر، أعني قوله: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ولم يذكر: عبد الله بن زيد ولا معاذا"

أخرجه ابن خزيمة (384) عن يوسف بن موسى القطان ثنا جرير به. ورواه غير واحد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا. منهم: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه إسحاق في "مسنده" (نصب الراية 1/ 275 - تلخيص الحبير 1/ 204) قال: أنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: جاء عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إني رأيت رجلا نزل من السماء، فقام على جِذْم حائط فاستقبل القبلة، وقال: فذكر الأذان والإقامة مثنى مثنى وزاد في الإقامة: قد قامت الصلاة، مرتين، وقال في آخره "علمها بلالا، فإنه أندى صوتا منك" 2 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه ابن خزيمة (1/ 199 - 200) عن هارون بن إسحاق الهمداني ثنا ابن فضيل عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصوم ثلاثة أحوال: فذكر الحديث بطوله. ولم يذكر عبد الله بن زيد، ولا معاذ بن جبل، ولا أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا قال: حدثنا أصحابنا, ولم يقل أيضاً: عن رجل. 3 - عبد الله بن داود الخُرَيْبي. أخرجه الطحاوي (1/ 131 و 133) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا عبد الله بن داود عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ عبد الله بن زيد رأى رجلا نزل من السماء عليه ثوبان أخضران، أو بردان أخضران، فقام على جِذْم حائط فنادى: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، فذكر الأذان، ثم قعد، ثم قام فأقام مثل ذلك، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال "نِعم ما رأيت، علمها بلالا". وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1600) عن نصر بن علي الجهضمي أنا عبد الله بن داود به. • ورواه زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة واختلف عنه: فقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحابنا: فذكر نحو حديث وكيع عن الأعمش. قال عبد الله: لولا أني أتهم نفسي لظننت أني رأيت ذلك وأنا يقظان غير نائم، ثم

قال: وقال عمر بن الخطاب: أنا والله لقد طاف بي الذي طاف بعبد الله، فلما رأيته قد سبقني سكت. أخرجه الطحاوي (1/ 134) وقال فُليح بن سليمان الخزاعي: عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ أنّ الصلاة أحيلت ثلاثة أحوال: فذكر أحوالها. أخرجه أحمد (5/ 246) والطبراني (20/ 134 - 135) وتابعه أبو يحيى بن سليمان عن زيد بن أبي أنيسة به. أخرجه الطبراني (20/ 135) • وقال شعبة: عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، والصيام ثلاثة أحوال، فحدثنا أصحابنا ... فذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 204) وأبو داود (506) وابن خزيمة (383) والبيهقي (3/ 93 - 94) وابن عبد البر (24/ 26) والحازمي في "الناسخ" (ص 145) • ورواه سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (1788) عن الثوري به. وأخرجه ابن خزيمة (1/ 198) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به. - ورواه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه • فقال سليمان بن كثير العبدي: أنا حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد الأنصاري قال: استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس في الأذان، وذكر الحديث. أخرجه ابن سعد (1/ 247) عن محمد بن كثير العبدي أنا سليمان بن كثير به. وتابعه شَريك بن عبد الله القاضي عن حصين به. أخرجه ابن خزيمة (1/ 199) • وقال غير واحد: عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ. منهم: 1 - عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي. أخرجه أحمد (5/ 233) والهيثم بن كليب (1360)

2 - إبراهيم بن طهمان. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 59) 3 - محمد بن جابر. قاله الدارقطني (6/ 59) • ورواه غير واحد عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلاً. منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (1788) وابن خزيمة (382) 2 - هُشيم. أخرجه أبو عبيد في "الناسخ" (56) 3 - محمد بن فضيل. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 204 - 205) 4 - شعبة. أخرجه أبو داود (1/ 346) والبيهقي (3/ 94) 5 - جرير بن عبد الحميد. قاله الدارقطني (6/ 59) وقال: والمرسل أصح" وقال في "السنن" (1/ 241 - 242): والصواب المرسل" - ورواه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد. أخرجه أبو الشيخ في "كتاب الأذان" (تلخيص الحبير 1/ 203) ويزيد قال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي. الخامس: يرويه سعيد بن أبي مريم قال: أنا عبد الله بن عمر ثني أبي عن بشر بن محمد عن عبد الله بن زيد أنه رأى في المنام رجلا معه خشبتان فقال: تبيع الخشبتين؟ فقال الرجل: وما تصنع بهما؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد مثل يضرب لهما ليجتمع الناس إلى

الصلاة، فقال له الرجل: أفلا تصنعون كما صنع من قبلكم يؤذنون بالصلاة يقولون: الله أكبر الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال "اطلع على هذه المشربة" وقال للأنصاري "ارق معه فألق عليه" أخرجه الهيثم بن كليب (1082) وعبد الله بن عمر هو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري وهو مختلف فيه، وأبوه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وبشر بن محمد لم أر من ترجمه. 1512 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر: "إنّها ليست بدواء إنّها داء" قال الحافظ: ولا يرد قوله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر: فذكره، في جواب من سأله عن التداوي بها فيما رواه مسلم فإنّ ذلك خاص بالخمر" (¬1) أخرجه مسلم (1984) من حديث وائل الحضرمي أنّ طارق بن سويد الجُعْفي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر فنهاه أو كره أنْ يصنعها فقال: إنّما أصنعها للدواء، فقال "إنه ليس بدواء ولكنه داء" 1513 - "إنّهما ليعذبان وما يعذبان في كبير" سكت عليه الحافظ (¬2). هو في صحيح البخاري (فتح 3/ 468 الجنائز- باب الجريدة على القبر) من حديث ابن عباس. 1514 - عن أبي بكرة قال: مرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين فقال: "إنّهما يعذبان وما يعذبان في كبير" وبكى وفيه "وما يعذبان إلا في الغيبة والبول" قال الحافظ: وأخرج أحمد والطبراني بإسناد صحيح عن أبي بكرة قال: فذكره" (¬3) أخرجه الطيالسي (ص 117) عن الأسود بن شيبان السدوسي عن بحر بن مَرَّار البكراوي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي بيننا إذ أتى رجل على قبرين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ صاحبي ¬

_ (¬1) 1/ 352 (كتاب الوضوء- باب أبواب الإبل والدواب والغنم ومرابضها) (¬2) 1/ 121 (كتاب الإيمان- باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر) (¬3) 13/ 80 (كتاب الأدب- باب الغيبة)

هذين القبرين يعذبان الآن في قبورهما فأيكما يأتيني من هذا النخل بِعَسِيب" فاستبقت أنا وصاحبي فسبقته وكسرت من النخل عسيبا فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فشقه نصفين من أعلاه فوضع على أحدهما نصفا وعلى الآخر نصفا وقال "إنّه يهون عليهما ما دام فيهما من بلولتهما شيء إنهما يعذبان في الغيبة والبول". ومن طريق الطيالسي (¬1) أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (124) وتابعه عن الأسود بن شيبان غير واحد، منهم: 1 - أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم. أخرجه أحمد (5/ 35 - 36) 2 - مسلم بن إبراهيم الأزدي. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 126 - 127) والبزار (3636) والعقيلي (1/ 154) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 142 - 143) وابن عدي (2/ 487) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (125) 3 - عبد الصمد بن عبد الوارث البصري. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 127) 4 - عبد الله بن أبي بكر العَتَكي. أخرجه ابن عدي (2/ 487) وخالفهم وكيع فرواه عن الأسود بن شيبان عن بحر بن مرار عن أبي بكرة، ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة. أخرجه ابن أبي شيبة (1287) وأحمد (5/ 39) وابن ماجه (349) والأول أصح. قال المنذري: رواه أحمد وغيره بإسناد رواته ثقات" الترغيب 3/ 512 ¬

_ (¬1) هذه رواية يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي، ورواه حامد بن عمر البكراوي عن الطيالسي فلم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 127) وتابعه أبو بكرة بكار بن قتيبة البكراوي عن الطيالسي به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5191)

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير بحر بن مرار وهو ثقة" المجمع 8/ 93 وقال العراقي: إسناده جيد" إتحاف السادة المتقين 7/ 536 قلت: رواته ثقات غير بحر بن مرار ذكره العقيلي في "الضعفاء" وذكر له هذا الحديث وقال: وليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرار هذا، وقد صح من غير هذا الوجه. وذكره النسائي وابن حبان وابن الجارود في "الضعفاء" أيضا، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. ووثقه ابن معين. وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى على قبرين، يعذب صاحباهما، فقال "إنهما لا يعذبان في كبير ويل، أمّا أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول" فدعا فجريدة رطبة، أو بجريدتين، فكسرهما، ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما إنّه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين، أو لم تيبسا" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (735) واللفظ له عن محمد بن يوسف البيكندي وابن أبي الدنيا في "الغيبة" (37) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قالا: ثنا النضر بن شُميل ثنا أبو العوام عبد العزيز بن ربيع الباهلي ثنا أبو الزبير محمد عن جابر به. قال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" وأبو العباس الدغولي في "كتاب الآداب" بإسناد جيد" تخريج الإحياء 3/ 140 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلسا. وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2232) من طريق إبراهيم الحربي ثنا أبو بكر بن نافع ثنا يحيى بن كثير عن عبد العزيز بن ربيع عن عطاء عن جابر.

قال إبراهيم الحربي: قول أبي بكر بن نافع: عن عطاء، خطأ، وإنما هو عن أبي الزبير. 1515 - حديث أم سلمة أنّه - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم يوم السبت والأحد يتحرى ذلك ويقول "إنّهما يوما عيد الكفار، وأنا أحب أن أخالفهم" وفي لفظ "ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان أكثر صيامه السبت والأحد" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي من حديث أم سلمة" (¬1) أخرجه النسائي في "الكبرى" (2776) وابن حبان (3646) عن حبان بن موسى المروزي وابن خزيمة (2167) وابن حبان (3616) عن سلمة بن سليمان المروزي والطبراني في "الكبير" (23/ 402 - 403) عن معاذ بن أسد المروزي والحاكم (1/ 436) والبيهقي (4/ 303) وفي "فضائل الأوقات" (306) عن عَبْدان عبد الله بن عثمان المروزي كلهم عن عبد الله بن المبارك أنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه أنّ كُريبا مولى ابن عباس أخبره أنْ ابن عباس وناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثوني إلى أم سلمة أسالها الأيام كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر لها صياما، قالت: يوم السبت والأحد. فرجعت إليهم فأخبرتهم وكأنهم أنكروا ذلك (¬2)، فقاموا بأجمعهم إليها، فقالوا: إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنّك قلت كذا وكذا. فقالت: صدق إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد كان يقول "إنّهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم". اللفظ لابن خزيمة • ورواه نعيم بن حماد عن ابن المبارك فقال في روايته: أرسلني ناس إلى أم سلمة، ولم يذكر ابن عباس ¬

_ (¬1) 12/ 484 (كتاب اللباس- باب الفرق) (¬2) زاد ابن حبان "فظنوا بي أني لم أحفظ فردوني، فقالت مثل ذلك، فأخبرتهم".

أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 283) • ورواه عتاب بن زياد المروزي عن ابن المبارك فقال في روايته: عن غريب أنّه سمع أم سلمة ولم يقل: أرسلني ابن عباس وأناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (6/ 323 - 324) • ورواه بَقية بن الوليد عن ابن المبارك فقال في روايته: عن غريب أن ابن عباس بعث إلى أم سلمة وعائشة يسألهما. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2775) وابن شاهين في "الناسخ" (399) قال الحاكم: إسناده صحيح" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 198 قلت: عبد الله بن محمد بن عمر وثقه الدارقطني والذهبي في "الكاشف"، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف، وقال ابن المديني: هو وسط. وأبوه قال ابن القطان: حاله مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان": ما علمت به بأسا, ولا رأيت لهم فيه كلاما، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. 1516 - عن عائشة مرفوعاً "إنّهم عطلوا الحدود عن الأغنياء، وأقاموها على الضعفاء" قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ في "كتاب السرقة" من طريق زاذان عن عائشة مرفوعا" (¬1) 1517 - عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2135) " (¬2) 1518 - عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المجوس فقال "إنّهم يوفون سِبَالَهم، ويحلقون لحاهم، فخالفوهم" ¬

_ (¬1) 15/ 102 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان) (¬2) 13/ 198 (كتاب الأدب- باب من سمى بأسماء الأنبياء)

قال: فكان ابن عمر يستعرض سَبَلَتَهُ فيجزها كما يجز الشاة أو البعير. قال الحافظ: ففي رواية ميمون بن مِهران عن ابن عمر قال: فذكره، أخرجه الطبري والبيهقي" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 566 - 567) وابن حبان (5476) والطبراني في "الأوسط" (1055 و 1645) والبيهقي (1/ 151) وفي "الشعب" (6027) من طرق عن مَعْقِل بن عبيد الله الجَزَري عن ميمون بن مِهْران عن ابن عمر به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ميمون إلا معقل" قلت: وهو حسن الحديث، وميمون بن مهران ثقة مشهور، وقد سمع ابن عمر كما قال البخاري في "الكبير" فالإسناد حسن. 1519 - عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: اسم الجونية أسماء بنت النعمان بن أبي الجون، قيل لها: استعيذي منه فإنّه أحظى لك عنده وخدعت لما رؤي من جمالها، وذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حَمَلَهَا على ما قالت فقال "إنّهنّ صواحب يوسف وكيدهن" قال الحافظ: أخرجه ابن سعد" (¬2) ضعيف جدا أخرجه ابن سعد (8/ 144 - 145) عن الواقدي ثني عبد الله بن جعفر عن عمرو بن صالح عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 188) والواقدي متروك الحديث. 1520 - "إنّي أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل" قال الحافظ: في رواية جُندب عند مسلم (532) أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أنْ يموت بخمس: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 12/ 468 - 469 (كتاب اللباس- باب قص الشارب) (¬2) 11/ 274 (كتاب الطلاق- باب من طلق) (¬3) 8/ 18 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

1521 - حديث أبي أيوب قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة "إني أُخبرت عن عِيْر أبي سفيان فهل لكم أنْ تخرجوا إليها لعل الله يغنمناها؟ " قلنا: نعم، فخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين قال "قد أخبروا خبرنا فاستعدوا للقتال" فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال القوم، فأعاده، فقال له المقداد: لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ولكن نقول: إنّا معكما مقاتلون، قال: فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد، فأنزل الله تعالى {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)} [الأنفال: 5] " قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي أيوب قال: فذكره، وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص عن أبيه عن جده نحوه لكن فيه أنّ سعد بن معاذ هو الذي قال ما قال المقداد، والمحفوظ أن الكلام المذكور للمقداد كما في حديث الباب، وأنّ سعد بن معاذ إنما قال: لو سرت بنا حتى تبلغ برك الغماد لسرنا معك، كذلك ذكره موسى بن عقبة. وقال: وفي رواية محمد بن عمرو المذكور: ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون" (¬1) حديث أبي أيوب سيأتي الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تعادّوا" وحديث علقمة بن وقاص أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 355 - 356) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن محمد بن عمرو الليثي عن جده قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال "كيف ترون؟ " قال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا، قال: ثم خطب الناس فقال "كيف ترورن" فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب فقال "ما ترون؟ " فقال سعد بن معاذ: إيانا تريد، فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرنّ معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أنْ تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له ... وذكر الحديث. ومن هذا الطريق أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 287) و"الدر المنثور" (4/ 15) ¬

_ (¬1) 8/ 289 - 290 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال: 9])

ووقع عنده: عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده. وهذا مرسل لأنّ علقمة بن وقاص تابعي، وابنه عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لم يَرو عنه غير ولده محمد بن عمرو. 1522 - "إني أُريت كأنّ بني أمية يتعاورون منبري هذا" فقيل: هي دنيا تنالهم. ونزلت هذه الآية" (¬1) قال الحافظ: روى ابن مردويه من حديث الحسين بن علي رفعه: فذكره، وأخرجه ابن أبي حاتم من حديث عمرو بن العاص ومن حديث يعلي بن مرة ومن مرسل سعيد بن المسيب نحوه، وأسانيد الكل ضعيفة" (¬2) حديث الحسين بن علي أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (5/ 310) ولفظه "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم، فقيل: مالك يا رسول الله؟ فقال "اني أريت في المنام كأنّ بني أمية يتعاورون منبري هذا" فقيل: يا رسول الله، لا تهتم فإنّها دنيا تنالهم. فأنزل الله {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]. وحديث عمرو بن العاص أخرجه ابن أبي حاتم كما ذكر الحافظ. وحديث يعلي بن مرة أخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (5/ 309) ولفظه "أريت بني أمية على منابر الأرض وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء" واهتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك فأنزل الله {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] وحديث سعيد بن المسيب أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 509) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي ثنا سفيان عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - بني أمية على منبره فساءه ذلك فأُوحي إليه إنما هي دنيا أعطوها، فقرت عينه. وهي قوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] يعني بلاء للناس. قال ابن كثير: علي بن زيد بن جدعان ضعيف، والحديث مرسل أيضا" البداية 6/ 243 ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] (¬2) 10/ 13 (كتاب التفسير: سورة الإسراء- باب {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60])

1523 - عن رجل من الأنصار أنّه قَبَّل امرأته وهو صائم فأمر امرأته أنْ تسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فسألته فقال "إنّي أفعل ذلك" فقال زوجها: يرخص الله لنبيه فيما يشاء، فرجعت فقال "أنا أعلمكم بحدود الله وأتقاكم" قال الحافظ: وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار: فذكره، وأخرجه مالك لكنه أرسله قال: عن عطاء أنّ رجلا فذكر نحوه مطولا" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (8412) عن ابن جُريج أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار أنّه أخبره أنّه قَبَّل امرأته على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم فأمر امرأته فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال "إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك" فأخبرته امرأته فقال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يرخص له في أشياء فارجعي إليه فقولي له ذلك، فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال "أنا أتقاكم وأعلمكم بحدود الله". وأخرجه أحمد (5/ 434) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (6/ 306) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 166 - 167 وقال الشيخ أحمد شاكر: وهو كما قال" الرسالة ص 405 قلت: وإسناده صحيح كما قال الحافظ لكن اختلف فيه على زيد بن أسلم. فرواه مالك (1/ 291 - 292) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنّ رجلا قَبّل امرأته وهو صائم في رمضان. الحديث قال ابن عبد البر: هذا الحديث مرسل عند جميع رواة الموطأ عن مالك" التمهيد 5/ 108 وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (ص 404) عن مالك به. وقال: وقد سمعت من يصل هذا الحديث ولا يحضرني ذكر من وصله انتهى قلت: وصله ابن جريج كما تقدم. ¬

_ (¬1) 5/ 53 (كتاب الصوم- باب المباشرة للصائم)

1524 - عن جابر قال: كنت جالسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَّ قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه وقال "إني أمرت بِبُدْني التي بعثت بها أنْ تُقلد اليوم وتُشعر على مكان كذا فلبست قميصي ونسيت فلم أكن لأخرج قميصي من رأسي" قال الحافظ: رواه الطحاوي وغيره من طريق عبد الملك بن جابر عن أبيه قال: فذكره، الحديث وهذا لا حجة فيه لضعف إسناده" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 400) عن علي بن بحر القطان والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 138) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 223) عن أسد بن موسى الأموي قالا: ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء بن لَبيبة عن عبد الملك بن جابر عن جابر بن عبد الله قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -جالسا (¬2) فقدَّ قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه، فنظر القوم إلى رسول الله- فقال "إنّي أمرت ببدني التي بعثت بها أن تُقَلَّد اليوم وتُشْعَر اليوم على ماء (¬3) كذا وكذا فلبست قميصا ونسيت فلم أكن أخرج قميصي من رأسي" وكان قد بعث ببدنه من المدينة وأقام بالمدينة. وأخرجه البزار (كشف 1107) من طريق داود بن قيس الفراء عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر عن جابر قال: فذكره باختصار. قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار باختصار ورجال أحمد ثقات" المجمع3/ 227 قلت: عبد الرحمن بن عطاء مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه البخاري وغيره، والباقون ثقات. وللحديث شاهد عن عطاء بن يسار عن نفر من بني سلمة قالوا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسات فَشَقَّ ثوبه فقال "إنّي واعدت هديا يُشعر اليوم" قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 227 ¬

_ (¬1) 4/ 294 (كتاب الحج- باب من قلد القلائد بيده) (¬2) زاد الطحاوي "في المسجد". (¬3) ولفظ ابن عبد البر "مكان".

قلت: هكذا وقع في "المجمع" عن عطاء بن يسار. وقال أحمد في "المسند" (5/ 426): ثنا وكيع ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن عطاء عن نفر من بني سلمة. ولعل ما في "المجمع" هو الصواب لأنّ زيد بن أسلم مذكور في الرواة عن عطاء بن يسار والله أعلم. وهشام بن سعد هو المدني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 1525 - "إني أوتيت مفاتيح خزائن الأرض والخلد ثم الجنة، فَخُيِّرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة فاخترت لقاء ربي والجنة" قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي مُوَيْهِبَة قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 642 حلبي) ثني عبد الله بن عمر عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جوف الليل، فقال "يا أبا مويهبة، إنّي قد أمرت أنْ استغفر لأهل هذا البقيع، فانطلقْ معي" فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم، قال "السلام عليكم يا أهل المقابر، لِيَهْنئ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة أشدّ من الأولى" ثم أقبل عليّ، فقال "يا أبا مويهبة، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة" فقلت: بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، قال "لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي والجنة" ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدأ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه الذي قبضه الله فيه. رواه عن ابن إسحاق جماعة، منهم: 1 - إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. رواه عنه غير واحد، منهم: 1 - ابنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد. أخرجه أحمد (3/ 489) ثنا يعقوب به. وقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر العبلي ثني عبيد بن جبير به. ¬

_ (¬1) 9/ 202 (كتاب المغازي- باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

ورواه علي بن المديني عن يعقوب بن إبراهيم فقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي العبلي عن عبيد بن حنين. أخرجه حماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 51 - 52) 2 - أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي. رواه علي بن عبد العزيز البغوي عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر العبلي عن عبيد بن حنين. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 346 - 347) ورواه أحمد بن زهير بن حرب عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي العبلي عن عبيد بن جبير. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 111) ورواه محمد بن يحيى المروزي عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي العبلي عن عبيد بن حنين. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6998) 3 - عمر بن عبد الوهاب الرياحي. رواه البخاري في "الكنى" (ص 73 - 74) عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر عن عبيد بن حنين. وتابعه علي بن عبد العزيز البغوي عن عمر بن عبد الوهاب به، ونسب عبد الله بن عمر فقال: العبلي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 346 - 347) وتابعه أيضا عمرو بن علي الفلاس ثنا عمر بن عبد الوهاب به. أخرجه الرووإني (1508) وخالفهم أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي فرواه عن عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق ثني عبيد الله بن عمر بن حفص عن عبيد بن حنين مولى الحكم به. أخرجه الحاكم (3/ 55 - 56) عن أبي أحمد بكر بن محمد بن همدان الصيرفي ثنا أبو إسماعيل الترمذي به.

قال الحافظ في "الإصابة" (12/ 36): وقوله: ابن عمر بن حفص وهم" قلت: وهذا الوهم من أبي أحمد الصيرفي، فقد رواه أحمد بن سلمان النجاد عن أبي إسماعيل الترمذي ومحمد بن غالب تمتام قالا: ثنا عمر بن عبد الوهاب ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر عن عبيد بن جبير به. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 163) وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 419) من طريق أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا أبو إسماعيل الترمذي به. ونخلص مما تقدم من الروايات عن إبراهيم بن سعد أنّ شيخ ابن إسحاق اسمه عبد الله بن عمر بن علي العبلي. وأما شيخ شيخه فاتفق الرواة عن إبراهيم بن سعد أنّ اسمه عبيد واختلفوا في اسم أبيه فقيل: جبير، وقيل حنين. والأول أصح كما سيأتي. 2 - زياد بن عبد الله البكائي قال: قال ابن إسحاق: ثني عبد الله بن عمر بن ربيعة عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص عن ابن عمرو عن أبي مويهبة به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 58) هكذا قال البكائي في روايته "عبد الله بن عمر بن ربيعة عن عبيد بن حنين" وتابعه: 3 - يونس بن بكير الشيباني إلا أنّه قال في روايته "عبيد مولى الحكم" ولم يذكر أباه. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 57 - 58) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 162 - 163) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 309) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطاردي ثنا يونس بن بكير به. ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (3/ 56) إلا أنّه وقع عنده "عن عبيد بن عبد الحكم". قال الحافظ: كذا فيه، والصواب عن عبيد مولى الحكم" الإصابة 12/ 36 4 - جرير بن حازم البصري عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر ثني عبيد بن حنين عن ابن عمرو عن أبي مويهبة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (467) والبزار (كشف 863)

5 - أبو يحيى بكر بن سليمان البصري الأسواري ثنا ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي بن عدي عن عبيد مولى الحكم عن ابن عمرو عن أبي مويهبة. أخرجه الدارمي (79) وبكر بن سليمان قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا بأس به إن شاء الله تعالى. 6 - محمد بن سلمة الباهلي الحرّاني عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن ابن عمرو عن أبي مويهبة. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 87) عن إسماعيل بن أبي طرفة الحرّاني ثنا محمد بن سلمة (¬1) به. قال الحافظ: قال البغوي: وقع في رواية بعضهم "عن عبيد بن حنين" بمهملة ونونين وبه جزم ابن عبد البر وهو تصحيف، وإنما هو عبيد بن جبير بجيم وموحدة. ونبه على ذلك ابن فتحون وهو عبلي عبشمي" الإصابة 12/ 37 وقال الدارقطني: من قال في هذا: عبيد بن حنين، فقد وهم" تلخيص المتشابه 1/ 420 وخالف الجميع عبد العزيز بن عمران عبد العزيز الزهري المدني فرواه عن أبيه عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد الله بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن ابن أبي مويهبة. فقال: عن عبيد الله بن جبير وأسقط منه ابن عمرو وجعله عن ابن أبي مويهبة. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 86) وعبد العزيز بن عمران قال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. وأبوه قال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. والأول ذكره الهيثمي في "المجمع" (3/ 59) من رواية أحمد والبزار وقال: إسناده ضعيف" قلت: عبد الله بن عمر العبلي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا ¬

_ (¬1) واختلف عنه، فقال عبد العزيز بن يحيى الحراني: ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6999)

فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا ابن إسحاق فهو مجهول. وخالفه يعلي بن عطاء العامري الليثي فرواه عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة. ولم يذكر ابن عمرو. أخرجه أحمد (¬1) (3/ 488) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا الحكم بن فَصِيل ثنا يعلي بن عطاء به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 347 - 348) عن محمد بن أبان الواسطى عن الحكم بن فضيل فسمى أبا عبيد حنينا. وعبيد بن جبير ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن ابن عمرو بل تابعه عمر بن الحكم بن ثوبان عن ابن عمرو عن أبي مويهبة به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 58) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 27) من طريقين عن محمد بن سلمة الباهلي عن محمد بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن عمر بن الحكم به. قال الحافظ: قال أبو نعيم: خالف محمد بن سلمة جميع الرواة عن ابن إسحاق في هذا السند. فأشار إلى أنّ رواية إبراهيم بن سعد ومن تابعه أرجح، ويحتمل أنْ يكون لابن إسحاق فيه شيخان" (¬2) قلت: الاحتمال الذي ذكره الحافظ أقرب إلى الصواب لأنّ محمد بن سلمة الباهلي ثقة وقد رواه على الوجهين. وأبو مالك بن ثعلبة قال الذهبي في "الكاشف": مستور. وعمر بن الحكم بن ثوبان وثقه ابن سعد وغيره. وتابعه شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن جده عن أبي مويهبة. ¬

_ (¬1) وابن أبي شيبة (3/ 340 - 341) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 445) (¬2) "تعجيل المنفعة" (ص 522)

أخرجه ابن سعد (2/ 204) عن محمد بن عمر الواقدي ثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمرو بن شعيب عن أبيه به. والواقدي متروك الحديث. 1526 - حديث "إنّي حَرَّمت الظلم على نفسي" قال الحافظ: هو في صحيح مسلم (2577) " (¬1) 1527 - "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله" قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث بُريدة" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (5/ 353 - 354) وفي "فضائل الصحابة" (1009) والبيهقي (9/ 132) الأثير في "أسد الغابة" (4/ 98) عن زيد بن الحباب والنسائي في "خصائص علي" (15) وفي "الكبرى" (8601) عن معاذ بن خالد المروزي والبيهقي في "الدلائل" (4/ 210) عن يونس بن بكير الشيباني ومحمد بن مخلد في "حديث" (64) عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي أربعتهم عن الحسين بن واقد ثني عبد الله بن بريدة ثني أبي بريدة قال: حاصرنا خيبر (¬3)، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد (¬4) فخرج فرجع ولم يفتح له (¬5)، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني دافع اللواء (¬6) غداً ¬

_ (¬1) 17/ 154 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28]). (¬2) 6/ 468 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي - صلى الله عليه وسلم -). (¬3) محمد البيهقي في "الدلائل" وابن الأثير "لما كان يوم خيبر". (¬4) زاد النسائي والبيهقي وابن الأثير "عمر". (¬5) زاد البيهقي "وقتل محمود بن مسلمة". (¬6) وفي لفظ "لوائي".

إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحبّ الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له" فبتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غدا، فلما أنْ أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى الغداة، ثم قام قائما، فدعا باللواء، والناس على مصافهم (¬1)، فدعا عليّا (¬2) وهو أرمد (¬3)، فتفل في عينيه (¬4) ودفع إليه اللواء وفتح له. واللفظ لأحمد قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 150 - 151 قلت: وإسناده حسن. ولم ينفرد الحسين بن واقد به بل تابعه غير واحد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، منهم: 1 - ميمون أبو عبد الله. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 462 - 463) وأحمد (5/ 358 - 359) وفي "فضائل الصحابة" (1034) وابن أبي عاصم في "السنة" (1379) والبزار (كشف 1814) والنسائي في "خصائص علي" (16) وفي "الكبرى" (8600) وابن جرير في "التاريخ" (3/ 11 - 12) والحاكم (¬5) (3/ 437) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن ميمون أبي عبد الله عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لما كان حين نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحصن (¬6) أهل خيبر (¬7)، أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللواء عمر بن الخطاب، ونهض من نهض معه من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يجبنه أصحابه ويجبنهم (¬8)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لأعطين اللواء (¬9) غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" فلما كان من الغد تطاول (¬10) لها أبو بكر وعمر، فدعا علياً وهو أرمد، فتفل في عينيه، وأعطاه اللواء، ونهض معه من الناس من نهض. ¬

_ (¬1) زاد النسائي والبيهقي "فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا هو يرجو أن يكون صاحب اللواء" (¬2) وعند النسائي والبيهقي "علي بن أبي طالب" (¬3) وفي لفظ "وهو يشتكي عينيه" (¬4) زاد النسائي "ومسح عنه" (¬5) ولم يذكر في إسناده "عن بريده" (¬6) وفي لفظ "بحضرة" (¬7) زاد ابن أبي شيبة "فزع أهل خيبر وقالوا: جاء محمد في أهل يثرب" (¬8) ولفظ ابن أبي عاصم "لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحصن خيبر ماج أهل الحصن بعضهم في بعض وفزعوا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنّا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" (¬9) وفي لفظ "الراية" (¬10) لفظ النسائي والحاكم "تطاول" ولفظ ابن أبي عاصم "تبادر" ولفظ ابن أبي شيبة "تصادر"

قال: فلقي أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب ... إذا اللوث أقبلت تلهب فاختلف هو وعليّ ضربتين، فضربه عليّ على هامته، حتى عضّ السيف منها بأضراسه (¬1)، وسمع أهل العسكر صوت ضربته (¬2)، فما تتامّ آخر الناس مع علي حتى فتح الله له ولهم (¬3). واللفظ لابن جرير. قال البزار: لا نعلمه عن بريدة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 150 قلت: إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله. 2 - المسيب بن مسلم الأزدي. أخرجه ابن جرير في "التاريخ" (3/ 12 - 13) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني والحاكم (3/ 37) والبيهقي (9/ 132) وفي "الدلائل" (4/ 210 - 212) عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردى قالا: ثنا يونس بن بكير ثنا المسيب بن مسلم الأزدي (¬4) ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربما أخدته الشقيقة، فيلبث اليوم واليومين لا يخرج. فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس. وإنّ أبا بكر أخذ راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نهض فقاتل قتالا شديدا، ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالا شديدا هو أشد من القتال الأول، ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أما والله لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يأخذها عنوة" وليس ثم عليّ. فتطاولت لها قريش، ورجا كل ¬

_ (¬1) ولفظ النسائي "أبيض رأسه" ولفظ ابن أبي عاصم "بالأرض" (¬2) زاد الحاكم "فقتله" (¬3) وفي لفظ "حتى فتح لأولهم" (¬4) عند ابن جرير "الأودي"

واحد منهم أنْ يكون صاحب ذلك، فأصبح فجاء عليّ على بعير له، حتى أناخ قريبا من خباء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أرمد، وقد عصب عينيه بشقة برد قطري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما لك؟ " قال: رمدت بعد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ادن مني" فدنا فتفل في عينيه، فما وجعها حتى مضى لسبيله. ثم أعطاه الراية، فنهض بها معه وعليه حُلة أرجوان حمراء قد أخرج خملها. فأتى مدينة خيبر، وخرج مرحب صاحب الحصين وعليه مغفر معصفر يمان، وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرّب فقال عليّ: أنا الذي سمتني أمي حيدره ... أكيلكم بالسيف كيل السندره ليث بغابات شديدٌ قسوره فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ فضربه، فقدَّ الحجر والمغفر ورأسه، حتى وقع في الأضراس. وأخذ المدينة. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: المسيب بن مسلم لم أقف له على ترجمة. 3 - عطاء الخراساني. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1380) عن محمد بن خلف العسقلاني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا يزيد بن زُرَيع عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر قال "لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه" فدعا عليا فعقد له الراية فسار عليّ وتلقاه مرحب فقتله، وفتح الحصن. وإسناده حسن إنْ كان يزيد بن زريع سمع من عطاء الخراساني فإنهم لم يذكروه في الرواة عن عطاء، وإني أظنّ أنّ في هذا الإسناد راو سقط بين يزيد وعطاء والله أعلم. وللحديث شاهد عن علي قال: سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فلما أتاها بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم أو إلى قصرهم، فقاتلوهم فلم يلبثوا أنْ انهزم عمر وأصحابه، فجاء يجبنهم ويجبنونه، فساء ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لأبعثنّ إليهم رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يقاتلهم حتى يفتح الله له، ليس بفرار" فتطاول الناس لها، ومدوا أعناقهم يرونه أنفسهم رجاء ما قال، فمكث ساعة ثم قال "أين علي؟ " فقالوا: هو أرمد، فقال "ادعوه لي" فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيهما، ثم أعطاني اللواء فانطلقت به

سعيا خشية أنْ يحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم حدثا أو فِيّ، حتى أتيتهم فقاتلتهم، فبرز مرحب يرتجز، وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى التقينا، فقتله الله بيدي، وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب، فأتينا الباب، فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 469) عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي به. وأخرجه البزار (770) عن يوسف بن موسى القطان والحاكم (¬1) (3/ 37) عن سعيد بن مسعود المروزي قالا: ثنا عبيد الله بن موسى به. قال الهيثمي: وفيه نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وغيره وفيه لين" المجمع 6/ 151 قلت: هو مختلف فيه، وأبو مريم الحنفي قال ابن حبان وغيره: اسمه إياس بن صبيح وقال بعضهم: ضُبيح. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. 1528 - "إني راكب غدا إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسلام" قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" والنسائي من حديث أبي بَصْرة- وهو بفتح الموحدة وسكون المهملة- الغفاري أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: قال المنذري: وأما حديث أبي عبد الرحمن الجهني فأخرجه ابن ماجه، وأما حديث أبي بصرة فأخرجه النسائي. قلت: هما حديث واحد اختلف فيه على يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير فقال عبد الحميد بن جعفر: عن أبي بصرة، أخرجه النسائي والطحاوي، وقال ابن إسحاق: عن أبي عبد الرحمن، أخرجه أحمد وابن ماجه والطحاوي أيضا، وقد قال بعض أصحاب ابن إسحاق عنه مثل ما قال عبد الحميد، أخرجه الطحاوي، والمحفوظ قول الجماعة" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) ووقع عنده "عن أبي موسى الحنفي عن علي" والصواب أبو مريم. (¬2) 13/ 277 (كتاب الاستئذان- باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين) (¬3) 13/ 282 - 283 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام)

أخرجه أحمد (6/ 398) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 491) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 342) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 149) والطبراني في "الكبير" (2162) وأبو نعيم في "الصحابة" (6707) والبيهقي في "الشعب" (8513) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والنسائي في "اليوم والليلة" (388) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر أني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليَزَني عن أبي بصرة الغفاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم يوما "إني راكب (¬1) إلى يهود، فمن انطلق معي (¬2) (¬3) فإنْ سلموا عليكم فقولوا: وعليكم" فانطلقنا فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا: وعليكم. واللفظ لأحمد واختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر، فرواه وكيع (¬4) عنه عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي بصرة، ولم يذكر أبا الخير. أخرجه ابن أبي شيبة (¬5) (8/ 631) وأحمد (6/ 398) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1005) والأول أصح لأنّ أبا عاصم وأبا أسامة ثقتان، والزيادة من الثقة مقبولة. والحديث إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد عبد الحميد بن جعفر به بل تابعه غير واحد عن يزيد بن أبي حيب به، منهم: 1 - ابن لهيعة. أخرجه أحمد (6/ 398) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 341) وابن قانع (1/ 149) والطبراني في"الكبير" (2163) من طرق عن ابن لَهيعة ثنا يزيد بن أبي حيب عن ¬

_ (¬1) وفي لفظ "اركب" (¬2) زاد الطبراني "منكم فلا تبدءوهم بالسلام" (¬3) لفظ يعقوب بن سفيان "إذا مررتم باليهود والنصارى فلا تسلموا عليهم" وقوله "والنصارى" شاذ (انظر الصحيحة للألباني 5/ 288 - 291) (¬4) ولفظ حديثه "إنا غادون على يهود فلا تبدءوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم" (¬5) وفي "مسنده" (668)

أبي الخير قال: سمعت أبا بصرة رفعه "إني راكب إلى يهود (¬1)، فإذا أتيتموهم، فسلموا عليكم، فقولوا: وعليكم" واللفظ للطحاوي. وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات (¬2). 2 - خالد بن يزيد المصري. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 83 و188) عن عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي بصرة رفعه "إنّا راكبون غدا إلى يهود، فإذا سلموا عليكم، فقولوا: عليكم". عبد الله بن صالح مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. 3 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1102) عن أحمد بن خالد الوَهْبي وعن يحيى بن واضح المروزي والترمذي في "العلل الكبير" (2/ 861) عن ابن المبارك والطبراني في "الكبير" (2164) عن محمد بن سلمة المرادي وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 188) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 341) عن عبيد الله بن عمرو الأسدي الجَزَري وابن قانع (1/ 149) عن عبدة بن سليمان الكلابي ¬

_ (¬1) وفي لفظ "إنا غادون إلى اليهود" (¬2) انظر "فتح الباري" (4/ 464 حلبي)

كلهم عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد عن أبي بصرة رفعه "إني راكب (¬1) غدا إلى يهود، فلا تبدءوهم بالسلام. فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم" واختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه جماعة عنه عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فجعلوه من مسند أبي عبد الرحمن الجهني. أخرجه أحمد (4/ 233) عن يزيد بن هارون وعن محمد بن أبي عدي البصري (¬2) وابن أبي شيبة (8/ 630) وفي "المسند" (729) وابن ماجه (3699) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2577) وأبو يعلى (936) والطبراني في "الكبير" (22/ 290) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 93) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 197) والمزي في "التهذيب" (34/ 40 - 41) عن عبد الله بن نمير والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 341) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري والطبراني في "الكبير" (22/ 291) عن شريك بن عبد الله النخعي و (22/ 290) والطحاوي (4/ 341) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني والطبراني (22/ 290 - 291) عن علي بن مُسْهِر الكوفي كلهم عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "منطلق" (¬2) ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "التهذيب" (34/ 40)

قال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: عن أبي بصرة أصح، وعن أبي عبد الرحمن وهم فيه ابن إسحاق، والصحيح عن أبي بصرة. قال الترمذي: وإنما قال محمد: حديث أبي بصرة أصح لأنّ عبد الحميد بن جعفر روى هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي بصرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو حديث ابن المبارك عن ابن إسحاق" العلل الكبير 2/ 862 وقال البوصيري: قلت: ليس لأبي عبد الرحمن الجهني عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس له رواية في شيء من الخمسة، وإسناد حديثه من هذا الوجه ضعيف لتدليس ابن إسحاق" مصباح الزجاجة 4/ 109 قلت: صرّح ابن إسحاق بالتحديث من يزيد بن أبي حبيب في رواية ابن أبي عدي عنه فانتفى التدليس. 1529 - عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلاة الصبح فقال "إني رأيت الليلة رؤيا هي حق فاعقلوها. أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى جبلا طويلا وعرا فقال لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع، فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما وضعت قدمي وضعتها على درجة حتى استويت على سواء الجبل، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت: من هؤلاء؟ قال الذين يقولون ما لا يعلمون، الحديث" قال الحافظ: أخرج الطبراني بسند جيد عن أبي أمامة قال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وفي حديث أبي أمامة "ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء أقبح شيء منظرا وأنتنه ريحا كأنما ريحهم المراحيض، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزواني والزناة، ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال نيام تحت ظلال الشجر. قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن شيء وجهاً وأطيبه ريحا، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون" الحديث" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (7666) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن سليم بن عامر أنّه حدّثه أنّ أبا أمامة الباهلي حدّثه قال: خرج علينا ¬

_ (¬1) 16/ 100 (كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح) (¬2) 16/ 106 - 107 (الموضع السابق)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلاة الصبح فقال "إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها، أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتاني جبلا وعرا طويلاً، فقال لي: ارقه، فقلت: إني لا أستطيع، فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما رقيت قدمي وضعتها على درجهّ حتى استوينا على سواء الجبل الحديث وفيه طول. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 76 - 77 قلت: بكر بن سهل قال النسائي: ضعيف، وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث مختلف فيه، واستشهد به البخاري وقيل: روى عنه، ومعاوية بن صالح هو الحضرمي ثقة احتج بن مسلم. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ثنى سليم بن عامر أبو يحيى الحمصي ثني أبو أمامة رفعه "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا لي: اصعد، فقلت: إني لا أطيق، فقالا: إنا سنسهله لك، وذكر الحديث بنحوه. وفي حديث معاوية بن صالح زيادات ليست في حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (4/ 166) وابن خزيمة (1986) وابن حبان (7491) والطبراني في "الكبير" (7667) والحاكم (1/ 430 و 2/ 209 - 210) والبيهقي (4/ 216) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري بجميع رواته غير سليم بن عامر وقد احتج به مسلم" قلت: وهو كما قال. 1530 - "إني سقت الهدي وَقَرَنْت" قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث البراء مرفوعاً: فذكره، وللنسائي من حديث عليّ مثله" (¬1) أخرجه أبو داود (1797) عن يحيى بن معين ثنا حجاج (¬2) ثنا يونس عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: كنت مع عليّ حين أمّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اليمن، قال: فأصبت معه أَوَاقِي، فلما قدم عليّ من اليمن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وجدت فاطمة قد لبست ثيابا ¬

_ (¬1) 4/ 171 (كتاب الحج - باب التمتع والقران والإفراد بالحج) (¬2) هو ابن محمد الأعور.

صبيغا، وقد نضحت البيت بنضوح، فقالت: مَالَكَ؟ فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أصحابه فأحلوا؟ قال: قلت لها: إني أهللت بإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي "كيف صنعت؟ " فقال: قلت: أهللت بإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال "فإني قد سقت الهدي وقرنت" قال: فقال لي "انحر من البُدن سبعا وستين، أو ستا وستين، وأمسك لنفسك ثلاثا وثلاثين، أو أربعا وثلاثين، وأمسك لي من كل بدنة منها بَضعة" ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 15) وأخرجه النسائي (5/ 115 و 122) وفي "الكبرى" (3705 و 3726) والروياني (306) والطبراني في "الأوسط" (6303) وابن حزم في "المحلى" (7/ 120) من طرق عن يحيى بن معين به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا يونس، تفرد به حجاج بن محمد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 237 قلت: يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي وهو صدوق، والباقون ثقات إلا أنّ أبا إسحاق السبيعي اختلط بأخرة، وكان يدلس ولم يذكر سماعا من البراء، وسماع يونس منه بعد الاختلاط. 1531 - عن حذيفة قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذني هاتين ينهى عن النَّعْي. قال الحافظ: وقد كان بعض السلف يشدد في ذلك حتى كان حذيفة إذا مات له الميت يقول: لا تؤذنوا به أحدا، إني أخاف أنْ يكون نعيا: فذكره، أخرجه الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 274 - 275) وأحمد (5/ 385 و 406) وابن ماجه (1476) والترمذي (986) والبيهقي (4/ 74) والمزي (5/ 376 - 377) من طرق عن حبيب بن سليم العبسي عن بلال بن يحيى العبسي عن حذيفة قال: فذكره. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: حبيب بن سليم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صالح الحديث، وقال الحافظ: مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. ¬

_ (¬1) 3/ 360 (كتاب الجنائز- باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه)

وبلال بن يحيى قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وقال ابن القطان الفاسي: هو ثقة روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكر سماع، وقد صحح الترمذي حديثه عن حذيفة، فمعتقده والله أعلم أنه سمع منه. وقال ابن معين أيضاً: روايته عن حذيفة مرسلة (تهذيب التهذيب) وقال ابن أبي حاتم: وجدته يقول: بلغني عن حذيفة (الجرح والتعديل) فعلى هذا فالإسناد منقطع. 1532 - "إنّي عبد الله وخاتَم النبيين، وإنّ آدم لَمُنْجَدل في طينته. وسأخبركم عن ذلك: إنّي دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يَرْيَن، وإنّ أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام" قال الحافظ: أخرجه (أي البخاري) في "التاريخ" من حديث العِرْباض بن سارية رفعه: فذكره، وأخرجه أيضا أحمد وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم، وفي حديث أبي أمامة عند أحمد نحوه، وأخرج ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوه" (¬2) حديث العرباض أخرجه ابن سعد (1/ 148 - 149) وأحمد (4/ 127) وابنه في "السنة" (865) والبخاري في "الكبير" (3/ 2 / 68) و "الأوسط" (1/ 13) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 636) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 345) والطبري في "تفسيره" (1/ 556 و 28/ 87) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1264) وابن حبان (6404) والطبراني في "الكبير" (18/ 252) وفي "مسند الشاميين" (1939) والآجري في "الشريعة" (ص 421) والحاكم (2/ 418) وأبو نعيم في "الدلائل" (9 و 10) وابن بشران (1653) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 80 و 389 - 390 و 2/ 130) وفي "الشعب" (1322) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/ 404 - 405 و 405) والبغوي في "شرح السنة" (3626) وفي "معالم التنزيل" (1/ 111) وفي "الشمائل" (4) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن سعيد بن سويد ¬

_ (¬1) 7/ 369 - 370 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خاتم النبيين) (¬2) 7/ 394 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية رفعه "إنّي عند الله مكتوب (¬1) لخاتم النبيين، وإنّ آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول ذلك (¬2) (¬3): دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى (¬4) بي، والرؤيا التي رأت أمي (¬5)، وكذلك أمهات النبيين يرين، أنها رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام (¬6) " واللفظ للطبري قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد والبزار والطبراني واحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان" المجمع 8/ 223 قلت: وعبد الأعلي بن هلال ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. واختلف فيه على سعيد بن سويد، فرواه أبو بكر بن أبي مريم الغساني عنه عن العرباض، ولم يذكر عبد الأعلى بن هلال. أخرجه أحمد (4/ 128) وابن أبي عاصم في "السنة" (409) والبزار (كشف 2365) والطبري في "تفسيره" (1/ 556) والطبراني في "الكبير" (18/ 253) وفي "مسند الشاميين" (1455) والحاكم (2/ 600) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 89 - 90) وابن بشران (40) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 83) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم به. قال البزار: لا نعلمه يُروى بإسناد أحسن من هذا، وسعيد بن سويد شامي ليس به بأس" قلت: وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف كما قال أحمد وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، والصواب الأول. وللحديث شاهد عن أصحاب رسول الله لم يسموا وعن أبي أمامة وعن عبادة بن الصامت ¬

_ (¬1) وفي لفظ "إني عبد الله" (¬2) وفي لفظ "بأول أمري" (¬3) زاد البخاري والحاكم "أنا" (¬4) زاد البخاري "ابن مريم" (¬5) زاد الحاكم "آمنة" (¬6) زاد الحاكم "ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)} "

فأما حديث أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 166 - 167) ثني ثور بن يزيد عن بعض أهل العلم ولا أحسبه إلا عن خالد بن مَعدان الكَلاَعي أنّ نفرا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا له: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال "نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بَهْما لنا، إذ أتاني رجلان ... وذكر الحديث. وأخرجه الحاكم (2/ 600) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 83 - 84 و 145 - 146) عن يونس بن بكير وهو في "مغازيه" (ص 51) والطبري في "تفسيره" (1/ 556) وفي "تاريخه" (2/ 165) عن سلمة بن الفضل الأبرش كلاهما عن ابن إسحاق به. قال الحاكم: خالد بن معدان من خيار التابعين صحب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة فإذا أسند حديثا إلى الصحابة فإنّه صحيح الإسناد" وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" التفسير 4/ 360 قلت: اختلف في هذا الحديث على ثور بن يزيد، فرواه عبد الوهاب بن عطاء والواقدي عنه عن خالد بن معدان مرسلا. أخرجه ابن سعد (1/ 150) وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطيالسي (منحة 2/ 86) عن الفرج بن فَضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله، ما كان بدؤ أمرك؟ قال "دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي أنه خرج منها نورا أضاءت منه قصور الشام". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 84) وأخرجه ابن سعد (1/ 102 و 149) وأحمد (5/ 262) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 927) والروياني (1267) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3553) والطبراني في "الكبير" (7729) وفي "مسند الشاميين" (1582) وابن عدي (6/ 2055) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 9) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (597) واللالكائي في "السنة" (1404) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 84) وإسماعيل الأصبهاني في "دلائل النبوة" (1) من طرق عن الفرج بن فضالة به.

قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ" وقال الهيثمي: إسناده حسن، وله شواهد تقويه" المجمع 8/ 222 قلت: بل إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة. وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية- القسم الأول ص330 - 331) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا بشر بن عمارة عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن غَنْم عن عبادة قال: قيل: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال "نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم". وإسناده ضعيف لضعف بشر بن عمارة الخثعمي، والأحوص بن حكيم مختلف فيه. 1533 - "إني فَرَطُكُم على الحوض، وإني مكاثر بكم" قال الحافظ: وأما حديث عبد الله الصُّنَابحي فغلط عياض في اسمه وإنّما هو الصُّنَابح بن الأعْسر وحديثه عند أحمد وابن ماجه بسند صحيح ولفظه: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (237) عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي مرفوعا "أنا فرطكم على الحوض، واني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلوا بعدي" وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 29) وعنه أبو يعلى (1454) عن ابن المبارك به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 219) وابن حبان (5985) من طريقين عن ابن المبارك به. وأخرجه الحميدي (780) ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 167) وابن أبي شيبة (15/ 29 و 30 و 11/ 438 - 439) وأحمد (4/ 349 و 351) وفي "مسائل صالح" (ص 166 و 167) والبخاري في "الأوسط" (1/ 168) وابن ماجه (3944) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 220) وابن أبي عاصم في "السنة" (739) وفي "الآحاد" (2540 و 2541) وأبو يعلى (1454 و 1455) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1296) وابن الأعرابي (ق 238/ أ) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 23 و 74 و 74 - 75) وابن ¬

_ (¬1) 14/ 264 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

حبان (6446 و 6447) والطبراني في "الكبير" (7415 و 7416) وأبو نعيم في "الصحابة" (3859) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 35) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 235 - 236) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: سمعت الصنابح (¬1) الأحمسي (¬2) البجلي (¬3) قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. قال البخاري: والصنابح الذي له صحبة هو ابن الأعسر الأحمسي البجلي، ثم ذكر له هذا الحديث، قال: وقال وكيع وابن المبارك عن إسماعيل عن قيس عن الصنابحي، والصحيح الصنابح، حديثه في الكوفيين، ليس له حديث صحيح إلا هذا" التاريخ الأوسط 1/ 167 - 168 والتاريخ الكبير 2/ 2/327 وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 167 قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد إسماعيل بن أبي خالد به بل تابعه مُجالد بن سعيد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابح (¬4) رفعه "أنا فرطكم على الحوض، وإنّي مكاثر بكم الأمم فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" أخرجه أحمد (4/ 351) وفي "مسائل صالح" (ص 167) وأبو يعلى (1452) وأبو القاسم البغوي (1295) والطبراني في "الكبير" (7414) والصنابح هو ابن الأعسر الأحمسي البجلي كما قال البخاري وغيره. وخالف في ذلك الألباني فقال: الصنابحي اسمه عبد الله لم يخرج له الشيخان، وهو مختلف في صحبته والراجح عندي ثبوتها لتصريحه بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث، وقد أثبتها له ابن معين فقال: عبد الله الصنابحي روى عنه المدنيون ويشبه أنْ يكون له صحبة". وهو غير عبد الرحمن بن عُسَيْلة أبي عبد الله المرادي الصنابحي الذي روى عنه الكوفيون ... إلى آخر ما قال" ظلال الجنة 2/ 344 والجواب عليه من وجوه: الأول: أنّ الذين أخرجوا الحديث ممن ذكرتهم لم يسموه عبد الله، وإنما سموه الصنابح أو الصنابحي على الخلاف بينهم في ذلك. ¬

_ (¬1) وقال بعضهم: الصنابحي، بالياء. (¬2) وعند ابن الأعرابي "رجل من أحمس". (¬3) من مسند أحمد. (¬4) وعند أحمد وأبي يعلى "الصنابحي"

الثاني: أنّ الصنابح بن الأعسر الأحمسي البجلي لم يختلف في صحبته (¬1) بخلاف عبد الله الصنابحي فاختلفوا في صحبته (¬2). الثالث: أنّ الصنابح بن الأعسر سكن الكوفة وهو أحمسي بجلي، ولم يَرو عنه إلا قيس بن أبي حازم وهو أحمسي بجلي كوفي كذلك (¬3). الرابع: أنّ البخاري وغيره نصوا على أن صحابي الحديث هو الصنابح بن الأعسر، ووهموا من قال هو الصنابحي بالياء (¬4). قال الحافظ: ووقع في رواية ابن المبارك ووكيع عن إسماعيل: الصنابحي، بزيادة ياء، وقال الجمهور من أصحاب إسماعيل: بغير ياء، وهو الصواب، ونص ابن المديني (¬5) والبخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد على ذلك" الإصابة 5/ 158 - 159 1534 - "إنّي قد أهديت إلى النجاشي حلة وأَوَاقي من مسك، ولا أرى النجاشي إلا قد. مات، ولا أرى هديتي إلا مردودة عليّ، فإنْ رُدت عليّ فهي لك" قال الحافظ: رواه أحمد والطبراني عن أم كلثوم بنت أبي سلمة وهي بنت أم سلمة قالت: لما تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة قال لها: فذكره، قالت: وكان كما قال. وإسناده حسن" (¬6) ضعيف أخرجه أحمد (6/ 404) عن حسين بن محمد المَرُّوذي ¬

_ (¬1) قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وابن عبد البر والمزي: له صحبة. التاريخ الصغير 1/ 167 - 168 والجرح والتعديل 2/ 1/ 454 والمراسيل ص 121 و 122 والاستيعاب 5/ 179 وتهذيب الكمال 13/ 235 والكاشف للذهبي والإصابة 7/ 255 والتقريب والثقات لابن حبان 3/ 196 (¬2) انظر تهذيب الكمال 16/ 343 و 17/ 283 - 285 والإصابة 6/ 248 والمراسيل ص 122 والمستدرك 1/ 130 وانظر حديث "تطلع الشمس بين قرني شيطان" في حرف التاء. (¬3) انظر "تهذيب التهذيب" (4/ 438) والاستيعاب 5/ 179 (¬4) علل ابن أبي حاتم 2/ 410 والمراسيل ص 122 والإصابة 5/ 159 والثقات لابن حبان 3/ 196 والتاريخ الكبير 2/ 2/ 327 وتقريب التهذيب 1/ 370 والمؤتلف والمختلف للدارقطني 3/ 1458 (¬5) المؤتلف للدارقطني (3/ 1457) (¬6) 6/ 149 (كتاب الهبة- باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه)

وابن سعد (8/ 95) عن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي والطحاوي في "المشكل" (347) والحاكم (2/ 188) والبيهقي (6/ 26 - 27) عن عبد الله بن وهب والطحاوي (348) عن أسد بن موسى المصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3459) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة" (8020) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 385) عن الصلت بن مسعود الجَحْدري والطبراني في "الكبير" (25/ 81) عن سعيد بن أبي مريم ويحيى بن عبد الله بن بكير والطبراني أيضاً وأبو الشيخ في "الأقران" (180) وعن سفيان الثوري والطبراني أيضا وأبو نعيم في "الصحابة" (8019) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 296) وابن منده في "المعرفة" كما في "الإصابة" (13/ 277) والبيهقي (¬1) (6/ 26 - 27) عن مسدد وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3991 و 8653) كلهم عن مسلم بن خالد الزَّنْجي عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم بنت أبي سلمة قالت: لما تزوج (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة قال لها "إنّي قد أهديت إلى النجاشي حلة وأواقي من مسك، ولا أرى النجاشي إلا قد مات، ولا أرى إلا هديتي مردودة عليّ (¬3)، فإن ردت عليّ فهي لك" ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن أمه" وأثبته البوصيري في "إتحاف الخيرة" (4/ 351 و 352) (¬2) وفي لفظ "بنى" (¬3) وفي لفظ "ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد".

قال: وكان كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) ورُدت عليه هديته، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحلة. واختلف فيه على مسلم بن خالد الزنجي: • فرواه يزيد بن هارون عنه عن موسى بن عقبة عن أبيه عن أم كلثوم. فجعله عن موسى بن عقبة عن أبيه. أخرجه أحمد (6/ 404) عن يزيد بن هارون به (¬2). • ورواه هشام بن عمار عن مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم عن أم سلمة. فزاد فيه أم سلمة. أخرجه ابن حبان (5114) قال الحافظ في "الإصابة" (13/ 277): وهو المحفوظ" قلت: وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي. وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: منكر، ومسلم الزنجي ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين (¬3) وغيره، وضعفه جماعة، وأم موسى بن عقبة لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 148 1535 - حديث المهاجر بن قُنْفُذ أنّه سلّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يردّ عليه حتى توضأ وقال: "إنّي كرهت أن أذكر الله إلا على طهر" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي، وصححه ابن خزيمة وغيره" (¬4) أخرجه أحمد (4/ 345 و5/ 80) وأبو داود (17) وابن ماجه (350) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (673) والنسائي (1/ 34 - 35) وفي "الكبرى" (37) وابن خزيمة (206) ¬

_ (¬1) زاد ابن سعد وغيره "مات النجاشي" (¬2) رواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن يزيد بن هارون فلم يقل عن أبيه. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3992 و 8654) (¬3) اختلف فيه قول ابن معين: فوثقه في بعض الروايات، وضعفه في روايات أخرى. (¬4) 13/ 249 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله تعالى)

والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 85) وابن حبان (803 و 806) والطبراني في "الكبير" (20/ 329 - 330) وأبو نعيم (¬1) في "الصحابة" (6213) والحاكم (1/ 167) والبيهقي (1/ 90) والبغوي في "شرح السنة" (312) وفي "الشمائل" (242) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 280) والمزي في "تهذيب الكمال" (28/ 578 و 578 - 579) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 205 - 206) عن سعيد بن أبي عَروبة والدارمي (2644) وابن أبي عاصم (674) والحسن بن سفيان في "مسنده" (نتائج الأفكار 1/ 207) والطبراني (20/ 329) وأبو نعيم في "الصحابة" (6214) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 207) عن هشام الدَّسْتُوَائي والحاكم (1/ 167) عن شعبة (¬2) ثلاثتهم عن قتادة عن الحسن عن حُضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أبي ساسان الرَّقَاشي عن المهاجر بن قنفذ بن عُمير بن جُدْعان أنّه سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يتوضأ فلم يرّد عليه، فلما فرغ من وضوئه (¬3) قال "إنّه لم يمنعني أنْ أردّ عليك إلا أني (¬4) كرهت أنْ أذكر الله تبارك وتعالى إلا على طهارة". واللفظ لأحمد والبيهقي. وفي لفظ (¬5): أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -وهو يبول، فسلم عليه، فلم يردّ عليه حتى توضأ (¬6)، ثم اعتذر إليه فقال "إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر" ¬

_ (¬1) وسقط من إسناده: عن الحسن. (¬2) رواه عبد الله بن خيران البغدادي عنه، وعبد الله بن خيران ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه. وتعقبه الخطيب فقال: قد اعتبرت من رواياته أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته (تاريخ بغداد 9/ 451) (¬3) وفي لفظ لأحمد "حتى توضأ فردّ عليه" ولفظ ابن خزيمة وابن حبان وابن أبي عاصم "حتى توضأ، ثم اعتذر إليه" (¬4) لفظ ابن ماجه "إلا أني كنت على غير وضوء" (¬5) وهو لأبي داود وابن حبان والحاكم والبغوي. (¬6) زاد النسائي والدارمي "فلما توضأ ردّ عليه" ولم يذكرا ما بعده.

أو قال "على طهارة" واختلف فيه على الحسن وهو البصري: فقيل: عنه عن المهاجر بن قنفذ، ليس فيه حضين بن المنذر. أخرجه أحمد (5/ 80 - 81) والطحاوي (1/ 85) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 59) والطبراني في "الكبير" (20/ 329) عن حميد الطويل وابن أبي شيبة (8/ 623) عن جرير بن حازم البصري وابن قانع (3/ 59 - 60) عن مُجَّاعة بن الزبير العتكي والحسن بن دينار والخرائطي في "المساوئ" (871) عن يونس بن عبيد وأبو نعيم في "الصحابة" (6215) عن عبد الله بن المختار البصري خمستهم عن الحسن عن المهاجر بن قنفذ به. - وذكر أبو نعيم أيضاً: زياد الأعلم (¬1). والأول أصح. قال الحاكم بعد تخريجه: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا للمهاجر بن قنفذ شيئا، وحضين بن المنذر إنما احتج به مسلم وحده لكن لا في روايته عن المهاجر بن قنفذ ولا في رواية الحسن البصري عنه، وحضين لم يذكر سماعا من المهاجر فلا أدري أسمع منه أم لا (¬2)، ¬

_ (¬1) وخالف الجميع أبو عبيدة بكر بن الأسود الناجي فرواه عن الحسن عن البراء بن عازب. قال أبو نعيم: وأبو عبيدة ضعيف مضطرب الحفظ" معرفة الصحابة 5/ 2578 (¬2) ولما ترجمه البخاري في "التاريخ "الكبير" (2/ 1/ 128) قال: سمع عثمان وعليا وعن مهاجر بن قنفذ. ولم يذكر أنه سمع من مهاجر، والله تعالى أعلم.

وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، لكن رواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنّ شعبة كان لا يسمع منه إلا ما سمع، فانحصرت العلة في عنعنة الحسن، وفي عدم تصريح حضين بالسماع من المهاجر. وقال النووي: حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة" الأذكار ص 28 وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه حميد الطويل وغيره عن الحسن فلم يذكروا أبا ساسان. وليست هذه العلة بقادحة، فإنّ قتادة أحفظهم، لكن في السند علة أخرى، وهي أنّ سعيد بن أبي عروبة وشيخه وشيخ شيخه وصفوا بالتدليس في الإسناد وقد عنعنوه، ولم أره في شيء من الطرق تصريحا من واحد منهم بالتحديث، وقد انجبرت رواية سعيد برواية هشام. وعذر من صحح الحديث كثرة شواهده، وإلا فغاية إسناده أن يكون حسنا" نتائج الأفكار 1/ 206 - 208 1536 - عن أبي سلمة قال: قلت: يا أبا سعيد، إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فقال: سألت عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنّي كنت أُعلمتها ثم أُنسيتها كما أُنسيت ليلة القدر" قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة من طريق سعيد بن الحارث عن أبي سلمة قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ النهار ثنتا عشرة ساعة" 1537 - "إنّي كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فادخروا ما بدا لكم" قال الحافظ: أخرج أحمد والطحاوي من طريق مخارق بن سليم عن عليّ رفعه: فذكره" (¬2) صحيح ورد من حديث عليّ ومن حديث بُريدة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث زيد بن الخطاب ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ثوبان ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عائشة ¬

_ (¬1) 13/ 455 (كتاب الدعوات- باب الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة) (¬2) 12/ 125 (كتاب الأضاحي- باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها)

فأما حديث عليّ فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 111 و160) وأحمد (1/ 145) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 125) وأبو يعلى (278) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185) والعقيلي (2/ 54) وابن عدي (3/ 1019) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 226 - 227) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن ربيعة بن النابغة عن أبيه عن عليّ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن زيارة القبور وعن الأوعية، وأنْ تحبس (¬1) لحوم الأضاحي بعد ثلاث، ثم قال: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة، ونهيتكم عن الأوعية فاشربوا فيها واجتنبوا كل ما أسكر (¬2)، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أنْ تحبسوها بعد ثلاث، فاحبسوا (¬3) ما بدا لكم" واللفظ لأحمد. واختلف فيه على عليّ بن زيد، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه ثني النابغة بن مخارق بن سليم (¬4) عن أبيه عن عليّ به. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 125 - 126) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185) وابن شاهين في "الناسخ" (548) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1021) وقال يعقوب بن سفيان: وهذا الصحيح" والحديث ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 289) وقال: لا يصح" وهو كما قال لضعف علي بن زيد بن جدعان، والنابغة قال الحسينى في "الإكمال": مجهول، وقال الحافظ في "اللسان": لا أعرفه حاله. وأما حديث بريدة فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي ... " وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 161) وفي "المسند" (312) وأحمد (1/ 452) وفي "الأشربة" (12) وأبو يعلى (5299) والطحاوي (4/ 228) والدارقطني (4/ 259) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 223) من طريق حماد بن زيد ثنا فَرْقد السَّبَخي ثنا ¬

_ (¬1) وفي لفظ "نحتبس" (¬2) وفي لفظ "وإياكم وكل مسكر" (¬3) وفي لفظ "فاحبسوها" (¬4) وفي رواية يعقوب بن سفيان وابن شاهين "سليمان"

جابر بن يزيد أنه سمع مسروقا يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها (¬1)، ونهيتكم أنْ تحبسوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث فاحبسوا (¬2)، ونهيتكم (¬3) عن الظروف فانبذوا (¬4) فيها واجتنبوا كل مسكر" واللفظ لأحمد. قال الدارقطني: فرقد وجابر ضعيفان، ولا يصح" وقال الهيثمي: وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف" المجمع 4/ 26 - 27 قلت: ولم ينفرد جابر بن يزيد به بل تابعه أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود به (¬5). وأما حديث زيد بن الخطاب فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي" وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه الحارث بن نبهان البصري ثنا حنظلة السدوسي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن نبيذ الجر، وعن لحوم الأضاحي أنْ نمسكها فوق ثلاثة أيام، وعن زيارة القبور، ثم قال "إني نهيتكم عن نبيذ الجر فانتبذوا فيما بدا لكم، فإن الوعاء لا يحل شيئا ولا يحرمه، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أنْ تحبسوها فوق ثلاث فاحبسوها ما بدا لكم، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكر الآخرة". أخرجه البزار (كشف 1211) وقال: لا نعلم رواه عن حنظلة إلا الحارث" وقال الهيثمي: وفيه الحارث بن نبهان وهو ضعيف" المجمع 4/ 27 الثاني: سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" ¬

_ (¬1) زاد الدارقطني "تذكركم آخرتكم" (¬2) وفي لفظ "فكلوا وادخروا" (¬3) لفظ الدارقطني "ونهيتكم عن الأوعية، وإنّ الأوعية لا تحرم شيئا، فاشربوا ولا تسكروا" (¬4) وفي لفظ "فانتبذوا" (¬5) وقد تقدم الكلام على حديثه فانظر "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي ... "

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 42) و"الأوسط" (6819) عن محمد بن أحمد بن لبيد البيروتي ثنا عبد الحميد بن بكار الدمشقي ثنا محمد بن شعيب بن شابور عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر أن أباه حدثه عن عمرو بن شعيب عن أييه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه نهى عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، وعن النبيذ في الجر، وعن زيارة القبور، فلما كان بعد ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كنت نهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا ما شئتم، ونهيتكم عن نبيد الجر فاشربوا وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الله عز وجل" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يزيد بن جابر إلا عبد الرحمن بن يزيد، ولا عن عبد الرحمن إلا محمد بن شعيب" وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن جابر الأزدي والد عبد الرحمن الحافظ ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 27 قلت: في "اللسان" للحافظ ابن حجر: يزيد بن جابر عن أبي هريرة وعنه مكحول حديثه في "الكامل" في ترجمة محمد بن القاسم الأسدي، وقال ابن القطان: لا يعرف ويشبه أنْ يكون والد يزيد بن جابر أحد الثقات. قال شيخنا في "الذيل": هو معروف الحال وهو والد يزيد كما يفطن له فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: رجل من أهل الشام وهو والد عبد الرحمن ويزيد. ويزيد روى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - روى عنه مكحول" وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق: الأول: يرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعا "كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فكلوا وادخروا، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الرب، ونهيتكم عن الأوعية فانتبذوا وكل مسكر حرام". أخرجه البزار (كشف 861) ثنا سليمان ثنا شعبة ثنا عمر بن محمد عن زيد بن أسلم به. وقال: وعمر قد حدّث بأحاديث لم يتابع عليها" وقال الهيثمي: وإسناده رجاله رجال الصحيح" المجمع3/ 58 وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 12/ 142 قلت: سليمان ما عرفته والباقون كلهم ثقات، وعمر بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

الثاني: يرويه أسامة بن زيد الليثي أنّ محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري أخبره أن الواسع بن حبان أخبره أنّ أبا سعيد حدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة، ونهيتكم عن النبيذ ألا فانتبذوا ولا أحلّ مسكرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا" وفي لفظ "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تدخروها فوق ثلاثة أيام فادخروها ما بدا لكم" أخرجه أحمد (3/ 38) وفي "الأشربة" (231) وعبد بن حميد (985) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 186) وفي "المشكل" (4744) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (372) وابن شاهين في "الناسخ" (547) والحاكم (1/ 374 - 375) والبيهقي (4/ 77) وفي "معرفة السنن" (5/ 351) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، محمد والواسع ثقتان، وأسامة حسن الحديث، وخالفه أبو الزناد فرواه عن محمد بن يحيى بن حبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، والصواب حديث أسامة. قاله الدارقطني في "العلل" (11/ 319) ورواه حَبّان بن واسع عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا "كل مسكر حرام" أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (894) الثالث: يرويه محمد بن عمرو بن ثابت حدثني أبي أنّ عبد الله بن عمر مرّ به فقال له: أين تريد يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أردت أبا سعيد الخدري. فانطلقت معه، قال: فقال ابن عمر: يا أبا سعيد إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن لحوم الأضاحي وعن أشياء من الأشربة وعن زيارة القبور، وقد بلغني أنك محدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك. قال أبو سعيد: سمعت أذناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول "إني نهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي (¬1) بعد ثلاث فكلوا وادخروا (¬2) فقد جاء الله بالسعة، ونهيتكم عن أشياء من الأشربة أو الأنبذة فاشربوا (¬3) وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فإن زرتموها فلا تقولوا هجرا". ¬

_ (¬1) زاد ابن عبد البر "وادخارها" (¬2) زاد ابن عبد البر "ما بدا لكم" (¬3) زاد ابن عبد البر "كما بدا لكم"

أخرجه أحمد (3/ 63 و 66) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 222 - 223) من طرق عن فُليح بن سليمان الخزاعي عن محمد بن عمرو بن ثابت به. وفليح بن سليمان مختلف فيه، ومحمد بن عمرو بن ثابت قال أبو حاتم: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه عمرو بن ثابت ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً. الرابع: يرويه مالك (الموطأ ص 300 - ط الشعب) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي سعيد أنّه قدم من سفر فقدّم إليه أهله لحما فقال: انظروا أنْ يكون هذا من لحوم الأضحى، فقالوا: هو منها. فقال أبو سعيد: ألم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها؟ فقالوا: إنّه قد كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدك أمر. فخرج أبو سعيد فسأل عن ذلك فأخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وتصدقوا وادخروا، ونهيتكم عن الانتباذ فانتبذوا وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا" ومن طريق مالك أخرجه البيهقي (4/ 77) وابن بشكوال في "الغوامض" (621) وقال البيهقي: ربيعة لم يدرك أبا سعيد" وقال ابن عبد البر: لم يسمع ربيعة من أبي سعيد، وهذا الحديث يتصل من غير حديث ربيعة، ويستند إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من طرق حسان من حديث عليّ وأبي سعيد وبريدة وجابر وأنس وغيرهم، وهو حديث صحيح" التمهيد 3/ 214 - 215 وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1419) من طريق يزيد بن ربيعة أنا أبو الأشعث عن ثوبان رفعه "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليكم واستغفارا لهم، ونهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا منها وادخروا، ونهيتكم عما ينبذ في الدباء والحنتم والمقير فانتبذوا وانتفعوا بها" قال الهيثمي: وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف" المجمع 3/ 59 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11653) من طريق النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وأمسكوا، ونهيتكم عن النببذ فاشربوا ولا تشربوا مسكرا" (¬1) قال الهيثمي: وفيه النضر أبو عمر وهو ضعيف جدا" المجمع 3/ 59 ¬

_ (¬1) وله طريق أخرى عند البزار (كشف 2908) قال الهيثمي: وفيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 66

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13235) وأبو الحسن الحربي في "فوائده" (73) والشجري في "أماليه" (2/ 68) من طريق أحمد بن عبدة الضبي ثنا يزيد بن أبان عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن سالم عن أبيه رفعه "إني نهيتكم عن نبيذ الجر، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، وإني كنت نهيتكم عن الأضاحي، ألا وإنّ الأوعية لا تحل شيئا ولا تحرمه، ألا وزوروا القبور فإنها ترق القلوب، ألا وإني نهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا ما شئتم" قال الهيثمي: وفيه يزيد بن أبان الرَّقاشي وفيه ضعف وقد وثق" المجمع 4/ 27 - 28 قلت: وعمرو بن دينار ضعفوه. وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5205) عن محمد بن الفضل السَّقَطي ثنا محمد بن أبي الخَصيب الأنطاكي ثنا عبد الجبار بن الورد المخزومي قال: سمعت ابن أبي مُليكة يقول: سمعت عائشة مرفوعا "ثلاث نهيتكم عنها: زيارة القبور، ولحوم الأضاحي فوق ثلاث، وشرب في المُزَفَّت والحَنْتَم والنَّقير، ألا فزوروا إخوانكم، وسلموا عليهم، فإن فيهم عبرة، ألا ولحوم الأضاحي فكلوا منها وادخروا، ألا وكل مسكر خمر، ألا وكل خمر حرام" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الجبار بن الورد إلا محمد بن أبي الخصيب" قلت: وهو ثقة كما قال الخطيب (تاريخ بغداد 5/ 250)، وكذا باقي رواته ثقات فالإسناد صحيح. 1538 - "إنّي لَأَذُوْدُ عن حوض رجالا كما تُذَادُ الغريبة عن الإبل" قال الحافظ: أخرج مسلم (2302) من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وأخرجه من وجه آخر عن أبي هريرة في أثناء حديث (247 و 249) " (¬1) 1539 - عن أبي هريرة قال: لما نزلت- ثلة من الأولين وقليل من الآخرين- شقّ ذلك على الصحابة فنزلت {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأرجو أنْ تكونوا ربع أهل الجنة، بل ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل الجنة وتقاسمونهم في النصف الثاني" قال الحافظ: أخرج أحمد وابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة قال: فذكره، ¬

_ (¬1) 14/ 272 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" والطبراني من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ "أنتم ربع أهل الجنة، أنتم ثلث أهل الجنة، أنتم نصف أهل الجنة، أنتم ثلثا أهل الجنة" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 391) والطحاوي في "المشكل" (357) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 284) من طرق عن شَريك عن محمد بن عبد الرحمن بياع المُلاء عن أبيه عن أبي هريرة به. واللفظ لابن أبي حاتم. قال الهيثمي: رواه أحمد من حديث محمد بياع الملاء عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 118 قلت: محمد هو ابن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي أبو عمرو الكوفي القاص بياع الملاء مولى السائب بن يزيد (¬2) كما في "تهذيب الكمال" ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وأبوه عبد الرحمن بن خالد مجهول، قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى التدليس وإلى الاختلاط وإلي سوء الحفظ. وخالفه سفيان فرواه عن أبي عمرو عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنتم ربع أهل الجنة ... " الحديث كما ساقه الحافظ. أخرجه عبد الله بن أحمد كما في "حادي الأرواح" (ص 123 - 124) من طريق ابن المبارك عن سفيان به. ¬

_ (¬1) 14/ 177 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬2) ووقع في رواية الطحاوي "مولى آل طلحة" قال الحافظ: وأفاد أبو حاتم أنه الذي روى عنه شريك فقال: عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وهو وهم عن بعض الرواة عن شريك فإنه غيره" التهذيب 9/ 297

قال الطبراني: تفرد برفعه ابن المبارك عن الثوري" حادي الأرواح قلت: وهما ثقتان حافظان لكن أبو عمرو هو بياع الملاء وتقدم ما فيه. قال ابن كثير: وقد وردت طرق كثيرة متعددة بقوله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأرجو أنْ تكونوا ربع أهل الجنة" الحديث بتمامه وهو مفرد في صفة الجنة ولله الحمد والمنة" التفسير 4/ 284 لكن ليس في هذه الأحاديث ذكر سبب نزول الآيتين. وقد انفرد بذلك محمد بياع الملاء وزاد في الحديث" وتقاسمونهم في النصف الثاني". ومن هذه الأحاديث التي أشار إليها ابن كثير حديث الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعًا "أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ " فكبرنا، ثم قال "أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ " فكبرنا، ثم قال "إني لأرجو أنْ تكونوا شطر أهل الجنة ... " وزاد البزار (كشف 3538) والطبري في "تفسيره" (27/ 190 و 191) والطحاوي في "المشكل" (358) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 293 - 294) والحاكم (4/ 578) من طريق أخرى قال: فتلا النبي - صلى الله عليه وسلم - {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} قال الحاكم: صحيح الإسناد" 1540 - "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أنْ يؤخرهم نصف يوم" قيل لسعد: كم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة. قال الحافظ: وعند أبي داود من حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ: فذكره، ورواته موثقون إلا أنّ فيها انقطاعا" (¬1) أخرجه أبو داود (4350) عن عمرو بن عثمان الحمصي ثنا أبو المغيرة ثني صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد بن أبي وقاص به مرفوعا. ورواته ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا. قال أبو داود والمزي: شريح بن عبيد لم يدرك سعد بن أبي وقاص" تهذيب الكمال 12/ 446 و 447 لكن لم ينفرد شريح بن عبيد به عن سعد بل تابعه راشد بن سعد المَقْرَائي عن سعد مرفوعا نحوه. ¬

_ (¬1) 14/ 137 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين"

أخرجه أحمد (1/ 170) والحاكم (4/ 424) وأبو نعيم في "الحلية " (6/ 117) من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن راشد بن سعد به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله ابن أبي مريم ضعيف ولم يرويا له شيئا" قلت: وراشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسل. قاله أبو زرعة (المراسيل ص 59) وللحديث شاهد عن أبي ثعلبة الخشني رفعه "لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم" أخرجه أبو داود (4349) والطبراني في "الكبير" (22/ 215 - 216) وفي "مسند الشاميين" (2029) والحاكم (4/ 424) من طرق عن عبد الله بن وهب ثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ثعلبة به وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: بل هو على شرط مسلم وحده لأنّ معاوية بن صالح وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وأبوه لم يخرج لهم البخاري شيئا. وقال الحافظ: ورواته ثقات ولكن رجح البخاري وقفه" الفتح 14/ 137 قلت: اختلف فيه على معاوية بن صالح، فرواه الليث بن سعد عنه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة قوله. أخرجه أحمد (4/ 193) والحارث في"مسنده" (بغية الباحث 790) وهذا الاختلاف إنما هو من معاوية بن صالح، فقد رواه عبد الله بن صالح عنه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة، رفعه معاوية مرة ولم يرفعه أخرى. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 214) 1541 - حديث أنس "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة" سكت عليه الحافظ (¬1). يرويه قتادة عن أنس، وعن قتادة غير واحد، منهم: ¬

_ (¬1) 13/ 346 (كتاب الدعوات - باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم والليلة)

1 - سليمان التيمي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (152) والنسائي في "اليوم والليلة" (432) وأبو يعلى (2934 و 2989) وابن حبان (924) والطبراني في "الأوسط" (2898) وفي "الدعاء" (1837) وتمام (382) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس مرفوعا "إني لأتوب في اليوم سبعين مرة" ورواته ثقات، لكن قتادة مدلس وقد عنعن. 2 - عمران بن دَاوَر القطان. أخرجه البزار (كشف 3246) والنسائي في "اليوم والليلة" (433) عن محمد بن المثنى والطبراني في "الأوسط" (2418) وفي "الدعاء" (1836) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي قالا: ثنا عبد الله بن رجاء عن عمران عن قتادة عن أنس مرفوعا "إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة" اللفظ للنسائي. ولفظ الطبراني "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة" عمران مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. 3 - شعبة. أخرجه البزار (كشف 3245) عن أحمد بن بكار الباهلي ثنا أبو بحر ثنا شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إني لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة" وإسناده ضعيف لضعف أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي. 1542 - "إني لأعرف حجرا كان يُسَلم علي" قال الحافظ: وفي مسلم من حديث جابر بن سَمُرة مرفوعا فذكره" (¬1). أخرجه مسلم (2277) من حديث جابر بن سمرة مرفوعا بلفظ "إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن" ¬

_ (¬1) 2/ 229 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب رفع الصوت بالأذان)

1534 - "إني لأعلم أرضًا يقال لها عُمَان ينضح بناحيتها البحر لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق أبي لبيد قال: خرج رجل منا يقال له بيرح بن أسد فرآه عمر فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل عمان، فأدخله على أبي بكر فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 44) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1038) وأبو نعيم في "المعرفة" (1244) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 249) عن يزيد بن هارون وأبو يعلى (106) عن يونس بن محمد المؤدب كلاهما عن جرير بن حازم أنبا الزبير بن خِرَّيت عن أبي لبيد قال: خرج رجل (¬2) من طاحية (¬3) مهاجرا يقال له: بيرح بن أسد فقدم (¬4) المدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأيام، فرآه عمر فعلم أنّه غريب، فقال له: من (¬5) أنت؟ قال: من أهل عمان (¬6)، قال: نعم. قال: فأخذ بيده فأدخله على أبي بكر فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (¬7) "إني لأعلم أرضا يقال لها عمان، ينضح بناحيتها (¬8) البحر، بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر". واللفظ لأحمد ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" (1/ 291) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير لِمَازة بن زَبَّار وهو ثقة" المجمع 10/ 52 وقال البوصيري: رواته ثقات" إتحاف الخيرة 9/ 465 ¬

_ (¬1) 9/ 158 (كتاب المغازي- قصة عمان والبحرين) (¬2) زاد أبو يعلى "من الأسر" (¬3) وفي لفظ "ضاحية" (¬4) لفظ أبي يعلى "مهاجرا إلى" (¬5) وفي لفظ "ممن" (¬6) زاد الحارث "قال: من أهل عمان؟ " (¬7) لفظ أبي يعلى "فقال: يا أبا بكر، هذا من الأرض التي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر أهلها، من أهل عمان. فقال أبو بكر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول" (¬8) وفي لفظ "بجانبها"

قلت: وهو كما قالا إلا أنّه منقطع بين أبي لبيد وهو لمازة بن زبار وبين عمر فإنّه لم يلقه كما قال المفضل بن غسان الغلابي فقول الشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند" (1/ 288): إسناده صحيح، ليس بصحيح. ولجرير بن حازم في هذا الحديث إسناد آخر أخرجه أحمد (2/ 30) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 361) والبيهقي (4/ 335) عن يزيد بن هارون وأحمد (2/ 30) عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي كلاهما عن جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل عمان، قال: من أهل عمان؟ قلت: نعم. قال: أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بجانبها (¬1) البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها". قال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 3/ 217 - إتحاف الخيرة 4/ 37 قلت: اختلف فيه على جرير بن حازم، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي ووهب بن جرير بن حازم عن جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر فقال: إني لأعلم أرضا ينضح بجانبها البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها. وذكر عمان. موقوف أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 307) والحسن بن هادية مجهول، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا الزبير بن الخريت، وكذا البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما (¬2). وللحديث شاهد عن أبي برزة الأسلمي قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا إلى حي من أحياء العرب، فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو أنّ أهل عمان أتيت، ما سبوك ولا ضربوك" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "بناحيتها" (¬2) الحديث ذكره الألباني في "السلسلة الضعيفة" (213) وأعله بالحسن بن هادية.

أخرجه أحمد (4/ 420) وفي "فضائل الصحابة" (1516) ومسلم (2544) وابن حبان (7310) 1544 - "إني لأعلم كلمة لو يقولها هذا الغضبان لذهب عنه الغضب: اللهم اني أعوذ بك من الشيطان الرجيم" قال الحافظ: وفي حديث معاذ بن جبل عند أحمد وأصحاب السنن: حتى إنّه ليخيل إليّ أنّ أنفه ليتمزع من الغضب. وقال: ومثله في حديث معاذ ولفظه: فذكره" (¬1) يرويه عبد الملك بن عمير الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن معاذ، منهم: 1 - جرير بن عبد الحميد الضبي. قال الطيالسي (ص 78): ثنا جرير عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن معاذ قال: تسابّ رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب أحدهما حتى تَمَزَّعَ أنفه من الغضب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما إني أعلم كلمة لو قالها هذا الغضبان لذهب غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" أخرجه أبو داود (4780) عن يوسف بن موسى القطان والطبراني في "الكبير" (20/ 140 - 141) عن عثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا جرير به. زاد أبو داود: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومَحِكَ، وجعل يزداد غضبا. 2 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (5/ 244) والترمذي (3452) والنسائي في "اليوم والليلة" (389) والطبراني (20/ 141) وابن السني في "اليوم والليلة" (454) 3 - زائدة بن قدامة الكوفي. ¬

_ (¬1) 13/ 76 (كتاب الأدب - باب ما ينهى من السباب)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 534) وأحمد (5/ 240) وعبد بن حميد (111) والنسائي في "اليوم والليلة" (390) والطبراني (20/ 141) 4 - عبيد الله بن عمرو الرقي. أخرجه الطبراني (20/ 140) 5 - إسرائيل بن يونس. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 57) قال الترمذي: هذا حديث مرسل، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، مات معاذ في خلافة عمر، وقتل عمر وعبد الرحمن بن أبي ليله غلام ابن ست سنين" وقال المنذري: والذي قاله الترمذي واضح، فإنّ البخاري ذكر ما يدل على أنّ مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة سبع عشرة، وذكر غير واحد أنّ معاذ بن جبل توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وقيل: سنة سبع عشرة" الترغيب 3/ 451 - ورواه يزيد بن زياد بن أبي الجَعْد عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن أبي بن كعب. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (391) والحافظ في "الأمالي" (2/ 184) وقال: هذا حديث حسن، قال الدارقطني في "الأفراد": تفرد به يزيد بن زياد عن عبد الملك بن عمير. قلت: ويزيد بن زياد ثقة، فلعل الاضطراب فيه من عبد الملك بن عمير" وقال الدارقطني في "العلل" (6/ 58): والصحيح قول من قال: عن معاذ" قلت: وهو كما قال، ورواته ثقات لولا انقطاعه. 1545 - "إني لأقوم يوم القيامة المقام المحمود إذا جيء بكم حفاة عراة" وفيه "ثم يكسوني ربي حلة فألبسها فأقوم عن يمين العرش مقاما لا يقومه أحد يغبطني به الأولون والآخرون" قال الحافظ: أخرجه الطبرني من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وأخرجه أحمد والنسائي والحاكم" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 14/ 218 و 219 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

أخرجه أحمد (1/ 398 - 399) والطبري في "تفسيره" (15/ 146) والطبراني في "الكبير" (10017) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 238 - 239) من طريق سعيد بن زيد بن درهم الأزدي ثنا علي بن الحكم البُنَاني ثنا عثمان بن عمير عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود مرفوعا "إني لأقوم المقام المحمود"، فقال رجل: يا رسول الله، وما ذلك المقام المحمود؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة عُزلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام، فيؤتى بِرَيْطَتَين بيضاوين، فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقَوم عن يمينه مقاما لا يقومه غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون، ثم يفتح نهر من الكوثر إلى الحوض" واللفظ للطبري، وساقه الباقون مطولا وكذا البزار (1534) لكنه لم يذكر الأسود في إسناده. والحديث اختلف فيه على عليّ بن الحكم، فرواه الصَّعْق بن حَزْن عنه عثمان بن عمير عن أبي وائل عن ابن مسعود. أخرجه الدارمي (2803) والطبراني في "الكبير " (10018) والحاكم (2/ 364 - 365) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 239) قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ من حديث علقمة عن عبد الله إلا من هذا الوجه، وقد روى الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن أبي وائل عن عبد الله، وأحسب أنّ الصعق غلط في هذا الإسناد" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعثمان بن عمير هو أبو اليقظان" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله فعثمان ضعفه الدارقطني والباقون ثقات" وقال أبو نعيم: حديث غريب" وقال ابن كثير: غريب جدا" الفتن والملاحم ص 253 وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف" المجمع 10/ 362 قلت: وهو كما قال. 1546 - أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له: ما شأن الناس حلوا من العمرة ولم تحل أنت من عمرتك؟ فقال: إني لَبّدْتُ رأسي وقَلّدْتُ هَدْيي فلا أحل حتى أنحر"

قال الحافظ: قال النووي: فقد تظاهرت الأحاديث في مسلم (1229) وغيره: فذكره" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 4/ 170 - 174 و 308) من حديث حفصة. 1547 - قوله في حُلّة عطارد حيث بعث بها إلى عمر "إني لم أبعث بها إليك لتلبسها" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح (3/ 24 و 6/ 156) من حديث ابن عمر. 1548 - حديث عبادة بن الصامت رفعه "إني لسيد الناس يوم القيامة بغير فخر، ومما من الناس إلا من هو تحت لوائي ينتظر الفرج، وإنّ معي لواء الحمد" قال الحافظ: أخرجه الطبراني. وقال: وفي حديث عبادة بن الصامت "فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا شاكرا له" (¬3) ضعيف أخرجه الحاكم (1/ 30) من طريق محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة ثني إسحاق بن يحيى عن عبادة مرفوعا "أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر، ما من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج، وإنْ معي لواء الحمد أنا أمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة فاستفتح فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد، فيقال: مرحبا بمحمد، فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا أنظر إليه" وأخرجه الطبراني كما في "المجمع" (10/ 376) وقال فيه "فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا شكرا له، فيقال: ارفع رأسك، قل تطاع، واشفع تشفع، فيخرج من قد أحرم برحمة الله وشفاعتي" قال الحاكم: هذا حديث كبير في الصفات والرؤية صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وقال الهيثمي: وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات" قلت: إسحاق بن يحيى هو ابن الوليد بن عبادة بن الصامت قال المزي: روى عن عبادة ولم يدركه، وروى عنه موسى بن عقبة ولا يَروي عنه غيره. ¬

_ (¬1) 4/ 314 (كتاب الحج - باب الحلق والتقصير عند الإحلال) (¬2) 2/ 29 (كتاب الصلاة - باب إذا صلى في ثوب له أعلام) (¬3) 14/ 226 و231 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

وقال ابن عدي: أحاديثه عامتها غير محفوظة. وقال الحافظ في "التقريب": أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وفضيل بن سليمان هو النُّمَيْري مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 1549 - "إني لمع غلمان هم أسناني قد جعلنا أزرنا على أعناقنا لحجارة ننقلها، إذ لكمني لاكم لكمة شديدة، ثم قال: أشدد عليك إزارك" قال الحافظ: روى ابن إسحاق في "السيرة" عن أبيه عمن حدّثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 30 - 31) من طريق يونس بن بكير الشيباني قال: قال ابن إسحاق: حدثني والدي إسحاق بن يسار عمن حدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال فيما يذكر من حفظ الله إياه: فذكره. وزاد بعد قوله: ننقلها: نلعب بها. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. 1550 - عن عياض بن حمار قال: أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة فقال: أسلمت؟ قلت: لا. قال: "إني نُهيت عن زَبْد المشركين" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من طريق قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار قال: فذكره، صححه الترمذي وابن خزيمة" (¬2) له عن عياض بن حمار طريقان: الأول: يرويه قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عياض بن حمار قال: أهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقة أو قال هدية فقال: "أسلمت؟ " قلت: لا. قال "إني نهيت عن زبد المشركين". أخرجه الطيالسي (ص 146) عن عمران بن دَاوَر القطان عن قتادة به. ¬

_ (¬1) 4/ 185 (كتاب الحج - باب فضل مكة) (¬2) 6/ 158 (كتاب الهبة - باب قبول الهدية من المشركين)

ومن طريقه أخرجه أبو داود (3057) والترمذي (1577) والبزار (3494) والبيهقي (9/ 216) وأخرجه ابن الجارود (1110) والطحاوي في "المشكل" (4354) والطبراني في "الكبير" (17/ 364) و"الأوسط" (2545) وأبو نعيم في "الصحابة (5431) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 11 - 12) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أنا عمران القطان به. ولم ينفرد عمران القطان به بل تابعه: 1 - سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار به. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي 345) 2 - حجاج بن حجاج الباهلي. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (429) قال الطبري: صحيح" وقال الترمذي: حسن صحيح" قلت: فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا. الثاني: يرويه الحسن البصري عن عياض بن حمار قال: فذكر نحوه. أخرجه الطيالسي (ص 146) وابن زنجويه في "الأموال" (965) والطحاوي في "المشكل" (2567 و 4353) والبيهقي (9/ 216) من طريق حماد بن زيد عن أبي التياح يزيد بن حميد البصري ثنا الحسن به. ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن أبي التياح يزيد بن حميد البصري عن الحسن مرسلا أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2568 و 3455) وهكذا رواه غير واحد عن الحسن مرسلا. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 326) وفي "الغريب" (3/ 42) وابن أبي شيبة (12/ 469) وأحمد (4/ 162) والحسين المروزي في "زوائده على البر والصلة" لابن المبارك (267) وابن زنجويه (966) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 451) وأبو نعيم في "الصحابة" (5430)

عن عبد الله بن عون البصري (¬1) وعبد الرزاق (19659) عن رجل لم يسم والطبراني في "الكبير" (17/ 364) عن مطر الوراق ثلاثتهم عن الحسن به. - ورواه أشعث بن سَوَّار الكندي عن الحسن عن عياض بن حمار. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7616) من طريق سهل بن عثمان العسكري ثنا بن غياث عن أشعث به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أشعث بن سوار إلا حفص، تفرد به سهل بن عثمان" قلت: وأشعث قال النسائي وجماعة: ضعيف. 1551 - حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه، فقيل: يا رسول الله، إنّ هذا يتشبه بالنساء، فنفاه إلى النقيع، فقيل: ألا تقتله؟ فقال "إني نُهيت عن قتل المصلين" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) هكذا رواه هُشيم وابن عُلية وسعيد بن عامر الضُّبَعي ووكيع وحماد بن زيد عن ابن عون عن الحسن مرسلا. ورواه الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي عن سفيان الثوري عن ابن عون عن الحسن عن عمران بن حصين أنّ عياض بن حمار أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسا الحديث. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (70) و"الصغير" (1/ 9) والعقيلي (2/ 210) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 461) وابن الأعرابي (ق 19/ ب) قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا الصلت بن عبد الرحمن" وقال العقيلي: الصلت بن عبد الرحمن مجهول لا تابع على حديثه، والحديث غير محفوظ" وقال أبو زرعة الرازي: حديث هشيم عن ابن عون أشبه. وقال أبو حاتم الرازي: حديث هشيم الصحيح والذي يقول عن عمران ليس بشيء، وأنكره جدا" العلل 2/ 260 وقال الهيثمي: وفيه الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي وهو ضعيف" المجمع 4/ 152 (¬2) 11/ 248 (كتاب النكاح - باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)

أخرجه أبو داود (4928) وابن نصر في "الصلاة" (963) وأبو يعلى (6126) والدارقطني (2/ 54 - 55) والبيهقي (8/ 224) وفي "الشعب" (2541) وفي "الصغرى" (559) وابن الجوزي في "العلل" (1257) والمزي في "التهذيب" (28/ 427) من طريق مفضل بن يونس الجعفي الكوفي عن الأوزاعي عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحِنَّاء، فأمر به فنفي إلى النقيع، فقالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ فقال "إني نهيت عن قتل المصلين". واللفظ لأبي داود. قال الدارقطني: أبو هاشم وأبو يسار مجهولان، ولا يثبت الحديث" العلل 11/ 231 وقال المنذري: في متنه نكارة، وأبو يسار هذا لا أعرف اسمه، وقد قال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: مجهول. وليس كذلك فإنّه قد روى عنه الأوزاعي والليث فكيف يكون مجهولا" الترغيب 3/ 105 - 107 وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 588: قد روى عن أبي يسار إمامان: الأوزاعي والليث فهذا شيخ ليس بضعيف، وهذا الحديث في سنن أبي داود من طريق مفضل بن يونس عن الأوزاعي عنه، والمفضل هذا كوفي مات شابا ما علمت به بأسا، تفرد بهذا وقد وثقه أبو حاتم. وقال قبل ذلك: إسناد مظلم لمتن منكر" قلت: لم ينفرد أبو حاتم بقوله عن أبي يسار إنّه مجهول بل قال ذلك الدارقطني أيضا كما تقدم. والذهبي لما ذكره في "ديوان الضعفاء" قال: مجهول كشيخه. وذكره ابن حبان في "الثقات" وشيخه أبو هاشم هو الدوسي ابن عم أبي هريرة وثقه العجلي، وقال الدارقطني في "العلل": مجهول، وقال ابن القطان الفاسي والحافظ في "التقريب": مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف. وللحديث شاهد عن أبي سعيد نحوه. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" (5054) وفيه الخَصِيب بن جَحْدَر وهو كذاب" المجمع 6/ 273

1552 - عن ابن عمرو قال: تضور النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فقيل له: ما أسهرك؟ قال: "إني وجدت تمرة ساقطة فأكلتها، ثم ذكرت تمرا كان عندنا من تمر الصدقة فما أدري أمن ذلك كانت التمرة أو من تمر أهلي فذلك أسهرني" قال الحافظ: وقد روى أحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن سعد (1/ 390 - 391) وأحمد (6691 و 6720 و 6820) والحاكم (2/ 14) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تضَوَّر ذات ليلة فقيل له: ما أسهرك؟ قال "إني وجدت تمرة ساقطة فأكلتها، ثم تذكرت تمرا كان عندنا من تمر الصدقة فلا أدري أمن ذلك كانت التمرة أو من تمر أهلي فذلك أسهرني". واللفظ للحاكم وقال: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 3/ 89 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح المسند 10/ 220 و11/ 10 و 72 قلت: بل هو حسن للخلاف المعروف في أسامة بن زيد وعمرو بن شعيب. 1553 - عن حصين بن وَحْوَح أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقال: "إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا" قال الحافظ: رواه أبو داود مختصرا والطبراني من طريق عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وَحْوَح الأنصاري - وهو بمهملتين بوزن جعفر- أنّ طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده فقال: فذكره، فلم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - بني سالم بن عوف حتى توفي وكان قال لأهله لما دخل الليل: إذا مت فادفنوني ولا تدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني أخاف عليه يهودًا أنْ يصاب بسببي، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره فصف الناس معه ثم رفع يديه فقال "اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 5/ 198 (كتاب البيوع - باب ما يتنزه من الشبهات) (¬2) 3/ 360 - 361 (كتاب الجنائز- باب الاذن بالجنازة)

أخرجه أبو داود (3159) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2139) وفي "السنة" (558) وأبو نعيم في "الصحابة" (2204) والبيهقي (3/ 386 - 387) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 83) والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 549) عن أبي سفيان عبد الرحيم بن مطرف الرواسي السَرُوجي وأبو داود (3159) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (518 و1351) وأبو نعيم (2203) والبيهقي (3/ 386 - 387) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 272 - 273) وابن الأثير (3/ 83) عن أحمد بن جَنَاب المِصيصي والطبراني في "الكبير" (3554) وفي "الأوسط" (8164) وفي "الدعاء" (1189) وفي:"السنة" كما في "تهذيب الكمال" (6/ 549) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 72) وأبو نعيم في "الصحابة" (2203 و 3930) والبيهقي (3/ 386 - 387 و 9/ 26 - 27) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (266) عن عمر بن زرارة الحدثي قالوا: ثنا عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان البَلَوي عن عروة (¬1) بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن الحصين بن وحوح أنّ طلحة بن البراء لما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: يا رسول الله، مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمراً، فعجب لذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام فقال له عند ذلك "اذهب فاقتل أباك" قال: فخرج موليا ليفعل فدعاه، فقال له "أقبل فإني لم أبعث بقطيعة رحم" فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده في الشتاء برد وغيم فلما انصرف قال لأهله "لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه وعجلوه (¬2) " فلم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - بني سالم بن عوف حتى توفي وجن عليه الليل فكان فيما قال طلحة: ادفنوني وألحقوني بربي -عز وجل- ولا تدعو رسول الله -صلى الله عليه وسلم فإني أخاف اليهود أنْ يصاب في سببي. فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، فصل الناس معه، ثم رفع يديه فقال "اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك" واللفظ للطبراني واختلف فيه على عيسى بن يونس، فرواه زيد بن مَوْهَب عنه عن سعيد بن عثمان عن عروة بن سعيد عن أبيه عن الحصين بن وحوح عن طلحة بن البراء أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) وقيل: عزرة. (¬2) زاد أبو داود "فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله"

أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة" (5/ 228) والأول أصح. قال أبو القاسم البغوي: لا أعلم روى هذا الحديث غير سعيد بن عثمان البلوي، وهو غريب" قال الطبراني في "الأوسط": لا يُروى عن حصين بن وحوح إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن يونس" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 37 قلت: بل ضعيف وإسناده مسلسل بالمجاهيل، أما سعيد بن عثمان البلوي فلم يرو عنه إلا عيسى بن يونس كما في "الميزان" فهو مجهول (¬1)، وأما عروة بن سعيد فقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، وأما سعيد الأنصاري فهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". 1554 - "إني لا أصافح النساء" قال الحافظ: وقد أخرج إسحاق بن راهويه بسند حسن عن أسماء بنت يزيد مرفوعا: فذكره" (¬2) حسن أخرجه الحميدي (368) وابن سعد (8/ 6 و11 - 12) وإسحاق في "مسنده" (2309) وأحمد (6/ 454 و 459) وأبو يعلى (المطالب 1601/ 2 و 3 - إتحاف الخيرة 84 و 85) والدولابي في "الكنى" (2/ 128) والطبراني في "الكبير" (24/ 163 - 164 و 173 و180و 182) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 293) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 244) وابن عساكر في "تاريخ دمشق " (تراجم النساء ص 36 و 37 و 37 - 38 و 38) من طرق عن شَهر بن حَوشب قال: حدثتني أسماء بنت يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جمع نساء المسلمين للبيعة (¬3) فقالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك ¬

_ (¬1) وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. (¬2) 16/ 330 (كتاب الأحكام- باب بيعة النساء) (¬3) وفي رواية للطبراني "أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أنا وابنة عمة لي لنبايعه" وعند الدولابي وابن عساكر وابن عبد البر "أنا وابنة عم لي" وفي رواية لابن عساكر "أنها كانت من النسوة اللاتي بايعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية"

يا رسول الله؟ (¬1) فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لست أصافح النساء (¬2) ولكن آخد عليهن (¬3) " وفي النساء خالة لها (¬4) عليها قلبان من ذهب وخواتيم من ذهب فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذه هل يسرك أن يحليك الله يوم القيامة من جمر جهنم سوارين وخواتيم؟ " فقالت: أعوذ بالله يا نبي الله، قالت قلت: يا خالتي اطرحي ما عليك، فطرحته، فحدثتني أسماء: والله يا بني لقد طرحته فما أدري من لقطه من مكانه ولا التفت منا أحد إليه. قالت أسماء: فقلت يا نبي الله إنّ إحداهنّ تَصْلف عند زوجها إذا لم تملح له أو تحلى له. قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "ما على إحداكنّ أنْ تتخذ قرطين من فضة وتتخد لها جمانتين من فضة فتدرجه بين أناملها بشيء من زعفران فإذا هو كالذهب يبرق". واللفظ لأحمد. قال الحفاظ الهيثمي والعسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المجمع 8/ 266 - مختصر إتحاف السادة 1/ 69 - المطالب 2/ 378 قلت: وهو كما قالوا للخلاف المعروف في شهر بن حوشب. 1555 - "إني لا أصافح النساء، ولكن سآخد عليكن" قال الحافظ: وروى النسائي والطبري من طريق محمد بن المنكدر أن أميمة بنت رُقيقة- بقاقين مصغر- أخبرته أنها دخلت في نسوة تبايع فقلن: يا رسول الله أبسط يدك نصافحك، فقال: فذكره، فأخذ علينا حتى بلغ {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12]، فقال "فيما طقتننّ واستطعتنّ" فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا. وفي رواية الطبري "ما قول لمائة امرأة إلا كقولي لامرأة واحدة" (¬5) صحيح ¬

_ (¬1) وفي لفظ "بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة فقال "فيما استطعتن وأطقتن" فقلنا: يا رسول الله بايعنا. وفي رواية للطبراني "ابسط يدك حتى أصافحك" وفي إسنادها إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك. وفي رواية أخرى له أيضا إنها بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بايع النساء، فمالت فمدت يدها لتبايعه، فقبض يده" وفي رواية لابن عساكر "وأخرجت ابنة عم لي يدها لتبايعه فكفّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده" (¬2) زاد أبو نعيم "ثم دعا بقعب فيه ماء فخاض فيه يده فقال: خضن أيديكن فيه، فكانت بيعتهن" رواه من طريق صغدي بن سنان عن عثمان بن عبد الملك عن شهر عن أسماء. وصغدي قال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث، زاد أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن معين: ليس بشيء. (¬3) وفي رواية "فأخذ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن، الآية". وزاد الحميدي وغيره "إنما آخذ عليكن ما أخذ الله-عز وجل" وفي رواية لابن عساكر "ولكن إنما آخذ عليهن بالقول" (¬4) وفي رواية "ابنة عم". (¬5) 10/ 261 (كتاب التفسير- باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10])

أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 982) عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رُقيقة أنها قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة بايعنه على الإسلام. فقلن: يا رسول الله، نبايعك على أنْ لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فيما استطعتن وأطقتن" قالت: فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا. هَلُمَّ نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لا أصافح النساء. إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة. أو مثل قولي لامرأة واحدة" وأخرجه ابن سعد (8/ 5) وأحمد (6/ 357) والنسائي في "الكبرى" (8713 و 9240 و 11589) وابن حبان (4553) والطبراني في "الكبير" (24/ 186 - 187) والدارقطني (4/ 47) والبيهقي (8/ 148) وفي "معرفة السنن" (13/ 222 - 223) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (تراجم النساء ص 52) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 527) من طرق (¬1) عن مالك به. وأخرجه الطيالسي (ص 225) والحميدي (341) وابن سعد (8/ 5 - 6) وإسحاق (2195) وأحمد (6/ 357) وابن ماجه (2874) والترمذي (1597) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3340 و 3341) والنسائي (7/ 134 و 136 - 137) وفي "الكبرى" (7804) والطبري في "تفسيره" (28/ 79 و80) والخلال في "السنة" (45) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 136) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 352) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (731) والطبراني في "الكبير" (24/ 186 و 187 و188و188 - 189) والدارقطني (4/ 46 أو 147) والحاكم (4/ 71) وأبو نعيم في "الصحابة" (7516) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 240) وابن عساكر (ص 53 و 54) من طرق عن ابن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة به. وفي بعض هذه الروايات تصريح ابن المنكدر بالسماع من أميمة. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث محمد بن المنكدر" وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح التفسير 4/ 352 وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" تخريج أحاديث المختصر 1/ 527 قلت: وهو كما قالوا. ¬

_ (¬1) قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إسناد هذا الحديث ومتنه عند أحد من رواته عنه فيما علمت" التمهيد 12/ 236

1556 - "إني لا أقبل هدية مشرك" قال الحافظ: أخرجه موسى بن عقبة في "المغازي" عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أنّ عارم بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مشرك فأهدى له فقال: فذكره، رجاله ثقات إلا أنّه مرسل وقد وصله بعضهم عن الزهري ولا يصح" (¬1) مرسل وقال في "الإصابة" (5/ 298 - 299): وروى سعيد بن اشكاب من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه في رجال من أهل العلم حدثوه أن عامر بن مالك الذي يقال له: ملاعب الأسنة قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك فعرض عليه الإسلام فأبى، فأهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنا لا نقبل هدية مشرك" ورواه أكثر أصحاب الزهري فلم يقولوا فيه: عن أبيه، وهو المحفوظ، وكذا لم يقولوا: بتبوك، أخرجه الذهلي في "الزهريات" من طرق، وكذا أخرجه ابن البرقي وابن شاهين، وأخرجه من طريق ضعيفة عن الزهري فقال أيضًا: عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه، والذي في مغازي موسى بن عقبة قال: كان ابن شهاب يقول: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أنّ عامر بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم وهو مشرك فعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه الإسلام فأبى وأهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إني لا أقبل هدية مشرك". قلت: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 341 - 343) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال: فذكر حديثا وفيه: قال موسى بن عقبة: وكان ابن شهاب (¬2) يقول في هذا الحديث: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي ورجال من أهل العلم أنّ عامر بن مالك بن جعفر الذي يدعى ملاعب الأسنة، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مشرك وذكر الحديث. مرسل ولم ينفرد موسى بن عقبة به بل تابعه (¬3) يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيره أن عامر بن مالك ... مرسل ¬

_ (¬1) 6/ 158 (كتاب الهبة- باب قبول الهدية من المشركين) (¬2) يعني الزهري. (¬3) وتابعه أيضًا: أ- صالح بن كيسان المدني. أخرجه ابن سعد (2/ 54) ب - زياد بن سعد الخراساني. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (631)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 71 - 72) وأبو نعيم في "الدلائل" (440) ورواه مَعْمَر عن ابن شهاب أني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: جاء ملاعب الأسنة ... مرسل أخرجه عبد الرزاق (5/ 382 - 383 و 10/ 446) عن معمر به. وأخرجه البزار (كشف 1934) عن أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق به. واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه محمد بن أبي عمر العدني عنه عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه، فزاد فيه عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 71) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي عن محمد بن أبي عمر العدني به. وأحمد بن عمرو الخلال لم أقف له على ترجمة، والصواب الأول. - ورواه ابن المبارك عن معمر واختلف عنه: • فرواه محمد بن مقاتل المروزي عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن كعب أن عامر بن مالك الذي كان يقال له: ملاعب الأسنة قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بتبوك أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 81) • ورواه يوسف بن عدي التيمي عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عامر بن مالك الذي يقال له: ملاعب الأسنة قال: وذكر الحديث. فجعله من مسند عامر بن مالك. أخرجه البزار (كشف 1933) عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ثنا يوسف بن عدي ثنا عبد الله بن المبارك به. وقال: رفعه ابن المبارك ووصله، وأرسله عبد الرزاق، ولا نعلم روى عامر إلا هذا" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وهو ثقة (¬1) " المجمع 4/ 152 ¬

_ (¬1) وتابعه محمد بن وضاح ثنا يوسف بن عدي به أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 12)

قلت: ورواية عبد الرزاق عندي أرجح لأن معمرا قد توبع عليها من قبل موسى بن عقبة ويونس بن يزيد وأكثر أصحاب الزهري كما قال الحافظ. وخالفهم الأوزاعي فرواه عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: جاء ملاعب الأسنة. فجعله من مسند كعب بن مالك. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 70) وابن شاهين في "الناسخ" (671) من طريق أحمد بن بكر البالسي ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 127 قلت: محمد بن مصعب هو القَرْقَساني لم يخرجاه، وهو مختلف فيه، وتكلم بعضهم في روايته عن الأوزاعي. والبالسي ضعفه الدارقطني، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير عن الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ. 1557 - عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، إنّك تداعبنا، قال: "إني لا أقول إلا حقا" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) صحيح. يرويه سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة، وعن سعيد غير واحد، منهم: 1 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه أحمد (2/ 360) والترمذي (1990) وفي "الشمائل" (227) والبيهقي (10/ 248) وفي "الآداب" (537) والبغوي في "شرح السنة" (3602) وفي "الشمائل" (312) من طريق عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: إسناده حسن، أسامة بن زيد مختلف فيه، وعبد الله بن المبارك وسعيد المقبري ثقتان. ¬

_ (¬1) 13/ 142 (كتاب الأدب- باب الانبساط إلى الناس)

2 - محمد بن عجلان المدني. أخرجه أحمد (2/ 340) عن يونس بن محمد المؤدب والبيهقي (10/ 248) وفي "الصغرى" (4321) عن يحيى بن عبد الله بن بكير وابن شاهين (تاريخ الإسلام- الترجمة النبوية ص 338) عن آدم بن أبي إياس قالوا: ثنا الليث- هو ابن سعد- عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "إني لا أقول إلا حقا" قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله، فقال "إني لا أقول إلا حقا" اللفظ لأحمد وإسناده صحيح رواته ثقات" (¬1) وصححه الذهبي في "تاريخ الإسلام" 3 - أبو مَعشر نَجيح السندي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (397) عن سعيد بن سليمان الواسطي وابن السني في "اليوم والليلة" (418) عن عامر بن سيار النجليني كلاهما عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله إنك تمزح معنا. قال "إني لا أقول إلا حقا" اللفظ لابن السني. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر. وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن أنس ¬

_ (¬1) ورواه يحيى بن أيوب المصري عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه سمويه في "الفوائد" (47) عن عبد الله بن صالح المصري ثنا يحيى بن أيوب به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8701) عن مطلب بن شعيب الأزدي عن عبد الله بن صالح به. وحديث الليث أصح.

فأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه طفيل بن سنان عن عبيد بن عمير قال: سمعت رجلا يقول لابن عمر: ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا"؟ قال: نعم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13443) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري ثنا سليمان بن أبي داود عن طفيل بن سنان به. وأخرجه في "الأوسط" (6760) عن محمد بن أبي زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد بن عمير إلا طفيل بن سنان، ولا رواه عن طفيل إلا سليمان بن أبي داود، ولا عن سليمان إلا عبد الله بن يزيد، تفرد به هشام بن عمار" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 8/ 89 قلت: وإسناده ضعيف، عبد الله بن يزيد البكري قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث (الجرح 2/ 2 / 201) وسليمان بن أبي داود وطفيل بن سنان لم أر من ترجمهما. الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر رفعه "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (999 و 7318) و "الصغير"- (2/ 7) من طرق عن الهيثم بن جميل البغدادي ثنا مبارك بن فضالة به. قال الطبراني: لم يروه عن مبارك إلا الهيثم، ولا يُروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي (¬1): إسناده حسن" المجمع 8/ 89 قلت: فيه عنعنة مبارك بن فضالة فإنه كان مدلسًا، واختلف عنه، فرواه عبيد الله بن موسى الكوفي عنه عن بكر بن عبد الله مرسلًا. أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (375) ¬

_ (¬1) وقال الذهبي: إسناده قريب من الحسن" تاريخ الإسلام (الترجمة النبوية ص 338)

وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه شعبة عن قتادة عن أنس رفعه "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 378) عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد الباغندي ثني محمد بن يزيد بن سعيد النهرواني ثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري ثنا وكيع بن الجراح ثنا شعبة به. ذكره في ترجمة محمد بن يزيد بن سعيد النهرواني ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأحمد بن عبد الصمد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. الثاني: يرويه كثير بن شِنْظِير عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: قالوا: يا رسول الله! إنك تمزح معنا، قال "إني أمزح ولا أقول إلا حقا" أخرجه ابن عدي (2/ 755) عن الحسن بن محمد بن عنبر ثنا محمد بن بكار ثنا جعفر بن سليمان عن كثير بن شنظير به. وقال: وهذا الحديث باطل، وإنما بهذا الإسناد طلب العلم، وهذا المتن إنما يرويه ابن بكار عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فإنْ لم يكن ابن عنبر تعمد فلعله دخل له حديث في حديث" قلت: ابن عنبر وثقه البرقاني وضعفه ابن قانع، وكثير بن شنظير مختلف فيه، والباقون ثقات. 1558 - "إني لا أقول في الغضب والرضا إلا حقا" سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه فانظر حديث "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق" 1559 - "إني لا أَنْسَى ولكني أُنَسَّى" قال الحافظ: وقد تعقبوا هذا أيضًا بأنّ حديث: فذكره، لا أصل له فإنّه من بلاغات مالك التي لم توجد موصولة بعد البحث الشديد" (¬2) الحديث في "الموطأ" (1/ 100) بلفظ "إني لَأَنْسى أو أُنَسَّى لِأَسُنَّ" ¬

_ (¬1) 9/ 197 (كتاب المغازي- باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) (¬2) 3/ 343 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب يكبر في سجدتي السهو)

قال ابن عبد البر: أما هذا الحديث بهذا اللفظ، فلا أعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجه من الوجوه مسندا ولا مقطوعا من غير هذا الوجه- والله أعلم -، وهو أحد الأحاديث الأربعة في "الموطأ" التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة- والله أعلم-، ومعناه صحيح في الأصول" التمهيد 24/ 375 1560 - عن أبي عمير بن أنس عن عمومته من الأنصار قالوا: اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقال (¬1): أنصب راية عند حضور وقت الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا، فلم يعجبه" الحديث. وفيه ذكروا القُنْع- بضم القاف وسكون النون -يعني البوق، وذكروا الناقوس. فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم فأُوي الأذان فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكان عمر رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما ثم أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما منعك أن تخبرنا؟ " قال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود بسند صحيح إلى أبي عمير بن أنس عن عمومته من الأنصار قالوا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أبو داود (498) عن عباد بن موسى الخُتَّلي وزياد بن أيوب البغدادي- وحديث عباد أتم- قالا: ثنا هشيم عن أبي بشر- قال زياد: أخبرنا أبو بشر- عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة، كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا، فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القُنْع -يعني الشَّبُّور- وقال زياد: شبور اليهود، فلم يعجبه ذلك، وقال "هو من أمر اليهود" قال: فذكر له الناقوس، فقال "هو من أمر النصارى" فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأُري الأذان في منامه، قال: فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال له: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما، قال: ثم أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له "ما منعك أن تخبرني؟ " فقال: سبقني عبد الله بن زيد، فاستحييت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا بلال، قم فأنظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله" قال: فأذن بلال. ¬

_ (¬1) ولفظ أبي داود: فقيل. (¬2) 2/ 221 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان)

قال أبو بشر: فأخبرني أبو عمير أن الأنصار تزعم أنّ عبد الله بن زيد لولا أنّه كان يومئذ مريضا لجعله رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مؤذنا. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (1/ 390) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 20 - 21) وأخرجه البيهقي (1/ 399) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري ثنا هشيم به. وأبو عمير بن أنس بن مالك الأنصاري وثقه ابن سعد وابن حبان والحافظ في "التقريب". وقال ابن عبد البر في "التمهيد": مجهول لا يحتج به (التهذيب) وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو بشر، قال ابن القطان: لم تثبت عدالته، وصحح حديثه ابن المنذر وابن حزم وغيرهما فذلك توثيق له" قلت: وباقي رواته كلهم ثقات، وأبو بشر هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية، وهشيم صرّح بالإخبار من أبي بشر فانتفى التدليس. 1561 - "اهجوا المشركين بالشعر فإنّ المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما تنضحونهم بالنبل" قال الحافظ: وروى أحمد من حديث كعب بن مالك قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: • فقيل: عنه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك رفعه" اهجوا بالشعر إنّ المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما ينضحونهم بالنبل" أخرجه أحمد (3/ 460) من طريق محمد بن عبد الله بن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب به. • ورواه غير واحد عن ابن شهاب أني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ كعب بن مالك حين أنزل الله تبارك وتعالى في الشعر ما أنزل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله تبارك وتعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت وكيف ترى فيه؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه" ¬

_ (¬1) 7/ 365 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب من أحب أن لا يسب نسبه)

أخرجه أحمد (3/ 456) والبيهقي (10/ 239) عن شعيب بن أبي حمزة (¬1) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 304 - 305) عن محمد بن الوليد الزُّبيدي و (3/ 1/305) عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق (¬2) ثلاثتهم عن ابن شهاب به. وإسناده صحيح على شرط البخاري، لكن قال الذهلي في "العلل": ما أظنّ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك سمع من جده شيئًا، وقال الدارقطني: روايته عن جده مرسل. وقد جاء التصريح بسماع عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك من جده في رواية عند البخاري في كتاب الجهاد (فتح 6/ 454) (¬3) وقد تكلم الدارقطني على هذه الرواية (انظر هدي الساري 2/ 122 - 123) • وقيل: عن ابن شهاب الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنّه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ الله قد أنزل في الشعر ما أنزل (¬4)، قال "إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ترمون فيهم نضح النبل (¬5) " أخرجه عبد الرزاق (20500) وأحمد (6/ 387) وابن حبان (5786) والطبراني في "الكبير" (19/ 75) والبيهقي (10/ 239) والبغوي في "شرح السنة" (3409) ¬

_ (¬1) رواه أبو اليمان الحكم بن نافع عنه (¬2) رواه إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق. (¬3) وكذا هي عند النسائي في كتاب الطلاق من سننه (6/ 124) وهي من رواية عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك. ورواه غير ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: سمعت كعب بن مالك. وهكذا رواه غير يونس بن يزيد عن الزهري به (¬4) ولفظ حديث يونس "يا رسول الله، ما ترى في الشعر؟ " (¬5) ولفظ حديث يونس "لكأنما تنضحونهم بالنبل"

عن مَعْمَر بن راشد وابن حبان (4707) والطبراني في "الكبير" (19/ 76) عن يونس بن يزيد كلاهما عن الزهري به. واللفظ لحديث معمر. وإسناده صحيح على شرط البخاري، لكن قال أحمد بن صالح المصري: لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك شيئًا والذي يروي عنه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك (¬1). • وقيل: عن ابن شهاب الزهري عن بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك كان يحدث أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر" أخرجه أحمد (3/ 456) والبيهقي (10/ 239) عن شعيب بن أبي حمزة (¬2) والطبراني في "الكبير" (19/ 76) عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق (¬3) كلاهما عن ابن شهاب به. • وقيل: عن ابن شهاب الزهري ثني عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك حين أنزل الله في الشعر ما أنزل، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن الله قد أنزل في الشعر ما قد علمت، فكيف ترى؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ المؤمن ليجاهد بسيفه ولسانه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (673) من طريق عتاب بن بشير الجزري عن إسحاق بن راشد عن الزهري به. ¬

_ (¬1) المراسيل ص 190 - جامع التحصيل ص 231 - التهذيب 9/ 450 (¬2) رواه أبو اليمان الحكم بن نافع عنه. (¬3) رواه إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق. وقد تقدم أنّ شعيب وابن أبي عتيق روياه عن الزهري. عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ كعب بن مالك. مما يدل على أنّ هذا الاختلاف إنما هو من الزهري نفسه، والله تعالى أعلم.

وقال: لم يروه عن إسحاق إلا عتاب" قلت: "وإسحاق بن راشد هو الجَزَري وهو ثقة لكن تكلم ابن معين في روايته عن الزهري فقال: ليس هو في الزهري بذاك. 1562 - "اهدوا السبيل، وأعينوا المظلوم، وأفشوا السلام" قال الحافظ: وفي حديث البراء عند أحمد والترمذي: فذكره" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 97) عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على قوم جلسوا في الطريق، فقال "إنْ كنتم لا بد فاعلين فردوا السلام، وأعينوا المظلوم، واهدوا السبيل" وأخرجه الترمذي (2726) عن محمود بن غيلان المروزي عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (4/ 282 و 291 و 301) والدارمي (2658) وأبو يعلى (1717 و 1718) والروياني (323) والطحاوي في "المشكل" (170 و 171) من طرق عن شعبة به. وأخرجه أحمد (4/ 282 و 291 و 293) والطحاوي (172) وابن حبان (597) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء به. قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: أسمعته من البراء؟ قال: لا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: رواته ثقات إلا أنّه منقطع. 1563 - عن عائشة قالت: أُهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرنب وأنا نائمة، فخبأ لي منها العجز، فلما قمت أطعمني" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه الدارقطني (4/ 291) من طريق عبد الله بن يزيد بن الصلت الشيباني عن يزيد بن عياض عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن عكرمة عن ابن عباس عن عائشة به. ¬

_ (¬1) 13/ 247 (كتاب الاستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27]) (¬2) 12/ 83 - 84 (كتاب الذبائح - باب الأرنب)

وعبد الله بن يزيد قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال النسائي: ضعيف. ويزيد بن عياض كذبه مالك وابن معين والنسائي. وخالفه عبد الله بن عبد الله الطلحي المدني فرواه عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف قال: سمعت ابن عباس يقول: أُهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرنبا، وعائشة نائمة، فرفع لها منها العجز، فلما انتبهت أعطاها إياه فأكلته. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10644) عن محمد بن عبد الله القرمطي ثنا عبيد الله بن عبد الله الطلحي المدني ثني أبي عبد الله بن عبد الله به. قال الهيثمي: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم" المجمع 4/ 36 قلت: شيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "التاريخ" (5/ 433 - 434) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وعبيد الله بن عبد الله وأبوه لم أر من ترجمهما. وعبد المجيد وأبو أمامة ثقتان. 1564 - عن ابن عمر قال: أُهدي لرجل رأس شاة، فقال: إنّ أخي وعياله أحوج منا إلى هذا، فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة، فنزلت (¬1). قال الحافظ: وعند ابن مردويه من طريق محارب بن دِثَار عن ابن عمر: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الحاكم (2/ 483 - 484) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 239) من طريق القاسم بن الحكم العُرَني ثنا عبيد الله بن الوليد عن محارب بن دِثار عن ابن عمر قال: فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبيد الله ضعفوه" قل: هو الوَصَّافي. ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] (¬2) 8/ 121 (كتاب الأنبياء- باب قول الله -عز وجل- {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9])

1565 - عن أبي طلحة قال: يا نبي الله، اشتريت خمرا لأيتام في حجري، قال: "أَهْرق الخمر واكسر الدِّنَان" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1). أخرجه الترمذي (1293) عن حميد بن مسعدة البصري والطبراني في "الكبير" (4714) عن مسدد والدراقطني (4/ 266) عن موسى بن أعْيَن الجزري ثلاثتهم عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن أبي هُبيرة يحيى بن عباد عن أنس عن أبي طلحة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله, إني اشتريت خمرا لأيتام في حجري، فقال"أهرق الخمر واكسر الدنان" فقلت: يا رسول الله، إنها لأيتام، قال "أهرق الخمر واكسر الدنان" واللفظ للطبراني. ولفظ الدارقطني: عن أنس قال: ثني أبو طلحة أنه كان عنده مال ليتامى، فاشترى به خمرا، قال: فنزل تحريم الخمر، قال: وما خمرنا يومئذ إلا من التمر، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: إنّه كان عندي مال يتيم، فاشتريت به خمرا قبل أنْ تحرم الخمر، فأمرني أكسر الدنان وأهريقه، فأتيته ثلاث مرات، كل ذلك يأمرني أن كسر الدنان وأهريقه. واختلف فيه على ليث، فرواه إسرائيل بن يونس عنه عن يحيى بن عباد عن أنس قال: كان في حِجر أبي طلحة يتامى فابتاع لهم خمرا، فلما حرمت الخمر أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أجعله خلا؟ قال "لا" فأهراقه. أخرجه أحمد (3/ 260) وهذا أصح من حديث معتمر بن سليمان. فقد رواه إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي عن يحيى عن عباد عن أنس قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيتخذ الخمر خلا؟ قال "لا" ¬

_ (¬1) 6/ 46 (كتاب المظالم - باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر)

وفي لفظ "أنّ أبا طلحة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أيتام ورثوا خمرا، قال "أهرقها" قال: أفلا أجعلها خلا؟ قال "لا". أخرجه مسلم (1983) والدارقطني (4/ 265) والبيهقي (6/ 37) عن عبد الرحمن بن مهدي وابن أبي شيبة (8/ 202) وأبو داود (3675) واللفظ الثاني له عن وكيع والترمذي (¬1) (1294) عن يحيى بن سعيد القطان وابن الجارود (854) والبيهقي (6/ 37) عن قَبيصة بن عقبة الكوفي والبيهقي (6/ 37) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهدي كلهم عن سفيان الثوري عن إسماعيل السدي به. وخالفهم عبد الصمد بن حسان المروزي فرواه عن الثوري عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس عن أبي طلحة فجعله عن أبي طلحة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4713) والأول أصح. ورواه إسرائيل بن يونس عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس قال: كان في حِجر أبي طلحة يتامى واشترى لهم خمرا، فلما نزل تحريم الخمر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال: أجعله خلا؟ قال "لا" فأهراقه. أخرجه أحمد (3/ 260) والدارمي (2121) واللفظ له والدارقطني (4/ 265) والبيهقي (6/ 37) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو أصح من حديث الليث" يعني رواية معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم.

1566 - "أهل الجنة عشرون ومائة صف، أمتي منها ثمانون صفا" قال الحافظ: وأخرج أحمد والترمذي وصححه من حديث بُريدة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث ابن مسعود بنحوه وأتم منه أخرجه الطبراني" (¬1) صحيح ورد من حديث بريدة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي موسى الأشعري ومن حديث معاوية بن حَيدة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث الشعبي مرسلاومن حديث مجاهد مرسلا فأما حديث بريدة فأخرجه أحمد (5/ 347 و 355) وأبو يعلى في "معجمه" (211) والطحاوي في "المشكل" (366) والطبراني في "الأوسط" (8488) وابن عدي (4/ 1420) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (53) عن عبد العزيز بن مسلم القَسْملي وابن أبي شيبة (11/ 470 - 471) وسمويه في "الفوائد" (63) والترمذي (2546) وابن حبان (7459) والحاكم (1/ 81 - 82) عن محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي كلاهما عن ضرار بن مرة (¬2) أبي سنان الشيباني عن محارب بن دِثار (¬3) عن ابن بريدة عن أبيه رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف، هذه الأمة منها ثمانون صفا (¬4) " قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي هذا الحديث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن النبي- صلى الله عليه وسلم - مرسلا، ومنهم من قال عن سليمان بن بريدة عن أبيه، وحديث أبي سنان عن محارب بن دثار حسن، وأبو سنان اسمه ضرار بن مرة" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن القيم: إسناده على شرط الصحيح" حادي الأرواح ص 123 ¬

_ (¬1) 14/ 178 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬2) ووقع في رواية ابن عدي "ضرار بن عمرو" وهو وهم. (¬3) تابعه أبو سعد البقال عن ابن بريدة عن أبيه به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1627) وأبو سعد واسمه سعيد بن المرزبان ضعيف. (¬4) زاد الترمذي "وأربعون من سائر الأمم"

قلت: وهو كما قالا، وابن بريدة هو عبد الله، جاء التصريح بذلك في رواية لأحمد (5/ 361) وتابعه أخوه سليمان بن بريدة عن أبيه رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها أمتي، وأربعون سائر الأمم". أخرجه الدارمي (2838) عن معاوية بن هشام الكوفي (¬1) وسمويه في "الفوائد" (62) وابن ماجه (4289) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 275) والحاكم (1/ 82) عن الحسين بن حفص الأصبهاني وسمويه في "الفوائد" (60) عن محمد بن كثير العبدي البصري كلاهما عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه به. - ورواه المؤمل بن إسماعيل البصري عن الثوري واختلف عنه: • فقيل: عن المؤمل عن الثوري عن علقمة عن سليمان عن أبيه. أخرجه ابن حبان (7460) عن أبي عبيدة بن الفضيل بن عياض والحاكم (1/ 82) عن الحسن بن الحارث وعن عمرو بن محمد العَنْقَزي قالوا: ثنا المؤمل بن إسماعيل به. • وخالفهم الحسين بن الحسن المروزي فرواه في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1572) عن المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة مرسلا. - ورواه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه. ¬

_ (¬1) قال في روايته "أراه عن أبيه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5759) وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 471) وفي "مسنده" (380) وأحمد (1/ 453) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحارث بن حصيرة ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كيف أنتم وربع أهل الجنة لكم ربعها ولسائر الناس ثلاثة أرباعها" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فكيف وأنتم ثلثها" قالوا: فذاك أكثر. قال "فكيف وأنتم الشطر" قالوا: فذلك أكثر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أهل الجنة يوم القيامة عشرون مائة صف، أنتم منها ثمانون صفا". وأخرجه البزار (1999) وأبو يعلى (5358) والطحاوي في "المشكل" (365) والطبراني في "الكبير" (10350) و"الأوسط" (543) و"الصغير" (1/ 34) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (239) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1331) من طرق عن عفان بن مسلم به. وتابعه يحيى (¬1) ثنا عبد الواحد به. أخرجه سمويه في "الفوائد" (64) قال البزار: لا نعلم يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لم يروه عن القاسم إلا الحارث، تفرد به عبد الواحد بن زياد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وقد وثق" المجمع 10/ 403 قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير الحارث بن حصيرة فهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وذكره العقيلي وغيره في "الضعفاء". والقاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن مسعود، وأبوه اختلف في سماعه من ابن مسعود، وأثبت له السماع منه غير واحد. والحديث اختلف فيه على عبد الواحد بن زياد، فرواه يعقوب بن إسحاق الحضرمي عنه عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10398) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا أحمد بن محمد بن نيزك الطوسي ثنا يعقوب بن إسحاق به. ¬

_ (¬1) ما عرفته.

والأول أصح لأنّ عفان بن مسلم أثبت من يعقوب بن إسحاق. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10682) وابن عدي (3/ 885) وأبو الطاهر الذهلي في حديثه (143) والخطيب في "تالي التلخيص" (120) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا خالد بن يزيد البجلي ثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف (¬1)، ثمانون منها أمتي" وإسناده ضعيف لضعف خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي القسري. قال ابن عدي: أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا، ولم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال لهم فيه قول، ولعلهم غفلوا عنه، وقد رأيتهم تكلموا في من هو خير من خالد هذا، فلم أجد بداً من أنْ أذكره، وأنْ أبين صورته عندي، وهو عندي ضعيف، إلا أنّ أحاديثه افرادات، ومع ضعفه كان يكتب حديثه" وسليمان بن علي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله في الحديث. وأما حديث أبي موسى فأخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (1323) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي موسى رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف، أمتي منها ثمانون صفا، وسائر الأمم أربعون صفا" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن أبي زائدة إلا زهير، تفرد به سويد" وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف جدًا" المجمع 10/ 403 وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه خيثمة بن سليمان في "فوائده" (ص 78 - 79) والطبراني في "الكبير" (19/ 419) وابن عدي (6/ 2288) وابن شاهين في "الأفراد" (53 و 54) من طريق حماد بن عيسى الجهني ثنا سفيان الثوري عن بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه "أهل الجنة مائة وعشرون صفا، أنتم ثمانون صفا والناس سائر ذلك، وأنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله -عز وجل-" قال ابن شاهين: هذا حديث غريب من حديث الثوري، لا أعلم حدّث به عنه إلا حماد بن عيسى" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "صنف"

وقال الهيثمي: وفيه حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف" المجمع 10/ 403 قلت: ضعفه أبو حاتم وأبو داود والدارقطني واتهمه الحاكم والنقاش بالوضع. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2661) عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني ثنا المسيب ثنا ابن المبارك عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "أهل الجنة يوم القيامة عشرون مائة صنف، ثمانون صنفا من أمتي" وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي المدني. وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (379 - زيادات نعيم عن موسى الجهني) وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 470) وهناد في "الزهد" (196) وسمويه (61) والواحدي في "الوسيط" (1/ 478) من طرق عن موسى الجهني عن الشعبي قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لجلسائه يوما "أيسركم أنْ تكونوا ثلث أهل الجنة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "أفيسركم أن تكونوا نصف أهل الجنة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "فإنّ أمتي يوم القيامة ثلثا أهل الجنة، إنّ الناس يوم القيامة عشرون ومائة صف، وإنّ أمتي من ذلك ثمانون صفا" واختلف فيه على موسى الجهني، فرواه القاسم بن غصن عنه عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن هذا الحديث قالا: هذا خطأ إنما هو موسى الجهني عن الشعبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. قالا: والخطأ من القاسم، قلت: ما حال القاسم: قالا: ليس بقوي" العلل 2/ 215 وأما حديث مجاهد فأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 106 - 107) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشر عن ابن جريج عن مجاهد، ومحمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد فذكر حديثا وفيه "أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة" قالوا: بلى يا رسول الله، فقال "أما ترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "فإن أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفا أمتي، وأربعون صفا سائر الأمم ... " إسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري صاحب كتاب المبتدأ كذبه الدارقطني وغيره. 1567 - عن مجاهد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أنصرف من غزاة بني المصطلق، فساق قصة طويلة وفيها أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفا

منها أمتي، وأربعون صفا سائر الأمم، ولي مع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب" قيل: من هم؟ فذكر الحديث وفيه: فقال "اللهم اجعل عكاشة منهم" قال: فاستشهد بعد ذلك. ثم قام سعد بن عبادة الأنصاري فقال: يا رسول الله، ادع الله أنْ يجعلني منهم، الحديث. قال الحافظ: أخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر البخاري أحد الضعفاء من طريقين له عن مجاهد: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 1568 - "أهل النار كل جَعْظَرِي جَوَّاظ مستكبر" قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو أنّه تلا قوله تعالى {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} [ق: 25] إلى {زَنِيمٍ} [القلم: 13]، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (2/ 169 و 214) وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 256) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (220) والحارث (بغية الباحث 1098) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (12) والحاكم (2/ 499) والبيهقي في "الشعب" (7822) "وإسماعيل الأصبهاني في"الترغيب" (1031) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (86 و 87) من طرق عن موسى بن عُلَي بن رباح قال: سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص به. وزاد "جَمَّاع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون" والسياق للحاكم، ولم يذكر الباقون الآية. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 393 وقال البوصيري: ورواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 628 قلت: إسناده صحيح، وعلي بن رباح قال الذهبي في "السير" (5/ 101): سمع من عبد الله بن عمرو. ولم يخرج مسلم روايته عن ابن عمرو. ¬

_ (¬1) 14/ 204 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب) (¬2) 10/ 289 - 290 (كتاب التفسير: سورة {ن وَالْقَلَمِ} - باب {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} [القلم: 13])

1569 - عن قتادة قال: أرسل عبد الله بن أُبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما دخل عليه قال: "أهلكك حب يهود" فقال: يا رسول الله، إنما أرسلت إليك لتستغفر لي ولم أرسل إليك لتوبخني، ثم سأله أنْ يعطيه قميصه يكفن فيه فأجابه. قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر، والطبري من طريق سعيد كلاهما عن قتادة قال: فذكره، وهذا مرسل مع ثقة رجاله، ويعضده ما أخرجه الطبراني من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما مرض عبد الله بن أبي جاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: قد فهمت ما تقول فامنن علىّ فكفني في قميصك وصلّ علىّ، ففعلّ" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 2/ 284 - 285) عن معمر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبَة: 84] قال: أرسل عبد الله بن أبي بن سلول وهو مريض إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال له "أهلكك حب يهود" قال له: يا رسول الله، إنما أرسلت إليك تستغفر لي، ولم أرسل إليك لتؤنبني، ثم سأله عبد الله أنْ يعطيه قميصه يكفن فيه، فأعطاه إياه، وصلّى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقام على قبره، فأنزل الله تعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبَة: 84]. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 206) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به. ولم ينفرد معمر به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به (¬2). أخرجه الطبري. ورواته ثقات إلا إنّه مرسل. وله شاهد عن ابن عباس قال: لما كان مرض عبد الله بن أُبي الذي مات فيه جاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - فتكلما بكلام بينهما، فقال عبد الله: قد فهمت ما تقول أمنن علىّ فكفني في قميصك وصلِّ عليّ، فكفنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قميصه ذلك وصلّى عليه. أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (6627) عن ابن جُريج أني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: فذكره. ¬

_ (¬1) 9/ 403 (كتاب التفسير- باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبه: 80] الآية) (¬2) وزاد: قال قتادة: ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كلم في ذلك فقال "وما يغني عنه قميصي من الله أو ربي وصلاتي عليه، وإني لأرجو أن يسلم به ألف من قومه".

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (11598) قال الهيثمي: وفيه الحكم بن أبان وثقه النسائي وجماعة وضعفه ابن المبارك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 33 قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات، والحكم بن أبان الأكثر على توثيقه. 1570 - حديث جابر أَنَّ عائشة أهلت بعمرة حتى إذا كانت بِسَرِف حاضت، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "أَهلي بالحج" حتى إذا طهرت طافت بالكعبة وسعت، فقال "قد حللت من حجك وعمرتك" قالت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت، قال: فأعمرها من التنعيم" قال الحافظ: رواه مسلم (1213) " (¬1) 1571 - "أوتروا يا أهل القرآن، فإنّ الله وتر يحب الوتر" قال الحافظ: حديث علي "إنّ الوتر ليس بحتم كالمكتوبة ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوتر ثم قال: فذكره، أخرجوه في السنن الأربعة وصححه ابن خزيمة واللفظ له" (¬2) يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضَمْرَة عن علي. واختلف فيه على أبي إسحاق في رفعه ووقفه: - فرواه غير واحد عنه عن عاصم بن ضمرة السلولي عن عليّ قال: إنّ الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوتر (¬3) ثم قال: "يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر" أخرجه ابن ماجه (1169) والترمذي (453) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 148) والنسائي (3/ 187) وفي "الكبرى" (1384) وابن خزيمة (1067) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (431) والحاكم (1/ 300) والبغوي في "شرح السنة" (976) عن أبي بكر بن عياش ¬

_ (¬1) 4/ 166 (كتاب الحج- باب التمتع) (¬2) 13/ 487 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة) (¬3) وفي لفظ "سنَّ" وفي لفظ آخر "ولكنه سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"

وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 143و144) والبزار (670) وابن نصر في "الوتر" (ص 245) وأبو يعلى (585) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 168) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 120) وابن بشران (293) والخطيب في "التاريخ" (12/ 102) عن منصور بن المعتمر (¬1) وأحمد (1/ 110) وأبو داود (1416) عن زكريا بن أبي زائدة والبيهقي (2/ 468) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي كلهم عن أبي إسحاق به. - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي فأوقفوا المرفوع، وهو قوله "يا أهل القرآن أوتروا، فإنّ الله وتر يحب الوتر" أخرجه الطيالسي (ص 15) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2012) والخطيب في "الموضح" (2/ 282 - 283) عن إسرائيل بن يونس وأحمد (1/ 100) وأبو القاسم البغوي (2647) والبيهقي (2/ 467 - 468) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 145) عن علي بن صالح بن حي الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق فلم يذكروا قوله "يا أهل القرآن أوتروا، فإنّ الله وتر يحب الوتر" واقتصروا على أوله. ¬

_ (¬1) هكذا رواه جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي، وخالفه أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار فرواه عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم أو الحارث عن علي. أخرجه البزار (671) قال الدارقطني: والمحفوظ عن عاصم بن ضمرة عن علي" العلل 4/ 79

أخرجه أحمد (1/ 107) وعبد بن حميد (70) والدارمي (1587) والبزار (683) وأبو يعلى (317) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 331) عن شعبة وعبد الرزاق (4569) وابن أبي شيبة (2/ 296) وأحمد (1/ 86 و 98 و115) والترمذي (454) والبزار (684) والنسائي (3/ 187) وفي "الكبرى" (1385) وأبو يعلى (618) وابن خزيمة (2/ 137) وأبو علي الطوسي (432) والبيهقي (2/ 8 و 467 - 468) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 260) عن سيفان الثوري (¬1) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 144) عن شَريك بن عبد الله القاضي وعبد الرزاق (4569) وأحمد (1/ 115) عن مَعْمر بن راشد وابن أبي شيبة (2/ 295) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وابن أبي شيبة (2/ 296) وأحمد (1/ 120) والبزار (682) عن حجاج بن أرطأة كلهم عن أبي إسحاق به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا أبو إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي، ورواه غير واحد عن أبي إسحاق" وقال الترمذي: حديث علي حديث حسن، وحديث سفيان الثوري أصح من حديث أبي بكر بن عياش" ونقل الحافظ في "التلخيص" (2/ 14) تصحيح الحاكم له. ¬

_ (¬1) هكذا رواه وكيع وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق وأبو نعيم الفضل بن دكين وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأبو أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي. وخالفهم معاوية بن هشام فرواه عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. أخرجه الدارقطني في "العلل" (4/ 79) وقال: والمحفوظ قول من قال: عن عاصم بن ضمرة عن علي"

قلت: أبو إسحاق السبيعي ثقة مشهور إلا أنّه كان يدلس واختلط بأخرة، وقد صرّح بالسماع من عاصم بن ضمرة في رواية شعبة فانتفى التدليس. ورواية سفيان الثوري ومن تابعه عن أبي إسحاق أصح لأن سفيان الثوري من أثبت الناس في أبي إسحاق، وهو وشعبة وشريك ممن سمعوا من أبي إسحاق قبل أنْ يختلط. وإسرائيل بن يونس ثبت أيضا في أبي إسحاق وهو مما يقوي الموقوف والله تعالى أعلم. وللحديث شاهد عن ابن مسعود وآخر عن أبي هريرة فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه عمرو بن مرّة واختلف عنه: - فرواه الأعمش عن عمرو بن مرة واختلف عن الأعمش: * فقيل: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رفعه "إنّ الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن" فقال أعرابي: ما تقول يا رسول الله؟ فقال "ليس لك ولا لأصحابك" أخرجه ابن نصر في "الوتر" (ص 245) عن إبراهيم بن طهمان وأبو داود (1417) وابن ماجه (1170) وأبو يعلى (4987) والبيهقي (2/ 468) عن عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الأبار كلاهما عن الأعمش به. • ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود مرسلا، ليس فيه عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298) - ورواه سفيان الثوري واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (4571) عن الثوري عن الأعمش كرواية أبي معاوية. • ورواه أيوب بن سويد الرملي عن الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه.

أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 294). • ورواه الحسين بن حفص الأصبهاني عن الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة مرسلا، ولم يذكر الأعمش ولا ابن مسعود. أخرجه البيهقي (2/ 468) • ورواه غير واحد عن الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2741) والدارقطني في "العلل" (5/ 293 - 294) عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد والدارقطني (5/ 294). عن النعمان بن عبد السلام الأصبهاني و (5/ 293) عن موسى بن أعْيَن الجزري (¬1) ثلاثتهم عن الثوري به. قال الدارقطني: قال أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي: سألت سفيان عن عمرو بن مرة هذا فقال: لم أسمعه من عمرو بن مرة" وقال البيهقي: ويقال لم يسمعه الثوري من عمرو إنما سمعه عن رجل عن عمرو، وروي عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن الثوري فذكر فيه عبد الله وليس بمحفوظ" - ورواه أبو سنان سعيد بن سنان الكوفي عن عمرو بن مرة واختلف فيه على سعيد بن سنان • فرواه مهران بن أبي عمر الرازي عنه عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10262) وتمام في "فوائده" (1565) والبيهقي (2/ 468) • ورواه وكيع عن سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 297 - 298) ¬

_ (¬1) قال في روايته: أراه عن عبد الله.

- ورواه غير واحد عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه، منهم: 1 - أبو سفيان صالح بن مهران. أخرجه محمد بن عاصم في "جزئه" (44) 2 - سفيان بن عُيينة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 313) 3 - الأوزاعي. أخرجه تمام في "فوائده" (1189) قال الدارقطني: والمرسل هو المحفوظ" العلل 5/ 293 وقال البيهقي: والحديث مع ذكر عبد الله بن مسعود فيه منقطع لأنّ أبا عبيدة لم يدرك أباه" قلت: والموصول عندي أصح من المرسل فقد رواه علي بن بَذِيمة وهو ثقة عن أبي عبيدة عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10263) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنى إسرائيل عن علي بن بذيمة به. الثاني: يرويه سفيان بن عُيينة عن جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين عن أبي وائل عن ابن مسعود رفعه "أوتروا يا أهل القرآن فقال أعرابي: ما تقول يا رسول الله؟ قال "ليست لك ولا لأصحابك" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 313) عن إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان به. وقال: غريب من حديث أبي وائل عن ابن مسعود، تفرد به ابن أبي عمر" قلت: وهو ثقة وكذا باقي رواته كلهم ثقات غير محمد بن أحمد الواسطي فلم أقف له على ترجمة. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الخطيب في "تاريخه" (2/ 43 - 44) من طريقين عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن" وإسناده صحيح رواته ثقات.

1572 - حديث البراء "أوثق عُرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه الطيالسي (ص 101) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد بن مُقَرِّن عن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أتدرون أي عرى الإيمان أوثق؟ " قلنا: الصلاة، قال "الصلاة حسنة وليست بذلك" قلنا: الصيام، فقال مثل ذلك حتى ذكرنا الجهاد فقال مثل ذلك، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أوثق عرى الإيمان: الحب في الله عز وجل والبغض في الله". ومن طريقه أخرجه ابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله" (12) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (1) وابن نصر في "الصلاة" (393) والروياني (399) والبيهقي في "الشعب" (4 أو 9066) من طرق عن جرير بن عبد الحميد به. وأخرجه أحمد (4/ 286) عن إسماعيل بن عُلية وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (1) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 431) عن إسماعيل بن زكريا الخُلقاني قالا: ثنا ليث بن أبي سليم به. واختلف فيه على ليث بن أبي سليم • فرواه محمد بن فضيل عنه عن عمرو بن مرة عن البراء، ولم يذكر معاوية بن سويد. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 41 و 13/ 229) وفي "الإيمان" (110) وفي "المسند" (إتحاف الخيرة 93) وتابعه محمد بن كثير الكوفي عن ليث به. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (1056) والخطيب في "التاريخ" (11/ 354) والشجري في "أماليه" (2/ 133) وابن قدامة في "المتحابين" (10) • ورواه أبو شيخ الحرّاني عن موسى بن أعْيَن عن ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد قال: أراه عن أبيه - الشك من أبي شيخ - قال: كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) 1/ 53 (كتاب الإيمان- باب الإيمان وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بني الإسلام على خمس)

أخرجه البيهقي في "الشعب" (13) وليث بن أبي سليم ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم (¬1). وخالفه أبو اليسع المكفوف فرواه عن عمرو بن مرة عن عطاء أبي حمزة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 82) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا أبو اليسع به. وهذا أصح، وأبو اليسع قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد عن ابن مسعود وآخر عن ابن عباس فأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا عبد الله، أتدري أيّ عرى الإسلام أوثق؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال "الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله. يا عبد الله، أتدري أي الناس أعلم؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال "فإنّ أعلم الناس أعلمهم بالحق إذا اختلف الناس وإنْ كان مقصرا في العلم، وإن كان يزحف على اسْتِهِ زحفا". أخرجه الطيالسي (ص50) عن الصعق بن حَزْن عن عقيل الجعدي عن أبي إسحاق به. ومن طريقه أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 750) والبيهقي (10/ 233) وفي "الآداب" (235) وفي "المدخل" (ص 446) وفي "الشعب" (9064) وابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" (ص 126) وابن قدامة المقدسي في "المتحابين" (15) وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2898/ 2 و 3038/ 1) وفي "مصنفه" (11/ 48) وأبو يعلى (المطالب 2898/ 3 و 3038/ 3) والعقيلي (3/ 409) والهيثم بن كليب في "مسنده " (772) والطبراني في "الكبير" (10531) و"الصغير" (1/ 223 - 224) و "الأوسط" (4476) والحاكم (2/ 480) وأبو ذر الهروي في "فوائده" (1) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/ 54) وفي "التمهيد" (7/ 430) والشجري في "أماليه" (2/ 138) والبيهقي في "الشعب" (9065) وأبو إسماعيل الهروي في "ذم الكلام" (ق 132 - 133) من طرق عن الصعق بن حزن به. ولفظه عندهم "أيّ عرى الإيمان أوثق؟ ". ¬

_ (¬1) قال البوصيري: مداره على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 71

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا عقيل الجعدي، تفرد به الصعق بن حزن" وقال العقيلي في ترجمة عقيل الجعدي: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به" وقال أبو حاتم: حديث منكر لا يشبه حديث أبي إسحاق، ويشبه أنْ يكون عقيل هذا أعرابيا، والصعق لا بأس به" العلل 2/ 162 وقال البيهقي في "المدخل": عقيل الجعدي غير معروف" وقال الهيثمي: وفيه عقيل بن الجعد قال البخاري: منكر الحديث" المجمع 1/ 90 وقال البوصيري: في أسانيدهم عقيل الجعدي وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 146 وخالف الحاكم فقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ليس بصحيح فإنّ الصعق وإنْ كان موثقا فإنّ شيخه منكر الحديث" الثاني: يرويه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا ابن مسعود" قلت: لبيك ثلاثا. قال "هل تدرورن أيّ عرى الإيمان أوثق؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال "الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله ... وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10357) وابن عدي (2/ 467) والهروي في "ذم الكلام" (ق 133/ب) والشجري في "أماليه" (2/ 135 و 147) من طريقين عن الوليد بن مسلم (¬1) ثنا بكير بن معروف أبو معاذ ثنا مقاتل بن حيان عن القاسم بن عبد الرحمن به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف" المجمع 7/ 260 - 261 قلت: بكير صدوق، قال النسائي وغيره: ليس به بأس، ووثقه ابن حبان وغيره، والباقون كلهم ثقات، لكن اختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه، وقد أثبت له السماع من أبيه غير واحد، منهم البخاري وأبو حاتم فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) تابعه عيسى بن موسى أنا بكير بن معروف به. أخرجه ابن بشران (775)

الثالث: يرويه بكر بن خُنيس عن سالم النصيبي عن عواد بن نافع قاضي جرجان عن ابن مسعود أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أيّ عرى الإيمان أوثق؟ " قالوا: الصلاة، الزكاة، صوم رمضان، الحج، قال "إنّ الحج لحسن" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "الحب في الله، والبغض في الله أوثق عرى الإيمان" وذكر الحديث. أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 281 - 282) بإسناده ضعيف لضعف بكر بن خنيس. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11537) والبيهقي في "الشعب" (9068) والشجري في "أماليه" (2/ 133 و151) والبغوي في "شرح السنة" (3468) من طريق معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر "أيّ عرى الإيمان أوثق؟ " قال: الله ورسوله أعلم، قال "الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله". وإسناده ضعيف جدا، حنش واسمه حسين بن قيس الرحبي متروك الحديث، قاله أحمد والنسائي. 1573 - حديث أبي زهير النميري قال: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل قد أَلَحَّ في الدعاء فقال "أوجب إنْ ختم" فقال: بأي شيء؟ قال "بآمين" فأتاه الرجل فقال: يا فلان اختم بآمين وأبشر. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنْ ختم بآمين فقد أوجب" 1574 - "أوجب ذو الثلاث" فقال له معاذ: وذو الاثنين. قال "وذو الاثنين" قال الحافظ: وعند أحمد والطبراني من حديث معاذ رفعه: فذكره، زاد في رواية الطبراني "أو واحد. قال "أو واحد" وفي سنده ضعف" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 77) عن شعبة عن قيس بن مسلم قال: سمعت أبا رملة يحدث عن عبيد الله بن مسلم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أوجب ذو الثلاثة" قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، وذو الاثنين. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وذو الاثنين" ¬

_ (¬1) 13/ 456 (كتاب الدعوات- باب التأمين) (¬2) 14/ 18 (كتاب الرقاق- باب العمل الذي يبتغى به وجه الله تعالى)

قال: يعني من قدّمْ بين يديه ثلاثة من ولده. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 353) وأحمد (5/ 230 و 237) والهيثم بن كليب في "مسنده" (1390 و 1392) والطبراني في "الكبير" (20/ 146) من طرق عن شعبة به. قال الهيثمي: وفيه أبو رملة ولم أجد من وثقه ولا جرحه" المجمع 3/ 8 قلت: ترجمه ابن عبد البر في "الكنى" (2/ 1195) وقال: كوفي. هو الجدلي كما صرّح بذلك الحاكم. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال الحسيني فيما حكاه عنه الحافظ في "التعجيل": مجهول. ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن عبد الله الجابر أبو الحارث التيمي عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن معاذ رفعه "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد إلا أدخل الله والديهما الجنة بفضل رحمته" قالوا: واثنين يا رسول الله؟ قال "واثنين" قالوا: وواحد يا رسول الله؟ قال "وواحد" ثم حدّث "إنّ السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة". أخرجه عبد بن حميد (123) والطبراني في "الكبير" (20/ 145 - 146) عن إسرائيل بن يونس والطبراني (20/ 146) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وعن شيبان بن عبد الرحمن التميمي والهيثم بن كليب (1391) والطبراني (20/ 147) عن زيد بن أبي أنيسة وأحمد (5/ 241) عن خالد بن عبد الله الطحان والهيثم بن كليب (1389) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وابن عدي (7/ 2659) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي

ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 52) عن خليد (¬1) بن عبد الله كلهم عن يحيى الجابر به. واللفظ لحديث إسرائيل بن يونس واختلف فيه على عبيدة بن حميد: • فرواه سُريج بن يونس عنه كما تقدم • ورواه علي بن هاشم بن مرزوق عنه ثنا يحيى بن عبيد الله عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن معاذ. أخرجه ابن ماجه (1609) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب" قلت: قول من قال: عن يحيى الجابر أصح. قال المزي في "تحفة الأشراف" (8/ 405): وهو المحفوظ" وقال في "تهذيب الكمال" (31/ 453): وهو أولى بالصواب" وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب": يحيى بن عبيد الله عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي وعنه عبيدة بن حميد، وقيل: عن عبيدة عن يحيى بن عبد الله الجابر عن عبيد الله بن مسلم وهو الصواب" وقال في "التقريب": صوابه يحيى بن عبد الله وهو الجابر. ويحيى الجابر مختلف فيه: وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وللحديث شاهد عن ابن مسعود سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ... " 1575 - "أوجب طلحة" قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق أنّ طلحة جلس تحت النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الجبل ¬

_ (¬1) أظنه: خالد، وهو الطحان المتقدم.

قال: فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ يقول: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 86 حلبي) ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير بن العوام به. وأخرجه ابن سعد (3/ 218) وابن أبي شيبة (12/ 91) وأحمد (1/ 165) وفي "فضائل الصحابة" (1290) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (59) والترمذي (1692 و 3738) وفي "الشمائل" (103) وابن أبي عاصم في "السنة" (1397 و1398) والبزار (972) وأبو يعلى (670) والطبري في "تاريخه" (2/ 522) وابن حبان (6979) والهيثم بن كليب في "مسنده" (31) والحاكم (3/ 25 و 373 - 374 و 374) واللالكائي في "السنة" (2709 و 2710) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق 10/ أ) والبيهقي (6/ 370 و 9/ 46) وفي "الدلائل" (3/ 238) والبغوي في "شرح السنة" (3915) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 86) والمزي في "التهذيب" (13/ 416 - 417) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين" (ص 23) من طرق عن ابن إسحاق به. قال الترمذي في الموضع الأول: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن إسحاق" وقال في الموضع الثاني: هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن الزبير إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم (¬2) " وقال الذهبي في "السير" (1/ 26): إسناده حسن" قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من يحيى بن عباد فانتفى التدليس، وأخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتج به، ويحيى بن عباد لم يخرج له مسلم شيئا. ¬

_ (¬1) 8/ 364 (كتاب المغازي- باب- إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا- الآية) (¬2) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1346) من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن جده الزبير. والأول أصح.

1576 - "أُوحي إليّ {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} ولن يغلب عسر يسرين" قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه من حديث جابر بإسناد ضعيف" (¬1) قلت: له شواهد من حديث ابن مسعود ومن حديث قتادة مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا وسيأتي الكلام عليها في حرف اللام عند حديث "لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر ... " 1577 - حديث خِدَاش أبي سلامة رفعه "أوصي امرءا بأمه، أوصي امرءا بأمه، أوصي امرءا بأمه، أوصي امرءا بأبيه، أوصي امرءا بمولاه الذي يليه وإن كان عليه فيه أذى يؤذيه" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه والحاكم" (¬2) ضعيف يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه في اسم شيخه، فممن رواه عنه: 1 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (4/ 311) ومن طريقه ابن الجوزي في "البر والصلة" (40) عن إسحاق بن يوسف الأزرق. والبخاري في "الكبير" (2/ 1/219) عن وكيع والدولابي في "الكنى" (1/ 37) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (450) عن إبراهيم بن هراسة الشيباني الكوفي أربعتهم عن سفيان عن منصور عن عبيد بن علي عن أبي سلامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فسماه عبيد بن علي ¬

_ (¬1) 10/ 341 (كتاب التفسير- سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشّرح: 1]) (¬2) 13/ 5 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)

2 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4185) من طريق إسحاق بن راهويه وعثمان (¬1) بن أبي شيبة قالا: ثنا جرير عن منصور عن عبيد الله بن علي عن خداش أبي سلامة. وأخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 529) من طريق يوسف بن موسى القطان عن جرير فقال في روايته: عن خداش بن أبي سلامة. فسماه عبيد الله بن علي 3 - شَريك بن عبد الله القاضي. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 540 - 541) عن شريك عن منصور عن عبيد الله بن علي عن أبي سلامة السلامي. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 218 - 219) وابن ماجه (3657) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2632) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (631) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4186) ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (8/ 232 - 233) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. فسماه عبيد الله بن علي وتابع جريرا على ذلك (¬2). 4 - عَبيدة بن حُميد الكوفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4187) عن مُطَين محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جُبارة بن المُغلس ثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة عن أبي سلامة. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2534) عن الطبراني به. فسماه عبيد الله بن علي بن عرفطة وتابع جريرا وشريكا على ذلك إلا أنّه زاد عليهما في تسمية جده. ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2531) من طريق عثمان بن أبي شيبة به. (¬2) رواه يحيى الحِمَّاني عن شريك واختلف عنه: • فرواه إبراهيم بن إسحاق الحربي عن الحماني ثنا شريك عن منصور عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3535) • ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن الحماني ثنا شريك عن منصور عن عبيد عن أبي سلامة. أخرجه أبو نعيم (6835)

ورواه سريج بن يونس عن عبيدة بن حميد فسمى شيخ منصور: عبد الله بن فلان بن عرفطة. أخرجه أبو القاسم البغوي (632) 5 - زائدة بن قدامة الكوفي. واختلف عنه: • فرواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن زائدة عن منصور عن عبيد الله بن علي السلمي عن خداش. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 220) • ورواه معاوية بن عمرو الأزدي عن زائدة عن منصور عن عبيد بن علي عن خداش بن سلامة رجل من الصحابة. أخرجه الحاكم (4/ 150) 6 - شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النَّحْوي. واختلف عنه: • فرواه حسين بن محمد المَرُّوذي عنه عن منصور عن عبد الله بن علي بن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة. فسماه عبد الله. أخرجه أحمد (4/ 311) • ورواه عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري عنه عن منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة. فسماه عبيد الله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4184) و"الأوسط" (2470) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا عبد الله بن رجاء به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2530) عن فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن القزاز قالا: ثنا أبو مسلم الكشي به.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابه" (2/ 123 - 124) والمزي في "تهذيب الكمال" (8/ 231 - 232) والذهبي في "سير الأعلام" (10/ 377 - 378) من طريق أبي بكر القطيعي ثنا أبو مسلم الكشي به. ووقع عند الطبراني في "الكبير" وابن الأثير "عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي" وكذا رواه عمار بن عبد الجبار المروزي عن شيبان. أخرجه أبو القاسم البغوي (633) • ورواه آدم بن أبي إياس عن شيبان واختلف فيه على آدم: فرواه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 219 - 220) عن آدم ثنا شيبان ثنا منصور عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة. وتابعه محمد بن عوف الطائي وبكر بن إدريس أبو القاسم المصري قالا: ثنا آدم به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 72) ورواه محمد بن خلف أبو نصر العسقلاني عن آدم واختلف عنه فرواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2483 و 2633) عن محمد بن خلف فقال في روايته: عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي. ورواه الدولابي في "الكنى" (1/ 37) عن محمد بن خلف فقال في روايته: عن عبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي. 7 - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي. واختلف عنه: • فرواه عفان بن مسلم البصري عنه عن منصور عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة. أخرجه أحمد (4/ 311) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 124) عن عفان به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (¬1) (2/ 271) عن محمد بن علي بن داود البغدادي والحسين بن الحكم الحيري الكوفي قالا ثنا عفان (¬2) به. واختلف عن عفان، فرواه أحمد بن زهير بن حرب عنه فلم يذكر عرفطة، وقال: عن عبيد بن علي. أخرجه أبو القاسم البغوي (634) • ورواه مسدد عن أبي عوانة واختلف عنه: فرواه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 219) عن مسدد كرواية عفان. ورواه عثمان بن عمر الضبي عن مسدد عن أبي عوانة عن منصور عن علي بن عبيد الله بن عرفطة عن خداش أبي سلمة به. أخرجه البيهقي (4/ 179 - 180) وتابعه إبراهيم بن إسحاق ثنا مسدد به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2532) • وهكذا رواه محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي عن أبي عوانة إلا أنّه كنى خداشا أبا النضر. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 72) • ورواه أبو كامل فضيل بن حسين الجَحْدَري عن أبي عوانة عن منصور عن علي بن عبيد الله عن عرفطة عن خداش أبي سلامة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2533) قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن خداش إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور" وقال البخاري: لم يتبين سماع خداش من النبي - صلى الله عليه وسلم -" ¬

_ (¬1) ووقع في النسخة المطبوعة بتحقيق شعيب الأرنؤوط "منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة عن خداش" (حديث رقم 1669) (¬2) وتابعه المعلي بن مهدي أنا أبو عوانة به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7457) ووقع عنده: منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة.

قلت: وعبيد الله بن علي قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى منصور بن المعتمر. وقال في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول. فالإسناد ضعيف. 1578 - "أوصيكم بالسابقين الأولين من المهاجرين وأبناءهم من بعدهم" قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث عبد الرحمن بن عوف قالوا: يا رسول الله أوصنا -يعني في مرض موته- قال: فذكره، وقال: لا يُروى عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد، تفرد به عتيق بن يعقوب انتهى وفيه من لا يعرف حاله" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (1022) عن جعفر بن عون الكوفي والطبراني في "الأوسط" (878) عن عتيق بن يعقوب الزبيري كلاهما عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما حضر النبي - صلى الله عليه وسلم - الوفاة قالوا: يا رسول الله أوصنا. قال "أوصيكم بالسابقين الأولين (¬2) وبأبنائهم من بعدهم، وبأبنائهم من بعدهم، وبأبنائهم من بعدهم، إلا تفعلوا لا يقبل منكم صوت ولا عدل" واللفظ للبزار وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن عبد الرحمن بن عوف بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 10/ 17 قلت: حميد بن القاسم وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم أر من ترجمهما غيره، وهما مراد الحافظ بقوله: وفيه من لا يعرف حاله. ¬

_ (¬1) 6/ 292 (كتاب الوصايا- باب الوصايا) (¬2) زاد الطبراني "من المهاجرين".

1579 - حديث عائشة: توفي صبي من الأنصار فقلت: طوبى له لم يعمل سوءا ولم يدركه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أَوَ غير ذلك يا عائشة، إنّ الله خلق للجنة أهلا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2662) " (¬1) 1580 - أَنَّ امرأة قالت: يا رسول الله، إني نذرت أنْ أضرب على رأسك بالدف، فقال: "أوفي بنذرك" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه أحمد والترمذي من حديث بُريدة: فذكره، وزاد في حديث بريدة أنّ ذلك وقت خروجه في غزوة فنذرت إن رده الله تعالى سالما، وفي رواية أحمد "إنْ كنت نذرت فاضربي وإلا فلا" وفي آخر الحديث "إن عمر دخل فتركت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان ليخاف منك يا عمر" (¬2) حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أخرجه أبو داود (3312) ومن طريقه البيهقي (10/ 77) عن مسدد ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني نذرت أنْ أضرب على رأسك بالدف، قال "أوفي بنذرك" قالت: إني نذرت أنْ أذبح بمكان كذا وكذا- مكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية- قال "لصنم" قالت: لا. قال "لوثن" قالت: لا. قال "أوفي بنذرك" الحارث بن عبيد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، ومسدد وعبيد الله ثقتان. وأما حديث بريدة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 29) وأحمد (5/ 353 و 356) والترمذي (3690) وابن حبان (4386) والبيهقي (10/ 77) وفي "الصغرى" (4080) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 161) من طرق عن الحسين بن واقد ثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت بريدة يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية (¬3) سوداء فقال: يا رسول الله، إني كنت نذرت إنْ ردّك الله صالحا (¬4) أنْ أضرب بين يديك (¬5) بالدف ¬

_ (¬1) 3/ 487 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المسلمين) (¬2) 14/ 398 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك، وفي معصية) (¬3) وفي لفظ "أَمَةٌ" (¬4) وفي لفظ "سالما" (¬5) وفي لفظ "على رأسك"

وأتغنى، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنْ كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا" فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها ثم قعدت عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الشيطان ليخاف (¬1) منك يا عمر، إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف". واللفظ للترمذي. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة" وقال ابن القطان الفاسي: حديث صحيح" نصب الراية 3/ 301 قلت: الحسين بن واقد صدوق، وابن بريدة ثقة، فالإسناد حسن. وفي الباب عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سافر سفرا فنذرت جارية من قريش إنْ ردّه الله عز وجل أنْ تضرب في بيت عائشة بدف، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءت الجارية فقالت عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هذه فلانة بنت فلان نذرت إنْ ردَك الله تعالى أنْ تضرب في بيتي بدف، قال "فلتضرب" أخرجه ابن طاهر المقدسي في "كتاب السماع" (ص 54 - 55) من طريق داود بن رشيد الهاشمي ثنا أبو حفص الأبار عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبي عن عائشة به. وقال: وهذا إسناد متصل ورجاله ثقات" قلت: بل إسناده منقطع. قال ابن معين وأبو حاتم: الشعبي عن عائشة مرسل (المراسيل) وقال الحاكم: لم يسمع من عائشة (المعرفة ص 111) وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف كما قال ابن معين وابن سعد وأبو داود والنسائي وغيرهم. 1581 - عن جابر في هذا الحديث "فقيل له: إن الناس قد شقّ عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر" وله من وجه آخر عن جعفر "ثم شرب فقيل له بعد ذلك: إنّ بعض الناس قد صام، فقال "أولئك العصاة" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ليفرق"

قال الحافظ: ولمسلم (1114) من طريق الدَّرَاوَرْدي عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جابر: فذكره" (¬1) 1582 - "أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيهما خرجت قبل الأخرى فالأخرى منها قريب" قال الحافظ: أخرج مسلم أيضا من طريق أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (2941) عن ابن عمرو مرفوعا "إنّ أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا" 1583 - عن عمرو بن عوف قال: أول غزاة غزوناها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الأبواء. قال الحافظ: وفي الطبراني من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: فذكره، وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" عن إسماعيل وهو ابن أبي أويس عن كثير بن عبد الله مقتصرا عليه، وكثير ضعيف عند الأكثر، لكن البخاري مشاه وتبعه الترمذي" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبيا" 1584 - عن أنس قال: أول لعان كان في الإسلام أنّ شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته. قال الحافظ: في حديث أنس عند أبي يعلى قال: فذكره" (¬4) صحيح أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (91) والنسائي (6/ 141 - 142) وفي "الكبرى" (5663) وأبو يعلى (2824) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 101 - 102) وفي "المشكل" (2961 و 5148 و 5149) وابن حبان (4451) وابن حزم في "المحلى" (11/ 420) من طرق عن مخلد بن الحسين الأزدي ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين ¬

_ (¬1) 5/ 84 (كتاب الصوم- باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر) (¬2) 14/ 139 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان) (¬3) 8/ 281 - 282 (كتاب المغازي- باب غزوة العشيرة) (¬4) 10/ 66 (كتاب التفسير: سورة النور- باب ويدرأ عنها العذاب)

عن أنس قال: إنّ أول لعان كان في الإسلام أَنّ هلال بن أمية قذف شريك بن السَّحْمَاء بامرأته، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "أربعة شهداء وإلا فحدّ في ظهرك" يردد ذلك عليه مرارا. فقال له هلال، والله يا رسول الله، إن الله عز وجل ليعلم أني صادق، ولينزلنّ الله عز وجل عليك ما يبرئ ظهري من الجلد. فبينما هم كذلك إذ نزلت عليه آية اللعان {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النُور: 6] إلى آخر الآية. فدعا هلالا فشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الصادقين، والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. ثم دعيت المرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين. فلما أن كان في الرابعة أو الخامسة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وَقفُوها فإنّها موجبة" فتلكّأت حتى ما شككنا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على اليمين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "انظروها فإنْ جاءت به أبيض سَبطا، قَضِيئ العينين فهو لهلال بن أمية، وإنْ جاءت به آدم جَعْدا رَبْعا حَمْش الساقين فهو لشريك بن السمحاء" فجاءت به آدم جعدا ربعا حمش الساقين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لولا ما سبق فيها من كتاب الله لكان لي ولها شأن" اللفظ للنسائي وإسناده صحيح رواته ثقات. وأخرجه أحمد (3/ 142) وعبد بن حميد (1218) ومسلم (1496) والنسائي (6/ 140 - 141) وفي "الكبرى" (5662) وأبو يعلى (2825) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 102) وفي "المشكل" (5147) والبيهقي (7/ 405 - 406 و 406 و10/ 265 - 266) من طرق عن هشام عن محمد عن أنس به مختصرا. 1585 - "أول ما خلق الله العقل" قال الحافظ: وأما حديث: فذكره، فليس له طريق ثبت" (¬1) ضعيف روي في من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث علي ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث عائشة فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 318) من طريق سهل بن المرزبان بن محمد أبي الفضل التيمي الفارسي ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ثنا سفيان بن ¬

_ (¬1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الرُّوم:27])

عُيينة عن منصور عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما خلق الله سبحانه وتعالى العقل فقال: أقبل، فأقبل. ثم قال: أدبر، فأدبر. ثم قال: ما خلقت شيئا أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطي" وقال: غريب من حديث سفيان ومنصور والزهري لا أعلم له راويا عن الحميدي إلا سهلا وأراه واهما فيه" وقال العراقي: لم أجد في إسناده أحدا مذكورا بالضعف، ولا شك أنّ هذا مركب على هذا الإسناد، ولا أدري ممن وقع ذلك، والحديث منكر" تخريج الإحياء للحداد 1/ 232 وقال الصغاني: موضوع" الموضوعات ص 34 قلت: سهل بن المرزبان لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. - وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه حفص بن عمر قاضي حلب ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي عن أبي عثمان النَّهدي عن أبي هريرة مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: قم، فقام. ثم قال له: أدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: اقعد، فقعد. فقال الله: (¬1) ما خلقت خلقا خيرا منك، ولا أكرم منك، ولا أفضل منك، ولا أحسن منك. بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعز، وبك أعرف، وإياك أعاقب. بك الثواب، وعليك العقاب". أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقل" (15) والطبراني في "الأوسط" (1866) وابن عدي (2/ 797 - 798و798و 6/ 2040) والبيهقي في "الشعب" (4313 و 4314) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 174) واللفظ لابن أبي الدنيا. قال البيهقي: هذا إسناد غير قوي، وهو مشهور من قول الحسن" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن معين: الفضل رجل سوء، وقال ابن حبان: وحفص بن عمر يروي الموضوعات لا يحل الاحتجاج به" وقال الهيثمي: وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه" المجمع 8/ 28 ¬

_ (¬1) زاد الطبراني "وعزتي"

قلت: رواه سيف بن محمد بن أخت سفيان عن سفيان الثوري عن الفضل بن عيسى عن أبي عثمان عن أبي هريرة. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (252) وسيف بن محمد كذبه ابن معين وغيره. الثاني: يرويه سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "أول ما خلق الله القلم، ثم خلق النون وهي الدواة. قال: وذلك في قوله تعالى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} [القلم: 1] ثم قال له: اكتب. قال: وما كتب؟ قال: ما كان وما هو كائن من عمل أو أجل أو أشر، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ثم ختم على فِيِّ القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة، ثم خلق العقل فقال الجبار: ما خلقت خلقا أعجب إليّ منك، وعزتي لأكملنك فيمن أحببت ولأنقصنك ممن أبغضت، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته، وأنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان وأعملهم طاعته" أخرجه ابن عدي (6/ 2272 - 2273) والدارقطني في "الغرائب" كما في "اللسان" (5/ 420) من طريق الربيع بن سليمان الجيزي ثنا محمد بن وهب الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا مالك بن أنس عن سمي به. قال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد باطل منكر، ولمحمد بن وهب غير حديث منكر، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما، وقد رأيتهم قد تكلموا فيمن هو خير منه" وقال الذهبي: صدق ابن عدي في أنّ الحديث باطل" الميزان 4/ 61 وقال الدارقطني: هذا حديث غير محفوظ عن مالك ولا عن سمي، والوليد بن مسلم ثقة، ومحمد بن وهب ومن دونه ليس بهم بأس، وأخاف أنْ يكون دخل على بعضهم حديث في حديث" اللسان (¬1) 5/ 420 قلت: محمد بن وهب هو ابن مسلم القرشي الدمشقي قال ابن عساكر: ذاهب الحديث. وقال الحافظ في "التهذيب" (9/ 506): وظن ابن عدي أنّه محمد بن وهب بن عطية وليس كما ظن، وقد فرق بينهما أبو القاسم فأصاب" ¬

_ (¬1) وانظر "تهذيب التهذيب" (9/ 506)

وقال في "التقريب": ضعيف ووهم من خلطه بالذي قبله" وسبقه الذهبي في توهيم ابن عدي" (¬1) ولم ينفرد سمي به بل تابعه الحسين أبو عبد الله مولى بني أمية عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به. أخرجه الفريابي في "القدر" (18) والحكيم الترمذي في "النوادر" كما في "اللآلئ" (1/ 131) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 401) والآجري في "الشريعة" (ص 83 و177) وابن بطة (1364) والواحدي في "الوسيط" (4/ 333) وابن عساكر (7/ 148) قال ابن كثير: حديث غريب جدا" الثالث: يرويه سفيان الثوري عن الفضل بن عثمان عن أبي هريرة مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له قم ... الحديث. أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 174) من طريق الدارقطني ثنا علي بن محمد بن الجهم ثنا الحسن بن عرفة ثنا سيف بن محمد عن الثوري به. وسيف بن محمد هو الثوري كذبه أحمد وابن معين وأبو داود، وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث أبي أمامه فأخرجه العقيلي (3/ 175) والطبراني في "الكبير" (6086) و "الأوسط" (7237) وأبو الشيخ في "فضائل الأعمال" كما في تخريج أحاديث الإحياء للحداد (1/ 232) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 175) من طريق سعيد بن الفضل القرشي ثنا عمر بن أبي صالح العتكي عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. فقال: وعزتي ما خلقت خلقا هو أعجب إليّ منك. بك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب، وعليك العقاب" قال العقيلي: عمر بن أبي صالح حديثه منكر، وعمر هذا وسعيد بن الفضل الراوي عنه مجهولين جميعا بالنقل ولا يتابع على حديثه ولا يثبت في هذا المتن شيئا" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسعيد وعمر وأبو غالب مجهولون منكرو الحديث ولا يتابع أحد منهم على حديثه، وقد روي هذا الحديث من حديث علي وأبي هريرة وليس فيه شيء يثبت" ¬

_ (¬1) الميزان 4/ 61

وقال الذهبي في "الميزان": عمر بن أبي صالح العتكي عن أبي غالب لا يعرف، ثم إنّ الراوي عنه مشهور بالمنكرات، والخبر باطل في العقل وفضله". وأما حديث علي فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 40) عن علي بن أحمد الرزاز أني أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب المعروف بابن الأصبهاني أني أبو جعفر أحمد بن محمد بن نصر القاضي ثني محمد بن الحسن الزرقي ثني موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن حدثتني فاطمة بنت سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الجهني عن أبيها عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا "أول ما خلق الله القلم، ثم خلق الدواة، وهو قوله تعالى {ن وَالْقَلَمِ} النون الدواة، ثم قال للقلم: خط ما هو كائن إلى أنْ تقوم الساعة من جنة، أو نار، وخلق العقل فاستنطقه فأجابه، ثم قال له: اذهب، فذهب. ثم قال له: أقبل، فأقبل. ثم استنطقه فأجابه، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت من شيء أحبّ إليّ منك، ولا أحسن منك، ولأجعلنك فيمن أحببت، ولأنقصنك ممن أبغضت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أكمل الناس عقلا أطوعهم لله، وأعملهم بطاعته، وأنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان، وأعملهم بطاعته" ذكره في ترجمة موسى بن عبد الله ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وأما حديث الحسن فله عنه طريقان: الأول: يرويه داود بن المُحَبَّر في كتاب "العقل" كما في "المقاصد" (ص 118) عن صالح المُرِّي عن الحسن مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. ثم قال: ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك، ولا أكرم عليّ منك، لأني بك أعرف، وبك أعبد، وبك آخذ، وبك أعطي" وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في "اللآلئ" (1/ 130) عن عبد الرحيم بن حبيب ثنا داود بن المحبر ثنا الحسن بن دينار قال: سمعت الحسن يقول: ثني عدة من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله. قال العراقي: ورجاله كلهم هلكي إلا الحسن البصري" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 234 واختلف فيه على صالح المري، فرواه عبيد الله بن محمد العائشي عنه عن الحسن قوله. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4312) وصالح المري ضعيف.

الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي ثنا مالك بن دينار عن الحسن مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل ... الحديث". أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" كما في "المقاصد" (ص 118) عن علي بن مسلم الطوسي عن سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان به. قال السيوطي: وهذا مرسل جيد الإسناد" تنزيه الشريعة 1/ 203 - 204 وقال الزبيدي: سند جيد" تخريج الإحياء للحداد 1/ 234 قلت: ومراسيل الحسن ضعيفة. 1586 - "أول ما خلق الله القلم ثم قال: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة" قال الحافظ: رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). ورد من حديث عبادة بن الصامت ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث علي فأما حديث عبادة فله عنه طرق: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح ثني الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دعاني أبي فقال: يا بني اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره وإنْ من على غير هذا دخلت النار، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ أول ما خلق الله القلم فقال: اكتب، فقال: يا ربّ ما أكتب؟ قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد" أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 79) عن عبد الواحد بن سليم البصري عن عطاء به. ومن طريقه أخرجه الترمذي (2155 و 3319) وابن أبي عاصم في "السنة" (105) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 401) والحنائي في "فوائده " (ق 73) وابن بطة في "الإبانة" (1363 و 1447) واللالكائي في "السنة" (357) والبيهقي في "القضاء والقدر" (486) والمزي في "تهذيب الكمال" (18/ 456 - 457) وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 3/ 92) والطبري في "تاريخه" (2/ 32 - 33) و¬

_ (¬1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الرُّوم:27]) (¬2) 17/ 218 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} [النحل: 40])

"تفسيره" (29/ 16) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3569) والهيثم بن كليب (1192) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 191 - 192) وابن بطة (1446) واللالكائي في "السنة" (1097) والمزي (18/ 457) من طرق عن عبد الواحد بن سليم به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" (¬1) وقال البخاري: عبد الواحد بن سليم فيه نظر" قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. وقال الذهبي في "الميزان": هالك، له حديث منكر في القدر وخلق القلم والعجب أنّ ابن حبان ذكره في "الثقات". ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن السائب عن عطاء بن أبي رباح عن الوليد بن عبادة عن أبيه مرفوعا "إنّ أول ما خلق الله القلم وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (104) وفي "الأوائل" (2) والفريابي في "القدر" (425) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا بَقية بن الوليد ثني معاوية بن سعيد ثني عبد الله بن السائب به. وإسناده ضعيف، معاوية بن سعيد هو ابن شريح التُّجِيبي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "المجرد": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. ولم ينفرد عطاء به بل تابعه غير واحد عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه، منهم: 1 - يزيد بن أبي حبيب. أخرجه أحمد (5/ 317) عن موسى بن داود الضبي وابن أبي عاصم في "السنة" (103) وفي "الأوائل" (1) عن مروان بن محمد الدمشقي قالا: ثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به. واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه عبد الله بن وهب في "القدر" (27) عنه وأسقط منه الوليد بن عبادة. وابن لهيعة ضعيف ورواية ابن وهب عنه أعدل من غيرها فالقول قوله. ¬

_ (¬1) وفي "تحفة الأشراف" (4/ 261): حسن صحيح غريب"

2 - عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 114) وأحمد (5/ 317) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 92) وابن أبي عاصم في "السنة" (107) والبزار (2687) والفريابي في "القدر" (72 و 73 و 74) والطبري في "تاريخه" (1/ 32) وفي "تفسيره" (29/ 17) والدولابي في "الكنى" (1/ 103) والطبراني في "مسند الشاميين" (1949) والآجري في "الشريعة" (ص 177 - 178 و 187) وابن بطة في "الإبانة" (1362 و 1448) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (57) وابن بشران (786) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أيوب (¬1) بن زياد الحمصي ثني عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده به. قال الطبري: صحيح" (¬2) قلت: أيوب بن زياد وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان الفاسى: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 610) والباقون ثقات. 3 - سليمان بن حبيب المحاربي. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (111) والفريابي (75) والهيثم بن كليب (1193) والآجري في "الشريعة" (ص 186) واللالكائي في "السنة" (1233) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا عثمان بن أبي العاتكة ثني سليمان بن حبيب المحاربي عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه قال له ابنه عبد الرحمن: يا عبادة أوصني. فذكر الحديث إلا أنه لم يذكر القلم وقال في آخره: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "القدر على هذا من مات على غير هذا أدخله الله النار". عثمان بن أبي العاتكة مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. الثاني: يرويه عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن سليمان بن مهران حدّثه قال: قال عبادة بن الصامت: ادعوا لي ابني وهو يموت لعلي أخبره بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن أول شئ خلقه الله من خلقه القلم فقال له: اكتب فقال: يا رب اكتب ماذا؟ قال: القدر. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله عز وجل بالنار". ¬

_ (¬1) وسماه بعضهم أيوب بن أبي زياد. (¬2) قال الحافظ في "النكت الظراف" (4/ 261): وجاء عن علي بن المديني أنه قال: إسناد حسن" وقال عبد الحق الإشبيلي: هذا من حديث أهل الشام، وإسناده حسن، ذكر ذلك علي بن المديني" الوهم والإيهام 3/ 610

أخرجه ابن وهب في "القدر" (26) عن عمر بن محمد به. وإسناده منقطع. سليمان بن مهران هو الأعمش ولم يسمع من عبادة شيئا. الثالث: يرويه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي عن أبي حفصة (¬1) قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: ربِّ وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة" يا بني إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من مات على غير هذا فليس مني" أخرجه أبو داود (4700) واللفظ له والطبراني في "مسند الشاميين" (59) وأبو نعيم في "الحلية " (5/ 248) والبيهقي (10/ 204) وفي "الاعتقاد" (ص 136) وفي "القضاء والقدر" (11) من طريق يحيى بن حسان التِّنِّيسي ثنا الوليد بن رباح الذماري عن إبراهيم بن أبي عبلة به. قال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، تفرد به يحيى عن الوليد" وقال أبو داود: قال مروان بن محمد: هو رباح بن الوليد، سمع منه، وذكر أنّ يحيى بن حسان وهم فيه" السنن 5/ 211 قلت: هكذا قال يحيى بن حسان: ثنا الوليد بن رباح، وخالفه مران بن محمد الطاطري فقال: ثنا رباح بن الوليد بن يزيد بن نمران الذماري ثني إبراهيم بن أبي عبلة ثني أبو عبد العزيز الأردني (¬2) عن عبادة. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (102) عن محمود بن خالد السلمي ثنا مروان بن محمد به. ورواه عمرو بن أبي الطاهر بن السرح عن محمود بن خالد فقال فيه: عن أبي يزيد الأزدي عن عبادة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (58) ¬

_ (¬1) واسمه حبيش بن شريح الحبشي. (¬2) وفي "تحفة الأشراف" (4/ 246): عبد العزيز الأزدي، وفي "تهذيب الكمال" (5/ 415): أبو عبد العزيز الأردني.

ورواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن مروان بن محمد فقال: عن أبي يزيد عن عبادة. ذكره المزي في "التحفة" (4/ 246) الرابع: يرويه الزهري عن محمد بن عبادة بن الصامت قال: دخلت على أبي فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن أول شيء خلقه الله عز وجل القلم، فقال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة". أخرجه الآجري في "الشريعة" (ص 84 و 178) والبيهقي في "القضاء والقدر" (209) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي عن معاوية بن يحيى عن الزهري به. وإسناده ضعيف لضعف معاوية بن يحيى الصَّدَفي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 198) وفي "الرد على الجهمية" (253) ابن أبي عاصم في "السنة" (108) وفي "الأوائل" (3) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (854) وأبو يعلى (2329) وفي "المعجم" (69) والطبري في "تفسيره" (29/ 16) وفي "تاريخه" (1/ 32) وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 135) والطبراني في "الكبير" (12500) و"الأوائل" (1) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 181) والبيهقي (9/ 3) وفي "الأسماء" (ص 480 - 481) من طرق (¬1) عن عبد الله بن المبارك ثنا رباح بن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس رفعه "إن أول شيء خلق الله القلم، فأمره فكتب كل شيء يكون". وفي لفظ (¬2) "لما خلق الله القلم قال له: اكتب (¬3)، فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة" قال البيهقي: قال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: لم يسنده عن القاسم غير عمر بن حبيب، وهو مكي يجمع حديثه" وقال أبو نعيم: لم يروه عن سعيد إلا القاسم، ولا عنه إلا عمر، تفرد به رباح، ورواه عن ابن عباس جماعة، منهم: أبو ظبيان وأبو إسحاق ومِقْسم ومجاهد، منهم من رفعه ومنهم من وقفه، ورواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا متصلا عبادة بن الصامت وابن عمر" ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الفريابي في "القدر" (65) لكنه لم يرفعه. وأخرجه ابن بطة (1361) فلم يذكر رباح بن زيد. (¬2) وهو للطبراني في "الكبير" (¬3) وفي لفظ "اجرِ. فقال: بم أجري؟ ".

وقال ابن كثير: غريب من هذا الوجه ولم يخرجوه" التفسير 4/ 402 وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 7/ 190 قلت: وإسناده صحيح لكن اختلف فيه على سعيد بن جبير، فرواه عطاء بن السائب عنه عن ابن عباس قوله. ولفظه "أول ما خلق الله من شيء القلم، ثم خلق النون فكبس الأرض على ظهر النون". أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 132) عن محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء به. والأول أصح، وعطاء بن السائب اختلط بأخرة، وسماع محمد بن فضيل منه بعد اختلاطه. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أرطأة بن المنذر الحمصي عن مجاهد بن جبر عن ابن عمر رفعه "أول ما خلق الله تعالى القلم، فأخده بيمينه، وكلتا يديه يمين، قال: فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول، برِّ أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه (¬1) عنده في الذكر، فقال: اقرءوا إن شئتم {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)} [الجاثية: 29] فهل تكون النسخة (¬2) إلا من شئ قد فرغ منه". أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (106) واللفظ له عن محمد بن مصفى الحمصي والآجري في "الشريعة" (ص175 و321 - 322) وابن بطة (1365) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي والطبراني في "مسند الشاميين" (673) عن نعيم بن حماد ثلاثتهم عن بَقية بن الوليد ثني أرطاة بن المنذر به. وإسناده صحيح إلا أنّ أبا أنس مالك بن سليمان الألهاني الحمصي رواه عن بقية عن أرطاة بن المنذر عن مجاهد أنّه بلغه عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "فأمضاه" (¬2) وفي لفظ "يكون النسخ"

أخرجه الفريابي في "القدر" (416) والآجري في "الشريعة" (ص 175 - 176 و 238 و322) ومالك بن سليمان ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال محمد بن عوف الحمصي: كان ابن عم زوجتي وهو ضعيف الحديث (تاريخ بغداد 13/ 159) واختلف فيه على أرطاة بن المنذر، فرواه أبو سليمان عتبة بن السكن الفزاري عنه ثنا ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر. أخرجه الدارقطني في "الصفات" (14) وعتبة بن السكن أظنه المترجم في "اللسان" (4/ 128) فإنْ كان هو فهو ضعيف. الثاني: يرويه محمد بن سليمان ثنا عبد الله بن أبي قيس قال: سمعت ابن عمر رفعه "إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1572) عن خطاب بن سعد ثنا نصر بن محمد بن سليمان ثنا أبي به. وإسناده ضعيف، نصر بن محمد بن سليمان الحمصي ضعفه أبو حاتم (الجرح) وأبو زرعة (سؤالات البرذعي 2/ 705) والحافظ في "التقريب" وأما حديث أبي هريرة وحديث علي فقد تقدم الكلام عليهما فانظر الحديث السابق "أول ما خلق الله العقل". 1587 - حديث ابن عباس رفعه "أول ما خلق الله القلم، فأخذ بيمينه وكلتا بديه يمين" سكت عليه الحافظ (¬1). هو من حديث ابن عمر وقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. 1588 - حديث ابن عباس مرفوعا "أول ما خلق الله القلم والحوت قال: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: كل شئ كائن إلى يوم القيامة، ثم قرأ فالنون الحوت والقلم القلم" ¬

_ (¬1) 17/ 164 و168 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (12227) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح عن ابن عباس رفعه "إنّ أول ما خلق الله تعالى القلم والحوت .. وذكر الحديث. وقال: لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمل بن إسماعيل" (¬2) وقال الهيثمي: ومؤمل ثقة كثير الخطأ وقد وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 128 قلت: مؤمل صدوق إلا أنّه كثير الخطأ كما قال أبو حاتم والدارقطني وغيرهما. وعطاء بن السائب صدوق كذلك إلا أنّه اختلط بأخرة واختلف عليه في هذا الحديث. • فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: إنّ أول شيء خلق ربي القلم فقال له: اكتب، فكتب ما هو كائن إلى أنْ تقوم الساعة، ثم خلق النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه" أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (29/ 15) و"تاريخه" (1/ 34) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، وجرير سمع من عطاء بعد اختلاطه. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - محمد بن فضيل الكوفي ثنا عطاء به. أخرجه الآجري في "الشريعة" (ص 84 - 85 و 178) من طريق أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا محمد بن فضيل به. وأبو هشام الرفاعي مختلف فيه، ومحمد بن فضيل سمع من عطاء بعد اختلاطه. 2 - حماد بن سلمة عن عطاء به. أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1367 و1368) من طريقين عن حماد به. ¬

_ (¬1) 10/ 287 (كتاب التفسير- تفسير سورة {ن وَالْقَلَمِ}) (¬2) رواه سليمان بن حرب البصري عن حماد بن زيد فلم يرفعه. أخرجه ابن بطة في"الإبانة" (1369)

3 - عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي وعَبيدة بن حُميد الكوفي. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 333) ورواه عصمة أبو عاصم عن عطاء عن مِقْسم عن ابن عباس قوله. أخرجه الآجري في "الشريعة" (ص 85 و178) وابن بطة (1376) وللحديث طريق أخرى أحسن من هذه لكن ليس فيها ذكر الحوت ولا قوله: ثم قرأ - ن والقلم-. وهي من رواية القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقد تقدم الكلام عليها قبل حديث. وله طرق أخرى عن ابن عباس موقوفا، منها: 1 - ما رواه الأعمش عن أبى ظَبيان عن ابن عباس قال: إنّ أول ما خلق الله من شيء خلق القلم فقال: اكتب، فقال: أي ربِّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى بما هو كائن في ذلك اليوم إلى أنْ تقوم الساعة، ثم طوى الكتاب ورفع القلم، فارتفع بخار الماء ففتق السموات، ثم خلق النون، ثم بسط الأرض عليها فاضطربت النون فمادت الأرض فخلق الجبال فوتدها فإنّها لتفخر على الأرض، ثم قرأ ابن عباس {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} [القلم: 1] إلى {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)} [القَلَم: 2]. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 307) واللفظ له وابن أبي شيبة (14/ 101) ومحمد بن عثمان في "العرش" (4) والفريابي في "القدر" (77) والطبري في "تفسيره" (29/ 14) وفي "تاريخه" (1/ 33) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في تفسير ابن كثير" (4/ 400) والآجري في "الشريعة" (ص 85 و 178 - 179) وأبو الشيخ في "العظمة" (897) وابن بطة (1372) والبيهقي (9/ 3) وفي "الأسماء" (ص 481) وفي "القضاء والقدر" (9) من طرق عن الأعمش به. ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش فقال فيه: عن أبي ظبيان أو مجاهد، على الشك. أخرجه الطبري في "تفسيره" (29/ 14) وفي "تاريخه" (1/ 33) وشريك سيىء الحفظ. والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من أبي ظبيان، لكن رواه شعبة عنه كما عند

الطبري وشعبة لا يسمع من شيوخه إلا ما سمعوا، وأبو ظبيان واسمه حصين بن جندب ثقة فالإسناد صحيح. ومنها: 2 - ما رواه أبو هاشم الرُّمَّاني عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن الله عز وجل استوى على عرشه قبل أنْ يخلق شيئا، فكان أولى ما خلق القلم. فأمره أنْ يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، وإنما يجري الناس في أمر قد فرغ منه. أخرجه الفريابي (78 و 79) والطبري في "تفسيره" (29/ 17) والآجري في "الشريعة" (ص 179 و 293) وابن بطة (1371) عن سفيان الثوري والفريابي (80 و 81) والطبري وابن بطة (1370) عن شعبة كلاهما عن أبي هاشم به. وإسناده صحيح. ومنها: 3 - ما رواه الحكم عن بعض أصحابه عن ابن عباس قال: أولى ما خلق الله القلم، ثم خلقت له النون وهي الدواة. أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 101 عن يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن أبيه عن الحكم به. ورواته ثقات غير الذي لم يسم. وأخرجه ابن أبي زمنين في "أصول السنة" (58) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا عبد الملك بن حميد به وزاد "فقال له ربه: كتب، قال: ربِّ ما أكتب؟ قال: اكتب القدر خيره وشره، فجرى بما كان حتى تقوم الساعة". ورواه منصور بن زاذان عن الحكم وسمى شيخه أبا ظبيان. أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 2/ 22 - 23 و 29) والبيهقي في "القضاء والقدر" (490 - 491)

1589 - "أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء" قال الحافظ: أورده النسائي من طريق أبي وائل عن ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته". 1590 - "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة: ألم أُصح جسمك، وأرويك من الماء البارد؟ " قال الحافظ: قال المهلب: وقد أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن الجنيد في "سؤالات ابن معين" (ص 200 و310) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 729 و 3/ 19) والترمذي (3358) وابن أبي عاصم في "الأوائل" (85 و 154) وعبد الله بن أحمد في "زوائد "الزهد" (ص 40) والطبري في "تفسيره" (30/ 288) والخرائطي في "الشكر" (54) والدينوري في "المجالسة" (75 و 3018) وابن حبان (7364) والطبراني في "الأوسط" (62) وفي "مسند الشاميين" (779) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (566) والحاكم (4/ 138) وفي "معرفة علوم الحديث" (ص 187) وابن بشران (34 و 997) وتمام في "فوائده" (ق 16/ 2) والبيهقي في "الشعب" (4287) والخطيب في "التاريخ" (7/ 224 - 225 و 11/ 92 و 12/ 339) والبغوي في "شرح السنة" (4120) وفي "التفسير" (7/ 286) وابن عساكر (7/ 66) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (20 و21) من طرق عن أبي زَبْر عبد الله بن العلاء بن زَبْر الشامي قال: سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَم (¬3) الأشعري يقول: سمعت أبا هريرة رفعه "أول ما يحاسب (¬4) به (¬5) العبد يوم القيامة (¬6)، أن يقال (¬7) (¬8): ألم أُصح (¬9) جسمك، وأُروك (¬10) من الماء البارد (¬11) " ¬

_ (¬1) 14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة) و15/ 206 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]) (¬2) 12/ 180 (كتاب الأشربة- باب شرب اللبن بالماء) (¬3) وقال بعضهم: عَرْزَب، وصحح الترمذي الأول، وصحح ابن حبان الثاني. (¬4) وفي لفظ "يُسال عنه" (¬5) وفي لفظ "عنه" (¬6) زاد الدوري وغيره "عن النعيم" (¬7) وفي لفظ "يقول الله تعالى" (¬8) زاد الخرائطي وغيره "له" (¬9) وفي لفظ "نُصِح" وفي لفظ "أصحح" (¬10) وفي لفظ "وأرويك" وفي لفظ "ونروك" (¬11) ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 34) لكنه لم يذكر أبا هريرة.

واللفظ للطبراني وغيره. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال الطبراني: لم يروه عن الضحاك إلا عبد الله بن العلاء" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد عبد الله بن العلاء به بل تابعه مكحول عن الضحاك بن عبد الرحمن به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1984و 3587) 1591 - حديث أبي هريرة "أول ما يحاسب به المرء صلاته" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر حديث "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته" 1592 - في حديث الصور الطويل عن أبي هريرة رفعه "أول ما يقضى بين الناس في الدماء، ويأتي كلّ قتيل قد حمل رأسه فيقول: يا ربِّ، سل هذا فيم قتلني؟ " سكت عليه الحافظ (¬2). تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله خلق الصور فأعطاه إسرافيل ... " 1593 - "أول من أذن بالصلاة جبريل في سماء الدنيا" فسمعه عمر وبلال، فسبق عمر بلالا فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم جاء بلال فقال له "سبقك بها عمر". قال الحافظ: وفي مسند الحارث بن أبي أسامة بسند واه فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 118) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا أبو حيوة ثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أول من أذن في السماء جبريل" فسمعه عمر وبلال، فأقبل عمر فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما سمع، ثم أقبل بلال فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما سمع، فقال له رسول الله "سبقك عمر، يا بلال أذن كما سمعت" قال: ثم أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يضع أصبعيه في أذنيه استعانة بهما على الصوت" ¬

_ (¬1) 15/ 206 (كتاب الديات وقول الله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) (¬2) 14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة) (¬3) 2/ 218 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب بدء الأذان)

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان الشامي. 1594 - "أول من أشفع له أهل المدينة، ثم أهل مكة، ثم أهل الطائف" قال الحافظ: حديث عبد الملك بن عباد: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، أخرجه البزار والطبراني" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 414 - 415) عن محمد بن مسكين اليمامي ثنا عمارة بن عقبة عن محمد بن مسلم عن عبد الملك بن أبي زهير أني حمزة بن عبد الله سمع القاسم بن حبيب سمع عبد الملك بن عباد بن جعفر به مرفوعا. وإسناده ضعيف، عبد الملك بن أبي زهير وحمزة بن عبد الله والقاسم بن حبيب كلهم مجهولون. واختلف فيه على محمد بن مسلم، فرواه زافر بن سليمان القُهُسْتاني عنه عن عبد الملك بن زهير عن حمزة بن أبي سمي عن محمد بن عبادة به مرفوعا. أسقط منه القاسم بن حبيب وجعله من حديث محمد بن عبادة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 49 و 3/ 1/ 414) والأول أصح فقد رواه سعيد بن السائب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير بن عبد الرحمن الطائفي أنّ حمزة بن عبد الله بن أبي تيماء الثقفي أخبره أن القاسم بن جبير أخبره أنّ عبد الملك بن عباد بن جعفر أخبره أنَّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 404) عن عبد الله ثنا حَرَمي بن عُمارة ثنا سعيد بن السائب به. عبد الله أظنه ابن محمد المسندي ولم ينفرد به بل تابعه إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثني حرمي بن عمارة به. إلا أنّه سمى الصحابي عبد الله بن عباد بن جعفر. أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (ق 41 - 42) عن أحمد بن محمد ثنا محمد بن مروان الكلابي ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة به. ¬

_ (¬1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4729) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا إبراهيم بن عرعرة به. ورواة إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبو روح - وهو حرمي بن عمارة- ثنا سعيد بن السائب ثنا عبد الملك بن أبي زهير عن حمزة بن أبي أسماء الثقفي أنّ القاسم بن جبيرة أخبره أن عبد الملك بن عباد بن جعفر أخبره. فقال عن حمزة بن أبي أسماء أنّ القاسم بن جبيرة. أخرجه البزار (كشف 3470) قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 10/ 381 ورواه العباس بن الفضل الأسفاطي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة عن حرمي بن عمارة ثني سعيد بن السائب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير أنّ حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أنّ القاسم بن الحسن الثقفي أخبره أن عبد الله بن جعفر أخبره أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. فجعله عن عبد الله بن جعفر وسمى الراوي عنه القاسم بن الحسن. أخرجه الطبراني في "الأوائل" (76) وأختلف فيه على سعيد بن السائب، فرواه الفيض بن وثيق الثقفي عنه عن حمزة بن عبد الله بن سبرة عن القاسم بن حبيب عن عبد الملك بن عباد بن جعفر. ولم يذكر عبد الملك بن أبي زهير. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1848) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الملك بن عباد بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد بن السائب" قلت: تابعه محمد بن مسلم كما تقدم. 1595 - "أول من أشفع له أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (13550) وابن عدي (2/ 790) والدارقطني (¬1) في "الأفراد" كما في "الفيض" (913) والخطيب في "الموضح" (2/ 48) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 250) والرافعي في "التدوين" (1/ 426) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا حفص بن أبي داود عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "أول من أشفع له يوم القيامة (¬2) أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار، ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم، وأول من أشفع له أولوا الفضل (¬3) " واللفظ للطبراني. قال ابن عدي: وهذا الحديث عن الليث لا يرويه عنه غير حفص، والحديث غير محفوظ" وقال الدارقطني: غريب من حديث ليث عن مجاهد، تفرد به حفص بن أبي داود عن ليث، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقرئ صاحب عاصم بن أبي النَّجُود في القراءة" وقال ابن الجوزي: قلت: أما ليث فغاية في الضعف عندهم، إلا أنّ المتهم بهذا حفص. قال أحمد ومسلم والنسائي: هو متروك. وقال ابن خراش: متروك يضع الحديث" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 380 - 381 قلت: كلهم معروفون وحفص بن أبي داود هو ابن سليمان الأسدي سماه أبو الربيع الزهراني: ابن أبي داود كما قال ابن عدي وهو متروك الحديث. 1596 - "أول من سَيَّبَ السوائب عمرو بن لُحَي، وأول من بحر البحائر رجل من بني مدلج جدع أذن ناقته وحرّم شرب ألبانها" قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم مرسلا: فذكره" (¬4) مرسل أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 197) عن مَعْمَر بن راشد عن زيد بن أسلم رفعه ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب وابن الجوزي من طريقه. (¬2) ولفظ الباقين "من أمتي" (¬3) وقال الباقون "من أشفع له أولا أفضل" (¬4) 9/ 355 (كتاب التفسير- تفسير سورة المائدة- باب {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة:103])

"إني لأعرف أول من سيب السوائب وأول من غير عهد إبراهيم" قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال "عمرو بن لُحَي أخو بني كعب، لقد رأيته يجرّ قُصْبَه في النار، يؤذي بريحه أهل النار، وإني لأعرف أول من بحر البحائر" قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال "رجل من بني مدلج، كانت له ناقتان، فجدع آذانهما، وحرّم ألبانهما، ثم شرب ألبانهما بعد ذلك، ولقد رأيته في النار هو وهما في النار تعضانه بأفواههما، وتخبطانه بأخفافهما". وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (7/ 87) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به. ولم ينفرد معمر به بل تابعه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم به. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 92) وابن جرير (7/ 86) 1597 - "أول من سَيَّب السَّوائب وعبد الأصنام عمرو بن عامر أبو خزاعة" قال الحافظ: في حديث ابن مسعود عند أحمد ولفظه: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 446) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ أول من سيب السوائب وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر، وإنى رأيته يجرّ أمعاءه في النار" قال الهيثمي: وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف" المجمع 1/ 116 1598 - "أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لُحَي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة" قال الحافظ: وروى الطبراني في حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وذكر الفاكهي من طريق عكرمة نحوه مرسلا وفيه "فقال المقداد: يا رسول الله، من عمرو بن لحي؟ قال "أبو هؤلاء الحي من خزاعة" (¬2) حسن وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس به مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10808) و"الأوسط" (203) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري عن ابن أبي ذئب به. ¬

_ (¬1) 7/ 360 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة خزاعة) (¬2) 7/ 359 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة خزاعة)

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (190) عن هشام بن عمار به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن صالح مولى التوأمة إلا ابن أبي ذئب، ولا عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن يزيد البكري، تفرد به هشام بن عمار" وقال الهيثمي: وفيه صالح مولى التوأمة وضَعفه بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط، وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه" المجمع 1/ 116 قلت: وإسناده ضعيف، عبد الله بن يزيد البكري قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث (الجرح 2/ 2/ 201) الثاني: يرويه ابن جُريج قال: قال عكرمة مولى بن عباس عن ابن عباس رفعه "رأيت عمرو بن لحي يجر قُصْبَه في النار" فذكر الحديث وفيه "هو أول من جعل البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونصب الأوثان حول الكعبة وغير الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام" أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 116 - 117) ثنا جدي ثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج أني ابن جريج به. وإسناده ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة، وسعيد بن سالم القداح وعثمان بن عمرو بن ساج مختلف فيهما. وللحديث شاهد عن أبي هريرة فيتقوى به، وله عن أبي منفي هريرة طرق: منها: ما أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 76) ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أنّ أبا صالح السمان حدّثه أنّه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأكثم بن الجون الخزاعي "يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قُصْبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ولا بك منه" فقال أكثم: عسى أنْ يضرني شبهه يا رسول الله؟ قال "لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنّه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي" ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (83) والطبري في "تفسيره" (7/ 86 و88) وإسناده حسن. ومنها: ما أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (165) والطبري في "تفسيره" (7/ 87) والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 497 - 498) والحاكم (4/ 605) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه "عرضت عليّ النار

فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو عمرو (¬1)، وهو يجر قصبه في النار. وهو أول من سيب السوائب (¬2) وغير عهد إبراهيم عليه السلام (¬3) وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون (¬4) " قال: فقال أكثم: يا رسول الله، يضرني شبهه؟ قال"لا، إنك مسلم وإنه كافر" واللفظ للحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن للخلاف في محمد بن عمرو، وقد أخرج له مسلم في المتابعات. ومنها: ما أخرجه البخاري (فتح 7/ 360 و 9/ 352 - 353) وغيره من طرق عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "رأيت عمرو بن لحي بن عامر الخزاعي يجر قُصْبَه في النار، كان أوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائب" 1599 - حديث حَيْدَة رفعه "أول من يكسى إبراهيم، يقول الله: اكسوا خليلي ليعلم الناس اليوم فضله عليهم" قال الحافظ: أخرجه ابن منده" (¬5) أخرجه ابن السكن والإسماعيلي وابن منده كما في "الإصابة" (2/ 308) وأبو نعيم في "الصحابة" (2332) من طريق طلق بن حبيب أنّه سمع حيدة يقول: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غُرْلا، وأول من يكسى إبراهيم، الحديث. قال أبو نعيم: حيدة مجهول، ذكره بعض المتأخرين في الصحابة، حديثه عند طلق بن حبيب إنْ كان محفوظا" وقال ابن السكن: لعله والد معاوية بن حيدة" وقال الحافظ: قلت: والذي أظنه أنّه سقط بين طلق وحيدة شيء، فإنّ هذا الحديث معروف من رواية معاوية بن حيدة، رواه عنه ابنه حكيم بن معاوية، من رواية بَهز بن حكيم عن أبيه، ومن رواية غير بهز بن حكيم أيضا" وقال ابن الأثير: حيدة مجهول" أسد الغابة 2/ 79 ¬

_ (¬1) وعند ابن أبي عاصم "أخو بني عمرو" (¬2) وفي لفظ "السيب" وفي لفظ آخر "السائبة" (¬3) وعند ابن أبي عاصم "وهو أول من غير عهد إبراهيم" وعند الطبري والدارقطني "وهو أول من غير دين إبراهيم" (¬4) وعند الطبري والدارقطني "ابن الجون" (¬5) 14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

1600 - عن عائشة قالت: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فسبهما ولعنهما، فلما خرجا قلت له، فقال: "أوما علمت ما شارطت عليه ربي قلت: اللهم إنما أنا بشر فأيّ المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا" قال الحافظ: وأخرج -أي مسلم- (2600) من حديث عائشة قالت: فذكرته، وأخرجه (2602) من حديث جابر نحوه، وأخرجه من حديث أنس (2603) ولفظه "إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فإيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة" (¬1) 1601 - "أولاد المشركين خدم أهل الجنة" قال الحافظ: وللطبراني والبزار من حديث سَمُرة مرفوعا: فذكره، وإسناده ضعيف" (¬2) ضعيف روي من حديث سمرة بن جُندب ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي مالك غير منسوب فأما حديث سمرة فأخرجه البزار (كشف 2172) والطبراني في "الكبير" (6993) و "الأوسط" (2066) من طريق عيسى بن شعيب البصري ثنا عباد بن منصور عن أبي رجاء عن سمرة به مرفوعا. وفي لفظ: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أطفال المشركين، فقال "هم خدم أهل الجنة". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي رجاء إلا عباد بن منصور" وقال الهيثمي: وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 219 وقال العراقي: وفيه عباد بن منصور الناجي وهو ضعيف، يرويه عنه عيسى بن شعيب وقد ضعفه ابن حبان" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2102 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور، وأما عيسى بن شعيب فقال الفلاس: صدوق. ¬

_ (¬1) 13/ 425 - 426 (كتاب الدعوات- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة) (¬2) 3/ 489 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)

وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذراري المشركين لم يكن لهم ذنوب فيعاقبون بها فيدخلون النار، ولم تكن لهم حسنة يجازون بها فيكونون من ملوك الجنة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هم خدم أهل الجنة" أخرجه الطيالسي (ص 282) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 308) واللفظ له والبيهقي في "القضاء والقدر" (628) عن الربيع بن صَبيح البصري وأبو يعلى (4090) والكلاباذي في "مفتاح المعاني" كما في "الصحيحة" (3/ 453) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 118) عن الأعمش كلاهما عن يزيد الرقاشي به. قال الحافظ: حديث أنس ضعيف" فتح الباري 3/ 489 قلت: وهو كما قال لضعف يزيد الرقاشي. الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة عن علي بن زيد عن أنس رفعه "أطفال المشركين خدم أهل الجنة" أخرجه البزار (كشف 2170) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا الحجاج بن نُصير ثنا مبارك بن فضالة به. والحجاج بن نصير ضعفه النسائي وغيره، وخالفه معلي بن عبد الرحمن (¬1) فرواه عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن أنس قوله. أخرجه البزار (كشف 2171) ومعلي بن عبد الرحمن هو الواسطي وهو أشد ضعفا من الحجاج بن نصير. ومبارك بن فضالة صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من علي بن زيد بن جُدْعَان. وعلي بن زيد ضعيف. ¬

_ (¬1) ورواه الحر بن مالك العنبري عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن أنس أحسبه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5351)

الثالث: يرويه مقاتل بن سليمان عن قتادة عن أنس رفعه "أولاد المشركين خدم أهل الجنة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2996) عن إسماعيل بن محمد النيسابوري ثنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي ثنا الحكم بن ميسرة عن مقاتل به. وقال: لم يروه عن قتادة إلا مقاتل" قلت: وهو متهم، فقد كذبه وكيع والفلاس والنسائي وابن حبان والدارقطني. وأما حديث أبي مالك فأورده ابن منده في "المعرفة" كما في "الصحيحة" (3/ 452) وأبو نعيم في "الصحابة" (6981) معلقا فقالا: حدّث إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أبي مالك قال: سئل النبيء - صلى الله عليه وسلم - عن أطفال المشركين قال "هم خدم أهل الجنة". قال أبو نعيم: كذا قال: عن أبي مالك، والمشهور عن يزيد عن سنان عن أنس بن مالك" وقال الحافظ: قلت: وهو كذلك" الإصابة 12/ 6 قلت: وإسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسا، وإبراهيم بن المختار وسنان بن سعد مختلف فيهما. 1602 - حديث معاذ: أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فذكر الوصية بطولها، وفي آخرها "ألا أخبرك بِمِلاَك ذلك كله؟ كُفَّ عليك هذا" وأشار إلى لسانه. قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال "وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي" (¬1) وقال أيضا: أخرجه أحمد والترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه كلهم من طريق أبي وائل عن معاذ مطولا. وأخرجه أحمد أيضا من وجه آخر عن معاذ، وزاد الطبراني في رواية مختصرة "ثم إنك لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب عليك أو لك" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 54 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) (¬2) 14/ 90 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان)

وله عن معاذ بن جبل طرق: الأول: يرويه ميمون بن أبي شبيب عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، فقال "سألت عن عظيم وإنّه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وإنْ شئت أنبأتك بأبواب الخير؟ " قلت: أجل يا رسول الله، قال "الصوم جُنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله" قال: ثم قرأ هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدَة: 16] قال "وإن شئت أنبأتك برأس هذا الأمر وعموده وذِرْوَة سنامه؟ " قلت: أجل يا رسول الله، قال "أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، وإنْ شئت أنبأتك بِأَمْلَكَ للناس من ذلك؟ " قلت: وما هو يا رسول الله؟ فأهوى بأصبعه إلى فِيْهِ، قلت: يا رسول الله، إنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا؟ قال " ثكلتك أمك ابن جبل، هل يكبّ الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟ " أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (197) والطبراني في "الكبير" (20/ 143) والحاكم (2/ 412 - 413) عن إسحاق بن راهويه والواحدي في "الوسيط" (3/ 452 - 453) عن قتيبة بن سعيد البلخي والطبراني (20/ 143) عن عثمان بن أبي شيبة (¬1) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (6) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني قالوا: ثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن الحكم بن عُتيبة وحبيب بن أبي ثابت عن ميمون عن معاذ به. ¬

_ (¬1) هكذا رواه الحسين بن إسحاق التستري عن عثمان. ورواه هناد في "الزهد" (1090) عن عثمان فلم يذكر الحكم.

وأخرجه النسائي (4/ 138) وفي "الكبرى" (2535) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي والحاكم (2/ 412 - 413) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي كلاهما عن الأعمش به. • ورواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن الأعمش فلم يذكر الحكم. أخرجه الحاكم (2/ 76 و 412 - 413) والبيهقي في "الشعب" (4607) وتابعه عمار بن رُزَيق الكوفي عن الأعمش به. أخرجه الطبراني (20/ 144) • ورواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن الأعمش فلم يذكر حبيبا. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 8) وفي "الإيمان" (2) والدارقطني في "العلل" (6/ 76 - 77) • وأخرجه الهيثم بن كليب (1366) عن جعفر بن عون الكوفي والطبراني (20/ 142 - 143) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 376) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين قالا: ثنا فِطر بن خليفة عن حبيب والحكم عن ميمون عن معاذ. وخالفهما عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي فرواه عن فطر عن حبيب عن الحكم عن ميمون عن معاذ. أخرجه النسائي (4/ 138) وفي "الكبرى" (2534) والأول أصح. • وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 65) وعنه ابن أبي عاصم في "الزهد" (7) عن محمد بن جعفر غُنْدر وأحمد (5/ 233) عن رَوْح بن عبادة البصري

والنسائي (4/ 138) وفي "الكبرى" (2537) عن حجاج بن محمد المصيصي كلاهما عن شعبة عن الحكم عن ميمون عن معاذ. وخالفهما آدم بن أبي إياس فرواه عن شعبة عن منصور بن المعتمر عن الحكم عن ميمون عن معاذ. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (470) • وأخرجه هناد في "الزهد" (1090) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن منصور عن حبيب عن ميمون عن معاذ. وأخرجه الطبراني (20/ 144) من طريق يوسف بن عدي الكوفي ثنا أبو الأحوص به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (21/ 102 - 103) عن محمد بن خلف العسقلاني ثنا آدم- هو ابن أبي إياس- ثنا شيبان (¬1) ثنا منصور عن الحكم عن ميمون عن معاذ به. وأخرجه البيهقي (9/ 20) من طريق إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا آدم بن أبي إياس به. • وأخرجه البيهقي (9/ 233) من طريق سليمان بن يحيى بن ثعلبة بن عبيد الله بن أبي عمرة ثني أبي عن الحكم عن ميمون عن معاذ. قال الدارقطني في "العلل" (6/ 75): وهو صحيح من حديث الحكم وحبيب عن ميمون" قلت: وهو كما قال. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، وميمون إنما أخرج له البخاري في "الأدب" ومسلم في مقدمة كتابه. ومع ذلك فميمون عن معاذ مرسل. قال أبو حاتم: روى ميمون عن معاذ مرسل. وقال الفلاس: روى عن معاذ وغيره، وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت، ولم أُخبر أنّ أحدا يزعم أنّه سمع من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) في المطبوع "سفيان" وأظنه تحرف عن "شيبان"

وقال ابن رجب: لم يسمع ميمون من معاذ" جامع العلوم 2/ 135 وقال المنذري: وميمون هذا كوفي ثقة ما أراه سمع من معاذ بل ولا أدركه، فإنّ أبا داود قال: لم يدرك ميمون بن أبي شبيب عائشة، وعائشة تأخرت بعد معاذ من نحو ثلاثين سنة" الترغيب 3/ 529 الثاني: يرويه الحكم بن عُتيبة عن عروة بن النزال أو النزال بن عروة عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن عمل يدخلني الجنة؟ قال "بخ بخ لقد سألت عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه. صلِّ الصلاة المكتوبة، وأدِّ الزكاة المفروضة، أولا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ أما رأس الأمر فالإسلام، من أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطايا، وتلا {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السَّجدَة: 16] إلى آخر الآية، ألا أخبرك بأَمْلَك ذلك كله؟ " قال: فاطلع ركب أو راكب فخشيت أنْ يشغلوا عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتَ: يا رسول الله، قولك: أولا أدلك على أملك ذلك كله، قال: فأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى لسانه، فقلت: يا رسول الله، وإنا لنؤاخذ بما نتكلم بألسنتنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم" أخرجه الطيالسي (ص 76 - 77) عن شعبة عن الحكم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (2549) وأخرجه أحمد (5/ 233) وفي "العلل" (2340) والخرائطي (472) عن رَوح بن عبادة البصري والحارث (بغية الباحث 12) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي والطبراني (20/ 147 - 148) والبيهقي في "الشعب" (3921) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري والبيهقي في "الشعب" (3078) عن أبي زيد سعيد بن الربيع العامري كلهم عن شعبة به.

ورواه محمد بن جعفر غُنْدَر عن شعبة فقال فيه: عن عروة بن النزال ولم يشك. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 286 - 287 و 9/ 65 و11/ 7 - 8) وفي "الإيمان" (1) وفي "الأدب" (220) وأحمد (5/ 237) وابن أبي عاصم في "الزهد" (7) وفي "الجهاد" (16) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 21) والنسائي (4/ 138) وفي "الكبرى" (2536) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (92) والطبري (21/ 102) والطبراني (20/ 148) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 469) والمزي (20/ 40) وتابعه حجاج بن محمد عن شعبة به. أخرجه النسائي (4/ 138) وفي "الكبرى" (2537) والقضاعي (48) قال شعبة: فقال الحكم: فقلت له: أسمعته من معاذ؟ قال: لم أسمعه منه، وقد أدركته. قلت: وعروة هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا الحكم، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. الثالث: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة عن معاذ قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأصبحت قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال "لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت" ثم قال "أدلك على أبواب الخير، الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف الليل" ثم قرأ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السَّجدَة: 16] حتى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السَّجدَة: 17] ثم قال "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد" ثم قال "ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال "اكفف عليك هذا" فقلت: يا رسول الله، أو إنا لمأخوذون بما نتكلم؟ قال "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم- أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم" أخرجه عبد الرزاق (20303) عن مَعْمَر بن راشد عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل به. وأخرجه أحمد (5/ 231) وعبد بن حميد (112) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (196) والطبراني في "الكبير" (20/ 130 - 131)

والبيهقي في "الآداب" (399) والبغوي في "شرح السنة" (11) وفي "تفسيره" (5/ 224 - 225) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن ماجه (3973) والترمذي (2616) عن عبد الله بن معاذ الصنعانى والنسائي في "الكبرى" (11394) والقضاعي (104) والبيهقي في "الشعب" (3079) عن محمد بن ثور الصنعاني كلاهما عن معمر به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: لم يثبت سماع أبي وائل من معاذ كما قال ابن رجب في "جامع العلوم" وقال: كان معاذ بالشام، وأبو وائل بالكوفة (¬1). واختلف فيه على عاصم، فرواه حماد بن سلمة عن عاصم عن شَهر بن حَوشب عن معاذ. أخرجه أحمد (5/ 232 و 242) وفي "الزهد" (ص 39) والطبري (21/ 103) والطبراني (20/ 103) من طرق عن حماد به. وشهر لم يلق معاذا. الرابع: يرويه عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ، وعن عبد الرحمن غير واحد، منهم: 1 - شهر بن حوشب. أخرجه أحمد (5/ 236 و245 - 246) والبزار (2669) والخلال في "السنة" (1171) وابن نصر في "الصلاة" (7) والطبراني (20/ 63 و 64) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 65 - 66) عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري وأحمد (5/ 335) والبزار (2670) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ¬

_ (¬1) وقال المنذري: أبو وائل أدرك معاذا بالسن، وفي سماعه عندي نظر، وكان أبو وائل بالكوفة، ومعاذ بالشام" الترغيب 3/ 529

كلاهما عن شهر عن عبد الرحمن عن معاذ أنّ رسول الله خرج بالناس قِبَلَ غزوة تبوك، فلما أنْ أصبح صلى بالناس صلاة الصبح، ثم إن الناس ركبوا، فلما أنْ طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدُّلْجَة، ولزم معاذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو أثره والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق تأكل وتسير، فبينما معاذ على أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ فكبحها بالزمام فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كشف عن قناعه فالتفت فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ، فناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا معاذ" قال: لبيك يا نبي الله، قال "ادن دونك" فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد" فقال معاذ: يا نبي الله، نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وأنا كنت ناعسا" فلما رأى معاذ بشرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه وخلوته له قال: يا رسول الله، ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "سلني عَمّ شئت" قال: يا نبي الله، حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيرها، قال "بخ بخ بخ، لقد سألت بعظيم، ثلاثا، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير" فلم يحدثه بشيء إلا قاله له ثلاث مرات، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك" فقال: يا نبي الله، أعد لي، فأعاده له ثلاث مرات، ثم قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام" فقال معاذ: بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله فحدثني، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ رأس هذا الأمر أنْ تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله، وإنّ قوام هذا الأمر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإنّ ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أنْ أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل، والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل تبتغي فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله" السياق لأحمد من حديث عبد الحميد بن بهرام. وإسناده حسن، عبد الحميد وشهر صدوقان، وعبد الله وعبد الرحمن ثقتان. 2 - ابن شهاب الزهري. أخرجه الطبراني (20/ 75 - 77) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج

الحمصي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ثني الزهري عن عبد الرحمن بن غنم ثني معاذ قال: فذكر الحديث بطوله. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. 3 - عمير بن هانئ العَنْسي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3528) وفي "الصحابة" (2097) عن علي بن الجَعْد الجوهري أنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمير بن هانئ أنّه سمع عبد الرحمن يحدث أنّه سمع معاذا يحدث أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: حدثني بعمل يدخل العبد الجنة إذا عمله، قال "بخ بخ، سألت عن عظيم وهو يسير لمن يسره الله له، تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئا" وأخرجه ابن حبان (214) عن أبي يعلى ثنا علي بن الجعد به. وأخرجه الطبراني (20/ 66) وفي "مسند الشاميين" (222) عن أحمد بن الحسن بن مكرم ثنا علي بن الجعد به. وإسناده حسن. 4 - أيوب بن كريز. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/426) عن علي بن أبي هاشم البغدادي وابن نصر في "الصلاة" (195) عن يحيى بن يحيى النيسابوري والخرائطي (477) والدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1957 - 1958) عن الحسن بن عرفة والطبراني (20/ 73 - 74) عن سعيد بن سليمان الواسطي والطبراني (20/ 73 - 74) وابن بشران (818) عن حجاج بن إبراهيم الأزرق (¬1). ¬

_ (¬1) رواه الطبراني عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا حجاج بن إبراهيم به. ورواه ابن بشران من طريق الحسين بن محمد الفزاري ثنا القراطيسي به. =

قالوا: ثنا مبارك بن سعيد عن أبيه سعيد بن مسروق عن أيوب بن كريز عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ قال: فذكر الحديث بطوله. أيوب بن كريز ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا سعيد بن مسروق فهو مجهول. الخامس: يرويه مكحول عن معاذ أنّ الناس تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلحقته، فلما سمع حسي قال "من هذا؟ ابن جبل" قلت: نعم يا رسول الله، قال "أين الناس؟ " قلت: تخلفوا عنك، وظنوا أنه ينزل عليك، وكانت لي حاجة فأسرعت لها، قال "وما هي؟ " قلت: أخبرني بعمل الجنة؟ قال "بخ بخ، سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتصلي الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، ألا أنبئك برأس هذا الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ رأسه الإسلام، فمن أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أنبئك بأبواب الخير: الصيام جنة، والصدقة تمحو الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل لله" ثم تلا هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السَّجدَة: 16] حتى فرغ منها، ألا أنبئك بأملك الناس من ذلك" فأشار إلى لسانه ثلاثا، فقلت: وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به؟ فضرب منكبى، ثم قال "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا هذا اللسان، إنك ما سكت سلمت، وإذا تكلمت فلك أو عليك" أخرجه هناد (1091) عن حاتم بن إسماعيل المدني عن محمد بن عجلان عن مكحول به. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين مكحول وبين معاذ فإنّه لم يسمع منه. ولم ينفرد ابن عجلان به بل تابعه ثابت بن ثوبان عن مكحول عن معاذ به مختصرا. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3528) وفي "الصحابة" (2097) عن علي بن الجَعْد الجوهري أنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه به. وأخرجه ابن حبان (214) عن أبي يعلى ثنا علي بن الجعد به. وأخرجه الطبراني (20/ 66) وفي "مسند الشاميين" (222) عن أحمد بن الحسن بن مكرم ثنا علي بن الجعد به. ¬

_ = ورواه الطحاوي في "المشكل" (1478) عن أبي يزيد القراطيسي فقال فيه: عن أيوب بن كريز عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم.

السادس: يرويه أبو معاوية عمرو بن عبد الله النخعي عن أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني عن معاذ أنّه قال: يا رسول الله، أوصني، قال "احفظ عليك لسانك" فأعاد عليه، فقال "ثكلتك أمك يا معاذ، هل يَكُبُّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم " أخرجه البزار (2643) عن أحمد بن منصور بن سيار الرمادي أنا أبو أحمد أنا عمرو بن عبد الله به. ورواته ثقات لكن ما أظنّ أبا عمرو الشيباني سمع من معاذ، وأبو أحمد هو محمد بن عبد الله الزبيري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 127 - 128) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا طاهر بن أحمد الموسري ثنا أبي ثنا عمرو بن عبد الله به. السابع: يرويه نعيم بن وهب عن معاذ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له "وسأنبئك برأس الأمر وعموده، رأسه الإسلام، وعموده الصلاة" أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (198) عن أحمد بن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن عمر عن نعيم بن وهب به. وإسحاق بن محمد الفروي وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيهما، ونعيم بن وهب لم أقف له على ترجمة، والمقدمي قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". الثامن: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال معاذ: يا رسول الله أوصني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك مع الموتى، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وإذا عملت السيئة فأعمل بجنبها حسنة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية، وأخبرك بما هو أملك بك من ذلك" قال: يا رسول الله، وما هو؟ قال "هذا" وأشار إلى لسانه، قال معاذ: يا رسول الله هو هذا!! وأشار إلى لسانه، قال "وهل يَكُبُّ الناس على مناخرهم في النار إلا هذا" أخرجه هناد (1092) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (22) والهيثم بن كليب (1400) والطبراني (20/ 175) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة به. قال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 3/ 532 وقال العراقي: رجاله ثقات وفيه انقطاع" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1630 قلت: أبو سلمة لم يسمع من معاذ. التاسع: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن

معاذ رفعه "رأس هذا الأمر الإسلام، ومن أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، لا يناله إلا أفضلهم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 55) من طريق الوليد بن مسلم ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد. 1603 - حديث جابر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ قال: يا عبد الله تمنّ علي أعطيك. قال: يا ربِّ تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنّه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون" قال الحافظ: وللترمذي وحسنه والحاكم وصححه من حديث جابر قال: فذكره" (¬1) صحيح وله عن جابر طرق: الأول: يرويه موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خِرَاش بن الصمة الأنصاري ثم السلمي يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول (¬2): لقيني (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي "يا جابر مالي أراك منكسرا (¬4)؟ " قلت: يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا، قال "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك (¬5)؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال "ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا (¬6) فقال: يا عبدي تمنّ علي (¬7) أعطك، قال: يا رب تحييني (¬8) فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنّه قد سبق مني (¬9) أنهم إليها لا يرجعون (¬10). قال: وأنزلت هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عِمرَان: 169] الآية (¬11). ¬

_ (¬1) 6/ 373 (كتاب الجهاد- باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا) (¬2) وعند ابن ماجه "لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد" (¬3) وعند البيهقي وغيره "نظر إليّ" (¬4) وعند البيهقي وغيره "مهتما" (¬5) وعند ابن ماجه وغيره "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك" وعند المزي "ألا أخبرك عن الله" (¬6) وعند ابن ماجه وغيره "وكلم أباك كفاحا" (¬7) زاد ابن خزيمة "ما شئت" ولفظ البيهقي وغيره "يا عبدي سلني" (¬8) وعند ابن خزيمة وغيره "تردني إلى الدنيا" (¬9) وعند ابن خزيمة "لا, إني أقسمت بيمين" (¬10) زاد ابن ماجه وغيره "قال: يا رب فأبلغ من ورائي" (¬11) زاد البيهقي وغيره "حتى أنفذ فيه الآية"

أخرجه ابن ماجه (190 و2800) والترمذي (3010) واللفظ له وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (115و 289) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (196) وفي "السنة" (602) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 890 و 891) وابن الأعرابي (ق 213/ ب) وابن حبان (7022) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 668) والحاكم (3/ 203 - 204) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 427) وأبو نعيم في "الصحابة" (4341) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 298 - 299) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 74) والبغوي في "التفسير" (1/ 446 - 447) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (119و 232) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 347) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 394) من طرق عن موسى بن إبراهيم به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 314 قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه محمد بن علي بن ربيعة السُّلَمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا جابر أما علمت أن الله عز وجل أحيا أباك فقال له: تمنّ علي، فقال: أرد إلى الدنيا فأقتل مرة أخرى، فقال: إني قضيت الحكم أنهم إليها لا يرجعون" أخرجه الحميدي (¬1) (1265) وسعيد بن منصور (2550) عن سفيان بن عُيينة ثنا محمد بن علي به. وأخرجه أحمد (3/ 361) وعبد بن حميد (1039) وابن أبي الدنيا في "المتمنين" (2) وأبو يعلى (2002) والدينوري في "المجالسة" (3515) من طرق عن سفيان به. ورواته ثقات غير عبد الله بن محمد بن عقيل وهو مختلف فيه وأكثر على تضعيفه لكن لا بأس به في المتابعات. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 172) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 193) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 221 - 222) من طرق عن سلمة بن الفضل حدثني ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4343)

محمد بن إسحاق قال: وحدثني بعض أصحابي عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: سمعت جابر بن عبد الله به (¬1). وأخرجه هناد في "الزهد" (157) عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن عبد الله بن محمد قال: سمعت جابر بن عبد الله به. الثالث: يرويه أبو معاوية صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي عن عياض بن عبد الله الأنصاري عن جابر قال: استشهد أبي يوم أُحُد، فأشفقت عليه إشفاقا شديدا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أبشرك؟ إنّ أباك عُرض على ربه، ليس بينه وبينه ستر، فقال: تمنّ عليّ ما شئت قال: ربّ تردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك وفي نبيك عليه السلام مرة أخرى. فقال الله تبارك وتعالى: "سبق القضاء مني أنهم إليها لا يرجعون" أخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين" (3) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأَذْرَمي ثنا القاسم بن يزيد ثني صدقة بن عبد الله به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (215) وفي "السنة" (603) عن عمرو بن عثمان الحمصي ثنا الوليد بن مسلم عن صدقة به. وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (المختار 27) من طريق يزيد بن عبد ربه الجرجسي ثنا الوليد بن مسلم به. وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين أبي معاوية. الرابع: يرويه محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جابر. أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 427) ومحمد بن سليمان بن سليط الأنصاري مجهول (اللسان 5/ 190) الخامس: يرويه محمد بن إسحاق ثني عمرو بن قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4342) ¬

_ (¬1) وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (303) والحاكم (2/ 119 - 120) من طريق أبي إسحاق الفزاري عن أبي حماد الحنفي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو حماد هو المفضل بن صدقة قال النسائي: متروك"

وللحديث شاهد عن عائشة قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر "ألا أبشرك يا جابر؟ " قال: بلى، بشرك الله بالخير. قال "إنّ الله تبارك وتعالى أحيا أباك، فأقعده بين يديه فقال: تمنّ عليّ عبدي ما شئت أُعْطِكَه، قال: يا ربِّ ما عبدتك حقّ عبادتك، أتمنى عليك أنْ تردني إلى الدنيا، فأقاتل مع نبيك، فأقتل فيك مرة أخرى، قال: إنه قد سلف مني أنك إليها لا ترجع" أخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين" (4) عن أبي عمرو الفيض بن وثيق ثني أبو عبادة الأنصاري- شيخ من أهل المدينة- أني ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة به. وأخرجه ابن بطة (المختار 28) والحاكم (3/ 203) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 4 - 5) وفي "الصحابة" (4344) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 298) من طرق عن الفيض بن وثيق به. ومن هذا الطريق أخرجه البزار (كشف 2706) لكن وقع عنده: ثنا أبو عباد- شيخ من أهل المدينة- عن إبراهيم عن عروة عن عائشة. وقال: لا نعلمه يُروى عن عائشة إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: فيض كذاب" وقال في "الميزان": فيض قال ابن معين: كذاب خبيث قلت: قد روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وهو مقارب الحال إن شاء الله تعالى" وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبو عبادة الأنصاري قال ابن كثير: وهو عيسى بن عبد الرحمن إنْ شاء الله" التفسير 1/ 427 قلت: وهو متروك الحديث، قاله النسائي. 1604 - "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والوَرِق وخير لكم من أنْ تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ " قالوا: بلى. قال "ذكر الله عز وجل" قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعا: فذكره" (¬1) سياتي الكلام عليه فانظر حديث "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ... " ¬

_ (¬1) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله عز وجل)

1605 - "ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتى بالشهادة قبل أنْ يسألها" قال الحافظ: رواه مسلم (1719) من حديث زيد بن خالد: مرفوعا" (¬1) 1606 - "ألا أخبركم بخير الناس؟ رجل ممسك بِعِنَان فرسه" الحديث وفيه "ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل معتزل في غنيمة يؤدي حق الله فيها" قال الحافظ: وللنسائي من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وأخرجه الترمذي واللفظ له وقال: حسن" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 294) وأحمد (1/ 237 و 319 و 322) وعبد بن حميد (668) والدارمي (2400) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (153) والنسائي (5/ 62) وفي "الكبرى" (2350) وابن حبان (604) والطبراني في "الكبير" (10767) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 447 - 448) والشجري في "أماليه" (2/ 157) من طرق عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد القارظي عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب (¬3) عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم وهم جلوس (¬4) فقال "ألا أحدثكم بخير (¬5) الناس منزله (¬6)؟ " فقالوا: بلى يا رسول الله. قال "رجل ممسك (¬7) برأس (¬8) فرسه في سبيل الله حتى يموت (¬9) أو يقتل. أفأخبركم بالذي يليه؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال "امرؤ معتزل في شعب (¬10) يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور (¬11) الناس. أفأخبركم بشر (¬12) الناس منزلة (¬13)؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال "الذي يُسئل بالله (¬14) ولا يُعطي به" واللفظ لأحمد. ¬

_ (¬1) 6/ 187 (كتاب الشهادات- باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد) (¬2) 14/ 115 (كتاب الرقاق- باب العزلة راحة للمؤمن من خلاط السوء) (¬3) وقال بعضهم: ابن ذؤيب. (¬4) زاد أحمد في رواية وابن حبان "في مجلس لهم" (¬5) وفي لفظ "بأحسن" (¬6) وفي لفظ "منزلا" (¬7) وفي لفظ "آخذ" (¬8) وفي لفظ "بعنان" (¬9) وعند ابن حبان "عُقرت" (¬10) زاد عبد بن حميد "من هذه الشعاب" (¬11) وفي لفظ "شر" (¬12) وفي لفظ "بأسوأ" (¬13) وفي لفظ "منزلا" (¬14) زاد الدارمي "العظيم"

رواه أبو داود الطيالسي (ص 347) عن ابن أبي ذئب فلم يذكر إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب. ورواه آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب فلم يذكر سعيد بن خالد. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العزلة" (98) والشجري في "أماليه" (2/ 157) والصواب الأول. وإسناده حسن رواته ثقات غير سعيد بن خالد القارظي وهو صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب". ولم ينفرد إسماعيل بن عبد الرحمن به بل تابعه بكير بن عبد الله بن الأشج عن عطاء بن يسار عن ابن عباس مرفوعا نحوه. أخرجه الترمذي (1652) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 448) من طريق ابن لَهيعة عن بكير بن عبد الله به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويُروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: وابن لهيعة ضعيف، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (152) عن يعقوب بن حميد بن كاسب وأبي مروان محمد بن عثمان العثماني قالا: ثنا ابن أبي حازم عن أسامة بن زيد عن عمرو بن الحارث به. بإسناده حسن للخلاف في أسامة بن زيد الليثي. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به. أخرجه ابن حبان (605) عن عبد الله بن محمد بن سلم ثنا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب به. واختلف فيه على حرملة، فرواه محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني عن حرملة فقال فيه "عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه" زاد فيه "عن أبيه"

أخرجه الضياء في "المختارة" (¬1) وهذا أصح فقد رواه غير واحد عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن أبيه عن عطاء بن يسار عن ابن عباس، منهم: 1 - سعيد بن منصور في "سننه" (2434) 2 - أحمد بن صالح المصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10768) 3 - يونس بن عبد الأعلى المصري. أخرجه أبو الطاهر المخلص (¬2). واختلف عن عطاء بن يسار، فرواه مالك (2/ 445) عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن عطاء بن يسار مرسلا. والأول أصح. 1607 - "إلا أخبركم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: بلى، قال "بنو عبد الأشهل" وهم رهط سعد بن معاذ، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال "ثم بنو النجار" قال الحافظ: وقع في رواية مَعْمَر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، أخرجه أحمد (2/ 267). وأخرجه مسلم (2512) من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، وأخرج مسلم (4/ 1950) أيضا من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن أبي أسيد مثل رواية أنس عن أبي أسيد، فقد اختلف على أبي سلمة في إسناده: هل شيخه فيه أبو أسيد أو أبو هريرة؟ ... ويؤيدها رواية إبراهيم بن محمد بن طلحة عن أبي أسيد وهي عند مسلم (4/ 1950) أيضا ... " (¬3) 1608 - "ألا أخبركم بليلة القدر" قالوا: بلى. فسكت ساعة ثم قال "لقد قلت لكم وأنا أعلمها ثم أنسيتها" قال الحافظ: روى عبد الرزاق من مرسل سعيد بن المسيب أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬4) مرسل ¬

_ (¬1) انظر هامش كتاب الجهاد لابن أبي عاصم 2/ 431 (¬2) انظر هامش كتاب الجهاد لابن أبي عاصم 2/ 431 (¬3) 8/ 116 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل دور الأنصار) (¬4) 5/ 173 (صلاة التراويح- باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس)

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7687) عن ابن جريج قال: أخبرني يونس بن سيف أنّه سمع ابن المسيب يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه فقال "ألا أخبركم بليلة القدر؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. فسكت ساعة فقال "لقد قلت لكم ما قلت آنفا وأنا أعلمها وإني لأعلمها ثم أنسيتها أرأيتم يوما كنا مكان كذا وكذا أي ليلة هي؟ " في غزوة غزاها. فقالوا: سرنا ففعلنا حتى استقام ملأ القوم على أنها ليلة ثلاث وعشرين. وإسناده إلى سعيد بن المسيب حسن، فابن جريج ثقة مشهور، ويونس بن سيف قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق لا بأس به (الجرح 4/ 2 / 239) 1609 - "ألا أَدُلَكِ على خير من ذلك؟ " قال الحافظ: قال المهلب وغيره: كره النبي - صلى الله عليه وسلم - لابنته ما كره لنفسه من تعجيل الطيبات في الدنيا إلا أنّ ستر الباب حرام، وهو نظير قوله لها لما سألته خادما: فذكره، فعلمها الذكر عند النوم" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 13/ 366 - 369) من حديث علي. 1610 - عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما فقال "ألا أَدُلَكِ على ما هو خير من خادم؟ تسبحين" فذكره وزاد "وتقولين: اللهم ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم، ربنا وربّ كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كل ذي شرّ، ومن شرِّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها. أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، أقض عني الدَّيْن واغنني من الفقر" قال الحافظ: زاد أبو هريرة في هذه القصة مع الذكر المأثور دعاء آخر، ولفظه عند الطبري في "تهذيبه" من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه: فذكره. وقد أخرجه مسلم (2713 و 2728) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه لكن فوقه حديثين، وأخرجه الترمذي (3481) من طريق الأعمش لكن اقتصر على الذكر الثاني ولم يذكر التسبيح وما معه" (¬2) ¬

_ (¬1) 6/ 157 (كتاب الهبة- باب هدية ما يكره لبسها) (¬2) 13/ 371 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)

1611 - "لما نزلت هذه الآية (¬1) سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل، فقال: يا محمد، إنّ ربك يأمرك أنْ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا أدلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة؟ " قالوا: وما ذاك؟ فذكره. قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من حديث جابر، وأحمد من حديث عقبة بن عامر: فذكره" حديث جابر سيأتي الكلام عليه في حرف اللام عند حديث: لما نزلت {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعرَاف: 199] سأل جبريل ... وأما حديث عقبة بن عامر فهو بغير هذا السياق، وله عن عقبة طريقان: الأول: يرويه أبو أمامة الباهلي عن عقبة قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابتدأته فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال؟ فقال "يا عقبة، صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك" أخرجه أحمد (4/ 148) والطبراني في "الكبير" (17/ 269 - 270) وفي "المكارم" (56) عن معاذ بن رفاعة السلامي والطبراني في "الكبير" (17/ 270) عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحرّاني وابن عدي (5/ 1813) عن أبي حفص عثمان بن أبي العاتكة ثلاثتهم عن علي بن يزيد أبي عبد الملك الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد. - ورواه يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر واختلف عنه: • فقال سعيد بن أبي مريم: ثنا يحيى بن أيوب ثني عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعرَاف: 199].

عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن عقبة قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فبدرته فأخذت بيده، أو بدرني فأخذ بيدي، فقال "يا عقبة، ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة؟ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ألا ومن أراد أنْ يُمَدّ له في عمره، ويُبسط في رزقه فليتق ربه، وليصل ذا رحمه" أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (19) والروياني (157) والطبراني في "الكبير" (17/ 269 - 270) والبيهقي في "الشعب" (7587) والبغوي في "شرح السنة" (3443) من طرق عن سعيد بن أبي مريم به. • ورواه ابن وهب عن يحيى بن أيوب فلم يذكر علي بن يزيد ولا أبا أمامة. أخرجه الحاكم (4/ 161 - 162) والأول أصح. الثاني: يرويه فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي "يا عقبة بن عامر، صِلْ من قطعك، واعف عمن ظلمك، وأعط من حرمك" أخرجه هناد في "الزهد" (1014) عن إسماعيل بن عياش عن أَسِيْد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة به وأخرجه أحمد (4/ 158 - 159) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (20) والبيهقي في "الشعب" (7723) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. وفروة بن مجاهد قال الحافظ في "التقريب": مختلف في صحبته، عابد. وإسماعيل وأسيد ثقتان. 1612 - "ألا أدلكم على ما تحابون به؟ أفشوا السلام بينكم" قال الحافظ: ولمسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (54) عن أبي هريرة مرفوعا "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم". 1613 - عن رافع بن خَديج قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فرأى على رواحلنا أكسية فيها خطوط عِهْن حُمْر، فقال "ألا أرى هذه الحُمرة قد غلبتكم" قال: فقمنا سراعا فنزعناها حتى نفر بعض إبلنا. ¬

_ (¬1) 13/ 255 (كتاب الاستئذان- باب إفشاء السلام)

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وفي سنده راو لم يسم" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 492 - 493) وأبو داود (4070) والطبراني في "الكبير" (4449) عن الوليد بن كثير المدني وأحمد (3/ 463) عن محمد بن إسحاق المدني كلاهما عن محمد بن عمرو بن عطاء عن رجل من بني حارثة عن رافع بن خديج قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فرأى على رواحلنا وعلى إبلنا أكسية فيها خيوط عِهْن حمر، فقال "ألا أرى هذة الحّمرة قد علتكم؟ " فقمنا سراعا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نفر بعض إبلنا، فأخذنا الأكسية فنزعناها عنها. واللفظ لأبي داود. وأسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 1614 - حديث عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحالة، الحديث، وفيه: ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ " قال الحافظ: حديث عائشة: فذكره، وفي رواية لمسلم أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال في جواب عائشة "أنّ عثمان رجل حيي وأني خشيت أنّ أذنت له على تلك الحالة لا يبلغ إليّ في حاجته" (¬2) أخرج مسلم (2401) الرواية الأولى من طريق إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبو حرملة عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة قالت: فذكرته. وأخرج (2402) الرواية الثانية من طريق عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن يحيى بن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة وعثمان حدثاه: فذكرا الحديث. ¬

_ (¬1) 12/ 423 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر) (¬2) 8/ 55 (كتاب أحاديث الأنيياء- فضائل عثمان بن عفان)

1615 - قوله - صلى الله عليه وسلم - للعباس "ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أجيزك؟ " فذكر حديث صلاة التسبيح. سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح. روى من حديث ابن عباس ومن حديث أبي رافع ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث العباس بن عبد المطلب ومن حديث الفضل بن العباس ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث جعفر بن أبي طالب ومن حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث أم سلمة ومن حديث أنصاري لم يسم ومن حديث عمر مولى غُفْرة مرسلا ومن حديث محمد بن كعب القرظي مرسلا فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس بن عبد المطلب "يا عباس يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سرّه وعلانيته، عشر خصال: أنْ تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أنْ تصليها في كل يوم مرّة فافعل، فإنْ لم تفعل ففي كل جمعة، فإنْ لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة" أخرجه أبو داود (1297) وابن ماجه (1387) والحسن بن علي المعمري في "اليوم والليلة" (اللآلئ 2/ 39) وابن خزيمة (1216) والطبراني في "الكبير" (11622) والدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح لحديث صلاة التسبيح ص 40) والحاكم (1/ 318) والخليلي في "الإرشاد" (1/ 325 - 326) والبيهقي (3/ 51 - 52 و 52) وفي "الدعوات" (393) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 143) والمزي (29/ 102 - 103) وابن ناصر الدين الدمشقي في "الترجيح لحديث صلاة التسبيح" (ص 38 - 39) ¬

_ (¬1) 13/ 150 (كتاب الأدب- باب إكرام الضيف)

عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مِهران العبدي والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (158) والمعمري (اللآلئ 2/ 39) والحاكم (1/ 318) عن أبي عبد الرحمن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي والمعمري (اللآلئ 2/ 39) وابن شاهين في "الترغيب" (105) والحاكم (1/ 318 - 319) عن إسحاق بن أبي إسرائيل قالوا: ثنا أبو شعيب موسى بن عبد العزيز القِنْباري العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به. قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإنّ في القلب من هذا الإسناد شيء" وقال الخليلي: وقد تفرد الحكم بن أبان العدني عن عكرمة بأحاديث، ويسند عنه ما يَقِفُه غيره، وهو صالح ليس بمتروك. منها: حديث التسبيح هذا" وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت مسلم بن الحجاج وكتب معي هذا عن عبد الرحمن بن بشر يقول: لا يُروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا" الإرشاد للخليلي وقال الحاكم: هذا حديث وصله موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان، وموسى سئل عبد الرزاق عنه فأحسن عليه الثناء، والحكم قال ابن عُيينة: سألت يوسف بن يعقوب: كيف كان الحكم؟ قال: ذاك سيدنا" وقال ابن الجوزي: لا يثبت فيه موسى بن عبد العزيز مجهول" وتعقبه الزركشي فقال: غلط ابن الجوزي بلا شك في جعله من الموضوعات لأنّه رواه من ثلاثة طرق أحدها حديث ابن عباس وهو صحيح وليس بضعيف فضلا عن أن يكون موضوعا، وغاية ما علله بموسى بن عبد العزيز فقال: مجهول، وليس كذلك فقد روى عنه بشر بن الحكم وابنه عبد الرحمن وإسحاق بن أبي إسرائيل وزيد بن المبارك الصنعاني وغيرهم، وقال فيه ابن معين والنسائي: ليس به بأس. ولو ثبتت جهالته لم يلزم أنْ يكون الحديث موضوعا ما لم يكن في إسناده من يتهم بالوضع، والطريقان الآخران في كل منهما ضعيف، ولا يلزم من ضعفهما أنْ يكون حديثهما موضوعا" عون المعبود 4/ 178 - اللآلئ 2/ 44

وقال الحافظ في "الخصال المكفرة" (ص 42 - 43): رجال إسناده لا بأس بهم، عكرمة احتج به البخاري، والحكم بن أبان صدوق، وموسى بن عبد العزيز قال ابن معين: لا أرى به بأسا، وقال النسائي نحو ذلك، وقال ابن المديني: ضعيف. فهذا الإسناد من شرط الحسن، فإن له شواهد تقويه، وقد أساء ابن الجوزي بذكره إياه في الموضوعات وقال: إنّ موسى بن عبد العزيز مجهول، فلم يصب في ذلك, لأنّ من يوثقه ابن معين والنسائي لا يضره أنْ يجهل حاله من جاء بعدهما" وقال في "نتائج الأفكار": إسناده حسن" اللآلئ 2/ 39 وقال في "تلخيص الحبير" (2/ 7): حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنّه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقا صالحا فلا يحتمل منه هذا التفرد" وقال المنذري: صحح حديث عكرمة عن ابن عباس هذا جماعة، منهم: الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي" الترغيب 1/ 468 وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: حديث عكرمة هذا صححه أبو داود وأبو بكر الآجري ... قال ابن أبي داود: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا. وقال أبو بكر الآجري في كتاب "النصيحة": هذا حديث صحيح" وتعقبَ ابنَ الجوزيَ فقال: وكيف يحكم بالوضع لجهالة الراوي فقط؟! وفيه أيضا نظر لما تقدم عن أبي داود وغيره من التصحيح ونحوه" وقال أيضا: وممن صحح الحديث المشار إليه آنفا أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني، وصنف فيه مصنفا سماه "كتاب تصحيح حديث التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصيح". قال: وللحديث طرق جمة معروفة عند الأئمة، أمثلها في الاقتباس حديث عكرمة عن ابن عباس" وقال العلائي في "النقد الصحيح" (ص 30): حديث حسن صحيح، رواه أبو داود وابن ماجه بسند جيد إلى ابن عباس" - ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه واختلف عنه: • فقال إسحاق بن راهويه: أنبأ إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه الحاكم (1/ 319) والبيهقي في "الشعب" (2817) وقال: وقد رأيت حديث إسحاق بن راهويه في موضع آخر مرسلا، والمرسل أصح" • وقال محمد بن رافع النيسابوري: ثني إبراهيم بن الحكم ثني أبي ثني عكرمة به مرسلا، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن خزيمة (2/ 224) والحاكم (1/ 319) والبيهقي (3/ 52) وفي "الشعب" (2816) والبغوي في "شرح السنة" (1018) وقال الحاكم: هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث فإنّ الزيادة من الثقة أولى من الإرسال، على أنّ إمام عصره في الحديث إسحاق بن راهويه قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ووصله" قلت: وإبراهيم بن الحكم قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه. الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: جاء العباس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة لم يأتيه فيها، فقيل: يا رسول الله، هذا عمك على الباب، فقال "ائذنوا له فقد جاء لأمر" فلما دخل عليه قال "فما جاء بك يا عماه هذه الساعة وليست ساعتك التي كنت تجيء فيها؟ " قال: يا ابن أخي ذكرت الجاهلية وجهلها فضاقت على الدنيا بما رحبت، فقلت: من يفرج عني؟ فعلمت أنّه لا يفرج عني أحد إلا الله ثم أنت، فقال "الحمد لله الذي أوقع هذا في قلبك، وددت أن أبا طالب أخذ نصيبه، ولكن الله يفعل ما يشاء" قال "أحبوك؟ " قال: نعم، قال "أعطيك؟ " قال: نعم، قال "أحبوك؟ " قال: نعم، قال "فإذا كانت ساعة يصلى فيها ليست بعد العصر ولا بعد طلوع الشمس فما بين ذلك فأسبغ طهورك ثم قم إلى الله، فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ان شئت جعلتها من أول المفصل، فإذا فرغت من السورة فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقل ذلك عشرا، فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرار" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11365) عن إبراهيم بن محمد بن الحارث المعروف بإبن نائلة الأصبهاني ثنا شيبان بن فروخ ثنا نافع أبو هُرمز عن عطاء به. وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1974) من طريق ابن مردويه ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث به. قال الهيثمي: وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف" المجمع 2/ 282

وقال الحافظ: رواته ثقات إلا أبا هرمز فإنّه متروك" اللآلئ 2/ 39 - 40 الثالث: يرويه مجاهد عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له "يا غلام ألا أحبوك؟ ألا أَنْحَلُك؟ ألا أعطيك؟ " قلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله ... فقال "أربع ركعات تصليهنّ في كل يوم، فإنْ لم تستطع ففي كل جمعة، وإنْ لم تستطع ففي كل شهر، فإنْ لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة، تكبّر، فتقرأ أم القرآن وسورة، ثم تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك ... " أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2339) عن إبراهيم بن أحمد بن برة الصنعاني ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي ثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية " (1/ 25 - 26) وفي "قربان المتقين" (الترجيح ص 73) عن الطبراني به. وأخرجه ابن ناصر الدين في "الترجيح" (ص 72 - 73) من طريق أبي علي الحسن بن أحمد الجواد أنا أبو نعيم به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس، ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر، تفرد به أبو الوليد المخزومي" وقال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: وعبد القدوس بن حبيب متروك" المجمع 2/ 282 - الخصال المكفرة ص 45 وقال العسقلاني أيضا في "نتائج الأفكار": وعبد القدوس شديد الضعف" اللآلئ 2/ 40 قلت: كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات. الرابع: يرويه أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الرَّبَعي واختلف عنه: - فقال محمد بن جُحَادة الكوفي: عن أبي الجوزاء قال: قال لي ابن عباس: يا أبا الجوزاء، ألا أخبرك، ألا أتحفك، ألا أعطيك؟ قلت: بلى. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من صلى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة أم القرآن وسورة، فإذا فرغ من القراءة قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وذكر الحديث وقال في آخره: من صلاهنّ غفر له كلُّ ذنب صغيرهِ وكبيرهِ، قديم أو حديث كان أو هو كائن"

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2900) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا مُحْرِز بن عون ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة، تفرد به محرز. وقال المنذري: وإسناده واه" الترغيب 1/ 471 وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف" المجمع 2/ 282 وقال الحافظ: وفي إسناده يحيى بن عقبة وهو متروك" الخصال المكفرة ص 45 وقال في "أمالي الأذكار": وكلهم ثقات إلا يحيى بن عقبة فإنّه متروك" اللآلئ المصنوعة 2/ 40 قلت: كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يفتعل الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. - ورواه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي واختلف عنه: • فقال القاسم بن الحكم: ثنا أبو جناب عن محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء قال: قال ابن عباس: ألا أحبوك؟ ألا أدلك؟ ألا أرفدك؟ ألا أعلمك ما إذا فعلته غفرت لك ذنوبك، سرها وعلانيتها، قديمها وحديثها، ما كان أو هو كائن؟ قلت: بلى، قال: فذكره، وهو موقوف. أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 62 - 63) • وقال جرير بن عبد الحميد: وجدت في كتابي بخطي عن أبي جناب عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أحبوك؟ ألا أعطيك؟ ألا أجيزك؟ وذكر الحديث. أخرجه البيهقي في "الشعب" (604) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخته" (36) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا جرير به. وأبو جناب ضعفه ابن سعد وجماعة، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين، وكان يدلس وقد عنعن. - وقال الوليد بن مسلم: عن عثمان بن أبي العاتكة عن أبي صالح عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس: فذكره. ذكره ابن ناصر الدين في "الترجيح" (ص 47)

والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وعثمان ضعفه ابن معين وغير واحد، وقواه بعضهم، وأبو صالح ما عرفته. - ورواه أبان بن أبي عياش عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو مرفوعا. أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 64 و65) من طرق عن أبان به. وأبان قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث. - ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن يحيى بن سليم عن عمران بن مسلم عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو موقوفا. قاله البيهقي في "الشعب" (2/ 511) ويحيى بن سليم هو الطائفي وثقه ابن سعد وغيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، واختلف فيه قول النسائي. وعمران بن مسلم هو القصير وثقه أحمد وغيره، وتكلم ابن حبان في رواية يحيى بن سليم عنه. وقتيبة وأبو الجوزاء ثقتان. - ورواه عمرو بن مالك النُّكْرِي عن أبي الجوزاء واختلف عنه: • فقال مهدي بن ميمون الأزدي: ثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال: حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنّه عبد الله بن عمرو قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه أبو داود (1298) عن محمد بن سفيان الأبلي ثنا حَبَّان بن هلال أبو حبيب ثنا مهدي بن ميمون به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 52) ورواته ثقات. قال الحافظ في "الخصال المكفرة" (ص 44): إسناده لا بأس به إلا أنه اختلف على راويه في وقفه ورفعه" • ورواه غير واحد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس موقوفا، منهم: 1 - روح بن المسيب الكلبي.

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 59 - 60) والداراني في "صلاة التسبيح" (اللآلئ 2/ 40) 2 - عباد بن عباد المهلبي. أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 60 و61) 3 - يحيى بن عمرو بن مالك النكري. أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 61 - 62) 4 - جعفر بن سليمان الضُّبَعِي. قاله أبو داود (السنن 2/ 69) - ورواه المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو موقوفا. قاله أبو داود (السنن 2/ 69) وأما حديث أبي رافع فأخرجه ابن ماجه (1386) والترمذي (482) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (458) والطبراني في "الكبير" (987) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 421 - 422) والدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 51) وأبو نعيم في "قربان المتقين" (اللآلئ 2/ 41) والبيهقي في "الشعب" (602) والخطيب في "المتفق والمفترق" (641) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 144) والمزي (10/ 465 - 466) من طرق عن زيد بن الحباب العُكْلي ثنا موسى بن عُبيدة ثني سعيد بن أبي سعيد مولى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبي رافع قال: قال رسول الله (للعباس "يا عم، ألا أحبوك، ألا أنفعك، ألا أصلك؟ " قال: بلى يا رسول الله. قال "فصلّ أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا انقضت القراءة فقل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة قبل أن تركع، ثم اركع فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم، فتلك خمس وسبعون في كل ركعة، وهي ثلاث مائة في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل رَمْلِ عَالِجِ غفرها الله لك" قال: يا رسول الله، ومن لم يستطع يقولها في يوم؟ قال "قلها في جمعة، فإنْ لم تستطع فقلها في شهر" حتى قال "فقلها في سنة" قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي رافع" وقال ابن الجوزي: لا يثبت، فيه موسى بن عبيدة قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه، وقال ابن معين: ليس بشيء"

وقال ابن العربي: وأما حديث أبي رافع في قصة العباس فضعيف ليس لها أصل في الصحة ولا في الحسن" عارضة الأحوذي 2/ 226 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" الخصال المكفرة ص 43 وقال في "نتائج الأفكار": وموسى هو الرَّبَذي ضعيف جدا" اللآلئ 2/ 41 قلت: وسعيد بن أبي سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى موسى بن عبيدة" وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 65 - 66 واللآلئ 2/ 41) عن ابن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا الثقة عن عمر بن عبد الواحد عن ابن ثوبان ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال لجعفر "ألا أهب لك، ألا أمنحك، ألا أفديك، ألا أعطيك؟ " حتى ظننت أنّه سيعطيني جزيلا من الدنيا، قلت: بلى يا رسول الله، قال "تصلي في كل يوم، أو في كل ليلة، أو في كل جمعة، أو في كل شهر، أو في كل سنة، تقرأ بأم القرآن سورة، ثم تكبر وتحمد وتسبح وتهلل قبل أنْ تركع خمس عشرة، وإذا ركعت عشرا، وإذا قلت سمع الله لمن حمده عشرا، وإذا سجدت عشرا، وإذا رفعت رأسك عشرا، وإذا سجدت عشرا، وإذا رفعت رأسك عشرا، في كل ركعة ثلاث مائة، وفي كل أربع ركعات ألف ومائتين، يغفر الله لك ذنوبك ما أسررت وما أعلنت" قال الدارقطني: غريب عن ابن عمرو" قلت: وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم (1/ 319) عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ ثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار بمصر ثنا إسحاق بن كامل ثنا إدريس بن يحيى عن حَيْوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال: وجّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه، ثم قال "ألا أهب لك، ألا أبشرك، ألا أمنحك، ألا أتحفك؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال "تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة، ثم تقول بعد القراءة وأنت قائم قبل الركوع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولهن عشرا ... وذكر الحديث بطوله.

وأخرجه البيهقي في "الدعوات" (394) عن الحاكم به. قال الحاكم: وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه" وقال البيهقي: أحمد بن داود المصري ضعيف" وقال المنذري: وأحمد بن داود بن عبد الغفار أبو صالح الحرّاني ثم المصري تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وكذبه الدارقطني" الترغيب 1/ 468 وقال الحافظ: وسنده ضعيف" تلخيص الحبير 2/ 7 قلت: أحمد بن داود ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: كان بالفسطاط يضع الحديث، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة عن أمره ليتنكب حديثه. وذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: متروك، كذاب. وأما حديث العباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عروة بن رُوَيم اللخمي عن ابن الديلمي عن العباس قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أهب لك، ألا أفديك، ألا أعطيك، ألا أمنحك؟ " قال: وظننت أنّه يعطيني من الدنيا شيء لم يعطه أحد قبلي، قال "أربع ركعات إذا قلت فيهن ما أعلمك غفر لك. تبدأ فتكبر، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، فإذا ركعت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا قلت سمع الله لمن حمده قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك قلت مثل ذلك عشر مرات بين السجدتين، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك من السجود قلت مثل ذلك عشر مرات قبل أنْ تقوم، ثم افعل في الركعة الثانية مثل ذلك غير أنك إذا جلست للتشهد قلت ذلك عشر مرات قبل التشهد، ثم افعل في الركعتين الباقيتين مثل ذلك. فإنْ استطعت أنْ تفعل ذلك في كل يوم، وإلا ففي كل جمعة، وإلا ففي كل شهر، وإلا ففي كل شهرين، وإلا ففي كل ستة أشهر، وإلا ففي كل سنة" أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 47 - 48) وفي "الأفراد" (الخصال المكفرة ص 43 - اللآلئ2/ 40) وأبو نعيم في "قربان المتقين" (النكت الظراف 11/ 186 - اللآلئ 2/ 40) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 143) من طريق موسى بن أعْيَن الجزري عن أبي رجاء الخراساني عن صدقة الدمشقي عن عروة بن رويم به. قال ابن الجوزي: لا يثبت، صدقة بن يزيد الخراساني قال أحمد: حديثه ضعيف،

وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: حدّث عن الثقات بالأشياء المعضلات لا يجوز الاشتغال بحديثه عند الاحتجاج به" وتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" فقال: ورجاله ثقات إلا صدقة وهو الدمشقي كما نسب في رواية أبي نعيم وابن شاهين، ووقع في رواية الدارقطني غير منسوب فأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق الدارقطني وقال: صدقة هذا هو ابن يزيد الخراساني، ونقل كلام الأئمة فيه، ووهم في ذلك، والدمشقي هو ابن عبد الله ويعرف بالسمين ضعيف من قبل حفظه، ووثقه جماعة فيصلح في المتابعات .. وأبو رجاء الذي في السند اسمه عبد الله بن محرز الجَزَري، وابن الديلمي اسمه عبد الله بن فيروز" اللآلئ 2/ 40 قلت: أبو رجاء الجزري اسمه مُحْرِز بن عبد الله كما في "التهذيب" وغيره، وأظنه غير المذكور في هذا الإسناد، فإنّ ذلك خراساني، وهذا جزري، فافترقا. وصدقة السمين ضعيف عند الجمهور، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول دحيم. وابن الديلمي ثقة لكنّه لم يذكر سماعا من العباس فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عباس قال: قال عباس: مرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي "ألا أفديك، ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أستجيبك؟ " فظننت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني زغما من الدنيا فقلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال "أربع ركعات في كل يوم، وذكر الحديث بطوله. أخرجه أبو القاسم الخرقي في "فوائده" (الترجيح ص 44 - 45) من طريق حماد بن عمرو النَّصِيبي عن أبي رافع عن ابن المنكدر به. والنصيبي كذبه ابن معين وغيره، وقال ابن حبان وغيره: يضع الحديث. وأما حديث الفضل بن العباس فأخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين" (الترجيح ص 57 - اللآلئ 2/ 40) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري ثنا عبد الرحمن بن عبد الحميد الطائي ثني أبي قال: لقيت أبا رافع فسألته فحدثني عن الفضل بن العباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أربع ركعات إذا فعلتهن في كل سنة أو في شهر ... " وذكر الحديث قال الحافظ في "نتائج الأفكار": والطائي المذكور لا أعرفه ولا أباه، وأظنّ أنّ أبا رافع شيخ الطائي ليس أبا رافع الصحابي بل هو إسماعيل بن رافع أحد الضعفاء" اللآلئ 2/ 40 وأما حديث علي فأخرجه الواحدي في "الدعوات" (الترجيح ص 52 - 53، اللآلئ

2/ 41) من طريق أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا الحسين عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبّل بين عينيه، فلما جلسا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أمنحك، ألا أحبوك؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال "تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة، ثم تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا اله والله أكبر خمس عشرة، ثم تركع فتقول عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول عشرا، ثم تسجد فتقول عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول عشرا، ثم تسجد فتقول عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول عشرا، فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة. فإن استطعت أن تصليها في كل يوم فافعل، فإنْ لم تستطع في كل يوم ففي كل جمعة، فإن لم تستطع في كل جمعة ففي كل شهر، فإنْ لم تستطع في كل شهر ففي كل سنة، فإن لم تستطع في كل سنة ففي عمرك مرة فإذا فعلت ذلك غفر الله ذنبك صغيره وكبيره، وخطأه وعمده، قديمه وحديثه" قال ابن ناصر الدين: تفرد به الأشعث عن موسى العلوي فيما أعلم" وقال الحافظ: وقد طعنوا في أبي علي بن الأشعث هذا" اللآلئ 2/ 41 قلت: هو متهم بوضع الحديث "اللسان" (5/ 362) وأما حديث جعفر بن أبي طالب فله عنه طريقان: الأول: يرويه داود بن قيس المدني عن إسماعيل بن رافع عن جعفر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له "ألا أهب لك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحذوك؟ ألا أوثرك؟ ألا؟ ألا؟ " حتى ظننت أنّه سيقطع لي ماء البحرين، قال "تصلي أربع ركعات، تقرأ أم القرآن في كل ركعة وسورة .. وذكر الحديث أخرجه عبد الرزاق (5004) عن داود بن قيس به. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع أبي رافع. واختلف عنه، فرواه أبو معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي عنه قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجعفر: فذكره. أخرجه سعيد بن منصور (اللآلئ 2/ 42) عن يزيد بن هارون عن أبي معشر به. وأخرجه الخطيب في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 55 - 56) من طريق أبي حمزة بصير بن الفرج ثنا يزيد بن هارون به.

قال الحافظ: وأبو معشر ضعيف وكذا شيخه أبو رافع" اللآلئ 2/ 42 الثاني: يرويه عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي عن جعفر. أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (اللآلئ 2/ 41) قال ابن ناصر الدين: فيه أنواع من الثواب على صلاة التسبيح، وأمارات الوضع عليه لائحة، وهو غير صحيح" الترجيح ص 57 قلت: عبد الملك بن هارون كذبه ابن معين والجوزجاني، وقال ابن حبان: يضع الحديث. وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 53 - 54) من طريق علي بن عاصم عن عبد الله بن زياد بن سمعان ثني معاوية وإسماعيل ابنا عبد الله بن جعفر عن أبيهما عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أعطيك، ألا أحبوك، ألا أمنحك؟ " فظننت أنّه غِنَى الدهر، قلت: بلى يا رسول الله، قال "تفتح الصلاة وتقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا ... وذكر الحديث. وأخرجه الدارقطني أيضا (الترجيح ص 53 - اللآلئ 2/ 42) من طريق الحسن بن قتيبة عن عبد الله بن زياد بن سمعان ثني معاوية وعون ابنا عبد الله بن جعفر عن أبيهما به. قال الحافظ: وابن سمعان ضعيف" اللآلئ 2/ 42 قلت: كذبه مالك وإبراهيم بن سعد وابن معين وغيرهم. وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين" (الترجيح ص 46 - اللآلئ 2/ 42) والخطيب في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 47) من طريق عمرو بن جميع عن عمرو بن قيس عن سعيد بن جبير عن أم سلمة قالت: فذكرت الحديث وفيه "يا عباس يا عمَّ النبي أما إني لا أقول لك صلّ بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، صلّ أربع ركعات تقرأ فيهنّ بأربع سور من طوال المفصل، فإذا قرأت الحمد وسورة فقل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فهذه واحدة قلها خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقلها عشرا الحديث. قال الحافظ: وعمرو بن جميع ضعيف، وفي إدراك سعيد أم سلمة نظر" اللآلئ 2/ 42 قلت: عمرو بن جميع متهم بوضع الحديث (اللسان 4/ 358 - 359)

وأما حديث الأنصاري فأخرجه أبو داود (1299) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم ثني الأنصاري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجعفر: فذكره. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 52) وإسناده صحيح رواته ثقات، محمد بن مهاجر هو الأنصاري الأشهلي الشامي، والأنصاري قيل: هو جابر بن عبد الله (تهذيب الكمال 8/ 9 و 35/ 6) وقيل: هو أبو كبشة الأنماري، وهو الأظهر. قال الحافظ: في "النكت الظراف" (11/ 186): وجدت في "مسند الشاميين" للطبراني (522) من طريق (¬1) أبي توبة عن محمد بن مهاجر حديثا غير هذا، لكن قال فيه: عن محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم عن أبي كبشة الأنماري قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة من مغازيه ... فذكر قصة، وفيها "الإيمان ههنا" إلى لخم وجذام. فليستظهر بنسخ من سنن أبي داود لاحتمال أنْ يكون الأنصاري محرف من الأنماري" وقال في "نتائج الأفكار": وجدت في ترجمة عروة هذا من الشاميين للطبراني حديثين أخرجهما من طريق أبي توبة الربيع بن نافع بهذا السند بعينه فقال فيهما: حدثني أبو كبشة الأنماري، فلعل الميم كبرت قليلا فأشبهت الصاد، فإنْ يكن كذلك فصحابي هذا الحديث أبو كبشة، وعلى التقديرين فسند هذا الحديث لا ينحط عن درجة الحسن ... " اللآلئ 2/ 42 وأما حديث عمر مولى غُفْرَة فأخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص51 - 52) من طريق إبراهيم بن محمد الأرقمي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعليّ "ياعلي، ألا أهدي لك، ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أنحلك؟ " قال: حتى ظننت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني جبال تهامة ذهبا، قال "إذا قمت إلى الصلاة فقل: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، تقولها خمس عشرة مرة ... الحديث" قال الحافظ في "نتائج الأفكار": في سنده ضعف وانقطاع" اللآلئ 2/ 41 قلت: إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وعمر مولى غفرة مختلف فيه. ¬

_ (¬1) وأخرجه في "المعجم الكبير" (22/ 342) أيضًا.

وأما حديث محمد بن كعب القرظي فأخرجه الخطيب في "صلاة التسبيح" (الترجيح ص 56) من طريق أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ثنا أحمد بن أبي عمران ثنا عاصم بن علي بن عاصم ثنا أبو معشر المدني عن محمد بن كعب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجعفر بن أبي طالب: فذكره. وأبو علي بن الأشعث متهم كما تقدم. 1616 - عن أسماء بنت عُمَيْس قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أعلمك كلمات تقوليهنّ عند الكرب: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن إلا الترمذي، وأخرجه الطبري من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس مثله" (¬1) أخرجه إسحاق (¬2) (2135) وأحمد (6/ 369) والبخاري في "الكبير" (2/ 2 /329) وابن ماجه (3882) والبيهقي في "الدعوات" (169) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (8) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 437 - 438) عن وكيع وابن أبي شيبة (10/ 196 - 197) وابن ماجه (3882) وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 353) والبيهقي في "الشعب" (9745) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (812) عن محمد بن بشر العبدي وأبو داود (1525) عن عبد الله بن داود الخُرَيْبي والنسائي في "اليوم والليلة" (647) عن محمد بن خالد الوَهْبي والبخاري في "الكبير" (2/ 2 / 329) والنسائي (649) (¬3) والطبراني في "الدعاء" (1027) وفي "الكبير" (24/ 135 - 136) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 360) وفي "الرواة ¬

_ (¬1) 13/ 398 (كتاب الدعوات- باب الدعاء عند الكرب) (¬2) سقط من إسناده "عن عمر بن عبد العزيز" (¬3) سقط من إسناد النسائي "عن عبد الله بن جعفر" والصواب إثباته فقد ذكر المزي هذا الحديث في "التحفة" (11/ 260) ونسبه للنسائي في "اليوم والليلة" وذكر عبد الله بن جعفر في إسناده.

عن أبي نعيم" (38) وفي "الصحابة" (7504) والبيهقي في "الدعوات" (168) وفي "الشعب" (9746) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 132 - 133) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (811 - 812) والمزي (33/ 438) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين (¬1) كلهم عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ثني هلال (¬2) مولى عمر بن عبد العزيز عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أمه أسماء بنت عميس قالت: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهن (¬3) عند الكرب (¬4) "الله، الله ربي لا أشرك به شيئا". اللفظ لابن أبي شيبة وغيره. قال أبو نعيم: غريب من حديث عمر، تفرد به ابنه عن هلال مولاه عنه، رواه وكيع ومحمد بن بشر ومروان الفزاري في آخرين عن عبد العزيز" قلت: واختلف فيه على عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. - فرواه شريك (¬5) بن عبد الله القاضي عنه عن هلال عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - علمه عند الكرب: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (648) وقال: وهذا خطأ والصواب حديث أبي نعيم" - ورواه عمر بن علي المُقَدّمي البصري عن عبد العزيز بن عمر عن هلال عن عمر بن عبد العزيز عن بعض ولد عبد الله بن جعفر عن أبيه عن أسماء بنت عميس. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 329) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9747) - ورواه مِسعر بن كِدَام واختلف عنه: • فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن عبد العزيز بن عمر عن عمر بن عبد العزيز ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الدينوري في "المجالسة" (60) لكن سقط منه: عن هلال. (¬2) وقع في رواية محمد بن خالد الوهبي عند النسائي "عن أبي هلال" قال النسائي: قوله: عن أبي هلال، خطأ وإنما هو هلال وهو مولى لهم. (¬3) وعند أحمد "أقولها" (¬4) لفظ أبي داود "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب" (¬5) تابعه يحيى بن أيوب المصري ثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز به. أخرجه التنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 133 - 134)

قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل بيته فقال "إذا أصاب أحدكم هَمُّ أو حزن فليقل سبع مرات: الله ربي لا أشرك به شيئا" أخرجه إسحاق (2136) والنسائي في "اليوم والليلة" (650) والطبراني في "الدعاء" (1026) • ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن عبد العزيز بن عمر عن أبيه عمر بن عبد العزيز بن مروان عن أبيه عبد العزيز بن مروان عن أسماء بنت عميس. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1025) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا ابن عيينة به. والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وذكره ابن حبان في "الثقات". • ورواه أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن مسعر عن بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء. أخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (17) عن أحمد بن محمد القاضي البرتي (¬1) ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا شيبان به. ورواية وكيع ومن تابعه أصح. قال النسائي: هذا الصواب" ورواته ثقات غير هلال مولى عمر بن عبد العزيز، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) واختلف فيه على البرتي، فرواه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (803) عن البرتي ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا أبو معاوية عن محمد بن عبد الله عن مسعر عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 457) وقال: وهم فيه الشافعي إذ قدم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه عن أبي معاوية عن مسعر عن محمد. ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن محمد الصفار وأبي سهل بن زياد القطان قالا: ثنا البرتي ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا شيبان ثنا مسعر عن محمد بن عبد الله عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء. ورواه أحمد بن محمد الوراق وعلي بن الحسن عن البرتي فلم يذكرا محمد بن عبد الله. أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1308)

ويقال هو أبو طُعْمة مولى عمر بن عبد العزيز المترجم في "التهذيب" وتوابعه والله تعالى أعلم. ولم ينفرد به بل تابعه مزاحم عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا نزل بك غمّ أو همّ لأواء أو أمر فظيع أو استقبلت الموت فقولي: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1028) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي عن أبيه عن عمه مزاحم به. والغلابي تقدم الكلام فيه. طريق أخرى: قال عبد الواحد بن زياد البصري: ثني مجمع بن يحيى الأنصاري ثني أبو العيوف (¬1) صعب أو صعيب العنزي قال: سمعت أسماء بنت عميس (¬2) تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذني هاتين وهو يقول "من أصابه همّ أو غمّ أو سقم أو شدة أو أذى (¬3) فقال: الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه". أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 328 - 329) والدولابي في "الكنى" (2/ 80) عن قيس بن حفص التميمي البصري وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (51) والطبراني في "الكبير" (24/ 154) و "الدعاء" (1029) والبيهقي في "الآداب" (1076) وفي "الشعب" (9749) عن عفان بن مسلم البصري قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد به. ورواته ثقات غير صعب أو صعيب العنزي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن عائشة فأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12788) و"الدعاء" (1030) والبيهقي في "الشعب" (9750) من طرق عن عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي ثنا ¬

_ (¬1) هكذا عند الطبراني، وعند البخاري "أبو الغوث"، وعند الدولابي "أبو الغريف بن صعب أو صعيب" (¬2) وعند البخاري "أسماء بنت أبي بكر" (¬3) وفي لفظ "لأواء"

صالح بن عبد الله أبو يحيى عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رفعه "يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو حمة أو جهد أو لأواء فقولوا: الله، الله ربنا لا شريك له". قال الهيثمي: وفيه صالح بن عبد الله أبو يحيى وهو ضعيف" المجمع 10/ 137 قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء" وأسند عن البخاري قال: فيه نظر. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن حبان (864) عن أبي يعلى ثنا إبراهيم بن محمد بن عَرعرة بن البِرِنْد ثنا عتاب بن حرب أبو بشر ثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مُليكة عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع أهل بيته فقال "إذا أصاب أحدكم غمّ أو كرب، فليقل: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا". وإسناده ضعيف لضعف عتاب بن حرب. 1617 - "ألا إنّ أربعين دارا جار" قال الحافظ: وللطبراني بسند ضعيف عن كعب بن مالك مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 73) من طريق يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله، إني نزلت في محلة بني فلان وإنّ أشدهم لي أذى أقدامهم لي جوارا، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر وعليا يأتون المسجد فيقومون على بابه فيصيحون "ألا إنّ أربعين دارا جار، ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه" قال الهيثمي: وفيه يوسف بن السفر وهو متروك" المجمع 8/ 169 قلت: وكذبه ابن معين والجوزجاني وغيرهما. وخالفه مروان بن محمد بن حسان الطَاطَرِي الدمشقي فرواه عن الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري مرفوعا "أربعين دارا جار" قال يزيد: فقلت لابن شهاب: وكيف أربعين دارا؟ فقال: أربعين عن يمينه وعن شماله وخلفه وبين يديه" ¬

_ (¬1) 13/ 55 (كتاب الأدب- باب حق الجوار في قرب الأبواب)

أخرجه أبو داود (¬1) في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 382) وهذا أصح. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو يعلى (5982) عن محمد بن جامع العطار ثنا محمد بن عثمان ثنا عبد السلام بن أبي الجنوب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "حق الجوار أربعون دارا هكذا. وهكذا، وهكذا يمينا وشمالا، وقداما، وخلفا" وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 150) عن أبي يعلى به. وقال: عبد السلام منكر الحديث يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات لا يعجبني الاحتجاج بخبره لمخالفته الأثبات في الروايات" (¬2) وهذا الحديث وحديث الطبراني ذكرهما العراقي في "تخريج الإحياء" وقال: كلاهما ضعيف" 1618 - "ألا إنّ العبد نام" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر موصولا مرفوعا، ورجاله ثقات حفاظ، لكن اتفق أئمة الحديث: علي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري والذهلي وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والأثرم والدارقطني على أنّ حمادا أخطأ في رفعه وأنّ الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنّه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه وأنّ حمادا تفرد برفعه، ومع ذلك فقد وجد له متابع أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن زَرْبِي، فرواه عن أيوب موصولا لكن سعيد ضعيف، ورواه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن أيوب أيضا لكن أعضله فلم يذكر نافعا ولا ابن عمر. وله طريق أخرى عن نافع عند الدارقطني وغيره اختلف في رفعها ووقفها أيضا، وأخرى مرسلة من طريق يونس بن عبيد وغيره عن حميد بن هلال، وأخرى من طريق سعيد عن قتادة مرسلة، ووصلها يونس عن سعيد بذكر أنس، وهذه طرق يقوي بعضها بعضا قوة ظاهرة" (¬3) روي من حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث بلال ومن حديث حميد بن هلال مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (9/ 191) إلا أنه قال فيه: عن مروان الدمشقي عن معقل بن زياد عن الأوزاعي، فزاد فيه عن معقل بن زياد، ولعله ساقط من "تحفة الأشراف". (¬2) وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف" المجمع 8/ 168 (¬3) 2/ 243 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب الأذان بعد الفجر)

فأما حديث ابن عمر فيرويه نافع واختلف عنه: - فرواه أيوب عن نافع واختلف عنه: • فقال حماد بن سلمة: عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّ بلالا أذن قبل طلوع الفجر، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يرجع فينادي: ألا إنّ العبد قد نام، ألا إنّ العبد قد نام، فرجع فنادى: ألا إنّ العبد قد نام. أخرجه عبد بن حميد (782) وأبو داود (532) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 245) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 139) والدارقطني (1/ 244) وابن حزم في "المحلى" (3/ 164) والبيهقي (1/ 383) وابن الجوزي في "العلل" (661) وفي "التحقيق" (413) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال أبو داود: وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة" وقال الترمذي: هذا حديث غير محفوظ" السنن 1/ 394 وقال ابن المديني: حديث حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا هو غير محفوظ، وأخطأ فيه حماد بن سلمة" سنن الترمذي 1/ 395 وقال أبو حاتم: لا أعلم روى هذا الحديث عن أيوب إلا حماد بن سلمة، وحديث حماد بن سلمة خطأ" العلل 1/ 114 وقال البيهقي: هذا حديث تفرد بوصله حماد بن سلمة عن أيوب، وروي أيضا عن سعيد بن زَرْبِي عن أيوب إلا أنّ سعيدا ضعيف، ورواية حماد منفردة" وأسند عن الذهلي قال: حديث حماد هذا شاذ غير واقع على القلب، وهو خلاف ما رواه الناس عن ابن عمر" وقال ابن الجوزي: وهذا الحديث لا يثبت، وهم فيه حماد بن سلمة. وقد تابع حمادا على روايته سعيد بن زربي، قال يحيى: سعيد ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: روى الموضوعات عن الأثبات" وقال ابن عبد البر: وهذا حديث انفرد به حماد بن سلمة دون أصحاب أيوب، وأنكروه عليه وخطؤوه فيه، لأنّ سائر أصحاب أيوب يروونه عن أيوب قال: أذن بلال مرة بليل- فذكره مقطوعا" التمهيد 10/ 59 - 60 • وقال مَعْمَر بن راشد: عن أيوب قال: أَذَّنَ بلال مرّة بليل ... ، لم يذكر نافعا ولا ابن عمر.

أخرجه عبد الرزاق (1888) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 244) وقال: هذا مرسل" - ورواه عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن نافع واختلف عنه: • فقال وكيع: عن ابن أبي رواد عن نافع أنّ مؤذنا لعمر يقال له: مسروح اذَّنَ قبل الفجر، فأمره عمر أنْ يعيد. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 222) وتابعه شعيب بن حرب المدائني عن ابن أبي رواد عن نافع عن مؤذن لعمر يقال له: مسروح، أذن قبل الصبح، فأمره عمر أنْ يعيد. أخرجه أبو داود (533) والدارقطني (1/ 244) وابن حزم (3/ 162) والبيهقي (1/ 384) قال الترمذي: وهذا لا يصح لأنّه عن نافع عن عمر: منقطع. ولعل حماد بن سلمة أراد هذا الحديث" السنن 1/ 395 وقال ابن عبد البر: وهذا إسناد غير متصل لأنّ نافعا لم يلق ابن عمر" التمهيد 10/ 60 • وقال عامر بن مُدْرك: ثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنّ بلالًا أذن قبل الفجر، وذكر الحديث. أخرجه الدارقطني (1/ 244 - 245) وابن الجوزي في "العلل" (662) وفي "التحقيق" (414) وقال الدارقطني: وهم فيه عامر بن مدرك، والصواب رواية شعيب بن حرب" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يثبت" قلت: ولم ينفرد عامر بن مدرك به بل تابعه إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنّ بلالا أذن بليل، الحديث. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 114) والبيهقي (1/ 383 - 384) وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: والصحيح عن نافع عن ابن عمر أنّ عمر أمر مسروحا أذن قبل الفجر وأمره أنْ يرجع، وابن أبي محذورة شيخ" وقال البيهقي: ضعيف لا يصح، ورواه عامر بن مدرك عن ابن أبي رواد موصولا مختصرا وهو وهم، والصواب رواية شعيب بن حرب"

- ورواه عبيد الله بن عمر عن نافع واختلف عنه: • فقال حماد بن زيد: عن عبيد الله بن عمر عن نافع أو غيره أنّ مؤذنا لعمر يقال له مسروح أو غيره. ذكره أبو داود (1/ 365) • وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي: عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان لعمر مؤذن يقال له مسعود، وذكر نحوه. ذكره أبو داود أيضا. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: - فقال أبو يوسف القاضي: عن سعيد عن قتادة عن أنس أنّ بلالا أَذَّنَ قبل الفجر، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يعود فينادي: إنّ العبد نام، ففعل وقال: ليت بلالا لم تلده أمه، وابتل من نضح دم جبينه. أخرجه الدارقطني (1/ 245) من طريق محمد بن سعد العَوْفي ثنا أبي ثنا أبو يوسف القاضي به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (663) وفي "التحقيق" (415) قال الدارقطني: تفرد به أبو يوسف عن سعيد، وغيره يرسله عن سعيد عن قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يثبت، تفرد أبو يوسف برفعه، وغيره يرويه عن قتادة أنّ بلالا" قلت: ومحمد بن سعد العوفي مختلف فيه: قال الدارقطى: لا بأس به، وقال الخطيب: كان لينا في الحديث. وأبوه قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أنْ يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك. - وقال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: ثنا سعيد عن قتادة أنّ بلالا أذن. ولم يذكر أنسا. أخرجه الدارقطني (1/ 245)

وقال: المرسل أصح" الثاني: يرويه محمد بن القاسم الأسدي ثنا الربيع بن صَبيح عن الحسن عن أنس قال: أَذَّنَ بلال قبل الفجر، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يرجع فيقول: ألا إنّ العبد نام، فرقي بلال وهو يقول: ليت بلالا ثكلته أمه ... وابتل من نضح دم جبينه. أخرجه البزار (كشف 364) والدارقطني (1/ 245) وابن الجوزي في "العلل" (664) وفي "التحقيق" (416) وقال البزار: لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا محمد بن القاسم، تفرد به عن أنس" وقال الدارقطني: محمد بن القاسم الأسدي ضعيف جدا" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يثبت، فيه الأسدي قال أحمد: أحاديثه موضوعة ليس بشيء، وقال الدارقطني: يكذب" وأما حديث بلال فأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 239) عن أحمد بن أيوب السمرقندي عن أبي حمزة السكري عن جابر عن أبي نصر قال: قال بلال: أذنت بليل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "منعت الناس من الطعام والشراب، انطلق فاصعد فناد: ألا إنّ العبد قد نام" فانطلقت وأنا أقول: ليت بلالا لم تلده أمه ... وابتل من نضح دم جبينه. فناديت ثلاثا: ألا إنّ العبد قد نام. قال الحافظ: هذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع" وقال البوصيري: رواه إسحاق بسند ضعيف، وفيه انقطاع" مختصر الإتحاف 2/ 324 قلت: جابر هو ابن يزيد الجُعْفي وهو ضعيف. وأما حديث حميد بن هلال فله عنه طريقان: الأول: يرويه هُشيم ثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال أنّ بلالا أَذَّنَ ليلة بسواد، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يرجع إلى مقامه فينادي: إنّ العبد نام، فرجع وهو يقول: ليت بلالا لم تلده أمه ... وابتل من نضح دم جبينه.

أخرجه الدراقطني (1/ 244) قال الحافظ: وهذا مرسل قوي" الدراية 1/ 119 الثاني: يرويه بشر بن موسى الأسدى ثنا المقري أنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: أَذَّنَ بلال بليل، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم - "ارجع إلى مقامك فناد ثلاثا: ألا إن العبد قد نام" فانطلق وهو يقول: ليت بلالا لم تلده أمه ... وابتل من نضح دم جبينه. أخرجه البيهقي (1/ 384 - 385) ورواته ثقات والمقري هو عبد الله بن يزيد. وتابعه أبو نعيم في "كتاب الصلاة" (221) عن سليمان بن المغيرة به وزاد: فانطلق فنادى بها ثلاثا: ألا إنّ العبد نام". وأما حديث الحسن فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن أشعث بن سَوَّار عن الحسن قال: أَذَّنَ بلال بليل، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ ينادي: ألا إنّ العبد نام، فرجع فنادى: العبد نام، وهو يقول: ليت بلالا لم تلده أمه ... وابتل من نضح دم جبينه. قال: وبلغنا أنّه أمره أنْ يعيد الأذان. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 221 - 222) وأشعث قال النسائي وجماعة: ضعيف. الثاني: يرويه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي أنبا أبو سفيان السعدي عن الحسن قال: أذن بلال بليل، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - فصعد، فنادى: إن العبد قد نام، فوجد بلال وَجْداً شديدا. أخرجه القاسم بن ثابت السرقسطي في "غريب الحديث" (نصب الراية 1/ 286) عن محمد بن علي ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية به. قال الحافظ: وهذا مرسل ضعيف" الدراية 1/ 120 قلت: أبو سفيان واسمه طَرِيف بن شهاب قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ضعيف الحديث.

الثالث: يرويه عبد الكريم بن هشام ثنا عمي ثني عمرو عن الحسن أنّ بلالا أَذَّنَ الفجر بليل فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعيد الأذان حتى طلع الفجر، ثم يقول "نام العبد نام العبد" أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (664) وعبد الكريم لم أر من ترجمه. 1619 - "ألا إنّ القوة الرمي" ثلاثًا قال الحافظ: وهو عند مسلم من حديث عقبة بن عامر ولفظه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفَال: 60] فذكره. ولأبي داود وابن حبان من وجه آخر عن عقبة بن عامر رفعه "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله. فارموا واركبوا وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا" الحديث وفيه "ومن ترك الرمي بعد علمه رغبة عنه فإنها نعمة كفرها" ولمسلم من وجه آخر عن عقبة رفعه "من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو فقد عصى الله" ورواه ابن ماجه بلفظ "فقد عصاني" (¬1) الحديث بلفظ "ألا إنّ القوة الرمي ثلاثا" أخرجه مسلم (1917) والحديث بلفظ "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة ... " تقدم الكلام عليه. والحديث بلفظ "من علم الرمي ثم تركه ... " أخرجه مسلم (1919) وابن ماجه (2814) 1620 - "ألا إنّ حِمَى الله محارمه" قال الحافظ: قال الطيبي: حديث صحيح" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 1/ 134 - 137) من حديث النعمان بن بشير. 1621 - "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مَلِيْكِكُمْ، وأرفعِها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق وخير لكم من أنْ تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم أو يضربوا أعناقكم؟ " قالوا: بلى، قال "ذكر الله". قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعا" (¬3) ¬

_ (¬1) 6/ 431 (كتاب الجهاد- باب التحريض على الرمي) (¬2) 14/ 101 (كتاب الرقاق- باب الانتهاء عن المعاصي) (¬3) 6/ 345 (كتاب الجهاد- باب فضل الجهاد والسير)

ورد من حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن عمر فأما حديث أبي الدرداء فله عنه طريقان: الأول: يرويه زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش عن أبي بحرية عن أبي الدرداء به مرفوعا. أخرجه أحمد (5/ 195) والطبراني في "الدعاء" (1872) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 11 - 12) والمزي (9/ 469) عن يحيى بن سعيد القطان وأحمد (5/ 195) والحاكم (1/ 496) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 11 - 12) والبيهقي في "الدعوات" (20) والمزي (9/ 469) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 95) عن مكي بن إبراهيم البلخي والترمذي (3377) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 58) عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني وابن ماجه (3790) والبيهقي في "الشعب" (516) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 95) عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي والقشيري في "الرسالة" (ص 110) والبغوي في "شرح السنة" (1244) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1351) عن أبي ضَمْرَة أنس بن عياض المدني كلهم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن زياد بن أبي زياد به. واختلف فيه على زياد بن أبي زياد • فرواه موسى بن عقبة عنه عن أبي الدرداء مرفوعا، ولم يذكر أبا بحرية أخرجه أحمد (5/ 195 و 6/ 447) • ورواه عبد العزيز بن أبي سلمة عن زياد بن أبي زياد أنّه بلغه عن معاذ بن جبل مرفوعا به. أخرجه أحمد (5/ 239)

قال المنذري: إسناده جيد إلا أنّ فيه انقطاعا" الترغيب 2/ 395 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ زياد بن أبي زياد لم يدرك معاذا" المجمع 10/ 73 • وراوه مالك في "الموطأ" (1/ 211) عن زياد بن أبي زياد قال: قال أبو الدرداء، فذكره موقوفا. والأول أصح، قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عبد البر: وهذا يُروى مسندا من طرق جيدة عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" التمهيد 6/ 57 وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 2/ 395 - المجمع 10/ 73 قلت: رواته ثقات وأبو بحرية واسمه عبد الله بن قيس الكندي السكوني لم يذكر سماعا من أبي الدرداء فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه فالله أعلم. الثاني: يرويه صالح بن أبي عَريب عن كثير بن مرة قال: سمعت أبا الدرداء رفعه: فذكره. أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 306 - 307) من طريق محمد بن الفضل ثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر ثنا صالح بن أبي عريب به. واختلف فيه على أبي أسامة، فرواه يحيى بن عمار المِصيصي عنه فأوقفه على أبى الدرداء. أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 96) وقال: رجاله ثقات" قلت: وتابعه عبد الله بن محمد العبسي ثنا أبو أسامة به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 219) وأما حديث ابن عمر فأخرجه البيهقي في "الشعب" (515) عن أبي على بن شاذان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن خنيس الغزي ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر رفعه "ألا أخبركم بخير أعمالكم ... وذكر الحديث.

محمد بن خنيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويحيى بن سليم مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. 1622 - "ألا تعجبون من حنين هذه الخشبة؟ " فأقبل الناس عليها فسمعوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم. قال الحافظ: وفي حديث سهل بن سعد عند أبي نعيم: فقال: فذكره" (¬1) صحيح وله عن سهل بن سعد طريقان: الأول: يرويه عباس بن سهل بن سعد عن أبيه، وعن عباس غير واحد، منهم: 1 - سعد بن سعيد بن قيس الأنصاري. أخرجه ابن سعد (1/ 250 - 251) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني ثني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد عن عباس بن سهل عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ذات فُرْضَتَين، قال: أراها من دَوْم، وكانت في مصلاه فكان يتكئ إليها، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إن الناس قد كثروا فلو اتخذت شيئا تقوم عليه إذا خطبت يراك الناس؟ فقال "ما شئتم" قال سهل: ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد فذهبت أنا وذاك النجار إلى الخافقين فقطعنا هذا المنبر من أثلة، قال: فقام عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحنّت الخشبة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا تعجبون لحنين هذه الخشبة؟ " فأقبل الناس وفرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتاها، فوضع يده عليها فسكنت، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها فدفنت تحت منبره أو جعلت في السقف. وإسناده حسن، سعد بن سعيد صدوق، والباقون ثقات، وأبو بكر اسمه عبد الحميد (¬2). وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 559 - 560) من طريق أيوب بن سليمان بن بلال ثني أبو بكر بن أبي أويس ثني سليمان بن بلال به. 2 - عُمارة بن غَزِيَّة بن الحارث المدني أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4196) ¬

_ (¬1) 7/ 415 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام) (¬2) انظر "تهذيب الكمال" (16/ 444)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير وأبو نعيم في "الدلائل" (309) عن كامل بن طلحة الجَحْدري كلاهما عن عبد الله بن لَهيعة ثني عمارة بن غزية أنّه سمع عباس بن سهل يخبر عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم إذا خطب إلى خشبة كانت في المسجد، فلما ذاع الناس وكثروا قيل له: يا رسول الله، لو جعلت منبرا تُشرف على الناس منه؟ فبعث إلى النجار فانطلق، فانطلقت معه حتى أتى الغابة فقطع منه أثلاً، فعمله وهيأه ثم أتينا نحمله، فكان درجتين، والثالثة مقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما هو إلا أنْ قعد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم، وفقدته الخشبة فخارت كخُوار الثور لها حنين (فجعل عباس يمدّ يده كنحو ما رأى أباه يمدّ يده يحكي حنين الخشبة) حتى فزع الناس، وكثر البكاء مما رأوا بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سبحان الله ألا ترون إلى هذه الخشبة؟ " فجاء فوضع يده عليها حتى سكنت. السياق لأبي نعيم وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 3 - عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5726) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسحاق بن راهويه ثنا عبد المهيمن بن عباس ثني أبي عن جدي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أنْ يبني المسجد يصلي إلى خشبة، فلما بني المسجد بُنى له محراب فتقدم إليه، فحنت الخشبة حنين البعير، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده عليها فسكنت. وإسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن. الثاني: يرويه أبو حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد، وعن أبي حازم غير واحد، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 485) وأحمد (5/ 330) عن ابن عيينة عن أبي حازم قال: أتوا سهل بن سعد فقالوا: من أي شيء منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما بقي أحد من الناس أعلم به مني، هو من أثل الغابة، وعمله فلان مولى فلانة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستند إلى جذع في المسجد يصلي إليه إذا خطب، فلما اتخذ المنبر فقعد عليه حَنَّ الجذع، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوطده.

قال ابن كثير: إسناده على شرطهما" البداية والنهاية 6/ 129 قلت: وهو كما قال. 2 - عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. أخرجه الدارمي (41 و 1573) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا المسعودي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: لما كثر الناس بالمدينة جعل الرجل يجيء والقوم يجيئون فلا يكادون يسمعون كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يرجعوا من عنده، فقال له الناس: يا رسول الله، إنّ الناس قد كثروا، وإنّ الجائي يجيء فلا يكاد يسمع كلامك، قال "فما شئتم" فأرسل إلى غلام لامرأة من الأنصار نجار وإلى طَرْفاء الغابة، فجعلوا له مرقاتين أو ثلاثا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس عليه ويخطب عليه، فلما فعلوا ذلك حنت الخشبة التي كان يقوم عندها، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليها فوضع يده عليها فسكنت. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1971) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ به. ورواته ثقات إلا أنّ المسعودي اختلط بأخرة ولم أر أحدا صرّح بسماع عبد الله بن يزيد منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. ولم ينفرد عبد الله بن يزيد به بل تابعه عاصم بن علي الواسطي ثنا المسعودي به. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (307) عن أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي ابن الصواف ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عاصم بن علي به. ورواته ثقات أيضا، لكن سماع عاصم بن علي من المسعودي بعد اختلاطه. 3 - عبد العزيز بن أبي حازم المدني. أخرجه أحمد (5/ 339) عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد أنّه سئل عن المنبر من أي عود هو؟ قال: أما والله إني لأعرف من أيّ عود هو، وأعرف من عمله، وأيّ يوم صنع، وأيّ يوم وضع، ورأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أول يوم جلس عليه، أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى امرأة لها غلام نجار، فقال لها "مري غلامك النجار أنْ يعمل لي أعوادا أجلس عليها إذا كلمت الناس" فأمرته فذهب إلى الغابة فقطع طرفاء فعمل المنبر ثلاث درجات، فأرسلت به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع في موضعه هذا الذي ترون، فجلس عليه أول يوم وُضع فكبّر هو عليه، ثم ركع، ثم نزل القهقري فسجد وسجد الناس معه، ثم عاد حتى فرغ، فلما انصرف قال "يا أيها الناس إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي"

فقيل لسهل: هل كان من شأن الجذع ما يقول الناس؟ قال: قد كان منه الذي كان. عبد العزيز بن أبي حازم صدوق تكلموا في روايته عن أبيه. قال ابن معين: ليس بثقة في أبيه. وقال ابن المديني: كان حاتم بن إسماعيل يطعن عليه في أحاديث رواها عن أبيه، قال لي حاتم: نهيته عنها فلم ينته. 1623 - حديث الشفاء بنت عبد الله أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: " ألا تعلمين هذه - يعني حفصة- رقية النملة" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث الشفاء بنت عبد الله: فذكره" (¬1) له عن الشفاء طرق: الأول: يرويه أبو بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة واختلف عنه: - فرواه صالح بن كيسان المدني عنه واختلف فيه على صالح بن كيسان: • فرواه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عند حفصة، فقال لي "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 38) وإسحاق في "مسنده" (2185 و 2186) وأحمد (6/ 372) وأبو داود (3887) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3177) والنسائي في "الكبرى" (7543) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 326) والطبراني في "الكبير" (24/ 313 - 314) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 198) وأبو نعيم في "الصحابة" (7710) والبيهقي (9/ 349) من طرق عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز به. • ورواه إبراهيم بن سعد الزهري عن صالح بن كيسان ثنا إسماعيل بن محمد بن سعد أنّ أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة حدثه أنّ رجلا من الأنصار خرجت به نملة فَدُلَّ أنّ الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألها أنْ ترقيه فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشفاء فقال "اعرضي عليّ" فأعرضتها عليه فقال "ارقيه وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب". ¬

_ (¬1) 12/ 304 (كتاب الطب- باب الرقي بالقرآن والمعوذات)

أخرجه الحاكم (4/ 56 - 57) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد (¬1) ثنا أبي به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" • ورواه إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن أبي إسحاق مولى الشفاء عن الشفاء. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3178) عن عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ثنا ابن عياش به. وعبد الوهاب بن الضحاك قال الدارقطني وغيره: متروك، وكذبه أبو حاتم وغيره. - ورواه محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة واختلف فيه على محمد بن المنكدر: • فرواه سفيان الثوري عن ابن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن حفصة أن النبي- صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وعندها امرأة يقال لها الشفاء ترقى من النملة فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "علميها حفصة" أخرجه أحمد (6/ 286) والنسائي في "الكبرى" (7542) والطبراني في "الكبير" (24/ 316) عن وكيع وأحمد (6/ 286) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 327) والطبراني (¬2) في "الكبير" (23/ 217) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي والحاكم (4/ 414) عن يحيى بن سعيد القطان ومحمد بن كثير العبدي وأبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي ¬

_ (¬1) رواه الحسين بن سيار الحراني وهو متروك عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن أبي إسحاق مولى الشفاء عن الشفاء أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن لها في رقية النملة. أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 198) (¬2) سقط من إسناده "حفصة"

والطبراني في "الكبير" (24/ 316) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين كلهم عن الثوري به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" • ورواه إسماعيل بن عُلية عن ابن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 37) والطبراني في "الكبير" (24/ 316) وأبو نعيم في "الصحابة" (7709) وحديث سفيان الثوري أصح. الثاني: يرويه الجراح بن الضحاك عن غريب بن سليمان الكندي قال: أخذ علي بن الحسين بيدي فانطلقنا إلى شيخ (¬1) من قريش (¬2) يقال له: ابن أبي حثمة يصلي إلى اسطوانة، فجلسنا إليه، فلما انصرف قال له عليّ: حدثنا بحديث أمك في الرقية؟ فقال: حدثتني أمي أنها كانت ترقي برقية لها في الجاهلية، فلما جاء الإسلام قالت: لا أرقي بها حتى استأذن (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته فاستأمرته (¬4) فقال"ارقي ما لم يكن فيها شرك". أخرجه ابن حبان (6092) والطبراني في "الكبير" (24/ 316) واللفظ له والحاكم (4/ 57) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي ثنا الجراح بن الضحاك به. كريب الكندي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا الجراح بن الضحاك فهو مجهول، والجراح صدوق وإسحاق ثقة. الثالث: يرويه عثمان بن سليمان عن أبيه عن أمه الشفاء بنت عبد الله أنّها كانت تُرْقِي بِرُقَى الجاهلية وأنها لما هاجرت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمت عليه فقالت: يا رسول الله إني كنت أرقي برقى في الجاهلية فقد رأيت أنْ أعرضها عليك، فقال "اعرضيها" فعرضتها عليه وكانت منها رقية النملة، فقال "ارقي بها وعلميها حفصة" بسم الله صلوب حين يعود من أفواهها ¬

_ (¬1) وفي لفظ "رجل" (¬2) زاد الحاكم "أحد بني زهرة" (¬3) وفي لفظ "استأمر" (¬4) وفي لفظ "فاستأذنته"

ولا تضر أحدا، اللهم اكشف البأس رب الناس. قال: ترقي بها على عود كُركُم سبع مرات وتضعه مكانا نظيفا ثم تدلكه على حجر وتطليه على النملة" أخرجه الحاكم (4/ 57) وابن منده وأبو نعيم (¬1) في "الصحابة" (7708) من طريق عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي ثني أبي عن جدي عثمان بن سليمان به. سكت عليه الحاكم. وقال الذهبي: قلت: سئل ابن معين عن عثمان فلم يعرفه" قلت: قال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت لابن معين: فعثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة كيف حاله؟ فقال: لا أعرفه. وقال ابن عدي: وهذا الذي قال ابن معين أنه لا يعرفه فهو كما قال لأنّه مجهول (¬2). وللحديث شاهد عن الزهري قال: بلغني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة "ألا تعلمين هذه رقية النملة- يريد حفصة زوجته- كما علمتها الكتابة" أخرجه عبد الرزاق (19768) عن مَعْمَر عن الزهري به. ورواته ثقات. واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه بكر بن الهيثم عنه فزاد فيه: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان" (ص 280) 1624 - حديث أبي سعيد أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يصلي وحده فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ " قال الحافظ: أخرجه أبو داود وحسنه الترمذي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه. (¬2) تاريخ الدارمي ص 170 - كامل ابن عدي 5/ 1821 (¬3) 2/ 334 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا لم ينو الإمام أن يؤم ثم جاء قوم فأمهم)

ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث أبي أمامة ومن حديث سلمان الفارسي ومن حديث أنس ومن حديث عصمة بن مالك الخطمي ومن حديث الوليد بن أبي مالك مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث أبي عثمان النهدي مرسلا ومن حديث مكحول مرسلا. فأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 322 و 14/ 186) وأحمد (3/ 5 و45 و 64 و 85) وعبد بن حميد (936) والدارمي (1375 و 1376) وأبو داود (574) والترمذي (220) وأبو يعلى (1057) وابن الجارود (330) وابن خزيمة (1632) وابن المنذر في "الأوسط (4/ 215) وابن حبان (2397 و 2398 و 2399) والطبراني في "الصغير" (606 و665) وفي "الأوسط" (2195) والحاكم (1/ 209) وابن حزم في "المحلى" (2/ 322) والبيهقي (3/ 69) وفي "معرفة السنن" (4/ 115 - 116 و 116) وفي "الصغرى" (550) والبغوي في "شرح السنة" (859) والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 110) من طرق عن سليمان الأسود (¬1) الناجي البصري عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبصر رجلا يصلي (¬2) وحده، فقال "ألا رجل يتصدق (¬3) على هذا فيصلي معه" وفي لفظ "أنّ رجلا دخل المسجد وقد صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من يتصدق على هذا فيصلي معه" فقام رجل من القوم فصلى معه. قال الترمذي: حديث حسن، وسليمان الناجي بصري ويقال سليمان بن الأسود، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود" وقال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال ابن المنذر: حديث أبي سعيد ثابت" الأوسط 4/ 218 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. سليمان الأسود هذا هو سليمان بن سُحَيم قد احتج مسلم به وبأبي المتوكل" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 45 وصححه الحافظ ابن حجر. فتح الباري 2/ 282 قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات إلا أّنه ليس على شرط مسلم لأنّ سليمان ¬

_ (¬1) وفي بعض الروايات "بن الأسود" (¬2) زاد الطبراني وغيره "في المسجد" (¬3) وفي لفظ "يتجر"

الأسود لم يخرج له مسلم شيئا، وقد أخطأ الحاكم في قوله: إنه ابن سحيم، بل هو غيره. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 254 و 269) وأبو يعلى (المطالب 421) والطبراني في "الكبير" (7857) عن علي بن يزيد الألهاني والطبراني في "الكبير" (7974) عن جعفر بن الزبير الحنفي كلاهما عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يصلي فقال "ألا رجل يتصدق على هذا يصلي معه؟ " فقام رجل فصلّى معه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذان جماعة" قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وله طرق كلها ضعيفة" المجمع 2/ 45 قلت: علي بن يزيد قال ابن معين وغيره: ضعيف، وجعفر بن الزبير قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وخالفهما يحيى بن الحارث الذِّمَاري فرواه عن القاسم أبي عبد الرحمن مرسلا. أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 333) وهذا أصح. وأما حديث سلمان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6140) عن البزار (2538) ثنا محمد بن أشرس الوراق ثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك ثنا الحسن بن أبي جعفر عن ثابت البُنَاني عن أبي عثمان عن سلمان أنّ رجلا دخل المسجد والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد صلى، فقال "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه" وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر. وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7282) والدارقطني (1/ 276) من طريق عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رجلا جاء وقد صلّى رسول الله (فقام يصلي وحده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من يتجر على هذا فليصلي معه" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي"

وقال الزيلعي: سنده جيد" نصب الراية 2/ 58 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن فإنْ كان ابن زَبَالة فهو ضعيف" المجمع 2/ 46 قلت: بل هو ابن الزبير الأسدي المعروف بالتل وهو مختلف فيه، وابنه صدوق، وحماد وثابت ثقتان. وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه الدارقطني (1/ 277 - 278) من طريق خالد بن عبد السلام الصَّدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موْهَب عن عصمة بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلّى الظهر وقعد في المسجد، إذ دخل رجل يصلي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا رجل يقوم فيتصدق على هذا فيصلي معه؟ " قال الحافظ: سنده ضعيف" الدراية 1/ 173 قلت: وهو كما قال لضعف الفضل بن المختار. وأما حديث الوليد بن أبي مالك فأخرجه أحمد (5/ 269) عن هشام بن سعيد الطالقاني ثنا ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن الوليد بن أبي مالك قال: دخل رجل المسجد فصلّى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ " قال: فقام رجل فصلى معه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذان جماعة" قال الهيثمي: رواه أحمد والوليد ليس بصحابي والحديث منقطع الإسناد" المجمع 2/ 45 قلت: رواته ثقات إلا أنّه مرسل. وأما حديث الحسن البصري فأخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 333) عن أبي غريب محمد بن العلاء الهَمْداني أنبا هُشيم عن الخَصِيب بن زيد عن الحسن في هذا الخبر: فقام أبو بكر فصلّى معه، وقد كان صلّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 69 - 70) ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة هشيم فإنّه كان مدلسا. وأما حديث أبي عثمان النهدي فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 322) عن هشيم أنبا سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: دخل رجل المسجد وقد صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ألا رجل يتصدق علي هذا فيقوم فيصلي معه" وأخرجه الدارقطني في "العلل" (11/ 349) من طريق سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان به. ورواته ثقات.

وأما حديث مكحول فأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة 13/ 333) عن أبي توبة الرييع بن نافع الحلبي عن الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث وزيد بن واقد كلاهما عن مكحول قال: دخل رجل المسجد ولم يدرك الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا رجل يتصدق على هذا فيتم له صلاته؟ " فقام رجل فصلّى معه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "وهذه من صلاة الجماعة". الهيثم بن حميد صدوق، والباقون كلهم ثقات. 1625 - حديث أبي أمامة: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يصلي وحده فقال: "ألا رجل يتصدق علي هذا فيصلي معه" فقام رجل فصلّى معه فقال "هذان جماعة" قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أبي أمامة أيضا: فذكره، والقصة المذكورة دون قوله "هذان جماعة" أخرجها أبو داود والترمذي من وجه آخر صحيح" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 1626 - "ألا وإنى نهيت أنْ أقرأ راكعا أو ساجدا" قال الحافظ: وقع في حديث ابن عباس في نحو هذه القصة أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال لهم في تلك الحالة: فذكره، أخرجه مسلم (479) من رواية عبد الله بن معبد عنه" (¬2) 1627 - عن عمر أنه خطب ثم قال: إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة، وما راجعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما راجعته في الكلالة حتى طعن بأصبعه في صدري فقال "ألا يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟ " قال الحافظ: أخرجه مسلم (1617) " (¬3) 1628 - حديث مُجَمِّع بن جارية قال: وشهدنا الحديبية فلما انصرفنا وجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفا عند كُراع الغَمِيم وقد جمع الناس قرأ عليهم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]، الآية، فقال رجل: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال "إيْ والذي نفسي بيده إنّه لفتح" ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية. قال الحافظ: رواه أحمد وأبو داود والحاكم" (¬4) ¬

_ (¬1) 2/ 282 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب اثنان فما فوقهما جماعة) (¬2) 2/ 306 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة) (¬3) 15/ 27 (كتاب الفرائض- باب {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النًساء: 176]) (¬4) 8/ 446 - 447 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية)

أخرجه ابن سعد (2/ 105) وابن أبي شيبة (12/ 400 - 401 و 14/ 437 - 438) وفي "مسنده" (914) وأحمد (3/ 420) وابن زنجويه في "الأموال" (220) وأبو داود (2736 و3015) والطبري في "تفسيره" (26/ 71) والطبراني في "الكبير" (19/ 445) و"الأوسط" (3778) والدارقطني (4/ 105 - 106) والحاكم (¬1) (2/ 131) وأبو نعيم في "الصحابة" (6154) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 156 - 157 و 239) وفي "الكبرى" (6/ 325) والمزي (32/ 364) من طرق عن مُجَمِّع بن يعقوب بن مُجَمِّع بن يزيد الأنصاري قال: سمعت أبي يحدث عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن عمه مجمع بن جارية قال: شهدت الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يوجفون الأباعر، فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجنا نُوْجِف مع الناس حتى وجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفا عند كُراع الغَمِيم، فلما اجتمع إليه بعض ما يريد من الناس قرأ عليهم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]، قال: فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال "إي والذي نفسي بيده إنّه لفتح" قال: ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة، فيهم ثلاثمائة فارس، وكان للفارس سهمان. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن مجمع بن جارية إلا بهذا الإسناد، تفرد به مجمع بن يعقوب" وقال الحاكم: هذا حديث كبير صحيح الإسناد" وقال البيهقي: قال الشافعي في القديم: مجمع بن يعقوب شيخ لا يعرف" وقال ابن القطان الفاسي: وعلة هذا الحديث الجهل بحال يعقوب بن مجمع، ولا يعرف روى عنه غير ابنه، وابنه مجمع ثقة، وعبد الرحمن بن يزيد أخرج له البخاري" نصب الراية 3/ 417 قلت: مجمع بن يعقوب قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، ويعقوب بن مجمع ذكره ابن حبان في "الثقات" وروى عنه أيضا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب كما في "التهذيب"، وعبد الرحمن بن يزيد وثقه ابن سعد وغيره. 1629 - "أَيْ عباس، ناد أصحاب الشجرة (¬2) " قال الحافظ: وفي حديث العباس عند مسلم (1775): شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (2/ 459) فلم يذكر عبد الرحمن بن يزيد وقال: صحيح على شرط مسلم" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يرو مسلم لمجمع شيئا ولا لأبيه، وهما ثقتان" (¬2) في صحيح مسلم "السمرة"

حنين فلزمته أنا وأبو سفيان بن الحارث فلم نفارقه. الحديث وفيه: ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قِبَل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفها إرادة أنْ لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركابه. وقال: وعند مسلم من حديث العباس: وكان على بغلة له بيضاء أهداها له فَرْوَة بن نُفَاثَة الجُذَامي. وقال: ولمسلم من حديث العباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حينئذ صار يركض بغلته إلى جهة الكفار، وزاد فقال: فذكره، وكان العباس صَيِّتا، قال: فناديت بأعلى صوتي: أين أصحاب الشجرة (¬1)، قال: فوالله لَكَاَنَّ عَطْفَتَهُمْ حين سمعوا صوتي عَطْفَةُ البقر على أولادها فقالوا: يا لبيك! يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول إلى قتالهم فقال "هذا حين حَمِيَ الوطيس" ثم أخذ حصيات فرمى بهنّ وجوه الكفار ثم قال "انهزموا ورب الكعبة" قال: فما زلت أرى حَدَّهُم كَلِيلا وأَمْرَهُم مُدْبِرا" (¬2) 1630 - حديث عمرو بن عَبْسَة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعُيينة بن حصن "أيّ الرجال خير؟ " قال: رجال أهل نجد. قال "كذبت بل هم أهل اليمن، الإيمان يمان" الحديث قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث عمرو بن عبسة: فذكره، وأخرجه أيضا من حديث معاذ بن جبل" (¬3) حسن ورد من حديث عمرو بن عبسة ومن حديث معاذ بن جبل فأما حديث عمرو بن عبسة فله عنه طرق: الأول: يرويه شريح بن عبيد الحمصي عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عمرو بن عبسة السلمي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنا أفرس بالخيل منك" فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "وكيف ذاك؟ " قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرود من أهل نجد. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كذبت بل خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان إلى لَخْم وجُذَام وعاملة ومأكول حمير خير من آكلها وحضرموت خير من بني الحارث الحديث وفيه طول. ¬

_ (¬1) في صحيح مسلم "السمرة" (¬2) 9/ 91 و 92 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} [التوبَة: 25]) (¬3) 9/ 163 (كتاب المغازي- باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن)

أخرجه أحمد (4/ 387) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا صفوان بن عمرو ثني شريح بن عبيد به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2269 و 2282) عن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي والطبراني في "مسند الشاميين" (969) ومن طريقه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 753 - 754) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي وخالد أبي يزيد قالوا: ثنا أبو المغيرة به. وإسناده صحيح إنْ كان ابن عائذ سمع من ابن عبسة فإنّه لم يذكر منه سماعا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. الثاني: يرويه أبو حمزة العنسي- من أهل حمص- عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير الحضرمي وراشد بن سعد المَقْرَائي وشبيب الكَلاعي عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قال: عُرضت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخيل وعنده عيينة بن بدر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعيينة "أنا أفرس بالخيل منك" وذكر الحديث أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 327 - 328) عن عبد الله بن يوسف الكلاعي الدمشقي ثنا يحيى بن حمزة عن أبي حمزة العنسي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2270 و 2283) عن دُحيم والطحاوي في "المشكل" (1/ 349) عن أبي قرة محمد بن حميد الرُّعَيني قالا: ثنا عبد الله بن يوسف به. وإسناده صحيح إنْ كان جبير بن نفير سمع من ابن عبسة، وأبو حمزة العنسي اسمه عيسى بن سليم الرَّسْتَني. الثالث: يرويه يزيد بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة قال: بينا

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض خيلا وعنده عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري فقال لعيينة "أنا أبصر بالخيل منك" وذكر الحديث. أخرجه أحمد (4/ 387) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا زهير بن معاوية ثنا يزيد بن يزيد به. ورواته ثقات إلا الذي لم يسم. وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 98) عن عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق أني ثور بن يزيد عن خالد بن مَعدان عن معاذ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في دارنا يعرض الخيل فدخل عليه عيينة بن حصن فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنت أبصر بالخيل مني وأنا أبصر بالرجال منك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فأيّ الرجال خير؟ " فقال: رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم ويلبسون البرود من أهل نجد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كذبت، خيار الرجال رجال ذي يمن، الإيمان يمان، وأكثر قبيلة في الجنة مذحج، ومأكول حمير من آكلها، حضر موت خير من كندة، فلعن الله الملوك الأربعة جَمداً ومِشْرَحاً ومِخْوسا وأَبْضَعا وأختهم العَمَرَّدَة". قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ خالد بن معدان لم يسمع من معاذ" المجمع 10/ 44 1631 - عن محمد بن حمزة بن عمرو عن أبيه أنّه قال: يا رسول الله، إني صاحب ظهر أعالجه، أسافر عليه وأركبه، وإنّه ربما صادفني هذا الشهر- يعني رمضان- وأنا أجد القوة وأجدني أنْ أصوم وأهون عليّ من أنْ أؤخره فيكون دينا عليّ، فقال "أيّ ذلك شئت يا حمزة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (2403) والطبراني في الكبير (2994) و"الأوسط" (1071) والحاكم (1/ 433) وأبو نعيم في "الصحابة" (1840) والبيهقي (4/ 241) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 337) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي ثنا محمد بن عبد المجيد المدني قال: سمعت حمزة بن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي يذكر أنّ أباه أخبره عن جده حمزة بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، إني صاحب ظهر أعالجه: أسافر ¬

_ (¬1) 5/ 83 (كتاب الصوم- باب الصوم في السفر والإفطار)

عليه، وأكريه، وإنّه ربما صادفني هذا الشهر -يعني رمضان- وأنا أجد القوة، وأنا شاب، وأجد (¬1) بأنْ أصوم يا رسول الله أهون عليّ من أنْ أوْخره فيكون دينا (¬2)، أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري أو أفطر؟ قال "أي ذلك شئت يا حمزة". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حمزة إلا محمد بن عبد المجيد، تفرد به النفيلي" وقال ابن القطان الفاسي: هو حديث لا يصح، فمحمد بن حمزة بن عمرو لا يعرف له حال، وابنه حمزة بن محمد مجهول الحال أيضا، ومحمد بن عبد المجيد هذا لا يعرف روى عنه إلا النفيلي، ولا تعرف له هو رواية عن غير حمزة بن محمد هذا، فهو أيضا مجهول، فالحديث لأجله لا يصح" الوهم والإيهام 3/ 437 - 438 وقال الحافظ: الرواية صحيحة" تلخيص الحبير 4/ 204 قلت: بل ضعيفة، فمحمد بن عبد المجيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف، ما روى عنه سوى أبي جعفر النفيلي، وقال في "الديوان": ليس بمعروف. وحمزة بن محمد ضعفه ابن حزم (المحلى 6/ 375)، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بمشهور روى عنه محمد بن عبد المجيد وحده في الصيام، وقال الحافظ: مجهول الحال. وأبوه محمد بن حمزة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: ضعيف. 1632 - حديث نُبيط بن شَريط أنّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفا بعرفة على بعير أحمر يخطب فسمعته يقول: "أيّ يوم أحرم؟ " قالوا: هذا اليوم. قال "فأيّ بلد أحرم؟ " الحديث قال الحافظ: وأخرج أحمد من حديث نبيط بن شريط: فذكره، ونحوه لأحمد من حديث العداء بن خالد" (¬3) صحيح وله عن نبيط بن شريط طريقان: الأول: يرويه أبو مالك الأشجعي ثني نبيط بن شريط قال: إني لرديف أبي في حجة ¬

_ (¬1) وفي لفظ "فأحب" (¬2) زاد الطبراني في "الكبير": عليّ. (¬3) 4/ 326 (كتاب الحج- باب الخطبة أيام منى)

الوداع إذ تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1) فقمت على عجز الراحلة فوضعت يدي على عاتق أبي فسمعته يقول (¬2) "أيّ يوم أحرم؟ " قالوا: هذا اليوم. قال "فأيّ بلد أحرم (¬3)؟ " قالوا: هذا البلد. قال "فأيّ شهر أحرم؟ " قالوا: هذا الشهر. قال "فإن دماءكم وأموالكم (¬4) حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا (¬5)، هل بلغت؟ " قالوا: نعم. قال "اللهم اشهد، اللهم اشهد". أخرجه ابن سعد (2/ 184 و 6/ 29 - 30) وأحمد (4/ 305 - 306) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1298) والفاكهي (1894) والنسائي في "الكبرى" (4097) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1256) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 169) وأبو نعيم في "الصحابة" (3769 و3770) والبيهقي (3/ 215) من طرق عن أبي مالك الأشجعي به. وإسناده صحيح، وأبو مالك الأشجعي اسمه سعد بن طارق. ووقع عند البغوي: نبيط بن شريط عن أبيه شريط بن أنس. الثاني: يرويه سلمة بن نبيط عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على جمل (¬6) أحمر بعرفة (¬7) قبل الصلاة. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (522) وأحمد (4/ 305) وابن ماجه (1286) عن وكيع وأحمد (4/ 306) وأبو نعيم في "الصحابة" (3768) عن أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني وابن سعد (6/ 30) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 137) والنسائي (5/ 204) وفي "الكبرى" (4000) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 312) ¬

_ (¬1) عند ابن سعد والبيهقي "يخطب عند الجمرة" وعند النسائي "يخطب الناس بمنى" (¬2) زاد ابن سعد والبيهقي "الحمد لله نستعينه ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله" (¬3) وفي لفظ "أعظم" (¬4) زاد ابن أبي عاصم وغيره "عليكم" (¬5) وفي لفظ "كحرمة هذا اليوم، وحرمة هذا الشهر، وحرمة هذا البلد" (¬6) وفي لفظ "بعيره" (¬7) وفي لفظ "يوم عرفة" وفي لفظ "عشية عرفة" وعند ابن سعد "يوم النحر" وهو من رواية مؤمل بن إسماعيل عن الثوري وهو كثير الخطأ.

عن سفيان الثوري وأبو نعيم في "الصحابة" (6463) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن سعد (2/ 185) والنسائي (5/ 204) وفي "الكبرى " (3999) عن ابن المبارك كلهم عن سلمة بن نبيط به. واللفظ لحديث سفيان الثوري (¬1). وإسناده صحيح لكن اختلف فيه على سلمة بن نبيط: • فرواه عبد الله بن داود الخُرَيبي عنه عن رجل من الحي عن أبيه نبيط أنَّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفا على بعير أحمر يخطب. أخرجه أبو داود (1916) • ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن سلمة بن نبيط ثني أبي أو نعيم بن أبي هند عن أبي. أخرجه ابن سعد (6/ 29) والأول أصح. وأما حديث العداء بن خالد الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه أحمد (5/ 30) والبخاري في"الكبير" (4/ 1/ 86) وأبو داود (1917و 1918) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1502) والروياني (1507) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 279 - 280) والطبراني في "الكبير" (18/ 11) وأبو نعيم في "الصحابة" (5575 و 5576) والمزي في "تهذيب الكمال" (18/ 277) من طرق عن أبي عمرو عبد المجيد بن أبي يزيد العقيلي قال: فذكر حديثا وفيه: ¬

_ (¬1) رواه رافع بن سلمة الأشجعي عن سلمة بن نبيط أنّ أباه قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ردفا خلف أبيه في حجة الوداع، قال: فقلت: يا أبت أرني النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: قم فخذ بواسطة الرحل، قال: فقمت فأخذت بواسطة الرحل، فقال: انظر إلى صاحب الجمل الأحمر الذي يومئ بيده في يده القضيب. أخرجه أحمد (4/ 306) ورافع بن سلمة وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب" وقال ابن حزم وابن القطان الفاسي: مجهول الحال.

قال العداء بن خالد: كنت تحت ناقته (¬1) يوم عرفة وهي تَقْصَعُ بِجِرَّتِها (¬2) فقال "أيها الناس، أيّ يوم هذا؟ وأيّ شهر هذا؟ وأيّ بلد هذا؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "أليس هذا شهر حرام، وبلد حرام، ويوم حرام؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربكم (¬3)، اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد". واللفظ للطبراني وإسناده صحيح. ورواه غير عبد المجيد العقيلي عن العداء. قال البخاري في "خلق الأفعال" (399): ثنا موسى بن إسماعيل ثنا سفيان بن نشيط ثني عبد الكريم من بني عقيل سمع العداء بن خالد قال: فذكر نحوه. وسفيان بن نشيط وعبد الكريم العقيلي ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": سفيان بن نشيط ما علمت أحدا روى عنه سوى أبي سلمة التبوذكي. 1633 - "خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النَّحر فقال: أيّ يوم أعظم حرمة؟ " قال الحافظ: وليس في شيء من أحاديث الباب التصريح بغير يوم النحر وهو الموجود في أكثر الأحاديث كحديث الهِرْمَاس بن زياد وأبي أمامة كلاهما عند أبي داود، وحديث جابر بن عبد الله عند أحمد: فذكره" (¬4) حديث الهرماس سيأتي الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقته الجدعاء يوم الأضحى" وحديث أبي أمامه أخرجه أبو داود (1955) عن مؤمل بن الفضل الحراني ثنا الوليد ثنا ابن جابر ثنا سُلَيْم بن عامر الكَلَاعي قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى يوم النحر" ¬

_ (¬1) أي ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) وفي لفظ "حججت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما في الرِّكابَيْن ينادي يوم عرفة" وفي لفظ آخر "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائما في الركابين" (¬3) زاد أحمد "فيسألكم عن أعمالكم. قال: ثم رفع يديه إلى السماء" (¬4) 4/ 321 - 322 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام منى)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 140) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7668) من طريق دُحيم ثنا الوليد بن مسلم به ولفظه "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم النحر على راحلته" وإسناده صحيح، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد. وحديث جابر يرويه الأعمش واختلف عنه: - فقال محمد بن عبيد الطنافسي: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن جابر قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، فقال: أيّ يوم أعظم حرمة؟ " فقالوا: يومنا هذا، قال "فأيّ شهر أعظم حرمة؟ " قالوا: شهرنا هذا، قال "أيّ بلد أعظم حرمة؟ "، قالوا: بلدنا هذا، قال "فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، هل بلغت؟ " قالوا: نعم، قال "اللهم اشهد". أخرجه أحمد (3/ 371) عن محمد بن عبيد به. وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1112) من طريق عباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن عبيد به. وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش به. أخرجه أحمد (3/ 313) - وقال عيسى بن يونس: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري. أخرجه أحمد (3/ 371) وابن ماجه (3931) قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 164 - ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش واختلف عنه: • فقال أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي: ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد. أخرجه البزار (كشف 3346) والفاكهي (1895) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 295 قلت: أبو هشام مختلف فيه، والباقون ثقات. • وقال أحمد بن إبراهيم الموصلي: ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان وأبي صالح أو أحدهما عن جابر.

أخرجه أبو يعلى (2113) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 268 قلت: أحمد بن إبراهيم الموصلي لم يخرج له الشيخان شيئا. • وقال عمر بن حفص بن غياث: عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو أبي هريرة، قال: وأراه أبا سعيد. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 122) وإسناده صحيح والاختلاف في اسم الصحابي لا يضر. 1634 - حديث سرّاء بنت نَبْهان قالت: خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الرؤوس فقال "أيّ يوم هذا؟ أليس أوسط التشريق" قال الحافظ: وفي حديث سَرَّاء بنت نَبْهان عند أبي داود: فذكره، وفي الباب عن كعب بن عاصم عند الدارقطني، وعن ابن أبي نَجيح عن رجلين من بني بكر عند أبي داود، وعن أبي نضرة عمن سمع خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أحمد" (¬1) حديث سراء بنت نبهان أخرجه ابن سعد (8/ 310) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 287) وفي "خلق أفعال العباد" (398) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن ربيعة بن عبد الرحمن بن حصن الغنوي قال: حدثتني جدتي سراء بنت نبهان- وكانت ربة بيت في الجاهلية- أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في اليوم الذي يدعون الرؤوس الذي يلي يوم النحر "أيّ يوم هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا أوسط أيام التشريق" وذكر الحديث بطوله. وأخرجه أبو داود (1953) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3305) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 244) وأبو يعلى (المطالب 1295) وابن خزيمة (2973) والطبراني في "الكبير" (24/ 307 - 308) و"الأوسط" (2451) وأبو نعيم في "الصحابة" (7701) والبيهقي (5/ 151 - 152) وفي "الدلائل" (5/ 449) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 140) والمزي (9/ 122 - 123) من طرق عن أبي عاصم به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سراء بنت نبهان إلى بهذا الإسناد، تفرد به أبو عاصم" ¬

_ (¬1) 4/ 322 (كتاب الحج- باب الخطبة أيام منى)

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 273 قلت: ربيعة ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: تابعي، فيه جهالة. عن جدة له اسمها سراء بنت نبهان. لا يعرفان إلا في حديث عند أبي عاصم عنه في الخطبة يوم الرؤوس. نعم لسراء حديث في قتل الحية روته عنها مجهولة اسمها ساكنة بنت الجعد. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وحديث كعب بن عاصم له عنه طريقان: الأول: يرويه يعقوب بن محمد بن عيسى الزهرى المدني قال: حدثتني كرامة بنت الحسين بن جعفر بن الحارث الأنصارية المازنية قالت: سمعت أبي يحدث عن أبي عياش الزرقي الأنصاري عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن كعب بن عاصم الأشعري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب بمنى أوسط أيام الأضحى يعني الغد من يوم النحر. وفي لفظ "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب في حجة الوداع في أوسط أيام التشريق يقول: هذا اليوم حرام، وذكر الحديث. أخرجه الروياني (1530) والطبراني (19/ 175 - 176 و 176) والدارقطني (2/ 245) من طرق عن يعقوب بن محمد الزهري به. قال الهيثمي: وفيه كرامة بنت الحسين ولم أجد من ذكرها" المجمع 3/ 272 قلت: ويعقوب بن محمد الزهري مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره. الثاني: يرويه إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم الجدعاني عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا مالك كعب بن عاصم الأشعري يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع في أواسط أيام الأضحى: فذكر الحديث. أخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (48) عن أبي حاتم الرازي و (49) عن أحمد بن مسعود المقدسي قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني إسماعيل بن عبد الله بن خالد به. وإسناده ضعيف، إسماعيل بن أبي أويس مختلف فيه، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا إسماعيل بن أبي أويس وأرى في حديثه ضعفا وهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وعبد الله بن خالد ذكره ابن شاهين في "الثقات"، وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الحافظ: مستور. وخالد بن سعيد وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول. وحديث رجلين من بني بكر أخرجه أبو داود (1952) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا ابن المبارك عن إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجلين من بني بكر قالا: رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي خطب بمنى. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 151) ورواته ثقات لكن لم يذكر أبو نجيح سماعا من الرجلين فلا أدري أسمع منهما أم لا. وحديث أبي نضرة عمن سمع خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا أيها الناس إنّ ربكم واحد ... " 1635 - حديث أبي عبد الرحمن الفِهْرِي في قصة حنين قال: فولّى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيا عباد الله، أنا عبد الله ورسوله" ثم اقتحم عن فرسه فأخذ كفا من تراب، قال: فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنّه ضرب به وجوههم وقال "شاهت الوجوه" فهزمهم. قال يعلي بن عطاء راويه عن أبي همام عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: فحدثني أبناؤهم عن آبائهم أنّهم قالوا: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا. قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 195 - 196) عن حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن عبد الله بن يسار ويكنى أبا همام عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنا مع رسول الله (في حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحرّ، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لَأْمَتِي وركبت فرسي فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في فُسْطَاطه فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قد حان الرَّوَاح يا رسول الله، فقال "أجل" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قم يا بلال" فثار عن تحت سَمُرَة كأنّ ظله ظل طير فقال: لبيك وسعديك ¬

_ (¬1) 9/ 93 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبة: 25])

وأنا فداؤك، قال "اسرج لي فرسي" فأتاه بِدَفَّتَين من ليف ليس فيهما أشر ولا بَطَر، قال: فركب فرسه، ثم سرنا يومنا فلقَينا العدو وتشامَّت الخيلان، فقاتلناهم، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يا عباد الله، أنا عبد الله ورسوله، يا أيها الناس إليّ أنا عبد الله ورسوله" فاقتحم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن فرسه، وحدثني من كان أقرب إليه مني أنه أخذ حفنة من تراب فحثا بها في وجوه القوم وقال "شاهت الوجوه" قال يعلي بن عطاء: فأخبرنا أبناؤهم عن آبائهم أنّهم قالوا: ما بقي منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه من التراب، وسمعنا صَلْصَلة من السماء كمرِّ الحديد على الطَّشْت الجديد فهزمهم الله. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (863) وأبو نعيم في "الصحابة" (6893) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 141) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (329) وأخرجه ابن سعد (2/ 156) وابن أبي شيبة (14/ 529 - 530) وفي "المسند" (576) وأحمد (5/ 286) والدارمي (2456) وأبو داود (5233) والحارث "بغية الباحث" (701) والبزار (كشف 1833) والدولابي في "الكنى" (1/ 42) والطبراني في "الكبير" (22/ 288 - 289) وأبو نعيم في "الصحابة" (6893) والبيهقي في "الشعب" (8500) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 592 - 593) وأبو القاسم الأصبهاني (329) وابن الأثير (6/ 200) والمزي (16/ 328 - 329) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال أبو داود: أبو عبد الرحمن الفهري ليس له إلا هذا الحديث، وهو حديث نبيل جاء به حماد بن سلمة" وقال البزار: ما روى الفهري إلا هذا، ولا رواه إلا حماد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 181 قلت: عبد الله بن يسار ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن المديني والحافظ في "التقريب": مجهول. ولم يذكر سماعا من أبي عبد الرحمن الفهرى فلا أدري أسمع منه أم لا. 1636 - عن ابن عباس أنّ نبهانا التمار أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب على عجيزتها ثم ندم، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إياك أنْ تكون امرأة غازِ في سبيل الله" فذهب يبكي ويصوم ويقوم، فأنزل الله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا

فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عِمرَان: 135] الآية، فأخبره فحمد الله وقال: يا رسول الله، هذه توبتي قبلت، فكيف لي بأنْ يتقبل شكري؟ فنزلت {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هُود: 114] الآية. قال الحافظ: وقصة نبهان التمار ذكرها عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء في "تفسيره" عن ابن عباس، وأخرجه الثعلبي وغيره من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس: فذكره" (¬1) موضوع وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] قال: يريد نبهان التمار وكنيته أبو مقبل أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع تمرا فضرب على عَجُزِها، فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك ولا نلت حاجتك، فأسقط في يده، فذهب إلى أبي بكر الصديق فقال: إياك أنْ تكون امرأة غازٍ، ثم ذهب إلى عمر فقال: إياك أن تكن امرأة غازٍ في سبيل الله، ثم ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إياك أنْ تكون امرأة غازٍ" فولّى وهو يبكي فأقام ثلاثة أيام النهار صائما والليل قائما، يبكي حزينا. فلما كان اليوم الرابع أنزل الله عز وجل {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] يريد: الزنا {أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عِمرَان: 135] الآية، يريد مثل الذي فعل نبهان التمار، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فأخبره بما نزل، فحمد الله وشكره، فقال: يا رسول الله، هذه توبتي قد قبلها الله مني فكيف لي حتى يقبل شكري؟ فأنزل الله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هُود: 114] الآية. أخرجه عبد الغني بن سعيد الثقفي في "تفسيره" كما في "الإصابة" (10/ 140) عن موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني عن ابن جريج به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6473) وابن بشكوال في "الغوامض" (281) قال الحافظ: وعبد الغني وموسى هالكان" قلت: موسى بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/ 242) فقال: شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء ¬

_ (¬1) 9/ 426 - 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هُود: 114])

عن ابن عباس كتابا في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان وألزقه بابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، ولم يحدث به ابن عباس ولا عطاء سمعه ولا ابن جريج سمع من عطاء، وإنما سمع ابن جريج من عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير أحرفا شبيها بجزء، وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئا ولا رواه، لا تحل الرواية عن هذا الشيخ ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الاعتبار" الثاني: يرويه الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] الآية، قال: هو نبهان التمار، أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا، فضرب على عجيزتها، فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك. فسُقط في يده، فذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعلمه، فقال له "إياك أنْ تكون امرأة غاز" فذهب يبكي، فقام ثلاثة أيام يصوم النهار ويقوم الليل، فلما كان اليوم الرابع أنزل الله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] الآية. فأرسل رسول الله (إليه فأخبره بما نزل فيه، فحمد الله وأثنى عليه وشكره، وقال: يا رسول الله، هذه توبتي قبلها فكيف لي حتى يقبل شكري! فأنزل الله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هُود: 114] الآية. أخرجه مقاتل بن سليمان في "تفسيره" كما في "أسد الغابة" (5/ 309) و"الإصابة" (10/ 140) عن الضحاك به. قال الحافظ: ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس. قلت: مقاتل كذبه وكيع والفلاس والنسائي وابن حبان والدارقطني، وقال الحافظ في "التقريب": كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم. 1637 - "إياكم والتمادح، فإنه الذبح" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد من حديث معاوية: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وأخرجه البيهقي في "الشعب" مطولا وفيه "وإياكم والمدح فإنه من الذبح" (¬1). حسن أخرجه الطيالسي كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 119) و"إتحاف الخيرة" (404) وابن أبي شيبة (5/ 9 - 6) وفي "الأدب" (31) وأحمد (4/ 92 و 93) وابن ماجه (3743) والطحاوي في "المشكل" (1687 و 4894) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 72) والطبراني في ¬

_ (¬1) 13/ 88 (كتاب الأدب- باب ما يكره من التمادح)

"الكبير" (19/ 350) والبيهقي في "الشعب" (9825) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (258) عن شعبة وأحمد (4/ 98 - 99 و99) والطبراني في "الكبير" (19/ 350) والقضاعي (953و954) عن إبراهيم بن سعد الزهري كلاهما عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن معبد الجهني قال: كان معاوية قلما يحدث (¬1) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). قال: فكان قلما يكاد أنْ يدع يوم الجمعة هؤلاء الكلمات أنْ يحدث بهنّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" "وإنّ هذا المال حُلو خَضِر فمن يأخذه بحقه يبارك (¬3) له فيه" "وإياكم والتمادح (¬4) فإنّه الذبح" قال ابن عساكر: غريب من حديث معبد عن معاوية، تفرد به سعد عنه" وقال البوصيري (¬5): هذا إسناد حسن، معبد مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 119 قلت: وهو كما قال. 1638 - "إياكم والغُبَيرَاء فإنّها خمر العالم" سكت عليه الحافظ (¬6). أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 197) وأحمد (3/ 422) وفي "الأشربة" (27) وابن ¬

_ (¬1) وفي لفظ "قليل الحديث" (¬2) زاد أحمد في رواية "شيئا" (¬3) وفي لفظ "بارك الله عز وجل" (¬4) وفي لفظ "والمدح" (¬5) وقال في "مختصر إتحاف السادة" (1/ 140): ومعبد وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم وضعفه أبو زرعة، وباقي رجال الإسناد ثقات" (¬6) 12/ 146 (كتاب الأشربة- باب ما جاء في أنّ الخمر ما خامر العقل)

عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 180) والطبراني في "الكبير" (18/ 352) والبيهقي (10/ 222) من طرق عن يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن عبادة مرفوعا "إنّ ربي حرّم علي الخمر والكُوبة والقِنين، وإياكم والغبيراء فإنها ثلث خمر العالم" وإسناده ضعيف، بكر بن سوادة لم يذكر سماعا من قيس بن سعد، وما أظنّه سمع منه، فإنّ قيسا توفي سنة ستين أو بعدها بقليل، وتوفي بكر سنة ثمان وعشرين ومائة، فبين وفاتيهما ثمان وستون سنة. وعبيد الله بن زحر مختلف فيه، قواه النسائي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول أحمد. وللحديث طريق أخرى سيأتي الكلام عليها في حرف الكاف عند حديث "كل مسكر خمر" 1639 - "إياكم والغلول فإنّه عارٌ على أهله يوم القيامة" قال الحافظ: وفي حديث عُبادة بن الصامت في "السنن": فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس ... " 1640 - إياكم والكِبْر، فإنّ الكبر يكون في الرجل وإنّ عليه العباءة" قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر رفعه: فذكره، ورواته ثقات" (¬2) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الأوسط" (547) عن أحمد بن القاسم بن مُسَاور ثني عمي عيسى بن المساور ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا عبد الله بن حميد ثنا طاوس عن ابن عمر مرفوعا به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن طاوس إلا عبد الله بن حميد، تفرد به سويد" وقال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" الترغيب 3/ 561 - المجمع 10/ 226 ¬

_ (¬1) 6/ 526 (كتاب الجهاد - باب الغلول) (¬2) 13/ 103 (كتاب الأدب - باب الكبر)

قلت: سويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل، وقال يعقوب بن سفيان والخلال: ضعيف الحديث. 1641 - حديث علي رفعه "إياكم ولبوس الرهبان فإنّه من تزيا بهم أو تشبه فليس مني" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" بسند لا بأس به" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3921) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن صالح بن مهران ثنا أرطأة أبو حاتم ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي كريمة قال: سمعت عليّ بن أبي طالب رفعه "إياكم ولباس الرهبان، فإنّه من ترهّب وتشبّه فليس مني" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن صالح بن مهران" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه علي بن سعيد الرازي وهو ضعيف" المجمع 5/ 131 قلت: شيخ الطبراني هذا هو علي بن سعيد بن بشير بن مهران الرازي عَلِيَّك أبو الحسن نزيل مصر وهو مختلف فيه: فقال مسلمة بن قاسم: ثقة، وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، وقال الذهبي في "الميزان": حافظ رحال جوال، وقال في "سير الأعلام" (14/ 145) وفي "تذكرة الحفاظ" (2/ 750): حافظ بارع، وقال الخليلي: حافظ متقن صاحب غرائب (الارشاد 1/ 437) وقال الدارقطني: ليس في حديثه بذاك، حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، في نفسي منه شيء وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر، وأشار بيده وقال: هو كذا وكذا ونفض بيده يقول: ليس بثقة (سؤالات السهمي- اللسان) وقال ابن يونس: تكلموا فيه. وفي شذرات الذهب (2/ 232): كان حافظا لم يكن بذاك. وأرطأة أبو حاتم ذكره ابن عدي في "الكامل" وذكر أنه روى أحاديث فيها خطأ وغلط. وأبو كريمة ما عرفته، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 12/ 386 (كتاب اللباس- باب البرانس)

1642 - حديث سهل بن سعد رفعه "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنّما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإنّ محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه" قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن، ونحوه عند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود" (¬1) صحيح ورد من حديث سهل بن سعد ومن حديث ابن مسعود فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أحمد (5/ 331) عن أنس بن عياض المدني ثني أبو حازم لا أعلمه إلا عن سهل بن سعد رفعه "إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإنّ محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه". وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (3) عن أبي جعفر محمد بن يزيد الآدمي و (43) عن عمرو بن محمد الناقد والطبراني في "الكبير" (5872) عن يعقوب بن حميد بن كاسب و (5872) وفي "الصغير" (904) وفي "الأوسط" (7319) عن عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 108) عن حميد بن الربيع اللخمي الكوفي والبيهقي في "الشعب" (6881) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 193) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 313) ¬

_ (¬1) 14/ 113 (كتاب الرقاق- باب ما يتقى من محقرات الذنوب)

عن محمد بن حماد الأبيوردي والبغوي في "شرح السنة" (4203) عن يوسف بن عدي البصري والروياني (1065) عن زهير بن حرب والذهبي في "المعجم" (2/ 370) عن علي بن محمد بن معاوية النيسابوري قالوا: ثنا أبو ضَمْرَة أنس بن عياض المديني به. قال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم إلا أنس، تفرد به عبد الوهاب" كذا قال، وقد تابعه أحمد بن حنبل وغيره كما تقدم. وقال الذهبي: حسن غريب، تفرد به أبو ضمرة" وقال أيضا: إسناده صالح" وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 190 و 228 زاد في الموضع الثاني: ورواه الطبراني في الثلاثة من طريقين ورجال احداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة" وقال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح" الترغيب 3/ 312 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات وأبو حازم اسمه سلمة بن دينار وهو وأبو ضمرة من رجال الستة. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطيالسي (ص 53) عن عمران بن داود القطان عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن ابن مسعود رفعه "إياكم ومحقرات الأعمال فإنهنّ ليجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه، وإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب لهنّ مثلا كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سوادا ثم أججوا نارا فأنضجت ما قذف فيها". وأخرجه أحمد (1/ 402) وفي "الزهد" (ص 21) عن الطيالسي به. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (319) والبيهقي في "الشعب" (281) من طرق عن الطيالسي به.

إلا أنّهم قالوا "إياكم ومحقرات الذنوب" ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أنا عمران القطان به. أخرجه الهيثم بن كليب (807) والطبراني في "الكبير" (10500) و"الأوسط" (2550) قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن دَاوَر القطان وقد وثق" المجمع 10/ 189 قلت: الحديث إسناده ضعيف، عبد ربه هو ابن أبي يزيد قال ابن المديني: مجهول لم يَرو عنه غير قتادة، وقال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأبو عياض قال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 35): مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله. وقد روي عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه عبد الرزاق (11/ 184) عن مَعْمَر عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8796) والبيهقي في "الشعب" (6876) والشجري في "أماليه" (2/ 7) قال الهيثمي: رواه الطبراني موقوفا بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح" المجمع 10/ 189 - 190 قلت: أبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الرحمن بن يزيد، وقد اختلط بأخرة ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. 1643 - "أيام التشريق أيام أكل وشرب" قال الحافظ: حديث نُبَيْشَة الهذلي عند مسلم (1141) مرفوعا: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 5/ 146 (كتاب الصوم- باب صيام أيام التشريق)

1644 - "أيام منى أيام أكل وشرب" قال الحافظ: وله (أي مسلم) من حديث كعب بن مالك: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1142) عن كعب بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق فنادى "أنّه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام منى أيام أكل وشرب". 1645 - حديث عقبة بن عامر مرفوعا "أيام منى عيدنا أهل الإسلام" قال الحافظ: وهو في السنن وصححه ابن خزيمة" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 104 و 4/ 21) وأحمد (4/ 152) والدارمي (1771) وأبو داود (2419) والترمذي (773) والنسائي (5/ 203) وفي "الكبرى" (2829 و 4181) والفريابي في "العيدين" (11) وابن خزيمة (2100) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 71) وفي "المشكل" (4/ 111) وابن حبان (3603) والطبراني في "الكبير" (17/ 291) و"الأوسط" (3209) والحاكم (1/ 434) والبيهقي (4/ 298) وفي "فضائل الأوقات" (216) والبغوي في "شرح السنة" (1796) من طرق عن موسى بن عُلَي بن رباح عن أبيه قال: سمعت عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يوم عرفة ويوم النّحر (¬3) وأيام التشريق (¬4) عيدنا (¬5) أهل الإسلام وهي (¬6) أيام أكل وشرب" قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قالا. وسيأتي الحديث أيضا في حرف الياء فانظر "يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام" ¬

_ (¬1) 5/ 146 (كتاب الصوم- باب صيام أيام التشريق) (¬2) 3/ 128 (كتاب العيدين- باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين) (¬3) وفي لفظ "الأضحى" (¬4) زاد أحمد "هُنّ" (¬5) وفي لفظ "عيد" (¬6) وفي لفظ "وهن"

1646 - "أيتكنّ صاحبة الجمل الأَدْبَب، تخرج حتى تنبحها كلاب الحَوْأب، يُقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو من بعد ما كادت؟ " قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في كتاب "أخبار البصرة" من طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنسائه: فذكره، وهذا أورده البزار ورجاله ثقات" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 265) وفي "مسنده" (المطالب 4404) وعمر بن شبة في "أخبار البصرة" والبزار (كشف 3273 و 3274) والطحاوي في "المشكل" (5611) من طرق عن عصام بن قدامة البجلي عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه "ليت شعري، أيتكن صاحبة الجمل الأَدْبَب، تخرج فينبحها كلاب حوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها، قتلى كثيرا، ثم تنجو بعد ما كادت" واللفظ للبزار وقال: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال أبو حاتم: لم يَرو هذا الحديث غير عصام، وهو حديث منكر لا يُروى من طريق غيره" علل الحديث 2/ 426 وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 7/ 234 - مختصر الإتحاف (¬2) 10/ 451 قلت: إسناده حسن، وعصام بن قدامة قال أبو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو داود: ليس به بأس، ووثقه النسائي وابن حبان. وللحديث شاهد عن عائشة سيأتي في حرف الكاف فانظر "كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب" 1647 - حديث البراء قال: جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس: ليس هذا أسرني، بل أسرني رجل انزع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصاري "أيدك الله بملك كريم" ¬

_ (¬1) 16/ 165 (كتاب الفتن- باب حدثنا عثمان بن الهيثم ..) (¬2) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (حديث رقم 475)

قال الحافظ: رواه أحمد" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 283) عن بهز بن أسد البصري ثنا شعبة وعن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا سفيان كلاهما عن أبي إسحاق عن البراء أو غيره قال: جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس: يا رسول الله، ليس هذا أسرني، أسرني رجل من القوم أَنْزَع من هيئته كذا وكذا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للرجل "لقد آزرك الله بملك كريم" وأخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 117) من طريق أحمد (¬2) ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 85 قلت: وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 446) من طريق عبد الله بن واقد الحرّاني ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء ولم يشك به. وله شاهد من حديث علي وآخر من حديث ابن عباس فأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 362 - 364) وأحمد (1/ 117) والطبري في "تاريخه" (2/ 424 - 426) وابن بشران (2 و 813) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 62 - 64) من طرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها ... فذكر حديثا طويلا (¬3) وفيه "فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس (¬4) بن عبد المطلب أسيرا، فقال العباس (¬5): يا رسول الله، إنّ هذا والله ما أسرني، ¬

_ (¬1) 8/ 323 (كتاب المغازي- باب حدثني خليفة ..) (¬2) وتابعه: أ- حجاج بن الشاعر ثنا أبو أحمد به. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (575) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 446 - 447) ب- إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أحمد به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 133) (¬3) وسيأتي الكلام عليه أيضا في حرف القاف فانظر "قم يا حمزة، قم يا عليّ، قم يا عبيدة" (¬4) وعند البيهقي "برجل من بني هاشم أسيرا" (¬5) وعند البيهقي "الرجل"

لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها، على فرس أبلق، ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال "اسكت فقد أيدك (¬1) الله تعالى بملك كريم" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة" المجمع 6/ 75 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي فإنّه كان مدلسا. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 353) عن يزيد بن هارون قال: قال محمد -يعني ابن إسحاق- حدثني من سمع عكرمة عن ابن عباس قال: كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليَسَر بن عمرو وهو كعب بن عمرو أحد بني سلمة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كيف أسرته يا أبا اليسر؟ " قال: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا هيئته كذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لقد أعانك عليه ملك كريم" ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس ص 117 - 118) قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 85 - 86 قلت: ابن إسحاق مختلف فيه فهو حسن الحديث. واختلف عنه: - فرواه هارون بن أبي عيسى الشامي وإبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابنا عن مِقْسَم أبي القاسم عن ابن عباس قال: فذكره. أخرجه ابن سعد (4/ 12) وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 447) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق به. - ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق قال: حدثني الحسن بن عُمارة عن الحكم بن عُتيبة عن مقسم عن ابن عباس. أخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 463) وأبو نعيم في "الدلائل" (402) والحسن بن عمارة قال أحمد وغيره،: متروك الحديث. 1648 - "أيسر العبادة الصمت" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا بسند مرسل رجاله ثقات" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) ولفظ الطبري "آزرك" (¬2) 8/ 150 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (27) ثنا هارون بن عبد الله ثنا ابن أبي فُديك عن عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن سليم رفعه "ألا أخبركم بأيسر العبادة، وأهونها على البدن؟ الصمت" وحسن الخلق". ورجاله ثقات. وله شاهد عن الشعبي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي ذر "ألا أدلك على أيسر العبادة وأهونها على اليد، وأخفها على اللسان، وأثقلها في الميزان: طول الصمت، وحسن الخلق". أخرجه هناد في "الزهد" (1129) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن إسحاق بن أبي جعفر عمن أخبره عن الشعبي به. وهو مرسل بإسناد ضعيف. واختلف عن الشعبي، فرواه سليم مولى الشعبي عن الشعبي عن أبي ذر رفعه "ألا أدلك على أفضل العبادة وأيسرها على يديك؟ " قلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال "عليك بالصمت وحسن الخلق، فإنّك لن تلقى الله بمثلها" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (735) وسليم قال أبو زرعة وغيره: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة. 1649 - حديث قَيْلة بنت مَخْرمة - وهي بفتح القاف وسكون التحتانية وأبوها بفتح الميم وسكون المعجمة ثقفية - قلت: يا رسول الله، قد ولدته فقاتل معك يوم الرَّبَذة ثم أصابته الحُمَّى فمات ونزل عليّ البكاء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيغلب أحدكم أنْ يصاحب صُوَيحبه في الدنيا معروفا وإذا مات استرجع، فوالذي نفس محمد بيده إنّ أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم" قال الحافظ: هذا طرف من حديث طويل حسن الإسناد أخرجه ابن أبي خيثمة وابن أبي شيبة والطبراني وغيرهم وأخرج أبو داود والترمذي أطرافا منه" (¬1) هو قطعة من حديث طويل أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (730) والبخاري في "الأدب المفرد" (1178) وأبو داود (3070 و 4847) والترمذي (2814) وفي "الشمائل" (64 و 120) والحربي في "الغريب" (2/ 392 و 3/ 930) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3492) والطبراني في "الكبير" (3/ 343) وفي "الأحاديث الطوال" (25/ 7 - 11) ¬

_ (¬1) 3/ 396 (كتاب الجنائز- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه)

والخطابي في "الغريب" (1/ 341) وابن منده وابن السكن كما في "الإصابة" (13/ 98 - 99) وأبو نعيم في "الصحابة" (2140 و 7816) والبيهقي في "الآداب" (336 و 337) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (944) والبغوي في "الشمائل" (468) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 246) والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 275 - 279) من طرق عن أبي الجنيد عبد الله بن حسان العنبري أخي بني كعب بن العنبر قال: حدثتني جدتاي صَفية ودُحيبة بنتا عُليبة وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة وكانت جدة أبيهما أنّ قيلة بنت مخرمة حدثتهما: فذكرت حديثا طويلا. وفيه "أتغلب أحداكنّ أنْ تصاحب صويحبة في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع، ثم قال: ربِّ أسِنّي ما أمضيتَ وأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده إنّ أحدكم ليبكي، فَيَسْتَعْبِر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم" طوله بعضهم واختصره بعضهم (¬1). قال الترمذي: حديث قيلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان" وقال ابن السكن: لم يروه غير عبد الله بن حسان" وقال ابن عبد البر: حديث حسن" الاستيعاب 13/ 140 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 12 قلت: عبد الله بن حسان قال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وصفية بنت عليبة ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف إلا من رواية عبد الله بن حسان العنبري عنها، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. ودحيبة بنت عليبة ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنها عبد الله بن حسان، وقال الحافظ: مقبولة. 1650 - عن أبي هريرة قال: تذكرنا ليلة القدر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أيكم يذكر حين طلع القمر كأنه شقّ جَفْنَة" قال الحافظ: وروى مسلم أيضا من طريق أبي حازم عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) وسيأتي الكلام عليه أيضا في حرف الواو فانظر حديث "وعليك السلام ورحمة الله" (¬2) 5/ 169 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

أخرجه مسلم (1170) عن أبي هريرة قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة". 1651 - حديث ابن مسعود: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر فقال: "أيكم يذكر ليلة الصَّهْبَاوات؟ " قلت: أنا، وذلك ليلة سبع وعشرين. قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث ابن مسعود: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 43 - 44) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وأخرجه أحمد (1/ 396) والبيهقي (4/ 312) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأحمد (1/ 376 و 452 - 453) عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري والطبراني في "الكبير" (10289) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني وأبو يعلى (5393) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 93) عن أحمد بن خالد الوَهْبي كلهم عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر فقال "أيكم يذكر ليلة الصهباوات؟ " فقال عبد الله: أنا (¬2) بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وبيدي تُميرات أتسحر بهن، وأنا مستتر (¬3) من الفجر، حتى طلع الفجر (¬4)، وذلك ليلة سبع وعشرين إنْ شاء الله. ¬

_ (¬1) 5/ 169 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬2) زاد أحمد "والله أذكرها" (¬3) زاد أحمد والطحاوي "بمؤخرة رحلي" (¬4) وفي لفظ "القمر"

واللفظ لأبي يعلى. وإسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. قاله الترمذي (السنن3/ 11) والنسائي (السنن 3/ 86) وغيرهما. وقال الحافظ في "الفتح" (1/ 267): أبو عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح. وقال في "التقريب": والراجح أنّه لا يصح سماعه من أبيه. والمسعودي كان قد اختلط وسماع عمرو بن الهيثم وعبد الله بن رجاء منه قبل اختلاطه. والحديث ذكره البوصيري في "إتحاف الخيرة" (3/ 430) وقال: سنده ضعيف" 1652 - "أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره، ولا صورة إلا لطخها" الحديث وفيه "من عاد إلى صنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد" قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث عليّ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه شعبة والحجاج بن بن أَرْطَاة عن الحكم بن عُتيبة واختلف فيه على شعبة: - فرواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن شعبة عن الحكم عن أبي محمد الهذلي عن عليّ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فقال "أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره، ولا قبرا إلا سواه، ولا صورة إلا لطخها؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله. فانطلق فهاب أهل المدينة فرجع. فقال علي: أنا انطلق يا رسول الله. قال: فانطلق ثم رجع فقال: يا رسول الله لم أدع بها وثنا إلا كسرته، ولا قبرا إلا سويته، ولا صورة إلا لطختها، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من عاد لصنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -" ثم قال "لا تكوننّ فتانا ولا مختالا ولا تاجرا إلا تاجر خير فإنّ أولئك هم المسبوقون بالعمل". أخرجه أحمد (1/ 87) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق به. وتابعه أسود بن عامر الشامي ثنا شعبة قال الحكم أخبرني عن أبي محمد عن علي قال: بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فأمره أن يسوّي القبور. أخرجه أحمد (1/ 139). ¬

_ (¬1) 12/ 507 (كتاب اللباس- باب عذاب المصورين يوم القيامة)

- ورواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحنّاط عن شعبة عن الحكم عن أبي المورع عن علي قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فقال "من يأتي المدينة ... " وذكر الحديث. أخرجه أحمد (1/ 138 - 139) - ورواه أبو داود الطيالسي (ص 16) عن شعبة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة ويكنونه أهل البصرة أبو المورع وأهل الكوفة يكنونه بأبي محمد وكان من هذيل عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة - ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة قال: ويكنونه أهل البصرة أبا مورع وأهل الكوفة يكنونه بأبي محمد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فذكر الحديث ولم يقل عن علي. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 87 و 139) وأما حديث الحجاج بن أرطأة فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 139) من طريق حماد بن سلمة أنبأ حجاج بن أرطأة عن الحكم عن أبي محمد الهذلي عن علي. وإسناده ضعيف لجهالة أبي محمد الهذلي. قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه أبو محمد الهذلي ويقال أبو مورع ولم أجد من وثقه، وقد روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 173 وقال البوصيري: رواه الطيالسي بسند ضعيف لجهالة بعض رواته" إتحاف الخيرة 3/ 265 قلت: أبو محمد الهذلي قال الحسيني: مجهول (التعجيل) وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 1653 - حديث محمود بن لبيد قال: أُخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا فقام مغضبا فقال "أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟ " قال الحافظ: أخرجه النسائي ورجاله ثقات، لكن محمود بن لبيد ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يثبت له منه سماع، وإنْ ذكره بعضهم في الصحابة فلأجل الرؤية، وقد ترجم له أحمد في "مسنده" وأخرج له عدة أحاديث ليس فيها شيء صرّح فيه بالسماع، وقد قال النسائي بعد تخريجه: لا أعلم أحدا رواه غير مَخرمة بن بكير -يعني ابن الأشج- عن أبيه ا. هـ ورواية مخرمة عن أبيه عند مسلم في عدة أحاديث، وقد قيل: إنّه لم يسمع من أبيه" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 277 (كتاب الطلاق- باب من جوز الطلاق الثلاث)

أخرجه النسائي (6/ 116) وفي "الكبرى" (5594) عن أبي الربيع سليمان بن داود المصري عن ابن وهب أني مخرمة عن أبيه قال: سمعت محمود بن لبيد قال: فذكره. وقال: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير مخرمة" قلت: رجاله ثقات كما قال الحافظ، ومخرمة هو ابن بكير بن عبد الله بن الأشج وقد اختلف في سماعه من أبيه، والأكثر على أنّه لم يسمع منه وإنما يحدث من كتب أبيه. ومحمود بن لبيد ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - واختلف في صحبته، فاثبتها له البخاري وغيره، ونفاها عنه أبو حاتم وغيره، وقال ابن حبان وغيره: له رؤية. 1654 - عن يزيد بن الأصم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر "أَيُّما أسنّ أنا أو أنت؟ " قال: أنت أكرم يا رسول الله مني وأكبر وأنا أسنّ منك" قال الحافظ: وقد ذكر أبو عمر من رواية حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم: فذكره، قال أبو عمر: هذا مرسل ولا أظنّه إلا وهما. قلت: وهو كما ظنّ، وإنّما يعرف هذا للعباس، وأمّا أبو بكر فثبت في صحيح مسلم عن معاوية أنّه عاش ثلاثا وستين سنة وكان قد عاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - سنتين وأشهرا، فيلزم على الصحيح في سنّ أبي بكر أنْ يكون أصغر من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من سنتين" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (51) عن محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر "أنا أكبر أو أنت؟ " قال: لا، بل أنت كبر مني وأكرم مني وخير مني، وأنا أسن منك. ورواته ثقات. 1655 - "أيُّما امرأة أصاب ولدها عُذْرَة أو وجع في رأسه فلتأخذ قُسْطاً هنديا فتحكه بماء ثم تَسْعَطْهُ إياه" قال الحافظ: وأخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5348) وأحمد (3/ 315) والبزار ¬

_ (¬1) 8/ 251 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 12/ 254 (كتاب الطب- باب السعوط بالقسط الهندي والبحري)

(كشف 3024) وأبو يعلى (1912 و 2009 و2280) والحاكم (4/ 406) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة (¬1) بصبي (¬2) يسيل (¬3) منخراه دما فقال "ما لهذا؟ (¬4) " فقالوا: به العذرة. فقال "علام (¬5) تعذبن (¬6) أولادكنّ إنما يكفي إحداكنّ أنْ تأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء سبع مرات ثم توجره (¬7) إياه" ففعلوا فبرأ (¬8). واللفظ لأحمد. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 89 وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 3/ 81 - إتحاف الخيرة 5/ 537 قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع مختلف فيه. قال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عن أبي سفيان طلحة بن نافع" الثقات 4/ 393 (¬9) لكن للحديث شاهد عن عائشة وعن أم قيس بنت محصن فيتقوى بهما فأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 3025) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني و (3026) ¬

_ (¬1) وفي بعض الروايات "عائشة" (¬2) وعند الحاكم "وعندها امرأة معها صبي لها" (¬3) وفي لفظ "ينبعث" وفي لفظ آخر "يقطر" (¬4) وفي لفظ "ما هذا؟ " وفي لفظ آخر "ما شأن هذا الصبي؟ " (¬5) وفي لفظ "ويحكنّ يا معشر النساء لا تقتلن أولادكن" (¬6) وفي لفظ "تدغرن" (¬7) وفي لفظ "تسعطه" (¬8) وفي رواية "ثم أمر عائشة ففعلت ذلك بالصبي فبرأ. (¬9) وللحديث طريق أخرى عند الحاكم (4/ 406) وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وحماد بن شعيب قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": وهما ضعيفان.

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي كلاهما عن المسعودي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ امرأة دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعها صبي يسيل منخراه دما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "علام تَدْغَرْن أولادكنّ ألا أخذت قسطا بحريا ثم أسعطته إياه، فإنّ فيه شفاء من سبعة أدوية إحداهنّ ذات الجنب" وقال: لا نعلم رواه إلا المسعودي" وقال الهيثمي: وفيه المسعودي وهو ثقة، وقد حصل به اختلاط، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 89 قلت: سماع عبد الله بن رجاء من المسعودي قبل اختلاطه فالإسناد صحيح. وأما حديث أم محصن فأخرجه البخاري (فتح 12/ 254 و 275) من طريق الزهري أني عبيد الله بن عبد الله أنّ أم قيس بنت محصن أخبرته أنّها أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابن لها قد أعْلَقَتْ عليه من العُذْرَة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "علام تدغرن أولادكنّ بهذا العلاق؟ عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجَنْب- يريد الكُسْتَ -وهو العود الهندي" 1656 - حديث ثوبان "أيُّما امرأة سألت زوجها الطلاق فحرام عليها رائحة الجنة" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان وفي بعض طرقه "من غير ما بأس" (¬1) له عن ثوبان طريقان: الأول: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه: - فرواه أيوب السَّخْتياني عن أبي قلابة واختلف عن أيوب: • فقال غير واحد: عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان رفعه "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق (¬2) في غير ما بأس، فحرام عليها (¬3) رائحة الجنة" أخرجه أحمد (5/ 283) والدارمي (2275) وأبو داود (2226) وابن ماجه (2055) ¬

_ (¬1) 11/ 322 (كتاب الطلاق- باب الخلع وكيف الطلاق فيه) (¬2) وفي لفظ "طلاقا" (¬3) زاد الحاكم "أن تريح"

وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (12) وابن الجارود (748) والطبري في "تفسيره" (2/ 468) وابن بطة في "الخلع" (ص 46 - 47 و 47) والحاكم (¬1) (2/ 200) والبيهقي (7/ 316) وابن خلفون في "المعلم" (ص 526 - 537) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 227) عن حماد بن زيد وابن حبان (4184) والبيهقي (7/ 316) وإسماعيل القاضي (13) عن وهيب بن خالد الباهلي البصري وابن أبي شيبة (5/ 272) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثلاثتهم عن أيوب به. • وقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عمن حدّثه عن ثوبان. أخرجه أحمد (5/ 277) والطبري (2/ 468) عن إسماعيل بن عُلية والترمذي (¬2) (1187) والروياني (659) والطبري (2/ 468) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قالا: ثنا أيوب به. • ورواه الربيع بن بدر عليلة عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس. أخرجه ابن عدي 3/ 989 وقال: وهذا عن أيوب لا يرويه غير الربيع" قلت: وهو متروك. • ورواه سفيان الثوري عن أيوب عن أبي قلابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 271) ¬

_ (¬1) وقال: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، وأبو أسماء الرحبي لم يخرج له البخاري شيئا. (¬2) وقال: هذا حديث حسن"

- ورواه خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة واختلف عن خالد: • فقال هُشيم: أنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قوله. أخرجه سعيد بن منصور (1407) عن هشيم أنا خالد به. • ورواه سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 271) • ورواه عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي وعبد الأعلي بن عبد الأعلى عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا. أخرجه الروياني (631) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الوهاب وعبد الأعلى به. وسفيان بن وكيع ضعيف. الثاني: يرويه معتمر بن سليمان عن ليث عن أبي إدريس عن ثوبان. أخرجه الطبري (2/ 467) وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وللحديث شاهد عن ابن عباس رفعه "لا تسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد ريح الجنة وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما". أخرجه ابن ماجه (2054) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان عن عطاء عن ابن عباس به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 2/ 127 قلت: وهو كما قال، فجعفر بن يحيى بن ثوبان قال ابن المديني: مجهول ما روى عنه غير أبي عاصم، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال في "الديوان": مجهول. وعمه عمارة بن ثوبان قال ابن المديني: لم يَرو عنه غير جعفر بن يحيى، وقال عبد الحق الإشبيلي: ليس بالقوي، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وقد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

1657 - حديث عائشة المرفوع "أيُّمَا امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل" الحديث وفيه "والسلطان ولي من لا ولي لها" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم. وذكره في موضع آخر وقال: وهو حديث صحيح" (¬1) صحيح وله عن عائشة طريقان: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري أنّ عروة بن الزبير أخبره أنّ عائشة أخبرته أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، ولها مهرها بما أصاب منها، فإنْ اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" أخرجه عبد الرزاق (10472) عن ابن جريج أني سليمان بن موسى أنّ ابن شهاب أخبره به. وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (699) وأحمد (6/ 165 - 166) عن عبد الرزاق به. ومن طريق إسحاق أخرجه الحاكم (2/ 168) وأخرجه ابن الجارود (700) والدارقطني (3/ 221) والبيهقي (7/ 105) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 85) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (234) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 205) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطيالسي (منحة 1/ 305) والشافعي في "الأم" (5/ 11) وفي "اختلاف مالك والشافعي" (7/ 206) والحميدي (228) وابن أبي شيبة (4/ 128 و 14/ 168) وسعيد بن منصور (528 و 529) وإسحاق في "مسند عائشة" (698) والدارمي (2190) وأبو داود (2083) وابن ماجه (1879) والترمذي (1102) والنسائي في "الكبرى" (5394) وأبو يعلى (4750) وأبو عوانة كما في "تلخيص الحبير" (3/ 156) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 7) وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (18) وابن حبان (4074 و 4075) وأبو الشيخ في "الأقران" (181) والدارقطني (3/ 225 - 226) والحاكم (2/ 168) وفي "علوم الحديث" (ص 134) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 315 - 316) وأبو نعيم في ¬

_ (¬1) 11/ 96 و 99 (كتاب النكاح - باب السلطان ولي، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها)

"الحلية" (6/ 88) والبيهقي (7/ 113 و 124 و 124 - 125 و125و 138 و10/ 148) وفي "معرفة السنن" (10/ 29 و55 - 56) وفي "الصغرى" (2382) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 85 و 86) والبغوي في "شرح السنة" (2262) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (365) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (556 و 586 و 606) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 205) من طرق (¬1) عن ابن جريج به (¬2). وأخرجه أحمد (6/ 47) والبخاري في "الكبير" (2/ 2 /38) و"الأوسط" (1/ 304) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 8) والعقيلي (2/ 140) والخطابي في "معالم السنن" (2/ 567) عن إسماعيل بن عُلية وابن عدي (3/ 1115) عن بشر بن المفضل البصري (¬3) كلاهما عن ابن جريج أني سليمان بن موسى به. وزادا في آخره: قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه. زاد بشر: فقلت له: إنّ سليمان بن موسى حدثناه به عنك، قال: فعرف سليمان وذكر وقال: أخاف أنْ يكون قد وهم علي. قلت: سيلمان بن موسى هو الدمشقي الأشدق وهو مختلف فيه وأكثر على توثيقه، ابن معين: هو ثقة في الزهري. ولم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم: 1 - الحجاج بن أرطاة. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 130) وسعيد بن منصور (534) وأحمد (1/ 250 - 251 و 6/ 260) وابن ماجه (1880) وأبو يعلى (2507 و 2508 و 4692 و 4906) والطحاوي في ¬

_ (¬1) رواه ابن وهب في "الموطأ" (241) عن ابن جريج به. ومن طريقه أخرجه الطحاوي (3/ 7) والبيهقي في "الصغرى" (2366) والخطيب في "المدرج" (2/ 760) (¬2) وزاد بعضهم "وشاهدي عدل" وسيأتي الكلام على هذه الزيادة في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل" (¬3) رواه عنه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متهم بالكذب. ورواه مطرف بن مازن عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 412) ومطرف قال النسائي: ليس بثقة.

"شرح المعاني" (3/ 7) وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (16) وأبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة" (238) والبيهقي (7/ 106و 106 - 107) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 87) والسلفي في "معجم السفر" (43) من طرق عن الحجاج عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإنّ أصابها فلها مهرها، بما استحل من فرجها، فإنْ اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" واللفظ للطحاوي ولفظ الباقين "لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له". قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، حجاج بن أرطاة مدلس وقد رواه بالعنعنة، ولم يسمع من الزهري، قاله عباد بن العوام وأبو زرعة وأبو حاتم" مصباح الزجاجة 2/ 103 2 - جعفر بن ربيعة بن شُرَحبيل بن حَسَنة. أخرجه أحمد (6/ 66) وأبو داود (2084) وأبو يعلى (4837) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 7) والبيهقي (7/ 106) وفي "المعرفة" (10/ 32) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 86 - 87 و 87) من طرق عن ابن لَهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة مرفوعاً بنحوه. قال أبو داود: جعفر لم يسمع من الزهري كتب إليه" قلت: وابن لهيعة ضعيف. 3 - عبيد الله بن أبي جعفر المصري. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 7) وفيه ابن لهيعة. 4 - أيوب بن موسى القرشي. أخرجه ابن عدي (4/ 1516) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا عبد الله بن فروخ عن أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً "لا نكاح إلا بولي". وقال: حديث عبد الله بن فروخ هذا غير محفوظ" قلت: عبد الله بن فروخ هو الخراساني وهو مختلف فيه: وثقه الذهلي وغيره، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال البخاري: تعرف وتنكر. والباقون ثقات. 5 - محمد بن أبي قيس.

أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 347) من طريق سويد بن سعيد الهروي ثنا مروان - هو ابن معاوية- عن محمد بن أبي قيس عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، من نكح بغير ولي فنكاحه باطل". وقال: محمد بن أبي قيس هو محمد بن سعيد المصلوب" قلت: وهو متهم. قال أحمد بن صالح المصري: أخبرني من رأى هذا الحديث في كتاب ذاك الخبيث محمد بن سعيد عن الزهري وأنا أظنّ أنّه ألقاه إلى سليمان بن موسى وألقاه سليمان إلى ابن جريج" الكنى لأبي أحمد الحاكم 1/ 290 وتابع سليمان بن موسى غير هؤلاء أيضاً. قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 157): وعدّ أبو القاسم بن منده عدة من رواه عن ابن جريج فبلغوا عشرين رجلاً، وذكر أنْ مَعْمَرا وعبيد الله بن زَحْر تابعا ابن جريج على روايته إياه عن سليمان بن موسى وأنّ قرة وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأيوب بن موسى وهشام بن سعد وجماعة تابعوا سليمان بن موسى عن الزهري، قال: ورواه أبو مالك الجَنْبي (¬1) ونوح بن دّرَّاج (¬2) ومِنْدل (¬3) وجعفر بن برقان (¬4) وجماعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة" ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 239) (¬2) وحديثه عند الخطيب في "التاريخ" (12/ 157) (¬3) أخرجه أبو يعلى (4749) وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (1/ 430) وأبو يعلى (4682) عن زَمعة بن صالح اليماني والدرقطني (3/ 227) عن يزيد بن سنان الرُّهاوي وابن عدي (4/ 1393) وابن المقرئ في "المعجم" (457) وفي "حديثه" (8) والدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1257) عن صدقة بن عبد الله السمين ثلاثتهم عن هشام بن عروة به. قال الخليلي: ولم يتابعهم الأئمة من أصحاب هشام" الإرشاد 1/ 350 وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6348) وابن عدي (3/ 889) من طريق أبي الوليد خالد بن يزيد العدوي ثنا أبو الغصن ثابت بن قيس أنَّه سمع عروة يحدث عن عائشة. قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن ثابت بن قيس غير خالد بن يزيد، ومقدار ما يرويه خالد بن يزيد لا يتابع عليه" قلت: كذبه ابن معين وأبو حاتم. (¬4) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6923) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1830)

وقال ابن عدي: وقد حدّث بهذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مع سليمان بن موسى: حجاج بن أرطاة ويزيد بن أبي حبيب وقرة بن حيوئيل وأيوب بن موسى وابن عُيينة وإبراهيم بن سعد وكل هؤلاء طرقهم طرق غريبة (¬1) إلا حديث حجاج بن أرطاة فإنّه مشهور رواه عنه جماعة" الكامل 3/ 1116 وأما إنكار الزهري لهذا الحديث فهو محمول على أنّه قد نسيه، والذي رواه عنه وهو سليمان بن موسى الدمشقي صدوق وقد صرّح بالأخبار منه فلا ينبغي أنْ ترد روايته لإنكار الزهري فإنّ المحدث قد ينسى الحديث الذي حدّث به، وقد حصل هذا لغير واحد من ثقات الرواة، وقد جمع الدارقطني في هذا الباب جزءا فيمن حدث ونسي وكذا الخطيب البغدادي. قال ابن الجوزي في "التحقيق": والدليل على أنّ الزهري نَسِيَ، أنّ هذا الحديث رواه جعفر بن ربيعة وقرة بن عبد الرحمن وابن إسحاق فدل على ثبوته عنه" نصب الراية 3/ 187 وقال أيضا: وإنكار الزهري الحديث لا يطعن في روايته لأنّ الثقة قد يروي وينسى" وقد تكلم أحمد وابن معين في رواية ابن علية عن ابن جريج. قال الحاكم: أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أنّ ابن علية يذكر حديث ابن جريج "لا نكاح إلا بولي" قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى، فقال أحمد بن حنبل: إنّ ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه. يعني حكايته ابن علية عن ابن جريج" (¬2) وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ذكرت لأحمد حكاية ابن علية فقال: كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه فلو كان محفوظا عنه لكان هذا في كتبه" (¬3) وقال جعفر الطيالسي: سمعت ابن معين يقول: لم يذكره عن ابن جريج غير ابن علية وإنما سمع ابن علية من ابن جريج سماعا ليس بذاك، إنما صحح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد. قال جعفر: وضعف يحيى بن معين رواية إسماعيل عن ابن جريج جدا" (¬4) ¬

_ (¬1) قال أبو أحمد الحاكم: كلها واهنة ليست مما يقوم به الحجة وهو شبيه بما قاله أحمد بن صالح" الكنى 1/ 293 (¬2) المستدرك 2/ 169 - السنن الكبرى 7/ 105 - 106 (¬3) علل الحديث 1/ 408 (¬4) المستدرك 2/ 169 - السنن الكبرى 7/ 106 - معرفة السنن والآثار 10/ 31 - سنن الترمذي 3/ 401

وقال العباس الدوري عن ابن معين: ليس يقول هذا إلا ابن علية وإنما عرض ابن علية كتب ابن جريج على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فأصلحها له. فقلت ليحيى: ما كنت أظنّ أنّ عبد المجيد هكذا. فقال: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج ولكنه لم يكن يبذل نفسه للحديث" (¬1) قال البيهقي: فهذان إمامان في الحديث وهنا هذه الحكاية ولم يثبتاها مع ما في مذاهب أهل العلم بالحديث من وجوب قبول خبر الصادق وإنْ نسيه من أخبره عنه" معرفة السنن والآثار 10/ 31 وقال الحاكم: فقد صح وثبت بروايات الأئمة الأثبات سماع الرواة بعضهم من بعض فلا تعلل هذه الروايات بحديث ابن علية وسؤاله ابن جريج عنه وقوله إني سألت الزهري عنه فلم يعرفه فقد ينسى الثقة الحافظ الحديث بعد أن حدّث به وقد فعله غير واحد من حفاظ الحديث" المستدرك وقال ابن حبان: هذا خبر قد أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنّه منقطع أو لا أصل له بحكاية حكاها ابن علية عن ابن جريج في عقب هذا الخبر، قال: ثم لقيت الزهري، فذكرت ذلك له فلم يعرفه، وليس هذا مما يَهِي الخبر بمثله وذلك أنّ الخير الفاضل المتقن الضابط من أهل العلم قد يحدث بالحديث، ثم ينساه، وإذا سئل عنه لم يعرفه، فليس بنسيانه الشيء الذي حدّث به بدال على بطلان أصل الخبر، والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - خير البشر صلَّى فسها، فقيل له: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال "كل ذلك لم يكن" فلما جاز على من اصطفاه الله لرسالته، وعصمه من بين خلقه النسيان في أعم الأمور للمسلمين الذي هو الصلاة حتى نسي، فلما استثبتوه، أنكر ذلك، ولم يكن نسيانه بدال على بطلان الحكم الذي نسيه، كان من بعد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من أمته الذين لم يكونوا معصومين جواز النسيان عليهم أجوز، ولا يجوز مع وجوده أنْ يكون فيه دليل على بطلان الشيء الذي صح عنه قبل نسيانهم ذلك (¬2) " الإحسان 9/ 385 - 386 وقال ابن عبد البر: روى هذا الحديث ابن علية عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة كما رواه غيره. وزاد عن ابن جريج قال: فسألت عنه الزهري فلم يعرفه، ولم يقل هذا أحد عن ابن جريج غير ابن علية، وقد رواه عنه جماعة لم يذكروا ذلك، ولو ثبت هذا عن الزهري لم يكن في ذلك حجة، لأنّه قد نقله عنه ثقات، ¬

_ (¬1) المستدرك 2/ 169 - السنن الكبرى 7/ 106 - الكامل لابن عدي 3/ 1115 (¬2) انظر "المحلى" (11/ 24 - 27)

منهم: سليمان بن موسى وهو فقيه ثقة إمام، وجعفر بن ربيعة، والحجاج بن أرطاة، فلو نسيه الزهري لم يضره ذلك شيء, لأنّ النسيان لا يعصم منه إنسان، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نسي آدم فنسيت ذريته" وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينسى، فمن سواه أحرى أنْ ينسى، ومن حفظ فهو حجة على من نسي، فإذا روى الخبر ثقة عن ثقة، فلا يضره نسيان من نسيه، هذا لو صح ما حكى ابن علية عن ابن جريج فكيف وقد أنكر أهل العلم ذلك من حكايته ولم يعرجوا عليه" التمهيد 19/ 86 قلت: وحديث سليمان بن موسى صححه جماعة، منهم: 1 - قال ابن معين: ليس يصح في هذا شيء إلا حديث سليمان بن موسى" (¬1) 2 - وقال الترمذي وابن عساكر: هذا حديث حسن" 3 - وقال البيهقي: حديث سليمان بن موسى صحيح" السنن الكبرى 7/ 107 وقال أيضا: هذا حديث رواه ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري. وكلهم ثقة حافظ" المعرفة 10/ 29 4 - وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" المستدرك وقال أيضاً: هذا حديث محفوظ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى" المعرفة ص 134 5 - وقال ابن الجوزي في "التحقيق": هذا الحديث صحيح ورجاله رجال الصحيح" 6 - وقال الحافظ: هذا حديث حسن" تخريج أحاديث المختصر 7 - وقال أبو موسى المديني في "اللطائف": هذا حديث ثابت مشهور يحتج به" قلت: إسناده حسن، وليس هو على شرط الشيخين لأنّ سليمان بن موسى لم يخرج له الشيخان شيئا. والحديث صحيح باعتبار ما له من متابعات. الثاني: يرويه عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن عائشة مرفوعا "لا يجوز لامرأة نكاح إلا بإذن وليها، فإنْ لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي له" أخرجه تمام (1439) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ثنا بكر بن سهل ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 236 - الكامل 3/ 1115 - السنن الكبرى 7/ 107

الدمياطي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني ثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير به. وأخرجه ابن عدي (2/ 459) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا محمد بن أبي السري بهذا الإسناد بلفظ "لا نكاح إلا بولي". وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (310) من طريق أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا ابن أبي السري به. وأخرجه ابن الحطاب الرازي في "مشيخته" (98) من طريق ميمون بن الحكم بن ميمون ثني بكر بن عبد الله بن الشرود به. وبكر بن عبد الله بن الشرود قال ابن معين: كذاب، وقال أيضا: ليس بثقة، وقال أيضا: ليس بشيء، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة، وذكره العقيلي وابن حبان في "الضعفاء" 1658 - "أيُّمَا امرأة نُكِحَت على صداق أو حِبَاءٍ أو عدَةٍ قبل عِصمة النكاح فهو لها، فما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أعطيه، وأحق ما أكرم به الرجل ابنته أو أخته" قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وأخرجه البيهقي من طريق حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن عروة عن عائشة نحوه" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 182) وأبو داود (2129) وابن ماجه (1955) والنسائي (6/ 98) وفي "الكبرى" (5509 و 5532) والبيهقي (7/ 248) وفي "معرفة السنن" (10/ 234) من طريق ابن جريج ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا. وإسناده حسن، فابن جريج ثقة يدلس وقد صرّح بالتحديث عند النسائي فانتفى التدليس، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. واختلف في هذا الحديث على عمرو بن شعيب: فرواه حجاج بن أرطاة عنه عن عروة عن عائشة مرفوعا "ما استحل به فرج المرأة من ¬

_ (¬1) 11/ 125 (كتاب النكاح - باب الشروط في النكاح)

مهر أو عدة فهو لها، وما أكرم به أبوها أو أخوها أو وليها بعد عقدة النكاح فهو له، وأحق ما أكرم الرجل به ابنته أو أخته" أخرجه البيهقي (¬1) (7/ 248) من طريق أحمد بن الفرات الرازي ومحمد بن إسحاق الصغاني كلاهما عن عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا حجاج بن أرطاة به. ورواه أحمد (6/ 122) عن عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن عروة بن الزبير عن عائشة. قال: وحدثنيه مكحول قالا: فذكرا الحديث. وحجاج بن أرطاة ضعيف مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب. وقال البيهقي: الحجاج غير محتج به" 1659 - "أيُّمَا رجل ارتد عن الإسلام فادعه فإنْ عاد وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فإن عادت وإلا فاضرب عنقها" قال الحافظ: وقد وقع في حديث معاذ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أرسله إلى اليمن قال له: فذكره، وسنده حسن" (¬2) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 53 - 54) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا هوبر بن معاذ ثنا محمد بن سلمة عن الفزاري عن مكحول عن ابن أبي طلحة اليعمري عن أبي ثعلبة الخُشَني عن معاذ بن جبل أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له حين بعثه إلى اليمن "أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه، فإنْ تاب فأقبل منه، وإنْ لم يتب فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها، فإنْ تابت فأقبل منها، وإنْ أبت فاستتبها". وإسناده ضعيف جدا، الفزاري هو محمد بن عبيد الله العَرْزَمي قال النسائي والفلاس وغيرهما: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا. وقال ابن عدي: ومحمد بن سلمة الحرّاني في عامة ما يروي عن محمد بن عبيد الله العرزمي يقول: عن الفزاري فيكني عنه ولا يسميه لضعفه وأحيانا يسميه وينسبه" الكامل 6/ 2112 ¬

_ (¬1) وأخرجه في "معرفة السنن" (10/ 233 - 234) وفي "الصغرى" (2561) من طريق الصغاني وحده. (¬2) 15/ 298 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

ولم يعرفه الهيثمي فقال: رواه الطبراني وفيه راو لم يسم قال: عن مكحول عن ابن لأبي طلحة اليعمري، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 263 1660 - حديث المقدام بن مَعْد يكرب مرفوعا "أيُّمَا رجل ضاف قوما فأصبح الضيف محروما فإنّ نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بِقِرَى ليلته من زرعه وماله" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) صحيح وله عن المقدام طرق: الأول: يرويه شعبة أني أبو الجُوْدي الشامي قال: سمعت سعيد بن المهاجر يحدث عن المقدام رفعه "ما من رجل ضاف قوما فأصبح الضيف محروما إلا كان له على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله" أخرجه الطيالسي (ص 156) ثنا شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 197) والمزي في "تهذيب الكمال" (11/ 82 - 83) وأخرجه أحمد (4/ 131 و 132) وأبو داود (3751) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (222) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 111) والحاكم (4/ 132) والبيهقي (10/ 270) وابن عبد البر في "الكنى" (3/ 538 - 539) والبغوي في "شرح السنة" (3004) من طرق عن شعبة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: إسناده صحيح" التلخيص 4/ 159 قلت: سعيد بن المهاجر ويقال ابن أبي المهاجر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو الجودي، وقال ابن القطان الفاسي والحافظ في "التقريب": مجهول. الثاني: يرويه مروان بن رُؤبة عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرَشي عن المقدام رفعه "أيما رجل ضاف قوما فلم يُقْرُوه فإن له أنْ يطلبهم (¬2) بمثل قراه". ¬

_ (¬1) 6/ 33 (كتاب المظالم- باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه" (¬2) وفي لفظ "يغصبهم" وفي لفظ آخر "يُعقبهم"

أخرجه أبو داود (3804) والطحاوي في "المشكل" (4/ 40) وفي "شرح المعاني" (4/ 242) والطبراني في "الكبير" (20/ 282 و 283) والدارقطني (4/ 287) من طرق عن محمد بن الوليد الزبيدي عن مروان بن رؤبة به. ومروان بن رؤبة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وتابعه حَرِيْز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن المقدام به. أخرجه أحمد (4/ 130 - 131) والطبراني في "الكبير" (20/ 282 و 283 - 284) وفي "مسند الشاميين" (1061) والمزي (17/ 331) من طرق عن حريز به. وإسناده صحيح إنْ كان عبد الرحمن سمع من المقدام فإنّه لم يذكر منه سماعا, ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. الثالث: يرويه منصور بن المعتمر عن عامر الشعبي عن المقدام رفعه "ليلة الضيف واجبة على كل مسلم، فإنْ أصبح بفنائه محروما كان دَينا له عليه إنْ شاء اقتضاه، وإنْ شاء تركه". أخرجه الطيالسي (ص 157) وأحمد (4/ 130 و 132 و 132 - 133 و 133) واللفظ له وهناد في "الزهد" (1055) والبخاري في "الأدب المفرد" (744) وأبو داود (3750) وابن ماجه (3677) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 160) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2127 و 2128) والطحاوي في "المشكل" (1839 و 2812 و 2813) وفي "شرح المعاني" (4/ 242) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 107) والطبراني في "الكبير" (20/ 263 و 263 - 264 و 264) وأبو نعيم في "الصحابة" (6172) وفي "الرواة عن الفضل بن دكين" (19) والبيهقي (9/ 197) وفي "الشعب" (9145) وأبو القاسم الحنائي في "فوائده" (ص 119) من طرق عن منصور به. قال الحنائي: هذا حديث حسن مشهور من حديث الثوري عن منصور عن الشعبي عن المقدام، وهو صحيح ورجاله ثقات، وقد سمع الشعبي من المقدام" وقال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح" التلخيص 4/ 159 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنْ الشيخين لم يخرجا رواية الشعبي عن المقدام مع أنّه سمع منه كما قال أبو داود وأبو حاتم. ولم ينفرد منصور به بل تابعه محمد بن جُحَادة الكوفي عن الشعبي به.

أخرجه ابن البختري في "حديثه" (304) وابن بشران (862) الرابع: يرويه أبو يحيى الكَلاَعي عن المقدام رفعه "ليلة الضيف حق واجب، فإنْ أصبح محروما بفنائه وجبت نصرته على المسلمين حتى يأخذوا له بحقه من زرعه وضرعه لما حرمه من حق الضيافة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 281) من طريق أبي فروة يزيد (¬1) بن محمد بن سنان ثنا أبي عن أبيه ثنا أبو يحيى الكلاعي به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن يزيد بن سنان وأبيه. وللحديث شاهد عن عقبة وآخر عن أبي هريرة فأما حديث عقبة فأخرجه البخاري (فتح 6/ 33) ولفظه "إن نزلتم بقوم فأُمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإنْ لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 380) والطحاوي في "المشكل" (4/ 40) وفي "شرح المعاني" (4/ 242) والحاكم (4/ 132) من طرق عن معاوية بن صالح عن أبي طلحة نعيم بن زياد عن أبي هريرة رفعه "أيما ضيف نزل بقوم، فأصبح الضيف محروما، فله أنْ يأخذ بقدر قراه، ولا حرج عليه". قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أن نعيم بن زياد لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا. 1661 - "أيُّمَا رجل ظلم شبرا من الأرض كَلَّفَهُ الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين، ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضى بين الناس" قال الحافظ: وقد روى الطبري وابن حبان من حديث يعلي بن مرة مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح وله عن يعلي بن مرة طريقان: الأول: يرويه الربيع بن عبد الله عن أيمن بن ثابت عن يعلي بن مرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) هو يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد الجزري أبو فروة الرهاوي. (¬2) 6/ 29 (كتاب المظالم- باب أاثم من ظلم شيئا من الأرض)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3892) عن حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة بن قدامة عن الربيع بن عبد الله به. وأخرجه أحمد وابنه (4/ 173) وعبد بن حميد (407) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 3896) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (5164) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 270) عن عبيد بن غنام الكوفي وعبدان بن أحمد قالا: ثنا ابن أبي شيبة به. ووقع عند أحمد وعبد بن حميد: عن أيمن بن نابل، وهو خطأ، والصواب: ابن ثابت. لأنّ الذين ترجموه ذكروا أنه يروي عن يعلي بن مرة، ويروي عنه الربيع بن عبد الله والشعبي وأبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، ولم يذكروا ذلك في ترجمة أيمن بن نابل. قال الحسيني في "الإكمال" (ص 139): كذا وقع في هذه الرواية (¬1)، والصواب: الربيع عن أيمن بن ثابت وهو أبو ثابت" وقال الحافظ في "التعجيل" في ترجمة الربيع بن عبد الله: ذكره ابن حبان في "الثقات" لكنه قال: يروي عن أيمن بن ثابت فأصاب" قلت: ولما ذكر ابن حبان الربيع بن عبد الله لم يذكر عنه راويا إلا زائدة بن قدامة فهو مجهول. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس والشعبي عن أيمن بن ثابت عن يعلي بن مرة. فأما حديث أبي يعفور فأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 565) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 3891) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي يعفور عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي يعفور عن أيمن قال: سمعت يعلى رفعه "من أخذ أرضا بغير حقها كُلِّف أنْ يحمل ترابها إلى المحشر". وأخرجه عبد بن حميد (406) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (4/ 48) والطبراني في "الكبير" (22/ 270) من طرق عن ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) أي رواية الإمام أحمد.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3893) عن مروان بن معاوية الفزاري عن أبي يعفور به. وأخرجه أحمد بن حنبل (4/ 172) عن أبي إبراهيم إسماعيل بن محمد المعقب وابن قانع في "الصحابة" (3/ 215) عن سويد بن سعيد الهروي والدولابي في "الكنى" (1/ 54) عن محمد بن عبد الله بن يزيد القرشي قالوا: ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا أبو يعفور (¬1) به. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 221 - 222) عن مسدد وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3890) و (2/ 222) عن قيس بن حفص الدارمي وأحمد (¬2) (4/ 173) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 3897) وأبو نعيم في "الصحابة" (6641) والخطيب (1/ 282) عن عفان بن مسلم البصري والطبراني (¬3) في "الكبير" (22/ 269 - 270) وأبو نعيم (6641) عن مسلم بن إبراهيم البصري قالوا: ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد ثنا أبو ثابت (¬4): سمعت يعلي بن مرة به. ¬

_ (¬1) عند أحمد "أبو يعقوب" وعند الدولابي "ابن يعفور عن عيبد بن نسطاس" وكلاهما تحريف والصواب ما أثبته. (¬2) ووقع عنده: عبد الواحد بن زياد ثنا أبو يعقوب عبد الله جدي. وهو تحريف انظر "إتحاف الخيرة" (4/ 302) (¬3) ووقع عنده: ثنا أبو يعقوب. وهو خطأ والصواب أبو يعفور. (¬4) وهو أيمن بن ثابت.

وإسناده حسن رواته ثقات غير أبي ثابت وهو أيمن بن ثابت وهو صدوق كما قال الخزرجي في "الخلاصة" والحافظ في "التقريب". وأما حديث الشعبي فأخرجه أبو يعلى في "المعجم" (111) وابن قانع (3/ 215) عن إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي السكري والطبراني في "الكبير" (22/ 270 - 271) عن عبد الله بن جعفر الرقي وعمرو بن عثمان الكلابي وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي (¬1) قالوا: ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أُنيسة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي ثابت أيمن عن يعلي بن مرة رفعه "من سرق شبرا (¬2) من الأرض أو غَلَّه جاء يحمله (¬3) يوم القيامة إلى أسفل الأرضين" واللفظ للطبراني. وإسناده حسن لكن اختلف فيه على عبيد الله بن عمرو، فرواه علي بن معبد بن شداد العبدي عنه وأسقط منه زيد بن أبي أنيسة والشعبي. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 132 - 133) والأول أصح. الثاني: يرويه جابر الجُعْفي عن موسى التغلبي عن يعلي بن مرة رفعه "من ظلم من الأرض شبرا فما فوقه كُلف أن يحمله يوم القيامة حتى يبلغ الماء، ثم يحمله إلى المحشر" ¬

_ (¬1) هكذا رواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، ورواه محمد بن إسحاق الصفار البغدادي عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة وأسقط منه زيد بن أبي أنيسة. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1054) والأول أصح. وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة هذا أظنّه الذي روى عنه ابن معين. قال الدولابي في "الكنى" (1/ 132 - 133): سمعت العباس بن محمد قال: سمعت ابن معين قال: وقدم شيخ من درب الحدث يقال له: ابن زرارة فحدثنا عن عبيد الله بن عمرو عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أيمن بن ثابت عن يعلي بن مرة رفعه: فذكره الحديث. (¬2) لفظ أبي يعلى "شيئا" (¬3) لفظ أبي يعلى "به"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 271) عن محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي ثنا أحمد بن أيوب السكري عن أبي حمزة (¬1) عن جابر به. قال الهيثمي: وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق" المجمع 4/ 175 وللحديث شاهد عن سعيد بن زيد وعن عائشة أخرجهما البخاري (فتح 6/ 28 - 30) فهو بهما صحيح. 1662 - "أيَّمُا عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء مرضاتي ضمنت له إنْ رجعته أنْ أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي من حديث ابن عمر فوقع في روايته التصريح بأنّه من الأحاديث الإلهية ولفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه قال: فذكره، الحديث رجاله ثقات" (¬2) حسن أخرجه أحمد (2/ 117) عن رَوح بن عبادة البصري والنسائي (6/ 16) وفي "الكبرى" (4334) ومن طريقه ابن بلبان في "المقاصد السنية" (ص 357) عن حجاج بن المنهال البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى قال "أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء مرضاتي، ضمنت له أنْ أرجعه بما أصاب من أجر وغنيمة، وإنْ قبضته أن أغفر له وأرحمه وأدخله الجنة" واللفظ لأحمد ورواته ثقات كما قال الحافظ إلا أنْ فيه عنعنة الحسن البصري فإنّه كان مدلسا. لكن للحديث شاهد عن أنس وعن أبي هريرة فيتقوى بهما. ¬

_ (¬1) هو محمد بن ميمون السكري. (¬2) 6/ 347 - 348 (كتاب الجهاد- باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)

وسيأتي الكلام عليهما عند حديث "يقول الله عز وجل: المجاهد في سبيلي هو علي ضامن" 1663 - "أيمان الرماة لغو لا كفارة لها ولا عقوبة" قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق الحسن البصري مرفوعا في قصة الرماة "وكان أحدهم إذا رمى حلف أنّه أصاب فيظهر أنّه أخطأ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وهذا لا يثبت لأنّهم كانوا لا يعتمدون مراسيل الحسن لأنّه كان يأخذ عن كل أحد" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 412) ثنا محمد بن موسى الحَرَشي ثنا عبيد الله بن ميمون المرادي ثنا عوف الأعرابي عن الحسن بن أبي الحسن قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوم يَنْتَضِلون، يعني يرمون، ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من أصحابه، فرمى رجل من القوم، فقال: أصبت والله وأخطأت، فقال الذي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -: حنث الرجل يا رسول الله، قال "كلا، أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة". وإسناده ضعيف لأنه مرسل، وعبيد الله بن ميمون لم أعرفه. وللحديث شاهد عن معاوية بن حيدة وآخر عن ابن عمر فأما حديث معاوية فيرويه بَهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بقوم يرمون وهم يحلفون، أخطأت والله. أصبت والله، فلما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمسكوا، فقال "ارموا فإنّ أيمان الرماة لغو لا حنث فيها, ولا كفارة" أخرجه الطبراني في "الصغير" (1151) وفي "فضل الرمي" (29) وعنه أبو نعيم في "رياضة الأبدان" (11) ثنا يوسف بن يعقوب بن عبد العزيز الثقفي ثني أبي ثنا سفيان بن عُيينة عن بهز به. قال الطبراني: لم يروه عن بهز إلا سفيان، تفرد به يوسف بن يعقوب عن أبيه" وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ شيخ الطبراني لم أجد من وثقه ولا جرحه" المجمع 4/ 185 وقال الحافظ في "اللسان" في ترجمة يوسف بن يعقوب بن عبد العزيز الثقفي البصري: نزل مصر لا أعرف حاله، أتى بخبر باطل بإسناد لا بأس به. ثم ذكر هذا الحديث. ¬

_ (¬1) 14/ 355 (كتاب الإيمان والنذور، باب {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225])

قال: الحمل فيه على يوسف أو على أبيه فما حدّث به ابن عيينة قط" وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "فضل الرمي" (30) وابن عدي (2/ 464) من طريق بكر بن يونس بن بكير الشيباني ثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم ينتضلون ويتحالفون: أصبت والله، فقال "ارموا ولا إثم عليكم" قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، وبكر بن يونس عامة ما يرويه مما لا يتابع بعضه عليه" قلت: بكر قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقواه العجلي وغيره. 1664 - حديث عبادة بن الصامت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل أيّ الأعمال أفضل؟ فقال "إيمان بالله، وتصديق بكتابه" ذكر الحافظ أنّ البخاري أورده في "خلق أفعال العباد" (¬1). أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1) وأحمد (5/ 318 - 319) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (5/ 278) من طريق ابن لَهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن عُلَي بن رباح أنَّه سمع جُنَادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: إن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "الإيمان بالله، وتصديق به، وجهاد في سبيله" قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال "السماحة والصبر" قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال "لا تتهم الله تبارك وتعالى في شيء قضى لك به". واللفظ لأحمد قال الهيثمي: في إسناده ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 59 و 5/ 278 - 279 قلت: ابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين والنسائي والفلاس وغيرهم، وذكره العقيلي وابن حبان وأبو زرعة وغيرهم في الضعفاء. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عياش بن عباس القِتْبَاني عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال "إيمان بالله، وتصديق بكتابه" ¬

_ (¬1) 17/ 291 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} [آل عمران: 93])

أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (163) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 2 و 3) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (5/ 278 - 279) من طريق سويد أبي حاتم ثني عياش بن عباس به. قال الهيثمي: في إسناده سويد بن إبراهيم وثقه ابن معين في روايتين وضعفه النسائي، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 278 - 279 قلت: سويد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه واختلف فيه قول ابن معين. ولم ينفرد الحارث بن يزيد به بل تابعه موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن جنادة عن عبادة قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الأعمال أفضل؟ قال "إيمان بالله، وتصديق رسوله، وجهاد في سبيله" أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (161) عن ضرار بن صُرَد عن عبد الله بن وهب عن موسى بن علي به. وإسناده ضعيف لضعف ضرار بن صرد. واختلف فيه على موسى بن علي، فرواه رشدين بن سعد عنه عن أبيه عن عمرو بن العاص قال: قال رجل: يا رسول الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "إيمان بالله، وتصديق، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور" أخرجه أحمد (4/ 204) قال الهيثمي: وفي إسناده رشدين وهو ضعيف" المجمع 1/ 60 1665 - قال - صلى الله عليه وسلم - "أين كون غدا" كررها، فعرفت أزواجه أنّه إنما يريد عائشة، فقلن: يا رسول الله، قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة. قال الحافظ: وفي مرسل أبي جعفر عند ابن أبي شيبة: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 560) ثنا حاتم عن جعفر عن أبيه قال: لما ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أين أكون غداً؟ " قالوا: عند فلانة، قال "أين أكون بعد غد؟ " قالوا: عند فلانة، فعرفن أزواجه أنّه إنما يريد عائشة، فقلن: يا رسول الله، قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة. ¬

_ (¬1) 9/ 207 (كتاب المغازي - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

وأخرجه ابن سعد (2/ 233 و 8/ 168 - 169) عن الواقدي حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه به. وهو مرسل لأنّ محمد هو ابن علي بن الحسين وهو تابعي. 1666 - "قوله - صلى الله عليه وسلم - للجارية "أين الله؟ " قالت: في السماء. سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (537) 1667 - عن أم سلمة في قصة تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - بها ففيه: وكان أم سلمة ترضع زينب بنتها فجاء عمار فأخذها، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أين زينب" فقالت قريبة بنت أبي أمية صادفها عندها: أخذها عمار. قال الحافظ: ثبت في النسائي بسند صحيح من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث أم سلمة: لما خطبني النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 1668 - حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال "أينقص الرطب إذا جف؟ " قالوا: نعم. قال "فلا إذا" قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن, وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (¬3) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬4). أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 624) عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود أنّ زيدا أبا عياش أخبره أنّه سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسُّلْتِ؟ فقال له سعد: أيتهما أفضل؟ قال: البيضاء. فنهاه عن ذلك، وقال سعد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسأل عن اشتراء التمر بالرطب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أينقص الرطب إذا يبس؟ " فقالوا: نعم. فنهى عن ذلك. وأخرجه الطيالسي (منحة 1/ 270) والشافعي في "الأم" (3/ 15) وفي "الرسالة" (ص 331 - 332) وعبد الرزاق (14185) عن مالك به. ¬

_ (¬1) 17/ 174 (كتاب التوحيد- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا شخص أغير من الله) (¬2) 11/ 339 (كتاب الطلاق- باب نكاح من أسلم من المشركات) (¬3) 5/ 289 (كتاب البيوع- باب المزابنة) (¬4) 9/ 100 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 182 - 183 و 14/ 204 - 205) وأحمد (1/ 175 و 179) والدورقي في "مسند سعد" (111) وأبو داود (3359) وابن ماجه (2264) والترمذي (1225) والبزار (¬1) (1233) والنسائي (7/ 236) وفي "الكبرى" (6034 و 6136) وأبو يعلى (712 و 713 و 825) وابن الجارود (657) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 6) وفي "المشكل" (6161 و 6162 و 6163 و 6164 و 6165 و 6166 و 6167) والهيثم بن كليب في "مسنده" (161 و 162 و 163) وابن حبان (4997) والدارقطني (3/ 49) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (55) والخطابي في "الغريب" (2/ 225) والحاكم (2/ 38) وابن حزم في "الأحكام" (ص 1304 - 1305) والبيهقي (5/ 294) وفي "معرفة السنن" (8/ 61) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 171 و 175 و 175 - 176 و 176) والخطيب في "الفقيه" (1/ 210 - 211) والبغوي في "شرح السنة" (2068) وأبو طاهر السلفي في "الأربعين البلدانية" (30) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (712) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 102) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 353) من طرق (¬2) عن مالك به. ولم ينفرد به مالك بل تابعه غير واحد عن عبد الله بن يزيد، منهم: 1 - إسماعيل بن أمية الأموي. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (211) والحميدي (75) وأحمد (1/ 179) وفي "المسائل" لابنه عبد الله (ص 274 - 275) والطحاوي في "المشكل" (6169) والدارقطني (3/ 50) والحاكم (2/ 38) والبيهقي في "معرفة السنن" (8/ 62) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 174) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 353) عن سفيان بن عُيينة ¬

_ (¬1) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" (¬2) واختلف فيه على مالك، فرواه أحمد بن عبيد عن إسماعيل بن إسحاق عن علي بن عبد الله بن جعفر المديني عن أبيه عن مالك عن داود بن الحصين عن عبد الله بن يزيد عن زيد أبي عياش عن سعد. أخرجه البيهقي (5/ 294) ورواه يحيى بن صاعد وعبد الله بن محمد النيسابوري عن إسماعيل بن إسحاق عن علي بن المديني عن أبيه عن مالك عن داود بن الحصين عن عبد الله بن يزيد عن زيد أبي عياش عمن سمعه. أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 201) ومن طريقه ابن عساكر (7/ 10) قال علي بن المديني: وسماع أبي عن مالك قديم قبل أن يسمعه هؤلاء فأظن أنّ مالكا كان علقه قديما عن داود بن الحصين عن عبد الله بن يزيد ثم سمعه من عبد الله بن يزيد فحدث به قديما عن داود ثم نظر فيه فصححه عن عبد الله بن يزيد وترك داود بن الحصين" كذا قال، وأبوه ضعيف كما قال ابن معين وغيره فلا عبرة بمخالفته.

وعبد الرزاق (14186) والنسائي (7/ 236) وفي "الكبرى" (6137) والبيهقي (5/ 294) وفي "الصغرى" (1885) والحاكم (2/ 38) عن سفيان الثوري كلاهما عن إسماعيل بن أمية (¬1) عن عبد الله بن يزيد عن زيد أبي عياش (¬2) عن سعد قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرطب بالتمر، فقال "أينقص إذا يبس؟ " قالوا: نعم، فنهى عنه. وفي لفظ: سئل سعد عن رجلين تبايعا بالسُّلْتِ والشعير، فقال: تبايع رجلان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر ورطب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أينقص الرطب إذا يبس؟ " قالوا: نعم، فنهى عنه (¬3). 2 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه ابن الجارود (657) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 6) وفي "المشكل" (6161) والهيثم بن كليب (181) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 172) من طرق عن عبد الله بن وهب (¬4) عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان أنّ زيدا أبا عياش (¬5) أخبره أنّه سأل سعدا عن السُّلْتِ بالبيضاء، فقال سعد: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الرطب بالتمر، فقال "أينقص الرطب إذا جف؟ " فقالوا: نعم، قال "فلا إذاً" (¬6) وكرهه. واللفظ للطحاوي. وأسامة بن زيد مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن، وقد احتج مسلم برواية ابن وهب عنه. ¬

_ (¬1) وثقه ابن معين وأبو زرعة وابن سعد والعجلي وابن حبان وغيرهم. (¬2) زاد البيهقي في "المعرفة" وغيره: الزرقي. (¬3) وفي لفظ "فلا إذاً" (¬4) رواه عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني أسامة بن زيد وغيره عن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6168) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 172) وعبد الله بن صالح فيه ضعف. (¬5) زاد ابن الجارود "مولى بني زهرة". (¬6) وفي لفظ "لا تبتاعوا التمر بالرطب"

3 - الضحاك بن عثمان. قاله الدارقطني في "السنن" (3/ 49) وفي "العلل" (4/ 399) ولم يسق إسناده. وخالفهم يحيى بن أبي كثير فرواه عن عبد الله بن يزيد أنّ أبا عياش أخبره أنّه سمع سعد بن أبي وقاص يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الرطب بالتمر نسيئة. فزاد فيه "نسيئة" أخرجه أبو داود (3360) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 6) وفي "المشكل" (6171 و 6172) والهيثم بن كليب (167) والدارقطني (3/ 49) والحاكم (2/ 38 - 39) والبيهقي (5/ 294) وقال الطحاوي: فكان هذا أصل الحديث فيه ذكر النسيئة زاده يحيى بن أبي كثير على مالك بن أنس فهو أولى" وقال الدارقطني: وخالفه مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد رووه عن عبد الله بن يزيد ولم يقولوا فيه نسيئة، واجتماع هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى يدل على ضبطهم للحديث وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن أنس" وقال ابن عبد البر: والصواب عندي ما قاله مالك، وقد وافقه إسماعيل بن أمية على إسناده ولفظه، وفي حديث أسامة بن زيد ما يعضد المعنى الذي جاء به مالك وإسماعيل بن أمية" ولم ينفرد عبد الله بن يزيد به بل تابعه عمران بن أبي أنس فقال: سمعت أبا عياش يقول: سألت سعد بن أبي وقاص عن اشتراء السُّلْتِ بالتمر، فقال سعد: أبينهما فضل؟ قالوا: نعم، قال: لا يصلح. وقال سعد: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اشتراء الرطب بالتمر، فقال "أبينهما فضل؟ " قالوا: نعم، الرطب ينقص، فقال "فلا يصلح" أخرجه الحاكم (2/ 43) والبيهقي (5/ 295) وفي "المعرفة" (8/ 63 - 64) من طريق ابن وهب أني مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمران به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: اختلف فيه على بكير وهو ابن عبد الله بن الأشج، فرواه عمرو بن الحارث عنه عن عمران بن أبي أنس أنّ مولى لبني مخزوم حدّثه أنّه سأل سعد بن أبي وقاص عن الرجل يسلف الرجل الرطب بالتمر إلى أجل، فقال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذا.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 6) وفي "المشكل" (6173) فهذه الرواية توافق رواية يحيى بن أبي كثير، والتي قبلها توافق رواية مالك ومن تابعه. ورواية عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عندي أصح لأنّها سماع، ورواية مخرمة بن بكير عن أبيه وجادة، وقد تقرر في علم المصطلح أنّ السماع أقوى مرتبة من الوجادة. قال ابن حبان: مخرمة بن بكير يحتج بروايته من غير روايته عن أبيه لأنّه لم يسمع من أبيه ما يروي عنه" الثقات 7/ 510 ومما تقدم تبين أنّ الحديث قد اضطرب في متنه، فحديث مالك ومن تابعه فيه النهي عن بيع التمر بالرطب، وحديث يحيى بن أبي كثير فيه النهي عن بيع التمر بالرطب نسيئة. واختلف أهل العلم في الترجيح بين الروايتين، وأكثرهم على ترجيح حديث مالك. فقال الترمذي بعد أن أخرجه من طريق مالك: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لإجماع أئمة النقل على إمامة مالك بن أنس وأنّه محكم في كل ما يرويه من الحديث إذ لم يوجد في رواياته إلا الصحيح خصوصا في حديث أهل المدينة ثم لمتابعة هؤلاء الأئمة إياه في روايته عن عبد الله بن يزيد، والشيخان لم يخرجاه لما خشياه من جهالة زيد أبي عياش" وصححه ابن المديني كما في "بلوغ المرام" وابن خزيمة وابن حبان. ورجح رواية مالك أيضا الدارقطني وابن عبد البر كما تقدم والبيهقي (السنن 5/ 295) ورجح غير واحد من الحنفية رواية يحيى بن أبي كثير، منهم: 1 - الطحاوي. وقد تقدم كلامه. 2 - ابن التركماني. قال في "الجوهر النقي" (5/ 295): ولو سلم حديث هؤلاء من الاختلاف كان حديث يحيى بن أبي كثير أولى بالقبول من حديثهم لأنّه زاد عليهم وهو إمام جليل وزيادة الثقة مقبولة" 3 - ابن الهمام. قال في "شرح فتح القدير" (7/ 29): وأنت تعلم أنّ بعد صحة هذه الزيادة يجب

قبولها لأنّ المذهب المختار عند المحدثين قبول الزيادة وإنْ كان الأكثر لم يوردها إلا في زيادة تفرد بها بعض الرواة الحاضرين في مجلس واحد ومثلهم لا يغفل عن مثلها فإنّها مردودة على ما كتبناه في "تحرير الأصول" وما نحن فيه لم يثبت أنّه زيادة لما في مجلس واحد اجتمعوا فيه فسمع هذا ما لم يسمع المشاركون له في ذلك المجلس بالسماع فما لم يظهر أنّ الحال كذلك فالأصل أنّه قاله في مجالس ذكر في بعضها ما تركه في آخر" وذكر في "تحرير الأصول" أَنه إذا علم اتحاد المجلس لم تقبل الزيادة وإذا تعدد المجلس أو لم يعلم بذلك قبلت الزيادة اتفاقا" تيسير التحرير3/ 108 - 109 وقد ردّ غير واحد الحديث وأعلّه بجهالة زيد أبي عياش، ومنهم من ضعفه. فقال ابن حزم: هذا خبر لا يصح لأنّ زيدا أبا عياش مجهول" الأحكام ص 1304 - المحلى 9/ 492 وقال المرغيناني في "الهداية": زيد بن عياش ضعيف عند النقلة (¬1) " تحفة الأحوذي 4/ 420 وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 10): وقد أعله جماعة منهم الطحاوي والطبري وابن حزم وعبد الحق كلهم أعله بجهالة حال زيد أبي عياش، والجواب أنّ الدارقطني قال: إنّه ثقة ثبت، وقال المنذري: قد روى عنه اثنان ثقتان وقد اعتمده مالك مع شدة نقده، وصححه الترمذي والحاكم. قال: ولا أعلم أحدا طعن فيه، وجزم الطحاوي بوهم من زعم أنّه هو أبو عياش الزرقي زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان الصحابي المشهور وصحح أنّه غيره وهو كما قال" وقال الخطابي: قد تكلم بعض الناس في إسناد حديث سعد بن أبي وقاص وقال: زيد أبو عياش راويه ضعيف، ومثل هذا الحديث على أصل للشافعي لا يجوز أنْ يحتج به، وليس الأمر على ما توهمه، وأبو عياش هذا مولى لبني زهرة معروف وقد ذكره مالك في "الموطأ" وهو لا يروي عن رجل متروك الحديث بوجه وهذا من شأن مالك وعادته معلوم" وقال المنذري في "مختصره": وقد حكي عن بعضهم أنّه قال: زيد أبو عياش مجهول، وكيف يكون مجهولا وقد روى عنه اثنان ثقتان عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان وعمران بن أبي أنس وهما ممن احتج به مسلم في "صحيحه" وقد عرفه أئمة هذا الشأن فالإمام مالك قد أخرج حديثه في "موطئه" مع شدة تحريه في الرجال وتتبعه لأحوالهم، والترمذي قد صحح حديثه وكذلك الحاكم في كتاب المستدرك، وقد ذكره ¬

_ (¬1) وتعقبه العيني في "البناية" فقال: هذا ليس بصحيح بل هو ثقة عند النقلة" تحفة الأحوذي 4/ 420

مسلم والنسائي وأبو أحمد الكرابيسي في كتاب الكنى وذكروا أنّه سمع من سعد بن أبي وقاص وما علمت أحدا ضعفه" وقال ابن الجوزي في "التحقيق": قال أبو حنيفة: زيد أبو عياش مجهول، فإنْ كان هو لم يعرفه فقد عرفه أئمة النقل، ثم ذكر ما قال المنذري سواء" نصب الراية 4/ 41 وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": زيد بن عياش أبو عياش الزرقي ويقال المخزومي ويقال مولى بني زهرة المدني ليس به بأس" نصب الراية 4/ 42 قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الأمر، وقال في "المغنى": مشهور، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وللحديث شاهد عن ابن عمر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يباع الرطب بالتمر الجاف. أخرجه الدارقطني (3/ 48) من طريق يحيى بن أبي أُنيسة عن الزهري عن سالم عن أبيه به. وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن أبي أنيسة. وله شاهد مرسل أخرجه البيهقي (5/ 295) من طريق ابن وهب أنا سليمان بن بلال ثني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن رطب بتمر، فقال "أينقص الرطب إذا يبس؟ " قالوا: نعم، قال "لا يباع رطب بيابس" وقال: وهذا مرسل جيد شاهد لما تقدم" وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وهذا مرسل جيد وهو شاهد لحديث سعد بن أبي وقاص" نصب الراية 1/ 43 وقال الحافظ: وهو مرسل قوي" التلخيص 3/ 10 1669 - حديث ابن عباس أنّه سئل عن غسل يوم الجمعة أواجب هو؟ فقال: لا, ولكنّه أطهر لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس بواجب عليه وسأخبركم عن بدء الغسل. كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون وكان مسجدهم ضيقا فلما آذى بعضهم بعضا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والطحاوي وإسناده حسن" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 3/ 13 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة)

أخرجه أبو داود (353) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 116 - 117) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنبي والطحاوي والطبراني في "الكبير" (11548) عن سعيد بن أبي مريم قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن عمرو بن أْبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة أنّ أناسا من أهل العراق جاءوا فقالوا: يا ابن عباس، أترى الغسل يوم الجمعة واجبا؟ قال: لا, ولكنّه أطهر (¬1)، وخير لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب، وسأخبركم كيف بدء الغسل؟ كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم، وكان مسجدهم ضيقا مقارب السقف، إنما هو عريش، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم حار وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياح آذى بذلك بعضهم بعضا، فلما وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الريح قال "أيها الناس، إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا, وليمس أحدكم أفضل (¬2) ما يجد من دهنه وطيبه". قال ابن عباس: ثم جاء الله بالخير، ولبسوا غير الصوف، وكُفوا العمل، ووسع مسجدهم، وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضهم بعضا من العرق. واللفظ لأبي داود. وإسناده حسن كما قال الحافظ رواته ثقات غير الدراوردي وعمرو بن أبي عمرو وهما صدوقان، ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس نحوه. أخرجه أحمد (الفتح الرباني 6/ 41 - 42) وابن خزيمة (1755) والحاكم (1/ 280 - 281) وقال: صحيح على شرط البخاري" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 172 قلت: وإسناده حسن. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "طهور" وفي لفظ آخر "أحبّ إليّ أن اغتسل" (¬2) وفي لفظ "أمثل"

1670 - قال عبد الله بن حبشي الخثعمي: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى باب الكعبة وهو يقول "أيها الناس إنّ الباب قبلة البيت" قال الحافظ: رواه البزار" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 65) من طريق عبد الله بن شبيب الربعي ثنا محمد بن عمرو أني عبد الله بن أبي مريم عن ابن أبي مُليكة عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قام على باب الكعبة فقال "أما بعد، فإن الباب قبلة البيت، والبيت قبلة المسجد، والمسجد قبلة الحرم، والحرم قبلة الآفاق" قال البيهقي: إسناده ضعيف ولا يحتج بمثله" السنن الكبرى 2/ 10 وقال الحافظ: رواه البزار وإسناده ضعيف" التلخيص 1/ 213 قلت: عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها, لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات، وقال الذهبي في "الميزان": واه. وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعا "البيت قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمتي" أخرجه ابن الأعرابي (1262) والبيهقي (2/ 9 - 10) من طريق عمر بن حفص المكي ثنا ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس به. قال البيهقي: تفرد به عمر بن حفص المكي وهو ضعيف لا يحتج به" وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 2/ 213 1671 - حديث جابر قال: مَرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل يصلي على صخرة، فأتى ناحية فمكث، ثم انصرف فوجده على حاله، فقام فجمع يديه ثم قال "أيها الناس، عليكم القصد، عليكم القصد" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (¬2) أخرجه ابن ماجه (4241) وأبو يعلى (1796 و 1797) وابن حبان (357) والخطيب ¬

_ (¬1) 2/ 47 - 48 (كتاب الصلاة- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]) (¬2) 14/ 77 (كتاب الرقاق- باب القصد والمداومة على العمل)

في "الفقيه" (2/ 124) والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 590) من طرق عن يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي ثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل يصلي على صخرة، فأتى ناحية مكة فمكث مليا، ثم انصرف فوجد الرجل يصلي على حاله، فقام فجمع يديه ثم قال "يا أيها الناس عليكم بالقصد" ثلاثا "فإن الله لا يمل حتى تملوا" قال ابن عدي: الأحاديث بهذا الإسناد كلها غير محفوظة" الكامل 5/ 1889 وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، يعقوب مختلف فيه، والباقي ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 245 قلت: يعقوب حسن الحديث، وثقه الطبراني وغيره، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وعيسى بن جارية مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 1672 - "أيها الناس، مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا أنْ يأتيهم فبعثوا رجلا يترايا لهم، فبينما هم كذلك إذ أبصر العدو فأقبل لينذر قومه، فخشي أنْ يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فأهوى بثوبه. أيها الناس، أُتيتم، ثلاث مرات" قال الحافظ: أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" وهو عند أحمد أيضاً بسند جيد من حديث عبد الله بن بُريدة عن أبيه قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فنادى ثلاث مرات: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 348) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين ثنا بشير ثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خرج إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما فنادى ثلاث مرار "يا أيها الناس تدرون ما مثلي ومثلكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعثوا رجلا يترايا لهم، فبينما هم كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم وخشي أنْ يدركه العدو قبل أنْ ينذر قومه فأهوى بثوبه: أيها الناس أتيتم، أيها الناس أتيتم، ثلاث مرار". وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (ص 16) عن محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي وأبو الشيخ في "الأمثال" (253) ¬

_ (¬1) 14/ 99 (كتاب الرقاق- باب الانتهاء عن المعاصي)

عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا بشير بن المهاجر الغَنَوي ثني عبد الله بن بريدة عن أبيه به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 188 قلت: بشير بن المهاجر وإن أخرج له مسلم إلا أنّه مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. 1673 - "الأئمة من قريش" قال الحافظ: وقد جمعت طرقه عن نحو أربعين صحابيا لما بلغني أن بعض فضلاء العصر ذكر أنّه لم يُرو إلا عن أبي بكر الصديق" (¬1) سيأتي الكلام عليه عند حديث "الأمراء من قريش" 1674 - "الأذان مثنى والإقامة واحدة" قال الحافظ: وهو عند ابن حبان من حديث ابن عمر" (¬2) وذكره في الباب الذي قبله وقال: أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" فقال فيه: "مثنى مثنى" وهو عند أبي داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وغيره من هذا الوجه لكن بلفظ "مرتين مرتين" (¬3) له عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه أبو المثنى مسلم بن المثنى عن ابن عمر. أخرجه الطيالسي (ص 260) عن شعبة أني أبو جعفر- وليس بالفراء- عن أبي المثنى عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثنى مثنى والإقامة مرة مرة غير أنّ المؤذن كان إذا قال: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة قالها مرتين". ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 259 - 260) عن سهل بن حماد البصري ¬

_ (¬1) 8/ 30 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثنا الحميدي ومحمد بن عبد الله ..) (¬2) 2/ 224 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب الإقامة واحدة) (¬3) 2/ 223 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب الأذان مثنى)

وأخرجه أحمد (2/ 87) والدارقطني (1/ 239) والبيهقي (1/ 413) وفي "المعرفة" (2/ 255 - 256) وفي "الصغرى" (282) وابن الجوزي في "التحقيق" (402) عن عبد الرحمن بن مهدي والدارمي (1195) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 259 - 260) عن سهل بن حماد الدلال البصري وأحمد (2/ 85) وأبو داود (510) والدولابي في "الكنى" (2/ 106) وابن خزيمة (374) وابن حبان (1674) والحاكم (1/ 197 - 198) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 317 - 318) والبغوي في "شرح السنة" (406) عن محمد بن جعفر غُندر والنسائي (2/ 4) وفي "الكبرى" (1593) وابن خزيمة (1/ 194) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 317) والجورقاني في "الأباطيل" (389) عن يحيى القطان وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 18) وابن حبان (1677) عن آدم بن أبي إياس وأبو داود (511) وابن الجارود (164) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وأحمد (2/ 85) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (1/ 183) والنسائي (2/ 18) وفي "الكبرى" (1632) والدولابي (2/ 106) عن حجاج بن محمد الأعور والطحاوي (¬1) في "شرح المعاني" (1/ 133) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري وابن الجارود (164) ¬

_ (¬1) في إسناده سقط.

عن عيسى بن يونس والبيهقي (1/ 413) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وابن عبد البر (18/ 317) عن الأسود بن عامر الشامي والحاكم (1/ 197 - 198) عن الربيع بن يحيى البصري وعن عثمان بن جبلة المروزي والحاكم أيضا والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 261) عن عبد الله بن خيران البغدادي وابن المنذر (3/ 20) عن خالد بن الحارث البصري كلهم عن شعبة: ثنا أبو جعفر (¬1) مؤذن مسجد العريان (¬2) قال: سمعت أبا المثنى مسلم بن المثنى القاري (¬3) مؤذن (¬4) مسجد الأكبر (¬5) يقول: سمعت ابن عمر يقول: فذكره. زاد أبو داود والنسائي والدارمي وابن خزيمة وابن حبان والدولابي والحاكم والبيهقي وابن الجارود والطحاوي وابن عبد البر والبغوي: "فإذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصلاة". قال شعبة: لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث" وقال ابن حبان: أبو جعفر هذا هو إمام مسجد الأنصار بالكوفة (¬6) اسمه محمد بن مسلم بن مهران بن المثنى، وأبو المثنى اسمه مسلم بن المثنى" ¬

_ (¬1) وفي رواية آدم بن أبي إياس وأبي النضر "يعني الفراء" وفي روايات الحاكم الأربعة "المدائني". (¬2) زاد أحمد وابنه والدولابي في رواية حجاج بن محمد "في مسجد بني هلال" (¬3) زاد الحاكم في رواياته الأربع "القاري". (¬4) في رواية إبراهيم بن مرزوق "مؤذن كان لأهل الكوفة". (¬5) في رواية حجاج بن محمد "مسجد الجامع". (¬6) بل هو مؤذن مسجد العريان كما صرح بذلك أبو عامر العقدي وحجاج بن محمد في روايتهما.

وقال ابن الجارود: أبو المثنى اسمه مسلم بن مهران مؤذن مسجد الكوفة" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فإنّ أبا جعفر هذا عمير بن يزيد بن حبيب الخطمي (¬1)، وأما أبو المثنى القاري فإنّه من أستاذي نافع بن أبي نعيم واسمه مسلم بن المثنى" وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح، وأبو جعفر وأبو المثنى ثقتان" وقال ابن سيد الناس: إسناده صحيح" نيل الأوطار 1/ 48 - 49 وقال النووي: إسناده صحيح أو حسن" الخلاصة 1/ 282 قلت: أبو المثنى وثقه أبو زرعة وابن حبان والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". وأبو جعفر قال أبو زرعة: هو كوفي لا أعرفه إلا في هذا الحديث (الجرح 4/ 2 / 353) ولم ينفرد به بل تابعه حجاج بن دينار (¬2) عن أبي المثنى عن ابن عمر مثله. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (1/ 183) عن أبيه عن محمد بن يزيد الكَلاَعي عن حجاج به. - ورواه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: • فرواه محمد بن يزيد الكلاعي عن إسماعيل بن أبي خالد عن المثنى عن ابن عمر قال: فذكر مثله. أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 183) • ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي المثنى أنّ ابن عمر كان يأمر المؤذن أنْ يشفع الأذان ويوتر الإقامة ليعلم المار الأذان من الإقامة. فجعله عن أبي المثنى وأوقفه على ابن عمر. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 205) • ورواه وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن المثنى أو ابن أبي المثنى عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 196): ووهم الحاكم في ذلك" وانظر "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 260) (¬2) هذا الذي قوي عندي ويحتمل أنّه حجاج بن أرطاة فإنّه مذكور في الرواة عن أبي المثنى والله أعلم.

أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 183) الثاني: يرويه عبيد الله بن عمر العدوي عن نافع عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثنى مثنى (¬1)، والإقامة فرادى (¬2). أخرجه أبو عوانة (1/ 329) وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (ص 58) والدارقطني (1/ 239) وابن الجوزي في "التحقيق" (397) وأبو الشيخ في "كتاب الأذان" (¬3) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 261 - 262) من طرق عن سعيد بن المغيرة الصياد ثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر به. واللفظ لأبي عوانة. قال ابن عبد الهادي: هذا إسناد صحيح، وسعيد بن المغيرة الصياد وثقه أبو حاتم وغيره" تنقيح التحقيق 1/ 676 وقال الحافظ: وأظنّ سعيدا وهم فيه وإنما رواه عيسى عن شعبة كما تقدم، لكن سعيد وثقه أبو حاتم" التلخيص 1/ 196 الثالث: يرويه سليمان التيمي قال: حدثني رجل في مسجد الكوفة عن ابن عمر قال: الأذان مثنى والإقامة واحدة، قال: كذلك أذان بلال. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 205) عن إسماعيل بن عُلية عن سليمان التيمي به. والرجل لعله أبو المثنى والله تعالى أعلم. 1675 - حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي ورجاله ثقات لكن اختلف في وصله وإرساله وحكم مع ذلك بصحته الحاكم وابن حبان" (¬4) صحيح أخرجه أحمد (3/ 83) وأبو داود (492) وابن ماجه (745) وأبو يعلى (1350) وابن حزم في "المحلى" (4/ 38) والبيهقي (2/ 434 - 435) ¬

_ (¬1) لفظ الدارقطني "مرتين مرتين" (¬2) لفظ الدارقطني "مرة مرة" (¬3) كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 262) (¬4) 2/ 75 (كتاب الصلاة- باب كراهية الصلاة في المقابر)

عن حماد بن سلمة وأحمد (3/ 96) وأبو داود (492) وابن خزيمة (791) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 182 و 5/ 417) وابن حبان (1699 و 2316 و 2321) والحاكم (1/ 251) وابن حزم في "المحلى" (4/ 38) والبيهقي (2/ 435) عن عبد الواحد بن زياد البصري والدارمي (1397) والترمذي (317) وفي "العلل الكبير" (1/ 238) وابن خزيمة (791) والحاكم (1/ 251) وأبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (31) والبيهقي (2/ 435) والبغوي في "شرح السنة" (2/ 409) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي وأحمد (3/ 83) عن محمد بن إسحاق المدني كلهم عن عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا. - ورواه سفيان الثوري عن عمرو بن يحيى واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الثوري عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا، منهم: 1 - عبد الرزاق (1582) 2 - يزيد بن هارون. أخرجه أحمد (3/ 83) وابن ماجه (745) وأبو يعلى (1350) والبيهقي (2/ 434) 3 - قَبيصة بن عقبة الكوفي. أخرجه الدارقطني في "العلل" (11/ 321) • ورواه سعيد بن سالم القداح عن الثوري عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد. وتابعه يحيى بن آدم الكوفي عن الثوري به. قاله الدارقطني (11/ 321) • ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن الثوري واختلف عنه: فرواه السري بن يحيى بن السري الكوفي عن أبي نعيم عن الثوري عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا.

أخرجه الدارقطني (11/ 321) ورواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي نعيم واختلف عنه: فرواه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (298) عن أبي قلابة مرسلا. ورواه أحمد بن العباس البغوي وإسماعيل الصفار عن أبي قلابة موصولا بذكر أبي سعيد. أخرجه الدارقطني (11/ 321) - ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 79) وقال: وجدت هذا الحديث في كتابي في موضعين: أحدهما منقطع، والآخر عن سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (3/ 401) قال الدارمي: الحديث أكثرهم أرسلوه" وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب، وكان رواية الثوري عن عمرو بن يحيى أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أثبت وأصح مرسلا" وقال في "العلل": والصحيح رواية الثوري وغيره عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسل" وقال الدارقطني في "العلل": المرسل المحفوظ" وقال البيهقي: حديث الثوري مرسل، وقد روي موصولا وليس بشيء، وحديث حماد بن سلمة موصول وقد تابعه على وصله عبد الواحد بن زياد والدراوردي (¬1) " وقال ابن التركماني: قلت: إذا وصله ابن سلمة وتوبع على وصله من هذه الأوجه فهو زيادة ثقة فلا أدري ما وجه قول البيهقي: وليس بشيء" الجوهر النقي 2/ 434 وقال ابن دقيق العيد في "الإمام": حاصل ما علل به الإرسال وإذا كان الواصل له ثقة فهو مقبول" (¬2) وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 321 - 322) في فصل الضعيف وقال: ضعفه ¬

_ (¬1) وعبد الله بن عبد الرحمن , قاله البزار (التلخيص 1/ 277) (¬2) نصب الراية 2/ 324 - التلخيص 1/ 277

الترمذي وغيره، قال: هو مضطرب. ولا يعارض هذا بقول الحاكم: أسانيده صحيحة. فإنّهم أتقن في هذا منه، ولأنّه قد تصح أسانيده وهو ضعيف لاضطرابه" وقال الحافظ: وأفحش ابن دحية فقال في كتاب "التنوير" له: هذا لا يصح من طريق من الطرق. كذا قال فلم يصب" التلخيص 1/ 277 (¬1) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: أسانيده جيدة ومن تكلم فيه فما استوفى طرقه" الإرواء 1/ 320 قلت: حديث حماد بن سلمة ومن تابعه أصح لأن الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. ومما يقوي الموصول أنّ عمرو بن يحيى لم ينفرد به فقد تابعه عمارة بن غَزِيَّة عن يحيى بن عمارة الأنصاري عن أبي سعيد به مرفوعا. أخرجه ابن خزيمة (792) والحاكم (1/ 251) والبيهقي (2/ 435) من طريقين عن بشر بن المفضل ثنا عمارة بن غزية به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وقال الحاكم بعد أنْ ذكر هذه الطريق وطريقي عبد الواحد بن زياد والدراوردي: هذه الأسانيد كلها صحيحة على شرط البخاري ومسلم" قلت: عمارة بن غزية احتج به مسلم واستشهد به البخاري. 1676 - "الإزار إلى أنصاف الساقين، فإنْ أبيت فأسفل، فإن أبيت فمن وراء الساقين، ولاحق للكعبين في الإزار" قال الحافظ: وأخرج النسائي وصححه الحاكم أيضا من حديث حذيفة بلفظ: فذكره" (¬2) يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن مسلم بن نُذَير عن حذيفة قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضلة ساقي، فقال "هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل من ذلك، فإنْ أبيت فلا حق للإزار في الكعبين" ¬

_ (¬1) وقال ابن عبد البر: في إسناد هذا الخبر من الضعف ما يمنع الاحتجاج به. رواه ابن عيينة عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا. فسقط الاحتجاج به عند من لا يرى المرسل حجة وليس مثله مما يحتج به" التمهيد 5/ 220 - 225 (¬2) 12/ 369 (كتاب اللباس- باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار)

وفي لفظ "موضع الإزار إلى أنصاف الساقين والعضلة، فإنْ أبيت فأسفل، فإن أبيت فمن وراء الساق، ولاحق للكعبين في الإزار". منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (5/ 400 - 401) وابن حبان (5445 و 5449) والبيهقي في "الشعب" (5728) والمزي (27/ 547) 2 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (445) وأحمد (5/ 382) وابن ماجه (2/ 1183) 3 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 390 - 391) وابن ماجه (3572) والترمذي (¬1) (1783) وفي "الشمائل" (115) والنسائي في "الكبرى" (9687) 4 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2652) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3078) 5 - الأعمش. أخرجه البزار (2973) والنسائي (8/ 182) وفي "الكبرى" (9688) 6 - زكريا بن أبي زائدة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9689) 7 - فِطر بن خليفة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9690) 8 - الجراح بن الضحاك الكوفي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1800) 9 - مُطرف بن طَريف الكوفي. أخرجه الطبراني في "الصغير" (270) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن صحيح"

- ورواه شعبة عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 57): ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت مسلم بن قريش يحدث عن حذيفة. • وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت مسلم بن نذير عن حذيفة. أخرجه أحمد (5/ 396) • ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة واختلف عنه: فرواه محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر فقال: عن مسلم بن نذير. أخرجه البزار (2974) • ورواه أحمد (5/ 398) عن محمد بن جعفر فقال: عن مسلم بن يسار. - وقال زيد بن أبي أنيسة: عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن حذيفة. أخرجه ابن حبان (5448) وقال: سمع هذا الخبر أبو إسحاق عن مسلم بن نذير والأغر أبي مسلم، فالطريقان جميعا محفوظان إلا أن خبر الأغر أغرب، وخبر مسلم بن نذير أشهر" - وقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9685) وقال: وهذا الحديث خطأ، والصواب حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن مسلم (¬1) عن حذيفة" وقال المزي: المحفوظ حديث أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة" تحفة الأشراف 2/ 61 - وقال شعيب بن صفوان الكوفي: عن أبي إسحاق عن صِلَة بن زُفَر عن حذيفة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9686) ¬

_ (¬1) وقع عند النسائي في حديث أبي الأحوص والأعمش وزكريا بن أبي زائدة وفطر بن خليفة: عن أبي إسحاق عن مسلم بن يزيد، وهذا في رواية أبي علي الأسيوطي عن النسائي كما قال المزي في "التحفة" (3/ 53) وذكر أنّ في أكثر الروايات: عن مسلم بن نذير.

وقال: وهذا الحديث خطأ، والصواب حديث أبي الأحوص" وقال المزي: كذا قال (¬1)، والمحفوظ حديث أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة" تحفة الأشراف 3/ 43 وقال أيضا عن حديث أبي الأحوص ومن تابعه: وهذا أصح من حديث من قال: عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة" تحفة 3/ 53 قلت: وهو كما قال، وأبو إسحاق كان قد اختلط وسماع شعبة والثوري منه قبل اختلاطه. ومسلم بن نذير ذكره ابن حبان في "الثقات". 1677 - "الإسبال في الإزار، والقميص، والعمامة، من جَرَّ منها شيئا خيلاء" قال الحافظ: فأخرج أصحاب السنن إلا الترمذي واستغربه ابن أبي شيبة من طريق عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وعبد العزيز فيه مقال، وقد أخرج أبو داود من رواية يزيد بن أبي سُمَيَّة عن ابن عمر قال: ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإزار فهو في القميص" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 396) وهناد في "الزهد" (847) عن حسين بن علي الجُعْفي عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه: فذكره وزاد: لم ينظر الله إليه يوم القيامة" وأخرجه ابن ماجه (3576) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو داود (4094) عن هناد به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع" (251) عن أحمد بن يزيد اليامي والنسائي (8/ 184) وفي "الكبرى" (9720) عن محمد بن رافع النيسابوري ¬

_ (¬1) يعني شعيب بن صفوان. (¬2) 12/ 375 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

والطبراني في "الكبير" (13209) عن علي بن المديني والبيهقي في "الشعب" (5723) عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي قالوا: ثنا حسين بن علي الجعفي به. وخالفهم محمد بن عبد الرحمن الجعفي فرواه عن حسين بن علي الجعفي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن سالم عن ابن عمر. ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 486) وقال عن أبيه: هذا حديث منكر بهذا الإسناد نافع عن سالم" والأول قال ابن ماجه: قال ابن أبي شيبة: ما أغربه" وقال النووي: رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح" رياض الصالحين ص 274 قلت: ابن أبي رواد مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، فهو حسن الحديث، وحسين وسالم ثقتان فالإسناد حسن. وأما رواية يزيد بن أبي سمية عن ابن عمر فأخرجها هناد في "الزهد" (848) وأحمد (2/ 110 و 137) وأبو داود (4095) والبيهقي (2/ 244) وفي "الشعب" (5724) وفي "الآداب" (756) والمزي (¬1) في "تهذيب الكمال" (10/ 323) عن عبد الله بن المبارك والدولابي في "الكنى" (2/ 13) وابن حبان في "الثقات" (6/ 431) والطبراني في "الأوسط" (425) عن ضَمْرَة بن ربيعة الفلسطيني كلاهما عن أبي الصباح سعدان بن سالم الأيلي قال: سمعت يزيد بن أبي سمية قال: سمعت ابن عمر يقول: فذكره. وإسناده صحيح رواته ثقات. ¬

_ (¬1) ووقع في روايته "عن عمر" وهو خطأ.

1678 - "الاسم الأعظم في ثلاث سور: البقرة وآل عمران وطه" قال الحافظ: أخرج ابن ماجه من حديث أبي أمامة: فذكره" (¬1) يرويه الوليد بن مسلم وأبو حفص عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي الدمشقي عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر واختلف عنهما. فأما حديث الوليد بن مسلم فأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (47) والطحاوي في "المشكل" (176) والطبراني في "الكبير" (7925) وفي "مسند الشاميين" (778) عن هشام بن عمار الدمشقي والحاكم (1/ 506) عن عمار بن نصر السَّعْدي وتمام في "فوائده" (221) عن عمرو بن حفص بن شليلة وأبو يعلى في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة (4/ 145) عن داود بن رشيد الهاشمي كلهم عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر أنّه سمع القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة رفعه "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور من القرآن: في البقرة وآل عمران وطه). • ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء ثني القاسم أبو عبد الرحمن قال: إنّ اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن، في سورة البقرة وآل عمران وطه" فجعله عن القاسم أبي عبد الرحمن قوله. أخرجه الفريابي (48) وأما حديث عمرو بن أبي سلمة فأخرجه العباس الدوري (¬2) في "التاريخ" (2/ 269) عن خزيمة بن زرعة الخراساني ¬

_ (¬1) 13/ 483 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة) (¬2) أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 184) عن العباس الدوري وسقط منه أبا أمامة.

والحاكم (¬1) (1/ 506) عك محمد بن مهدي العطار كلاهما عن عمرو بن أبي سلمة عن عبد الله بن العلاء عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رفعه به. • ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عن عمرو بن أبي سلمة عن عبد الله بن العلاء عن القاسم أبي عبد الرحمن قوله. أخرجه ابن ماجه (3856) والفريابي (49) وتابعه عبد الله بن أبي مريم ثنا عمرو بن أبي سلمة به. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 35 - 36) وجاء في آخر هذه الروايات: قال عمرو بن أبي سلمة: فقال رجل يقال له عيسى بن موسى لابن زبر وأنا أسمع: يا أبا زبر سمعت غيلان بن أنس يحدث قال: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: فذكره. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (177) والطبراني في "الكبير" (7758) قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، غيلان لم أر من جرحه ولا وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات" قلت: غيلان بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه. 1679 - "الأسواق شرُّ البقاع، والمساجد خير البقاع" قال الحافظ: أخرجه البزار وغيره ولا يصح إسناده" (¬2) روي من حديث جبير بن مطعم ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث يحيى بن قيس الطائفي مرسلا فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه أحمد (4/ 81) والبزار (3430) وأبو يعلى (7403) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 10) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ¬

_ (¬1) في "تلخيص المستدرك" للذهبي جعله عن القاسم أبي عبد الرحمن قوله فالله أعلم. (¬2) 2/ 110 (كتاب الصلاة- باب الصلاة في مسجد السوق)

والطبراني في "الكبير" (1546) والحاكم (1/ 89 - 90 و 2/ 7) والخطيب في "الفقيه" (2/ 170 - 171) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 10) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي قالا: ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنّ رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أيّ البلدان شر؟ قال: فقال "لا أدري" فلما أتاه جبريل عليه السلام قال "يا جبريل، أيّ البلدان شر؟ " قال: لا أدري، حتى أسأل ربي عز وجل، فانطلق جبريل عليه السلام ثم مكث ما شاء الله أنْ يمكث، ثم جاء فقال: يا محمد إنك سألتني: أيّ البلدان شر، فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي عز وجل: أيّ البلدان شر؟ فقال: أسواقها". وفي لفظ: أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، أيّ البلدان أحبّ إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال "لا أدري حتى أسأل جبريل" فأتاه فأخبره أنّ أحبّ البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق". قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جبير إلا بهذا الإسناد، وعبد الله بن محمد بن عقيل قد احتمل الناس حديثه" وقال الحاكم: قد احتجا جميعاً برواة هذا الحديث إلا عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد تفرد البخاري بالاحتجاج بأبي حذيفة" وقال أيضاً: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبي فقال: قلت: زهير ذو مناكير هذا منها، وابن عقيل فيه لين" وقال الهيثمي: رجال أحمد وأبي يعلى والبزار رجال الصحيح خلا عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه كلام" المجمع 4/ 76 قلت: زهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراساني والمناكير التي وقعت في حديثه إنما هي في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فهي مستقيمة، صرّح بذلك أحمد والبخاري وغيرهما. وهذا الحديث رواه أبو عامر وأبو حذيفة وهما بصريان عن زهير بن محمد. ومما يؤيد ذلك أن زهير بن محمد لم ينفرد بهذا الحديث فقد تابعه قيس بن الربيع وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام عن عبد الله بن محمد بن عقيل.

فأما حديث قيس بن الربيع فأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 420) والطبراني في "الكبير" (1545) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 10) وقال: هذا حديث حسن" قلت: قيس قال ابن معين وغيره: ضعيف، وذكره النسائي والبخاري والعقيلي وأبو زرعة وابن حبان في الضعفاء. وأما حديث عمرو بن ثابت بن أبي المقدام فأخرجه الحاكم (1/ 90) وعمرو بن ثابت قال مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث. ومنهم من تركه. وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 124) وأبو يعلى (المطالب 361) وابن حبان (1599) والآجري في "أخلاق العلماء" (189) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (2/ 6) والحاكم (1/ 90 و 2/ 7 - 8) وابن بشران (692) والبيهقي (3/ 65 و 7/ 50 - 51) وفي "الأسماء" (ص 277 - 278) وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 62) والخطيب في "الفقيه" (2/ 129) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 11 و 14) من طرق عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء بن السائب عن مُحَارب بن دِثَار عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أيّ البقاع خير؟ قال "لا أدري" فقال: أيّ البقاع شر؟ فقال "لا أدري" قال: سل ربك. فأتاه جبريل فقال "يا جبريل، أيّ البقاع خير؟ " قال: لا أدري. فقال "أيّ البقاع شر؟ " فقال: لا أدري. فقال "سل ربك" فانتفض جبريل انتفاضة كاد يصعق منها محمد - صلى الله عليه وسلم - وقال: ما أسأله عن شيء، فقال الله عز وجل لجبريل: سألك محمد أيّ البقاع خير فقلت: لا أدري، وسألك أي البقاع شر فقلت: لا أدري، فأخبره أنّ خير البقاع المساجد، وأنّ شرّ البقاع الأسواق" قال الحاكم: صحيح" وقال الذهبي: هذا حديث غريب صالح الإسناد" العلو للعلي الغفار ص 78 - 79 وقال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة لكنه اختلط في آخر عمره، وبقية رجاله موثقون" المجمع 2/ 6 وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح" وقال البوصيري: في الحكم بصحته نظر فإنّ جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بن

السائب بعد اختلاطه، لكن المتن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم" مختصر الإتحاف 2/ 348 قلت: صرّح بسماع جرير بن عبد الحميد من عطاء بعد الاختلاط غير واحد، منهم: أحمد وابن معين وغيرهما. وقال ابن معين: ما سمع جرير وذووه من عطاء ليس من صحيح حديث عطاء. وقال أيضاً: وحديث جرير، وأشباه جرير، ليس بذاك. لتغير عطاء في آخر عمره. وقال يعقوب بن سفيان: رواية جرير عن عطاء ضعيفة. وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7136) عن محمد بن نوح بن حرب ثنا محمد بن خالد بن خداش ثنا عبيد بن واقد القيسي عن عمر بن عمارة الأبيدي ثنا محمد بن عبد الله عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل "أيّ البقاع خير؟ " قال: لا أدري، قال "فاسأل عن ذلك ربك عز وجل" قال: فبكى جبريل عليه السلام وقال: يا محمد، ولنا أنْ نسأله هو الذي يخبرنا بما يشاء، فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال: خير البقاع بيوت الله في الأرض. قال "فأيّ البقاع شر؟ " فعرج إلى السماء، ثم أتاه فقال: شرّ البقاع الأسواق" ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 9) قال الطبراني: لم يروه عن عمر بن عمارة وهو أبو القاسم صاحب الزعفراني إلا عبيد بن واقد" قال الحافظ: قلت: وهو ضعيف. وله طريق أخرى عن أنس عند ابن مردويه في تفسير سورة مريم، وساقه أخصر من هذا، وفي إسناده زياد النميري وهو ضعيف أيضاً" وقال الهيثمي: وفيه عبيد بن واقد الليثي وهو ضعيف" المجمع 2/ 6 وأما حديث يحيى بن قيس فأخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 14) من طريق محمد بن عبد الله الشافعي (¬1) ثنا منصور بن محمد الزاهد ثنا محمد بن الصباح حدثتنا أم عمر بنت حسان عن سعيد بن يحيى بن قيس الطائفي عن أبيه أنّ إنسانا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيّ البقاع خير وأيها شر؟ فسكت، فأتاه جبريل فقال: خير البقاع المساجد وشرها الأسواق" وقال: هذا حديث مرسل اعتضد بما تقدم من الشواهد" ¬

_ (¬1) وهو في "فوائده" (661)

1680 - "الإسلام يزيد ولا ينقص" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الحاكم من طريق يحيى بن يَعْمَر عن أبي الأسود الديلي عن معاذ أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقب بالانقطاع بين أبي الأسود ومعاذ ولكن سماعه منه ممكن، وقد زعم الجورقاني أنّه باطل وهي مجازفة، وقال القرطبي في "المفهم": هو كلام محكي ولا يروى. كذا قال وقد رواه من قدمت ذكره فكأنه ما وقف على ذلك" (¬1) ضعيف يرويه عمرو بن أبي حكيم المعروف بابن الكردي واختلف عنه: • فرواه شعبة عنه عن عبد الله بن بُريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال: أتي معاذ بن جبل في رجل قد مات على غير الإسلام وترك ابنه مسلما فورثه منه معاذ وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الإسلام يزيد ولا ينقص". أخرجه الطيالسي (ص 77) ثنا شعبة به. ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1045) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 350) والبيهقي (6/ 205 و 254) والخطيب في "الموضح" (2/ 291 - 292) وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 374) وأحمد (5/ 230) وابن أبي عاصم في "السنة" (954) والطبراني في "الكبير" (20/ 162) عن محمد بن جعفر غُندر وأحمد (5/ 236) وأبو داود (2913) والحاكم (¬2) (4/ 345) عن يحيى بن سعيد القطان (¬3) والطبراني في "الكبير" (20/ 162) عن عفان بن مسلم البصري ¬

_ (¬1) 15/ 52 (كتاب الفرائض- باب "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم") (¬2) وقال: صحيح الإسناد" (¬3) أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (550) من طريق محمد بن المهاجر ثنا يحيى بن سعيد وأبو أسامة قالا: ثنا شعبة به بلفظ "الإيمان يزيد ولا ينقص" وقال: وهذا حديث باطل، مضطرب الإسناد والمتن ومحمد بن مهاجر ليس بثقة ولا مأمون"

ثلاثتهم عن شعبة به. ورواه عمران بن أبان الواسطي عن شعبة بلفظ "الإيمان يعلو ولا يعلى عليه" أخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (ص 155) وعمران بن أبان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. • ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن عمرو بن أبي حكيم ثنا عبد الله بن بريدة أنّ أخوين اختصما إلى يحيى بن يعمر: يهودي ومسلم، فورث المسلم منهما وقال: حدثني أبو الأسود أنّ رجلا حدّثه أنّ معاذا حدّثه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الإسلام يزيد ولا ينقص" فورث المسلم. فزاد فيه بين أبي الأسود ومعاذ رجلاً لم يسم. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4082) وأبو داود (2912) ووكيع في "أخبار القضاة" (3/ 305) والبيهقي (6/ 205 و 254 - 255) والخطيب في "الموضح" (2/ 293) قال البيهقي: وهذا رجل مجهول فهو منقطع" • ورواه خالد الحَذَّاء عن عمرو بن كردي (¬1) عن يحيى بن يعمر أنّ معاذ بن جبل كان يورث المسلم من الذمي ولا يورث الذمي من المسلم وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الإسلام يزيد ولا ينقص" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 162 - 163) عن إبراهيم بن الحجاج السامي وابن عساكر (¬2) في "معجم الشيوخ" (461) عن حجاج بن منهال البصري وعن عبد الأعلى بن حماد بن نصر النَّرْسِي قالوا: ثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء به. وتابعه يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة به. ¬

_ (¬1) وهو عمرو بن أبي حكيم كما تقدم. (¬2) وقال: وهذا حديث في إسناده انقطاع لأنّ يحيى لم يدرك معاذا"

أخرجه الجورقاني (549) من طريق محمد بن المهاجر البغدادي ثنا يزيد بن هارون به. وقال: هذا حديث باطل" وقال ابن الجوزي: هذا باطل والمتهم بوضعه محمد بن المهاجر قال ابن حبان: يضع الحديث. وقد رواه فغير إسناده ولفظه" قلت: ليس بموضوع ولم ينفرد محمد بن المهاجر بإسناده ولفظه بل تابعه: 1 - عيسى بن أحمد بن عيسى العسقلاني. أخرجه الهيثم بن كليب (1380) 2 - زياد بن أيوب البغدادي. أخرجه البزار (2636) 3 - أحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4083) واختلف فيه على حماد بن سلمة: فرواه زيد بن الحباب عن حماد واختلف عن زيد: فقيل: عن زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن عمرو بن كردي عن يحيى بن يعمر عن معاذ رفعه "الإيمان يزيد وينقص" أخرجه الجورقاني (551) عن محمد بن حميد الرازي والخطيب في "الموضح" (2/ 292) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني قالا: ثنا زيد بن الحباب به. قال الجورقاني: رواه عن زيد بن الحباب جماعة كثيرة وقالوا فيه عن معاذ رفعه "الإيمان يزيد وينقص، أما زيادته إذا عملنا الصلاة والصوم فأحسنا، ونقصانه إذا عصينا، ولم نعمل الصلاة والصوم" وهذا حديث حسن" وقال الخطيب: هذا هو الحديث الذي رواه شعبة، وقع فيه خطأ في الإسناد والمتن، وذاك الصواب، وقد روى هذا الحديث غير الحماني عن زيد بن الحباب عن سفيان الثوري عن داود بن أبي هند، وأورد المتن على الصواب. ثم أخرجه من طريق أيوب بن محمد الوزان أنا زيد بن الحباب ثنا سفيان الثوري عن

داود بن أبي هند عن عمرو بن كردي عن يحيى بن يعمر عن معاذ رفعه، الإسلام يزيد ولا ينقص" ورواه الحسن بن علي بن عفان العامري عن زيد بن الحباب ثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عمرو بن كردي عن يحيى بن يعمر أو غيره- شك حماد- عن معاذ مرفوعا "الإسلام يزيد ولا ينقص" ورواه عمار بن مطر الرُّهاوي عن حماد عن خالد الحذاء عن عمرو بن كردي عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الدؤلي عن معاذ مرفوعا "الإيمان يزيد وينقص" أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (272) وقال: قال أبو حاتم: كان عمار يكذب، وقال ابن عدي: متروك الحديث، أحاديثه بواطيل" 1681 - "الإسلام يَعلو ولا يُعلى" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني ومحمد بن هارون الروياني في "مسنده" من حديث عائذ بن عمرو المزني بسند حسن، ورويناه في فوائد أبي يعلى الخليلي من هذا الوجه، وزاد في أوله قصة وهي أنّ عائذ بن عمرو جاء يوم الفتح مع أبي سفيان بن حرب فقال الصحابة: هذا أبو سفيان وعائذ بن عمرو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذا عائذ بن عمرو وأبو سفيان، الإسلام أعز من ذلك، الإسلام يعلو ولا يعلى" (¬1) ضعيف أخرجه الروياني (783) والدارقطني (3/ 252) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 65) والخليلي في "فوائده" كما في "تغليق التعليق" (2/ 489) والبيهقي (6/ 205) والحافظ في "تغليق التعليق" من طريق خليفة بن خياط المعروف بشباب العُصْفُري ثنا حَشْرَج بن عبد الله بن حشرج ثني أبي عن جدي عن عائذ بن عمرو المزني به. قال الخليلي: لم يروه عن عائذ إلا حشرج" قلت: هو حشرج بن عائذ بن عمرو قال أبو حاتم: لا يعرف (الجرح 1/ 2/ 296) وقال الدارقطني: مجهول (نصب الراية 3/ 213) وابنه عبد الله بن حشرج قال الدارقطني أيضاً: مجهول (نصب الراية) وقال أبو حاتم: لا يعرف (الجرح 2/ 2/ 40) وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من ذا. ¬

_ (¬1) 3/ 462 - 463 (كتاب الجنائز- باب إذا أسلم الصبي فمات)

فعلى هذا فقول الحافظ: بسند حسن، ليس بحسن، والله أعلم. 1682 - "الأصابع سواء كلهنّ فيه عشر عشر من الإبل" قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره، وسنده جيد" (¬1) حسن أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (136) وعبد الرزاق (17702) وابن أبي شيبة (9/ 192 - 193 و 10/ 162) وأحمد (2/ 207 و 215) وأبو داود (4562 و 4564) وابن ماجه (2653) والنسائي (8/ 50 - 51 و 51) وفي "الكبرى" (7055 و 7056) وابن الجارود (781 و 785) والدراقطني (3/ 210) والبيهقي (8/ 92) وفي "الصغرى" (3042 و 3043) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 376 و 377) ومؤمل الشيباني في "الفوائد" (14) من طرق (¬2) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعاً. وفي لفظ "قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأصابع عشر عشر من الإبل" (¬3) قال مؤمل الشيباني: هذا حديث حسن" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" مصباح الزجاجة 3/ 127 قلت: وهو كما قال. وللحديث شاهد عن أبي موسى رفعه "الأصابع سواء" وفي لفظ "في الأصابع عشر عشر" وفي لفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في الأصابع عشرا عشرا" وفي لفظ "الأصابع كلهنّ سواء، في كل أصبع عشر من الإبل". ¬

_ (¬1) 15/ 247 (كتاب الديات- باب دية الأصابع) (¬2) رواه بعضهم عن عمرو بن شعيب مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (17696) والصواب الأول. (¬3) رواه بعضهم بلفظ "والأضراس سواء: عشر، عشر" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 377) وقال: هكذا وقع "والأضراس" وهو خطأ وإنما هو: والأصابع سواء: عشر، عشر" وهذا محفوظ في هذا الحديث وغيره، لا يختلف فيه"

أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (138) والطيالسي (ص 69) وأحمد (4/ 397 و 398) والدارمي (2374) وأبو داود (4557) والروياني (560) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1525) وابن حبان (6013) والدارقطني (3/ 211) وابن بشران (446) والبيهقي (8/ 92) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 376) والبغوي في "شرح السنة" (2540) والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 90) عن شعبة وابن أبي شيبة (9/ 192) وأحمد (4/ 404) وأبو يعلى (7335) والدارقطني (3/ 211) والبيهقي (8/ 92) وفي "معرفة السنن" (12/ 129) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 374 - 375) عن إسماعيل بن عُلية وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (696) والخطيب في "الموضح" (2/ 68) عن حنظلة بن أبي صفية والدارقطني (3/ 211) عن علي بن عاصم الواسطي (¬1) وعن خالد بن يحيى كلهم عن غالب التمار عن مسروق بن أوس اليربوعي التميمي عن أبي موسى به. ووقع في رواية شعبة "ثنا أوس بن مسروق أو مسروق بن أوس" على الشك، وفيها تصريحه بالسماع من أبي موسى. - ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن غالب التمار واختلف عنه: • فأخرجه النسائي (8/ 50) وفي "الكبرى" (7048) عن يزيد بن زُرَيْع البصري وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 375) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه "إنّ أصابع اليدين والرجلين سواء عشرا عشرا من الإبل"

كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن غالب التمار عن مسروق بن أوس عن أبي موسى. • ورواه جماعة عن سعيد بن أبي عروبة عن غالب التمار عن حميد بن هلال عن مسروق بن أوس عن أبي موسى. فزادوا في إسناده "حميد بن هلال" أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 192 و 10/ 162) وأحمد (4/ 413) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 70) والدارقطني (3/ 210) والبيهقي (8/ 92) عن محمد بن بشر العبدي وابن أبي شيبة (9/ 192) وابن أبي عاصم (ص 70) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأبو داود (4556) عن عبدة بن سليمان الكلابي وأحمد (4/ 403) والبزار (3084) والنسائي في "الكبرى" (7049) عن محمد بن جعفر غُندر وابن ماجه (2654) وأبو يعلى (¬1) (7334) والدارقطني (3/ 210) عن النضر بن شُميل والنسائي (8/ 50) وفي "الكبرى" (7050) عن حفص بن عبد الرحمن البلخي كلهم عن سعيد بن أبي عروبة به. • ورواه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن خالد بن الحارث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسروق بن أوس عن أبي موسى. أخرجه النسائي (8/ 49) وفي "الكبرى" (7047) والدارقطني (3/ 211) وقال: تفرد به أبو الأشعث، وليس هو عندي بمحفوظ عن قتادة" ¬

_ (¬1) ووقع في روايته "ثنا شعبة أو سعيد".

قلت: وحديث شعبة ومن تابعه أصح، وسعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط. والحديث رواته ثقات غير مسروق بن أوس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. 1683 - "الإضرار في الوصية من الكبائر" قال الحافظ: ثبت عن ابن عباس: فذكره، رواه سعيد بن منصور موقوفاً بإسناد صحيح، ورواه النسائي مرفوعاً ورجاله ثقات" (¬1) موقوف صحيح أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 289) والعقيلي (3/ 189) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4939 و 4943 و 5209) والدينوري في "المجالسة" (3460) وابن الأعرابي (ق 119 - 120) والطبراني في "الأوسط" (8942) والدارقطني (4/ 151) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 213 و 461) والبيهقي (6/ 271) من طريق عمر بن المغيرة المِصيصي ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً. وزاد "ثم قرأ {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ} [الطلاق: 1] " وفي لفظ "الضرار" قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عمر بن المغيرة" وقال العقيلي: هذا رواه الناس عن داود موقوفاً لا نعلم رفعه غير عمر (¬2) بن المغيرة ولا يتابع على رفعه" وقال ابن أبي حاتم: الصحيح أنه موقوف" وقال ابن كثير: في رفعه نظر" التفسير 1/ 213 قلت: وهو كما قالوا فقد رواه جماعة عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قوله، منهم: 1 - علي بن مُسهر الكوفي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (11092) ¬

_ (¬1) 6/ 288 (كتاب الوصايا- باب الوصايا) (¬2) ومن طريقه أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (249) وأوقفه على ابن عباس.

2 - خالد بن عبد الله الطحان. أخرجه سعيد بن منصور (259) 3 - سفيان بن عُيينة. أخرجه سعيد بن منصور (260) 4 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (16456) وابن أبي حاتم (4961) واللالكائي في "السنة" (1920) 5 - أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 205) وابن أبي حاتم (5210) 6 - عائذ بن حبيب بن الملاح الكوفي. أخرجه ابن أبي حاتم (4940 و 4944) 7 - هُشيم. أخرجه سعيد بن منصور (258) والبيهقي (6/ 271) 8 - يزيد بن زُرَيع البصري. 9 - بشر بن المفضل البصري 10 - إسماعيل بن عُلية البصري. 11 - محمد بن أبي عدي البصري. 12 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري 13 - عَبيدة بن حُميد الكوفي. 14 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجها الطبري في "تفسيره" (4/ 288 و 289) 15 - عبد الله بن إدريس الأودي. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 204) 16 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه ابن أبي حاتم (4962) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 305)

قال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوف، وكذلك رواه ابن عيينة وغيره عن داود موقوفاً، وروي من وجه آخر مرفوعا ورفعه ضعيف" وقال الذهبي: والمحفوظ موقوف" الميزان 3/ 224 1684 - "الأعمال بخواتيمها" قال الحافظ: وسيأتي حديث سهل بن سعد بعد أبواب وفي آخره "إنما الأعمال بالخواتيم" ومثله في حديث عائشة عند ابن حبان، ومن حديث معاوية نحوه، وفي آخر حديث عليّ المشار إليه قبل: فذكره" (¬1) صحيح ورد من حديث سهل بن سعد ومن حديث عائشة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث ابن عمر فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه البخاري (فتح 14/ 114 و301) وأما حديث عائشة فيرويه الحسن بن علي الحُلْواني واختلف عنه: - فقال عبد الله بن صالح البخاري: ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "إنما الأعمال بالخواتيم" أخرجه ابن حبان (340) ونعيم مختلف فيه، وعبد العزيز صدوق، والباقون ثقات. - وقال محمد بن هارون بن حميد بن المُجَدَّر: ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام عن أبيه عن عائشة. أخرجه ابن عدي (1/ 332) وقال: وهذا الحديث من حديث هشام بن عروة غير محفوظ، ولم أر لأبي النضر الدمشقي أنكر من هذا الحديث" قلت: أبو النضر وثقه أبو حاتم وغير واحد، وابن المجدر وثقه الخطيب، فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) 14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر)

وأما حديث معاوية فأخرجه أبو يعلى (7362) عن أبي همام الوليد بن شجاع السَّكوني ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت أبا عبد رب يقول: سمعت معاوية رفعه "إنّما الأعمال بخواتيمها، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله" وأخرجه ابن حبان (339) من طريق هشام بن عمار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر به. وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (702) والمزي (34/ 38 - 39) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 200) من طريق محمد بن مُصفى الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به. وأخرجه المزي من طريق عمرو بن عثمان الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به، وزاد في أوله (¬1) "إنّه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة" ومن هذا الطريق أخرجه الذهبي في "المعجم" إلا أنه لم يذكر هذه الزيادة. وقال: هذا حديث حسن غريب" • ورواه عثمان بن إسماعيل بن عمران الدمشقي عن الوليد بن مسلم وساقه بلفظ "إنما الأعمال كالوعاء" ولم يقل بخواتيمها. أخرجه ابن ماجه (4199) • ورواه صفوان بن صالح الدمشقي عن الوليد بن مسلم وساقه بلفظ "إنما مثل أحدكم مثل الوعاء ... " ¬

_ (¬1) وهكذا رواه غير واحد عن الوليد بن مسلم واقتصروا على أوله، منهم: - عبد الوهاب بن نجدة الحوطي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (146) والطبراني في "مسند الشاميين" (607) - غياث بن جعفر الرحبي. أخرجه ابن ماجه (4035) قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 190 - محمود بن خالد الدمشقي أخرجه المزي (34/ 38)

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (608) ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه: 1 - ابن المبارك (الزهد 596) قال: أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني أبو عبد رب قال: سمعت معاوية رفعه "إنّ ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ... " أخرجه أحمد (4/ 94) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (202) والطبراني في "الكبير" (9/ 368) وفي "مسند الشاميين" (607 و 608) والرامهرمزي في "الأمثال" (59) والقضاعي (1175) من طرق عن ابن المبارك به. 2 - صدقة بن خالد الدمشقي. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 235) عن المعلي بن منصور الرازي عن صدقة بن خالد وأخرجه ابن حبان (392) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 162) من طريق هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به بلفظ "إنّه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة، وإنما العمل كالوعاء ... " السياق لأبي نعيم. 3 - بشر بن بكر التِّنِّيسي واقتصر على أوله "ما بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة" أخرجه ابن حبان (2899) 4 - الوليد بن مزيد البيروتي. واقتصر أيضاً على أوله. أخرجه ابن حبان (690) وأبو عبد رب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والباقون ثقات. وأما حديث علي وحديث ابن عمر فسيأتي الكلام عليهما في حرف الهاء فانظر حديث "هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة ... " 1685 - "الأعمال عند الله سبع" الحديث وفيه "وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله" ثم قال "وأما العمل الذي لا يعلم ثواب عامله إلا الله فالصيام"

قال الحافظ: رواه ابن وهب في "جامعه" عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده زيد مرسلا، ووصله الطبراني والبيهقي في "الشعب" من طريق أخرى عن عمر بن محمد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً" (¬1) ضعيف أخرجه البيهقي في "الشعب" (3316) عن بحر بن نصر الخولاني والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 266 - 267) عن عيسى بن أحمد العسقلاني قالا: ثنا عبد الله بن وهب أني عمر بن محمد بن زيد العُمَري أن زيد بن أسلم حدّثه قال: لا أعلم إلا أنّه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الأعمال عند الله سبع، فعمل بمثله، وعمل بمثليه، وعمل بعشرة، وعمل بسبع مائة، وعمل موجب، وعمل موجب، وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز وجل فأما العمل الذي بمثله فالرجل يعمل سيئة فتكتب واحدة، والرجل يهم بحسنة فلا يعملها فتكتب له حسنة. ورجل يعمل حسنة فتكتب له عشرا، ورجل يعمل في سبيل الله أو ينفق في سبيل الله بسبعمائة، والعمل الموجب من لقي الله لا يعبد إلا هو وجبت له الجنة، والعمل الموجب من لقي الله يعبد غيره وجبت له النار، والعمل الذي لا يعلم ثواب عامله إلا الله الصيام" هكذا رواه ابن وهب عن عمر بن محمد بن زيد عن زيد بن أسلم مرسلا. وخالفه أبو عَقيل يحيى بن المتوكل فرواه عن عمر بن محمد بن زيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (869) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان أنا أبو عقيل به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3317) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا سعيد بن سليمان به (¬2). ¬

_ (¬1) 5/ 9 (كتاب الصيام- باب فضل الصوم) (¬2) رواه إبراهيم بن نصر النهاوندي عن سعيد بن سليمان فلم يذكر عمر بن محمد بن زيد. أخرجه الدينوري في "المجالسة" (2548 و 3021)

قال الطبراني: لا يَروي هذا الحديث عن عبد الله بن دينار إلا عمر بن محمد، تفرد به أبو عقيل" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي وغيرهما. 1686 - "الافتتاح سبحانك اللهم" قال الحافظ: وفي الترمذي وصحيح ابن حبان من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث عائشة ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث ابن مسعود ومن حديث الحكم بن عمير الثمالي ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث عمر ومن حديث جابر فأما حديث أبي سعيد فأخرجه عبد الرزاق (2554) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل فاستفتح صلاته كبّر، ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جَدّك، ولا إله غيرك، ثم يهلل ثلاثاً، ويكبر ثلاثاً، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجيم" ومن طريقه أخرجه النسائي (2/ 102) وفي "الكبرى" (972) والطبراني في "الدعاء" (501) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 412) وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 232) وأحمد (3/ 50 و 69) والمؤمل بن إهاب في "جزئه" (28) والدارمي (1242) وحنبل بن إسحاق في "جزئه" (54) وأبو داود (775) وابن ماجه (804) والترمذي (242) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (ص 280) والنسائي في "الكبرى" (973) وابن خزيمة (467) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 197 - 198 و 198) والطبراني في "الدعاء" (501) وابن المقرئ في "المعجم" (624) والدارقطني (1/ 298 - 299) وتمام (117) والبيهقي (2/ 34) وفي "معرفة السنن" (2/ 348) وابن الجوزي في "التحقيق" (484) وفي "العلل" (707) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 459) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 411 - 412) من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي به. زاد أبو داود وغيره "من همزه ونفخه ونفثه، ثم يقرأ". ¬

_ (¬1) 2/ 373 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب ما يقول بعد التكبير)

قال الترمذي: حديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب. وقد تُكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث" وقال أبو داود: وهذا الحديث يقولون هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلاً، الوهم من جعفر" وقال ابن خزيمة: أمّا ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك الله وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيره، فلا نعلم خبرا ثابتا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أهل المعرفة بالحديث. وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا خبر أبي المتوكل عن أبي سعيد. ثم ساقه بإسناده ووقع فيه "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثاً" قال: وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء، لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استعمل هذا الخبر على وجهه ولا حكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنّه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك إلى قوله ولا إله غيرك ثم يهلل ثلاث مرات ثم يكبر ثلاثا" والجواب عن هذا أنّ لفظ "كبر ثلاثا" لم يرد إلا في رواية محمد بن موسى الحَرَشي البصري عن جعفر بن سليمان الضبعي عند ابن خزيمة، والحرشي هذا مختلف فيه، ولينه الحافظ في "التقريب"، وقد رواه الترمذي عنه فلم يقل "ثلاثا" وكذلك سائر الرواة عن جعفر بن سليمان قالوا "كبر" ولم يقولوا "ثلاثا" فدل ذلك على أنّ هذه الزيادة شاذة وأنّ المحفوظ ما رواه الجماعة. وقال عبد الله بن أحمد: لم يروه إلا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل" التنقيح لابن عبد الهادي 2/ 793 وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات" المجمع 4/ 238 وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وقد وَثَّق علي بن علي ابنُ معين وأحمد وأبو حاتم وآخرون، وسائر رواته رواة الصحيح" نتائج الأفكار 1/ 412 - 414 وقال الشيخ أحمد شاكر: الحديث حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 11 قلت: الضبعي والرفاعي صدوقان، والناجي ثقة، فالإسناد حسن.

وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن حارثة بن أبي الرِّجَال محمد بن عبد الرحمن عن عَمرة عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، فكبر، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا اله غيرك" أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1000) وابن ماجه (806) والترمذي (243) وابن خزيمة (470) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (226) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 81 - 82) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 198) والعقيلي (1/ 288 - 289) وابن الأعرابي (ق 163/ أ) والطبراني في "الدعاء" (502) وابن عدي (2/ 617) والدارقطني (1/ 301) والحاكم (1/ 235) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 46) والبيهقي (2/ 34) وفي "معرفة السنن" (2/ 346) والخطيب في "الموضح" (2/ 66) والبغوي في "شرح السنة" (573) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (331) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1518) والمزي (5/ 315 - 316) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 408) وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه، وحارثة قد يسلم فيه من قبل حفظه" وقال ابن خزيمة: وحارثة بن محمد ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه" وقال العقيلي: روي هذا الحديث من غير هذا الوجه بأسانيد جياد" وقال البيهقي في "المعرفة": وحارثة بن محمد ضعيف لا يحتج به، ضعفه ابن معين وأحمد والبخاري وغيرهم" وقال في "الكبرى": وهذا لم نكتبه إلا من حديث حارثة بن أبي الرجال وهو ضعيف" وقال ابن الجوزي: ونحن لا نرتضي طريق حارثة. فإنّه ضعيف عند الكل" التحقيق 1/ 288 وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: صحيح وفي حارثة لين" قلت: هو متروك الحديث كما قال النسائي، وقال ابن معين: ليس بثقة. الثاني: يرويه بُديل بن ميسرة البصري عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة، قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدَّك، ولا إله غيرك"

أخرجه أبو داود (776) والدارقطني (1/ 299) والبيهقي في "المعرفة" (2/ 347 - 348) وابن الجوزي في "التحقيق" (485) عن حسين بن عيسى البسطامي والحاكم (1/ 235) والبيهقي (2/ 33 - 34) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 406 - 407) عن العباس بن محمد الدوري قالا: ثنا طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن حرب المُلائي عن بديل بن ميسرة به. قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئاً من هذا" (¬1) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" فقال: قلت: رجاله من رجالهما في الجملة، وليس على شرط واحد منهما، فإنّ حسين بن عيسى هو البسطامي وطلق بن غنام جميعا من شيوخ البخاري، وليس لواحد منهما شيء في صحيح مسلم، وأبو الجوزاء واسمه أوس بن عبد الله وإنْ أخرج له الشيخان، فروايته عن عائشة عند مسلم خاصة. وقد ذكر بعضهم أنّه لم يسمع منها. والراوي عنه بديل بن ميسرة من رجال مسلم دون البخاري، وعبد السلام من رجالهما جميعاً" وحكى عن شيخه العراقي أنه قال: رجاله ثقات" وقال في "التلخيص" (1/ 229): ورجال إسناده ثقات لكن فيه انقطاع" الثالث: يرويه أبو عامر سهل بن عامر البجلي ثنا مالك بن مِغْول عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة بمثل حديث أبي الجوزاء. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (503) والدارقطني (1/ 301) ¬

_ (¬1) قال الحافظ: وأشار بذلك إلى ما أخرجه مسلم وغيره من طريق شعبة وغيره عن بديل بلفظ "كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراء بالحمد لله رب العالمين ... الحديث بطوله. فظاهر رواية عبد السلام يقتضي الزيادة على ما رواه أولئك، وهم أحفظ منه وأتقن. لكن طريقة المصنف (أي النووي) الحكم بقبول الزيادة من الثقة مطلقا كما صرّح به في غير موضع، وهذا من هذا القبيل، فأقل درجاته أن يكون حسناً، لا سيما إذا انضم إليه الطريق السابق والشواهد الآتية" نتائج الأفكار 1/ 408

قال الحافظ: هذه الطريق ضعيفة وسهل بن عامر متروك" نتائج الأفكار 1/ 409 - 410 وأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 64) وفي "مسند الشاميين" (569 و 3404) وفي "الأوسط" (8345) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي ثنا عبد الله بن عبد الملك عن (¬1) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن واثلة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك" قال الطبراني: تفرد به عمرو بن الحصين" وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف" المجمع 2/ 6 قلت: بل هو متروك ومنهم من كذبه. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه مسعود بن سليمان قال: سمعت الحكم يحدث عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة قال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10117) وفي "الدعاء" (504) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كُريب ثنا فردوس الأشعري ثنا مسعود بن سليمان به. قال الهيثمي: وفيه مسعود بن سليمان قال أبو حاتم: مجهول" المجمع 2/ 106 الثاني: يرويه علي بن عابس الكوفي عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا إذا استفتحنا الصلاة أنْ نقول: فذكره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10280) و"الأوسط" (1030) وإسناده ضعيف لضعف علي بن عابس. ورواه خُصَيف بن عبد الرحمن الجزري عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 230) والطبراني في "الأوسط" (430) وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وأما حديث الحكم بن عمير الثمالي فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3190) وفي ¬

_ (¬1) في "الأوسط": عن سعيد بن عبد الملك وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

"الدعاء" (507) وأبو نعيم في "الصحابة" (1928) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا "إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم ولا تخالف آذانكم ثم قولوا: الله أكبر، سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وإنْ لم تزيدوا على التكبير أجزأتكم". قال الهيثمي: وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف" المجمع 2/ 102 قلت: وموسى بن أبي حبيب قال ابن أبي حاتم: ضعيف الحديث (الجرح 1/ 2/ 125) وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا افتتح الصلاة قال: فذكره. أخرجه الحاكم في "المعرفة" (ص 118) وقال: لهذا الحديث علة صحيحة والمنذر بن عبد الله أخذ طريق المجرة فيه. ثم أخرجه من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان إذا افتتح الصلاة، فذكر الحديث بغير هذا اللفظ، وهذا مخرج في صحيح مسلم" قلت: والمنذر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. الثاني: يرويه عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13324) وفي "الدعاء" (500 و 508) قال ابن عبد الهادي: عبد الله بن عامر ضعفوه" التنقيح 2/ 795 وقال للزيلعي: والحديث معلول بعبد الله بن عامر، نقل شيخنا الذهبي في "ميزانه"

تضعيفه عن جماعة كثيرة، وقال ابن حبان في "كتاب الضعفاء": كان يقلب الأسانيد والمتون، ويرفع المراسيل والموقوفات، ثم أسند عن ابن معين أنّه قال فيه: ليس بشيء" نصب الراية 1/ 319 وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف" المجمع 2/ 107 وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه مخلد بن يزيد الحراني عن عائذ بن شريح عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -كان إذا استفتح الصلاة يكبر، ثم يقول: فذكره. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (505) و"الأوسط" (3063) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به مخلد بن يزيد" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عائذ بن شريح. الثاني: يرويه الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن حميد الطويل عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (506) عن محمود بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى زحمويه ثنا الفضل بن موسى به. ومحمود الواسطي ترجمه الذهبي في "السير" (14/ 242) وقال: الحافظ المفيد العالم كان من بقايا الحفاظ ببلده. والباقون كلهم ثقات، لكن لا أدري أسمع السيناني من حميد أم لا. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن حميد عن أنس به. أخرجه أبو يعلى (3735) عن الحسين بن علي بن الأسود العجلي ثني محمد بن الصلت ثنا أبو خالد الأحمر به. وأخرجه الدارقطني (1/ 300) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن علي به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التحقيق" (483) وقال: هذا إسناد كلهم ثقات" وقال أبو حاتم: هذا حديث كذب لا أصل له، ومحمد بن الصلت لا بأس به كتبت عنه" علل الحديث 1/ 135 قلت: الحسين بن علي قال ابن عدي: يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها،

وقال ابن المواق: رُمي بالكذب وسرقة الحديث، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. ومحمد بن الصلت وثقه أبو زرعة وغيره، وأبو خالد الأحمر صدوق. وأما حديث عمر فأخرجه الدارقطني (1/ 299) من طريق عبد الله بن شبيب الربعي ثني إسحاق بن محمد عن عبد الرحمن بن عمر بن شيبة عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر للصلاة قال: فذكره، وزاد: وإذا تعوذ قال: أعوذ بالله من همز الشيطان ونفخه ونفثه" وقال: رفعه هذا الشيخ عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمحفوظ عن عمر من قوله، كذلك رواه إبراهيم عن علقمة والأسود عن عمر، وكذلك رواه يحيى بن أيوب عن عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله، وهو الصواب. ثم أخرجه من طريق يحيى بن أيوب ثني عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر أنّه كان إذا كبر للصلاة قال: فذكره. قال: هذا صحيح عن عمر قوله" وتعقبه ابن الجوزي فقال: قلنا: عبد الرحمن ثقة، أخرجه عنه البخاري في صحيحه, ومن وقفه على عمر فقد سمع عمر يقوله، وإنما كان قد يقوله اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - التحقيق 1/ 286 وتعقبه ابن عبد الهادي فقال: عبد الله بن شبيب تكلم فيه غير واحد، وإسحاق روى عنه البخاري في "صحيحه" وله مناكير، وعبد الرحمن بن عمر غير معروف ولم يرو له البخاري، والصحيح أنّ عمر كان يقول ذلك" التنقيح 2/ 790 وقال الحاكم: قد أسند هذا الحديث عن عمر ولا يصح" المستدرك 1/ 235 قلت: عبد الله بن شبيب ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: واه، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وأما حديث جابر فأخرجه البيهقي (2/ 35) من طريقين عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد السلام بن محمد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة أن أباه حدّثه أنّ محمد بن المنكدر أخبره أنّ جابر بن عبد الله أخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.

وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له" وقال في "المعرفة" (2/ 349): وروي عن ابن المنكدر مرة عن جابر ومرة عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجمع بينهما وليس بالقوي" قلت: راويه عن ابن المنكدر عن ابن عمر هو عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف كما تقدم. وراويه عن ابن المنكدر عن جابر هو شعيب بن أبي حمزة وهو ثقة وكذا باقي رواته ثقات فالإسناد صحيح. 1687 - "الأمراء من قريش" قال الحافظ: أخرجه يعقوب بن سفيان وأبو يعلى والطبراني من طريق سُكين بن عبد العزيز ثنا سيار بن سلامة أبو المنهال قال: دخلت مع أبي على أبي بَرْزة الأسلمي فذكر الحديث الذي أوله: إني أصبحت ساخطا على أحياء قريش. وفيه "إنّ ذاك الذي بالشام إنْ يقاتل إلا على الدنيا" وفي آخره "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، الحديث وقد تقدم التنبيه عليه في الفتن في باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، وفي لفظ للطبراني "الأئمة" بدل الأمراء، وله شاهد من حديث علي رفعه "ألا إنّ الأمراء من قريش ما أقاموا ثلاثا" الحديث أخرجه الطبراني، وأخرجه الطيالسي والبزار والمصنف في "التاريخ" من طريق سعد بن إبراهيم عن أنس بلفظ "الأئمة من قريش ما إذا حكموا فعدلوا" وأخرجه النسائي والبخاري أيضاً في "التاريخ" وأبو يعلى من طريق بكير الجَزَري عن أنس، وله طرق متعددة عن أنس، منها للطبراني من رواية قتادة عن أنس بلفظ "إنّ الملك في قريش" وأخرج أحمد هذا اللفظ مقتصرا عليه من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق بلفظ "الأئمة من قريش" ورجاله رجال الصحيح لكن في سنده انقطاع، وأخرجه الطبراني والحاكم من حديث علي بهذا اللفظ الأخير" (¬1) صحيح هذه خمسة أحاديث ذكرها الحافظ وهي حديث أبي برزة الأسلمي وحديث علي وحديث أنس وحديث أبي هريرة وحديث أبي بكر الصديق (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 230 - 231 (كتاب الأحكام- باب الأمراء من قريش) (¬2) وورد في معناها أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما. انظر تلخيص الحبير 4/ 42 مجمع الزوائد 5/ 191 - السنة لابن أبي عاصم (2/ 527)

فأما حديث أبي برزة فأخرجه الطيالسي (ص 125) عن سكين بن عبد العزيز البصري عن سيار بن سلامة عن أبي برزة رفعه "الأئمة من قريش ما عملوا بثلاث". وأخرجه أحمد (4/ 421) عن الطيالسي (¬1) به. وساقه بلفظ "الأئمة (¬2) من قريش إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". وأخرجه أحمد (4/ 421) أيضا وابن أبي عاصم في "السنة" (1125) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 477 - 478) عن عفان بن مسلم البصري وأحمد (4/ 424) عن حسن بن موسى الأشيب والبزار (3857) عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري وأبو يعلى (3645) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 477 - 478) عن إبراهيم بن الحجاج السامي والروياني (764) عن موسى بن داود الضبي و (1323) عن خالد بن خداش البصري قالوا: ثنا سكين بن عبد العزيز ثنا سيار بن سلامة أبو المنهال الرياحي عن أبي برزة به. قال البزار: لا نعلمه عن أبي برزة إلا بهذا الإسناد، وسكين بصري مشهور" كشف الأستار 1583 ¬

_ (¬1) وأخرجه الروياني (768) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به. (¬2) وفي لفظ "الأمراء"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا سكين بن عبد العزيز وهو ثقة" المجمع 5/ 193 وقال الحافظ: إسناده حسن" التلخيص 4/ 42 - تخريج أحاديث المختصر 1/ 478 قلت: وهو كما قال، فسكين صدوق، وسيار ثقة. وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي رفعه "الأئمة من قريش، أبرارها أمراء أبرارها، وفجارها أمراء فجارها, ولكل حق، فآتوا كل ذي حق حقه، وإنْ أُمر عليكم عبد حبشي مُجَدَّع، فاسمعوا له وأطيعوا ما لم يُخير أحدكم بين إسلامه، وبين ضرب عنقه، فإنْ خيّر بين إسلامه وبين ضرب عنقه، فليمدد عنقه، ثكلته أمه، فلا دنيا ولا آخرة بعد ذهاب إسلامه". أخرجه البزار (759) والهيثم بن كليب في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 473) وابن الأعرابي في "معجم" (ق 234 / أ) والطبراني في "الصغير" (425) واللفظ له وفي "الأوسط" (3545) والخطابي في "الغريب" (1/ 363) والحاكم (4/ 75 - 76) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 242) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (203) والبيهقي (8/ 143) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" (100) والحافظ في "المختصر" (1/ 472) من طرق عن فيض بن الفضل البجلي ثنا مِسعر بن كِدام عن سلمة بن كُهيل عن أبي صادق به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي مرفوعاً إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا فيض" وقال أبو نعيم: غريب من حديث مسعر لم نكتبه عاليا إلا من حديث الفيض" وقال الحافظ: هذا حديث حسن ورجاله موثقون" قلت: اختلف فيه على مسعر: • فرواه جماعة عنه فأوقفوه على عليّ، منهم: 1 - وكيع. أخرجه في "فضائل الصحابة" (¬1) ¬

_ (¬1) تخريج أحاديث المختصر 1/ 473 ورواه ابن أبي شيبة (12/ 172) عن وكيع عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي موقوفاً. ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1513) عن ابن أبي شيبة فجعله عن وكيع عن سفيان.

2 - شعيب بن إسحاق الدمشقي. أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (¬1) وأبو عمرو (¬2) الداني في "الفتن" (204) 3 - عثمان بن المغيرة. أخرجه النسائي في "حديث أبي عوانة" (¬3) • ورواه داود بن عبد الجبار عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي مرفوعا. ذكره الدارقطني في "العلل" (3/ 199) وقال: والموقوف أشبه بالصواب" قلت: وهو كما قال، فقد رواه الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن عليّ قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 171 - 172) وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (1514) وتابعه إبراهيم بن يزيد ثني عمي أبو صادق عن علي قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 173) الثاني: يرويه حفص بن خالد العبدي ثني أبي عن جدي عن عليّ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس ذات يوم فقال "إنّ الأمراء من قريش، ثلاث مرار ما أقاموا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا، وما عاهدوا فوفوا، وما استرحموا فرحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه أبو يعلى (564) عن عبيد الله بن عمر القواريري والطبراني في "الدعاء" (2116) عن محمد بن عبيد بن حساب البصري قالا: ثنا محمد بن عبيد الله العبدي العمري ثنا حفص بن خالد به. ¬

_ (¬1) تخريج أحاديث المختصر 1/ 473 (¬2) رواه من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا شعيب بن إسحاق عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن عليّ قوله. (¬3) تخريج أحاديث المختصر 1/ 473

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 191 - 192 وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن أبيه عن أنس رفعه "الأئمة من قريش إذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، وإنْ استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم صوت ولا عدل". أخرجه الطيالسي (ص 284) عن إبراهيم بن سعد به. وأخرجه البزار (كشف 1578) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 171) والبيهقي في "المعرفة" (4/ 211) والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 474) والحافظ أيضاً (1/ 473 - 474) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه أبو يعلى (3644) وفي "المعجم" (158) وابن عدي (1/ 246) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (331) والبيهقي (8/ 144) والحافظ (1/ 473 - 474) من طرق عن إبراهيم بن سعد به. قال البزار: لا نعلم أسند سعد عن أنس إلا هذا" وقال أبو نعيم: هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس لم يروه عن سعد فيما أعلم إلا ابنه إبراهيم" وقال أبو داود السجستاني: سمعنا أحمد بن حنبل يُسأل عن حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أنس مرفوعا "الأئمة من قريش" قال: ليس هذا في كتب إبراهيم بن سعد لا ينبغي أنْ يكون له أصل" الكامل 1/ 246 قال الحافظ: قلت: رواه جماعة عن إبراهيم" التهذيب 1/ 123 وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن" وقال الألباني: وإسناده صحيح على شرط الستة فإنّ إبراهيم بن سعد وأباه ثقتان من رجالهم" الإرواء 2/ 298 قلت: لم يخرج أحد من الستة رواية سعد بن إبراهيم عن أنس، وما أظنّه سمع منه فقد قال ابن المديني: لم يلق سعد بن إبراهيم أحداً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومما يقوى أنّه لم يسمع منه، أنّه لم يذكر سماعا عند جميع من ذكرت ممن أخرج حديثه هذا والله أعلم.

الثاني: يرويه بكير بن وهب الجَزَري (¬1) عن أنس قال: كنا في بيت رجل من الأنصار (¬2) فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3) حتى وقف فأخذ بعضادة الباب فقال "الأئمة (¬4) من قريش ولهم عليكم حق (¬5) ولكم مثل ذلك (¬6) ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه أبو خيثمة في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 474) وابن أبي شيبة (12/ 169 - 170) وفي "مسنده" (5660) وأحمد (3/ 129 و 183) واللفظ له والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 99 و 100) وابن أبي عاصم في "السنة" (1120) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 222) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (1/ 102) وأبو يعلى (¬7) (4032 و 4033) والدولابي في "الكنى" (1/ 106) والطبراني في "الدعاء" (2120 و 2121 و 2122) و"الأوسط" (6606) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 122 - 123) وابن بشران (1404) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (201) والبيهقي (3/ 121 و 8/ 143 - 144) والمزي في "تهذيب الكمال" (21/ 183) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط" والبزار ورجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 192 قلت: بكير بن وهب ذكره ابن حبان في "الثقات" (¬8) وقال الذهبي في "الميزان": يجهل، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع، وقد تابعه جماعة. الثالث: يرويه الصعق بن حزن البصري ثنا علي بن الحكم البُنَاني عن أنس رفعه "الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، ولي عليهم حق، ولكم عليهم حق (¬9)، ما عملوا فيكم بثلاث: ما إذا استرحموا رحموا، وأقسطوا إذا قسموا، وعدلوا إذا حكموا" ¬

_ (¬1) وعند الدولابي وغيره: قال لي أنس: أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد؟ أتى علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في بيت فأخذ بعضادتي الباب فقال" (¬2) وفي رواية للطبراني: كنا في بيت نفر من المهاجرين ونفر من الأنصار" (¬3) زاد الطبراني في رواية "فأقبل كل رجل منا يوسع إلى جنبه رجاء أن يجلس إليه" (¬4) وفي لفظ "الأمراء" (¬5) ولفظ أبي يعلى "ولي عليكم حق، ولهم عليكم مثله" وفي رواية للطبراني "ولي عليهم حق عظيم ولهم مثل ذلك" (¬6) زاد أبو يعلى والطبراني "ما فعلوا ثلاثا" (¬7) وفي أحد اسناديه تقديم وتأخير. (¬8) وقال ابن القطان الفاسي: غير معروف الحال (الوهم والإيهام 4/ 359) (¬9) وفي لفظ "ولي عليكم حق، ولهم عليكم حق"

أخرجه الحاكم (4/ 501) والبيهقي (8/ 144) من طرق عن الصعق بن حزن به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: الصعق احتج به مسلم وحده، وعلي بن الحكم احتج به البخاري وحده، وهما ثقتان لكن لا أدري أسمع علي بن الحكم من أنس أم لا، والظاهر أنّه لم يسمع منه فقد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا له رواية عن أحد من الصحابة والله أعلم. الرابع: يرويه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري عن محمد بن سُوقة عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بعضادتي الباب، فقال "الأئمة من قريش، لهم عليكم حق، ولكم عليهم حق ما عملوا بثلاث: إذا ملكوا أحسنوا، وإذا استرحموا رحموا، وإذا قسموا عدلوا، فإنْ لم يفعلوا فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم صرف ولا عدل" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 8) عن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن عقيل الوراق النيسابوري ثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله السلمي ثنا أبو القاسم حماد بن أحمد بن حماد بن أبي رجاء المروزي قال: وجدت في كتاب جدي حماد بن عبد الله السلمي بخطه عن أبي حمزة السكري به. وقال: غريب من حديث محمد، تفرد به حماد موجودا في كتاب جده" وقال الألباني: قلت: والحمادان لم أجد من ترجمهما" الإرواء 2/ 299 الخامس: يرويه حبيب بن أبي ثابت عن أنس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في بيت وكل إنسان منا تأخر عن مجلسه ليجلس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام على الباب فقال: "الأئمة (¬1) من قريش، ولي عليكم حق، ولهم حق ما فعلوا ثلاثاً: إنْ حكموا عدلوا، وإنْ عاهدوا وفوا، وإنْ استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه البزار (كشف 1580) والطبراني في "الكبير" (725) وفي "الدعاء" (2118 و 2119) من طرق عن حبيب بن أبي ثابت به. وحبيب بن أبي ثابت ثقة إلا أنه يدلس ولم يذكر سماعا من أنس. السادس: يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس رفعه "الملك في قريش، ولكم ¬

_ (¬1) وفي لفظ "الأمراء"

عليهم حق، ولهم مثله ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه البزار (كشف 1579) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري والطبراني في "الدعاء" (2117) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قالا: ثنا محمد بن بكار بن بلال عن سعيد بن بشير به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير. السابع: يرويه عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي عن أنس قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في بيت مجتمعون، فنهانا أنْ نوسع له. فقال وهو قائم "الأئمة من قريش ثلاثا: الأولى عليكم حق ولكم مثله ما استرحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، وحكموا فعدلوا. فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5659) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 63 و 123) من طريقين عن عمر بن عبد الله به. وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله. الثامن: يرويه موسى الجهني عن منصور عمن سمع أنسا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه. أخرجه البيهقي (8/ 144) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (¬1) (12/ 172) وأحمد (2/ 364) عن زيد بن الحباب العُكْلي ثنا معاوية بن صالح ثنى أبو مريم أنّه سمع أبا هريرة رفعه "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والسرعة في اليمن، والأمانة في الأزد" وأخرجه الترمذي (3936) عن أحمد بن منيع ثنا زيد بن الحباب به. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1124) عن ابن أبي شيبة فأوقفه على أبي هريرة.

واختلف فيه على معاوية بن صالح، فرواه عبد الرحمن بن مهدي عنه فأوقفه على أبي هريرة. أخرجه الترمذي (5/ 727) وقال: وهذا أصح من حديث زيد بن الحباب" وأما حديث أبي بكر فلم أره في "المسند" باللفظ الذي ذكره الحافظ وإنما فيه قوله لسعد بن عبادة: ولقد علمت يا سعد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وأنت قاعد "قريش ولاة هذا الأمر" "المسند" (1/ 5) من طريق حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجه فقبله وذكر الحديث. قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر" المجمع 5/ 191 قلت: قال أبو زرعة: حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر مرسل (المراسيل ص 49) 1688 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: مَرَّ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أطين حائطا فقال "الأمر أعجل من ذلك" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 218) وأحمد (2/ 161) وفي "الزهد" (ص 37 - 38) وهناد في "الزهد" (515) والبخاري في "الأدب المفرد" (456) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 53) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 323) وأبو داود (5235 و 5236) وابن ماجه (4160) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 78) والترمذي (2335) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (242) والبزار (2436) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 2) وابن حبان (2996 و 2997) والبيهقي في "الآداب" (1019) وفي "الشعب" (10220) والبغوي في "شرح السنة" (4030) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2307) وابن بشكوال في "الغوامض" (903) من طرق عن الأعمش (¬2) ثنا أبو السَّفَر عن ابن عمرو قال: ¬

_ (¬1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان- باب ما جاء في البناء) (¬2) صرّح الأعمش بالتحديث من أبي السفر عند البخاري ويعقوب بن سفيان

مَرَّ (¬1) بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن (¬2) نصلح (¬3) خُصًّا لنا (¬4)، فقال "ما هذا؟ " قلنا خُصُّ لنا وَهَى، فنحن نصلحه (¬5) فقال "أما إنّ الأمر أعجل (¬6) من ذلك" اللفظ لأحمد وغيره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال، وأبو السفر أسمه سعيد بن يُحمِد الهمداني. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن ابن عمرو، ولم يسند الأعمش عن أبي السفر إلا هذا الحديث" 1689 - "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" قال الحافظ: وقد جمع البيهقي كتابا لطيفا في حياة الأنبياء في قبورهم أورد فيه حديث أنس: فذكره، وأخرجه من طريق يحيى بن أبي بكير وهو من رجال الصحيح عن المستلم بن سعيد وقد وثقه أحمد وابن حبان عن الحجاج بن الأسود وهو ابن أبي زياد البصري وقد وثقه أحمد وابن معين عن ثابت عنه، وأخرجه أيضاً أبو يعلى في "مسنده" من هذا الوجه، وأخرجه البزار لكن وقع عنده عن حجاج الصواف وهو وهم والصواب الحجاج الأسود كما وقع التصريح به في رواية البيهقي وصححه البيهقي، وأخرجه أيضاً من طريق الحسن بن قتيبة عن المستلم. وكذلك أخرجه البزار وابن عدي، والحسن بن قتيبة ضعيف، وأخرجه البيهقي أيضاً من رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد فقهاء الكوفة عن ثابت بلفظ آخر "إنّ الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنّهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور" ومحمد سيئ الحفظ" (¬7) حسن أخرجه البزار (كشف 2340) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "علينا" وفي لفظ آخر "عليّ" (¬2) وعند الدوري "وأنا وأبي" وعند ابن حبان والبزار "أنا وأمي" وعند أبي داود وحماد "وأنا أطين حائطا لي أنا وأمي" (¬3) وفي لفظ "نعالج" (¬4) زاد أبو داود وغيره "وَهَى" (¬5) وفي لفظ "نعالجه" (¬6) وفي لفظ "أسرع" (¬7) 7/ 296 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها)

عن رزق الله بن موسى البغدادي وتمام في "الفوائد" (58) عن أحمد بن عبد الرحمن الحداني وابن عدي (2/ 739) ومن طريقه البيهقي في "حياة الأنبياء" (1) عن الحسن بن عرفة قالوا: ثنا الحسن بن قتيبة المدائني ثنا المستلم بن سعيد الثقفي عن الحجاج (¬1) بن الأسود عن ثابت البُنَاني عن أنس به مرفوعاً. واختلف فيه على الحسن بن قتيبة، فرواه محمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحرّاني عنه ثنا حماد بن سلمة عن عبد العزيز عن أنس. أخرجه البزار (كشف 2339) وقال: لا نعلم أحدا تابع الحسن بن قتيبة على روايته عن حماد" قلت: والأول أصح، ومحمد بن عبد الرحمن لم أر من ترجمه. وقال البزار بعد أن أخرجه من الطريق الأولى: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا الحجاج، ولا عن الحجاج إلا المستلم، ولا نعلم روى الحجاج عن ثابت إلا هذا" وقال ابن عدي: الحسن بن قتيبة أرجو أنّه لا بأس به" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو هالك. قال الدارقطني في رواية البرقاني: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال الأزدي: واهي الحديث، وقال العقيلي: كثير الوهم" الميزان 1/ 519 وقال البيهقي: هذا حديث يعد في أفراد الحسن بن قتيبة المدائني" قلت: لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا المستلم بن سعيد به. أخرجه أبو يعلى (3425) ومن طريقه البيهقي في "حياة الأنبياء" (2) ¬

_ (¬1) ووقع في رواية البزار: عن الحجاج - يعني الصواف -وهو وهم كما قال الحافظ.

عن أبي الجهم الأزرق بن علي (¬1) وأبو نعيم (¬2) في "أخبار أصبهان" (2/ 83) عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير قالا: ثنا يحيى بن أبي بكير به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 211 وقال المناوي: وهو حديث صحيح" الفيض 3/ 184 قلت: الحجاج بن الأسود ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: نكرة ما روى عنه فيما أعلم سوى مستلم بن سعيد فأتى بخبر منكر عن ثابت عن أنس في أنّ الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" رواه البيهقي. وتعقبه الحافظ في "اللسان" فقال: وإنما هو حجاج بن أبي زياد الأسود يعرف بزق العسل وهو بصري كان ينزل القسامل روى عن ثابت وجابر بن زيد وأبي نضرة وجماعة وعنه جرير بن حازم وحماد بن سلمة ورَوح بن عبادة وآخرون. قال أحمد: ثقة ورجل صالح، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات": فقال: حجاج بن أبي زياد الأسود من أهل البصرة كان ينزل القسامل" قلت: والمستلم بن سعيد قال ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق، فالإسناد حسن. واختلف فيه على ثابت البناني في لفظه. فرواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه عن أنس رفعه "إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة، ولكنهم يصلون بين يدي الله عز وجل حتى ينفخ في الصور" أخرجه البيهقي في "حياة الأنبياء" (4) عن الحاكم ثنا أبو حامد أحمد بن علي ¬

_ (¬1) ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يغرب. (¬2) أخرجه عن علي بن محمود ثنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير به. وعلى بن محمود هو ابن علي بن مالك بن الأخطل أبو الحسن المديني قال أبو نعيم (2/ 19): ثقة صاحب أصول كثير الحديث. وعبد الله بن إبراهيم ترجمه أبو نعيم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. وعبد الله بن محمد وثقه الخطيب (التاريخ 10/ 8)

الحسنوي ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحمصي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد عن ابن أبي ليلى به. وإسناده ضعيف جداً، الحسنوي قال الخطيب: لم يكن بثقة، وقال الحاكم: غير محتج بحديثه، ومنهم من كذبه (اللسان 1/ 223) وقد روي عن أنس قوله، أخرجه البيهقي (3) من طريق الحسين بن الحسن المروزي ثنا مؤمل ثنا عبيد الله بن أبي حميد الهذلي عن أبي المليح عن أنس قال: الأنبياء في قبورهم أحياء يصلون. وعبيد الله بن أبي حميد قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث. 1690 - عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الناس أشدّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه: الحديث وفيه "حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" قال الحافظ: أخرجه الدارمي والنسائي في "الكبرى" وابن ماجه، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم، كلهم من طريق عاصم بن بَهْدَلة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: فذكره، أخرجه الحاكم من رواية العلاء بن المسيب عن مصعب أيضاً، وأخرج له شاهدا من حديث أبي سعيد ولفظه "قال: الأنبياء. قال: ثم من؟ قال: العلماء. قال: ثم من؟ قال: الصالحون" الحديث، وليس فيه ما في آخر حديث سعد" (¬1) حسن أخرجه الطيالسي (ص 29 - 30) عن شعبة وهشام وحماد بن سلمة كلهم عن عاصم بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الناس أشدّ بلاءً؟ قال "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، حتى يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب ذلك أو قدر ذلك، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة" وأخرجه الدروقي في "مسند سعد" (42) والطحاوي في "المشكل" (2202) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 368) والبيهقي (3/ 372 - 373) وفي "الآداب" (1043) وفي "الشعب" (9318) والخطيب في "التاريخ" (3/ 378 - 379) من طرق عن الطيالسي به. ¬

_ (¬1) 12/ 215 (كتاب المرضى - باب أشد الناس بلاء الأنبياء)

وأخرجه ابن سعد (2/ 209 و 209 - 210) وابن أبي شيبة (3/ 233) وأحمد (1/ 172 و 173 - 174 و 180 و 185) وفي "الزهد" (ص 69 - 70) وعبد بن حميد (146) والدارمي (2786) وابن ماجه (4023) والترمذي (2398) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (3) والبزار (1154) والنسائي في "الكبرى" (7481) وأبو يعلى (830) والطحاوي في "المشكل" (2203 و 2204 و 2205 و 2206) والهيثم بن كليب (67 و 68 و 69) وابن حبان (2900 و 2901 و 2921) والحاكم (1/ 41) والبيهقي (3/ 372 - 373) وفي "الشعب" (9318) والبغوي في "شرح السنة" (1434) وفي "معالم التنزيل" (1/ 130) والقاضي عياض في "الشفا" (2/ 913) من طرق عن عاصم بن بهدلة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا نعلم رواه عن سعد بهذا اللفظ إلا مصعب" قلت: وإسناده حسن رواته ثقات غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث. ولم ينفرد عاصم به بل تابعه: 1 - سِماك بن حرب. أخرجه البزار (1150) والطحاوي في "المشكل" (2207) والهيثم بن كليب (80) من طريق شريك بن عبد الله القاضي عن سماك به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سماك إلا شريك، وإنما يعرف من حديث عاصم عن مصعب" قلت: وشريك مختلف فيه. 2 - العلاء بن المسيب الكوفي. واختلف عنه: - رواه خالد بن عبد الله الواسطي عنه عن مصعب بن سعد عن سعد. أخرجه الحاكم (1/ 40 - 41) وقال: صحيح على شرط الشيخين" وتابعه خالد بن العلاء بن المسيب عن أبيه به. أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 90)

- ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد. أخرجه ابن حبان (2920) والمحاملي في "أماليه" (151) وتابعه محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب به. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (650) - ورواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عاصم بن أبي النَّجُود عن مصعب بن سعد عن أبيه. أخرجه البزار (1155) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 253) وأما حديث أبي سعيد الذي ذكره الحافظ فيرويه زيد بن أسلم واختلف عنه: - فرواه هشام بن سعد المدني عنه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محموم (¬1) فوضعت يدي فوق القطيفة فوجدت حرارة الحُمَّى (¬2) فقلت: ما أشد (¬3) حُمَّاك (¬4) يا رسول الله! قال "إنا كذلك معشر الأنبياء يضاعف علينا الوجع (¬5) ليضاعف لنا الأجر" قلت "يا رسول الله، فأي الناس أشدّ بلاءً؟ قال "الأنبياء" (¬6) قلت: ثم من؟ قال "ثم الصالحون، إنْ كان (¬7) ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة فيجوبها (¬8) ويلبسها، وإنْ كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله القمل وكان ذلك أحبّ إليهم من العطاء" (¬9) أخرجه ابن سعد (2/ 208) وابن ماجه (4024) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (1) وأبو يعلى (1045) والطحاوي في "المشكل" (2210) والحاكم (1/ 40 و 4/ 307) وابن بشران (745) والبيهقي (3/ 372) وفي "الآداب" (1042) وفي "الشعب" (9317) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (572) من طرق عن هشام بن سعد به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "موعوك" وفي لفظ آخر "يوعك" (¬2) زاد ابن سعد وغيره "فوق القطيفة" وزاد ابن ماجه "فوق اللحاف" (¬3) زاد أبو يعلى وغيره "حَرّ" (¬4) وفي لفظ "حرارتك" (¬5) وفي لفظ "يشدد علينا البلاء" (¬6) زاد الحاكم "قلت: ثم من؟ قال: العلماء" (¬7) زاد أبو يعلى "أحدهم" (¬8) وفي لفظ "يحويها" (¬9) ولفظ ابن ماجه "وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء"

واللفظ لابن أبي الدنيا. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم فقد احتج بهشام بن سعد" وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 188 قلت: هشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - ورواه مَعْمَر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبي سعيد. أخرجه عبد الرزّاق (20626) وأحمد (3/ 94) وفي "الزهد" (ص 77 - 78) وعبد بن حميد (960) - ورواه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي عن زيد بن أسلم عن أبي سعيد، ولم يذكر بينهما أحدا. أخرجه ابن سعد (2/ 208) وموسى بن عبيدة ضعيف. 1691 - "الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى" قال الحافظ: ولأبي داود وابن خزيمة من حديث أبي الأحوص عوف بن مالك عن أبيه مرفوعاً: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 473 و 4/ 137) عن عَبيدة بن حُميد أبي عبد الرحمن التيمي ثنا أبو الزعراء عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نَضلة مرفوعاً به وزاد "فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك" وأخرجه أبو داود (1649) عن أحمد به. وأخرجه الحاكم (1/ 408) عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه به. ولم ينفرد به أحمد بل تابعه: 1 - الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا عبيدة بن حميد به. أخرجه ابن خزيمة (2440) وفي "التوحيد" (1/ 158) وابن الأعرابي (ق 128/ أ) وابن حبان (3362) والبيهقي (4/ 198) وابن بشكوال في "الغوامض" (812) ¬

_ (¬1) 4/ 40 (كتاب الزكاة- باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى)

2 - أبو بشر هارون بن حاتم البزاز. أخرجه أبو طاهر السلفي في "حديث أبي حسين الثقفي" (34) قال ابن خزيمة وابن حبان: أبو الزعراء هو عمرو بن عمرو بن مالك بن أخي أبي الأحوص" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي. وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه أحمد (1/ 446) وأبو يعلى (5125) وابن خزيمة (2435) وفي "التوحيد" (1/ 156 - 157) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 21) والهيثم بن كليب (718 و 719) والحاكم (1/ 408) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 155 - 156) والبيهقي (4/ 198) والبغوي في "شرح السنة" (1618) من طرق عن إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رفعه "الأيدي ثلاثة أيد: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل أسفل (¬1) إلى يوم القيامة، فاستعفوا (¬2) من السؤال (¬3) ما استطعتم (¬4)، ومن أعطاه (¬5) الله خيرا فلير عليه، وابدأ بمن تعول، وارتضخ (¬6) من الفضل، ولا تلام على كفاف (¬7)، ولا تعجز عن نفسك" واللفظ للبيهقي. قال الحاكم: حديث محفوظ مشهور عن ابن مسعود" وقال البغوي: وإبراهيم هو ابن مسلم الهجري تكلموا فيه" وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 3/ 97 قلت: إسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك الجشمي. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "السفلى" (¬2) وفي لفظ "فاستعفف" وفي لفظ آخر "فاستعف" (¬3) وفي لفظ "الناس": (¬4) وفي لفظ "ما استطعت" (¬5) وفي لفظ "وإذا آتاك الله خيرا فلير عليك" (¬6) وفي لفظ "وارضخ" (¬7) وفي لفظ "العفاف"

وقد روي موقوفاً على ابن مسعود. قال الطيالسي (ص 40): ثنا شعبة عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: فذكره. وقال: غير شعبة يرفعه" قلت: وشعبة يرفعه أيضاً، رواه محمد بن جعفر البصري وغيره عن شعبة مرفوعاً. 1692 - "الإيمان يمان" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 7/ 343) من حديث أبي هريرة. ... ¬

_ (¬1) 16/ 191 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان)

حرف الباء

حرف الباء 1693 - " بئس الخطيب أنت" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (870) عن عدي بن حاتم أنّ رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بئس الخطيب أنت قل: ومن يعص الله ورسوله" 1694 - "بئس الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجيعان" قال الحافظ: ووقع في رواية للطبراني من حديث ابن عباس: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (12754) و"الأوسط" (6186) ثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ثنا عبد القدوس بن محمد الحبحابي ثنا سعيد بن سويد المغولي ثنا عمران القطان أبو العوام عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس مرفوعا "شرّ الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجائع". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، ولا عن عمران إلا سعيد بن سويد، تفرد به عبد القدوس بن محمد" قلت: وأبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي قال الدارقطني: ليس بالقوي (سؤالات الحاكم ص 152) وتابعه البزار (كشف 1240) عن عبد القدوس بن محمد به. ولفظه "يدعى إليه الغني ويترك الفقير" ¬

_ (¬1) 1/ 67 (كتاب الإيمان- باب حلاوة الإيمان) (¬2) 11/ 154 (كتاب النكاح - باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله)

وقال: لم نسمعه إلا من عبد القدوس عن سعيد ولم يتابع عليه" قلت: وهو ثقة كما قال النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال مسلمة: لا بأس به. وسعيد بن سويد لم أقف له على ترجمة، وعمران هو ابن داود القطان وهو مختلف فيه: وثفه جماعة، وضعفه آخرون، فهو حسن الحديث، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي العالية. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزار وفيه سعيد بن سويد المغولي ولم أجد من ترجمه، وفيه عمران القطان وثقه أحمد وجماعة، وضعفه النسائي وغيره" المجمع 4/ 53 وللحديث شاهد عن أبي هريرة أخرجه البخاري (فتح 11/ 154) 1695 - حديث أبي قلابة قال: قيل لأبي مسعود: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في زعموا؟ قال "بئس مطية الرجل" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا" (¬1) يرويه الأوزاعي واختلف عنه: - فقال الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير ثني أبو قلابة ثني أبو عبد الله رفعه "بئس مطية الرجل (¬2) زعموا" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2798) والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الإصابة" (11/ 241) والطحاوي في "المشكل" (185) وأبو نعيم في "الصحابة" (6885) والقضاعي (1335) وقال: أظنّ أبا عبد الله المذكور في هذا الحديث حذيفة بن اليمان لأنّه كان مع أبي مسعود بالكوفة وكانوا يتجالسون ويسأل بعضهم بعضا وكنية حذيفة أبو عبد الله" وقال الحافظ: وسنده صحيح متصل أمن فيه من تدليس الوليد وتسويته" الإصابة 11/ 241 - ورواه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (377) عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي مسعود قال: قيل له: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في زعموا؟ قال "بئس مطية الرجل" ¬

_ (¬1) 13/ 169 (كتاب الأدب - باب ما جاء في زعموا) (¬2) زاد ابن أبي عاصم "المسلم"

فجعله عن أبي مسعود. ومن طريقه أخرجه القضاعي (1336) والبغوي في "شرح السنة" (8892) - ورواه وكيع عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة قال: قال أبو عبد الله لأبي مسعود أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله -يعني حذيفة- ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول "بئس مطية الرجل" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 636 - 637) وأحمد (¬1) (5/ 401) وأبو داود (¬2) (4972) وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الأوزاعي به. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (762) والطحاوي في "المشكل" (186) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 179/ ب) والقضاعي (1334) - ورواه الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي فلم يشك. قال: سمعت الأوزاعي قال: ثني يحيى بن أبي كثير ثني أبو قلابة الجَرْمي قال: قال أبو عبد الله الجرمي لأبي مسعود: كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول "بئس مطية الرجل" أخرجه البيهقي (10/ 247) ودلت هذه الرواية على أنّ أبا عبد الله ليس هو حذيفة وإنما غيره، ولم أقف له على ترجمة. والحديث اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه يحيى بن عبد العزيز الأردني اليمامي عنه عن أبي قلابة عن أبي المهلب أنّ عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود، ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول: "بئس مطية الرجل" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (763) والخرائطي في "المساوىء" (679) ويحيى بن عبد العزيز الأردني اليمامي قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن وكيع" (¬2) وقال: أبو عبد الله هذا حذيفة. وتعقبه الحافظ فقال: كذا قال، وفيه نظر لأنّ أبا قلابة لم يدرك حذيفة، وقد صرح في رواية الوليد بن مسلم بأنْ أبا عبد الله حدثه والوليد أعرف بحديث الأوزاعي من وكيع" المقاصد الحسنة.

1696 - "بئسما لأحدكم أنْ يقول نسيت آية كذا وكذا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 10/ 456 و 462) ومسلم (790) عن ابن مسعود. 1697 - "بادروا بالأعمال ستا: إمرةَ السفهاء، وكثرة الشُّرَط وبيعَ الحكم" قال الحافظ: وأخرج أحمد وغيره من طريق عَبْس ويقال عابس الغفاري أنّه قال: يا طاعون خذني، فقال له عُليم الكندي: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يتمنينّ أحدكم الموت" فقال: إني سمعته يقول: فذكره، الحديث، وأخرج أحمد أيضاً من حديث عوف بن مالك نحوه، وأنّه قيل له: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما عُمِّرَ المسلم كان خيرا له" الحديث وفيه الجواب نحوه" (¬2) صحيح وله عن عابس الغفاري طريقان: الأول: يرويه زاذان أبو عمر الكندي واختلف عنه: - فرواه شريك بن عبد الله القاضي عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن زاذان أبي عمر عن عليم الكندي قال: كنا (¬3) جلوسا على سطح، معنا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (قال يزيد بن هارون: لا أعلمه إلا عبسا الغفاري (¬4)) والناس يخرجون (¬5) في الطاعون (¬6)، فقال عبس: يا طاعون خذني، ثلاثاً يقولها، فقال له عليم (¬7)، لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يتمنى (¬8) أحدكم الموت، فإنه عند إنقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب"؟ فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "بادروا بالموت ستاً (¬9): إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوا (¬10) يتخذون القرآن مزامير، ¬

_ (¬1) 3/ 343 (كتاب الصلاة- أبواب السهو- باب يكبر في سجدتي السهو) (¬2) 12/ 232 (كتاب المرضى- باب تمني المريض الموت). (¬3) ولفظ ابن عبد البر "كنت مع عبس الغفاري على سطح له، فرأى قوما يتحملون من الطاعون، فقال". (¬4) وعند الحارث "ولا أعلمه إلا قال: عبس الغفاري" (¬5) لفظ الطبراني "يترحلون" ولفظ التمهيد "يتحملون من" (¬6) زاد الطبراني "فقال: ما لهم؟ قالوا: يفرون من الطاعون" (¬7) وعند الطبراني "فقال له ابن عم له" (¬8) وفي لفظ "يتمنين" (¬9) لفظ الطبراني "تمنوا الموت عند خصال ست" (¬10) ولفظ الحارث والطبراني "نَشْو"

يقدمونه يُغنيهم (¬1) وإن كان أقل منهم فقها (¬2) " أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 80 - 81) وابن أبي شيبة (15/ 240 - 241) وأحمد (3/ 494 - 495) واللفظ له والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 613) والطحاوي في "المشكل" (1389) وأبو نعيم في "الصحابة" (5550) عن يزيد بن هارون والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 80) عن حمدان والطحاوي في "المشكل" (1390) والطبراني في "الكبير" (18/ 36 - 37) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 147) عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5777) والجورقاني في "الأباطيل" (724) عن سويد بن سعيد الهروي وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (289) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني كلهم عن شريك به. - ورواه ليث بن أبي سليم عن عثمان بن عمير أبي اليقظان واختلف عن ليث: • فرواه عمرو بن عاصم الكلابي عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن ليث، واختلف عن عمرو: فرواه إبراهيم بن المستمر العُرُوقي عن عمرو بن عاصم كرواية شريك إلا أنه سمى الصحابي أبا عبس. أخرجه البزار (كشف 1610) عن إبراهيم بن المستمر به. ورواه بشر بن آدم بن يزيد البصري عن عمرو بن عاصم فلم يذكر عليما الكندي وسمى الصحابي عابس الغفاري. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 310 - 311) والطبراني في "الكبير" (18/ 36) ¬

_ (¬1) ولفظ التمهيد "يقدمون الرجل ليغنيهم بالقرآن" (¬2) ولفظ الطبراني "وليس بأفقههم"

• ورواه غير واحد عن ليث فلم يذكروا عليما الكندي، منهم: 1 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 80) والطبراني في "الكبير" (18/ 34 - 35) 2 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه الطبراني (18/ 35) 3 - فضيل بن عياض. أخرجه الطبراني (18/ 35) 4 - يعقوب بن إبراهيم. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 81) 5 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 310) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (324) • ورواه عمار بن رزيق عن ليث فلم يذكر زاذان ولا عليما الكندي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 38) وفي "الآحاد" (1024) • ورواه موسى بن أعْيَن الجَزَري عن ليث عن عثمان بن عمير عن زاذان عن عابس الغفاري عن أبي ذر. أخرجه أبو عمرو الداني (436) وليث وعثمان ضعيفان. - ورواه موسى الجهني عن زاذان عن عابس الغفاري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخوف على أمته ست خصال: إمرة الصبيان، وكثرة الشرط، والرشوة في الحكام، وقطيعة الرَّحِم، واستخفاف بالدم، ونَشْو يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أفضلهم يغنيهم غناء". أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 37) و"الأوسط" (689) عن أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن خشرم (¬1) ثنا عيسى بن يونس عن موسى الجهني به. ¬

_ (¬1) رواه الزبير بن بكار عن عيسى بن يونس فقال فيه: عن زاذان قال: كنا مع عبد الله بن عباس على سطح له، وذكر الحديث. أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 416)

وهذا أسناد صحيح رواته ثقات، وموسى هو ابن عبد الله ويقال ابن عبد الرحمن الجهني، وزاذان لقي عابسا الغفاري كما في الرواية التي أوردها الحافظ في "الإصابة" (5/ 265 - 266) وقال: أخرجه الطبراني وابن شاهين وأبو بكر بن أبي علي" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن موسى إلا عيسى" قلت: لم ينفرد عيسى بن يونس به بل تابعه مِنْدل بن علي العَنَزي عن موسى الجهني. أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (276) والطبراني في "الكبير" (18/ 37) ومندل ضعيف. الثاني: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن عابس الغفاري أنّه كان على سطح وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1023) وفي "الديات" (ص 38) وابن نصر في "قيام رمضان" (ص 219) والطبراني في "الكبير" (18/ 34) و"الأوسط" (8731) من طرق عن عبد الله بن صالح المصري ثني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي أمامة عن عابس إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن أيوب" قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني، وعبيد الله بن زحر مختلف فيه. وللحديث شاهد عن عوف بن مالك وآخر عن الحكم بن عمرو الغفاري فأما حديث عوف بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 57) من طريق النضر بن شميل عن النَّهَّاس بن قَهْم عن شداد أبي عمار عن عوف بن مالك رفعه "أخاف عليكم ستا: إمارة السفهاء، وسفك الدماء، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، ونشو يتخذون القرآن مزامير، وكثرة الشرط" واختلف فيه علي النّهاس بن قهم: فأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 244) وأحمد (6/ 22) والطبراني في "الكبير" (18/ 57) عن وكيع وأحمد (6/ 23)

عن محمد بن بكر البُرْساني كلاهما عن النّهاس بن قهم أبي الخطاب عن شداد أبي عمار الشامي قال: قال عوف بن مالك: يا طاعون خذني إليك، فقالوا: أليس قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما عمر المسلم كان خيرا له (¬1) "؟ قال: بلى ولكني أخاف ستا: إمارة السفهاء، وبيع الحكم، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، ونشوا ينشون يتخذون القرآن مزامير، وسفك الدم" موقوف وإسناده ضعيف لضعف النّهاس بن قهم. وأما حديث الحكم بن عمرو الغفاري فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3162) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا جميل بن عبيد الطائي ثنا أبو المعلى قال: قال الحكم الغفاري: يا طاعون خذني إليك، فقال له رجل من القوم: لم تقول هذا؟ وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ألا لا يتمنين أحدكم الموت"؟ قال: قد سمعت ما سمعتم ولكني أبادر ستا: بيع الحكم، وكثرة الشرط، وإمارة الصبيان، وسفك الدماء، وقطيعة الرحم، ونشو يكون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير" واختلف فيه على الحسين بن إسحاق التستري، فرواه الحسن بن محمد بن إسحاق المهرجاني عنه ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا جميل بن عبيد الطائي ثنا أبو المعلى عن الحسن قال: قال الحكم بن عمرو الغفاري: فذكر الحديث. زاد فيه "عن الحسن" أخرجه الحاكم (3/ 443) وسكت عليه. وأبو المعلى ترجمه ابن عبد البر في "لكنى" (2/ 1291) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. طريق أخرى: قال ابن جُريج: حدثني غير واحد عن أبي هريرة أنّه سمع رجلاً ذكروا أنّه الحكم الغفاري أنّه قال: يا طاعون خذني الليل، قال أبو هريرة: ما سمعت يا أبا فلان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لا يدعو أحدكم بالموت فإنّه لا يدري على أيّ شيء هو منه، قال: بلى ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يذكر ستا، أخشى أنْ يدركني بعضهن، قال "بيع الحكم، وإضاعة الدم، وإمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وناس يتخذون القرآن مزامير يتغنون به". ¬

_ (¬1) وفي لفظ "إنّ المؤمن لا يزيده طول العمر إلا خيرا"

أخرجه عبد الرزاق (4186) عن ابن جريح به. 1698 - عن غير واحد قالوا: وحثّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة -يعني في غزوة تبوك- فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال: يا رسول الله، مالي ثمانية آلاف، جئتك بنصفها وأمسكت نصفها، فقال: "بارك الله فيما أمسكت وفيما أعطيت" قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "المغازي" بغير أسناد، وأخرجه الطبري من طريق يحيى بن أبي كثير، ومن طريق سعيد عن قتاده، وابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة، والمعنى واحد، قال: فذكره، وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر" الحديث، وكذا أخرجه الطبري من طريق العَوفي عن ابن عباس نحوه، ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب بمعناه، وعند عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعمائة أوقية من ذهب فقال؛ إنّ لي ثمانمائة أوقية من ذهب" الحديث، وأخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن قتادة فقال: ثمانية آلاف دينار، ومثله لابن أبي حاتم من طريق مجاهد، وأصح الطرق فيه ثمانية آلاف درهم، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره" (¬1) حديث يحيى بن أبي كثير أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 297) عن المثني بن إبراهيم الآملي ثنا محمد بن رجاء أبو سهل العباداني ثنا عامر بن يَسَاف اليمامي عن يحيى بن أبي كثير قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، مالي ثمانية آلاف، جئتك بأربعة آلاف فاجعلها في سبيل الله، وأمسكت أربعة آلاف لعيالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بارك الله فيما أعطيت وفيما أمسكت" وجاء رجل آخر فقال: يا رسول الله، بتّ الليلة أجر الماء على صاعين، فأما أحدهما فتركت لعيالي، وأما الآخر فجئتك به، اجعله في سبيل الله، فقال "بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت" فقال ناس من المنافقين: والله ما أعطى عبد الرحمن إلا رياء وسمعة، ولقد كان الله ورسوله غنيين عن صاع فلان، فأنزل الله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] يعني عبد الرحمن بن عوف {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] يعني صاحب الصاع {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79]. ¬

_ (¬1) 9/ 401 - 402 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79].

وهذا مرسل، والمثنى بن إبراهيم ومحمد بن رجاء لم أر من ترجمهما، وعامر بن يساف مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن عدي. وحديث قتادة سيأتي الكلام عليه في حرف الجيم، فانظر حديث "جاء رجل من الأنصار يقال له: الحبحاب" وحديث عكرمة أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10500) عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنبا حفص بن عمر أنبا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: لما كان يوم فطر أخرج عبد الرحمن بن عوف مالاً عظيما، وأخرج عاصم بن عدي كذلك، وأخرج رجل صاعين، وآخر صاعا، فقال قائل من الناس: إن عبد الرحمن إنما جاء بما جاء به فخرا ورياء، وأما صاحب الصاع والصاعين فإن الله ورسوله أغنياء عن صاع وصاع، فسخروا بهم، فأنزلت فيهم هذه الآية {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79]. وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر العدني. وحديث ابن عباس له عنه طرق: الأول: يرويه عطية بن سعد العَوْفي عن ابن عباس، قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الناس يوما فنادى فيهم: أنِ اجمعوا صدقاتكم، فجمع الناس صدقاتهم، ثم جاء رجل من أحوجهم بمنّ من تمر، فقال: يا رسول الله، هذا صاع من تمر، بتّ ليلتي أجرّ بالجرير الماء، حتى نلت صاعين من تمر، فأمسكت أحدهما، وأتيتك بالآخر، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينثره في الصدقات، فسخر منه رجال وقالوا: والله إن الله ورسوله لغنيان عن هذا، وما يصنعان بصاعك من شيء، ثم إنّ عبد الرحمن بن عوف رجل من قريش من بني زهرة قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل بقي من أحد من أهل هذه الصدقات؟ فقال "لا" فقال عبد الرحمن بن عوف: إنّ عندي مائة أوقية من ذهب في الصدقات، فقال له عمر بن الخطاب: أمجنون أنت؟ فقال: ليس بي جنون، فقال: أتعلم ما قلت؟ قال: نعم، مالي ثمانية آلاف: أما أربعة آلاف فأقرضها ربي، وأما أربعة آلاف فلي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت" وكره المنافقون فقالوا: والله ما أعطى عبد الرحمن عطيته إلا رياء. وهم كاذبون، إنما كان به متطوعا، فأنزل الله عذره، وعذر صاحبه المسكين الذي جاء بالصاع من التمر، فقال الله في كتابه {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] الآية.

أخرجه الطبري (10/ 194 - 195) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف (¬1). الثاني: يرويه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام، فقال بعض المنافقين: والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء، وقالوا: إن الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10506) عن أبيه والطبري (10/ 194) عن المثنى بن إبراهيم الآملي قالا: ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة به. وعلي بن أبي طلحة قال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير، ومعاوية بن صالح هو الحضرمي وثقه أحمد وغيره وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والمثنى لم أقف له على ترجمة، وأبو حاتم أحد الأئمة. الثالث: يرويه مجاهد قال: قال ابن عباس: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - "المسلمين أنْ يجمعوا صدقاتهم، وإذا عبد الرحمن بن عوف قد جاء بأربعة آلاف، فقال: هذا مالي أقرضه الله، وقد بقي له مثله، فقال له "بورك لك فيما أعطيت وفيما أمسكت" فقال المنافقون: ما أعطى إلا رياء، وما أعطى صاحب الصاع إلا رياء، إن الله ورسوله لغنيين عن هذا، وما يصنع الله بصاع من شيء. أخرجه الطبري (10/ 197) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثني حجاج بن محمد عن ابن جريج عن مجاهد به. والقاسم لم أر من ترجمه، والحسين بن داود هو الملقب بسُنيد مختلف فيه، والباقون ثقات، وابن جريج مدلس وقد عنعن. واختلف عن الحجاج بن محمد، فرواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عنه فلم يذكر ابن عباس. ¬

_ (¬1) انظر حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل"

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10507) وحديث الربيع بن أنس أخرجه الطبري (10/ 196) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا إسحاق ثنا عبد الرحمن بن سعد أنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] قال: أصاب الناس جهد شديد، فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنْ يتصدقوا، فجاء عبد الرحمن بأربعمائة أوقية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم بارك له فيما أمسك" فقال المنافقون: ما فعل عبد الرحمن هذا إلا رياء وسمعة، قال: وجاء رجل بصاع من تمر، فقال: يا رسول الله آجرت نفسي بصاعين، فانطلقت بصاع منهما إلى أهلي، وجئت بصاع من تمر، فقال المنافقون: إنْ الله غني عن صاع هذا، فأنزل الله هذه الآية {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79]. المثنى بن إبراهيم تقدم، وإسحاق هو ابن الحجاج الرازي الطاحوني ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وعبد الرحمن هو ابن عبد الله بن سعد الدَّشتكي قال ابن معين وأبو حاتم: لا بأس به، وأبو جعفر هو الرازي مختلف فيه. ولم ينفرد الطاحوني به بل تابعه محمد بن عمار بن الحارث الرازي ثنا عبد الرحمن الدشتكي به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10509) ومحمد بن عمار قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": ثقة صدوق. وحديث مجاهد أخرجه الطبري (10/ 195) من طريقين عن عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79] قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بصدقة ماله أربعة آلاف، فلمزه المنافقون، وقالوا: راءى {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] قال: رجل من الأنصار آجر نفسه بصاع من تمر لم يكن له غيره، فجاء به فلمزوه، وقالوا: كان الله غنيا عن صاع هذا. مرسل. وحديث أنس أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10504) عن أبيه ثنا عيسى بن يونس الرّملي ثنا مؤمل عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا الناس بصدقة، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال: يا رسول الله هذه صدقة، فلمزه بعض القوم فقال: ما جاء بهذه عبد الرحمن إلا رياء، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال بعض القوم: ما كان الله أغنى عن صاع أبي عقيل، فنزلت

{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] إلى قوله {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]. وإسناده حسن، عيسى بن يونس قال أبو داود وغيره: صدوق، ومؤمل هو ابن إسماعيل البصري صدوق كثير الخطأ، والباقون ثقات. 1699 - عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفَّأَ إنسانا قال: "بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه سعيد بن منصور (522) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي أني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفأ إنسانا فقال "بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما بخير". وأخرجه أحمد (2/ 381) عن سعيد بن منصور به. وأخرجه أحمد (2/ 381) والدارمي (2180) وأبو داود (2130) وابن ماجه (1905) والترمذي (1091) والنسائي في "اليوم والليلة" (259) وأبو يعلى في "معجمه" (325) وابن حبان (4052) وفي "الثقات" (9/ 227) والطبراني في "الدعاء" (938) وابن السني (604) والخطابي في "الغريب" (1/ 294 - 295 و295) والحاكم (2/ 183) والبيهقي (7/ 148) وفي "الدعوات" (495) من طرق عن الدراوردي به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، عبد العزيز وسهيل صدوقان، وأبو صالح ذكوان ثقة ثبت. 1700 - قالت أم سلمة: بال الحسن أو الحسين على بطن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتركه حتى قضى بوله، ثم دعا بماء فصبه عليه. قال الحافظ: روى الطبراني في "الأوسط" من حديث أم سلمة بإسناد حسن قالت: ¬

_ (¬1) 11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج؟)

فذكرته، ولأحمد عن أبي ليلى نحوه. ورواه الطحاوي من طريقه، قال "فجيء بالحسن" ولم يتردد. وكذا للطبراني عن أبي أمامة" (¬1) هذه الأحاديث الثلاثة ذكرها الحافظ عند شرحه لحديث عائشة: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصبي فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه" قال (قوله بصبي) يظهر لي أنّ المراد به ابن أم قيس المذكور بعده، ويحتمل أنْ يكون الحسن بن علي، أو الحسين، ثم ذكر هذه الأحاديث، قال: وإنما رجحت أنّه غيره لأنّ عند المصنف في العقيقة من طريق يحيى القطان عن هشام بن عروة "أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي يحنكه" وفي قصته "إنه بال على ثوبه" وأما في قصة الحسن ففي حديث أبي ليلى وأم سلمة "أنه بال على بطنه - صلى الله عليه وسلم -" وفي حديث زينب بنت جحش عند الطبراني "أنّه جاء وهو يحبو والنبي - صلى الله عليه وسلم - نائم، فصعد على بطنه ووضع ذكره في سرته فبال" فذكر الحديث بتمامه فظهرت التفرقة بينهما" قلت: وفي الباب أيضاً عن أبي السمح وعن لبابة بنت الحارث. فأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6193) عن محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان الواسطي قال: وجدت في كتاب جدي بخطه: عن هشيم عن يونس عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أنْ الحسن أو الحسين بال على بطن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذهبوا ليأخذوه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تُزرِموا ابني ولا تستعجلوه" فتركه حتى قضى بوله، فدعا بماء فصبه عليه. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يونس إلا هشيم، تفرد به محمد بن حنيفة" وقال الهيثمي: وإسناده حسن إن شاء الله لأنّ في طريقه وجادة" المجمع 1/ 285 قلت: محمد بن حنيفة قال الدارقطني: ليس بالقوي (تاريخ بغداد 2/ 296) وهشيم مدلس وقد عنعن. وأما حديث أبي ليلى فأخرجه ابن أبي شيبة (1269) وأحمد (4/ 347 - 348) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2151) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 94) والطبراني في "الكبير" (6424) عن وكيع وابن أبي الدنيا في "العيال" (236 و 672) والطحاوي (1/ 93) ¬

_ (¬1) 1/ 338 (كتاب الوضوء- باب بول الصبيان)

عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى (¬1) عن جده أبي ليلى قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جلوسا فجاء الحسين (¬2) بن علي يحبو حتى جلس (¬3) على صدره فبال عليه، فابتدرناه لنأخذه (¬4)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ابني ابني" ثم دعا بماء فصبه عليه (¬5). واللفظ لابن أبي شيبة. قال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي ليله وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 46 قلت: ولم ينفرد محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به بل تابعه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن جده عن أبي ليلى قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى صدره أو بطنه الحسن أو الحسين فبال، فرأيت بوله أساريع فقمنا (¬6) إليه فقال "دعوا ابني (¬7) لا تفزعوه حتى يقضي بوله ثم أتبعه الماء" أخرجه أحمد (4/ 348) واللفظ له عن الحسن بن موسى الأشيب والطبراني في "الكبير" (6423) عن عمرو بن خالد الحرّاني قالا: ثنا زهير ثنا عبد الله بن عيسى به. وزهر هو ابن معاوية واختلف عليه في هذا الحديث: • فرواه أسود بن عامر الشامي عنه عن عبد الله بن عيسى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى، ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى. ¬

_ (¬1) سقط من إسناد أحمد "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى" وأظنه من الناسخ أو الطابع فقد أخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه فأثبته. (¬2) وفي رواية "الحسن" وفي رواية أخرى "الحسن أو الحسين" (¬3) وفي لفظ "صعد" (¬4) وفي لفظ "فأراد بعض القوم أن يتناوله" وفي لفظ آخر "فأراد القوم أن يعجلوه" (¬5) وفي لفظ "فلما قضى بوله صب عليه الماء" (¬6) ولفظ الطبراني "فوثبت" (¬7) زاد الطبراني "حتى يقضي بوله"

أخرجه أحمد (4/ 348) • ورواه يحيى بن صالح الوُحَاظي عن زهير عن عبد الله بن عيسى عن جده عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى، ولم يذكر عيسى بن عبد الرحمن. أخرجه الطحاوي (1/ 94) وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7699) من طريق عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بالحسين فجعل يقبله وهو في حجره فبال، فذهبوا ليناولوه فقال "لا تقطعوا دره" فتركه حتى فرغ من بوله. قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان وقد أجمعوا على ضعفه" المجمع 1/ 285 وأما حديث أبي السمح وحديث زينب بنت جحش وحديث لبابة بنت الحارث فقد تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "إنما يغسل من بول الأنثى" 1701 - حديث عبد الرحمن بن حسنة: بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة" قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما، وهو حديث صحيح صححه الدارقطني وغيره" (¬1) أخرجه الحميدي (882) وابن أبي شيبة (1/ 122 و 3/ 375 - 376) وأحمد (4/ 196) وأبو داود (22) وابن ماجه (346) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 284) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2588) والنسائي (1/ 28) وفي "الكبرى" (26) وابن الجارود (131) وأبو يعلى (932) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1922) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 172) وابن حبان (3127) والحاكم (1/ 184) والبيهقي (1/ 101 و 104) وفي "إثبات عذاب القبر" (130) والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 67 - 68) من طرق عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال: كنت (¬2) أنا وعمرو بن العاص جالسين، فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه (¬3) دَرَقة (¬4) أو شبهها (¬5) فاستتر بها (¬6)، ثم بال وهو ¬

_ (¬1) 1/ 340 - 341 (كتاب الوضوء- باب البول قائما وقاعدا) (¬2) ولفظ أبي داود وغيره "إنطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬3) وفي لفظ لأبي يعلى وغيره "وفي يده كهيئة الدرقة" (¬4) ولفظ الحميدي "حجفة" (¬5) زاد يعقوب بن سمان "فجلس" (¬6) وفي لفظ لأبي يعلى وغيره" فوضعها" وزاد النسائي "ثم جلس خلفها"

جالس (¬1)، فقلنا (¬2): أيبول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) كما تبول المرأة، قال: فجاءنا (¬4) فقال "أو ما علمتم (¬5) ما أصاب (¬6) صاحب بني إسرائيل؟ كان الرجل منهم إذا أصابه شيء من البول قرضه بالمقراض (¬7)، فنهاهم عن ذلك (¬8)، فعذب في قبره" واللفظ لأحمد وابن أبي شيبة من حديث وكيع عن الأعمش. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ومن شرط الشيخين، تفرد زيد بالرواية عن عبد الرحمن بن حسنة ولم يخرجاه بهذا اللفظ" 1702 - "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وغيره من طريق عاصم بن لقيط بن صَبِرَة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: فذكره" (¬9) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 191) والشافعي في "مسنده" (ص 15) وعبد الرزاق (79 و 80) وأبو عبيد في "الطهور" (270) وابن أبي شيبة (1/ 11 و 27) وأحمد (4/ 32 - 33 و 33 و 211) والبخاري في "الأدب المفرد" (166) والدارمي (711) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 515 - 516 و 516) وأبو داود (142 و143 و144 و2366 و3973) وابن ماجه (407 و 448) والترمذي (38 و788) والحربي في "الغريب" (1/ 310) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 209 - 210) والنسائي (1/ 57 و 67) وفي "الكبرى" (98 و 117) وابن الجارود (80) والدولابي في "حديث سفيان الثوري" كما في "نصب الراية" (1/ 16) وابن خزيمة (150 و168) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (34 و 733) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2049) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 376) والطحاوي في ¬

_ (¬1) زاد ابن الجارود والبيهقي "فتكلمنا بيننا" (¬2) وفي لفظ للنسائي وغيره "فقال بعض القوم" ولفظ يعقوب بن سفيان "فقلت أنا وصاحبي" ولفظ الحاكم "فقلت لصاحبي" (¬3) ولفظ أبي داود وغيره "انظروا إليه يبول" ولفظ يعقوب "انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يبول" (¬4) ولفظ النسائي وغيره "فسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬5) وفي لفظ "ويحك أما علمت" (¬6) ولفظ ابن الجارود والبيهقي "أما تدرون ما لقي" ولفظ أبي داود "ألم تعلموا ما لقي" (¬7) وفي لفظ "قطعوا ما أصاب البول منهم" (¬8) زاد البيهقي "فتركوه" (¬9) 5/ 62 (كتاب الصوم- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا توضأ فليستنشق بمنخره الماء)

"المشكل" (5425 و 5426 و 5427 و 5362 و 5363) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 9) وابن حبان (1054 و 1087) والطبراني في "الكبير" (19/ 215 - 216 و 216 و 216 - 217) و"الأوسط" (7442) وابن عدي (1/ 93) والحاكم (1/ 147 - 148و 148و 182 و 4/ 110) وأبو نعيم في "الصحابة" (5920) والبيهقي (1/ 51 - 52 و 52 و 76 و 4/ 261 و7/ 303) وفي "معرفة السنن" (1/ 284 - 285) وفي "الصغرى" (106 و 107) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 223) والخطيب في "المتفق والمفترق" (164 و 1700) وفي "الموضح" (2/ 334 - 335) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (213) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 523) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 540 - 541) والحافظ في "الإصابة" (9/ 15) وفي "الامتاع بالأربعين" (ص 50 و 52) من طرق عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير المكي ثني عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال: فذكر حديثا طويلا. وفيه: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء (¬1)؟ قال "أسبغ الوضوء (¬2)، وخلل بين الأصابع (¬3)، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما (¬4) " واللفظ لأبي عبيد والشافعي وغيرهما. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وهي في جملة ما قلنا أنهما أعرضا عن الصحابي الذي لا يروي عنه غير الواحد وقد احتجا جميعاً ببعض هذا النوع، فأما أبو هاشم إسماعيل بن كثير القاري فإنه من كبار المكيين روى عنه هذا الحديث بعينه غير الثوري جماعة، منهم: ابن جُريج وداود بن عبد الرحمن العطار ويحيى بن سليم وغيرهم" وقال أبو الحسن بن القطان في "الوهم والإيهام" (5/ 592): وهو صحيح" وقال النووي: حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بالأسانيد الصحيحة" شرح صحيح مسلم 1/ 505 وصححه البغوي كما في "التلخيص" (1/ 81) وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قالوا. ¬

_ (¬1) وفي رواية لأحمد والبيهقي "الصلاة" (¬2) وفي لفظ لعبد الرزاق وغيره "إذا توضأت فأسبغ الوضوء" وفي لفظ لأبي داود "إذا توضأت فمضمض" (¬3) وفي لفظ لأحمد وغيره "إذا توضأت فخلل الأصابع" ولفظ ابن خزيمة وغيره "وخلل الأصابع" (¬4) وفي لفظ لعبد الرزاق وغيرها "وإذا استنثرت فأبلغ إلا أن تكون صائما".

1703 - عن ابن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن عندي يتيما له مال، وليس عندي شيء أفآكل من ماله؟ قال "بالمعروف" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن الجارود وابن أبي حاتم من طريق حسين المكتب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره، وإسناده قوي" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 215 - 216) وأبو داود (2872) وابن ماجه (2718) والنسائي (6/ 215) وفي "الكبرى" (6495) وابن الجارود (952) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4824) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 154) والبيهقي (6/ 284) والبغوي في "شرح السنة" (2205) من طرق عن حسين المعلم المُكْتِب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني فقير، ليس لي شيء، ولي يتيم (¬2)، قال: فقال "كُلْ (¬3) من مال يتيمك، غير مسرف، ولا مبادر (¬4)، ولا متأثل (¬5) " واللفظ لأبي داود. وإسناده حسن، حسين المعلم ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. 1704 - قال عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة الحرب، وعلى السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا. قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق محمد بن إسحاق عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده - وكان أحد النقباء - قال: فذكره" (¬6) حسن أخرجه أحمد (5/ 316) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه الوليد عن جده عبادة بن الصامت به. ¬

_ (¬1) 9/ 310 (كتاب التفسير- تفسير سورة النساء- باب {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] (¬2) ولفظ ابن ماجه "لا أجد شيئا، وليس لي مال، ولي يتيم له مال" ولفظ ابن أبي حاتم "إنّ عندي يتيما عنده مال، وليس لي مال، آكل من ماله؟ " (¬3) ولفظ ابن أبي حاتم "كل بالمعروف غير مسرف" (¬4) ولفظ النسائي "ولا مباذر" ولفظ أحمد "ولا مبذر" ولفظ ابن الجارود "ولا مبذر أو مباذر" (¬5) زاد ابن ماجه "مالا، ولا تقي مالك بماله" ولفظ أحمد "ومن غير أن تقي مالك أو قال: تفدي مالك بماله". (¬6) 1/ 73 - 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير ابن إسحاق وهو حسن الحديث. والحديث أخرجه أيضاً البيهقي في "الدلائل" (2/ 452) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس- هو ابن بكير- عن ابن إسحاق ثني عبادة بن الوليد به. 1705 - قال عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في النشاط والكسل، فذكر الحديث وفيه: وعلى أن ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم علينا يثرب بما نمنع به أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة، فهذه بيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي بايعنا عليها. قال الحافظ: وروى البيهقي من طريق عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن إسماعيل بن عبد الله بن رفاعة عن أبيه قال: قال عبادة بن الصامت: فذكره" (¬1) انظر حديث "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون" وحديث "يا أبا هريرة إنك لم تكن معنا" 1706 - قال جرير: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مثل ما بايع عليه النساء. قال الحافظ: رواه الطبراني من حديث جرير" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (974) والطبراني في "الكبير" (2260) من طرق عن سيف بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله به وزاد "من مات منا ولم يأت منهنّ ضمن له الجنة، ومن مات وقد أتى شيئا منهنّ وقد أقيم عليه الحد فهو كفارته، ومن مات منا وأتى شيئا منهنّ فستر عليه فعلى الله حسابه" واللفظ للطبراني. قال الهيثمي: وفيه سيف بن هارون وثقه أبو نعيم وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 36 - 37 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف سيف بن هارون. قال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: ضعيف متروك، وذكره العقيلي وغير واحد في الضعفاء. ¬

_ (¬1) 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار) (¬2) 1/ 73 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

1707 - "بحسب امرئ من الشرِّ أنْ يحقر أخاه المسلم" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2564) عن أبي هريرة رفعه في أثناء حديث: فذكره" (¬1) 1708 - عن زيد بن أسلم قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجوزا تقول في جنازة عثمان بن مظعون وراء جنازته: هنيئا لك الجنة يا أبا السائب، فذكر نحوه، وفيه "بحسبكِ أنْ تقولي: كان يحبّ الله ورسوله" قال الحافظ: وعند ابن سعد أيضاً من مرسل زيد بن أسلم بسند حسن قال: فذكره" (¬2) مرسل وله عن زيد بن أسلم طريقان: الأول: يرويه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم قال: توفي عثمان بن مظعون فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجوزا تقول وراء جنازته: هنيئا لك أبا السائب الجنة، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وما يدريك؟ " فقالت: يا رسول الله أبو السائب، قال "والله ما نعلم إلا خيرا" ثم قال "بحسبك أن تقولي: كان يحب الله ورسوله" أخرجه ابن سعد (3/ 399) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن هشام به. ومحمد صدوق، وهشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وزيد ثقة. الثاني: يرويه أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفَرْوي عن زيد بن أسلم قال: هلك عثمان بن مظعون فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجهازه، فلما وضع في قبره قالت امرأته: هنيئا لك أبا السائب الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وما علمك بذلك؟ " قالت: كان يا رسول الله يصوم النهار ويصلي الليل، قال "بحسبك لو قلت: كان يحب الله ورسوله" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 106) من طريق ابن أبي الدنيا ثنا هارون الفروي ثنا أبو علقمة به. وابن أبي الدنيا صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) 13/ 73 (كتاب الأدب- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات: 11] (¬2) 16/ 69 (كتاب التعبير- باب العين الجارية في المنام)

1709 - حديث جابر قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف أصبحت؟ قال "بخير" قال الحافظ: وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" من حديث جابر قال: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صالح من رجل لم يصبح صائما" 1710 - "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء" قال الحافظ: رواه مسلم (145) عن أبي هريرة (¬2) 1711 - "برّ أمك ثم أباك ثم أدناك" سكت عليه الحافظ (¬3). انظر حديث معاوية بن حَيدة قال: قلت: يا رسول الله، من أبّر؟ قال "أمك" وقد تقدم في حرف الهمزة. 1712 - قال البراء بن عازب: لما كان حين أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المَعَاوِل، فاشتكينا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء فأخذ المعول فقال "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلثها وقال "الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة" ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال "الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض" ثم ضرب الثالثة وقال "بسم الله" فقطع بقية الحجر فقال "الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة" قال الحافظ: ووقع عند أحمد والنسائي بإسناد حسن من حديث البراء بن عازب قال: فذكره، وللطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نحوه، وأخرجه البيهقي مطولا من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وفي أوله "خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق لكل عشرة أناس عشرة أذرع" وفيه "فمرّت بنا صخرة بيضاء كسرت معاويلنا فأردنا أن نعدل عنها فقلنا: حتى نشاور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسلنا إليه سلمان" وفيه "فضرب ضربة صدع الصخرة وبرق منها برقة فكبّر وكبّر المسلمون" وفيه "رأيناك تكبر فكبرنا بتكبيرك، ¬

_ (¬1) 13/ 299 (كتاب الاستئذان- باب المعانقة) (¬2) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) و16/ 64 (كتاب التعبير- باب القيد في المنام) (¬3) 15/ 14 (كتاب الفرائض- باب ميراث الولد من أبيه وأمه)

فقال: إنّ البرقة الأولى أضاءت لها قصور الشام فأخبرني جبريل أنّ أمتي ظاهرة عليهم" وفي آخره "ففرح المسلمون واستبشروا" وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص نحوه" (¬1) روي من حديث البراء بن عازب ومن حديث ابن عمرو ومن حديث عمرو بن عوف المزني ومن حديث ابن عباس ومن حديث سلمان الفارسي ومن حديث صحابي لم يسم. فأما حديث البراء فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 421 - 422) وأحمد (4/ 303) والحربي في "الغريب" (3/ 967) والنسائي في "الكبرى" (8858) وأبو يعلى (1685) والروياني (410) وأبو نعيم في "الدلائل" (430) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 421) من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن ميمون أبي عبد الله عن البراء قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول، فشكوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحسبه وضع ثوبه ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول فقال "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا" ثم قال "بسم الله" وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال "الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا" ثم قال "بسم الله" وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا". قال ابن كثير: هذا حديث غريب تفرد به ميمون بن أستاذ هذا" البداية والنهاية 4/ 101 وقال الهيثمي: وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 131 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله البصري، قال ابن معين: لا شيء، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي. وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه حُيَي بن عبد الله المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الخندق وهم محدقون حول المدينة، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفأس فضرب بها ضربة فقال "هذه الضربة يفتح الله تعالى بها كنوز الروم" ثم ضرب الثانية فقال "هذه الضربة يفتح الله تعالى بها كنوز فارس" ثم ضرب الثالثة فقال "هذه الضربة يأتيني الله عز وجل بأهل اليمن أنصارا وأعوانا". ¬

_ (¬1) 8/ 399 - 400 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (429) عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب عن حيي به. وإسناده حسن، أحمد بن عيسى بن حسان المصري وحيي بن عبد الله صدوقان، والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد أحمد بن عيسى به بل تابعه أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 86) ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه ابن لهيعة عن حيي به. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 169) الثاني: يرويه عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الإفريقي عن عبد الله بن بريدة عن ابن عمرو قال: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخندق فخندق على المدينة قالوا: يا رسول الله، إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقمنا معه، فلما أتاها أخذ المِعوَل فضرب به ضربة وكبر، فسمعت هدّة لم أسمع مثلها قط، فقال "فتحت فارس" ثم ضرب أخرى فكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط، فقال "فتحت الروم" ثم ضرب أخرى فكبر فسمعت هدّة لم أسمع مثلها قط، فقال "جاء الله بحمير أعوانا وأنصارا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 54) عن هارون بن ملول المصري ثنا أبو عبد الرحمن (¬1) ثنا عبد الرحمن بن زياد به. وأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 692) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق (¬2) ثني رجل من أنعم عن عبد الله بن بريدة عن ابن عمرو. قال ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم فيه ضعف" البداية والنهاية 4/ 100 قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما، وفي إسناد الحارث الرجل الذي لم يسم. وأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه ابن سعد (4/ 82 - 84 و 7/ 318 - 319) وابن جرير في "تاريخه" (2/ 567 - 570) وفي "تفسيره" (21/ 133 - 134) والطبراني في ¬

_ (¬1) هو عبد الله بن يزيد المقري. (¬2) هو الفزاري.

"الكبير" (6040) والحاكم (3/ 598) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 418 - 420) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال: فذكر حديثا طويلا وقد ذكر الحافظ أطرافا منه. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: سنده ضعيف" وقال ابن كثير: هذا حديث غريب" البداية 4/ 100 وقال الهيثمي: وفيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 130 قلت: كثير قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12052) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أبو تميلة ثنا نعيم بن سعيد العبدي أنّ عكرمة حدّث عن ابن عباس قال: احتفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق ... الحديث وفيه "ثم مشوا إلى الخندق فقال "اذهبوا بنا إلى سلمان" وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "دعوني فأكون أول من ضربها" فقال "بسم الله فضربها فوقعت فلقة ثلثها، فقال "الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة" ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة، فقال "الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة". قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العبدي وهما ثقتان" المجمع 6/ 132 قلت: نعيم بن سعيد العبدي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث سلمان فقال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام- المجلد الثاني ص 219 - حلبي): حُدِّثت عن سلمان الفارسي أنّه قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت عليّ صخرة، فعطف عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو قريب مني، فلما رآني أضرب، ورأى شدة المكان عليّ نزل فأخذ المعول من يدي، فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة، ثم ضرب ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى، ثم ضرب الثالثة فلمعت تحتة برقة أخرى، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما هذا الذي رأيت يلمع تحت المعول، وأنت تضرب به؟ فقال "أو قد رأيت ذلك يا سلمان؟ " فقلت: نعم، فقال "أما الأولى فإنّ الله عز وجل فتح عليّ بها اليمن، وأما الثانية فإنّ الله عز وجل فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإنّ الله فتح علي بها المشرق" ومن طريق ابن إسحاق أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 417 - 418) وإسناده ضعيف.

وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه النسائي (6/ 36 - 37) وفي "الكبرى" (4385) عن عيسى بن يونس الرملي ثنا ضمرة عن أبي زرعة السَّيْباني عن أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال "تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" فندر ثلث الحجر وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برقة، ثم ضرب الثانية وقال "تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" فندر الثلث الآخر، فبرقت برقة فرآها سلمان، ثم ضرب الثالثة وقال "تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" فندر الثلث الباقي. وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ رداءه وجلس. قال سلمان: يا رسول الله، رأيتك حين ضربت، ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة. قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا سلمان، رأيت ذلك؟ " فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله. قال "فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني" قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله، ادع الله أنْ يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. "ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعيني" قالوا: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك "ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم". وإسناده ضعيف لجهالة أبي سكينة، وباقي رواته ثقات، والسيباني هو يحيى بن أبي عمرو، وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني. 1713 - حديث عائشة وأبي سعيد "بسم الله أَرقيك" قال الحافظ: وكلاهما عند مسلم، وفي الباب عن عبادة وميمونة وأبي هريرة وغيرهم عند النسائي وغيره بأسانيد جياد" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث أنس ومن حديث بريدة ومن حديث ميمونة ¬

_ (¬1) 17/ 151 (كتاب التوحيد- باب السؤال بأسماء الله)

فأما حديث أبي سعيد فأخرجه مسلم (2186) من طريق أبي نَضْرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد أنّ جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، اشتكيت؟ فقال "نعم" قال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شرّ كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك. وأما حديث عبادة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 75) وفي "مصنفه" (8/ 47 و 10/ 314 - 315) وأحمد (5/ 323) وعبد بن حميد (187) وابن ماجه (3527) والبزار (2684) والهيثم بن كليب (1220) وابن حبان (953 و 2968) والطبراني في "الدعاء" (1089) والحاكم (4/ 412) والبيهقي في "الدعوات" (515) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال: أخبرني عمير بن هانئ قال: سمعت جُنادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ جبريل رقاه وهو يوعك، فقال: بسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن كل حاسد إذا حسد، ومن كل عين، واسم الله يشفيك. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبادة بأحسن من هذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه" المصباح 4/ 75 قلت: وهو كما قال، إلا أنّ الشيخين لم يحتجا بعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وعمير بن هانئ هو الداراني وثقه العجلي وغيره ولم ينفرد به بل تابعه سلمان رجل من أهل الشام عن جنادة به. أخرجه أحمد (5/ 323) والنسائي في "اليوم والليلة" (1004) والطبراني في "الدعاء" (1090) من طريق عاصم بن سليمان الأحول عن سلمان به. وسلمان هذا مجهول، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راويا إلا عاصما الأحول. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 45 و 10/ 314) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 346) وابن ماجه (3524) والنسائي في "اليوم والليلة" (1003) والطبراني في "الدعاء" (1096) والحاكم (2/ 541) والمزي (9/ 438 - 439) من طرق عن سفيان

الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن زياد بن ثُويب عن أبي هريرة قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني، فقال لي "ألا أرقيك برقية جاءني بها جبرائيل؟ " قلت: بأبي وأمي، بلى يا رسول الله، قال "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء فيك، من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد" ثلاث مرات. اللفظ لابن ماجه. وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله العدوي. وأما حديث عمر فيرويه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي واختلف عنه: - فقال عبد الرحيم بن سليمان الكناني: عن يحيى بن أبي حية عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن أبي الحسين عن عمر مرفوعا "نزل ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما به؟ قال: حمى شديدة، قال: عوذه، قال: فما نفث ولا نفخ، فقال "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس حاسد وطرفة عين والله يشفيك، خذها فلتهنيك". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 52) عن عبد الرحيم بن سليمان به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1093) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. - وقال عمر بن علي المُقَدَّمي: عن أبي جناب عن عبد الله بن أبي الحسين ثنا عمر. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1094) - وقال عباد بن العوام الواسطي: عن أبي جناب عن عبد العزيز المكي ثني عبد الله بن أبي الحسين عن رجل من قريش عن عمر. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (569) وإسناده ضعيف لضعف أبي جناب الكلبي. وأما حديث عمار فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1088) عن المِقدام بن داود المصري والحاكم (3/ 393) عن الربيع بن سليمان المرادي قالا: ثنا أسد بن موسى ثنا فضيل بن مرزوق عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن

عمرو عن محمد بن علي بن الحنفية عن عمار أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أعلمك رقية رقاني بها جبريل؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: فعلمه "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، خذها فلتهنك" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، ولم يحتج مسلم بأسد بن موسى ولا بميسرة بن حبيب ولا بالمنهال بن عمرو، وأخرج لفضيل بن مرزوق في المتابعات كما قال الذهبي في "السير". وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1095) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زِبريق الحمصي ثني جدي إبراهيم بن العلاء ثنا عباد بن يوسف عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: صنعت يهود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا تريد شرّا فأصابه من ذلك وجع شديد، فأتاه جبريل عليه السلام بالمعوذتين فعوذه بهما وقال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من كل عين ونفس حاسد الله يشفيك، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه. عمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه، والباقون صدوقون. وأما حديث بريدة فأخرجه الروياني (20) عن محمد بن إسحاق الصاغاني أنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي ثنا محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط وعن ابن بريدة عن أبيه قال: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ضمر صدغيه، ورئي ذلك عليه، فأتاه جبريل فقال: إنّ ربك أرسلني إليك لأرقيك، قال: فخذ، بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شّر كل حاسد أرقيك. قال: فرددها عليه ثلاث مرات، قال: فبرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورواه محمد بن العباس الأخرم عن عمر بن محمد الأسدي فلم يذكر عبد الرحمن بن سابط. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7280) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا محمد بن أبان" قلت: وهو ضعيف (اللسان 5/ 31). وأما حديث ميمونة فأخرجه أحمد (6/ 332) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 292)

والنسائي في "اليوم والليلة" (1021) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 329) وابن حبان (6095) والطبراني في "الكبير" (23/ 438) وفي "الأوسط" (3318) وفي "الدعاء" (1105) وفي "مسند الشاميين" (2049) والخطيب في "المتفق" (860) والمزي (17/ 131) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أزهر بن سجد الحَرَازي عن عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة أنه حدّثه أنّ ميمونة قالت له: يا ابن أخي ألا أرقيك برقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى، قالت "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء فيك، أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ميمونة إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن صالح" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 5/ 113 قلت: عبد الرحمن بن السائب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أزهر بن سعيد الحرازي. وأزهر ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال ابن سعد: قليل الحديث. ومعاوية بن صالح قال أحمد وجماعة: ثقة. 1714 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد وينظر في سواد، ويبرك في سواد، فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال "بسم الله, اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد" ثم ضحى. قال الحافظ: وقد ثبت في حديث عروة عن عائشة: فذكره، أخرجه مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (1967) عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، فأتى به ليضحي به، فقال لها "يا عائشة هلمي المُدْية" ثم قال "اشحذيها بحجر" ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال "بسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد" ثم ضحى به. 1715 - عن رجل خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمان سنين أنّه كان يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قُرِّبَ إليه طعامه يقول: "بسم الله" فإذا فرغ قال "اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت" ¬

_ (¬1) 12/ 108 (كتاب الأضاحي- باب أضحية النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أقرنين)

قال الحافظ: وللنسائي من طريق عبد الرحمن بن جبير المصري أنّه حدثه رجل خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمان سنين أنّه كان يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وسنده صحيح" (¬1) حسن أخرجه أحمد (4/ 62 و5/ 375) وابن السني في "اليوم والليلة" (465) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 220) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 11/ 178) عن عبد الله بن وهب كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب المصري ثني بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن جبير أنّه حدثه رجل خدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمان سنين أو تسع سنين أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 212 قلت: وهو كما قال، فإنّ رواته كلهم ثقات غير بكر بن عمرو المَعَافري وهو صدوق. ولم ينفرد سعيد بن أبي أيوب به بل تابعه رِشدين بن سعد ثنا بكر بن عمرو به. أخرجه أحمد (4/ 337) 1716 - عن أبي عثمان قال: ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخندق ثم قال: "بسم الله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا فحبذا ربا وحبذا دينا" قال الحافظ: وعند الحارث بن أبي أسامة من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 690) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق عن سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 11/ 514 (كتاب الأطعمة- باب ما يقول إذا فرغ من طعامه) (¬2) 8/ 399 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)

أبو إسحاق هو الفزاري وأبو عثمان هو النهدي وهما ثقتان، وكذا معاوية وسليمان ثقتان أيضا إلا أنه مرسل. واختلف فيه علي أبي عثمان، فرواه المسيب بن شريك الكوفي عن زياد بن زياد عن أبي عثمان عن سلمان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب في الخندق وقال: "بسم الله وبه هدينا ولو عبدنا غيره شقينا فأحبّ ربا أحب دينا" أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 414) والمسيب بن شريك قال الفلاس وغيره؛ متروك الحديث. 1717 - "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث بريدة" (¬1) روي من حديث بريدة ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمر ومن حديث زيد بن حارثة ومن حديث عائشة ومن حديث عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي موسى ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث حارثة بن وهب الخزاعي فأما حديث بريدة فأخرجه أبو داود (561) والترمذي (223) والباغندي في "جزئه" (84) والروياني (56) والدولابي في "الكنى" (1/ 195) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (206) والطبراني في "الأوسط" (4219) والقضاعي (752 و 755) والبيهقي (3/ 63 و 63 - 64) وفي "الشعب" (2643 و 2644) وفي "الصغرى" (480) والخطيب في "الموضح" (1/ 410 - 411 و 411) والبغوي في "شرح السنة" (473) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2194) وابن الجوزي في "العلل" (684) من طرق عن إسماعيل بن سليمان الكحال الضبي اليشكري أبي سليمان البصري عن عبد الله بن أوس الخزاعي عن بريدة به مرفوعاً. قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل الكحال" وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه مرفوع، هو صحيح مسند وموقوف إلى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسند إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -" ¬

_ (¬1) 2/ 104 (كتاب الصلاة- باب حدثنا محمد بن المثني)

وقال ابن الجوزي: قلت: فيه مجاهيل" وقال المنذري: ورجال إسناده ثقات" الترغيب 1/ 212 قلت: عبد الله بن أوس ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول لا يعرف روى عنه غير أبي سليمان الكحال، ولا تعرف له رواية عن غير بريدة لهذا الحديث خاصة (الوهم والإيهام 4/ 142). وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. فالإسناد ضعيف. وأما قول الذهبي في "الميزان": عبد الله بن أوس صدوق. ففيه نظر فإنه لم يذكر عنه راويا إلا إسماعيل الكحال، وكذا ابن حبان وغيره ممن ترجم له. وأما إسماعيل الكحال فصدوق كما قال أبو حاتم والذهبي في "الكاشف"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه مجزأة بن سفيان بن أسيد البُنَاني البصري مولى ثابت البنانى ثنا سليمان بن داود الصائغ عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعاً. أخرجه ابن ماجه (781) وتمام (190) وابن الجوزي في "العلل" (685) وقال: مجزأة وسليمان مجهولان" وقال البوصيري: هذا حديث ضعيف، سليمان بن داود قال فيه العقيلي: لا يتابع على حديثه. ومجزأة لم أر لأحد فيه كلاما" مصباح الزجاجة 1/ 100 قلت: ولم ينفرد مجزأة به بل تابعه داود بن سليمان بن مسلم أبو سليمان الصائغ البصري مؤذن مسجد ثابت البناني قال: أخبرني أبي عن ثابت البناني عن أنس (¬1). أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 195) والعقيلي (2/ 140) والحاكم (1/ 212) وتمام (189) والقضاعي (751) والبيهقي (3/ 63) وفي "الشعب" (2642) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1997) ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه مؤمل الشيباني في "الفوائد" (3) لكن وقع عنده: سليمان بن داود ثنا أبي داود بن مسلم عن ثابت.

وقال العقيلي: سليمان بن مسلم مؤذن مسجد ثابت البناني لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به" وقال الحاكم: رواية مجهولة عن ثابت عن أنس" قلت: سليمان بن مسلم هو سليمان بن داود بن مسلم الهُنَائي البصري الصائغ مؤذن مسجد ثابت البناني نسب إلى جده في رواية العقيلي والحاكم والقضاعي وهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". الثاني: يرويه الحسين بن داود البلخي ثنا شقيق بن إبراهيم ثنا أبو هاشم الأبلي عن أنس. أخرجه القضاعي (753) والحسين بن داود قال الخطيب: لم يكن ثقة (التاريخ 8/ 44) الثالث: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً "بشر المشائين في الظلم إلى الصلاة بنور ساطع يوم القيامة بين أيديهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (833) والرقاشي ضعيف. وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن ماجه (780) وابن خزيمة (¬1) (1498) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (686) عن إبراهيم بن محمد الحلبي ثنا يحيى بن الحارث الشيرازي ثنا زهير بن محمد التميمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد به مرفوعاً. ولم ينفرد زهير بن محمد به بل تابعه أبو غسان محمد بن مطرف المدني عن أبي حازم عن سهل به. أخرجه ابن خزيمة (1499) عن إبراهيم بن محمد الحلبي ثنا يحيى بن الحارث الشيرازي ثنا أبو غسان به. هكذا رواه أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد النيسابوري عن ابن خزيمة. ورواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري عن ابن خزيمة عن إبراهيم بن محمد الحلبي فجمع بين زهير بن محمد ومحمد بن مطرف. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (31/ 260)

أخرجه الحاكم (1/ 212) والبيهقي (3/ 63) وفي "الشعب" (2641) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5800) عن عبدان بن أحمد الأهوازي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا إبراهيم بن محمد الحلبي به. قال ابن خزيمة: خبر غريب غريب" وقال الحاكم: صحح على شرط الشيخين" (¬1) وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، إبراهيم بن محمد هذا قال ابن حبان في "الثقات": يخطئ، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. ولم أر لأحد ممن يتكلم في الرجال كلاما غيرهما، وباقي رجال الإسناد ثقات، لكن قال شيخنا أبو الفضل بن الحسين في "أماليه" بعد أنْ ساقه من هذا الطريق: هذا حديث حسن غريب" مصباح الزجاجة 1/ 99 وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطيالسي (ص 294) عن عبد الحكم بن عبد الله القَسْمَلي القاص عن أبي الصّدّيق الناجي عن أبي سعيد به مرفوعاً. وأخرجه أبو يعلى (1113) والعقيلي (3/ 105) وابن عدي (5/ 1972) والخطيب في "المتفق والمفترق" (472) وابن الجوزي في "العلل" (689) من طرق عن عبد الحكم بن عبد الله به. قال العقيلي: الرواية فيها لين" وقال ابن الجوزي: هذا لا يصح، قال ابن حبان: لا يحل كتابة حديث عبد الحكم إلا على سبيل التعجب" وقال الهيثمي: وفيه عبد الحكم بن عبد الله وهو ضعيف" المجمع 2/ 30 قلت: لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو الأشهب عن أبي الصديق عن أبي سعيد به. أخرجه ابن عدي (6/ 2269) من طريق محمد بن مصعب القَرْقَساني عن أبي الأشهب به. والقرقساني مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وجماعة، وأبو الأشهب جعفر بن حيان وأبو الصديق بكر بن عمرو ثقتان. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13335) وأبو نعيم في "الصحابة" (4330) من طريق داود بن الزبرقان عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) قلت: الحلبي والشيرازي لم يخرجاهما.

وداود بن الزبرقان قال النسائي، ليس بثقة، وقال أبو زرعة: متروك الحديث، وذكره ابن حبان وجماعة في الضعفاء. وأما حديث زيد بن حارثة فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (815) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 230) والطبراني في "الكبير" (4662) و"الأوسط" (4578) وابن عدي (3/ 1140) والقضاعي (754) وأبو نعيم في "الصحابة" (2857) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد عن أبيه رفعه "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بنور يوم القيامة ساطع" قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو مختلف في الاحتجاج به" المجمع 2/ 30 قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. وأما حديث عائشة فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 234 - 235) والطبراني في "الأوسط" (1297) من طريق الحسن بن علي الشَّرَوي عن عطاء عن عائشة به مرفوعاً. وقال العقيلي: الحسن بن علي الشروي عن عطاء لا يتابع على حديثه وهو مجهول بالنقل، وفي هذا المتن أحاديث متقاربة في اللين والضعف" وقال الذهبي في "الميزان": الشروي لا يعرف وحديثه فيه نكرة" وأما حديث عمر فأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (90) وابن الجوزي في "العلل" (683) من طريق علي بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع عن سالم عن أبيه عن عمر قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة". قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يثبت، قال أبو الفتح الأزدي: علي بن ثابت ضعيف. قال أحمد ويحيى: الوازع ليس ثقة، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث" قلت: علي بن ثابت وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ وقد ضعفه الأزدي بلا حجة. وأما الوازع فهو متروك الحديث. أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه إبراهيم بن قدامة عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة".

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (847) وابن شاهين في "الترغيب" (93) من طرق عن عتيق بن يعقوب ثنا إبراهيم بن قدامة به. قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 212 - المجمع 2/ 30 قلت: إبراهيم بن قدامة هو الجمحي قال البزار: إذا تفرد بحديث فليس بحجة لأنه ليس بمشهور (كشف الأستار حديث رقم 623) وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف البتة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه ابن عساكر (7/ 296) من طريق إبراهيم بن إسحاق الأنصاري- من ولد حنظلة الغسيل- ثنا بكر بن عبد الوهاب ثنا محمد بن مسلمة المخزومي عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد به. وإبراهيم بن إسحاق قال ابن حبان: كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث، والاحتياط في أمره الاحتجاج بما وافق الثقات من الأخبار، وترك ما انفرد من الآثار (المجروحين) وقال الحاكم: مجهول (اللسان). وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10689) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس بن بكار الضبي ثنا أبو هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس به مرفوعاً. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4280) عن الطبراني به. وأخرجه القضاعي (756) من طريق أبي بكر هلال بن محمد بن محمد الرازي ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس بن بكار ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن سعيد عن ابن عباس به. والغلابي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وقال ابن منده: تكلم فيه. والضبي قال الدارقطني: كذاب، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار للخواص، وقال أبو نعيم الأصبهاني: يروي المناكير لا شيء. وأما حديث أبي موسى فأخرجه البزار (3074) عن عمر بن الخطاب السجستاني أنا سعيد بن الحكم أنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي موسى به مرفوعاً.

قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" والبزار وفيه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو منكر الحديث" المجمع 2/ 31 وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7633) ومن طريقه الشجري في "أماليه" (1/ 211) عن عمرو بن عثمان الحمصي وفي "مسند الشاميين" (1033) عن عيسى بن المنذر الحمصي قالا: ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو عن سلمة القيسي عن أبي أمامة رفعه "بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزعون" وهكذا رواه إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي عن محمد بن مُصفى ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو عن سلمة رجل حدثه من أهل بيته عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1034) واختلف فيه على محمد بن مصفى، فرواه يحيى بن عبد الباقي الأذني عنه فقال فيه: عن سلمة القيسي عن رجل من أهل بيته عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7634) والشجري (1/ 211) وهكذا رواه الوليد بن عتبة الأشجعي الدمشقي ثنا بقية به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8125) قال المنذري: في إسناده نظر" الترغيب 1/ 213 وقال الهيثمي: وفيه سلمة القيسي عن رجل من أهل بيته ولم أجد من ذكرهما" المجمع 2/ 31 قلت: سلمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر عنه راويا إلا صفوان بن عمرو فهو مجهول. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الدارمي (1429) عن زكريا بن عدي بن رزيق التيمي والطبراني في "مسند الشاميين" (3513) عن أبي بلال الأشعري

وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1430) وابن حبان (2046) والطبراني (¬1) في "الأوسط" (4694) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 12) والبيهقي في "الشعب" (2645) عن عبد الله بن جعفر الرقي والطبراني في "الأوسط" (6640) عن عمرو بن قسط الرقي كلهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد (¬2) عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء رفعه "من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نوراً يوم القيامة". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مكحول إلا جنادة، تفرد به زيد بن أبي أنيسة" وقال المنذري والبوصيري: رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن" الترغيب 1/ 212 - إتحاف الخيرة 2/ 165 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات" المجمع 2/ 30 قلت: جنادة بن أبي خالد وثقه ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وخالفه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي فرواه عن مكحول عن أبي الدرداء، ولم يذكر أبا ادريس الخولاني. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 254) وفي "مسنده" (المطالب 578) وابن أبي عمر (إتحاف الخيرة 1428) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد به (¬3). ورواته ثقات إلا أنّ مكحولا لم يسمع من أبي الدرداء. وأما حديث حارثة بن وهب فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1984) عن محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن موسى الجوزي ثنا عبد الرحيم بن يحيى الديلي ثنا ابن عطاء بن مسلم عن أبيه عن إبراهيم النخعي عن معبد بن خالد عن حارثة بن وهب مرفوعاً "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد للصلاة في جماعة بالنور التام من الله عز وجل يوم القيامة" ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن زيد بن أبي أنيسة" (¬2) وقع في رواية ابن حبان "جنادة بن أبي أمية" وقال: هكذا حدثنا أبو عروبة، فقال: جنادة بن أبي أمية، وإنما هو جنادة بن أبي خالد، وجنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول، وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين وهما شاميان ثقتان". (¬3) وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3488) من طريق عمرو بن عبد الله الأزدي ثنا أبو أسامة به.

1718 - "بشر قاتل ابن صفية بالنار" قال الحافظ: وإما لأنه (أي الزبير) كان سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما سمع عليّ وهو قوله لما جاءه قاتل الزبير: فذكره، ورفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواه أحمد وغيره من طريق زِر بن حُبيش عن عليّ بإسناد صحيح" (¬1) صحيح وهو عن عليّ قوله وله عنه طرق: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش قال: استأذن ابن جرموز (¬2) على عليّ وأنا (¬3) عنده (¬4)، فقال عليّ: بشر (¬5) قاتل ابن صفية بالنار، ثم قال علي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ لكل نبي حواري، وحواريي الزبير" أخرجه الطيالسي (ص 24) وابن سعد (3/ 105) وابن أبي شيبة (12/ 93) وأحمد (1/ 89 و 102و 103) وفي "فضائل الصحابة" (1271 و 1272 و 1273) والترمذي (3744) وابن أبي عاصم في "السنة" (1388 و 1389) وفي "الآحاد" (196) والدينوري في "المجالسة" (452) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (797) وفي "عواليه" (16) والطبراني في "الكبير" (228 و 243) و"الأوسط" (7068) والآجري في "الشريعة" (1771 و 2025) وابن شاهين في "السنة" (159) والحاكم (3/ 367) واللالكائي في "السنة" (2703، 2704) وتمام (524) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 186) وفي "فضائل الخلفاء" (107) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 211) وفي "المدرج" (1/ 146 - 147 و 147 و 148 و 148 - 149 و 149 و150 و 151 و 152 و 152 - 153) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 54 - 55) من طرق عاصم به (¬6). ¬

_ (¬1) 7/ 36 (كتاب فرض الخمس- باب بركة المغازي في ماله حيا وميتا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر) (¬2) وفي لفظ للطيالسي وغيره "قاتل الزبير" (¬3) وفي رواية لأحمد "فقال: من هذا؟ فقال: ابن جرموز يستأذن، فقال: ائذنوا له ليدخل قاتل الزبير النار" (¬4) ولفظ الحاكم "كنت جالسا عند علي فأتي برأس الزبير ومعه قاتله" ولفظ تمام وغيره "فقالوا: هذا قاتل الزبير" ولفظ الخطيب "كنت عند علي جالسا فجاء المستأذن يستأذن فقال: قاتل الزبير بالباب" (¬5) ولفظ ابن سعد وغيره "ليدخل" ولفظ ابن أبي عاصم وغيره "ليدخلن" ولفظ الحاكم "ليهنك" ولفظ الطيالسي وغيره "والله ليدخلن". (¬6) رواه محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: ثنا سلام أبو المنذر عن عاصم بن بهدلة وعطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن أنّ قاتل الزبير جاء يستأذن على عليّ فقال: وذكر الحديث. =

واللفظ لأحمد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت" وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح عن عليّ" قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم بن أبي النجود، قال أبو حاتم: محله عندي الصدق، صالح الحديث، وليس محله أنْ يقال هو ثقة، ولم يكن بذاك الحافظ. الثاني: يرويه عكرمة عن ابن عباس أنه أتي الزبير فقال: أين صفية بنت عبد المطلب حيث تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير فلقيه ابن جرموز فقتله، فأتى ابن عباس عليا فقال: إلى أين قاتل ابن صفية؟ قال عليّ: إلى النار. أخرجه ابن سعد (3/ 110) عن الحسن بن موسى الأشيب أنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خَبّاب عن عكرمة به. ورواته ثقات إلا أن هلال بن خباب كان قد تغير قبل موته فلا أدري أحدث بهذا الحديث قبل تغيره أم بعده. الثالث: يرويه زائدة بن نشيط عن أبي خالد الوالبي قال: دعا الأحنف بني تميم فلم يجيبوه، ثم دعا بني سعد فلم يجيبوه، فاعتزل في رهط فمرّ الزبير على فرس له يقال له: ذو النعال، فقال الأحنف: هذا الذي كان يفسد بين الناس، قال: فأتبعه رجلان ممن كان معه فحمل عليه أحدهما فطعنه وحمل عليه الآخر فقتله، وجاء برأسه إلى الباب فقال: ائذنوا لقاتل الزبير، فسمعه عليّ فقال: بشر قاتل ابن صفية بالنار، فألقاه وذهب. أخرجه ابن سعد (3/ 110 - 111) عن الفضل بن دُكين أنا عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه به. وإسناده منقطع لأنّ أبا خالد الوالبي لم يسمع من علي. الرابع: يرويه العباس بن ذَرِيْح الكوفي عن مسلم بن نُذَيْر قال: كنا عند عليّ فجاء ¬

_ = أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7373) وقال: لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب وعاصم عن أبي عبد الرحمن إلا سلام، تفرد به محمد بن عثمان بن مخلد عن أبيه، ورواه الناس عن عاصم عن زر عن علي"

ابن جرموز يستأذن عليه، فقال عليّ: أتقتل ابن صفية تفخر ائذنوا له وبشروه بالنار، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لكل نبي حواري، وإنّ الزبير حواري وابن عمتي" أخرجه الحاكم (3/ 367) من طريق عمر بن محمد الأسدي ثني أبي ثنا شريك عن العباس بن ذريح به. وقال: هذا الحديث صحيح عن عليّ" قلت: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي وشريك بن عبد الله القاضي مختلف فيهما: وثقهما جماعة وضعفهما آخرون، ومسلم بن نذير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وعمر بن محمد صدوق، والعباس بن ذريح ثقة. وتابعه عياش بن عمرو العامري عن مسلم به. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 527) الخامس: يرويه مِسْعر عن سنبلة عن مولاتها قالت: جاء قاتل الزبير وأنا عند علي جالسة يستأذن، فجاء الغلام فقال: هذا قاتل الزبير، فقال: ليدخل قاتل الزبير النار" أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1270) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 816) وسنبلة عن مولاتها لم أر من ترجمهما. السادس: يرويه مغيرة بن مِقْسم الضبي عن أم موسى قالت (¬1): استأذن قاتل الزبير على عليّ فقال: ليدخل النار، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لكل نبي حواري، وحواري الزبير" أخرجه أبو يعلى (594) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 169) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 211) وأم موسى قال الطبري: لا تعرف في نقلة العلم، ولا يعلم راو روى عنها غير مغيرة" مسند علي ص 163 1719 - حديث أبي هريرة وأبي سعيد في قصة بلال "بع الجَمعَ بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جَنِيبا" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 4/ 305 - 305 و 386 - 387) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "رأيت عمير بن جرموز استأذن على عليّ فقال: أيدخل قاتل الزبير؟ قال: نعم ليدخل النار" (¬2) 15/ 359 (كتاب الحيل)

1720 - "بُعث موسى وهو راعي غنم، وبعث داود وهو راعي غنم، وبعثت وأنا أرعى غنم أهلي بجياد" قال الحافظ: رواه النسائي من حديث نصر بن حزن - بفتح المهملة وسكون الزاي بعدها نون -، قال: افتخر أهل الإبل وأهل الغنم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه النسائي في "التفسير" عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن قال: افتخر أهل الإبل والشاء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، ورجال إسناده ثقات" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 185) عن شعبة عن أبي إسحاق عن بشر بن حزن النصري قال: افتخر أصحاب الإبل والغنم عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بعث داود عليه السلام وهو راعي غنم، وبعث موسى وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد" هذه رواية يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1156) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 134) واختلف على الطيالسي في اسم ابن حزن: • فرواه محمد بن بشار عنه عن شعبة عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 113) • ورواه محمود بن غيلان المروزي عن الطيالسي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبده بن حزن. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 114) - ورواه غير واحد عن شعبة واختلفوا عنه في اسم ابن حزن. • فقيل: عنه عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (577) وفي "الكبير" (3/ 2/ 113) وابن قانع (¬3) في "الصحابة" (2/ 188) ¬

_ (¬1) 5/ 348 (كتاب الإجارة- باب رعي الغنم على قراريط) (¬2) 7/ 250 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب يعكفون على أصنام لهم) (¬3) ووقع عنده: عن ابن حزن.

عن محمد بن جعفر غُندر والدولابي في "الكنى" (1/ 92) عن يحيى بن سعيد القطان كلاهما عن شعبة به. • وقيل: عن شعبة عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 113) والنسائي في "الكبرى" (11325) عن محمد بن بشار عن محمد بن أبي عدي عن شعبة به. • وقيل: عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبيدة بن حزن. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2 / 113) من طريق عثمان بن جبلة المروزي عن شعبة به. • وقيل: عن شعبة عن أبي إسحاق عن ابن حزن، ولم بسم. أخرجه النسائي في "الكبري" (11324) من طريق خالد بن الحارث البصري عن شعبة به. وصوّب غير واحد أنّه عبدة بن حزن، منهم: أبو داود السجستاني (تهذيب الكمال 18/ 530) وأبو حاتم "العلل" 2/ 341) وأبو نعيم الأصبهاني (معرفة الصحابة 3/ 85) قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: نصر بن حزن أدرك (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قلت: اختلف في صحبته، فاثبتها له جماعة، ونفاها عنه آخرون، والظاهر أنّ له صحبة فقد أثبتها له أبو إسحاق السبيعي الراوي عنه والله تعالى أعلم. والحديث لم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - سفيان الثوري. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 8514) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 114) وسمى ابن حزن عبيدة. 2 - إسرائيل بن يونس. ¬

_ (¬1) وفي رواية: أدرك عصر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟

أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (149) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 567) وسميا ابن حزن عبدة. 3 - يونس بن أبي إسحاق. أخرجه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 124) ووقع عنده: عن عبيدة النصري. وخالفهم زهير بن معاوية الكوفي فرواه عن أبي إسحاق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (1177) والأول أصح لأن شعبة وسفيان ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وأما زهير بن معاوية فسمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه. وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري قال: افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "السكينة والوقار في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في أهل الإبل" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بعث موسى وهو يرعى غنما لأهله، وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بأجياد" أخرجه أحمد (3/ 96) عن عفان بن مسلم الصفار وعبد بن حميد (898) والبزار (¬1) (كشف 2370) عن يونس بن محمد المؤدب قالا: ثنا حماد بن سلمة أنا حجاج بن أرطاة عن عطية بن سعد عن أبي سعيد به. وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة وعطية بن سعد العوفي. 1721 - "بَعث الله جبريل إلى آدم فأمره ببناء البيت، فبناه آدم، ثم أمره بالطواف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت وضع للناس" قال الحافظ: وروى البيهقي في "الدلائل" من طريق أخرى عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن حماد بن سلمة. (¬2) 7/ 211 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]

أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 320 - 321) من طريق أبي صالح الجهني ثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً "بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بناء، فخطّ لهما جبريل، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى أجابه الماء نودي من تحته: حسبك يا آدم، فلما بنياه أوحى الله تعالى إليه أنْ يطوف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت" وقال: تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعاً" قلت: وهو ضعيف، وأبو صالح الجهني هو عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو مختلف فيه. 1722 - عن أنس قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل من فراعنة العرب يدعوه، الحديث وفيه: فأرسل الله صاعقة فذهبت بقَحْفِ رأسه فأنزل الله هذه الآية (¬1). قال الحافظ: وروى النسائي في سبب نزولها من طريق علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس قال: فذكره، وأخرجه البزار من طريق أخرى عن ثابت، والطبراني من حديث ابن عباس مطولاً" (¬2) حسن وحديث أنس أخرجه النسائي في "الكبرى" (11259) والطبري في "تفسيره" (13/ 125) والعقيلي (3/ 232 - 233) والطبراني في "الأوسط" (2623) والواحدي في "أسباب النزول" (156) عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي وأبو يعلى (3342 و 3468) عن إسحاق بن أبي إسرائيل قالا: ثنا علي بن أبي سارة الشيباني ثنا ثابت البُناني عن أنس قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّة رجلاً إلى رجل من فراعنة العرب أن ادعه لي، قال: يا رسول الله، إنه أعتى من ذلك، قال "اذهب إليه فادعه"، قال: فأتاه فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك، قال: أرسول الله وما الله؟ أمِنْ ذهب هو؟ أم من فضة هو؟ أم من نحاس هو؟، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ¬

_ (¬1) يعني قوله {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرعد: 13] الآية (¬2) 9/ 443 (كتاب التفسير- سورة الرعد)

يا رسول الله، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما قال، قال "فأرجع إليه فادعه" فرجع فأعاد عليه المقالة الأولى، فردّ عليه مثل الجواب، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال "ارجع إليه فادعه" فرجع إليه، فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حِيال رأسه فرعدت ووقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، وأنزل الله عز وجل {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13]. قال العقيلي: لا يتابع علي بن أبي سارة على هذا الحديث من جهة تثبت، ولا يتابعه إلا من هو مثله أو قريبا منه" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثابت إلا علي بن أبي سارة" وقال الهيثمي: وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف" المجمع 7/ 42 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف علي بن أبي سارة، لكن لم ينفرد به عن ثابت فقد تابعه عليه ديلم بن غزوان وهو ثقة كما رواه البزار بسند صحيح" مختصر الإتحاف 8/ 384 قلت: أخرجه ابن أبي عاصم (¬1) في "السنة" (692) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا دَيْلَم بن غزوان وأخرجه أبو يعلى (3341) قال: ثنا محمد بن أبي بكر وغيره قالوا: ثنا ديلم بن غزوان ثنا ثابت عن أنس قال: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من أصحابه إلى رأس من رؤوس المشركين يدعوه إلى الله ثم ذكره نحوه. وأخرجه الدينوري في "المجالسة" (1145) عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 283) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا ديلم بن غزوان به. وأخرجه البزار (كشف 2221) والبيهقي في "الأسماء" (ص 353) من طريق يزيد بن هارون أنبأ ديلم بن غزوان به. وقال البزار: ديلم بصري صالح" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير ديلم بن غزوان وهو ثقة" المجمع 7/ 42 ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (251)

قلت: إسناده حسن، ديلم قال أبو حاتم وغيره: ليس به بأس، والباقون ثقات. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10760) و"الأوسط" (9123) عن مسعدة بن سعد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا عبد العزيز بن عمران ثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أنّ أرْبَدَ بن قيس بن جزي بن خالد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر قدما المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتهيا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس، فجلسا بين يديه. فذكر الحديث وفيه طول. وقال في آخره: فخرجا حتى إذا كانا بالرَقْم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم أرسل الله قرحة فأخذته" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابناه، ولا رواه عنهما إلا عبد العزيز بن عمران، تفرد به إبراهيم بن المنذر" وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف" المجمع 7/ 42 قلت: ذكره ابن معين فقال: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف الحديث منكر الحديث جدا يكتب حديثه على الاعتبار، وقال النسائي: متروك الحديث. 1723 - عن رافع الطائي قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشا واستعمل عليهم عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر. قال: وهي الغزوة التي يفتخر بها أهل الشام. قال الحافظ: وقد روينا في فوائد أبي بكر بن أبي الهيثم من حديث رافع الطائي قال: فذكره" (¬1) صحيح يرويه طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع الطائي قال: لما كانت غزوة ذات السلاسل بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا وأمر عليهم عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر الصديق، وهي الغزوة التي يفتخر بها أهل الشام يقولون: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر، وأمرهم أن يستنفروا من مروا به من المسلمين، فمروا بنا في ديارنا فاستنفرونا، فنفرنا معهم، فقلت: لأتخيرنّ لنفسي رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) 9/ 137 (كتاب المغازي- باب غزوة ذات السلاسل)

فأخدمه وأتعلم منه فإني لست أستطيع أن آتي المدينة كلما شئت، فتخيرت أبا بكر فصحبته وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 274 - 275) من طريق إسحاق بن راهويه وهو في "مسنده" (المطالب 2112) أنا عيسى بن يونس وجرير عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب به. وأخرجه أبو داود في "الزهد" (26) عن محمد بن قدامة المصيصى ثنا جرير عن الأعمش به. وأخرجه أحمد في "الزهد" (ص 135) وأبو داود في "الزهد" (25) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (740) والطبراني في "الكبير" (4469) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 831 - 832) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2687) من طريق عمار بن سيف الضبي ثنا الأعمش به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (741) من طريق يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش به. وأخرجه وكيع في "الزهد" (130) عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة والمغيرة بن شبل عن طارق بن شهاب عن رافع الطائي به مختصرا. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 411) وأحمد في "الزهد" (ص 13) عن وكيع به إلا أنهما لم يذكرا فيه المغيرة بن شبل. وهكذا رواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن وكيع فلم يذكر المغيرة بن شبل. أخرجه أبو القاسم البغوي (742) قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 352 قلت: وهو كما قال (¬1). ولم ينفرد سليمان بن ميسرة به بل تابعه إبراهيم بن المهاجر البجلي الكوفي عن طارق بن شهاب به. ¬

_ (¬1) قال الحافظ: هذا حديث غريب، وسليمان شيخ الأعمش ما عرفته بعد" المطالب 2/ 370 قلت: هو ابن ميسرة الأحمسي ترجمه الحافظ في "التعجيل" وقال: عن طارق بن شهاب وعنه الأعمش وحبيب بن أبي ثابت، وثقه ابن معين، وقال ابن حبان في ثقات التابعين: روى عن طارق بن شهاب وله صحبة، قال ابن خلفون في "الثقات": وثقه العجلي ويحيى والنسائي.

أخرجه أبو القاسم البغوي (744) والطبراني (4467) وأبو نعيم في "الصحابة" (2689) من طريق إسرائيل بن يونس عن إبراهيم بن المهاجر به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 202 قلت: إبراهيم بن المهاجر مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. 1724 - عن ابن عباس قال: بعث بنو سعد بن بكر ضِمَام بن ثعلبة، فذكر الحديث بطوله، وفي آخره أنّ ضمما قال لقومه عندما رجع إليهم: إنّ الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا إمرأة إلا مسلما. قال الحافظ: رواه أحمد وغيره من طريق ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن الوليد بن نُويفع عن كُريب عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث ابن عباس أنّ رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنشدك الله، آلله أرسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن ندع اللات والعزي؟ قال "نعم". 1725 - عن محمد بن كعب وغيره قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أميرا على الحج سنة تسع، وبعث عليا بثلاثين أو أربعين آية من براءة. قال الحافظ: روى الطبري من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب وغيره قالوا: فذكره" (¬2) ضعيف قال الطبري في "تفسيره" (10/ 61): حدثني الحارث ثنا عبد العزيز ثنا أبو معشر ثنا محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أميرا على الموسم سنة تسع، وبعث علي بن أبي طالب بثلاثين أو أربعين آية من براءة، فقرأها على الناس يؤجل المشركين أربعة أشهر يسيحون في الأرض" وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. ¬

_ (¬1) 1/ 157 (كتاب العلم- باب القراءة والعرض على المحدث) (¬2) 9/ 389 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])

1726 - عن ابن عباس قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أميرا على الحج، وأمره أن يقيم للناس حجهم، فخرج أبو بكر. قال الحافظ: وروى الطبري من طريق ابن عباس قال: فذكره" (¬1) حديث ابن عباس سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء عند حديث "خير، أنت صاحبي في الغار" وهذا السياق الذي ذكره الحافظ أظنه لابن إسحاق، ولعله تحرف إلى ابن عباس. قال الطبري في "تفسيره" (10/ 59): حدثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق أميرا على الحج من سنة تسع ليقيم للناس حجهم، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم، فخرج أبو بكر ومن معه من المسلمين" ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. وسلمة هو ابن الفضل الأبرش مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. 1727 - عن سعد بن أبي وقاص قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فلما انتهيا إلى ضجنان أتبعه عليا. قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: فذكره" (¬2) لم أر حديث سعد هذا في تفسير الطبري، وقد أخرج ابن أبي عاصم في "السنة" (1384 و 1385) والنسائي في "خصائص علي" (77) والجورقاني في "الأباطيل" (126) من طرق عن فِطر بن خليفة عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن رقيم الكناني قال: قدمنا المدينة فلقينا سعد بن أبي وقاص، فقال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة، ثم بعث عليا فأخذها منه، وإنّ أبا بكر وجد في نفسه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تجد يا أبا بكر، فإنه لا يؤدي عني غيري أو رجل مني". قال الجورقاني: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة" ¬

_ (¬1) 9/ 387 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3]) (¬2) 9/ 387 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])

- ورواه إسرائيل بن يونس عن عبد الله بن شريك واختلف عنه: • فقال زافر بن سليمان الإيادي: عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت من مناقب عليّ؟ قال: نعم، شهدت له أربع مناقب، والخامسة قد شهدتها, لأن يكون واحدة منهن ليّ، أحبّ إليّ من الدنيا، أو قال: من حُمْر النعم، بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر ببراءة، ثم أرسل عليا، فأخذها منه، فرجع أبو بكر، فقال: يا رسول الله، أنزل في شيء؟ قال "لا، إنه لا يبلغ عني إلا رجل مني" أخرجه الجورقاني (125) وقال: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة" • وقال علي بن قادم الكوفي: أنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: شهدت له أربعاً لأن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش، فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعليّ "اتبع أبا بكر فخذها فبلغها ورد عليّ أبا بكر" فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، أنزل فيّ شيء؟ قال "لا، خير، إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني" أو قال "من أهل بيتي" أخرجه الهيثم بن كليب (63) وعبد الله بن رقيم والحارث بن ثعلبة والحارث بن مالك كلهم مجهولون. 1728 - عن أبي سعيد قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا قتادة على الصدقة، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم محرمون حتى نزلوا بِعُسْفَان" قال الحافظ: وجدت في صحيح ابن حبان والبزار من طريق عياض بن عبد الله عن أبي سعيد قال: فذكره. وقال أيضاً: وقع في حديث أبي سعيد عند البزار والطحاوي وابن حبان في هذه القصة: وجاء أبو قتادة وهو حِلٌّ فنكسوا رؤوسهم كراهية أنْ يُحِدُّوا أبصارهم له فيفطن فيراه" (¬1) أخرجه البزار (كشف 1101) وابن حبان (3976) ¬

_ (¬1) 4/ 394 و 395 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله)

عن محمد بن عثمان العقيلي والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 173) عن عياش بن الوليد الرقام قالا: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن عبيد الله بن عمر عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد قال: فذكره، وزاد: فإذا هم بحمار وحشي، فجاء أبو قتادة وهو حِلٌّ، فنكسوا رؤوسهم كراهية أنْ يُحدوا أبصارهم فيفطن، فرآه، فركب فرسه، وأخذ الرمح، فسقط منه السوط، فقال: ناولنيه، فقلنا: لا نعينك عليه بشيء، فحمل عليه، فعقره، ثم جعلوا يشوون منه، ثم قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا- وكان تقدَّمهم- فأتوه فسألوه، فلم ير به بأسا. وأظنه قال "معكم منه شيء" شك عبيد الله. قال البزار: لا نعلم أسند عبيد الله عن عياض إلا هذا, ولا عنه إلا عبد الأعلى" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 3/ 230 قلت: وهو كما قال. 1729 - حديث جُندب بن عبد الله: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين فالتقوا فأوجع رجل من المشركين فيهم فأبلغ فقصد رجل من المسلمين غيلته، كنا نتحدث أنه أسامة بن زيد، فلما رفع عليه السيف قال: لا إله إلا الله، فقتله. الحديث، وفيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له "فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا أتتك يوم القيامة؟ " قال: يا رسول الله استغفر لي، قال "كيف تصنع بلا إله إلا الله؟ " فجعل لا يزيده على ذلك. قال الحافظ: أخرجه مسلم (97") (¬1) 1730 - عن الزُّبَيْب بن ثعلبة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا إلى بني العنبر، فأخذوهم بِرُكْبَة من ناحية الطائف، فاستاقوهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: في سنن أبي داود من حديث الزُّبَيب بن ثعلبة قال: فذكره" (¬2) يرويه شُعيث بن عبيد الله بن الزبيب بن ثعلبة العنبري واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 15/ 214 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32]) (¬2) 6/ 98 (كتاب العتق- باب من ملك من العرب رقيقا)

- فرواه ابنه عمار بن شعيث عنه واختلف عنه: • فقال أحمد بن عبدة الضبي: ثنا عمار بن شعيث ثني أبي وكان قد بلغ سبع عشرة ومائة سنة قال: سمعت جدي الزبيب بن ثعلبة يقول: بعث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا إلى بني العنبر، فأخذوهم بركبة من ناحية الطائف، فاستاقوهم إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فركبت، فسبقتهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه أبو داود (3612) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1209) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (906) عن أحمد بن عبدة به. ومن طريق أبي داود أخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 484) والبيهقي (10/ 171 - 172) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 248) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5230) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن عبدة به. ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (9/ 289) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3064) عن محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي به. وأخرجه من طريق الحسن بن علي المعمري والحسن بن سفيان النسوي قالا: ثنا أحمد بن عبدة به. وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 222) من طريق محمد بن غالب بن حرب التمار ثني أحمد بن عبدة به. وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1147 - 1149) عن أبي عمرو يوسف بن يعقوب بن يوسف ثنا أحمد بن عبدة به. • وقال سعد بن عمار بن شعيث: ثني أبي عمار قال: ثني شعيث ثني عبيد الله بن زبيب بن ثعلبة أنّ أباه زبيب بن ثعلبة حدّثه. أخرجه الطبراني (5299) عن محمد بن الوليد النَّرْسي ثنا سعد بن عمار به. ومن طريقه أخرجه المزي (9/ 287 - 289) - ورواه موسى بن إسماعيل البصري عن شعيث بن عبيد الله بن زبيب قال: حدثني أبي أنّ أباه حدّثه.

أخرجه الطبراني (5299) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا موسى بن إسماعيل به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3064) عن الطبراني به. وأخرجه المزي (9/ 287 - 289) من طريق أبي بكر بن رِيْذَه أنا الطبراني به. قال الخطابي: إسناده ليس بذاك" سنن البيهقي 10/ 172 وقال ابن عبد البر: حديث حسن" الاستيعاب 4/ 79 قلت: مداره على شعيث بن عبيد الله بن الزبيب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. 1731 - عن أبي جعفر الباقر قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد حين افتتح مكة إلى بني جَذِيْمَة داعيا ولم يبعثه مقاتلا. قال الحافظ: قال ابن إسحاق: حدثني حكيم بن عباد عن أبي جعفر الباقر قال: فذكره. وقال: وفي رواية الباقر: فقال لهم خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا، فوضعوا السلاح فأمر بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف. وقال: وزاد الباقر في روايته: ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا فقال "أخرج إلى هؤلاء القوم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك" فخرج حتى جاءهم ومعه مال فلم يبق لهم أحدا إلا وداه" (¬1) مرسل أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 428 - 430) قال: حدثني حَكيم بن حَكيم بن عَبَّاد بن حُنَيْف عن أبي جعفر محمد بن علي قال: فذكر الحديث بطوله. وأخرجه الطبري في "تاريخه" (663 - 68) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 114 - 115) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) 9/ 119 (كتاب المغازي- باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة)

وابن إسحاق وحكيم بن حكيم صدوقان، وأبو جعفر ثقة. 1732 - عن ابن عباس قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلا فلبثت شهرا لا يأتيه خبرها فنزلت {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)} [العاديات: 1] ضبحت بأرجلها {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)} [العاديات: 2] قدحت الحجارة فأوردت بحوافرها {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)} [العاديات: 3] صبحت القوم بغارة {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)} [العاديات: 4] التراب {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)} [العاديات: 5] صبحت القوم جميعا. قال الحافظ: وعند البزار والحاكم من حديث ابن عباس قال: فذكره، وفي إسناده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2291) عن أحمد بن عبدة بن موسى الضَّبِّي أنبأ حفص بن جميع ثنا سِماك عن عكرمة عن ابن عباس به. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 259) من طريق إسحاق بن إبراهيم أنا أحمد بن عبدة به. قال ابن كثير: حديث غريب جدا" التفسير 4/ 542 وقال الهيثمي: وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف" المجمع 7/ 142 1733 - عن المسور بن مخرمة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسله إلى الملوك" الحديث وفيه "وبعث عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعَيَّاذ ابني الجُلَنْدَي ملك عُمان" وفيه "فرجعوا جميعاً قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عمرا فإنه توفي وعمرو بالبحرين" قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث المسور بن مخرمة قال: فذكره" (¬2) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال محمد بن إسحاق (¬3): عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن ¬

_ (¬1) 10/ 357 (كتاب التفسير: سورة {وَالْعَادِيَاتِ} [العاديات: 1]) (¬2) 9/ 158 (كتاب المغازي- قصة عمان والبحرين) (¬3) في سيرة ابن هشام (2/ 607): قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري أنّه وجد كتابا فيه ذكر من بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البلدان وملوك العرب والعجم، وما قال لأصحابه حين بعثهم. قال: فبعثت به إلى محمد بن شهاب الزهري فعرفه، وفيه "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أصحابه فقال لهم" إنّ الله بعثني رحمة وكافة ... وذكر الحديث إلى قوله: فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلغة القوم الذين وجه إليهم"

المسور بن مخرمة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقال "إن الله عز وجل بعثني رحمة للناس كافة فأدوا عني يرحمكم الله ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام، فإنّه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه، فأما من قَرُب مكانه فإنّه أجاب وسلم، وأما من بَعُد مكانه فكرهه، فشكا عيسى بن مريم ذلك إلى الله عز وجل فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين وُجِّه إليهم، فقال لهم عيسى بن مريم: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا فافعلوا" فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نحن يا رسول الله نؤدي عنك فابعثنا حيث شئت، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي صاحب هجر، وبعث عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعَبَّاد ابني جُلنْدَا ملكي عُمَان، وبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فرجعوا جميعاً قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير عمرو بن العاص فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو بالبحرين. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 8 - 9) وفي "الأحاديث الطوال" (23) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه إسماعيل بن عياش ثني محمد بن إسحاق به. قال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف" المجمع 5/ 306 قلت: ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ابن إسحاق مدني مدلس ولم يذكر سماعا من ابن شهاب الزهري. - وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد القاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام ذات يوم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال "أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك العجم فلا تختلفوا عليّ كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم وذكر الحديث وزاد فيه بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 40 - 41) عن أسد بن موسى المصري ثنا عبد الله بن وهب أني يونس بن يزيد به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 387 - 388) من طريق أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب به.

ورواته ثقات، وعبد الرحمن بن عبد القاري ذكره غير واحد في التابعين ووثقه ابن معين وغيره. وللحديث شاهد مرسل ذكره ابن هشام في "السيرة" (2/ 606 - 607) قال: حدثني من أثق به عن أبي بكر الهُذَلِي قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أصحابه ذات يوم بعد عُمرته التي صُدَّ عنها يوم الحديبية، فقال "أيها الناس، إن الله قد بعثني رحمة وكافّة، فلا تختلفوا عليّ كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم" وذكر الحديث. وأبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 1734 - عن قتادة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا ينادي: فنادى: يا خيل الله اركبي. قال الحافظ: وروى ابن عائذ من مرسل قتادة قال: فذكره. وقال: وعند ابن عائذ من مرسل قتادة: كانوا سبعمائة" (¬1) 1735 - "بُعثت إلى الأسود والأحمر" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (521) من حديث جابر. وهو عند البخاري بغير هذا اللفظ (فتح 1/ 455) 1736 - حديث بُريدة "بعثت أنا والساعة إنْ كادت لتسبقني" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبري وسنده حسن" (¬3) أخرجه أحمد (5/ 348) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين ثنا بشير حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "بعثت أنا والساعة جميعاً، إنْ كادت لتسبقني". وأخرجه الطبري في "تاريخه" (1/ 15) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا أبو نعيم عن بشير بن المهاجر به. وأخرجه أبو الشيخ في "العوالي" (8) عن أبي عمر محمد بن جعفر القتّات ثنا أبو نعيم به. ¬

_ (¬1) 8/ 417 و 418 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب) (¬2) 13/ 315 (كتاب الاستئذان- باب من زار قوما فقال عندهم) (¬3) 14/ 134 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين)

وأخرجه السلفي في "معجم السفر" (39) وفي "الأربعين البلدانية" (26) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1573) من طريق أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان أنا أبو الشيخ به. ومن طريق السلفي أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 426) وقال: هذا حديث على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 10/ 311 قلت: وهو كما قالا، إلا أنّ بشيرا وهو ابن مهاجر الغنوي الكوفي مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، وقال أبو حاتم وابن عدي: يكتب حديثه. 1737 - "بعثت أنا والساعة كهاتين" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 14/ 133 - 134) من حديث سهل بن سعد ومن حديث أنس ومن حديث أبي هريرة. 1738 - حديث جابر بن سَمُرة: كأني انظر إلى أصبعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إشار بالمسبحة والتي تليها وهو يقول: "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه" قال الحافظ: أخرجه الطبري من حديث جابر بن سمرة، وفي رواية له عنه "وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى" (¬2) صحيح وله عن جابر بن سمرة طريقان: الأول: يرويه فِطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة رفعه "بعثت أنا والساعة (¬3) كهذه من هذه (¬4) " أصبعيه (¬5) الوسطى والسبابة. ¬

_ (¬1) 13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما) و13/ 175 (كتاب الأدب- باب ما جاء في قول الرجل ويلك) (¬2) 14/ 135 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين) (¬3) ولفظ الطبري "بعثت من الساعة "ولفظ أبي نعيم "بعثت أنا من الساعة" (¬4) ولفظ الطبري "كهاتين" (¬5) ولفظ الطبري "وجمع بين أصبعيه" ولفظ أبي نعيم "وقرن بين أصبعيه"

أخرجه أحمد (5/ 103) والطبري في "تاريخه" (1/ 12) والطبراني في "الكبير" (1843) واللفظ له وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 302 و 2/ 201) من طرق عن فطر بن خليفة به. وإسناده حسن، فطر وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وأبو خالد الوالبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وقد صرّح بالسماع من جابر بن سمرة في إحدى روايتي أبي نعيم. ولم ينفرد فطر بن خليفة به بل تابعه: 1 - منصور بن المعتمر عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة رفعه "بعثت أنا والساعة كهاتين". أخرجه أحمد (5/ 108) والطبراني في "الكبير" (1845 و 1846 و 1848) من طرق عن إسرائيل عن منصور به. وإسناده حسن أيضا. 2 - الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة قال: كأني (¬1) انظر إلى أصبعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشار بالمسبحة والتي تليها - وهو يقول "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه". أخرجه أحمد (4/ 309 و5/ 92) عن عيسى بن يونس والطبراني في "الكبير" (1844) والطبري (1/ 12) عن عثام بن علي الكوفي وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 33) عن همام والطبري (1/ 12) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وأبي معاوية محمد بن خازم الكوفي كلهم عن الأعمش به. ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشير بأصبعيه"

واللفظ للطبري ولعبد الله بن أحمد. واختلف فيه على الأعمش: • فرواه محمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن أبي خالد الوالبى عن وهب السوائي رفعه "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، إنْ كادت لتسبقها" وجمع الأعمش السباحة والوسطى، وقال محمد بن عبيد مرة: إن كادت لتسبقني. أخرجه أحمد (4/ 309) وهناد في "الزهد" (524) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1460) والطبراني في "الكبير" (22/ 126) • ورواه عمار بن رُزيق الكوفي عن الأعمش عن أبي خالد الوالبى عن جابر بن عبد الله. أخرجه أحمد (4/ 309) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (1847) عن أبي الجَوَّاب أحوص بن جَوَّاب عن عمار بن رزيق به. والأول أصح. الثاني: يرويه عنبسة بن الأزهر الشيباني عن سِماك بن حرب عن جابر بن سمرة رفعه "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1998) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا فروة بن أبي المغراء أنا إبراهيم بن المختار ثنا عنبسة به. وإسناده لا بأس به. 1739 - حديث المستورد بن شداد "بُعثت في نفس الساعة، سبقتها كما سبقت هذه لهذه - لأصبعيه السبابة والوسطى-" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والطبري, ومثله في حديث أبي جَبيرة -بفتح الجيم وكسر الموحدة- الأنصاري عن أشياخ من الأنصار، أخرجه الطبري، وأخرجه أيضاً عن أبي جبيرة مرفوعا بغير واسطة بلفظ آخر" (¬1) أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 218) والترمذي (2213) والبزار (3462) والطبري في "تاريخه" (1/ 15) والطبراني في "الكبير" (20/ 304) والرامهرمزي في ¬

_ (¬1) 14/ 134 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين)

"الأمثال" (ص 19) وأبو طاهر السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي" (28) من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرْحبي ثنا عُبيدة بن الأسود عن مُجالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد به مرفوعا. وفي لفظ "بعثت أنا والساعة كهاتين السبابة والوسطى" قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال يعقوب بن سفيان: هذا والله أعلم عندي خطأ" قلت: اختلف فيه على مجالد، فرواه إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا حبان بن علي عن مجالد عن الشعبي عن المستورد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 308) وإسماعيل بن عمرو ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي وغيرهم، وحبان بن علي هو العَنَزي وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ومجالد هو ابن سعيد الهمداني ليس بالقوي، قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه. - ورواه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي جبيرة بن الضحاك رفعه "بعثت في نسم (¬1) الساعة" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (5) والدولابي (1/ 23) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 115) والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/ 213) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 161) وفي الصحابة (6721) من طرق (¬2) عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به. قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" الفتن ص 152 ¬

_ (¬1) وفي لفظ "نسيم" (¬2) رواه أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس ومحمد بن الصباح ومحمد بن منصور ومحمد بن عباد المكي عن سفيان به. وخالفهم ابن أبي عمر فرواه في "مسنده" (المطالب 4503/ 1) عن سفيان وزاد فيه: عن مشيخة من الأنصار.

• ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي جبيرة. أخرجه الطبري في "التاريخ" (1/ 15) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 116) • ورواه مروان بن معاوية الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف عن أبي جبيرة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 390 - 391) قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 312 • ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف ثنا أبو جبيرة عن أشياخ من الأنصار، منهم: 1 - عبد الله بن المبارك. أخرجه في "الزهد" (1592) ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 218 - 219) 2 - يزيد بن هارون. أخرجه الطبري في "التاريخ" (1/ 15 - 16) 3 - معتمر بن سليمان التيمي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 391) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 161) 4 - عبد الله بن نُمير. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 218 - 219) 5 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 4503/ 2) قال الهيثمي: ورجال هذه الطريق رجال الصحيح غير شبل أو شبيل بن عوف وهو ثقة" المجمع 10/ 312 قلت: قول ابن المبارك ومن تابعه أصح لأنهم ثقات أثبات، والزيادة من الثقة مقبولة، وهذا إسناد صحيح رواته ثقات.

1740 - عن ابن مسعود قال: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً فيهم: عبد الله بن مسعود وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى الأشعري. قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 1741 - عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ثمانين رجلا" فذكر الحديث بطوله وفي آخره، فتعجل عبد الله بن مسعود فشهد بدرا" قال الحافظ: وفي مستدرك الحاكم من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود قال: فذكره" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 46) وسعيد بن منصور (2481) ولوين في "حديثه" (3) عن حُديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ونحن ثمانون رجلا فذكر الحديث بطوله. ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 297 - 298) وأخرجه أحمد (1/ 461) والبزَّار (1762) والحاكم (2/ 623) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (327) من طرق عن حديج بن معاوية به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن غريب" وقاله ابن كثير: وهذا إسناد جيد قوي وسياق حسن" البداية والنهاية 3/ 69 وقاله الحافظ: إسناده حسن" الفتح 8/ 186 قلت: أبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع حديج بن معاوية منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وهو موصوف بالتدليس أيضا ولم يذكر سماعا من عبد الله بن عتبة. وحديج قال ابن معين: لا يكتب حديثه، ليس بشيء، ليس بثقة. ¬

_ (¬1) 8/ 186 - 187 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة الحبشة) (¬2) 3/ 316 (كتاب الصلاة- أبواب العمل في الصلاة - باب ما ينهى من الكلام في الصلاة)

وقال النسائي: ضعيف، وقال أيضاً: ليس بقوي، وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته. وذكره البخاري وأبو زرعة والعقيلي وابن شاهين في الضعفاء. وخالفه إسرائيل بن يونس فرواه عن أبي إسحاق عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه قال: فذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 346 - 348) وأبو نعيم في "الدلائل" (196) وفي "الحلية" (1/ 114 - 115) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 299 - 300) وقال: هذا إسناد صحيح" قلت: فيه عنعنة أبي إسحاق. 1742 - عن عبد الله بن أبي حَدْرَد قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلِّم بن جثامة، فمرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم علينا، فحمل عليه محلم فقتله، فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبرناه الخبر نزل القرآن فذكر هذه الآية (¬1). قال الحافظ: روى ابن إسحاق في "المغازي" وأخرجه أحمد من طريقه عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال: فذكره، وأخرجها ابن إسحاق من طريق ابن عمر أتم سياقا من هذا، وزاد أنه كان بين عامر ومحلم عداوة في الجاهلية" (¬2) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (626) قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن قُسيط عن القَعْقاع بن عبد الله بن أبي حَدْرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضَم في نفر من المسلمين، فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي، ومحلِّم بن جثّامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم، مرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قَعود له، ومعه مُتيِّع له، ووطْب من لبن. فلما مرّ بنا سلّم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله لشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره، وأخذ متيعه. فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرناه الخبر، نزل فينا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء: 94] إلى آخر الآية. ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94] (¬2) 9/ 327 (كتاب التفسير: سورة النساء- باب {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94])

وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 574) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2378) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر وأحمد (6/ 11) عن إبراهيم بن سعد الزهري والطبري في "التفسير" (5/ 222 - 223) عن سلمة بن الفضل الأبرش وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1654) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 99 - 100) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ص 107) عن يحيى بن سعيد الأموي كلهم عن ابن إسحاق به. - ورواه محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق فقال فيه: عن ابن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 305) - ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن ابن إسحاق فقال فيه: عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه (¬1). أخرجه الطبري (5/ 223) - ورواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فرواه حجاج بن منهال البصري عن حماد فقال فيه: عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 75) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5827) • ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد فقال فيه: عن ابن أبي حدرد عن أبيه. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1061) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 306) ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5826) وابن بشكوال في "المبهمات" (455) ووقع عندهما: ابن أبي حدرد عن أبيه.

• ورواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل البصري عن حماد فقال فيه: عن ابن حدرد الأسلمي عن أبيه. أخرجه ابن أبي حاتم (5827) - ورواه عبد الله بن ادريس الأودي عن ابن إسحاق ثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أبي حدرد. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 75) - ورواه أحمد بن عبد الجبار العُطاري عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فرواه أبو الحسين رضوان بن أحمد الصيدلاني عن أحمد بن عبد الجبار فقال فيه: عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه. أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 77) ومن هذا الطريق أخرجه ابن عساكر (ص 107 - 108) ووقع عنده: عن أبي القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه أبي حدرد. وأخرجه في موضع آخر (ص 114) وقال فيه: عن ابن القعقاع وأخرجه (ص 114) من طريق أبي عبد الله بن منده قال: أنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار به، وقال فيه: عن ابن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه. وأخرجه (ص 107 - 108) من طريق البيهقي عن الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار به، وقال: عن أبي القعقاع عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه أبي حدرد. وحديث أبي خالد الأحمر ومن تابعه أصح. قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه، وهذا هو الصواب" التعجيل 2/ 138 - 139 وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 7/ 8 - مختصر الإتحاف 8/ 363 قلت: ابن إسحاق صدوق، والقعقاع ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري (5/ 222) عن سفيان بن وكيع ثنا جرير عن

محمد بن إسحاق عن نافع أنّ ابن عمر قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -محلم بن جثامة مبعثا، فلقيهم عامر بن الأضبط، فحياهم بتحية الإسلام، وكانت بينهم إحنة في الجاهلية، فرماه محلم بسهم فقتله، فجاء الخبر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتكلم فيه عيينة والأقرع، فقال الأقرع: يا رسول الله، سن اليوم وغير غدا، فقال عيينة: لا والله حتى تذوق نساؤه من الثكل ما ذاق نسائي، فجاء محلم في بردين، فجلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر له، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا غفر الله لك" فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه، فما مضت به سابعة حتى مات ودفنوه، فلفظته الأرض، فجاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكروا ذلك له، فقال "إنّ الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم، ولكن الله جلّ وعزّ أراد أن يعظكم" ثم طرحوه بين صدفي جبل، وألقوا عليه من الحجارة، ونزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ...} الآية. وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. 1743 - عن جرير بن عبد الله قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أن يقولوا: لا إله إلا الله. قال الحافظ: ذكر الطبراني من طريق إبراهيم بن جرير عن أبيه قال: فذكره" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (2392) من طريق أبان بن عبد الله البجلي ثنا إبراهيم بن جرير عن أبيه قال: بعث إليّ عليّ بن أبي طالب ابن عباس والأشعث بن قيس وأنا بقرقيسيا فقالا: إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول: نعم ما أراك الله من مفارقتك معاوية لأني أنزلك مني بمنزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أنزلكها، فقال جرير: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أنْ يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم, ولا أقاتل أحدا يقول: لا إله إلا الله، فرجعنا على ذلك. وإسناده ضعيف، أبان مختلف فيه, وإبراهيم لم يسمع من أبيه. 1744 - عن دِحية الكلبي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتابه إلى قيصر فأعطيته الكتاب. قال الحافظ: وقد ذكر البزار في "مسنده" عن دحية الكلبي أنه هو ناول الكتاب لقيصر ولفظه: فذكره. وقال: وللطبراني من طريق ضعيف عن عبد الله بن شداد عن دحية في هذه القصة مختصرا: فقال قيصر: أعرف أنه كذلك ولكن لا أستطيع أنْ أفعل، إنْ فعلت ذهب ملكي وقتلني الروم. ¬

_ (¬1) 9/ 138 (كتاب المغازي- باب ذهاب جرير إلى اليمن)

وقال: وفي حديث دحية الذي أشرت إليه قال: فلما خرجوا أدخلني عليه وأرسل إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم فقال: هذا الذي كنا ننظر وبشرنا به عيسى، أما أنا فصدقته ومتبعه، فقال له قيصر: أما أنا إنْ فعلت ذلك ذهب ملكي، فذكر القصة وفي آخره، فقال لي الأسقف: خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أني أشهد أنْ لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأني قد آمنت به وصدقته، وأنهم قد أنكروا عليّ ذلك، ثم خرج إليهم فقتلوه. وقال: وزاد في حديث دحية "وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، وفيه: لما قرأ الكتاب سخر فقال: لا تقرأه إنه بدأ بنفسه، فقال قيصر: لتقرأنه، فقرأه" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وفي حديث دحية عند البزار: حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ما هو؟ قال: شاب، قال: كيف حسبه فيكم؟ قال: هو في حسب ما لا يفضل عليه آخر، قال: هذه آية. وقال: زاد في حديث دحية: أرأيت من خرج من أصحابه إليكم هل يرجعون إليه؟ قال: نعم. وقال: وفي حديث دحية: هل ينكب إذا قاتلكم؟ قال: قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه، قال: هذه آية. وقال: وأخرج الحسن بن سفيان في "مسنده" من طريق عبد الله بن شداد عن دحية: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب إلى هرقل، فقدمت عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، فلما قرأ الكتاب نخر ابن أخيه نخرة فقال: لا تقرأ، فقال قيصر: لم؟ قال: لأنه بدأ بنفسه وقال: صاحب الروم ولم يقل: ملك الروم، قال: اقرأ، فقرأ الكتاب" (¬2) ضعيف جداً أخرجه البزار (كشف 2374) عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل ثني أبي عن عمه محمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن دحية الكلبي أنّه قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب إلى قيصر، فقدمت عليه، فأعطيته ¬

_ (¬1) 1/ 40 و 42 و 47 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 9/ 283 و 284 و 287 (كتاب التفسير: صورة آل عمران- باب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64])

الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، فلما قرأ الكتاب، كان فيه: من محمد رسول الله إلى هرقل صاحب الروم، قال: فنخر ابن أخيه نخرة وقال: لا تقرأ هذا اليوم، فقال له قيصر: لم؟ قال: إنه بدأ بنفسه، وكتب: صاحب الروم، ولم يكتب: ملك الروم، فقال قيصر: لتقرأنه، فذكر الحديث وفيه طول. قال الهيثمي: رواه البزار عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة عن أبيه وكلاهما ضعيف" المجمع 5/ 309 وقال في موضع آخر: رواه البزار وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى وهو ضعيف" المجمع 8/ 237 قلت: إسماعيل بن يحيى بن سلمة قال الدارقطني: متروك الحديث، ومحمد بن سلمة بن كهيل قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة وابن سعد: ضعيف، وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث. وتابعه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عبد الله بن شداد عن دحية به. أخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (4198) وأبو نعيم في "الدلائل" (240) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل به. قال الهيثمي؛ وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف" المجمع 5/ 306 قلت: ويحيى بن سلمة بن كهيل قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن سعد: ضعيف جداً. 1745 - "بَعُدَ من ذكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ" قال الحافظ: وعند الحاكم من حديث كعب بن عجرة بلفظ: فذكره" (¬2) انظر حديث "شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ" 1746 - عن الزهري وغيره قالوا: بقيت بقية من خيبر تحصنوا، فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يحقن دماءهم ويسيّرهم ففعل، فسمع بذلك أهل فدك، فنزلوا على مثل ذلك، وكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن طولون في "اعلام السائلين" (ص 71 - 73) (¬2) 13/ 421 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

قال الحافظ: وروى أبو داود من طريق ابن إسحاق عن الزهري وغيره قالوا: فذكروه" (¬1) مرسل أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (89) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري وعبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة قالوا: فذكروه، وزادوا: لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. وأخرجه أبو داود (3016) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 25 - 26) عن حسين بن علي بن الأسود العجلي ثنا يحيى بن آدم به. وأخرجه البيهقي (6/ 317) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا يحيى بن آدم به. وأخرجه يحيى بن آدم (104) أيضاً عن زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال: حصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم، فلما أيقنوا بالهلكة، سألوه أنْ يسيرهم ويحقن دماءهم، ففعل، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حاز الأموال كلها، الشق والنطاة والكتيبة، وجميع حصونهم، إلا ما كان من هذين الحصنين، فلما سمع أهل فدك ما صنعوا، بعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه أن يسيرهم ويحقن دمائهم ويخلوا له الأموال، ففعل. وكان فيمن مشى بينه وبينهم محيصة بن مسعود. وأخرجه البلاذري (ص 26) عن حسين بن علي العجلي عن يحيى بن آدم به. وأخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 97 - 98) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكير الشيباني قال: فذكره مطولاً. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 226) من طريق يونس بن بُكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: حدثنا ابنٌ لمحمد بن مسلمة الأنصاري عن من أدرك من أهله وحدثنيه مكنف قالا: فذكرا الحديث مطولاً. وأخرجه أيضاً (4/ 236 - 237) من هذا الطريق عن ابن إسحاق قال: حدثنا ابن لمحمد بن مسلمة عن من أدرك من أهله، قال: وحدثنيه عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 7/ 9 (كتاب فرض الخمس- باب رقم 1)

1747 - حديث أبي هريرة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي بلغه بعض مقالات أبيه فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في قتله، قال "بل أحسن صحبته" قال الحافظ: أخرجه ابن منده من حديث أبي هريرة بإسناد حسن، وفي الطبراني من طريق عروة بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن أُبي أنّه استأذن نحوه، وهذا منقطع لأنّ عروة لم يدركه" (¬1) حسن وحديث أبي هريرة أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4236) أنا خيثمة إجازة عن أبي قِلابة عن عمرو بن خليفة أخو هوذة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي قال: يا رسول الله، لئن أمرتني لأتيتك برأس أبي، قال: "لا، برّ أباك وأحسن صحبته" وإسناده حسن، خيثمة هو ابن سليمان، وأبو قلابة هو عبد الملك بن محمد الرقاشي، ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وحديث عبد الله بن عبد الله أخرجه أبو نعيم أيضاً (4235) عن الطبراني ثنا حفص بن عمر ثنا عارم ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول أنه استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل أباه، فقال "لا تقتل أباك". حفص بن عمر هو المعروف بسنجة وهو مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، وعروة لم يدرك عبد الله بن عبد الله، وعارم هو لقب محمد بن الفضل أبو النعمان البصري. 1748 - عن ابن عمر أنّهم لما رجعوا من الغزو حيث فروا قالوا: نحن الفرارون، قال: "بل أنتم العكارون، أنا فئة المؤمنين" قال: فقبلنا يده. قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود" (¬2) ضعيف أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (312) عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة فلقينا العدو فحاص الناس حيصة، فانهزمنا، قلنا: نهرب في الأرض ولا نأتي رسول الله حياءً مما صنعنا، ثم قلنا: لو أتينا المدينة فامترنا منها وتجهزنا، فلما أتينا المدينة قلنا: لو عرضنا ¬

_ (¬1) 9/ 403 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80]) (¬2) 13/ 296 (كتاب الاستئذان- باب الأخذ باليدين)

أنفسنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما خرجنا عند صلاة الفجر، فَمِلْنا فقلنا: يا رسول الله، نحن الفرارون، فقال "بل أنتم العكّارون، أنا فئة كل مسلم". وأخرجه الحميدي (687) وابن سعد (4/ 145) وسعيد بن منصور (985 و 2539) وابن أبي شيبة (8/ 749 - 750 و750 و12/ 535 - 536) وفي "الأدب" (1 و 2) وأحمد (2/ 58 و 70 و 86 و 100 و 110 - 111) والبخاري في "الأدب المفرد" (972) وأبو داود (2647 و 5223) وابن ماجه (3704) والترمذي (1716) والسرقسطي في "الغريب" (1/ 89) وأبو يعلى (5596 و 5781) وابن الجارود (1050) والطحاوي في "المشكل" (900 و 901 و 902) وابن أبي حاتم في "التفسير" (8896) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 378 - 379) وابن البختري في "حديثه" (338) وابن الأعرابي في "القبل" (1 و 2) والخطابي في "الغريب" (1/ 331) وتمام (841) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 57) والبيهقي (7/ 101 و 9/ 76 و 76 - 77) وفي "الشعب" (4002) والبغوي في "شرح السنة" (2708) من طرق عن يزيد بن أبي زياد به. زاد ابن أبي شيبة وأبو داود وغيرهما "فدنونا فقبلنا يده" قال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد" وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 42 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي. قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي. وقال أبو زرعة والدارقطني: لا يحتج به. وقال ابن حبان وابن سعد: تغير بأخرة. وقال العجلي والدارقطني: كان يلقن. 1749 - عن عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة وسيخلفنا إليها قوم آخرون، يعنون محمدا وأصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده على رؤوسهم "بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم فيها أحد" فأنزل الله تعالى {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] الآية. قال الحافظ: وقد أخرج الطبري من طريق عكرمة قال: فذكره، وأخرج الطبري أيضا

من وجه آخر عن عكرمة قال: اجتمعت يهود تخاصم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: لن تصيبنا النار، فذكر نحوه وزاد: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كذبتم، بل أنتم خالدون مخلدون، لا نخلفكم فيها أبدا إنْ شاء الله تعالى" فإنزل القرآن تصديقا للنبي - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم حدثني أبي زيد بن أسلم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ليهود "أنشدكم الله، من أهل النار الذين ذكرهم الله في التوراة؟ " قالوا: إن الله غضب علينا غضبة فنمكث في النار أربعين يوما ثم نخرج فتخلفوننا فيها، فقال "كذبتم والله لا نخلفكم فيها أبدا" فنزل القرآن تصديقا له، وهذان خبران مرسلان يقوّي أحدهما الآخر" (¬1) مرسل وحديث عكرمة أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 382) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (820) من طريق حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: الحديث. وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن جُريج أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة قال: اجتمعت يهود يوما تخاصم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: الحديث. أخرجه الطبري (1/ 382) من طريق سُنيد ثنا حجاج عن ابن جريج به. ورواته ثقات غير سنيد فهو مختلف فيه. وحديث زيد بن أسلم أخرجه الطبري (1/ 382) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم "أنشدكم بالله وبالتوراة النبي أنزلها الله على موسى ... الحديث" وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. 1750 - عن الزهري قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ملك لم يأته قبلها فقال: إن ربك يخيرك بين أنْ تكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا، قال: فنظر إلى جبريل كالمستشير له، فأومأ إليه أنْ تواضع، فقال "بل عبدا نبيا" قال: فما أكل متكئا. قال الحافظ: ذكر ابن بطال من طريق أيوب عن الزهري قال: فذكره، وهذا مرسل ¬

_ (¬1) 12/ 358 (كتاب الطب- باب ما يذكر في سم النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أو معضل، وقد وصله النسائي من طريق الزبيدي عن الزهري عن محمد بن عبد الله بن عباس قال: كان ابن عباس يحدث: فذكر نحوه" (¬1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال محمد بن الوليد الزُّبَيْدي: ثني الزهري عن محمد بن عبد الله بن عباس قال: كان ابن عباس يحدث أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - ملكا من الملائكة معه جبريل عليه السلام، فقال الملك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أنْ تكون مَلِكا نبيا. فالتفت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريل كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده: أنْ تواضع. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بل أكون عبدا نبيا" فقال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربه. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 124) والذهلي في "الزهريات" (حديث رقم 11 - وانظر النكت الظراف 5/ 232) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 361 - 362) والنسائي في "الكبرى" (6743) والطحاوي في "المشكل" (2092) والطبراني في "الكبير" (10686) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 198) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 333 - 334) والبغوي في "شرح السنة" (3684) وفي "الشمائل" (15) والمزي (25/ 491) من طرق عن بقية بن الوليد ثني الزبيدي به. قال الطحاوي: قال لنا النسائي: ولا نعلم محمد بن عبد الله بن عباس هذا إلا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، كان الزهري نسبه إلى جده، ولا نعلم له سماعا من جده" قلت: وقع عند الطبراني وأبي الشيخ: عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. قال المزي: كذا وقع في هذه الرواية: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، والصواب عن محمد بن عبد الله بن عباس" وقال في "التحفة": ذكره أبوالقاسم ابن عساكر في ترجمة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن جده، وقال في آخره: كذا قال: محمد بن عبد الله، وإنما هو محمد بن علي بن عبد الله. كذا قال أبو القاسم. والصواب محمد بن عبد الله كما جاء في الرواية, وكذلك ذكره البخاري في "التاريخ" فيمن اسمه محمد بن عبد الله، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه محمد بن عبد الله" ¬

_ (¬1) 11/ 471 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئا)

وتعقبه الحافظ في "النكت الظراف" (5/ 232 - 233) فقال: قلت: ذكره الذهلي في علل حديث الزهري عن يزيد بن عبد ربه عن بقية في ترجمة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ووقع في السند: محمد بن عبد الله بن عباس، فالذهلي سلف ابن عساكر في دعوى أنّ عليا سقط بين محمد وعبد الله. وذكر شيخي في "شرح الترمذي" أنّ أبا الشيخ أخرجه من الوجه الذي أخرجه منه النسائي فوقع عنده في السند: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. وكذلك رويناه في فوائد أبي محمد بن صاعد من طريق عبد الله بن سالم عن الزبيدي" قلت: رواه ابن صاعد في زيادات الزهد لابن المبارك (766) من طريق عبد الله بن سالم الحمصي عن الزبيدي ووقع عنده: عن محمد بن عبد الله بن عباس. وهو الصواب إنْ شاء الله. ومحمد بن عبد الله هذا لم أر من وثقه، وترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. - وقال ابن المبارك في "الزهد" (764): أنا مَعْمَر عن الزهري قال: بلغنا أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ملك لم يأته قبلها ومعه جبريل وذكر الحديث. وأخرجه ابن سعد (1/ 380 - 381) عن عتاب بن زياد الخراساني أنا ابن المبارك به. وتابعه عبد الرزاق (5247 و 19551) عن معمر به. ورواته ثقات. وللحديث طريقين آخرين سيأتي الكلام عليهما في حرف العين عند حديث "على أي شيء أنت؟ " وله شاهد عن عائشة وعن أبي هريرة وعن ابن عمر وعن طاوس مرسلاً وعن سعيد بن جبير مرسلا فأما حديث عائشة فأخرجه ابن سعد (1/ 381) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأبو يعلى (4920) وأبو الشيخ (ص 197 - 198) والبغوي في "شرح السنة" (3683) وفي "الشمائل" (415) عن محمد بن بكار بن الريان البغدادي كلاهما عن أبي معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي عن سعيد المَقْبُري عن عائشة

مرفوعاً "يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب. أتاني ملك وإن حُجزَتَه لتساوي الكعبة فقال: إن ربك يقرىء عليك السلام ويقول لك: إن شئت نبيا ملكا وإن شئت نبيا عبدا، فأشار إلي جبريل، ضع نفسك، فقلت: نبيا عبدا" قالت عائشة: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك لا يأكل متكئا ويقول "أكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد" قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 19 قلت: بل ضعيف لضعف أبي معشر. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 231) عن محمد بن فضيل الكوفي عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير قال: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة قال: جلس جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال جبريل: إنّ هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد، أرسلني إليك ربك قال: أفملكا نبيا يجعلك أو عبدا رسولاً، قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال "بل عبدا رسولاً" وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع" (125) والبزار (كشف 2462) وأبو يعلى (6155) وابن حبان (6365) من طرق عن ابن فضيل به. ووقع عند ابن أبي الدنيا: قال عمارة: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة. ووقع عند الباقين: عن أبي زرعة عن أبي هريرة بالجزم. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد على شرط الشيخين. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13309) عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحَرَّاني ثنا يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعت محمد بن قيس المدني يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "لقد هبط عليّ ملك من السماء، ما هبط على نبيّ قبلي، ولا يهبط على أحد من بعدي، وهو اسرافيل وعنده جبريل، فقال: السلام عليك يا محمد، ثم قال: أنا رسول ربك إليك أمرني أن أخبرك: إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا، فنظرت إلى جبريل فأومأ جبريل إلي أن تواضع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: نبيا عبدا" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو أنى قلت نبيا ملكا ثم شئت لسارت الجبال معي ذهبا". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 256) عن أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا

أبو شعيب الحَرّاني ثنا يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعت أبا حازم قال: سمعت ابن عمر به. وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن ابن عمر، تفرد به أيوب بن نهيك، وأبو حازم مختلف فيه: فقيل: سلمة بن دينار، وقيل: محمد بن قيس المدني" وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف" المجمع 9/ 19 قلت: أبو حازم هو محمد بن قيس كما تقدم في رواية الطبراني، وأيوب بن نهيك ضعيف أيضاً. وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق (19552) عن مَعْمَر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه قال: بُعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ملك لم يعرفه، فقال: إن ربك يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا، أم نبيا ملكا، فأشار إليه جبريل: أن تواضع، فقال "بل نبيا عبدا". ورواته ثقات. وأما حديث سعيد بن جبير فأخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (94) وفيه يحيى بن أبي أنيسة قال أحمد وغيره: متروك الحديث. 1751 - عن بشير بن كعب قال: سأل غلامان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيم العمل؟ فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم شيء نستأنفه؟ قال "بل فيما جفت به الأقلام" قالا: ففيم العمل؟ قال "اعملوا فكل ميسر لما هو عامل" قالا: فالجد الآن. قال الحافظ: وأخرج الفريابي بسند صحيح إلى بشير بن كعب أحد كبار التابعين قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الفريابي في "القدر" (101) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طلق بن حبيب عن بشير بن كعب العدوي قال: فذكره. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 92 - 93) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان به. وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1357) من طريق أبي داود السجستاني ثنا أحمد بن عمرو بن السرح ثنا سفيان به. ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 14/ 299 (كتاب القدر- باب وكان أمر الله قدرا مقدورا)

1752 - حديث جابر: جاء سُرَاقة فقال: يا رسول الله، أنعمل اليوم فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أو فيما يستقبل؟ قال "بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير" فقال: ففيم العمل؟ قال "اعملوا فكل ميسر لما خلق له". قال الحافظ: وهذا الرجل وقع في حديث جابر عند مسلم (2648) أنه سراقة بن مالك بن جُعْشُم ولفظه: فذكره، وأخرجه الطبراني (6565 و 6567) وابن مردويه نحوه وزاد "وقرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} [الليل: 5] إلى قوله {الْعُسْرَ} [البقرة: 185] " وأخرجه ابن ماجه من حديث سراقة نفسه لكن دون تلاوة الآية. ووقع هذا السؤال وجوابه سوى تلاوة الآية لشريح بن عامر الكلابي، أخرجه أحمد والطبراني ولفظه "قال: ففيم العمل اذاً؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له" (¬1) حديث سراقة له عنه طريقان: الأول: يرويه قيس بن سعد المكي عن طاوس عن سراقة قال: قلت: يا رسول الله، أنعمل لأمر قد فرغ منه أم نستأنف العمل؟ قال: "نعمل لشيء قد فرغ منه" قلت: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال: "كل ميسر له عمله" قال: فالآن نجد، الآن نجد، الآن نجد. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (167) واللفظ له عن هُدبة بن خالد القيسي والطبراني في "الكبير" (6593) عن حجاج بن المنهال البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة عن قيس بن سعد به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 195 وقال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم" ظلال الجنة 1/ 73 قلت: لم يخرج مسلم رواية طاوس عن سراقة، وهي رواية منقطعة كما قال الحافظ في "التهذيب" (3/ 456) وهو كما قال لأنّ طاوسا ولد بعد وفاة سراقة بسنوات (¬2). ¬

_ (¬1) 14/ 298 - 299 (كتاب القدر- باب وكان أمر الله قدرا مقدورا) (¬2) واختلف فيه على طاوس، فرواه مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (20064)

الثاني: يرويه عطاء بن مسلم الخفاف ثنا الأعمش عن مجاهد عن سراقة قال: قلت: يا رسول الله، العمل فيما جفّ به القلم وجرت به المقادير أم في أمر مستقبل، قال "بل فيما جف به القلم وجرت به المقادير، وكل ميسر لما خلق له" أخرجه ابن ماجه (91) والطبراني في "الكبير" (6588) وأبو الحسن محمد بن عبد الملك في "أحاديثه" (من حديث خيثمة ص 187) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 133 - 134) وقال: ولم يدرك مجاهد سراقة" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، مجاهد لم يسمع من سراقة، والإسناد منقطع، وعطاء بن مسلم مختلف فيه" مصباح الزجاجة 1/ 15 وأما حديث شريح بن عامر فأخرجه أحمد (4/ 67) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 341) والطبراني في "الكبير" (4235) وأبو نعيم في "الصحابة" (2619) عن سهل بن أسلم العدوي وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 67) والطبراني في "الكبير" (4236) وأبو نعيم (2620 و 2621) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 177 - 178) عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي كلاهما عن يزيد بن أبي منصور الأزدي ثني ذو اللحية (¬1) الكلابي قال: قلت: يا رسول الله، أنعمل في أمر مستأنف أو في أمر قد فرغ منه؟ قال "بل في أمر قد فرغ منه" قال: ففيم العمل؟ فقال "اعملوا فكل ميسر لما خلق له". قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 194 قلت: إسناده حسن، فيزيد صدوق، وسهل وعبد العزيز ثقتان. 1753 - عن الشعبي قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إنّ رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال: "بل لكم هجرتان: هاجرتم إلى أرض الحبشة، ثم هاجرتم بعد ذلك" قال الحافظ: ولابن سعد بإسناد صحيح عن الشعبي قال: فذكره، ومن وجه آخر عن ¬

_ (¬1) اسمه شريح بن عامر.

الشعبي نحوه وقال فيه "كذب من يقول ذلك" ومن وجه آخر عنه "قال: يقول: للناس هجرة واحدة" (¬1) مرسل وله عن الشعيي طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما قدم جعفر من أرض الحبشة لقي عمر بن الخطاب أسماء بنت عميس فقال لها: سبقناكم بالهجرة ونحن أفضل منكم، فقالت: لا أرجع حتى آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله، لقيت عمر فزعم أنه أفضل منا وأنهم سبقونا بالهجرة، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "بل أنتم هاجرتم مرتين" أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 103 و 14/ 348) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن إسماعيل بن أبي خالد به. ورواته ثقات. - ورواه سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: • فقال الحميدي: ثنا سفيان ثنا إسماعيل عن الشعبي وأبي حمزة قالا: لما قدمت أسماء بنت عميس من أرض الحبشة قال لها عمر: يا حبشية سبقناكم بالهجرة، فقالت: أي لعمري لقد صدقت، كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء، أما والله لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأذكرن ذلك له. فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال "للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان" أخرجه ابن سعد (8/ 281) • وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال: قال عمر لأسماء: سبقناكم بالهجرة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6262) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن أبي عمر" الثاني: يرويه زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إنّ رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال "بل لكم هجرتان، هاجرتم إلى أرض الحبشة ونحن مرهنون بمكة ثم هاجرتم بعد ذلك" ¬

_ (¬1) 9/ 26 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

أخرجه ابن سعد (8/ 281) عن محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دُكين قالا: ثنا زكريا به. ورواته ثقات. الثالث: يرويه الأَجْلَح بن عبد الله الكندي عن الشعبي قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إنّ هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين، فقال "كذب من يقول ذلك، لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إليّ" أخرجه ابن سعد (8/ 281) عن عبد الله بن نمير عن الأجلح به. وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 520 - 521) عن علي بن مُسهر الكوفي عن الأجلح به. ورواه يحيى بن سعيد القطان عن الأجلح فقال فيه: عن الشعبي عن أسماء. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 153) والأجلح مختلف فيه. 1754 - حديث قُرَّة بن إياس: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الحياء من الدين، فقال: "بل هو الدين كله" قال الحافظ: وللطبراني من حديث قرة بن إياس: فذكره" (¬1) أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 181) ويعقوب بن سفيان (¬2) في "المعرفة" (1/ 311) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (87) ووكيع في "أخبار القضاة" (1/ 318 - 319) والطبراني في "الكبير" (19/ 29 - 30) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 125) والبيهقي (10/ 194 - 195) وفي "الشعب" (7313) من طريق محمد (¬3) بن أبي السري العسقلاني ثني بكر بن بشر السلمي الترمذي العسقلاني ثني عبد الحميد بن سوار ثني إياس بن معاوية بن قرة المزني ثني أبي عن جدي قرة قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله، الحياء من الدين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بل هو الدين كله. إنّ الحياء والعفاف والعي- عي اللسان لا عي القلب- والعمل (¬4) من الإيمان, وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن ¬

_ (¬1) 13/ 137 (كتاب الأدب- باب الحياء) (¬2) أخرجه البيهقي في "الآداب" (199) عن أبي الحسين بن الفضل القطان وأبي علي بن شاذان قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان به. (¬3) هو محمد بن المتوكل. (¬4) ولفظ ابن أبي الدنيا "والفقه" ولفظ يعقوب بن سفيان "والعقل" =

من الدنيا, ولما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن في الدنيا، فإنّ الشح (¬1) والبذاء من النفاق، وإنهن يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة، ولما ينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا" واللفظ للطبراني قال الهيثمي: وفيه عبد الحميد بن سوار وهو ضعيف" المجمع 8/ 27 قلت: وبكر بن بشر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: مجهول. وابن أبي السري مختلف فيه. وللحديث شاهد عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفعه "إنّ الحياء والعفاف والعي- عي اللسان لا عي القلب- والفقه من الإيمان, وهي مما يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر، وإنّ البذاء والجفاء والشح من النفاق، وهي مما يزدن في الدنيا وينقصن في الآخرة، وما ينقصن في الآخرة أكثر" أخرجه الدارمي (515) عن الحسين بن منصور السلمي ثنا أبو أسامة ثنا أبو غفار المثنى بن سعيد الطائي ثني عون بن عبد الله ثني فلان رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. 1755 - عن عكرمة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: 2] الآية، قال ثابت بن قيس: كنت أرفع صوتي فأنا من أهل النار، فقعد في بيته، فذكر الحديث نحو حديث أنس وفي آخره "بل هو من أهل الجنة" فلما كان يوم اليمامة انهزم المسلمون فقال ثابت: أفٍّ لهؤلاء ولما يعبدون، وأفّ لهؤلاء ولما يصنعون، قال: ورجل قائم على ثلمة فقتله وقتل. قال الحافظ: روى ابن سعد بإسناد صحيح أيضاً من مرسل عكرمة قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (26/ 119) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن عُلية ¬

_ = قال البيهقي في "الآداب": وكذا كان في كتاب ابن الفضل "العقل"، وفي كتابي عن ابن شاذان "العمل" وكذلك هو في رواية الحسن بن سفيان وغيره عن ابن أبي السري "العمل" بالميم، وهو الصواب. والذي في كتاب ابن الفضل خطأ وقع من الكاتب. والله أعلم" (¬1) زاد ابن أبي الدنيا "والعَجْر" (¬2) 7/ 434 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

ثنا أيوب عن عكرمة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحُجرَات:2] الآية، قال ثابت بن قيس: وذكر الحديث بطوله. ورواته ثقات، وابن عُلية هو إسماعيل، وأيوب هو السَّخْتِيَاني. 1756 - عن ابن سيرين قال: بلغنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَقّتَ لأهل مكة التنعيم. قال الحافظ: روى الفاكهي وغيره من طريق محمد بن سيرين قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2825) عن محمد بن زنبور المكي قال: ثنا الفضيل بن عياض عن هشام عن ابن سيرين قال: فذكره. ومحمد بن زنبور مختلف فيه، والباقون ثقات، وهشام هو ابن حسان. 1757 - عن السُّدِّي قال: بلغنا أنّ هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أنْ يزوجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعد أنها من أزواجه، فكان يستحي أنْ يأمر بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس. فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يمسك عليه زوجه وأنْ يتقي الله، وكان يخشى الناس أنْ يعيبوا عليه ويقولوا: تزوج امرأة ابنه، وكان قد تبنى زيدا. قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقا واضحاً حسناً ولفظه: فذكره. وعنده من طريق علي بن زيد عن علي بن الحسين بن علي قال: أعلم الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنّ زينب ستكون من أزواجه قبل أنْ يتزوجها، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال الله: قد أخبرتك أني مزوجكها وتخفي في نفسك ما الله مبديه. وقد أطنب الترمذي الحكيم في تحسين هذه الرواية وقال: إنها من جواهر العلم المكنون. وكأنّه لم يقف على تفسير السدي الذي أوردته وهو أوضح سياقا وأصح إسنادا إليه لضعف علي بن زيد بن جدعان" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 4/ 355 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب عمرة التنعيم) (¬2) 10/ 142 - 143 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب- باب قوله: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزَاب: 37])

حديث السدي أخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" وحديث علي بن الحسين أخرجه الطبري في "تفسيره" (22/ 13) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 3/ 491) والبيهقي في "الدلائل (3/ 466) من طرق عن سفيان بن عُيينة عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن علي بن الحسين قال: كان الله تبارك وتعالى أعلم نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنّ زينب ستكون من أزواجه، فلما أتاه زيد يشكوها قال "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال الله {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] " وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. 1758 - "بلّوا أرحامكم ولو بالسلام" سكت عليه الحافظ (¬1). ربي من حديث ابن عباس ومن حديث سويد بن عامر ومن حديث أبي الطفيل ومن حديث ابن عمر فأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 1877) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (310) عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا معاذ بن معاذ بن صقر جليس لعثمان بن عمر ثنا البراء بن يزيد الغنوي ثنا أبو جَمْرة عن ابن عباس به مرفوعاً. وأخرجه الخطيب في "المتفق" (3/ 1980 - 1981) من طريق محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن يونس به. ومحمد بن يونس الكديمي قال موسى بن هارون: كذاب يضع الحديث، وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعا. وأما حديث سويد بن عامر فيرويه مُجَمِّع بن يحيى بن يزيد بن جارية الأنصاري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن مجمع بن يحيى عن سويد بن عامر (¬2) مرفوعاً. منهم: 1 - وكيع في "الزهد" (409) وعنه هناد في "الزهد" (1011) 2 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه هناد (1011) ¬

_ (¬1) 13/ 28 (كتاب الأدب- باب تبل الرحم ببلالها) (¬2) في حديث وكيع ويعلى وعمر بن علي: الأنصاري، وفي حديث خالد بن عبد الله: هو أنصاري صحابي.

3 - عمر بن علي بن مُقَدَّم المقدمي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (207) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1161) 4 - عبد الله بن المبارك. أخرجه أبو يعلى (المطالب 2543) وابن حبان في "الثقات" (4/ 324) وأبو نعيم في "الصحابة" (3536) 5 - خالد بن عبد الله الواسطي. أخرجه القضاعي (654) 6 - الحسن بن حبيب العبدي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7602) قال الحافظ: إسناده حسن إلا أنّه مرسل" المطالب 3/ 109 قلت: مجمع بن يحيى صدوق، وسويد بن عامر تابعي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المراسيل، وقال أبو القاسم البغوي: لا أحسب لسويد بن عامر صحبة (الصحابة 3/ 227) وقال ابن منده: لا صحبة له (الإصابة 5/ 43) وقال أبو نعيم: لا يعرف له صحبة (معرفة الصحابة). - وقال مروان بن معاوية الفزاري: عن مجمع بن يحيى عمن حدثه يرفعه. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 347) - وقال عيسى بن يونس: عن مجمع بن يحيى ثني رجل من الأنصار رفعه. أخرجه القضاعي (653) من طريق هلال بن العلاء بن هلال الرقي ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس به. والعلاء بن هلال ضعفه أبو حاتم وغيره. - وقال إسماعيل بن عياش: عن مجمع بن جارية عن عمه عن أنس بن مالك. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف حديث رقم 199) والعسكري في "الأمثال" (المقاصد ص 146) والبيهقي في "الشعب" (7603) وإسماعيل بن عياش روايته عن المدنيين ضعيفة، وهذه منها فإنّ مجمعا مدني.

- وقال يزيد بن هارون: عن مجمع بن يحيى ثنا سويد بن عامر عن يزيد بن جارية مرفوعا. أخرجه ابن منده في "الصحابة" (الإصابة 10/ 343) - ورواه سفيان بن عيينة عن مجمع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه الطبري (200) وأما حديث أبي الطفيل فأخرجه الطبراني كما في "المجمع" (8/ 152) بلفظ "صِلُوا أرحامكم بالسلام" قال الهيثمي: وفيه راو لم يسم" وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (6/ 2168) من طريق محمد بن عبد الملك الأنصاري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "صلوا أرحامكم ولو بالسلام" ومحمد بن عبد الملك قال أحمد: يضع الحديث. 1759 - عن أبي طلحة قال: قرأ رجل فغير عليه عمر، فاختصما عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرجل: ألم تقرئني يا رسول الله؟ قال "بلى" قال: فوقع في صدر عمر شيء عرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه، قال: فضرب في صدره وقال "أبعد شيطانا" قالها ثلاثاً، ثم قال "يا عمر" القرآن كله صواب ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة" قال الحافظ: وقد وقع عند الطبري من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال: فذكره، ومن طريق ابن عمر: سمع عمر رجلاً يقرأ، فذكر نحوه، ولم يذكر: فوقع في صدر عمر، لكن قال في آخره "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف" (¬1) حديث أبي طلحة أخرجه أحمد (4/ 30) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 382 و 2/ 1/ 62) والروياني (1492) والطبري في "تفسيره" (1/ 13) من طرق عن أبي ثابت حرب بن ثابت المنقري- كان يسكن بني سليم- ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري عن أبيه عن جده قال: قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يغير عليّ. قال: فاختصما عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، الحديث. ¬

_ (¬1) 10/ 401 (كتاب فضائل القرآن- باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)

رواته ثقات غير حرب بن ثابت ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وحديث ابن عمر أخرجه الطبري (1/ 13) عن عبيد الله بن محمد الفريابي ثنا عبد الله بن ميمون ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: سمع عمر بن الخطاب رجلاً يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتى به عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّ هذا قرأ آية كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف". وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 323) من طريق إسماعيل بن أبي خالد ثنا عبد الله بن ميمون به. وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن ميمون هو ابن داود القداح قال البخاري وأبو حاتم والترمذي: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال الحاكم: روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث موضوعة. 1760 - عن ابن عمر أنّ تميما الداري قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كثر لحمه: ألا نتخذ لك منبرا يحمل عظامك؟ قال "بلى" فاتخذ له منبرا. قال الحافظ: رواه أبو داود والحسن بن سفيان والبيهقي من طريق أبي عاصم عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع عن ابن عمر، وإسناده جيد" (¬1) حسن أخرجه أبو داود (1081) والبيهقي (3/ 195 - 196) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بدَّن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: "بلى" فاتخذ له منبرا مرقايتين (¬2) (¬3). وإسناده حسن رواته ثقات غير ابن أبي رواد واسمه عبد العزيز ففيه كلام لكن لا ينزل ¬

_ (¬1) 3/ 48 - 49 (كتاب الجمعة- باب الخطبة على المنبر) (¬2) هذا لفظ أبي داود، ولفظ البيهقي "أنّ تميما الداري قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أسنّ وثقل: ألا نتخذ لك منبرا تحمل أو تجمع أو كلمة تشبهها عظامك؟ فاتخذ له مرقاتين أو ثلاثة فجلى عليها. قال: فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فحنّ جذع كان في المسجد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب يستند إليه، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه فقال له شيئاً لا أدري ما هو ثم صعد المنبر، وكانت أساطين المسجد جذوعا وسقائفه جريدا. (¬3) أشار البخاري في "الصحيح" لهذا الحديث (الفتح 7/ 415)

حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه يحيى القطان وابن معين وأبو حاتم والعجلي والحاكم، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما وهم. 1761 - عن زيد بن أسلم أنّ غلاما قرأ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - السجدة، فانتظر الغلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسجد، فلما لم يسجد قال: يا رسول الله، أليس في هذه السجدة سجود؟ قال "بلى ولكنك كنت إمامنا فيها ولو سجدت لسجدنا" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من رواية ابن عجلان عن زيد بن أسلم: فذكره، رجاله ثقات إلا أنّه مرسل، وقد روى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: بلغني، فذكر نحوه، أخرجه البيهقي من رواية ابن وهب عن هشام بن سعد وحفص بن ميسرة معا عن زيد بن أسلم به" (¬1) مرسل يرويه زيد بن أسلم واختلف عنه: • فقيل: عنه مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 19) عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم مرسلاً. وأخرجه عبد الرزاق (5914) عن مَعْمَر عن زيد بن أسلم به. • ورواه هشام بن سعد المدني وحفص بن ميسرة العقيلي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: بلغني فذكر نحوه. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (370) والبيهقي (2/ 324) وهذا أصح من الأول لأنّ هشام بن سعد من أثبت الناس في زيد بن أسلم كما قال أبو داود. وتابعه حفص بن ميسرة العقيلي أيضا وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان. • وقال البيهقي: رواه إسحاق بن عبد الله بن أبي فَروة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة موصولا، وإسحاق ضعيف، وروى الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهو أيضا ضعيف، والمحفوظ من حديث عطاء بن يسار مرسل" ¬

_ (¬1) 3/ 210 - 211 (كتاب الصلاة- أبواب سجود القرآن- باب من سجد لسجود القارئ)

1762 - عن ابن عباس قال: جاء مالك بن الصيف وجماعة من الأحبار فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم وتؤمن بما في التوراة وتشهد أنها حق؟ قال: "بلى، ولكنكم كتمتم منها ما أمرتم ببيانه فأنا أبرأ مما أحدثتموه" قالوا: فإنا نتمسك بما في أيدينا من الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا بما جئت به. فأنزل الله هذه الآية {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ} [المائدة: 68]. قال الحافظ: فأخرج (أي ابن أبي حاتم) بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (6/ 310) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رافعُ بن حارثة، وسلام بن مسكين، ومالك بن الصيف، ورافع بن حرملة، فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها من احداثكم" قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا، فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك، ولا نتبعك، فأنزل الله {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى قوله {فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 68] (¬2). وإسناده ضعيف، محمد بي أبي محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، تفرد عنه ابن إسحاق. 1763 - عن عائشة أنّها رأت النبي - صلى الله عليه وسلم - يكلم رجلا وهو راكب، فلما دخل قلت: من هذا الذي كنت تكلمه؟ قال "بمن تشبهينه؟ " قلت: بدحية بن خليفة، قال "ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة" قال الحافظ: وقع في دلائل البيهقي وفي "الغيلانيات" من رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: فذكرته" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب وجمع عليه اللأمة واغتسل" ¬

_ (¬1) 9/ 338 - 339 (كتاب التفسير- تفسير سورة المائدة- باب {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [المائدة: 1]) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6618) لكن سقط منه من فرق محمد بن أبي محمد. (¬3) 10/ 379 (كتاب فضائل القرآن- باب كيف نزل الوحي)

1764 - "بورك لأمتي في بكورها" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان من حديث صخر الغامدي- بالغين المعجمة- وقد اعتنى بعض الحفاظ بجمع طرقه فبلغ عدد من جاء منه من الصحابة نحو العشرين نفسا" (¬1) روي من حديث صخر الغامدي ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث بريدة ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث كعب بن مالك ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي رافع ومن حديث النواس بن سمعان ومن حديث عبد الله بن سلام ومن حديث نبيط بن شريط ومن حديث العرس بن عميرة ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث أبي ذر ومن حديث أبي أمامة ومن حديث حذيفة ومن حديث سعيد بن المسيب مرسلاً. فأما حديث صخر الغامدي فأخرجه الطيالسي (ص 175) وسعيد بن منصور (2382) وابن أبي شيبة (12/ 516) وأحمد (3/ 416 و 417 و 431 - 432 و 432 و 4/ 384 و 390 و 391) وعبد بن حميد (432) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 310) والدارمى (2440) وأبو داود (2606) وابن ماجه (2236) والترمذي (1212) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2402) والنسائي في "الكبرى" (8833) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1771 و 2557) وفي "الصحابة" (1292 و 1293) والخرائطي في "المكارم" (2/ 811) والمحاملي في "أماليه" (331) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 21 و 22) وابن حبان (4754 و 4755) والطبراني في "الكبير" (7275 و 7276 و 7277) و"الأوسط" (6879) وابن عدي (7/ 2597) والغطريفي (85) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 435 - 436) وابن المقرئ في "المعجم" (422) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 650) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 774) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 414) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 270 - 271) وفي "الصحابة" (3842 - 3845) والقضاعي (1491 و 1493) والبيهقي (9/ 151 - 152) وفي "الدلائل" (6/ 222) والخطيب في "التاريخ" (1/ 405 و 2/ 106 - 107 و 5/ 240 و 476 و 9/ 441) وفي "الموضح" (2/ 459) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2673) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة" (39) وابن عساكر (ترجمة العباس بن الفضل بن حبيب ص 215) وفي "معجم الشيوخ" (42) وابن الجوزي ¬

_ (¬1) 6/ 455 (كتاب الجهاد- باب الخروج بعد الظهر)

في "العلل" (523 و 524) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 15) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 125 - 126) والذهبي في "الميزان" (3/ 175) وفي "معجم الشيوخ" (2/ 118) من طرق عن يعلي بن عطاء الطائفي قال: سمعت عمارة بن حديد البجلي قال: سمعت صخرا الغامدي رفعه "اللهم بارك لأمتي في بكورها (¬1) " قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف لصخر الغامدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث" (¬2) وقال أبو حاتم: لا أعلم في "اللهم بارك لأمتي في بكورها" حديثا صحيحا، وفي حديث يعلي بن عطاء فيه عمارة بن حديد وهو مجهول، وصخر الغامدي ليس كل أصحاب شعبة يقول صخر الغامدي إلا رجلان يقولان عن صخر وكانت له صحبة، ولا يعلم له حديث غير هذا الحديث" علل الحديث 2/ 268 وقال ابن عساكر: لم يروه عن صخر غير عُمارة، تفرد به يعلي بن عطاء عنه" وقال الذهبي: هذا حديث صالح السند" وقال ابن الأثير: لا يعرف لصخر غير هذا الحديث" (¬3) وصححه ابن خزيمة كما في "الإصابة" (5/ 132) وقال أبو طاهر السلفي: هذا حديث حسن" قلت: عمارة بن حديد قال أبو زرعة: لا يعرف، وقال أبو حاتم وابن السكن والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال ابن المديني: لا أعلم أحدا روى عنه غير يعلى بن عطاء، وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" (3/ 486): مجهول الحال، ولا يعرف روى عنه إلا يعلي بن عطاء. وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (5/ 123): وعمارة رجل مجهول لم يرو عنه غير يعلي بن عطاء الطائفي. وقال الذهبي في "الكاشف": لا يُدرى من هو. ¬

_ (¬1) وفي لفظ لأحمد وعبد بن حميد "بكورهم" (¬2) وقال في "العلل الكبير" (1/ 477 - 478): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف لصخر الغامدى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث، ولا لعمارة بن حديد" (¬3) كذا قال جماعة: ليس لصخر إلا هذا الحديث، وتُعقبوا بأنّ الطبراني أخرج له حديثا آخر في "الكبير" (7278) وهو "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء" وهو من رواية عمارة بن حديد عنه.

وصخر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا في هذا الحديث الواحد، ولا قيل إنّه صحابي إلا به، ولا نقل ذلك إلا عمارة، وعمارة مجهول كما قال الرازيان، ولا يفرح بذكر ابن حبان له في "الثقات" (¬1)، فإنّ قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف. تفرد بهذا الحديث عنه يعلي بن عطاء. قال ابن القطان الفاسي: أما قول الترمذي (¬2): حسن، فخطأ. وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي به مرفوعا. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 517) والترمذي في "العلل الكبير" (1/ 478) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 153 - 154 و155و 156) والبزار (696) وأبو يعلى (425) والعقيلي (2/ 323) والخرائطي في "المكارم" (2/ 806) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 338) وابن عدي (4/ 1614) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 103) والخطيب في "الجامع" (187) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته" (32) وابن الجرزي في "العلل" (504) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي مرفرعا إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، والنعمان بن سعد لا نعلم أحدا أسند عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق هذا، وهو عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة وهو واسطي صالح الحديث". وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف" المجمع 4/ 61 قلت: وكذا ضعفه أحمد وابن معين وابن سعد ويعقوب بن سفيان وأبو داود والنسائي وابن حبان والدارقطني وغيرهم. والنعمان بن سعد قال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": ما روى عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد الضعفاء وهو ابن أخته. وسبقه إلى ذلك أبو حاتم فقال: لم يرو عنه غيره. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقال الحافظ في "التهذيب": قلت: والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره. ¬

_ (¬1) ولا بتوثيق العجلي له فإنه متساهل. (¬2) بل حكاه ابن القطان عن عبد الحق الاشبيلي لا عن الترمذي. الوهم والإيهام 3/ 485 - 486

الثاني: يرويه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي به مرفوعاً. أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (503) من طريق الدارقطني ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ثنا عبد الصمد بن موسى ثنا الحسن بن فضالة عن جعفر بن محمد به. وقال: لا يثبت، فيه عبد الصمد بن موسى قال أبو بكر الخطيب: قد ضعفوه. قال الدارقطني: وما كتبناه إلا عن ابنه إبراهيم" قلت: عبد الصمد بن موسى الهاشمي أبو إبراهيم ترجمه الذهبي في "الميزان" وذكر قول الخطيب هذا وقال: حدّث عنه ابنه إبراهيم في "أماليه". قلت: يروي مناكير عن جده محمد بن إبراهيم الإمام ويروي عن علي بن عاصم، وُلّي إمرة الموسم زمن المتوكل وقول الخطيب فيه ما هو في تاريخه. وذكره الحافظ في "اللسان" وزاد: ونقله عنه ابن الجوزي فيحرر. وابنه إبراهيم قال الذهبي في "الميزان": لا بأس به إنْ شاء الله. والحسن بن فضالة لم أقف له على ترجمة. وخالفه جعفر العلوي فرواه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ رفعه "إذا صليتم الصبح فافزعوا إلى الدعاء، وباكروا في طلب الحوائج. اللهم بارك لأمتي في بكورها". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 155) من طريق القاسم بن جعفر العلوي ثنا أبي به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (ترجمة العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام ص 97) والقاسم بن جعفر هو ابن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي الحجازي قال الخطيب: قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير. التاريخ 12/ 443 وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً. أخرجه ابن ماجه (2238) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن الجدعاني به.

واختلف فيه على ابن كاسب: فرواه عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني عن ابن كاسب ثنا إسحاق بن جعفر عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مُليكة الجدعاني المليكي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 318) من طريق أبي المفضل الشيباني ثنا عبد الله بن إسحاق به. ورواه ابن عدي (1/ 268) عن عبد الله بن إسحاق هذا ولم يذكر عبيد الله بن عمر. قال المزي: رواه إبراهيم بن فهد الساجي وعبد الله بن الصقر السكري وغير واحد عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن إسحاق بن جعفر بن محمد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي (¬1) عن نافع عن ابن عمر، وهو الصواب" تحفة الأشراف 6/ 113 قلت: وإسحاق بن جعفر قال ابن معين: ما أراه إلا كان صدوقا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. وتابعه إسماعيل بن أبي أويس عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. أخرجه عبد بن حميد (755) والخرائطي في "المكارم" (2/ 807) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 102/ أ) والطبراني في "الكبير" (13390) و"الأوسط" (3336) و "الصغير" (308) وابن عدي (1/ 268 و 6/ 2196) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (119) وأبو الشيخ في "الطبقات" (562) والقضاعي (1490) والخطيب في "الموضح" (1/ 318) وابن الجوزي في "العلل" (507) وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا الجدعاني، تفرد به ابن أبي أويس. قلت: تابعه أبو بكر الأعشى عن الجدعاني به. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 318) وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي مليكة عن عبيد الله بن عمر" ¬

_ (¬1) لم يذكر عن عبيد الله بن عمر.

قلت: تابعه يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر. أخرجه ابن عدي (1/ 268) وابن الجوزي في "العلل" (506) من طريق إبراهيم بن سلم ابن أخي العلاء ثنا يحيى بن سعيد به. قال ابن عدي: إبراهيم بن سالم منكر الحديث ليس بالمعروف، وهذا الحديث منكر من حديث يحيى القطان عن عبيد الله، وإنما يرويه عن عبيد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني" وقال أيضاً (6/ 2196): ليس بمحفوظ" قلت: والجدعاني قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: لا شيء. ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه مالك بن أنس عن نافع قال: سألت ابن عمر عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم بارك لأمتي في بكورها" فقال: في طلب العلم والصف الأول. أخرجه الخطيب في "الجامع" (189) من طريق يوسف بن أحمد بن الحكم النصري ثنا عبد الله بن مَسلمة ثنا مالك به. ويوسف بن أحمد هذا لم أقف له على ترجمة. ولم ينفرد عبد الله بن مسلمة به بل تابعه عبد المنعم بن بشير عن مالك به. أخرجه ابن المقرئ في "المنتخب من غرائب حديث مالك" (27) والخليلي في "الإرشاد" (1/ 158) وقال: هذا وضعه عبد المنعم، وهو وضاع على الأئمة، وهذا الخبر بهذا الإسناد لا أصل له عن مالك ولا عن نافع، وإنما رواه صخر الغامدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من الأفراد" الثاني: يرويه محمد بن الفضل بن عطية عن أبي حازم عن ابن عمر. أخرجه ابن عدي (6/ 2174) وابن الجوزي في "العلل" (508) وقال: محمد بن الفضل قال أحمد: ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب" قلت: تابعه عباس بن الفضل الأنصاري عن أبي حازم عن ابن عمر به. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 808) وعباس قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 289 - 290) وأبو يعلى (5406 و 5409) والخرائطي في "المكارم" (2/ 812) والطبراني في "الكبير" (10490) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 343) وابن عدي (5/ 1834) وابن الجوزي في "العلل" (505) من طريق أبي الحسن علي بن عابس النخعي عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعا (¬1). قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به علي بن عابس عن العلاء. قال يحيى: ليس بشيء، وقال ابن حبان: فحش خطأه فاستحق الترك" وقال الهيثمي: وفيه علي بن عابس وهو ضعيف" المجمع 4/ 61 قلت: والمسيب بن رافع قال أبو حاتم: لم يلق ابن مسعود. وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه عمر بن مساور (¬2) العتكي عن أبي جَمْرَة الضُّبَعي عن ابن عباس به مرفوعا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف" (105) والبزار (¬3) (كشف 1250) والعقيلي (3/ 193) والخرائطي في "المكارم" (2/ 815) والطبراني في "الكبير" (12966) وابن عدي (5/ 1716 و 1717) والقضاعي (1489) والبيهقي في "الشعب" (7357 و 7358) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 828) وابن الجوزي في "العلل" (509 و 510) وقال البزار: لا نعلم أحدا رواه إلا أبو جمرة، وعمر روى عنه عفان وجماعة ولم يكن بالقوي" وقال العقيلي: حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: عمر بن مساور ويقال ابن مسافر العتكي عن أبي جمرة منكر الحديث" قال العقيلي: والمتن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن مساور وهو ضعيف" المجمع 4/ 61 ¬

_ (¬1) وفي لفظ "بورك لأمتي في بكورها" وفي لفظ آخر "بارك الله لأمتي في بكورها" (¬2) وفي رواية "مسافر" (¬3) وزاد "يوم خميسها"

الثاني: يرويه أبو حمزة ثابت بن أبي صفية دينار الثُّمالي عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "واجعلها يوم الخميس" أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 14) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 100/ أ) وابن عدي في "الكامل" (2/ 771) وابن الجوزي في "العلل" (511) من طرق عن أبي حمزة الثمالي به. وإسناده ضعيف لضعف أبي حمزة الثمالي. الثالث: يرويه طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس. أخرجه ابن عدي (7/ 2734) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 418) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 46 و 144) وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن عمرو. الرابع: يرويه سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده به مرفوعا وزاد "يوم خميسها" أخرجه الطبراني في "لكبير" (10679) من طريق عوين بن عمرو القيسي عن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس والبزار (كشف 1251) من طريق النضر بن طاهر ثنا إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس والقضاعي (1492) وابن الجوزي في "العلل" (513) عن طريق عبد الصمد بن موسى الهاشمي حدثتني زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ثلاثتهم عن أبيهم سليمان بن علي به. قال البزار: وهذا قد روي من وجه آخر، وهذا أحسن إسنادا من ذلك، ولا نعلم أسند إسحاق بن سليمان غير هذا، والنضر له أحاديث لم يتابع عليها" قلت: وعوين ويقال: عون بن عمرو القيسي قال ابن معين: لا شيء، وقال البخاري: منكر الحديث مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وعبد الصمد بن موسى تقدم قول الخطيب فيه: قد ضعفوه. الخامس: يرويه عبد الصمد بن موسى الهاشمي ثنا عبد الوهاب بن محمد الهاشمي عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن جده.

أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (512) وعبد الصمد بن موسى تقدم قريبا، وعبد الوهاب بن محمد وعبد الصمد بن علي ترجمهما الخطيب (11/ 25 و 37) ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلا. وأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه حسان بن عطية الدمشقي عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (1/ 355) عن محمد بن منير ثني أبو الأحوص محمد بن الهيثم ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثنا أبي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية. وأخرجه عن عبد الملك بن محمد ثنا محمد بن الهيثم أبو الأحوص ثني محمد بن أيوب بن سويد ثنا أبي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن جابر، لم يذكر ابن المنكدر. وأخرجه عن عبد الملك بن محمد أيضاً ومحمد وأحمد ابني الفضل بن خرشيد قالوا: ثنا أبو الأحوص ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثني أبي ثني الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "اطلبوا العلم كل اثنين وخميس فإنه ميسر لمن طلب، وإذا أراد أحدكم حاجة فليبكر إليها فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها". وأخرجه ابن الجوزي في "العلل" (502) من طريق ابن عدي هذه. وقال: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: محمد بن أيوب يروي الموضوعات وأبوه ضعيف، وقال يحيى: أيوب كذاب، وقال النسائي: متروك الحديث" وقال البرذعي: قلت: حديث رواه محمد بن أيوب بن سويد الرملي عن أبيه عن الأوزاعي، قال أبو زرعة: حديث "بارك لأمتي في بكورها"؟ قلت: نعم، قال: مفتعل" سؤالات البرذعي 2/ 389 - 390 الثاني: يرويه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1000) عن أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ثنا الهيثم- هو ابن جميل- ثنا الليث به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ شيخ الطبراني أحمد بن مسعود المقدسي لم أجد من ترجمه (¬1) " المجمع 4/ 62 ¬

_ (¬1) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (انظر بلغة القاصي ص 83)

وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 808) وابن عدي (3/ 1170 و 4/ 1666) من طريق أبي بكر الهذلي عن أبي الزبير عن جابر قال: لما وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجله في الغرز يوم الخميس وهو يوم تبوك قال: فذكره. وأبو بكر الهذلي قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1175) من طريق يحيى بن أبي أنيسة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً، اللهم بارك لأمي في بكورها" ويحيى قال أحمد وغير واحد: متروك الحديث. الثالث: يرويه أبو يوسف القاضي عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر. أخرجه ابن عدي (7/ 2603) وابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس" أخرجه ابن ماجه (2237) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 264 و 2/ 223) والمزي في "تهذيب الكمال" (26/ 544) من طريق أبي مروان محمد بن عثمان العثماني ثنا محمد بن ميمون المدني عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه به. قال الحافظ: الحديث بهذا الإسناد منكر" تهذيب التهذيب 9/ 486 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن" مصباح الزجاجة 3/ 28 قلت: عبد الرحمن مختلف فيه، ومحمد بن ميمون لم يَرو عنه إلا أبو مروان العثماني كما في "الكاشف" فهو مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من ذا. الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً مثله. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 814) وابن عدي (1/ 354 و 355) وابن الطحان في "تاريخ مصر" (ص 62) وابن الجوزي في "العلل" (528) عت محمد بن أيوب بن سويد الرملي وابن عدي (1/ 355)

عن أبي هارون إسماعيل بن محمد بن كثير بن الوليد الرملي كلاهما (¬1) عن أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به. وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن سويد. الثالث: يرويه عبد الله بن جعفر عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رفعه "بورك لأمتي في بكورها" أخرجه الطبراني في "الأوسط (758) وابن الجوزي في "العلل" (515) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا عبد الله بن جعفر" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني وهو ضعيف" المجمع 4/ 62 وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه روح بن القاسم البصري عن حميد الطويل عن أنس به مرفوعاً. أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (521) من طريق أبي بكر أحمد بن أحمد بن إسماعيل بن أبان ثنا إبراهيم بن راشد الأدمي ثنا محمد بن عيسى ثنا روح به. وأحمد بن أحمد لم أقف له على ترجمة. وأخرجه ابن الجوزي أيضاً (522) من طريق سليمان بن الربيع النهدي ثنا أَسيد بن زيد الجمّال ثنا الفضل بن العدرا عن حميد عن أنس. وقال: تفرد به أسيد بن زيد قال يحيى: كذاب" قلت: وسليمان بن الربيع النهدي ضعفه الدارقطني كما في "اللسان". وللحديث طريق ثالثة عن حميد عند الخطيب في "التاريخ" (10/ 103) من طريق عبد الله بن محمد بن حميد أبي محمد الخياط الإمام ثنا عبد الوهاب الشعراني ثنا حميد عن أنس به. وعبد الوهاب هذا لم أعرفه، والراوي عنه ذكر الخطيب هذا الحديث في ترجمته ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. ¬

_ (¬1) وخالفهما أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي فرواه عن أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 813)

وله طريق رابعة أيضا عن حميد عند الخرائطي في "المكارم" (2/ 810) عن محمد بن مصعب الدمشقي ثنا عثمان بن سعيد الحراني ثنا محمد بن كثير ثنا الحسن بن علي عن الفضل بن الربيع عن حميد عن أنس مرفوعا "اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم السبت" وإسناده ضعيف، الحسن بن علي النميري ذكره العقيلي في "الضعفاء": وقال: مجهول وفضل بن الربيع نحوه، وقال الذهبي في"الميزان": الحسن بن علي مجهول. الثاني: يرويه سفيان بن عُيينة عن الزهري عن أنس به مرفوعا وزاد "يوم خميسها" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 155) عن أحمد بن محمد بن الفضل القيسي ثنا نصر بن علي الجَهْضَمي ثنا سفيان بن عيينة به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (531) وأحمد بن محمد بن الفضل قال ابن حبان: لعله قد وضع على الأئمة المرضيين أكثر من ثلاثة آلاف حديث" الثالث: يرويه أحمد بن بشير عن شبيب بن بشر عن أنس. أخرجه ابن عدي (1/ 170) عن إبراهيم بن عيسى الكوفي والخطيب في "الجامع" (188) عن جعفر بن أبي حمزة كلاهما عن أحمد بن بشير به. وأحمد بن بشير هو الكوفي وهو مختلف فيه. ولم ينفرد به بل تابعه عنبسة بن عبد الرحمن عن شبيب عن أنس به وزاد "يوم خميسها" أخرجه البزار (كشف 1249) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 208/ أ) وقال البزار: لا نعلمه عن أنس إلا بهذا الإسناد، وعنبسة لين الحديث" وقال الهيثمي: وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك" المجمع 4/ 61 وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يعرف إلا من رواية أحمد بن بشير وعنبسة بن عبد الرحمن عن شبيب بن بشر"

قلت: رواه محمد بن عبد الله الخزاعي ثنا شبيب بن بشر به وزاد "يوم خميسها" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (511) عن محمد بن أحمد بن يزيد الزهري ثنا الهيثم بن خالد بن يزيد البغدادي ثنا الخزاعي به. ومحمد بن أحمد بن يزيد قال أبو الشيخ (3/ 542): لم يكن بالقوي في حديثه. الرابع: يرويه عدي بن الفضل ثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس. أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (272) عن عمار بن هارون أبي ياسر المستملي ثنا عدي بن الفضل به. وأخرجه العقيلي (3/ 319و 4/ 117) عن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس وابن عدي (¬1) (5/ 1730) عن الحسن بن سفيان النسوي قالا: ثنا عمار بن هارون ثنا عدي بن الفضل ومحمد بن عنبسة قالا: ثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس. قال العقيلي: وهذا يروى بغير هذا الإسناد بإسناد جيد" (¬2) وقال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ، وعامة ما يرويه عمار بن هارون غير محفوظ" قلت: هو متروك الحديث كما قال أبو حاتم وموسى بن هارون. الخامس: يرويه يحيى بن زهدم ثنا أبي عن أبيه عن أنس به مرفوعا وزاد "يوم خميسها" أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (530) ويحيى بن زهدم هو ابن الحارث الغفاري قال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وقال ابن حبان: روى عن أبيه نسخة موضوعة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (520) من طريقه إلا أنه لم يذكر محمد بن عنبسة. (¬2) وقال أيضاً: محمد بن عنبسة مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ، وعدي بن الفضل ضعيف، والمتن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه"

وأبوه زهدم ذكره الحافظ في "اللسان" وقال: روى عنه ابنه يحيى نسخة موضوعة، وقد ذكر الذهبي ليحيى بن زهدم ترجمة ونقل فيها عن ابن عدي أنّه قال: لا بأس به وأهمل ذكر زهدم والحارث وأحدهما موضع الريبة. السادس: يرويه أبو هدبة إبراهيم بن هدبة عن أنس رفعه "اللهم بارك لأمتي في غدوها، وبارك لهم في رواحها". أخرجه ابن عدي (1/ 212) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 463) وأبو هدبة كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حبان: دجال من الدجاجلة وكان يضع على أنس. السابع: يرويه أبو حاجب صخر بن محمد ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أنس به مرفوعا وزاد "واجعل ذلك يوم الاثنين" أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 96) وصخر بن محمد قال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن مالك بالمناكير والموضوعات، لا شيء (الضعفاء ص 94) وقال الحاكم: روى عن مالك أحاديث موضوعة (المدخل إلى الصحيح ص 147 - 148) وقال ابن عدي: يضع الحديث، حدث عن الثقات بالبواطيل، وحديثه هذا عن مالك باطل" الكامل 4/ 1413 الثامن: يرويه علي بن الحسن الشامي ثنا خُليد بن دَعْلَج عن قتادة عن أنس. أخرجه تمام في "فوائده" (70) وعلي بن الحسن هو ابن يعمر الشامي (¬1) قال الدارقطني: يكذب (سؤالات البرقاني) بن عدي: أحاديثه كلها بواطيل لا لها أصل وهو ضعيف جدا (الكامل) وخليد بن دعلج قال الساجي: مجمع على تضعيفه. التاسع: يرويه محمد بن بشر بن أبي بشر المزلق ثنا أبي عن جدي عن ثابت عن أنس. أخرجه ابن بشران (1249) ¬

_ (¬1) وقيل السَّامي بالسين المهملة.

ومحمد بن بشر لم أر من ترجمه. وأما حديث بُريدة فأخرجه النسائي في "الكبرى" (8788) والعقيلي (1/ 124) وابن السكن في "الصحابة" (الوهم (¬1) والايهام 3/ 488) وابن عدي (1/ 401) وأبو سعد السمعاني في "أدب الاملاء" (ص 111) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (744) وابن الجوزي في "العلل" (516) من طريق أوس بن عبد الله بن بريدة ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به مرفوعا. قال العقيلي: رُوي من غير وجه بأسانيد ثبت، وأما عن بريدة فلم يأت به إلا أوس" قلت: وأوس قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 216) و "الأوسط" (5747) والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 203) من طريق المعلي بن بركة ثنا المسعودي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين به مرفوعا. قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن قتادة إلا المسعودي، تفرد به المعلى بن بركة، ولا يُروى عن عمران بن حصين إلا بهذا الإسناد" وقال الدارقطني: لم يروه بهذا الإسناد غير المعلي بن بركة وليس بالقوي" وقال الهيثمي: وفيه المعلي بن بركة وهو متروك" المجمع 4/ 62 وأما حديث كعب بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 78) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عمار بن هارون ثنا ابن المبارك عن مَعْمَر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه به مرفوعا. وأخرجه ابن عدي (5/ 1730) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (514) عن الحسن بن سفيان ثنا عمار ثنا عبد الله بن المبارك وعدي بن الفضل عن معمر به. قال الهيثمي: وفيه عمار بن هارون وهو متروك" المجمع 4/ 62 وأما حديث أبي بكرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2999) و"الصغير" (265) وأبو الشيخ في "الطبقات" (1009) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 213 - 214) من طريق الخليل بن زكريا ثنا حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أبي بكرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) قال ابن القطان الفاسي: ليس هو عندي بصحيح"

قال الطبراني: لا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه الخليل بن زكريا وهو كذاب" المجمع 4/ 62 وأما حديث أبي رافع فأخرجه عثمان السمرقندي في "الفوائد" (85) وابن عدي (2/ 741) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 405) وابن الجوزي في "العلل" (526) من طريق الحسن بن عمرو بن سيف العبدي ثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبيد الله بن أبي رافع- عن أبيه به مرفوعا. قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن عمرو بن سيف عن علي بن سويد" قلت: والحسن بن عمرو كذبه ابن المديني والبخاري، وقال أبو حاتم وأبو أحمد الحاكم: متروك الحديث. وأما حديث النواس بن سمعان فأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (271) عن أبي ياسر عمار بن هارون المستملي ثنا عمر بن هارون ثنا ثور أنا مكحول عن النواس به مرفوعا. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (458 و3501) من طريق عبد الوارث بن إبراهيم أبي عبيدة العسكري ثنا عمار بن هارون به. ومن طريقه أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 341) واختلف فيه على عمار بن هارون، فرواه سهل بن بحر الجنديسابوري عنه فجعله عن واثلة بن الأسقع. أخرجه ابن عدي (5/ 1730) وابن الجوزي في "العلل" (517) وقال ابن عدي: الحديث غير محفوظ" وقال ابن الجوزي: عمر بن هارون قال يحيى: كذاب خبيث" قلت: هو البلخي، وعمار بن هارون قال أبو حاتم وموسى بن هارون: متروك الحديث. ولم ينفرد ثور وهو ابن يزيد الحمصي به بل تابعه: 1 - بُرْد بن سنان الدمشقي. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 249) من طريق الحسين بن علي بن غالب الواسطي ثنا أبو الوليد وهب بن حفص الحرّاني ثنا هارون بن يحيى عن يحيى بن سلام عن برد عن مكحول عن واثلة.

واختلف فيه على وهب بن حفص، فرواه محمد بن هارون الروياني عنه فجعله عن النواس بن سمعان. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (1/ 476) ووهب بن حفص قال الدارقطني وأبو عَروبة الحرّاني: يضع الحديث، وقال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير غير محفوظة. 2 - حكيم بن خذام عن مكحول عن واثلة. أخرجه ابن عدي (2/ 639) وابن الجوزي في "العلل" (518) من طريق محمد بن الوليد المخرمي ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا حكيم بن خذام به. قال ابن الجوزي: حكيم بن خذام قال الرازي: متروك الحديث، وفيه محمد بن الوليد قال ابن عدي: كان يضع الحديث ويوصله ويسرق" وأما حديث عبد الله بن سلام فأخرجه أبو يعلى (7500) وفي "معجمه" (270) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (454) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 367) وابن عدي (5/ 1730 و 7/ 2565) وابن عساكر (34/ 93) من طريق أبي المقدام هشام بن زياد ثني أبي عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه به مرفوعا. قال الهيثمي: وفيه هشام بن زياد وهو ضعيف جدا" المجمع 4/ 61 وأما حديث نُبيط بن شَريط فأخرجه الطبراني في "الصغير" (65) عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي ثنا أبي إسحاق عن أبيه إبراهيم عن أبيه نبيط بن شريط به مرفوعا وزاد "يوم خميسها" ومن طريقه أخرجه القضاعي (1494) قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ولده عنه" قلت: وأحمد بن إسحاق قال الذهبي في "الميزان": لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب. وأما حديث العُرس بن عَميرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2696) وابن الجوزي في "العلل" (525) من طريق أحمد بن علي بن الأفطح ثنا يحيى بن زهدم ثنا أبي عن أبيه عن العرس بن عميرة به مرفوعا وزاد "يوم خميسها" ويحيى بن زهدم قال ابن حبان: من أهل مصر يروي عن أبيه، روى عنه أحمد بن

علي بن الأفطح والمصريون عنه عن أبيه عن العرس بن عميرة نسخة موضوعة لا يحل كتابتها إلا على جهة التعجب ولا الاحتجاج به مما يحل لأهل الصناعة والسبر" المجروحين 3/ 114 وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وأبوه تقدم الكلام فيه. والحديث اختلف فيه على العرس بن عميرة، فرواه الخليل بن مرة عنه عن أنس مرفوعا به ولم يذكر الزيادة. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1291) من طريق الحسين بن محمد بن بادي العلاف ثنا عبد الله بن صالح ثنا الحسن بن خليل بن مرة ثني أبي به. وقال: العرس بن عميرة روى عنه الخليل بن مرة من طريق فيه نظر" وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5240) وابن عدي (1/ 356 و 6/ 2286) وابن الجوزي في "العلل" (532) من طريق محمد بن المغيرة الشهرزوري ثنا محمد بن أيوب الرملي عن أبيه عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "سألت ربي تبارك وتعالى أن يبارك لأمتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس" ومحمد بن المغيرة قال ابن عدي: يسرق الحديث وهو عندي ممن يضع الحديث. ومحمد بن أيوب وأبوه ضعيفان. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (4826): ثنا عبد الملك بن محمد أبو نعيم ثنا عمار بن رجاء ثنا عفان بن سيار الباهلي الجرجاني ثنا خلف بن خليفة عن مُحارب بن دِثار عن عائشة مرفوعا "اللهم بارك لأمتي في بكورها، واجعله يوم الخميس" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محارب إلا خلف بن خليفة، تفرد به عفان بن سيار" وقال الهيثمي: وفيه عمار بن رجاء لم أجد من ترجمه" المجمع 4/ 61 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: صدوق. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن عدي (3/ 933) من طريق عبد الحميد بن صبيح ثنا خلف بن خليفة عن يعلي بن عطاء عن رجل عن ابن عمرو به مرفوعا. وقال: وهذا الحديث قد روي أيضا عن خلف عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو، ولا يقول عن يعلى عن أبيه عن ابن عمرو غير خلف بن خليفة، ورواه شعبة وهُشيم

وأبو الربيع السمان، وروي عن أبي حنيفة وغيرهم عن يعلي بن عطاء عن عمارة بن حديد عن صخر الغامدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصواب" وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن عدي (7/ 2495) من طريق النضر بن سلمة شاذان ثنا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ثنا عبد الخالق بن أبي حازم عن أبي حازم عن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه به مرفوعا. والنضر بن سلمة قال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق، وقال ابن حبان: كان ممن يسرق الحديث لا تحل الرواية عنه إلا للاعتبار. وأما حديث أبي ذر فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 610 و 611) من طريق علي بن هاشم (¬1) الكرماني ثنا عفان بن مسلم عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر به مرفوعا. وقال: قال الدارقطني: حديث غريب من حديث حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر، تفرد به علي بن هشام عن عفان عن سليمان بن المغيرة عنه" وأمما حديث أبي أمامة فأخرجه أبو عمرو بن مندة في "فوائده" (65) عن أحمد بن سلمة بن الضحاك ثنا محمد بن ميمون بن كامل ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن أبي عبلة سمعت أبا أمامة رفعه: فذكره. أحمد بن سلمة ومحمد بن ميمون لم أر من ترجمهما. وأما حديث حذيفة فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1010) عن علي بن أبي علي ثنا إبراهيم بن مهدي الأبلي ثنا أبو الأزهر ثنا حسين بن رزين عن مالك بن أنس ثنا إبراهيم بن الحصين عن أبيه عن جده عن حذيفة به مرفوعا. وإبراهيم بن مهدي ترجمة الذهبي في "الميزان" وقال: قال الأزدي: يضع الحديث، وقال الخطيب: ضعيف. طريق أخرى: قال أبو الشيخ في "الأقران" (283): ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو أحمد عن سفيان عن شعبة عن قتادة عن أبي مِجْلَز عن حذيفة مرفوعا قال: فذكره. ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع أبو مجلز لاحق بن حميد من حذيفة. ¬

_ (¬1) وقيل هشام.

وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 516 - 517) عن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به مرفوعا. بإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان. 1765 - "بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس" قال الحافظ: وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني من حديث نبيط - بنون وموحدة مصغر - ابن شَريط - بفتح المعجمة أوله -" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 1766 - "بيع المُحَفَّلاتِ خِلابَة، ولا تحل الخلابة لمسلم" قال الحافظ: روى أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود مرفوعا: فذكره، وفي إسناده ضعف، وقد رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق موقوفا بإسناد صحيح" (¬2) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 38) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن جابر عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود به مرفوعا. ومن طريقه أخرجه البزار (1963) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (561) والبيهقي (5/ 317) وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 216) وأحمد (1/ 433) وابن ماجه (2241) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 20) والهيثم بن كليب (385 و 386) وقاسم بن أصبغ (الوهم والإيهام 4/ 482) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 209 - 210) من طرق عن المسعودي به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي الضحى إلا من حديث جابر" وقال البيهقي: رفعه جابر الجُعْفي بهذا الإسناد عن ابن مسعود، وروي بإسناد صحيح عن ابن مسعود موقوفا" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه جابر الجعفي وقد اتهموه" مصباح الزجاجة 3/ 28 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي. ¬

_ (¬1) 6/ 454 (كتاب الجهاد - باب من أراد غزوة فورّى بغيرها) (¬2) 5/ 271 (كتاب البيوع - باب النهي للبائع أنْ لا يحفل الإبل والبقر والغنم وكل محفلة)

وأما الموقوف فأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 214 - 215) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير والبيهقي (5/ 317) عن يعلي بن عبيد الطنافسي كلاهما عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود قال: قال لي عبد الله: اياكم وبيع المحفلات فإنها خلابة، ولا تحل الخلابة لمسلم. واختلف فيه على الأعمش، فرواه سفيان الثوري عنه عن خيثمة عن ابن مسعود، ولم يذكر الأسود. أخرجه عبد الرزاق (14865) 1767 - "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة" قال الحافظ: وله (أي ابن ماجه) من حديث عبد الله بن بُسر رفعه: فذكره، وإسناده أصح من حديث معاذ (أي الذي أخرجه ابن ماجه بلفظ "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 189) وأبو داود (4296) وابن ماجه (4093) والبغوي في "شرح السنة" (4253) من طرق عن بَقية بن الوليد ثني بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن ابن أبي بلال (¬2) عن عبد الله بن بسر به مرفوعا. قال أبو داود: هذا أصح من حديث عيسى" أي ابن يونس راوي حديث معاذ. وحديث عبد الله بن بسر رواته ثقات غير عبد الله بن أبي بلال الخزاعي الشامي قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى خالد بن معدان. فهو مجهول، ولم يذكر سماعا من عبد الله بن بسر فلا أدري أسمع منه أم لا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وأما حديث معاذ فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم. ¬

_ (¬1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس - باب ما يحذر من الغدر) (¬2) ووقع عند البغوي "عن أبي بلال" وعند ابن ماجه "عن خالد بن أبي بلال" قال المزي: كذا عنده، وهو وهم. والصواب الأول" تحفة الأشراف 4/ 294

1768 - "بين النفختين أربعين سنة الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيى بها كل ميت" قال الحافظ: قال القرطبي: وقد جاء أنّ بين النفختين أربعون عاما. قلت: وقع كذلك في طريق ضعيف عن أبي هريرة في تفسير ابن مردويه، وأخرج ابن المبارك في "الرقائق" من مرسل الحسن: فذكره، ونحوه عند ابن مردويه من حديث ابن عباس، وهو ضعيف أيضا" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي داود في "البعث" (42) وابن منده في "الإيمان" (811) من طريق سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "ينفخ في الصور - والصور كهيئة القرن - فصعق من في السموات والأرض، وبين النفختين أربعون عاما" وسيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قرن ينفخ فيه" ومرصل الحسن لم أره في كتاب ابن المبارك، وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (7/ 252) ونسبه لابن المبارك، لكنه عن الحسن قوله. وكذا أخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 31) عن الحسن قوله. وأما حديث ابن عباس فلم أقف عليه. 1769 - "بين كل أذانين صلاة" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 2/ 246 - 247) من حديث عبد الله بن مغفل. 1770 - "بين كل سماء وسماء إحدى أو اثنان وسبعون سنة" قال الحافظ: ولأبي داود والترمذي من حديث العباس بن عبد المطلب مرفوعا: فذكره" (¬3) ضعيف يرويه سِماك بن حرب واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن عبد الله بن عَميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن ¬

_ (¬1) 14/ 158 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور) (¬2) 3/ 347 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب السهو في الفرض والتطوع) (¬3) 7/ 102 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في سبع أرضين)

عبد المطلب قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمرّت بهم سحابة، فنظر إليها، فقال "ما تسمون هذه؟ " قالوا: السحاب، قال "والمزن" قالوا: والمزن، قال "والعنان" قالوا: والعنان، قال "هل تدرون ما بُعد ما بين السماء والأرض؟ " قالوا: لا ندري، قال "إنّ بُعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك" حتى عدّ سبع سموات "ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك". أخرجه أحمد (1/ 207) وأبو داود (4723) وابن ماجه (193) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (72) وفي "الرد على المريسي" (ص 90 - 91) وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (2) والبزار (1310) ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (9) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 236 - 237) والعقيلي (2/ 284) وأبو بكر الشافعي في "فوائد" (275 و 278) والآجري في "الشريعة" (ص 292) وابن شاهين في "الفوائد" (2) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 107) والخطابي في "الغريب" (1/ 541) واللالكائي في "السنة" (651) والبيهقي في "الأسماء" (ص 504 - 505) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 140) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد" (19) وابن الجوزي في "العلل" (6) وابن قدامة في "العلو" (29) والمزي في "تهذيب الكمال" (15/ 387 - 388) والذهبي في "العلو" (ص 49 و 50) عن الوليد بن أبي ثور الهمداني وأبو داود (4724) والترمذي (3320) وابن أبي عاصم في "السنة" (577) والبزار (1309) والفاكهي في "أخبار مكة" (1827) والروياني (1329) وابن خزيمة (1/ 234 - 235) وأبو الشيخ في "العظمة" (204 و568) وابن منده في "التوحيد" (21 و 46 و 642) واللالكائي (649 و 650) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 84 - 85) وأبو العلاء الهمذاني (19) عن عمرو بن أبي قيس الأزرق وأبو داود (4725) والآجري (ص 292 - 293) وابن منده في "التوحيد" (22) والبيهقي في "الأسماء" (ص 526) والجورقاني في "الأباطيل" (72) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 794 - 795)

عن إبراهيم بن طهمان (وهو في مشيخته 18) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 2) عن عمرو بن ثابت بن أبي المقدام (¬1) كلهم عن سماك بن حرب به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا الكلام وهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن العباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعبد الله بن عميرة لا نعلم روى عنه إلا سماك بن حرب" وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح" وقال الذهبي: تفرد به سماك عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة" - ورواه شعيب بن خالد الرازي عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن العباس، ولم يذكر الأحنف بن قيس (¬2). أخرجه أحمد (1/ 206 - 207) عن عبد الرزاق أنبأ يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (5) والذهبي في "العلو" (ص 49) وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (10) وأبو يعلى (6713) وابن عدي (7/ 2657) والحاكم (¬3) (2/ 287 - 288 و 378 و 412) والبغوي في "معالم التنزيل" (7/ 144) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: يحيى واه" وقال في "العلو" (ص 50): ويحيى بن العلاء متروك الحديث" ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الروياني (1330) مختصرا ولم يذكر في إسناده: عبد الله بن عميرة. (¬2) وخالف في متنه فوقع فيه "تدرون كم بين السماء والأرض؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلم، فقال "بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمس مائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمس مائة سنة الحديث. (¬3) وأخرجه في موضع آخر (2/ 501) من نفس هذا الطريق وذكر فيه الأحنف بن قيس.

قلت: وكذبه أحمد ووكيع، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي: أحاديثه موضوعات. - ورواه يزيد أبو خالد الدالاني عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر العباس. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (205) والدالاني مختلف فيه. - ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس ببعضه موقوفا. أخرجه ابن خزيمة (1/ 251) والخطيب في "تالي التلخيص" (295) عن علي بن حجر السَّعْدي ويحيى بن آدم الكوفي وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 92) عن أبي الحسن إسماعيل بن عبد الله الرقي السكري وأبو يعلى (6712) عن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ومحمد بن عثمان في "العرش" (28) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وأبو بكر الشافعي (277) عن لوين محمد بن سليمان المصيصي وإسحاق بن إبراهيم كلهم عن شريك به. وأخرجه الحاكم (2/ 500) من طريق الحسين بن الفضل عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي عن شريك به. واختلف فيه على أبي غسان النهدي، فرواه أبو نصر أحمد بن محمد بن نصر عن أبي غسان ثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن العباس، ولم يذكر الأحنف بن قيس.

أخرجه الحاكم (2/ 378) وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: بل ضعيف، وشريك انما أخرج له مسلم في المتابعات، وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، وسماك مختلف فيه كذلك. وعبد الله بن عميرة لم يخرج له مسلم شيئا، وهو مجهول، قال مسلم وغيره: تفرد سماك بالرواية عنه، وقال إبراهيم الحربي: لا أعرفه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقال البخاري: لا نعلم له سماعا من الأحنف. 1771 - "بين يدي الساعة أيام الهرج" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد أنّ رجلا قال له: يا أبا سليمان، اتق الله فإنّ الفتن قد ظهرت، فقال: أما وابن الخطاب حي فلا، إنما تكون بعده فينظر الرجل فيفكر: هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد، فتلك الأيام التي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال: أخرجه ابن أبي خيثمة عن عفان وأبي الوليد جميعا عن أبي عَوَانة عن عاصم عن شقيق عن عزرة بن قيس عن خالد بن الوليد فذكر قصة فيها: فأولئك الأيام التي ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 90) والطبراني في "الكبير" (3841) و"الأوسط" (8474) من طريق أبي عوانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عزرة بن قيس عن خالد بن الوليد به. قال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (10/ 483): رواه ابن أبي شيبة بسند فيه عزرة بن قيس وهو ضعيف" قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: تفرد عنه أبو وائل، وهو مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": روى عنه أبو وائل وحده. ¬

_ (¬1) 16/ 120 و 125 - 126 (كتاب الفتن - باب ظهور الفتن)

1772 - "بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا" قال الحافظ: ولأحمد وأبي يعلى من حديث عبد الله بن عمر: فذكره، وفي حديث عليّ عند أحمد نحوه، وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني نحوه، وفي حديث سَمُرة المصدر أوله بالكسوف وفيه "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال" أخرجه أحمد والطبراني وأصله عند الترمذي وصححه. وقال: وأما الزيادة ففي لفظ لأحمد وأبي يعلى في حديث ابن عمر "ثلاثون كذابون أو أكثر" قلت: ما آيتهم؟ قال "يأتونكم بسنة لم تكونوا عليها، يغيرون بها سنتكم، فإذا رأيتموهم فاجتنبوهم" وفي رواية ابن عمرو عند الطبراني "لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابا" وسندها ضعيف. وعند أبي يعلى من حديث أنس نحوه، وسنده ضعيف أيضا" (¬1) حديث ابن عمر تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّ بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا". وله طريق أخرى لم أذكرها هناك وهي ما أخرجه أحمد (2/ 103 - 104) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عبيد الله بن إياد ثنا إياد بن لقيط عن عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي عن ابن عمر رفعه "ليكونن قبل المسيح الدجال كذابون ثلاثون أو أكثر" وأخرجه (2/ 95) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وجعفر بن حميد الكوفي قالا: ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط به بلفظ "ليكوننّ قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون أو كثر" وأخرجه سعيد بن منصور (851) عن عبيد الله بن إياد بن لقيط به. ورواته ثقات غير عبد الرحمن بن نعيم قال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث ابن عمر هذا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "التذكرة": فيه جهالة. وأخرجه أبو يعلى (5706) عن جُبارة بن مُغَلِّس ثنا عبيد الله بن إياد به. وأما الزيادة التي ذكرها الحافظ ونسبها لأحمد وأبي يعلى فلم أرها عندهما، وقد ذكرها الهيثمي في "المجمع" (7/ 333) ونسبها للطبراني. وأما حديث على فتقدم الكلام عليه أيضا مع حديث ابن عمر. وأما حديث ابن مسعود فلم أقف عليه. ¬

_ (¬1) 16/ 200 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)

وأما حديث سمرة فأخرجه أحمد (5/ 16) وابن خزيمة (1397) وابن حبان (2856) والطبراني في "الكبير" (6797 و 6798 و 6799) والحاكم (1/ 329 - 330) من طرق عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد العبدي قال: سمعت سمرة بن جندب يقول: فذكر (¬1) حديثا طويلا وفيه "وإنّه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال". وأخرجه جماعة من هذا الطريق مختصرا منهم أبو داود (1184) والنسائي (3/ 114) والترمذي (562) وقال: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان" المجمع 7/ 342 قلت: ثعلبة بن عباد مجهول كما قال ابن حزم وابن القطان الفاسي، وذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه الأسود بن قيس فقط، وقال في "المجرد": لا يعرف، وقال في "تلخيص المستدرك" (1/ 334): مجهول. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني كما في "المجمع" (7/ 333) قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وهو ضعيف" وأما حديث أنس فأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1456) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث بن أبي سليم عن بشر عن أنس مرفوعا "يكون قبل خروج الدجال نَيِّف على سبعين دجالا" وأخرجه أبو يعلى (4055) عن زهير بن حرب النسائي ثنا جرير به. وأخرجه الداني في "الفتن" (445) من طريق معتمر بن سليمان التيمي عن ليث به. وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وبشر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال في "الكاشف": لا شيء، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأخرجه عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (7) من طريق شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن ليث. ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على هذا الحديث في حرف اللام ألف فانظر "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما ... "

وقال: إسناده ضعيف" ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن ليث عن بشر عن أنس موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 146) وفي الباب حديث ثوبان رفعه "إن الله زَوَى لي الأرض" الحديث وفيه "وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون" أخرجه أحمد (5/ 278) وأبو داود (4252) والحاكم (4/ 449 - 450) وغيرهم. وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا وضع السيف في أمتي" 1773 - "بين يدي الساعة عشر آيات، كالنظم في الخيط، إذا سقط منها واحدة توالت" قال الحافظ: وعند ابن عساكر من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق (ترجمة عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان ص 516) من طريق هشام بن عمار ثنا يحي بن حمزة ثنا عبد الله بن زياد بن سمعان ثني الزهري ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سَريحة حذيفة بن أسيد مرفوعا "بين يدي الساعة عشر آيات، كالنظم في الخيط، إذا سقط منها واحدة توالت: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وفتح يأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها". هكذا ذكر منها خمسا ولم يذكر الباقي. وابن سمعان كذبه مالك وهشام بن عروة وإبراهيم بن سعد وابن معين وأبو داود والجوزجاني. والحديث في "صحيح مسلم" (2901) من غير هذا الطريق لكن ليس فيه "كالنظم في الخيط، إذا سقط منها واحدة توالت". 1774 - قال مجاهد: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشة تأكل معهم إذ أصابت يد رجل منهم يدها فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك فنزلت آية الحجاب. قال الحافظ: روى ابن جرير في "تفسيره" من طريق مجاهد قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 14/ 140 (كتاب الرقاق - باب حدثنا أبو اليمان) (¬2) 1/ 260 (كتاب الوضوء - باب خروج النساء إلى البراز)

أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 39) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 206) من طريق هُشيم عن ليث عن مجاهد قال: فذكره. وهو مرسل بإسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. ورواه موسى بن أبي كثير الأنصاري عن مجاهد عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيسا في قَعْب، فمرّ عمر، فدعاه فأكل، فأصابت أصبعه أصبعي، فقال: حَس، أَوْ أَوْه، لو أُطاع فيكنّ ما رأتكنّ عين، فنزل الحجاب. أخرجه النسائي في "الكبرى" (11419) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 505) والطبراني في "الأوسط" (2971) من طرق عن محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان عن مِسْعَر عن موسى بن أبي كثير به. قال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا سفيان بن عِيينة" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة" المجمع 7/ 93 قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ومجاهد مختلف في سماعه من عائشة، فقال أبو حاتم وابن معين: لم يسمع منها، وقال ابن المديني: سمع منها. قال الحافظ في "التهذيب": وقع التصريح بسماعه منها عند أبي عبد الله البخاري في "صحيحه". واختلف فيه على مسعر، فقال محمد بن بشر العبدي: ثنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد قال: فذكره مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 37) 1775 - "بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف وإذا طينه مسك أذفر فقال جبريل: هذا الكوثر" قال الحافظ: وعند مسلم من طريق همّام عن قتادة عن أنس رفعه: فذكره، وله من طريق شيبان عن قتادة "لما عرج بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر نحوه" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 14/ 270) من طريق همام عن قتادة عن أنس. ¬

_ (¬1) 8/ 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

وأخرجه (10/ 362) من طريق شيبان ثنا قتادة عن أنس. 1776 - "بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت عليّ غنم سود وعُفْر فجاء أبو بكر فنزع" فذكره، وقال في عمر "فملأ الحياض وأروى الواردة" وقال فيه "فأوّلت السود العرب والعفر العجم" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي الطفيل بإسناد حسن عند البزار والطبراني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 455) والبزار (2785) وأبو يعلى (904) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الطفيل مرفوعا "رأيت فيما يرى النائم كأني أنزع أرضا وردت على غنم سود وغنم عُفْرٌ، فجاء أبو بكر فَنَزَعَ ذَنوبا أو ذَنوبين وفيهما ضعف، والله يغفر له، ثم جاء عمر فنزع فاستحالت غربا فملأ الحوض وأَرْوَى الوَارِدَة، فلم أر عبقريا أحسن نَزعاً من عمر، فأوّلت أن السود العرب وأنّ العفر العَجم". قال الهيثمي: وفيه علي بن زيد بن جُدْعَان وهو ثقة سيىء الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 183 وقال الحافظ: إسناده حسن" مختصر زوائد البزار 2/ 145 قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان (¬2). 1777 - "بينا أنا جالس إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي فقمنا إلى شجرة فيها مثل وَكْرَى الطائر فقعدت في أحدهما وقعد جبريل في الآخر، فارتفعت حتى سدت الخافقين" الحديث وفيه "ففتح لي باب من السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دونه حجاب رفرف الدر والياقوت". قال الحافظ: أخرجه البزار وسعيد بن منصور من طريق أبي عمران الجَوني عن أنس رفعه قال: فذكره، ورجاله لا بأس بهم إلا أنّ الدارقطني ذكر له علة تقتضي إرساله" (¬3) أخرجه البزار (كشف 58) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 520) وأبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (84) والطبراني في "لأوسط" (6210) وأبو الشيخ في "العظمة" (302 و 360) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 316) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 368 - 369) وفي ¬

_ (¬1) 8/ 39 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا) (¬2) انظر "اتحاف الخيرة" 8/ 288 (¬3) 8/ 197 - 198 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قصة أبي طالب)

"الشعب" (153) من طرق عن سعيد بن منصور ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة الايادي عن أبي عمران الجوني عن أنس رفعه "بينا أنا جالس (¬1) إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة (¬2) مثل وَكْرَى الطير، فقعد في أحدهما، وقعدت في الأخرى فَسَمَتْ، فارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب بصري (¬3)، ولو شئت أن أمس السماء لمسست، فنظرت (¬4) إلى جبريل كأنه (¬5) حلْس، لاطئ فعرفت فضل علمه بالله علي، وفتح لي بابين من أبواب الجنة (¬6)، ورأيت النور الأعظم، وإذا دون (¬7) الحجاب رفرف الدر والياقوت، فأوحى إليّ ما شاء أن يوحي" اللفظ لابن خزيمة. وأخرجه ابن سعد (1/ 171) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي أنا الحارث بن عبيد به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (302) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا مسلم بن إبراهيم وسعيد بن منصور قالا: ثنا الحارث بن عبيد به. وأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (883) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا الحارث بن عبيد به. قال البزار: وهذا لا نعلم رواه إلا أنس، ولا رواه عن أبي عمران إلا الحارث، وكان بصريا مشهورا" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمران إلا الحارث" وقال أبو نعيم: غريب لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران عن أنس، تفرد به عنه الحارث بن عبيد أبو قدامة" وقال الذهبي: إسناده جيد حسن، والحارث من رجال مسلم" تاريخ الإسلام 2/ 161 وقال ابن كثير: قلت: الحارث بن عبيد هذا أخرج له مسلم في "صحيحه" إلا أنّ ابن معين ضعفه وقال: ليس هو بشيء، وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حبان: كثر وهمه فلا يجوز الاحتجاج به إذا ¬

_ (¬1) وفي لفظ "قاعد" (¬2) زاد أبو نعيم والبيهقي "فيها" (¬3) وفي لفظ "طرفي" (¬4) وفي لفظ "فالتفت إليّ" (¬5) وفي لفظ "فإذا هو" (¬6) ولفظ غيره "وفتح باب من أبواب السماء" (¬7) وفي لفظ "وإذا دوني حجاب" وفي لفظ آخر "ولط دوني"

انفرد. فهذا الحديث من غرائب رواياته فإن فيه نكارة وغرابة ألفاظ وسياقا عجيبا ولعله منام والله أعلم" التفسير 4/ 248 وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 75 قلت: الحارث بن عبيد وإنْ أخرج له مسلم إلا أنّه مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه حماد بن سلمة فرواه عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (225) عن حماد به. ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3682) وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 194) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي عن حماد به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (679) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد به. قال البخاري: مرسل" وقال أبو الشيخ: وهو الصحيح" العظمة 2/ 717 واختلف فيه على حماد، فرواه يزيد بن هارون عن حماد أنا أبو عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي عن أبيه. أخرجه البيهقي في "الشعب" (154) 1778 - "بينا أنا في الجنة إذ رأيت فيها جارية فقلت: لمن هذه؟ فقيل: لعمر بن الخطاب" قال الحافظ: وقد روى أحمد من حديث معاذ قال: إنّ عمر من أهل الجنة وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ما يرى في يقظته أو نومه سواء وأنّه قال: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 245) والطبراني في "الكبير" (20/ 149) عن محمد بن بشر العبدي ¬

_ (¬1) 7/ 131 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

وابن أبي شيبة (12/ 27) وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (1265) عن عبدة بن سليمان الكلابي وأبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والهيثم بن كليب (1364) عن علي بن قادم الكوفي والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (483) عن محمد بن فضيل الكوفي كلهم عن مِسْعَر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن معاذ قال: إنْ كان عمر لمن أهل الجنة، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ما رأى في يقظته أو نومه فهو حق، قال "بينما أنا في الجنة إذ رأيت فيها دارا فقلت: لمن هذه؟ فقيل: لعمر بن الخطاب" - ورواه محمد بن الصبَّاح الجَرْجَرَائي عن يحيى بن اليمان واختلف فيه على محمد بن الصباح: • فرواه عبد الله بن قحطبة عنه أنا يحيى بن اليمان عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سَبْرة عن ابن مسعود رفعه "عمر بن الخطاب من أهل الجنة" أخرجه ابن حبان (6884) وتابعه إبراهيم بن محمد بن الهيثم ثنا محمد بن الصباح به. أخرجه ابن عدي (7/ 2692) • ورواه جعفر الطيالسي عن محمد بن الصباح ثنا يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن معاذ. أخرجه ابن عدي (7/ 2692) عن علي بن إبراهيم بن الهيثم ثنا جعفر الطيالسي به. واختلف فيه على جعفر الطيالسي، فرواه ابن مخلد عنه عن محمد بن الصباح عن يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن ابن مسعود. أخرجه الدارقطني في "العلل" (6/ 82 - 83) وقال: وهو وهم من يحيى بن اليمان، والأول أصح" قلت: وهو كما قال، ويحيى بن اليمان سيء الحفظ كثير الخطأ.

والأول قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 74 قلت: رواته ثقات إلا أنه منقطع الإسناد، قال أبو حاتم: مصعب بن سعد لم يسمع من معاذ بن جبل (المراسيل ص 206) والمرفوع منه له شاهد عن أبي هريرة عند البخاري (فتح 7/ 130) ومسلم (2395) وعن جابر عند البخاري (فتح 8/ 41) ومسلم (2394) 1779 - حديث أنس رفعه "بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة فيها مثل وَكْرَى الطائر فقعدت في أحدهما، وتعد جبريل في الأخرى، فَسَمَتْ وارتقت حتى سدّت الخافقين وأنا أقلب طرفي، ولو شئت أن أَمَسَّ السماء لمسست، فالتفت إليّ جبريل، كأنّه حلس، لاطئ، وفتح بابا من أبواب السماء فرأيت النور الأعظم، وإذا دونه الحجاب رفرفه الدر والياقوت، فأوحى إلى عبده ما أوحى" قال الحافظ: أخرجه البزار وقال: تفرد به الحارث بن عبيد وكان بصريا مشهورا" (¬1) تقدم قبل حديث. 1780 - عن العباس قال: بينا أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل رجل يتبختر بين ثوبين. قال الحافظ: وأما ما أخرجه أبو يعلى من طريق كُريب قال: كنت أقود ابن عباس فقال: حدثني العباس قال: فذكره، فسنده ضعيف" (¬2) يرويه رِشْدَين بن كُريب الهاشمي واختلف عنه: - فقال مروان بن معاوية الفزاري: ثنا رشدين بن غريب عن أبيه أنه سمع العباس بن عبد المطلب ومشى في زقاق أبي لهب يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أقبل رجل يمشي في بُردين له قد أسبل إزاره، ينظر في عِطْفِه وهو يتبختر، إذ خسف الله تعالى به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" أخرجه ابن أبي عمر وأحمد بن منيع في "مسنديهما" (المطالب العالية 2231) عن مروان بن معاوية به. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2102) عن ابن أبي عمر ومحمد بن ميمون قالا: ثنا مروان بن معاوية به. ¬

_ (¬1) 10/ 232 (كتاب التفسير - سورة والنجم) (¬2) 12/ 373 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء)

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع" (250) عن أحمد بن منيع به. - وقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: ثنا رشدين بن غريب عن أبيه قال: كنت أقود ابن عباس في زقاق أبي لهب وذلك بعد ما ذهب بصره فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "بينما رجل في حلة له وهو ينظر في عِطْفَيْه إذ خسف الله به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" أخرجه البزار (1290) عن عبد الله بن سعيد الأشج ثنا المحاربي به. ورواه الحسن بن حماد الكوفي فقال فيه: ثني العباس قال: بينا أنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الموضع إذ أقبل رجل يتبختر بين برديه وينظر إلى عطفيه قد أعجبته نفسه إذ خسف الله به الأرض في هذا الموطن، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" أخرجه أبو يعلى (6699) قال الهيثمي والبوصيري: فيه رشدين بن غريب وهو ضعيف" المجمع 5/ 125 - مختصر الاتحاف 6/ 403 1781 - "بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فأتبعته بصري فإذا هو قد عهد به إلى الشام، ألا وإنّ الايمان حين تقع الفتن بالشام" وفي رواية "فإذا وقعت الفتن فالأمن بالشام" قال الحافظ: أخرجه يعقوب بن سفيان والطبراني وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وله طريق عند عبد الرزاق رجاله رجال الصحيح إلا أنّ فيه انقطاعا بين أبي قلابة وعبد الله بن عمرو ولفظه عنده "أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام" (¬1) صحيح وله عن ابن عمرو طرق: الأول: يرويه سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن ابن عمرو رفعه "إني رأيت أنّ عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع، حتى ظننت أنه مذهوب به، فعمد به إلى الشام، وإني أولت أنّ الفتن إذا وقعت أنّ الإيمان بالشام" ¬

_ (¬1) 16/ 60 (كتاب التعبير - باب عمود الفسطاط)

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 300 و300 - 301) والطبراني في "مسند الشاميين" (310) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 448) عن الوليد بن مسلم والحاكم (4/ 509) عن عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي ويعقوب بن سفيان (2/ 523) والطبراني في "مسند الشاميين" (308 و 2196) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 252) والذهبي في "السير" (8/ 33) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 2/ 944) والطبراني في "مسند الشاميين" (309) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري كلهم عن سعيد بن عبد العزيز به. واللفظ لحديث الوليد بن مسلم. وخالفهم عقبة بن علقمة المَعَافري فرواه عن سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن ابن عمرو. أخرجه تمام في "فوائده" (ق 88/ أ) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 448) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام" (15) والأول أصح لأنه رواية الأكثر، ويحتمل أنْ يكون لسعيد بن عبد العزيز فيه شيخان والله أعلم. قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن حلبس لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا ليونس بن ميسرة شيئا، ولم يذكر يونس سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه أيوب السَّختِياني عن أبي قلابة عن ابن عمرو رفعه "رأيت في المنام أنهم أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام، فإذا وقعت الفتنة فالأمن بالشام". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2710) عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا أبي ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا محمد بن ثور عن مَعْمَر عن أيوب به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا معمر، ولا عن معمر إلا محمد بن ثور، تفرد به مؤمل" قلت: وهو صدوق كثير الخطأ، ومن فوقه كلهم ثقات لكن أبو قلابة واسمه عبد الله بن زيد الجَرْمي لم يذكر سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرح بشيء من ذلك (¬1). الثالث: يرويه العباس بن سالم الدمشقي عن مدرك بن عبد الله الأزدي أو أبي مدرك قال: غزونا مع معاوية مصر فنزلنا منزلا، فقال عبد الله بن عمرو لمعاوية: أتأذن لي أنْ أقوم في الناس؟ فأذن له. فقام على قوسه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول رأيت في منامي أنّ عمود الكتاب حمل من تحت رأسي، فأتبعته بصري، فإذا هو كالعمود من النور يُعمد به إلى الشام، ألا وإنّ الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام، ثلاث مرات" أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 176) عن عبد الله بن يوسف التَّنِّيسي ثنا محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 523) عن عبد الله بن يوسف فجعله عن عمرو بن العاص. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، ومدرك بن عبد الله ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر، وفكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شواهد تأتي في الحديث الذي بعده. 1782 - "بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعُمد به إلى الشام" قال الحافظ: وأخرج أحمد ويعقوب بن سفيان والطبراني عن أبي الدرداء رفعه: ¬

_ (¬1) وأختلف فيه على أبي قلابة. فقيل: عنه مرسلا. أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1716) عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي والطبري في "تفسيره" (17/ 46) عن سعيد بن أبي عّروبة كلاهما عن قتادة ثنا أبو قلابة به.

فذكره، وسنده صحيح، وأخرج يعقوب والطبراني أيضا عن أبي أمامة نحوه وقال "انتزع من تحت وسادتي" وزاد بعد قوله "بصري" "فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه قد هوى به، فعمد به إلى الشام، وإني أوّلت أنّ الفتن إذا وقعت أنّ الأمان بالشام" وسنده ضعيف. وأخرج الطبراني أيضا بسند حسن عن عبد الله بن حوالة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنّه لواء تحمله الملائكة فقلت: ما تحملون؟ قالوا: عمود الكتاب أمرنا أنْ نضعه بالشام، قال: بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أنّ الله تخلى عن أهل الأرض، فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى وضع بالشام" وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد والطبراني بسند ضعيف، وعن عمر عند يعقوب والطبراني كذلك، وعن ابن عمر في فوائد المخلص كذلك، وهذه طرق يقوي بعضها بعضا. وقد جمعها ابن عساكر في مقدمة تاريخ دمشق" (¬1). صحيح ورد من حديث أي الدرداء ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عبد الله بن حوالة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث عمر ومن حديث عمرو بن العاص. فأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد (5/ 198 - 199) وفي "فضائل الصحابة" (1717) عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 290) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 447) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي والطبراني في "مسند الشاميين" (1198) عن هشام بن عمار الدمشقي قالوا: ثنا يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد ثني بُسر بن عبيد الله ثني أبو ادريس عائذ الله الخولاني عن أبي الدرداء رفعه "بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنّه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعُمد به إلى الشام، ألا وإنّ الإيمان حين تقع الفتن بالشام" قال البيهقي: هذا إسناد صحيح" ¬

_ (¬1) 16/ 60 (كتاب التعبير - باب عمود الفسطاط)

قلت: اختلف فيه على يحيى بن حمزة، فرواه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي عنه ثنا ثور بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي ادريس الخولاني عن أبي الدرداء. فجعله عن ثور بن يزيد. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 98) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام" (12) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 305) وقال أبو نعيم: غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن حمزه" وقال الذهبي: إسناده صالح" قلت: والربيع بن توبة ثقة فيحتمل أنْ يكون ليحيى بن حمزة في هذا الحديث شيخان وإلا فالأول أصح (¬1). وهو إسناد صحيح رواته ثقات. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 301) والطبراني في "الكبير" (7714) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 448) من طريق الوليد بن مسلم ثني عُفير بن مَعدان أنه سمع سُليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة رفعه "رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع، حتى ظننت أنّه قد هوى به، فعُمد به إلى الشام، وإني أوّلت أنّ الفتن إذا وقعت أنّ الإيمان بالشام". قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان وهو مجمع على ضعفه" المجمع 10/ 58 وأما حديث عبد الله بن حوالة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (601) من طريق هشام بن عمار ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه ثنا أبو عبد السلام صالح بن رستم مولى بني هاشم عن عبد الله بن حوالة رفعه قال: فذكر حديثا وفيه "ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض، كأنّه لؤلوة تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قالوا: عمود الإسلام أمرنا أنْ نضعه بالشام، وبينا أنا نائم، إذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي، فظننت أنّ الله قد تخلى عن أهل الأرض، فأتبعته بصري، فإذا هو نور بين يديّ، حتى وضع بالشام" قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة" المجمع 10/ 58 ¬

_ (¬1) وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ كلا من زيد بن واقد وثور بن يزيد ثقتان.

قلت: صالح بن رستم قال أبو حاتم: مجهول لا نعرفه. وأما حديث ابن عمرو فقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. وأما حديث عمر فأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 311) عن نصر بن محمد بن سليمان الحمصي ثنا أبي أبو ضمرة محمد بن سليمان السلمي ثني عبد الله بن أبي قيس قال: سمعت عمر رفعه "رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 448 - 449) وإسناده ضعيف لضعف نصر بن محمد بن سليمان. وأما حديث عمرو بن العاص فأخرجه أحمد (4/ 198) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والطبراني في "مسند الشاميين" (1357) عن محمد بن المبارك الصوري قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت عمرو بن العاص رفعه "بينا أنا في منامي أتتني الملائكة، فحملت عمود الكتاب من تحت وسادتي، فعمدت به إلى الشام، ألا فالايمان حيث تقع الفتن بالشام" قال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 10/ 57 1783 - عن أبي رافع قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاته إذ ضرب شيئا فإذا هى عقرب فقتلها وأمر بقتل العقرب والحية والفأرة والحدأة للمحرم" قال الحافظ: وروى البزار من طريق أبي رافع قال: فذكره" (¬1) أخرجه البزار (كشف 1096) عن غسان بن عبد الله ثنا يوسف بن نافع ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: فذكره. قال الهيثمي: وفيه يوسف بن نافع ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات" المجمع 3/ 229 قلت: الذي في كتاب ابن أبي حاتم: يوسف بن نافع روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، روى عنه جعفر بن عبد الواحد. ¬

_ (¬1) 4/ 408 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب ما يقتل المحرم من الدواب)

والذي في ثقات ابن حبان: يوسف بن نافع المدني أبو يعقوب قدم البصرة وحدثهم بها، يروي عن أبي أسامة وأهل العراق، روى عنه يعقوب بن سفيان. فلا أدري أهما واحد أم اثنان، ولا أدري هل المذكور في سند البزار هو أحدهما أم لا، وغسان بن عبد الله لم أقف له على ترجمة. 1784 - عن عليّ قال: بينما نحن في المسجد إذ دخل علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة، فبكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رآه للذي كان فيه من النعم والذي هو فيه اليوم. قال الحافظ: أخرج الترمذي من طريق محمد بن كعب حدثني من سمع عليا يقول: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 193 - 194) عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول: إنا لجلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، إذ طلع علينا مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردة مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى للذي كان فيه من النعمة وما هو فيه اليوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة، وراح في حلة، ووضعت بين يديه صَحْفَة ورفعت أخرى، وسترتم جدر بيوتكم كما تستر الكعبة؟ " فقالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونُكفى المؤنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنتم اليوم خير منكم يومئذ" وأخرجه هناد في "الزهد" (758) عن يونس بن بكير به. وأخرجه الترمذي (2476) عن هناد به. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة (5/ 183) من طريق أبي العباس المحبوبي عن الترمذي به. وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3173) وأبو يعلى (502، المطالب 3173/ 2) من طريق جرير بن حازم البصري عن ابن إسحاق به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، ويزيد بن زياد هو ابن ميسرة، وهو مدني، وقد روى عنه مالك وغير واحد من أهل العلم" ¬

_ (¬1) 14/ 56 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

قلت: إسناده ضعيف للذي لم يسم. وله شاهد من حديث الزبير أخرجه الحاكم (3/ 628 - 629) وفي سنده موسى بن عبيدة الرَّبَذي وهو ضعيف. 1785 - "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وإسماعيل القاضي وأطنب في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه من حديث علي ومن حديث ابنه الحسين ولا يقصر عن درجة الحسن" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 201) والترمذي (3546) والبزار (1342) والنسائي في "الكبرى" (8100) وفي "اليوم والليلة" (56) وابن حبان (909) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (77) والخطيب في "المتفق والمفترق" (226) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وابن أبي شيبة في "مسنده" (791) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 148) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (432) وفي "الصلاة على النبي" (30) والنسائي في: "الكبرى" (8100) وفي "اليوم والليلة" (55) وأبو يعلى (6776) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (153) وابن السني في "اليوم والليلة" (382) وابن عدي (3/ 906) والحاكم (1/ 549) والبيهقي في "الدعوات" (151) وفي "الشعب" (1466 و 1467) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (545 و 1693) عن خالد بن مخلد القَطَواني وأحمد (1/ 201) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (32) والطبراني في "الكبير" (2885) وأبو نعيم في "الصحابة" (1802) والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 174) عن يحص بن عبد الحميد الحِمَّاني ¬

_ (¬1) 13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 14/ 389 (كتاب الإيمان والنذور - باب الوفاء بالنذر)

قالوا: ثنا سليمان بن بلال ثنا عمارة بن غَزِيَّة الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يحدث عن أبيه عن جده (¬1) به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: اختلف فيه على سليمان بن بلال، فرواه عبد الحميد بن أبي أويس المدني الأعشى عنه عن عمرو بن أبي عمرو عن علي بن حسين عن أبيه. أخرجه إسماعيل القاضي (31) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي به (¬2). والأول أصح، وإسماعيل وإنْ احتج به الشيخان إلا أنّه مختلف فيه حتى قال الحافظ في "هدي الساري" (2/ 151) لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه. ولم ينفرد سليمان بن بلال به بل تابعه: 1 - إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وهو ثقة. أخرجه إسماعيل القاضي (35) والدينوري في "المجالسة" (1048) وابن المقرئ في "المعجم" (930) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (419) 2 - عبد الله بن جعفر بن نجيح، وهو ضعيف. أخرجه إسماعيل القاضي (36) - واختلف فيه على عمارة بن غزية: • فرواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عنه عن عبد الله بن علي بن الحسين قال: قال علي بن أبي طالب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 148) وإسماعيل القاضي (34) والنسائي في "اليوم والليلة" (57) والبيهقي في "الشعب" (1465) • ورواه عمرو بن الحارث المصري عن عمارة بن غزية أنّ عبد الله بن علي بن حسين حدثه أنه سمع أباه يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. ¬

_ (¬1) سقط من إسناد أحمد "عن جده" (¬2) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (31) عن عبد الله بن شبيب ثنا إسماعيل بن أبي أويس به.

أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 148) وإسماعيل القاضي (33) عن أحمد بن عيسى بن حسان المصري ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث به. ورواه أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1464) وحديث سليمان بن بلال ومن تابعه أصح، وعبد الله بن علي بن الحسين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة. وللحديث شاهد من حديث أبو ذر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث الحسن البصري مرسلا فيتقوى بها. فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان: الأول: يرويه حماد بن سلمة عن معبد بن هلال العنزي ثني رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر رفعه "إنّ أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ" أخرجه إسماعيل القاضي (37) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1064) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. الثاني: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن أبي ذر رفعه "ألا أخبركم بأبخل الناس؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ، فذلك أبخل الناس". أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (29) وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. وأما حديث جابر فأخرجه الديلمي من طريق الحاكم في غير "المستدرك" كما في "القول البديع" (ص 148) ولفظه "حسب العبد من البخل إذا ذكرت عنده أنْ لا يصلي علي" وأما حديث الحسن البصري فله عنه طريقان: الأول: يرويه جرير بن حازم قال: سمعت الحسن رفعه "بحسب المؤمن من البخل إذا ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ"

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1025) أنا جرير بن حازم به. وأخرجه إسماعيل القاضي (38) عن سليمان بن حرب البصري ثنا جرير بن حازم به. قال السخاوي: ورواته ثقات" القول البديع ص 148 وقال الألباني: إسناده مرسل صحيح" تخريج فضل الصلاة ص 16 قلت: وهو كما قالا. الثاني: يرويه سلم بن سليمان الضبي ثنا أبو حُرَّة عن الحسن رفعه "كفي به شحا أن يذكرني قوم فلا يصلون عليّ" أخرجه إسماعيل القاضي (39) وسلم بن سليمان ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم لا يقيم الحديث. وأبو حرة واسمه واصل بن عبد الرحمن مختلف فيه وقد تكلموا في حديثه عن الحسن. قال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف يقولون لم يسمعه من الحسن. 1786 - حديث أبي أمامة بن ثعلبة رفعه "البَذَادة من الإيمان" قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود" (¬1) له عن أبي أمامة بن ثعلبة طريقان: الأول: يرويه ابنه عبد الله بن أبي أمامة واختلف عنه: - فرواه صالح بن كيسان المدني أنّ عبد الله بن أبي أمامة أخبره أنّ أبا أمامة أخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "البذاذة من الإيمان" ثلاثا أخرجه أحمد في "الزهد" (ص 12) وعنه ابنه عبد الله في "السنة" (780) ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا زهير بن محمد عن صالح به. قال عبد الله بن أحمد: هذا أبو أمامة الحارثي. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1632) عن محمد بن علي الجوزجاني ثنا أحمد بن حنبل به. ¬

_ (¬1) 12/ 490 (كتاب اللباس - باب الترجل والتيمن فيه)

وأخرجه الخلال في "السنة" (1201) عن أبي بكر المروذي عن أحمد بن حنبل به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5762) من طريق محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل به. وأخرجه الحاكم (1/ 9) عن أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به إلا أنّه وقع عنده "عن صالح بن أبي صالح عن عبد الله بن أبي أمامة" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7785) عن الحاكم به. وكذا رواه عبد الرحمن بن محمد بن منصور عن عبد الرحمن بن مهدي فقال فيه "عن صالح بن أبي صالح عن عبد الله بن أبي أمامة" أخرجه البيهقي في "الآداب" (261) وفي "الشعب" (7785) من طريق أبي جعفر محمد بن عمرو الرزاز (¬1) ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور به (¬2). وقال الحاكم: قد احتج مسلم بصالح بن أبي صالح السمان" قلت: هذا الاختلاف في صالح أهو ابن كيسان أو ابن أبي صالح لا يضر لأنّهما ثقتان، وعندي أنّ ابن كيسان أصح فقد رواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي عن زهير بن محمد فقال: عن صالح بن كيسان. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (488) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (13) وتابعه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا زهير بن محمد به. أخرجه الروياني (1273) وزهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل العراق عنه مستقيمة كما صرّح بذلك أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ عبد الرحمن بن مهدي وموسى بن مسعود وأبو عامر العقدي بصريون. ولم ينفرد به بل تابعه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثني صالح بن كيسان به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (790) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 13) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 51) ¬

_ (¬1) وهو في "الجزء الرابع من حديثه" (302) ووقع عنده: عن صالح بن كيسان، ولم يذكر أبا أمامة. (¬2) رواه ابن الأعرابي عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور فقال: عن صالح بن كيسان. أخرجه القضاعي (157)

وسعيد بن سلمة مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. ولم ينفرد صالح بن كيسان به بل تابعه أسامة بن زيد الليثي عن عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه. أخرجه ابن ماجه (4118) عن كثير بن عبيد الحمصي ثنا أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد به. وأيوب بن سويد هو الرملي وهو ضعيف كما قال أحمد وغيره، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن المبارك ثنا أسامة بن زيد به. أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 13) - ورواه عبد الله بن عبيد الله بن حكيم بن حزام عن أبي المنيب (¬1) بن أبي أمامة أنّه لقي عبد الله بن كعب بن مالك حدثني أبوك قال: كنا في مجلس نتذاكر فيه الدنيا فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (789) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن عبيد الله بن حكيم بن حزام به. وإسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي. - ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: • فرواه عباد بن العوام الواسطي عنه عن عبد الله بي أبي أمامة عن ابن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع" (128) والبيهقي في "الشعب" (7784) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 11) • ورواه سفيان بن عُيينة عن ابن إسحاق واختلف عنه: فرواه الحميدي (357) عن سفيان ثنا ابن إسحاق عن معبد بن كعب عن عمه أو عن أمه مرفوعا. ورواه ابن أبي عمر في "الإيمان" (46) عن سفيان عن ابن إسحاق عن محمد بن كعب بن مالك عن أبيه أو عن عمه. ¬

_ (¬1) أبو المنيب هو عبد الله والمنيب ابنه.

ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان عن ابن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك عن أمه أو عن عمته. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3396) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة" (8097) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 431) • ورواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن عبد الله بن كعب عن أبي أمامة الباهلي. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (485) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 12) • ورواه محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق واختلف عنه: فرواه عبد الله بن محمد النفيلي عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي أمامة. أخرجه أبو داود (4161) والبيهقي في "الآداب" (262) وفي "الشعب" (6051) والخطيب في "الجامع" (201) وتابعه الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني ثنا محمد بن سلمة به. أخرجه اللالكائي في "السنة" (1664) وأبو سعد السمعاني (¬1) في "أدب الإملاء" (ص 117 - 118) وابن إسحاق مدلس مشهور ولم يذكر سماعا في جميع هذه الروايات. ورواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن عبد الله بن ثعلبة (¬2) قال: قال لي عبد الرحمن بن كعب بن مالك: سمعت أباك يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1531 و 3036) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي والطبراني في "الكبير" (791) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1361) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (806) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن عبد الله بن أبي أمامة" (¬2) قال الطحاوي: عبد الله بن ثعلبة هذا هو ابن أبي أمامة الأنصاري" وقال الحسن بن محمد بن بشار: هذا عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة نسبه إلى جده" الكنى لأبي أحمد الحاكم 2/ 15

عن أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني وأبو نعيم في "المعرفة" (3/ 260) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (806) عن محمد بن المثني وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 14 - 15) عن الحسن بن محمد بن بشار قالوا: حدثنا عبد الله بن حمران (¬1) ثنا عبد الحميد بن جعفر به. ورواه ابن نصر في "الصلاة" (484) عن الحسين بن عيسى البِسْطامي ثنا عبد الله بن حُمران به إلا أنّه قال فيه "أنّه أتى أبا عبد الرحمن بن كعب بن مالك" وهكذا رواه الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر فقال: أبو عبد الرحمن بن كعب بن مالك. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 568) والواقدي متروك الحديث. - ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن عبد الله بن أبي أمامة مرسلا. أخرجه أبو عبيد (¬2) في "الغريب" (1/ 145) عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو به. وأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (489) عن محمد بن يحيى الذهلي أنا يزيد بن هارون به. الثاني: يرويه عبد الله بن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري عن أبيه عن محمود بن لبيد عن أبي أمامة الأنصاري رفعه قال: فذكره. أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع" (129) من طريق معن بن عيسى القزاز ثنا عبد الله بن المنيب به. ورواه سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن المنيب أخبرني أبي قال: انصرفت من المسجد فإذا برجل عليه ثياب بيض وقميص ورداء سابغ وعمامة بغير قلنسوة قد أرخى من ¬

_ (¬1) وتابعه خالد بن الحارث البصري ثنا عبد الحميد بن جعفر به. أخرجه أبو موسى المديني (806) (¬2) من طريقه أخرجه الروياني (1274) لكن وقع عنده: عن عبد الله عن أبي أمامة.

ورائه مثل ما بين يديه فقال لي: أخبرني جدك أبو أمامة بن ثعلبة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2002) وابن نصر في "الصلاة" (486) والطبراني في "الكبير" (788) وتابعه إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن المنيب به. وقال في آخره: فسألت عنه فقيل: هذا محمود بن لبيد الأنصاري من بني عبد الأشهل. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 3) وابن نصر في "الصلاة" (487) والمنيب بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت عنه راويا سوى ولده عبد الله. فهو مجهول. وقال الحافظ في التقريب: مقبول. 1787 - "البر حسن الخلق" قال الحافظ: ومن الأحاديث الصحيحة في حسن الخلق حديث النواس بن سمعان رفعه: فذكره، أخرجه مسلم (2553) والبخاري في "الأدب المفرد" (295") (¬1) 1788 - "البركة في ثلاثة: الحجامة والسحور والثريد" قال الحافظ: وللطبراني من حديث سلمان رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (6127) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 56 - 57) والبيهقي في "الشعب" (7114) وابن أبي الصقر في "مشيخته" (62) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار ثني أبو عبد الله البصري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النّهدي عن سلمان رفعه "البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور" قال المنذري: ورواته ثقات وفيهم أبو عبد الله البصري لا يُدرى من هو" الترغيب 2/ 137 وقال العراقي: رجاله معروفون بالثقة إلا أبا عبد الله البصري، وبقية رجاله ثقات" فيض القدير 3/ 219 وقال الهيثمي: وفيه أبو عبد الله البصري قال الذهبي: لا يعرف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 151 ¬

_ (¬1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق والسخاء) (¬2) 11/ 483 (كتاب الأطعمة - باب الثريد)

قلت: قال الذهبي في "الميزان": أبو عبد الله بصري من جيران حماد بن زيد لا يعرف، ثم ذكر له حديثا وفيه أنّه روى عن الجُرَيري وعنه بشر بن معاذ، فالظاهر أنه غير هذا الذي روى عن التيمي وعنه داود العطار والله أعلم. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة وآخر من حديث أبي سعيد الاسكندراني. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبركة لثلاثة: السحور والثريد والكيل. وفي لفظ "البركة في ثلاث: في الجماعة والثريد والسحور" أخرجه ابن حبان في "الثقات" (8/ 137) والطبراني في "الصغير" (972) و"الأوسط" (6862) والخطيب في "الموضح" (1/ 462 - 463) من طرق عن أبي ثوبان مزداد بن جميل البهراني ثنا أسد بن عيسى رفعين ثنا أرطأة بن المنذر عن داود بن أبي هند به. قال الطبراني: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا أرطاة ولا عنه إلا رفعين، تفرد به مزداد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"لأوسط" وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم" المجمع 5/ 19 قلت: مزداد بن جميل لم أقف له على ترجمة، وأسد بن عيسى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، ومن فوقه كلهم ثقات. والحديث اختلف فيه على داود بن أبي هند، فرواه أبو ياسر عمار بن هارون عن مسلمة بن علقمة ثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة. أخرجه أبو يعلي (6447) قال الهيثمي: وفيه أبو ياسر عمار بن هارون وهو ضعيف" المجمع 5/ 18 الثاني: يرويه معمر بن راشد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبركة في السحور والثريد. أخرجه عبد الرزاق (19571) عن معمر به. وأخرجه أحمد (2/ 283) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو يعلى (6367) عن إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو عوانة (3/ 109) عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر ثنا عبد الرزاق به. واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه الحسن بن يحيى الجرجاني عنه عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة. أخرجه ابن الأعرابي (ق 139/ ب) وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى. وأما حديث أبي سعيد الاسكندراني فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3516) عن علي بن الجَعْد والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 323) عن داود بن المُحَبَّر كلاهما عن بحر بن كَنِيز السقاء أني عمران القصير عن أبي سعيد الاسكندراني رفعه "الجماعة بركة، والثريد بركة، والسحور بركة" وإسناده ضعيف لضعف بحر بن كنيز. 1789 - "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا أنْ تكون صفقة خيار، ولا يحل له أنْ يفارق صاحبه خشية أنْ يستقيله" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 183) وابن الجارود (620) عن حماد بن مسعدة البصري وأبو داود (3456) والترمذي (1247) والنسائي (7/ 221) وفي "الكبرى" (6075) عن الليث بن سعد كلاهما عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 5/ 235 (كتاب البيوع - باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا)

وفي لفظ "المتبايعان بالخيار" وفي لفظ آخر "البائع والمبتاع بالخيار" قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال ابن حزم: هذا حديث لا يصح" المحلى 9/ 311 قلت: بل إسناده حسن، فعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات. ولم ينفرد محمد بن عجلان به بل تابعه بكير بن عبد الله بن الأشج: سمعت عمرو بن شعيب يقول: سمعت شعيبا يقول: سمعت عبد الله بن عمرو رفعه "أيما رجل ابتاع من رجل بيعة فإنّ كل واحد منهما بالخيار حتى يتفرقا من مكانهما إلا أن يكون صفقة خيار، ولا يحل لأحد أنْ يفارق صاحبه مخافة أنْ يقيله" أخرجه الدارقطني (3/ 50) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري أنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثني عمي ثني مخرمة بن بكير عن أبيه به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 271) وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب مختلف فيه، ومخرمة بن بكير ثقة اختلفوا في سماعه من أبيه، والباقون خلا عمرو بن شعيب وأبوه كلهم ثقات. 1790 - "البينة على المُدّعِي" سكت عليه الحافظ (¬1). روي من حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عباس ومن حديث عمر ومن حديث أبي هريرة. فأما حديث ابن عمرو فأخرجه الترمذي (1341) عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي الدارقطني (4/ 218) والبيهقي (10/ 256) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2206) عن حجاج بن أرطأة ¬

_ (¬1) 6/ 4 (كتاب اللقطة - باب وإذا أخبره ربّ اللقطة بالعلامة دفع إليه)

والبيهقي (10/ 256) عن المثنى بن الصباح ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "لبينة على المُدّعِي، واليمين على المُدّعَى عليه" وفي لفظ "المدعى عليه أولى باليمين إلا أنّ تقوم عليه البينة" وفي لفظ آخر "ممن لم تقم له بينة" قال الترمذي: هذا حديث في إسناده مقال، ومحمد بن عبيد الله العرزمي يضعف في الحديث من قبل حفظه، ضعفه ابن المبارك وغيره. قلت: هو متروك الحديث كما قال الفلاس والنسائي وغيرهما. وحجاج بن أرطاة ضعيف يدلس، والمثنى بن الصباح (¬1) ضعيف أيضا. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البيهقي (10/ 252) من طريق جعفر بن محمد الفريابي ثنا الحسن بن سهل ثنا عبد الله بن ادريس ثنا ابن جُريج وعثمان بن الأسود عن ابن أبي مُليكة قال: كنت قاضيا لابن الزبير على الطائف فذكر قصة المرأتين قال: فكتبت إلى ابن عباس، فكتب ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر" قال الحافظ: وهذه الزيادة (¬2) ليست في الصحيحين وإسنادها حسن" الفتح 6/ 211 وقال الألباني: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سهل وهو ثقة فقد أورده ابن أبي حاتم وقال: روى عنه أبو زرعة. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، لكن رواية أبي زرعة عنه توثيق له فقد ردّ الحافظ ابن حجر في "اللسان" على ابن القطان قوله في داود بن حماد بن فرافصة البلخي: حاله مجهولة، بقوله: قلت: بل هو ثقة فمن عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة" الإرواء 8/ 266 قلت: ولم ينفرد عبد الله بن ادريس به بل تابعه الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس ولفظه "ولكن البينة على الطالب واليمين على المطلوب" (¬3) ¬

_ (¬1) رواه إسماعيل بن عياش عنه، ورواية إسماعيل عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها. (¬2) وهي قوله "البينة على المدعي" (¬3) وتابعه محمد بن حمير عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس باللفظ الأول. أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 78)

أخرجه أبو بكر الإسماعيلي كما في "الفتح" (6/ 211) ومن طريقه البيهقي (10/ 252) عن الحسن بن سفيان ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم به. وإسناده صحيح. وقد رواه غير واحد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس فلم يذكروا قوله "البينة على المدعي" منهم: 1 - عبد الله بن داود الخُرَيبي. أخرجه البخاري (فتح 9/ 280) 2 - عبد الله بن وهب. أخرجه مسلم (1711) وابن ماجه (2321) والبيهقي (10/ 252) 3 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. أخرجه البيهقي (10/ 252) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 207) ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رفعه "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه" أخرجه الطبراني كما في "الفتح" (6/ 211) ومن طريقه البيهقي (10/ 252) عن محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري ثنا الفريابي ثنا سفيان عن نافع بن عمر به. قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا الفريابي" قلت: وهو ثقة، لكن رواه جماعة عن نافع بن عمر فلم يذكروا قوله "البينة على المدعي" أخرجه البخاري (فتح 6/ 70 و 209) ومسلم (3/ 1336) والترمذي (1342) والبيهقي (10/ 182 و 252) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 206 - 207) من طرق عن نافع بن عمر به. وقال البيهقي: على هذا رواية الجمهور عن نافع بن عمر الجمحي" وأما حديث عمر فأخرجه الدارقطني (4/ 218) من طريق عبد العزيز بن عبد الرحمن ثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن شريح عن عمر رفعه "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه" عبد العزيز بن عبد الرحمن هو البالسي قال أحمد: اضرب على أحاديثه هي كذب أو قال موضوعة، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال. وأما حديث أبي هريرة فسيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعده.

1791 - حديث أبي هريرة "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه إلا القسامة" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف - يرويه مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن ابن جريج واختلف عنه: • فرواه عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرازي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة رفعه "البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر إلا في القسامة" أخرجه ابن عدي (6/ 2312) والدارقطني (4/ 217 - 218) وعثمان بن محمد بن عثمان لم أقف له على ترجمة. • ورواه الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رفعه "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 206) • ورواه غير واحد عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، منهم: 1 - بشر بن الحكم النيسابوري. أخرجه البيهقي (8/ 123) وفي "الصغرى" (3103 و 3104) 2 - محمد بن الضحاك. أخرجه الدارقطني (4/ 218) 3 - مطرف بن عبد الله اليساري الهلالي. أخرجه ابن عدي (6/ 2312) وابن المقرئ في "المعجم" (643) والدارقطني (4/ 218) والبيهقي (8/ 123) وفي "معرفة السنن" (14/ 364) وابن عبد البر (23/ 204 - 205) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 328) وقال ابن عبد البر: في إسناده لين" ¬

_ (¬1) 15/ 256 (كتاب الديات - باب القسامة)

وقال الحافظ: هذا حديث غريب" قلت: إسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، وقد ذكر له الذهبي في "الميزان" هذا الحديث وغيره وقال: فهذه الأحاديث وأمثالها تُرد بها قوة الرجل ويضعف. وخالفه عبد الرزاق وحجاج بن محمد فروياه عن ابن جريج عن عمرو مرسلا (¬1). وهذا أصح لأنّ عبد الرزاق وحجاج ثقتان مشهوران. وابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب. قاله البخاري (سنن البيهقي 4/ 173) 1792 - قوله في حديث اللعان "البينة وإلا حَدُّ في ظهرك" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 10/ 65) من حديث ابن عباس. ... ¬

_ (¬1) قاله الدارقطني. (¬2) 6/ 295 (كتاب الوصايا - باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس) و15/ 171 (كتاب الحدود - باب البكران يجلدان وينفيان)

حرف التاء

حرف التاء 1793 - " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنّ متابعة ما بينهما تنفي الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد". قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعا" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث عامر بن ربيعة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة. فأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (ص 74 - الجزء المفقود) وفي "مسنده" (195) وأحمد (1/ 387) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (64) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر قال: سمعت عمرو بن قيس عن عاصم عن شقيق عن عبد الله بن مسعود رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة" ومن طريق أحمد أخرجه ابن حبان (3693) والطبراني في "الكبير" (10406) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 110) وأخرجه أبو يعلى (4976) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1843) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه العقيلي (2/ 124) والطبراني في "الكبير" (10406) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 110) والبغوي في "شرح السنة" (1843) من طرق عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الترمذي (810) والبزار (1722) والطبري في "تفسيره" (2/ 309 - 310) ¬

_ (¬1) 4/ 347 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب وجوب العمرة وفضلها)

وابن خزيمة (2512) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (745) عن أبي سعيد الأشج به. وأخرجه الترمذي (810) والنسائي (5/ 87) وفي "الكبرى" (3610) وأبو يعلى (5236) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (745) والهيثم بن كليب (587) من طرق عن أبي خالد الأحمر به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه" وقال أبونعيم: غريب من حديث عاصم، تفرد به عنه عمرو بن قيس الملائي" قلت: وإسناده حسن، فأبو خالد الأحمر وعاصم بن أبي النَّجُود صدوقان، وعمرو بن قيس وشقيق بن سلمة ثقتان. واختلف فيه على عمرو بن قيس، فرواه الحكم بن بشير الكوفي عنه عن عاصم عن زِرعن ابن مسعود. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 310) عن محمد بن حميد الرازي ثنا الحكم بن بشير به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد. وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه عزرة بن ثابت البصري عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس رفعه: فذكره إلى قوله "الحديد" أخرجه النسائي (5/ 87) وفي "الكبرى" (3609) عن سليمان بن سيف أبي داود الحرّاني ثنا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال ثنا عزرة بن ثابت به. وعنه أخرجه الطبراني في "الكبير" (11196) وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (1/ 297) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد ثنا سليمان بن سيف به. وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 372) عن هشام بن أحمد بن مسرور النّصيبي ثنا سليمان بن سيف به. ومن طريقه أخرجه الذهبي في "سير الأعلام" (13/ 147 - 148) وفي "تذكرة الحفاظ" (2/ 594)

وقال: هذا حديث حسن" قلت: وهو كما قال، فإنّ رواته ثقات غير سهل بن حماد وهو صالح الحديث كما قال أبو زرعة وأبو حاتم، وقال أحمد: لا بأس به، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. ولم ينفرد عزرة بن ثابت به بل تابعه الربيع بن ركين عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به بلفظ "أدمنوا الحج والعمرة ... " أخرجه ابن عدي (4/ 1320) وابن شاهين في "الترغيب" (326) من طريق شعيب بن صفوان بن الربيع بن ركين عن الربيع بن ركين به. وقال ابن عدي: وشعيب عامة ما يرويه لا يتابع عليه" قلت: هو مختلف فيه وقد احتج به مسلم. الثاني: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنّهما ينفيان الفقر والخطايا كما ينفي الكير خبث الحديد" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11428) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا يحيى بن بكير ثنا يحيى بن صالح الأيلي عن ابن جريج به. ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال مسلمة بن قاسم: كان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك. وخالفه روح بن الفرج القطان وعبد الملك بن يحيى بن بكير فروياه عن يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عطاء عن ابن عباس به. أخرجه العقيلي (4/ 409) وقال: يحيى بن صالح الأيلي أحاديثه مناكير أخشى أنْ تكون منقلبة، هو بعمر بن قيس أشبه" وقال ابن عدي: كلُّ روايات يحيى بن بكير عن يحيى بن صالح الأيلي غير محفوظة" الثالث: يرويه حمزة الزيات عن علي بن زيد بن جُدْعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس رفعه "أديموا الحج والعمرة فإنّهما ... " أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3826) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو كُريب ثنا يحيى بن أبي بكير عن حمزة الزيات به.

وقال: لم يروه عن علي إلا حمزة، ولا عن حمزة إلا يحيى، تفرد به أبو كريب" وقال الهيثمي: وفيه علي بن زيد وفيه كلام" المجمع 3/ 278 قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. وأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة فإنّهما ... " أخرجه البزار (كشف 1147) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا بشر بن المنذر ثنا محمد بن مسلم به. وقال: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم، قاله العقيلي، ووثقه ابن حبان" المجمع 3/ 227 قلت: وقال أبو حاتم: كان صدوقا. ومحمد بن مسلم صدوق كذلك، وإبراهيم بن سعيد وعمرو بن دينار ثقتان، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر رفعه "أديموا الحج والعمرة فإنّهما ... " أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4974) عن القاسم بن زكريا المطرز ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي ثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عقيل إلا يزيد، ولا عن يزيد إلا أبو بكر، تفرد به إبراهيم بن يوسف" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام ومع ذلك فحديثه حسن" المجمع 3/ 278 قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوى وتغير بأخرة وكان يلقن. الثالث: يرويه محمد بن عبد الله العمي عن أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة ... "

أخرجه ابن عدي (6/ 2224 - 2225) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا محمد بن عبد الله العمي به. وقال: وهذا الحديث رواه عن محمد بن عبد الله العمي أبو النضر هاشم بن القاسم وأحاديثه إفرادات مقدار ما يرويه وله عن أيوب غير حديث غريب" وقال العقيلي: محمد بن عبد الله العمي لا يقيم الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات" وأما حديث عامر بن ربيعة فيرويه عاصم بن عبيد الله بن عاصم العُمَري واضطرب فيه: فمرة يرويه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه. ومرة يرويه عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر. ومرة يرويه عن عبد الله بن عامر عن عمر ولا يذكر عن أبيه. وقد رواه جماعة عنه، منهم: 1 - ابن جُريج. وقال في روايته: عن عبد الله بن عامر عن أبيه. أخرجه عبد الرزاق (8796) وأحمد (3/ 446) 2 - عبيد الله بن عمر العمري. وزاد في روايته عن عمر. أخرجه ابن ماجه (2/ 964) والمحاملي (229) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (116) 3 - محمد بن عجلان المدني. فذكر مثل رواية عبيد الله بن عمر. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (117) والطبراني في "الأوسط" (5525) 4 - سفيان الثوري. فذكر مثل الذي قبله، وعنه أيضا بحذف عمر. إخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 367) والدارقطني في "العلل" (2/ 130) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1055) 5 - شَريك بن عبد الله القاضى. ولم يذكر عن عمر. أخرجه أحمد (3/ 446 - 447) وابن أبي شيبة (ص 77 - الجزء المفقود) 6 - سفيان بن عُيينة. زاد فيه عن عمر، ورواه مرة فلم يذكر عن أبيه. أخرجه الحميدي (17) وابن ماجه (2887) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار

المكيين 431) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (118) والفاكهي (868) وأبو يعلى (198) والطبري في "تفسيره" (2/ 310) والبيهقي في "الشعب" (3800 و 3801) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (661) وأخرجه على الوجه الثاني أحمد (1/ 25 و3/ 447) وابن عدي (5/ 1868) وهذا الاختلاف إنما هو من عاصم بن عبيد الله، بين ذلك سفيان بن عُيينة فقال في روايته: هذا الحديث حدثناه عبدالكريم الجزري عن عبدة عن عاصم فلما قدم عبدة أتيناه لنسأله فقال: إنما حدثنيه عاصم وهذا عاصم حاضر، فذهبنا إلى عاصم فسألناه فحدثنا به هكذا (أي عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر) ثم سمعته منه بعد ذلك فمرة يقفه على عمر ولا يذكر فيه عن أبيه وأكثر ذلك كان يحدثه عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. هذه رواية الحميدي عن سفيان. وقال علي بن المديني: ثنا سفيان قال: رأيت عبد الكريم الجزري سنة ثلاث وعشرين جاء إلى عبدة بن أبي لبابة وأنا جالس عنده، وذلك أول ما رأيت عبد الكريم فقال له: ممن سمعت هذا الحديث - يعني تابعوا بين الحج والعمرة -؟ فقال عبدة: حدثنيه عاصم بن عبيد الله. فحج عاصم فأتيناه فسألناه فحدثنا به. ثم سألوه عنه مرة أخرى فكأنّه اختلط في إسناده قال مرة: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال مرة: عن عمر - رضي الله عنه -" علل الدارقطني 2/ 130 - 131 وقال الهيثمي: وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 3/ 277 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر العمري" مصباح الزجاجة 3/ 181 وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه حجاج بن نُصير الفَسَاطِيطي ثنا ورقاء عن عمرو بن دينار عن ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما تمحوان الخطايا كما ينفي الكير خبث الحديد" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13651) وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن نصير. واختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه هَوذة بن خليفة الثقفي ثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن ابن لعبد الله بن عمر مرفوعا به. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 368)

الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن الشعبي عن ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة ما بينهما يزيد في العمر والرزق، وتنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد" أخرجه تمام (31) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم وعلي بن يعقوب بن إبراهيم قالا: ثنا أبو علي الحسن بن جرير الصوري ثنا عثمان بن سعيد الصيداوي ثنا سليمان بن صُلح ثنا ابن ثوبان عن منصور بن المعتمر به. قال الألباني: وعثمان وسليمان لم أجد من ترجمهما" الصحيحة 3/ 198 الثالث: يرويه سلمة بن عبد الملك العَوْصِي عن إبراهيم بن يزيد المكي عن عبدة بن أبي لبابة الدمشقي قال: سمعت ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة ... " أخرجه (¬1) ابن الأعرابي (ق 146/ ب) وابن عدي (1/ 229) وابن المقرئ في "حديثه" (15) وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن يزيد المكي هو المعروف بالخُوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث. الرابع: يرويه أيوب بن موسى المكي عن نافع عن ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة ... " أخرجه الفاكهي (869) وابن عدي (1/ 229) من طريق هشام بن سليمان المخزومي عن إبراهيم بن يزيد المكي عن أيوب بن موسى به. وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر يرويه عنه إبراهيم بن يزيد وليس هو بمحفوظ" قلت: واختلف فيه علي إبراهيم بن يزيد، فرواه مؤمل بن إسماعيل البصري عنه عن أيوب السَّخْييَاني عن نافع عن ابن عمر. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 102) وإبراهيم بن يزيد هو الخوزي الذي تقدم قريبا. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 366) عن داود بن المُحَبَّر ثنا عباد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فوالذي نفسي بيده إنّهما لينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد" وإسناده ضعيف لضعف داود بن المحبر ومنهم من كذبه. ¬

_ (¬1) وأخرجه الفاكهي (870) من طريق عثمان بن ساج الجزري أخبرني إبراهيم بن يزيد به.

1794 - عن نافع بن جبير قال: تأيَّمت خنساء فزوجها أبوها، الحديث نحوه وفيه: فردَّ نكاحه ونكحت أبا لبابة" قال الحافظ: وروى عبد الرزاق أيضا عن الثوري عن أبي الحويرث عن نافع بن جبير قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (10307) عن سفيان الثوري عن أبي الحويرث عن نافع بن جبير قال: آمت خنساء بنت خذام فزوجها أبوها وهي كارهة، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنّ أبي زوجني وأنا كارهة ولم يشعرني، وقد ملكت أمري، قال "فلا نكاح له، أنكحي من شئت" فردّ نكاحه، ونكحت أبا لبابة الأنصاري. وأخرجه ابن سعد (8/ 456) والبيهقي (7/ 119) من طرق عن سفيان به. وأبو الحويرث واسمه عبد الرحمن بن معاوية مختلف فيه، قال مالك والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به، ووثقه ابن حبان، واختلف فيه قول ابن معين. 1795 - "تبعث نار على أهل المشرق، فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، ويكون لها ما سقط منهم وتخلف، تسوقهم سوق الجمل الكسير" قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم رفعه: فذكره" (¬2) يرويه قتادة واختلف عنه: - فرواه الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة عن عمر بن سيف عن المهلب بن أبي صُفرة عن ابن عمرو مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8088) والحاكم (4/ 548) والخطيب في: "تالي التلخيص" (127) من طرق عن حفص بن عبد الله السلمي ثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا الحجاج، تفرد به إبراهيم بن طهمان" ¬

_ (¬1) 11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة) (¬2) 14/ 166 (كتاب الرقاق - باب الحشر)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 12 قلت: حفص بن عبد الله السلمي صدوق، وعمر بن سيف ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا قتادة فهو مجهول، والباقون كلهم ثقات، وقتادة مدلس وقد عنعن. - ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة عن المهلب بن أبي صفرة عن ابن عمرو موقوفا. ولم يذكر عمر بن سيف أخرجه الحاكم (4/ 458) عن علي بن حمشاذ العدل ثني هشام بن علي السيرافي ثنا عبد الله بن رجاء الغُدَاني ثنا همام به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان للمهلب بن أبي صفرة شيئا. 1796 - عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال له: رومة، وكان يبيع منها القربة بِمُد، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "تبيعنيها بعين في الجنة" فقال: يا رسول الله ليس لي ولا لعيالي غيرها، فبلغ ذلك عثمان - رضي الله عنه - فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتجعل لي فيها ما جعلت له؟ قال "نعم" قال: قد جعلتها للمسلمين. قال الحافظ: روى البغوي في "الصحابة" من طريق بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه أبو القاسم البغوي (191) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 90) والطبراني في "الكبير" (1226) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 68) من طريق أبي مسعود عبد الأعلى بن أبي المساور الجَرَّار عن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلمى عن أبيه قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 6/ 336 (كتاب الوصايا - باب إذا وقف أرضا أو بئرا)

قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف" المجمع 3/ 129 قلت: بل ضعيف جدا كما قال أبو زرعة وأبو نعيم الأصبهاني، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 1797 - "تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون" قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2962) عن ابن عمرو مرفوعا "إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟ " قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون أو نحو ذلك ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض". 1798 - عن أبي بن كعب أنّه قال: يا رسول الله، ما جزاء الحُمَّى؟ قال: "تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم، أو ضرب عليه عِزق" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من طريق محمد بن معاذ عن أبيه عن جده أبي بن كعب أنّه قال: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (540) و"الأوسط" (448) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 255) عن أحمد بن خليد الحلبي ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال: يا رسول الله، ما جزاء الحمى؟ قال "تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم، أو ضرب عليه عرق" فقال: اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك، ولا خروجا إلى بيتك، ولا مسجد نبيك، فلم يُمس أبيٌّ قط إلا وبه حُمى". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاذ بن محمد بن أُبي إلا محمد بن عيسى الطباع" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين. قلت: ذكرهما ابن حبان في "الثقات" المجمع 2/ 305 ¬

_ (¬1) 7/ 72 (كتاب فرض الخمس - باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب) (¬2) 12/ 213 - 214 (كتاب المرض - باب ما جاء في كفارة المرض)

قلت: معاذ وأبوه وجده مجهولون. قال الحافظ في "اللسان": محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب قال ابن المديني: لا يعرف محمد هذا ولا أباه ولا جده في الرواية وهذا إسناد مجهول. وقال في ترجمة معاذ بن محمد: قال الدارقطني في "العلل": مجهول. وقد ترجمهم البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهم جرحا ولا تعديلا وذكرهم ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 1799 - عن عليّ مرفوعا {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] قال "تجعلون شكركم تقولون: مُطرنا بِنَوْءِ كذا" قال الحافظ: أخرجه عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ مرفوعا {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] قال: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عليّ واختلف عنه: - فقال إسرائيل بن يونس: عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رفعه {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82] قال: شكركم أنكم تكذبون، تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، وبنجم كذا وكذا" أخرجه أحمد (1/ 89 و 108) وابنه (1/ 131) والترمذي (3295) والبزار (593) والطبري في "تفسيره" (27/ 207 - 208 و 208) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 299) والطحاوي في "المشكل" (5215) والخرائطي في "المساوئ" (789) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (42) من طرق عن إسرائيل به. وتابعه أبان بن تغلب عن عبد الأعلى الثعلبي به. قاله الدارقطني في "اللعلل" (4/ 163) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي عبد الرحمن إلا عبد الأعلى الثعلبي، ولا يُروى عن عليّ إلا من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) 3/ 176 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82])

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث إسرائيل" - ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ قوله. أخرجه الطبري (27/ 207 و 208) قال مؤمل بن إسماعيل: قلت لسفيان: إنّ إسرائيل رفعه، قال: صبيان صبيان" مسند أحمد 1/ 108 وقال الدارقطني: ويشبه أنْ يكون الاختلاف من جهة عبد الأعلى" العلل 4/ 164 قلت: وهو كما قال، فقد قال أبو زرعة: عبد الأعلى الثعلبي ضعيف الحديث ربما رفع الحديث وربما وقفه. وقال ابن عدي: يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها. وضعفه أحمد وابن سعد وابن حبان وغيرهم. 1800 - عن عبد الله بن أُنيس أنّه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر فقال: "تحرّها في النصف الأخير" قال الحافظ: روى الطحاوي من طريق عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أنّه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر فقال: فذكره، ثم عاد فسأله فقال "إلي ثلاث وعشرين" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "التمسوها الليلة". 1801 - حديث "تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم" سكت عليه الحافظ (¬2). رس من حديث علي ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن زيد ومن حديث أنس فأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي مرفوعا "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم" ¬

_ (¬1) 5/ 171 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬2) 15/ 362 (كتاب الحيل - باب في الصلاة)

أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في "الصلاة" (1) وعبد الرزاق (2539) عن سفيان الثوري عن ابن عقيل به. وأخرجه البيهقي (2/ 15) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم به. وأخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 110) من طريق أحمد بن محمد البرقي ثنا أبو نعيم به. وأخرجه البيهقي (2/ 253 - 254) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 87 و 7/ 152 و 174 - 175) وأبو عبيد في "الطهور" (37) وابن أبي شيبة (1/ 229) وأحمد (1/ 123 و 129) والدارمي (693) وأبو داود (61 و 618) والترمذي (3) وابن ماجه (275) والبزار (633) وأبو يعلى (616) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 438) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 75) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 273) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (3) وابن الأعرابي (380) وابن عدي (4/ 1448) والدارقطني (1/ 360 و 379) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 372) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 271) والبيهقي (2/ 173 و 379) وفي "معرفة السنن" (2/ 328 و3/ 99 و171) وفي "الصغرى" (462) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 185) والخطيب في "التاريخ" (10/ 196 - 197) والبغوي في "شرح السنة" (558) وابن الجوزي في "التحقيق" (456) من طرق عن سفيان (¬1) به. قال الترمذي: هذا الحديث أصحّ شيئ في هذا الباب وأحسن، وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل. قال محمد: وهو مقارب الحديث" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: مشهور لا يعرف إلا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل بهذا اللفظ من حديث علي" وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 348): حديث حسن" ¬

_ (¬1) تابعه أبو حماد المفضل بن صدقة الحنفي الكوفي عن ابن عقيل به. أخرجه ابن عدي (6/ 2405)

وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 2/ 467 قلت: عبد لله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثاني: يرويه ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي مرفوعا. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 124) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثنا سفيان عن ثوير به. وقال: تفرد به سلمة عن الثوري" قلت: ثوير قال ابن معين وغيره: ضعيف. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه مسدد (الإتحاف 780) وابن أبي شيبة (1/ 229) وابن ماجه (276) والترمذي (238) وأبو يعلى (1077) والطبري (439 و 440 و 441) والعقيلي (2/ 229) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 381) والطبراني في "الأوسط" (1654) وابن عدي (4/ 1437) وأبو الشيخ في "الطبقات" (363) والدارقطني (1/ 365 - 366 و 359) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 130 و 130 - 131 و 131 - 132) وابن بشران (1473) والبيهقي (2/ 85 و380) وفي "القراءة خلف الإمام" (36 و 37) والخطيب في "الموضح" (2/ 177 و 177 - 178) من طرق عن أبي سفيان طَريف بن شهاب السعدي عن أبي نَضرة عن أبي سعيد به مرفوعا. وزاد: ولا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها" وقد تقدم الكلام على هذه الزيادة في حرف الهمزة فانظر حديث "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر" قال الترمذي: هذا حديث حسن، وحديث علي بن أبي طالب في هذا أجود إسنادا وأصح من حديث أبي سعيد" وقال العقيلي: وفي هذا الباب حديث ابن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي في مفتاح الصلاة بإسناد أصلح من هذا، على أنّ فيه لينا" قلت: وهذا إسناده ضعيف لضعف طريف بن شهاب. - ورواه حسان بن إبراهيم الكرماني واختلف عنه: • فرواه إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي عن حسان بن إبراهيم عن طريف بن شهاب عن أبي نضرة عن أبي سعيد.

أخرجه أبو يعلى (1125) وتابعه عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي ثنا حسان بن إبراهيم به. أخرجه ابن عدي (2/ 784) والبيهقي (2/ 380) وقال: هذ هو المحفوظ عن أبي سفيان طريف السعدي، وحديث أبي سعيد يدور عليه" وقال الدارقطني في "العلل" (11/ 324): وهذا هو الصحيح" • ورواه غير واحد عن حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق الثوري عن أبي نضرة عن أبي سعيد، منهم: 1 - أبو عمر حفص بن عمر الضرير. أخرجه الطبراني في الأوسط (2411) والحاكم (1/ 132) والبيهقي (379 - 380) 2 - أبو عمر حفص بن عمر الحَوْضي. أخرجه ابن عدي (2/ 783) 3 - حَبّان بن هلال البصري. أخرجه ابن عدي (2/ 784) 4 - الأزرق بن علي بن مسلم الحنفي. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 381) وقال: وقد وهم حسان بن إبراهيم في هذا الخبر، فروى عن سعيد بن مسروق عن أبي نضرة عن أبي سعيد، وهذا وهم فاحش ما روى هذا الخبر عن أبي نضرة إلا أبو سفيان السعدي فتوهم حسان لما رأى أبا سفيان أنّه والد الثوري فحدث عن سعيد بن مسروق ولم يضبطه، وليس لهذا الخبر إلا طريقان: أبو سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد، وابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي، وابن عقيل قد تبرأنا من عهدته فيما بعد" وقال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: وهذا الإسناد وهم إنما حدّثه حسان عن أبي سفيان وهو طريف السعدي فتوهم أنه أبو سفيان الثوري فقال برأيه: عن سعيد بن مسروق الثوري. قال ابن عدي: وهذا الذي قاله ابن صاعد وهم فيه، لأنّ ابن صاعد ظنّ أنّ هذا الذي قيل في هذا الإسناد: عن سعيد بن مسروق أنّه من أبي عمر الحوضي حيث قال: إنّما حدثه

حسان، وهذا الوهم من حسان، فكأنّ حسان حدّث مرتين: مرة على الصواب فقال: عن أبي سفيان، ومرة قال: ثنا سعيد بن مسروق كما رواه الحوضي، وقد رواه حبان بن هلال أيضا فقال: عن سعيد بن مسروق. فقد اتفق حبان والحوضي فرويا عن حسان عن سعيد بن مسروق على الخطأ، وابن صاعد لم يقع عنه إلا من رواية الحوضي عن حسان فظنّ أنّ الخطأ من الحوضي، وإنما الخطأ من حسان، وقد حدّث به مرتين: مرّة خطأ ومرة صوابا، فالخطأ ما ذكرته عن حبان والحوضي عنه، والصواب ما رواه عبيد الله العيشي عن حسان بن إبراهيم عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد" وقال البيهقي: تفرد به أبو عمر الضرير هكذا فيما زعم ابن صاعد وكثير من الحفاظ، وقد تابعه عليه حبان بن هلال عن حسان، فحسان هو الذي تفرد به" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد إلا حسان، تفرد به أبو عمر الضرير" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه" كذا قال، ولم يذكر علته، وقد قال الدارقطني في "العلل" (11/ 323): وسعيد بن مسروق لا يحدث عن أبي نضرة، ولعل حسان حدثهم عن أبي سفيان، فتوهم من سمعه منه أنّه أبو سفيان الثوري سعيد بن مسروق" قلت: الصحيح أنّه عن أبي سفيان طريف بن شهاب، وهو ضعيف كما تقدم، ولم يخرج له مسلم شيئا. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في"الكبير" (11369) و"الأوسط" (9263) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سعدان بن يحيى ثنا نافع مولى يوسف السلمي عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا نافع، ولا عن نافع إلا سعدان بن يحيى، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه نافع مولى يوسف السلمي وهو أبو هرمز ضعيف ذاهب الحديث" المجمع 2/ 104 وقال الحافظ: إسناده واه" الدراية 1/ 127 وأما حديث عبد الله بن زيد فأخرجه الحارث (169) عن محمد بن عمر الواقدي

وأخرجه الروياني (1011) وابن البختري في "حديثه" (423) والطبراني في "الأوسط" (7171) والدارقطني (1/ 361) من طريقين محمد بن عمر الواقدي ثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد به مرفوعا. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن زيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به الواقدي" قلت: وهو متروك. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 289) من طريق النضر بن سلمة المروزي ثنا أبو غزية محمد بن موسى بن مسكين عن فُليح بن سليمان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه به. وقال: أبو غزية كان ممن يسرق الحديث ويحدث به، ويروي عن الثقات أشياء موضوعات حتى إذا سمعها المبتدئ في الصناعة سبق إلى قلبه أنّه كان المتعمد لها، والنضر بن سلمة أيضا قد تبرأ نا من عهدته" وأما حديث أنس فأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (463) عن أحمد بن علي بن عياش البالسي ثنا أحمد بن بكر البالسي ثنا خالد بن يزيد البجلي ثنا سليمان مولى الشعبي - هكذا وإنما هو سليم - عن أنس رفعه "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر، تحريم الصلاة التكبير، وتحليلها التسليم" وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن بكر وخالد بن يزيد. 1802 - "تحفة أهل الجنة زيادة كبد النُّون" وفيه "غذاؤهم على إثرها أنْ ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها" وفيه "وشرابهم عليه من عين تسمى سلسبيلا" قال الحافظ: عند مسلم (315) في حديث ثوبان: فذكره" (¬1) 1803 - حديث عائشة أنّ النجاشي أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - حلية فيها خاتم من ذهب فأخذه وإنّه لمعرض عنه، ثم دعا أمامة بنت ابنته فقال "تحلي به" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 14/ 163 (كتاب الرقاق - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة) (¬2) 12/ 435 (كتاب اللباس - باب خواتيم الذهب)

أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسند عائشة" (370) وأحمد (6/ 119) وأبو داود (4235) والبيهقي (4/ 141) عن محمد بن سلمة الحرّاني وابن سعد (8/ 40) وابن أبي شيبة (8/ 465 - 466) وابن ماجه (3644) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 107) عن عبد الله بن نُمير كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: قَدِمَتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُلّة (¬1) من عند النجاشي أهداها له، فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشى، فأهوى (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده (¬3) معرضا (¬4) أو ببعض أصابعه فأعطاها (¬5) أمامة بنت أبي العاص فقال "تحلي بهذا يا بنية" واللفظ لإسحاق. واختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه حماد بن زيد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن عائشة ولم يذكر عن أبيه. أخرجه أبو يعلى (4470) والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة. وهو إسناد حسن رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث عند أبي داود فانتفى التدليس. 1804 - حديث "تحليلها التسليم" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن بسند صحيح" (¬6) انظر حديث "تحريمها التكبير ... " ¬

_ (¬1) وفي لفظ لأحمد وغيره "حلية" ولفظ ابن ماجه "حلقة" (¬2) وفي لفظ "فأخذه" (¬3) وفي لفظ "بعود" (¬4) وفي لفظ "وإنه لمعرض عنه" (¬5) وفي لفظ لابن أبي شيبة وغيره "ثم دعا" ولفظ ابن سعد "فأرسل به إلى" (¬6) 2/ 467 (كتاب الصلاة - باب التسليم)

1805 - "تحوز المرأة ثلاثة مواريث: عتيقها، ولقيطها، وولدها الذي لاعنت عليه" قال الحافظ: ولأصحاب السنن الأربعة عن واثلة رفعه: فذكره، قال البيهقي: ليس بثابت، قلت: وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وليس فيه سوى عمر بن رُؤبة - بضم الراء وسكون الواو بعدها موحدة - مختلف فيه، قال البخاري: فيه نظر. ووثقه جماعة، وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن المنذر، ومن طريق داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن رجل من أهل الشام أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى به لأمه، هي بمنزلة أبيه وأمه. وفي رواية أنّ عبد الله بن عبيد كتب إلى صديق له من أهل المدينة يسأله عن ولد الملاعنة، فكتب إليه: إني سألت فأُخبرت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى به لأمه. وهذه طرق يقوى بعضها ببعض" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 490 و 4/ 106 - 107) وأبو داود (2906) وابن ماجه (2742) والترمذي (2115) وابن عدي (5/ 1707) والدارقطني (4/ 89) والبيهقي (6/ 240 و 259) وفي "معرفة السنن" (9/ 152) والمزي في "تهذيب الكمال" (21/ 344 - 345) من طرق عن محمد بن حرب الخولاني ثنا عمر بن رؤبة التغلبي عن عبد الواحد بن عبد الله بن بسر النصري: سمعت واثلة بن الأسقع رفعه: فذكره. وفي لفظ لأبي داود وغيره "تُحرز" وفي لفظ للدارقطني "وملاعنها" مكان "ولدها" ورواه إسحاق بن راهوية عن محمد بن حرب عن عمر بن رؤبة قال (¬2): دخلت مع أبي سلمة الحمصي عليه فحدثنا عن عبد الواحد النصري عن واثلة به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6361) والطحاوي في "المشكل" (5137) والطبراني في "الكبير" (22/ 73) والمزي (21/ 345) ورواه بقية بن الوليد ثني أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم عن عمر بن رؤبة عن عبد الواحد (¬3) بن عبد الله النصري عن واثلة به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6360) والطحاوي في "المشكل" (5136) والطبراني في "الكبير" (22/ 74) وفي "مسند الشاميين" (1384) والمزي (21/ 345) ¬

_ (¬1) 15/ 32 (كتاب الفرائض - باب ميراث الملاعنة) (¬2) القائل هو محمد بن حرب (¬3) سماه الحاكم في روايته عبد العزيز، وهو وهم.

عن إسحاق بن راهوية والنسائي في "الكبرى" (6420) والطحاوي (2870) والدارقطني (4/ 90) عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي والحاكم (4/ 340 - 341) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ثلاثتهم عن بقية بن الوليد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن حرب" قلت: تابعه أبو سلمة الحمصي كما تقدم. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: هذا غير ثابت. قال البخاري: عمر بن رؤبة عن عبد الواحد النصري فيه نظر، وقال ابن عدي: أنكروا عليه أحاديثه عن عبد الواحد النصري" وقال في "المعرفة": لم يُثبت البخاري ولا مسلم هذا الحديث لجهالة بعض رواته" وقال الخطابي والبغوي: هذا حديث غير ثابت عند أهل النقل" معالم السنن 3/ 325 - شرح السنة 8/ 362 قلت: مداره على عمر بن رؤبة التغلبي وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأختلف عنه: فقال إسماعيل بن عياش: حدثني عمر بن رؤبة عن عبد الواحد النصري عن واثلة بن الأسقع قال: تحرز المرأة ثلاثة مواريث: موقوف. أخرجه سعيد بن منصور (479) وأما حديث ابن عمر فلم أقف عليه ولعله في "الأوسط" لابن المنذر (¬1). ¬

_ (¬1) ولعله الموقوف الذي أخرجه عبد الرزاق (12478) عن سفيان الثوري عن موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر قال: ابن الملاعنة يُدعى لأمه، ومن قذف لأمه، يقول: يا ابن الزانية، ضرب الحد، وأمه عصبته، يرثها وترثه. وأخرجه الدارمي (2968) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة به. وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 339 - 340) عن وكيع ثنا موسى بن عبيدة به. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

وأما حديث الذي لم يسم فأخرجه عبد الرزاق (12476 و 12477) وابن أبي شيبة (10/ 170و 11/ 339) والدارمي (2963) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 11/ 174) والبيهقي (6/ 259) من طرق عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كنت إلى رجل من بني زريق من أهل المدينة (¬1) يسأل عن ابن الملاعنة من يرثه؟ فكتب إليّ أنّه سأل، فاجتمعوا على أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى به للأم، وجعلها بمنزلة أبيه وأمّه. 1806 - عن ابن عمر: تختم النبي - صلى الله عليه وسلم - في يمينه ثم إنّه حوله في يساره. قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ وابن عدي عن عبد الله بن عطاء عن نافع عن ابن عمر، وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه ابن عدي (3/ 1111) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 126) من طريق سليمان أبي محمد القافلاني عن عبد الله بن عطاء عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه ثم إنّه حوله في يساره. وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي سليمان القافلاني. وقد روى غير واحد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه ولم يزيدوا على ذلك، منهم: عبيد الله بن عمر وابن إسحاق وأسامة بن زيد. ورواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر كذلك. انظر "أخلاق النبي" (ص 126 و 127) 1807 - حديث عمر "تختموا بالعقيق فإنّ جبريل أتاني به من الجنة" قال الحافظ: وأسانيده ضعيفة" (¬3) موضوع حديث التختم بالعقيق روي من حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث عمر ومن حديث علي ومن حديث فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) وعند أبي داود: من أهل الشام. (¬2) 12/ 446 (كتاب اللباس - باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه) (¬3) 4/ 135 (كتاب الحج - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: العقيق واد مبارك)

فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "تختموا بالعقيق فإنّه مبارك" أخرجه العقيلي (4/ 449) والمحاملي (111) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 138) وابن عدي (7/ 2605) والخطيب في "التاريخ" (11/ 251) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 57) من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن هشام بن عروة به. قال ابن عدي: وهذا حديث يعقوب بن إبراهيم الزهري وإنْ كان ضعيفا عن هشام بن عروة سرقه يعقوب بن الوليد هذا" وقال العقيلي: لا يثبت في هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئ" وقال ابن حبان: يعقوب بن الوليد المدني كان ممن يضع الحديث على الثقات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، يعقوب بن الوليد قال أحمد: هو من الكذابين الكبار كان يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء" وقال السخاوي: ويعقوب كذبه أحمد وأبو حاتم وغيرهما، وقد تحرف اسم أبيه على بعض رواته فسماه إبراهيم" المقاصد ص 153 قلت: أخرجه ابن عدي (7/ 2604) والعسكري في "التصحيفات" (1/ 360) والبيهقي في "الشعب" (5941) من طريق الصلت بن مسعود الجَحْدري ثنا يعقوب بن إبراهيم الزهري ثنا هشام بن عروة به. قال ابن عدي: وهذا يعرف بيعقوب هذا وليس بالمعروف، وقد سرقه منه يعقوب بن الوليد الأزدي مدني أيضا فرواه عن هشام بن عروة كما رواه هو، ويعقوب بن إبراهيم الزهري لم أعرف له غير هذا فأذكره" ولم ينفردا به فقد أخرجه ابن عساكر كما في "اللآلئ" (2/ 272) من طريق أبي سعيد شعيب بن محمد بن إبراهيم الشعيبي أنبأ أبو عبد الله محمد بن وصيف القامي عن محمد بن سهل بن الفضل بن عسكر أبي الفضل ثنا خلاد بن يحيى عن هشام بن عروة به. ومن دون خلاد بن يحيى لم أر من ترجمهم. الثاني: يرويه نوفل بن الفرات عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: أتى بعض بني جعفر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أرسل معي من يشتري لي نعلاً وخاتماً، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالا فقال "انطلق إلى السوق واشتر له نعلا ولا يكن سودا، واشتر له خاتما وليكن فصه عقيقا فإنه من تختم بالعقيق لم يقض له إلا الذي هو أسعد"

أخرجه ابن حبان في "الثقات" (7/ 540 - 541) واللفظ له والطبراني في "الأوسط" (6687) وأبو بكر المقري في "فوائده" كما في "اللآلئ" (2/ 272) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 57 - 58) والديلمي في "مسند الفردوس" (الأجوبة المرضية للسخاوي 1/ 113) من طريق محمد بن أيوب بن سويد الرملي ثني أبي ثني نوفل بن الفرات به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن القاسم إلا نوفل، ولا رواه عن نوفل إلا أيوب بن سويد، تفرد به ابنه" وقال ابن حبان: البلية في هذا الخبر من محمد بن أيوب بن سويد، لأنّ نوفلا كان ثقة، وكان محمد بن أيوب يضع الحديث، وهذا الحديث موضوع" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، محمد بن أيوب قال ابن حبان: يروي الموضوعات لا يحل الاحتجاج به، فأما أبوه أيوب فقال ابن المبارك: ارم به، وقال يحيى: ليس بشيئ، وقال النسائي: ليس بثقة" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف جداً" المجمع 5/ 155 قلت: اتهمه بالوضع غير واحد منهم الحاكم وأبو نعيم الأصبهاني. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي كما في "الآلئ" (2/ 273) والجورقاني في "الأباطيل" (2/ 241) وابن عساكر كما في "الضعيفة" (1/ 262) وابن الجوزي في "العلل" (1156) و"الموضوعات" (3/ 58) من طريق الحسين بن إبراهيم البابي عن حميد الطويل عن أنس رفعه "تختموا بالعقيق فإنّه ينفي الفقر، واليمين أحق بالزينة" قال ابن عدي: هذا حديث باطل، والحسين بن إبراهيم هذا مجهول" وقال ابن الجوزي: لا يصح" وقال الذهبي في "الميزان": حديث موضوع، وحسين لا يُدرى من هو فلعله من وضعه" وأخرجه ابن عساكر كما في "اللسان" (2/ 268 - 269) و"اللالئ" (2/ 273) من طريق الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام بن جبلة بن الحسن بن قانع السلمي المعروف بابن برغوت ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي ثني محمد بن الحسن بباب الأبواب ثنا حميد الطويل عن أنس رفعه "تختموا بالعقيق فإنه أنجح للأمر، واليمنى أحق بالزينة" قال الحافظ: وهو موضوع لا ريب فيه لكني لا أدري من وضعه" وأما حديث عمر فأخرجه الديلمي كما في "المقاصد" (ص 153) من طريق ميمون بن

سليمان عن منصور بن بشر الساعدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر رفعه "تختموا بالعقيق فإنّ جبربل أتاني به من الجنة وقال لي: يا محمد، تخنم بالعقيق وأمر أمتك أنْ تتختم به" قال السخاوي: وهو موضوع على عمر فمن دونه إلى مالك" وأما حديث علي فأخرجه الديلمي كما في "المقاصد" (ص 153 - 154) من طريق علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان عن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه رفعه "تختموا بالخواتيم العقيق فإنّه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه" قال السخاوي: وعلي بن مهرويه صدوق، وداود بن سليمان يقال له المغازي، وهو جرجاني كذبه ابن معين، وله نسخة موضوعة بالسند المذكور" وقال الذهبي في "الميزان": داود بن سليمان الجرجاني المغازي عن علي بن موسى الرضا وغيره كذبه ابن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا رواها علي بن محمد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه" ورواه أبو بكر الأزرقي عن جعفر بن محمد بهذا الإسناد بلفظ "من تختم بالعقيق ونقش عليه وما توفيقي إلا بالله وفقه الله لكل خير وأحبه الملكان الموكلان به" أخرجه الحسين بن هارون الضبي في "أماليه" كما في "المقاصد" (ص 154) و "الأجوبة المرضية" (1/ 110) قال: وجدت في كتاب أبي حدثني أبو سعيد الحسن بن علي ثنا صهيب بن عباد ثنا أبو بكر الأزرقي به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 56 - 57) وقال: لا يصح وهو من عمل أبي سعيد الحسن بن علي" وقال السخاوي: وفي سنده أبو سعيد الحسن بن علي وهو كذاب وهذا عمله" وأما حديث فاطمة فله عنها طريقان: الأول: يرويه الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة مرفوعا "من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 153 - 154) والطبراني في "الأوسط" (103) وابن مردويه في "المنتقى من حديث الطبراني" (38) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 57) من طريق زهير بن عباد ثنا أبو بكر بن شعيب عن مالك عن الزهري به.

قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلا أبو بكر، تفرد به زهير" وقال ابن حبان: أبو بكر بن شعيب شيخ يروي عن مالك ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به" وقال ابن الجوزي: لا يصح، في إسناده أبو بكر بن شعيب ولا نعرف اسمه" (¬1) وقال الهيثمي: وعمرو بن الشريد لم يسمع من فاطمة، وزهير بن عباد الرؤاسي وثقه أبو حاتم، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 154 - 155 كذا قال، مع أنّ أبا بكر بن شعيب لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو غير ثقة كما قال الذهبي في "الميزان". الثاني: يرويه هشام بن ناصح عن سعيد بن عبد الرحمن عن فاطمة الكبرى مرفوعا "من تختم بالعقيق لم يُقض له إلا بالتي هي أحسن" أخرجه البخاري في "تاريخه" كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 272) ثنا أبو عثمان سعيد بن مروان ثنا داود بن رشيد ثنا هشام بن ناصح به. قال السيوطي: وهذا أصيل وهو أمثل ما ورد في الباب" قلت: هشام بن ناصح ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا داود بن رشيد، ولم يذكره ابن حبان ولا ابن أبي حاتم. خاتمة: في ذكر طائفة من أقوال أهل العلم في هذه الأحاديث غير ما تقدم: قال الصغاني: والأحاديث التي تروى في التختم بالعقيق لا يثبت فيها شيئ" الموضوعات ص 29 وقال الفيروز آبادي: لم يثبت فيه شيئ" سفر السعادة ص 145 وقال ابن رجب: وكلّ أحاديث التختم بالعقيق لا يثبت منها شيئ" فيض القدير 3/ 263 وقال السخاوي: له طرق كلها واهية" المقاصد ص 153 - الأجوبة المرضية 1/ 108 ¬

_ (¬1) وقال الدارقطني في "غرائب مالك": حديث غير محفوظ عن الزهري، ولا عن مالك، تفرد به زهير عن أبي بكر بن شعيب وهو مجهول" الأجوبة المرضية 1/ 112

1808 - "تخرج نار قبل يوم القيامة من حضرموت فتسوق الناس" الحديث وفيه "فما تأمرنا؟ قال "عليكم بالشام" وفي لفظ آخر "ذلك نار تخرج من قعر عدن تُرَحِّل الناس إلى المحشر" قال الحافظ: وفي حديث ابن عمر عند أحمد وأبي يعلى مرفوعا: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (201) وابن أبي شيبة (15/ 78) وأحمد (2/ 8 و 53 و 69 و 99 و 119) ويعقوب بن سفيان في "المعرفه" (2/ 302 - 303 و 303) والترمذي (2217) وأبو يعلى (5551) وابن حبان (7305) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 57) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام" (14) والبغوي في "شرح السنة" (4007) من طرق عن يحيى بن أبي كثير ثنى أبو قِلابة الجَرمي ثني سالم بن عبد الله بن عمر ثني عبد الله بن عمر رفعه "تخرج نار من حضر موت أو بحضر موت فتسوق الناس" قلنا: يا رسول الله، ما تأمرنا؟ قال "عليكم بالشام" وفي لفظ "ستخرج (¬2) نار قبل يوم القيامة (¬3) من بحر (¬4) حضر موت أو من حضر موت تحشر الناس" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 61 وقال الألباني: صحيح" تخريج فضائل الشام ص 31 قلت: وهو كما قالوا. 1809 - "تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عائشة مرفوعا، وأخرجه أبو نعيم من حديث عمر أيضا، وفي إسناده مقال ويقوى أحد الإسنادين بالآخر" (¬5) ضعيف ¬

_ (¬1) 14/ 166 (كتاب الرقاق - باب الحشر) (¬2) زاد ابن حبان "عليكم" (¬3) وفي لفظ "في آخر الزمان" (¬4) وفي لفظ لأحمد "قِبَل" ولفظ البغوي "نحو" (¬5) 11/ 26 (كتاب النكاح - باب إلى من ينكح؟)

وحديث عائشة يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويرويه عن هشام جماعة، منهم: 1 - الحارث بن عمران الجعفري. ولفظ حديثه "تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم" وفي لفظ "تخيروا لنطفكم ولا تضعوها إلا في الأكفاء" أخرجه ابن ماجه (1968) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 403 و 404) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 225) وابن عدي (2/ 614) والدارقطني (3/ 299) والحاكم (2/ 163) والقضاعي (667) والبيهقي (7/ 133) والخطيب في "التاريخ" (1/ 264) وابن الجوزي في "العلل" (1009) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحارث متهم" وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: الحديث ليس له أصل، الحارث ضعيف الحديث، وهذا حديث منكر" وقال ابن حبان: أصل الحديث مرسل، ورفعه باطل، والحارث يضع الحديث على الثقات" وقال الخطيب: هذا حديث غريب من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه، ورواه جماعة عن هشام أيضا، وكلّ طرقه واهية" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، اشتهر به الحارث بن عمران عن هشام قال الدارقطني: الحارث ضعيف، وقال ابن حبان، كان يضع الحديث على "الثقات" 2 - عكرمة بن إبراهيم الأزدي. ولفظ حديثه "لينظر أحدكم أين يضع نطفته، تزوجوا الأكفاء وزوجوا الأكفاء" وفي لفظ آخر مثل لفظ حديث الحارث بن عمران الأول. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (131) والحاكم (2/ 163) والبيهقي (7/ 133) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عكرمة ضعفوه"

قلت: قال ابن معين: عكرمة بن إبراهيم ليس بشئ وقال النسائي، ضعيف، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. 3 - أبو أمية بن يعلى. ولفظ حديثه "أنكحوا إلى الأكفاء وأنكحوهم، واختاروا لنطفكم، وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه" أخرجه الدارقطني (3/ 299) وابن الجوزي في "العلل" (1011) من طريق محمد بن حماد بن ماهان الدباغ ثني محمد بن عقبة ثني أبو أمية به. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أبو أمية بن يعلى واسمه إسماعيل قال يحيى: ليس حديثه بشيء، وقال مرة: متروك الحديث" وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث باطل لا يحتمل هشام بن عروة هذا. قلت: فممن هو؟ قال: من راويه. قلت: ما حال أبي أمية بن يعلى؟ قال: ضعيف الحديث" العلل 1/ 404 قلت: ومحمد بن حماد بن ماهان قال الدارقطني: ليس بالقوى (سؤالات الحاكم) 4 - صالح بن موسى الطلحي. ولفظ حديثه "اختاروا لنطفكم المواضع الصالحة" أخرجه الدارقطني (3/ 298 - 299) وابن الجوزي في "العلل" (1010) وقال: هذا حديث لا يصح، صالح بن موسى قال يحيى: ليس حديثه بشيء وقال النسائي: متروك الحديث" قلت: وقال يحيى والنسائي أيضاً: لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا، كثير المناكير عن الثقات. 5 - هشام بن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام مولى عثمان. ولفظ حديثه "تخيروا لنطفكم، وأنكحوا في الأكفاء، وإياكم والزنج فإنّه خلق مشوه" أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 314) وهشام بن زياد قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 6 - الحكم بن هشام العقيلي. ولفظ حديثه "تخيروا لنطفكم فأنكحوا الأكفاء وتزوجوا إليهم"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (130) عن أبي حاتم الرازي وابن عساكر كما في "الصحيحة" (3/ 57) عن أبي زرعة الدمشقي قالا: ثنا أبو النضر الدمشقي إسحاق بن إبراهيم الأشقر ثنا الحكم بن هشام به. قال الخطيب: واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مِنْدل بن علي عن هشام، وكل طرقه واهية، وروي عن قتادة عن عروة عن عائشة كذلك، حدّث به أبو معاوية الضرير عن المختار بن منيح عن قتادة، ويقال: لم يروه عن المختار غير أبي معاوية، ورواه أبو المقدام هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلا، وهو أشبه بالصواب" التاريخ 1/ 264 وقال الحافظ: مداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام أمثلهم صالح بن موسى الطلحي والحارث بن عمران الجعفي وهو حسن" التلخيص 3/ 146 وله طريق أخرى أخرجها ابن عدي (5/ 1883) من طريق عيسى بن ميمون المدني عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "تخيروا لنطفكم فإنّ النساء يلدن أشباه إخوانهنّ وأشباه أخواتهن" وعيسى بن ميمون قال الفلاس وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري ويعقوب بن سفيان: منكر الحديث. وأما حديث عمر فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 115) من طريق سليمان بن عطاء ثنا مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة أنّه سمع عمر رفعه "تخيروا لنطفكم، وانتخبوا المناكح، وعليكم بذات الأوراك فانهنّ أنجب" وسليمان بن عطاء هو ابن قيس القرشي قال أبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة. وفي الباب عن أنس رفعه" تخيروا لنطفكم، واجتنبوا هذا السواد فإنّه لون مشوه" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 377) عن أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمرو بن

الضحاك ثني عبد العظيم بن إبراهيم السالمي ثنا عبد الملك بن يحيى ثنا سفيان بن عُيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس به. وقال: غريب من حديث زياد والزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه" قلت: عبد الملك بن يحيى لم أقف له على ترجمة. 1810 - "تختموا بالعقيق فإنّه مبارك" قال الحافظ: رواه أبو أحمد بن عدي من طريق يعقوب بن إبراهيم الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) انظر حديث "تختموا بالعقيق ... " 1811 - حديث أسامة بن شريك "تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داءً واحدا: الهرم" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" والأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم وفي لفظ "إلا السام" - بمهملة مخففة - يعني الموت" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أحسنهم خلقا". 1812 - "تدنو الشمس من الأرض يوم القيامة، فيعرق الناس، فمنهم من يبلغ عرقه عقبه، ومنهم من يبلغ نصف ساقه، ومنهم من يبلغ ركبته، ومنهم من يبلغ فخذه، ومنهم من يبلغ خاصرته، ومنهم من يبلغ منكبه، ومنهم من يبلغ فاه، - وأشار بيده فألجمها فاه - ومنهم من يغطيه عرقه- وضرب بيده على رأسه" قال الحافظ: أخرج الحاكم من حديث عقبة بن عامر رفعه: فذكره، وله شاهد عند مسلم (2864) من حديث المقداد بن الأسود وليس بتمامه وفيه "تُدْنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على مقدار أعمالهم في العرق" (¬3) صحيح أخرجه ابن حبان (7329) والطبراني في "الكبير" (17/ 302) والحاكم (4/ 571) ¬

_ (¬1) 4/ 135 (كتاب الحج - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: العقيق واد مبارك) (¬2) 12/ 240 (كتاب الطب - باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) (¬3) 14/ 184 (كتاب الرقاق - باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)} [المطففين: 4])

وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (41) من طرق عن ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أنّ أبا عُشَّانة المَعَافري حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر رفعه "تدنو الشمس من الأرض (¬1)، فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنقه (¬2)، ومنهم من يبلغ وسط فيه (¬3) " - وأشار بيده فألجمها فاه (¬4) - رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬5) هكذا، "ومنهم من يغطيه عرقه (¬6) " وضرب بيده إشارة فأمرّ يده فوق رأسه من غير أنْ يصيب الرأس دور راحته يمينا وشمالا. اللفظ للحاكم. وقال: صحيح الإسناد" وقال عبد الغني المقدسي: إسناده حسن" وقال الهيثمي: وإسناد الطبراني جيد" المجمع 10/ 335 قلت: إسناده صحيح، وأبو عشانة اسمه حَيّ بن يُؤْمِن بن حجيل المصري. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لَهيعة ثنا أبو عشانة به. أخرجه أحمد (4/ 157) وعبد الغني المقدسي في "ذكرالنار" (42) عن حسن بن موسى الأشيب والطبراني في "الكبير" (17/ 306) عن عمرو بن خالد الحرّاني قالا: ثنا ابن لهيعة به. وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. 1813 - "تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى حِقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما" ¬

_ (¬1) زاد الطبراني "يوم القيامة" (¬2) لفظ الطبراني "حلقه" (¬3) لفظ الطبراني "ومنهم من يلجمه" (¬4) لفظ الطبراني "وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجمع بين أصابعه بين شفتيه" (¬5) زاد ابن حبان "يشير" (¬6) لفظ الطبراني "ومنهم من يغمره"

قال الحافظ: وقد روى مسلم من حديث المقداد بن الأسود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2864) عن المقداد مرفوعا "تُدْنى الشمس يوم القيامة ... " الحديث، وزاد بعد قوله "إلى كعبيه" "ومنهم من يكون إلى ركبته". 1814 - "تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإنْ هلكوا فسبيل من هلك، وإنْ يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما" قال الحافظ: قال ابن الجوزي: أخرجه أبو داود من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، زاد الطبراني والخطابي، فقالوا: سوى ما مضى؟ قال "نعم" (¬2) صحيح وله عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه منصور بن المعتمر عن رِبعي بن حِراش عن البراء بن ناجية الكاهلي عن ابن مسعود رفعه "تدور (¬3) رحى الإسلام بخمس (¬4) وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين (¬5)، فإن يهلكوا فسبيل من قد هلك، وإنْ يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما (¬6) " قال (¬7): قلت: أَمِمَّا مضى أم مما بقي (¬8)؟ قال "مِمَّا بقي (¬9) " أخرجه الطيالسي (ص 50) والطحاوي في "المشكل" (1613) والحاكم (4/ 521) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق 40/ ب) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد" (5) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي وأحمد (1/ 393 و 393 - 394) وأبو داود (4254) وأبو يعلى (5281) والطحاوي في "المشكل" (1611) وابن الأعرابي (ق 83/ ب، 142/ ب) والدارقطني في "العلل" (5/ 44) والحاكم (3/ 114) والخطيب في "الفقيه" (1/ 106) والبغوي في "شرح السنة" (4225) ¬

_ (¬1) 10/ 324 (كتاب التفسير - سورة ويل للمطففين) (¬2) 16/ 340 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمد بن المثنى) (¬3) لفظ ابن عدي "تزول" (¬4) لفظ أبي داود وغيره "لخمس" ولفظ الهيثم بن كليب "بعد خمس" ولفظ البيهقي "عند رأس" (¬5) زاد الطيالسي وغيره "سنة" (¬6) وفي لفظ للطحاوي "وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين عاما" (¬7) وعند الطيالسي وغيره "فقال له عمر" (¬8) لفظ ابن عدي "سبعين قبلها أو سبعين بعدها" ولفظ البيهقي "أمن هذا أو من مستقبله" (¬9) وعند أبي داود وحده ومن طريقه البغوي "مما مضى" ولفظ ابن عدي "سبعين بعدها" ولفظ البيهقي "من مستقبله"

عن سفيان الثوري وابن الأعرابي (ق 82 - 83 و 142) وعنه الخطابي في "الغريب" (1/ 549) عن الأعمش (¬1) وابن عدي (2/ 742) عن شعبة (¬2) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 393) عن إسرائيل بن يونس والطحاوي في "المشكل" (1609) والهيثم بن كليب (888) والحاكم (3/ 101) عن شريك بن عبد الله النخعي كلهم عن منصور بن المعتمر به. واللفظ لأحمد وغيره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أيضا: صحيح على شرط مسلم" وقال الألباني: صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير البراء بن ناجية وهو ثقة" الصحيحة 2/ 704 - صحيح الجامع 2931 قلت: هذا إذا ثبت سماع البراء بن ناجية من ابن مسعود فقد قال البخاري في "التاريخ الكبير": لم يذكر سماعا من ابن مسعود. وهو كما قال، فإنّه - أي البراء - لم يذكر سماعا من ابن مسعود في جميع الروايات التي ذكرتها. ¬

_ (¬1) أخرجاه من طريق الأسود بن عامر الشامي شاذان ثنا أبو بكر بن عياض عن الأعمش به. ورواه وضاح بن يحيى النهشلي عن أبي بكر بن عياش فأسقط منه البراء بن ناجية أخرجاه أيضا، ووقع في حديثه "في ثلاث وثلاثين سنة، أو أربع وثلاثين سنة" وقال فيه "فسبيل من هلك من الأمم" وقال فيه "قيل: يا رسول الله، السبعين سوى الثلاث وثلاثين؟ قال: نعم" ووضاح تكلم فيه أبو حاتم وابن حبان. (¬2) رواه الحسن بن عمرو العبدي عن شعبة، والحسن هذا كذبه ابن المديني، وقال أبو حاتم: متروك الحديث.

ووثقه العجلي وابن حبان (¬1)، وقال الذهبي في "المغني" و"الديوان": لا يعرف، وقال في "الميزان": فيه جهالة، لا يعرف إلا بهذا الحديث، تفرد عنه ربعي بن حراش. وتعقبه الحافظ في "التهذيب" فقال: قلت: قد عرفه العجلي وابن حبان فيكفيه. وذكره في "التقريب" وقال: ثقة. ولم يخرج له مسلم شيئا. ولم ينفرد به كما سيأتي. الثاني: يرويه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده ابن مسعود رفعه "تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هلكوا فسبيل من هلك، وإنْ بقوا يقم لهم دينهم سبعين سنة" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (¬2) (280) وأحمد (1/ 390 و 451) عن يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب ثني أبو إسحاق الشيباني عن القاسم بن عبد الرحمن به. وأخرجه البزار (1996) وأبو يعلى (5298) والطحاوي في "المشكل" (1610) وابن حبان (6664) والطبراني في "الكبير" (10356) والخطابي في "الغريب" (1/ 549) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق 40/ ب) من طرق عن يزيد بن هارون به. وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو إسحاق الشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود اختلف في سماعه من أبيه، والصحيح أنّه سمع منه كما قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما. ولم ينفرد أبو إسحاق الشيباني به بل تابعه مُجالد بن سعيد ثني القاسم بن عبد الرحمن به. أخرجه البزار (1997) من طريق شريك بن عبد الله النخعي عن مجالد به. وقال: ولا نعلم روى مجالد عن القاسم حديثا مسندا إلا هذا الحديث، ولا رواه عنه إلا شريك" قلت: وهو مختلف فيه، ومجالد بن سعيد ليس بالقوي وقد تغير بأخرة وكان يلقن. الثالث: يرويه شريك أيضا عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود رفعه "تدور رحى الإسلام سنة خمس وثلاثين، فإن هلكوا فسبيل من هلك، وإنْ نجوا بقوا سبعين عاما" ¬

_ (¬1) وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، ولا يعرف أحد روى عنه غير ربعي بن حراش" الوهم والإيهام 5/ 113 (¬2) رواه أبو يعلى (5009) عن ابن أبي شيبة به.

أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4338) والبزار (1942 و5/ 367) والطحاوي (¬1) في "المشكل" (1612) والطبراني في "الكبير" (10311) واللفظ له قال الحافظ: وهذا الإسناد حسن" المطالب 5/ 5 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف مجالد" مختصر الإتحاف 10/ 460 قلت: وهو كما قال. 1815 - عن عمر قال: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أردّ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيي اجتهادا، فوالله ما آلو عن الحق وذلك يوم أبي جندل حتى قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تراني أرضى وتأبى" قال الحافظ: وقد جاء عن عمر نحو قول سهل، ولفظه "اتقوا الرأي في دينكم" أخرجه البيهقي في "المدخل" هكذا مختصرا، وأخرجه هو والطبري والطبراني مطولا بلفظ: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا عمر تراني رضيت وتأبى". 1816 - "تَرِّب وجهك" قال الحافظ: قال ابن المنيِّر: في الحديث المشهور - يعني الذي أخرجه أبو داود وغيره -: فذكره" (¬3) حسن وهو من حديث أم سلمة وله عنها طريقان: الأول: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن كُريب مولى ابن عباس عن أم سلمة قالت: مَرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بغلام لنا يقال له: رباح، وهو يصلي، فنفخ، فقال "ترب وجهك" أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 30) عن الحسين بن عيسى البسطامي عن أحمد بن أبي طَيبة وعفان بن سيار كلاهما عن عنبسة بن الأزهر عن سلمة بن كهيل به. ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه "إنّ رحى الإسلام ستزول بعد خمس وثلاثين، فإنْ يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال يأكلوا الدنيا سبعين عاما رغدا، وإنْ يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم". (¬2) 17/ 51 (كتاب الاعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي) (¬3) 2/ 35 (كتاب الصلاة - باب الصلاة على الحصير)

وإسناده حسن، الحسين بن عيسى البسطامي وسلمة بن كهيل وكريب مولى ابن عباس كلهم ثقات، وأحمد بن أبي طيبة وعفان بن سيار وعنبسة بن الأزهر كلهم صدوقون. والحديث أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (169) المزي في "تهذيب الكمال" (22/ 403) من طريق أبي القاسم البغوي ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار ثنا عنبسة بن الأزهر عن سلمة بن كهيل عن كريب عن أم سلمة قالت: مَرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بغلام يقال له: رباح يصلي ينفخ في موضع السجود، فقال "يا رباح لا تنفخ، من نفخ فقد تكلم" ومحمد بن حميد ضعيف وكذبه جماعة. واختلف فيه على عنبسة بن الأزهر الكوفي، فرواه يونس بن بكير الشيباني عنه فلم يذكر كريبا. أخرجه إسحاق في "مسند أم سلمة" (1906) والأول أصح (¬1). الثاني: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي صالح عن أم سلمة أنّها رأت نسيبا لها ينفخ إذا أراد أنْ يسجد فقالت: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لغلام يقال له: رباح "ترب وجهك" أخرجه أبو يعلى (6954) عن كامل بن طلبة الجَحْدري ثنا حماد بن سلمة عن عاصم به. ولم ينفرد عاصم به بل تابعه غير واحد، منهم: 1 - سعيد بن عثمان الوراق. أخرجه أحمد (6/ 301) عن طلق بن غنام بن طلق الكوفي ثنا سعيد بن عثمان الوراق عن أبي صالح قال: دخلت على أم سلمة فدخل عليها ابن أخ لها فصلى في بيتها ركعتين، فلما سجد نفخ التراب، فقالت له أم سلمة: ابن أخي لا تنفخ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لغلام له يقال له: يسار "ترب وجهك لله" سعيد بن عثمان الوراق هذا لم أر من ترجمه. ¬

_ (¬1) ولم ينفرد به عنبسة بل تابعه أبو الضحاك الجارود بن يزيد النيسابوري عن سلمة بن كهيل به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2798) والجارود كذبه أبو حاتم وغيره

2 - داود بن أبي هند. أخرجه ابن حبان (1913) عن أحمد بن محمد بن يحيى الشحام ثنا محمد بن مسلم بن وارة ثنا الربيع بن روح ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن عدي بن عبد الرحمن عن داود بن أبي هند عن أبي صالح مولى آل طلحة بن عبيد الله قال: كنت عند أم سلمة فأتاها ذو قرابتها غلام شاب ذو جُمّة، فقام يصلي، فلما ذهب ليسجد، نفخ، فقالت: لا تفعل، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لغلام لنا أسود "يا رباح، ترب وجهك" وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1903) عن أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي ثنا محمد بن مسلم به. وعدي بن عبد الرحمن هو الطائي قال ابن حبان: روى الزُّبيدي عنه عن داود بن أبي هند نسخة مستقيمة (الثقات 7/ 292) والزبيدي هو محمد بن الوليد، وقال أبو حاتم (¬1): هو سعيد بن عبد الجبار، فوهم. 3 - ميمون أبو حمزة. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 265) وإسحاق في "مسند أم سلمة" (1904) وأحمد (6/ 323) والترمذي (381 و 382) والدولابي في "الكنى" (1/ 158) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (352 و 353) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 247) والطبراني في "الكبير" (23/ 324 و 325) والحاكم (1/ 271) والبيهقي (2/ 252) من طرق عن ميمون أبي حمزة عن أبي صالح (¬2) عن أم سلمة به. قال الترمذي: وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك، وميمون أبو حمزة قد ضعفه بعض أهل العلم" وقال البيهقي: هكذا رواه جماعة من الأئمة نحو حماد بن زيد وغيره عن ميمون أبي حمزة ولم أكتبه من حديث غيره وهو ضعيف" وقال البغوي: إسناده ضعيف" شرح السنة 3/ 246 وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف ميمون أبي حمزة، وقد توبع كما تقدم. ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل 3/ 2/ 3 (¬2) في رواية الترمذي "مولى طلحة" وفي رواية الدولابي "مولى أم سلمة".

وأبو صالح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": لا يعرف ولعله ذكوان السمان لا بل هو ذكوان مولى لأم سلمة (¬1). وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" (3/ 255 - 256): هو ذكوان مولى أم سلمة وهو مجهول الحال، ولا أعلم له غير هذا. 1817 - "تركت فيكم ما إنْ تمسكتم به لم تضلوا، كتاب الله" سكت عليه الحافظ (¬2). هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (1218) عن جابر. 1818 - عن أبي هريرة قال: لما نزلت {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] اشتدّ ذلك على الصحابة، فذكر الحديث في شكواهم ذلك وقوله - صلى الله عليه وسلم - لهم "تريدون أنْ تقولوا مثل ما قال أهل الكتاب: سمعنا وعصينا، بل قولوا: سمعنا وأطعنا" فقالوها فنزلت {آمَنَ الرَّسُولُ} [البقرة: 285] إلى آخر السورة - وفيه في قوله {لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] قال "نعم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (125)، وأخرجه (126) من حديث ابن عباس بنحوه وفيه قال "قد فعلت" (¬3) 1819 - قال أنس: تزوج أبو طلحة أم سليم فكان صداق ما بينهما الإسلام، أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها فقالت: إني قد أسلمت، فإنْ أسلمت تزوجتك، فأسلم فتزوجته" قال الحافظ: رواه النسائي عن أنس" (¬4) صحيح وله عن أنس طرق: الأول: يرويه محمد بن موسى المخزومي الفِطْري عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: تزوج أبو طلحة أم سليم فكان صداق ما بينهما الإسلام. ¬

_ (¬1) سماه ميمون أبو حمزة في رواية المغيرة بن مسلم السراج عنه" زاذان" أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 394) (¬2) 6/ 290 (كتاب الوصايا - باب الوصايا) (¬3) 14/ 358 (كتاب الإيمان والنذور - باب إذا حنث ناسيا في الإيمان) (¬4) 1/ 20 (باب كيف كان بدء الوحي)

أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها فقالت: إني قد أسلمت، فإنْ أسلمت نكحتك، فأسلم، فكان صداق ما بينهما. أخرجه النسائي (6/ 93) وفي "الكبرى" (5503) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا محمد بن موسى به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 125) عن موسى بن هارون البزاز وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 59) وفي "الصحابة" (7938) عن محمد بن إسحاق السراج قالا: ثنا قتيبة بن سعيد به. وأخرجه ابن سعد (8/ 426) عن خالد بن مخلد البجلي ثني محمد بن موسى به. وخالفهما إسماعيل بن أبي أويس فرواه عن محمد بن موسى عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة مرسلا. أخرجه ابن سعد (8/ 426) وإسماعيل فيه لين، والأول أصح، وإسناده حسن. الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم قبل أنْ يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا أمرأة: مسلمة، فإنْ تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم أبو طلحة وتزوجها. أخرجه عبد الرزاق (10417) عن جعفر بن سليمان به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 105) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 59) وفي "الصحابة" (7936) وأخرجه النسائي (6/ 93 - 94) وفي "الكبرى" (5504) والذهبي (¬1) في "معجم الشيوخ" (1/ 205) عن محمد بن النضر بن مساور المروزي ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث صحيح"

وابن حبان (7187) عن الصلت بن مسعود الجَحْدري وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (827) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني كلهم عن جعفر بن سليمان به. وأخرجه الطيالسي (ص 273 - 274) عن سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان ثلاثتهم عن ثابت عن أنس به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 59 - 60) والبيهقي (4/ 65 - 66) وأخرجه ابن سعد (8/ 426 - 427) عن عفان بن مسلم الصَّفَّار ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس به. وإسناده صحيح. واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه عفان بن مسلم عنه عن ثابت مرسلا. أخرجه ابن سعد (8/ 427) والأول أصح. الثالث: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البناني وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أنّ أبا طلحة خطب أم سليم فقالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أنّ إلهك الذي تعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى، قالت: أفلا تستحي أنْ تعبد خشبة من نبات الأرض نجرها حبشي بني فلان! إنْ أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره، قال: لا، حتى أنظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله. قالت: يا أنس زوج أبا طلحة. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (297) والحاكم (2/ 179) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 60) وفي "الصحابة" (7937) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 345 - 346) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال، إلا أنّ مسلما لم يخرج لإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة شيئا.

الرابع: يرويه حرب بن ميمون أبو الخطاب الأنصاري عن النضر بن أنس عن أنس أنّ أم سليم تزوجت أبا طلحة على إسلامه. أخرجه الحاكم (2/ 179) عن أبي عمرو بن إسماعيل ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري ثني أبي ثنا حرب بن ميمون به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" ورواه الطيالسي (ص 273 - 274) عن شيخ لم يسمه عن النضر بن أنس عن أنس مطولا ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 65 - 66) 1820 - "تزوج عثمان خيرا من حفصة، وتزوج حفصة خير من عثمان" قال الحافظ: وقد وقع في حديث خطبة عثمان حفصة زيادة في مسند أبي يعلى: فذكرها" (¬1) أخرجه أبو يعلى (6) عن سويد بن سعيد الحَدَثاني أنا الوليد بن محمد عن الزهري ثني سالم أنّه سمع أباه يحدث أنّ عمر لما تَأيَّمَتْ حفصة من ابن حذافة، قال عمر: لقيت عثمان فعرضت عليه حفصة، قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أنْ لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: أنكحك حفصة فلم يرجع إليّ شيئا، فكنت عليه أوجدَ مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنكحته إياها، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة؟ قال: نعم. قال: لم يمنعني أنّ أرجع إليك إلا أنني كنت علمت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها، فلم أكن لأفُشي سرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو تركها قبلتها. قال عمر: فشكوت عثمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تزوج حفصة خير من عثمان، ويُزوج عثمان خيرا من حفصة" فزوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته. قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الوليد بن محمد المُوَقَّرِي" مختصر الاتحاف 5/ 147 وقال الهيثمي: وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو ضعيف" المجمع 4/ 277 قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث، وقال ابن المديني: ¬

_ (¬1) 8/ 110 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عائشة)

ضعيف لا يكتب حديثه، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة، وقال ابن معين في رواية: كذاب. والحديث أخرجه البخاري (فتح 8/ 319 - 320 و11/ 80 - 82 و 90 - 91 و 107) وغيره من طرق عن الزهري به إلا أنهم لم يذكروا الزيادة التي في آخره، قال عمر: فشكوت عثمان ... الخ. 1821 - حديث جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال له "تزوجت بكراً أو ثيبا" قال له "بارك الله لك" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 11/ 441 - 442) 1822 - "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم يوم القيامة" قال الحافظ: فأما حديث "فإني مكاثر بكم" فصح من حديث أنس بلفظ: فذكره، أخرجه ابن حبان، وذكره الشافعي بلاغا عن ابن عمر بلفظ "تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم" وللبيهقي من حديث أبي أمامة "تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى" وورد "فإني مكاثر بكم" أيضا من حديث الصنابحي بن الأعسر ومعقِل بن يسار وسهل بن حُنيف وحرملة بن النعمان وعائشة وعياض بن غنم ومعاوية بن حيدة وغيرهم" (¬2) صحيح وقوله "فإني مكاثر بكم" ورد من حديث أنس ومن حديث معقل بن يسار ومن حديث ابن عمر ومن حديث معاوية بن حيدة ومن حديث عياض بن غنم الأشعري ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أم سلمة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن حنيف ومن حديث أبي موسى ومن حديث الصنابحي ومن حديث جابر ومن حديث عائشة ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث مكحول مرسلا ومن حديث محمد بن سيرين مرسلا ومن حديث عبد الملك بن عمير مرسلا فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه خلف بن خليفة ثنا حفص بن عمرو بن أخي أنس عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا، ويقول "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر الأنبياء بكم يوم القيامة" ¬

_ (¬1) 11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج) (¬2) 11/ 11 (كتاب النكاح - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من استطاع الباءة فليتزوج)

أخرجه سعيد بن منصور (490) ثنا خلف بن خليفة به. وأخرجه أحمد (3/ 158) والبزار (كشف 1400) وابن حبان (4028) والطبراني في "الأوسط" (5095) والقضاعي (675) والبيهقي (7/ 81 - 82) وفي "الشعب" (5099) وفي "الصغرى" (2351) وسمويه في "فوائده" والسراج في "مسنده" والنوقاني في "معاشرة الأهلين" والضياء في "المختارة" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 356) من طرق عن خلف بن خليفة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حفص ابن أخي أنس إلا خلف بن خليفة" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 4/ 258 قلت: خلف بن خليفة صدوق إلا أنّه اختلط. قال أحمد (المسند 3/ 245): ثنا عفان ثنا خلف بن خليفة - قال أحمد: وقد رأيت خلف بن خليفة وقد قال له إنسان: يا أبا أحمد حدثك مُحارب بن دِثار. قال أحمد: فلم أفهم كلامه كان قد كبر فتركته - ثنا حفص عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالباءة وذكر الحديث. وحفص وثقه الدارقطني وابن حبان وقال أبو حاتم: صالح الحديث. الثاني: يرويه عبد الله بن خراش الكوفي عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن أنس قال: فذكره نحوه. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 219) وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن خراش قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: ذاهب الحديث ضعيف الحديث، وزاد أبو زرعة: يحدث عن العوام بأحاديث مناكير، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه ابن عمار الموصلي. الثالث: يرويه أبان بن أبي عياش عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره التبتل وينهى عنه نهيا شديدا ويقول "تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2464) من طريق معلى بن هلال الطحان عن أبان به. ومعلى بن هلال كذبه ابن المبارك وسفيان وأحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي ويحيى القطان والجوزجاني وغيرهم.

ورواه الجراح بن مليح الحمصي عن أرطاة بن المنذر وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عن أبان عن أنس بلفظ "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر النبيين بكم يوم القيامة، وإياكم والعواقر، فإنّ مثل ذلك كمثل رجل قعد على رأس بئر يسقي أرضا سبخة، فلا أرضه تنبت، ولا عناه يذهب" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (723 و 2475) وتمام في "فوائده" (1335) والخطيب في "تالي التلخيص" (234) وأبان متروك الحديث. وأما حديث معقل بن يسار فأخرجه أبو داود (2050) والنسائي (6/ 54) وفي "الكبرى" (5342) والمحاملي في "أماليه" (393) وابن حبان (4056 و 4057) والطبراني في "الكبير" (20/ 219) والحاكم (2/ 162) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 61 - 62) وفي "الصحابة" (6089) والبيهقي (7/ 81) وفي "معرفة السنن" (10/ 19) والمزي في "تهذيب الكمال" (27/ 431 - 432) من طرق عن يزيد بن هارون أنبا المستلم بن سعيد ثنا منصور بن زاذان عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية، فقال له مثل ذلك، فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال له مثل ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم" اللفظ للحاكم. وقال: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث منصور، تفرد به المستلم" وقال العراقي: إسناده صحيح" إتحاف السادة المتقين 5/ 347 قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير المستلم بن سعيد وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف". وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي في "جزئه" كما في "آداب الزفاف" ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (12/ 377) قال: ثنا الفضل بن أحمد بن منصور الزبيدي ثنا زياد بن أيوب ثنا إسماعيل بن عُلية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّه تزوج امرأة فأصابها شمطاء فطلقها، وقال: حصير في بيت خير من امرأة لا تلد، والله ما أقربكنّ شهوة ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"

قال الخطيب: وكذا رواه أبو حفص بن شاهين عن الزبيدي" قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني، وكذا باقي رواته كلهم ثقات فالإسناد صحيح، وزياد بن أيوب هو ابن زياد البغدادي. وأما حديث معاوية بن حَيدة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 416) عن الحسين بن إسحاق التستري وابن حبان في "المجروحين" (2/ 111) عن عبدان بن أحمد الأهوازي وتمام (1463) عن أبي يعقوب يوسف بن موسى المروزي قالوا: ثنا أبو زكريا يحيى بن دُرُسْت ثنا علي بن الربيع ثني بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم الأمم ... " قال ابن حبان: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث بهز بن حكيم، وعليّ هذا يروي المناكير فلما كثر في روايته المناكير بطل الاحتجاج به" وقال الهيثمي: وفيه علي بن الربيع وهو ضعيف" المجمع 4/ 258 وقال العراقي: لا يصح" تخريج الاحياء 2/ 27 قلت: واختلف فيه على يحيى بن درست في شيخه: • فرواه إبراهيم بن محمد عنه وسمى شيخه علي بن نافع. أخرجه العقيلي (3/ 253) وقال: علي بن نافع مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ. وهذا المتن يروى بغير هذا الإسناد بإسناد أصلح من هذا" • ورواه أبو عبد الله محمد بن يزيد الدرقي عن يحيى بن درست وسمى شيخه علي بن الهيثم. أخرجه تمام (1464) وأما حديث عياض بن غنم فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 277 - 278) والطبراني في "الكبير" (17/ 368) وابن عدي (5/ 1795) والحاكم (3/ 290 - 291) وأبو

نعيم في "الصحابة" (5427) من طريق عمرو بن الوليد الأغضف: سمعت معاوية بن يحيى الصَّدَفي يقول: ثنا يحيى (¬1) بن جابر عن جبير بن نفير عن عياض بن غنم رفعه "يا عياض لا تزوجنّ عجوزا ولا عاقرا فإني مكاثر بكم الأمم" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: معاوية ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف" المجمع 4/ 258 وقال الحافظ: وسنده ضعيف من أجل عمرو" الإصابة 7/ 189 قلت: بل من أجل معاوية بن يحيى، قال ابن معين: هالك ليس بشيء، وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث، وقال أبو داود وغيره: ضعيف. وأما عمرو بن الوليد الأغضف فهو صدوق، قال ابن معين: ما أرى به بأسا (الجرح 3/ 1/ 266 - 267) وقال ابن عدي: له أحاديث حسان غرائب وأرجو أنّه لا بأس به. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (1863) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد الله بن الحارث المخزومي عن طلحة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "أنكحوا فإني مكاثر بكم" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف طلحة بن عمرو المكي الحضرمي متفق على تضعيفه" المصباح 2/ 99 وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 144) من طريق عبد الله بن محمد بن سنان ثنا إبراهيم بن الفضل - وهو ابن أبي سويد - ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن سواء الخزاعي عن أم سلمة مرفوعا "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم" عبد الله بن محمد بن سنان الواسطي قال ابن حبان: يضع الحديث ويقلبه ويسرقه، وقال أبو الشيخ: يحدث عن البصريين، وحدّث عندنا بأحاديث كثيرة لم يتابع عليها، وازدحم عليه الناس، ولم يزالوا يسمعون منه حتى ظهر أمره، ووقفوا على كذبه، وتركوا حديثه، وأجمعوا في أمره أنّه كذاب ذاهب، وقال أبو نعيم: كثير الوضع حدّث بأحاديث لم يتابع عليها. ¬

_ (¬1) وعند أبي نعيم: يزيد.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن عدي (6/ 2147) عن أحمد بن عبد الرحيم الثقفي البصري ثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن ثابت العصري عن أبي غالب عن أبي أمامة رفعه "تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى" ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 87) وأخرجه الروياني (1188) عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس قال: سمعت شيخا سنة ثمان وسبعين ومائة يقول: ثنا أبو غالب به. إلا أنّه قال "النبيين" مكان "الأمم" قال أبو حفص: وصفت هذا الشيخ فقالوا: هذا محمد بن ثابت العصري. وقال ابن عدي: لا أعلم رواه عن أبي غالب غير محمد بن ثابت، وعامة أحاديثه لا يتابع عليه" وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن عدي (2/ 780) عن أبي يعلى وهو في "مسنده" (المطالب 1644) ثنا عمرو بن الحصين ثنا حسان بن سِياه ثنا عاصم عن زِر عن ابن مسعود رفعه "ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود، فإني مكاثر بكم الأمم ... " ثم أخرجه من طريق عثمان بن مخلد ثنا حسان الأزرق ثنا عصام بن بَهْدَلة عن زر عن ابن مسعود رفعه "تزوجوا الولود فإني مكاثر بكم الأمم" (¬1) وقال: وهذا لا يرويه عن عاصم غير حسان بن سياه، وحسان له أحاديث كثيرة غير ما ذكرته وعامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه" وقال البوصيري: وفي سنده حسان بن شاه وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 5/ 76 وأما حديث أنس فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 268) من طريق محمد بن موسى الحرشي عن حسان بن سياه عن ثابت عن أنس رفعه "ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود، فإني لمكاثر بكم الأمم" وقال: حسان بن سياه منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لما ظهر من خطأه في روايته" وتقدم كلام ابن عدي فيه. ¬

_ (¬1) وللحديث طريق أخرى تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "أتدرون أيّ يوم هذا؟ "

وأما حديث سهل بن حُنيف فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5742) عن مطين محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إسحاق بن إبراهيم العقيلي ثنا عبد العظيم بن حبيب ثنا موسى بن عُبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن سهل بن حنيف مرفوعا "تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم ... " وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سهل بن حنيف إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد العظيم بن حبيب" قلت: إسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وأما حديث أبي موسى فأخرجه أبو يعلى (المطالب 1643) عن شيبان بن فروخ الأُبُلي ثنا مبارك بن فضالة عن عاصم بن بهدلة عمن حدّثه عن أبي موسى قال: إنّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ امرأة قد أعجبتني لا تلد، أفأتزوجها؟ قال - صلى الله عليه وسلم - "لا" فأعرض عنها، ثم تبعتها نفسه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أعجبتني هذه المرأة ونحرها، أعجبني دلها ونحرها فأتزوجها؟ قال "لا، امرأة سوداء ولود أحبّ إليّ منها: أما شعرت أني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ... " وإسناده ضعيف للذي لم يسم، ومبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن. وأما حديث الصنابحي فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني فرطكم على الحوض" وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 354) والبزار (كشف 3479 و3482) وأبو يعلى (2133) والطبراني في "الأوسط" (5110) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة" (12) من طريق مُجالد عن عامر الشعبي عن جابر رفعه "إنكم اليوم على دين، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا بعدي القهقرى" وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (1846) من طريق عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة مرفوعا "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإنّ الصوم له وجاء" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عيسى بن ميمون المديني" مصباح الزجاجة 2/ 94 وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "مصباح

الزجاجة" (3/ 207) و"الاتحاف" (4/ 122 - 123) وأحمد (5/ 412) والنسائي في "الكبرى" (4099) وابن الجوزي في "الموضوعات" (203) عن يحيى بن سعيد القطان وابن أبي شيبة (8/ 763 و 11/ 441 و 15/ 32) عن محمد بن جعفر غُندر كلاهما عن شعبة ثني عمرو بن مرّة قال: سمعت مرّة الهمداني قال: حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقة حمراء مخضرمة فقال: فذكر حديثا وفيه "ألا وإني فرطكم على الحوض أنظركم، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي" وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. وأما حديث مكحول فأخرجه سعيد بن منصور (513) عن داود بن عبد الرحمن العطار العبدي عن ابن جُريج عن مكحول رفعه "عليكم بالجواري الشباب فإنهنّ أطيب أفواها، وأغر أخلاقا، وأفتح أرحاما، ألم تعلموا أني مكاثر" واختلف فيه على ابن جريج، فرواه عبد الرزاق (10432) عنه قال: حُدثت عن مكحول. وأما حديث ابن سيرين فأخرجه عبد الرزاق (10343) عن هشام بن حسان عن ابن سيرين رفعه "دعوا الحسناء العاقر، وتزوجوا السوداء الولود، فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة ... " رواته ثقات. وأما حديث عبد الملك بن عمير فأخرجه عبد الرزاق (10344) عن معمر عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن بهدلة أنّ رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ابنة عم لي ذات ميسم ومال، وهي عاقر، أفأتزوجها؟ فنهاه عنها، مرتين أو ثلاثا، ثم قال "لامرأة سوداء ولود أحبّ إليّ منها، أما علمت أني مكاثر بكم الأمم ... " ومن طريقه أخرجه النوقاني في "معاشرة الأهلين" (الأجوبة المرضية 1/ 361) واختلف فيه على عبد الملك، فرواه عبيد الله بن عمرو الرقي عنه عن ثابت بن معبد عن رجل من حلب أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ... أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7191)

1823 - "تزوجوا فإنى مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى". قال الحافظ: وللبيهقي من حديث أبي أمامة: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 1824 - "تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت فهو إذنها" قال الحافظ: واحتج بعضهم بحديث يونس بن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبي موسى مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 139) وأحمد (4/ 394 و 411) والدارمي (2191) والبزار (3189) والروياني (454) وأبو يعلى (7327) وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (21) والطحاوي في "المشكل" (5727) وفي "شرح المعاني" (4/ 364) والدينوري في "المجالسة" (3166) والدراقطني (3/ 241 و 242) والحاكم (2/ 166 - 167) والبيهقي (7/ 120 و 122) وفي "معرفة السنن" (10/ 50 - 51) وفي "الصغرى" (2396) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 99 - 100) والجدوي في "حديثه" (1) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق ثني أبو بردة بن أبي موسى عن أبي موسى رفعه "تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت فقد أذنت (¬3)، وإن أبت (¬4) لم تكره (¬5) " لفظ الدارمي وغيره. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: وهذا إسناد موصول رواه جماعة من الأئمة عن يونس" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 4/ 280 وقال الألباني: وهذا سند صحيح على شرطهما" الصحيحة 2/ 263 قلت: يونس بن أبي إسحاق احتج به مسلم وحده، لكنه لم يخرج له من روايته عن أبي بردة شيئا، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "سير الأعلام"، وقال في "الميزان": صدوق ما به بأس، ما هو في قوة مسعر ولا شعبة. ¬

_ (¬1) 11/ 11 (كتاب النكاح - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من استطاع الباءة فليتزوج) (¬2) 11/ 98 (كتاب النكاح - باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها) (¬3) ولفظ الحاكم "فهو رضاها" وفي لفظ للدارقطني "فهو إذن". (¬4) وفي لفظ "كرهت" وفي لفظ آخر "أنكرت" (¬5) ولفظ ابن أبي شيبة "لم تنكح"

ولم ينفرد به فقد تابعه أبوه أبو إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى به. أخرجه أحمد (4/ 408) عن أسود بن عامر الشامي والبزار (3118) والدارقطني (3/ 242) عن النضر بن شُميل المازني كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق به. واختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه سلام بن سليم أبو الأحوص الكوفي عنه عن أبي بردة مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 138) والأول أصح. 1825 - عن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو والله النهار غير أنّ الشمس لم تطلع" قال الحافظ: روى سعيد بن منصور عن أبي الأحوص عن عاصم عن زِر عن حذيفة قال: فذكره، وأخرجه الطحاوي من وجه آخر عن عاصم نحوه، وروى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق ذلك عن حذيفة من طريق صحيحة" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 399 - 400 و 400) والنسائي (4/ 116) وفي "الكبرى" (2462) والطبري في "تفسيره" (2/ 175) والجورقاني في "الأباطيل" (496) عن سفيان الثوري وأحمد (5/ 396) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 52) وفي "المشكل" (5505) عن حماد بن سلمة وأحمد (5/ 405) عن شَريك بن عبد الله النخعي وابن ماجه (1695) والبزار (2910) والطبري في "تفسيره" (2/ 175) والمحاملي (320) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (352) والحازمي في "الناسخ" (ص 145 - 146) عن أبي بكر بن عياش ¬

_ (¬1) 5/ 38 (كتاب الصوم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال)

والطبري (2/ 175) عن عمرو بن قيس الملائي وخلاد الصفار كلهم عن عاصم بن أبي النَّجُود (¬1) عن زر بن حبيش قال: تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان فدخلت عليه فأمر بلقحة فحلبت وبقدر فسخنت ثم قال: ادن فكل، فقلت: إني أريد الصوم، فقال: وأنا أريد الصوم، فأكلنا وشربنا ثم أتينا المسجد فأقيمت الصلاة، ثم قال حذيفة: هكذا فعل بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: أبعد الصبح؟ قال: نعم هو الصبح غير أنْ لم تطلع الشمس" لفظ حديث حماد بن سلمة. ولفظ النسائي في حديث سفيان: عن زر قال: قلنا لحذيفة: أي ساعة تسحرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو النهار إلا أنّ الشمس لم تطلع" ورواه عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال: تسحرت مع حذيفة، ثم خرجنا إلى الصلاة، فلما أتينا المسجد صلينا ركعتين وأقيمت الصلاة، وليس بينهما إلا هنيهة. ولم يذكر المرفوع. أخرجه النسائي (4/ 116) وفي "الكبرى" (2463) عن محمد بن بشار ثنا محمد - هو ابن جعفر - ثنا شعبة عن عدي به. ومن طريقه أخرجه الجورقاني (497) وقال: هذا حديث حسن" قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات. وقد رواه غير واحد عن حذيفة موقوفا ولم يذكروا المرفوع، منهم: 1 - أبو وائل شقيق بن سلمة قال: انطلقت أنا وزر بن حبيش إلى حذيفة وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة فاستأذنا عليه فخرج إلينا فأتى بلبن فقال: اشربا، فقلنا: إنا نريد الصيام، قال: وأنا أريد الصيام، فشرب ثم ناول زراً فشرب، ثم ناولني فشربت، والمؤذن يؤذن في المسجد، قال: فلما دخلنا المسجد أقيمت الصلاة وهم يغلسون" ¬

_ (¬1) قال النسائي: لا نعلم أحدا رفعه غير عاصم" تحفة الأشراف 3/ 32 وقال الجورقاني: هذا حديث منكر. وقرل عاصم: هو النهار إلا أنّ الشمس لم تطلع، خطأ منه. وهو وهم فاحش لأنّ عدي بن ثابت رواه عن زر بخلاف ذلك. وعدي أحفظ وأثبت من عاصم" وقال الجصاص: لا يثبت ذلك عن حذيفة" أحكام القرآن 1/ 285

أخرجه عبد الرزاق (7606) عن إسرائيل بن يونس عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة. وعامر بن شقيق هو الأسدي الكوفي وهو مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه النسائي وغيره. وإسرائيل وشقيق ثقتان. 2 - صِلة بن زُفر الكوفي قال: تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى المسجد فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا" أخرجه النسائي (¬1) (4/ 116) وفي "الكبرى" (2464) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا محمد بن فضيل ثنا أبو يعفور ثنا إبراهيم عن صلة به. وإسناده صحيح، وأبو يعفور اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، وإبراهيم هو النخعي. 3 - أبو الطفيل أنّه تسحر مع أهله في الجبانة ثم جاء إلى حذيفة وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة فوجده فحلب له ناقة فناوله فقال: إني أريد الصوم، فقال: وأنا أريد الصوم، فشرب حذيفة وأخذ بيده فدفع إلى المسجد حين أقيمت الصلاة. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 10) عن الفضل بن دُكين ثنا الوليد بن جُميع ثنا أبو الطفيل به. وإسناده حسن، وأبو الطفيل هو عامر بن واثلة الليثي. 4 - إبراهيم التيمي عن أبيه. أخرجه الطبري (2/ 173) 1826 - "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والمصنف في "الأدب المفرد" من حديث أبي وهب الجُشَمي - بضم الجيم وفتح المعجمة - رفعه: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الجورقاني (498) (¬2) 13/ 198 (كتاب الأدب - باب من سمى بأسماء الأنبياء)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اربطوا الخيل وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار". 1827 - "تسوكوا" قال الحافظ: فعند ابن ماجه من حديث أبي أمامة مرفوعا: فذكره، ولأحمد نحوه من حديث العباس، وفي "الموطأ" في أثناء حديث "عليكم بالسواك" ولا يثبت منها شيء" (¬1) ذكر الحافظ أنّ هذه الأحاديث استدل بها من قال بوجوب السواك وذلك لورود الأمر بها. وقد روي الأمر بالسواك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي أمامة ومن حديث العباس بن عبد المطلب ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن الزبير ومن حديث علي ومن حديث عبد الله بن عمرو بن حلحلة ورافع بن خَديج معا ومن حديث عائشة فأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (289) عن محمد بن شعيب بن شابور والطبراني في "الكبير" (7876) عن الوليد بن مسلم كلاهما عن عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ... " قال الحافظ: وفيه عثمان بن أبي العاتكة وهو متروك" التلخيص 1/ 60 - 61 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 43 قلت: وهو كما قال لضعف علي بن يزيد الألهاني، وأما عثمان بن أبي العاتكة فهو مختلف فيه، ولم أر أحدا تركه بل قال الحافظ في "التقريب": صدوق ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني. والحمل في روايته على علي بن يزيد لا عليه. وسيأتي الكلام على هذا الحديث أيضا في حرف السين عند حديث "السواك مطهرة للفم ... " ¬

_ (¬1) 3/ 26 (كتاب الجمعة - باب السواك يوم الجمعة)

وأما حديث العباس فيرويه منصور بن المعتمر وسفيان الثوري عن أبي علي الصيقل واختلف عنهما: فأما حديث منصور بن المعتمر فأخرجه البزار (1302) عن سليمان بن كران الطفاوي البصري وأبو يعلى (6710) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (245) عن سُريج بن يونس البغدادي قالا: ثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبّار ثنا منصور بن المعتمر عن أبي علي الصيقل عن جعفر بن تمام عن أبيه عن جده العباس قال: كانوا يدخلون على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يستاكون، فقال: تدخلون عليّ قُلْحا ولا تستاكون؟ استاكوا. لولا أنْ أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء" واختلف فيه على عمر بن عبد الرحمن: • فرواه محمد بن محبوب البصري عنه فجعله عن ابن عباس. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 157) ومن طريقه البيهقي (1/ 36) • ورواه إسحاق بن إدريس البصري عن عمر بن عبد الرحمن فلم يذكر أبا علي الصيقل. أخرجه الحاكم (1/ 146) واختلف فيه على منصور بن المعتمر أيضاً: فقيل: عنه عن أبي علي الصيقل عن جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1302) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (244) والطبراني (1303) وابن السكن في "الصحابة" (الوهم والإيهام 5/ 121 و 122) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1290) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وابن قانع في "الصحابة" (1/ 113 - 114) وابن السكن في "الصحابة" (الوهم والإيهام 5/ 121)

عن الفضيل بن عياض ثلاثتهم عن منصور به. - وأما حديث سفيان: • فرواه إسماعيل بن عمر أبو المنذر الواسطي عن سفيان عن أبي علي الصيقل ثني جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه به. أخرجه أحمد (1/ 214) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 253) وتابعه أبو قتيبة سَلْم بن قتيبة الشَّعيري ثنا سفيان به. أخرجه النسائي في "الإغراب" (171) • ورواه معاوية بن هشام القصّار عن سفيان عن أبي علي الصيقل عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن أبيه. أخرجه أحمد (3/ 442) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1289) وابن الأثير (1/ 254) • ورواه قَبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان عن أبي علي الصيقل عن جعفر بياع الأنماط عن جعفر بن قثم بن العباس أو ابن تمام بن العباس عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1301) وعنه أبو نعيم في "المعرفة" (1289) ومدار هذه الأسانيد على أبي علي الصيقل قال ابن السكن وغيره: مجهول. الميزان 4/ 554 - المجمع 1/ 221 و 2/ 98 وقال الذهبي: لا يعرف حاله. الميزان 2/ 221 وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال ولا اسم، وقد رد ابن السكن الحديث من أجله، وقال: إنّه مجهول، وقال: إنه حديث مضطرب فيه نظر" الوهم والإيهام 5/ 121 وأما حديث ابن عباس - وهو الحديث الذي أشار إليه الحافظ - فأخرجه ابن ماجه (1098) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد بن السَّبَّاق عن ابن عباس رفعه "إنّ هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإنْ كان طيب فليس منه، وعليكم بالسواك" وصالح بن أبي الأخضر ضعيف.

وخالفه مالك (1/ 65) فرواه عن الزهري عن ابن السباق مرسلا. وهذا أصح. وقد تقدم الكلام على حديث ابن عباس هذا في حرف الهمزة بأطول مما هنا فانظر حديث "إنّ هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين" وأما حديث ابن الزبير فأخرجه البزار (2233) من طريق أبى عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن سنان أبي حبيب عن رجل عن ابن الزبير أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالسواك" وقال: لا نعلمه يُروى عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه" ورواه سليمان بن قَرم البصري عن أبي حبيب عن رجل من أهل الحجاز عن ابن الزبير مرفوعا بلفظ "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". أخرجه ابن أبي شيبة (1771) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث علي فأخرجه البيهقي (1/ 38) من طريق عمرو بن عون الواسطي ثنا خالد بن عبد الله عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ قال: أُمرنا بالسواك، وقال: إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك" وأخرجه البزار (كشف 496) من طريق فضيل بن سليمان عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي أنّه أَمر بالسواك، وقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ العبد إذا تسوك ثم قام يصلي" فذكر نحوه. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 99 قلت: فضيل بن سليمان هو النميري قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. وخالفه خالد بن عبد الله الواسطي فلم يرفعه. وكذا رواه الأعمش عن سعد بن عبيدة فلم يرفعه، ولم يذكر الأمر بالسواك. أخرجه ابن أبي شيبة (1775) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش به. ورواته ثقات.

وأما حديث عبد الله بن عمرو بن حلحلة ورافع بن خديج معا فأخرجه أبو نعيم في "كتاب السواك" كما في "الجامع الصغير" ولفظه "السواك واجب ... " قال الحافظ: وإسناده واهي" التلخيص 1/ 68 وأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 499) من طريق السري بن إسماعيل الكوفي عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسواك وقال: "نعم الشيء هو" قال الهيثمي: وفيه السري بن إسماعيل وهو ضعيف" المجمع 2/ 99 1828 - عن ابن عباس قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيه على ذلك فبات عليّ على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني ينتظرونه حتى يقوم فيفعلون به ما اتفقوا عليه، فلما أصبحوا ورأوا عليّا ردّ الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال. قال الحافظ: وذكر أحمد من حديث ابن عباس بإسناد حسن في قوله تعالى - وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية، قال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وروى أحمد والطبراني من حديث ابن عباس قال: تشاورت قريش فقال بعضهم: إذا أصبح محمد فأثبتوه بالوثاق، الحديث" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 348) عن عبد الرزاق ثنا مَعْمَر أني عثمان الجزري أنّ مِقْسَما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] قال: فذكره. قال ابن كثير: وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار (¬3) " البداية والنهاية 3/ 181 ¬

_ (¬1) 8/ 237 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 9/ 377 (كتاب التفسير: سورة الأنفال - قوله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1]) (¬3) وقال البوصيري: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر وأحمد بن حنبل بإسناد حسن" مختصر الإتحاف 8/ 376

قلت: ولم ينفرد أحمد به بل تابعه: 1 - إسحاق بن راهوية. أخرجه الطبري في "تفسيره" (9/ 228) 2 - علي بن المديني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12155) 3 - محفوظ بن الفضل بن أبي توبة. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 191 - 192) 4 - محمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7686) واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (المصنف 5/ 389) فلم يذكر ابن عباس. وتابعه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق (التفسير 2/ 258) به. وإسناده ضعيف، عثمان الجزري ترجمه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 258) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال ابن أبي حاتم: عثمان الجزري ويقال له: عثمان المشاهد روى عن مقسم، وروى عنه معمر والنعمان بن راشد، سئل عنه أحمد فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنّه ذهب كتابه، وسألت أبي عنه فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان" الجرح والتعديل 3/ 1/ 174 ولم يذكره الحسيني في: "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" مع أنّه من شرطهما. واختلف في هذا الحديث على معمر، فرواه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر فلم يذكر عثمان الجزري ولا ابن عباس. أخرجه الطبري (9/ 228) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور به. 1829 - "تشويه النار فتقلص شفته العليا وتسترخي السفلى" قال الحافظ: أخرجه الحاكم وصححه من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 10/ 61 (كتاب التفسير: سورة المؤمنون)

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 292) وفي "المسند" (126) عن أبي شجاع سعيد بن يزيد الحميري عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قال "تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سُرّته" وأخرجه أحمد (3/ 88) وابنه في "زيادات الزهد" (1/ 53) والترمذي (2587 و 3176) وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (109) وأبو يعلى (1367) والحاكم (2/ 246 و 395) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 182) وابن بشران (1474) والبيهقي في "البعث" (507) والواحدي في "الوسيط" (3/ 298) والبغوي في "شرح السنة" (4416) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (611) من طرق عن ابن المبارك به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال أبو نعيم: تفرد به أبو شجاع عن أبي السمح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد" وقال أيضاً: هذا حديث صحيح من إسناد المصريين ولم يخرجاه، سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقال: هذا إسناد صحيح" قلت: دَرَّاج أبو السمح مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين كما تقدم، وضعفها أحمد وأبو داود. وأبو شجاع وأبو الهيثم سليمان بن عمرو ثقتان. 1830 - "تصافحوا يذهب الغِل" قال الحافظ: وفي مرسل عطاء الخراساني في "الموطأ": فذكره، ولم نقف عليه موصولا، واقتصر ابن عبد البر على شواهده من حديث البراء وغيره" (¬1) أخرجه مالك (2/ 908) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني رفعه "تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء" ورواه ابن وهب في "الجامع" (247) عن مالك به. ¬

_ (¬1) 13/ 294 (كتاب الاستئذان - باب المصافحة)

وهذا معضل لأنّ عطاء الخراساني لم يسمع من أحد من الصحابة. قال المنذري: رواه مالك هكذا معضلا وقد أسند من طرق فيها مقال" الترغيب 3/ 434 وقال السخاوي: وهو حديث جيد وقد بينت ذلك مع ما وقفت عليه من معناه في تكملة شرح الترمذي" المقاصد ص 166 وقال ابن البارد: حديث مالك جيد" فيض القدير 3/ 247 وقال ابن عبد البر: وهذا يتصل من وجوه شتى حسان كلها. ثم ذكر عدة أحاديث في المصافحة لكن ليس فيها أنّ المصافحة تُذهب الغل. التمهيد 21/ 12 وللحديث شاهد من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمر بن عبد العزيز مرسلا فأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي (4/ 68) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 288) وابن عدي (6/ 2211) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2484) من طريق محمد بن أبي الزعيزعة عن نافع عن ابن عمر رفعه "تصافحوا فإنّ المصافحة تذهب بالشحناء (¬1)، وتهادوا فإنّ الهدية تذهب بالغل" قال ابن عدي: ابن أبي الزعيزعة عامة ما يرويه عن من رواه ما لا يتابع عليه" وقال ابن حبان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير حتى إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به" وقال العقيلي: قال البخاري: محمد بن أبي الزعيزعة منكر الحديث ا. هـ والكلام يُروى بغير هذا الإسناد وخلاف هذا اللفظ من طريق أصلح من هذا" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عساكر ولفظه "تهادوا تحابوا وتصافحوا يذهب الغل عنكم" وفي إسناده بشر الأنصاري وهو ممن يضع الحديث كما قال ابن حبان والعقيلي وابن عدي (الإرواء 6/ 46 - 47) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "السخيمة"

وأما حديث عمر بن عبد العزيز فأخرجه ابن وهب في "الجامع" (246) عن أسامة بن زيد الليثي ثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه رفعه "تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تذهب الشحناء" وهو مرسل، وأسامة بن زيد مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو مسهر. 1831 - "تصدق امرؤ من ديناره، من درهمه، من صاع تمره" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1017) عن جرير. 1832 - "تصدقن ولو بِظِلْفِ مُحْرَقِ" سكت عليه الحافظ (¬2). سيأتي بعد حديثين. 1833 - حديث أبي سعيد: أصيب رجل في ثمار ابتاعها فكثر دَينه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "تصدقوا عليه" فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال "خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1556) وأصحاب السنن" (¬3) 1834 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا" فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، عندي أربعة آلاف، ألفين أقرضهما ربي، وألفين أمسكهما لعيالي، فقال "بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت" قال: وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر، الحديث. قال الحافظ: وروى البزار من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قال البزار: لم يسنده إلا طالوت بن عباد عن أبي عَوَانة عن عمر، قال: وحدثناه أبو ¬

_ (¬1) 2/ 21 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في القميص) (¬2) 15/ 89 (كتاب الحدود - باب لعن السارق إذا لم يسم) (¬3) 5/ 303 (كتاب البيوع - باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها)

كامل عن أبي عوانة فلم يذكر أبا هريرة فيه، وكذلك أخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن أبي عوانة، وأخرجه ابن أبي حاتم والطبري وابن مردويه من طرق أخرى عن أبي عوانة مرسلا" (¬1) مرسل أخرجه البزار (كشف 2216) عن طالوت بن عباد الصيرفي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "تصدقوا فإني أريد أنْ أبعث بعثا" قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، عندي أربعة آلاف، ألفان أقرضهما ربي، وألفان لعيالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بارك الله لك فيما أعطيت، وبارك لك فيما أمسكت" وثاب رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر، فقال: يا رسول الله، إني أصبت صاعين من تمر، صاع لربي وصاع لعيالي، قال: فلمزه المنافقون وقالوا: ما أعطى الذي أعطى ابن عوف إلا رياءً، وقالوا: ألم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا، فأنزل الله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] إلى آخر الآية. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولم نسمع أحداً أسنده من حديث عمر بن أبي سلمة إلا طالوت" قلت: وهو صدوق كما قال صالح جزرة وغيره، لكن خالفه غير واحد رووه عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه مرسلاً، منهم: 1 - أبو كامل فضيل بن حسين الجَحْدري. أخرجه البزار (كشف 3/ 51) 2 - الحجاج بن المنهال الأنماطي. أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 195 - 196) 3 - أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10508) 4 - يونس بن محمد المؤدب. أخرجه عبد بن حميد كما قال الحافظ. ¬

_ (¬1) 9/ 401 (كتاب التفسير - سورة التوبة - باب قوله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79])

5 - مسدد بن مسرهد. أخرجه البرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف" (21) وابن أبي حاتم (10508) وهذا أصح. وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وأبو عوانة الوَضَّاح بن عبد الله وأبو سلمة بن عبد الرحمن ثقتان مشهوران. 1835 - "تصدقوا ولو بِظِلْفٍ مُخرَقِ، ولو بِفِرْسِن شاة" سكت عليه الحافظ (¬1). هما حديثان: الأول: في الصدقة ترويه أم بُجَيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والثاني: في الهبة يرويه أبو هريرة وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فأما حديث أم بجيد فأخرجه ابن سعد (8/ 459) وأحمد (6/ 382 و 382 - 383) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 262) وأبو داود (1667) والترمذي (665) والنسائي (5/ 64) وفي "الكبرى" (2355) وابن خزيمة (2473) والطحاوي في "المشكل" (4585) وابن حبان (3373) والحاكم (1/ 417) وأبو نعيم في "الصحابة" (7579) والبيهقي (4/ 177) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 299 - 300) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 717) والبغوي في "شرح السنة" (1672) عن الليث بن سعد والطيالسي (ص 231) وأحمد (6/ 382) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3386) والطبراني في "الكبير" (24/ 221) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 72) وفي "الصحابة" (7580 و 7886) وابن عبد البر (4/ 299) عن ابن أبي ذئب وابن سعد (8/ 459 - 460) وأحمد (6/ 383) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/262) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 72) عن محمد بن إسحاق المدني ¬

_ (¬1) 11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

ثلاثتهم عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن عبد الرحمن بن بُجَيْد (¬1) أخي بني حارثة أنّ جدته حدثته وهي أم بُجَيْد - وكانت ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: يا رسول الله، إنّ المسكين ليأتي على بابي فما أجد شيئا أعطيه إياه، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لم تجدي شيئا تعطينه إياه إلا ظِلْفاَ مُحْرَقاً فادفعيه إليه في يده" واللفظ لحديث الليث. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قالا. ولم ينفرد المقبري به بل تابعه منصور بن حَيَّان الأسدي عن ابن بجيد عن جدته قالت: قلت: يا رسول الله، السائل يأتيني وليس عندي ما أعطيه؟ قال "لا تردي سائلك ولو بظلف" أخرجه ابن خزيمة (2472) عن عبد الله بن سعيد الأشج وهارون بن إسحاق الهمداني قال: ثنا أبو خالد الأحمر (¬2) ثنا منصور بن حيان به. وقال: ابن بجيد هذا هو عبد الرحمن بن بجيد بن قبطي" ورواه ابن أبي شيبة (3/ 111) عن أبي خالد الأحمر فقال فيه: عن ابن بجاد عن جدته. ورواه ابن أبي عاصم (3388) عن ابن أبي شيبة به. ورواه الطبراني (24/ 221) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. - ورواه سفيان الثوري عن منصور بن حيان واختلف عنه في شيخ منصور: • فقال عبد الرزاق: ثنا الثوري عن منصور عن ابن بجيد عن جدته. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 221) • وقال وكيع: ثنا سفيان عن منصور عن ابن بجاد عن جدته مرفوعا "ردوا السائل ولو بظلف شاة محترق أو مُحْرَق" أخرجه أحمد (4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 383) ¬

_ (¬1) ووقع عند الطيالسي "ابن بجادة" (¬2) رواه يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبي خالد الأحمر فزاد في إسناده: عن عائشة. أخرجه عبد بن حميد (1527) والحماني ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: سكتوا عنه، وقال النسائي: ليس بثقة.

وتابعه خلاد بن يحيى السلمي ثنا سفيان به. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 262) - ورواه زيد بن أسلم واختلف عنه: • فقال مالك (2/ 923): عن زيد بن أسلم عن ابن بجيد الأنصاري ثم الحارثي عن جدته مرفوعا "ردوا المسكين ولو بظلف مُحْرَق" أخرجه أحمد (6/ 435) وابن أبي عاصم (3387) والنسائي (5/ 61) وفي "الكبرى" (2346) والطحاوي (4584) وابن حبان (3374) والطبراني (24/ 219 - 220) وأبوالفضل الزهري في "حديثه" (671) وأبونعيم في "الصحابة" (7577) والبيهقي في "الشعب" (3127) والبغوي في "شرح السنة" (1673) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 73) من طرق عن مالك به. قال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة رواة الموطأ عن مالك" التمهيد 4/ 298 قلت: رواه يحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن مالك فقال فيه: عن محمد بن بجيد الأنصاري الحارثي عن جدته حواء. أخرجه البيهقي (4/ 177) وفي "الشعب" (3127) • وقال روح بن القاسم البصري: ثنا زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته مرفوعا "لا تردوا السائل ولو بظلف محرق" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (720) عن أحمد بن علي الأبار ثنا أمية بن بِسْطَام عن يزيد بن زُرَيع عن روح بن القاسم به. وأخرجه في "الكبير" (24/ 220) بهذا الإسناد إلا أنّه قال فيه: عن ابن بجيد الأنصاري عن جدته. وأخرجه الحاكم في: "علوم الحديث" (ص 225) من طريق محمد بن إبراهيم العبدي عن أمية بن بسطام فقال فيه: عن عبد الله بن بجيد عن جدته. وهكذا رواه الهَيَّاج بن بسطام عن روح بن القاسم فقال فيه: عن عبد الله بن بجيد (¬1) عن جدته أم بجيد. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 190 - 191) ووقع عنده: عن ابن بجيد الأنصاري.

أخرجه الحاكم أيضا (ص 226) • وقال مَعْمَر بن راشد: عن زيد بن أسلم عن رجل من الأنصار عن أمه مرفوعا به. أخرجه عبد الرزاق (20019) • وقال غير واحد: عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأنصاري عن جدته حواء مرفوعا به، منهم: 1 - زهير بن محمد التميمي. أخرجه أحمد (6/ 435) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا زهير بن محمد به. وأخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (411) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا زهير بن محمد به. وزهير بن محمد صدوق فيما يرويه أهل العراق عنه، وهذا منه فإنّ أبا عامر العقدي وابن مهدي بصريان. 2 - حفص بن ميسرة الصنعاني. أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (الإصابة 12/ 206) عن حفص بن ميسرة به. وأخرجه ابن سعد (8/ 460) وابن أبي خيثمة (الإصابة 12/ 206) عن سعيد بن منصور به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 220) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا سعيد بن منصور به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3128) من طريق خلف بن عمرو العكبري ثنا سعيد بن منصور به. وأخرجه حمزة الكناني في "جزء البطاقة" (10) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 32 - 33) من طريق زهير بن عباد الرؤاسي ثنا حفص بن ميسرة به. وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد" وحفص بن ميسرة وثقه ابن معين وغيره، واحتج الشيخان بروايته عن زيد بن أسلم. 3 - هشام بن سعد المدني. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3381) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 423)

عن إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق والطبراني في "الكبير" (24/ 220) عن أبي همام محمد بن مُحَبّب الدلال كلاهما عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ عن جدته ولم يسمها به. وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه ولا بأس به في المتابعات. وعمرو بن معاذ ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان ولم يذكروا عنه راويا إلا زيد بن أسلم فهو مجهول. وأما الحديث الثاني فيرويه أبو هريرة وعائشة وحواء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (فتح 11/ 124 - 125) من طريق المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "يا نساء المسلمات، لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فِرْسِنَ شاة" وأما حديث عائشة فسيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا نساء المؤمنين تهادوا ولو بفرسن شاة ... " وأما حديث حواء فيرويه زيد بن أسلم واختلف عنه: - فقال مالك (2/ 931 و996): عن زيد بن أسلم عن عمرو بن سعد بن معاذ الأشهلي الأنصاري عن جدته مرفوعا "يا نساء المؤمنات لا تحقرنّ إحداكنّ أنّ تُهدي لجارتها، ولو كُرَاع شاة مُحْرَقا" وأخرجه إسحاق (2218) وأحمد (4/ 64 و5/ 377 و 6/ 434) والبخاري في "الأدب المفرد" (122) والدارمي (1679) وابن أبي عاصم (3390) والطبراني في "الكبير" (24/ 220 - 221) ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي" (16) وأبو نعيم في "الصحابة" (7578) وابن الجوزي في "البر والصلة" (285) وابن بشكوال في "الغوامض" (410) من طرق عن مالك به. ووقع عند الدارمي وأبي نعيم: عن جدته يقال لها: حواء. - وقال روح بن القاسم التميمي البصري: عن زيد بن أسلم عن معاذ بن أبي حواء التيمي عن جدته حواء. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 221 - 222) و"الأوسط" (719)

1836 - "تطلع الشمس بين قَرْني شيطان" قال الحافظ: وروى أحمد بإسناد حسن عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة ولم نكن نطوف بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 348) عن موسى بن داود الضبي و (3/ 393) عن حسن بن موسى الأشيب قالا: ثنا ابن لَهيعة ثنا أبو الزبير قال: سألت جابرا عن الطواف بالكعبة فقال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وللمرفوع منه شاهد عن جماعة من الصحابة منهم: عمرو بن عَبْسة والصُّنَابحي وأبي هريرة وأبي بشير الأنصاري وابن عمر وزيد بن ثابت وصفوان بن المعطل ويعلي بن أمية وهلب أبي قبيصة وابن مسعود وابن عباس وسَمُرة بن جُندب وعائشة وبلال وأنس وعبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده وأبي أمامة فأما حديث عمرو بن عبسة فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو أمامة الباهلي عنه قال: فذكر حديثا وفيه أنّه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني عن الصلاة؟ فقال له "صلِّ صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ... " أخرجه ابن سعد (4/ 215 - 217) وأحمد (4/ 111 و 112 - 113) ومسلم (832) وأبو داود (1277) والنسائي (1/ 224 - 225) وفي "الكبرى" (1544) وابن خزيمة (165) وابن المنذر في "الأوسط" (1832) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 152) وفي "المشكل" (3971) والطبراني في "مسند الشاميين" (1969) والبيهقي (2/ 454 - 455 و455) وفي "الصغرى" (925) وفي "الخلافيات" (279 و 280) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 12 - 14و 14 - 15 و 51 - 56 و 22 - 23) والبغوي في "شرح السنة" (777) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1950) الثاني: يرويه يعلي بن عطاء الطائفي عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: هل من ساعة أحبّ إلى الله من ¬

_ (¬1) 4/ 234 (كتاب الحج - باب الطواف بعد الصبح والعصر)

أخرى؟ قال "نعم، جوف الليل الأوسط فصلّ ما بدا لك حتى يطلع الصبح، ثم انته حتى تطلع الشمس، وما دامت كأنها حَجَفَةٌ حتى تُبشبش، ثم صلّ ما بدا لك حتى يقوم العمود على ظله، ثم انته حتى تزيغ الشمس فإنّ جهنم تسجر نصف النهار، ثم صل ما بدا لك حتى تصلي العصر، ثم انته حتى تغرب الشمس، فإنّها تغرب بين قرني الشيطان وتطلع بين قرني الشيطان" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 351) وفي "المسند" (755) وأحمد (4/ 113 - 114) وابن ماجه (1251 و 1364) والنسائي (2/ 228) وفي "الكبرى" (1560) والطبراني في "الدعاء" (132) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 24 - 25) عن شعبة وأحمد (4/ 111 - 112) والطبرانى في الدعاء (131) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 24 - 25) عن حماد بن سلمة كلاهما عن يعلي بن عطاء به. وإسناده ضعيف، يزيد بن طلق لم يَرو عنه غير يعلي بن عطاء فهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وابن البيلماني لينه أبو حاتم وضعفه الدارقطني وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأنكر صالح جزرة سماعه من غير سُرَّق. الثالث (¬1): يرويه يحيى بن أبي كثير ثني أبو قِلابة أنّ أبا إدريس الخولاني أخبره أنّ ¬

_ (¬1) وله طريق رابعة عند الطبراني في "مسند الشاميين" (1847) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثنا لقمان بن عامر عن سويد بن جبلة عن عمرو بن عبسة قال: فذكر الحديث بطوله. وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، وعمرو بن الحارث هو الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة، وعبد الله بن سالم ومحمد بن الوليد الزبيدي ثقتان، ولقمان بن عامر وثقه العجلي وابن حبان، وسويد بن جبلة وثقه ابن حبان. وله طريق خامسة عند ابن أبي شيبة في "مسنده" (757) وغيره سيأتي الكلام عليها في حرف الميم عند حديث "من عقر جواده وأهريق دمه"

عمرو بن عبسة أخبره: فذكر الحديث وفيه "ثم اقصر حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع في قرن الشيطان ... " أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6960) عن محمد بن علي المروزي ثنا خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة ثني أبي عن جدي ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير به. وقال: لم يروه عن يحيى بن أبي كثير إلا ابن المبارك، تفرد به عثمان بن جبلة" وأما حديث الصنابحي فأخرجه مالك (1/ 219) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي مرفوعا "إنّ الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان، فإذا ارتفعت فارقها، ثم إذا استوت قارنها، فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها" ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في تلك الساعات. وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 130) وفي "الرسالة" (874) وفي "اختلاف الحديث" (ص 125 - 126) عن مالك به. وأخرجه البيهقي (2/ 454) وفي "المعرفة" (5148) من طريق الشافعي به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 221) والنسائي (1/ 221) وفي "الكبرى" (1542) وأبو يعلى (1451) والطحاوي في "المشكل" (3974) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 73 - 74) وأبو نعيم في "الصحابة" (4227) والبيهقي (2/ 454) والخطيب في "الفقيه" (1/ 107) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (776) وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 281) من طرق عن مالك به. قال ابن عبد البر: هكذا قال يحيى (ابن يحيى الليثي) في هذا الحديث، عن مالك عن عبد الله الصنابحي، وتابعه القعنبي وجمهور الرواة عن مالك، وقالت طائفة، منهم مطرف، وإسحاق بن عيسى الطباع، فيه: عن مالك عن زيد عن عطاء عن أبي عبد الله الصنابحي" التمهيد 4/ 1 - 2 قلت: لم ينفرد مالك به على الوجه الأول بل تابعه غير واحد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي به، منهم: 1 - زهير بن محمد التميمي. أخرجه أحمد (4/ 349) عن رَوح بن عبادة البصري والدارقطني في: "غرائب مالك" كما في "الإصابة" (6/ 248) والتهذيب (6/ 91 - 92) عن إسماعيل بن أبي الحارث عن روح بن عبادة

والطحاوي في "المشكل" (3975) عن علي بن شيبة السدوسي عن روح بن عبادة وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1694) عن زياد بن أيوب البغدادي ثنا روح بن عبادة وابن مندة كما في "الإصابة" (6/ 248) عن إسماعيل الصائغ كلاهما عن مالك وزهير بن محمد قالا: ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: سمعت عبد الله الصنابحي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الشمس تطلع بين قرني شيطان، فإذا طلعت قارنها، فإذا ارتفعت فارقها، ويقارنها حين تستوي فإذا زالت فارقها، فصلوا غير هذه الساعات الثلاث" وهذا إسناد صحيح، وزهير بن محمد إنما تكلم في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فهي مستقيمة كما صرح بذلك أحمد وغيره، وهذا الحديث من رواية أهل العراق عنه، وفيه تصريح عبد الله الصنابحي بالسماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يدل على صحبته. والحديث اختلف فيه على روح بن عبادة، فرواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "التهذيب" (6/ 92) عن روح بن عبادة بإسناده هذا وقال: عن أبي عبد الله فالله أعلم. 2 - أبو غسان محمد بن مطرف المدني. أخرجه ابن مندة كما في "الإصابة" (6/ 248) 3 - حفص بن ميسرة العقيلي. أخرجه ابن سعد (7/ 426) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1693) عن سويد بن سعيد الهروي عنه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: سمعت عبد الله الصنابحي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وأخرجه ابن السكن في "الصحابة" (الوهم والإيهام 2/ 615) عن عبد الله (¬1) بن محمد ثنا سويد بن سعيد به. وسويد بن سعيد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ¬

_ (¬1) هو أبو القاسم البغوي فيما أظن.

وهكذا رواه مالك ومن تابعه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وخالفهم مَعْمر فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد الله الصنابحي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فجعله عن أبي عبد الله الصنابحي. أخرجه عبد الرزاق (3950) وأحمد (4/ 348 و 349) وابن ماجه (1253) قال البوصيري: هذا إسناد مرسل ورجاله ثقات، أبو عبد الله الصنابحي هو عبد الرحمن بن عسيلة وهو تابعي" المصباح 1/ 149 قلت: قد اختلف في الصنابحي هذا، فقالت طائفة: هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة أبو عبد الله الصنابحي. وممن قال بهذا القول: 1 - البخاري. فقد نقل الترمذي عنه أنّه قال: وهم مالك بن أنس فيه وقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عسيلة، ولم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الحديث مرسل" علل الترمذي 1/ 78 - 79 2 - ابن عبد البر. قال في "الاستيعاب" (7/ 57): عن أبي عبد الله الصنابحي هو الصواب إنْ شاء الله تعالى، أبو عبد الله الصنابحي من كبار التابعين واسمه عبد الرحمن بن عسيلة، ولم يلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعبد الله الصنابحي غير معروف في الصحابة وقد اختلف ابن معين فيه فمرة قال: حديثه مرسل، ومرة قال: عبد الله الصنابحي الذي يروي عنه المدنيون يشبه أنْ يكون له صحبة. والصواب عندي أنّه أبو عبد الله لا عبد الله" وقال في "التمهيد" (4/ 2 - 4): وممن قال عن أبي عبد الله الصنابحي مَعْمَر وهشام بن سعد والدراوردي ومحمد بن مطرف أبو غسان وغيرهم، وما أظنّ هذا الاضطراب جاء إلا من زيد بن أسلم، والصواب عندهم قول من قال فيه: أبو عبد الله وهو عبد الرحمن بن عسيلة تابعى ثقة ليست له صحبة. ولما ذكر رواية زهير بن محمد قال: وهذا خطأ عند أهل العلم والصنابحي لم

يلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزهير بن محمد لا يحتج به إذا خالفه غيره وقد صحف فجعل كنيته اسمه وكذلك فعل كل من قال فيه عبد الله لأنّه أبو عبد الله. والصواب ما قاله مالك فيه في رواية مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع ومن رواه كروايتهما عن مالك في قولهم في عبد الله الصنابحي أنّ كنيته أبو عبد الله واسمه عبد الرحمن. ثم بعد أنْ ذكر قولي ابن معين اللذين تقدما قال: صدق ابن معين ليس في الصحابة أحد يقال له عبد الله الصنابحي وإنما في الصحابة الصنابح الأحمسي وهو الصنابح بن الأعسر كوفي روى عنه قيس بن أبي حازم أحاديث منها حديثه في الحوض، ولا في التابعين أيضا أحد يقال له عبد الله الصنابحي فهذا أصح قول من قال إنه أبو عبد الله لأنّ أبا عبد الله الصنابحي مشهور في التابعين كبير من كبرائهم واسمه عبد الرحمن بن عسيلة وهو جليل كان عبادة بن الصامت كثير الثناء عليه" وقالت طائفة: هو عبد الله الصنابحي، واختلفوا في صحبته، فقالت طائفة منهم: له صحبة. وممن قال بذلك: 1 - الحاكم. المستدرك 1/ 130 (¬1) 2 - ابن معين. تاريخ العباس الدوري 2/ 339 3 - السراج البلقيني. قال: إعلم أنّ جماعة من الأقدمين نسبوا الإمام مالكا إلى أنّه وقع له خلل في هذا الحديث باعتبار اعتقادهم أنّ الصنابحي في هذا الحديث هو عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله، وإنما صحب أبا بكر الصديق - رضي الله عنه -، وليس الأمر كما زعموا، بل هذا صحابي غير عبد الرحمن بن عسيلة، وغير الصنابحي بن الأعسر الأحمسي، وقد بينت ذلك بيانا شافيا في تصنيف لطيف سميته "الطريقة الواضحة في تبيين الصنابحة"، فلينظر ما فيه فإنّه نفيس" حاشية الأم 1/ 130 4 - ابن سعد. ذكره فيمن نزل الشام من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر له هذا الحديث وفيه التصريح بسماع الصنابحي من النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "تلخيص المستدرك" عند قول الحاكم: الصنابحي صحابي: كذا قال، قلت: لا.

5 - الشيخ أحمد شاكر. الرسالة للإمام الشافعي ص 317 - 320 وقالت طائفة أخرى: ليست للصنابحي صحبة. قال أبو حاتم: الصنابحي هم ثلاثة، فالذي يروي عنه عطاء بن يسار هو عبد الله الصنابحي ولم تصح صحبته" المراسيل ص 106 (¬1) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو يعلى (6581) وابن خزيمة (1275) والطحاوي في "المشكل" (3973) وابن حبان (1550) والبيهقي (3/ 302 - 303) من طريق عبد الله بن وهب وهو في "الموطأ" (329) له عن عياض بن عبد الله القرشي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنّ رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أمِنْ ساعات الليل والنهار ساعة تأمرني أن لا أصلي فيها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان، ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار، فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس الحديث" عياض بن عبد الله مختلف فيه والأكثر على تضعيفه لكنه لم ينفرد به بل تابعه الضحاك بن عثمان بن عبد الله المدني عن المقبري به. أخرجه ابن ماجه (1252) وابن حبان (1542) وأبو نعيم في "الصحابة" (3817) والبيهقي (2/ 455) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عنه به. قال البوصيري: هذا إسناد حسن" المصباح 1/ 148 قلت: اختلف فيه على الضحاك بن عثمان، فرواه حميد بن الأسود البصري عنه عن المقبري عن صفوان بن المعطل، فجعله عن صفوان لا عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (5/ 312) والطبراني في "الكبير" (7344) والحاكم (3/ 518) وأبو نعيم في "الصحابة" (3816) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وأما حديث أبي بشير الأنصاري فأخرجه أحمد وابنه (5/ 216) عن هارون بن معروف المروزي ثنا عبد الله أخبرني مخرمة عن أبيه عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو بشير الأنصاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أصلي صلاة الضحى حين طلعت الشمس فعاب عليّ ذلك ونهاني ثم قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تصلوا حتى ترتفع الشمس فإنّها تطلع بين قرني الشيطان". ¬

_ (¬1) انظر حديث "إني فرطكم على الحوض" في حرف الهمزة.

هكذا رواه أحمد وابنه عن هارون بن معروف، واختلف عليه في هذا الحديث في كنية صحابي الحديث، فرواه أبو يعلى (1572) عنه فقال فيه: عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 317 - 318) ورواه البزار (2304) عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن هارون بن معروف فقال فيه: عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو اليسر. قال البزار: لا نعلمه عن أبي اليسر إلا من هذا الوجه، وسعيد لا نعلمه حدّث عنه إلا بكير" وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 2/ 226 قلت: وهو كما قال، إلا أنّهم اختلفوا. في سماع مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج من أبيه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6520) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السَّرْح المصري ثنا ابن وهب أخبرني مخرمة به، وسمى الصحابي أبو بشير. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بكير إلا ابنه مخرمة، تفرد به ابن وهب، ولا يُروى عن أبي بشير إلا بهذا الإسناد" وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنّها تطلع بين قرني شيطان، فإذا طلع حاجب الشمس فلا تصلوا حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فلا تصلوا حتى تغيب" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 354) وأحمد (2/ 13) والبخاري (فتح 7/ 146) ومسلم (828) وابن خزيمة (1273) وابن المنذر في "الأوسط" (1086) والطبراني في "الكبير" (13259) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 115) والبيهقي (2/ 453) الثاني: يرويه ابن جُريج عن نافع قال: قلت له: رأيت ابن عمر يصلي يوم النحر في أول النهار؟ قال: لا، ولا في غير يوم النحر حتى ترتفع الشمس، قال: وكان ابن عمر يقول: أما أنا فإني أصلي كما رأيت أصحابي يصلون، وأما أنا فلا أنهى أحداً أن يصلي ليلاً أو نهاراً لا يتحرى طلوع الشمس ولا غروبها، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك، وقال "إنّه يطلع قرن الشيطان مع طلوع الشمس، فلا يتحرى أحد طلوع الشمس ولا غروبها"

أخرجه عبد الرزاق (3968) وإسناده صحيح. الثالث: يرويه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار قال: رأيت ابن عمر طاف بعد صلاة الصبح (¬1)، ثم صلى ركعتين، ثم قال: إنما تكره الصلاة عند طلوع الشمس, لأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الشمس تطلع بين قرني شيطان". أخرجه الطبراني في "الكبير" (13648) و"الأوسط" (1232) ثنا أحمد بن محمد بن الجهم السمري ثنا عبدة بن عبد الله الصفار ثنا عوف بن محمد أبو غسان ثنا محمد بن مسلم به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو إلا محمد، تفرد به عوف" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 229 قلت: السمري ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 403) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والطائفي صدوق، والباقون كلهم ثقات. الرابع: يرويه سيار أبو الحكم العَنَزي عن حفص بن عبيد الله أنّ عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب مات فأرادوا أنْ يخرجوه من الليل لكثرة الزحام، فقال ابن عمر: إنْ أخرتموه إلى أنْ تصبحوا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الشمس تطلع بقرن شيطان" أخرجه أحمد (2/ 86) ثنا هشيم ثنا سيار به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/ 332) ولم ينفرد أحمد به بل تابعه سعيد بن منصور ثنا هشيم به. أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (101) وابن عساكر (40/ 332) ورجاله ثقات إلا أنّ أبا حاتم قال: لا يثبت لحفص بن عبيد الله بن أنس السماع إلا من جده أنس بن مالك. وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه أحمد (5/ 190) عن عفان بن مسلم الصفار البصري والطحاوي في: "شرح المعاني" (1/ 151) ¬

_ (¬1) فعل ابن عمر هذا مخالف لفعل جابر بن عبد الله، وفهمه للحديث مخالف لفهم جابر للحديث نفسه.

عن حَبّان بن هلال البصري قالا: ثنا همام ثنا قتادة عن محمد بن سيرين عن زيد بن ثابت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أنْ يصلى إذا طلع قرن الشمس أو غاب قرنها، وقال: إنّها تطلع بين قرني شيطان أو من بين قرني شيطان" ورجاله ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا. وأما حديث صفوان بن المعطل فقد تقدم الكلام عليه. وأما حديث يعلي بن أمية فأخرجه أحمد (4/ 223) عن أبي عاصم (¬1) الضحاك بن مخلد ثنا عبد الله بن أمية بن أبي عثمان القرشي ثنا محمد بن حيي بن يعلي بن أمية عن أبيه قال: رأيت يعلى يصلي قبل أنْ تطلع الشمس، فقال له رجل أو قيل له: أنت رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تصلي قبل أنْ تطلع الشمس، قال يعلى: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن الشمس تطلع بين قرني شيطان" قال له يعلى: فإنْ تطلع الشمس وأنت في أمر الله خير من أنْ تطلع وأنت لاه. قال الهيثمي: وفيه حيي بن يعلى ولا يعرف" المجمع 2/ 226 وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وابنه محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا عبد الله بن أمية. وأما حديث هلب أبي قبيصة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 167 - 168) عن عمر بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الله بن الوزير الطائفي ثنا محمد بن جابر عن سِماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه سئل: هل من ساعة من الدهر تحبسنا عن الصلاة؟ فقال "لا إلا عند طلوع الشمس وعند سقوطها، فإنّها تطلع بين قرني شيطان وتغيب على قرني شيطان" وأخرجه ابن قانع (3/ 200) من طريق محمد بن سليمان المصيصي ثنا محمد بن جابر به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر السُّحَيْمي، وقبيصة بن هلب لم يَرو عنه إلا ¬

_ (¬1) رواه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري عن أبي عاصم فلم يذكر عن أبيه. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (790)

سماك بن حرب كما قال ابن المديني ومسلم، وقال ابن المديني والنسائي: مجهول، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات". وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر عن ابن مسعود رفعه "إنّ الشمس تطلع بين قرني شيطان" قال: فكنا نُنهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، ونصف النهار. أخرجه أبو يعلى (4977) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم به. هكذا رواه أبو يعلى عن ابن أبي شيبة فرفعه، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 353 - 354) بهذا الإسناد فأوقفه على ابن مسعود. وهكذا رواه زائدة بن قدامة الكوفي عن عاصم عن زر عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9280) وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 228 وهو كما قال. الثاني: يرويه سعيد المَقْبُري عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أنّه قال: فذكر حديثا وفيه "أما الليل إذا صلينا المغرب فالصلاة مقبولة مشهودة حتى نصلي صلاة الفجر، فاجتنب الصلاة حتى ترتفع الشمس وتبيض، فإنّ الشمس تطلع بين قرني الشيطان، فإذا ابيضت الشمس فإن صلاة محضورة مقبولة حتى ينتصف النهار وتعتدل الشمس كأنّها رمح منصوب ويقوم كل شيء في ظله، فتلك الساعة التي تستعر فيها جهنم، فإنّ شدة الحرّ من فيح جهنم، فإذا مالت الشمس فإن الصلاة مقبولة محضورة حتى تصفر الشمس، فإنها تغرب بين قرني الشيطان" أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 300) والهيثم بن كليب (901) وإسناده منقطع، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود. قاله الترمذي (¬1). وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 6 - 8) من طريق عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال: قلت لابن عباس: أرأيت ¬

_ (¬1) وقال البوصيري: رواه إسحاق بسند رجاله ثقات إلا أنه منقطع" مختصر الإتحاف 2/ 313 وقال الحافظ: وهذا الإسناد صحيح إلا أنّ فيه انقطاعا، لأنّ عونا لم يدرك ابن مسعود"

ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمية بن أبي الصلت: آمن شعره وكفر قلبه؟ قال: هو حق فما أنكرتم من ذلك؟ قلت: أنكرنا قوله: والشمس تطلع كل آخر ليلة ... ليست بطالعة لهم في رسلها حمراء يصبح لونها يتورد ... إلا معذبة وإلا تجلد فما بال الشمس تجلد؟ قال: والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك فيقولون لها: اطلعي اطلعي، فتقول: لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله، فيأتيها ملك عن الله تعالى يأمرها بالطلوع فتطلع لضياء بني آدم، فيأتيها شيطان يريد أنْ يصدها عن الطلوع، فتطلع بين قرنيه فيحرقه الله بحرها، وما غربت الشمس قط إلا خرّت لله ساجدة، فيأتيها شيطان فيريد أنْ يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها، وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما طلعت إلا بين قرني شيطان، ولا غربت إلا بين قرني شيطان" وإسناده ضعيف جدا، أبو بكر الهذلي متروك الحديث، قاله النسائي وغيره. وأما حديث سمرة بن جندب فله عنه طريقان: الأول: يرويه شعبة أخبرني سِماك بن حرب قال: سمعت المهلب بن أبي صُفرة يقول: سمعت سمرة بن جندب يخطب يقول في خطبته: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة قبل طلوع الشمس فإنّها تطلع بين قرني الشيطان أو على قرني شيطان" أخرجه الطيالسي (ص 121 - 122) عن شعبة به. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 349) وفي "مسنده" (المطالب 307) عن الطيالسي به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6974) عن عبيد بن غنام الكوفي عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البزار (كشف 612) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (5/ 15 و 20) والروياني (849) وابن خزيمة (1274) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 152) والطبراني في "الكبير" (6973) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 9 - 10) من طرق عن شعبة به. وإسناده حسن رواته ثقات غير سماك بن حرب وهو صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة (¬1). ¬

_ (¬1) والحديث ذكره البوصيري في "مختصر الإتحاف" (2/ 311) وقال: إسناده حسن"

الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن سمرة رفعه "لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع في قرني شيطان، وتغرب في قرني شيطان" أخرجه البزار (كشف 611) وابن ماسي في "حديث الأنصاري" (72) والطبراني في "الكبير" (6946) وأبو نعيم في "الصحابة" (3580) وقال البزار: أحاديث إسماعيل لا نعلم رواها عن الحسن غيره" قلت: إسماعيل ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم وغيره. وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه سعيد بن سعيد قال: أخبرتني عَمرة عن عائشة قالت: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاتين، عن صلاة بعد طلوع الفجر حتى تطلع الشمس وترتفع فإنّها تطلع بين قرني شيطان، وعن صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس فإنّها تغيب بين قرني شيطان" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 348) ثنا أبو أسامة وابن نُمير عن سعيد بن سعيد به. وسعيد بن سعيد هو التّغْلِبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: لا أعرفه. الثاني: يرويه ابن طاوس عن أبيه قال: قالت عائشة: أوهم عمر - رضي الله عنه -، إنما نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان" أخرجه النسائي (1/ 223 - 224) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المُخَرَّمي ثنا الفضل بن عنبسة ثنا وهيب عن ابن طاوس به. ورجاله ثقات إلا أنّ طاوسا لم يسمع من عائشة كما قال ابن معين وأبو داود. الثالث: يرويه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الصلاة حين تطلع الشمس حتى ترتفع فيقول "إنها تطلع بقرن شيطان" وينهى عن الصلاة حين تقارب الغروب حتى تغرب. أخرجه أبو يعلى (4844) واللفظ له عن كامل بن طلحة الجَحْدَري وأحمد (6/ 74) عن موسى بن داود الضبي قالا: ثنا ابن لَهيعة ثنا أبو الأسود به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث بلال فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 354)

عن سفيان والطيالسي (منحة 1/ 76) وأحمد (6/ 12) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 215) وابن المنذر في "الأوسط" (1108) والهيثم بن كليب (977) والطبراني في "الكبير" (1070) عن شعبة كلاهما عن قيس بن مسلم الكوفي عن طارق بن شهاب عن بلال قال: لم يُنه عن الصلاة إلا عند غروب الشمس لأنّها تغرب في قرن الشيطان" لفظ حديث سفيان، وأما شعبة فساقه بلفظ "لم ينه عن الصلاة إلا عند طلوع الشمس، فإنّها تطلع بين قرني الشيطان" وإسناده صحيح رجاله ثقات. وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 2/ 226 وأما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي 345) عن محمد بن عبد الله بن نُمير وابن المنذر في الأوسط (1089) عن أبي بشير قالا: ثنا رَوح ثنا أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس مرفوعا "لا صلا عند طلوع الشمس ولا عند غروبها فإنّها تطلع وتغرب على قرني شيطان، وصلوا بين ذلك ما شئتم" وأخرجه البزار (كشف 613) عن محمد بن المثنى ثنا روح بن عبادة به بلفظ "نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس" وقال: لا نعلم رواه عن حفص إلا أسامة" قلت: هو الليثي وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. وأما حديث عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده فأخرجه ابن الأعرابي (ق 245/ ب) من طريق علي بن عاصم الواسطي ثنا عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة عند طلوع الشمس قال "إنها تطلع بين قرني شيطان" وعن الصلاة عند المغرب وقال "إنها تغرب بين قرني شيطان" وعن الصلاة نصف

النهار وقال "إنّ جهنم تسجر في تلك الساعة" وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم، وعبد الحميد بن سلمة وأبوه وجده قال الدارقطني: لا يعرفون. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 260) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 216) والروياني (1243) والطبراني في "الكبير" (8105 و 8106 و 8107) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 16) من طرق عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة (¬1) مرفوعا "لا تصلوا عند طلوع الشمس فإنّها تطلع بين قرني شيطان ويسجد لها كل كافر، ولا عند غروبها فإنّها تغرب بين قرني شيطان ويسجد لها كل كافر، ولا نصف النهار فإنّه عند سجر جهنم". وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وعبد الرحمن بن سابط قال ابن معين: لم يسمع من أبي أمامة. 1837 - "تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قِبَل المغرب مثل التَّرْس، فما تزال ترتفع حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد: يا أيها الناس ثلاثا يقول في الثالثة: أتى أمر الله. قال: والذي نفسي بيده إنّ الرجلين لينشران الثوب بينهما فما يطويانه" قال الحافظ: ووقع في حديث عقبة بن عامر عند الحاكم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 325) والحاكم (4/ 539) من طريق يحيى بن آدم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن محمد بن عبد الله مولى المغيرة بن شعبة عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن حُجَيرة عن عقبة بن عامر مرفوعا "تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من المغرب مثل الترس، فما تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد: يا أيها الناس فيقبل بعضهم على بعض: هل سمعتم؟ فمنهم من يقول: نعم، ثم ينادي الثانية: يا أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فوالذي نفسي بيده إن الرجلان لينشران الثوب فما يطويانه، وإنّ الرجل ليدر حوضه فما يسقي منه شيئا أبدا، وإنّ الرجل ليحلب ناقته فما يشربه أبداً" ¬

_ (¬1) ووقع عند بعضهم: عن أبي أمامة أو عن أخي أبي أمامة. (¬2) 16/ 202 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)

قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة" المجمع 10/ 331 قلت: محمد بن عبد الله مولى المغيرة بن شعبة لم أقف له على ترجمة (¬1)، وكعب بن علقمة وثقه ابن حبان، واحتج به مسلم. ولم ينفرد به بل تابعه سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (26) عن هارون بن سفيان بن بشير المستملي ثنا محمد بن عمر ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن فضالة بن عبيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك الحديث. 1838 - عن مسعود بن الأسود قال: لما سرقت المرأة تلك القطيفة من بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظمنا ذلك، فجئنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكلمه، فقلنا: نحن نفديها بأربعين أوقية، فقال "تطهير خير لها" فلما سمعنا لين قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتينا أسامة. قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه الحاكم من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن رُكانة عن أمه عائشة بنت مسعود بن الأسود عن أبيها قال: فذكره، وسنده حسن، وقد صرّح فيه ابن إسحاق بالتحديث في رواية الحاكم وكذا علقه أبو داود فقال: روى مسعود بن الأسود. وقال الترمذي بعد حديث عائشة المذكور هنا: وفي الباب عن مسعود بن العجماء. وقد أخرجه أبو الشيخ في "كتاب السرقة" من طريق يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن طلحة فقال: عن خالته بنت مسعود بن العجماء عن أبيها. فيحتمل أنْ يكون محمد بن طلحة سمعه من أمه ومن خالته. ¬

_ (¬1) ويحتمل أنه محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني مولى المغيرة بن شعبة فقد ذُكر كعب بن علقمة في شيوخه وذكر أبو بكر بن عياش في الرواة عنه، فإن كان هو فهو مجهول كلما قال أبو حاتم والدارقطني وغيرهما.

وقال: وفي آخر حديث مسعود بن الأسود عند الحاكم: قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بعد ذلك يرحمها ويصلها" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 3/ 105) وفي "مصنفه" (9/ 466 - 467) وابن ماجه (2548) وابن قانع (3/ 65 - 66) والطبراني في "الكبير" (20/ 334 - 335) عن عبد الله بن نُمير والطبراني (20/ 333 - 334 و 334 - 335) والحاكم (4/ 379 - 380) والبيهقي (8/ 281) وفي "معرفة السنن" (12/ 431) عن أحمد بن خالد الوَهْبي وابن قانع (3/ 65 - 66) وأبو نعيم في "الصحابة" (6129) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 256 - 257) عن عباد بن العوام الواسطي والخطيب (ص 256) عن زهير بن معاوية الجُعْفي كلهم عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة عن أمه (¬2) عائشة بنت مسعود بن الأسود عن أبيها به. ووقع في حديث عباد بن العوام عند أبي نعيم والخطيب: عن أمه عائشة بنت مسعود بن العجماء. والعجماء أمه. ورواه يزيد بن أبي حبيب عن ابن إسحاق فقال فيه: عن محمد بن طلحة بن يزيد أنّ خالته بنت مسعود بن العجماء حدثته أنّ أباها قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المخزومية التي سرقت القطيفة ... أخرجه أحمد (6/ 329) وابن قانع (3/ 65) والطبراني (20/ 333) وأبو نعيم (6128) من طريق الليث بن سعد عن يزيد به. ¬

_ (¬1) 15/ 95 و100 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان) (¬2) وفي حديث زهير: عن أمه عن عائشة عن أبيها. ولعل عن الثانية زائدة.

والأول أصح. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: سنده حسن" الإصابة 9/ 183 وقال البوصيري: إسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق" المصباح 3/ 105 قلت: صرّح بالتحديث من محمد بن طلحة في رواية زهير، وعائشة بنت مسعود ذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان". وقال الحافظ: لها رؤية؛ لأنّ أباها استشهد بمؤتة. كذا قال، ولم أر من ذكرها في الصحابة، ولا ذكرها الحافظ في "الإصابة". 1839 - عن أبي اليمان عامر الهوزني قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر فقال لأصحابه "تعادّوا" فوجدهم ثلاثمائة وأربعة عشر، ثم قال لهم "تعادّوا" فتعادوا مرتين، فأقبل رجل على بَكْر له ضعيف وهم يتعادون فتمت العدة ثلاثمائة وخمسة عشر. قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور من مرسل أبي اليمان عامر الهوزني ووصله الطبراني والبيهقي من وجه آخر عن أبي أيوب الأنصاري قال: فذكره. وروى البيهقي أيضا بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ومعه ثلاثمائة وخمسة عشر" (¬1) حديث أبي أيوب أخرجه الطبراني في "الكبير" (4056) وعنه ابن مردويه في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 2/ 287) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي والبيهقي في "الدلائل" (3/ 73) عن سعيد بن أبي مريم والطبري في "تفسيره" (9/ 188) عن عبد الله بن وهب وعن عبد الله بن المبارك ¬

_ (¬1) 8/ 293 (كتاب المغازي - باب عدة أصحاب بدر)

كلهم عن ابن لَهيعة (¬1) ثني يزيد بن أبي حبيب ثني أسلم أبو عمران أنّه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة "هل لكم أنْ نخرج فنلقى هذه العير لعل الله يغنمنا؟ " قلنا: نعم، فخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ نتعاد، ففعلنا فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، فأخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدتنا، فَسُرَّ بذلك وحمد الله، وقال "عدة أصحاب طالوت" اللفظ للبيهقي وساقه الطبراني مطولا. قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 6/ 74 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لَهيعة. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن سعد (2/ 20) وأبو داود (2747) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 38) من طرق عن عبد الله بن وهب ثنا حُيي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر (¬2)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) "اللهم إنّهم حفاة فاحملهم، اللهم إنّهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم" ففتح الله له يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين (¬4)، واكتسوا، وشبعوا" اللفظ لأبي داود ورواته ثقات غير حيي بن عبد الله المَعَافري وهو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وأما المرسل فأخرجه سعيد بن منصور (2874) عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان عامر بن عبد الله بن لُحَي الهوزني قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فقال لأصحابه "تعادّوا" فوجدهم ثلاثمائة وأربع عشرة رجلا، ثم قال لهم "تعادّوا" فتعادوا مثل ذلك مرتين، فأقبل رجل وهم يتعادّون على بَكْر له ضعيف فتمت العدة ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا فقال "أنتم اليوم على عدة النبيين، وعدة أصحاب طالوت" أبو اليمان الهوزني زكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف له حال، وقال الحافظ في التقريب: مقبول. وإسماعيل وصفوان ثقتان. ¬

_ (¬1) قال ابن كثير: ورواه ابن أبي حاتم من حديث ابن لهيعة" التفسير 2/ 287 (¬2) زاد ابن سعد والبيهقي "من المقاتلة كما خرج طالوت" (¬3) ولفظ ابن سعد والبيهقي "فدعا لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرجوا فقال" (¬4) ولفظ ابن سعد "بحمل أو حملين"

1840 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حَدِّ فقد وجب" قال الحافظ: ترجم له أبو داود العفو عن الحد ما لم يبلغ السلطان، وصححه الحاكم، وسنده إلى عمرو بن شعيب صحيح" (¬1) ضعيف يرويه عمرو بن شعيب واختلف عنه: - فرواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به. أخرجه أبو داود (4376) والنسائي (8/ 63) وفي "الكبرى" (7373) والحاكم (4/ 383) والبيهقي (8/ 331) عن عبد الله بن وهب والنسائي (8/ 62 - 63) وفي "الكبرى" (7372) عن الوليد بن مسلم وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 94 - 95) والطبراني في "الأوسط" (6208) وابن عدي (1/ 293) والدارقطني (3/ 113) عن إسماعيل بن عياش والدارقطني (3/ 113) عن مسلم بن خالد الزَّنْجي كلهم عن ابن جريج به. • وقال عبد الرزاق (18937): عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. وأخرجه الدارقطني (3/ 113) من طريق إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق به. وتابعه إسماعيل بن عُلية عن ابن جريج به. ¬

_ (¬1) 15/ 93 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

أخرجه الدارقطني (3/ 113) - وقال المثنى بن الصباح: ثنا عمرو بن شعيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (18937) والدارقطني (3/ 113) والمثنى بن الصباح ضعيف. وابن جريج قال البخاري: لم يسمع من عمرو بن شعيب (علل الترمذي 1/ 325) فقول الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ليس بصحيح. 1841 - حديث سلمان "تُعطى الشمس يوم القيامة حرّ عشر سنين، ثم تدنو من جماجم الناس فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة، ثم يرتفع الرجل حتى يقول: غِقْ غِقْ" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من حديث سلمان. وقال: وفي حديث سلمان "فإذا رأوا ما هم فيه قال بعضهم لبعض: ائتوا أباكم آدم" وقال: وفي حديث سلمان عند أبي بكر بن أبي شيبة "يأتون محمدا فيقولون: يا نبي الله، أنت الذي فتح الله بك وختم، وغفر لك ما تقدم وما تأخر، وجئت في هذا اليوم آمنا وترى ما نحن فيه، فقم فاشفع لنا إلى ربنا، فيقول: أنا صاحبكم، فيحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة" وقال: وفي حديث سلمان "فيأخذ بحلقة الباب وهي من ذهب فيقرع الباب فيقال: من هذا؟ فيقول: محمد، فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له" وقال: وفي حديث سلمان "فينادى: يا محمد إرفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع، وادع تجب" وقال: وفي حديث سلمان "فيفتح الله له من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق" وقال: وفي حديث سلمان "فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة ثم شعيرة ثم حبة من خردل، فذلك المقام المحمود" (¬1) موقوف صحيح ¬

_ (¬1) 14/ 225 و 226 و230 و230 - 231 و 231 و 232 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 4567) وفي "مصنفه" (11/ 31 - 32 و 447 - 449 و 13/ 340) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن عاصم بن سليمان الأحول عن أبي عثمان النّهدي عن سلمان قوله. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (834) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6117) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 706 - 707) عن يوسف بن موسى القطان ثنا أبو معاوية به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 371 - 372 وقال الحافظ: صحيح موقوف" وقال البوصيري والمنذري: إسناده صحيح" مختصر الإتحاف 10/ 606 - الترغيب 4/ 435 قلت: وهو كما قالوا. ولم ينفرد عاصم به بل تابعه سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان به. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم 347) وأخرجه عبد الرزاق (20850) عن مَعْمَر بن راشد عن سليمان به. وأخرجه هناد في "الزهد" (332) من طريق سفيان الثوري عن سليمان به. 1842 - "تعلموا الفرائض وعلموها الناس" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق عطية وهو ضعيف عن أبي سعيد الخدري" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الدارقطني (4/ 82) من طريق إبراهيم بن يوسف البلخي ثنا المسيب بن شريك ثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد رفعه "تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، وتعلموا القرآن وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض، وإنّ العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في فريضة فلا يجدان أحدا يفصل بينهما". ¬

_ (¬1) 5/ 15 (كتاب الفرائض - باب تعليم الفرائض)

وإسناده ضعيف جدا، المسيب بن شريك هو التميمي الكوفي قال الفلاس والنسائي ومسلم والساجي وغيرهم: متروك الحديث (تاريخ بغداد 13/ 139 - 140) وعطية هو ابن سعد العَوْفي وهو ضعيف مدلس. 1843 - "تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرؤ مقبوض، وإنّ العلم سيقبض حتى يختلف الإثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الحاكم من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، ورواته موثقون إلا أنّه اختلف فيه على عوف الأعرابي اختلافا كثيرا فقال الترمذي: إنّه مضطرب. والاختلاف عليه أنّه جاء عنه من طريق ابن مسعود، وجاء عنه من طريق أبي هريرة، وفي أسانيدها عنه أيضا اختلاف، ولفظه عند الترمذي من حديث أبي هريرة "تعلموا الفرائض فإنه نصف العلم، وإنه أول ما ينزع من أمتي" (¬1) ضعيف يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي واختلف عنه: - فقيل: عن عوف عمن حدثه (¬2) عن سليمان بن جابر الهَجَري عن ابن مسعود رفعه "تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموه (¬3) الناس (¬4) فإن العلم سينقضي (¬5) وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما" أخرجه الترمذي (4/ 414) والهيثم بن كليب (843) والبيهقي (6/ 208) وفي "الصغرى" (2277) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والحاكم (4/ 333) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (261) وابن عبد البر في "العلم" (1/ 186) والمزي في "تهذيب الكمال" (11/ 378 - 379) عن هَوذة بن خليفة الثقفي كلاهما عن عوف به. ¬

_ (¬1) 15/ 5 (كتاب الفرائض - باب تعليم الفرائض) (¬2) وفي حديث هوذة "عن رجل" (¬3) وفي لفظ "وعلموها" (¬4) زاد الحاكم وغيره "فإني امرؤ مقبوض" (¬5) وفي لفظ "سيقبض"

واللفظ للبيهقي - ورواه عبد الله بن المبارك عن عوف قال: بلغني عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6306) وتابعه أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد عن عوف به. أخرجه الطيالسي (ص 53) قال المزي: وحديث أبي أسامة وهم" وتعقبه الحافظ في "النكت الظراف" فقال: قلت: قد تابع أبا أسامة عبدُ الله بن المبارك وكفى به حافظا وأبو عبيدة الحداد وهوذة بن خليفة كلهم عن عوف" - وقيل: عن عوف عن سليمان بن جابر الهجري عن ابن مسعود بإسقاط الواسطة. أخرجه الهيثم بن كيب (842) والحاكم (4/ 333) عن النضر بن شُميل المازني والنسائي في "الكبرى" (6305) والطبراني في "الأوسط" (5716) عن شَريك بن عبد الله النخعي والدارمي (227) عن عثمان بن الهيثم البصري والدارقطني (4/ 81) عن عمرو بن حمران البصري أربعتهم عن عوف به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد وله علة. ثم ذكر حديث هوذة بن خليفة بزيادة: عن رجل. - ورواه المثنى بن بكار العطار عن عوف ثنا سليمان عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. أخرجه أبو يعلى (5028) والبيهقي (6/ 208) وفي "الشعب" (1548)

- ورواه محمد بن القاسم الأسدي عن الفضل بن دَلْهم ثنا عوف عن شَهر بن حَوشب عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (2091) وابن عدي (6/ 2254) والمزي (7/ 41) وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب، ومحمد بن القاسم الأسدي قد ضعفه أحمد بن حنبل وغيره" وقال ابن عدي: محمد بن القاسم عامة أحاديثه لا يتابع عليها" وقال الحاكم: إذا اختلف هوذة والنضر فالحكم للنضر بن شميل" وقال الدارقطني: والقول قول ابن المبارك ومن تابعه" قلت: وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وسليمان بن جابر الهجري قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وخالفه جماعة رووه عن ابن مسعود قوله، منهم: 1 - أبو الأحوص عوف بن مالك بن نَضلة الجُشَمي الكوفي. أخرجه سعيد بن منصور (3) وابن أبي شيبة (11/ 233) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وابن أبي شيبة (11/ 233) عن سفيان الثوري والبيهقي (6/ 209) عن شعبة ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت أبا الأحوص يحدث عن ابن مسعود قال: من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال له: أمهاجر أنت يا عبد الله؟ فيقول: نعم، فيقول: إنّ بعض أهلي مات وترك كذا وكذا، فإنْ هو علمه فَعِلْمٌ آتاه الله، وإنْ كان لا يحسن فيقول: فبم تفضلونا يا معشر المهاجرين" واللفظ لحديث أبي الأحوص. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. 2 - القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 235)

عن وكيع والدارمي (2856) والطبراني في "الكبير" (8926) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين قالا: ثنا المسعودي عن القاسم به. قال الهيثمي: وهو منقطع الإسناد" المجمع 4/ 224 قلت: وهو كما قال، لأنّ القاسم بن عبد الرحمن لم يدرك جده ابن مسعود كما قال البيهقي (السنن / 255) وقال الترمذي: لم يسمع منه. 3 - أبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود. أخرجه الدارمي (2861) والحاكم (4/ 333) والبيهقي (6/ 209) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن أبا عبيدة عن أبيه قال: من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، فإنْ لقيه أعرابي قال: يا مهاجر أتقرأ القرآن؟ فإنْ قال: نعم، قال: تفرض؟ فإن قال: نعم، فهو زيادة وخير، وإن قال: لا، قال: فما فضلك عليّ يا مهاجر؟ " اللفظ للدارمي. قال الحاكم: هذا موقوف صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج مسلم رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة، ولم يخرج الشيخان رواية أبي عبيدة عن أبيه، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، قاله الترمذي وابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. 4 - القاسم بن الوليد الهمداني. أخرجه الدارمي (2859) والبيهقي (6/ 209) من طريق محمد بن طلحة بن مصرِّف عن القاسم بن الوليد الهمداني عن ابن مسعود قال: تعلموا الفرائض والطلاق والحج فإنّه من دينكم" وإسناده منقطع لأنّ القاسم بن الوليد من أتباع التابعين ولم يدرك ابن مسعود. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (2719) والعقيلي (1/ 271) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 255) وابن عدي (2/ 791) والدراقطني (4/ 67) والحاكم (4/ 332) والبيهقي (6/ 208 - 209) والخطيب في "التاريخ" (3/ 319 و 12/ 90) والواحدي في "الوسيط" (2/ 22 - 23) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (194) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (617) وابن الجوزي في "العلل" (197) والمزي (7/ 40 و 40 - 41) من

طرق عن حفص بن عمر بن أبي العَطَّاف ثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم، وهو يُنسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي" اللفظ لابن ماجه قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: حفص واه بمرة" وقال البوصيري: وتصحيح الحاكم له فيه نظر فإنّ حفص بن عمر المذكور ضعفه ابن معين والبخاري والنسائي وأبو حاتم" مصباح الزجاجة 3/ 145 وقال العقيلي: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به" وقال البيهقي: تفرد به حفص بن عمر وليس بالقوي" وقال ابن حبان: يأتي بأشياء كأنّها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمتهم به حفص بن عمر قال البخاري: هو منكر الحديث رماه يحيى بن يحيى النيسابوري بالكذب" 1844 - "تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإنّ القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله" قال الحافظ: وقد أخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" من وجه آخر عن أبي سعيد وصححه الحاكم رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 106) عن سعيد بن أبي مريم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري عن ابن لَهيعة عن موسى بن وردان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وموسى بن وردان مختلف فيه. 1845 - "تعلموا القرآن والفرائض وعلموها الناس، أوشك أنْ يأتي على الناس زمان يختصم الرجلان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق راشد الحِمَّاني عن ¬

_ (¬1) 10/ 478 (كتاب فضائل القرآن - باب إثم من راءى بقراءة القرآن)

عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رفعه: فذكره، وراشد مقبول لكن الراوي عنه مجهول" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 510) والطبراني في "الأوسط" (4087) والبيهقي في "الشعب" (1611) من طريق محمد بن عقبة السدوسي ثنا سعيد بن أبي كعب الكعبي ثنا راشد أبو محمد الحماني عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعاً "تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، يوشك ... الحديث" واللفظ للطبراني وقال: لم يَرو هذا الحديث عن راشد إلا سعيد، تفرد به محمد بن عقبة، ولا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عقبة السدوسي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم، وسعيد بن أبي كعب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 223 قلت: ومحمد بن عقبة ضعفه أبو زرعة أيضا، وسعيد بن أبي كعب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا محمد بن عقبة فهو مجهول كما قال الحافظ (¬2). 1846 - "تعلموا القرآن وغنوا به وأفشوه" قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة من حديث عقبة بن عامر رفعه: فذكره، كذا وقع عنده والمشهور عند غيره في الحديث "وتغنوا به" (¬3) صحيح أخرجه (¬4) ابن أبي شيبة (10/ 477) عن زيد بن الحباب العُكْلي عن موسى بن عُلي بن رباح قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر رفعه "تعلموا القرآن وأفشوه، والذي نفسي بيده لهو أشدّ تَفَصِّيا من المخاض من عقله" وليس فيه اللفظ الذي ذكره الحافظ. ¬

_ (¬1) 15/ 5 (كتاب الفرائض - باب تعليم الفرائض) (¬2) وقال أبو حاتم: شيخ. وهذه ليست بعبارة جرح ولا توثيق كما قال الذهبي في "الميزان" (2/ 385) (¬3) 10/ 447 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن) (¬4) وأخرجه في موضع آخر (2/ 500) عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن واتلوه فوالذي نفسي بيده لهو أسرع تفصيا من قلوب الرجال من النَّعَم من عقلها" وأخرجه ابن حبان (119) عن الحسن بن سفيان النسوي عن ابن أبي شيبة بلفظ "تعلموا القرآن واقتنوه ... "

ورواه عثمان بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن وغنوا به واقتنوه" أخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (163) ورواه القاسم بن زكريا بن دينار القرشي عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن وتغنوا به واقتنوه ... " أخرجه النسائي في "فضائل القرآن" (59) ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن" (32) وقال: صحيح الإسناد" ورواه الحسن بن علي بن عفان العامري عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن وتننوا به وأفشوه ... " أخرجه البيهقي في "الشعب" (1815) وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد زيد بن الحباب به بل تابعه غير واحد عن موسى بن علي عن أبيه عن عقبة، منهم: 1 - عبد الله بن المبارك. أخرجه أحمد (4/ 146) والفريابي (162) ولفظه عندهما "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا به ... " 2 - وكيع. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 290 - 291) ومن طريقه الضياء المقدسي (32) ولفظه عنده "تعلموا القرآن وغنوا به واقتنوه ... " 3 - عبد الله بن صالح المصري. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 29) والدارمي (3352) والروياني (209) ولفظه "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به ... " 4 - يونس بن بكير الشيباني. أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (123) ولفظه "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا به ... "

واختلف فيه على موسى بن علي، فرواه وهب بن جرير بن حازم عنه عن أبيه عن عقبة قوله. أخرجه الدارمي (3351) والأول هو المحفوظ. ولم ينفرد موسى بن علي به بل تابعه قَبَاث بن رزين اللخمي قال: سمعت علي بن رباح يقول: سمعت عقبة رفعه "تعلموا كتاب الله وأفشوه (¬1) وتغنوا به" أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 29) وأحمد (4/ 150 و 153) والنسائي في "فضائل القرآن" (60 و 74) وأبو يعلى (1740) والطبراني في "الكبير" (17/ 290 و 291) وابن بطة (¬2) في الإبانة (الرد على الجهمية 1/ 362) والشجري في "أماليه" (1/ 73) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه" (29) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (38) والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 470) من طرق عن قباث به. وإسناده حسن. 1847 - "تعلموا سيد الإستغفار" قال الحافظ: وفي حديث جابر عند النسائي: فذكره" (¬3) حسن أخرجه عبد بن حميد (1063) والنسائي في "اليوم والليلة" (467 و468) والطبراني في "الدعاء" (311) وابن السني في "اليوم والليلة" (372) والمزي (26/ 515 - 516) من طريق السري بن يحيى الشيباني عن هشام الدَّسْتُوَائي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "تعلموا سيد الإستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت، وأعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنبي إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلسا. وله شاهد من حديث شداد بن أوس أخرجه البخاري في الباب المذكور فيتقوى به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "واقتنوه" (¬2) سقط من إسناده: عن قباث. (¬3) 13/ 344 (كتاب الدعوات - باب أفضل الإستغفار)

1848 - "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم" قال الحافظ: ورد في المرفوع حديث: فذكره، وله طرق أقواها ما أخرجه الطبراني من حديث العلاء بن خارجة. وجاء هذا أيضا عن عمر، ساقه ابن حزم (أي في كتاب النسب) بإسناد رجاله موثقون إلا أنّ فيه انقطاعا" (¬1) صحيح ورد من حديث العلاء بن خارجة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث علي ومن حديث عمر قوله ومن حديث عطاء مرسلا فأما حديث العلاء بن خارجة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 98) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب بن خالد ثنا عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الملك بن يعلى عن العلاء بن خارجة رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرَّحم محبة للأهل، مثراة للمال، ومنساة للأجل" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5511) عن الطبراني به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 303) من طريق المغيرة بن سلمة القرشي المخزومي ثنا وهيب به (¬2). قال المنذري: إسناده لا بأس به" الترغيب 3/ 335 وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" وذكره في موضع آخر وقال: ورجاله قد وثقوا" المجمع 1/ 193 و 8/ 152 وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرحم محبة في الأهل، ومثراة في المال، ومنساة في الأثر" أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (197) عن عبد الملك بن عيسى به. وأخرجه أحمد (2/ 374) والترمذي (1979) وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (252) والحاكم (4/ 161) وابن الجوزي في "البر والصلة" (227) من طرق عن ابن المبارك به. ¬

_ (¬1) 7/ 337 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب) (¬2) ووقع عنده: عبد الملك بن عيسى عن العلاء بن جارية.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن إنْ كان يزيد مولى المنبعث سمع من أبي هريرة فإنه لم يذكر سماعا منه. والحديث اختلف فيه على عبد الملك بن عيسى، فرواه إسماعيل بن أبي أويس عن أبي ضَمرة أنس بن عياض عن عبد الملك بن عيسى عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة. فجعله عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3430) والأول أصح. الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8304) وابن عدي (2/ 445) والحاكم (1/ 89) وفي "علوم الحديث" (ص 169) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني ثنا أبو الأسباط الحارثي اليماني عن يحيى بن أبي كثير به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا أبو الأسباط، تفرد به حاتم" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الأسباط بشر بن رافع وهو مجمع على ضعفه" وذكره في موضع آخر وقال: وفيه أبو الأسباط وهو ضعيف" المجمع 1/ 192 و 8/ 152 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (ص 360) عن إسحاق بن سعيد ثني أبي قال: كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله: من أنت؟ قال: فمت له برحم بعيدة فألان له القول فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنّه لا قُرب بالرحم إذا قطعت وإنْ كانت قريبة ولا بُعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة" ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 157) وفي "الشعب" (7569) والحاكم (1/ 89)

وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه واحد منهما، وإسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص قد احتج البخاري بأكثر رواياته عن أبيه" وقال الذهبي: قلت: لكن لم يخرج لأبي داود الطيالسي" وأخرجه في موضع آخر (4/ 1612) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح، لكن اختلف فيه على إسحاق بن سعيد، فرواه أحمد بن يعقوب الكوفي عنه عن أبيه عن ابن عباس قوله. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (73) وأحمد بن يعقوب وثقه العجلي وغيره، وأبو داود الطيالسي ثقة ثبت وقد رفع الحديث فالقول قوله. وتابعه قراد أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان الضبي أنا إسحاق بن سعيد به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7570) وأما حديث علي فأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 394 - 395) قال: كتب إلىّ أبو الطيب أحمد بن علي بن محمد الجعفري من الكوفة وحدثني محمد بن علي الصوري عنه قال: حدثنا أبو المفضل عبد الله بن عبد الخالق حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني ثنا علي بن حمزة العلوي ثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عن علي بن أبي طالب رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرحم منسأة في الأجل، مثراة للمال، مرضاة للرب تعالى" وقال: قال لي الصوري: سألت أبا الطيب الجعفري عن عبد الله بن عبد الخالق فقال: هو أبو المفضل الشيباني" قلت: واسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن همام بن المطلب وهو متهم بوضع الحديث (انظر اللسان 5/ 231) وأما حديث عمر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (72) عن عمرو بن خالد الحراني ثنا عتاب بن بشير عن إسحاق بن راشد عن الزهري ثني محمد بن جبير بن مطعم أنّ جبير بن مطعم أخبره أنه سمع عمر بن الخطاب يقول على المنبر: تعلموا أنسابكم ثم صلوا أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم لأوزعه ذلك عن انتهاكه"

إسحاق بن راشد هو الجزري وهو صدوق تكلموا في حديثه عن الزهري، وقد احتج البخاري بروايته عن الزهري فالله أعلم. وأما حديث عطاء فأخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (145) عن طلحة بن عمرو المكي عن عطاء قال: بلغني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم" وطلحة بن عمرو قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 1849 - "تعوذوا بالله من شرِّ هذا" قال الحافظ: وفي حديث أبي الطفيل عند أحمد فقال: فذكره. وقال: ولأحمد من حديث أبي الطفيل أنه حضر ذلك أيضا" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 454) والبخاري في "الضعفاء الكبير" (الميزان 4/ 195) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 295) والطبراني في "الكبير" (المجمع 8/ 4) من طرق عن مهدي بن عمران المازني قال: سمعت أبا الطفيل وسئل: هل رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، فقيل: فهل كلمته؟ قال: لا, ولكن رأيته انطلق مكان كذا وكذا ومعه عبد الله بن مسعود وأناس من أصحابه حتى أتى دار قوراء، فقال "افتحوا هذا الباب" ففتح ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - ودخلت معه فإذا قطيفة في وسط البيت فقال "ارفعوا هذه القطيفة" فرفعوا القطيفة فإذا غلام أعور تحت القطيفة فقال: "قم يا غلام" فقام الغلام، فقال "يا غلام أتشهد أني رسول الله؟ " قال الغلام: أتشهد أني رسول الله؟ قال "أتشهد أني رسول الله؟ قال الغلام: أتشهد أني رسول الله؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تعوذوا بالله من شر هذا" مرتين. قال البخاري: لا يتابع مهدي بن عمران على حديثه" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات". 1850 - عن عطاء الخراساني قال: حدثتني بنت ثابت بن قيس قالت: لما أنزل الله هذه الآية دخل ثابت بيته فأغلق بابه، فذكر القصة مطولة وفيها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "تعيش حميدا، وتموت شهيدا" وفيها: فلما كان يوم اليمامة ثبت حتى قتل" قال الحافظ: رواه ابن المنذر في "تفسيره" (¬2) ¬

_ (¬1) 6/ 513 و 514 (كتاب الجهاد - باب كيف يعرض الإسلام على الصبي) (¬2) 7/ 434 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)

يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن عطاء الخراساني واختلف عنه: - فقال الوليد بن مسلم: ثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شَمَّاس فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18] اشتدت على ثابت وغلّق عليه بابه وطَفِق يبكي، فَأُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه فسأله فأخبره بما كَبُر عليه منها فقال: أنا رجل أحبّ الجمال وأحبّ أنْ أسود قومي، فقال "إنك لست منهم، بل تعيش بخير، وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة" فلما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] فعل مثل ذلك، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها، وأنه جهير الصوت، وأنّه يتخوف أنْ يكون ممن حبط عمله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنك لست منهم، بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة" وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (314 و 1921) وفي "الجهاد" (225) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به مطولا. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 167) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم ببعضه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1320) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا الوليد بن مسلم به مطولا. - وقال غير واحد: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني عطاء الخراساني حدثتني ابنة ثابت بن قيس قالت: لما أنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] دخل ثابت بيته وأغلق عليه بابه وطفق يبكي ... وذكرت الحديث وليس فيه سماعها له من أبيها. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3399) والروياني (1002) وأبو نعيم في "الصحابة" (8091) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 174 - 176) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (309) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 415 - 416) عن صدقة بن خالد الأموي وأبو يعلى (المطالب 3733 و 4081) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (251) والحاكم (3/ 235) والخطيب في "المتفق والمفترق" (332)

عن بشر بن بكر التِّنِّيسي والبيهقي في "الدلائل" (6/ 356 - 357) عن الوليد بن مزيد البيروتي ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. قال البخاري: إسناده ليس بقوي" وقال الهيثمي: وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أنّ بنت ثابت بن قيس صحابية فإنّها قالت: سمعت أبي، والله أعلم" المجمع 9/ 322. 1851 - عن جابر قال: تفرق الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد وبقي معه أحد عشر رجلاً من الأنصار وطلحة" قال الحافظ: وللنسائي والبيهقي في "الدلائل" من طريق عمارة بن غَزِيَّة عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره، وإسناده جيد. وقال: وفي حديث جابر عند النسائي "قال: فأدرك المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، فذكر قتل الذين كانوا معهما من الأنصار وقال: ثم قاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه فقال: حس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون قال: ثم ردّ الله المشركين" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لما ولى الناس يوم أحد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في اثنى عشر رجلاً ... " 1852 - "تقبل توبة العبد ما لم يبلغ الغرغرة" قال الحافظ: قال الطبري: ثبت في الحديث الصحيح: فذكره" (¬2) حسن روي من حديث ابن عمر ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث أبي أيوب بشير بن كعب مرسلا. ¬

_ (¬1) 8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) (¬2) 14/ 139 (كتاب الرقاق - باب حدثنا أبو اليمان)

فأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 132 و 153) وابن ماجه (4253) والترمذي (3537) وأبو يعلى (5609 و 5717) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3529) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 56) وابن حبان (628) والطبراني في "مسند الشاميين" (194 و 3519) وابن عدي (4/ 1592) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 190) والحاكم (4/ 257) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1306) والذهبي في "السير" (5/ 160) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر (¬1) رفعه "إنّ الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِر" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: هذا حديث عال صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لتدليس مكحول الدمشقي" مصباح الزجاجة 4/ 249 قلت: وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، وجبير بن نفير لم يذكر سماعا من ابن عمر فلا أدري أسمع منه أم لا. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (3/ 425 و5/ 362) وابن أبي الدنيا في "التوبة" (150) من طريقين عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلمانى عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه "إنّ الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه" قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن وهو ثقة" المجمع 10/ 197 قلت: بل هو ضعيف كما قال الدارقطني والحافظ في "التقريب"، وقال أبو حاتم: لين، وقال البزار: له مناكير وهو ضعيف عند أهل العلم، وقال صالح جزرة: حديثه منكر ولا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سُرَّق. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 3243) من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة رفعه "لا يزال الله تبارك وتعالى يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر نفسه" (¬2) ¬

_ (¬1) وقع عند ابن ماجه "عن ابن عمرو" قال المزي في "التحفة": وهو وهم. وقال الذهبي في "السير": فلم يصنع شيئا، صوابه ابن عمر. (¬2) ووقفت له على طريق أخرى: قال أبو الشيخ في "الطبقات" (408): ثنا أبو صالح بن المهلب =

وقال: علته يزيد بن عبد الملك" وقال الهيثمي: وهو متروك" المجمع 10/ 198 وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 302) عن سعيد بن أبي عَروبة والقضاعي (1085) عن هشام الدَّسْتُوَائي كلاهما عن قتادة عن عبادة بن الصامت رفعه "إنّ الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر" وإسناده منقطع لأنّ قتادة لم يدرك عبادة بن الصامت. وأما حديث الحسن البصري فأخرجه الطبري (4/ 302) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن عوف عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وهو مرسل رواته ثقات، وعوف هو ابن أبي جميلة. وأما حديث بشير بن كعب فأخرجه الطبري (4/ 201 - 302) عن محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن العلاء بن زياد عن بشير بن كعب رفعه: فذكره. وهو مرسل رواته ثقات. والحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن مرتبة الحسن. 1853 - "تقتل عماراً الفئة الباغية" قال الحافظ: روى حديث: فذكره، جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليَسَر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم" (¬1) ¬

_ = ثنا الحسن بن عبد الرحمن ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر" وأبو صالح بن المهلب اسمه محمد بن الحسن ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والحسن بن عبد الرحمن هو ابن عمر بن يزيد الزهري ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات. (¬1) 2/ 89 (كتاب الصلاة - باب التعاون في بناء المسجد)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬1). صحيح ورد من حديث أبي قتادة ومن حديث أم سلمة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث عمرو بن العاص ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أبي أيوب الأنصاري ومن حديث أبي رافع ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث أبي اليَسَر ومن حديث خزيمة بن ثابت ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حذيفة بن اليمان ومن حديث أبي مسعود الأنصاري ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن سَمُرة ومن حديث زيد بن أبي أوفى ومن حديث عمرو بن حزم ومن حديث زياد بن القرد فأما حديث أبي قتادة فأخرجه ابن سعد (3/ 252 - 253) وأحمد (5/ 306 و 306 - 307) ومسلم (2915) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1870 و 1871) والنسائي في "خصائص علي" (163) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 197 - 198) والبيهقي (8/ 189) وفي "الدلائل" (2/ 548) والخطيب في "التاريخ" (2/ 282 و 7/ 344) والبغوي في "الشمائل" (96) من طرق عن شعبة عن أبي مسلمة سعيد بن زيد عن أبي نَضْرَة المنذر بن مالك عن أبي سعيد الخدري قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمار (¬2) وهو يمسح التراب (¬3) عن رأسه " (¬4) بؤسا لك ابن سمية، تقتلك فئة باغية (¬5) اللفظ لابن سعد. وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطيالسي (ص 223) وابن سعد (3/ 251 - 252 و 252) وابن أبي شيبة (15/ 293) وأحمد (6/ 289 و300 و 311 و315) ومسلم (2916) والنسائي في "الخصائص" (158 و 159 و 160 و161) وأبو يعلى (1645 و6990 و7025) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 110/ ب، 213/ ب) والطبراني في "الكبير" (23/ 363 و 364 و 369 و 369 - 370) وأبو الشيخ في "الطبقات" (703) وفي "حديثه" (136) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 318 - 319) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 84) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 197) والبيهقي (8/ 189) وفي "الإعتقاد" (ص 374) ¬

_ (¬1) 7/ 432 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام) (¬2) زاد مسلم وغيره "حين جعل يحفر الخندق" (¬3) وفي لفظ "الغبار" (¬4) زاد أبو نعيم "ويحك يا ابن سمية" (¬5) وفي لفظ "الفئة الباغية"

و"الدلائل" (2/ 549 و 550) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1382) وفي "التاريخ" (11/ 288 - 289) والبغوي في "شرح السنة" (3952) من طريق أم الحسن البصري عن أم سلمة مرفوعا "تقتل عمارا الفئة الباغية" وفي لفظ: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار (¬1) "تقتلك (¬2) الفئة الباغية" وفي لفظ آخر: قالت أم سلمة: ما نسيت يوم الخندق، وهو يعاطيهم اللبن، وقد اغبر شعره (¬3)، وهو يقول: اللهم إنّ (¬4) الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة وجاء عمار فقال " (¬5) يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية" وأما حديث معاوية فأخرجه أبو يعلى (7364) والطبراني في "الكبير" (19/ 396) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي قال: سمعت شيخا يحدث مغيرة عن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة - وكانت تمرض عمار بن ياسر - قالت: جاء معاوية إلى عمار يعوده، فلما خرج من عنده قال: اللهم لا تجعل منيته بأيدينا، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تقتل عمارا الفئة الباغية". قال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني، وابنة هشام والراوي عنها لم أعرفهما، وبقية رجالهما رجال الصحيح" المجمع 9/ 296 وأما حديث ابن عمرو فله عنه طرق: الأول: يرويه أسود بن مسعود العَنَزي البصري عن حنظلة بن خويلد العنزي: قال إني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار، كلّ واحد منهما يقول: أنا قتلته، قال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تقتله الفئة الباغية" فقال معاوية: ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو، فما بالك معنا؟ قال: إني معكم ولست أقاتل، إنّ أبي شكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه" فأنا معكم ولست أقاتل. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "في عمار" (¬2) وفي لفظ "تقتله" (¬3) وفي لفظ "صدره" وفي لفظ آخر "شعر صدره" (¬4) وفي لفظ "إنّ العيش عيش الآخرة" (¬5) زاد ابن سعد وغيره "ويحك" وفي لفظ "ويحه"

أخرجه ابن سعد (3/ 253) وابن أبي شيبة (15/ 291) وفي "مسنده" (المطالب 4419) وأحمد (2/ 164 - 165) عن يزيد بن هارون أنا العوام بن حوشب ثني أسود بن مسعود به. وأخرجه أحمد أيضا (2/ 206 - 207) والبخاري (¬1) في "الكبير" (2/ 1/ 39) والنسائي في "الخصائص" (164) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 437 - 438) من طرق عن يزيد بن هارون به. وأخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 248) من طريق أحمد ثنا يزيد بن هارون به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 244 قلت: اختلف فيه على العوام بن حوشب، فرواه شعبة عنه عن رجل من بني شيبان عن حنظلة بن سويد الغنوي قال: فذكر نحوه. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 39) والنسائي في "الخصائص" (165) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 198) والصواب قول يزيد بن هارون، فقد تابعه هُشيم ثنا العوام بن حوشب به. أخرجه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في "سيرة علي" كما في "البداية والنهاية" (7/ 268) والآجري في "الشريعة" (1975) وإسناده صحيح رواته ثقات، وأسود بن مسعود وحنظلة بن خويلد وثقهما ابن معين وابن حبان. الثاني: يرويه الأعمش واختلف عنه: - فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير (¬2) عنه عن عبد الرحمن بن زياد عن ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن حنظلة بن خويلد الغنوي أو العنزي. (¬2) تابعه أسباط بن محمد القرشي عن الأعمش، لكنه ساقه سياقة غريبة. قال عبد الله بن الحارث: رجعت مع معاوية من صفين، فكان معاوية وأبو الأعور السلمي يسيرون من جانب، ورأيته يسيرون من جانب. فكنت بينهم ليس أحد غيري، فكنت أحيانا أوضع إلي هؤلاء، وأحيانا أوضع إلى هؤلاء. فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه: أبة: أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار حين يبني المسجد "إنك لحريص على الأجر" قال: أجل، قال "وإنك من أهل الجنة، ولتقتلك الفئة الباغية؟ " قال بلى قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: فالتفت إلى معاوية فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال: أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار وهو يبني المسجد "ويحك، إنك لحريص على الأجر، ولتقتلك الفئة الباغية" =

عبد الله بن الحارث قال: إني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين بينه وبين عمرو بن العاص قال: فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: يا أبت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية" قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال: فقال معاوية: ما تزال تأتينا بهنةٍ تدحض بها في بولك، أنحن قتلناه؟ إنّما قتله الذين جاءوا به. أخرجه ابن سعد (3/ 253) وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 4418) وأحمد (2/ 161و 206) والنسائي في "الخصائص" (167) والمزي في "التهذيب" (17/ 113 - 114) - ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال: فذكر نحوه. فسمى شيخ الأعمش: عبد الرحمن بن أبي زياد. أخرجه أحمد (2/ 161 و 206) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 283) والنسائي في "الخصائص" (168) - ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش فلم يذكر عبد الله بن الحارث. أخرجه النسائي في "الخصائص" (166) وأبو يعلى (المطالب 4422) - ورواه عطاء بن مسلم الحلبي عن الأعمش قال: قال أبو عبد الرحمن السلمي: فذكره مطولا وساقه بنحو سياق أسباط بن محمد عن الأعمش. أخرجه الطبري في "تاريخه" (5/ 40 - 41) والحاكم (3/ 387) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 551 - 552) قال الذهبي في "تلخيص "المستدرك": قلت: وهو كما ترى خطأ فأين كان عمرو وابنه يوم بناء المسجد، وعطاء ضعفه أبو داود" قلت: كان قد دفن كتبه ثم أخذ يحدث من حفظه فأخطأ. ¬

_ = قال: بلى قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: ويحك ما تزاله تدحض في بولك، أو نحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به. أخرجه ابر يعلى (7351) وهذه الرواية خطأ لأنّ عبد الله بن عمرو وأباه لم يشهدا بناء المسجد لأنهما كانا بمكة ولم يسلما بعد.

وحديث سفيان أصح لأنّه من أثبت الناس في الأعمش كما قال أبو حاتم، والحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الأعمش فإنّه كان مدلسا. الثالث: يرويه نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مُليكة أنّ عبد الله بن عمرو قال لأبحِه: لولا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرني بطاعتك ما سرت معك هذا المسير، أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار بن ياسر "تقتلك الفئة الباغية" أخرجه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في "سيرة علي" كما في "البداية" (7/ 268) عن يحيى بن نصر ثنا حفص بن عمران البُرْجُمي ثني نافع بن عمر الجمحي به. وحفص بن عمران مستور كما في: "التقريب". الرابع: يرويه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمرو رفعه "تقتل عمارا الفئة الباغية" أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 4416) والبزار (2368) والطبراني في "الأوسط" (7904) وابن المقرئ في "معجمه" (252) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 283) وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. الخامس: يرويه أبو الغادية الجني سمع ابن عمرو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار "تقتلك الفئة الباغية، بشر قاتل عمار بالنار" أخرجه أبو يعلى (المطالب 4421) ثنا عمرو بن مالك ثنا يوسف بن عطية ثنا كلثوم بن جبر قال: سمعت أبا الغادية به. وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن عطية. وأما حديث عمرو بن العاص فله عنه طرق: الأول: يرويه ورقاء بن عمر اليشكري عن عمرو بن دينار عن زياد بن الحرد مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص رفعه "تقتل عمارا (¬1) الفئة الباغية" أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 302) وأبو يعلى (7342) والخطيب في "التاريخ" (11/ 429) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 716) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ويح عمار"

وزياد بن الحرد ذكره ابن حبان في "الثقات" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راويا إلا عمرو بن دينار فهو مجهول. الثاني: يرويه جعفر بن محمد الصادق قال: سمعت رجلا من الأنصار يحدث عن أبي عن هُنَي مولى عمر بن الخطاب قال: كنت أول شيء مع معاوية على عليّ فكان أصحاب معاوية يقولون: لا والله لا نقتل عمارا أبداً إنْ قتلناه فنحن كما يقولون: فلما كان يوم صفين ذهبت انظر في القتلى فإذا عمار بن ياسر مقتول، فقال هني: فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره فقلت: أبا عبد الله، قال: ما تشاء؟ قلت: أنظر أكلمك، فقام إليّ فقلت: عمار بن ياسر ما سمعت فيه؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تقتله الفئة الباغية" أخرجه ابن سعد (3/ 253 - 254) عن خالد بن مخلد الكوفي ثني سليمان بن بلال ثني جعفر بن محمد به. وخالد بن مخلد صدوق، والباقون ثقات إلا الذي لم يسم. الثالث: يرويه ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أخبره قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تقتله الفئة الباغية" فقام عمرو يرجع فزعاً حتى دخل على معاوية فقال له معاوية: ما شأنك؟ فقال: قتل عمار، فقال له معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تقتله الفئة الباغية" فقال له معاوية: دحضت في بولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله عليّ وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه تحت رماحنا - أو قال: بين سيوفنا-. أخرجه عبد الرزاق (20427) عن مَعْمَر عن ابن طاوس به. وأخرجه أحمد (4/ 199) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو يعلى (7175 و 7346) والحاكم (2/ 155 - 156 و3/ 386 - 387) والبيهقي (8/ 189) وفي "الدلائل" (2/ 551) من طرق عن عبد الرزاق به. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما" قلت: إسناده صحيح، وعمرو بن حزم لم يخرجا له شيئا. الرابع: يرويه عمرو بن دينار عن رجل من أهل مصر يحدث أنّ عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضّل عمار بن ياسر، فقيل له فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تقتله الفئة الباغية"

أخرجه أحمد (4/ 197) عن محمد بن جعفر البصري وحجاج بن محمد المصيصي قالا: ثنا شعبة عن عمرو بن دينار به. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1685) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 198) إلا أنّهما لم يذكرا حجاج بن محمد. بإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. الخامس: يرويه عبد الرحمن الكندي عن أبيه عن عمرو بن العاص أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار "تقتلك الفئة الباغية" أخرجه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في "سيرة علي" كما في "البداية" (7/ 268) من طريق أبي يوسف عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الرحمن الكندي به. وإسناده ضعيف، ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن أبي بكر. وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق: الأول: يرويه داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المسجد (¬1)، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمار (¬2) ينقل لبنتين لبنتين، فتترب رأسه. قال: فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه جعل ينفض (¬3) رأسه ويقول "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية" أخرجه الطيالسي (ص 288) وابن سعد (3/ 252) وأحمد (3/ 5) واللفظ له والبزار (كشف 2687) والطبراني في "الأوسط" (8546) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 548 - 549) من طرق عن داود بن أبي هند به. قال الحافظ: وهذا الإسناد على شرط مسلم، وقد عيّن أبو سعيد من حدّثه بذلك، ففي مسلم والنسائي من طريق أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة: فذكره" الفتح 2/ 89 وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 296 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. ¬

_ (¬1) ولفظ الطيالسي "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حفر الخندق" (¬2) ولفظ الطيالسي "وعمار ناقه من وجع كان به فجعل يحمل لبنتين لبنتين" (¬3) زاد الطيالسي وابن سعد "التراب عن"

الثاني: يرويه خالد الحَذَّاء عن عكرمة أنّ ابن عباس قال له ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه (¬1)، قال (¬2): فانطلقنا فإذا هو في حائط له (¬3)، فلما رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد (¬4) فأنشأ يحدثنا حتى (¬5) أتى على ذكر بناء المسجد، قال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل ينفض التراب عنه (¬6) ويقول "يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك" قال: إني أريد الأجر من الله، قال: فجعل ينفض التراب عنه ويقول "ويح عمار (¬7) تقتله الفئة الباغية: يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار" قال: فجعل عمار يقول: أعوذ بالرحمن من الفتن. أخرجه (¬8) أحمد (3/ 22 و 90 - 91) واللفظ له والبخاري (فتح 2/ 87 - 89) والنسائي في "الخصائص" (162) والحاكم (2/ 149) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 197) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 546 و 547) وليس عند البخاري "تقتله الفئة الباغية" قال ابن كثير: وفي بعض نسخ البخاري: فذكرها" البداية والنهاية 7/ 270 وقال الحافظ: وقع في رواية ابن السكن وكريمة وغيرهما وكذا ثبت في نسخة الصغاني التي ذكر أنّه قابلها على نسخة الفربري التي بخطه زيادة ... فذكرها. قال: واعلم أنّ هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في "الجمع"، وقال: إنّ البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود. قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري أو وقعت فحذفها عمدا قال: وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث. قال الحافظ: قلت: ويظهر لي أنّ البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية، وهي أنّ ¬

_ (¬1) زاد الحاكم "في شأن الخوارج" (¬2) زاد البيهقي "عكرمة" (¬3) زاد البخاري وغيره "يصلحه" (¬4) ولفظ البخاري "فاحتبى" ولفظ الحاكم "ثم احتبى" (¬5) ولفظ الحاكم "حتى علا ذكره في المسجد" (¬6) ولفظ الحاكم "عن رأسه" (¬7) وفي لفظ "ابن سمية" (¬8) رواه شعبة وعبد العزيز بن المختار وخالد بن عبد الله الواسطي وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم عن خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي سعيد. وخالفهم يحيى بن مطر المجاشعي فرواه عن خالد الحذاء عن عكرمة عن عمار بن ياسر. أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (254) والأول أصح.

أبا سعيد الخدري اعترف أنّه لم يسمع هذه الزيادة من النبي - صلى الله عليه وسلم - فدل على أنّها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري، ثم ذكر حديث داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الذي تقدم ... " الفتح 2/ 88 - 89 وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري". الثالث: يرويه عمرو بن دينار عن أبي هشام عن أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في عمار "تقتلك الفئة الباغية" أخرجه الطيالسي (ص 293) عن شعبة عن عمرو بن دينار به. وأخرجه ابن سعد (3/ 252) وأحمد (3/ 28) عن الطيالسي به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1684) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 197) من طرق عن الطيالسي به. وأبو هشام ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن عبد البر في "الإستغناء" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكروا عنه راويا إلا عمرو بن دينار فهو مجهول. وأما حديث أبي أيوب فأخرجه الطبراني في "الكبير" (4030) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن موسى القطان الواسطي ثنا معلي بن عبد الرحمن ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن أبي أيوب رفعه "تقتل عماراً الفئة الباغية" وأخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (77) من طريق إسماعيل بن إسحاق الراشدي ثنا معلي بن عبد الرحمن به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 186 - 187) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 11 - 12) من طريق أحمد بن عبد الله المؤدب ثنا معلي بن عبد الرحمن ثنا شريك عن الأعمش ثنا إبراهيم عن علقمة والأسود عن أبي أيوب. ومعلي بن عبد الرحمن هو الواسطي وهو متهم بالوضع. وأما حديث أبي رافع فأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (181) عن أبي أيوب سليمان بن داود المنقري الشاذكوني وحنبل بن إسحاق في "جزئه" (49) والروياني (1/ 461) والطبراني في "الكبير" (954) ومحمد بن الحسين البزاز في "فوائده" (التدوين للرافعي 1/ 430)

عن أبي نعيم ضرار بن صُرَد الطحان قالا: ثنا علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمار بن ياسر "تقتلك الفئة الباغية" الشاذكوني وضرار بن ورد كذبهما ابن معين. وأما حديث عثمان بن عفان فأخرجه الطبراني في "الصغير" (516) من طريق أحمد بن بُديل القاضي ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: سمعت عثمان بن عفان رفعه "تقتل عماراً الفئة الباغية" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 218) قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلا يحيى بن عيسى" وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة وفيه أحمد بن بديل الرملي وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف" المجمع 7/ 242 قلت: هو مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به فقد تابعه أحمد بن محمد الرملي (¬1) ثنا يحيى بن عيسى ثنا الأعمش ثنا زيد بن وهب أنّ عمارا قال لعثمان: حملتَ قريشا على رقاب الناس، عَدَوْا عليّ، فضربوني، فغضب عثمان ثم قال: ما لي ولقريش؟ عدوا على رجل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فضربوه، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار "تقتلك الفئة الباغية، وقاتله في النار" أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (283) وفي "مسنده" (المطالب 4425) وأبو عوانة في "مسنده" كما في "سير الأعلام" (1/ 420) وأحمد بن محمد الرملي لم أقف له على ترجمة، ويحيى بن عيسى مختلف فيه: وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، والأعمش وزيد بن وهب ثقتان مشهوران. وللحديث طريق أخرى يرويها القاسم الحُدَّاني عن قتادة عن سالم بن أبي الجَعْد عن عبد الله بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن عثمان. أخرجه أبو عوانة في "مسنده" كما في "السير" (1/ 421) وله طريق ثالثة: يرويها أبو إسحاق السبيعي عن عمرو بن غالب عن عثمان. ¬

_ (¬1) في "السير": الباهلي.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (1240) وأما حديث عمار بن ياسر فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو التيَّاح يزيد بن حميد الضُّبَعي عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار رفعه "تقتلك الفئة الباغية" أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1017) عن عبيد الله بن محمد بن حفص العائشي ثنا حماد (¬1) - هو ابن سلمة - عن أبي التياح به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 361) والذهبي في "السير" (4/ 171) واختلف فيه على أبي التياح، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه عن عبد الله بن أبي الهذيل مرسلا. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 4413/ 1) وابن سعد (1/ 240 - 241) والحارث (1018) وأبو يعلى (4181) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 361) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 550 - 551 و 551) وتابعه شعبة عن أبي التياح به. أخرجه الطيالسي (ص 90) - ورواه الأجلح بن عبد الله الكندي واختلف عنه: • فرواه أسود بن عامر الشامي عن شَريك بن عبد الله القاضي عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار. أخرجه البزار (1428) • ورواه حسين بن حسن الأشقر عن الأجلح وأبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل - قال أحدهما: عن عمار وقال الآخر: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 361) وحسين الأشقر قال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وشريك سيئ الحفظ. ¬

_ (¬1) تابعه عبد الواحد - أظنه ابن زياد - عن أبي التياح به. انظر مسند الطيالسي ص 90

وخالفه عبد الله بن نُمير فرواه عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل مرسلا. أخرجه ابن سعد (3/ 251) وهذا أصح، والأجلح مختلف فيه. الثاني: يرويه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار بن ياسر قالت: اشتكى عمار شكوى ثقل (¬1) منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله، فقال: ما يبكيكم؟ أتخشون أني أموت على فراشي؟ أخبرني حبيبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه تقتلني الفئة الباغية، وأنّ آخر زادي (¬2) مذقة من لبن" أخرجه أبو يعلى (1614) واللفظ له عن عبيد الله بن عمر القواريري والبيهقي في "الدلائل" (6/ 421) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قالا: ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أبي عبيدة به. ورواته ثقات غير مولاة عمار فلم أعرفها. الثالث: يرويه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عمار: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تقتلك الفئة الباغية" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7522) وأبو الشيخ في "حديثه" (12) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم ثني يزيد بن أبي زياد به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا يزيد بن أبي زياد، انفرد به أبو مريم" قلت: وهو متروك الحديث، قاله أبو حاتم والنسائي، وإسماعيل بن عمرو ضعفه أبو حاتم وغيره. وأما حديث أبي اليَسَر فأخرجه الهيثم بن كليب (1532) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 376) والطبراني في "الكبير" (19/ 170 - 171 و 171) وأبو نعيم في "الصحابة" (5820) ¬

_ (¬1) ولفظ البيهقي "أرق" (¬2) ولفظ البيهقي "أُدْمي"

من طريق يحيى (¬1) بن سلمة بن كُهيل عن أبيه عن أبي بكر بن حفص عن رجل (¬2) عن أبي اليسر رفعه "تقتل عمارا الفئة الباغية" ويحيى بن سلمة بن كهيل قال ابن سعد وأبو زرعة: ضعيف جداً، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث خزيمة بن ثابت فأخرجه أحمد (5/ 214 - 215) عن يونس بن محمد المؤدب وخلف بن الوليد العَتَكي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (605) وأبو نعيم في "الصحابة" (2364) عن محمد بن بكار بن الريان البغدادي وابن أبي شيبة (15/ 302) عن علي بن حفص المدائني وأبو القاسم البغوي (605) عن حسين بن محمد التميمي خمستهم عن أبي معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافا سلاحه يوم صفين ويوم الجمل حتى قتل عمار، فلما قتل سلَّ سيفه وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تقتل عمارا الفئة الباغية" فقاتل حتى قتل. لفظ ابن أبي شيبة. واختلف فيه على أبي معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي، فرواه محمد بن سليمان بن أبي رجاء العباداني عنه عن محمد بن عمارة بن خزيمة عن أبيه قال: كان أبي كافّا سلاحه ... وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3720) قال الهيثمي: وفيه أبو معشر وهو لين" المجمع 7/ 242 قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وجماعة، ومحمد بن عمارة قال الحسيني في "الإكمال": لا يكاد يعرف. ¬

_ (¬1) وقع عند ابن قانع "محمد" (¬2) وقع عند أبي نعيم "عن أبيه"

وللحديث طريق أخرى عند أبي القاسم البغوي (672) وفيها محمد بن حُميد وعلي بن مجاهد الرازيان وهما واهيان. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (3800) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر المدني ثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية" وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن" قلت: وهو كما قال. وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (160) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (673) عن محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ثنا أبو مصعب به. ولم ينفرد عبد العزيز بن محمد به بل تابعه عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني ثنا العلاء بن عبد الرحمن به. أخرجه أبو يعلى (6524) وابن عدي (4/ 1495) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 261) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 296 قلت: عبد الله بن جعفر لم يخرجاه، وهو ضعيف الحديث كما قال الفلاس وغيره. وأما حديث حذيفة فأخرجه البزار (2948) والطبري في "تاريخه" (5/ 38 - 39) عن محمد بن فضيل الكوفي والحاكم (3/ 391) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأبو يعلى (المطالب 4415) عن علي بن مُسْهر الكوفي ثلاثتهم عن مسلم الأعور عن حَبَّة بن جُوين العُرَني قال: انطلقت أنا وأبو مسعود إلى حذيفة بالمدائن، فدخلنا عليه، فقال: مرحبا بكما خلفتما من قبائل العرب أحدا أحبّ إليّ منكما. فأسندته إلى أبي مسعود، فقلنا: يا أبا عبد الله، حدثنا فإنا نخاف الفتن، فقال: عليكما بالفئة التي فيها ابن سمية، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق، وإنّ آخر رزقه ضياح من لبن"

اللفظ للطبري، ولفظ الحاكم نحوه. ولفظ البزار: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "تقتل عمارا الفئة الباغية" وصدقه الآخر. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح عال ولم يخرجاه" كذا قال. وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف" المجمع 9/ 297 قلت: وهو كما قال. وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 315) من طريق أبي عبد الله محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطار ثني أبو يحيى عمرو بن عبد الجبار اليامي ثني أبي ثنا أبو عَوَانة عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أنس رفعه "ابن سمية تقتله الفئة الباغية، قاتله وسالبه في النار" وقال: كذا قال: عن الحسن عن أنس، والمحفوظ عن الحسن عن أمه عن أم سلمة" قلت: ومحمد بن سهل العطار قال الدارقطني والحسن بن محمد الخلال: يضع الحديث. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (6311): ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا أحمد بن عمر العلاف ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا حماد بن سلمة عن أبي التيَّاح عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يبني المسجد، وكان عمار بن ياسر يحمل صخرتين، فقال "ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا أبو سعيد مولى بني هاشم، تفرد به أحمد بن عمر الرازي" وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2511) من طريق ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رفعه "تقتل عمارا الفئة الباغية" وناصح هو ابن عبد الله المحلِّمي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ضعيف.

وأما حديث زيد بن أبي أوفى فله عنه طريقان: الأول: يرويه إبراهيم التيمي عن سعد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث فيه - فدعا عمارا فقال "تقتلك الفئة الباغية" أخرجه ابن عدي (3/ 1064) من طريق القاسم بن معن القيسي ثنا إبراهيم التيمي به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 386) و"الأوسط" (1/ 217) من طريق يحيى بن معين المدني ثنا إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى به. وقال: وهذا إسناد مجهول لا يتابع عليه ولا يعرف سماع بعضهم من بعض" وقال أبو حاتم: إبراهيم القرشي وسعيد بن شرحبيل مجهولان (الجرح) وقال ابن عبد البر: في إسناده ضعفا" الاستيعاب 3/ 41 الثاني: يرويه عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "يا عمار تقتلك الفئة الباغية" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2707) عن نصر بن علي الجَهْضَمِي ثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي ثنا يزيد بن معن أني عبد الله بن شرحبيل به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5146) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا نصر بن علي به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (908) عن محمد بن علي الجوزجاني ثنا نصر بن علي به. واختلف فيه على عبد المؤمن بن عباد، فرواه حسين بن محمد الذارع عنه فلم يذكر عن رجل من قريش. أخرجه أبو القاسم البغوي (908 و 915) وابن عدي (3/ 1062 - 1064) وعبد المؤمن بن عباد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في "الضعفاء" وذكره ابن حبان في "الثقات". ويزيد بن معن لم أقف له على ترجمة. وأما حديث عمرو بن حزم فقد تقدم الكلام عليه في الطريق الثالثة من طرق حديث عمرو بن العاص.

وأما حديث زياد بن القرد فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 236) وأبو نعيم في "الصحابة" (3060) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا فردوس بن الأشعري عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن مسلم بن شهاب عن أبي اليسر وزياد بن القرد أنّهما شهدا أنّهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار وهو يمسح التراب عن وجهه في المسجد "يا عمار تقتلك الفئة الباغية" ومن هذا الطريق أخرجه الباوردي في "الصحابة" كما في "الإصابة" (3/ 32) قال ابن مندة: غريب" وقال الحافظ: وفيه انقطاع بين الزهري وبينهما" وقال ابن عبد البر: حديث لا يتصل" الاستيعاب 3/ 32 1854 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأيت فيما يرى النائم كأنّ في إحدى أصبعي سَمْنا، وفي الأخرى عسلا فألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "تقرأ الكتابين: التوراة والإنجيل" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 222) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 166) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1468) والطحاوي في "المشكل" (672) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 286) والخطيب في "الفقيه" (2/ 135) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص) ص 228 و 228 - 229 و 229) والرافعي في "التدوين" (3/ 288) من طرق عن ابن لهيعة ثنا واهب بن عبد الله المَعَافري عن ابن عمرو قال: فذكره، وزاد: فكان يقرؤهما. وفي لفظ "في إحدى يديه" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. قال الذهبي: ابن لهيعة ضعيف الحديث، وهذا خبر منكر" سير الأعلام 3/ 86 وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف" المجمع 7/ 184 ¬

_ (¬1) 16/ 96 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب)

1855 - "تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 15/ 106 - 107) من حديث عائشة. 1856 - حديث أبي هريرة: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: "تقوى الله وحسن الخلق" قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن حبان وصححاه وهو عند البخاري في "الأدب المفرد" من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬2) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (294) والترمذي (2004) وابن حبان (476) وابن شاهين في "الترغيب" (356) والحاكم (4/ 324) والبيهقي في "الشعب" (5372) من طرق عن عبد الله بن إدريس ثني أبي عن جدي عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال "تقوى الله وحسن الخلق" وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال "الأجوفان: الفم والفرج" وأخرجه ابن ماجه (4246) وابن أبي الدنيا في "الورع" (135) و"الصمت" (4) و"المداراة" (76) و"التواضع" (170) والطحاوي في "المشكل" (4429) والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 158) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (709) والبغوي في "شرح السنة" (3498) والمزي في "تهذيب الكمال" (32/ 186 - 187) من طرق أيضا عن عبد الله بن إدريس عن أبيه وعمه عن جده عن أبي هريرة، بزيادة "عمه" قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، وعبد الله بن إدريس هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ولم ينفرد عبد الله بن إدريس به بل تابعه عبد الله بن سلمة بن الأفطس عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1206) وأخرجه الطيالسي (ص 324) وأحمد (¬3) (2/ 392 و 442) وفي "الزهد" (ص 474 - 475) والبخاري في "الأدب المفرد" (289) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 74 و75 و 448) وفي "اعتلال القلوب" (ص 69) والطبراني في "الأوسط" (8991) وأبو نعيم في ¬

_ (¬1) 2/ 385 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم) (¬2) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق والسخاء) (¬3) وأخرجه في موضع آخر (2/ 291) وسقط منه "عن أبيه"

"الرواة عن الفضل بن دكين" (6) وابن بشران (1488) وأبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة" (10) والبيهقي في "الشعب" (4570 و 5025 و 7642) وفي "الآداب" (884) وفي "الزهد" (953) والبغوي في "شرح السنة" (3497 و 4127) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1107) والمزي في "تهذيب الكمال" (8/ 470) من طرق عن داود بن يزيد الأودي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة به. قال البغوي: هذا حديث حسن غريب، وداود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو يزيد عم عبد الله بن إدريس بن يزيد" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد كما تقدم، وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وأبوه يزيد بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. 1857 - عن أبي هريرة رفعه "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيئ القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيئ السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1013") (¬1) 1858 - حديث أبي سعيد "تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (3/ 64 - 65) والحارث (795) عن محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا عُمارة عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد به مرفوعا. وزاد "حتى يأتي الرجل القوم فيقول: من صُعِق تلكم الغداة؟ فيقولون: صعق فلان وفلان" وأخرجه الحاكم (4/ 444) من طريق موسى بن الحسن بن عباد النسائي الجلاجلي ثنا محمد بن مصعب به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (787) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متويه ¬

_ (¬1) 16/ 193 (كتاب الفتن - باب خروج النار) (¬2) 16/ 201 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)

الأصبهاني ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا محمد بن مصعب وقرة بن حبيب عن عمارة عن أبي نضرة عن أبي سعيد به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الذهبي: قلت: عمارة ثقة لم يخرجوا له" قلت: ومحمد بن مصعب مختلف فيه، ولم يخرج له مسلم شيئا، وتابعه قرة بن حبيب كما تقدم، وهو ثقة كما قال أبو حاتم وغيره، وكذا باقي رواته ثقات فالإسناد صحيح، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك، وإبراهيم بن سعيد هو الجوهري، وعمارة هو ابن مِهْران. 1859 - حديث سهل بن الحنظلية أنّهم ساروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين فأطنبوا السير فجاء رجل فقال: إني انطلقت من بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم قد اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال "تلك غنيمة المسلمين غداً إنْ شاء الله تعالى" قال الحافظ: ولأبي داود بإسناد حسن من حديث سهل بن الحنظلية: فذكره، وعند ابن إسحاق ما يدل على أنّ هذا الرجل هو عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (916 و2501) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنّه سمع أبا سلام قال: حدثني السلولي أبو كبشة أنّه حدثه سهل بن الحنظلية، أنّهم ساروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كانت عشية، فحضرت الصلاة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال "تلك غنيمة المسلمين غدا إنْ شاء الله" وذكر الحديث وفيه طول. وإسناده صحيح رواته ثقات. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 125 - 126) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 392) ¬

_ (¬1) 9/ 88 (كتاب المغازي - باب قول اله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]

عن أبي بكر بن داسة وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 153 - 154) عن أبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي كلاهما عن أبي داود به. وخالفهما أبو عوانة (المسند الصحيح 5/ 98) فرواه عن أبي داود ولم يذكر أبا سلام. واختلف فيه على أبي توبة الربيع بن نافع: - فرواه غير واحد عنه كرواية أبي داود، منهم: 1 - محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحرّاني. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8870) 2 - أحمد بن خليد الحلبي. أخرجه (¬1) الطبراني في "الكبير" (5619) وفي "الأوسط" (409) وفي "مسند الشاميين" (2866) وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (828) 3 - الحسن بن علي الحُلواني. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (149) 4 - إبراهيم بن الحسين. أخرجه الحاكم (1/ 237) والبيهقي (2/ 13) 5 - الحسن غير منسوب (¬2). أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 30) 6 - أبو حاتم الرازي. قاله ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 154) 7 - فهد بن سليمان. أخرجه ابن خزيمة (1/ 246) ¬

_ (¬1) وأخرجه المزي (34/ 218) من طريق أبي نعيم الأصبهاني وأبي بكر بن ريذة قالا: أخبرنا الطبراني به. (¬2) أظنه الحسن بن علي الحلواني أو الحسن بن الصباح.

8 - محمد بن عبد الملك بن زنجويه. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (19) قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن سلام" وقال الحاكم: إسناده صحيح" وقال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح" الإصابة 1/ 117 - ورواه محمد بن عامر الأنطاكي عن أبي توبة ولم يذكر أبا سلام. أخرجه أبو عوانة (5/ 98) وتابعه عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة به. أخرجه الحاكم (2/ 83 - 84) والبيهقي (9/ 149) وقال الحاكم: هذا الإسناد من أوله إلى آخره صحيح على شرط الشيخين غير أنّهما لم يخرجا مسانيد سهل بن الحنظلية لقلة رواية التابعين عنه وهو من كبار الصحابة" قلت: لم يخرج البخاري لزيد بن سلام شيئا. والحديث اختلف فيه على معاوية بن سلام: • فرواه مروان بن محمد الطاطري عنه ولم يذكر أبا سلام. أخرجه البيهقي (9/ 149) • ورواه الوليد بن مسلم عن معاوية بن سلام واختلف عنه: فرواه موسى بن أيوب النصيبي عن الوليد عن معاوية بن سلام أنه سمع أخاه زيد بن سلام يحدث أنه سمع أبا سلام يقول: ثنا أبو كبشة ثنا سهل بن الحنظلية. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (1/ 176 - 177) ورواه هشام بن عمار الدمشقي عن الوليد فلم يذكر زيد بن سلام. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2076) وتابعه أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي ثنا الوليد به. أخرجه أبو القاسم البغوي (1004) وحديث أبي توبة عن معاوية عن زيد عن أبي سلام عن السلولي عن سهل بن الحنظلية أصح.

فقد تابعه مُعَمَّر بن يَعْمر الدمشقي ثنا معاوية بن سلام به. أخرجه ابن خزيمة (487) وأما حديث جابر الذي أشار إليه الحافظ فقد أخرجه البيهقي في "الدلائل " (5/ 119 - 121) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من فتح مكة جمع مالك بن عوف النصري بني نصر وبني جُشم وبني سعد بن بكر وأوزاعا من بني هلال، وهم قليل، وناسا من بني عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، وأَوْعَيَت معه ثقيف الأحلاف، وبنو مالك، ثم سار بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وساق معه الأموال والنساء والأبناء، فلما سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي فقال "اذهب فادخل في القوم حتى تعلم لنا من علمهم" وذكر الحديث وإسناده حسن. 1860 - حديث ابن مسعود: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوسوسة فقال: "تلك محض الإيمان" قال الحافظ: وأخرج (أي مسلم 133) من حديث ابن مسعود فذكره" (¬1) 1861 - : "تمام تحيتكم بينكم المصافحة" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي بسند ضعيف من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره" (¬2) انظر الحديث الذي بعده. 1862 - "تمام عيادة المريض أنْ يضع أحدكم يده على جبهته فيسأله كيف هو" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة بسند لين (¬3) رفعه: فذكره، وأخرجه ابن السني ولفظه "فيقول: كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت" (¬4) ضعيف وله عن أبي أمامة طرق: الأول: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رفعه ¬

_ (¬1) 17/ 34 (كتاب الإعتصام - باب ما يكره من كثرة السؤال) (¬2) 13/ 293 (كتاب الإستئذان - باب المصافحة) (¬3) وكذا قال في "بذل الماعون" (ص 356) (¬4) 12/ 225 (كتاب المرضى - باب وضع اليد على المريض)

"تمام عيادة المريض أنْ يضع أحدكم يده على جبهته، أو قال على يده فيسأله كيف هو؟، وتمام تحياتكم بينكم المصافحة" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 620) وأحمد (5/ 260) وهناد في "الزهد" (374) والترمذي (2731) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (96، 109) وفي "الإخوان" (117) والروياني (1217 و 1231) والطبراني في "الكبير" (7854) وابن عدي (4/ 1632 و 7/ 2672) والبيهقي في "الشعب" (8547 و 8768 و 8769) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2124) والشجري في "أماليه" (2/ 286) وابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله" (145) من طرق عن يحيى (¬1) بن أيوب الغافقي المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به. واللفظ للترمذي. زاد ابن أبي الدنيا والطبراني في أوله "عائد المريض يخوض في الرحمة" وزاد الطبراني "ووضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه على ركبتيه ثم قال: "فإذا جلس عنده غمرته الرحمة" ولفظ هناد "إنّ من تمام عيادة المريض أن تمد يدك إليه، وتسأله كيف هو، وأنْ تضع يدك عليه" قال الترمذي: هذا إسناد ليس بالقوى، قال محمد: وعبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة" وقال النووي والعسقلاني: سنده ضعيف" الخلاصة 2/ 915 - الفتح 13/ 293 قلت: وهو كما قالا لضعف علي بن يزيد الألهاني. ولكنه لم ينفرد به بل تابعه (¬2) الزهري عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "من تمام العيادة أنّ تضع يدك على المريض، وتقول: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ " ¬

_ (¬1) تابعه مطرف عن عبيد الله بن زحر. أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 288) (¬2) وتابعه أيوب بن عتبة اليمامي عن القاسم عن أبي أمامة. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب (406) من طريق صبح بن دينار البلدي ثنا عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة به. وأيوب بن عتبة قال ابن المديني وجماعة: ضعيف.

أخرجه العقيلي (3/ 61 - 62) وابن السني في "اليوم والليلة" (536) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 208) من طريق عبد الأعلى بن محمد التاجر ثنا يحيى بن سعيد عن الزهري به. قال العقيلي: عبد الأعلى بن محمد التاجر يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري بواطيل لا أصول لها" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح" قلت: وقع عند ابن السني: عن عبد الأعلى بن محمد البصري عن يحيى بن سعيد المدني - وليس هو يحيى بن سعيد بن قيس - عن الزهري به. ويحيى بن سعيد هذا قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: يروي عن الزهري أحاديث موضوعة متروك الحديث. الثاني: يرويه بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن أبي أمامة رفعه "تمام التحية الأخذ باليد، وقال: المصافحة باليمين" أخرجه تمام في "فوائده" (711) وبشر بن عون وبكار بن تميم قال أبو حاتم: مجهولان، وقال ابن حبان: بشر بن عون لا يجوز الاحتجاج به بحال. الثالث: يرويه عيسى بن يوسف الطباع ثنا ابن أبي فُديك ثنا زيد بن يزيد الجَزَري عن أبي أمامة رفعه "من تمام عيادة أحدكم أخاه المريض أن يضع يده عليه فيسأله كيف أصبح، كيف أمسى؟ " أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (67) والبيهقي في "الشعب" (8770) وزيد بن يزيد الجزري لم أقف له على ترجمة. وللحديث شاهد عن أبي رهم السمعي وعن أبي هريرة وعن ابن مسعود وعن جابر فأما حديث أبي رهم فأخرجه الطبراني كما في "الآلئ" (2/ 406) عن أحمد (¬1) بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا معاوية بن يحيى الإطرابلسي ثنا معاوية بن سعيد عن يزيد بن أبلا حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي رهم رفعه "إنّ من تمام عيادة المريض أنّ تضع يدك عليه وتسأله كيف هو" ¬

_ (¬1) تابعه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا هشام بن عمار به. أخرجه المزي (28/ 175 - 176)

ومعاوية بن سعيد هو التجيبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المجرد": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وأحمد بن المعلى ومعاوية بن يحيى صدوقان، والباقون ثقات، وأبو رهم السمعي مختلف في صحبته. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبري في "تفسيره" (16/ 111) وابن السني (542) والبيهقي (3/ 381 - 382) من طرق عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يعود رجلا مريضا من أصحابه وعدناه معه فقبض على يده ووضع (¬1) على جبهته وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض ثم قال: إنّ الله - عز وجل - يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة" اللفظ لابن السني وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الترمذي (2730) وفي "العلل الكبير" (2/ 863) وابن عدي (7/ 2676) والبيهقي في "الشعب" (8548) من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن سفيان عن منصور بن المعتمر عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود رفعه "من تمام التحية الأخذ باليد" قال الترمذي: هذا حديث غريب ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعده محفوظا وقال: إنما أراد عندي حديث سفيان عن منصور عن خيثمة عمن سمع ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "لا سمر إلا لمصل أو مسافر" قال محمد: وإنما يُروى عن منصور عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد أو غيره قال: من تمام التحية الأخذ باليد" وقال في "العلل": سألت عنه محمدا فقال: هذا حديث خطأ وإنما يُروى من قول الأسود بن يزيد أو عبد الرحمن بن يزيد" وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل" علل الحديث 2/ 307 وقال الحافظ: في سنده ضعف" الفتح 13/ 295 ¬

_ (¬1) زاد البيهقي "يده"

وأما حديث جابر فأخرجه البيهقي في "الشعب" (8779) وفيه عمر بن موسى بن وجيه التيمي وهو متهم بالوضع. 1863 - "تمَدْ الأرض مَدّ الأديم ثم لا يكون لابن آدم منها إلا موضع قدميه" الحديث وفيه "ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: أي ربّ عبادك عبدوك في أطراف الأرض. قال: فذلك المقام المحمود" قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن الحسين بن علي أخبرني رجل من أهل العلم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الحاكم من حديث جابر رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه اختلف على الزهري في صحابيه" (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 570) عن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن جابر رفعه "تمد الأرض يوم القيامة مداً لعظمة الرحمن ثم لا يكون لبشر من بني آدم إلا موضع قدميه، ثم أُدعى أول الناس فأخرّ ساجداً، ثم يؤذن لي فأقوم فأقول: يا ربّ أخبرني هذا - لجبريل وهو عن يمين الرحمن والله ما رآه جبريل قبلها قط - أنّك أرسلته إليّ، قال: وجبريل ساكت لا يتكلم حتى يقول الله: صدق، ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض، فذلك المقام المحمود" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين" قلت: إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: قال الحاكم: ارتبت في لقيه بعض الشيوخ. وجده هو الفضل بن محمد البيهقي أبو محمد الشعراني النيسابوري وهو مختلف فيه: قال الحاكم: ثقة مأمون لم يطعن في حديثه بحجة، وقال أبو عبد الله بن الأخرم: صدوق، وقال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، ورماه الحسين بن محمد القباني بالكذب (السير) وإبراهيم بن حمزة الزبيري صدوق احتج به البخاري وحده. والباقون كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) 10/ 14 (كتاب التفسير - سورة بني إسرائيل - باب قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]) (¬2) 14/ 164 (كتاب الرقاق - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة)

واختلف فيه على إبراهيم بن سعد، فرواه محمد بن جعفر الوَرَكاني عنه عن الزهري عن علي بن الحسين ثني رجل من أهل العلم رفعه قال: فذكر نحوه. أخرجه الحارث في "مسنده" (1131) عن الوركاني به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 145) وقال: صحيح، تفرد بهذه الألفاظ علي بن الحسين، لم يروه عنه إلا الزهري، ولا عنه إلا إبراهيم بن سعد، وعلي بن الحسين هو أفضل وأنقى من أنْ يروه عن رجل لا يعتمده فينسبه إلى العلم ويطلق القول به" • ورواه محمد بن يونس الكُدَيمي عن محمد بن خالد بن عتمه ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن علي بن الحسين قال: حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه قال: فذكره. أخرجه البيهقي في "الشعب" (298) والكديمي كذبه أبو داود وغيره، وقال ابن حبان: يضع الحديث واختلف في هذا الحديث على الزهري أيضاً: • فرواه يونس بن يزيد الأيلي عنه عن علي بن الحسين عن رجل من أهل العلم قوله ولم يرفعه. أخرجه الحاكم (4/ 571) • ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: فرواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 387) عن معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/ 146) والحاكم (4/ 571) وتابعه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به. أخرجه الطبري (15/ 146) ورواه ابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم بن حماد 375) عن معمر عن الزهري عن علي بن حسين أن رجلا من أهل العلم أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.

1864 - "تنام عيناي ولا ينام قلبي" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 275) من حديث عائشة. 1865 - حديث أبي ذر قال: تناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهنّ حنينا، ثم وضعهنّ في يد أبي بكر فسبحن، ثم وضعهنّ في يد عمر فسبحن، ثم وضعهنّ في يد عثمان فسبحن". قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني في "الأوسط" وفي رواية للطبراني "فسمع تسبيحهنّ من في الحلقة" وفيه "ثم دفعهنّ إلينا فلم يسبحن مع أحد منا" قال البيهقي في "الدلائل": كذا رواه صالح بن أبي الأخضر ولم يكن بالحافظ عن الزهري عن سويد بن يزيد السلمي عن أبي ذر، والمحفوظ ما رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: ذكر الوليد بن سويد أنّ رجلاً من بني سليم كان كبير السن ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر له عن أبي ذر بهذا. قال الحافظ: وأما تسبيح الحصى فليست له إلا هذه الطريق الواحدة مع ضعفها" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي ذر ومن حديث أنس فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان: الأول: يرويه داود بن أبي هند عن رجل من أهل الشام -يعني الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي - عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال: إني لشاهد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في حلقة، وفي يده حصى، فسبحن في يده، وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. فسمع تسبيحهنّ. في الحلقة، ثم دفعهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر، فسبحن مع أبي بكر، سمع تسبيحهنّ من في الحلقة، ثم دفعهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر، فسبحن في يده، وسمع تسبيحهنّ من في الحلقة ثم دفعهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان بن عفان، فسبحن في يده، ثم دفعهنّ إلينا، فلم يسبحن مع أحد منا" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1266) عن أحمد بن محمد بن صدقة (¬3) ثنا المنذر بن الوليد الجارودي ثنا أبي ثنا حميد بن مهران عن داود بن أبي هند به. ¬

_ (¬1) 1/ 299 (كتاب الوضوء - باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره) (¬2) 7/ 403 - 404 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام) (¬3) هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي. له ترجمة في "سير الأعلام" (14/ 83)

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (338) عن الطبراني به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 214 - 215) وأخرجه أبو نعيم أيضا (338) من طريق أحمد بن يوسف بن الضحاك ثنا المنذر بن الوليد الجارودي به. قال الطبراني: لم يروه عن داود إلا حميد بن مهران، تفرد به الجارودي عن أبيه عنه" وقال الحافظ: قلت، كلهم موثقون، لكن الرجل الشامي ما عرفت من سماه هل هو الطبراني أو شيخه، فإنْ كان هو الوليد بن عبد الرحمن فالإسناد صحيح" قلت: جزم أبو نعيم بأنّ الذي سماه هو شيخ الطبراني، وهو ثقة وكذا باقي رواته فالإسناد صحيح (¬1). ولم ينفرد داود بن أبي هند به بل تابعه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن أبي ذر به. أخرجه البزار (4044) عن عمر بن الخطاب السجستاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الحمصي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي به. وإسحاق (¬2) بن إبراهيم هو ابن العلاء بن الضحاك بن المهاجر الحمصي الزبيدي المعروف بابن زبريق وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وعمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الزبيدي الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة. وخالفه عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي أبو تقي الحمصي فرواه عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثني حميد أنّ عبد الرحمن بن أبي عوف حدّثه أنّه سمع عبد ربه أنّه سمع عاصم بن حميد قال: إنّ أبا ذر قال: فذكره. ¬

_ (¬1) وجبير بن نفير سمع أبا ذر كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/ 223) (¬2) واختلف عنه، فقال عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثنا حميد بن عبد الله أنّ عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي حدثه أنه سمع ابن عبد ربه يقول: إنه سمع عاصم بن حميد يقول: إنّ أبا ذر كان يقول: فذكر الحديث بطوله. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1837) ومن طريقه ابن عساكر (ص 109 - 110) ورواه يعقوب بن سفيان عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء فلم يذكر ابن عبد ربه (وأظنه سقط من المطبوع والله أعلم) أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1662)

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1146) وعبد الحميد بن إبراهيم ضعيف لأنّه كان لا يحفظ وليس عنده كتب وكان يلقن. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه صالح بن أبي الأخضر عنه عن سويد بن يزيد السلمي عن أبي ذر قال: فذكر حديثا وفيه: فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ سبع حصيات أو تسع حصيات في كفه فسبحن حتى سمعت لهنّ حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعهنّ في يد أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهنّ حنيا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهنّ فخرسن، ثم أخذهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعهنّ في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهنّ حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن. أخرجه البزار (4040) والخلال في "السنة" (351) وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة" (من حديث خيثمة ص 105 - 106) واللالكائي في "السنة" (1484 و1485) وأبو نعيم في "الدلائل" (339 و 538) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 64 - 65) وأبو القاسم الأصبهاني "الدلائل" (32 و33) وفي "الحجة" (2/ 179 - 180) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان 107 - 108 و 108) وابن الجوزي في "العلل" (325) من طرق عن قريش بن أنس البصري عن صالح بن أبي الأخضر به. قال البيهقي: صالح لم يكن حافظا" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: صالح بن أبي الأخضر ليس بشيء، وقال ابن حبان: اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع فحدث بالكل فلا ينبغي أنْ يحدث عنه" - ورواه محمد بن أبي حميد المدني عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر قال: فذكر نحوه وزاد "ثم أعطاهنّ عليا فوضعهن في يده فخرسن" أخرجه الطبراني في "لأوسط" (4109) عن علي بن سعيد الرازي والدارقطني في "الأفراد" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 214) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (326) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري

قالا: ثنا مَوْهَب بن يزيد بن خالد ثنا عبد الله بن وهب أنا محمد بن أبي حميد به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب إلا محمد بن أبي حميد، ولا عن محمد بن أبي حميد إلا عبد الله بن وهب، تفرد به موهب" وقال الدارقطني: تفرد به محمد بن أبي حميد عن الزهري، وتفرد به ابن وهب عن ابن أبي حميد، وقد رواه عن الزهري جماعة بغير هذا الإسناد فلم يذكروا عليا غير ابن أبي حميد" وقال ابن الجوزي: قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا حديث باطل منكر، ومحمد بن أبي حميد ليس بشيء" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف" المجمع 5/ 179 وقال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ومحمد بن أبي حميد هذا مدني ضعيف الحديث، وروايته هذه معدودة من نوع المقلوب؛ لأنّ المحفوظ في هذا عن الزهري عن غير سعيد بن المسيب. ثم ذكر حديث صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سويد بن يزيد عن أبي ذر. وقال: قلت: وهو أيضا من نوع المقلوب، وصالح ضعيف. قال: وقد رواه أربعة من حفاظ أصحاب الزهري، منهم: شعيب بن أبي حمزة ومحمد بن أبي عتيق وعبيد الله بن أبي زياد فقالوا: عن الزهري عن الوليد بن سويد عن رجل من بني سليم كبير السن عن أبي ذر. قال البيهقي: هذا هو المحفوظ عن الزهري انتهى. ورواية شعيب في "الزهريات" للذهلي وأخرجها من طريقه ابن عساكر (¬1). ورواية محمد بن أبي عتيق ذكرها البخاري في ترجمة الوليد بن سويد من "تاريخه" (4/ 2/ 144) ورواية عبيد الله بن أبي زياد ذكرها الدارقطني في "العلل" تخريج أحاديث المختصر 1/ 214 ¬

_ (¬1) وذكرها البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 144)، وأخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (3198) وابن عساكر (ص 108 - 109)

وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد القافلاني عن الحسن عن أنس قال: تناول النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهنّ أبا بكر فسبحن كما سبحن في يد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ناولهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم تناولهنّ عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر" أخرجه خيثمة بن سليمان (ص 106) عن أحمد بن سليمان الصوري ثنا محمد بن مُصفى ثنا يوسف بن الصباح ثنا جرير بن عبد الحميد ثنا سعيد القافلاني به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 110 - 111) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 215 - 216) وقال: هذا حديث غريب وفي إسناده من لا يعرف حاله" قلت: قوله: عن سعيد القافلاني، أظنه خطأ، وإنما هو سليمان القافلاني وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره (انظر اللسان 3/ 94) الثاني: يرويه محرز القتات (¬1) عن ثابت البُنَاني عن أنس نحوه وزاد: ثم صيّرهنّ في أيدينا رجلا رجلا فما سبحت حصاة منهن. أخرجه ابن عساكر (ص 110) وابن الجوزي في "العلل" (327) من طريق إسحاق بن وهب العلاف ثنا عمرو بن حماد الفراهيدي ثنا محرز القتات به. وعمرو بن حماد الفراهيدي قال الحافظ في "التقريب": مجهول. 1866 - "تهادوا فإنّ الهدية تذهب وَحَرَ الصدر" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق أبي مَعشر عن سعيد عن أبي هريرة، وقال: غريب وأبو معشر يضعف" (¬2) ضعيف أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (236) والطيالسي (ص 307) عن أبي معشر قال: سمعت سعيدا يحدث عن أبي هريرة رفعه: فذكره وزاد "ولا تحقرنّ جارة لجارتها وإنْ كان شق فِرْسِن شاة" ¬

_ (¬1) في "تهذيب الكمال" (21/ 595): محرز القصاب. (¬2) 6/ 124 (كتاب الهبة- حدثنا عاصم بن علي)

ولفظ الطيالسي "وَغَرَ الصدر" ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 18 - 19) ووقع عنده "سعيد بن المسيب" وأخرجه أحمد (2/ 405) والترمذي (2130) وأبو الشيخ في "الأمثال" (246) والقضاعي (656) من طرق عن أبي معشر به. ووقع عند أبي الشيخ "سعيد المقبري" وعند القضاعي "سعيد بن أبي سعيد" قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأبو معشر اسمه نجيح مولى بني هاشم وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه" وقال الحافظ: وفي إسناده أبو معشر المديني وتفرد به وهو ضعيف" التلخيص 3/ 69 1867 - حديث عطاء: "توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَحَسَرَ العمامة عن رأسه ومسح مقدم رأسه" قال الحافظ: رواه الشافعي من حديث عطاء: فذكره، وهو مرسل لكنّه اعتضد بمجيئه من وجه آخر موصولا أخرجه أبو داود من حديث أنس، وفي إسناده أبو معقل لا يعرف حاله فقد اعتضد كل من المرسل والموصول بالآخر وحصلت القوة من الصورة المجموعة، وهذا مثال لما ذكره الشافعي من أنّ المرسل يعتضد بمرسل آخر أو مسند، وظهر بهذا جواب من أورد أنّ الحجة حينئذ بالمسند فيقع المرسل لغوا" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (739) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: بلغني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ وعليه العمامة يؤخرها عن رأسه ولا يَحُلّها، ثم مسح برأسه فأسال الماء بكف واحد على اليافوخ قط، ثم يعيد العمامة" وأخرجه ابن أبي شيبة (233) عن عبد الله بن إدريس الأودي والشافعي في "الأم" (1/ 22) ومن طريقه البيهقي (1/ 61) وفي "المعرفة" (1/ 275) عن مسلم بن خالد الزَّنْجي ¬

_ (¬1) 1/ 304 (كتاب الوضوء- باب مسح الرأس كله)

كلاهما عن ابن جريج عن عطاء أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فحسر العمامة عن رأسه ومسح مقدم رأسه أو قال ناصيته بالماء" وهو مرسل. وله شاهد عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وعليه عمامة قطرية، فأدخل يده من تحت العمامة: فمسح مقدم رأسه، ولم ينقض العمامة. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 28) وأبو داود (147) وابن ماجه (564) والحاكم (1/ 169) والبيهقي (1/ 60 - 61) وفي "معرفة السنن" (1/ 276) والمزي في "تهذيب الكمال" (18/ 205 - 206) من طريق عبد الله بن وهب ثني معاوية بن صالح عن عبد العزيز بن مسلم عن أبي معقل عن أنس به. قال الحاكم: هذا الحديث وإنْ لم يكن إسناده من شرط الكتاب فإنّ فيه لفظة غريبة وهي أنّه مسح على بعض الرأس ولم يمسح على عمامته" وقال الحافظ: في إسناده نظر" التلخيص 1/ 58 وقال في "التهذيب": قلت: قال أبو علي بن السكن: لا يثبت إسناده، وقال ابن القطان: أبو معقل مجهول، وكذا نقل ابن بطال عن غيره" وقال في "التقريب": أبو معقل مجهول" وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" (1/ 374): أبو معقل غير معروف" وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف" وعبد العزيز بن مسلم هو الأنصاري المدني ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في التقريب: مقبول، أي عند المتابعة وإلا فهو لين الحديث. 1868 - حديث أبي هريرة: توضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتين مرتين" قال الحافظ: وقد روى أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 1/ 269 (كتاب الوضوء- باب الوضوء مرتين مرتين)

أخرجه ابن أبي شيبة (79) وأحمد (الفتح الرباني 2/ 48) وأبو داود (136) والترمذي (43) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 407 - 408) وابن حبان (1094) والحاكم (1/ 150) والبيهقي (1/ 79) عن زيد بن الحباب العُكْلي وابن الجارود (71) عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي قالا: ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثني عبد الله بن الفضل الهاشمى عن عبد الرحمن بن هُرْمز الأعرج عن أبي هريرة به. ولفظ ابن الجارود "قال: ربما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ مثنى مثنى" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل وهو إسناد حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شيئا، وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، والباقون كلهم ثقات فالإسناد حسن. وقد ذكر الحافظ هذا الحديث شاهدا لرواية فُليح بن سليمان عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد مثله. وقال: وهو شاهد قوي لرواية فليح هذه" وله شاهد آخر عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرتين مرتين" أخرجه تمام في "فوائده" (ق 7/ أ) من طريق محمد بن كثير المصيصي ثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس به. ومحمد بن كثير مختلف فيه، وقتاده مدلس ولم يذكر سماعا من أنس. 1869 - "توضأ كما أمرك الله" قال الحافظ: حسنه الترمذي وصححه الحاكم من قوله -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 272 (كتاب الوضوء- باب الاستنثار في الوضوء)

يرويه علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي واختلف عنه: (1) - فرواه غير واحد عنه عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع، منهم: 1 - إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 319 - 320) وفي "القراءة خلف الإمام" (73) والدارمي (1335) ومحمد بن مسلم الطوسي في "الأربعين" (10) وأبو داود (858) وابن ماجه (460) والبزار (3727) والنسائي (2/ 179) وفي "الكبرى" (722) وابن الجارود (194) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (284) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 35) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 214 - 215) والطبراني في "الكبير" (4525) والحاكم (1/ 241 - 242) وأبو نعيم في "الصحابة" (5998) وابن حزم في "المحلى" (3/ 330 - 332) والبيهقي (2/ 102 و 345) والخطيب في "المتفق والمفترق" (566) وابن بشكوال في "الغوامض" (583) من طرق عن همام بن يحيى العَوْذي ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثني علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع أنّه كان جالسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجل فدخل المسجد (¬1) فصلى (¬2)، فلما قضى صلاته جاء فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى القوم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وعليك ارجع فصلِّه فإنك لم تصلّ" قال: فرجع فصلى، قال: فجعلنا نرمق صلاته (¬3) لا ندري ما يعيب منها، فلما قضى صلاته جاء فليسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وعليك ارجع فصلّه فإنك لم تصلّ" وذكر ذلك إما مرتين وإما ثلاثا، فقال الرجل: (¬4) ما أدري ما عبت علىّ من صلاتي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ من القرآن ما أذن الله له فيه وتيسر، ثم يكبر فيركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي (¬5)، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، يستوي قائما حتى يأخذ كل عظم (¬6) مأخذه ويقيم صلبه، ثم يكبر فيسجد فيمكن جبهته- قال همام: وربما قال: فيمكن وجهه من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي (¬7)، ثم يكبر فيرفع ¬

_ (¬1) ولفظ النسائي "فأتى القبلة" ولفظ الدارمي والطبراني "فاستقبل القبلة" (¬2) زاد الطبراني "ركعتين" (¬3) ولفظ النسائي والطبراني "فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمق صلاته" (¬4) زاد الدارمي "ما ألوت" (¬5) ولفظ الحاكم والبيهقي "ويستوي" (¬6) ولفظ ابن حزم "عضو" (¬7) ولفظ الحاكم والبيهقي "ويستوي"

رأسه ويستوي قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه، فوصف الصلاة هكذا (¬1) حتى فرغ، ثم قال: لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك (¬2) " اللفظ لابن الجارود. - ورواه حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة واختلف عنه: • فرواه غير واحد عنه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن عمه، لم يذكروا أباه. أخرجه أبو داود (857) عن موسى بن إسماعيل البصري وابن بشران (462) عن إبراهيم بن الحجاج السامي والطبراني في "الكبير" (4526) عن حجاج بن منهال البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1977) عن هُدبة بن خالد البصري ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به. • ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة فلم يذكر عمه. أخرجه الحاكم (1/ 242) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بعد أنْ أقام همام بن يحيى إسناده فإنّه حافظ ثقة وكلّ من أفسد قوله فالقول قول همام، وقد روى محمد بن إسماعيل هذا الحديث في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 320) عن حجاج بن منهال وحكم له بحفظه ثم قال: لم يقمه حماد بن سلمة" قلت: وهو على شرط البخاري وحده فإنّ من فوق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يخرج لهم مسلم شيئا. ¬

_ (¬1) زاد الدارمي وأبو داود "أربع ركعات" (¬2) ولفظ النسائي "فإذا لم يفعل هكذا لم تتم صلاته"

وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 406): رواه أبو داود والبيهقي بإسنادين صحيحين" 2 - محمد بن عجلان المدني. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 88) وابن أبي شيبة (1/ 287 و 14/ 219) وأحمد (4/ 340) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 320) وفي "القراءة خلف الإمام" (67 و 68 و 69 و 74) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1976) والنسائي (2/ 151 و 3/ 50) وفي "الكبرى" (640 و 1236) والحسن بن سفيان في "الأربعين" (24) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (677) والطحاوي في "المشكل" (2245) وابن حبان (1787) والطبراني في "الكبير" (4521 و 4522 و 4523 و 4524) والآجري في "الأربعين" (ص 71) والبيهقي (2/ 372 - 373 و 373) وفي "الشعب" (2862) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 86 و 9/ 182 و 183) من طرق عن محمد بن عجلان ثني علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه (¬1) رفاعة بن رافع قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في (¬2) المسجد فإذا رجل يصلي في ناحية المسجد (¬3)، قال: ورسول الله -صلي الله عليه وسلم- يرمقه ولا يفطن له (¬4)، فلما صلى أقبل حتى وقف على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم عليه، فردّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ارجع فصل (¬5) فإنك لم تصل" فرجع فصلى ثم أقبل فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فردّ عليه ثم قال "ارجع فصل فإنك لم تصلّ" فصنع ذلك مرتين أو ثلاثا، قال الرجل (¬6): والذي أنزل عليك الكتاب بالحق (¬7) لقد جهدت وحرصت فأرني يا رسول الله وعلمني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا أردت أنْ تصلي (¬8) فتوضأ وأحسن وضوءك كما أمر الله، ثم (¬9) استقبل القبلة (¬10)، ثم اقرأ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل (¬11) قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع (¬12) حتى ¬

_ (¬1) وفي رواية "عن عم أبيه" وفي رواية أخرى "أخبرني أبي عن عمه وكان بدريا" (¬2) ولفظ النسائي "إذ دخل رجل المسجد فصلى" (¬3) زاد ابن أبي شيبة وغيره "فصلى صلاة خفيفة لا يتم ركوعها ولا سجودها" (¬4) ولفظ النسائي "ولا يشعر" ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "ونحن لا نشعر" (¬5) ولفظ ابن أبي شيبة "أعد فإنك لم تصل" (¬6) ولفظ أحمد "فقال له في الثالثة أو في الرابعة: والذي بعثك بالحق" (¬7) ولفظ البيهقي وغيره "والذي أكرمك يا رسول الله" (¬8) ولفظ النسائي "إذا أردت الصلاة" ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "إذا قمت إلى الصلاة" ولفظ البيهقي وغيره "إذا قمت تريد الصلاة" (¬9) زاد النسائي "قم" (¬10) زاد أحمد وكبره "ثم كبر" (¬11) ولفظ أحمد وغيره "تطمئن" (¬12) زاد النسائي "رأسك"

تستوي (¬1) قاعدا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم (¬2) قم فإن أتممت صلاتك على هذا فقد تمت (¬3)، وإن انتقصت من ذلك فإنما تنقصه من صلاتك" اللفظ للطبراني. ورواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري عن ابن لَهيعة والليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن من أخبره عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1594) والأول أصح، فقد رواه قتيبة بن سعيد البلخي وعبد الله بن صالح المصري عن الليث فلم يقولا: عن من أخبره، وهكذا رواه غير واحد عن ابن عجلان فلم يذكروه. 3 - داود بن قيس الفراء. قال عبد الرزاق (3739): أنا داود بن قيس ثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك الزرقي ثني أبي عن عمه -وكان بدريا- قال: بينا نحن جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فذكر الحديث وقال فيه "إذا أردت أنْ تصلي فأحسن وضوءك، ثم استقبل القبلة فكبر ... " ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (4520) وتابعه ابن وهب "الموطأ" (383 و 467) عن داود بن قيس به. ومن طريقه أخرجه الحاكم (1/ 242 - 243) والبيهقي (2/ 374) وفي "القراءة خلف الإمام" (6) وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (71 و 72) وفي "الكبير" (2/ 1/ 320 - 321) والنسائي (3/ 50 - 51) وفي "الكبرى" (1237) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 67) والحاكم (1/ 242 - 243) والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (4 و 6) من طرق عن داود بن قيس ثنا علي بن يحيى بن خلاد ثني أبي عن عمه (¬4) به. 4 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه أبو داود (860) وابن خزيمة (597 و 638) والطبراني في "الكبير" (4528) ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد وغيره "تطمئن" (¬2) ولفظ النسائي وغيره "ثم ارفع، ثم افعل كذلك حتى تفرغ من صلاتك" (¬3) ولفظ أحمد "أتممتها" ولفظ النسائي وغيره "فإذا صنعت ذلك فقد قضيت صلاتك" (¬4) وفي رواية "عن عم له يدري" وفي رواية أخرى "عن عم أبيه رفاعة بن رافع"

والحاكم (1/ 243) والبيهقي (2/ 133 - 134) وفي "معرفة السنن" (2/ 437) من طرق عن إسماعيل بن علية عن محمد بن إسحاق ثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الأنصارى عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع قال: فذكر الحديث، ولم يذكر فيه الوضوء. 5 - يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي. أخرجه الطيالسي (ص 196) عن إسماعيل بن جعفر المدني ثني يحيى بن علي بن خلاد عن أبيه عن جده عن رفاعة البدري قال: فذكر الحديث وفيه "إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2714) والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (183) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 224) وأخرجه أبو داود (861) ومن طريقه البيهقي (2/ 380) عن عباد بن موسى الخُتَّلي والنسائي (2/ 18) وفي "الكبرى" (1631) وابن خزيمة (545) وأبو نعيم في "الصحابة" (2714) عن علي بن حجر السعدي وابن المقرئ في "الأربعين" (30) عن أبي عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ قالوا: ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع به. وأخرجه الترمذي (302) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (553) عن قتبة بن سعيد وعلي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر فلم يذكرا عن أبيه. وقد أخرجه الحاكم (1/ 243) من طريق الترمذي فذكر فيه عن أبيه. وقال الترمذي: حديث حسن" ورواه البخاري (¬1) في "الكبير" (2/ 1/ 321) عن قتيبة بن سعيد فقال فيه: عن أبيه. واختلف فيه على إسماعيل بن جعفر، فرواه علي بن معبد بنت شداد العبدي عنه عن يحيى بن علي عن أبيه عن جده رفاعة. ¬

_ (¬1) ورواه في موضع آخر (4/ 2/ 297) عن قتيبة فلم يقل: عن أبيه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1593 و 2244 و 6073) وفي "شرح المعاني" (1/ 232) وتابعه حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا إسماعيل بن جعفر به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6074) ورواية الطيالسي ومن تابعه أصح. ولم ينفرد إسماعيل بن جعفر به بل تابعه سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4527) عن أحمد بن محمد بن رشدين المصري ثني أبي عن أبيه عن جده عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال به. (2) - ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن علي بن يحيى بن خلاد عن عمه رفاعة بن رافع، ولم يقل "عن أبيه". أخرجه أبو داود (859) ومن طريقه البيهقي (2/ 374) وفي "القراءة خلف الإمام" (7) عن خالد بن عبد الله الواسطي والطبراني في "الكبير" (4529) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وأحمد (4/ 340) والبغوي (¬1) في "شرح السنة" (554) عن يزيد بن هارون وابن أبي شيبة (1/ 244) وابن بشكوال في "الغوامض" (584) عن عباد بن العوام الواسطي وأبو القاسم البغوي (678) عن عباد بن عباد البصري كلهم عن محمد بن عمرو به. ورواه أحمد بن سنان القطان عن يزيد بن هارون أنبا محمد بن عمرو عن علي بن يحيى- أحسبه عن أبيه- عن رفاعة. ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن"

أخرجه ابن حبان (1787) ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه شريك بن أبي نمر عن علي بن يحيى عن عمه رفاعة بن رافع، ولم يقل "عن أبيه". أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 232) وفي "المشكل" (2243) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا سليمان بن بلال ثني شريك بن أبي نمر به. (3) - ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن عبد الله بن عون عن علي بن يحيى عن خلاد بن رفاعة عن رافع (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (4530) وشريك سيئ الحفظ. وحديث إسحاق بن أبي طلحة ومن تابعه أصح. وإسناده صحيح. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا رفاعة بن رافع وأبو هريرة، وحديث رفاعة أتم من حديث أبي هريرة وإسناده حسن" 1870 - حديث جابر رفعه "توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات، فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال حبَّة دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال حبَّة دخل النار" قيل: فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال "أولئك أصحاب الأعراف" قال الحافظ: أخرجه خيثمة في "فوائده" (¬2) انظر حديث "من زادت حسناته على سيئاته" 1871 - "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، والراجح ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 574 - 575) ووقع عنده: عن خلاد بن رفاعة بن رافع- وكان بدريا- (¬2) 17/ 325 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)

أنّ قوله: والمستغفر إلى آخره موقوف، وأوله عند ابن ماجه والطبراني من حديث ابن مسعود وسنده حسن" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (85) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6780) عن أحمد بن بُديل اليامي والبيهقي في "الكبرى" (10/ 154) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني قالا: ثنا سلم بن سالم عن سعيد بن عبد الجبار الحمصي عن عاصم الجذامي (¬2) عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "ومن آذى مسلما كان عليه من الإثم كذا وكذا" ذكر شيئا. قال البيهقي: هذا إسناد فيه ضعف" وقال الذهبي: إسناده مظلم" إتحاف السادة المتقين 8/ 506 وقال المنذري: وقد روي بهذه الزيادة موقوفا ولعله أشبه" الترغيب 4/ 97 وقال السخاوي: وسنده ضعيف فيه من لا يعرف، وروي موقوفا قال المنذري: ولعله أشبه. بل هو الراجح" الأجوبة المرضية 1/ 77 - 78، المقاصد ص 152 قلت: إسناده ضعيف جدا، سلم بن سالم قال الخليلي: أجمعوا على ضعفه، وقال ابن الجوزي: اتفق المحدثون على تضعيف رواياته. وسعيد بن عبد الجبار قال مسلم: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، ومنهم من كذبه. وعاصم الجذامي قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وروي أول الحديث من حديث ابن مسعود ومن حديث أبي سعد الأنصاري ومن حديث أنس ومن حديث أبي عتبة الخولاني ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن ماجه (4250) والدارقطني في "العلل" (5/ 297) ¬

_ (¬1) 17/ 249 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفَتْح: 15]) (¬2) وعند البيهقي "الحداني"

والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 399) والقضاعي (108) والبيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح" (1/ 210) عن محمد بن عبد الله الرقاشي والطبراني في "الكبير" (10281) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 210) عن معلي بن أسد العمي قالا: ثنا وهيب بن خالد ثنا مَعْمَر عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به مرفوعا. وأخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 198) عن أبي بكر بن ريذة أنا الطبراني به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الكريم لم يصله عن معمر إلا وهيب" وقال الخطيب: تفرد بروايته محمد بن عبد الله الرقاشي عن وهيب بهذا الإسناد مرفوعا ولم يتابع عليه" كذا قال، وقد تابعه معلي بن أسد كما تقدم. وقال المنذري: رواه ابن ماجه والطبراني كلاهما من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه ولم يسمع منه، ورواية الطبراني رواية الصحيح" الترغيب 4/ 97 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 10/ 200 وقال السخاوي: ورجاله ثقات بل حسنه شيخنا يعني لشواهده وإلا فأبو عبيدة جزم غير واحد بأنّه لم يسمع من أبيه" المقاصد - الأجوبة المرضية. قلت: واختلف فيه على معمر، فرواه عبد الرزاق عنه عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن ابن مسعود قوله. أخرجه البيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح" (1/ 257) وقال البيهقي: كذا قال (أي عبد الرزاق) وهو وهم" وأما حديث أبي سعد الأنصاري فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 306) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 398) وفي "الصحابة" (6821) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعد الأنصاري عن أبيه رفعه "الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له"

قال أبو حاتم: يحيى بن أبي خالد مجهول، وابن أبي سعد مثله، وهو حديث ضعيف" علل الحديث 2/ 132 وقال البيهقي: ضعيف" السنن الكبرى 10/ 154 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 200 وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 152 - الأجوبة المرضية 1/ 88 وأما حديث أنس فأخرجه القشيري في "الرسالة" (ص 49) عن أبي بكر محمد بن الحسين بن فورك أنا أحمد بن محمود بن خرزاذ ثنا محمد بن فضل بن جابر ثنا سعيد بن عبد الله ثنا أحمد بن زكريا ثني أبي قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "التائب من الذنب كمن لا ذنب له ... " أحمد بن محمود بن خرزاذ له ذكر في "اللسان" (6/ 314) ومن فوقه إلى الصحابي لم أر من ذكرهم. وأما حديث أبي عتبة الخولاني فأخرجه البيهقي (10/ 154) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي ثنا أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا عثمان بن عبد الله الشامي ثنا بَقية بن الوليد ثنا محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا عتبة الخولاني رفعه قال: فذكره. عثمان بن عبد الله الشامي هذا يضع الحديث (انظر اللسان 4/ 143 - 147) وأما حديث عائشة فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 231 - 232) والبيهقي في "الشعب" (6640) من طريق الفضل بن عبد الله بن مسعود اليشكري ثنا أحمد بن عبد الله أبو علي النهرواني الهروي ثنا رَوح بن عبادة عن محمد بن مسلم عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا "الموت غنيمة، والمعصية مصيبة، والفقر راحة، والغنى عقوبة، والعقل هدية من الله، والجهل ضلالة، والظلم ندامة، والطاعة قرة العين، والبكاء من خشية الله النجاة من النار، والضحك هلاك البدن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له" قال البيهقي: تفرد به هذا النهرواني وهو مجهول، وقد سمعته من وجه آخر عن روح وليس بمحفوظ" قلت: والفضل بن عبد الله بن مسعود قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني: ضعيف.

وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف أيضا. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه القاسم بن علي الدمشقي في "التعزية" (60) وفيه مِيْنَاء الخَرّاز قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. 1872 - حديث "التحالف عند اختلاف المتبايعين" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف يرويه إسماعيل بن أمية واختلف عنه: - فقال الشافعي: أنا سعيد بن سالم القداح أنا ابن جُريج أنّ إسماعيل بن أمية أخبره عن عبد الملك بن عمير أنّه قال: حضرت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأتاه رجلان يتبايعان سلعة فقال هذا: أخذت بكذا وكذا، وقال هذا: بعت كذا وكذا، فقال أبو عبيدة: أُتي عبد الله بن مسعود في مثل هذا فقال: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي في مثل هذا فأمر بالبائع أنْ يستحلف ثم يخير المبتاع إنْ شاء أخذ وإنْ شاء ترك" أخرجه أحمد (1/ 466) عن الشافعي به. ومن طريقه أخرجه الدارقطني (3/ 19) والحاكم (2/ 48) والبيهقي (5/ 332 - 333) وأخرجه الحاكم أيضا (2/ 48) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به. وقال: هذا حديث صحيح إن كان سعيد بن سالم حفظ في إسناده عبد الملك بن عمير" قلت: اختلف فيه على ابن جريج في تسمية والد عبد الملك. فرواه حجاج بن محمد المِصيصي الأعور عن ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيدة. أخرجه أحمد (1/ 466) عن حجاج به. ومن طريقه أخرجه الدارقطني (3/ 19) والحاكم (2/ 48) والبيهقي (5/ 333) ووقع عند الدارقطني (3/ 18 - 19) والحاكم "عبد الملك بن عبيد" ¬

_ (¬1) 5/ 233 (كتاب البيوع- باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا)

وأخرجه الدارقطني (3/ 18 - 19) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد ثنا حجاج عن ابن جُريج أني إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيدة. وأخرجه النسائي (7/ 266) وفي "الكبرى" (6245) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي ويوسف بن سعيد المصيصي وعبد الرحمن بن خالد بن يزيد القطان قالوا: ثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أني إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيد. ورواه هشام بن يوسف الصنعاني عن ابن جريج فقال: عن عبد الملك بن عبيدة. أخرجه أحمد (1/ 466) ومن طريقه أخرجه الدارقطني والحاكم والبيهقي. ووقع عند الحاكم والبيهقي "عبد الملك بن عبيد" - ورواه سعيد بن مسلمة الأموي عن إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيدة عن ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه. أخرجه الدارقطني (3/ 18) والبيهقي (5/ 333) - ورواه يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عمير عن بعض بني عبد الله بن مسعود مرسلا. أخرجه البيهقي (5/ 333) وقال: وهذا الحديث مرسل، وأبو عبيدة لم يدرك أباه" وقال الحافظ: وفيه انقطاع على ما عرف من اختلافهم في صحة سماع أبي عبيدة من أبيه" التلخيص 3/ 30 1873 - "التؤدة والاقتصاد وحسن السَّمْت جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه الترمذي (2010) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1105) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 569) والطبراني في "الصغير" (1065) وابن عدي (1/ 260) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 101) وفي "الصحابة" (4202) والخطيب في "الفقيه" (2/ 27) والمزي في "تهذيب الكمال" (15/ 383) ¬

_ (¬1) 16/ 21 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين)

عن نصر بن علي الجَهْضَمي وعبد بن حميد (512) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي وابن حبان في "الثقات" (7/ 38 - 39) وأبو نعيم في "الصحابة" (4202) عن عبيد الله بن عمر القواريري والخطيب في "التاريخ" (3/ 66) وفي "الجامع" (921) عن أبي بكر بن أبي الأسود ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (323) عن أحمد بن إبراهيم الموصلي والمزي في "تهذيب الكمال" (15/ 382 - 383) عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قالوا: ثنا نوح بن قيس الطاحي عن عبد الله بن عمران الطلحي عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سَرْجِس رفعه "التؤدة والإقتصاد والسمت جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة" اللفظ لعبد بن حميد وغيره. ولفظ الطبراني "الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد، والتؤدة" ولفظ ابن عدي "الهدي الحسن، والسمت الحسن، والاقتصاد، جزء من كذا وكذا جزءا من النبوة" واختلف فيه على نوح بن قيس، فرواه قتيبة بن سعيد البلخي عنه عن عبد الله بن عمران عن عبد الله بن سرجس، ولم يذكر عاصما الأحول. أخرجه الترمذي (4/ 366) وقال: والصحيح حديث نصر بن علي" وهو كما قال، وأما رواية قتيبة فهي شاذة. وقال الترمذي: حسن غريب" وقال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلا عبد الله بن عمران، تفرد به نوح بن قيس"

قلت: ورواته ثقات غير عبد الله بن عمران ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فهو لين الحديث. وللحديث شاهد عن ابن عباس سيأتي الكلام عليه في حرف الهاء عند حديث "الهدى الصالح والسمت الصالح ... " ***

حرف الثاء

حرف الثاء 1874 - حديث ثعلبة بن عباد عن أبيه: ثم غسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه" قال الحافظ: وفي الطحاوي والطبراني من حديث ثعلبة بن عباد عن أبيه مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 37) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 191) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (1/ 224) و"الترغيب" (1/ 156) وابن السكن وابن شاهين كما في "الإصابة" وأبو نعيم في "الصحابة" (4861) من طريق قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد العبدي عن أبيه قال: ما أدري كم حدثنيه رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أزواجا أو أفرادا قال "ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه، ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه، ثم غسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه، ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سلف من ذنبه" قال ابن السكن: تفرد به قيس بن الربيع" وقال المنذري: إسناده لين" الترغيب 1/ 156 وقال الهيثمي: رجاله موثقون" المجمع 1/ 224 وقال ابن عبد البر والألباني: حديث حسن" الاستيعاب 5/ 317 - صحيح الترغيب 1/ 82 قلت: الحديث إسناده ضعيف، ثعلبة بن عباد مجهول كما قال ابن حزم وابن القطان الفاسي والعجلي فيما نقله ابن المواق عنه والذهبي في "الديوان". ¬

_ (¬1) 1/ 304 (كتاب الوضوء- باب مسح الرأس كله)

وذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس. وقال الذهبي في "المغني": لا يُدرى من هو، وقال في "الميزان": وعنه الأسود بن قيس فقط. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقيس بن الربيع قال ابن معين وغيره: ضعيف. 1875 - "ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (158) من طريق أبي حازم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرج الترمذي (3072) وصححه عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) 1876 - "ثلاث لا ترد: الوَسَائد، والدُّهْن، واللَّبَن" قال الحافظ: رواه الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعا: فذكره، وإسناده حسن إلا أنه ليس على شرط البخاري" (¬3) حسن وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن مسلم بن جُندب عن أبيه أنّه دخل مع عبد الله بن عمر على ابن مطيع فقال: السلام عليك، فقال، وعليك السلام ورحمة الله ومرحبًا وأهلا بأبي عبد الرحمن، ضعوا له وسادة، فقال ابن عمر: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ثلاث لا ترد: اللبن ولا الوسادة (¬4) ولا الدهن (¬5) " ما جلست عليها. أخرجه الترمذي (2790) وفي "الشمائل" (209) وأبو الشيخ في "الطبقات" (457) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 99) والبيهقي في "الشعب" (5677) والبغوي في "شرح السنة" (173) والمزي في "تهذيب الكمال" (16/ 128 - 129) ¬

_ (¬1) 14/ 139 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان) (¬2) 16/ 204 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال) (¬3) 6/ 136 (كتاب الهبة- باب ما لا يرد من الهدية) (¬4) وفي لفظ "الوسائد" (¬5) وفي لفظ "الطيب"

عن قتيبة بن سعيد البلخي وابن حبان في "المجروحين" (2/ 27) والطبراني في "الكبير" (3279) عن هارون بن عبد الله الحمال والطبراني في "الكبير" (13279) وفي "المكارم" (152) عن إبراهيم بن المنذر الحِزامي قالوا: ثنا ابن أبي فُديك ثني عبد الله بن مسلم بن جندب به. والسياق للطبراني في "الكبير" واختلف فيه على ابن أبي فديك، فرواه محمد بن يزيد المستملي عنه عن ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن أبيه عن ابن عمر. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (4/ 110) والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعبد الله هو ابن مسلم بن جندب وهو مدني" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" علل الحديث 2/ 308 ونقل المناوي في "الفيض" (3/ 311) عن ابن القيم أنّه قال: حديث معلول" قلت: أعله ابن حبان في "المجروحين" بعبد الله بن مسلم فقال: وقد قيل إنّ راوي هذا الخبر هو عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي، وهو بحديث عبد الله بن مسلم بن هُرْمز أشبه، وقد روى مسلم بن جندب الهذلي ومسلم بن هرمز جميعا عن ابن عمر. واسم ابن كل واحد منهما عبد الله، فلذلك اشتبه على القائل بهذا ذاك. وعبد الله بن مسلم بن هرمز كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فوجب التنكب عن روايته عند الاحتجاج به، قال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن عبد الله بن هرمز، وقال ابن معين: ضعيف" كذا قال، وإنما هو ابن جندب كما جاء مصرحا به عند الترمذي في "الشمائل" والطبراني والبغوي في "شرح السنة" قال أبو زرعة والحافظ في "التقريب": لا بأس به، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": مديني مقل ما علمت لأحد فيه غمزا.

وأبوه وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". وابن أبي فديك واسمه محمد بن إسماعيل صدوق، فالإسناد حسن كما قال الحافظ. الثاني: يرويه زهير بن محمد عن نافع عن ابن عمر رفعه "ثلاثة لا ينبغي لأحد أنْ يردهن: اللبن، والدهن، والوسادة" أخرجه الروياني (1441) عن العباس بن محمد الدوري أنا أبو الربيع سليمان بن داود بن رُشيد ثنا خالد بن زياد الدمشقي عن زهير بن محمد به. قال الحافظ: قال ابن عساكر في "تاريخه": لا أعرف خالدا ولا أبا الربيع. قلت: أما أبو الربيع فهو الخُتَّلي بلا شك" اللسان 2/ 376 1877 - "ثلاث لا يسلم منها أحد: الطيرة، والظن، والحسد" قيل: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال "إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ". قال الحافظ: وقد أخرج عبد الرزّاق عن مَعْمَر عن إسماعيل بن أمية رفعه: فذكره" (¬1) انظر حديث "إذا تطيرتم فامضوا ... " 1878 - "ثلاثة ليس لهم عيادة: العين، والدُّمَّل، والضرس" قال الحافظ: وأما ما أخرجه البيهقي والطبراني مرفوعا: فذكره، فصحح البيهقي أنه موقوف على يحيى بن أبي كثير" (¬2) ضعيف جدا أخرجه العقيلي (4/ 212) والطبراني في "الأوسط" (152) وابن عدي (6/ 2314) والبيهقي في "الشعب" (8755) والخليلي في "المشيخة" (التدوين للرافعي 1/ 133) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 208) من طريق مسلمة بن علي الخُشَني ثني الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة رفعه "ثلاثة لا يعادون (¬3): صاحب الرَّمَد، وصاحب الضرس، وصاحب الدُّمَّل" قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا مسلمة" ¬

_ (¬1) 13/ 93 (كتاب الأدب- باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر) (¬2) 12/ 217 (كتاب المرضى- باب وجوب عيادة المريض) (¬3) وفي لفظ "ثلاث لا يعاد صاحبهن"

وقال ابن عدي: ولا أعلم يروي هذا الحديث عن الأوزاعي بهذا الإسناد غير مسلمة بن علي" وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والحمل فيه على مسلمة بن علي الخشني. قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وإنما يُروى هذا من كلام يحيى بن أبي كثير. وقال النسائي والدارقطني: متروك" وتعقبه السيوطي فقال: قلت: مسلمة لم يتهم بكذب، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" والبيهقي في "الشعب" وضعفه" اللآلئ 2/ 406 وقال الهيثمي: وفيه مسلمة بن علي الخشني وهو ضعيف" المجمع 2/ 300 وحكى الحافظ في "التهذيب" عن أبي حاتم أنّه قال: هذا باطل منكر" قلت: الحديث إسناده ضعيف جدا وعلته مسلمة بن علي الخشني، وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، وقال البخاري: منكر الحديث عن الأوزاعي. وخالفه بَقية بن الوليد فرواه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قوله. أخرجه العقيلي (4/ 212) وقال: وهذا أولى" وقال الدارقطني: والصحيح عن يحيى قوله" العلل 11/ 232 - 233 قلت: وبقية مدلس ولم يذكر سماعا من الأوزاعي. وتابعه هِقْل بن زياد السكسكي عن الأوزاعي عن يحيى قوله. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8756) وقال: هذا أصح" وهو كما قال. 1879 - "ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا يصعد لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع، والسكران حتى يصح، والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى" قال الحافظ: ولابن خزيمة وابن حبان من حديث جابر رفعه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 205 (كتاب النكاح- باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اثنان لا تجاوز صلاُتهما رؤوسهما ... " 1880 - "ثلاثة لا تقبل منهم صلاة" فذكر فيهم "ورجل اعتبد محررا". قال الحافظ: ووقع عند أبي داود من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (593) وابن ماجه (970) والطبراني (13/ حديث رقم 176) والبيهقي (3/ 128) وفي "الصغرى" (534) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1989) والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 338) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الإفريقي ثني عمران بن عبد المَعَافري عن ابن عمرو رفعه "ثلاثة لا تقبل لهم (¬2) صلاة: الرجل يؤم القوم (¬3) وهم له كارهون، والرجل لا يأتي الصلاة إلا دبارا -يعني بعد ما يفوته الوقت- ومن (¬4) اعتبد محررا (¬5) " اللفظ لابن ماجه. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعمران بن عبد مختلف فيه. قال النووي في "الخلاصة" (2/ 704): رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد ضعيف، وضعفه الشافعي وآخرون" 1881 - "ثلاثة لا يسلم منهنّ أحد: الطيرة، والظن، والحسد. فإذا تطيرت فلا ترجع، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق" قال الحافظ: وأخرج عبد الرزّاق عن مَعْمَر عن إسماعيل بن أمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وهذا مرسل أو معضل، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه البيهقي في "الشعب" (¬6). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا تطيرتم فامضوا ... " ¬

_ (¬1) 5/ 323 (كتاب البيوع- باب إثم من باع حرا) (¬2) وفي لفظ "لا يقبل الله منهم" (¬3) وفي لفظ "من تقدم قوما" (¬4) وفي لفظ "ورجل" (¬5) وفي لفظ "محرره" (¬6) 12/ 323 (كتاب الطب- باب الطيرة)

1882 - حديث أبي ذر "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم" الحديث وفيه "والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" قال الحافظ: أخرجه مسلم (106) وله شاهد عند أحمد وأبي داود والترمذي من حديث أبي هريرة بلفظ "ورجل حلف على سلعته بعد العصر كاذبا" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه البخاري (فتح 5/ 440 - 441 و 6/ 212 و 16/ 327 - 328) أيضا. 1883 - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئًا إلا مَنَّ به" قال الحافظ: رواه مسلم من حديث أبي ذر مرفوعا" (¬2) أخرجه مسلم (106) عن أبي ذر به. وقال في آخره "إلا مَنَّهُ، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره" 1884 - "ثلاثة لا يمنعن: الماء، والكلأ، والنار". قال الحافظ: وروى ابن ماجه من طريق سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، وإسناده صحيح" (¬3) صحيح أخرجه ابن ماجه (2473) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً. وقال في أوله "ثلاث". قال الحافظ: سنده صحيح" التلخيص 3/ 65 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، محمد بن عبد الله بن يزيد المقري أبو يحيى المكي وثقه النسائي وابن أبي حاتم ومسلمة الأندلسي والخليلي وغيرهم، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين" مصباح الزجاجة 3/ 81 قلت: وهو كما قالا. ¬

_ (¬1) 14/ 373 (كتاب الإيمان والنذور- باب اليمين الغموس) (¬2) 4/ 41 (كتاب الزكاة- باب المنان بما أعطى) (¬3) 5/ 430 (كتاب الشرب- باب من قال إنّ صاحب الماء أحق بالماء حتى يروي)

1885 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان". قال الحافظ: ولابن عمر حديث في العاق أخرجه النسائي والبزار وصححه ابن حبان والحاكم بلفظ: فذكره، وأخرج أحمد والنسائي وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أيضا نحو حديث ابن عمر هذا لكن قال "الديوث" بدل "المنان" (¬1). حسن وحديث ابن عمر له عنه طريقان: الأول: يرويه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، ويرويه عن سالم غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن يسار الأعرج مولى ابن عمر. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (67) وأحمد (2/ 134) والبزار (كشف 1876) والنسائي (5/ 60) وفي "الكبرى" (2343) وأبو يعلى (5556) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 861) وابن حبان (7340) والطبراني في "الكبير" (13180) وفي "الأوسط" (2464) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 132) والبيهقي (8/ 288) وفي "الشعب" (7417 و 7493 و 10309) وابن الجوزي في "البر والصلة" (109) والمزي في "تهذيب الكمال" (16/ 330). عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 860 و 861) والحاكم (1/ 72 و 4/ 146 - 147) والبيهقي (10/ 226) عن سليمان بن بلال المدني كلاهما عن عبد الله بن يسار عن سالم بن عبد الله عن أبيه رفعه "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى" اللفظ للنسائي. ولفظ أحمد "ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق بوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى". ¬

_ (¬1) 13/ 9 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 8/ 148 قلت: عبد الله بن يسار ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الفيض المناوي: لا يعرف حاله (الفيض 3/ 331) وقال الحافظ: مقبول. أي عند المتابعة، وقد توبع كما سيأتي. 2 - محمد بن عمرو بن علقمة. أخرجه البزار (1875) وابن عدي (6/ 2144) من طريق محمد بن بلال الكندي البصري ثنا عمران القطان عن محمد بن عمرو عن سالم بن عبد الله عن أبيه رفعه، "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، والرجلة" قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 8/ 148 قلت: إسناده حسن، محمد بن بلال وعمران القطان ومحمد بن عمرو صدوقون، وسالم ثقة. 3 - راو لم يسم. أخرجه أحمد (2/ 69 و 128) من طريق قَطَن بن وهب بن عويمر بن الأجدع عمن حدثه عن سالم بن عبد الله عن أبيه رفعه "ثلاثة قد حرّم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقرّ في أهله الخبث" الثاني: يرويه صالح مولى مازن عن عبيد بن عمير عن ابن عمر رفعه "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر". أخرجه الطبراني في "الكبير" (13442) عن الحسين بن الحسن التُّسْتري ثنا محمود بن غيلان ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن صالح مولى مازن به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" قلت: شيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، وصالح مولى مازن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا الحسين بن واقد فهو مجهول، والحسين بن واقد صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث ابن عمرو الذي أشار إليه الحافظ فذكره المنذري في "الترغيب" (3/ 327) بلفظ: فذكر مثل لفظ الراوي الذي لم يسم الذي تقدم في حديث ابن عمر.

وقال: رواه أحمد واللفظ له والنسائي والبزار والحاكم وقال: صحيح الإسناد" قلت: لقد نظرت في مسند ابن عمرو من مسند أحمد من أوله إلى آخره فلم أجد الحديث فيه بهذا اللفظ، وإنما هو من حديث ابن عمر كما تقدم، وأما حديث ابن عمرو فهو بلفظ "لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا منان، ولا ولد زنية" أخرجه الطيالسي (ص 303) وأحمد (2/ 201) وغيرهما. ***

حرف الجيم

حرف الجيم 1886 - عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأرنب قد شواها، فوضعها بين يديه، فأمسك وأمر أصحابه أن يأكلوا" قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق موسى بن طلحة عن أبي هريرة، ورجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على موسى بن طلحة اختلافا كثيرا" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما منعك أن تأكل؟ " 1887 - حديث أبي هريرة أنّ ذلك كان في فتح مكة وأوله في قصة فتح مكة إلى أن قال: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طاف بالبيت فجعل يمرّ بتلك الأصنام فجعل يطعنها بِسِيَةِ القوس ويقول "جاء الحق وزهق الباطل" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1780) والنسائي (¬2) (11298") (¬3) 1888 - عن عليّ قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فقال: خَيِّر أصحابك في الأسرى، إنْ شاءوا القتل، وإنْ شاءوا الفداء على أنْ يقتل منهم عاما مقبلًا مثلهم، قالوا: الفداء ويقتل منا. قال الحافظ: وروى الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح عن علي قال: فذكره" (¬4) يرويه محمد بن سيرين عن عَبيدة بن عمرو السلماني واختلف عنه: - فرواه هشام بن حسان عن ابن سيرين واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 12/ 84 (كتاب الذبائح- باب الأرنب) (¬2) يعني في الكبرى. (¬3) 10/ 15 (كتاب التفسير: سورة الإسراء- باب وقل جاء الحق وزهق الباطل) (¬4) 8/ 326 (كتاب المغازي- باب حدثني خليفة)

• فقال سفيان الثوري: عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 368 - 369) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن سفيان به. وأخرجه البزار (551) والترمذي (1567) والنسائي في "الكبرى" (8662) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 211 - 212) وابن حبان (4795) والدارقطني في "العلل" (4/ 31 - 32 و 32) من طرق عن أبي داود الحفري به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة" وقال في "العلل" (2/ 670 - 671): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى أكثر الناس هذا الحديث عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا" وقال البزار: وهذا الحديث لا يعلم عن غير علي، ولا يعلم أسنده إلا أبو داود الحفري عن ابن أبي زائدة عن الثوري" وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جدا" التفسير 2/ 326 قلت: رواته كلهم ثقات. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام به. قاله الترمذي في "السنن" (4/ 135) والدارقطني في "العلل" (4/ 30) • ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا، ولم يذكر عليا. أخرجه ابن سعد (2/ 22) ورواته ثقات. - ورواه جرير بن حازم البصري عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي. أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 166) من طريق سُنيد بن داود المصيصي ثني حجاج عن جرير به. وسنيد مختلف فيه. - ورواه أيوب السَّخْتِياني عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (9402) عن مَعْمر عن أيوب به. ورواته ثقات. وتابعه أشعث بن سوّار الكندي عن ابن سيرين به. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 368) والطبري (4/ 166 و 10/ 46) - ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا، منهم: 1 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه الطبري (4/ 166 و 10/ 46) 2 - خالد بن الحارث البصري. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 31) 3 - عثمان بن عمر بن فارس العبدي. قاله الدارقطني. 4 - معاذ بن معاذ العنبري البصري. قاله الدارقطني. • ورواه أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي. أخرجه الحاكم (2/ 140) والبيهقي (6/ 321 و 9/ 68) وفي "الدلائل" (3/ 139 - 140) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي ثنا أزهر بن سعد به. قال ابن عرعرة: ردّدت هذا على أزهر فأبى إلا أنْ يقول: عبيدة عن علي. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: قال البزار: أخرجه إليّ بشر بن آدم بن بنت أزهر من أصل كتاب أزهر فإذا فيه: عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا" المسند 2/ 177 وقال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب" العلل 4/ 31 1889 - عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقرأني ابن مسعود سورة أقرأنيها زيد وأقرأنيها أبي بن كعب فاختلفت قراءتهم فبقراءة أيهم آخذ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليّ إلى جانبه، فقال عليّ: ليقرأ كلّ إنسان منكم كما عُلِّم فإنّه حسن جميل.

قال الحافظ: وللطبري والطبراني عن زيد بن أرقم قال: فذكره" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 12 - 13) عن أبى كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن قرطاس عن زيد القصار عن زيد بن أرقم قال: فذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5078) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب به. قال الهيثمي: وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك" المجمع 7/ 154 1890 - عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام له رجل من مجلسه فذهب ليجلس فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق أبي الخَصيب -بفتح المعجمة وكسر المهملة آخره موحدة بوزن عظيم- واسمه زياد بن عبد عبد الرحمن عن ابن عمر: فذكره، وله أيضا من طريق سعيد بن أبي الحسن: جاءنا أبو بكرة فقام له رجل من مجلسه فأبى أن يجلس فيه وقال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذا. وأخرجه الحاكم وصححه من هذا الوجه لكن لفظه مثل لفظ ابن عمر الذي في الصحيح، فكأنّ أبا بكرة حمل النهي على المعنى الأعم، وقد قال البزار: إنّه لا يعرف له طريق إلا هذه. وفي سنده أبو عبد الله مولى أبي بُردة بن أبي موسى، وقيل: مولى قريش وهو بصري لا يعرف" (¬2). حديث ابن عمر أخرجه الطيالسي (ص 263) عن شعبة عن عقيل بن طلحة قال: سمعت أبا الخصيب يقول: كنت قاعدا فجاء ابن عمر فقام رجل من مقعده فأبى ابن عمر أنْ يقعد فيه، فجعل الرجل يقول: ما عليك أنْ تقعد، ما عليك أنْ تقعد، فقال ابن عمر: ما كنت أقعد في مجلسك ولا مجلس غيرك بعد ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاء رجل وذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (9/ 496) وأخرجه أحمد (2/ 84 - 85) ومن طريقه المزي (9/ 495) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به. ¬

_ (¬1) 10/ 401 (كتاب فضائل القرآن- باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) (¬2) 13/ 304 (كتاب الإستئذان- باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا)

وأخرجه أبو داود (4828) عن عثمان بن أبي شيبة عن محمد بن جعفر به. ورواته ثقات غير أبي الخصيب واسمه زياد بن عبد الرحمن فذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال في "الديوان": مجهول. وأما حديث أبي بكرة فأخرجه الطيالسي (ص 117) عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال: سمعت أبا عبد عبد الله يحدث عن سعيد بن أبي الحسن أنّ أبا بكرة دخل عليهم في شهادة فقام له رجل عن مجلسه فقال أبو بكرة: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا قام لك رجل من مجلسه فلا تجلس فيه" أو قال "لا تُقم رجلًا من مجلسه ثم تجلس فيه، ولا تمسح يدك بثوب من لا تملك" ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/ 33 - 34) وأخرجه أحمد (4/ 44 و 48) وأبو داود (4827) والبزار (3690) والحاكم (4/ 272) من طرق عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أبي عبد الله مولى آل أبي بردة عن سعيد بن أبي الحسن قال: فذكر الحديث، وقال فيه: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذا، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه" لفظ أبي داود. ولفظ الباقين "لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يقعد فيه، ولا تمسح يدك بثوب من لا تملك" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه إلا أبو بكرة، ولا نعلم له طريقًا إلا هذا الطريق، ولا نعلم أحدا سمى هذا الرجل يعني أبا عبد الله مولى قريش، وإنما ذكرناه على ما فيه لأنّه لا يُروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أبو عبد الله مولى آل أبي بردة كما عند أبي داود، ومولى لآل أبي موسى الأشعري كما عند أحمد في الموضع الأول، ومولى لأبي موسى الأشعري كما عند أحمد في الموضع الثاني والحاكم، ومولى لقريش كما عند البزار قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 1891 - عن قتادة في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] قال: جاء رجل من الأنصار يقال له: الحبحاب أبو عقيل قال: يا نبي الله، بتّ أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع فأمسكته لأهلي، وأما صاع فها هو، فقال المنافقون: إنْ كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، فنزلت.

قال الحافظ: وللطبري وابن مندة من طريق سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: فذكره، وهذا مرسل وصله الطبراني والبارودي والطبري من طريق موسى بن عُبيدة عن خالد بن يسار عن ابن أبي عقيل عن أبيه بهذا ولكن لم يسموه" (¬1) حيث قتادة أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 195) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79] الآية، قال: أقبل عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله فتقرّب به إلى الله، فلمزه المنافقون، فقالوا: ما أعطى ذلك إلا رياء وسمعة، فأقبل رجل من فقراء المسلمين يقال له: حبحاب أبو عقيل، فقال: فذكر الحديث. وهذا مرسل رواته ثقات. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 283 - 284) عن مَعْمَر عن قتادة نحوه إلا أنّه لم يسم الأنصاري. وأخرجه الطبري (10/ 195) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به. ورواته ثقات. وأما حديث أبي عقيل فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 3643) والطبري (10/ 196) وابن أبى حاتم في "تفسيره" (10502) والطبراني في "الكبير" (3598) والبارودي (الإصابة 11/ 260) وأبو نعيم في "الصحابة" (6929) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي ثني خالد بن يسار عن ابن أبي عقيل عن أبيه قال: بتّ أجر الجرير على ظهري على صاعين من تمر، فانقلبت بأحدهما إلى أهلي يتبلغون به، وجئت بالآخر أتقرب به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال "انثره في الصدقة" فسخر المنافقون منه وقالوا: لقد كان الله غنيا عن صدقة هذا المسكين، فأنزل الله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] الآيتين. قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ خالد بن يسار لم أجد من وثقه ولا جرحه" المجمع 7/ 33 وقال الحافظ: وموسى ضعيف، لكنه يتقوى بمرسل قتادة" الإصابة 11/ 260 وقال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة بسند فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 8/ 378 ¬

_ (¬1) 9/ 400 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات)

قلت: وخالد بن يسار ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا موسى بن عبيدة فهو مجهول. 1892 - عن ابن عباس قال: جاء رجل من بني سعد بن بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مسترضعا فيهم، فقال: أنا وافد قومي ورسولهم. قال الحافظ: ووقع في رواية كُريب عن ابن عباس عند الطبراني: فذكره، وعند أحمد والحاكم: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم علينا، فذكر الحديث" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث ابن عباس أنّ رجلا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنشدك الله، آلله أرسلك أنْ نشهد أنْ لا إله إلا الله وأنْ ندع اللات والعزى؟ قال "نعم"- فأسلم. 1893 - عن وائل بن حُجر قال: جاء رجل من حضر موت ورجل من كندة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الحضرمي: إنّ هذا غلبني على أرض كانت لأبي. قال الحافظ: أخرجه مسلم (139) من طريق علقمة بن وائل عن أبيه. وقال: ووقع في حديث وائل من الزيادة بعد قوله "ألك بينة؟ " قال: لا، قال "فلك يمينه" قال: إنّه فاجر ليس يبالي ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء، قال "ليس لك منه إلا ذلك" وقال: وفي حديث وائل: فانطلق ليحلف، فلما أدبر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحديث" (¬2) 1894 - عن ابن عباس قال: جاء عمر فقال: يا رسول الله، هلكت، حوّلت رحلي البارحة، فأنزلت هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223] أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة. قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي من وجه صحيح عن ابن عباس قال: فذكره" (¬3) حسن ¬

_ (¬1) 1/ 160 (كتاب العلم- باب القراءة والعرض على المحدث) (¬2) 14/ 369 و 370 (كتاب الإيمان والنذور- باب اليمين الغموس) (¬3) 9/ 257 (كتاب التفسير: سورة البقرة- باب نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)

أخرجه أحمد (1/ 297) والترمذي (2980) والنسائي في "الكبرى" (8977 و 11040) وأبو يعلى (2736) والطبري في "تفسيره" (2/ 397) والطحاوي في "المشكل" (6127) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2134) والخرائطي في "المساوئ" (469) وابن الأعرابي (ق 6 - 7) وابن حبان (4202) والطبراني في "الكبير" (12317) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 42) والبغوي في "التفسير" (1/ 218) من طريق يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هلكت، قال "وما الذي أهلكك؟ " قال: حوّلت رحلي البارحة، قال: فلم يردّ عليه شيئًا، فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب". وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 319 قلت: يعقوب بن عبد الله صدوق، وثقه ابن حبان والطبراني، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وجعفر بن أبي المغيرة وثقه أحمد وابن حبان، فالإسناد حسن. 1895 - عن إبراهيم النخعي قال: جاء فلان بن معتب الأنصاري فقال: يا رسول الله، دخلت على امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله إلا أني لم أجامعها. قال الحافظ: وللطبري من طريق الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: فذكره، وأخرجه ابن أبي خيثمة لكن قال: إنّ رجلًا من الأنصار يقال له: معتب" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/ 135) عن أبي السائب سَلْم بن جُنادة الكوفي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: جاء فلان بن معتب رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله! دخلت على امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله، إلا أني لم أواقعها، فلم يدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يجيبه حتى نزلت هذه الآية {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هُود: 114]- الآية، فدعاه فقرأها عليه. أبو السائب صدوق، والباقون ثقات، وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير. ¬

_ (¬1) 9/ 426 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل)

وأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (283) من طريق ابن أبي خيثمة ثنا أبي ثنا محمد بن خازم به. وقال فيه: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: فلان بن معتب وأخرجه (282) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبو معاوية به. وقال فيه: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من الأنصار يقال له: ابن معتب 1896 - حديث أبي هريرة: جاء مشركو قريش يخاصمون النبي - صلى الله عليه وسلم - في القدر، فنزلت (¬1). قال الحافظ: أخرجه مسلم (2656") (¬2) 1897 - عن ابن عمرو قال: جاء هلال أحد بني مُتْعَان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعُشُور نَحْل له، وكان سأله أن يحمي له واديا فحماه له، فلما وُلي عمر كتب إلى عامله: إن أدى إليك عشور نحله فاحم له سَلَبَةَ، وإلا فلا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره، وإسناده صحيح إلى عمرو، وترجمة عمرو قوية على المختار لكن حيث لا تعارض" (¬3) حسن يرويه غير واحد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، منهم: 1 - عمرو بن الحارث المصري. أخرجه أبو داود (1600) عن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن أبي شعيب الحراني ثنا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث المصري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء هلال أحد بني متعان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشور نحل له، وكان سأله أن يحمي له واديا يقال له سَلَبَةَ، فحمى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الوادي، فلما وُلي عمر بن الخطاب كتب سفيان بن وهب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ذلك، فكتب عمر: إن أدى إليك ما كان يؤدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عشور نحله فاحْم له سلبة، وإلا فإنما هو ذُباب غيث يأكله من يشاء" ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى- إنا كل شئ خلقناه بقدر- (¬2) 14/ 277 (كتاب القدر- باب في القدر) (¬3) 4/ 90 (كتاب الزكاة- باب العشر فيما يسقى من ماء السماء)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 126) وفي "المعرفة" (6/ 123 - 124) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 410) وأخرجه النسائي (5/ 34) وفي "الكبرى" (2278) عن المغيرة بن عبد الرحمن الحراني ثنا أحمد بن أبي شعيب به. وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات. 2 - عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. أخرجه أبو داود (1601) ومن طريقه البيهقي (4/ 127) عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث وابن زنجويه في "الأموال" (2015) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي كلاهما عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ بني شَبَابة- بطن من فَهْم- كانوا يؤدون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نحل أَلِفَ عليهم، من كل عشر قِرَب قِربة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمي لهم واديين لهم. فلما كان زمان عمر بن الخطاب استعمل على ما هنالك سفيان بن عبد الله الثقفي، فأبوا أنْ يؤدوا إليه شيئًا وقالوا: إنما ذلك شيء كنا نؤديه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فكتب سفيان بذلك إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر: إنما النحل ذباب غيث، يسوقه الله رزقا لمن يشاء، فإنْ أدوا إليك ما كانوا يؤدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحْم لهم وادييهم، وإلا فخلّ بين الناس وبينهما، فأدوا إليه ما كانوا يؤدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمى لهم وادييهم. قال ابن زنجويه: الحديث ليس بثابت" قلت: إسناده حسن. 3 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه ابن ماجه (1824) عن ابن المبارك والدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1373 - 1374) والطبراني كما في "نصب الراية" (2/ 392) عن ابن وهب

كلاهما عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فذكر نحو حديث عبد الله بن الحارث المخزومي. وإسناده حسن. 4 - عبيد الله بن أبي جعفر المصري. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1489) وابن زنجويه (2014) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤخذ في زمانه من قِرَب العسل من عشر قِربات قِربة من أوسطها. قال ابن زنجويه: الحديث ليس بثابت" قلت: ابن لَهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. وخالفهم يحيى بن سعيد الأنصاري فرواه عن عمرو بن شعيب مرسلا. قال ابن أبي شيبة (3/ 141): ثنا عباد بن العوام عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب أنّ أمير الطائف كتب إلى عمر بن الخطاب: إنّ أهل العسل منعونا ما كانوا يعطون من قبلنا، قال: فكتب إليه: إنْ أعطوك ما كانوا يعطون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحم لهم وإلا فلا تحْمها لهم. قال: وزعم عمرو بن شعيب أنّهم كانوا يعطون من كل عشر قِرب قِربة. 1898 - عن ابن عباس قال: جاءت اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتله الله؟ فنزلت {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]- إلى آخر الآية. قال الحافظ: وأخرج أبو داود والطبري أيضا من وجه آخر عن ابن عباس قال: فذكره، وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نحوه وساق إلى قوله- المشركون- إنْ أطعتموهم فيما نهيتكم عنه" (¬1) له عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاءت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله؟ فأنزل الله {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] إلى آخر الآية. ¬

_ (¬1) 12/ 43 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة)

أخرجه أبو داود (2819) والبيهقي في "معرفة السنن" (13/ 448) عن عثمان بن أبي شيبة والبزار (تفسير ابن كثير 2/ 171) عن محمد بن موسى الحَرَشي والطبري في "تفسيره" (8/ 18 - 19) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وسفيان بن وكيع والطبراني في "الكبير" (12295) عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي والبيهقي (9/ 240) عن محمد بن أبي بكر المقدمي كلهم عن عمران بن عُيينة عن عطاء بن السائب به. ورواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن عمران عن عطاء عن سعيد مرسلا. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (7832) والأول أصح. وأخرجه الترمذي (3069) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس قال: أتى أناس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله، أنأكل ما نقتل الحديث. وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا" قلت: وعطاء صدوق اختلط بأخرة، وسماع زياد بن عبد الله منه بعد اختلاطه، وأما عمران بن عيينة فلم أر أحدا صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده. الثاني: يرويه عكرمة عن ابن عباس في قوله- وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم- يقولون: ما ذبح الله فلا تأكلوا وما ذبحتم أنتم فكلوا، فأنزل الله -عز وجل- {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]-.

أخرجه أبو داود (2818) وابن ماجه (3173) والطبري (8/ 17) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 2/ 171) والبيهقي (9/ 241) عن إسرائيل بن يونس والطبري (8/ 16) عن شَريك بن عبد الله القاضي كلاهما عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس به (¬1). ورواه عنبسة بن سعيد الرازي عن سماك فلم يذكر ابن عباس. أخرجه الطبري (8/ 16) عن محمد بن حميد الرازي ثنا حَكام عن عنبسة به. وابن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. وسماك تكلموا في روايته عن عكرمة. ولم ينفرد به بل تابعه الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]- أرسلت فارس إلى قريش: أن خاصموا محمدا وقولوا له: ما تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال وما ذبح الله بشمشير من ذهب فهو حرام، فنزلت هذه الآية {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: 121]- قال: الشياطين من فارس وأولياؤهم من قريش. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11614) عن علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد المبارك ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم به. وعلي بن المبارك ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وعكرمة ثقة، والباقون ليس بهم بأس. الثالث: يرويه هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني عن أبيه عن ابن عباس قال: جادل المشركون المسلمين، فقالوا: ما بال ما قتل الله لا تأكلونه وما قتلتم أنتم أكلتموه، وأنتم تتبعون أمر الله، فأنزل الله: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} إلى آخر الآية. ¬

_ (¬1) قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح" التفسير 2/ 171 قلت: سماك مختلف فيه، وقد تكلم العجلي وغيره في روايته عن عكرمة خاصة.

أخرجه النسائي (7/ 209) وفي "الكبرى" (4526 و 11171) والطبري (8/ 17) والنحاس في "الناسخ" (501) والحاكم (4/ 233) والمزي (22/ 424) من طرق عن سفيان الثوري عن هارون به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. الرابع: يرويه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله- فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين- قال: قالوا: يا محمد، أمّا ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأمّا ما قتل ربكم فتحرمونه؟ فأنزل الله {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)} [الأنعام: 121]- وإنْ أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه إنكم إذن لمشركون. أخرجه الطبري (8/ 17) عن المثنى بن إبراهيم الآملي الطبري ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة. وعبد الله بن صالح هو المصري كاتب الليث مختلف فيه، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس. 1899 - عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه الخدمة، فذكرت الحديث مختصرا. قال الحافظ: وقد وردت القصة من حديث أم سلمة نفسها أخرجها الطبري في "تهذيبه" من طريق شَهر بن حَوشب عنها قالت: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (6/ 298) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا عبد الحميد بن بهرام ثني شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تحدث زعمت أنّ فاطمة جاءت إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله، والله لقد مَجَلَتْ يدي من الرَّحَى، أطحن مرة وأعجن مرة، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنْ يرزقك الله شيئا يأتك، وسأدلك على خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين، وكبري ثلاثا وثلاثين، واحمدي أربعا وثلاثين، فذلك مائة فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح ¬

_ (¬1) 13/ 367 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)

فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير عشر مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإنّ كل واحدة منهنّ تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهنّ كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كسب ذلك اليوم أنْ يدركه إلا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو حرسك ما بين أنْ تقوليه غدوة إلى أنْ تقوليه عشية من كل شيطان ومن كل سوء" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 339) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا عبد الحميد بن بهرام به. قال الهيثمي: إسنادهما حسن" المجمع 10/ 108 و 122 وهو كما قال. وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (192) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح ثنا عبد الحميد بن بهرام به. - ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب، واختلف عن عبد الله بن عبد الرحمن. وسيأتي بيان هذا الاختلاف في المجموعة الثانية: كتاب الدعوات- باب فضل التهليل 1900 - "جاءني جبريل فأمرني أنْ آمر أصحابي يرفعون أصواتهم بالاهلال" قال الحافظ: وقد روى مالك في "الموطأ" وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم من طريق خلاد بن السائب عن أبيه مرفوعا: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه اختلف على التابعي في صحابيه" (¬1) أخرجه مالك (1/ 334) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب الأنصاري عن أبيه رفعه "أتاني جبريل فأمرني أنْ آمر أصحابي أو من معي أنْ يرفعوا أصواتهم بالتلبية أو بالإهلال" وأخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 133) ومن طريقه البيهقي (5/ 42) وفي "معرفة السنن" (7/ 129) عن مالك به. ¬

_ (¬1) 4/ 151 (كتاب الحج - باب رفع الصوت بالاهلال)

وأخرجه أحمد (4/ 56) والدارمي (1816) وأبو داود (1814) والطحاوي في "المشكل" (5782) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 299) والطبراني في "الكبير" (6626) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (659) وأبو نعيم في "الصحابة" (3465) والبيهقي (5/ 41 - 42) والبغوي في "شرح السنة" (1867) من طرق عن مالك به. ولم ينفرد مالك به بل تابعه: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (853) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود 300) وفي "المسند" (853) وأحمد (4/ 56) عن سفيان به. وأخرجه ابن ماجه (2922) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5173) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. ومن طريق الحميدي أخرجه ابن قانع (1/ 299) والطبراني في الكبير (6627) والحاكم (1/ 450) وأخرجه الدارمي (1817) والترمذي (829) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2153) والنسائي (5/ 125 - 126) وفي "الكبرى" (3734) وابن الجارود (434) والروياني (1488) وابن خزيمة (2625 و 2627) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (761) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1101) والطحاوي في "المشكل" (5781 و 5783) وابن البختري في "الأمالي" (59) وابن حبان (3802) والطبراني في "الكبير" (6628) والدارقطني (2/ 238) والبيهقي (5/ 42) وفي "الصغرى" (1523) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (3) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 314) من طرق عن سفيان بن عيينة (¬1) به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب عن أبيه" 2 - ابن جريج قال: كتب إليّ عبد الله بن أبي بكر. أخرجه أحمد (4/ 56) والطحاوي في "المشكل" (5783) والطبراني في "الكبير" (6629) ¬

_ (¬1) ورواه أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان القطان المدائني عن ابن عيينة فلم يذكر عبد الملك بن أبي بكر. أخرجه تمام (115) وابن عساكر (7/ 7) وابن المقرئ في "المعجم" (306) والأول أصح. ومن هذا الطريق أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (618) فأثبته.

واختلف فيه على عبد الله (¬1) بن أبي بكر: فرواه عبد الله بن الفضل الهاشمي المدني عنه عن خلاد بن السائب عن أبيه، ولم يذكر عبد الملك بن أبي بكر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6630) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا حاتم بن إسماعيل عن ربيعة بن عثمان عن عبد الله بن الفضل به. والأول أصح، وأحمد بن عمرو الخلال ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويعقوب بن حميد هو ابن كاسب وهو مختلف فيه. -- ورواه عبد الله بن أبي لبيد واختلف عنه: • فرواه شعبة عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب عن أبيه به. أخرجه البيهقي (5/ 42) • ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي لبيد عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد الجهني. أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة 301) وأحمد (5/ 192) وابن ماجه (2923) وابن خزيمة (2628) وابن حبان (3803) والطبراني في "الكبير" (5170) والحاكم (1/ 450) والبيهقي (5/ 42) عن وكيع وابن سعد (2/ 178) عن محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري وعبد بن حميد (274) والبيهقي (5/ 42) وفي "الشعب" (3731) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 154) عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني والطبراني في "الكبير" (5169) عن معاوية بن هشام القصار ¬

_ (¬1) أظنه عبد الملك بن أبي بكر فإنه مذكور في شيوخ عبد الله بن الفضل والله تعالى أعلم.

وأبو نعيم في "الصحابة" (3468) عن الأسود بن عامر الشامي كلهم عن سفيان الثوري به. وخالفهم قَبيصة بن عقبة الكوفي فرواه عن سفيان الثوري وزاد فيه: عن أبيه عن زيد بن خالد. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 150) والطبراني في "الكبير" (5168) والأول أصح، وقبيصة تكلموا في سماعه من سفيان. • ورواه أسامة بن زيد الليثي عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 325) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا أسامة بن زيد به. وأخرجه ابن خزيمة (2630) والحاكم (1/ 450) والبيهقي (5/ 42) من طريق عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وعبد الله بن أبي لبيد أخبراه عن المطلب عن أبي هريرة. • ورواه محمد بن إسحاق المدني عن عبد الله بن أبي لبيد واختلف عنه: فرواه حماد بن سلمة عنه عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن السائب بن خلاد أنّ جبريل -عليه السلام- أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كن عَجّاجا ثَجّاجا" أخرجه أحمد (4/ 56) والطحاوي في "المشكل" (14/ 496) ورواه أبو تُميلة يحيى بن واضح المروزي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن إبراهيم بن خلاد بن سويد عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6638) ورواه إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن إبراهيم بن خلاد بن سويد، ولم يذكر أباه. أخرجه (¬1) ¬

_ (¬1) سقط مني ذكر من أخرجه.

• ورواه موسى بن عقبة عن عبد الله بن أبي لبيد واختلف عنه أيضًا: فرواه وهيب بن خالد البصري عنه عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد الجهني. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 150) والطحاوي في "المشكل" (5784) والطبراني في "الكبير" (5172) وأبو نعيم في "الصحابة" (3469) وتابعه زهير بن معاوية الجعفي عن موسى بن عقبة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5171) ورواه محمد بن الزبرقان الأهوازي عن موسى بن عقبة فلم يذكر عبد الله بن أبي لبيد (¬1). أخرجه ابن خزيمة (2629) والطحاوي في "المشكل" (5785) قال الترمذي: سألت محمدا عن حديث موسى بن عقبة هذا فقال: الصحيح ما روى عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر عن خلاد بن السائب عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل الكبير 1/ 377 وقال البيهقي: والصحيح رواية مالك وابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر عن خلاد بن السائب عن أبيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. كذلك قاله البخاري وغيره" وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/ 110) في ترجمة السائب بن خلاد: وحديثه في رفع الصوت بالتلبية مختلف على خلاد فيه، وقد ذكرنا الاختلاف في ذلك في كتاب "التمهيد" وقد جوده مالك وابن عيينة وابن جريج ومعمر" وقال في "التمهيد" (17/ 239): هذا حديث اختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا، وأرجو أن تكون رواية مالك فيه أصح ذلك إن شاء الله" قلت: وهو كما قالوا، لأنّ ما اتفق عليه مالك وابن عيينة وابن جريج وهم ثقات أثبات حفاظ أولى بالصواب مما اختلف فيه غيرهم والله أعلم. ¬

_ (¬1) هكذا رواه محمد بن بشار وموسى بن هارون عن محمد بن الزبرقان فلم يذكرا ابن أبي لبيد. ورواه محمد بن المثنى عن محمد بن الزبرقان فذكر ابن أبي لبيد في إسناده. أخرجه البزار (3763)

وقد سلك ابن حبان في هذا مسلكا آخر فقال: سمع هذا الخبر خلاد بن السائب من أبيه ومن زيد بن خالد الجهني، ولفظاهما مختلفان، وهما طريقان محفوظان" وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعا "إنّ جبريل أتاني فأمرني أنْ أعلن بالتلبية" أخرجه أحمد (1/ 321) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ثنا أبو حازم عن جعفر عن ابن عباس به. قال الهيثمي: وفيه جعفر بن عياش وهو من تابعي أهل المدينة، روى عنه أبو حازم سلمة بن دينار ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 224 قلت: جعفر قال الحسيني في "الاكمال": مجهول، وقال الحافظ في "التعجيل": لا يعرف. 1901 - عن سعد قال: جال الناس يوم أُحد تلك الجولة، تنحيت فقلت: أذود عن نفسي فإما أنْ أنجو وإما أنْ أستشهد، فإذا رجل مخمر وجهه وقد كاد المشركون أنْ يركبوه فملأ يده من الحصى فرماهم وإذا بيني وبينه المقداد فأردت أنْ أسأله عن الرجل، فقال لي: يا سعد، هذا رسول الله يدعوك، فقمت وكأنّه لم يصبني شيء من الأذي وأجلسني أمامه فجعلت أرمي. قال الحافظ: وعند الحاكم لهذه القصة بيان سبب ذلك، فأخرج من طريق يونس بن بكير وهو في "المغازي" روايته من طريق عائشة بنت سعد عن أبيها قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم استجب لسعد" 1902 - "جاهدوا المشركين بألسنتكم" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (3/ 124 و 153 و 251) والدارمي (2436) وأبو داود (2504) والنسائي (6/ 7، 43) وفي "الكبرى" (4304) وأبو يعلى (3875) وابن حبان (4708) وابن عدي (3/ 916) والحاكم (2/ 81) والبيهقي (9/ 20) وفي "الصغرى" (3446 و 3447) ¬

_ (¬1) 8/ 362 (كتاب المغازي- باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) (¬2) 13/ 163 (كتاب الأدب- باب هجاء المشركين)

والخطيب في "الفقيه" (1/ 233) والهروي في "ذم الكلام" (ق 122/ ب) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 103) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد والمجاهدين" (ص 43) والبغوي في "شرح السنة" (3410) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعا "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم وأيديكم" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال النووي: إسناده صحيح" رياض الصالحين ص 388 قلت: وهو كما قالا، وحميد هو ابن أبي حميد الطويل وهو ثقة إلا أنّه يدلس عن أنس، لكن ما دلسه عن أنس سمعه من ثابت البُنَاني وهو ثقة. قال حماد بن سلمة: عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت" قال العلائي: قلت: فعلى تقدير أن يكون مراسيل قد تبين الواسطة فيها وهو ثقة محتج به" وهذا الحديث سمعه حميد من أنس. فقد أخرجه الدينوري في "المجالسة" (1144) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (6) من طرق عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن سلمة ثنا حميد الطويل ثنا أنس به. 1903 - "جبل أُحد يحبنا ونحبه، وهو من جبال الجنة" قال الحافظ: ثبت في حديث أبي عبس بن جبر مرفوعا: فذكره، أخرجه أحمد" (¬1) ضعيف أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 145) والطبراني (اللآلئ المصنوعة 1/ 93) عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي والبزار (كشف 1199) والطبراني (اللآلئ 1/ 93) وابن بشران في "الأمالي" (500) والخطيب في "تالي التلخيص" (334) عن علي بن شعيب البغدادي والدولابي في "الكنى" (1/ 43) ¬

_ (¬1) 8/ 381 (كتاب المغازي- باب أُحُد جبل يحبنا ونحبه)

عن إبراهيم بن المنذر الحزامي والطبراني في "الأوسط" (6501) عن عبيد الله بن عبد الله المنكدري كلهم عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا عثمان بن إسحاق عن عبد المجيد بن أبي عبس بن جبر عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأحد "هذا جبل يحبنا ونحبه، على باب من أبواب الجنة، وهذا عَيْرٌ جبل يبغضنا ونبغضه، على باب من أبواب النار" اللفظ للبزار. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي عبس بن جبر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 13 وقال الحافظ: وعبد المجيد هذا نسب في هذه الرواية لجده وهو عبد المجيد بن محمد (¬1) بن أبي عبس بن جبر والصحبة لأبي عبس لا لوالده، وقد وقع منسوبًا على الصحة في حديث آخر أخرجه الطبراني في ترجمة أبي عبس بن جبر من معجمه الكبير" اللسان 4/ 55 - الإصابة 7/ 43 قلت: وعبد المجيد هذا قال أبو حاتم: لين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعثمان بن إسحاق ترجمه البخاري في "الكبير" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر هو ولا البخاري عنه راويًا إلا ابن أبي فديك فهو مجهول. وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن عمرو بن عوف وعن أنس وعن عبد الرحمن الأسلمي مرسلا وعن داود بن الحصين مرسلا فأما حديث أبي هريرة فأخرجه عمر بن شيبة في "تاريخ المدينة" (1/ 82) عن هارون بن عمر بن يزيد الدمشقي ثنا محمد بن شعيب ثنا عبد الرحمن بن سليم عن يحيى بن عبيد الله أنه أخبره أنّه سمع أباه يقول: سمعت أبا هريرة يقول: لما قدمنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة خيبر بدا لنا أحد فقال "هذا جبل يحبنا ونحبه، إنّ أُحُدًا هذا لعلى باب من أبواب الجنة" ¬

_ (¬1) وقع في رواية الطبراني التي ساقها السيوطي في "اللآلئ": عبد الله. وقال الخطيب في "تالي التلخيص": عبد المجيد هو ابن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر" وأبو عبس بن محمد بن أبي عبس ترجمه البخاري في "الكنى" (ص 63) وابن أبي حاتم (4/ 2/ 420) وابن عبد البر في "الكنى" (3/ 1485) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا عبد المجيد، فهو مجهول.

وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله وهو ابن عبد الله بن مَوْهَب التيمي المدني، وأبوه قال أحمد وغيره: لا يعرف. وأما حديث عمرو بن عوف فيرويه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "أربعة أجبل من جبال الجنة: "أحد" جبل يحبنا ونحبه، جبل من جبال الجنة، و"ورقان" جبل من جبال الجنة، و"لبنان" جبل من جبال الجنة، و"طور" جبل من جبال الجنة" أخرجه عمر بن شيبة (1/ 80 - 81) واللفظ له والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (4/ 14) وابن عدي (6/ 2080) وإسناده ضعيف جدًا، كثير بن عبد الله قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، وكذبه الشافعي وأبو داود، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه. وأما حديث أنس فأخرجه عمر بن شبة (1/ 84) عن عبد العزيز بن عمران عن ابن سمعان عن عبد الله بن محمد بن عبيد عن زينب بنت نبيط عن أنس رفعه "أحد على باب من أبواب الجنة. فإذا مررتم به فكلوا من شجره، ولو من عضاهه" ثم أخرجه عن محمد بن حاتم ثنا الحزامي ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن عبد الله بن تمام مولى أم حبيبة عن زينب بنت نبيط زوج أنس عن أنس رفعه "هذا جبل يحبنا ونحبه" وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 58) عن إبراهيم بن المنذر وهو الحزامي ثنا سفيان بن حمزة به. والإسناد الأول تالف. عبد العزيز بن عمران هو ابن عبد العزيز القرشي الزهري قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري والنسائي: لا يكتب حديثه، وابن سمعان وهو عبد الله بن زياد بن سليمان المخزومي كذبه مالك وهشام بن عروة وابن معين وغيرهم. والإسناد الثاني أصلح من الأول. الحزامي ثقة، وسفيان وكثير هما الأسلميان وهما صدوقان، وعبد الله بن تمام ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا كثير بن زيد فهو مجهول، وزينب بنت نبيط ذكرها جماعة في الصحابة. ولم ينفرد سفيان بن حمزة به بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن كثير بن زيد به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1926) ووقع عنده: عن كثير بن زيد عن عبد الله بن عامر. طريق أخرى: قال عبدة بن سليمان الكلابي: عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن مِكْنَف عن أنس رفعه "أحد جبل يحبنا ونحبه، وهو على تُرعة من ترع الجنة، وعَير على ترعة من ترع النار" أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 193) وابن ماجه (3115) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 44) والعقيلي (2/ 308) وابن عدي (4/ 1539) من طرق عن عبدة به. قال البخاري: عبد الله بن مكنف فيه نظر" وقال العقيلي: وهذا الحديث لا يعرف إلا بعبد الله بن مكنف، ولم يرو عنه إلا ابن إسحاق" وقال ابن عدي: لا يحدث عنه غير ابن إسحاق" وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: لا يجوز الاحتجاج به، ولا أعلم لابن إسحاق سماعا منه" وأما حديث عبد الرحمن الأسلمي فأخرجه عمر بن شيبة (1/ 83) عن عبد العزيز بن عمران القرشي عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن الأسلمى رفعه "أُحد على باب من أبواب الجنة، وعَير على باب من أبواب النار" وإسناده ضعيف جدًا، عبد العزيز بن عمران متروك، وابن أبي حبيبة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث داود بن الحصين فأخرجه عمر بن شبة (1/ 83) عن عبد العزيز بن عمران عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين مرفوعا "أُحد على ركن من أركان الجنة، وعير على ركن من أركان النار" وإسناده كسابقه. 1904 - "جحد آدم فجحدت ذريته" سكت عليه الحافظ (¬1). ¬

_ (¬1) 7/ 177 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إن الله خلق آدم من تراب ... " 1905 - عن أبي الدرداء قال: جَزَّأ النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل- {قل هو الله أحد} - جزءا من أجزاء القرآن. قال الحافظ: أخرجه أبو عبيد" (¬1) صحيح أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 268 - 269) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن سالم بن أبي الجَعْد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء قال: جزأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن ثلاثة أجزاء، فقال " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] جزء منها" وسعيد بن بشير مختلف فيه، وثقه دحيم، وضعفه ابن معين وغير واحد. لكنه لم ينفرد به، فقد أخرجه مسلم (1/ 556) من طريق سعيد بن أبي عَروبة وأبان بن يزيد العطار كلاهما عن قتادة عن سالم عن معدان عن أبي الدرداء مرفوعا "إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] جزءا من أجزاء القرآن" وأخرجه أحمد (6/ 447) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (188) وابن بشران (771) والبيهقي في "الشعب" (5/ 477) من طريق بكير بن أبي السَّميط البصري ثنا قتادة به. 1906 - "جعل الله السلام تحية لأمتنا وأمانًا لأهل ذمتنا" قال الحافظ: وأخرج الطبراني والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف مرفوعا أخرجه الطبراني في "الكبير" (7518) و"الأوسط" (3234) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عمرو بن هاشم البيروتي ثنا إدريس بن زياد الألهاني عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي أنه كان يسلم على كل من لقيه، قال: فما علمت أحدا سبقه بالسلام إلا يهوديا مرة اختبأ له خلف اسطوانة فخرج فسلم عليه، فقال له أبو أمامة: ويحك يا يهودي ما حملك على ما صنعت؟ قال: رأيتك رجلًا تكثر السلام فعلمت أنّه فضل فأحببت ¬

_ (¬1) 10/ 437 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل قل هو الله أحد) (¬2) 13/ 239 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)

أنْ آخذ به، فقال له أبو أمامة: ويحك إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله جعل السلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمتنا" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8419) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن فراس الفقيه ثنا بكر بن سهل به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن زياد إلا إدريس بن زياد، تفرد به عمرو بن هاشم" وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي، وقال غيره: مقارب الحديث" المجمع 8/ 33 وقال أيضًا: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفه، وعمرو بن هاشم البيروتي وثق وفيه ضعف" المجمع 8/ 29 قلت: وإدريس بن زياد الألهاني لم أقف له على ترجمة. وخالفه بَقية بن الوليد فرواه عن محمد بن زياد قال: كنت آخذ بيد أبي أمامة فلا يمرّ بأحد إلا سلم عليه، ثم قال: إنّ السلام أمان لأهل ذمتنا، تحية لأهل ديننا. موقوف أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (ص 219) عن أبي عبد الله السلمي ثنا بقية به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8378) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ثنا بقية ثنا محمد بن زياد قال: كنت آخذا بيد أبي أمامة، فأنصرف معه إلى بيته، فلا يمرّ بمسلم ولا نصراني، ولا صغير ولا كبير إلا قال: سلام عليكم، حتى إذا انتهى إلى باب داره التفت إلينا، ثم قال: يا بني أخي أمرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن نفشي السلام. ورواه إسحاق بن راهويه عن بقية واقتصر على قوله: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نفشي السلام. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7527) وتابعه الهيثم بن خارجة ثنا بقية به. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 108 - 109) وإسناده صحيح، ولم ينفرد بقية به بل تابعه إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد وشرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة أنه كان لا يمر بمسلم ولا يهودي ولا نصراني إلا بدأه بالسلام.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 628) عن إسماعيل به. ورواه ابن ماجه (3693) عن ابن أبي شيبة بلفظ: أمرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن نفشي السلام. وتابعه عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. أخرجه الطبراني (7525) عن عبيد به. وأخرجه أيضا من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي وسفيان بن بشر الكوفي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 108 وهو كما قال. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا، وأمانا لأهل ذمتنا" أخرجه الطبراني (¬1) في "الصغير" (203) عن أحمد بن محمد بن أيوب الأنصاري البغدادي ثنا محمد بن يحيى الأنيسي أبو عبد الله ثنا عصمة بن محمد الأنصاري عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسب عن أبي هريرة به. وأخرجه ابن بشران (169) من طريق القاضي محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا أبو سليمان أحمد بن محمد الأنصاري به. قال الطبراني: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا عصمة بن محمد، تفرد به محمد بن يحيى الأنيسي، من ولد عبد الله بن أنيس الأنصاري" وقال الهيثمي: وفيه عصمة بن محمد الأنصاري وهو متروك" المجمع 8/ 29 وله شاهد آخر عن أنس مرفوعا "السلام تحية لملتنا وأمان لذمتنا" أخرجه القضاعي (262) من طريق أبي فروة الرهاوي ثنا أبي ثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس به. وطلحة بن زيد هو الرقي قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 396) ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1504) وقال: قال ابن معين: عصمة كذاب يضع الحديث، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، ليس ممن يكتب حديثه إلا اعتبارًا"

1907 - جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ميراث ابن الملاعنة لأمه ولورثتها من بعدها. قال الحافظ: أخرج أبو داود من رواية مكحول مرسلًا، ومن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره" (¬1) حسن وحديث مكحول له عنه طريقان: الأول: يرويه الوليد بن مسلم أنا ابن جابر ثنا مكحول قال: فذكره. أخرجه أبو داود (2907) عن محمود بن خالد وموسى بن عامر الدمشقيان قالا: ثنا الوليد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 259) وقال: حديث مكحول منقطع" يعني مرسل، ورواته ثقات، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد. الثاني: يرويه يحيى بن حمزة الدمشقي عن النعمان بن المنذر الدمشقي عن مكحول أنّه سئل عن ميراث ولد الملاعنة لمن هو؟ قال: جعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمه في سببه لما لقيت من البلاء، ولإخوته من أمه. أخرجه الدارمي (2971) عن محمد بن المبارك الصوري ثنا يحيى بن حمزة به. ورواته ثقات. وحديث ابن عمرو أخرجه أبو داود (2908) عن موسى بن عامر الدمشقي ثنا الوليد أخبرني عيسى أبو محمد عن العلاء بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكر مثل حديث ابن جابر عن مكحول. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 259) وأخرجه المزي (23/ 43) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن راشد الأصبهاني ثنا موسى بن عامر به. قال البيهقي: عيسى هو ابن موسى أبو محمد القرشي فيه نظر" ¬

_ (¬1) 15/ 32 (كتاب الفرائض- باب ميراث الملاعنة)

وقال في "معرفة السنن" (9/ 153): ليس بالمشهور" وقال في "السنن الصغرى" (2/ 366): مجهول" قلت: وثقه دحيم، وذكره ابن حبان في "الثقات". ولم ينفرد به بل تابعه الهيثم بن حميد الدمشقي عن العلاء بن الحارث ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بميراث ابن الملاعنة لأمه كله لما لقيت فيه من العناء. أخرجه الدارمي (3119) عن مروان بن محمد الدمشقي ثنا الهيثم بن حميد به. وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات. 1908 - "جعلت لي كل أرض طيبة مسجدًا وطهورًا" قال الحافظ: وقد روى ابن المنذر وابن الجارود بإسناد صحيح عن أنس مرفوعا: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 12، 181) عن علي بن عبد العزيز البغوي وابن الجارود (124) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (71) عن محمد بن يحيى الذهلي قالا: ثنا حجاج الأنماطي ثنا حماد عن ثابت وحميد عن أنس به مرفوعا. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحجاج هو ابن المنهال، وحماد هو ابن سلمة، وثابت هو البُنَاني، وحميد هو الطويل. 1909 - جلد النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلّ ذلك سنة، وهذا أحبّ إلي. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1707) من طريق أبي ساسان حُضين بن المنذر الرَّقَاشي قال: شهدت عثمان أُتي بالوليد وقد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أَزِيْدُكُم؟ فشهد عليه ¬

_ (¬1) 1/ 454 (كتاب التيمم- باب قول الله تعالى- فلم تجدوا ماءًا فتيمموا)

رجلان: أحدهما حُمْرَان يعني مولى عثمان أنّه قد شرب الخمر، فقال: يا عليّ قم فاجلده، فقال عليّ: قم يا حسن فاجلده، فقال: حسن: وَلِّ حارَّها من تولى قارَّها، فكأنّه وَجَدَ عليه، فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده، فجلده وعليّ يَعُدُّ حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: فذكره" (¬1) 1910 - حديث أبي هريرة: جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الكعبة فَضَمَّ رجليه فأقامهما واحتبى بيديه. قال الحافظ: أخرجه البزار" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2020) عن محمد بن عثمان بن كرامة العجلي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا الحسن بن صالح عن مسلم عن مجاهد عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس عند الكعبة فضمّ رجليه فأقامهما واحتبى بيديه. وقال: لا نعلم رواه عن مجاهد عن أبي هريرة إلا مسلم، ولا عنه إلا الحسن" قلت: ومسلم هو ابن كيسان المُلائي الأعور قال ابن المديني وغير واحد: ضعيف الحديث. 1911 - "جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم" الحديث وفيه "وإقامة حدودكم" قال الحافظ: الحديث ضعيف" (¬3) وذكره في موضع آخر وقال: حديث مكحول عن أبي الدرداء وواثلة وأبي أمامة مرفوعا: فذكره، أخرجه البيهقي في "الخلافيات" وأصله في ابن ماجه من حديث واثلة فقط وليس فيه ذكر الحدود، وسنده ضعيف" (¬4) ضعيف يرويه مكحول واختلف عنه: - فرواه العلاء بن كثير مولى بني أمية عنه عن أبي الدرداء وواثلة وأبي أمامة مرفوعا ¬

_ (¬1) 8/ 58 (كتاب أحاديث الأنبياء- فضائل عثمان بن عفان) (¬2) 13/ 307 (كتاب الإستئذان- باب الإحتباء باليد) (¬3) 2/ 95 (كتاب الصلاة- باب أصحاب الحراب في المساجد) (¬4) 16/ 279 (كتاب الأحكام- باب من حكم في المسجد)

"جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وسَلَّ سيوفكم، وإقامة حدودكم، وجمروها في الجمع، واتخذوا على أبوابها مطاهر" أخرجه العقيلي (3/ 347 - 348) والطبراني في "الكبير" (7601) وفي "مسند الشاميين" (3436) ابن عدي (5/ 1861) والبيهقي (10/ 103) وابن الجوزي في "العلل" (677) من طريق أبي نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي ثنا العلاء بن كثير به. قال العقيلي: الرواية فيها لين" وقال البيهقي: العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث، وقيل: عن مكحول عن يحيى بن العلاء عن معاذ مرفوعا وليس بصحيح" وقال في "المعرفة" (4/ 223): إسناده ضعيف" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أحمد: العلاء ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات" وقال الهيثمي: وفيه العلاء بن كثير الليثي الشامي وهو ضعيف" المجمع 2/ 62 قلت: وأبو نعيم النخعي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وكذبه ابن معين. - ورواه أبو سعيد الشامي عن مكحول عن واثلة وحده مرفوعا "جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وشراءكم، وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسَلَّ سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمروها في الجمع" أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 35) وابن ماجه (750) والطبراني في "الكبير" (22/ 57) وفي "مسند الشاميين" (3385) من طريق الحارث بن نبهان البصري ثنا عتبة بن يقظان عن أبي سعيد الشامي به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو سعيد (¬1) هو محمد بن سعيد المصلوب قال أحمد: عمدا كان يضع الحديث، وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: كذاب. قلت: والحارث بن نبهان ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 95 وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 175 قلت: وعتبة بن يقظان قال النسائي: غير ثقة، وقال علي بن الحسين بن الجنيد: لا يساوي شيئًا، وقال الدارقطني: متروك. ¬

_ (¬1) وقع عند الطبراني في "مسند الشاميين": عن أبي سعيد الشامي- هو عبد القدوس بن حبيب -

- ورواه عبد ربه بن عبد الله الشامي عن مكحول عن معاذ. أخرجه عبد الرزاق (¬1) (1726) عن محمد بن مسلم الطائفي عن عبد ربه به. واختلف فيه على محمد بن مسلم: • فرواه سعيد بن أبي مريم عنه عن عبد ربه بن عبد الله عن يحيى بن العلاء عن مكحول عن معاذ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 173) • ورواه أحمد بن عبد الرحمن عن محمد بن مسلم فقال: عن مكحول عن يحيى بن العلاء. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3591) قال المنذري والهيثمي والبوصيري: ومكحول لم يسمع من معاذ" الترغيب 1/ 199 - المجمع 2/ 26 - المصباح 1/ 96 - مختصر الإتحاف 2/ 356 - ورواه عبد القدوس بن حبيب الكَلاعي الشامي عن مكحول مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (1727) وعبد القدوس بن حبيب كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش، وقال الفلاس: أجمعوا على ترك حديثه. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "جنبوا مساجدكم الصبيان والمجانين" أخرجه عبد الرزاق (1728) عن عبد الله بن مُحَرَّر أنّ يزيد بن الأصم أخبره أنّه سمع أبا هريرة به. وأخرجه ابن عدي (4/ 1453 - 1454) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الله بن محرر به. وعبد الله بن محرر قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 1912 - "جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة" قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث أبي هريرة" (¬2) ¬

_ (¬1) رواه إسحاق في "مسنده" (المطالب 368) عن عبد الرزاق به. قال الحافظ: هذا منقطع" (¬2) 6/ 416 (كتاب الجهاد- باب النساء)

يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن وهب واختلف عنه: • فقال سعيد بن منصور (2344): ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال- إنْ كان قاله-: فذكره. ورواته ثقات إلا أنّ محمد بن إبراهيم لم يسمع من أبي هريرة. • وقال هارون بن معروف المروزي: ثني ابن وهب عن حَيوة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي هريرة به. أخرجه أحمد (2/ 421) وإسناده كالذي قبله. - وقال سعيد بن أبي هلال: عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه النسائي (5/ 85) وفي "الكبرى" (3605) عن شعيب بن الليث بن سعد والطبراني في "الأوسط" (8746) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (432) عن عبد الله بن صالح المصري كلاهما عن الليث بن سعد ثنا خالد بن يزيد المصري عن سعيد بن أبي هلال به. قال المنذري: رواه النسائي بإسناد حسن" الترغيب 2/ 164 قلت: بل إسناده صحيح. 1913 - حديث أبي أمامة: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال "جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة: فذكره، وقال: حسن" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 382 (كتاب الدعوات- باب الدعاء بعد الصلاة)

أخرجه عبد الرزاق كما في "نصب الراية" (2/ 235) عن ابن جريج أخبرني عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة به. وأخرجه الترمذي (3499) والنسائي في "اليوم والليلة" (108) من طريق حفص بن غياث الكوفي عن ابن جريج به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: رواته ثقات إلا أنّه منقطع بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة فإنّه لم يسمع منه (المراسيل ص 128) قال ابن القطان الفاسي: واعلم أنّ ما يرويه عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة ليس بمتصل وإنّما هو منقطع لم يسمع منه، قال عباس الدوري: قلت ليحيى: سمع من أبي أمامة؟ قال: لا" نصب الراية 2/ 235 وخالفه جماعة رووه عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، منهم: 1 - سُليم بن عامر الخبائِري وضَمْرة بن حبيب الحمصي ونعيم بن زياد الشامي. أخرجه النسائي (1/ 224 - 225) وفي "الكبرى" (1544) عن الليث بن سعد والطبراني في "الدعاء" (128) عن عبد الله بن صالح المصري والحاكم (1/ 309) عن عبد الله بن وهب ثلاثتهم عن معاوية بن صالح الحمصي أخبرني أبو يحيى سليم بن عامر الخَبَائِري وضمرة بن حبيب وأبو طلحة نعيم بن زياد قالوا: سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت عمرو بن عبسة يقول: قلت: يا رسول الله، هل من ساعة أقرب من الأخرى؟ أو هل من ساعة يبتغى ذكرها؟ قال "نعم، إنّ أقرب ما يكون الرب -عز وجل- من العبد جوف الليل الآخر، فإنْ استطعت أنْ تكون ممن يذكر الله -عز وجل- في تلك الساعة فكن ... " اللفظ للنسائي. وأخرجه الترمذي (3579) من طريق معن بن عيسى القزاز ثني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة يقول: حدثني عمرو بن عبسة به. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج مسلم لضمرة بن حبيب ولا لنعيم بن زياد شيئا. 2 - ممطور أبو سلام. أخرجه أبو داود (1277) عن الربيع بن نافع الحلبي ثنا محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة. ورواته ثقات لكن قال أبو حاتم: ممطور أبو سلام (¬1) الأعرج الحبشي الدمشقي روى عن أبي أمامة مرسل (المراسيل ص 215) وقد أخرجه الطبراني في "الدعاء" (129) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا جدي إبراهيم بن العلاء ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله الشيباني أنّهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة. شيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، وجده صدوق، وعمرو بن عبد الله وثقه العجلي وابن حبان، والباقون ثقات. 3 - لقمان بن عامر الحمصي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1590) وفيه فرج بن فضالة وهو ضعيف. 1914 - "الجار أحق بِشُفْعَتِه، ينتظر به إذا كان غائبًا، إذا كان طريقهما واحدًا" قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند الترمذي: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه عبد الرزاق (14396) عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "الجار أحق بشفعته، ينتظر بها إذا كان غائبًا، إذا كانت طريقهما واحدة" ¬

_ (¬1) واختلف فيه على أبي سلام، فرواه عبد الله بن العلاء بن زَبْر عنه قال: سمعت عمرو بن عبسة يقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الليل أسمع دعوة؟ قال "جوف الليل" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (803) عن محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي ثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلا بن زبر ثنا أبو سلام به. (¬2) 5/ 344 (كتاب الشفعة- باب عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع)

وأخرجه الطيالسي (ص 234) وابن أبي شيبة (6/ 358) وأحمد (3/ 303) والدارمي (2630) وأبو داود (3518) وابن ماجه (2494) والترمذي (1369) وفي "العلل" (1/ 570) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 120 و 121) والطبراني في "الأوسط" (5456 و 8394) وابن عدي (5/ 1941) والبيهقي (6/ 106) والخطيب في "الموضح" (2/ 453) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1553) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان به. وإسناده صحيح. قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعلم أحدًا روى هذا الحديث غير عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر، وقد تكلم شعبة في عبد الملك من أجل هذا الحديث. وعبد الملك هو ثقة مأمون عند أهل الحديث، لا نعلم أحدا تكلم فيه غير شعبة، من أجل هذا الحديث. وقد روى وكيع عن شعبة عن عبد الملك بن أبي سليمان هذا الحديث. وروي عن ابن المبارك عن سفيان الثوري قال: عبد الملك بن أبي سليمان ميزان، يعني في العلم. والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم، أنّ الرجل أحق بشفعته وإنْ كان غائبا، فإذا قدم فله الشفعة وإنْ تطاول ذلك" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: لا أعلم أحدا رواه عن عطاء غير عبد الملك بن أبي سليمان، وهو حديثه الذي تفرد به، ويروى عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلاف هذا. قال الترمذي: إنما ترك شعبةُ عبد الملك لهذا الحديث، لم يجد أحدا رواه غيره. وعبد الملك ثقة عند أهل العلم" وقال الشافعي: سمعنا بعض أهل العلم بالحديث يقول: نخاف أنْ لا يكون هذا الحديث محفوظا" اختلاف الحديث 7/ 265 وقال أحمد: قال شعبة في هذا الحديث: أخر مثل هذا ودمّر" العلل 1/ 220 وقال وكيع: قال لنا شعبة: لو كان شيئا يقويه" وقال أيضًا: سمعت شعبة يقول: لو أنّ عبد الملك روى حديثًا آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه" وقال يحيي القطان: لو روى عبد الملك حديثا آخر مثل حديث الشفعة لتركت حديثه" الكامل لابن عدي

وقال أحمد: هذا حديث منكر" سنن البيهقي 6/ 108 وقال الحسين بن حبان: سئل ابن معين عن هذا الحديث فقال: هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك عن عطاء، وقد أنكره عليه الناس، ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يُردّ على مثله. قلت له: تكلم شعبة فيه؟ قال: نعم، قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميت بحديثه" تاريخ بغداد 10/ 394 - 395 وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد وابن معين يقولان في هذا الحديث: قد كان هذا الحديث ينكر على عبد الملك، وعبد الملك ثقة" التاريخ ص 217 وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب تفرد به عبد الملك وأنكر عليه شعبة بن الحجاج" وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": واعلم أنّ حديث عبد الملك حديث صحيح، ولا منافاة بينه وبين رواية جابر المشهورة، وهي "الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة" فإنّ في حديث عبد الملك "إذا كان طريقهما واحدًا" وحديث جابر المشهور لم ينف فيه استحقاق الشفعة إلا بشرط تصرف الطرق، فيقول: إذا اشترط الجاران في المنافع كالبئر أو السطح أو الطريق فالجار أحق بصقب جاره، لحديث عبد الملك، وإذا لم يشتركا في شئ من المنافع، فلا شفعة لحديث جابر المشهور، وطعن شعبة في عبد الملك بسبب هذا الحديث لا يقدح فيه فإنّه ثقة، وشعبة لم يكن من الحذاق في الفقه ليجمع بين الأحاديث، إذا ظهر تعارضها، إنما كان حافظًا، وغير شعبة إنما طعن فيه تبعًا لشعبة، وقد احتج بعبد الملك مسلم في "صحيحه" واستشهد به البخاري، ويشبه أن يكونا إنما لم يخرجا حديثه هذا لتفرده به وإنكار الأئمة عليه فيه، وجعله بعضهم رأيًا لعطاء، أدرجه عبد الملك في الحديث" نصب الراية 4/ 174 وقال ابن القيم: وقول من قال: إنّ عبد الملك إنما تكلم فيه من أجل هذا الحديث، هو كلام باطل، فإنه إذا لم يضعفه إلا من أجل هذا الحديث كان ذلك دورًا باطلا، فإنّه لا يثبت ضعف الحديث حتى يثبت ضعف عبد الملك، فلا يجوز أنْ يستفاد ضعفه من ضعف الحديث الذي لم يعلم ضعفه إلا من جهة عبد الملك، ولم يعلم ضعف عبد الملك إلا بالحديث وهذا محال من الكلام فإنّ الرجل من الثقات الأثبات الحفاظ الذين لا مطمح للطعن فيهم، وقد احتج به مسلم في "صحيحه" وخرّج له عدة أحاديث، ولم يذكر لصحيح حديثه والاحتجاج به أحد من أهل العلم، واستشهد به البخاري، ولم يرو ما يخالف الثقات، بل روايته موافقة لحديث أبي رافع الذي أخرجه البخاري، ولحديث سمرة الذي صححه الترمذي، فجابر ثالث ثلاثة في هذا الحديث: أبي رافع، وسمرة، وجابر، فأيّ مطعن علي عبد الملك في رواية حديث قد رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة من الصحابة.

والذين ردوا حديثه ظنوا أنّه معارض لحديث جابر الذي رواه أبو سلمة عنه "الشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة" وفي الحقيقة لا تعارض بينهما، فإن منطوق حديث أبي سلمة انتفاء الشفعة عند تميز الحدود وتصريف الطرق واختصاص كل ذي ملك بطريق، ومنطوق حديث عبد الملك إثبات الشفعة بالجوار عند الاشتراك في الطريق، ومفهومه انتفاء الشفعة عند تصريف الطرق، فمفهومه موافق لمنطوق حديث أبي سلمة وأبي الزبير، ومنطوقه غير معارض له، وهذا بين، وهو أعدل الأقوال في المسألة. فإن الناس في شفعة الجوار طرفان ووسط. فأهل المدينة وأهل الحجاز وكثير من الفقهاء ينفونها مطلقًا، وأهل الكوفة يثبتونها مطلقا، وأهل البصرة يثبتونها عند الاشتراك في حق من حقوق الملك، كالطريق والماء ونحوه، وينفونها عند تميز كل ملك بطريقه حيث لا يكون بين الملاك اشتراك. وعلى هذا القول تدل أحاديث جابر منطوقها ومفهومها، ويزول عنها التضاد والاختلاف، ويعلم أنّ عبد الملك لم يرو ما يخالف رواية غيره. والأقوال الثلاثة في مذهب أحمد، وأعدلها وأحسنها هذا القول الثالث، والله الموفق للصواب" عون المعبود 9/ 424 - 425 1915 - "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون" قال الحافظ: وعنه (أي عمر) مرفوعا قال: فذكره، أخرجه ابن ماجه والحاكم وإسناده ضعيف" (¬1) ضعيف يرويه إسرائيل بن يونس واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن علي بن سالم بن ثوبان عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن عمر به مرفوعا. أخرجه ابن ماجه (2153) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (262) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والدارمي (2547) والفاكهي في "أخبار مكة" (1774) ¬

_ (¬1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)

عن محمد بن يوسف الفريابي والحاكم (2/ 11) عن عبيد الله بن موسى العَبْسي والبيهقي (6/ 30) وفي "الصغرى" (2025، 2026) وفي "الشعب" (10700) عن إسحاق بن منصور السلولي وعبد بن حميد (33) والعقيلي (3/ 232) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وابن عدي (5/ 1847) عن يحيى بن آدم الكوفي وعن أسد بن موسى المصري كلهم عن إسرائيل بن يونس به. - ورواه النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن إسرائيل فلم يذكر علي بن سالم. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (311) - ورواه عبد الرزاق (14894) عن إسرائيل عن علي بن سالم عن علي بن زيد عن ابن المسيب قوله. والأول أصح. قال ابن عدي: علي بن سالم هذا يعرف بهذا الحديث ولا أعلم له غيره" وقال العقيلي: ولا يتابع عليه أحد بهذا اللفظ" وقال البيهقي: تفرد به علي بن سالم عن علي بن زيد قال البخاري: لا يتابع على حديثه" وقال الذهبي: قلت: علي بن سالم ضعيف" تلخيص المستدرك وقال المنذري: لا أعلم لعلي بن سالم غير هذا الحديث، وهو في عداد المجهولين" الترغيب 2/ 583 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان" مصباح الزجاجة 3/ 10

وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 170 1916 - "الجرس مزمار (¬1) الشيطان" قال الحافظ: وروى مسلم (2114) من حديث العلاء بن عبد الرحمن (¬2) عن أبي هريرة رفعه فذكره" (¬3) 1917 - "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي ونقل عن أحمد أنه لم يره شيئا وقال لمن ذكره له: استغفر ربك" (¬4) ضعيف جدًا قال الترمذي في "العلل الصغرى" (5/ 741 - 742): وسمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا عند أحمد بن حنبل، فذكروا من تجب عليه الجمعة، فذكروا فيه عن بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم، فقلت: فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث، فقال: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟! قلت: نعم. حدثنا أحمد بن الحسن ثنا حجاج بن نُصير ثنا المُعَارك بن عَبّاد عن عبد الله بن سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله" قال: فغضب أحمد بن حنبل وقال: استغفر ربك، استغفر ربك: مرتين. قال الترمذي: وإنما فعل هذا أحمد بن حنبل لأنّه لم يصدق هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لضعف إسناده، لأنّه لم يعرفه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والحجاج بن نصير يضعف في الحديث، وعبد الله بن سعيد المقبري ضعفه يحيى القطان جدًا في الحديث" وأخرجه الترمذي أيضًا في "السنن" (502) وقال: إنما فعل أحمد بن حنبل هذا لأنّه لم يَعُدَّ هذا الحديث شيئا، وضعفه لحال إسناده. ¬

_ (¬1) في مسلم "مزامير". (¬2) في مسلم "عن أبيه" (¬3) 6/ 483 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل) (¬4) 3/ 35 - 36 (كتاب الجمعة- باب من أين تؤتى الجمعة)

وقال أيضًا: وهذا حديث إسناده ضعيف، إنما يروى من حديث معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد المقبري. وضعف يحيى القطان عبد الله بن سعيد المقبري في الحديث" وأخرجه البيهقي (3/ 176) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي عن المعارك بن عباد به. وقال: تفرد به معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد وقد قال أحمد بن حنبل: معارك لا أعرفه، وعبد الله بن سعيد هو أبو عباد منكر الحديث متروك" قلت: معارك بن عباد قال أبو زرعة: واهي الحديث جدًا ولاسيما إذا حدّث عن عبد الله بن سعيد المقبري فيقع ضعف على ضعف، وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره العقيلي والدارقطني في الضعفاء. وعبد الله بن سعيد المقبري قال الفلاس: منكر الحديث متروك الحديث، وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: ليس بثقة تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي. وللحديث شاهد مرسل أخرجه لوين في "حديثه" (75) عن محمد بن جابر عن أيوب عن أبي قِلابة مرفوعا "الجمعة واجبة على من آواه الليل" ومحمد بن جابر هو اليمامي قال ابن معين: ليس بثقة. 1918 - "الجمعة واجبة على كل محتلم، وعلى من راح إلى الجمعة الغسل" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم من طرق عن مفضل بن فضالة عن عياش بن عباس القِتْبَاني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر عن حفصة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، قال الطبراني في "الأوسط": لم يروه عن نافع بزيادة حفصة إلا بكير ولا عنه إلا عياش، تفرد به مفضل. قلت: رواته ثقات فإن كان محفوظًا فهو حديث آخر، ولا مانع أن يسمعه ابن عمر من النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن غيره من الصحابة" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (342) والنسائي (3/ 73) وفي "الكبرى" (1660) وابن الجارود (287) وابن خزيمة (1721) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 15) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 116) وابن حبان (1220) والطبراني في "الكبير" (23/ 195) و"الأوسط" (4813) ¬

_ (¬1) 3/ 8 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة)

وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 322) والبيهقي (3/ 172 و 187) وفي "معرفة السنن" (4/ 312) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 148) من طرق عن المفضل بن فضالة بن عبيد القِتْبَاني عن عياش بن عباس القتباني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر عن حفصة مرفوعا "على كل محتلم رواح الجمعة، وعلى كل من راح إلى الجمعة الغسل" لفظ أبي داود وغيره. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر عن حفصة إلا بكير بن عبد الله، ولا عن بكير إلا عياش بن عباس، تفرد به مفضل بن فضالة" قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. 1919 - "الجنّ على ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وعقارب، وصنف يَحُلّون ويَظْعَنُون" قال الحافظ: روى ابن حبان والحاكم من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وروى ابن أبي الدنيا من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه لكن قال في الثالث "وصنف عليهم الحساب والعقاب" (¬1) صحيح وحديث أبي ثعلبة أخرجه الحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 117 - 118) وأبو يعلى (المطالب 3455) والطحاوي في "المشكل" (2941) وابن حبان (6156) والطبراني في "الكبير" (22/ 214 - 215) وفي "مسند الشاميين" (1956) وأبو الشيخ في "العظمة" (1087) والحاكم (2/ 456) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 137) وفي "الصحابة" (6586) واللالكائي في "السنة" (2280) والبيهقي في "الأسماء" (ص 492) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 265) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (1/ 485 و 2/ 390 - 391) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أبي الزاهرية حُدَيْر بن كُرَيْب عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة مرفوعا "الجنّ على ثلاثة أصناف (¬2): صنف (¬3) لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون" اللفظ لأبي نعيم وغيره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم) (¬2) وفي لفظ "أثلاث" (¬3) وفي لفظ "ثلث"

قلت: وهو على شرط مسلم. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (156) وأبو يعلى (المطالب 3454) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 107) وأبو الشيخ في "الطبقات" (182) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا يزيد بن سنان أبو فروة الرُّهاوي عن أبي المنيب الحمصي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي الدرداء مرفوعا "الجن (¬1) ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف (¬2) عليهم الحساب والعقاب" لفظ ابن أبي الدنيا وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة الرهاوي. 1920 - "الجنة تحت الأبَارِقة" قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور بإسناد رجاله ثقات من مرسل أبي عبد الرحمن الحبلي مرفوعا: فذكره" (¬3) مرسل أخرجه سعيد بن منصور (2521) ثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي مرفوعا "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإن بليتم بهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، نواصيهم ونواصينا بيدك، فقاتلهم لنا واهزمهم لنا، وغضوا أبصاركم، واحملوا عليهم على بركة الله، والتمسوا الجنة تحت الأبارقة" ورجاله ثقات، وأبو هانئ اسمه حميد بن هانئ الخولاني. وله شاهد عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا أخرجه سعيد بن منصور أيضا (2519) ثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عنه مرفوعا نحوه. ورجاله ثقات، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها. 1921 - "الجنة تحت ظلال السيوف" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 6/ 374) من حديث ابن أبي أوفى. ¬

_ (¬1) ولفظ ابن حبان "خلق الله الجن" (¬2) زاد ابن حبان "كابن آدم" (¬3) 6/ 373 (كتاب الجهاد- باب الجنة تحت بارقة السيوف) (¬4) 4/ 472 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد)

1922 - "الجيران ثلاثة: جار له حق، وهو المشرك، له حق الجوار، وجار له حقان، وهو المسلم، له حق الجوار وحق الإسلام، وجار له ثلاثة حقوق، مسلم له رحم، له حق الجوار والإسلام والرحم" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث جابر رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1896) عن عبد الله بن محمد بن أبي الربيع الحارثي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني عبد الرحمن بن الفضيل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر مرفوعا "الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقًا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له له حق الجوار، وأمّا الذي له حقان فجار مسلم له حق الإسلام وحق الجوار، وأمّا الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم" وقال: لا نعلمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد الحارثي وهو وضاع" المجمع 8/ 164 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن عيسى البسطامي ثنا ابن أبي فديك به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 207) والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الترغيب" لأبي القاسم الأصبهاني (1/ 482) وقال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء عن الحسن لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي فديك" وقال العراقي والألباني: ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1227 - ضعيف الجامع 2673 وهو كما قالا، فإنّ الحسن وهو البصري لم يسمع من جابر بن عبد الله كما قال ابن المديني وأبو حاتم، وقال أبو زرعة: لم يلقه. وللحديث شاهد: عن سعيد بن أبي هلال أنّه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر نحوه. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (340) وهو مرسل أو معضل. ¬

_ (¬1) 13/ 49 (كتاب الأدب- باب الوصاءة بالجار)

حرف الحاء

حرف الحاء 1923 - عن معبد بن كعب قال: حاصرهم خمسًا وعشرين ليلة حتى أجهدهم الحصار، وقذف في قلوبهم الرعب، فعرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد أن يؤمنوا، أو يقتلوا نساءهم وأبناءهم ويخرجوا مستقتلين، أو يبيتوا المسلمين ليلة السبت. فقالوا: لا نؤمن، ولا نستحل ليلة السبت، وأي عيش لنا بعد أبناءنا ونساءنا، فأرسلوا إلى أبي لبابة بن عبد المنذر وكانوا حلفاءه، فاستشاروه في النزول على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأشار إلى حلقه -يعني الذبح- ثم ندم فتوجه إلى مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتبط به حتى تاب الله عليه. قال الحافظ: عند ابن إسحاق عن أبيه عن معبد بن كعب قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 235) بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (21/ 151 - 153) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 15 - 16) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار عن معبد بن كعب بن مالك السلمي به. وابن إسحاق صدوق، وأبوه ومعبد ثقتان. 1924 - "حُبُّ الأنصار إيمان وبغضهم نفاق" قال الحافظ: ولأحمد من حديثه (أي أبي سعيد الخدري) رفعه: فذكره" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 8/ 417 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب) (¬2) 1/ 69 (كتاب الإيمان- باب علامة الإيمان حب الأنصار)

أخرجه أحمد (3/ 70) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة عن أفلح الأنصاري عن أبي سعيد به مرفوعا. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وأفلح هو مولى أبي أيوب الأنصاري. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 29 وللحديث شاهد عن سعد بن عبادة مرفوعا "إنّ هذا الحي من الأنصار محنة، حبهم إيمان وبغضهم نفاق" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1704 و 1904) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني والطبراني في "الكبير" (5377) عن سليمان بن حرب البصري وأبو داود في "فضائل الأنصار" كما في "تهذيب الكمال" (11/ 127) والطبراني في "الكبير" (5377) والمزي (11/ 127) عن مسدد قالوا: ثنا حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي شُمَيْلَة عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه به. واختلف فيه على حماد بن زيد: • فرواه محمد بن موسى الحَرَشي عنه فلم يذكر عبد الرحمن بن أبي شميلة. أخرجه البزار (كشف 67) • ورواه يونس بن محمد (¬1) البغدادي عن حماد بن زيد ثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة عن رجل رده إلى سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه. أخرجه أحمد (5/ 285) • ورواه عفان بن مسلم الصفار البصري عن حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي شميلة ثني رجل عن سعيد الصراف أو هو عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه. ¬

_ (¬1) تابعه حبان ثنا حماد بن زيد به. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 484)

قال عفان: وقد حدثنا به مرة وليس فيه شك أملاه عليّ أولًا على الصحة. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 159) وأحمد (6/ 7) وسعيد الصراف ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. 1925 - "حُبب إليّ النساء والطيب" قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث أنس" (¬1) حسن وله عن أنس طرق: الأول: يرويه سلام أبو المنذر القارئ ثنا ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعا "حبب إليّ من الدنيا (¬2) النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة" أخرجه ابن سعد (1/ 398) وأحمد (3/ 128 و 199 و 285) وابن أبي عاصم في "الزهد" (234 و 235) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (322 و 323) والنسائي (7/ 58) وفي "الكبرى" (8887) وأبو يعلى (3482 و 3530) والعقيلي (2/ 160) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/ 105) والطبراني في "الأوسط" (5199) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 229) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 25) والبيهقي (7/ 78) والبغوي في "الشمائل" (1061) من طرق عن سلام أبي المنذر به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثابت إلا سلام أبو المنذر" وقال العقيلي: فيه رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضًا" وقال الذهبي: إسناده قوي" الميزان 2/ 177 قلت: سلام أبو المنذر مختلف فيه: قواه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. لكنه لم ينفرد به فقد تابعه جعفر بن سيمان الضُّبَعي عن ثابت عن أنس مرفوعا "حبب إلي النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة" أخرجه المؤمل بن إهاب في "جزئه" (17) عن سيار بن حاتم العَنَزي البصري عن جعفر بن سليمان به. ¬

_ (¬1) 4/ 142 (كتاب الحج- باب الطيب عند الإحرام) (¬2) وفي لفظ "دنياكم"

وأخرجه النسائي (7/ 60) وفي "الكبرى" (8888) عن علي بن مسلم الطوسي والحاكم (2/ 160) عن الخضر بن أبان الهاشمي قالا: ثنا سيار بن حاتم به. قال العراقي: رواه النسائي والحاكم من حديث أنس بإسناد جيد" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 956 قلت: وهو كما قال. تنبيه: قال المناوي في "فيض القدير" (3/ 371): واعلم أنّ المصنف (أي السيوطي) جعل في الخطبة "حم" رمزا لأحمد في "مسنده" فاقتضى ذلك أنّ أحمد روى هذا في "المسند" وهو باطل فإنه لم يخرجه فيه، وإنما خرجه في كتاب "الزهد" فعزوه إلى "المسند" سبق ذهن أو قلم، وممن ذكر أنّه لم يخرجه في "مسنده" المؤلف نفسه في حاشيته للقاضي فتنبه لذلك" كذا قال، مع أنّ الحديث مخرج في "المسند" في أربعة مواضع، ولم أره في كتاب "الزهد" فإني نظرت فيه من أوله إلى آخره فلم أجده، وبالله التوفيق. الثاني: يرويه الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا "جعلت قرة عيني في الصلاة" أخرجه العقيلي (4/ 420) والطبراني في "الصغير" (741) و"الأوسط" (5768) والخطيب في "التاريخ" (14/ 190) من طرق عن يحيى بن عثمان الحربي ثنا الهِقْل بن زياد عن الأوزاعي به. قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا الهقل، تفرد به يحيي" وقال العقيلي: يحيى بن عثمان الحربي عن هقل لا يتابع على حديثه عن الأوزاعي" وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث هكذا موصولا هقل بن زياد عن الأوزاعي ولم أره إلا من رواية يحيى بن عثمان عن هقل" قلت: يحيى بن عثمان الحربي وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال صالح جزرة: صدوق.

والهقل بن زياد ثقة من أثبت أصحاب الأوزاعي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثقة مشهور، فالإسناد صحيح. واختلف فيه على الأوزاعي، فرواه الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة مرسلًا. أخرجه الخطيب (14/ 190) والأول أصح. الثالث: يرويه سلام بن أبي خبزة ثنا ثابت البُنَاني وعلي بن زيد عن أنس مرفوعا "حبب إليّ النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة" أخرجه ابن عدي (3/ 1150) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 230) وسلام بن أبي خبزة قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وللحديث شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق (7939) عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه وعن ليث مرفوعا "حبب إليّ الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة" معتمر وأبوه ثقتان، وليث وهو ابن أبي سليم ضعيف. 1926 - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الناقة لما بركت في الحديبية "حبسها حابس الفيل" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 6/ 257 - 281) من حديث المِسْور بن مخرمة ومروان بن الحكم. 1927 - حديث بُريدة أَنّ امرأة من غامد قالت: يا رسول الله طهرني، فقالت: إنّها حُبلى من الزنا، فقال لها "حتى تضعي" فلما وضعت قال "لا نرجمها وتضع ولدها صغيرًا ليس له من يرضعه" فقام رجل فقال: إليّ رضاعه يا رسول الله، فرجمها. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1695") (¬2) 1928 - عن أبي موسى مرفوعا "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحَاتُ وجهه ما أدركه بصره" ¬

_ (¬1) 16/ 20 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين) (¬2) 15/ 156 - 157 (كتاب الحدود- باب رجم الحبلى من الزنا)

قال الحافظ: أخرجه مسلم (179") (¬1) 1929 - قالت أم الحصين: حججت فرأيت بلالا يقول بخطام راحلة النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: رواه النسائي" (¬2) أخرجه مسلم (1298) وأبو داود (1834) والنسائي (5/ 219) واللفظ له. 1930 - عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأة من همدان قالت: حججت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لها: شبهيه، قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله. قال الحافظ: وروى يعقوب بن سفيان في "تاريخه" من طريق يونس بن أبي يعفور عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأة من همدان قالت: فذكرته" (¬3) أخرجه يعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 12 - 13) قال: حدثنا سعيد (¬4) ثنا يونس بن أبي يَعفُور العبدي عن أبي إسحاق الهمداني عن امرأة من همدان سماها قالت: حججت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة، بيده مِحْجَن عليه بردان أحمران يكاد يمس منكبه، إذا مرّ بالحجر استلمه بالمحجن ثم يرفعه إليه فيقبله. قال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهيه، قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 199) وابن عساكر في "تاريخه" (السيرة النبوية 1/ 268 - 269) من طريق عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان به. وإسناده ضعيف، يونس بن أبي يعفور مختلف فيه، ضعفه ابن معين وأحمد والنسائي وغيرهم، ووثقه الدارقطني، واختلف فيه قول ابن حبان. وأبو إسحاق كان قد اختلط، ولم أر أحدًا صرّح بسماع يونس بن أبي يعفور منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. ¬

_ (¬1) 17/ 143 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134]) و17/ 205 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22]) (¬2) 1/ 167 (كتاب العلم- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: رب مبلغ أوعى من سامع) (¬3) 7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬4) هو سعيد بن منصور.

1931 - عن أبي رَزِين لقيط بن عامر قال: يا رسول الله، إنّ أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، قال "حُجّ عن أبيك واعتمر" قال الحافظ: ووقع السؤال عن هذه المسألة من شخص آخر وهو أبو رزين- بفتح الراء وكسر الزاي- العقيلي- بالتصغير- واسمه لقيط بن عامر، ففي السنن وصحيح ابن خزيمة وغيرهما من حديثه أنّه قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 147) عن شعبة أخبرني النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس الثقفي عن أبي رزين العقيلي قال: فذكره. وزاد بعد قوله "ولا العمرة" قال "ولا الظعن" ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 329) وأبو نعيم في "الصحابة" (5915) وأخرجه ابن سعد (5/ 518) وأحمد (4/ 10 و 10 - 11 و 11 و 12) وأبو داود (1810) وابن ماجه (2906) والترمذي (930) والنسائي (5/ 88 - 89) وفي "الكبرى" (3617) وابن الجارود (500) والطبري في "تفسيره" (2/ 211) وابن خزيمة (3040) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (851) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1776) والطحاوي في "المشكل" (2546) وابن النحاس في "الناسخ" (1/ 554) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 8) وابن حبان (3991) والطبراني في "الكبير" (19/ 203) والدارقطني (2/ 283) والحاكم (1/ 481) وأبو نعيم في "الصحابة" (5915، 5916، 5917) والبيهقي (4/ 350) وفي "معرفة السنن" (7/ 57) وفي "الصغرى" (1493) وابن عبد البر في التمهيد (1/ 389 و 389 - 390) وابن بشكوال في "الغوامض" (517، 518) من طرق عن شعبة به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الدارقطني: كلهم ثقات" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وأسند البيهقي عن أحمد بن حنبل قال: لا أعلم في ايجاب العمرة حديثًا أجود من هذا ولا أصح منه ولم يجوده أحد كما جوده شعبة" ¬

_ (¬1) 4/ 440 (كتاب الحج- باب حج المرأة عن الرجل)

قلت: رواته ثقات لكن لم يخرج البخاري للنعمان بن سالم شيئا، ولم يخرج هو ولا مسلم رواية عمرو بن أوس عن أبي رزين. 1932 - حديث ابن عباس في قصة شبرمة "حُجَّ عن نفسك، ثم حج عن شُبْرُمة" قال الحافظ: فعند أبي داود: فذكره، وعند ابن ماجه "فاجعل هذا عن نفسك، ثم حج عن شبرمة" وسنده صحيح" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أحججت عن نفسك؟ " 1933 - عن عروة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِضَبَاعة بنت الزبير فقال "أما تريدين الحج؟ " فقالت: إني شاكية، فقال لها "حجي واشترطي أنّ مَحِلي حيث حبستني" قال الحافظ: أخرجه الشافعي عن ابن عُيينة عن هشام بن عروة عن أبيه. قال الشافعي: لو ثبت حديث عروة لم أعده إلى غيره لأنّه لا يحل عندي خلاف ما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال البيهقي: قد ثبت هذا الحديث من أوجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ثم ساقه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة موصولًا بذكر عائشة فيه، وقال: وقد وصله عبد الجبار وهو ثقة. قال: وقد وصله أبو أسامة ومعمر كلاهما عن هشام. ثم ساقه من طريق أبي أسامة وقال: أخرجه الشيخان من طريق أبي أسامة. قلت: وطريق أبي أسامة أخرجها البخاري في كتاب النكاح ولم يخرجها في الحج بل حذف منه ذكر الاشتراط أصلا وإثباتا كما في حديث عائشة ونفيا كما في حديث ابن عمر. وأما رواية معمر التي أشار إليها البيهقي فأخرجها أحمد عن عبد الرزاق، ومسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن هشام والزهري فرقهما كلاهما عن عروة عن عائشة. ولقصة ضباعة شواهد: منها حديث ابن عباس أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني امرأة ثقيلة -أي في الضعف- وإني أريد الحج فما تأمرني؟ قال "أهلي بالحج واشترطي أنّ محلي حيث حبستني" قال: فأدركت. أخرجه مسلم وأصحاب السنن والبيهقي من طرق عن ابن عباس. قال الترمذي: وفي الباب عن جابر وأسماء بنت أبي بكر. قلت: وعن ضباعة نفسها وعن سعدى بنت عوف، وأسانيدها كلها قوية، وصح ¬

_ (¬1) 15/ 360 (كتاب الحيل- باب في ترك الحيل)

القول بالاشتراط عن عمر وعثمان وعلي وعمار وابن مسعود وعائشة وأم سلمة وغيرهم من الصحابة، ولم يصح إنكاره عن أحد من الصحابة إلا عن ابن عمر، ووافقه جماعة من التابعين ومن بعدهم من الحنفية والمالكية، وحكى عياض عن الأصيلي قال: لا يثبت في الاشتراط إسناد صحيح. قال عياض: وقد قال النسائي: لا أعلم أسنده عن الزهري غير معمر. وتعقبه النووي بأنّ الذي قاله غلط فاحش لأنّ الحديث مشهور صحيح من طرق متعددة انتهى. وقول النسائي لا يلزم منه تضعيف طريق الزهري التي تفرد بها معمر فضلًا عن بقية الطرق لأنّ معمرا ثقة حافظ فلا يضره التفرد كيف وقد وجد لما رواه شواهد كثيرة" (¬1) صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث ابن عمر ومن حديث ضباعة بنت الزبير ومن حديث أم سلمة ومن حديث سعدى بنت عوف أو أسماء بنت أبي بكر. فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه عروة عن عائشة قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ضباعة بنت الزبير فقال لها "لعلك أردت الحج" قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها "حجي واشترطي، قولي: اللهم محلي حيث حبستني" أخرجه أحمد (6/ 202) والبخاري (فتح 11/ 35 - 36) واللفظ له ومسلم (1207) وابن خزيمة (2602) والبيهقي (5/ 221) وفي "الصغرى" (1767) والبغوي في "شرح السنة" (2000) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأحمد (6/ 164) ومسلم (1207) والنسائي (5/ 131) وفي "الكبرى" (3748) والطحاوي في "المشكل" (5908) والدارقطني (2/ 235) والبيهقي (5/ 221) عن مَعْمَر بن راشد وابن خزيمة (2602) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (863) والطبراني في "الكبير" (24/ 334) والدارقطني (2/ 219) والبيهقي (5/ 221) ¬

_ (¬1) 4/ 379 - 380 (كتاب الحج- أبواب المحصر- باب الإحصار في الحج)

عن سفيان بن عُيينة (¬1) والطبراني في "الكبير" (24/ 335) وأبو نعيم في "الصحابة" (7739) عن عمر بن علي المُقَدَّمي والطحاوي في "المشكل" (5907) عن عبد الله بن نُمير كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. ورواه معمر أيضًا عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على ضباعة بنت الزبير فقالت: يا رسول الله، إني أريد الحج وأنا شاكية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني" أخرجه أحمد (6/ 164) ومسلم (2/ 868) والنسائي (5/ 131) وفي "الكبرى" (3748) وابن الجارود (420) والطحاوي في "المشكل" (5911) وابن حبان (3774) والطبراني في "الكبير" (24/ 334) والدارقطني (2/ 234 - 235) وأبو نعيم في "الصحابة" (7738) والبيهقي (5/ 221) قال النسائي: لا أعلم أحدًا أسند هذا الحديث حديث الزهري غير عبد الرزاق عن معمر" الثاني: يرويه حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لضباعة "حجي واشترطي أنّ محلي حيث حبستني" أخرجه ابن حبان (3773) واللفظ له والدارقطني (2/ 235) من طرق عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ثنا أبو همام الصلت بن محمد الخاركي ثنا حماد بن زيد به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. وأما حديث ابن عباس فيرويه عنه جماعة، منهم: ¬

_ (¬1) اختلف فيه علي سفيان، فرواه عبد الجبار بن العلاء البصري ومحمد بن زياد البصري ومحمد بن أبي عمر العدني عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. ورواه الشافعي في "الأم" (2/ 134) عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 221) والأول أصح.

1 - طاوس. أخرجه أحمد (1/ 337) ومسلم (1208) وابن ماجه (2938) والنسائي (5/ 130) وفي "الكبرى" (3747) وأبو علي الطوسي (865) والطحاوي في "المشكل" (5903 و 5904) وابن حبان (¬1) (3775) والدارقطني (2/ 235) والبيهقي (5/ 221) من طرق عن ابن جريج (¬2) أني أبو الزبير أنه سمع طاوسًا وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنّ ضباعة بنت الزبير أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني امرأة ثقيلة وإني أريد الحج فما تأمرني؟ قال "أهلي بالحج، واشترطي أنّ محلي حيث تحبسني" ولم ينفرد أبو الزبير به بل تابعه عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن طاوس وعكرمة عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 363) 2 - سعيد بن جبير. أخرجه الطيالسي (ص 350) عن حببب بن يزيد البصري عن عمرو بن هَرِم عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر ضباعة بنت الزبير أنْ تشترط في الحج، ففعلت ذلك عن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه أخرجه مسلم (2/ 868 - 869) والنسائي (5/ 130) وفي "الكبرى" (3746) وأبو نعيم في "الصحابة" (7734) والبيهقي (5/ 221 - 222) 3 - عطاء بن أبي رباح. أخرجه مسلم (2/ 869) والطحاوي في "المشكل" (8905) وابن عدي (3/ 1032) والبيهقي (2/ 222) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا رباح بن أبي معروف المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لضباعة "حجي، واشترطي أنّ محلي حيث تحبسني" 4 - عكرمة مولى ابن عباس. رواه عنه جماعة منهم أبو الزبير وعمرو بن هرم كما تقدم. وأخرجه أحمد (1/ 352) والدارقطني (2/ 219) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 238) والبيهقي (5/ 222) ¬

_ (¬1) ولم يذكر عكرمة في إسناده. (¬2) خالفه إسماعيل بن أمية الأموي فرواه عن أبي الزبير عن طاوس عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7737)

عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية والدارمي (1818) وأبو داود (1776) والترمذي (941) والنسائي (5/ 130) وفي "الكبرى" (3749) وأبو يعلى (2480) وابن الجارود (419) وأبو علي الطوسي (864) والطحاوي في "المشكل" (5906) والطبراني في "الكبير" (11/ 331 و 24/ 333) والدارقطني (2/ 219) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 224) وفي "الصحابة" (7732) والبيهقي (5/ 222) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 193) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 178) عن هلال بن خَبَّاب البصري والطبراني في "الكبير" (24/ 333 - 334) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 65 - 66) عن خالد الحَذَّاء والطبراني في "الكبير" (24/ 333) و"الأوسط" (6475) وأبو نعيم في "الصحابة" (7736) عن داود بن الحصين المدني والطبراني في "الكبير" (24/ 334) وأبو نعيم في "الصحابة" (7735) عن أيوب السَّخْتِياني والبيهقي (5/ 222) عن سِماك بن حرب وأبو نعيم في "الصحابة" (7733) عن يحيى بن أبي كثير كلهم عن عكرمة عن ابن عباس به. 5 - سعيد بن المسيب. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7731) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس. وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من أبان بن صالح.

وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 335) وأبو نعيم في "الصحابة" (7741) والبيهقي (5/ 222) عن هشام الدستوائي والبيهقي (5/ 222) عن ابن جريج كلاهما عن أبي الزبير عن جابر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لضباعة "حجي واشترطي أنّ محلي حيث حبستني" ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسًا. وأما حديث ابن عمر فيرويه يحيى بن مسلم البكّاء واختلف عنه: • فرواه علي بن عاصم الواسطي عنه ثني ابن عمر قال: أرادت ضباعة بنت الزبير الحج فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "حجي واشترطي وحلي حيث حبست" أخرجه العقيلي (4/ 412) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (3/ 218) • ورواه حماد بن سلمة عن يحيى البكاء عن سعيد بن المسيب وثابت عن ابن عمر. ذكره العقيلي. • ورواه يزيد بن زُرَيع وعبد الوارث بن سعيد عن يحيى البكاء عن ابن المسيب مرسلًا. ذكره العقيلي. وقال: حديث يزيد بن زريع وعبد الوارث أولى" قلت: وإسناده ضعيف لضعف يحيى البكاء. وأما حديث ضباعة فله عنها طرق: الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن ضباعة قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا شاكية فقال "أما تريدين الحج العام؟ " قلت: إني لعليلة يا رسول الله، قال "حجي وقولي: محلي حيث تحبسني" أخرجه ابن ماجه (2937) والطبراني في "الكبير" (24/ 336 - 337) عن محمد بن فضيل ووكيع

والطحاوي في "المشكل" (5912) عن حماد بن سلمة (¬1) وحنبل بن إسحاق في "جزئه" (68) والطبراني في "الكبير" (24/ 336) عن سفيان الثوري كلهم عن هشام بن عروة به. قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 192 قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه حميد الطويل عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك عن ضباعة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها "حجي واشترطي" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3156) والطبراني في "الكبير" (24/ 336) و"الأوسط" (6849) وأبو نعيم في "الصحابة" (7743 و 7744) والبيهقي (5/ 222) من طرق عن محمد بن كثير العبدي عن سليمان بن كثير العبدي عن حميد الطويل به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا سليمان بن كثير، تفرد به محمد بن كثير" قلت: وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وسليمان بن كثير قال العجلي وابن عدي وغيرهما: لا بأس به، وحميد الطويل ثقة يدلس، وزينب بنت نبيط مختلف في صحبتها، ذكرها ابن مندة وغيره في الصحابة، وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين. قال الحافظ في "الإصابة" (12/ 295): وهو الصواب" والحديث اختلف فيه على محمد بن كثير، فرواه عبيد الله بن جرير بن جبلة العَتَكي عن محمد بن كثير ثنا سليمان بن كثير عن الزهري عن أنس عن ضباعة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7742) ¬

_ (¬1) هكذا رواه أسد بن موسى المصري عن حماد به، ورواه حجاج بن منهال البصري عن حماد عن هشام عن أبيه أنّ ضباعة قالت. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5913)

وقال: كذا رواه ابن جبلة، والصواب الأول" الثالث: يرويه يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ضباعة مرفوعا "احرمي وقولي: إنّ محلي حيث تحبسني، فإنْ حبست أو مرضت فقد أحللت من ذلك شرطك على ربك -عز وجل-" أخرجه أحمد (6/ 419 - 420) عن أبي عاصم (¬1) الضحاك بن مخلد عن حجاج الصواف ثني يحيى بن أبي كثير به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3157) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا أبو عاصم به. واختلف فيه على الحجاج الصواف، فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن عباد بن العوام عن الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الطبراني "في الكبير" (24/ 333) والبيهقي (5/ 222) والحماني ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: سكتوا عنه. الرابع: يرويه عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن مولى ضباعة عن ضباعة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تحرم، فقالت: إني مريضة، فقال لها "اشترطي أنّ محلي حيث حبستني" أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 336) - ورواه الأوزاعي عن عبد الكريم الجزري واختلف عنه: • فقيل: عن الأوزاعي عن عبد الكريم الجزري ثني من سمع ابن عباس يقول: حدثتني ضباعة به. أخرجه أحمد (6/ 420) عن محمد بن مصعب القَرْقَساني والطبراني في "الكبير" (24/ 335) عن عمر بن عبد الواحد الدمشقي ¬

_ (¬1) رواه محمد بن يونس الكديمي عن أبي عاصم فقال فيه: عن عكرمة عن الحجاج بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر ضباعة أن يشترط. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 194) والكديمي متهم.

كلاهما عن الأوزاعي به. • ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن الأوزاعي ثنا عبد الكريم ثني من سمع ابن عباس يقول: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر ضباعة أنْ تشترط في إحرامها" أخرجه أحمد (1/ 330) وتابعه يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا الأوزاعي به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7740) الخامس: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن ضباعة بنت الزبير قالت: يا رسول الله، إني أريد الحج فكيف أهل بالحج؟ قال: "قولي: اللهم إني أهل بالحج إنْ أذنت لي به وأعنتني عليه ويسرته لي، وإنْ حبستني فعمرة، وإن حبستني عنهما جميعًا فمحلي حيث حبستني" أخرجه البيهقي (5/ 222) من طريق ابن خزيمة ثنا عصام بن رَوّاد بن الجراح ثنا آدم ثنا عبد الوارث ثنا يحيى بن سعيد به. ورواته ثقات، وآدم هو ابن أبي إياس، وعبد الوارث أظنه ابن سعيد. وأما حديث أم سلمة فأخرجه أحمد (6/ 303) عن إبراهيم بن سعد الزهري والطبراني في "الكبير" (23/ 249 و 377 - 378) عن عبد الرحمن بن بشير الدمشقي كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني ثني أبو بكر بن محمد عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضباعة بنت الزبير وهي شاكية فقال "ألا تخرجين معنا في سفرنا هذا؟ " قالت: يا رسول الله، إني شاكية وأخشى أن تحبسني شكواي، قال "فأهلي بالحج وقولي: اللهم محلي حيث تحبسني" قال الهيثمي: وقد صرّح ابن إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 217 قلت: أبو بكر بن محمد هو ابن عمر بن أبي سلمة ترجمه البخاري في "الكنى" وقال: سمع أباه روى عنه محمد بن إسحاق. وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه. وقال الحافظ في "اللسان": أبو بكر بن محمد وليس هو بابن حزم مجهول، قاله عبد الحق في "الأحكام"

فيحتمل أنّه هو، ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 378) عن محمد بن علي بن شعيب السمسار ثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري به. ومحمد بن علي بن شعيب ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وخالد بن خداش قال ابن معين وغيره: صدوق، وعمر بن أبي سلمة هو المخزومي ابن أم سلمة له صحبة، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث سعدى أو أسماء فأخرجه أحمد (6/ 349) وابن ماجه (2936) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 102) عن عبد الله بن نُمير والطحاوي في "المشكل" (5914) عن القاسم بن مالك المزني والطبراني في "الكبير" (24/ 87) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر والبخاري في "الكنى" (ص 9) والطبراني في "الكبير" (24/ 304) وأبو نعيم في "الصحابة" (7694) عن عبد الواحد بن زياد العبدي البصري كلهم عن عثمان بن حكيم عن أبي بكر بن عبد الله بن الزبير عن (¬1) جدته سعدى أو أسماء أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على ضباعة بنت عبد المطلب فقال "ما يمنعك عن الحج يا عمة؟ " قالت: إني امرأة سقيمة وإني أخاف الحبس، قال "فأحرمي واشترطي أنّ محلك حيث حبست" قال البوصيري: ليس لسعدى بنت عوف عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس لها رواية في شيء من الكتب الخمسة، وهذا من مسندها، وإسناده فيه مقال: أبو بكر بن عبد الله لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 191 وقال الحافظ في "التقريب": أبو بكر بن عبد الله مستور. ¬

_ (¬1) وعند البخاري: حدثتني جدتي أم أمي.

1934 - "حَدُّ الساحر ضربة بالسيف" قال الحافظ: وأما ما أخرجه الترمذي من حديث جندب رفعه قال: فذكره، ففي سنده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه الترمذي (1460) وفي "العلل الكبير" (2/ 624) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 96) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (365) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 144) وابن عدي (1/ 282) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 485) والدارقطني (3/ 114) والحاكم (4/ 360) والجصاص في "أحكام القرآن" (1/ 66) وأبو نعيم في "الصحابة" (1590) والبيهقي (8/ 136) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير والطبراني في "الكبير" (1665) عن مروان بن معاوية الفزاري كلاهما عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب به مرفوعا. واختلف فيه على إسماعيل بن مسلم، فرواه سفيان بن عُيينة عنه عن الحسن مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (18752) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث، والصحيح عن جندب موقوف" وقال في "العلل": سألت البخاري عنه فقال: هو لا شيء وإنما رواه إسماعيل بن مسلم، وضعف إسماعيل بن مسلم المكي جدًا" وقال ابن المنذر في "الإقناع" (2/ 687): في إسناده مقال" وقال البيهقي: إسماعيل بن مسلم ضعيف" وخالفهم الحاكم فقال: هذا حديث صحيح الإسناد وإنْ كان الشيخان تركا حديث إسماعيل بن مسلم فإنّه غريب صحيح" كذا قال، وإسماعيل بن مسلم ضعفوه. ¬

_ (¬1) 12/ 348 (كتاب الطب- باب السحر)

قال الجوزجاني: واهي الحديث جدًا. قال علي: أجمع أصحابنا على ترك حديثه (أحوال الرجال ص 149) وقال ابن خلفون: أجمعوا على أنّه ضعيف، وعند بعضهم متروك الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه خالد العبد عن الحسن عن جندب به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1666) وأبو نعيم في "الصحابة" (1589) وخالد العبد قال الفلاس: متروك الحديث (الجرح 1/ 2/ 364) وقال الدارقطني: متروك (الضعفاء) والحسن قال أبو حاتم: لم يصح له سماع من جندب (المراسيل ص 42) 1935 - عن أبي هريرة قال: استوى النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال "حدثني تميم" فرأى تميمًا في ناحية المسجد فقال "يا تميم حدّث الناس بما حدثتني" فذكر الحديث، وفيه: فإذا أحد منخريه ممدود، وإحدى عينيه مطموسة، الحديث، وفيه: لأطأن الأرض بقدمي هاتين إلا مكة وطابا. قال الحافظ: ولم يخرج البخاري حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم، وقد توّهم بعضهم أنّه غريب فرد، وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس أبو هريرة وعائشة وجابر. أمّا أبو هريرة فأخرجه أحمد من رواية عامر الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه بطوله، وأخرجه أبو داود مختصرًا وابن ماجه عقب رواية الشعبي عن فاطمة، قال الشعبى: فلقيت المحرر فذكره. وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أبي هريرة قال: فذكره. وأما حديث عائشة فهو في الرواية المذكورة عن الشعبي قال: ثم لقيت القاسم بن محمد فقال: أشهد على عائشة حدثتني كما حدثتك فاطمة بنت قيس. وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود بسند حسن من رواية أبي سلمة عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على المنبر "إنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفذ طعامهم، فرفعت لهم جزيرة فخرجوا يريدون الخبر فلقيتهم الجساسة" فذكر الحديث، وفيه سؤالهم عن نخل بيسان، وفيه أن جابرا شهد أنّه ابن صياد، فقلت: إنّه قد مات، قال: وإنْ مات، قلت: فإنه أسلم، قال، وإنْ أسلم، قلت: فإنه دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة" (¬1) ¬

_ (¬1) 17/ 94 - 95 (كتاب الاعتصام- باب من رأى ترك النكير من النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة)

حديث أبي هريرة له عند طريقان: الأول: يرويه مُجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: فذكرت حديث الجساسة بطوله. قال الشعبي: فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة بنت قيس فقال: أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة. أخرجه الحميدي (364) وإسحاق (1741 و 2362 و 2363 و 2364) وأحمد (6/ 373 - 374 و 416 - 418) والطبراني في "الكبير" (24/ 393 - 395) من طرق عن مجالد به. وإسناده ضعيف لضعف مجالد، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن الشعبي به. أخرجه الطبراني (24/ 392 - 393) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن الشيباني به. والمحرر ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات. الثاني: يرويه أبو عاصم سعد بن زياد ثني نافع مولاي عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استوى علي المنبر فقال "حدثني تميم" فرأى تميمًا في ناحية المسجد فقال "يا تميم حدّث الناس ما حدثتني" قال: كنا في جزيرة فإذا نحن بدابة لا يُدرى قبلها من دبرها فقالت: تعجبون من خلقي، وفي الدير من يشتهي كلامكم، فدخلنا الدير فإذا نحن برجل موثق في الحديد من كعبه إلى أذنه، فإذا أحد منخريه مسدود، وإحدى عينيه مطموسة، قال: من أنتم؟ فأخبرناه، فقال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: بعهدها، قال: فما فعل نخل بيسان؟ قلنا: بعهده، قال: لأطأن الأرض بقدمي هاتين إلا بلدة إبراهيم وطابا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "طابا هي المدينة" أخرجه أبو يعلى (النهاية لابن كثير ص 69) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا أبو عاصم به. قال ابن كثير: وهذا حديث غريب جدًا وقد قال أبو حاتم: أبو عاصم هذا ليس بالمتين" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، ونافع هو مولى حمنة بنت شجاع ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ولم يذكر سماعًا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا. وأما حديث عائشة فيرويه عامر الشعبي واختلف عنه: - فرواه مجالد بن سعيد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: فذكرت حديث الجساسة بطوله. قال الشعبي: ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة. أخرجه الحميدي (364) وإسحاق (1741 و 2362 و 2363 و 2364) وأحمد (6/ 373 - 374 و 416 - 417) والطبراني في "الكبير" (24/ 393 - 395) من طرق عن مجالد به. وإسناده ضعيف لضعف مجالد. - ورواه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن الشعبي فقال فيه: عن عبد الله بن أبي بكر عن عائشة. أخرجه الطبراني (24/ 392 - 393) عن الحسين بن إسحاق ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن الشيباني به. وهذا أصح. وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود (4328) وأبو يعلى (2164 و 2178 و 2200) من طرق عن محمد بن فضيل ثنا الوليد بن عبد الله بن جُميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على المنبر فقال "إنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفذ طعامهم فَرُفِعَتْ لهم جزيرة فخرجوا يريدون الخُبْزَ فلقيتهم الجساسة" قلت لأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة تجر شعر رأسها "قالت لهم: في هذا القصر خبر ما تريدون فَأتَوه، فإذا هم برجل مُوْثَق فقال: أخبروني، أو سلوني أخبركم، فسكت القوم، فقال: أخبروني عن نخل بيسان وأريحيا - أو أريحا- أأطعم؟ قالوا: نعم، قال: فأخبروني عن حَمْأَة زُغَرَ، هل فيها ماء؟ قالوا: نعم، قالوا: هو المسيح تُطوى له الأرض فيسلكها في أربعين يومًا إلا ما كان من طيبة" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا وإنّ طيبة هي المدينة ما من باب من أبوابها ألا ملك صَالِتٌ سيفه يمنعه منها، وبمكة مثل ذلك" ثم قال "في بحر فارس ما هو، في بحر الروم ما هو"

فقال لي أبو سلمة (¬1): إنّ في هذا الحديث شيئا ما حفظت. قال: شهد جابر بن عبد الله أنّه ابن صياد. قلت: فإنه قد مات، قال: وإن مات، قلت: فإنه أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإنّه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة. قال ابن كثير: غريب جدًا" النهاية ص 69 قلت: إسناده حسن، الوليد بن عبد الله صدوق، وابن فضيل وأبو سلمة ثقتان. 1936 - "حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي" قال الحافظ: الحديث صحيح" (¬2) قلت: هو في "صحيح البخاري" (فتح 6/ 218 و 251 و 8/ 87 و 11/ 124) معلقًا وموصولًا. وأخرجه مسلم (4/ 1903) موصولًا. 1937 - عن سلمة بن صخر أنّه ظاهر من امرأته في رمضان وأنّه وطئها فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حرر رقبة" قلت: ما أملك رقبة غيرها وضرب صفحة يده، قال "فصم شهرين متتابعين" قال: وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام، قال "فأطعم ستين مسكينًا" قال: والذي بعثك بالحق ما لنا طعام، قال "فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وغيره من طريق سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر: فذكره" (¬3) أخرجه إسحاق في مسنده (معرفة السنن للبيهقي 11/ 121) وأحمد (4/ 37 و 5/ 436) والدارمي (2278) وأبو داود (2213) وابن ماجه (2062) والترمذي (3299) وفي "العلل" (1/ 471) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 335 - 336) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2185) وابن الجارود (744) وابن خزيمة (2378) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1021 و 1022) والطبراني في "الكبير" (6333) والخطابي في "الغريب" (1/ 299) والحاكم (2/ 203) وأبو نعيم في "الصحابة" (3400) والبيهقي (7/ 390 - 391 و 391) وفي "معرفة السنن" (11/ 121) وابن بشكوال في "المبهمات" (185) والمزي في "تهذيب ¬

_ (¬1) وعند أبي داود ورواية عند أبي يعلي: ابن أبي سلمة. (¬2) 11/ 343 (كتاب الطلاق- باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي) (¬3) 5/ 66 (كتاب الصوم- باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيئًا فتصدق عليه فليكفر)

الكمال" (11/ 289 - 290) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي قال: كنت امرءا أصيب من النساء ما لا يصيب غيري، فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأتي شيئا يتايع بي، حتى أصبح، فظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان، فبينا هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء، فلم ألبث أنْ نزوت عليها، فلما أصبحت خرجت إلى قومي فأخبرتهم الخبر، وقلت: امشوا معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: لا والله، فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال "أنت بذاك يا سلمة" قلت: أنا بذاك يا رسول الله، مرتين، وأنا صابر لأمر الله فاحكم فِيّ ما أراك الله، قال "حرر رقبة" قلت: والذي بعثك بالحق ما أملك رقبة غيرها، وضربت صفحة رقبتي، قال "فصم شهرين متتابعين" قال: وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام؟ قال: "فأطعم وَسْقا من تمر بين ستين مسكينًا" قلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا وَحْشَين ما لنا طعام، قال "فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك فأطعم ستين مسكينًا وسقا من تمر، وكل أنت وعيالك بقيتها" فرجعت إلى قومي، فقلت: وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي، ووجدت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - السعة، وحسن الرأي، وقد أمرني أو أمر لي بصدقتكم. لفظ أبي داود. قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال محمد: سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث مرسل لم يدرك سليمان بن يسار سلمة بن صخر" وقال البخاري: سلمة بن صخر ويقال: سلمان بن صخر البياضي الأنصاري له صحبة ولم يصح حديثه" التاريخ الكبير 2/ 2/ 72 وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 221): أعله عبد الحق بالانقطاع وأنّ سليمان لم يدرك سلمة" قلت: ومحمد بن إسحاق كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من محمد بن عمرو، وقد أخرج له مسلم في المتابعات كما في "التهذيب". وللحديث طريق أخرى فأخرج الترمذي (1200) والطبراني في "الكبير" (6331) والبيهقي (7/ 390) وفي "الصغرى" (2734) وفي "معرفة السنن" (11/ 120) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 430 - 431) عن علي بن المبارك الهُنَائي

والحاكم (2/ 204) عن حرب بن شداد البصري كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أنّ سلمان بن صخر الأنصاري أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان ... الحديث بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق (11528) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (6328) عن مَعْمَر بن راشد والطبراني (6330) والبيهقي في "الصغرى" (2735 و 2736) وفي "معرفة السنن" (11/ 121) عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي كلاهما عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن سليمان بن صخر. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6329) من طريق أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير أنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن حدّثه أنّ سلمة بن صخر به (¬1). قال الترمذي: هذا حديث حسن. يقال: سلمان بن صخر، ويقال: سلمة بن صخر البياضي" وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رواه الطبراني وهو مرسل رجاله ثقات" المجمع 5/ 6 قلت: لم يذكر أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان سماعا من ابن صخر فالظاهر أنّهما لم يدركاه. 1938 - حديث عثمان مرفوعا "حرس ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه والحاكم" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن بشكوال (187) ووقع عنده: سليمان بن صخر. (¬2) 6/ 423 (كتاب الجهاد- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله)

يرويه كَهْمس بن الحسن البصري عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير عن عثمان بن عفان به مرفوعاً، منهم: 1 - النضر بن شميل. أخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "النكت الظراف" (7/ 260) 2 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ. أخرجه إسحاق في "مسنده" وابن قانع في "الصحابة" (2/ 254 - 255) والطبراني في "الكبير" (145) والحاكم (2/ 81) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 214 - 215) وفي "معرفة الصحابة" (283) والبيهقي في "الشعب" (3929) 3 - يونس بن بكير الشيباني. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (150) 4 - رَوح بن عبادة البصري. أخرجه إسحاق في "مسنده" عنه به. واختلف فيه على روح بن عبادة، فرواه أحمد (1/ 61) عنه فلم يذكر عبد الله بن الزبير. - ورواه غير واحد عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عثمان ولم يذكروا عبد الله بن الزبير، منهم: 1 - محمد بن جعفر البصري. أخرجه أحمد (1/ 64 - 65) 2 - معتمر بن سليمان التيمي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (151) 3 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري. ذكره الدارقطني في "العلل" (3/ 37) 4 - عبد الله بن إدريس الكوفي. رواه عثمان بن أبي شيبة عنه.

واختلف فيه على عبد الله بن إدريس، فرواه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي عنه عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن أبيه عن عثمان. وحديث عثمان بن أبي شيبة قال الدارقطني: هو المحفوظ. 5 - جعفر بن سليمان الضُّبَعي. رواه خالد بن يزيد المقري عنه. واختلف فيه على جعفر بن سليمان، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عنه عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير عن عثمان. ذكره الدارقطني. - ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري عن كهمس عن مصعب بن ثابت -أحسبه- عن عبد الله بن الزبير عن عثمان. على الظن. أخرجه البزار (350) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ عن عثمان إلا بهذا الإسناد" وصوب الدارقطني رواية من رواه عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عثمان ليس فيه عبد الله بن الزبير. وقال الحاكم بعد أنْ أخرجه بالإسناد الأول: صحيح الإسناد" كذا قال، ومصعب بن ثابت قال النسائي وأبو زرعة والدارقطني: ليس بالقوي. ولم يدرك جده ولا عثمان بن عفان. وأما كهمس بن الحسن فهو ثقة، وقد توبع. قال ابن ماجه (2766): ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير عن عثمان مرفوعا "من رابط ليلة في سبيل الله سبحانه كانت كألف ليلة صيامها وقيامها" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي، وقال الحاكم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه" مصباح الزجاجة 3/ 154 - 155

1939 - عن يحيى بن أبي كثير يرفعه في هذه الآية- إن علمتم فيهم خيرا- قال "حِرْفَة، ولا ترسلوهم كَلّا على الناس" قال الحافظ: أخرجه أبو داود في "المراسيل"، وهو مرسل أو معضل فلا حجة فيه" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 417) عن الحسن بن علي الحُلواني عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا- قال "إنْ علمتم فيهم حرفة، ولا ترسلوهم كلّا على الناس" ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 317) وإسناده ضعيف، عكرمة بن عمار قال أحمد: روايته عن يحيى ضعيفة، وقال البخاري: مضطرب في حديث يحيى، وقال النسائي، ليس به بأس إلا في حديث يحيى. 1940 - حديث جابر قال: حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحمر الإنسية، ولحوم البغال، وكلّ ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير. قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث جابر بسند لا بأس به قال: فذكره، ومن حديث العِرْبَاض بن سارية مثله وزاد "يوم خيبر" (¬2) حديث جابر أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 397) وأحمد (3/ 323) والترمذي (1478) والبزار (كشف 2857) والطحاوي في "المشكل" (3064) والطبراني في "الأوسط" (3704) من طرق عن عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة فأخذوا الحمر الإنسية (¬3) فذبحوها وملأوا منها القدور، فبلغ ذلك نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، قال جابر: فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكفأنا القدور، فقال "إنّ الله -عز وجل- سيأتيكم برزق هو أحلّ لكم من ذا وأطيب من ذا" قال: فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي، فحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ الحمر الإنسية (¬4)، (¬5) ولحوم ¬

_ (¬1) 6/ 116 (كتاب المكاتب- باب استعانة المكاتب) (¬2) 12/ 78 (كتاب الذبائح- باب أكل كل ذي ناب من السباع) (¬3) ولفظ الطحاوي "الأهلية" (¬4) ولفظ البزار "الأهلية" (¬5) زاد الطحاوي والبزار "ولحوم الخيل"

البغال، وكلّ ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور، وحرّم المُجَثّمَةً والخلسة والنُّهْبَة. اللفظ لأحمد. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة بن عمار" وقال الترمذي: حديث حسن غريب" وقال البزار: النهي عن لحوم الخيل والبغال لا نعلمه يُروى إلا بهذا الإسناد" وقال الطحاوي: أهل الحديث يضعفون حديث عكرمة عن يحيى ولا يجعلون فيه حجة" قلت: منهم: أحمد وابن المديني ويحيى القطان والبخاري وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وابن حبان. وأما حديث العرباض بن سارية فيرويه أبو عاصم الضحاك بن مخلد ثني وهب بن خالد أبو خالد الحمصي حدثتني أم حبيبة بنت العرباض بن سارية عن أبيها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى (¬1) يوم خيبر عن لحوم كل ذي ناب من السبع، وعن كل ذي مخلب من الطير، وعن لحوم الحمر الأهلية (¬2)، وعن المجثمة، وعن الخليسة (¬3)، وأنْ توطأ الحبالى (¬4) حتى يضعن ما في بطونهن. أخرجه أحمد (4/ 127) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 168) والترمذي (1474) والدولابي في "الكنى" (1/ 163) والطبراني في "الكبير" (18/ 259 و 260) والحاكم (2/ 135) والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 338) واللفظ للترمذي. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أم حبيبة بنت العرباض ذكرها الذهبي في "الميزان" في النسوة المجهولات وقال: تفرد عنها وهب أبو خالد. وأبو عاصم وأبو خالد ثقتان. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "حرم" (¬2) زاد البخاري "وعن النهبة" (¬3) ولفظ الحاكم "الخلسة" (¬4) ولفظ أحمد والحاكم "السبايا"

1941 - حديث ابن عباس رفعه "حُرِّمت الخمر قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب" قال الحافظ: أخرجه النسائي ورجاله ثقات إلا أنّه اختلف في وصله وانقطاعه وفي رفعه ووقفه، وعلى تقدير صحته فقد رجح الإمام أحمد وغيره أنّ الرواية فيه بلفظ "والمسكر" بضم الميم وسكون السين لا "السكر" بضم ثم سكون أو بفتحتين" (¬1) موقوف صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب" وفي لفظ "والمسكر" أخرجه أحمد في "الأشربة" (109) وابن قتيبة في "الأشربة" (ص 63) والبزار كما في "نصب الراية" (4/ 307) والنسائي (8/ 287) وفي "الكبرى" (5195 و 6778 و 6779) والطحاوي في "المشكل" (4981) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (1/ 618) والطبراني في "الكبير" (10837) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (204) والدارقطني (4/ 256) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 45) وابن حزم في "المحلى" (8/ 235) والبيهقي (8/ 297) وفي "معرفة السنن" (13/ 30 - 31) وفي "الصغرى" (3366) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 135) عن شعبة واللفظ الثاني له. والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 214) وفي "المشكل" (12/ 505) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (1/ 617) والطبراني في "الكبير" (10839) وقاسم بن أصبغ كما "الجوهر النقي" (8/ 297) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 224) وابن حزم في "المحلى" (8/ 235 - 236) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين والطبراني في "الكبير" (10839) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 224) وفي "مسند أبي حنيفة" (ص 45) ¬

_ (¬1) 12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل وهو البتع)

عن خلاد بن يحيى الكوفي وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 131/ أ) والخطيب في "السابق واللاحق" (ص 107 - 108) عن إبراهيم بن عُيينة الكوفي والبيهقي (8/ 297) عن جعفر بن عون الكوفي والبزار كما في "نصب الراية" (4/ 307) والطبراني في "الكبير" (10840) عن سفيان الثوري (¬1) وابن أبي شيبة (8/ 193) عن محمد بن بشر العبدي والطحاوي في "المشكل" (12/ 505) عن جرير بن عبد الحميد الرازي و (12/ 506) عن وكيع بن الجراح كلهم عن أبي سلمة مِسْعَر بن كِدام عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ¬

_ (¬1) هكذا رواه محمد بن كثير العبدي ويزيد بن أبي حكيم العدني عن الثوري عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. وخالفهما يعلي بن عبيد الطنافسي فرواه عن الثوري ولم يذكر مسعرا. أخرجه البيهقي (8/ 297) وتابعه محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (12/ 506) ورواه عبد الحميد الحماني عن أبي حنيفة ومسعر وسفيان عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 44) والحماني مختلف فيه.

وصححه ابن حزم في "المحلى" (8/ 235) ولم ينفرد مسعر به بل تابعه أبو حنيفة عن أبي عون به (¬1). أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 44) والطحاوي في "المشكل" (12/ 506) - ورواه شريك بن عبد الله القاضي واختلف عنه: • فرواه إبراهيم بن أبي العباس السَّامَرِّي عنه عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: الخمر حرام بعينها، قليلها وكثيرها، وما أسكر من كل شراب. أخرجه أحمد في "الأشربة" (23) عن إبراهيم بن أبي العباس به (¬2). وتابعه إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي عن شريك ولفظه " ... والسكر من كل شراب" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (957) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسماعيل به. ورواه دعلج بن أحمد عن موسى بن هارون ثنا بعض أصحابنا عن إسماعيل به. أخرجه الدارقطني (4/ 256) • ورواه إسماعيل بن عمرو البجلي عن شريك عن العباس بن ذَريح عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10841) وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم وابن عدي وغيرهما. وشريك سيئ الحفظ. - ورواه عبد الله بن شبرمة أيضًا واختلف عنه: • فرواه هُشيم عنه عن عمار الدُّهْني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها، قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب. ¬

_ (¬1) وتابعه أيضًا مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي عن أبي عون به. أخرجه الخطيب في "المتفق المفترق" (1429) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1614) (¬2) هذه رواية أبي القاسم البغوي عن أحمد بن حنبل، ورواه الحسين بن منصور النيسابوري عن أحمد بن حنبل ثنا إبراهيم بن أبي العباس ثنا شريك عن عباس بن ذريح عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. أخرجه النسائي (8/ 287) وفي "الكبرى" (5196 و 6780)

أخرجه البزار كما في "نصب الراية" (4/ 307) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 157) عن محمد بن حرب الواسطي ثنا أبو سفيان الحميري ثنا هشيم به. وأخرجه أبو الحسن الحربي في "الفوائد" (132) عن أحمد بن كعب الواسطي ثنا محمد بن حرب به. وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (3/ 45) عن غير واحد من أصحابه عن محمد بن حرب به. قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن شبرمة عن عمار الدهني عن ابن شداد عن ابن عباس إلا هشيم، ولا عن هشيم إلا أبو سفيان، ولم يكن هذا الحديث إلا عند محمد بن حرب وكان واسطيًا ثقة" قلت: رواه سُريج بن يونس البغدادي عن هشيم عن ابن شبرمة ثني الثقة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. أخرجه النسائي (8/ 287) وفي "الكبرى" (5194) والطحاوي في "المشكل" (12/ 506 - 507) ووكيع في "أخبار القضاة" (3/ 44) وقال النسائي: وهشيم بن بشير كان يدلس وليس في حديثه ذكر السماع من ابن شبرمة" (¬1) • ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري قال: سمعت ابن شبرمة يذكره عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. أخرجه النسائي (8/ 287) وفي "الكبرى" (5193) وخيثمة بن سليمان في "فوائده" (من حديث خيثمة ص 74) وتابعه حصين بن نمير الواسطي ثنا ابن شبرمة به. أخرجه وكيع (3/ 44) ¬

_ (¬1) قلت: رواه محمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (45 - منتقاه للمزي) عن أحمد بن منيع البغوي ثنا هُشيم ثنا ابن شبرمة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. ورواه أحمد في "العلل" (1/ 145) عن هشيم قال: أخبرنا ابن شبرمة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. ورواه عن أبي الأحوص محمد بن حيان البغوي أنّ هشيما حدثهم عن ابن شبرمة ثم حرّك هشيم شفتيه فقال: عمن حدثه، ثم قال: عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. قال أحمد: ابن شبرمة لم يسمع من عبد الله بن شداد شيئا"

قال النسائي: ابن شبرمة لم يسمعه من عبد الله بن شداد" الثاني: يرويه داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: حرّم الله الخمر بعينها، والسكر من كل شراب. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" كما في "الجوهر النقي" (8/ 297) عن محمد بن موسى الحَرَشي ثنا عبد الله بن عيسى ثنا داود بن أبي هند به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عيسى الخزاز البصري. الثالث: يرويه منصور بن دينار السهمي عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها، والسكر من كل شراب. أخرجه العقيلي (4/ 191) والطبراني في "الكبير" (12389) و"الأوسط" (3464) من طريق أبي عاصم أنا منصور بن دينار به. قال العقيلي: وقد روي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا" قلت: منصور بن دينار مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول أبي زرعة، وحماد أظنه ابن أبي سليمان وهو صدوق، وأبو عاصم وسعيد بن جبير ثقتان. الرابع: يرويه الأعمش عن يحيى أبي عمر عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها، قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12633) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا أحمد بن حواس الحنفي ثنا عَبثر بن القاسم عن الأعمش به. والحسين بن إسحاق التستري ذكره الذهبي في "السير" (14/ 57) وقال: كان من الحفاظ الرحالة. وأحمد بن حواس لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات إلا أن الأعمش كان يدلس ولم يذكر سماعا من يحيى أبي عمر. 1942 - حديث أبي ريحانة رفعه "حُرِّمت النار على عين بكت من خشية الله" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم، وللترمذي نحوه عن ابن عباس ولفظه "لا تمسها النار" وقال: حسن غريب. وعن أنس نحوه عند أبي يعلى، وعن

أبي هريرة بلفظ "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله" الحديث وصححه الترمذي والحاكم" (¬1) حسن ورد من حديث أبي ريحانة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث معاوية بن حَيْدة ومن حديث أنس ومن حديث العباس بن عبد المطلب ومن حديث الفضل بن عباس ومن حديث زيد بن أرقم ومن حديث أبي عمران الأنصاري ومن حديث أبي سعيد ومن حديث الزبير بن عبد الله العنسي مرسلا. فأما حديث أبي ريحانة فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 350) وفي "المسند" (733) وأحمد (4/ 134 - 135) وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (3) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (145) وفي "الآحاد" (2325) والنسائي (6/ 13 - 14) وفي "الكبرى" (4325) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (573) عن زيد بن الحباب العُكْلي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (144) وفي "الآحاد" (2326) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد" (29) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك والنسائي في "الكبرى" (8869) والحاكم (2/ 83) والبيهقي (9/ 149) عن عبد الله بن وهب والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 264) والطبراني في "الأوسط" (8736) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 28) والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 566) عن عبد الله بن صالح المصري والدارمي (2405) عن القاسم بن كثير الإسكندراني كلهم عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح المَعَافري الاسكندراني قال: سمعت ¬

_ (¬1) 14/ 94 (كتاب الرقاق- باب البكاء من خشية الله)

محمد بن سمير (¬1) أبو الصباح الرُّعَيني يقول: سمعت أبا علي (¬2) يقول: سمعت أبا ريحانة يقول: كنا (¬3) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فأتينا (¬4) ذات ليلة إلى شرف (¬5) فبتنا عليه، فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقي (¬6) عليه الحجفة -يعني الترس- فلما رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الناس نادى "من يحرسنا في هذه الليلة وأدعو له بدعاء يكون فيه فضل" فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال "أدنه" فدنا فقال "من أنت؟ " فتسمى (¬7) له الأنصاري ففتح (¬8) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء فأكثر منه. قال أبو ريحانة: فلما سمعت ما دعا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أنا رجل آخر، فقال "أدنه" فدنوت فقال "من أنت؟ " قال: فقلت: أنا أبو ريحانة، فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري، ثم قال "حرمت النار على (¬9) عين دمعت أو بكت من خشية الله، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله (¬10) أو (¬11) قال: حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمعها (¬12) محمد بن سمير (¬13). اللفظ لأحمد قال الحاكم: صحيح الإسناد" (¬14) قلت: محمد بن سمير ويقال: شمير ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ¬

_ (¬1) وقال بعضهم: شمير. (¬2) قال زيد بن الحباب وابن أبي فديك: أبو علي التجيبي. وقال عبد الله بن وهب: أبو علي الجنبي. وقال عبد الله بن صالح والقاسم بن كثير: أبو علي الهمداني. (¬3) وفي لفظ "خرجنا" (¬4) وفي لفظ "فأوينا" (¬5) ولفظ الحاكم "فأوفينا على شرف" (¬6) ولفظ أبي نعيم "ويكفي" ولفظ الحاكم "ويغطي" (¬7) ولفظ ابن أبي عاصم في "الآحاد" "فانتسب" ولفظ أبي نعيم "أنا فلان بن فلان الأنصاري" (¬8) ولفظ البخاري "ثم استفتح" (¬9) زاد ابن أبي شيبة "ثلاثة أعين" (¬10) زاد الدارقطني "وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله، وعين فقئت في سبيل الله" (¬11) وعند الحاكم وغيره "ونسيت الثالثة" (¬12) ولفظ ابن أبي شيبة "يذكرها" ولفظ ابن أبي عاصم في "الجهاد" "يحفظها" (¬13) زاد الحاكم وغيره: قال أبو شريح: وسمعت بعد أنه قال: حرمت النار على عين غضت عن محارم الله أو عين فقئت في سبيل الله. ولفظ الدارمي وغيره: سمعت من يقول ذلك. (¬14) وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي ريحانة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو شريح"

ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 4/ 347)، وقال الذهبي في "الميزان": لم يَرو عنه سوى عبد الرحمن بن شريح، وقال في "الديوان": مجهول. فقول المنذري في "الترغيب" (2/ 251) والهيثمي في "المجمع" (5/ 287): ورواته ثقات. ليس بصواب، وكأنهما اغترا بذكر ابن حبان له في "الثقات" وغفلا عن قاعدته التي خالف بها جمهور المحدثين، وبالله التوفيق. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي (1639) وفي "العلل الكبرى" (2/ 704 - 705) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (146) وابن شاهين في "الترغيب" (224) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 209) والبيهقي في "الشعب" (775) والخطيب في "المتفق والمفترق" (279) والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 525) من طرق عن بشر بن عمر الزهراني ثنا أبو شيبة شعيب بن رزيق ثنا عطاء الخراساني عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت (¬1) من خشية الله، وعين باتت تحرس (¬2) في سبيل الله" اللفظ للترمذي. ولفظ أبي نعيم "حرمت النار على ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب بن رزيق" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: شعيب بن رزيق مقارب ولكن الشأن في عطاء الخراساني. ما أعرف لمالك بن أنس رجلا يروي عنه مالك يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني. قلت: ما شأنه؟ قال: عامة أحاديثه مقلوبة" قلت: عطاء الخراساني وثقه ابن معين وجماعة، وضعفه البخاري وغيره، فهو حسن الحديث، وشعيب بن رزيق مختلف فيه: قواه دحيم، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني، وضعفه ابن حزم، واختلف فيه قول الدارقطني. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة بن ¬

_ (¬1) زاد ابن أبي عاصم والبيهقي "في جوف ليل" (¬2) زاد ابن أبي عاصم "سرية"

عبيد الله عن أبي هريرة رفعه "لا يدخل النار عين بكت من خشية الله -عز وجل- حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع دخان جهنم وغبار في سبيل الله في منخري عبد أو قال مسلم" أخرجه الطيالسي (ص 321) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن به. وأخرجه أحمد (2/ 505) وابن بشران (1498) والبيهقي في "الشعب" (779) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (509) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (602) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ وأحمد (2/ 505) وابن بشران (1498) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري (602) عن يزيد بن هارون الواسطي وهناد في "الزهد" (465) والترمذي (1633 و 2311) والنسائي (6/ 11) وفي "الكبرى" (4316) عن عبد الله بن المبارك والبغوي في "شرح السنة" (2620) عن داود بن هلال وفي "معالم التنزيل" (4/ 189) عن علي بن عاصم الواسطي والحاكم (4/ 260) عن جعفر بن عون الكوفي وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (1) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 366 - 367) عن عبد الله بن خيران البغدادي كلهم عن المسعودي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: اختلف فيه على المسعودي: فرواه وكيع في "الزهد" (23) وعنه أحمد في "الزهد" (ص 222 - 223) عن المسعودي فأوقفه على أبي هريرة. وتابعه يونس بن بكير الشيباني عن المسعودي به. أخرجه هناد في "الزهد" (466) والمسعودي كان قد اختلط، وسماع جعفر بن عون ووكيع منه قبل اختلاطه، فالظاهر أنّ هذا الاختلاف من المسعودي نفسه. وتابعه مسعر بن كدام عن محمد بن عبد الرحمن واختلف عنه أيضًا: - فرواه غير واحد عنه عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة مرفوعا، منهم: 1 - الحميدي في "مسنده" (1091) 2 - عبد الله بن موسى الخُرَيْبي. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (856) 3 - سفيان بن عُيينة. أخرجه ابن حبان (4607) من طريق محمد بن ميمون الخياط ثنا سفيان به. واختلف فيه على سفيان، فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عنه فلم يذكر مسعرا. - ورواه غير واحد عن مسعر عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قوله، منهم: 1 - وكيع في "الزهد" (23) وعنه أحمد في "الزهد" (ص 222 - 223) وابن أبي شيبة (5/ 304) 2 - محمد بن بشر العبدي. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 351) 3 - جعفر بن عون. أخرجه النسائي (6/ 11) وفي "الكبرى" (4315) والبيهقي في "الشعب" (780) وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله" أخرجه الحاكم (2/ 82) والبيهقي في "الشعب" (774) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عمر ضعفوه" وكذا المنذري قال: بل في إسناده عمر بن راشد اليمامي" الترغيب 2/ 250 وأخرجه البزار (كشف 1659) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (148) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 163) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (497) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 110 - 111) من طريق عمر بن محمد بن صُهْبان عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين (¬1): عينا غضت عن محارم الله، وعينا سهرت (¬2) في سبيل الله، وعينا يخرج من ملمعها (¬3) مثل رأس الذباب دموع من خشية الله" اللفظ لابن أبي عاصم قال أبو نعيم: غريب من حديث صفوان وأبي سلمة، تفرد به عمر بن صهبان" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي والدارقطني وغيرهما. الثالث: يرويه صالح بن كيسان المدني قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا هريرة رفعه "حُرّم على عينين أنْ تنالهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر" أخرجه الحاكم (2/ 82 - 83) وعنه البيهقي في "الشعب" (3930) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح بن كيسان به. قال الذهبي في "التلخيص" والمنذري في "الترغيب" (2/ 250): فيه انقطاع" الرابع: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "حَرّم الله عينا بكت من خشية الله على النار، وحرّم الله عينا سهرت في طاعة الله على النار، وحرّم الله عينا بكت على الفردوس على النار، ويل لمن استطال على مسلم وانتقصه حقه، ويل له ثم ويل له ثم ويل له" ¬

_ (¬1) ولفظ البزار "ثلاثة أعين لا تدخل النار" (¬2) ولفظ البزار "حرست" (¬3) ولفظ البزار وأبي نعيم "خرج منها"

أخرجه البيهقي في "الشعب" (776) من طريق أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا وثيمة عن سلمة ثنا موسى بن كثير وسفيان الثوري وعباد بن كثير عن سهيل بن أبي صالح به. ووثيمة هو ابن موسى بن الفرات المصري ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن أبي حاتم: كتب إليّ أحمد بن إبراهيم عن وثيمة عن سلمة بأحاديث موضوعة. ورواه ميسرة بن عبد ربه عن عباد بن كثير وسفيان الثوري وموسى بن عبيدة الرَّبَذي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (6/ 2423) وقال: وهذا الحديث عن الثوري عن سهيل منكر" قلت: ميسرة بن عبد ربه كذبه جماعة، وقال ابن حبان وغيره: يضع الحديث. لكنه لم ينفرد به بل تابعه شعيب بن حرب المدائني البغدادي ثنا سفيان الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "رحم الله عينا بكت من خشية الله، ورحم الله عينا سهرت في سبيل الله ... " أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 142 - 143) عن أبي الشيخ ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن عبد الله الجهبذي ثنا شعيب بن حرب به. وقال: غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث الجهبذي" قلت: وأظنه الجهدى المترجم في "اللسان" (5/ 235) أو الجهيد كما في "العلل" (1/ 173) للدارقطني وقال: كان ضعيفا. الخامس: يرويه الزهري عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا "كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا حرست في سبيل الله أو عينا غضت عن محارم الله، أو عينًا بكت من خشية الله" أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (668) من طريق سعيد بن هاشم المخزومي الفيومي ثنا مالك عن الزهري به. وقال: سعيد بن هاشم حدّث عن مالك أحاديث مناكير" وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (215) وفي "مسنده" (المطالب 1607) عن عبد الله بن محمد بن واقد أبي محمد المؤدب الباهلي البصري ثنا أبو حبيب القنوي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا "ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم

القيامة: عين بكت في خشية الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله -عز وجل-" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 416) والبغوي في "شرح السنة" (4169) وفي "معالم التنزيل" (4/ 189) من طرق عن عبد الله بن محمد بن واقد به. قال المنذري: ورواته ثقات إلا أنّ أبا الحبيب القنوي لا يحضرني حاله" الترغيب 2/ 249 وقال الهيثمي: وفيه أبو حبيب العنقزي ويقال: القنوي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 288 قلت: عبد الله بن محمد بن واقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 361) وقال: يروي عن أبي حبيب العنقزي، وأبو حبيب هذا لا أدري من هو. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه الضحاك بن مخلد أنا شبيب بن بشر عن أنس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار أبدًا: عين باتت تكلأ المسلمين في سبيل الله، وعين بكت (¬1) من خشية الله" أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (147) وأبو يعلى (4346) واللفظ له عن عمرو بن الضحاك بن مخلد ثنا أبي الضحاك بن مخلد به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 288 قلت: شبيب بن بشر مختلف فيه: وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، فهو حسن الحديث، وعمرو بن الضحاك بن مخلد وأبوه ثقتان، فالإسناد حسن إنْ كان شبيب بن بشر سمع من أنس فإنّه لم يذكر سماعا منه. ولم ينفرد الضحاك بن مخلد به بل تابعه إسرائيل بن يونس عن شبيب بن بشر عن أنس. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 231 - 232) عن حميد والطبراني في "الأوسط" (5775) ¬

_ (¬1) زاد ابن أبي عاصم "في خلاء"

عن حفص بن عبد الله الحلواني وابن عدي (3/ 1087) عن محمد بن حميد الرازي ثلاثتهم عن زافر بن سليمان عن إسرائيل به. واختلف فيه على زافر بن سليمان، فرواه الحسن بن علي الخلال عنه عن سفيان عن إسرائيل عن شبيب عن أنس. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 119) وقال: غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث زافر" قلت: وزافر مختلف فيه: وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وضعفه ابن عدي وابن حبان وغيرهما. الثاني: يرويه يحيى بن المتوكل الباهلي البصري عن هلال بن أبي هلال أبي ظلال القسملي عن أنس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله -عز وجل-" أخرجه العقيلي (4/ 346) من طريق محمد بن حرب الواسطي ثنا يحيى بن المتوكل به (¬1). وقال: والرواية في هذا الباب لينة وفيها ما هو أصلح من هذا الإسناد" قلت: وهذا الإسناد ضعيف لضعف أبي ظلال القسملي. الثالث: يرويه سليمان التيمي عن قتادة عن أنس. ولفظه كالذي قبله. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 360) من طريق بشر بن عمرو بن سام ثني أبي ثني سليمان التيمي به. وبشر بن عمرو بن سام وأبوه لم أر من ترجمهما، وقتادة كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أنس. وأما حديث العباس بن عبد المطلب فأخرجه أبو إسحاق الفزاري (¬2) في "السير" (500) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 209) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (288) (¬2) ورواه كثير بن هشام الرقي عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن جده قال: قال العباس بن عبد المطلب. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2061)

عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال: كان العباس بن عبد المطلب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "عينان لا تمسهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس بسرية في سبيل الله" وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء. واختلف عنه، فقال عمر بن هارون: ثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن العباس. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (289) والطبراني في "مسند الشاميين" (2427) والقضاعي (320) وعمر بن هارون البلخي قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه ابن معين وغيره. واختلف فيه على عطاء الخراساني، فرواه شعيب بن رزيق عنه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس وقد تقدم. وأما حديث الفضل بن عباس فأخرجه ابن عدي (6/ 2212) من طريق محمد بن أبي زعيزعة عن عطاء عن الفضل بن عباس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله في جوف الليل، وعين حرست في سبيل الله" ومحمد بن أبي الزعيزعة قال البخاري: منكر الحديث جدًا لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به منكر الحديث. وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (4) والخطيب في "التاريخ" (8/ 362) وابن الجوزي في "العلل" (1371) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (507) من طريق أيوب بن خُوْط الحبطي عن نفيع بن الحارث الهمداني عن زيد بن أرقم قال: قال رجل: يا رسول الله! بم أتقي النار؟ قال: "بدموع عينيك، فإنّ عينا بكت من خشية الله لا تمسها النار أبدًا" قال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن معين: لا نكتب حديث أيوب بن خوط ليس بشيء، وقال الفلاس والرازي والنسائي والدارقطني: هو متروك. وأما نفيع فهو أبو داود الأعمى كذبه قتادة، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي والدارقطني: متروك" وأما حديث أبي عمران الأنصاري فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (508)

من طريق سعيد بن رحمة المصيصي ثنا ابن المبارك (الجهاد 188) عن إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن أبي عمران الأنصاري رفعه "ثلاثة أعين لا تحرقها النار أبدًا: عين بكت من خشية الله، وعين سهرت بكتاب الله، وعين حرست في سبيل الله" وسعيد بن رحمة قال ابن حبان في "المجروحين": لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (474) من طريق صالح بن حرب ثنا إسماعيل بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن مِسْعَر عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين نامت تحرس الحرس في سبيل الله" وإسماعيل بن يحيى كذبه الدارقطني وغيره، وقال صالح جزرة وغيره: يضع الحديث. وأما حديث الزبير بن عبد الله فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 171) عن عمران بن بكار البراد ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثنا صفوان بن عمرو ثنا أبو ذر عبد الرحمن بن فضالة عن الزبير بن عبد الله رفعه "عينان حرمهما الله على النار: عين بكت من خشية الله، وعين حرست في سبيل الله" وهو مرسل، لأنّ الزبير بن عبد الله تابعي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المراسيل. 1943 - حديث أبي ريحانة مرفوعا "حُرِّمت النار على عين سهرت في سبيل الله" قال الحافظ: أخرجه النسائي، ونحوه للترمذي عن ابن عباس، والطبراني من حديث معاوية بن حَيْدة، ولأبي يعلى من حديث أنس وإسنادها حسن، وللحاكم عن أبي هريرة نحوه" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 1944 - حديث "حُرِّمت عليهم الشحوم فَجَمَلُوها فباعوها وأكلوا أثمانها" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 5/ 319 - 320 و7/ 308 - 309) من حديث عمر و (5/ 320) من حديث أبي هريرة و (5/ 329 - 330 و9/ 365) من حديث جابر. ¬

_ (¬1) 6/ 423 (كتاب الجهاد- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله) (¬2) 15/ 359 (كتاب الحيل)

1945 - "حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإنْ كان ولا بد فثلث للطعام" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث المقدام بن معد يكرب" (¬1) صحيح وله عن المقدام طرق: الأول: يرويه يحيى بن جابر الطائي عن المقدام، وعن يحيى غير واحد، منهم: 1 - أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني. أخرجه أحمد (4/ 132) والطبراني في "الكبير" (20/ 272 - 273) وفي "مسند الشاميين" (1375) والحاكم (4/ 331 - 332) والخطيب في "الفقيه" (2/ 104) وفي "الموضح" (2/ 125) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 239 - 240) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي والمعافى بن عمران في "الزهد" (225) والنسائي في "الكبرى" (6769) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 718) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 249) عن بقية بن الوليد والبيهقي في "الشعب" (5262) عن محمد بن حرب الحمصي والشجري في "أماليه" (2/ 209) عن إسماعيل بن عياش أربعتهم عن أبي سلمة سليمان بن سليم الكناني ثني يحيى بن جابر الطائي قال: سمعت المقدام بن معد يكرب رفعه "ما ملأ ابن آدم (¬2) وعاءً شرًا من بطن (¬3)، حسب (¬4) ابن آدم (¬5) أكلات (¬6) يقمن صلبه، فإنْ كان لا محالة (¬7) فثلث طعام (¬8)، وثلث شراب (¬9)، وثلث لنفسه (¬10) " اللفظ لأحمد. ¬

_ (¬1) 12/ 232 (كتاب المرضى- باب تمني المريض الموت) (¬2) وفي لفظ للحاكم وغيره "آدمي" (¬3) ولفظ الحاكم "بطنه" (¬4) ولفظ الطبري "حسبك" (¬5) زاد الحاكم "ثلاث" (¬6) ولفظ الطبري "لقيمات" (¬7) ولفظ الطبري "لابد" (¬8) ولفظ الطبري "للطعام" (¬9) ولفظ الطبري "للشراب" (¬10) ولفظ الطبري "للنفس"

2 - حبيب بن صالح الطائي. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (603) عن إسماعيل بن عياش أنا أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم وحبيب بن صالح عن يحيى بن جابر الطائي عن المقدام مرفوعا نحوه. وأخرجه الترمذي (2380) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1341) والبغوي في "شرح السنة " (4048) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه الترمذي (4/ 590) والطبراني في "الكبير" (20/ 273 - 274) وفي "مسند الشاميين" (1116) والقضاعي (1340) والخطيب في "الموضح" (2/ 43 - 44) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5261) عن يحيى بن يحيى النيسابوري و (5263) عن محمد بن الصباح كلاهما عن إسماعيل بن عياش ولم يذكرا حبيب بن صالح. 3 - معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي. أخرجه ابن سعد (1/ 410) والنسائي في "الكبرى" (6770) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 717) وابن حبان (674) والطبراني في "الكبير" (20/ 273) وفي "مسند الشاميين" (1946) والحاكم (4/ 121) والقاضي عياض في "الشفا" (1/ 111) والذهبي في "المعجم" (2/ 17) من طرق عن معاوية بن صالح عن يحيى بن جابر الطائي عن المقدام مرفوعا نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد" وقال البغوي: هذا حديث حسن" وقال الحافظ: حديث حسن" الفتح 11/ 458 قلت: إسناده صحيح، لكن قال أبو حاتم والمزي: روى يحيى بن جابر الطائي عن المقدام مرسل. وجعل الحافظ في "التقريب" يحيى بن جابر في المرتبة السادسة الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة.

وخالفهم ابن حبان فذكره في ثقات التابعين الذين رووا عن الصحابة وشافهوهم (الثقات 5/ 520) وقال العجلي: شامي تابعي ثقة. وذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام. وهو كما قالوا، فقد صرّح يحيى بن جابر بالسماع من المقدام عند أحمد والحاكم، والإسناد إليه صحيح، أضف إلى ذلك أنّ المقدام قد نزل حمص ويحيى بن جابر حمصي فهذا يقوي سماعه من المقدام والله تعالى أعلم. الثاني: يرويه حَرِيز بن عثمان عن حبيب بن عبيد عن المقدام مرفوعا "ما ملأ أحد وعاءً شرا من بطن، فإنْ غلبته نفسه فليدع ثلثا لنفسه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 279 - 280) عن الحسن بن العباس الرازي ثنا علي بن ميسرة الرازي ثنا حسان بن حسان عن حريز بن عثمان به. ومن دون حريز بن عثمان لم أر من ترجمهم، وشيخ الطبراني يحتمل أنّه المترجم في "تاريخ بغداد" (7/ 397) والمعروف بالجمال. الثالث: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن خالد بن معدان وحبيب بن عبيد عن المقدام مرفوعا نحو حديث يحيى بن جابر. أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (348) وفي "الجوع" (1) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2130) عن منصور بن أبي مزاحم البغدادي ثنا يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. الرابع: يرويه صالح بن يحيى بن المقدام بن معد يكرب عن أبيه عن جده مرفوعا نحو الذي قبله. أخرجه ابن حبان (5236) والبيهقي في "الآداب" (701) وفي "الشعب" (5262) من طريق محمد بن المتوكل -وهو ابن أبي السري- العسقلاني عن محمد بن حرب الأبرش عن سليمان بن سليم الكناني عن صالح بن يحيى بن المقدام به. واختلف فيه على محمد بن حرب، فرواه عمرو بن عثمان الحمصي عنه فلم يذكر عن أبيه. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6768) عن عمرو بن عثمان به. ورواه إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي عن عمرو بن عثمان ثنا محمد بن حرب ثنا سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جده.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1376) وإسناده ضعيف لضعف صالح بن يحيى بن المقدام. الخامس: يرويه محمد بن حرب الحمصي حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام. أخرجه ابن ماجه (3349) وأم محمد بن حرب عن أمها لا تعرفان. 1946 - "حسبك من نساء العالمين خديجة وفاطمة ومريم وآسية" قال الحافظ: وعند الترمذي بإسناد صحيح عن أنس: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أفضل نساء أهل الجنة خديجة ... " 1947 - أنّ أبا سفيان رجع بقريش بعد أنْ توجه من أُحُد فلقيه معبد الخزاعي فأخبره أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في جمع كثير وقد اجتمع معه من كان تخلف عن أُحُد وندموا فثنى ذلك أبا سفيان وأصحابه فرجعوا، وأرسل أبو سفيان ناسا فأخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ أبا سفيان وأصحابه يقصدونهم فقال "حسبنا الله ونعم الوكيل" قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق مطولا في هذه القصة: فذكره. ورواه الطبري من طريق السدي نحوه ولم يسم معبدا قال: أعرابيا. ومن طريق ابن عباس موصولا لكن بإسناد لين قال: استقبل أبو سفيان عيرا واردة المدينة. ومن طريق مجاهد أنّ ذلك كان من أبي سفيان في العام المقبل بعد أُحُد وهي غزوة بدر الموعد" (¬2) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 102 - 103) قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: مَرَّ معبد بن أبي معبد الخزاعي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، أما والله لقد عزّ علينا ما أصابك، ولوددنا أنّ الله عافاك فيهم، ثم خرج ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمراء الأسد، حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فذكر الحديث وفيه طول. ¬

_ (¬1) 7/ 282 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك) (¬2) 9/ 297 (كتاب التفسير: سورة آل عمران- باب قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عِمرَان: 173])

وأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 179 - 180) وفي "تاريخه" (2/ 535 - 536) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 315 - 317) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 217 - 218) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. وهذا مرسل بإسناد حسن. وأما حديث السُّدِّي فأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 180) عن محمد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال: لما ندموا، يعني: أبا سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قالوا: ارجعوا فاستأصلوهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب، فهزموا، فلقوا أعرابيا، فجعلوا له جُعْلا، إنْ لقيت محمدا وأصحابه فأخبرهم أنا قد جمعنا لهم، فأخبر الله جل ثناؤه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، فلقوا الأعرابي في الطريق، فأخبرهم الخبر، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم رجعوا من حمراء الأسد، فأنزل الله تعالى فيهم وفي الأعرابي الذي لقيهم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [آل عِمرَان: 173] وهذا مرسل بإسناد حسن. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 180) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العَوْفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال: استقبل أبو سفيان في منصرفه من أُحُد عيرا واردة المدينة ببضاعة لهم، وبينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - حبال، فقال: إنّ لكم علىّ رضاكم إنْ أنتم رددتم عني محمدا ومن معه، إنْ أنتم وجدتموه في طلبي، وأخبرتموه أني قد جمعت له جموعًا كثيرة، فاستقبلت العير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا له: يا محمد، إنا نخبرك أنّ أبا سفيان قد جمع لك جموعًا كثيرة، وإنه مقبل إلى المدينة، وإن شئت أن ترجع فافعل، ولم يزده ذلك ومن معه إلا يقينا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فأنزل الله تبارك وتعالى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: 173] الآية. وإسناده ضعيف، محمد بن سعد مختلف فيه، وسعد بن محمد قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أن يكتب عنه، والحسين بن الحسن قال ابن معين والنسائي: ضعيف، وقال ابن حبان: منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج بخبره، والحسن بن عطية قال البخاري: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وعطية بن سعد قال أحمد: ضعيف الحديث.

وأما حديث مجاهد فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: 173] قال: هذا أبو سفيان قال لمحمد: موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عسى" فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لموعده حتى نزل بدرا، فرافقوا السوق فيها، وابتاعوا، فذلك قوله تبارك وتعالى {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] وهي غزوة بدر الصغرى. أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 181) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم عن عيسى بن ميمون عن ابن أبي نَجيح به. ورواته ثقات، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد. الثاني: يرويه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن مجاهد بنحوه. أخرجه الطبري (4/ 181) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثني حجاج به. والحسين بن داود هو الملقب بسُنَيْد وهو مختلف فيه، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وقال النسائي: ليس بثقة. والقاسم بن الحسن لم أر من ترجمه، والباقون ثقات. 1948 - "حق المسلم على المسلم ست" وزاد "وإذا استنصحك فانصح له" قال الحافظ: وله (أي مسلم 4/ 1705) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) 1949 - "حُقَّت محبتي للمتزاورين فِيَّ" قال الحافظ: وعند مالك وصححه ابن حبان من حديث معاذ بن جبل مرفوعا: فذكره، وأخرجه أحمد بسند صحيح من حديث عتبان بن مالك" (¬2) صحيح وله عن معاذ بن جبل طرق: ¬

_ (¬1) 3/ 356 (كتاب الجنائز- باب الأمر باتباع الجنائز) (¬2) 13/ 112 (كتاب الأدب- باب الزيارة)

الأول: يرويه أبو إدريس الخولاني عن معاذ واختلف عنه: فرواه مالك (2/ 953 - 954) عن أبي حازم سلمة بن دينار المدني عن أبي إدريس الخولاني أنّه قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن قوله، فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل. فلما كان الغد هجّرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قِبل وجهه فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله. قال: فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله تبارك تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين في، والمتباذلين فيّ" رواه ابن وهب في "الجامع" (234) عن مالك به. ورواه الطحاوي في "المشكل" (3890) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي أنا ابن وهب به. وأخرجه أحمد (5/ 233) وعبد بن حميد (125) والطحاوي في "المشكل" (3891) والهيثم بن كليب (1381 و 1383 و 1384) وابن حبان (575) والطبراني في "الكبير" (20/ 80) والحاكم (4/ 168 - 169) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 127 - 128) والقضاعي (1449 و 1450) والبيهقي في "الشعب" (8579) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 126 و 130) والبغوي في "شرح السنة" (3463) من طرق عن مالك به. ولم ينفرد مالك به بل تابعه عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن أبي إدريس الخولاني به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 126) وخالفهما سعيد بن عبد الرحمن الجمحي فرواه عن أبي حازم عن محمد بن المنكدر عن أبي إدريس الخولاني. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 111) والأول أصح، لأنّ مالكًا أثبت من سعيد بن عبد الرحمن. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬1) ¬

_ (¬1) قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي إدريس الخولاني عن معاذ.

وقال أبو نعيم: مشهور ثابت من حديث أبي إدريس عن معاذ" وقال المنذري: رواه مالك بإسناد صحيح" الترغيب 4/ 18 وقال النووي: حديث صحيح رواه مالك في "الموطأ" بإسناد الصحيح" رياض الصالحين ص 183 وقال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث لقاء أبي إدريس الخولاني لمعاذ بن جبل وسماعه منه، وهو إسناد صحيح، ولكن لقاء أبي إدريس هذا لمعاذ بن جبل مختلف فيه، فطائفة تنفيه، وطائفة لا تنكره من أجل هذا الحديث وغيره، ومن نفاه احتج بما رواه مَعْمر وابن عُيينة عن الزهري قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: أدركت عبادة بن الصامت، وفلانا وفلانا، وفاتني معاذ بن جبل، فحدثني أصحاب معاذ عن معاذ- وذكر الحديث- ولهذا الخبر عن الزهري زعم قوم أنّ هذا الحديث خطأ، فقال قوم: وَهِمَ فيه مالك، وأسقط من إسناده أبا مسلم الخولاني، وزعموا أنّ أبا إدريس رواه عن أبي مسلم عن معاذ. وقال آخرون: وهم فيه أبو حازم وغلط في قوله: عن أبي إدريس الخولاني أنّه لقي معاذ بن جبل. وهذا كله تخرص وتظنن لا يغني من الحق شيئا، وقد رواه غير مالك جماعة عن أبي حازم كما رواه مالك سواء، وروي أيضًا عن أبي ادريس من وجوه شتى غير طريق أبي حازم أنّه لقي معاذ بن جبل وسمع منه، فلا شيء في هذا على مالك ولا على أبي حازم عند أهل العلم بالحديث والاتساع في علمه، وإذا صح عن أبي إدريس أنّه لقي معاذ بن جبل، فيحتمل ما حكاه ابن شهاب عنه من قوله: فاتني معاذ- يريد فوت لزوم وطول مجالسة، أو فاتني في حديث كذا أو معنى كذا والله أعلم. وغير نكير لقاء أبي ادريس لمعاذ، لأن أبا ادريس الخولاني ولد عام حنين. وسئل الوليد بن مسلم: هل لقي أبو إدريس الخولاني معاذ بن جبل؟ فقال: نظنّ أنّ أبا إدريس الخولاني لقي معاذا، وأبا عبيدة بن الجراح وهو ابن عشر سنين. وأما معاذ بن جبل فتوفي في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة في خلافة عمر وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة" التمهيد 21/ 125 - 128 مختصرًا ولم ينفرد أبو حازم به بل تابعه محمد بن قيس المدني عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأثر عن الله -عز وجل- قال: وجبت محبتي للذين يتحابون فيّ، ويتجالسون فيّ، ويتباذلون في"

أخرجه أحمد (5/ 247) والطبراني في "الكبير" (20/ 81) من طريق أبي معشر نجيح عن محمد بن قيس به. وأبو معشر قال ابن معين وغيره: ضعيف. والحديث رواه غير واحد عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بلفظ "المتحابون في الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، منهم: 1 - يزيد بن أبي مريم الدمشقي. أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" كما في "تهذيب الكمال" (14/ 91) والطبراني في "الكبير" (20/ 79 - 80) وفي "مسند الشاميين" (1403) من طريقين عن الوليد بن مسلم عن يزيد بن أبي مريم قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول (¬1): قلت لمعاذ بن جبل: إني لأحبك في الله، فأخذ بحقوي واجتذبني إليه ثم قال: والله إنك تحبني؟ قلت: والله إني لأحبك في الله، قال: أبشر فإني سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول "المتحابون (¬2) في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله" اللفظ للطبراني. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الوليد بن مسلم فإنّه كان مدلسًا. 2 - ربيعة بن يزيد الأيادي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 78 - 79) وفي "مسند الشاميين" (1926) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا حماد بن خالد الخياط ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ رفعه "المتحابون في الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" رواته ثقات. 3 - شريح بن عبيد الحمصي (¬3). أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 80 - 81) وفي "مسند الشاميين" (1659) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي إدريس قال: سمعت معاذ بن جبل رفعه "إنّ الذين يتحابون في الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله" ¬

_ (¬1) ولفظ أبي زرعة "جلست خلف معاذ بن جبل وهو يصلي فلما انصرف من الصلاة قلت" (¬2) زاد أبو زرعة "في الله" (¬3) ورواه غير هؤلاء الثلاثة عن أبي إدريس أيضًا كما سيأتي.

ابن زبريق لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن إسماعيل بن عياش تكلم فيه أبو حاتم وغيره، والباقون كلهم ثقات. - ورواه غير واحد عن أبي إدريس فجعلوا اللفظ الأول وهو "حقت محبتي ... " لعبادة بن الصامت، واللفظ الثاني وهو "المتحابون في الله في ظله ... " لمعاذ بن جبل (¬1)، منهم: 1 - الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي الحمصي. أخرجه الطيالسي (ص 78) عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت المسجد وفيه نحو من عشرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا فيهم رجل أدعج العينين أغر الثنايا إذا اختلفوا في شيء فقال قولا انتهوا إلى قوله، فسألت عنه فإذا هو معاذ بن جبل، فلما كان من الغد دخلت المسجد فإذا هو قائم يصلي إلى سارية فجلست إليه، فلما فعلت ذلك حذف من صلاته، فقلت: والله إني لأحبك من جلال الله، قال: آلله، قلت: آلله، قال: فإن المتحابين من جلال الله في ظل الله -عز وجل-- أحسبه قال- يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بقربهم من الله النبيون والشهداء والصالحون (¬2). قال: فأتيت عبادة بن الصامت فقال: لا أحدثك إلا ما سمعت على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول "قال الله -عز وجل-: حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين في" ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3895) والبيهقي (10/ 233) وفي "الآداب" (232) وابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله" (43) وأخرجه أحمد (5/ 229) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 324) والهيثم بن كليب (1234) والحاكم (4/ 169 - 170) والبيهقي في "الشعب" (8580) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 126 - 127) من طرق عن شعبة به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬3) وقال ابن عبد البر: وهذا أيضا إسناد صحيح ثابت" 2 - شَهر بن حَوشب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 81 - 82) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي ثنا ¬

_ (¬1) رفعه بعضهم وأوقفه بعضهم. (¬2) موقوف. (¬3) قلت: لم يخرج البخاري ليعلي بن عطاء ولا للوليد بن عبد الرحمن شيئا.

عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ مرفوعا "المتحابون في الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون" قال: فقمت من عنده فأتيت عبادة بن الصامت فقال عبادة: وخير منها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتجالسين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين في" (¬1). ورواه عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري عن شهر بن حوشب ثني أبو إدريس عن معاذ مرفوعاً نحوه، ولم يذكر حديث عبادة بن الصامت. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (715) عن عبد الحميد بن بهرام به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (3) والبزار (2672) والطبراني في "الكبير" (20/ 78) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 127) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام به. وفي رواياتهم تصريح أبي إدريس بالسماع من معاذ. ولفظ الطبراني: قال أبو إدريس: قلت لمعاذ: إني لأحبك وأحبّ حديثك، قال: أبشر فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وعبد الحميد بن بهرام وثقه أحمد وجماعة، وشهر بن حوشب مختلف فيه، واختلف عنه في هذا الحديث، فرواه الحجاج بن أبي زياد الأسود القسملي عن شهر عن معاذ مرفوعا "المتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة" لم يذكر أبا إدريس: أخرجه أحمد (5/ 233) عن رَوح بن عبادة ثنا الحجاج الأسود به. واختلف فيه على الحجاج الأسود، فرواه حماد بن سلمة عنه عن شهر بن حوشب أنّ رجلا قدم حمص يلقى معاذا فحدثني أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1088) ورواه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن شهر بن حوشب عن رجل- ولم يسمه - أنّه أتى الشام فدخل مسجدًا من مساجدها فإذا رجل آدم شاب جميل وضاح الثنايا. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن وهب في "الجامع" (187)

فذكر الحديث وفيه قال معاذ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يرفعه إلى الرب تعالى "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ" أخرجه الهيثم بن كليب (1386) عن إبراهيم بن أبي العنبس القاضي ثنا يعلي بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان به. ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عبد الملك بن أبي سليمان فلم يذكر شهر بن حوشب. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1089) من طريق أبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا جرير به. واختلف فيه على جعفر بن محمد بن شاكر: فقال أبو بكر الشافعي في "فوائده" (1065): ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا جرير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير قال: قال رجل: دخلت المسجد. ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 142) وحديث عبد الحميد بن بهرام أصح. قال يحيى القطان: من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن مهران" وقال أحمد: حديثه عن شهر مقارب، كان يحفظها، كأنّه يقرأ سورة من القرآن" وقال أبو حاتم: أحاديثه عن شهر صحاح" وقال أحمد بن صالح: أحاديثه عن شهر صحيحة" 3 - عطاء الخراساني. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 325 - 326) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" كما في "تهذيب الكمال" (14/ 92) والطحاوي في "المشكل" (3893) والهيثم بن كليب (1235 و 1382) والطبراني في "مسند الشاميين" (625) وفي "الأوسط" (6856) وفي "الكبير" (20/ 79) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 206) والحاكم (4/ 170) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي والطبراني في "الكبير" (20/ 79) وفي "مسند الشاميين" (744 و 2434)

عن عتبة بن أبي حكيم الأردني والطحاوي في "المشكل" (3894) والطبراني في "الكبير" (20/ 79) وفي "مسند الشاميين" (2433) عن شعيب بن رزيق الشامي وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 127) عن ابن عطاء كلهم عن عطاء الخراساني قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: دخلت مسجد حمص فجلست في حلقة كلهم يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث وفيه سماعه من معاذ حديث "المتحابون من جلال الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله" وفيه إتيانه لعبادة بن الصامت وسماعه منه حديث "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي على المتجالسين فيّ، وحقت محبتي على المتزاورين فيّ، وحقت محبتي على المتباذلين فيّ" وإسناده حسن. 4 - يونس بن ميسرة بن حَلْبَس. أخرجه الحاكم (4/ 169) عن الوليد بن مزيد البيروتي والبزار (2697) والطحاوي في "المشكل" (3892) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 25) والخطيب في "الموضح" (2/ 303 - 304) والشجري في "أماليه" (2/ 149) وابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنية" (ص 142 - 144) عن محمد بن كثير المصيصي (¬1) كلاهما عن الأوزاعي (¬2) عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن مسعود المقدسي الخياط عن محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن معاذ عن عبادة رفعه "إنّ المتحابين لجلال الله في ظل الله" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2224) (¬2) رواه أحمد بن عنتر عن الأوزاعي عن يونس بن ميسرة عن أبي ادريس عن عبادة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأثر عن الله -عز وجل- قال "حقت محبتي للمتحابين في ... " أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2225)

قال: دخلت مسجدًا بحمص فإذا فيه حلقة نيف وثلاثين رجلًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث وفيه قول معاذ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "المتحابون في الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله" وفيه قول عبادة بن الصامت: سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أفضل منه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأثر عن ربه تبارك وتعالى: حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ" قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أن الشيخين لم يخرجا ليونس بن ميسرة شيئا. واختلف فيه على الأوزاعي، فرواه هِقْل بن زياد الدمشقي عنه حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير عن أبي إدريس به. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 328) ومن طريقه ابن قدامة في "المتحابين" (42) والأول أصح. الثاني: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذي قال: أخبرني عبد الله بن أبي سليمان عن أبي بحرية قال: قدمت الشام فدخلت المسجد، فإذا أنا بنفر جلوس في المسجد شيوخ، فيهم شاب يحدثهم قد أنصتوا له، فقلت: ألا تسألون من هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: من الرجل الشاب الذي يحدثهم؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل، قال: فرحت إلى الصلاة فإذا هو قد هَجَّر فقضى صلاته ثم جلس، فجلست إليه فقلت: والله إني لأحبك، فأخذ بحبوتي ثم جبذني فقال: آلله- مرتين أو ما شاء الله، قلت: نعم، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "قال الله -عز وجل-: وجبت محبتي أو رحمتي للذين يتحابون فيّ، ويتباذلون فيّ، ويتجالسون فيّ؟ ويتحاورون فيّ" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 92) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 129) واللفظ له وابن عساكر (38/ 7) وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. الثالث: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن رجل قال: قلت لمعاذ بن جبل: إني أحبك في الله، أو أحبك لله، فقال لي: انظر ما تقول- قالها ثلاث مرات- ثم قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله يحبّ الذين يتحابون في الله، ويحبّ الذين يتقاعدون

فيه، ويحبّ الذين يتباذلون فيه، ويحبّ الذين يتزاورون فيه، ويحبّ الذين يتجاورون فيه" أخرجه البيهقي في "الشعب" (8582) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 133 - 134) من طريق مسدد ثنا حماد بن زيد عن الجريري به (¬1). ورواته ثقات إلا الذي لم يسم. الرابع: يرويه عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني عن معاذ. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 145) وأحمد (5/ 236 - 237 و 239) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 323) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1108) والترمذي (2390) والهيثم بن كليب (1236 أو 1237 و 1385) والطبراني في "الكبير" (20/ 87 - 88) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 230 و 2/ 131) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 130 - 131 و 132) والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 292 - 293) عن جعفر بن برقان الرقي وأحمد (5/ 237) وابنه (5/ 328) وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (7 و 9 و 99 و 156) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2102) وابن حبان (577) والطبراني في "الكبير" (20/ 88) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 121 - 122) عن أبي المليح الحسن بن عمر الرقي كلاهما عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا، ساكت لا يتكلم، فإذا امترى القوم في شئ أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل، فوقع له في نفسي حب، فكنت معهم حتى تفرقوا، ثم هَجَّرت إلى المسجد، فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية، فصليت، ثم جلست واحتبيت بردائي، فسكت لا أكلمه، وسكت لا يكلمني، ثم قلت: والله إني لأحبك، قال: فيم تحبني؟ قلت: في الله، قال: فأخذ بحبوتي فجذبني إليه هنية ثم قال: أبشر إنْ كنت صادقا، فلسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "المتحابون في جلال الله على منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء" قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (1064) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ثنا حماد بن زيد ثنا الجريري عن رجل عن رجل آخر عن معاذ.

به معاذ بن جبل في المتحابين، قال: فأنا أحدثك بما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفعه إلى الرب تبارك وتعالى قال "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ" اللفظ للحارث. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. الخامس: يرويه أبو الزبير عن ابن غَنْم عن معاذ مرفوعا "قال الله -عز وجل-: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5791) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو بكر النهشلي (¬1) عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الملك بن أبي سليمان إلا أبو بكر النهشلي، تفرد به عبد الحميد بن صالح" قلت: وهو ثقة كما قال مطين وغيره، وكذا باقي رواته كلهم ثقات، لكن أبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من ابن غنم واسمه عبد الرحمن. واختلف فيه على عبد الملك بن أبي سليمان كما تقدم. وللحديث شاهد عن عمرو بن عبسة مرفوعا "قال الله تعالى: حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتصافون من أجلي، أو قال يتواصلون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (715) عن عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري قال: قال شهر بن حوشب: حدثنا أبو ظَبْية أنّ شُرحبيل بن السِّمْط دعا عمرو بن عبسة السلمي فقال: يا ابن عبسة هل أنت محدثي حديثا سمعته أنتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس فيه تزيد ولا تحدثني عن أحد سمعه منه غيرك؟ قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وأخرجه أحمد (4/ 386) عن هاشم بن القاسم البغدادي ¬

_ (¬1) ورواه أحمد بن محمد بن موسى الكندي السهيلي ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي ثنا أبو بكر بن عياش به. أخرجه ابن قانع (3/ 25)

وعبد بن حميد (304) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (8 و 98 و 155) عن علي بن الجَعْد البغدادي وأبو نعيم في "الأربعين على مذهب المتحققين" (30) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني أربعتهم عن عبد الحميد بن بهرام به قال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" التركيب 4/ 19 - المجمع 10/ 279 قلت: عبد الحميد وشهر مختلف فيهما، وحديثهما في مرتبة الحسن. ولم ينفرد أبو ظبية به بل تابعه عبد الرحمن بن عائذ الحمصي أنّ شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة. أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 116) وفي "مسند الشاميين" (654) وفي "الأوسط" (9076) عن مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي ثنا منبه بن عثمان ثنا الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ به. وقال: لم يروه عن الوضين إلا منبه" كذا قال، وقد أخرجه هو في "مسند الشاميين" (654) والبيهقي في "الشعب" (8583) وابن قدامة في "المتحابين" (44) من طريق صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي عن الوضين بن عطاء به. وأما حديث عتبان بن مالك الذي أشار إليه الحافظ فلم أره في "مسند أحمد" ولعله يريد حديث عمرو بن عبسة والله تعالى أعلم. 1950 - حديث أم قيس "حكيه بِضِلَع واغسليه بماء وسدر" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وإسناده حسن" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (1226) عن سفيان الثوري عن أبي المقدام ثابت بن هُرمز عن ¬

_ (¬1) 1/ 347 (كتاب الوضوء- باب إذا غسل الجنابة أو غيرها فلم يذهب أثره)

عدي بن دينار عن أم قيس ابنة محصن أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن دم الحيضة يصيب الثوب، فقال "اغسليه بماء وسدر وحكيه بضِلَع" ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 182) والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 532) وأخرجه أحمد (6/ 355) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 44) وأبو داود (363) وابن ماجه (628) والنسائي (1/ 126 و 161) وفي "الكبرى" (286) والدولابي في "الكنى" (2/ 128) وابن خزيمة (277) وابن حبان (1395) والبيهقي (2/ 407) عن يحيى بن سعيد القطان وأحمد (6/ 356) وابن ماجه (628) عن عبد الرحمن بن مهدي قالا: ثنا سفيان الثوري ثني أبو المقدام ثابت بن هرمز الحداد ثني عدي بن دينار مولى أم قيس بنت محصن قال: سمعت أم قيس بنت محصن به. واختلف فيه على الثوري، فرواه إسماعيل بن منصور عن الثوري عن ثابت بن عبيد عن عدي بن دينار عن أم قيس. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 123) وقال: هكذا رواه إسماعيل بن منصور عن الثوري عن ثابت بن عبيد وتفرد به، ورواه عبد الرزاق عن الثوري فقال: ثابت بن هرمز" قلت: ورواية عبد الرزاق ومن وافقه أصح لأنهم ثقات أثبات، وأما إسماعيل بن منصور فلم أقف له على ترجمة، والحديث إسناده صحيح رواته كلهم ثقات. قال ابن القطان الفاسي: وهذا غاية في الصحة، فإنّ أبا المقدام وثقه أحمد وابن معين والنسائي، ولا أعلم أحدًا ضعفه غير الدارقطني، وعدي بن ثابت وثقه النسائي، ولا أعلم لهذا الإسناد علة" الوهم والإيهام 5/ 281 ولم ينفرد الثوري به بل تابعه: 1 - إسرائيل بن يونس. أخرجه أحمد (6/ 356) 2 - حجاج بن أرطاة. أخرجه ابن أبي شيبة (990)

وزاد "وصَلّي فيه" وحجاج بن أرطاة ضعيف. 1951 - عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه قالت: زعمت أنّ الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك وأنا آمرك بهذا، فنزلت {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: فذكره، كذا وقع عنده، وفيه انتقال من آية إلى آية فإن في رواية العنكبوت {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} إلى {مَرْجِعُكُمْ} والمذكور عنده بعد قوله {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى} إلى آخره إنما هو في لقمان، وقد وقع عند الترمذي إلى قوله {حُسْنًا} الآية فقط، ومثله عند أحمد لكن لم يقل الآية، ووقع في أخرى لأحمد {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} وقرأ حتى بلغ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وهذا القدر الأخير إنما هو في رواية العنكبوت وأوله من آية لقمان، ويظهر لي أن الآيتين معا كانتا في الأصل ثابتتين فسقط بعضهما على بعض الرواة" (¬1) أخرجه مسلم (4/ 1877 - 1878) من طريق زهير بن معاوية الكوفي ثنا سِماك بن حرب ثني مصعب بن سعد عن أبيه أنّه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصّاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا. قال: مَكَثَتْ ثلاثا حتى غُشي عليها من الجَهْد، فقام ابن لها يقال له: عُمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله -عز وجل- في القرآن هذه الآية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} وفيها {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمَان: 15]. وأخرجه أحمد (1/ 185 - 186) عن محمد بن جعفر غندر ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قالت أم سعد: أليس الله قد أمرهم بالبر، فوالله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أموت أو تكفر بمحمد، قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها، فنزلت هذه الآية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8]. وأخرجه مسلم (4/ 1878) والترمذي (3189) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا: ثنا محمد بن جعفر به. ¬

_ (¬1) 13/ 3 - 4 (كتاب الأدب- باب البر والصلة)

ولم يسق مسلم الحديث بتمامه، ووقع عند الترمذي: فنزلت هذه الآية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8] الآية، هكذا ولم يسقها بتمامها. وأخرجه أحمد (1/ 181) عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به. ووقع عنده: فأنزلت {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} [لقمَان: 14] وقرأ حتى بلغ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15]. 1952 - "حليف القوم منهم" قال الحافظ: وقد ثبت حديث: فذكره" (¬1) انظر حديث "ادخلوا عليّ ولا يدخل عليّ إلا قرشي" 1953 - عن عدي بن زيد قال: حمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلّ ناحية من المدينة بريدا بريدا: لا يخبط شجره ولا يعضد، إلا ما يساق به الجمل. قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث عدي بن زيد قال: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو داود (2036) وأبو نعيم في "الصحابة" (5500) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني والطبراني في "الكبير" (17/ 111) ومن طريقه المزي (19/ 533) عن عبدة بن عبد الله الصفار البصري كلاهما عن زيد بن الحباب ثنا سليمان بن كنانة مولى عثمان بن عفان أنا عبد الله بن أبي سفيان عن عدي بن زيد قال: فذكره. واللفظ لحديث أبي كريب. وإسناده ضعيف، سليمان بن كنانة قال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وعبد الله بن أبي سفيان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو في خلق الله. ¬

_ (¬1) 10/ 258 - 259 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة- باب {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1]) (¬2) 4/ 456 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حرم المدينة)

1954 - "حواري من الرجال الزبير، ومن النساء عائشة" قال الحافظ: أخرجه الزبير بن بكار من مرسل أبي الخير مرثد بن اليزني بلفظ: فذكره، ورجاله موثقون لكنه مرسل" (¬1) موضوع أخرجه الزبير بن بكار في "المنتخب من كتاب أزواج النبي" (ص 37) حدثني محمد بن حسن عن حاتم بن إسماعيل عن مصعب بن ثابت عن عطاء بن دينار أو ابن زبان عن يزيد بن أبي حبيب مرفوعا "للرجال حواري، وللنساء حوارية، فحواري الرجال الزبير، وحوارية النساء عائشة" ومحمد بن حسن هو ابن زَبَالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: يضع الحديث. 1955 - "حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنّه كان يخالط الناس وكان موسرا" قال الحافظ: ولمسلم (1561) من طريق شقيق عن ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬2) 1956 - قالوا: أية ساعة يا رسول الله؟ قال: "حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها" قال الحافظ: رواه الترمذي وابن ماجه من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا، وفيه: فذكره، وقد ضعف كثيرٌ رواية كثيرٍ، ورواه البيهقي في "الشعب" من هذا الوجه بلفظ "ما بين أن ينزل الإمام من المنبر إلا أن تنقضي الصلاة" (¬3) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) وعبد بن حميد (291) وابن ماجه (1138) والترمذي (490) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 198) والطبراني في "الكبير" (17/ 14) وفي "الدعاء" (182) والبيهقي في "الشعب" (2721) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 20 - 21) والبغوي في "شرح السنة" (1052) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (43) من طرق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "في الجمعة ساعة من النهار لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطي سؤله" قيل: أي ساعة هي؟ قال "حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها" ¬

_ (¬1) 8/ 81 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب الزبير بن العوام) (¬2) 5/ 211 (كتاب البيوع- باب من أنظر موسرًا) (¬3) 3/ 71 (كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة)

قال الترمذي: حديث حسن غريب" (¬1) وقال أيضًا: قلت لمحمد: في حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة كيف هو؟ قال: هو حديث حسن إلا أنّ أحمد كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه" تهذيب التهذيب 8/ 422 قلت: قد حمل على كثير وضعفه كثيرٌ من أهل العلم غير أحمد، منهم: 1 - قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أيضًا: ليس بشيء. 2 - وقال الشافعي: أحد الكذابين أو أحد أركان الكذب. 3 - وقال أبو زرعة: واهى الحديث، ليس بقوي. 4 - وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. 5 - وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أيضًا: ليس بثقة. 6 - وقال الدارقطني: متروك الحديث. 7 - وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب. 8 - وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. 9 - وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث. 10 - وقال الحاكم: حدّث عن أبيه عن جده بصحيفة أكثرها مناكير. وضعفه غير هؤلاء أيضا ابن المديني ويعقوب بن سفيان والساجي وابن البرقي وغيرهم، وذكره العقيلي وأبو نعيم في الضعفاء، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه. فالقول قولهم. 1957 - "الحب في الله والبغض في الله من الإيمان" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث أبي أمامة" (¬2) أخرجه أبو داود بلفظ "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" ¬

_ (¬1) وتعقبه النووي في "الخلاصة" (2/ 756) فقال: وليس كذلك، فإن كثير بن عبد الله متفق على ضعفه، قال الشافعي: هو أحد أركان الكذب، وقال أحمد: هو منكر الحديث، ليس بشيء" (¬2) 13/ 72 (كتاب الأدب- باب الحب في الله)

وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم. 1958 - الحجامة في الرأس تنفع من سبع: من الجنون، والجُذام، والبرص، والنعاس، والصداع، ووجع الضرس، والعين" قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن عدي من طريق عمر بن رياح عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رفعه: فذكره، وعمر متروك رماه الفلاس وغيره بالكذب" (¬1) ضعيف جدًا وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه عمر بن رياح أبو حفص الضرير عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "الحجامة في الرأس تنفع (¬2) من سبع (¬3): من الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، والصداع، ووجع الأضراس، ومن ظلمة (¬4) يجدها في عينيه" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 86) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (10938) وابن عدي (5/ 1708) وابن الجوزي في "العلل" (1469) وقال: هذا حديث لا يصح" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن رياح العبدي وهو متروك" المجمع 5/ 94 وقال ابن حبان: عمر بن رياح كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. وقال النسائي وغيره: متروك. الثاني: يرويه إسماعيل بن شيبة الطائفي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "الحجامة من الجنون والجذام والبرص والأضراس والنعاس" أخرجه العقيلي (1/ 83) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (11446) وابن عدي (6/ 2074) من طريق قدامة بن محمد بن قدامة ثنا إسماعيل بن شيبة (¬5) به. ¬

_ (¬1) 12/ 258 (كتاب الطب- باب الحجامة في الرأس) (¬2) وفي لفظ "شفاء" (¬3) زاد ابن عدي والطبراني "إذا نوى صاحبها ذلك" (¬4) وفي لفظ "وجع العين" (¬5) وعند العقيلي "شبيب"

قال العقيلي: إسماعيل بن شبيب أحاديثه مناكير ليس منها شيء محفوظ، وهذا الحديث غير محفوظ من حديث ابن جريج ولا من حديث غيره إلا من حديث من كان مثله في الضعف أو نحوه فأما من حديث ثقة فلا" وقال ابن عدي: هذا الحديث في هذا الإسناد غير محفوظ" قلت: إسماعيل بن شيبة ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث. وقدامة بن محمد مختلف فيه. 1959 - "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" قيل: يا رسول الله، ما بِرّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وإفشاء السلام" قال الحافظ: ووقع عند أحمد وغيره من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إطعام الطعام وإفشاء السلام" 1960 - "الحج عرفة" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح أخرجه الطيالسي (ص 185) عن شعبة عن بكير بن عطاء قال: سمعت عبد الرحمن بن يَعْمَر يقول: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "الحج عرفة، الحج عرفات، من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، أو تمّ حجه. أيام مني ثلاثة أيام من تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه" ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 173) وأخرجه ابن سعد (2/ 179) وأحمد (4/ 309 و 310) وعبد بن حميد (310) والدارمي (1894) ومسلم في "التمييز" (77) والنسائي في "الكبرى" (4180) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1915) والطحاوي في "المشكل" (3369 م و 4861) وفي "شرح المعاني" (2/ 210) والدارقطني (2/ 241) والحاكم (2/ 278) وأبو نعيم في "الصحابة" (4631) من طرق عن شعبة به. ¬

_ (¬1) 4/ 347 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب وجوب العمرة وفضلها) (¬2) 1/ 146 (كتاب الإيمان- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الدين النصيحة) و4/ 228 (كتاب الحج- باب الكلام في الطواف) و6/ 499 (كتاب الجهاد- باب الحرب خدعة) و13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: ادعوني أستجب لكم)

وفي لفظ لأحمد وغيره "من أدرك ليلة جمع قبل صلاة الصبح فقد تمّ حجه" قال الحاكم: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه سفيان الثوري عن بكير بن عطاء الليثي قال: سمعت عبد الرحمن بن يعمر الديلي يقول: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بعرفة (¬1) وأتاه ناس من أهل نجد (¬2) فقالوا (¬3): يا رسول الله، كيف الحج؟ فقال "الحج (¬4) عرفة (¬5)، فمن جاء قبل صلاة (¬6) الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه (¬7). أيام مني ثلاثة أيام فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه" ثم أردف رجلا خلفه فجعل ينادي بهن (¬8). أخرجه الحميدي (899) وابن أبي شيبة (ص 224 - 225 النسخة المفقودة) وفي "المسند" (731) وأحمد (4/ 309 و 335) واللفظ له والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 111 و 3/ 1/ 243) ومسلم في "التمييز" (76) وأبو داود (1949) وابن ماجه (3015) والترمذي (889 و 890 و 2975) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (957) والنسائي (5/ 206 و 214) وفي "الكبرى" (4011 و 4012 و 4050) وابن الجارود (468) وابن خزيمة (2822) والطحاوي في "المشكل" (3369 و 4860) وفي "شرح المعاني" (2/ 209 - 210) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (814 و 815) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 165) وابن حبان (3892) وأبو الشيخ في "الأقران" (341) والباغندي في "جزئه" (26) والدارقطني (2/ 240 - 241) والحاكم (1/ 463 - 464) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 119 - 120) وفي "الصحابة" (4632 و 4633) وابن حزم في "المحلى" (7/ 153 - 154) والبيهقي (5/ 116 و 152 و 173) وفي "الصغرى" (1728) وفي "معرفة السنن" (7/ 374 و375) وفي "الشعب" (3772) وابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 22 - 23) وأبو زكريا ابن مندة في ¬

_ (¬1) ولفظ الطحاوي وغيره "بعرفات" (¬2) ولفظ ابن أبي عاصم "من أهل مكة" وفي رواية للبيهقي "من أصحابه" وزاد ابن خزيمة "وهم بعرفة" (¬3) وعند ابن خزيمة وغيره "فسألوه فأمر مناديا فنادى" (¬4) زاد البخاري وغيره "يوم" (¬5) ولفظ الحميدي وغيره "عرفات" وزاد البيهقي في رواية "مرتين" وزاد ابن الجارود وغيره "ثلاثا" (¬6) ولفظ ابن خزيمة وغيره "طلوع" (¬7) ولفظ النسائي وغير واحدا "من أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه" (¬8) زاد النسائي "في الناس"

"أرداف النبي" (ص 73 - 74) والبغوي في "شرح السنة" (2001) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (209 و 210 و 301) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 503) والمزي في "تهذيب الكمال" (18/ 21 - 22) من طرق عن سفيان الثوري به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث بكير بن عطاء" قلت: وهو كما قال. 1961 - "الحج والعمرة فريضتان" قال الحافظ: وقد روى ابن لهيعة عن جابر مرفوعا: فذكره، أخرجه ابن عدي. وابن لهيعة ضعيف، ولا يثبت في هذا الباب عن جابر شيء بل روى ابن الجهم المالكي بإسناد حسن عن جابر "ليس مسلم إلا عليه عمرة" موقوف على جابر" (¬1) ضعيف روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث زيد بن ثابت فأما حديث جابر فيرويه ابن لهيعة واختلف عنه: • فرواه عبد الله بن صالح المصري عنه عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج والعمرة فريضتان واجبتان" أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 127) • ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن لهيعة عن عطاء بن أبي رباح عن جابر. أخرجه ابن عدي (4/ 1468) والبيهقي (4/ 350 - 351) والواحدي في "الوسيط" (1/ 296) وقال ابن عدي: غير محفوظ" وقال البيهقي: وابن لهيعة غير محتج به" وقال في "المعرفة" (7/ 59): ضعيف لا يصح" وقال الذهبي: هذا الحديث إسناده ساقط" فيض القدير 3/ 407 ¬

_ (¬1) 4/ 346 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب وجوب العمرة وفضلها)

وقال الحافظ: رواه ابن عدي والبيهقي من حديث ابن لهيعة عن عطاء عن جابر، وابن لهيعة ضعيف" التلخيص 2/ 225 وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الغطريفي (20) والدارقطني (2/ 284) والحاكم (1/ 471) والواحدي في "الوسيط" (1/ 295 - 296) من طريق إسماعيل بن مسلم عن محمد بن سيرين عن زيد بن ثابت مرفوعاً "إنّ الحج والعمرة فريضتان، لا يضرك بأيهما بدأت" قال الحاكم: والصحيح عن زيد بن ثابت قوله" وقال البيهقي: والصحيح موقوف" السنن الكبرى 4/ 351 وقال الحافظ: وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف ثم هو عن ابن سيرين عن زيد وهو منقطع، ورواه البيهقي موقوفا على زيد من طريق ابن سيرين أيضا وإسناده أصح" التلخيص 2/ 225 قلت: والموقوف أخرجه الدارقطني (2/ 285) والحاكم (1/ 471) والبيهقي (4/ 351) من طريق يحيى بن أيوب المَقَابري ثنا عباد بن عباد المُهَلبي ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أنّ زيد بن ثابت سئل عن العمرة قبل الحج؟ قال: صلاتان لا يضرك بأيهما بدأت. وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن سيرين قال البخاري: سمع زيد بن ثابت. 1962 - "الحرب سجال" قال الحافظ: في حديث أوس بن أبي أوس عند ابن ماجه، وأصله عند أبي داود: فذكره" (¬1) هو من حديث أوس بن حذيفة وسيأتي الكلام عليه في حرف الطاء فانظر حديث "طرأ عليّ حزبي من القرآن فأردت أنْ لا أخرج حتى أقضيه" 1963 - "الحسب: المال، والكرم: التقوي" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وصححه هو والحاكم" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 8/ 355 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد) (¬2) 11/ 37 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)

روي من حديث سَمُرة بن جُندب ومن حديث أبي هريرة ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث سمرة فيرويه سلام بن أبي مطيع عن قتادة واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن قتادة عن الحسن عن سمرة به مرفوعا. أخرجه أحمد (5/ 10) وابن ماجه (4219) والترمذي (3271) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (4) وفي "إصلاح المال" (46) وابن أبي عاصم في "الزهد" (229) والطبراني في "الكبير" (6913) والدارقطني (3/ 302) والحاكم (2/ 163 و 4/ 325) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 190) والبيهقي (7/ 135 - 136) وابن عبد البر في "التمهيد" (¬1) (19/ 166) والبغوي في "شرح السنة" (3545) وابن الجوزي في "العلل" (1002) عن يونس بن محمد المؤدب والدارقطني (3/ 302) والقضاعي (21) عن محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي والطبراني في "الكبير" (6912) والخطيب في "الكفاية" (ص 132) عن محمد بن معاوية النيسابوري وابن الجوزي في "العلل" (1002) عن عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلة الباهلي والقضاعي (21) عن أبي عبيد القاسم بن سلام كلهم عن سلام بن أبي مطيع به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سلام بن أبي مطيع" ¬

_ (¬1) سقط من إسناد ابن عبد البر "عن الحسن"

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: تفرد به سلام عن قتادة" - ورواه إسحاق بن راهوية عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. وتابعه ابن المبارك عن سلام به. أخرجهما أبو نعيم في "الحلية" (6/ 190) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. والحديث إسناده ضعيف، سلام بن أبي مطيع وثقه أحمد وغيره، وتكلم ابن عدي في روايته عن قتادة فقال: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة. قال: ولسلام عن قتادة عن الحسن عن سمرة أحاديث لا يتابع عليها فمنها هذا الحديث، ولم أر أحدا من المتقدمين نسبه إلى الضعف، وأكثر ما في حديثه أنّ روايته عن قتادة فيه أحاديث ليست بمحفوظة لا يرويها عن قتادة غيره، ومع هذا كله فهو عندي لا بأس به وبرواياته. قلت: ولم يخرج له البخاري من روايته عن قتادة شيئا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من الحسن، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف مشهور بين أهل العلم، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس ولم يذكر سماعا من سمرة. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 3607) والدارقطني (3/ 302) من طريق معدي بن سليمان ثنا ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف معدي بن سليمان. وأما حديث الحسن فأخرجه ابن المرزبان في "المروءة" (93) عن أحمد بن منصور الرمادي ثني زيد بن الحباب أنا مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن رفعه "الكرم: التقوى، والحسب: المال". ورواه المعافى بن عمران في "الزهد" (138) عن مبارك به.

1964 - "الحمد لله الذي أطعم وسقى وسَوّغه وجعل له مخرجًا" قال الحافظ: ولأبي داود والترمذي من حديث أبي أيوب: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (3851) وابن أبي الدنيا في "الشكر" (171) والنسائي في "اليوم والليلة" (285) وابن حبان (5220) والطبراني في "الكبير" (4082) وفي "الأوسط" (5380) وفي "الدعاء" (897) وابن السني (470) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 219) والبيهقي في "الدعوات" (455) والخطيب في "التاريخ" (10/ 62) والبغوي في "شرح السنة" (2830) وفي "الشمائل" (1037) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2053) من طرق عن أبي عقيل زُهْرَة بن مَعبد القرشي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل أو شرب قال: فذكره. وإسناده صحيح، وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن يزيد. 1965 - "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند أبي داود: فذكره" (¬2) له عن أبي سعيد طرق: الأول: يرويه رباح بن عَبيدة واختلف عنه: - فرواه سفيان الثوري واختلف عنه: • فقال وكيع: ثنا سفيان ثنا أبو هاشم (¬3) الرمانى الواسطي عن إسماعيل بن رباح بن عَبيدة عن أبيه أو غيره عن أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغ من طعامه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين" أخرجه أحمد (3/ 32 و 98) وأبو داود (3850) والبيهقي في "الدعوات" (454) وفي "الشعب" (5639) • وقال قَبيصة بن عقبة الكوفي: أنا سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن إسماعيل بن رباح عن أبي سعيد. ¬

_ (¬1) 11/ 514 (كتاب الأطعمة- باب ما يقول إذا فرغ من طعامه) (¬2) 11/ 514 (كتاب الأطعمة- باب ما يقول إذا فرغ من طعامه) (¬3) اسمه يحيى بن دينار فيما قاله ابن سعد والنسائي، وقال غيرهما: يحيى بن الأسود، وقيل: ابن أبي الأسود، وقيل: ابن نافع.

لم يذكر رباح بن عبيدة. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 219) والبيهقي في "الدعوات" (454) • وقال مؤمل بن إسماعيل البصري: عن سفيان عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رباح عن أبي سعيد. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 353 - 354) • وقال معاوية بن هشام الكوفي: ثنا سفيان عن أبي هاشم عن رباح بن عبيدة عن أبي سعيد. لم يذكر إسماعيل بن رباح. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (288) والطبراني في "الدعاء" (898) وابن السني (464) • وقال أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري: ثنا سفيان عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رباح بن عبيدة عن أبيه عن أبي سعيد. أخرجه الترمذي في (الشمائل) (182) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو أحمد الزبيري به. ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2829) وفي "الشمائل" (1036) ورواه أحمد بن سعيد الرباطي عن أبي أحمد الزبيري فقال فيه: عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (289) وهو وهم. وإسماعيل بن رباح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: لا أعرفه مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": شبه تابعي، ما أدري من ذا، روى عنه أبو هاشم الرماني وحده، وحديثه مضطرب، وحديث أبي هاشم هذا عنه غريب منكر. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وقال ابن القطان الفاسي: وهذا في غاية الضعف، فإنّ إسماعيل هذا لا يعرف بغير هذا، ولا روى عنه إلا أبو هاشم، فحاله مجهولة، وأبوه أجهل منه، بل هو لا يعرف البتة" الوهم والإيهام 4/ 601

- ورواه مسلمة بن علي الخُشَني عن إسماعيل بن أبي خالد عن رباح بن عبيدة ابن أخت أبي سعيد عن أبي سعيد. أخرجه أبو الشيخ (ص 219) ومسلمة قال النسائي وغيره: متروك الحديث. - ورواه حجاج بن أرطأة عن رباح بن عبيدة واختلف عنه: • فقال أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر: عن حجاج عن رباح عن مولى لأبي سعيد عن أبي سعيد. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 309 و 10/ 342) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (89) وابن ماجه (3283) والترمذي (3457) • وقال حفص بن غياث الكوفي: عن حجاج عن رباح عن ابن أخي أبي سعيد عن أبي سعيد. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 354) وأبو سعيد الأشج (89) والترمذي (3457) • وقال يزيد بن هارون: أنا الحجاج عن رباح عن رجل عن أبي سعيد. أخرجه عبد بن حميد (907) وحجاج بن أرطأة ضعيف، ورياح بن عبيدة قال الذهبي في "الميزان" (1/ 228): فيه جهالة. وقيل: هو الباهلي الذي وثقه ابن معين وغيره، والله أعلم. الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن رجل عن أبي سعيد. أخرجه أحمد (3/ 98) عن وكيع عن إسرائيل عن منصور به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. الثالث: وهو عن أبي سعيد قوله. - يرويه حصين بن عبد الرحمن الكوفي واختلف عنه: - فقال محمد بن فضيل في "الدعاء" (112): ثنا حصين عن إسماعيل قال: كان أبو سعيد إذا فرغ من طعام قال: الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا وجعلنا مسلمين. رواه علي بن المنذر الكوفي عن ابن فضيل هكذا.

ورواه ابن أبي شيبة (8/ 310) عن ابن فضيل فقال فيه: عن إسماعيل بن أبي سعيد عن أبيه. وتابعه عبد الله بن إدريس الكوفي عن حصين عن إسماعيل بن أبي سعيد عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 309 - 310 و 10/ 343) • وقال عَبْثر بن القاسم الكوفي: عن حصين عن إسماعيل عن أبي سعيد. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 354) • وقال هشيم: عن حصين عن إسماعيل بن أبي إدريس عن أبي سعيد. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (290) وإسماعيل هذا قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 1966 - حديث ابن عباس: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أحدث نفسي بالأمر لأن أكون حممة أحبُّ إليّ من أن أتكلم به، قال: "الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة" قال الحافظ: قال ابن بطال: ولابن أبي شيبة من حديث ابن عباس: فذكره. وحديث ابن عباس أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه منصور بن المعتمر والأعمش عن ذَر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، الرجل منا يجد الشيء يحدث نفسه لأن يكون حممة أحب إليه من أنْ يتكلم به. قال: قال أحدهما "الحمد لله الذي لم يقدر منكم إلا على الوسوسة" وقال الآخر "الحمد لله الذي دايره على الوسوسة" أخرجه الطيالسي (ص 352) عن شعبة عن منصور والأعمش به. ومن طريقه أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (669) وابن منده في "الإيمان" (1/ 474) ¬

_ (¬1) 17/ 33 - 34 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

وفيه: وقال الآخر "الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة" وأخرجه أحمد (1/ 340) وابن نصر في "الصلاة" (781) والطحاوي في "المشكل" (1638 و 1639) والطبراني في "الكبير" (10838) وابن مندة في "الإيمان" (1/ 474) والبيهقي في "الشعب" (334) والبغوي في "شرح السنة" (60) من طرق عن شعبة به. ولم يذكر الطحاوي "الأعمش" في الموضع الأول. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - سفيان الثوري عن منصور والأعمش عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس أنّ رجلا قال: يا رسول الله! إني لأجد في نفسي شيئا لأن أكون حممة أحبّ إليّ من أن أتكلم به، فقال في حديث منصور "الله أكبر" وقالا جميعًا "الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (668) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان به (¬1). وأخرجه أحمد (1/ 235) والخطيب في "المتفق والمفترق" (538) عن وكيع وعبد بن حميد (701) وابن مندة (345) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن نصر في "الصلاة" (780) عن أبي داود عمر بن سعد الحفري وابن مندة (345) عن قبيصة بن عقبة الكوفي والطحاوي في "المشكل" (1640) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري كلهم عن سفيان عن منصور عن ذر به، ولم يذكروا الأعمش. 2 - جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أحدنا يحدث نفسه بالشيء، ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن مندة في "الإيمان" (345) والبيهقي في "الشعب" (335) إلا أنهما لم يذكرا الأعمش.

يعرض له، لأن يكون حممة أحبُّ إليه من أن يتكلم به؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي ردّ كيده (¬1) إلى الوسوسة" أخرجه أبو داود (5112) وابن نصر في "الصلاة" (779) وابن حبان (147) من طرق عن جرير به. قال العراقي: إسناده جيد" إتحاف السادة 8/ 296 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. 3 - شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس. أخرجه ابن مندة (1/ 473) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا شيبان به (¬2). الثاني: يرويه حماد بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ رجلًا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني لأجد في صدري (¬3) الشيء لأن أكون حُمما أحبّ إلى من أن أتكلم به، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الله أكبر، الحمد لله الذي رد أمره (¬4) إلى الوسوسة" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (658) والنسائي في "اليوم والليلة" (667) واللفظ له وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 285 - 286) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان الثوري عن حماد بن أبي سليمان به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 115) من طريق أحمد بن سنان الواسطي ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق به. ولفظه "قال: ذاك صريح الإيمان" قال النسائي: ما علمت أنّ أحدا تابع إسحاق على هذه الرواية، والصحيح ما رواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان" وقال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا إسحاق الأزرق" قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغيره، وحماد صدوق، فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "أمره" (¬2) واختلف فيه على شيبان، فقال آدم بن أبي إياس: ثنا شيبان ثنا قتادة عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (336) (¬3) وفي لفظ "نفسي" (¬4) وفي لفظ "كيده"

1967 - حديث أبي هريرة: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بطعام سخن فأكل فلما فرغ قال: "الحمد لله ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا" قال الحافظ: وعند ابن ماجه من حديث أبي هريرة: فذكره، وسنده حسن" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (4150) ثنا سويد بن سعيد ثنا علي بن مُسْهِر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: فذكر الحديث. وأخرجه البيهقي (7/ 280) من طريق أحمد بن الحسن الصوفي عن سويد بن سعيد به. قال البوصيري: هذا إسناد حسن، سويد مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 225 وقال ابن التركماني: هذا السند على شرط مسلم" الجوهر النقي 7/ 280 قلت: إنما أخرج مسلم لسويد بن سعيد في المتابعات كما قال الحافظ في "النكت" (1/ 276) وفي "تلخيص الحبير" (2/ 268) وقال: وقد اشتد إنكار أبي زرعة الرازي على مسلم في تخريجه لحديثه فاعتذر إليه من ذلك بما ذكرناه من أنّه لم يخرج ما تفرد به، وكان سويد بن سعيد مستقيم الأمر ثم طرأ عليه العمى فتغير وحدّث في حال تغيره بمناكير كثيرة حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته. فليس ما ينفرد به على هذا صحيحًا فضلا عن أنْ يخالف فيه غيره. وقال أيضًا: ضعيف جدًا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضا فكان أخذه عنه قبل أنْ يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أنْ عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا. من شدة ما كان يُذكر له عنه من المناكير انتهى ووثقه بعضهم لكن الأكثر على تضعيفه منهم: ابن معين وابن المديني والبخاري والنسائي وابن عدي وابن حبان. واختلف في هذا الحديث على الأعمش، فرواه وكيع عنه عن أبي صالح مرسلا. أخرجه أحمد في "الزهد" (1/ 37) وهذا أصح. ¬

_ (¬1) 14/ 73 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم -)

1968 - "الحمرة من زينة الشيطان، والشيطان يحب الحمرة" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل الحسن: فذكره، وصله أبو علي بن السكن وأبو محمد بن عدي ومن طريقه البيهقي في "الشعب" من رواية أبي بكر الهذلي وهو ضعيف عن الحسن عن رافع بن يزيد الثقفي رفعه "إنّ الشيطان يحب الحمرة، وإياكم والحمرة، وكلّ ثوب ذي شهرة" وأخرجه ابن مندة وأدخل في رواية له بين الحسن ورافع رجلا، فالحديث ضعيف، وبالغ الجورقاني فقال: إنه باطل. وقد وقفت على كتاب الجورقاني المذكور وترجمه بالأباطيل وهو بخط ابن الجوزي وقد تبعه على ما ذكر في أكثر كتابه في "الموضوعات" لكنه لم يوافقه على هذا الحديث فإنه ما ذكره في "الموضوعات" فأصاب" (¬1) ضعيف يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فرواه أبو بكر الهذلي عنه عن رافع بن يزيد الثقفي مرفوعا "إنّ الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة وكلّ ثوب ذي شهرة" أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة" (3/ 245) والطبراني في "الأوسط" (7704) وابن عدي (3/ 1172) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 151) وأبو نعيم في "الصحابة" (2670) والبيهقي في "الشعب" (5915) والجورقاني في "الأباطيل" (646) وقال: هذا حديث باطل" وتعقبه الحافظ فقال: كذا قال، وقوله: باطل، مردود، فإنّ أبا بكر الهذلي لم يوصف بالوضع، فغايته أنّ المتن ضعيف، أما حكمه عليه بالوضع فمردود" الإصابة 3/ 245 - 246 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف" المجمع 5/ 130 قلت: هو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. - ورواه قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا "إياكم والحمرة فإنها أحب الزينة إلى الشيطان" ¬

_ (¬1) 12/ 423 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر)

وفي لفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى رجل عليه ثياب حمر فقال: هذه زينة الشيطان" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 148) ومن طريقه الجورقاني في "الأباطيل" (648) عن يعقوب بن خالد بن نجيح البكري العبدي والطبراني (18/ 148) عن بكر بن مضر المصري قالا: ثنا سعيد بن بشير عن قتادة به. واختلف فيه على سعيد بن بشير، فرواه غير واحد عنه عن قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن يزيد بن رافع (¬1) مرفوعا "إياكم والحمرة فإنّها من أحب الزينة إلى الشيطان" أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" وابن مندة في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" (6/ 327) وأبو نعيم في "الصحابة" (4660) والجورقاني (647) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/ 1286) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2789) وأبو نعيم في "الصحابة" (4659) عن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي والحسن بن سفيان في "مسنده" وأبو نعيم في "الصحابة" (4660) عن أبي الجُمَاهر محمد بن عثمان التنوخي ثلاثتهم عن سعيد بن بشير به. قال الجورقاني: هذا حديث باطل، وإسناده مضطرب، والحسن لم يسمع من عمران شيئًا" قلت: وسعيد بن بشير قال ابن معين وابن المديني والنسائي وأبو داود وأبو مسهر: ضعيف. وتكلم ابن نمير وابن حبان والساجي في روايته عن قتادة، وقواه بعضهم. - ورواه غير واحد عن الحسن مرسلا، منهم: ¬

_ (¬1) وسماه بعضهم: راشد.

1 - يونس بن عبيد. أخرجه ابن قتيبة في "الغريب" (3/ 683) 2 - المبارك بن فَضالة، أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 1127) 2 - رجل لم يسم. أخرجه عبد الرزاق (19975) وهذا أصح. وله شاهد عن يحيى بن أبي كثير مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (19965) وآخر عن قتادة مرسلًا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (25/ 71) 1969 - "الحُمَّى حظ المؤمن من النار" قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث عائشة بسند حسن، وفي الباب عن أبي أمامة عند أحمد، وعن أبي ريحانة عند الطبراني، وعن ابن مسعود في "مسند الشهاب" (¬1) حسن ورد من حديث عائشة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي ريحانة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث أنس ومن حديث الحسن مرسلا. فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة مرفوعا "الحمى حظ كل مؤمن من النار" أخرجه البزار (كشف 765) عن محمد بن موسى الواسطي ثنا عثمان بن مخلد ثنا هُشيم عن المغيرة عن إبراهيم به. وقال: لا نعلم أسنده عن هشيم إلا عثمان" ¬

_ (¬1) 12/ 282 (كتاب الطب- باب الحمي من فيح جهنم)

وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" (¬1) الترغيب 4/ 300 - المجمع 2/ 306 وحكى المناوي عن الهيثمي أنّه قال: فيه عثمان بن مخلد ولم أجد من ذكره" فيض القدير 3/ 421 قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني في "العلل" (¬2): لا بأس به. وباقي رواته كلهم ثقات إلا أنّ فيه عنعنة هشيم فإنّه كان مدلسًا. وأعله الدارقطني بالوقف وقال: المحفوظ عن عائشة موقوفًا" (¬3) الثاني: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فقد النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا كان يجالسه فقال: "ما لي فقدت فلانا" قالوا: اغتبط، وكانوا يسمون الوعك الاغتباط، فقال "قوموا حتى نعوده" فلما دخل عليه بكى الغلام، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تبك فإنّ جبريل -عليه السلام- أخبرني أنّ الحمى حظ أمتي من جهنم" أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 113 - 114) عن تميم بن محمد الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان الفسوي ثنا عمر بن راشد المديني مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ثنا محمد بن عجلان عن هشام بن عروة به. وقال: لم يروه عن هشام بن عروة إلا محمد بن عجلان، ولا عن ابن عجلان إلا عمر بن راشد، تفرد به يعقوب بن سفيان" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن راشد ضعفه أحمد وغيره، ووثقه العجلي" المجمع 2/ 306 قلت: عمر بن راشد الذي ضعفه أحمد ووثقه العجلي هو اليمامي، وأما عمر بن راشد راوي هذا الحديث فهو المديني مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان وهو متهم بالوضع. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد بن حنبل (5/ 252 و 264) وأحمد بن منيع ¬

_ (¬1) وحسنه العراقي أيضًا. تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2334 (¬2) انظر "العلل المتناهية" (2/ 382) (¬3) انظر "العلل المتناهية" (2/ 382)

(إتحاف الخيرة 5244) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (46) والروياني (1269) والطحاوي في "المشكل" (2216) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (817) والطبراني في "الكبير" (7468) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 103) والبيهقي في "الآداب" (1050) وفي "الشعب" (9383) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 259 و 23/ 171) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف الليثي عن أبي الحصين الشامي عن أبي صالح الأشعري عن أبي أمامة مرفوعا "الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار" قال العراقي: حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2334 وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" إتحاف الخيرة 5/ 487 وقال المنذري: رواه أحمد بإسناد لا بأس به" الترغيب 4/ 300 وقال الهيثمي: وفيه أبو الحصين الفلسطيني ولم أر له راويا غير محمد بن مطرف" المجمع 2/ 305 قلت: هو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو غسان محمد بن مطرف. وخالفه إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر فرواه عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه عاد مريضا ومعه أبو هريرة، من وعك كان به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أبشر (¬1) إن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن (¬2) في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 229) وأحمد (2/ 440) وهناد في "الزهد" (391) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي أني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله به. وأخرجه ابن ماجه (3470) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (541) عن عبدان بن أحمد الأهوازي عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الترمذي (2088) عن هناد به. وأخرجه الترمذي أيضا وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (19) والحاكم (1/ 345) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 86) والبيهقي في "الشعب" (9384) وابن عبد البر في ¬

_ (¬1) وفي لفظ "اصبر" (¬2) ولفظ الترمذي "المذنب"

"التمهيد" (6/ 259) والواحدي في "الوسيط" (3/ 192) والأصبهاني في "الترغيب" (574) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (509) وابن بلبان في "المقاصد السنية" (ص 436 - 438) من طرق عن أبي أسامة به. ووقع عند الأصبهاني: عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. وهو الصواب فإنّ الذي يروي عنه أبو أسامة هو ابن تميم لا ابن جابر، قاله موسى بن هارون وأبو داود وغيرهما (¬1). وأخذ الحاكم بظاهر الإسناد فقال: صحيح الإسناد" (¬2) ولم ينفرد أبو أسامة به بل تابعه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعود رجلًا من أصحابه وبه وَعَك وأنا معه، ثم قال "إنّ الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة" أخرجه الطبري في "تفسيره" (16/ 111) واللفظ له وابن السني (542) والبيهقي (3/ 381 - 382) قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 914 قلت: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم قال أبو زرعة وغيره: ضعيف. وخالفه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي فرواه عن إسماعيل بن عبيد الله قال: مرضت فعادني أبو صالح الأشعري فحدثني عن كعب قال: الحمى كير من النار يبعثه الله على عبده المؤمن في الدنيا فيكون حظه من نار جهنم" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 483) والبيهقي (3/ 382) وهذا أصح. وكذا صوب الدارقطني أنّه عن كعب. علل الدارقطني 10/ 221 ولحديث أبي أمامة طريق أخرى عند الخطيب في "تالي التلخيص" (218) وفيها زافر بن سليمان وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وضعفه ابن حبان وابن عدي وغيرهما. ¬

_ (¬1) قال الدارقطني في "العلل" (10/ 220): رواه أبو أسامة فقال: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ووهم في نسبه وإنما هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم" (¬2) وكذا البوصيري حيث قال: هذا إسناد صحيح رجاله موثقون" مصباح الزجاجة 4/ 61

وأما حديث أبي ريحانة فأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 63) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (21) والطحاوي في "المشكل" (2217) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 345) وابن عدي (4/ 1356) والبيهقي في "الشعب" (9386) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 360) من طريق عصمة بن سالم الهنائي عن الأشعث بن جابر الحُدّاني عن شهر بن حوشب عن أبي ريحانة مرفوعا "الحمى كير من نار جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار" قال ابن طاهر: إسناده فيه جماعة ضعفاء" فيض القدير 3/ 420 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام ووثقه جماعة" المجمع 2/ 306 قلت: شهر بن حوشب وعصمة بن سالم صدوقان، والأشعث هو ابن عبد الله بن جابر الحداني وثقه النسائي وغيره، فالإسناد حسن إنْ كان شهر بن حوشب سمع من أبي ريحانة فإنّه لم يذكر سماعا منه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه القضاعي (62) من طريق صالح بن أحمد الهروي ثنا أحمد بن راشد الهلالي ثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن الحسن بن صالح عن الحسن بن عمرو عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود مرفوعا "الحمى حظ كل مؤمن من النار، وحُمّى ليلة يكفر خطايا سنة مُجَرَّمة" قال العراقي: حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2334 وقال المناوي: وأعله ابن طاهر بالحسن بن صالح وقال: تركه يحيى القطان وابن مهدي. فقول شارحه العامري: إنه صحيح، خطأ صريح" الفيض 3/ 421 قلت: الحسن بن صالح هو ابن صالح بن حي الهمداني وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي والعجلي والدارقطني وغيرهم، فإعلال ابن طاهر الحديث بالحسن بن صالح ليس بصواب، ولعل ترك ابن القطان وابن مهدي له لأمر آخر غير الحديث (¬1). وأما حديث عثمان فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (157) والعقيلي (2/ 287 و 3/ 448) من طريق الفضل بن حماد الأزدي الواسطي ثنا عبد الله بن عمران القرشي ثنا مالك بن دينار عن معبد الجهني عن عثمان مرفوعا "الحمى حظ المؤمن في الدنيا من النار يوم القيامة" ¬

_ (¬1) انظر ترجمة الحسن بن صالح في "تهذيب التهذيب"

قال العقيلي: إسناده غير محفوظ والمتن معروف بغير هذا الإسناد، وقد روي في هذا أحاديث مختلفة في الألفاظ بأسانيد صالحة، وعبد الله بن عمران لا يتابع على حديثه. وقال: الفضل بن حماد عن عبد الله بن عمران في إسناده نظر. وهذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا" وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سليمان بن داود الشاذكوني ثنا عُبيس بن ميمون ثني قتادة عن أنس مرفوعا "الحمى حظ المؤمن من النار" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7536) وأبو نعيم في "الصحابة" (2592) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عبيس بن ميمون، تفرد به الشاذكوني" وقال الهيثمي: وفيه عبيس بن ميمون ضعفه أحمد وجماعة، وقال الفلاس: صدوق كثير الخطأ والوهم متروك الحديث" المجمع 2/ 306 قلت: والشاذكوني قال البغوي: رماه الأئمة بالكذب. وخالفه محمد بن جامع العطار فرواه عن عبيس بن ميمون عن قتادة بن دعامة السدوسي عن أبيه مرفوعا. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2591) وقال: وهو تصحيف ووهم، وصوابه قتادة عن أنس" الثاني: يرويه أبو خلف الأعمى عن ثابت عن أنس مرفوعا "إنّ الحمى كُور من كُؤور جهنم، من ابتلي بشيء منها كانت حظه من النار" أخرجه أبو يعلى (3457) عن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ثنا زهير بن إسحاق ثنا أبو خلف به. وأبو خلف الأعمى كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم وابن حبان: منكر الحديث. وأما حديث الحسن فأخرجه هناد في "الزهد" (392) عن عبدة بن سليمان الكلابي عن جُويبر عن أبي سهل عن الحسن مرفوعا "إنّ لكل آدمي حظًا من النار، وحظ المؤمن منها الحمى، يحترق جلده ولا يحترق جوفه وهي حظه منها" وإسناده ضعيف لضعف جويبر.

1970 - عن عبد الرحمن بن المرقع رفعه "الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض، فبردوا لها الماء في الشنان وصبوه عليكم فيما بين الأذانين: المغرب والعشاء" قال: ففعلوا فذهب عنهم. قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) ضعيف روي من حديث عبد الرحمن بن المرقع ومن حديث أنس ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث عبد الرحمن بن المرقع فأخرجه البخاري في "تاريخه" (3/ 1/ 248) وإسحاق بن راهويه والحسن بن سفيان في "مسنديهما" والبغوي والطبراني في "الكبير" كما في "المقاصد" (ص 194) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 164) وأبو نعيم في "الصحابة" (4538 و 4657) والقضاعي (59) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 160 - 161) من طريق عبد الله بن عبيد الله أبي عاصم العباداني عن محبر بن هارون عن أبي يزيد المديني عن عبد الرحمن (¬2) بن المرقع قال: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قسمها على ثمانية عشر سهما، فجعل لكل مائة سهما، وهي مخضرة من الفواكه، فواقع الناس الفاكهة فمغثتهم الحُمّى، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الحمى رائد الموت، وسجن الله في الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتهم فبردوا لها الماء في الشنان، فصبوها عليكم بين الصلاتين -يعني المغرب والعشاء" قال: ففعلوا فذهب عنهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله لم يخلق وعاءً إذا ملئ شرًا من البطن، فإن كان لابد فاجعلوا ثلثا للطعام، وثلثا للشراب، وثلثا للريح" اللفظ للبيهقي. قال الهيثمي: وفيه المحبر بن هارون ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 95 قلت: المحبر بن هارون ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 526) وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راويا إلا أبا عاصم العباداني فهو مجهول. وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الطب" كما في "المقاصد" (ص 193) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أنس مرفوعا "الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض" ¬

_ (¬1) 12/ 285 (كتاب الطب- باب الحمى من فيح جهنم) (¬2) وسُمي في رواية للطبراني "عبد الله"

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وأما حديث الحسن فله عنه طرق: الأول: يرويه جرير بن عبد الحميد الرازي عن ابن شبرمة عن الحسن مرفوعا "الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض للمؤمن" أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (73) والبيهقي في "الشعب" (9404) الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم عن الحسن مرفوعا "إنّ الحمى رائد الموت، وهي سجن المؤمن، وهي قطعة من النار، ففتروها عنكم بالماء البارد" أخرجه هناد في "الزهد" (407) الثالث: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن مرفوعا "الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض، يحبس عبده إذا شاء، ثم يرسله إذا شاء، ففتروها بالماء" أخرجه ابن قتيبة في "الغريب" (1/ 349) وابن أبي الدنيا في "المرض" (92) والقضاعي (58) والبيهقي في "الشعب" (9405) قال السخاوي بعد أن ذكر هذه الأحاديث، وبالجملة فهو حديث حسن" وقال السيوطي: الحديث ضعيف" الحاوي للفتاوي 2/ 105 قلت: وهو كما قال. 1971 - "الحلال بيّن والحرام بيّن" سكت عليه الحافظ (¬1). - هو في "صحيح البخاري" (فتح 1/ 134 - 136) من حديث النعمان بن بشير. 1972 - "الحياء خير كله" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 13/ 136 - 137) ومسلم (1/ 64) من حديث عمران بن حَصين. ¬

_ (¬1) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 1/ 58 (كتاب الإيمان- باب أمور الإيمان)

1973 - "الحياء خير كله" قال الحافظ: وأخرج البزار هذا الحديث من حديث أنس وزاد في آخره: وكان يقول: فذكره" (¬1) أخرجه البزار (كشف 1968 و 2458) عن محمد بن عمر بن علي المُقدمي ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدّ حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الحياء خير كله" وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 40 - 41) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن عمر بن علي به. قال البزار: لم نسمع أحدا يحدث به عن معاذ إلا محمد بن عمر، وكان ثقة، وإنما يعرف هذا الحديث عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري، ورواه محمد بن سواء عن سعيد عن قتادة عن أبي السوار عن أبي سعيد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمر المقدمي وهو ثقة" المجمع 8/ 26 و 9/ 17 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد هشام الدَّسْتُوائي به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس قال: فذكره، ولم يذكر قوله "الحياء خير كله" أخرجه أبو يعلى (3124) عن موسى بن عبد الرحمن أبي عمران السلعي ثنا عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة به. وأخرجه أبو الشيخ (ص 40) عن أبي يعلى به. وإسناده ضعيف لضعف عمر بن سعيد الأبح. 1974 - "الحياء لا يأتي إلا بخير" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 13/ 136 - 137) ومسلم (1/ 64) عن عمران بن حَصين. ... ¬

_ (¬1) 7/ 387 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 1/ 81 (كتاب الإيمان- باب الحياء من الإيمان)

حرف الخاء

حرف الخاء 1975 - " خالفوا المجوس" قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند مسلم (260): فذكره. وقال: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم "أرجئوا" وضبطت بالجيم والهمزة: أي أخروها، وبالخاء المعجمة بلا همز: أي أطيلوها" (¬1) وتمامه عند مسلم "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس" 1976 - "خالفوا اليهود فإنّهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم" قال الحافظ: روى أبو داود والحاكم من حديث شداد بن أوس مرفوعا: فذكره" (¬2) حسن ورد من حديث شداد بن أوس ومن حديث أنس فأما حديث شداد بن أوس فأخرجه أبو داود (652) والدولابي في "الكنى" (1/ 132) وابن حبان (2186) والطبراني في "الكبير" (7165) والحاكم (1/ 260) والبيهقي (2/ 432) والبغوي في "شرح السنة" (534) من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري عن هلال بن ميمون الرملي عن أبي ثابت يعلي بن شداد بن أوس عن أبيه به مرفوعا. ولفظ الطبراني "صلوا في نعالكم خالفوا اليهود" وزاد ابن حبان "والنصارى" ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن هلال بن ميمون عن يعلي بن شداد عن ¬

_ (¬1) 12/ 471 (كتاب اللباس- باب تقليم الأظفار) (¬2) 2/ 40 (كتاب الصلاة- باب الصلاة في النعال)

أبيه أو غيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -شك هلال- مرفوعا "صلوا في نعالكم ولا تشبهوا باليهود" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7164) قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: هلال بن ميمون وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو حاتم، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 597) عن عقبة بن مكرم العمي ثنا أبو قتيبة ثنا عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس مرفوعا "خالفوا اليهود وصلوا في خفافكم ونعالكم فإنّهم لا يصلون في خفافهم ونعالهم" وقال: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ولا حدّث به عن عمر إلا أبو قتيبة، وعمر مشهور" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن نبهان وهو ضعيف" المجمع 2/ 54 1977 - عن جابر قال: ختن النبي - صلى الله عليه وسلم - حسنا وحسينا لسبعة أيام" قال الحافظ: وأخرج أبو الشيخ من طريق الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن ابن المنكدر أو غيره عن جابر: فذكره، وأخرج البيهقي حديث جابر" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الصغير" (891) وابن عدي (3/ 1074 - 1075) والبيهقي (8/ 324) من طريق محمد بن المتوكل -وهو ابن أبي السري- العسقلاني ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد المكي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: عقّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام. قال ابن عدي: لا أعلم رواه عن الوليد غير محمد بن المتوكل وهو محمد بن أبي السري العسقلاني" وقال الطبراني: لم يروه عن ابن المنكدر إلا زهير بن محمد، ولم يقل أحد ممن روى هذا الحديث "وختنهما لسبعة أيام" إلا الوليد بن مسلم" ¬

_ (¬1) 12/ 463 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

قلت: وإسناده ضعيف، محمد بن المتوكل وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي وغيره: كثير الغلط. وزهير بن محمد مختلف فيه، ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة كما قال أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ الوليد بن مسلم شامي. والوليد بن مسلم يدلس ولم يذكر سماعا من زهير بن محمد. 1978 - عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ أنّ ثابت بن قيس ضرب امرأته، فذكر نحو حديث الباب وقال في آخره "خذ الذي لها وخلّ سبيلها" قال: نعم، فأمرها أن تتربص حيضة وتلحق بأهلها. قال الحافظ: ووقع في رواية النسائي والطبراني من حديث الربيع بنت معوذ أنّ ثابت بن قيس بن شَمَّاس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أُبي، فأتى أخوها يشتكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال: وفي رواية للنسائي والطبراني من حديث الربيع بنت معوذ: فذكره" (¬1) صحيح وله عن الربيع بنت معوذ طريقان: الأول: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني أنّ الربيع بنت معوذ بن عفراء أخبرته أنّ ثابت بن قيس بن شَمَّاس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي، فأتى أخوها يشتكيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ثابت فقال له "خذ الذي لها عليك وخلّ سبيلها" قال: نعم، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ تتربّص حيضة واحدة فتلحق بأهلها. أخرجه النسائي (6/ 153) وفي "الكبرى" (5691) عن أبي علي محمد بن يحيى المروزي أخبرني شاذان بن عثمان أخو عبدان ثنا أبي ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير أني محمد بن عبد الرحمن به. وإسناده صحيح رواته ثقات، وشاذان بن عثمان اسمه عبد العزيز بن عثمان بن جبلة وشاذان لقبه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6959) من طريق خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة ثني أبي به. ¬

_ (¬1) 11/ 316 و 321 (كتاب الطلاق- باب الخلع)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا ابن المبارك، تفرد به عثمان بن جبلة" الثاني: يرويه ابن لَهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ويحيى بن النضر ويزيد بن قسيط عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن الربيع بنت معوذ أنّها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن امرأة ثابت بن قيس بن الشماس الأنصارية أنّه كان بينها وبين زوجها بعض الشيء، وكان رجل فيه شدة، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكلمته، فأرسل إلى ثابت بن قيس فتكلما عنده بما شاء ثم إنّه قبل منها فدية فافتدت منه، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ تعتد حيضة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3337) عن محمد بن مسكين اليمامي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 265) عن حبوش بن رزق الله المصري ثنا عبد الله بن يوسف به إلا أنّه لم يذكر يزيد بن قسيط. وأخرجه الدارقطني (3/ 256) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 374) من طريق محمد بن شاذان الجوهري ثنا معلي بن منصور ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن الربيع بنت معوذ قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر امرأة ثابت بن قيس حين اختلعت منه أن تعتد حيضة. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وقد روي عن الربيع بنت معوذ أنها اختلعت من زوجها. فروى محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي مولى آل طلحة عن سليمان بن يسار عن الربيع بنت معوذ أنّها اختلعت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أُمرت أنْ تعتد بحيضة. أخرجه الترمذي (1185) عن محمود بن غيلان المروزي أنبأ الفضل بن موسى عن سفيان أنبأ محمد بن عبد الرحمن به. وأخرجه ابن الجارود (763) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمود بن غيلان به. وأخرجه البيهقي (7/ 450) من طريق عبد الرحيم بن منيب ثنا الفضل بن موسى به. قال الترمذي: حديث الربيع، الصحيح أنّها أمرت أنْ تعتد بحيضة" قلت: أخرجه البيهقي (7/ 450) من طريق وكيع عن سفيان بهذا الإسناد عن الربيع أنّها اختلعت من زوجها فأمرت أنْ تعتد بحيضة.

وقال: هذا أصح وليس فيه من أمرها ولا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روينا في كتاب الخلع أنّها اختلعت من زوجها زمن عثمان بن عفان. ثم أخرج من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع أنّ ابن عمر أخبره أنّ ربيع بنت بن عفراء اختلعت من زوجها على عهد عثمان، فذهب عمها معاذ بن عفراء إلى عثمان، فقال: إنّ ابنة معوذ قد اختلعت من زوجها اليوم أفتنتقل؟ فقال عثمان: تنتقل وليس عليها عدة إنّها لا تنكح حتى تحيض حيضة واحدة. قال البيهقي: فهذه الرواية تصرّح بأنّ عثمان هو الذي أمرها بذلك. 1979 - حديث المِسْور بن مخرمة: سقط عني ثوبي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "خذ عليك ثوبك ولا تمشوا عراة" قال الحافظ: وأخرج مسلم (341) وأبو داود (4016) من حديث المسور بن مخرمة: فذكره" (¬1) 1980 - عن معاذ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه إلى اليمن قال "خذ من كل حالم دينارا" قال الحافظ: وفيه حديث مسروق عن معاذ: فذكره، أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي والحاكم" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تَبِيْعا ... " 1981 - عن عبد الرحمن بن سابط أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع مفتاح الكعبة إلى عثمان، فقال "خذها خالدة مخلدة، إني لم أدفعها إليكم ولكنّ الله دفعها إليكم ولا ينزعها منكم إلا ظالم" قال الحافظ: وروى ابن عائذ من مرسل عبد الرحمن بن سابط: فذكره" (¬3) 1982 - عن أبي هريرة: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمرات فقلت: ادع لي فيهن بالبركة، قال: فقبض ثم دعا، ثم قال: "خذهنّ فاجعلهنّ في مِزْوَد، فإذا أردت أن تأخذ منهنّ فأدخل يدك فخذ ولا تنثرهنّ نثرا" فحملت من ذلك كذا وكذا وسقا في سبيل الله، وكنا نأكل ونطعم، وكان المزود معلقا بِحِقْوِي لا يفارقه، فلما قتل عثمان انقطع. ¬

_ (¬1) 12/ 365 (كتاب اللباس وقول الله تعالى {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعرَاف: 32]) (¬2) 7/ 68 (كتاب فرض الخمس- باب الجزية) (¬3) 9/ 79 (كتاب المغازي- باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة)

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه، والبيهقي في "الدلائل" من طريق أبي العالية عن أبي هريرة: فذكره. وأخرجه البيهقي أيضا من طريق سهل بن زياد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة مطولا وفيه "فأدخل يدك فخذ ولا تكفىء فيكفأ عليك" ومن طريق يزيد بن أبي منصور عن أبيه عن أبي هريرة نحوه" (¬1) حسن وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه حماد بن زيد ثنا المهاجر مولى آل أبي بكرة عن أبي العالية الرياحي عن أبي هريرة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2) بتمرات، فقلت: يا رسول الله، ادع الله (¬3) فيهنّ بالبركة، فضمهنّ (¬4) ثم دعا لي فيهنّ بالبركة، فقال: "خذهنّ واجعلهنّ في مِزوَدك هذا أو في هذا المزود، كلما أردت أنْ تأخذ منه شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا" فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وَسْق في سبيل الله، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان (¬5) لا يفارق حِقْوِي حتى كان يوم قتل عثمان فإنّه انقطع (¬6). أخرجه أحمد (2/ 352) والترمذي (3839) واللفظ له وابن عدي (3/ 1025 و 6/ 2452) وتمام (1765) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 109) والمزي في "التهذيب" (28/ 580 - 581) من طرق عن حماد بن زيد به. ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن مولى لأبي بكرة (¬7) - ولم يسمه- عن أبي العالية عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (6/ 2452) وأبو نعيم في "الدلائل" (341) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة" ¬

_ (¬1) 14/ 59 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر) (¬2) زاد أحمد "يوما" (¬3) زاد أحمد وغيره "لي" (¬4) ولفظ أحمد "فصفهن بين يديه" ولفظ البيهقي "فقبضهن" ولفظ المزي" فوضعهن في يده" (¬5) زاد البيهقي "المزود معلقا بحقوي" (¬6) زاد أحمد "عن حقوي فسقط" (¬7) ووقع في رواية ابن عدي "يعني مهاجر"

قلت: وهو كما قال، والمهاجر ذكره ابن حبان والعجلي وابن شاهين في "الثقات"، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق، وضعفه أبو حاتم. وحماد بن زيد وأبو العالية ثقتان مشهوران. الثاني: يرويه سهيل بن زياد أبو زياد ثنا أيوب السَّخْتياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة، فأصابهم عوز من الطعام، فقال "يا أبا هريرة عندك شيء؟ " قلت: شيء من تمر في مزود لي، قال "جيئ به" قال: فجئت بالمزود، قال "هات نطعا" فجئت بالنطع فبسطته، فأدخل يده فقبض على التمر فإذا هو إحدى وعشرون تمرة، ثم قال "بسم الله" فجعل يضع كل تمرة ويسمي، حتى أتى على التمر، فقال به هكذا، فجمعه، فقال "أدع فلانا وأصحابه" فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا، ثم قال "ادع فلانا وأصحابه" فأكلوا وشبعوا وخرجوا، ثم قال "أدع فلانا وأصحابه" فأكلوا وشبعوا وخرجوا، وفضل تمر، فقال لي "أقعد" فقعدت، فأكل وأكلت، وفضل تمر، فأخذه فأدخله في المزود، فقال لي "يا أبا هريرة إذا أردت شيئا فأدخل يدك فخذ ولا تكفأ فيكفأ عليك" قال: فما كنت أريد تمرا إلا أدخلت يدي، فأخذت منه خمسين وَسْقا في سبيل الله، وكان معلقا خلف رجلي فوقع في زمان عثمان بن عفان فذهب. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 109 - 110) عن أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنبأ الحسين بن يحيى بن عباس القطان ثنا حفص بن عمرو ثنا سهيل بن زياد به. وسهيل بن زياد هو الحارثي كما في ترجمة حفص بن عمرو من "تهذيب الكمال"، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": ما ضعفوه، وأبو الفتح الحفار صدوق، والباقون كلهم ثقات. الثالث: يرويه يزيد بن أبي منصور البصري عن أبيه عن أبي هريرة قال: أصبت بثلاثة مصائب في الإسلام، لم أصب بمثلهن: موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت صويحبه (¬1)، وقتل عثمان، والمزود، قالوا: وما المزود يا أبا هريرة؟ قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر (¬2) فقال "يا أبا هريرة هل معك شيء؟ " قلت: نعم، تمر في مزود معي، قال "جيئ به" قال: فأخرجت منه تمرا، فأتيته به، فمسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا فيه (¬3) وقال "ادع عشرة" فدعوت ¬

_ (¬1) زاد الطبراني "وخويدمه" (¬2) ولفظ الطبراني "غزاة" وزاد "فأصاب الناس مخمصة" (¬3) ولفظ الطبراني "فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها"

عشرة، فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال "ادع لي عشرة" فأكلوا حتى شبعوا، ثم كذلك حتى أكل الجيش كلهم، وبقي من تمر المزود، فقال "يا أبا هريرة خذه فأعده في المزود، فإذا أردت أنْ تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فيه (¬1) ولا تكبّه" قال: فأكلت منه حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكلت منه حياة أبي بكر كلها، وأكلت منه حياة عمر كلها، وأكلت منه حياة عثمان، فلما قتل عثمان انتهب ما في بيتي وانتهب (¬2) المزود، ألا أخبركم كم أكلت منه؟ أكلت منه أكثر من مائتي وَسْق. أخرجه الطبراني في "الدلائل" كما في "الدلائل" لأبي القاسم الأصبهاني (140) وعنه أبو نعيم في "الدلائل" (342) عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي وتمام (1766) واللفظ له والبيهقي في "الدلائل" (6/ 110 - 111) عن سهل بن أسلم العدوي كلاهما عن يزيد بن أبي منصور به. وأبو منصور ترجمه ابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه يزيد فهو مجهول. 1983 - "خذوا العلم قبل أنْ يقبض أو يرفع" فقال أعرابي: كيف يرفع؟ فقال "ألا إنّ ذهاب العلم ذهاب حملته" ثلاث مرات. قال الحافظ: رواه أحمد والطبراني من حديث أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬3) أخرجه أحمد (5/ 266) والطبراني في "الكبير" (7867) من طريق مُعان بن رفاعة ثنا علي بن يزيد ثني القاسم مولى بني يزيد عن أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم (¬4) فقال: "يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أنْ يقبض العلم وقبل أنْ يرفع العلم" وقد كان أنزل الله -عز وجل- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ ¬

_ (¬1) زاد الطبراني "واقبض" (¬2) ولفظ الطبراني "وذهب" (¬3) 1/ 205 (كتاب العلم- باب كيف يقبض العلم) (¬4) ولفظ الطبراني "أحمر"

عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)} [المائدة: 101] قال: فكنا نذكرها كثيرا فتمنعنا من مسألته واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأتينا أعرابيا فرشوناه برداء، قال: فاعتم به حتى رأيت حاشية البرد خارجة من حاجبه الأيمن، قال: ثم قلنا له: سل النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال له: يا نبي الله، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا وخدمنا؟ قال: فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب، قال: فقال "أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإنّ ذهاب العلم أنْ يذهب حملته (¬1) " ثلاث مرار. اللفظ لأحمد. ومعان بن رفاعة هو السَّلامي وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. ولم ينفرد به بل تابعه عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "عليكم بالعلم قبل أنْ يقبض، وقبل (¬2) أنْ يرفع" ثم جمع بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام (¬3)، وقال "العالم والمتعلم شريكان في الأجر (¬4)، ولا خير في سائر الناس بعد" أخرجه ابن ماجه (228) والطبراني في "الكبير" (7875) والآجري في "أخلاق العلماء" (52) وفي "الأربعين" (2) واللفظ له وابن عدي (5/ 1813) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 90) وتمام (ق 79/ أ) وابن عبد البر في "الجامع" (1/ 33 - 34 و 34) والخطيب في "التاريخ" (2/ 212) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2138) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (664) والقاضي عياض في "الغنية" (ص 165 - 166) من طرق عن عثمان بن أبي العاتكة به. قال البوصيري: هذا إسناد فيه علي بن زيد بن جُدْعَان والجمهور على تضعيفه" مصباح الزجاجة 1/ 31 كذا قال: علي بن زيد، وإنما هو علي بن يزيد الألهاني، قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه. ولم ينفرد به بل تابعه الوليد بن أبي مالك الهَمْداني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني "أهله" (¬2) ولفظ ابن ماجه "وقبضه" (¬3) زاد ابن ماجه والحاكم "هكذا" (¬4) ولفظ الحاكم "في الخير شريكان"

أبي أمامة مرفوعا "خذوا العلم قبل أنْ ينفد" ثلاثا، قالوا: يا رسول الله، وكيف ينفد وفينا كتاب الله؟ فغضب لا يغضبه الله، ثم قال: "ثكلتكلم أمهاتكلم ألم تكن التوراة والإنجيل في بني إسرائيل ثم لم يغن عنهم شيئا، إنّ ذهاب العلم ذهاب حملته" ثلاثا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7906) واللفظ له والخليلي في "الإرشاد" (184) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (79) من طرق عن حماد (¬1) بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة عن الوليد بن أبي مالك به. ولفظ الخليلي "خذوا العلم قبل أنْ يقبض، فإنّ قبض العلم ذهاب العلماء" وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة، والوليد بن أبي مالك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا "يوشك بالعلم أنْ يرفع" فرددها ثلاثا، فقال زياد بن لبيد: يا نبي الله بأبي وأمي، وكيف يرفع العلم منا وهذا كتاب الله قد قرأناه، نقرئه أبناءنا ويُقرئه أبناءنا أبناءهم، فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ثكلتك أمك يا زياد بن لبيد إنْ كنت لأعدّك من فقهاء أهل المدينة، أو ليس هؤلاء اليهود عندهم التوراة والإنجيل، فما أغنى عنهم، إنّ الله ليس يذهب بالعلم رفعا يرفعه، ولكن يذهب بحملته" وأحسبه قال "ولا يذهب عالم من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسدّ إلى يوم القيامة" أخرجه البزار (كشف 235) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان أبي مهدي الحنفي. وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 403) وفيه مسلمة بن علي الخُشَني وهو متروك (¬2). 1984 - عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه فصنعت له طعاما، وصنعت له حفصة طعاما فسبقتني فقلت للجارية: انطلقي فأكفئي قصعتها، فأكفأتها فانكسرت وانتشر الطعام فجمعه على النطع فأكلوا، ثم بعث بقصعتي إلى حفصة فقال "خذوا ظرفا مكان ظرفكم" ¬

_ (¬1) خالفه معتمر بن سليمان فرواه عن الحجاج عن عوف بن مالك عن القاسم عن أبي أمامة به. أخرجه الدرمي (246) والروياني (1190) (¬2) وللحديث شواهد فانظر حديث "يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض ... "

قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وابن ماجه من طريق رجل من بني سوأة غير مسمى عن عائشة، وبقية رجاله ثقات" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (2333) عن ابن أبي شيبة وهو في "مصنفه" (14/ 214 - 215): ثنا شَريك بن عبد الله عن قيس بن وهب عن رجل من بني سوأة قال: قلت لعائشة: أخبريني عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: أو ما تقرأ القرآن {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القَلَم: 4]؟ قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، فصنعت له طعاما، وصنعت له حفصة طعاما، فسبقتني حفصة. فقلت للجارية: انطلقي فأكفئي قصعتها، فلحقتها وقد همت أنْ تضع بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكفأتها فانكسرت القصعة، وانتشر الطعام، فجمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما فيها من الطعام على النطع، فأكلوا، ثم بعث بقصعتي فدفعها إلى حفصة فقال "خذوا ظرفا مكان ظرفكم وكلوا ما فيها" قالت: فما رأيت ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف للجهالة بالتابعي" مصباح الزجاجة 3/ 46 قلت: وشريك بن عبد الله هو القاضي وهو مختلف فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره. 1985 - "خذوا عني قد جعل الله لهنّ سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم" قال الحافظ: وروى مسلم (1960) وأصحاب السنن من حديث عبادة بن الصامت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: وثبت في صحيح مسلم عن عبادة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬3) 1986 - "خذوا عني مناسككم" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم: فذكره" (¬4) ¬

_ (¬1) 6/ 49 - 50 (كتاب المظالم- باب إذا كسر قصعتة أو شيئا لغيره) (¬2) 9/ 306 (كتاب التفسير- تفسير سورة النساء) (¬3) 15/ 127 (كتاب الحدود- باب رجم المحصن) (¬4) 1/ 228 (كتاب العلم- باب الانصات للعلماء)

وذكره في مواضع أخرى وسكت عليه (¬1). أخرجه مسلم (1297) عن جابر مرفوعا "لتأخذوا مناسككم فإنّي لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه" واللفظ الذي ذكره الحافظ هو للبيهقي (5/ 125) 1987 - "خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك" قال الحافظ: أخرجه مسلم وأصحاب السنن من حديث أبي سعيد الخدري وفيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (1556) عن أبي سعيد قال: أصيب رجل في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمار ابتاعها، فكثر دَينه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تصدقوا عليه" فتصدق الناس عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك". 1988 - "خذوا من الأعمال ما تطيقون فإنّ الله لا يمل حتى تملوا" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 3/ 279) من حديث عائشة. 1 - عن ابن جُريج أنّ عليا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اجمع لنا الحجابة والسقاية، فنزلت {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النِّساء: 58] فدعا عثمان فقال: "خذوها يا بني شيبة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم" قال الحافظ: وروى ابن عائذ من طريق ابن جريج: فذكره" (¬4) مرسل يرويه ابن جريج واختلف عنه: - فقال مسلم بن خالد الزَّنْجي: عن ابن جريج أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "خذوها يا بني أبي طلحة، خذوا ما أعطاكم الله ورسوله تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم". ¬

_ (¬1) 2/ 45 (كتاب الصلاة- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]) و4/ 231 (كتاب الحج- باب صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لسبوعه ركعتين) و4/ 287 (كتاب الحج- باب من ساق البدن معه) (¬2) 5/ 463 (كتاب الاستقراض- باب من باع مال المفلس أو المعدم) (¬3) 3/ 257 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - الليل) (¬4) 9/ 79 (كتاب المغازي- باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة)

أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 265) عن جده قال: أنا مسلم بن خالد به. وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد. وروى حجاج بن محمد المِصيصي عن ابن جريج في قوله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] قال: نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، قبض منه النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاتيح الكعبة، ودخل بها البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح. أخرجه الطبري (5/ 145) من طريق سُنَيد بن داود المِصيصي ثني حجاج عن ابن جريج به. - وقال سعيد بن سالم القداح: عن ابن جريج عن مجاهد في قوله - عز وجل- {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] قال: نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، فذكر نحو ما تقدم وزاد "خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله سبحانه لا ينزعها منكم إلا ظالم" أخرجه الأزرقي (1/ 265) عن جده عن سفيان عن سعيد بن سالم به. ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 90) وإسناده حسن. - وقال عبد الرزاق (9076): عن بعض أصحابنا عن ابن جريج ثني ابن أبي مُليكة قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن طلحة يوم الفتح بمفتاح الكعبة، فأقبل به مكشوفا، حتى دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال العباس: يا نبي الله اجمع لي الحجابة مع السقاية، ونزل الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ادعوا لي عثمان بن طلحة" فدعي له، فدفعه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وستر عليه، ثم قال "خذوه يا بني طلحة لا ينتزعه منكم إلا ظالم". وإسناده ضعيف للذي لم يسم. 1990 - "خذي من ماله بالمعروف" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 11/ 443) من حديث عائشة. ¬

_ (¬1) 11/ 208 (كتاب النكاح- باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه)

1991 - حديث ابن عباس: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فرقى المنبر. قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد وأصحاب السنن: فذكره" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (4893) وابن أبي شيبة (2/ 473 و 14/ 251) وأحمد (1/ 230 و 355) وابن ماجه (1266) والترمذي (559) والنسائي (3/ 126 و 132) وفي "الكبري" (1808 و 1826) وابن خزيمة (1405 و 1408) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 315) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 324) وابن حبان (2862) والطبراني في "الكبير" (10818) وفي "الدعاء" (2203 و 2207) والدارقطني (2/ 68) والحاكم (1/ 326 - 327) والبيهقي (3/ 344 و 347 - 348) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 173) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 488 - 489) عن سفيان الثوري وأبو داود (1165) والترمذي (558) والنسائي (3/ 127) وفي "الكبرى" (1807 و 1811) والطحاوي (1/ 324) والبيهقي (3/ 344 و 347) وفي "المعرفة" (5/ 166) عن حاتم بن إسماعيل المدني كلاهما عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال: أخبرني أبي قال: أرسلني الوليد بن عتبة (¬2) وكان أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء، فقال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فرقى على المنبر، ولم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما (¬3) يصلي في العيد. لفظ حديث حاتم بن إسماعيل. ولفظ حديث سفيان "أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن (¬4) الاستسقاء، فقال ابن عباس: ما منعه أنْ يسألنى، ثم قال ابن عباس: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) 3/ 153 (كتاب الصلاة- أبواب الاستسقاء- باب تحويل الرداء في الاستسقاء) (¬2) وقيل: عقبة. (¬3) وفي لفظ للطحاوي "ونحن خلفه يجهر فيها بالقراءة ولم يؤذن ولم يقم" (¬4) ولفظ ابن ماجه وغيره "عن الصلاة في الاستسقاء"

متواضعا متبذلا (¬1) متخشعا متضرعا مترسلا (¬2) فصلى ركعتين كما يصلي في العيد (¬3)، ولم يخطب خطبتكم هذه" وأخرجه أحمد (1/ 269) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال: سمعت جدي هشام بن إسحاق بن عبد الله يحدث عن أبيه قال: بعث الوليد يسأل ابن عباس: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبذلا متخشعا فأتى المصلى فصلى ركعتين كما يصلي في الفطر والأضحى. وأخرجه البيهقي (3/ 348) وفي "الصغرى" (724) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن إسماعيل بن ربيعة به. وأخرجه ابن خزيمة (1419) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري والدارقطني (2/ 67 - 68) عن أبي الحارث الليث بن عبدة وأبو عوانة (3/ 33) عن بكر بن سهل الدمياطي قالوا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة به. - ورواه يحيى بن عثمان بن صالح السهمي عن عبد الله بن يوسف واختلف عنه: • فقال الطبراني في "الكبير" (10819): ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة أنه سمع جده هشام بن إسحاق يحدث عن أبيه إسحاق بن عبد الله أن الوليد بن عتبة أرسله إلى ابن عباس ... ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 488 - 489) • وقال علي بن محمد المصري: ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله أنّ الوليد أرسله إلى ابن عباس أخرجه الدارقطني (2/ 67 - 68) • وقال أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي: ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا ¬

_ (¬1) ولفظ عبد الرزاق وغيره "متذللا" ولفظ ابن حبان "متمسكنا" (¬2) زاد عبد الرزاق وغيره "فدعا" (¬3) زاد عبد الرزاق "فخطب"

عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة قال: سمعت أبى يحدث عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله أنّ الوليد أرسله إلى ابن عباس أخرجه الحاكم (1/ 326) وقال: هذا حديث رواته مصريون ومدنيون ولا أعلم أحدا منهم منسوبا إلى نوع من الجرح" قلت: الأول أصح. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحافظ: حديث حسن" قلت: هشام بن إسحاق ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأبوه وثقه أبو زرعة وغيره. 1992 - حديث ابن عباس: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة لا يخاف إلا الله يصلي ركعتين. قال الحافظ: وله شاهد من حديث ابن عباس عند الترمذي وصححه والنسائي بلفظ: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (4271) والطبراني في "الكبير" (12860 و 12861) عن هشام بن حسان والشافعي في "السنن المأثورة" (13) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 69) وعبد الرزاق (4270) والطبراني (12859) والبيهقي (3/ 135) وفي "المعرفة" (4/ 242) عن أيوب السَّخْتِيَاني وابن أبي شيبة (2/ 448) والنسائي (3/ 96) وفي "الكبرى" (1894) والطبراني (12855) ¬

_ (¬1) 3/ 218 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب الصلاة بمنى)

عن عبد الله بن عون البصري وأحمد (1/ 215) والترمذي (547) والنسائي (3/ 96) وفي "الكبرى" (1893) والطبراني (12863) عن منصور بن زاذان الواسطي والبيهقي (3/ 135) عن خالد الحَذاء والطبراني (12856 و 12857) عن سعيد بن عبد الرحمن أخي أبي مرة و (12857) عن قرة بن خالد السدوسي و (12858) عن أبي هلال محمد بن سليم الراسبي و (12864) عن أشعث بن سَوَّار الكندي كلهم عن محمد بن سيرين عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسافر من المدينة إلى مكة لا يخاف إلا الله فيصلي ركعتين. وفي لفظ "يقصر الصلاة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: أنكر غير واحد سماع ابن سيرين من ابن عباس. فقال ابن معين: لم يسمع ابن سيرين من ابن عباس، إنما سمع عكرمة عن ابن عباس (تاريخ الدوري 2/ 521) وقال أحمد: ابن سيرين لم يجيئ عنه سماع من ابن عباس (المراسيل لابن أبي حاتم ص 186 - 187) وقال أيضًا: إنما يقول: نُبئت عن ابن عباس (جامع التحصيل ص 324)

وقال ابن المديني: لم يسمع من ابن عباس شيئا (جامع التحصيل) وفي رواية يزيد بن إبراهيم التُّسْتَرِي لهذا الحديث عن ابن سيرين ما يدل على أنّه لم يسمع من ابن عباس. فقال حجاج بن منهال وسليمان بن حرب: ثنا يزيد بن إبراهيم ثنا ابن سيرين قال: نبئت أنّ ابن عباس قال: فذكره. أخرجه البيهقي (3/ 135) قال خالد الحذاء: كل شيئ قال ابن سيرين: نبئت عن ابن عباس، إنما سمعه من عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة (جامع التحصيل) فعلى هذا فالإسناد صحيح لأنّ عكرمة ثقة مشهور. 1993 - عن ابن عباس قال: خرج رجل من خيبر فتبعه رجلان وآخر يتلوهما يقول: ارجعا، حتى ردّهما، ثم لحقه، فقال له: إنّ هذين شيطانان، فإذا أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاقرأ عليه السلام وأخبره أنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه. فلما قدم الرجل المدينة أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فنهى عن الخلوة. قال الحافظ: روى أحمد والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (1/ 278 و 299) والبزار (كشف 2022) وأبو يعلى (2588 و 2589) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رجل من خيبر فاتّبعه رجلان وآخر يتلوهما. فيقول: ارجعا ارجعا، حتى ردّهما، ثم لحق الأول فقال: إنّ هذان شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، فإذا أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقرئه السلام، وأخبره أنا ها هنا في جمع صدقاتنا ولو كانت تصلح لبعثنا بها إليه. فلما قدم الرجل المدينة أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعند ذلك نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخلوة. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 104 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 8/ 313 قلت: وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الجن)

1994 - "خرج سعد بن عُبادة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه وحضرت أمه الوفاة بالمدينة، فقيل لها: أَوْصِي، فقالت: فيم أَوْصي؟ المال مال سعد، فتوفيت قبل أنْ يقدم سعد" قال الحافظ: في "الموطأ" عن سعيد بن عمرو بن شُرَحْبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده قال: فذكره" (¬1) يرويه سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة واختلف عنه: - فقال مالك في "الموطأ" (2/ 760): عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل عن أبيه عن جده أنه قال: فذكره، وزاد: فلما قدم سعد بن عبادة ذكر ذلك له، فقال سعد: يا رسول الله، هل ينفعها أنْ أتصدق عنها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نعم" فقال سعد: حائط كذا وكذا صدقة عنها. لحائط سماه. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (530) عن مالك به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 498) والنسائي (6/ 210) وفي "الكبرى" (6477) وابن خزيمة (2500) والطبراني في "الكبير" (5523) والمزي (11/ 23 - 24) من طرق عن مالك به. قال ابن عبد البر: وهذا الحديث مسند لأنّ سعيد بن سعد بن عبادة له صحبة، وشرحبيل ابنه غير نكير أنْ يلقى جده سعد بن عبادة" التمهيد 21/ 93 وقال المزي: ليس بمتصل" وقال الحافظ في "النكت الظراف" (3/ 276): جزم بعضهم بأنّ هذا الحديث من مسند سعيد بن سعد بن عبادة بناءً على أنّ الضمير في قوله "عن جده" يعود على عمرو بن شرحبيل إذ لو عاد على سعيد لكان الحديث من مرسل شرحبيل، وعلى التقديرين فلا يعود على سعد بن عبادة إلا بضرب من التجوز بأنْ يراد بالجدّ الجدّ الأعلى. وقد جزم البخاري بأنّ عمرو بن شرحبيل يروي عن جده سعيد بن سعد بن عبادة ولسعيد صحبة، وكذا ذكر محمد بن يحيى بن حذّاء في رجال الموطأ، وفيه رواية عبد الملك الماجشون عن مالك، فزاد فيه رجلا قال: عن سعيد بن عمرو عن أبيه عن جده عن سعد بن عبادة به. أخرجه ابن عبد البر (21/ 93 - 94) من طريق علي بن حرب عنه، ¬

_ (¬1) 6/ 318 (كتاب الوصايا- باب ما يستحب لمن توفي فجأة)

فإن كان الضمير في جده لسعيد فالجد شرحبيل، وروايته عن جده سعد مرسلة، وإنْ كان لعمرو فالجد سعيد فيكون متصلا" قلت: وعمرو بن شرحبيل وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب" عن كل منهما: مقبول. - وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي: عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل عن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه أنّ أمه توفيت وهو غائب فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أينفعها إنْ تصدقت عنها؟ قال "نعم". أخرجه الطبراني (5381) وابن عبد البر (20/ 29 و 21/ 94) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد العزيز بن محمد به. وأخرجه الطبراني (5382) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا عبد العزيز بن محمد عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل عن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أم سعد توفيت ولم توص أفأتصدق عنها؟ قال "نعم" يحيى الحماني ويعقوب الزهري مختلف فيهما. 1995 - قال علي بن رفاعة القرظي: خرج عشرة من أهل الكتاب منهم أبو رفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمنوا به فأوذوا، فنزلت {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)} [القصص: 52] الآيات. قال الحافظ: وروى الطبري بإسناد صحيح عن علي بن رفاعة القرظي قال: فذكره" (¬1) يرويه عمرو بن دينار عن يحيى بن جَعْدة واختلف عنه: • فقال ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار أنّ يحيى بن جعدة أخبره عن علي بن رفاعة قال: خرج عشرة رهط من أهل الكتاب، منهم أبو رفاعة، يعني أباه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فآمنوا، فأوذوا، فنزلت {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ} [القصص: 52] قبل القرآن. أخرجه الطبري في "تفسيره" (20/ 89) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (239) • ورواه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن رفاعة (¬2) ¬

_ (¬1) 1/ 201 (كتاب العلم- باب تعليم الرجل أمته وأهله) (¬2) وفي رواية: رفاعة بن قرظة.

القرظي قال: نزلت هذه الآية في عشرة رهط أنا أحدهم {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)} [القصص: 51]. أخرجه الطبري (20/ 88) والطبراني في "الكبير" (4563 و 4564) وأبو نعيم في "الصحابة (2732) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 232) 1996 - عن ابن مسعود قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلا أنْ يخلطها بتكبير. قال الحافظ: فعند أحمد وابن أبي شيبة والطحاوي من طريق مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 269) وأحمد (1/ 417) عن صفوان بن عيسى القرشي الزهري أنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُبَاب عن مجاهد عن عبد الله بن سَخْبَرَة قال: غدوت مع ابن مسعود من مني إلى عرفات فكان يلبي، قال: وكان عبد الله رجلا آدم له ضفران عليه مسحة أهل البادية، فاجتمع عليه غوغاء من غوغاء الناس، قالوا: يا أعرابي، إنّ هذا ليس يوم تلبية إنّما هو يوم تكبير، قال: فعند ذلك إلتفت إليّ فقال: أَجَهل الناس أم نسوا؟ والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق لقد خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلا أنْ يخلطها بتكبير أو تهليل. السياق لأحمد وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 225) والهيثم بن كليب (851) من طريق عبد الله بن المبارك عن الحارث بن عبد الرحمن به. وإسناده حسن، الحارث بن عبد الرحمن صدوق، والباقون ثقات. 1997 - عن عائشة قالت: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عمرة رمضان فأفطر وصمت، وقصر وأتممت" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه عنها، وقال: إنّ إسناده حسن. وقال صاحب الهدي: إنّه غلط لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر في رمضان. قلت: ويمكن حمله على أنّ قولها: في رمضان، متعلق بقولها: خرجت، ويكون المراد سفر فتح مكة فإنّه كان في رمضان، واعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ¬

_ (¬1) 4/ 280 (كتاب الحج- باب التلبية والتكبير غداة النحر)

تلك السنة من الجِعِرَّانة لكن في ذي القعدة كما تقدم بيانه قريبا، وقد رواه الدارقطني بإسناد آخر إلى العلاء بن زهير فلم يقل في الإسناد: عن أبيه ولا قال فيه: في رمضان" (¬1) أخرجه النسائي (3/ 100 - 101) وفي "الكبري" (1914) والطحاوي في "المشكل" (4258) والبيهقي (3/ 142) وفي "المعرفة" (4/ 253 - 254) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين والدارقطني (2/ 188) والبيهقي (3/ 142) عن القاسم بن الحكم العُرَني قالا: ثنا العلاء بن زهير الأزدي ثني عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة أنّها اعتمرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة، حتى إذا قدمت مكة قالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي قصرتَ وأتممتُ، وأفطرتَ وصمتُ. قال "أحسنت يا عائشة" وما عاب عليّ. قال البيهقي: وهو إسناد صحيح موصول، فإنّ عبد الرحمن بن الأسود أدرك عائشة" - ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن العلاء بن زهير واختلف عنه: • فقال عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم: ثنا الفريابي ثنا العلاء بن زهير ثني عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة قالت: خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرة رمضان، فأفطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصمتُ، وقَصَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتممتُ، فلما قدمنا مكة، قلت: يا رسول الله، أفطرتَ وصمتُ، وقصرتَ وأتممتُ. أخرجه الطحاوي (4259) • وقال محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري: ثنا الفريابي ثنا العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: فذكر الحديث بنحوه وزاد: فقال "أحسنت يا عائشة" أخرجه الدارقطني (2/ 188) والبيهقي (3/ 142) وتابعه عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ثنا الفريابي به. أخرجه الدارقطني والبيهقي. قال أبو بكر النيسابوري: من قال: عن أبيه، في هذا الحديث فقد أخطأ" سنن البيهقي 3/ 142 ¬

_ (¬1) 4/ 352 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب عمرة في رمضان)

وقال الدارقطني: هذا متصل، وهو إسناد حسن، وعبد الرحمن قد أدرك عائشة ودخل عليها وهو مراهق وهو مع أبيه وقد سمع منها" وقال البيهقي: إسناده صحيح" وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا الحديث كذب على عائشة، ولم تكن عائشة لتصلي بخلاف صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسائر الصحابة، وهي تشاهدهم يقصرون، ثم تتم هي وحدها بلا موجب. كيف وهي القائلة: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، فزيد في صلاة الحضر، وأقرت صلاة السفر. فكيف يظن أنها تزيد على ما فرض الله، وتخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه" زاد المعاد 1/ 472 وقال ابن عبد الهادي: هذا حديث منكر، وقوله "في عمرة في رمضان" باطل، فإنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر في رمضان قط، والعلاء بن زهير قال فيه ابن حبان: يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات. كذا قال في كتاب الضعفاء, وذكره أيضًا في كتاب "الثقات" فتناقض، وقد وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور" التنقيح 2/ 1163 1998 - عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر لثمان عشرة من رمضان. قال الحافظ: أخرجه ابن سعد وابن أبي شيبة من حديث أبي سعيد الخدري قال: فذكره، وإسناده حسن إلا أنّه خطأ، ولعلها كانت إلى حنين فتصحفت، وتوجيهه بأّن غزوة حنين كانت ناشئة عن غزوة الفتح، وغزوة الفتح خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها في رمضان جزما" (¬1) صحيح يرويه أبو نَضْرَة المنذر بن مالك بن قُطَعَة عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي نضرة غير واحد، منهم: 1 - قتادة. ورواه غير واحد عن قتادة، منهم: أ - هشام الدَّسْتُوائي. أخرجه الطيالسي (ص 287) عن هشام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: ¬

_ (¬1) 9/ 3 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)

خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين لثمان عشرة خلت من رمضان، فصام طوائف من الناس وأفطر آخرون، فلم يعب على الصائم صومه، ولا على المفطر إفطاره. وأخرجه ابن سعد (2/ 108) عن وهب بن جرير بن حازم أنا هشام به، إلا أنه قال فيه "إلى خيبر" وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 68) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا وهب بن جرير به إلا أنه قال فيه "يوم فتح مكة" وهكذا رواه رَوح بن عبادة البصري عن هشام فقال "يوم فتح مكة" أخرجه الطحاوي (2/ 68) وتابعه مسلم بن إبراهيم البصري عن هشام به. أخرجه ابن سعد (2/ 138) والطحاوي (2/ 68) وأبو عوانة (3/ 131) ورواه غير واحد عن هشام فلم يذكروا المكان، منهم: • أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي. أخرجه مسلم (2/ 787) • عمرو بن عاصم الكلابي. أخرجه أبو عوانة (3/ 131 - 132) • عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. أخرجه أبو عوانة (3/ 132) ب - سعيد بن أبي عَروبة. أخرجه ابن أبي شيبة (¬1) (3/ 17) وعنه مسلم (2/ 787) عن محمد بن بشر العبدي وأحمد (3/ 45) عن محمد بن جعفر غُنْدَر قالا: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثنتي عشرة ليلة بقيت من رمضان مخرجه إلى حنين فصام طوائف من الناس وأفطر آخرون، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (14/ 463) بهذا الإسناد فقال فيه "إلى خيبر"

ورواه روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة فقال فيه "يوم فتح مكة" أخرجه الطحاوي (2/ 68) ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد فلم يذكر المكان. أخرجه أبو عوانة (3/ 132) ت - شعبة. أخرجه مسلم (2/ 787) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (657) عن عبد الرحمن بن مهدي وأبو عوانة (3/ 131) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي قالا: ثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد قال: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة أو تسع عشرة مضت من رمضان، فصام قوم وأفطر آخرون ... ورواه روح بن عبادة عن شعبة فقال فيه "يوم فتح مكة" أخرجه الطحاوي (2/ 68) ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة بلفظ "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسبع عشرة حين فتح مكة فصام صائمون" أخرجه ابن سعد (2/ 138) وابن حبان (3562) واللفظ له ث - همام بن يحيى العَوْذي. أخرجه أحمد (3/ 74) عن عفان بن مسلم الصفار ومسلم (1116) وأبو يعلى (1035) عن هُدبة بن خالد القيسي قالا: ثنا همام بن يحيى ثنا قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر ج - عمر بن عامر السلمي. أخرجه مسلم (2/ 787) بنحو حديث همام إلا أنّه قال "لثمان عشرة خلت" 2 - سعيد بن إياس الجُرَيْري. أخرجه أحمد (3/ 12) ومسلم (2/ 787) والنسائي (4/ 159) وفي "الكبرى" (2618)

وأبو يعلى (1372) وابن خزيمة (2030) وأبو علي الطوسي (658) وأبو عوانة (3/ 130) وابن حبان (3558) والبيهقي (4/ 245) وفي "معرفة السنن" (6/ 295) من طرق عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان (¬1) فمنا الصائم ومنا المفطر 3 - سليمان التيمي. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 17) عن يزيد بن هارون عن التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كنا نغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمنا الصائم ومنا المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. وأخرجه جعفر الفريابي في "الصيام" (97) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه مسلم (2/ 787) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن التيمي به. 4 - أبو مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي. أخرجه مسلم (2/ 787) والترمذي (712) والنسائي (4/ 159) وفي "الكبرى" (2619) وأبو عوانة (3/ 130) من طرق عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كنا نسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فما يعاب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره. 5 - عاصم بن سليمان الأحول. أخرجه مسلم (1117) والنسائي (4/ 159) وفي "الكبرى" (2621) وابن خزيمة (2029) والبيهقي (4/ 244) عن مروان بن معاوية الفزاري وأبو عوانة (3/ 130 - 131) عن عبد العزيز بن المختار البصري كلاهما عن عاصم قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله قالا: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض. ورواه غير واحد عن عاصم فلم يذكروا أبا سعيد، منهم: ¬

_ (¬1) رواه غير واحد عن الجريري فلم يقولوا "في رمضان"

• بشر بن منصور السَّليمي. أخرجه النسائي (4/ 159) وفي "الكبرى" (2621) • أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 17) وأبو عوانة (3/ 131) والطحاوي (2/ 68) • إسماعيل بن زكريا الخُلقَاني. أخرجه أبو عوانة (3/ 131) 1999 - عن أبي سعيد قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان. قال الحافظ: وروى أحمد بإسناد صحيح من طريق قَزَعة بن يحيى عن أبي سعيد قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن سعد (2/ 138) وأحمد (3/ 87) والترمذي (1684) وجعفر الفريابي في "الصيام" (95) وابن خزيمة (2038) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 66) والطبراني في "مسند الشاميين" (303) والبيهقي (4/ 241 - 242 و 242) وفي "الدلائل" (5/ 24) من طرق (¬2) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي ثنا عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد قال: آذننا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواما، حتى إذا بلغنا الكديد أمرنا أنْ نفطر، فأصبح الناس شَرْجَيْن، منهم الصائم ومنهم المفطر، حتى إذا بلغنا مرّ الظهران فآذننا بلقاء العدو، وأمرنا بالفطر فأفطرنا أجمعين. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وإسناده على شرط مسلم. ولم ينفرد عطية بن قيس به بل تابعه ربيعة بن يزيد الدمشقي ثنى قزعة بن يحيى عن ¬

_ (¬1) 9/ 63 (كتاب المغازي - باب غزوة الفتح في رمضان) (¬2) رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن سعيد بن عبد العزيز فقال فيه: ثنى عطية بن قيس عمن حدثه عن أبي سعيد. أخرجه أحمد (3/ 87) والأول أصح.

أبي سعيد قال: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم" فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر فقال "إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا" وكانت عزمة، فأفطرنا. ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في السفر. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 330) وأحمد (3/ 35 - 36) ومسلم (1120) وأبو داود (2406) والفريابي (98) وابن خزيمة (2023) والطحاوي (2/ 65) والطبراني في "مسند الشاميين" (1935) والبيهقي (4/ 242) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن ربيعة بن يزيد به. 2000 - عن معاذ قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة تبوك زيادة على ثلاثين ألفا. قال الحافظ: وللحاكم في "الإكليل" من حديث معاذ: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن عدي (7/ 2724) عن عمر بن سنان ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن سعيد ثني أبو فروة يزيد بن سنان الجَزَري عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن يَعْمَر عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل قال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن سنان. 2001 - عن جابر قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهلين بالحج، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة منا في بدنة. قال الحافظ: رواه مسلم (2/ 882") (¬2) 2002 - عن أبي رافع قال: خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برايته فضربه رجل من يهود فطرح تَرْسَه، فتناول عليّ بابا كان عند الحصين فَتَتَرَّس به عن نفسه حتى فتح الله عليه، فلقد رأيتني أنا في سبعة أنا ثامنهم نجهد على أنْ نقلب ذلك الباب فما نقلبه. قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق من حديث أبي رافع قال: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 9/ 178 (كتاب المغازي - حديث كعب بن مالك) (¬2) 4/ 282 (كتاب الحج - باب فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي) (¬3) 9/ 19 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)

أخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 335) قال: حدثني عبد الله بن الحسن عن بعض أهله عن أبي رافع قال: فذكره. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 13) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 212) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق عن بعض أهله عن أبي رافع، ولم يذكر عبد الله بن الحسن. قال ابن كثير: وفي هذا الخبر جهالة وانقطاع ظاهر" البداية 4/ 189 2003 - عن أبي ذر قال: خرجنا من قومنا غِفَار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأُمُّنا، فنزلنا على خال لنا، فحسدنا قومه فقالوا له: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، فذكر لنا ذلك فقلنا له: أما ما مضى لنا من معروفك فقد كدَّرته فتحملنا عليه وجلس يبكي فانطلقنا نحو مكة فنافر أخي أنيس رجلًا إلى الكاهن فخير أنيسا فأتانا بصرمتنا ومثلها معها، قال: وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث سنين، قلت: لمن؟ قال: لله، قلت: فأين توجه؟ قال: حيث يوجهنى ربي، قال: فقال لي أنيس: إنّ لي حاجة بمكة، فانطلق، ثم جاء، فقلت: ما صنعت؟ قال: لقيت رجلاً بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله، قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر كاهن ساحر، وكان أنيس شاعرا فقال: لقد سمعت كلام الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم عليها، والله إنه لصادق. قال: وفي رواية عبد الله بن الصامت أنّ أبا ذر لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر في الطواف بالليل، قال: فلما قضى صلاته قلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قال: فكنت أول من حياه بالسلام، قال "من أين أنت؟ " قلت: من بني غفار، قال: فوضع يده على جبهته، فقلت: كره أن انتميت إلى غفار، فذكر الحديث في شأن زمزم وأنّه استغنى بها عن الطعام والشراب ثلاثين من بين يوم وليلة، وفيه: فقال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة. وأنّه أطعمه من زبيب الطائف. قال: وفي رواية عبد الله بن الصامت "إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أنّ ينفعهم بك؟ " فذكر قصة إسلام أخيه أنيس وأمه وأنّهم توجهوا إلى قومهم غفار فأسلم نصفهم.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2473) من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذر" (¬1) 2004 - عن ابن عباس قال: خشيت سودة أنْ يطلقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، لا تطلقني راجعل يومي لعائشة، ففعل ونزلت هذه الآية (¬2). قال الحافظ: وروى الترمذي من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، وقال: حسن غريب" (¬3) أخرجه الطيالسي (ص 349) عن سليمان بن معاذ الضبي عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. وأخرجه الترمذي (3040) والطبري في "التفسير" (5/ 310) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6036 و 6043) والطبراني في "الكبير" (11746) والبيهقي (7/ 297) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 158) من طرق عن الطيالسي به. قال الترمذي: حديث حسن غريب" وقال الحافظ: سنده حسن" الإصابة 12/ 323 قلت: سنده ضعيف لضعف سليمان بن معاذ، قال ابن معين: ليس بشيء وهو ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال ابن حبان: يخالف الثقات في الأخبار. وقال غير واحد: هو سليمان بن قَزم بن معاذ الضبي نُسب إلى جده. وقيل: بل هما اثنان، والله أعلم. وللحديث شاهد عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -لا يفضل بعضنا على بعض في القسم، من مكثه عندنا، وكان قَلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعًا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها, ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفَرِقت أنْ يفارقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، يومي لعائشة، فقبل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها، قالت: نقول: في ذلك أنزل الله تعالى وفي أشباهها {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: 128]. أخرجه أبو داود (2135) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت عائشة: فذكرته. ¬

_ (¬1) 8/ 173 و 175 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب إسلام أبي ذر) (¬2) يعني قوله تعالى {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] الآية. (¬3) 9/ 335 (كتاب التفسير - صورة النساء - باب قوله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [النساء: 127])

وأخرجه الحاكم (2/ 186) وعنه البيهقي (7/ 300) من طريق الحسن بن علي بن زياد ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس به. وأخرجه البيهقي (7/ 300) من طريق سعيد بن أبي مريم عن ابن أبي الزناد بهذا الإسناد مختصرا. وأخرجه ابن سعد (فتح الباري 11/ 225) عن الواقدي عن ابن أبي الزناد به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواه سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد فلم يذكر عائشة (فتح الباري 11/ 225) وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 2005 - "خصال لا تنبغي في المسجد: لايتخذ طريقا" الحديث وفيه "ولا يضرب فيه حَدٌّ" قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وسنده ضعيف" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه ابن ماجه (748) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 310) وابن عدي (3/ 1059) وابن الجوزي في "العلل" (676) من طريق محمد بن حمير الحمصي ثنا زيد بن جَبِيرة الأنصاري عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقا, ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينشر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقا" اللفظ لابن ماجه قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه زيد بن جبيرة قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 95 قلت: هو متروك الحديث كما قال البخاري وغيره. ¬

_ (¬1) 16/ 279 (كتاب الأحكام - باب من حكم في المسجد)

2006 - "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا: من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه، ومن نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به. قال الحافظ: وقد وقع في نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم بن حماد 180) عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن لم يكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا: من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به، كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا" وأخرجه الترمذي (4/ 665) عن علي بن إسحاق المروزي وابن أبي الدنيا في "الشكر" (204) عن عبدان بن عثمان المروزي كلاهما عن ابن المبارك به. واختلف فيه على ابن المبارك: فقيل: عنه عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن جده. ليس فيه عن أبيه. أخرجه الترمذي (1512) عن سويد بن نصر المروزي والبغوي في "شرح السنة" (4102) عن إبراهيم بن عبد الله الخلال كلاهما عن ابن المبارك به. ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. ¬

_ (¬1) 14/ 106 (كتاب الرقاق - باب لينظر إلى من هو أسفل منه)

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (309) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: بل ضعيف لضعف المثنى بن الصباح. 2007 - عن طاوس قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما وأبو بكر وعمر وعثمان، وأول من جلس على المنبر معاوية. قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 112) عن علي بن مُسهِر الكوفي عن ليث عن طاوس قال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. 2008 - حديث معاذ: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بمنى. قال الحافظ: أخرجه (¬2) " (¬3) 2009 - أنّ صاحب المغانم كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري أخذ منه الجراب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "خلِّ بينه وبين الجراب" قال الحافظ: وقد أخرج ابن وهب بسند معضل: فذكره" (¬4) ضعيف جدًا وقال في "الإصابة" (8/ 300) في ترجمة كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري: روى حديثه عبد الله بن وهب عن مسلمة بن علي عن سعيد بن عبد العزيز عن رجل من قريش أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حاصر خيبر جاع بعض الناس فافتتحوا حصنا من حصونها، فأخذ بعض المسلمين جراب شحم فبصر به صاحب المغانم، وهو كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري فأخذه منه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "خلِّ بينه وبين جرابه" فذهب به إلى أصحابه. وفي سنده مع انقطاعه ضعف" قلت: مسلمة بن علي هو الخُشَني قال النسائي وغيره: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) 3/ 52 (كتاب الجمعة - باب الخطبة قائما) (¬2) بياض في المطبوع. (¬3) 4/ 326 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام مني) (¬4) 7/ 65 (كتاب فرض الخمس - باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب)

2010 - "خلِّ عنه يا عمر فلهو أسرع فيهم من نَضْح النبل" انظر حديث "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء" في حرف الهمزة. 2011 - عن عروة قال: خلّف النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان وأسامة بن زيد على رقية في مرضها لما خرج إلى بدر فماتت رقية حين وصل زيد بن حارثة بالبشارة وكان عمر رقية لما ماتت عشرين سنة. قال الحافظ: روى الحاكم في "المستدرك" من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه السراج في "تاريخه" (الإستيعاب 12/ 325 - 326، الإصابة 12/ 259) عن الحسن بن حماد بن عبيدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر، وكان تخلف عثمان على امرأته رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, فبينا هم يدفنونها سمع عثمان تكبيرا فقال: يا أسامة، ما هذا التكبير؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجدعاء بشيرا بقتل أهل بدر من المشركين. وأخرجه الحاكم (4/ 47) من طريق حماد بن سلمة أنا هشام بن عروة عن أبيه قال: خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان وأسامة بن زيد على رقية في مرضها وخرج إلى بدر وهي وجعة، فجاء زيد بن حارثة على العضباء بالبشارة وقد ماتت رقية فسمعنا الهيعة فوالله ما صدقنا بالبشارة حتى رأينا الأسارى. ورواته ثقات. 2012 - "خلق الله الأرض في يوم الأحد، وفي يوم الاثنين خلق الجبال وشقّق الأنهار، وقدّر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ثم استوى إلى السماء وهي دخان. وتلا الآية إلى قوله {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 12] قال: في يوم الخميس ويوم الجمعة" قال الحافظ: وأما ما أخرجه عبد الرزاق من طريق أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس رفعه قال: فذكره، الحديث فهو ضعيف لضعف أبي سعد وهو البقال" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 60 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عثمان بن عفان) (¬2) 10/ 178 (كتاب التفسير - سورة {حَم السجدة})

له عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه: - فقال عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 210 - 211): عن مَعْمَر بن راشد عن ابن عُيينة عن أبي سعد عن عكرمة مولى ابن عباس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: في كم خلقت السموات والأرض؟ فقال: "خلق الله أول الأيام يوم الأحد، وخلقت الأرض في يوم الأحد ويوم الإثنين، وخلقت الجبال وشقت الأنهار وغرس في الأرض الثمار، وقدّر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} في يوم الخميس ويوم الجمعة، وكان آخر الخلق آدم، خلق في آخر ساعات يوم الجمعة، فلما كان يوم السبت لم يكن له فيه خلق، فقالت اليهود فيه ما قالت، فأنزل الله تكذيبهم {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا} [ق: 38] إلى آخر الآية. واختلف فيه على ابن عُيينة: • فرواه إسماعيل بن صبيح اليشكري عنه عن أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. أخرجه الحاكم (2/ 450) • ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن ابن عيينة عن أبي سعد عن ابن عباس مرفوعا، ولم يذكر عكرمة. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (879) - ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس أن اليهود أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن خلق السموات والأرض، فقال "خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، فهذه أربعة، ثم قال {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] إلى {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 10] لمن سأل. قال: وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، إلى ثلاث ساعات بقيت منه، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاث الساعات الآجال من يحيى ومن يموت، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس، وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة، وأمر ابليس بالسجود له الحديث". أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (24/ 94) وفي "تاريخه" (1/ 22 - 23 و45 و54 و 56) واللفظ له وأبو الشيخ (878) والحاكم (2/ 543)

وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو سعد البقال قال ابن معين: لا يكتب حديثه" وقال ابن كثير: هذا الحديث فيه غرابة" التفسير 4/ 94 قلت: وخولف أبو سعد في لفظه، فقال عطاء بن السائب: عن عكرمة أن اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما يوم الأحد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فيه خلق الله - عز وجل- الأرض وكبسها" قالوا: الاثنين؟ قال "خلق فيه وفي الثلاثاء الجبال والماء وكذا وكذا وما شاء الله تعالى" قالوا: فيوم الأربعاء؟ قال "الأقوات" قالوا: فيوم الخميس؟ قال "فيه خلق الله - عز وجل - السماوات" قالوا: يوم الجمعة؟ قال "خلق في ساعتين الملائكة، وفي ساعتين الجنة والنار، وفي ساعتين الشمس والقمر والكواكب، وفي ساعتين الليل والنهار" قالوا: السبت؟ ذكروا الراحة، فقال "سبحان الله" وأنزل الله - عز وجل - {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38]. أخرجه ابن جرير في "تاريخه" (1/ 23 - 24) عن محمد بن المثني وأبو الشيخ (887) واللفظ له عن إسحاق بن إبراهيم (¬1) قالا: ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن عطاء به. واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه عفان بن مسلم البصري عنه عن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس. فزاد فيه عن ابن عباس. أخرجه أبو الشيخ (888) وعطاء بن السائب كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه كان قبل اختلاطه وبعده. الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: خلق الله السموات من دخان، ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، وذلك قول الله - عز وجل - {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ ¬

_ (¬1) أظنه شاذان الفارسي.

بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] ثم قدر فيها أقواتها في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فذلك قول الله - عز وجل - {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} فسمكها وزينها بالنجوم والشمس والقمر أجراهما في فلكهما، وخلق فيها ما شاء الله من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة، وخلق الجنة يوم الجمعة، وخلق آدم يوم الجمعة، فذلك قول الله - عز وجل- {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الفرقان: 59] ... الحديث". أخرجه أبو الشيخ (877) واللفظ له وابن مندة في "التوحيد" (62) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا أبو صالح ثني يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به. وأبو صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث مختلف فيه، ويحيى بن أيوب هو الغافقي وهو صدوق، والباقون ثقات. • ورواه شريك عن غالب بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: إنّ الله خلق يوما واحدا فسماه الأحد، ثم خلق ثانيا فسماه الاثنين، ثم خلق ثالثا فسماه الثلاثاء، ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء، ثم خلق خامسا فسماه الخميس، قال: فخلق الأرض في يومين الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، فذلك قول الناس: هو يوم ثقيل، وخلق مواضع الأنهار والأشجار يوم الأربعاء، وخلق الطير والوحوش والهوام والسباع يوم الخميس، وخلق الإنسان يوم الجمعة، ففرغ من خلق كل شيء يوم الجمعة". أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (24/ 94) وفي "تاريخه" (1/ 42 و 47 و 54) وأبو الشيخ (881) وغالب بن غيلان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو سيىء الحفظ. الثالث: يرويه أبو صالح باذام مولى أم هانئ عن ابن عباس. قال ابن جرير في "تاريخه" (1/ 47 و53 - 54 و55): ثني موسى بن هارون ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السُّدِّي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال: جعل ربنا تبارك وتعالى سبع أرضين في يومين الأحد والاثنين، وجعل فيها رواسي أنْ تميد بكم، وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها، وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين الخميس والجمعة".

أبو صالح باذام مولى أم هانئ ضعيف، والسدي وأسباط بن نصر مختلف فيهما، والباقون كلهم ثقات. 2013 - "خلق الله كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل" قال الحافظ: وله (أي مسلم) في حديث عائشة: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1007) عن عائشة مرفوعا "إنّه خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنّه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار". 2014 - حديث سَمُرة رفعه "خلقت المرأة من ضلع، فإنْ تقمها تكسرها، فدارها تعش بها" قال الحافظ: أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني في "الأوسط" (¬2) صحيح يرويه عوف بن أبي جميلة واختلف عنه: • فرواه غير واحد عنه عن أبي رجاء العُطَاردي عن سمرة مرفوعا "إنّ المرأة خلقت من ضلع، فإنْ أقمتها كسرتها، فدارها تعش بها" (¬3) وفي لفظ "إنما المرأة خلقت من ضلع، إنْ تحرص على إقامتها تكسرها، وإنْ تستمتع بها، تستمتع بها وفيها عوج". أخرجه البزار (كشف 1476) وابن حبان (4178) والطبراني في "الكبير" (6992) و"الأوسط" (8484) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي والبزار (1476) عن محبوب بن الحسن البصري والحاكم (4/ 174) ¬

_ (¬1) 4/ 50 (كتاب الزكاة - باب على كل مسلم صدقة) (¬2) 11/ 161 (كتاب النكاح - باب المداراة مع النساء) (¬3) زاد الحاكم: ثلاث مرات.

عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثلاثتهم عن عوف به. واللفظ الأول لابن حبان والثاني للبزار. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية جعفر بن سليمان ومن تابعه عن عوف بن أبي جميلة. • ورواه غير واحد عن عوف عن رجل عن سمرة، منهم: 1 - شعبة. أخرجه أحمد (5/ 8) 2 - عبد الله بن المبارك. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (470) 3 - سفيان الثوري. قاله البزار والأول أصح. 2015 - "خلقت الملائكة من نور" قال الحافظ: أخرجه مسلم عن عائشة مرفوعا" (¬1) أخرجه مسلم (2996) عن عائشة به مرفوعا وزاد "وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم". 2016 - عن ابن عباس رفعه "خمس دعوات مستجابات" وذكر فيها "ودعوة الأخ لأخيه" قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 7/ 111 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57]) (¬2) 13/ 385 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103])

أخرجه أبو محمد المخلدي في "ثلاثة مجالس من الأمالي" ومحمد بن يوسف بن إلياس في "مشيخته" والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" كما في "الضعيفة" (1364) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1475) من طريق عبد الرحيم بن زيد العَمِّي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً "خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حتى ينتصر، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المجاهد حتى يقفل، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب". وإسناده ضعيف جدا، عبد الرحيم قال النسائي: متروك الحديث، وقال الجوزجاني: غير ثقة. وأبوه قال ابن المديني وغيره: ضعيف. وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب، وعبد الرحيم بن زيد متروك الحديث" 2017 - حديث عبادة رفعه "خمس صلوات كتبهنّ الله على العباد" الحديث وفيه "ومن لم يأت بهنّ، فليس له عند الله عهد، إنْ شاء عذبه، وإنْ شاء أدخله الجنة" قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه ابن حبان وابن السكن وغيرهما" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). حسن وله عن عبادة طرق: الأول: يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني عن عبد الله بن مُحيريز القرشي الجُمَحي واختلف عنه: • فرواه غير واحد عنه عن ابن محيريز عن المُخْدَجي رجل من بني كنانة عن عبادة بن الصامت، منهم: 1 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه مالك (1/ 123) عنه عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أنّ رجلا من بني كنانة (¬3) يدعي المُخْدَجي سمع رجلا (¬4) بالشام يكنى أبا محمد يقول: إنّ الوتر واجب. فقال المخدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت، فاعترضت له وهو رائح إلى ¬

_ (¬1) 15/ 222 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} [المائدة: 45]) (¬2) 2/ 384 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للأمام والمأموم في الصلوات كلها) (¬3) زاد البيهقي في "الكبرى" و"الشعب": ثم من بني مدلج. (¬4) زاد أحمد وغيره "من الأنصار" وزاد الدارمي وغيره "وكانت له صحبة" ولفظ أبي الشيخ "وكان ممن شهد بدرا"

المسجد، فأخبرته بالذي قال أبو محمد. فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "خمس صلوات كتبهنّ (¬1) الله - عز وجل- على العباد (¬2)، فمن جاء بهنّ، لم يضيع (¬3) منهنّ (¬4) شيئا، استخفافا (¬5) بحقهن (¬6)، كان (¬7) له عند الله عهد أنْ يدخله الجنة، ومن لم يأت بهنّ (¬8)، فليس له عند الله عهد، إنْ شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة (¬9) " ومن طريقه أخرجه أبو داود (1420) وابن نصر في "الوتر" (مختصره للمقريزي ص 249) وفي "الصلاة" (1030) والنسائي (1/ 186) وفي "الكبرى" (322) والطحاوي في "المشكل" (3167) والهيثم بن كليب (1284 و 1286) والطبراني في "مسند الشاميين" (2181) وابن عدي (1/ 62 - 63) وابن النحاس في "الأمالي" (5) والبيهقي في "الكبرى" (2/ 8 و 467 و 10/ 217) وفي "معرفة السنن" (2/ 183) وفي "الاعتقاد" (ص 187) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (5) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (977) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 280) وأخرجه عبد الرزاق (4575) والحميدي (388) ومسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1079) وابن أبي شيبة (2/ 296، 14/ 235 - 236) وأحمد (5/ 315 - 316 و 319) وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1080) والدارمي (1585) وابن نصر في "الصلاة" (1029) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2221 و5/ 418) والطحاوي في "المشكل" (3168) والهيثم بن كليب (1281) والطبراني في "مسند الشاميين" (2181 و 2182) وأبو الشيخ في "الطبقات" (881) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (180) وأبو نعيم في "الصحابة" (6978) والبيهقي في "الكبرى" (2/ 467) وفي "الشعب" (2564) وفي "الصغرى" (262) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (227) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري (¬10) به. ¬

_ (¬1) لفظ البيهقي في "الكبرى" و"الشعب": فرضهن. (¬2) زاد الحميدي "في اليوم والليلة" (¬3) ولفظ عبد الرزاق "ينقص" ولفظ أبي الشيخ وغيره "ينتقص" (¬4) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "من حقهن" (¬5) ولفظ عبد الرزاق "استحقارا" ولفظ ابن نصر في الصلاة "استحقاقا" (¬6) ولفظ الحميدي "لم ينتقص من حقهن شيئا للقادرين" (¬7) ولفظ الحميدي وغيره "كان حقا على الله" (¬8) ولفظ أحمد "ومن ضيعهنّ استخفافا" ولفظ ابن أبي شيبة "ومن أنقصهنّ من حقهنّ شيئا" ولفظ الهيثم "ومن انتقص شيئًا استخفافا بحقهن" ولفظ البيهقي فى "الصغرى" "ومن جاء بهنّ وقد انتقص بحقهنّ شيئا" (¬9) ولفظ عبد الرزاق وغيره "غفر له" ولفظ البيهقي في "الكبرى" و"الشعب" "وإنْ شاء رحمه" (¬10) رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد فقال فيه: عن رجل من كنانة ولم يسمه. أخرجه البيهقي (1/ 361) =

2 - عبد ربه بن سعيد الأنصاري. أخرجه ابن ماجه (1401) وابن نصر في "الصلاة" (1052) وابن حبان (2417) من طريق محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي قال: سأل رجل أبا محمد رجلا من الأنصار عن الوتر؟ فقال: الوتر واجب كوجوب الصلاة، فأتى عبادة بن الصامت فذكر ذلك له، فقال: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "خمس صلوات افترضهن الله على عباده، من جاء بهن، لم ينتقص منهنّ شيئا، استخفافا بحقهنّ، فإنّ الله جاعل له يوم القيامة عهدا أن يدخله الجنة، ومن جاء بهن قد انتقص منهنّ شيئا، استخفافا بحقهن، لم يكن له عند الله عهد، إنْ شاء عذبه، وإن شاء غفر له" • ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة فقال: عن المخدجي عن أبي محمد الأنصاري أنه قال: الوتر واجب كوجوب الصلاة. فذكرت ذلك لعبادة فقال: كذب أبو محمد ... أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1629) وتابعه وهب بن جرير بن حازم عن شعبة به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3169) • ورواه النضر بن شميل المازني عن شعبة فقال: عن ابن محيريز عن رجل قال: سمعت أبا محمد رجلا من الأنصار يقول: الوتر واجب. أخرجه أبو القاسم (1628) وفي "الصحابة" (2223) • ورواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن شعبة فقال: عن المخدجي أنّ رجلا سأله عن الوتر أواجب هو؟ قال: نعم كوجوب الصلاة، ثم سأل عبادة فقال: كذب أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2183) 3 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه أحمد (5/ 322) والطحاوي في "المشكل" (3170) من طريقين عن محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن حبان قال: اختلف عمي أصبغ بن حبان وعبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه في الوتر فقال عمي: سنة لا ينبغي تركها، وقال عبد الرحمن: فريضة ¬

_ = ورواه هشيم عن يحيى بن سعيد فقال فيه: عن ابن محيريز قال: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت. أخرجه ابن حبان (1732)

كفريضة الصلاة، فلقيت ابن محيريز الجمحي فسألته فقال: أخبرني المخدجي أنه اختلف فيها هو ورجل من الشام يقال له: أبو محمد، وعبادة بن الصامت إذ ذاك بطبرية فأتيته فقلت: يا أبا الوليد إني اختلفت أنا وأبو محمد في الوتر فقلت: سنة لا ينبغي تركها، وقال هو: فريضة كفريضة الصلاة، وكان عبادة رجلا فيه حدة فقال: كذب أبو محمد ليس كما قال ولكن كما قلتَ أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فِيْهِ إلى في ولا أقول قال فلان وفلان "خمس صلوات افترضهن الله على عباده، فمن لقيه بهن لم يضيع منهنّ شيئا لقيه وله عنده عهد يدخله به الجنة، ومن لقه وقد انتقص منهنّ شيئا استخفافا بحقهنّ لقيه ولا عهد له، إنْ شاء عذبه وإن شاء غفر له" 4 - نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القاري. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (967) وابن نصر في "الصلاة" (1033) وابن حبان في "الثقات" (5/ 570 - 571) والطبراني في "مسند الشاميين" (2186) وابن المقرئ في "المعجم" (1272) من طرق عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم قال: أخبرني محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن أبي رفيع (¬1) قال: تذاكرنا الوتر، فقال رجل من الأنصار يكنى أبا محمد من الصحابة: الوتر واجب، فلقيت عبادة بن الصامت، فذكرت ذلك له، فقال: كذب أبو محمد، أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: وذكر الحديث. 5 - محمد بن عمرو بن علقمة. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (1051) والهيثم بن كليب (1282 أو 1287) وابن حبان (1731) من طريقين عن محمد بن عمرو عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي قال: قلت لعبادة بن الصامت: إنّ أبا محمد يزعم أن الوتر واجب، فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: وذكر الحديث. 6 - محمد بن إبراهيم عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي قال: قال عبادة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (1032) والطبراني في "مسند الشاميين" (2185) 7 - سعد بن سعيد الأنصاري. أخرجه أبو القاسم البغوي (2222) والطبراني في "مسند الشاميين" (2184) • ورواه عمرو بن يحيى المازني عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال: ¬

_ (¬1) وهو المخدجي.

قيل لعبادة بن الصامت: إنّ أبا محمد يزعم أنّ الوتر واجب، قال: فقال عبادة بن الصامت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (1031) والهيثم بن كليب (1283) من طرق عن زائدة بن قدامة عن عمرو بن يحيى به. • ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن محمد بن يحيى بن حبان أنّ عبد الله بن محيريز حدّثه أنّ رجلا تمارى هو ورجل من الأنصار يقال له: أبو محمد في الوتر، فقال أبو محمد: هو بمنزلة الصلاة، وقال الرجل الآخر: من السنة لا ينبغي تركها وليس بمنزلة الفريضة، قال: فسألت عن ذلك عبادة بن الصامت، أخبرته بما قلنا كلانا، قال: وكان رجلا فيه حدة، فقال: كذب أبو محمد، مرارا، قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3171) والطبراني في "مسند الشاميين" (2187) • ورواه محمد بن عجلان المدني عن محمد بن يحيى بن حبان واختلف عنه: فقال سفيان بن عُيينة: ثني محمد بن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة. أخرجه الحميدي (388) والطبراني في "مسند الشاميين" (2182) وأبو الشيخ في "الطبقات" (881) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 291) وتابعه أبو بكر بن عبد الله عن ابن عجلان به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1903) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1028) وخالفهما الليث بن سعد فرواه عن ابن عجلان ولم يذكر المخدجي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3172) • ورواه إسماعيل بن أمية المكي عن محمد بن يحيى بن حبان قال: ذكر قاصا يقال له: أبو محمد كان بدمشق قال: الوتر واجب، قال: فبلغ ذلك عبادة بن الصامت أخرجه مسدد في "مسنده" (اتحاف الخيرة 1078) ورواية يحيى بن سعيد الأنصاري ومن تابعه أصح. ولم ينفرد محمد بن يحيى بن حبان به بل تابعه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي ثني عبد الله بن محيريز عن المخدجي قال: تنازعت أنا ورجل من الأنصار في الوتر، فقال

أبو محمد: هو فريضة كفريضة الصلاة، فقلت: لا، بل سنة لا ينبغي تركها، فركبت إلى عبادة بن الصامت وهو بطبرية، وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين (35 و2188) من طريق هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة به. وهانىء بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، وعمه إبراهيم وثقه ابن معين وجماعة. والمخدجي ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة، وقد توبع كما سيأتي. وقال ابن عبد البر: الحديث صحيح ثابت لأنه عن عبادة من طرق ثابتة صحاح من غير طريق المخدجي بمثل رواية المخدجي" التمهيد 23/ 288 و 289 وقال أبو القاسم البغوي: والحديث صحيح عن ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة وأبي محمد الأنصاري" وقال النووي: صحيح رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وأحد إسنادي أبي داود على شرط الصحيحين" الخلاصة 1/ 246 الثاني: يرويه عطاء بن يسار عن عبد الله الصُّنابحي قال: زعم أبو محمد أنّ الوتر واجب، فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد، أشهد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول خمس صلوات افترضهن (¬1) الله على عباده، من أحسن وضوءهنّ وصلاهنّ لوقتهنّ فأتم ركوعهنّ وسجودهنّ وخشوعهنّ (¬2) كان له عند الله عهد أن يغفر له (¬3)، ومن لم يفعل فليس له عند الله عهد، إن شاء غفر له (¬4) وإن شاء عذبه" أخرجه أحمد (5/ 317) واللفظ له عن حسين بن محمد المَرُّوْذي وأبو داود (425) وابن نصر في "الصلاة" (1034) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (820) والبيهقي (3/ 366) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 291) والبغوي في "شرح السنة" (978) والمزي (25/ 43 - 44) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "كتبهن" (¬2) وفي لفظ "من حافظ عليهن ولم يضيعهن استخفافا بحقهن" (¬3) وفي لفظ "أن لا يعذبه" (¬4) وفي لفظ "رحمه"

عن يزيد بن هارون الواسطي والطبراني في "الأوسط" (4655 و 9311) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 130 - 131) والبيهقي (2/ 215) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني ثلاثتهم عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار به. ووقع عند أبي داود "عن عبد الله بن الصنابحي" ووقع في رواية آدم بن أبي إياس "عن أبي عبد الله الصنابحي" قال الحافظ في "النكت الظراف" (4/ 255): وهو الصواب" قلت: وهو مختلف في صحبته (¬1)، والباقون كلهم ثقات. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الصنابحي عن عبادة، ومشهوره رواية ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا أبو غسان، تفرد به آدم" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي ادريس الخولاني قال: كنت في مجلس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم عبادة بن الصامت فذكروا الوتر فقال بعضهم: واجب، وقال بعضهم: سنة، فقال عبادة بن الصامت: أما أنا فأشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "أتانى جبريل - عليه السلام - من عند الله تبارك وتعالى فقال: يا محمد إنّ الله - عز وجل - قال لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات من وافاهنّ على وضوئهنّ ومواقيتهنّ وسجودهنّ فإنّ له عندك بهن عهدا أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد أنقص من ذلك شيئا أو كلمة نسيتها فليس له عندك عهدا، إنْ شئت عذبته وإن شئت رحمته" أخرجه الطيالسي (ص 78) عن زمعة بن صالح الجندي عن الزهري به. وأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (1054) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا زمعة به. وإسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح. ¬

_ (¬1) انظر حديث "تطلع الشمس بين قرني شيطان" في حرف التاء.

الرابع: يرويه النعمان بن داود بن محمد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الوليد عن أبيه الوليد بن عبادة بن الصامت قال: امترى رجلان من الأنصار فقال أحدهما: الوتر بعد العشاء بمنزلة الفريضة، وقال الآخر: هي سنة، فخرجنا حتى أتينا ابن محيريز فذكرنا له الذي امترينا، فقال لهما ابن محيريز: هي بمنزلة الفريضة، فخرجنا من عنده فلقينا عبادة بن الصامت فذكرنا له ذلك الذي امترينا فيه، والذي ردّ عليهم ابن محيريز فقال: كذب أبو محمد، أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "افترض الله خمس صلوات على خلقه من أداهن كما افترض عليه لم ينتقص من حقهنّ شيئا استخفافا فإنّه لقي الله وله عنده عهد يدخله الجنة، ومن انتقص من حقهنّ شيئا استخفافا فإنّه لقي الله ولا عهد له إنْ شاء عذبه، وإنْ شاء غفر له" ولكنها سنة لا ينبغي تركها. أخرجه الهيثم بن كليب (1177 و1285) من طريقين عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا النعمان بن داود به. والنعمان بن داود ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات. الخامس: يرويه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله عن عبادة بن الصامت مرفوعا "خمس صلوات كتبهنّ الله - عز وجل - على العباد، فمن أتى بهنّ قد حفظ حقهنّ فإنّ له عند الله عهدا أنْ يدخله الجنة، ومن أتى بهنّ قد أضاع شيئا من حقهنّ استخفافا فإنّه لم يكن له عند الله تعالى عهد، إنْ شاء عذبه وإن شاء رحمه". أخرجه الهيثم بن كليب (1265) عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا يحيى بن أبي بكير ثني يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن عمرو بن أبي عمرو به. وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: المطلب بن عبد الله بن حنطب لم يدرك عبادة (المراسيل) 2018 - "خمس قتلهنّ حلال للمحرم" قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند أبي داود وغيره: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (1847) وابن خزيمة (2667) والبيهقي (5/ 210) ¬

_ (¬1) 4/ 408 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب ما يقتل المحرم من الدواب)

عن حاتم بن إسماعيل المدني وابن خزيمة (2666) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 163) والبيهقي (5/ 210) عن يحيى بن أيوب المصري كلاهما عن محمد بن عجلان المدني عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "خمس قتلهنّ حلال في الحرم: الحية، والعقرب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور" واللفظ لحديث حاتم بن إسماعيل. وفي حديث يحيى بن أيوب "الحية، والذئب، والكلب العقور" وفي رواية لابن خزيمة "والنمر" وإسناده صحيح. 2019 - عن عائشة قالت: خمس لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعهنّ في سفر ولا حضر: المرآة، والمُكْحُلَة، والمُشط، والمِدْرَى، والسواك" قال الحافظ: أخرجه الخطيب في "الكفاية" وفي إسناده أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف، وأخرجه ابن عدي من وجه آخر ضعيف أيضا، وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" من وجه آخر عن عائشة أقوى من هذا لكن فيه قارورة دهن بدل المدرى. وأخرج الطبراني في "الأوسط" من وجه آخر عن عائشة: كان لا يفارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواكه ومشطه، وكان ينظر في المرآة إذا سرح لحيته. وفيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف. وله شاهد من مرسل خالد بن معدان أخرجه ابن سعد" (¬1) ضعيف روى من حديث عائشة ومن حديث أم سعد الأنصارية ومن حديث خالد بن معدان مرسلا فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كان لا يفارق مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد بيته سواكه ومشطه، وكان ينظر في المرآة أحيانا، ويسرح لحيته أحيانا ويأمر به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6363) وابن عدي (3/ 1102) والبيهقي في ¬

_ (¬1) 12/ 489 (كتاب اللباس - باب الامتشاط)

"الشعب" (6071) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا سليمان بن أرقم، تفرد به محمد بن سلمة" وقال البيهقي: سليمان بن أرقم ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف" المجمع 5/ 171 وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 306 قلت: سليمان بن أرقم قال أبو حاتم وغير واحد: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات. - ورواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن هشام غير واحد، منهم: 1 - أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي البصري. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (889) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 148) والطبراني في "الأوسط" (5238) وابن عدي (1/ 310) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (47) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (901) من طرق عن أبي أمية بن يعلى ثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: خمس لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعهن في سفر ولا حضر: المرآة، والمكحلة، والمشط، والمدرى، والسواك. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا أبو أمية بن يعلى" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن هشام غير أبي أمية بن يعلى وعبيد بن واقد شيخ بصري، وهو أيضا في جملة الضعفاء" وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يعلى أبو أمية وهو متروك" المجمع 5/ 171 2 - أيوب بن واقد الكوفي. أخرجه العقيلي (1/ 116) وابن عدي (1/ 348) والبيهقي في "الشعب" (6072) وابن الجوزي في "العلل" (1146) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني المنقري ثنا أيوب بن واقد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: خمس لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعهن في سفر ولا حضر: فذكرتهن. قال العقيلي: لا يتابع أيوب بن واقد عليه، ولا يحفظ هذا المتن بإسناد جيد"

وقال ابن عدي: هذا الحديث لم يحدث به عن هشام إلا ضعيف" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، فيه أيوب بن واقد قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته، وفيه سليمان الشاذكوني قال ابن معين: كان كذابا ويضع الحديث، وقال البخاري: هو عندي أضعف من كل ضعيف" 3 - حسين بن علوان الكوفي. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 62) من طريق أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ثنا حسين بن علوان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سبع لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتركهن في سفر ولا حضر: القارورة، والمشط، والمرآة، والمكحلة، والسواك، والمقصان، والمدرى. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1145) وقال: هذا حديث لا يصح، فيه حسين بن علوان قال أحمد وابن معين: هو كذاب، وقال ابن عدي وابن حبان: كان يضع الحديث. 4 - يعقوب بن الوليد الأزدي. أخرجه ابن عدي (7/ 2605) عن عبد الله بن محمد بن ناجية البربري ثنا محمود بن خداش ثنا يعقوب بن الوليد الأزدي ثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سبع لم يفتن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ولا حضر: القارورة، والمشط، والمكحلة، والمقراضان، والسواك، والمرآة. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1147) وقال: هذا حديث لا يصح، فيه يعقوب بن الوليد قال أحمد: كان من الكذابين الكبار يضع الحديث، وقال ابن معين: لم يكن بشيء كذاب، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات" وقال أبو حاتم: هذا حديث موضوع، ويعقوب بن الوليد كان يكذب" العلل 2/ 304 5 - عبد الكريم بن مسلم الجزري. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (890) عن أبي بدر عباد بن الوليد الغُبَري ثنا محمد بن الصلت الأسدي ثنا عبد الكريم بن مسلم الجزري ثنا هشام عن أبيه عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر سافر بست: بالمرآة، والقارورة، والمشط، والمقراض، والسواك، والمكحلة.

وعبد الكريم قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف من هو. 6 - إسماعيل بن أبي زياد السكوني. أخرجه الخطيب في "المتفق" (183) من طريق بشر بن حجر السامي البصري ثنا إسماعيل بن أبي زياد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر حمل معه القارورة والمشط والسواك. وإسماعيل قال الدارقطني: متروك يضع الحديث. الثاني: يرويه محمد بن حمير الحمصي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أم الدرداء قالت: سألت عائشة: ما كنت إذا سافرت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أو حججت أو غزوت معه تزودينه؟ قالت: كنت أزوده قارورة دهن، ومشطا، ومرآة، ومِقَصَّيْن، ومكحلة، وسواكا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2373 و 2981) وفي "مسند الشاميين" (25) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 171 - 172) والبغوي في "الشمائل" (1084) من طريق محمد (¬1) بن حفص الوصابي ثنا محمد بن حمير به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا محمد، تفرد به محمد بن حفص" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن حفص الوصابي وهو ضعيف" المجمع 5/ 171 قلت: ذكره ابن أبي حاتم في كتابه فقال: أدركته وأردت قصده والسماع منه فقال لي بعض أهل حمص: ليس بصدوق ولم يدرك محمد بن حمير، فتركته. وقال ابن مندة: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب. وأما حديث أم سعد فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (887) عن أبي بدر عباد بن الوليد الغبري ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا سعيد بن زكريا المدائني ثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان قال: سمعت أم سعد الأنصارية - رضي الله عنها - تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر لم يفارق المرآة والمكحلة، يكونان معه. ثم أخرجه (888) عن نصر بن داود الخليخي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن عبد الله بن خارجة عن أم سعد به. وعنبسة بن عبد الرحمن هو الأموي قال أبو حاتم: كان يضع الحديث، وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الإحتجاج به. ¬

_ (¬1) وعند أبي الشيخ: عمر.

ومحمد بن زاذان هو المدني قال البخاري وغيره: منكر الحديث. وأما حديث خالد بن معدان فأخرجه ابن سعد (1/ 483 و 484) عن الفضل بن دكين أنا مِنْدَل عن ثور عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسافر بالمشط والمرآة والدهن والسواك والكحل. وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي العَنَزي. 2020 - "خمس من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والحلم، والحجامة" قال الحافظ: وأخرج البزار والبغوي في "معجم الصحابة" والحكيم الترمذي فى "نوادر الأصول" من طريق مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أربع من سنن المرسلين" 2021 - "خمس من قبض فيهنّ فهو شهيد" فذكر فيهم النفساء. قال الحافظ: وللنسائي من حديث عقبة بن عامر: فذكره" (¬2) حسن أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 58) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 508 - 509) 509) والطبراني في "الكبير" (17/ 326) والمزي في "التهذيب" (14/ 355 - 356) عن عبد الله بن المبارك والنسائي (6/ 31) وفي "الكبرى" (4371) عن عبد الله بن وهب كلاهما عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني قال: سمعت عبد الله بن ثعلبة الحضرمي يذكر أنّه سمع ابن حجيرة الأكبر يذكر أنه سمع عقبة بن عامر رفعه "خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد: المقتول (¬3) في سبيل الله شهيد، والغرق (¬4) في سبيل الله شهيد، والمبطون في سبيل الله شهيد، والمطعون في سبيل الله شهيد، والنفساء في سبيل الله شهيد" اللفظ للنسائي ¬

_ (¬1) 12/ 458 (كتاب اللباس - باب قص الشارب) (¬2) 6/ 383 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل) (¬3) وفي لفظ "القتيل" (¬4) وفي لفظ "الغريق"

ورواته ثقات غير عبد الله بن ثعلبة الحضرمي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه عبد الرحمن بن شريح. فهو مجهول. لكن الحديث حسن فإنّ له شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم: عبادة بن الصامت وابن عمرو وسعد بن أبي وقاص وربيع الأنصاري وسلمان الفارسي وراشد بن حبيش وعبد الله بن بسر وغيرهم (¬1). 2022 - "خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] الآية" قال الحافظ: وروى أحمد والبزار وصححه ابن حبان والحاكم من حديث بُريدة رفعه قال: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (5/ 353) عن زيد بن الحباب العُكلي ثنا حسين بن واقد ثني عبد الله قال: سمعت أبي بُريدة رفعه قال: فذكره. وأخرجه البزار (كشف 2249) عن عباد بن عبد الله أنبأ زيد بن الحباب به. قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 7/ 89 - 90 وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 6/ 531 قلت: حسين بن واقد صدوق، وزيد بن الحباب وعبد الله بن بريدة ثقتان، فالإسناد حسن. وله شاهد من حديث ابن عمر فهو به صحيح. أخرجه البخاري (فتح 10/ 132) وغيره. 2023 - "خياركم كل مفتّن توّاب" قال الحافظ: ذكره في "مسند الفردوس" عن عليّ" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) انظر "الترغيب" للمنذري 2/ 333 - و"المجمع" (2/ 317 و5/ 299 - 301) للهيثمي - و"أحكام الجنائز" (ص 36 - 40) للألباني. (¬2) 10/ 132 (كتاب المسير - تفسير سورة لقمان - باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34]) (¬3) 17/ 249 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15])

وله عن علي بن أبي طالب طريقان: الأول: يرويه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن النعمان بن سعد عن عليّ واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه مرفوعا، منهم: 1 - محمد بن فضيل الكوفي (¬1). أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (2/ 921) والبزار (700) 2 - إسماعيل بن زكريا الخُلقاني. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6720) 3 - عبد الواحد بن زياد العبدي. أخرجه القضاعي (1271) والبيهقي في "الشعب" (6719) - ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن عبد الرحمن بن إسحاق فأوقفه على عليّ. أخرجه هناد في "الزهد" (909) قال الترمذي: رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن عليّ موقوفا، وحديث ابن فضيل عندي وهم" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن عليّ، وقد رفعه بعض من نقل عن عبد الرحمن بن إسحاق وبعضهم أوقفه، وعبد الواحد أوقفه" قلت: اختلف فيه على عبد الواحد بن زياد، فرواه سليمان بن داود الزهراني ويوسف بن كامل عنه مرفوعا كما تقدم. ورواه عفان بن مسلم البصري عن عبد الواحد بن زياد فأوقفه على عليّ. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6718) وإسناده ضعيف مرفوعا وموقوفا لأنّ مداره على عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف، عن النعمان بن سعد وهو مجهول. ¬

_ (¬1) هكذا رواه محمد بن طَرِيف الكوفي وعباد بن يعقوب الكوفي عن ابن فضيل فرفعاه، وخالفهما علي بن المنذر الكوفي فرواه عن ابن فضيل في "الدعاء" (39) فأوقفه.

الثاني: يرويه أبو جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه مرفوعا "إنّ الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب" أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 80 و 103) وأبو يعلى (483) والدولابي في "الكنى" (2/ 62) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 178 - 179) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار ثنا أبو عبد الله مسلمة الرازي عن أبي عمرو البجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي به. قال الدولابي: قال أحمد: هذا حديث منكر" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث محمد بن الحنفية، تفرد به داود العطار" وقال البيهقي: غير قوي" الشعب 12/ 432 - 433 وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2082 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 10/ 200 قلت: مسلمة الرازي ترجمه الحسيني في "الاكمال" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو عمرو البجلي ذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/ 199) وقال: اسمه عبيدة بن عبد الرحمن يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الاحتجاج به بحال. وعبد الملك بن سفيان قال الحسيني في "الاكمال": مجهول. والباقون كلهم ثقات. وأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1076) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن عبد الله بن أبي سفيان عن يزيد بن طلحة بن ركانة عن محمد بن الحنفية عن أبيه رفعه "إن الله يحب المفتن التواب". والواقدي متروك. 2024 - "خياركم من أطعم الطعام" قال الحافظ: وقد روى الحاكم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: قال عمر لصهيب: ما وجدت عليك في الاسلام إلا ثلاثة أشياء: اكتنيت أبا يحيى، وانك لا تمسك شيئا، وتدعى إلى النمر بن قاسط. فقال: أما الكنية فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني، وأما النفقة فإنّ الله يقول {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] وأما النسب فلو كنت من روثة لانتسبت إليها ولكن كان العرب تسبي

بعضهم بعضا فسباني ناس بعد أن عرفت مولدي وأهلي فباعوني فأخذت بلسانهم يعني لسان الروم. ورواه الحاكم أيضا وأحمد وأبو يعلى وابن سعد والطبراني من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أنه كان يكنى أبا يحيى ويقول: إنه من العرب ويطعم الكثير، فقال له عمر، فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني، وإني رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل، ولكن سبتني الروم غلاما صغيرا بعد أنْ علقت قومي وعرفت نسبي، وأما الطعام فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. ورواه الطبراني من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر حتى دخلنا على صهيب، فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس: فقال عمر: ما له يدعو الناس؟ فقيل له: إنما يدعو غلامه يحنس، فقال: يا صهيب، ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال، فذكر نحوه وقال فيه: وأما انتسابي إلى العرب فإنّ الروم سبتني وأنا صغير وإني لأذكر أهل بيتي، ولو أني انفلقت عن روثة لانتسبت إليها. فهذه طرق تقوي بعضها بعضا" (¬1) حسن وله عن صهيب طرق: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب واختلف عن محمد بن عمرو: - فقيل: عن محمد بن عمرو بن علقمة ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لصهيب: ما وجدت عليك في الإسلام إلا ثلاثة أشياء: اكتنيت أبا يحيى وقال الله - عز وجل -: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7] قال: إنّه قال: وإنّك لا تمسك شيئا إلا أنفقته، قال: إنّه قال: وإنك تدعى إلى النمر بن قاسط وأنت من المهاجرين ممن أنعم الله عليه (¬2)، فقال صهيب: أما القول أني تكنيت أبا يحيى فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى، وأما القول أني لا أمسك شيئا إلا أنفقته فإن الله تعالى يقول {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]، وأما القول أني أدعى إلى النمر بن قاسط فإنّ العرب تسبي بعضها بعضا فسباني طائفة من العرب بعد أن عرفت أهلي ومولدي فباعوني بسواد الكوفة فأخذت لسانهم ولو كنت من روثة (¬3) ما انتسبت إلا إليها، قال: صدقت. ¬

_ (¬1) 5/ 317 (كتاب البيوع - باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه) (¬2) زاد ابن عبد البر "بالإسلام" (¬3) زاد ابن عبد البر "حمار"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (285) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1284) والحاكم (3/ 398) واللفظ له عن يحيى بن سعيد الأموي وابن عبد البر في "الاستيعاب" (5/ 154 - 155) عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني قالا: ثنا محمد بن عمرو به. - ورواه محمد بن بشر العبدي عن محمد بن عمرو قال: ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قال عمر لصهيب. لم يذكر عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 153 - 154) وفي "الصحابة" (3804) وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا محمد بن عمرو به. أخرجه أبو القاسم البغوي (1284) والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة (¬1). والحديث إسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث. الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أنّه كان يكنى أبا يحيى ويقول: إنّه من العرب ويطعم الطعام الكثير، فقال له عمر بن الخطاب: يا صهيب (¬2) مالك تكنى أبا يحيى وليس لك ولد، وتقول (¬3): إنك من العرب وأنت رجل من الروم، وتطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال؟ فقال صهيب (¬4): إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى، وأما قولك في النسب وادعائي إلى العرب فإنّي رجل من (¬5) النمر بن قاسط من أهل الموصل، ولكن سبيت، سبتني الروم (¬6) غلاما صغيرا بعد أن عقلت أهلي وقومي وعرفت نسبي، وأما قولك في الطعام وإسرافي فيه فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "إنّ خياركم من أطعم الطعام وردّ السلام"، فذلك الذي يحملني على أنْ أطعم الطعام. ¬

_ (¬1) انظر "التاريخ" لابن معين برواية الدوري 2/ 560 (¬2) ولفظ الطحاوي "نعم الرجل أنت يا صهيب لولا خصال فيك ثلاث" (¬3) ولفظ الطبراني وغيره "وانتميت إلى العرب" (¬4) زاد أحمد وغيره "أما قولك اكتنيت وليس لك ولد" (¬5) زاد الطحاوي "بني" (¬6) زاد ابن عساكر وغيره "من الموصل"

أخرجه ابن سعد (3/ 226 - 227) واللفظ له وأحمد (6/ 16) ولوين في "حديثه" (64) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 119) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 340) والخرائطي في "المكارم" (1/ 329) والطبراني في "الكبير" (7310) والحاكم (4/ 278) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 153) وابن بشران (1222) والبيهقي في "الشعب" (8565) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (400) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 151 - 152) وفي "معجم الشيوخ" (1014) والحافظ في "الامتاع بالأربعين" (ص 41 - 42 و 42) عن عبيد الله بن عمرو الرقي وابن سعد (3/ 226 - 227) وابن أبي شيبة في "مسنده" (483) وفي "المصنف" (9/ 13 - 14) وفي "الأدب" (64) وأحمد (6/ 16) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 46) وابن ماجه (3738) والبزار (2094) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 153) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (5/ 155 - 156) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 329 - 330) عن زهير بن محمد التميمي كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب تفرد به العقيلي وفيه ضعف" وقال الحافظ: حديث حسن" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 17 وقال البوصيري: هذا إسناد حسن. عبد الله بن محمد مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 119 قلت: وأكثرهم يضعفونه، وحمزة بن صهيب ذكره ابن حبان في "الثقات". الثالث: يرويه زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب حتى دخل على صهيب حائطا له بالعالية، فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس. فقال عمر: لا أبا له! يدعو الناس! فقلت: إنما يدعو غلاما يدعى يُحَنَّس. فقال عمر: ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلا ثلاث خصال، لولاهنّ ما قدمت عليك أحدا. هل أنت مخبري عنهنّ؟ قال صهيب: ما أنت بسائلي عن شيء إلا صدقتك عنه. قال: أراك تنتسب عربيا ولسانك

أعجمي، وتتكنى بأبي يحيى اسم نبي، وتبذر مالك. قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني بأبى يحيى، أفأتركها لك. وأما انتسابي إلى العرب فإنّ الروم سبتني صغيرا فأخذت لسانهم، وأنا رجل من النمر بن قاسط لو انفلقت عن روثة لانتسبت إليها. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7297) وفي "المكارم" (156) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (5/ 157 - 158) من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري ثني أبي ثني ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم به. واللفظ لابن عبد البر، ولفظ "الكبير" نحوه، ولفظ "المكارم": خياركم من أطعم الطعام. وعبد الله والد مصعب ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات". وربيعة بن عثمان وثقه ابن معين وجماعة وتكلم فيه أبو حاتم وغيره. وتابعه حماد بن سلمة عن زيد بن أسلم عن أبيه به. أخرجه البزار (2086) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا حماد به. ورواه بهز بن أسد البصري عن حماد بن سلمة فلم يذكر أسلما. أخرجه أحمد (4/ 333) 2025 - "خير الأمور أوساطها" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف جدا أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7296) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا دحيم ثنا مروان ثنا الحكم بن أبي خالد الفزاري عن زيد بن رفيع عن معبد الجهني عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه "العلم أفضل من العمل، وخير الأمور أوساطها، ودين الله بين الفاتن والغالي، والحسنة بين السيئتين لا ينالها إلا بالله، وشر السير الحَقْحَقَة" وإسناده ضعيف جدا، الحكم بن أبي خالد هو الحكم بن ظهير الفزاري وهو متروك الحديث، قاله النسائي وغيره. ¬

_ (¬1) 14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وقال ابن معين أيضًا: كان مروان بن معاوية يغير الأسماء، يعمي على الناس، كان يقول: حدثنا الحكم بن أبي خالد، وإنما هو الحكم بن ظهير. وقال ابن حبان: هو الذي يروي عنه مروان الفزاري ويقول: حدثنا الحكم بن أبي خالد، والحكم بن أبي ليلى، وهو الحكم بن ظهير (¬1). 2026 - "خير المال مُهرة مأمورة" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) ضعيف أخرجه ابن سعد (7/ 79) وأحمد (3/ 468) والحارث (¬3) في "مسنده" (بغية الباحث 422) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا أبو نعامة العدوي عن مسلم بن بُديل عن إياس بن زهير أبي طلبة عن سويد بن هبيرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "خير مال المرء مهرة مأمورة أو سكة مأبورة" وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 439 و 2/ 2/ 144) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 586) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1157) والطبراني في "الكبير" (6471) والبيهقي في "الصغرى" (4044) و"الكبرى" (10/ 64) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2647) من طرق عن روح بن عبادة به. قال ابن مندة: لم يقل: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا روح بن عبادة" الإصابة 4/ 304 قلت: خالفه غير واحد رووه عن أبي نعامة العدوي فلم يذكروا السماع. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 438 - 439) والدولابي في "الكنى" (2/ 17) وأبو القاسم البغوي (1158) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 295) والطبراني في "الكبير" (6470) وأبو نعيم في "الصحابة" (3/ 1400) عن عبد الوارث بن سعيد البصري ¬

_ (¬1) انظر "المقاصد الحسنة" (ص 205) و"الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" (ص 107 - 108) و"كشف الخفاء" (1/ 469) و"الفوائد المجموعة" (ص 251) و"جلباب المرأة المسلمة" (ص 30) و"ضعيف الجامع الصغير" (4/ 68 - 69) (¬2) 10/ 9 (كتاب التفسير - سورة بني إسرائيل - باب {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: 16] الآية) (¬3) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم فى "الصحابة" (3538)

والحربي في "الغريب (1/ 80) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 49 / أ) والقضاعي (1251) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1216) عن زهير بن هُنَيْد البصري وأبو نعيم في "الصحابة" (3539) عن مروان بن معاوية الفزاري أربعتهم عن عمرو بن عيسى أبي نعامة العدوي ثني مسلم بن بديل عن إياس بن زهير أبي طلبة عن سويد بن هبيرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال أبو عبيد في "الغريب" (1/ 349): حدثني غير واحد عن أبي نعامة العدوي. ومن طريقه أخرجه القضاعي (1250) ورواه معاذ بن معاذ العنبري عن أبي نعامة العدوي فقال: بلغني عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 439 و 2/ 2/ 144) قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 258 قلت: الحديث مرسل، قال أبو حاتم: سويد بن هبيرة تابعي ليست له صحبة، وغلط روح بن عبادة فروى عن أبي نعامة عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال يعقوب بن سفيان: ليست له صحبة" المعرفة 3/ 69 وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: يروي المراسيل. وإياس بن زهير ومسلم بن بديل ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في الثقات. 2027 - حديث أبي سعيد "خير الناس رجل يجاهد بنفسه وماله، ورجل في شِعْب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 6/ 346) ¬

_ (¬1) 16/ 152 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة)

2028 - "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الآخرون أردأ" قال الحافظ: ووقع في حديث جَعدة بن هُبيرة عند ابن أبي شيبة والطبراني إثبات القرن الرابع ولفظه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ جعدة مختلف في صحبته" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 176) وفي "مسنده" (المطالب 4159/ 1) عن عبد الله بن ادريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة مرفوعا "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الآخرون أردى" ورواه عبد بن حميد (383) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (726) وفي "السنة" (1476) عن ابن أبي شيبة به. ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 340) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1673) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن ابن أبي شيبة به. ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن ابن أبي شيبة وقال في آخره "ثم الآخرون أرذل" أخرجه الطبراني في "الكبير" (2187) ورواه أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجُعْفي عن ابن أبي شيبة فلم يذكر القرن الرابع. أخرجه الحاكم (3/ 191) وتابعه محمد بن العباس المؤدب ثنا ابن أبي شيبة به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 154) ولم ينفرد ابن أبي شيبة به بل تابعه: 1 - زكريا بن يحيى. أخرجه أبو يعلى (المطالب 4159/ 3) ¬

_ (¬1) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)

2 - أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني. ولفظ حديثه "خير الناس قرني، ثم الذي يليه، ثم الآخرون أرذل" أخرجه الطبراني في "الكبير" (2188) ولم ينفرد ادريس بن يزيد الأودي به بل تابعه أخوه داود بن يزيد الأودى: سمعت أبي يذكر عن جعدة بن هبيرة رفعه "خير الناس قرني الذين أنا منهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الرابع أرذل إلى أن تقوم الساعة" أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (322) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري وابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 24 - 25) عن أبيه قالا: ثنا أبو نعيم عن داود بن يزيد الأودي به. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول بعد ما حدثنا بهذا الحديث في "مسند الوحدان": جعدة بن هبيرة تابعي هو ابن أخت علي بن أبي طالب روى عن عليّ" قلت: هو جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي ابن أم هانئ كما في "الجرح والتعديل" وغيره. وقيل: هو جعدة بن هبيرة الأشجعي كما في "تهذيب الكمال" وغيره، وذكر المزي وغيره هذا الحديث في ترجمته. قال المزي: ذكره أبو عمر بن عبد البر وغيره مفردا عن الأول وجمعهما ابن أبي حاتم ووهم في ذلك. وتعقبه الحافظ في "تهذيبه" بأنّ ابن أبي حاتم له سلف في ذلك وهو أباه أبا حاتم وقوى ذلك برواية ابن أبي شيبة والتي وقع فيها جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، وذكر الحاكم هذا الحديث في "تاريخ نيسابور" في ترجمة جعدة المخزومي، وهكذا أخرجه في مسند جعدة المخزومي غير واحد، ولما ذكر ابن الأثير أنّ ابن عبد البر جعل المخزومي غير الأشجعي قال: وغالب الظن أنه هو لأنّ هذا الحديث قد رواه عبد الله بن ادريس بن يزيد وداود بن يزيد عن أبيهما عن جدهما عن جعدة بن هبيرة المخزومي. ولما ذكر العلائي كلام أبي حاتم في "جامع التحصيل" (ص 185) تعقبه فقال: وهذا وهم ظاهر اشتبه عليه بالذي قبله - يعني المخزومي - وهما اثنان وليس في صحبة هذا الثاني خلاف - يعني الأشجعي -.

وتعقبه الحافظ فقال: والغالب على الظن ترجيح كلام أبي حاتم. والله تعالى أعلم. 2029 - "خير أمتي القرن الذي أنا فيهم، ثم الثاني، ثم الثالث" قال الحافظ: وللطيالسي من حديث عمر رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي (ص 7 - 8) عن حماد بن يزيد عن معاوية بن قرة المزني قال: أتيت المدينة زمن الأقط والسمن، والأعراب يأتون بالبرقاء فيبيعونها فإذا أنا برجل طامح بصره ينظر إلى الناس فظننت أنه غريب فدنوت منه فسلمت عليه فردّ عليّ وقال: من أهل هذه أنت؟ قلت: نعم، فجلست معه، فقلت: ممن أنت؟ فقال: من هلال واسمي كهمس أو قال من بني سلول واسمي كَهْمَس ثم قال: ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟ فقلت: بلى، قال: فذكر حديثا ثم قال: قال عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "خير أمتي الذي أنا منه، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم ينشأ قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، يشهدون من غير أن يستشهدوا، لهم لغط في الأسواق" قال: قال لي كهمس: أتخاف أن يكون هؤلاء من أولئك. ثم قال لي كهمس: إني أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بإسلامي، ثم غبت عنه حولا، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله كأنك تنكرني؟ فقال "أجل" فقلت: يا رسول الله ما أفطرت منذ فارقتك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ومن أمرك أن تعذب نفسك صم يوما من الشهر" فقلت: زدني، قال "فصم يومين" حتى قال "فصم ثلاثة أيام من الشهر". وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1445) عن يونس بن حبيب بن عبد القاهر الأصبهاني ثنا أبو داود به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5893) عن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب به وأخرجه البزار (248) عن محمد بن بشار البصري ثنا أبو داود به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 382) من طريق أحمد بن وزير القاضي ثنا أبو داود الطيالسي به. ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد بن يزيد بن مسلم المنقري به. ¬

_ (¬1) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 238 - 239) وابن سعد (7/ 46) وسمويه في "فوائده" (28 - وانظر المطالب 4171/ 4) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2039) والطبراني في "الكبير" (19/ 194) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (المطالب 4171/ 5) وأبو نعيم في "الصحابة" (5893) والخطيب في "الموضح" (1/ 95) قال الحافظ: إسناده قوي" المطالب 4/ 341 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 7/ 126 وقال الهيثمي: وفيه حماد بن يزيد المنقري ولم أجد من ذكره" المجمع 3/ 197 قلت: هو حماد بن يزيد بن مسلم أبو يزيد البصري ذكره ابن حبان في "الثقات", وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. 2030 - "خير، أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض، غير أنّه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني" قال الحافظ: قوله: ثم أردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعليّ وأمره أنْ يؤذن ببراءة. هذا القدر من الحديث مرسل لأنّ حميدا لم يدرك ذلك ولا صرّح بسماعه له من أبي هريرة، لكن قد ثبت إرسال عليّ من عدة طرق: فروى الطبري من طريق أبي صالح عن عليّ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم، ثم بعثني في أثره، فأدركته، فأخذتها منه، فقال أبو بكر: مالي؟ قال: فذكره. ومن طريق عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد مثله. ومن طريق العمري عن نافع عن ابن عمر كذلك. وروى الترمذي من حديث مِقسم عن ابن عباس مثله مطولا. وعند الطبراني من حديث أبي رافع نحوه لكن قال "فأتاه جبريل فقال له: إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك" وروى الترمذي وحسنه وأحمد من حديث أنس قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - براءة مع أبي بكر، ثم دعا عليا فأعطاها إياه وقال "لا ينبغي لأحد أنّ يبلغ هذا إلا رجل من أهلي". وروى سعيد بن منصور والترمذي والنسائي والطبري من طريق أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع قال: سألت عليا: بأي شيء بعثت؟ قال: بأنّه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا

يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم مع مشرك في الحج بعد عامهم هذا، ومن كان له عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر" (¬1) حديث أبي صالح عن علي يرويه الأعمش عن أبي صالح واختلف عنه: - فقال أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فلما بلغ ضَجْنَان سمع بُغَامَ ناقة عليّ، فعرفه، فأتاه، فقال: ما شأني؟ قال: خير، إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثني ببراءة، فلما رجعنا، انطلق أبو بكر، فقال: يا رسول الله، مالي؟ قال "خير، أنت صاحبي في الغار، غير أنّه لا يبلغ غيري، أو رجل مني". أخرجه ابن حبان (6644) عن عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي عبدان ثنا محمد بن عبد الله بن نُمير ثنا أبو ربيعة ثنا أبو عوانة به. وإسناده ضعيف لضعف أبي ربيعة زيد بن عوف ولقبه فهد. - وقال أبو بكر بن عياش: عن الأعمش عن أبي صالح قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر على الموسم، فلما سار بعث عليا في أثره بآيات من أول براءة، فرجع أبو بكر، فقال: يا رسول الله، مالي؟ قال "خير، أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض" فقال أبو بكر: رضيت. مرسل أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (177) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش به. وهذا أصح. وحديث عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد لم أره في كتابي الطبري "التفسير" و"التاريخ" وحديث ابن عمر لم أره أيضا في كتابي الطبري، وقد أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (4/ 123 - 124) وأما حديث مِقْسم عن ابن عباس فأخرجه الترمذي (3091) وابن نصر في "الصلاة" (671) والطحاوى في "المشكل" (3585) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (9215) والطبراني ¬

_ (¬1) 9/ 388 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])

في "الكبير" (12128) و"الأوسط" (932) والبيهقي (9/ 224 - 225) وفي "الدلائل" (5/ 296 - 297) عن سعيد بن سليمان الواسطي والحاكم (3/ 51 - 52) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 296 - 297) عن إبراهيم بن زياد البغدادي سَبَلان قالا: ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عُتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وأمره أنْ ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رُغَاء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصواء، فخرج أبو بكر فزعا فظنّ أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو عليّ، فدفع إليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر عليا أنْ ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجا، فقام عليّ أيام التشريق، فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2]، ولا يحجنّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، وكان عليّ ينادي فإذا عيي (¬1) قام أبو بكر (¬2) فنادى بها. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنّ الحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث، وليس هذا الحديث منها (انظر ترجمة الحكم من التهذيب) ورواه سليمان بن قَرْم البصري عن الأعمش بغير هذا السياق: قال: عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر ببراءة، ثم أتبعه عليا، فأخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله، حدث في شيء؟ قال "لا، أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو عليّ" أخرجه ابن نصر (672) والطبري في "تفسيره" (10/ 64) والطبراني في "الكبير" (12127) وابن عدي (¬3) (3/ 1106) وابن جميع في "معجمه" (ص 278) ¬

_ (¬1) في لفظ "بح" (¬2) هكذا عند الترمذي، وعند الباقين: أبو هريرة. (¬3) وقال: وهذا الحديث عن الأعمش حديث لا يتابع سليمان عليه"

وسليمان بن قرم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ونسبه إلى الغلو في التشيع غير واحد. وللحديث طريق أخرى عند أحمد (1/ 330 - 331) وغيره سيأتي الكلام عليها في حرف الميم عند حديث "من كنت مولاه فعليّ مولاه" وأما حديث أبي رافع فلم أره في "المعجم الكبير" للطبراني، وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 124) ونسبه لابن مردويه. ولفظه "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر ببراءة إلى الموسم، فأتى جبريل - عليه السلام - فقال: إنّه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك، فبعث عليا على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة، فأخذها فقرأها على الناس في الموسم. وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 84 - 85) وأحمد (3/ 212 و283) والترمذي (3090) والنسائي في "خصائص علي" (75) والطحاوي في "المشكل" (3588 و3589) وابن عدي (3/ 1300) والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (946 و1090) والجورقاني في "الأباطيل" (128) من طرق عن حماد بن سلمة عن سِماك بن حرب عن أنس قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه، فقال "لا ينبغي أنْ يبلغ هذا عني إلا رجل من أهلي" فدعا عليا، فأعطاه اياه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس بن مالك" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن سماك غير حماد بن سلمة" وقال الجورقاني: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة" وقال الحافظ: سنده حسن" الفتح 9/ 390 قلت: وهو كما قال، فحماد ثقة، وسماك صدوق، وسمع أنس بن مالك كما قال الخطيب في "التاريخ" (9/ 214) وأما حديث أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن علي فأخرجه الحميدي (48) وسعيد بن منصور (1005) وأحمد (1/ 79) والدارمي (1925) والترمذي (871 و 872 و 3092) والفاكهي في "أخبار مكة" (1752) وابن نصر (669 و 670) وأبو يعلى (452) والحاكم (3/ 52) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 297) وفي "الكبري" (9/ 207) والمزي (10/ 116 - 117) عن سفيان بن عيينة

وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 265) والبزار (785) والطبري في "تفسيره" (10/ 65) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (566) عن مَعْمَر بن راشد والطبري (10/ 64) عن زكريا بن أبي زائدة والبيهقي (9/ 206 - 207) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي كلهم عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: سألنا عليا: بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم ومشرك في المسجد الحرام بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر. قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: زيد بن يثيع لم يخرج له الشيخان شيئا، وقد وثقه العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى أبي إسحاق. - ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال وكيع: ثنا إسرائيل ثنا أبو إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي بكر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه ببراءة لأهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدة فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسولُه، قال: فسار بها ثلاثا، ثم قال لعليّ "الحقه فردّ عَلَىَّ أبا بكر وبلغها أنت" قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر بكى، قال: يا رسول الله حدث فيّ شيء؟ قال "ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أنْ لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني" أخرجه أحمد (1/ 3) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (132) وأبو يعلى (104) والجورقاني (124) وقال: هذا حديث منكر" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 239

قلت: أبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من زيد بن يثيع. • ورواه أبو أحمد (¬1) محمد بن عبد الله الزبيري عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع مرسلا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 64) - ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي. أخرجه الحاكم (4/ 178) وقال: صحيح الإسناد" • وقال عبيد الله بن موسى الكوفي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن بعض أصحابه عن علي. أخرجه الدارقطني في "العلل" (3/ 164) - ورواه أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان قُراد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع واختلف عنه: • فقال العباس بن محمد الدوري: ثنا عبد الرحمن بن غزوان عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعليّ، فقال له "خذ الكتاب، فامض به إلى أهل مكة" قال: فلحقته، فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال: يا رسول الله، أنزل في شيء؟ قال "لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي" أخرجه النسائي في "الخصائص" (76) عن العباس الدوري به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (3584) عن النسائي به. • ورواه أبو عبيد في "الأموال" (ص 215 - 216) عن عبد الرحمن بن غزوان عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع مرسلا. ¬

_ (¬1) وتابعه خلف بن الوليد العَتَكي عن إسرائيل به. قاله الدارقطني في "العلل" (1/ 274 - 275)

طريق أخرى: قال محمد بن جابر السُّحَيْمي: عن سماك عن حنش بن المعتمر عن علي قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي "أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم" فلحقته بالجُحْفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، نزل فيّ شيء؟ قال "لا, ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك". أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 151) والجورقاني (127) وقال: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة" وقال ابن كثير: هذا إسناد فيه ضعف" التفسير 2/ 333 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف، وقد وثق" المجمع 7/ 29 قلت: محمد بن جابر قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: ساقط الحديث عند أهل العلم، وقال النسائي وغير واحد: ضعيف. 2031 - "خير تمراتكم البَرْني، يُذهب الداء ولا داء فيه" قال الحافظ: وقد وقع عند أحمد مرفوعا: فذكره" (¬1) روى من حديث أنس ومن حديث بريدة ومن حديث أبي سعيد ومن حديث علي ومن حديث مزيدة ومن حديث بعض وفد عبد القيس. فأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (3/ 206) والطبراني في "الأوسط" (6088) والحاكم (4/ 203 - 204) وابن السني وأبو نعيم كلاهما في "الطب" كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 241) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 24) من طريق عبيد بن واقد القيسي ثنا عثمان بن عبد الله (¬2) العبدي عن حميد الطويل عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لوفد عبد القيس "خير تمركم البرني، يذهب الداء ولا داء فيه". السياق للعقيلي. قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 5/ 396 (كتاب الكفالة - باب إذا باع الوكيل شيئا فاسدا فبيعه مردود) (¬2) وفي "المستدرك": عبد الرحمن.

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عثمان لا يعرف، والحديث منكر" وقال العقيلي في عثمان هذا: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف" المجمع 5/ 40 وأما حديث بريدة فأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 112) والروياني (1/ 81) وابن عدي (5/ 1917) والبيهقي في "الشعب" (5487) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 24) من طريق عبد الله بن السكن الرقاشي ثنا عقبة بن عبد الله الأصم عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا "خير تمراتكم البرني، يذهب الداء ولا داء فيه" قال السيوطي في "اللآلئ": هو أمثل طرق الحديث" قلت: وإسناده ضعيف فإنّ عقبة بن عبد الله قال فيه ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وضعفه الفلاس وابن المديني وأبو داود وغيرهم. وعبد الله بن السكن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الحاكم (4/ 204) من طريق زيد بن الحباب ثنا سعيد بن سويد السامري وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7402) من طريق عبد القدوس بن محمد المِعْوَلي البصري ثنا سعيد بن سويد المعولي ثنا خالد بن رباح البصري صاحب السابري عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "خير تمراتكم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد القدوس" وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن سويد وهو ضعيف" المجمع 5/ 40 قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث علي فأخرجه ابن عدي (5/ 1885) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 22 - 23) عن إسحاق بن عبد الله الفروي

وأبو نعيم في "الطب" كما في "اللآلئ" (2/ 240) عن محمد بن راشد كلاهما عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي مرفوعا "خير تمراتكم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه" وإسناده ضعيف جدا، عيسى بن عبد الله قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به، كأنّه كان يهم ويخطىء حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير، لا يكتب حديثه, لا شيء. وأما حديث مزيدة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1690) وأبو يعلى (6850) والحكيم الترمذي كما في "اللآلئ" (2/ 242 - 243) والطبراني في "الكبير" (20/ 345 - 346) وأبو بكر بن المقري في "تقبيل اليد" (6) والحاكم (4/ 406 - 407) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 354 - 356) من طريق طالب بن حُجَير العبدي ثني هود بن عبد الله العصري عن جده مزيدة قال: فذكر حديثا طويلا وفيه قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هذا البرني، أما إنّه من خير تمراتكم، إنما هو دواء، ولا داء فيه" قال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم اختلاف" المجمع 9/ 388 قلت: هود العصري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، تفرد عنه طالب بن حجير. وخالف نفسه في "الديوان" فقال: حسن الحديث لم يضعف. وطالب بن حجير ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وأما حديث بعض وفد عبد القيس فأخرجه أحمد (4/ 206 - 207) عن يونس بن محمد المؤدب والبخاري في "الأدب المفرد" (1198) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي

كلاهما عن يحيى بن عبد الرحمن العَصَري ثنا شهاب بن عباد العَصَري أنّ بعض وفد عبد القيس سمعه يذكر قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "أما إنّه خير تمركم وأنفعه لكم" قال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 373 قلت: يحيى بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان" لا يعرف. 2032 - "خير دينكم أيسره" قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (3/ 479) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي أنا أبو هلال عن حميد بن هلال العدوي سمعه منه عن أبي قتادة عن الأعرابي الذي سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ خير دينكم أيسره، إنّ خير دينكم أيسره" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 61 قلت: أبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي أخرج له البخاري تعليقا، وهو مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه غير واحد. والباقون كلهم ثقات، وأبو قتادة هو العدوي البصري. وللحديث شاهد عن مِحْجَن بن الأدرع وعن عروة الفقيمي وعن أنس فيتقوى بها. فأما حديث محجن بن الأدرع فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن شقيق البصري واختلف عنه: فروى ابن أبي شيبة (15/ 140 - 141) وفي "مسنده" (596) وأحمد (4/ 338 و 5/ 32) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 273 - 274) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2383) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان (11) وابن البختري في "أماليه" (765) والطبراني في "الكبير" (20/ 297) وأبو الشيخ في "الأقران" (325) وأبو نعيم في "الصحابة" (6205) والخطيب في "المتفق والمفترق" (568) ¬

_ (¬1) 1/ 102 (كتاب الإيمان - باب الدين يسر)

عن شعبة (¬1) وأحمد (4/ 338) والبخاري في "الأدب المفرد" (341) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (8) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2384) والطبراني في "الكبير" (20/ 296 - 297) وأبو نعيم في "الصحابة" (6204) والمزي (9/ 160 - 161) عن أبي عَوَانة (¬2) الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي كلاهما عن أبي بشر جعفر بن إياس اليشكري عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي عن محجن: فذكر (¬3) حديثا وفيه "إنّ خير دينكم أيسره" ثلاثا. هكذا رواه شعبة وأبو عوانة عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء عن محجن. وخالفهما الأعمش فرواه عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن عمران بن حَصين، أسقط منه رجاء بن أبي رجاء وجعله عن عمران بن حصين. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 275) والطبراني في "الكبير" (18/ 230) وابن شاهين كما في "الإصابة" (4/ 215 - 216) قال أبو نعيم: وهو وهم" معرفة الصحابة 5/ 2573 ¬

_ (¬1) رواه محمد بن جعفر البصري وحجاج بن محمد المصيصي وشبابة بن سوّار المدائني ومحمد بن أبي عدي البصري وإبراهيم بن طهمان الخراساني عن شعبة هكذا، واختلف فيه على حجاج بن محمد فرواه أبو عمير عيسى بن محمد الرملي عنه فلم يذكر رجاء بن أبي رجاء. أخرجه القضاعي (1224) (¬2) رواه الطيالسي (ص 183) عن أبي عوانة فلم يذكر عبد الله بن شقيق في إسناده، وكذا ذكره البوصيري في "إتحاف الخيرة" (138 و 139) من مسند الطيالسي ولم يذكر فيه عبد الله بن شقيق. لكن أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6204) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 69 - 70) من طريقه فأثبتاه. وذكر الحافظ في "الإصابة" (4/ 216) أنّ الطيالسي رواه عن أبي بشر عن ابن شقيق عن رجاء. (¬3) وتمامه: قال محجن: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي حتى صعدنا أحدا ثم أشرف على المدينة، فقال: "ويح أمها من قرية يدعها أهلها أعمر ما تكون يأتيها الدجال فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا مصليا". ثم انحدر حتى أتى المسجد فإذا هو برجل قائم يصلي ويقرأ، فقال: عبد الله بن قيس إنه لأوّاه حليم. قلت: يا رسول الله ألا أبشره؟ قال: "احذر لا تُسمعه فتلهكه". ثم انحدر فلما انتهينا إلى المسجد وجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد، وكان في المسجد رجل يطيل الصلاة، وكان بريدة صاحب مزاجات، فقال: يا محجن ألا تصلي كما يصلي سكبة؟ فلم يرد عليه شيئا ورجع فلما أتى بيته قال: خير دينكم أيسره، خير دينكم أيسره، غير دينكم أيسره، ثلاثا.

- ورواه كَهْمَس بن الحسن البصري عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع ولم يذكر رجاء بن أبي رجاء. أخرجه أحمد (5/ 32) وعمر بن شبة (1/ 274) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 67) والطبراني في "الكبير" (20/ 297 - 298) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 214) وفي "الصحابة" (6206) وتابعه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن عبد الله بن شقيق عن محجن به. أخرجه أحمد (5/ 32) وعمر بن شبة (1/ 274 - 275) وابن قانع (3/ 67) والطبراني في "الكبير" (20/ 298) والواحدي في "الوسيط" (1/ 282) الثاني: يرويه زياد بن مِخْراق البصري عن رجل من أسلم قال: كان منا ثلاثة صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم -: بريدة ومحجن وسكبة ... فذكر الحديث وفيه "إن خير دينكم أيسره" أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2930) عن يزيد بن زُرَيع البصري ثنا يونس عن زياد بن مخراق به. وأخرجه الروياني (58) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يزيد بن زريع به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث عروة الفقيمي فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ دين الله يسر" وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سلام بن مسكين البصري عن قتادة عن أنس رفعه "خير دينكم أيسره" أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 107) عن محمد بن أحمد الزهري الأصبهاني ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا أبو داود الطيالسي ثنا سلام بن مسكين به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 250) عن الطبراني به. وأخرجه القضاعي (1225) من طريقين عن الطبراني به. وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا سلام، تفرد به إسماعيل بن يزيد" قلت: هو ابن حريث بن مردانبه القطان قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 209): حسن الحديث.

والراوي عنه محمد بن أحمد الزهري الأصبهاني قال أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 542): لم يكن بالقوي في الحديث. والحديث اختلف فيه على أبي داود الطيالسي، فرواه عبد الله بن عمر بن يزيد الزهري عنه ثنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 48) في ترجمة عبد الله بن عمر هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وكذا ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الثاني: يرويه أبو عبد الله العذري عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس رفعه "خير دينكم أيسره، وخير العبادة الفقه" أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (1/ 25 - 26) والخطيب في "الفقيه" (1/ 22) وأبو الشيخ في "الثواب" والديلمي في "مسند الفردوس" كما في "إتحاف السادة" (1/ 83) قال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة 1/ 82 وقال الذهبي في "الميزان": أبو عبد الله العذري عن يونس بن يزيد بخبر منكر" وقال الزبيدي: وأبو عبد الله العذري لا يدرى من هو" إتحاف السادة 1/ 83 ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخى الزهري وعبد الله بن عامر عن الزهري عن أنس بالشطر الأول منه فقط. أخرجه ابن عدي (3/ 1243) من طريق سعيد بن هاشم بن صالح المخزومي عن ابن أخي الزهري وعبد الله بن عامر به. وسعيد بن هاشم قال ابن عدي: ليس بمستقيم الحديث. 2033 - "خير فارس في العرب عكاشة" قال الحافظ: قال ابن إسحاق: بلغني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) قال ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 638): وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا عن أهله "منا خير فارس في العرب" قالوا: ومن هو يا رسول الله؟ قال: "عكاشة بن محصن" ¬

_ (¬1) 14/ 204 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

2034 - "خير ما عاش الناس به رجل ممسك بعنان فرسه" الحديث وفي آخره "حتى يأتيه اليقين ليس هو من الناس إلا في خير" قال الحافظ: أخرج النسائي حديث بعجة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1889) من رواية بَعجة بن عبد الله الجُهني عن أبي هريرة مرفوعا "مِنْ خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير" 2035 - "خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم" قال الحافظ: وفي رواية بُريدة عند أحمد: فذكره" (¬2) ورد من حديث بريدة بن الحصيب ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث سَمرة بن جُندب ومن حديث أبى هريرة ومن حديث أنس. فأما حديث بريدة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 177 - 178) وأحمد (5/ 357) وابن أبي عاصم في "السنة" (1474) والروياني (54) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 152) وفي "المشكل" (2466) وابن حبان في "الثقات" (8/ 1) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 78) عن حماد بن سلمة وأحمد (5/ 350) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 57) عن إسماعيل بن عُلية وابن أبي عاصم (1473) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 57) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري والدينوري في "المجالسة" (2002) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أربعتهم عن سعيد الجُريري عن أبي نَضرة عن عبد الله بن مَوَلَة القشيري عن بريدة ¬

_ (¬1) 9/ 455 (كتاب التفسير - تفسير سورة الحجر - باب قوله {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} [الحِجر: 99]) (¬2) 8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)

مرفوعا "خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم (¬1) يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم" قال الحافظ: هذا حديث صحيح، والجريري كان ممن اختلط، لكن سماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه، وعبد الله بن مولة لم أجد عنه راويا سوى أبي نضرة، ولا أعرف فيه جرحاً، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات". قلت: وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى أبي نضرة، وقال في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. وأما حديث عمران فأخرجه الطيالسي (ص 113 و 114) والبخاري (فتح 8/ 5) ومسلم (4/ 1965) وأبو داود (4657) وابن أبي عاصم في "السنة" (1468) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 151) وفي "المشكل" (2463 و 2464) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 46) والبيهقي (10/ 160) والبغوي في "شرح السنة" (3858) وغيرهم. ولفظ الطيالسي "خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتى قوم ينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا يأتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويفشو فيهم السمن" وأما حديث سمرة فأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 38) من طريق محمد بن عبد الله بن عيشون الحرّاني ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سعد بن هشام عن سمرة رفعه "خير أمتي القرن الذين بعثت منهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" وقال: لم يروه عن قتادة إلا سلام بن أبي مطيع، تفرد به محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عيشون ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 19 قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، وسلام بن أبي مطيع تكلم ابن عدي في روايته عن قتادة فقال: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة. وقال أيضاً: روايته عن قتادة فيها أحاديث ليست بمحفوظة لا يرويها عن قتادة غيره. ¬

_ (¬1) ولفظ حديث إسماعيل "ثم تَخلف أقوام يظهر فيهم السمن، يهريقون الشهادة ولا يسألونها"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (2534) ولفظه "خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم" والله أعلم أذكر الثالث أم لا قال "ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أنْ يستشهدوا" وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (7/ 2566) من طريق هشام بن سلمان المجاشعي عن يزيد الرقاشي عن أنس رفعه "خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" وقال: هشام بن سلمان أحاديثه عن يزيد غير محفوظة" 2036 - عن عائشة قالت: كانت إمرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف - يعني في التجارة - فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنّ زوجي غائب وتركني حاملًا فرأيت في المنام أنّ سارية بيتي انكسرت وإني ولدت غلاما أعور، فقال "خير يرجع زوجك إنْ شاء الله صالحا وتلدين غلاما برا" فذكرت ذلك ثلاثا فجاءت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - غائب فسألتها فأخبرتني بالمنام فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتنّ زوجك وتلدين غلاما فاجرا، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإنّ الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها" قال الحافظ: وعند الدارمي بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت: فذكرته" (¬1) أخرجه الدارمي (2169) عن عبيد بن يعيش الكوفي ثنا يونس بن بكير أنا ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن عائشة به. وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسا. 2037 - حديث أبي هريرة مرفوعا "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة" قال الحافظ: رواه مسلم (854") (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 16/ 91 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب) (¬2) 3/ 113 كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق) (¬3) 9/ 340 (كتاب التفسير - تفسير سورة المائدة - باب قوله - اليوم أكملت لكم دينكم -)

2038 - "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق الجمعة وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها" قال الحافظ: وأما ما ذكره رزين في "جامعه" مرفوعا: فذكره، فهو حديث لا أعرف حاله لأنه لم يذكر صحابيه ولا من أخرجه، بل أدرجه في حديث "الموطأ" الذي ذكره مرسلا عن طلحة بن عبد الله بن كريز، وليست الزيادة في شيء من الموطآت" (¬1) 2039 - "خُيرت بين أنْ أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي وبين التعجيل فاخترت التعجيل" قال الحافظ: وعند عبد الرزاق من مرسل طاوس رفعه: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 163) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه رفعه "نصرت بالرعب، وأعطيت الخزائن، وخيرت بين أنْ أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي، وبين التعجيل فاخترت التعجيل" وقال: هذا مرسل. قلت: ورواته ثقات. 2040 - "خيركم خيركم لأهله" سكت عليه الحافظ (¬3). صحيح ورد من حديث ابن عباس ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث الزبير بن العوام ومن حديث عبد الرحمن بن عوف ومن حديث أبي كبشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة. فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (1977) والبزار (كشف 1483) والطحاوي في "المشكل" (2523) وابن حبان (4186) والحاكم (4/ 173) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 258) من طرق عن أبي عاصم الضحاك من مخلد النبيل ثنا جعفر بن ¬

_ (¬1) 9/ 340 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]) (¬2) 9/ 202 (كتاب المغازي - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) (¬3) 1/ 86 (كتاب الإيمان - باب من قال إنّ الإيمان هو العمل)

يحيى بن ثوبان عن عمه عُمارة بن ثوبان عن عطاء عن ابن عباس أنّ الرجال استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ضرب النساء، فأذن لهم، فضربوهن، فبات، فسمع صوتا عاليا، فقال "ما هذا؟ " قالوا: أذنت للرجال في ضرب النساء، فضربوهن، فنهاهم، وقال "خيركم خيركم لأهله (¬1)، وأنا من خيركم لأهلى" السياق لابن حبان. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن يحيى بن ثوبان وهو مستور، وبقية رجاله ثقات، وقد روى أبو داود لجعفر هذا وسكت عنه فحديثه حسن" المجمع 4/ 303 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عمارة بن ثوبان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عبد الحق: ليس بالقوي، فردّ ذلك عليه ابن القطان وقال: إنما هو مجهول الحال. وجعفر بن يحيى قال ابن المديني: شيخ مجهول، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وذكره ابن حبان في "الثقات" مصباح الزجاجة 2/ 117 قلت: إسناده ضعيف كما قال البوصيري، وجعفر بن يحيى بن ثوبان قال الذهبي في "الكاشف": فيه جهالة، وقال في "المغني": لا يعرف. وعمه عمارة بن ثوبان لم يَرو عنه غير ابن أخيه جعفر بن يحيى بن ثوبان كما قال ابن المديني والذهبي في "الميزان" و"المغني"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأما حديث معاوية فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 363) عن أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن حرب النشائي ثنا علي بن عاصم عن سعيد الجُرَيْري عن عبد الله بن بريدة عن معاوية مرفوعا "خيركم خيركم لأهله" وأخرجه أبو يعلى (المطالب 1609) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا علي بن عاصم به. قال الهيشمي: وفيه علي بن عاصم بن صهيب وأُنكر عليه كثرة الغلط وتماديه فيه" المجمع 4/ 303 قلت: هو مختلف فيه وأكثرهم ضعفه ولم أر أحدا صرّح بسماعه من الجريري أهو قبل أنْ يختلط الجريري أم بعده، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث الزبير فأخرجه البزار (984) عن زكريا بن يحيى الضرير ثنا شَبابة بن ¬

_ (¬1) ولفظ الحاكم "للنساء"

سَوَّار ثنا مغيرة بن مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير رفعه "ألا عسى أحدكم أن يضرب امرأته ضرب الأمة ألا خيركم خيركم لأهله" وقال: لا نعلم أحدا رواه عن هشام عن أبيه عن الزبير إلا مغيرة بن مسلم، ولم نسمعه إلا من زكريا بن يحيى عن شبابة عن المغيرة بن مسلم" وقال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 303 قلت: شيخ البزار ترجمه الخطيب في "التاريخ" (8/ 457 - 458) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والمغيرة بن مسلم هو القَسْمَلى لم يحتج به الشيخان. وخالفه غير واحد رووه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وسيأتي. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه البزار (1028) عن عبد الملك بن أحمد بن شبويه ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي فُديك ثنا عبد الملك بن زيد عن مصعب بن مصعب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه رفعه "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف" المجمع 4/ 303 قلت: هو ابن عبد الرحمن بن عوف وهو مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن الجنيد: ضعيف الحديث. وعبد الملك بن زيد هو ابن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وهو مختلف فيه كذلك، وشيخ البزار لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات لكن لم يسمع أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف من أبيه شيئا كما قال ابن معين وجماعة. وأما حديث أبي كبشة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2519) والعقيلي (3/ 160) والطبراني في "الكبير (22/ 341) وفي "مسند الشاميين" (2561) وابن عدي (5/ 1707) والدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1968) والقضاعي (1245) وأبو نعيم في "الصحابة" (6968) وابن عساكر (7/ 373 - 374) من طرق عن إسماعيل بن عياش ثني عمر بن رؤبة التغلبي سمع أبا كبشة الأنماري رفعه "خيركم خيركم لأهلكم، وأنا خيركم لأهلى" لفظ ابن أبي عاصم. أسند العقيلي عن البخاري قال: عمر بن رؤبة التغلبي شامي فيه نظر"

وقال العقيلي: فأما المتن فقد روي من غير هذا الوجه بإسناد جيد" قلت: وهذا الإسناد حسن، إسماعيل (¬1) بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها، وعمر بن رؤبة مختلف فيه: وثقه دحيم وغيره، وضعفه البخاري، فهو حسن الحديث. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن ماجه (1978) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا أبو خالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن ابن عمرو رفعه "خياركم خياركم لنسائهم" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 118 قلت: هكذا رواه أبو كريب عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الأعمش بهذا اللفظ. ورواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن أبي خالد الأحمر عن الأعمش بلفظ "إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقا" أخرجه مسلم (4/ 1810) وهكذا رواه غير واحد عن الأعمش بهذا اللفظ. أخرجه البخاري (فتح 7/ 385) ومسلم (2321) وغيرهما. وأما حديث علي فأخرجه ابن عساكر كما في "الضعيفة" (2/ 241) وعنه ابن أخيه أبو منصور ابن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (ص 176) من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي ثنا عبد الرزاق بن همام أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد عن علي رفعه "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" قال أبو منصور بن عساكر: هذا حديث غريب من حديث داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد المخزومي لا نعلم رواه إلا إبراهيم بن محمد الأسلمي ولم يكتب عنه إلا من هذا الوجه" قلت: أبو عبد الغني قال ابن حبان: يروي عن مالك وغيره من الثقات ويضع عليهم، لا تحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال. ¬

_ (¬1) وتابعه معاوية بن صالح الحمصى عن عمر بن رؤبة به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1977)

وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وابن حبان. وأما حديث أبو هريرة فأخرجه القضاعي (1243) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري ثنا إسماعيل بن عياش ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "خيركم خيركم لأهله" ومحمد بن معاوية النيسابوري كذبه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث" وللحديث طرق أخرى تقدم الكلام عليها عند حديث "إنّ من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا" وأما حديث عائشة فأخرجه الدارمي (2265) والترمذي (3895) وابن أبي الدنيا في "المداراة" (154) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر - حديث 679) وابن حبان (4177) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 138) والبيهقي (7/ 468) وفي "الآداب" (60) وفي "الشعب" (8344) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى، وإذا مات صاحبكم فَدَعوه ولا تقعوا فيه" اللفظ للبيهقي. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث الثوري ما أقل من رواه عن الثوري، وروي هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا" وقال أبو نعيم: تفرد به عن الثوري الفريابي" قلت: وهو ثقة كما قال النسائي وغيره. وأما الثوري فلم ينفرد به بل تابعه: 1 - محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. أخرجه البزار (كشف 1481) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر - حديث 678) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (40 - منتقاه للمزي) 2 - صالح بن موسى الطلحي. أخرجه ابن عدي (4/ 1386) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 112) 3 - رَوح بن القاسم البصري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6141)

2041 - حديث عروة بن عامر قال: ذُكرت الطيرة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: "خيرها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الحافظ: وفي حديث عروة بن عامر الذي أخرجه أبو داود قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 39) وأبو داود (3919) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 262 - 263) والبيهقي (8/ 139) وفي "الدعوات" (500) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 28) عن سفيان الثوري وابن أبي شيبة (10/ 335 - 336 و 337) وابن السني في "اليوم والليلة" (293) عن الأعمش كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطيرة فقال "أحسنها (¬2) الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم من ذلك ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك" قال البيهقي وابن الأثير: هذا مرسل" قلت: عروة بن عامر مختلف في صحبته، والأكثر على أنّه ليست له صحبة. قال عباس الدوري: سألت ابن معين عن حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر فقال: مرسل، عروة هذا ليست له صحبة" التاريخ 2/ 401 وقال أبو حاتم: هو تابعي يروي عن ابن عباس وعبيد بن رفاعة" المراسيل ص 149 وقال أبو أحمد العسكري: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، ذكرناه ليعرف" أسد الغابة 4/ 28 وقال ابن قانع: إنّ عروة بن عامر عندي أنّه ليس له لقي، وقال قوم: له، وليس بصحيح" وقال المزي: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا في الطيرة" تهذيب الكمال 20/ 26 ¬

_ (¬1) 12/ 324 (كتاب الطب - باب الفأل) (¬2) وفي لفظ "أصدقها"

وحبيب بن أبي ثابت مدلس ولم يذكر سماعا من عروة. قال الحافظ في "التهذيب": والظاهر أنّ رواية حبيب عنه منقطعة. 2042 - عن عبد الله بن شداد قال: قال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: "الخاشع المتضرع في الدعاء" قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن شداد أحد كبار التابعين قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 51) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10062) من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري قال: ثنا شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس قال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: "المتضرع" وفي لفظ "الخاشع المتضرع" وفي لفظ "المتضرع في الدعاء" وإسناده إلى عبد الله بن شداد حسن. 2043 - "الخال وارث من لا وارث له" قال الحافظ: حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره" (¬2) حسن ورد من حديث عمر ومن حديث المقدام بن معدي كرب ومن حديث أبى هريرة ومن حديث أبو الدرداء ومن حديث عائشة فأما حديث عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 263 - 264) وأحمد (1/ 28 و 46) وابن ماجه (2737) والترمذي (2103) والبزار (253) والنسائي في "الكبرى" (6351) وابن الجارود (964) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 397) وابن حبان (6037) والطبراني في "فضل الرمي" (6) والدارقطني (4/ 84 - 85) والبيهقي (6/ 214 و 10/ 14 - 15) من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة الزرقي عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ رجلا رمى رجلا ¬

_ (¬1) 7/ 197 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]) (¬2) 15/ 31 (كتاب الفرائض - باب ذوي الأرحام)

بسهم فقتله وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر - رضي الله عنه - فكتب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال" الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له" اللفظ لأحمد وغيره. وفي لفظ لأحمد أيضا وغيره "كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح: أن علموا غلمانكم العوم ومقاتلتكم الرمي، فكانوا يختلفون إلى الأغراض، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله فلم يوجد له أصل وكان في حجر خال له، فكتب فيه أبو عبيدة إلى عمر: إلى من أدفع عقله؟ فكتب إليه عمر: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روي عن غير عمر. وأحسن إسناد يُروى في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الإسناد عن عمر" قلت: وهو إسناد حسن، عبد الرحمن بن الحارث مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره، وقال ابن معين: ليس به بأس، فهو حسن الحديث. وحكيم بن حكيم مختلف فيه كذلك: وثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "المغنى"، وقال في "الكاشف": حسن الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وقال ابن سعد: لا يحتجون بحديثه، وقال ابن القطان الفاسي: لا تعرف عدالته (الوهم والايهام 3/ 538) وسفيان وأبو أمامة ثقتان مشهوران (¬1). وأما حديث المقدام فله عنه طريقان: الأول: يرويه راشد بن سعد المَقْرائي الحمصي واختلف عنه: - فرواه شعبة عن بُديل بن ميسرة العقيلي قال: سمعت علي بن أبي طلحة يحدث ¬

_ (¬1) واختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث، فرواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عنه عن رجال من الفقهاء أحدهم حكيم بن حكيم أنّ عمر كتب إلى أبي عبيدة. أخرجه سعيد بن منصور (2455) وحديث سفيان أصح.

عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهَوْزني عن المقدام رفعه "من ترك مالا فلورثته، ومن ترك كلّا فإلينا، قال: وربما قال: فإلى الله وإلى رسوله، وأنا وارث من لا وارث له أعقل عنه وأرثه، والخال وارث من لا وارث له يعقل عنه ويرثه" أخرجه الطيالسي (ص 156 - 157) عن شعبة به. وأخرجه سعيد بن منصور (172) وابن أبي شيبة (11/ 264) وفي "مسنده" (926) وأحمد (4/ 131 و 133) وأبو داود (2899) وابن ماجه (2738) والنسائي في "الكبرى" (6356) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 397 - 398 و398) وفي "المشكل" (2749) وابن حبان (6035) والطبراني في "الكبير" (20/ 264 - 265) والبيهقي (6/ 214) من طرق عن شعبة به. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة به. ولفظه "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك كلًّا (¬1) أو ضيعة (¬2) فإليّ (¬3)، ومن ترك مالا فهو لورثته، وأنا مولى (¬4) من لا مولى له، أرث ماله، وأفك عانه، والخال وارث من لا وارث له (¬5)، يرث ماله (¬6)، ويفك عانه" أخرجه أحمد (4/ 133) وأبو داود (2900) وابن ماجه (2634) والنسائي في "الكبرى" (6355) وابن الجارود (965) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2131) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 398) وفي "المشكل" (2748) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (20/ 265) والدارقطني (4/ 85 - 86 و 86) والحاكم (4/ 344) والبيهقي (6/ 214) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2229) من طرق عن حماد بن زيد به. قال أبو زرعة: هو حديث حسن، وأبو عامر الهوزني معروف روى عنه راشد بن سعد لا بأس به" علل الحديث 2/ 50 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عليّ قال أحمد: له أشياء منكرات. قلت: لم يخرج له البخاري" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "دينا" (¬2) وفي لفظ "ضياعا" (¬3) زاد الدارقطني "انا أقضي دينه وأفك عانيه" (¬4) وفي لفظ "ولي" (¬5) وفي لفظ "مولى من لا مولى له" (¬6) ولفظ الدارقطني "يقضي دينه" ولفظ ابن ماجه "يعقل عنه ويرثه".

- ورواه معاوية بن صالح الحمصي ثني راشد بن سعد أنّه سمع المقدام يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "الله ورسوله مولى من لا مولى له، يرث ماله، ويفك عُنُوَّهُ، والخال وارث من لا وارث له، يرث ماله، ويفك عنوه" أخرجه أحمد (4/ 133) والنسائي في "الكبرى" (6354) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 398) وفي "المشكل" (2750 و 2751) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (20/ 266) - ورواه محمد بن الوليد الزُّبيدي ثنا راشد بن سعد أنّ ابن عائذ حدّثه أنّ المقدام حدثهم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من ترك دينا أو ضيعة فإلىّ" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 265 - 266) عن عبد الوارث وابن حبان (6036) والطبراني في "مسند الشاميين" (1856) عن عمرو بن الحارث بن الضحاك الزبيدي كلاهما عن عبد الله بن سالم الحمصي عن محمد بن الوليد الزبيدي به. قال ابن حبان: سمع هذا الخبر راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني عن المقدام، وسمعه عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن المقدام، فالطريقان جميعا محفوظان ومتناهما متباينان". وقال الدارقطني: والأول أشبه بالصواب" العلل وقال ابن القطان الفاسي: وهو على ما قال فإنّ علي بن أبي طلحة ثقة، وقد زاد في الإسناد من يتصل به، فلا يضره إرسال من قطعه، ولو كان ثقة، فكيف إذا كان فيه مقال، فنرى هذا الحديث حديثا صحيحا" الوهم والايهام 3/ 541 - ورواه الهيثم بن حميد الدمشقي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال مرسل. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6357) الثاني: يرويه صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده رفعه "أنا وارث من لا وارث له، أفكُّ عانيه، وأرث ماله، والخال وارث من لا وارث له، يفكُّ عانيه، ويرث ماله". أخرجه أبو داود (2901) عن عبد السلام بن عتيق الدمشقي ثنا محمد بن المبارك ثنا إسماعيل بن عياش عن يزيد بن حُجر عن صالح بن يحيى بن المقدام به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 214) وإسناده ضعيف، يزيد بن حجر قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول. وصالح بن يحيى قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حزم والذهبي في "الديوان": مجهول. وأبوه قال ابن حزم: مجهول. وأما حديث أبى هريرة فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسند أبي هريرة" (286) عن عمرو بن محمد العَنْقَزي وعن يحيى بن آدم الكوفي والدراقطني (4/ 86) عن محمد بن عبد الوهاب وعن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والبيهقي (6/ 215) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني قالوا: ثنا شريك عن ليث عن أبي هُبيرة يحيى بن عباد عن أبي هريرة رفعه "الخال وارث من لا وارث له" ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن شَريك عن ليث عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة مرفوعا "الخال وارث" أخرجه الدارقطني (4/ 86) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 86) والبيهقي (6/ 215) وقال الدارقطني: لا يصح" العلل 10/ 64 وقال البيهقي: هذا مختلف فيه على شريك كما ترى، وليث بن أبي سليم غير محتج به" قلت: وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن المبارك: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه. وأما حديث أبى الدرداء فأخرجه العقيلي (4/ 263) من طريق المهند بن عبد الرحمن بن عبيد بن حاضر عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رفعه "الخال وارث من لا وارث له"

ذكره في ترجمة المهند هذا وقال: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا بهذا الإسناد، وقد روي بغير هذا الإسناد من طريق أصلح من هذا" وترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: وهو نكرة لا يعرف، هو الذي يقال له مهدي بن عبد الرحمن. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأما حديث عائشة فأخرجه الترمذي (2104) عن إسحاق بن منصور الكَوْسَج والنسائي في "الكبري" (6352) وابن عدي (15/ 1771) والبيهقي (6/ 215) عن عمرو بن علي الفلاس والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 397) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (73) والدارقطني (4/ 85) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطَرَسوسي والدارقطني (4/ 85) عن أبي زائدة زكريا بن يحيى بن زائدة الكوفي وعن محمد بن يحيى بن فارس الذهلي وعن أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي كلهم عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن ابن جُريج أخبرني عمرو بن مسلم عن طاوس عن عائشة مرفوعا "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له" اللفظ لابن عدي والنسائي. قال محمد بن يحيى بن فارس: وحدثنا أبو عاصم مرة أخرى عن ابن جريج عن عمرو بن مسلم عن طاوس عن عائشة قالت: موقوف. فقيل لأبي عاصم: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فسكت. فقال له الشاذكوني: حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -, فسكت. واختلف في هذا الحديث على أبي عاصم، فرواه غير واحد عنه فأوقفوه على عائشة، منهم: 1 - الدارمي (2981)

2 - إبراهيم بن مرزوق الأموي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 397) 3 - محمد بن سنان القزاز. أخرجه الدارقطني (4/ 85) 4 - محمد بن إسحاق الصاغاني. أخرجه البيهقي (6/ 215) وقال: هذا هو المحفوظ من قول عائشة موقوفا عليها، وكذلك رواه عبد الرزاق عن ابن جريج موقوفا، وقد كان أبو عاصم يرفعه في بعض الروايات عنه ثم شك فيه فالرفع غير محفوظ" قلت: اختلف فيه على ابن جريج: • فرواه مخلد بن يزيد الجَزَري عنه فرفعه. أخرجه إسحاق (¬1) بن راهويه في "مسند عائشة" (690) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الاشراف (¬2) 11/ 425) والحاكم (4/ 344) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج البخاري لعمرو بن مسلم الجَنَدي في الصحيح شيئا، ولم يخرج رواية ابن جريج عن عمرو بن مسلم. • ورواه عبد الرزاق (16202) عن ابن جريج فأوقفه. ورواه إسحاق في "مسند عائشة" (688) عن عبد الرزاق به. • ورواه هشام بن سليمان المكي عن ابن جريج على الشك في رفعه. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 397) قال الترمذي بعد أنْ أخرجه من طريق أبي عاصم: هذا حديث حسن غريب وقد أرسله بعضهم ولم يذكر فيه عن عائشة" ¬

_ (¬1) سقط من إسناد إسحاق "عن ابن جريج" والحاكم أخرجه من طريقه فأثبته. (¬2) وفي "السنن الكبرى" (6353) المطبوع بتحقيق عبد الغفار البنداري موقوف على عائشة.

وقال النسائي: عمرو بن مسلم ليس بذاك القوي" تحفة الأشراف 11/ 426 قلت: هو مختلف فيه: ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن حبان، واختلف فيه قول ابن معين. 2044 - "الخالة والدة، وإنّما الخالة أم" قال الحافظ: وفي حديث علي وفي مرسل الباقر: فذكره. وقال: وأخرج أبو داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل قصة بنت حمزة خاصة من حديث عليّ بلفظ: لما خرجنا من مكة تبعتنا بنت حمزة، الحديث. وكذا أخرجها أحمد عن حجاج بن محمد ويحيى بن آدم جميعا عن إسرائيل. وقال: عند البيهقي في رواية زكريا عن أبي إسحاق. قال أبو إسحاق: فحدثني هانئ بن هانئ وهبيرة فذكر حديث علي في قصة بنت حمزة. وقال: وعند ابن سعد من مرسل محمد بن علي بن الحسين الباقر بإسناد صحيح إليه: بينما بنت حمزة تطوف في الرجال إذ أخذ عليّ بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها. وقال: وفي حديث علي عند أحمد وكذا في مرسل الباقر: فقام جعفر فَحَجَلَ حول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما هذا" قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم" (¬1) حسن وحديث علي له عنه طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن هانئ بن هانئ وهُبيرة بن يَريم عن عليّ قال: لما خرجنا (¬2) من مكة اتبعتنا ابنة حمزة تنادي: ياعم ياعم، فتناولتها بيدها فدفعتها إلى فاطمة، فقلت: دونك ابنة عمك (¬3)، فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها أنا وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها عندي (¬4) - يعني أسماء بنت عميس - وقال زيد: ابنة أخي، وقلت: أنا أخذتها (¬5)، وهي ابنة عمي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) 9/ 46 و 47 و 49 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء) (¬2) ولفظ النسائي "صدرنا" (¬3) زاد أبو داود وغيره "فحملتها" (¬4) وفي لفظ "تحتي" (¬5) وفي لفظ "أنا أحق بها"

"أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلقي وخُلقي، وأما أنت يا عليّ فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد فأخونا ومولانا، والجارية (¬1) عند خالتها فإن الخالة والدة (¬2) ". قلت: يا رسول الله ألا تزوجها؟ قال "إنّها إبنة أخي من الرضاعة" أخرجه ابن سعد (3/ 43 و4/ 36) وابن أبي شيبة (12/ 105 و141) وإسحاق بن راهوية في "مسنده" كما في "نصب الراية" (3/ 267) وأحمد (1/ 98 - 99 و108 و115) واللفظ له وأبو داود (2280) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (358) وابن نصر المروزي في "السنة" (287) والنسائي في "خصائص علي" (71 و 194) والطحاوي في "المشكل" (3079) والحاكم (3/ 120 و 4/ 344) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 153) والخطيب في "التاريخ" (4/ 140) وابن بشكوال في "الغوامض" (713) وابن الجوزي في "البر والصلة" (219) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق به. ولم يذكر ابن عبد البر "هبيرة" ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق ثني هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم عن عليّ قال: فذكره. وفيه "فقضى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأم. وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا. فحجل، وقال لجعفر: أنت أشبههم بي خَلقا وخُلقا. فحجل وراء حجل زيد، ثم قال لي: أنت مني وأنا منك. فحجلت وراء حجل جعفر" أخرجه أبو يعلى (405) والطحاوي في "المشكل" (3078) والبيهقي (8/ 6) واللفظ له من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني أبي به. ولم يذكر الطحاوي وأبو يعلى "هبيرة". قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد" وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، وهانئ وهبيرة بن يريم لم يخرج لهما الشيخان شيئا. وهانئ بن هانئ وثقه العجلي وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن المديني وغيره: مجهول. ¬

_ (¬1) ولفظ الطحاوي وغيره "فقضى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأم" (¬2) ولفظ الحاكم "أم"

وهبيرة بن يريم وثقه العجلي وابن حبان، وقال أحمد وغيره: لا بأس به، وضعفه ابن خراش وغيره. وأبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط، وقد احتج البخاري برواية إسرائيل وزكريا عنه، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه يزيد بن عبد الله بن الهاد واختلف عنه: - فرواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن يزيد بن عبد الله بن الهاد واختلف فيه على الدراوردي: • فقيل: عنه عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن نافع بن عُجَير عن أبيه عن علي قال: خرج زيد بن حارثة إلى مكة فقدم بابنة حمزة بن عبد المطلب، فقال جعفر بن أبي طالب: أنا آخذها وأنا أحق بها بنت عمي وعندي خالتها، وإنما الخالة أم ... فذكر الحديث وفيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وأما الجارية فأقضي بها لجعفر تكون مع خالتها، وإنما الخالة أم" أخرجه أبو داود (2278) والبزار (891) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 152 - 153) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وابن أبي عاصم في "الآحاد" (359) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 342) عن محمد بن سلمة الباهلي قالوا: ثنا عبد العزيز بن محمد به • وقيل: عن عبد العزيز بن محمد عن ابن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير عن أبيه نافع عن علي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3083) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (¬1) والحاكم (3/ 211) والبيهقي (8/ 6) ¬

_ (¬1) وهو في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6671) و"المطالب" (1699)

عن إبراهيم بن حمزة الزبيري والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 249 - 250) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثلاثتهم عن عبد العزيز بن محمد به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البيهقي: وكذلك رواه عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد. وهو في كتاب سنن أبي داود عن العباس بن عبد العظيم عن عبد الملك بن عمرو عن عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن نافع بن عجير عن أبيه عن علي. والذي عندنا أنّ الأول أصح (¬1)، وكذلك رواه الأويسي عن عبد العزيز بن محمد" وقال الحافظ في "النكت الظراف" (7/ 432): قلت: إنما رواه يزيد بن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير بن عبد يزيد عن أبيه عن عليّ، فالراوي عن علي نافع بن عجير لا أبوه، والراوي عن نافع ابنه محمد لا محمد بن إبراهيم، بيّن ذلك البيهقي في روايته من طريق إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي" - ورواه بكر بن مضر المصري عن ابن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير عن علي ولم يذكر عن أبيه (¬2). أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3082) وأما حديث محمد بن علي بن الحسين الباقر فأخرجه ابن سعد (4/ 35 - 36) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: إنّ ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ عليّ بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها، قال: فاختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم فأيقظوا النبي - صلى الله عليه وسلم - من نومه، قال "هلموا أقض بينكم فيها وفي غيرها" فقال علي: ابنة عمي وأنا أخرجتها وأنا أحق بها، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي، فقال في كل واحد قولا ¬

_ (¬1) أي رواية إبراهيم بن حمزة ومن تابعه. (¬2) ورواه ابن لهيعة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3084) وابن لهيعة ضعيف.

رضيه، فقضى بها لجعفر وقال "الخالة والدة" فقام جعفر فحجل حول النبي - صلى الله عليه وسلم -, دار عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما هذا؟ " قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم. وهو مرسل رواته كلهم ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 170) عن حفص بن غياث مختصرا. وفي الباب عن البراء بن عازب وعن أبي مسعود البدري وعن أبي هريرة وعن ابن شهاب الزهري فأما حديث البراء فأخرجه البخاري (فتح 9/ 42 - 49) من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء قال: فذكر حديث عمرة القضاء قال: فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تنادي: ياعم ياعم، فتناولها عليّ فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك، حملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي. وقال جعفر: هي ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: بنت أخي. فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال "الخالة بمنزلة الأم" وقال لعلي "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر "أشبهت خَلقي وخُلقي" وقال لزيد "أنت أخونا ومولانا" وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة؟ قال "إنها ابنة أخي من الرضاعة" وأما حديث أبي مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 243) من طريق يحيى بن العلاء ثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن خالد بن سعد عن أبي مسعود رفعه "الخالة والدة". قال الهيثمي: وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 323 قلت: قيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويحيى بن العلاء أظنه البجلي قال أحمد: كذاب يضع الحديث. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (4/ 453) من طريق يوسف بن خالد السمتي السهمي ثنا أبو هريرة المدني عن مجاهد عن أبي هريرة رفعه "الخالة والدة" وأسند عن ابن معين والفلاس قالا: يوسف بن خالد السمتي كذاب. وقال: لا يتابع يوسف بن خالد عليه ولا يعرف إلا به" وأما حديث ابن شهاب الزهري فأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "البر والصلة" لابن المبارك (83 و85) قال: بلغنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "العم أب إذا لم يكن دونه أب، والخالة والدة إذا لم تكن دونها أم"

2045 - حديث شداد بن أوس رفعه "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء" قال الحافظ: الحديث لا يثبت لأنه من رواية حجاج بن أرطاة ولا يحتج به، أخرجه أحمد والبيهقي، لكن له شاهد أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس، وسعيد مختلف فيه. وأخرجه أبو الشيخ والبيهقي من وجه آخر عن ابن عباس، وأخرجه البيهقي أيضا من حديث أبي أيوب" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث شداد بن أوس فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11590) وفي "مسند الشاميين" (146) والبيهقي (8/ 324 - 325) من طريق أيوب بن محمد الوزان عن الوليد بن الوليد ثنا ابن ثوبان عن محمد بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس به. وقال البيهقي: هذا إسناد ضعيف، والمحفوظ موقوف" وقال في "المعرفة" (13/ 63): لا يثبت رفعه" قلت: الوليد بن الوليد هو العَنْسي قال الحاكم: روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أحاديث موضوعة. وكذا قال أبو نعيم في "الضعفاء". وقال ابن حبان: يروي عن ابن ثوبان العجائب لا يجوز الاحتجاج به فيما يروي. وذكره الدارقطني في "الضعفاء". وقال أبو حاتم: صدوق ما بحديثه بأس حديثه صحيح. وابن ثوبان مختلف فيه ولا بأس به كما قال أبو زرعة وغيره، والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد ابن عجلان به بل تابعه أبو هاشم الرماني عن عكرمة عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12009) من طريق خلف بن عبد الحميد ثنا عبد الغفور عن أبي هاشم به. ¬

_ (¬1) 12/ 461 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

وعبد الغفور هو أبو الصباح الأنصاري الواسطي قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: تركوه منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. الثاني: يرويه قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قوله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12828) وفي "مسند الشاميين" (2697) عن عمرو بن عبد الله الأودي وابن عدي (1/ 272) والبيهقي (8/ 325) عن إبراهيم بن مجشر البغدادي كلاهما عن وكيع بن الجراح عن سعيد بن بشير عن قتادة به. وسعيد بن بشير هو الأزدي وهو مختلف فيه: وثقه دحيم وغيره، وضعفه ابن معين وجماعة، وتكلم ابن حبان وغيره في روايته عن قتادة، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من جابر بن زيد. وأما حديث شداد بن أوس فيرويه الحجاج بن أرطأة واختلف عنه: - فرواه محمد بن فضيل الكوفي عنه عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه عن شداد بن أوس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7112) من طريق واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن فضيل (¬1) به. - ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الحجاج بن أرطأة واختلف فيه على حفص بن غياث: • فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (576) عن الحسن بن إسماعيل الواسطي والطبراني في "الكبير" (7113) عن محمد بن الفضل عارم أبي النعمان البصري كلاهما عن حفص بن غياث عن الحجاج بن أرطأة عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه عن شداد بن أوس. ¬

_ (¬1) رواه حرب بن إسماعيل الكرماني عن ابن فضيل فلم يذكر "عن أبيه" أخرجه الخلال في "الترجل" (194)

ورواه إبراهيم بن الحجاج عن حفص بن غياث فلم يذكر شداد بن أوس. أخرجه البيهقي (8/ 325) وقال: الحجاج بن أرطأة لا يحتج به" - ورواه عباد بن العوام الواسطي عن الحجاج واختلف عن عباد: • فرواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 707) وفي "الأدب" (186) وفي "المصنف" (9/ 58) وعنه أبو يعلى (إتحاف 708) عن عباد عن الحجاج عن رجل عن أبي المليح عن شداد. • ورواه سريج بن النعمان الجوهري عن عباد عن الحجاج عن أبي المليح عن أبيه، ولم يذكر شداد بن أوس. أخرجه أحمد (5/ 75) - ورواه عبد الواحد بن زياد العبدي عن الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن أبي أيوب. أخرجه البيهقي (8/ 325) وقال: وهو منقطع" وقال في "المعرفة" (13/ 63): الحديث لا يثبت" وقال العراقي: إسناده ضعيف" إتحاف السادة 2/ 417 قلت: وهو كما قالا، والحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس. وقال البوصيري: مدار الطرق كلها على الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 1/ 203 2046 - "الخراج بالضمان" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن عن عائشة" (¬1) يرويه عروة بن الزبير عن عائشة، وعنه غير واحد، منهم: 1 - مَخْلَد بن خُفَاف بن أَيماء بن رَحْضة الغفاري. أخرجه الطيالسي (ص 206) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن مخلد بن ¬

_ (¬1) 5/ 269 (كتاب البيوع - باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل)

خفاف قال: خاصمت إلى عمر بن عبد العزيز في عبد دلس لنا فأصبنا من غلته وعنده عروة بن الزبير فحدثه عروة عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أنّ الخراج بالضمان. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 321) وأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 189) وعبد الرزاق (14777) وأبو عبيد في "الغريب" (3/ 37) وفي "الأموال" (ص 93) وابن أبي شيبة (10/ 167 - 168) وإسحاق في "مسند عائشة" (750 و775 و776) وأحمد (6/ 49 و161 و 208 و237) وابن زنجويه في "الأموال" (280) وأبو داود (3508 و 3509) وابن ماجه (2242) والترمذي (1285) والنسائي (7/ 223) وفي "الكبرى" (6081) وأبو يعلى (4537 و4575) وابن الجارود (627) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2912 و2913) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 21) والعقيلي (4/ 231) وابن حبان (4928) وابن عدي (6/ 2436) والدارقطني (3/ 53) وابن شاهين في "حديثه" (16) والحاكم (2/ 15) وتمام (705 و768) والبيهقي (5/ 321 و321 - 322) وفي "معرفة السنن" (8/ 121 - 122 أو 124) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 206 و207) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2119) من طرق عن ابن أبي ذئب به. وفي لفظ "قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ خراج العبد بضمانه" وفي لفظ آخر "الخراج بالضمان" قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال في "العلل" (1/ 513): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: مخلد بن خفاف لا أعرف له غير هذا الحديث، وهذا حديث منكر" قلت: رواته ثقات غير مخلد بن خفاف فهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وابن وضاح، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وليس هذا إسناد تقوم به الحجة غير أني أقول به لأنّه أصلح من آراء الرجال، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: لا يعرف له غير هذا الحديث، وقال الحافظ: وفي سماع ابن أبي ذئب منه عندي نظر. وقال ابن عدي أيضاً: كنا نظن أنّ هذا الحديث لم يروه عن مخلد غير ابن أبي ذئب حتى حدثناه أحمد بن عيسى الوشاء ثنا الحسن بن عبيد الله البالسي ثنا الهيثم بن جميل ثنا يزيد بن عياض عن مخلد بن خفاف عن عروة عن عائشة قالت: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ الخراج بالضمان.

قلت: يزيد بن عياض كذبه مالك وابن معين والنسائي. 2 - ابن شهاب الزهري. أخرجه ابن عدي (6/ 2437) من طريق مصعب بن إبراهيم الجهني عن ابن جُريج عن الزهري عن عروة عن عائشة به. وقال: مصعب ليس بالمعروف" 3 - هشام بن عروة. أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 189) عن مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "الخراج بالضمان" ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (626) وأبو بكر الشافعي في "فوائدها" (716) والبيهقي في "معرفة السنن" (8/ 122) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 205 - 206 و 206) والبغوي في "شرح السنة" (2118) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (635) والذهبي (¬1) في "السير" (14/ 123) من طرق عن الشافعي به. وأخرجه أحمد (6/ 80 و 116) وابن زنجويه (281) وأبو داود (3510) وابن ماجه (2243) وأبو يعلى (4614) والطحاوي (4/ 21 - 22 و 22) وابن حبان (4927) والدارقطني (3/ 53) والحاكم (2/ 14 - 15 و15) والبيهقي في "معرفة السنن" (8/ 122 - 123) وابن عبد البر (18/ 207) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن محمد الأسدي ص 265 و265 - 266) من طرق عن مسلم بن خالد به. وفي لفظ "أنّ رجلا اشترى عبدا فاستغله، ثم وجد به عيبا فردّه، فقال البائع: يا رسول الله، إنه قد استغل غلامي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الخراج بالضمان" قال البخاري: إنما رواه مسلم بن خالد الزنجي، ومسلم ذاهب الحديث" علل الترمذي (¬2) 1/ 513 وقال أبو داود: هذا إسناد ليس بذاك" وقال العقيلي: وهذا الإسناد منه ضعف" الضعفاء 4/ 231 ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن غريب" (¬2) قال الترمذي: وضعف البخاري حديث هشام بن عروة في هذا الباب" وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 243): ولا يصح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف مسلم بن خالد. وقد رواه يعقوب بن الوليد بن أبي هلال المدني وأبو الهيثم خالد بن مهران البلخي وعمر بن علي المقدمي وأبو زيد محمد بن المنذر الزبيري عن هشام واقتصروا على قوله "الخراج بالضمان" ولم يذكروا القصة. فحديث يعقوب بن الوليد أخرجه ابن عدي (7/ 2605) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 701) وقال: هذا حديث يعرف بمسلم بن خالد الزنجي عن هشام، وتابعه يعقوب" قلت: كذبه أحمد وأبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. وحديث خالد بن مهران أخرجه الخليلي (3/ 934) والخطيب في "التاريخ" (8/ 297 - 298) من طريق أحمد بن زهير بن حرب ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا خالد بن مهران عن هشام به. وأخرجه ابن عدي (7/ 2605) عن محمد بن عبدة ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثني يعقوب بن الوليد وخالد بن مهران عن هشام به. وقال: هذا حديث مسلم بن خالد الزنجي عن هشام بن عروة سرقه منه يعقوب هذا وخالد بن مهران وهو مجهول" وقال الخليلي: قد ذكرت علته في غير هذا الموضع وأنّه من حديث مسلم بن خالد، وضعفوه فيه أيضا، ومتابعه مثل خالد لا تقويه، وخالد ضعفوه جدا" قلت: وثقه ابن معين (تاريخ بغداد 8/ 298) وحديث عمر بن علي أخرجه الترمذي (1286) وابن عدي (5/ 1702) والبيهقي (5/ 322) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث هشام بن عروة، واستغرب محمد بن إسماعيل هذا الحديث من حديث عمر بن علي. قلت: تراه تدليسا؟ قال: لا" وقال في "العلل" (1/ 513): لم يعرفه محمد بن إسماعيل من حديث عمر بن علي. قلت له: ترى أنّ عمر بن علي دلس فيه؟ فقال: لا أعرف أنّ عمر بن علي يدلس"

وقال ابن عدي: وهذا يعرف بمسلم بن خالد عن هشام بن عروة، وقد رواه بعض الضعفاء أيضا عن هشام بن عروة" قلت: عمر بن علي ثقة إلا أنّه كان يدلس كما قال أحمد وابن معين وغيرهما, ولم يذكر سماعا من هشام. قال عفان بن مسلم: لم أكن أقبل منه حتى يقول: حدثنا. وحديث محمد بن المنذر الزبيري أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 243) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن المنذر به. ومحمد بن المنذر ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 437) وقال: ربما أخطأ. 2047 - حديث على "الخشوع في القلب" قال الحافظ: أخرجه الحاكم" (¬1) موقوف أخرجه الحاكم (2/ 393) وعنه البيهقي (2/ 279) من طريق عبد الله بن عثمان عبدان المروزي أنبا عبد الله أنبا عبد الرحمن المسعودي أني أبو سنان عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي أنّه سئل عن قوله عز وجل" الذين هم في صلاتهم خاشعون" قال: الخشوع في القلب، وأن تلين كتفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد" قلت: هكذا رواه عبدان عن عبد الله وهو ابن المبارك عن المسعودي عن أبي سنان عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي، وخالفه الحسين بن الحسن المروزي فرواه عن ابن المبارك (الزهد 1148) عن المسعودي عن أبي سنان عن رجل عن علي. وهكذا رواه عن المسعودي: 1 - وكيع في "الزهد" (328) 2 - خالد بن عبد الله أخرجه الطبري في "تفسيره" (18/ 2) فقالا: عن رجل عن علي. ¬

_ (¬1) 2/ 367 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب الخشوع في الصلاة)

ولم ينفرد المسعودي به بل تابعه سفيان الثوري عن أبي سنان به. أخرجه عبد الرزاق (2/ 43) ومن طريقه الطبري (18/ 2) عن سفيان به. ولم ينفرد أبو سنان واسمه ضرار بن مرة الشيباني به بل تابعه عطاء بن السائب عن رجل عن علي به. أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (139) عن إسحاق بن راهويه أنا يحيى بن الضريس عن عمرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب به. 2048 - "الخمر من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والزبيب، والذرة" قال الحافظ: وأخرج الخلعي في "فوائده" من طريق خلاد بن السائب عن أبيه رفعه: فذكره، وسنده لا بأس به" (¬1) 2049 - "الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة" قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (1985) عن أبي هريرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وأشار إلى ضعفه (¬3). 2050 - "الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تصير ملكا عضوضا" ذكره الحافظ في خمسة مواضع وقال: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره من حديث سفينة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬4) حسن أخرجه إسحاق في "مسند أم سلمة" (1944) وأحمد (5/ 220 و221) وفي "فضائل الصحابة" (789 و 1027) وابنه في "السنة" (1402) وفي "زيادات الفضائل" (790) وابن أبي ¬

_ (¬1) 12/ 145 (كتاب الأشربة - باب ما جاء في أنّ الخمر ما خامر العقل) (¬2) 12/ 145 (كتاب الأشربة - باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب) (¬3) 12/ 133 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العنب وغيره) (¬4) 8/ 59 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عثمان بن عفان) 9/ 139 (كتاب المغازي - باب ذهاب جرير إلى اليمن" 15/ 315 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم) 16/ 339 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمد بن المثني) 16/ 48 (كتاب التعبير - باب رؤيا النهار)

عاصم في "السنة" (1181) والبزار (3828) وأبو يعلى في "المفاريد" (103) والروياني (667) والطحاوي في "المشكل" (3349) وفي "الآحاد" (139) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3446) وفي "الصحابة" (1197 و 1827) وابن حبان (6943) وفي "الثقات" (2/ 304) والطبراني في "الكبير" (13) والآجري في "الشريعة" (1177) والحاكم (3/ 71) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (ص 169 - 170) وفي "الصحابة" (91 و 319) واللالكائي في "السنة" (2654 و2655) وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 225) والخطيب في "المتفق والمفترق" (290) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3865) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (120) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 378) عن حماد بن سلمة وأبو داود (4646) وأبو يعلى في "المفاريد" (104) وابن حبان (6657) والطبراني في "الكبير" (6444) وابن عدي (3/ 1237) والحاكم (3/ 145) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (ص 170) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 333 و 370) وفي "الدلائل" (6/ 341) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 142) عن عبد الوارث بن سعيد البصري والطيالسي (ص 151) وأحمد (5/ 221) والترمذي (2226) والطبري في "صريح السنة" (26) وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة" (من حديث خيثمة ص 107 - 108) والطبراني في "الكبير" (6442) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (91) وفي "فضائل الخلفاء" (217) وفي "الإمامة" (ق 41/ ب) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 342) وفي "المدخل" (ص 116 - 117) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 244) وفي "معجم الشيوخ" (120) والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 509) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 141) عن الحَشرَج بن نُباتة الأشجعي وأبو داود (4647) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (140) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1403 و1404) والنسائي في "الكبرى" (8155) والروياني (668) والطبراني في "الكبير" (136 و 6443) والآجري (178 أو 1179) وابن عدي (3/ 1237) وأبو نعيم في "الإمامة" (ق 41/ ب) وفي "الأخبار أصبهان" (1/ 244 - 245) وفي "فضائل الخلفاء" (ص 169) عن العوام بن حوشب الواسطي

وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1407) والبزار (3827) والروياني (666) والخلال في "السنة" (647) واللالكائي (2556) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 142) عن أبي طلحة يحيى بن طلحة البصري ابن بنت سعيد بن جُمْهَان كلهم عن سعيد بن جُمْهان قال: حدثني سفينة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك" وفي لفظ "الخلافة ثلاثون سنة، وسائرهم ملوك، والخلفاء والملوك اثنا عشرا" وفي لفظ آخر "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك، أو ملكه، من يشاء". قال الترمذي: هذا حديث حسن قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان" وقال ابن أبي عاصم: وحديث سفينة ثابت من جهة النقل" وقال ابن عبد البر: قال أحمد بن حنبل: حديث سفينة في الخلافة صحيح وإليه أذهب في الخلفاء" وقال الخلال في "السنة" (ص 419): أخبرنا أبو بكر المروذي قال: ذكرت لأبي عبد الله حديث سفينة فصححه. وقال: قلت: إنّهم يطعنون في سعيد بن جمهان، فقال: سعيد بن جمهان ثقة" وقال البوصيري: سنده صحيح" إتحاف الخيرة 8/ 276 وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن، وسعيد بن جمهان تابعي صغير صدوق" قلت: وهو كما قال. طريق أخرى: قال ابن عدي (7/ 2711): ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ابن أخي حرملة ثنا عمي حرملة ثنا ابن وهب أخبرني ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن عمرو عن سفينة رفعه "الخلافة ثلاثون عاما، ثم يكون الملك" وقال: يحيى بن محمد بن يحيى ضعيف، وهذا الحديث بإسناده لم أكتبه إلا عن يحيى بن محمد هذا, وله عن عمه حرملة وغيره من المناكير ما ليس هو بمحفوظ غير ما ذكرت وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق"

وللحديث شاهد عن أبي بكرة وآخر عن أبي هريرة فأما حديث أبي بكرة فأخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 100) وابن أبي شيبة (11/ 60 و61 و12/ 18) وأحمد (5/ 44 و50) وأبو داود (4635) وابن أبي عاصم في "السنة" (1131 أو 1132 أو 1133 و1135 أو 1136) والبزار (3652 و 3653) والآجري (1180) واللالكائي في "السنة" (2657) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 342 و 348) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 131) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: وفدت مع أبي إلى معاوية بن أبي سفيان فأدخلنا عليه فقال: يا أبا بكرة حدثني بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم "أيكم رأى رؤيا؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله، رأيت كأن ميزانا دُلِّي من السماء فوزنت أنت بأبي بكر فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان, فاستاء لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "خلافة نبوة ثم يؤتى الله تبارك وتعالى الملك من يشاء" وفي لفظ "خلافة نبوة ثلاثين عاما، ثم يؤتي الله الملك من يشاء" وأخرجه الطيالسي (ص 116 - 117) عن حماد بن سلمة به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان وله طريق أخرى يرويها أشعث بن عبد الملك الحُمْراني عن الحسن البصري عن أبي بكرة نحوه دون قوله: خلافة نبوة ... أخرجه أبو داود (4634) والترمذي (2287) والحاكم (3/ 70 - 71 و 4/ 393 - 394) وقال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أشعث هذا ثقة، لكن ما احتجا به" وقال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2703 - 2704) من طريق بَقية بن الوليد عن يحيى بن خالد عن روح بن القاسم عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة رفعه "الخلافة ثلاثون عاما، ثم يكون الملك"

وقال: هذا الحديث منكر عن روح بإسناده، لا يرويه عن روح غير يحيى بن خالد وهو من مجهولي شيوخ بقية، ولا أعلم رواه عن يحيى هذا غير بقية" 2051 - "الخيار ثلاثة أيام" قال الحافظ: وقد روى البيهقي من طريق أبي علقمة الفروي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: فذكره، وهذا كأنه مختصر من الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن من طريق محمد بن إسحاق عن نافع في قصة حبان بن منقذ" (¬1) ضعيف أخرجه البيهقي (5/ 274) من طريق محمد بن خالد بن زيد الراسبي النيلي ثنا أبو ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة ثنا أبو علقمة الفروي عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا. وإسناده ضعيف. أحمد بن عبد الله بن ميسرة قال ابن حبان: يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، ويسرق أحاديث الثقات ويلزقها بأقوام أثبات، لا يحل الاحتجاج به. وقال ابن عدي: حدّث عن الثقات بالمناكير، ويحدث عمن لا يعرف، ويسرق حديث الناس. 2052 - "الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عُدَّةَ في سبيل الله، وأنفق عليها احتسابا كان شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاحا في موازينه يوم القيامة" قال الحافظ: روى أحمد من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 481و 482) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 5920) وأحمد (6/ 455 و 458) وعبد بن حميد (1583) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 650) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5923) وأبو عوانة (5/ 18) والخطابي في "الغريب" (1/ 522) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 43) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 97 - 98) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 49) من طرق عن عبد الحميد بن بَهرام الفزاري ثني شهر بن حوشب ¬

_ (¬1) 5/ 230 (كتاب البيوع - باب كم يجوز الخيار؟) (¬2) 6/ 395 (كتاب الجهاد - باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)

حدثنى أسماء بنت يزيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله، وأنفق عليها احتسابا في سبيل الله فإنّ شبعها وجوعها، وريّها وظمأها، وأرواثها وأبوالها، فلاح في موازينه يوم القيامة، ومن ربطها رياء وسمعة، وفرحا ومرحا فإنّ شبعها وجوعها، وريها وظمأها، وأرواثها وأبوالها، خسران في موازينه يوم القيامة" وفي لفظ "من ارتبط فرسا في سبيل الله وأنفق عليه احتسابا كان شبعه وجوعه، وريّه وظمأه، وبوله وروثه، في ميزانه يوم القيامة، ومن ارتبط فرسا رياء وسمعة، كان ذلك خسرانا في ميزانه يوم القيامة". قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه شهر وهو ضعيف" المجمع 5/ 261 وقال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 261 قلت: وهو كما قال، وشهر بن حوشب وعبد الحميد بن بهرام صدوقان. 2053 - "الخيل معقود في نواصيها الخير" قال الحافظ: رواه جمع من الصحابة غير من تقدم ذكره وهم ابن عمر وعروة وأنس وجرير، وممن لم يتقدم سلمة بن نفيل وأبو هريرة عند النسائي، وعتبة بن عبد عند أبي داود، وجابر وأسماء بنت يزيد وأبو ذر عند أحمد، والمغيرة وابن مسعود عند أبي يعلى، وأبو كبشة عند أبي عوانة وابن حبان في صحيحيهما، وحذيفة عند البزار، وسوادة بن الربيع وأبو أمامة وعَرِيْب المليكي والنعمان بن بشير وسهل بن الحنظلية عند الطبراني، وعن علي عند ابن أبي عاصم في "الجهاد". وفي حديث جابر من الزيادة "في نواصيها الخير والنَيْل" وزاد أيضا "وأهلها معانون عليها فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة" وقوله "وأهلها معانون عليها" في رواية سلمة بن نفيل أيضا" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن عمر ومن حديث عروة البارقي ومن حديث أنس ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث سلمة بن نفيل ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عتبة بن عبد ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي ذر ومن حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث ¬

_ (¬1) 6/ 397 (كتاب الجهاد - باب الجهاد ماض مع البر والفاجر)

ابن مسعود ومن حديث أبي كبشة ومن حديث حذيفة ومن حديث سوادة بن الربيع ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عريب المليكي ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث سهل بن الحنظلية ومن حديث علي ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث صعصعة بن ناجية ومن حديث أسماء بنت يزيد ومن حديث مكحول مرسلا ومن حديث هياج بن محارب" فأما حديثي ابن عمر وعروة فأخرجهما البخاري في الباب المذكور وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 1687) عن الحسين بن أبي كبشة ثنا عتاب بن حرب ثنا حميد عن أنس مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" قال الهيثمي: وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف" المجمع 5/ 259 وأما حديث جرير فأخرجه مسلم (1872) وأما حديث سلمة بن نفيل فأخرجه ابن سعد (7/ 427 - 428) وأحمد (4/ 104) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 70 - 71) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 336 و 2/ 298) والحربي في "الغريب" (3/ 99) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2460) والبزار (3702) والنسائي (6/ 178 - 179) وفي "الكبرى" (4401) وأبو عوانة (5/ 16) والطحاوي في "المشكل" (228) والطبراني في "الكبير" (6357 و 6358 و 6359) وفي "مسند الشاميين" (1419) والمزي (¬1) (11/ 323 - 324) من طرق عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال: ثنا سلمة بن نفيل قال: كنت (¬2) جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال (¬3) رجل: يا رسول الله، أَذَالَ (¬4) الناس الخيل، ووضعوا (¬5) السلاح، وقالوا (¬6): لا جهاد (¬7)، قد وضعت الحرب أوزارها. فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه وقال ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن الوليد بن عبد الرحمن" وقال: هكذا وقع في هذه الرواية: عن إبراهيم بن أبي عبلة عن جبير بن نفير، والصحيح عن إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير" (¬2) ولفظ البخاري وغيره "دنوت من النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كادت ركبتاي تمسان فخذه فقلت:" ولفظ أحمد "إني سئمت الخيل وألقيت السلاح ووضعت الحرب أوزارها قلت: لا قتال" (¬3) ولفظ ابن سعد "فتح الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحا فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدنوت منه حتى كادت ثيابي تمس ثيابه فقلت:" (¬4) ولفظ البزار "أُذيلت الخيل" ولفظ ابن سعد وابن أبي عاصم "سيبت الخيل" ولفظ البخاري "سيء بالخيل" ولفظ يعقوب "بُهي بالخيل" ولفظ الطبراني "تركت الخيل" (¬5) ولفظ البخاري وغيره "وألقي" ولفظ ابن سعد "وعطلوا" (¬6) ولفظ البخاري وغيره "وزعموا أن لا قتال" (¬7) ولفظ ابن أبي عاصم "لا قتال"

"كذبوا، الآن الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة (¬1) يقاتلون على الحق، وُيزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم (¬2) منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد (¬3) الله (¬4). والخيل معقود (¬5) في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (¬6). وهو يوحى إليّ أني مقبوض (¬7) غير ملبث (¬8)، وأنتم تتبعوني أفنادا (¬9) يضرب بعضكم رقاب بعض، وعُقْرُ دار المؤمنين الشام" السياق للنسائي قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه بهذه الألفاظ إلا سلمة بن نفيل، وهذا أحسن طريقا يروى في ذلك عن سلمة، ورجاله رجال معروفون من أهل الشام مشهورون" قلت: وإسناده صحيح. ولم ينفرد الوليد بن عبد الرحمن به بل تابعه: 1 - نصر بن علقمة الحمصي عن جبير بن نفير به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 277) والطبراني في "مسند الشاميين" (2524) قال أبو حاتم: نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير (المراسيل 226) 2 - إبراهيم بن أبي عبلة الشامي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1034) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد" (ص 44) وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" أخرجه أبو إسحاق الفْزاري في "السير" (542) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به. ¬

_ (¬1) ولفظ البخاري وغيره "أمة قائمة على الحق، ظاهرة على الناس" (¬2) ولفظ البخاري وغيره "فيقاتلوهم لينالوا منهم" (¬3) ولفظ ابن سعد وغيره "أمر الله وهم علي ذلك" (¬4) زاد البخاري وغيره "قال وهو مولِ ظهره إلى اليمن: إني لأجد نفس الرحمن من هاهنا" (¬5) ولفظ الطحاوي "معصوب" (¬6) زاد البخاري وغيره "وأهلها معانون عليها" (¬7) ولفظ البخاري وغيرها "مكفوت" (¬8) ولفظ البزار "غير لابث" (¬9) ولفظ البخاري "أفذاذا"

ومن طريقه أخرجه النسائي (6/ 179) وفي "الكبرى" (4402) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 261) وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 484) وأحمد (2/ 101و262 و 383) ومسلم (2/ 682 - 683 و 683) وابن ماجه (2788) والترمذي (1636) وأبو يعلى (2641) وأبو عوانة (5/ 15 و 16 و21 - 22 و23) والطبراني في "الأوسط" (2090) والبيهقي (4/ 81) وفي "الشعب" (3996) والخطيب في "التاريخ" (5/ 196) من طرق عن سهيل به. وأخرجه مسلم (2/ 683 - 684) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة به. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة" أخرجه أبو يعلى (6014) وأبو عوانة (5/ 15) والطبراني في "الأوسط" (3112) وابن المقرئ في "المعجم" (1140) والبيهقي (6/ 329) من طرق عن عبد الرزاق أنا مَعْمَر عن الزهري به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا معمر، تفرد به عبد الرزاق" وقال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح" الترغيب 2/ 262 - المجمع 5/ 259 قلت: وإسناده صحيح. الثالث: يرويه أيوب السَّختياني عن نافع عن أبي هريرة مرفوعا "الخيل معقود بنواصيها الخير" أخرجه أبو يعلى (2640) وفي "معجمه" (14) قال: ثنا محمد بن جامع العطار وكان ضعيفا ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جامع. وأما حديث عتبة بن عبد فيرويه ثور بن يزيد الحمصي واختلف عنه: - فرواه سفيان الثوري عن ثور واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق: أنبا سفيان عن ثور عن رجل يقال له نصر عن عتبة بن عبد قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نتف أذناب الخيل وأعرافها ونواصيها، وقال "أذنابها مذابها، وأعرافها أدفاؤها، ونواصيها معقود بها الخير إلى يوم القيامة".

أخرجه أحمد (4/ 183) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 130) من طريق يحيى بن معين ثنا عبد الرزاق به. • وقال محمد بن يوسف الفريابي: ثنا سفيان عن ثور عن شيخ عن عتبة مرفوعا "لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها، فإنّ أذنابها مذابها، ومعارفها أدفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير" أخرجه أبو عوانة (5/ 19) - وقال الهيثم بن حميد الدمشقي: عن ثور عن شيخ من بني سليم عن عتبة. أخرجه أبو داود (2542) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي عن الهيثم بن حميد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 331) وأخرجه أبو عوانة (5/ 18 - 19) عن عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرعاقولي ثنا أبو توبة به. - وقال مِنْدَل بن علي العنزي: عن ثور عن نصر بن علقمة عن عتبة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (467) من طريق جُبَارة بن مُغَلِّس ثنا مندل به. وجبارة ومندل ضعيفان. وأخرجه أبو عوانة (5/ 19) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي ثنا ابن عُلاثة عن ثور به. وعمرو بن الحصين قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وابن علاثة واسمه محمد بن عبد الله مختلف فيه. - وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: عن ثور عن نصر الكناني عن رجل عن عتبة. أخرجه أبو داود (2542) عن خُشَيش بن أصرم النسائي ثنا أبو عاصم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 331) - وقال عبد الله بن الحارث المخزومي: ثني ثور عن نصر عن رجل من بني سليم عن عتبة. أخرجه أحمد (4/ 183) - وقال عبد الملك بن الصَّبَّاح المِسْمَعِى: عن ثور عن نضر بن شفي عن شيخ من بني سليم عن عتبة.

أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 105) والطبراني في "الكبير" (17/ 130) وفي "مسند الشاميين" (455) طريق أخرى: قال بقية بن الوليد: حدثني نصر بن علقمة ثني رجال من بني سليم عن عتبة مرفوعا "لا تقصوا نواصي الخيل ... " أخرجه أحمد (4/ 184) عن علي بن بحر القطان ثنا بقية به. وإسناده ضعيف للرجال الذين لم يسموا. وأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه الحصين بن حرملة المهري عن أبي مصبح عن جابر مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة، وقلدوها ولا تقلدوها بالأوتار" أخرجه أحمد (3/ 352) والطحاوي في "المشكل" (323) والطبراني في "مسند الشاميين" (756) عن عبد الله بن المبارك والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 274) والطبراني في "الأوسط" (8977) وفي "مسند الشاميين" (756) عن ابن لهيعة قالا: أخبرني عتبة بن أبي حكيم ثني الحصين بن حرملة به. قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد" الترغيب 2/ 263 وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات" المجمع 5/ 259 قلت: عتبة مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. والحصين ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راويا إلا عتبة فهو مجهول. الثاني: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير" قالوا: يا رسول الله وما ذاك الخير؟ قال "الأجر والغنيمة"

أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (195) عن أبي أيوب سليمان بن عمر بن خالد الرقي ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن مجالد به. وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 473) عن محمد بن عبيدة بن يزيد الجرواني ثنا سليمان بن عمر بن الأقطع ثنا يحيى بن سعيد به. وإسناده ضعيف لضعف مجالد. الثالث: يرويه علي بن ثابت الجَزَري عن وازع بن نافع عن أبي سلمة عن جابر مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" أخرجه ابن عدي (7/ 2557) وإسناده ضعيف جدا، وازع بن نافع قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث أبي ذر فأخرجه سعيد بن منصور (2432) عن عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن الحارث بن يعقوب عن أبي الأسود الغفاري عن النعمان الغفاري عن أبي ذر مرفوعا "يا أبا ذر، اعقل ما أقول لك: لعناق تأتي رجلا من المسلمين خير له من أُحُد ذهبا يتركه وراءه، يا أبا ذر، اعقل ما أقول لك: إنّ المكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال كذا وكذا، اعقل يا أبا ذر ما أقول لك: إنّ الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" ثلاثا. وأخرجه أحمد وابنه (5/ 181) عن هارون بن معروف المروزي وأبو عوانة (5/ 19) عن ضرار بن صُرَد الكوفي قالا: ثنا ابن وهب به. قال الهيثمي: وفيه أبو الأسود الغفاري وهو ضعيف" المجمع 5/ 258 - 259 قلت: قال ابن معين: ما أعرفه، والنعمان الغفاري قال ابن معين أيضاً: ما أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وأما حديث المغيرة بن شعبة فأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 224) عن إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الجُبيري عن أبيه عن زياد بن جبير بن حية عن أبيه عن المغيرة مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"

وأخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (ص 243) وأبو عوانة (5/ 17) والطبراني في "الكبير" (20/ 431) وأبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 308 - 310) من طرق (¬1) عن إسماعيل بن سعيد به. وزادوا "وأهلها معانون عليها" وإسماعيل بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، والباقون ثقات. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو يعلى (5396) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا بقية بن الوليد عن علي بن علي ثني يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن مسعود مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. اشتروا على الله، واستقرضوا على الله" وذكر الحديث. قال الهيثمي: وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 280 قلت: وعلي بن علي هكذا وقع في كتاب أبي يعلى وأظنه علي بن أبي علي القرشي شيخ لبقية قال ابن عدي: مجهول ومنكر الحديث. وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود مرسل. وأما حديث أبي كبشة فأخرجه أبو عوانة (5/ 19) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 274) وابن حبان (4674) والطبراني في "الكبير" (22/ 339) وفي "مسند الشاميين" (2064) وابن عدي (6/ 2400) والحاكم (2/ 91) من طرق عن عبد الله بن وهب قال: سمعت معاوية بن صالح يقول: ثني نعيم بن زياد أنه سمع أبا كبشة صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الخيل معقود في نواصيها الخير، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 259 ¬

_ (¬1) رواه محمد بن يونس بن موسى الكديمي عن إسماعيل بن سعيد فلم يذكر سعيد بن عبيد الله. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 253) والكديمى قال الدارقطني: متروك. ورواه محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي عن إسماعيل بن سعيد فلم يذكر جبير بن حية. أخرجه أبو يعلى (المطالب 2004)

قلت: وهو كما قالا. وأما حديث حذيفة فأخرجه البزار (2942) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي أنا أبو يحيى الحمَّاني عبد الحميد بن عبد الرحمن أنا الحسن بن أبي الحسن البجلي عن طلبة بن مُصَرِّف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن حذيفة مرفوعا "الغنم بركة، والإبل عز لأهلها، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وعبدك أخوك فأحسن إليه، وإنْ وجدته مغلوبا فأعنه" وقال: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، وأحسب الحسن بن أبي الحسن البجلي هو الحسن بن عمارة" وقال الهيثمي: وفيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف" المجمع 5/ 259 قلت: رواه علي بن قادم الكوفي قال: ثنا الحسن بن عمارة عن طلبة عن أبي عمار عن حذيفة. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (150) والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث. - ورواه الأعمش عن طلحة بن مصرف واختلف عنه: • فرواه عيسى بن يونس عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلا. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2838) • ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن حذيفة. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 92 - 93) من طريق محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الثقفي حدثني أبي عن جدي عن النعمان عن سفيان به. وراشد بن معدان ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون ثقات، والنعمان هو ابن عبد السلام الأصبهاني، وأبو عمار اسمه عَريب بن حميد. وأما حديث سوادة بن الربيع فأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 184) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2595) والبزار (كشف 1688) وأبو عوانة (5/ 16) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 297) والطبراني في "الكبير" (6480) وأبو نعيم في "الصحابة" (3561)

من طرق عن محمد بن حُمْران بن عبد العزيز القيسي ثنا سلم (¬1) بن عبد الرحمن الجَرْمي قال: سمعت سوادة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر لي بذود، قال لي "مُر بنيك أن يقصوا أظفارهم عن ضروع ابلهم ومواشيهم، وقيل لهم: فليحتلبوا عليها سخالها لا تدركها السنة وهي عجاف، قال: هل لك من مال؟ " قلت: نعم، لي مال وخيل ورقيق، قال "عليك بالخيل فارتبطها، الخيل معقود في نواصيها الخير". قال البزار: لا نعلم روى سوادة إلا هذا" وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" قلت: محمد بن حمران مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، ولينه النسائي وغيره, وسلم بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7994) عن محمد بن نصر بن حميد البغدادي ثنا محمد بن عبد الله الرُّزِّي ثنا يحيى بن راشد عن سعيد الجريري عن لقيط أبي المشاء عن أبي أمامة قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرس فوهبه لرجل من الأنصار فكان يسمع صهيله، ثم إنه فقده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما فعل فرسك؟ " قال: يا رسول الله أخصيته، فقال "الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة، نواصيها دماؤها، وأذنابها مذابها". وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن راشد المازني. وأما حديث عريب فأخرجه ابن سعد (7/ 434) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2695 و 2696) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 289 - 290 و 290) والطبراني في "الكبير" (17/ 188) وابن عدي (3/ 1197) وأبو نعيم في "الصحابة" (5593 و 5594) من طرق عن أبي مهدي سعيد بن سنان الحمصي عن يزيد بن عبد الله بن عريب المليكي عن أبيه عن جده مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كباسط يديه في صدقة، وأبوالها وأرواثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة". قال المنذري: فيه نكارة" التركيب 2/ 262 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 5/ 259 قلت: إسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان. ¬

_ (¬1) ووقع عند الطبراني "سليمان الجرمي" قال الهيثمي: وسليمان لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 260

وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه أبو عوانة (5/ 16) والطحاوي في "المشكل" (222) والطبراني (¬1) في "الكبير" وتمام (1394) من طرق عن عمر بن حفص بن غياث الكوفي ثنا أبي عن أشعث بن سَوَّار عن أبي زياد التيمي عن النعمان مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار، وأبو زياد التيمي قال أبو حاتم: مجهول. وأما حديث سهل بن الحنظلية فله عنه طرق: الأول: يرويه المطعم بن المقدام الصنعاني عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال لابن الحنظلية: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، ومن ربط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليه كالمادِّ يده بالصدقة لا يقبضها" أخرجه الطبراني في "الكبير" (5623) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري وفي "مسند الشاميين" (914) عن أحمد بن المعلى الدمشقي قالا: ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثنا المطعم به. وإسناده حسن، هشام صدوق، ومن فوقه ثقات. وخالفه منصور بن أبي مزاحم البغدادي فرواه عن يحيى بن حمزة عن المطعم عن الحسن قال: قال معاوية لابن الحنظلية: حدثنا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو القاسم البغوي (1005) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 268) الثاني: يرويه إبراهيم بن سعد المدني عن ابن شهاب الزهري عمن حدثه عن سهل بن الحنظلية مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" أخرجه أبو عوانة (5/ 18) عن أبي بكر بن أبي الجهيم البصري ثنا أبو عمر الحَوْضي ثنا إبراهيم بن سعد به (¬2). ¬

_ (¬1) انظر هامش فوائد تمام 2/ 150 (¬2) رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي وأحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن إبراهيم بن سعد فقالا فيه: ثنا ابن شهاب عمن حدثه عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري. أخرجه ابن قانع (2/ 91) ورواه أبو مروان محمد بن عثمان العثماني عن إبراهيم بن سعد فقال فيه: عن ابن حنظلة الأنصاري.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الثالث: يرويه أبو سعد الأنصاري قال: أخبرني أبي عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت أنّ سهل بن الحنظلية حدث معاوية قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده لا يقبضها" أخرجه أبو عوانة (5/ 16 - 17) عن أبي أسامة الحلبي ثني أبى ثنا أبو سعد الأنصاري به. وأبو سعد الأنصاري أظنه عمر بن حفص بن عمر بن ثابت بن رواحة الأنصاري الحلبي قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وأبو أسامة الحلبي وأبوه ما عرفتهما، وعبادة بن محمد بن عبادة لم أقف له على ترجمة. وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن علي عن علي مرفوعا "الخيل معقود نواصيها الخير إلى يوم القيامة" أخرجه أبو عوانة (5/ 17 - 18) عن ابن فيل أحمد بن إبراهيم البالسي ثنا الوهاب بن نَجدة ثني ابن عياش ثنا عبد العزيز به. وإسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب الحمصي. الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي مرفوعا "الخيل معقود نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ومن ارتبط فرسا في سبيل الله كان علفه وروثه وشرابه في ميزانه يوم القيامة" أخرجه العقيلي (4/ 451) والأشناني في "جزئه" (9) والخطيب في "الموضح" (2/ 261) من طريق سعيد بن عنبسة ثنا منصور بن وردان العطار ثنا يوسف بن إسحاق بن إسحاق عن أبي إسحاق به. وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وأما حديث البراء فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 112) وأبو عوانة (5/ 17) والعقيلي (2/ 217) من طرق عن أبي أحمد صبيح بن دينار البلدي ثنا يزيد بن بشار عن فِطْر عن أبي إسحاق عن البراء مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" وصبيح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" لهذا الحديث، ويزيد بن بشار لم أر من ترجمه، وأبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط، ولم أر أحدا صرح بسماع فطر بن خليفة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد (3/ 39) عن معاوية بن هشام الكوفي ثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى" (47) وأخرجه البزار (كشف 1686) عن بشر بن خالد العسكري ثنا معاوية بن هشام به. وقال: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من حديث فراس وابن أبي ليلى، وفراس أوثق من ابن أبي ليلى" وقال الهيثمي: وفيه عطية وهو ضعيف" المجمع 5/ 258 وأما حديث صعصعة بن ناجية فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 212) وأما حديث أسماء بنت يزيد فتقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. وأما حديث مكحول فأخرجه سعيد بن منصور (2429) عن حماد بن زيد عن سعيد البزار عن مكحول قال: بلغنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وصاحبها معان عليها، فقلدوها ولا تقلدوها الأوتار" وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 481 - 482) عن وكيع ثنا ابن عون عن سعيد البزار عن مكحول به. وأما حديث هياج بن محارب فأخرجه ابن قانع (3/ 201) عن علي بن سراج ثنا جعفر بن عبد الواحد ثنا ذؤيب بن عمامة عن المؤمل بن الجارود عن أبيه عن خلدة بنت العرباض عن هياج مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير" قال الحافظ: فيه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وقد نسبوه لوضع الحديث" الإصابة 10/ 266 ***

حرف الدال

حرف الدال 2054 - قال علي بن بَذِيْمة: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - الكعبة ودخل معه بلال وجلس أسامة على الباب، فلما خرج وجد أسامة احتبى، فأخذ بحبوته فحلّها. قال الحافظ: روى عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق علي بن بذيمة - وهو تابعي وأبوه بفتح الموحدة ثم معجمة وزن عظيمة - قال: فذكره" (¬1) 2055 - حديث جابر: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام. قال الحافظ: رواه مسلم (1358) " (¬2) 2056 - عن أنس قال: دخل رجل من دَوْس يقال له: سواد بن قارب على النبي صلى الله وعليه وسلم" قال الحافظ: ولابن شاهين من طريق أخرى ضعيفة عن أنس قال: فذكره" (¬3) أخرجه ابن شاهين كما في "الإصابة" (4/ 294) من طريق الفضل بن عيسى القرشي عن العلاء بن زَيْدَل عن أنس قال: فذكره. قال الحافظ: فذكر القصة بطولها، وفي آخرها شعره، وفي آخره: فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب قلت: والعلاء بن زيدل قال ابن المديني: يضع الحديث، وقال ابن حبان وأبو نعيم الأصبهاني: روى عن أنس أحاديث موضوعة، وقال البخاري وغير واحد: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) 4/ 214 (كتاب الحج - باب من كبر في نواحي الكعبة) (¬2) 4/ 432 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام) (¬3) 8/ 178 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب إسلام عمر بن الخطاب)

2057 - عن أنس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح وذقنه على رحله متخشعا" قال الحافظ: وقد روى الحاكم في "الإكليل" من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: فذكره" (¬1) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/ 47 و 4/ 317) عن دعلج بن أحمد السجزي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا عبد الله بن أبي بكر المُقَدمي ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: فذكره. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 68 - 69) عن الحاكم به. وأخرجه أبو يعلى (3393) عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي به. وأخرجه ابن عدي (4/ 1571) عن أبي يعلى به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ضعيف" المجمع 6/ 169 قلت: وضعفه أبو يعلى وابن عدي، وقال موسى بن هارون: ترك الناس حديثه في حياته، وقال أبو زرعة: ليس بشيء. ولم يخرج له مسلم شيئا. 2058 - "دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها جعفرا يطير مع الملائكة" قال الحافظ: وأخرج أيضا (أى ابن سعد) هو والطبراني عن ابن عباس مرفوعا: فذكره وفي طريق أخرى عنه "إنّ جعفرا يطير مع جبربل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه" بإسناد هذه جيد" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت جعفر بن أبي طالب يطير مع الملائكة" 2059 - "دخلت الكعبة فأخاف أنْ أكون شققت على أمتي" قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي وصححه هو وابن خريمة والحاكم عن عائشة أنّه - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها وهو قرير العين ثم رجع وهو كئيب فقال: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 9/ 78 (كتاب المغازي - باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة) (¬2) 8/ 78 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب جعفر بن أبي طالب) (¬3) 4/ 212 (كتاب الحج - باب اغلاق البيت ويصلي في أي نواحي البيت شاء)

أخرجه أحمد (6/ 137) وأبو داود (2029) وابن ماجه (3064) والترمذي (873) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (140) وابن خزيمة (3014) وابن عدي (5/ 1848) والحاكم (1/ 479) وفي "علوم الحديث" (ص 98) والبيهقي (5/ 159) من طرق عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُّفير عن عبد الله بن أبي مُليكة عن عائشة قالت: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - عندي وهو قرير العين، طيب النفس، ثم رجع إليّ وهو حزين، فقلت: يا رسول الله، إنك خرجت من عندي وأنت قرير العين، طيب النفس، ورجعت وأنت حزين، فقال "إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت إني أخاف أنْ أكون أتعبت أمتي من بعدي" وفي لفظ: عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها وهو مسرور، ثم رجع إليّ وهو كئيب، فقال "إني دخلت الكعبة، لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إني أخاف أنْ أكون قد شققت على أمتي" قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف، إسماعيل بن عبد الملك قال أبو داود وابن عمار: ضعيف، وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن الجارود: ليس بالقوى، وقال الساجي: ليس بذاك، وقال ابن مهدي: اضرب على حديثه. وله طريق أخرى عند ابن سعد (2/ 179) وفيها الواقدي وهو متروك. وله طريق ثالثة عند ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 1321) وفيها جابر بن يزيد الجُعْفي وهو ضعيف. 2060 - عن أبي بُردة بن أبي موسى قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأين هيئتها فقلن: مالك فما فى قريش أغنى من بعلك؟ فقالت: أما ليله فقائم، الحديث. قال الحافظ: أخرج ابن سعد من مرسل أبي بردة بن أبي موسى قال: فذكره" (¬1) مرسل يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الكوفي السبيعي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 16/ 69 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام)

- فقال إسرائيل بن يونس: أنا أبو إسحاق عن أبي بردة قال: فذكره، وتمامه: وأما نهاره فصائم. فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فلقيه فقال "يا عثمان بن مظعون أما لك بي أسوة؟ " فقال: يا بأبي وأمي، وما ذاك؟ قال "تصوم النهار وتقوم الليل" قال: إني لأفعل، قال: "لا تفعل، إنّ لعينك عليك حقا، وإنّ لجسدك حقا، وإنّ لأهلك حقا، فصل ونم، وصم وأفطر" قال: فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنّها عروس فقلن لها: مه؟ قالت: أصابنا ما أصاب الناس. أخرجه ابن سعد (3/ 394 - 395) وتابعه زهير بن معاوية الجعفي أنا أبو إسحاق به. أخرجه ابن سعد (3/ 394 - 395) ورواته ثقات، لكن أبو إسحاق مدلس وقد عنعن. - ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق فلم يذكر أبا بردة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 106) والأول أصح. 2061 - عن كبشة قالت: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فشرب من قِربة معلقة. قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه، وعن كلثم نحوه أخرجه أبو موسى بسند حسن" (¬1) أخرجه الحميدي (354) وأحمد (6/ 434) عن سفيان بن عُيينة ثنا يزيد بن يزيد بن جابر الأزدى أني عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته كبشة قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فشرب من في قربة معلقة وهو قائم. قالت: فقطعت فم القربة. قال الحميدي: وربما قال سفيان: كبشة أو كبيشة، وأكثر ذلك يقول: كبيشة. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7821) والمزي في "التهذيب" (35/ 289) ¬

_ (¬1) 12/ 186 (كتاب الأشربة - باب الشرب قائما) و12/ 194 (كتاب الأشربة - باب الشرب من فم السقاء)

وأخرجه ابن ماجه (3423) والترمذي (1892) وفي "الشمائل" (203) وابن حبان (5318) والطبراني في "الكبير" (25/ 15) وفي "مسند الشاميين" (639) والدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1971) وأبو نعيم في "الصحابة" (7821) والبيهقي في "الشعب" (5624) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (13/ 142 - 143) والبغوي في "شرح السنة" (3042) وفي "الشمائل" (1000) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 247) من طرق عن سفيان بن عيينة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" قلت: رواته ثقات، لكن لم يذكر عبد الرحمن بن أبي عمرة سماعا من جدته كبشة، فلا أدري أسمع منها أم لا. • ورواه عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان المروزي عن يزيد بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته البرصاء قالت: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قائما. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (574) وابن منده في "الصحابه" (الإصابة 13/ 105 - 106) وعبد العزيز بن الحصين قال مسلم: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. • ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته كلثم قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندنا قربة معلقة، فشرب منها، فقطعت فم القربة ورفعتها. ذكره ابن الأثير (7/ 252) وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. 2062 - عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال: دخلت على رجل وهو يَتَمَجَّعُ لبنا بتمر, فقال: ادن فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماهما الأطيبين. قال الحافظ: أخرجه أحمد وإسناده قوي" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 322 - 323) عن حفص بن غياث وأحمد (3/ 474) عن وكيع كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه به. ¬

_ (¬1) 11/ 506 (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة)

• قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا أبا خالد وهو ثقة" المجمع 5/ 41 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته (¬1). وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ولده، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. 2063 - عن أسامة قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكعبة فرأى صورًا فدعا بدلو من ماء فأتيته به فضرب به الصور. قال الحافظ: رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مِهْران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة قال: فذكره، فهذا الإسناد جيد" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 87) عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران ثني عمير مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكعبة ورأي صورًا، قال: فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون" ومن طريقه أخرجه الضياء في "المختارة" كما في "الصحيحة" (2/ 731) وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 484 و14/ 490) وفي "المسند" (162) عن شَبابة بن سَوَّار المدائني والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 283) وأبو القاسم البغوي (¬3) في "الجعديات" (2921) عن علي بن الجَعْد الجوهري والطبراني في "الكبير" (407) والضياء في "المختارة" عن خالد بن يزيد العُمَري وإسحاق في "مسنده" (المطالب 4221) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ¬

_ (¬1) وترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا. (¬2) 4/ 214 (كتاب الحج - باب من كبر في نواحي الكعبة) (¬3) ووقع عنده: عن عمير أو كريب مولى ابن عباس - على الشك -

قالوا: ثنا ابن أبي ذئب به. قال الضياء: لم نعتمد في رواية هذا الحديث على خالد العمري بل على رواية أبي داود" وقال الحافظ: إسناده حسن متصل" المطالب 4/ 371 وقال الهيثمي: وفيه خالد بن يزيد العمري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 173 قلت: بل هو معروف، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وابن حبان في "المجروحين" وابن عدي في "الكامل" والعقيلي في "الضعفاء" والذهبي في "الميزان" والحافظ في "اللسان". وهو خالد بن يزيد أبو الهيثم العمري المكي كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: كان كذابا ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي الموضوعات عن الأثبات. وقد توبع كما تقدم. وعبد الرحمن بن مهران المدني مولى بني هاشم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به. والحديث اختلف فيه على ابن أبي ذئب، فرواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عبد الله بن وهب عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن غريب مولى ابن عباس عن أسامة. أخرجه الضياء في "المختارة" وقال: أحمد بن عبد الرحمن متكلم فيه، وقد أخرج له مسلم في "صحيحه" قلت: هو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وكان قد اختلط، وسماع مسلم منه قبل اختلاطه. ورواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب بهذا الإسناد بلفظ "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 283) • وخالفهما بحر بن نصر المصري فرواه عن ابن وهب أني ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة

أخرجه البيهقي في "الشعب" (5903) 2064 - "دع ما يُريبك إلى ما لا يُريبك" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وابن حبان والحاكم من حديث الحسن بن علي، وفي الباب عن أنس عند أحمد، ومن حديث ابن عمر عند الطبراني في "الصغير"، ومن حديث أبي هريرة وواثلة بن الأسقع" (¬1) صحيح ورد من حديث الحسن بن علي ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث وابصة بن معبد ومن حديث أبى هريرة ومن حديث النعمان بن بشير. فأما حديث الحسن بن علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه بُريد بن أبي مريم البصري قال: سمعت أبا الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان يقول ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طُمأنينة، والكذب ريبة" أخرجه الطيالسي (ص 163) عن شعبة أني بريد بن أبي مريم به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 44 - 45) وأخرجه أحمد (1/ 200) والدارمي (2535) والترمذي (2518) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (416) والنسائي (8/ 294) وفي "الكبرى" (5220) وأبو يعلى (6762) وابن حبان (722) والحاكم (2/ 13 و4/ 99) والبغوي في "شرح السنة" (2032) من طرق عن شعبة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: سنده قوي" تلخيص المستدرك 4/ 99 قلت: وهو كما قالوا. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - الحسن بن عبيد الله النخعي. ¬

_ (¬1) 5/ 196 (كتاب البيوع - باب تفسير المشبهات)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (2708) والحاكم (2/ 13) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 264) والبيهقي في "الشعب" (5363) 2 - الحسن بن عمارة. أخرجه عبد الرزّاق (4984) والطبراني في "الكبير" (2711) الثاني: يرويه أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي ثنا محمد بن عبد الوهّاب عن الحسن بن علي مرفوعا "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1) من طريق عامر بن إبراهيم الأصبهاني ثنا أبو غالب به. وأبو غالب قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان": لم يحدث عنه إلا عامر بن إبراهيم، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه يحيى بن أيوب المصري أخبرني أبو عبد الله الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك رفعة "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 3227) وأحمد (3/ 153) قال ابن رجب: خرجه أحمد بإسناد فيه جهالة" جامع العلوم 1/ 297 وقال الهيثمي: فيه أبو عبد الله الأسدي لم أعرفه، وبقيه رجاله رجال الصحيح" الفيض 3/ 528 قلت: أبو عبد الله الأسدي ذكره الحافظ في الكنى من "التعجيل" وقال: هو عبد الرحمن بن عيسى تقدم في الأسماء. ولم يذكره في الأسماء. الثاني: يرويه مُعان بن رفاعة الشامي عن عبد الوهّاب بن بُخْت عن أنس مرفوعا به. أخرجه ابن عدي (1/ 206) عن أحمد بن هارون البلدي ثنا صدقة بن داود بن صدقة الحرّانى ثنا أبو قتادة ثنا معان بن رفاعة به. وأحمد بن هارون اتهمه ابن عدي وأبو عروبة الحراني بالوضع. الثالث: يرويه عبد الله بن ادريس الكوفي قال: سمعت المختار بن فلفل قال: سألت أنس بن مالك عن الشرب في الأوعية فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المزفتة وقال "كل مسكر حرام" قال: قلت: وما المزفتة؟ قال: المقيرة، قال: قلت: فالرصاص والقارورة؟

قال: ما بأس بهما، قال: قلت: فإنّ ناسا يكرهونهما، قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنّ كل مسكر حرام" أخرجه أحمد (3/ 112) وهو موقوف بإسناد صحيح. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني ثنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر رفعه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فَقْدَ شيء تركتَه لله" أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 102) وأبو الشيخ في "الأمثال" (40) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 352) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 243) والخليلي في "الإرشاد" (105) والخطيب في "التاريخ" (2/ 220 و6/ 386) وفي "الموضح" (2/ 115) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 814) قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلا ابن وهب، تفرد به عبد الله بن أبي رومان" وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به ابن أبي رومان عن ابن وهب" وقال الخليلي: الصحيح فيه عن ابن عمر قوله، وأسنده ابن أبي رومان" وقال الخطيب: غريب من حديث مالك لا أعلم روي إلا من هذا الوجه" وقال الذهبي: منكر جدا، وابن أبي رومان ضعفوه" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن أبي رومان وهو ضعيف" المجمع 10/ 295 قلت: وهو كما قال. وأخرجه الخطيب (2/ 387) من طريق محمد بن عبد بن عامر السمرقندي ثنا قتيبة ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر به. وقال: وهذا الحديث باطل عن قتيبة عن مالك، وإنما يحفظ عن عبد الله بن أبي رومان الاسكندراني عن ابن وهب عن مالك، تفرد واشتهر به ابن أبي رومان وكان ضعيفا، والصواب عن مالك من قوله قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من ابن أبي رومان فرواه كما ذكرنا" وأسند عن الدارقطني قال: محمد بن عبد بن عامر يكذب ويضع"

الثاني: يرويه عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رفعه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (645) عن أبي محمد عبد الرحمن بن عمر البزاز ثنا أحمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي ثنا أحمد بن محمد الشافعي ثني عمي إبراهيم بن محمد ثنا عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر به. وأحمد بن موسى وأحمد بن محمد لم أر من ترجمهما، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث واثلة بن الأسقع فله عنه طرق: الأول: يرويه بقية بن الوليد ثني إسماعيل بن عبد الله الكندي عن طاوس عن واثلة قال: فذكر حديثا وفيها "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الخير طمأنينة، والشك ريبة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 81) قال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 1/ 279 وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف" المجمع 10/ 294 الثاني: يرويه عبيد بن القاسم ثنا العلاء بن ثعلبة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة قال: فذكر الحديث وفيه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع" (39) وأبو يعلى (7492) والطبراني في "الكبير" (22/ 79 - 78) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 44) من طرق (¬1) عن عبيد بن القاسم به. وعبيد بن القاسم هو الأسدي الكوفي كذبه ابن معين وغيره، والعلاء بن ثعلبة قال أبو حاتم: مجهول. الثالث: يرويه شعيب بن ميمون عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن واثلة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (180) عن إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء الهمداني ثنا محمد بن عبيد الهمداني ثنا القاسم بن الحسن المعري ثنا شعيب بن ميمون به. ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن المقدام العجلي والخطاب بن عثمان الفوزى وعبد الرحمن بن مهدى عن عبيد بن القاسم هكذا، ورواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عن عبيد بن القاسم فقال فيه: عن طاوس مكان أبي المليح. أخرجه الذهبي في "السير" (16/ 242 - 243) وقال: هذا حديث غريب، تفرد به العلاء هذا وهو مجهول" وانظر حديث "استفت قلبك وإنْ أفتوك"

والقاسم بن الحسن وشعيب بن ميمون لم أر من ترجمهما، ويحتمل أنْ يكون شعيب بن ميمون هو الواسطي صاحب البزور المترجم في "التهذيب"، ومكحول اختلف في سماعه من واثلة. وأما حديث وابصة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 147) من طريق طلحة بن زيد عن راشد بن أبي راشد قال: سمعت وابصة بن معبد يقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل شئ حتى سألته عن الوسخ الذي يكون في الأظفار فقال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" قال الهيثمي: وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو مجمع على ضعفه" المجمع 1/ 238 وأما حديث أبي هريرة فقال ابن رجب في "جامع العلوم" (1/ 279): وُيروى بإسناد ضعيف عن عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف عن أبيه عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال لرجل "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" وقد روي عن عطاء الخراساني مرسلاً" وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (858) عن محمد بن إلياس ثنا محمد بن خليد ثنا ابن الطباع ثنا صالح بن موسى عن المغيرة عن الشعبي عن النعمان بن بشير رفعه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" وصالح بن موسى أظنه الطلحي فإنْ كان هو فهو متروك الحديث. 2065 - عن ابن عباس قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالا بماء فطلبه فلم يجده فأتاه بشن فيه ماء، الحديث وفي آخره "فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر" قال الحافظ: ووقع عند أبى نعيم في "الدلائل" من طريق أبي الضحى عن ابن عباس قال: فذكره. وقال: وفي حديث ابن عباس "فبسط كفه فيه فنبعت تحت يده عين فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر" (¬1) يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه: - فقال أبو كُدينة يحيى بن المهلب الكوفي: عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وليس في العسكر ماء، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، ليس في العسكر ماء، قال "هل عندك شيء؟ " قال: نعم، قال "فأتني ¬

_ (¬1) 7/ 403 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)

به" قال: فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل، قال: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه، قال: فانفجرت من بين أصابعه عيون، وأمر بلالا فقال "ناد في الناس: الوضوء المبارك" أخرجه أحمد (1/ 251 و 324) والفريابي في "الدلائل" (40) والبيهقي في الدلائل" (4/ 127. 128) وتابعه شعيب بن صفوان الكوفي عن عطاء به. أخرجه الدارمي (25) وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة ولم أر أحدًا صرّح بسماع أبي كدينة وشعيب بن صفوان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. - وقال خلف بن خليفة: ثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر فشكى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش، فقال "ائتوا بماء" فأتوه بإناء فيه ماء، فوضع يده في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه كأنّه عصا موسى، فاستقى القوم وملؤوا آنيتهم. أخرجه البزار (كشف 2415) عن محمد بن معاوية بن مَالَج البغدادي ثنا خلف بن خليفة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12560) عن محمد بن خالد الراسبي ثنا محمد بن معاوية بن مالج به. وقال في روايته "فقال: يا بلال اهتف بالناس: الوضوء، فأقبلوا يتوضأون من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت همة ابن مسعود الشرب، فلما توضأوا صلى بهم الصبح، ثم قعد للناس" وخلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة أيضا ولم أر أحدا صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده، ولم أر أحدًا صرح بسماع ابن مالج من خلف أهو قبل الاختلاط أم بعده. 2066 - حديث أبي هريرة: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبركة في السحور والثريد. قال الحافظ: فعند أحمد من حديث أبي هريرة: فذكره، وفي سنده ضعف" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "البركة في ثلاثة" ¬

_ (¬1) 11/ 483 (كتاب الأطعمة - باب الثريد)

2067 - عن أسماء بنت عُمَيس قالت: دعا - صلى الله عليه وسلم - لما نام على ركبة عليّ ففاتته صلاة العصر فردّت الشمس حتى صلى عليّ ثم غربت. قال الحافظ: وروى الطحاوي والطبراني في "الكبير" والحاكم والبيهقي في "الدلائل" عن أسماء بنت عميس: فذكره، وقد أخطأ ابن الجوزي بايراده له في "الموضوعات" وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه" (¬1) روى من حديث أسماء بنت عميس ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث الحسين بن علي. فأما حديث أسماء فله عنها طرق: الأول: يرويه فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت حسين عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوحى إليه، وراسه في حجر علي، فلم يصلِّ العصر حتى غربت الشمس (¬2)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صليت يا عليّ؟ " قال: لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم أنّه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس" قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1323) والطحاوي في "المشكل" (1067) والطبراني في "الكبير" (24/ 147 - 152) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 355) والجورقاني في "الأباطيل" (1/ 158) عن عبيد الله بن موسى العَبْسي والعقيلي (3/ 327) وابن الجوزي (1/ 355) عن عمار بن مطر الرُّهاوي والطبراني في "الكبير" (24/ 152) وأبو الحسن شاذان الفضلى كما في "اللآلئ" (1/ 339 - 340) عن محمد بن فضيل الكوفي وأبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني كما في "منهاج السنة" (4/ 188) ¬

_ (¬1) 7/ 29 (كتاب فرض الخمس - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحلت لي الغنائم) (¬2) وفي لفظ "ولم يكن عليّ صلى العصر"

عن حسين بن حسن الأشقر كلهم عن فضيل بن مرزوق به. ذكره العقيلي في ترجمة عمار بن مطر وقال: يحدث عن الثقات بمناكير، وقال: الرواية فيه لينة" وقال الجورقاني: هذا حديث منكر مضطرب" وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلا شك" وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: مداره على فضيل بن مرزوق وهو معروف بالخطأ على الثقات وإنْ كان لا يتعمد الكذب، ولم يعرف سماعه من إبراهيم، ولا سماع إبراهيم من فاطمة، ولا سماع فاطمة من أسماء، ولا بد في ثبوت هذا الحديث من أنْ يعلم أنّ كلا من هؤلاء عدل ضابط وأنّه سمع من الآخر وليس هذا معلوما، وإبراهيم هذا لم يَرو له أهل الكتب المعتمدة كالصحاح والسنن ولا له ذكر في هذه الكتب بخلاف فاطمة بنت الحسين فإنّ لها حديثا معروفا فكيف يحتج بحديث مثل هذا, ولهذا لم يروه أحد من علماء الحديث المعروفين في الكتب المعتمدة" منهاج السنة مختصرًا 4/ 189 - 190 وقال الحافظ ابن كثير بعد أنْ ذكر أقوال أهل الجرح والتعديل في فضيل بن مرزوق: فمن هذه ترجمته لا يتهم بتعمد الكذب ولكنه قد يتساهل ولا سيما فيما يوافق مذهبه فيروي عمن لا يعرفه أو يحسن به الظن فيدلس حديثه ويسقطه ويذكر شيخه، ولهذا قال في هذا الحديث الذي يجب الاحتراز فيه "عن" بصيغة التدليس ولم يأت بصيغة التحديث فلعل بينهما من يُجهل أمره" الشمائل ص 151 قلت: فضيل بن مرزوق هو الأغر الرقاشي ويقال: الرؤاسي الكوفي وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وقال ابن معين: صالح الحديث إلا أنّه شديد التشيع. وإبراهيم بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين". وقال ابن كثير في "الشمائل" (ص 151): ليس بذلك المشهور في حاله" وفاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب قال ابن كثير: وهي من الثقات ولكن لا يُدرى أسمعت هذا الحديث من أسماء أم لا (الشمائل ص 152) الثاني: يرويه محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك أخبرني محمد بن موسى الفِطْري عن

عون بن محمد عن أمه أم جعفر عن جدتها أسماء أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر بالصهباء، ثم أرسل عليا في حاجة، فرجع وقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه في حجر عليّ فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال "اللهم إنّ عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه، فردّ عليه الشمس" قالت أسماء: فطلعت عليه الشمس حتى رفعت على الجبال وعلى الأرض، وقام عليّ فتوضأ وصلى العصر ثم غابت وذلك بالصهباء. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1068) والطبراني في "الكبير" (24/ 144 - 145) وأبو الحسن شاذان الفضلي كما في "اللآلئ" (1/ 339) عن أحمد بن صالح المصري وأبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 338) وأبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 188) عن أحمد بن الوليد بن بُرْد الأنطاكي وأبو القاسم الحسكاني عن أحمد بن عمير بن جوصاء وعن الحسن بن داود كلهم عن ابن أبي فديك به. قال أحمد بن صالح المصري: لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء الذي رُوي لنا عنه لأنه من أَجَلِّ علامات النبوة" المشكل 2/ 9 وقال ابن كثير: وهذا الإسناد فيه من يجهل حاله فإنّ عونا هذا وأمه لا يعرف أمرهما بعدالة وضبط يقبل بسببهما خبرهما فيما هو دون هذا المقام، فكيف يثبت بخبرهما هذا الأمر العظيم الذي لم يروه أحد من أصحاب الصحاح ولا السنن ولا المسانيد المشهورة فالله أعلم، ولا ندري أسمعت هذا من جدتها أسماء بنت عميس أم لا" الشمائل ص 150 وقال في "البداية والنهاية" (1/ 323): منكر ليس في شيء من الصحاح ولا الحسان وهو مما تتوافر الدواعي على نقله وتفردت بنقله امرأة من أهل البيت مجهولة لا يعرف حالها" قلت: عون بن محمد هو ابن علي بن أبي طالب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وأمه أم جعفر ويقال لها: أم عون هي ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمية قال الحافظ في "التقريب": مقبولة. ومحمد بن موسى الفطري وثقه الترمذي وغيره إلا أنّ أبا حاتم قال: كان يتشيع. الثالث: يرويه عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله الكوفي ثنا أبي ثنا عروة بن عبد الله بن قُشير قال: دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب فقالت: حدثتني أسماء بنت عميس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أوحي إليه فستره عليّ بثوبه حتى غابت الشمس، فلما سُرِّي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "يا علي صليت العصر؟ " قال: لا. قال "اللهم اردد الشمس على عليّ" قالت: فرجعت الشمس حتى رأيتها في نصف الحُجَر أو قالت: نصف حجرتي. أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 338) عن علي بن جابر الأودي وابن شاهين (موضوعات ابن الجوزي 1/ 356) عن أحمد بن يحيى الصوفي قالا: ثنا عبد الرحمن بن شريك به. قال ابن الجوزي: وهذا حديث باطل، أما عبد الرحمن بن شريك عن أبيه فقال أبو حاتم الرازي: هو واهي الحديث" قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وأبوه مختلف فيه ونسب إلى الاختلاط والتدليس وسوء الحفظ. الرابع: يرويه صباح بن يحيى عن عبد الله بن الحسين بن جعفر عن حسين المقتول عن فاطمة بنت علي عن أم الحسن بنت علي عن أسماء قالت: لما كان يوم خيبر شغل عليّ بما كان من قسمة الغنائم حتى غابت الشمس، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا "هل صليت العصر؟ " قال: لا. فدعا الله تعالى فارتفعت حتى توسطت المسجد فصلى عليّ، فلما صلى غابت الشمس. قالت: فسمعت لها صريرا كصرير المنشار في الخشبة. أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 340) عن أبي طالب محمد بن صبيح ثنا علي بن العباس بن الوليد ثنا عباد بن يعقوب الرَّوَاجِني ثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى به.

ورواه محمد بن عمر القاضي الجعابي عن علي بن العباس فلم يذكر أم الحسن بنت علي. أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 191 - شمائل ابن كثير ص 153) قال ابن كثير: إسناده مظلم جدا فإنّ صباحًا هذا لا يعرف، وكيف يروي الحسين بن علي المقتول شهيدا عن واحد عن واحد عن أسماء بنت عميس، هذا تخبيط إسنادا ومتنا" الشمائل ص 145 وقال ابن تيمية: وصباح هذا لا يعرف من هو" منهاج السنة 4/ 191 قلت: كذا قالا عن صباح بن يحيى إنّه لا يعرف، وهو معروف فقد أورده ابن عدي والعقيلي في كتابيهما وأسندا عن البخاري قال: فيه نظر، وقال ابن عدي: وهو شيعي من جملة شيعة الكوفة، وقال الذهبي في "الميزان": متروك بل متهم. وعباد بن يعقوب وعلي بن هاشم كانا غاليان في التشيع. الخامس: يرويه أشعث بن أبي الشعثاء عن أمه عن فاطمة عن أسماء أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لعليّ حتى ردّت عليه الشمس. أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 190) عن أبي حفص الكتاني ثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي ثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر العسكري من أصل كتابه ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ثنا خلف بن سالم ثنا عبد الرزّاق ثنا سفيان الثوري عن أشعث به. قال ابن تيمية: وهذا مما لا يقبل نقله إلا ممن عرف عدالته وضبطه لا من مجهول الحال، فكيف إذا كان مما يعلم أهل الحديث أنّ الثوري لم يحدث به ولا حدّث به عبد الرزاق، وأحاديث الثوري وعبد الرزّاق بعرفها أهل العلم بالحديث ولهم أصحاب يعرفونها, ولا رواه خلف بن سالم، ولو قدر أنّهم رووه فأم أشعث مجهولة لا يقوم بروايتها شيء" وقال ابن كثير: وهذا إسناد غريب جداً، وحديث عبد الرزّاق وشيخه محفوظ عند الأئمة لا يكاد يترك منه شيء من المهمات فكيف لم يرو عن عبد الرزّاق مثل هذا الحديث العظيم إلا خلف بن سالم بما قبله من الرجال الذين لا يعرف حالهم في الضبط والعدالة كغيرهم ثم إنّ أم أشعث مجهولة فالله أعلم" الشمائل ص 152 السادس: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسين عن فاطمة بنت على عن أسماء.

أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 190 - 191) من طريق محمد بن مرزوق ثنا حسين الأشقر عن علي بن هاشم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار به. قال ابن كثير: وهذا إسناد لا يثبت" الشمائل ص 152 قلت: حسين بن حسن الأشقر قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: ليس بالقوى، وقال ابن معين: كان من الشيعة الغالية. السابع: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار أيضا عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت حسين عن أسماء قالت: اشتغل عليّ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قسمة الغنائم يوم خيبر حتى غابت الشمس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا علي صليت العصر؟ " قال لا يا رسول الله، فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلس في المسجد، فتكلم بكلمتين أو ثلاثة كأنّها من كلام الجيش فارتجعت الشمس كهيئتها في العصر، فقام عليّ فتوضأ وصلى العصر، ثم تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل ما تكلم به قبل ذلك فرجعت الشمس إلى مغربها فسمعت لها صريرًا كالمنشار في الخشبة وطلعت الكواكب. أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 339) ثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الأشناني ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي ثنا يحيى بن سالم عن صباح المروزي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار به. ويحيى بن سالم وصباح المروزي لم أر من ترجمهما، وعبد الرحمن بن عبد الله مختلف فيه. الثامن: يرويه محمد بن جعفر بن محمد بن علي عن أمه أم جعفر بنت محمد عن جدتها أسماء قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المكان ومعه عليّ أغمي عليه، فوضع رأسه في حجر عليّ فلم يزل كذلك حتى غابت الشمس، ثم أفاق فقعد فقال "يا علي هل صليت؟ " قال: لا. فقال "اللهم إنّ عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس" فخرجت من تحت هذا الجبل كأنما خرجت من تحت سحابة فقام عليّ فصلى، فلما فرغ آبت مكانها. أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 340) من طريق عباد بن يعقوب ثنا علي بن هاشم عن صباح عن أبي سلمة مولى آل عبد الله بن الحارث بن نوفل عن محمد بن جعفر به. صباح هو ابن يحيى وهو متروك كما تقدم، وعباد وعلي تقدما أيضا.

وأما حديث علي فله عنه طرق: الأول: يرويه يحيى بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب أخبرني أبي عن أبيه عن جده عن علي قالت: لما كنا بخيبر شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتال المشركين، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر جئته ولم أصل صلاة العصر، فوضع رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ حتى غربت الشمس، فقلت: يا رسول الله، ما صليت صلاة العصر كراهية أنْ أوقظك من نومك، فرفع يده ثم قال "اللهم إنّ عبدك تصدق بنفسه على نبيك فاردد عليه شرقها" قال: فرأيتها على الحال في وقت العصر بيضاء نقية حتى قمت ثم توضأت ثم صليت ثم غابت. أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 340 - 341) ثنا عبيد الله بن الفضل التهياني الطائي ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن رشيد الهاشمي الخراساني ثنا يحيى به. ويحيى بن عبد الله بن حسن ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" والخطيب في "التاريخ" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ومن دونه لم أعرفهم. الثاني: يرويه مُحِل الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال: قال علي يوم الشورى: أنشدكم بالله هل فيكم من ردت له الشمس غيري حين نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل رأسه في حجري حتى غابت الشمس فانتبه فقال "يا علي صليت العصر؟ " قلت: اللهم لا، فقال "اللهم ارددها عليه فإنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك" أخرجه شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 341) ثنا أبو الحسن بن صفوه ثنا الحسن بن علي بن محمد العلوي الطبري ثنا أحمد بن العلاء الرازي ثنا إسحاق بن إبراهيم التيمي ثنا محل به. من دون محل الضبي لم أعرفهم. 3 - عن داود بن الكميت عن عمه المستهل بن زيد عن أبيه زيد من سهلب عن جويرية بنت شهر قالت: خرجت مع علي فقال: يا جويرية إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوحي إليه ورأسه في حجري، وذكره. أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 194) أنا أبو العباس الفرغاني أنا أبو الفضل الشيباني ثنا رجاء بن يحيى الساماني ثنا هارون بن مسلم ثنا عبد الله بن عمرو الأشعث عن داود بن الكميت به. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا الإسناد أضعف مما تقدم وفيه من الرجال

المجاهيل الذين لا يعرف أحدهم بعدالة ولا ضبط وانفرادهم بمثل هذا الذي لو كان عليّ قاله لرواه عنه المعروفون من أصحابه، وبمثل هذا الإسناد عن هذه المرأة ولا حال هؤلاء الذين رووا عنها بل ولا تعرف أعيانهم فضلا عن صفاتهم لا يثبت به شيء" وقال ابن كثير: وهذا الإسناد مظلم وأكثر رجاله لا يعرفون، والذي يظهر والله أعلم أنّه مركب مصنوع مما عملته أيدي الروافض قبحهم الله" الشمائل ص 158 وأما حديث أبو هريرة فأخرجه شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 338) وأبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 193) عن أبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصا ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن داود بن فَرَاهيج عن أبي هريرة وعن عمارة بن فيروز عنه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزل عليه حين انصرف من العصر وعليّ بن أبي طالب قريبا منا ولم يكن عليا أدرك الصلاة، وذكر الحديث. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا إسناد مظلم لا يثبت به شيء عند أهل العلم بل يعرف كذبه من وجوه فإنّه وإنْ كان داود بن فراهيج مضعفًا كان شعبة يضعفه، وقال النسائي: ضعيف الحديث. لا يثبت الإسناد إليه فإنّ فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو الذي رواه عنه وعن عمارة قال البخاري: أحاديثه شبه لا شيء وضعفه جدا، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني: منكر الحديث جدا، وقال أحمد: عنده مناكير" وقال ابن كثير: وهذا إسناد مظلم ويحيى بن يزيد وأبوه وشيخه داود بن فراهيج كلهم مضعفون، والذي يظهر أنّ هذا مفتعل من بعض الرواة أو قد دخل على أحدهم وهو لا يشعر" الشمائل ص 157 وأما حديث أبى سعيد فأخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 193) عن محمد بن إسماعيل الجُرجاني كتابة أنّ أبا طاهر محمد بن علي الواعظ أخبرهم أنا محمد بن أحمد بن متيم أنا القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني أبي عن أبيه محمد عن أبيه عبد الله عن أبيه عمر قال: قال الحسين بن علي: سمعت أبا سعيد يقول: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رأسه في حجر على وقد غابت الشمس، وذكر الحديث. قال أبو سعيد: فوالله لقد سمعت للشمس صريرا كصرير البكرة حتى رجعت بيضاء نقية. قال شيخ الإسلام: هذا الإسناد لا يثبت بمثله شيء، وكثير من رجاله لا يعرفون بعدالة ولا ضبط ولا حمل في العلم ولا لهم ذكر في كتب العلم ورجاله"

وقال ابن كثير: وهذا إسناد مظلم أيضًا ومتنه منكر ومخالف لما تقدمه من السياقات، وكل هذا يدل على أنّه موضوع مصنوع مفتعل يسرقه هؤلاء الرافضة بعضهم من بعض، ولو كان له أصل من رواية أبي سعيد لتلقاه عنه كبار أصحابه" الشمائل ص 157 ولما حديث الحسين فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 225) عن عمرو بن حماد والدولابي في "الذرية الطاهرة" (164) عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي قالا: ثنا سويد بن سعيد ثنا المطلب بن زياد عن إبراهيم بن حيان عن عبد الله بن الحسين عن فاطمة الصغرى ابنة الحسين عن الحسين قال: كان رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجر عليّ وكان يوحى إليه، فلما سُرِّي عنه قال "يا علي صليت العصر؟ " وذكر الحديث. قال الخطيب: إبراهيم بن حيان في عداد المجهولين" قلت: وخلاصة ما تقدم يتبين لنا أنّ جميع طرق الحديث ضعيفة فهي لا تخلو من متروك أو ضعيف أو مجهول أو غال في التشيع. قال الذهبي في "تلخيص الموضوعات": أملى أبو القاسم الحسكاني مجلسا في رد الشمس فقال: روي ذلك عن أسماء بنت عميس وعلي وأبي هريرة وأبي سعيد بأسانيد متصلة. قلت: لكنها ساقطة ليست بصحيحة" تنزية الشريعة 1/ 379 هذا بالنسبة للإسناد أما المتن ففيه اختلاف كثير بينه شيخ الإسلام في "منهاج السنة" وابن كثير في "الشمائل" فليراجع. وحكم الإمام أحمد (المقاصد ص 226) وابن المديني (شمائل ابن كثير ص 160) على هذا الحديث بأنّه لا أصل له. وقال الحافظ أبو بكر محمد بن حاتم بن زنجويه البخاري في كتابه" إثبات إمامة الصديق": الحديث ضعيف جدا لا أصل له" الشمائل ص 148 وحكم عليه غير واحد بأنّه موضوع وكذب، منهم: 1 - ابن الجوزي حيث ذكره في "الموضوعات" وجزم بوضعه. 2 - قال محمد بن ناصر البغدادي الحافظ: هذا الحديث موضوع" 3 - قال الذهبي: وصدق ابن ناصر" الشمائل لابن كثير ص 147

4 - شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج "السنة" (4/ 185 - 195) 5 - محمد ويعلى ابني عبيد الطنافسي. الشمائل ص 149 6 - أبو الحجاج المزي. حكاه ابن كثير (الشمائل ص 160) 7 - ابن القيم، فإنّه جعله من أمثلة الموضوع في كتابه" المنار المنيف. وأما كلام أحمد بن صالح الذي تقدم فقد أجاب عنه شيخ الإسلام بقوله: قلت: أحمد بن صالح رواه من الطريق الأول ولم يجمع طرقه وألفاظه التي تدل من وجوه كثيرة على أنّه كذب، وتلك الطريق راويها مجهول عنده ليس معلوم الكذب عنده فلم يظهر له كذبه، والطحاوي ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم ولهذا روى في "شرح معاني الآثار" الأحاديث المختلفة، وإنما يرجح ما يرجحه منها في الغالب من جهة القياس الذي رآه حجة ويكون أكثرها مجروحا من جهة الإسناد لا يثبت، ولا يتعرض لذلك فإنّه لم تكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به وإنْ كان كثير الحديث فقيها عالما" منهاج السنة 4/ 194 2068 - قال ابن عباس: دعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أوتى الحكمة مرتين. قال الحافظ: وللنسائي والترمذي من طريق عطاء عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه القاسم بن مالك المزني عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي الكوفي عن عطاء عن ابن عباس قال: دعا لي رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - أنْ يؤتيني الله الحكمة مرتين. أخرجه ابن سعد (/365، الجزء الناقص 1/ 119) عن القاسم بن مالك به. وأخرجه الترمذي (3823) والنسائي في "الكبرى" (8178) عن محمد بن حاتم بن سليمان المُكْتِب المؤدب ثنا القاسم بن مالك به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عطاء" قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، القاسم بن مالك وعبد الملك بن أبي سليمان وثقهما ابن معين وابن سعد والعجلي وابن حبان وابن عمار الموصلي وغيرهم. ¬

_ (¬1) 1/ 179 - 180 (كتاب العلم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم علمه الكتاب)

وعطاء هو ابن أبي رباح. الثاني: يرويه ليث بن أبي سليم عن أبي الجَهْضم أنّ ابن عباس رأى جبريل مرتين، ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحكمة مرتين. أخرجه ابن سعد (2/ 370) وأحمد في "فضائل الصحابة" (1561) واللفظ له والترمذي (3822) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 519) من طرق عن سفيان الثوري عن ليث به. قال الترمذي: هذا حديث مرسل، ولا نعرف لأبي جهضم سماعا من ابن عباس، وأبو جهضم اسمه موسى بن سالم" قلت: وليث بن أبي سليم قال النسائي وغيره: ضعيف. الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم أيضا عن مجاهد عن ابن عباس قال: رأيت جبريل مرتين، ودعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يؤتيني الله الحكمة مرتين. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (378) وعبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (1911) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (10615) من طرق عن يحيى بن آدم الكوفي عن أبي كُدينة يحيى بن المهلب عن ليث به. وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. الرابع: يرويه عبد الله بن إدريس الكوفي أنا ليث وموسى عن ابن عباس أنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له بالعلم مرتين. أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادته على "فضائل الصحابة" (1910) عن أبي هاشم زياد بن أيوب البغدادي ثنا عبد الله بن إدريس به. وليث هو ابن أبي سليم، وموسى لم أعرفه إلا أنْ يكون هو ابن سالم أبي جهضم. الخامس: يرويه داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال: دعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يؤتيني الله الحكمة مرتين" أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (469) من طريق سليمان بن قَرْم البصري عن الحكم بن عبد الله النصري عن داود بن علي به. وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن قرم. السادس: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: رأيت جبريل مرتين، ودعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحكمة مرتين.

أخرجه ابن سعد (الجزء الناقص 1/ 129) عن محمد بن مصعب القَرْقَسائي ثنا أبو مالك النخعي عن أبي إسحاق عن عكرمة به. وإسناده ضعيف لضعف أبي مالك النخعي. 2069 - حديث أبى سعيد قال: صنعت للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما، فلما وضع قال رجل: أنا صائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعاك أخوك وتكلف لك، أفطر وصم مكانه إن شئت" قال الحافظ: رواه إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن ابن المنكدر عنه، وإسناده حسن، أخرجه البيهقي" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 2070 - عن أبي سعيد قال: دعا رجل إلى طعام، فقال رجل: إني صائم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعاكم أخوكم وتكلف لكم، أفطر وصم يوما مكانه إنْ شئت" قال الحافظ: أخرجه الطيالسي والطبراني في الأوسط. عن أبي سعيد قال: فذكره، وفي إسناده راو ضعيف لكنه توبع" (¬2) له عن أبي سعيد طريقان: الأول: يرويه محمد بن أبي حميد المدني عن إبراهيم بن عبيد الله بن رفاعة الزرقي عن أبي سعيد قال: صنع رجل طعامًا ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فقال رجل: إني صائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أخوك صنع طعامًا ودعاك، أفطر واقض مكانه" أخرجه الطيالسي (ص 293) عن محمد بن أبي حميد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 263 - 264) وقال: وابن أبي حميد يقال له: محمد، ويقال: حماد، وهو ضعيف" (¬3) قلت: واختلف عنه، فرواه حماد بن خالد الخياط القرشي عنه عن إبراهيم بن عبيد قال: صنع أبو سعيد الخدري طعامًا، فذكر نحوه. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2447/ 2) والدارقطني (2/ 177) وقال: هذا مرسل" ¬

_ (¬1) 5/ 112 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع) (¬2) 11/ 157 (كتاب النكاح - باب اجابة الداعي في العرس وغيره) (¬3) وأخرجه ابن عدي (5/ 1890) من طريق عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن محمد بن أبي حميد به.

• ورواه عَطَّاف بن خالد المخزومي عن ابن أبي حميد ثني محمد بن المنكدر عن أبي سعيد. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3264) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي حميد" الثاني: يرويه إسماعيل بن أبي أويس ثنا أبو أويس عن محمد بن المنكدر عن أبي سعيد قال: صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا فأتاني هو وأصحابه، فلما وضع الطعام قال رجل من القوم: إني صائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعاكم أخوكم وتكلف لكم" ثم قال له "أفطر وصم مكانه يوما إنْ شئت" أخرجه البيهقي (4/ 279) عن محمد بن عبد الرحمن السامي وأبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة" (ص 106) عن إبراهيم بن أحمد بن النعمان الأزدي كلاهما عن إسماعيل بن أبي أويس به. وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما. واختلف في هذا الحديث على ابن المنكدر، فرواه عمرو بن خلف بن إسحاق بن مرسال الخثعمي ثنا أبي ثنا عمي إسماعيل بن مرسال ثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: صنع رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابًا له، فلما أتي بالطعام تنحى أحدهم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "مالك؟ " قال: إني صائم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "تكلف لك أخوك وصنع ثم تقول: إني صائم، كُلْ وصم يوما مكانه" أخرجه الدارقطني (2/ 178) وعمرو بن خلف وأبوه وإسماعيل بن مرسال لم أر من ترجمهم. 2071 - عن فروة بن مُسَيك قال: قلت: يا رسول الله، إنّ عندنا أرضا يقال لها: أَبْيَن، هي أرض ريفنا وميرتنا، وهي وبئة، فقال: "دعها عنك، فإنّ من القَرَف التَّلف" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث فروة بن مسيك - بمهملة وكاف مصغر - قال: قلت: فذكره" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 12/ 297 (كتاب الطب - باب ما يذكر في الطاعون)

يرويه مَعْمَر بن راشد واختلف عنه: - فقال عبد الرزّاق (20162): عن معمر عن يحيى بن عبد الله بن بَحِير بن رَيْسَان قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك قال: فذكره. أخرجه أحمد (3/ 451) عن عبد الرزّاق به. ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (23/ 177) وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 286 - 287) وأبو داود (3923) والحربي في "الغريب" (2/ 365) والبيهقي (9/ 347) وفي "الشعب" (1302) من طرق عن عبد الرزّاق به. - ورواه عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن يحيى بن عبد الله عن فروة بن مسيك. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 337) وأبو الشيخ في "الأمثال" (305) وأبو نعيم في "الصحابة" (5657) - ورواه سفيان بن عُيينة عن معمر عن رجل من آل بحير بن ريسان عن رجل منهم أنّه قال: يا رسول الله، أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 2500) وإسناده ضعيف، يحيى بن عبد الله بن بحير ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": فيه جهالة، ما حدّث عنه سوى معمر بن راشد. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. 2072 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في جنازة فرأى عمر امرأة فصاح بها، فقال: "دعها يا عمر" قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة: فذكره، وأخرجه ابن ماجه والنسائي من هذا الوجه، ومن طريق أخرى عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سلمة بن الأزرق عن أبي هريرة، ورجاله ثقات" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 387 (كتاب الجنائز - باب اتباع النساء الجنازة)

يرويه هشام بن عروة واختلف عنه: - فقيل: عنه عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة به وزاد "فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 285 و395) وأحمد (2/ 444) وابن ماجه (1587) وابن المنذر في "الأوسط" (3055) عن وكيع (¬1) والحاكم (1/ 381) عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي (¬2) كلاهما عن هشام بن عروة به. - ورواه غير واحد عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بين عطاء أنّ سلمة بن الأزرق أخبره أنّه كان جالسا مع ابن عمر ذات يوم بالسوق، فمُرَّ بجنازة يُبكى عليها، فعاب ذلك ابن عمر وانتهرهم، فقال له سلمة بن الأزرق: لا تقل ذلك يا أبا عبد الرحمن فأشهد على أبي هريرة سمعته يقول وتوفيت امرأة من كنائن مروان، فشهدتها، فأمر مروان بالنساء اللاتي يبكين أنْ يُضربن، فقال أبو هريرة: دعهنّ يا أبا عبد الملك فإنّه مَرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بجنازة يُبكى عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب، فانتهر عمر اللائي يبكين، فقال له النبي صلى الله عليه سلم "دعهن يا ابن الخطاب فالنفس مصابة، والعين دامعة، وإنّ العهد حديث" قال: أنت سمعته؟ قال: قلت: نعم، قال: الله ورسوله أعلم. أخرجه عبد الرزّاق (6674) واللفظ له وأحمد (2/ 273) عن ابن جُريج وعبد الرزّاق (6674) ومن طريقه ابن حبان (3157) والبيهقي (4/ 70) عن مَعْمَر بن راشد وأبو يعلى (6405) ¬

_ (¬1) واللفظ له. (¬2) ولفظ حديثه" قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على جنازة ومعه عمر بن الخطاب فسمع نساء يبكين فزبرهنّ عمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا عمر دعهنّ فإنّ العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني وابن ماجه (1/ 506) عن حماد بن سلمة وأحمد (2/ 333) عن محمد بن بشر العبدي و (2/ 408) وابن أبي شيبة (3/ 395) عن وهيب بن خالد البصري كلهم عن هشام بن عروة به (¬1). - ورواه قيس بن الربيع عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن أبي هريرة. أخرجه الطيالسي (ص 339) وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وحديث ابن جريج ومن تابعه أصح لأمرين: الأول: أنّ الزيادة من الثقة مقبولة. الثاني: أنّ وهب بن كيسان لم ينفرد به فقد تابعه محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة عن بن عمرو بن عطاء عن سلمة بن الأزرق عن أبي هريرة به. أخرجه أحمد (2/ 110) عن سليمان بن داود الهاشمي والنسائي (4/ 16) وفي "الكبرى" (1986) عن علي بن حجر السعدي المروزي كلاهما عن إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو بن حلحلة به. ¬

_ (¬1) ورواه سفيان بن عيينة واختلف عنه، فرواه الحميدي (1024) عن سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن وهب بن كيسان عمن سمع أبا هريرة. ورواه أحمد بن الحسن عنه عن ابن عجلان عن وهب بن كيسان عن أبي هريرة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعانى" (4/ 293)

وسلمة بن الأزرق (¬1) قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني" و"الديوان": لا يعرف. 2073 - حديث جابر بن عَتِيك: فصاح النسوة فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعهن، فإذا وجبت، فلا تبكينّ باكية" قال الحافظ: في قصة عبد الله بن ثابت التي أخرجها مالك في "الموطأ" من حديث جابر بن عتيك ففيه: فذكره" (¬2) رواه مالك في "الموطأ" (1/ 233 - 234) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث - وهو جد عبد الله بن عبد الله بن جابر، أبو أمه - أنّه أخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال "غلبنا عليك يا أبا الربيع" فصاح النسوة وبكين، فجعل جابر يسكتهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعهنّ، فإذا وجب، فلا تبكين باكية" قالوا: يا رسول الله، وما الوجوب؟ قال "وإذا مات" فقالت ابنته: والله إنْ كنت لأرجو أنْ تكون شهيدا، فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنْ الله قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدّون الشهادة؟ " قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الشهداء سبعة، سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد والغَرِق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحَرِق شهيد، والذي يموت تحت الهَدْم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد" وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (68) والشافعي في "مسنده" (ص 362) عن مالك به. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (5/ 343) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 200 - 201) وأخرجه أحمد (5/ 446) وأبو داود (3111) وابن أبي عاصم في "الآحاد" 2141) والنسائي (4/ 12) وفي "الكبرى" (1973 و7497 و7529) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 291) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (293) وابن حبان (3189 و3190) والطبراني في "الكبير" (1779) والحاكم (1/ 351 - 352) وأبو نعيم في "الصحابة" (1510 أو 4029) والبيهقي (4/ 69 - 70) وفي "معرفة "السنن" (5/ 343) وفي "الشعب" (9414) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1532) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 309 و3/ 189 - 190) والمزي (19/ 333 - 334) من طرق عن مالك به. ¬

_ (¬1) سماه عبد الرحيم بن سليمان ومحمد بن بشر في روايتهما عن هشام بن عروة: عمرو بن الأزرق. (¬2) 3/ 419 (كتاب الجنائز - باب البكاء عند المريض)

قال الحاكم: صحيح الإسناد" (¬1) وقال البغوي: حكى المزني عن الشافعي قال: صحف مالك في جابر بن عتيك، وإنما هو جبر بن عتيك، وفي إسناد هذا الحديث اختلاف كثير" قلت: عبد الله بن عبد الله بن جابر (¬2) بن عتيك وثقه ابن معين وغيره، وعتيك بن الحارث ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الديوان": تابعي مجهول، وقال الحافظ في التقريب: مقبول. - ورواه أبو العُمَيس عتبة بن عبد الله المسعودي عن عبد الله بن عبد الله واختلف عنه • فقال وكيع: ثنا أبو العميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبر (¬3) بن عتيك عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عاده في مرضه، فقال قائل من أهله: إنا كنا لنرجو أنْ تكون وفاته قتل شهادة في سبيل الله، فقال "إنّ شهداء أمتي إذا لقليل، القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والمرأة تموت بجُمع شهيد، والحَرِق والغرق والمَجْنُوب شهيد" أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 332 - 333) وابن ماجه (2803) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1972) وأبو القاسم البغوي (315) والطبراني في "الكبير" (1780) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 206) وقال ابن أبي عاصم: هكذا يقول أبو العميس في إسناد هذا الحديث، والصواب ما قال فيه مالك، ولم يقمه أبو العميس" • وقال جعفر بن عون الكوفي: عن أبي العميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد جبرا أخرجه النسائي (6/ 43) وحديث وكيع هو الصواب (¬4). قال الحافظ: وقعت المخالفة بين مالك وأبي العميس في ثلاثة أشياء: في اسم جد عبد الله بن عبد الله، وفي تسمية شيخه هل هو أبوه أو غيره، وفي اسم الذي عاده النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد رجحوا رواية مالك وبينت ذلك في ترجمة جابر بن عتيك من كتاب "الإصابة"، وأما ¬

_ (¬1) وصححه النووي في "الخلاصة" (2/ 1055 - 1056) وفي "الأذكار" (ص 135) (¬2) وقيل: جبر، وقيل: هما اثنان (انظر تهذيب التهذيب 5/ 282) (¬3) ووقع عند ابن ماجه وابن عبد البر: جابر. (¬4) قاله الحافظ في "الإصابة" (7/ 299)

عبد الله بن جبر فلم يذكر المزي من خبره شيئا، وذكره ابن منده في الصحابة برواية جعفر بن عون وليس فيه دلالة على صحبته، ولم أر له مع ذلك ذكرا عند أحد ممن صنف في الرجال، وفي ذلك إشارة إلى أنّ الرواية لغيرة فتترجح رواية مالك" التهذيب 5/ 167 - 168 2074 - عن المغيرة بن عبد الله اليشكري أنّ أباه حدّثه قال: انطلقت إلى الكوفة فدخلت المسجد فإذا رجل من قيس يقال له: ابن المنتفق وهو يقول: وُصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطلبته فلقيته بعرفات فزاحمت عليه، فقيل لي: إليك عنه، فقال "دعوا الرجل أرب ماله" قال: فزاحمت عليه حتى خلصت إليه، فأخذت بخطام راحلته فما غير عليّ. قال: شيئين أسألك عنهما: ما ينجيني، من النار، وما يدخلني الجنة؟ قال: فنظر إلى السماء ثم أقبل عليّ, بوجهه الكريم فقال "لئن كنت أوجزت المسألة لقد أعظمت وطولت، فاعقل عليّ، أعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة، وأدّ الزكاة المفروضة، وصم رمضان" قال الحافظ: رواه البغوي وابن السكن والطبراني في "الكبير" وأبو مسلم الكجي في "السنن" من طريق محمد بن جُحادة وغيره عن المغيرة بن عبد الله اليشكري أنّ أباه حدثه قال: فذكره، وأخرجه البخاري في "التاريخ" من طريق يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال: غدوت فإذا رجل يحدثهم. قال: وقال جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن عبد الله قال: سأل أعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ذكر الاختلاف فيه عن الأعمش وأنّ بعضهم قال فيه: عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه، والصواب المغيرة بن عبد الله اليشكري. وزعم الصيرفي أنّ اسم ابن المنتفق هذا لقيط بن صَبِرة وافد بني المنتفق" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 383) والطبراني في "الكبير" (19/ 209 - 210) وأبو نعيم في "الصحابة" (4387 و4536) والبيهقى في "الشعب" (10620) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 347) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (73) من طرق عن همام بن يحيى البصري عن محمد بن جحادة عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال: قدمت الكوفة وصاحب لي لنجلب منها نعالا، فغدونا إلى السوق ولم يقم بعد، فقلت لصاحبي: لو دخلنا المسجد، والمسجد يومئذ في أصحاب التمر، فدخلنا فإذا رجل من قيس يقال له ابن المنتفق فسمعته يقول: وُصف لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجُلِّي لي فطلبته بمكة فقيل لي: هو ¬

_ (¬1) 4/ 5 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة)

بمنى، وطلبته بمنى فقيل لي: هو بعرفات، فانتهيت إليه وهو في ركب من أصحابه، فقيل لي: تنح عن طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعوا الرجل أرب ماله" فدنوت حتى أخذت بزمام ناقته أو بخطامها فقلت: يا رسول الله، إني أسألك عما ينجيني من النار وعما يبلغني الجنة، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه إلى السماء ثم نكس ثم أقبل عليّ بوجهه فقال: "لئن كنت أوجزت المسألة لقد سألت عن عظيم طويل فأحفظ عني، اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة، وأدِّ الزكاة المفروضة، وصم رمضان، وما تحب أنْ يفعله الناس بك فافعله بهم، وما تكره أنْ يفعله الناس بك فذر الناس منه، خلِّ سبيل الناقة أو الراحلة" اللفظ للطبراني. وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1406) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي ثني محمد بن جحادة به. - ورواه عبد الله بن عون البصري عن محمد بن جحادة واختلف عنه: • فقال المثني بن معاذ بن معاذ العنبري: ثنا ابن عون عن محمد بن جحادة عن زميل له يخبر عن أبيه وكان يكنى أبا المنتفق قال: أتيت مكة فسألت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 210) • وقال محمد بن أبي عدي البصري: عن ابن عون عن محمد بن جحادة عن رجل عن زميل له عن أبيه وكان أبوه يكنى أبا المنتفق: كان أبي بمكة فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/39) وتابعه معاذ بن معاذ العنبرى عن ابن عون به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1696) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 302) قال الطبراني: اضطرب ابن عون في إسناد هذا الحديث ولم يضبطه عن محمد بن جحادة وضبطه همام" قلت: ولم ينفرد محمد بن جحادة به بل تابعه غير واحد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه، منهم: 1 - عمرو بن حسان المُسْلي. أخرجه أحمد (3/ 472 و 6/ 383 - 384) عن وكيع عن عمرو بن حسان به.

وأخرجه عبد الغني المقدسي في "التوحيد" (76) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا عمرو بن حسان به. 2 - زبيد بن الحارث اليامي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1735) والطبراني في "الكبير" (19/ 210) من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد ثني أبي عن جدي به. 3 - يونس بن أبي إسحاق. أخرجه أحمد (3/ 472 و 5/ 372 - 373 و 6/ 384) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 38) وابن الأثير (4/ 418 - 419) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (74) من طرق عن يونس به. 4 - أبو إسحاق السبيعي. أخرجه عبد الرزّاق (20336) عن مَعْمر بن راشد عن أبي إسحاق به. وأخرجه أحمد (3/ 472 - 473) عن عبد الرزّاق به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10621) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزّاق به. وأخرجه ابن سعد (3/ 56) من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق به. - ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة واختلف عنه: • فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن عبد الله اليشكري قال: سأل أعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم -. لم يقل عن أبيه. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 38) • ورواه يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن عبد الله بن سعد بن الأخرم عن أبيه أو عمه - شك الأعمش - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 38) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (3/ 60) والطبراني في "الكبير" (5478 و19/ 211) وابن بشران (691) وأبو نعيم في "الصحابة" (3199) وابن الأثير (3/ 401) وتابعه عيسى بن يونس عن الأعمش به. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 76 - 77) وأبو نعيم في "الصحابة" (3199) والبيهقي في "الشعب" (10619)

• ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن الأعمش فقال فيه: عن عمه ولم يشك. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 38 - 39) والخرائطي في "المكارم" (1/ 369) ورواية محمد بن جحادة ومن تابعه أصح، والمغيرة بن عبد الله وثقه العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب"، وأبوه قال الحسيني في "الإكمال": ليس بمشهور. 2075 - دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض، فإذا استنصح الرجلُ الرجلَ فلينصح له" قال الحافظ: رواه البيهقي (5/ 347) من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به، وقد أخرجه مسلم (1522) من طريق أبي خيثمة عن أبي الزبير بلفظ "لا يبيع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض" (¬1) 2076 - عن أنس: جاءت الأنصار فقالوا: إلينا يا رسول الله، فقال: "دعوا الناقة فإنّها مأمورة" فبركت على باب أبي أيوب. قال الحافظ: وعند الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة عن أنس: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 508) عن الحاكم أخبرني أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري ثنا محمد بن سليمان بن إسماعيل ابن أبي الورد ثنا إبراهيم بن صرمة ثنا يحيى بن سعيد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فلما دخل المدينة جاءت الأنصار برجالها ونسائها، فقالوا: إلينا يا رسول الله، فقال دعوا الناقة فإنّها مأمورة" فبركت على باب أبي أيوب، قال: فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن: نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أتحبوني؟ " فقالوا: أي والله يا رسول الله: قال "أنا والله أحبكم، وأنا والله أحبكم، أنا والله أحبكم" قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لم يروه أحد من أصحاب السنن" البداية والنهاية" 3/ 200 ¬

_ (¬1) 5/ 274 (كتاب البيوع - باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر) (¬2) 8/ 246 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة)

قلت: إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن صرمة. قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال العقيلي: يحدث عن يحيى بن سعيد بأحاديث ليست محفوظة من حديث يحيى فيها مناكير وليس ممن يضبط الحديث، وذكره الدارقطني في "الضعفاء"، وضعفه ابن عدي. وللحديث شاهد عن ابن عمر قال: قال أهل المدينة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أدخل المدينة راشديا مهديا. قال: فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة فخرج الناس ينظرون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كلما مرّ على قوم قالوا: يا رسول الله هاهنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعوها فإنها مأمورة" يعني ناقته. حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري. أخرجه ابن عدي (2/ 591 - 592) عن عبد الرحمن بن محمد القرشي ثنا محمد بن زياد بن معروف ثنا جعفر بن جسر بن فَرْقد ثني أبي ثني عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر به. وقال: هذا الحديث باطل عن عبد الرحمن بن حرملة لا يرويه إلا جسر، وعن جسر جعفر، والبلاء من جعفر لا من جسر لأنّ هذا الحديث الذي أمليته عن محمد بن زياد عن جعفر بن جسر عن أبيه لا يرويه عن جسر غير ابنه جعفر، على أنّ جسر هو في الضعفاء وابنه مثله، وأحاديث جسر عامتها غير محفوظة" 2077 - "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طَرْفَة عين، وأصلح لى شأنى كله، لا إله إلا أنت" قال الحافظ: ولأبي داود وصححه ابن حبان عن أبي بكرة رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 117) عن عبد الجليل بن عطية البصري ثنا جعفر بن ميمون أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دعاء المضطر "اللهم رحمنك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لى شأنى كله، لا إله إلا أنت" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدعوات" (163) وأخرجه أحمد (5/ 42) والبخاري في "الأدب المفرد" (701) وأبو داود (5090) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (48) والنسائي في "اليوم والليلة" (651) وابن حبان (970) والطبراني في "الدعاء" (1032) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 132) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (25) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 226) ¬

_ (¬1) 13/ 398 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الكرب)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وابن أبي شيبة (10/ 196) والطبراني في "الدعاء" (1032) وابن السني في "اليوم والليلة" (342) عن زيد بن الحباب العُكْلي كلاهما عن عبد الجليل بن عطية به. ولفظ أحمد وغيره "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو" ولفظ ابن أبي شيبة "كلمات المكروب" قال الذهبي: هذا إسناد متقارب" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 137 قلت: عبد الجليل بن عطية وجعفر بن ميمون مختلف فيهما، والباقون كلهم ثقات. 2078 - "دعوات الله أنْ يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم ثنتين وأَبَى أنْ يرفع عنهم ثنتين: دعوت الله أن يرفع عنهم الرَّجْم من السماء والخسف من الأرض، وأنْ لا يلبسهم شيعا, ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الخسف والرجم وأبى أن يرفع عنهم الآخرين" قال الحافظ: وقد روى ابن مردويه من حديث ابن عباس ما يفسر به حديث جابر ولفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 142) من طريق أبى الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان ثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "دعوت ربي - عز وجل - أنْ يرفع عن أمتي أربعا، فرفع الله عنهم ثنتين وأبى عليّ أنْ يرفع عنهم ثنتين، دعوت ربي أنْ يرفع الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأنْ لا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأبى الله أنْ يرفع اثنتين القتل والهرج" وإسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن كيسان وأبيه. ¬

_ (¬1) 9/ 361 (كتاب التفسير - سورة الأنعام - باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} الآية)

طريق أخرى: قال ابن مردويه: ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد ثني الوليد بن أبان ثنا جعفر بن منير ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا عمرو بن قيس عن رجل عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال: فقام النبي صلى الله عليه سولم فتوضأ ثم قال "اللهم لا ترسل على أمتى عذابا من فوقهم، ولا من تحت أرجلهم، ولا تلبسهم شيعا, ولا تذق بعضهم بأس بعض" قال: فأتاه جبريل فقال: يا محمد، إن الله قد أجار أمتك أنْ يرسل عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم" وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 2079 - حديث سلمة بن الأكوع قال: ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا إلى البيعة فبايعه أول الناس، فذكر الحديث قال: ثم إنّ المشركين راسلونا في الصلح حتى مشى بعضنا في بعض، قال فاضطجعت أصل في شجرة فأتاني أربعة من المشركين فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا آل المهاجرين، قال: فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم ثم جئت بهم أسوقهم، وجاء عمي برجل يقال له: مكرز في ناس من المشركين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثنياه" فعفا عنهم، فأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] قال الحافظ: رواه مسلم (1807") (¬1) 2080 - "دعوة المظلوم مستجابة، وإنْ كان فاجرا ففجوره على نفسه" قال الحافظ: جاء في حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعا: فذكره، وإسناده حسن" (¬2) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 306) عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي عن سعيد بن أبى سعيد المَقبُري عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 275) وأحمد (2/ 367) والطبراني في "الدعاء" (1318) وابن عدي (7/ 2517) والقضاعي (315) والخطيب في "التاريخ" (2/ 271 - 272) من طرق عن أبي معشر به. ¬

_ (¬1) 8/ 455 (كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية) (¬2) 4/ 102 - 103 (كتاب الزكاة - باب أخذ الصدقة من الأغنياء)

قال ابن عدي: وهذا الحديث عن سعيد المقبري غير محفوظ" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 151 قلت: بل ضعيف لضعف أبي معشر. 2081 - حديث سعد بن أبي وقاص رفعه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين، فإنّه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له". قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وفي لفظ للحاكم "فقال رجل: أكانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تسمع إلى قول الله تعالى {وَكَذلِكَ نُجِى المُؤمِنِينَ} [الأنبيَاء:88]؟ " (¬1) صحيح وله عن سعد بن أبي وقاص طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ثنى والدي محمد عن أبيه سعد به مرفوعا. وفي لفظ "لم يدع بها مسلم في كربة" أخرجه أحمد (1/ 170) وأبو يعلى (772) عن إسماعيل بن عمر الواسطى والترمذي (3505) والنسائي في "اليوم والليلة" (656) والطبراني في "الدعاء" (124) والحاكم (1/ 505 و 2/ 382 - 383) عن محمد بن يوسف الفريابي والحاكم (2/ 583) والبيهقي في "الدعوات" (167) و"الشعب" (611) عن محمد بن عبيد الطنافسي والبزار (1186) والبيهقي في "الآداب" (1077) وفي "الشعب" (9744) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (20) ¬

_ (¬1) 13/ 397 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الكرب)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والخرائطي في "المكارم" (2/ 963) عن هارون بن عمران المَوصلي كلهم عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثنا إبراهيم بن محمد بن سعد به. قال الترمذي: وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد ولم يذكر فيه عن أبيه، وروى بعضهم عن يونس بن أبي إسحاق فقالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد، وكأنّ يونس بن أبي إسحاق ربما ذكر في هذا الحديث عن أبيه وربما لم يذكره" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن محمد بن سعد إلا من رواية إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده، ولا يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من رواية سعد عنه، وقد روي عن سعد من وجهين" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: يونس بن أبي إسحاق صدوق، وإبراهيم بن محمد وأبوه ثقتان، فالإسناد حسن. ولم ينفرد يونس بن أبي إسحاق به بل تابعه محمد بن مهاجر القرشي ثني إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده قال: كنا جلوسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ألا أخبركم أو أحدثكم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من بلاء الدنيا دعا به فرج عنه؟ " فقيل له: بلى، قال "دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (655) عن القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (33) والحاكم (1/ 505) والبيهقي في "الدعوات" (166) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 129) عن هارون بن سفيان بن بشير المستملي كلاهما عن عبيد بن محمد المُحَاربي ثنا محمد بن مهاجر به. وإسناده ضعيف، عبيد بن محمد قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، ومحمد بن مهاجر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: ليس بمعروف، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في التقريب "لين.

الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن سعد مرفوعا "إنى لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس: فنادى في الظلمات أنْ لا إله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين" أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (343) وابن عدي (5/ 1799) عن أبي يعلى وهو في "معجمه" (263) ثنا عمرو بن الحصين ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت مَعْمَرا يحدث عن الزهري به. وأخرجه الضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (18) من طريق أبي بكر محمد بن حيان البصري ثنا عمرو بن الحصين العقيلي به. وإسناده ضعيف جدا، عمرو بن الحصين العقيلي قال أبو حاتم: ذاهب الحديث وليس بشيء، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وكذبه الخطيب البغدادي. الثالث: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن سعد مرفوعا "اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى" قال: فقلت: يا رسول الله، هي ليونس بن متى خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال "هي ليونس بن متى خاصة وللمؤمنين عامة إذا دعوا بها ألم تسمعِ قول الله تبارك وتعالى {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} فهو شرط الله لمن دعاه بها" أخرجه الطبري في "تفسيره" (17/ 82) عن عمران بن بكار الكَلاَعي ثنا يحيى بن صالح ثا أبو يحيى بن عبد الرحمن ثنى بشر بن منصور عن علي بن زيد به" وعلي بن زيد قال ابن معين وغيره: ضعيف. لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن زيد بن المهاجر عن ابن المسيب عن سعد مرفوعا نحوه وزاد "أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه" أخرجه الحاكم (1/ 505 - 506) من طريق أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي ثني أبي عن محمد بن زيد به. وعمرو بن بكر السكسكي قال ابن حبان: ليس في الحديث بشيء، وقال الذهبي في "الميزان": واه، أحاديثه شبه موضوعة.

الرابع: يرويه المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن مصعب بن سعد عن سعد قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوة ذي النون قال: وجاء أعرابي فشغله فاتبعته فالتفت إليّ فقال "أبا إسحاق" قلت: نعم، قال "فمه؟ " قلت: ذكرت دعوة ذي النون ثم جاء أعرابي فشغلك، قال "نعم، دعوة ذي النون إذ نادى في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنّه لم يدع بها أحد إلا استجيب له" أخرجه الدورقي في "مسند سعد" (63) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (118) والبزار (1163) واللفظ له وأبو يعلى (707) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 193) وابن عدي (6/ 2088 - 2089) والحاكم (2/ 584) من طريق عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله به. قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عن سعد عنه، وقد روي عن سعد من وجه آخر، وهذا الحديث لا نعلم رواه عن كثير بن زيد إلا أبو خالد الأحمر" قلت: وهما صدوقان، والمطلب بن عبد الله ومصعب بن سعد ثقتان، فالإسناد حسن. 2082 - "دعوة ذي النون في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له" قال الحافظ: أخرج النسائي والحاكم عن فَضالة بن عبيد رفعه: فذكره" (¬1) قلت: لم أره من حديث فَضالة بن عبيد وإنما هو من حديث سعد بن أبي وقاص وقد تقدم. 2083 - عن أبي هريرة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة "دفنت ثلاثة؟ " قالت: نعم، قال "لقد احتظرت بِحَظار شديد من النار" قال الحافظ: وله - أي مسلم (2636) - من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة: فذكره" (¬2) 2084 - عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أُحُد قال: كان ذلك اليوم كله لطلحة، قال: كنت أول من فاء فرأيت رجلا يقاتل عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: فقلت: كن طلحة. قلت: حيث فاتني يكون رجل من قومي وبيني وبينه رجل من المشركين فإذا هو أبو عبيده فانتهينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "دونكما صاحبكما" يريد طلحة، فإذا هو قد قطعت أصبعه فلما أصلحنا من شأنه" ¬

_ (¬1) 13/ 484 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة) (¬2) 3/ 487 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المسلمين)

قال الحافظ: وللطيالسي من طريق عيسى بن طلحة عن عائشة قالت: فذكرته" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الطيالسي (ص 3) عن ابن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله قال: أخبرني عيسى بن طلحة عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى، ثم قال: ذاك كله يوم طلحة، ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دونه، وأراه قال: يحميه، قال: فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجلا من قومي أحبّ إليّ، وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أخطفه، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، فانتهينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كسرت رباعيته، وشُجّ في وجهه، وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عليكما صاحبكما" يريد طلحة، وقد نزف، فلم نلتفت إلى قوله، وذهبت لأنزع ذاك من وجهه، فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، فتركته، فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَأَزم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين، ووقعت ثنيته مع الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، قال: ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما، فأصلحنا من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار فإذا به بضع وسبعون أو أقلّ أو أكثر، بين طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 87و 8/ 174 - 175) وفي "الصحابة" (368 و579) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 263 - 264) والمزي في "التهذيب" (13/ 417 - 418) وأخرجه ابن سعد (3/ 218) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري أنا ابن المبارك به. وأخرجه الحاكم (3/ 266) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل به. وأخرجه ابن سعد (3/ 410) والبزار (63) وابن حبان (6980) والحاكم (¬2) (3/ 26 - 27) من طرق عن إسحاق بن يحيى بن طلحة به. ¬

_ (¬1) 8/ 364 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) (¬2) ووقع عنده: عن موسى بن طلحة عن عائشة.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو بكر الصديق، ولا نعلم له إسنادا غير هذا الإسناد، وإسحاق بن يحيى قد روى عنه ابن المبارك وجماعة واحتمل حديثه وإنْ كان فيه، ولا نعلم شاركه في هذا الحديث غيره" وقال أبو نعيم: غريب من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، لم يسق هذا السياق إلا ابن المبارك" وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إسحاق متروك" قلت: وهو كما قال. قال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت لابن معين: فإسحاق بن يحيى ما حاله الذي يروي عنه ابن المبارك حديث أبي بكر؟ قال: ليس بشيء" الكامل لابن عدي 1/ 326 2085 - "دينار أعطيته مسكينًا، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أعطيته في سبيل الله، ودبنار أنفقته على أهلك" قال "الدينار الذي أنفقته على أهلك أعظم أجرا" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (995) من حديث مجاهد عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) 2086 - "دَين الله أحقّ أنْ يُقضى" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 5/ 97 - 98) من حديث ابن عباس. 2087 - "الدَجَّال ليس به خفاء، يجيىء من قبل المشرق فيدعو إلى الدين فَيُتبع ويظهر، فلا يزال حتى يقدم الكوفة فيظهر الدين ويعمل به فيتبع ويحث على ذلك، ثم يَدَّعى أنّه نبي فيفزع من ذلك كلّ ذي لُبِّ ويفارقه، فيمكث بعد ذلك فيقول: أنا الله، فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عيينة كافر، فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كلّ أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان" ¬

_ (¬1) 11/ 427 (كتاب النفقات - باب فضل النفقة على الأهل) (¬2) 11/ 335 (كتاب الطلاق - باب حدثنا عبد الله بن رجاء)

قال الحافظ: أخرج الطبراني من طريق سليمان بن شهاب قال: نزل عليّ عبد الله بن المعتمر وكان صحابيا فحدثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: فذكره، وسنده ضعيف. وقال: وقع في حديث عبد الله بن المعتمر "ثم يدعو برجل فيما يرون فيؤمر به فيقتل، ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدة فيفرق بينها حتى يراه الناس ثم يجمعها ثم يضرب بعصاه فإذا هو قائم فيقول: أنا الله الذي أميت وأحيي، قال: وذلك كله سحرُ سحرَ أعين الناس، ليس يعمل من ذلك شيئا" وهو سند ضعيف جدا" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الطبراني كما في "الفتن والملاحم" لابن كثير (ص 108) ثنا أبو شعيب الحرّاني ثنا إسحاق بن موسى وثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا سعيد بن عنبسة قالا: ثنا سعيد بن محمد الثقفي ثنا حلام بن صالح أني سليمان بن شهاب العَبسي قال: نزل عليّ عبد الله بن مغنم، وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "الدجال ليس به خفاء، إنّه يجيىء من قبل المشرق فيدعو إلى حق فيتبع، وينصب للناس فيقاتلهم فيظهر عليهم، فلا يزال كذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله، ويعمل به فيتبع، ويجب على ذلك، ثم يقول بعد ذلك: إني نبي، فيفزع من ذلك كل ذي لب، ويفارقه، ويمكث بعد ذلك، ثم يقول: أنا الله، فتعمش عينه اليمنى، وتقطع أذنه، ويكتب بين عيينة كافر فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصاري وهذه الأعاجم من المشركين، ثم يدعو برجل فيما يرون فيأمر به فيقتل ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدة فيفرق بينها حتى يراه الناس، ثم يجمع بينها، ثم يضربه بعصاه فإذا هو قائم فيقول: أنا الله أحيي وأميت، وذلك سحر يسحر به أعين الناس ليس يصنع من ذلك شيئا" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4542) عن الطبراني به. وأخرجه أيضا من طريق يحيى بن موسى البلخي ثنا سعيد بن محمد به. قال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: ورواه يحيى بن موسى عن سعيد بن محمد الثقفي وهو واه". ¬

_ (¬1) 16/ 204 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال) و16/ 219 (كتاب الفتن - باب لا يدخل الدجال المدينة)

وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك" المجمع 7/ 340 - 341 قلت: وحلام بن صالح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وسليمان بن شهاب ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال البخاري: سمع عبد الله بن المعتمر روى عنه حلام ولم يصح، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو. وعبد الله بن مغنم وقيل: معتمر قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 2/ 1/ 123) 2088 - حديث أنس رفعه "الدعاء مخ العبادة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) ضعيف أخرجه الترمذي (3371) والطبراني في "الدعاء" (8) وفي "الأوسط" (3220) من طريق ابن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن أنس به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبان إلا عبيد الله، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. 2089 - حديث النعمان بن بشير رفعه "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر: 60] الآية. قال الحافظ: أخرجه الأربعة وصححه الترمذي والحاكم" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الدعاء هو العبادة" 2090 - حديث زمل رفعه "الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها" قال الحافظ: وهذا الحديث إنما هو عن ابن زمل وسنده ضعيف جدا، أخرجه ابن السكن في "الصحابة" وقال: إسناده مجهول وليس بمعروف في الصحابة، وابن قتيبة في ¬

_ (¬1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]) (¬2) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] الآية)

"غريب الحديث"، وذكره في الصحابة أيضا ابن مندة وغيره، وسماه بعضهم عبد الله وبعضهم الضحاك، وقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال ابن الأثير: ألفاظه مصنوعة" (¬1) ضعيف أخرجه ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 479 - 481) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 329 - 331) والطبراني في "الكبير" (8146) وابن السكن في الصحابة والديلمي في "مسنده" كما في "الأجوبة المرضية للسخاوي" (3/ 1094) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (141 أو 772) وأبو نعيم في "الصحابة" (3908 و4166 و7078) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 36 - 38) والشجري في "أماليه" (1/ 249 - 250) وابن الجوزي في "العلل" (1171) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 339) من طرق عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ثنا سليمان بن عطاء القرشي الحرّاني عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي الجهني عن ابن زمل الجهني قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاه فالدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا" قال البيهقي: في إسناده ضعف" وقال ابن السكن: إسناده ضعيف" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح" وقال الحافظ في "الإصابة" (6/ 90): تفرد بروايته سليمان بن عطاء القرشي الحراني عن مسلمة بن عبد الله" وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن عطاء القرشي وهو ضعيف" المجمع 7/ 184 قلت: قال أبو زرعة وأبو حاتم: سليمان بن عطاء منكر الحديث، وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير، وقال ابن حبان: يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي بأشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة بن عبد الله، وقال الذهبي في "المغني": هالك. ومسلمة بن عبد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ¬

_ (¬1) 14/ 137 (كتاب الرقاق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين)

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وابن زمل اختلف في اسمه، فسماه ابن حبان عبد الله، وسماه الطبراني الضحاك. قال ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 246): والصحيح ابن زمل غير مسمى وهو غير عبد الله والضحاك. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يقال: إن له صحبة، غير أني لا أعتمد على إسناد خبره" وقال الذهبي في "الميزان": تابعي أرسل ولا يكاد يعرف، ليس بمعتمد. وسيأتي الحديث أيضا في حرف الكاف فانظر "كان إذا صلى الصبح قال: هل رأى أحد منكم شيئا؟ " وفي الباب عن أبي هريرة وعن أنس. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف" للسيوطي، قال: ثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد ثنا يعلي بن هلال عن ليث عن مجاهد عنه مرفوعا "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر ... الحديث وفيه "مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة" وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وصالح بن أحمد ويعلي بن هلال لم أعرفهما. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: أخرجه ابن عساكر كما في "الكشف" للسيوطي من طريق أبي علي الحسين بن داود البلخي ثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد ثنا أبو هاشم الأبلى عن أنس مرفوعا "من قضى حاجة لمسلم في الله كتب الله له عمر الدنيا سبعة آلاف سنة صيام نهاره وقيام ليله" وإسناده ضعيف جدا، الحسين بن داود قال الخطيب: لم يكن ثقة، وقال الذهبي في "المغني": ليس بثقة ولا مأمون متهم. وأبو هاشم الأبلي واسمه كثير بن عبد الله قال البخاري وأبو حاتم والحاكم أبو أحمد: منكر الحديث. زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا شبه المتروك. وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد أيضًا: ليس حديثه بالقائم.

وقال الحاكم أبو عبد الله: زعم أنّه سمع من أنس وروى عنه أحاديث يشهد القلب أنّها موضوعة. الثاني: أخرجه ابن عدي كما في "الكشف" للسيوطي ولم أره في "الكامل" والديلمي في "مسنده" (الأجوبة المرضية 3/ 1095) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 140) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 243) من طريق عمر بن يحيى ثنا العلاء بن زيد عن أنس مرفوعا "عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة قال الله تعالى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحّجّ: 47] " وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 180) من طريق عمر بن يعلى الأبلى ثنا العلاء به. والعلاء بن زيد هو المعروف بابن زيدل قال الحاكم وابن حبان وأبو نعيم: روى عن أنس أحاديث موضوعة. وقال البخاري والعقيلي وابن عدي وأبو حاتم: منكر الحديث. زاد أبو حاتم: متروك الحديث. وكذا قال أبو داود. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمتهم به العلاء بن زيدل قال ابن المديني: كان يضع الحديث" 2091 - "الدين النصيحة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (55) من حيث تميم الداري. ... ¬

_ (¬1) 5/ 257 (كتاب البيوع - باب لا يبيع على بيع أخيه)

حرف الذال

حرف الذال 2092 - حديث أنس أنّ رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا خير البرية، قال: "ذاك إبراهيم" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2369) من حديث أنس: فذكره" (¬1) 2093 - عن البراء قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إنّ حمدي زين، وإنّ ذمي شين فقال "ذاك الله تبارك وتعالى" قال الحافظ: وروى الطبري من طريق أبي إسحاق عن البراء قال: فذكره، وروى من طريق مَعْمَر عن قتادة مثله مرسلا، وزاد: فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4] الآية، ومن طريق الحسن نحوه" (¬2) روى من حديث البراء بن عازب ومن حديث الأقرع بن حابس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث قتادة مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا. فأما حديث البراء فأخرجه الترمذي (3267) والنسائي في "الكبرى" (11515) والطبري في "التفسير" (26/ 121) والروياني (307) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 296) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 14) وابن بشكوال في "المبهمات" (351) من طرق عن الحسين بن واقد عن أبي إسحاق عن البراء في قوله - عز وجل - {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4] قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" ¬

_ (¬1) 7/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قوله: ونبئهم عن ضيف إبراهيم) و10/ 152 (كتاب التفسير - تفسير سورة الأحزاب - باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56]) و13/ 413 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي) (¬2) 10/ 214 (كتاب التفسير: سورة الحجرات- باب {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4])

وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد متصل" البداية والنهاية 5/ 46 قلت: أبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضا ولم أر أحدا صرّح بسماع الحسين بن واقد منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأما حديث الأقرع بن حابس فيرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف واختلف عنه: - فقال موسى بن عقبة: عن أبي سلمة عن الأقرع بن حابس أنّه نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحجرات فقال: يا رسول الله، فلم يجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، ألا إنّ حمدي زين، وإنّ ذمي شين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ذاك الله - عز وجل -" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (702) وأحمد (3/ 488 و 6/ 393 - 394) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب ثني موسى بن عقبة به. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1178) عن ابن أبي شيبة به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 130) وأخرجه ابن بشكوال (352) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 68) والطبراني في "الكبير" (878) وأبو نعيم في "الصحابة" (1033) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (93) عن محمد بن العباس المؤدب وأبو نعيم في "الصحابة" (1033) عن الحسن بن المثني العنبري والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 14) عن هارون بن عبد الله الحمال ومحمد بن علي وإبراهيم بن هانئ النيسابوري قالوا: ثنا عفان به. ورواه الحسن بن أبي يحيى المقدمى عن عفان فقال فيه: عن أبي سلمة ثني الأقرع بن حابس. أخرجه الطبري (26/ 122) ولم ينفرد عفان به بل تابعه عبد الأعلى بن حماد النَّرْسى ثنا وهيب عن موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن الأقرع بن حابس، وقال مرة: أنّ الأقرع، فذكر مثله.

أخرجه أحمد (6/ 394) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (133) قال البوصيري والسيوطي: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 8/ 422 - الدر المنثور 7/ 552 قلت: إنْ ثبت سماع أبي سلمة من الأقرع فهو إسناد صحيح. - وقال عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن: عن أبيه قال: نادى الأقرع فذكره مرسلا. أخرجه الروياني كما في "الإصابة" (1/ 91) قال ابن مندة: وهو الأصح" الإصابة (1/ 91) قلت: عمر مختلف فيه، ضعفه شعبة وغيره، وقواه ابن عدي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1035) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 220) من طريق معلي بن عبد الرحمن بن الحكم الواسطى ثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم عن جابر قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنادوا فقالوا: يا محمد، أخرج إلينا فإنّ مدحنا زين، وإنَ سبنا شين، قال: فسمعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج عليهم وهو يقول "إنما ذلكم الله - عز وجل - فما تريدون؟ " وذكر الحديث وفيه طول. ومعلى بن عبد الرحمن قال ابن المديني: يضع الحديث، وقال الدارقطني: كان كذابا. وأما حديث قتادة فله عنه طريقان: الأول: يرويه مَعْمَر عن قتادة أنّ رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداه من وراء الحجرة فقال: يا محمد إنّ مدحي زين، وإنّ شتمي زين، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ويلك ذاك الله، ويلك ذلك الله" فأنزل الله - عز وجل - {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)} [الحجرات: 4]. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 231) عن مَعْمَر به. وأخرجه الطبري (26/ 122) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن مَعْمَر به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة في هذه الآية قال: ذكر لنا أنّ رجلا جعل

ينادي: يا نبي الله يا محمد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما شأنك؟ " فقال: والله إنّ حمده لزين، وإنّ ذمه لشين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ذاكم الله" فأدبر الرجل. أخرجه الطبري (26/ 122) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به. ورواته ثقات. وأما حديث الحسن فأخرجه الطبري (26/ 122) عن محمد بن حميد الرازي ثنا مِهران عن المبارك بن فَضالة عن الحسن قال: أتى أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من وراء حجرته، فقال: يا محمد، يا محمد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "مالك مالك" فقال: تعلم أنّ مدحي لزين، وأنّ ذمي لشين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ذاكم الله" فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، والمبارك مدلس وقد عنعن، ومهران هو ابن أبي عمر الرازي مختلف فيه. 2094 - عن قتادة أنّ رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحجرات فقال: يا محمد، إن مدحي زين، وإنّ شتمي شين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ذاك الله - عز وجل -" فنزلت. قال الحافظ: قال عبد الرزّاق: عن معمر عن قتادة: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 2095 - حديث أبي هريرة: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أنْ يتكلم به، قال "وقد وجدتموه؟ " قالوا: نعم، قال "ذاك صريح الإيمان" قال الحافظ: أخرجه مسلم (132") (¬2) 2096 - عن وائل بن حُجْر قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ولي شعر طويل فقال "ذباب ذباب" فرجعت فجززته. ثم أتيت من الغد فقال "إني لم أعنك، وهذا أحسن" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: فذكره" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 10/ 213 (كتاب التفسير: سورة الحجرات- باب {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]) (¬2) 17/ 34 (كتاب الاعتصام - باب ما يكره من كثرة السؤال) (¬3) 12/ 482 (كتاب اللباس - باب الجعد)

أخرجه ابن سعد (6/ 26 - 27) وابن أبي شيبة (8/ 455) وأبو داود (4190) واللفظ له وابن ماجه (3636) والنسائي (8/ 113 و 117) وفي "الكبرى" (9332) والطحاوي في "المشكل" (4/ 322) والطبراني في "الكبير" (22/ 40) والخطابي في "الغريب" (1/ 493) والبيهقي في "الشعب" (6055 و 6056) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 29) من طرق عن سفيان الثوري ثنا عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبيه عن وائل بن حجر به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 2097 - عن جابر قال: ذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - كبشين أقرنين أملحين مَوْجُوْءَين. قال الحافظ: وأخرج أبو داود من وجه آخر عن جابر: فذكره" (¬1) له عن جابر طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر قال: ذبح (¬2) النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين، فلما وجههما قال "إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض، على ملة إبراهيم حنيفا، وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك وعن محمد وأمته، باسم الله والله أكبر" ثم ذبح. أخرجه أبو داود (2795) واللفظ له والبيهقي (9/ 273 و287) عن عيسى بن يونس الكوفي والدارمي (1952) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 177) والبيهقي (9/ 287) عن أحمد بن خالد الوَهبي وابن ماجه (3121) عن إسماعيل بن عياش والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 164) عن يزيد بن زُرَيع البصري ¬

_ (¬1) 12/ 105 (كتاب الأضاحي - باب أضحية النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أقرنين) (¬2) وفي لفظ "ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكبشين في يوم العيد، فقال حين وجههما"

قالوا: ثنا محمد بن إسحاق به. - ورواه إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق ثني يزيد بن أبي حبيب عن خالد بن أبي عمران عن أبي عياش عن جابر. أخرجه أحمد (3/ 375) وابن خزيمة (2899) والحاكم (1/ 467) والبيهقي في "الصغرى" (1805) وتابعه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. أخرجه الحاكم (¬1) (1/ 467) والبيهقي في "الصغرى" (1805) وهذا أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة، وفيه تصريح ابن إسحاق بالتحديث من يزيد بن أبي حبيب فأمن تدليسه، لكن أبو عياش وهو المَعَافري المصري لا يعرف كما قال الحافظ في "التلخيص" (4/ 143) ووقع في رواية ابن ماجه: أبو عياش الزرقي، وهو وهم لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين وهي ضعيفة. الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل واختلف عنه: - فرواه حماد بن سلمة عنه عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بكبشين أملحين أقرنين عظيمين موجوأين فأضجع أحدهما وقال "بسم الله والله أكبر، اللهم عن محمد وآل محمد" ثم أضجع الآخر وقال "بسم الله والله أكبر، اللهم عن محمد وأمته من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2310) وعبد بن حميد (1146) وأبو يعلى (1792) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 177) والبيهقي (9/ 268) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: إسناده حسن" المجمع 4/ 22 - المطالب 3/ 32 - ورواه غير واحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع. أخرجه أحمد (6/ 8) عن شَريك بن عبد الله القاضي ¬

_ (¬1) وقال: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، وأبو عياش لم يخرج له مسلم شيئا، وأخرج لابن إسحاق في المتابعات.

و (6/ 391 - 392) والبزار (3867) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 4) والطبراني في "الكبير" (923) والحاكم (2/ 391) والبيهقي (9/ 286) عن زهير بن محمد العنبري وأحمد (6/ 392) والطحاوي (4/ 177) والطبراني في "الكبير" (922) عن عبيد الله بن عمرو الرقي والطبراني في "الكبير" (920) عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام و (921) عن قيس بن الربيع كلهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: ابن عقيل ليس بقوي" - ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وعن عائشة. أخرجه عبد الرزّاق (8130) وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 222) عن الثوري به. وأخرجه أحمد (¬1) (6/ 225) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن ماجه (3122) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزّاق به. وأخرجه أحمد (6/ 220) والطحاوي (4/ 177) والحاكم (4/ 227 - 228) والبيهقي (9/ 267 و273) وفي "معرفة السنن" (19046 و 19047) وفي "الصغرى" (1804) من طرق من الثوري به. رواه بعضهم عن الثوري فقال: عن أبي هريرة وعائشة، وقال بعضهم: عن أبي هريرة أو عن عائشة، وقال بعضهم: عن أبي هريرة أنّ عائشة قالت، وقال بعضهم: عن أبي هريرة ولم يذكر عائشة. والشك من سفيان كما بين ذلك البيهقي في إحدى رواياته. ¬

_ (¬1) ووقع عنده "عن عائشة أو عن أبي هريرة"

وحكى البيهقي عن البخاري أنه قال: لعله (¬1) سمع من هؤلاء" وقال الحافظ: يحتمل أنْ يكون له في هذا الحديث طريقان" الفتح 12/ 105 وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: فما الصحيح؟ قال: ما أدري ما عندي في ذا شيء. قلت لأبي: ما الصحيح؟ قال أبي: ابن عقيل لا يضبط حديثه. قلت: فأيهما أشبه عندك؟ قال: الله أعلم. وقال أبو زرعة: هذا من ابن عقيل، الذين رووا عن ابن عقيل كلهم ثقات. وقال أبو حاتم: هذا من تخليط ابن عقيل" علل الحديث 2/ 40 و44 وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" مصباح الزجاجة 3/ 222 قلت: ابن عقيل مختلف فيه وأكثر على تضعيفه. 2098 - قال أبو هريرة: ذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمن اعتمر من نسائه في حجه الوداع بقرة بينهن" قال الحافظ: وروى النسائي أيضا من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فذكره، صححه الحاكم" (¬2) صحيح أخرجه أبو داود (1751) وابن ماجه (3133) والنسائي في "الكبرى" (4128) وابن خزيمة (2903) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 504) والحاكم (1/ 467) والبيهقي (4/ 354) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 136) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن عبد البر: حديث صحيح ثابت" وأعلّه البخاري. فقال الترمذي: سألت محمدا - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: إنّ الوليد بن مسلم لم يقل فيه حدثنا الأوزاعي، أخذه عن يوسف بن السفر. ويوسف ذاهب الحديث. وضعف محمد هذا الحديث" العلل 1/ 386 ¬

_ (¬1) أي عبد الله بن محمد بن عقيل. (¬2) 4/ 299 (كتاب الحج - باب ذبح الرجل البقر عن نسائه من غير أمرهن)

وقال البيهقي: تفرد به الوليد بن مسلم ولم يذكر سماعه فيه عن الأوزاعي، ومحمد بن إسماعيل البخاري كان يخاف أنْ يكون أخذه عن يوسف بن السفر" ثم أخرجه البيهقي من طريق النسائي ثنا محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وقال: فإنْ كان قوله: حدثنا الأوزاعي محفوظا صار الحديث جيدا" قلت: الوليد بن مسلم ثقة مشهور إلا أنّه يدلس، وقد صرّح بالتحديث من الأوزاعي فانتفى التدليس. رواه عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دُحيم (¬1) ومحمد بن عبد الله بن ميمون عن الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي. ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي عن الأوزاعي به. أخرجه ابن حبان (4008) عن عبدان الأهوازي عبد الله بن أحمد بن موسى ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن سماعة به. وأخرجه ابن عبد البر (12/ 135 - 136) من طريق أبي مُسْهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي ثنا إسماعيل بن عبد الله به. وإسناده صحيح رواته ثقات، ويحيى بن أبي كثير وإن كان موصوفا بالتدليس إلا أنّه ممن احتمل الأئمة تدليسه كما قال الحافظ في "تعريف أهل التقديس". 2099 - قالت عائشة: ذبح عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حججنا بقرة بقرة. قال الحافظ: وأما ما رواه عمار الدُّهْني عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: فذكره، أخرجه النسائي أيضا، فهو شاذ مخالف لما تقدم، وقد رواه المصنف في الأضاحي ومسلم أيضا، من طريق ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم بلفظ "ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نسائه البقر" ولم يذكر ما زاده عمار الدهني، وأخرجه مسلم أيضا من طريق عبد العزيز الماجشون عن عبد الرحمن لكن بلفظ "أهدى" بدل "ضحى" (¬2) أخرجه النسائي في "الكبرى" (4129) عن أحمد بن سليمان الرُّهاوي عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عمار الدهني عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به. ¬

_ (¬1) وروايته عند ابن ماجه. (¬2) 4/ 299 (كتاب الحج - باب ذبح الرجل البقر عن نسائه من غير أمرهن)

وحديث سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم أخرجه البخاري (فتح 1/ 416 و 12/ 100 - 101 و115) ومسلم (2/ 873) وابن ماجه (2963) والنسائي (1/ 125 - 126) وحديث عبد العزيز الماجشون أخرجه مسلم (2/ 873) 2100 - عن محمد بن صفوان وفي رواية عن محمد بن صيفي قال: ذبحت أرنبين بمروة، فأمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكلهما" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه من طريق الشعبي عن محمد بن صفوان، وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) يرويه عامر الشعبي واختلف عنه: - فقال حُصين بن عبد الرحمن السلمي: عن الشعبي عن محمد بن صفوان قال: ذبحت أرنبين بمروة، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له وقلت: آكلهما؟ قال "نعم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 237) عن محمد بن إسحاق بن راهوية ثنا أبي ثنا محمد بن فضيل عن حصين به. ورواته ثقات. - ورواه داود بن أبي هند عن الشعبي واختلف عنه في اسم الصحابي. • فرواه يزيد بن هارون عن داود عن الشعبي عن محمد بن صفوان. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (633) وفي "مصنفه" (5/ 390) وأحمد (3/ 471) والدرامي (2020) وابن ماجه (3244) والنسائي (7/ 198) وفي "الكبرى" (4489) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 849) أبو نعيم في "الصحابة" (653) والبيهقي (9/ 321) والمزي (25/ 395) • وقال غير واحد: عن داود عن الشعبي عن ابن صفوان، ولم يسموه، منهم: 1 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 13) والطبري (2/ 849) والطبراني في "الكبير" (19/ 236) ¬

_ (¬1) 12/ 50 (كتاب الذبائح - باب ما أنّهر الدم من القصب)

2 - خالد بن عبد الله الطحان. أخرجه الطبري (2/ 848) 3 - محمد بن أبي عدي البصري. أخرجه الطبري (2/ 849) • ورواه وهيب بن خالد البصري عن داود عن الشعبي أنّ فلان بن صفوان أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 13) • ورواه حماد بن سلمة عن داود عن الشعبي عن صفوان بن محمد. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 14) والطبراني (8/ 86 و 19/ 236) وأبو نعيم في "الصحابة" (3828) • ورواه زكريا بن أبي زائدة عن داود عن الشعبي قال: جاء عبد الله أو محمد بن صفوان. أخرجه الطبري (2/ 850) • ورواه عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف عن داود واختلف عنه: فرواه يحيى بن أبي طالب البغدادي عن عبد الوهّاب فقال فيه: عن محمد بن صفوان. أخرجه الحاكم (4/ 235) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم مع الاختلاف فيه على الشعبي" قلت: لم يخرج مسلم لمحمد بن صفوان شيئا. ورواه محمد بن المثني عن عبد الوهّاب فقال فيه: أنّ فلان بن صفوان. أخرجه الطبري (2/ 849) - ورواه عاصم بن سليمان الأحول عن الشعبي واختلف عنه أيضا في إسم الصحابي. • فرواه شعبة عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صفوان. أخرجه الطيالسي (ص 163) وأحمد (3/ 471) والطبراني (19/ 236 - 237) وأبو نعيم في "الصحابة" (654) والبيهقي (9/ 320 - 321) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 96)

وتابعه عبدة بن سليمان الكلابي عن عاصم به. أخرجه الطبري (2/ 850) • وقال غير واحد: عن عاصم عن الشعبي عن صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان، منهم: 1 - عبد الله بن المبارك. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 13 - 14) 2 - ثابت بن يزيد الأحول. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 14) 3 - يزيد بن هارون. أخرجه البيهقي (9/ 320) والمزي (25/ 394 - 395) 4 - حماد بن زيد. أخرجه أبو داود (2822) عن مسدد (¬1) عن حماد به. 5 - عبد الواحد بن زياد البصري. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 14) وأبو داود (2822) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 23). • ورواه مَعْمَر بن راشد عن عاصم عن الشعبي أنْ صفوان بن فلان أو فلان بن صفوان. أخرجه عبد الرزّاق (8692) • ورواه أبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صيفي. أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (5/ 389) عن أبي الأحوص به. وأخرجه ابن ماجه (3175) عن ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) رواه الفضل بن الحباب الجمحي عن مسدد فقال فيه: عن محمد بن صفوان، ولم يشك. أخرجه ابن حبان (5887)

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 151) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. ورواه عبيد بن غنام الكوفي ومحمد بن عبد الله الحضرمي عن ابن أبي شيبة فقالا: عن محمد بن صفوان. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 237) ورواته ثقات إلا أنّ الشعبي لم يذكر سماعا من محمد بن صفوان في جميع الروايات التي ذكرتها فلا أدري أسمع منه أم لا. - ورواه جابر بن يزيد الجُعْفي عن الشعبي عن جابر بن عبد الله. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 14) عن شعبة والبيهقي (9/ 321) عن سفيان الثوري وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2162) عن قيس بن الربيع الكوفي ثلاثتهم عن جابر الجعفي به. قال البخاري: ولا يصح جابر" يعني ابن عبد الله. قلت: وجابر الجعفي ضعيف، ورواه مَعْمَر بن راشد عنه فأرسله. أخرجه عبد الرزّاق (8692) - ورواه قتادة عن الشعبي واختلف عنه: • فقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله. أخرجه الترمذي (1472) وفي "العلل" (2/ 629) والطبري (2/ 848) وابن المقرئ في "حديث نافع بن أبي نعيم" (19) والبيهقي (9/ 321) من طرق عن سعيد به. قال الترمذي: اختلف أصحاب الشعبي في رواية هذا الحديث، فروى داود بن أبي هند عن الشعبي عن محمد بن صفوان، وروى عاصم الأحول عن الشعبي عن صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان. ومحمد بن صفوان أصح.

وروى جابر الجعفى عن الشعبي عن جابر بن عبد الله نحو حديث قتادة عن الشعبي، ويحتمل أنّ رواية الشعبي عنهما. قال محمد: حديث الشعبي عن جابر غير محفوظ" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث الشعبي عن جابر غير محفوظ، وحديث محمد بن صفوان أصح" • وقال همام بن يحيى البصري: عن قتادة أنبأني الشعبي قال: مرسل. أخرجه البخاري في"الكبير" (1/ 1/ 14) عن داود بن شبيب البصري عن همام به. - ورواه أبو حنيفة عن الهيثم عن الشعبي مرسلا. أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (88) والسلفي في "حديث أبى الحسين الثقفي" (47) 2101 - "ذروني ما تركتكم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (17/ 19 - 21) من حديث أبي هريرة بلفظ "دعوني" 2102 - عن أنس: قال رجل: يا رسول الله، إنا كنا في دار كثير فيها عددنا وأموالنا فتحولنا إلى أخرى فقلّ فيها ذلك، فقال: "ذروها ذميمة" قال الحافظ: رواه أبو داود وصححه الحاكم من طريق إسحاق بن طلحة عن أنس، وأخرج من حديث فروة بن مُسيك - بالمهملة مصغرا - ما يدل على أنّه هو السائل، وله شاهد من حديث عبد الله بن شداد بن الهاد أحد كبار التابعين وله رواية بإسناد صحيح إليه عند عبد الرزّاق، قال ابن العربي: ورواه مالك عن يحيى بن سعيد منقطعا" (¬2) صحيح أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (918) وأبو داود (3924) والطبري في "التهذيب" (مسند علي ص 25) عن بشر بن عمر الزهراني ¬

_ (¬1) 4/ 84 (كتاب الزكاة - باب قول الله - عز وجل-: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273]) (¬2) 6/ 402 (كتاب الجهاد - باب ما يذكر من شوم الفرس)

والبيهقي (8/ 140) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 69) والضياء فى "المختارة" كما في "الصحيحة" (2/ 433) عن أبى حذيفة موسى بن مسعود النّهدي كلاهما عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس قال: قال رجل (¬1): يا رسول الله، إنا كنا في دار كثير (¬2) فيها عددُنا وكثير (¬3) فيها أموالنا، فتحولنا إلى دار أخرى، فقلَّ فيها عددنا، وقلّت فيها أموالنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ذروها ذميمة" قال البخاري: في إسناده نظر" وقال الألباني: حسن الإسناد" الصحيحة 2/ 433 قلت: بل صحيح الإسناد، وعكرمة بن عمار إنما تكلموا في روايته عن يحيى بن أبي كثير، وقد وثقه ابن معين ويحيى القطان وأحمد والدارقطني وغيرهم. وأما حديث فروة بن مُسيك فقد تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "دعها عنك فإنّ من القرف التلف" وأما حديث عبد الله بن شداد بن الهاد فأخرجه عبد الرزاق (19526) عن مَعْمَر عن الزهري عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن شداد أنّ امرأة من الأنصار قالت: يا رسول الله، ما سكنا دارنا ونحن كثير فهلكنا، وحسن ذات بيننا فساءت أخلاقنا، وكثيرة أموالنا فافتقرنا، قال "أفلا تنتقلون عنها ذميمة" قالت: فكيف نصنع بها يا رسول الله؟ قال "تبيعونها أو تهبونها" ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 140) وقال: هذا مرسل" وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 68 - 69) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن شداد به. ورواته ثقات إلا أنّه مرسل. وروى مالك (2/ 972) عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: جاءت امرأة إلى ¬

_ (¬1) زاد ابن عبد البر والبيهقي "من الأنصار" (¬2) ولفظ البخاري "كثر" (¬3) ولفظ البخاري "وكثرت" ولفظ الطبري "وكثر"

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، دار سكناها والعدد كثير والمال وافر فقلّ العدد وذهب المال، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعوها ذميمة" وهذا مرسل أيضا. وروى الطبري في "التهذيب" (مسند علي ص 26) عن محمد بن المثنى ثنا يحيى بن كثير أبو غسان ثنا صالح عن الزهري عن سالم عن أبيه أن امرأة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، سكنا دارنا ونحن ذوو وَفْرٍ، فاحتجنا، وساءت ذات بيننا، واختلفنا، فقال "بيعوها، أو ذروها، وهي ذميمة" قال الهيثمي: رواه البزار وقال: أخطأ فيه صالح بن أبي الأخضر، والصواب أنّه من مرسلات عبد الله بن شداد، قلت: وصالح ضعيف يكتب حديثه" المجمع 5/ 104 وروى ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2160) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا أنس بن عياض عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن سهل بن جارية (¬1) الأنصاري قال: شكا قوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّهم سكنوا دارا وهم عدد ففنوا، فقال "فهلا تركتموها وهي ذميمة" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3316) ورواه الطبراني في "الكبير" (5639) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد به. قال الهيثمي: وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة" المجمع 5/ 105 قلت: رواه ضرار بن صُرَد الكوفي عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن سعد بن إسحاق عن سهل بن جارية به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3316 و3423) وضرار قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وروى ابن عدي (3/ 1086) من طريق زَمْعة بن صالح اليماني عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: قال أبو هريرة: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنا سكنا دارا ونحن كثير عددنا مجتمع، فلما سكناها قلّ وفرنا وقلّ عددنا واختلف شملنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا تركتموها وهي ذميمة" ¬

_ (¬1) وعند الطبراني "حارثة"

وقال: لا أعلم يرويه غير زمعة" قلت: وهو ضعيف كما قال أبو داود وغيره. 2012أ - حديث أبي سعيد: قال رجل: يا رسول الله، إنا بأرض مضبة فما تأمرنا؟ قال "ذُكر لى أنّ أمة من بني إسرائيل مسخت" فلم يأمر به ولم ينه. قال الحافظ: وعند مسلم (1951) والنسائي من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬1) 2103 - عن لَهَب ويقال بالتصغير، ابن مالك الليثي قال: ذكرت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - الكهانة فقلت: نحن أول من عرف حراسة السماء ورجم الشياطين ومنعهم من استراق السمع عند قذف النجوم، وفلك أنا اجتمعنا عند كاهن لنا بقال له: خطر بن مالك وكان شيخا كبيرا قد أتت محلبه مائتان وسنة وثمانون سنة، فقلنا: يا خطر، هل عندك علم من هذه النجوم التي يُرمى بها فإنا نزعنا منها وخفنا سوء عاقبتها؟ الحديث، وفيه: فانقض نجم عظيم من السماء فصرخ الكاهن رافعا صوته: أصابه أصابه خامره عذابه أحرقه شهابه الأبيات، وفي الخبر أنّه قال أيضا: قد منع السمع عتاة الجان ... بثاقب يتلف ذي سلطان من أجل مبعوث عظيم الشان وفيه أنّه قال: أري لقومى ما أرى لنفسي ... أنْ يتبعوا خير نبي الإنس الحديث بطوله. قال الحافظ: وأخرج العقيلي وابن منده وغيرها وذكره أبو عمر بغير سند من طريق لهب ويقال بالتصغير ابن مالك الليثى قال: فذكره. قال أبو عمر: سنده ضعيف جدا" (¬2) ضعيف أخرجه العقيلي في "الصحابة" كما في "الاستيعاب" (9/ 294 - 295) عن عبد الله بن ¬

_ (¬1) 12/ 85 و88 (كتاب الذبائح - باب الضب) (¬2) 10/ 299 (كتاب التفسير: سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} [الجن: 1])

أحمد البلوي المدني أخبرني عمارة بن زيد ثني عبد الله بن العلاء عن أبي الشعشاع زنباع بن الشعشاع ثني أبي عن لهيب بن مالك الليثي قال: فذكر الحديث وفيه طول. قال ابن عبد البر: إسناد هذا الحديث ضعيف لأنّ رواته مجهولون، وعمارة بن زيد متهم بوضع الحديث" وقال ابن منده: لا يثبت" الإصابة 9/ 18 2104 - حديث جُدامة بنت وهب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن العزل وقال "ذلك الوأد الخفي" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1442") (¬1) 2105 - عن أبي مطر قال: رأيت عليا أُتي بسارق، فذكر قصة فيها أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بسارق، فذكر قصة فيها: قالوا: يا رسول الله، أفلا عفوت؟ قال "ذلك سطان سوء الذي يعفو عن الحدود بينكم" قال الحافظ: وأخرج أبو يعلى من طريق أبي المُحَيّاة عن أبي مطر: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو يعلى (328) عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عثمان بن عمر ثنا شيخ من أهل الكوفة يقال له أبو المحياة التيمي قال: قال أبو مطر: رأيت عليا أُتي برجل فقالوا: إنّه قد سرق جملا فقال: ما أراك سرقت، قال: بلى. قال: فلعله شُبّه لك؟ قال: بلى قد سرقت. قال: إذهب به يا قنبر فشدّ أصبعه وأوقد النار وادع الجزّار يقطعه ثم انتظر حتى أجيىء. فلما جاء قال له: سرقت؟ قال: لا، فتركه. قالوا: يا أمير المؤمنين، لم تركته وقد أقر لك. قال: أخذته بقوله وتركته بقوله. ثم قال عليّ: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل قد سرق فأمر بقطعه، ثم بكى، فقيل: يا رسول الله، لم تبكي؟ فقال "وكيف لا أبكي وأمتى تقطع بين أظهركم؟ " قالوا يا رسول الله، أفلا عفوت عنه؟ قال "ذاك سلطان سوء الذى يعفو عن الحدود، ولكن تعافوا بينكم" قال الهيثمي: وأبو مطر لم أعرفه" المجمع 6/ 259 - 260 وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" مختصر الاتحاف 5/ 238 ¬

_ (¬1) 1/ 220 (كتاب النكاح باب العزل) (¬2) 15/ 93 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

2106 - عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحبّ أن يرفع عملي وأنا صائم" قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة، ونحوه من حديث عائشة عند أبي يعلى لكن قال فيه "إنّ الله كتب كل نفس ميتة تلك السنة فأحبّ أنْ يأتينى أجلي وأنا صائم" (¬1) حديث أسامة تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس" وأما حديث عائشة فأخرجه أبو يعلى (4911) عن سويد بن سعيد الحَدَثاني ثنا مسلم بن خالد عن طريف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ عائشة حدثتهم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم شعبان كله. قالت: قلت: يا رسول الله، أحبّ الشهور إليك أنْ تصومه شعبان. قال "إنّ الله يكتب على كل نفس ميتة تلك السنة، فأحبّ أنْ يأتينى أجلي وأنا صائم" وأخرجه العقيلي (2/ 231) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا سويد بن سعيد به. وقال: طريف روى عنه مسلم بن خالد لا يعرف إلا به، لا يتابع عليه" قلت: ومسلم بن خالد الزَّنْجي قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال أبو داود وغيره: ضعيف، وقواه بعضهم. وسويد بن سعيد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. 2107 - حديث ابن عباس: بينما رجل مسلم يشتدّ في أثر رجل مشرك إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس" الحديث وفيه: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ذلك مدد من السماء الثالثة" قال الحافظ: وعند مسلم من حديث ابن عباس: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (3/ 1384) عن ابن عباس قال. بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتدّ في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه فخرّ مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشقّ وجهه ¬

_ (¬1) 5/ 118 (كتاب الصوم - باب صوم شعبان) (¬2) 8/ 314 (كتاب المغازي - باب شهود الملائكة بدرًا)

كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة" 2108 - أنّ أبا رافع رأى الحسن بن علي يصلى قد غرز ضفيرته في قفاه فحلّها وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك مقعد الشيطان" قال الحافظ: وفي سنن أبي داود بإسناد جيد: فذكره" (¬1) له عن أبي رافع طريقان: الأول: يرويه عمران بن موسى القرشي الأموي عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبيه أنّه رأى أبا رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بحسن بن علي وحسن يصلي قائما وقد غرز ضفرته في قفاه فحلّها أبو رافع، فالتفت إليه مغضبا، فقال له أبو رافع: أقبل على صلاتك ولا تغضب فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ذلك كفل الشيطان" يقول: مقعد الشيطان، يعني مغرز ضفرته. أخرجه عبد الرزّاق (2991) عن ابن جريج قال: ثني عمران بن موسى به. وأخرجه أبو داود (646) والترمذي (384) والطبراني في "الكبير" (993) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (718) والبيهقي (2/ 109) وفي "معرفة السنن" (3542) والبغوي في "شرح السنة" (646) والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 362) من طرق عن عبد الرزّاق به. ولم ينفرد عبد الرزّاق به بل تابعه الحجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج به. أخرجه ابن سعد (267) والروياني (701) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 263 - 244) وابن حبان (2279) وابن خزيمة (911) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (718) والبيهقي (2/ 109) قال الترمذي: حديث حسن" وقال الشيخ أحمد شاكر: وإسناده صحيح" سنن الترمذي 2/ 224 قلت: عمران بن موسى ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": عنه ابن جريج فقط، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعه إلا فلين الحديث، والباقون كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) 2/ 442 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب لا يكف شعرًا)

واختلف فيه على ابن جريج، فرواه عبد المجيد بن عبد العزيز أبي رَوَّاد عنه قال أنا عمران بن موسى أني سعيد بن أبي سعيد المقبري أنّه رأى أبا رافع. لم يذكر عن أبيه. أخرجه الشافعي في "السنن المأثوره" (5) والطحاوي في "المشكل" (4882) والبيهقي (2/ 109) والأول أصح. الثاني: يرويه مُخَوَّل بن راشد الكوفي قال: سمعت أبا سعد (¬1) رجلا من أهل المدينة يقول: رأيت أبا رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى الحسن بن علي وهو يصلى وقد عقص شعره فأطلقه أو نهى عنه، وقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلى الرجل وهو عاقص شعره" أخرجه ابن ماجه (1042) من طريق خالد بن الحارث البصري عن شعبة أني مخول به. وأخرجه ابن ماجه (1042) أيضا والروياني (687) من طريق محمد بن جعفر البصري عن شعبة به. ورواه سعيد بن عامر الضَّبَعي عن شعبة بلفظ: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ساجد وقد عقصت شعري، أو قال: عقدت، فأطلقه" أخرجه الدارمي (1387) والروياني (686) وتابعه الربيع بن يحيى الأشناني عن شعبة نحوه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (991) ووقع في روايتهما "عن أبي سعيد" وهكذا رواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا قيس بن الربيع عن مخول بن راشد. إلا أنّه قال: شيخ من أهل الطائف يكنى أبا سعيد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (992) وتابعه زهير بن معاوية الجعفي ثنا مخول عن أبي سعيد أنّ أبا رافع أتى الحسن بن علي. أخرجه ابن سعد (268) ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

- ورواه سفيان الثوري عن مخول بن راشد واختلف عن سفيان: • فرواه عبد الرزّاق (2990) عنه عن مخول عن رجل عن أبي رافع قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي الرجل ورأسه مَعْقُوص. وأخرجه أحمد (6/ 8) عن عبد الرزّاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (990) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. ولم ينفرد عبد الرزّاق به بل تابعه وكيع ثنا سفيان به. أخرجه أحمد (6/ 391) • ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان عن مخول عن المَقْبُري عن أبي رافع عن أم سلمة. أخرجه إسحاق في "مسنده" (936) عن مؤمل به. قال إسحاق: قلت للمؤمل: أفيه أم سلمة؟ فقال: بلا شك. كتبته منه املاء بمكة" وقال الحافظ: قلت: وقد خالفه عبد الرزّاق ووكيع وهما أحفظ منه بكثير فقالا: عن سفيان عن مخول عن رجل عن أبي رافع" النكت الظراف 9/ 204 قلت: ولم ينفرد مؤمل به بل تابعه أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي ثنا سفيان به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 252) وللحديث شاهد عن علي رفعه "لا تعْقِصْ شعرك فى الصلاة فإنه كفل الشيطان" أخرجه عبد الرزّاق (2836 و 2993) عن الحسن بن عمارة عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي. والحسن بن عمارة قال أحمد وغيره: متروك الحديث. وتابعه أبو مالك النخعي عبد الملك بن حسين عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي رفعه "ولا تصل وأنت عاقص شعرك" أخرجه الدارقطني (1/ 118 - 119). وأبو مالك النخعي (¬1) قال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث. ¬

_ (¬1) وتابعه إسرائيل بن يونس ثنا أبو إسحاق به. أخرجه الطيالسي (ص 25 - 26) وأحمد (1/ 146) وعبد بن حميد (67) والطحاوي في "المشكل" (4883 و4884)

وخالفهما سفيان الثوري فرواه عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوفا. أخرجه عبد الرزّاق (2994) عن سفيان به. وتابعه عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان الثوري به (¬1). أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/ 183) وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. 2109 - "ذهبت النبوة وبقبت المبشرات" قال الحافظ: حديث أم كُرْز, بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي - الكعبية قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان" (¬2) حسن أخرجه الحميدي (¬3) (348) وأحمد (6/ 381) عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبى يزيد عن أبيه عن سِبَاع بن ثابت عن أم كرز الكعبية به مرفوعا. وأخرجه الدارمي (2144) وابن ماجه (3896) والطبري في "تفسيره" (11/ 135) والطحاوي في "المشكل" (2179) وابن حبان (6047) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 200) من طرق عن سفيان بن عيينة به. قال أحمد بن حنبل: سفيان يهم في هذ الحديث، عبيد الله (¬4) سمعه من سباع بن ثابت" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 153 قلت: أبو يزيد هو المكي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: مكي تابعي ثقة، وقال الذهبي في "الميزان": ماروى عنه سوى ابنه عبيد الله. ¬

_ (¬1) ورواه محمد بن يوسف الفِريابي عن سفيان مرفوعا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4885) (¬2) 16/ 30 (كتاب التعبير - باب المبشرات) (¬3) ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في: "التمهيد" (5/ 57) (¬4) رواه محمد بن عبيد بن سفيان عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عن أبيه عن أم كرز. أخرجه ابن قتيبة في "تعبير الرؤيا" (ص 30)

وسباع بن ثابت مختلف في صحبته: ذكره أبو القاسم البغوي وابن قانع في الصحابة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف. لكن للحديث شواهد فيتقوى بها: فمنها: حديث حذيفة بن أسيد الآتي بعد هذا الحديث. ومنها: حديث أبى هريرة مرفوعا "لم يبق من النبوة إلا المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال "الرؤيا الصالحة" أخرجه البخاري (فتح 16/ 29) ومنها: حديث ابن عباس مرفوعا "إنّه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها العبد الصالح، أو تُرى له" أخرجه مسلم (479) ومنها: حديث أنس مرفوعا "إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعت، ولا نبي ولا رسول بعدي، ولكن بقيت المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال "رؤيا المسلمين جزء من أجزاء النبوة" وقد تقدم في حرف الهمزة. 2110 - "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات" قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث حذيفة بن أسيد مرفوعا: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه البزار (كشف 2121) عن محمد بن المثنى والطبراني في "الكبير" (3051) عن الحسن بن علي الحُلْواني قالا: ثنا أبو عاصم عن مهدي بن ميمون عن عثمان بن عبيد عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد مرفوعا "ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات" قيل: وما المبشرات؟ قال "الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له" ¬

_ (¬1) 16/ 30 (كتاب التعبير - باب المبشرات)

قال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني ثقات" المجمع 7/ 173 قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات، أبو عاصم (¬1) هو الضحاك بن مخلد ثقة مشهور، ومهدي بن ميمون هو الأزدي البصري وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وعثمان بن عبيد هو الراسبي البصري وثقه ابن معين وابن حبان وقال أبو حاتم: مستقيم الأمر. والحديث اختلف فيه على مهدي بن ميمون، فرواه موسى بن إسماعيل البصري عنه ثنا عثمان بن عبيد عن أبي الطفيل قال: بلغني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 241) وتابعه عبد الله بن محمد بن أسماء البصري أنبا مهدي بن ميمون به إلا أنّه لم يقل: بلغني. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 8076) واختلف فيه على عثمان بن عبيد أيضا، فرواه حماد بن زيد عنه عن أبي الطفيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 241) وحديث أبي عاصم أصح. 2111 - "الذهب والحرير حرام على ذكرر أمتى حِلٌّ لإناثهم" قال الحافظ: وأخرج أحمد والطحاوي وصححه من حديث مسلمة بن مخلد أنّه قال لعقبة بن عامر: قم فحدث بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سمعته يقول: فذكره" (¬2) صحيح ورد من حديث عمر ومن حديث عليّ ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبى موسى ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث زيد بن أرقم. فأما حديث عمر فأخرجه البزار (333) عن داود بن سليمان أبي سليمان المؤدب ثنا عمرو بن جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم وفي إحدى يديه حرير وفي الأخرى ذهب فقال "هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثها" ¬

_ (¬1) وتابعه عبيد الله بن محمد العيشي ثنا مهدي بن ميمون به. أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (213) (¬2) 12/ 412 (كتاب اللباس - باب الحرير للنساء)

وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 167) و"الأوسط" (3629) عن الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام أبي عبد الله الفقيه الضرير ثنا داود بن سليمان المؤدب به. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا المسند إلا عمرو بن جرير وهو لين الحديث، وقد احتمل حديثه ورُوي عنه، وقد رُوي عن غير عمر, ولا نعلم فيما روي في ذاك حديثا ثابتا عند أهل النقل" وقال الطبراني. لم يروه عن إسماعيل بن أبي خالد إلا عمرو بنه جرير البجلي الكوفي، تفرد به داود بن سليمان" وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن جرير وهو متروك" المجمع 5/ 143 قلت: كذبه أبو حاتم، وذكره العقيلي والدارقطني والساجي في الضعفاء. وأما حديث عليّ فيرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: - فرواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب واختلف فيه على الليث: • فقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زُرَير الغافقي أنّه سمع علي بن أبي طالب يقول: إنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ حريرا فجعله في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في شماله، ثم قال "إنّ هذين حرام على ذكور أمتي" أخرجه أبو داود (4057) والنسائي (8/ 138) وفي "الكبرى" (9445) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 105 - 106) والبيهقي في "الشعب" (5680) • وخالفه غير واحد رووه عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الصعبة عبد العزيز بن أبي الصعبة عن رجل من همدان عن عبد الله بن زرير عن علي، منهم: 1 - حجاج بن محمد المِصيصي. أخرجه أحمد (1/ 115) 2 - عيسى بن حماد التُّجيبي. أخرجه النسائي (8/ 138) 3 - عبد الله بن المبارك. أخرجه النسائي (8/ 138 - 139) وفي "الكبرى" (9447)

4 - شعيب بن الليث بن سعد. أخرجه الطحاوي فى "شرح المعاني" (4/ 250) وفي "المشكل" (4815) 5 - سعيد بن أبي مريم. أخرجه النسائي في "مسند علي" كما في "تحفة الأشراف" (7/ 408) لكنهم اختلفوا في الهمداني فكناه حجاج بن محمد أبا أفلح، وكناه عيسى بن حماد أبا صالح (¬1)، وسماه ابن المبارك وشعيب بن الليث أفلح، وكناه ابن أبي مريم أبا علي. قال النسائي: وحديث ابن المبارك أولى بالصواب إلا قوله أفلح فإنّ أبا أفلح أشبه" قلت: وهو كما قال، فقد رواه غير واحد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زرير عن عليّ، منهم: 1 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه (¬2) ابن أبي شيبة (8/ 351) وعبد بن حميد (80) وابن ماجه (3595) والبزار (886) والنسائي (8/ 139) وفي "الكبرى" (9448) وأبو يعلى (272 و325) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 250) وفي "المشكل" (4817) والمحاملي في "أماليه" (193) والبيهقي (2/ 425) وفي "الشعب" (5681) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 248) 2 - عبد الحميد بن جعفر الأنصاري. أخرجه البزار (887) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 91) 3 - ابن لَهيعة. إلا أنّه كنى الهمداني أبا علي. أخرجه الطحاوي (4/ 250) وفي "المشكل" (4816) - ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز (¬3) بن أبي الصعبة عن عبد الله بن زرير عن علي، ولم يذكر أبا أفلح الهمداني. ¬

_ (¬1) هذه رواية النسائي في "المجتبي" عن عيسى بن حماد، ورواه في "الكبرى" (9446) عن عيسى بن حماد وقال: أبو أفلح. ورواه أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال عن عيسى بن حماد فكنى الهمداني أبا أفلح. أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (33/ 48) وانظر "تحفة الأشراف" (7/ 407 - 408) (¬2) وأخرجه أحمد (1/ 96) أيضا لكن سقط من إسناده عن أبي أفلح الهمداني. (¬3) ووقع في "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (5434): حميد بن أبي الصعبة.

أخرجه ابن حبان (موارد 1465) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحرّاني عن زيد به (¬1). وحديث الليث ومن تابعه أصح. والحديث ذكره عبد الحق في "أحكامه" ونقل عن ابن المديني قال: حديث حسن رجاله معروفون" وتعقبه أبو الحسن بن القطان فقال: هكذا قال، وأبو أفلح مجهول، وعبد الله بن زرير مجهول الحال" الوهم والإيهام 5/ 179 قلت: أبو أفلح وثقه العجلي، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وعبد الله بن زرير وثقه ابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان وابن خلفون في الثقات. وعبد العزيز بن أبي الصعبة تفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب كما قال ابن يونس، لكن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: ليس به بأس معروف. فالحديث حسن كما قال ابن المديني لما له من الشواهد. وأما حديث عقبة بن عامر فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 506) عن سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب ثني الحسن بن ثوبان وعمرو بن الحارث عن هشام بن أبي رقية قال: سمعت مسلمة بن مخلد يقول لعقبة بن عامر: قم فأخبر الناس بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من جهنم" وسمعته يقول "الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي حلال لإناثهم" ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 275 - 276) وفي "الآداب" (713) وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 251) وفي "المشكل" (416 و4821) وأبو سعيد بن يونس في "تاريخ مصر" كما في "نصب الراية" (4/ 225) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 337 - 338) من طرق عن سعيد بن أبي مريم به. وإسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب والحسن بن ثوبان فهما صدوقان، وهشام بن أبي رقية ذكره ابن حبان ويعقوب بن سفيان في ثقات التابعين، ومسلمة بن مخلد ¬

_ (¬1) رواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة فلم يذكر ابن أبي الصعبة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5157)

ذكره خليفة بن خياط وابن سعد وابن حبان وابن السكن وأبو نعيم وابن عبد البر في الصحابة، وقال البخاري والدارقطني وابن يونس والمزي في "التهذيب" والذهبي في فى "السير": له صحبة، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صحابي. وقال أحمد وأبو حاتم: ليست له صحبة. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطيالسي (ص 298) وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5487) وفي "مصنفه" (8/ 251) وابن ماجه (3597) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 585) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5490) وإسحاق بن راهوية والبزار في "مسنديها" كما في "نصب الراية" (4/ 224) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 251) وفي "المشكل" (4818 و 4819) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 106) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 126) والبيهقي في "الشعب" (5682) من طرق (¬1) عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الرحمن بن رافع عن ابن عمرو قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي إحدى يديه ثوب من حرير، وفي الأخرى ذهب، فقال "إنّ هذين محرم على ذكور أمتي حل لإناثهم" وإسناده ضعيف لضعف الأفريقي. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج وفي يده قطعة من ذهب، وقطعة من حرير، فقال "ألا إنّ هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم" أخرجه البزار (كشف 3006) وابن الأعرابي (ق 64/ أ) والطبراني في "الكبير" (10889) و"الأوسط" (7805) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا إسماعيل بن مسلم" وقال البزار: إسماعيل ضعيف، وقد رُوي هذا من غير وجه، وأسانيدها متقاربة" الثاني: يرويه محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قبض على الذهب والحرير وهو يحركه ويقول "هذا يحرم على الذكور من أمتي" ¬

_ (¬1) ورواه ابن وهب في "الجامع" (608) عن عبد الرحمن بن زياد به. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 251)

ومحمد بن الفضل بن عطية كذبه ابن معين والجوزجاني والفلاس والنسائي وأبو خراش وغيرهم. وأما حديث أبي موسى فأخرجه الطيالسي (ص 69) عن عبد الله بن نافع العدوي المدني وابن أبي شيبة (8/ 346) وأحمد (4/ 394 و 407) وعبد بن حميد (546) والترمذي (¬1) (1720) والبزار (3078) والنسائي في "الكبرى" (9449) والروياني (540) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 251) وفي "المشكل" (4823) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 81 و 360) وابن المقرئ في "المعجم" (1361) وابن شاهين في "الناسخ" (588 و589) والبيهقي (2/ 425) وفي "معرفة السنن" (5/ 39) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 242 - 243 و 243 - 244 و244) عن عبيد الله بن عمر العُمري كلاهما عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى مرفوعا "الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم" وهكذا رواه أيوب السَّخْتِياني عن نافع. أخرجه عبد الرزّاق (19930) عن مَعْمَر بن راشد والبيهقي (3/ 275) عن حماد بن زيد والروياني (538) عن عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي والطبراني في "الأوسط" (8919) عن سعيد بن يزيد أربعتهم عن أيوب به. ¬

_ (¬1) وقال: حديث حسن صحيح"

- ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن أيوب واختلف فيه على سعيد: • فرواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى. أخرجه النسائي (8/ 139) وفي "الكبرى" (9450) والطحاوي في "المشكل" (4824) • ورواه يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن رجل من أهل العراق عن أبي موسى. أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 179) - ورواه عبد الله بن عمر العمري عن نافع واختلف عن العمري: • فرواه سريج بن النعمان البغدادي عن العمري كرواية يزيد بن هارون إلا أنّه قال: رجل من أهل البصرة. أخرجه أحمد (4/ 393) • ورواه ابن وهب في "الجامع" (607) عن عبد الله بن عمر العمري فلم يذكر "عن رجل" - ورواه عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه واختلف عن عبد الله: • فرواه محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي موسى. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 251) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 337) • ورواه عبد الرزّاق بن همام عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن رجل عن أبي موسى. أخرجه أحمد (4/ 392) والحاكم كما في "التهذيب" (4/ 94) وقال: وهو وهم وقع من عبد الله بن سعيد بن أبي هند لسوء حفظه" قال الحافظ: كذا قال، وأراد ترجيح رواية نافع عن سعيد عن أبي موسى، وقد ذكر أبو زرعة وغيره أنّ حديثه عنه مرسل" وقال ابن حبان: خبر سعيد بن أبي هند عن أبي موسى في هذا الباب معلول لا يصح" الإحسان 12/ 250

وقال الدارقطني في "العلل" (7/ 242) بعد أن ذكر حديث عبد الله بن عمر العمري: وهو أشبه بالصواب لأنّ سعيد بن أبي هند لم يسمع من أبي موسى شيئا" قلت: وكلا الإسنادين ضعيف، أما الأول فلأنّ سعيد بن أبي هند لم يسمع من أبي موسى كما قال أبو حاتم، وأما الثاني فلأنّ فيه الرجل الذي لم يسم. وأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 97) عن اسماعيل بن قيراط الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا محمد عبد الرحمن المقدسي حدثتني أسماء بنت واثلة عن أبيها مرفوعا "الذهب والحرير حل لأناث أمتي، حرام على ذكور أمتي" محمد بن عبد الرحمن المقدسي قال أبو حاتم: متروك الحديث كان يكذب ويفتعل الحديث. وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "نصب الراية" (4/ 225) و"المطالب" (2260) وسمويه في "الفوائد" (3) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 251) والعقيلي (1/ 174) والطبراني في "الكبير" (5125) والخطيب في "المتفق والمفترق" (330) من طرق عن عباد بن العوام الواسطي ثنا سعيد بن أبي عَروبة ثني ثابت بن زيد بن ثابت بن زيد بن أرقم حدثتني عمتي أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها مرفوعا "الذهب والحرير حلال لإناث أمتي، حرام على ذكورها" قال العقيلي: وهذا يُروى بغير هذا الإسناد بأسانيد صالحة" وأسند عن أحمد بن حنبل قال: ثابت بن زيد له أحاديث مناكير" وقال الهيثمي: وفيه ثابت بن زيد بن ثابت وهو ضعيف" المجمع 5/ 143 ***

حرف الراء

حرف الراء 2112 - قال ابن مسعود: رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - واضعاً يدي اليسرى على يدي اليمنى فنزعها ووضع اليمنى على اليسرى" قال الحافظ: وقد ورد في سنن أبي داود والنسائي وصحيح ابن السكن شيء يستأنس به على تعيين الآمر والمأمور فروي عن ابن مسعود قال: فذكره، إسناده حسن" (¬1) يرويه الحجاج بن أبي زينب السلمي واختلف عنه: - فقال هُشيم بن بشير: ثنا الحجاج بن أبي زينب عن أبي عثمان النَّهدي عن ابن مسعود قال: رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد وضعت شمالي على يميني في الصلاة، فأخذ بيميني فوضعها على شمالي" أخرجه أبو داود (755) وابن ماجه (811) والنسائي (2/ 97) وفي "الكبرى" (962) وأبو يعلى (5041) والعقيلي (1/ 283 - 284) وابن عدي (2/ 647و 648) والدارقطني (1/ 286 - 287) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 154) والبيهقي (2/ 28) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 72) وابن حزم في "المحلى" (4/ 157) وتابعه محمد بن يزيد الواسطي عن الحجاج بن أبي زينب به. أخرجه البزار (1885) وابن عدي (2/ 648) والدارقطني (1/ 287) وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي عثمان عن ابن مسعود إلا الحجاج بن أبي زينب" وقال العقيلي: لا يتابع الحجاج بن أبي زينب عليه" ¬

_ (¬1) 2/ 366 - 367 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وضع اليمنى على اليسرى)

وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 357): رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم رواية الحجاج بن أبي زينب عن أبي عثمان النهدي، والحجاج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. - ورواه يزيد بن هارون عن الحجاج بن أبي زينب عن أبي عثمان النهدي مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 391) وابن عدي (2/ 648) - ورواه محمد بن الحسن الواسطي عن الحجاج بن أبي زينب عن أبي سفيان عن جابر. أخرجه ابن عدي (2/ 648) والدارقطني (1/ 287) وقال في "العلل" (5/ 339): وَهِمَ فيه محمد بن الحسن الواسطي، وقول هشيم أصح" 2113 - حديث أبي هريرة "رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس" قال الحافظ: أخرجه البزار بسند ضعيف" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث علي ومن حديث أنس فأما حديث أبى هريرة فيرويه علي بن زيد بن جُدْعَان واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعاً. وفي لفظ "التودد إلى الناس" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (140) وفي "المداراة" (31) والطبراني في "المكارم" (139) و"الأوسط" (6067) وابن عدي (5/ 1987) وأبو الشيخ في "الأمثال" (129) وابن شاهين في "الترغيب" (259) والقضاعي (200) والشجري في "أماليه" (2/ 149 - 150) عن عبيد بن عمرو السعدي الحنفي ¬

_ (¬1) 13/ 144 (كتاب الأدب- باب المداراة مع الناس)

والبزار (كشف 1945) والطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" (8/ 28) عن عبيد الله بن عمرو القيسي والبيهقي في "الشعب" (8637) عن سفيان الثوري والعسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد" (ص 222) عن كرم بن أرطبان كلهم عن علي بن زيد بن جدعان به. - ورواه أشعث بن بَرَاز الهجيمي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب مرسلاً. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 843) وفي "اعتلال القلوب" (ص 221) وابن عدي (1/ 367) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 436) والبيهقي (10/ 109) وفي "الشعب" (8636) • وتابعه هشيم عن علي بن زيد عن ابن المسيب به. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 549) وهناد في "الزهد" (1249) وأحمد (¬1) في "العلل" (2/ 349) عن هشيم به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (17) وفي "اصطناع المعروف" (18) عن أبيه وإبراهيم بن عبد الله الهروي قالا: أخبرنا هشيم به. وأخرجه في "كتاب العقل" (29) وفي "المداراة" (2) عن أبيه وحده. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (11/ 308) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري ثنا هشيم به. وأخرجه ابن عدي (1/ 367 و 7/ 2595) من طريق عيسى بن أبي حرب قال: حدثت عمرو بن عاصم عن يحيى بن أبي كثير عن هشيم به. قال عمرو بن عاصم: حدثت به هشيم أنا عن أشعث بن براز حتى أُسمعه فخرج ولم يسمعه فدلسه. ¬

_ (¬1) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8089) من طريق أحمد بن حنبل ثنا هشيم به. وقال: هذا الحديث يعرف بأشعث بن براز عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب مرسلاً، فدلسه هشيم"

وقال ابن المديني: حديث علي بن زيد عن ابن المسيب مرسلاً رواه شيخ ضعيف يقال له أبو أيوب التمار وكان عندي ضعيفاً ولم يسمعه هشيم من علي بن زيد" تاريخ بغداد 14/ 125 وقال أحمد: لم يسمعه هشيم من على بن زيد" وقال ابن معين: لم يسمع هشيم من علي بن زيد حديث رأس العقل" تاريخ الدوري 2/ 622 وقال الدارقطني: المرسل أصح، ويقال: إنّ هشيماً لم يسمعه من علي بن زيد وإنما أخذه عن رجل عنه" العلل 7/ 305 وقال البيهقي: المرسل هو المحفوظ" وقال ابن عدي: المتن منكر" قلت: وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف، قاله ابن معين والجوزجاني والنسائي والدارقطني وغيرهم. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (3/ 1099) وابن الجوزي في "العلل" (1216) من طريق سليمان بن عمرو أبى داود النخعي عن حطان بن خفاف أبي الجويرية عن ابن عباس به مرفوعاً. قال ابن عدي: هذا حديث موضوع، وسليمان بن عمرو اجتمعوا على أنّه يضع الحديث" وقال ابن الجوزي: وهذا لا يصح وأبو داود كان يضع الحديث بإجماع المحدثين" وأما حديث علي فأخرجه الطبراني في "الصغير" (705) عن حسن بن بشر الأسدي وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 203) عن علي بن حفص قالا: ثنا حسن بن الحسين بن زيد العلوي عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه (¬1) مرفوعاً "راس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس" ¬

_ (¬1) لم يذكر أبو نعيم في روايته "عن أبيه"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 28 وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7705) من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر ثنا أبي ثنا علي بن موسى الرضا ثنا موسى بن جعفر المرتضى ثني أبي جعفر بن محمد به. وعبد الله بن أحمد بن عامر ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه" وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 211 - 212) والبيهقي في "الشعب" (7704) من طريق أبي علي إسماعيل بن بحر بن عمرو الزعفراني العسكري المعدل ولقبه سمعان ثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي ثنا أبى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس مرفوعاً "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس" قال البيهقي: هذا إسناد ضعيف والحمل فيه على العسكري أو العمي" قلت: لم ينفرد العسكري به بل تابعه أبو بكر محمد بن تمام بن عيسى ثنا إسحاق بن محمد العمي به. أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 60) 2114 - "رأيت أبا ثُمَامة عمرو بن مالك" قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (904): فذكره" (¬1) 2115 - حديث عائشة: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فاتبعته فإذا هو في مشربة يصلي، فرأيت على رأسه ثلاثة أنوار، فلما قضى صلاته قال "رأيت الأنوار؟ " قلت: نعم، قال "إنّ آتيا أتاني من ربي فبشرني أنّ الله يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب، ثم أتاني فبشرني أن الله يدخل من أمتي مكان كل واحد من السبعين ألفاً سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب، ثم أتاني فبشرني أنّ الله يدخل من أمتي مكان كل واحد من السبعين ألفاً المضاعفة سبعين ألفاً بغير حساب ولا ¬

_ (¬1) 7/ 358 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة خزاعة)

عذاب، فقلت: ياربّ لا يبلغ هذا أمتي، قال: أكملهم لك من الأعراب ممن لا يصوم ولا يصلي" قال الحافظ: وعند الكلاباذي في "معاني الأخبار" بسند واه من حديث عائشة: فذكره" (¬1) قلت: لم أقف عليه في كتاب الكلاباذي المذكور، فإني تصفحت الكتاب من أوله إلى آخره فلم أره فيه. 2116 - قال - صلى الله عليه وسلم - في حنظلة "رأيت الملائكة تغسله" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر الحديث الذي بعده. 2117 - حديث ابن عباس قال: أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب وهما جنب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت الملائكة تغسلهما" قال الحافظ: وروى الطبراني وغيره من حديث ابن عباس بإسناد لا بأس به عنه قال: فذكره، غريب في ذكر حمزه" (¬3) ضعيف وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه الحكم بن عتيبة عن مِقْسم عن ابن عباس قال: أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم حنظلة بن الراهب وحمزة تغسلهما الملائكة. أخرجه الطبراني في"الكبير" (12108) والبيهقي (4/ 15) من طريق أبي شيبة عن الحكم به. وقال البيهقي: وأبو شيبة ضعيف" قلت: اسمه إبراهيم بن عثمان وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. وتابعه الحجاج بن أرطأة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أنّ حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب أصيبا يوم أحد وهما جنب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رأيت الملائكة تغسلهما" ¬

_ (¬1) 14/ 203 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب) (¬2) 16/ 20 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين) (¬3) 3/ 455 (كتاب الجنائز- باب من لم ير غسل الشهداء)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (12094) والبيهقي في "معرفة السنن" (5/ 261) من طريق شَريك بن عبد الله القاضي عن الحجاج به. قال البيهقي: فهذا إنما يرويه الحجاج بن أرطاة وهو غير محتج به" قلت: وهو مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعاً من الحكم، وشريك مختلف فيه. فقول الهيثمي في "المجمع" (3/ 23): إسناده حسن. ليس بحسن. الثاني: يرويه مُعَلى بن عبد الرحمن الواسطي ثنا عبد الحميد بن جعفر ثنا محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنباً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "غسلته الملائكة" أخرجه الحاكم (3/ 195) وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: معلى هالك" وللحديث شاهد عن عبد الله بن الزبير وعن أنس بن مالك وعن محمود بن لبيد وعن الحسن البصري مرسلاً وعن عروة مرسلاً. فأما حديث عبد الله بن الزبير فأخرجه ابن حبان (7025) والحاكم (3/ 204) وأبو نعيم في "الدلائل" (418) والبيهقي (4/ 15) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثني أبي قال: قال ابن إسحاق: ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال: كان حنظلة بن أبي عامر الثقفي تبارز هو وأبو سفيان، فلما علاه حنظلة رآه شداد بن الأوس وكان يقال له أبو شعوب فعلاه شداد بالسيف فقتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن صاحبكم لتغسله الملائكة فاسألوا صاحبته" فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهائعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لذلك غسلته الملائكة" اللفظ لأبي نعيم. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". كذا قال، ويحيى بن عباد لم يخرج له مسلم شيئاً، وابن إسحاق أخرج له مسلم في المتابعات، وهو صدوق مدلس وقد صرح بالتحديث فانتفى التدليس، وباقي رواته ثقات فالإسناد حسن. وعبد الله بن الزبير لم يحضر هذه الواقعة وهي في أُحُد لأنّه كان صغيراً فهو مرسل صحابي وهو حجة عند الجمهور.

وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 2802 و 2803) وأبو يعلى (2953) والطبراني في "الكبير" (3488) والحاكم (4/ 80) وأبو نعيم في "الدلائل" (420) وابن عساكر كما في "الإرواء" (3/ 168) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا أربعة ليس فيكم مثلهم، منا من حَمَتْه الدَّبْر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين، خزيمة بن ثابت، ومنا غسيل الملائكة، حنظلة الراهب اللفظ للبزار. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن عساكر: حسن صحيح" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 41 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلساً. وأما حديث محمود بن لبيد فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 357) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن محمد بن إسحاق ثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن حنظلة بن أبي عامر أنّه التقى هو وأبو سفيان بن حرب يوم أُحد، فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود -وكان يقال له ابن شعوب- قد علا أبا سفيان فضربه شداد فقتله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ صاحبكم لتغسله الملائكة، فاسألوا أهله ما شأنه" فسئلت صاحبته فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"لذلك غسلته الملائكة". اختلف في هذا الحديث على ابن إسحاق، فرواه يونس بن بكير الشيباني عنه ثني عاصم بن عمر بن قتادة مرسلاً. أخرجه البيهقي (4/ 15) وفي "الدلائل" (3/ 246) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 66) وأما حديث الحسن فأخرجه ابن سعد (3/ 16) عن محمد بن عبد الله الأنصاري ثني أشعث قال: سئل الحسن: أيغسل الشهداء؟ قال: نعم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة" رواته ثقات وأشعث هو ابن عبد الله بن جابر الحُدَّاني. وأما حديث عروة فأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (591) من طريق علي بن

عبد العزيز البغوي ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة حنظلة بن أبي عامر الأنصاري "ما كان شأنه؟ " فقالت: كان جنباً يغسل إحدى شقي رأسه، فلما سمع الهيعة خرج فقتل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لقد رأيت الملائكة تغسله" 2118 - "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - رافعاً يديه يدعو لعثمان" قال الحافظ: ومن الأحاديث الصحيحة في رفع اليدين عند الدعاء ما أخرجه المصنف في "جزء رفع اليدين": فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "رفع اليدين" (157) والبزار (كشف 2508) وابن عدي (1/ 277) والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" (832 و 862) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 46) من طريق إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُّفير عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة عن عائشة قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّ فرأى لحماً، فقال "من بعث هذا؟ " قلت: عثمان، قالت: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رافعاً يديه يدعو لعثمان. اللفظ للبزار. وقال: لا نعلم رواه بهذا السند إلا إسماعيل" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 85 قلت: بل ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك. 2119 - عن جابر بن سَمُرة قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - متكئاً على وسادة. قال الحافظ: وأخرج الدارمي والترمذي وصححه هو وأبو عوانة وابن حبان عن جابر بن سمرة: فذكره" (¬2) حسن أخرجه عبد الرزاق (13343) عن إسرائيل بن يونس عن سِماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بماعز بن مالك رجل قصير في إزار ما عليه رداء، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئاً على وسادة على يساره، فكلمه، وما أدري ما كلمه، وأنا ¬

_ (¬1) 13/ 392 (كتاب الدعوات- باب رفع اليدين في الدعاء) (¬2) 13/ 307 (كتاب الاستئذان- باب من اتكأ بين يدي أصحابه)

بعيد، بيني وبينه القوم، فقال "اذهبوا به" ثم قال "ردوه" وكلمه وأنا أسمع، غير أنّ بيني وبينه القوم، ثم قال "اذهبوا به فارجموه" ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيباً فقال "وكلما نفرنا في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس، يمنح إحداهنّ من الكُثبة من اللبن، والله والله لا أقدر على أحد منهم إلا نكلت به" وأخرجه أحمد (5/ 86 و 87) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1917 و 1919) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5888) من طريق أبي عَوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني ثنا الدَّبَري به. وأخرجه الدارمي (2321) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن سعد (1/ 465) وأحمد (5/ 102) وابنه (5/ 97) وأبو داود (4143) والترمذي (2771) وفي "الشمائل" (127) وأبو يعلى (7457) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة ص 99) وابن حبان (589) وابن عدي (1/ 415) والبيهقي في "الشعب" (5884 و5885) عن وكيع والترمذي (2770) وفي "الشمائل" (123) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 40) وابن عدي (1/ 415) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 247) والبيهقي في "الشعب" (5884) وفي "الآداب" (789) والبغوي في "الشمائل" (472) وفي "شرح السنة" (3126) عن إسحاق بن منصور الكوفي وابن عدي (1/ 415) والبيهقي في "الشعب" (5886 و 5887) عن حسين بن حفص الهَمْداني كلهم عن إسرائيل بن يونس به (¬1). ¬

_ (¬1) ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه الوليد بن أبي ثور الكوفي عن سماك عن جابر به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2049) =

وفي لفظ "متكئاً على مرفقه" قال الترمذي: هذا حديث صحيح" وقال أيضاً: هذا حديث حسن غريب. وروى غير واحد هذا الحديث عن إسرائيل عن سماك عن جابر ولم يذكر "على يساره" وقال في "الشمائل": لم يذكر وكيع "على يساره" وهكذا روى غير واحد عن إسرائيل نحو رواية وكيع، ولا نعلم أحدا روى فيه "على يساره" إلا ما رواه إسحاق بن منصور عن إسرائيل" وتعقبه الحافظ فقال: قلت: قد ذكر فيه "عن يساره" عبيد الله بن موسى وعبد الرزاق عن إسرائيل" النكت الظراف 2/ 149 - 150 قلت: ووكيع أيضاً عند أبي داود وابن حبان والبيهقي. والحديث إسناده حسن رواته ثقات غير سماك بن حرب وهو صدوق. والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 73) وأحمد (5/ 99 و 103) ومسلم (1692) وأبو داود (4423) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 2/ 157 - 158) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 142 و143) وابن حبان (4436) والطبراني في "الكبير" (1897) والبيهقي (8/ 212) عن شعبة ومسلم (1692) وأبو داود (4422) وأبو يعلى (7446) والطبراني في "الكبير" (1979) والبيهقي (8/ 226 - 227) عن أبي عَوانة الوَضاح بن عبد الله الواسطي وأحمد (5/ 102) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ¬

_ = والوليد قال النسائي وغيره: ضعيف. وتابعه زهير بن معاوية الكوفي عن سماك ثني جابر به. وقال "على يساره" أخرجه البيهقي في "الشعب" (5889) عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الاسفراييني أنا أبو عوانة ثنا هلال بن العلاء ثنا حسين بن عياش ثنا زهير به" وقال: وهذا غريب من حديث زهير" قلت: وإسناده حسن.

ثلاثتهم عن سماك عن جابر به، ولم يذكروا فيه الاتكاء. 2120 - حديث الهِرْماس بن زياد قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقته الجدعاء يوم الأضحى. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) صحيح أخرجه ابن سعد (2/ 185 و185 - 186 و5/ 553) وابن أبي شيبة في "مسنده" (529) وفي "مصنفه" (2/ 189) وأحمد (3/ 485 و5/ 7) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 246) وأبو داود (1954) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1252) والنسائي في "الكبرى" (4095) وأبو يعلى في "معجمه" (224) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 210) وابن حبان (3875) وفي "الثقات" (3/ 437 و7/ 62 و 8/ 56) والطبراني في "الكبير" (22/ 203 و 204 - 205) و"الأوسط" (633) وابن عدي (5/ 1912) والبيهقي (5/ 140) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 393) وابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال" (ص 143 - 144) والذهبي في "سير الأعلام" (14/ 181) والعراقي في "الأربعين العشارية" (ص 224) من طرق عن عكرمة بن عمار اليمامي ثني الهرماس بن زياد الباهلي قال: أبصرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي مُردفي وراءه على جمل له، وأنا صبي صغير، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى (¬2) بمنى (¬3). وفي لفظ "كنت ردف أبي يوم الأضحى ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقته (¬4) بمنى. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 258 وقال الذهبي والعراقي: هذا حديث حسن" وقال الحافظ: إسناده صحيح" الإصابة 10/ 240 قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 4/ 326 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام منى) (¬2) وفي رواية "يوم النحر" (¬3) زاد في رواية "فقلت لأبي: ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: يقول "ارموا الجمار بمثل حصى الخذف" (¬4) وفي رواية: راحلته.

2121 - حديث هلال بن عامر عن أبيه: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب بمنى على بعير وعليه بُرْد أحمر" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث هلال بن عامر عن أبيه: فذكره، وإسناده حسن، وللطبراني بإسناد حسن عن طارق المحاربي نحوه لكن قال "بسوق ذي المجاز" (¬1) صحيح وحديث هلال بن عامر عن أبيه أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 5507) وأحمد (3/ 477) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا هلال بن عامر المزني عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه سلم يخطب الناس بمنى على بغلة وعليه برد أحمر، قال: ورجل من أهل بدر بين يديه يُعَبِّرُ عنه، قال: فجئت حتى أدخلت يدي بين قدمه وشراكه، قال: فجعلت أعجب من بردها. واللفظ لأحمد. وأخرجه أبو داود (4073) عن مسدد ثنا أبو معاوية به. ووقع عنده "وعليٌّ أمامه يعبر عنه" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5191) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 143) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو نعيم (5191) من طريق إبراهيم بن أبي معاوية ثنا أبي به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (738) عن جده أحمد بن منيع عن أبي معاوية به. ولم ينفرد أبو معاوية به بل تابعه شيخ من بني فزارة عن هلال بن عامر عن أبيه. أخرجه أحمد (3/ 477) وأبو نعيم في "الصحابة" (5192) واختلف فيه على هلال بن عامر، فرواه غير واحد عنه عن رافع بن عمرو المزني قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء، وعليّ يعبر عنه، والناس بين قاعد وقائم. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 302) وأبو داود (1956) واللفظ له والفاكهي في "أخبار مكة" (1892) والنسائي في "الكبرى" (4094) والخطيب في "المتفق" (563) والبيهقي (5/ 140) من طريق مروان بن معاوية الفزاري ثنا هلال بن عامر به. ¬

_ (¬1) 12/ 422 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر)

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4458) من طريق يحيى بن سعيد الأموي ومروان بن معاوية ويعلى (¬1) بن عبيد قالوا: ثنا هلال بن عامر به. قال البخاري: وهذا أصح" وقال أبو علي بن السكن: أخطأ فيه أبو معاوية" تهذيب التهذيب 5/ 79 - 80 وقال أبو القاسم البغوي: رافع بن عمرو هو الصواب" تهذيب التهذيب 5/ 80 وقال ابن الأثير: كذا رواه أبو معاوية، فقال: هلال بن عامر عن أبيه. والصواب: هلال بن عامر عن رافع بن عمرو" أسد الغابة 3/ 143 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. وأما حديث طارق المحاربي فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 300) وفي "مسنده" (المطالب 1406/ 1 و 4222) ولوين في "حديثه" (26) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (194) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1164) وابن ماجه (2670) والنسائي (5/ 45 - 46 و 8/ 48 - 49) وفي "الكبرى" (2311) وأبو يعلى في "المفاريد" (109) وفي "المسند" (المطالب 1406/ 2) وابن خزيمة (159) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1363) وابن قانع (2/ 45) وابن حبان (6562) والدارقطني (3/ 44 - 45) والحاكم (2/ 611 - 612) واللالكائي في "السنة" (1413) والبيهقي (1/ 76 و 6/ 20 - 21) وفي "الدلائل" (5/ 381) وأبو نعيم في "الصحابة" (3939) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2506) من طرق عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن أبي صخرة جامع بن شداد عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ بسوق ذي المجاز وأنا في بياعة لي فمرّ وعليه حلة (¬2) حمراء فسمعته يقول "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ورجل يتبعه يرميه بالحجارة قد أدمى كعبه وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوا هذا فإنّه كذاب. فقلت: من هذا؟ فقيل: غلام من بني عبد المطلب وذكر الحديث وفيه طول واختصره بعضهم وساقه الحاكم وغيره مطولاً (¬3). قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 130 - مختصر الإتحاف 6/ 397 ¬

_ (¬1) ومن طريق يعلى أخرجه أبو القاسم البغوي في الصحابة (737) (¬2) وفي لفظ "جبة" (¬3) انظر مغازي ابن إسحاق ص 232 - 233

وقال أبو الطيب في "التعليق المغني": رواته كلهم ثقات" قلت: وهو كما قالوا، وجامع بن شداد سمع من طارق المحاربي كما قال البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 240 - 241) ولم ينفرد يزيد بن زياد به بل تابعه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي ثنا جامع بن راشد المحاربي حدثني رجل من قومي طارق بن عبد الله قال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8175) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نُعيم- هو الفضل بن دُكين- ثنا أبو جناب به. ورواه ابن سعد (6/ 42 - 43) عن أبي نُعيم الفضل بن دكين فقال في روايته: حدثني رجل من قوم طارق بن عبد الله عنه قال: فذكره. ورواه جعفر بن عون الكوفي عن أبي جناب ثنا جامع بن شداد ثنا رجل من قومه يقال له: طارق بن عبد الله قال: فذكره. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 380 - 381) وتابعه وكيع عن أبي جناب عن أبي صخرة عن طارق بن عبد الله به. أخرجه أبو القاسم البغوي (1362) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 44 - 45) وأبو جناب قال النسائي وغيره: ضعيف، وقواه بعضهم. 2122 - عن ابن عمر قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على حمار وهو متوجه إلى خيبر" قال الحافظ: عند مسلم (1/ 487) من طريق عمرو بن يحيى المازني عن سعيد بن يسار عن ابن عمر: فذكره" (¬1) 2123 - قال المطلب: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في المسجد الحرام ليس بينه ولا بينهم -أي الناس- سُتْرَة. قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق عن ابن جريج عن كثير بن كثير بن المطلب عن أبيه عن جده قال: فذكره، وأخرجه من هذا الوجه أيضاً أصحاب السنن, ورجاله موثقون إلا أنه معلول، فقد رواه أبو داود عن أحمد عن ابن عيينة قال: كان ابن جريج أخبرنا به هكذا، ¬

_ (¬1) 3/ 230 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب صلاة التطوع على الحمار)

فلقيت كثيراً فقال: ليس من أبي سمعته، ولكن من بعض أهلي عن جدي فأراد البخاري التنبيه على ضعف هذا الحديث" (¬1) له عن المطلب بن أبي وَدَاعة طرق: الأول: يرويه كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن كثير بن كثير عن أبيه عن جده. أخرجه عبد الرزاق (2387) والطبراني في "الكبير" (20/ 288) عن عمرو بن قيس والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 7) والفاكهي في "أخبار مكة" (1233) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 461) وفي "المشكلة" (2609) عن ابن عم المطلب بن أبي وداعة (¬2) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (814) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 557) وابن حبان (2364) والطبراني في "الكبير" (20/ 290 - 291) عن زهير بن محمد العنبري وابن قانع (3/ 101) والطبراني في "الكبير" (20/ 290 و 290 - 291) عن سالم بن عبد الله الخياط والطبراني (20/ 289) عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير كلهم عن كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه عن جده قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد الحرام، والناس يطوفون بالبيت بينه وبين القبلة، بين يديه، ليس بينه وبينهم سترة. اللفظ لعبد الرزاق - ورواه ابن جُريج وابن عُيينة عن كثير بن كثير واختلف عنهما: ¬

_ (¬1) 2/ 123 (كتاب الصلاة- باب السترة بمكة وغيرها) (¬2) سماه الفاكهي في روايته: عبد الملك.

• فأما حديث ابن جريج فأخرجه أحمد (6/ 399) والنسائي (5/ 187) وفي "الكبرى" (3953) وابن خزيمة (815) وابن حبان (2363) والحاكم (¬1) (1/ 254) عن يحيى بن سعيد القطان والنسائي (2/ 52) وفي "الكبرى" (834) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 555) عن عيسى بن يونس وأحمد (6/ 399) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 461) وفي "المشكل" (2608) عن سفيان بن عيينة والطبري (558) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 101) عن يحيى بن سعيد الأموي أربعتهم عن ابن جريج قال: ثني كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه عن جده قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من سُبُعه أتى حاشية الطواف فصلى ركعتين، وليس بينه وبين الطَّوَّافين أحد" اللفظ للنسائي. قال ابن عيينة: فحدثنا كثير بن كثير بعد ما سمعته من ابن جريج قال: أخبرني بعض أهلي ولم أسمعه من أبي" ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن كثير بن كثير عن أبيه وذكر أعمامه عن المطلب. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 7) ورواه حماد بن زيد عن ابن جريج ثني كثير بن كثير عن أبيه ثني أعيان المطلب عن المطلب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 290) ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة والليث بن سعد عن ابن جريج واختلف عنهما. فأما حديث أبي أسامة فرواه ابن أبي شيبة عنه عن ابن جريج عن كثير بن كثير عن أبيه عن جده. ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث صحيح"

أخرجه ابن ماجه (2958) ورواه محمد بن عبد الله بن نُمير عن أبي أسامة عن ابن جريج عن كثير بن كثير عن أبيه وغير واحد من أعيان بني المطلب عن المطلب. أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 191) وأما حديث الليث بن سعد فرواه عبد الله بن عبد الحكم المصري عنه عن ابن جريج عن كثير بن كثير عن أبيه عن جده. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 289 - 290) ورواه أبو صالح عبد الله بن صالح المصري عن الليث واختلف فيه على أبي صالح: فرواه المطلب بن شعيب الأزدي عنه فذكر مثل حديث ابن عبد الحكم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 289 - 290) ورواه علان بن المغيرة عن أبي صالح ثني الليث عن ابن جريج عن كثير بن كثير عن أبيه عن غير واحد من أعيان بني المطلب عن المطلب. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 92 - 93) • وأما حديث ابن عيينة فرواه عبد الرزاق (2388 و2389) عن ابن عيينة عن كثير بن كثير عن أبيه عن جده. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 289) ورواه أحمد (6/ 399) والحميدي (578) عن ابن عيينة ثني كثير بن كثير عن بعض أهله عن المطلب. ورواه أبو داود (2016) عن أحمد به. ورواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 702) عن الحميدي به. ورواه ابن قانع (3/ 101) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (24/ 161 - 162) وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1231) وأبو يعلى (7173) والأزرقي (¬1) في ¬

_ (¬1) ووقع عنده "عن رجل من أهله"

"أخبار مكة" (2/ 67) والطبري (¬1) (556) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 461) وفي "المشكل" (3/ 250) والبيهقي (2/ 273) وفي "معرفة السنن" (3/ 194) من طرق عن ابن عيينة به. قال ابن عيينة: وكان ابن جريج حدثنا أولاً عن كثير عن أبيه عن المطلب فلما سألته عنه قال: ليس هو عن أبي إنما أخبرني بعض أهلي أنّه سمعه من المطلب. الثاني: يرويه عباد بن المطلب عن المطلب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 290) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا أحمد بن حاتم بن مخشي ثنا حماد بن زيد ثنا عمرو بن دينار عن عباد بن المطلب عن المطلب بن أبي وداعة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي حيال الركن عند السقاية، والرجال والنساء يمرون بين يديه. إبراهيم بن نائلة هو ابن محمد بن الحارث بن ميمون ونائلة أمه ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأحمد بن حاتم بن مخشى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعباد بن المطلب لم أقف له على ترجمة، وحماد وعمرو ثقتان مشهوران. وأخرجه ابن قانع (3/ 100) عن محمد بن بشر أخي خطاب ثنا أحمد بن حاتم بن مخشى به. ووقع عنده: عن عثمان بن المطلب. الثالث: يرويه سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه عن جده أنّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وليس بينه وبين الذين يطوفون بالبيت سترة. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (236) عن محمد بن محمود بن محمد السراج ثنا علي بن مسلم ثنا أبو عامر ثنا عبد الله بن عطاء القرشي ثنا سفيان (¬2) بن عبد الرحمن به. السراج وثقه يوسف بن عمر القواس، وقال أبو القاسم الأبندوني: لا بأس به (تاريخ بغداد 3/ 261) ¬

_ (¬1) ووقع عنده "عن بعض أهله" (¬2) في "التاريخ الكبير" (3/ 1/ 350) و"الكنى" (ص 39) للبخاري و"الثقات" (5/ 81) لابن حبان و"الجرح" (2/ 2/ 283 و 4/ 2/ 381) لابن أبي حاتم: أبو سفيان. وهكذا أخرجه الطبري في "تهذيب الأثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 554) عن محمد بن معمر البحراني ثنا أبو عامر ثنا عبد ربه بن عطاء الله القرشي ثني أبو سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه عن جده به.

وعلي بن مسلم هو الطوسي وأبو عامر هو العَقَدي ثقتان. وعبد الله بن عطاء هكذا وقع عند ابن شاهين والصواب عبد ربه بن عطاء ترجمه البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (¬1). وعبد الرحمن بن المطلب ذكره ابن حبان في "الثقات". 2124 - "رأيت جعفر بن أبي طالب يطير مع الملائكة" قال الحافظ: وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، أخرجه الترمذي والحاكم، وفي إسناده ضعف لكن له شاهد من حديث عليّ عند ابن سعد. وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "مرّ بي جعفر الليلة في ملإ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم" أخرجه الترمذي والحاكم بإسناد على شرط مسلم. وأخرج أيضاً هو والطبراني عن ابن عباس مرفوعاً "دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها جعفراً يطير مع الملائكة" وفي طريق أخرى عنه "إن جعفراً يطير مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه" وإسناد هذه جيد، وطريق أبي هريرة في الثانية قوي إسناده على شرط مسلم" (¬2) روى من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عليّ ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث رجل لم يسم. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة" وفي لفظ "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير مع الملائكة بجناحين في الجنة" أخرجه الترمذي (3763) وأبو يعلى (6464) والدينوري في "المجالسة" (2520) والآجري في "الشريعة" (1719) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (389) والحاكم (3/ 209) وأبو نعيم في "الصحابة" (1436) والخطيب في "الموضح" (2/ 199) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 342) من طرق عن عبد الله بن جعفر المديني عن العلاء بن عبد الرحمن به. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من حديث ¬

_ (¬1) وأظنه المترجم في "تهذيب الكمال" (16/ 483 - 485) قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. (¬2) 8/ 78 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب جعفر بن أبي طالب)

عبد الله بن جعفر وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره، وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: المديني واه" قلت: تابعه عوبد بن أبي عمران عن العلاء بن عبد الرحمن به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1436) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا عوبد به. والشاذكوني قال ابن معين: كذاب يضع الحديث. الثاني: يرويه عبد الله بن المختار البصري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً "مرّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم ابيض الفؤاد" أخرجه الحاكم (3/ 212) عن محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن الفضل ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار به. وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: محمد بن صالح بن هانئ لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات. واختلف فيه على سليمان بن حرب: فرواه ابن سعد (4/ 39) عنه قال: ثنا حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً (¬1). وهذا أصح، وقد توبع سليمان بن حرب عليه. أخرجه ابن سعد (4/ 39) عن عارم بن الفضل البصري وابن أبي الدنيا في "الهواتف" (11) عن خالد بن خداش البصري قالا: ثنا حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار مرسلاً. ¬

_ (¬1) ووقع عنده "أبيض القوادم"

وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير" أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (235) والطبراني في "الكبير" (1466 و2944) وابن عدي (3/ 1085) والحاكم (3/ 209) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 153 - 154) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف زمعة بن صالح (¬1). ولم ينفرد سلمة بن وهرام به بل تابعه عبد الملك بن عيسى الثقفي عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أسماء بنت عميس فوضع عبد الله ومحمدا ابني جعفر على فخده ثم قال "إنّ جبريل أخبرنى أنّ الله - عز وجل- استشهد جعفراً وإنّ له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12020) والآجري في "الشريعة" (1717) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (651) من طريق عمر بن هارون عن عبد الملك بن عيسى به. قال الهيثمي: وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 273 قلت: عمر بن هارون هو البلخي كذبه ابن معين، وقال النسائي وصالح بن محمد وأبو علي الحافظ: متروك الحديث. الثاني: يرويه سعدان بن الوليد بياع السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: فذكر حديثاً وفيه "يا أيها الناس إن جعفراً مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه" أخرجه ابن البختري في "الأمالي" (211) والطبراني في "الأوسط" (6928 و 6932) والحاكم (3/ 209 - 210 و212) وأبو سهل بن زياد القطان في "فوائده" كما في "الإصابة" (2/ 87) ¬

_ (¬1) وتابعه ربيعة بن كلثوم عن سلمة بن وهرام به. أخرجه الحاكم (3/ 196) وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: سلمة ضعفه أبو داود"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا سعدان بن الوليد" وقال الهيثمي: وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 272 الثالث: يرويه الحكم بن عتيبة عن مِقْسم عن ابن عباس مرفوعاً "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث يشاء مقصوصة قوادمه بالدماء" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1467) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جُبَارة بن مُغَلِّس ثنا أبو شيبة عن الحكم به. واختلف فيه على جبارة بن مغلس، فرواه أبو العباس أحمد بن يعقوب المقري عنه ثنا إبراهيم بن عثمان وهو أبو شيبة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3938) ورواه عمرو بن محمد القرشي عن أبي شيبة فقال فيه: عن مقسم عن ابن عباس. أخرجه ابن عدي (1/ 240) وجبارة بن مغلس كذبه ابن معين، وتركه الدارقطني، وضعفه النسائي. وأبو شيبة قال ابن معين: ليس بثقة. الرابع: يرويه عصمة بن محمد الأنصاري ثنا موسى بن عقبة عن كُريب عن ابن عباس مرفوعاً "رأيت جعفر بن أبي طالب مع الملائكة ذا جناحين يطير حيث يشاء" أخرجه ابن عدي (5/ 2009) وقال: عصمة بن محمد كُلُّ حديثه غير محفوظ، وهو منكر الحديث" وأما حديث عليّ فأخرجه ابن سعد (4/ 39) من طريق حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي مرفوعاً "إنّ لجعفر بن أبي طالب جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة" وحسين بن عبد الله بن ضميرة كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم وابن الجارود. وأما حديث البراء فأخرجه الآجرى (1718) وابن عدي (5/ 1796) والحاكم (3/ 40) من طريق عمرو بن عبد الغفار ثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن البراء قال: لما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل جعفر داخله من ذلك فأتاه جبريل فقال: إنّ الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.

قال الحاكم: هذا حديث له طرق عن البراء ولم يخرجاه" وقال الذهبي: قلت: كلها ضعيفة عن البراء" قلت: وعمرو بن عبد الغفار هو الفقيمي قال ابن عدي: هو متهم إذا روى شيئاً في الفضائل، وكان السلف يتهمونه بأنه يضع في فضائل أهل البيت وفي مناقب غيرهم. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث. وذكره العقيلي وغيره في الضعفاء. وخالفه قُطبة بن عبد العزيز الكوفي فرواه عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 104 و 14/ 518) والطبراني في "الكبير" (1468 و1473) ورواته ثقات لولا إرساله. وقد وصله بعضهم فأخرج ابن سعد (2/ 129 - 130) من طريق عيسى بن المختار الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبى عامر قال: فذكر حديثاً طويلاً وفيه "ورأيت جعفراً ملكاً ذا جناحين مضرجاً بالدم مصبوغ القوادم" وابن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه. وأما حديث الرجل الذي لم يسم فأخرجه ابن سعد (4/ 38 - 39) عن يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "رأيته في الجنة -يعني جعفراً- له جناحان مضرجان بالدماء مصبوغ القوادم" وإسناده صحيح إنْ كان الرجل صحابياً وإلا فهو مرسل. 2125 - عن رجل قال: رأيت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفراء" قال الحافظ: وروى أبو داود من طريق سِمَاك عن رجل من قومه عن آخر منهم: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (2593) عن عقبة بن مُكْرَم بن أفلح البصري ثنا سَلْم بن قتيبة الشَّعيري عن شعبة عن سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 6/ 467 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي - صلى الله عليه وسلم -"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 363) وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 145) من طريق سلمة بن حيان ثنا أبو قتيبة -وهو سلم بن قتيبة- به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 2126 - عن سعد الدَّشْتَكي قال: رأيت رجلاً على بغلة وعليه عمامة خز سوداء وهو يقول: كسانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عبد الله بن سعد الدشتكي عن أبيه قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري (¬2) في "الكبير" (2/ 2/ 67) وأبو داود (4038) والترمذي (3321) والبيهقي (3/ 271) وفي "الآداب" (722) من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي الرازي أن أباه عبد الله بن سعد أخبره أنّ أباه سعداً أخبره قال: رأيت رجلاً ببخاري على بغله بيضاء عليه عمامة خز سوداء يقول: كسانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عبد الرحمن بن سعد: نراه ابن خازم السلمي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9638) عن عمار بن الحسن الرازي ثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن سعد الدشتكي عن أبيه قال: رأيت رجلاً على نفيلة وعليه عمامة خز أسود وهو يضع يده عليها ويقول: كسانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعبد الله بن سعد وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هما، تفرد عن سعد ولده عبد الله. وأخرج الحاكم (¬3) في "تاريخ نيسابور" من طريق محمد بن حميد ثنا عبد الله بن سعيد بن الأزرق عن أبيه قال: رأيت رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأسه عمامة خز سوداء وهو يقول: كسانيها النبي صلى الله عليه ¬

_ (¬1) 12/ 411 (كتاب اللباس- باب لبس القسي) (¬2) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن خازم السلمي ص 226) (¬3) الإصابة 6/ 66 - التهذيب 3/ 479

وسلم، واسمه عبد الله بن خازم. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن خازم السلمي ص 226 - 227) وعبد الله بن سعيد وأبوه لم أر من ترجمهما، ومحمد بن حميد أظنه الرازي قال النسائي: ليس بثقة. 2127 - حديث عبد الله الزبير قال: رأيت رسول - صلى الله عليه وسلم - افتتح الصلاة فرفع يديه. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد بن حنبل (4/ 3) وأحمد بن منيع (المطالب 475) عن عبد القدوس بن بكر بن خُنيس أنا حجاج عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: فذكره، وزاد: حتى جاوز بهما أذنيه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 242) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو يعلى (المطالب 475) عن أحمد بن منيع به. وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة. وقال البخاري في "الكبير" (3/ 2 / 121): لا يعرف لحجاج سماع من عامر بن عبد الله بن الزبير. 2128 - عن رجل من الصحابة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعَرْج في الحرّ وهو يصبّ على رأسه الماء وهو صائم من العطش ومن الحرّ، فلما بلغ الكَدِيد أفطر. قال الحافظ: في "الموطأ" من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن رجل من الصحابة قال: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مالك وأبو داود" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 404 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال) (¬2) 5/ 85 (كتاب الصوم- باب حدثنا عبد الله بن يوسف ...) (¬3) 5/ 56 (كتاب الصوم- باب اغتسال الصائم)

أخرجه مالك (1/ 294) عن سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر، وقال "تَقَوّوا لعدوكم" وصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو بكر: قال الذي حدثني: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعَرْج يصب الماء على رأسه من العطش، أو من الحرّ. ثم قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، إنّ طائفة من الناس قد صاموا حين صمت، قال: فلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكديد دعا بقدح فشرب فأفطر الناس. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (316) عن مالك به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 242) وفي "معرفة السنن" (6/ 292 - 293) وأخرجه أحمد (5/ 376) وأبو داود (2365) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 11/ 217) والفريابي في "الصيام" (90) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 66) والحاكم (1/ 432) والبيهقي (4/ 263) من طرق عن مالك به. قال ابن عبد البر: هذا حديث مسند صحيح، ولا فرق بين أن يسمي التابع الصاحب الذي حدّثه أو لا يسميه في وجوب العمل بحديثه؛ لأنّ الصحابة كلهم عدول مرضيون ثقات أثبات، وهذا أمر مجتمع عليه عند أهل العلم بالحديث" التمهيد 22/ 47 قلت: وهو كما قال. والحديث رواه محمد بن نعيم السعدي عن مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة به. أخرجه الحاكم (1/ 432) من طريقين عنه وقال: هذا حديث له أصل في الموطأ، فإن كان محمد بن نعيم السعدي حفظه هكذا فإنّه صحيح على شرط الشيخين" قلت: محمد بن نعيم هذا ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. 2129 - عن ربيعة بن عِبَاد قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوق ذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله عز وجل. قال الحافظ: وأخرج البيهقي وأصله عند أحمد وصححه ابن حبان من حديث ربيعة بن عباد قال: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 8/ 219 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار)

وله عن ربيعة بن عباد طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: أخبرني رجل يقال له: ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهلياً أسلم فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) بصر عيني بسوق ذي المجاز (¬2) يقول "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ويدخل في فجاجها والناس متقصفون (¬3) عليه (¬4) فما رأيت أحدا يقول شيئاً وهو لا يسكت يقول "أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" إلا أنّ وراءه رجلاً أحول وضيئ الوجه ذا غديرتين يقول: إنّه صابئ كاذب (¬5). فقلت: من هذا؟ قالوا: محمد بن عبد الله وهو يذكر النبوة، قلت: من هذا الذي يكذبه؟ قالوا: عمه أبو لهب. قلت (¬6): إنك كنت يومئذ صغيراً، قال: لا والله إني يومئذ لأعقل (¬7). أخرجه أحمد (3/ 492 و 4/ 341) والسياق له، وابنه (3/ 492 - 493 و 4/ 341 - 342) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (964) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (761) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 163) والدينوري في "المجالسة" (1304) والطبراني في "الكبير" (4582) والحاكم (1/ 15) واللالكائي في "السنة" (1414 و1415) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 185186) وأبو نعيم في "الصحابة" (2758) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به. قال الحاكم: إنما استشهدت بعبد الرحمن بن أبي الزناد اقتداء بهما فقد استشهدا جميعاً به" قلت: عبد الرحمن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبوه ثقة مشهور. الثاني: يرويه ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد القارظ عن ربيعة بن عباد قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يا أيها الناس إنّ هذا قد غوى فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفرّ منه وهو على أثره ونحن نتبعه ونحن غلمان كأني انظر إليه أحول ذا غديرتين أبيض الناس وأجملهم. ¬

_ (¬1) زاد أحمد في رواية والطبراني "في الجاهلية" (¬2) زاد ابن أبي عاصم "يمشي بين ظهراني الناس" (¬3) وفي لفظ "مجتمعون" (¬4) زاد الطبراني "يتبعونه" (¬5) زاد أحمد في رواية "يتبعه حيث ذهب" (¬6) زاد عبد الله بن أحمد "قال أبو الزناد: فقلت لربيعة بن عباد" (¬7) زاد عبد الله بن أحمد في رواية "إني لأزفر القربة -يعني أحملها-"

أخرجه ابن أبي عاصم (963) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (3/ 492) والطبراني في "الكبير" (4588) واللالكائي (1416) وأبو نعيم في "الصحابة" (2757) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 214) من طرق عن ابن أبي ذئب به. وسعيد بن خالد صدوق كما في "الميزان" و"التقريب" لكنه لم يذكر سماعاً من ربيعة بن عباد فلا أدري أسمع منه أم لا. الثالث: يرويه محمد بن المنكدر عن ربيعة بن عباد، وعن ابن المنكدر غير واحد، منهم: 1 - سعيد بن سلمة بن أبي الحسام. أخرجه ابن أبي عاصم (959) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري وعبد الله بن أحمد (3/ 492) عن سعيد بن أبي الربيع السمان وأبو القاسم البغوي (762) والطبراني (4583) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب والحاكم (1/ 15) عن عبد الله بن رجاء الغُداني كلهم عن سعيد بن سلمة ثنا ابن المنكدر أنّه سمع ربيعة بن عباد يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف على الناس بمنى في منازلهم قبل أنْ يهاجر إلى المدينة يقول "يا أيها الناس إن الله -عز وجل- يأمركم أنْ تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً" ووراءه رجل يقول: يا أيها الناس إنّ هذا يأمركم أنْ تتركوا دين آبائكم. فسألت: من هذا الرجل؟ فقالوا: عمه أبو لهب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ورواته عن آخرهم ثقات أثبات، ولعلهما أو واحداً منهما توهم أنّ ربيعة بن عباد ليس له راو غير ابن المنكدر، وقد روى عنه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان هذا الحديث بعينه" قلت: سعيد بن سلمة مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه النسائي، واستشهد به البخاري، وروى له مسلم حديثاً واحداً من روايته عن هشام بن عروة، ولم يخرج الشيخان لربيعة بن عباد شيئاً.

والحديث أخرجه أيضاً ابن أبي عاصم (960) والطبراني في "الكبير" (4587) و"الأوسط" (1510) وأبو نعيم في "الصحابة" (2756) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا سعيد بن سلمة ثنا محمد بن المنكدر وزيد بن أسلم أنّهما سمعا ربيعة بن عباد به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زيد إلا سعيد، تفرد به عبد الصمد" 2 - محمد بن عمرو بن علقمة. أخرجه عبد الله بن أحمد (3/ 492) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وابن أبي عاصم (961) والطبراني في "الكبير" (4584) عن خالد بن عبد الله الواسطى والطبراني (4585) عن النضر بن شُميل والبيهقي (9/ 7) وفي "الدلائل" (2/ 185) عن محمد بن عبد الله الأنصاري كلهم عن محمد بن عمرو عن ابن المنكدر عن ربيعة بن عباد قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي المجاز وهو يتبع الناس يدعوهم إلى الله -عز وجل- في منازلهم، ووراءه رجل أحول يقول: لا يفتننكم هذا عن دين آبائكم. فقلت: من هذا؟ فقالوا: عمه أبو لهب. وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. واختلف عنه، فرواه عباد بن عباد بن حبيب البصري عنه عن ربيعة بن عباد ولم يذكر ابن المنكدر. أخرجه أحمد (3/ 492) والحارث (بغية الباحث 641 و 677) والأول أصح. 3 - المنكدر بن محمد بن المنكدر. أخرجه الطبراني (4586) والمنكدر قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.

4 - ابن أبي ذئب. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2755) الرابع: يرويه عمرو بن الحارث أنّ بكير بن عبد الله بن الأشج حدثه عن ربيعة بن عباد قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يا أيها الناس إنّ هذا قد غوى فلا يغوينكم عن مآثر آبائكم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسعى وهو على أثره ونحن نتبعه كأني انظر إليه أحول ذو غديرتين أبيض الناس وأجمله. أخرجه الطبراني (4590) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث به. ورواته ثقات إلا أنّ بكيراً لم يذكر سماعاً من ربيعة بن عباد فلا أدري أسمع منه أم لا. الخامس: قال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 1/ 422 - 423): حدثني من أصحابنا من لا أتهم عن زيد بن أسلم عن ربيعة بن عباد الديلي، ومن حدثه أبو الزناد عنه. وحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال: سمعت ربيعة بن عباد قال: إني لغلام شاب مع أبى بمنى، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقف على منازل القبائل من العرب، فيقول "يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، يأمركم أنْ تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأنْ تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي، وتصدقوا بي، وتمنعوني حتى أبيّن عن الله ما بعثني به" قال: وخلفه رجل أحول وضيىء له غديرتان، عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله وما دعا إليه قال ذلك الرجل: يا بني فلان، إنّ هذا إنما يدعوكم أنْ تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم، وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أُقيش، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه، ولا تسمعوا منه. قال: فقلت لأبي: يا أبت، من هذا الذي يتبعه ويرد عليه ما يقول؟ قال: هذا عمّه عبد العزى بن عبد المطلب، أبو لهب. أخرجه ابن أبي عاصم (962) وعبد الله بن أحمد (3/ 493) وأبو القاسم البغوي (763) من طريق يحيى بن سعيد الأموي ثنا محمد بن إسحاق ثني حسين بن عبد الله عن ربيعة. وعمن حدثه عن زيد بن أسلم عن ربيعة. وأخرجه عبد الله بن أحمد (3/ 492) والطبراني (4589) وأبو نعيم في "الصحابة" (2759) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني ابن إسحاق ثني حسين بن عبد الله سمعت ربيعة به.

وأخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 348 - 349) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به. وإسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله وللذي لم يسم. 2130 - عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في السفر سبحة الضحى ثماني ركعات. قال الحافظ: رواه أحمد من طريق الضحاك بن عبد الله القرشي عن أنس، وصححه ابن خزيمة والحاكم" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 146 و156) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 1/ 242) وابن خزيمة (1228) والحاكم (1/ 314) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 326) من طرق عن عمرو بن الحارث المصري عن بكير بن الأشج عن الضحاك بن عبد الله القرشي عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر صلّى سبحة الضحى ثمان ركعات، فلما انصرف قال "إني صليت صلاة رغبة ورهبة، فسألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أنْ لا يبتلي (¬2) أمتي بالسنين ففعل، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوهم ففعل، وسألته أنْ لا يلبسهم شيعاً فأبي عليّ" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات، والضحاك بن عبد الله القرشي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: مدني ثقة يحتج به يروي عن أنس (سؤالات البرقاني). لكنه لم يذكر سماعاً من أنس، ولم أر أحداً صرّح بسماعه منه، والله أعلم. 2131 - حديث ابن مسعود: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبر عبد الله ذي البجادين" الحديث وفيه "فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعاً يديه. قال الحافظ: أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" (¬3) له عن ابن مسعود طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: والله لكأني أسمع ¬

_ (¬1) 3/ 294 (كتاب الصلاة -أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر) (¬2) وفي لفظ "يقتل" (¬3) 13/ 394 (كتاب الدعوات - باب الدعاء مستقبل القبلة)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قبر عبد الله ذي البجادين وأبو بكر وعمر وهو يقول "ناولوني صاحبكما" حتى وسّده في لَحْدِه، فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة فقال "اللهم إني أمسيت عنه راضياً فارض عنه" أخرجه البزار (1706) عن عباد بن أحمد العَرْزَمي قال: حدثني عمي محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن الأعمش به. وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود إلا عبد الرحمن بن محمد وسعد بن الصلت" وقال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك" المجمع 9/ 369 قلت: وعمه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي وعبد الرحمن بن محمد متروكان (الضعفاء للدارقطني ص 147 و275 - سؤالات البرقاني ص 60) وحديث سعد بن الصلت أخرجه ابن مندة في "الصحابة" كما في "الإصابة" (6/ 149) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (671) وسعد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. الثاني: يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أنّ ابن مسعود كان يحدث، قال: قمت من جوف الليل، وأنا مع رسول الله صلى الله وعليه وسلم في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، فاتبعتها انظر إليها، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حفرته، وأبو بكر وعمر يدلّيانه إليه، وهو يقول "أدنيا إليّ أخاكما" فدلّياه إليه، فلما هيأه لشقه قال "اللهم إني أمسيت راضياً عنه، فارض عنه" أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في سيرة ابن هشام (2/ 527 - 528) قال: ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (669 و1640) من طريق عباد بن العوام الواسطي ومحمد بن سلمة الحراني كلاهما عن ابن إسحاق به. قال الحافظ: رواه البغوي بطوله من هذا الوجه، ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعاً" الإصابة 6/ 149

2132 - حديث عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران. قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث عبد الله بن جعفر قال: فذكره، وفي سنده عبد الله بن مصعب الزبيري وفيه ضعف" (¬1) أخرجه أبو يعلى (6789) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1494) عن مصعب بن عبد الله الزبيري ثنا أبي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران: رداء وعمامة. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 363) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 186) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 111) والحاكم (3/ 567 - 568 و 4/ 189) وأبو محمد البغوي في "الشمائل" (774) من طرق عن مصعب بن عبد الله الزبيري به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" فتعقبه الذهبي فقال: قلت: ولا واحد منهما" قلت: وعبد الله بن مصعب الزبيري ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان، وابنه وإسماعيل بن عبد الله ثقتات. 2133 - قالت أم هاني: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله أربع غدائر. قال الحافظ: وروى أبو داود والترمذي من حديث أم هانئ قالت: فذكره، ورجاله ثقات" (¬2) أخرجه ابن سعد (1/ 429) وإسحاق في "مسنده" (2121) وابن أبي شيبة (8/ 447 و14/ 493) وأحمد (6/ 341و425) وأبو داود (4191) وابن ماجه (3631) والترمذي (1781) وفي "الشمائل" (27) وفي "العلل" (2/ 750) والفاكهي في "أخبار مكة" (1921) والطبراني في "الكبير" (24/ 429) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 224) والبغوي في "الشمائل" (1079) وفي "شرح السنة" (3184) عن سفيان بن عيينة وابن سعد (1/ 429) وأحمد (6/ 425) والترمذي (4/ 246) وفي "الشمائل" (30) والطبري في "تاريخه" (3/ 183) والطبراني في "الكبير" (24/ 429) ¬

_ (¬1) 12/ 422 (كتاب اللباس- باب الثوب المزعفر) (¬2) 7/ 381 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

عن إبراهيم بن نافع المكي وابن سعد (1/ 429) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 627) والطبراني (¬1) في "الكبير" (24/ 429) عن مسلم بن خالد الزَّنْجِي ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي نَجيح المكي عن مجاهد عن أم هانئ قالت: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة مرة وله أربع غدائر (¬2). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قال محمد: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ" وقال عبد الحق الإشبيلي: هذا حديث حسن" الوهم والإيهام 2/ 402 قلت: الحديث كما قال الحافظ (¬3): رجاله ثقات. وأما سماع مجاهد من أم هانئ فلم أر أحداً صرّح به، وقد كان معاصراً لها فإنّه ولد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر وماتت هي في خلافة معاوية، وقد تتبعت أحاديثه التي رواها عنها في مسند أحمد وفي معجم الطبراني الكبير فلم أره صرّح فيها بالسماع منها, وله رواية عن ابنها يحيى بن جَعْدة عنها. فالظاهر أنّه لم يسمع منها والله أعلم. وللحديث شاهد عن أنس قال: كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - أربع ضفائر في رأسه. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1006) عن محمد بن ادريس الحلبي ثنا سهل بن صالح الأنطاكي ثنا وكيع عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس به. وقال: لم يروه عن قتاده إلا همام، ولا عنه إلا وكيع، تفرد به سهل بن صالح" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 281 قالت: محمد بن ادريس الحلبي لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات، لكن قتادة مدلس ولم يذكر سماعاً من أنس. 2134 - عن كعب بن عجرة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل بأصابعه الثلاث: بالأبهام والتي تليها والوسطى، ثم رأيته يلعق أصابعه الثلاث قبل أنْ يمسحها ويلعق الوسطى ثم التي تليها ثم الإبهام. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن ابن أبي نجيح" (¬2) وفي لفظ "ضفائر" (¬3) وقال في موضع آخر: سنده حسن" الفتح 12/ 482

قال الحافظ: وقع في حديث كعب بن عجرة عند الطبراني في "الأوسط" صفة لعق الأصابع ولفظه: فذكره" (¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1670) عن أحمد بن النضر العسكري ثنا الحسين بن إبراهيم الأذني ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن محمد بن كعب بن عجرة عن أبيه به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبد المجيد" وقال الهيثمي: وفيه الحسين بن إبراهيم الأذني ومحمد بن كعب بن عجرة ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 28 وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 195) ومن طريقه البغوي في "الشمائل" (937) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا عبد المجيد بن أبي رواد به. ولم ينفرد عبد المجيد به بل تابعه عبد الله بن المبارك عن ابن جريح أنا هشام بن عروة أنّ ابن كعب بن عجرة أخبره عن كعب بن عجرة قال: فذكره. أخرجه ابن سعد (1/ 381) عن محمد بن مقاتل أنا ابن المبارك به. ورواته ثقات غير ابن كعب بن عجرة فلم أر من ترجمه. 2135 - عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرُّطَب والخِرْبِز" قال الحافظ: أخرج النسائي بسند صحيح عن حُميد عن أنس: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن سعد (1/ 393) وأحمد (3/ 142 و143) والترمذي في "الشمائل" (190) والنسائي في "الكبرى" (6726) وابن حبان (5248) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 215 و 217) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 393) والبيهقي في "الشعب" (5595) والخطيب في "التاريخ" (3/ 41) والشاموخي في "حديثه" (36) من طرق عن جرير بن حازم البصري عن حميد عن أنس به. وفي لفظ "يجمع بين الرطب والبطيخ" وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 11/ 512 (كتاب الأطعمة- باب لعق الأصابع ومصها) (¬2) 11/ 506 (كتاب الأطعمة- باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة)

2136 - حديث رافع بن عمرو: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى. قال الحافظ: (¬1) " (¬2) انظر حديث "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب بمنى على بعير وعليه برد أحمر" 2137 - حديث عبد الله بن الزبير قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو هكذا، وعقد ابن الزبير. قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي" (¬3) صحيح أخرجه الحميدي (879) وأحمد (4/ 3) عن سفيان بن عيينة قال: ثنا زياد بن سعد ومحمد بن عجلان أنهما سمعا عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث عن أبيه أنّه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو في الصلاة هكذا. وقبض الحميدي أصابعه الأربعة وأشار بالسبابة. ولفظ أحمد: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - هكذا. وعقد ابن الزبير. وأخرجه أبو يعلى (6806) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن عامر عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو هكذا، وأشار بالسباحة. وأخرجه مسلم (1/ 408) وغيره من طرق عن ابن عجلان بغير هذا السياق. 2138 - حديث عبد الله بن الشِّخِّير: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا وفي صدره أَزِيْز كأَزيز الِمْرجَل من البكاء" قال الحافظ: رواه أبو داود والنسائي والترمذي في "الشمائل" وإسناده قوي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ووهم من زعم أنّ مسلماً أخرجه" (¬4) صحيح أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (109) عن حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن مُطَرِّف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل. ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) 4/ 326 (كتاب الحج- باب الخطبة أيام منى) (¬3) 12/ 404 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال) (¬4) 2/ 348 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب إذا بكى الإمام في الصلاة)

وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (305) والنسائي (3/ 12) وفي "الكبرى" (544 و 1135) وابن حزم في "المحلى" (4/ 263) والبيهقي (2/ 151) والبغوي في "شرح السنة" (729) وفي "الشمائل" (279) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 64) وأحمد (4/ 25 و 26) وعبد بن حميد (514) وأبو داود (904) والحربي في "الغريب" (3/ 979) وأبو يعلى (1599) وابن خزيمة (900) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 255) وابن حبان (665 و 753) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 187) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (81) والحاكم (1/ 264) وأبو نعيم في "الصحابة" (4217) والبيهقي (2/ 251) وفي "الشعب" (756 و 1889) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 497): صحيح، رواه الثلاثة بأسانيد صحيحة" قلت: وهو كما قالا. ولم ينفرد ثابت البناني به بل تابعه عبد الكريم بن رشيد البصري عن ابن الشخير عن أبيه نحوه. أخرجه النسائي في "الكبرى" (545) عن عيسى بن يونس الرملي والمزي في "تهذيب الكمال" (18/ 248) عن محمد بن أبي أسامة الكلبي كلاهما عن ضَمْرَة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن عبد الكريم بن رشيد به (¬1). وإسناده صحيح. 2139 - عن أبي واقد الليثي قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض الغلمان وهو يحفر الخندق فأجاز من أجاز ورد من رد إلى الذراري. سكت عليه الحافظ (¬2). ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 63) وأبو الشيخ (ص 188) من طريق زكريا بن نافع الأرسوفي ثنا السري بن يحيى به. (¬2) 8/ 396 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)

أخرجه الواقدي في "المغازي" (3/ 453) والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث. 2140 - عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها -يعني قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، إلى قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، ويضع أصبعيه. قال الحافظ: ثم ساق (أي البيهقي في "الأسماء") حديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود بسند قوي على شرط مسلم من رواية أبي يونس عن أبي هريرة: فذكره، قال أبو يونس: وضع أبو هريرة إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ ربنا سميع بصير" 2141 - حديث جرير قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلوي ناصية فرسه بأصبعه ويقول: فذكر الحديث" قال الحافظ: وقد روى مسلم (1872) من حديث جرير قال: فذكره" (¬2) وتمام الحديث "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمة" 2142 - "رأيت سيفي ذا الفقار قد انفصم من عند ظُبته" قال الحافظ: وعند أبي الأسود في "المغازي" عن عروة: فذكره، وكذا عند ابن سعد، وأخرجه البيهقي في "الدلائل" من حديث أنس. وقال: وفي رواية عروة: كان الذي رأى بسيفه ما أصاب وجهه المكرم. وقال: وفي رواية أبي الأسود عن عروة "بقرا تذبح"، وكذا في حديث ابن عباس عند أبي يعلى. وقال: وقد وقع في حديث ابن عباس ومرسل عروة "تأولت البقر التي رأيت بقرا يكون فينا" قال: فكان ذلك من أصيب من المسلمين" (¬3) حديث عروة وحديث ابن عباس سيأتي الكلام عليهما عند حديث "رأيت كأني في درع حصينة" ¬

_ (¬1) 17/ 143 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:143]). (¬2) 6/ 396 (كتاب الجهاد- باب الخيل معقود في نواصيها الخير). (¬3) 8/ 379 و380 (كتاب المغازي- باب من قتل من المسلمين يوم أحد).

والذي عند ابن سعد ذكره بدون إسناد (2/ 37 - 38) وحديث أنس أخرجه أحمد (3/ 267) والحربي في "الغريب" (2/ 765) والبزار (كشف 2131) والطبراني في "الكبير" (2950) والحاكم (3/ 198) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 205) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن أنس مرفوعاً "رأيت فيما يرى النائم كأن ظُبَة سيفي انكسرت، وكأني مردف كبشاً، فأوّلت أنّ ظُبَة سيفي قتل رجل من قومي، وأني مردف كبشاً أني أقتل كبش القوم" فقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلحة بن أبي طلحة، كان صاحب لواء المشركين، وقتل حمزة بن عبد المطلب. قال البزار: لا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، ولا رواه عن عليّ إلا حماد" وقال الهيثمي: وفيه علي بن زيد وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 107 - 108 وقال في موضع آخر: وفيه علي بن زيد وهو ثقة سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 108 قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. 2143 - "رأيت كأنّ في يدي سوارين من ذهب فكرهتهما فذهبا: كسرى وقيصر" قال الحافظ: أخرج ابن أبي شيبة من مرسل الحسن رفعه: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 58) ثنا ابن علية عن يونس عن الحسن به، وزاد بعد قوله "فكرهتهما" "فنفختهما" ورجاله ثقات. 2144 - "رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت بقراً تُنحر، فأولت الدرع الحصينة: المدينة، وأنّ البقر بَقْرٌ، والله خير" ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع. قال في الموضع الأول: ووقع في حديث جابر عند أحمد والنسائي والدارمي من رواية حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر، وفي رواية لأحمد: حدثنا جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 84 (كتاب التعبير- باب النفخ في المنام) (¬2) 16/ 81 (كتاب التعبير- باب إذا رأى بقر تنحر)

وقال في الموضع الثاني: وعند أحمد والنسائي وابن سعد من حديث جابر بسند صحيح في هذا الحديث "ورأيت بقراً منحرة" (¬1) وقال: في الموضع الثالث: سنده صحيح" (¬2) حسن أخرجه ابن سعد (2/ 45) وابن أبي شيبة (11/ 68 - 69) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 7015) وأحمد (3/ 351) والدارمي (2165) والبزار (كشف 2133) والنسائي في "الكبرى" (7647) وابن الجارود (1061) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعاً وزاد: فقال لأصحابه "لو أنا أقمنا بالمدينة فإنْ دخلوا علينا فيها قاتلناهم" فقالوا: يا رسول الله، والله ما دُخل علينا فيها في الجاهلية فكيف، يُدخل علينا فيها في الإسلام، فقال "شأنكم إذاً" قال: فلبس لَأمَتَه. قال: فقالت الأنصار: رددنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيه، فجاءوا فقالوا: يا نبي الله شأنك إذاً، فقال "إنّه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل" قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي الزبير إلا حماد بن سلمة" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 207 قلت: وكلهم ثقات إلا أنّ أبا الزبير كان مدلساً ولم يذكر سماعاً من جابر. وللحديث شاهد عن ابن عباس وعن قتادة مرسلاً وعن عروة مرسلاً وعن الزهري وغيره مرسلاً فيتقوى بها. فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أُحُد، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يقيم بالمدينة يقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدراً: تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ورجوا أن يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لبس أداته، ثم ندموا وقالوا: يا رسول الله أقم فالرأي رأيك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أنْ لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه" ¬

_ (¬1) 8/ 380 (كتاب المغازي- باب من قتل من المسلمين يوم أحد) (¬2) 17/ 104 (كتاب الإعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشّورى: 38])

قال: وكان مما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ قبل أنْ يلبس الأداة "إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة، وإني مردف كبشاً فأوّلته كبش الكتيبة، ورأيت أنّ سيفي ذا الفقار فُلَّ فأوّلته فلاَّ فيكم، ورأيت بقراً تذبح فَبقْرٌ والله خير، فَبقْرٌ والله خير" أخرجه أحمد (1/ 271) وابن ماجه (2808) والترمذي (4/ 130) والبزار (كشف 2132) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 91) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 302) والطبراني في "الكبير" (10733) وابن عدي (4/ 1587) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (403) والحاكم (2/ 128 - 129 و3/ 39) واللفظ له والبيهقي (6/ 304 و 7/ 41) وفي "الدلائل" (3/ 136 و 204 - 205) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 357) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث ابن أبي الزناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: سنده حسن" الفتح 17/ 104 وقال الهيثمي: في إسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف" المجمع 7/ 181 قلت: عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه وحديثه حسن في المتابعات. الثاني: يرويه أبو شيبة عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: لما نزل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أبو سفيان وأصحابه قال لأصحابه "إني رأيت في المنام سيفي ذا الفقار انكسر، ورأيت بقراً تذبح وهي مصيبة، ورأيت عليّ درعي وهي مدينتكم لا يصلون إليها إنْ شاء الله" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12104) قال الهيثمي: وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك" المجمع 6/ 107 وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 164 - 165) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه يوم أحد حين قدم أبو سفيان والمشركون، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "إنا في جُنَّة حصينة -يعني بذلك: المدينة -فدعوا القوم أنْ يدخلوا علينا نقاتلهم" فقال ناس له من أصحابه من الأنصار: يا نبي الله إنا نكره أنْ نقتل في طرق المدينة، وقد كنا نمتنع في الغزو في الجاهلية، فبالاسلام أحق أنْ نمتنع فيه، فابرز بنا إلى القوم، فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

فلبس لأمته، فتلاوم القوم، فقالوا: عرّض نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بأمر، وعرّضتم بغيره، اذهب يا حمزة فقل لنبي الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرنا لأمرك تبع، فأتى حمزة فقال له: يا نبي الله إنّ القوم قد تلاوموا، وقالوا: أمرنا لأمرك تبع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنه ليس لنبي اذا لبس لأمته أنْ يضعها حتى يناجز، وإنّه ستكون فيكم مصيبة" قالوا: يا نبي الله خاصة، أو عامة؟ قال "سترونها" ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في المنام أن بقرا تُنحر، فتأولها قتلاً في أصحابه، ورأى أنّ سيفه ذا الفقار انفصم، فكان قتل عمه حمزة، قتل يومئذ، وكان يقال له أسد الله، ورأى أن كبشاً أغبر، فتأوله كبش الكتيبة عثمان بن أبي طلحة أصيب يومئذ، وكان معه لواء المشركين. رواته ثقات. وأما حديث عروة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الرزاق (9735) عن مَعْمر عن الزهري عن عروة قال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد حين غزا أبو سفيان وكفار قريش "إني رأيت كأني لبست درعاً حصينة، فأولتها المدينة فاجلسوا في ضيعتكم، وقاتلوا من ورائها" وكانت المدينة قد شبكت بالبنيان، فهي كالحصن، فقال رجل ممن لم يشهد بدراً: يا رسول الله، اخرج بنا إليهم فلنقاتلهم، وقال عبد الله بن أبي بن سلول: نِعْمَ والله يا نبي الله ما رأيت، إنا والله ما نزل بنا عدو قط فخرجنا إليه، فأصاب فينا, ولا تنيناً في المدينة، وقاتلنا من ورائها إلا هزمنا عدونا، فكلمة أناس من المسلمين، فقالوا: بلى يا رسول الله اخرج بنا إليهم، فدعا بلأمته فلبسها، ثم قال "ما أظن الصرعى إلا ستكثر منكم ومنهم، إني أرى في النوم منحورة، فأقول بقر، والله بخير" فقال رجل: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي فاجلس بنا، قال "إنّه لا ينبغي لنبي لبس لأمته أنْ بضعها حتى يلقى الناس" وذكر الحديث وفيه طول. ورواته ثقات. الثاني: يرويه عمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: فذكر نحوه. أخرجه البيهقي (7/ 40 - 41) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأما حديث الزهري وغيره فله عنه طريقان: الأول: يرويه موسى بن عقبة عن الزهري قال: فذكر الحديث وفيه: ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُري ليلة الجمعة رؤيا، فأصبح فجاءه نفر من أصحابه فقال "رأيت البارحة في منامي بقراً والله خير، ورأيت سيفي ذا الفقار انفصم من عند ظبته -أو قال- به فلول فكرهته وهما مضببتان، ورأيت أني في درع حصينة وأني مردف كبشاً" فلما أخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برؤياه قالوا: يا رسول الله، ماذا أوّلت رؤياك؟ قال "أوّلت البقر الذي رأيت نفرا فينا وفي القوم، وكرهت ما رأيت بسيفي" وقال "أوّلت الكبش أنّه كبش كتيبة العدو فقتله، وأولت الدرع الحصينة: المدينة، فامكثوا واجعلوا الذراري في الآطام، فإنْ دُخل علينا في الأزقة قاتلناهم ورُمُوا من فوق البيوت" فذكر الحديث وفيه "ما ينبغي لنبي إذا أخذ لأمة الحرب وآذن بالخروج إلى العدو أنْ يرجع حتى يقاتل" أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 206 - 208) من طريقين عن موسى بن عقبة به. الثاني: يرويه ابن إسحاق في "المغازي" (ص 322 - 326) قال: حدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كل قد حدثني بعض الحديث عن يوم أحد، فاجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قال: فذكر الحديث وفيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين "إني قد رأيت نفراً (¬1)، ورأيت في ذباب سيفي ثلما، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فتأولتها المدينة، فإنْ رأيتم أنْ تقيموا وتدعوهم حيث قد نزلوا، فإنْ أقاموا أقاموا بشرِّ مقام، وإنْ دخلوا علينا قاتلناهم فيها" وكان رأي عبد الله بن أبي بن سلول مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرى رأيه في ذلك ألا يخرج إليهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الخروج من المدينة، فقال رجال من المسلمين ممن أكرمهم الله بالشهادة يوم أحد، وغيرهم ممن كان فاتته بدر وحضروه: يا رسول الله، أخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم أو ضعفنا، قال عبد الله بن أبي بن سلول: يا رسول الله، أقم بالمدينة فإنْ أقاموا أقاموا بشرِّ مجلس، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا، وإنْ دخلوها قاتلهم الرجال في وجوههم، ورماهم الصبيان والنساء بالحجارة من فوقهم فلم يزل الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كان من أمرهم حب لقاء الله، حتى دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيته فلبس لأمته، ثم خرج وقد ندم الناس وقالوا: ¬

_ (¬1) وفي تاريخ الطبري ودلائل البيهقي "بقرا"

استكرهنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله استكرهناك، أقعد، ولم يكن لنا ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما ينبغي إذا النبي لبس لأمته أنْ يضعها حتى يقاتل" ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 499 - 503) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 224 - 226) 2145 - "رأيت ليلة أسرى بي عموداً أبيض كأنه لواء تحمله الملائكة، فقلت: ما تحملون؟ قالوا: عمود الكتاب أمرنا أنْ نضعه بالشام، قال: بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اخْتُلِس من تحت وسادتي فظننت أن الله تخلى عن أهل الأرض، فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى وضع بالشام" قال الحافظ: أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن حَوَالة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أحمد والطبراني بسند ضعيف، وعن عمر عند يعقوب والطبراني كذلك، وعن ابن عمر في فوائد المخلص كذلك، وهذه طرق يقوي بعضها بعضا، وقد جمعها ابن عساكر في مقدمة تاريخ دمشق" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب" 2146 - "رأيت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها" قال الحافظ: وروى مسلم (1166) أيضاً من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) هو بلفظ "أريت" 2147 - حديث جابر بن سَمُرَة: رأيت ماعز بن مالك الأسلمي حين جيئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحديث وفيه: رجل قصير أَعْضَل ليس عليه رداء، وفي لفظ: ذو عضلات. قال الحافظ: وفي حديث جابر بن سمرة عند مسلم (1692): فذكره. وقال: وفي حديث جابر بن سمرة من طريق أبى عَوَانة عن سِماك: فشهد على نفسه أربع شهادات. أخرجه مسلم. ¬

_ (¬1) 16/ 60 (كتاب التعبير- باب عمود الفسطاط) (¬2) 5/ 173 (صلاة التراويح- باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس)

وأخرجه من طريق شعبة عن سماك قال: فردّه مرتين، وفي أخرى: مرتين أو ثلاثاً. قال شعبة: قال سماك: فذكرته لسعيد بن جبير قال: إنّه ردّه أربع مرات" (¬1) 2148 - "رأيت موسى ليلة أسري بي قائماً يصلي في قبره" قال الحافظ: ثبت في مسلم (2375) عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) 2149 - عن عائشة أنّ خديجة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن ورقة: كان ورقة صدقك ولكنّه مات قبل أنْ تظهر، فقال: "رأيته في المنام وعليه ثياب بيض، ولو كان من أهل النار لكان لباسه غير ذلك" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬3) ضعيف أخرجه أحمد (6/ 65) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة عن عائشة أن خديجة سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ورقة بن نوفل فقال "قد رأيته في المنام، فرأبت عليه ثياب بياض، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وله طريق أخرى أضعف من هذه أخرجها الترمذي (2288) والحاكم (4/ 393) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 447 - 448) من طريق يونس بن بكير الشيباني ثني عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ورقة فقالت له خديجة: إنّه كان صدّقك ولكنه مات قبل أن تظهر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أُريته في المنام وعليه ثياب بياض، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك" قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوى" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عثمان هو الوقاصي متروك" 2150 - حديث أنس: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - موسى قائماً في قبره يصلي. ¬

_ (¬1) 15/ 132 و 133 (كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة) (¬2) 8/ 212 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج) (¬3) 10/ 349 (كتاب التفسير- سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]- باب حدثنا يحي بن بكير)

قال الحافظ: ثبت في "صحيح مسلم" (2375) من حديث أنس: فذكره" (¬1) ولفظه "مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره" 2151 - عن عطاء بن يسار قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً ثائر الرأس واللحية فأشار إليه بإصلاح رأسه ولحيته" قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار: فذكره، وهو مرسل صحيح السند، وله شاهد من حديث جابر أخرجه أبو داود والنسائي بسند حسن" (¬2) أخرجه مالك (2/ 949) عن زيد بن أسلم أنّ عطاء بن يسار أخبره قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده أن اخرج، كأنّه يعني إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل ثم رجع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أليس هذا خيراً من أنْ يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنّه شيطان" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (6043) وفي "الآداب" (835) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 50): لا خلاف عن مالك أنّ هذا الحديث مرسل وقد يتصل معناه من حديث جابر وغيره" وقال البيهقي: هذا مرسل جيد" قلت: رجاله ثقات، وله شاهد عن جابر بن عبد الله قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائراً في منزلنا، فرأى رجلاً شَعْثا فقال "أما كان يجد هذا ما يُسَكِّن به رأسه" ورأى رجلاً عليه ثياب وسخة فقال "أما كان يجد هذا ما يغسل به ثيابه" وفي لفظ "فرأي رجلاً ثائر الرأس" أخرجه أحمد (3/ 357) وأبو داود (4062) والبزار كما في "التمهيد" (5/ 53) والنسائي (8/ 160) وفي "الكبرى" (9312) وأبو يعلى (2026) وابن حبان (5483) والحاكم (4/ 186) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 78 و3/ 156) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 52) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/ 22) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 224) من طرق عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن المنكدر عن جابر به. ¬

_ (¬1) 4/ 158 (كتاب الحج -باب التلبية إذا انحدر في الوادي) (¬2) 12/ 489 (كتاب اللباس- باب الامتشاط)

قال أبو نعيم: غريب من حديث محمد بن المنكدر، تفرد به عنه حسان" ؤقاك أيضاً: غريب من حديث محمد وحسان لم يروه عن حسان فيما أرى إلا الأوزاعي" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية حسان بن عطية عن ابن المنكدر. 2152 - "رباط يوم أو ليلة خير من صيام شهر وقيامه" قال الحافظ: ووقع في حديث سلمان عند أحمد والنسائي وابن حبان: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1913) 2153 - "رباط يوم في سبيل الله خير من قيام ألف فيما سواه من المنازل" قال الحافظ: ولأحمد والترمذي وابن ماجه عن عثمان: فذكره" (¬2) له عن عثمان طريقان: الأول: يرويه أبو عقيل زُهرة بن معبد القرشي عن أبي صالح مولى عثمان قال: سمعت عثمان وهو على المنبر يقول: إني كتمتكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كراهية تفرقكم عني ثم بدا لي أنْ أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل" أخرجه ابن أبي شيبة (¬3) (5/ 327 - 328) وأحمد (1/ 65 و 75) وعبد بن حميد (51) والدارمي (2429) والترمذي (1667) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (300) والبزار (406) والنسائي (6/ 33) وفي "الكبرى" (4377) والحاكم (2/ 143 و 143 - 144) والبيهقي (9/ 39) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد" (22) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 421) عن الليث بن سعد ¬

_ (¬1) 6/ 426 (كتاب الجهاد - باب فضل رباط يوم في سبيل الله) (¬2) 6/ 426 (كتاب الجهاد- باب فضل رباط يوم في سبيل الله) (¬3) وزاد "فليختر كل امرئ لنفسه ما شاء"

والطيالسي (¬1) (ص 15) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 148) والنسائي (6/ 33) وفي "الكبرى" (4378) وابن حبان (4609) والحاكم (2/ 68) والبيهقي في "الشعب" (3928) عن أبي معن محمد بن معن الغفاري وأحمد (1/ 62) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (299) عن ابن لَهيعة وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 66) والمزي (23/ 422) عن رشدين بن سعد كلهم عن زهرة بن معبد به. واللفظ لحديث الليث بن سعد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقال محمد بن إسماعيل: أبو صالح مولى عثمان اسمه بركان" وقال ابن حبان: أبو صالح مولى عثمان اسمه الحارث" وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط البخاري" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 1/ 350 و 364 قلت: أبو صالح مولى عثمان لم يخرج له البخاري شيئاً، ووثقه ابن حبان والعجلي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة، وقد توبع كما سيأتي. الثاني: يرويه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن عثمان. وقد تقدم الكلام عليه في حرف الحاء فانظر حديث "حرس ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة ... " 2154 - "رَبِّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" قال الحافظ: ويؤيده أيضاً أنه - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أُحد بعد أن شُجَّ وجهه: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) وسقط من إسناده "عن زهرة بن معبد" ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 161) (¬2) 10/ 125 (كتاب التفسير: سورة القصص- باب قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56])

تقدم في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" 2155 - "رُبَّ قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته" قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث ابن مسعود" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش ... " 2156 - عن عائشة قالت: ربما انقطع شِسْع نعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمشى في النعل الواحدة حتى يصلحها" قال الحافظ: أخرجه الترمذي، وقد رجّح البخاري وغير واحد وقفه على عائشة، وأخرج الترمذي بسند صحيح عن عائشة أنّها كانت تقول: لأخيفنّ أبا هريرة فيمشي في نعل واحدة. وكذا أخرجه ابن أبي شيبة موقوفاً" (¬2) موقوف صحيح أخرجه الترمذي (1777) وفي "العلل" (2/ 746) عن القاسم بن زكريا بن دينار القرشي ثنا إسحاق بن منصور السلولي الكوفي ثنا هُريم بن سفيان البجلي الكوفي عن ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: ربما مشى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نعل واحدة. وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. - ورواه مِنْدل بن علي العنزي عن ليث واختلف عنه: • فقال علي بن عبد الحميد الأزدي: ثنا مندل عن ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: ربما انقطع شسع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمشي في نعل واحدة حتى يصلح الأخرى. أخرجه ابن الأعرابي (1270) وتابعه محمد بن الصلت الكوفي ثنا مندل به، ولفظه: ربما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يمشي في نعل واحدة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1361) ¬

_ (¬1) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 12/ 427 (كتاب اللباس- باب لا يمشي في نعل واحدة)

• وقال جُبَارة بن المُغَلِّس: ثنا مندل عن ليث (¬1) عن نافع عن ابن عمر قال: ربما انقطع شسع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمشى في نعل واحد حتى يصلحها أو يصلح له. أخرجه ابن عدي (6/ 2448) ومندل وليث ضعيفان. واختلف فيه على عبد الرحمن بن القاسم، فرواه سفيان بن عُيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة كانت تمشي في خف واحد وتقول: لأخيفنّ أبا هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 417) عن ابن عيينة به. وأخرجه الترمذي (1778) عن أحمد بن منيع ثنا ابن عيينة به. وإسناده صحيح. قال الترمذي: هكذا رواه سفيان الثوري وغير واحد عن عبد الرحمن بن القاسم موقوفاً، وهذا أصح. وقال: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن عائشة موقوف فعلها" قلت: وهو كما قالا. 2157 - عن ابن عباس قال: ربما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي بالليل ونسيه بالنهار فنزلت. قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬2) أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (1/ 323) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2243) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 279) من طرق عن أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحرّاني ثنا محمد بن الزبير الحراني عن حجاج الرقي الجَزَري عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان مما ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي بالليل وينساه بالنهار فأنزل الله {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106]. ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن ادريس الكوفي عن ليث عن نافع عن ابن عمر موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 417) (¬2) 9/ 234 (كتاب التفسير: سورة البقرة -باب قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106])

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن الزبير الحراني, وحجاج الوقي قال أبو زرعة: لا أعرفه. 2158 - "رحم الله أخي زكريا ما كان عليه من يرث ماله" قال الحافظ: أخرج الطبري من طريق مبارك بن فَضالة عن الحسن رفعه مرسلاً: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (16/ 48) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا جابر بن نوح عن مبارك عن الحسن رفعه "رحم الله أخي زكريا، ما كان عليه مِن ورثة ماله حين يقول: فهب لي من لدنك وليا, يرثني ويرث آل يعقوب" وإسناده ضعيف مع إرساله، جار بن نوح ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، ومبارك هو ابن فضالة وهو مختلف فيه، وقد كان مدلساً ولم يذكر سماعاً من الحسن. وله شاهد عن قتادة رفعه "يرحم الله زكريا، وما كان عليه من ورثة" أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 3) عن مَعْمر عنه به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (16/ 48) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به. وأخرجه عن بشر بن معاذ ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة به. وهو مرسل رجاله ثقات. 2159 - حديث أبي هريرة مرفوعاً "رحم الله امرَءاً صلى قبل العصر أربعاً" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن حبان، وورد من فعله أيضاً من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه الترمذي والنسائي وفيه أنّه كان يصلي قبل العصر أربعا. وليسا على شرط البخاري" (¬2) حسن أخرجه الطيالسي (ص 262) عن أبي إبراهيم محمد بن المثنى عن أبيه عن جده عن ابن عمر به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 15/ 9 (كتاب الفرائض- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا نورث، ما تركنا صدقة) (¬2) 3/ 301 - 302 (كتاب الصلاة -أبواب التطوع- باب الصلاة قبل المغرب)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 473) هذه رواية يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي، وخالفه جماعة رووه عن الطيالسي فلم يذكروا في إسناده" عن أبيه، منهم: 1 - أحمد بن حنبل في "مسنده" (2/ 117) ومن طريقه المزي (24/ 333) 2 - محمود بن غيلان المروزي. أخرجه الترمذي (430) وابن عدي (6/ 2247) والبغوي في "شرح السنة" (893) 3 - يحيى بن موسى الحداني. أخرجه الترمذي والبغوي. 4 - أحمد بن إبراهيم الدورقي. أخرجه أبو داود (1271) والترمذي وابن عدي وابن حبان (2453) والبيهقي (2/ 473) والبغوي. 5 - إبراهيم بن محمد بن عرعرة. أخرجه ابن عدي. 6 - سلمة بن شبيب النيسابوري. أخرجه ابن خزيمة (1193) 7 - أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف. أخرجه ابن خزيمة. 8 - الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن أبي كبشة البصري. أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (412) قال البيهقي: هذا هو الصحيح وقول القائل في الإسناد الأول: عن أبيه، أُراه خطأ والله أعلم، رواه جماعة عن أبي داود دون ذكر أبيه" وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن" قلت: إسناده حسن، شيخ الطيالسي هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى قال ابن معين: ليس به بأس، وقال الدارقطني: لا بأس به. وجده وثقه أبو زرعة وغيره، وقال البخاري في "الكبير": سمع ابن عمر.

وقد أعل الحديث بما لا يقدح، فقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/ 311): وقد اختلف في هذا الحديث فصححه ابن حبان وعلله غيره. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سألت أبا الوليد الطيالسي عن حديث محمد بن مسلم بن المثنى عن أبيه عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً" فقال: دع ذا. فقلت: إنّ أبا داود قد رواه، فقال: قال أبو الوليد: كان ابن عمر يقول: حفظت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات في اليوم الليلة. فلو كان هذا لعدّه. قال أبي: كان يقول "حفظت ثنتي عشرة ركعة". وأجاب ابن القيم عن ذلك فقال: وهذا ليس بعلة أصلاً فإنّ ابن عمر إنما أخبر بما حفظه من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يخبر عن غير ذلك فلا تنافي بين الحديثين البتة" وأما حديث عليّ فأخرجه الطيالسي (ص 19) وابن أبي شيبة (2/ 201 - 202) وأحمد (1/ 85 و 143 و 160) وابنه (1/ 142 و 143 و 146) ومحمد بن عاصم في "جزئه" (29) وابن ماجه (1161) والترمذي (424 و 429 و598 و 599) والبزار (672 و 673 و 675 و 676 و 677) والنسائي (2/ 92) وفي "الكبرى" (332 و 335 و 337 و 338 و 339 و340 و 341 و 345 و 346 و 347 و 348 و 349) وأبو يعلى (318 و 622) والبيهقي (2/ 473 و 3/ 50 و 51) والبغوي في "شرح السنة" (892) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت عاصم بن ضمرة السلولي يقول: سألنا عليا عن تطوّع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار، فقال: إنكم لا تطيقونه. قال: قلنا: أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر أمهل حتى إذا كانت الشمس من ههنا -يعني من قِبل المشرق- مقدارها من صلاة العصر من ههنا -يعني من قِبَل المغرب- قام فصلى ركعتين، ثم يمهل حتى إذا كانت الشمس من ههنا -يعني من قبل المشرق- مقدارها من صلاة الظهر من ههنا -يعني من قبل المغرب -قام فصلى أربعاً وأربعاً قبل الظهر إذا زالت الشمس، وركعتين بعدها، وأربعاً قبل العصر يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين، والنبيين، ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين. قال: قال عليّ: تلك ست عشرة ركعة تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار، وقَلَّ من يداوم عليها. السياق لأحمد وغيره. قال البزار: لا نعلم يُروى هذا الكلام وهذا الفعل إلا عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال الترمذي: هذا حديث حسن. ورُوي عن ابن المبارك أنه كان يضعف هذا الحديث. وإنما ضعفه عندنا -والله أعلم- لأنه لا يروى مثل هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، عن عاصم بن ضمرة عن علي، وعاصم بن ضمرة هو ثقة عند بعض أهل العلم"

وقال البيهقي: تفرد به عاصم بن ضمرة عن علي، وكان ابن المبارك يضعفه فيطعن في روايته هذا الحديث" وقال الشيخ أحمد شاكر: الحديث صحيح، وعاصم بن ضمرة ثقة، وثقه ابن المديني والعجلي وغيرهما" قلت: وهو كما قال. 2160 - "رحم الله موسى لوددنا لو كان صبر حتى يقص علبنا من خبرهما" سكت عليه الحافظ (¬1). هو قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم (2380) عن أبي بن كعب. 2161 - "رحم الله يوسف، لولا الكلمة التي قالها: اذكرني عند ربك، ما لبث في السجن ما لبث" قال الحافظ: وقد روى ابن حبان من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (¬2) أخرجه ابن حبان (6206) عن الفضل بن الحباب الجُمَحي ثنا مُسَدد بن مُسَرهد (¬3) ثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعاً. وزاد "رحم الله لوطاً إنْ كان ليأوي إلى ركن شديد، إذ قال لقومه: لو أنّ لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد. قال: فما بعث الله نبياً بعده إلا في ثروة من قومه" قال ابن كثير: حديث منكر من هذا الوجه، ومحمد بن عمرو بن علقمة له أشياء يتفرد بها وفيها نكارة وهذه اللفظة (¬4) من أنكرها وأشدّها، والذي في الصحيحين يشهد بغلطها" البداية والنهاية 1/ 208 وقال الألباني: ويحتمل عندي أنْ تكون النكارة من شيخ ابن حبان الفضل بن الحباب فإنّ فيه بعض الكلام. ثم ذكر حديثاً من ترجمته من "اللسان" مع قول الحافظ: لعله حدّث به بعد احتراق كتبه. ¬

_ (¬1) 7/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب حديث الخضر مع موسى -عليه السلام-) (¬2) 7/ 230 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)} [يوسف: 7]) (¬3) وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 8363) وهو برواية الفضل بن الحباب عنه. (¬4) أي التي ساقها الحافظ ابن حجر.

ثم قال: وإنما انصرفت عن نسبة النكارة إلى محمد بن عمرو لأنّه قد رواه عنه محمد بن بشر باللفظ الأول المحفوظ (¬1)، وابن بشر ثقة حافظ وكذلك من تابعه عند الترمذي وغيره، وعن نسبتها إلى خالد بن عبد الله وهو الطحان الواسطي لأنّه ثقة ثبت" الصحيحة 4/ 484 قلت: الفضل بن الحباب وثقه مسلمة بن القاسم وابن حبان والذهبي، وقال الخليلي: احترقت كتبه، منهم من وثقه، ومنهم من تكلم فيه، وهو إلى التوثيق أقرب. ولم ينفرد بهذا اللفظ بل تابعه أبو حاتم الرازي ثنا مسدد به. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (11634) وقد رواه غير واحد عن محمد بن عمرو فلم يذكروه بهذا اللفظ، منهم: 1 - محمد بن بشر العبدي (¬2). أخرجه أحمد (2/ 332) واللفظ له والطبري في "تفسيره" (12/ 235) وابن حبان (6207) 2 - حماد بن سلمة (¬3). أخرجه أحمد (2/ 384) والطبري في "تفسيره" (12/ 88) وابن أبي حاتم (11611) والحاكم (2/ 561) وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، ومحمد بن عمرو أخرج له مسلم في المتابعات. 3 - الفضل بن موسى السِّيْنَاني (¬4). أخرجه الترمذي (3116) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 117) ¬

_ (¬1) وهو "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني الداعي لأجبته" الحديث. (¬2) ولفظ حديثه: إنّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن -عز وجل- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني الداعي لأجبته إذ جاءه الرسول فقال: ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إنّ ربي بكيدهن عليم، ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد إذ قال لقومه: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، وما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة من قومه" (¬3) اقتصر أحمد والطبري والحاكم على طرفه الأخير في حكايته عن لوط، واقتصر ابن أبي حاتم على طرفه الأول: إنّ الكريم ... " (¬4) وذكر نحو حديث محمد بن بشر.

4 - يزيد بن هارون (¬1). أخرجه الحاكم (2/ 346 - 347) وقال: صحيح على شرط مسلم" 5 - عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي (¬2). أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (605) والترمذي (5/ 293) والطبري في "تفسيره" (12/ 87) وقال الترمذي: حديث حسن" 6 - سعيد بن عامر الضُّبَعي (¬3). أخرجه الحاكم (2/ 570 - 571) وقال: صحيح على شرط مسلم" 7 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني (¬4). أخرجه الترمذي (5/ 293) والطبري في "تفسيره" (12/ 87) والطحاوي في "المشكل" (330) 8 - محمد بن كثير (¬5). أخرجه الطبري (12/ 87) 9 - سليمان بن بلال المدني (¬6). أخرجه الطبري (12/ 87 و 235) وابن أبي حاتم في "التفسير" (11076) 10 - محمد بن خالد الوهبي (¬7). أخرجه تمام (547) ¬

_ (¬1) وذكر نحو حديث محمد بن بشر إلا أنه لم يذكر طرفه الأخير عن لوط (¬2) وذكر نحو حديث محمد بن بشر. (¬3) واقتصر على طرفه الأول: إنّ الكريم ... " (¬4) وذكر نحو حديث محمد بن بشر. (¬5) وذكر نحو حديث حماد بن سلمة. (¬6) وذكر نحو حديث حماد بن سلمة. (¬7) وذكر نحو حديث محمد بن بشر.

11 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف (¬1). أخرجه ابن البختري في "حديثه" (247) وللحديث شاهد عن الحسن البصري مرسلاً وعن قتادة مرسلاً وعن عكرمة مرسلاً فأما حديث الحسن فله عن طريقان: الأول: يرويه إسماعيل بن علية ثنا يونس عن عبيد عن الحسن رفعه "رحم الله يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث" يعني قوله {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42]. أخرجه أحمد في "الزهد" (ص 103) عن ابن علية به. وأخرجه الطبري (12/ 223) وابن أبي حاتم (11635) من طرق عن ابن علية به. وإسناده إلى الحسن صحيح. الثاني: يرويه ابن علية أيضاً عن أبي رجاء عن الحسن في قوله {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] قال: ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله قال "لولا كلمة يوسف ما لبث في السجن طول ما لبث" أخرجه الطبري (12/ 223) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية به. وإسناده كسابقه، وأبو رجاء هو محمد بن سيف الأردي الحُدَّاني. وأما حديث قتادة فله عنه طريقان: الأول: يرويه مَعْمر عن قتادة في قوله تعالى {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] قال: بلغني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "لو لم يستعن يوسف على ربه ما لبث في السجن كل ما لبث" أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 323) عن معمر به. وأخرجه الطبري (12/ 223) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به. وإسناده إلى قتادة صحيح. الثاني: يرويه بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة ¬

_ (¬1) وذكر نحو حديث محمد بن بشر.

قال: ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "لولا أن يوسف استشفع على ربه ما لبث في السجن طول ما لبث، ولكن إنما عوقب باستشفاعه على ربه" أخرجه الطبري (12/ 223) وإسناده إلى قتادة حسن. وأما حديث عكرمة فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لقد عجبت من يوسف وكرمه" 2162 - عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى حمزة قد مثّل به قال: "رحمة الله عليك، لقد كنت وصولاً للرّحم، فعولاً للخير، ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى" قال الحافظ: وروى البزار والطبراني بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة: فذكره، ثم حلف وهو بمكانه "لأمثلنّ بسبعين منهم" فنزل القرآن {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} [النحل: 126] الآية. وعند ابن مردويه من طريق مِقسم عن ابن عباس نحو حديث أبي هريرة باختصار وقال في آخره "فقال: بل نصبر يا رب" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (3/ 13 - 14) والبزار (كشف 1795) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (155و 156 و 157 و 234) والطبراني في "الكبير" (2936) والحاكم (3/ 197) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 288 و 289) وفي "الشعب" (9253) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 163) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 404) من طرق عن صالح بن بشير المُرِّي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف على حمزة بن عبد المطلب حيث استشهد، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه (¬2)، ونظر إليه قد مُثِّل به فقال "رحمة الله عليك، فإنك كنت ما علمت وصولاً للرحم، فعولاً للخيرات، ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى (¬3)، أما والله عليّ ذلك لأمثلنّ بسبعين منهم مكانك" فنزل جبريل -عليه السلام- والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف بخواتيم النحل {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] إلى آخر الآية، فكفّر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه وأمسك عن الذي أراد، وصبر. اللفظ لابن سعد. ¬

_ (¬1) 8/ 374 (كتاب المغازي- باب قتل حمزة بن عبد المطلب) (¬2) زاد الحاكم "ولا أوجل" (¬3) ولفظ البزار "من بطون السباع" ولفظ الحاكم "من أفواه شتى"

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، تفرد به عن سليمان صالح، وقد تقدم ذكرنا لصالح، ولا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو هريرة" وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: صالح واه" وقال الهيثمي: وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف" المجمع 6/ 119 وقال ابن كثير: وهذا إسناد فيه ضعف لأن صالحاً هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة، وقال البخاري: هو منكر الحديث التفسير 2/ 592 2163 - حديث عامر بن سعد عن أبي مسعود الأنصاري وقَرَظَةَ بن كعب قالا: رُخص لنا في البكاء عند المصيبة في غير نَوْح" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني وصححه الحاكم لكن ليس إسناده على شرط البخاري" (¬1) صحيح يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عامر بن سعد البجلي وعنه غير واحد، منهم: 1 - شعبة. قال الطيالسي (ص 169): ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عامر بن سعد البجلي يقول: شهدت ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب الأنصاري في عرس وإذا غناء، فقلت لهم في ذلك، فقالا: إنّه رخص في الغناء في العرس، والبكاء على الميت في غير نياحة. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 289) وأخرجه الحاكم (2/ 184) من طريق محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج البخاري لعامر بن سعد شيئاً. ورواه (¬2) ابن أبي شيبة (3/ 395) عن محمد بن جعفر فقال فيه: عن عامر بن سعد عن أبي مسعود وعامر بن زيد. ¬

_ (¬1) 3/ 394 (كتاب الجنائز- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) (¬2) ورواه في موضع آخر (4/ 193) عن محمد بن جعفر فقال فيه: عن عمرو بن ربيعة عن ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب.

2 - شَريك بن عبد الله القاضي. قال ابن أبي شيبة (¬1) (3/ 395): ثنا شريك عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال: دخلت على أبي مسعود وقرظة بن كعب فقالا: إنّه رخص لنا في البكاء عند المصيبة. وأخرجه النسائي (6/ 109) وفي "الكبرى" (5565) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 294) والطبراني في "الكبير" (17/ 248 و 249 و 19/ 39) والحاكم (2/ 184) وأبو نعيم في "الصحابة" (1330 و 1336 و 5793) والمزي (23/ 564 و 565) من طرق عن شريك به. وزادوا الرخصة في الغناء في العرس، وقال بعضهم: اللهو عند العرس. 3 - إسرائيل بن يونس. قال ابن أبي شيبة (3/ 395): ثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن أبي مسعود وثابت بن زيد وقرظة بن كعب قالوا: رخص لنا في البكاء على الميت في غير نوح" وقال أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 1694/ 3): ثنا حسين بن محمد ثنا إسرائيل به، إلا أنّه قال فيه: ويزيد بن ثابت (¬2). وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 130) والطبراني في "الكبير" (17/ 247) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني عن إسرائيل فقال فيه: عن أبي مسعود وأبي بن كعب وثابت بن زيد. وزادا الرخصة في الغناء في العرس. وأخرجه البيهقي (7/ 289) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبى مسعود وذكر ثالثاً. وأخرجه الحاكم (1/ 102) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا إسرائيل عن عثمان بن أبي زرعة عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة وأبى مسعود وزيد بن ثابت والحماني وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (4/ 192) بهذا الإسناد بلفظ: دخلت على أبي مسعود وقرظة بن كعب وعندهما جوار تغنين، نقلت: أتفعلون هذا وأنتم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالا: إنّه رخص لنا في اللهو عند العرس. (¬2) قال الحافظ: والمحفوظ ثابت بن يزيد، وهو ثابت بن يزيد بن وديعة" المطالب 2/ 203

4 - أشعث بن سَوَّار الكندي. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 365 - 366) من طريق أحمد بن عبدة الضبي البصري ثنا عمر بن علي ثنا أشعث بن سوار عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد أنّه دعي إلى وليمة فيها قرظة بن كعب وثابت بن وديعة وأبو مسعود وجارية تضرب بالدف. قلت: أيفعل هذا وأنتم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: نعم، رخص لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ترى، وفي البكاء عند الموت ما لم تكن نائحة. وأشعث قال النسائي وغيره: ضعيف. 5 - يونس بن أبي إسحاق. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 1694/ 2) عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن عامر بن سعد قال: دخلت على عقبة بن عمرو وثابت بن يزيد وقرظة بن كعب وعندهم جوار يغنين وريحان، قلت: تفعلون هذا؟ قالوا: إنّه رخص لنا في الغناء في العرس، والبكاء على الميت من غير نوح. ويونس صدوق، والباقون ثقات. 6 - زيد بن أبي أنيسة الجزري. قال أبو القاسم الحنائي في "فوائده" (ق 37/ أ): أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر أنبا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله عن زيد عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي قال: دخلت على ثابت بن يزيد الأنصاري لأسلم عليه وهو في عرس لهم، ولهم غناء، وثَمَّ ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البدرية وغيرهم من الأنصار وهو رجل من أهل بدر، فقلت: أما تكرهون هذا؟ قال: أما في العرس فلا بأس به، إنما يكره الصوت ونحوه. وقال: هذا حديث غريب من حديث أبى وهب عبيد الله بن عمرو الأسدي الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن ثابت بن يزيد الأنصاري ويقال له: ثابت بن وديعة لا نعرفه إلا من هذا الوجه" 7 - زهير بن معاوية الجعفي الكوفي. قال المحاملي (470): ثنا عبيد الله بن جرير بن جَبَلة ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال طلبت ثابت بن سعد- وكان بدرياً- فوجدته في عرس له، وإذا جوار يغنين ويضربن بالدفوف، فقلت: ألا تنهى عن هذا؟ قال: لا، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لنا في هذا.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس" (ص 267) ورواته ثقات، إلا أنّ زهيراً سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه. 8 - زكريا بن أبي زائدة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5794) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا عبد الله بن عمر الجُعْفي ثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال: دخلنا على أبي مسعود وقرظة وثابت، فذكره وقال: الغناء في العرس والبكاء للميت في غير نوح. الجعفي صدوق، والباقون ثقات، وزكريا سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه. 9 - الأعمش. قال أبو الشيخ في "الأقران" (92): ثنا محمد بن جرير الطبري ثنا يحيى بن إبراهيم بن أبي عبيدة حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري وقراب بن حبان وناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عرس وإذا عندهم غناء وصوت ولعب، فقلت: سبحان الله أن لو عند غيركم رأينا هذا لوجدنا عليه، فقالوا: لا عليك أيها الرجل قد رخص لكم في هذا عند الفرح ... يحيى بن إبراهيم بن أبي عبيدة هو ابن مَعْن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الكوفي قال النسائي: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه إبراهيم لم أر من ترجمه، والباقون ثقات، وأبو عبيدة اسمه عبد الملك. 2164 - "رَخص النبي - صلى الله عليه وسلم - للمرأة أن تُحد على أبيها سبعة أيام وعلى من سواه ثلاثة أيام" قال الحافظ: أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 326) من رواية عمرو بن شعيب: فذكره، لكنه مرسل أو معضل لأنّ جُلَّ رواية عمرو بن شعيب عن التابعين ولم يرو عن أحد من الصحابة إلا الشيء اليسير عن بعض صغار الصحابة" (¬1) 2165 - عن أنس قال: رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرقى من العَيْن والحُمَة والنَّمْلَة" قال الحافظ: وفي مسلم (2196) من طريق يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أنس قال: فذكره، وفي حديث آخر "والأذن" (¬2) حديث الأذن ما عرفته. ¬

_ (¬1) 11/ 412 (كتاب الطلاق- باب تُحد المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً) (¬2) 12/ 304 (كتاب الطب- باب الرقى بالمعوذات)

2166 - قال جابر: رَخَّص لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العصا والسوط والحبل وأشباهه يلتقطه الرجل ينتفع به. قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وفي إسناده ضعف، واختلف في رفعه" (¬1) أخرجه أبو داود (1717) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن شعيب عن المغيرة بن زياد عن أبي الزبير المكي عن جابر قال: فذكره. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 195) وأخرجه ابن عدي (6/ 2353) عن الوليد بن حماد الرملي ثنا سليمان بن عبد الرحمن به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 195) واختلف فيه على محمد بن شعيب بن شابور، فقال هشام بن عمار: ثنا محمد بن شعيب أني رجل ثني أبو سلمة المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر. فزاد فيه: رجل. أخرجه ابن عدي (6/ 2353) والبيهقي (6/ 195) قال أبو داود: رواه النعمان بن عبد السلام عن المغيرة أبي سلمة بإسناده (¬2)، ورواه شَبابة عن مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال: كانوا، لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: وفيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلساً. 2167 - عن عطاء بن أبي رباح قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني رأيت كأنّ جائز بيتي انكسر، وكان زوجها غائباً فقال "ردّ الله عليك زوجك" فرجع سالماً. قال الحافظ: وعند سعيد بن منصور من مرسل عطاء بن أبي رباح قال: فذكره" (¬3) 2168 - عن عائشة: دخلت عليّ امرأة فرأت فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - عباءة مثنية، فبعثت إليّ بفراش حشوه صوف، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فرآه، فقال: "رديه يا عائشة، والله لو شئت أجرى الله معي جبال الذهب والفضة" قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الدلائل" من طريق الشعبي عن عائشة" (¬4) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 10 (كتاب الخصومات- باب إذا وجد خشبة في البحر أو سوطاً أو نحوه) (¬2) أي الأول. وهو في "الطبقات" (412) لأبي الشيخ. (¬3) 16/ 91 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر) (¬4) 14/ 72 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

أخرجه ابن سعد (1/ 465) وأحمد في "الزهد" (ص 20) والحسن بن عرفة في "جزئه" (20) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 72) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 156) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 345) وفي "الشعب" (1395) والخطيب في "التاريخ" (11/ 102) والبغوي في "الشمائل" (429) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (477) والذهبي في "سير الأعلام" (8/ 263) وفي "تذكرة الحفاظ" (1/ 261) من طريق عباد بن عباد المهلبي عن مُجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: دخلت عليّ امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عباءة ثنية، فانطلقت، فبعثت إليّ بفراش حشوه الصوف، فدخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "ما هذا يا عائشة؟ " قالت: فقلت: يا رسول الله، فلانة الأنصارية دخلت عليّ فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إليّ بهذا. فقال "ردّيه يا عائشة" قالت: فلم أرده، وأعجبني أن يكون في بيتي، حتى قال ذلك ثلاث مرات، قالت: فقال "رديه يا عائشة، فوالله لو شئت لأجرى الله -عز وجل- معي جبال الذهب والفضة" قال الذهبي في "سير الأعلام" (6/ 287) في ترجمة مجالد: قلت: من أنكر ما له في جزء ابن عرفة حديثه عن عامر عن مسروق عن عائشة مرفوعاً: فذكر الحديث" وقال في "التذكرة": غريب جداً، ومجالد ليس بحجة" قلت: إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني. قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئاً. 2169 - "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ" (¬1) انظر حديث "شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلِّ علي" 2170 - "رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم" سكت عليه الحافظ (¬2). ورد من حديث عائشة ومن حديث أبي قتادة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ثوبان وشداد بن أوس ومن حديث علي. ¬

_ (¬1) 13/ 421 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 2/ 489 (كتاب الصلاة -أبواب صفة الصلاة- باب وضوء الصبيان)

فأما حديث عائشة فأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1171) وأحمد (6/ 100 - 101 و101و 144) وفي "مسائل صالح" (ص 189) والدارمي (2301) وأبو داود (4398) وابن ماجه (2041) والترمذي في "العلل" (2/ 592) والنسائي (6/ 127) وفي "الكبرى" (5625) وأبو يعلى (4400) وابن الجارود (¬1) (808) والطحاوي (¬2) في "شرح المعاني" (2/ 74) وفي "المشكل" (3987) وابن المنذر (¬3) في "الأوسط" (4/ 387) وابن حبان (142) وأبو الشيخ في "الطبقات" (4/ 245 - 246) والحاكم (2/ 59) وابن حزم في "المحلى" (9/ 171) والبيهقي في "الشعب" (86) وفي "الكبرى" (6/ 84 و 206 و 8/ 41 و 10/ 317) من طرق عن حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعاً "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير (¬4) حتى يحتلم (¬5)، وعن المجنون (¬6) حتى يعقل (¬7)، وعن المعتوه حتى يعقل" اللفظ للدارمي. قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون محفوظاً، قلت له: روى هذا الحديث غير حماد؟ قال: لا أعلمه" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن دقيق العيد: هو أقوى إسناداً من حديث عليّ" نصب الراية 4/ 162 قلت: رواته ثقات غير حماد بن أبي سليمان وهو صدوق، وخرج له مسلم حديثاً واحداً مقروناً بغيره كما في "السير" للذهبي، وقد تكلم أحمد في رواية حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان فقال: حماد بن سلمة عنده عن حماد بن أبي سيمان تخليط كثير. وأما حديث أبي قتادة فأخرجه الحاكم (4/ 389) من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي ثني سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عبد الله بن أبي رباح عن أبي قتادة أنّه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) سقط من إسناده أحد الحمادين. (¬2) سقط من إسناده أحد الحمادين. (¬3) سقط من إسناده أحد الحمادين. (¬4) وفي لفظ لأحمد وغيره "الصبي" ولفظ أبي يعلى "الغلام" (¬5) ولفظ إسحاق وغيره "يكبر" ولفعل أحمد وغيرها "يعقل" (¬6) ولفظ أبي داود وغيره "وعن المبتلى حتى يبرأ" (¬7) ولفظ أبي يعلى وغيره "يفيق" وعند النسائي وغيره "حتى يعقل أو يفيق"

في سفر فأدلج فتقطع الناس عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّه رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه حتى يصح، وعن الصبي حتى يحتلم" وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عكرمة ضعفوه" وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11141) و"الأوسط" (3427) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه حتى يُفيق، والصبي حتى يعقل أو يحتلم" وقال: لا يُروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف" المجمع 6/ 251 قلت: لم يَرو عنه إلا إسماعيل بن عياش كما قال أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث واهي الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1540) عن حمدان بن عمر ثنا سعد بن عبد الحميد ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "رفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يُفيق" قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص وهو متروك" المجمع 6/ 251 وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 314) من طريق الخضر بن أبان الهاشمي ثنا أحمد بن عطاء ثنى عبد الحكم بن عبد الله عن أنس مرفوعاً "رفع القلم عن ثلاثة: عن المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل" وإسناده ضعيف جداً، الخضر بن أبان الهاشمي قال الدارقطني: ضعيف، وأحمد بن عطاء هو الهجيمي البصري الزاهد قال الدارقطني: متروك. وأما حديث ثوبان وشداد بن أوس فسيأتي بعد حديث.

وأما حديث علي فلِه عنه طرق: الأول: يرويه أبو ظَبيان حصين بن جندب الكوفي واختلف عنه: - فرواه الأعمش عن أبي ظبيان واختلف على الأعمش: • فرواه غير واحد عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: أتي عمر (¬1) بمجنونة (¬2) قد زنت (¬3)، فاستشار فيها أناساً فأمر بها عمر أن ترجم، فَمُرَّ بها على عليّ بن أبي طالب (¬4)، فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت، فأمر بها عمر أن ترجم، قال: فقال: ارجعوا بها، ثم أتاه فقال: يا أمير المؤمنين، أما علمت (¬5) أنّ القلم قد رفع (¬6) عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرأ (¬7)، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل (¬8)؟ قال: بلى، قال: فما بال هذه ترجم؟ قال: لا شيء قال: فَأَرْسِلْهَا، قال: فَأرْسَلَهَا، قال: فجعل يكبر. موقوف على عليّ. أخرجه أبو داود (4399) واللفظ له عن جرير بن عبد الحميد الرازي و (4400) عن وكيع وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1/ 448 - 449) عن علي بن الجعد الجوهري والهيثم بن كليب (3/ 418) والحاكم (4/ 389) عن شعبة ¬

_ (¬1) زاد الحاكم وغيره "بامرأة" (¬2) وفي لفظ "بمبتلاة" (¬3) ولفظ الحاكم وغيره "فجرت" وزاد البغوي "وهي حبلى" (¬4) زاد الحاكم وغيره "ومعها الصبيان يتبعونها" (¬5) وفي لفظ "بلغك" (¬6) وفي لفظ "وضع" (¬7) ولفظ البغوي وغيره "يفيق" ولفظ الحاكم "يعقل" وزاد "وعن المبتلى حتى يفيق" (¬8) وفي لفظ "يحتلم"

والحاكم (4/ 388 - 389) عن جعفر بن عون الكوفي والبيهقي (8/ 264) عن عبد الله بن نمير (¬1) كلهم عن الأعمش به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" • ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علي وعمر موقوفاً، ولم يذكر فيه ابن عباس. أخرجه سعيد بن منصور (2078) وتابعه عمار بن رُزيق الكوفي عن الأعمش به. ذكره الدارقطني في "العلل" (3/ 73) • ورواه جرير بن حازم البصري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علي مرفوعاً. أخرجه أبو داود (4401) والنسائي في "الكبرى" (7343) وابن خزيمة (1003 و 3048) والطحاوي في "المشكل" (3986) وفي "شرح المعاني" (2/ 74) وابن حبان (143) والدارقطني (3/ 388 - 389) والحاكم (1/ 258 و 2/ 59) وابن حزم في "المحلى" (9/ 171) والبيهقي (4/ 269 و 8/ 264) وفي "معرفة السنن" (6/ 325) وفي "الصغرى" (3240) من طريق عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم به. قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم" العلل 3/ 72 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الترمذي: رفعه جرير بن حازم وهو وهم. وهم فيه جرير بن حازم" وقال الحافظ: سنده متصل لكن أعله النسائي بأنّ جرير بن حازم حدّث بمصر بأحاديث غلط فيها" الفتح 5/ 131 ¬

_ (¬1) وذكر الدارقطني في "العلل" (723) أيضاً: محمد بن فضيل.

قلت: وكذا قال أحمد: حدّث جرير بن حازم بالوهم بمصر ولم يكن يحفظ. وحديث جرير بن عبد الحميد ومن تابعه أصح. قال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب" (¬1) العلل 3/ 74 - ورواه عطاء بن السائب عن أبي ظبيان عن علي وعمر مرفوعاً ولم يذكر ابن عباس. أخرجه الطيالسي (ص 15) وأحمد (1/ 154 - 155 و 158) وابن عبد البر (¬2) في "التمهيد" (1/ 109) عن حماد بن سلمة وأبو داود (4402) والبيهقي (8/ 264) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وأبو داود (4402) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والنسائي في "الكبرى" (7344) عن أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد البصري كلهم عن عطاء بن السائب به. - ورواه سعد بن عبيدة السُّلَمي عن أبي ظبيان عن علي وعمر موقوفاً ولم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن بشران (1199) وتابعه أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي ظبيان به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7345) من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي حصين به. وكذلك رواه أبو بكر بن عياش وشريك عن أبي حصين كما قال الدارقطني في "العلل" (3/ 73) ¬

_ (¬1) وكذا أورده البخاري في "صحيحه" (فتح 11/ 310 و 15/ 131) تعليقاً وبصيغة الجزم موقوفاً على عليّ. (¬2) ولم يذكر قصة عمر.

وقال النسائي: هذا أولى بالصواب، وأبو حصين أثبت من عطاء بن السائب، وما حدّث جرير بن حازم به فليس بذاك" الثاني: يرويه الحسن البصري أنّ عمر بن الخطاب أراد أنْ يرجم مجنونة فقال له عليّ: مالك ذلك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الطفل حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يبرأ أو يعقل" فأدرأ عنها عمر رضي الله عنه. أخرجه أحمد (1/ 118 و 140) واللفظ له وفي "مسائل صالح" (ص 189) والترمذي (1423) والنسائي في "الكبرى" (7346) وأبو القاسم البغوي في "مسائل أحمد" (ص 81) والحاكم (4/ 389) والبيهقي (4/ 325) من طريق قتادة عن الحسن به. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه، ولا نعرف للحسن سماعاً من علي بن أبي طالب. قال: قد كان الحسن في زمان علي وقد أدركه ولكنا لا نعرف له سماعاً منه" وقال في "العلل" (2/ 593) سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: الحسن قد أدرك علياً. وهو عنده حديث حسن" وقال الحاكم: إسناده صحيح" وتعقبه الذهبي فقال: فيه إرسال" قلت: وهو كما قال، فإنّ الحسن البصري إنما رأى علياً ولم يسمع منه كما قال أبو زرعة. وقال الحافظ: لم يسمع من علي" الفتح 11/ 299 - ورواه يونس بن عبيد عن الحسن عن علي واختلف فيه على يونس: • فرواه هشيم عنه مرفوعاً. أخرجه سعيد بن منصور (2082) وأحمد (1/ 116) وفي "مسائل صالح" (ص 189) وأبو القاسم البغوي في "مسائل أحمد" (ص 81) والبيهقي (8/ 265) • ورواه يزيد بن زُريع عن يونس بن عبيد موقوفاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7347) وقال: ما فيه شيء صحيح، والموقوف أصح، هذا أولى بالصواب"

وقال الدارقطني: والموقوف أشبه بالصواب" العلل 3/ 192 الثالث: يرويه خالد الحَذّاء عن أبي الضحى مسلم بن صُبَيح عن عليّ مرفوعاً "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" أخرجه سعيد بن منصور (2081) وأبو داود (¬1) (4403) واللفظ له والحربي في "الغريب" (3/ 1225) وأبو القاسم البغوي في "مسائل أحمد" (ص 81) وابن حزم في "المحلى" (9/ 171) والبيهقي (6/ 57 و7/ 359 و 8/ 265 و3/ 83) من طرق عن خالد الحذاء به. قال الزيلعي: وهو منقطع، قال الشيخ تقي الدين تابعاً لشيخه زكي الدين المنذري: أبو الضحى لم يدرك علي بن أبي طالب" نصب الراية 4/ 163 قلت: قال أبو زرعة: مسلم بن صبيح عن عليّ مرسل" المراسيل ص 218 الرابع: يرويه ابن جُريج أنبا القاسم بن يزيد عن عليّ مرفوعاً "يرفع القلم عن الصغير, وعن المجنون، وعن النائم" أخرجه ابن ماجه (2042) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، القاسم بن يزيد هذا مجهول وأيضاً لم يدرك علي بن أبي طالب" مصباح الزجاجة 2/ 125 وقال الذهبي في "الميزان": لم يدركه فهو منقطع وعنه ابن جريج فقط. وقال في "الكاشف" عن علي مرسلاً. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. الخامس: يرويه هشيم أنا العوام عن إبراهيم التيمي قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة مصابة قد فجرت، فهمّ أنْ يضربها فقال عليّ: ليس ذاك لك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يكشف عنه" فخلى عنها عمر. أخرجه سعيد بن منصور (2080) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "الأحكام" (ص 896)

وإسناده منقطع، قال ابن المديني: لم يسمع إبراهيم بن يزيد التيمي من عليّ. وخلاصة القول في حديث عليّ هذا أنه موقوف عليه، وقد أورده البخاري في "صحيحه" تعليقاً كذلك، إلا أن يحمل قول عليّ لعمر: أما علمت، وقول عمر: بلى. على الرفع. قال الحافظ: ورجح النسائي الموقوف ومع ذلك فهو مرفوع حكماً" الفتح 15/ 131 2171 - عن عائشة مرفوعاً "رفع القلم عن ثلاثة" فذكره بلفظ "وعن المبتلى حتى يبرأ" قال الحافظ: ولأبي داود من طريق حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة مرفوعاً: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 2172 - "رفع القلم في الحدِّ عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يُفيق، وعن المعتوه الهالك" قال الحافظ: حديث أبي ادريس الخولاني أخبرني غير واحد من الصحابة منهم شداد بن أوس وثوبان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، أخرجه الطبراني" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (7156) وفي "مسند الشاميين" (386 و 3509) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثنا عبد المؤمن بن علي الزعفراني ثنا عبد السلام بن حرب عن بُرْد بن سنان عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 6/ 251 قلت: وهو كما قال، وإسناده صحيح إنْ كان مكحول سمعه من أبي ادريس الخولاني فإنّه موصوف بالتدليس. 2173 - "رفع الله عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عباس إلا أنّه بلفظ "وضع" بدل "رفع" أخرجه الفضل بن جعفر التيمي في "فوائده" بالإسناد الذي أخرجه به ابن ماجه بلفظ "رفع" ¬

_ (¬1) 15/ 131 (كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة) (¬2) 15/ 132 (كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة)

ورجاله ثقات إلا أنّه أعل بعلة غير قادحة فإنّه من رواية الوليد عن الأوزاعي عن عطاء عنه، وقد رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي فزاد عبيد بن عمير بين عطاء وابن عباس، أخرجه الدارقطني والحاكم والطبراني وهو حديث جليل" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله تجاوز ... " 2174 - عن جابر قال: ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرساً بالمدينة فصرعه على جذع نخلة فانفكت قدمه" قال الحافظ: في رواية أبي سفيان عن جابر قال: فذكره، أخرجه أبو داود وابن خزيمة بإسناد صحيح" (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 325 - 326) وأحمد (3/ 300) وأبو داود (602) وأبو يعلى (1896) وابن خزيمة (1615) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 202) والطحاوي في "المشكل" (5638) وابن حبان (2112 و 2114) والطبراني في "الأوسط" (4481) والدارقطني (1/ 422 - 423 و 423) والبيهقي (3/ 79 - 80) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: صُرع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فرس له، فوقع على جذع (¬4) نخلة فانفكت (¬5) قدمه (¬6)، فدخلنا عليه نعوده وهو يصلي (¬7) في مَشْرُبَة لعائشة جالساً، فصلينا بصلاته ونحن قيام (¬8)، ثم دخلنا عليه مرّة أخرى وهو يصلي (¬9) جالساً، فصلينا بصلاته ونحن قيام، فأومأ إلينا أن: اجلسوا، فلما صلّى قال "إنما (¬10) جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلّى قائماً فصلوا قياماً، وإن صلى جالساً فصلّوا جلوساً, ولا تقوموا (¬11) وهو جالس كما يصنع أهل فارس بعظمائها" ¬

_ (¬1) 6/ 86 (كتاب العتق- باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه) (¬2) 3/ 344 (كتاب الصلاة -أبواب السهو- باب يكبر في سجدتي السهو) (¬3) 2/ 318 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب إنما جعل الإمام ليؤتم به) (¬4) ولفظ أبي داود وغيره "جذم" (¬5) ولفظ الطبراني "فانفتلت" (¬6) زاد الدارقطني "فقعد في بيت عائشة" (¬7) ولفظ أبي داود وغيره "يسبح" ولفظ ابن المنذر وغيره "يصلي تطوعاً" (¬8) زاد أبو داود وغيره "فسكت عنا" (¬9) زاد أبو داود وغيره "المكتوبة" (¬10) ولفظ الدارقطني وغيره "ائتموا بالإمام" (¬11) ولفظ أبي داود وغيره "ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها"

السياق لابن حبان. وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع قال أحمد وغيره: ليس به بأس. وقال شعبة: حديثه عن جابر إنّما هو كتاب سليمان (¬1) اليشكرى. وقال أيضاً: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث. وقال أبو حاتم: روى أبو سفيان عن جابر وهو قد سمع منه، وأكثره من صحيفة سليمان اليشكري. وتكلموا في رواية الأعمش عنه. فقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت ابن المديني عن أبي سفيان الذي روى عنه الأعمش؟ فقال: كان أصحابنا يضعفونه في حديثه. وقال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عنه. 2175 - "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (725) عن عائشة. 2176 - حديث أبى سعيد: رَمَلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته وعمره كلها وأبو بكر وعمر والخلفاء. قال الحافظ: عند الحاكم من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬3) صحيح أخرجه أبو يعلى (2492) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3391) ثنا أبو معاوية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: رمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته وعمرته، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء بَعْدُ. قال البوصيري: رجاله ثقات" إتحاف الخيرة 4/ 92 قلت: وإسناده صحيح، ورواية ابن جريج عن عطاء بالعنعنة محمولة على الاتصال، ¬

_ (¬1) وسليمان ثقة. (¬2) 3/ 87 (كتاب الصلاة -أبواب صلاة الخوف- باب الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو) (¬3) 4/ 217 (كتاب الحج -باب الرَّمَل في الحج والعمرة)

فقد روى يحيى بن سعيد عنه أنّه قال: إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت. 2177 - عن جابر قال "رُمي سعد بن معاذ على أَكْحَلِهِ فَحَسَمَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2208) من طريق أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (¬1) 2178 - "رؤيا الأنبياء وحي" قال الحافظ: رواه مسلم مرفوعاً" (¬2) لم أره في صحيح مسلم، وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ رؤيا الأنبياء وحي" 2179 - "الراحمون يرحمهم الرحمن" قال الحافظ: ثبت في حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود وغيره: فذكره" (¬3) وذكره في موضع آخر وقال: حديث الرحمة الذي اشتهر بالمسلسل بالأولية أخرجه البخاري في "التاريخ" وأبو داود والترمذي والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ: فذكره" (¬4) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ارحموا من في الأرض ... " 2180 - "الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان والحاكم من حديث المغيرة بن شعبة مرفوعاً: فذكره" (¬5) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 280 و 317) وأحمد (4/ 252) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 384 - 385 و 405) وابن حبان (3049) والطبراني في "الكبير" (20/ 431) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 97 - 98) ¬

_ (¬1) 12/ 261 (كتاب الطب - باب من اكتوى أو كوى غيره) (¬2) 1/ 250 (كتاب الوضوء - باب التخفيف في الوضوء) (¬3) 3/ 399 (كتاب الجنائز- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) (¬4) 17/ 128 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسرَاء: 110]) (¬5) 3/ 427 (كتاب الجنائز - باب السرعة بالجنازة)

عن وكيع وأحمد (4/ 252) وابن ماجه (¬1) (481 أو 1507) والبيهقي (4/ 8) عن رَوح بن عبادة البصري والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 482) والحاكم (1/ 355) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي والترمذي (1031) والطحاوي (1/ 508) والطبراني في "الكبير" (20/ 431) عن إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية الجبيري والنسائي (4/ 47) وفي "الكبرى" (2075) وابن المنذر (5/ 384 - 385 و 405) وابن حزم في "المحلى" (5/ 233) عن خالد بن الحارث البصري والنسائي (4/ 45 - 46) وفي "الكبرى" (2070) عن بشر بن السري البصري وابن شاهين في "الناسخ" (333) عن مكي بن إبراهيم البلخي وأحمد (4/ 247) عن عبد الواحد بن واصل الحداد (¬2) كلهم عن سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية الثقفي الجبيري ثني عمي زياد بن جبير بن حية ثني أبي جبير بن حية أنّه سمع المغيرة بن شعبة رفعه "الراكب خلف الجنازة والماشي (¬3) حيث شاء منها والطفل يصلى عليه" ¬

_ (¬1) سقط منه في الموضع الأول "جبير بن حية" وأثبته في الموضع الأول. (¬2) رواه زياد بن أيوب البغدادي عن عبد الواحد بن واصل فقال: ثنا سعيد بن عبيد الله وأخوه المغيرة جميعاً عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة. أخرجه النسائي في "المجتبي" (4/ 45) عن زياد بن أيوب به. وأخرجه في "الكبرى" (2069) بهذا الإسناد وأسقط منه "جبير بن حية" (¬3) ولفظ الحاكم "الماشي أمام الجنازة" ولفظ البيهقي "الماشي قريبا منها"

قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ البخاري لم يخرج رواية وكيع ومن تابعه عن سعيد بن عبيد الله الجبيري. ولم ينفرد سعيد بن عبيد الله به بل تابعه المبارك بن فَضالة عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة -قال: ولا أعلمه إلا مرفوعاً قال "الراكب يسير خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها خلفها وأمامها قريباً أو عن يمينها وعن يسارها قريباً، والسقط يصلى عليه ويُدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة" أخرجه الطيالسي (ص 96) عن مبارك بن فضالة به. وأخرجه أحمد (4/ 248 - 249) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا المبارك قال: أخبرني زياد بن جبير به. وإسناده حسن، رواته ثقات غير المبارك بن فضالة وهو صدوق يدلس، وقد صرح بالإخبار من زياد بن جبير فانتفت تهمة تدليسه. - ورواه يونس بن عبيد عن زياد بن جبير واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فقال عبد الله بن بكر المزني: ثنا يونس بن عبيد عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة مرفوعاً "الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها والطفل يصلى عليه" أخرجه الطبراني (20/ 430) • ورواه غير واحد عن يونس عن زياد عن أبيه عن المغيرة موقوفاً (¬1)، منهم: 1 - إسماعيل بن عُلية (¬2). أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 317) وأحمد (4/ 249) 2 - خالد بن عبد الله الواسطي (¬3). أخرجه أبو داود (3180) والطبراني (20/ 430) والبيهقي (4/ 8) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 97) ¬

_ (¬1) ولفظه بنحو حديث المبارك بن فضالة. (¬2) وقال في حديثه: قال يونس: وأهل زياد يرفعونه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا لا أحفظه. (¬3) وقال في حديثه: قال يونس: وأحسب أنّ أهل زياد أخبروني أنه رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

3 - أبو همام محمد بن الزبرقان الأهوازي (¬1). أخرجه الحاكم (1/ 363) والبيهقي (4/ 8) وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط البخاري" • ورواه سفيان الثوري عن يونس بن عبيد واختلف عنه: فرواه عبد الرزاق (6602) عن سفيان موقوفاً. ورواه قَبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان فقال: أراه قد رفعه. أخرجه البيهقي (4/ 24 - 25) وفي "معرفة السنن" (5/ 272) ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن سفيان فرفعه. أخرجه الطبراني (20/ 430) والمرفوع هو الصواب. 2181 - "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً، وهو حديث حسن الإسناد، وقد صححه ابن خزيمة والحاكم، وأخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة وصححه" (¬2) حسن ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ابن عمرو فأخرجه مالك (2/ 978) وأحمد (2/ 186 و 214) وأبو داود (2607) والترمذي (1674) والنسائي في "الكبرى" (8849) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (91) والحاكم (2/ 102) والبيهقي في "الآداب" (946) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 6) والخطيب في "التاريخ" (5/ 383) والبغوي في "شرح السنة" (2675) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 335) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعاً (¬3). ¬

_ (¬1) وقال في حديثه: قال يونس: وحدثني بعض أهله أنه رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) 6/ 393 - 394 (كتاب الجهاد - باب سفر الاثنين) (¬3) وفي رواية الحاكم: أنّ رجلاً قدم من سفر فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صحبت؟ " فقال: ما صحبت أحدا، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وذكر ابن عبد البر نحوه.

قال الترمذي: حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان فالإسناد حسن. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحاكم (2/ 102) عن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني النيسابوري ثنا جدي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ثنا ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً "الواحد شيطان، والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب" وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: المغيرة بن عبد الرحمن هو ابن الحارث بن عياش لم يخرج له مسلم شيئاً. وشيخ الحاكم ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: قال الحاكم: ارتبت في لقيه بعض الشيوخ. وجده لم أر من ترجمه، والباقون كلهم ثقات. 2182 - حديث سعد قال: قالت امرأة: يا نبي الله، إنا كَلٌّ على آبائنا وأزواجنا وأبنائنا فما يحل لنا من أموالهم؟ قال "الرَّطْبُ تأكُلْنَه وتُهدينه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن خزيمة" (¬1) ضعيف - يرويه يونس بن عبيد واختلف عنه: • فقيل: عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير بن حية عن سعد (¬2) قال: لما بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء قامت إليه امرأة جليلة كأنّها من نساء مضر فقالت: يا رسول الله، إنّا كل على آبائنا وأزواجنا وابناءنا، فما يحل لنا من أموالهم؟ قال "الرطب تأكلينه وتهدينه" أخرجه ابن سعد (8/ 10) وابن أبي شيبة (6/ 585) وعبد بن حميد (147) وأبو داود (1686) وابن أبي الدنيا في "العيال" (519) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (957) وابن الأعرابي (ق 179/ أ) والحاكم (4/ 134) وأبو نعيم في "الصحابة" (3208) والبيهقي (4/ 192 - 193) والخطيب في "تالي التلخيص" (242) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1697) ¬

_ (¬1) 11/ 208 (كتاب النكاح - باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه) (¬2) وعند ابن الأعرابي "عن سعد بن مالك" وعند الحاكم "عن سعد بن أبي وقاص"

عن عبد السلام بن حرب المُلائي الكوفي والبزار (1241) والعسكري في "التصحيفات" (1/ 321 - 322) والحاكم (4/ 134) والبيهقي (4/ 193) عن سفيان الثوري كلاهما عن يونس بن عبيد به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا سعد بهذا الإسناد" وقال الحاكم: حديث عبد السلام بن حرب صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية زياد بن جبير عن سعد، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: زياد بن جبير عن سعد بن أبي وقاص مرسل (المراسيل) • وقيل: عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلاً يقال له: سعد. مرسل أخرجه ابن مندة في "معرفة الصحابة" من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد به. وتابعه هاشم (¬1) عن يونس بن عبيد به. ذكره الدارقطني في "العلل" (4/ 382) وقال: ويقال: إنّ سعدا هذا رجل من الأنصار، وليس بسعد بن أبي وقاص، وهو أصح إن شاء الله تعالى" وقال الحافظ في "النكت الظراف" (3/ 282) قلت: قال ابن المديني في "العلل": سعد هذا ليس هو ابن أبي وقاص والحديث مرسل. هكذا حكى عبد الحق في الأحكام" ثم ذكر كلام الدارقطني الذي تقدم آنفا ثم قال: قلت: لكن أورد البزار في مسند سعد بن أبي وقاص فأخرجه من طريق سفيان الثوري عن يونس بن عبيد ورجح ذلك أبو الحسن بن القطان وقد أوضحت ذلك في كتابي في الصحابة" وقال في "الإصابة" (4/ 180): أخرجه البزار وعبد بن حميد ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني في "مسند سعد بن أبي وقاص" وأفرده البغوي وابن مندة وهو الراجح فإنّ ¬

_ (¬1) لعله هشيم.

الدارقطني ذكر الاختلاف فيه في "العلل" ورجح أنه عن سعد رجل من الأنصار وأنّ من قال فيه: سعد بن أبي وقاص فقد وهم. قلت: ويؤيد أنّه غيره أنّ ابن مندة أخرج من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلاً يقال له: سعد على السعاية. فلو كان هو ابن أبي وقاص ما عبر عنه الراوي بهذا" 2183 - "الرهن مركوب ومحلوب" قال الحافظ: أخرجه الحاكم وصححه من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً، قال الحاكم: لم يخرجاه لأن سفيان وغيره وقفوه على الأعمش انتهى وقد ذكر الدارقطني الاختلاف على الأعمش وغيره ورجّح الموقوف، وبه جزم الترمذي" (¬1) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه الأعمش ومنصور بن المعتمر عن أبي صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة. فأما حديث الأعمش فيرويه غير واحد عنه عن أبي صالح عن أبي هريرة. واختلف عنه في رفعه ووقفه: - فرواه غير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً، منهم: 1 - مَعْمر بن راشد أخرجه عبد الرزاق (15066) 2 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الشافعي في "الأم" (3/ 145) والبيهقي (6/ 38) 3 - وكيع في "نسخته" عن الأعمش (16) ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 38) 4 - هشيم (¬2). 5 - محمد بن فضيل (¬3). ¬

_ (¬1) 6/ 68 (كتاب الرهن -باب الرهن مركوب ومحلوب) (¬2) أنظر "العلل" للدارقطني (10/ 113) - "تاريخ بغداد" (6/ 185) (¬3) أنظر "العلل" للدارقطني (10/ 113) - "تاريخ بغداد" (6/ 185)

6 - جرير بن عبد الحميد (¬1). قال الدارقطني والخطيب: وهو المحفوظ عن الأعمش" العلل 10/ 113 - تاريخ بغداد 6/ 185 - ورواه عيسى بن يونس عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (282) عن عيسى بن يونس موقوفاً. • ورواه لوين محمد بن سليمان المصيصي عن عيسى بن يونس مرفوعاً. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 113) - ورواه شعبة عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه أبو الحارث نصر بن حماد البصري عن شعبة مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (7/ 2504) وقال: وهذا الحديث غير محفوظ، ونصر بن حماد مع ضعفه يكتب حديثه" قلت: قال ابن معين والنسائي: نصر بن حماد ليس بثقة، وقال مسلم: ذاهب الحديث. • ورواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عن شعبة موقوفاً. أخرجه البيهقي (6/ 38) قال الدارقطني في "العلل" (10/ 112): وهو الصواب" - ورواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن أبي عوانة مرفوعاً، منهم: 1 - يحيى بن حماد الشيباني. أخرجه ابن الأعرابي (ق 86/ ب، 87/ ب) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (283) والدارقطني (3/ 34) 2 - سليمان بن حرب البصري. أخرجه الحاكم (2/ 58) ¬

_ (¬1) انظر "العلل" للدارقطني (10/ 113) - "تاريخ بغداد" (6/ 185)

3 - شيبان بن فروخ الأُبُلي. أخرجه الحاكم (2/ 58) والبيهقي (6/ 38) وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لإجماع الثوري وشعبة على توقيفه عن الأعمش، وأنا على أصلي الذي أصلته في قبول الزيادة من الثقة" • ورواه عفان بن مسلم البصري عن أبي عوانة موقوفاً. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 113) - ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه إبراهيم بن مُجَشِّر البغدادي عن أبي معاوية مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (1/ 272) والدارقطني (3/ 34) والبيهقي (6/ 38) والخطيب في "التاريخ" (6/ 184) وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلمه يرفعه عن أبي معاوية غير إبراهيم بن مجشر هذا" وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعاً إبراهيم بن مجشر" وَروَى عن الفضل بن سهل أنّه كذب إبراهيم هذا، وعن ابن عقدة أنه قال: فيه نظر، وعن ابن عدي أنّه قال: ضعيف يسرق الحديث. • ورواه أبو حاتم الرازي عن علي بن محمد الطنافسي عن أبي معاوية مرفوعاً. ثم قال: رفعه مرة ثم ترك بعد الرفع فكان يقفه. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 374) - ورواه يزيد بن عطاء اليشكري عن الأعمش مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (7/ 2727) وقال: وهذا الحديث الأصل فيه موقوف، وقد رواه غير واحد عن الأعمش مرفوعاً وموقوفاً والأصح هو الموقوف" قلت: ويزيد بن عطاء قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقواه بعضهم. - وحكى الدارقطني في "العلل" وغيره أن الثوري رواه عن الأعمش موقوفاً. وقد روي عن الثوري مرفوعاً.

قال ابن عدي (2/ 757): ثنا الحسن بن عثمان التستري ثنا خليفة بن خياط وحفص بن عمر الرازي قالا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً به. وقال: وهذا عن الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسنداً منكراً جداً وبخاصة إذا رواه عنه ابن مهدي وعن ابن مهدي خليفة وحفص بن عمر، والبلاء من الحسن بن عثمان، وكان عندي يضع ويسرق حديث الناس، سألت عبدان الأهوازي عنه فقال: هو كذاب" وأما حديث منصور فيرويه خلاد الصفار عن منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 45) وقال: غريب من حديث منصور وأبي صالح لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال الدارقطني: وغير خلاد يرويه عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة موقوفاً" العلل 10/ 114 الثاني: يرويه معتمر بن سليمان التيمي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمرو وأبي هريرة مرفوعاً. أخرجه الدارقطني (3/ 74) وإسناده ضعيف لضعف ليث. الثالث: يرويه السري بن إسماعيل الكوفي عن عامر الشعبى عن أبي هريرة مرفوعاً "الرهن محلوب ومركوب، والشاة تعلف ويشرب لبنها" أخرجه ابن الأعرابي (ق 117/ أ) عن إسماعيل بن محمد بن أبي كثير الفارسي ثنا مكي بن إبراهيم عن السري به. ورواه أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللنباني عن إسماعيل بن محمد بن أبي كثير بلفظ "الرهن محلوب ومركوب" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (4/ 254) والسري بن إسماعيل قال النسائي وغيره: متروك الحديث. ورواه زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ "الرهن يركب بنفقته، ويشرب لبن الدَّر إذا كان مرهوناً" أخرجه البخاري (فتح 6/ 69)

2184 - "الرؤيا الصالحة من المؤمن جزء من خمسين جزءاً من النبوة" قال الحافظ: وأخرج أحمد وأبو يعلى والطبري في "تهذيب الآثار" من طريق الأعرج عن سليمان بن عَرِيْب عن أبي هريرة كالجادة، قال سليمان: فذكرته لابن عباس فقال: جزء من خمسين، فقلت له: إني سمعت أبا هريرة، فقال ابن عباس: فإني سمعت العباس بن عبد المطلب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبِي: عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن الأعرج عن سليمان بن عريب عن أبي هريرة مرفوعاً "رؤيا الرجل الصالح بشرى من الله، وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" فحدّثت به ابن عباس فقال: قال العباس بن عبد المطلب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هي جزء من خمسين جزءاً من النبوة" أخرجه البزار (1298) عن إبراهيم بن زياد الصائغ والطبراني في "الأوسط" (5808) عن محمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا علي بن حكيم الأودي ثنا أبو مالك الجنبي به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن العباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به علي بن حكيم" قلت: وثقه ابن معين وغيره، وأبو مالك الجنبي مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه مسلم وغيره. ولم ينفرد به بل تابعه يونس بن بكير الشيباني أنا ابن إسحاق به. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 2) وتابعه أحمد بن خالد الوَهْبي ثنا ابن إسحاق به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 281) - وقال محمد بن سلمة الحرّاني: عن ابن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن سليمان بن عريب عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) 16/ 15 - 16 (كتاب التعبير - باب رؤيا الصالحين)

أخرجه أبو يعلى (6706 و 6707) والطحاوي في "المشكل" (2176) وأبو الشيخ في "الطبقات" (765) وإسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وسليمان بن عريب ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 2185 - "الرؤيا تقع على ما يعبّر، مَثَلُ ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها" قال الحافظ: وفي مرسل أبي قِلابة عند عبد الرزاق: فذكره، وأخرجه الحاكم موصولاً بذكر أنس" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (20354) عن مَعْمر عن أيوب عن أبي قلابة به مرفوعاً وزاد "فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً" هكذا رواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق، وخالفه يحيى بن جعفر البخاري فرواه عن عبد الرزاق أنبا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس. فزاد فيه أنساً. أخرجه الحاكم (4/ 391) عن أحمد بن سهل الفقيه ثنا إسحاق بن أحمد بن صفوان البخاري ثنا يحيى بن جعفر به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات غير إسحاق بن أحمد بن صفوان البخاري فلم أقف له على ترجمة. وللحديث شاهد عن أبي رزين العقيلي سيأتي بعد حديث. وله شاهد آخر عن أبي هريرة مرفوعاً "لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" أخرجه الدارمي (2153) والترمذي (2280) من طريق يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلساً، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة به. ¬

_ (¬1) 16/ 91 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب)

أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 49) و"الأوسط" (7271) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مبارك بن فضالة عن هشام بن حسان به. وقال: لم يروه عن هشام إلا مبارك، تفرد به إسماعيل" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن عدي وغيره، ومبارك بن فضالة مدلس وقد رواه بالعنعنة. 2186 - "الرؤيا ثلاث: منها أَهَاوِيلُ من الشيطان لِيَخزُنَ ابن آدم، ومنها ما يَهُمُّ به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" قال الحافظ: وقع في حديث عوف بن مالك عند ابن ماجه بسند حسن رفعه: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 75) وفي "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 155) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 348) وابن ماجه (3907) والبزار (2125) والطحاوي في "المشكل" (2178) وابن حبان (6042) والطبراني في "الكبير" (18/ 63 - 64) و"الأوسط" (6738) وأبو طاهر المخلص في "حديثه" (20 و 21 - منسوختي) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 285 - 286) والمزي في "تهذيب الكمال" (32/ 209 - 210) من طرق عن يحيى بن حمزة الدمشقي ثنا يزيد بن عبيدة ثني أبو عبيد الله مسلم بن مِشْكَم عن عوف بن مالك به مرفوعاً وقال في آخره: فقلت له: أنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أنا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عوف بن مالك إلا بهذا الإسناد، تفرد به يزيد بن عبيدة" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 155 قالت: وهو كما قال. 2187 - "الرؤيا على رجل طائر ما لم تُعَبَّر، فإذا عُبِّرَتْ وقعت" لفظ أبي داود، وفي رواية الترمذي "سقطت" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه بسند حسن، وصححه الحاكم عن أبي رَزِين العقيلي رفعه: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 65 (كتاب التعبير- باب القيد في المنام) (¬2) 16/ 91 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب)

أخرجه الطيالسي (ص 147) وأحمد (4/ 12 و 13) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 178) والدارمي (2154) والترمذي (2278 و 2279) والدولابي في "الكنى" (1/ 29) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1772) وفي "الصحابة" (2046) والطحاوي في "المشكل" (681) وابن حبان (6049) والطبراني في "الكبير" (19/ 204 - 205 و 205) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 564) والحاكم (4/ 390) وأبو نعيم في "الصحابة" (5919) والبيهقي في "الشعب" (4435) والخطيب في "الموضح" (2/ 333 - 334) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (713) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3281) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 58 - 59) عن شعبة وابن أبي شيبة (11/ 50) وأحمد (4/ 10) والبخاري في "الكبير" (4/ 2 / 178) وأبو داود (5020) وابن ماجه (3914) وأبو القاسم البغوي (2047) والمحاملي في "أماليه" (375) وابن حبان (6050) والطبراني في "الكبير" (19/ 204 - 205 و 206) والبيهقي في "الشعب" (4434) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3282) عن هشيم وأحمد (4/ 10) والبخاري في "الكبير" (4/ 2 / 178) وابن حبان (6055) والطبراني في "الكبير" (19/ 205 - 206) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 283) عن حماد بن سلمة وأحمد (4/ 11) عن سفيان الثوري كلهم عن يعلي بن عطاء قال: سمعت وكيع بن عُدُس العقيلي يحدث أنّه سمع عمه أبا رزين العقيلي أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "رؤيا المؤمن (¬1) جزء من أربعين (¬2) جزءاً من النبوة، وهي على رجل طائر معلقة ما لم يحدث بها، فإذا حدّث بها سقطت (¬3) " قال: وأحسبه قال "ولا تحدث بها إلا حبيباً أو لبيباً" لفظ حديث شعبة (¬4). ¬

_ (¬1) وفي لفظ "المسلم" (¬2) ولفظ الترمذي "جزء من ستة وأربعين جزءا" وفي الجعديات والطبراني على الشك. (¬3) وفي لفظ "وقعت" (¬4) وهو للطيالسي.

ولفظ حديث هشيم (¬1) "الرؤيا على رجل طائر ما لم تُعَبِّر، فإذا عُبِّرَتْ وقعتْ" قال" والرؤيا (¬2) جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة" قال: وأحسبه قال "لا يقصها إلا على وادِّ أو ذي رأي" ولفظ حديث حماد (¬3) "الرؤيا معلقة برجل طائر (¬4) ما لم يحدث بها صاحبها، فإذا حدث بها وقعت، ولا تحدثوا بها إلا عالماً أو ناصحا أو لبيبا (¬5)، والرؤيا الصالحة جزء من أربعين (¬6) جزءاً من النبوة" ولفظ حديث سفيان "رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة" أشك أنه قال "رؤيا المؤمن على رجل طائر ما لم يخبر بها، فإذا أخبر بها وقعت" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو محمد البغوي: هذا حديث حسن" قلت: رواته ثقات غير وكيع بن عدس (¬7) ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن قتيبة: غير معروف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه يعلي بن عطاء. ... ¬

_ (¬1) وهو لأحمد. (¬2) ولفظ ابن حبان "رؤيا المؤمن" (¬3) وهو لأحمد. (¬4) ولفظ ابن حبان "طير" (¬5) ولفظ الطبراني وابن حبان "حبيباً" (¬6) ولفظ الطبراني "ستة وأربعين" ولفظ ابن حبان "سبعين" (¬7) ويقال: حُدُس.

حرف الزاي

حرف الزاي 2188 - حديث أبي بكرة "زادك الله حرصاً ولا تعد" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 2/ 410 - 411) 2189 - "زادني صلاة وهي الوتر، وقتها من العشاء إلى طلوع الفجر" قال الحافظ: وروى أحمد من حديث معاذ مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده ضعف، وكذا في حديث خارجة بن حذافة في "السنن" (¬2) صحيح ورد من حديث معاذ بن جبل ومن حديث خارجة بن حذافة العدوي ومن حديث أبي بصرة ومن حديث عمرو بن العاص وعقبة بن عامر ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عباس. فأما حديث معاذ فأخرجه أحمد وابنه (5/ 242) وفي "المسائل" له (ص 93 - 94) عن هارون بن معروف المروزي ثنا ابن وهب أني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي أفريقية أنّ معاذ بن جبل قدم الشام وأهل الشام لا يوترون فقال لمعاوية: مالي أرى أهل الشام لا يوترون، فقال معاوية: وواجب ذلك عليهم؟ قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "زادني ربي - عز وجل- صلاة وهي الوتر، وقتها ما بين العشاء إلى طلوع الفجر" قال ابن الجوزي: فيه عبيد الله بن زحر قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: ¬

_ (¬1) 2/ 259 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة) (¬2) 3/ 140 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب ساعات الوتر)

يروي الموضوعات عن الأثبات، وفيه عبد الرحمن بن رافع قال البخاري: في حديثه مناكير" (¬1) وقال ابن عبد الهادي: حديث معاذ لا يثبت لأن في إسناده ضعفاً وانقطاعاً، فإنّ عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي أفريقية لم يدرك معاذاً" تنقيح التحقيق 2/ 1048 وقال الهيثمي: وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف متهم، ومعاوية لم يتأمر في زمن معاذ" "المجمع 2/ 239 وقال الحافظ: فيه ضعف وانقطاع" التلخيص 2/ 16 وقال في "الدراية" (1/ 189): عبيد الله بن زحر واه، ومعاذ بن جبل مات قبل أن يلي معاوية دمشق، وعبد الرحمن المذكور لم يدرك القصة" وأما حديث خارجة بن حذافة فأخرجه ابن وهب في "الموطأ" (339) وابن سعد (4/ 188 - 189) وابن أبي شيبة (6832) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 203) والدارمي (1584) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 77 و170) وأبو داود (1418) وابن ماجه (1168) والترمذي (452) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (816) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 245 - 246) والنسائي في "الكنى" كما في "نصب الراية" (2/ 109) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (611) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 169) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 430) وفي "المشكل" (4493 و 4494) والعقيلي (2/ 309) والطبراني في "الكبير" (4136 و 4137) وابن عدي (3/ 920) والدارقطني (2/ 30) والحاكم (1/ 306) وأبو نعيم في "الصحابة" (2492 و 2493 و 2494) والبيهقي (2/ 469 و 478) وفي "الصغرى" (752) وابن الجوزي في "العلل" (769) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 84) والمزي في "تهذيب الكمال" (8/ 8) عن يزيد بن أبي حبيب وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 170) عن خالد بن يزيد الجُمَحي كلاهما عن أبي الضحاك عبد الله بن راشد الزَّوْفي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي ¬

_ (¬1) تنقيح التحقيق 2/ 1044

عن خارجة بن حذافة قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) فقال "إن الله قد أمدكم (¬2) بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر" قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب" وقال البخاري: لا يعرف سماع عبد الله بن راشد من عبد الله بن أبي مرة، وليس له إلا حديث في الوتر" التاريخ الكبير 3/ 1/ 88 وقال أيضاً: لا يعرف عبد الله بن أبي مرة إلا بحديث الوتر، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض" التاريخ الكبير 3/ 1/ 193 وقال ابن عدي: ولا أعرف لخارجة غير هذا، وهو في جملة من يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثاً واحداً" وقال ابن حبان: عبد الله بن أبي مرة الزوفي يروي عن خارجة بن حذافة في الوتر إن كان سمع منه، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، إسناد منقطع ومتن باطل" الثقات 5/ 45 وقال أيضاً: عبد الله بن راشد الزوفي يروي عن عبد الله بن أبي مرة إن كان سمع منه، ومن اعتمده فقد اعتمد إسناداً مشوشاً" الثقات 7/ 35 وقال الحاكم: صحيح الإسناد رواته مدنيون ومصريون ولم يتركاه إلا لما قدمت ذكره من تفرد التابعي عن الصحابي" قلت: بل ضعيف الإسناد، وعبد الله بن راشد قال ابن أبي حاتم: لا يعرف سماعه من ابن أبي مرة، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بالمعروف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأما حديث أبي بَصْرة فأخرجه أحمد (6/ 7) عن علي بن إسحاق السلمي المروزي ثنا عبد الله بن المبارك أنا سعيد بن يزيد ثني ابن هُبيرة عن أبي تميم الجيشاني أنّ عمرو بن العاص خطب الناس يوم جمعة فقال: إنّ أبا بصرة حدثني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ الله زادكم صلاة وهي الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر" قال أبو تميم: فأخذ بيدي أبو ذر فسار في المسجد إلى أبي بصرة فقال له: أنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما قال عمرو؟ قال أبو بصرة: أنا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) زاد ابن أبي شيبة وغيره "صلاة الغداة" وفي لفظ "صلاة الصبح" (¬2) زاد ابن أبي شيبة وغيره "الليلة"

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا علي بن إسحاق السلمي وهو ثقة" المجمع 2/ 239 قلت: وهو كما قال، وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وابن هبيرة اسمه عبد الله، وأبو تميم اسمه عبد الله بن مالك. ولم ينفرد علي بن إسحاق به بل تابعه (¬1) يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الله بن المبارك به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2168) ولم ينفرد سعيد بن يزيد الحميري به بل تابعه ابن لَهيعة أنا عبد الله بن هبيرة به. أخرجه أحمد (6/ 397) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 72 و 189) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 227) والدولابي في "الكنى" (1/ 65) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 430) وفي "المشكل" (4491) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 150 - 151) والطبراني في "الكبير" (2167) والحاكم (3/ 593) من طرق عن ابن لهيعة به. وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. قال الحافظ: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، لكن توبع" التلخيص 2/ 16 وأما حديث عمرو بن العاص وعقبة بن عامر فأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" كما في "نصب الراية" (2/ 109) عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا قرة بن عبد الرحمن بن حَيْوئيل المصري عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عمرو وعقبة مرفوعاً "إنّ الله -عز وجل- زادكم صلاة خير لكم من حمر النعم، الوتر، وهي لكم فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر" ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7971) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 235) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب إلا قرة، بن عبد الرحمن، تفرد به سويد بن عبد العزيز، ولا روي عن عمرو بن العاص وعقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث قرة، لم يروه عنه إلا سويد" ¬

_ (¬1) وتابعه نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4492)

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك" المجمع 2/ 240 وقال الحافظ: رواه الطبراني وفيه ضعف" التلخيص 2/ 16 وقال في "الدراية" (1/ 189): هكذا قال قرة بن عبد الرحمن عن يزيد، وخالفه الليث وابن إسحاق فقال: عن يزيد عن عبد الله بن راشد عن عبد الله بن أبي مرة عن خارجة بن حذافة، وهو المحفوظ" وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "نصب الراية" (2/ 110) و"اللسان" (2/ 362) عن حميد بن أبي الجون الاسكندراني ثنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمراً وجهه يجرّ رداءه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "يا أيها الناس، إنّ الله تعالى زادكم صلاة إلى صلاتكم وهي الوتر" قال الدارقطني: لا يثبت هذا، وحميد بن أبي الجون ضعيف" وقال الحافظ في "اللسان": رواه عنه علي بن سعيد الرازي وهذا موضوع بهذا الإسناد" قلت: ولم ينفرد ابن أبي الجون به بل تابعه أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب به. ذكر ذلك ابن حبان في "المجروحين" (1/ 149) وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 114): هذا موضوع على ابن وهب" وقال الحافظ في "التهذيب" (1/ 56): هذا حديث موضوع على مالك" وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "إنّ الله زادكم صلاة إلى صلاتكم (¬1) وهي الوتر" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 297) واللفظ له وأحمد (2/ 180 و 208) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 227) ¬

_ (¬1) زاد المثنى بن الصباح وابن لهيعة في حديثهما "فحافظوا عليها"

عن الحجاج بن أرطاة وأحمد (2/ 205 - 206) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 246) عن المثنى بن الصباح وابن حبان في "المجروحين" (2/ 73) عن ابن لَهيعة والدارقطني (2/ 31) وابن الجوزي في "العلل" (767) عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي كلهم عن عمرو بن شعيب به. ورواه العباس بن الفضل الأزرق عن همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب به. أخرجه الحارث في "مسنده" (226) قال ابن حبان: لا ينكر من هذا الشأن صناعته أنّ هذا الحديث موضوع أو مقلوب، وابن لهيعة قد تبرأنا من عهدته" وقال الدارقطني: العرزمي ضعيف" وقال الزيلعي: والحجاج غير ثقة" نصب الراية 2/ 110 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 2/ 16 قلت: وهو كما قال، والحجاج والمثنى وابن لهيعة والعرزمي والأزرق كلهم ضعفاء. الثاني: يرويه فرج بن فَضالة الشامي عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعاً "إن الله حرّم على أمتي الخمر والميسر والمِزْر والكوبة والقِنّين، وزادني صلاة الوتر" أخرجه أحمد (2/ 165 و 167) وفي "الأشربة" (213) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 127) قال الهيثمي: لا يصح، فيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع وهو مجهول" المجمع 2/ 240 قلت: وفرج بن فضالة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2848) عن عبدان بن أحمد ثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي ثنا مروان بن محمد ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعاً "إنّ الله قد زادكم صلاة وهي الوتر" قال الحافظ: إسناده حسن" الدراية 1/ 189 قلت: هكذا رواه عبدان بن أحمد وهو ثقة عن العباس بن الوليد بهذا اللفظ، ورواه عمر بن محمد بن بجير السمرقندي عن العباس بن الوليد بلفظ "إنّ الله -عز وجل- زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير لكم من حمر النعم ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر" أخرجه البيهقي (2/ 469) وفي "الصغرى" (753 و 754) قال العباس بن الوليد: قال لي يحيى بن معين: هذا حديث غريب من حديث معاوية بن سلام، ومعاوية بن سلام محدث أهل الشام وهو صدوق الحديث، ومن لم يكتب حديثه مسنده ومنقطعه فليس بصاحب حديث. وقال البيهقي: قال ابن خزيمة: لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلت إليه في هذا الحديث" قلت: ابن بجير ترجمه الذهبي في "التذكرة" (2/ 719 - 720) وقال: وهو صدوق، وقد تفرد بحديث حسن: فذكره. وقال في "السير" (14/ 403): تفرد مع صدقه بحديث غريب صالح الإسناد: فذكره" وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 734) والطبراني في "الكبير" (11652) و"الأوسط" (2731) وابن عدي (7/ 2487 - 2488) والدارقطني (2/ 30) وابن الجوزي في "العلل" (768) من طريق عبد الحميد الحِمّاني ثنا النضر أبو عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والبشر يعرف في وجهه فقال "إنّ الله زادكم صلاة وهي الوتر" اللفظ للبزار. وقال: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لم يروه عن النضر إلا الحماني" وقال ابن عدي: هذا الحديث عن الحماني عن النضر غير محفوظ" وقال الدارقطني: النضر أبو عمر الخزاز ضعيف" وقال الحافظ: وفيه النضر أبو عمر الخزاز وهو ضعيف متروك" التلخيص 2/ 16

2190 - "زجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعتمد الرجل على يده اليسرى عند الأكل" قال الحافظ: أخرجه ابن علي بسند ضعيف" (¬1) 2191 - حديث جابر: زجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ تصل المرأة بشعرها شيئاً" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2126") (¬2) 2192 - الحديث المشهور "زُرْ غِبّاً تزدد حباً" قال الحافظ: وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال. وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره. وجاء من حديث علي وأبي ذر وأبي هريرة وابن عمرو وأبى برزة وابن عمر وأنس وجابر وحبيب بن مسلمة ومعاوية بن حَيْدة، وقد جمعتها في جزء مفرد. وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" والخطيب في "تاريخ بغداد" والحافظ أبو محمد بن السقاء في "فوائده" من طريق أبي عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وهو صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب. قلت: واختلف عليه في رفعه ووقفه، وقد رفعه أيضاً يعقوب بن شيبة عن جعفر بن عون، رويناه في "فوائد" أبي محمد بن السقاء أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جده يعقوب. واختلف فيه على جعفر بن عون، فرواه عبد بن حميد في "تفسيره" عنه عن أبي جَنَاب الكلبي عن عطاء عن عبيد بن عمير موقوفاً في قصة له مع عائشة، أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق عبد الملك بن سليمان عن عطاء" (¬3) روي من حديث عليّ ومن حديث أبي ذر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث حبيب بن مسلمة ومن حديث عائشة ومن حديث معاوية بن حيدة. فأما حديث علي فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) وأبو الشيخ في "الأمثال" (14) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (111) وابن الجوزي في "العلل" (1231) من طريق القاسم بن غصن عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 11/ 472 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئاً) (¬2) 12/ 497 (كتاب اللباس- باب وصل الشعر) (¬3) 13/ 111 (كتاب اللباس- باب هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وعشياً)

وإسناده ضعيف لضعف القاسم بن غصن وعبد الرحمن بن إسحاق الواسطي. والنعمان بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التهذيب": والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره. وأما حديث أبي ذر فأخرجه البزار (3963) والعقيلي (3/ 424) وابن عدي (3/ 1144 و 5/ 2019) وأبو الشيخ في "الأمثال" (19) وتمام في "فوائده" (227) والقضاعي (632) والبيهقي في "الشعب" (8007) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أحمد بن محمد بن قبان البغدادي ص 338) وابن الجوزي في "العلل" (1232) من طرق عن عَوْبد بن أبي عمران الجَوْني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر به مرفوعاً. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن أبي عمران إلا ابنه عوبد، وعوبد فلم يكن بالقوي، وقد روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه" وقال العقيلي: لا يتابع عوبد عليه، والأحاديث في هذا الباب فيها لين" وقال ابن عدي: ثنا محمد بن أحمد بن بخيت الموصلي قال: سألت عباس بن يزيد البحراني عن حديث عوبد بن أبي عمران هذا فقال: وما نصنع به لقنه ذاك الفاجر سليمان الشاذكوني" قال ابن عدي: ولعوبد عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر بهذا الإسناد أحاديث وليس فيها أنكر من "زرغبا" وعوبد بين على حديثه الضعف" وقال ابن عساكر: غريب" وقال الهيثمي: وفيه عوبد بن أبي عمران وهو متروك" المجمع 8/ 175 وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه زهير بن محمد العنبري الخراساني عن إسماعيل بن وردان عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيت عائشة فتبعته، ثم خرج من بيت أم سلمة فتبعته، فالتفت إليّ، ثم قال: "يا أبا هريرة، زرغباً تزدد حباً" أخرجه ابن عدي (3/ 1077) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1237) عن محمد بن الحسين بن علي الطبري ثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني أنا عبد الله بن مطاع ثنا عبد الملك الذماري عن زهير بن محمد به. قال ابن عدي: هذا الحديث لزهير بن محمد فيه بعض النكرة"

قلت: ومن دون الذماري لم أر من ترجمهم. الثاني: يرويه عون بن الحكم بن سنان عن أبيه عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. أخرجه الخلعي في "فوائده" كما في "المقاصد" (ص 376) وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن سنان الباهلي. الثالث: يرويه ابن علاثة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. أخرجه العسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد" (ص 377) وابن علاثة هو محمد بن عبد الله العقيلي الجَزَري الحرّاني وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، وقال الحاكم: روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة. وينظر في الراوي عنه فإنّ السخاوي لم يذكر بقية الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 115) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن الجارود ثنا هلال بن العلاء ثنا مَعْمر بن مخلد السُّرُوجي ثنا عبدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن الجارود هذا ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. الرابع: يرويه سليمان بن كران الطفاوي البصري ثنا مبارك بن فَضالة عن الحسن البصري عن أبي هريرة. أخرجه العقيلي (2/ 138) وابن عدي (3/ 1138) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 217) من طرق عن سليمان بن كران به. قال العقيلي: ليس في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء يثبت" قلت: مبارك بن فضالة صدوق يدلس ولم يذكر سماعاً من الحسن، والحسن قال ابن المديني وجماعة: لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع. الخامس: يرويه طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 920) وأبو إسحاق الحربي في "الغريب" (2/ 609) والبزار (كشف 1922) والعقيلي (2/ 224 - 225) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 265) وابن الأعرابي (ق 148/ أ) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 383) وابن عدي (4/ 1427) وأبو الشيخ في "الأمثال" (15) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (110) والخطابي في "العزلة" (ص 32) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 322) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 185) وفي "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (5) والقضاعي (629 و 630 و 631) والبيهقي في "الشعب" (8008 و 8015) وابن الجوزي في "العلل" (1235 و 1238) من طرق عن طلحة بن عمرو به (¬1). قال البزار: لا نعلم في "زرغباً تزدد حباً" حديث صحيح" قلت: طلحة بن عمرو قال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن سعد: ضعيف جداً. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - ابن جريج. أخرجه العقيلي (4/ 192) وابن حبان في "الثقات" (9/ 172) والطبراني في "الأوسط" (5637) من طريق منصور بن إسماعيل الحرّاني ثنا ابن جريج وطلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة (¬2). ذكره العقيلي في ترجمة منصور هذا وقال: عن ابن جريج ولا يتابع عليه. ثم ذكر حديثه هذا ثم قال: ليس بمحفوظ من حديث ابن جريج وإنمّا يعرف بطلحة بن عمرو وتابعه قوم نحوه في الضعف" وأخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (114) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (325) من طريق بقية عن عبد الله بن سالم عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة. وبقية هو ابن الوليد وهو مدلس ولم يذكر سماعاً من عبد الله بن سالم. 2 - الأوزاعي. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 57) وابن الجوزي في "العلل" (1236) من طريق محمد بن خليد ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي به. ¬

_ (¬1) وأخرجه الطيالسي (ص 330) عن طلحة بن عمرو به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 139) (¬2) ومن هذا الطريق أخرج ابن المقرئ في "المعجم" (924) لكن وقع عنده: طاوس عن أبي هريرة.

ومحمد بن خليد هو الكرماني الحنفي قال العقيلي (2/ 225): يضع الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسند الموقوف لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. ولم ينفرد به بل تابعه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1775) عن أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ثنا عبد الرحمن بن سعيد بن أيوب السكري الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به. والوليد بن مسلم مدلس ولم يذكر سماعاً من الأوزاعي، والراوي عنه لم أر من ترجمه. 3 - محمد بن عبد الملك الأنصاري أبو عبد الله. أخرجه ابن عدي (6/ 2169) ومحمد بن عبد الملك هذا قال أحمد: يضع الحديث ويكذب، وقال ابن عدي: ضعيف جداً، وقال النسائي: متروك الحديث. 4 - عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحي أبو عمرو القرشي. أخرجه ابن عدي (5/ 1810) وأبو الشيخ في "الأمثال" (16) وعثمان بن عبد الرحمن هذا قال ابن عدي: منكر الحديث عامة ما يرويه مناكير إما إسناداً واما متناً، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به. 5 - يحيى بن أبي سليمان المدني. أخرجه ابن عدي (6/ 2686) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (113) والبيهقي في "الشعب" (8016) والخطيب في "التاريخ" (14/ 108) وفي "الموضح" (2/ 10) ويحيى بن أبي سليمان هذا مختلف فيه، وثقه ابن حبان والحاكم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوى يكتب حديثه، وذكره العقيلي في "الضعفاء". 6 - يزيد بن عبد الله القرشي. أخرجه ابن عدي (2/ 448) من طريق بشر بن عبيد أبي علي الدارسي عن يزيد بن عبد الله القرشي عن عطاء عن ابن عمر وعن أبي هريرة. وقال: بشر بن عبيد منكر الحديث عن الأئمة بين الضعف جداً" 7 - أبو حنيفة. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 139)

السادس: يرويه ابن لَهيعة عن الأعرج وأبي يونس عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (3/ 1006) من طريق عيسى بن صالح المؤذن ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة به. وقال: وهذا الحديث بإسناده ليس بمحفوظ ولعل البلاء فيه من عيسى هذا فإنه ليس بمعروف" وتعقبه الحافظ فقال: قلت: بل هو معروف ذكره ابن يونس في المصريين ... " اللسان 4/ 397 - 398 قلت: وروح بن صلاح مختلف فيه، وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 229) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث 173) وابن عدي (4/ 1424) وأبو الشيخ في "الأمثال" (18) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (109) وتمام (228) والخطيب في "التاريخ" (9/ 300) وابن الجوزي في "العلل" (233 أو 1234) من طرق عن ضمام بن إسماعيل المصري عن أبي قبيل عن ابن عمرو قال: ما زلت أسمع "زرغباً تزدد حباً" حتى سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو حاتم: وليس هذا الحديث بصحيح إنما يرويه ضمام مبتوراً" وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده جيد" المجمع 8/ 175 قلت: وهو كما قال، وأبو قبيل هو المَعَافري واسمه حُيَى بن هانئ، قال البخاري في "الكبير": سمع عبد الله بن عمرو. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (3/ 1005 - 1006) عن عيسى بن صالح المؤذن والطبراني في "الأوسط" (87) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان قالا: ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً. قال ابن عدي: وهذا الحديث بإسناده ليس بمحفوظ، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا فإنّه ليس بمعروف"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا يزيد، ولا عن يزيد إلا ابن لهيعة، تفرد به روح بن صلاح" قلت: إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث جابر فأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (17) من طريق إبراهيم بن فهد البصري ثنا محمد بن عمر الرومي ثنا الحسن بن عبد الله - شيخ من أهل الكوفة - عن محمد بن عبيد الله الفزاري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً "يا جابر، زرغباً تزدد حباً" وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن فهد قال ابن عدي: سائر أحاديثه مناكير وهو مظلم الأمر، وقال البردعي: ما رأيت أكذب منه، وقال أبو الشيخ: كان مشايخنا يضعفونه، وقال أبو نعيم: ذهبت كتبه وكثر خطأه لرداءة حفظه، وذكره ابن حبان في "الثقات". ومحمد بن عمر الرومي ضعفه أبو داود وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات". ومحمد بن عبيد الله الفزاري هو العَرْزَمي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث حبيب بن مسلمة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3563) وفي "الكبير" (3535) و"الصغير" (1/ 107) و"الأوسط" (3076) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه" (107) عن أبي محمد أزهر بن زفر بن صدقة الوراق المصري ثنا أبو أسلم محمد بن مخلد الرُّعَيني ثنا سليمان بن أبي كريمة عن مكحول عن قَزَعَة بن يحيى عن حبيب بن مسلمة به مرفوعاً. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2166) عن الطبراني به. وأخرجه ابن عدي (3/ 1112) والحاكم (3/ 347) وتمام (64) وابن الجوزي في "العلل" (1239) من طرق عن أزهر بن زفر به. قال الطبراني: لا يروى عن حبيب بن مسلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أزهر" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف" المجمع 8/ 175 قلت: وقال ابن عدي: يحدث عن مالك وغيره بالبواطيل، وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه، وقال الدارقطني: متروك الحديث. وسليمان بن أبي كريمة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

وأما حديث عائشة فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 182) وابن الجوزي في "العلل" (1240) من طريق أبي محمد عبد الله بن وهبان البغدادي ثنا أبو عقيل الجمال ثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعاً. وأبو عقيل هو يحيى بن حبيب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب، وقال أبو حاتم: صدوق. واختلف عليه كما ذكر الحافظ وكذا على جعفر بن عون. وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه تمام (1093) عن أبي علي محمد بن هارون الأنصاري ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده به مرفوعاً. ومحمد بن هارون الأنصاري قال عبد العزيز الكتاني: كان يتهم (الميزان). 2193 - عن أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود بامرأة فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنّه بعث بالتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله وقلنا فتيا نبي من أنبيائك، قال: فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا: يا أبا القاسم، ما ترى في رجل وامرأة زنيا منهم. قال الحافظ: وذكر أبو داود من طريق الزهري: سمعت رجلاً من مزينة ممن تبع العلم وكان عند سعيد بن المسيب يحدث عن أبي هريرة قال: فذكره. وقال: ولفظ الطبري من طريق الزهري المذكورة: أنّ أحبار اليهود اجتمعوا في بيت المدراس وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة منهم قد أحصنت، فذكر القصة وفيها: فقال "أخرجوا إلى عبد الله بن صوريا الأعور" وقال: عند الطبري بالسند المتقدم في الحديث الماضي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ناشده قال: يا رسول الله، إنّهم ليعلمون أنك نبي مرسل ولكنهم يحسدونك، وقال في آخر الحديث: ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ونزلت فيه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [المائدة: 41] الآية. وقال: وفي حديث أبي هريرة "فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ " قال: زنى ذو قرابة من الملك فأخّر عنه الرجم، ثم زنى رجل شريف فأرادوا رجمه فحال قومه دونه وقالوا: ابدأ بصاحبك، فاصطلحوا على هذه العقوبة.

وقال: زاد في حديث أبي هريرة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فإنى أحكم بما في التوراة" (¬1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال مَعْمر بن راشد: عن الزهري قال: أخبرني رجل من مزينة -ونحن عند ابن المسيب -عن أبي هريرة قال: أول مرجوم رجمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليهود، زنى رجل منهم وامرأة، فتشاور علماؤهم قبل أن يرفعوا أمرهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعضهم لبعض: إنّ هذا النبي بعث بتخفيف وقد علمنا أنّ الرجم فرض في التوراة، فانطلقوا بنا نسأل هذا النبي عن أمر صاحبينا الذين زنيا بعد ما أحصنا، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلنا، وأخذنا بتخفيف، واحتججنا بها عند الله حين نلقاه، وقلنا: قبلنا فتيا نبي من أنبيائك، وإن أمرنا بالرجم عصيناه، فقد عصينا الله فيما كتب علينا أنّ الرجم في التوراة، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم! كيف ترى في رجل منهم وامرأة زنيا بعد ما أحصنا؟ فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يرجع إليهما شيئاً، وقام معه رجال من المسلمين حتى أتوا بيت مدراس اليهود وهم يتدارسون التوراة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الباب، فقال "يا معشر اليهود! أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن؟ " قالوا: يُحَمَّم ويُجَبَّه. قالوا: والتَحْميم أن يحمل الزانيين على حمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما. قال: وسكت حبرهم، وهو فتى شاب، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - أَلظَّ به، فقال حبرهم: اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ " قالوا: زنى رجل منا ذو قرابة من ملك من ملوكنا، فسجنه وأخَّر عنه الرجم، ثم زنى بعده آخر في أُسرة من الناس فأراد الملك رجمه، فحال قومه- أو قال: فقام قوم دونه- فقالوا: لا والله، لا يرجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه، فأصلحوا هذه العقوبة بينهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فإني أحكم بما في التوراة" فأمر بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجما. قال الزهري: فأخبرني سالم عن ابن عمر قال: لقد رأيتهما حين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجمهما، فلما جاء رأيته يجافى بيده عنها, ليقيها الحجارة، فبلغنا أنّ هذه الآية أنزلت فيه {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} [المائدة: 44] وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم. أخرجه عبد الرزاق (13330) عن معمر به. وأخرجه أبو داود (3624 و 4450) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 15/ 182 و 184 (كتاب الحدود- باب أحكام أهل الذمة)

وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 112 - 113) من طريق أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 233) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 269 - 270) من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر به. وتابعه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به. أخرجه أبو داود (4450) - وقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري أخبرني رجل من مزينة ممن يتبع العلم ويعيه حدّث عن سعيد بن المسيب أنّ أبا هريرة قال: فذكره. أخرجه الطبري (6/ 233) - وقال محمد بن إسحاق المدني: عن الزهري قال: سمعت رجلاً من مزينة يحدث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه أبو داود (3625 و 4451) والبيهقي (8/ 247) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق به. وأخرجه ابن هشام في "السيرة" (1/ 564 - 565) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق ثني الزهري به. • ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق واختلف عنه: فقال هناد بن السري وأبو كُريب محمد بن العلاء: ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني الزهري قال: سمعت رجلاً من مزينة يحدث عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه الطبري (6/ 232) وقال أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي: ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني الزهري قال: سمعت رجلاً من مزينة يحدث سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثهم. أخرجه البيهقي (8/ 246 - 247) وفي "الدلائل" (6/ 270 - 271) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. قال الخطابي في "المعالم": الحديث عن رجل لا يعرف"

2194 - "زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو: فذكره: قال الترمذي: حديث حسن. قلت: وأخرجه النسائي بلفظ "لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" (¬1) ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث بريدة ومن حديث أبي هريرة. فأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه يعلي بن عطاء العامري عن أبيه عن ابن عمرو، واختلف فيه على يعلى في رفعه ووقفه: - فرواه شعبة عن يعلى واختلف عن شعبة في رفعه ووقفه: • فقال محمد بن أبي عدي البصري: عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعاً "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" أخرجه الترمذي (1395) وفي "العلل" (2/ 579) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 22) وفي "الزهد" (137) والبزار (2393) والنسائي (7/ 76) وفي "الكبرى" (3449) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 219) وابن عساكر (¬2) في "معجم الشيوخ" (353) وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن شعبة وسفيان ومِسْعَر عن يعلى به. أخرجه البيهقي (8/ 22 - 23) من طريق محمد بن شاذان ثنا حسين بن علي بن الأسود العجلي عن أبي أسامة به. ورواه محمد بن علي بن العباس النسائي عن الحسين بن علي بن الأسود فلم يذكر شعبة. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 296 - 297) وهكذا رواه محمد بن سليمان الأنباري عن أبي أسامة فلم يذكر شعبة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 270) والخطيب في "التاريخ" (5/ 296) وفي "الموضح" (2/ 378) ¬

_ (¬1) 15/ 206 (كتاب الديات وقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]) (¬2) وقال: حديث حسن"

• وقال محمد بن جعفر غُندر: عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو موقوفاً. أخرجه الترمذي (4/ 16) والنسائي (7/ 76) وفي "الكبرى" (3450) وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث ابن أبي عدي" وقال في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن ابن عمرو موقوف" - ورواه سفيان الثوري واختلف عنه: • فقال مخلد بن يزيد الحراني: عن الثوري عن منصور بن المعتمر عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو موقوفاً. أخرجه النسائي (7/ 76) وفي "الكبرى" (3451) وقال: هذا خطأ من حديث منصور" (¬1) • ورواه غير واحد عن الثوري عن يعلي بن عطاء به ولم يذكروا "عن منصور" واختلف على الثوري في رفعه ووقفه: فرواه وكيع عنه مرفوعاً. أخرجه ابن أبي شيبة كما في "نصب الراية" (4/ 326) وتابعه أبو أسامة كما تقدم. ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري موقوفاً. أخرجه البيهقي (8/ 22) وقال: هذا هو المحفوظ موقوف" وقال الترمذي: وهذا أصح من الحديث المرفوع" السنن 4/ 16 - ورواه هشيم عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو موقوفاً. أخرجه سعيد بن منصور (673) وإسناده ضعيف، عطاء العامري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن ¬

_ (¬1) تحفة الأشراف 6/ 364

القطان الفاسي: مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه يعلى، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا بابنه. الثاني: يرويه محمد بن إسحاق المدني ثني إبراهيم بن مهاجر عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو (¬1) عن ابن عمرو مرفوعاً والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 22 - 23) وفي "الزهد" (140) والنسائي (7/ 76) وفي "الكبرى" (3448) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 339 - 340) والطبراني في "الأوسط" (4346) والبيهقي في "الشعب" (4956) والواحدي في "الوسيط" (2/ 97 - 98) وقال النسائي: إبراهيم بن مهاجر ليس بالقوي" وقال أبو زرعة: الحرانيون يروون هذا الحديث يدخلون بين ابن إسحاق وبين إبراهيم بن مهاجر الحسن بن عمارة" العلل 2/ 340 وأما حديث البراء فله عنه طريقان: الأول: يرويه الوليد بن مسلم واختلف عنه: - فرواه هارون بن عمر القرشي عن الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح عن أبي الجهم الجوزجاني عن البراء مرفوعاً "لزوال الدنيا جميعاً أهون عند الله من سفك دم بغير حق" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (232) - ورواه غير واحد عن الوليد بن مسلم ثنا روح بن جناح عن أبي الجهم عن البراء. أخرجه ابن عدي (3/ 1004 و 1005) عن سليمان بن أحمد الواسطي وعن أبي عامر موسى بن عامر المُري الدمشقي وعن عبد السلام بن عتيق الدمشقي ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم به. ¬

_ (¬1) وعند ابن أبي عاصم "مولى عمرو بن العاص"

- ورواه هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم واختلف فيه على هشام: • فرواه ابن ماجه (2619) عن هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح عن أبي الجهم عن البراء (¬1). • ورواه غير واحد عن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم ثنا روح بن جناح عن أبي الجهم عن البراء، منهم: 1 - ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 23) و"الزهد" (138) ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (9/ 237) 2 - عبدان الأهوازي عبد الله بن أحمد بن موسى. أخرجه ابن عدي (3/ 1004) والبيهقي في "الشعب" (4960) 3 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4961) • ورواه غير واحد عن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم ثنا روح بن جناح عن مجاهد عن البراء، منهم: 1 - عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي. أخرجه ابن عدي (3/ 1004) والبيهقي في "الشعب" (4959) وقال ابن عدي: هكذا حدثنا عبد الصمد فقال: روح عن مجاهد عن البراء، وإنما روى روح عن أبي الجهم عن البراء. 2 - عبد الله بن الحسن. أخرجه ابن عدي (3/ 1004) 3 - عبدان بن محمد بن عيسى المروزي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4958) الثاني: يرويه حمزة الجَزَري عن عمرو بن دينار عن البراء مرفوعاً "لزوال الدنيا وما ¬

_ (¬1) قال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن (الترغيب 3/ 293) وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات، وقد صرّح الوليد بالسماع فزالت تهمة تدليسه" قلت: هذا باعتبار إسناد ابن ماجه وإلا فإنه قد اختلف فيه على هشام كما سيأتي.

فيها أهون عند الله من قتل مؤمن، ولو أنّ أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار" أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2323) عن أبي طاهر النقاش أنبأ أبو عبد الله بن مندة أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن العباس الطوسي ثنا تميم بن محمد ثنا عبد الله بن الجراح ثنا زافر بن سليمان عن حمزة الجزري به. وحمزة الجزري قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث بُريدة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (233) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 23) و"الزهد" (139) والنسائي (7/ 76 - 77) وفي "الكبرى" (3452) وابن عدي (2/ 454) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (11) والبيهقي في "الشعب" (4957) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2324) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني عن بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" وبشير بن المهاجر مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وقال الدارقطني وغيره: ليس بالقوى. وحاتم وعبد الله ثقتان. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه حماد بن سلمة عن أبي المُهَزِّم عن أبي هريرة مرفوعاً "لزوال الدنيا أهون على الله -عز وجل- من قتل رجل مؤمن، والمؤمن أكرم على الله -عز وجل- من الملائكة الذين عنده" أخرجه تمام (1056) وإسناده ضعيف لضعف أبي المهزم. الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد الشامي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً "والذي نفس محمد بيده للدنيا أهون على الله من قتل مسلم بغير حق" أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (141) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي أنا محمد بن بكير أنا مروان بن معاوية عن يزيد بن أبي زياد به. وقال: هكذا قال أبو مسعود وأخطأ وإنما هو يزيد بن زياد الشامي"

وأخرجه البيهقي (8/ 22) من طريق يحيى بن أيوب المَقَابري ثنا مروان بن معاوية ثنا يزيد بن زياد الشامي به. وقال: يزيد بن زياد وقيل ابن أبي زياد الشامي منكر الحديث" 2195 - حديث عائشة: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال "زوجها" قلت: فعلى الرجل؟ قال "أمه" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم" (¬1) يرويه مِسْعر بن كِدَام واختلف عنه: - فقيل: عن مسعر عن أبي عتبة عن عائشة. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (525) والبزار (كشف 1462) والنسائي في "الكبرى" (9148) والحاكم (4/ 150) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والحاكم (4/ 175) عن حفص بن غياث الكوفي كلاهما عن مسعر عن أبي عتبة عن عائشة. قال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا بهذا الإسناد، وأبو عتبة لا نعلم حدّث عنه إلا مسعر" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال المنذري: إسناد البزار حسن" الترغيب 3/ 53 قلت: بل ضعيف لأنّ أبا عتبة مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة. - ورواه معاوية بن هشام القصّار عن مسعر عن أبي عتبة عن رجل عن عائشة. فزاد "عن رجل" أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "النكت الظراف" (12/ 376) وقال: أبو عتبة لا يعرف اسمه" قلت: وهذه علة أخرى للحديث وهي الرجل المبهم. ¬

_ (¬1) 13/ 6 (كتاب الأدب - باب من أحق الناس بحسن الصحبة)

2196 - "زوروا القبور فإنّها تذكر الموت" قال الحافظ: ولمسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (976) عن أبي هريرة قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال "استأذنت ربي في أنْ أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أنْ أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت" 2197 - حديث بُريدة قال: ساق النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فقال "زيد زيد الخير" فسئل عن ذلك فقال "رجل تسبقه يده إلى الجنة" فقطعت يد زيد بن صوحان في بعض الفتوح وقتل مع علي يوم الجمل. قال الحافظ: رواه ابن مندة" (¬2) ضعيف جداً ذكره الحافظ في "الإصابة" (4/ 88) وذكر أنّ ابن مندة رواه من طريق الجُرَيْري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. والجريري كان قد اختلط فينظر فيمن روى عنه هذا الحديث. ثم رأيت الحديث في "معرفة الصحابة" (5034) لأبي نعيم أخرجه عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا محمد بن غالب ثنا كثير بن يحيى أبو مالك ثنا أبي ثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: ساق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه فجعل يقول "جُندب وما جُندب، والأقطع الخير الخير" حتى أصبح، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: ما رأينا رجلاً أحسن سياقاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير أنّه قد قطع بكلمتين، جُندب وما جُندب، والأقطع الخير الخير, فسأل أبو بكر فقال "أما جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمة وحده، وأما زيد فرجل من أمتي تدخل يده الجنة قبل بدنه ببرهة" وذكر الحديث. وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن كثير أبي النضر صاحب البصري. قال أبو حاتم: ذاهب الحديث جداً، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) 3/ 390 (كتاب الجنائز- باب زيارة القبور) (¬2) 6/ 17 (كتاب اللقطة- باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع)

وله شاهد عن علي مرفوعاً "من سرّه أن ينظر إلى رجل تسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان" وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم. 2198 - "زينوا القرآن بأصواتكم" (¬1) علقه البخاري في كتابه (17/ 301) وتكلمت عليه في تحقيقي لكتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعه. 2199 - "الزبيب والتمر هو الخمر" قال الحافظ: وأخرج النسائي وصححه الحاكم من رواية مُحارب بن دِثَار عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وسنده صحيح" (¬2) موقوف صحيح يرويه محارب بن دِثَار الكوفي عن جابر واختلف فيه على محارب: - فرواه الأعمش عن محارب عن جابر مرفوعاً. أخرجه النسائي (8/ 254 - 255) وفي "الكبرى" (5055) والحاكم (¬3) (4/ 141) وتابعه قيس بن الربيع عن محارب به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1761) - ورواه غير واحد عن محارب عن جابر موقوفاً، منهم: 1 - شعبة (¬4). أخرجه أحمد في "الأشربة" (147) والنسائي (8/ 254) وفي "الكبرى" (5053) 2 - سفيان الثوري (¬5). ¬

_ (¬1) 17/ 273 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: 22]) (¬2) 12/ 134 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العنب وغيره) (¬3) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية الأعمش عن محارب. (¬4) ولفظ حديثه "التمر والزبيب أو التمر والبُسْر، خمر" لفظ أحمد. (¬5) ولفظ حديثه "البسر والتمر إذا خلطا جميعاً خمر"

أخرجه عبد الرزاق (16969) وأحمد في "الأشربة" (198) والنسائي (8/ 254) وفي "الكبرى" (5054) 3 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني (¬1). أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 181) 4 - الحسن بن عمرو الفُقَيمي. أخرجه أحمد في "الأشربة" (28) ولفظه "حرمت الخمر يوم حرمت وما كان شراب الناس إلا التمر والزبيب" وإسناده صحيح، وهو أصح من المرفوع، والأعمش مدلس ولم يذكر سماعاً من محارب، وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 2200 - عن النعمان بن مرّة مرسلاً "الزنا والسرقة وشرب الخمر فواحش" قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن النعمان بن مرة مرسلاً: فذكره، وله شاهد من حديث عمران بن حَصين عند البخاري في "الأدب المفرد" والطبراني والبيهقي، وسنده حسن" (¬2) مرسل أخرجه مالك (1/ 167) عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن النعمان بن مرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ما ترون في الشارب والسارق والزاني؟ " وذلك قبل أنْ ينزل فيهم، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هنّ فواحش، وفيهنّ عقوبة، وأسوأ السرقة الذي يسرق صلاته" قالوا: وكيف يسرق صلاته يا رسول الله؟ قال "لا يتم ركوعها ولا سجودها" وأخرجه البيهقي (8/ 209 - 210) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والشافعي كلاهما عن مالك به. ورواته ثقات إلا أنّه مرسل. قال ابن عبد البر: لم يختلف الرواة عن مالك في إرسال هذا الحديث عن النعمان بن مرة" التمهيد 23/ 409 ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه "البسر والتمر خمر" (¬2) 15/ 199 (كتاب الحدود- باب قذف المحصنات)

ولم ينفرد مالك به بل تابعه سفيان بن عُيينة عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة به. أخرجه عبد الرزاق (3740) وحديث عمران بن حصين أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 29) عن عمر بن سعيد الدمشقي ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا رأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "هنّ فواحش، وفيهنّ عقوبة، أولاً أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله" ثم قال {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} وعقوق الوالدين" ثم قال {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} قال: وكان متكئاً فاحتفز وقال "ألا وقول الزور، ألا وقول الزور" وأخرجه البيهقي (8/ 209) من طريق أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عمر بن سعيد الدمشقي ثنا سعيد بن بشير به. وقال: تفرد به عمر بن سعيد الدمشقي وهو منكر الحديث" قلت: تابعه أبو الجُمَاهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا سعيد بن بشير به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 140) وفي "مسند الشاميين" (2635) وتابعه محمد بن بكار بن الريان البغدادي ثنا سعيد بن بشير به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8061 و 8355) قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ الحسن مدلس وعنعنه" المجمع 1/ 103 قلت: وسعيد بن بشير مختلف فيه، وثقه دحيم، وضعفه ابن معين وغير واحد. وتكلم محمد بن عبد الله بن نُمير وغيره في روايته عن قتادة. ولم ينفرد به فقد تابعه الحكم بن عبد الملك البصري عن قتادة به. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (30) عن الحسن بن بشر البجلي ثنا الحكم به وأخرجه الروياني (86) عن محمد بن إسحاق الصاغاني أنا الحسن بن بشر به. قال ابن عبد البر: والحكم هذا ضعيف، عنده مناكير، لا يحتج به" التمهيد 23/ 410 قلت: والحسن بن بشر مختلف فيه، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً "أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما ترون

فيهم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هنّ فواحش، وفيهنّ عقوبة" ثم قال "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور، وقتل المسلم، وقذف المحصنة" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (444) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2375) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهوية به. وإسناده ضعيف، قال ابن عدي: كلثوم بن محمد يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل وغيره بما لا يتابع عليه. وقال أبو حاتم: لا يصح حديثه. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني. وعطاء الخراساني لم يسمع من أبي هريرة. 2201 - "الزيادة: النظر إلى وجه الرب" قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق كعب بن عجرة مرفوعاً قال: فذكره، ولكن في إسناده ضعف" (¬1) أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 107) عن محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جُريج عن عطاء عن كعب بن عجرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "الزيادة: النظر إلى وجه الرحمن تبارك وتعالى" وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (484) والطبراني في "مسند الشاميين" (2330) واللالكائي في "السنة" (781) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 204) من طرق عن محمد بن حميد به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء وابن جريج، تفرد به إبراهيم بن المختار" قلت: وهو مختلف فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه. ¬

_ (¬1) 9/ 417 (كتاب التفسير- سورة يونس)

وابن حميد كذبه صالح جزرة وجماعة، وقال أحمد: إذا حدّث محمد بن حميد عن أهل بلده مثل إبراهيم بن المختار وغيره أتى بأشياء لا تعرف لا تَدري ما هي. وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعاً من عطاء، وعطاء هو الخراساني كما في رواية عبد الله بن أحمد وأبي نعيم واللالكائي ولم يسمع من كعب بن عجرة. وللحديث شاهد عن صهيب وعن أبي موسى وعن أنس وعن أبي بن كعب. فأما حديث صهيب وحديث أبي موسى فقد تقدم الكلام عليهما في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا دخل أهل الجنة الجنة" وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سلم بن سالم البلخي عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم" أخرجه الحسن بن عرفة (23) عن سلم بن سالم به. وأخرجه الدارقطني في "الرؤية" (57) وابن مندة في "الرد على الجهمية" (ص 95 - 96) واللالكائي (779) والخطيب في "التاريخ" (9/ 140) من طرق عن الحسن بن عرفة به. قال الخطيب: هكذا رواه سلم عن نوح بن أبي مريم عن ثابت عن أنس، وهو خطأ، والصواب عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كذلك رواه حماد بن سلمة وكان أثبت الناس في ثابت" قلت: وسلم بن سالم حكى الخليلي وابن الجوزي الاتفاق على ضعفه. ونوح بن أبي مريم كذبه غير واحد. الثاني: يرويه الخليل بن عمر العبدي ثنا عمر الأبح عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله -عز وجل- {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "النظر إلى وجه الله عز جل" أخرجه الدارقطني في "الرؤية" (58) وإسناده ضعيف لضعف عمر بن حماد بن سعيد الأبح.

وأما حديث أبي فله عنه طريقان: الأول: يرويه زهير بن محمد ثني من سمع أبا العالية الرِّياحي يحدث عن أبي أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله" أخرجه الطبري (11/ 107) عن عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي واللالكائي (780) عن الوليد بن مسلم الدمشقي قال عمرو: سمعت، وقال الوليد: ثنا زهير بن محمد به. وزهير بن محمد هو التميمي ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة كما قال أحمد وغيره، وهذه منها. الثاني: يرويه أبو خَلْدة عن أبي العالية عن أبي نحوه. أخرجه الدارقطني في "الرؤية" (183) عن محمد بن زكريا بن دينار الغلابي واللالكائي (849) عن العباس بن الفضل الهاشمي كلاهما عن قحطبة بن غدانة ثنا أبو خلدة به. والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وذكره ابن حبان في "الثقات". والهاشمي لم أقف له على ترجمة، وقحطبة قال أبو حاتم: صدوق، وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره. ***

حرف السين

حرف السين 2202 - " سألت الله ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬1) أخرجه مسلم (2890) من حديث سعد بن أبي وقاص. 2203 - "سألت ربي اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم، فأعطانيهم" قال الحافظ: رواه أبو يعلى من حديث أنس مرفوعاً: فذكره، إسناده حسن، وورد تفسير اللاهين بأنهم الأطفال من حديث ابن عباس مرفوعاً أخرجه البزار" (¬2) ضعيف وحديث أنس يرويه محمد بن المنكدر واختلف عنه: - فرواه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن ابن المنكدر عن يزيد الرقاشي عن أنس به مرفوعاً. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 4176) وأبو يعلى (4101 و 4102) وفي "معجمه" (205) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 1039) والبيهقي في "القضاء والقدر" (629) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 117) وابن عساكر كما في "الصحيحة" (4/ 503) من طرق عن عبد العزيز الماجشون به. - ورواه غير واحد عن ابن المنكدر عن أنس، ليس فيه يزيد الرقاشي. ¬

_ (¬1) 13/ 341 (كتاب الدعوات - باب لكل نبي دعوة مستجابة) (¬2) 3/ 489 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)

منهم: 1 - عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المدني. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 79/ أ) وتمام في "فوائده" وابن بشران في "الأمالي" (1561) وابن لال في "حديثه" كما في "الصحيحة" (4/ 503) وعبد الله بن زياد كذبه مالك وهشام بن عروة وإبراهيم بن سعد وابن معين وأبو داود. 2 - عبد الرحمن بن حسان الكناني. أخرجه المخلص ومن طريقه الضياء في "المختارة" كما في "الصحيحة" (4/ 502) عن أحمد بن يوسف التغلبي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد ثنا عبد الرحمن بن حسان الكناني ثنا ابن المنكدر عن أنس مرفوعاً "سألت ربي اللاهين، فأعطانيهم" قلت: وما اللاهون؟ قال "ذراري البشر" رواته ثقات. 3 - عبد الرحمن بن إسحاق القرشي. أخرجه أبو يعلى (3636) وعنه ابن عدي (5/ 1800) من طريق عمرو بن مالك البصري ثنا الفضيل بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به. وعمرو بن مالك هو الراسبي ضعفه أبو يعلى وغيره. وخالفه عبد الرحمن بن المتوكل البصري فرواه عن فضيل بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن الزهري عن أنس. أخرجه أبو يعلى (3570) وفي "معجمه" (241) والطبراني في "الأوسط" (5954) وابن عدي (4/ 1610 و6/ 2046) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الرحمن بن إسحاق، ولا عن عبد الرحمن إلا فضيل بن سليمان، تفرد به عبد الرحمن بن المتوكل" وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه إلا فضيل بن سليمان بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن إسحاق" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن المتوكل وهو ثقة" المجمع 7/ 219 قلت: عبد الرحمن بن المتوكل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وفضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

قال الآجري: سألت أبا داود عن حديث فضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري، فقال: ليس بشيء إنما هو حديث ابن المنكدر" تهذيب التهذيب 8/ 292 وحديث عبد العزيز الماجشون أصح. قال البيهقي: تفرد به يزيد الرقاشي، ويزيد لا يحتج به" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يثبت، ويزيد لا يعول عليه، وقد روي عن الحسن مرسلاً" العلل 2/ 444 قلت: يزيد الرقاشي قال ابن معين وغيره: ضعيف. واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه أبو حازم سلمة بن دينار عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1544) وقال: كذا في كتابي وقد سقط عن أنس" وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2173) عن أبي كامل الفضيل بن الحسين الجَحْدري ثنا أبو عَوَانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه، فسأله رجل، فقال: يا رسول الله، ما تقول في اللاهين؟ قال: فسكت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليه كلمة، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوه طاف، فإذا هو بغلام قد وقع وهو يعبث بالأرض، فنادى مناديه: أين السائل عن اللاهين؟ فأقبل الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل الأطفال، ثم قال "والله أعلم بما كانوا عاملين، هذا من اللاهين". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11906) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا أبو كامل الجحدري به. قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، ولا حدّث به عن هلال إلا أبو عوانة" وقال الهيثمي: وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 218 قلت: هلال بن خباب هو العبدي أبو العلاء البصري وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين وغيرهما إلا أنه اختلط في آخر عمره كما قال يحيى القطان وابن حبان وغيرهما, ولم أر أحداً صرّح بسماع أبي عوانة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وباقي رجال الإسناد ثقات.

2204 - حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه "سألت ربي أن لا أزوج أحدا من أمتي ولا أتزوج إليه إلا كان معي في الجنة فأعطاني" قال الحافظ: أخرجه الحاكم في مناقب علي، وله شاهد عن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط" بسند واه" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5758) والحاكم (3/ 137) من طريق عقبة بن قَبيصة بن عقبة الكوفي ثنا أبي عن عمار بن سيف عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى به مرفوعاً. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا عمار" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عمار بن سيف ضعفه جمع ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات" فيض القدير 4/ 77 قلت: عمار بن سيف مختلف فيه والأكثر على تضعيفه واختلف فيه قول ابن معين. وقال ابن حبان: روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى عن النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث بواطيل لا أصول لها. وقال أبو نعيم: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والثوري المناكير لا شيء. وقال الحاكم: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والثوري المناكير. واختلف عنه: فقال يزيد بن أبي الكميت: ثنا عمار بن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعاً به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3856) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن أبي النعمان الكوفي ثنا يزيد به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عمار بن سيف، ولا عن عمار إلا يزيد بن أبي الكميت، تفرد به محمد بن أبي النعمان" ¬

_ (¬1) 8/ 86 (كتاب أحاديث الأنبياء - ذكر أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم)

وأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1008) عن إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا عمار بن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر أو عمرو مرفوعاً به. وإسحاق بن بشر قال أبو زرعة وابن حبان وابن عدي: يضع الحديث. 2205 - "سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" قال الحافظ: حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم مرفوعاً: فذكره، وعند الطبراني من حديث جابر بن سمرة نحوه لكن بلفظ "أن لا يهلكوا جوعاً" وعند الترمذي وابن مردويه من حديث خباب نحوه وفيه "وأن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا" وكذا في حديث نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه عند الطبراني، وعند أحمد من حديث أبي بصرة - بالباء والصاد المهملة- نحوه لكن قال بدل خصلة الإهلاك "أنْ لا يجمعهم على ضلالة" وكذا للطبري من مرسل الحسن" (¬1) حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه مسلم (2890) ولفظه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مرّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلّينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف إلينا فقال "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسَّنَة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أنْ لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها". وحديث جابر بن سمرة أخرجه الطبراني كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 142) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو حذيفة الثعلبي عن زياد بن علاقة عن جابر بن سمرة عن عليّ مرفوعاً "سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، فقلت: يا رب لا تهلك أمتي جوعاً، فقال: هذه لك، قلت: يا رب لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم فيجتاحهم، قال: ذلك لك، قلت: يا رب لا تجعل بأسهم بينهم، قال: فمنعني هذه" هكذا هو عن جابر بن سمرة عن علي، وأبو حذيفة الثعلبي ترجمه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 115) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومحمد بن عثمان مختلف فيه، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 9/ 362 (كتاب التفسير- سورة الأنعام- باب: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 65])

وحديث خباب بن الأرت أخرجه عبد الرزاق (¬1) في "تفسيره" (2/ 210) عن معمر بن راشد وأحمد (5/ 108 - 109) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 362 - 363) والنسائي (3/ 176 - 177) وفي "الكبرى" (1332) والهيثم بن كليب (999) والطبراني في "الكبير" (3621) وفي "مسند الشاميين" (3139) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 360) وفي "الإمامة" (167) والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 447 - 448) عن شعيب بن أبي حمزة وأحمد (5/ 109) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (282) والنسائي في "الكبرى" (1333) والهيثم بن كليب (998) وابن حبان (7236) والطبراني في "الكبير" (3622) والخطيب في "التاريخ" (13/ 319) عن صالح بن كيسان المدني والترمذي (2175) والطبراني في "الكبير" (3623) عن النعمان بن راشد الجزري والطبراني في "الكبير" (3626) عن أبي أويس عبد الله بن عبد الله المدني كلهم عن ابن شهاب الزهري ثني عبد الله (¬2) بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب بن الأرت عن أبيه خباب بن الأرت مولى بني زهرة- وكان قد شهد بدرا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: راقبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلها حتى كان مع الفجر سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته جاءه خباب فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أجل إنها صلاة ¬

_ (¬1) وأخرجه الطبراني فى "الكبير" (3624) من طريق علي بن المديني ثنا عبد الرزاق أنا معمر به. وأخرجه الطبرى (7/ 224) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري مرسلاً. وهكذا رواه محمد بن ثور الصنعانى ثنا سر عن الزهري مرسلاً. أخرجه الطبري (7/ 223 - 224) والأول أصح، فقد رواه جماعة عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب عن أبيه. (¬2) وقيل: عبيد الله.

رَغَب ورَهَب، سألت ربي تبارك وتعالى ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي تبارك وتعالى أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها، وسألت ربي -عز وجل- أن لا يظهر علينا عدواً غيرنا، فأعطانيها، وسألت ربي تبارك وتعالى أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها" اللفظ لأحمد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح" وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 595): رواه النسائي بإسناد صحيح" قلت: وهو كما قالا. ولم ينفرد الزهري به بل تابعه محمد بن الوليد الزبيدي عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب عن أبيه به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3625) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي به. وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة، والباقون ثقات. واختلف فيه على الزبيدي، فرواه يحيى بن حمزة الدمشقي عن الزبيدي عن الزهري عن خباب. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1823) وحديث معمر ومن تابعه أصح. وحديث خالد الخزاعي أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2333) والبزار (كشف 3289) والطبري (7/ 223) والطبراني في "الكبير" (4112 و 4114) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 141) وأبو نعيم في "الصحابة" (2447) من طرق عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي ثني نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه (¬1) أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود (¬2) فقال "قد كانت صلاة رغبة ورهبة، ¬

_ (¬1) زاد البزار والطبراني "وكان من أصحاب الشجرة" (¬2) ولفظ البزار: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى جوز في صلاته فصلى يوما صلاة تامة، فقيل: يا رسول الله، صليت صلاة تامة الركوع والسجود.

فسألت الله فيها ثلاثاً، فأعطاني اثنتين، وبقي (¬1) واحدة، سألت الله أن لا يصيبكم (¬2) بعذاب أصاب (¬3) به من قبلكم، فأعطانيها، وسألت الله أن لا يسلط عليكم (¬4) عدواً يستبيح بيضتكم (¬5)، فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسكم شيعاً، ويذيق بعضكم بأس بعض، فمنعنيها" قال أبو مالك: فقلت له: أبوك سمع هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: نعم (¬6) سمعته يحدث بها القوم أنه سمعها من فِيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. اللفظ للطبري. وخالد الخزاعي لم يرو عنه غير ابنه نافع كما في "الاستيعاب" (3/ 175) ونافع ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً, ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا أبو مالك الأشجعي فهو مجهول. وحديث أبي بصرة أخرجه أحمد (6/ 396) عن يونس بن محمد المؤدب والطبراني في "الكبير" (2171) عن عبد الله بن صالح المصري كلاهما عن الليث عن أبي هانئ (¬7) الخولاني عن رجل قد سماه عن أبي بصرة الغفاري مرفوعاً "سألت ربي -عز وجل- أربعاً فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة، سألت الله -عز وجل- أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها، وسألت الله -عز وجل- أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألت الله -عز وجل- أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألت الله -عز وجل- أن لا يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها" اللفظ لأحمد. ¬

_ (¬1) ولفظ البزار وغيره "ومنعني" (¬2) ولفظ البزار وغيره "يعذبكم" (¬3) ولفظ البزار وغيره "عذب" (¬4) ولفظ الطبراني "على عامتكم" (¬5) ولفظ البزار "عدواً غيركم فيسحتكم" (¬6) ولفظ الطبراني "نعم سمعته يقول: إنه سمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدد أصابعي هذه العشر الأصابع" (¬7) وفي "المسند": عن أبي وهب، وهو خطأ.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث الحسن فأخرجه الطبري (7/ 224) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن يونس عن الحسن مرفوعاً "سألت ربي، فأعطيت ثلاثاً، ومنعت واحدة: سألته أن لا يسلط على أمتي عدواً من غيرهم يستبيح بيضتهم، ولا يسلط عليهم جوعاً, ولا يجمعهم على ضلالة فأعطيتهن، وسألته أن لا يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض، فمنعت". وهو مرسل رواته ثقات، ويونس هو ابن عبيد. 2206 - "سألت ربي فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي" قال الحافظ: وقد وقع في أحاديث أخرى أنّ مع السبعين ألفاً زيادة عليهم، ففي حديث أبي هريرة عند أحمد والبيهقي في "البعث" من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، فذكر الحديث نحو سياق حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ثاني أحاديث الباب، وزاد "فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً" وسنده جيد، وفي الباب: عن أبي أيوب عند الطبراني، وعن حذيفة عند أحمد، وعن أنس عند البزار، وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم، فهذه طرق يقوي بعضها بعضاً" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (2/ 359) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "سألت ربي -عز وجل- فوعدني أنْ بدخل من أمتي سبعون ألفاً على صورة القمر ليلة البدر، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً، فقلت: أي ربّ إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي، قال: اذاً أكملهم لك من الأعراب". وأخرجه ابن مندة في "الإيمان" (976) من طريق إبراهيم بن الحارث البغدادي ثنا يحيى بن أبي بكير به. وقال: هذا إسناد صحيح على رسم مسلم، أخرج عن زهير وسهيل ما تفردا به" قلت: وهو كما قال. وحديث أبي أيوب سيأتي الكلام عليه في حرف الواو عند حديث "وعدني ربي أنْ يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً" وحديث حذيفة أخرجه أحمد (5/ 393) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا ¬

_ (¬1) 14/ 202 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب)

ابن هبيرة أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: أخبرني سعيد أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: غاب عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة فظننا أنّ نفسه قد قبضت منها، فلما رفع رأسه قال "إن ربي تبارك وتعالى استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم؟ فقلت: ما شئت أي رب هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية فقلت له كذلك، فقال: لا أحزنك في أمتك يا محمد، وبشرني أنّ أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل ألف سبعون ألفاً ليس عليهم حساب" وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (890) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة به. قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 68 - 69 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحديث أنس سيأتي الكلام عليه مع حديث أبي أيوب. وحديث ثوبان أخرجه أحمد (5/ 280 - 281) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة قال: قال شريح بن عبيد: مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط الأزدي فذكر حديثاً وفيه: قال ثوبان: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ليدخلنّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً" ورواته ثقات إلا أنّ شريح بن عبيد لم يسمع من ثوبان. والحديث اختلف فيه على إسماعيل بن عياش: فقال محمد بن إسماعيل بن عياش: ثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي أسماء الرَّحبي عن ثوبان مرفوعاً "إنّ ربي -عز وجل- وعدني من أمتي سبعين ألفاً لا يحاسبون مع كل ألف سبعين ألفاً". أخرجه الطبراني في "الكبير" (1413) وفي "مسند الشاميين" (1657) عن عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش به. ومحمد بن إسماعيل قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً، حملوه على أن يحدث عنه فحدث. وقال أبو داود: لم يكن بذاك، سألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه.

2207 - "سألت ربي لأمتي أربعاً فأعطاني اثنتين ومنعني اثنتين، سألته أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض فرفعهما" قال الحافظ: عن ابن عباس عند ابن مردويه مرفوعاً: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعاً" 2208 - "سألت ربي لأمتي أربعاً فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة، سألته أن لا يكفر أمتي جملة فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" قال الحافظ: ولابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وللطبري من طريق السدي مرسلاً نحوه" (¬2) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل السُّدِّي عن أبي المنهال عن أبي هريرة به مرفوعاً. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (7415) والطبراني في "الأوسط" (1883) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 142) من طريق عمرو بن محمد العنقزي ثنا أسباط به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن السدي إلا أسباط، تفرد به العنقزي" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 222 قلت: اختلف فيه على أسباط بن نصر، فرواه أحمد بن المفضل الكوفي عنه عن السدي مرسلاً. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (7/ 224) والأول أصح لأنّ العنقزي ثقة والزيادة من الثقة مقبولة. والحديث إسناده ضعيف لأن أبا المنهال ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راوياً إلا السدي فهو مجهول، وأسباط بن نصر والسدي مختلف فيهما. ¬

_ (¬1) 9/ 362 (كتاب التفسير- سورة الأنعام- باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65]) (¬2) 9/ 363 (كتاب التفسير -سورة الأنعام- باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65])

الثاني: يرويه كثير بن زيد الليثي المدني ثنا الوليد بن رباح مولى آل أبي ذئاب سمع أبا هريرة رفعه "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يسلط على أمتي عدواً من غيرهم فأعطاني، وسألته أن لا يهلكهم بالسنين فأعطاني، وسألته أن لا يلبسهم شيعاً وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعني" أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 142) عن محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن يحيى ثنا زيد بن الحباب ثنا كثير بن زيد به. وكثير بن زيد مختلف فيه. الثالث: يرويه سعد بن سعيد عن (¬1) أبي سعيد المَقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بنحوه. أخرجه ابن مردويه. الرابع: يرويه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه. أخرجه البزار (كشف 3290) عن خالد بن يوسف بن خالد السمتي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة به. وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه، وخالد بن يوسف ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، وأبو عوانة وأبو سلمة ثقتان. 2209 - عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين السور؟ قالت: نعم من المفصل. قال الحافظ: وقد روى أبو داود وصححه ابن خزيمة من طريق عبد الله بن شقيق قال: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3674) وإسحاق في "مسند عائشة" (1300 و 1301 و 1306) وأحمد (6/ 171 و 204) ومسلم (1/ 497 و 506 و 2/ 810) وأبو داود (956) والترمذي في "الشمائل" (275) والنسائي (4/ 125) وفي "الكبرى" (2494) وابن خزيمة (539 و 2/ 231 - 232) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 345) وابن حبان (2526) والبغوي في "شرح ¬

_ (¬1) أظنها "بن" (¬2) 2/ 402 - 403 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الجمع بن السورتين في الركعة)

السنة" (1003) من طرق عن كَهْمس بن الحسن القيسي عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي (¬1) الضحى؟ فقالت لا إلا أن يجيىء من مغيبه (¬2)، فقلت لها: أكان يصلي جالساً (¬3)؟ فقالت: بعد ما حطمه الناس كان يصلي جالساً، فقلت: أكان يجمع (¬4) بين السور (¬5)؟ قالت: (¬6) من المفصل، قلت: أكان يصوم شهراً كله؟ قالت: ما علمته صام شهرا كله حتى يفطر منه إلا أن يكون شهر رمضان ولا أفطر شهراً حتى يصوم منه حتى مضى لوجهه أو قال: لسبيله. اللفظ لإسحاق، ورواه أحمد في الموضع الأول هكذا مطولاً، ورواه في الموضع الثاني وكذا الباقون مختصراً. ولم ينفرد كهمس بن الحسن به بل تابعه: 1 - سعيد بن إياس الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة فذكر نحوه وزاد: قلت: أي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ قال: فسكتت. أخرجه أحمد (6/ 218) ومسلم (717 و 732 و 1156) وأبو داود (1292) والنسائي (4/ 125) وفي "الكبرى" (2495) وابن خزيمة (2/ 231 - 232) وأبو عوانة (2/ 292) وابن حبان (2527) والبيهقي (2/ 60 و3/ 49 - 50) رواه أحمد مطولاً واختصره الباقون. 2 - أبو شعيب الصلت بن دينار البصري ثنا عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: فذكر صلاة الضحى والقرآن بين السورتين والصيام. أخرجه الطيالسي (ص 218) 2210 - حديث البراء بن عازب قال: سافرت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية عشر سفراً فلم أره ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر. ¬

_ (¬1) زاد النسائي وغيره "صلاة" (¬2) ولفظ ابن حبان "سفر" (¬3) ولفظ أبي داود "قاعدا" (¬4) ولفظ الطحاوي وغيره "يقرن" (¬5) زاد ابن أبي شيبة وغيره "في ركعة" ولفظ أبي داود "أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ السورة في ركعة" ولفظ ابن خزيمة "أكان يقرن السور" (¬6) زاد ابن أبي شيبة وغيره "نعم".

قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي من حديث البراء بن عازب قال: فذكره، استغربه الترمذي ونقل عن البخاري أنه رآه حسناً" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 292) وأبو داود (1222) والترمذي (550) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (519) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 388) والبغوي في "شرح السنة" (1034) من طرق عن الليث بن سعد ثنا صفوان بن سليم عن أبي بُسْرَة الغِفَاري عن البراء بن عازب قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وسألت محمدا عنه فلم يعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، ولم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري، ورآه حسناً" قلت: لم ينفرد الليث بن سعد به فقد أخرجه البيهقي (3/ 158) من طريق ابن وهب عن الليث بن سعد وأبي يحيى بن سليمان عن صفوان عن أبي بسرة عن البراء به. وأبو بسرة وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. ولم أقف له على متابع فالإسناد ضعيف. 2211 - حديث ابن عمر مرفوعاً "سافروا تصحوا" سكت عليه الحافظ (¬2). ضعيف روي من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عباس. فأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني ثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً "سافروا تصحوا وتغنموا" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7396) وابن عدي (6/ 2197 - 2198) وتمام (769) وابن بشران (1240) والقضاعي (622) والبيهقي (7/ 102) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 37) والخطيب في "التاريخ" (10/ 387) ¬

_ (¬1) 3/ 232 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلاة وقبلها) (¬2) 4/ 373 (كتاب الحج -أبواب العمرة- باب السفر قطعة من العذاب)

وقال الطبراني: لم يروه عن ابن دينار إلا محمد بن عبد الرحمن بن رداد" وقال ابن عدي: وهذا عن عبد الله بن دينار ولا أعلم يرويه غير ابن الرداد هذا" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 306 قلت: محمد بن عبد الرحمن بن رداد قال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ليس بقوي ذاهب الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. الثاني: يرويه محمد بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً "حجوا تستغنوا وسافروا تصحوا" أخرجه الديلمي في "مسند الفرودس" كما في "التلخيص" (3/ 116) قال الحافظ: والمحمدان ضعيفان" الثالث: يرويه أبو علقمة عبد الله بن عيسى الفَرْوي المدني الأصم عن مُطَرف بن عبد الله عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "سافروا تصحوا وتسلموا" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 45) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 37) وقال ابن حبان: الفروي يروي عن ابن نافع ومطرف بن عبد الله بن الأصم العجائب، ويقلب على الثقات الأخبار" وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعاً "سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا" أخرجه أحمد (2/ 380) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لهيعة عن دراج به. ومن طريقه أخرجه أبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد" (ص 67) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ودراج مختلف فيه. الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن الرداد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "سافروا تصحوا وتغنموا" أخرجه القضاعي (623) وإسناده ضعيف لضعف ابن الرداد، ولم ينفرد به بل تابعه زهير بن محمد الخراساني عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا"

أخرجه أبو عروبة الحراني في "حديثه" (45) والعقيلي (2/ 92) والطبراني في "الأوسط" (8308) وابن المقرئ في "حديثه" (1) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ثنا زهير بن محمد به. قال العقيلي: لا يتابع عليه إلا من وجه فيه لين" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سهيل بهذا اللفظ إلا زهير بن محمد" قلت: ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذه منها. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن عدي (3/ 1292) وأبو نعيم في "الطب" كما في "المقاصد" (ص 236) من طريق سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً "سافروا تصحوا" وإسناده ضعيف جداً، سوار بن مصعب هو الهمداني قال أحمد وابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد أيضاً والنسائي وأبو حاتم: متروك الحديث، زاد أبو حاتم: لا يكتب حديثه، ذاهب الحديث. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن معاوية النيسابوري عن نَهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً "سافروا تصحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا" أخرجه ابن عدي (7/ 2521) ومحمد بن معاوية النيسابوري كذبه ابن معين وأحمد والدارقطني وغيرهم، ونهشل بن سعيد كذبه الطيالسي وإسحاق بن راهوية، وقال الحاكم: روى عن الضحاك بن مزاحم الموضوعات. الثاني: يرويه بسطام بن حبيب ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن ابن عباس مرفوعاً "سافروا تصحوا وتغنموا" أخرجه البيهقي (7/ 102) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 37) وبسطام بن حبيب لم أقف له على ترجمة. 2212 - "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" قال الحافظ: أخرجه البغوي والطبراني من طريق أبي خالد الوالبي عن عمرو بن النعمان بن مقرن المزني قال: انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مجلس من مجالس الأنصار، ورجل

من الأنصار كان عرف بالبذاء ومشاتمة الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، زاد البغوي في روايته "فقال ذلك الرجل: والله لا أساب رجلاً" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 39) وفي "الدعاء" (2047) والبغوي والباوردي في "الصحابة" كما في "الإصابة" (7/ 148) وأبو نعيم في "الصحابة" (5091) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري عن الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن عمرو بن النعمان بن مقرن به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة" المجمع 8/ 73 قلت: وعمرو بن النعمان مختلف في صحبته، فقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" وغيره: له صحبة. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 13/ 265): روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وفي "الإصابة": وذكره (أي الحديث) ابن مندة من رواية بكر بن خلف، قال بكر بن خلف: وله صحبة، قال ابن مندة: لم يتابع عليه. 2213 - حديث عمران بن حصين في قصة المرأة التي نذرت أن تنحر ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "سبحان الله، بئسما جزيتها" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬2) هو قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم (1641) 2214 - "سبحان الله رضا نفسه" قال الحافظ: هو في صحيح مسلم (2726") (¬3) 2215 - حديث "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 10/ 364 - 365) من حديث عائشة. 2216 - عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في صلاة الليل في سجوده: سبحانك لا إله إلا أنت. ¬

_ (¬1) 16/ 134 (كتاب الفتن- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا ترجعوا بعدي كفاراً) (¬2) 13/ 221 (كتاب الأدب -باب التكبير والتسبيح عند التعجب) (¬3) 17/ 154 (كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28]) (¬4) 17/ 327 (كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47])

قال الحافظ: وفي مسند أحمد من طريق محمد بن عباد عن عائشة قالت: فذكره، رجاله ثقات" (¬1) أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (830) وأحمد (6/ 131) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره للمقريزي ص 165) والطبراني في "الدعاء" (547) من طرق عن وهيب بن خالد البصري ثنا خالد الحذاء عن محمد بن عباد المخزومي عن عائشة به. وإسناده صحيح إن كان محمد بن عباد سمع من عائشة فإني لم أر من صرّح بسماعه منها. وللحديث طريق أخرى يرويها عطاء عن ابن أبي مُليكة عن عائشة قالت: افتقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نساءه، فتحسست ثم رجعت، فإذا هو راكع أو ساجد يقول "سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت". أخرجه مسلم (485) 2217 - "سبقت رحمتى غضبي" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (4/ 2108) من حديث أبي هريرة رفعه "قال الله -عز وجل-: سبقت رحمتي غضبي" وأخرجه البخاري (فتح 17/ 155) بلفظ "إنّ رحمتي تغلب غضبي". 2218 - عن عبيد بن عمير الليثي أحد كبار التابعين أن عمر لما رأى الأذان جاء ليخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد الوحي قد ورد بذلك فما راعه إلا أذان بلال فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "سبقك بذلك الوحي". قال الحافظ: رواه عبد الرزاق وأبو داود في "المراسيل" (¬3) مرسل أخرجه عبد الرزاق (1775) عن ابن جريج قال: قال عطاء: سمعت عبيد بن عمير يقول: إئتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كيف يجعلون شيئاً إذا أرادوا جمع الصلاة اجتمعوا لها، ¬

_ (¬1) 3/ 249 (كتاب الصلاة -أبواب التهجد- باب طول السجود في قيام الليل) (¬2) 6/ 493 (كتاب الجهاد- باب: فإما منا بعد وإما فداء) (¬3) 2/ 222 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب بدء الأذان)

فائتمروا بالناقوس، قال: فبينا عمر بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس، إذ رأى في المنام أن لا تجعلوا الناقوس، بل أذنوا بالصلاة، قال: فذهب عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخبره بالذي رأى، وقد جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي بذلك، فما راع عمر إلا بلال يؤذن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد سبقك بذلك الوحي" حين أخبره بذلك عمر. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 284) من طريق حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج به. ورواته ثقات. 2219 - حديث أبي سعيد: فقام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، وقال في آخره "سبقك بها عكاشة وصاحبه. أما لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت" قال الحافظ: وقع عند ابن أبي شيبة والبزار وأبي يعلى من حديث أبي سعيد فزاد: فذكره، وفي سنده عطية وهو ضعيف. وقال: وقع في حديث أبي سعيد: ثم جلسوا ساعة يتحدثون" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 4613) عن بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري ثنا عيسى عن محمد بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم" فقال عكاشة: يا نبي الله، ادع الله تعالى أن يجعلني منهم، قال - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اجعله منهم" فقال رجل آخر: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اجعله منهم" ثم سكت القوم ساعة وتحدثوا فقال بعضهم أو قلنا: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنا منهم، فقال - صلى الله عليه وسلم - "سبقكم عكاشة وصاحبه، إنكم لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت". وأخرجه البزار (كشف 3550) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن ثنا أبي عن عيسى بن المختار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد به. وقال: لا نعلمه يروى من حديث أبي سعيد إلا من حديث عطية" وقال البوصيري: مداره على عطية العوفي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 665 قلت: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف أيضاً. ¬

_ (¬1) 14/ 204 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب)

2220 - حديث الفضل بن الحسن الضمري عن ضُباعة أو أم الحكم بنت الزبير قالت: أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سبياً فذهبت أنا وأختي فاطمة نسأله فقال "سبقكما يتامى بدر" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) أخرجه أبو داود (2987 و 5066) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 299) والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 195 - 196) من طريق عبد الله بن وهب عن عياش بن عقبة (¬2) الحضرمي عن الفضل بن الحسن الضمري أنّ ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير بن عبد المطلب حدّثه عن إحداهما أنّها قالت: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبياً فذهبت أنا وأختي وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أنّ يأمر لنا بشيء من السبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سبقكن يتامى بدر، لكن سأدلكنّ على ما هو خير لكنّ من ذلك: تكبرن الله على أثر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين تكبيرة، وثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال ابن وهب: ابن أم الحكم لا أدري ما اسمه ولا اسم أبيه" ورواه زيد بن الحباب ثني عياش بن عقبة ثني الفضل بن الحسن بن عمرو ثني ابن أبي الحكم أنّ أمه أم الحكم حدثته أنها ذهبت هي وأمها حتى دخلتا على فاطمة، فخرجن جميعاً فأتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أقبل من بعض مغازيه، ومعه رقيق، فسألنه أن يخدمهن، فقال "سبقكنّ يتامى أهل بدر" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2094) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3474) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 233 و 299) والطبراني في "الكبير" (25/ 138) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 320) ومن هذا الوجه أخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (13/ 195) ووقع عنده (¬3): ابن أم الحكم قال: أخبرتني أمي بنت الزبير. قال ابن مندة: رواه ابن لهيعة عن الفضل كذلك. ¬

_ (¬1) 7/ 24 (كتاب فرض الخمس -باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمساكين) (¬2) وفي رواية المزي "عياش بن عباس" قال: كذا في الأصل، وهو خطأ، والصواب عياش بن عقبة" (¬3) ووقع عند أبي نعيم في "الصحابة" (7898): ابن أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب حدثتني أم الحكم بنت الزبير.

قلت: وابن أم الحكم لا يعرف كما قال الحافظ في "التقريب" (2/ 534) وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 598): لا يتحرر أمره وعنه الفضل بن الحسن وحده. 2221 - عن أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير أي ابن عبد المطلب قالت: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبياً فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشكو إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال "سبقكن يتامى بدر". قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 2222 - عن عائشة قالت: دخلت عليّ زينب بنت جحش فسبتني، فردعها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأبت، فقال لي "سبيها" فسببتها حتى جفّ ريقها في فمها، فرأيت وجهه يتهلل. قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه بإسناد حسن من طريق البهي عن عروة عن عائشة" (¬2) حسن أخرجه أحمد وابنه (6/ 93) وابن ماجه (1981) والنسائي في "الكبرى" (8914 و 11476) عن محمد بن بشر العبدي لإسحاق في "مسند عائشة" (1781) والنسائي في "الكبرى" (8915) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة عن عبد الله البهي عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: ما علمت حتى دخلت عليّ زينب بغير اذن، وهي غضبى. ثم قالت: يا رسول الله، أحسبك إذا قلبت لك بُنَيَّةُ أبي بكر ذُرَيعَتَيْهَا. ثم أقبلت عليّ، فأعرضت عنها، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "دونك، فانتصري" فأقبلت عليها، حتى رأيتها وقد يبس ريقها في فِيْها، ما ترد عليّ شيئاً. فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتهلل وجهه. اللفظ لابن ماجه قال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 2/ 118 ¬

_ (¬1) 13/ 368 - 369 (كتاب الدعوات -باب التكبير والتسبيح عند المنام) (¬2) 6/ 25 (كتاب المظالم -باب الانتصار من الظالم)

قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير عبد الله البهي وهو مختلف فيه: وثقه ابن سعد وابن حبان واحتج به مسلم، وقال أبو حاتم: لا يحتج به وهو مضطرب الحديث. - ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن زكريا بن أبي زائدة واختلف عن إسحاق: • فرواه محمد بن شجاع المروزي عن إسحاق الأزرق كرواية محمد بن بشر. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (569) • ورواه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية عن أبيه عن إسحاق الأزرق فلم يذكر عروة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8916) والأول أصح. 2223 - "ستخرج نار من حضر موت تحشر الناس" قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال "عليكم بالشام". سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تخرج نار قبل يوم القيامة من حضر موت" 2224 - "سترة الإمام سُترة لمن خلفه" قال الحافظ: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق سويد بن عبد العزيز عن عاصم عن أنس مرفوعاً. وقال: تفرد به سويد عن عاصم ا. هـ وسويد ضعيف عندهم" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (468) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن عاصم الأحول عن أنس به مرفوعاً. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا سويد" وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف" المجمع 2/ 62 وقال المناوي: قال الزين العراقي في "شرح الترمذي": فيه سويد بن عبد العزيز ضعيف. وقال بعد أوراق: هذا حديث ضعيف" الفيض 4/ 97 ¬

_ (¬1) 14/ 168 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬2) 2/ 119 (كتاب الصلاة -أبواب سترة المصلي- باب سترة الإِمام سترة لمن خلفه)

2225 - "ستصالحون الروم صلحاً آمنا، ثم تغزون أنتم وهم عدواً فتنصرون، ثم تنزلون مرجاً فيرفع رجل من أهل الصليب الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفعه، فعند ذلك تغدر الروم ويجتمعون للملحمة فيأتون" قال الحافظ: ووقع في حديث ذي مِخْبَر-بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة -في نحو هذا الحديث بلفظ "راية" بدل "غاية" وفي أوله: فذكره" (¬1) صحيح وله عن ذي مخبر طرق: الأول: يرويه الأوزاعي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن الأوزاعي ثني حسان بن عطية قال: مال مكحول وابن أبي زكريا (¬2) إلى خالد بن مَعدان، ومِلْت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير قال: قال لي جبير: انطلق بنا إلى ذي مخمر -وكان رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فانطلقت معه فسأله جبير عن الهدنة، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ستصالحكم (¬3) الروم صلحاً آمناً ثم تغزون أنتم وهم عدوا (¬4) فتنصرون وتغنمون (¬5) وتسلمون، ثم تنصرفون (¬6) حتى تنزلوا بمرج في تلول مرتفع، فيرفع رجل من أهل النصرانية (¬7) الصليب فيقول: غلب الصليب (¬8)، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه (¬9)، فعند ذلك تغدر الروم ويجمعون (¬10) للملحمة (¬11) ". ¬

_ (¬1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس -باب ما يحذر من الغدر) (¬2) لم يذكره ابن حبان وابن حذلم في روايتهما. (¬3) ولفظ أحمد وغيره "تصالحون" ولفظ أبي داود وغيره "ستصالحون" (¬4) زاد أحمد وغيره "من ورائهم" (¬5) ولفظ الحاكم "وتفتحون" (¬6) ولفظ أبي داود "ترجعون" (¬7) ولفظ أحمد وابن حبان "من الروم" ولفظ ابن ماجه "الصليب" (¬8) زاد ابن حبان وابن حذلم "ويقول قائل من المسلمين: بل الله غلب، فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد, فيدقه، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم، فيضربون عنقه، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فتقول الروم لصاحب الروم: كفيناك العرب، فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً" (¬9) ولفظ الحاكم "فيدق الصليب" ولفظ أحمد "فيقتله" (¬10) ولفظ أبي داود "وتجمع" ولفظ ابن ماجه والطبراني "ويجتمعون" (¬11) زاد أحمد "فيأتونكم في ثمانين غاية، مع كل غاية عشرة آلاف" وعند ابن ماجه "اثنا عشر ألفاً"

أخرجه ابن سعد (7/ 425 - 426) وأحمد (4/ 91) عن محمد بن مصعب القَرْقَساني وابن أبي شيبة (5/ 325 - 326) واللفظ له وأبو داود (2767 و 4292) وابن ماجه (4089) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2659 و 2660) والطبراني في "الكبير" (4230) عن عيسى بن يونس وأبو داود (4293) وابن ماجه (2/ 1369) وابن حذلم في "حديث الأوزاعي" (28) وابن حبان (6708 و 6709) عن الوليد بن مسلم وابن أبي عاصم (2661) عن بقية بن الوليد وأبو القاسم البغوي (¬1) في "الصحابة" (652) عن يحيى بن حمزة الدمشقي والحاكم (4/ 421) عن بشر بن بكر التِّنِّيسي كلهم عن الأوزاعي به. - ورواه روح بن عبادة البصري عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن ذي مخمر، ولم يذكر جبيرا. أخرجه ابن سعد (7/ 425 - 426) وأحمد (4/ 91 و 5/ 409) وهذا لا يخالف الذي قبله لأن خالد بن معدان سمعه من ذي مخبر كما دلت عليه الرواية الأولى. - ورواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن ذي مخمر. ولم يذكر خالد بن معدان ولا جبير بن نفير. ¬

_ (¬1) رواه عن منصور بن أبي مزاحم عن يحيى بن حمزة عن الأوزاعي به. ثم أخرجه (653) عن منصور بن أبي مزاحم ثنا يحيى بن حمزة عن ثور عن خالد بن معدان عن ذي مخبر.

أخرجه الحاكم (4/ 421) والأول أصح، ومحمد بن كثير المصيصي مختلف فيه. قال الحاكم بعد أن أخرجه من طريق بشر بن بكر: صحيح الإسناد، وهو أولى من حديث محمد بن كثير المصيصي" وقال البوصيري: إسناده حسن" مصباح الزجاجة 4/ 206 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. الثاني: يرويه صفوان بن عمرو السكسكي الحمصي ثني راشد بن سعد ثني ذو مخمر رفعه "تصالحون الروم صلحاً آمنا، حتى تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون فتنزلون في مرج ذي تلول" أخرجه ابن أبي عاصم (2658) والطبراني في "الكبير" (4229) وفي "مسند الشاميين" (989) من طرق عن بقية بن الوليد ثني صفوان بن عمرو به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثالث: يرويه يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني واختلف عنه: - فرواه إسماعيل بن عياش عنه عن ذي مخبر مرفوعاً "تصالحون الروم عشر سنين صلحاً آمنا، يفون سنتين ويغدرون في الثالثة أو يفون أربعاً ويغدرون في الخامسة، فينزلون جيشاً منكم وفي مدينتهم فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم وورائهم فتقتلون ذلك العدو فيفتح الله - عز وجل- لكم فتنصرفون بما أصبتم من أجر وغنيمة فتنزلون بمرج ذي تلول فيقول قائلكم: الله - عز وجل- غلب، ويقول قائلهم: الصليب غلب، فيتقاولونها ساعة فيغضب المسلمون وصليبهم منهم غير جد بعيد فيثور رجل من المسلمين إلى صليبهم فيدقه وبثبون إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه فتثور تلك العصابة من المسلمين إلى أسلحتهم، ويثور الروم إلى أسلحتهم فيقتلون تلك العصابة من المسلمين فيستشهدون فيأتون ملكهم فيقولون: قد كفيناك حد العرب وبأسهم فماذا تنتظر، فيجمع لكم حمل امرأة ثم يأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفاً" أخرجه ابن أبي عاصم (2662) واللفظ له عن عبد الوهاب بن نَجدة الحَوطي ثنا إسماعيل بن عياش به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4231) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش به.

وتابعه الأوزاعي ثني يحيى بن أبي عمرو السيباني عن ذي مخبر به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (873) عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية عن الأوزاعي به. وإبراهيم بن محمد بن عرق قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد. وبقية مدلس ولم يذكر سماعاً من الأوزاعي. - ورواه ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن ذي مخبر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (874) عن محمد بن عبيد بن آدم ثنا محمد بن أبي السري ثنا ضمرة بن ربيعة به. الرابع: يرويه إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع عن ابن محيريز عن ذي مخبر مرفوعاً "تصطلحون أنتم والروم صلحاً آمنا عشر سنين، ثم يغدرونكم في السنة الثالثة أو الخامسة فينزل في ذلك الصلح جيش منكم في مدينتهم، ثم تغزون معهم عدواً من ورائهم فيرجعون سالمين غانمين حتى تنزلون في مرج ذي تلول" وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي عاصم (2663) والطبراني في "الكبير" (4232) وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع. الخامس: يرويه حَرِيز بن عثمان عن يزيد بن صليح عن ذي مخبر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4233) من طريق محمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مسلم قالا: ثنا حريز بن عثمان به. ويزيد بن صليح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال الدارقطني: لا يعتبر به. والباقون ثقات. 2226 - "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع" قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال "لا, ما صلوا" قال الحافظ: وأخرج مسلم (1854) من حديث أم سلمة مرفوعاً: فذكره، ومن حديث عوف بن مالك رفعه في حديث في هذا المعني "قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: "لا، ما أقاموا الصلاة".

وفي رواية له "بالسيف" وزاد "وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة" (¬1) حديث عوف بن مالك أخرجه مسلم (1855) 2227 - "ستكون خلفاء فيكثرون" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1842") (¬2) 2228 - "ستكون هجرة بعد هجرة وتنحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم ولا يبقى في الأرض إلا شرارها، تلفظهم أرضوهم وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا" قال الحافظ: أخرجه أحمد وسنده لا بأس به" (¬3) حسن وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وله عنه طريقان: الأول: يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه: - فرواه قتادة عن شهر بن حوشب قال: لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية، قلت: لو خرجت إلى الشام فتنحيت من شرّ هذه البيعة، فخرجت حتى قدمت الشام، فأخبرت بمقام نوف (¬4)، فجئته فإذا رجل فاسد العينين، عليه خميصة، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص، فلما رآه نوف أمسك عن الحديث، فقال له عبد الله: حدث ما كنت تحدث به، قال: أنت أحق بالحديث مني، أنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّ هؤلاء قد منعونا عن الحديث -يعني الأمراء- قال: أعزم عليك إلا حدثتنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنها ستكون هجرة بعد هجرة لخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضهم، تقذرهم نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلف"، قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج منها قرن قطع، كلما خرج منها قرن قطع، حتى عددها زيادة على عشر مرات، كلما خرج منها قرن قطع، حتى يخرج الدجال في بقيتهم" ¬

_ (¬1) 16/ 111 (كتاب الفتن- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سترون بعدي أموراً تنكرونها) (¬2) 16/ 339 (كتاب الأحكام -باب حدثنا محمد بن المثني) (¬3) 14/ 168 (كتاب الرقاق -باب الحشر) (¬4) زاد أحمد "البكالى"

أخرجه عبد الرزاق (20790) واللفظ له وأحمد (2/ 198 - 199) والحاكم (4/ 486 - 487) عن مَعْمر بن راشد والطيالسي (ص 302 - 303) وأحمد (2/ 209) وأبو داود (2482) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 53 - 54) عن هشام الدستوائي كلاهما عن قتادة به. وقتادة مدلس ولم يذكر سماعاً من شهر بن حوشب. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ليث بن أبي سليم عن شهر به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 66) من طريق إسحاق بن راهويه أنبا جرير عن ليث به. وليث قال النسائي وغيره: ضعيف. ورواه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن شهر بن حوشب عن ابن عمر. جعله عن ابن عمر لا ابن عمرو. أخرجه أحمد (2/ 84) وأبو جناب ضعفه جماعة ونسبوه إلى التدليس ولم يذكر سماعاً من شهر بن حوشب. الثاني: يرويه موسى بن عُلي بن رباح قال: سمعت أبي يقول: خرجت حاجاً فقال لي سليمان بن عنز قاضي أهل مصر: أبلغ أبا هريرة مني السلام وأعلمه أني قد استغفرت الغداة له ولأمه، فلقيته فأبلغته، قال: وأنا قد استغفرت له، ثم قال: كيف تركتم أم حنو- يعني مصر- قال: فذكرت له من رفاهيتها وعيشها، قال: أما إنها أول الأرض خراباً ثم أرمينية، قلت: سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا ولكن حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنها تكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم إلى مهاجر إبراهيم" وذكر الحديث. أخرجه الحاكم (4/ 510 - 511) عن أحمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح ثنا موسى بن علي به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد اتفقا جميعاً على أحاديث موسى بن علي بن رباح اللخمي ولم يخرجاه"

قلت: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث وهو مختلف فيه، ولم يخرج له مسلم شيئاً، واختلفوا هل روى عنه البخاري في الصحيح أم لا؟ فقيل: روى عنه، وقيل: لم يرو عنه. وموسى بن علي بن رباح وأبوه ثقتان لكن لم يخرج لهما البخاري شيئاً. وأحمد بن سلمة العنزي لم أقف له على ترجمة. والحديث بمجموع الطريقين حسن. 2229 - "سجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكراً" قال الحافظ: وفي النسائي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: فذكره" (¬1) صحيح يرويه عمر بن ذر بن عبد الله الكوفي عن أبيه واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في ص وقال "سجدها داود توبة، ونسجدها شكرا" أخرجه النسائي (2/ 123) وفي "الكبرى" (1029 و 11438) عن حجاج بن محمد المصيصي والدراقطني (1/ 407) عن عبد الله بن بزيع الأنصاري والطبراني في "الكبير" (12386) و"الأوسط" (1012) والدارقطني (1/ 407) والخطيب في "التاريخ" (13/ 54) عن محمد بن الحسن الشيباني ثلاثتهم عن عمر بن ذر به. - وقيل: عن عمر بن ذر عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (5870) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (12387) عن معمر بن راشد ¬

_ (¬1) 3/ 207 (كتاب الصلاة -أبواب سجود القرآن- باب سجدة ص)

والبيهقي (2/ 319) وفي "المعرفة" (3/ 252) عن سفيان بن عُيينة كلاهما عن عمر بن ذر به. قال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسلاً، وقد روي من أوجه عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موصولاً وليس بقوي" قلت: الوصل عندي أصح لأنه زيادة من ثقة وهي مقبولة، وإسناده صحيح. قال ابن كثير: رجال إسناده كلهم ثقات" التفسير 4/ 31 وصححه ابن السكن كما في "التلخيص" (2/ 9) وقال الحافظ: رواته ثقات" الدراية 1/ 211 وقال السيوطي: سنده جيد" الدر المنثور 7/ 165 2230 - "سُحِرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عائشة حتى أنكر بصره " قال الحافظ: وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق: فذكره، وعنده في مرسل سعيد بن المسيب "حتى كاد ينكر بصره" (¬1) 2231 - عن زيد بن أرقم قال: سَحَرَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياماً، فأتاه جبريل فقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً في بئر كذا. قال الحافظ: وجدت في حديث زيد بن أرقم عند النسائي وابن سعد وصححه الحاكم وعبد بن حميد: فذكره. وقال: وفي حديث زيد بن أرقم الذي أشرت إليه عند عبد بن حميد وغيره "فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين" وفيه "فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال" وقال: ووقع في حديث زيد بن أرقم عند ابن سعد وصححه الحاكم "فوجد الماء وقد اخضر" وقال: وفي حديث زيد بن أرقم "فما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك اليهودي شيئاً ما صنع به ولا رآه في وجهه" ¬

_ (¬1) 12/ 338 (كتاب الطب- باب السحر)

وقال: وفي حديث زيد بن أرقم "فأخرجوه فرموا به" (¬1) يرويه الأعمش واختلف عنه: - فقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياماً، فجاءه جبريل فقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً في بئر كذا وكذا فَأَرْسِل إليها من يجيء بها، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً فاستخرجها فجاء بها فحللها، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما نشط من عِقَال، فما ذكر لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط حتى مات. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (513) وفي "مصنفه" (8/ 29 - 30) وأحمد (4/ 367) عن أبي معاوية به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5016) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه عبد بن حميد (271) والنسائي (7/ 103) وفي "الكبرى" (3543) والطحاوي في "المشكل" (5935) والطبراني في "الكبير" (5013) من طرق عن أبي معاوية به. وعند عبد بن حميد والطحاوي "فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين فأمره أن يحل العقد وتقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل" - وقال غير واحد: عن الأعمش عن ثُمامة بن عقبة المُحَلِّمي عن زيد بن أرقم قال: كان رجل (¬2) يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فعقد له عقداً فوضعه في بئر رجل من الأنصار، فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما: أتدري ما وجعه؟ قال: فلان الذي يدخل عليه عقد له عقداً فألقاه في بئر فلان الأنصاري، فلو أرسل رجلاً وأخذ العقد لوجد الماء قد اصفر، قال: فبعث رجلاً فأخذ العقد فحلّها فبرأ، وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يذكر له شيئاً منه ولم يعاتبه. أخرجه ابن سعد (2/ 199) عن سفيان الثوري والطبراني في "الكبير" (5011) والحاكم (4/ 360 - 361) ¬

_ (¬1) 2/ 339 و 341 و 342 (كتاب الطب- باب السحر) (¬2) وفي حديث سفيان: رجل من الأنصار.

عن جرير بن عبد الحميد الرازي ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 38 - 39) والطبراني (5012) عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي ثلاثتهم عن الأعمش به. واللفظ لحديث جرير. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجا لثمامة شيئاً وهو صدوق" قلت: بل هو ثقة كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما، والأعمش مدلس وقد عنعن. 2232 - حديث علي مرفوعاً أنه قيل له: كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب؟ قال "سخر له السحاب، وبسط له النور، ومدّ له الأسباب" قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة من حديث على مرفوعاً أنه قيل له: كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب؟ قال: فذكره" (¬1) قلت: بل رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (11/ 563 - 564) من حديث علي موقوفاً. 2233 - "سددوا وقاربوا، فإنّ صاحب الجنة يُختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل" قال الحافظ: وقع في حديث عبد الله بن عمرو أنّ السائل عن ذلك جماعة ولفظه "فقال أصحابه: ففيم العمل إن كان قد فرغ منه؟ فقال: فذكره، أخرجه الفريابي" (¬2) له عن ابن عمرو طريقان: الأول: يرويه أبو قبيل المعافري عن شُفي بن ماتع الأصبحي عن ابن عمرو قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده كتابان، فقال "أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قلنا: لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجمل على آخرهم، نلا يزاد فيهم ولا ينقص ¬

_ (¬1) 7/ 194 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83]) (¬2) 14/ 299 (كتاب القدر -باب {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38])

منهم أبداً" ثم قال للذي في شماله "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً" فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه؟ فقال "سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أيّ عمل، وإنّ صاحب النار يختم له بعمل أهل النار؛ وإن عمل أي عمل" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيديه (¬1) فنبذهما، ثم قال "فرغ ربكم من العباد (¬2)، فريق في الجنة (¬3)، وفريق في السعير". أخرجه أحمد (2/ 167) والترمذي (2141) واللفظ له وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (263) وابن أبي عاصم في "السنة" (348) والفريابي في "القدر" (45) والنسائي في "الكبرى" (11473) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 107) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث 17) والآجري في "الشريعة" (ص 173 - 174) وابن بطة في "الإبانة" (1327) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 168) والبيهقي في "القضاء والقدر" (56 و 57) والواحدي في "الوسيط" (4/ 44) والبغوي في "معالم التنزيل" (6/ 117) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (18) عن الليث بن سعد والترمذي (4/ 450) والفريابي (46) والنسائي في "الكبري" (11473) والآجري في "الشريعة" (ص 174) وابن بطة (1327) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 168) والبيهقي في "القضاء والقدر" (120) عن بكر بن مضر المصري وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 168) عن قرة بن عبد الرحمن بن حَيْوَئيل وابن بطة (1327) والواحدي في "الوسيط" (4/ 44) عن ابن لهيعة أربعتهم عن أبي قبيل به. ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد "بيده فقبضها" ولفظ ابن أبي عاصم "بيده فجمعها" ولفظ أبي نعيم "ثم قبض يديه" (¬2) زاد أحمد "ثم قال باليمنى فنبذها فقال" (¬3) زاد أحمد "ونبذ باليسرى فقال"

ورواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب (¬1) عن عمرو بن الحارث عن أبي قبيل المعافري عن شفي الأصبحي عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسمه. أخرجه الطبري في "تفسيره" (25/ 9) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وأبو قبيل اسمه حُيى بن هانئ" قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع شفي بن ماتع من ابن عمرو أم لا فإنه لم يصرح بالسماع منه في جميع الروايات التي ذكرتها, ولم أر أحداً صرّح بسماعه منه فالله أعلم. الثاني: يرويه بشر بن بكر التِّنِّيسي ثني سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية حدير بن كُريب عن ابن عمرو. أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (58) والبغوي في "معالم التنزيل" (6/ 117) من طريق أبي عثمان سعيد بن عثمان التنوخي ثنا بشر بن بكر به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان الشامي. 2234 - عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سدوا هذه الأبواب إلا باب عليّ" فتكلم ناس في ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني والله ما سددت شيئاً وما فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ورجاله ثقات" (¬2) أخرجه أحمد (4/ 369) وفي "فضائل الصحابة" (985) والنسائي في "خصائص علي" (38) والطحاوي في "المشكل" (3561) والحاكم (3/ 125) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 365) والضياء في "المختارة" كما في "القول المسدد" (ص 21) عن محمد بن جعفر غُندر والعقيلي (4/ 185 - 186) عن المعتمر بن سليمان التيمي ¬

_ (¬1) رواه أبو جعفر أحمد بن سعيد بن بشر الهمداني المصري عن ابن وهب في "القدر" (13) عن ابن لهيعة والليث بن سعد وعمرو بن الحارث عن أبي قبيل عن شفي الأصبحي عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

كلاهما عن عوف (¬1) بن أبي جميلة عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبواب شارعة في المسجد فقال يوماً "سدوا هذه الأبواب إلا باب علي" قال: فتكلم في ذلك أناس، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم، وإني ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته" اللفظ لأحمد. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال العقيلي: وقد روي من طريق أصلح من هذا وفيها لين أيضاً" وقال ابن الجوزي: حديث باطل لا يصح، فيه ميمون مولى عبد الرحمن بن سمرة قال يحيى بن سعيد: هو لا شيء" وتعقبه الحافظ بسبب ايراده الحديث في الموضوعات فقال: فأخطأ في ذلك خطأ ظاهراً، وميمون وثقه غير واحد وتكلم بعضهم في حفظه، وقد صحح له الترمذي حديثاً غير هذا تفرد به عن زيد بن أرقم" القول المسدد ص 21 وقال في "النكت على كتاب ابن الصلاح" (1/ 466): إسناده صحيح" وقال الهيثمي: وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 114 قلت: إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله. وللحديث شاهد عن أنس وعن سعد بن أبي وقاص وعن علي وعن ابن عباس وعن جابر بن سمرة وعن بريدة فأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (4/ 346 - 347) عن محمد بن عبدوس ثنا محمد بن حميد ثنا تميم بن عبد المؤمن ثنا هلال بن سويد سمعت أنس بن مالك يقول: لما سدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبواب المسجد أتته قريش فعاتبوه فقالوا: سددت أبوابنا وتركت باب عليّ، فقال "ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها" ذكره في ترجمة هلال بن سويد الأحمري وقال: لا يتابع إلا من طريق تقاربه. وأسند عن البخاري قال: لا يتابع عليه" ¬

_ (¬1) واختلف فيه على عوف، فرواه أبو الاشهب هوذة بن خليفة عن عوف عن ميمون عن البراء بن عازب. أخرجه الروياني (411)

قلت: وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وذكره ابن الجارود في "الضعفاء"، وابن حبان في "الثقات". وتميم بن عبد المؤمن ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ومحمد بن حميد هو الرازي كما في ترجمة ابن عبدوس من "تاريخ بغداد" (2/ 381) وهو ضعيف كما قال الذهبي في "الميزان" وغيره، وكذبه غير واحد. وأما حديث سعد فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي" وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو ميمونة عن عيسى الملائي عن عليّ بن حسين عن أبيه عن علي قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال "إنّ موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك" ثم أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك، فاسترجع ثم قال: سمع وطاعة، فسدّ بابه، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليّ، ولكن الله فتح باب عليّ وسد أبوابكم" أخرجه البزار (¬1) (506) عن حاتم بن الليث الجوهري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو ميمونة به. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد وفيه علتان: أما إحداهما فإنّ أبا ميمونة رجل مجهول لا يعلم روى عنه غير عبيد الله بن موسى، وعيسى الملائي فلا نعلمه روى أيضاً إلا هذا الحديث، وإنما كتبنا هذا الحديث لأنا لم نحفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه فذكرناه وبينا علته" وقال الهيثمي: وفي إسناده من لم أعرفه" المجمع 9/ 115 الثاني: يرويه نصر بن مزاحم الكوفي ثنا عبد الله بن مسلم الملائي عن أبيه عن جده عن عليّ قال: لما أمر بسد الأبواب التي في المسجد خرج حمزة يجر قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبكي فقال "ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكن الله أسكنه" أخرجه أبو نعيم في "فضائل الصحابة" كما في "اللآلئ" (1/ 352) عن عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن يحيى القيدي ثنا نصر بن مزاحم به. ونصر بن مزاحم قال أبو حاتم: واهي الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه، ¬

_ (¬1) انظر كشف الأستار (2552)

وقال العقيلي: كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير، وقال ابن عدي: أحاديثه عامتها غير محفوظة. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12722) عن عبد الله بن زيدان البجلي ثنا محمد بن حماد بن عمرو الأزدي ثنا حسين الأشقر ثنا أبو عبد الرحمن المسعودي عن كثير النواء عن ميمون أبي عبد الله عن ابن عباس قال: لما أخرج أهل المسجد وترك عليّ قال الناس في ذلك، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام: 50] ". قال الهيثمي: وفيه جماعة اختلف فيهم" المجمع 9/ 115 قلت: إسناده ضعيف لضعف حسين الاشقر وكثير النواء وميمون أبي عبد الله. وللحديث طريق أخرى تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة عند حديث "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي" وأما حديث جابر بن سمرة فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسد الأبواب" وأما حديث بريدة فأخرجه أبو نعيم في "فضائل الصحابة" كما في "اللآلئ" (1/ 351) عن الطبراني ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا زكريا بن يحيى ثنا خالد بن مخلد ثنا راشد بن سلمة عن أبي داود عن بريدة قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسد الأبواب فشقّ ذلك على أصحابه، فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعى الصلاة جامعة، حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر ولم نسمع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذ فقال "يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدها" أبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى قال الحاكم: روى عن بريدة أحاديث موضوعة، وقال العقيلي: كان يغلو في الرفض، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 2235 - عن شقيق قال: سرقت فاطمة بنت أبي أسد بنت أخي أبي سلمة فأشفقت قريش أن يقطعها النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وأورد عبد الغني بن سعيد المصري في "المبهمات" من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدُّهني عن شقيق قال: فذكره" (¬1) ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 15/ 95 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (409) من طريق عبد الغني بن سعيد قال: حدثني عبد الله بن طالب أنّ محمد بن جعفر المطيري حدثهم عن عيسى بن عبد الله الطيالسي عن أسيد بن زيد الجَمّال عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدهني عن شقيق قال: فذكره، وزاد: فكلموا أسامة بن زيد فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "كل شيء ولا حد من حدود الله - عز وجل-، ولو كانت فاطمة بنت محمد لقطعتها" فقطعت. وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 258) من طريق أبي جعفر محمد بن عمرو البحتري الرزاز ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي به. وأخرجه (ص 257 - 258) من طريق أبي عبد الله أحمد بن يحيى الحجري الكوفي ثنا أسيد بن زيد به. وأسيد قال ابن معين وابن الجارود: كذاب، وقال النسائي: متروك. ويحيى بن سلمة بن كهيل قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن سعد: ضعيف جداً. 2236 - "سفر المرأة مع عبدها ضيعة" قال الحافظ: روى سعيد بن منصور من حديث ابن عمر مرفوعاً: فذكره، لكن في إسناده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1076) عن الحسن بن عرفة وابن الأعرابي (ق18/أ) عن هاشم بن عمرو بن عبد الرحمن بن الحارث والطبراني في "الأوسط" (6635) عن عبيد بن جناد الحلبي قالوا: ثنا إسماعيل بن عياش ثنا بزيع بن عبد الرحمن أبو عبد الله عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 4/ 448 (كتاب الحج -أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب حج النساء)

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن نافع إلا بزيع، تفرد به إسماعيل بن عياش" وقال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدّث عن بزيع إلا إسماعيل" وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" وفيه بزيع بن عبد الرحمن ضعفه أبو حاتم، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 214 قلت: بزيع بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا ولا ابن حبان عنه راوياً إلا إسماعيل بن عياش، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. 2237 - عن عمر بن أبي سلمة وهو ربيب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيقبل الصائم؟ فقال "سل هذه" لأم سلمة، فأخبرته أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك. فقال: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال "أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له" قال الحافظ: رواه مسلم (1108") (¬1) 2238 - حديث أبي ذر قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمه (¬2) فقال: "سلها كم حملت به؟ " فقالت: حملت به اثني عشر شهراً، فلما وقع صاح صياح ابن شهر. قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث أبي ذر قال: فذكره. وقال: وقع في حديث أبي ذر المذكور: فأراد أن يقول الدخان فلم يستطع فقال: الدخ" (¬3) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 141) وأحمد (5/ 148) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 401 - 402) والبزار (كشف 3400) والطحاوي في "المشكل" (2859 و 2860) والعقيلي (1/ 217) والطبراني في "الأوسط" (8515) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري عن الحارث بن حَصِيْرَة عن زيد بن وهب قال: سمعت أبا ذر يقول: لأن أحلف عشر مرار أنّ ابن صياد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به, وذلك ¬

_ (¬1) 5/ 53 (كتاب الصوم- باب المباشرة للصائم) (¬2) يعني أم ابن صياد (¬3) 6/ 513 (كتاب الجهاد- باب كيف يعرض الإسلام على الصبي)

أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بعثني إلى أمه فقال "سلها كم حملت به" فسألتها، فقالت: حملت به اثني عشر شهراً، ثم أرسلني إليها المرة الثانية، فقال "سلها عن صياحه حين وقع" فأتيتها، فسألتها، فقالت: صاح صياح الصبي ابن شهرين، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني قد خبأت لك خبيئاً" قال: خبأت لي عظم شاة عفراء والدخان فأراد أن يقول: الدخان، فلم يستطع، فقال: الدُّخ الدُّخ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إخسأ فإنك لن تسبق القدر" قال البزار: لا نعلمه يروي عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد" وقال العقيلي: ولا يتابع الحارث بن حصيرة على هذا، وقد رواه جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه بأسانيد صحاح" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحارث إلا عبد الواحد بن زياد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة" المجمع 8/ 2 - 3 قلت: وثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير وابن حبان، وقال أبو داود: صدوق، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: وعلى ضعفه يكتب حديثه، فهو حسن الحديث، وعبد الواحد بن زياد وزيد بن وهب ثقتان، فالإسناد حسن. 2239 - حديث ابن مسعود رفعه "سلوا الله من فضله، فإنّ الله يحب أن يسأل" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) ضعيف أخرجه الترمذي (3571) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (2) والطبراني في "الكبير" (10088) و"الأوسط" (5165) و"الدعاء" (22) وابن عدي (2/ 665) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 488) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 109 - 110) والبيهقي في "الشعب" (9535) والواحدي في "الوسيط" (2/ 44) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (674) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (11) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 291 - 292) من طريق حماد بن واقد الصفار عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به مرفوعاً. وزاد "وأفضل العبادة انتظار الفرج" ¬

_ (¬1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى- ادعوني استجب لكم- الآية)

قال الترمذي: هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث وقد خولف في روايته. وحماد بن واقد هذا هو الصفار ليس بالحافظ وهو عندنا شيخ بصري، وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير حماد بن واقد عن إسرائيل عن أبي الأحوص" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، تفرد به حماد بن واقد، ولا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد" وقال البيهقي: تفرد به حماد بن واقد وليس بالقوي" وذكر الزبيدي في "الإتحاف" (5/ 30) والمناوي في "الفيض" (4/ 108) أنّ الحافظ حسنه. قلت: إسناده ضعيف لضعف حماد بن واقد. قال البخاري: منكر الحديث، وقال الفلاس: كثير الخطأ والوهم ليس ممن يروى عنه، وقال ابن معين: ضعيف. وخالفه وكيع فرواه عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل لم يسمه به مرفوعاً. أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 49) وابن مردويه (1/ 488) واختلف فيه على حكيم بن جبير، فرواه قيس بن الربيع عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعاً. أخرجه ابن مردويه. وحكيم بن جبير هو الأسدي قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث. 2240 - حديث يوسف بن عبد الله بن سلام قال: سماني النبي - صلى الله عليه وسلم - يوسف. قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وسنده صحيح، وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 198 (كتاب الأدب -باب من سمى بأسماء الأنبياء)

وله عن يوسف بن عبد الله بن سلام طريقان: الأول: يرويه يحيى بن أبي الهيثم العطار ثنا يوسف بن عبد الله بن سلام قال: فذكره وزاد "وأقعدني في حجره، ومسح على رأسي" أخرجه الحميدي (869) ومسدد في "مسنده" (اتحاف الخيرة 6555) وابن سعد (712) وابن أبي شيبة في "مسنده" (689) وأحمد (4/ 35 و 6/ 6) والبخاري في "الأدب المفرد" (838) والترمذي في "الشمائل" (322) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1533) والطحاوي في "المشكل" (4331) وابن الأعرابي (ق8/ب) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 233 و233 - 234 و234) والطبراني في "الكبير" (22/ 285) وابن جميع في "معجمه" (ص 299 - 300) وأبو نعيم في "الصحابة" (6671) والبيهقي في "الشعب" (10522) والمزي في "تهذيب الكمال" (32/ 21 - 22) من طرق عن يحيى بن أبي الهيثم به. وإسناده صحيح، ويوسف بن عبد الله بن سلام قال البخاري: له صحبة، وقال أبو حاتم: له رؤية. قال الحافظ في "الإصابة": وكلام البخاري أصح. وقال في "التقريب": صحابي صغير. الثاني: يرويه مِسْعر بن كِدَام عن النضير بن قيس قال: سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول: سماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوسف. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6554) وأحمد (4/ 35 و 6/ 6) والطبراني في "الكبير" (22/ 286) من طرق عن مسعر به. والنضير بن قيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الاكمال": مجهول. 2241 - حديث سفيان بن وهب: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهي عن بيع المزايدة" قال الحافظ: أخرجه البزار وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1276) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا معلى بن منصور ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب عن المغيرة بن زياد عن سفيان بن وهب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن المزايدة. ¬

_ (¬1) 5/ 257 (كتاب البيوع -باب بيع المزايدة)

وقال: لا نعلم روى سفيان إلا هذا" وقال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 4/ 84 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة. 2242 - عن عبد الله بن سلام قال: سمعت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفت صفته واسمه فكنت مسرا لذلك حتى قدم المدينة، فسمعت به وأنا على رأس نخلة فكبرت، فقالت لي عمتي خالدة بنت الحارث: لو كنت سمعت بموسى ما زدت، فقلت: والله هو أخو موسى بعث بما بعث به، فقالت لي: يا ابن أخي هو الذي كنا نخبر أنه سيبعث مع نفس الساعة؟ قلت: نعم، قالت: فذاك إذاً، ثم خرجت إليه فأسلمت ثم جئت إلى أهل بيتي فأمرتهم فأسلموا، ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنّ اليهود قوم بهت. قال الحافظ: وعند البيهقي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن يحيى بن عبد الله عن رجل من آل عبد الله بن سلام عن عبد الله بن سلام قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن إسحاق (¬2) في "المغازي" (الإصابة 12/ 212) عن عبد الله بن أبي حزم عن يحيى بن عبد الله عن رجل من آل عبد الله بن سلام قال: كان من حديث عبد الله حين أسلم قال: لما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنا نتوكفه، فلما قدم المدينة أخبر رجل بقدومه وأنا على رأس نخلة لي فكبرت، وذكر الحديث بطوله. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 530 - 531) من طريق عبد الله بن الأجلح عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن أبي بكر به. وإسناده ضعيف للرجل لم يسم. 2243 - حديث أبي أمامة: سمعت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى يوم النحر. قال الحافظ: أخرجه عبد الرحمن" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أيّ يوم أعظم حرمة؟ " ¬

_ (¬1) 8/ 254 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) وفي "سيرة ابن هشام" (1/ 516 - 517): قال ابن إسحاق: وكان من حديث عبد الله بن سلام كما حدثني بعض أهله عنه وعن إسلامه حين أسلم، وكان حبراً عالما, قال: فذكر الحديث بطوله. (¬3) 4/ 326 (كتاب الحج -باب الخطبة أيام منى)

2244 - عن علي قال: سمعت رجلاً يستغفر لوالديه وهما مشركان، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} [التوبة: 113] الآية. قال الحافظ: أخرج أحمد من طريق أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي قال: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 99 و 130 - 131) والترمذي (3101) والبزار (893 و 894) والنسائي (4/ 74 - 75) وفي "الكبرى" (2163) وأبو يعلى (335 و 619) والطبري في "تفسيره" (11/ 43) والطحاوي في "المشكل" (2480 و 2481 و 2482) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 326) وأبو عبد الله الحاكم (2/ 335) وابن بشران (980) والبيهقي في "الشعب" (8933) من طرق عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الخليل عبد الله بن الخليل الكوفي عن علي قال: سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لهما وهما مشركان؟ فقال: أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] إلى آخر الآيتين. قال البزار: وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عليّ، ولا نعلم له عن علي إسناداً غير هذا الإسناد" وقال الترمذي: حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 215 وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الاتحاف 10/ 390 قلت: أبو الخليل ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ومسلم في "الكنى" وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً. والحديث أخرجه الطيالسي أيضاً (ص 20) عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الخليل عبد الله بن الخليل قال: سمعت عليا يقول: فذكر الحديث. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8932) من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به. ¬

_ (¬1) 10/ 125 (كتاب التفسير: سورة القصص- باب قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56])

2245 - عن قُطبَة بن ملك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الفجر قَ فمرّ بهذا الحرف {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 10] فمدّ نضيد. قال الحافظ: وأخرج ابن أبي داود من طريق قطبة بن هالك: فذكره، وأصله عند مسلم والترمذي والنسائي من حديث قطبة نفسه" (¬1) صحيح أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (86) والطيالسي (ص 177) وعبد الرزاق (2719) والحميدي (825) وابن أبي شيبة (1/ 353) وأحمد (4/ 322) والبخاري في"الكبير" (4/ 1/ 190 - 191) وفي "خلق الأفعال" (299) والدارمي (1301 و 1302) ومسلم (457) وابن ماجه (816) والترمذي (306) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 442) والبزار (3703 و 3704 و 3705) والنسائي (2/ 121) وفي "الكبرى" (1022 و 11521) وأبو يعلى (6841) وابن خزيمة (527) والطوسي في "مختصر الأحكام" (287) وأبو عوانة (2/ 175) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 362 - 363 و 363) وابن حبان (1814) والطبراني في "الكبير" (19/ 17 و 17 - 18 و 18 و 19) والبيهقي (2/ 388و 389) والخطيب في "التاريخ" (2/ 89 - 90 و 91) وفي "الأسماء المبهمة" (ص 270) والبغوي في "شرح السنة" (602) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 408) من طرق عن زياد بن عِلاقة عن عمه قطبة بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ في الفجر {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} [ق: 10] يمد بها صوته. اللفظ للبخاري. 2246 - حديث أبي سعيد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستغفر لأهل الحديبية، للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين مرة. قال الحافظ: واختلف المتكلمون على هذا الحديث في الوقت الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فقال ابن عبد البر: لم يذكر أحد من رواة نافع عن ابن عمر أن ذلك كان يوم الحديبية، وهو تقصير وحذف وإنما جرى ذلك يوم الحديبية حين صُدّ عن البيت وهذا محفوظ مشهور من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وأبي هريرة وحُبشي بن جُنادة وغيرهم. ثم أخرج حديث أبي سعيد بلفظ: فذكره، وحديث ابن عباس بلفظ: حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رحم الله المحلقين" الحديث. وحديث أبي هريرة من طريق محمد بن فضيل الماضي ولم يسق لفظه بل قال: فذكر معناه وتجوّز في ذلك فإنه ليس في رواية أبي هريرة تعيين الموضع ولم يقع في شيء من طرقه ¬

_ (¬1) 10/ 468 (كتاب فضائل القرآن- باب مد القراءة)

التصريح لذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولو وقع لقطعنا بأنه كان في حجة الوداع لأنه شهدها ولم يشهد الحديبية. ولم يسق ابن عبد البر عن ابن عمر في هذا شيئاً ولم أقف على تعيين الحديبية في شيء من الطرق عنه. وقد قدمت في صدر الباب أنه مخرج من مجموع الأحاديث عنه أنّ ذلك كان في حجة الوداع كما يومئ إليه صنيع البخاري. وحديث أبي سعيد الذي أخرجه ابن عبد البر أخرجه أيضاً الطحاوي من طريق الأوزاعي، وأحمد وابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأنصاري عن أبي سعيد. وزاد فيه أبو داود: أنّ الصحابة حلقوا يوم الحديبية إلا عثمان وأبا قتادة. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه من طريق ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه وهو عند ابن إسحاق في "المغازي" بهذا الإسناد وأنّ ذلك كان بالحديبية. وكذلك أخرجه أحمد وغيره من طريقه. وأما حديث حبشي بن جنادة فأخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي إسحاق عنه ولم يعين المكان. وأخرجه أحمد من هذا الوجه وزاد في سياقه عن حبشي وكان ممن شهد حجة الوداع فذكر هذا الحديث، وهذا يشعر بأنه كان في حجة الوداع. وأما قول ابن عبد البر فوهم، فقد ررد تعيين الحديبية من حديث جابر عند أبي قرة في "السنن"، ومن طريقه الطبراني في "الأوسط"، ومن حديث المِسْور بن مخرمة عند ابن إسحاق في "المغازي". وورد تعيين حجة الوداع من حديث أبي مريم السلولي عند أحمد، وابن أبي شيبة. ومن حديث أم الحصين عند مسلم، ومن حديث قارب بن الأسود الثقفي عند أحمد وابن أبي شيبة، ومن حديث أم عمارة عند الحارث، فالأحاديث التي فيها تعيين حجة الوداع أكثر عدداً وأصح إسناداً. ولهذا قال النووي عقب أحاديث ابن عمر وأبي هريرة وأم الحصين: هذه الأحاديث تدل على أنّ هذه الواقعة كانت في حجة الوداع، قال: وهو الصحيح المشهور، وقيل: كان في الحديبية، وجزم بأن ذلك كان في الحديبية إمام الحرمين في "النهاية". ثم قاله النووي: لا يبعد أن يكون وقع في الموضعين، انتهى. وقال عياض: كان في الموضعين، ولذا قال ابن دقيق العيد: إنه الأقرب. قلت: بل هو المتعين لتظافر الروايات بذلك في الموضعين كما قدمناه" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 4/ 310 - 311 (كتاب الحج -باب الحلق والتقصير عند الإحلال)

ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حبشي بن جنادة ومن حديث جابر ومن حديث المسور بن مخرمة ومن حديث أبي مريم السلولي ومن حديث أم الحصين ومن حديث قارب بن الأسود ومن حديث أم عمارة نسيبة بنت كعب. فأما حديث أبي سعيد فأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (169) والطيالسي (ص 295) وابن سعد (2/ 104) وابن أبي شيبة (14/ 452 والجزء المفقود ص 216) وأحمد (3/ 20 و 89) وسمويه في "الفوائد" (4 و5) وأبو يعلى (1263) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 256) وفي "المشكل" (1368 و 1369) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 234) والمزي (33/ 7 - 8 و 8) من طرق عن يحيى بن أبي كثير أنّ أبا إبراهيم حدّثه قال: ثنا أبو سعيد قال: فذكره، واللفظ للطحاوي. وفي لفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حلق يوم الحديبية هو وأصحابه إلا عثمان بن عفان وأبا قتادة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين, قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول, قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله, قال "والمقصرين". وأبو إبراهيم قال أبو حاتم: لا يدرى من هو، وقال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال في "الميزان": لا يعرف، روى عنه يحيى بن أبي كثير فقط. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 452) عن عبيد الله بن موسى العبسي أنا موسى بن عبيدة أني أبو مرة مولى أم هانئ عن ابن عمر قال: لما كان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية عرض له المشركون فردوا وجوه بدنه، فنحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث حبسوه وهي الحديبية، وحلق وائتسى به ناس فحلقوا، وتربص آخرون، قالوا: لعلنا نطوف بالبيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رحم الله المحلقين" قيل: والمقصرين، قال "رحم الله المحلقين" ثلاثاً. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (26/ 97) عن محمد بن عمارة ثنا عبيد الله بن موسى به. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي. وله طريق أخرى عند البخاري في الباب المذكور لكن ليس فيه تعيين المكان. وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 319) ثني ابن

أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية، وقصَّر آخرون. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال "والمقصرين" فقالوا: يا رسول الله فلم ظاهرت الترحيم للمحلقين دون المقصرين؟ قال "لم يشكّوا". وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 453 والجزء المفقود ص 216) وأحمد (1/ 353) وابن ماجه (3045) والفاكهي في "أخبار مكة" (2862) وأبو يعلى (2718) والطبري في "تاريخه" (2/ 637) والطحاوي في "المشكل" (1364 و 1365 و 1366) وفي "شرح المعاني" (2/ 255 - 256 و 256) والطبراني في "الكبير" (11150) وابن حزم في "الأحكام" (ص 547) والبيهقي (5/ 215) وفي "الدلائل" (4/ 151) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 234 - 235 و 235) من طرق عن ابن إسحاق به. قال البوصيري: إسناده صحيح" المصباح 3/ 205 قلت: بل إسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وعبد الله بن أبي نجيح ومجاهد ثقتان. الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد الهاشمي عن مِقسم عن ابن عباس مرفوعاً "اللهم اغفر للمحلقين" فقال رجل: وللمقصرين، فقال "اللهم اغفر للمحلقين" فقال الرجل: وللمقصرين، فقال في الثالثة أو الرابعة "وللمقصرين" أخرجه أحمد (1/ 216) عن هشيم أنا يزيد بن أبي زياد به. وأخرجه أبو يعلى (2476) عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن هشيم به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12149) من طريق يحيى بن معين عن هشيم به. وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. الثالث: يرويه سعيد بن سليمان الواسطي عن عبد الله بن المؤمل واختلف عنه: - فقال محمد بن النضر الأزدي: ثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "رحم اله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، فقال بعد ثلاث "والمقصرين" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11492) و"الأوسط" (5053) - وقال أحمد بن يحيى الحُلْواني: ثنا سعيد بن سليمان عن عبد الله بن المؤمل عن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (849) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن المؤمل إلا سعيد بن سليمان" وقال في الموضع السابق: لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد الله بن المؤمل" قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه النسائي وجماعة، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري في الباب المذكور وليس فيه تعيين المكان وأما حديث حبشي بن جنادة فأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 216) وفي "المسند" (846) وأحمد (4/ 165) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 624) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 198 - 199) وأبو نعيم في "الصحابة" (2316) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة مرفوعاً "اللهم اغفر للمحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، قال "اللهم اغفر للمحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، قال في الثالثة "والمقصرين" ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي فإنه كان مدلساً. وأما حديث جابر فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1367) عن أبي حُمَة محمد بن يوسف الزَّبيدي والطبراني في "الأوسط" (9194) عن علي بن زياد اللخمي قالا: ثنا أبو قرة موسى بن طارق عن زَمْعَة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبي الزبير أنه سمع جابراً يقول: حلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية، وحلق ناس كثير من أصحابه حين رأوه حلق وأمسك آخرون، فقالوا: والله ما طفنا بالبيت، فقصّروا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يرحم الله المحلقين" فقال رجال: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "رحم الله المحلقين" فقال رجال: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "رحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "والمقصرين" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زياد بن سعد إلا زمعة، تفرد به أبو قرة" قلت: وإسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح اليماني. وأما حديث المسور بن مخرمة فأخرجه البيهقي (5/ 215) وفي "الدلائل" (4/ 150 - 151) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن

الزهري عن عروة عن المسور ومروان بن الحكم في قصة الحديبية قالا: فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"يا أيها الناس قوموا فانحروا، وحلوا" فوالله ما قام أحد من الناس، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة، فقال "يا أم سلمة ألا ترين إلى الناس، أي آمرهم بالأمر لا يفعلونه" فقالت: يا رسول الله لا تلمهم، فإنّ الناس قد دخلهم أمر عظيم مما رأوك حملت على نفسك في الصلح، ورجعتك ولم يفتح عليك، فأخرج يا رسول الله، ولا تكلم أحداً من الناس، حتى تأتي هديك فتنحر، وتحل، فإنّ الناس إذا رأوك فعلت ذلك، فعلوا كالذي فعلت، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عندها، فلم يكلم أحداً، حتى أتى هديه، فنحر، وحلق، فلما رأى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فعل ذلك، قاموا ففعلوا، ونحروا، وحلق بعضهم، وقصّر بعضهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اغفر للمحلقين" فقيل: يا رسول الله والمقصرين، فقال "اللهم اغفر للمحلقين" ثلاثاً، قيل: يا رسول الله وللمقصرين فقال "وللمقصرين" وإسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، والعطاردي مختلف فيه. وأما حديث أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي فأخرجه ابن سعد (2/ 104) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 216 - 217) وفي "المسند" (670) وأحمد (4/ 177) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 300) وسمويه (6) وابن قانع (3/ 30) وأبو نعيم في "الصحابة" (5990) والخطيب في "تالي التلخيص" (339) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 25) عن أوس بن عبيد الله أبي مقاتل السلولي البصري وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2061) وابن قانع (3/ 31) والطبراني في "الكبير" (19/ 275) و"الأوسط" (2935) وأبو نعيم في "الصحابة" (5991) عن حبان بن يسار أبي روح الكلابي كلاهما عن بُرَيد بن أبي مريم عن أبيه مرفوعاً "اللهم اغفر للمحلقين" فقال رجل: وللمقصرين، فقال في الثالثة أو في الرابعة "وللمقصرين" قال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الاتحاف 4/ 363 وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 262 قلت: وهو كما قال. وأما حديث أم الحصين فأخرجه الطيالسي (ص 230) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 216) وأحمد (4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 402 و 403) ومسلم (1303) وأبو الشيخ في

"الأقران" (187) والبيهقي (5/ 103) من طريق شعبة عن يحيى بن الحصين عن جدته أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع دعا للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين مرة. وأما حديث قارب بن الأسود فأخرجه الحميدي (931) عن سفيان بن عُيينة ثنا إبراهيم بن ميسرة أني وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع يقول "يرحم الله المحلقين" وأشار بيده هكذا- ومدّ الحميدي يمينه- قالوا: يا رسول الله والمقصرين، فقال "يرحم الله المحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، فقال "يرحم الله المحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، فقال "والمقصرين" وأشار الحميدي بيده فلم يمدّ مثل الأول. قال سفيان: وجدت في كتابي عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن مارب، وحفظي قارب، والناس يقولون: قارب كما حفظت، فأنا أقول: قارب أو مارب. ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 86 و 365) وأبو نعيم في "الصحابة" (4461) وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 196) عن علي بن المديني عن ابن عُيينة ثنا إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب عن أبيه عن جده به. قال سفيان: وجدت عندي وهب بن عبد الله بن مارب فقالوا لي: هذا ابن قارب. قلت لسفيان: عن أبيه عن جده؟ قال: نعم. وحدثنا مرة أخرى عن إبراهيم عن وهب بن عبد الله عن أبيه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وعن إبراهيم عن وهب بن عبد الله بن قارب عن أبيه قال: كنت مع أبي فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول. وإنما أخذ "قارب" عن الناس. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5797) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني به. واختلف فيه على سفيان: • فرواه غير واحد عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب قال: كنت مع أبي فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، منهم: 1 - أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني. أخرجه ابن الأعرابي (ق 128) ومن طريقه ابن مندة في "معرفة الصحابة" (الإصابة 8/ 126) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 151)

2 - إسماعيل بن عبيد الحرّاني. أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" (الإصابة 8/ 126) وأبو نعيم في "الصحابة" (6494) 3 - علي بن مسلم الطوسي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1726 و 1994) 4 - هارون بن إسحاق الهمداني. أخرجه أبو القاسم البغوي (1726 و 1994) • ورواه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 215) عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله أراه عن أبيه قال: كنت مع أبي فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1593) عن ابن أبي شيبة ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب عن أبيه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وتابعه: 1 - أحمد بن عبدة الضبي عن سفيان به. أخرجه البزار (كشف 1135) 2 - إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا سفيان به. أخرجه ابن قانع (2/ 86) • ورواه أحمد (6/ 393) عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن قارب عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5798) وتابعه: 1 - هشام بن يونس اللؤلؤي ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (11) 2 - سعيد بن منصور ثنا سفيان به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4461)

قال البزار: لا نعلم روى ابن قارب إلا هذا" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" والبزار وإسناده صحيح" المجمع 3/ 262 قلت: وهب بن عبد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راوياً إلا إبراهيم بن ميسرة فهو مجهول. وأما حديث أم عمارة فأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 381) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا يعقوب بن محمد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صَعْصَعة عن الحارث بن عبد الله بن كعب عن أم عمارة نسيبة بنت كعب قالت: أنا انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ينحر بُدْنَهُ قياماً، وسمعته يومئذ وقد حلق رأسه، ثم دخل قبة له حمراء، فرأيته أخرج رأسه من قبته وهو يقول "يرحم الله المحلقين- ثلاثاً ثم قال- والمقصرين" وأخرجه ابن البختري في "حديثه" (424) عن أحمد بن الخليل البُرْجُلاني البغدادي ثنا الواقدي به. والواقدي متروك الحديث. 2247 - حديث أبي أيوب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن قتل الصبر. قال الحافظ: حديث أبي أيوب قال: والذي نفسى بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها: فذكره، أخرجه أبو داود بسند قوي" (¬1) يرويه بكير بن عبد الله بن الأشج واختلف عنه: - فرواه يزيد بن أبي حبيب عن بكير واختلف عنه: • فقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عن عبيد بن تِعْلَى عن أبي أيوب قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن (¬2) تصبر الدابة. أخرجه أحمد (5/ 422) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 444) والدارمي (1980) عن أبي عاصم به. وأخرجه الهيثم بن كليب (1160 و 1161) والطبراني في "الكبير" (4001) والبيهقي (9/ 71) من طرق عن أبي عاصم به. ¬

_ (¬1) 12/ 64 (كتاب الذبائح -باب ما يكره من المثلة) (¬2) وفي لفظ: عن صبر الدابة.

• ورواه زيد بن أبي أنيسة عن بكير فلم يقل عن أبيه. أخرجه ابن حبان (5609) - ورواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن عبيد بن تعلى قال: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأتي بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنبل، فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن قتل الصبر، فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأعتق أربع رقاب. أخرجه سعيد بن منصور (2667) عن ابن وهب به. وأخرجه أبو داود (2687) عن سعيد بن منصور به. وأخرجه أحمد (5/ 422) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا ابن وهب به وأخرجه ابن حبان (5610) من طريق حرملة بن يحيى المصري ثنا ابن وهب به. • وقال أحمد بن صالح المصري: ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث أن بكيراً حدّثه عن أبيه عن عبيد بن تعلى. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4002) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد ثنا أحمد بن صالح به. ومن طريقه أخرجه المزي (19/ 190 - 191) - ورواه محمد بن إسحاق المدني عن بكير واختلف عنه: فقال يحيى بن سعيد الأموي: ثنا ابن إسحاق عن بكير عن أبيه عن عبيد بن تعلى عن أبي أيوب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4003) وتابعه أحمد بن خالد الوَهبي ثنا ابن إسحاق به. أخرجه البيهقي (9/ 71) • ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق فلم يقل عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (5) والطبراني في "الكبير" (4004)

- ورواه عبد الله بن لهيعة عن بكير عن أبيه عن عبيد بن تعلى عن أبي أيوب. أخرجه الطيالسي (ص 81) عن عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة به. وأخرجه أحمد (5/ 422 - 423) عن عتاب بن زياد المروزي ثنا ابن المبارك به. واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه الوليد بن مسلم عنه فلم يقل عن أبيه. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 120) - ورواه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن بكير فلم يقل عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4005) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني عبيد الله بن أبي جعفر به. قال المزي: والصحيح قول من قال عن أبيه" قلت: وعبد الله بن الأشج ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبيد بن تعلى وثقه النسائي وابن حبان. 2248 - عن زرعة بن خليفة رجل من أهل اليمامة أنّه قال: سمعنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيناه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا وأسهم لنا وقرأ في الصلاة بالتين والزبتون وإنا أنزلناه في ليلة القدر. قال الحافظ: رأيت في كتاب الصحابة لأبي علي بن السكن في ترجمة زرعة بن خليفة من أهل اليمامة أنّه قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة" (4/ 14) من طريق أبي زرعة الرازي عن موسى بن الحكم الخراساني عن محمد بن زياد الراسبي عن زرعة بن خليفة به. وقال: إسناده مجهول، ولولا أن أبا زرعة حدّث به ما ذكرته، فليس في إسناده من يعرف غيره، وغير شيخنا" وأخرجه الشيرازي في "الألقاب" كما في "الإصابة" من طريق أبي حاتم الرازي عن أبي زرعة به. ¬

_ (¬1) 10/ 342 - 343 (كتاب التفسير: سورة {وَالتِّينِ} [التِّين: 1])

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3088) من طريق عبد الله بن محمد ثنا أبو زرعة به. قلت: وموسى بن الحكم ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره الحافظ في "اللسان" وذكر هذا الحديث في ترجمته وذكر كلام ابن السكن. ومحمد بن زياد الراسبي ذكره الحافظ في "اللسان" أيضاً ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. 2249 - حديث محمد بن فضالة قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه فمسح على رأسي وقال: "سموه بإسمي ولا تكنوه بكنيتي" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث محمد بن فضالة قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 16) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 740) ومطين وأبو علي بن السكن كما في "الإصابة" (9/ 104) الطبراني في "الكبير" (19/ 244) وأبو نعيم في "المعرفة" (666) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 370) من طرق عن يعقوب بن محمد الزهري ثنا ادريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري ثني جدي عن أبيه قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه فمسح على رأسي وقال "سموه بإسمي ولا تكنوه بكنيتي" وحُجَّ بي معه حجة الوداع وأنا ابن عشر سنين" قال: فلقد عُمِّرَ محمد حتى شاب رأسه وما شاب موضع يد النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الهيثمي: وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 48 قلت: إسناده ضعيف، يعقوب بن محمد الزهري ضعفه أحمد وغيره، وادريس بن محمد بن يونس وجده ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما, ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً. 2250 - عن سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة ولد فسماه الوليد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سميتموه بأسماء فراعنتكم، ليكوننّ في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد، هو أشرّ على هذه الأمة من فرعون لقومه" ¬

_ (¬1) 13/ 194 (كتاب الأدب -باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سموا بإسمي ولا تكنوا بكنيتي)

قال الحافظ: حديث مرسل أخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" والبيهقي في "الدلائل" (6/ 505) من طريقه قال: حدثنا محمد بن خالد بن العباس السكسكي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو الأوزاعي. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 505) أيضاً من رواية بشر بن بكر عن الأوزاعي، وأخرجه عبد الرزاق في الجزء الثاني من "أماليه" (¬1) عن معمر كلاهما عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: فذكره. قال الوليد بن مسلم في روايته: قال الأوزاعي: فكانوا يرونه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنّه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه وانفتحت الفتن على الأمة بسبب ذلك وكثر فيهم القتل. وفي رواية بشر بن بكر من الزيادة "غيروا اسمه فسموه عبد الله"، وبيّن في روايته أنه أخو أم سلمة لأمها. وهكذا أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (804) عن إسماعيل بن أبي إسماعيل عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب، أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" من رواية الحارث، وأخرجه أحمد (1/ 18) عن أبي المغيرة عن إسماعيل بن عياش فزاد فيه: قال: حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر. فزاد فيه عمر، فادّعى ابن حبان أنّه لا أصل له، فقال في كتابه "الضعفاء" (1/ 125) في ترجمة إسماعيل بن عياش: هذا خبر باطل ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا رواه عمر، ولا حدّث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الأوزاعي. ثم أعله بإسماعيل بن عياش. واعتمد ابن الجوزي على كلام ابن حبان فأورد الحديث في "الموضوعات" (1/ 158 و 2/ 46) فلم يصب فإن إسماعيل لم ينفرد به، وعلى تقدير انفراده فإنما انفرد بزيادة عمر في الإسناد وإلا فأصله كما ذكرت عند الوليد وغيره من أصحاب الأوزاعي عنه، وعند معمر وغيره من أصحاب الزهري، فإنْ كان سعيد بن المسيب تلقاه عن أم سلمة فهو على شرط الصحيح، ويؤيد ذلك أن له شاهداً عن أم سلمة أخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من رواية محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو عن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: دخل عليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال "من هذا؟ " قلت: الوليد، قال "اتخذتم الوليد حنانا، غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له: الوليد" ¬

_ (¬1) الأمالي لعبد الرزاق (172) لكنّه لم يذكر سعيد بن المسيب.

وقد أخرجه الحاكم (4/ 494) من وجه آخر عن الوليد موصولاً بذكر أبي هريرة فيه، أخرجه من طريق نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم وقال في آخره: قال الزهري: إن استخلف الوليد بن يزيد وإلا فهو الوليد بن عبد الملك. قلت: وعندي أنّ ذكر أبي هريرة فيه من أوهام نعيم بن حماد والله أعلم" (¬1) وقال في "القول المسدد" (ص 13 - 19): حديث سعيد بن المسيب في شأن التسمية بالوليد، فنقول: علته قول ابن حبان "إنه باطل" دعوى لا برهان عليها, ولا أتى بدليل يشهد لها، وقوله" إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقله ولا عمر ولا سعيد ولا الزهري "شهادة نفي صدرت عن غير استقراء تام على ما سنبينه فهي مردودة. وكلامه في إسماعيل بن عياش غير مقبول كله، فإنّ رواية إسماعيل عن الشاميين عند الجمهور قوية وهذا منها، وإنما ضعفوه في روايته عن غير أهل الشام، نصّ على ذلك يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعمرو بن علي الفلاس وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم والبخاري ويعقوب بن سفيان ويعقوب بن شيبة وأبو إسحاق الجوزجاني والنسائي والدولابي وأبو أحمد بن عدي وآخرون، وقد وثقه بعضهم مطلقاً، والعجب أنْ ابن حبان موافق للجماعة على أنّ حديثه عن الشاميين مستقيم وهذه عبارته فيه: كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حديثهم فلما كبر تغير حفظه، فما حفظه في صباه وحداثته أتى به على وجهه، وما حفظه على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الإسناد في الإسناد وألزق المتن بالمتن- انتهى، فهذا كما تراه قيد كلامه بحديث الغرباء، وليس حديثه المتقدم من حديثه عن الغرباء، وإنما هو من روايته عن شامي وهو الأوزاعي، وأما إشارته إلى أنّه تغير حفظه واختلط فقد استوعبت كلام المتقدمين فيه في كتابي "تهذيب التهذيب" ولم أجد عن أحد منهم أنّه نسبه إلى الإختلاط، وإنما نسبوه إلى سوء الحفظ في حديثه عن غير الشاميين، كانه كان إذا رحل إلى الحجاز أو العراق اتكل على حفظه فيخطىء في أحاديثهم. قال يعقوب بن سفيان: تكلم ناس في إسماعيل بن عياش وإسماعيل ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشام، وأكثر ما قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين- انتهى. ومع كون إسماعيل بهذا الوصف وحديثه المتقدم عن شامي فلم ينفرد به كما قال ابن حبان وابن الجوزي، وإنما انفرد بذكر عمر فيه خاصة، على أنّ الرواة عنه لم يتفقوا على ذلك فقد رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" وأبو نعيم في "دلائل النبوة" من طريقه قال: حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عمرو عن الزهري عن ¬

_ (¬1) 13/ 201 - 202 (كتاب الأدب -باب تسمية الوليد)

سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة- فذكر الحديث وليس فيه عمر، نعم رواه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل عن إسماعيل بن عياش فذكر فيه عمر. حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي الهاشمي ولفظه: أنا أبو الحزم ابن أبي الفتح الحنبلي قال: قرئ على مؤنسة بنت أبي بكر بن أيوب ونحن نسمع عن عفيفة بنت أحمد أنا عبد الواحد بن محمد ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب- فذكر مثل حديث أبي المغيرة سواء وزاد فيه بعد قوله "بأسماء فراعنتكم غيروا اسمه" فسموه عبد الله فإنه سيكون- والبقية سواء. وأما من تابع إسماعيل عن الأوزاعي فقد رواه عن الأوزاعي أيضاً الوليد بن مسلم الدمشقي وبشر بن بكر التنيسي والهِقل بن زياد كاتب الأوزاعي ومحمد بن كثير، لكنهم أرسلوه فلم يذكروا فيه عمر، كما وقع عند الحارث. وأما رواية الوليد فأخرجها يعقوب بن سفيان في "تاريخه" قال: حدثنا محمد بن خالد بن العباس السكسكي حدثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو عمرو الأوزاعي- فذكره وزاد في آخره: قال الأوزاعي: فكانوا يرون أنّه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنّه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه فقتلوه فانفتحت الفتنة على الأمة وكثر فيهم الهرج - انتهى. وأخرجه الحاكم في المستدرك قال: أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد بن المسيب حدثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه "الوليد" فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "سميتموه بأسامي فراعنتكم ليكوننّ في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد هو شرّ على هذه الأمة من فرعون على قولها قال الزهري: إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو، وإلا فهو الوليد بن عبد الملك. قال الحاكم: صحيح. وأما رواية بشر بن بكر فأخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" عن الحاكم عن الأصم عن سعيد بن عثمان التنوخي عن بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثني الزهري حدثني سعيد بن المسيب- الحديث وفيه: "غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد لهو شرّ لأمتي من فرعون لقومه" وزاد فيه أيضاً: إنّه أخ لأم سلمة من أمها. وأما رواية محمد بن كثير والهقل بن زياد فأشار إليهما الذهبي في ترجمة الوليد بن يزيد في "تاريخ الإسلام"، ثم وجدتهما في ترجمة الوليد في تاريخ ابن عساكر، أخرجهما من طريق الذهلي في "الزهريات": ثنا الحكم بن موسى ثنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن

الزهري عن سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد، الحديث. قال: وحدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري قال: ولد لآل أم سلمة ولد فسموه الوليد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تسمون الوليد بأسماء فراعنتكم، فسموه عبد الله". وتابع الأوزاعي على رواية له عن الزهري محمد بن الوليد الزبيدي- ويحتمل أنّه الذي أبهمه إسماعيل بن عياش لأنّه شامي أيضاً- ومعمر بن راشد البصري. وأما رواية الزبيدي فظفرت بها في بعض الأجزاء ولم يحضرني الآن اسم مخرجها. وأما رواية معمر فرويناها في الجزء الثاني من أمالي عبد الرزاق قال: أنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب- فذكره ولم يذكر عمر. قال البيهقي بعد تخريجه: هذا الحديث: مرسل حسن. قلت: هو على شرط الصحيح لو صرّح سعيد بن المسيب بسماعه له من أم سلمة فقد أدركها وسمع منها، ووقع لنا الحديث من روايتها من وجه آخر رواه ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: دخل عليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال "من هذا؟ " قلت: الوليد، قال "قد اتخذتم الوليد حنانا، غيروا اسمه فأنّه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له: الوليد" وهذا إسناد حسن أخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" له، ورواه محمد بن سلام الجُمحي عن حماد بن سلمة فذكره معضلاً. وروى الطبراني في "المعجم الكبير" من طريق عبد العزيز بن عمران عن إسماعيل بن أيوب المخزومي قصة موت الوليد بن الوليد بن المغيرة وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم سلمة وهي تقول: أبك الوليد بن الوليد أبا الوليد ابن المغيرة فقال "إنْ كدتم تتخذون الوليد حناناً" فهذا شاهد آخر لأصل القصة، وبدون هذا يعلم بطلان شهادة ابن حبان بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قاله ولا سعيد بن المسيب حدّث به ولا الزهري ولا الأوزاعي. وفي تصريح بشر بن بكر عن الأوزاعي بأنّ الزهري حدّثه به ما يدفع تعليل من تعلله بتدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية، وغاية ما ظهر في طريق إسماعيل بن عياش من العلة أنّ ذكر عمر فيه لم يتابع عليه، والظاهر أنّه من رواية أم سلمة لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري وبشر بن بكر والوليد بن مسلم عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه- والله أعلم.

وأما رواية. نعيم بن حماد له عن الوليد بذكر أبي هريرة فيه فشاذة. ومن شواهده ما روى الطبراني من طريق ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ بن جبل قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثاً فيه: قال "الوليد اسم فرعون، هادم شرائع الإسلام، يبوء بدمه رجل من أهل بيته". 2251 - "سمى الله إبراهيم خليله الذي وفّي لأنّه كان يقول كلما أصبح وأمسى {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} [الروم: 17] " قال الحافظ: وروى الطبري بإسناد ضعيف عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 439) والطبراني في "الكبير" (20/ 192) وفي "الدعاء" (324) عن ابن لهيعة والطبري في "تفسيره" (27/ 73) والطبراني في "الكبير" (20/ 192) عن رشدين بن سعد كلاهما عن زَبَّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفّى الحديث. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ورشدين وزبان بن فائد. 2252 - عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ عمر قال: لا أدري ما أصنع بالمجوس؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سُنُّوا بهم سُنَّة أهل الكتاب" قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ عمر قال: فذكره، وهذا منقطع مع ثقة رجاله، ورواه ابن المنذر والدارقطني في "الغرائب" من طريق أبي علي الحنفي عن مالك فزاد فيه: عن جده، وهو منقطع أيضاً لأنّ جده علي بن الحسين لم يلق عبد الرحمن بن عوف ولا عمر، فإن كان الضمير في قوله: عن جده يعود على محمد بن علي فيكون متصلاً لأنّ جده الحسين بن علي سمع من عمر بن الخطاب ومن عبد الرحمن بن ¬

_ (¬1) 10/ 228 (كتاب التفسير- سورة النجم)

عوف، وله شاهد من حديث مسلم بن العلاء بن الحضرمي أخرجه الطبراني في آخر حديث بلفظ "سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب" (¬1) له عن عبد الرحمن بن عوف طريقان: الأول: يرويه مالك في "الموطأ" (1/ 278) عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه أنّ عمر بن الخطاب ذكر المجوس، فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم. فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (ص 430) عن مالك به. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي (9/ 189 - 190) وفي "المعرفة" (13/ 365) وفي "الصغرى" (3703) وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 243 - 244) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3/ 853) والبرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف" (34) والهيثم بن كليب (257) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 247) والبيهقي (9/ 189 - 190) والبغوي في "شرح السنة" (2751) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 179) من طرق عن مالك به. ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن جعفر بن محمد عن أبيه، منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (78) 2 - أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل. أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (122) وأبو يعلى (862) والهيثم بن كليب (258) وابن الأعرابي (ق 212/ أ) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (247) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (491 و492) والخليلي في "الإرشاد" (52) والخطيب في "التاريخ" (10/ 88) والذهبي في "السير" (6/ 267) وفي "تذكرة الحفاظ" (1/ 167) 2 - عبد الله بن ادريس الأودي. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 243) وإسحاق في "مسنده كما في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 179) ¬

_ (¬1) 7/ 70 (كتاب فرض الخمس- باب الجزية)

4 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 243 - 244) والبرتي (33) والهيثم بن كليب (259) والدارقطني في "العلل" (4/ 300) 5 - ابن جُريج. أخرجه عبد الرزاق (10025 و 19253) 6 - حاتم بن إسماعيل المدني. أخرجه البرتي (35) قال أبو جعفر النحاس: إسناده غير متصل فلا تقوم به حجة" وقال أيضاً: الإسناد منقطع لأنّ محمد بن علي لم يولد في وقت عمر" وقال الخليلي: هذا مرسل، فإنّ محمد بن علي لم يلق عبد الرحمن" وقال الذهبي: هذا منقطع الإسناد" وقال الحافظ: هذا حديث غريب وسنده منقطع أو معضل" وقال في "التلخيص" (3/ 172): وهو منقطع لأنّ محمد بن علي لم يلق عمر ولا عبد الرحمن، وقد رواه أبو علي الحنفي (¬1) عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جده، قال الخطيب في "الرواة عن مالك": تفرد بقوله: عن جده، أبو علي. قلت: وسبقه إلى ذلك الدارقطني في "غرائب مالك" وهو مع ذلك منقطع لأنّ علي بن الحسين لم يلق عمر ولا عبد الرحمن، إلا أنْ يكون الضمير في جده يعود على محمد فجده حسين سمع منهما، لكن في سماع محمد من حسين نظر كبير" قلت: ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 115) وحكى عن الدارقطني أنه قال: لم يقل في هذا الإسناد: عن جده ممن حدّث به عن مالك غير أبي علي الحنفي وكان ثقة وهو في "الموطأ": جعفر عن أبيه أنّ عمر" وقال ابن عبد البر: وهو مع هذا كله منقطع ولكن معناه متصل من وجوه حسان. ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 180): أخرجه البزار (1056) والدارقطني في "الغرائب" عن روايته وقالا: تفرد أبو علي بقوله فيه: عن جده، وهو مع ذلك منقطع، فإنّ علي بن الحسين لم يدرك عمر ولا عبد الرحمن بن عوف. قلت: يحتمل أن يعود الضمير في قوله: عن جده، على محمد, فيراد به الحسين بن علي فيكون متصلاً"

وقال قبل ذلك: هذا حديث منقطع لأنّ محمد بن علي لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف، رواه أبو علي الحنفي عن مالك فقال فيه: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، وهو مع هذا أيضاً منقطع لأنّ علي بن الحسين لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف" قلت: والصواب رواية من روى الحديث عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أنْ عمر قال. وقد توبع عليها مالك كما تقدم. وكذا صوب الدارقطني هذه الرواية في "العلل" (4/ 299) الثاني: يرويه الأعمش عن زيد بن وهب قال: كنت عند عمر بن الخطاب فذكر من عنده المجوس فوثب عبد الرحمن بن عوف فقال: أشهد بالله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسمعته يقول "إنما المجوس طائفة من أهل الكتاب فاحملوهم على ما تحملون عليه أهل الكتاب" أخرجه ابن أبي عاصم في "النكاح" كما في "التلخيص" (3/ 172) عن إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا أبو رجاء جار لحماد بن سلمة ثنا الأعمش به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 181) وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (493) من طريق الحسن بن عبد العزيز المجون ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي به. قال الحافظ: هذا حديث غريب ورجاله محتج بهم في الصحيح إلا أبا رجاء واسمه روح بن المسيب الكلبي فهو لين الحديث" وقال في "التلخيص": سنده حسن" وقال في "اللسان" في ترجمة روح بن المسيب الكلبي: حديث غريب جداً" قلت: رواته ثقات غير روح بن المسيب الكلبي وهو مختلف فيه واتهمه ابن حبان بالوضع. وللحديث شاهد عن مسلم بن العلاء الحضرمي قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما عهد إلى العلاء حيث وجهه إلى البحرين قال "ولا يحل لأحد جهل الفرض والسنن ويحل له ما سوى ذلك". وكتب للعلاء "أن سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب".

أخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (19/ 437) وأبو سليمان بن زبر وابن مندة كما في "الإصابة" (9/ 198) من طريق عمر بن إبراهيم الرقي ثنا زكريا بن طلحة بن مسلم بن العلاء الحضرمي عن أبيه عن جده مسلم به. قال الحافظ: ومدار هذا الحديث على عمر بن إبراهيم وهو ساقط" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 6/ 13 2253 - حديث ابن عباس رفعه "سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحدا لفضلت النساء" قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي من طريقه وإسناده حسن" (¬2) ضعيف أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 454) والطبراني في "الكبير" (11997) وابن عدي (3/ 1217) والبيهقي (6/ 177) والخطيب في "التاريخ" (11/ 107 - 108) من طرق عن إسماعيل بن عياش ثنا سعيد بن يوسف الرَّحَبي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً. قال ابن عدي: وهذا يعرف بسعيد عن يحيى بن أبي كثير، وعن سعيد ابن عياش، وسعيد قليل الحديث ولا أعلم يروي عنه غير إسماعيل بن عياش، ورواياته ثابتات الأسانيد لا بأس بها, ولا أعرف له شيئاً أنكر مما ذكرت من حديث عكرمة عن ابن عباس" قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي ومحمد بن عوف الحمصي وغيرهم. وقال ابن طاهر: حدّث عن يحيى بن أبي كثير بالمناكير. وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 72): رواه الطبراني من حديث ابن عباس وفي إسناده سعيد بن يوسف وهو ضعيف" 2254 - عن الحسن قال: قال عمار: نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "سيأتيك من يمنعك من الماء" فلما كنت على رأس الماء إذا رجل أسود كأنه مرس فصرعته، فذكر الحديث وفيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "ذاك الشيطان" ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 180) وقال: هذا حديث غريب، وعمر بن إبراهيم ضعيف جداً، ومن فوقه لا يعرفون إلا بهذا الإسناد" (¬2) 6/ 141 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد)

قال الحافظ: ولابن سعد في "الطبقات" من طريق الحسن قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (3/ 251) عن وهب بن جرير بن حازم وموسى بن إسماعيل البصري قالا: أنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قال: قال عمار بن ياسر: قد قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإنس والجنّ. فقيل له: ما هذا قاتلت الانس فكيف قاتلت الجن؟ قال: نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلاً فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما إنه سيأتيك آت يمنعك من الماء" فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مَرِس فقال: لا والله لا تستقي اليوم منها ذنوبا واحدا، فأخذته وأخذني فصرعته ثم أخذت حجراً فكسرت به أنفه ووجهه ثم ملأت قربتي فأتيت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "هل أتاك على الماء من أحد؟ " فقلت: عبد أسود، فقال "ما صنعت به؟ " فأخبرته، قال "أتدري من هو؟ " قلت: لا، قال "ذاك الشيطان جاء يمنعك من الماء" وإسناده ضعيف لانقطاعه فإنّ الحسن لم يسمع من عمار كما في "التهذيب" (2/ 264) (¬2) 2255 - "سَيْحَان وجَيْحَان والنيل والفرات من أنهار الجنة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2839") (¬3) 2256 - سيخرج قوم من الإسلام خروج السهم من الرمية، عرضت للرجال فرموها فانمرق سهم أحدهم منها فخرج فأتاه فنظر إليه فإذا هو لم يتعلق بنصله من الدم شيء، ثم نظر إلى القذذ فلم يره تعلق من الدم بشيء، فقال: إن كنت أصبت فإنّ بالريش والفُوق شيئاً من الدم، فنظر فلم ير شيئاً تعلق بالريش والفوق، قال: كذلك يخرجون من الإسلام" قال الحافظ: وجاء عن ابن عباس عند الطبري وأوله في ابن ماجه بسياق أوضح من هذا ولفظه: فذكره" (¬4) لم أره بهذا السياق. ¬

_ (¬1) 8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب مناقب عمار وحذيفة) (¬2) سيأتي الكلام على الحديث أيضاً في حرف القاف فانظر حديث "قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجنّ والإنس" (¬3) 8/ 214 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج) (¬4) 15/ 323 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

وأخرج ابن أبي شيبة (10/ 535 و15/ 322) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن سِماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية" وأخرجه أحمد وابنه (1/ 256) وابن ماجه (171) والفريابي في "فضائل القرآن" (194) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن ماجه (171) والفريابي (194) وأبو يعلى (2354) والطبراني في "الكبير" (11734 و 11775) من طرق عن أبي الأحوص به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 232 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، والعلة فيه من سماك، قال النسائي ويعقوب بن شيبة: روايته عن عكرمة مضطربة، وروايته عن غيره صالحة" المصباح 1/ 25 2257 - حديث بُريدة رفعه "سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (¬1) روي من حديث بريدة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ربيعة بن كعب ومن حديث علي ومن حديث صهيب. فأما حديث بريدة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7473) عن أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 298) وتمام (298) عن عبد الملك بن قُرَيب الأصمعي والبيهقي في "الشعب" (5510) عن العباس بن بكار الضبي البصري قالوا (¬2): ثنا أبو هلال محمد بن سليم الراسبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه ¬

_ (¬1) 11/ 488 (كتاب الأطعمة- باب الأدم) (¬2) ورواه محمد بن زكريا الغلابي عن الحسن بن حسان وعلي بن أبي طالب البزار قالا: ثنا أبو هلال عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5675) والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك.

"سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية يعني الحناء" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن بريدة إلا أبو هلال، ولا رواه عن أبي هلال إلا أبو عبيدة الحداد" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وقال البيهقي: تفرد به أبو هلال" وقال ابن القيم: إسناده ضعيف" فيض القدير 4/ 119 قلت: مداره على أبي هلال الراسبي وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود، ولينه أبو زرعة وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه ابن ماجه (3305) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (184) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 332) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 301 - 302) من طرق عن يحيى بن صالح الوُحَاظِي ثني سليمان بن عطاء الجَزَري ثني مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة عن أبي الدرداء مرفوعاً "سيد إدام (¬1) أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم" قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: سليمان بن عطاء يروي عن مسلمة أشياء موضوعة فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة" وقال العراقي والسخاوي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1428 - المقاصد ص 244 وقال الحافظ: لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع فإنّ مسلمة غير مجروح، وسليمان بن عطاء ضعيف" المقاصد ص 245 - اللآلئ 2/ 224 قلت: سليمان بن عطاء قال أبو زرعة وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث. ومسلمة وثقه ابن حبان، وأبو مشجعة لم أر من ذكره بجرح أو تعديل، وقال الحافظ: مقبول. وأما حديث ربيعة بن كعب فأخرجه العقيلي (3/ 258) عن محمد بن داود بن خزيمة الرملي ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي ثنا أبي عن أبي سنان الشيباني عن عمر بن ¬

_ (¬1) وفي لفظ "طعام"

عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب مرفوعاً "أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 302) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 362) من طريق أبي عَوَانة الإسفراييني ثني محمد بن داود الرملي به. وأخرجه في "الصحابة" (2754) من طريق علي بن الأزهر ثنا محمد بن داود العطار ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر به. قال العقيلي: عمرو بن بكر السكسكي حديثه هذا غير محفوظ، ولا يعرف إلا به، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء" وقال أبو نعيم: غريب من حديث ربيعة وعمر، تفرد به محمد بن داود الرملي" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: عمرو بن بكر يروي عن الثقات الطامات لا يحل الإحتجاج به" وقال السخاوي: عمرو بن بكر ضعيف جداً" المقاصد ص 245 قلت: وابنه إبراهيم قال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة التي لا تعرف من حديث أبيه، وأبوه أيضاً لا شيء في الحديث. وأما حديث علي فأخرجه أبو نعيم في "الطب النبوي" كما في "اللآلئ" (2/ 225) عن عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ثنا أبي ثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي مرفوعاً "سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم" قال المناوي: وعبد الله الطائي هذا ضعيف جداً، قال الذهبي في كتاب "الضعفاء والمتروكين": عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت له نسخة باطلة" الفيض 4/ 124 قلت: ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه. قال الحسن بن علي الزهري: وكان أمياً لم يكن بالمرضي. وأما حديث صهيب فأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "المقاصد" (ص 244) من طريق هُشيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء" وهشيم مدلس وقد عنعن، وعبد الحميد وأبوه وثقهما ابن حبان.

2258 - "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب" قال الحافظ: وهذا اللفظ قد ثبت في حديث مرفوع أخرجه الطبراني من طريق الأصبغ بن نُبَاتة عن عليّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) روي من حديث عليّ ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس فأما حديث عليّ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2957) من طريق عليّ بن الحَزَوَّر ثنا الأصبغ بن نُباتة قال: سمعت علي بن أبي طالب رفعه: فذكره. قال الهيثمي: وفيه علي بن الحزور وهو متروك" المجمع 9/ 268 قلت: والأصبغ بن نباتة كذبه أبو بكر بن عياش، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني والساجي: منكر الحديث، وذكره العقيلي وابن حبان في الضعفاء. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه حكيم بن زيد الأشعري عن إبراهيم الصائغ عن عكرمة عن جابر مرفوعاً "أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (922) عن عمار بن نصر المروزي ثنا حكيم بن زيد به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا حكيم، تفرد به عمار" قلت: واختلف فيه على عمار بن نصر، فرواه أبو العباس إسحاق بن يعقوب العطار عنه ثني حكيم بن زيد الأشعري عن إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر به مرفوعاً وزاد "ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتل" فجعله عن عطاء عن جابر. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 377) وهذا أصح، فقد رواه أحمد بن شجاع المروزي عن حكيم بن زيد عن إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر به. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 371 - 372) وحكيم بن زيد ترجمه ابن أبي حاتم فى "الجرح" (1/ 2/ 205) وقال عن أبيه: صالح هو شيخ. ¬

_ (¬1) 8/ 369 (كتاب المغازي -باب قتل حمزة بن عبد المطلب)

وتابعه حفيد الصفار عن إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر به. أخرجه الحاكم (3/ 195) من طريق رافع بن أشرس المروزي ثنا حفيد الصفار به. وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الصفار لا يدرى من هو" (¬1) قلت: ورافع بن أشرس ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد روى عنه جماعة فهو مستور. الثاني: يرويه أبو حماد الحنفي عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكر حديثا وفيه "سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة" أخرجه الحاكم (2/ 119 - 120) واللفظ له عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري وابن عدي (6/ 2404) عن عبد الله بن نُمير كلاهما عن أبي حماد الحنفي به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو حماد هو المفضل بن صدقة قال النسائي: متروك" قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه (ترجمته في "اللسان") وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني (¬2) في "الأوسط" (4091) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب المروزي ثنا سعيد بن ربيعة ثنا الحسن بن رشيد عن أبي حنيفة ثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فنهاه وأمره، فقتله" وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 187) عن الطبراني به. وأخرجه أيضاً من طريق أحمد بن الخليل ثنا سعيد بن ربيعة به. ¬

_ (¬1) وقال في "سير الأعلام" (1/ 173): سنده ضعيف" (¬2) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 197) وقال: أبو الدرداء ضعيف، وشيخه مجهول"

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 54 - 55) والسلفي في "معجم السفر" (573) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح" (ص 197) من طريق أبي حاتم (¬1) أحمد بن زرعة ثنا الحسن بن رشيد ثنا أبو مقاتل عن أبي حنيفة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "أكرم الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" وأبو مقاتل واسمه حفص بن سلم السمرقندي متهم بوضع الحديث (انظر اللسان 2/ 322) 2259 - "سيدة نساء العالمين: مريم، ثم فاطمة، ثم خديجة، ثم آسية" قال الحافظ: وقد أورد ابن عبد البر من وجه آخر عن ابن عباس رفعه: فذكره، قال: وهذا حديث حسن. قلت: هذا الحديث الدال على الترتيب ليس بثابت، وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة ترتيب" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة" 2260 - حديث هود بن عبد الله بن سعد العَصَري أنّه سمع جده مزيدة العصري قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه إذ قال لهم: "سيطلع عليكم من ههنا ركب هم خير أهل المشرق" فقام عمر فتوجه نحوهم فلقي ثلاثة عشر راكباً فبشرهم بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم مشى معهم حتى أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فرموا بأنفسهم عن ركائبهم فأخذوا يده فقبلوها، وتأخر الأشج في الركاب حتى أناخها وجمع متاعهم ثم جاء يمشي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ فيك خصلتين" الحديث. قال الحافظ: أخرجه البيهقي، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" مطولاً من وجه آخر عن رجل من وفد عبد القيس لم يسمه" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ فيك لخصلتين" 2261 - عن مزيدة قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه إذ قال لهم "سيطلع لكم من هذا الوجه ركب هم خير أهل المشرق" فقام عمر فلقي ثلاثة عشر راكباً فرحّب وقرّب وقال: من القوم؟ قالوا: وفد عبد القيس" ¬

_ (¬1) وعند السلفي "أبي حامد" (¬2) 8/ 135 (كتاب الأنبياء -باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة) (¬3) 9/ 147 (كتاب المغازي- باب وفد عبد القيس)

قال الحافظ: وفي "المعرفة" لابن مندة من طريق هود العَصَري - وهو بعين وصاد مهملتين مفتوحتين نسبة إلى عصر بطن من عبد القيس - عن جده لأمه مزيدة قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ فيك لخصلتين" 2262 - "سيكون بعدي من أمتي قوم" قال الحافظ: وقع عند مسلم (1067) من حديث أبي ذر بلفظ: فذكره" (¬2) 2263 - "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون، ويفعلون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة" قال الحافظ: وعند أبي بكر بن أبي شيبة من طريق أزهر بن عبد الله عن عبادة رفعه: فذكره" (¬3) له عن عبادة بن الصامت طرق: الأول: يرويه الأعشى بن عبد الرحمن بن مكمل عن أزهر بن عبد الله قال: أقبل عبادة بن الصامت حاجاً من الشام، فقدم المدينة فأتى عثمان بن عفان فقال: يا عثمان، ألا أخبرك شيئاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بلى، قلت: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون، ويعملون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة" أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 233) وفي "مسنده" (المطالب 2179 و 4351) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 458) عن خالد بن مخلد القَطَواني ثنا سليمان بن بلال ثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن الأعشى به. وأخرجه الهيثم بن كليب (1326) عن محمد بن إسحاق الصغاني ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الحاكم (3/ 357) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا خالد بن مخلد به. وقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين" قلت: أزهر بن عبد الله لم يخرج له الشيخان شيئاً، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" ¬

_ (¬1) 1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان) (¬2) 15/ 317 (كتاب استتابة المرتدين- باب قتل الخوارج) (¬3) 16/ 114 (كتاب الفتن -باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سترون بعدي أموراً تنكرونها)

على قاعدته، وقال أبو حاتم: لا أدري من هو. وقال ابن حبان وابن أبي حاتم: روى عن عثمان وعبادة بن الصامت. ولم يذكرا عنه راويا إلا الأعشى بن عبد الرحمن فهو مجهول. والأعشى بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً, ولم يذكر عنه وكذا ابن حبان راوياً إلا شريك بن عبد الله فهو مجهول، ولم يخرج له الشيخان أيضاً. الثاني: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه فذكر حديثاً طويلاً وفيه أنّ عبادة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله، فلا تضلوا (¬1) بربكم" أخرجه أحمد (5/ 325) وابنه (5/ 329) والبزار (2731) والدولابي في "الكنى" (1/ 3) والهيثم بن كليب (1258) والحاكم (3/ 357) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 451 - 452) وفي "المدخل" (206) وابن عساكر (ترجمة عبادة بن الصامت ص 24 - 25 و 25 - 26) من طرق عن ابن خثيم به (¬2). والييهقي في "الدلائل" (2/ 451 - 452) وفي "المدخل" (206) وإسماعيل بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البخاري في "التاريخ": لم يَرو عنه غير ابن خثيم. وكذا قال الذهبي في "الميزان"، فهو مجهول. الثالث: يرويه عبد الله بن واقد عن أبي الزبير عن جابر قال: قام عبادة بن الصامت فقال: يا أيها الناس سمعت محمدا أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول "سيليكم من بعدي أمراء يعرفون عليكم وتنكرون عليهم ما يعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله" أخرجه العقيلي (2/ 312) عن محمد بن أحمد بن الوليد ثنا محمد بن كثير ثنا عبد الله بن واقد به. وقال: وقد روي في هذا رواية من غير هذا الوجه أصلح من هذه الرواية بخلاف هذا اللفظ" قلت: واختلف فيه على محمد بن كثير المصيصي، فرواه إبراهيم بن الهيثم البلدي عنه ثنا عبد الله بن واقد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر عن عبادة أنّه دخل على عثمان بن عفان فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "سيليكم أمراء بعدي ¬

_ (¬1) وفي لفظ "تعتلوا" (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 64/ أ) لكن سقط منه "عن أبيه"

يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله" أخرجه الحاكم (3/ 356) عن حمزة بن العباس العقبي ثنا إبراهيم بن الهيثم به. وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: تفرد به عبد الله بن واقد وهو ضعيف" قلت: هو أبو رجاء الهَرَوي الخراساني وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين وغيرهما، ومحمد بن كثير المصيصي مختلف فيه، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعاً من جابر. 2264 - "سيكون في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين، لا نبي بعدي" قال الحافظ: أخرجه أحمد عن حذيفة بسند جيد" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 396) والطحاوي في "المشكل" (4/ 104) والطبراني في "الكبير" (3026) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 179) من طريق معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه عن قتادة عن أبي معشر عن إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث عن حذيفة مرفوعاً "في أمتي دجالون كذابون" الحديث قال أبو نعيم: هذا حديث غريب، تفرد به معاذ عن أبيه موجوداً في كتابه" وقال الألباني: صحيح على شرط مسلم" الصحيحة 4/ 655 قلت: رواته ثقات لكن لم يخرج مسلم رواية قتادة عن أبي معشر زياد بن كليب، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعاً من أبي معشر. 2265 - "سيكون من بعدي خلفاء، ثم من بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك الجبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جَوراً، ثم يؤمَّر القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق قيس بن جابر الصَدَفي عن أبيه عن جده رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 16/ 200 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد) (¬2) 16/ 341 - 342 (كتاب الأحكام- باب حدثنا محمد بن المثنى)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 374 - 375) ثنا أبو عامر النحوي ثنا سليمان ابن عبد الرحمن الدمشقي ثنا حسين بن علي الكندي مولى جرير عن الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده به مرفوعاً. قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 5/ 190 وقال الحافظ في "الإصابة" (11/ 58): حسين بن علي الكندي لا أعرفه ولا أعرف حال جابر والد قيس. وقال الألباني: موضوع" ضعيف الجامع 3305 2266 - "سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وبنكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله" قال الحافظ: وفي رواية إسماعيل بن عبيد عند أحمد والطبراني والحاكم من روايته عن أبيه عن عبادة: فذكره. وقال قبل ذلك: وقع في رواية إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن عبادة عند أحمد "في النشاط والكسل" وقال أيضاً: في رواية إسماعيل بن عبيد "وعلى النفقة في العسر واليسر" وزاد "وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "سيكون عليكم أمراء" 2267 - "السائمة جُبَار" قال الحافظ: وقد وقع في رواية جابر عند أحمد والبزار بلفظ: فذكره. وقال: وقع عند أحمد من حديث جابر بلفظ "والجُبّ جبار" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 353 - 354) والبزار (كشف 894) وأبو يعلى (2134) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 203) من طريق مُجالد بن سعيد عن الشعبي عن جابر مرفوعاً "السائبة جبار، والجب جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس" وإسناده ضعيف لضعف مجالد. ¬

_ (¬1) 16/ 113 و 114 (كتاب الفتن- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سترون بعدي أموراً تنكرونها) (¬2) 15/ 280 و 282 (كتاب الديات - باب المعدن جبار، باب العجماء جبار)

2268 - "السَّبق ثلاثة: يوشع إلى موسى، وصاحب يس إلى عيسى، وعليّ إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: وقد روى الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده حسين بن حسن الأشقر وهو ضعيف" (¬1) ضعيف جداً أخرجه العقيلي (1/ 249) والطبراني في "الكبير" (11152) من طريق الحسين بن أبي السري (¬2) العسقلاني ثنا حسين الأشقر ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب" قال العقيلي: لا أصل له عن ابن عيينة" وقال ابن كثير: حديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر وهو شيعي متروك" التفسير 3/ 570 وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 7/ 52 وقال الألباني: ضعيف جداً" الضعيفة 1/ 360 قلت: وهو كما قالوا، والحسين بن أبي السري كذبه أخوه محمد وأبو عروبة الحرّاني، وقال أبو داود: ضعيف. والحسين الأشقر قال البخاري: فيه نظر، وقال أيضاً: عنده مناكير، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: ليس بالقوي. 2269 - "السحور بركة فلا تدعوه ولو أنْ يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" قال الحافظ: أخرج هذا الحديث أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: فذكره، ولسعيد بن منصور من طريق أخرى مرسلة "تسحروا ولو بلقمة" (¬3) ¬

_ (¬1) 7/ 278 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية) (¬2) اسمه المتوكل. (¬3) 5/ 42 (كتاب الصوم -باب بركة السحور من غير ايجاب)

له عن أبي سعيد طريقان: الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي رفاعة عن أبي سعيد مرفوعاً "السحور أكله بركة" الحديث أخرجه أحمد (3/ 12) عن إسماعيل بن عُلية عن هشام الدَّسْتُوَائي ثنا يحيى بن أبي كثير به. قال المنذري: إسناده قوي" الترغيب 2/ 139 وقال الهيثمي: وفيه أبو رفاعة ولم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 150 قلت: رواته ثقات غير أبي رفاعة، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع، وقد توبع كما سيأتي. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد به مرفوعاً. أخرجه أحمد (3/ 44) وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وللحديث شاهد عن ابن عمر وعن ابن عمرو وعن أنس فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن حبان (3467) والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 195) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 320) من طرق عن إدريس بن يحيى الخولاني عند عبد الله بن عياش بن عباس عن عبد الله بن سليمان الطويل عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "إنّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين" قال أبو نعيم: غريب من حديث نافع، لم يروه عنه إلا عبد الله بن سليمان، وهو المعروف بالطويل، وعنه عبد الله بن عياش، وهو ابن عباس القِتْباني، تفرد به ادريس فيما قاله سليمان (أي الطبراني) وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" علل الحديث 1/ 244 قلت: عبد الله بن عياش مختلف فيه: ضعفه أبو داود والنسائي وغيرهما، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وعبد الله بن سليمان الطويل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم

في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال البزار: حدّث بأحاديث لم يتابع عليها. وادريس ونافع ثقتان. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن حبان (3476) عن أحمد بن يحيى بن زهير التُّستري ثنا إبراهيم بن راشد الأدمي ثنا محمد بن بلال ثنا عمران القطان عن قتادة عن عقبة بن وَسَّاج عن ابن عمرو مرفوعاً "تسحروا ولو بجرعة من ماء" رواه ابن مصعب البجلي عن إبراهيم بن راشد فلم يذكر عقبة بن وساج. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4191) وقتادة مدلس وقد عنعن. وأما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى (3340) والعقيلى (3/ 50) من طريق عبد الواحد بن ثابت الباهلي ثنا ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "تسحروا ولو بجرعة من ماء" قال الهيثمي: وفيه عبد الواحد بن ثابت الباهلي وهو ضعيف" المجمع 3/ 150 قلت: وقال البخاري: منكر الحديث. 2270 - "السَّرِي في هذه الآية نهر أخرجه الله لمريم لتشرب منه" قال الحافظ: وقد روى ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن عمر مرفوعاً: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (13303) عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابَلُتِّي ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول: سمعت ابن عمر رفعه "إنّ السري الذي قال الله -عز وجل- {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: 24] نهر أخرجه الله لتشرب منه" قال ابن كثير: وهذا حديث غريب جداً من هذا الوجه، وأيوب بن نهيك هذا هو الحلبي قال فيه أبو حاتم: ضعيف، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث" التفسير 3/ 117 وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف" المجمع 7/ 55 ¬

_ (¬1) 7/ 287 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم: 16])

2271 - "السواك مَطْهرة للفم" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر فأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه ابن أبي عتيق واختلف عنه: - فرواه يزيد بن زُريع عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن أبيه قال: سمعت عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "السواك مَطهرة للفم، مرضاة للرب" أخرجه أحمد (6/ 124) والنسائي (1/ 15) وفي "الكبرى" (4) وابن حبان (1067) والبيهقي (1/ 34) والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 229) وقال ابن حبان: أبو عتيق هذا اسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة" وقال الحافظ: قلت: هو كما قال لكن الحديث إنما هو من رواية ابنه عبد الله عنه، فإنّ صاحب الحديث هو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نسب في السياق إلى جده" التلخيص 1/ 60 وقال البيهقي: عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن أبي عتيق نسبه إلى جده" - ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة. أخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (109) وأبو يعلى (4916) - ورواه سعيد بن أبي أيوب المصري عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (278) عن أحمد بن رشدين ثنا روح بن صلاح ثنا سعيد بن أبي أيوب به. وقال: لم يروه عن سعيد بن أبي أيوب إلا روح بن صلاح" ¬

_ (¬1) 1/ 287 (كتاب الوضوء -باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً)

قلت: وأحمد بن رشدين وروح بن صلاح مختلف فيهما. - ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: • فرواه غير واحد عنه عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عتيق (¬1) قال: سمعت عائشة، ولم يذكروا عن أبيه. أخرجه أحمد (6/ 47) وأبو يعلى (4598) عن إسماعيل بن عُلية وأحمد (6/ 62) عن عبدة بن سليمان الكلابي و (6/ 238) عن يزيد بن هارون وإسحاق بن راهوية في "مسند عائشة" (1116) عن عيسى بن يونس وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 363) وأبو الشيخ في "الأقران" (298) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 159) والبيهقي في "الشعب" (1939) عن شعبة (¬2) والبغوي في "شرح السنة" (200) ¬

_ (¬1) قال بعضهم: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وقال بعضهم: عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، وقال بعضهم: عبد الله بن أبي بكر، وقال بعضهم: ابن أبي عتيق. (¬2) رواه مسلم بن إبراهيم الأزدي البصري عن شعبة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر عن عائشة. وخالفه مؤمل بن إسماعيل البصري فرواه عن شعبة والثوري عن ابن إسحاق عن أبي عتيق التيمي عن القاسم بن محمد عن عائشة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 94) من طريق عبد الله بن الليث المروزي ثنا مؤمل به. واختلف فيه على مؤمل، فقال الحسن بن الصباح البزار: ثنا مؤمل ثنا سفيان وشعبة عن ابن إسحاق عن رجل من آل أبي بكر عن القاسم مرسلاً. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (876) ومؤمل صدوق إلا أنه كثير الخطأ.

عن أحمد بن خالد الوهبي والشافعي في "الأم" (1/ 20) ومن طريقه البيهقي (1/ 34) وفي "معرفة السنن" (1/ 258) وفي "الصغرى" (77) والبغوي في "شرح السنة" (199) عن سفيان بن عيينة (¬1) كلهم عن ابن إسحاق به. • ورواه سليمان بن بلال المدني عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق عن القاسم بن محمد عن عائشة. أخرجه البيهقي (1/ 34) • ورواه عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عَمرة عن عائشة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (2522) وقال: كذا قال، والصواب عن ابن إسحاق عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق عن عائشة. • ورواه سفيان الثوري (¬2) عن ابن إسحاق عن رجل عن القاسم بن محمد عن عائشة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 94) من طريق يزيد بن أبي حكيم العدني عن الثوري به. - ورواه حماد بن سلمة عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق. أخرجه أحمد (1/ 3 و 10) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (668) والمروزي في "مسند أبي بكر" (108 و 110) وأبو يعلى (109 و 110 و 4915) والسراج في "البيتوتة" (5) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (53) وابن عدي (2/ 678) وابن شاهين في "الترغيب" (509) وتمام (¬3) (130) ¬

_ (¬1) رواه الحميدي (162) عن ابن عيينة عن ابن إسحاق عن أبي عتيق عن عائشة. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 301) لكن وقع عنده "ابن أبي عتيق" فلعل "ابن" سقطت من كتاب الحميدي. قال الإمام أحمد في "المسند" (6/ 62): عبد الله بن محمد يقال له أبو عتيق. فلا مخالفة إذا. (¬2) انظر هامش رقم (2) السابق. (¬3) ووقع عنده "عن ابن عون عن أبيه"

وقال أبو يعلى: سألت عبد الأعلى عن حديث أبي بكر الصديق فقال: هذا خطأ" وقال ابن عدي: ويقال إن هذا الحديث أخطأ فيه حماد بن سلمة حيث قال: عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق، وإنما رواه غيره عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة" وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة. قال أبو زرعة: أخطأ فيه حماد، وقال أبو حاتم: الخطأ من حماد أو ابن أبي عتيق" العلل 1/ 12 وقال الدارقطني: الصواب عن عائشة، وابن أبي عتيق هذا هو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر" العلل 1/ 277 - 278 الثاني: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. أخرجه ابن عدي (1/ 294) عن إسماعيل بن عياش وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1570) عن عيسى بن ميمون المدني كلاهما عن هشام بن عروة به. وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها، وعيسى بن ميمون قال الفلاس وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث. الثالث: يرويه سفيان بن حبيب البصري عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن عبيد بن عمير عن عائشة. أخرجه ابن خزيمة (135) ومن طريقه البيهقي (1/ 34) عن الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي ثنا سفيان بن حبيب به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 105) من طريق سهل بن موسى بشيران ثنا الحسن بن قزعة به. والحسن بن قزعة صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات، لكن ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعاً من عثمان بن أبي سليمان.

الرابع: يرويه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة. أخرجه ابن أبي شيبة (1768) وأحمد (6/ 146) وإسحاق في "مسند عائشة" (936) والدارمي (690) وأبو يعلى (4569) وابن عدي (1/ 236) وابن عبد البر في "التهميد" (18/ 301) وإبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقد ذكره البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي والدارقطني في الضعفاء. ورواه خالد بن عبد الرحمن الخراساني ثنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1570) وإسناده ضعيف لضعف عيسى بن ميمون. وخلاصة ما تقدم أنّ الحديث صحيح بمجموع طرقه، وقد صححه النووي (¬1) في "الرياض" (ص 405) وحسنه البغوي في "شرح السنة" وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن حنين عن ابن عباس. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 396) والطبراني في "الكبير" (12215) من طريق حباب بن عبد الله الدارمي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن حنين مولى ابن عباس عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعاً "السواك يطيب الفم ويرضي الرب" وحباب بن عبد الله ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ويعقوب بن إبراهيم وهو ابن عبد الله بن حنين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأبوه وجده ثقتان. الثاني: يرويه بقية عن الخليل بن مرة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً "عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب، مفرحة للملائكة، يزيد في الحسنات، وهو من السنة، ويجلو البصر، ويذهب الحفر، ويشد اللثة، ويذهب البلغم، ويطيب الفم" ¬

_ (¬1) وقال في "الخلاصة" (1/ 85): حديث حسن رواه ابن خزيمة والنسائي وغيرهما بأسانيد حسنة"

أخرجه ابن عدي (3/ 929) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (2521) وقال: وهو مما تفرد به الخليل بن مرة وليس بالقوي في الحديث" قلت: وفيه عنعنة بقية بن الوليد فإنه كان مدلساً. الثالث: يرويه بحر السَّقَّاء عن جُويبر عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعاً "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومجلاة للبصر" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7492) وبحر وجويبر متروكان. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (289) والطبراني في "الكبير" (7876) عن عثمان بن أبي العاتكة وأحمد (5/ 263) والروياني (1220 و 1221) والطبراني (7846) عن عبيد الله بن زَحْر كلاهما عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "تسوكوا، فإنّ السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أنْ يفرض عليّ وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أنْ أشقّ على أمتي لفرضته عليهم، وأني لأستاك حتى لقد خشيت أن أُخْفِيَ مَقَادِم فمي" اللفظ لابن ماجه. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 43 قلت: وهو كما قال لضعف علي بن يزيد الألهاني. قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه. لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن الحارث الذِّمَاري عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7744) وفي "مسند الشاميين" (888) من طريق بقية بن الوليد عن إسحاق بن مالك الحضرمي عن الذماري به. وإسناده ضعيف، بقية مدلس ولم يذكر سماعاً من الحضرمي، والحضرمي قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف (اللسان)

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان (1070) عن ابن زهير ثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "عليكم بالسواك، فإنه مَطهرة للفم، مَرضاة للرب" وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن زهير هو أحمد بن يحيى بن زهير التُّسْتَري. وقد أعله الحافظ: فقال في "التلخيص" (1/ 60): والمحفوظ عن حماد بغير هذا الإسناد من حديث أبي بكر، والمحفوظ عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد بلفظ "لولا أن أشقّ" رواه النسائي وابن حبان" وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "عليكم بالسواك، فإنّه مطيبة للفم، ومرضاة للرب" أخرجه أحمد (2/ 108) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3137) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف وشعيب قالا: ثنا ابن لهيعة به. وأخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (364) من طريق كامل بن طلحة الجَحْدري ثنا ابن لهيعة به. قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 1/ 220 الثاني: يرويه سعيد بن أبي هلال عن نعيم المُجْمِر مولى عمر بن الخطاب عن ابن عمر مرفوعاً "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب" أخرجه ابن عدي (6/ 2280) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري ثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به. وقال: وهذا لا أعرفه إلا من رواية محمد بن معاوية عن الليث" قلت: ومحمد بن معاوية كذبه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم، وقال مسلم والنسائي: متروك الحديث.

2272 - "السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث أنس بسند حسن، وأخرجه البزار والطبراني من حديث ابن مسعود موقوفاً ومرفوعاً، وطريق الموقوف أقوى، وأخرجه البيهقي في "الشعب" من حديث أبي هريرة مرفوعاً بسند ضعيف، وألفاظهم سواء" (¬1) صحيح ورد من حديث أنس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي هريرة. فأما حديث أنس فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (989) ثنا شهاب ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعاً "إنّ السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض، فأفشوا السلام بينكم" وإسناده صحيح رواته ثقات، وشهاب هو ابن المُعَمَّر البلخي. وأما حديث ابن مسعود فيرويه الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود. واختلف فيه على الأعمش في رفعه ووقفه: - فرواه غير واحد عن الأعمش مرفوعاً، منهم: 1 - ورقاء بن عمر اليشكري. أخرجه البزار (1770) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا محمد بن جعفر المدائني ثنا ورقاء به. وأخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 59) عن أحمد بن صالح الطبري ثنا الفضل بن سهل به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10392) عن عبدان بن أحمد ثنا الفضل بن سهل به. وزادوا فيه "فإنّ الرجل المسلم إذا مرّ بالقوم فسلم عليهم، فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم بالسلام، فإنْ لم يردوا عليه ردّ عليه من هو خير منهم وأطيب" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8401) من طريق يحيى بن نصر بن حاجب ثنا ورقاء به. ¬

_ (¬1) 13/ 248 - 249 (كتاب الاستئذان -باب السلام اسم من أسماء الله تعالى)

2 - أيوب بن جابر السُّحَيْمي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10391) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سفيان بن بشر ثنا أيوب بن جابر به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8402) من طريق أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ثنا محمد بن عثمان به. وأخرجه (8404) من طريق سعيد بن محمد الجرمي ثنا أيوب بن جابر به. وأيوب بن جابر قال النسائي وغيره: ضعيف. 3 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (309) عن محمد بن سهل بن الصباح و (921) عن أحمد بن عبدان بن سنان الزعفراني قالا: ثنا عبد الله بن عمر بن يزيد الزهري ثنا يحيى بن سعيد به. ولم يذكر الزيادة التي في آخره. وقال: عبد الله بن عمر حدّث بغير حديث يتفرد به، ومنها هذا الحديث" قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وأبو نعيم في "خبار أصبهان" ولم يذكرا فيه جرحاً. وقال الذهبي في "السير": الإِمام المحدث. 4 - شَريك بن عبد الله القاضي. أخرجه البزار (1771) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن الأعمش به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8403) من طريق أبي جعفر محمد بن عبيد بن عتبة الكوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك به. وعبد الرحمن وأبوه مختلف فيهما، والباقون ثقات. 5 - إسماعيل بن عبد العزيز البصري. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 297) من طريق مُجّاعة بن الزبير عن إسماعيل به.

ومجاعة مختلف فيه، وإسماعيل قال الأزدي: منكر الحديث (الميزان) - ورواه غير واحد عن الأعمش موقوفاً، منهم: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 626) ورواته ثقات. 2 - حفص بن غياث الكوفي. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1039) عن عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي به. ورواته ثقات. 3 - فافاه. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 409 - 410) من طريق ابن جُريج أني فافاه به. وقال: فافاه قيل: هو إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشامي. 4 - جرير بن حازم البصري. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 292) 5 - يعلى بن عبيد الطنافسي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8400) ووقفه أيضاً عن الأعمش زهير بن معاوية وعلي بن مُسهر وعيسى بن يونس وعبد الله بن نُمير وأبو جعفر الرازي ومِسْعر كما في "العلل" للدارقطني (5/ 76) قال الدارقطني: والموقوف أصح" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (1/ 141) وأحمد بن عبد الله السلمي في "حديث المؤمل بن إيهاب" (15) والطبراني في "الأوسط" (3032) وابن عدي (2/ 444) والخطابي في "شأن الدعاء" (ص 44 - 45) والبيهقي في "الشعب" (8405 و 8406) من طريق عبد الرزاق (¬1) أنا بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً "إن السلام اسم من أسماء الله فأفشوه بينكم" ¬

_ (¬1) المصنف 20117

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا بشر بن رافع، تفرد به عبد الرزاق" قلت: وإسناده ضعيف لضعف بشر بن رافع. وله طريق أخرى أضعف من هذه تقدم الكلام عليها في حرف الجيم عند حديث "جعل الله السلام تحية لأمتنا" 2273 - حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لما أتى البقيع "السلام على أهل الديار من المؤمنين" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (249) عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرة فقال "السلام عليكم دار قوم مؤمنين" 2274 - "السيد الله" قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي وأحمد والمصنف في "الأدب المفرد" من حديث عبد الله بن الشِّخِّير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (4/ 24 - 25 و 25) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1483) والنسائي في "اليوم والليلة" (245) وابن السني في "اليوم والليلة" (387) وابن منده في "التوحيد" (280) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (1/ 155) من طرق عن شعبة قال: سمعت قتادة قال: سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن أبيه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنت سيد قريش، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "السيد الله" قال: أنت أفضلها فيها قولاً، وأعظمها فيها طَوْلاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليقل أحدكم بقوله ولا يستجره (¬3) الشيطان" وإسناده صحيح رواته ثقات، ولم ينفرد قتادة به بل تابعه: 1 - أبو نَضْرَة المنذر بن مالك بن قُطَعة عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أنت سيدنا، قال "السيد الله" قالوا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، فقال "قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان" ¬

_ (¬1) 13/ 240 (كتاب الاستئذان -باب بدء السلام) (¬2) 6/ 105 (كتاب العتق -باب كراهة التطاول على الرقيق) (¬3) وفي لفظ "يستجرنه" وفي لفظ آخر "يَسْتَجْرِيَنَّكُم"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (211) وأبو داود (4806) والبيهقي في "الأسماء" (ص 39) عن مسدد والنسائي في "اليوم والليلة" (247) وابن مندة (281) عن حميد بن مسعدة البصري كلاهما عن بشر بن المفضل ثنا أبو مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 2 - غيلان بن جرير البصري عن مطرف عن أبيه قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رهط من بني عامر فسلمنا عليه، فقالوا: أنت والدنا (¬1)، وأنت سيدنا، وأنت أفضلنا علينا فضلاً، وأنت أطولنا علينا طولاً (¬2)، فقال "قولوا بقولكم، لا تستهوينكم الشياطين (¬3) " أخرجه أحمد (4/ 25) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 520 - 521) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1482) والنسائي في "اليوم والليلة" (246) واللفظ له وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1645) والعسكري في "التصحيفات" (1/ 213 - 214) والخطابي في "الغريب" (1/ 415) وأبو نعيم في "الصحابة" (4219) والبيهقي في "المدخل" (537) وفي "الآداب" (513) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1591) وأبو سعد السمعاني في "أدب الاملاء" (ص 98) من طرق عن مهدي بن ميمون البصري عن غيلان بن جرير به. وإسناده صحيح. وله شاهد مرسل أخرجه ابن سعد (7/ 34) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 318) وفي "المدخل" (538) من طريق الأسود بن شيبان ثنا أبو بكر بن ثمامة بن النعمان الراسبي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: وَفَدَ أبي في وَفْدِ بني عامر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنت سيدنا، وذو الطول علينا، فقال "مَهْ مَهْ، قولوا بقولكم ولا يستجرنكم الشيطان، السيد الله، السيد الله، السيد الله". وله شاهد آخر موصول أخرجه أحمد (3/ 153 و 241) وعبد بن حميد (1337) ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد "ولينا" (¬2) زاد أحمد وغيره "وأنت الجَفْنَةُ الغَرّاء" (¬3) وفي لفظ "ولا يستجرنكم الشيطان"

عن الحسن بن موسى الأشيب والنسائي في "اليوم والليلة" (249) وابن منده (282) عن بهز بن أسد العَمِّي وأحمد (3/ 241 و 249) وابن منده (282) عن عفان بن مسلم الصفار وعبد بن حميد (1309) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 252) عن الحجاج بن منهال البصري والبيهقي في "الدلائل" (5/ 498) عن آدم بن أبي إياس كلهم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رجلاً قال: يا محمد يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيدنا وابن سيدنا، فقال "قولوا بقولكم ولا يستجركم الشيطان أو الشياطين- قال احدى الكلمتين- أنا محمد بن عبد الله ورسوله، أنا محمد بن عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله -عز وجل-" اللفظ لأحمد. وإسناده صحيح. • ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن حماد عن حميد عن أنس. أخرجه أحمد (3/ 241) والبيهقي في "الشعب" (4529) • ورواه العلاء بن عبد الجبار البصري عن حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت وحميد عن أنس. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (248) ***

حرف الشين

حرف الشين 2275 - عن سلمة بن الأكوع قال: لما غشوا النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب، ثم استقبل به وجوههم فقال "شاهت الوجوه" فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا منهزمين. قال الحافظ: ولمسلم (1777) من حديث سلمة بن الأكوع: فذكره" (¬1) 2276 - قال - صلى الله عليه وسلم - للحضرمي "شاهداك أو يمينه وليس لك إلا ذلك" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (139) من حديث وائل بن حُجر قال: فذكر الحديث، وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحضرمي "ألك بينة؟ " قال: لا، قال "فلك يمينه" قال: يا رسول الله إنّ الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء، فقال "ليس لك منه إلا ذلك" وليس فيه شاهداك. وأخرج البخاري (فتح 6/ 71) من حديث الأشعث بن قيس قال: كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر، فاختصمنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "شاهداك أو يمينه" 2277 - عن رافع بن خَديج قال: أصبح رجل من الأنصار بخيبر مقتولاً، فانطلق أولياؤه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "شاهدان يشهدان على قتل صاحبكم" قال: لم يكن ثم أحد من المسلمين، وإنما هم اليهود، وقد يجترءون على أعظم من هذا. ¬

_ (¬1) 9/ 93 (كتاب المغازي -باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]) (¬2) 16/ 259 (كتاب الأحكام -باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه)

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود أيضاً من طريق عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أبو داود (4524) عن الحسن بن علي بن راشد الواسطي أنا هُشيم عن أبي حيان التيمي ثنا عَباية بن رفاعة عن رافع بن خديج قال: أصبح رجل من الأنصار مقتولاً بخيبر، فانطلق أولياؤه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكروا ذلك له، فقال "لكم شاهدان يشهدان على قتل صاحبكم؟ " قالوا يا رسول الله، لم يكن ثَمَّ أحد من المسلمين، وإنما هم يهود، وقد يجترءون على أعظم من هذا، قال "فاختاروا منهم خمسين فاستحلفوهم" فأبوا، فَوَدَاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من عنده. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 134) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 210) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4413) عن أحمد بن عمرو القطراني ثنا الحسن بن علي الواسطي به. ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (6/ 217) قال ابن التركماني: سنده حسن" الجوهر النقي 8/ 120 قلت: رجال الإسناد كلهم ثقات إلا أنّ فيه عنعنة هشيم بن بشير الواسطي فإنه كان مدلساً، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث ثبتاً يدلس كثيراً فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء. وللحديث شاهد عن ابن عمرو بإسناد حسن فيتقوى به وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أقم شاهدين على من قتله" 2278 - "شجرة طوبى مائة سنة" قال الحافظ: وأخرج أحمد وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 71) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (148) وأبو يعلى (1374) والخطيب في "التاريخ" (4/ 90 - 91) عن عبد الله بن لهيعة ¬

_ (¬1) 15/ 255 (كتاب الديات- القسامة) (¬2) 14/ 215 - 216 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

والطبري في "تفسيره" (13/ 149) وابن حبان (7230) والآجري في "الشريعة" (ص 271) والذهبي في "الميزان" (2/ 24 - 25) عن عمرو بن الحارث كلاهما عن درّاج أبي السمح أنّ أبا الهيثم سليمان بن عمرو العُتْواري حدّثه عن أبي سعيد الخدري أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، طوبى لمن رآك وآمن بك. قال "طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى، ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني" فقال له رجل: وما طوبى؟ قال: "شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها". دراج أبو السمح مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فضعفها أحمد وأبو داود، وقواها ابن معين. طريق أخرى: قال عبد بن حميد في "المنتخب" (1000) وابن أبي عاصم في "السنة" (1487): ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا إبراهيم أبو إسحاق عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعاً "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني" رواته ثقات إلا إبراهيم أبا إسحاق فإني لم أعرفه، وقد روى وكيع عن غير واحد ممن اسمه إبراهيم وكنيته أبو إسحاق، منهم: - إبراهيم بن نافع المخزومي - وإبراهيم بن الفضل المخزومي المدني - وإبراهيم بن سعيد الزهري المدني - وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع فلا أدري من المراد هنا والله أعلم. 2278 أ - "شر الطعام طعام الوليمة، يدعى الغني ويترك المسكين وهو حق" قال الحافظ: ولمسلم (1432) من طريق الزهري عن الأعرج وعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 137 (كتاب النكاح -باب الوليمة حق)

2279 - "شعار المؤمنين على الصراط: رب سلّم سلّم" قال الحافظ: وللترمذي من حديث المغيرة: فنكره" (¬1) ضعيف أخرجه عبد بن حميد (394) والترمذي (2432) والحربي في "الغريب" (1/ 143) والعقيلي (2/ 323) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 55) والطبراني في "الكبير" (20/ 424 و 424 - 425) وابن عدي (4/ 1613) والحاكم (2/ 375) والخطيب في "التاريخ" (4/ 222 - 223 و11/ 226 - 227) والبغوي في "شرح السنة" (4329) مق طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن النعمان بن سعد عن المغيرة بن شعبة به مرفوعاً. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث المغيرة بن شعبة لا نعرفه إلا عن حديث عبد الرحمن بن إسحاق" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لعبد الرحمن بن إسحاق ولا للنعمان بن سعد شيئاً، وعبد الرحمن قال ابن معين وغير واحد: ضعيف، والنعمان قال البخاري وغيره: لم يرو عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق، فهو مجهول. قال أحمد في "العلل" (1/ 385): عبد الرحمن بن إسحاق يحدث عن النعمان بن سعد عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث مناكير، ليس هو بذاك في الحديث" 2280 - عن أنس قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ قال: "شعبان لتعظيم رمضان" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق صدقة بن موسى عن ثابت عن أنس قال: فذكره. قال الترمذي: حديث غريب، وصدقة عندهم ليس بذاك القوي. قلت: ويعارضه ما رواه مسلم (1163) من حديث أبي هريرة مرفوعاً "أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أفضل الصيام بعد رمضان شعبان" ¬

_ (¬1) 14/ 249 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم) (¬2) 5/ 118 (كتاب الصوم -باب صوم شعبان)

2281 - عن ابن عباس قال: شَغَلَ الأحزابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فقال "شغلونا عن الصلاة الوسطى" قال الحافظ: وروى ابن المنذر من طريق مِقْسم عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: فذكره، وزاد "ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً أو أجوافهم ناراً" أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 559) من طريقين عن خالد بن عبد الله الواسطي عن ابن أبي ليلى عن الحكم به. ورواه محمد بن عمران بن أبي ليلى عن أبيه ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم وسعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 174) والطبراني في "الكبير" (12368) وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن. الثاني: يرويه هلال بن خبّاب عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة له، فحبسه المشركون عن صلاة العصر حتى أمسى بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم املأ بيوتهم وأجوافهم ناراً، كما حبسونا عن الصلاة الوسطى" وفي لفظ "غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزاة فلم يفرغ منهم حتى أمسى بصلاة العصر عن الوقت الذي كان يحافظ عليه، فلما فرغ منهم نظر فإذا صلاة العصر قد أمسى بها، فصلّى، فلما فرغ من صلاته دعا على عدوه وقال "اللهم من شغلنا عن صلاة الوسطى املأ بيوتهم ناراً، واملأ أجوافهم ناراً، واملأ قبورهم ناراً" أخرجه البزار (كشف 389) والطبري (2/ 559) واللفظ الأول له والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 174) عن عباد بن العوام الواسطي والطحاوي (1/ 174) والطبراني في "الكبير" (11905) واللفظ الثاني له ¬

_ (¬1) 9/ 261 (كتاب التفسير- سورة البقرة- باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238])

عن أبي عَوانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري كلاهما عن هلال بن خباب به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: رجاله موثقون" المجمع 1/ 309 قلت: رواته ثقات إلا أنّ هلال بن خباب اختلط في آخر عمره. الثالث: يرويه إبراهيم بن طهمان عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين حتى فاتتهم الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً" أخرجه البيهقي في "اثبات عذاب القبر" (172) عن الحاكم أنا أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري ثنا مَحْمِش بن عصام ثنا حفص بن عبد الله ثني إبراهيم بن طهمان به. وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان. والشعيري ومحمش لم أر من ترجمهما، وحفص بن عبد الله قال النسائي: ليس به بأس، والباقون ثقات. والحديث بمجموع طرقه وبشواهده الكثيرة صحيح. 2282 - "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (628) من طريق مُرَّة عن ابن مسعود" (¬1) 2283 - "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" قال الحافظ: ويؤيده حديث عليّ في مسلم (1/ 437): فذكره" (¬2) 2284 - "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" قال الحافظ: روى الترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش قال: قلنا لعَبيدة: سل علياً عن الصلاة الوسطى، فسأله فقال: كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم الأحزاب: فذكره" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 451 (كتاب الدعوات- باب الدعاء على المشركين). (¬2) 2/ 209 (كتاب الصلاة -أبواب المواقيت- باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت). (¬3) 9/ 262 (كتاب التفسير- سورة البقرة- باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]).

أخرجه عبد الرزاق (2192) عن سفيان الثوري عن عاصم بن أبي النَّجود عن زر بن حبيش قال: قلت لعبيدة: سل علياً عن الصلاة الوسطى، فسأله فقال: كنا نرى أنها صلاة الصبح، حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم الخندق "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً" وأخرجه أحمد (1/ 122) والنسائي في "الكبرى" (360) وأبو يعلى (390) والطبري في "تفسيره" (2/ 558) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 174) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2374) والبيهقي (1/ 460) والبغوي في "شرح السنة" (387) من طرق عن سفيان الثوري به. وإسناده حسن رواته ثقات غير عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث. لكن الحديث صحيح فإنّ له طرقاً أخرى عن علي في "الصحيحين" وغيرهما, وله شواهد عن جماعة من الصحابة أيضاً. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه غير واحد عن عاصم به، منهم: 1 - حماد بن زيد. أخرجه سعيد بن منصور (392) وابن ماجه (684) والبزار (557) وأبو يعلى (386 و 387) وابن حبان (1745) 2 - زائدة بن قدامة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 173) 3 - قيس بن الربيع. أخرجه الطيالسي (ص 24) 4 - إسرائيل (¬1) بن يونس. أخرجه الطبري (2/ 558) 5 - شعبة. أخرجه البزار (¬2) (558) ¬

_ (¬1) قال في روايته "يوم خيبر" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 150) عن محمد بن جعفر غُندر عن شعبة عن جابر عن عاصم.

6 - أبو بكر بن عياش. أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (168) ولم ينفرد زر بن حبيش به بل تابعه محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7358) من طريق علي بن عاصم الواسطي عن خالد الحَذَّاء عن ابن سيرين به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن خالد إلا علي بن عاصم" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. وأخرجه أبو داود (409) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ويزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن ابن سيرين به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد (4/ 289) وإسناده صحيح. وأخرجه ابن عبد البر (4/ 289 - 290) من طريق أبان بن يزيد العطار ثنا قتادة أنّ أبا حسان أخبره عن عبيدة عن علي به. وإسناده صحيح أيضاً. 2285 - حديث حذيفة مرفوعاً "شغلونا عن صلاة العصر" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬1) صحيح أخرجه البزار (2906) والطبراني في "الأوسط" (1140) عن عبد الله بن جعفر الرقي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 321) عن علي بن معبد بن شداد الرقي قالا: ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش ¬

_ (¬1) 13/ 451 (كتاب الدعوات- باب الدعاء على المشركين)

عن حذيفة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم الخندق "شغلونا عن صلاة العصر- ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس- ملأ الله قبورهم ناراً، وقلوبهم ناراً، وبيوتهم ناراً" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 309 قلت: وإسناده صحيح. - ورواه هاشم بن الحارث المروزي عن عبيد الله بن عمرو واختلف عنه في اسم الصحابي: • فرواه أبو يعلى عن هاشم بن الحارث وسمى الصحابي حذيفة. أخرجه ابن حبان (2891) • ورواه محمد بن علي بن شعيب عن هاشم بن الحارث وسمى الصحابي عبد الله. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 66) والأول أصح. 2286 - "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" سكت عليه الحافظ (¬1). ورد من حديث أنس ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس ومن حديث كعب بن عجرة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبد الله بن بسر ومن حديث ابن عمر ومن حديث أم سلمة. فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه ثابت البُناني عن أنس، وعن ثابت غير واحد، منهم: 1 - معمر بن راشد. أخرجه الترمذي (2435) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 651) وابن حبان (6468) والحاكم (1/ 69) وأبو إسماعيل الصابوني في "الإعتقاد" (98) والبيهقي (8/ 17) وفي "الشعب" (305) وفي "الاعتقاد" (ص 202) من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 14/ 220 و 238 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وكذا قال ابن كثير في "التفسير" (1/ 487) وقال أبو إسماعيل الصابوني: خبر صحيح" قلت: رواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: معمر عن ثابت ضعيف، وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. 2 - الحكم أبو عثمان. رواه يونس بن حبيب عن الطيالسي في "مسنده" (ص 270) قال: ثنا الحكم أبو عثمان عن ثابت عن أنس مرفوعاً "الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 56) وقال الحكم أبو عثمان هو الحكم بن عطية البصري وكان ضعيفاً" (¬1) قلت: اختلف عن الطيالسي في شيخه، فسماه غير واحد: الخزرج بن عثمان، منهم: أ- عمرو بن علي الفلاس. أخرجه البزار (كشف 3469) واللالكائي في "السنة" (2064) ب - سعيد بن فحلون. أخرجه ابن أبي زمنين في "السنة" (97) ت - محمد بن رافع النيسابوري. أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 655 - 656) ث - علي بن مسلم الطوسي. أخرجه ابن خزيمة (2/ 655 - 656) قال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت إلا الخزرج" قلت: تابعه غيره كما تقدم وكما سيأتي، وقد وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن معين: صالح، وقال الدارقطني: يترك. ¬

_ (¬1) انظر "الموضح" (1/ 213)

3 - محمد بن ثابت بن عبيد الله العصري. أخرجه أبو يعلى (3284) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا محمد بن ثابت به. ومحمد بن ثابت قال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بقوي (الجرح والتعديل 3/ 2/ 217) واختلف عن المقدمي في تسميته. فرواه ابن أبي عاصم في "السنة" (856) عن المقدمي وسماه محمد بن عبيد الله القطان. ورواه معاذ بن المثنى عن المقدمي وسماه محمد بن عبيد الله ولم ينسبه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8513) وقال: لم يروه عن محمد بن عبيد الله العمري (¬1) إلا المقدمي" 4 - عمر بن حفص العبدي. قال ابن فضيل في "الدعاء" (150): ثنا عمر بن حفص عن ثابت البناني ويزيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً "جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي" عمر بن حفص قال أبو زرعة: واهي الحديث. الثاني: يرويه عاصم الأحول عن أنس به مرفوعاً. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2155) والطبراني في "الأوسط" (2066) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 406 - 407) وابن المقرئ في "المعجم" (637) عن يونس بن عبد الأعلى المصري والطبراني في "الكبير" (749) و"الأوسط" (3590) و"الصغير" (448) عن خير بن عرفة التُّجِيبي المصري قالا: ثنا عروة بن مروان العرقي الرقي ثنا عبد الله بن المبارك عن عاصم به. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبى وأبا زرعة يقولان: هذا حديث منكر بهذا الإسناد. وقال أبي: هذا خطأ، إنما هو عاصم عن أنس "من كذب بالشفاعة أو بالحوض لم تنله". ¬

_ (¬1) هكذا وقع في النسخة المطبوعة، وأظنه خطأ من الناسخ أو الطابع، والصواب العصري، والله أعلم.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا ابن المبارك، تفرد به عروة بن مروان" قلت: ذكره الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 537) فقال: كان أمياً، ليس بالقوي في الحديث. الثالث: يرويه بسطام بن حريث عن أشعث الحُدَّاني عن أنس به مرفوعاً. أخرجه أحمد (3/ 213) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 126) وأبو داود (4739) عن سليمان بن حرب ثنا بسطام به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 652) والآجري في "الشريعة" (781) والحاكم (1/ 69) واللالكائي (2065) والقضاعي (236) والبيهقي (10/ 190) من طرق عن سليمان بن حرب به. قال البخاري: قلت لسليمان: أشعث أدرك أنساً؟ قال: نعم" قلت: أنكر ابن حبان سماع أشعث من أنس. فقال في "الثقات" في ترجمة بسطام: يروي عن أشعث الحداني عن أنس، وما أرى الأشعث سمع أنساً. والأشعث وثقه ابن معين والنسائي، وبسطام وثقه أبو داود وابن حبان. الرابع: يرويه زياد النُّميري عن أنس به مرفوعاً. أخرجه أبو يعلى (4304) وابن عدي (3/ 1044 - 1045) عن عبد الواحد بن غياث البصري وابن عدي (3/ 1044) والقضاعي (237) عن هُدبة بن خالد القيسي كلاهما عن أبي جناب القصاب عن زياد النميري به. وإسناده ضعيف لضعف زياد النميري، وأبو جناب اسمه عون بن ذكوان وثقه أحمد وغيره. الخامس: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي ثنا مالك بن دينار قال: سمعت أنس بن مالك رفعه: فذكره، وزاد: وتلا هذه الآية {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)} [النِّساء: 31].

أخرجه البيهقي في "الاعتقاد" (ص 202) من طريق إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا جعفر بن سليمان به. وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (2/ 42 - 43) من طريق محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي ثنا عبد الله بن أبي بكر المقدمي ثنا جعفر بن سليمان به. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 79 السادس: يرويه يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس به مرفوعاً. أخرجه هناد في "الزهد" (188) وأبو يعلى (4105 و 4115) والمحاملي (10) والآجري (782 وص783و 784) وابن عدي (1/ 342 و 422 و 2/ 619 و3/ 1003 و4/ 1379 و1420) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (345) من طرق عن الرقاشي به. وإسناده ضعيف لضعف الرقاشي. السابع: يرويه يزيد الرِّشْك عن أنس مرفوعاً "إنما جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9173) و"الصغير" (1101) عن أبي ذُهْل مُوَرِّع بن عبد الله المِصيصي ثنا الحسن بن عيسى الحربي ثنا رَوْح بن المسيب أبو رجاء الكلبي عن يزيد الرشك به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن يزيد الرشك إلا روح بن المسيب، تفرد به الحسن بن عيسى" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ أحياناً، وروح بن المسيب مختلف فيه، وثقه إسحاق بن أبي إسرائيل وحميد بن مسعدة، وقال ابن معين: صويلح، وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للإختبار. ويزيد وثقه ابن سعد وغيره، وما أظنه سمع من أنس. الثامن: يرويه حميد الطويل عن أنس مرفوعاً "إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" أخرجه ابن أبي عاصم (855) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا الفضيل بن عبد الوهاب ثنا أبو بكر بن عياش عن حميد به.

وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه، والباقون ثقات. وله طريق أخرى عن حميد. أخرجها ابن عدي (2/ 512) من طريق بقية بن الوليد عن سويد بن سعيد عن معتمر عن أبيه عن حميد عن أنس به. وبقية وسويد مدلسان وقد عنعنا. التاسع: يرويه قتادة عن أنس مرفوعاً. أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 653) والحاكم (1/ 69) من طريق عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. والأبح قال البخاري: منكر الحديث، وقال البيهقي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: ساقط الاحتجاج فيما انفرد به، وقد روى عن سعيد عن قتادة عن أنس نسخة لم يتابع عليها. وله طريق أخرى عن قتادة: يرويها أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ثنا خلاد بن يحيى عن قتادة عن أنس به. وابن أبي سبرة قال أحمد وابن عدي: يضع الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث جابر فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من زادت حسناته على سيئاته فداك الذي يدخل الجنة بغير حساب" وله طريق أخرى عند الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 114) وفيها محمد بن يونس الكديمي وهو متهم. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11454) و"الأوسط" (4710) وابن عدي (6/ 2348) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ثنا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعاً. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا موسى بن عبد الرحمن، تفرد به أبو الطاهر" وقال ابن عدي: هذا الحديث باطل، وموسى بن عبد الرحمن منكر الحديث" قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: شيخ دجال يضع الحديث.

وأما حديث كعب بن عُجْرة فأخرجه الآجري في "الشريعة" (780) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 326) والخطيب في "التاريخ" (3/ 40) من طرق عن محمد بن بكار بن الريان ثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن واصل مولى أبي عيينة عن أُمَي أبي عبد الرحمن عن الشعبي عن كعب بن عجرة قال: قلت: يا رسول الله، الشفاعة؟ قال "الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي" قال الخطيب: قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الشعبي عن كعب بن عجرة، تفرد به أمي بن ربيعة الصيرفي عنه، وتفرد واصل بن حيان عن أمي، ولا يعلم حدّث به عنه غير عنبسة بن عبد الواحد" قلت: واصل هو مولى أبي عيينة كما جاء مصرحاً به عند البيهقي، وهو ثقة، وكذا باقي رواته ثقات، وفي سماع الشعبي من كعب بن عجرة نظر. قال العباس الدوري: قيل لابن معين: سمع الشعبي من كعب بن عجرة؟ قال: سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 416) عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري وأبي العلاء محمد بن علي قالا: أنبأ أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الطرسوسي أنبأ الحسن بن عبد الرحمن بن زريق بحمص أنبأ محمد بن سنان الشيرزي أنبأ إبراهيم بن حيان بن طلحة أنبأ شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء مرفوعاً "شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي" قال أبو الدرداء: وإن زنى وإن سرق؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نعم، وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء". وقال: سألت الأزهري عن أبي الفتح الطرسوسي فقال: ثقة" قلت: ومحمد بن سنان ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: صاحب مناكير. وإبراهيم بن حيان لم أر من ترجمه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم أر أحداً صرح بسماعه من أبي الدرداء، وما أظنه سمع منه، والله أعلم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في "الحاوي للفتاوي" من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي، ثم ماتوا عليها وهم في الباب الأول من جهنم، لا تسود وجوههم" وإسناده ضعيف لضعف ليث.

وأما حديث عبد الله بن بسر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5378) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا الأسود بن عامر شاذان ثنا عبد الواحد النصري من ولد عبد الله بن بسر ثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قال: مررت بجدك عبد الواحد بن عبد الله بن بسر وهو أمير على حمص، فقال لي: يا أبا عمرو ألا أحدثك بحديث يسرك، فوالله لربما كتمته الولاة. قلت: بلى. قال: حدثني أبي عبد الله بن بسر قال: بينما نحن بفناء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً جلوساً إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فقمنا في وجهه فقلنا: سرك الله يا رسول الله، إنه ليسرنا ما نرى من اشراق وجهك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ جبريل أتاني آنفا فبشرني أنّ الله قد أعطاني الشفاعة، هي في أمتي للمذنبين المثقلين" وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا عبد الواحد النصري، تفرد به شاذان" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه عبد الواحد النصري متأخر يروي عن الأوزاعي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 377 قلت: عبد الواحد بن عبد الله بن بسر لم أر من ترجمه، وكذا عبد الواحد النصري، والباقون ثقات. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه نافع عن ابن عمر، وعن نافع: 1 - أيوب السَّخْتِياني. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (854) وأبو يعلى (5813) وفي "المعجم" (198) عن شيبان بن فَرُّوخ الأُبُلي ثنا حرب بن سريج المِنْقَري ثنا أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر قال: ما زلنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من فِيّ نبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول " {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] " قال: "فإني أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة" فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا. وأخرجه البزار كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 511) والطبراني في "الأوسط" (5938) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 189) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 68 و 69) والواحدي في "الوسيط" (2/ 63 - 64) من طرق عن شيبان بن فروخ به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا حرب بن سريج، تفرد به شيبان"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير حرب بن سريج وهو ثقة (¬1) " المجمع 7/ 5 وقال البوصيري: ورواته ثقات" مختصر الاتحاف 8/ 362 وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 2/ 557 قلت: شيبان وحرب صدوقان، وأيوب ونافع ثقتان، فالإسناد حسن. ولم ينفرد حرب به بل تابعه أبو بشر صالح المُرِّي عن أيوب به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 510) وصالح ضعيف. 2 - مالك بن أنس. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 11) عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة الأسدي المالكي ثنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن محمد الزيني البصري ثنا الصديق بن سعيد الصوناخي ثنا محمد بن نصر المروزي عن يحيى بن يحيى عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي" قال الذهبي في "الميزان": هذا لم يروه صديق بن سعيد فمن فوقه، ولكن رواه عن صديق من يجهل حاله، وهو أحمد بن عبد الله بن محمد الزيني فما أدري من وضعه" الثاني: يرويه زياد بن خيثمة الجعفي واختلف عنه: • فقال أبو عبد الله مُعَمَّر بن سليمان الرقي: ثنا زياد بن خيثمة عن علي بن النعمان بن قراد عن رجل عن ابن عمر مرفوعاً "خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة لأنها أعم وكفى. أترونها للمتقين؟ لا, ولكنها للمتلوثين الخطائين" أخرجه أحمد (2/ 75) عن معمر بن سليمان به. وأخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص 284) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (810) عن علي بن ميمون الرقي ثنا معمر بن سليمان به. ¬

_ (¬1) وقال في موضع آخر: وفيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 378

قال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 4/ 448 • وقال عبد السلام بن حرب المُلائي: عن زياد بن خيثمة عن نعمان بن قراد عن ابن عمر. أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (93) عن عبد السلام بن حرب به. وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" (45) عن الحسن بن عرفة به. وأخرجه ابن الأبار في "معجمه" (ص 109) من طريق أبي بكر محمد بن عمر بن الوراق ثنا ابن أبي داود به. وأخرجه أبو إسماعيل الصابوني في "الاعتقاد" (99) والعسكري في "التصحيفات" (1/ 316 - 317) واللالكائي (2073 و 2074) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 202 - 203) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري (585) من طرق عن الحسن بن عرفة به (¬1). • وقال أبو بدر شجاع بن الوليد: ثنا زياد بن خيثمة عن نعيم بن أبي هند عن رِبعي بن حِراش عن أبي موسى الأشعري. أخرجه ابن ماجه (4311) وابن أبي داود في "البعث" (46) واللالكائي (2075) قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 260 قلت: ذكر الدارقطني في "العلل" (7/ 226 - 227) الاختلاف على زياد بن خيثمة في هذا الحديث ثم قال: وليس فيها شيء صحيح. وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني (¬2) (منتقى ابن مردويه 44) عن أحمد بن داود المكي ثنا عمرو بن مُخَرَّم أبو قتادة ثنا محمد بن دينار الطاحي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة مرفوعاً "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 369) عن معاذ بن المثنى ثنا عمرو بن مخرم به بلفظ "اعملي ولا تتكلي فإنّ شفاعتي للهالكين من أمتي" واختلف فيه على عمرو بن مخرم، فرواه أحمد بن الهيثم عنه قال: ثنا ابن عيينة عن يونس بن عبيد بهذا الإسناد. ¬

_ (¬1) رواه ابن الاصبهاني محمد بن سعيد بن سليمان عن عبد السلام بن حرب فجعله عن عمر. أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 210) (¬2) ومن طريقه أخرجه الذهبي في "الميزان" (3/ 287) لكنه ساقه بلفظ "اعملي ولا تتكلي على شفاعتي فإنّ شفاعتي للهالكين من أمتي"

أخرجه ابن عدي (5/ 1801) وقال: وهذا عن ابن عيينة عن يونس بن عبيد باطل لا يرويه إلا عمرو بن مخرم هذا" وأخرجه ابن عدي أيضاً عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحراني ثنا أبو رفاعة ثنا أيوب بن سليمان بوادي القرى ثنا محمد بن دينار عن يونس عن الحسن عن أمه عن أم سلمة. وقال: هذا غير محفوظ" وقال الذهبي في "الميزان": أيوب بن سليمان لا يعرف. 2287 - حديث عليّ أنّ أكيدر دومة أهدى للنبى - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير فأعطاه علياً فقال: "شققه خُمُرا بين الفواطم" قال الحافظ: وفي حديث عليّ عند مسلم (3/ 1645): فذكره" (¬1) 2288 - "شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث جابر رفعه: فذكره" (¬2) صحيح ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث أنس ومن حديث كعب بن عجرة ومن حديث مالك بن الحويرث ومن حديث جابر بن سمرة ومن حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث بريدة ومن حديث سعيد بن المسيب مرسلاً. فأما حديث جابر بن عبد الله فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن المنكدر عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رقى المنبر، فلما رقى الدرجة الأولى قال "آمين" ثم رقى الثانية فقال "آمين" ثم رقى الثالثة فقال "آمين" فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول "آمين" ثلاث مرات. قال "لما رقيت الدرجة الأولى جاءنى جبريل فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يُغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شقي عبد ذُكرتَ عنده ولم يصلِّ عليك، فقلت: آمين". ¬

_ (¬1) 6/ 159 (كتاب الهبة- باب قبول الهدية من المشركين) (¬2) 13/ 421 (كتاب الدعوات -باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (644) عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة أني عبد الله بن نافع الصائغ عن عصام بن زيد (وأثنى عليه ابن شيبة خيراً) عن ابن المنكدر به. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 356) عن محمد بن إسماعيل الضراري ثنا عبد الله بن نافع به. ومن هذا الطريق أخرجه الدارقطني في "الأفراد" كما في "تهذيب التهذيب" (7/ 195) قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن نافع عن عصام بن زيد" قلت: وعصام بن زيد قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وعبد الله بن نافع الصائغ مختلف فيه وقد تكلموا في حفظه وكتابه أصح. ولم ينفرد عصام بن زيد به بل تابعه أبو يحيى صاحب الطعام واسمه محمد بن عيسى بن كيسان الهلالي عن ابن المنكدر عن جابر قال: فذكر نحوه. أخرجه ابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (9) والبيهقي في "الشعب" (3350) وابن عساكر في "فضل شهر رمضان" (6) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا أبو يحيى به. وأبو يحيى قال الفلاس: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث لا ينبغي أنْ يحدث عنه، حدّث عن ابن المنكدر بأحاديث مناكير. الثاني: يرويه أبو زهير عبد الرحمن بن مَغراء الكوفي عن الفضل بن مبشر قال: سمعت جابر بن عبد الله رفعه "من أدرك رمضان ولم يصمه فقد شقي، ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبره فقد شقي، ومن ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ فقد شقي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3883) عن العباس بن إسماعيل الطيالسي الرازي وابن السني في "اليوم والليلة" (381) عن سهل بن زنجلة قالا: ثنا عبد الرحمن بن مغراء به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الفضل بن مبشر إلا أبو زهير" قلت: وإسناده ضعيف لضعف الفضل بن مبشر الأنصاري المدني. وأبو زهير مختلف فيه.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر فقال "آمين، آمين، آمين" قيل: يا رسول الله إنّك صعدت المنبر فقلت "آمين، آمين، آمين" فقال إن جبريل -عليه السلام- أتاني فقال لي: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين" أخرجه أبو يعلى (5922) وعنه ابن حبان (907) ثنا أبو معمر الهذلى ثنا حفص بن غياث عن محمد بن عمرو به. وأخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة" (118) من طريق جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8127) من طريق سهل بن عثمان العسكري ثنا حفص بن غياث به. وإسناده حسن. الثاني: يرويه كثير بن زيد الأسلمي عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رقي المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين" قيل له: يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟ فقال "قال لي جبريل: رغم أنف عبد (¬1) أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة. قلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد (¬2) دخل عليه رمضان لم يغفر له. فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرئ (¬3) ذكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك. فقلت: آمين" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (646) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (18) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (66) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (55) عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني والبزار (كشف 3169) وابن خزيمة (1888) والطبراني في "الأوسط" (8989) ¬

_ (¬1) زاد ابن خزيمة والبزار "أو بعد" (¬2) زاد ابن خزيمة والبزار "أو بعد" (¬3) زاد ابن خزيمة والبزار "أو بعد"

عن سليمان بن بلال المدني وابن أبي عاصم (66) عن سفيان بن حمزة المدني ثلاثتهم عن كثير بن زيد به. قال الهيثمي: وفيه كثير بن زيد الأسلمي وقد وثقه جماعة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 167 قلت: كثير بن زيد مختلف فيه: وثقه ابن عمار الموصلي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. والوليد بن رباح صدوق كما في "الكاشف" و"التقريب". الثالث: يرويه عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعاً "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ، ورغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له" أخرجه أحمد (2/ 254) والترمذي (¬1) (3545) وإسماعيل القاضي (16 و 17) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (65) وابن حبان (908) والحاكم (1/ 549) والبيهقي في "الدعوات" (152) والشجري في "أماليه" (1/ 129) والبغوي في "شرح السنة" (689) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1817) والقاضي عياض في "الشفا" (2/ 653 - 654) والمزي (9/ 53 - 54) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به. وإسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق ليس به بأس، والمقبري ثقة مشهور. الرابع: يرويه هشيم ثنا يحيى بن عبيد الله المدني عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2562/ 1) والحسين المروزي في زياداته على "البر والصلة" (48) لابن المبارك وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله. الخامس: يرويه يحيى بن يزيد النوفلي ثنا أبي عن أبي سلمة ويزيد بن رومان عن أبي ¬

_ (¬1) وقال: حسن غريب"

هريرة مرفوعاً "أتاني جبريل - عليه السلام- فقال: شقي امرؤ أو تعس امرؤ ذكرت عنده فلم يصلّ عليك" أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (67) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1694) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن عبد الملك النوفلي. وأما حديث عمار بن ياسر فأخرجه البزار (1405) وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان (2) من طريق سلمة بن عبيد الله الرهاوي ثنا عثمان بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده عن عمار بن ياسر قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فقال "آمين، آمين، آمين" فلما نزل، قيل له، فقال "أتاني جبريل فقال: رغم أنف رجل أدرك رمضان فلم يغفر له أو فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ورغم أنف رجل أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة أو فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ورجل ذكرت عنده فلم يصلّ عليك فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين" اللفظ للبزار وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمار إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 164 و 165 وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه سلمة بن وردان عن أنس قال: ارتقى النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر درجة فقال: آمين ... " وذكر الحديث وفيه أنه قال "رغم أنف امرئ" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 3345) وإسماعيل القاضي (15) والبزار (كشف 3168) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (173) وابن ماسي في "فوائده" (1 و 2) وابن شاهين (7 و 8) والخطيب في "الموضح" (2/ 110) والشجري في "أماليه" (1/ 123 و 129) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1362) والعراقي في "الأربعين العشارية" (ص 195 - 196) من طرق عن سلمة بن وردان به. قال البزار: وسلمة صالح، وله أحاديث يستوحش منها, ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره" وقال العراقي: هذا حديث حسن" وقال الهيثمي: وفيه سلمة بن وردان وهو ضعيف، وقد قال فيه البزار: صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 166

قلت: إسناده ضعيف لضعف سلمة بن وردان. الثاني: يرويه موسى بن عبد الله الطويل ثنا مولاي أنس بن مالك قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فقال "آمين" وذكر الحديث. أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 319) وتمام في "فوائده" (ق 70 - 71) والذهبي في "الميزان" (4/ 210) وموسى الطويل قال ابن حبان: روى عن أنس أشياء موضوعة كان يضعها أو وضعت له فحدث بها, لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عدي: يحدث عن أنس بمناكير وهو مجهول. الثالث: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء فصعد المنبر فقال "آمين" وذكر الحديث. أخرجه ابن شاهين (4) من طريق محمد بن مصعب الصوري ثنا مؤمل ثنا حماد به. وأخرجه (6) من طريق إبراهيم بن محمد بن يوسف ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عمارة وحماد بن سلمة به. ومحمد بن مصعب الصوري لم أقف له على ترجمة، ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ. وإبراهيم بن محمد بن يوسف وثقه ابن حبان ومسلمة بن القاسم وقال أبو حاتم: صدوق، وشيخه أظنه مؤمل بن إسماعيل فقد ذكره المزي في جملة شيوخ إبراهيم بن محمد بن يوسف والله أعلم. الرابع: يرويه أبو نافع المديني عن ابن شهاب الزهري عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً على المنبر "من أدرك شهر رمضان ثم مات لم يغفر له فإلى النار، فقلت: أبعده الله الحديث" أخرجه ابن شاهين (5) من طريق يحيى بن عثمان السهمي ثني عبيد بن صدقة أبو سعيد النصيبي ثنا معاوية بن يزيد الكندي أبو القاسم ثني أبو نافع المديني به. ويحيى بن عثمان تكلموا فيه، وأبو سعيد وأبو القاسم وأبو نافع لم أر من ترجمهم. وأما حديث كعب بن عجرة فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 319) وإسماعيل القاضي (19) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 254) والطبراني في "الكبير" (19/ 144) وابن شاهين (3) والحاكم (4/ 153 - 154) والبيهقي في "الشعب" (1471) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (469 و 2209)

عن سعيد بن أبي مريم والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 220) عن سليمان بن بلال المدني والطبراني في "الكبير" (19/ 144) وابن شاهين (3) عن إسحاق بن محمد الفَرْوي ثلاثتهم عن محمد بن هلال مولى بني جمح المديني ثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده مرفوعاً "احضروا المنبر" فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال "آمين" ثم لما ارتقى الدرجة الثانية قال "آمين" ثم لما ارتقى الدرجة الثالثة قال "آمين" فلما فرغ نزل عن المنبر. فقلنا له: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه؟ قال "إنّ جبريل عرض لي فقال: بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين، فلما رقيت الثانية قال: بعدا لمن ذكرتَ عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال: بَعُدَ من أدرك والديه الكبر كده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت: آمين" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 166 قلت: إسحاق بن كعب ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه سعد، وقال الذهبي في "الميزان": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وباقي رجال الإسناد ثقات. وأما حديث مالك بن الحويرث فأخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (148) وابن حبان (409) والطبراني في "الكبير" (19/ 291 - 292) وابن عدي (6/ 2378) من طريق عمران بن أبان ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فلما رقي عتبة قال "آمين" ثم رقي عتبة أخرى فقال "آمين" ثم رقي عتبة ثالثة فقال "آمين" ثم قال "أتاني جبريل فقال: يا محمد، من أدرك رمضان فلم يغفر له، فأبعده الله، قلت: آمين، قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما، فدخل النار، فأبعده الله، قلت: آمين، فقال: ومن ذكرت عنده فلم يصلّ عليك، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين". قال الهيثمي: وفيه عمران بن أبان وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 166

قلت: عمران بن أبان هو الواسطي وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ومالك بن الحسن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابعه عليها أحد، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": منكر الحديث، وقال في "الديوان": تفرد بالرواية عنه عمران بن أبان. وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته وقال: روى عنه مالك بن الحسن. ولم يذكر غيره فهو مجهول. وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2034) من طريق عبد العزيز بن الخطاب الكوفي ثنا ناصح عن سماك عن جابر بن سمرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر فقال "آمين، آمين، آمين" وذكر الحديث. وناصح هو ابن عبد الله المُحَلِّمي وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. لكنه لم ينفرد به بل تابعه قيس بن الربيع عن سماك عن جابر بن سمرة به. أخرجه البزار (كشف 3166) عن محمد بن جوان بن شعبة والطبراني في "الكبير" (2022) ومن طريقه الشجري في "أماليه" (1/ 288) عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قالا: ثنا إسماعيل بن أبان ثنا قيس به. قال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد أحدها حسن" الترغيب 3/ 318 - المجمع 8/ 139 قلت: قيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 498) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي أنبا ابن لهيعة ثنا عبد الله بن يزيد الحضرمي عن مسلم بن يزيد الصدفي عن عبد الله بن الحارث أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد وصعد المنبر، فلما صعد أول درجة قال "آمين"، ثم لما صعد الثانية قال "آمين" وذكر الحديث. وأخرجه البزار (3790) عن محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا عبد الله بن يوسف به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (68) من طريق حسان بن غالب الرعيني ثنا ابن لهيعة به.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 165 قلت: عبد الله بن يزيد الحضرمي لم أر من ترجمه، وابن لهيعة قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ارتقى على المنبر فأمن ثلاث مرات وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12551) وابن شاهين (1) من طريق أبي الدرداء عبد العزيز بن المنيب المروزي ثنا إسحاق بن عبد الله به. قال الهيثمي: وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان وفيه ضعف" المجمع 10/ 165 قلت: إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن كيسان وأبيه. الثاني: يرويه محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر إذ قال "آمين" ثلاث مرات وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11115) قال الهيثمي: وفيه يزيد بن أبي زياد وهو مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 165 قلت: يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي الكوفي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الأعمش عن مجاهد به. أخرجه مؤمل الشيباني في "الفوائد" (6) من طريق روح بن مسافر عن الأعمش به. وروح بن مسافر قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (2036) من طريق جارية بن هرم ثنا حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر وذكر الحديث. قال الهيثمي: وفيه جارية بن هرم الفقيمي وهو ضعيف" المجمع 10/ 164 وأما حديث بريدة فأخرجه الروياني (55) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أصحابه عن بريدة قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً على المنبر ساعة، فقالوا: يا رسول الله ما أقامك؟ قال "أتاني جبريل فقال: من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله، قلت: آمين، ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله، قلت: آمين"

وإسناده ضعيف، عطاء بن السائب كان قد اختلط وسماع جرير منه بعد اختلاطه، وفيه أصحاب عطاء أيضاً الذين لم يسموا. وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2561) والحسين المروزي في زوائده على "البر والصلة" (47) لابن المبارك عن هشيم ثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المنبر وذكر الحديث. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان. 2289 - حديث عائشة قالت: شكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحط المطر، فأمر بمنبره فوضع له بالمصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر. قال الحافظ: وقد وقع ذلك في حديث عائشة عند أبي داود وابن حبان قالت: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أبو داود (1173) وأبو عوانة (3/ 31 - 32) والطحاوي في "المشكل" (5404) وفي "شرح المعاني" (1/ 325) وابن حبان (991 و 2860) والطبراني في "الدعاء" (2170 و 2171 و 2172 و 2173 و 2174 و 2185) والحاكم (1/ 328) والبيهقي (3/ 349) وفي "الدعوات" (481) من طريق خالد بن نزار الأيلي ثني القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: شكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر (¬2) - صلى الله عليه وسلم - وحمد الله - عز وجل-، ثم قال "إنكم شكوتم جدب دياركم (¬3) واستئخار (¬4) المطر عن إبّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله - عز وجل- أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم. ثم قال "الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، وأجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين" ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حوّل إلى الناس ظهره، ¬

_ (¬1) 3/ 153 (كتاب الصلاة -أبواب الاستسقاء- باب تحويل الرداء في الاستسقاء) (¬2) ولفظ ابن حبان "فحمد الله وأثنى عليه" (¬3) وفي لفظ "جنابكم" (¬4) وفي لفظ "واحتباس"

وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة (¬1) فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى (¬2) سرعتهم الكِنّ ضحك - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه فقال "أشهد أنّ الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله" قال أبو داود: وهذا حديث غريب إسناده جيد" وقال الحاكم: صحح على شرط الشيخين" وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 160 قلت: لم يخرج الشيخان لخالد بن نزار ولا للقاسم بن مبرور شيئاً، ولم يخرجا رواية يونس بن يزيد عن هشام بن عروة، وخالد بن نزار وثقه ابن حبان وغيره، والقاسم بن مبرور وثقه ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. والباقون ثقات، فالإسناد حسن. 2290 - عن خباب قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّ الرمضاء فلم يشكنا. قال الحافظ: عند مسلم (1/ 433) وأصحاب السنن: فذكره، وفي بعض طرق حديث مسلم (619) "الصلاة في الرمضاء"، وعند أحمد (5/ 108) "يعني الظهر" وقال "إذا (¬3) زالت الشمس فصلوا" (¬4) 2291 - قال خباب: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّ الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا. قال الحافظ: وهو حديث صحيح رواه مسلم (619") (¬5) 2292 - عن ابن مسعود قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهذا الحي من النخع أو يثني عليهم حتى تمنيت أني رجل منهم. قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار بإسناد حسن" (¬6) حسن ¬

_ (¬1) وفي لفظ "سحابا" (¬2) ولفظ الطبراني "فلما رأى لثق الثياب على الناس وصرعتهم إلى الكن" (¬3) هذه الزيادة عند البيهقي (1/ 438 - 439) (¬4) 8/ 167 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة) (¬5) 2/ 156 (كتاب الصلاة -أبواب المواقيت- باب الابراد بالظهر في شدة الحر) (¬6) 9/ 163 (كتاب المغازي -باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن)

أخرجه أحمد (1/ 403) والبزار (1848) والطبراني في "الكبير" (10212) من طرق عن زكريا بن عبد الله بن يزيد الصُّهبَاني عن أبيه عن (¬1) زر عن ابن مسعود به. واللفظ لأحمد. ولفظ البزار: حتى تمنيت أن يكون قومي من النخع. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن مسعود بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات" المجمع 10/ 51 قلت: الحديث إسناده حسن، زكريا بن عبد الله صدوق، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: ليس به بأس، وعبد الله بن يزيد وزر بن حبيش ثقتان. 2293 - "شهدت مع عمومتي حلف المُطَيَّبين، فما أحبّ أن أنكثه" قال الحافظ: وأخرج أحمد وأبو يعلى وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعاً: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (¬3) في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6915) وأحمد (1/ 193) والبخاري في "الأدب المفرد" (567) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 264) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (2) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (221) وأبو يعلى (846) والطبري في "تفسيره" (5/ 56) والطحاوي في "المشكل" (5963 و 5964) والهيثم بن كليب (238) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 143 - 144) وابن حبان (4373) وابن عدي (4/ 1610) والحاكم (2/ 219 - 220) والبيهقي (6/ 366) وفي "الدلائل" (2/ 37 - 38) والخطيب في "التاريخ" (4/ 196 - 198) والمزي في "تهذيب الكمال" (1/ 353) عن إسماعيل بن عُلية ومسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6771) وأحمد (1/ 190) والبزار (1000) وأبو يعلى (845) والطبري (5/ 56) والطحاوي (5966) وابن عدي (4/ 1610) وابن المقرئ في "المعجم" (194) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (495) والبيهقي (6/ 366) والخطيب (4/ 196 - 198) وفي "المتفق والمفترق" (930) والمزي (1/ 353) ¬

_ (¬1) وعند أحمد: حدثني شيخ من بني أسد إما قال: شقيق وإما قال: زر. (¬2) 13/ 115 (كتاب الأدب- باب الاخاء والحلف) (¬3) لم يذكر في إسناده عن أبيه. وابن حبان أخرجه من طريقه فأثبته.

عن بشر بن المفضل البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (222) والبرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف" (12) والطحاوي (5966) عن خالد بن عبد الله الواسطي (¬1) ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف به مرفوعاً وزاد "وأنّ لي حُمْر النَّعم" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الرحمن بن عوف وقد روي عن عبد الرحمن بن عوف من غير وجه، وهذا الإسناد أحسن إسناداً يروى في ذلك عن عبد الرحمن بن عوف، ولا روى جبير عن عبد الرحمن إلا هذا الحديث" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 172 وصححه الألباني (الصحيحة 1900 - صحيح الجامع 3611) وأعله أحمد بتفرد عبد الرحمن بن إسحاق القرشي به. قال المروذي: قلت لأبي عبد الله: فعبد الرحمن بن إسحاق كيف هو؟ قال: أما ما كتبنا من حديثه فقد حدّث عن الزهري بأحاديث -كأنه أراد تفرد بها- ثم ذكر حديث محمد بن جبير في الحلف حلف المطيبين فأنكره أبو عبد الله وقال: ما رواه غيره" العلل للمروذي ص 50 قلت: عبد الرحمن بن إسحاق وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان والبخاري، وقال النسائي ويعقوب بن سفيان: ليس به بأس، وقال ابن معين أيضاً وابن خزيمة: صالح الحديث، وضعفه الدارقطني وغيره. ¬

_ (¬1) رواه وهب بن بقية الواسطي عن خالد الواسطي واختلف عنه، فرواه ابن أبي عاصم والبرتي وإبراهيم بن أبي داود عنه كما تقدم. ورواه أبو يعلى (844) عنه فقال فيه: عن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الرحمن بن عوف ولم يذكر عن أبيه. وتابعه عبدان عن وهب بن بقية به. أخرجه ابن عدي (4/ 1610) والأول أصح.

فهو حسن الحديث. وباقي رجال الإسناد ثقات، فالإسناد حسن. وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "ما شهدت من حلف قريش إلا حلف المطيبين، وما أحب أنّ لي حُمْر النّعم وأني كنت نقضته" أخرجه ابن حبان (4374) عن الحسن بن سفيان النسوي والبيهقي (6/ 366) عن الحسن بن سعيد الموصلي وفي "الدلائل" (2/ 38) عن أبي بكر أحمد بن داود السمناني قالوا: ثنا معلى بن مهدي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به. ومعلي بن مهدي قال أبو حاتم: شيخ موصلي أدركته ولم أسمع منه يحدث أحياناً بالحديث المنكر. وذكره ابن حبان في "الثقات". وغيره يرويه عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه مرسلاً، وهو أشبه. قاله الدارقطني في "العلل" (9/ 303) قلت: وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون. وقوله "حلف المطيبين" قال ابن أبي عاصم: هذا وهم، حلف المطيبين كان أيام قصي" وقال محمد بن نصر المروزي: قال بعض أهل المعرفة بالسير وأيام الناس أنّ قوله في هذا الحديث: حلف المطيبين، غلط إنما هو حلف الفضول وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدرك حلف المطيبين لأنّ ذلك كان قديماً قبل أن يولد بزمان" سنن البيهقي 6/ 367 وقال القتيبي: أحسبه أراد حلف الفضول لأنّ المطيبين هم الذين عقدوا حلف الفضول، وأي فضل يكون في مثل التحالف الأول فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما أحب أن أنكثه وأنّ لي حمر النعم "ولكنه أراد حلف الفضول الذي عقده المطيبون" سنن البيهقي 6/ 367 وقال ابن حبان: أضمر في هذين الخبرين "مِن" يريد به: شهدت من حلف المطيبين

لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يشهد حلف المطيبين لأن حلف المطيبين كان قبل مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلف الفضول، وهم من المطيبين" 2294 - "شهدت وأنا غلام حلفا مع عمومتي المطيبين فما أحبّ أنّ لي حُمْر النَّعم وأني نكثته" قال الحافظ: أسند عمر بن شبة من حديث عبد الرحمن بن عوف رفعه: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 2295 - "شهراً عيد لا يكونان ثمانية وخمسين يوماً" قال الحافظ: رواية زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب مرفوعاً: فذكره. وقال: وأما ما ذكره البزار من رواية زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب فإسناده ضعيف، وقد أخرجه الدارقطني في "الأفراد" والطبراني من هذا الوجه بلفظ "لا يتم شهران ستين يوماً" (¬2) ضعيف وله عن سمرة طريقان: الأول: يرويه سعيد بن زيد بن عقبة عن أبيه عن سمرة مرفوعاً "لا يتم شهران ستين يوماً" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 1013) عن يزيد بن هارون عن أبي شيبة عن سعيد بن زيد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6782) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وإسناده ضعيف لضعف أبي شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم الكوفي. لكه لم ينفرد به بل تابعه إبراهيم بن العلاء عن سعيد بن زيد به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6783) من طريق إسحاق بن ادريس عن إبراهيم بن العلاء به. وإسناده ضعيف. قال الذهبي في "الميزان": إسحاق بن ادريس عن إبراهيم بن العلاء متهم بالوضع فلعله الذي قبله (أي الأسواري) أو آخر يجهل. ¬

_ (¬1) 5/ 379 (كتاب الحوالة -باب قول الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [النساء: 33]) (¬2) 5/ 27 و 28 (كتاب الصوم- باب شهراً عيد لا ينقصان)

الثاني: يرويه جعفر بن سعد بن سمرة ثنا خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب مرفوعاً "لا يكمل شهرين ستين يوما" وفي لفظ "إن الشهر لا يكمل ثلاثين ليلة" أخرجه البزار (كشف 971) واللفظ الأول له عن يوسف بن خالد السمتي والطبراني في "الكبير" (7035) واللفظ الثاني له عن محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان قالا: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة به. وإسناده ضعيف، جعفر بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي، وقال ابن القطان الفاسي: ما من هؤلاء من يعرف حاله -يعني جعفر وشيخه وشيخ شيخه- وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم. وخبيب بن سليمان ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق: ليس بقوي، وقال الذهبي: لا يعرف. وسليمان بن سمرة ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال ابن القطان: حاله مجهولة. 2296 - حديث ابن عباس قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال لي "الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالداً" فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحداً. قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وقد وقع في حديث ابن عباس في هذه القصة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تلطف به حيث قال له: فذكره، كذا في السنن, وفي لفظ لأحمد "وإن شئت آثرت بها عمك" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 5/ 428 (كتاب الشرب -باب من رأى صدقة الماء وهبته ووصيته جائزة) (¬2) 12/ 189 (كتاب الأشربة- باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب)

أخرجه الطيالسي (ص 355) والحميدي (482) وأحمد (1/ 220 و 225 و 284) وأبو داود (3730) والترمذي (3455) وفي "الشمائل" (196) والنسائي في "اليوم والليلة" (286 و 287) وابن السني في "اليوم والليلة" (474) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 121 - 122 و 123) والبغوي في "شرح السنة" (3055) والمزي في "تهذيب الكمال" (21/ 297) من طرق عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن عمر بن حرملة [وقيل: عمرو بن حرملة، وقيل: عمر بن أبي حرملة] عن ابن عباس قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خالتي ميمونة ومعنا خالد بن الوليد فقالت له ميمونة: ألا نقدم إليك يا رسول الله شيئاً أهدته لنا أم عقيق، فأتته بضباب مشوية، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفل ثلاث مرات، ولم يأكل منها وأمرنا أن نأكل، ثم أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء فيه لبن فشرب وأنا عن يمينه وخالد عن يساره، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الشربة لك يا غلام وإن شئت آثرت بها خالداً" فقلت: ما كنت لأوثر بسؤر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أطعمه الله طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا ما هو خير منه، ومن سقاه الله لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإني لا أعلم يجزئ من الطعام والشراب غيره". قال الترمذي: هذا حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن علي بن زيد فقال: عن عمر بن حرملة، وقال بعضهم: عمرو بن حرملة، ولا يصح" قلت: وكذا صحح أنه عُمر بن حرملة البخاري في "تاريخه" وابن حبان في "ثقاته"، وهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وقال في "المغني": لا يعرف، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث. وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته في توثيق من لم يعرف بجرح، والصواب أنّه مجهول كما قال الحافظ والذي يدل على ذلك أمران: الأول: أنّ من ترجمه لم يذكر عنه راوياً إلا علي بن زيد، والثاني: أنّ الرواة عن علي بن زيد اختلفوا في اسمه فبعضهم قال: عمر بن حرملة، وبعضهم قال: عمرو بن حرملة، وبعضهم قال: عمر بن أبي حرملة، والله أعلم. وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف كما قال ابن معين والنسائي والجوزجاني وابن المديني وغيرهم. ولم ينفرد عمر بن حرملة به بل تابعه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس به. أخرجه ابن ماجه (3322 و 3426) عن هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ابن جُريج عن ابن شهاب عنه به.

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، وفيه عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلساً. 2297 - "الشعر بمنزلة الكلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبح الكلام" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً، وسنده ضعيف، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" وقال: لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى من حديث عائشة مرفوعا" (¬1) روي من حديث ابن عمرو ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ابن عمرو فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (865) عن محمد بن سلام البِيْكندي والدارقطني (4/ 156) عن الحسن بن عرفة والحكيم الترمذي في المنهيات (ص 56 - 57) عن علي بن حجر السعدي قالوا: ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الرحمن بن رافع عن ابن عمرو به مرفوعاً (¬2). قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 8/ 122 قلت: بل إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ عبد الرحمن بن زياد بن أنعم هو الإفريقي عداده في أهل مصر، والإفريقي قال ابن معين والنسائي وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم: ضعيف. وعبد الرحمن بن رافع هو التنوخي قال البخاري: في حديثه مناكير، وذكره أبو زرعة ¬

_ (¬1) 13/ 155 (كتاب الأدب- باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء) (¬2) رواه خالد بن مرداس السراج عن إسماعيل بن عياش عن الافريقي عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة وحيان بن أبي جبلة عن ابن عمرو. أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (17/ 85) وتابعه منصور بن أبي مزاحم ثنا إسماعيل بن عياش به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7692)

في "الضعفاء" وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا يحتج بخبره إذا كان من رواية الافريقي، وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله. وأما حديث عائشة فيرويه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، منهم: 1 - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشعر؟ فقال "هو كلام، فحسنه حسن، وقبيحه قبح" أخرجه أبو يعلى (4760) عن عباد بن موسى الخُتَّلي ثنا عبد الرحمن بن ثابت به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 239) قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه دحيم وجماعة، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 122 وقال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 333 قلت: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. 2 - عبد العظيم بن حبيب بن رغبان. أخرجه الدارقطني (4/ 155) عن أبي عبيد القاسم بن إسماعيل ثنا القاسم بن هاشم السمسار عن عبد العظيم به. وعبد العظيم بن حبيب مختلف فيه كذلك: ضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف. 3 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العُمَري المدني. أخرجه الدارقطني (4/ 156) وعبد الرحمن بن عبد الله كذبه أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال أبو زرعة والنسائي: متروك الحديث. - ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري المدني عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلاً. أخرجه البيهقي (5/ 68) وفي "معرفة السنن" (7/ 189) وأبو سعد السمعاني في "أدب الاملاء" (71)

وقال البيهقي: وصله جماعة، والصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل" السنن الكبرى 10/ 239 وقد روي عن عائشة موقوفاً. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (866) عن سعيد بن عيسى بن تليد ثنا ابن وهب أني جابر بن إسماعيل وغيره عن عُقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: الشعر منه حسن ومنه قبيح، خذ بالحسن ودع القبيح. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وجابر بن إسماعيل هو الحضرمي أبو عباد المصري ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم، وقد توبع. وأخرجه أبو الشيخ في "العوالي" (46) من طريق ابن لهيعة عن عقيل به. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدارقطني (4/ 156) عن أبي الحسن المصري ثنا عبد الرحمن بن معاوية ثنا عبد الله بن سليمان الشامي من أهل الجزيرة ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً "حسن الشعر كحسن الكلام، وقبيح الشعر كقبيح الكلام" وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ عبد الله بن عون بصري، وعبد الله بن سليمان الشامي لم أر من ترجمه ولم يذكره ابن عساكر. 2298 - "الشُّفعة في كلِّ شيء" قال الحافظ: وروى البيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه أعل بالارسال، وأخرج الطحاوي له شاهدا من حديث جابر بإسناد لا بأس برواته" (¬1) له عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه عبد العزيز بن رفيع الأسدي واختلف عنه: - فرواه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري عنه عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس مرفوعاً "الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء" أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" كما في "نصب الراية" (4/ 177) والترمذي (1371) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 125) والطبراني في "الكبير" (11244) والدراقطني (4/ 222) والبيهقي (6/ 109) ¬

_ (¬1) 5/ 342 - 343 (كتاب الشفعة -باب الشفعة ما لم يقسم)

- ورواه غير واحد عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً ولم يذكروا ابن عباس، منهم: 1 - أبو بكر بن عياش. أخرجه الترمذي (3/ 645) 2 - إسرائيل بن يونس. أخرجه البيهقي (6/ 109) 3 - أبو الأحوص سلاّم بن سليم. أخرجه الترمذي (3/ 646) وابن حزم في "المحلى" (10/ 6) 4 - شعبة. أخرجه ابن حزم (10/ 6) 5 - عمرو بن أبي قيس. قاله الدارقطني. وقد رجح غير واحد المرسل. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي حمزة السكري، وقد روى غير واحد عن عبد العزيز بن رفع عن ابن أبي مليكة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وهذا أصح" ولما أخرجه من طريق أبي بكر بن عياش قال: وهذا أصح من حديث أبي حمزة، وأبو حمزة ثقة يمكن أن يكون الخطأ من غير أبي حمزة" وقال الدارقطني: خالف شعبة وإسرائيل وعمرو بن أبي قيس وأبو بكر بن عياش أبا حمزة السكري فرووه عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة مرسلاً، وهو الصواب، ووهم أبو حمزة في إسناده" وقال البيهقي: هذا هو الصواب مرسل" وقال في "السنن الصغرى" (2/ 316): لا يثبت موصولاً، وإنما رواه شعبة وغيره عن عبد العزيز مرسلاً دون ذكر ابن عباس" وقال صالح بن محمد جزرة: هذا خطأ، إنما أخطأ فيه أبو حمزة" تاريخ بغداد 11/ 190

وقال البغوي: وهذا الحديث غير ثابت مسنداً إنما هو عن ابن أبي مليكة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً" شرح السنة 8/ 245 الثاني: يرويه عمر بن هارون البلخي عن شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً "الشفعة في العبيد وفي كل شيء" أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (230) وابن عدي (5/ 1689) والبيهقي (6/ 110) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 732) وفي "تالي التلخيص" (89) وقال البيهقي: إسناده ضعيف، تفرد به عمر بن هارون البلخي عن شعبة وهو ضعيف لا يحتج به" وقال صالح جزرة: عمر بن هارون بلخي وهو متروك الحديث، والحديث باطل" تاريخ بغداد 11/ 190 الثالث: يرويه محمد بن عبيد الله عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء" أخرجه ابن عدي (6/ 2113) والبيهقي (6/ 109) من طريق عبد الله بن عثمان عبدان ثنا أبو حمزة (¬1) عن محمد بن عبيد الله به. وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم رواه عن محمد بن عبيد الله غير أبي حمزة، وقوله "والشفعة في كل شيء" منكر" وقال البيهقي: ومحمد هذا هو العرزمي متروك الحديث" وللحديث شاهد عن جابر قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة في كل شيء. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 126) عن محمد بن خزيمة ثنا يوسف بن عدي ثنا ابن ادريس عن ابن جريج عن عطاء عن جابر به. ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى" (10/ 5) وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن جريج لا يدلس عن عطاء. 2299 - "الشفعة فيما لم يقسم" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 5/ 342) من حديث جابر. ¬

_ (¬1) هو محمد بن ميمون السكري (¬2) 16/ 236 (كتاب الأحكام -باب الأمراء من قريش)

2300 - "الشهر تسع وعشرون" قال الحافظ: وقد أنكرت عائشة على ابن عمر روايته المطلقة أنّ الشهر تسع وعشرون، فأخرج أحمد من طريق يحيى بن عبد الرحمن عن ابن عمر رفعه: فذكره، قال: فذكروا ذلك لعائشة فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، إنما قال "الشهر قد يكون تسعاً وعشرين" وقد أخرجه مسلم من وجه آخر عن عمر بهذا اللفظ الأخير الذي جزمت به عائشة" (¬1) صحيح وله عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة أخبرني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن ابن عمر مرفوعاً "الشهر تسع وعشرون" فذكروا ذلك لعائشة فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن وهل هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرا فنزل لتسع وعشرين فقيل له فقال "إنّ الشهر قد يكون تسعاً وعشرين" أخرجه أحمد (2/ 56) عن يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن عمرو به. ورواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو بلفظ "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 85) وأحمد (2/ 31) وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان". الثاني: يرويه الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو أنّ عبد الله بن عمر حدثهم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنا أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، الشهر كذا وكذا" وضرب الثالثة وقبض الابهام. فقالت عائشة: غفر الله لأبي عبد الرحمن إنما هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهراً فنزل لتسع وعشرين فقالوا: يا رسول الله إنك آليت شهرا فقال "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 85 - 86) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي الحذاء عن الأسود بن قيس. وإسناده حسن، عبيدة بن حميد ليس به بأس، والأسود بن قيس العبدي الكوفي وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي ثقتان. ¬

_ (¬1) 11/ 202 (كتاب النكاح -باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها)

الثالث: يرويه ابن جُريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة عن رجل من بني تميم لا نكذبه قال: أخبرت عائشة أنّ ابن عمر يقول: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - "الشهر تسع وعشرون" فأنكرت ذلك، وقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن ليس كذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن قال "الشهر ثلاثون، تسعاً وعشرين" أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 1016) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جريج به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. والحديث بمجموع هذه الطرق صحيح، وله طرق أخرى عن ابن عمر لكن ليس فيها الزيادة عن عائشة. وأما حديث عمر فأخرجه مسلم (1479) بلفظ "إنّ الشهر يكون تسعاً وعشرين" وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 124) بلفظ "إنّ الشهر قد يكون تسعاً وعشرين" 2301 - "الشؤم في ثلاثة" قال الحافظ: فروى الطيالسي في "مسنده" (ص 215) عن محمد بن راشد عن مكحول قال: قيل لعائشة إنّ أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، فقالت: لم يحفظ إنّه دخل وهو يقول "قاتل الله اليهود، يقولون: الشؤم في ثلاثة" فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله. قلت: ومكحول لم يسمع من عائشة فهو منقطع، لكن روى أحمد (6/ 150 و 240 و 246) وابن خزيمة والحاكم (2/ 479) من طريق قتادة عن أبي حسان أنّ رجلين من بني عامر دخلا على عائشة فقالا: إنّ أبا هريرة قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "الطيرة في الفرس والمرأة والدار" فغضبت غضباً شديداً وقالت: ما قاله وإنما قال "إنّ أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك" (¬1) وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1365) وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4187) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي 37) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 314) وفي "المشكل" (1/ 341) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 288 - 289) من طريق قتادة عن أبي حسان به. ¬

_ (¬1) 6/ 401 (كتاب الجهاد -باب ما يذكر من شؤم الفرس)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 104 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلساً، لكن يشهد له الطريق الأولى فهو بها حسن، وأبو حسان هو الأعرج ويقال الأجرد واسمه مسلم بن عبد الله. 2302 - حديث زيد بن ثابت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه الحاكم. وقال: وأخرج النسائي أيضاً أنّ مروان بن الحكم قال لزيد بن ثابت: ألا تكتبها في المصحف؟ قال: لا، ألا ترى أنّ الشابين الثيبين يرجمان ولقد ذكرنا ذلك فقال عمر: أنا أكفيكم، فقال: يا رسول الله، اكتب آية الرجم، قال "لا أستطيع". وقال: وأخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت قال: كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان في المصحف فمرّا على هذه الآية فقال زيد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الشيخ والشيخة فارجموهما البتة" فقال عمر: لما نزلت أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أكتبها؟ فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أنّ الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأنّ الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي كما في "إتحاف الخيرة" (7792) عن شعبة عن قتادة قال: سمعت يونس بن جبير يحدث عن كثير بن الصلت أنهم كانوا يكتبون المصاحف عند زيد بن ثابت فأتوا على هذه الآية، فقال زيد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله ورسوله" ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 211) وتابعه: 1 - محمد بن جعفر البصري عن شعبة به. أخرجه أحمد (5/ 183) والدارمي (2328) والنسائي في "الكبرى" (7145) والطبري ¬

_ (¬1) 15/ 156 (كتاب الحدود -باب الاعتراف بالزنا)

في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 870) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (338) والحاكم (4/ 360) والمزي (24/ 130) 2 - عمرو بن حكام الأزدي البصري عن شعبة به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 229) قال الحاكم والطبري: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد رواته ثقات" إتحاف الخيرة 8/ 142 قلت: وهو كما قالوا. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. أخرجه الطبري (2/ 875) - ورواه عبد الله بن عون البصري عن محمد بن سيرين واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن عون عن محمد قال: نبئت عن ابن أخي كثير بن الصلت قال: كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت، فقال زيد: كنا نقرأ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة، فقال مروان: لا تجعله في المصحف. فقال: ألا ترى أنّ الشابين الثيبين يرجمان ذكرنا ذلك وفينا عمر فقال: أنا أشفيكم، قلنا: وكيف ذلك؟ قال: أذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن شاء الله فأذكر كذا وكذا، فإذا ذكر آية الرجم فأقول: يا رسول الله، أكتبني آية الرجم. قال: فأتاه فذكر ذلك له، فذكر آية الرجم فقال: يا رسول الله أكتبني آية الرجم، قال "لا أستطيع" أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4734) عن حماد بن مسعدة البصري والنسائي في "الكبرى" (7148) عن خالد بن الحارث البصري والبيهقي (8/ 211) عن محمد بن أبي عدي البصري ثلاثتهم عن ابن عون به. وابن أخي كثير بن الصلت قال الحافظ في "التقريب": لا يعرف. • وقال يزيد بن زريع: ثنا ابن عون عن محمد قال: نبئت عن كثير بن الصلت ... أخرجه أبو يعلى كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 261)

حرف الصاد

حرف الصاد 2303 - عن أبي معاذ البصري أن علياً كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثاً طويلاً مرفوعاً فيه ذكر الجنة، قال: {أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محَمَّد: 15] قال "صافٍ لا كَدَرَ فيه" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مرسل من رواية أبي معاذ البصري: فذكره" (¬1) 2304 - حديث أسماء بنت عُمَيس قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صالح المؤمنين علي بن أبي طالب" قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه بسندين ضعيفين من حديث أسماء بنت عميس مرفوعاً، ومن طريق أبي مالك عن ابن عباس مثله موقوفاً، وفي سنده راو ضعيف" (¬2) حديث أسماء ذكره السيوطي أيضاً في "الدر المنثور" (8/ 224) ونسبه لابن مردويه. 2305 - عن ابن شهاب قال: صالح النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل فَدَك وقرى سماها وهو يحاصر قوماً آخرين -يعني بقية أهل خيبر- قال الحافظ: ولأبي داود من طريق مَعْمر عن ابن شهاب: فذكره" (¬3) مرسل أخرجه أبو داود (2971) عن محمد بن عُبيد الغُبَرِي ثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري في قوله {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] قال: فذكره، وزاد: ¬

_ (¬1) 10/ 202 (كتاب التفسير -سورة محمد- {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محَمَّد: 22]) (¬2) 13/ 27 (كتاب الأدب- باب تبل الرحم ببلالها) (¬3) 7/ 9 (كتاب فرض الخمس - باب رقم 1)

فأرسلوا إليه بالصلح، قال {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] يقول: بغير قتال. قال الزهري: وكانت بنو النضير للنبي - صلى الله عليه وسلم - خالصاً لم يفتحوها عنوة افتتحوها على صلح، فقسمها النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين لم يعط الأنصار منها شيئاً، إلا رجلين كانت بهما حاجة. ورواته ثقات، وابن ثور اسمه محمد. 2306 - عن أبي هريرة قال: دخل أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف أصبحت؟ فقال: "صالح من رجل لم يصبح صائماً". قال الحافظ: أخرج النسائي من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: فذكره. وأخرج ابن أبي شيبة من طريق سالم بن أبي الجَعْد عن ابن عباس نحوه. وأخرج البخاري أيضاً في "الأدب المفرد" من حديث جابر قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف أصبحت؟ قال: "بخير" الحديث" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (188) والطبراني في "الأوسط" (7329) وابن السني في "اليوم والليلة" (184) عن عمرو بن علي الفلاس والطبراني في "الدعاء" (1938) عن عبد الله بن عمران الأصبهاني قالا: ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو عَوَانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: فذكره، وزاد "ولم يَعُد مريضا, ولم يتبع (¬2) جنازة" واللفظ للنسائي. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمر بن أبي سلمة إلا أبو عوانة، تفرد به أبو داود" ¬

_ (¬1) 13/ 298 - 299 (كتاب الاستئذان- باب المعانقة) (¬2) ولفظ الطبراني "يشهد"

وقال النسائي: عمر بن أبي سلمة ليس بالقوي في الحديث" قلت: هو مختلف فيه، وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأما حديث جابر فأخرجه عبد بن حميد (1137) والبيهقي في "الزهد" (581) وفي "الشعب" (8763) عن إسرائيل بن يونس الكوفي وابن أبي شيبة (3/ 235 و 8/ 639) وابن ماجه (3710) وأبو يعلى (1937) والطبرانى في "الأوسط" (8978) عن عيسى بن يونس الكوفي والطبراني في "الدعاء" (1937) عن شريك بن عبد الله الكوفي ثلاثتهم عن عبد الله بن مسلم بن هُرْمز عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال: قلت: كيف أصبحت يا رسول الله؟ قال: "بخير من رجل لم يصبح صائماً, ولم يَعُد سقيماً" واختلف فيه علي عبد الله بن مسلم بن هرمز، فرواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عنه عن سلمة المكي عن جابر. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1133) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو داود والنسائي وغيرهم" مصباح الزجاجة 4/ 110 - 111 وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيف أصبحتم؟ قال: "بخير من قوم لم يعودوا مريضاً ولم يشهدوا جنازة" أخرجه أبو يعلى (2676) عن عبد الله بن عمر بن أبان ثنا معاوية بن هشام أنا سفيان عن حبيب به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1936) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الله بن عمر بن أبان به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8817) من طريق دعلج بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي به. قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 299 - 300 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت فإنّه كان مدلساً كما قال ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما، وسفيان هو الثوري، وعطاء هو ابن أبي رباح (¬1). الثاني: يرويه عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعْد عن ابن عباس، قال: قيل: يا رسول الله، كيف أصبحت؟ قال: "بخير من قوم لم يشهدوا جنازة ولم يعودوا مريضاً". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 639) عن وكيع عن سفيان عن عثمان الثقفي به. وإسناده صحيح رواته ثقات، وسالم بن أبي الجعد قال ابن المديني: لقي ابن عباس (سير الأعلام 5/ 110) 2307 - عن ابن عباس قال: صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء وأمر بصيامه قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (1134) من طريق أبي غَطفان بن طَريف: سمعت ابن عباس يقول: فذكره، قالوا: إنّه يوم تعظمه اليهود والنصارى، الحديث" (¬2) 2308 - "صُبوا عليّ من سبع قِرَب" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 9/ 207) من حديث عائشة مرفوعاً بلفظ "هريقوا عليّ من سبع قرب". ¬

_ (¬1) واختلف فيه على سفيان، فرواه سيف بن محمد الكوفي ابن أخت سفيان عن سفيان فجعله عن عائشة. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (479) وقال عن الدارقطني: غريب من حديث حبيب بن أبي ثابت، تفرد به الثوري، وتفرد به سيف عنه، وما كتبته إلا من هذا الوجه" قلت: وسيف قال أحمد وغيره: يضع الحديث، وقال ابن معين وغيره: كذاب. (¬2) 5/ 152 (كتاب الصوم- باب صوم يوم عاشوراء) (¬3) 1/ 287 (كتاب الوضوء- باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً) و12/ 352 (كتاب الطب- باب الدواء بالعجوة للسحر)

2309 - عن أنس قال: أبطأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبرهما فقدمت امرأة فقالت له: لقد رأيتهما وقد حمل عثمان امرأته على حمار، فقال: "صحبهما الله، إنّ عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط". قال الحافظ: وأخرج يعقوب بن سفيان بسند موصول إلى أنس قال: فذكره" (¬1) ضعيف جداً أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (تاريخ الإسلام 1/ 106) وابن أبي عاصم في "السنة" (1311) و"الآحاد" (123 و 2978) و"الأوائل" (125) وأبو يعلى (المطالب 3917) والطبراني في "الكبير" (143) وأبو نعيم في "الصحابة" (7352) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 297) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 24 - 25 و 25 و 26) من طرق عن بشار بن موسى الخفّاف ثنا الحسن بن زياد البرجمي عن قتادة قال: أول من هاجر إلى الله تعالى بأهله عثمان بن عفان: سمعت النضر بن أنس يقول: سمعت أبا حمزة- يعني أنس بن مالك- يقول: خرج عثمان برقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحبشة، فأبطأ خبرهم، فقدمت امرأة من قريش فقالت: يا محمد قد رأيت ختنك ومعه امرأته، فقال: "على أيّ حال رأيتيهما؟ " قالت: رأيته حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوقها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صحبهما الله، إنّ عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط". قال الهيثمي: وفيه الحسن بن زياد البرجمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 80 - 81 قلت: وبشار بن موسى قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الفلاس: ضعيف الحديث. 2310 - حديث أبي بن كعب أنّه كان له جُرنٌ فيه تمر وأنّه كان يتعاهده فوجده ينقص فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فقلت: أجني أم أنسى؟ قال: بل جني. وفيه أنّه قال له: بلغنا أنك تحبّ الصدقة وأحببنا أن نصيب من طعامك، قال: فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية آية الكرسي. فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "صدق الخبيث" ذكر الحافظ أنّه عند النسائي (¬2). ¬

_ (¬1) 8/ 186 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة الحبشة) (¬2) 5/ 394 (كتاب الكفالة- باب إذا وكل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه الموكل فهو جائز)

يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فرواه الأوزاعي عنه ثني ابن أبي بن كعب (¬1) أنّ أباه أخبره أنّه كان لهم جُرنٌ (¬2) فيه تمر، قال: فكنت أتعاهده فأجده ينقص، فحرسته ذات ليلة، فإذا أنا بدابة كهيئة (¬3) الغلام المحتلم، فسلمت عليه فردّ السلام. فقلت: من أنت أجني أم أنسي؟ فقال: جني، فقلت: ناولني يدك، فناولني، فإذا يد كلب وشعر كلب، فقلت: هكذا خلق الجن؟ قال: لقد علمت الجن أنّه ما فيهم من هو أشدّ أسرا (¬4) مني، فقلت: ما يحملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببت أنْ أصيب من طعامك، قلت: فما الذي يجيرنا (¬5) منكم؟ قال: هذه الآية (¬6)، آية الكرسي، قال: فتركته، ثم غدوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته، فقال: "صدق الخبيث" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (960) عن مبشر بن إسماعيل الحلبي (¬7) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 28) وابن حبان (784) وأبو الشيخ في "العظمة" (1092) واللفظ له والبغوي في "شرح السنة" (1197) عن الوليد بن مسلم والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1051) وأبو نعيم في "الدلائل" (544) عن الهِقْل بن زياد السكسكي والبيهقي في "الدلائل" (7/ 108 - 109) ¬

_ (¬1) سماه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى في روايتهما "عبد الله" قال الحافظ في "التقريب": مقبول. (¬2) ولفظ ابن حبان وغيره "جرين" (¬3) ولفظ النسائي والبيهقي "تشبه" ولفظ الهيثم "شبيه" (¬4) ولفظ البغوي "سيراً" (¬5) ولفظ الحارث وغيره "يحرزنا" (¬6) زاد البيهقي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]) (¬7) هكذا رواه عبد الحميد بن سعيد الثَّغْري عن مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي بهذا الإسناد، وخالفه الحسن بن الصباح البزار فرواه عن مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي بن كعب أنّ أباه أخبره. أخرجه ابن أبي الدنيا في "هواتف الجنان" (174) وتابعه أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا مبشر به. أخرجه أبو يعلى (الإتحاف 7592)

عن الوليد بن مزيد البيروتي والهيثم بن كليب (1448) عن عمر بن عبد الواحد الدمشقي كلهم عن الأوزاعي به. - ورواه حرب بن شداد البصري عن يحيى بن أبي كثير ثني الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب عن جده أبي بن كعب أنّه كان له جرين تمر ... وذكر الحديث. أخرجه الحاكم (1/ 561 - 562) وعنه البيهقي في "الدلائل" (7/ 109) من طريق هارون بن عبد الله الحمال ثنا أبو داود الطيالسي ثنا حرب بن شداد به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ورواه محمد بن بشار بُندار عن الطيالسي فقال فيه: عن محمد (¬1) بن أبي بن كعب قال: كان لجدي مرسل أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 149 - 150) والهيثم بن كليب (1449) وتابعه عمرو بن علي الفلاس ثنا أبو داود الطيالسي به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 27) وهكذا رواه معاذ بن هانئ البصري عن حرب بن شداد فأرسله. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (961) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 269 - 270) وتابعه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن يحيى بن أبي كثير به. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (962) وابن عبد البر (6/ 269 - 270) - ورواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد بن أبي بن كعب أنّ أبيا كان له جرين ... ¬

_ (¬1) قال ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما: له رؤية، وذكره غير واحد في "الصحابة"، وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين"، وقال العلائي: ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وليست له رؤية بل هو تابعي وحديثه مرسل (جامع التحصيل ص 321)

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 27 - 28) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا أبان به. ورواه العباس بن الفضل الأسفاطي عن موسى بن إسماعيل فقال: عن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه أنّه كان له جرن. أخرجه الطبراني في "الكبير" (541) قال المنذري: رواه النسائي والطبراني بإسناد جيد" الترغيب 1/ 457 - 458 وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات" المجمع 10/ 118 قلت: الحضرمي بن لاحق التميمي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. 2311 - حديث بُريدة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران، فنزل عن المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال: "صدق الله ورسوله {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] " قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 368 و 12/ 99 - 100) وأحمد (5/ 354) وفي "فضائل الصحابة" (1358) وأبو داود (1109) وابن ماجه (3600) والترمذي (3774) وابن أبي الدنيا في "العيال" (179) والنسائي (3/ 88 - 89 و 156) وفي "الكبرى" (1731 و 1790 و 1791) وابن خزيمة (1456 و 1801 و 1802) وابن حبان (6038 و 6039) والآجري في "الشريعة" (1651 و 1652) وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (177) والحاكم (1/ 287 و 4/ 189 - 190) والبيهقي (3/ 218 و 6/ 165) وفي "الشعب" (10504) وابن المقرب في "الأربعين" (9) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (133) والواحدي في "الوسيط" (8/ 304 - 309) والبغوي في "تفسيره" (7/ 105 - 106) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1127) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 12 - 13) من طرق عن حسين بن واقد ثنى عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبنا (¬2)، فجاء (¬3) الحسن ¬

_ (¬1) 14/ 29 (كتاب الرقاق- باب ما يتقى من فتنة المال) (¬2) وفي لفظ "يخطب" (¬3) وفي لفظ "فأقبل"

والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان (¬1) ويعثران، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر (¬2) فحملهما (¬3)، فوضعهما بين يديه (¬4) ثم قال: "صدق الله ورسوله {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نظرت إلى (¬5) هذين الصبيين (¬6) يمشيان ويعثران (¬7) فلم أصبر حتى قطعت حديثي (¬8) ورفعتهما (¬9) " اللفظ لأحمد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد" وقال الحاكم (¬10): صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، حسين بن واقد صدوق، وابن بريدة ثقة. 2312 - حديث ابن عباس قال: يا رسول الله، إلى خاصة أم للناس عامة؟ فضرب عمر صدره فقال: لا ولا نعمة عين بل للناس عامة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدق عمر" قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث ابن عباس قال: فذكره" (¬11) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 245 و 269 - 270) والحارث (715) والطبراني في "الكبير" (12931) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 441) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 154) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أنّ رجلاً أتى عمر بن الخطاب فقال: إنّ امرأة أتتني أبايعها فأدخلتها الدولج فضربت بيدي إليها وراودتها وصنعت بها كل شيء غير الجماع، فقال له عمر: ويحك لعلها مغيب، قال: نعم، قال: ائت أبا بكر فسله، فأتاه فقال له ما قال لعمر، فقال: ويحك لعلها مغيب، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له مثل ما قال لأبي بكر وعمر، فقال له ¬

_ (¬1) وفي لفظ "يعثران ويقومان" (¬2) ولفظ النسائي "فقطع كلامه" (¬3) وفي لفظ "فأخذهما فوضعهما في حجره" وفي لفظ آخر "فرفعهما إليه" (¬4) زاد النسائي "ثم عاد إلى المنبر" (¬5) وفي لفظ "رأيت ولدي" (¬6) وفي لفظ "الغلامين" (¬7) زاد النساني "في قميصيهما" (¬8) ولفظ النسائي "كلامي فحملتهما" وفي لفظ له ولابن خزيمة "حتى نزلت فحملتهما" (¬9) زاد ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة في رواية "ثم أخذ في خطبته" (¬10) وقال في الموضع الثاني: صحح على شرط الشيخين" كذا قال، وإنما هو على شرط مسلم وحده، والبخاري إنما استشهد بحسين بن واقد ولم يحتج به. (¬11) 9/ 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114])

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك لعلها مغيب في سبيل الله"، قال: أجل، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل القرآن {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114] الآية، فقال الرجل: يا رسول الله لي خاصة أم للناس عامة؟ فرفع عمر يده فضرب صدره، فقال: لا والله ولا كرامة، ولكن للناس عامة، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "صدق عمر". قال البوصيري: مدار سنده على عليّ بن زيد بن جدعان وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 8/ 382 2313 - قوله - صلى الله عليه وسلم - "صدق وعده، وأعز جنده". قال الحافظ: صحيح" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 8/ 410) من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده". وأخرجه من حديث ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قَفَلَ من الغزو أو الحج أو العمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرات ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". 2314 - عن طلق بن حبيب أنّ أبا طليق حدّثه أنّ امرأته قالت له وله جمل وناقة: أعطني جملك أحج عليه، قال: جملي حبيس في سبيل الله، قالت: إنّه في سبيل الله أنْ أحج عليه، فذكر الحديث وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدقت أم طليق"، وفيه: ما يعدل الحج؟ قال: "عمرة في رمضان" قال الحافظ: ووقعت لأم طليق قصة مثل هذه أخرجها أبو علي بن السكن وابن مندة في "الصحابة" والدولابي في "الكنى" من طريق طلق بن حبيب: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اعتمري في شهر رمضان ... " 2315 - حديث ابن عباس مرفوعاً "صدقة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬3) حسن ¬

_ (¬1) 13/ 389 (كتاب الدعوات- ما يكره من السجع في الدعاء) (¬2) 4/ 353 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب عمرة في رمضان) (¬3) 4/ 112 (كتاب الزكاة- باب صدقة الفطر)

أخرجه أبو داود (1609) وابن ماجه (1827) والدارقطني (2/ 138) والحاكم (1/ 409) والبيهقي (4/ 162 - 163 و 163) وفي "المعرفة" (6/ 188 - 189) والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 311) من طرق عن مروان بن محمد الطاطري الدمشقي ثنا أبو يزيد الخولاني (¬1) وكان شيخ صدق ثنا سيار بن عبد الرحمن الصدفي عن عكرمة عن ابن عباس قال: فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. قال الدارقطني: ليس فيهم مجروح" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وتعقبه ابن دقيق العيد فقال: وفي ما قال نظر، فإنّ أبا يزيد وسيار لم يخرج لهما الشيخان (¬2)، وكان الحاكم أشار إلى عكرمة، فإنّ البخاري احتج به. وهذا الذي قاله صحيح فإنّ سياراً وأبا يزيد لم يخرج لهما إلا أبو داود وابن ماجه" تنقيح التحقيق 2/ 1454 وقال ابن قدامة المقدسي: إسناده حسن" المغني 3/ 80 قلت: وهو كما قال. 2316 - "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته" ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع: سكت عليه في الموضع الأول (¬3). وقال في الموضع الثاني: وقد سأل يعلى بن أمية الصحابي عمر بن الخطاب عن ذلك فذكر أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: فذكره، أخرجه مسلم (686) (¬4). وقال في الموضع الثالث: رواه مسلم من طريق يعلي بن أمية وله صحبة أنّه سأل عمر عن قصر الصلاة في السفر فقال: إنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: فذكره (¬5). ¬

_ (¬1) وقع عند الحاكم "يزيد بن مسلم الخولاني" قال الحافظ: كذا سماه يزيد بن مسلم، والمعروف أنه أبو يزيد" التهذيب 12/ 280 وقال في "التقريب": سماه الحاكم يزيد بن مسلم فوهم. (¬2) قلت: ولم يخرج البخاري لمروان بن محمد. (¬3) 2/ 10 (كتاب الصلاة- باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء) (¬4) 3/ 81 (كتاب الصلاة- أبواب صلاة الخوف- الباب الأول) (¬5) 3/ 218 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب الصلاة بمنى)

2317 - "صفرة في سبيل الله خير من حُمْر النّعم" أي جوعة. سكت عليه الحافظ (¬1). لم أقف عليه. 2318 - حديث جابر أنّ رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني نذرت إنْ فتح الله عليك مكة أنْ أصلي في بيت المقدس، قال: "صل ها هنا" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح أخرجه أحمد بن حنبل (3/ 363) وأحمد بن منيع في مسنده (إتحاف الخيرة 6659) وعبد بن حميد (1009) والدارمي (2344) وأبو داود (3305) وأبو يعلى (2116) وابن الجارود (945) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 125) والحاكم (4/ 304 - 305) والبيهقي في "معرفة السنن" (14/ 212) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 134) من طرق عن حماد بن سلمة عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر أنّ رجلاً قام يوم الفتح فقال: يا رسول الله، إني نذرت لله إنْ فتح الله عليك مكة أنْ أصلي في بيت المقدس ركعتين، قال: "صلّ ههنا" ثم أعاد عليه، فقال: "صلّ ههنا" ثم أعاد عليه، فقال: "شأنك إذن" اللفظ لأبي داود. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وصححه ابن دقيق العيد وذكر أنّ رجاله رجال مسلم. الاقتراح ص 359 و 505 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات لكن لم يخرج مسلم رواية حماد بن سلمة عن حبيب المعلم. ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه حبيب بن الشهيد البصري عن عطاء عن جابر به. أخرجه البيهقي (10/ 82 - 83) وفي "المعرفة" (14/ 212) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 135) من طريقين عن حبيب بن الشهيد به. وإسناده صحيح. واختلف فيه على عطاء، فرواه ابن جُريج عن عطاء قال: إنّ رجلاً نذر أنْ يصلي في بيت المقدس فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ها هنا" يعني في المسجد الحرام. ¬

_ (¬1) 12/ 279 (كتاب الطب- باب لا صفر) (¬2) 3/ 308 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1212) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قالا: ثنا سفيان عن ابن جريج به. ورواته ثقات لولا أنّه مرسل. ورواه إبراهيم بن يزيد المكي الخُوْزي عن عطاء قال: جاء الشريد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني نذرت إن الله فتح عليك أنْ أصلي في بيت المقدس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ههنا فصلِّ" ثم عاد، حتى قال مثل مقالته هذه ثلاث مرات، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ههنا فصلِّ" ثم قال له في الرابعة "اذهب فوالذي نفسي بيده لو صليت ههنا لأجزأ عنك" ثم قال "صلاة في هذا المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة". مرسل. أخرجه عبد الرزاق (¬1) (9140 و 15891) عن الخوزي به. والخوزي قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. 2319 - "صلة الرحم وحسن الجوار وحسن الخلق، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار" قال الحافظ: وعند أحمد بسند رجاله ثقات عن عائشة مرفوعاً: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (6/ 159) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا محمد بن مِهْزَم عن عبد الرحمن بن القاسم ثنا القاسم عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها "إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة" (229) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (328 و 339) والباغندي في "جزئه" كما في "الصحيحة" (2/ 34 - 35) وأبو يعلى (4530) والبيهقي في "الشعب" (7599) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (82) والسلفي في "معجم السفر" (22) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث به قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 3/ 336 - 337 والمجمع 8/ 153 ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (7258) ووقع عنده: عن إبراهيم بن عمر الحكي، وهو خطأ. (¬2) 13/ 20 (كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم)

قلت: وإسناده صحيح، ومحمد بن مهزم الشَّعَّاب وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان وابن حبان وقال أبو حاتم: ليس به بأس (¬1). ولم ينفرد عبد الرحمن بن القاسم به بل تابعه: 1 - عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مُليكة التيمي المليكي عن القاسم عن عائشة في ذكر الرفق. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 1186) والعقيلي (2/ 325) وابن الأعرابي (44) وابن عدي (4/ 1605) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 159) والقضاعي (444 و 446) والبغوي في "شرح السنة" (3491) من طرق (¬2) عن عبد الرحمن به. وعبد الرحمن بن أبي بكر قال ابن معين وغيره: ضعيف. 2 - محمد بن عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة في ذكر الرفق. أخرجه عبد بن حميد (1523) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن محمد بن عبد الرحمن به. ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المليكي قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 2320 - "صلوا عليّ واجتهدوا في الدعاء وقولوا: اللهم صلّ على محمد" قال الحافظ: وأما زيد بن خارجة فأخرج النسائي من حديثه قال: أنا سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره، وأخرج الطبري من حديث طلحة قال: قلت: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟ " ومخرج حديثهما واحد. ¬

_ (¬1) واختلف عنه، فرواه أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي عن محمد الشعاب عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (268) والشجري (2/ 128) وأبو جابر قال أبو حاتم: ليس بقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" (¬2) رواه علي بن الجَعْد الجوهري ومحمد بن إدريس الشافعي وعبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وأبو نعيم الفضل بن دُكين عن عبد الرحمن بن أبي بكر. وخالفهم آدم بن أبي إياس العسقلاني فرواه عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة ثنا القاسم بن محمد قال: سمعت عمتي عائشة. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (740) وتابعه محمد بن ربيعة الكلابي عن عبد الرحمن بن أبي بكر به. أخرجه الخرائطي (742)

وقال: وفي حديث طلحة عند الطبري" أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمعت الله يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ} [الأحزاب: 56] الآية، فكيف الصلاة عليك" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (1/ 199) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (19) والدولابي في "الكنى" (2/ 52) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (875) والطحاوي في "المشكل" (2230) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 284) عن عيسى بن يونس الكوفي والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 383 - 384) والنسائي في "اليوم والليلة" (361) وفي "الكبرى" (7672) والطبري في "التهذيب" (مسند طلحة 330) وأبو القاسم البغوي (874) والطبراني في الكبير (5143) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 373) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 62 - 63) عن عبد الواحد بن زياد البصري والنسائي في "المجتبى" (3/ 41) وفي "اليوم والليلة" (53) وفي "الكبرى" (1215) وأبو القاسم البغوي (873) عن يحيى بن سعيد الأموي والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 384) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 301) والطبراني في "الكبير" (5143) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم" (18) وفي "الآحاد" (2000) والطبري في "التهذيب" (331) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 233) والطحاوي في "المشكل" (2237) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (69) عن مروان بن معاوية الفزاري كلهم عن عثمان بن حكيم ثنا خالد بن سلمة أنّ عبد الحميد بن الرحمن بن زيد بن الخطاب دعا موسى بن طلحة حين عرس على ابنه فقال: يا أبا عيسى كيف بلغك في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال موسى: سألت زيد بن خارجة (¬2) عن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ¬

_ (¬1) 13/ 404 - 405 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) وفي حديث عبد الواحد بن زياد عند البخاري "زيد بن جارية" وفي حديث عيسى بن يونس عند الطحاوي "زيد بن ثابت" قال الدارقطني في "العلل" (4/ 202): وهو وهم"

فقال زيد: إني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسي: كيف الصلاة (¬1) عليك (¬2)؟ قال "صلوا (¬3) واجتهدوا (¬4) ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على (¬5) إبراهيم (¬6) إنك حميد مجيد" (¬7) اللفظ لأحمد وإسناده صحيح رواته ثقات. واختلف فيه على موسى بن طلحة. فرواه عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي المدني عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة؟ قال "قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". وفي لفظ "أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سمعت الله يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] الآية، فكيف الصلاة عليك؟ " أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 507) وأحمد (1/ 162) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 384) وإسماعيل القاضي (68) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (1) والبزار (941 و 942) والنسائي (3/ 41) وفي "اليوم والليلة" (52 و 360) وفي "الكبرى" (1213 و 1214 و 7671) وأبو يعلى (652 و 653 و 654) والطبري في "التفسير" (22/ 43) وفي "التهذيب" (مسند طلحة 327 و 328 و 329) والطحاوي في "المشكل" (3/ 71) والهيثم بن كليب (3) والطبراني في "الأوسط" (2606) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 373) من طرق عن عثمان بن عبد الله بن موهب به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "نصلي" (¬2) وفي حديث مروان بن معاوية عند الطحاوي والطبراني وإسماعيل القاضي وحديث عبد الواحد بن زياد عند الطبراني "قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ " (¬3) زاد النسائي وغيره "عليّ" (¬4) زاد النسائي "في الدعاء" (¬5) زاد البخاري والنسائي في حديث عبد الواحد بن زياد "آل" (¬6) زاد البخاري وغير واحد "وعلى آل إبراهيم" (¬7) ولفظ الطحاوي من حديث مروان بن معاوية "قولوا: اللهم صل على محمد"

ولم ينفرد ابن موهب به بل تابعه سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة عن موسى بن طلحة عن أبيه. أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (2) وابن عدي (3/ 1132) من طريق سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله ثنا أبي عن جدي سليمان به. 2321 - "صلوا عليّ وقولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد" قال الحافظ: واحتج لمن لم يوجبه بأنّه ورد بدون ذكره في حديث زيد بن خارجة عند النسائي بسند قوي ولفظه: فذكره، وفيه نظر لأنه من اقتصار بعض الرواة فإنّ النسائي أخرجه من هذا الوجه بتمامه وكذا الطحاوي" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 2322 - حديث أبي هريرة رفعه "صلوا على أنبياء الله" قال الحافظ: أخرجه إسماعيل القاضي بسند ضعيف" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا صليتم عليّ فصلوا على أنبياء الله" 2323 - "صلوا كما رأيتموني أصلي" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 2/ 252) من حديث مالك بن الحويرث. 2324 - عن عائشة قالت: كنت أحبّ أنْ أصلي في البيت، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فأدخلني الحِجْر، فقال: "صلّي فيه فإنما هو قطعة من البيت ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت". قال الحافظ: وروى الترمذي والنسائي من طريق علقمة عن أمه عن عائشة قالت: فذكرته، ونحوه لأبي داود من طريق صفية بنت شيبة عن عائشة، ولأبي عوانة من طريق قتادة عن عروة عن عائشة ولأحمد من طريق سعيد بن جبير عن عائشة وفيه أنها أرسلت ¬

_ (¬1) 13/ 419 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 13/ 423 (كتاب الدعوات- باب هل يصلى على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) 2/ 212 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب قضاء الصلاة) و2/ 446 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب من استوى قاعداً في وتر من صلاته)

إلى شيبة الحجبي ليفتح لها البيت بالليل فقال: ما فتحناه في جاهلية ولا إسلام بليل" (¬1). صحيح وله عن عائشة طرق: الأول: يرويه علقمة بن أبي علقمة المدني عن أمه عن عائشة قالت: كنت أحبّ أنْ أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فأدخلني الحجر فقال: "إذا أردت دخول البيت فصلي هاهنا فإنما هو قطعة من البيت ولكن قومك اقتصروا حيث بنوه". أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسند عائشة" (593) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي ثني علقمة به. وأخرجه النسائي (5/ 173) عن إسحاق به. وأخرجه أحمد (6/ 92 - 93) وأبو داود (2028) والترمذي (876) والأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 312) وأبو يعلى (4615) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 321) من طرق عن الدراوردي به. ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن علقمة عن أمه عن عائشة نحوه. أخرجه ابن خزيمة (3018) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 392) قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال، الدراوردي صدوق، وابن أبي الزناد مختلف فيه، وعلقمة وثقه ابن معين وغيره، وأمه وثقها ابن حبان والعجلي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. أي عند المتابعة، وقد توبعت كما سيأتي. الثاني: يرويه عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله، كل أهلك قد دخل البيت غيري، فقال "أرسلي إلى شيبة فيفتح لك الباب" فأرسلت إليه، فقال شيبة: ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا إسلام بليل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صلّي في الحجر فإنّ قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه" أخرجه أحمد (6/ 67) عن حماد بن سلمة ¬

_ (¬1) 4/ 187 (كتاب الحج- باب فضل مكة وبنيانها)

والبيهقي (5/ 158) عن علي بن عاصم الواسطي والأزرقي (1/ 315) عن خالد بن عبد الله الطحان ثلاثتهم عن عطاء بن السائب به. وعطاء صدوق اختلط، روى عنه علي بن عاصم وخالد بن عبد الله بعد الاختلاط، وروى حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط وبعده. الثالث: يرويه عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن عمته صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أصلي في الكعبة؟ فقال: "صلي في الحجر فإنّه من الكعبة أو قال من البيت". أخرجه الطيالسي (ص 218 - 219) عن قرة بن خالد البصري عن عبد الحميد بن جبير به. وأخرجه النسائي (5/ 173) من طريق وهب بن جرير بن حازم ثنا قرة بن خالد به. وإسناده صحيح. 2325 - "صلى الله عليكِ وعلى زوجك" قال الحافظ: وقد وقع لها مع جابر في قصة التمر أنّ جابراً أوصاها لما زارهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ لا تكلمه، فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الانصراف نادته: يا رسول الله، صلّ عليّ وعلى زوجي، فقال: فذكره، فعاتبها جابر فقالت له: أكنت تظنّ أنْ الله يورد رسوله بيتي ثم يخرج ولا أسأله الدعاء؟ "أخرجه أحمد بإسناد حسن في حديث طويل" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 246) وعبد الرزاق (6658 - 9604) والحميدي (1298) وابن أبي شيبة (2/ 519 و 3/ 395) وأحمد بن حنبل (3/ 297 و 303 و 308 و 332 و 397 - 398) وأحمد بن منيع (مصباح الزجاجة 1/ 36) والدارمي (46) وأبو داود (1533 و 3165) وابن ماجه (246 و 1516) والترمذي (1717) وفي "الشمائل" (170) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (77) والحارث (بغية الباحث 946) والسرقسطي في "الغريب" (3/ 999) والنسائي (4/ 65) وفي "الكبرى" (2131 و 2132) وفي "اليوم والليلة" (423) ¬

_ (¬1) 8/ 401 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)

وأبو يعلى (1842 و 2077) والطحاوي في المشكل (2074) وابن الأعرابي (ق 180/ ب) وابن حبان (916 و 918 و 984 و 6312) وفي "الثقات" (5/ 484 - 485) والحاكم (2/ 411 و 4/ 110 - 111 و 281) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 117) والبيهقي (2/ 152 - 153 و 4/ 57 و5/ 357) وفي "الشعب" (5504) وفي "الدلائل" (3/ 292 و 292 - 293) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 306) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1450) من طرق عن الأسود بن قيس الكوفي قال: سمعت نُبَيْح العَنَزي يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم، وقال أبي عبد الله: يا جابر لا عليك أنْ تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا، فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أنْ تقتل بين يدي. قال: فبينما أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي عادلتهما على ناضح فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي: ألا إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أنْ ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت، فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا، فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال: يا جابر بن عبد الله والله لقد أثار أباك عمال معاوية فبدا فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل أو القتيل، فواريته، قال: وترك أبي عليه دينا من التمر فاشتد عليّ بعض غرماؤه في التقاضي، فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا نبي الله إنّ أبي أصيب يوم كذا وكذا وترك عليّ ديناً من التمر واشتد عليّ بعض غرمائه في التقاضي فأحبّ أنْ تعينني عليه لعله أنْ ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل، فقال: "نعم آتيك إنْ شاء الله قريباً من وسط النهار" وجاء معه حواريه، ثم استأذن ودخل، فقلت لامرأتي: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءني اليوم وسط النهار فلا أريتك، ولا تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي بشيء ولا تكلميه، فدخل ففرشت له فراشاً ووسادة فوضع رأسه فنام، قال: وقلت لمولى لي: اذبح هذه العناق وهي داجن سمينة والوحا والعجل افرغ منها قبل أنْ يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معك، فلم نزل فيها حتى فرغنا منها وهو نائم، فقلت له: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ يدعو بالطَهور وإني أخاف إذا فرغ أنْ يقوم فلا يفرغنّ من وضوئه حتى تضع العناق بين يديه، فلما قام قال "يا جابر ائتني بطهور" فلم يفرغ من طهوره حتى وضعت العناق عنده، فنظر إليّ فقال: "كأنك قد علمت حبنا للحم، ادع لي أبا بكر" قال: ثم دعا حوارييه الذين معه فدخلوا، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: "بسم الله كلوا"، فأكلوا حتى شبعوا وفضل لحم منها كثير، قال: والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليه وهو أحب إليهم من أعينهم وما يقربه رجل منهم مخافة أنْ يؤذوه، فلما فرغ قام وقام أصحابه، فخرجوا بين يديه، وكان يقول: "خلوا ظهري للملائكة" واتبعتهم حتى بلغوا أسكفة الباب، قال: وأخرجت امرأتي صدرها وكانت مستترة بسقيف في البيت، قالت: يا رسول الله،

صلّ عليّ وعلى زوجي صلى الله عليك، فقال: "صلى الله عليك وعلى زوجك" ثم قال: "ادع لي فلانا" لغريمي الذي اشتد عليّ في الطلب، قال: فجاءه فقال: "أيسر جابر بن عبد الله -يعني إلى الميسرة- طائفة من دينك الذي على أبيه إلى هذا الصرام المقبل"، قال: ما أنا بفاعل، واعتل وقال: إنما هو مال يتامى، فقال: "أين جابر؟ " فقال: أنا ذا يا رسول الله، قال: "كِلْ له فإن الله -عز وجل- سوف يوفيه" فنظرت إلى السماء فإذا الشمس قد دلكت، قال: "الصلاة يا أبا بكر" فاندفعوا إلى المسجد، فقلت: قرّب أوعيتك، فَكِلْتُ له من العجوة فوفاه الله -عز وجل- وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فجئت أسعى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجده كأني شرارة، فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلّى، فقلت: يا رسول الله ألم تر أني كِلْتُ لغريمي تمره فوفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فقال: "أين عمر بن الخطاب؟ " فجاء يهرول فقال: "سل جابر بن عبد الله عن غريمه وتمره" فقال: ما أنا بسائله قد علمت أنّ الله -عز وجل- سوف يوفيه إذ أخبرت أنّ الله -عز وجل- سوف يوفيه، فكرر عليه هذه الكلمة ثلاث مرات كل ذلك يقول: ما أنا بسائله، وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة، فقال: يا جابر ما فعل غريمك وتمرك؟ قال: قلت: وفاء الله -عز وجل- وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فرجع إلى امرأته فقال: ألم أكن نهيتك أنْ تكلمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: أكنت تظن أنّ الله -عز وجل- يورد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي ثم يخرج ولا أسأله الصلاة عليّ وعلى زوجي قبل أنْ يخرج. السياق لأحمد ونحوه للدارمي. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ونبيح ثقة" وقال النسائي: نبيح العنزي لم يرو عنه غير الأسود بن قيس" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال أيضاً: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 36 قلت: وهو كما قال، ونبيح وثقه أيضاً أبو زرعة والعجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف" و"المجرد"، ولم يخرج له الشيخان شيئاً. 2326 - حديث حذيفة: صلّي النبي - صلى الله عليه وسلم - الضحى فطول فيها. قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 296 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر)

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 410) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 285) من طريق محمد بن إسحاق المدني عن حكيم بن حكيم عن علي بن عبد الرحمن عن حذيفة قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حرّة بني معاوية فصلّى الضحى ثمان ركعات طول فيهن. اللفظ لابن أبي شيبة. وإسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق فإنه كان مدلساً، وعلي بن عبد الرحمن هو مولى ربيعة بن الحارث كما في ترجمة حكيم بن حكيم بن عباد الأنصاري، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راوياً إلا حكيم بن حكيم. 2327 - قال ابن عباس: صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر بذي الحُلَيفة، ثم دعا بناقته فأشعرها في سنامها الأيمن وسَلَتَ الدم وقلدها نعلين ثم ركب راحلته، فلما استوت به على البيداء أهل بالحج" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1243") (¬1) 2328 - عن ابن جُريج قال: صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - أول ما صلّى إلى الكعبة، ثم صرف إلى بيت المقدس وهو بمكة فصلّى ثلاث حجج، ثم هاجر فصلّى إليه بعد قدومه المدينة ستة عشرا شهراً، ثم وجهه الله إلى الكعبة. قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق ابن جريج قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 5) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود سُنَيد ثني حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول ما صلى إلى الكعبة ثم صرف إلى بيت المقدس، فصلّت الأنصار نحو بيت المقدس قبل قدومه ثلاث حجج، وصلّى بعد قدومه ستة عشر شهراً، ثم ولاه الله جل ثناؤه إلى الكعبة. والقاسم بن الحسن ما عرفته، وسنيد مختلف فيه، وحجاج وابن جريج ثقتان. 2329 - قال ابن عباس: صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى خمس صلوات. قال الحافظ: وروى أبو داود والترمذي وأحمد والحاكم من حديث ابن عباس قال: فذكره" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 4/ 290 (كتاب الحج- باب من أشعر وقلّد بذي الحليفة ثم أحرم) (¬2) 2/ 48 (كتاب الصلاة- باب التوجه نحو القبلة حيث كان) (¬3) 4/ 254 (كتاب الحج- باب أين يصلي الظهر يوم التروية؟)

وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه الأعمش عن الحكم بن عُتيبة عن مِقْسم عن ابن عباس قال: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى خمس صلوات. أخرجه أحمد (1/ 255) والدارمي (1812) وأبو داود (1911) والترمذي (880) وأبو يعلى (2426) وابن خزيمة (2799) والطبراني في "الكبير" (12125 و 12126) والحاكم (1/ 461) من طرق عن الأعمش به. قال الترمذي: حديث مقسم عن ابن عباس، قال علي بن المديني: قال يحيى: قال شعبة: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أشياء، وعدها. وليس هذا الحديث فيما عدّ شعبة" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" قلت: القول ما قاله الترمذي فإنّ الحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث هي: حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزيمة الطلاق، وحديث جزاء الصيد، وحديث إتيان الحائض. وليس هذا الحديث منها. والحكم عن مقسم ليس على شرط البخاري لأنه لم يخرج للحكم من روايته عن مقسم شيئاً والله تعالى أعلم. الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن عطاء عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم صلّى بمنى، يوم التروية، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم غدا إلى عرفة. أخرجه الترمذي (879) عن عبد الله بن الأجلح الكندي وابن ماجه (3004) عن محمد بن خازم الكوفي كلاهما عن إسماعيل بن مسلم به. قال الترمذي: وإسماعيل بن مسلم قد تكلموا فيه من قبل حفظه" قلت: هو ضعيف كما قال أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما. الثالث: يرويه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى خمس صلوات بمنى.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (12340) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا يحيى الحِمَّاني ثنا أبو المحياة عن الأعمش به. وإسناده ضعيف لضعف الحماني، والأعمش وحبيب مدلسان وقد عنعنا. وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن ابن عمر وعن عبد الله بن الزبير فيتقوى بها. فأمّا حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (ص 350 - الجزء المفقود) ومسلم (1218) وأبو يعلى (2027) وابن خزيمة (2802) وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (3005) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق أنبا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّه كان يصلي الصلوات الخمس بمنى. ثم يخبرهم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر" مصباح الزجاجة 3/ 201 قلت: هو العمري وهو مختلف فيه. وأما حديث عبد الله بن الزبير فأخرجه ابن أبي شيبة (ص 350 - الجزء المفقود) وابن خزيمة (2798و 2800 و 2801) والحاكم (1/ 461) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: سمعت القاسم بن محمد يقول، سمعت عبد الله بن الزبير يقول: من سنة الحج أنْ يصلي الإِمام الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والصبح بمنى، ثم يغدو إلى عرفة وإسناده صحيح. 2330 - قال أبو زيد الأنصاري: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح فصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلّى بنا الظهر، ثم صعد المنبر فخطبنا، ثم صلى العصر كذلك حتى غابت الشمس، فحدثنا بما كان وما هو كائن فأعلمنا أحفظنا. قال الحافظ: أخرجه أحمد ومسلم (2892) واللفظ لأحمد. وأخرجه من حديث أبي سعيد مختصراً ومطولاً. وأخرجه الترمذي من حديثه مطولاً وترجم له باب ما قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما هو كائن إلى يوم القيامة ثم ساقه بلفظ "صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً صلاة العصر ثم قام يحدثنا فلم يدع شيئاً يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، ثم ساق الحديث وقال: حسن. وفي الباب عن حذيفة وأبي زيد بن أخطب وأبي مريم والمغيرة بن شعبة" (¬1) حديث أبي سعيد سيأتي الكلام عليه بعد حديث. ¬

_ (¬1) 7/ 100 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الرُّوم: 27])

2331 - حديث جابر قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان ثمان ركعات ثم أوتر، فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أنْ يخرج إلينا حتى أصبحنا، ثم دخلنا فقلنا: يا رسول الله، الحديث. قال الحافظ: روى ابن خزيمة وابن حبان من حديث جابر قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن نصر في "قيام رمضان" (ص 197) وأبو يعلى (1802) وابن خزيمة (1070) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 168) وابن حبان (2409 و 2415) والطبراني في "الصغير" (525) وابن عدي (5/ 1889) من طرق عن يعقوب بن عبد الله القُمِّي عن عيسى بن جارية عن جابر قال: فذكره، وزاد: اجتمعنا في المسجد ورجونا أن تصلي بنا، فقال: "إني خشيت أو كرهت أنْ يكتب عليكم الوتر". قال الطبراني: لا يُروى عن جابر بن عبد الله إلا بهذا الإسناد، تفرد به يعقوب وهو ثقة" وقال ابن عدي: حدثناه ابن ذريح بهذا الإسناد بأحاديث أخر وكلها غير محفوظة" وقال الذهبي: إسناده وسط" الميزان 3/ 311 قلت: يعقوب القمي وثقه ابن حبان أيضاً، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال في موضع آخر: صالح الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوى. فهو حسن الحديث. وعيسى بن جارية قال ابن معين: ليس حديثه بذاك، وقال أيضاً: عنده مناكير، وقال أيضاً: ليس بشيء، وقال أبو داود والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو داود أيضاً: ما أعرفه روى مناكير، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وقال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". 2332 - قال أبو سعيد الخدري: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً صلاة العصر، ثم قام يحدثنا فلم يدع شيئاً يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه. قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد مختصراً ومطولاً، وأخرجه الترمذي من حديثه مطولاً وترجم له باب ما قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما هو كائن إلى يوم القيامة ثم ساقه ¬

_ (¬1) 3/ 254 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاة الليل)

بلفظ: فذكره، ثم ساق الحديث وقال: حسن، وفي الباب عن حذيفة وأبي زيد بن أخطب وأبي مريم والمغيرة بن شعبة" (¬1) حسن أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1593) وفي "المسند" (88) والطيالسي (ص 286 - 287) وعبد الرزاق (20720) والحميدي (752) وأحمد (3/ 7 و 19 و 61 و 70) وابن أبي عمر في "الإيمان" (36) وعبد بن حميد (864) وابن ماجه (2873 و 4000 و 4007) والترمذي (2191) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (150 و 391) وفي "قصر الأمل" (119) وأبو يعلى (1101) والطبري في "تاريخه" (1/ 12) وابن الأعرابي في "الزهد" (77) والرامهرمزي في "الأمثال" (18) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 157 - 158 و 486) والحاكم (4/ 505 - 506) والعِيسوي في "الفوائد" (53) والبيهقي في "الشعب" (7936 و 9758) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 60 - 61) والخطيب في "التاريخ" (10/ 237 - 238) وفي "الفقيه" (714) والبغوي في "التفسير" (1/ 118) وفي "شرح السنة" (4039 و 14/ 242) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (15) والحافظ (¬2) في "الأمالي المطلقة" (2/ 169 - 170) من طرق عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيباً فلم يدع شيئاً يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: فذكر الحديث بطوله. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: علي بن زيد بن جدعان ضعفه ابن سعد وأحمد وابن معين والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. لكنه لم ينفرد به بل قد توبع عليه كما تقدم عند حديث "إنّ مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها" 2333 - عن عليّ قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً صلاة الفجر فجلس. قال الحافظ: وذكر ابن أبي حاتم من طريق زيد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عن علي قال: فذكره، الحديث بطوله نحو حديث سمرة، والراوي له عن زيد ضعيف. ¬

_ (¬1) 7/ 100 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم: 27]) (¬2) وقال: هذا حديث حسن، وعلي بن زيد وإن كان فيه ضعف لاختلاطه لكن سياقه لهذا الحديث بطوله يدل على أنه ضبطه"

وقال: وفي حديث عليّ "رأيت ملكين" وقال: وفي حديث عليّ "فانطلقا بي إلى السماء". وقال: وفي حديث عليّ "فمررت على ملك وأمامه آدمي وبيد الملك صخرة يضرب بها هامة الآدمي". وقال: وفي حديث عليّ "فيقع دماغه جانباً وتقع الصخرة جانباً". وقال: ووقع في حديث عليّ "فإذا أنا بملك وأمامه آدمي، وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه" (¬1) 2334 - عن ثويلة بنت أسلم قالت: صلّيت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد ايليا، فصلّينا سجدتين -أي ركعتين-، ثم جاءنا من يخبرنا أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استقبل البيت الحرام. قال الحافظ: ووقع في تفسير ابن أبي حاتم من طريق ثويلة بنت أسلم: فذكرته" (¬2) حسن أخرجه بن أبي عاصم في "الآحاد" (3428 و 3461) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 42) والطبراني في "الكبير" (24/ 207 و 25/ 43) وابن منده في "معرفة الصحابة" (أسد الغابة 3/ 149 و 149 - 150) وابن مردويه في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 193) وأبو نعيم في "الصحابة" (4857 و 7548) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 44 و 284) من طرق (¬3) عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة الحارثي عن أبيه عن جدته أم أبيه تويلة (¬4) بنت أسلم قالت: صلّينا الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد ايلياء، فصلّينا ركعتين، ثم جاءنا من يحدثنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استقبل البيت الحرام، فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فصلّينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلون البيت الحرام، فحدثني رجل من بني حارثة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أولئك رجال آمنوا بالغيب". ¬

_ (¬1) 16/ 100 و 101 (كتاب التعبير- باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح) (¬2) 2/ 49 (كتاب الصلاة- باب التوجه نحو القبلة حيث كان) (¬3) رواه إبراهيم بن حمزة الزبيري وإسحاق بن إدريس الأسواري ويعقوب بن محمد الزهري عن إبراهيم بن جعفر. (¬4) اختلف في اسمها، فقل: تويلة، وقيل: ثويلة، وقيل: نويلة وقيل في اسم أبيها أيضاً: مسلم.

لفظ حديث إسحاق بن ادريس. قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه" وفي لفظ: "إنا لبمقامنا نصلّي في بني حارثة فقال عباد بن بشر بن قيظي: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقبل بيت الحرام أو الكعبة، فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فصلّوا السجدتين الباقيتين نحو الكعبة". لفظ حديث إبراهيم بن حمزة، ولفظ حديث يعقوب بن محمد نحوه. وإسناده حسن، إبراهيم بن جعفر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وجعفر بن محمود ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: محله الصدق. 2335 - عن سعيد بن زياد قال: صلّيت إلى جنب ابن عمر فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلّى قال: هذا الصلب في الصلاة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه. قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي من طريق سعيد بن زياد قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 47) وأحمد (6/ 102) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/358 - 359) وأبو داود (903) والنسائي (2/ 98) وفي "الكبرى" (965) والبيهقي (2/ 288) والمزي (9/ 484) من طرق عن سعيد بن زياد الشيباني عن زياد بن صُبَيْح الحنفي قال: صلّيت إلى جنب ابن عمر وذكر الحديث. وإسناده حسن، سعيد بن زياد قال ابن معين والعجلي: ثقة، وقال ابن معين أيضاً: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الدارقطني: لا يحتج به ولكن يعتبر به، لا أعرف له إلا حديث التصليب. وزياد بن صبيح وثقه ابن معين وغير واحد. 2336 - حديث عبد الرحمن أبزي قال: صلّيت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يتم التكبير. قال الحافظ: رواه أبو داود، وقد نقل البخاري في "التاريخ" عن أبي داود الطيالسي أنّه قال: هذا عندنا باطل. وقال الطبري والبزار: تفرد به الحسن بن عمران وهو مجهول" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 331 (كتاب الصلاة- أبواب العمل في الصلاة- باب الخصر في الصلاة) (¬2) 2/ 412 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب إتمام التكبير في الركوع)

أخرجه الطيالسي (ص 181) ثنا شعبة عن الحسن بن عمران عن ابن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال: صلّيت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم - فكان لا يتم التكبير. هذه رواية يونس بن حبيب عن الطيالسي، ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 347) والخطيب في "الموضح" (2/ 25) والمزي في "التهذيب" (6/ 291) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 75) وتابعه محمد بن بشار ثني الطيالسي به. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/300 - 301) وأخرجه النسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (42) عن محمد بن المثنى عن الطيالسي به. وأخرجه أبو داود (¬1) (837) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: ثنا الطيالسي به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 84) من طريق محمد بن عبد السلام الخشني القرطبي عن محمد بن بشار، وسمي ابن عبد الرحمن سعيدا. ووقع عند الباقين: ابن عبد الرحمن بن أبزى غير مسمى. ورواه غير واحد عن الطيالسي فسموه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، منهم: 1 - محمود بن غيلان المروزي. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2 / 300) والنسائي في "الإغراب" (42) 2 - ابن أبي شيبة (1/ 241 - 242). 3 - أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1929) • ورواه بعضهم عن شعبة فسماه: عبد الله، فقال رَوح بن عبادة البصري ويحيى بن حماد الشيباني وعمرو بن مرزوق الباهلي البصري: عن شعبة عن الحسن بن عمران عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه به. أخرجه أحمد (3/ 406) عن روح بن عبادة به. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 423)

و (3/ 407) عن يحيى بن حماد به. وأخرجه البيهقي (2/ 68) من طريق أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا عمرو بن مرزوق به (¬1). وأخرجه من طريق محمد بن سليمان ثنا يحيى بن حماد به (¬2). وهكذا رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن شعبة به لكنه ساقه بلفظ: صلّى خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى وكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خفض ورفع. أخرجه ابن سعد كما في "تهذيب التهذيب" (6/ 133) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 300) • ورواه سليمان بن حرب البصري عن شعبة فسماه: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وساقه بلفظ "فكان لا يتم الركوع". أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 149) قال الطيالسي: هذا عندنا لا يصح". وقال النسائي: هذا حديث منكر" وقال الحافظ في "النتائج" بعد أنْ أخرجه من طريق الطيالسي: هذا حديث غريب، والحسن مختلف فيه، وابن عبد الرحمن قيل: هو سعيد، وقيل: هو سعيد، وقيل: عبد الله، وكلاهما ثقة" وقال في "الإصابة" (6/ 258): سنده حسن" قلت: بل إسناده ضعيف. الحسن بن عمران مجهول كما قال الطبري والبزار، وقال عبد الحق في "الأحكام": ليس بالقوى، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 2337 - عن أبي ذر أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب فقال لأبي ذر: "صلّيت ركعتين" قال: لا. ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي عن عمرو بن مرزوق فلم يسم ابن عبد الرحمن بن أبزى. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 220) (¬2) رواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن يحيى بن حماد فلم يسم ابن عبد الرحمن بن أبزى. أخرجه الطحاوي أيضاً.

قال الحافظ: وروى الطبراني أيضاً من طريق أبي صالح عن أبي ذر: فذكره، وفي إسناده ابن لهيعة وشذ بقوله "وهو يخطب" فإنّ الحديث مشهور عن أبي ذر وأنّه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد أخرجه ابن حبان وغيره" (¬1) انظر حديث "الصلاة خير موضوع" 2338 - حديث شداد بن أوس قال: يا رسول الله، كيف أسري بك؟ قال: "صليت صلاة العتمة بمكة فأتاني جبريل بدابة" فذكر الحديث في مجيئه بيت المقدس وما وقع له فيه، قال: "ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا" فذكره، قال: "ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة". قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني وصححه البيهقي في "الدلائل". وقال: ووقع في حديث شداد بن أوس عند البزار والطبراني ما يؤيد الاحتمال الأول ففيه "ثم مررت بعير لقريش" فذكر القصة "ثم أتيت أصحابي بمكة قبل الصبح، فأتاني أبو بكر فقال: أين كنت الليلة؟ فقال: إني أتيت بيت المقدس، فقال: إنّه مسيرة شهر، فصفه لي، قال: ففتح لي شراك كأني أنظر إليه لا يسألني عن شيء إلا أنبأته عنه" وقال: وفي حديث شداد بن أوس "فصليت من المسجد حيث شاء الله وأخذني من العطش أشدّ ما أخذني فأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر عسل فعدلت بينهما ثم هداني الله فأخذت اللبن، فقال شيخ بين يدي يعني لجبريل: أخذ صاحبك الفطرة" وقال: وفي حديث شداد بن أوس "فإذا جهنم تكشف عن مثل الزرابي ووجدتها مثل الحمة السخنة". وزاد فيه: "أنّه رآها في وادي بيت المقدس" (¬2) أخرجه البزار (3484) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 3/ 14) والطبراني في "الكبير" (7142) وفي "مسند الشاميين" (1894) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 355 - 356) وأبو القاسم الأصبهاني في"الدلائل" (206) والضياء المقدسي في "فضائل ييت المقدس" (54) من طرق عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزُّبيدي الحمصي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم الأشعري عن محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي ثنا الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي أنّ جبير بن نفير حدثه قال: ثنا شداد بن أوس قال: قلنا: ¬

_ (¬1) 3/ 58 (كتاب الجمعة- باب إذا رأى الإِمام رجلاً جاء وهو يخطب أمره أن يصلي ركعتين) (¬2) 8/ 197 و 200 و 215 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء- حديث الإسراء والمعراج)

يا رسول الله، كيف أسري بك ليلة أسري بك؟ قال "صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتماً فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل وذكر الحديث بطوله. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن شداد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح" وقال أبو القاسم الأصبهاني: هذا حديث شامي الطريق واضح الإسناد" قلت: إسحاق بن إبراهيم مختلف فيه: قواه ابن معين، وضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وكذبه محمد بن عوف الحمصي. وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث وقال الذهبي: غير معروف العدالة. والباقوت ثقات. 2339 - حديث عبد الله بن أقرم: صلّيت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فكنت انظر إلى عُفْرتي إبطيه إذا سجد. قال الحافظ: وأخرج الترمذي وحسنه من حديث عبد الله بن أقرم: فذكره، وللحاكم من حديث ابن عباس نحو حديث عبد الله بن أقرم" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (2923) عن داود بن قيس الفراء قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن أقرم يحدث عن أبيه قال (¬2): حدثني أبي أنّه كان مع أبيه بالقاع من نمرة- أو قال: من تمرة- قال: فمّر بنا ركب فأناخوا بناحية الطريق، فقال لي أبي: أي بني كن في بهمنا حتى أدنو من هؤلاء الركب، قال: فدنا منهم ودنوت معه، فأقيمت الصلاة فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم، فقال: فكنت أنظر إلى عُفْرة إبطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما سجد. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 467) وأبو نعيم في "الصحابة" (3996). وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 100) وابن سعد (1/ 420 و 4/ 296 - 297) وابن أبي شيبة (¬3) (1/ 257 - 258) وأحمد (4/ 35) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 265) ¬

_ (¬1) 2/ 437 (كتاب الصلاة -أبواب صفة الصلاة- باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود) (¬2) يعني عبيد الله بن عبد الله بن أقرم. (¬3) وفي "مسنده" (610)

والترمذي (274) وابن ماجه (881) والحربي في "الغريب" (1/ 193) والنسائي (2/ 168) وفي "الكبرى" (695) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (117 و 1670 و 1671) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 231) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 116) والطبراني في "الكبير" (904 و 13/ حديث رقم 467) والحاكم (1/ 227) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1010 و 3996) والبيهقي (2/ 114 - 115) وفي "معرفة السنن" (3/ 32) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 591) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 176) والمزي (14/ 310) من طرق عن داود بن قيس به. قال الترمذي: حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما أصلته في تفرد الإبن بالرواية عن أبيه" وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 64 قلت: وهو كما قالا. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن التميمي عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُرى بياض إبطيه إذا سجد. وفي لفظ "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مُجَخ قد فرّج بين يديه". أخرجه عبد الرزاق (2924) وأحمد (1/ 343 و 362 و 365) عن سفيان الثوري (¬1) والطيالسي (ص 358) وأحمد (1/ 399 - 340) عن شعبة (¬2) وأحمد (1/ 267) وأبو داود (899) والحاكم (1/ 228) والبيهقي (2/ 115) عن زهير بن معاوية الكوفي (¬3) وأحمد (1/ 292) ¬

_ (¬1) واللفظ الأول له. (¬2) وصرح في روايته بسماع أبي إسحاق من التميمي. (¬3) واللفظ الثاني له.

عن أبي وكيع الجراح بن مليح الكوفي و (1/ 302 و 316 - 317) عن شَريك بن عبد الله القاضي وابن سعد (1/ 421) وأحمد (1/ 305 و 317 و 354) عن إسرائيل بن يونس كلهم عن أبي إسحاق به. والتميمي اسمه أَرْبِدَة ويقال: أَرْبِد وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن البرقي: مجهول، وذكره أبو العرب في "الضعفاء"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. الثاني: يرويه ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إنّ مولاك إذا سجد ضم يديه إلى جنبيه، فقال ابن عباس: تلك ربضة الكلب، قد رأيت بياض إبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد. أخرجه الطيالسي (ص 356) عن ابن أبي ذئب به. وأخرجه ابن سعد (1/ 421) وابن أبي شيبة (1/ 258) وأحمد (1/ 320 و 352) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (261) من طرق عن ابن أبي ذئب به. وشعبة هو ابن دينار القرشي الهاشمي وهو مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه مالك وجماعة. 2340 - عن علي قال: صلّيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة السفر ركعتين إلا المغرب ثلاثاً" قال الحافظ: وعن علي: فذكره، أخرجه البزار، وفيه أيضاً عن خزيمة بن ثابت وجابر وغيرهما" (¬1) حديث علي أخرجه البزار (845) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ويوسف بن موسى القطان قالا: ثنا أبو معاوية ثنا الحجاج عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: صلّيت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف ركعتين إلا المغرب ثلاثاً، وصليت معه في السفر ركعتين إلا المغرب ثلاثاً. ¬

_ (¬1) 3/ 227 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب تصلى المغرب ثلاثاً في السفر)

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 464) وفي "مسنده" ومسدد وابن أبي عمر وأحمد بن منيع في "مسانيدهم" (المطالب 751/ 1 و 751/ 2 و 767) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي بلفظ "صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة السفر ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنه صلاها ثلاثاً". وفي لفظ: "صلاة الخوف" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد من رواية عليّ عنه" قلت: وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة والحارث الأعور. ولم أقف على حديثي خزيمة بن ثابت وجابر بعد البحث عنهما في مظانهما. 2341 - حديث عمارة بن أوس: صلينا إحدى صلاتي العشى. قال الحافظ: وعند ابن سعد "حولت القبلة في صلاة الظهر أو العصر" على التردد، وساق ذلك من حديث عمارة بن أوس قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن سعد (1/ 243) وأبو يعلى (1509) وابن أبي خيثمة والبغوي (الإصابة 7/ 66) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 248) والطبراني في "الكبير" (المجمع 2/ 13 - 14) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 193) وأبو نعيم في "الصحابة" (5229) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 136) من طرق عن قيس بن الربيع أنا زياد بن عِلَاقة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال: صلّينا إحدى صلاتي العشى فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى: إنّ الصلاة قد وجهت إلى الكعبة، فتحول أو انحرف إمامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان" السياق لابن سعد. قال البخاري: عمارة بن أوس له صحبة، حديثه ليس بقائم الإسناد" التاريخ الكبير 3/ 2 / 494 وقال ابن حبان: له صحبة غير أني لست بالمعتمد على إسناد خبره" الثقات 3/ 294 وقال الهيثمي: وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري واختلف في الاحتجاج به" المجمع 2/ 13 - 14 وقال الحافظ: تفرد به قيس وهو ضعيف" الإصابة 7/ 66 ¬

_ (¬1) 1/ 104 (كتاب الإيمان- باب الصلاة من الإيمان)

قلت: قيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه عبد الملك بن حسين فرواه عن زياد بن علاقة عن عمارة بن رويبة قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشى حين صرفت القبلة، فدار النبي - صلى الله عليه وسلم - ودرنا معه في ركعتين. أخرجه الطبراني في "الكبير" (الإصابة 7/ 66) وأبو نعيم في "الصحابة" (5227) قال الهيثمي: وفيه عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي وهو ضعيف" المجمع 2/ 13 وقال الحافظ: سنده ضعيف" الفتح 2/ 49 2342 - عن ابن عمر مرفوعاً "صمت الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب" قال الحافظ: لا يثبت، وقد أورده صاحب "مسند الفردوس" من حديث ابن عمر، وفي إسناده الربيع بن بدر وهو ساقط" (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن أبي الصقر في "مشيخته" (46) من طريق شيبان بن فروخ الأُبَلي ثنا الربيع بن بدر الأعرجي عن عوف الأعرابي عن أبي المغيرة القواس عن ابن عمر به مرفوعاً. وزاد "وعمله مضاعف". وإسناده ضعيف جداً، الربيع بن بدر قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف" أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (141) والبيهقي في "الشعب" (3654) والسلفي في "معجم السفر" (414) من طريق أبي معاذ معروف بن حسان السمرقندي ثنا زياد الأعلم عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي أوفى به. قال البيهقي: معروف بن حسان ضعيف" ¬

_ (¬1) 8/ 149 و 150 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)

وقال أبو حاتم: مجهول، وقال ابن عدي: منكر الحديث. وأخرجه البيهقي أيضاً (3652) من طريق خلف بن يحيى العبدي عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي ثنا عبد الملك بن عمير عن ابن أبي أوفى به وزاد "وذنبه مغفور". وخلف بن يحيى أظنه الخراساني قاضي الري قال أبو حاتم: متروك الحديث، كان كذاباً، لا يشتغل به ولا بحديثه. وأخرجه يحيى بن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى" (43) والحسن الخلال في "الأمالي" (46) والبيهقي (3653) من طريق سليمان بن عمرو النخعي عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي أوفى به. وسليمان بن عمرو قال ابن عدي: اجتمعوا على أنّه يضع الحديث. 2 - عن ابن مسعود مرفوعاً "نوم الصائم عبادة، ونَفَسُهُ تسبيح، ودعاؤه مستجاب" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 83) عن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الجندي ثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي ثنا علي بن حرب ثنا جعفر بن أحمد بن بهرام ثنا علي بن الحسن عن أبي طيبة عن كُرز بن وبرة عن الربيع بن خُثيم عن ابن مسعود. وجعفر بن أحمد بن بهرام هو الجرجاني ترجمه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 175) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأبو طيبة واسمه عيسى بن سليمان الدارمي ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. وكرز بن وبرة ذكره ابن حبان في "الثقات"، والربيع بن خثيم قال ابن معين: ثقة لا يسأل عنه. وعلي بن حرب لعله الطائي، وعلي بن الحسن بغدادي كما في "تاريخ جرجان" (ص 343) ولم أر من ترجمه، وكذا شيخ أبي نعيم وشيخ شيخه. 3 - عن علي مرفوعاً "نوم الصائم عبادة، ونعسه تسبيح". أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 281) عن القاضي أبي القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي أنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي ثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث ثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد ثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي.

وسهل بن أحمد الديباجي قال ابن أبي الفوارس: كان رافضياً غالياً، كتبنا عنه كتاب محمد بن محمد بن الأشعث ولم يكن له أصل يعتمد عليه. وقال العتيقي: لم يكن بذاك في الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": رمي بالأخوين الرفض والكذب، رماه الأزهري وغيره. ومحمد بن محمد بن الأشعث متهم بالوضع (اللسان 5/ 362) 2343 - عن قتادة عن عبد الرحمن بن سلمة عن عمه أنّ أسلم أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "صمتم يومكم هذا؟ " قالوا: لا، قال: "فأتموا بقية يومكم واقضوه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 409) وابن السكن (تهذيب التهذيب 6/ 269) وأبو نعيم في "الصحابة" (7115) عن رَوح بن عبادة البصري وأبو داود (2447) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 371) عن يزيد بن زُرَيع البصري والنسائي في "الكبرى" (2852) عن محمد بن بكر البُرْساني و (2851) عن بشر بن المفضل البصري كلهم عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن سلمة (¬2) الخزاعي عن عمه قال: غدونا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عاشوراء وقد تغدينا، فقال: "أصمتم هذا اليوم؟ " قال: قلنا: قد تغدينا، قال: "فأتموا بقية يومكم" (¬3) اللفظ لأحمد. ¬

_ (¬1) 5/ 44 (كتاب الصوم- باب إنا نوى بالنهار صوماً) (¬2) هكذا سماه روح بن عبادة ومحمد بن بكر، وسماه يزيد بن زريع: عبد الرحمن بن مسلمة، ولم ينسبه بشر بن المفضل. (¬3) زاد أبو داود والنسائي "واقضوه"

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2850) وابن قانع (¬1) في "الصحابة" (3/ 84) من طريق شعبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن المنهال الخزاعي (¬2) عن عمه. وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن سلمة وقيل: ابن مسلمة وقيل: ابن المنهال ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راوياً إلا قتادة، وقال ابن القطان الفاسي: حاله مجهولة، وقال الذهبي: لا يعرف، تفرد عنه قتادة (الميزان 2/ 567 و 589). وسماه النسائي في "الكنى": عبد الرحمن بن سلمة بن المنهال. وسماه ابن حبان في "الثقات": عبد الرحمن بن منهال بن سلمة. 2344 - عن سعد بن أبي وقاص قال: "صنع رجل من الأنصار طعاماً فدعانا فشربنا الخمر قبل أنْ تحرّم حتى سكرنا فتفاخرنا إلى أنْ قال: فنزلت {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] إلى قوله {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] " قال الحافظ: أخرجه أحمد (1/ 181 و 185 - 186) ومسلم (1748") (¬3) 2345 - قال ابن مسعود: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، فقيل له في ذلك فقال: "صنعت هذا لئلا تحرج أمتي" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬4) أخرجه الطبراني في "الكبير" (10525) ثنا ادريس بن عبد الكريم الحداد ثنا أحمد بن حاتم الطويل ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان عن زاذان قال: قال ابن مسعود: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الأولى والعصر، وبين المغرب والعشاء، فقيل له، فقال: "صنعته لئلا تكون أمتي في حرج". عبد الله بن عبد القدوس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وعبد الرحمن بن ثروان مختلف فيه كذلك والأكثر على توثيقه، وباقي رجال الإسناد ثقات إلا أنّ الأعمش كان مدلساً وقد عنعن. ¬

_ (¬1) وقع عنده: عبد الرحمن أبي المنهال عن عمه مسلمة. (¬2) رواه ابن نجيح البغدادي في "جزئه" (تهذيب التهذيب 6/ 269) من طريق شعبة عن قتادة سمعت ابن المنهال. (¬3) 9/ 347 (كتاب التفسير: سورة المائدة- باب قوله: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: 90]) (¬4) 2/ 164 (كتاب الصلاة -أبواب المواقيت- باب تأخير الظهر إلى العصر)

2346 - "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 5/ 25) من حديث أبي هريرة. 2347 - "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده". قال الحافظ: ولأحمد من وجه آخر عن ابن عباس مرفوعاً: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 241) وابن خزيمة (2095) وابن عدي (3/ 956) وابن بشران (475) والبيهقي (4/ 287) وفي "فضائل الأوقات" (243) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1872) عن هشيم والبزار (كشف 1052) عن عيسى والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 387) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 78) عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط الصغير والطحاوي (2/ 78) عن عمران بن أبي ليلى كلهم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس به مرفوعاً. ولفظ البزار وغيره "صوموا قبله يوماً وبعده يوماً". ورواه سفيان بن عُيينة عن ابن أبي ليلى بلفظ "لئن بقيت لآمرنّ بصيام يوم قبله أو يوم بعده" ¬

_ (¬1) 12/ 492 (كتاب اللباس- باب ما يذكر في المسك) (¬2) 5/ 148 (كتاب الصوم- باب صوم يوم عاشوراء)

يعني يوم عاشوراء. أخرجه الحميدي (485) عن سفيان به. ومن طريقه أخرجه الييهقي (4/ 287) وأخرجه ابن عدي (3/ 956) من طريق الحارث بن النعمان بن سالم عن سفيان به. قال البزار: قد رُوي عن أبيه عن ابن عباس من غير وجه, ولا نعلم رَوى "صوموا قبله يوما وبعده" إلا داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس تفرد بها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى. وقد صح عن ابن عباس قوله، وله عنه طريقان: الأول: يرويه ابن جريج أخبرني عطاء أنّه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء: خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر. أخرجه عبد الرزاق (7839) عن ابن جريج به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 287) وفي "فضائل الأوقات" (242) وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 78) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جريج به. وإسناده صحيح. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 392) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا ابن عُيينة عن عمرو بن دينار سمع عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: فذكره. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه سفيان بن عيينة سمع عبيد الله بن أبي يزيد يقول: سمعت ابن عباس يقول: صوموا التاسع والعاشر ولا تشبهوا باليهود. أخرجه الشافعي كما في "التلخيص" (2/ 214) عن سفيان به. وإسناده صحيح. 2348 - عن عبد الله بن عمرو رفعه "صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين، وهلاك آخرها بالبخل والأمل".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وابن أبي الدنيا" (¬1) حسن أخرجه أحمد في "الزهد" (ص 16) عن الهيثم بن جميل البغدادي ثنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن شعيب عن ابن عمرو به مرفوعاً. واختلف فيه على محمد بن مسلم وهو الطائفي، فرواه غير واحد عنه عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعاً، منهم: 1 - سعيد بن سليمان الواسطي. أخرجه ابن عدي (6/ 2139) والبيهقي في "الشعب" (10046) وابن بشران (536 و 907) والخطيب في "التاريخ" (7/ 186) 2 - زافر بن سليمان الإيادي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7646) 3 - محمد بن القاسم الأسدي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (10351) وهذا أصح. قال المنذري: وفي إسناده احتمال للتحسين" الترغيب 4/ 241 قلت: إسناده حسن. ولم ينفرد إبراهيم بن ميسرة به بل تابعه ابن لَهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد، ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل" أخرجه ابن أبي الدنيا في "اليقين" (3) والبيهقي في "الشعب" (10350) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (165) وإسناده لا بأس به في المتابعات. 2349 - "صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات" ¬

_ (¬1) 14/ 11 (كتاب الرقاق- باب في الأمل وطوله)

قال الحافظ: وروى ابن حبان في صحيحه من طريق عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعاً: فذكره" (¬1) يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فرواه قتادة وابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة. - ورواه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزمي عن عطاء عن جابر بن عبد الله. • فأما حديث قتادة فيرويه عنه: هشام الدَّسْتُوَائي وحماد بن سلمة (¬2). واختلف فيه على هشام في رفعه ووقفه: فرواه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعاً "صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات". أخرجه ابن حبان (2830) من طريق زيد بن أخزم الطائي ثنا معاذ بن هشام به. ورواه غير واحد عن معاذ بن هشام بلفظ "صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ست ركعات وأربع سجدات". منهم: 1 - إسحاق بن راهوية في "مسند عائشة" (636) وأخرجه النسائي (3/ 106) وفي "الكبرى" (1855) عن إسحاق به. وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (5/ 148) من طريق محمد بن معاوية عن النسائي به. وأخرجه البيهقي (3/ 325) من طريق أحمد بن سلمة النيسابوري ثنا إسحاق به. 2 - محمد بن المثنى. أخرجه مسلم (902) ¬

_ (¬1) 3/ 175 (كتاب الصلاة -أبواب الاستسقاء- باب ما قيل في الزلازل والآيات) (¬2) ورواه الحجاج بن الحجاج عن قتادة لكنه لم يسم عائشة بل قال: حدثني الثقة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7258) من طريق حفص بن عبد الله السلمي ثنا إبراهيم بن طهمان عن الحجاج به. ورواه الحسين بن حفص الهمداني عن إبراهيم بن طهمان وسمى الثقة حذيفة. أخرجه أبو نعيم (7259)

3 - أبو غسان مالك بن عبد الواحد المِسْمَعِي. أخرجه مسلم (902) 4 - محمد بن بشار بُندار. وزاد فيه "في كسوف" أخرجه ابن خزيمة (1382) والبيهقي (3/ 325) 5 - يزيد بن سنان البصري. أخرجه أبو عوانة (2/ 403) 6 - عبيد الله بن عمر القواريري. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2229) ولم ينفرد معاذ بن هشام به بل تابعه محمد بن أبي عدي البصري عن هشام باللفظ الأخير. أخرجه ابن خزيمة (382) ورواه غير واحد عن هشام عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة قولها: صلاة الآيات ست ركعات في أربع سجدات". منهم: 1 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 470 و 14/ 271) وإسحاق في "مسند عائشة" (637) والنسائي في "الكبرى" (1856) 2 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 11/ 486) 3 - مسلم بن إبراهيم الفراهيدي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 328) 4 - أبو داود الطيالسي. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 308) والأول أصح، فقد رواه حماد بن سلمة عن قتادة فرفعه.

أخرجه أحمد (6/ 76) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا حماد ثنا قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم في صلاة الآيات فيركع ثلاث ركعات ثم يسجد ثم يركع ثلاث ركعات ثم يسجد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2230) من طريق الحجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة به. ورواه أسد بن موسى المصري عن حماد نحوه وقال فيه "تعني في صلاة الخسوف". أخرجه الطحاوي (1/ 328) قال ابن عبد البر: وأما حديث عبيد بن عمير عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى صلاة الكسوف ثلاث ركعات وسجدتين في كل ركعة، فإنما يرويه قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة، وسماع قتادة عندهم من عطاء غير صحيح، وقتادة إذا لم يقل سمعت وخولف في نقله فلا تقوم به حجة لأنّه يدلس كثيراً عمن من لم يسمع منه، وربما كان بينهما غير ثقة" التمهيد 3/ 307 قلت: لم ينفرد قتادة به بل تابعه ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: سمعت عبيد بن عمير يقول: أخبرني من أصدق- فظننت أنّه يريد عائشة- أنها قالت: كسفت الشمس على عهد رسول - صلى الله عليه وسلم - فقام بالناس قياماً شديداً،- يقوم بالناس ثم يركع، ويقوم ثم يركع، ويقوم ثم يركع، فركع ركعتين، في كل ركعة ثلاث ركعات، يركع الثالثة ثم يسجد، وذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (4926) عن ابن جريج به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2231) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (638) ومسلم (902) والبيهقي (3/ 325) وفي "المعرفة" (5/ 146) عن محمد بن بكر البُرْساني وأبو داود (1177) والنسائي (3/ 106) وفي "الكبرى" (1854) وابن خزيمة (1383) وأبو عوانة (2/ 403) والحاكم (1/ 332) عن إسماعيل بن عُلية وأبو عوانة (2/ 402 - 403)

عن حجاج بن محمد المِصيصي ثلاثتهم عن ابن جريج به. • وأما حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 467 - 468) وأحمد (3/ 317 - 318) ومسلم (2/ 623 - 624) وأبو داود (1178) وابن خزيمة (1386) وأبو عوانة (2/ 403 - 405 و 405) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 300) والطحاوي (1/ 328) وابن حبان (2843 و 2844) والطبراني في "الدعاء" (2221 و 2232) والبيهقي (3/ 325 - 326 و 326) وفي "معرفة السنن" (5/ 147 - 148) وفي "إثبات عذاب القبر" (85) من طرق عن عبد الملك عن عطاء عن جابر قال: كسفت الشمس على عهد رسول - صلى الله عليه وسلم -، وكان ذلك في اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الناس: إنما كسفت لموت إبراهيم، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلّى بالناس ست ركعات في أربع سجدات وذكر الحديث. وقد تكلم الإِمام الشافعي في هذا الحديث فقال: روى بعضكم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى ثلاث ركعات في كل ركعة. فقلت له: فتقول به أنت؟ قال: لا, ولكن لِمَ لَمْ تقل به أنت؟ وهو زيادة على حديثكم، ولم لم تثبته؟ قلت: هو من وجه منقطع، ونحن لا نثبت المنقطع على الانفراد، ووجه يراه- والله أعلم- غلطا. قال البيهقي: وإنما أراد بالمنقطع فيما أظن: فذكر حديث ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير قال: حدثني من أصدق: يريد عائشة. وحديث قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة. قال: وفي رواية ابن جريج دليل على أنّ عطاء إنما أسنده عن عائشة بالظن والحسبان لا باليقين. وكيف يكون عدد الركوع فيه محفوظاً عن عائشة. وقد روينا عن عروة وعمرة عن عائشة بخلافه (¬1)، وإن كان عن عائشة كما توهمه، فعروة وعمرة أخص بعائشة وألزم لها من عبيد بن عمير، وهما اثنان، فروايتهما أولى أنْ تكون هي المحفوظة. ورواه أيضاً يحيى بن أبي كثير عن أبي حفصة مولى عائشة أنّ عائشة أخبرته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته في كسوف الشمس نحو رواية عروة وعمرة. وأما الذي يراه الشافعي غلطاً فأحسبه- والله أعلم- أراد ما: فذكر حديث عبد الملك عن عطاء عن جابر. ¬

_ (¬1) وفي حديثهما عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى أربع ركعات وأربع سجدات.

قال: ومن نظر في قصة هذا الحديث، فقصة حديث أبي الزبير (¬1) عن جابر، علم أنها قصة واحدة، وأنّ الصلاة التي أخبر عنها، إنما فعلها مرة واحدة، وذلك يوم توفي ابنه إبراهيم، فيما زعم عبد الملك في هذه الرواية, وقاله أيضاً: المغيرة بن شعبة، وأبو مسعود الأنصاري، إلا أنهما لم يبينا كيفية الصلاة. ثم وقع الخلاف بين عبد الملك عن عطاء عن جابر، وبين هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر في عدد ركعات الركوع في كل ركعة، فوجدنا رواية هشام أولى، لكونه مع أبي الزبير أحفظ من عبد الملك، ولموافقة روايته في عدد الركوع رواية عروة وعمرة عن عائشة، ورواية كثير بن عباس وعطاء بن يسار عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو، ثم رواية يحيى بن سليم وغيره، وقد خولف عبد الملك في روايته عن عطاء، فرواه ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير كما تقدم. فرواية هشام عن أبي الزبير عن جابر التي لم يقع فيها الخلاف، ويوافقها عدد كثير أولى من روايتي عطاء اللتين إنما يسند إحداهما بالتوهم، والأخرى ينفرد بها عنه عبد الملك بن أبي سليمان الذي قد أخذ عليه الغلط في غير حديث" (¬2) وذكر البيهقي في "الكبرى" نحوا مما تقدم، وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: ذكره من حديث ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة ثم قال: خالفهما عبد الملك بن أبي سليمان في إسناده فرواه عن عطاء عن جابر وأخبر أنّ ذلك كان في اليوم الذي مات فيه إبراهيم. قلت: هذان حديثان أحدهما من رواية عائشة سمعه عطاء من عبيد بن عمير عنها فرواه لابن جريج وقتادة، والآخر من رواية جابر وفيه زيادة أنّه كان في اليوم الذي مات فيه إبراهيم، سمعه عطاء منه فرواه لعبد الملك فكيف يعلل أحدهما بالآخر ويجعل أنّ عبد الملك خالفهما, ولهذا أخرجهما مسلم معاً في "صحيحه". ثم ذكر البيهقي ما معناه: أنّ هذه القصة والتي رواها أبو الزبير عنه واحدة وأنّه -عليه السلام- إنما فعلها يوم توفي ابنه إبراهيم وأنّ في رواية هؤلاء العدد مع فضل حفظهم دليلاً على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين. قلت: قد جاء في الصحيح من حديث علي وعائشة وجابر وابن عباس الزيادة على ركعتين في كل ركعة كما ذكره البيهقي في هذا الباب ويذكره في الباب الذي يليه، وإذا كان الآتي بالزيادة عدلاً ثقة وقد خُرجت روايته بالزيادة في الصحيح وجب قبول روايته" ¬

_ (¬1) وفي حديثه أيضاً أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى أربع ركعات وأربع سجدات. (¬2) المعرفة 5/ 145 - 149

2350 - حديث عبد الله بن عمرو قال: بلغني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الرجل قاعداً على نصف الصلاة" فأتيته فوجدته يصلي جالساً فوضعت يدي على رأسي فقال "مالك يا عبد الله؟ " فأخبرته فقال "أجل ولكني لست كأحد منكم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (735) وأبو داود (950) والنسائي (1660") (¬1) 2351 - "صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحبّ إلى الله". قال الحافظ: رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وغيره من حديث أبي بن كعب مرفوعاً، وله شاهد قوي في الطبراني من حديث قباث بن أَشِيْم" (¬2) يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه عن أبي بن كعب قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح (¬3) فقال: "أشاهد فلان؟ " قالوا: لا (¬4)، قال: "أشاهد فلان؟ " قالوا: لا (¬5)، قال: "إنّ هاتين الصلاتين -يعني العشاء والصبح- من أثقل (¬6) الصلاة على المنافقين ولو يعلمون (¬7) ما فيهما لأتوهما ولو حبوا (¬8)، والصف الأول (¬9) على مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى (¬10) من صلاته وحده، وصلاته (¬11) مع الرجلين أزكى (¬12) من صلاته مع الرجل، وما كثر (¬13) فهو أحبّ (¬14) إلى الله -عز وجل-" اللفظ للبيهقي. ¬

_ (¬1) 3/ 240 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب صلاة القاعد) (¬2) 2/ 277 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب فضل صلاة الجماعة) (¬3) زاد ابن الأعرابي وغيره "ثم التفت" وزاد أبو داود وغيره "يوماً" وزاد الدارمي وغيره "ثم أقبل علينا بوجهه" وزاد الحاكم "فلما صلى" وزاد أبو نعيم وغيره "فلما سلم نظر في وجوه القوم" وزاد ابن أبي شيبة وغيره "فلما قضى الصلاة رأى من أهل المسجد قلة" (¬4) زاد ابن خزيمة "ولم يشهد الصلاة" ولفظ عبد الرزاق وغيره "نعم ولم يحضر" ولفظ التنوخي وغيره "نعم ولم يشهد الصلاة" (¬5) زاد الدارمي وغيره "لنفر من المنافقين لم يشهدوا الصلاة" وزاد أحمد بن عصام "لتعرفن المنافقين" (¬6) ولفظ الطبراني "أشد" (¬7) زاد ابن حبان "فضل" (¬8) زاد أبو داود "على الركب" (¬9) وفي لفظ "المقدم" (¬10) ولفظ ابن خزيمة "أربى" (¬11) ولفظ التنوخي عن أبي الأحوص "وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الاثنين" (¬12) ولفظ ابن خزيمة "أربى" (¬13) ولفظ الطبراني "وما زاد" (¬14) ولفظ ابن الأعرابي "وما زاد فهو أزكى"

منهم: 1 - الأعمش. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 140) وابن الأعرابى فى "معجمه" (ق 198) وأبو الشيخ في "الأقران" (90) 2 - زهير بن معاوية الجعفي الكوفي. أخرجه أحمد (5/ 141) والدارمي (1274) وابن خزيمة (1476) والهيثم بن كليب (1508) والبيهقي (3/ 68) وأبو القاسم التنوخي في "الفوائد العوالي" (ص 150 - 151) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2642) 3 - يونس بن أبي إسحاق (¬1). أخرجه ابن ماجه (790) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (41) وأبو القاسم التنوخي (ص 148 - 149) 4 - خالد بن ميمون الخراساني. أخرجه الدارمي (1275) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 641) وأحمد بن عصام في "جزئه" (3) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن خالد بن ميمون (¬2). ورواه عبد الله بن شَوذب الخراساني عن خالد بن ميمون فلم يذكر عن أبيه. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1304) - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب ولم يذكروا عن أبيه، منهم: 1 - إبراهيم بن طهمان. أخرجه البيهقي (3/ 61) 2 - إسرائيل بن يونس. أخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 641) والبيهقي في "الشعب" (2601) ¬

_ (¬1) ولفظ حديث "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاة الرجل وحدة أربعاً وعشرين أو خمساً وعشرين درجة" (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4771) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (167) ولم يذكرا "عن أبيه".

3 - الحجاج بن أرطأة. أخرجه أحمد (5/ 141) من طريق حماد بن سلمة (¬1) ثنا الحجاج بن أرطأة. 4 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (2004) عنه به. ومن طريقه أخرجه الحاكم (1/ 248) وأخرجه أحمد (5/ 140) والبخاري في "الكبير" (3/ 1 / 50 - 51) والحاكم (1/ 248) عن وكيع والحاكم (1/ 248) عن الحسين بن حفص الهَمْدَاني وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي وعبد الصمد بن حسان المَروروذي وعبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 50) عن محمد بن يوسف الفريابي كلهم عن الثوري به (¬2). 5 - شعبة بن الحجاج. أخرجه الطيالسي (ص 75) عنه به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 67 - 68) وفي "الصغرى" (477) وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 641) والهيثم بن كليب (1507 و 1509) والبيهقي (3/ 67 - 68) عن الحجاج بن المنهال البصري ¬

_ (¬1) رواه مُعَمّر بن سليمان الرقي عن الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب. أخرجه ابن جميع في "معجمه" (ص 159 - 160) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2019) والذهبي في "سير الأعلام" (6/ 78 - 79) (¬2) رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن الثوري عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن أبي بصير عن أبي بن كعب. أخرجه الحاكم (1/ 248) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 321) وأبو القاسم التنوخي (ص 154)

ويعقوب بن سفيان (2/ 641) عن أبي زيد سعيد بن الربيع الهروي البصري وأبو داود (554) عن حفص بن عمر الحَوْضي وأحمد (5/ 140) وابن خزيمة (1477) عن محمد بن جعفر البصري غندر وابن حبان (2056) والحاكم (1/ 247 - 248) والبيهقي في "معرفة السنن" (4/ 117 - 118) عن محمد بن كثير العبدي البصري والطبراني في "الأوسط" (1855) وابن الأعرابي (ق 93/ أ) وأبو الشيخ في "الأقران" (411) وأبو القاسم التنوخي (ص 145 - 146 و 146) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (663 و 664) عن أيوب السَّخْتِيَاني والدارمي (1273) وعبد بن حميد (173) والحاكم (1/ 247 - 248) عن سعيد بن عامر الضُّبَعِي البصري والهيثم بن كليب (1505) عن شبابة بن سَوَّار المدائني والحاكم (1/ 247 - 248) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري والبيهقي في "معرفة السنن" (4/ 117 - 118) عن عبد الوهاب بن عطاء الخَفّاف العجلي البصري وابن خزيمة (¬1) (1477) ¬

_ (¬1) رواه ابن خزيمة عن بندار عن يحيى القطان به.

عن يحيى بن سعيد القطان وأبو الشيخ في "الأقران" (316) عن محمد بن إسحاق المدني كلهم عن شعبة به. ورواه خالد بن الحارث البصري عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه - قال أبو إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه - قال: سمعت أبي بن كعب. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 140) والنسائي (2/ 81) وفي "الكبري" (917) وابن حبان (2057) والحاكم (1/ 249) والبيهقي (3/ 68) وتابعه معاذ بن معاذ العنبري البصري عن شعبة به. أخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 641 - 642) والهيثم بن كليب (1506) والحاكم (¬1) (1/ 249) والبيهقي (3/ 68) ورواه ابن المبارك عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بصير عن أبي بن كعب. أخرجه الحاكم (1/ 248) والبيهقي (3/ 68) 6 - قيس بن الربيع. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (220) - ورواه أبو الأحوص (¬2) سلام بن سليم الكوفي عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن أبي بصير عن أبي بن كعب. ¬

_ = ورواه الحاكم (1/ 249) من طريق محمد بن خلاد عن يحيى القطان به. لكن ذكره الذهبي في "تلخيص المستدرك" وزاد فيه: عن أبيه. وهكذا رواه محمد بن أبي بكر المقدمي عن يحيى القطان وزاد فيه: عن أبيه. أخرجه البيهقي (3/ 68) ووقع عندهما: قال أبو إسحاق: قد سمعته منه ومن أبيه. (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه، وأثبته الذهبي في "تلخيص المستدرك". (¬2) قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث أبي الأحوص هذا فقال أبي: كان أبو إسحاق واسع الحديث، يحتمل أن يكون سمع من أبي بصير وسمع من ابن أبي بصير عن أبي بصير وسمع من العيزار عن أبي بصير. سمعت سليمان بن حرب قال: أخبرني وهب بن جرير قال: قال شعبة: أبو إسحاق قد سمع من عبد الله بن أبي بصير ومن أبي بصير كلاهما هذا الحديث. وقال أبو زرعة: وهم فيه أبو الأحوص، والحديث حديث شعبة" العلل 1/ 102 - 103

أخرجه ابن أبي شيبة (3326) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 51) ويعقوب بن سفيان (2/ 641) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 141) والحاكم (1/ 248 - 249) والبيهقي (3/ 68) وأبو القاسم التنوخي (ص 151 - 153 و 153) - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن أبي بصير عن أبي بن كعب، منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (2006) 2 - جرير بن حازم البصري. أخرجه أحمد (5/ 141) 3 - عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. أخرجه البيهقي (3/ 102) - ورواه حُباب القُطَعي عن أبي إسحاق عن رجل من عبد القيس عن أبي بن كعب. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 141) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 415 - 416) قال الحاكم: اختلفوا في هذا الحديث على أبي إسحاق من أربعة أوجه، والرواية فيها عن أبي بصير وابنه عبد الله كلها صحيحة، والدليل عليه رواية خالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ ويحيى بن سعيد عن شعبة. قال علي بن المديني: رواه أبو إسحاق عن شيخ لم يسمع منه غير هذا وهو عبد الله بن أبي بصير وقد قال شعبة عن أبي إسحاق أنه سمع من أبيه ومنه، وقال أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث وما أرى الحديث إلا صحيحاً. وقال: قد سمع أبو إسحاق من عبد الله بن أبي بصير ومن أبيه أبي بصير. وقال محمد بن يحيى الذهلي: رواية يحيى بن سعيد وخالد بن الحارث عن شعبة وقول أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث كلها محفوظة" المستدرك وقال الحافظ: تترجح الرواية الأولى للكثرة وأما عبد الله بن أبي بصير فقد قال فيه العجلي: كوفي تابعي ثقة" التهذيب 5/ 162 قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات", ولم يَرو عنه إلا أبو إسحاق، قال الذهبي في "الكاشف": يجهل، وقال في "الميزان": لا يعرف إلا برواية أبي إسحاق عنه.

وقال ابن عبد البر: حديث ليس بالقوي" التمهيد 14/ 139 وأما حديث قباث بن أشيم فأخرجه ابن سعد (7/ 411) والبزار (كشف 461) والطبراني في "الكبير" (19/ 36) وفي "مسند الشاميين" (487 و 488) وأبو نعيم في "الصحابة" (5791) والبيهقي (3/ 61) والخطيب في "المتفق والمفترق" (908) من طرق عن ثور بن يزيد الرَّحَبي عن يونس بن سيف الكَلاعي عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث بن أشيم مرفوعاً "صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى، وصلا أربعة يؤم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤم أحدهم أزكى عند الله من مائة تترى". - ورواه الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد واختلف عنه: • فرواه عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي عن الوليد بن مسلم أخبرني ثور بن يزيد عن يونس بن سيف عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 282 و 4/ 1/ 192) وتابعه هشام بن عمار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (926) • ورواه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الطالقاني والحميدي (¬1) عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وثور بن يزيد عن يونس بن سيف عن قباث، ولم يذكرا عبد الرحمن بن زياد. أخرجه البيهقي (3/ 61) والأول أصح. ولم ينفرد ثور بن يزيد به بل تابعه: 1 - معاوية بن صالح الحمصي. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 282) والطبرانى في "الكبير" (19/ 36) وفي "مسند الشاميين" (2011) من طريق عبد الله بن صالح المصري عن معاوية به. 2 - محمد بن الوليد الزبيدي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع (2/ 364 - 365) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

أخرجه البخاري (¬1) في "الكبير" (3/ 1/ 282) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 364) والطبراني في "مسند الشاميين" (1867) قال المنذري: إسناده لا بأس به" الترغيب 1/ 265 وقال الهيثمي: رجال الطبراني موثقون" المجمع 2/ 39 قلت: عبد الرحمن بن زياد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راوياً إلا يونس بن سيف، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راوياً إلا يونس بن سيف فهو مجهول. 2352 - عن أنس قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهي مُحِمّة، فحمى الناس، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد والناس يصلون من قعود فقال: "صلاة القاعد نصف صلاة القائم" قال الحافظ: فعند أحمد من طريق ابن جريح عن ابن شهاب عن أنس قال: فذكره، رجاله ثقات، وعند النسائي متابع له من وجه آخر" (¬2) له عن أنس طريقان: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة وهي مُحِمّة فحُمّ الناس، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس يصلون قعوداً فقال: "صلاة القاعد نصف صلاة القائم" فتجشموا الناس الصلاة قياماً. أخرجه عبد الرزاق (4121) عن ابن جُريج قال: قال ابن شهاب أني أنس به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 48) - وأخرجه أحمد (3/ 136) عن محمد بن بكر البُرْساني قال: ثنا ابن جريج قال: قال ابن شهاب: أني أنس به. وأخرجه أبو يعلى (3583) عن أحمد بن المقدام العجلي ثنا محمد بن بكر به. ورواته ثقات إلا أنّ ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعاً من الزهري. لكنه لم ينفرد به بل تابعه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أنس به. ¬

_ (¬1) وسمى هو وابن قانع عبد الرحمن: عامرا. (¬2) 3/ 239 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب صلاة القاعد)

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 48) وصالح قال النسائي وغيره: ضعيف، وقال ابن معين والبخاري: ليس بشيء في الزهري. الثاني: يرويه عبد الله بن جعفر المخرمي ثني إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أنس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناس وهم يصلون قعوداً من مرض فقال: "أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" أخرجه أحمد (3/ 214) والنسائي في "الكبرى" (1364) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وابن ماجه (1230) عن بشر بن عمر الزهراني قالا: ثنا عبد الله بن جعفر به. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب إسماعيل عن مولى لابن العاص عن عبد الله بن عمرو" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 1/ 145 قلت: رواته ثقات، لكن إسماعيل بن محمد بن سعد لم يذكر سماعاً من أنس، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين فالظاهر أنه لم يسمع منه والله أعلم. واختلف عنه، فرواه مالك (1/ 136) عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن مولى لعمرو بن العاص أو لعبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً "صلاة أحدكم وهو قاعد مثل نصف صلاته وهو قائم" قال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة الرواة عن مالك، لا خلاف بينهم فيه عنه، ورواه ابن عُيينة عن إسماعيل بن محمد عن أنس، والقول عندهم قول مالك، والحديث محفوظ لابن عمرو، وقد ذكرنا طرقه في باب مرسل ابن شهاب من كتابنا هذا مستقصاة" التمهيد 1/ 132 و 12/ 45 وللحديث شاهد عن ابن عمر نحوه. أخرجه عبد الرزاق (4120)

عن مَعْمر بن راشد وابن أبي شيبة (2/ 52) عن عبيد الله بن عمر العمري كلاهما عن الزهري عن ابن عمر. وله شاهد آخر عن ابن عمرو نحوه. أخرجه مالك (1/ 136 - 137) عن ابن شهاب الزهري عن ابن عمرو. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 45): هكذا روى الحديث عن مالك جماعة الرواة فيما علمت بهذا الإسناد مرسلاً. ثم ذكر الاختلاف فيه على مالك وعلى ابن شهاب فانظره. 2353 - "صلاة الليل مثنى" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 130 - 134) من حديث ابن عمر. 2354 - "صلاة الوسطى صلاة العصر" قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي من حديث سَمُرَة رفعه قال: فذكره" (¬2) حسن أخرجه أحمد (5/ 7 و 8 و 12 و 13 و 22) والترمذي (182 و 2983) والروياني (805) والطبري في "تفسيره" (2/ 560) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 174) والطبراني في "الكبير" (6823 و 6824 و 6825 و 6826) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 150) والبيهقي (1/ 460) عن قتادة. والروياني (790) والطبري (2/ 557) عن إسماعيل بن مسلم المكي ¬

_ (¬1) 9/ 306 (كتاب التفسير: سورة النساء) (¬2) 9/ 261 (كتاب التفسير -سورة البقرة- باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البَقَرَة: 238])

وابن عدى (6/ 2419) عن مُجَّاعة بن الزبير العَتَكي قال قتادة: ثنا، وقال الآخران: عن الحسن عن سمرة به مرفوعاً. قال الترمذي: قال محمد (هو البخاري): قال علي بن عبد الله (هو ابن المديني): حديث الحسن عن سمرة حديث صحيح وقد سمع منه. قال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن" وقال في الموضع الثاني: هذا حديث حسن صحيح" وقال الشيخ أحمد شاكر (تخريج الترمذي 1/ 342): حديث صحيح لصحة إسناده وليست له علة" قلت: فيه عنعنة الحسن البصري فإنّه كان مدلساً، لكن الحديث حسن كما قال الترمذي فإن له شواهد عن جماعة من الصحابة، وقد تقدم الكلام على بعضها في حرف الشين، وسيأتي الكلام على غيرها في أواخر حرف الصاد. طريق أخرى: أخرج الطبراني في "الكبير" (7009) عن سليمان بن موسى و (7010) عن محمد بن إبراهيم بن خُبيب بن سليمان بن سمرة كلاهما عن جعفر بن سعد بن سمرة ثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحافظ على الصلوات كلها، وأوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة الوسطى ونبأنا أنها صلاة العصر. وهذا إسناد مسلسل بالمجاهيل، قال أبو الحسن بن القطان: ما من هؤلاء من يعرف حاله -يعني جعفر وشيخه وشيخ شيخه- وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم. 2355 - "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا". قال الحافظ: أخرجه الإمام أحمد وصححه ابن حبان من طريق عطاء عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وفي رواية ابن حبان "وصلاة في ذلك أفضل من مائة صلاة في مسجد المدينة" قال ابن عبد البر: اختلف على ابن الزبير في رفعه ووقفه،

ومن رفعه أحفظ وأثبت، ومثله لا يقال بالرأي. وفي ابن ماجه من حديث جابر مرفوعاً: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلا في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه" وفي بعض النسخ "من مائة صلاة فيما سواه" ورجال إسناده ثقات لكنه من رواية عطاء في ذلك عنه، قال ابن عبد البر: جائز أنْ يكون عند عطاء في ذلك عنهما وعلى ذلك يحمله أهل العلم بالحديث، ويؤيده أنّ عطاء إمام واسع الرواية معروف بالرواية عن جابر وابن الزبير" (¬1) صحيح وله عن عبد الله بن الزبير طريقان: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فرواه حبيب المعلم عن عطاء عن عبد الله بن الزبير مرفوعاً. أخرجه أحمد (4/ 5) عن يونس بن محمد المؤدب والبزار (2196) عن أحمد بن عبدة الضبي والطحاوي في "المشكل" (598) وابن حبان (1620) عن محمد بن عبيد بن حساب البصري وابن عدي (2/ 817) عن محمد بن سليمان المصيصي المعروف بِلُوَيْن والطحاوي في "المشكل" (597) وفي "شرح المعاني" (3/ 127) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 139) عن مسدد وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1384) والطحاوي في "المشكل" (598) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدَري ¬

_ (¬1) 3/ 309 (كتاب الصلاة -أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

وعبد بن حميد (521) وابن أبي خثيمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 35) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 398) والفاكهي في "أخبار مكة" (1183) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 24 - 25 و 25) والبيهقي (5/ 246) عن سليمان بن حرب البصري والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 268) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 29) عن عارم بن الفضل البصري كلهم عن حماد بن زيد ثنا حبيب المعلم به. ورواه إبراهيم بن الحجاج النيلي عن حماد بن زيد عن كثير بن شِنْظِير عن عطاء عن ابن الزبير. أخرجه ابن عدي (6/ 2090) والأول أصح، ويحتمل أن يكون لحماد بن زيد في هذا الحديث شيخين والله أعلم. قال ابن عبد البر: وهو حديث ثابت لا مطعن فيه لأحد إلا لمتعسف لا يعرج على قوله في حبيب المعلم، وقد وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وسائر الإسناد أئمة ثقات أثبات" وقال المنذري وابن القيم: إسناده صحيح" الترغيب 2/ 214 - زاد المعاد 1/ 48 وقال الزين العراقي في "شرح الترمذي": رجاله رجال الصحيح" فيض القدير 4/ 227 وقال الهيثمي: رجال أحمد والبزار رجال الصحيح" المجمع 4/ 4 - 5 وقال البوصيري: هذا حديث صحيح" إتحاف الخيرة 1/ 149 قلت: وهو كما قالوا. ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه: 1 - الربيع بن صَبيح البصري. أخرجه الطيالسي (ص 195) عنه به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4147) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 270) من طريق أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة الشَّعيري ثنا الربيع بن صبيح به.

والربيع بن صبيح مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره. 2 - خلاد بن عطاء. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 64) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 269) من طريق مسلم بن خالد عن خلاد بن عطاء به. ومسلم بن خالد هو الزَّنْجي قال أبو داود والنسائي وغيرهما: ضعيف، وقواه غير واحد. - ورواه ابن جريج أنا عطاء عن عبد الله بن الزبير قوله. أخرجه عبد الرزاق (9133) والفاكهي (1220) وتابعه الحجاج بن أرطأة عن عطاء عن ابن الزبير قوله. أخرجه المحامي (295) عن محمود بن خداش الطالقاني وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 36) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 23) عن زهير بن حرب النسائي قالا: ثنا هشيم أنبأ الحجاج به. (¬1) - ورواه عبد الكريم بن مالك الجزري عن عطاء عن جابر مرفوعاً "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه". أخرجه أحمد (3/ 343 و 397) وابن ماجه (1406) والطحاوي في "المشكل" (599) وفي "شرح المعاني" (3/ 127) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 139) وابن الأعرابي (ق 147) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم بن مالك به. قال ابن عبد البر: نقلته ثقات كلهم، وجائز أن يكون عند عطاء في ذلك عن جابر وعبد الله بن الزبير فيكونان حديثين، وعلى ذلك يحمله أهل الفقه في الحديث" وقال المنذري: رواه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين" الترغيب 2/ 214 ¬

_ (¬1) رواه حسين بن حسن السلمي عن هشيم فرفعه. أخرجه الفاكهي (1182)

وقال الزين العراقي: إسناده جيد" فيض القدير 4/ 227 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 13 قلت: وهو كما قالوا (¬1). - ورواه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء عن ابن عمر مرفوعاً "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فهو أفضل". أخرجه أحمد (2/ 29) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 28) عن إسحاق بن يوسف الأزرق والبيهقي (5/ 246) عن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي والفاكهي (1211) عن مالك بن سُعير ثلاثتهم عن عبد الملك بن أبي سليمان به. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع، قال أحمد وابن معين: لم يسمع عطاء من ابن عمر. - ورواه ابن جريج ثني عطاء أنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة أو عن عائشة مرفوعاً "صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام". أخرجه عبد الرزاق (9131) عن ابن جريج به. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1216) عن ابن أبي عمر وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1396) عن عبد الرزاق به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) وله طريق أخرى عن جابر أخرجها الفاكهي (1184) عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ثني أبي ثنا إبراهيم بن أبي حية المكي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد عن جابر مرفوعاً "صلاة في المسجد الحرام مائة ألف، وفي مسجدي مائة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 377) وأخرجه ابن عدي (7/ 2670) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 81) من طرق عن ابن أبي مسرة به. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن أبي حية. ووقع عند ابن عدي: يحيى بن أبي حية، والصواب إبراهيم.

قال ابن عبد البر: طعن قوم في حديث عطاء في هذا الباب للاختلاف عليه فيه, لأن قوماً يروونه عنه عن ابن الزبير، وآخرون يروونه عنه عن ابن عمر، وآخرون يروونه عن جابر. ومن العلماء من لم يجعل مثل هذا علة في هذا الحديث, لأنه يمكن عند عطاء عنهم كلهم، والواجب أن لا يدفع خبر نقله العدول إلا بحجة لا تحتمل التأويل ولا المخرج، ولا يجد منكرها لها مدفعاً، وهو مشتهر بصحة حديث عطاء" - ورواه محمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء عن أبي هريرة. أخرجه الفاكهي (1213) والعرزمي متروك الحديث. الثاني: يرويه زياد بن سعد الخراساني عن سليمان بن عتيق سمع ابن الزبير رفعه "صلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد". أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 305) عن محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري ثنا سهل بن عبيد التستري ثنا سفيان بن عُيينة عن زياد بن سعد به. وسهل بن عبيد لم أقف له على ترجمة، وخالفه جماعة رووه عن ابن عيينة عن زياد بن سعد عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير عن عمر قوله، منهم: 1 - الحميدي. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 371 - 372) والطحاوي (¬1) في "المشكل" (2/ 61) وفي "شرح المعاني" (3/ 127) 2 - إسحاق بن إسماعيل الأيلي. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 19) 3 - حامد بن يحيى البلخي. أخرجه ابن عبد البر (6/ 20 - 21) 4 - أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. أخرجه ابن عبد البر (6/ 21) ¬

_ (¬1) رواه الطحاوي عن محمد بن النعمان السقطي عن الحميدي عن سفيان هكذا. ورواه بشر بن موسى الأسدي عن الحميدي (مسنده 941) فلم يذكر عمر بن الخطاب. ومن طريقه ذكره البوصيري في "الإتحاف" (1395) وزاد فيه: عن عمر.

5 - محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. أخرجه ابن عبد البر (6/ 22) وهذا أصح. 2356 - "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة" قال الحافظ: وللنسائي من حديث جرير مرفوعاً: فذكره، وإسناده صحيح" (¬1) حسن بشواهده أخرجه النسائي (4/ 190) وفي "الكبرى" (2728) وأبو يعلى (7504) والطبراني في "الكبير" (2500) و "الصغير" (2/ 52) والبيهقي في "الشعب" (3570) عن مخلد بن الحسن بن أبي زميل البغدادي والطبراني في "الكبير" (2499) عن جندل بن والق الكوفي قالا: ثنا عبيد لله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق السبيعي عن جرير بن عبد الله به مرفوعاً وزاد "وأربع عشرة وخمس عشرة". قال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 2/ 124 قلت: أبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط قبل موته، ولم أر أحداً صرح بسماع زيد بن أبي أنيسة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. ولم ينفرد زيد بن أبي أنيسة به بل تابعه غيلان بن جامع الكوفي عن أبي إسحاق عن جرير به مرفوعاً. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 27) عن أبي الشيخ ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ثنا أبي ثنا غيلان به. وغيلان لم أر أحداً صرح بسماعه من أبي إسحاق أهو قبل الاختلاط أم بعده. والحديث اختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه المغيرة بن مسلم القَسْملي عنه عن جرير موقوفاً. ¬

_ (¬1) 5/ 130 (كتاب الصوم- باب صيام البيض)

قال أبو زرعة: حديث أبي إسحاق عن جرير مرفوع أصح من موقوف ولأنّ زيد بن أبي أنيسة أحفظ من مغيرة بن مسلم" علل الحديث 1/ 267 قلت: وأبو إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعاً من جرير. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها فانظر "الترغيب" (2/ 120 و 121 و 124) و"المجمع" (3/ 196) 2357 - "صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم" قال الحافظ: وورد في أول حديث مرفوع عن ابن عمر أورده ابن أبي حاتم بإسناد فيه مجهول ولفظه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1625) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ثني سعيد بن أبي أيوب ثني عبد الله بن الوليد عن أبي الربيع رجل من أهل المدينة عن ابن عمر به مرفوعاً. وأبو الربيع أظنه المذكور في كنى مسلم قال: أبو الربيع رجل من أهل المدينة عن أبي هريرة، روى عنه سماك بن حرب، أو هو المترجم في "اللسان" (7/ 47) عن ابن عمر وعنه أبو شعبة الطحان. قال الدارقطني: مجهول. وعبد الله بن الوليد هو ابن قيس بن الأخرم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به. 2358 - حديث جابر مرفوعاً "صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصاد لكم" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وابن خزيمة" (¬2) ضعيف يرويه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 9/ 244 (كتاب التفسير: سورة البقرة -باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]) (¬2) 4/ 405 (كتاب الحج -أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب إذا أهدي للمحرم حماراً وحشياً حياً لم يقبل)

- فرواه غير واحد عنه عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن جابر مرفوعاً " (¬1) صيد البر لكم حلال وأنتم حرم ما لم تصيدوه (¬2) أو يصد (¬3) لكم" أخرجه أحمد (3/ 362) وأبو داود (1851) والترمذي (846) والنسائي (5/ 147) وفي "الكبرى" (3810) وابن خزيمة (2641) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (775) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 171) وابن حبان (3971) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (2) والدراقطني (2/ 290) والحاكم (1/ 452 و 476) والبيهقي (5/ 190) وفي "الصغرى" (1582) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 62 و 21/ 154) عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري الزهري الإسكندراني وابن خزيمة (4/ 180) والطحاوي (2/ 171) ومحمد بن المظفر (2) والدارقطني (2/ 290) والحاكم (1/ 452 و 476) والبيهقي (5/ 190) عن يحيى بن عبد الله بن سالم المدني والشافعي في "الأم" (2/ 176) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 294) وعبد الرزاق (8349) والدارقطني (2/ 290) والبيهقي في "معرفة السنن" (7/ 429) والخطيب في "الفقيه" (1/ 225) والبغوي في "شرح السنة" (1989) عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (1) والدارقطني (2/ 290) والحاكم (1/ 476) عن مالك بن أنس كلهم عن عمرو بن أبي عمرو به (¬4). - ورواه سليمان بن بلال المدني عن عمرو بن أبي عمرو واختلف عنه: • فقيل: عنه كرواية يعقوب بن عبد الرحمن ومن تابعه. ¬

_ (¬1) زاد ابن خزيمة وغيره في أوله "لحم" (¬2) وفي لفظ "تصطادوه" (¬3) وفي لفظ النسائي وغيره "يصاد" ولفظ ابن عبد البر "يصطد" (¬4) قال الترمذي: والمطلب لا نعرف له سماعاً عن جابر" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، والشيخان لم يخرجا للمطلب بن عبد الله بن حنطب شيئاً.

أخرجه الشافعي في "اختلاف الحديث" (7/ 294) عمن سمع سليمان بن بلال به. وتابعه سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثنا سليمان بن بلال به. أخرجه البيهقي (5/ 190) عن الحاكم (¬1) ثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل ثنا جدي ثنا سعيد بن كثير به. • ورواه أشهب بن عبد العزيز المصري عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن رجل من بني سلمة عن جابر. أخرجه الدارقطني (2/ 290) - ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن عمرو بن أبي عمرو واختلف عنه: • فرواه سعيد بن منصور عنه عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن جابر. أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن سعيد بن منصور" (6) عن محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري ثنا محمد بن يونس السلمي ثنا سعيد بن منصور به. ومحمد بن الحسن بن كوثر كذبه البرقاني، وقال أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس: فيه نظر وكان مخلطاً وله أصول جياد وله أشياء ردية. ومحمد بن يونس هو الكديمي وهو متهم بوضع الحديث. • ورواه غير واحد عن الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن رجل من الأنصار عن جابر، منهم: 1 - أسد بن موسى المصري. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 171) 2 - أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي. أخرجه أحمد (3/ 387) 3 - الشافعي في "الأم" (2/ 176) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 294) إلا أنّه قال: عن رجل من بني سلمة. ¬

_ (¬1) وهو في "مستدركه" (1/ 476) لكن وقع عنده: عن عمرو بن أبي عمرو عن رجل من الأنصار عن جابر.

ومن طريقه أخرجه الدارقطني (¬1) (2/ 290 - 291) والبيهقي (5/ 190) وفي "معرفة السنن" (7/ 430) - وهكذا رواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عمرو بن أبي عمرو أخبرني رجل ثقة من بني سلمة عن جابر. أخرجه أحمد (3/ 389) - ورواه إبراهيم بن سويد بن حيان المدني عن عمرو عن المطلب عن أبي موسى الأشعري. أخرجه الطحاوي (2/ 171) وتابعه يوسف بن خالد السمتي (¬2) ثنا عمرو به. أخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "نصب الراية" (3/ 138) وابن عدي (7/ 2617) قال الشافعي: هذا أحسن حديث روي في هذا الباب" وقال النسائي: عمرو بن أبي عمرو ليس بالقوى في الحديث وإن كان قد روى عنه مالك" وقال ابن حزم: أما خبر جابر فساقط لأنّه عن عمرو بن أبي عمرو وهو ضعيف" المحلى 7/ 393 قلت: هو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، واختلف قول ابن معين فيه وأكثر الروايات عنه أنّه قال: ليس بالقوي، وكذا قال النسائي. وقد اضطرب في هذا الحديث: فمرة قال: عن المطلب عن جابر. والمطلب لم يسمع من جابر كما قال الترمذي وأبو حاتم. ومرة قال: عن رجل عن جابر. ولا حجة فيمن لم يسم. ومرة قال: عن المطلب عن أبي موسى. والمطلب لم يسمع من أبي موسى كما قال ابن معين. ¬

_ (¬1) ووقع في روايته "عن رجل من الأنصار" (¬2) قال ابن معين وغيره: كذاب.

2359 - الحديث المشهور "الصائم في السفر كالمفطر في الحضر" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه مرفوعاً من حديث ابن عمر بسند ضعيف، وأخرجه الطبري من طريق أبا سلمة عن عائشة مرفوعاً أيضاً، وفيه ابن لَهيعة وهو ضعيف، ورواه الأثرم من طريق أبي سلمة عن أبيه مرفوعاً، والمحفوظ عن أبي سلمة عن أبيه موقوفاً، كذلك أخرجه النسائي وابن المنذر، ومع وقفه فهو منقطع لأنّ أبا سلمة لم يسمع من أبيه" (¬1) ضعيف يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه مرفوعاً. وفي لفظ "صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر". منهم: 1 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه ابن ماجه (1666) والبزار (1025) والطبري في "تفسيره" (2/ 152) وفي "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 123) والهيثم بن كليب (242 و 243 و 244) من طريق عبد الله بن موسى التيمي ثنا أسامة بن زيد به. قال ابن ماجه: قال أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر الحزامي: هذا حديث ليس بشيء" وقال البيهقي: إسناده ضعيف" السنن 4/ 244 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف ومنقطع، أسامة بن زيد ضعيف، وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئاً. قاله ابن معين والبخاري" مصباح الزجاجة 2/ 64 قلت: أسامة بن زيد مختلف فيه (¬2)، وقد توبع كما سيأتي. 2 - يزيد بن عياض المدني. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 152) وفي "تهذيبه" (1/ 124) وابن عدي (7/ 2720) ¬

_ (¬1) 5/ 87 (كتاب الصوم -باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر) (¬2) وعبد الله بن موسى التيمي مختلف فيه كذلك.

عن يزيد بن هارون وابن الأعرابي (ق 33/ ب) عن عبد الصمد بن النعمان البزاز كلاهما عن يزيد بن عياض به. ورواه عبد الصمد بن النعمان عنه أيضاً عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن الأعرابي (ق 33/ ب) قال ابن عدي: عامة ما يرويه يزيد بن عياض غير محفوظ" قلت: وكذبه مالك وابن معين والنسائي. 3 - يونس بن يزيد الأيلي. رواه عنه القاسم بن مبرور الأيلي (¬1) وعنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي (¬2). وخالفهما ابن لهيعة فرواه عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعاً. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 123) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (655) وابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به. 4 - عُقيل بن خالد الأيلي. ذكر ذلك ابن عدي (7/ 2720) والدارقطني في "العلل" (4/ 181) وذكرا أنّه من رواية سلامة بن روح الأيلي عن عقيل، وسلامة مختلف فيه. 5 - مَعْمر بن راشد. ذكر ذلك الدارقطني وذكر أنّه من رواية داود بن عبد الرحمن العطار عن معمر. - ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري واختلف عنه: ¬

_ (¬1) ذكر ذلك ابن عدي (7/ 2720) والدارقطي في "العلل" (4/ 281) (¬2) ذكر ذلك أبو زرعة (علل الحديث 1/ 238)

• فرواه غير واحد عنه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه موقوفاً، منهم: 1 - خالد بن مخلد القَطَواني. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 14) 2 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه الفريابي في "الصيام" (140) 3 - معن بن عيسى القزاز. 4 - حماد بن خالد الخياط. 5 - أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي. أخرج أحاديثهم النسائي (4/ 154) وفي "الكبرى" (2593 و 2594) • ورواه أبو معاوية محمد بن حازم الضرير عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه موقوفاً. أخرجه النسائي (4/ 154) وفي "الكبرى" (2595) قال ابن حزم: وهذا سند في غاية الصحة" المحلى 6/ 389 وقال ابن التركماني: سنده صحيح وحميد سمع من أبيه، نص عليه صاحب الكمال" الجوهر النقي 4/ 244 قلت: لكنه شاذ، والصحيح رواية الجماعة عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه موقوفاً. • رواه أبو قتادة عبد الله بن واقد الحرّاني عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه مرفوعاً. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 383) وعبد الله بن واقد قال مسلم والنسائي وغيرهما: متروك الحديث. قال أبو زرعة: الصحيح عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه موقوف" علل الحديث 1/ 239 وقال الدارقطني: والصحيح عن أبي سلمة عن أبيه موقوفاً" العلل 4/ 283 قلت: وإسناده ضعيف لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه كما قال ابن المديني وابن معين ويعقوب بن شيبة وأبو داود وابن عبد البر وغيرهم.

قال الزيلعي: قلت: وفي سماع أبي سلمة من أبيه نظر، وفي كلام ابن القطان ما يدل على عدم سماعه منه" نصب الراية 2/ 462 وذكر الطبري هذا الحديث في "تفسيره" (2/ 155) وقال: الأخبار التي جاءت بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واهية الأسانيد لا يجوز الاحتجاج بها في الدين" 2360 - "الصدقة أوساخ الناس" قال الحافظ: رواه مسلم" (¬1) هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (1072) ولفظه "إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس" 2361 - "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة" قال الحافظ: رواه الترمذي والنسائي وأحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث سلمان بن عامر الضبي مرفوعاً" (¬2) صحيح وله عن سلمان بن عامر الضبي طريقان: الأول: ترويه حفصة بنت سيرين عن الرباب أم الرائح بنت صُلَيع عن عمها سلمان بن عامر الضبي مرفوعاً "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم (¬3) (¬4) اثنتان: صلة وصدقة" أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (916) وابن أبي شيبة في "مسنده" (848) وأحمد (4/ 17 و 18 و 214) والحسين المروزي في "البر والصلة" (171) والدارمي (1687) وابن ماجه (1844) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1136) والنسائي (5/ 69) وفي "الكبرى" (2363) وابن خزيمة (2385) والخرائطي في "المكارم" (1/ 273) وابن حبان (3344) والطبراني في "الكبير" (6211 و 6212) و"الأوسط" (3580) وابن المقرئ في "المعجم" (492) وابن شاهين في "الأفراد" (52) وفي "الترغيب" (573) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 189 - 190) وفي "الصحابة" (3359) وابن جميع في "معجمه" (ص 265) ¬

_ (¬1) 4/ 97 (كتاب الزكاة -باب ما يذكر في الصدقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وآله) (¬2) 6/ 146 (كتاب الهبة- باب هبة المرأة لغير زوجها) (¬3) وفي لفظ "ذي القرابة" (¬4) زاد الحميدي "المسكين"

والحاكم (1/ 407) والبيهقي (4/ 174 و7/ 27) وفي "الصغرى" (1276) وفي "الشعب" (3153) والخطيب في "الموضح" (1/ 164 - 165 و 2/ 102 و 103) وابن الجوزي في "البر والصلة" (266) والشجري في "أماليه" (2/ 128) وأبو طاهر السلفي في "الأربعين البلدانية" (25) عن عبد الله بن عون البصري والحميدي (823) وابن زنجويه في "الأموال" (1340) والدارمي (1688) والترمذي (658) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1138) وابن خزيمة (2385) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (605) والطبراني في "الكبير" (6210) والخطيب في "الموضح" (2/ 102) والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 171 - 172) عن عاصم بن سليمان الأحول وابن أبي عاصم (1139) والطبراني (6207 و 6208) عن عمرو بن عيسى أبي نعامة العدوي والطبراني (6209) عن قتادة (¬1) كلهم عن حفصة بنت سيرين به. - ورواه هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين واختلف عنه: • فرواه غير واحد عنه عن حفصة عن الرباب عن سلمان بن عامر، منهم: 1 - عبد الرزاق بن همام. أخرجه أحمد (4/ 214) 2 - عبد الله بن نُمير. أخرجه ابن أبي عاصم (1137) ¬

_ (¬1) رواه العلاء بن عبد الجبار العطار البصري عن سويد أبي حاتم عن قتادة. ورواه طالوت بن عباد الصيرفي عن سويد فلم يذكر عن الرباب. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8044) وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة عن حفصة بنت سيرين إلا سويد، ورواه غيره عن قتادة عن محمد بن سيرين". قلت: سويد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه واختلف فيه قول ابن معين.

3 - حفص بن غياث الكوفي. أخرجه البيهقي (4/ 174) 4 - عبد الله بن بكر السهمي. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 270) • ورواه غير واحد عن هشام بن حسان عن حفصة عن سلمان بن عامر ولم يذكروا الرباب، منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان أخرجه أحمد (4/ 18 و 214) والطبراني في "الكبير" (6206) 2 - يزيد بن هارون. أخرجه أحمد (4/ 18 و 214) وابن الجوزي في "البر والصلة" (263) 3 - سعيد بن عامر الضُّبَعي. أخرجه ابن زنجويه (1339) 4 - النضر بن شميل المازني. أخرجه ابن زنجويه (1339) • ورواه علي بن عاصم الواسطي عن هشام بن حسان عن صفية بنت شيبة عن سلمان بن ربيعة الضبي. أخرجه الخرائطي (1/ 269) والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. قال الترمذي: حديث حسن" وقال أبو نعيم: ثابت مشهور" وقال الحاكم: إسناده صحيح" وقال ابن شاهين: وهذا حديث غريب الإسناد، مشهور المتن" قلت: الرباب بنت صليع ذكرها ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الخطيب في "الموضح" (2/ 102): تفرد بالرواية عنها حفصة، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف إلا برواية حفصة عنها، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. أي عند المتابعة، وقد توبعت كما سيأتي.

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن أيوب وهشام بن حسان وحبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين عن سلمان بن عامر مرفوعاً "الصدقة على القرابة صدقة وصلة". أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1090) عن أبي بحر عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6204) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 284 - 285) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده صحيح. وأخرجه الطبراني (6205) أيضاً عن عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا نوح بن أنس المقري ثنا الصبّاح بن محارب ثنا أشعث بن عبد الملك عن ابن سيرين عن سلمان بن عامر به. وهذا إسناد حسن. 2362 - "الصُّرَعَة كلّ الصُّرَعَة، كررها ثلاثاً، الذي يغضب فيشتدّ غضبه، ويحمرّ وجهه فيصرع غضبه" قال الحافظ: في رواية أحمد من حديث رجل لم يسمه شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 367) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة قال: سمعت عروة بن عبد الله الجُعْفي يحدث عن ابن حصبة أو أبي حصبة عن رجل شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال "تدرون ما الرَّقُوب؟ قالوا: الذي لا ولد له، فقال: "الرقوب كل الرقوب، الرقوب كل الرقوب، الرقوب كل الرقوب، الذي له ولد فمات ولم يقدم منهم شيئاً، قال: تدرون ما الصعلوك؟ " قالوا: الذي ليس له مال، قال: "الصعلوك كل الصعلوك، الصعلوك كل الصعلوك، الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئاً، ثم قال: ما الصرعة؟ " قالوا: الصريع، فقال: "الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل الصرعة، الرجل يغضب فيشتد غضبه، ويحمر وجهه ويقشر شعره فيصرعه غضبه" ¬

_ (¬1) 13/ 134 (كتاب الأدب -باب الحذر من الغضب)

ابن حصبة أو أبو حصبة قال الحسيني في "الإكمال" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف": مجهول. وقال الهيثمي: وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 11 قلت: اختلف فيه علي شعبة، فقال وهب بن جرير بن حازم: ثنا شعبة عن يزيد بن خُصَيفة عن المغيرة بن عبد الله الجعفي قال: جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: خصفة أو ابن خصفة، فجعل ينظر إلى رجل سمين، فقلت له: ما تنظر إليه؟ قال: ذكرت حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول "هل تدرون ما الشديد؟ " قلنا: الرجل يصرع الرجل، قال "إنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، تدرون ما الرقوب؟ " قلنا: الرجل لا يولد له، قال "إنّ الرقوب كل الرقوب الرجل له ولد لم يقدم منهم شيئاً، تدرون ما الصعلوك؟ " قلنا: الرجل الذي لا مال له قال: "إنّ الصعلوك كل الصعلوك الرجل له المال لم يقدم منه شيئاً". أخرجه البيهقي في "الشعب" (3070) والخطيب في "المتفق" (1567) من طريق أحمد بن سلمان النجاد ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد ثنا وهب بن جرير به. وأخرجه الخرائطي في "المساوئ" (346) عن أبي قلابة مختصراً. ورواه رميش بن صالح الساجي عن أبي قلابة فقال فيه: عن يزيد بن خصيفة عن المغيرة بن سعيد الجعفي قال: جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: خصيفة أو ابن خصيفة. أخرجه الخطيب في "المتفق" (1566) والمغيرة لم أر من ترجمه. 2363 - "الصعيد الطيب وضوء المسلم" قال الحافظ: وقد روى النسائي بإسناد قوي عن أبي ذر مرفوعاً: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه البزار من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً، وصححه ابن القطان لكن قال الدارقطني: إنّ الصواب إرساله" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الصعيد الطيب" ¬

_ (¬1) 1/ 245 (كتاب الوضوء -باب لا تقبل صلاة بغير طهور) (¬2) 1/ 463 (كتاب التيمم -باب الصعيد الطيب وضوء المسلم)

2364 - "الصلوات الخمس كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر" قال الحافظ: لكن روى مسلم قبله حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (233) بلفظ "الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما ما لم تغش الكبائر" 2365 - "الصلوات الخمس، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنّ ما اجتنبت الكبائر" قال الحافظ: ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة أيضاً مرفوعاً: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (233) عن أبي هريرة مرفوعاً "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر". 2366 - "الصلوات كفارات إلا من ثلاث: الإشراك بالله، ونكث الصفقة، وترك السنة" قال الحافظ: ومن حديث أبي هريرة عند الحاكم: فذكره" (¬3) انظر حديث: "الصلاة كفارة إلا من ثلاث" 2367 - حديث جابر: سأل كعب الأحبار عليا: ما كان آخر ما تكلم به - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال: "الصلاة الصلاة" فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء. قال الحافظ: ساقه ابن سعد، وفي سنده الواقدي وحرام بن عثمان وهما متروكان" (¬4) ضعيف جداً أخرجه ابن سعد (2/ 262 - 263) عن الواقدي أنا عبد العزيز بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي حازم عن جابر بن عبد الله أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين: ما كان آخر ما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمر: سل علياً، قال: أين هو؟ قال: هو هنا، فسأله, فقال علي: أسندته إلى صدري فوضع رأسه على ¬

_ (¬1) 2/ 151 (كتاب الصلاة -أبواب المواقيت- باب الصلوات الخمس كفارة) (¬2) 5/ 12 (كتاب الصوم -باب الصوم كفارة) (¬3) 15/ 199 (كتاب الحدود -باب رمي المحصنات) (¬4) 9/ 205 (كتاب المغازي- باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

منكبي فقال: "الصلاة الصلاة" فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون، قال: فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال: سل علياً، قال: فسأله فقال: كنت أنا أغسله وكان عباس جالساً وكان أسامة وشقران يختلفان إليّ بالماء. وإسناده ضعيف جداً, لأنّ الواقدي وحرام بن عثمان متروكان. 2368 - "الصلاة الوسطى صلاة العصر" قال الحافظ: وروى ابن جرير من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، ومن طريق كهيل بن حرملة: سئل أبو هريرة عن الصلاة الوسطى فقال: اختلفنا فيها ونحن بفناء بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفينا أبو هاشم بن عتبة فقال: أنا أعلم لكم، فقام فاستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج إلينا فقال: أخبرنا أنها صلاة العصر"، ومن طريق عبد العزيز بن مروان أنه أرسل إلى رجل فقال: أيّ شيء سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة الوسطى؟ فقال: أرسلني أبو بكر وعمر أسأله وأنا غلام صغير فقال: "هي العصر". ومن حديث أبي مالك الأشعري رفعه "الصلاة الوسطى صلاة العصر" وروى الترمذي وابن حبان من حديث ابن مسعود مثله" (¬1) هذه أربعة أحاديث ذكرها الحافظ وهي: حديث أبي هريرة، وحديث صحابي لم يسم، وحديث أبي مالك الأشعري، وحديث ابن مسعود. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه سليمان التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة واختلف عنه: • فرواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عنه مرفوعاً. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 559) عن أحمد بن منيع وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1185) والبيهقي (1/ 460) عن محمد بن عبيد الله بن المنادي قالا: ثنا عبد الوهاب بن عطاء به. • ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري ويحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمي موقوفاً. ¬

_ (¬1) 9/ 261 (كتاب التفسير -سورة البقرة- باب: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238])

أخرجه البيهقي (1/ 460 و 460 - 461) وأسند عن الإِمام أحمد قال: ليس هو أبو صالح السمان ولا باذام هذا بصري أراه ميزان- يعني اسمه ميزان-" قلت: والموقوف هو الصواب، وأبو صالح ميزان وثقه ابن معين وغيره، وباقي رواته ثقات فالإسناد صحيح. الثاني: يرويه محمد بن أبي حميد المدني عن موسى بن وردان عن أبي هريرة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 174) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا أحمد بن جَناب ثنا عيسى بن يونس عن محمد بن أبي حميد به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. الثالث: يرويه خالد سَبَلان عن كهيل بن حرملة النميري قال: سئل أبو هريرة عن الصلاة الوسطى، فقال: اختلفنا فيها كما اختلفتم فيها ونحن بفناء بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فقال: أنا أعلم لكم ذلك، فقام فاستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل عليه، ثم خرج إلينا فقال: أخبرنا أنها صلاة العصر. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 559) عن الوليد بن مسلم والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 174) وابن حبان في "الثقات" (5/ 341 - 342) عن أبي مُسْهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي كلاهما عن صدقة بن خالد ثني خالد بن دهقان أخبرني خالد سبلان به. وخالد سبلان هو خالد بن عبد الله بن الفرج أبو هاشم مولى بني عبس ذكره ابن حبان في "الثقات" والبخاري في "الكبير" ولم يذكرا عنه راوياً إلا خالد بن دهقان. وكهيل بن حرملة ذكره ابن حبان في "الثقات" والبخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكروا عنه راوياً إلا خالد سبلان. والباقون ثقات. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه الطبري (2/ 560) عن أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا عبد السلام عن سالم مولى أبي نصير ثني إبراهيم بن يزيد الدمشقي قال: كنت جالساً عند عبد العزيز بن مروان فقال: يا فلان اذهب إلى فلان فقل له: أيّ شيء

سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة الوسطى؟ فقال رجل جالس: أرسلني أبو بكر وعمر وأنا غلام صغير أسأله عن الصلاة الوسطى، فأخذ أصبعي الصغيرة فقال: "هذه الفجر" وقبض التي تليها وقال: "هذه الظهر" ثم قبض الابهام فقال: "هذه المغرب" ثم قبض التي تليها ثم قال: "هذه العشاء" ثم قال "أيّ أصابعك بقيت؟ " فقلت: الوسطى، فقال: "أيّ صلاة بقيت؟ " قلت: العصر، قال: "هي العصر". أحمد بن إسحاق هو ابن عيسى الأهوازي صدوق. وأبو أحمد هو الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير ثقة. وعبد العزيز بن مروان هو ابن الحكم ثقة. وإبراهيم بن يزيد الدمشقي أظنه المترجم في "الثقات" لابن حبان (6/ 25) و "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 1/335) و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/ 1/145) قال أبو زرعة: شيخ. وعبد السلام لم أعرفه، وسالم مولى أبي نصير لم أر من ذكره. وأما حديث أبي مالك الأشعري فأخرجه الطبري (2/ 561) عن محمد بن عوف الطائي والطبراني في "الكبير" (3458) عن هاشم بن مرثد الطبراني قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي ثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك مرفوعاً "اليوم الموعود ويوم الجمعة ذخره الله لنا، وصلاة الوسطى صلاة العصر" اللفظ للطبراني. قال ابن كثير: إسناده لا بأس به" التفسير 1/ 292 قلت: بل ضعيف، قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل. وقال: محمد بن إسماعيل بن عياش لم يسمع من أبيه شيئاً حملوه على أن يحدث فحدث. وقال أبو داود: لم يكن بذاك قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حي، وسألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه مسلم (628)

2369 - الصلاة خير موضوع، فمن شاء استكثر، ومن شاء استقل" قال الحافظ: صححه ابن حبان" (¬1) هو قطعة من حديث طويل من حديث أبي ذر وله عنه طرق وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أركعت ركعتين". 2370 - "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة" قال الحافظ: وروى البزار والطبراني من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره، قال البزار: إسناده حسن" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (كشف 422) والطحاوي في "المشكل" (609) وابن عدي (3/ 1234) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 30) من طريق سعيد بن سالم القداح ثنا سعيد بن بشير عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعاً "فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة" قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ مرفوعاً إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام وهو حديث حسن" المجمع 4/ 7 قلت: سعيد بن بشير ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو مسهر وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن نمير والدارقطني وغيرهم، وقواه بعضهم. وتابعه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدمشقي به، لكنه قال "وصلاة في بيت المقدس أفضل من ألف صلاة فيما سواه" ولم يذكر الصلاة في المسجد النبوي. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1186) عن محمد بن أبي مقاتل البلخي ثنا المسيب بن واضح ثنا سليم بن مسلم المكي عن سعيد به. وإسناده ضعيف لضعف المسيب وسليم. ¬

_ (¬1) 3/ 132 (كتاب الصلاة -أبواب الوتر- باب 1) (¬2) 3/ 309 (كتاب الصلاة -أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

2371 - "الصلاة كفارة إلا من ثلاث: الشرك بالله، ونكث الصفقة" قال الحافظ: وفيه حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، أخرجه أحمد" (¬1) يرويه العوام بن حوشب الواسطي واختلف عنه: - فقال هشيم: أنا العوام بن حوشب عن عبد الله بن السائب عن أبي هريرة مرفوعاً "الصلاة المكتوبة إلى الصلاة التي بعدها كفارة لما بينهما، والجمعة إلى الجمعة والشهر إلى الشهر -يعني رمضان إلى رمضان- كفارة لما بينهما إلا من ثلاث" قال: فعرفت أنّ ذلك الأمر حدث "إلا من الاشراك بالله، ونكث الصفقة، وترك السنة" قال: "أما من نكث الصفقة أن تبايع رجلاً ثم تخالف إليه تقاتله بسيفك، وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة". أخرجه وإسحاق بن راهوية في "مسند أبي هريرة" (435) وأحمد (2/ 229) والبيهقي في " فضائل الأوقات" (48) وفي "الشعب" (3348) وتابعه إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي ثنا العوام بن حوشب به. أخرجه الحاكم (4/ 259) وقال: صحيح الإسناد" - ورواه يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب ثني عبد الله بن السائب عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 506) عن يزيد به. ورواه سعيد بن مسعود المروزي عن يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب عن عبد الله بن السائب الأنصاري عن أبي هريرة. أخرجه الحاكم (1/ 119 - 120) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بعبد الله بن السائب بن أبي السائب الأنصاري، ولا أعرف له علة" كذا قال: عبد الله بن السائب بن أبي السائب الأنصاري، ولم يصب وإنما هو الكندي كما جاء مصرحاً به عند البيهقي، وهو الذي ذكروا في ترجمته أنّه يروي عن أبي هريرة أو عن رجل عنه، ويروي العوام بن حوشب عنه، وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) 16/ 331 (كتاب الأحكام -باب من نكث بيعة)

2372 - أنّه صلى الله عليه وسلم كان آخر ما تكلم به: الصلاة وما ملكت أيمانكم" قال الحافظ: ثبت في النسائي: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كانت عامة وصية رسول الله ... " 2373 - "الصيام جُنَّة كجنة أحدكم من القتال" قال الحافظ: وللنسائي من حديث عثمان بن أبي العاص: فذكره، ولأحمد من طريق أبي يونس عن أبي هريرة "جنة وحصن حصين من النار" (¬2) صحيح وحديث عثمان بن أبي العاص له عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن أبي هند الفزاري أنّ مُطرفاً -من بني عامر بن صَعْصعة- حدثه أنّ عثمان بن أبي العاص الثقفي دعا له بلبن (¬3) ليسقيه، فقال مطرف: إني صائم فقال عثمان: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصيام جنة من النار، كجنة أحدكم من القتال". وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صيام حسن، صيام ثلاثة أيام من الشهر". أخرجه أحمد (4/ 22 و 217) وابن ماجه (1639) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1543) والنسائي (4/ 138 - 139 و 188) وفي "الكبرى" (2539 و 2719) وابن خزيمة (2125) والروياني (1522) وابن حبان (3649) والطبراني في "الكبير" (8360) وابن شاهين في "الترغيب" (139) والبيهقي في "الشعب" (3295) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند به. وإسناده صحيح رواته ثقات، ومطرف هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير. ولم ينفرد يزيد بن أبي حبيب به بل تابعه محمد بن إسحاق المدني ثني سعيد بن أبي هند عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عثمان بن أبي العاص به. أخرجه أحمد (4/ 21) والطبراني في "الكبير" (8362) والشجري في "أماليه" (2/ 32) عن حماد بن زيد وابن أبي شيبة (3/ 4 - 5) والطبراني في "الكبير" (8361 و 8363) والشجري (2/ 32) ¬

_ (¬1) 6/ 290 (كتاب الوصايا -باب الوصايا) (¬2) 5/ 5 (كتاب الصوم- باب فضل الصوم) (¬3) زاد ابن أبي عاصم "لقحة"

عن إسماعيل بن عُلية والبزار (2319) والنسائي (4/ 139) وفي "الكبرى" (2540) وابن خزيمة (1891) عن محمد بن أبي عدي البصري ثلاثتهم عن ابن إسحاق به. ورواه مغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ابن إسحاق عن سعيد بن أبي هند قال: دخل مطرف على عثمان نحوه مرسلاً. أخرجه النسائي (4/ 188 - 189) وفي "الكبرى" (2541 و 2720) والأول أصح. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون ثقات. ولم ينفرد سعيد بن أبي هند به بل تابعه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن مطرف عن عثمان به. أخرجه أحمد (4/ 217 - 218 و 218) والطبراني في "الكبير" (8364) والبيهقي في "الشعب" (3307) من طريق حماد بن سلمة أنا سعيد الجُرَيري عن أبي العلاء به. وإسناده صحيح، وحماد بن سلمة سمع من الجريري قبل اختلاطه. الثاني: يرويه عنبسة بن أبي رائطة الغنوي عن الحسن البصري عن عثمان بن أبي العاص مرفوعاً "الصوم جنة يستجن بها العبد من النار" أخرجه البزار (2321) والطبراني في "الكبير" (8386) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 54) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن عنبسة به (¬1). وعنبسة بن أبي رائطة الغنوي الأعور قال ابن المديني: ضعيف، وقال أبو حاتم: روى عنه عبد الوهاب الثقفي أحاديث حساناً وليس بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والحسن مدلس وقد عنعن، وقيل: لم يسمع من عثمان بن أبي العاص. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 402) عن عبد الله بن المبارك ¬

_ (¬1) وأخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 284) من طريق عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا أبي به.

والبيهقي في "الشعب" (3293) عن عبد الله بن وهب كلاهما عن ابن لَهيعة ثني أبو يونس مولى أبي هريرة أنّه سمع أبا هريرة رفعه "الصيام جنة، وحصن حصين من النار". قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 83 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة. 2374 - "الصيام جُنة ما لم يخرقها" قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي عبيدة بن الجراح: فذكره، زاد الدارمي "بالغيبة" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 31) عن جرير بن حازم البصري عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث قال: سمعت أبا عبيدة بن الجراح يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أنفق نفقة في سبيل الله - صلى الله عليه وسلم - فاضلة فالحسنة بسبعمائة، ومن أنفق على نفسه أو على أهله فالحسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله -عز وجل- ببلاء في جسده فله حطة". ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 171) وفي "الشعب" (3294) وقال: كذا وجدته (¬2)، ورواه ابن وهب وغيره عن جرير بن حازم وقالوا: عن عياض بن غطيف" قلت: وحديث ابن وهب أخرجه ابن خزيمة (1892) والهيثم بن كليب (266) والبيهقي (4/ 270) وفي "فضائل الأوقات" (58) وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 6 و 230 و 234 - 235 و 5/ 339 و 9/ 107) وأحمد (1/ 196) والطحاوي في "المشكل" (2215) والهيثم بن كليب (265) والبيهقي (9/ 171) والخطيب في "الموضح" (2/ 434 - 435) عن يزيد بن هارون الواسطي والبخاري في "الكبير" (4/ 1 / 21) ¬

_ (¬1) 5/ 5 (كتاب الصوم -باب فضل الصوم) (¬2) أي عن: غضيف بن الحارث.

عن موسى بن إسماعيل البصري والدولابي في "الكنى" (1/ 12) عن عبد الرحمن بن عبد الله أبي سعيد مولى بني هاشم والحاكم (3/ 265) عن وهب بن جرير بن حازم (¬1) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (165) والشجري في "أماليه" (2/ 98) والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 572 - 573) والذهبي في "السير" (1/ 20) عن محمد بن أبان بن عمران الواسطي كلهم عن جرير بن حازم به. ولم ينفرد جرير بن حازم به بل تابعه واصل مولى أبي عيينة عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة به. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 21) عن مسدد والدارمي (1739) وأبو بكر الشافعي (166) والبغوي في "تفسيره" (1/ 171) والمزي (22/ 573) عن خالد بن عبد الله الواسطي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (74) وأبو يعلى (878) وأبو بكر الشافعي (166) والبيهقي (9/ 171 - 172) وفي "الشعب" (9387) والمزي (22/ 573) والذهبي في "السير" (1/ 19 - 20) عن مهدي بن ميمون الأزدي وابن أبي عاصم (73) وابن نصر في "الصلاة" (811) والنسائي (4/ 139) وفي "الكبرى" (2542) وأبو بكر الشافعي (166) والبيهقي (9/ 172) وفي "الشعب" (3370) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 469) والمزي (22/ 573) ¬

_ (¬1) هكذا رواه العباس بن عبد العظيم عن وهب بن جرير بن حازم، ورواه محمد بن المثنى عن وهب بن جرير عن أبيه عن بشار عن الحارث بن غضيف، ولم يذكر الوليد بن عبد الرحمن. أخرجه البزار (1287)

عن حماد بن زيد (¬1) وابن أبي شيبة (3/ 230) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي كلهم عن واصل مولى أبي عيينة به. واختلف فيه على واصل: • فرواه هشام بن حسان عنه عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة، ولم يذكر بشار بن أبي سيف. أخرجه أحمد (1/ 196) والطحاوي (2215) والهيثم بن كليب (265) والبيهقي (9/ 171) والخطيب في "الموضح" (2/ 434 - 435) • ورواه أبو خداش زياد بن الربيع البصري عن واصل عن بشار بن أبي سيف عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة، ولم يذكر الوليد بن عبد الرحمن. أخرجه أحمد (1/ 195) والأول أصح. وبشار بن أبي سيف وعياض بن غطيف ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "الصيام جنة ما لم يخرقه" قيل: وبم يخرقه؟ قال: "بكذب أو غيبة". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4533 و 7810) وابن عدي (3/ 990) وأبو الشيخ في "حديثه" (93) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1770 و 1827) والشجري في "أماليه" (2/ 38 - 39) من طريق الربيع بن بدر البصري عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس إلا الربيع بن بدر" ¬

_ (¬1) هكذا رواه يحيى بن حبيب بن عربي ومحمد بن أبان بن عمران الواسطي ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومؤمل بن إسماعيل وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن حماد بن زيد عن واصل عن بشار عن الوليد عن عياض عن أبي عبيدة. وخالفهم محمد بن موسى الحرشي فرواه عن حماد بن زيد ولم يذكر الوليد بن عبد الرحمن. أخرجه البزار (1286) والأول أصح.

وقال الهيثمي: وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف" المجمع 3/ 171 قلت: وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 2375 - "الصيام جُنَّة من النار" قال الحافظ: وللنسائي من حديث عائشة: فذكره" (¬1) حسن وله عن عائشة طريقان: الأول: يرويه معن بن عيسى القزاز عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن يزيد بن رُومان عن عروة عن عائشة به مرفوعاً وزاد "فمن أصبح صائماً فلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبّه، وليقل: إني صائم. والذي نفس محمد بيده لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". أخرجه النسائي (4/ 139) وفي "الكبرى" (3258) عن محمد بن يزيد الآدمي ثنا معن به. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1771) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4191) عن علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني ثنا محمد بن يزيد الآدمي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يزيد بن رومان إلا خارجة، تفرد به معن" قلت: وإسناده حسن، خارجة حسن الحديث، والباقون كلهم ثقات. الثاني: يرويه إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن محمد بن كعب القرظي عن عائشة مرفوعاً "الصيام جنة من النار" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4244) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي ثنا الفضيل بن سليمان النميري ثنا إسماعيل بن إبراهيم به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن كعب إلا إسماعيل بن إبراهيم بن أبي ربيعة، تفرد به فضيل بن سليمان" قلت: وهو مختلف فيه وضعفه الجمهور، والعباس بن الفضل الأسفاطي قال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 66)، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 5/ 5 (كتاب الصوم -باب وجوب صوم رمضان)

حرف الضاد

حرف الضاد 2376 - حديث الجارود مرفوعاً "ضالة المسلم حَرَق النار" قال الحافظ: أخرجه النسائي بإسناد صحيح" (¬1) يرويه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير واختلف عنه: - فرواه أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي العلاء واختلف عنه: • فقال حماد بن زيد: عن أيوب عن أبي العلاء عن أبي مسلم الجَذَمِي عن الجارود به مرفوعاً. أخرجه أحمد (5/ 80) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1639) والنسائي في "الكبرى" (5797) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 133) وفي "المشكل" (4720) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 154) والطبراني في "الكبير" (2118) وأبو نعيم في "الصحابة" (1642) والبيهقي (6/ 190) من طرق عن حماد بن زيد به. • وقال جرير بن حازم البصري: عن أيوب عن أبي مسلم عن الجارود، لم يذكر أبا العلاء. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5798) والأول أصح، قال ابن معين: ليس أحد في أيوب أثبت من حماد بن زيد. وقال أيضاً: من خالفه من الناس جميعاً في أيوب فالقول قوله. وقال يعقوب بن شيبة: كان يعد من المتثبتين في أيوب خاصة. وقال الخليلي: والمعتمد من حديث يرويه حماد ويخالفه غيره عليه والرجوع إليه. ¬

_ (¬1) 6/ 17 (كتاب الخصومات- باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع)

- ورواه قتادة عن أبي العلاء واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن قتادة عن أبي العلاء عن أبي مسلم عن الجارود. منهم: 1 - المثنى بن سعيد الضُّبَعي (¬1). أخرجه الطيالسي (ص 183) وأحمد (5/ 80) وابن أبي عاصم (1641) والنسائي في "الكبرى" (5796) والطبراني في "الكبير" (2116) وأبو نعيم في "الصحابة" (1639) 2 - همام بن يحيى العَوْذي. أخرجه أحمد (5/ 80) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 133) وفي "المشكل" (4721) والطبراني في "الكبير" (2115) وأبو نعيم في "الصحابة" (1640) 3 - أبان بن يزيد العطار. أخرجه أبو يعلى (919 و 1539) وابن حبان (4887) والطبراني (2114) وأبو نعيم في "الصحابة" (1640) 4 - هشام الدَّسْتُوائي. أخرجه البيهقي (6/ 190) • وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن أبي مسلم عن الجارود، ولم يذكر أبا العلاء. أخرجه الطبراني (2117) • وقال سعيد بن بشير: عن قتادة عن أبي العلاء عن الجارود، ولم يذكر أبا مسلم أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2708) والأول أصح لأنه رواية الأكثر وهم ثقات أثبات، وهشام الدستوائي من أثبت ¬

_ (¬1) رواه الطيالسي أبو داود وسلم بن قتيبة وحجاج بن نصير عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبي العلاء عن أبي مسلم عن الجارود. وخالفهم أبو معشر يوسف بن يزيد البراء فرواه عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بابي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن الجارود. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1641) وابن بشران في "الأمالي" (1152) وبابي هكذا وقع عند أبي نعيم، ووقع عند ابن بشران: باباه.

أصحاب قتادة كما قال أبو زرعة، وهمام ثبت في قتادة كما قال ابن المبارك، وأبان بن يزيد ثبت في كل المشائخ كما قال أحمد. - ورواه خالد الحَذَّاء عن أبي العلاء واختلف عنه: • فقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: عن خالد الحذاء عن أبي العلاء عن أبي مسلم عن الجارود. أخرجه أحمد (5/ 80) والنسائي في "الكبرى" (5795) وتابعه علي بن عاصم الواسطي عن خالد الحذاء به. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (342) • ورواه شعبة عن خالد الحذاء واختلف عنه: فرواه سعيد بن عامر البصري عن شعبة عن خالد الحذاء عن أبي العلاء عن أبي مسلم عن الجارود. أخرجه الدارمي (2604) والنسائي في "الكبرى" (5794) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 133) وفي "المشكل" (4723) والبيهقي (6/ 190) وتابعه رَوح بن عبادة البصري عن شعبة به. أخرجه الطبراني (2112) وأبو نعيم في "الصحابة" (1643) ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شعبة عن خالد الحذاء عن أبي العلاء عن الجارود، ولم يذكر أبا مسلم. أخرجه الطبراني (2111) • وقال سفيان الثوري: عن خالد الحذاء عن أبي العلاء عن أخيه مطرف عن الجارود. أخرجه عبد الرزاق (18603) وأحمد (5/ 80) والنسائي في "الكبرى" (5793) والطحاوي في "المشكل" (4724) والطبراني (2110) والبيهقي (6/ 191) • وقال خالد بن عبد الله الواسطي: عن خالد الحذاء عن مطرف عن أبي مسلم عن الجارود، ولم يذكر أبا العلاء. أخرجه الطبراني (2113) وأبو نعيم في "الصحابة" (1644 أ) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا خالد بن عبد الله به.

ورواه وهب بن بقية الواسطي عن خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عن أبي العلاء عن أبي مسلم عن الجارود. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1644 ب) - ورواه سعيد الجُرَيري عن أبي العلاء واختلف عنه (¬1): • فقيل: عن الجريري عن أبي العلاء عن أخيه مطرف عن أبي مسلم عن الجارود. • وقيل: عن الجريري عن أبي العلاء عن أبي مسلم عن الجارود. والأول أصح. وأبو مسلم الجذمي وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حديث يتابع. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن الشخير ومن حديث عصمة بن مالك، ومن حديث أبي فزعة سويد بن حُجير مرسلاً. فأما حديث عبد الله بن الشخير فيرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فقال حميد الطويل: ثنا الحسن عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، هوام الإبل نصيبها؟ قال "ضالة المسلم حرق النار" أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 22 و 2/ 203) وأحمد (4/ 25) عن يحيى بن سعيد القطان ثنا حميد الطويل به. ومن طريق أبي عبيد أخرجه البيهقي (6/ 191) والبغوي في "شرح السنة" (2210) وأخرجه ابن سعد (7/ 34) وابن ماجه (2502) والنسائي في "الكبرى" (5790) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1643 و 1644) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 133) وفي "المشكل" (4722) وابن حبان (4888) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2209) من طرق عن يحيى القطان به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 94 ¬

_ (¬1) وقد تقدم الكلام على روايته في حرف الهمزة فانظر حديث "انشدها ولا تكتم ولا تغيب"

قلت: فيه عنعنة الحسن فإنه كان مدلساً. - ورواه حبيب بن الشهيد البصري عن الحسن مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (18604) عن سفيان بن عُيينة عن حبيب بن الشهيد به. ورواته ثقات. وتابعه أشعث بن عبد الملك الحُمْراني عن الحسن مرسلاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5791) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني عن خالد بن الحارث ثنا أشعث به. ورواته ثقات أيضاً. وحديث حميد الطويل أصح، فقد رواه قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في رهط من بني عامر، فقلنا: يا رسول الله، إنا نجد ضوالاً من الإبل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضالة المسلم حرق النار". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1570) عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن قتادة به. ورواه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 33) عن الطبراني به. ورواه أبو نعيم في "الصحابة" (4218) من طريق الهيثم بن خلف الدوري البغدادي ثنا عبيد الله بن عمر به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا ابن مهدي" قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، ورواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة فإنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع. وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 184) عن أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصَدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن مَوْهَب عن عصمة بن مالك مرفوعاً "ضالة المؤمن حرق النار" ثلاث مرات. وإسناده ضعيف، الفضل بن المختار قال أبو حاتم: مجهول وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه إما إسناداً وإما متنا.

وأما حديث أبي قزعة فأخرجه عبد الرزاق (18605) عن ابن جريح قال: سمعت أبا قزعة يزعم أنّ الجارود لما أسلم قال: يا رسول الله، أرأيت ما وجدنا بيننا وبين أهلنا من الإبل لنبلغ عليها؟ قال: "ذاك حرق النار". ورواته ثقات. 2377 - حديث زيد بن خالد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه عَتُوداً جَذَعاً فقال: "ضحِّ به" فقلت: إنّه جذع أفأضحى به؟ قال: "نعم ضح به" فضحيت به. قال الحافظ: أخرجه أبو داود وأحمد وصححه ابن حبان، واللفظ لأحمد" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 194) وأبو داود (2798) والبزار (3776) وابن حبان (5899) والطبراني في "الكبير" (5217 و 5218 و 5219 و 5220) والبيهقي (9/ 270) والمزي في "تهذيب الكمال" (21/ 252) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 13) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عمارة بن عبد الله بن طعمة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن خالد الجهني قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه غنماً للضحايا، فأعطاني عتوداً جذعاً من المَعْز، قال: فجئته به، فقلت: يا رسول الله إنّه جذع، قال: "ضح به" فضحيت به. قال الحافظ: هذا حديث حسن" قلت: عمارة بن عبد الله بن طعمة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وابن إسحاق صدوق، وابن المسيب ثقة مشهور. 2378 - حديث أبي هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، هذا جذع من الضأن مهزول وهذا جذع من المعز سمين وهو خيرهما أفأضحي به؟ قال: "ضحِّ به فإن لله الخير". قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والحاكم وفي سنده ضعف" (¬2) ضعيف أخرجه أبو يعلى (6223) ¬

_ (¬1) 12/ 110 (كتاب الأضاحي -باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من الضأن) (¬2) 12/ 110 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من الضأن)

عن بشر بن الوليد الكندي والحاكم (4/ 227) عن أسد بن موسى المصري قالا: ثنا قَزَعة بن سويد ثني الحجاج بن الحجاج عن سلمة بن جُنادة عن حنش عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوساً فجاء رجل فدخل بجذع من المعز سمين سيّد، وجذع من الضأن مهزول خَسيس، فقال: يا رسول الله، هذا جذع من الضأن مهزول خسيس، وهذا جذع من المعز سمين سيد، وهو خيرهما أفاضحي به؟ قال "ضح به فإن لله الخير" اللفظ لأبي يعلى. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قزعة ضعيف" قلت: وسلمة بن جنادة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. 2379 - عن عقبة بن عامر قال: ضحينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِجَذَع من الضأن. قال الحافظ: وحديث معاذ بن عبد الله بن خُبيب عن عقبة بن عامر: فذكره، أخرجه النسائي بسند قوي" (¬1) يرويه معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني واختلف عنه: - فقال بكير بن عبد الله بن الأشج: عن معاذ بن عبد الله حدثه عن عقبة قال: فذكره. وفي لفظ "بجذع الضأن". أخرجه النسائي (7/ 193) وفي "الكبرى" (4472) وابن الجارود (905) والطحاوي في "المشكل" (5720) وابن حبان (5904) عن عبد الله بن وهب والطبراني في "الكبير" (17/ 346) و"الأوسط" (3215) والبيهقي (9/ 270) عن بكر بن مضر المصري ¬

_ (¬1) 12/ 111 (كتاب الأضاحي -باب قوله النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من الضأن)

كلاهما عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله به. ورواته ثقات، إلا أني أظن أنّ معاذ بن عبد الله لم يسمع من عقبة، فإنه يروي عن أبيه عن عقبة، ويروي عن سعيد بن المسيب عن عقبة، وبين وفاتيهما ستون سنة، فإنّ عقبة توفي سنة ثمان وخمسين، وتوفي معاذ بن عبد الله سنة ثماني عشرة ومائة، والله أعلم. - وقال أسامة بن زيد الليثي: ثني معاذ بن عبد الله قال: سألت سعيد بن المسيب عن الجذع من الضأن، فقال: ما كان سنة الجذعِ من الضأن إلا فيكم، سأل عقبة بن عامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجذع من الضأن، فقال: "ضَحّ به". أخرجه أحمد (4/ 152) والطبراني في "الكبير" (17/ 347) عن وكيع والطحاوي في "المشكل" (5721) عن ابن وهب كلاهما عن أسامة بن زيد به. واللفظ لحديث ابن وهب. وفي حديث وكيع: عن ابن المسيب عن عقبة قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجذع وأسامة بن زيد مختلف فيه، والباقون ثقات. ورواه أبو جابر محمد بن عبد الرحمن البياضي عن ابن المسيب عن عقبة قال: قسمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - غنما فصار لي منها جذع، فضحيت به عن أهل بيتي، ثم سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "قد أجزأ عنكم". أخرجه عبد الرزاق (8153) عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبي جابر به. والأسلمي والبياضي كذبهما ابن معين وغيره. 2380 - عن الزهري قال: ضُرب وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالسيف سبعين ضربة وقاه الله شرها كلها. قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن مَعْمر عن الزهري قال: فذكره، وهذا مرسل قوي" (¬1) قلت: هو في مصنف عبد الرزاق 5/ 367 بدون إسناد. ¬

_ (¬1) 8/ 374 - 375 (كتاب المغازي- باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجراح يوم أحد)

2381 - حديث سَمُرة: ضَرَبَ رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل الجمعة في التبكير كناحر البدنة" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (¬1) أخرجه ابن ماجه (1093) وأبو بكر المروزي في "الجمعة" (47) والروياني (820) وأبو يعلى (مصباح الزجاجة 1/ 130) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا وكيع عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب مثل الجمعة في التبكير كناحر البدنة، وكناحر البقرة، وكناحر الشاة، حتى ذكر الدجاجة. قال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" الترغيب 1/ 500 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 130 قلت: سعيد بن بشير مختلف فيه، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعاً من الحسن، والحسن مختلف في سماعه من سمرة، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس وقد عنعن. والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (¬2) (6880) عر، أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وعبد الله بن الحسين المِصيصي قالا: ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير به بلفظ "المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي دجاجة". وأخرجه في موضع آخر (6968) وفي "مسند الشاميين" (2767) عن أبي زرعة الدمشقي عن محمد بن بكار فقال في إسناده: عن قتادة عن أبي أيوب عن سمرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب مثل المهجر يوم الجمعة كالناحر بدنة، وكالذابح بقرة، وكذابح الشاة، وكذابح الطير، حتى انتهى إلى العصفورة. وقال: أبو أيوب هو العتكي" 2382 - "ضع القلم على أُذنك فإنه أَذكر لك" ذكر الحافظ أنّ الجمهور ضعفوا هذا الحديث (¬3). ضعيف جداً ¬

_ (¬1) 3/ 20 (كتاب الجمعة- باب فضل الجمعة) (¬2) وأخرجه في "مسند الشاميين" (2646) عن عبد الله بن الحسين المصيصي وحده. (¬3) 9/ 44 (كتاب المغازي- باب عمرة القضاء)

روي من حديث زيد بن ثابت ومن حديث أنس بن مالك. فأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الترمذي (2714) وابن عدي (5/ 1901) والخطيب في "المتفق والمفترق" (881) وميسرة بن علي في "مشيخته" (التدوين للرافعي 1/ 271) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 259) عن عبد الله بن الحارث المخزومي وابن سعد (2/ 359) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 169) عن إسماعيل بن أبان الوراق كلاهما عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه كاتب (¬1) فسمعته يقول "ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمُمْلي" اللفظ للترمذي. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهو إسناد ضعيف، وعنبسة بن عبد الرحمن ومحمد بن زاذان يضعفان في الحديث" وقال ابن عدي: عنبسة هذا منكر الحديث" وقال ابن حبان: عنبسة صاحب أشياء موضوعة وما لا أصل له مقلوب لا يحل الاحتجاج به" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما عنبسة فهو ابن عبد الرحمن البصري قال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك، وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث. وأما محمد بن زاذان فقال البخاري: لا يكتب حديثه" وقال الألباني: موضوع" الضعيفة 2/ 252 وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن زكريا ثني عثمان بن عمرو بن عثمان البصري عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للكاتب: "إذا كتبت فضع القلم على أذنك". أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 337) منءلريق هارون بن سعيد أبي عبد الرحمن الراعي ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف ثنا إبراهيم بن زكريا به. ¬

_ (¬1) ولفظ ابن حبان "وهو يملي في بعض حوائجه"

وإبراهيم بن محمد وعثمان بن عمرو لم أعرفهما، وإبراهيم بن زكريا أظنه الواسطي الآتي في الطريق التالية. الثاني: يرويه عمرو بن أبي زهير عن حميد عن أنس به وزاد "فإنه أذكر لك" أخرجه الديلمي كما في "اللآلئ" (1/ 216) من طريق محمد بن هشام عن إبراهيم بن محمد القرشي عن إبراهيم بن زكريا الواسطي عن عمرو بن أبي زهير به. وإبراهيم بن زكريا ضعفه الخطيب، وقال البزار: منكر الحديث، وقال العقيلي: مجهول، وقال ابن حبان: يأتي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثباث إنْ لم يكن بالمتعمد لها فهو المدلس عن الكذابين. وأخرجه تمام (1563) من طريق إبراهيم بن أبي خلف ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن محمد عن حميد عن أنس مرفوعاً "ضع القلم على أذنك يكون أذكر لك". وعثمان بن عبد الرحمن أظنه الوقاصي كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال النسائي وغيره: متروك. وأخرجه ابن عدي (5/ 1784) وابن المقرئ في "المعجم" (933) وابن عساكر كما في "اللآلئ" (1/ 216) والديلمي كما في "الضعيفة" (2/ 253) من طريق عمرو بن الأزهر عن حميد عن أنس. وعمرو بن الأزهر هو العتكي قال البخاري: يرمى بالكذب، وقال أحمد: كان يضع الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات ويأتي بالموضوعات عن الإثبات، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. الثالث: يرويه عثمان البري عن ابن غنام عن أنس. أخرجه الباطرقاني في "مجلس من الأمالي" كما في "الضعيفة" (2/ 253) وعثمان هو ابن مقسم البري كذبه ابن معين والجوزجاني، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث. 2383 - حديث أبي ذر رفعه "ضعه في حلاله وجَنِّبْه حرامه، وأقرره، فإنْ شاء الله أحياه، وإنْ شاء أماته ولك أجر". قال الحافظ: أخرجه ابن حبان" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 222 (كتاب النكاح- باب العزل)

له عن أبي ذر طريقان: الأول: يرويه أبو سعيد مولى المَهْرِي عن أبي ذر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لك في جماع زوجتك أجر". فقيل: يا رسول الله، وفي شهوة يكون من أجر؟ قال: "نعم، أرأيت لو كان لك ولد قد أدرك ثم مات أكنت محتسبه؟ "، قال: نعم، قال "أنت كنت خلقته؟ " قال: بل الله خلقه، قال: "أنت كنت هديته؟ " قال: بل الله هداه، قال: "أكنت ترزقه؟ " قال: بل الله كان رزقه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضعه في حلاله، وجنبه حرامه، وأقرره، فإنْ شاء الله أحياه، وإنْ شاء أماته ولك أجر". أخرجه ابن حبان (4192) عن عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي ثنا حرملة ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ سعيد بن أبي هلال حدثه عن أبي سعيد مولى المهري عن أبي ذر به. ورواته ثقات غير حرملة بن يحيى المصري وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، وأبو سعيد مولى المهري لم يذكر سماعاً من أبي ذر فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه زيد بن سلام عن أبي سلام قال أبو ذر: فذكر حديثاً وفيه "ولك في جماعك زوجتك أجر" قال أبو ذر: كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره فمات أكنت تحتسب به؟ " قلت: نعم، قال: "فأنت خلقته؟ " قال: بل الله خلقه، قال: "فأنت هديته؟ " قال: بل الله هداه، قال: "فأنت ترزقه؟ " قال: بل الله كان يرزقه، قال: "كذلك فضعه في حلاله, وجنبه حرامه، فإنْ شاء الله أحياه، وإنْ شاء أماته ولك أجر". أخرجه أحمد (5/ 168 - 169) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا علي بن مبارك عن يحيى عن زيد بن سلام عن أبي سلام به. وأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (815) عن الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ثنا أبو عامر به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9027) عن محمد بن المثنى ثنا أبو عامر به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10657) وفي "الآداب" (120) من طريق محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا أبو عامر به. ورواته ثقات إلا أنّ أبا سلام واسمه ممطور الأسود لم يسمع من أبي ذر.

2384 - "عن عثمان بن عفان قال: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدع بعض من يكتب عنده فيقول: "ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها". قال الحافظ: وروى أحمد وإصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان قال: فذكره" (¬1) أنظر الحديث الذي بعده. 2385 - عن عثمان قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينزل عليه الآيات فيقول: "ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا". قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن الثلاثة وصححه الحاكم وغيره من حديث ابن عباس عن عثمان قال: فذكره" (¬2) أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 280 و 285 - 286 و 369) وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7690) وأحمد (1/ 57 و 69) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3/ 1015 - 1016) وأبو داود (786 و 787) والترمذي (3086) والبزار (344) والنسائي في "الكبرى" (8007) والطبري في "تفسيره" (1/ 45) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 201 - 202) وفي "المشكل" (131 و 1374) وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 39 و 40) وابن حبان (43) والحاكم (2/ 221 و 330) وأبو نعيم في "الصحابة" (281) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 23) والبيهقي (2/ 42) وفي "معرفة السنن" (2/ 364 - 365) وفي "الدلائل" (7/ 152 - 153) والواحدي في "الوسيط" (2/ 475) والمزي (32/ 287 - 288 و 289) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 44 - 45) من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي قال: حدثني يزيد الفارسي قال: حدثني ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أنْ عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممّا يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا ¬

_ (¬1) 10/ 397 (كتاب فضائل القرآن -باب كاتب النبي- صلى الله عليه وسلم-) و10/ 418 (كتاب فضائل القرآن- باب تأليف القرآن) (¬2) 10/ 383 (كتاب فضائل القرآن- باب كيف نزل الوحي) و10/ 417 (كتاب فضائل القرآن- باب تأليف القرآن)

بعض من كان يكتب فيقول: "ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" وإذا نزلت عليه الآية فيقول: "ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" وكانت الأنفال من أوائل ما أنزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتها في السبع الطول. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي قد روى عن ابن عباس غير حديث، ويقال: هو يزيد بن هرمز (¬1) " وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عثمان، ولا روى ابن عباس عن عثمان إلا هذا الحديث" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب، تفرد به عوف عن يزيد" قلت: يزيد الفارسي قال أبو حاتم: لا بأس به، ولم يخرج له الشيخان شيئاً، وعوف ثقهّ مشهور. وقال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح إلا يزيد الفارسي، فإنه بصري مقل، قال أبو حاتم: لا بأس به. وقد قيل: إنه يزيد بن هرمز الذي أخرج له مسلم، فإن ثبت ذلك فهو على شرطه" 2386 - حديث المغيرة بن شعبة: ضفت النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان شاربي وفَّى فقصه على سواك" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وأخرجه البيهقي وقال فيه: فوضع السواك تحت الشارب وقصّ عليه" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما له تربت يداه" ... ¬

_ (¬1) قال المزي: الصحيح أنه غير يزيد بن هرمز" (¬2) 12/ 468 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

حرف الطاء

حرف الطاء 2387 - عن صفية بنت شيبة قالت: طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعير يستلم الحجر بِمِحْجَن وأنا انظر إليه. قال الحافظ: وقد ذكر المزي أيضاً حديث صفية بنت شيبة قالت: فذكرته، أخرجه أبو داود وابن ماجه. قال المزي: هذا يضعف قول من أنكر أنْ يكون لها رؤية، فإنّ إسناده حسن" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واطمأن الناس خرج" 2388 - عن أوس بن أبي أوس حذيفة الثقفي قال: كنت في الوفد الذين أسلموا من ثقيف فذكر الحديث وفيه: فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "طرأ عليّ حزبي من القرآن فأردت أنْ لا أخرج حتى أقضيه" قال: فسألنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من ق حتى تختم" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما" (¬2) يرويه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس بن حذيفة الثقفي واختلف عنه: - فرواه الطيالسي (ص 151) عنه ثنا عثمان بن عبد الله عن جده أوس قال: قدمنا وقد ثقيف على النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل الأحلافيون على المغيرة بن شعبة وأنزل المالكيين قبته، قال: ¬

_ (¬1) 11/ 147 (كتاب النكاح- باب من أولم بأقل من شاة) (¬2) 10/ 418 (كتاب فضائل القرآن- باب تأليف القرآن)

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتينا فيحدثنا بعد العشاء الآخرة حتى يراوح بين قدميه من طول القيام، فكان أكثر ما يحدثنا اشتكاء قريش يقول "كنا بمكة مستذلين مستضعفين فلما قدمنا المدينة انتصفنا من القوم فكانت سجال الحرب علينا ولنا" فاحتبس عنا ليلة عن الوقت الذي كان يأتينا فيه ثم أتانا فقلنا: يا رسول الله، احتبست عنا الليلة عن الوقت الذي كنت تأتينا فيه، فقال "إنّه طرأ عليّ حزبي من القرآن فأحببت أنْ لا أخرج حتى أقرأه أو قال: أقضيه" قال: فلما أصبحنا سألنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أحزاب القرآن كيف تحزبونه؟ فقالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (52) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (973) والخطيب في "الموضح" (1/ 328 - 329) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 168) وأخرجه أحمد (4/ 9 و 343) وأبو نعيم في "المعرفة" (973) والمزي في "التهذيب" (19/ 411 - 412) عن عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود (1393) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 30 - 31) والطبراني في "الكبير" (599) والمزي (19/ 411 - 412) عن قُرّان بن تمام الأسدي الكوفي وابن أبي شيبة في "مسنده" (539) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 16) وأبو داود (1393) وابن ماجه (1345) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1523 و 1578) والسرقسطي في "الغريب" (1/ 67 - 68) والطحاوي في "المشكل" (1373) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 93) وابن سعد (5/ 510 - 511) وأبو القاسم البغوي (52) والطحاوي (1371) والطبراني (599) وأبو نعيم (973) والمزي (19/ 411 - 412) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وابن أبي شيبة (2/ 501 - 502) والطحاوي (1372) والطبراني (599) والمزي (19/ 411 - 412) عن وكيع

وابن سعد (5/ 510 - 511) وأبو القاسم البغوي (52) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي والطبراني (600) عن سفيان الثوري وابن أبي عاصم (1579) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 31) وأبو نعيم (973) والخطيب في "الموضح" (1/ 328) عن عيسى بن يونس وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 508 - 509) عن عبيد بن عقيل كلهم عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي به. - ورواه يوسف بن الغرق الباهلي عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد ربه بن الحكم وعثمان بن عبد الله كلاهما عن أوس بن حذيفة به. أخرجه ابن سعد (5/ 511) ويوسف بن الغرق قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال صالح جزرة: منكر الحديث. - ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عبد الله بن عبد الرحمن ثني عثمان بن عبد الله عن عمه عمرو بن أوس عن أبيه. أخرجه ابن سعد (5/ 510 - 511) وعمر بن شبة (2/ 508) - ورواه مروان بن معاوية الفزاري الكوفي (¬1) عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عثمان بن عبد الله عن أبيه عن جده. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 16) - ورواه سهل بن يوسف عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عثمان بن عبد الله مرسلاً. أخرجه عمر بن شبة (2/ 509) قال ابن عبد البر: حديث أوس في تحزيب القرآن حديث ليس بالقائم" الاستيعاب 1/ 225 ¬

_ (¬1) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 92 - 93) عن مروان بن معاوية فلم يذكر "عن أبيه"

قلت: عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، ولينه أبو حاتم وغيره. وخالفه محمد بن مسلم الطائفي فرواه عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن عمرو بن أوس عن المغيرة بن شعبة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 16) وعثمان بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": محله الصدق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. 2389 - عن محمد بن علي قال: طرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتمه الذهب ثم تختم خاتماً من وَرِق فجعله في يساره" قال الحافظ: وأخرج ابن سعد (1/ 473) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه قال: فذكره. وهذا مرسل أو معضل" (¬1) 2390 - "طعام الاثنين بكفي أربعة" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (2059) عن جابر مرفوعا "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية" 2391 - "طعام الواحد يكفي الاثنين، وإنّ طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإنّ طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة" قال الحافظ: وقد وقع في حديث عمر عند ابن ماجه بلفظ: فذكره، وعند البزار من حديث سَمُرة نحو حديث عمر وزاد في آخره "يد الله على الجماعة" (¬3) حديث عمر أخرجه ابن ماجه (¬4) (3255) والبزار (127) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1195) من طرق عن الحسن بن موسى الأشيب ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب مرفوعاً بزيادة "إنّ" في أوله. والسياق لابن ماجه. ¬

_ (¬1) 12/ 446 (كتاب اللباس- باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه) (¬2) 7/ 407 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام) (¬3) 11/ 465 (كتاب الأطعمة- باب طعام الواحد يكفي الاثنين) (¬4) وأخرجه في موضع آخر (3287) بهذا الإسناد بلفظ "كلوا جميعاً ولا تفرقوا، فإنّ البركة مع الجماعة" وهو قطعة من الحديث المذكور، وساقه البزار بتمامه.

ولفظ البزار: غلا السعر بالمدينة فاشتد الجهد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اصبروا وأبشروا فإني قد باركت على صاعكم ومُدِّكم فكلوا ولا تفرقوا فإنّ طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الخمسة والستة، وإنّ البركة في الجماعة ... وذكر الحديث. قال البزار: وهذا الحديث لا يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه، تفرد به عمرو بن دينار وهو لين الحديث، وأكثر أحاديثه لا يشاركه فيها غيره" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن دينار، فقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والفلاس والبخاري والترمذي والنسائي وغيرهم" مصباح الزجاجة 4/ 6 قلت: واختلف عنه، فرواه عمر بن فرقد الباهلي عن عمرو بن دينار فلم يذكر عمر بن الخطاب، وقال فيه "وطعام الأربعة يكفي الثمانية" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5788) وقال: لم يروه عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير إلا عمر بن فرقد" قلت: ذكره البخاري فقال: فيه نظر. والراوي عنه وهو عبد الصمد بن سليمان الأزرق قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث (¬1). وحديث سمرة أخرجه البزار (كشف 2874) من طريق صفوان بن هبيرة البصري عن ابن جُريج أني أبو بكر الهذلي عن الحسن عن سمرة مرفوعاً "طعام الواحد يكفي الاثنين, وطعام الاثنين يكفي الأربعة، ويد الله تعالى على الجماعة" وقال: لا نعلم رواه عن ابن جريج إلا صفوان" وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف جداً (¬2) " المجمع 5/ 21 قلت: ولم ينفرد صفوان بن هبيرة به بل تابعه أبو قرة موسى بن طارق اليماني قال: ذكر ابن جريج. ¬

_ (¬1) انظر حديث "كلوا جميعاً ولا تفرقوا ... " فقد تكلمت هناك على هذا الحديث أيضاً. (¬2) ولم ينفرد به بل تابعه: أ- إسماعيل بن مسلم. أخرجه الروياني (864) ب- مبارك بن فضالة. أخرجه الطبراني (6958)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2357) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي بكر إلا ابن جريج" - ورواه يحيى بن زياد الأسدي الرقي الملقب بفهير عن ابن جريج واختلف عنه: • فقال أيوب بن محمد الوزان: ثنا يحيى بن زياد ثنا ابن جريج ثنا أبو بكر عن الحسن عن سمرة مرفوعاً "طعام الاثنين كافي الأربعة، وطعام الأربعة كافي الثمانية" أخرجه الطبراني في "الكبير" (6963) • وقال محمد بن عبد الله الرقي: ثنا يحيى بن زياد أنبأ ابن جريج أنبأ أبو الزبير عن جابر مرفوعاً "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية" أخرجه ابن ماجه (3254) 2392 - حديث أسامة بن شَريك أنّ رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: سعيت قبل أنْ أطوف، قال "طف ولا حرج" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه أبو داود (2015) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 304 - 305) والفاكهي في "أخبار مكة" (1377) وابن خزيمة (2774) والطحاوي في "المشكل" (6015) والطبراني في "الكبير" (472) والدارقطني (2/ 251) والبيهقي (5/ 146) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 279) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن أبي إسحاق الشيباني عن زياد بن عِلاَقة عن أسامة بن شريك قال: خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حاجاً، فكان الناس يأتونه، فمن قائل: يا رسول الله، سعيت قبل أنْ أطوف، أو قدِّمت شيئاً، أو أخرت شيئاً، فكان يقول "لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عِرْض رجل مسلم وهو ظالم، فذلك الذي حَرِج وهلك" قال الدارقطني: لم يقل "سعيت قبل أنْ أطوف "إلا جرير عن الشيباني" وقال البيهقي: هذا اللفظ "سعيت قبل أنْ أطوف" غريب تفرد به جرير عن الشيباني" قلت: ورواه أسباط بن محمد القرشي عن الشيباني بلفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن رجل حلق قبل أنْ يذبح قال "لا حرج" ¬

_ (¬1) 4/ 250 - 251 (كتاب الحج- باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت)

أخرجه ابن أبي شيبة (289 - الجزء المفقود و 14/ 1717 - 178) وفي "مسنده" (782) عن أسباط بن محمد به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1469 و 2669) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (472) عن عبيد بن غنام عن ابن أبي شيبة، لكنه ساقه باللفظ الأول (¬1). ولم ينفرد ابن أبي شيبة به بل تابعه: 1 - سفيان بن وكيع ثنا أسباط بن محمد به. أخرجه الطبري في "التهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 227) 2 - أحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 236) 3 - أحمد بن محمد بن يحيى القطان. أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ " (754) وقال: حديث حسن" 2393 - عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه سئل عن رجل قال: يوم أتزوج فلانة فهي طالق، فقال: "طلق ما لا يملك" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق أبي هاشم الرُّمَّاني عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. وفي سنده أبو خالد الواسطي وهو واه. ولحديث ابن عمر طريق أخرى أخرجها ابن عدي من رواية عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رفعه "لا طلاق إلا بعد نكاح" قال ابن عدي: قال ابن صاعد لما حدث به: لا أعلم له علة. قلت: استنكروه على ابن صاعد ولا ذنب له فيه، وإنما علته ضعف حفظ عاصم" (¬2) له عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه أبو خالد الواسطي عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه سئل عن رجل قال: يوم أتزوج فلانة فهي طالق، قال "طلق ما لا يملك" ¬

_ (¬1) وأخرجه أيضاً (473) بهذا الإسناد باللفظ الثاني. (¬2) 11/ 301 (كتاب الطلاق- باب لا طلاق قبل نكاح)

أخرجه الدارقطني (4/ 16) قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": حديث باطل، وأبو خالد الواسطي هو عمرو بن خالد وهو وضاع قال أحمد ويحيى: كذاب" نصب الراية 3/ 231 الثاني: يرويه عاصم بن هلال البارقي عن أيوب السَّخْتِياني عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "لا طلاق إلا بعد نكاح" أخرجه ابن عدي (5/ 1873) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن يحيى القطعي ثنا عاصم به. وأخرجه الحاكم (2/ 419) من طرق عن ابن صاعد به. وقال: صحيح على شرطهما" وقال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: وما سمعناه إلا منه ولا أعرف له علة فأذكرها وحدثناه في أضعاف ما قرأه علينا لم نلقنه إياه ولا سألناه عنه في رقعة ولا أفادنا عنه أحد بانفراده ولا هو ملحق في جانب كتابنا ولا أخرج الكتاب إلا إلى هاشم. قال ابن عدي: هكذا ذكر لنا ابن صاعد فذكرته لأبي عَروبة فأخرج إليّ فوائد القطعي فإذا فيها حديث عمرو بن شعيب الذي ذكره ابن صاعد وبعقبه ثنا عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين: 6]. فعلم ما تبين لنا في كتاب أبي عروبة أنه أدخل لابن صاعد حديثا في حديث و {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين: 6] مشهور عن أيوب، وعاصم بن هلال يحتمل ما هو أنكر من هذا" وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 210): وإسناده ثقات" قلت: ولم ينفرد به ابن صاعد بل تابعه صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البغدادي ثنا محمد بن يحيى به. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 180) و"الأوسط" (3689) وقال: لم يروه عن أيوب إلا عاصم، تفرد به القطعي" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" عن صالح بن أحمد وهو متروك" المجمع 4/ 334 قلت: وقال فيه الدارقطني: كذاب دجال، وقال ابن عدي وابن حبان: يسرق الحديث.

والحديث سيأتي الكلام عليه أيضاً في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا طلاق لمن لم ينكح" 2394 - حديث ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة أم ركانة ونكح امرأة من مزينة فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما يغني عني إلا كما تغني هذه الشعرة- لشعرة أخذتها من رأسها- ففرّق بيني وبينه، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد يزيد "طلقها وراجع أم ركانة" ففعل. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) تقدم تخريجه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنما تلك واحدة فارتجعها" 2395 - "الطاعون وخز الجن" سكت عليه الحافظ (¬2). وسيأتي الكلام عليه في حرف الفاء فانظر حديث "فناء أمتي بالطعن والطاعون" 2396 - "الطعام بالطعام مثلا بمثل" قال الحافظ: وروى مسلم (1592) من حديث معمر بن عبد الله مرفوعاً: فذكره" (¬3) 2397 - عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعا "الطواف بالبيت صلاة, إلا أنّ الله أباح فيه الكلام، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان" (¬4) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه طاوس بن كيسان واختلف عنه: - فرواه عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس مرفوعاً "الطواف بالبيت صلاة (¬5) إلا أنّ الله أباح (¬6) فيه المنطق (¬7)، فمن نطق فيه فلا ينطق إلا بخير (¬8) " ¬

_ (¬1) 11/ 394 (كتاب الطلاق- باب إذا طلقها ثلاثاً ثم تزوجت) (¬2) 12/ 287 (كتاب الطب- باب ما يذكر في الطاعون) (¬3) 5/ 281 (كتاب البيوع- باب بيع الزبيب بالزبيب) (¬4) 4/ 288 (كتاب الحج- باب الكلام في الطواف) (¬5) وفي لفظ "مثل الصلاة" (¬6) وفي لفظ "أحل" (¬7) وفي لفظ "النطق" (¬8) وفي لفظ "فمن استطاع أن لا ينطق إلا بخير فليفعل"

وفي لفظ "الطواف بالبيت (¬1) مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، ومن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير" أخرجه الدارمي (1854)، والفاكهى في "أخبار مكة" (305) وابن الجارود (461) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 178 - 179) وفي "المشكل" (5972 و 5973 و 5574) وابن حبان (3836) وابن عدي (5/ 2001) والحاكم (¬2) (2/ 267) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 128) والبيهقي (5/ 85 و 87) وفي "معرفة السنن" (7/ 231 - 233) والواحدي في "الوسيط" (1/ 208) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 131) وفي "الإمتاع بالأربعين" (ص 62) عن الفضيل بن عياض والترمذي (960) وابن خزيمة (2739) وأبو يعلى (2599) وابن عدي (5/ 2001) والبيهقي (5/ 87) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (881) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والحاكم (1/ 459) والبيهقي (5/ 87) عن سفيان بن عُيينة والدارمي (1855) وابن الجارود (461) وابن عدي (5/ 2001) والبيهقي (5/ 87) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 132) عن موسى بن أعْيَن الجزري (¬3) والحاكم (1/ 459) وسمويه في "فوائده" كما في "الإمتاع بالأربعين" (ص 62) وابن السكن كما في "التلخيص" (1/ 130) عن سفيان الثوري (¬4) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "حول البيت" (¬2) وقع في روايته: سعيد بن جبير مكان طاوس، وقد أخرجه البيهقي عنه فقال فيه: عن طاوس عن ابن عباس، وهو الصواب. (¬3) هذه رواية علي بن معبد بن شداد العبدي وأبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي عن موسى بن أعين، ورواه معن بن عيسى القزاز عن موسى بن أعين عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10955) والبيهقي (5/ 87) وفي "الصغرى" (1640) (¬4) رواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي وعبد الصمد بن حمان المروروذي عن الثوري.

كلهم عن عطاء بن السائب به. قال الترمذي: لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن السائب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: رفعه عطاء بن السائب في رواية جماعة عنه، وروي عنه موقوفاً، والموقوف أصح" وقال الحافظ: هذا حديث غريب" وقال أيضاً: هذا حديث حسن" قلت: عطاء بن السائب صدوق اختلط، وسماع السفيانين منه قبل اختلاطه فالإسناد حسن. واختلف عن عطاء، فرواه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن عطاء بن السائب عن طاوس أو عكرمة أو كلاهما عن ابن عباس قوله. أخرجه عبد الرزاق (9791) - ورواه إبراهيم بن ميسرة الطائفي عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3944) عن أبي عَوانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وعبد الرزاق (9790) عن ابن جريج والأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 11) والفاكهي (310 و 673) والبيهقي (5/ 87) عن ابن عيينة ثلاثتهم عن إبراهيم بن ميسرة به (¬1). ¬

_ (¬1) رواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن إبراهيم بن ميسرة مرفوعاً. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10976) ومحمد بن عبد الله ضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وغيرهم. ورواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس لا أعلمه إلا رفعه. =

وتابعه عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس موقوفاً. أخرجه البيهقي (5/ 85) وفي "الصغرى" (1639) وعبد الرزاق (9789) عن مَعْمر بن راشد والبيهقي (5/ 87) عن الثوري والفاكهي (307) عن ابن عيينة ثلاثتهم عن ابن طاوس به. قال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوفاً" وقال: رفعه عطاء وليث بن أبي سليم، ووقفه عبد الله بن طاوس وإبراهيم بن ميسرة في الرواية الصحيحة" وقال الحافظ: ورجّح الموقوف النسائي والبيهقي وابن الصلاح والمنذري والنووي وزاد: إنّ رواية الرفع ضعيفة. وفي إطلاق ذلك نظر فإن عطاء بن السائب صدوق وإذا روي عنه الحديث مرفوعاً تارة وموقوفاً أخرى فالحكم عند هؤلاء الجماعة للرفع، والنووي ممن يعتمد ذلك ويكثر منه ولا يلتفت إلى تعليل الحديث به إذا كان الرافع ثقة فيجيء على طريقته أنّ المرفوع صحيح" التلخيص 1/ 129 - 130 - ورواه ابن جُريج عن الحسن بن مسلم المكي عن طاوس عن بعض من أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - واختلف عنه: • فرواه رَوح بن عبادة وعبد الرزاق (¬1) ويحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج مرفوعاً (¬2). ¬

_ = أخرجه سمويه في "فوائده" (تخريج أحاديث المختصر 2/ 133) ومن طريق أبي حذيفة أخرجه ابن السكن (تخريج أحاديث المختصر 2/ 133) ورواه أحمد بن ثابت عن أبي حذيفة فجعله عن ابن عمر وصرح برفعه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (تخريج أحاديث المختصر 2/ 133) وأبو حذيفة قال ابن معين: ليس بحجة في سفيان. (¬1) المصنف (9788) (¬2) قال الحافظ: وهذه الرواية صحيحة وهي تعضد رواية عطاء بن السائب وترجح الرواية المرفوعة، والظاهر أنّ المبهم فيها هو ابن عباس، وعلى تقدير أن يكون غيره فلا يضر ابهام الصحابة" التلخيص 1/ 130 - 131

أخرجه أحمد (3/ 414 و 4/ 64 و5/ 377) عن روح وعبد الرزاق. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 424) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 134). وأخرجه البيهقي (5/ 87) من طريق سلمة بن شبيب النيسابوري ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7232) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه أيضًا (6/ 3141) من طريق علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد به. • ورواه حجاج بن محمد المصيصي وابن وهب وابن المبارك عن ابن جريج موقوفًا. أخرجه النسائي (¬1) (5/ 176). عن حجاج بن محمد المصيصي والنسائي (¬2) والطحاوي في "المشكل" (5974) عن ابن وهب والطحاوي (5975) عن ابن المبارك ثلاثتهم عن ابن جريج به. قال أحمد: ولم يرفعه محمد بن بكر. يعني عن ابن جريج" المسند 3/ 414 - ورواه حنظلة بن أبي سفيان المكي عن طاوس عن ابن عمر موقوفًا. أخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 147) والنسائي (5/ 176) والبيهقي (5/ 85) وفي "معرفة السنن" (7/ 231) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 134) عن سعيد بن سالم المكي والنسائي (5/ 176) عن أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني ¬

_ (¬1) وأخرجه في "الكبرى" (3945) من هذا الطريق مرفوعا، وكذا هو في "تحفة الأشراف" (5/ 4) مرفوعا. (¬2) وأخرجه في "الكبرى" (3945) من هذا الطريق مرفوعا، وكذا هو في "تحفة الأشراف" (5/ 4) مرفوعا.

والفاكهي (311) عن أبي قرة موسى بن طارق اليماني و (312) عن بشر بن السَّري البصري كلهم عن حنظلة به. ورواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن سفيان الثوري عن حنظلة فقال فيه: لا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7366) وقال: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا أبو حذيفة". الثاني: يرويه القاسم بن أبي أيوب الأسدي الواسطي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الله لنبيه {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج: 26] فالطواف قبل الصلاة وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الطواف بمنزلة الصلاة إلا أنّ الله قد أحل فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير". أخرجه الحاكم (2/ 266 - 267) وعنه البيهقي في "المعرفة " (7/ 232) قال: ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ثنا الحسن بن مكرم البزاز ثنا يزيد بن هارون أنبأ القاسم بن أبي أيوب به. وقال: صحيح على شرط مسلم" (¬1) وقال الحافظ: وهو كما قال فإنّهم ثقات وهي أوضح الطرق وأسلمها من الاضطراب إلا أني أظن أنّ فيها إدراجا" التلخيص 1/ 130 - 131 وقال في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 135): وهو كما قال إن كان شطره الثاني من قول ابن عباس، وقد رواه حماد بن سلمة (¬2) عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مقتصرا على شطره الأول، فاحتمل أن يكون الشطر الثاني من قول من دون ابن عباس، فيكون مرسلًا أو معضلا والله أعلم". ¬

_ (¬1) قلت: لم يخرج مسلم للقاسم بن أبي أيوب شيئًا. (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 267)

2398 - "الطوفان: الموت" قال الحافظ: وعند ابن مردويه بإسنادين ضعيفين عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (9/ 31) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا يحيى بن يمان ثنا المنهال بن خليفة عن الحجاج عن الحكم بن ميناء عن عائشة به مرفوعا (¬2). وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8855 و 17199) من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني أنبأ يحيى بن يمان به. • ورواه سفيان بن وكيع عن يحيى بن يمان عن المنهال عن الحجاج عن رجل عن عائشة. أخرجه الطبري (9/ 31) • ورواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن يحيى بن يمان عن المنهال عن عطاء عن عائشة. أخرجه ابن أبي حاتم (8856) قال ابن كثير: حديث غريب" التفسير 2/ 240 قلت: إسناده ضعيف لضعف يحيى بن يمان العجلي والمنهال بن خليفة والحجاج بن أرطاة، وأبو هشام الرفاعي والحماني مختلف فيهما، وسفيان بن وكيع قال الذهبي في "المجرد": ليس بحجة. 2399 - "الطيرة شرك، وما منا إلا تطير، ولكن الله يذهبه بالتوكل" قال الحافظ: وأخرج أبو داود والترمذي وصححه هو وابن حبان عن ابن مسعود رفعه: فذكره، وقوله "وما منا إلا" من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر، وقد بينه سليمان بن حرب شيح البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 9/ 369 (كتاب التفسير- سورة الأعراف) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 240) (¬3) 12/ 323 (كتاب الطب- باب الطيرة)

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (265) وفي "المصنف" (9/ 39) وفي "الأدب" (161) وأحمد (1/ 389 و 440) والبخاري في "الأدب المفرد" (909) وأبو داود (3910) وابن ماجه (3538) والترمذي (1614) وفي "العلل" (2/ 690) وأبو يعلى (5219) وابن أبي الدنيا في "التوكل" (42) والبزار (1840) والخلال في "السنة" (1404) والطحاوي في "المشكل" (827 و 1747) والهيثم بن كليب (655) وابن حبان (6122) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 187) والبيهقي (8/ 139) وفي "الشعب" (1124) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (729) والمزي (22/ 621) عن سفيان الثوري والطيالسي (ص 47) وأحمد (1/ 438) وفي "السنة" (775) وابن أبي الدنيا في "التوكل" (41) والخلال (1410) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (503) والطحاوي في "المشكل" (828 و 829 و 1748) وفي "شرح المعاني" (4/ 312) والهيثم بن كليب (651 و 652 و 653 و 654 و 656 و 657) والحاكم (1/ 17 - 18 و 18) وابن بشران (465) والبيهقي (8/ 139) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3257) والمزي (22/ 622) عن شعبة وأبو يعلى (5092) عن منصور بن المعتمر والهيثم بن كليب (652) عن يحيى بن سلمة بن كُهيل كلهم عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم الأسدي الهمداني عن زر بن حبيش عن ابن مسعود مرفوعا "الطيرة شرك (¬1) " (¬2)، وما منا إلا، ولكنّ الله يذهبه بالتوكل" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". ¬

_ (¬1) زاد أبو داود وغيره "ثلاثًا". (¬2) وفي لفظ لأحمد وغيره "الطيرة من الشرك" ولفظ أبي يعلى "الطيرة: الشرك".

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته" قلت: وهو كما قال: وقد قيل: إنّ قوله "وما منا إلا" مدرج من كلام ابن مسعود. قال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث "وما منا" هذا عندي قول عبد الله بن مسعود" وكذا قال المنذري في "الترغيب" (4/ 64) والهيثمي في "موارد الظمآن" (ص 345) ***

حرف الظاء

حرف الظاء 2400 - عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة قالت: ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت، الحديث. قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود وصححه الحاكم من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة قالت: فذكرته" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 2401 - عن خولة بنت ثعلبة قالت: ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشكو إليه، الحديث. قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وإسناده حسن" (¬2) له عن خولة طريقان: الأول: يرويه مَعمر بن عبد الله بن حنظلة المدني عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: حدثتني خويلة (¬3) بنت ثعلبة قالت: والله فيّ وفي أوس بن الصامت أنزل الله عز وجل صدر سورة المجادلة، قالت: كنت عنده، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه وضَجِر، فدخل عليّ يوما، فراجعته بشيء فغضب فقال: أنت عليّ كظهر أمي. قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل عليّ، فإذا هو يريدني على نفسي، فقلت: كلا والذي نفس خويلة بيده، لا تَخْلُصُ إليّ وقد قلت ما قلت، حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه، فواثبني وامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني، ثم خرجت إلى بعض جاراتي، فاستعرت منها ثيابها، ثم خرجت حتى جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلست بين ¬

_ (¬1) 17/ 144 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وكان الله سميعا بصيرا} [النِّساء: 134]) (¬2) 11/ 345 (كتاب الطلاق- باب الظهار) (¬3) وفي رواية لأبي داود: خويلة بنت مالك بن ثعلبة، وفي رواية لابن أبي عاصم: خولة بنت مالك)

يديه، فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه - صلى الله عليه وسلم - ما ألقى من سوء خلقه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه" قالت: فوالله ما بَرِحْت حتى نزل فيّ القرآن فتغشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يتغشاه، ثم سُرِّي عنه فقال لي "يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك" ثم قرأ عليّ {قَدْ سَمِعَ {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)} [المجادلة: 2] (1)} [المجادلة: 1]، إلى قوله {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: 4] فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مريه فليعتق رقبة" فقلت: والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق، قال "فليصم شهرين متتابعين" فقلت: والله يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام، قال "فليطعم ستينا مسكينا وَسْقا من تمر" قلت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده، فقال "فإنا سنعينه بِعَرَق من تمر" فقلت: وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر، قال "قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا" قالت: ففعلت. أخرجه إسحاق (2208) وأحمد (6/ 410 - 411) وأبو داود (2214 و2215) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3257 و 3258) وابن الجارود (746) والطبري في "تفسيره" و (28/ 5) وابن حبان (4289) والطبراني في "الكبير" (24/ 247) وابن منده في "الصحابة" (الإصابة 12/ 232) وأبو نعيم في "الصحابة" (979 و 7601 و 7602 و 7603) والبيهقي (7/ 389 و 391 - 392 و 392) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 11) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 232 - 233) وفي "الوسيط" (4/ 262) وابن بشكوال في "المبهمات" (240 و 241) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 91 - 92) والمزي (28/ 312 - 313) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني معمر بن عبد الله به. ومعمر بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، ما حدّث عنه سوى ابن إسحاق. الثاني: يرويه أبو إسحاق الهمداني عن يزيد بن يزيد عن خولة أنّ زوجها دعاها وكانت تصلي فأبطأت عليه، فقال: أنت عليّ كظهر أمي إنْ أنا وطئتك، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكت ذلك إليه، ولم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك شيء ثم أتته مرة أخرى فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أعتق رقبة" فقال: ليس عندي ذلك يا رسول الله، قال "صم شهرين متتابعين" قال: لا أستطيع ذلك، قال "فأطعم ستين مسكينا ثلاثين صاعا" قال: لست أملك ذلك يا رسول الله إلا أنْ تعينني، قال: فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر صاعا، وأعانه الناس حتى بلغ ثلاثين صاعا، وقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أطعم ستين مسكينا" قال: يا رسول الله ما أحد أفقر إليه مني وأهل بيتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خذه أنت وأهلك" فأخذه.

أخرجه البيهقي (7/ 392) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن بكار بن الريان البغدادي قالا: ثنا حُديج بن معاوية الجُعْفي ثنا أبو إسحاق به. ورواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن حُديج بن معاوية فقال: عن خولة بنت الصامت. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7604) وأخرجه يحيى الحماني في "مسنده" (الإصابة 12/ 231) عن معاوية بن صالح عن أبي إسحاق عن يزيد بن يزيد عن خولة بنت الصامت به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 247 - 248) وقال: هكذا قال: خولة بنت الصامت، وهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت" واختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق ولم يقل: عن خولة، ولم يذكر في الحديث ثلاثين صاعا، وقال: فأعانه النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر صاعا لم يزد عليه ثم ذكر فقره وأنّه أمره بأكله. قاله البيهقي. قلت: وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضًا، ويزيد بن يزيد ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: عن خولة بحديث الظهار قال البخاري: في صحته نظر. 2402 - "ظهور المسلمين حمى إلا في حدود الله" قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ في "كتاب السرقة" من طريق محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وفي محمد بن عبد العزيز ضعف. وأخرجه الطبراني من حديث عصمة بن مالك الخطمي بلفظ "ظهر المؤمن حمى إلا بحقه" وفي سنده الفضل بن المختار وهو ضعيف" (¬1) ضعيف وحديث عائشة أخرجه أبو الشيخ في "كتاب السرقة" من طريق محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 15/ 91 (كتاب الحدود- باب ظهر المؤمن حمى إلا في حد أو حق)

وإسناده ضعيف قال البخاري والنسائي: محمد بن عبد العزيز منكر الحديث، وقال النسائي أيضًا: متروك الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس له حديث مستقيم وليس له عن هشام بن عروة حديث صحيح. وحديث عصمة بن مالك أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 180) ثنا أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصَدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن مَوْهَب عن عصمة مرفوعا "ظهر المؤمن حمى إلا بحقه" وإسناده ضعيف، قال أبو حاتم: الفضل بن المختار أحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل، وقال العقيلي: منكر الحديث. ***

حرف العين

حرف العين 2403 - حديث عمرو بن العاص وغيره في سؤاله عن أحبّ الناس، فقال: "عائشة" فقال: لم أعن النساء، قال "فأبوها إذا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه أحمد (4/ 203) والبخاري (فتح 8/ 22 - 23 و 9/ 137) ومسلم (2384) 2404 - حديث أنس: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحبّ الناس إليك؟ قال "عائشة" قيل له: ليس عن أهلك نسألك. قال الحافظ: وفي حديث أنس عند ابن حبان أيضًا: فذكره" (¬2) صحيح يرويه معتمر بن سليمان التيمي عن حميد الطويل واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن معتمر عن حميد عن أنس قال: قيل: يا رسول الله، من أحبّ الناس إليك؟ قال: "عائشة" قيل: من الرجال؟ قال: "أبوها" منهم: 1 - أحمد بن عبدة الضبي. أخرجه ابن ماجه (101) والترمذي (3890) 2 - الحسين بن الحسن المروزي. أخرجه ابن ماجه (101) ¬

_ (¬1) 9/ 101 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]) (¬2) 8/ 23 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

3 - محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. أخرجه الحاكم (4/ 12) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث أنس" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: قلت: غريب جدًا" قلت: إسناده صحيح. - وقال المسيب بن واضح الحمصي: ثنا معتمر بن سليمان عن حميد عن الحسن عن أنس. أخرجه ابن حبان (7107) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 94 و 132) والأول أصح، والمسيب مختلف فيه: قال الدارقطني: ضعيف، وقال البيهقي: ليس بالقوي، وقواه ابن عدي وغيره، وقال أبو حاتم: صدوق يخطيء كثيرا فإذا قيل له لم يقبل. 2405 - عن زيد بن أرقم قال: عادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجع كان بعيني" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الحاكم، وهو عند البخاري في "الأدب المفرد" وسياقه أتم" (¬1) له عن زيد بن أرقم طرق: الأول: يرويه يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: سمعت زيد بن أرقم قال: أصابني رَمَد فعادني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما برأت خرجت، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرأيت لو كانت عيناك لَمَا بهما ما كنت صانعا؟ " قلت: لو كانت عيناي لَمَا بهما صبرت واحتسبت، قال "لو كانت عيناك لَمَا بهما ثم صبرت واحتسبت لأوجب الله تعالى لك الجنة" أخرجه أحمد (4/ 375) والبخاري في "الأدب المفرد" (532) وأبو داود (3102) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (198) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (867) والطبراني في "الكبير" (5052) و"الأوسط" (5948) والحاكم (1/ 342) وأبو نعيم في "الصحابة" (2955) والبيهقي (3/ 381) وفي "الشعب" (8757) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق به. ¬

_ (¬1) 12/ 217 (كتاب المرضى- باب وجوب عيادة المريض)

ورواه النضر بن شميل عن يونس فلم يذكر أبا إسحاق. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 411) والأول أصح. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا ابنه يونس" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 909 قلت: يونس بن أبي إسحاق صدوق احتج به مسلم دون البخاري، لكنه لم يخرج له عن أبيه شيئًا. وقد ضعف أحمد حديث يونس عن أبيه، وأبوه كان قد اختلط. قال أبو زرعة: سماع يونس من أبيه بعد الاختلاط" سؤالات البرذعي 2/ 346 - 347 وقال ابن رجب: في تاريخ الغلابي: كان يونس بن أبي إسحاق مستوي الحديث في غير أبي إسحاق مضطربا في حديث أبيه" شرح علل الترمذي 2/ 672 الثاني: يرويه سفيان الثوري عن جابر عن خيثمة عن زيد بن أرقم قال: اشتكيت عيني فعادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا زيد إن كانت عيناك لَمَا بهما كيف أنت صانع" قلت: إذًا أحتسب وأصبر، قال "إذًا تلقى الله بغير ذنب" أخرجه الطبراني في "الكبير" (5098) وإسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجُعْفي، وخيثمة هو ابن أبي خيثمة البصري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: ليس بشيء، وذكره العقيلي في "الضعفاء". الثالث: يرويه معتمر بن سليمان قال: حدثتنا نباتة بنت بريد عن حمادة عن أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به، قال "ليس عليك من مرضك هذا بأس، ولكن كيف بك إذا عُمِّرْت بعدي فعميت؟ " قال "إذًا أحتسب وأصبر" قال "إذًا تدخل الجنة بغير حساب" قال: فَعَمِيَ بعد ما مات النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ردّ الله عليه بصره، ثم مات رحمه الله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5126) عن موسى بن هارون البزاز وإبراهيم بن هاشم البغوي ثنا أمية بن بِسطام ثنا معتمر بن سليمان به.

ونباتة وحمادة ما عرفتهما، وأنيسة ذكرها ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. 2406 - حديث أبي أمامة: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ لحقنا عمرو بن زُرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله ويقول "عبدك وابن عبدك وأمتك" حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله، إني حَمْش الساقين، فقال: "يا عمرو، إن الله قد أحسن كلّ شيء خلقه، يا عمرو، إنّ الله لا يحب المسبل" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة: فذكره، وأخرج أحمد من حديث عمرو نفسه لكن قال في روايته: عن عمرو بن فلان، وأخرجه الطبراني أيضًا فقال: عن عمرو بن زرارة، وفيه "وضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بأربع أصابع تحت ركبة عمرو فقال "يا عمرو هذا موضع الإزار" ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع فقال "يا عمرو، هذا موضع الإزار" الحديث ورجاله ثقات" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 200) عن الوليد بن مسلم ثنا الوليد بن سليمان أنّ القاسم بن عبد الرحمن حدّثهم عن عمرو بن فلان الأنصاري قال: بينا هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول "اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك" قال عمرو: فقلت: يا رسول الله، إني رجل حَمْش الساقين، فقال: "يا عمرو، إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خلقه، يا عمرو -وضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال "يا عمرو، هذا موضع الإزار" ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية فقال "يا عمرو، هذا موضع الإزار" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 124 وقال الحافظ: سنده حسن" الإصابة 7/ 155 قلت: وهو كما قال، إلا أنّه قد اختلف فيه على الوليد بن مسلم، فقال غير واحد: عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري منهم: 1 - إبراهيم بن العلاء الحمصي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7909) وفي "مسند الشاميين" (1237) ¬

_ (¬1) 12/ 377 - 378 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

2 - محمد بن أبي السري العسقلاني. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5142) 3 - يعقوب بن كعب الحلبي. قاله ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 223) ووقع في روايته: عمرو بن سعيد (¬1). 2407 - "عجلوا صلاة العصر في يوم الغيم" قال الحافظ: وروينا في سنن سعيد بن منصور عن عبد العزيز بن رُفَيع قال: بلغنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. إسناده قوي مع إرساله" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 237) عن وكيع ثنا حسن بن صالح عن عبد العزيز بن رفيع رفعه "عجلوا صلاة النهار في يوم الغيم، وأخروا المغرب" ورواته ثقات، وحسن بن صالح هو ابن صالح بن حي الكوفي. 2408 - حديث أبي هريرة مرفوعا في قوله -معيشة ضنكا- قال "عذاب القبر" قال الحافظ: وصحح ابن حبان من حديث أبي هريرة: فذكره، أورده من وجهين مطولًا ومختصرا، وأخرجه سعيد بن منصور والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري موقوفًا ومرفوعا، والطبراني من حديث ابن مسعود (¬3) " (¬4) حديث أبي هريرة له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه: 124] قال "عذاب القبر" ¬

_ (¬1) قلت: أخرجه ابن قانع (2/ 215 - 216) عن إسماعيل بن الفضل ثنا يعقوب بن كعب ثنا الوليد بن مسلم ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة. وعلي بن يزيد هو الألهاني ضعيف. وخالفه محمد بن راشد المكحولي فرواه عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عمرو بن سعيد الثقفي أنّه مر برسول الله ذكره ابن قانع من طريق صدقة بن عبد الله السمين عن محمد بن راشد به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5065) ووقع عنده: عن عمرو بن سفيان الثقفي. وصدقة ضعيف. (¬2) 2/ 206 (كتاب الصلاة -أبواب المواقيت- باب التبكير بالصلاة في يوم غيم) (¬3) حديث ابن مسعود موقوف. (¬4) 10/ 48 - 49 (كتاب التفسير: سورة طه)

أخرجه ابن حبان (3119) والبيهقي في "عذاب القبر" (57) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (¬1) (3/ 169) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي قالا: ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو به. ورواه أبو داود السجستاني عن أبي الوليد الطيالسي فلم يرفعه. أخرجه الحاكم (1/ 381) والأول أصح، فقد رواه آدم بن أبي إياس عن حماد بن سلمة فرفعه. أخرجه البيهقي في "عذاب القبر" (58) ورواه غير واحد عن محمد بن عمرو بغير هذا اللفظ، واختلف عنه في رفعه ووقفه: - فقال معتمر بن سليمان التيمي: سمعت محمد بن عمرو يحدث عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه "إنّ الميت إذا وضع في قبره إنّه يسمع خَفْقَ نعالهم حين يولون عنه فذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره: ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]. أخرجه ابن حبان (3113) وتابعه سعيد بن عامر الضُّبَعِي ثنا محمد بن عمرو به. أخرجه الحاكم (1/ 379 - 380) • ورواه عبد الوهّاب بن عطاء العجلي عن محمد بن عمرو فرفعه إلا أنّه قال فيه: قال أبو هريرة: فذلك قول الله عز وجل {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124]. أخرجه البيهقي في "عذاب القبر" (67) وفي "الإعتقاد" (ص 220 - 222) - ورواه جعفر بن سليمان الضُّبَعي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه عبد الرزّاق (6703) ¬

_ (¬1) وقال ابن كثير: إسناد جيد".

وتابعه: 1 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 383 - 384) والطبري في "التفسير" (16/ 227 - 228) والخلال في "السنة" (1176) 2 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه هناد في "الزهد" (345) الثاني: يرويه عبد الرحمن بن حُجيرة الخولاني عن أبي هريرة رفعه "المؤمن في قبره في روضة خضراء، ويرحب قبره سبعون ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر، أتدرون فيم أنزلت هذه الآية؟ {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124] أتدرون ما المعيشة الضنك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "عذاب الكافر في قبره، والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية تسعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة". أخرجه أبو يعلى (6644) والطبري (16/ 228) وابن حبان (3122) والآجري في "الشريعة" (ص 358) والبيهقي في "عذاب القبر" (68) والواحدي في "الوسيط" (3/ 225 - 226) من طرق عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن دَرَّاج أبي السمح عن ابن حجيرة به. ورواته ثقات غير دراج أبي السمح وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لَهيعة ثنا دراج به. أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 169) قال ابن كثير: رفعه منكر جدًا" ولم ينفرد دراج به بل تابعه سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله تبارك وتعالى {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124] قال "المعيشة الضنك الذي قال الله تبارك وتعالى: إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة" أخرجه البزار (كشف 2233) عن محمد بن يحيى الأزدي عن محمد بن عمر (¬1) ثنا هشام بن سعد عن سعيد به. ¬

_ (¬1) في "تفسير ابن كثير" (3/ 169): عمرو.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 7/ 67 قلت: وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو حازم سلمة بن دينار المدني واختلف عنه: - فرواه حماد بن سلمة عن أبي حازم واختلف عنه: • فقال النضر بن شميل: ثنا حماد بن سلمة عن أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "-معيشة ضنكا- قال: عذاب القبر" أخرجه الحاكم (2/ 381) والبيهقي في "عذاب القبر" (59) من طريق إسحاق بن راهويه ثنا النضر بن شميل به. • ورواه الحسن بن موسى الأشيب عن حماد فأوقفه على أبي سعيد. أخرجه البيهقي في "عذاب القبر" (60) وتابعه أبو عمر حفص بن عمر الضرير أنا حماد به. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 226) - ورواه غير واحد عن أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد قوله، منهم: 1 - عبد الرحمن بن إسحاق المدني. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 3672 و 4528) وابن أبي شيبة (13/ 392) والطبري (16/ 227) 2 - محمد بن جعفر بن أبي كثير المدني. أخرجه الطبري (16/ 228) 3 - عبد العزيز بن أبي حازم المدني. أخرجه الطبري (16/ 228) - وقال سفيان بن عيينة: ثنا أبو حازم ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد في قوله تعالى {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124] قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه. أخرجه عبد الرزّاق في "تفسيره" (3/ 21) وفي "مصنفه" (6741) والطبري (16/ 227) والبيهقي في "عذاب القبر" (60) - وقال سعيد بن أبي هلال: عن أبي حازم عن أبي سعيد أنّه كان يقول: المعيشة

الضنك: عذاب القبر، إنّه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتخدش لحمه حتى يبعث. الثاني: يرويه دراج أبو السمح عن أبا الهيثم عن أبي سعيد واختلف عنه: - فقال ابن لهيعة: عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قول الله -عز وجل- {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124] قال "ضمة القبر له" أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 169) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ثنا صفوان أنبا الوليد أنبا ابن لهيعة به. وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. - وقال عبد الله بن سليمان الطويل: عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أنّه قال: إنّ المعيشة الضنك أنْ سلط عليه تسعة وتسعون تنينا ينهشنه في القبر. أخرجه البيهقي في "عذاب القبر" (61) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان به. وتابعه سعيد بن أبي أيوب المصري قال: سمعت دراجا يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: سمعت أبا سعيد يقول: يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة، فلو أنّ تنينا منها نفخت في الأرض ما نبتت خضراء. أخرجه أبو يعلى (1329) عن زهير بن حرب النسائي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب به. ورواه ابن أبي شيبة (13/ 175) وأحمد (3/ 38) وعبد بن حميد (929) والدارمي (2818) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ فرفعوه. ورواه الآجري في "الشريعة" (ص 359) عن جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به. ودراج مختلف فيه، واختلف في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود. 2409 - "عذبت امرأة في هرة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 5/ 439) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) 1/ 329 - 330 (كتاب الوضوء- باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

2410 - عن زيد بن أسلم قال: عَرَّسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة بطريق مكة ووكل بلالًا. قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن زيد بن أسلم مرسلًا: فذكره، وفي مصنف عبد الرزّاق عن عطاء بن يسار مرسلًا أنّ ذلك كان بطريق تبوك، والبيهقي في "الدلائل" نحوه من حديث عقبة بن عامر" (¬1) حديث زيد بن أسلم أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 14) عن زيد بن أسلم أنّه قال: عرّس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة بطريق مكة، ووكل بلالًا أنْ يوقظهم للصلاة، فرقد بلال ورقدوا، حتى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشمس، وذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 273 - 274) قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في الموطآت لم يسنده عن زيد أحد من رواة الموطأ، وقد جاء معناه متصلًا مسندا من وجوه صحاح ثابتة في نومه - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الصبح في سفره، روى ذلك جماعة من الصحابة التمهيد 5/ 204 وحديث عطاء بن يسار أخرجه عبد الرزّاق (2239) عن ابن جُريج قال: أخبرني سعد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار قال: نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يستيقظ إلا لحرّ الشمس فسار حتى جاز الوادي، وقال "لا نصلي حيث أنسانا الشيطان" قال: فصلّى ركعتين وأمر بلالًا فأذن وأقام فصلّى. ورواته ثقات. وحديث عقبة بن عامر أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 241 - 242) من طريق يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ثنا عبد العزيز بن عمران ثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن جميل بن سنان أنا أبي قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، فاسترقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان منها على ليلة فلم يستيقظ حتى كانت الشمس قيد رمح، قال "ألم أقل لك يا بلال إكلأ لنا الفجر" فقال: يا رسول الله ذهب بي النوم فذهب بي الذي ذهب بك فذكر الحديث وفيه طول. قال ابن كثير: هذا حديث غريب، وفيه نكارة، وفي إسناده ضعف" البداية 5/ 13 و 14 قلت: يعقوب بن محمد الزهري قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أيضًا: منكر الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابع عليها، وقال أحمد: ليس بشيء ليس يسوى ¬

_ (¬1) 1/ 464 (كتاب التيمم- باب الصعيد الطيب وضوء المسلم)

شيئًا، ووثقه ابن حبان وغيره، وعبد العزيز بن عمران قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. 2411 - "عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه فيفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة". قال الحافظ: ولمسلم (2813) من حديث جابر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) وأوله "إن عرش إبليس" 2412 - حديث أبي بكر "عُرِضَ عليّ ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة، يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيفظع الناس لذلك والعرق يكاد يلجمهم" قال الحافظ: أخرجه أبو عوانة من رواية حذيفة عن أبي بكر الصديق. وقال: وفي حديث أبي بكر "أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله" وقال: وفي حديث أبي بكر "انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح، ائتوا عبدا شاكرا" وقال: وفي حديث أبي بكر "فينطلقون إلى نوح فيقولون: يا نوح، اشفع لنا إلى ربك فإنّ الله اصطفاك واستجاب لك في دعائك، ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا" وقال: وفي حديث أبي بكر "ليس ذاكم عندي" وقال: وفي حديث أبي بكر "فإنّه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى" وقال: وفي حديث أبي بكر "ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض" وقال: وفي حديث أبي بكر "فيأتي جبريل ربه فيقول: ائذن له" وقال: في رواية أبي بكر "فآتى تحت العرش فأقع ساجدا لربي" وقال: وفي حديث أبي بكر "فينطلق إليه جبريل فيخرّ ساجدا قدر جمعة" وقال: ووقع في حديث أبي بكر "فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خرّ ساجدا قدر جمعة" (¬2) ¬

_ (¬1) 7/ 144 (كتاب بدء الخلق- باب صفة إبليس وجنوده) (¬2) 14/ 225 و 226 و 227 و 228 و 229 و 231 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

وقال: وفي حديث أبي بكر "أنا أرحم الراحمين، أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئًا" وقال: ووقع في حديث حذيفة عن أبي بكر عند أحمد وأبي عوانة وغيرهما وفيه "ثم يقول الله: انظروا هل بقى في النار أحد عمل خيرا قط، فيجدون رجلًا فيقال له: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا، غير أني كنت أسامح الناس في البيع" الحديث وفيه "ثم يخرجون من النار رجلًا آخر فيقال له: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا، غير أني أمرت ولدي إذا مت فأحرقوني" وقال: ووقع في حديث حذيفة عن أبي بكر "انظر إلى مُلْك أعظم مَلِك فإنّ لك مثله وعشرة أمثاله، فيقول: أتسخر بي وأنت الملك" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (1/ 4 - 5) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 185) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 204) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (181 و 295) وابن أبي عاصم في "السنة" (769 و 833) وفي "الزهد" (271) والبزار (76) والمروزي في "مسند أبي بكر" (15 و 16) وأبو يعلى (56 و 57) والدولابي في "الكنى" (2/ 155 - 156) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 735 - 737) وأبو عوانة (1/ 175 - 178) والطحاوي في "المشكل" (556) وابن حبان (6476) وابن عدي (2/ 741) وابن الجوزي في "العلل" (1539) من طرق عن أبي نَعامة عمرو بن عيسى العدوي ثني أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس، حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب، كل ذلك لا يتكلم، حتى صلى العشاء الآخرة، ثم قام إلى أهله، فقال الناس لأبي بكر: ألا تسال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شأنه؟ صنع اليوم شيئًا لم يصنعه قط، قال: فسأله، فقال "نعم، عُرِضَ عليّ ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد، فَفَظِع الناس بذلك، حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يلجمهم" وذكر حديث الشفاعة بطوله. قال البزار: وهذا الحديث حديث فيه رجلان لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث: أبو هنيدة البراء بن نوفل، فإنا لا نعلم روى حديثا غير هذا، وكذلك والان لا نعلم روى إلا هذا الحديث، على أنّ هذا الإسناد مع ما فيه من الإسناد الذي ذكرنا فقد رواه جماعة من جلة أهل العلم بالنقل واحتملوه" ¬

_ (¬1) 14/ 253 و 256 و 259 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم)

وقال ابن حبان: خبر غريب، قال إسحاق بن راهويه: هذا من أشرف الحديث" وقال ابن الجوري: والان مجهول لا يعرف" وقال الدارقطني: والان غير مشهور إلا في هذا الحديث، والحديث غير ثابت" العلل 1/ 191 وتعقبه الذهبي فقال: كذا قال، وقد قال ابن معين: بصري ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج حديثه في "صحيحه" الميزان قلت: وأبو هنيدة وثقه ابن معين أيضًا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبو نعامة وثقه ابن معين وغير واحد، واحتج به مسلم، فالإسناد صحيح. قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجالهم ثقات" المجمع 10/ 374 - 375 2413 - "عَرَضَ عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، لكن أشبع يوما وأجوع يوما، فإذا جعت تضرعت إليك، وإذا شبعت شكرتك" قال الحافظ: أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم بن حماد ص 54) عن يحيى بن أيوب الغافقي المصري أنا عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "عرض عليّ ربي تبارك وتعالى ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما، أو قال: ثلاثًا، أو نحو ذا، فإذا جُعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك" وأخرجه ابن سعد (1/ 381) وأحمد (5/ 254) والترمذي (2347) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (844) والبيهقي في "الشعب" (1394) والبغوي في "الشمائل" (427) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (889) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه الروياني (1222) والطبراني في "الكبير" (7835) والبيهقي في "الشعب" (9925) والشجري في "أماليه" (2/ 208) من طرق عن يحيى بن أيوب به. ¬

_ (¬1) 14/ 71 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

وأخرجه أبو الشيخ (843) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 133) من طريق مُطَّرِح بن يزيد الكوفي عن عبد الله بن زحر به. وقال أبو نعيم: وهذا الحديث لا أعلمه رُوي بهذا اللفظ إلا عن علي بن يزيد عن القاسم" وقال الترمذي: هذا حديث حسن، والقاسم هو ابن عبد الرحمن شامي ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف الحديث" (¬1) قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني، وابن زحر والقاسم مختلف فيهما. 2414 - "عُرضت عليّ النار فرأيت فيها عمرو بن لُحَي" الحديث وفيه "وأشبه من رأيت به أَكثم بن أبي الجون" فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال "لا، إنك مسلم وهو كافر" قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أول من غير دين إبراهيم" 2415 - "عُرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أنس مرفوعا: فذكره، في إسناده ضعف. وقد أخرج ابن أبي داود من وجه آخر مرسل نحوه ولفظه "أعظم من حامل القرآن وتاركه" (¬3) ضعيف يرويه ابن جُريج واختلف عنه: - فرواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن ابن جريج واختلف فيه على عبد المجيد: ¬

_ (¬1) قال ابن القطان الفاسي: الحديث ضعيف لأنه من رواية يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة" الوهم والإيهام 3/ 606 - 607 (¬2) 16/ 216 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال) (¬3) 10/ 463 (كتاب فضائل القرآن- باب نسيان القرآن)

• فرواه غير واحد عنه عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن أنس مرفوعا "عُرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعُرضت عليّ ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها" منهم: 1 - عبد الوهّاب بن عبد الحكم الوراق البغدادي. أخرجه أبو داود (461) والترمذي (2916) وابن خزيمة (1297) وابن المنادي في "متشابه القرآن" (ص 46) والبيهقي (2/ 440) وفي "الشعب" (1814) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 135 - 136) والخطيب في "الجامع" (83) والبغوي في "شرح السنة" (479) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 526) 2 - محمد بن بحر البصري. أخرجه أبو يعلى (4265) 3 - هاشم بن الجنيد. أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (158) من طريق الدارقطني ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال ثنا هاشم بن الجنيد به. 4 - أيوب بن محمد الوزان. قاله المزي في "تحفة الأشراف" (1/ 408) 5 - أبو المسلم حريز بن المسلم الصنعاني. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1289) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال: وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه. قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر علي بن المديني أنْ يكون المطلب سمع من أنس" - ورواه محمد بن رباح عن عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن الزهري عن أنس.

أخرجه الخطيب في "الجامع" (84) وتابعه محمد بن يزيد الأدمي عن عبد المجيد بن عبد العزيز به. أخرجه الطبراني في "الصغير" (547) و"الأوسط" (6485) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 475 - 476) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 11 - 12) والشجري في "أماليه" (1/ 104) - ورواه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جُريج قال: حُدثت عن أنس. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 103) - ورواه عبد الرزّاق (5977) عن ابن جريج عن رجل عن أنس. ومن طريقه أخرجه ابن المنادي (ص 45) والخطيب في "الجامع" (82) قال الدارقطني: والأول أشبه بالصواب، والحديث غير ثابت لأنّ ابن جريج لم يسمع من المطلب شيئًا. يقال: كان يدلسه عن ابن ميسرة وغيره من الضعفاء" وقال ابن عبد البر: وليس هذا الحديث مما يحتج به لضعفه" قلت: ابن جريج مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا في جميع الروايات التي ذكرتها. قال ابن المديني: ابن جريج لم يسمع من المطلب بن عبد الله بن حنطب كان يأخذ أحاديثه عن ابن أبي يحيى عنه" الكفاية ص 512 وابن أبي يحيى واسمه إبراهيم بن محمد الأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وغيرهم. وقال ابن معين: ابن جريج ليس بشيء في الزهري. وللحديث شاهد عن جابر مرفوعا نحوه. أخرجه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (5) عن أبي الحسن محمد بن القاسم الأبرقوهي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن معبد البخاري ثنا مزيد بن عبد الله المصري ثنا حاجب بن سليمان المنبجي ثنا وكيع بن الجراح ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر.

وحاجب بن سليمان صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات، ومن دونه لم أر من ترجمهم. 2416 - حديث أبي ثعلبة الخُشَني قال: قلت: يا رسول الله، الوَرِق يوجد عند القرية، قال "عرّفها حولًا" قال الحافظ: رواه أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 170) و"إتحاف الخيرة" (4226) وفي "مصنفه" (الجزء المفقود ص 3) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا أبو فروة يزيد بن سنان ثني عروة بن رويم اللخصي عن أبي ثعلبة الخشني (ولقيه وكلمه) قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته فقال "نويبة" قلت: يا رسول الله، نويبة خير أو نويبة شر؟ قال "لا، بل نويبة خير" قلت: يا رسول الله، خرجت مع عم لي في سفر فأدركه الحفاء فقال: أعرني حذاءك، قلت: لا أعيركها أو تزوجني ابنتك، قال: قد زوجتكها، فلما أنْ أتينا أهلنا بعث إليّ بحذائي وقال: لا امرأة لك عندنا، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "لا خير لك فيها" قلت: يا رسول الله، نذرت نذرا أنْ أنحر ذودا على صنم من أصنام الجاهلية، فقال "أوف بنذرك ولا تأثم لربك" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا وفاء لنذر في معصية ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك" قلت: يا رسول الله، الوَرِق يؤخذ عند القرية العامرة أو الطريق المأتي، فقال "عرفها حولًا فإن جاء صاحبها فادفعها إليه وإلا فاحص وكاءها ووعاها وعددها ثم استمتع به" قلت: يا نبي الله، الورق يؤخذ في الأرض الغادية، قال "فيها وفي الركاز الخمس" قلت: يا رسول الله، كلبي المعلم أرسله فمنها ما أدركه فأذكي ومنها ما لم أدرك، قال "كُل ما أمسك عليك كلبك المعلم" قلت: يا نبي الله، قوسي أرمي بها فأصيب فمنها ما أدركه فأذكى ومنه ما لم أدرك، فقال "كل ما ردت إليك قوسك" قلت: يا رسول الله: أرمي بسهمي فيتوارى عني فأدركه وفيه سهمي أعرفه ولا أنكره ليس به أثر سواه، قال "إنْ لم تصله فأصبته وفيه سهمك فعرفته ولا تنكره وليس به أثر سواه فكل وإلا فلا تأكل" قلت: يا نبي الله، الشاة نجدها في أرض الفلاة، قال "كلها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب" قلت: يا نبي الله، البعير أو الناقة توجد في أرض الفلاة عليها الوعاء والسقاء، قال "خلِّ عنها، ما لك ولها؟ " قلت: يا نبي الله، قدور المشركين نطبخ فيها، قال: لا تطبخوا" قلت: إن احتجنا إليها ولم نجد منها بدا، قال "فارحضوها بالماء حسنًا ثم اطبخوا وكلوا". ¬

_ (¬1) 6/ 6 (كتاب الخصومات- باب ضالة الإبل)

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 226 - 227) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن ماجه (2831) عن علي بن محمد الطنافسي ثنا أبو أسامة به. قال الهيثمي: وفيه أبو فروة يزيد بن سنان وهو ضعيف" المجمع 4/ 287 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، يزيد بن سنان التميمي أبو فروة الرُّهاوي ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو حاتم والبخاري وأبو داود والنسائي والدارقطني وغيرهم" المصباح 3/ 170 2417 - عن عقبة بن سويد الجهني عن أبيه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اللُّقَطَة فقال: "عرفها سنة ثم أوثق وعاءها" قال الحافظ: أخرجه الحميدي والبغوي وابن السكن والباوردي والطبراني كلهم من طريق محمد بن معن الغفاري عن ربيعة عن عقبة بن سويد الجهني عن أبيه قال: فذكره" (¬1) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1160) والطبراني في "الكبير" (6668) وأبو نعيم في "الصحابة" (3526) من طريق محمد بن معن بن نضلة الغفاري أنّه سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن يحدث عن عقبة بن سويد عن أبيه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشاة؟ قال "لك أو لأخيك أو للذئب" قال: وسألته عن البعير وكان إذا غضب عرف ذلك في حمرة وجنتيه فقال "مالك وله، معه سقاؤه وحذاؤه يرد الماء وتصدر الكلأ، خلّ سبيله حتى يلقى ربه" وسألته عن اللقطة؟ فقال "عرفها ثم أوثق وكاءها وصدارها فإن جاء طالبها فأدّها إليه وإلا فشأنك بها" قال ابن عبد البر: حديث صحيح" الاستيعاب 4/ 307 وقال الهيثمي: وعقبة بن سويد مستور لم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 168 قلت: عقبة بن سويد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول. 2418 - عن عمران بن حَصين قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليكم، فردّ عليه وقال "عشر" ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردّ عليه وقال "عشرون" ثم جاء آخر فزاد: وبركاته، فردّ وقال "ثلاثون" ¬

_ (¬1) 6/ 6 (كتاب الخصومات- باب ضالة الإبل)

قال الحافظ: وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي بسند قوي عن عمران قال: فذكره، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث أبي هريرة وصححه ابن حبان وقال "ثلاثون حسنة" وكذا فيما قبلها صرّح بالمعدود، وأخرج أبو داود من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه بسند ضعيف نحو حديث عمران وزاد في آخره: ثم جاء آخر فزاد: ومغفرته، فقال "أربعون" وقال "هكذا تكون الفضائل" (¬1) صحيح ورد من حديث عمران بن حصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث معاذ بن أنس الجهني ومن حديث سهل بن حنيف ومن حديث مالك بن التيهان فأما حديث عمران بن حصين فيرويه عوف بن أبي جميلة واختلف عنه: - فرواه جعفر بن سليمان الضُّبَعي عنه عن أبي رجاء العُطاردي عن عمران بن حصين. أخرجه أحمد (4/ 439 - 440) والدارمي (2643) وأبو داود (5195) والترمذي (2689) والبزار (3588) والنسائي في "اليوم والليلة" (337) والروياني (92) والطبراني في "الكبير" (18/ 134) و"الأوسط" (5945) والبيهقي في "الشعب" (8480) والضياء المقدسي في "عواليه" (67) والمزي (11/ 362) عن محمد بن كثير العبدي وابن المقرئ في "المعجم" (475) والبيهقي في "الآداب" (280) وفي "الشعب" (8480) عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي قالا: ثنا جعفر بن سليمان الضبعي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عوف إلا جعفر، تفرد به محمد بن كثير، ولا يُروى عن عمران إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد صحيح. ¬

_ (¬1) 13/ 241 - 242 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)

- ورواه هَوْذهّ بن خليفة الثقفي عن عوف عن أبي رجاء مرسلًا. أخرجه أحمد (4/ 440) وقال: وكذلك قال غيره" قلت: والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. وأما حديث أبي هريرة فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا قعد أحدكم فليسلم" وأما حديث ابن عمر فأخرجه عبد الرزاق (19452) عن مَعْمر بن راشد عن أبي هارون العبدي قال: سمعت ابن عمر يقول: جاء رجل فسلم فقال: السلام عليكم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عشرة" وذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (8484) وأخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2712) عن حماد بن زيد عن أبي هارون به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5946) من طريق محمد بن كثير العبدي عن أبي هارون به. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" وفيه أبو هارون العبدي عمارة بن جُوين وهو متروك" المجمع 8/ 31 وقال الحافظ: أبو هارون ضعيف" المطالب 3/ 181 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي هارون" مختصر الاتحاف 7/ 252 وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 46) عن أبي نعيم الأصبهاني ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ثني موسى بن إسماعيل ثنا خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليكم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عشر" وذكر الحديث. ورواته ثقات غير خلف بن خليفة وهو صدوق اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع موسى بن إسماعيل منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأما حديث معاذ بن أنس فأخرجه أبو داود (5196) والبيهقي في "الشعب" (8486)

عن إسحاق بن سويد الرملي والطبراني في "الكبير" (20/ 182) عن يحيى بن أيوب العلاف المصري قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم (¬1) أنا نافع بن يزيد ثنا أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رجلًا جاء إلى مجلس وفيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليكم، فردّ عليه السلام وقال "عشر حسنات" ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال "عشرون" ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال "أربعون" وقال "هكذا يكون الفضل" اللفظ للطبراني. وأبو مرحوم واسمه عبد الرحيم بن ميمون وسهل بن معاذ مختلف فيها، والعلاف صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث سهل بن حنيف فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (¬2) (المطالب 2710/ 2 - إتحاف الخيرة 7097) وإسحاق في "مسنده" (المطالب 2710/ 1 - إتحاف الخيرة 7097) وعبد بن حميد (470) والطبراني في "الكبير" (5563) من طريق موسى بن عبيدة عن (¬3) يعقوب بن زيد عن إبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه مرفوعا "من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنة، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي (المجمع 8/ 31 - مختصر الإتحاف 7/ 253) وأما حديث مالك بن التيهان فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1978) والطبراني في "الكبير (19/ 259) والواحدي في "الوسيط" (2/ 90) من طريق موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن مالك بن التيهان مرفوعا مثل الذي قبله. وإسناده ضعيف كالذي قبله. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 200) عن سعيد بن أبي مريم به. (¬2) المسند (56) (¬3) ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في "الشعب" (8485) ووقع عنده: عن يعقوب بن زيد ويوسف بن طهمان.

2419 - "عشر من الفطرة" فذكر الخمسة التي في حديث أبي هريرة إلا الختان، وزاد: إعفاء اللحية، والسواك، والمضمضة، والاستنشاق، وغسل البراجم، والإستنجاء. قال الحافظ: ولمسلم (261) من حديث عائشة: فذكره، أخرجه من رواية مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عنها، لكن قال في آخره إنّ الراوي نسي العاشرة إلا أنّ تكون المضمضة. وقد أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" (1/ 190 - 191 و 191) بلفظ "عشرة من السنة" وذكر الاستنثار بدل الاستنشاق. وأخرج النسائي (8/ 110) من طريق سليمان التيمي قال: سمعت طلق بن حبيب يذكر عشرة من الفطرة، فذكر مثله إلا أنّه قال: وشككت في المضمضة. وأخرجه أيضًا (8/ 111) من طريق أبي بشر عن طلق قال: من السنة عشر، فذكر مثله إلا أنّه ذكر الختان بدل غسل البراجم. ورجح النسائي الرواية المقطوعة على الموصولة المرفوعة، والذي يظهر لي أنّها ليست بعلة قادحة فإنّ راويها مصعب بن شيبة وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، ولينه أحمد وأبو حاتم وغيرهما، فحديثه حسن وله شواهد من حديث أبي هريرة وغيره، فالحكم بصحته من هذه الحيثية سائغ. وقول سليمان التيمي: سمعت طلق بن حبيب يذكر عشرا من الفطرة يحتمل أن يريد أنّه سمعه يذكرها من قبل نفسه على ظاهر ما فهمه النسائي، ويحتمل أن يريد أنّه سمعه يذكرها وسندها فحذف سليمان السند" (¬1) 2420 - "عَضُّوا عليها بالنواجذ" سكت عليه الحافظ (¬2). سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "عليكم بسنتي" 2421 - عن سعيد بن المسيب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لما بلغه ما صنعوا "عَطّشَ الله من عطش آل محمد الليلة" قال الحافظ: أخرجه ابن وهب" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) 12/ 456 - 457 (كتاب اللباس- باب قص الشارب) (¬2) 16/ 146 (كتاب الفتن- باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة) (¬3) 15/ 121 (كتاب الحدود- باب لم يسق المرتدون المحاربون حتى ماتوا)

أخرجه النسائي (7/ 90 - 91) وفي "الكبرى" (3499) عن أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري أنبا ابن وهب أني يحيى بن أيوب ومعاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: قدم ناس من العرب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا ثم مرضوا، فبعث بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى لقاح ليشربوا من أبوالها وألبانها، فكانوا فيها، ثم عمدوا إلى الراعي غلام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلوه واستاقوا اللقاح، فزعموا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "اللهم عَطّشْ من عَطّشَ آل محمد الليلة" فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طلبهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمَلَ أعينهم. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1824) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري أنا ابن وهب به إلا أنّه لم يذكر فيه يحيى بن أيوب. وإسناده صحيح إلى سعيد. ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه حجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا معاوية بن صالح به. أخرجه الطحاوي (1824) وأخرجه ابن سعد (1/ 495) عن الواقدي ثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب. وأخرجه حماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 107) عن هارون بن مسلم عن الواقدي به. والواقدي متروك. 2422 - عن عائشة قالت: عَقَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما، وأمر أنْ يماط عن رؤوسهما الأذى. قال الحافظ: ففي البزار وصحيحي ابن حبان والحاكم بسند صحيح عن عائشة قالت: فذكر الشطر الأول منه" (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: ووقع في حديث عائشة عند الحاكم: فذكر الشطر الثاني منه" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 5 (كتاب العقيقة- باب تسمية المولود غداة يولد) (¬2) 12/ 10 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (43) والبزار (كشف 1239) وأبو يعلى (4521) والطحاوي في "المشكل" (1051) وابن حبان (5308 و 5311) وابن عدي (6/ 2231) والحاكم (4/ 237) والبيهقي (9/ 299 - 300 و 303 - 304) من طرق عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمرة عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يُعّق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة" (¬1) وقالت (¬2): عقّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين شاتين (¬3)، ذبحهما يوم السابع، وسماهما، وأمر أنْ يماط عن رؤوسهما (¬4) الأذى. قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اذبحوا على اسمه، وقولوا: بسم الله (¬5)، اللهم منك (¬6) وإليك، هذه عقيقة فلان". قالت (¬7): وكانوا في الجاهلية يخضبون قطنة بدم يوم العقيقة، فإذا حلقوا الصبي وضعوها على رأسه، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يجعلوا مكان الدم خَلُوقا" اللفظ لابن أبي الدنيا. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، وابن جريج صرح بالأخبار من يحيى بن سعيد عند ابن حبان فانتفى تدليسه (¬8). وتقدم الكلام على الحديث أيضًا في حرف الهمزة عند حديث "اجعلوا مكان الدم خلوقا" ¬

_ (¬1) لم يذكر أبو يعلى في روايته "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬2) وفي رواية للبيهقي "وقال" (¬3) زاد أبو يعلى "شاتين" وفي لفظ للبيهقي "عن الحسن شاتين وعن حسين شاتين" (¬4) ولفظ أبي يعلى وغيره "رأسه" ولفظ ابن عدي "رأسهما" (¬5) زاد أبو يعلى والبيهقي "الله أكبر" (¬6) وفي لفظ "لك" (¬7) وعند أبي يعلى "قال" (¬8) رواه عبد الرزّاق (7963) عن ابن جريج قال: حُدثت حديثا رفع إلى عائشة أنّها قالت والأول أصح. ورواه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (148) عن النضر بن سلمة ثنا الحميدي والوليد بن عطاء قالا: ثنا هشام بن سليمان ثنا ابن جريج قال: حدثت عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة به. والنضر بن سلمة هو المروزي قال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه إلا للإعتبار.

2423 - حديث أبي أمامة قال: زوّج النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من أصحابه امرأة على سورة من المفصل جعلها مهرها وأدخلها عليه وقال "علمها" ذكر الحافظ أنّه عند تمام في "فوائده" (¬1) موضوع أخرجه تمام (1216) عن أبي بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجاج الشيخ الثقة ثنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثنا بشر بن عون ثنا بكار بن تميم عن مكحول عن أبي أمامة قال: زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من أصحابه على سبع سور من المفصل، جعله مهرها وأدخلها عليه، ثم قال "علمها" وزوّج أخرى على المفصل. وبشر بن عون وبكار بن تميم قال أبو حاتم: مجهولان. وقال ابن حبان: بشر بن عون روى عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وذكر ابن طاهر في "تكملة الإكمال" أنّ أحاديث بشر بن عون نسخة موضوعة (اللسان) 2424 - "علموا الصبي الصلاة ابن سبع، واضربوه عليها ابن عشر" قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي وصححه وكذا ابن خزيمة والحاكم من طريق عبد الملك بن الربيع بن سَبْرَة عن أبيه عن جده مرفوعا" (¬2) ورد من حديث سبرة الجهني ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة فأما حديث سبرة الجهني فأخرجه ابن أبي شيبة (3453) وأحمد (3/ 404) والدارمي (1438) وأبو داود (494) والترمذي (407) وابن أبي الدنيا في "العيال" (294) وابن الجارود (147) وابن خزيمة (1002) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (391) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1186) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 385) والطحاوي في "المشكل" (2565 و 2566) والطبراني في "الكبير" (6546 و 6547 و 6548 و 6549) والدارقطني (1/ 230) والحاكم (1/ 201 و 258) وأبو نعيم في "الصحابة" (3587) والبيهقي (2/ 14 و3/ 83 - 84) وفي "معرفة السنن" (4/ 148 - 149) و"الصغرى" (556) ¬

_ (¬1) 11/ 111 و 114 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن) (¬2) 2/ 489 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وضوء الصبيان)

والخطيب في "الفقيه" (1/ 47) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2/ 403) والمزي في "تهذيب الكمال" (9/ 85) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 29) وفي "تذكرة الحفاظ" (2/ 450) من طرق عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه عن جده به مرفوعا. واللفظ لابن المنذر. زاد الدارمي وغيره "ابن سبع سنين" وفي لفظ "إذا بلغ أولادكم سبع سنين ففرقوا بين فرشهم، فإذا بلغوا عشر سنين فاضربوهم على الصلاة" قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال النووي: حديث حسن" رياض الصالحين ص 156 قلت: ذكر الحافظ في "التهذيب": أنّ مسلما أخرج لعبد الملك بن الربيع حديثا واحدا متابعة. وسئل ابن معين عن أحاديث عبد الملك بن الربيع عن أبيه عن جده فقال: ضعاف. وقال ابن حبان: عبد الملك بن الربيع منكر الحديث جدًا يروي عن أبيه ما لم يتابع عليه، وقال أبو الحسن بن القطان: لم تثبت عدالته وإنْ كان مسلم أخرج له فغير محتج به. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 187) والبخاري في "الكبير" (2/ 2 / 168) وأبو داود (495) وابن أبي الدنيا في "العيال" (297) والعقيلي (2/ 167 - 168) والخرائطي في "المكارم" (1/ 508) والدارقطني (1/ 230 و 230 - 231) والحاكم (1/ 197) والبيهقي (3/ 84) وفي "الشعب" (8283) والخطيب في "التاريخ" (2/ 278) والبغوي في "شرح السنة" (505) وأبو الفضل العراقي في "حديثه" (4) من طرق (¬1) عن سَوَّار بن داود أبي حمزة المزني الصيرفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا ¬

_ (¬1) رواه مغيرة بن موسى البصري عن سوار بن داود عن محمد بن جُحادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه العقيلي (4/ 176 - 177) وقال: لا أصل له عن محمد بن جحادة، والرواية في هذا فيها لين" قلت: ومغيرة بن موسى قال البخاري: منكر الحديث.

"مروا أولادكم (¬1) بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع" اللفظ لأبي داود. وقال وكيع: ثني داود بن سوار المزني عن عمرو بن شعيب به. أخرجه ابن أبي شيبة (3454) وأحمد (2/ 180) وفي "العلل" (44) وأبو داود (496) والدولابي في "الكنى" (1/ 159) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 26) قال البخاري: وقال وكيع: داود بن سوار، وهم" وقال أبو داود: وهم وكيع في اسمه (¬2)، وروى عنه أبو داود الطيالسي هذا الحديث فقال: ثنا أبو حمزة سوار الصيرفي" وقال العقيلي: لا يتابع سوار بن داود على هذا الحديث بهذا الإسناد" وقال النووي: حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن" رياض الصالحين ص 156 - الخلاصة 1/ 252 وقال العراقي: حديث حسن" قلت: سوار بن داود مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب به. أخرجه ابن عدي (3/ 929) من طريق الخليل بن مرة الضُّبَعي عن ليث به. وإسناده ضعيف لضعف الخليل بن مرة وليث بن أبي سليم. وأما حديث أبي هريرة فيرويه محمد بن الحسن بن عطية العَوْفي واختلف عنه: • فرواه محمد بن ربيعة الكلابي عنه عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا، وفرقوا بينهم في المضاجع" أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (301) والبزار (كشف 341) والعقيلي (4/ 49 - 50) من طرق عن محمد بن ربيعة به. ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد "أبناءكم" ولفظ الحاكم "الصبيان" (¬2) أي في اسم شيخه.

• ورواه عبد الله بن داود الخُرَيبي عن محمد بن الحسن بن عطية عن محمد بن عبد الرحمن مرسلا. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 66) والعقيلي (4/ 50) وتابعه حسن بن صالح الهَمْداني عن محمد بن الحسن بن عطية به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (295) قال البخاري: لم يصح حديث محمد بن الحسن بن عطية" وقال العقيلي: هذا أولى، والرواية في هذ الباب فيها لين" قلت: ومحمد بن الحسن بن عطية قال ابن معين: ليس بمتين، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال العقيلي: مضطرب الحفظ، وقال ابن حبان: منكر الحديث يروي أشياء لا يتابع عليها لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وفي الباب عن أنس مرفوعا "مروهم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لثلاث عشرة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4141) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو بكر الأعين ثنا داود بن المُحَبَّر ثنا أبي عن ثُمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن ثمامة إلا المحبر بن قَحْذَم، تفرد به ابنه" قلت: داود بن المحبر قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث غير ثقة. واختلف عنه: فقال الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 106): ثنا داود بن المحبر ثنا عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس مرفوعا به. قال الحافظ: داود متروك، وقد خالف في هذا الحديث سندا ومتنا" المطالب 1/ 170 2425 - عن أبي مسعود قال: عطش النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يطوف فأتي بنبيذ من السقاية فقطب، فقيل: أحرام هو؟ قال: "عليَّ بذنوب من ماء زمزم" فصبّ عليه وشرب.

قال الحافظ: وأخرج النسائي والأثرم من طريق خالد بن سعد عن أبي مسعود قال: فذكره، وقد ضعف حديث أبي مسعود المذكور النسائي وأحمد وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم لتفرد يحيى بن يمان برفعه وهو ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 140) عن يحيى بن يمان العجلي عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عطش وهو يطوف بالبيت حول الكعبة، فاستسقى فأتي بنبيذ من السقاية، فشمه فقطب فقال "عليّ بذنوب من زمزم" فصبّ عليه وشرب، فقال رجل: حرام هو يا رسول الله؟ قال "لا". وأخرجه النسائي (8/ 291) وفي "الكبرى" (5212) والفاكهي في "أخبار مكة" (585) والعقيلي (4/ 434) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 219) والطبراني في "الكبير" (7/ 243) وابن عدي (3/ 900 و 7/ 2691) والدارقطني (4/ 263 و 263 - 264) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (174) والبيهقي (8/ 304) من طرق عن يحيى بن يمان به (¬2). قال النسائي: وهذا خبر ضعيف لأنّ يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن اليمان لا يحتج به لسوء حفظه وكثرة خطئه" وقال أبو موسى محمد بن المثنى: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان عن منصور في النبيذ قال: لا تحدث بهذا" ضعفاء العقيلي- سنن البيهقي وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: ابن يمان سريع النسيان وحديثه خطأ عن الثوري عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود، إنما هو عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة. ثم ذكر ابن عدي هذا الحديث من طريق يحيى بن اليمان وقال: وهذا هو الحديث الذي أشار إليه ابن نمير، وأخطأ فيه ابن يمان حيث قال: عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود، إنما هو عن الكلبي كما ذكره ابن نمير" وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أخطأ ابن يمان في إسناد هذا الحديث، وروي هذا الحديث عن الثوري عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو حاتم: والذي عندي أنّ يحيى بن يمان دخل حديث له في حديث رواه ¬

_ (¬1) 12/ 139 (كتاب الأشربة- باب تحريم الخمر وهي من البسر والتمر) (¬2) وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 153) و"الصغير" (2/ 55) عن يحيى بن اليمان به.

الثوري عن منصور عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود أنّه كان يشرب نبيذ الجر، وعن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يطوف بالبيت، الحديث، فسقط عنه إسناد الكلبي فجعل إسناد منصور عن خالد عن أبي مسعود لمتن حديث الكلبي. وقال أبو زرعة: وهم فيه يحيى بن يمان، إنما هو الثوري عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" علل الحديث 2/ 25 - 26 وقال البخاري: لم يصح، وقال الأشجعي وغيره عن سفيان عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بنبيذ، ولم يثبت لما قال الكلبي: فقال لي أبو صالح: كل شيء حدثتك فهو كذب" قلت: ولم ينفرد يحيى بن اليمان به بل تابعه: 1 - زيد بن الحباب العُكلي. أخرجه الدارقطني (4/ 264) من طريق اليسع بن إسماعيل ثنا زيد بن الحباب به. وقال: لا يصح هذا عن زيد بن الحباب عن الثوري، ولم يروه غير اليسع بن إسماعيل وهو ضعيف، وهذا حديث معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد واختلط عليه بحديث الكلبي عن أبي صالح" وقال البيهقي: سرقه اليسع بن إسماعيل فرواه عن زيد بن الحباب عن سفيان، واليسع ضعيف الحديث" 2 - عبد العزيز بن أبان الأموي. أخرجه الدارقطني (4/ 264) وقال: عبد العزيز بن أبان متروك الحديث" وقال البيهقي: سرقه عبد العزيز بن أبان فرواه عن سفيان، وعبد العزيز متروك" وحديث الكلبي عن أبي صالح عن المطلب مرسلًا أخرجه الدارقطني (4/ 261 - 262 و 262) والبيهقي (8/ 304) وقال الدارقطني: الكلبي متروك، وأبو صالح ضعيف واسمه باذان مولى أم هانئ" وقال البيهقي: فهذا إنما رواه الكلبي، والكلبي متروك، وأبو صالح باذان ضعيف لا يحتج بخبرهما، ورواه يحيى بن يمان عن سفيان فغلط في إسناده"

2426 - "عليك بالصوم، فإنّه لا مِثْل له. وفي رواية "لا عِدْل له" قال الحافظ: وروى النسائي بسند صحيح عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله، مرني بأمر آخذه عنك؟ قال: فذكره" (¬1) صحيح يرويه محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن رجاء بن حَيْوة عن أبي أمامة قال: أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوا (¬2)، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فقال "اللهم سلمهم وغنمهم" قال: فغزونا، فسلمنا وغنمنا، قال: ثم أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوا ثانيا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، قال "اللهم سلمهم وغنمهم" قال: فغزونا، فسلمنا وغنمنا، قال: ثم أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوا ثالثا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، قد أتيتك تترى مرتين أسألك أن تدعو الله لي بالشهادة فقلت: اللهم سلمهم وغنمهم، يا رسول الله، فادع الله لي بالشهادة، فقال "اللهم سلمهم وغنمهم" قال: فغزونا، فسلمنا وغنمنا، ثم أتيته بعد ذلك (¬3) فقلت: يا رسول الله، مرني بعمل (¬4) آخذه عنك (¬5) ينفعني الله به، قال "عليك بالصوم، فإنّه لا مثل له" قال: فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلقون إلا صياما، فإذا رأوا نارًا أو دخانًا بالنهار في منزلهم عرفوا أنهم اعتراهم ضيف. قال: ثم أتيته بعد فقلت: يا رسول الله، إنك قد أمرتني بأمر وأرجو أنْ يكون الله عز وجل قد نفعني به، فمرني بأمر (¬6) آخر ينفعني الله به؟ قال "إعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا وقع الله لك بها درجة أو حط -أو قال: وحط- عنك بها خطيئة" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 5) وأحمد (5/ 249 و255 و 258) واللفظ له والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 345) والنسائي (4/ 137) وفي "الكبرى" (2530) والروياني (1176) وابن حبان (3425) والطبراني في "الكبير" (7463) وفي "مسند الشاميين" (2111) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 174 - 175) والشجري في "أماليه" (1/ 277) ¬

_ (¬1) 5/ 5 و 9 (كتاب الصوم- باب فضل الصوم) (¬2) وفي لفظ "جيشا" (¬3) زاد الحارث "في الرابعة" (¬4) وفي لفظ "بأمر" (¬5) ولفظ الحارث "أجده عندك" ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "أدخل به الجنة" (¬6) وفي لفظ "بعمل"

عن مهدي بن ميمون الأزدي والنسائي (4/ 137) وفي "الكبرى" (2531) عن جرير بن حازم البصري وأحمد (5/ 248 - 249) والحارث (346) والروياني (1176) والطبراني في "الكبير" (7465) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 174 - 175 و 6/ 277) عن واصل مولى أبي عيينة (¬1) ثلاثتهم عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب أخبرني رجاء بن حيوة عن أبي أمامة به. - ورواه شعبة عن ابن أبي يعقوب قال: سمعت أبا نصر حميد بن هلال الهلالي يحدث عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة. أخرجه أحمد (5/ 249) والروياني (1175) وابن خزيمة (1893) وابن حبان (3426) والحاكم (1/ 421) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 175 و7/ 165) والحسن الخلال في "أماليه" (1) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1750) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري والنسائي (4/ 137) وفي "الكبرى" (2532 و 2533) عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي وعن يحيى بن كثير بن درهم العنبري وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 165) عن عمر بن سهل المازني قالوا: ثنا شعبة به. وخالفهم سليمان بن داود الطيالسي فرواه عن شعبة ولم يذكر رجاء بن حيوة. أخرجه أحمد (5/ 264) ¬

_ (¬1) رواه روح بن عبادة البصري وعبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن هشام بن حسان عن واصل هكذا، وخالفهما عبد الرزّاق (7899) فرواه عن هشام بن حسان ولم يذكر واصلا. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (7464) وفي "مسند الشاميين" (1212) والأول أصح. تنبيه: سقط من إسناد عبد الرزّاق: عن رجاء بن حيوة، وأثبته الطبراني في روايته.

والأول أصح. قال أبو نعيم: وأبو نصر يشبه أنْ يكون يحيى بن أبي كثير لأنّه قد روى عن رجاء بن حيوة، ويحتمل أنْ يكون علي بن أبي حملة فإنّه يكنى أبا نصر" قلت: بل هو حميد بن هلال كما جاء مصرحًا به في رواية أبي نعيم (7/ 165) وكما صرح به الحاكم وابن حبان. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو نصر الهلالي هو حميد بن هلال العدوى وهو ثقة مأمون" وقال ابن حبان: أبو نصر هذا هو حميد بن هلال. ولست أنكر أنْ يكون محمد بن أبي يعقوب سمع هذا الخبر بطوله عن رجاء بن حيوة وسمع بعضه عن حميد بن هلال فالطريقان جميعًا محفوظان" قلت: وهو كما قال لأنّ محمد بن أبي يعقوب قد صرّح بالسماع من رجاء بن حيوة ومن حميد بن هلال. تنبيه: أبو نصر الهلالي هو حميد بن هلال كما تقدم، وقد ذكره في "الكنى" المزي في "التهذيب" والذهبي في "الكاشف" و"الميزان" و"المغني" و"الديوان" والخزرجي في "الخلاصة" والحافظ في "التهذيب" و"التقريب" ولم يسموه، وقال الحافظان الذهبي وابن حجر: مجهول. وترجمه البخاري في الأسماء فقال: حميد بن هلال العدوي البصري أبو نصر، وقال شعبة: الهلالي" وقال ابن حبان في "الثقات": حميد بن هلال العدوى الهلالي البصري كنيته أبو نصر" وقال الخطيب في "الموضح" (2/ 53): حميد بن هلال هو أبو نصر الهلالي" ووثقه ابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم. 2427 - "عليك بخُوَيصة نفسك" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 2/ 258 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة وليأتها بالسكينة والوقار)

ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث أبي ثعلبة الخُشَني ومن حديث ابن عمر فأما حديث ابن عمرو فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو حازم سلمة بن دينار واختلف عنه: - فرواه يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني عنه عن عمارة بن عمرو بن حزم عن ابن عمرو مرفوعا "يوشك أنْ يأتي زمان يُغربل الناس فيه غربلة ويبقى حثالة من الناس قد مَرَجَتْ عهودهم وأماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا -وشبّك بين أصابعه-" قالوا: فكيف تأمرنا (¬1) يا رسول الله (¬2)؟ قال "تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتدعون أمر عامتكم" أخرجه أحمد (2/ 221) والطحاوي في "المشكل" (1176) والحاكم (4/ 435) واللفظ له والشجري في "أماليه" (2/ 274) عن سعيد بن منصور وأحمد (2/ 221) عن قتيبة بن سعيد البلخي والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 5) عن عبد الله بن صالح المصري والطحاوي في "المشكل" (1177) عن سعيد بن كثير بن عُفير المصري كلهم عن يعقوب بن عبد الرحمن به (¬3). • ورواه عبد الله بن وهب عن يعقوب بن عبد الرحمن فلم يذكر أبا حازم. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1178) والحاكم (2/ 159) ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد "نصنع" (¬2) زاد أحمد "إذا كان ذلك" (¬3) رواه محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن أبي حازم عن عمارة بن عامر بن حزم عن ابن عمرو. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1179) وقال: هكذا قال "ابن عامر" وإنما هو ابن عمرو.

وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: الأول أصح. ولم ينفرد يعقوب بن عبد الرحمن به بل تابعه عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن أبيه به. أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (693) عن ابن أبي حازم به. وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (253) من طريق إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا نعيم بن حماد به. وأخرجه ابن ماجه (3957) عن هشام بن عمار الدمشقي وعن محمد بن الصباح الجَرْجَرائي وأبو داود (4342) والطحاوي في "المشكل" (1180) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (233) عن محمد بن أبي يعقوب الكِرماني وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (736) عن عبد الله بن عمران العابدي كلهم عن عبد العزيز بن أبي حازم به. ورواه إسحاق بن راهوية عن ابن أبي حازم عن أبيه عن عمارة بن عمرو بن حزم مرسلًا، ولم يذكر ابن عمرو. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 7) والأول أصح. - ورواه موسى بن يعقوب الزَّمْعِي عن أبي حازم عن عمر بن الحكم بن ثوبان أنّ ابن عمرو أخبره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 6) وموسى بن يعقوب مختلف فيه، وحديث يعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز بن أبي حازم أولى بالصواب.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث موسى بن يعقوب هذا فقال: هذا وهم، إنما هو أبو حازم عن عمارة بن عمرو بن حزم عن ابن عمرو" العلل 2/ 424 وقال الحاكم لما أخرجه من طريق سعيد بن منصور: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات، إلا أنّ عمارة بن عمرو بن حزم لم يذكر سماعا من ابن عمرو فلا أدرى أسمع منه أم لا. وفيه من الاختلاف على أبي حازم غير ما تقدم، وسيأتي ذكر هذا الاختلاف. الثاني: يرويه أبو العلاء هلال بن خَبّاب البصري قال: سمعت عكرمة مولى ابن عباس قال: ثنا عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بينما نحن حول النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ ذَكَر الفتنة أو ذكرت عنده فقال "إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفّت أماناتهم وكانوا هكذا -فشبك بين أنامله-" فقمت إليه فقلت: فكيف أفعل عند ذلك يا نبي الله جعلني الله فداك؟ قال "الزم بيتك، وأملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، وذر ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، وذر عنك أمر العامة" أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (257) عن يونس بن أبي إسحاق ثني هلال بن خباب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 9 - 10) وأحمد (2/ 212) وأبو داود (4343) والطحاوي في "المشكل" (1181) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 4) و "الدعاء" (1963) والخطابي في "العزلة" (ص 8) وأبو نعيم في "الصحابة" (4359) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين والنسائي في "اليوم والليلة" (205) عن مخلد بن يزيد الحرّاني وابن السني في "اليوم الليلة" (439) عن يونس بن بكير الشيباني وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 588) والشجري في "أماليه" (2/ 157 - 158) عن بكر بن بكار القيسي

والحاكم (4/ 282 - 283) وقال: صحيح الإسناد" عن محمد بن عبيد الطنافسي و (4/ 525) عن عبيد الله بن موسى الكوفي كلهم عن يونس بن أبي إسحاق به. وإسناده حسن، يونس صدوق، وهلال وعكرمة ثقتان. واختلف فيه على يونس: • فرواه المعافى بن عمران الموصلي عن يونس عن هلال بن خباب عن عكرمة مرسلًا. أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (177) • ورواه وكيع عن يونس عن أبيه عن هلال عن عكرمة عن ابن عمرو. وقال فيه "عليك بخويصة نفسك" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 315 - 316) والأول أصح. الثالث: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "يأتي على الناس زمان يُغربلون فيه غَربلة يبقى منهم حثالة قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه" قالوا: يا رسول الله، فما المخرج من ذلك؟ قال "تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتدعون أمر عامتكم" أخرجه أحمد (2/ 220) عن حسين بن محمد المروذي ثنا محمد بن مطرف عن أبي حازم عن عمرو بن شعيب به. وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون كلهم ثقات. الرابع: يرويه محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن ابن عمرو مرفوعا "كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلاف أعناقهم وصاروا هكذا" وخالف بين أصابعه- فقال: كيف المخرج يا رسول الله؟ قال "خذ بما عرفت ودع ما أنكرت، وعليك بخاصة نفسك وإياك من عوامهم"

أخرجه (¬1) الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 8) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا عيسى بن سالم الشاشي ثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن ابن سيرين به. ورواته ثقات إلا أنّ عقبة بن أوس لم يذكر سماعا من ابن عمرو. قال ابن الغلابي: يزعمون أنّ عقبة بن أوس لم يسمع من ابن عمرو، إنما يقول: قال ابن عمرو" سؤالات ابن الجنيد ص 318 الخامس: يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن ابن عمرو قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟ " قال: قلت: يا رسول الله، كيف ذلك؟ قال "إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا -وشبك بين أصابعه-" قال: قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال "اتق الله عز وجل، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، وإياك وعوامهم" أخرجه أحمد (2/ 162) وابن بطة في "الإبانة" (745) عن يونس بن عبيد والطبراني في "الكبير" (13 حديث رقم 13) و"الأوسط" (2107) عن كثير بن زياد البُرْساني والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 9) عن إسماعيل بن مسلم وأبو عمرو الداني في "الفتن" (256) عن مبارك بن فَضالة أربعتهم عن الحسن عن ابن عمرو به. ¬

_ (¬1) وأخرجه البزار (2485) عن أحمد بن محمد بن بلال عن عيسى بن عبد الله عن عبيد الله بن عمرو به. وقال: وهذا الحديث يروى عن ابن عمرو من وجوه، ولا نعلم له إسنادا أحسن من إسناد عقبة بن أوس عن ابن عمرو" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4311) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني عيسى بن سالم الشاشي ثنا عبيد الله بن عمرو عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس عن ابن عمرو. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا معمر، ولا عن معمر إلا عبيد الله بن عمرو، تفرد به عيسى بن سالم"

وإسناده منقطع بين الحسن وبين ابن عمرو فإنّه لم يسمع منه كما قال ابن المديني. - ورواه غير واحد عن الحسن مرسلًا، منهم: 1 - قتادة. أخرجه عبد الرزّاق (11/ 359) وابن بطة في "الإبانة" (757) والبغوي في "شرح السنة" (4221) 2 - أبو الأشهب جعفر بن حيان العُطَاردي. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 772) 3 - جرير بن حازم البصري. أخرجه الحارث (773) 4 - الربيع بن صَبيح البصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 10) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (118 و 254) 5 - خالد بن دينار النيلي. أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 12) 6 - معاوية بن عبد الكريم الضال. أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 14) السادس: يرويه ذَوَّاد بن عُلبة الكوفي أنا مطرف عن سعيد بن زَرْبِي عن ابن عمرو. أخرجه البزار (2484) وإسناده ضعيف لضعف ذواد بن علبة. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 35) والطحاوي في "المشكل" (1182 و 1183) وابن حبان (5950 و 5951 و 6730) والطبراني في "الأوسط" (2797 و 8786) وأبو عمرو الداني (255) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت (¬1) في حثالة من الناس؟ " قال: وذاك ما هم يا رسول الله؟ قال "ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم (¬2) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "كنت" (¬2) زاد الطحاوي وغيره "واختلفوا"

وصاروا هكذا" -وشبك بين أصابعه- قال: فكيف ترى (¬1) يا رسول الله؟ قال "تعمل ما تعرف، وتدع ما تنكر، وتعمل (¬2) بخاصة نفسك، وتدع عوام الناس" اللفظ لابن حبان. وإسناده حسن. وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (276) وفي "العقوبات" (42) وفي "الأمر بالمعروف" (28) عن سويد بن سعيد الحَدَثاني ثنا صالح بن موسى عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما لعبد الله بن عمرو "كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا" -وشبك بين أصابعه- قال: الله ورسوله أعلم، قال "اعمل بما تعرف، ودع ما تنكر، وإياك والتلون في دين الله، وعليك بخاصة نفسك، ودع أمر العامة" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5984) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا سويد بن سعيد به. وأخرجه ابن شاهين في "جزء من حديثه" (42) عن أبي القاسم البغوي ثنا سويد بن سعيد به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (451) وصالح بن موسى هو الطلحي قال ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال أيضًا: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو سليم بكر بن سليم الصّوّاف ثني أبو حازم به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5868) وابن عدي (2/ 463) وابن شاهين في "جزء من حديثه" (43) من طرق عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري ثنا بكر بن سليم به. وبكر بن سليم مختلف فيه، وأبو الطاهر وأبو حازم ثقتان. وله طريق أخرى عند الروياني (1118) وفيها ابن لهيعة وهو ضعيف، وأبو عياش المعافري لا يعرف. ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني في الموضع الأول "أصنع" ولفظ الطحاوي وغيره "تأمرني" (¬2) ولفظ الداني "عليك بخاصتك"

وأما حديث أبي ثعلبة فسيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يأتي أيام للعامل فيهنّ أجر خمسين" وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو يعلى (5593) عن سفيان بن وكيع ثنا إسحاق بن منصور الأسلمي عن عاصم بن محمد عن واقد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "كيف أنت يا عبد الله بن عمر إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا وصاروا هكذا؟ " -وشبك بين أصابعه، قال: فكيف يا رسول الله؟ قال "تأخذ ما تعرف، وتدع ما تنكر، وتقبل على خاصتك، وتدع عوامهم" وسفيان بن وكيع قال الحافظ: ضعيف (تجريد أسماء الرواة ص 65) وإسحاق بن منصور وثقه العجلي وابن حبان، وقد توبع. قال البخاري (فتح 2/ 111 - 112): ثنا حامد بن عمر عن بشر -هو ابن المفضل- ثنا عاصم -هو ابن محمد- ثنا راقد عن أبيه عن ابن عمر أو ابن عمرو قال: شبك النبي - صلى الله عليه وسلم - أصابعه. وقال عاصم بن علي: ثنا عاصم بن محمد: سمعت هذا الحديث من أبي فلم أحفظه، فقدمه لي واقد عن أبيه. قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا عبد الله بن عمرو كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس بهذا؟ " قال الحافظ: وقد ساقه الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" نقلا عن أبي مسعود في "الأطراف" وزاد هو "قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاررا هكذا" -وشبك بين أصابعه- الحديث. وحديث عاصم بن علي الذي علقه البخاري وصله إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" له قال: ثنا عاصم بن علي ثنا عاصم بن محمد عن واقد: سمعت أبي يقول: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" 2428 - حديث أبي ذر مرفوعا "عليك بطول الصمت فإنّه مطردة للشيطان" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم وصححاه" (¬1) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أركعت ركعتين" ¬

_ (¬1) 14/ 90 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان)

2429 - حديث سالم بن عبيد الأشجعي قال: عطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عليك وعلى أمك، إذا عطس أحدكم فليحمد الله" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال" 2430 - عن ابن عباس رفعه "عليكم بأبوال الإبل فإنها نافعة للذَّرَبَة بطونهم" قال الحافظ: أخرجه ابن المنذر" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ في أبوال الإبل شفاء للذربة بطونهم" 2431 - "عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواها، وأنتق أرحاما" قال الحافظ: عند ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عُوَيم عن أبيه عن جده بلفظ: فذكره، وأخرج الطبراني من حديث ابن مسعود نحوه وزاد "وأرضى باليسير" (¬3) روي من حديث عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن جده ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عمر ومن حديث سفيان بن عبد الله ومن حديث مكحول مرسلًا ومن حديث عمرو بن عثمان مرسلًا. فأما حديث عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن جده فأخرجه ابن ماجه (1861) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 258) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قالا: ثنا محمد بن طلحة التيمي ثني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري عن أبيه عن جده به مرفوعا وزاد "وأرضي باليسير" ¬

_ (¬1) 13/ 234 (كتاب الأدب- باب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله) (¬2) 12/ 248 (كتاب الطب- باب الدواء بأبوال الإبل) (¬3) 11/ 24 (كتاب النكاح- باب تزويج الثيبات)

قال البخاري (التاريخ الكبير) وأبو حاتم (الجرح والتعديل) في ترجمة عتبة بن عويم: لم يصح حديثه" قلت: وسماه بعضهم عبد الرحمن. أخرجه الطبراني في "الكبير" (14/ 140 - 141) و"الأوسط" (458) والبيهقي (7/ 81) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 163 - 164) عن الحميدي (¬1) وتمام (696) والبيهقي (7/ 81) عن الفيض بن وثيق الثقفي كلاهما عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عويم بن ساعدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن طلحة التيمي" (¬2) وقال البيهقي: عبد الرحمن بن عويم ليست له صحبة" ورواه إبراهيم بن حمزة الزبيري عن محمد بن طلحة ثني عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن جده. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2246) وقال: عبد الرحمن بن سالم هو ابن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة، وعبد الرحمن بن عويم ليست له صحبة" قلت: وعبد الرحمن بن سالم قال الحافظ في "التقريب": مجهول، وقال في "الإصابة" (6/ 379): لا يعرف حاله. ¬

_ (¬1) ومن طريق الحميدي أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 288) لكن وقع عنده: عبد الرحمن بن سالم عن عويم بن عتبة عن أبيه عن جده. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5324) أيضًا ووقع عنده: عبد الرحمن بن سالم بن عبيد الله بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده عويم بن ساعدة. (¬2) قال الحافظ في "التهذيب" (3/ 441): الطبراني جعل الحديث من مسند عويم بن ساعدة، فالضمير عنده في قوله "عن جده" يعود إلى سالم لا إلى عبد الرحمن"

وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه بحر بن كَنِيْز السَّقَّاء عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به وزاد "وأقل خِبًّا" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7673) عن محمد بن موسى الاصطخري ثنا محمد بن سهل بن مخلد الاصطخري ثنا عصمة بن المتوكل عن بحر السقاء به. وقال: لم يروه عن بحر إلا عصمة" قلت: وبحر ضعيف كما قال أبو حاتم وابن سعد والحربي، وقال أبو داود والدارقطني: متروك. الثاني: يرويه إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس قال: ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنّ جابر بن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنكحوا من فتياتكم أصاغر النساء فإنهنّ أعذب أفواها، وأفتق أرحاما" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 118) وابن الجوزي في "العلل" (1016) وإبراهيم بن البراء قال ابن حبان: يحدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات وعن الضعفاء والمجاهيل بالأشياء المناكير لا يجوز ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10244) من طريق أبي بلال الأشعري ثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عنه مرفوعا "تزوجوا الأبكار، فإنهنّ أعذب أفواها، وأنتق أرحاما، وأرضى باليسير" وأبو بلال الأشعري ترجمه الحافظ في "اللسان" في موضعين (6/ 14 و 7/ 22) وهو مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد. وضعفه الدارقطني، ولينه الحاكم. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحافظ ابن المظفر في "حديث حاجب بن أركين" كما في "الصحيحة" (2/ 195) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد، قال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه. وأما حديث سفيان بن عبد الله فأخرجه الشيرازي في "الألقاب" كما في "الجامع الصغير"

وأما حديث مكحول فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن مكحول مرفوعا "عليكم بالأبكار فانكحوهن، فإنهنّ أفتح أرحاما، وأعذب أفواها، وأَغَرُّ غُرَّة" أخرجه عبد الرزاق (10341) واللفظ له ومن طريقه الخطابي في "الغريب" (1/ 234 - 235) عن مَعْمر بن راشد وسعيد بن منصور (514) وابن أبي شيبة (4/ 416 - 417) عن إسماعيل بن عياش كلاهما عن ابن خثيم به. وإسناده إلى مكحول حسن. الثاني: يرويه ابن جُريج واختلف عنه: • فرواه عبد الرزّاق (10342) عنه قال: حُدثت عن مكحول. • ورواه داود بن عبد الرحمن العطار عن ابن جريج عن مكحول. أخرجه سعيد بن منصور (513) وأما حديث عمرو بن عثمان فأخرجه سعيد بن منصور (512) عن إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكَلاَعي عن عمرو بن عثمان مرفوعا "عليكم بأبكار النساء، فإنهنّ أعذب أفواها، وأسخن جلودا" 2432 - "عليكم بالثياب البيض فالبسوها فإنها أطيب وأطهر، وكفنوا فيها موتاكم" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم من حديث سَمُرة رفعه: فذكره، وأخرج أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي وصححه الترمذي وابن حبان من حديث ابن عباس بمعناه، وفيه "فإنها من خير ثيابكم" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "البسوا ثياب البياض" ¬

_ (¬1) 12/ 398 (كتاب اللباس- باب الثياب البيض)

2433 - "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد" وفيه "ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" قال الحافظ: في خطبة عمر المشهورة التي خطبها بالجابية: فذكره" (¬1) صحيح وله عن عمر طرق: الأول: يرويه عبد الله بن دينار المدني واختلف عنه: - فرواه محمد بن سُوْقة الغَنَوي واختلف عنه: • قال ابن المبارك في "مسنده" (241): أنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيامي فيكم فقال "استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى إنّ الرجل ليسبق بالشهادة قبل أنْ يسألها، فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، ولا يخلونّ أحدكم بامرأة فإنّ الشيطان ثالثهما، ومن سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" أخرجه أحمد (114 - شاكر) والطحاوي في "المشكل" (3708 و 3709) وفي "شرح المعاني" (4/ 150 - 151) وابن حبان (7254) وابن بطة في "الإبانة" (116) والحاكم (1/ 113 - 114) وأبو نعيم في "الصحابة" (44) وفي "الإمامة" (194) والبيهقي (7/ 91) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 14) من طرق عن ابن المبارك به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإني لا أعلم خلافا بين أصحاب ابن المبارك في إقامة هذا الإسناد عنه، ولم يخرجاه" قلت: لم يخرج الشيخان رواية ابن المبارك عن محمد بن سوقة، ولا رواية محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار. ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه: 1 - أبو المغيرة النضر بن إسماعيل الكوفي. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 205) والترمذي (2165) وابن أبي عاصم في "السنة" (88 و 929) والبزار (166) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 233) والنسائي في ¬

_ (¬1) 17/ 81 (كتاب الإعتصام- باب وكذلك جعلناكم أمة وسطا)

"الكبرى" (9225) والحاكم (1/ 114) والقضاعي (451) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 14 - 15) زاد النضر في حديثه "حتى يحلف الرجل ولا يستحلف" وزاد أيضًا "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة" قال البزار: لا نعلم أسند ابن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا هذا الحديث" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه". قلت: النضر بن إسماعيل قال أبو زرعة وغيره: ليس بالقوي. لكن لا بأس به في المتابعات. 2 - الحسن بن صالح بن صالح بن حي الكوفي. أخرجه ابن الأعرابي (1036) والحاكم (1/ 114) والقضاعي (403) • وقال عطاء بن مسلم الخفاف: ثنا محمد بن سوقة عن أبي صالح قال: قدم عمر الجابية أخرجه النسائي في "الكبرى" (9226) عن موسى بن أيوب النَّصيبي والطبراني في "الأوسط" (1156) وأبو نعيم في "الصحابة" (46) عن عبيد بن جناد الحلبي قالا: ثنا عطاء بن مسلم به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن محمد إلا عطاء" قلت: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، وقال أبو زرعة وغيره: كان دفن كتبه ثم جعل يحدث من حفظه فيخطيء. • وقال الحارث بن عمران الجعفري: عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر عن عمر. أخرجه أبو بكر النجاد في "مسند عمر" (77) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمود بن غيلان ثنا الحارث بن عمران به.

وأخرجه ابن بشران (1484) عن أبي الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي به. ورواه محمد بن عبد الله الكاتب عن الحضرمي فلم يقل: عن عمر. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (45) والحارث بن عمران قال أبو زرعة: ضعيف الحديث، واهي الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو زرعة: حديث الحارث خطأ جعل مكان عبد الله بن دينار نافعا، والحارث واهي الحديث، وحديث ابن المبارك أصح" العلل 2/ 371 • وقيل: عن محمد بن سوقة عن زاذان أنّ عمر خطب. قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 68) والأول أصح. - ورواه عبد الله بن جعفر بن نَجيح المديني عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر. أخرجه البزار (167) وعبد الله بن جعفر قال ابن معين. ليس بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. - ورواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن شهاب الزهري أنّ عمر بن الخطاب لما قدم الشام قام فقال. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9224) عن بكر بن مضر المصري والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 102) و"الأوسط" (729) عن الليث بن سعد كلاهما عن ابن الهاد به. قال البخاري: حديث ابن الهاد أصح، وهو مرسل بإرساله أصح" وقال أيضًا: حديث ابن الهاد أولى"

وقال أبو حاتم: حديث ابن الهاد هو الصحيح" العلل 2/ 355 وقال أبو زرعة: الحديث حديث ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن الزهري أنّ عمر" العلل 2/ 371 وقال الدارقطني: حديث ابن الهاد هو الصواب عن عبد الله بن دينار. وقال أيضًا: والصحيح من ذلك رواية ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن الزهري أن عمر" العلل 2/ 67 و 68 الثاني: يرويه عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: وقف عمر بن الخطاب بالجابية فقال: رحم الله رجلًا سمع مقالتي فوعاها، إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف فينا كمقامي فيكم ثم قال "احفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثلاثًا، ثم يكثر الهرج، ويظهر الكذب، ويَشهد الرجل ولا يُستشهد، ويَحلف ولا يُستحلف، من أحبّ منكم بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" أخرجه ابن أبي عاصم (86 و 928) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ثنا أبي عن عامر بن سعد به. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (166) وخالفه أحمد بن زيد بن هارون القزاز المكي فرواه عن الحزامي ثني محمد بن مهاجر بن مسمار ثني أبي عن عامر بن سعد عن أبيه عن عمر به. أخرجه الحاكم (1/ 114 - 115) واللفظ له وقال: إسناده صحيح" قلت: محمد بن مهاجر بن مسمار لم أر من ترجمه، ولم يذكره الخطيب في "المتفق والمفترق". وإبراهيم بن مهاجر بن مسمار ضعفه البخاري والنسائي وأبو حاتم والعقيلي وابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس. الثالث: يرويه عاصم بن بَهْدلة عن زر بن حبيش قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالشام فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل مقامي فيكم فقال "استوصوا بأصحابي خيرا، استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يعجل الرجل

بالشهادة قبل أن يُسألها، وباليمين قبل أن يُستحلف، فمن أراد بحبوبة الجنة فليلزم الجماعة، فإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، ومن سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" أخرجه ابن أبي عاصم (87 و 930) وقاسم المطرز في "الفوائد" (124) عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (5 و 6) والطبراني في "الأوسط" (6479) واللالكائي (155) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 8) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 14) من طرق عن سعيد بن يحيى الأموي به. واللفظ للطبراني واللالكائي. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم إلا أبو بكر بن عياش، تفرد به سعيد بن يحيى الأموي" وكذا قال الدارقطني في "العلل" (2/ 150) وتابعه الحسن بن عرفة ثنا أبو بكر بن عياش به. أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (113) ومن طريقه عبد الرزاق الكيلاني في "الأربعين الكيلانية" (ص 22) وإسناده حسن. الرابع: يرويه ابن سليمان بن يسار عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كقيامي فيكم، فقال "أكرموا أصحابي، وذكر الحديث بطوله. أخرجه الشافعي في "الرسالة" (1315) والحميدي (32) عن سفيان بن عُيينة عن عبد الله بن أبي لَبيد عن ابن سليمان بن يسار به. ومن طريق الشافعي أخرجه الخطيب في "الفقيه" (429) والبغوي في "شرح السنة" (2253) واختلف فيه على ابن عيينة، فرواه عبد الله بن أيوب المخرمي عنه عن عمرو بن دينار عن أبي سليمان بن يسار عن أبيه قال: قام عمر. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (164) والأول أصح. وسليمان بن يسار عن عمر مرسل، قاله أبو زرعة الرازي (المراسيل ص 82)

الخامس: يرويه معاوية بن قرة المزني قال: سمعت كَهْمسا يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي فيكم اليوم، فقال "أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها، وحتى يحلف على اليمين لا يستحلف" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2460) وفي "شرح المعاني" (4/ 150) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا أبو داود الطيالسي ثنا حماد بن يزيد ثني معاوية بن قرة به. هكذا رواه أبو بكرة عن أبي داود بهذا اللفظ، وهو في مسند أبي داود بغير هذا السياق. انظر حديث "خير أمتي القرن الذي أنا فيهم، ثم الثاني، ثم الثالث" السادس: يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عبد الملك عن جابر بن سمرة عن عمر، منهم: 1 - جرير بن حازم البصري. أخرجه الطيالسي (7) وابن أبي عاصم (934 و 1531) والنسائي في "الكبرى" (9220 و 9221) وأبو يعلى (141 و 142) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 150) وفي "المشكل" (3719) والخرائطي في "المساوئ" (163) وابن حبان (4576 و 6728) والطبراني في "الأوسط" (1680) وابن منده في "الإيمان" (1086) وأبو نعيم في "عوالي الحارث" (68) وفي "الإمامة" (173) والبيهقي في "الشعب" (6592) والخطيب في "التاريخ" (2/ 187) وفي "الكفاية" (ص 78 - 79) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 200) 2 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه أحمد (177 - شاكر) وابن ماجه (2363) والنسائي في "الكبرى" (9219) وأبو يعلى (143) وابن حبان (5586) وابن منده (1087) والقضاعي (452 و 946) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 14) 3 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 150) وفي "المشكل" (2461 و 3718) 4 - شعبة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2950) و"الصغير" (245) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 252) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 645) والخطيب في

"التاريخ" (2/ 187 و 4/ 319 و 6/ 57) من طرق عن عبد الحميد بن عصام الجُرجاني ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا أبو داود، تفرد به عبد الحميد بن عصام" وقال الخليلي: لم يَروه عن أبي داود عن شعبة غير عبد الحميد بن عصام، ورواه غيره عن أبي داود عن جرير بن حازم، وهو أشهر" وقال الخطيب: هذا حديث غريب من حديث شعبة عن عبد الملك بن عمير، لا نعلم رواه غير عبد الحميد بن عصام عن أبي داود عنه، وخالفه يونس بن حبيب الأصبهاني فرواه عن أبي داود عن جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير" 5 - محمد بن شبيب الزهراني. قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 122) 6 - قرة بن خالد السدوسي البصري. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (690) - وقال غير واحد: عن عبد الملك عن عبد الله بن الزبير عن عمر، منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزّاق (20710) وعبد بن حميد (23) والطحاوي في "المشكل" (3713) وابن بطة (115) والبغوي في "شرح السنة" (9/ 28) 2 - الحسين بن واقد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9222) والطحاوي في "المشكل" (3715) 3 - يونس بن أبي إسحاق. أخرجه النسائي (9223) والطحاوي (3714) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 135) 4 - عبد الله بن المختار البصري. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (682) وأبو يعلى (201 و 202) والطحاوي (3710)

5 - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه الطحاوي (3711) 6 - قزعة بن سويد الباهلي. أخرجه الطحاوي (3712) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2340) 7 - حبان بن علي العَنَزي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (47) 8 - إبراهيم بن طهمان الخراساني. أخرجه القضاعي (404) 9 - سفيان الثوري. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 54 - 55) - وقال غير واحد: عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر عن عمر، منهم: 1 - أبو المُحَياة يحيى بن يعلى التيمي. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 177) وابن أبي عاصم (1532) والطحاوي (3720) وأبو نعيم في "الإمامة" (175) 2 - زهير بن معاوية الكوفي. قاله الدارقطني (2/ 125) 3 - محمد بن ثابت البُنَاني. قاله الدارقطني. - وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن عبد الملك عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير عن عمر. أخرجه الطحاوي (3717) من طريق عبد الحميد بن موسى المِصيصي ثنا عبيد الله به. قال الدارقطني: ولم يصنع عبد الحميد شيئًا" العلل 2/ 124 - وقال شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي: عن عبد الملك عن رجل سمع عبد الله بن الزبير عن عمر. أخرجه الطحاوي (3716)

- ورواه عمران بن عُيينة الكوفي عن عبد الملك واختلف عنه: • فقال زيد بن الحريش الأهوازي: ثنا عمران عن عبد الملك عن عبد الله بن الزبير عن عمر. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (47) وفي "الإمامة" (174) • وقال محمد بن أبي بكر المقدمي: ثنا عمران عن عبد الملك عن ربعي بن حِراش قال: خطب عمر. أخرجه ابن أبي عاصم (931) وتابعه زيد بن المبارك الصنعاني ثنا عمران به. أخرجه العقيلي (3/ 302) قال الدارقطني: ويشبه أنْ يكون الإضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد" العلل 2/ 125 السابع: يرويه أبو سكينة الحمصي عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: قدم عمر الجابية، وذكر الحديث. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (165) عن علي بن حرب الطائي ثنا هارون بن عمران ثنا جعفر بن برقان عن أبي سكينة به. وأخرجه ابن بطة (114) عن أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب ثنا علي بن حرب به. وأبو سكينة ذكره ابن أبي حاتم في كتابه (4/ 2/ 387) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلا. وعبد الرحمن بن عبد الله ما عرفته، وهارون بن عمران ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعلي وجعفر ثقتان. الثامن: يرويه المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب المخزومي عن عمر مرفوعا "احفظوني في أصحابي فإنهم خيار أمتي" أخرجه القضاعي (720) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا سعيد بن سالم القداح عن كثير بن زيد عن المطلب به. والمطلب لم يدرك عمر، وسعيد وكثير مختلف فيهما.

التاسع: يرويه أبو دويد عن عاصم بن حميد أنه سمع عمر بن الخطاب رفعه "من أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة، وإياكم والوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد" أخرجه الخطيب في "الفقيه" (428) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 695) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ثنا بقية ثنا عمر بن جُعْثُم ثني أبو دويد به. وأبو دويد ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (3/ 387) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلا، وعمر بن جُعْثُم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو عتبة مختلف فيه، وبقية وعاصم ثقتان. العاشر: يرويه سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء عن السائب بن مهجان من أهل الشام من أهل إيلياء وكان قد أدرك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ذكره قال: لما دخل عمر الشام حمد الله وأثنى عليه، وعظ وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا خطيبا فأمر بتقوى الله وصلة الرحم وصلاح ذات البين وقال "عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، وإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ رجل بامرأة، فإنّ الشيطان ثالثهما، ومن ساءته سيئته وسرّته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن ... " أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2 / 155) والبيهقي في "الشعب" (10574) من طريق عبد الله بن وهب ثني سعيد بن عبد الرحمن به. وسعيد والسائب ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا "احفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يشهد الرجل قبل أنْ يُستشهد، وحتى يحلف قبل أنْ يُستحلف، ويبذل نفسه بخطب الزور، فمن سرّه بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن يد الله على الجماعة، وإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، ولا يخلونّ رجل بامرأة، فإنّ ثالثهما الشيطان، ومن ساءته سيئته وسرّته حسنته فهو مؤمن" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7245) عن محمد بن راشد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن أبي نجيح إلا ابن جريج، تفرد به حجاج بن محمد" قلت: إبراهيم بن عبد الله المصيصي ذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/ 116) وقال: يُسَوِّي الحديث ويسرقه ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. وقال الذهبي في "الميزان": أحد المتروكين.

2434 - "عليكم بالدُّلْجَة، فإنّ الأرض تُطوى بالليل" سكت عليه الحافظ (¬1). ورد من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عبد الله بن مغفل ومن حديث معدان ومن حديث ابن عمر. فأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعا "إذا سرتم في أرض خصبة فأعطوا الدواب حقها -أو حظها- وإذا سرتم في أرض جدبة فانجو عليهم، وعليكم بالدلجة فإنّ الأرض تطوى بالليل، وإذا عرّستم فلا تعرسوا على قارعة الطريق، فإنها مأوى كل دابة" أخرجه أبو داود (2571) والبزار (كشف 1694) واللفظ له والحاكم (2/ 114) والبيهقي (5/ 256) من طرق عن خالد بن يزيد ثنا أبو جعفر الرازي به. وخالد بن يزيد هو الأزدي العتكي، ووقع في رواية الحاكم "العمري" وهو وهم لأنّ أبا داود لم يخرج للعمري شيئًا، ولم يذكره الحافظ في "التهذيب"، وإنما ذكره في "اللسان" ولم يُذكر أبو جعفر الرازي في شيوخه وإنما ذكر في شيوخ العتكي. والعتكي قال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبو جعفر الرازي مختلف فيه. الثاني: يرويه الليث بن سعد عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه رويم بن يزيد المقرئ اللؤلؤي عن اليث عن عقيل عن الزهري عن أنس مرفوعا "إذا أخصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم، فأعطوه حقه من الكلأ، وإذا أجدبت الأرض فامضوا عليها بِنِقْيِهَا، وعليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل" أخرجه البزار (كشف 1696) وأبو يعلى (3618) وفي "المعجم" (159) وابن خزيمة (4/ 147) والطحاوي في "المشكل" (113) وابن الأعرابي (ق 29 / أ) والحاكم (1/ 445) وابن بشران (631) والبيهقي (5/ 256) والخطيب في "التاريخ" (8/ 429) وقال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن الليث هكذا إلا رويم وكان ثقة" ¬

_ (¬1) 8/ 218 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج)

قلت: ورواه قبيصة بن عقبة الكوفي عن الليث بلفظ "عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل" أخرجه ابن خزيمة (2555) عن محمد بن أسلم الطوسي ثنا قبيصة به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 254) والحاكم (1/ 445) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 250) من طرق عن محمد بن أسلم به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 159) من طريق قَطَن بن إبراهيم النيسابوري ثنا قبيصة به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" - ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الليث عن عقيل عن الزهري مرسلًا. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 254) وتابعه عبد الله بن صالح المصري عن الليث به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (114) قال أحمد بن سلمة النيسابوري: ذاكرت بهذا الحديث مسلم بن الحجاج فقال: أخرج إليّ عبد الملك بن شعيب بن الليث كتاب جده فرأيت في كتاب الليث على ما رواه قتيبة" علل الحديث 2/ 254 وقال الدارقطني: والمحفوظ عن ليث عن عقيل عن الزهري مرسل" تاريخ بغداد 8/ 430 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (115) عن أبي أمية الطرسوسي ثنا خالد بن مخلد ثنا مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها، وعليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل" وأخرجه ابن عدي (3/ 905) عن عيسى بن أحمد الصوفي ثنا أبو أمية به. وأخرجه من طريق أبي أيوب بن إسحاق بن سافري عن خالد بن مخلد بلفظ "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير" وقال بعد أن ساق هذا الحديث وغيره في ترجمة خالد بن مخلد القَطَواني: وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن مالك وعن غيره لعله توهما منه أنه كما يرويه أو حمل على حفظه"

قلت: رواه جماعة عن سهيل فلم يذكروا قوله "عليكم بالدلجة" منهم: 1 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه مسلم (1926) والنسائي في "الكبرى" (8814) وابن خزيمة (2557) وابن حبان (2705) والبيهقي (5/ 256) والبغوي في "شرح السنة" (2684) 2 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. أخرجه أحمد (2/ 378) ومسلم (1926) والترمذي (2858) ابن خزيمة (2550 و 2556) 3 - حماد بن سلمة. أخرجه أحمد (2/ 337) وأبو داود (2569) والطحاوي في "المشكل" (116) 4 - خالد بن عبد الله الطحان. أخرجه ابن حبان (2703) وابن عبد البر (24/ 158 - 159) 5 - إبراهيم بن طهمان الخراساني. أخرجه البيهقي (5/ 256) وأما حديث ابن عباس فيرويه محمد بن أبي نعيم الواسطي واختلف عنه: - فرواه محمد بن موسى القطان الواسطي عنه ثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا "إذا كانت مخصبة فاقصروا في السفر وأعطوا الركاب فإنّ الله رفيق يحبّ الرفق، وإذا كانت الأرض مجدبة فانجوا عليها، وعليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل، وإياكم وقارعة الطريق فإنها مأوى الحيات ومُراح السباع" أخرجه البزار (كشف 1965) عن محمد بن موسى به. وتابعه علي بن إبراهيم بن عبد المجيد الواسطي ثنا محمد بن أبي نعيم به. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (352) قال البزار: لا نعلم أحدا حدث به عن سعيد إلا محمد بن أبي نعيم" - ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن محمد بن أبي نعيم ثنا هشيم ثني المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس قوله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10811)

وقال: المديني هو عندي فُليح بن سليمان" قلت: وابن أبي نعيم مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وأما حديث جابر فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا تغولت الغيلان" وأما حديث عبد الله بن مغفل فأخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (48) عن موسى بن زكريا بن يحيى التستري ثنا يحيى بن السكن أبو عبيد الله البزار ثنا الأسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن يونس وحميد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا "إذا ركبتم هذه البهائم العُجم فأنزلوها منازلها، فإذا كانت سنة جدب فانجوا عليها نِقيها، وعليكم بالدلجة، فإنّ الأرض تطوى بالليل" وموسى بن زكريا قال الدارقطني: متروك (سؤالات الحاكم ص 156) وأما حديث معدان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 365) وعنه أبو نعيم في "الصحابة" (6349) قال: ثنا عبد الله بن محمد بن شعيب الرحابي ثنا محمد بن معمر البحراني ثنا رَوح بن عبادة ثنا ابن جُريج عن زياد عن خالد بن معدان عن أبيه مرفوعا "إن الله عز وجل رفيق يحبّ الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين علي العنف، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فنزلوها منازلها، فإن أجدبت الأرض فانجوا عليها فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإياكم والتعريس بالطريق فإنّه طريق الدواب ومأوى الحيات" وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 227) من طريق أبي بكر بن ريذه وأبى نعيم كلاهما عن الطبراني به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 213 قلت: فيه عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسًا، وزياد هو ابن سعد الخراساني. وتابعه أبان بن صالح القرشي عن خالد بن معدان عن أبيه به. أخرجه أبو علي بن السكن "الإصابة" (9/ 252) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 129) من طريق ابن عجلان عن أبان بن صالح به. وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة. وأما حديث ابن عمر فقد تقدم الكلام عليه مع حديث جابر.

2435 - حديث أبي الدرداء مرفوعا "عليكم بالسراري فإنّهنّ مباركات الأرحام" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وإسناده واه" (¬1) ضعيف جدا وله عن أبي الدرداء طريقان: الأول: يرويه عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن مالك بن يَخَامِر عن أبي الدرداء به مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8349) والحاكم والبيهقي كما في (إتحاف الخيرة 4208) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 259) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي ثنا محمد بن عبد الله بن علاثة ثنا عثمان بن عطاء به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن الحصين" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو حاتم: عثمان بن عطاء لا يحتج به، وقال علي بن الجنيد: متروك. وأما محمد بن علاثة قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه. وأما عمرو بن الحصين فقال ابن حبان: ليس بشيء" وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك" المجمع 4/ 259 وقال الحافظ: أخرجه الحاكم وإسناده واه جدًا" المطالب العالية 2/ 221 الثاني: يرويه حفص بن عمر ثنا ثور عن مكحول عن أبي الدرداء مرفوعا "اتخذوا السراري فإنهنّ مباركات الأرحام وإنهنّ أنجب أولادا" أخرجه العقيلي (1/ 275) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 259 - 260) وقال العقيلي: هذا باطل لا يتابع عليه وحفص بن عمر هذا يحدث عن شعبة ومِسْعر ومالك بن مِغْول والأئمة بالبواطيل، وأما السراري فلا يصح فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال النسائي: حفص بن عمر الأبلي ليس بثقة، وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، وقال الدارقطني: متروك" ¬

_ (¬1) 11/ 27 (كتاب النكاح- باب اتخاذ السراري)

وله شاهد مرسل أخرجه ابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "اللآلي" (2/ 163) و"المطالب" (1741) ثنا بشر بن السري ثنا الزبير بن سعيد الهاشمي ثني ابن عم لي من بني هاشم مرفوعا "عليكم بالسراري فإنهنّ مباركات الأرحام" قال الحافظ: هذا مرسل لا بأس بإسناده" المطالب 2/ 221 قلت: بل ضعيف، قال ابن معين في أكثر الروايات عنه وابن المديني والنسائي وزكريا الساجي وغيرهم: الزبير بن سعيد الهاشمي ضعيف، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. والذي أرسله لم يُسم أيضًا. ورواه كثير بن عبيد الحمصي عن بقية عن ابن مبارك عن الزبير بن سعيد الهاشمي عن أشياخه مرفوعا "عليكم بأمهات الأولاد فإنهن مباركات الأرحام" أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 450) وإسناده ضعيف أيضًا. 2436 - حديث ابن مسعود "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه والحاكم مرفوعا، وأخرجه ابن أبي شيبة والحاكم موقوفًا، ورجاله رجال الصحيح" (¬1) موقوف صحيح وله عن ابن مسعود طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عوف بن مالك، وعن أبي إسحاق غير واحد، منهم: 1 - سفيان الثوري. واختلف عنه: - فراه زيد بن الحباب العُكْلي عنه عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه ابن ماجه (3452) وابن عدي (3/ 1065) والحاكم (4/ 200 و 403) وأبو ¬

_ (¬1) 12/ 78 (كتاب الطب- باب دواء المبطون)

نعيم في "الحلية" (7/ 133) والبيهقي (9/ 344) وفي "الشعب" (2345) والخطيب في "التاريخ" (11/ 385) من طرق عن زيد بن الحباب به. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به عنه زيد بن الحباب" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: رفعه غير معروف، والصحيح موقوف" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 55 - ورواه وكيع عن سفيان واختلف عنه: • فرواه ابن أبي شيبة عنه موقوفًا. أخرجه الحاكم (4/ 200) • ورواه سفيان بن وكيع عنه مرفوعا بلفظ "عليكم بالشفاء: العسل، شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور" أخرجه ابن عدي (3/ 1253) وقال: وهذا يعرف عن الثوري مرفوعا من رواية زيد بن الحباب عن سفيان، وأما من حديث وكيع مرفوعا لم يروه عنه غير ابنه سفيان والحديث في الأصل عن الثوري بهذا الإسناد موقوف" - ورواه يحيى القطان عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 323) وتابعه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن سفيان به. قاله الدارقطني في "العلل" (5/ 322) 2 - شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه الخطيب (11/ 385) من طريق أبي الحسين علي بن الحسن بن جعفر بن العطار عن أبي جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الخثعمي ثنا أبو غريب عن شعبة به. وعلي بن الحسن قال الخطيب: كان ضعيفًا، وقال محمد بن عمر الداودي: كان كذابا يدعي ما لم يسمع، يضع الحديث.

3 - إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفًا. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (10418) وتابعه. 4 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن أبي إسحاق به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9076) قال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوف" وقال الدارقطني: وهو الصحيح" العلل 5/ 323 الثاني: يرويه الأعمش واختلف عنه: - فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير وعبد الله بن نُمير عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود قال: قال عبد الله: عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 87) - ورواه سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود. أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 323) - ورواه محمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه الحسن بن علي بن عفان العامري عن محمد بن عبيد عن الأعمش عن خيثمة والأسود عن ابن مسعود. أخرجه الحاكم (4/ 200) • ورواه أحمد بن الفرات الرازي في "جزئه" (ص 50) عن محمد بن عبيد عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود عن ابن مسعود. - ورواه النضر بن إسماعيل الكوفي عن الأعمش عن خيثمة عن ابن مسعود. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 23 - 24 و 233) وتابعه علي بن مُسْهر الكوفي عن الأعمش به. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 72)

2437 - "عليكم برخصة الله" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬1) أخرجه مسلم (2/ 786) عن جابر بن عبد الله. 2438 - "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح ورد من حديث العِرْباض بن سارية ومن حديث صحابي لم يسم. فأما حديث العرباض بن سارية فله عنه طرق: الأول: يرويه خالد بن مَعْدان الحمصي قال: ثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحُجْر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال عرباض: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأنّ هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعَضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنّ كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" أخرجه أحمد (4/ 126 - 127) عن الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد ثنا خالد بن معدان به. وأخرجه أبو داود (4607) عن أحمد به. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2311) من طريق محمد بن بكر بن داسة ثنا أبو داود به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (ص 47) وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (3) ¬

_ (¬1) 2/ 258 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة وليأتها بالسكينة والوقار) (¬2) 12/ 459 (كتاب اللباس- باب قص الشارب) و17/ 54 (كتاب الإعتصام- باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل مما لم ينزل عليه الوحي)

والهروي في "ذم الكلام" (ق 60 - 61) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 21 - 22) والمزي (5/ 472 - 473) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 136 - 137) من طرق عن أحمد به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (32 و 57 و 1040) وابن نصر في "السنة" (70) والطبري في "تفسيره" (10/ 213) وابن أبي حاتم في "التفسير" (10201) وابن حبان (5) وفي "الثقات" (1/ 4) وفي "المجروحين" (1/ 9 - 10) والآجري في "الشريعة" (ص 46) وفي "الأربعين" (ص 33 - 34) والطبراني في "مسند الشاميين" (438) وابن بطة في "الإبانة" (142) والحاكم (1/ 97) وتمام (355) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 114 - 115) وفي "المستخرج" (3) وابن بشران (56) وأبو عمرو الداني في "الرسالة الوافية" (ص 148 - 149) وفي "الفتن" (123) والبيهقي في "المدخل" (50) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد وذم الاختلاف" (25) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 278 - 279) وأبو بكر المراغي في "مشيخته" (ص 281 - 283) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 136 - 137) من طرق (¬1) عن الوليد بن مسلم به. قال الحاكم: حجر بن حجر الكلاعي ثقة ثبت من أئمة أهل الشام" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح رجاله ثقات، قد جود الوليد بن مسلم إسناده فصرح بالتحديث في جميعه" وقال ابن القطان الفاسي: ليس بصحيح، وحجر بن حجر هذا لا يعرف، ولا أعلم أحدا ذكره، وعبد الرحمن بن عمرو السلمي مجهول الحال والحديث من أجله لا يصح" الوهم والإيهام 4/ 88 - 89 قلت: حجر بن حجر ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة" في تابعي أهل الشام، لكن لم يرو عنه إلا خالد بن معدان كما في "الميزان". وعبد الرحمن بن عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضًا. ولم ينفردا به كما سيأتي، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) ورواه دحيم عن الوليد فلم يذكر حجر بن حجر. أخرجه الحربي في "الغريب" (3/ 1174) عن دحيم به. ورواه جعفر الفريابي عن دحيم فذكره. أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" (3)

ولم ينفرد الوليد بن مسلم (¬1) به بل تابعه غير واحد عن ثور بن يزيد به، إلا أنهم لم يذكروا حجر بن حجر في إسناده، منهم: 1 - أبو عاصم الضحاك بن مخلد. أخرجه أحمد (4/ 126) والدارمي (96) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 344) عن أبي عاصم به. ومن طريق الدارمي أخرجه أبو بكر المراغي (ص 243 - 284) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 137) وأخرجه الترمذي (5/ 45) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 81) وفي "المشكل" (1186) والآجري في "الشريعة" (ص 47) والطبراني في"الكبير" (18/ 245 - 246) وفي "مسند الشاميين" (437) والحاكم (1/ 95 - 96) وفي "المدخل إلى الصحيح" (ص 79 - 80) واللالكائي في "السنة" (80 و 81) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 220 - 221) وفي "الصحابة" (5554) والبيهقي (10/ 114) وفي "الإعتقاد" (ص 229 - 230) وفي "الشعب" (7110) وابن عبد البر في "العلم" (2305) وأبو العلاء الهمذاني (24) والهروي (ق 60 - 61) والبغوي في "شرح السنة" (102) وفي "الشمائل" (1232) والجورقاني في "الأباطيل" (288) والمزي (17/ 305 - 306) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 137) من طرق (¬2) عن أبي عاصم به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ليس له علة". وقال البغوي: هذا حديث حسن" وقال أبو الحسن محمد بن أيوب الصموت: سمعت البزار يقول: هذا حديث ثابت صحيح" وقال ابن عبد البر: هو كما قال البزار حديث ثابت" وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح ثابت مشهور" 2 - عبد الملك بن الصّباح المِسْمَعي. أخرجه ابن ماجه (44) واللالكائي (81) والهروي (ق 60 - 61) ¬

_ (¬1) تابعه محمد بن عيسى بن القاسم بن سُميع الدمشقي ثنا ثور عن خالد بن معدان ثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحُجر بن حُجر به. أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 990 - 991) (¬2) رواه محمد بن المثنى عن أبي عاصم فقال فيه: عن عبد الرحمن بن عمرو وحجر بن حجر. أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 212)

3 - عيسى بن يونس. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (31 و 54 و 1039) وابن نصر في "السنة" (69) وأبو نعيم في "الضعفاء" (ص 46) وفي "المستخرج" (1) والهروي (ق 60 - 61) وأبو بكر المراغي (ص 283) 4 - الفضل بن موسى السِّيناني. أخرجه الهروي (ق 60 - 61) 5 - خارجة بن مصعب الخراساني. أخرجه الهروي (ق 60 - 61) قال أبو نعيم: هذا حديث جيد صحيح من حديث الشاميين" ولم ينفرد ثور بن يزيد به بل تابعه: بَحير بن سعد الحمصي عن خالد بن معدان به (¬1). أخرجه الترمذي (2676) وابن أبي عاصم (27 و 1037) وابن نصر (72) والطبراني في "الكبير" (18/ 246 - 247) وفي "مسند الشاميين" (1180) واللالكائي (2297) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 541) والهروي (ق 60 - 61) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (342) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 120 - 121) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة" (25) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 20) وأبو بكر المراغي (ص 284) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 138) من طرق عن بقية (¬2) بن الوليد ثني بحير بن سعد به. وأخرجه اللالكائي (2296) والهروي (ق 60 - 61) من طريقين (¬3) عن إسماعيل بن عياش ثنا بحير بن سعد به. قاله الترمذي: حديث حسن صحيح". ¬

_ (¬1) وتابعه حفص بن عمر الأنصاري عن خالد بن معدان به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 365 - 366) (¬2) خالفه أبو مطيع معاوية بن يحيى الدمشقي فرواه عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن العرباض. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7109) والأول أصح. (¬3) رواه الحسن بن عرفة وسعيد بن منصور عن إسماعيل هكذا، ورواه علي بن معبد بن شداد العبدي عن إسماعيل فلم يذكر عبد الرحمن بن عمرو. أخرجه الداني في "الفتن" (124)

وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن محفوظ من حديث العرباض" - ورواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن خالد بن معدان واختلف عنه: • فقال الليث بن سعد: عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض -وكان رجلًا من بني سليم من أهل الصفة- قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما، فقام فوعظ الناس، ورغّبهم، وحذّرهم، وقال ما شاء الله أنْ يقول، ثم قال "اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأطيعوا من ولّاه الله أمركم، ولا تنازعوا الأمر أهله، ولو كان عبدا أسود، وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين، وعضّوا على نواجذكم بالحق" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1185) عن عبد الله بن صالح المصري والحاكم (1/ 96) عن عبد الله بن يوسف التنيسي كلاهما عن الليث به. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرطهما ولا أعرف له علة" قلت: لم يخرج الشيخان لعبد الرحمن بن عمرو السلمي شيئًا. • ورواه عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن يزيد بن الهاد واختلف عنه: فقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا ابن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن العرباض. أخرجه ابن أبي عاصم (1045) عن يعقوب بن حميد به. وقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: ثنا ابن أبي حازم ثنا يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن عمه عن العرباض. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 247 - 248) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ثني أبي به. ومصعب بن إبراهيم قال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 117 - 118) • وقال يحيى بن أبي كثير: عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن أبي بلال عن العرباض.

أخرجه أحمد (4/ 127) عن إسماعيل بن عُلية عن هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير به. • وقال إبراهيم بن صرمة الأنصاري: عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن العرباض. أخرجه الداني في "الفتن" (126) وإبراهيم بن صرمة قال ابن معين: كذاب خبيث. والأول أصح. ولم ينفرد خالد بن معدان به بل تابعه: 1 - ضَمْرة بن حبيب الحمصي. أخرجه أحمد (4/ 126) وابن ماجه (43) وابن أبي عاصم (33 و 48 و 56 و 58 و 1044) والآجري في "الشريعة" (ص 47) والطبراني في "الكبير" (18/ 247) وفي "مسند الشاميين" (2017) والحاكم (1/ 96) وفي "المدخل" (ص 80 - 81) واللالكائي (79) وأبو نعيم في "الصحابة" (5555) وفي "المستخرج" (2) والبيهقي في "المدخل" (51) وابن عبد البر في "الجامع" (2303 و 2304) والهروي (ق 61 / ب) والخطيب في "الفقيه" (1/ 176) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 138) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن ضمرة بن حبيب عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة وإنْ عبدا حبشيا، عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما انقيد انقاد" قال أبو نعيم: هذا حديث جيد من صحيح حديث الشاميين ... " وقال ابن رجب: وقد أنكر طائفة من الحفاظ هذه الزيادة في آخر الحديث "فإنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما قيد انقاد" وقالوا: هي مدرجة فيه، وليست منه، قاله أحمد بن صالح المصري وغيره" جامع العلوم 2/ 110 قلت: معاوية وضمرة ثقتان. 2 - يحيى بن جابر الحمصي. أخرجه ابن أبي عاصم (30 و 1042) عن محمد بن عوف الحمصي ثنا أبو اليمان عن

إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض. وأخرجه ابن وضاح في "البدع" (ص 23 - 24) والطبراني في "الكبير" (18/ 247) من طرق عن بقية بن الوليد عن سليمان بن سليم به. وسليمان ويحيى ثقتان. الثاني: يرويه عبد الله بن العلاء بن زَبْر قال: ثني يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض يقول: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقيل: يا رسول الله، وعظتنا موعظة مودع، فاعهد إلينا بعهد، فقال "عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإنْ عبدا حبشيا، وسترون من بعدي اختلافا شديدا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والأمور المحدثات، فإنّ كل بدعة ضلالة" أخرجه ابن ماجه (42) وابن أبي عاصم (26 و55 و 1038) وابن نصر (71) وابن أبي حاتم (10201) والطبراني في "الكبير" (18/ 248) وفي "الأوسط" (66) وفي "مسند الشاميين" (786) والحاكم (1/ 97) وتمام (225 و 355) وأبو نعيم في "المستخرج" (4) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 161) والمزي (31/ 539) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 138 - 139) من طرق عن عبد الله بن العلاء به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي المطاع إلا عبد الله بن العلاء بن زبر" وقال ابن القطان الفاسي: لا يصح فإنّ يحيى بن أبي المطاع لا يعرف بغيره" الوهم والإيهام 4/ 89 وقال ابن رجب: وهذا في الظاهر إسناد جيد متصل، ورواته ثقات مشهورون، وقد صرّح فيه بالسماع، وقد ذكر البخاري في "تاريخه" أن يحيى بن أبي المطاع سمع من العرباض اعتمادا على هذه الرواية، إلا أنّ حفاظ أهل الشام أنكروا ذلك، وقالوا: يحيى بن أبي المطاع لم يسمع من العرباض، ولم يلقه، وهذه الرواية غلط، وممن ذكر ذلك أبو زرعة الدمشقي، وحكاه عن دحيم، وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم" جامع العلوم 2/ 110 - 111 الثالث: يرويه أرطاة بن المنذر الحمصي عن مهاصر بن حبيب عن العرباض قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها

القلوب، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، إنّ هذه موعظة مودع، فقال "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإنْ كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فإياكم ومحدثات الأمور، فإنها بدعة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ" أخرجه ابن أبي عاصم (28 و 29 و 59 و 1043) والطبراني في "الكبير" (18/ 248 - 249) وفي "مسند الشاميين" (697) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والطبراني في "مسند الشاميين" (697) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن أرطاة بن المنذر به. وإسماعيل وأرطاة ثقتان، ومهاصر قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". لكن لم يذكر سماعا من العرباض فلا أدري أسمع منه أم لا. الرابع: يرويه خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن العرباض أنّه حدثهم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعظهم يوما بعد صلاة الغداة: فذكره. أخرجه أحمد (4/ 127) عن حيوة بن شريح الحمصي ثنا بقية ثني بَحير بن سعد عن خالد بن معدان به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 249) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثنا حيوة به. وابن أبي بلال واسمه عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى خالد بن معدان. وقال الحافظ في "بذل الماعون" (ص 197): ثقة، وقال في "التقريب": مقبول. وشيخ الطبراني تكلم فيه أبو أحمد الحاكم وغيره، والباقون كلهم ثقات. الخامس: يرويه خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن العرباض قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل من المسلمين: كأنّ هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال "إني قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي منكم إلا هالك، وأنّه من يعش منكم

يرى اختلافا كثيرا، فإياكم والبدع، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 257) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي ثنا عيسى بن يونس عن أبي حمزة الحمصي عن شعوذ الأزدي عن خالد بن معدان به. وأخرجه ابن أبي عاصم (34 و 49 و 1041) عن هاشم بن القاسم بن إسماعيل بن شيبة الحرّاني ثنا عيسى بن يونس عن أبي حمزة الحمصي به. ورواه أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحرّاني عن هاشم بن القاسم فقال فيه: عن أبي عمرو الحمصي (¬1). أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 423) وقال: أبو عمرو الحمصي هو معاوية بن صالح" قلت: وأبو حمزة الحمصي هو عيسى بن سليم العنسي الرَّسْتَنِي قال أبو حاتم: ثقة. وشعوذ هو ابن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وهاشم بن القاسم صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 56) عن عفان بن مسلم البصري ثنا أبو الأشهب ثني سعيد بن خُثيم عن رجل من أهل الشام أنّ رجلًا من أصحابه حدّثه قال: خطبنا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة مَضَّت منها الجلود، وذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قال: فقلنا: يا نبي الله كأنّ هذا منك وداع فلو عهدت إلينا، قال "اتقوا الله، والزموا سنتي وسنة الخلفاء من بعدي الهادية المهدية فعضوا عليها بالنواجذ، وإن استعملوا عليكم حبشيا مُجَدَّعا فاسمعوا له وأطيعوا، فإنّ كل بدعة ضلالة" ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "العلم" (2310) ووقع عنده: أن رجلًا من الصحابة حدثه. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 470) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا جعفر بن حيان -هو أبو الأشهب- عن سعيد بن خثيم به. ¬

_ (¬1) ورواه يعقوب بن كعب الحلبي عن عيسى بن يونس فقال: عن أبي بكرة الحمصي. أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" (5)

ووقع عنده: عن رجل له صحبة. قال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة التابعي" مختصر الإتحاف 1/ 136 - ورواه عوف بن أبي جملة الأعرابي واختلف عنه: • فقال سعيد بن عامر الضُّبَعِي: عن عوف عن رجل سماه أحسبه قال: سعيد بن خثيم عن رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين وقعوا إلى الشام قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة مضت منها الجلود، وذكر الحديث. أخرجه الحارث (55) عن سعيد بن عامر به. • وقال عكرمة بن عمار اليمامي: ثنا عوف عن عبد الرحمن قال: دخلت مسجد دمشق أو حمص فإذا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدثهم، فقال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون، وذكر الحديث. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1187) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطَرَسوسي ثنا عمر بن يونس اليمامي ثنا عكرمة بن عمار به. وقال: عبد الرحمن هو ابن عمرو السلمي" 2439 - "عليكم بقيام الليل" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد" (3) وأبو بكر المروزي في "حديث ابن معين" (169) وابن خزيمة (1135) والحاكم (1/ 308) والطبراني في "الكبير" (7466) و "الأوسط" (3277) و"مسند الشاميين" (1931) وابن عدي (4/ 1524) والبيهقي (2/ 502) ومحمد بن سنجر في "مسنده" (النكت الظراف 4/ 173) والشجري في "أماليه" (1/ 204 و 216) والبغوي في "شرح السنة" (922) وفي "التفسير" (5/ 225) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 389) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد (¬2) عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة مرفوعا "عليكم بقيام الليل فإنّه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي أمامة إلا أبو إدريس، ولا عن أبي إدريس إلا ربيعة، تفرد به معاوية بن صالح" ¬

_ (¬1) 2/ 258 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة وليأتها بالسكينة والوقار) (¬2) وقع في رواية الحاكم "عن ثور بن يزيد" وأخرجه البيهقي عن الحاكم فقال "عن ربيعة بن يزيد"

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال أبو حاتم: حديث منكر، لم يروه غير معاوية، وأظنه من حديث محمد بن سعد الشامي الأزدي فإنه يروي هذا هو بإسناد آخر" العلل 1/ 125 وقال البغوي: هذا حديث حسن" وقال الذهبي: هذا حديث حسن الإسناد" وقال العراقي: سنده حسن" إتحاف السادة المتقين 5/ 186 قلت: قول الحاكم: على شرط البخاري، وهم فإنّ معاوية بن صالح وهو الحضرمي الحمصي لم يخرج له البخاري شيئًا وإنما هو من رجال مسلم، وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث وهو مختلف فيه، وربيعة وأبو إدريس ثقتان. وقد خولف فيه معاوية بن صالح فقد رواه أبو عبد الله محمد القرشي الشامي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن بلال بن رباح به مرفوعا، فجعله عن بلال. أخرجه الترمذي (3549) وابن أبي الدنيا في "التهجد" (1 و 2) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 41) والروياني (745) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 148) والهيثم بن كليب (978) وابن شاهين في "الترغيب" (557) والبيهقي (2/ 502) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا بكر بن خُنَيس عن محمد القرشي به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه من قبل إسناده، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد القرشي هو محمد بن سعيد الشامي وهو ابن أبي قيس وهو محمد بن حسان وقد ترك حديثه، وقد روى هذا الحديث معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال" قلت: محمد الشامي هو المصلوب قال النسائي وابن نمير وأبو مسهر: كذاب. وتابعه أبو عبد الله خالد بن أبي خالد عن يزيد بن ربيعة (كذا قال) عن أبي إدريس عن بلال. أخرجه البيهقي (2/ 502) وفي "الشعب" (2823) وخالد بن أبي خالد لم أقف له على ترجمة. وللحديث عن بلال طريق أخرى: فقال ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 100/ ب): ثنا

إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد ثنا مختار بن غسان ثنا محمد بن إسماعيل الزبيدي عن منصور عن محمد بن سعيد عن بلال به. وإبراهيم بن إسماعيل ومحمد بن سعيد لم أر من ترجمهما، ومختار بن غسان ترجمه ابن أبي حاتم والمزي وغيرهما ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن إسماعيل صدوق، ومنصور بن المعتمر ثقة مشهور. وللحديث شاهد عن سلمان الفارسي أخرجه ابن عدي (4/ 1597) والبيهقي في "الشعب" (2824) عن الوليد بن مسلم الدمشقي والطبراني في "الكبير" (6154) عن صفوان بن صالح الدمشقي كلاهما عن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العَنْسي عن الأعمش عن أبي العلاء الغزي عن سلمان مرفوعا به وزاد "ومطردة للداء عن الجسد" وإسناده ضعيف، أبو العلاء الغزي قال الذهبي في "الميزان" (2/ 568): لا أعرفه. وعبد الرحمن بن سليمان مختلف فيه. 2440 - حديث أبي قتادة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيش الأمراء وقال: "عليكم زيد بن حارثة، فإنْ أصيب زيد فجعفر" فذكر الحديث وفيه: فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما كنت أرهب أنْ تستعمل عليّ زيدا، قال "امض فإنك لا تدري أيّ ذلك خير" قال الحافظ: رواه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان. وقال: في حديث أبي قتادة: ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء وهو أمير نفسه، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم إنّه سيف من سيوفك فأنت تنصره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنْ قتل زيد فأميركم جعفر" 2441 - "عليكم هديا قاصدا، فإنّه من يشادّ هذا الدين يغلبه" قال الحافظ: رواه أحمد وإسناده حسن" (¬2) ¬

_ (¬1) 9/ 53 و 54 (كتاب المغازي- باب غزوة مؤتة) (¬2) 1/ 102 (كتاب الإيمان- باب الدين يسر)

أخرجه الطيالسي (ص 109) ووكيع في "الزهد" (235) عن عُيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشن عن أبيه عن بريدة الأسلمي قال: خرجت يوما أمشي فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فظننته يريد حاجة فعارضته حتى رآني، فأرسل إليّ فأتيته، فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعًا فإذا رجل بين أيدينا يصلي يكثر الركوع والسجود، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تراه مرائيا؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، فأرسل يدي فقال: فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 143) عن الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (95) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (163) من طريق عبد الله بن محمد القباب أنا ابن أبي عاصم به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3600) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (4/ 422 و 5/ 361) عن وكيع به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3599) والخطيب في "التاريخ" (8/ 91) والهروي في "ذم الكلام" (ق 46) من طريق الحسين بن محمد بن أبي معشر نجيح المدني ثنا وكيع به. وأخرجه أحمد (4/ 422) عن محمد بن بكر البُرْسَاني وأحمد بن حنبل (5/ 350) وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 144) والحسين المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (1113) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 145) وابن خزيمة (1179) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 161 - 162) والحاكم (1/ 312) عن إسماعيل بن عُلية وابن أبي عاصم في "السنة" (96) والروياني (48) عن محمد بن أبي عدي البصري والطحاوي في "المشكل" (1235) عن رَوح بن عبادة البصري وابن الأعرابي (ق 3/ أ) والقضاعي (398)

عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والبيهقي (3/ 18) عن أشهل بن حاتم البصري وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 143) وابن أبي عاصم في "السنة" (95) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (163) عن يزيد بن هارون (¬1) كلهم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن بريدة. ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري عن عيينة عن أبيه عن أبي برزة. أخرجه ابن أبي عاصم (97) والأول أصح. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: حديث صحيح" مختصر إتحاف السادة 1/ 80 قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع عبد الرحمن بن جوشن من بريدة أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، والله أعلم. 2442 - حديث معاذ بن جبل أنه شهد إملاك رجل من الأنصار، فخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنكح الأنصاري وقال "على الإلفة والخير والبركة والطير الميمون والسعة في الرزق" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الكبير" بسند ضعيف، وأخرجه في "الأوسط" بسند أضعف منه، وأخرجه أبو عمرو التوقاني في "كتاب معاشرة الأهلين" من حديث أنس، وزاد فيه "والرفاء والبنين" وفي سنده أبان العبدي وهو ضعيف" (¬2) حديث معاذ تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنما نهيتكم عن نهب العساكر" وحديث أنس لم أقف عليه من هذا الطريق، وله طريق أخرى تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة مع حديث معاذ. ¬

_ (¬1) ورواه أحمد (4/ 422) عن يزيد بن هارون عن عيينة عن أبيه عن أبي برزة الأسلمي. وقال: وقال يزيد ببغداد: بريدة الأسلمي، وقد كان قال: عن أبي برزة ثم رجع إلى بريدة" (¬2) 11/ 128 - 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج)

2443 - عن عائشة أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية -يوم تبدل الأرض غير الأرض -أين يكون الناس حينئذ؟ قال "على الصراط" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2791)، وفي رواية الترمذي (3241) "على جسر جهنم" ولأحمد من طريق ابن عباس عن عائشة " على متن جهنم"، وأخرج مسلم (315) أيضًا من حديث ثوبان مرفوعا "يكون في الظلمة دون الجسر" (¬1) 2444 - أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع مؤذنا، فلما كبّر قال "على الفطرة" فلما تشهد قال "خرج من النار" قال الحافظ: أخرجه مسلم (382) وغيره" (¬2) 2445 - "على المسلم ست خصال" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه أحمد (2/ 321) عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ "حق المؤمن على المؤمن ست خصال: أنْ يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإنْ دعاه أنْ يجيبه، وإذا مرض أنْ يعوده، وإذا مات أنْ يشهده، وإذا غاب أنْ ينصح له" وأخرجه مسلم (4/ 1705) بلفظ "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته، وإذا مرض فَعُده، وإذا مات فاتبعه" 2446 - "على اليد ما أخذت حتى تؤديه" قال الحافظ: روى الأربعة وصححه الحاكم من حديث الحسن عن سَمُرة رفعه: فذكره، وسماع الحسن من سمرة مختلف فيه" (¬4) أخرجه أحمد (5/ 8 و 12 و 13) والدارمي (2599) وأبو داود (3561) وابن ماجه (2400) والترمذي (1266) والباغندي في "جزئه" (22) والنسائي في "الكبرى" (5783) وابن الجارود (1024) والروياني (784 و 808) والمحاملي في "أماليه" (284) والطبراني في "الكبير" (6862) والحاكم (2/ 47) وابن بشران (1262) والبيهقي (6/ 90) وفي "معرفة السنن" (8/ 300) وفي "الصغرى" (2121) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 43) ومحمد بن ¬

_ (¬1) 14/ 165 (كتاب الرقاق- باب يقبض الله الأرض يوم القيامة) (¬2) 2/ 233 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب ما يقول إذا سمع المنادي) (¬3) 4/ 50 (كتاب الزكاة- باب على كل مسلم صدقة) (¬4) 6/ 169 (كتاب الهبة- باب من استعار من الناس الفرس)

عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (442) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 440 - 441) من طرق عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة به مرفوعا. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط البخاري" قلت: لم يذكر الحسن سماعا من سمرة فلا أدري أسمع منه هذا الحديث أم لا فإنهم قد اختلفوا في سماع الحسن من سمرة لغير حديث العقيقة اختلافا كثيرا. 2447 - حديث مِخْنَف بن سليم رفعه "على أهل كل بيت أضحية" قال الحافظ: أخرجه أحمد والأربعة بسند قوي" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 253) وأحمد (4/ 215 و5/ 76) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 52) وأبو داود (2788) وابن ماجه (3125) والترمذي (1518) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2318) والنسائي (7/ 148) وفي "الكبرى" (4550) والطحاوي في "المشكل" (1058 و 1059) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 91) والطبراني في "الكبير" (20/ 310 و311) وأبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 279 - 280 و 281 و 282) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 73) وفي "الصحابة" (6288) والبيهقي (9/ 260 و 312 - 313) وفي "معرفة السنن" (14/ 17) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1128) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 128) من طرق عن عبد الله بن عون البصري عن عامر أبى رملة الكندي عن مخنف بن سليم الغامدي قال: ونحن وقوف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفات قال "يا أيها الناس إنّ على كل أهل بيت في كل عام أضحية (¬2) وعَتِيرة، أتدرون ما العتيرة؟ (¬3) هذه التي يقول عنها الناس الرجبية" اللفظ لأبي داود. وأخرجه أبو القاسم البغوي كما في "الإصابة" (9/ 151) من طريق سليمان التيمي عن رجل عن أبي رملة عن مخنف بن سليم أو سليم بن مخنف (¬4). ¬

_ (¬1) 12/ 99 (كتاب الأضاحي- باب سنة الأضحية) (¬2) زاد أبو محمد البغوي "واجبة" (¬3) زاد أحمد وغيره "قال ابن عون: فلا أدري ما ردّوا، قال" (¬4) قلت: رواه ابن قانع (3/ 91) من طريق سرور بن المغيرة بن زاذان السلمي عن سليمان التيمي فلم يذكر: عن رجل.

وقال: الرجل الذي لم يسم هو عندي عبد الله بن عون" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ابن عون" وقال أبو محمد البغوي: هذا حديث غريب ضعيف الإسناد" وقال الخطابي: هذا الحديث ضعيف المخرج، وأبو رملة مجهول" معالم السنن 3/ 226 وقال عبد الحق: إسناده ضعيف. وقال ابن القطان الفاسي: وعلته الجهل بحال عامر فإنّه لا يعرف إلا بهذا، يرويه عنه ابن عون" الوهم والإيهام 3/ 577 وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف. وقال عمر بن الحسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي: هذا حديث لا يصح، وطريقه واه، وهو حديث باطل، وأبو رملة مجهول لا يعرف، ولا يحتج في دين الله بمجهول" أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب ص 95 - 97 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه حبيب بن مخنف عن أبيه قال: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة وهو يقول "هل تعرفونها؟ " قال: فلا أدري ما رجعوا عليه، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "على أهل كل بيت أنْ يذبحوا شاة في كل رجب، وفي كل أضحى شاة" أخرجه عبد الرزاق (8001 و 8159) عن ابن جُريج أنا عبد الكريم عن حبيب بن مخنف عن أبيه به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 311) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري أنا عبد الرزاق به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2176) عن الطبراني به. وأخرجه أيضًا من طريق سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق به. ورواه أحمد (5/ 76) عن عبد الرزاق فلم يذكر عن أبيه. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2177) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 448) قال الحافظ: كذا وقع في "المسند" والصواب عن حبيب بن مخنف عن أبيه. قاله

أبو نعيم وغيره، وقال ابن القطان (¬1) في هذا إنّه مجهول والصحبة لأبيه" التعجيل ص 84 - 85. قلت: وعبد الكريم هو ابن أبي المُخَارِق قال أحمد وابن معين: ضعيف. وقال ابن دحية الكلبي: هذا حديث لا يصح، وطريقه واه، وهو حديث باطل، وعبد الكريم لا يختلف أهل العلم بالحديث في ضعفه كلهم يقول فيه: غير ثقة" أداء ما وجب ص 95 - 96 وللحديث شاهد أخرجه البيهقي (9/ 260) من طريق سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد عن هشام عن حفصة عن امرأة من آل الأشعث عن عجوز لهم قالت: أخبرنا وفدنا وقد غامد حيث قدموا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "على كل أهل بيت من المسلمين ضحية وعتيرة" وإسناده ضعيف فيه امرأتان لم تسميا. 2448 - حديث ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل "على أيّ شيء أنت؟ " قال: على الريح والجنود، قال "وعلى أيّ شيء ميكائيل؟ " قال: على النبات والقطر، قال "وعلى أيّ شيء ملك الموت؟ ": قال: على قبض الأرواح، الحديث. قال الحافظ: رواه الطبراني، وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد ضُعف لسوء حفظه ولم يترك" (¬2) ضعيف أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "كتاب العرش" (75) والطبراني في "الكبير" (12061) وأبو الشيخ في "العظمة" (291) والبيهقي في "الشعب" (155) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى ثني أبي عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه جبريل يناجيه إذ شقّ أفق السماء، فأقبل جبريل يدنو من الأرض ويدخل بعضه في بعض ويتضاءل، فإذا ملك قد مَثُلَ بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أنْ تختار بين عبد نبي أو ملك نبي، فأشار إلى جبريل بيده أنْ تواضع، فعرفت أنّه لي ناصح، فقلت: عبدًا نبيًا، قال: فعرج ذلك الملك إلى ¬

_ (¬1) الوهم والإيهام 3/ 577 - 578 (¬2) 7/ 114 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الملائكة)

السماء، فقلت: يا جبريل قد كنت أردت أنْ أسألك عن هذا، فرأيت من حالك ما شغلني عن المسئلة، فمن هذا يا جبريل؟ قال: هذا إسرافيل، خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه، لا يرفع طرفه، بينه وبين الرب عز وجل سبعون نورًا، ما فيها نور كان يدنو منه إلا احترق، فإذا أذن الله عز وجل في شيء في السماء أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح حتى يضرب جبهته فينظر فيه، فإنْ كان من عملي أمرني به، وإنْ كان من عمل ميكائيل أمره به، وإنْ كان من عمل ملك الموت أمره به، قلت: يا جبريل وعلى أيّ شيء أنت؟ قال: على الريح والجنود، فقلت: فعلى أيّ شيء ميكائيل؟ قال: على النبات والقطر، قلت: فعلى أيّ شيء ملك الموت؟ قال: على قبض الأنفس، وما ظننت أنه هبط إلا بقيام الساعة؟ " اللفظ لأبي الشيخ. قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه" البداية والنهاية 1/ 45 - 46 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي ليلى وقد وثقه جماعة ولكنه سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 19 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد وصفه جماعة بسوء الحفظ منهم: شعبة وأحمد وأبو حاتم وابن المديني والنسائي والساجي والدارقطني والبيهقي وابن عدي والجوزجاني. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (6933): ثنا محمد بن الحسين بن البستنبان ثنا الحسن بن بشر البجلي ثنا سعدان بن الوليد صاحب السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصفا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا جبريل، والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد سعة من دقيق ولا كفّ من سويق" فلم يكن كلامه بأسرع ممن سمع هَدّة من السماء أفزعته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أمر الله القيامة أن تقوم؟ " قال: لا، ولكن أمر الله إسرافيل فنزل إليك حين سمع كلامك، فأتاه إسرافيل فقال: إنّ الله سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض، وأمرني أنْ يعرض عليك إنْ أحببت أنْ أسيّر معك جبال تهامة زُمُرّدا وياقوتا وذهبا وفضة فعلت، وإنْ شئت نبيا ملكا، وإنْ شئت نبيا عبدا، فأومأ إليه جبريل: أنْ تواضع، فقال "بل نبيًا عبدًا" ثلاثًا. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا سعدان بن الوليد، تفرد به الحسن بن بشر" (¬1) قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن خراش وغيره. ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (398) من طريق إبراهيم بن سعيد عن الحسن بن بشر مختصرا.

وسعدان بن الوليد لم أقف له على ترجمة (¬1)، ومحمد بن الحسين وثقه الخطيب. وتابعه العباس بن محمد الدوري ثنا الحسن بن بشر به. أخرجه البيهقي في "الزهد" (444) 2449 - "على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 1/ 222) 2450 - "عمر الذباب أربعون ليلة، والذباب كله في النار إلا النَّحل" قال الحافظ: وقد أخرج أبو يعلى عن ابن عمر مرفوعا: فذكره، وسنده لا بأس به، وأخرجه ابن عدي دون أوله من وجه آخر ضعيف" (¬3) روى من حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس فأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه: - فرواه أيوب بن خُوْط البصري عن ليث عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "الذباب كله في النار" أخرجه ابن عدي (1/ 342) والخطيب في "الموضح" (1/ 443) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 265) وقال: لا يصح، أيوب بن خوط قال ابن معين: لا يكتب حديثه ليس بشيء، وقال الفلاس والنسائي والرازي والسعدي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا يروي المناكير عن المشاهير كأنه مما عملت يداه" - ورواه إسماعيل بن عياش عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "إلا النحلة" أخرجه أبو يعلى كما في "اللآلئ" (2/ 464) و"المطالب" (2359/ 2) و"إتحاف الخيرة" (7548) والطبراني في "الكبير" (13542) ¬

_ (¬1) وقال الهيثمي: لم أعرفه" المجمع 10/ 315 (¬2) 8/ 5 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) 12/ 362 (كتاب الطب- باب إذا وقع الذباب في الإناء)

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ليثا كوفي. - ورواه سفيان الثوري عن ليث واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (8417) عن الثوري عن ليث عن مجاهد عن عبيد بن عمير أو عن ابن عمر مرفوعا "كل الذباب في النار إلا النحل" أخرجه الطبراني في "الكبير" (¬1) (13543) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. • ورواه الفضل بن موسى المروزي عن الثوري عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر وعبيد بن عمير مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13544) وليث قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف. الثاني: يرويه الأعمش واختلف عنه: - فرواه إسماعيل بن مسلم المكي عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه عمر بن شقيق البصري عن إسماعيل بن مسلم عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعا "الذباب كله في النار إلا ذباب النحل" أخرجه البزار (كشف 3498) وأبو يعلى في "معجمه" (133) وفي "مسنده" (¬2) (المطالب 2359/ 1 وإتحاف الخيرة 7547) والطبراني في "الكبير" (13468) وابن عدي (1/ 282 و5/ 1701) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 266) من طرق عن عمر بن شقيق به. وتابعه عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا إسماعيل به. أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (673) قال البزار: إنما وصله إسماعيل ولم يكن حافظًا، ورواه الثقات عن مجاهد عن عبيد بن عمير مرسلا" ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن ليث" والصواب إثباته فقد ذكر السيوطي الحديث في "اللآلئ" (2/ 464) وساق إسناده من كتاب الطبراني وذكر ليثا فيه. (¬2) سقط منه "عن عمر بن شقيق" وأثبته في "المعجم"

• ورواه صفوان عن إسماعيل بن مسلم عن الأعمش ثني خيثمة عن ابن عمر أو قال ابن عمرو. أخرجه الطبراني كما في "اللآليء" (2/ 464) وإسماعيل بن مسلم قال ابن المديني: أجمع أصحابنا على ترك حديثه (أحوال الرجال للجوزجاني ص 149) - ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13467) - ورواه إبراهيم بن أبي معاوية ثنا أبي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11058) عن الحضرمي ثنا إبراهيم بن أبي معاوية به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن خازم وهو ثقة" المجمع 4/ 41 ولم ينفرد أبو معاوية به بل تابعه إسحاق بن الربيع ثنا الأعمش به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 268) وإسحاق بن الربيع هو العُصْفُري قال الذهبي في "الميزان": صدوق إنْ شاء الله، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع، وقد توبع. واختلف فيه على مجاهد: فرواه منصور بن المعتمر عنه عن عبيد بن عمير الليثي عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13436) و"الأوسط" (1598) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 265 - 266) من طرق عن محمد بن عمار الموصلي ثنا القاسم بن يزيد الجَرْمي ثنا سفيان الثوري عن منصور به. قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا القاسم، تفرد به محمد بن عمار" وقال ابن الجوزي: لا يصح، والقاسم مجهول" قلت: كلا بل هو ثقة كما قال ابن معين وأبو حاتم وغيرهما. وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص 483): القاسم صدوق، وهذا إسناد جيد"

الثالث: يرويه نافع عن ابن عمر مرفوعا "الذباب كله في النار إلا النحلة" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 324) ثنا محمد بن أحمد ثنا الهيثم بن خالد ثنا إسحاق الهَرَوي ثنا وكيع عن المسعودي عن السائب بن يزيد عن نافع به. وإسناده ضعيف، محمد بن أحمد هو ابن يزيد الزهري قال أبو الشيخ: لم يكن بالقوي في حديثه (الطبقات 3/ 542) والهيثم بن خالد هو القرشي البصري قال أبو نعيم: صاحب غرائب (أخبار أصبهان) وترجمه أبو الشيخ والخطيب ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، والسائب ما عرفته. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود مرفوعا "الذباب كله في النار إلا النحل" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10487) وإسحاق بن يحيى بن طلحة قال أحمد والفلاس والنسائي: متروك الحديث، والمسيب بن رافع قال أبو حاتم: لم يلق ابن مسعود. الثاني: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن أبي الزعراء عن ابن مسعود مرفوعا "عمر الذباب أربعون يوما" أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1515) من طريق الدارقطني ثنا محمد بن أحمد بن أسد ثنا جعفر الطيالسي ثنا يحيى بن معين ثنا موسى بن داود ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل به. وقال: قال الدارقطني: تفرد به يحيى بن معين عن موسى عن سفيان. قال أبو حاتم الرازي: موسى بن داود مجهول" قلت: قول أبي حاتم هذا إنما قاله في موسى بن داود البصري أبي حاتم صاحب اللؤلؤ، وقاله في موسى بن داود الكوفي الذي روى عن حفص بن غياث وعنه عمرو بن علي. وأما المذكور في سند هذا الحديث فهو الضبي الخُلْقاني قاضي طرسوس وهو ثقة كما قال ابن سعد وابن عمار والعجلي والدارقطني وغيرهم، وكذا باقي رواته كلهم ثقات، وأبو الزعراء اسمه عبد الله بن هانيء.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سُكين بن عبد العزيز عن أبيه عن أنس مرفوعا "عمر الذباب أربعون يوما، والذباب كلها في النار إلا ذباب النحل" أخرجه أبو يعلى (4231) عن شيبان بن فروخ الأُبُلي ثنا سكين به. وأخرجه ابن عدي (3/ 1301) عن أبي يعلى به. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 266) من طريق ابن عدي. وقال: لا يصح، سكين قال النسائي: ليس بالقوى" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 390 قلت: سكين بن عبد العزيز هو ابن قيس العبدي البصري وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. وأبوه قال أبو حاتم: مجهول، ووثقه العجلي وابن حبان. الثاني: يرويه عنبسة القاص ثنا حنظلة عن أنس مرفوعا "عمر الذباب أربعون يوما، والذباب كله في النار" أخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (27) وأبو يعلى (4290) وإسناده ضعيف لضعف عنبسة بن سعيد البصري وحنظلة بن عبد الله السدوسي. 2451 - حديث ابن عباس "عمرة في رمضان تعدل حجة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 4/ 352 - 353 و 449) 2452 - حديث أم كُرْز أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة فقال: "عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة واحدة، ولا يضركم ذكرانا كنّ أو إناثا" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن الأربعة، وقال الترمذي: صحيح، ووقع في رواية سعيد بن منصور في حديث أم كرز من وجه آخر عن عبيد الله بن أبي يزيد بلفظ "شاتان مثلان" (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 14 (كتاب الصوم- باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان) (¬2) 12/ 9 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

له عن أم كرز طرق: الأول: يرويه عبيد الله بن أبي يزيد المكي واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد أخبرني أبي أنه سمع سباع بن ثابت يحدث أنه سمع أم كرز الكعبية تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في العقيقة "عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة، لا يضركم ذكرانا كن أم إناثا" منهم: 1 - الحميدي (345) ومن طريقه الحاكم (¬1) (4/ 237) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 315) 2 - الشافعي في "سننه" (414 و 597) 3 - أحمد بن حنبل (6/ 381) وقال: سفيان يهم في هذا الحديث، عبيد الله سمعه من سباع بن ثابت" 4 - ابن أبي شيبة (8/ 237 و 14/ 221 - 222) وعنه ابن ماجه (3162) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3279) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 167) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ابن أبي شيبة به. 5 - أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي. أخرجه ابن حبان (5312) 6 - هشام بن عمار الدمشقي. أخرجه ابن ماجه (3162) 7 - يونس بن عبد الأعلى المصري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1040) 8 - أحمد بن شيبان الرملي. أخرجه البيهقي (9/ 311) وفي "الصغرى" (1845) ¬

_ (¬1) وقال: صحيح الإسناد"

9 - مسدد. أخرجه أبو داود (2835) والبغوي في "شرح السنة" (2818) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 382 - 383) 10 - إسحاق بن إسماعيل الطالقاني. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (44) 11 - يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 167) 12 - إبراهيم بن بشار الرمادي. أخرجه البيهقي (9/ 300 - 301) وقال: كذا قاله سفيان بن عيينة: عن أبيه، وذكر أبيه فيه وهم" 13 - محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2861) 14 - علي بن حرب الموصلي. أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (110) • ورواه الطيالسي (ص 227) عن ابن عيينة فلم يذكر عن أبيه. وتابعه قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن عيينة به. أخرجه النسائي (7/ 146) وفي "الكبرى" (4543) • ورواه إسحاق في "مسنده" (2279) عن سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن رجل عن أم كرز. - ورواه ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد واختلف عنه: • فرواه إسماعيل بن عُلية عن ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز مرفوعا "عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة" أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 284) • ورواه يحيى القطان عن ابن جريج فلم يذكر عن أبيه.

أخرجه النسائي (7/ 146) وفي "الكبرى" (4544) • ورواه عبد الرزاق (7954) عن ابن جريج أني عبيد الله بن أبي يزيد أنّ سباع بن ثابت يزعم أنّ محمد بن ثابت بن سباع أخبره أنّ أم كرز أخبرته. وأخرجه أحمد (6/ 422) وإسحاق (2280) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الترمذي (1516) عن الحسن بن علي الخلال والطبراني في "الكبير" (25/ 566 - 567) ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (24/ 549 - 550) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري كلاهما عن عبد الرزاق به. وتابعه محمد بن بكر البُرْساني أنا ابن جريج به. أخرجه أحمد (6/ 422) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" - ورواه حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عن أم كرز مرفوعا "عن الغلام شاتان مثلان، وعن الجارية شاة" أخرجه أحمد (6/ 381) والدارمي (1974) وأبو داود (2836) وابن المنذر في "الإقناع" (128) والطحاوي في "المشكل" (1043) والبيهقي (9/ 301) وفي "الشعب" (8258) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 316) وقال أبو داود: هذا هو الحديث، وحديث سفيان وهم" وتعقبه ابن عبد البر فقال: لا أدري من أين قال هذا أبو داود؟ وابن عيشة حافظ، وقد زاد في الإسناد" الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه أنّ حبيبة بنت ميسرة بن أبي خيثم الفهرية مولاته أخبرته أنها سمعت أم كرز تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في العقيقة "عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة"

قلت: ما المكافئتان؟ قال "المثلان" أخرجه الشافعي في "سننه" (596) والحميدي (346) وابن أبي شيبة (8/ 238 و 14/ 222) وأحمد (6/ 381) وأبو داود (2834) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3280) والنسائي (7/ 146) وفي "الكبرى" (4542) والطحاوي في "المشكل" (1041) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 518) والطبراني في "الكبير" (25/ 165) وابن حزم في "المحلى" (8/ 315) والبيهقي (9/ 301) وفي "معرفة السنن" (14/ 68) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 314 - 315) والمزي (35/ 151) عن عمرو بن دينار وعبد الرزاق (7953) وإسحاق (2281) وأحمد (6/ 422) والدارمي (1972) وابن أبي عاصم (3283) وابن حبان (5313) والطبراني في "الكبير" (25/ 165) وأبو نعيم في "الصحابة" (8025) عن ابن جريج وابن سعد (8/ 294 - 295) وابن أبي عاصم (3281) والطبراني (25/ 166) وأبو نعيم في "الصحابة" (8024) عن محمد بن إسحاق المدني وابن أبي الدنيا في "العيال" (57) من طريق يزيد بن زريع (¬1) ثنا حجاج بن أرطاة كلهم عن عطاء به. - ورواه قيس بن سعد المكي عن عطاء واختلف عنه: • فرواه جرير بن حازم البصري عن قيس بن سعد عن عطاء عن أم عثمان بنت خثيم عن أم كرز. أخرجه ابن أبي عاصم (3282) والطحاوي (1046) والطبراني (25/ 166) وفي "الأوسط" (6832) ¬

_ (¬1) رواه سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن حجاج بن أرطاة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أم كرز. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 165) وسويد وحجاج ضعيفان.

وقال الطبراني: أم عثمان حبيبة بنت ميسرة بن عثمان" • ورواه حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء وطاوس ومجاهد عن أم كرز. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1045) والنسائي (7/ 146) وفي "الكبرى" (4541) - ورواه غير واحد عن عطاء عن أم كرز، منهم: 1 - منصور بن زاذان. أخرجه أحمد (6/ 422) 2 - مطر الوراق. أخرجه الطبراني (25/ 166) وفي "مسند الشاميين" (2780) 3 - أبو الزبير محمد بن مسلم المكي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1839) وأبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (59) وأبو نعيم في "الصحابة" (8026) 4 - عامر بن عبد الواحد الأحول. أخرجه البيهقي (9/ 302) - ورواه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عطاء عن ابن عباس. أخرجه البزار (كشف 1234) والطحاوي في "المشكل" (1/ 458) والطبراني في "الكبير" (11327) ويزيد قال ابن معين وغيره: ليس بالقوى. - ورواه عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي عن عطاء واختلف عنه (¬1). الثالث: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عطاء الخراساني عن ابن عباس عن أم كرز قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة فقال "عن الغلام شاتان، وعن الجاريه شاة" أخرجه ابن أبي عاصم (3278) وأبو يعلى في "معجمه" (49) عن محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي الطحان ثنا أبي عن سعيد بن أبي عروبة به. ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (8023) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 382) ¬

_ (¬1) انظر حديث "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم عن الغلام شاتان"

وأخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (25/ 164 - 165) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل والحسين بن إسحاق التستري قالا: ثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (8023) من طريق أسلم بن سهل الواسطي قال: ثنا محمد بن خالد الواسطي به. ومحمد بن خالد الواسطي كذبه ابن معين، وضعفه أبو زرعة وغيره. الرابع: يرويه ليث بن أبي سليم عن الزهري عن أم كرز مرفوعا "على الغلام عقيقتان، وعن الجارية عقيقة" أخرجه إسحاق (2282) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث به. وإسناده ضعيف لضعف ليث. 2453 - عن أبي موسى مرفوعا في قوله {يَومَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ} [القَلَم: 42] قال "عن نور عظيم فيخرون له سجدا". قال الحافظ: أخرج أبو يعلى بسند فيه ضعف عن أبي موسى مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو يعلى (7283) والطبري في "التفسير" (29/ 42) والبيهقي في "الأسماء" (ص 439) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا أبو سعيد رَوح بن جَناح عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه به. قال البيهقي: تفرد به روح بن جناح وهو شامي يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع عليها، وموالي عمر بن عبد العزيز فيهم كثرة" وقال الهيثمي: وفيه روح بن جناح وثقه دحيم، وقال فيه: ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 128 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 8/ 436 قلت: إسناده ضعيف لضعف روح بن جناح وللمولى الذي لم يسم. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (885) (¬2) 10/ 290 (كتاب التفسير: سورة {ن وَالْقَلَمِ} [القلم: 1]- باب {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} [القَلَم: 13])

2454 - عن ابن سيرين قال: كان أبو الدرداء يحيى ليلة الجمعة ويصوم يومها، فأتاه سلمان، فذكر القصة مختصرة وزاد في آخرها: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عويمر سلمان أفقه منك" قال الحافظ: وروى هذا الحديث الطبراني من وجه آخر عن محمد بن سيرين مرسلًا فعيّن الليلة التي بات سلمان فيها عند أبي الدرداء ولفظه قال: فذكره، وعويمر اسم أبي الدرداء" (¬1) مرسل وله عن ابن سيرين طرق: الأول: يرويه إسحاق بن يوسف الأزرق أنا ابن عون عن ابن سيرين قال: دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له: هو نائم، قال: فقال: ما له؟ قالوا: إنه إذا كان ليلة الجمعة أحياها ويصوم يوم الجمعة، قال: فأمرهم فصنعوا طعاما في يوم جمعة، ثم أتاهم فقال: كُلْ، قال: إني صائم. فلم يزل به حتى أكل، ثم أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرا له ذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عويمر سلمان أعلم منك" وهو يضرب على فخذ أبي الدرداء "عويمر سلمان أعلم منك" ثلاث مرات "لا تخص ليلة الجمعة بقيام بين الليالي، ولا تخص يوم الجمعة بصيام بين الأيام" أخرجه ابن سعد (2/ 346 و 4/ 85) ورواته ثقات. الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان أبو الدرداء يحيي ليلة الجمعة ويصوم يومها، وأتاه سلمان -وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بينهما- فنام عنده، فأراد أبو الدرداء أنْ يقوم ليلته، فقام إليه سلمان فلم يدعه حتى نام وأفطر، قال: فجاء أبو الدرداء النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عويمر سلمان أعلم منك، لا تخص ليلة الجمعة بصلاة ولا يومها بصيام" أخرجه عبد الرزاق (7803) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (6056) وابن شاهين في "الناسخ" (387) ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 5/ 115 (كتاب الصوم- باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 2/ 128 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 200 الثالث: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن سيرين أن أبا الدرداء كان يقوم ليلة الجمعة ويصوم يومها، فقال له سلمان: لا تقم ليلة الجمعة ولا تصم يومها، فأخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا عويمر سلمان أفقه منك، لا تخص ليلة الجمعة بقيام ولا يومها بصيام" أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (384) عن عبد الله بن محمد البغوي ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا حماد بن سلمة به. ورواته ثقات. وله شاهد عن قتادة أنّ سلمان أتى أبا الدرداء، فشكت إليه أم الدرداء أنه يقوم الليل ويصوم النهار، فبات عنده، فلما أراد القيام حبسه حتى نام، فلما أصبح صنع له طعاما فلم يزل به حتى أفطر، فأتى أبو الدرداء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "عويمر سلمان أعلم منك، لا تحقحق فتقطع، ولا تحبس فتسبق، اقصد تبلغ سير الركابات تطأ فيها البردين والخفقتين من الليل" أخرجه ابن سعد (4/ 85) عن عفان بن مسلم البصري أنا أبو عَوَانة ثنا قتادة به. ورواته ثقات. وأخرجه (2/ 346) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة مختصرا. ورواته ثقات كذلك. 2455 - حديث أبي أمامة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع يقول "العارية مؤداة، والزعيم غارم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي أمامة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ¬

_ (¬1) 6/ 169 (كتاب الهبة- باب من استعار من الناس الفرس)

فأما حديث أبي أمامة فله عنه طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن عياش ثني شرجيل بن مسلم الخولاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته عام حجة الوداع "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه" الحديث وفيه "العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم" وقد تقدم الكلام على هذه الطريق في حرف الهمزة. الثاني: يرويه المعتمر بن سليمان التيمي عن الحجاج بن فُرافِصة عن محمد بن الوليد عن أبي عامر الأوصابي عن أبي أمامة مرفوعا "العارية مؤداة، والمنحة أو المنيحة مؤداة" فقال رجل: فعهد رسول الله؟ قال "عهد الله أحق ما أدي" أخرجه النسائي في "الكبرى" (5781) والطبراني في "الكبير" (7648) عن عبد الله بن الصباح بن عبد الله العطار والدارقطني (3/ 40) واللفظ له عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قالا: ثنا المعتمر بن سليمان به. وإسناده حسن إنْ كان أبو عامر الأوصابي واسمه لقمان بن عامر سمع من أبي أمامة فإني لم أر من صرّح بسماعه منه. الثالث: يرويه الجراح بن مليح البَهْراني ثنا حاتم بن حريث الطائي قال: سمعت أبا أمامة رفعه "العارية مؤداة، والمنحة (¬1) مردودة، ومن وجد لِقْحَةً مُصَرَّاة، فلا يحل له صرارها حتى يريها (¬2) " أخرجه النسائي في "الكبرى" (5782) والطبراني في "الكبير" (7637) وابن حبان (5094) واللفظ له عن الهيثم بن خارجة المرّوذي والطبراني ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني "المنيحة" (¬2) ولفظ الطبراني "يردها"

عن هشام بن عمار الدمشقي قالا: ثنا الجراح بن مليح به. وإسناده حسن، الجراح بن مليح قال النسائي وغيره: ليس به بأس، وحاتم بن حريث وثقه عثمان الدارمي وابن حبان، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. الرابع: يرويه ضمضم بن زرعة الحمصي عن شريح بن عبيد قال: قال خداش عن أبي أمامة أنه شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع فكان أول ما تفوه به أنْ قال "إن الله عز وجل يوصيكم بأمهاتكم" ثم حمد الله عز وجل، ثم قال ما شاء الله أنْ يقول، ثم قال "ألا إنّ العارية مؤداة، وإنّ المنحة مؤداة، والولد للفراش، وللعاهر الحجر" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7647) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبى عن ضمضم بن زرعة به. قال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف" المجمع 8/ 139 وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه" وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 1297) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثنا إسحاق بن محمد ثنا عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن ابن عمرو مرفوعا "العارية مؤداة" وإسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن شبيب قال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات. وإسحاق بن محمد هو الفَرْوي، وعبد الله بن عمر هو ابن حفص العمري وهما مختلف فيهما. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (1/ 309) من طريق إسماعيل بن أبي زياد السَّكُوني ثنا سفيان الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "الزعيم غارم، والدين مقضي، والعارية مؤداة، والمنحة مردودة" وقال: إسماعيل بن أبي زياد منكر الحديث، عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه إما إسنادا وأما متنا"

2456 - "العبادة في الهرج كهجرة إلي" قال الحافظ: أخرج مسلم (2948) من حديث معقل بن يسار رفعه: فذكره" (¬1) 2457 - حديث عائشة مرفوعا "العجب أنّ ناسا من أمتي يؤمّون هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم" فقلنا: يا رسول الله، إن الطريق قد تجمع الناس، قال "نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2884)، وله (2882) من حديث أم سلمة نحوه ولفظه "فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارها؟ قال "يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته" (¬2) 2458 - "العَجْمَاء جُبَار" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1710) والأربعة من طريق سفيان بن عُيينة عن الزهري أني سعيد بن المسيب وأبو سلمة عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬3) قلت: وأخرجه البخاري (فتح 4/ 107 - 108) من طريق مالك عن الزهري به. 2459 - "العَجمَاء جَرْحُها جُبَار" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث كثير بن عبد الله المزني، ومن حديث عبادة بن الصامت" (¬4) حديث كثير بن عبد الله أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 3/ 132) وابن ماجه (2674) والطبراني في "الكبير" (17/ 14) وابن عدي (6/ 2079 و 2081) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 127 - 128) من طرق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "البئر جبار، والعجماء جرحها جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس". وفي لفظ: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة عشر أصلًا من أصول الدين. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "العجماء جبار، والمعدن جبار، والركية جبار، وفي الركاز الخمس" ¬

_ (¬1) 16/ 125 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن) و16/ 188 (كتاب الفتن- باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور) (¬2) 16/ 172 (كتاب الفتن- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا) (¬3) 15/ 99 - 100 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان) (¬4) 15/ 282 (كتاب الديات- باب العجماء جبار)

وقال "لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام، ولا غصب، ولا نهب، ولا اعتراض، ولا إسلال، ولا يبيع حاضر لباد، ولا غلول" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، كثير بن عبد الله كذبه الشافعي وأبو داود، وضعفه أحمد وابن معين، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه" المصباح 3/ 132 وحديث عبادة بن الصامت هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في مسيل مهزور ومذينب أنْ يمسك حتى يبلغ الكعبين" 2460 - "العَجوة من الجنة، وهي شفاء من السُّم" قال الحافظ: وقد أخرج النسائي من حديث جابر رفعه: فذكره" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث بُريدة ومن حديث رافع بن عمرو المزني ومن حديث ابن عباس ومن حديث عمرو بن حُريث فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكَمْأة من المَنِّ، وماؤها شفاء للعين" أخرجه الترمذي (2066) والطحاوي في "المشكل" (5675) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (445) من طرق عن سعيد بن عامر الضُّبَعي عن محمد بن عمرو به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: وهو كما قال، فإنّ رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. الثاني: يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن أبي هريرة، منهم: 1 - مطر الوراق. أخرجه ابن ماجه (3455) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (10/ 112) ¬

_ (¬1) 12/ 351 (كتاب الطب- باب الدواء بالعجوة للسحر)

عن محمد بن بشار والبغوي في "شرح السنة" (2898) عن الحسن بن الحسن المروزي قالا: ثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي ثنا مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: كنا نتحدث عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا الكمأة فقالوا: هو جُدري الأرض. فنمى الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "الكمأة من المن (¬1)، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم" اللفظ لابن ماجه. قال البغوي: هذا حديث حسن" قلت: اختلف فيه على مطر الوراق، فرواه عبد الله بن شَوذب الخراساني عن مطر عن شهر عن أبي رهم. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1295) 2 - عباد بن منصور. أخرجه أحمد (2/ 421) عن حماد بن سلمة والدارمي (2843) عن يزيد بن هارون كلاهما عن عباد بن منصور قال: سمعت شهر بن حوشب يقول: سمعت أبا هريرة رفعه "العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم" اللفظ للدارمي. وعباد بن منصور قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف. 3 - عقبة الأصم الرفاعي. أخرجه أبو يعلى (6407) عن شيبان بن فروخ الأبُلي ثنا عقبة الأصم الرفاعي عن شهر بن حوشب قال: حدثني أبو هريرة أنّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدارؤوا في الكمأة، فقال بعضهم: أُراها الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. فأمسك عنه بعضهم، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنما الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم" ¬

_ (¬1) زاد البغوي "وماؤها شفاء للعين"

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 324) من طريق محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أنبأ شيبان بن فروخ به. وعقبة هو ابن عبد الله قال أبو داود وغيره: ضعيف. 4 - خالد الحَذَّاء. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6672) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري وأبو يعلى (6400) عن خالد بن عبد الله الواسطي وإسحاق بن راهويه في "مسند أبي هريرة" (148) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ثلاثتهم عن خالد الحذاء عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعا "الكمأة بقية من المن، وماؤها شفاء للعين" قال عبد الوهاب الثقفي: قال خالد الحذاء: وأنبئت عن شهر بن حوشب أنه قال فيه "والعجوة من الجنة، وفيه شفاء من السم" 5 - قتادة. أخرجه أحمد (2/ 511) والترمذي (2068) والنسائي في "الكبرى" (6671 و 6720) عن هشام الدَّسْتُوائي وأحمد (2/ 357) عن أبان بن يزيد العطار و (2/ 421) عن حماد بن سلمة ثلاثتهم عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة أنّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تذاكروا الكمأة فقالوا: هي جدري الأرض وما نرى أكلها يصلح، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم" لفظ حديث أبان بن يزيد.

وفي حديث حماد بن سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أصحابه وهم يتنازعون في الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فقال بعضهم: أحسبها الكمأة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن" • ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: فرواه عبد الله بن بكر السهمي عنه عن قتادة عن شهر عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 356 و 490) ورواه رَوح بن عبادة البصري عن سعيد عن قتادة عن شهر عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 325) وتابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن سعيد به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6670 و 6721) 6 - يعلي بن عطاء الطائفي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5688) 7 - أبو بشر جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس، واختلف عنه: أخرجه الطيالسي (ص 315) وأحمد (2/ 305 و 421) وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (507) عن حماد بن سلمة وأحمد (2/ 301 و488) والنسائي (¬1) في "الكبرى" (6673 و 6719) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (25) ¬

_ (¬1) رواه النسائي عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة به. قال المزي: ووقع ذكر الكمأة في حديثه عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر في رواية سهل بن بشر الإسفرائيني بإسناده عن شهر عن أبي سعيد وجابر بدل أبي هريرة، وهو خطأ. إنما ذلك في حديث الأعمش عن جعفر بن إياس عن شهر عن أبي سعيد. وقال: وقع في رواية الأسيوطي وغيره: عن شهر عن أبي هريرة بدل أبي سعيد وجابر، وهر الصواب" تحفة الأشراف 2/ 189 و10/ 113

عن شعبة وأبو يعلى (6398) عن هشيم والباغندي في "جزئه" (86) وابن الأعرابي (ق 34/ ب) عن أبان بن تغلب كلهم عن أبي بشر عن شهر عن أبي هريرة قال: قعد ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا هذه الآية {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] فقالوا: يا رسول الله، نراها الكمأة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم" اللفظ للطيالسي. - ورواه الأعمش عن أبي بشر واختلف عنه: • فرواه غير واحد عنه عن أبي بشر عن شهر عن أبي سعيد وجابر، منهم: 1 - أسباط بن محمد الكوفي. أخرجه أحمد (3/ 48) وابن ماجه (3453) وإبراهيم الهاشمي في "أماليه" (28) وابن الأعرابي (ق 206/ أ) 2 - أبو خيثمة زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6674 و 6675 و 6715 و 6716) 3 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه النسائي أيضًا (6676 و 6677 و 6717 و 6718) والطحاوي في "المشكل" (5674) 4 - عَبْثر بن القاسم الكوفي. قاله الدارقطني في "العلل" (11/ 25) قال البوصيري: هذا إسناد حسن. شهر مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 56 • ورواه سعيد بن مسلمة بن هشام الأموي عن الأعمش عن أبي بشر عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد. أخرجه ابن ماجه (2/ 1143)

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة" المصباح 4/ 56 قلت: تابعه يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش به. علل الدارقطني 11/ 26 • ورواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي بشر عن شهر مرسلًا. قاله الدارقطني. • ورواه سفيان بن عُيينة عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر مرسلًا. أخرجه الحميدي (82) • ورواه سَعّاد بن سليمان الكوفي عن أبي بشر عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. علل ابن أبي حاتم 2/ 69 - علل الدارقطني 11/ 24 قال ابن أبي حاتم: قال أبي: إنما هو جعفر بن إياس عن شهر عن أبي هريرة. - ورواه عبد الجليل بن عطية البصري عن شهر عن ابن عباس. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2669) والطبراني في "الكبير" (13010) من طريق عبد الله بن عون الخزاز عن أبي عبيدة الحداد عن عبد الجليل بن عطية به. وعبد الجليل بن عطية صدوق لكن قال البخاري: ربما وهم، وذكره الحافظ في المدلسين. - ورواه عثمان بن عمير عن شهر عن محجن. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 68 - 69) والخطيب في "التاريخ" (14/ 445) - ورواه محمد بن شبيب البصري عن شهر عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن عن سعيد بن زيد. أخرجه مسلم (3/ 1621) - ورواه روح بن مسافر البصري عن حفص بن خالد عن شهر عن أبي سعيد. أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (136) وروح قال أحمد، متروك الحديث. - ورواه مَعْمر عن أشعث بن عبد الله عن شهر مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (20171)

وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (6/ 2366) من طريق المنذر بن زياد الطائي ثنا محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهو شفاء من السقم" وقال: لا أعلم يرويه عن ابن المنكدر غير المنذر بن زياد" قلت: كذبه الفلاس واتهمه غير واحد بالوضع، لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن خيسى العبدي ثنا ابن المنكدر عن جابر قال: كثرت الكمأة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ الكماة عن جدري الأرض، فامتنعوا من أكلها، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج فصعد المنبر، فقال "ألا ما بال أقوام يزعمون أن الكمأة من جدري الأرض، ألا إنها ليست من جدري الأرض، ألا إنّ الكمأة من المن, وماؤها شفاء للعين، ألا وإنّ العجوة من الجنة، وهو شفاء من السم" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5685) ومحمد بن عيسى قال أبو زرعة: واهي الحديث. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (2/ 779) من طريق حسان بن سياه الأزرق البصري ثنا ثابت عن أنس مرفوعا "الكمأة من المن، وماؤه شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم" وإسناده ضعيف لضعف حسان بن سياه. طريق أخرى: قال جويرية بن أشرس ثنا حماد عن شعيب بن الحَبْحاب عن أنس أنّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدارؤوا في الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فقال بعضهم: نحسبه الكمأة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم" أخرجه ابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 96) عن محمد بن عبد الله بن إبراهيم ثنا حمدون بن أحمد ثنا جويرية به. قال ابن كثير: وهذا الحديث محفوظ أصله من رواية حماد بن سلمة" وأما حديث بريدة فأخرجه أحمد (5/ 346) عن أسود بن عامر الشامي ثنا زهير عن واصل بن حيان البجلي ثني عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا "الكمأة دواء العين، وإنّ العجوة من فاكهة الجنة، وإنّ هذه الحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت"

وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (5676) عن علي بن معبد بن نوح المصري ثنا أسود بن عامر به. وواصل بن حيان هو صالح بن حيان روى عنه زهير بن معاوية وسماه: واصل بن حيان. قال أحمد: انقلب على زهير بن معاوية اسم صالح بن حيان فقال: واصل بن حيان. وقال أبو داود: غلط زهير بن معاوية في صالح بن حيان، فقال: واصل بن حيان. وقال الدارقطني: روى زهير عن واصل بن حيان وسماه واصلا، وهم في اسمه. وقال ابن معين: زهير بن معاوية يخطيء عن صالح بن حيان يقول: واصل بن حيان، ولم ير واصل بن حيان. قلت: وصالح بن حيان قال ابن معين وأبو داود: ضعيف، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس بالقوي، وقال النسائي والدولابي: ليس بثقة. وأخرجه أحمد (5/ 351) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5287) وابن عدي (4/ 1371) من طرق عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه به. وأما حديث رافع بن عمرو فأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 57) وأحمد (3/ 426 و5/ 31) والطبراني في "الكبير" (4457) والحاكم (4/ 406) وأبو نعيم في "الصحابة" (2667) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 195) عن يحيى بن سعيد القطان وأحمد (5/ 31 و 65) وابن ماجه (3456) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 57) والطبراني في "الكبير" (4456) والحاكم (4/ 120) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 50) وفي "الصحابة" (2668) والمزي (9/ 34) عن عبد الرحمن بن مهدي (¬1) وأحمد (5/ 31) والحاكم (4/ 120) وأبو نعيم في "الصحابة" (2668) عن عبد الصمد بن عبد الوارث ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 215) لكن سقط منه: عن رافع بن عمرو.

قالوا: ثنا المشمعل بن عمرو (¬1) المزني ثني عمرو بن سليم المزني قال: سمعت رافع بن عمرو المزني رفعه "العجوة والشجرة (¬2) من الجنة" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أيضًا: صحيح الإسناد على شرط مسلم" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 57 قلت: وهو كما قال، إلا أنه ليس على شرط مسلم. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12481) و"الصغير" (344) و"الأوسط" (3430) عن الحسن بن غُليب المصري ثنا مهدي بن جعفر الرملي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد عن ابن جريج عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه "الكمأة من السنن" وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم" قال الطبراني: لم يروه عن ابن خثيم إلا ابن جريج، ولا عن ابن جريج إلا عبد المجيد، تفرد به الحسن بن غليب عن مهدي بن جعفر" وقال: لا يُروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه مهدي بن جعفر وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 88 قلت: عبد المجيد مختلف فيه، وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من ابن خثيم. وأما حديث عمرو بن حريث فأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (645) عن أبي الحسين عبد الباقي بن قانع ثنا حكيم بن يحيى المَتُّوْثي ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا المسعودي عن أبي فزارة عن عمرو بن حريث رفعه "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم" ¬

_ (¬1) سماه عبد الرحمن بن مهدي: المشمعل بن إياس. قال الطبراني: هو المشمعل بن عمرو بن إياس" (¬2) وفي لفظ "والصخرة"

وإسناده ضعيف، حكيم بن يحيى لم أر من ترجمه، وأبو فزارة أظنه راشد بن كيسان، وما أظنه سمع من عمرو بن حريث. والمسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله صدوق اختلط بأخرة، وسماع معاذ بن معاذ العنبري منه قبل اختلاطه. وعبد الباقي وعبيد الله ثقتان. 2461 - "العرافة حق، ولا بد للناس من عريف، والعرفاء في النار" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق المقدام بن معد يكرب رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (74) وابن أبي شيبة في "مسنده" (557) وفي "مصنفه" (8/ 612 - 613 و 9/ 122 و 123 - 124) وأحمد (5/ 366) وأبو داود (2934 و 5231) والنسائي في "اليوم والليلة" (373) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5762) وابن عدي (6/ 2035) وابن السني في "اليوم الليلة" (238) من طرق عن غالب بن خطاف القطان البصري عن رجل عن أبيه عن جده أنهم كانوا على منهل من المناهل، فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها، منهم فأرسل ابنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ائت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقل له: إنّ أبي يقرئك السلام وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وقسم الإبل بينهم وبدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحق بها أم هم؟ فإن قال لك نعم أو لا فقل له: إنّ أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنّه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده فأتاه فقال: إن أبي يقرئك السلام، فقال "وعليك وعلى أبيك السلام" فقال: إنّ أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وحسن إسلامهم ثم بدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحق بها أم هم؟ فقال "إن بدا له أن يسلمها لهم فليسلمها، وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحق بها منهم، فإن هم أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام" فقال: إنّ أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده، فقال "إنّ العرافة حق، ولا بد للناس من العرفاء، ولكنّ العرفاء في النار" والسياق لأبي داود. وإسناد ضعيف، فيه من لم يسم. وقال المنذري في "مختصر السنن": وهذا الإسناد فيه مجاهيل" ¬

_ (¬1) 16/ 292 - 293 (كتاب الأحكام- باب العرفاء للناس)

2462 - "العَرَبُ بعضها أكفاء بعض، والموالي بعضهم أكفاء بعض" قال الحافظ: وأما ما أخرجه البزار من حديثه معاذ رفعه: فذكره، فإسناده ضعيف" (¬1) ضعيف روى من حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عمر ومن حديث عائشة. فأما حديث معاذ فأخرجه البزار (2677) عن محمد بن المثنى أنا سليمان بن أبي الجون أنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ مرفوعا "العرب بعضها أكفاء لبعض، والموالي في بعضهم أكفاء لبعض" قال عبد الحق الإشبيلي: خالد بن معدان لم يسمع من معاذ" الوهم والإيهام 3/ 62 وقال أبو الحسن بن القطان: وهذا كما ذكر، وسليمان بن أبي الجون لم أجد له ذكرا" الوهم والإيهام. وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن أبي الجون ولم أجد من ذكره، وبقيه رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 275 وقال الحافظ: وفيه سليمان بن أبي الجون قال ابن القطان: لا يعرف، ثم هو من رواية خالد بن معدان عن معاذ ولم يسمع منه" التلخيص 3/ 164 وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه عمران بن أبي الفضل الأيلي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "العرب بعضهم لبعض أكفاء، رجل برجل، وحي بحي، وقبيلة بقبيلة، والموالي مثل ذلك، إلا حائك أو حجّام" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 124) واللفظ له وابن الجوزي في "العلل" (1017) عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي وابن عدي (5/ 1749) عن كثير بن عبيد الحمصي والبيهقي (7/ 134 - 135) ¬

_ (¬1) 11/ 33 (كتاب النكاح- باب الأكفاء في الدين)

عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي قالوا: ثنا بقية بن الوليد ثنا زرعة بن عبد الله (¬1) بن زياد الزبيدي عن عمران بن أبي الفضل به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو يعلى كما في "نصب الراية" (3/ 198) قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، وإنما يرويه بقية عن زرعة بن عبد الله، وزرعة غير معروف، وعمران بن أبي الفضل ضعفه بين على حديثه" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، عمران بن أبي الفضل قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب، وقال ابن معين: ليس بشيء" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" علل الحديث 1/ 424 وقال البيهقي: الحديث ضعيف" المعرفة 10/ 64 - 65 وقال ابن عبد البر: هذا حديث منكر موضوع" التمهيد 19/ 165 قلت: واختلف فيه على بقية، فرواه محمد بن زكريا الأزرق ثنا سويد ثنا بقية بن الوليد ثني محمد (¬2) بن الفضل عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "الناس أكفاء، قبيلة بقبيلة، وعربي لعربي، ومولى لمولى، إلا حائك أو حجام" أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1019) وقال: تفرد به محمد بن زكريا عن سويد، وهذا الحديث لا يصح، بقية مغموز بالتدليس، ومحمد بن الفضل مطعون فيه" وقال الحافظ: محمد بن الفضل بن عطية متروك" التلخيص 3/ 164 قلت: وسويد هو ابن سعيد قال الحافظ: ضعيف جدًا (التلخيص 2/ 268) الثاني: يرويه عثمان بن عبد الرحمن عن علي بن عروة عن ابن جُريج عن نافع عن ¬

_ (¬1) سماه البيهقي في روايته: عبيد الله، وسماه ابن حبان: عمرو. (¬2) تابعه معمر بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر رفعه "الناس أكفاء بعضهم لبعض، إلا حائكا وحجاما". أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 174) من طريق الحسن بن قتيبة ثنا أبو حنيفة عن معمر بن عبد الله به. والحسن بن قتيبة أظنه المدائني ضعفه أبو حاتم وغيره.

ابن عمر مرفوعا "العرب بعضها لبعض أكفاء، والموالي بعضها لبعض أكفاء، إلا حائكا أو حجّاما" أخرجه ابن عدي (5/ 1852) وابن الجوزي في "العلل" (1018) وقال: هذا الحديث لا يصح، عثمان بن عبد الرحمن مجروح، وعلي بن عروة قال ابن معين، ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث" وقال ابن عبد البر: لا يصح عن ابن جريج" التمهيد 19/ 165 وقال البيهقي: ضعيف" السنن 7/ 134 وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وعثمان بن عبد الرحمن هو الطرائفي من أهل حرّان يروي عن المجاهيل" نصب الراية 3/ 198 وقال الألباني: عثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي وهو متروك" الإرواء 6/ 269 قلت: بل هو الطرائفي كما قال ابن عبد الهادي فإنه مذكور في الرواة عن علي بن عروة. الثالث: يرويه شجاع بن الوليد السَّكوني الكوفي ثنا بعض إخواننا عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مُليكة عن ابن عمر مرفوعا "العرب بعضهم أكفاء لبعض، قبيلة بقبيلة، ورجل برجل، والموالي بعضهم أكفاء لبعض، قبيلة بقبيلة، ورجل برجل، إلا حائك أو حجام" أخرجه البيهقي (7/ 134) وفي "الصغرى" (2411) وقال: هذا منقطع بين شجاع وابن جريج حيث لم يسم شجاع بعض أصحابه" وقال أبو حاتم: هذا كذب لا أصل له" علل الحديث 1/ 412 الرابع: يرويه مسلمة بن علي الخُشَني عن الزبيدي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا "العرب بعضهم أكفاء لبعض: حي بحي، قبيلة بقبيلة، ورجل برجل، والموالي بعضها أكفاء لبعض: حي بحي، وقبيلة بقبيلة، ورجل برجل، إلا حائك أو حجام" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (4/ 130 - 131) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 191) ومسلمة بن علي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث عائشة فأخرجه البيهقي (7/ 135) من طريق الحكم بن عبد الله الأزدي ثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا "العرب للعرب أكفاء، والموالي أكفاء للموالي، إلا حائك أو حجام"

وقال: ضعيف" (¬1) وقال ابن عبد الهادي: ضعيف بمرة" نصب الراية 3/ 198 قلت: وعلته الحكم بن عبد الله كذبه أبو حاتم والجوزجاني، وقال النسائي وجماعة: متروك الحديث. 2463 - "العُرُب كلامهنّ عربي". قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكره، وهو ضعيف منقطع" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 292) قال: ذكر عن سهل بن عثمان العسكري ثنا أبو علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "-عُرُبا- قال: كلامهن عربي". وإسناده ضعيف وفيه ثلاث علل: الأولى: الانقطاع بين ابن أبي حاتم وسهل بن عثمان. الثانية: أبو علي لم أعرفه. الثالثة: الإرسال فإنّ جعفر بن محمد هو ابن علي بن الحسين. 2464 - "العشر عشر الأضحى، والشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة" قال الحافظ: وأخرج النسائي من حديث جابر رفعه قال: فذكره" (¬3) أخرجه أحمد (3/ 327) عن زيد بن الحباب العُكْلي ثنا عياش بن عقبة ثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "إنّ العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر" وأخرجه البزار (كشف 2286) والنسائي في "الكبرى" (4101) والطبري في "تفسيره" (30/ 169) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 505) والحاكم (4/ 220) والبيهقي في "الشعب" (3468) وفي "فضائل الأوقات" (170) من طرق عن زيد بن الحباب به. ¬

_ (¬1) وكذا قال في "المعرفة" (10/ 64 - 65): ضعيف" (¬2) 7/ 129 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة) (¬3) 10/ 330 (كتاب التفسير- سورة {وَالْفَجْرِ (1)} [الفجر: 1])

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن كثير: وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أنّ المتن في رفعه نكارة" وقال الهيثمي: رواه البزار وأحمد ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة" قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسًا، وعياش بن عقبة لم يخرج له مسلم شيئًا، ولم يخرج رواية خير بن نعيم عن أبي الزبير. 2465 - العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة من الشيطان" قال الحافظ: أخرج الترمذي من طريق أبي اليقظان عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده رفعه قال: فذكره، وسنده ضعيف، وله شاهد عن ابن مسعود في الطبراني لكن لم يذكر النعاس، وهو موقوف وسنده ضعيف أيضا" (¬1) ضعيف أخرجه الترمذي (2748) وابن ماجه (969) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2177 و 2178) والطبراني في "الكبير" (22/ 387) وأبو نعيم في "الصحابة" (5727 و 5728) من طرق عن شريك بن عبد الله الكوفي عن أبي اليقظان عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده مرفوعا "العطاس والنعاس والرعاف والحيض والقيئ والتثاؤب في الصلاة من الشيطان" وفي لفظ "البزاق والمخاط والحيض والنعاس في الصلاة من الشيطان" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه أبو اليقظان واسمه عثمان بن عمير البجلي وقد أجمعوا على تضعيفه" مصباح الزجاجة 1/ 118 قلت: وشريك مختلف فيه، وثابت أبو عدي قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق: الأول: يرويه زائدة بن قدامة الكوفي عن يزيد بن أبي زياد عن أبي ظَبيان عن ابن مسعود قال: التثاؤب والعطاس في الصلاة من الشيطان. ¬

_ (¬1) 13/ 231 (كتاب الأدب- باب ما يستحب من العطاس)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (9453) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. الثاني: يرويه سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رَزين قال: قال عبد الله: النعاس في الصلاة من الشيطان. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 256) والطبري في "تفسيره" (9/ 193) والطبراني (9452) وإسناده منقطع، أبو رزين واسمه مسعود بن مالك كان شعبة ينكر أنْ يكون سمع من ابن مسعود شيئًا. الثالث: يرويه قيس بن الربيع عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: النعاس عند القتال أمنة من الله، والنعاس في الصلاة من الشيطان. أخرجه الطبراني (9451) وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 2466 - "العقيقة حق، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة" قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أسماء بنت يزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (6/ 456) وابن أبي الدنيا في "العيال" (82) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3353) والطبراني في "الكبير" (24/ 183) وفي "مسند الشاميين" (2289) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ثابت بن العجلان عن مجاهد عن أسماء بنت يزيد مرفوعا "العقيقة حق، عن الغلام شاتان (¬2)، وعن الجارية شاة" قال الهيثمي: ورجاله محتج بهم" المجمع 4/ 57 قلت: إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ ثابت بن العجلان حمصي، وثابت صدوق، ومجاهد ثقة مشهور لكنه لم يذكر سماعا من أسماء بنت يزيد فلا أدري أسمع منها أم لا. ¬

_ (¬1) 12/ 9 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة) (¬2) زاد أحمد وابن أبي الدنيا "مكافئتان"

وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرها الحافظ مع حديث أسماء هذا وقد تكلمت عليها في هذا الكتاب. 2467 - "العُمْرى جائزة لأهلها، والرُقْبى جائزة لأهلها" قال الحافظ: وللترمذي من طريق أبي الزبير عن جابر رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 303) وأبو داود (3558) والترمذي (1351) والنسائي (6/ 231 - 232 و 232) وفي "الكبرى" (6571) وابن ماجه (2383) وأبو يعلى (1851 و 2214) وابن الجارود (989) وابن حبان (5128) والبيهقي (6/ 175) من طرق عن داود بن أبي هند عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعا. وفي لفظ "العمري جائزة (¬2) لمن أُعْمِرَهَا، والرقبي جائزة لمن أُرْقِبَهَا" قال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: رواته ثقات. 2468 - "العُمْرى لمن أُعمرها، والرقبى لمن أُرقبها، والعائد في هبته كالعائد في قيئه" قال الحافظ: وقد روى النسائي من طريق أبي الزبير عن ابن عباس رفعه: فذكره" (¬3) أخرجه أحمد (1/ 250) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا حجاج عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس به مرفوعا. وأخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (107) من طريق محمد بن مقاتل ثنا أبو معاوية به. وأخرجه أحمد (1/ 250) عن عبد الله بن نُمير ثنا حجاج عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "من أَعمر عُمرى فهي لمن أُعمرها جائزة، ومن أرقب رقبى فهي لمن أُرقبها جائزة، ومن وهب هبة ثم عاد فيها فهو كالعائد في قيئه" وأخرجه النسائي (6/ 225 و 227) وفي "الكبرى" (6541) عن أحمد بن حرب الطائى الموصلي ثنا أبو معاوية عن حجاج بلفظ "العُمرى جائزة لمن أُعمرها، والرقبى جائزة لمن أُرقبها، والعائد في هبته كالعائد في قيئه" ¬

_ (¬1) 6/ 168 (كتاب الهبة- باب ما قيل في العمرى والرقبى) (¬2) أي مستمرة إلى الأبد لا رجوع لها إلى المُعْطِي. (¬3) 6/ 168 (كتاب الهبة- باب ما قيل في العمرى والرقبى)

ورواه الحِمَّاني عن أبي معاوية عن الحجاج بلفظ "العمرى لمن وهبت له" (¬1) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 92) واختلف فيه على الحجاج، فرواه محمد بن بشر العبدي الكوفي عن الحجاج عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس قال: لا تصلح العمرى ولا الرقبى، فمن أَعمر شيئًا أو أرقبه فإنّه لمن أُعمره وأُرقبه حياته وموته" موقوف أخرجه النسائي (6/ 227) وفي "الكبرى" (6544) والحجاج هو ابن أرطاة قال ابن معين والدارقطني والحاكم: لا يحتج بحديثه. ورواه عبد الرزاق (16885) عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس قال: من أُعمر شيئًا فهو له. وتابعه يعلي بن عبيد الطنافسي عن سفيان بلفظ: لا تحل الرقبى ولا العمرى. فمن أُعمر شيئًا فهو له، ومن أُرقب شيئًا فهو له. أخرجه النسائي (6/ 227) وفي "الكبرى" (6543) وتابعه يحيى القطان عن سفيان بلفظ "العمرى والرقبى سواء" أخرجه النسائي (6/ 227) وفي "الكبرى" (6542) 2469 - "العم صِنْو الأب" سكت عليه الحافظ (¬2) أخرجه مسلم (983) من حديث أبي هريرة. ¬

_ (¬1) ورواه أبو شهاب عبد ربه بن سعيد الحفاظ عن حجاج بلفظ "العمرى والرقبى جائزة" أخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير" (106) وتابعه يحيى بن سعيد الأموي عن حجاج به. أخرجه أبو الشيخ أيضًا (113) ورواه فضيل بن عمرو الفقيمي عن حجاج واقتصر على الفقرة الثانية منه. أخرجه أبو الشيخ (114) (¬2) 10/ 151 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب- باب قوله: {إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان} [الأحزاب: 54] إلى قوله {شَهيدًا} [البقَرَة: 143])

2470 - "العمل بخواتيمه، العمل بخواتيمه" قال الحافظ: وأخرج البزار من حديث ابن عمر حديثا فيه ذكر الكتابين وفي آخره: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الهاء فانظر حديث "هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة" 2471 - "العين حق، وأصدق الطير الفأل" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث حابس التميمي أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬2) يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فرواه علي بن المبارك الهُنَائي عنه ثني حية بن حابس التميمي أنّ أباه أخبره أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "لا شيء في الهام، والعين حق، وأصدق الطير الفأل" أخرجه ابن سعد (7/ 66) وأحمد (4/ 67 و 5/ 70 و 379) والبخاري في "الأدب المفرد" (914) وفي "الكبير" (3562) والترمذي (2061) وفي "العلل" (2/ 691 - 692) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1179) والطبراني في "الكبير" (3562) وأبو نعيم في "الصحابة" (2289) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 375) وتابعه حرب بن شداد البصري ثنا يحيى بن أبي كثير به. أخرجه أحمد (5/ 70) عن عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حرب بن شداد به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 107 - 108) عن عبد الله بن محمد الجعفي المسندي وأبو يعلى (¬3) (1582) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي قالا: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حرب بن شداد به (¬4). ¬

_ (¬1) 14/ 301 (كتاب القدر- باب العمل بالخواتيم) (¬2) 12/ 325 (كتاب الطب- باب الفأل) (¬3) أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 79) من طريق أبي يعلى فلم يذكر حابسا التميمي. (¬4) رواه الحسن بن علي الحلواني عن عبد الصمد بن عبد الوارث فلم يذكر حابسا التميمي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1180) ومن طريقه ابن الأثير (1/ 375)

وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 108) والطبراني في "الكبير" (3561) وأبو نعيم في "الصحابة" (2288) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري ثنا حرب بن شداد به. - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن يحيى بن أبي كثير عن حية عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (5/ 70) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 108) - ورواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير أنّ رجلًا حدّثه عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 108) قال ابن الأثير: الأول هو الصواب" وقال الحافظ: والأول أصح" الإصابة 2/ 144 وقال الترمذي: حديث غريب" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فلم أره يقضي فيه بشيء. وكأنّ حديث علي بن المبارك أشبه لما وافقه حرب بن شداد" قلت: وحية بن حابس لم يرو عنه إلا يحيى بن أبي كثير كما في "الميزان" فهو مجهول، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. 2472 - "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا اسْتُغْسِلْتُم فاغسلوا" قال الحافظ: وأخرج مسلم (2188) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (¬1) 2473 - "العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم" قال الحافظ: وقد وقع عند أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 439) والطبراني في "مسند الشاميين" (459) عن عبد الله بن نُمير ¬

_ (¬1) 12/ 313 (كتاب الطب- باب العين حق) (¬2) 12/ 308 (كتاب الطب- باب رقية العين)

والطبراني (459) عن عيسى بن يونس قالا: ثنا ثور بن يزيد عن مكحول عن أبي هريرة به مرفوعا. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 107 قلت: وإسناده منقطع لأنّ مكحولا لم يسمع من أبي هريرة كما قال الترمذي والدارقطني والبزار وغيرهم. ***

حرف الغين

حرف الغين 2474 - سؤال من سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قصة أصحاب الكهف فقال "غدًا أجيبكم" فتأخر الوحي، فنزلت {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فقال "إنْ شاء الله" قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق، وهذا لم يرد هكذا من وجه ثابت" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/ 191 - 192) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني شيخ من أهل مصر قدم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر الحديث وفيه طول. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 269 - 270) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطاردي ثنا يونس بن بكير به إلا أنه قال: حدثني رجل من أهل مكة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. 2475 - حديث ابن عمر: غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صلى الصبح في صبيحة يوم عرفة حتى أتى عرفة فنزل نَمِرَة وهو منزل الإِمام الذي ينزل فيه بعرفة حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُهَجِّرًا فجمع بين الظهر والعصر ثم خطب الناس ثم راح فوقف. قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 14/ 415 (كتاب الإيمان والنذور- باب الإستثناء في الإيمان) (¬2) 4/ 257 (كتاب الحج- باب التهجير بالرواح يوم عرفة).

أخرجه أحمد (2/ 129) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني نافع عن ابن عمر قال: غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مني حين صلى الصبح، فذكر الحديث وزاد فيه: على الموقف من عرفة" وأخرجه أبو داود (1913) عن أحمد به. وإسناده حسن رواته ثقات غير ابن إسحاق، وهو صدوق مدلس، وقد صرّح بالتحديث من نافع فانتفى التدليس. 2476 - حديث عائشة: قلت: يا رسول الله، فما الطاعون؟ قال: "غدة كغدة البعير، المقيم فيها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف" قال الحافظ: أخرج أحمد وابن خزيمة من حديث عائشة مرفوعا في أثناء حديث بسند حسن: فذكره، وله شاهد من حديث جابر رفعه "الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف" أخرجه أحمد أيضًا وابن خزيمة، وسنده صالح للمتابعات" (¬1) حديث عائشة سيأتي الكلام عليه في حرف الفاء عند حديث "فناء أمتي بالطعن والطاعون" وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 352 و 360) والبزار (كشف 3038) وابن عدي (5/ 1765) عن بكر بن مضر المصري وأحمد (3/ 324 - 325) وعبد بن حميد (1118) والحافظ في "بذل الماعون" (ص 280) عن سعيد بن أبي أيوب المصري وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 181) عن عبد الله بن لَهيعة ثلاثتهم عن عمرو بن جابر الحضرمي قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. ¬

_ (¬1) 12/ 296 (كتاب الطب- باب ما يذكر في الطاعون)

واللفظ لحديث سعيد بن أبي أيوب. وفي حديث بكر بن مضر "والصابر فيه له أجر شهيد" قال البزار: لا نعلم رواه عن جابر إلا عمرو الحضرمي" وقال المنذري: إسناد أحمد حسن" الترغيب 2/ 339 وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 315 وقال البوصيري: مداره على عمرو بن جابر وهو ضعيف" إتحاف الخيرة 3/ 185 وقال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وأحمد من طرق عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي المصري، وحديثه صالح في الشواهد، وإنْ كان بعضهم قد ضعفه" بذل الماعون قلت: هو مختلف فيه، فقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره، ووثقه يعقوب بن سفيان والعجلي وغيرهما. 2477 - عن ابن عباس قال: غدوت على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة في صلاة الفجر فقرأ سورة فيها سجدة فسجد. قال الحافظ: في "كتاب الشريعة" لابن أبي داود من طريق أخرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، وفي إسناده من ينظر في حاله" (¬1) 2478 - عن ابن عمر قال: غدونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مِنَى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1284) من طريق عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه: فذكره" (¬2) 2479 - عن عمران بن حَصين قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين. قال الحافظ: ولأبي داود من حديث عمران بن حصين: فذكره" (¬3) انظر حديث "يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر" ¬

_ (¬1) 3/ 30 (كتاب الجمعة- باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة) (¬2) 4/ 257 (كتاب الحج- باب التلبية والتكبير إذا غدا من مني إلى عرفة) (¬3) 3/ 215 - 216 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب ما جاء في التقصير)

2480 - عن مجدي الضمري قال: غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة المريسيع فأصبنا سبيا، فسألنا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن العزل" قال الحافظ: وقد وقع عند البخاري في "تاريخه" وابن السكن وغيره في "الصحابة" من حديث مجدي الضمري قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن منده في "الصحابة" (الإصابة 9/ 91 - 92) وأبو نعيم في "الصحابة" (6287) من طريق محمد بن سليمان بن مسمول ثنا أبو المفرج بن عُطَي بن مجدي الضمري عن أبيه عن جده قال: غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة بني المصطلق والمريسيع فأصبنا سبايا، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العزل، فقال "اعزلوا إنْ شئتم، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن سليمان. 2481 - عن عمر قال: غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان يوم بدر ويوم الفتح" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث عمر: فذكره" (¬2) ضعيف يرويه ابن لَهيعة واختلف عنه: - فقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن مَعْمَر بن أبي حُيَيَّة عن ابن المسيب أنّه سأله عن الصوم في السفر فحدّث أنّ عمر بن الخطاب قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان غزوتين: يوم بدر والفتح. فأفطرنا فيهما. أخرجه الترمذي (714) والفريابي في "الصيام" (91) عن قتيبة به. ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1768) وتابعه حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة به. أخرجه أحمد (1/ 22) قال الترمذي: حديث عمر لا نعرفه إلا من هذا الوجه" - وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم: ثنا ابن لهيعة ثنا بكير بن عبد الله عن سعيد بن المسيب عن عمر. ¬

_ (¬1) 14/ 296 (كتاب القدر- باب وكان أمر الله قدرا مقدورا) (¬2) 5/ 85 (كتاب الصوم- باب حدثنا عبد الله بن يوسف)

أخرجه أحمد (1/ 22) وتابعه يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا ابن لهيعة به. أخرجه البزار (296) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وابن المسيب مختلف في سماعه من عمر. 2482 - حديث أبي بكر الصديق أنه قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فقال: "غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ " قلت: بلى، قال "هو ما تجزون به" قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان" (¬1) له عن أبي بكر طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي قال: أُخبرت أنّ أبا بكر قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النِّساء: 123] فكل سوء عملنا جزينا به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك الألواء؟ " قال: بلى، قال "فهو ما تجزون به" أخرجه أحمد (1/ 11) عن عبد الله بن نُمير أخبرنا إسماعيل به. وأخرجه أحمد (1/ 11) وابن جرير في "تفسيره" (5/ 294) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 77 - 78) عن سفيان بن عُيينة (¬2) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 708) والحاكم (3/ 74) والبيهقي (3/ 373) وفي "الشعب" (9348) وفي "الآداب" (1044) ¬

_ (¬1) 12/ 207 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض) (¬2) أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 7) عن محمد بن منصور الطوسي عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير قال: فذكره مرسلًا.

عن سفيان الثوري (¬1) وابن حبان (2910) عن خالد بن عبد الله الطحان وهناد في "الزهد" (429) عن عبدة بن سليمان الكلابي وابن جرير (5/ 294) عن حَكّام بن سَلْم الكناني وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (111) وأبو يعلى (98 و 99 و 100) وابن جرير (5/ 295) وابن حبان (2926) وابن السني (392) والبيهقي في "الشعب" (9348) عن يحيى بن سعيد القطان وأبو يعلى (98) عن عَثَّام بن علي الكوفي (¬2) و (101) عن معتمر بن سليمان التيمي وسعيد بن منصور (696) عن خلف بن خليفة الكوفي كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير عن أبي بكر به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: حديث حسن" وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7638) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (112) ¬

_ (¬1) وهو في "تفسيره" (ص 97) (¬2) رواه محمد بن أبي بكر المقدمي عنه هكذا، ورواه نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمي عن عثام بن علي فقال فيه: عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1778)

عن يزيد بن هارون الواسطي وابن جرير (5/ 294) عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجَنْبي وسعيد بن منصور (697) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير وأحمد (1/ 11) عن يعلي بن عبيد الطنافسي (¬1) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5992) عن عقبة بن خالد السكوني وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (569) عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير قال: قال أبو بكر. ورواه هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن جرير (5/ 294) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عنه به (¬2). ورواه وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير قال: لما نزلت {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النِّساء: 123] قال أبو بكر. أخرجه أحمد (1/ 11) عنه به. وأخرجه ابن جرير (5/ 294) عن سفيان بن وكيع ثنا أبي به. ورواه عبيد الله بن عمر القواريري عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر الصديق، ليس فيه عن أبي بكر الثقفي. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 77 - 78) ووقع عنده: عن أبي بكر بن أبي زهير عن أبي بكر. (¬2) رواه إسحاق بن إسماعيل الطالقاني عن هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير قال: قال أبو بكر. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (86)

أخرجه أبو يعلى (99) وحديث أحمد عن وكيع أصح. وإسناده ضعيف لانقطاعه. قال أبو زرعة: أبو بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبي بكر الصديق مرسل" المراسيل ص 258 وقال ابن أبي حاتم: أبو بكر بن أبي زهير روى عن أبي بكر الصديق مرسل" الجرح 4/ 2 / 338 وقال الحافظ في "التهذيب": أرسل عن أبي بكر الصديق" وأبو بكر الثقفي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. الثاني: يرويه سليمان بن مهران الأعمش عن مسلم بن صُبيح عن مسروق قال: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، ما أشدّ هذه الآية {مَن يعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ به} [النِّساء: 123] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء" أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 558) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 119) من طريق فضيل بن عياض عن الأعمش به. ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش فأسقط منه مسروقا. أخرجه هناد في "الزهد" (434) وابن جرير (5/ 295) الثالث: يرويه عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن زياد الجصاص عن علي بن زيد عن مجاهد عن ابن عمر قال: سمعت أبا بكر رفعه "من يعمل سوءا يجز به في الدنيا" أخرجه أحمد (1/ 6) والبزار (21) وأبو بكر المروزي (22) وأبو يعلى (18) والطبري في "تفسيره" (5/ 294) والعقيلي (2/ 79) وابن أبي حاتم (5993) وابن الأعرابي (ق 129 / أ) وابن عدي (3/ 1045) والحاكم (3/ 552 - 553) وابن مردويه كما في "تفسيره ابن كثير" (1/ 557) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 334) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 81) وإسناده ضعيف لضعف زياد الجصاص وعلي بن زيد بن جُدْعان (¬1). ¬

_ (¬1) واختلف فيه على زياد الجصاص، فرواه أبو عاصم العباداني عن زياد الجصاص عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. =

وأخرجه عبد بن حميد (7) والترمذي (3039) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي أخبرني مولى ابن سباع قال: سمعت ابن عمر يحدث عن أبي بكر قال: فذكر الحديث مطولًا. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، ومولى ابن سباع مجهول. وللحديث شاهد عن عطاء بن أبي رباح مرسلًا. أخرجه ابن جرير (5/ 295) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن عُلية عن الربيع بن صَبيح عن عطاء قال: لما نزلت {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النِّساء: 123] قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشدّ هذه الآية، قال "يا أبا بكر، إنك تمرض، وإنك تحزن، وإنك يصيبك أذى، فذاك بذاك" وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن صبيح. وقال ابن جرير: ثنا القاسم ثنا الحسين ثني حجاج عن ابن جريج قال: أني عطاء قال: لما نزلت، قال أبو بكر: جاءت قاصمة الظهر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما هي المصيبات في الدنيا" القاسم هو ابن الحسن لم أقف له على ترجمة، والحسين هو ابن داود المعروف بِسُنَيْد وهو مختلف فيه، وحجاج بن محمد ومن فوقه ثقات. وله شاهد آخر موصول عن أبي هريرة قال: لما نزلت {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النِّساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغا شديدا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها" أخرجه مسلم (2574) 2483 - حديث سعيد بن زيد قال: خرج زيد بن عمرو وورقة بن نوفل يطلبان الدين حتى أتيا الشام، فتنصر ورقة وامتنع زيد، فأتى الموصل فلقي راهبا فعرض عليه النصرانية فامتنع، وذكر الحديث نحو حديث ابن عمر الآتي في ترجمته، وفيه: قال سعيد بن زيد: فسألت أنا وعمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن زيد، فقال "غفر الله له ورحمه فإنّه مات على دين إبراهيم" ¬

_ = أخرجه العقيلي (2/ 79) وقال: كلاهما غير محفوظين، وهذا يُروى بإسناد صالح من غير هذا الوجه" وضعفه الدارقطني في "العلل" (1/ 225)

قال الحافظ: رواه البزار والطبراني. وقال: وقد وقع في حديث سعيد بن زيد الذي قدمته وهو عند أحمد: وكان زيد يقول: عذت بما عاذ به إبراهيم، ثم يخرّ ساجدا للكعبة، قال: فمرّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وزيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة لهما، فدعياه فقال: يا ابن أخي، لا آكل مما ذبح على النصب. قال: فما رؤي النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل مما ذبح على النصب من يومه ذلك. وقال: وفي حديث سعيد بن زيد: فانطلق زيد وهو يقول: لبيك حقا حقا، تعبدا وَرِقًا، ثم يخرّ فيسجد لله" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 32) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن أبيه عن جده أن زيد بن عمرو وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى واهب بالموصل فقال لزيد بن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال: من بيت إبراهيم، قال: وما تلتمس؟ قال: ألتمس الدين، قال: ارجع فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك، فأما ورقة فتنصر، قال زيد: وأما أنا فعرضت عليّ النصرانية فلم توافقني، فرجع وهو يقول: لبيك لبيك حقا حقا، تعبدا ورقا، البر أبغي لا حلال وهل مهجر كمن قال آمنت بمن آمن به إبراهيم وهو يقول: أنفي لك اللهم عان راغم مهما تجشمني فإني جاشِمُ ثم يخرّ فيسجد. قال: وجاء ابنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّ أبي كان كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له، قال: نعم، فإنّه يكون يوم القيامة أمة وحده" قال: أتى زيد بن عمرو بن نفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه زيد بن حارثة وكلاهما يأكلان من سفرة لهما، فدعياه لطعامهما، فقال زيد بن عمرو للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا ابن أخى إنا لا نأكل مما ذبح على النصب" وأخرجه البزار (1266) عن عمرو بن علي الفلاس (¬2) عن الطيالسي بالفقرة الأخيرة منه وزاد: فما رؤي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك اليوم أكل مما ذبح على النصب. وأخرجه أيضًا (1268) عن محمد بن يحيى القطعي عن الطيالسي بالفقرة التي قبل الأخيرة. ¬

_ (¬1) 8/ 142و 143 و 145 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل) (¬2) رواه قاسم بن زكريا المُطَرِّز عن الفلاس مختصرا أيضًا. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1785)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (571) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 123 - 124) من طريق يونس بن حيب الأصبهاني عن الطيالسي بطوله. وأخرجه أحمد (1/ 189 - 190) عن يزيد بن هارون الواسطي والبزار (1267) والطبراني في "الكبير" (350) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/ 189 - 190) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري والحاكم (3/ 439) عن يونس بن بكير الشيباني والحربي في "الغريب" (2/ 790 - 791) عن أبي قَطَنْ عمرو بن الهيثم أربعتهم عن المسعودي به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعيد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 417 قلت: سماع عبد الله بن رجاء من المسعودي قبل اختلاطه، ونفيل بن هشام وأبوه ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". 2484 - "غلبت رحمتي غضبي" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 17/ 155) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه، وهو يكتب على نفسه، وهو وَضعُ عنده على العرش: إنّ رحمتي تغلب غضبي" 2485 - "غلظ جلد الكافر وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار" قال الحافظ: ولابن المبارك في "الزهد" عن أبي هريرة قال: ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أُحُد، يعظمون لتمتليء منهم وليذوقوا العذاب. وسنده صحيح، ولم يصرّح برفعه ¬

_ (¬1) 13/ 39 (كتاب الأدب- باب جعل الله الرحمة في مائة جزء)

لكن له حكم الرفع لأنه لا مجال للرأي فيه. وقد أخرج أوله مسلم من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا وزاد "وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام" وأخرجه البزار من وجه ثالث عن أبي هريرة بسند صحيح بلفظ: فذكره، وأخرجه البيهقي وابن حبان في "صحيحه". وللبيهقي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة "وفخذه مثل ورقان، ومقعده مثل ما بين المدينة والربذة" أخرجه الترمذي ولفظه "بين مكة والمدينة" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه أبو حازم عن أبي هريرة مرفوعا "ضرس الكافر، أو ناب الكافر في النار مثل أُحُد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث" أخرجه مسلم (2851) وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (21) وابن حبان (7487) والطبراني في "الأوسط" (8069) وابن عدي (7/ 2587) والبيهقي في "البعث" (565) والمزي (30/ 88) من طريق هارون بن سعد العجلي عن أبي حازم به. وأخرجه الترمذي (2579) من طريق فضيل بن غزوان الكوفي عن أبي حازم به مختصرا. وقال: هذا حديث حسن، وأبو حازم هو الأشجعي اسمه سلمان مولى عَزَّة الأشجعية" الثاني: يرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا "ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قديد إلى مكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار" أخرجه أحمد (2/ 334) والبيهقي في "البعث" (566) والخطيب في "الكفاية" (ص 359) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأخرجه أحمد (2/ 537) وابن أبي عاصم في "السنة" (624) عن الحسن بن موسى الأشيب ¬

_ (¬1) 14/ 214 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

قالا: ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم به. وعبد الرحمن بن عبد الله مختلف فيه، والباقون ثقات. الثالث: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة واختلف عنه: - فرواه عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعا "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعا، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة" أخرجه أحمد (2/ 328) عن ربعي بن إبراهيم الأسدي والحاكم (4/ 595) والبيهقي في "البعث" (568) عن بشر بن المفضل البصري قالا: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عبد الرحمن بن إسحاق ليس به بأس، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. - ورواه سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن أبي هريرة موقوفًا وزاد: وبطنه مثل اضم. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 304) عن خالد بن يزيد المصري والحاكم (4/ 595 - 596) عن عمرو بن الحارث المصري. كلاهما عن سعيد بن أبي هلال به. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري. الرابع: يرويه عمرو بن الحارث المصري أنّ سليمان بن حميد حدّثه أنّ أباه حدّثه أنّه سمع أبا هريرة رفعه "ضرس الكافر مثل أحد" يعني في النار.

أخرجه ابن حبان (7488) عن عبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أنا عمرو بن الحارث به. وحميد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وابنه سليمان ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضًا، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، والباقون ثقات. الخامس: يرويه محمد بن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القَرَظ قال: حدثني جدي محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة" أخرجه الترمذي (2578) عن علي بن حجر المروزي أنا محمد بن عمار به. وأخرجه ابن عدي (6/ 2234) من طريق سعيد بن منصور ثنا محمد بن عمار به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: وهو كما قال، محمد بن عمار بن حفص ليس به بأس، وجده لأمه محمد بن عمار بن سعد القرظ ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، وصالح مولى التوأمة صدوق اختلط. وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (110) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (63) من طريق أحمد بن حاتم الطويل ثنا محمد بن عمار عن صالح عن أبي هريرة به. السادس: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة واختلف عنه: - فقال شيبان بن عبد الرحمن النّحْوي: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا (¬1)، وإنّ ضرسه مثل أُحُد، وإنّ مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة" أخرجه الترمذي (2577) واللفظ له وابن أبي عاصم في "السنة" (623) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1193) وابن حبان (7486) وابن منده في "الرد على الجهمية" (79) والحاكم (4/ 595) والبيهقي في "الأسماء" (ص 431) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (61) من طرق عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنبأ شيبان به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش" ¬

_ (¬1) زاد ابن أبي عاصم والباقون "بذراع الجبار"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو على شرط مسلم وحده لأن البخاري لم يخرج رواية شيبان عن الأعمش" - وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال لي عبد الله بن مسعود: يا أبا هريرة أتدري كم عرض جلد الكافر؟ قلت: لا أدري، قال: أربعون ذراعا بذراع الجبار. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1192) وتابعه محمد بن فضيل الكوفي عن الأعمش به. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 164) السابع: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة واختلف عنه: - فرواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري موقوفًا. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 303) عن يونس به. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4413) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا ابن المبارك به. وتابعه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري به. قاله الدارقطني في "العلل" (9/ 177) - ورواه الوليد بن محمد المُوَقَّرِي عن الزهري مرفوعا. قاله الدارقطني. وقال: الموقوف هو الصحيح" قلت: وهو كما قال، والموقري قال الذهبي في "الكاشف": تركوه. 2486 - عن جُبير بن مُطعم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ناول عثمان المفتاح قال له "غَيِّبه" قال الحافظ: وروى الفاكهي من طريق محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه: فذكره" (¬1) أخرجه أبو عروبة الحراني في "حديثه" (60) عن عمرو بن هشام الحراني قال: وجدت في كتاب عتاب بن بشير عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دفع المفتاح إلى عثمان بن طلحة قال "ها، ثم غيبه" ¬

_ (¬1) 9/ 79 (كتاب المغازي- باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة)

قال: فمن أجل ذلك يغيب المفتاح. وإسحاق بن راشد هو الجزري قال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك. وعتاب مختلف فيه، والباقون ثقات. 2487 - "غير الدجال أخوفني عليكم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (2937) من حديث النواس بن سمعان. 2488 - "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" قال الحافظ: وللنسائي من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، ورجاله ثقات لكن اختلف على هشام بن عروة فيه كما بينه النسائي وقال: إنّه غير محفوظ، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث عائشة وزاد "والنصارى" (¬2) حسن يرويه هشام بن عروة واختلف عنه: - فرواه عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" أخرجه أبو يعلى (¬3) في "مسنده" (5678) وفي "معجمه" (70) عن أحمد بن جَنَاب المصيصي ثنا عيسى بن يونس به. وأخرجه النسائي (8/ 119) وفي "الكبرى" (9344) عن عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ البصري والخطيب في "تاريخه" (4/ 77) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل والطحاوي في "المشكل" (3679) ¬

_ (¬1) 12/ 357 (كتاب الطب- باب ما يذكر في سم النبي - صلى الله عليه وسلم -) و16/ 218 (كتاب الفتن- باب لا يدخل الدجال المدينة) (¬2) 12/ 476 (كتاب اللباس- باب الخضاب) (¬3) ومن طريقه أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 281 - 282)

عن محمد بن علي بن داود ثلاثتهم عن أحمد بن جناب به. قال النسائي: غير محفوظ" وقال الخطيب: تفرد بروايته هكذا عن هشام عيسى بن يونس، ولم نكتبه إلا من حديث أحمد بن جناب عنه" قلت: وأحمد بن جناب وثقه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال صالح جزرة وأبو حاتم والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. واختلف عنه: فرواه محمد بن هشام بن أبي أبي الدميط المستملي أبو جعفر عن أحمد بن جناب ثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. أخرجه ابن الأعرابي (ق 73/ ب) - وقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 284 - 285) وابن المقرئ في "المعجم" (1006) عن عبدان الأهوازي عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الجواليقي القاضي العسكري ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن رجاء عن سفيان عن هشام بن عروة به. ومن طريق ابن المقريء أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (696) وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 88) والخطيب في "التاريخ" (5/ 405 و 9/ 378) وفي تخريج "الفوائد المنتخبة" للمهرواني (ص 216) وأبو موسى المديني (696) من طرق عن عبدان به. وزيد بن الحريش ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، والباقون كلهم ثقات، وسفيان هو الثوري، ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني ثنا هشام بن عروة به وزاد "والنصارى". أخرجه الطبرانه في "الأوسط" (1251) عن أحمد بن محمد بن الجهم السمري ثنا محمد بن حرب النسائي ثنا أبو مروان به. وقال: لم يروه عن يحيى إلا محمد"

2 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3678) 3 - حفص بن عمر بن حكيم الكبر. أخرجه المهرواني في "الفوائد المنتخبة" (130) وحفص ضعيف. - وقيل: عن هشام بن عروة عن أخيه عثمان بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام. أخرجه أحمد (¬1) (1/ 165) وابن سعد (1/ 439) عن محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن كُناسة الأسدي ثنا هشام به عروة به. وأخرجه النسائي (8/ 119) وفي "الكبرى" (9345) وأبو يعلى (681) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير بن العوام 795) والطحاوي في "المشكل" (3680) والدينوري في "المجالسة" (3451) وأبو نعيم (¬2) في "الحلية" (2/ 180) وفي "المعرفة" (443) والخطيب في "التاريخ" (5/ 404 - 405) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (74) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (902) والضياء المقدسي في "عواليه" (70) والمزي في "تهذيب الكمال" (25/ 496) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 236 - 237) من طرق عن محمد بن كناسة به (¬3). قال النسائي: غير محفوظ" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عروة، تفرد به ابن كناسة" وقال الطبري: وهذا خبر عندنا صحيح سنده" وقال الدارقطني: هو حديث يرويه محمد بن كناسة عن هشام بن عروة عن أخيه عثمان عن أبيه عن الزبير ولم يتابع عليه" العلل 4/ 234 قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وجماعة، لكن قال ابن معين: حديث ابن كناسة حديث "غيروا الشيب" إنما هو عن عروة مرسل" تاريخ الدوري 2/ 532 ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (903) (¬2) سقط من إسناده "عن عثمان بن عروة" والمزي أخرجه من طريقه فأثبته، وكذلك المديني أبو موسى. (¬3) رواه الطبري (796) عن أحمد بن حازم الغفاري عن محمد بن كناسة فلم يذكر عن أبيه. ورواه الهيثم بن كليب (45) عنه فذكره.

- وقيل: عن هشام بن عروة عن عثمان بن عروة عن عروة مرسلًا. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 405 - 406) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا محمد بن بشر العبدي ثنا هشام بن عروة به. - وقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا. أخرجه ابن سعد (1/ 439) عن عبد الله بن نمير عن هشام به. وأخرجه الخطيب (5/ 406) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن شعيب ثنا ابن نمير به. قال الدارقطني: رواه الحفاظ من أصحاب هشام عن هشام عن عروة مرسلًا، وهو الصحيح" العلل 4/ 235 وقال الخطيب في "تخريج الفوائد المنتخبة" للمهرواني (ص 218): والإرسال هو الصواب" وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث نافع بن جبير بن مطعم مرسلًا. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى" أخرجه أحمد (2/ 261 و 499) وابن سعد (1/ 439) عن يزيد بن هارون وأحمد (2/ 261) وابن سعد (1/ 439) عن عبد الله بن نمير وابن سعد (1/ 439) عن محمد بن عبد الله الأنصاري وأبو يعلى (5977) والطبري (808) عن خالد بن عبد الله الطحان وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 284) والبغوي في "شرح السنة" (3175) وابن حبان (5473).

عن عبد الله بن إدريس الكوفي والطبري (804) عن عون بن عمارة العبدي البصري و (805) عن عبدة بن سليمان الكوفي و (806) عن أسباط بن محمد القرشي و (807) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي و (810) عن عمرو بن خليفة البكراوي كلهم عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن. ورواه أبو حريز سهل مولى المغيرة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه. أخرجه أبو الشيخ (ص 285) وابن عدي (3/ 1281) وقال: هذا غريب من حديث أبي سلمة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير محفوظ، إنما يروى عن أبي سلمة عن أبي هريرة" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد به محمد بن عمرو بل تابعه: 1 - عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" أخرجه الترمذي (1752) وأبو يعلى (6021) وابن عدي (5/ 1697) والذهبي في "السير" (6/ 134) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 332) من طرق عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عمر بن أبي سلمة به.

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: عمر بن أبي سلمة مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، ولا بأس به في المتابعات. 2 - ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى" أخرجه البيهقي في "الشعب" (5978) عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا مَعْمر عن الزهري به. الثاني: يرويه عبد العزيز بن أبي روّاد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود، واجتنبوا السواد" أخرجه ابن عدي (5/ 1929) عن أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري ابن الشرقي الحافظ ثنا الحسن بن هارون ثنا مكي بن إبراهيم ثنا ابن أبي رواد به. وأخرجه البيهقي (7/ 311) عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا ابن الشرقي به. والحسن بن هارون ذكره ابن حبان في "الثقات"، ومكي بن إبراهيم وثقه أحمد وغيره، وابن أبي رواد واسمه عبد العزيز مختلف فيه والأكثر على توثيقه، ومحمد بن زياد هو القرشي وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. الثالث: يرويه يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى" أخرجه ابن عدي (7/ 2645) ويحيى بن أبي أنيسة الجزري قال أحمد ويعقوب بن سفيان والنسائي والدارقطني: متروك الحديث. وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 247) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 100) عن قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن لَهيعة عن خالد بن أبي عمران عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة عن أنس مرفوعا "غيروا الشيب ولا تقربوه السواد ولا تتشبهوا باليهود" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأما حديث نافع بن جبير بن مطعم فأخرجه ابن سعد (3/ 191) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنا ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير مرفوعا "غيروا ولا تشبهوا باليهود" ورواته ثقات. 2489 - حديث جابر في قصة أبي قُحَافة حيث قال - صلى الله عليه وسلم - لما رأى رأسه كأنها الثغامة بياضا "غَيِّروا هذا وجنبوه السواد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2102") (¬1) 2490 - "غيروه وجنبوه السواد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2102) من حديث جابر أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) 2491 - حديث جابر "الغسل واجب على كل مسلم في كل أسبوع يوما وهو يوم الجمعة" قال الحافظ: هو عند النسائي وصححه ابن خزيمة، ولسعيد بن منصور وأبي بكر بن أبي شيبة من حديث البراء بن عازب مرفوعا نحوه ولفظه "إنّ من الحق على المسلم أنْ يغتسل يوم الجمعة" الحديث، ونحوه للطحاوي من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن رجل من الصحابة أنصاري مرفوعا" (¬3) حسن وحديث جابر أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 93) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 116) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر وأحمد (3/ 304) والنسائي (3/ 76) وفي "الكبرى" (1669) وابن خزيمة (1747) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة" (24) عن بشر بن المفضل البصري وابن خزيمة (1747) وابن حبان (1219) ¬

_ (¬1) 12/ 477 (كتاب اللباس- باب الخضاب) (¬2) 7/ 310 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل) (¬3) 3/ 33 (كتاب الجمعة- باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان وغيرهم؟)

عن محمد بن أبي عدي البصري وابن خزيمة (1747) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 116) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 150) عن خالد بن عبد الله الطحان كلهم عن داود بن أبي هند عن أبي الزبير عن جابر رفعه "حق على كل مسلم في كل سبع غسل يوم، وذلك يوم الجمعة" واللفظ لابن أبي شيبة. وفي لفظ "على كل رجل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم، وهو يوم الجمعة" وهو للنسائي وابن خزيمة وابن حبان، واللفظ الذي ذكره الحافظ هو للطحاوي. واختلف في هذا الحديث على داود بن أبي هند، فرواه محمد بن فضيل الكوفي عنه عن أبي الزبير عن جابر قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 95) والأول أصح لأن الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. وأبو الزبير واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس ثقة إلا أنه يدلس ولم يذكر سماعا من جابر. وللحديث شواهد من حديث البراء بن عازب ومن حديث رجل من الصحابة أنصاري لم يسم ومن حديث ثوبان فيتقوى بها. فأما حديث البراء فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 92 - 93) وأحمد (4/ 282 و 283) والترمذي (528 و 529) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة" (17) وأبو يعلى (1659 و1684) والروياني (350) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 116) والطبراني في "الأوسط" (813) من طرق عن يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء رفعه "إنّ من الحق على المسلمين أن يغتسل أحدهم يوم الجمعة، وأنْ يمس من طيب إنْ كان عند أهله، فإنْ لم يكن عندهم طيب، فإنّ الماء له طيب" قال الترمذي: حديث حسن" وقال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به يزيد بن أبي زياد"

قلت: يزيد بن أبي زياد ليس بالقوى وتغير بأخرة وكان يلقن. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (4/ 34 و5/ 363) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 116) من طرق عن سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن رجل من الأنصار من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه "حق على كل مسلم أنْ يغتسل يوم الجمعة، وأنْ يتطيب من طيب إنْ كان عنده" اللفظ للطحاوي. واختلف فيه على سعد بن إبراهيم، فرواه شعبة عنه قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث عن رجل من الأنصار عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه "ثلاث حق على كل مسلم: الغسل يوم الجمعة، والسواك، ويمس من طيب إنْ وجد" أخرجه أحمد (4/ 34) وابن أبي شيبة (2/ 94) وحديث سفيان أصح لأنّه أحفظ من شعبة كما قال شعبة نفسه، وقال أيضًا: إذا خالفني سفيان في حديث فالحديث حديثه. وقال يحيى القطان: إذا خالف شعبة سفيان أخذت بقول سفيان. وقال أبو حاتم: سفيان أحفظ من شعبة، وإذا اختلف الثوري وشعبة فالثوري. وقال أبو زرعة: الثوري أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه. قلت: وإسناد الحديث صحيح إنْ كان محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان سمع من الصحابي فإنّه لم يذكر سماعا منه. وأما حديث ثوبان فأخرجه البزار (كشف 624) عن إبراهيم بن الربيع بن نافع ثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن أبي عثمان عن ثوبان رفعه "حق على كل مسلم السواك، وغسل يوم الجمعة، وأنْ يمس من طيب أهله إنْ كان" قال الهيثمي: وفيه يزيد بن ربيعة ضعفه البخاري والنسائي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به" المجمع 2/ 172 قلت: هو ضعيف، وذكره النسائي والعقيلي والدارقطني وابن حبان في الضعفاء. 2492 - "الغلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه" قال الحافظ: أخرجه البزار وأبو الشيخ في كتاب "العقيقة" من رواية إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، ورجاله ثقات" (¬1) ¬

_ (¬1) 12/ 11 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

أخرجه البزار (كشف 1236) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 238) عن عبيد الله بن موسى العبسي وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 308) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي كلاهما عن إسرائيل بن يونس عن عبد الله بن المختار عن محمد بن سيرين عن أبي مرفوعا "مع الغلام عقيقته، فأهريقوا عليه دمًا، وأميطوا عنه أذى" اللفظ لحديث إسرائيل. وفي حديث أبي غسان "الغلام مرتهن بعقيقته" قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن المختار إلا إسرائيل" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 58 قلت: ورواته ثقات. ***

حرف الفاء

حرف الفاء 2493 - عن مصعب بن نوح قال: أدركت عجوزا لنا كانت فيمن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: فأخذ علينا ولا ينحن، فقالت عجوز: يا نبي الله، إنّ ناسا كانوا أسعدونا على مصائب أصابتنا وإنهم قد أصابتهم مصيبة فأنا أريد أن أسعدهم، قال "فاذهبي فكافئيهم" قالت: فانطلقت فكافأتهم، ثم إنها أتت فبايعته. قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبري" (¬1) أخرجه ابن سعد (8/ 8) وأحمد (4/ 55) والطبري في "تفسيره" (28/ 79) من طرق عن عمر بن فروخ القتات ثنا مصعب بن نوح الأنصاري قال: أدركت عجوزا لنا كانت فيمن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فأتيته لأبايعه، فأخذ علينا فيما أخذ: ولا تنحن، فقالت عجوز: يا نبي الله، إنّ ناسا قد كانوا أسعدوني على مصائب أصابتني، وإنّهم قد أصابتهم مصيبة، فأنا أريد أنْ أسعدهم، قال "فانطلقي فكافئيهم (¬2) " ثم إنّها أتت فبايعته، قال (¬3): هو المعروف الذي قال الله {وَلَا يَعصِينَكَ في مَعْروف} [المُمتَحنَة: 12]. اللفظ للطبري. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 15 وقال السيوطي: سنده جيد" الدر المنثور 8/ 141 قلت: مصعب بن نوح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: مجهول. وله شاهد عن أم عطية الأنصارية قالت: لما أردت أن أبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله، إنّ امرأة أسعدتني في الجاهلية فأذهب فأسعدها ثم أجيئك فأبايعك. قال "اذهبي فأسعديها" قالت: فذهبت فساعدتها ثم جئت فبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) 10/ 263 (كتاب التفسير- سورة الممتحنة- باب {إذا جاءك المؤمنون يبايعنك} [الممتحنة: 12]) (¬2) ولفظ ابن سعد "فأسعديهم" (¬3) ولفظ أحمد وابن سعد "قالت"

أخرجه أحمد (6/ 408) والبخاري (فتح 10/ 262) والنسائي (7/ 133 - 134) واللفظ له. 2494 - "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران" قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وإسناده حسن" (¬1) ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث عائشة ومن حديث أم سلمة فأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد وابنه (3/ 80) وفي "فضائل الصحابة" (1331) والترمذي (5/ 656) والنسائي في "خصائص علي" (129) وأبو يعلى (1169) وابن عساكر (تراجم النساء ص 379) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وأحمد (3/ 64) وفي "الفضائل" (1360) عن خالد بن عبد الله الواسطي والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 989) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 71) عن إسماعيل بن زكريا الكوفي ثلاثتهم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم عن أبي سعيد مرفوعا "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران" ورواه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم عن أبي سعيد بالشطر الأول منه فقط، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 96) وأحمد (3/ 62 و 82) وفي "الفضائل" (1368) والترمذي (3768) والنسائي في "الخصائص" (141) والطبراني في "الكبير" (2613) والبغوي في "شرح السنة" (3936) 2 - محمد بن فضيل. أخرجه الترمذي (5/ 656) والنسائي في "الخصائص" (142) ¬

_ (¬1) 7/ 258 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} [التحريم: 11])

3 - حمزة الزيات. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2612) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد، منهم: 1 - منصور بن أبي الأسود. أخرجه الحاكم (3/ 154) عن أبي جعفر محمد بن علي بن دحيم الصائغ ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا علي بن ثابت الدهان ثنا منصور بن أبي الأسود عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد مرفوعا "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران". وقال: صحيح الإسناد" 2 - يزيد بن مَرْدانُبة. أخرجه أحمد (3/ 3) وفي "الفضائل" (1384) عن محمد بن عبد الله الزبيري والنسائي في "الخصائص" (140) والطبراني في "الكبير" (2611) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 343) والخطيب في "التاريخ" (11/ 90) والمزي (32/ 243) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين قالا: ثنا يزيد بن مردانبة عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد بالشطر الأول منه فقط. وإسناده صحيح رواته ثقات. 3 - الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 644) والنسائي في "الخصائص" (143) وفي "الكبرى" (8169) والطحاوي في "المشكل" (2/ 393) وابن حبان (6959) والطبراني في "الكبير" (2610) والحاكم (3/ 166 - 167) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 71) والخطيب في "التاريخ" (4/ 207) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 12) والمزي (7/ 109 - 110) من

طرق عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم ثني أبي عن أبي سعيد بالشطر الأول منه وزاد "إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا" قال الحاكم: هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه" وقال الذهبي: قلت: الحكم فيه لين" قلت: وثقه يعقوب بن سفيان وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن معين: ضعيف. 4 - سعيد بن مسروق الثوري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2211) من طريق علي بن ثابت الدهان ثنا قيس بن الربيع عن سعيد بن مسروق عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد بالشطر الأول منه فقط. وقال: لم يروه عن سعيد بن مسروق إلا قيس بن الربيع، تفرد به علي بن ثابت" قلت: وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: قلت لفاطمة ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رأيتك حين أكببت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه، فبكيت، ثم أكببت عليه ثانية فضحكت، قالت: أكببت عليه، فأخبرني أنه ميت فبكيت، ثم أكببت عليه الثانية، فأخبرني أني أول أهله (¬1) لحوقا به، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا (¬2) مريم ابنة عمران، فضحكت. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 126) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2942 و 2963) والنسائي في "الخصائص" (127) وفي "الكبرى" (8366) وابن حبان (6952) والطبراني في "الكبير" (22/ 419 - 420) وابن شاهين في "فضائل فاطمة" (4 و5) وابن عساكر (تراجم النساء ص 379) من طرق عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن. الثاني: يرويه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أنّ أمه فاطمة بنت الحسين حدثته أنّ عائشة كانت تقول: فذكرت حديثا طويلًا وفيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة "إنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم ابنة عمران" ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني "أهل بيته" (¬2) زاد الطبراني "ما كان من"

أخرجه الطحاوي في "المشكل" (146) عن يوسف بن يزيد بن كامل القرشي القراطيسي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2965 و 2970) عن عمر بن الخطاب السجستاني قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد ثني عمارة بن غَزِيَّة عن محمد بن عبد الله به. ورواته ثقات غير محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وقال مسلم: منكر الحديث. وأما حديث أم سلمة فأخرجه ابن سعد (2/ 248) والترمذي (3873) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2964) والنسائي في "الخصائص" (128) وأبو يعلى (6743 و 6886) والطبراني في "الكبير" (22/ 421 - 422) وابن شاهين في "فضائل فاطمة" (8) والمزي (16/ 275) من طرق عن موسى بن يعقوب الزَّمْعِي ثني هاشم بن هاشم عن عبد الله بن وهب بن زَمْعة أنّ أم سلمة أخبرته أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا فاطمة يوم (¬1) الفتح فناجاها (¬2)، فبكت، ثم حدثها (¬3) فضحكت. قالت (¬4): فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألتها عن بكائها وضحكها. قالت (¬5): أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يموت فبكيت (¬6)، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا (¬7) مريم ابنة عمران (¬8) فضحكت. اللفظ للترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" قلت: موسى بن يعقوب مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. وهاشم بن هاشم وعبد الله بن وهب ثقتان. ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني وابن شاهين "بعد" (¬2) ولفظ ابن أبي عاصم "فحدثها" ولفظ أبي يعلى "فسارّها بشيء" (¬3) ولفظ أبي يعلى "ثم سارّها بشيء" (¬4) زاد النسائي وغيره "أم سلمة" وزاد ابن شاهين بعد ذلك "فلم أسألها عن شيء حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬5) زاد الطبراني "فاطمة" (¬6) ولفظ أبي يعلى "أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة فبكيت" (¬7) ولفظ النسائي وغيره "بعد" (¬8) ولفظ أبي يعلى "ما يسرك أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا فلانة"

2495 - حديث ابن عباس أنَّ رجلًا ظاهر من امرأته فوقع عليها قبل أنْ يكفِّر، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فاعتزلها حتى تكفر عنك" قال الحافظ: ولأبي داود والترمذي من حديث ابن عباس: فذكره، وفي رواية لأبي داود "فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله" وإسناد هذا الحديث حسن" (¬1) له عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه الحكم بن أبان العدني عن عكرمة واختلف عنه: - فرواه مَعْمر بن راشد عن الحكم واختلف عنه: • فقال الفضل بن موسى السِّيْناني: عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قد ظاهر من امرأته فوقع عليها. فقال: يا رسول الله، إني قد ظاهرت من زوجتي فوقعت عليها قبل أنْ أكفر، فقال "وما حملك على ذلك، يرحمك الله؟ " قال: رأيت خَلْخالها في ضوء القمر. قال "فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به". أخرجه أبو داود (2/ 667) والترمذي (¬2) (1199) والنسائي (6/ 136) وفي "الكبرى" (5651) وابن الجارود (747) والطبراني في "الكبير" (11600) والبيهقي (7/ 386) وتابعه محمد بن جعفر غُندر عن معمر به. أخرجه ابن ماجه (2065) • ورواه عبد الرزاق (11525) عن معمر عن الحكم عن عكرمة مرسلًا. ومن طريقه أخرجه النسائي (6/ 136) وفي "الكبرى" (5652) - ورواه حفص بن عمر العدني عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (2/ 204) والبيهقي (7/ 386) وفي "المعرفة" (11/ 116) وفي "الصغرى" (2733) وقال الحاكم: الحكم بن أبان صدوق" وقال الذهبي: قلت: العدني غير ثقة" وتابعه سعيد بن كليب قاضي عدن عن الحكم به. ¬

_ (¬1) 11/ 354 (كتاب الطلاق- باب الظهار) (¬2) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح"

قاله البيهقي (7/ 386) - ورواه إسماعيل بن عُلية عن الحكم واختلف عنه: • فرواه زياد بن أيوب البغدادي عن إسماعيل عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه أبو داود (2223) • ورواه سعيد بن منصور (1826) عن إسماعيل عن الحكم عن عكرمة مرسلًا. - ورواه ابن جُريج واختلف عنه: • فرواه حميد بن حماد بن خُوار التميمي عن ابن جريج عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11599) وحميد بن حماد (¬1) قال أبو داود وغيره: ضعيف. • ورواه عبد الرزاق (11526) عن ابن جريج عن الحكم عن عكرمة مرسلًا. • ورواه علي بن عاصم الواسطي عن ابن جريج عن عكرمة مرسلًا ولم يذكر الحكم. أخرجه البيهقي (7/ 386) وعلي بن عاصم ذكره أبو زرعة وجماعة في الضعفاء. - ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن الحكم عن عكرمة مرسلًا. أخرجه سعيد بن منصور (1825) والنسائي (6/ 137) وفي "الكبرى" (5653) وتابعه سفيان بن عُيينة عن الحكم عن عكرمة مرسلًا. أخرجه أبو داود (2221 و 2222) والبيهقي (7/ 386) قال النسائي: المرسل أولى بالصواب من المسند" وخالفه ابن حزم فقال: وهذا خبر صحيح من روايات الثقات لا يضره إرسال من أرسله" المحلى 11/ 264 وقال المنذري في "مختصره": قال أبو بكر المعافري: ليس هذا الحديث صحيحا ¬

_ (¬1) وتابعه الوليد بن مسلم عن ابن جريج به. قال أبو حاتم: كذا رواه الوليد وهو خطأ، إنما هو عكرمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل" علل الحديث 1/ 430

يعول عليه. قال: وفيما قاله نظر فقد صححه الترمذي ورجاله ثقات مشهور سماع بعضهم من بعض" نصب الراية 3/ 246 وقال الحافظ: رجاله ثقات" التلخيص 3/ 222 الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني ظاهرت من امرأتي فرأيت بياض خلخالها في القمر فأعجبني فوقعت عليها، قال "أو ما قال الله {مِنْ قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا} [المجَادلة: 3] " قال: قد فعلت يا رسول الله، قال "أمسك عنها حتى تكفر". أخرجه البزار كما في "نصب الراية" (3/ 246) والحاكم (2/ 204) والبيهقي (7/ 386) واللفظ له. وقال البزار: لا يروى عن ابن عباس بأحسن من هذا، وإسماعيل بن مسلم تُكلم فيه، وروى عنه جماعة من أهل العلم" وقال أبو حاتم: إنما هو طاوس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من يقول: عن عمرو بن دينار عن عكرمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإسماعيل بن مسلم مخلط" علل الحديث 1/ 435 وقال الحاكم: لم يحتج الشيخان بإسماعيل بن مسلم" وقال الذهبي: قلت إسماعيل واه" الثالث: يرويه خُصيف عن عطاء عن ابن عباس أنّ رجلًا قال: يا رسول الله إني ظاهرت من امرأتي، رأيت ساقها في القمر فواقعتها قبل أنْ أكفر، قال "كَفّر، ولا تعد" أخرجه البزار كما في "التلخيص" (1/ 222) 2496 - حديث عبد الله بن مغفل: "فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب" قال الحافظ: أخرجه مسلم (280)، وفي رواية أحمد (4/ 86) "بالتراب" (¬1) وأول الحديث "إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه" 2497 - عن ابن عباس قال: خرجت حفصة من بيتها يوم عائشة، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجاريته القبطية بيت حفصة، فجاءت فرقبته حتى خرجت الجارية فقالت له: أما إني قد رأيت ما صنعت، قال: "فاكتمي عليّ وهي حرام" فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها، فقالت له عائشة: أما يومي فتعرس فيه بالقبطية ويسلم لنسائك سائر أيامهن؟ فنزلت الآية. ¬

_ (¬1) 1/ 288 (كتاب الوضوء- باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا)

قال الحافظ: وعند ابن سعد من طريق شعبة مولى ابن عباس عنه: فذكره" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه ابن سعد (8/ 185 - 186) عن الواقدي ثنا عمر بن عقبة عن شعبة قال: سمعت ابن عباس يقول: خرجت حفصة من بيتها، وكان يوم عائشة، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجاريته وهي مخمّر وجهها فقالت حفصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إني قد رأيت ما صنعت، فقال لها "فاكتمي عني وهي حرام" فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها وبشرتها بتحريم القبطية فقالت له عائشة: أما يومي فتعرس فيه بالقبطية، وأما سائر نساءك فتسلم لهن أيامهن، فأنزل الله {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3]-لحفصة- {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} -يعني عائشة وحفصة- {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم: 4]-يعني حفصة وعائشة- {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} الآية، فتركهنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين ليلة ثم نزل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)} [التحريم: 1] فأمر فكفّر يمينه وحبس نساءه عليه. والواقدي قال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا. 2498 - عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة: "فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإنّ صلاتكم معروضة عليّ" قالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال "إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" قال الحافظ: وعند أبي داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وغيره عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أفضل أيامكم يوم الجمعة ... " 2499 - قوله في حديث اللُّقطة "فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها" سكت عليها الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 6/ 4) من حديث أبي بن كعب. ¬

_ (¬1) 11/ 200 (كتاب النكاح- باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها) (¬2) 7/ 297 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى {وَاَذْكُر في اَلكِتَاب مريَمَ} [مريَم: 16]) (¬3) 6/ 295 (كتاب الوصايا- باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس)

2500 - حديث أبي سعيد: لما أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت منهم المقالة، فدخل عليه سعد بن عبادة فذكر له ذلك فقال له "فأين أنت من ذلك يا سعد؟ " قال: ما أنا إلا من قومي، قال "فاجمع لي قومك" فخرج فجمعهم، الحديث. قال الحافظ: ذكر ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري أنّ الذي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمقالتهم سعد بن عبادة ولفظه: فذكره، وأخرجه أحمد من هذا الوجه. وقال: وفي حديث أبي سعيد: فقالوا: ماذا نجيبك يا رسول الله ولرسوله المن والفضل. وقال: فسر ذلك في حديث أبي سعيد، ولفظه: فقال "أما والله لو شئتم لقلتم فَصَدَقْتُمْ وصُدِّقتم، أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فواسيناك" ونحوه في مغازي أبي الأسود عن عروة مرسلًا، وابن عائذ من حديث ابن عباس موصولا. وقال: وروى أحمد من وجه آخر عن أبي سعيد قال: قال رجل من الأنصار لأصحابه: لقد كنت أحدثكم أنْ لو استقامت الأمور لقد آثر عليكم، قال: فردوا عليه ردّا عنيفا، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، الحديث. وقال: زاد في حديث أبي سعيد "اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار" قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا" (¬1) حديث أبي سعيد له عنه طرق: الأول: يرويه عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد قال: لما أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطى من تلك العطايا، في قريش وفي قبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد هذا الحيّ من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم: لقد لقي والله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: وذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 498 - 500) قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة به. ¬

_ (¬1) 9/ 111 - 112 و 112 و 113 (كتاب المغازي- باب غزوة الطائف)

وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 258 - 529) وأحمد (3/ 67 و 76 - 77) وفي "الفضائل" (1439) والطبري في "تاريخه" (3/ 93 - 94) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 141 - 143و 143) وابن بشران (783) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 176 - 178) من طرق عن ابن إسحاق به. وإسناده حسن. الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: اجتمع ناس من الأنصار فقالوا: يؤثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا غيرنا، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخطبهم، ثم قال "يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزّكم الله ورسوله؟ " قالوا: صدق الله ورسوله، قال "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟ " قالوا: صدق الله ورسوله، قال "ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله ورسوله؟ " قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال "ألا تجيبوني ألا تقولوا: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فأمّنّاك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وتذهبون برسول الله تدخلون به دوركم، لو أنكم سلكتم واديًا أو شعبا، والناس واديًا أو شعبا، لسلكت واديكم أو شعبكم، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني". أخرجه عبد الرزاق (19918) عن معمر عن الأعمش به. وأخرجه عبد بن حميد (915) عن عبد الرزاق به. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3975) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (3/ 57) من طريق رباح بن زيد الصنعاني عن معمر به. ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين والدارقطني قد تكلما في رواية معمر عن الأعمش. فقال ابن معين: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنّ حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئًا. وقال الدارقطني: سيئ الحفظ لحديث الأعمش. الثالث: يرويه عطية بن سعد العَوْفي قال: قال أبو سعيد: قال رجل من الأنصار لأصحابه: أما والله لقد كنت أحدثكم أنه لو قد استقامت الأمور قد آثر عليكم، قال: فردوا عليه ردا عنيفا، قال: فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجاءهم فقال لهم أشياء لا أحفظها، قالوا: بلى يا رسول الله، قال "فكنتم لا تركبون الخيل" قال: فكلما قال لهم شيئًا قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فلما رآهم لا يردون عليه شيئًا قال "أفلا تقولون قاتلك قومك

فنصرناك، وأخرجك قومك فآويناك" قالوا: نحن لا نقول ذلك يا رسول الله أنت تقوله، قال "يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون أنتم برسول الله؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "يا معشر الأنصار ألا ترضون أنّ الناس لو سلكوا واديًا وسلكتم واديًا لسلكت وادي الأنصار؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار كرشي وأهل بيتي وعيبتي التي آوي إليها فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم" قال أبو سعيد: قلت لمعاوية: أما إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أننا سنرى بعده أثرة، قال معاوية: فما أمركم؟ قلت: أمرنا أنْ نصبر، قال: فاصبروا إذًا". أخرجه أحمد (3/ 89) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي به. وأخرجه أبو يعلى (1358) عن زهير بن حرب ثنا يحيى بن أبي بكير به. وأخرجه البزار (كشف 66) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد ثنا فضيل بن مرزوق به. وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. وحديث عروة أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 179 - 181) من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة. وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. وحديث ابن عباس له عنه طرق: الأول: يرويه يزيد بن أبي زياد عن مِقْسم عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا، فكأنهم فخروا، فقال ابن عباس أو العباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم في مجالسهم فقال "يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ " قالوا، بلى يا رسول الله، قال "أفلا تجيبوني؟ " قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال "ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك، أَوَلَم يكذبوك فصدقناك، أو لم يخذلوك فنصرناك؟ " فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله، فنزلت {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]. أخرجه الطبري في "تفسيره" (25/ 25) عن أبي غريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام ثنا يزيد بن أبي زياد به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 112) والطبراني في "الأوسط" (3876) من طريق عبد المؤمن بن علي الزعفراني الكوفي ثنا عبد السلام بن حرب به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن أبي زياد إلا عبد السلام بن حرب، تفرد به عبد المؤمن بن علي" كذا قال، وقد تابعه مالك بن إسماعيل كما تقدم، وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. قال الحافظ: وهذا أيضًا ضعيف ويبطله أنّ الآية مكية" الفتح 10/ 185 الثاني: يرويه محمد بن جابر السُّحَيمي عن سماك أبي زميل الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين غنائم فقسم للناس، فقالت الأنصار: نلي القتال والغنائم لغيرنا، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعث إليهم أن اجتمعوا، فأتاهم فقال "يا معشر الأنصار هل فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا ومولى لنا، فقال "ابن أخت القوم منهم ومولى القوم منهم" قال "يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر، وتذهبون أنتم بمحمد - صلى الله عليه وسلم -؟ " قالوا: قد رضينا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12879) من طريق محمد بن سليمان لُوَين ثنا محمد بن جابر به. قال الهيثمي: وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف، وقد وثق" المجمع 10/ 31 الثالث: يرويه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم يوم حنين قسما على المؤلفة قلوبهم، فوجدت الأنصار في أنفسها، فقالوا: قسم فيهم، فقال "يا معشر الأنصار، ألا ترضون أن تذهبوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - معكم؟ " قالوا: بلى. أخرجه البزار (كشف 1839) عن محمد بن سعيد بن إبراهيم التُّسْتَري ثنا حفص بن عمر عن الحكم بن أبان به. وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر العدني. 2501 - عن أبي أمامة أنهم تذاكروا الكبائر فقالوا: الشرك، ومال اليتيم، والفرار من الزحف، والسحر، والعقوق، وقول الزور، والغلول، والربا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فأين تجعلون الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلًا؟ " قال الحافظ: وللطبراني عن أبي أمامة: فذكره" (¬1) ضعيف جدًا ¬

_ (¬1) 15/ 199 (كتاب الحدود- باب قذف المحصنات)

أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 43) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا أحمد بن عبد الرحمن ثنا عباد بن عباد عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة أنّ ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا الكبائر وهو متكيء، فقالوا: الشرك بالله، وأكل مال اليتيم، وفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وعقوق الوالدين، وقول الزور، والغلول، والسحر، وأكل الربا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فأين تجعلون الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلًا؟ " قال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 2/ 503 قلت: بل ضعيف جدًا، قال البخاري وأبو حاتم والفلاس والنسائي والدارقطني: جعفر بن الزبير متروك الحديث. 2502 - حديث جبير بن مطعم رفعه "فجاج مني منحر، وفي كل أيام التشريق ذبح" قال الحافظ: أخرجه أحمد لكن في سنده انقطاع، ووصله الدارقطني ورجاله ثقات" (¬1) يرويه سليمان بن موسى الأشدق واختلف عنه: - فرواه سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن سليمان بن موسى واختلف فيه على سعيد بن عبد العزيز: • فرواه أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز القشيري عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي حسين عن جبير بن مطعم مرفوعا "كل عرفات موقف، وارفعوا (¬2) عن (¬3) عُرَنَة، وكل مزدلفة موقف، وارفعوا (¬4) عن (¬5) مُحَسِّر، وكل فِجَاج مني مَنْحَر، وفي كل أيام التشريق ذبح" أخرجه البزار (كشف 1126) وابن حبان (¬6) (3854) وابن عدي (3/ 1118) وابن حزم في "المحلى" (7/ 272) والبيهقي (9/ 295 - 296) ¬

_ (¬1) 12/ 103 (كتاب الأضاحي- باب من قال الأضحى يوم النحر) (¬2) ولفظ البزار "وارتفعوا" (¬3) زاد ابن حزم "بطن" (¬4) ولفظ البزار "وارتفعوا" (¬5) زاد ابن حزم "بطن" (¬6) اللفظ له ولابن عدي.

قال الحافظ: وفي إسناده انقطاع فإنّه من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن جبير ولم يلقه، قاله البزار" التلخيص 2/ 255 قلت: بل هو من رواية عبد الرحمن بن أبي حسين عن جبير بن مطعم. • ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن جبير بن مطعم. أخرجه أحمد (4/ 82) والبيهقي (5/ 239 و 9/ 295) وتابعه أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا سعيد بن عبد العزيز به. أخرجه أحمد (4/ 82) والبيهقي (9/ 295) وقال: هذا هو الصحيح وهو مرسل" وقال ابن كثير: هكذا رواه أحمد وهو منقطع فإنّ سليمان بن موسى الأشدق لم يدرك جبير بن مطعم" نصب الراية 3/ 61 • ورواه سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع بن جبير مطعم عن أبيه نحوه إلا أنه قال "وكل فجاج مكة منحر" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1583) والدارقطني (4/ 284) والبيهقي (5/ 239 و 9/ 296) قال البزار: سويد بن عبد العزيز رجل ليس بالحافظ ولا يحتج به إذا انفرد بحديث، وحديث ابن أبي حسين هو الصواب مع أنّ ابن أبي حسين لم يلق جبير بن مطعم وإنما ذكرنا هذا الحديث لأنا لا نحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "في كل أيام التشريق ذبح" إلا في هذا الحديث فكذلك ذكرناه وبينا العلة فيه" نصب الراية 3/ 61 وقال البيهقي: سويد بن عبد العزيز ضعيف عند بعض أهل النقل" وقال أيضًا: هذا غير قوي لأنّ راويه سويد" - ورواه أبو مُعَيد حفص بن غيلان عن سليمان بن موسى واختلف فيه على أبي معيد: • فرواه الوليد بن مسلم عن حفص بن غيلان عن سليمان بن موسى عن محمد بن المنكدر عن جبير بن مطعم مرفوعا "عرفات موقف، وادفعوا من عرفة، والمزدلفة موقف، وادفعوا عن محسر" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1556)

• ورواه عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي عن حفص بن غيلان عن سليمان بن موسى أن عمرو بن دينار حدثه عن جبير بن مطعم رفعه "كل أيام التشريق ذبح" أخرجه الدارقطني (4/ 284) والبيهقي (9/ 296) طريق أخرى: قال الحارث (بغية الباحث 383): ثنا محمد عمر ثنا عمر بن إسحاق مولى آل مخرمة ثنا نافع بن جبير عن أبيه مرفوعا "كل عرفة موقف، وكل جمع موقف، وكل منى منحر" وأحرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1462) عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ثنا الحارث به. ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك. 2503 - حديث ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة "فِدَاك أبوك" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب "آداب الحكماء" (¬1). 2504 - حديث ابن مسعود "فِدَاكم أبي وأمي" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب "آداب الحكماء" (¬2) 2505 - حديث أنس أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال للأنصار "فداكم أبي وأمي" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب "آداب الحكماء" (¬3) 2506 - عن ابن عباس قال: فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة" قال الحافظ: رواه مسلم (687) وأبو داود (1247) والنسائي (3/ 137) من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: فذكره" (¬4) 2507 - قالت عائشة: فُرضت صلاة الحضر والسفر ركعتين ركعتين، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة واطمأن، زيد في صلاة الحضر ركعتان، ركعتان، وتركت صلاة الفجر لطول القراءة، وصلاة المغرب لأنها وتر النهار. ¬

_ (¬1) 13/ 189 (كتاب الأدب- باب قول الرجل جعلني الله فداك) (¬2) 13/ 189 - 190 (كتاب الأدب- باب قول الرجل جعلني الله فداك) (¬3) 13/ 190 (كتاب الأدب- باب قول الرجل جعلني الله فداك) (¬4) 3/ 85 (كتاب الصلاة- أبواب صلاة الخوف- باب يحرس بعضهم بعضا في صلاة الخوف)

قال الحافظ: روى ابن خزيمة وابن حبان والبيهقي من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فذكرته" (¬1) يرويه داود بن أبي هند عن الشعبي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة، منهم: 1 - محبوب بن الحسن البصري. أخرجه ابن خزيمة (305 و 944) عن أحمد بن نصر المقرئ وعبد الله بن الصباح العطار البصري كلاهما عن محبوب بن الحسن ثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فرض صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين، فلما أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان، وتركت صلاة الفجر لطول القراءة، وصلاة المغرب لأنها وتر النهار. وأخرجه ابن حبان (2738) عن أبي عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني ثنا عبد الله بن الصباح العطار به. قال ابن خزيمة: هذا حديث غريب، لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب بن الحسن، رواه أصحاب داود فقالوا: عن الشعبي عن عائشة خلا محبوب بن الحسن" قلت: محبوب بن الحسن اسمه محمد ومحبوب لقب له وهو مختلف فيه: قوله ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وقد توبع كما سيأتي. 2 - مُرَجّى بن رجاء. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 415) وفي "المشكل" (4260) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 331) عن إبراهيم بن محمد بن إسحاق قالا: ثنا أبو عمر الحَوْضي ثنا مرجى بن رجاء ثنا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: أول ما فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة صلّى إلى كل صلاة مثلها، غير المغرب، فإنّها وتر النهار، وصلاة الصبح لطول قراءتها، وكان إذا سافر عاد إلى صلاته الأولى. ¬

_ (¬1) 2/ 10 (كتاب الصلاة- باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء)

ومرجى بن رجاء مختلف فيه: وثقه أبو زرعة والدارقطني، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول ابن معين وأبي داود. 3 - بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين. أخرجه البيهقي (1/ 363) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي محمد بن أبي حامد المقري قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان ثنا بكار بن محمد بن عبد الله ثنا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: إنّ أول ما فرضت الصلاة ركعتين، فلما قدم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة واطمأن زاد ركعتين غير المغرب لأنها وتر، وصلاة الغداة لطول قراءتها، وكان إذا سافر صلّى صلاته الأولى. وبكار بن محمد قواه ابن معين وضعفه الجمهور. - ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن داود عن الشعبي أنّ عائشة، ولم يذكر مسروقا. أخرجه أحمد (6/ 241) وتابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنبا داود به. أخرجه أحمد (6/ 265) والبيهقي (3/ 145) والشعبي لم يسمع من عائشة. قال أبو حاتم: الشعبي عن عائشة مرسل، إنما يحدث عن مسروق عن عائشة" المراسيل ص 160 2508 - "فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من عمله، وأجله، ورزقه، وأثره، ومضجعه" قال الحافظ: وفي حديث أبي الدرداء عند أحمد والفريابي: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (305 و 306 و 308) عن الوليد بن مسلم ¬

_ (¬1) 14/ 283 (كتاب القدر- باب رقم 1)

والطيالسي (¬1) (ص 132) وأحمد (5/ 197) وابن أبي عاصم (303) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 301) عن الفرج بن فضالة وابن أبي عاصم (304) والقضاعي (602) عن مروان بن محمد الطَّاطَري والدولابي في "الكنى" (2/ 154) عن أبي عبد الرحيم خالد بن يزيد الحرّاني والبيهقي في "القضاء والقدر" (90) عن محمد بن شعيب بن شابور وابن عساكر (ترجمة أحمد بن القاسم بن معروف ص 149) عن أبي مُسْهِر عبد الأعلي بن مسهر ومحمد بن المبارك الصوري والفريابي في "القدر" (152) والطبراني في "الأوسط" (3144) وفي "مسند الشاميين" (2201) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (666) عن عبد الله بن يوسف التنيسي وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1398) عن أبي خليد عتبة بن حماد الدمشقي كلهم عن أبي هاشم خالد بن يزيد بن صالح بن صُبيح المُرِّي قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يقول: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء رفعه "فرغ الله إلى كل عبد من خلقه من خمس: فذكرهن". زاد مروان بن محمد في حديثه "لا يعدوهن (¬2) عبد" قال الطبراني: لا يُروي عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به خالد" ¬

_ (¬1) قال البوصيري: رواه الطيالسي وأبو يعلى وأحمد بسند ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 118 قلت: لضعف الفرج بن فضالة. (¬2) وفي لفظ "لا يتعداهن".

قلت: واختلف فيه على خالد بن يزيد بن صالح، فرواه زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عنه ثنا إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدمشقي أنه سمع أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء رفعه "فرغ الله عز وجل إلى كل عبد من خمس: من أجله، ورزقه، وأثره، ومضجعه، وشقي أو سعيد" أخرجه أحمد (5/ 197) وفي "السنة" (859) عن زيد بن يحيى به. وأخرجه ابن أبي عاصم (307) عن سليمان بن عبد الجبار البغدادي واللالكائي في "السنة" (1059) عن مسلم بن شبيب قالا: ثنا زيد بن يحيى به. وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ يونس وإسماعيل ثقتان، ويحتمل أنْ يكون لخالد بن يزيد في هذا الحديث شيخان. لكن يقوى الأول أنه رواه غير واحد عن يونس بن ميسرة بن حَلْبس غير خالد بن يزيد، منهم: 1 - مروان بن جناح الدمشقي. أخرجه تمام (1445) عن أبي بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر في آخرين قالوا: ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح ثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. وإسناده صحيح. 2 - الوزير بن صبيح الثقفي الشامي. أخرجه البزار (كشف 2152) عن صفوان بن صالح الدمشقي وابن حبان (6150) عن هشام بن عمار الدمشقي قالا: ثنا الوزير بن صبيح ثنا يونس بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء.

قال البزار: روي عن أبي الدرداء من غير وجه وهذا أحسنها" قلت: الوزير بن صبيح مختلف فيه، والباقون ثقات. 3 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (1063) عن أبي عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا بقية ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن. 2509 - عن رُكانة رفعه "فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي" (¬1) ضعيف يرويه محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي الحسن العسقلاني واختلف عنه: - فرواه قتيبة بن سعيد البلخي عن محمد بن ربيعة واختلف عنه: فقال أبو داود (4078) والترمذي (1784): ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا أبو الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة (¬2) عن أبيه أنّ ركانة صارع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصرعه النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ركانة: وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس" ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الآداب" (764) وفي "الشعب" (5847) والخطيب في "الجامع" (891) • ورواه أحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي وموسى بن هارون البزاز عن قتيبة فقالا: عن محمد بن يزيد بن ركانة عن أبيه. أخرجه أبو الحسين بن قانع في "معجمه" كما في "تحفة الأشراف" (3/ 174) - ورواه أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني عن محمد بن ربيعة واختلف عنه: • فرواه أبو يعلى (1412) عن أبي كريب عن محمد بن ربيعة ثني أبو الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه. ¬

_ (¬1) 12/ 387 (كتاب اللباس- باب العمائم) (¬2) وفي رواية الترمذي "عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة"

• ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب ثنا محمد بن ربيعة ثني أبو الحسن عن أبي جعفر محمد بن علي عن ابن ركانة عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4614) وأبو نعيم في "الصحابة" (2809) • ورواه أبو محمد عبد الله بن زيدان بن بُريد البجلي عن أبى كريب ثنا محمد بن ربيعة ثنا أبو الحسن العسقلاني عن جعفر بن محمد بن ركانة أنّ ركانة. أخرجه أبو طاهر السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي" (31) - ورواه ابن سعد (1/ 374) عن محمد بن ربيعة عن أبي الحسن عن أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه. وتابعه محمد بن عمار (¬1) ثنا محمد بن ربيعة به. أخرجه الحاكم (3/ 452) - ورواه محمد بن سلام بن الفرج البيكندي عن محمد بن ربيعة ثنا أبو الحسن عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 82 و 2/ 1/ 338) وقال: إسناده مجهول، لا يعرف سماع بعضهم من بعض" - ورواه داود بن رشيد الهاشمي عن محمد بن ربيعة عن أبي الحسن عن أبى جعفر بن محمد بن ركانة أن ركانة. ولم يقل: عن أبيه. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (769) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة" وقال ابن حبان في ترجمة ركانة من كتابه "الثقات" (3/ 130): يقال: إنّه صارع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي إسناد خبره نظر" قلت: وهو كما قال، وأبو الحسن العسقلاني قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه محمد بن ربيعة الكلابي، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ¬

_ (¬1) أظنه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي.

وأبو جعفر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه أبو الحسن العسقلاني فمن أبو الحسن؟، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" (3/ 287 - 288): علة هذا الخبر أنه من رواية أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه أنّ ركانة، ومن هؤلاء من يعرف له حال. 2510 - حديث عائشة "فرّ من المجذوم فرارك من الأسد" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوكل" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا عدوى، وإذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد" 2511 - "فصل ما بين الحلال والحرام، الضرب بالدُّف" قال الحافظ: ولأحمد والترمذي والنسائي من حديث محمد بن حاطب: فذكره" (¬2) حسن أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 64) وسعيد بن منصور (629) وأحمد (3/ 418) وابن ماجه (1896) والترمذي (1088) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 47) والنسائي (6/ 104) وفي "الكبرى" (5562) وابن قانع في "الصحابة" (163) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 113) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (647) والبيهقي (7/ 289 و 290) وابن القيسراني في "السماع" (ص 52) والبغوي في "شرح السنة" (2266) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1482) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 85) والمزي (25/ 36) عن هشيم وسعيد بن منصور (629) وأحمد (4/ 259) والطبراني في "الكبير" (19/ 242) وابن عدي (7/ 2685) وابن القيسراني (ص 53) عن أبي عَوَانة (¬3) الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي ¬

_ (¬1) 12/ 268 (كتاب الطب- باب الجذام) (¬2) 11/ 133 (كتاب النكاح - باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن بالبركة) (¬3) هكذا رواه عفان ومسدد وأبو داود الطيالسي وأبو الربيع الزهراني وسعيد بن منصور عن أبي عوانة عن أبي بلج عن محمد بن حاطب. =

وابن أبي شيبة (4/ 192 - 193) وأحمد (4/ 259) والنسائي (6/ 104) وفي "الكبرى" (5564) والحاكم (2/ 184) عن شعبة ثلاثتهم عن أبي بلج عن محمد بن حاطب مرفوعا "فصل ما بين الحلال والحرام، الدُّف (¬1) والصوت في النكاح". لفظ حديث هشيم (¬2). قال الترمذي: حديث حسن، وأبو بلج اسمه يحيى بن أبي سليم ويقال ابن سليم أيضًا، ومحمد بن حاطب قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام صغير" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البغوي: محمد بن حاطب أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير" وقال ابن القيسراني: هذا حديث صحيح ألزم أبو الحسن الدارقطني مسلما إخراجه في الصحيح" قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير أبي بلج وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الجوزجاني، فهو حسن الحديث. 2512 - "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1096) من حديث عمرو بن العاص مرفوعا" (¬3) 2513 - "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه" قال الحافظ: أخرجه ابن عدي من رواية شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعا، وفي إسناده عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف، وأخرجه ابن الضريس من وجه آخر عن ¬

_ = ورواه أبو خالد القرشي عن يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن مولى لمحمد بن حاطب عن محمد بن حاطب. أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (646) (¬1) ولفظ البيهقي "ضرب الدف" (¬2) وفي حديث شعبة: قال أبو بلج: قلت لمحمد بن حاطب: إني تزوجت امرأتين لم يضرب علي بدف، قال: بئسما صنعت، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. (¬3) 5/ 32 (كتاب الصوم- باب قول الله جل ذكره: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187])

شهر بن حوشب مرسلًا، ورجاله لا بأس بهم، وأخرجه يحيى بن عبد الحميد الحماني في "مسنده" من حديث عمر بن الخطاب وفي إسناده صفوان بن أبي الصهباء مختلف فيه، وأخرجه ابن الضريس أيضًا من طريق الجراح بن الضحاك عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رفعه "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ثم قال "وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه وذلك إنّه منه" وحديث عثمان سيأتي بعد أبواب بدون هذه الزيادة، وقد بين العسكري أنّها من قول أبي عبد الرحمن السلمي، وقال المصنف في "خلق أفعال العباد": وقال أبو عبد الرحمن السلمي: فذكره، وأشار في "خلق أفعال العباد" إلى أنّه لا يصح مرفوعا، وأخرجه العسكري أيضًا عن طاوس والحسن من قولهما" (¬1) روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث الحسن البصري مرسلًا ومن حديث محمد بن كعب القرظي مرسلًا. فأما حديث أبي هريرة فيرويه سعيد بن أبي عَروبة واختلف عنه: - فرواه عمر بن سعيد الأبح البصري عن سعيد عن قتادة عن الأشعث الأعمى الحُدَّاني عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (294) وابن عدي (5/ 1705) والبيهقي في "الأسماء" (ص 307 - 308) وقال: تفرد به عمر الأبح وليس بالقوي" قلت: ذكره ابن عدي في "الكامل" وقال: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: ساقط الاحتجاج فيما انفرد به. - ورواه غير واحد عن سعيد بن أبي عروبة عن الأشعث الحداني عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، دون ذكر قتادة فيه، منهم: 1 - عبد الوهاب بن عطاء العجلي. أخرجه اللالكائي في "السنة" (557) 2 - محمد بن سواء البصري. أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (287 و 340) ¬

_ (¬1) 10/ 442 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل القرآن على سائر الكلام)

3 - خارجة بن مصعب. أخرجه البيهقي في "الشعب" (2018) - ورواه عمرو بن حمران البصري عن سعيد عن قتادة عن شهر عن أبي هريرة ولم يذكر الأشعث الحداني. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (129) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 1/ 266 - 267) وتابعه يونس بن واقد أبو الجنيد ثنا سعيد به. أخرجه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (27) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (884) من طريق محمد بن حميد ثنا يونس بن واقد به. ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر (التاريخ الأوسط 2/ 386) وقد روي عن شهر بن حوشب مرسلًا. أخرجه عبد الله الدارمي (3360) عن سليمان بن حرب البصري وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (ص 85) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (139) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 232) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة عن أشعث الحداني عن شهر مرسلًا. قال الدارقطني: وهو أشبه بالصواب" العلل 11/ 29 وأما حديث أبي سعيد فسيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يقول الله تعالى: "من شغله ذكري" وأما حديث عثمان فأخرجه ابن الضريس (¬1) (138) عن محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي أنبا عبد الصمد المقرئ عن الجراح بن الضحاك الكندي عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان مرفوعا "خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه، وذلك أنه منه" ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 253)

ومحمد بن عبد الله بن أبي جعفر قال أبو حاتم: صدوق، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ ذكره ابن حبان في "الثقات". وتابعه إسحاق بن سليمان الرازي ثنا الجراح بن الضحاك الكندي به. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 306) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا إسحاق بن سليمان الرازي به. وقال: تابعه يعلى بن المنهال عن إسحاق بن سليمان في رفعه، ويقال: إنّ الحماني منه أخذ ذلك. ثم أخرجه من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يعلي بن المنهال السكوني ثنا إسحاق بن سليمان به (¬1). قال الحضرمي: سمعه يحيى الحماني من يعلى بن المنهال هذا. قلت: رواه جماعة عن إسحاق بن سليمان عن الجراح بن الضحاك عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان مرفوعا "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" قال أبو عبد الرحمن: فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه وذلك أنّه منه. منهم: 1 - إسحاق بن راهويه. أخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (15) ومن طريقه الخطيب في "المدرج" (1/ 256 - 257) والشجري في "أماليه" (1/ 105 و 111) 2 - أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي. أخرجه الفريابي (16) ومن طريقه الخطيب (1/ 257) والشجري (1/ 111) 3 - حامد بن محمود. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 306) وفي "الاعتقاد" (ص 101) 4 - يحيى بن جعفر -هو ابن أبي طالب-. أخرجه اللالكائي (556) والخطيب في "المدرج" (1/ 256) ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 252 - 253) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 1/ 227 - 228)

5 - محمد بن حميد الرازي. أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجمهية" (341) عنه (¬1) به. 6 - إسحاق بن إسماعيل الفلفلاني. أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 255) وهذا أصح (¬2). قال الدارقطني: اختلف عن إسحاق بن سليمان فيه، فقال يعلى بن المنهال عن إسحاق بن سليمان عن الجراح "وفضل كلام الله على سائر خلقه" أدرجه في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو من كلام أبي عبد الرحمن السلمي. بين ذلك إسحاق بن راهوية وغيره في روايتهم عن إسحاق بن سليمان" العلل 3/ 57 وكذا قال الخطيب في "المدرج" وأما حديث الحسن فأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1/ 148) عن أبيه ثنا أسود بن عامر أنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن الحسن مرفوعا "فضل القرآن على الكلام كفضل الله على العباد" وأخرجه ابن الضريس (82) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن الحسن قوله. وأما حديث محمد بن كعب فأخرجه ابن بطة (1/ 267 - 268) من طريق وكيع عن موسى بن عُبيدة عن محمد بن كعب رفعه "فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه". وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. 2514 - "فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرؤه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة" قال الحافظ: وأخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" من طريق عبد الله بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه: فذكره، وإسناده ضعيف" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) رواه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي عن محمد بن حميد فرفعه كله. أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 255) (¬2) وهكذا رواه محمد بن عبد الرحمن الهمداني عن الجراح بن الضحاك به. أخرجه ابن بطة (الرد على الجهمية 1/ 251 - 252) (¬3) 10/ 455 (كتاب فضائل القرآن- باب القراءة عن ظهر القلب)

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 46) عن نعيم بن حماد عن بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن سليم عن عبد الله بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا به. ومن طريقه أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (194) قال ابن كثير: وهذا الإسناد فيه ضعف فإنّ معاوية بن يحيى هذا هو الصَدَفي أو الاطرابلسي، وأيا ما كان فهو ضعيف" فضائل القرآن ص 40 قلت: الصدفي ضعفوه ولم أر أحدا وثقه، والاطرابلسي مختلف فيه: قواه أبو داود وجماعة، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، وأظنه المراد هنا. ونعيم بن حماد مختلف فيه، وبقية مدلس وقد عنعن، وسليمان بن سليم هو الكناني وثقه ابن معين وغير واحد، وعبد الله بن عبد الرحمن ما عرفته. 2515 - "فضلت على الأنبياء بخصلتين: كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه فأسلم" قال: ونسيت الأخرى. قال الحافظ: وله (أي البزار) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2438) من طريق إبراهيم بن صِرَمَة الأنصاري ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد عن أبي هريرة به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن صرمة، قال العقيلي: يحدث عن يحيى بن سعيد بأحاديث ليست محفوظة من حديث يحيى فيها مناكير وليس ممن يضبط الحديث. وكذبه ابن معين، وذكره الدارقطني في الضعفاء. 2516 - "فضلت على الأنبياء بست" قال الحافظ: روى مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره. وقال: وأصرح الروايات في ذلك وأشملها رواية أبي هريرة عند مسلم "وأرسلت إلى الخلق كافة" وأول حديث أبي هريرة هذا "فضلت على الأنبياء بست" فذكر الخمس المذكورة في حديث جابر إلا الشفاعة، وزاد خصلتين وهما "وأعطيت جوامع الكلم، وختم بي النبيون" ¬

_ (¬1) 1/ 456 (كتاب التيمم)

وعند البزار من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه "فضلت على الأنبياء بست: غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وجعلت أمتي خير الأمم، وأعطيت الكوثر، وإنّ صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه" (¬1) أخرجه مسلم (523) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلام، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون" وأخرجه من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت بين يدي" وأخرجه من طريق محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري أني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً. فذكر مثل حديث يونس بن يزيد. وأخرجه من طريق معمر عن الزهري عن ابن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً بمثله. وأخرجه من طريق عمرو بن الحارث عن أبي يونس مولى أبي هريرة عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكر نحو حديث يونس بن يزيد. وأخرجه من طريق معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعاً "نصرت بالرعب، وأوتيت جوامع الكلم" وأخرجه البزار (كشف 2442) قال: كتب إليّ حمزة بن مالك يخبرني أنّ عمه سفيان بن حمزة حدّثه عن كثير بن زيد عن الوليد عن أبي هريرة مرفوعاً "فضلت على الأنبياء بست لم يعطهنّ أحد كان قبلي: غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي، وجعلت أمتي خير الأمم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الكوثر، ونصرت بالرعب، والذي نفسي بيده إنّ صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه" قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 8/ 269 ¬

_ (¬1) 1/ 453 و 455 و 456 (كتاب التيمم وقول الله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النساء: 43])

قلت: حمزة بن مالك ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وسفيان بن حمزة قال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وكثير بن زيد مختلف فيه: وثقه ابن عمار الموصلي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، والوليد بن رباح قال أبو حاتم: صالح، وقال البخاري: مقارب الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". 2517 - "فضلنا على الناس بثلاث خصال: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة" قال الحافظ: ولمسلم (522) أيضاً من حديث حذيفة: فذكره، وذكر خصلة الأرض كما تقدم، قال: وذكر خصلة أخرى. وهذه الخصلة المبهمة بينها ابن خزيمة (263) والنسائي (الكبرى 8022) وهي "وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش" (¬1) 2518 - حديث عثمان في صفة الوضوء: فغسل يديه إلى المرفقين حتى مس أطراف العضدين" قال الحافظ: ففي الدارقطني بإسناد حسن من حديث عثمان في صفة الوضوء: فذكره" (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 83) ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ثنا عمي ثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي عن حُمران مولى عثمان بن عفان انّه حدثه أنّه سمع عثمان بن عفان قال: هلموا أتوضأ لكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين حتى مس أطراف العضدين، ثم مسح برأسه، ثم أمر يديه على أذنيه ولحيته، ثم غسل رجليه. وفيه ععنة محمد بن إسحاق فإنّه كان مدلساً، وباقي رجاله ثقات. 2519 - "فقدت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلا الفأر" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 7/ 162) من حديث أبي هريرة. ¬

_ (¬1) 1/ 455 (كتاب التيمم وقول الله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النساء: 43]) (¬2) 1/ 304 (كتاب الوضوء - باب مسح الرأس كله) (¬3) 8/ 160 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية)

2520 - قال ابن عباس: فكان جبريل يتعاهده في كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين. قال الحافظ: ثبت من حديث ابن عباس: فذكره، كما ثبت في الصحيح من حديث فاطمة" (¬1) انظر كلام الحافظ على حديث ابن عباس في فضائل القرآن - باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم -. وحديث فاطمة أخرجه البخاري (فتح 7/ 440) 2521 - قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألم تر ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة تزهر بمصابيح، قال "فلعله قرأ سورة البقرة" فسئل، قال: قرأت سورة البقرة. قال الحافظ: وأخرج أبو داود من طريق مرسلة قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 229) عن عباد بن عباد الأزدي عن جرير بن حازم عن عمه جرير بن زيد أنّ أشياخ أهل المدينة حدثوه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل له: فذكره. قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد إلا أنّ فيه إبهاما ثم هو مرسل" التفسير 1/ 33 2522 - حديث ابن عباس أنّ رجلاً قال: إنّ هذه امرأة رضيت بي فزوجها مني، قال "فما مهرها؟ " قال: ما عندي شيء، قال "أمهرها ما قلّ أو كثر" قال: والذي بعثك بالحق ما أملك شيئاً. قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس في فوائد أبي عمر بن حيوة: فذكره. وقال: وفي حديث ابن عباس "أزوجها منك على أن تعلمها أربع أو خمس سور من كتاب الله" وقال: وإنْ ثبت حديث ابن عباس المتقدم حيث قال فيه "فإذا رزقك الله فعوضها" كان فيه تقوية لهذا القول ولكنه غير ثابت" (¬3) 2523 - عن أبي حنظلة أنّ عليا خطب بنت أبي جهل فقال له أهلها: لا نزوجك على فاطمة. ¬

_ (¬1) 1/ 35 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 10/ 433 (كتاب فضائل القرآن - باب فضل الكهف) (¬3) 11/ 111 و112 - 113 و114 و119 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

وفي روايته أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "فمن آذاها فقد آذاني" قال الحافظ: ووقع عند الحاكم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حنظلة: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1324) عن يزيد بن هارون قال: أنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حنظلة أنّه أخبره رجل من أهل مكة أنّ عليا خطب ابنة أبي جهل فقال له أهلها: لا نزوجك على ابنة رسول الله، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنما فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني" ومن طريقه أخرجه الحاكم (3/ 159) وأخرجه أيضاً من طريق سعيد بن مسعود المروزي ثنا يزيد بن هارون به. ووقع عنده: عن أبي حنظلة رجل من أهل مكة. وسكت عليه وقال الذهبي: قلت: مرسل. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 229) من طريق محمد بن يحيى الذهلي وإبراهيم بن عبد الله قالا: ثنا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حنظلة أنّه أخبره رجل من أهل مكة به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وأبو حنظلة قال الحافظ في "التعجيل": لا أعرف فيه جرحاً بل ذكره ابن خلفون في الثقات. وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا يعرف. وتعقبه الحافظ في "التعجيل" فقال: قلت: بل هو معروف، يقال له الحذاء، وروى عنه أيضاً مالك بن مِغْول، ذكره أبو أحمد الحاكم وقال: حديثه في الكوفيين. 2524 - حديث أبي موسى رفعه "فناء أمتي بالطعن والطاعون" قيل: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: "وخز أعدائكم من الجن، وفي كلِّ شهادة" قال الحافظ: أخرجه أحمد من رواية زياد بن علاقة عن رجل عن أبي موسى. وفي رواية له عن زياد: حدثني رجل من قومي قال: كنا على باب عثمان ننتظر الإذن فسمعت أبا موسى. قال زياد: فلم أرض بقوله فسألت سيد الحي، فقال: صدق. ¬

_ (¬1) 11/ 241 (كتاب النكاح - باب ذب الرجل عن ابنته)

وأخرجه البزار والطبراني من وجهين آخرين عن زياد فسميا المبهم يزيد بن الحارث، وسماه أحمد في رواية أخرى أسامة بن شريك، فأخرجه من طريق أبي بكر النهشلي عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: خرجنا في بضع عشرة نفسا من بني ثعلبة فإذا نحن بأبي موسى. ولا معارضة بينه وبين من سماه يزيد بن الحارث لأنه يحمل على أنّ أسامة هو سيد الحي الذي أشار إليه في الرواية الأخرى واستثبته فيما حدّث به الأول وهو يزيد بن الحارث، ورجاله رجال الصحيحين اللهم إلا المبهم، وأسامة بن شريك صحابي مشهور والذي سماه وهو أبو بكر النهشلي من رجال مسلم، فالحديث صحيح بهذا الاعتبار، وقد صححه ابن خزيمة والحاكم، وأخرجاه وأحمد والطبراني من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "هو وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة" ورجاله رجال الصحيح إلا أبا بلج بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها جيم، واسمه يحيى، وثقه ابن معين والنسائي وجماعة، وضعفه جماعة بسبب التشيع، وذلك لا يقدح في قبول روايته عند الجمهور. وللحديث طريق ثالثة أخرجها الطبراني من رواية عبد الله بن المختار عن كريب بن الحارث بن أبي موسى عن أبيه عن جده، ورجاله رجال الصحيح إلا كريبا وأباه، وكريب وثقه ابن حبان، وله حديث آخر في الطاعون أخرجه أحمد وصححه الحاكم من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه "اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون" ولحديث أبي موسى شاهد من حديث عائشة أخرجه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن رجل عن عطاء عنها، وهذا سند ضعيف، وآخر من حديث ابن عمر سنده أضعف منه، والعمدة في هذا الباب على حديث أبي موسى فإنّه يحكم له بالصحة لتعدد طرقه إليه" (¬1) له عن أبي موسى الأشعري طرق: الأول: يرويه زياد بن عِلاقة الثعْلَبِي واختلف عنه: - فرواه شعبة عنه عن رجل عن أبي موسى رفعه "فناء أمتي بالطعن والطاعون" قالوا: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال "طعن أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة" أخرجه الطيالسي (ص 72) عن شعبة به. ¬

_ (¬1) 12/ 288 - 289 (كتاب الطب - باب ما يذكر في الطاعون)

وأخرجه أحمد (4/ 417) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن زياد بن علاقة قال: حدثني رجل من قومي -قال شعبة: قد كنت أحفظ اسمه- قال: كنا على باب عثمان ننتظر الإذن عليه فسمعت أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قال زياد: فلم أرض بقوله فسألت سيد الحي وكان معهم فقال: صدق حدثناه أبو موسى. وأخرجه البزار (2987) من طريق عبد الرحمن بن عثمان أبي بحر البكراوي أنا شعبة به. إلا أنّه لم يذكر قول زياد: فلم أرض بقوله -وهكذا رواه الحكم بن عُتيبة عن زياد بن علاقة عن رجل من قومه عن أبي موسى. أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" كما في "بذل الماعون في فضل الطاعون" (ص 110و 136) - ورواه إسرائيل بن يونس عن زياد بن علاقة عن رجل من الحي عن أبي موسى. أخرجه الطبراني في "الكبير" (بذل الماعون ص 110 و 136) وابن بشران (99) - ورواه سفيان الثوري عن زياد بن علاقة واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (بذل الماعون ص 109) عن سفيان عن زياد عن رجل عن أبي موسى. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (بذل الماعون ص 109 و 135) وتابعه: 1 - عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان به. أخرجه أحمد (4/ 395) 2 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا سفيان به. أخرجه الروياني (553) • ورواه وكيع عن سفيان فقال: عن جرير، بدل: أبي موسى (¬1). ¬

_ (¬1) قال الدارقطني في "العلل" (7/ 256): رواه وكيع عن الثوري فأسنده عن المغيرة بن شعبة، ووهم فيه وكيع"

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (بذل الماعون ص 109 - المطالب 1929) قال الحافظ: وما أظنه إلا وهما، والمشهور بهذا الإسناد عن زياد عن رجل عن أبي موسى" - ورواه إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني عن مِسْعَر وسفيان عن زياد بن علاقة عن يزيد بن الحارث عن أبي موسى. أخرجه الطبراني في "الكبير" (بذل الماعون ص 111 و135) و"الأوسط" (3446) و"الصغير" (¬1) (351) وأبو الشيخ في "حديثه" (123) والخلعي في "فوائده" (بذل الماعون ص 110 - 111) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إسماعيل بن زكريا به. قال الطبراني: لم يروه عن مسعر بن كِدَام إلا إسماعيل بن زكريا، تفرد به إسماعيل بن عيسى" قال الحافظ: قلت: وهما ثقتان، ولعل إسماعيل بن زكريا حمل رواية الثوري على رواية مسعر. ويزيد بن الحارث هو الثعلبي. وقد أثبت البخاري في "تاريخه" سماعه من ابن مسعود وهو أقدم وفاة من أبي موسى، فلا يستبعد سماعه من أبي موسى. وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" فالحديث حسن" بذل الماعون ص 111 - ورواه أبو بكر النهشلي عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: خرجنا في بضع عشرة من بني ثعلبة فإذا نحن بأبي موسى فإذا هو يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "اللهم اجعل فناء أمتي في الطاعون" وذكر الحديث أخرجه أحمد (4/ 417) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا أبو بكر النهشلي به. وتابعه العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن أبي بكير به. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 384) وخالفهما الفضل بن سهل الأعرج فرواه عن يحيى بن أبي بكير أنا أبو بكر النهشلي عن زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك عن أبي موسى. أخرجه البزار (2986) قال الحافظ: وما أظنه إلا وهما من البزار ومن شيخه، فإنّ أحمد بن حنبل أحفظ من ¬

_ (¬1) لم يذكر سفيان الثوري في إسناده.

الفضل بن سهل وأتقن، ويحتمل أنْ يكون عند زياد بن علاقة عن جماعة، وقُطْبة المذكور صحابي، وهو عم زياد الراوي عنه" بذل الماعون ص 113 قلت: ومما يقوى الأول أنّ جماعة رووه عن أبي بكر النهشلى عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك عن أبي موسى، منهم: 1 - جُبَارة بن مُغَلِّس. أخرجه أبو يعلى (7226) 2 - يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الطواعين" (بذل الماعون ص 113) والطبراني في "الكبير" (بذل الماعون ص 113 و 135) 3 - أبو بلال الأشعري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (بذل الماعون ص 113 و 135) قال الحافظ: وهو المحفوظ، وأبو بكر النهشلي ثقة أخرج له مسلم، ولا معارضة بينه وبين من سماه يزيد بن الحارث، لما تقدم في رواية شعبة: أنّ زياد بن علاقة سمعه من سيد الحي بعد أنْ سمعه من الأول. فيحتمل أن يكون الأول هو يزيد بن الحارث، وسيد الحي هو أسامة بن شريك، وهو صحابي معروف أخرج له أصحاب السنن الأربعة (بذل الماعون ص 112 و 113) - ورواه سَعَّاد بن سليمان عن زياد بن علاقة عن يزيد بن الحارث عن أبي موسى. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 211 - 212) والبزار (2989) والطبراني في "الأوسط" (1418) من طريق سهل بن حماد أبي عتاب الدلال ثنا سعاد بن سليمان به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعاد إلا أبو عتاب" وقال الحافظ: وسعاد -بفتح السين المهملة وتشديد العين المهملة- ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. ومثل هذا يصلح أنْ يعتبر به وأنْ يكتب حديثه في المتابعات، بذل الماعون ص 111 - 112 - ورواه الحجاج بن أَرْطاة عن زياد بن علاقة عن كُرْدُوس الثعلبي عن أبي موسى. أخرجه البزار (2988) وابن خزيمة في "التوكل" (بذل الماعون ص 113 - 114) والطبراني في "الأوسط" (8507) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي عن الحجاج به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زياد بن علاقة عن كردوس إلا الحجاج، تفرد به معتمر" قلت: والحجاج قال أحمد وجماعة: لا يحتج بحديثه. - ورواه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن زياد بن علاقة عن يزيد بن الحارث عن أبي موسى. أخرجه الطبراني (بذل الماعون ص 112) ورواه محمد بن سعد العَوْفي عن أبيه ثنا أبو مريم ثنا زياد بن علاقة ثني البراء بن عازب عن أبي موسى. أخرجه الدارقطني في "العلل" (7/ 257) قال الحافظ: وأبو مريم ضعيف جداً، بذل الماعون ص 112 - ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي عن زياد بن علاقة عن اثنى عشر رجلاً من بني ثعلبة عن أبي موسى. قاله الدارقطني في "العلل" (7/ 256) وأبو شيبة قال الذهبي في "الديوان": مجمع على ضعفه. - ورواه أبو حنيفة (¬1) عن زياد بن علاقة عن عبد الله بن الحارث عن أبي موسى. أخرجه الحارثي في "مسند أبي حنيفة" وأبو بكر المقرئ في "مسند أبي حنيفة" والكلاباذي في "معاني الأخبار" (بذل الماعون ص 136 - 137) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 105 - 107) من طرق عن أبي حنيفة به. قال الدارقطني: والاختلاف فيه من قبل زياد بن علاقة، ويشبه أنْ يكون حفظه عن جماعة فمرّة يرويه عن ذا، ومرّة يرويه عن ذا" العلل 7/ 257 قلت: ومما يقوي ما ذهب إليه الدارقطني أنّ زياد بن علاقة من بني ثعلبة وهو يروي هذا الحديث عن رجال من قومه بني ثعلبة، ففي حديث شعبة والحكم يرويه زياد عن رجل من قومه، ويرويه أيضاً عن يزيد بن الحارث وهو من بني ثعلبة وكذا أسامة بن شريك وقطبة بن مالك وكردوس، والله تعالى أعلم. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 99) من طريق يحيى بن نصر بن حاجب ثنا أبو حنيفة عن خالد بن علقمة عن عبد الله بن الحارث عن أبي موسى.

الثاني: يرويه أبو بَلْج ثنا أبو بكر بن أبي موسى عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر الطاعون فقال "وخز من أعدائكم (¬1) من الجن، وهي شهادة المسلم (¬2) ". أخرجه أحمد (4/ 413) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (بذل الماعون ص 116 و135) والحاكم (1/ 50) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وابن خزيمة في "التوكل" (بذل الماعون ص 116) والحاكم (1/ 50) عن حاتم بن أبي صغيرة البصري كلاهما عن أبي بلج به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الحافظ: وتعقبه شيخنا في "أماليه على المستدرك" فقال: لم يحتج مسلم بأبي بلج وإنما روى له أصحاب السنن، ولكن للحديث طرق يرتفع بها إلى درجة الصحة. قال الحافظ: قلت: ورجال هذه الطريق رجال الشيخين إلا أبا بلج واسمه يحيى، واختلف في اسم أبيه. ثم ذكر اختلاف أهل الجرح والتعديل فيه" بذل الماعون ص 117 الثالث: يرويه كريب (¬3) بن الحارث بن أبي موسى عن أبيه عن جده مرفوعاً "فناء أمتي في الطعن والطاعون، الطعن من أعدائكم المشركين، والطاعون وخز عدوكم من الجن" أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 14 - 15) عن معلي بن أسد البصري ثنا عبد العزيز بن مختار عن عبد الله بن المختار وليس بأخيه ثني كريب به. وأخرجه الطبراني (بذل الماعون ص 118 - 119) عن عليّ بن عبد العزيز البغوي ثنا معلي بن أسد به. قال الحافظ: ورجاله رجال الصحيح، إلا كريبا وأباه، وعبد الله بن المختار وعبد العزيز بن المختار ثقتان وليسا أخوين. ¬

_ (¬1) ولفظ الحاكم "وخز إخوانكم أو قال أعدائكم" (¬2) ولفظ ابن خزيمة والحاكم "وهو لكم شهادة" (¬3) واختلف عليه في هذا الحديث كما سيأتي في حديث أبي بردة بن قيس.

وقد رواه حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار فقال: حدثني رجل من ولد أبي موسى الأشعري عن أبي موسى. أخرجه الطبراني أيضاً من طريقه، وعن حماد بن زيد أيضاً عن عبد الملك بن عمير عن رجل من ولد أبي موسى عن أبي موسى كذلك" بذل الماعون ص 119 وللحديث شاهد من حديث عائشة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي بردة بن قيس الأشعري أخي أبي موسى. فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فرواه ليث عن عطاء عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال "تشبه الدمّل تخرج في الآبَاط والمَرَاق وفيه تزكية أعمالهم، وهو لكل مسلم شهادة" أخرجه البزار (كشف 3041) من طريق محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى ثنا حفص عن ليث به. قال المنذري: إسناده حسن (¬1) " الترغيب 2/ 338 واختلف فيه على ليث: فقال معتمر بن سليمان: سمعت ليثا يحدث عن صاحب له عن عطاء قال: قالت عائشة: ذكر الطاعون فذكرت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "وخزة تصيب أمتي من أعدائهم من الجن: غُدّة كغدة الإبل. من أقام عليه كان مرابطا، ومن أصيب به كان شهيدا، ومن فرَّ منه كالفار من الزحف" أخرجه أبو يعلى (4664) قال الحافظ: وهذا سند ضعيف لضعف ليث وإبهام شيخه، وغفل الحافظ المنذري في "الترغيب" (2/ 338) فقال: إنّ سند أبي يعلى هذا حسن، وليس كما قال فلا تغتر به" بذل الماعون ص 119 و 279 وقال في "المطالب" (2/ 296): إسناده واه من أجل ليث وشيخه" ¬

_ (¬1) قال الحافظ: قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: ضعف حفص بن عبد الله وشيخه، وإسقاط الواسطة المجهول بين ليث وعطاء" بذل الماعون ص 279

- ورواه يوسف بن ميمون عن عطاء عن ابن عمر عن عائشة مرفوعاً "فناء أمتي بالطعن والطاعون" قلت: الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال "غدة كغدة البعير تخرج في المَرَاق والآباط، من مات منه مات شهيدا وذكر الحديث. وفي لفظ "الطاعون شهادة لأمتي، ووخز أعدائكم من الجن، يخرج في آباط الرجال ومراقّها، الفار منه كالفار من الزحف، والصابر فيه كالمجاهد في سبيل الله". أخرجه ابن أبي الدنيا في "الطواعين" والطبراني في "الأوسط" (بذل الماعون ص 279) وابن عدي (7/ 2622) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 257 - 258 و 9/ 205) من طرق عن عليّ بن مُسْهر الكوفي أنا يوسف بن ميمون به. قال الطبراني: لا يروى عن ابن عمر عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به يوسف بن ميمون" وقال الدارقطني في "الأفراد": تفرد به يوسف بن ميمون" بذل الماعون قلت: ويوسف بن ميمون قال أحمد: ضعيف ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي. الثاني: يرويه جعفر بن كيسان العدوي قال: حدثتنا معاذة بنت عبد الله العدوية قالت: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فناء أمتي بالطعن والطاعون؟ " قالت: فقلت: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال "غدة كغدة الإبل، المقيم فيها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف" أخرجه أحمد (6/ 145) عن يزيد بن هارون الواسطي ويحيى بن إسحاق السَّيلحيني وعفان بن مسلم البصري قالوا: أنا جعفر بن كيسان به. وأخرجه أيضاً (6/ 133) عن عفان بن مسلم و (6/ 255) عن يحيى بن إسحاق

وابن خزيمة (بذل الماعون ص 278) عن أمية بن خالد ثلاثتهم عن جعفر بن كيسان به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وأخرجه أحمد (6/ 82 و 255) عن يحيى بن إسحاق وابن سعد (8/ 490) عن يزيد بن هارون وابن خزيمة (بذل الماعون ص 278) عن أمية بن خالد وأبو يعلى (4408) والطبراني في "الأوسط" (بذل الماعون ص 278) عن أبي عامر حوثرة بن أشرس والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 198) وابن خزيمة عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي كلهم عن جعفر بن كيسان أبي معروف البصري عن عمرة بنت قيس العدوية (¬1) عن عائشة مرفوعا "لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون" قلنا: يا رسول الله، قد عرفنا الطعن، فما الطاعون؟ قال "غدة كغدة الإبل، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفارّ من الزحف" واللفظ لحديث حوثرة بن أشرس ولفظ الباقين "الفار (¬2) من الطاعون كالفار من الزحف" مختصر ورواه سفيان بن وكيع عن أبيه عن جعفر بن كيسان عن عمرة بنت قيس عن عائشة موقوفا. ¬

_ (¬1) وقع في رواية الطبراني: عن عمرة بنت أرطأة -عدوية بصرية- عن عائشة. قال الحافظ: والذي يظهر أنّ جعفر بن كيسان سمعه من معاذة ومن عمرة وهي بنت قيس بن أرطأة نسبت في رواية حوثرة إلى جدها فإنّ سياقه عنهما مختلف" بذل الماعون ص 278 (¬2) وفي لفظ "الفرار"

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 124) والمرفوع أصح، وسفيان بن وكيع ضعيف. قال الطبراني: لم يروه عن عمرة إلا جعفر" قلت: وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وعمرة ترجمها ابن سعد وغيره ولم أر من وثقها. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2294) و"الصغير" (128) من طريق موسى بن أيوب النَّصيبي ثنا عبد الله بن عصمة النصيبي عن بشر بن حكيم عن إبراهيم بن أبي حرّة عن سالم عن ابن عمر مرفوعاً "فناء أمتي في الطعن والطاعون" قلنا: قد عرفنا الطعن، فما الطاعون؟ قال "وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة" وقال: لم يرو هذا الحديث عن سالم إلا إبراهيم بن أبي حرّة، ولا رواه عن إبراهيم إلا بشر بن حكيم، ولا رواه عن بشر إلا عبد الله بن عصمة، تفرد به موسى بن أيوب" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عصمة النصيبي، قال ابن عدي: له مناكير (¬1)، وقد وثقه ابن حبان" المجمع 2/ 314 وأما حديث أبي بردة بن قيس فأخرجه أحمد (3/ 437 و 4/ 238) وسمويه في "الفوائد" (29) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6702) والحافظ في "بذل الماعون" (ص 120 - 121) عن عفان بن مسلم والبخاري في "الكنى" (ص 14) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود وقيس بن حفص بن القعقاع التميمي والطبراني في "الكبير" (22/ 314) والدولابي في "الكنى" (1/ 18) عن عارم بن الفضل أبي النعمان البصري ¬

_ (¬1) "الكامل" (4/ 1527) ونص كلامه: وعبد الله بن عصمة رأيت له أحاديث أنكرها، وليس بالكثير وإنما ذكرته لأني شرطت في أول كتابي أني أذكر كل من أنكر حديثه أو يروي حديثا يضعف من أجله، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما"

وابن أبي عاصم في "الجهاد" (189) وفي "الآحاد" (2503) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 241) والطبراني (22/ 314) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6702) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 384) عن هُدبة بن خالد البصري (¬1) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 336) عن أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي وأبو عبد الله الحاكم في "المستدرك" (2/ 93) عن مسدد وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6702) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني و (5170) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب كلهم عن عبد الواحد بن زياد ثنا عاصم الأحول ثني غريب بن الحارث بن أبي موسى عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى مرفوعاً "اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون" اللفظ لأحمد وغيره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 337 وقال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات" المجمع 2/ 312 وقال الحافظ: وقال لنا شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين فيما أملاه على "المستدرك": هذا حديث رجاله ثقات، وكريب بن الحارث ذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له هذا الحديث، إلا أنه جعله عن أبي بردة عن أبي موسى. وظنّ أنه أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وإنما هو أخوه، ولذلك ذكره في الطبقة الثالثة من "الثقات" فوهم. ¬

_ (¬1) هكذا رواه ابن أبي عاصم وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومطين عن هدبة بن خالد فقالوا: عن أبي بردة بن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه ابن حبان في "الثقات" (7/ 357) عن أبي يعلى عن هدبة بن خالد فقال: عن أبي بردة عن أبي موسى. وهو وهم.

والصواب ما وقع في "المسند". كذلك ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"، وابن مندة في "معرفة الصحابة" بذل الماعون ص 121 - 122 وقال البوصيري: سنده صحيح" إتحاف الخيرة 3/ 183 2525 - حديث ابن عباس في قصة الأعرابي الذي أصابته الحمى فقال: بل حُمّى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، قال "فنعم إذًا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 12/ 226) 2526 - أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب عليه امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال: حتى أستأمر أمها، قال "فنعم إذًا" قال: فذهب إلى امرأته فذكر لها فقالت: لا ها الله إذًا وقد منعناها فلانا. قال الحافظ: ومنها ما وقع في قصة جُلَيْبِيْب: فذكره، الحديث صححه ابن حبان من حديث أنس" (¬2) يرويه ثابت البُنَاني واختلف عنه: - فقال عبد الرزاق (10333): أنا مَعْمَر عن ثابت البناني عن أنس قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها، فقال: حتى استأمر أمها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فنعم إذا" فانطلق الرجل إلى امرأته، فذكر ذلك لها، فقال: لا ها الله إذًا، ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيب وقد منعناها من فلان وفلان، قال: والجارية في سترها تسمع، قال: فانطلق الرجل وهو يريد أنْ يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت الجارية: أتريدون أنْ تردوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره؟ إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه، فكأنها حلّت عن أبويها وقالت: صدقت، فذهب أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنْ كنت قد رضيته فإني قد رضيته، قال: فتزوجها، ثم فزع أهل المدينة، فركب جليبيب، فوجدوه قد قتل، ووجدوا حوله ناسا من المشركين قد قتلهم. قال أنس: فلقد رأيتها وإنها لأنفق بنت بالمدينة. أخرجه أحمد (3/ 136) وعبد بن حميد (1245) عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 9/ 101 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]) (¬2) 9/ 100 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالي: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

وأخرجه البزار (كشف 2741) عن الحسين بن مهدي الأُبُلي ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه ابن حبان (4059) من طريق إسحاق بن راهويه أنا عبد الرزاق به. قال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا معمر" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 368 وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 5/ 91 قلت: رواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: معمر عن ثابت ضعيف. وقال أيضاً: وحديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. وخالفه: - حماد بن سلمة فرواه عن ثابت البناني عن كنانة بن نعيم العدوي عن أبي برزة الأسلمي أنَّ جليبيبا كان إمرءا يدخل على النساء يمرّ بهنّ ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا يدخلن عليكم جليبيب فإنّه إنْ دخل عليكم لأفعلن ولأفعلنّ، قال: وكانت الأنصار إذا كان لاحدهم أيّم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيها حاجة أم لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من الأنصار "زوجني ابنتك" فقال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعم عيني، فقال "إني لست أريدها لنفسي" قال: فلمن يا رسول الله؟ قال "لجليبيب" قال: فقال: يا رسول الله أشاور أمها، فأتى أمها فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب ابنتك، فقالت: نعم ونعمة عيني، فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب، فقالت: أجليبيب أنيه أجليبيب أنيه أجليبيب أنيه لا لعمر الله لا تزوجه، فلما أراد أنْ يقوم ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، فقالت: أتردون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره، أدفعوني فإنه لن يضيعني، فانطلق أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره قال: شأنك بها، فزوّجها جليبيبا. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة له، فلما أفاء الله عليه قال لأصحابه "هل تفقدون من أحد؟ " قالوا: نفقد فلانا ونفقد فلانا، قال "انظروا هل تفقدون من أحد؟ " قالوا لا، قال "لكني أفقد جليبيبا" قال "فاطلبوه في القتلى" قال: فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقالوا: يا رسول الله، ها هو ذا إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عليه فقال "قتل سبعة وقتلوه، هذا مني، وأنا منه، هذا مني وأنا منه" مرتين أو ثلاثاً، ثم وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساعديه وحفر له ما له سرير إلا ساعدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وضعه في قبره ولم يذكر أنه غسله. قال ثابت: فما كان في الأنصار أيّم أنفق منها.

أخرجه الطيالسي (ص 124 - 125) عن حماد بن سلمة مختصرا. وأخرجه أحمد (4/ 421) عن الطيالسي به. وأخرجه البيهقي (4/ 21) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (4/ 422 و 425) ومسلم (2472) والنسائي في "الكبرى" (8246) وابن حبان (4035) والبيهقي في "الشعب" (1446) والبغوي في "شرح السنة" (3997) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح" (ص 96) من طرق عن حماد بن سلمة به. طوله بعضهم واختصره بعضهم. قال عبد الله بن أحمد: ما حدّث به في الدنيا أحد إلا حماد بن سلمة، ما أحسنه من حديث" المسند 4/ 422 قلت: وهو أصح من حديث معمر لأنّ حماد بن سلمة من أثبت الناس في ثابت. قال الفضل بن زياد: سئل أحمد عما روى معمر عن ثابت فقال: ما أحسن حديثه، ثم قال: حماد بن سلمة أحبّ إليّ، ليس أحد في ثابت مثل حماد بن سلمة. 2527 - حديث أبي فراس الأسلمي نحوه وزاد: وسأله رجل: في الجنة أنا؟ قال "في الجنة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (4580) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن أبي عمران الجَوْني عن أبي فراس رجل من أسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم "سلوني عما شئتم" فقال رجل: يا رسول الله، من أبي؟ قال "أبوك فلان الذي تدعى إليه" وسأله رجل: أفي الجنة أنا؟ فقال "في الجنة" وقال آخر: أفي الجنة أنا؟ قال "في النار" فقام عمر، فقال: رضينا بالله ربًّا. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 161 قلت: محمد بن الحسن الأسدي مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. ¬

_ (¬1) 17/ 29 (كتاب الاعتصام - باب ما يكره من كثرة السؤال)

وابنه عمر صدوق، والباقون ثقات، وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب. وأبو فراس قيل: هو ربيعة بن كعب الصحابي، وقيل غيره، والله أعلم. ولم ينفرد محمد بن الحسن الأسدي به بل تابعه سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي به. أخرجه ابن بشران (309) 2528 - حديث عائشة: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ولدان المسلمين، قال "في الجنة" وعن أولاد المشركين، قال "في النار" فقلت: يا رسول الله لم يدركوا الأعمال، قال "ربك أعلم بما كانوا عاملين، لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار" قال الحافظ: وروى أحمد من حديث عائشة: فذكره، وهو حديث ضعيف جداً لأنّ في إسناده أبا عقيل مولى بُهَية وهو متروك" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 220) ولوين في "حديث" (32) عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن بُهَية عن عائشة قالت: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أطفال المشركين، فقال "هم في النار يا عائشة" قلت: فما تقول في أطفال المسلمين؟ قال "هم في الجنة يا عائشة" قلت: وكيف ولم يدركوا الأعمال ولم تجر عليهم الأقلام؟ قال "ربك أعلم بما كانوا عاملين" وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (616) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. وأخرجه أحمد (6/ 208) وابن أبي الدنيا في "العيال" (204) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 753) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3079) وابن عدي (7/ 2664) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 122) والبيهقي في "القضاء والقدر" (617) من طرق عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل به. قال ابن عدي: هذا الحديث لأبي عقيل عن عائشة غير محفوظ، ولا يروي عن بهية غير أبي عقيل هذا" وقال ابن عبد البر: أبو عقيل هذا صاحب بهية لا يحتج بمثله عند أهل العلم بالنقل" ¬

_ (¬1) 3/ 489 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المشركين)

وقال البوصيري: سنده ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 130 وقال الهيثمي: فيه أبو عقيل ضعفه جمهور الأئمة" المجمع 7/ 217 قلت: وبهية قال ابن عمار الموصلي: ليست بحجة. 2529 - حديث أبي مالك الأشعري رفعه "في الجنة غرف لمن أطاب الكلام" سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ في الجنة لغرفا" 2530 - عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان محمارّ وجهه حتى جلس على المنبر فقام إليه رجل فقال: أين أبي؟ قال "في النار" فقام آخر فقال: من أبي؟ فقال "حذافة" فقام عمر، فذكر كلامه وزاد فيه: وبالقرآن إماما، قال: فسكن غضبه ونزلت هذه الآية {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] " قال الحافظ: روى الطبري من طريق أبي صالح عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬2) ضعيف جداً أخرجه الطبري في "تفسير" (7/ 81 - 82) ثني الحارث ثني عبد العزيز ثنا قيس عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل فقال: أين أبي؟ قال "في النار" فقام آخر فقال: من أبي؟ قال "أبوك حذافة" فقام عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا، وبالقرآن إماما، إنا يا رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك، والله يعلم من آباؤنا، قال: فسكن غضبه، ونزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] " قال ابن كثير: إسناده جيد" التفسير 2/ 105 قلت: كلا، فإنّ عبد العزيز هو ابن أبان بن محمد الأموي كذبه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. والحارث هو ابن أبي أسامة، وقيس هو ابن الربيع، وأبو حصين هو عثمان بن عاصم الأسدي، وأبو صالح هو السمان. ¬

_ (¬1) 13/ 248 (كتاب الاستئذان - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27]) (¬2) 9/ 351 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101])

2531 - "في بُضْع أحدكم صدقة" سكت عليه الحافظ (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم (1006) عن أبي ذر" (¬2) 2532 - عن فاطمة قالت: قلت: يا رسول الله أين أمي خديجة؟ قال "في بيت من قصب" قلت: أمن هذا القصب؟ قال: "لا، من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت" قال الحافظ: وعنده (أي الطبراني) في "الأوسط" من حديث فاطمة قالت: فذكرته" (¬3) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (443) وفي "مسند الشاميين" (1024) عن أحمد بن خليد الحلبي ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن عمرو عن مهاجر بن ميمون الحضرمي عن فاطمة أنّها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أين أمّنا خديجة؟ قال "في بيت من قصب، لا لغو فيه ولا نصب، بين مريم وآسية امرأة فرعون" قالت: من هذا القصب؟ قال "لا، بل من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت" وقال لا يروى هذا الحديث عن فاطمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به صفوان" وقال الهيثمي: مهاجر بن ميمون لم أعرفه، ولا أظنه سمع من فاطمة والله أعلم، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 223 2533 - "في عجوة العالية شفاء في أول البُكرة أو ترياق" قال الحافظ: عند مسلم (2048) من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة بلفظ: فذكره" (¬4) قلت: هو من رواية عبد الله بن أبي عتيق عن عائشة. 2534 - "فيما سقت السماء العشر" سكت عليه الحافظ (¬5). أخرجه البخاري (فتح 4/ 90 - 91) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) 1/ 16 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 1/ 145 (كتاب الإيمان - باب ما جاء أنّ الأعمال بالنية والحسبة) (¬3) 8/ 138 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة وفضلها) (¬4) 12/ 351 (كتاب الطب - باب الدواء بالعجوة للسحر) (¬5) 4/ 53 (كتاب الزكاة - باب زكاة الوَرِق)

2535 - قال عمر: يا رسول الله أرأيت ما نعمل فيه أمر مبتدع أو أمر قد فرغ منه؟ قال "فيما قد فرغ منه" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث ابن عمر قال: قال عمر: فذكره، وأخرج البزار والفريابي من حديث أبي هريرة أنّ عمر قال: يا رسول الله، فذكره. وأخرجه أحمد والبزار والطبراني من حديث أبى بكر الصديق قلت: يا رسول الله، نعمل على ما فرغ منه؟ الحديث نحوه. ووقع في حديث سعد بن أبي وقاص: فقال رجل من الأنصار. ووقع في حديث ابن عباس عند الطبراني نحو حديث عمر وفي آخره قال: "اعمل فكل ميسر" وفي آخره عند البزار: فقال القوم بعضهم لبعض: فالجد إذا. وأخرجه الطبراني في آخر حديث سراقة ولفظه: فقال: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال "كل ميسر لعمله"، قال: الآن الجد، الآن الجد. وفي آخر حديث عمر عند الفريابي: فقال عمر: ففيم العمل إذا؟ قال: "كل لا ينال إلا بالعمل" قال عمر: إذا نجتهد" (¬1) حديث عمر له عنه طرق: الأول: يرويه عبد الله بن بُريدة عن يحيى بن يَعْمَر وحميد بن عبد الرحمن الحميري عن ابن عمر قال: أخبرني عمر بن الخطاب فذكر حديث جبريل في سؤاله النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام والإيمان والإحسان وقال في آخر الحديث: وسأله رجل من جهينة أو مزينة فقال: يا رسول الله فيما نعمل، أفي شيء قد خلا أو مضى أو في شيء يستأنف الآن؟ قال "في شيء قد خلا أو مضى" فقال رجل أو بعض القوم: يا رسول الله، فيما نعمل؟ قال "أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ييسرون لعمل أهل النار" أخرجه أحمد (184) ومسلم (1/ 38) الثاني: يرويه عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنّ عمر قال: يا رسول الله أرأيت ما نعمل فيه، أمر مبتدع أو مبتدأ أو ما قد فرغ منه؟ قال "ما قد فرغ منه فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له، من كان من أهل السعادة فإنه يعمل بالسعادة أو للسعادة، ومن كان من أهل الشقاء فإنه يعمل بالشقاء أو للشقاوة". ¬

_ (¬1) 14/ 299 (كتاب القدر - باب وكان أمر الله قدرا مقدورا)

أخرجه الطيالسي (ص 4) عن شعبة عن عاصم بن عبيد الله به. وأخرجه أبو يعلى (5571) عن محمد بن يحيى الزِّمَّاني ثنا أبو داود الطيالسي به. وأَخرجه أحمد (1/ 29 و2/ 52 و 77) وفي "السنة" (855) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (275 و 276 و 277) والترمذي (2135) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (272) وابن أبي عاصم في "السنة" (63 أو 164) والبزار (121) والفريابي في "القدر" (33 و 34) والآجري في "الشريعة" (ص 171) وابن بطة في "الإبانة" (1325 و 1359) والبيهقي في "القضاء والقدر" (38) من طرق عن شعبة به. قال بعضهم: عن عمر، وقال بعضهم: أنّ عمر، وقال بعضهم: قال عمر. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: بل ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وقد اختلف عنه، فرواه ابن وهب في "القدر" (49) عن عبد الله بن عمر العُمَري عن عاصم بن عبيد الله وأبي النضر سالم بن أبي أمية أنّ عمر قال. وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه. الثالث: يرويه أبو سفيان سليمان بن سفيان المدني عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر قال: لما نزلت هذه الآية {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105] سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أنعمل على أمر قد فرغ منه، أم على شيء لم يفرغ منه؟ قال "بل على شيء قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر، وكل ميسر لما خلق له" أخرجه عبد بن حميد (20) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا سليمان بن سفيان به. وأخرجه الترمذي (3111) وابن أبي عاصم في "السنة" (170) واللفظ له وأبو يعلى كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 459) والطبري في "تفسيره" (12/ 117) وابن عدي (3/ 1121 - 1122) من طرق عن أبي عامر العقدي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن عمرو" قلت: تابعه معتمر بن سيمان التيمي عن أبي سفيان به. أخرجه ابن أبي عاصم (181) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1110)

وإسناده ضعيف لضعف أبي سفيان سليمان بن سفيان. الرابع: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه الأوزاعي عن الزهري واختلف عنه: • فقال بقية بن الوليد: ثنا الأوزاعي ثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر أنّه قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت عملنا هذا على أمر قد فرغ منه أم على أمر نستقبله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بل على أمر قد فرغ منه" قال عمر: ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلا، لا ينال إلا بعمل" فقال عمر: إذاً نجتهد. أخرجه ابن أبي عاصم (162) عن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا بقية بن الوليد (¬1) به. • وقال أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي: ثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنّ عمر قال: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل أشيء فرغ منه أم شيء نستأنف؟ قال "بل شيء قد فرغ منه" قال: ففيم العمل؟ قال "كل ميسر لما خلق الله" أخرجه البزار (كشف 2137) عن صدقة بن الفضل العمي ثنا أنس بن عياض به. وأخرجه ابن أبي عاصم (165) والفريابي (31) عن هشام بن عمار ثنا أنس بن عياض به. وأخرجه الآجري (ص 170) عن الفريابي به. وأخرجه ابن حبان (108) عن محمد بن الحسن بن خليل ثنا هشام بن عمار به. قال البزار: رواه غير واحد عن الزهري عن سعيد أنّ عمر قال، لا نعلم أحدا يسنده عن أبي هريرة إلا أنس" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 194 - ورواه محمد بن الوليد الزُّبدي عن الزهري عن سعيد عن عمر. أخرجه ابن أبي عاصم (161) عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا بقية عن الزبيدي به. ¬

_ (¬1) تابعه يحيى القطان عن الأوزاعي، إلا أنّه قال: عن سعيد أنّ عمر. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 303)

وأخرجه الفريابي في "القدر" (29) عن محمد بن مصفي الحمصي ثنا بقية به. - ورواه مَعْمر بن راشد ويونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن سعيد أنّ عمر. فأما حديث معمر بن راشد فأخرجه عبد الرزاق (20063) وابن بطة في "الإبانة" (1323) واللالكائي (1556) وأما حديث يونس بن يزيد الأيلي فأخرجه ابن وهب في "القدر" (20) والفريابي (30) - ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن عمر. قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 92) - ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنّ عمر (¬1). أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (195) وأما حديث أبي بكر الصديق فيرويه العَطَّاف بن خالد المدني واختلف عنه: - فرواه أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي عن العطاف بن خالد عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه قال: سمعت أبي يذكر أنه سمع أبا بكر الصديق يقول: قلت: يا رسول الله، العمل على ما قد فرغ منه أم على أمر يؤتنف؟ قال "بل على أمر قد فرغ منه" قلت: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال "كل ميسر لما خلق منه" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 241) عن أبي اليمان به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (36) وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1354) عن إبراهيم بن الحسين الكسائي وعن أبي العباس الترمذي والبزار (28) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ¬

_ (¬1) انظر "كشف الأستار عن زوائد البزار" (3/ 19) و"السنة" لابن أبي عاصم (1/ 73) و"العلل" للدارقطني (2/ 92)

والبيهقي في "القضاء والقدر" (461) عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي والطبراني في "الكبير" (47) ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (13/ 404) والذهبي (¬1) في "الميزان" (2/ 340) عن أبي زيد أحمد بن عبد الرحيم الحَوْطي وأبو داود في "القدر" كما في "الميزان" (2/ 340) ومن طريقه ابن بطة (1558) عن رجاء بن مُرَجَّى المروزي قالوا: ثنا أبو اليمان به. - ورواه علي بن عياش الحمصي عن العطاف بن خالد ثني رجل من أهل البصرة عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه قال: سمعت أبي يذكر أنّ أباه سمع أبا بكر. أخرجه أحمد (19) - ورواه عصام بن خالد الحضرمي عن العطاف بن خالد عن شيخ من أهل البصرة ثني طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر ثني أبي عن جدي أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (896) - ورواه سعيد بن منصور عن العطاف بن خالد أخبرني محمد بن عجلان ثني طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكر يقول: سمعت أبا بكر. أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (37) قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، والعطاف بن خالد قد حدث عنه جماعة وهو صالح الحديث، وإنْ كان قد حدّث بأحاديث عن نافع لم يتابع عليها" قلت: هو مختلف فيه، ضعفه الدارقطني وغيره، وقال أبو زرعة وجماعة: ليس به بأس. ¬

_ (¬1) وقال: وهذا إسناد صالح متصل"

وطلحة بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال يعقوب بن شيبة: لا علم لي به. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (54) من طريق زفر بن الهذيل عن أبي حنيفة عن عبد العزيز بن رفيع عن مصعب بن سعد عن أبيه رفعه "ما من نفس إلا وقد كتب الله مدخلها ومخرجها وما هي لاقية" فقال رجل من الأنصار: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال "اعملوا فكل ميسر، من كان من أهل الجنة ييسره لعمل أهلها، ومن كان من أهل النار ييسره لعمل أهلها" فقال الأنصاري: الآن حق العمل. وأبو حنيفة مختلف فيه، ضعفه مسلم والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين، والباقون ثقات. وفي الباب عن أبي أمامة وابن عباس وأبي الدرداء وسراقة بن مالك. فأما حديث أبي أمامة فأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (42 و 255) عن ابن أبي شيبة وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 305) ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "خلق الله الخلق وقضى القضية فذكر الحديث وقال في آخره: وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأعمال فقيل: يا رسول الله، أرأيت الأعمال أهو شيء يؤتنف أو فرغ منها؟ قال "بل فرغ منها" وأخرجه العقيلي (1/ 139 - 140) عن إسماعيل ثنا عبد الله بن بكر السهمي به (¬1). وقال: لا يتابع بشر بن نمير عليه" قلت: كذبه يحيى القطان وأحمد بن حنبل، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2139) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا يونس بن محمد ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال: كتب ليث إلى سليمان بن طرخان ثني حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل شيء نبتدئه أم شيء قد فرغ منه؟ قال "بل شيء قد فرغ منه" فقال القوم بعضهم لبعض: فالجد إذا. وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (228) من طريق يزيد بن هارون أنا بشر بن نمير به.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الكبير" (10899): ثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ثنا إبراهيم بن سليمان الدباس ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله، أنعمل فيما جرت به المقادير وجف به القلم أو شيء نأتنفه؟ قال "بل لما جرت به المقادير وجف به القلم" قال: ففيم العمل؟ قال "اعمل فكل ميسر". قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 195 قلت: وإسناده صحيح. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد وابنه (¬1) (6/ 441) عن الهيثم بن خارجة المروزي أنا أبو الربيع سليمان بن عتبة السلمي عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء قالوا: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل أمر قد فرغ منه أم أمر نستأنفه؟ قال "بل أمر قد فرغ منه" قالوا: فكيف بالعمل يا رسول الله؟ قال "كل أمرئ مُهيّأ لما خلق له" وأخرجه الفريابي في "القدر" (38) عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سليمان بن عتبة به. وأخرجه البزار (كشف 2138) والحاكم (2/ 462) والبيهقي في "القضاء والقدر" (39) من طريقين عن سليمان بن عبد الرحمن به. قال البزار: إسناده حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قال ابن معين في سليمان بن عتبة: لا شيء" وقال الحافظ: سنده حسن" الفتح 14/ 294 قلت: وهو كما قال، وسليمان بن عتبة وثقه دحيم وأبو مسهر والهيثم بن خارجة وهشام بن عمار وابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وأما حديث سراقة فقد تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بل فيما جفت به الأقلام" ¬

_ (¬1) ومن طريقهما أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (12/ 39) وقال: رواه أبو داود في "القدر" عن محمود بن خالد عن مروان بن محمد عن سليمان بن عتبة به. قلت: ومن طريقه أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1352)

2536 - عن أبي جَبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] قدم رسول صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله لقبان أو ثلاثة، وكان إذا دعا أحدا منهم باسم عن تلك الأسماء قالوا: إنه يغضب منه، فنزلت. قال الحافظ: وروى أحمد وأبو داود من طريق الشعبي: حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال: فذكره" (¬1) يرويه داود بن أبي هند عن عامر الشعبي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن داود عن الشعبي ثني أبو جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت في بني سلمة {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وليس منا رجل إلا له اسمان أو ثلاثة، فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا: يا رسول الله إنّه يغضب من هذا. قال: فنزلت {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11]. منهم: 1 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه أحمد (4/ 260) والطبري في "التفسير" (26/ 132) والحاكم (4/ 281 - 282) والمزي (33/ 182) 2 - وهيب بن خالد الباهلي البصري. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (330) وأبو داود (4962) وأبو نعيم في "الصحابة" (6720) والجياني في "الألقاب" (ص 13 - 14) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 47) 3 - شعبة. أخرجه الترمذي (3268) والطبراني في "الأوسط" (1479) والبيهقي في "الشعب" (6322) وابن الأثير (6/ 47) 4 - عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي. أخرجه ابن ماجه (3741) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2132) والخرائطي في "المساوئ" (706) والطبراني في "الكبير" (22/ 390) والمزي (33/ 182 - 183) ¬

_ (¬1) 10/ 211 (كتاب التفسير: سورة الحجرات)

5 - بشر بن المفضل البصري. أخرجه الترمذي (5/ 388) والنسائي في "الكبرى" (11516) والطبري (26/ 132) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (5/ 16) والطبراني في "الكبير" (22/ 389 - 390) 6 - حماد بن سلمة. أخرجه الحاكم (¬1) (2/ 463) والبيهقي في "الشعب" (6321) 7 - ربعي بن علية البصري. أخرجه البيهقي في "الآداب" (619) وفي "الشعب" (6320) 8 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه الطبري (26/ 132) 9 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري. أخرجه الطبري (26/ 132) قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أيضاً: صحيح على شرط مسلم" وقال الجياني: حديث حسن" قلت: لم يخرج مسلم لأبي جبيرة شيئاً، وهو مختلف في صحبته، فقال مسلم في "الكنى": له صحبة، وقال أبو حاتم: لا أعلم له صحبة. والباقون كلهم ثقات. - وقال حفص بن غياث الكوفي: ثنا داود عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري عن عمومة له: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس أحد منا إلا له لقب أو لقبان ... ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم والبيهقي من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا حماد بن سلمة به. ورواه هُدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج البصريان عن حماد فقالا فيه: عن الضحاك بن أبي جبيرة. أخرجه أبو يعلى (6853) ورواه ابن حبان (5709) وابن السني في "اليوم والليلة" (397) عن أبي يعلى به، إلا أنّ ابن حبان لم يذكر في روايته "إبراهيم بن الحجاج" والأول أصح. قال الحافظ في "الإصابة" (5/ 206): وهو مقلوب، قال أبو نعيم: والصواب أبو جبيرة بن الضحاك"

أخرجه أحمد (4/ 69 و 5/ 380) عن حفص بن غياث به. ورواه إسحاق بن إبراهيم المروزي عن حفص بن غياث فقال فيه: عن أبي جبيرة عن أبيه وعمومته قالوا ... أخرجه أبو القاسم البغوي (1968) وأيو نعيم في "الصحابة" (3901) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 224) 2537 - عن عليّ قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المذي فقال "فيه الوضوء، وفي المني الغسل" قال الحافظ: رواه الطحاوي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ" (¬1) صحيح وله عن عليّ طرق: الأول: يرويه يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ قال: فذكره. وفي لفظ "كنت رجلاً مذاء فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: فذكره. وفي لفظ آخر "كنت رجلاً مذاء فأمرت المقداد بن الأسود أنْ يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي فقال: منه الوضوء، ومن المني الغسل" أخرجه ابن أبي شيبة (947) وأحمد (1/ 87 و 109 - 110 و 111 و 111 - 112 و 121) وابن ماجه (504) والترمذي (114) وأبو يعلى (314 و 457) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (97 و98) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 46) وفي "المشكل" (2700) وابن البختري في "الأمالي" (139) والطبراني في "الأوسط" (6006) والخطيب في "الموضح" (2/ 170 - 171) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 207) من طرق عن يزيد بن أبي زياد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد روي عن عليّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه "من المذي الوضوء، ومن المني الغسل" قلت: يزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. لكن الحديث صحيح كما قال الترمذي فإنّ له طرقا أخرى عن علي منها: ¬

_ (¬1) 1/ 395 (كتاب الغسل - باب غسل المذي والوضوء منه)

الثاني: يرويه الرُّكين بن الربيع بن عَمِيلة الفزاري عن حصين بن قبيصة الفزاري عن علي قال: كنت رجلاً مذاءً، فجعلت (¬1) أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو ذُكر له، فقال "لا تفعل، إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك، وتوضأ وضوءك للصلاة، فإذا فَضَخْت (¬2) الماء فاغتسل" أخرجه الطيالسي (ص 21) وابن أبي شيبة (965 و 966) وأحمد (1/ 109 و 125 و 145) وأبو داود (206) والبزار (802 و 803) والنسائي (1/ 93) وفي "الكبرى" (199 و 200) وابن خزيمة (20) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 46) وفي "المشكل" (2702) وابن حبان (1102 و 1107) والبيهقي (1/ 167) وابن بشكوال في "الغوامض" (505) من طرق عن الركين بن الربيع به. واللفظ لأحمد وغيره. قال البزار: لا نعلم روى حصين بن قبيصة عن علي إلا هذا الحديث، ولا نعلم أحدا روى هذا اللفظ عن علي غيره" (¬3) وقال الشيخ أحمد شاكر: هذا إسناد صحيح" سنن الترمذي 1/ 196 قلت: وهو كما قال، وحصين بن قبيصة سمع عليا. قاله البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 5) الثالث: يرويه جَوَّاب بن عبيد الله التيمي عن يزيد بن شريك التيمي عن عليّ قال: كنت رجلاً مذاءً، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إذا حذفت فاغتسل من الجنابة، وإذا لم تكن حاذفا فلا تغتسل" أخرجه أحمد (1/ 107) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا رِزَام بن سعيد التيمي عن جواب به. قال الشيخ أحمد شاكر: وهو إسناد صحيح" سنن الترمذي 1/ 196 ¬

_ (¬1) ولفظ ابن أبي شيبة "وكانت تحتي بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أستحي أن أسأله، فأمرت رجلاً فسأله" (¬2) ولفظ ابن خزيمة "انضحت" ولفظ ابن حبان "نضحت" وفي لفظ له "رأيت الماء" ولفظ النسائي وغيره "رأيت فضح الماء" ولفظ الطحاوي "رأيت المني" (¬3) رواه إسماعيل بن عمرو البجلي عن زائدة عن حصين بن عبد الرحمن عن حصين بن قبيصة عن عليّ. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7449) وقال: لم يرو هذا الحديث عن حصين بن عبد الرحمن إلا زائدة، تفرد به إسماعيل بن عمرو" قلت: وهو ضعيف كما قال أبو حاتم وغيره.

قلت: جواب التيمي مختلف فيه: وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه محمد بن عبد الله بن نمير، والباقون كلهم ثقات فالإسناد حسن. الرابع: يرويه أبو يعلى منذر بن يعلى الثوري قال: سمعت محمد بن الحنفية يحدث عن أبيه قال: كنت أجد مذيا، فأمرت المقداد أنْ يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك لأنّ ابنته عندي فاستحييت أن أسأله، فسأله فقال "إنّ كل فحل يمذي، فإذا كان المني ففيه الغسل، وإذا كان المذي ففيه الوضوء" أخرجه ابن أبي شيبة (949) عن هشيم عن الأعمش عن منذر به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 46) وفي "المشكل" (2698) من طريق سعيد بن منصور أنا هشيم أنا الأعمش به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وقد أخرجه الشيخان وغيرهما من طرق عن الأعمش لكنهم لم يذكروا فيه الغسل من المني. الخامس: يرويه منصور بن زاذان عن الحسن البصري عن عليّ قال: فذكر مثل حديث ابن الحنفية. أخرجه ابن أبي شيبة (948) عن هشيم عن منصور به. وإسناده منقطع لأنّ الحسن لم يسمع من علي. السادس: يرويه زائدة بن قدامة الكوفي عن أبي حصين عثمان بن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: كنت رجلاً مذاءً، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إذا رأيت الماء فاغسل ذكرك وتوضأ، وإذا رأيت المني فاغتسل" أخرجه ابن حبان (1104) عن عمر بن محمد الهمداني ثنا محمد بن عثمان العجلي ثنا حسين بن علي عن زائدة به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وقد رواه غير واحد عن زائدة فلم يذكروا الغسل من المني، منهم: 1 - أبو داود الطيالسي (ص 21) 2 - أبو الوليد الطيالسي. أخرجه البخاري (فتح 1/ 394)

3 - عبد الله بن رجاء الغداني. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 46) 2538 - "الفجر فجران: فأما الذي كأنه ذنب السرحان فإنه لا يحل شيئا ولا يحرمه، ولكن المستطير" قال الحافظ: ولابن أبي شيبة عن ثوبان مرفوعاً: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 27) عن وكيع عن ابن أبي ذئب عن خالد عن ثوبان به مرفوعا. وإسناده صحيح رواته ثقات، وخالد هو ابن مَعْدان. واختلف فيه على ابن أبي ذئب، فرواه ابن وهب في "الموطأ" (326) عنه عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مرسلاً. وقال فيه "وأما المستطيل الذي يأخذ بالأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام" 2539 - "الفرع حق" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم من رواية داود بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو، وفي رواية الحاكم "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الفرع، قال: الفرع حق وأنْ تتركه حتى يكون بنت مخاض أو ابن لبون فتحمل عليه في سبيل الله أو نعطيه أرملة خير من أنْ تذبحه، يلصق لحمه بوبره وتوله ناقتك" (¬2) حسن يرويه داود بن قيس الفراء واختلف عنه: - فرواه عبد الرزاق (7995 و 7961) عن داود بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة فقال: "إنّ الله لا يحب العُقُوق" وكأنه كره الاسم. قالوا: يا رسول الله إنما نسألك عن أحدنا يولد له، قال "من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل، عن الغلام شاتان مكافأتان -وعن الجارية شاة" قال: وسئل عن الفرع، قال "والفرع حق، وأن تتركه حتى يكون شعزبا أو شعزوبا أو ابن مخاض أو ابن لبون ¬

_ (¬1) 5/ 38 (كتاب الصوم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال) (¬2) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة)

فتحمل عليه في سبيل الله أو تعطيه أرملة خير من أن تذبحه يلصق لحمه بوبره وتكفئ إناءك وتوله ناقتك" قال: وسئل عن العَتِيرَة، فقال "العتيرة حق" قال بعض القوم لعمرو بن شعيب: ما العتيرة؟ قال: كانوا يذبحون في رجب شاة فيطبخون ويأكلون ويطعمون. وأخرجه أحمد (2/ 182 - 183) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 238) وأحمد (2/ 194) عن وكيع وابن أبي شيبة (8/ 253 - 254) وإبراهيم الحربي في "الغريب" (1/ 180 - 181) والحاكم (4/ 236 و 238) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 317) عن عبد الله بن نُمير والنسائي (7/ 145) وفي "الكبرى" (4538) والطحاوي في "المشكل" (1055) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وأبو داود (2842) والبيهقي (9/ 300 و312). عن عبد الملك بن عمرو العَقَدي (¬1) كلهم عن داود بن قيس به. ورواه عبد الله بن مسلمة القعنبي عن داود بن قيس عن عمرو بن شعيب مرسلاً. أخرجه أبو داود (2842) والبيهقي (9/ 300 و312) - ورواه عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي عن داود بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه وزيد بن أسلم مرسلاً. أخرجه النسائي (7/ 148) وفي "الكبرى" (4551) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن، داود بن قيس ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. ¬

_ (¬1) قال في روايته: أُراه عن جده.

حرف القاف

حرف القاف 2540 - " قَاتِل الكفار" قال الحافظ: وشيبة بن عثمان الحجبي فقد ثبت عنه أنه لما رأى الناس قد انهزموا استدبر النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله فأقبل عليه فضربه في صدره وقال له: فذكره، فقاتلهم حتى انهزموا" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2897) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1229) والطبراني في "الكبير" (7192) وأبو نعيم في "الصحابة" (3701) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 145) من طريق عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهُذلي عن عكرمة مولى ابن عباس عن شيبة بن عثمان قال: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم حُنينا تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت: اليوم أدرك ثأري في محمد، فجئته فإذا العباس من يمينه عليه درع بيضاء كأنها الفضة، فكشف عنها العجاج فقلت: عمه لن يخذله، فجئت عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث فقلت: ابن عمه ولن يخذله، فجئته من خلفه فدنوت ودنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أَسُوْرَه سَوْرَة بالسيف رُفع إليّ شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يَمْحَشُني فنكصت القهقرى، فالتفت إليّ النبي صلى الله عليه وسلم وقال "تعال يا شيب" فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري وهو أحبّ إلى من سمعي ومن بصري ومن كذا، فقال لي "يا شيب قاتل الكفار" قال الهيثمي: وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف" المجمع 6/ 184 قلت: وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات. ¬

_ (¬1) 9/ 91 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

2541 - "قاتل الله اليهود، إنّ الله حرّم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها، وإنّ الله إذا حرّم على قوم أكل شيء حرَم عليهم ثمنه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من وجه آخر عن ابن عباس أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال وهو عند الركن: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (269) وأحمد (1/ 247 و293 و 322) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 147) وأبو داود (3488) والدارقطني (3/ 7) والبيهقي (6/ 13 و13 - 14) من طرق عن خالد الحَذَّاء عن بركة بن العريان أبي الوليد المجاشعي قال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا (¬2) خلف المقام فرفع رأسه (¬3) إلى السماء، فنظر ساعة ثم ضحك، ثم قال "قاتل (¬4) الله اليهود (¬5)، حرّمت عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا أثمانها، فإنّ الله عز وجل إذا حرّم على قوم أكل شيء حرّم عليهم ثمنه" اللفظ للشافعي قال أبو الطيب آبادي: رواته كلهم ثقات محتج بهم" التعليق المغني على الدارقطني 3/ 7 قلت: وإسناده صحيح. 2542 - عن أسامة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة فأمرني فأتيته بماء في دلو فجعل يبل الثوب ويضرب به على الصور ويقول "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون" قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة" (¬6) تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث أسامة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة" 2543 - عن عمار بن ياسر قال: قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجن والإنس، أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة إنسي فصارعني فصرعته. ¬

_ (¬1) 5/ 330 (كتاب البيوع - باب بيع الميتة والأصنام) (¬2) وفي لفظ لأحمد "قاعدا في المسجد مستقبلا الحجر" ولفظ أبي داود وغيره "جالسا عند الركن" (¬3) ولفظ أبي داود "بصره" (¬4) وفي لفط "لعن" (¬5) زاد أبو داود والبيهقي "ثلاثا" (¬6) 9/ 78 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح)

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق الحسن البصري قال: كان عمار يقول: فذكره، وفي سنده الحكم بن عطية مختلف فيه، والحسن لم يسمع من عمار" (¬1) ضعيف أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4001) عن وهب بن جرير بن حازم قال: ثنا أبي قال: سمعت الحسن يقول: قال عمار بن ياسر: قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجن والإنس، قيل: وكيف قاتلت الجن؟ قال: نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال "إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك" فلما كنت على البئر أتاني رجل أسود كأنه مَرس، فقال: إنك لا تستقي اليوم منها ذَنوبا، فأخذنى فأخذته فصرعته، ثم أخذت حجرا فكسرت أنفه ووجهه، ثم ملأت قربتي، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "هل أتاك على الماء أحد؟ " فقلت: رجل أسود، فأخبرته بالذي صنعت، فقال "ذاك الشيطان" وأخرجه ابن سعد (3/ 251) عن وهب بن جرير بن حازم وموسى بن إسماعيل البصري قالا: أنا جرير بن حازم به (¬2). قال الحافظ: هذا إسناد منقطع، ورجاله ثقات" المطالب 4/ 275 وقال البوصيري: رواته ثقات إلا أنه منقطع" مختصر الإتحاف 9/ 271 قلت: الحسن البصري لم يسمع من عمار، قاله المنذري في "الترغيب" (1/ 147) والمزي في "التهذيب" (21/ 216) والحديث أخرجه الطبراني أيضاً كما في "المجمع" (9/ 293) قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه، والحكم بن عطية مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح" 2544 - "قاتلهم الله ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام" قال الحافظ: وعند ابن أبي شيبة من حديث جابر نحو حديث ابن مسعود وفيه "فأمر بها فكبت لوجوهها" وفيه نحو حديث ابن عباس وزاد: فذكره، ثم دعا بزعفران فلطخ تلك التماثيل" (¬3) ¬

_ (¬1) 13/ 310 (كتاب الاستئذان - باب من ألقي له وسادة) (¬2) انظر حديث "سيأتيك من يمنعك من الماء" في حرف السين. (¬3) 9/ 77 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟)

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 487 - 488) وفي "مسنده" (المطالب 4306) عن شَبَابة بن سَوَّار المدائني عن المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال: دخلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما تعبد من دون الله، قال: فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبت كلها لوجوهها، ثم قال {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فصلّى فيه ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قاتلهم الله، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام" ثم دعا بزعفران فلطخه بتلك التماثيل. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 391) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا ابن أبي شيبة به. قال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب العالية 4/ 422 - مختصر الإتحاف 7/ 39 قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلساً. 2545 - حديث أبي هريرة: فقال عليّ: يا رسول الله، علام أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند مسلم (2405): فقال عليّ: يا رسول الله، علام أقاتل الناس؟ قال: فذكره. وقال: وعند مسلم من حديث أبي هريرة أنّ عمر قال: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ" (¬1) 2546 - "قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها" قال الحافظ: ولمسلم (2574) من طريق محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة: لما نزلت {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النِّساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) 2547 - حديث أبي سعيد رفعه "قال إبليس: يا رب، لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله تعالى: وعزتي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني" ¬

_ (¬1) 9/ 16 و 18 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر) (¬2) 12/ 207 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) له عن أبي سعيد طريقان: الأول: يرويه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أبي سعيد مرفوعاً "إنّ إبليس قال لربه عز وجل: وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال له ربه عز وجل: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني" أخرجه أحمد (3/ 41) وأبو يعلى (1273) عن يونس بن محمد المؤدب وأحمد (3/ 29) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي والطبراني في "الأوسط" (8783) وفي "الدعاء" (1779) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (162) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 332) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1361) وابن بلبان في "المقاصد السنية" (ص 456 - 457) عن عبد الله بن صالح المصري ثلاثتهم عن الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث" قلت: عمرو بن أبي عمرو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وما أظنه سمع من أبي سعيد لأنّ الحافظ ذكره في "التقريب" في طبقة صغار التابعين الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة، وذكر أنه مات بعد الخمسين ومائة، واختلف في سنة وفاة أبي سعيد، والمشهور أنه توفي سنة أربع وسبعين، فيكون بين وفاتيهما ست وسبعون سنة. الثاني: يرويه دَرَّاج أبو السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. أخرجه أحمد (3/ 29 و76) وعبد بن حميد (932) وأبو يعلى (1399) والبيهقي في "الأسماء" (ص 167) والبغوي في "شرح السنة" (5/ 76) ¬

_ (¬1) 13/ 343 (كتاب الدعوات - باب أفضل الاستغفار)

عن عبد الله بن لَهيعة والحاكم (4/ 261) عن عمرو بن الحارث المصري كلاهما عن دراج به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: فيه دراج وهو واه" العلو ص 72 قلت: هو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وأحاديثه عن أبي الهيثم قواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود. 2548 - "قال الله: ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره" قال الحافظ: حكى الحاكم في كتابه المفرد في صلاة الضحى عن جماعة من أئمة الحديث أنهم كانوا يختارون أنْ تصلى الضحى أربعاً لكثرة الأحاديث الواردة في ذلك كحديث أبي الدرداء وأبي ذر عند الترمذي مرفوعاً عن الله تعالى: فذكره، وحديث نعيم بن همار عند النسائي، وحديث أبي أمامة وعبد الله بن عمرو والنواس بن سمعان كلهم بنحوه عند الطبراني، وحديث عقبة بن عامر وأبي مرة الطائفي كلاهما عند أحمد بنحوه" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي الدرداء وأبي ذر ومن حديث أبي الدرداء وحده ومن حديث نعيم بن هَمّار ومن حديث أبي أمامة ومن حديث النواس بن سمعان ومن حديث سعد بن قيس فأما حديث أبي الدرداء وأبي ذر فأخرجه الترمذي (475) عن أبي جعفر محمد بن أبي الحسين السِّمْنَاني وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 137) عن إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه قالا: ثنا أبو مُسهر عبد الأعلى بن مسهر ثنا إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جُبير بن نفير عن أبي الدرداء وأبي ذر مرفوعا "قال الله عز وجل: ابن آدم، اركع لي أول النهار أربع ركعات أكفك آخره". ¬

_ (¬1) 3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

ورواه أبو حاتم الرازي عن أبي مسهر فلم يذكر أبا ذر (¬1). أخرجه الذهبي في "الميزان" (1/ 242) وقال: هذا حسن قوي الإسناد" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال المنذري: في إسناده إسماعيل بن عياش، ولكنه إسناد شامي" قلت: إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ بحير بن سعد حمصي، وباقي رجال الإسناد ثقات فالحديث صحيح. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد (6/ 451) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 330) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي عن أبي الدرداء مرفوعاً "إنّ الله عز وجل يقول: ابن آدم لا تعجز من أربع ركعات أول النهار أكفك آخره". ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن صفوان بن عمرو ثنا شريح بن عبيد وغيره عن أبي الدرداء. أخرجه أحمد (6/ 440) عن أبي المغيرة به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (964) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به إلا أنّه لم يذكر وغيره. قال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" الترغيب 1/ 464 - المجمع 2/ 236 قلت: وإسناده منقطع لأنّ شريح بن عبيد لم يدرك أبا الدرداء. لكنه لم ينفرد بل تابعه غيره كما في رواية أبي المغيرة. وتابعه جبير بن نفير كما تقدم. وأما حديث نعيم بن هَمَّار فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو الزاهرية حُدير بن غريب الحضرمي ثني كثير بن مرة الحضرمي سمع نعيم بن همار رفعه "قال الله عز وجل: يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره" ¬

_ (¬1) ورواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن إسماعيل بن عياش فلم يذكر أبا ذر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1148)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (555) وأحمد (5/ 286 و 287) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 93) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 9/ 35) وابن الأعرابي (ق 7/ أ) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 151 - 152) والطبراني في "مسند الشاميين" (1964 و 1965) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" (21) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أبي الزاهرية به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد أبو الزاهرية به بل تابعه: 1 - خالد بن معدان الحمصي. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 93) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 9/ 35) والطبراني في "مسند الشاميين" (1169) من طرق عن بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة بقية فإنه كان مدلساً. 2 - لقمان بن عامر الحمصي. أخرجه (¬1) البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 94) عن يزيد بن عبد ربه الحمصي عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن لقمان بن عامر عن كثير بن مرة عن نعيم بن هدار. وإسناده حسن رواته ثقات غير لقمان بن عامر وثقه ابن حبان والعجلي وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق. 3 - مكحول، واختلف عنه: - فرواه محمد بن راشد المكحولي عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار. أخرجه أحمد (5/ 287) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 93 - 94) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (ص 28) وابن قانع (3/ 150 - 151) والطبراني في "مسند الشاميين" (3535) وابن عدي (6/ 2208) من طرق عن محمد بن راشد المكحولي به. - ورواه بُرد بن سنان الدمشقي عن سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس بن مرثد الجذامي عن نعيم بن همار. ¬

_ (¬1) وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1852) وابن قانع (3/ 151) من طريق محمد بن مُصفى ثنا محمد بن حرب به.

أخرجه أحمد (5/ 287) وفي "العلل" (2/ 310) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 94) والدارمي (1459) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 339) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 9/ 35) وابن الأعرابي (ق 128 /ب) وابن قانع (3/ 151) وابن حبان (2533) والطبراني في "مسند الشاميين" (394 و 3533) وأبو نعيم في "الصحابة" (6395 و 6396) والبيهقي (3/ 47 - 48) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1960) من طرق عن برد به. وتابعه العلاء بن الحارث الدمشقي عن مكحول به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (النكت الظراف 9/ 34 - 35) عن الربيع بن سليمان بن داود المصري عن عبد الله بن يوسف عن الهيثم بن حميد عن العلاء به. - ورواه سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار، منهم: أ- أبو مُسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 93) ب- أبو حيوة شريح بن يزيد الحمصي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (294 و 3534) ت- أبو عبد الله محمد بن هاشم الأزفر. أخرجه تمام (ق 53/ ب) ث- الوليد بن مسلم. أخرجه أبو داود (1289) عن داود بن رشيد الخوارزمي ثنا الوليد بن مسلم به (¬1). ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 142) واختلف فيه على الوليد بن مسلم، فرواه أحمد (5/ 286 - 287) عن الوليد بن مسلم فلم يذكر كثير بن مرة. • ورواه عمار بن مطر الرُّهاوي عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي عن نعيم بن همار. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن قانع (3/ 151) من طريق نعيم بن حماد ثنا الوليد به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (293) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 649) وتابعه الواقدي ثنا سعيد بن عبد العزيز به. أخرجه المهرواني في "الفوائد المنتخبة" (ص 71) • ورواه يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِيني عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي مرة الطائفي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (5/ 287) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 9/ 288) وأبو نعيم (¬1) في "الصحابة" (7030) • ورواه يحيى بن حمزة الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن زيد بن واقد عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (294 و 1186) الثاني: يرويه بُسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي ثني أبو إدريس الخولاني سمع نعيم بن همار. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 93 و 94 - 95) وابن حبان (2534) وتمام (ق 9/ ب) من طرق عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب القرشي ثني بسر بن عبيد الله به. وإسناده صحيح رواته ثقات. - ورواه قتادة واختلف عنه: • فقيل: عن قتادة ثنا نعيم بن همار عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (4/ 153 و 201) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 94) وأبو يعلى (1757) عن أبان بن يزيد العطار والبخاري (4/ 2/ 94) عن بكير بن أبي السَّميط البصري كلاهما عن قتادة به (¬2). ¬

_ (¬1) سقط من إسناده عن مكحول. (¬2) قال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحدهما رجال الصحيح" الترغيب 1/ 464 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 235

• ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن قتادة عن الحسن بن عبد الرحمن عن قيس الجذامي عن عقبة بن عامر. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 94) وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7746) من طريق سليمان بن سلمة الخَبَائري ثنا محمد بن شعيب ثنا يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً به. قال الهيثمي: وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك" المجمع 2/ 236 وأما حديث النواس بن سمعان فأخرجه الطبراني في "الكبير" قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 2/ 236 وأما حديث سعد بن قيس فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 258) عن عبد الله بن غنام ثنا أبو كُريب ثنا إسحاق بن سليمان ثنا جسر عن الحسن عن سعد بن قيس مرفوعاً "يقول ربكم": أكفني أربع ركعات أول النهار أكفك آخره" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3213) من طريق محمد بن صبيح عن جسر به. وإسناده ضعيف لضعف جسر بن فَرْقد. 2549 - "قال الله: الإخلاص سرٌّ من سرّي استودعته قلب من أحب، لا يطلع عليه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده" قال الحافظ: واستند قائله إلى حديث واه جداً أورده ابن العربي في المسلسلات ولفظه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه القشيري في "الرسالة" (ص 104) من طريق عبد الواحد بن زيد قال: سألت الحسن عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت حذيفة عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإخلاص ما هو؟ قال "سألت جبريل عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت رب العزة عن الإخلاص ما هو؟ قال: سرّ من سرّي استودعته قلب من أحببته من عبادي" وإسناده ضعيف. عبد الواحد بن زيد هو البصري الزاهد قال ابن معين: ليس بشيء، ¬

_ (¬1) 5/ 11 (كتاب الصوم - باب فضل الصوم)

وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك الحديث، وذكره الساجي والعقيلي وابن شاهين وابن الجارود في الضعفاء. 2550 - "قال الله {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فأنا أستغفر لهم سبعين وسبعين وسبعين" قال الحافظ: وروى الطبري من طريق مغيرة عن الشعبي قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظره في "ما اسمك؟ " 2551 - "قال الله: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي" قال الحافظ: في حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعاً: فذكره" (¬2) له عن عبد الرحمن بن عوف طريقان: الأول: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف واختلف عنه: - فرواه ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الزهري عن أبي سلمة أنّ رَدَّادَا (¬3) الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف رفعه "قال الله تبارك وتعالى: أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته" منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (20234) عن معمر به. وأخرجه أحمد (1/ 194) عن عبد الرزاق وقال: عن أبي الرداد. وأخرجه أبو داود (1695) وابن حبان في "الثقات" (4/ 241 - 242) عن محمد بن المتوكل العسقلاني والحاكم (4/ 157) والمزي في "التهذيب" (9/ 174 - 175) ¬

_ (¬1) 9/ 405 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80]) (¬2) 13/ 23 (كتاب الأدب - باب من وصل وصله الله) (¬3) وقيل: أبا الرداد.

عن إسحاق بن إبراهيبم الدَّبَري والواحدي في "الوسيط" (2/ 5) عن محمد بن يحيى الذهلي ثلاثتهم عن عبد الرزاق وقالوا: عن الرداد. وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 276) والبيهقي (7/ 26) وفي "الأسماء" (ص 467) عن أحمد بن منصور الرمادي والبيهقي (7/ 26) وفي "الأسماء" (ص 70) عن أحمد بن يوسف السلمي كلاهما عن عبد الرزاق وقالا: عن أبي الرداد. ورواه ابن المبارك (¬1) في "البر والصلة" (113) عن معمر فقال عن أبي الرداد. لكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (204) عن أحمد بن جميل المروزي وابن حبان (443) عن حبان بن موسى المروزي كلاهما عن ابن المبارك عن معمر فقالا: عن الرداد. ورواه وهيب بن خالد البصري عن معمر فقال: عن أبي الرداد. أخرجه البزار (993) والخرائطي في "المكارم" (1/ 276) وفي "المساوئ" (264) واختلف فيه على معمر، فرواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 264) والأول أصح. ¬

_ (¬1) رواه حسين بن حسن المروزي عن ابن المبارك هكذا. ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 130) ووقع عنده: عن رداد.

2 - شعيب بن أبي حمزة الحمصي. أخرجه أحمد (1/ 194) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 165) والحاكم (4/ 158) والبيهقي في "الشعب" (7566) عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة والهيثم بن كليب (239) والطبراني في "مسند الشاميين" (3057) والحاكم (4/ 158) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ثني أبو سلمة أنّ أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. 3 - محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن القرشي التيمي المدني. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (53) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة أنّ أبا الرداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4603) والحاكم (4/ 158) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي أبو بكر به. 4 - عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي. أخرجه الحسين المروزي في "البر والصلة" (114) عن حجاج بن أبي منيع الرصافي ثنا جدي عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري ثني أبو سلمة أنّ أبا رداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. 5 - معاوية بن يحيى الصَدَفي. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 278) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صالح ثنا الهِقْل بن زياد عن الصدفي ثني الزهري ثني أبو سلمة أنّ أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. - ورواه غير واحد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه أبو داود (1694) وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 12) عن مسدد

وأبو داود (1694) عن ابن أبي شيبة (¬1) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (203) عن علي بن الجَعْد الجوهري وغيره والخرائطي في "المكارم" (ص 47 - 48 السلفية) و"المساوئ" (265) عن علي بن حرب الطائي كلهم عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه. • ورواه غير واحد عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة قال: اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف فقال: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد، فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه أحمد (1/ 194) والحميدي (65) والحسين المروزي في زيادات "البر والصلة" (115) عن سفيان به. وأخرجه الحاكم (4/ 157 - 158) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه الترمذي (1907) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأبو يعلى (840) عن زهير بن حرب النسائي والبزار (992) عن أحمد بن عبدة الضبي والبرتي (18) ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 535 - 536) عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة أنّ عبد الرحمن عاد أبا الرداد فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3432) من طريق حميد بن زنجويه ثنا ابن أبي شيبة به.

عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني والخرائطي في "المكارم" (1/ 277) و"المساوئ" (266) عن سُريج بن النعمان البغدادي وأبو نعيم في "الصحابة" (6795) عن إبراهيم بن بشار الرمادي والبيهقي (7/ 26) وفي "الآداب" (11) عن الحسن بن محمد الزعفراني والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 166) عن عمرو بن عبد الحميد الإملي كلهم عن سفيان بن عُيينة به. قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح، وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف. قال محمد: وحديث معمر خطأ" وتعقبه المنذري فقال: وفي تصحيح الترمذي له نظر فإنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئاً. قاله ابن معين وغيره" الترغيب 3/ 338 ورجّح أبو حاتم هذه الرواية فقال: المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن" تهذيب التهذيب 3/ 271 وخالفه الدارقطني كما سيأتي. 2 - سفيان بن حسين الواسطي. أخرجه البرتي (17) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا سليمان بن كثير (¬1) أنا سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي سلمة قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثي فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد، قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. ¬

_ (¬1) واختلف فيه على سليمان بن كثير: فقال محمد بن كثير: أنا سليمان بن كثير عن الزهري عن أبي سلمة قال: دخل عبد الرحمن على أبي الرداد الليثي لم يذكر سفيان بن حسين. أخرجه البرتي (16)

وأخرجه الحاكم (4/ 158) من طريق يزيد بن هارون أنبا سفيان بن حسين به. وأخرجه الطبري (167) من طريق أبي سفيان سعيد بن يحيى الحميري ثنا سفيان بن حسين به. واختلف فيه على سفيان بن حسين، فرواه عمر بن علي المُقَدمي عن سفيان بن حسين عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: دخل عبد الرحمن على أبى الرداد الليثي أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 274) و"المساوئ" (262) وسفيان بن حسين ليس بالقوي في الزهري كما قال ابن معين وغيره. 3 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 278) و"المساوئ" (267) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صالح عن الليث ثني يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه. - ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف. أخرجه البزار (991) ومحمد بن أبي حفصة مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وتابعه بحر السقاء عن الزهري به. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 264) وبحر ضعفوه. قال الدارقطني: والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه" العلل 4/ 265 يعني عن الزهري عن أبي سلمة أنّ أبا الرداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. وأبو الرداد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى أبي سلمة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

- ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه: • فقيل: عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة أنّ أباه عاد أبا الرداد. أخرجه البرتي (15) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد -هو ابن سلمة- عن محمد بن عمرو به. • ورواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 498) والخرائطي في "المساوئ" (280) والحاكم (4/ 157) وتابعه خالد بن عبد الله الواسطي عن محمد بن عمرو به. أخرجه أبو يعلى (5953) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن المديني: وهو عندي خطأ لا شك فيه لأنّ الزهري رواه عن أبي سلمة عن ابن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب" العلل ص 91 • ورواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً. قاله الدارقطني (4/ 265) الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فرواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أنّ أباه حدثه أنّه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته، ومن بتها أبتُّه". أخرجه أحمد (1/ 191 و 194) والبرتي (38) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (205) وأبو يعلى (841) والخرائطي في "المساوئ" (263) والهيثم بن كليب (252) والحاكم (4/ 157) وابن الجوزي في "البر والصلة" (232) قال الحافظ: سنده صحيح" تهذيب التهذيب 3/ 271 - ورواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى فلم يذكر عبد الله بن قارظ. أخرجه البرتي (37)

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن يحيى ثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أنّ رجلاً أخبره عن عبد الرحمن. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 312) والطبري (169) - ورواه عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى ثنا أبو سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فقال له: أفلان؟ قال: نعم، قال: وصلتك رحم، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه الهيثم بن كليب (240) ورواية عكرمة بن عمار عن يحيى ضعفها أحمد وجماعة. - ورواه الأوزاعي عن يحيى واختلف عنه: • فرواه شعيب بن إسحاق الدمشقي وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الشامي عن الأوزاعي عن يحيى عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ثني فلان عن عبد الرحمن. • ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن يحيى عن عبد الله بن محمد قال: أقبل قريب لعبد الرحمن بن عوف يعوده فقال له عبد الرحمن منهم: 1 - بشر بن بكر التنيسي. أخرجه الطبري (170) 2 - الوليد بن مزيد البيروتي. أخرجه الطبري (171) 3 - يحيى بن حمزة الحضرمي. قاله الدارقطني (4/ 296) 2552 - "قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (2865) عن عياض بن حمار. ¬

_ (¬1) 3/ 491 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المشركين)

2553 - "قال الله: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين بها" قال الحافظ: وفي رواية أبي هريرة عند مسلم (72): فذكره" (¬1) 2554 - عن أبي بن كعب قال: قال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك، فنزلت سورة الإخلاص. قال الحافظ: وهو عند ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" وصححه الحاكم. وفيه "أنه ليس شيء يولد إلا يموت، وليس شيء يموت إلا يورث، والله لا يموت ولا يورث، ولم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شيء" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك، فنزلت" 2555 - عن مجاهد قال: قال المؤمنون: ألا نستغفر لآبائنا كما استغفر إبراهيم لأبيه؟ فنزلت. قال الحافظ: وروى الطبري من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: فذكره، ومن طريق قتادة قال: ذكر لنا أنّ رجالا، فذكر نحوه" (¬3) مرسل حديث مجاهد أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 41) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] قال: يقول المؤمنون ألا نستغفر لآبائنا وقد استغفر إبراهيم لأبيه كافرا، فأنزل الله {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 114] ع الآية. ورواته ثقات، محمد بن عمرو له ترجمة في "تاريخ بغداد"، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وعيسى هو ابن ميمون المكي، وابن أبي نجيح اسمه عبد الله. وحديث قتادة أخرجه الطبري (11/ 43) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة، قوله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] الآية، قال: ذكر لنا أنّ رجالا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا نبي الله، إنّ من ¬

_ (¬1) 3/ 177 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82]) (¬2) 17/ 125 (كتاب التوحيد - باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله) (¬3) 10/ 125 (كتاب التفسير - سورة القصص - باب قوله ({إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56])

آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني، ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بلى والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه" فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} [التّوبَة: 113] الآية. ورواته ثقات. 2556 - عن أنس قال: قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يقرئ خديجة السلام -يعني فأخبرها-، فقالت: إنّ الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته. قال الحافظ: وللنسائي من حديث أنس قال: فذكره، زاد ابن السني من وجه آخر "وعلى من سمع السلام إلا الشيطان" (¬1) صحيح أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (374) وفي "الكبرى" (8359) عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني والحاكم (3/ 186) عن قتيبة بن سعيد البلخي كلاهما عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده خديجة وقال: إنّ الله يقرئ خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمة الله" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال. وأخرج ابن السني في اليوم والليلة" (240) عن إسماعيل بن داود بن وَرْدان المصري ثنا عيسى بن حماد ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن وهب أنّ خديجة خرجت تلتمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأعلى مكة ومعها غذاء لها، فلقيها جبريل عليه السلام في صورة رجل، فسألها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهابته، وظنت أنه بعض من يغتاله، ثم إنها ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "ذاك جبريل عليه السلام أخبرني أنه لقيك، ومعك غذاء وهو حيس، فقال: اقرأ عليها من الله عز وجل السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا ¬

_ (¬1) 8/ 139 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة)

صخب فيه ولا نصب" فقالت: هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله وعلى من سمع إلا الشيطان، يا رسول الله ما بيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب؟ قال "هو بيت من لؤلؤة مخبأة" ابن وردان ترجمه الذهبي في "السير" وقال: الشيخ العالم المسند، وعمرو بن وهب ما عرفته، والباقون ثقات. 2557 - عن الربيع بن أنس قال: قال رجل يوم حنين: لن نغلب اليوم من قلة، فشقّ ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت الهزيمة. قال الحافظ: روى يونس بن بكير في زيادات المغازي عن الربيع بن أنس قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 123 - 124) من طريق يونس بن بكير عن أبي جعفر الرازي عن الربيع أنّ رجلاً قال يوم حنين: لن نغلب من قلة، فشقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]. ويونس بن بكير وثقه ابن معين وغيره، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه، والربيع بن أنس قال العجلي وغيره: صدوق. 2558 - حديث جابر "قال سراقة: يا رسول الله، فيم العمل، فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ " قال الحافظ: ووقع لفظ جفّ القلم أيضاً في حديث جابر عند مسلم (2648): فذكره، وفي آخر حديث ابن عباس الذي فيه "احفظ الله يحفظك" ففي بعض طرقه "جفّت الأقلام وطويت الصحف" وفي حديث عبد الله بن جعفر عند الطبراني في حديث "واعلم أنّ القلم قد جفّ بما هو كائن" وفي حديث الحسن بن عليّ عند الفريابي "رفع الكتاب وجفّ القلم" (¬2) حديث ابن عباس تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا سألت فاسأل الله". وحديث عبد الله بن جعفر تقدم مع حديث ابن عباس. ¬

_ (¬1) 9/ 88 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى- {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]) (¬2) 14/ 293 (كتاب القدر - باب جف القلم)

وحديث الحسن بن علي أخرجه الفريابي في "القدر" (99 و 102) وغيره موقوفاً. 2559 - "قال موسى: يا ربّ أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال: أنت أبونا؟ " قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عمر. وقال: وفي حديث عمر "لقي موسى آدم" وكذا عند أبي عوانة، وأما أبو داود فلفظه كما تقدم "قال موسى: يا رب أرني آدم" وقال: وقد وقع في حديث عمر: لما قال موسى: أنت آدم؟ وقال له: من أنت؟ قال: أنا موسى" وقال: وفي حديث عمر بعد قوله "أنت آدم؟ قال: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فلم أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ " وفي لفظ لأبي عوانة "فوالله لولا ما فعلت ما دخل أحد من ذريتك النار" وقال: وفي حديث عمر "قال: أنا موسى، قال: نبي بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أنت الذي كلمك الله من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم" وقال: وفي حديث عمر "قال: فلم تلومني على شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء" وقال: وثبت في حديث عمر بلفظ "فاحتجا إلى الله فحج آدم موسى، قالها ثلاث مرات" (¬1) صحيح وله عن عمر طريقان: الأول: يرويه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعاً "إنّ موسى قال: يا ربّ، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلّمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أنّ ¬

_ (¬1) 14/ 307 و 309 و 310 و 311 و 312 (كتاب القدر - باب تحاج آدم وموسى عند الله)

ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: فيم تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك "فحجّ آدم موسى، فحج آدم موسى" أخرجه ابن وهب في "القدر" (3) عن هشام بن سعد به. وأخرجه أبو داود (4702) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (294) وابن أبي عاصم في "السنة" (143) والفريابي في "القدر" (117) وأبو يعلى (243) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 346 - 347) وأبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (30 و 44) والآجري في "الشريعة" (185 و 352 و 353 و 682) وابن بطة في "الإبانة" (1378 والرد على الجهمية 2/ 308 - 309) وابن منده في "الرد على الجهمية" (38) وفي "التوحيد" (573) واللالكائي في "الاعتقاد" (551) والبيهقي في "الأسماء" (ص 253 - 254) وفي "القضاء والقدر" (27) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 13 - 14) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (70 و 195) من طرق عن ابن وهب به. قال شيخ الإسلام ابن تيمة: إسناده حسن" الاحتجاج بالقدر ص 5 قلت: هشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وزيد بن أسلم وأبوه ثقتان. الثاني: يرويه يحيى بن يَعْمَر البصري عن ابن عمر عن أبيه، وعن يحيى غير واحد، منهم: 1 - سليمان التيمي. أخرجه البزار (173) وابن منده في "الإيمان" (11 و 12) واللالكائي (1037) من طرق عن المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر قال: حدثني عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ موسى لقي آدم فقال: يا آدم أنت خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وأسكنك الجنة، فوالله لولا ما فعلت ما دخل أحد من ذريتك النار، قال: فقال: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني فيما قد كان كتب عليّ قبل أن أخلق، فاحتجا إلى الله عز وجل، فحجّ آدم موسى، فاحتجا إلى الله عز وجل، فحجّ آدم موسى، فاحتجا إلى الله عز وجل، فحجّ آدم موسى" وإسناده صحيح (¬1). 2 - عبد الله بن بُريدة. أخرجه البزار (171) وابن نصر في "الصلاة" (366) والفريابي (118 و 209) وابن ¬

_ (¬1) وأخرجه مسلم (1/ 38) أيضاً لكن لم يسق لفظه.

خزيمة (1/ 119 - 120) وابن منده (10) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (22) من طرق عن حماد بن زيد ثنا مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر (¬1) عن ابن عمر عن أبيه (¬2). ومطر مختلف فيه، والباقون ثقات. 3 - الرديني بن أبي مجلز. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 330) والبزار (172) والفريابي (119) وأبو يعلى (244) عن محمد بن المثنى البصري ثنا عبد الملك بن الصباح المِسْمَعي ثنا عمران بن حُدير عن الرديني به. والرديني ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. الثالث: يرويه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر مرفوعاً "التقى آدم وموسى فقال له موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وأدخلك جنته ثم أخرجتنا منها؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وقربك نجيا فأنزل عليك في التوراة فأسألك بالذي أعطاك ذلك بكم تجده كتب عليّ قبل أن أخلق؟ قال: أجده كتب عليك في التوراة قبل أن تخلق بألفي عام، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى" أخرجه أبو بكر النجاد في "مسند عمر" (17) عن الحسن بن علي المعمري وابن عدي (5/ 1731) عن عبدان الأهوازي كلاهما عن عمار بن زربى المازني ثنا بشر بن منصور عن عبيد الله بن عمر به. قال عبدان: ضربت على هذا الحديث وعلمت أنّ عمار بن زربى يكذب، ولم أذكره حتى قالوا: إنّ المعمري يذكره" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يعرف إلا بعمار بن زربى عن بشر، وهو باطل لم يروه عن بشر غير عمار" ¬

_ (¬1) وعند الهروي: عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن. (¬2) وأخرجه مسلم (1/ 38) أيضاً لكن لم يسق لفظه، وانظر حديث "أن تسلم وجهك لله" في حرف الهمزة.

2560 - "قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك به، قال: قل: لا إله إلا الله" الحديث وفيه "لو أنّ السماوات السبع وعامرهنّ والأرضين السبع جعلنّ في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهنّ لا إله إلا الله" قال الحافظ: أخرج النسائي بسند صحيح عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (834 و 1141) وابن حبان (6218) والطبراني في "الدعاء" (1480) وابن المقرئ في "الأربعين" (65) والحاكم (1/ 528) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 327 - 328) والبيهقي في "الأسماء" (ص 128) والشجري في "الأمالي" (1/ 25) عن عمرو بن الحارث المصري وأسد بن موسى في "الزهد" (65) وأبو يعلى (1393) والطبراني في "الدعاء" (1481) والبغوي في "شرح السنة" (1273) عن عبد الله بن لَهيعة كلاهما عن درَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعاً "قال موسى: يا ربّ، علمني شيئاً أذكرك به، وأدعوك به، قال: يا موسى لا إله إلا الله، قال موسى: يا ربّ، كل عبادك يقول هذا، قال: قل: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا أنت، إنما أريد شيئاً تخصني به، قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفّة، ولا إله إلا الله في كفّة، مالت بهنّ لا إله إلا الله". قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم ضعف" المجمع 10/ 82 قلت: دراج مختلف فيه، وأحاديثه عن أبي الهيثم قواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود. 2561 - عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: إنّ السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآية. قال الحافظ: وروى الطبراني وابن أبي حاتم في "التفسير" بإسناد حسن من حديث ابن عباس قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 464 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح) (¬2) 4/ 246 (كتاب الحج - باب وجوب الصفا والمروة)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8319) عن موسى بن زكريا التُّسْتَري ثنا عمر بن يحيى الأبلي ثنا حفص بن جُميع عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سماك إلا حفص بن جميع، تفرد به عمر بن يحيى" وقال الهيثمي: وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف" المجمع 3/ 248 قلت: وموسى بن زكريا قال الدارقطني: متروك (سؤالات الحاكم ص 156) طريق أخرى: قال ابن أبي حاتم في "التفسير" (1435): ثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا عمرو بن محمد العَنْقَزي ثنا أسباط عن السُّدِّي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] إنّه كان في الجاهلية الشياطين تعزف أو تعزب الليل أجمع بين الصفا والمروة وكانت بينهما لهم أصنام، فلما جاء الإسلام وظهر قال المسلمون: يا رسول الله، لا نطوف بين الصفا والمروة فإنّه شرك كنا نصنعه في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] يقول: ليس عليه إثم، ولكن له أجر. وإسناده حسن، أبو سعيد واسمه أحمد بن محمد بن يحيى وأسباط بن نصر والسدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن صدوقون، والباقون ثقات، وأبو مالك اسمه غزوان. وللحديث شاهد عن أنس أخرجه البخاري (فتح 9/ 242) 2562 - "قالت الملائكة: ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به، فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها". قال الحافظ: أخرجه مسلم (1/ 118) من طريق همام عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) 2563 - عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كف عن آلهتنا فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فنزلت" قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس: فذكره، وفي إسناده أبو خلف عبد الله بن عيسى وهو ضعيف" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 14/ 107 (كتاب الرقاق - باب من همّ بحسنة أو سيئة) (¬2) 10/ 364 (كتاب التفسير: سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1])

أخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 331) عن محمد بن موسى الحَرَشي ثنا أبو خلف ثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس أنّ قريشا وعدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطوه مالاً، فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، ويطئوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد، وكف عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة فهي لك ولنا فيها صلاح، قال "ما هي؟ " قالوا: تعبد آلهتنا سنة اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة، قال "حتى انظر ما يأتي من عند ربي" فجاء الوحي من اللوح المحفوظ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] السورة، وأنزل الله {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)} [الزمر: 64] إلى قوله {فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 66]. وإسناده ضعيف، أبو خلف واسمه عبد الله بن عيسى الخَزَّاز قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: ليس ممن يحتج به. 2564 - عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه فأنزل الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] " قال الحافظ: روى الترمذي من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، ورجاله رجال مسلم، وهو عند ابن إسحاق من وجه آخر عن ابن عباس نحوه. وقال: وفي رواية العَوْفي عن ابن عباس عند الطبري: فقالوا: أخبرنا عن الروح؟. وقال: أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في هذه القصة أنهم قالوا عن الروح وكيف يعذب الروح الذي في الجسد وإنّما الروح من الله، فنزلت الآية. وقال: ووقع في حديث ابن عباس الذي أشرت إليه أول الباب أنّ اليهود لما سمعوها قالوا: أوتينا علماً كثيرا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فنزلت {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف: 109] الآية. قال الترمذي: حسن صحيح" (¬1) صحيح وحديث عكرمة عن ابن عباس يرويه داود بن أبي هند واختلف عنه: - فقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قالت ¬

_ (¬1) 10/ 16 و 18 و 19 (كتاب التفسير: سورة الإسراء - باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [الإسراء: 85])

قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل. فقالوا: سلوه عن الروح. فسألوه، فنزلت {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85] قالوا: أوتينا علماً كثيرا، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزل الله عز وجل {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} [الكهف: 109]. أخرجه أحمد (1/ 255) والترمذي (3140) والنسائي في "الكبرى" (11314) والطبراني في "الأوسط" (7998) عن قتيبة بن سعيد البلخي وأبو يعلى (2501) وابن حبان (99) وأبو الشيخ في "العظمة" (403) وابن منده في "التوحيد" (553) عن مسروق بن المَرْزُبان الكوفي والحاكم (2/ 531) عن يحيى بن يحيى النيسابوري والبيهقي في "الدلائل" (2/ 269) عن إسماعيل بن قتيبة النيسابوري أربعتهم عن يحيى بن زكريا به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن داود إلا ابن أبي زائدة، تفرد به قتيبة" كذا قال، وقد توبع قتيبة عليه كما تقدم، والحديث إسناده صحيح. ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن داود عن عكرمة مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/ 155) عن محمد بن المثنى ثنا ابن عبد الأعلى به. والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. وأما حديث ابن إسحاق فلم أره موصولا. قال الطبري (15/ 157): ثني ابن حميد ثنا سلمة ثنا محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت بمكة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]

فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أتاه أحبار يهود، فقالوا: يا محمد، ألم يبلغنا أنك تقول {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] أفعنيتنا أم قومك؟ قال "كُلّا قد عنيت" قالوا: فإنك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هي في علم الله قليل، وقد آتاكم ما إن عملتم به انتفعتم" فأنزل الله {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} [لقمان: 27] إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: 75]. وهذا مرسل بسند ضعيف لضعف ابن حميد وللبعض الذي لم يسم. وأما حديث العوفي عن ابن عباس فأخرجه الطبري (15/ 156) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جُنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس: قوله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [الإسراء: 85] الآية، وذلك أنّ اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرنا ما الروح، وكيف تعذب الروح التي في الجسد، وإنما الروح من الله عز وجل، ولم يكن نزل عليه فيه شيء، فلم يُحر إليهم شيئاً، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال له {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، قالوا له: من جاءك بهذا؟ فقال "جاءني به جبريل من عند الله" فقالوا: والله ما قاله لك إلا عدو لنا، فأنزل الله تبارك اسمه {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة: 97] الآية. وإسناده ضعيف (¬1). 2565 - عن عائشة قالت: قَبَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من نسائه، فقال لها عروة: هل هي إلا أنت؟ فتبسمت. سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 5/ 54) ومسلم (1106) ومالك (1/ 292) وابن أبي شيبة (3/ 59) والحميدي (198) وأحمد (6/ 192 و 207) والدارمي (1729 و 1730) وأبو يعلى (4428 و 4715 و 4734) وإسحاق في "مسند عائشة" (672) والسياق له وزاد: وهو صائم، وقال: فضحكت. 2566 - قال أبو قتادة: قُتل عمرو بن الجَمُوح وابن أخيه يوم أُحد فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا في قبر واحد. ¬

_ (¬1) انظر حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل" (¬2) 15/ 245 (كتاب الديات - باب إذا عض رجلاً فوقعت ثناياه)

قال الحافظ: وقد روى أحمد بإسناد حسن من حديث أبي قتادة قال: فذكره. قال ابن عبد البر في "التمهيد": ليس هو ابن أخيه وإنّما هو ابن عمه. وهو كما قال فلعله كان أسنّ منه" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اجمعوا بينهما فإنّهما كانا متصادقين في الدنيا" 2567 - حديث أبي الدرداء: قحط المطر فسألنا نبي الله صلى الله عليه وسلم أنْ يستسقي لنا، فغدا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -" الحديث قال الحافظ: وفي حديث أبي الدرداء عند البزار والطبراني: فذكره" (¬2) أخرجه البزار (كشف 658) والطبراني في "مسند الشاميين" (1102) عن إسماعيل بن عياش والطبراني في "مسند الشاميين" (1102) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 701) عن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجَوْن كلاهما عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي عثمان الصنعاني عن أبي الدرداء قال: قحط المطر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألنا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يستسقي لنا، فاستسقى، فغدا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو بقوم يتحدثون، فقالوا: سقينا الليلة بنوء كذا وكذا، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "ما أنعم الله على قوم نعمة إلا أصبحوا بها كافرين" قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام" المجمع 2/ 212 قلت: إنما تُكلم في إسماعيل في روايته عن غير الشاميين، وأما روايته عن الشاميين فهي صحيحة كما صرّح بذلك أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ راشد بن داود من صنعاء دمشق، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. ولم ينفرد إسماعيل به كما تقدم، وأبو عثمان واسمه شراحيل بن مَرْثَد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. لكنه لم يذكر سماعا من أبي الدرداء فلا أدري أسمع منه أم لا. ¬

_ (¬1) 3/ 459 (كتاب الجنائز - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة؟) (¬2) 3/ 153 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب تحويل الرداء في الاستسقاء)

2568 - عن أنس قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى" قال الحافظ: وفي النسائي وابن حبان بإسناد صحيح عن أنس: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 103 و 178 و 235 و 250) وأبو داود (1134) والفريابي في "أحكام العيدين" (1) والنسائي (3/ 146) وفي "الكبرى" (1755) وأبو يعلى (3820 و 3841) والطحاوي في "المشكل" (294 و 1488 أو 1489) والحاكم (1/ 294) والبيهقي (3/ 277) وفي "معرفة السنن" (5/ 48) وفي "الشعب" (3436) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 292) من طرق عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما بالجاهلية (¬2)، فقال "قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله (¬3) خيرا منهما: يوم النحر (¬4)، ويوم الفطر" اللفظ للبيهقي. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البغوي: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قالا. ولم ينفرد حميد به بل تابعه الحسن البصري عن أنس به. وزاد "أمّا يوم الفطر فصلاة وصدقة، وأما يوم الأضحى فصلاة ونسك" أخرجه البيهقي في "الشعب" (3437) من طريق عبد الوهاب بن عطاء العجلي ثنا الربيع بن صَبِيح عن الحسن وحميد الطويل عن أنس. والربيع بن صبيح مختلف فيه. 2569 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر في حديث الهجرة "قد أخذتها بالثمن" سكت عليه الحافظ (¬5). أخرجه البخاري (فتح 8/ 231 - 247) من حديث عائشة. ¬

_ (¬1) 3/ 94 (كتاب العيدين - باب الحراب والدرق يوم العيد) (¬2) زاد الحاكم وغيره "فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية" (¬3) زاد أحمد وغيره "يومين" (¬4) وفي لفظ "الأضحى" (¬5) 11/ 335 (كتاب الطلاق - باب حدثنا عبد الله بن رجاء)

2570 - حديث معاذ بن جبل قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال "قد استجيب لك فسل" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 231) والبخاري في "الأدب المفرد" (725) والترمذي (3527) والطبراني في "الكبير" (20/ 55 و 56) وابن بشران (1351) والبيهقي في "الدعوات" (197) وفي "الأسماء" (ص 170) عن سفيان الثوري وأحمد (5/ 235 - 236) والترمذي (5/ 541) والبزار (2635) والخطيب في "التاريخ" (3/ 126) عن إسماعيل بن عُلية البصري وابن أبي شيبة (10/ 269 - 270) وعبد بن حميد (107) والهيثم بن كليب (1376) والطبراني في "الكبير" (20/ 56) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 204) وفي "الصحابة" (5965) عن يزيد بن هارون الواسطي والبزار (2634) والطبراني (20/ 56) والبيهقي في "الأسماء" (ص 115 - 116) عن بشر بن المفضل البصري والطبراني (20/ 56) عن خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الواحد بن زياد العبدي كلهم عن سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج ثني معاذ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل وهو يصلي وهو يقول في دعائه: اللهم إني أسألك الصبر، قال "سألت البلاء فسل الله العافية" قال: وأتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام نعمتك، فقال "ابن آدم هل تدري ما تمام النعمة؟ " قال: يا رسول الله، دعوة دعوت بها أرجو بها الخير، قال "فإنّ تمام النعمة فوز من النار ودخول الجنة" وأتى على رجل وهو يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال "قد استجيب لك فسل". ¬

_ (¬1) 13/ 483 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

واختلف فيه على الجريري، فرواه وهيب بن خالد البصري عن الجريري عن أبي الورد عن خالد بن اللجلاج عن معاذ. أخرجه الهيثم بن كليب (1377) والأول أصح. قال أبو نعيم: تفرد به عن اللجلاج أبو الورد" وقال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له طريقا عن معاذ إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن اللجلاج إلا أبو الورد" قلت: أبو الورد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث، ولم أر من تابعه فالإسناد ضعيف. 2571 - عن أبي سلمة: سألت أبا سعيد عن ساعة الجمعة، فقال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها فقال "قد أعلمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر" قال الحافظ: روى ابن خزيمة والحاكم من طريق سعيد بن الحارث عن أبي سلمة: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 65 و 5/ 450) والبزار (كشف 620) وابن خزيمة (1741) والحاكم (1/ 279 - 280) والبيهقي في "الشعب" (2719) من طرق عن فليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة قال: قلت: والله لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أنْ يكون عنده منها علم، فأتيته، فذكر حديثا طويلا وقال: قلت: يا أبا سعيد، إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فهل عندك منها علم؟ فقال: سألنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها فقال "إني قد كنت أعلمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر" ثم خرجت من عنده فدخلت على عبد الله بن سلام فذكر الحديث بطوله. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: صحيح" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 2/ 167 ¬

_ (¬1) 3/ 68 (كتاب الجمعة - باب الساعة التي في يوم الجمعة)

قلت: فليح وإنْ أخرج له الشيخان فهو مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين والجمهور (¬1). والحديث اختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف عند حديث "إنّ النّهار ثنتا عشرة ساعة" وتكلمت على طريق فليح بن سليمان هذه أيضاً. 2572 - "قد أفلح من هُدي إلى الإسلام ورزق الكفاف وقنع" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1054) عن عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره، وله شاهد عن فَضالة بن عبيد نحوه عند الترمذي وابن حبان وصححاه" (¬2) صحيح وحديث فضالة بن عبيد أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (553) وأحمد (6/ 19) وفي "الزهد" (ص 14) والترمذي (2349) وابن حبان (705) والطبراني في "الكبير" (18/ 305) وابن السني في "القناعة" (7 و 8) والحاكم (1/ 34 - 35) والقضاعي (616) عن حيوة بن شريح المصري والطبراني في "الكبير" (18/ 306) وابن السني في "القناعة" (6) وابن شاهين في "الترغيب" (304) والحاكم (4/ 122) والقضاعي (617) عن عبد الله بن وهب كلاهما عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني أنّ أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبي أخبره أنّه سمع فضالة بن عبيد يقول: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "طوبى (¬3) لمن هُدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع (¬4) " اللفظ لأحمد وغيره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط مسلم" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/ 322) للألباني فإنه أعله بفليح هذا. (¬2) 14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر) (¬3) وفي لفظ "أفلح" (¬4) زاد الطبراني "به" ولفظ ابن حبان "وقنعه الله به"

قلت: وهو كما قالا إلا أنه ليس على شرط مسلم لأن عمرو بن مالك لم يخرج له مسلم شيئاً. 2573 - "قد أقبل أهل اليمن وهم أول من حيانا بالمصافحة" قال الحافظ: وأخرج المصنف في "الأدب المفرد" وأبو داود بسند صحيح من طريق حميد عن أنس رفعه: فذكره، وفي جامع ابن وهب من هذا الوجه "وكانوا أول من أظهر المصافحة" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 212 و 251) والبخاري في "الأدب المفرد" (967) وأبو داود (5213) وابن أبي عاصم في "الأوائل" (26) والطحاوي في "المشكل" (807) والطبراني في "الأوائل" (15) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 15) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس أنّه قال: لما أقبل أهل اليمن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قد جاءكم أهل اليمن، وهم أرق (¬2) منكم قلوبا" قال أنس: وهم أول من جاء بالمصافحة. اللفظ لأحمد وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه: 1 - يحيى بن أيوب المصري. أخرجه أحمد (3/ 155 أو 223) عن يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني وابن حبان (7193) عن عبد الله بن وهب كلاهما عن يحيى بن أيوب عن حميد قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم" قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غداً نلقى الأحبة محمدا وحزبه. فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة. ¬

_ (¬1) 13/ 293 - 294 (كتاب الاستئذان - باب المصافحة) (¬2) ولفظ الطحاوي "ألين"

2 - يزيد بن هارون. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 122) وأحمد (3/ 182) عن يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس رفعه "يقدم عليكم أقوام أرق منكم أفئدة" فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى، فجعلوا لما قدموا المدينة يرتجزون. غدًا نلقى الأحبة محمدا وحزبه ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حبان (7192) وأخرجه أبو يعلى (3845) عن زهير بن حرب النسائي والبيهقي في "الدلائل" (5/ 351) عن عبد الرحيم بن منيب والطحاوي (806) عن أحمد بن منيع قالوا: ثنا يزيد بن هارون به. 3 - عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي. أخرجه ابن سعد (4/ 106) وأحمد (3/ 262) 4 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (3/ 182) 5 - محمد بن أبي عدي البصري. أخرجه أحمد (3/ 105) 6 - محمد بن عبد الله الأنصاري. أخرجه ابن سعد (4/ 106) 7 - خالد بن الحارث البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8352)

2574 - حديث أبي بن كعب أنّ امرأته أم الطفيل قالت لعمر: قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سُبَيْعَة أن تنكح إذا وضعت. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) يرويه ابن لَهيعة عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بُسر بن سعيد واختلف عنه: - فقال إسحاق بن عيسى ابن الطَّبَّاع البغدادي: أني ابن لهيعة عن بكير عن بسر عن أبي بن كعب قال: نازعني عمر بن الخطاب في المتوفى عنها وهي حامل، فقلت: تزوج إذا وضعت، فقالت أم الطفيل أم ولدي لعمر: قد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبيعة الأسلمية أنْ تنكح إذا وضعت. أخرجه أحمد (6/ 375) عن إسحاق بن عيسى به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 355) - وقال يحيى بن عبد الله بن بكير المصري. ثنا ابن لهيعة عن بكير عن بسر عن محمد بن أبي بن كعب عن أم الطفيل أنّ عمر بن الخطاب وأبي بن كعب اختصما في الحامل يتوفى عنها زوجها فتضع، فقالت أم الطفيل لأبي بن كعب: ألا تخبر عمر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبيعة بنت الحارث لما وضعت بعد وفاة زوجها بأيام، فأنكحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً؟. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 144) - وقال غير واحد: عن ابن لهيعة عن بكير عن بسر قال: سمعت أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت عمر بن الخطاب وأبي بن كعب يختصمان، فقالت أم الطفيل: أفلا يسأل عمر بن الخطاب سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد ذلك بأيام فأنكحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. منهم: 1 - يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني. أخرجه أحمد (6/ 375 - 376) 2 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه أحمد (6/ 375 - 376) ¬

_ (¬1) 11/ 400 (كتاب الطلاق - باب {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4])

3 - سعيد بن كثير بن عُفَير المصري. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3384) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 2575 - عن معاذ: لما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: "قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم فقاتل بمن أطاعك من عصاك" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق عاصم بن حميد عن معاذ: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج يوصيه ومعاذ راكب، الحديث. ومن طريق يزيد بن قطيب عن معاذ: فذكره" (¬1) صحيح وحديث عاصم بن حميد عن معاذ أخرجه أحمد (5/ 235) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السَّكُوني أنّ معاذا لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى اليمن معه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال "يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أنْ تمرّ بمسجدي وقبري" فبكى معاذ بن جبل جشعا لفراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تبك يا معاذ، للبكاء أو إنّ البكاء من الشيطان" وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1838) والطبراني في "الكبير" (20/ 121) وفي "مسند الشاميين" (991) وابن بشران (363) وأبو نعيم في "الصحابة" (5957) والبيهقي (10/ 86) وفي "الدلائل" (5/ 404 - 405) من طرق عن أبي اليمان به (¬2). قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير راشد بن سعد وعاصم بن حميد وهما ثقان" المجمع 9/ 22 قلت. وإسناده صحيح، وعاصم بن حميد قال الدارقطني: هو من أصحاب معاذ ثقة. ولم ينفرد أبو اليمان به بل تابعه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن صفوان بن عمرو به (¬3). ¬

_ (¬1) 9/ 122 (كتاب المغازي - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن) (¬2) ووقع عندهم إلا ابن بشران: عاصم بن حميد عن معاذ. (¬3) وقد تقدم الكلام على حديثه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أوليائي منكم المتقون"

وأما حديث يزيد بن قطيب عن معاذ فأخرجه أحمد (5/ 235) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثنا صفوان ثني أبو زياد يحيى بن عبيد الغساني عن يزيد بن قطيب عن معاذ أنه كان يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقال "لعلك أن تمر بقبري ومسجدي، قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم، يقاتلون على الحق مرتين، فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك، ثم يعود إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها، والولد والده، والأخ أخاه، فأنزل بين الحيين السكون والسكاكك" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 89 - 90) وفي "مسند الشاميين" (983) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق" (1716) وأخرجه الهيثم بن كليب (1397) عن أحمد بن زهير بن حرب ثنا الحوطي ثنا أبو المغيرة به. وأخرجه البيهقي (9/ 20) والخطيب في "المتفق" (1716) من طريق عباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو المغيرة به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ يزيد بن قطيب لم يسمع من معاذ، المجمع 10/ 55 2576 - عن قتادة قال: لما نزلت {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد خيّرني ربي فوالله لأزيدنّ على السبعين" قال الحافظ: روى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: فذكره، وأخرجه الطبري من طريق مجاهد مثله، والطبري أيضًا وابن أبي حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه مثله، وهذه طرق وإنْ كانت مراسيل فإنّ بعضها يعضد بعضا" (¬1) مرسل وحديث قتادة له عنه طريقان: الأول: يرويه مَعْمر عن قتادة قال: لما نزلت {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لأزيدن عن سبعين" فقال الله عز وجل {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6]. ¬

_ (¬1) 9/ 405 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80])

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 284) عن معمر به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 200) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة: قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد خيرني ربي فلأزيدنّ على سبعين" فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} [المنافقون: 6] الآية. أخرجه الطبري (10/ 200) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُريع عن سعيد به. ورواته ثقات. وحديث مجاهد له عنه طريقان: الأول: يرويه ابن جُريج عن مجاهد في هذه الآية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سأزيد على سبعين استغفارة" فأنزل الله في سورة المنافقين {لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6] عزما. أخرجه أبو عبيد في "الناسخ" (521) عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج به. ورواته ثقات. وأخرجه الطبري (10/ 199) من طريق الحسين بن داود المصيصي ثني حجاج به. الثاني: يرويه عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد في هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم "سأزيد على سبعين استغفاره". الحديث أخرجه الطبري (10/ 199) من طرق عن ابن أبي نجيح به. وحديث عروة أخرجه الطبري (10/ 199) عن سفيان بن وكيع وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10500) عن هارون بن إسحاق الهمداني قالا: ثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ عبد الله بن أبي بن سلول قال لأصحابه: لولا أنكم تنفقون على محمد وأصحابه لانفضوا من حوله، وهو القائل: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل، فأنزل الله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لأزيدن على السبعين" فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [المنافقون: 6] فأبى الله تبارك وتعالى أن يغفر لهم.

ورواته ثقات غير سفيان بن وكيع وقد توبع. 2577 - حديث سلمة بن الأكوع قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصالحوه، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - سهيلا قال: "قد سهل لكم من أمركم" قال الحافظ: عند ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع قال. فذكره، وللطبراني نحوه من حديث عبد الله بن السائب" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 440 - 441) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عُبيدة عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصالحوه، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم سهيل قال "قد سهل من أمركم" وأخرجه الطبري في "تفسيره" (26/ 96 - 97) وفي "تاريخه" (2/ 629) عن محمد بن عمارة الأسدي وأحمد بن منصور الرمادي قالا: ثنا عبيد الله بن موسى به. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي. وله شاهد عن عبد الله بن السائب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية حين أخبره عثمان أنّ سهيلا أرسله إليه قومه فصالحوه على أن يرجع عنهم هذا العام ويخلوها قابلا ثلاثاً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "سهيل سهل عليكم الأمر" قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه مؤمل بن وهب المخزومي تفرد عنه ابنه عبد الله وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 146 قلت: واختلف فيه على عبد الله بن مؤمل، فرواه أبو النضر منصور بن صقر عنه ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الحديبية أتاه سهيل بن عمرو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذا سهيل بن عمرو قد أقبل وقد سهل لكم الأمر" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 317) والخطيب في "المتفق والمفترق" (700) وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، تفرد به منصور عن عبد الله" ¬

_ (¬1) 6/ 269 (كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد) (¬2) 16/ 20 (كتاب التعبير - باب رؤيا الصالحين)

قلت: وعبد الله مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وله شاهد عن عكرمة مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (9720) والبخاري (فتح 6/ 269) والطبري في "تفسيره" (26/ 99) وفي "تاريخه" (2/ 628) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 297) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 105) 2578 - حديث ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه يوم بدر: "قد عرفت أنّ رجالا من بني هاشم قد أخرجوا كرها فمن لقي أحدا منهم فلا يقتله" قال الحافظ: أخرج ابن إسحاق من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) حسن. أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (سيرة ابن هشام 1/ 628 - 629) حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومئذ "إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله" وأخرجه ابن سعد (4/ 10 - 11) من طريق هارون بن أبي عيسى الشامي وإبراهيم بن سعد المدني كلاهما عن ابن إسحاق به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 505) والطبري في "تاريخه" (2/ 449 - 451) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 140 - 141) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 513) من طريق محمد بن سلمة الحرّانى عن ابن إسحاق به. و (1/ 505) من طريق عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن إسحاق به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأخرجه ابن سعد (4/ 11) عن محمد بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: فذكر نحوه (¬2). ¬

_ (¬1) 8/ 323 (كتاب المغازي - باب حدثني خليفة) (¬2) وأخرجه أيضاً (4/ 10) عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس.

والكلبي واسمه محمد بن السائب قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد. وله شاهد من حديث علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر "من استطعتم أنْ تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها" أخرجه أحمد (1/ 89) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 504 - 505) والبزار (720) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 217) من طرق عن إسرائيل يونس عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن عليّ به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عليّ إلا حارثة بن مضرب، ولا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عليّ" وقال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات" المجمع 6/ 58 قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن. وله شاهد آخر مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 382) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن خالد الحَذَّاء عن عكرمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر "من لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله فإنهم أخرجوا كرها" رواته ثقات. 2579 - حديث علي مرفوعاً "قد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرِّقَة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره، وإسناده حسن" (¬1) يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عنه عن عاصم بن ضمْرَة عن عليّ مرفوعاً "قد عفوت لكم عن (¬2) والرقيق فهاتوا (¬3) صدقة الرِّقَة من كل أربعين درهما درهما، وليس في تسعين ومائة فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم" أخرجه أحمد (1/ 92) واللفظ له وابنه (1/ 145) وابن زنجويه في "الأموال" (391 و1604 و 1871) والدارمي (1636) وأبو داود (1574) والترمذي (620) وأبو علي ¬

_ (¬1) 4/ 69 (كتاب الزكاة - باب ليس على المسلم في عبده صدقة) (¬2) وعند الدارمي وغيره "عن صدقة الخيل" (¬3) ولفظ عبد الله بن أحمد "فأدوا" ولفظ ابن زنجويه "فآتوا"

الطوسي في "مختصر الأحكام" (574) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 251) والبغوي في "شرح السنة" (1582) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي وأحمد (1/ 113 - 114) وابنه (1/ 148) والنسائي (5/ 27) وفي "الكبرى" (2257) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 28) والدارقطني (2/ 126) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 133) عن الأعمش (¬1) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 944) عن المعلي بن هلال الطحان الكوفي والطبراني في "الصغير" (649) عن قتادة وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 263) عن عمار بن رُزَيْق الكوفي وأبو القاسم البغوي في "حديث أبي الجهم" (ق 14/ ب) عن سوار بن مصعب الهمداني والنسائي (5/ 27) وفي "الكبرى" (2256) وابن خزيمة (2284) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (575) والدارقطني في "العلل" (3/ 16) وابن عبد البر (17/ 133) عن سفيان الثوري وأبو عبيد في "الأموال" (1356) والطبري (2/ 945) عن موسى بن عقبة ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن نمير وحفص بن غياث وأبو بكر بن عياش عن الأعمش. واختلف عنه ابن نمير، فرواه أحمد بن حنبل وحسين بن منصور النيسابوري عند النسائي وأبو كريب محمد بن العلاء الهمداني عند الدارقطني عن ابن نمير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عاصم عن عليّ. ورواه أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري عن ابن نمير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (83)

كلهم عن أبي إسحاق به. وفي حديث الأعمش "وليس فيما دون مائتين زكاة" وفي حديث سفيان "فأدوا زكاة أموالكم، من كل أربعين درهما، ومن كل مائتين خمسة". وفي حديث موسى بن عقبة "هاتوا صدقة الأموال ربع العشر". - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن عليّ مرفوعاً "عفي لكم عن صدقة الخيل والرقيق ولكن هلموا صدقة الوَرِق، من كل أربعين درهما درهما، ولا يؤخذ منكم شيء حتى تكون مائتي درهم، فإذا كانت مائتي درهم، ففيها خمسة دراهم" أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (190) والشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (6/ 94 - 95) وفي "السنن المأثورة" (372) وأبو عبيد في "الأموال" (1355) والحميدي (54) وابن أبي شيبة (3/ 152 و 14/ 242) وأحمد (1/ 146) وابن ماجه (1813) وأبو يعلى (299 و 580) والطبري (2/ 943) والبيهقي في "معرفة السنن" (6/ 95) عن سفيان بن عيينة وابن وهب (190) وأحمد (1/ 132 و 146) وعبد بن حميد (65) وابن ماجه (1790) والبزار (840) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 28) والدارقطني في "العلل" (3/ 160) عن سفيان الثوري وأخرجه البيهقي (4/ 118) من طريق بحر بن نصر قال: قرئ على ابن وهب أخبرك سفيان بن عيينة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق. والطيالسي (ص 19) وأحمد (1/ 146) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 28) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 61) عن شَريك بن عبد الله القاضي وابن أبي شيبة (3/ 152) وأحمد (1/ 121 - 122) والدارقطني في "العلل" (3/ 160) عن حجاج بن أَرْطَاة والطحاوي (2/ 28) عن إبراهيم بن طهمان الخراساني

وابن زنجويه (1870) عن إسرائيل بن يونس وأبو يعلى (561) واللفظ له عن عمر بن عامر السُّلَمي البصري والخطيب في "التاريخ" (7/ 141) عن السيد بن عيسى الكوفي و (7/ 302) عن إدريس الأزدي وخيثمة في "حديثه" (ص 67) عن خلد بن أبي خلد والطبري (2/ 944) عن عنبسة بن سعيد الأسدي والطبراني في "الأوسط" (6400) عن موسى بن عقبة كلهم عن أبي إسحاق به. وفي حديث الثوري وإسرائيل "فأدوا زكاة الأموال (¬1) من كل أربعين درهما درهما". وفي حديث عنبسة "وأما الأنعام والماشية والرقة فهاتوا صدقاتها من كل أربعين درهما درهما". وفي حديث الحجاج "وفي الرقة ربع عشرها". قال الترمذي: روى هذا الحديث الأعمش وأبو عوانة وغيرهما عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي. وروى سفيان الثوري وابن عُيينة وغير واحد عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ولكن هاتوا ربع العشور"

وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: كلاهما عندي صحيح عن أبي إسحاق يحتمل أنْ يكون روى عنهما جميعاً" وقال الدارقطني: ويشبه أنْ يكون القولان صحيحان" العلل 3/ 159 قلت: وهو كما قالا، فقد رواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق عن عاصم والحارث عن علي. أخرجه أبو داود (1572) والبيهقي (4/ 134 - 135) وتابعه جرير بن حازم البصري عن أبي إسحاق به. أخرجه أبو داود (1573) ورواه الثوري عن أبي إسحاق على الوجهين كما تقدم، فثبت بذلك أنّ أبا إسحاق رواه عن عاصم وعن الحارث كلاهما عن علي. - وخالف الجميع مَعْمَر بن راشد فرواه عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي موقوفاً. أخرجه عبد الرزاق (6794 و6881) ومن طريقه الطبري (2/ 945) والدارقطني في "العلل" (3/ 161) والأول أصح لأنّ الثوري ممن رواه عن أبي إسحاق مرفوعاً، والثوري سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وقد توبع كما تقدم. قال البغوي: هذا حديث حسن" قلت: لم يذكر أبو إسحاق سماعا من عاصم والحارث فإنه كان مدلساً. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الحسن بن عُمارة عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعاً. أخرجه عبد الرزاق (6879) والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعاً "عفوت لكم عن الخيل والرقيق، وليس فيما دون المائتين زكاة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9460) من طريق معن بن عيسى القزاز ثنا قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس به. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به معن بن عيسى"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع وابن أبي ليلى. 2580 - "قد علمت آخر أهل الجنة دخولا الجنة، رجلاً كان يسأل الله أن يجيره من النار ولا يقول أدخلني الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بقي بين ذلك فيقول: يا رب، قربني من باب الجنة انظر إليها وأجد من ريحها، فيقربه فيرى شجرة" قال الحافظ: أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك من حديث عرف الأشجعي رفعه: فذكره، وهو عند ابن أبي شيبة أيضاً لكن الإسناد ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 116) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1265) والبزار (كشف 3556) والطبراني في "الكبير" (8/ 77) من طرق عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن محمد بن كعب القرظي عن عوف بن مالك الأشجعي مرفوعاً "قد علمت آخر أهل الجنة دخولا الجنة، رجل كان يسأل الله في الدنيا أن يجيره من النار، ولا يقول أدخلني الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار بقي فيما بين ذلك، فيقول: يا رب، ما لي ها هنا؟ فيقول: عبدي هذا ما كنت تسألني يا ابن آدم، فيقول: يا رب، قربني من باب الجنة انظر إليها وأجد ريحها، قال: فَيُقرِّب من باب الجنة فيرى شجرة في الجنة عند باب الجنة، فيقول: يا رب، قربني من هذه الشجرة أستظل بظلها وآكل من ثمرها وذكر الحديث. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي. 2581 - حديث أم حميد الساعدية أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني أحبّ الصلاة معك. قال: "قد علمت، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجد الجماعة" قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث أم حميد الساعدية: فذكره، وإسناد أحمد حسن، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أبي داود" (¬2) ¬

_ (¬1) 14/ 256 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم) (¬2) 2/ 495 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب انتظار الناس قيام الإِمام العالم)

له عن أم حميد طرق: الأول: يرويه داود بن قيس الفراء عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك. فقال "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي" قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى شيء في بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل. أخرجه أحمد (6/ 371) وابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" (3/ 200) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1525) وابن حبان (2217) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (13/ 213 - 214) وفي "التمهيد" (23/ 398) عن هارون بن معروف المروزي وابن خزيمة (1689) عن عيسى بن عبد الله الغافقي قالا: ثنا عبد الله بن وهب ثني داود بن قيس به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سويد الأنصاري، وثقه ابن حبان" المجمع 2/ 33 و34 قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا داود بن قيس فهو مجهول. الثاني: يرويه عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن أبيه عن جدته أم حميد قالت: قلت: يا رسول الله، يمنعنا أزواجنا أن نصلي معك ونحب الصلاة معك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلاتكنّ في بيوتكنّ أفضل من صلاتكنّ في حجرتكنّ، وصلاتكنّ في حجرتكنّ أفضل من صلاتكنّ في دوركنّ، وصلاتكنّ في دوركن أفضل من صلاتكنّ في الجماعة" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 384 - 385) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 1524) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3379) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 323)

عن زيد بن الحباب العُكْلي والطبراني في "الكبير" (25/ 148) عن عثمان بن عمران الرملي قالا: ثنا ابن لَهيعة ثني عبد الحميد بن المنذر به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد المؤمن بن عبد الله الكناني عن عبد الحميد بن المنذر به. أخرجه البيهقي (3/ 132 - 133) وعبد المؤمن هذا لم أقف له على ترجمة. الثالث: يرويه يحيى بن العلاء البجلي الرازي ثنا أسيد الساعدي عن سعيد بن المنذر عن أم حميد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه. أخرجه ابن أبي عاصم (3380) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا عبد الله بن حرب الليثي ثنا محمد بن النعمان ثنا يحيى بن العلاء به. ويحيى بن العلاء قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وله شاهد من حديث عائشة ومن حديث أم سلمة ومن حديث ابن مسعود فأما حديث عائشة فأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 265) والبيهقي (3/ 132) وفي "الآداب" (902) وفي "الشعب" (7435) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (755) من طريق شريك بن أبي نمر عن يحيى بن جعفر بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً "لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها، ولأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار، ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد" وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي لبيبة. وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9097) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثني محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن أبيه عن أم سلمة مرفوعاً: ولفظه "صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها، وصلاتها في دارها خير من صلاتها خارج"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بن المنذر". وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 1/ 226 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا زيد بن المهاجر فإن ابن أبي حاتم لم يذكر عنه راو غير ابنه محمد بن زيد" المجمع 2/ 34 قلت: ومحمد بن فليح مختلف فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو داود (570) وابن خزيمة (1688 أو 1690) وابن عبد البر (23/ 389) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا همام عن قتادة عن مُوَرّق العجلي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها" ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلساً. واختلف فيه على أبي الأحوص، فرواه مَعْمر عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قوله. أخرجه عبد الرزاق (5116) عن معمر به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9482) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 34 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. 2582 - عن أنس أنّ امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت له: إنّ لي ابنة، فذكرت من جمالها، فآثرتك بها، فقال "قد قبلتها" فلم تزل تذكر حتى قالت: لم تُصْدَع قط، فقال "لا حاجة لي في ابنتك" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 10/ 144 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51])

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4223 و 5270 - مختصر الإتحاف 5/ 96 - المطالب 2489/ 1) وأحمد (3/ 155) عن أبي وهب عبد الله بن بكر السهمي ثنا سنان بن ربيعة عن الحضرمي عن أنس أنّ امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، ابنة لي كذا وكذا فذكرت من حسنها وجمالها، فآثرتك بها. قال "قد قبلتها" فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تُصْدَعْ ولم تَشْتَكِ شيئاً قطّ. قال "لا حاجة لي في ابنتك" وأخرجه أبو يعلى (4234) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9439) من طريق محمد بن الفرج الأزرق ثنا السهمي به. قال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 2/ 294 - مختصر الإتحاف 5/ 96 قلت: سنان بن ربيعة مختلف فيه، قواه ابن حبان وابن عدي، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي، واختلف فيه قول ابن معين. وسمع السهمي منه بعد ما خرف، قاله ابن معين. والحضرمي أظنه ابن لاحق ذكره ابن حبان في "الثقات". ولم يذكر الحضرمي سماعا من أنس فلا أدري أسمع منه أم لا. تنبيه: وقع عند أحمد وحده: سنان بن ربيعة عن الحضرمي وسقطت "عن" عند الباقين. وأظن أنّ الصواب والله أعلم: عن الحضرمي، لأنّ ابن أبي حاتم وغيره ذكروا أنّ سنان بن ربيعة يروي عن الحضرمي، ولم أر أحدا ممن ترجم لسنان قال إنه حضرمي، وإنما قالوا: إنه باهلي بصري. 2583 - "قد كان في الأمم مُحَدَّثُون" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 8/ 49 - 50) من حديث أبي هريرة. 2584 - عن يونس بن ميسرة عن أبي كبشة السلولي عن سهل بن الحنظلية أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر معاوية أنْ يكتب للأقرع وعيينة، فقال عُيينة: أتراني أذهب بصحيفة ¬

_ (¬1) 16/ 44 (كتاب التعبير - باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام)

المتلبس، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيفة فنظر فيها، فقال "قد كتب لك بما أمر لك" سكت عليه الحافظ (¬1). سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من سأل وعنده ما يغنيه" 2585 - عن المغيرة بن عبد الرحمن وغيره قال: قدم أبو براء عامر بن مالك المعروف بملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يَبْعُد وقال: يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك وأنا جار لهم. فبعث المنذر بن عمرو في أربعين رجلاً منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، ورافع بن بديل بن ورقاء، وعروة بن أسماء، وعامر بن فهيرة، وغيرهم من خيار المسلمين" قال الحافظ: وقد أوضح ذلك ابن إسحاق قال: حدثني أبي عن المغيرة بن عبد الرحمن وغيره قال: فذكره، وكذلك أخرج هذه القصة موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم نحوه لكن لم يسم المذكورين، ووصله الطبري من وجه آخر عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك عن كعب، ووصلها أيضاً ابن عائذ من حديث ابن عباس لكن بسند ضعيف، وهي عند مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مختصرا ولم يسم أبا براء بل قال: إنّ ناسا" (¬2) حديث المغيرة بن عبد الرحمن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (سيرة ابن هشام 2/ 184 - 185) قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيره من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، ودعاه إليه، فلم يسلم ولم يَبْعُد من الإسلام، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد، فدعوهم إلى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني أخشى عليهم أهل نجد" قال أبو براء: أنا جار لهم، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك. وذكر الحديث بطوله. ¬

_ (¬1) 9/ 44 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء) (¬2) 8/ 388 - 389 (كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع)

وأخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 545 - 546) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 338 - 341) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 140 - 141) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 356 - 358) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن أَبن إسحاق به. وهذا مرسل، وابن إسحاق صدوق، ومن فوقه ثقات. وحديث موسى بن عقبة تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني لا أقبل هدية مشرك" وحديث ابن عباس لم أقف عليه. وحديث أنس أخرجه مسلم (3/ 1511) 2586 - قال ابن عباس: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) أخرجه أبو داود (1881) من طريق خالد بن عبد الله الطحان ثنا يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته، كلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلّى ركعتين. وإسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. وقد رواه خالد الحَذّاء عن عكرمة عن ابن عباس فلم يقل فيه "وهو يشتكي" أخرجه البخاري (فتح 4/ 236) وروى مسلم عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف راكباً ليراه الناس وليسألوه. 2587 - عن التنوخي رسول هرقل قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فبعث دحية إلى هرقل، فلما جاءه دعا قسيسي الروم وبطارقتها. فذكر الحديث قال: فتحيروا حتى إن بعضهم خرج من برنسه فقال: اسكتوا فإنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم" ¬

_ (¬1) 4/ 236 (كتاب الحج - باب المريض يطوف راكباً)

قال الحافظ: وفي "المسند" من طريق سعيد بن أبي راشد عن التنوخي رسول هرقل قال: فذكره. وقال: وقع في حديث سعيد بن أبي راشد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض على التنوخي رسول هرقل الإسلام فامتنع فقال له "يا أخا تنوخ إني كتبت إلى ملككم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير" (¬1) أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (629) وأحمد في "المسند" (3/ 441 - 442) وابن زنجويه في "الأموال" (961) عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي ثني يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن أبي راشد قال: لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفَنَد أو قَرُب، فقلت: ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، فقال: بلى، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فبعث دحية الكلبي إلى هرقل، فلما أنْ جاءه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا قسيسي الروم وبطارقتها ثم أغلق عليه وعليهم بابا، فذكر الحديث بطوله. وأخرجه يعقوب بن سفيان كما في "البداية والنهاية" (6/ 27 - 28) عن الحميدي عن يحيى بن سليم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 266) قال ابن كثير: هذا حديث غريب، وإسناده لا بأس به، تفرد به الإمام أحمد" البداية 5/ 16 قلت: سعيد بن أبي راشد لم يَرو عنه إلا ابن خثيم كما في "الميزان"، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ويحيى بن سليم وعبد الله بن عثمان مختلف فيهما. ولم ينفرد يحيى بن سليم الطائفي به بل تابعه عباد بن عباد المهلبي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد به. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6356) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 74 - 75) وتابعه حماد بن سلمة عن ابن خثيم مختصرا. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (17003) ¬

_ (¬1) 1/ 48 و49 (باب كيف كان بدء الوحي)

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" إتحاف الخيرة 6/ 528 وقال الهيثمي والبوصيري أيضاً: رواته ثقات" المجمع 8/ 236 - مختصر الإتحاف 7/ 60 كذا قالا، وابن خثيم مختلف فيه كما تقدم وتفرد بالرواية عن سعيد بن أبي راشد. - ورواه حماد بن سلمة عن ابن خثيم واختلف عنه: • فرواه أبو عامر حوثرة بن أشرس العدوي البصري عن حماد عن ابن خثيم عن سعيد بن أبي راشد. أخرجه عبد الله بن أحمد (4/ 75) وأبو يعلى (1597) قال الهيثمي والبوصيري: رواته ثقات" المجمع 8/ 236 - مختصر الإتحاف 9/ 69 • ورواه روح بن أسلم الباهلي عن حماد فلم يذكر سعيد بن أبي راشد. أخرجه ابن زنجويه (104) والأول أصح، وروح بن أسلم قال النسائي: ضعيف. 2588 - عن أم هانئ قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة وله أربع غدائر، وفي لفظ: أربع ضفائر، وفي رواية ابن ماجه: أربع غدائر. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي بسند حسن" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله أربع غدائر" 2589 - عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقرع الباب، فقام إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - عريانا يجرّ ثوبه، فاعتنقه وقبله. قال الحافظ: وأخرج الترمذي عن عائشة قالت: فذكره، وقال: حديث حسن" (¬2) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬3). ضعيف أخرجه الترمذي (2732) والعقيلي (4/ 427 - 428) والطحاوي في "المشكل" (1384) ¬

_ (¬1) 12/ 482 (كتاب اللباس - باب الجعد) (¬2) 13/ 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة) (¬3) 13/ 291 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم)

وفي "شرح المعاني" (4/ 281) والمحاملي (157) وابن المقري في "تقبيل اليد" (22) وأبو نعيم في "الدلائل" (462) والبغوي في "شرح السنة" (3327) وفي "الشمائل" (407) من طرق عن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري المدني ثني أبي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عريانا يجرّ ثوبه، والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله. اللفظ للترمذي ولفظ العقيلي وغيره "بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ امرأة من بني فزارة يقال لها: أم قرفة جهزت ثلاثين راكباً من ولدها، وولد ولدها، فقالت: اقدموا المدينة فاقتلوا محمدا، فقال "اللهم اثكلها ولدها" وبعث إليهم زيد بن حارثة فقتل بني فزارة، وقتل ولد أم قرفة، وبعث بدرعها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنصبه بين رمحين. قالت عائشة: فأقبل زيد حتى قدم المدينة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة في بيتي فقرع الباب فخرج إليه يجرّ ثوبه عريانا، والذي بعثه بالحق ما رأيت عريته قبل ذلك ولا بعدها حتى اعتنقه وقبله. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه" وقال العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا بيحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري، وفي أحاديثه مناكير وأغاليط وكان ضريرا فيما بلغني أنه يلقن" وقال الذهبي: هذا حديث منكر، تفرد به إبراهيم عن أبيه" الميزان 4/ 407 قلت: إبراهيم بن يحيى قال أبو حاتم: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه ضعفه أبو حاتم والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب"، وذكره ابن حبان في "الثقات". وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من الزهري. 2590 - حديث البراء بن عازب قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة رجل من بني بجيلة وبني قشير جرير بن عبد الله فسأله عن بني خثعم فأخبروه أنّهم أبوا أن يجيبوا إلى الإسلام فاستعمله على عامة من كان معه وندب معه ثلاثمائة من الأنصار وأمره أن يسير إلى خثعم فيدعوهم ثلاثة أيام فإنْ أجابوا إلى الإسلام قبل منهم وهدم صنمهم ذا الخَلَصَة وإلا وضع فيهم السيف.

قال الحافظ: رواه الحاكم في "الإكليل". وقال: في حديث البراء عند الحاكم: فشكا جرير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القلع فقال "ادن مني" فدنا منه، فوضع يده على رأسه، ثم أرسلها على وجهه وصدره حتى بلغ عانته، ثم وضع يده على رأسه وأرسلها على ظهره حتى انتهت إلى أليته وهو يقول مثل قول الأول. وقال: ووقع في حديث البراء أنّه قال ذلك في حال إمرار يده عليه في المرتين وزاد "وبارك فيه وفي ذريته" (¬1) 2591 - عن صَعْصَعَة بن معاوية عم الأحنف التيمي قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)} [الزلزلة: 7] إلى آخر السورة، قال: ما أبالي أن لا أسمع غيرها، حسبي حسبي. قال الحافظ: أخرجه النسائي في "التفسير" وصححه الحاكم" (¬2) صحيح يرويه جرير بن حازم البصري عن الحسن البصري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن جرير عن الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق. منهم: 1 - الأسود بن عامر الشامي شاذان. أخرجه أحمد (5/ 59) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 10) 2 - شيبان بن فروخ الأبُلي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1197) 3 - يونس بن محمد المؤدب. أخرجه النسائي في "الكبرى" (11694) 4 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه ابن سعد (7/ 39) وأحمد (5/ 59) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1301) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 21 - 22) ¬

_ (¬1) 9/ 133 و 134 (كتاب المغازي- غزوة ذي الخلصة) (¬2) 17/ 96 (كتاب الاعتصام - باب الأحكام التي تعرف بالدلائل)

5 - سليمان بن حرب البصري. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3881) وصرّح الحسن بالتحديث من صعصعة في رواية الأسود وشيبان ويونس. - وهكذا رواه هُدبة بن خالد البصري عن جرير إلا أنه قال: عم الأحنف. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7411) والحاكم (3/ 613) وأبو نعيم في "الصحابة" (3881) والمزي (13/ 173 - 174) بإسناده صحيح. - ورواه عفان بن مسلم البصري عن جرير عن الحسن مرسلاً. أخرجه أحمد (5/ 59) وتابعه وهب بن جرير بن حازم عن أبيه به. أخرجه ابن أبي عاصم (1198) والأول أصح. 2592 - عن مالك بن عميرة الأسدي قال: قدمت قبل مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى مني سراويل فأرجح لي. قال الحافظ: وصح أنه - صلى الله عليه وسلم - اشترى رجل سراويل من سويد بن قيس، أخرجه الأربعة وأحمد وصححه ابن حبان من حديثه، وأخرجه أحمد أيضاً من حديث مالك بن عميرة الأسدي قال: فذكره" (¬1) حسن يرويه سِماك بن حرب واختلف عنه: - فقال سفيان الثوري: عن سماك عن سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزًا من هجر، فأتينا به مكة، فجاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى، فساومنا بسراويل، فابتاعها منا، قال: وثَمَّ وزان يزن بالأجر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "زن وأرجح" أخرجه عبد الرزاق (14341) عن سفيان به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1162 و 5/ 215) عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 12/ 386 - 387 (كتاب اللباس - باب السراويل)

وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 586 و 8/ 403 - 404) وأحمد (4/ 352) وفي "العلل" (2/ 317) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 141 - 142) والدارمي (2588) وأبو داود (3336) وابن ماجه (2220 و 3579) والترمذي (1305) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1668 أو 1669) والنسائي (7/ 250) وفي "الكبرى" (6184 و 9670) وابن الجارود (559) والدولابي (1/ 75) وأبو القاسم البغوي (1162 و 5/ 215) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 126) وابن حبان (5147) والطبراني في "الكبير" (6466) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 120) والحاكم (2/ 30 و 4/ 192) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (80) وأبو نعيم في "الصحابة" (3531 و 6339) والبيهقي (6/ 32 - 33) وفي "الآداب" (759) والخطيب في "الموضح" (2/ 149 - 150) وفي "المتفق" (1401) والبغوي في "شرح السنة" (3071) وفي "الشمائل" (764) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 493) والمزي (12/ 269 - 270) من طرق (¬1) عن سفيان به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن للخلاف في سماك. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه قيس بن الربيع عن سماك عن سويد بن قيس به. أخرجه الطيالسي (ص 165) عن قيس به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 33) وأخرجه أبو القاسم البغوي (1163) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا قيس به. وقيس فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. - وقال شعبة: عن سماك قال: سمعت أبا صفوان مالك بن عمير يقول: بعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - رِجْل سراويل قبل الهجرة بثلاثة دراهم فوزن لي فأرجح. أخرجه الطيالسي (ص 165) عن شعبة به. ¬

_ (¬1) رواه المسيب بن واضح عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن سفيان عن سماك عن نبيح العنزي عن مخرمة العبدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن قانع (3/ 126) والمسيب بن واضح ضعفه الدارقطني وغيره، وقواه ابن عدي وغيره، وقال أبو حاتم وابن حبان: يخطئ.

ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (9671) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2068) وأبو نعيم في "الصحابة" (6037) والبيهقي (6/ 33) والخطيب في "الموضح" (2/ 150) وأخرجه أحمد (4/ 352) وفي "العلل" (2/ 317 و 318) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 142) وأبو داود (3337) وابن ماجه (2221) والحربي في "الغريب" (1/ 245) وابن أبي عاصم (1670) والنسائي (7/ 250) وفي "الكبرى" (6185 و 9672 و9673) والدولابي في "الكنى" (1/ 39 - 45 و 40 و 75) وأبو القاسم البغوي (¬1) (1164 و 2068) وابن قانع (2/ 15 و 3/ 32) والطبراني (¬2) في "الكبير" (7402) وأبو الشيخ (¬3) (ص 120) والحاكم (2/ 30 - 31) وأبو نعيم (¬4) في "الصحابة" (2443 و 3532 و 3533 و 3829 و 6866) ومحمد بن مخلد (78 و 79) والبيهقي (6/ 33) والخطيب في "الموضح" (2/ 150) وابن الأثير (5/ 40) من طرق (¬5) عن شعبة به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، لكن رجّح أبو داود والنسائي وغيرهما حديث سفيان. فقال أبو داود: رواه قيس كما قال سفيان، والقول قول سفيان" وقال النسائي: حديث سفيان أشبه بالصواب من حديث شعبة" وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة فقلت لهما: أيهما أصح عندكما؟ فقالا: سفيان أحفظ الرجلين" العلل 2/ 444 - وقال أيوب بن جابر الحنفي: عن سماك عن مخرفة العبدي قال: خرجنا مع قوم تجار يبيعون البز ومعهم وزان يزن بالأجر، فقدمنا مكة فاشترى منهم النبي - صلى الله عليه وسلم - سراويل فقال للوزان "زن وأرجح" ¬

_ (¬1) وفي رواية عنده عن شعبة: سمعت صفوان -رجل منا- (¬2) وقع عنده: صفوان أو ابن صفوان، ووقع عند ابن قانع في الموضع الأول: صفوان أو أبا صفوان. (¬3) وقع عنده: عن ابن صفوان. (¬4) ووقع عنده في الموضع الأول: عن خالد بن عمير. ووقع عنده في الموضع الرابع: صفوان أو ابن صفوان. (¬5) وفي حديث يزيد بن هارون عن شعبة عند أحمد في "العلل": أبو صفوان مالك بن عمير الأسدي. ووقع عند بعضهم: عميرة.

أخرجه أبو القاسم البغوي (¬1) (1165 و 5/ 215) وابن قانع (3/ 125 - 126) والطبراني (20/ 321) قال الدارقطني: وهم أيوب في ذلك" الإصابة 9/ 145 وقال ابن الأثير: وهو وهم، والصواب ما رواه الثوري وإسرائيل وغيرهما عن سماك عن سويد" أسد الغابة 5/ 124 قلت: وهو كما قالا، وأيوب بن جابر قال ابن معين وغيره: ضعيف. 2593 - حديث جبير بن مُطعم رفعه "قدموا قريشا ولا تقدموها" قال الحافظ: أخرجه البيهقي، وعند الطبراني من حديث عبد الله بن حَنْطَب ومن حديث عبد الله بن السائب مثله، وفي نسخة أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة مرسلاً أنّه بلغه مثله، وأخرجه الشافعي من وجه آخر عن ابن شهاب أنه بلغه مثله" (¬2) وذكره في مواضع أخرى وسكت عليه (¬3). وقال أيضاً: أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح، لكنه مرسل وله شواهد" (¬4) روي من حديث جبير بن مطعم ومن حديث عتبة بن غزوان ومن حديث أنس ومن حديث عبد الله بن السائب ومن حديث أبي هريرة ومن حديث علي ومن حديث عبد الله بن حنطب ومن حديث أبي جعفر مرسلاً ومن حديث ابن شهاب الزهري مرسلاً ومن حديث ابن أبي حثمة فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 637) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن جبير مرفوعاً "يا أيها الناس لا تقدموا قريشا فتهلكوا، ولا تخلفوا عنها فتضلوا" وإسناده ضعيف، يعقوب بن حميد مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. ¬

_ (¬1) ووقع عنده: مخرفة أو مخرمة. (¬2) 16/ 235 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش) (¬3) 16/ 237 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش) و11/ 33 - 34 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين) و1/ 10 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬4) 7/ 341 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب)

وإبراهيم بن محمد بن ثابت قال أبو حاتم: صدوق. وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. والمطلب بن عبد الله بن حنطب لم يدرك جبير بن مطعم. وأما حديث عتبة بين غزوان فأخرجه ابن أبي عاصم (1520 و 1547) عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا أبي ثنا عبد الله بن عبد العزيز عن محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير عن عتبة مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها" وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله الليثي. وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 64) عن أحمد بن جعفر بن مالك القَطيعي ثنا محمد بن يونس بن موسى ثنا أبي ثنا محمد بن سليمان بن مشمول المخزومي عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة فقال "يا أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها، أو تعلموا من قريش ولا تعلموها، قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل منهم تعدل أمانة رجلين من غيرهم" محمد بن يونس بن موسى هو الكُديمي كذبه أبو داود وموسى بن هارون وغيرهما، واتهمه ابن حبان وغيره بوضع الحديث. ومحمد بن سليمان بن مشمول ذكره النسائي وجماعة في الضعفاء. وأما حديث عبد الله بن السائب فأخرجه ابن أبي عاصم (1519) والطبراني كما في "التلخيص" (2/ 36) من طريق أبي معشر عن المقبري عن عبد الله بن السائب مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها" وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح السندي. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (5/ 1810) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحي عن الزهري عن ابن وديعة عن أبي هريرة مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها" وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن.

وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو بكر بن أبي جهمة عن أبيه عن ابن عباس عن علي مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها، ولولا أنْ تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل" أخرجه البزار (465) عن يحيى بن الفضل البصري الخِرَقي ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ثنا عدي بن الفضل عن أبي بكر بن أبي جهمة به. وقال: وقد روي نحوه من غير وجه، ولا نعلمه يروى عن ابن عباس عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وابن الفضل ليس بالحافظ، وأبو بكر بن أبي الجهمة وأبوه لا نعلمهما يحدثان إلا بهذا الحديث" قلت: عدي بن الفضل هو التيمي البصري قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. الثاني: يرويه إبراهيم بن أبي حية اليسع بن الأشعث المكي ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجُحْفة فقال "أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: بلى، قال "فإني كأني لكم على الحوض فرطا وسائلكم عن اثنتين: عن القرآن وعن عترتي، لا تقدموا قريشا فتهلكوا، ولا تختلفوا عنها فتضلوا" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 64 - 65) وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن أبي حية. وأما حديث عبد الله بن حنطب فأخرجه الطبراني قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 5/ 195 وأما حديث أبي جعفر فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 167) عن عبد الله بن إدريس الكوفي ثنا هاشم بن هاشم عن أبي جعفر مرفوعاً "لا تقدموا قريشا فتضلوا، ولا تأخروا عنها فتضلوا" ورواته ثقات. وأما حديث الزهري فأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 278) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب عن الزهري أنه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 154 و 4/ 211) ورواته ثقات.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (206) من طريق إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب عن الزهري به. وأما حديث ابن أبي حثمة فأخرجه عبد الرزاق (19893) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة مرفوعاً "لا تعلموا قريشا وتعلموا منها، ولا تتقدموا قريشا ولا تتأخروا عنها فإنّ للقرشي قوة الرجلين من غيرهم". ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 121) وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 168 - 169) وفي "مسنده" (¬1) (المطالب 4130) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن معمر عن الزهري عن سهل بن أبي حثمة به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1521) عن ابن أبي شيبة به. قال البيهقي: هذا مرسل، وروي موصولا وليس بالقوي" وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 296 2594 - عن المطلب بن أبي وداعة قال: قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة والنجم فسجد وسجد من عنده، وابيت أنْ أسجد -ولم يكن يومئذ أسلم-، قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبدا. قال الحافظ: رواه النسائي بإسناد صحيح" (¬2) انظر الحديث الذي بعده. 2595 - عن المطلب بن أبي وداعة قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النجم فسجد وسجد من معه، فرفعت رأسي وابيت أنْ أسجد. قال الحافظ: وللنسائي من حديث المطلب بن أبي وداعة قال: فذكره" (¬3) يرويه مَعْمر بن راشد واختلف عنه: - فقال عبد الرزاق (5881) وفي "الأمالي" (13): عن معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن المطلب بن أبي وداعة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في النجم فسجد الناس معه ولم أسجد معهم فلا أدع أنْ أسجد فيها أبدا. ¬

_ (¬1) ولفظه "وقدموا قريشا ولا تزخروها" (¬2) 10/ 238 (كتاب التفسير: سورة النجم - باب {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)} [النجم: 62]) (¬3) 3/ 206 (كتاب الصلاة- أبواب سجود القرآن - باب ما جاء في سجود القرآن)

وأخرجه أحمد (3/ 420 و4/ 215 و 6/ 400) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (813) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2134) والطبراني في "الكبير" (20/ 288) وأبو نعيم في "الصحابة" (6181) والبيهقي (2/ 314)، من طرق عن عبد الرزاق به. وتابعه ابن المبارك عن معمر به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 353) قال الحافظ: سنده صحيح" الإصابة 9/ 216 قلت: رواته ثقات لكن عكرمة بن خالد لم يذكر سماعا من المطلب فلا أدري أسمع منه أم لا. - وقال رباح بن زيد الصنعاني: عن معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سورة النجم فسجد وسجد من عنده فرفعت رأسي وابيت أنْ أسجد. ولم يكن أسلم يومئذ المطلب وكان بعد لا يسمع أحدا قرأها إلا سجد. أخرجه أحمد (3/ 420 و 4/ 215 و 6/ 399 - 400) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني ثنا رباح بن زيد به. وأخرجه النسائي (2/ 123) وفي "الكبرى" (1030) عن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الميموني ثنا أحمد بن حنبل به. وأخرجه البيهقي (2/ 314) والمزي (5/ 111 - 112) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وجعفر بن المطلب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، والباقون ثقات. 2596 - عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم، فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} [النجم: 19، 20] ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغَرَانيق العُلَى، وإنّ شفاعتهنّ لترتجى، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فنزلت هذه الآية (¬1). ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] الآية.

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: فذكره، وأخرجه البزار وابن مردويه من طريق أمية بن خالد عن شعبة فقال في إسناده: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب ثم ساق الحديث. وقال البزار: لا يُروى متصلاً إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور، قال: وإنما يروى هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، انتهى. والكلبي متروك ولا يعتمد عليه. وكذا أخرجه النحاس بسند آخر فيه الواقدي، وذكره ابن إسحاق في السيرة مطولاً وأسندها عن محمد بن كعب، وكذلك موسى بن عقبة في "المغازي" عن ابن شهاب الزهري، وكذا ذكره أبو معشر في "السيرة" له عن محمد بن كعب القرظى ومحمد بن قيس، وأورده من طريقه الطبري، وأورده ابن أبي حاتم من طريق اْسباط عن السُّدِّى، ورواه ابن مردويه من طريق عباد بن صهيب عن يحيى بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح، وعن أبي بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة، وسليمان التيمي عمن حدثه، ثلاثتهم عن ابن عباس. وأوردها الطبري أيضاً من طريق العوفي عن ابن عباس ومعناهم كلهم في ذلك واحد، وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإما منقطع، لكن كثرة الطرق تدل على أنّ للقصة أصلا مع أنّ لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين، أحدهما: ما أخرجه الطبري من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فذكر نحوه. والثاني: ما أخرجه أيضاً من طريق المعتمر بن سليمان وحماد بن سلمة فرقهما عن داود بن أبي هند عن أبي العالية. وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته فقال: ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها، وهو إطلاق مردود عليه. وكذا قول عياض: هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده، وكذا قوله: ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب، وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية، قال: وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير مع الشك الذي وقع في وصله. وأما الكلبي فلا تجوز الرواية عنه لقوة ضعفه، ثم رده من طريق النظر بأنّ ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم، قال: ولم ينقل ذلك، انتهى. وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإنّ الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أنّ لها أصلا، وقد ذكرت أنّ ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل، وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض" (¬1) ¬

_ (¬1) 10/ 54 - 55 (كتاب التفسير: سورة الحج)

روي من حديث ابن عباس ومن حديث سعيد بن جبير مرسلاً ومن حديث محمد بن كعب القرظي مرسلاً ومن حديث السدي مرسلاً ومن حديث أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام مرسلاً ومن حديث أبي العالية مرسلاً ومن حديث قتادة مرسلاً ومن حديث الضحاك بن مزاحم مرسلاً ومن حديث عروة بن الزبير مرسلاً ومن حديث محمد بن فضالة الظفري والمطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلاً. فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه عطية بن سعد العَوْفي عن ابن عباس في قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] وذلك أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو يصلي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها، فسمعه المشركون فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه، فبينما هو يتلوها وهو يقول {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان: إن تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى، فجعل يتلوها، فنزل جبريل عليه السلام فنسخها، ثم قال له {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] أخرجه الطبري في "تفسيره" (17/ 189) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جُنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس به. وهذا الإسناد ضعيف كما تقدم مرارا فانظر مثلا حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل" الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم وهو بمكة، فأتى على هذه الآية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} فألقى الشيطان على لسانه: إنهن الغرانيق العلى، فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] الآية. أخرجه ابن مردويه كما ذكر الحافظ والسيوطي في "الدر المنثور" (6/ 66) والكلبي قال أبو حاتم: الناس مجمعون على ترك حديثه، لا يشتغل به، هو ذاهب الحديث. وقال سفيان الثوري: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، فلا ترووه. الثالث: يرويه أبو بكر الهذلي وأيوب السَّخْتِيَاني عن عكرمة عن ابن عباس مثله.

أخرجه ابن مردويه أيضاً. وأبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وأيوب وعكرمة ثقتان. ولم يسق الحافظ باقي سنده حتى ننظر فيه. وقد روي عن عكرمة مرسلاً. أخرجه عبد بن حميد كما في "الدر" (6/ 69) الرابع: يرويه سليمان التيمي عمن حدّثه عن ابن عباس مثله. أخرجه ابن مردويه أيضاً. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأما حديث سعيد بن جبير فله عنه طريقان: الأول: يرويه شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير واختلف عنه: - فقال غير واحد: ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة النجم، فلما بلغ هذا الموضع {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهنّ ترتجى، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فانزل الله عز وجل هذه الآية {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52]. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 3/ 229) عن أبي داود الطيالسي والطبري (17/ 188 - 189) عن محمد بن جعفر غُنْدر و (17/ 189) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري قالوا: ثنا شعبة به. قال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 6/ 65 - لباب النقول ص 150 - وقال أمية بن خالد البصري: ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جير عن ابن عباس فيما أحسب -أشك في الحديث- أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بمكة فقرأ سورة النجم ... وذكر الحديث.

أخرجه البزار (كشف 2263) عن يوسف بن حماد المَعْنِي ثنا أمية بن خالد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12450) عن الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا: ثنا يوسف بن حماد به. وقالا فيه: عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن ابن عباس. ومن هذا الطريق أخرجه ابن مردويه كما ذكر الحافظ. وأخرجه الضياء في "المختارة" كما في "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" (ص 5) من طريق ابن مردويه. قال البزار: لا نعلمه يُروى بإسناد متصل يجوز ذكره إلا بهذا الإسناد، وأمية بن خالد ثقة مشهور، وإنما يعرف هذا من حديث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس" وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح إلا أنّ الطبراني قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" المجمع 7/ 115 وقال السيوطي: رجاله ثقات" الدر المنثور 6/ 65 قلت: وهو كما قال، إلا أنّ راويه شك في وصله، والأول عندي أصح، ومحمد بن جعفر قال العجلي: كان أثبت الناس في حديث شعبة. وقال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم. وقال الذهبي في "الميزان": أحد الأثبات المتقنين ولا سيما في شعبة. وعبد الصمد بن عبد الوارث قال ابن المديني: عبد الصمد ثبت في شعبة. الثاني: يرويه عثمان بن الأسود المكي عن سعيد بن جبير واختلف عنه: - فقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: عن عثمان الأسود عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم -أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى- فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترتجى، ففرح بذلك المشركون وقالوا: قد ذكر آلهتنا، فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: اعرض عليّ كلام الله، فلما عرض عليه فقال: أما هذا فلم آتك به هذا من الشيطان، فأنزل الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحج: 52] ... الآية. أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 178) من طريق أبي الشيخ أنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد الرازي أنا سهل بن عثمان العسكري أنا يحيى به.

وعبد الرحمن بن محمد هو ابن سلم الرازي ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وقال: كان من محدثي أصبهان، وكان مقبول القول. وقال الذهبي في "السير": الحافظ المجود العلامة المفسر، كان من أوعية العلم. صنف المسند والتفسير وغير ذلك. وسهل بن عثمان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق، والباقون ثقات. - وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل: عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترتجى" ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا، فجاءه جبريل فقال: اقرأ عليّ ما جئتك به، قال: فقرأ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترتجى" فقال: ما أتيتك بهذا، هذا عن الشيطان، أو قال: هذا من الشيطان لم آتك بها، فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] الآية. أخرجه الضياء في "المختارة" (نصب المجانيق ص 8) من طريق ابن مردويه قال: ثني إبراهيم بن محمد ثني أبو بكر محمد بن علي المقري البغدادي ثنا جعفر بن محمد الطيالسي ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبو عاصم النبيل به. وأبو بكر محمد بن علي أظنه ابن العباس بن سام فإنه يروي عن جعفر الطيالسي، ويحتمل أنه محمد بن علي بن الحسن المقري، ترجمهما الخطيب في "تاريخه" (3/ 68 و78) ولم يذكر فيهما جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات، وإبراهيم بن محمد هو ابن حمزة بن عمارة الأصبهاني مترجم في "السير" (16/ 83) وأما حديث محمد بن كعب القرظي فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب قال: لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تولي قومه عنه، وشقّ عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من الله، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقرب بينه وبين قومه، وكان يسره مع حبه قومه وحرصه عليهم أن يلين له بعض ما قد غلظ عليه من أمرهم، حتى حدث بذلك نفسه وتمنّاه وأحبه، فأنزل الله عز وجل {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)} فلما انتهى إلى قوله {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان على لسانه، لما كان يحدث به نفسه، ويتمنى أنْ يأتي به قومه "تلك الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهنّ لترتجى" فلما سمعت ذلك قريش فرحوا، وسرّهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم ... وذكر الحديث وفيه طول.

أخرجه الطبري في "تفسيره" (17/ 187 - 188) وفي "تاريخه" (2/ 337 - 340) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة عن ابن إسحاق به. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. الثاني: يرويه حجاج بن محمد المصيصي عن أبي معشر نجيح عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا: جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناد من أندية قريش، كثير أهله، فتمنى يومئذ ألا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه، فأنزل الله عز وجل {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) و} فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان عليه كلمتين: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، فتكلم بهما، ... وذكر الحديث. أخرجه الطبري في "تفسيره" (17/ 186 - 187) وفي "تاريخه" (2/ 340 - 341) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثنا حجاج به. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر. وأما حديث السُّدِّي فأخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (6/ 69) من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد ليصلي، فبينما هو يقرأ إذ قال {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} فألقى الشيطان على لسانه فقال: تلك الغرانقة العلى، وإنّ شفاعتهنّ ترتجى، حتى إذا بلغ آخر السورة سجد وسجد أصحابه وسجد المشركون لذكره آلهتهم، فلما رفع رأسه حملوه، فاشتدوا به بين قطري مكة يقولون: نبي بني عبد مناف، حتى إذا جاءه جبريل عرض عليه، فقرأ ذينك الحرفين، فقال جبريل: معاذ الله أنْ أكون أقرأتك هذا، فاشتدّ عليه، فأنزل الله يطيب نفسه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ} [الحج: 52] الآية. وهذا مرسل، وأسباط بن نصر قال الذهبي في "الميزان": وثقه ابن معين، وتوقف أحمد، وضعفه أبو نعيم، وقال النسائي: ليس بالقوي. وأما حديث أبي بكر بن عبد الرحمن فأخرجه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" (6/ 66) والطبري (7/ 189) من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب الزهري ثني أبو بكر بن عبد الرحمن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة قرأ عليهم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} قال: إنّ شفاعتهنّ ترتجى، وسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه، وفرحوا بذلك، فقال لهم "إنما ذلك من الشيطان" فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحج: 52] حتى بلغ {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} [الحج: 52].

قال السيوطي: مرسل صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. - ورواه موسى بن عقبة واختلف عنه: • فقال محمد بن فليح بن سليمان الخزاعي: عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: فذكر الحديث وفيه طول ولم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن. أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 229) عن موسى (¬1) بن أبي موسى الكوفي ثنا محمد بن إسحاق المسيبي ثنا محمد بن فليح به. ورواته ثقات غير محمد بن فليح وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وخالفه: • إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة فرواه عن عمه موسى بن عقبة ولم يذكر ابن شهاب الزهري. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 285 - 287) وأما حديث أبي العالية فأخرجه الطبري (17/ 188) من طريقين عن داود بن أبي هند عن أبي العالية قال: قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما جلساؤك عبد بني فلان ومولى بني فلان، فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك، فإنه يأتيك أشراف العرب، فإذا رأوا جلساؤك أشراف قومك كان أرغب لهم فيك، فألقى الشيطان في أمنيته، فنزلت هذه الآية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} فأجرى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترجى، مثلهنّ لا ينسى، فسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قرأها، وسجد معه المسلمون والمشركون، فلما علم الذي أجري على لسانه، كبر ذلك عليه، فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] الآية. قال السيوطي: سنده صحيح" الدر 6/ 68 قلت: لكنه مرسل. وأما حديث قتادة فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 40) عن مَعْمر عن قتادة في قوله تعالى {فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتمنى أنْ يعيب الله آلهة المشركين، ¬

_ (¬1) أظنه موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري الخطمي قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة صدوق.

فألقى الشيطان في أمنيته فقال: إنّ الآلهة التي تدعى، إنّ شفاعتها لترتجى، وإنها لبالغرانيق العلى، فنسخ الله ذلك، وأحكم آياته، فقال {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21)} حتى بلغ {مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 19 - 23]. وقال: لما ألقى الشيطان ما ألقى قال المشركون: قد ذكر الله آلهتكم بخير، ففرحوا بذلك، فذلك قوله {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [الحج: 53]. وأخرجه الطبري (7/ 191) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به. وأخرجه أيضاً عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة به إلا أنه قال فيه: كان يتمنى أن لا يعيب الله آلهة المشركين. ورواته ثقات. وأما حديث الضحاك فأخرجه الطبري (17/ 189) قال: حُدثت عن الحسين بن الفرح: سمعت أبا معاذ يقول: أنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحج: 52] الآية، أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة أنزل الله عليه في آلهة العرب، فجعل يتلو اللات والعزى ويكثر ترديدها، فسمع أهل مكة نبي الله يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك ودنوا يستمعون، فألقى الشيطان في تلاوة النبي - صلى الله عليه وسلم -: تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى، فقرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك، فأنزل الله عليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء: 52]. والحسين بن الفرج كذبه ابن معين، وقال أبو زرعة: لا شيء، وقال أبو الشيخ: ليس بالقوي، وأبو معاذ هو الفضل بن خالد النحوي، وعبيد هو ابن سليمان الباهلي ذكرهما ابن حبان في "الثقات". وأما حديث عروة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (8316) عن محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: وقال المشركون من قريش: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصاري بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر، فلما أنزل الله عز وجل السورة التي يذكر فيها {وَالنَّجْمِ} [النجم: 1] وقرأ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال: وإنهنّ لمن الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهم لترجى. وذكر باقي الحديث. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة، ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة" المجمع 6/ 34 و7/ 72

وقال أيضاً: ضعيف الإسناد" 7/ 115 قلت: وهو كما قال لضعف ابن لهيعة. وأما حديث محمد بن فضالة والمطلب بن عبد الله فأخرجه ابن سعد (1/ 205 - 256) عن محمد بن عمر الواقدي قال: ثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه. وحدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قومه كفا عنه، فجلس خاليا فتمنى فقال "ليته لا ينزل عليّ شيء ينفرهم عني" وقارب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه ودنا منهم ودنوا منه، فجلس يوما مجلسا في ناد من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ عليهم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} [النجم: 1] حتى إذا بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان كلمتين على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهنّ لترتجى -فتكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهما، ثم مضى فقرأ السورة كلها وسجد وسجد القوم جميعاً ... وذكر الحديث وفيه طول. قال أبو جعفر النحاس: هذا حديث منكر منقطع ولا سيما وهو من حديث الواقدي" الناسخ 2/ 529 قلت: والواقدي قال إسحاق بن راهويه وابن المديني: يضع الحديث، وقال أحمد: كذاب. 2597 - حديث طلق بن علي قال: بنيت المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول: "قربوا اليمامي من الطين، فإنه أحسنكم له مَسًّا، وأشدّكم له سَكْبا" قال الحافظ: رواه أحمد، وفي لفظ له "فأخذت المسحاة فخلطت الطين فكأنه أعجبه فقال "دعوا الحنفي والطين فإنّه أضبطكم للطين" ورواه ابن حبان في "صحيحه" ولفظه "فقلت: يا رسول الله، أأنقل كما ينقلون، فقال: لا، ولكن اخلط لهم الطين فأنت أعلم به" (¬1) حسن يرويه قيس بن طلق بن علي الحنفي عن أبيه وعنه: 1 - عبد الله بن بدر بن عَميرة الحنفي السُّحَيمي اليمامي. أخرجه ابن حبان (1122) والطبراني في "الكبير" (8242) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1072) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 542) من طرق عن ملازم بن عمرو السحيمي ¬

_ (¬1) 2/ 89 - 90 (كتاب الصلاة - باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد)

اليمامي ثنا جدي عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال: بنينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد المدينة فقال "قربوا (¬1) اليمامي من الطين، فإنّه من أحسنكم له مَسًّا، وأشدكم له ساعدا" اللفظ لأبي نعيم. وإسناده حسن، ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر ثقتان، وقيس بن طلق مختلف فيه: وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما، ولم يثبت أنّ ابن معين ضعفه. وقال ابن القطان الفاسي: يقتضي أنْ يكون خبره حسناً لا صحيحا (الميزان). وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. 2 - محمد بن جابر اليمامي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8239) والدارقطني (1/ 148 - 149) والبيهقي (1/ 135) والحافظ (¬2) في "الإمتاع بالأربعين" (ص 44) من طرق (¬3) عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يؤسسون مسجد المدينة، قال: وهم ينقلون الحجارة، قال: فقلت: يا رسول الله، ألا ننقل كما ينقلون؟ قال "لا، ولكن اخلط لهم الطين يا أخا اليمامة، فأنت أعلم به" فجعلت أخلط لهم وينقلونه. اللفظ للدارقطني. ومحمد بن جابر قال ابن معين وجماعة: ضعيف. 3 - أيوب بن عتبة اليمامي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8254) من طريق عاصم بن علي الواسطي وسعيد بن سيمان الواسطي قالا: ثنا أيوب بن عتبة ثنا قيس بن طلق عن أبيه قال: جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم يبنون المسجد، فلما رأيت عملهم أخذت أحذق المسحاة فخلطت بها الطين فكأنّه أعجبه أخذي المسحاة وعملي فقال "دعوا الحنفي والطين فإنّه أضبطكم للطين" وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 41) من طريق عاصم بن علي وحده ثنا أيوب بن عتبة به. وأيوب بن عتبة قال علي بن المديني وجماعة: ضعيف. ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني "مكنوا" ولفظ ابن حبان "قدموا" (¬2) وقال: هذا حديث حسن، ومحمد بن جابر فيه مقال لكن لم ينفرد به" (¬3) رواه محمد بن سليمان لُوَين عن محمد بن جابر فلم يذكر قيس بن طلق. أخرجه الحازمي في "الاعتبار" (ص 47)

2598 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصور؟ قال "قرن ينفخ فيه" قال الحافظ: وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1599) عن سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر بن شَغَاف التيمي عن ابن عمرو قال: قال أعرابي: يا رسول الله، ما الصور؟ قال "قرن ينفخ فيه" وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1779) عن ابن المبارك به. وأخرجه الترمذي (2430) والنسائي في "الكبرى" (11456) عن سويد بن نصر المروزي عن ابن المبارك به. وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (716) من طريق الحسين بن الحسن المروزي أنا ابن المبارك به. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 175) وأحمد (2/ 162 و 192) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1599) والدارمي (2801) وأبو داود (4742) والترمذي (3244) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (47) والبزار (2481 و 2482) والنسائي في "الكبرى" (11312 و 11381و 11456) والطبري في "تفسيره" (16/ 29) والطحاوي في "المشكل" (5349) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (7483 و 16619) وابن حبان (7312) والحاكم (2/ 436 و 506 و 4/ 560) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 243) واللالكائي في "السنة" (2184) والبيهقي في "الشعب" (344) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (15 أو 16) والمزي في "التهذيب" (4/ 129 - 130) من طرق عن سليمان التيمي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سليمان التيمي" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: لم يذكر بشر بن شغاف سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا. وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [الأنعام: 73] والصور كهيئة القرن" ¬

_ (¬1) 14/ 155 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور)

أخرجه ابن أبي داود في "البعث" (42) عن إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به. وأخرجه ابن مندة في "الإيمان" (811) عن محمد بن عمر بن حفص ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد بن الصلت عن الأعمش به. وإسناده حسن، إسحاق بن إبراهيم هو المعروف بشاذان الفارسي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم والذهبي: صدوق (سير الأعلام 12/ 382) وسعد بن الصلت ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: هو صالح الحديث وما علمت لأحد فيه جرحاً (سير الأعلام 9/ 318) ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن واقد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه ابن منده في "الإيمان" (812) وانظر حديث "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن واستمع الأذن متى يؤمر بالنفخ" 2599 - "قريش قادة الناس" قال الحافظ: أخرج أحمد من طريق عبد الله بن أبي الهذيل قال: لما قدم معاوية الكوفة قال رجل من بكر بن وائل: لئن لم تنته قريش لنجعلنّ هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب غيرهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 203) والترمذي (2227) وابن أبي عاصم في "السنة" (1109 و 1110 و 1111) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (54) والخلال في "السنة" (35) وأبو الشيخ في "الطبقات" (56) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 281) والمزي في "التهذيب" (5/ 372 - 373) من طرق عن شعبة عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال: كان عمرو بن العاص يتخولنا، فقال رجل من بكر بن وائل: لئن لم تنته قريش لنضعنّ هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب سواهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "قريش ولاة الناس في الخير والشرِّ إلى يوم القيامة". ¬

_ (¬1) 16/ 236 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش)

وإسناده صحيح رواته ثقات. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح" 2600 - "قريش ولاة هذا الأمر" قال الحافظ: وعند أحمد من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في طائفة من المدينة فذكر الحديث، قال: فتكلم أبو بكر فقال: والله لقد علمت يا سعد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وأنت قاعد: فذكره، فقال له سعد: صدقت" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "الأمراء من قريش" 2601 - عن سهل بن أبي حَثْمَة قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر نصفين: نصفها لنوائبه وحاجته، ونصفها بين المسلمين، قسمها بينهم على ثمانية عشر سهما. قال الحافظ: روى أبو داود بإسناد صحيح إلى سهل بن أبي حثمة قال: فذكره، ورواه بمعناه من طرق أخرى عن بُشير بن يسار مرسلاً ليس فيه سهل" (¬2) صحيح يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بن يسار الحارثي الأنصاري واختلف عنه: - فرواه أسد بن موسى المصري عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني سفيان عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال: فذكره. أخرجه أبو داود (3010) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 251) والبيهقي (6/ 317) عن الربيع بن سليمان المؤذن والطبراني في "الكبير" (5634) والبيهقي في "المعرفة" (9/ 239) عن المقدام بن داود الرُّعَيني قالا: ثنا أسد بن موسى به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 8/ 29 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا) (¬2) 7/ 8 (كتاب فرض الخمس - باب رقم 1)

- ورواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحفاظ عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أنه سمع نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ظهر على خيبر، قسمها على ستة وثلاثين سهما، جمع كل سهم مائة سهم، وكان النصف سهاما للمسلمين، وسهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعزل النصف لما ينوبه من الأمور النوائب. أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (94) ثنا أبو شهاب الحناط به. وأخرجه أبو داود (3011) عن حسين بن علي بن الأسود العجلي أنّ يحيى بن آدم حدثهم به. وتابعه محمد بن فضيل بن غزوان عن يحيى بن سعيد به. أخرجه يحيى بن آدم (95) ثنا ابن فضيل به. وأخرجه البيهقي (6/ 317) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا يحيى بن آدم به. وأخرجه أبو داود (3012) عن حسين بن علي ثنا محمد بن فضيل به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 235) - ورواه غير واحد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مرسلاً، منهم: 1 - حماد بن سلمة. أخرجه يحيى بن آدم (90) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 23) 2 - عبد السلام بن حرب الملائي الكوفي. أخرجه يحيى بن آدم (91) والبلاذري (ص 23) 3 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (142) وابن سعد (2/ 113 - 114) وابن زنجويه في "الأموال" (219) والبلاذري (ص 23) 4 - سليمان بن بلال المدني. أخرجه أبو داود (3014) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 235) 5 - أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر. أخرجه أبو داود (3013) والبيهقي (6/ 317) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

2652 - "قصوا أظفاركم، وادفنوا قلاماتكم، ونقوا براجمكم" قال الحافظ: وللترمذي الحكيم من حديث عبد الله بن بُسر رفعه: فذكره، وفي سنده راو مجهول" (¬1) ضعيف أخرجه الحكيم الترمذي من طريق إبراهيم بن العلاء عن عمر بن بلال القرشي عن عبد الله بن بسر رفعه "قصوا أظافركم، وادفنوا قلاماتكم، ونقوا براجمكم، ونظفوا لثاثكم من الطعام، واستاكوا، ولا تدخلوا عليّ قحرا، بخرا" قال العراقي: وعمر بن بلال ليس بمعروف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 308 قلت: هو قول ابن عدي في "الكامل" (5/ 1712) وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه روايا إلا إبراهيم بن العلاء الزبيدي فهو مجهول. وقال المناوي: فيه أيضاً عمر بن أبي عمر قال الذهبي عن ابن عدي: مجهول، وإبراهيم بن العلاء لا يعرف" الفيض 4/ 518 قلت: إبراهيم بن العلاء هو الزبيدي كما صرح بذلك ابن حبان وابن أبي حاتم وهو ابن الضحاك الحمصي المعروف بزبريق وهو مستقيم الحديث كما قال ابن عدي، وذكره ابن حبان في "الثقات". 2603 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "قضى الله ورسوله في الحق بشاهدين، فإن جاء بشاهدين أخذ حقه، وإن جاء بشاهد واحد حلف مع شاهده" قال الحافظ: رواه الدارقطني" (¬2) أخرجه الدارقطني (4/ 213) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا إسحاق بن جعفر بن محمد ثني محمد بن عبد الله الكناني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن محمد الزهري، ومحمد بن عبد الله الكناني ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء". ¬

_ (¬1) 12/ 457 (كتاب اللباس - باب قص الشارب) (¬2) 6/ 209 (كتاب الشهادات - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود)

ورواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد. أخرجه ابن عدي (6/ 2374) والبيهقي (10/ 172) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 149 - 150) من طريق مطرف بن مازن الصنعاني ثنا ابن جريج به. وتابعه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عمرو بن شعيب به. أخرجه البيهقي (10/ 172) وابن عبد البر (2/ 150) قال البيهقي: مطرف بن مازن ومحمد بن عبد الله بن عبيد ليسا بالقويين" 2604 - عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيما رجل مات أو أفلس فصاحب المتاع أحق بمتاعه إذا وجده بعينه. قال الحافظ: واحتج الشافعي بما رواه من طريق عمر بن خلدة قاضي المدينة عن أبي هريرة قال: فذكره، وهو حديث حسن يحتج بمثله، أخرجه أيضاً أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم، وزاد بعضهم في آخره "إلا أنْ يترك صاحبه وفاءً" ورجحه الشافعي على المرسل" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 313) عن ابن أبي ذئب ثني أبو المعتمر عن عمر بن خلدة قال: أتينا أبا هريرة في صاحب لنا أصيب -يعني أفلس- فأصاب رجل متاعه بعينه، فقال أبو هريرة: هذا الذي قضى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ من أفلس أو مات فأدرك رجل متاعه بعينه فهو أحق به إلا أنْ يدع الرجل وفاء له. ومن طريقه أخرجه أبو داود (3523) والبيهقي (5/ 46) والمزي في "تهذيب الكمال" (21/ 329 - 330) وأخرجه الشافعي في "الأم" (3/ 176) وابن ماجه (2360) وابن الجارود (634) والدارقطني (3/ 29) والحاكم (2/ 50 - 51) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك والدراقطني (3/ 29) عن شبابة بن سَوَّار المدائني ¬

_ (¬1) 5/ 462 (كتاب الاستقراض - باب إذا وجد ماله عند مفلس)

قالا: ثنا ابن أبي ذئب ثني أبو المعتمر بن عمرو بن رافع عن عمر بن خلدة الزرقي به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف فإنّ أبا المعتمر مجهول لم يَرو عنه إلا ابن أبي ذئب. قال ابن عبد البر: ليس بمعروف يحمل العلم. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 2605 - حديث أنس: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطريق الميتاء التي تؤتى من كل مكان بسبعة أذرع. قال الحافظ: ولابن عدي من حديث أنس: فذكره، وفي إسناده مقال" (¬1) ضعيف أخرجه ابن عدي (4/ 1645) عن علي بن العباس المَقَانعي الكوفي ثنا علي بن سعيد الكندي ثنا عبد الرحيم عن عباد بن منصور الناجي عن أيوب السَّخْتِياني عن أبي قِلابة عن أنس قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطريق الميتاء الذي تؤتاه من كل مكان إذا استأذن أهله فيه فإنّ عرضه سبعة أذرع. وقال: وهذا الحديث الذي أمليته عن أيوب لا أعلم يرويه إلا عباد بن منصور" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وابن المديني وابن سعد وغيرهم. 2606 - حديث عبادة بن الصامت قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطريق الميتاء بسبعة أذرع. قال الحافظ: وروى عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" والطبري من حديث عبادة بن الصامت قال: فذكره في أثناء حديث طويل، وفي إسناده مقال" (¬2) هو قطعة من حديث طويل أوله: إنّ من قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر الحديث وفيه: ¬

_ (¬1) 6/ 44 (كتاب المظالم - باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء) (¬2) 6/ 44 (كتاب المظالم - باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء)

وقضى في الرحبة تكون بين الطريق ثم يريد أهلها البنيان فيها فقضى أن يترك الطريق فيها سبع أذرع، قال؛ وكان تلك الطريق تسمى الميتاء. وقد تقدم الكلام على هذا الحديث في حرف الهمزة فانظر حديث: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في مسيل مهزور ومذينب" 2607 - عن ابن عباس قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً في مِجَن قيمته دينار أو عشرة دراهم. قال الحافظ: احتج الطحاوي بحديث محمد بن إسحاق عن أيوب بن موسى عن عطاء عن ابن عباس قال: فذكره، أخرجه أبو داود واللفظ له وأحمد والنسائي والحاكم. ولفظ الطحاوي "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم" وهو أشدّ في الاضطراب من حديث الزهري، فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه عن عمرو بن شعيب عن عطاء عن ابن عباس، وقيل: عنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولفظه "كانت قيمة المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم. وقيل: عنه عن عمرو عن عطاء مرسلاً، وقيل: عن عطاء عن أيمن أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن قيمته دينار" كذا قال منصور والحكم بن عتيبة عن عطاء. وقيل: عن منصور عن مجاهد وعطاء جميعاً عن أيمن، وقيل: عن مجاهد عن أيمن بن أم أيمن عن أم أيمن قالت: لم يقطع في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا في ثمن المجن وثمنه يومئذ دينار" أخرجه النسائي. ولفظ الطحاوي "لا تقطع يد السارق إلا في حجفة، وقومت يومئذ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينارا أو عشرة دراهم. وفي لفظ له "أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن، وكان يقوم يومئذ بدينار" واختلف في لفظه أيضاً على عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فقال حجاج بن أرطأة عنه بلفظ: لا قطع فيما دون عشرة دراهم. وهذه الرواية لو ثبتت لكانت نصا في تحديد النصاب إلا أنّ حجاج بن أرطأة ضعيف ومدلس" (¬1) يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فرواه محمد بن إسحاق المدني عن أيوب بن موسى عن عطاء واختلف عنه: • فقيل: عن ابن إسحاق عن أيوب بن موسى عن عطاء عن ابن عباس قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يد رجل في مجن قيمته دينار أو عشرة دراهم. ¬

_ (¬1) 15/ 110 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38])

وفي لفظ "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم" وفي لفظ "كان ثمن المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَوَّم عشرة دراهم". أخرجه أبو داود (4387) والنسائي (8/ 76 - 77) وفي "الكبرى" (7437) والدارقطني (3/ 192) والبيهقي في "المعرفة" (2/ 382) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 380) عن عبد الله بن نُمير والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 163) والدارقطني (3/ 192) والحاكم (4/ 378 - 379) والبيهقي (8/ 257) عن أحمد بن خالد الوهبي قالا: ثنا محمد بن إسحاق به. واللفظ الأول لأبي داود، والثاني للطحاوي، والثالث للباقين. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: ابن إسحاق صدوق خرج له مسلم في المتابعات فقط، ولم يخرج روايته عن أيوب بن موسى، واختلف عنه كما سيأتي. • فرواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن إسحاق فلم يذكر أيوب بن موسى. أخرجه الدارقطني (3/ 191) وابن عبد البر (4/ 380) • ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن ابن إسحاق ثني أيوب بن موسى عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً. ولفظه "لا يقطع السارق في دون ثمن المجن، وثمن المجن عشرة دراهم" أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 474) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 26) وابن عبد البر (14/ 380) • ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق عن أيوب بن موسى عن عطاء مرسلاً. أخرجه النسائي (8/ 77) وفي "الكبرى" (7438) • ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن ابن إسحاق ثني عمرو بن شعيب أنّ عطاء حدّثه أنّ ابن عباس كان يقول: ثمن المجن يومئذ عشرة.

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 26) والنسائي في "الكبرى" (7436) • ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الوليد بن كثير واختلف عن أبي أسامة: فقيل: عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير ثني من سمع عطاء عن ابن عباس أنّ ثمن المجن يومئذ عشرة دراهم. أخرجه الدارقطني (3/ 192) عن أحمد بن محمد بن سعدان الواسطي ثنا شعيب بن أيوب ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير به. ورواه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير ثني من سمع عطاء يقول: ثمن المجن يومئذ عشرة دراهم. ولم يذكر ابن عباس. أخرجه الدارقطني (3/ 191) - وقيل: عن عطاء قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 475) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال: أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن، وكان يقوم المجن في زمانهم دينارا أو عشرة دراهم. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7439) من طريق سفيان بن حسين الواسطى عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء به. - ورواه منصور بن المعتمر عن عطاء واختلف عنه: • فرواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه: ورواه معاوية بن هشام القصّار عن سفيان واختلف عنه: فقيل: عن معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي مرفوعاً "أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن" قال: وكان يقوم يومئذ دينارا. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 163) والطبراني في "الكبير" (849) عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (994) عن محمد بن العلاء الهمداني

كلاهما عن معاوية بن هشام به (¬1). وقيل: عن معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عطاء عن أيمن لم يقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - السارق إلا في ثمن المجن. وثمن المجن يومئذ دينار. أخرجه النسائي (8/ 75) وفي "الكبرى" (7429) عن محمود بن غيلان المروزي وأبو نعيم في "المعرفة" (994) عن عبد الله بن الحكم القَطَواني الكوفي قالا: ثنا معاوية بن هشام به. ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن منصور عن الحكم عن مجاهد عن أيمن قال: فذكر نحوه. أخرجه النسائي (8/ 75 - 76) وفي "الكبرى" (7431) وتابعه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن سفيان به. أخرجه الحاكم (4/ 379) ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن أيمن قال: فذكر نحوه. أخرجه النسائي (8/ 75) وفي "الكبرى" (7430) • ورواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن منصور واختلف عنه: فقيل: عن أبي عوانة عن منصور عن الحكم عن عطاء ومجاهد عن أيمن قوله. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 25) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي والبيهقي (8/ 257) ¬

_ (¬1) ورواه أحمد بن عبد الحميد الحارثي عن معاوية بن هشام بلفظ "لم يقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السارق إلا في ثمن المجن، وكان ثمن المجن يومئذ دينارا" أخرجه ابن الأعرابي (ق 79)

عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري كلاهما عن أبي عوانة به. • ورواه معاوية بن حفص الشعبي الكوفي عن أبي عوانة فلم يذكر مجاهدا، ورفعه. أخرجه الطبراني في "الكبير (850) • ورواه الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن منصور عن الحكم عن عطاء ومجاهد عن أيمن قال: يقطع السارق في ثمن المجن. وكان ثمن المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا، أو عشرة دراهم (¬1). أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2650) والنسائي (8/ 76) وفي "الكبرى" (7433) وأبو نعيم في "المعرفة" (995) من طرق عن الحسن بن صالح به. وتابعه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن منصور به، وزاد "فما فوقه" وقال: وثمنه يومئذ دينار. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 25) • ورواه علي بن صالح بن حي الكوفي عن منصور عن الحكم عن مجاهد عن عطاء عن أيمن قال: لم تقطع اليد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا في ثمن المجن، وثمنه يومئذ دينار. أخرجه النسائي (¬2) (8/ 76) • ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن منصور واختلف عنه: فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن شريك عن منصور عن عطاء عن أيمن بن أم أيمن عن أم أيمن مرفوعاً (¬3). أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 163) والطبراني في "الكبير" (25/ 88) ورواه علي بن حجر المروزي عن شريك عن منصور عن عطاء ومجاهد عن أيمن بن أم أيمن مرفوعاً "لا تقطع اليد إلا في ثمن المجن"، وثمنه يومئذ دينار. أخرجه النسائي (8/ 76) وفي "الكبرى" (7434) ¬

_ (¬1) وهذا لفظ النسائي وأبي نعيم، ولفظ ابن أبي عاصم "كان السارق يقطع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمن المجن، وثمن المجن دينار" (¬2) وفي "الكبرى" (7432) أيضاً لكن وقع فيها: عن مجاهد وعطاء. (¬3) ولفظه "لا يقطع السارق إلا في حجفة" وقومت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينارا أو عشرة دراهم.

وتابعه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شريك به (¬1). أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 25 - 26) • ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن عطاء ومجاهد عن أيمن موقوفاً "لا يقطع السارق في أقل من ثمن المجن" أخرجه النسائي (8/ 76) وفي "الكبرى" (7435) والحاكم (4/ 379) ووقع في روايته "قال: وكان أيمن رجلاً يذكر منه خير" قال النسائي: أيمن ما أحسب أنّ له صحبة" وقال الحاكم: سمعت أبا العباس يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: أيمن هذا هو ابن امرأة كعب وليس بابن أم أيمن، ولم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -" واستدل الحاكم على صحة كلام الشافعي برواية جرير هذه وقال: فأيمن بن أم أيمن الصحابي أخو أسامة لأمه أجل وأنبل أنْ ينسب إلى الجهالة فيقال: كان رجلاً يذكر منه خير، إنما يقال مثل هذا اللفظ لمجهول لا يعرف بالصحبة على أنّ جريرا قد أوقفه على أيمن هذا ولم يسنده. قلت: قد اختلف في أيمن هذا اختلافا كثيرا، فقال الأكثر: هو تابعي وحديثه مرسل، وقال بعضهم: له صحبة. قال الزيلعي: والحاصل أنّ الحديث معلول فإنْ كان أيمن صحابيا فعطاء ومجاهد لم يدركاه فهو منقطع، وإنْ تابعيا فالحديث مرسل" نصب الراية 3/ 358 وقال ابن الأثير: هذا حديث مرسل، فإنّ مجاهدا وعطاء لم يدركا أيمن" أسد الغابة 1/ 189 وقال الحافظ: أم أيمن لم تتزوج بعد زيد بن حارثة، وأيمن ابنها كان أكبر من أسامة، وقتل يوم حنين فهو صحابي، والصواب أنّ الذي روى حديث المجن غيره" تهذيب التهذيب 1/ 395 وللحديث شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان ثمن المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم. أخرجه الدارقطني (3/ 190) والبيهقي (8/ 259) ¬

_ (¬1) ولفظه عنده "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة دراهم"

عن عبد الله بن نُمير والطحاوي (¬1) في "شرح المعاني" (3/ 163) والدارقطني (3/ 193) عن أحمد بن خالد الوهبي وأحمد (2/ 180) والنسائي (8/ 78) وفي "الكبرى" (7444) والدارقطني (3/ 190) وابن عبد البر (14/ 380) عن عبد الله بن إدريس الكوفي والدارقطني (3/ 190 و 193) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 26) عن إبراهيم بن سعد الزهري كلهم عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب به. ورواه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري وعبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق موقوفاً بلفظ "ثمن المجن عشرة دراهم" أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 474) وابن إسحاق صدوق مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الوليد بن كثير المخزومي عن عمرو بن شعيب به. أخرجه الدارقطني (3/ 191) عن أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير به. وهذا إسناد حسن. وخالفهما الحجاج بن أرطأة فرواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "لا يقطع السارق إلا في عشرة دراهم" أخرجه الدارقطني (3/ 192 - 193 و 193) والجصاص في "أحكام القرآن" (3/ 64 - 65) وابن الجوزي في "العلل" (1324) والرافعي في "التدوين" (1/ 443) والحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس كما قال الحافظ. 2608 - أنَّ خالد بن الوليد قال: يا رسول الله، إني أُرَوَّع في المنام، فقال: "قل: ¬

_ (¬1) ولفظه عنده "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة دراهم"

أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ غضبه وعذابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون". قال الحافظ: أخرجه مالك قال: بلغني أنّ خالد بن الوليد قال: فذكره، وأخرجه النسائي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان خالد بن الوليد يفزع في منامه فذكر نحوه وزاد في أوله "إذا اضطجعت فقل باسم الله" فذكره، وأصله عند أبي داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه" (¬1) أخرجه مالك (2/ 950) عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: بلغني أنّ خالد بن الوليد قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني أروع في منامي. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون". هكذا رواه مالك عن يحيى بن سعيد، ورواه شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي أنّه قال: يا رسول الله، إني أجد وحشة، قال "إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنّه لا يضر وبالحري أنْ لا يقربك" أخرجه أحمد (4/ 57 و 6/ 6) ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أنّ الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث نفس وجده وأنّه قال له "إذا أتيت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون فوالذي نفسي بيده لا يضرك شيء حتى تصبح" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 60 و10/ 362 - 363) 2 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 8177) 3 - سليمان بن بلال المدني. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 241) وقال: هذا مرسل" ¬

_ (¬1) 16/ 25 - 26 (كتاب التعبير - باب الرؤيا من الله)

وقال الحافظ: وهو منقطع لأن محمد بن يحيى لم يدرك الوليد بن الوليد" الإصابة 10/ 318 ورواه أيوب بن موسى المكي عن محمد بن يحيى بن حبان أنّ خالد بن الوليد كان يورق أو أصابه أرق فشكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أنْ يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات ومن غضبه ومن شرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون". أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (750) من طريق مسدد (¬1) ثنا سفيان بن عُيينة عن أيوب بن موسى به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 109) من طريق علي بن حرب الطائي ثنا سفيان بن عُيينة به. وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان خالد (¬2) بن الوليد بن المغيرة رجلاً يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له "إذا اضطجعت فقل: باسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرورن" فقالها فذهب ذلك عنه. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 39 و 63 و10/ 364) وأحمد (2/ 181) والبخاري في "خلق الأفعال" (440) وأبو داود (3893) والترمذي (3528) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (314 و 315) والنسائي في "اليوم والليلة" (765 و 766) والطبراني في "الدعاء" (1086) وابن السني (748) وأبو نعيم في "الصحابة" (6509) والحاكم (1/ 548) والبيهقي في "الأسماء" (ص 241) وفي "الآداب" (993) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 109 - 110 و110) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن عمرو بن شعيب به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف" (¬3) قلت: بل فيه عنعنة ابن إسحاق فإنه كان مدلساً. ¬

_ (¬1) وهو في "مسنده" (المطالب 3381) (¬2) وقع عند بعضهم: الوليد بن الوليد. (¬3) وقع عنده: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو.

2609 - "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" قال الحافظ: أخرجه مسلم (811) من حديث أبي الدرداء" (¬1) 2610 - " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] تعوذ بهنّ فإنه لم يُتعوذ بمثلهنّ" وفي لفظ "اقرأ المعوذات دبر كل صلاة" قال الحافظ: وقد أخرج أصحاب السنن وأحمد وابن خزيمة وابن حبان من حديث عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (¬2) له عن عقبة طرق: الأول: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن عقبة قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عقبة، قل" قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال "يا عقبة، قل" قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده عليّ، فقال "يا عقبة، قل" فقلت: ماذا أقول؟ فقال " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] " فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال "قل" قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال" {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] " فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك "ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما" أخرجه الدارمي (3443) والنسائي (8/ 222 - 223) وفي "الكبرى" (7838 و8063) واللفظ له والروياني (156) والبيهقي في "الشعب" (2329) من طريق الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به. ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع سعيد المقبري من عقبة أم لا فإنه لم يذكر سماعا منه. ولم ينفرد الليث به بل تابعه: 1 - أبو خالد الأحمد سليمان بن حيان. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 358) والطبراني في "الكبير" (17/ 345) وفي "الدعاء" (979) ¬

_ (¬1) 10/ 437 (كتاب فضائل القرآن - باب فضل قل هو الله أحد) (¬2) 10/ 438 (كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات)

2 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 345) من طريق عمرو بن خالد الحرّاني ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عقبة قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول "يا عقبة تعوذ، فما تعوذ متعوذ بمثلها" قال: ثم سمعته يؤمنا بهما في الصلاة. واختلف فيه على محمد بن سلمة الحراني، فرواه غير واحد عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن عقبة، فزادوا فيه عن أبيه. منهم: 1 - عبد الله بن محمد النفيلي. أخرجه أبو داود (1463) والبيهقي (2/ 394 - 395) وفي "الشعب" (2328) 2 - أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (978) 3 - حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (127) 4 - محمد بن بكار. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 930) الثاني: يرويه معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة قال: بينا أنا أقود برسول الله - صلى الله عليه وسلم - راحلته في غزوة، إذ قال "يا عقبة، قل" فاستمعت. ثم قال "يا عقبة، قل" فاستمعت. فقالها الثالثة، فقلت: ما أقول؟ فقال " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] " فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] , وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1]، فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال "ما تعوذ بمثلهنّ أحد" أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 21 - 22) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وأخرجه النسائي (8/ 220) وفي "الكبرى" (7846) عن محمد بن علي بن ميمون العطار الرقي

والطبراني في "الكبير" (17/ 346) ومن طريقه المزي في "التهذيب" (15/ 62 - 63) عن علي بن عبد العزيز البغوي كلاهما عن عبد الله بن مسلمة القعنبي (¬1) عن عبد العزيز بن محمد عن عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ بن عبد الله به. وعبد العزيز بن محمد هو الدَّراوردي وهو صدوق. وخالفه خالد بن مخلد القَطَواني فرواه عن عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن عقبة ولم يذكر عن أبيه. أخرجه النسائي (8/ 220) وفي "الكبرى" (7852) وخالد بن مخلد صدوق كذلك، وعبد الله بن سليمان الأسلمي وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به. وخالفه زيد بن أسلم فرواه عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه ولم يذكر عقبة. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 21) والنسائي (8/ 219 - 220) وفي "الكبرى" (7858) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1677) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 115) وأبو نعيم في "الصحابة" (4096) من طرق عن زيد بن أسلم به. وإسناده صحيح. الثالث: يرويه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي قال: سمعت نصر بن عبد الرحمن ورجلا آخر عن عقبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] أحسبه قرأها عليه -وقال " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]، تعوذ بهنّ فإنه لن يتعوذ بمثلهنّ" أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (293) عن أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي ثنا النضر بن شميل أنبأ شعبة عن سعد بن إبراهيم به. ونصر بن عبد الرحمن هو القرشي، حجازي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا سعد بن إبراهيم، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا سعد بن إبراهيم فهو مجهول، ولم يذكر سماعا من عقبة فلا أدري أسمع منه أم لا. ¬

_ (¬1) وتابعه أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري عن عبد العزيز به. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 21 - 22)

الرابع: يرويه حفص بن غياث الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عقبة مرفوعاً "أنزلت علي سورتان فتعوذوا بهنّ فإنه لم يُتعوذ بمثلهنّ -يعني المعوذتين-" أخرجه أحمد (4/ 144) وإسناده صحيح رواته ثقات. وأخرجه مسلم (814) وغيره من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به. وأما اللفظ الثاني الذي ذكره الحافظ فقد تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعه. 2611 - عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الأنعام: 90] على ما جئتكم به من البينات والهدى إلا أن تقربوا إلى الله بطاعته" قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق مجاهد عن ابن عباس، وفي إسناده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 268) والحاكم (2/ 443 - 444) والواحدي في "الوسيط" (4/ 51) عن الحسن بن موسى الأشيب وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 4/ 112) والطبراني في "الكبير" (11144) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي قالا: ثنا قَزَعَة بن سويد الباهلي ثنا عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "لا أسألكم على ما أتيتكم به من البينات والهدى أجرا، إلا أن تَوَدُّوا الله، وأنْ تقرَّبوا إليه بطاعته". قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف قزعة بن سويد. 2612 - حديث سعد بن أبي وقاص قال: كنا حديثي عهد بجاهلية فحلفت باللات والعزى، وذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وانفث عن شمالك، وتعوذ بالله، ثم لا تعد" ¬

_ (¬1) 10/ 185 (كتاب التفسير: سورة الشورى - باب قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23])

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند قوي" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وعند النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: كنا حديث عهد بجاهلية فحلفت باللات والعزى فقال لي أصحابي: بئس ما قلت، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 183و 186 - 187) والدورقي في "مسند سعد" (58) وابن ماجه (2097) والبزار (1140) وأبو يعلى (719 و 736) والطحاوي في "المشكل" (1/ 360) وابن حبان (4364 و4365) عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق والنسائي (7/ 8) وفي "اليوم والليلة" (989) وفي "الكبرى" (4778 و 11545) عن يونس بن أبي إسحاق والنسائي (7/ 8) وفي "اليوم والليلة" (990) وفي "الكبرى" (4717) عن زهير بن معاوية الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي ثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: حلفت (¬3) باللات والعزى، فقال لي أصحابي (¬4): بئس ما قلتَ! قلتَ هجرا! (¬5) فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت (¬6) ذلك له فقال "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له (¬7)، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وانفث (¬8) عن يسارك ثلاثاً، وتعوذ بالله من الشيطان (¬9)، ثم لا تعد" اللفظ لحديث يونس بن أبي إسحاق. ¬

_ (¬1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان - باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله) (¬2) 10/ 236 (كتاب التفسير -سورة والنجم- باب {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19]) (¬3) في حديث زهير "كنا نذكر بعض الأمر، وانا حديث عهد بالجاهلية، فحلفت" (¬4) في حديث زهير "أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬5) في حديث زهير "ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فإنا لا نراك إلا قد كفرت" (¬6) في حديث إسرائيل "فقلت: يا رسول الله إنّ العهد كان قريبا، وحلفت باللات والعزى فقال" (¬7) في حديث زهير "ثلاث مرات" (¬8) وفي لفظ "واتفل" (¬9) في حديث زهير "ثلاث مرات" وعند الدورقي "ثلاثاً"

ولم يذكر إسرائيل وزهير في حديثهما قوله "له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه من رواية أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه، ولا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه صحيح أصح من هذا الوجه" قلت: رواته ثقات إلا أنّ أبا إسحاق كان قد اختلط، وسماع إسرائيل ويونس. وزهير منه بعد اختلاطه، وقد احتج البخاري ومسلم برواية إسرائيل وزهير عن أبي إسحاق. 2613 - حديث أبي ذر: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لبيك وسعديك، جعلني الله فداءك. قال الحافظ: وقد ترجم أبو داود (5/ 396) نحو هذه الترجمة وساق حديث أبي ذر: فذكره، الحديث. وكذا أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (803) في الترجمة" (¬1) قلت: وأخرجه في الصحيح أيضاً (فتح 13/ 301 و 14/ 38 - 39 و 40 - 44) 2614 - عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد قالت: قلت: يا رسول الله، إنّ بني فلان أسعدوني على عمي ولا بد من قضائهن، فأبي، قالت: فراجعته مرارا فأذن لي، ثم لم أَنُخْ بعد. قال الحافظ: وأخرج الترمذي من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد قالت: فذكرته" (¬2) حسن أخرجه ابن سعد (8/ 8) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا يزيد الشيباني قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية أنها كانت في النسوة اللاتي أخذ عليهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخذ، وكانت معها خالتها، وروت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير حديث، قالت: وقالت امرأة من النسوة: يا رسول الله، ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أنْ نعصيك فيه؟ قال "لا تنحن". وأخرجه الترمذي (3307) عن عبد بن حميد والطبراني في "الكبير" (24/ 181 - 182) عن علي بن عبد العزيز البغوي ¬

_ (¬1) 13/ 189 (كتاب الأدب - باب قول الرجل جعلني الله فداك) (¬2) 10/ 263 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12])

قالا: ثنا أبو نعيم ثنا يزيد بن عبد الله الشيباني قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية قالت: فذكرت الحديث، وزادت: قلت: يا رسول الله إن بني فلان قد أسعدوني على عمّي ولا بد لي من قضائهن، فأبى عليّ، فأتيته مرارا فأذن لي في قضائهن، فلم أَنُحْ بعد على آخائهنّ ولا غيره حتى الساعة، ولم يبق من النسوة امرأة إلا وقد ناحت غيري. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 389) عن وكيع عن يزيد بن عبد الله مولى الصهباء عن شهر بن حوشب عن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قال "النَّوْح" ورواه ابن ماجه (1579) عن ابن أبي شيبة به. ورواه الطبري في "تفسيره" (28/ 80) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا وكيع به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال عبد بن حميد: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن" قلت: وهو كما قال، ويزيد بن عبد الله وثقه ابن معين وغيره، وشهر بن حوشب قال الذهبي في "الديوان": مختلف فيه وحديثه حسن. 2615 - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بجوار بناحية بني خُدرة وهنّ يقلن: فحيونا نحييكم، فقال "قلن حيانا الله وحياكم" قال الحافظ: وعند أبي الشيخ في "كتاب النكاح" من طريق يزيد بن حفصة عن أبيه عن جده: فذكره" (¬1) 2616 - عن عائشة قالت: قلَّ يوم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف علينا جميعاً فيقبّل ويلمس ما دون الوقاع، فإذا جاء إلى التي هو يومها بات عندها. قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والبيهقي واللفظ له من طريق ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فذكرته" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث ابن عباس قال: خشيت سودة أنْ يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ¬

_ (¬1) 11/ 130 (كتاب النكاح - باب الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس) (¬2) 11/ 223 (كتاب النكاح - باب القرعة بين النساء)

2617 - "قم فأنت أخي" قال الحافظ: وُيروى من حديث ابن عباس أنّ سبب غضب عليّ كان لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ولم يؤاخ بينه وبين أحد فذهب إلى المسجد، فذكر القصة وقال في آخرها: فذكره، أخرجه الطبراني، وعند ابن عساكر نحوه من حديث جابر بن سمرة" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (11092) و"الأوسط" (7890) عن محمود بن محمد المروزي ثنا حامد بن آدم المروزي ثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه بين المهاجرين والأنصار، فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج عليّ مغضبا حتى أتى جدولا من الأرض، فتوسَّد ذراعه، فسفّ عليه الريح، فطلبه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى وجده، فوكزه برجله، فقال له "قم، فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب. أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حُفَّ بالأمن والإيمان، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية، وحوسب بعمله في الإسلام" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مجاهد إلا الليث، ولا عن ليث إلا جرير، تفرد به حامد بن آدم" وقال الهيثمي: وفيه حامد بن آدم المروزي وهو كذاب" المجمع 9/ 111 قلت: كذبه ابن معين والجوزجاني، وعدّه أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث (اللسان) وأما حديث جابر بن سمرة فأظنه في ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر وليس الكتاب عندي الآن. 2618 - حديث عمار بن ياسر قال: نمت أنا وعليّ في غزوة العشيرة في نخل فما أفقنا إلا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يحركنا برجله، يقول لعليّ: "قم يا أبا تراب" لما يرى عليه من التراب. قال الحافظ: وروى ابن إسحاق ومن طريقه أحمد من حديث عمار بن ياسر قال: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من أشقى الأولين؟ " ¬

_ (¬1) 8/ 73 - 74 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب علي بن أبي طالب) (¬2) 8/ 73 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب علي بن أبي طالب)

2619 - عن سالم عن أبيه: سمعت عمر يقول: ما أحببت الإمارة قط إلا مرة واحدة، فذكر الحديث، وقال في الحديث: فتعرضت أنْ تصيبني فقال "قم يا أبا عبيدة" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى" (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 265) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا عمر بن حمزة ثنا سالم بن عبد الله أنّ عبد الله بن عمر أخبرهم أن عمر بن الخطاب قال: ما تعرضت للإمارة وما أحببتها غير أنّ ناسا من أهل نجران أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتكوا إليه عاملهم، فقال "لأبعثنّ عليكم الأمين" قال عمر: فكنت فيمن تطاول رجاء أنْ يبعثني، فبعث أبا عبيدة. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو على شرط مسلم وحده، ورواته كلهم ثقات غير عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقواه بعضهم. 2620 - عن عليّ قال: تقدم عتبة وتبعه ابنه وأخوه فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: لا حاجة لنا فيكم إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة" فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا على الوليد فقتلناه واحتملنا عبيدة. قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق حارثة بن مُضَرِّب عن عليّ قال: فذكره" (¬2) هو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 362 - 364) وأحمد (1/ 117) وأبو داود (2665) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (295) والبزار (719) والطبري في "تاريخه" (2/ 424 - 426) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 217 - 219) والحاكم (3/ 194) والبيهقي (9/ 131) وفي "الدلائل" (3/ 62 - 64) وفي "الصغرى" (3667) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عليّ به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عليّ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) 8/ 95 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح) (¬2) 8/ 299 (كتاب المغازي - باب قتل أبي جهل)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجا لحارثة، وقد وهاه ابن المديني" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة" المجمع 6/ 75 قلت: الحديث رجال إسناده ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلساً. وقد ذكره الحافظ في "تعريف أهل التقديس" في المرتبة الثالثة الذين أكثروا من التدليس ولم يحتج من أحاديثهم إلا بما صرّحوا فيه بالسماع. 2621 - عن عكرمة أنّ رجلاً من المشركين قال يوم الخندق: من يبارز؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قم يا زبير" فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: واحدي يا رسول الله، فقال "قم يا زبير" فقام الزبير فقتله، ثم جاء بسلبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفله إياه. قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة من مرسل عكرمة: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (9470) عن سفيان الثوري عن عبد الكريم الجَزَري عن عكرمة قال: قام رجل من بني قريظة فقال: من يبارز؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قم يا زبير" فقالت صفية: أو حيدي يا رسول الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أيهما علا صاحبه قتله" فعلاه الزبير فقتله، فنفله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلبه. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (779) وابن أبي شيبة (12/ 373 و 14/ 423) وابن زنجويه في "الأموال" (1155) والبيهقي (6/ 308) من طرق عن الثوري به. قال البيهقي: هذا مرسل، وقد روي موصولا بذكر ابن عباس فيه" قلت: رواه شَريك بن عبد الله القاضي عن عبد الكريم الجزري واختلف عنه: فرواه سعيد بن منصور (2694) عن شريك عن عبد الكريم عن عكرمة مرسلاً. ورواه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 226) عن الحسن بن عبد الله بن منصور ثنا الهيثم بن جميل عن شريك عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس. والأول أصح، وشريك سيئ الحفظ. ¬

_ (¬1) 8/ 410 (كتاب المغازي - باب غزوة الخندق)

2622 - حديث أسامة بن شَريك قال: قمنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبلنا يده. ذكر الحافظ أنّ أبا بكر بن المقري أخرجه في جزء "تقبيل اليد" وسنده قوي" (¬1) حسن أخرجه ابن المقري في "الرخصة في تقبيل اليد" (2) عن محمد بن الحسين بن شهريار البغدادي ثنا محمد بن يزيد بن رفاعة أبو هشام الرفاعي ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن زياد بن عِلاقة عن أسامة بن شريك قال: فذكره. وأخرجه المحاملي في "أماليه" (247) عن أبي هشام الرفاعي به. وأخرجه الخطيب في "الجامع" (314) من طريق عبد الرحمن بن الحسن الزَّنجي ثنا أبو هشام الرفاعي به. وأبو هشام الرفاعي مختلف فيه: قال ابن معين وغيره: لا بأس به، وضعفه النسائي وغيره. ولم ينفرد به بل تابعه أبو جعفر (¬2) الحارثي ثنا سعيد بن عامر به، ولفظه: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه كان على رؤوسهم الطير، فجاء الأعراب فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقام الناس فجعلوا يقبلون يده، فأخذتها فوضعتها على وجهي فإذا هي أطيب من ريح المسك، وأبرد من الثلج. أخرجه ابن الأعرابي في "القبل" (3) وإسناده حسن. 2623 - عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الإسلام علمنا نبينا قال "قولوا: بارك الله لكم، وبارك فيكم، وبارك عليكم" قال الحافظ: روى بقي بن مخلد من طريق غالب عن الحسن عن رجل من بني تميم قال: فذكره" (¬3) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1866) عن أبي الربيع سليمان بن داود ¬

_ (¬1) 13/ 296 (كتاب الاستئذان - باب الأخذ باليدين) (¬2) واسمه أحمد بن عبد الحميد بن خالد قال الذهبي: صدوق (سير الأعلام 12/ 508) (¬3) 11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج)

الزهراني ثنا أبو عوانة عن غالب القطان عن الحسن عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الله بالإِسلام وعلمنا نبينا - صلى الله عليه وسلم -، قال "قولوا: بارك الله عليكم وفيكم" ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الحسن البصري فإنه كان مدلساً. 2624 - عن مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: كنت عند ابن عمر فقرأ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] فبكى، فقال ابن عباس: إنّ هذه الآية لما أنزلت غمّت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غمّا شديدا وقالوا: يا رسول الله، هلكنا فإنّ قلوبنا ليست بأيدينا، فقال "قولوا سمعنا وأطعنا" فقالوا، فنسختها هذه الآية {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. قال الحافظ: روى أحمد من طريق مجاهد قال: فذكره. وأصله عند مسلم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس دون قصة ابن عمر، وأخرج الطبري بإسناد صحيح عن الزهري أنّه سمع سعيد بن مَرْجانة يقول: كنت عند ابن عمر فتلا هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284]، فقال: والله لئن واخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى حتى سمع نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت له ما قال ابن عمر وما فعل حين تلاها فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون حين نزلت مثل ما وجد فأنزل الله {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]) (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه مجاهد قال: كنت عند ابن عمر فقرأ {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} [البقرة: 284] إلى قوله {قَدِيرٌ} [المُمتَحنة: 7] فبكى، قال: فانطلقت حتى أتيت على ابن عباس، قلت: يا ابن عباس، كنت عند ابن عمر آنفا، فقرأ هذه الآية فبكى، قال: أيةُ آية؟ قلت: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] إلى قوله {قَدِيرٌ} [المُمتَحنة: 7] قال: فضحك ابن عباس، وقال: يرحم الله ابن عمر، أو ما يدري فيما أنزلت وكيف أنزلت، إنّ هذه الآية حين أنزلت غمّت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غمّا شديدا، أو غاظتهم غيظا شديدا، وقالوا: يا رسول الله، هلكنا، إنما كنا نؤخذ بما تكلمنا، فأما ما تعقل قلوبنا ليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قولوا سمعنا وأطعنا" ¬

_ (¬1) 9/ 273 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284])

قال: فنسختها هذه الآية {آمَنَ الرَّسُولُ} [البقرة: 285] إلى {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] قال: فتجوز لهم عن حديث النفس، وأخذوا بالأعمال. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 113 - 114) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن حميد بن قيس الأعرج عن مجاهد به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (3/ 144 - 145) من طريق إسحاق (¬1) ثنا عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان به. ورواه أحمد (1/ 332) عن عبد الرزاق أنا مَعْمَر عن حميد الأعرج عن مجاهد به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قولوا: سمعنا وأطعنا وسَلّمناه" قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] قال: قد فعلت {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] قال: قد فعلت {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا} [البقرة: 286] قال: قد فعلت. أخرجه أحمد (1/ 233) ومسلم (126) والنسائي في "الكبرى" (11059) من طريق آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس به. الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن شهاب عن سعيد بن مرجانة عن ابن عمر وابن عباس. منهم: 1 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه الطبري (3/ 144) والطحاوي في "المشكل" (1627) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا عبد الله بن وهب أني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن مرجانة يحدث، أنه بينا هو جالس سمع ابن عمر تلا هذه الآية {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] الآية، فقال: والله لئن آخذنا الله ¬

_ (¬1) أظنه ابن راهويه.

بهذا لنهلكن، ثم بكى ابن عمر حتى سمع نشيجه، فقال ابن مرجانة: فقمت حتى أتيت ابن عباس، فذكرت له ما تلا ابن عمر، وما فعل حين تلاها، فقال ابن عباس: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون منها حين أنزلت مثل ما وجد ابن عمر، فأنزل الله بعدها {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] إلى آخر السورة، قال ابن عباس: فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله عز وجل: أنّ للنفس ما كسبت، وعليها ما اكتسبت في القول والفعل. رواته ثقات. 2 - يزيد بن أبي حبيب. أخرجه الطبري (3/ 144) عن أبي الرداد عبد الله بن عبد السلام المصري ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد عن حيوة بن شريح قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: قال ابن شهاب: ثني سعيد بن مرجانة قال: جئت ابن عمر فتلا هذه الآية وذكر نحوه. وأبو الرداد قال ابن أبي حاتم: صدوق، وأبو زرعة قال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. ولم ينفرد حيوة بن شريح به بل تابعه ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به. أخرجه أبو عبيد في "الناسخ" (508) والطبراني في "الكبير" (10769) وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات. 3 - القاسم بن هران الخولاني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10770) من طريق الوليد بن مسلم عن القاسم بن هران عن سعيد بن مرجانة قال: كنت عند ابن عمر وذكر الحديث. والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، والقاسم بن هران لم أقف له على ترجمة. - وقال سفيان بن حسين الواسطي: عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر أنّ ابن عمر قرأ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] الآية، فدمعت عيناه، فبلغ صنيعه ابن عباس فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزلت، فنسختها الآية التي بعدها {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 7) والطبري (3/ 145) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (295) والحاكم (2/ 287)

عن يزيد بن هارون الواسطي وأبو عبيد في "الناسخ" (507) عن عباد بن العوام الواسطي كلاهما عن سفيان بن حسين به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: سفيان بن حسين قال ابن معين وغير واحد: ضعيف في الزهري. - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري مرسلاً. قال عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 112): ثنا معمر قال: سمعت الزهري يقول: إنّ ابن عمر قرأ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] فبكى وقال: أإنا لمؤاخذون بما نحدث به أنفسنا وذكر الحديث. ورواه الطبري (3/ 144) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به. - ورواه إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري واختلف عنه: • فقال الشافعي في "السنن المأثورة" (422): عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن ابن مرجانة قال: ذكر لابن عباس أنّ ابن عمر تلا هذه الآية وذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1626) • وقال أبو مروان محمد بن عثمان العثماني: ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن من حدثه عن سعيد بن مرجانة. أخرجه الطحاوي (1628) 2625 - حديث عمار بن ياسر قال: لما هجانا المشركون قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا لهم كما يقولون لكم" قال الحافظ: وروى أحمد والبزار من حديث عمار بن ياسر قال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر ونسبه للطبراني (¬2). ¬

_ (¬1) 7/ 365 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب من أحب أن لا يُسب نسبه) (¬2) 13/ 164 (كتاب الأدب - باب هجاء المشركين)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (439) وأحمد (4/ 263) والبزار (1423) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 437) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 624 - 625 و 625) والخطيب في "الموضح" (2/ 365 - 366) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلِمَة عن عمار بن ياسر قال: لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "قولوا لهم كما يقولون لكم" قال: فلقد رأيتنا نعلمه إماء أهل المدينة. اللفظ لأحمد وابن أبي شيبة، ولفظ البزار، فقال "أجيبوهم". قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمار إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 123 - 124 قلت: شريك مختلف فيه ونُسب إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس. وعبد الله بن سلمة هو المرادي وهو مختلف فيه كذلك. 2626 - عن حذيفة أنّ رجلاً من المسلمين رأى رجلاً من أهل الكتاب في المنام فقال: نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد" قال الحافظ: وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه أيضاً عن حذيفة: فذكره. وفي رواية النسائي أنّ الراوي لذلك هو حذيفة الراوي. هذه رواية ابن عُيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة. وقال أبو عَوانة عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل بن سَخْبَرة أخي عائشة بنحوه، أخرجه ابن ماجه أيضاً. وهكذا قال حماد بن سلمة عند أحمد وشعبة وعبد الله بن إدريس عن عبد الملك وهو الذي رجحه الحفاظ، وقالوا: إنّ ابن عيينة وهم في قوله عن حذيفة" (¬1) صحيح يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سَخْبَرة أخي عائشة لأمها أنّه رأى فيما يرى النائم كأنه مرّ برهط من اليهود فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود، قال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أنّ عزيرا ابن الله، فقالت اليهود: ¬

_ (¬1) 14/ 347 (كتاب الأَيمان والنذور - باب لا يقول ما شاء الله وشئت)

وأنتم القوم لولا أنّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم مرّ برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى، فقال: إنّكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وما شاء محمد. فلما أصبح أخبر بها من أخبر، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال "هل أخبرت بها أحدا؟ " قال: نعم، فلما صلّوا (¬1) خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "إنّ طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها، لا تقولوا (¬2) ما شاء الله وما شاء محمد (¬3) " أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (652) وأحمد (5/ 72) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2743) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1367) وابن قانع في "الصحابة" (5012) والطبراني في "الكبير" (8214) وأبو نعيم في "الصحابة" (3954 و 3955) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 22) والخطيب في "الموضح" (1/ 303) وفي "المتفق والمفترق" (780) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 78) والمزي في "التهذيب" (13/ 390 - 391) عن حماد بن سلمة والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 363 - 364) والدارمي (2702) وابن قانع (2/ 50) والطبراني في "الكبير" (8214) وابن بشران (210) والخطيب في "الموضح" (1/ 303) وفي "المتفق" (780) والمزي (13/ 390 - 391) عن شعبة وابن ماجه (1/ 685) عن أبي عوانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري والطبراني في "الكبير" (8215) عن زيد بن أبي أنيسة الجزري وأبو القاسم البغوي (1368) والبيهقي في "الأسماء" (ص 181) ¬

_ (¬1) وعند الطبراني "فلما صلّى الظهر" (¬2) وفي حديث زيد بن أبي أنيسة "فإذا قلتم فقولوا ما شاء الله وحده" وفي حديث عبيد الله بن عمرو "فلا تقولوها ولكن قولوا ما شاء الله وحده" وفي حديث شعبة عند البخاري "قولوا ما شاء الله وحده ولا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد" (¬3) زاد الدارمي "ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد"

عن عبيد الله بن عمرو الرقي وابن قانع (2/ 50) عن زياد بن عبد الله البكائي كلهم عن عبد الملك بن عمير به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 2/ 137 قلت: وهو كما قال، إلا أنّ مسلما لم يخرج للطفيل بن سخبرة شيئاً. - ورواه سمان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة. أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (4/ 372 - 373) وابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 2/ 137) وأحمد (5/ 393) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 364) وابن ماجه (2118) والبزار (2830) والنسائي في "اليوم والليلة" (984) والبيهقي في "الأسماء" (ص 181) وفي "معرفة السنن" (4/ 373) قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات على شرط البخاري لكنه منقطع بين سفيان وبين عبد الملك بن عمير" - ورواه مَعمر بن راشد عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (19813) عن معمر عن عبد الملك بن عمير مرسلاً. • ورواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سَمُرة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (237) ورواية من روى الحديث عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل أصح. ذكر البيهقي عن البخاري (¬1) قال: حديث شعبة أصح من حديث ابن عيينة" وقال إبراهيم الحربي في "كتاب الهجران": وهم فيه ابن عيينة" النكت الظراف 3/ 29 وكذا قال المزي في "تحفة الأشراف" (4/ 211) ¬

_ (¬1) التاريخ الكبير 2/ 2/ 364

وقال البزار: والصواب حديث عبد الملك عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة" وقال الخطيب: الصواب عن ربعي عن الطفيل" المتفق 2/ 1243 2627 - أنّه - صلى الله عليه وسلم - أوصى فاطمة فقال "قولي إذا مت: إنا لله وإنا إليه راجعون" قال الحافظ: وأخرج الواقدي من مرسل العلاء بن عبد الرحمن: فذكره" (¬1) قلت: الواقدي كذبه أحمد، وقال إسحاق بن راهويه: يضع الحديث. 2628 - حديث عائشة في خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البقيع، الحديث وفيه: قلت: كيف أقول؟ قال "قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 669 - 671") (¬2) 2629 - قوله في حديث الشفاعة "قوم أصابهم سَفَع من النار" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 14/ 222 و 17/ 213) من حديث أنس. 2630 - حديث أبي جمعة قال: قال أبو عبيدة: يا رسول الله، أأحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال: "قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني" قال الحافظ: وروى أحمد والدارمي والطبراني من حديث أبي جمعة قال: فذكره، وإسناده حسن وقد صححه الحاكم، ولم تتفق الرواة على لفظه، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم، ورواه بعضهم بلفظ "قلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا؟ " الحديث أخرجه الطبراني وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة" (¬4) صحيح وله عن أبي جمعة طريقان: الأول: يرويه صالح بن جبير عن أبي جمعة، وعنه: 1 - أَسِيد بن عبد الرحمن الخثعمي. ¬

_ (¬1) 6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا) (¬2) 13/ 240 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام) (¬3) 12/ 311 (كتاب الطب - باب رقية العين) (¬4) 8/ 6 و 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه أحمد (4/ 106) والبخارى في "الكبير" (1/ 2/ 310) والطبراني في "الكبير" (3537) والحاكم (4/ 85) وأبو نعيم فيّ "الصحابة" (2171) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 444) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 41) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 311) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2135) عن بشر بن بكر التنيسي وأبو يعلى (1559) وفي "المفاريد" (71) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 52) عن عبد الله بن عطارد البصري والفضل بن جعفر التيمي في "نسخته" (3) عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي كلهم عن الأوزاعي ثني أسيد بن عبد الرحمن ثني صالح (¬1) بن جبير ثني أبو جمعة (¬2) قال: تغدينا (¬3) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، قال: فقال: يا رسول الله هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال "نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، أسيد وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وصالح بن جبير وثقه ابن معين وابن حبان وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، ولم يعرفه أبو حاتم فقال: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان" و"الديوان": ليس بالمعروف. والحديث اختلف فيه على الأوزاعي، فقال الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي ثنا أبو عبيد الحاجب عن صالح بن جبير عن أبي جمعة. أخرجه ابن أبي عاصم (2134) والطبراني (3539) 2 - مرزوق بن نافع الشامي. ¬

_ (¬1) سماه أحمد والبخاري والحاكم وأبو يعلى: صالح بن محمد. (¬2) سماه بشر بن بكر في روايته عن الأوزاعي: حبيب بن سباع. (¬3) ولفظ ابن أبي عاصم "غزونا".

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 310) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 187 - 188) والطبراني في "الكبير" (3541) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 188) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 376) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 41) وأبو نعيم في "الصحابة" (2172) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 249) والهروي في "ذم الكلام" (ق 133) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 40) من طرق (¬1) عن ضَمْرة بن ربيعة عن مرزوق بن نافع عن صالح بن جبير عن أبي جمعة الكناني قال: قلنا: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟ قال "نعم، قوم يجيئون من بعدكم يجدون كتابا بين لوحين يؤمنون به ويصدقون به" اللفظ للهروي. وزاد الطبراني "هم خير منكم" قال الحافظ: هذا حديث حسن" قلت: مرزوق بن نافع ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا ضمرة بن ربيعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ضمرة بن ربيعة، فهو مجهول. 3 - معاوية بن صالح الحمصي. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 311) وفي "خلق أفعال العباد" (390) عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا: يا رسول الله، هل من أحد أعظم منا أجرا؟ آمنا بك واتبعناك. قال "وما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء؟ بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا". وأخرجه ابن أبي عاصم (2136) والروياني (1545) والطبراني (3540) وفي "مسند الشاميين" (2066) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 41) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 166 - 167) والهروي في "ذم الكلام" (ق 133/ أ) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 25 - 26) والذهبي في "الميزان" (2/ 291) وفي "تذكرة الحفاظ" (1/ 389 - 390) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 42 - 43) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح به. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن السكن كما في "الأمالي المطلقة"

قال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد وغريب" وقال الحافظ: وهذا الإسناد حسن أيضا" قلت: عبد الله بن صالح مختلف فيه. الثاني: يرويه خالد بن دُرَيك الشامي عن عبد الله بن مُحيريز قال: قلت لأبي جمعة -رجل من الصحابة- حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نعم أحدثكم حديثا جيدا، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله، أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال "نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني". أخرجه أحمد (4/ 106) والدارمي (2747) والطحاوي في "المشكل" (2459) والطبراني في "الكبير" (3538) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 148 - 149) وفي "الصحابة" (2170) والخطيب في "المتفق والمفترق" (255) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 41) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وابن قانع في "الصحابة" (1/ 188) والحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 41) عن الوليد بن مزيد البيروتي والطحاوي (3/ 175) وابن قانع (1/ 188) والطبراني (3538) وأبو نعيم (5/ 148 - 149) وفي "الصحابة" (6735) عن يحيى بن عبد الله البَابَلُتي الحرّاني وابن سعد (7/ 508 - 509) وابن البختري في "الأمالي" (165) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (523) عن محمد بن مصعب القَرْقَساني قالوا: ثنا الأوزاعي عن أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك به. وإسناده صحيح. 2631 - "قوموا إلى سيدكم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 13/ 288) ومسلم (1768) من حديث أبي سعيد. ¬

_ (¬1) 1/ 333 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

2632 - "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" قال الحافظ: وقع في مسند عائشة عند أحمد من طريق علقمة بن وَقَّاص عنها في قصة غزوة بني قريظة وقصة سعد بن معاذ ومجيئه مطولاً وفيه: قال أبو سعيد: فلما طلع قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وسنده حسن" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 141 - 142) والخطيب في "الجامع" (292) عن يزيد بن هارون والطحاوي في "المشكل" (2/ 38) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة كلاهما عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص قال: أخبرتني عائشة قالت: فذكرت الحديث في قصة غزوة بني قريظة وفيه: قال أبو سعيد الخدري: فلما طلع -يعني سعد بن معاذ- على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" قال الهيثمي: وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 128 وقال الألباني: وهذا إسناد حسن" الصحيحة 1/ 105 قلت: عمرو بن علقمة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لم يَرو عنه غير ولده محمد بن عمرو. فهو مجهول. والحديث أخرجه البخاري (فتح 13/ 288) ومسلم (1768) وغيرهما من طريق أخرى عن أبي سعيد لكن ليس فيها قوله "فأنزلوه". 2633 - "قيلوا فإنّ الشياطين لا تقيل" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس رفعه قال: فذكره، وفي سنده كثير بن مروان وهو متروك" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 8/ 416 (كتاب المغازي - باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب) و13/ 290 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم) (¬2) 13/ 311 (كتاب الاستئذان - باب القائلة بعد الجمعة)

وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه عمران القطان عن قتادة عن أنس به مرفوعاً. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (675) وأبو الشيخ في "الطبقات" (4/ 176) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 194 - 195 و 2/ 69) عن محمد بن عمر بن يزيد الزهري وأبو نعيم (1/ 353) عن عمر بن يزيد الزهري قالا: ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عمران القطان به. ومحمد بن عمر وعمر بن يزيد ترجمهما أبو نعيم ولم يذكر فيهما جرحا ولا تعديلا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس. الثاني: يرويه كثير بن مروان المقدسي عن يزيد بن أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعاً "قيلوا فإنّ الشيطان لا يقيل" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (28) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي خالد الدالاني إلا كثير" وقال الهيثمي: وفيه كثير بن مروان وهو كذاب" المجمع 8/ 112 قلت: تابعه عباد بن كثير عن يزيد الدالاني به. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 168) من طريق معاوية بن يحيى الأطرابلسي عن عباد به. ورواه إسماعيل بن عياش عن عباد بن كثير عن سيار الواسطي عن إسحاق بن عبد الله عن أنس. أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 155) وعباد بن كثير هو الثقفي البصري قال ابن معين وغيره: لا يكتب حديثه. 2634 - "القتلى ثلاثة: رجل جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذاك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة. ورجل مؤمن قَرَفَ على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد

بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فانمحت خطاياه، إنّ السيف مَحَّاء للخطايا. ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى يقتل فهو في النار، إنّ السيف لا يمحو النفاق" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وصححه ابن حبان من حديث عتبة بن عبد رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ السيف محاء للخطايا" 2635 - "القرآن مَأدُبَة الله" سكت عليه الحافظ (¬2). موقوف صحيح يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود واختلف عنه: - فرواه إبراهيم بن مسلم الهَجَرِي عن أبي الأحوص واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً "إنّ هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، وإنّ هذا القرآن هو حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة من تمسك به، ونجاة من تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلق عن كثرة الرد، اتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول بالم، ولكن بألف عشرا وبالام عشرا وبالميم عشرا" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 482 - 483) وفي "مسنده" (376) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 155) والآجري في "آداب حملة القرآن" (ق 5/ أ) وابن شاهين في "الترغيب" (201) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (32) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (79) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 21) عن أبي اليقظان عمار بن محمد الثوري ¬

_ (¬1) 12/ 302 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون) (¬2) 17/ 13 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

وابن الضريس في "فضائل القرآن" (58) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والحاكم (1/ 555) عن صالح بن عمر الواسطي وابن حبان في "المجروحين" (1/ 100) وابن الجوزي في "العلل" (145) عن محمد بن فضيل الكوفي وابن حبان أيضاً عن عبد الله بن الأجلح الكندي والبيهقي في "الشعب" (1786) عن محمد بن عجلان المدني وأبو الفضل الرازي (30) والبيهقي في "الشعب" (1832) عن يحيى بن عثمان الحنفي كلهم عن إبراهيم الهجري به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بصالح بن عمر" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: صالح ثقة خرج له مسلم لكن إبراهيم بن مسلم ضعيف" • وقال غير واحد: عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه عبد الرزاق (6017) والطبراني في "الكبير" (8646) والشجرى في "أماليه" (1/ 119) عن سفيان بن عُيينة والدارمي (3318) والبيهقي في "الشعب" (1832) عن جعفر بن عون الكوفي والبيهقي في "الشعب" (1832) عن إبراهيم بن طهمان الخراساني وسعيد بن منصور (7) والشجري (1/ 88)

عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط أربعتهم عن إبراهيم الهجري به. وإبراهيم قال ابن معين وغيره: ضعيف. - ورواه عطاء بن السائب عن أبي الأحوص واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن عطاء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه أبو عبيد (ص 26) وسعيد بن منصور (6) والطبراني في "الكبير" (8649) عن شعبة وابن أبي شيبة (10/ 462) وجعفر الفريابي في "فضائل القرآن" (ق 5/ أ) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي وابن الضريس (59) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي والبيهقي في "الشعب" (1834) عن مِسعر بن كِدام أربعتهم عن عطاء به. • ورواه حماد بن سلمة عن عطاء عن أبي الأحوص وأبي البختري عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه الآجري (ق 5/ أ) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 75 - 76). • ورواه أبو إسحاق السبيعي عن عطاء واختلف عنه: فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن عطاء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (808) عن شريك بن عبد الله القاضي وأبو عبيد (ص 25) عن عمر بن عبيد الطنافسي

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 272) عن القاسم بن مَعْن الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. ورواه محمد بن عجلان المدني عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (4/ 252) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 278) والشجري (1/ 84) والبيهقي في "الشعب" (1786) وحديث شريك ومن تابعه أصح. • ورواه سفيان الثوري عن عطاء واختلف عنه: فرواه أبو عامر قبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان فأوقفه. أخرجه الدارمي (3311) ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن سفيان فرفعه. أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 326 - 327) والخطيب في "التاريخ" (1/ 285 - 286) • ورواه حماد بن زيد عن عطاء واختلف عنه: فرواه عارم بن الفضل أبو النعمان البصري عن حماد فأوقفه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4648) ورواه أبو يعلى معلي بن منصور الرازي عن حماد فرفعه. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 263) وفي "الصحابة" (4505) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (2/ 187) وعطاء بن السائب صدوق اختلط، ورواية سفيان وشعبة والحمادين عنه قبل اختلاطه. - ورواه غير واحد عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً، منهم: 1 - قتادة. أخرجه ابن الضريس (60) عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن الرازي ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة به.

2 - أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي. أخرجه سعيد بن منصور (4) 3 - عبد الملك بن ميسرة الكوفي. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (787) - ورواه عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي الأحوص واختلف عنه: • فقال عطاء بن أبي رباح: عن عاصم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه أبو عبيد (ص 25) عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج أني عطاء به. ومن طريقه أخرجه أبو عمرو الداني في "البيان" (ص 76) • ورواه عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي عن عمرو بن أبي قيس عن عاصم واختلف عن عبد الرحمن: فرواه ابنه عبد الله عنه فرفعه. أخرجه الحاكم (1/ 566) وقال: صحيح الإسناد" ورواه حامد بن محمود بن حرب المروزي عنه فأوقفه. أخرجه الحاكم (1/ 566) والبيهقي في "الشعب" (1833) والموقوف أصح. 2636 - عن حكيم بن جابر عن أبيه قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته وعنده هذا الدباء فقلت: ما هذا؟ قال: "القرع وهو الدُّبَّاء نكثر به طعامنا" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه" (¬1) صحيح أخرجه الحميدي (860) وأحمد (4/ 352) وابن ماجه (3304) والترمذي في "الشمائل" (152) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 2/ 164) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (300 و 301) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (915) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 137) والطبراني في "الكبير" (2080 و 2081 و 2082 و 2083 و 2084 و 2085) وأبو الشيخ في ¬

_ (¬1) 11/ 490 - 491 (كتاب الأطعمة - باب الدباء)

"أخلاق النبي" (ص 214) وأبو نعيم في "الصحابة" (1522) والخطيب في "التاريخ" (11/ 10) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (11/ 303 و 304) وفي "الشمائل" (959) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 305 - 306) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 163 - 164) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر بن طارق الأحمسي عن أبيه قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته وعنده هذا الدباء، فقلت: أيّ شيء هذا؟ قال "هذا القرع هو الدباء نكثر به طعامنا (¬1) " اللفظ لابن ماجه. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 16 قلت: وهو كما قال، وحكيم بن جابر بن طارق قال البخاري: سمع أباه. 2637 - عن عائشة قالت: قال رجل: يا رسول الله، أيّ الناس خير؟ قال "القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2536") (¬2) 2638 - "القضاة ثلاثة" وفيه "وقاض قضى بغير حق فهو في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فهو في النار" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن عن بُريدة بألفاظ مختلفة، وقد جمعت طرقه في جزء مفرد" (¬3) صحيح وله عن بريدة طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن بريدة عن أبيه، وعنه: 1 - أبو هاشم الرُّمَّاني. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 149) وأبو داود (3573) وابن ماجه (2315) والنسائي في "الكبرى" (5922) ووكيع في "أخبار القضاة" (1/ 14 - 15) والطحاوي في "المشكل" (55) والطبراني في "الأوسط" (3641) وابن حزم في "الأحكام" (ص 1021) والبيهقي (10/ 116 - 117) وفي "المدخل" (183) وفي "معرفة ¬

_ (¬1) وفي لفظ "طعام أهلنا" (¬2) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) 17/ 83 (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ) و16/ 268 (كتاب الأحكام - باب متى يستوجب الرجل القضاء)

السنن" (4/ 222) وفي "الصغرى" (4150 و 4151) وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 87) والشجري في "أماليه" (2/ 234) من طرق عن خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة: اثنان في النار، وواحد في الجنة، رجل عرف الحق وقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار" اللفظ للطحاوي. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هاشم الرماني إلا خلف بن خليفة" وقال أبو داود: وهذا أصح شيء فيه" قلت: خلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة، وقد روى هذا الحديث عنه جماعة لم أر أحدا من أهل العلم صرح بسماعهم منه أهو قبل اختلاطه أم بعده. وأبو هاشم الرماني وعبد الله بن بريدة ثقتان. 2 - سعد بن عبيدة الكوفي. أخرجه الترمذي (1322) والروياني (66) ووكيع في "أخبار القضاة" (1/ 13 - 14) والطحاوي في "المشكل" (54) وابن الأعرابي (ق 34/ ب) والطبراني في "الكبير" (1154) وابن عدي (2/ 864 - 865 و 4/ 1332) والحاكم (4/ 90) والبيهقي (10/ 117) وفي "الشعب" (7125) وفي "الصغرى" (4149) وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 86) والشجري في "أماليه" (2/ 232) من طرق عن شَريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة: رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك. فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاض قضى بالحق فذلك في الجنة" اللفظ للترمذي. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: شريك أخرج له مسلم في المتابعات، وهو مختلف فيه ونسبه إلى سوء الحفظ غير واحد. والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من سعد بن عبيدة. 3 - حكيم بن جبير الأسدي. أخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 15) والحاكم (4/ 90) وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 87) من طريق عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً

"القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمدا فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار" اللفظ للحاكم وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ابن بكير الغنوي منكر الحديث" قلت: وحكيم بن جبير قال أحمد وجماعة: ضعيف الحديث. 4 - أبو إسحاق السبيعي. أخرجه ابن عدي (6/ 2161) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن أبي إسحاق عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة" فذكرهم. وقال: وهذا لا أعلم رواه عن أبي إسحاق غير محمد بن جابر" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وجماعة. 5 - أبو حمزة محمد بن ميمون السكري. أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 98 - 99) عن أبي أحمد علي بن محمد الحنيني ثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبا حمزة السكري يقول: استشار قتيبة بن مسلم أهل مرو في رجل يجعله على القضاء فأشاروا عليه بعبد الله بن بريدة فدعاه وقال له: إني قد جعلتك على القضاء بخراسان، فقال ابن بريدة: ما كنت لأجلس على قضاء بعد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته من أبي بريدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "القضاة ثلاثة، فإثنان في النار وواحد في الجنة، فأما الاثنان فقاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار، وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهو في النار، وأما الواحد الذي هو في الجنة فقاض قضى بالحق فهو في الجنة". قال الحاكم: هذا حديث تفرد به الخراسانيون فإنّ رواته عن آخرهم مراوزة" 6 - عمارة بن عمير التيمي الكوفي. أخرجه أبو الشيخ في "حديثه" (122) عن إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أيوب بن جابر عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة، فإثنان في النار وقاض في الجنة: فأما الذي في النار فقاض قضى بالجور، والآخر قضى بما لا يدري ما القضاء، وآخر قضى بالحق جهده". واختلف فيه على المخرمي، فرواه ابن العسكري في "حديثه" (97) عن المخرمي ثنا

سعيد بن محمد الجرمي ثنا أيوب بن جابر عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي برزة الأسلمي عن أبيه. وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن جابر اليمامي. 7 - يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر الدمشقي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6782) عن محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي ثنا أبي عن جدي ثنا يحيى بن حمزة ثني يزيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه. وقال: لم يروه عن يزيد بن عبيدة إلا يحيى بن حمزة، تفرد به محمد بن بكار" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق، وهارون بن محمد ويزيد بن عبيدة صدوقان، ويحيى وابن بريدة ثقتان، ومحمد بن هارون ذكره ابن حبان في "الثقات". 8 - يونس بن خباب الكوفي. أخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 15) عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن لؤلؤ أنا داود بن عبد الحميد ثنا يونس بن خباب أبو حمزة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. وإسناده ضعيف، داود بن عبد الحميد قال أبو حاتم: لا أعرفه، حديثه يدل على ضعفه، وذكره العقيلي في "الضعفاء". 9 - الحكم بن عُتيبة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6753) من طريق محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن الحكم بن عتيبة ويونس بن خباب عن ابن بريدة عن أبيه. وقال: لم يروه عن الحكم بن عتيبة إلا العرزمي" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وجماعة. الثاني: يرويه قيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة: قاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار، وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهو في النار، وقاض قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1156) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عباد بن زياد الأسدي ثنا قيس بن الربيع به.

وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر وله عنه طرق: الأول: يرويه معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت عبد الملك بن أبي جميلة يحدث عن عبد الله بن وهب أنّ عثمان بن عفان قال لابن عمر: اذهب فكن قاضيا. قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: اذهب فاقض بين الناس. قال: تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: عزمت عليك إلا ذهبت فقضيت. قال: لا تعجل، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول "من عاذ بالله فقد عاذ معاذا؟ " قال: نعم. قال: فإني أعوذ بالله أن أكون قاضيا. قال: وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي؟ قال: لأني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كان قاضيا فقضى بالجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضيا فقضى بالجور كان من أهل النار، ومن كان قاضيا عالماً يقضي بحق أو بعدل سأل التَّفَلُّت كفافا" فما أرجو منه بعد ذا. أخرجه ابن حبان (5056) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (13319) و"الأوسط" (2750) عن أمية بن بِسطام البصري وأبو يعلى (5727) عن شيبان بن فروج الإُبُلي قالا: ثنا معتمر بن سليمان به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر" وقال هو وابن حبان: عبد الله بن وهب هذا هو ابن زمعة بن الأسود القرشي" قلت: رواه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني عن معتمر بن سليمان فسماه عبد الله بن مَوْهَب (¬1). أخرجه الترمذي (3/ 603) وقال: حديث غريب وليس إسناده عندي بمتصل" وقال المنذري: وهو كما قال، فإنّ عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان" الترغيب 3/ 156. ¬

_ (¬1) وكذا رواه ابن أبي عاصم عن أمية بن بسطام فسماه عبد الله بن موهب. أخرجه المزي في "التهذيب" (18/ 296) ورواه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6682) عن أمية بن بسطام وسماه عبد الله بن موهب.

وقال أبو حاتم: عبد الملك بن أبي جميلة مجهول، وعبد الله هو ابن موهب الرملي على ما أرى وهو عن عثمان مرسل" علل الحديث 1/ 468 الثاني: يرويه محمد بن فرات الجَرْمي عن محارب بن دِثار عن ابن عمر. أخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 15) ومحمد بن فرات كذبه أحمد وابن أبي شيبة وابن عمار الموصلي، وقال أبو داود: روى عن محارب أحاديث موضوعة. وتابعه فضيل بن غزوان عن محارب بن دثار به. أخرجه وكيع (1/ 16 - 17) عن عبد الله بن زكريا بن يحيى ثني ابن وكيع ثنا ابن فضيل عن أبيه به. وابن وكيع هو سفيان وهو ضعيف. الثالث: يرويه محمد بن مسلم الطائفي ثنا عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: أراده عثمان على القضاء فأبى وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "القضاة ثلاثة: واحد ناج، واثنان في النار، من قضى بالجور وبالهوى هلك، ومن قضى بالحق نجا" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3840) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو بكر الأعين ثنا سعيد بن محمد بن العلاء السهمي ثنا محمد بن مسلم الطائفي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم" قلت: وهو صدوق، وعليّ بن سعيد مختلف فيه، وأبو بكر الأعين واسمه محمد بن أبي عتاب وثقه الخطيب وغيره، وسعيد السهمي لم أقف له على ترجمة الرابع: يرويه أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي عن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب أنّ عثمان بن عفان قال لابن عمر: اقض بين الناس، فقال: لا أقضي بين رجلين ولا أؤمهما، وذكر الحديث بطوله إلا أنه قال فيه: وإنه بلغني أنّ القضاة ثلاثة ... أخرجه عبد بن حميد (48) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو سنان به. وأخرجه أحمد (1/ 66) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة به مختصرا. وإسناده ضعيف لضعف أبي سنان.

حرف الكاف

حرف الكاف 2639 - عن البراء قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوت أبي موسى فقال "كأنّ صوت هذا من مزامير آل داود" قال الحافظ: ولأبي يعلى، من طريق عبد الرحمن بن عَوْسجة؛ عن البراء: فذكره" (¬1) حسن أخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (245) وأبو يعلى (1670 و 1733) والطحاوي في "المشكل" (1162) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري ص 479 و479 - 480) من طرق عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن قَنَان بن عبد الله النَّهْمِي عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة عن البراء به. قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 264 قلت: قنان وثقه ابن معين وغيره، ولينه النسائي، وعبد الرحيم وعبد الرحمن ثقتان فالإسناد حسن. 2640 - حديث البراء: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى يقرأ فقال "كأنّ هذا من أصوات آل داود" قال الحافظ: أخرجه البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" (¬2). انظر الحديث الذي قبله. 2641 - حديث جابر لما أضاف النبي - صلى الله عليه وسلم - وذبح له الشاة، فلما قدمها إليه قال له "كأنك قد علمت حبنا للحم" ¬

_ (¬1) 10/ 470 (كتاب فضائل القرآن - باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن) (¬2) 17/ 302 (كتاب التوحيد - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة)

قال الحافظ: أخرجه أحمد مطولاً من طريق نُبَيح العَنَزي عن جابر، وأصله في الصحيح بدون الزيادة" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صلى الله عليكِ وعلي زوجك" 2642 - "كأني أراكم بالكَوْم جُثى من دون جهنم" قال الحافظ: وقد أخرج البيهقي في "البعث" من مرسل عبد الله بن باباه بسند رجاله ثقات رفعه: فذكر" (¬2) مرسل أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 360) عن سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبد الله بن باباه رفعه "كأني أراكم بالكوم جاثين دون جهنم" وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (179) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 152) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 299) من طرق عن ابن عيينة به. ورواته ثقات. 2643 - عن عمرو بن أمية قال: كأني انظر الساعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة قد أرخى طرفيها بين كتفيه" قال الحافظ: وقد أخرج النسائي (8/ 187) من حديث جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: فذكره" (¬3) قلت: ومن هذا الطريق أخرجه مسلم (1359) إلا أنه وقع عنده: عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه. 2644 - حديث عمرو بن حريث قال: كأني انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1359") (¬4) 2645 - عن ابن عباس قال: كان اسم جويرية بنت الحارث بَرَّة فحوّل النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمها فسماه جويرية، كره أنْ يقال خرج من عند برة. ¬

_ (¬1) 11/ 488 (كتاب الأطعمة - باب الأدم) (¬2) 14/ 197 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب) (¬3) 12/ 375 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء) (¬4) 12/ 387 (كتاب اللباس - باب العمائم)

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2140) والبخاري في "الأدب المفرد" (831") (¬1) 2646 - عن زينب بنت أم سلمة قالت: كان اسمي برّة فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2142") (¬2) 2647 - حديث جابر بن سَمُرة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتذاكرون الشعر وحديث الجاهلية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينهاهم وربما يتبسم. قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي وصححه" (¬3) حسن أخرجه الطيالسي (ص 105) وابن سعد (1/ 372) وابن أبي شيبة (8/ 712 - 713) وفي "الأدب" (410) وأحمد (5/ 86 و 88 و 91 و 105) ومسلم (670 و 2322) والترمذي (2850) وفي "الشمائل" (236) والنسائي (3/ 67 - 68) وفي "اليوم والليلة" (170) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2159 و 2755) وابن حبان (5781) والطبراني في "الكبير" (910 و 1933 و 1948 و 1990 و 1999 و 2014 و 2017) وابن بشران (319) والبيهقي (10/ 240) وفي "الدلائل" (1/ 323 و 323 - 324) والخطيب في "الفقيه" (2/ 111) والبغوي في "شرح السنة" (3411) وفي "الشمائل" (335 و 336) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (17 و 18) من طرق عن سِمَاك بن حرب عن جابر بن سمرة به. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: سماك صدوق فالإسناد حسن. 2648 - حديث طلحة بن عمرو: كان الرجل إذا قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان له بالمدينة عريف نزل عليه، فإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة، وكنت فيمن نزل الصفة فوافقت رجلاً فكان يجري علينا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل يوم مُدّ من تمر بين كل رجلين" قال الحافظ: وقد وقع في حديث طلحة بن عمرو عند أحمد وابن حبان والحاكم: فذكره. ¬

_ (¬1) 13/ 197 (كتاب الأدب - باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه) (¬2) 11/ 410 (كتاب الطلاق - باب تحد المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا) (¬3) 13/ 157 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

قال: وفي رواية أحمد: فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مدّ من تمر" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 487) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 58) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 277 - 278) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1434 و 1435) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (ص 33 - 34) والبزار (كشف 3673) والطبرني في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 707 و 708 - 710) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1350) والطحاوي في "المشكل" (4075) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 43) وابن حبان (6684) والطبراني في "الكبير" (8160 و 8161) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 339 و 274 و 275) وفي "الصحابة" (3929) والحاكم (3/ 14 - 15 و 4/ 548 - 549) وفي "علوم الحديث" (ص 225) والبيهقي في "الشعب" (1155 و 9842 و 9843) وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (158 و 159 و 160 و 161) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 90 - 91) من طرق عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدِّيلي ثني طلحة بن عمرو النصري قال: قدمت المدينة مهاجرا، وكان الرجل إذا قدم المدينة كان له عريف نزل عليه، وان لم يكن له عريف نزل (¬2) الصُّفة، فقدمتها وليس لي بها عريف، فنزلت الصفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرافق بين الرجلين، ويقسم بينهما (¬3) مدا من تمر (¬4)، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في صلاته (¬5) إذ ناداه رجل (¬6) فقال: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخُنُف. قال: وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (¬7) حمد الله وأثنى عليه، وذكر ما لقي من قومه (¬8)، ثم قال "لقد رأيتني وصاحبي مكثنا بضع عشرة ليلة ما لنا طعام غير البَرِيْر -والبرير ثمر الأراك- حتى أتينا إخواننا من الأنصار، فواسونا من طعامهم، وكان جل (¬9) طعامهم التمر، والله الذي لا إله إلا هو لو قدرت لكم على الخبز واللحم لأطعمتكموه، وسيأتي عليكم زمان أو من أدركه منكم يلبسون أمثال أستار الكعبة ويغدى ويراح عليكم ¬

_ (¬1) 14/ 63 - 64 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬2) ولفظ الطبراني وأبى نعيم والطحاوي "نزل مع أصحاب الصفة" (¬3) زاد الحاكم وغيرها "كل يوم" (¬4) زاد الحاكم "ويكسونا الخنف" (¬5) ولفظ الحاكم "فصلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض صلاة النهار فلما سلم" (¬6) ولفظ الحاكم "ناداه أهل الصفة يمينا وشمالا" ولفظ ابن أبي عاصم "فهتف هاتف من خلفه" (¬7) ولفظ ابن حبان وغيره "فمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى منبره فصعد" (¬8) زاد الطحاوي "من البلاء والشدة" (¬9) ولفظ الطبراني وغيره "عظم"

بالجفان" قالوا: يا رسول الله، أنحن يومئذ خير أم اليوم؟ قال "بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان (¬1)، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض (¬2) " اللفظ ليعقوب بن سفيان. قال البزار: وطلحة هذا سكن البصرة وهو طلحة بن عمرو ولم يَرو إلا هذا الحديث" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: صحيح سمعه جماعة من داود" قلت: وهو كما قالا. 2649 - عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله {ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7] قال "كان الرجل يأتي الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكه" قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه" (¬3) ضعيف أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 507) عن أبيه ثنا أبو صالح كاتب الليث ثني معاوية بن صالح عمن حدثه عن المقدام به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. 2650 - حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا" قال الحافظ: أخرجه أبو عبيد وغيره، قال ابن عبد البر: هذا حديث لا يثبت لأنّه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود ولم يلق ابن مسعود، وقد ردّه قوم من أهل النظر منهم أبو جعفر أحمد بن أبي عمران. قلت: وقد صحح الحديث المذكور ابن حبان والحاكم، وفي تصحيحه نظر لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود. ¬

_ (¬1) ولفظ الحاكم "متحابون" (¬2) زاد الحاكم "أراه قال متباغضون" (¬3) 10/ 329 (كتاب التفسير: سورة والفجر)

وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيد" (¬1) ضعيف وله عن ابن مسعود طريقان: الأول: يرويه عُقيل بن خالد الأيلي واختلف عنه: - فرواه حيوة بن شريح المصري عن عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعاً. أخرجه أبو يعلى (المطالب 3493) والطبري في "تفسيره" (1/ 30) والطحاوي في "المشكل" (3102) وابن حبان (745) والآجري في "الأربعين" (ص 38 - 39) والحاكم (1/ 553 و 2/ 289 - 290) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 275) والهروي في "ذم الكلام" (ق 56/ ب) - ورواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطحاوي (3103) وعبد الله بن صالح مختلف فيه. وخالفه عمار بن مطر الرهاوي فرواه عن الليث عن ابن شهاب عن سلمة بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لابن مسعود: فذكره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8296) وعمار بن مطر قال البيهقي: كان يقلب الأسانيد ويسرق الأحاديث حتى كثر ذلك في رواياته وسقط عن حد الاحتجاج به (السنن 8/ 30) وقال أبو حاتم: كان يكذب (الجرح) وحديث حيوة أصح. ولما أخرجه الحاكم قال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: منقطع" وقال الطحاوي: أهل العلم بالأسانيد يدفعون هذا الحديث لانقطاعه في إسناده ولأنّ أبا سلمة لا يتهيأ في سنه لقاء ابن مسعود، ولا أخذه إياه عنه" ¬

_ (¬1) 10/ 404 - 405 (كتاب فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)

وقال ابن عبد البر: وهذا حديث عند أهل العلم لا يثبت؛ لأنه يرويه حيوة عن عقيل عن سلمة هكذا، ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده" الثاني: يرويه عثمان بن حسان العامري عن فُلْفُلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم، إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر، فقال: إنّ القرآن نزل على نبيكم - صلى الله عليه وسلم - من سبعة أبواب على سبعة أحرف أو قال: حروف، وإنّ الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد. آخرجه أحمد (1/ 445) وفي "العلل" (2/ 89) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 219) وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 25) والطحاوي في "المشكل" (3094) من طرق عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي ثنا أبو همام الوليد بن قيس اليشكري عن عثمان بن حسان به. ورواه سفيان الثوري عن الوليد بن قيس عن القاسم بن حسان عن فلفلة الجعفي عن ابن مسعود. أخرجه أحمد في "العلل" (2/ 88 و88 - 89) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 219) والنسائي في "الكبرى" (7984) قال أبو حاتم: وهو بعثمان أشبه" الجرح 3/ 1/ 148 قلت: عثمان بن حسان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وفلفلة وثقه ابن حبان والعجلي. 2651 - "كان الله لا شيء غيره" قال الحافظ: ووقع في ترجمة نافع بن زيد الحميري المذكور: فذكره. وقال أيضاً: وقد وقع في قصة نافع بن زيد الحميري بلفظ "كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال: اكتب ما هو كائن، ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن" (¬1) وقال في ترجمة نافع بن زيد الحميري من "الإصابة" (10/ 129): ذكره ابن شاهين ¬

_ (¬1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم: 27])

في "الصحابة"، وأخرج من طريق زكريا بن يحيى بن سعيد الحميري عن إياس بن عمرو الحميري أنّ نافع بن زيد الحميري قدم وافدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من حمير، فقالوا: أتيناك لنتفقه في الدين، ونسأل عن أول هذا الأمر، قال "كان الله ليس شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم خلق القلم، فقال: اكتب ما هو كائن، ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن، واستوى على عرشه" فيه عدة مجاهيل" 2652 - "كان الملك قبل قريش في حِمْير وسيعود إليهم" قال الحافظ: وروى أحمد والطبراني من حديث ذي مِخْمَر الحبشي مرفوعاً: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 91) وأبو نعيم في "الصحابة" (2629) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 264) وابن أبي عاصم في "السنة" (1115) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (656) والطبراني في "الكبير" (4227) وفي "مسند الشاميين" (1057) وأبو نعيم في "الصحابة" (2628) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 666) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والجورقاني في "الأباطيل" (253) عن إسماعيل بن عياش و (254) عن بقية بن الوليد وأبو نعيم في "الصحابة" (2630) عن شبابة بن سوّار المدائني كلهم عن حَرِيز بن عثمان الرَّحَبي ثنا راشد بن سعد المِقْرائي عن أبي حي المؤذن عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي مرفوعاً "كان هذا الأمر في حمير، فنزعه الله عز وجل منهم فجعله (¬2) في قريش وسيعود إليهم" ¬

_ (¬1) 7/ 345 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب قريش) (¬2) وفي لفظ "فصيره"

قال ابن الجوزي: هذا حديث منكر، وإسماعيل قد ضعفوه وكذلك بقية، وكان بقية يدلس ويروي عن الضعفاء" العلل 2/ 281 وقال الجورقاني: هذا حديث منكر شبيه بالباطل، وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ضعيفان في الحديث" قلت: إسماعيل وبقية مختلف فيهما، والصواب أنهما ثقتان إذا رويا عن أهل الشام وصرح بقية بالسماع. وقد تابعهما أبو المغيرة وأبو اليمان وشبابة كما تقدم وهم ثقات. وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 193 وقال الحافظ: سنده جيد" الفتح 16/ 234 قلت: أبو حي المؤذن ترجمه البخاري وأبو أحمد الحكم وابن عبد البر في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان والعجلي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ولم يذكر سماعا من ذي مخمر فلا أدري أسمع منه أم لا، وحريز بن عثمان وراشد بن سعد ثقتان. 2653 - قال ابن عباس: كان الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّوا العتمة حَرُمَ عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) حسن وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] فكان الناس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله عز وجل أنْ يجعل ذلك يسرا لمن بقي ورخصة ومنفعة، فقال سبحانه {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 187] الآية. وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسر. ¬

_ (¬1) 5/ 31 (كتاب الصوم-باب قول الله جل ذكره {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ..})

أخرجه أبو داود (2313) عن أحمد بن محمد بن شبويه ثني علي بن حسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 201) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 464) وإسناده حسن رواته ثقات غير علي بن حسين بن واقد عن أبيه وهما صدوقان، ويزيد هو ابن أبي سعيد النحوي. الثاني: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية، قال: ذاك أنّ المسلمين في شهر رمضان كانوا إذا صلّوا العشاء حرم عليهم الطعام والنكاح إلا مثلها من القابلة، ثم إنّ ناسا من المسلمين أصابوا النساء والطعام بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 187] إلى قوله {مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]. أخرجه أبو عبيد في "الناسخ" (52) عن عبد الله بن صالح المصري عن معاوية بن صالح به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 164 - 165) عن المثنى بن إبراهيم ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح به. وإسناده منقطع بين علي بن أبي طلحة وبين ابن عباس فإنّه لم يسمع منه، وعبد الله بن صالح مختلف فيه. الثالث: يرويه ابن جُريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله عز وجل {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] قال: كان كتابه على أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أنّ المرأة والرجل كان يأكل ويشرب وينكح ما بينه وبين أن يصلي العتمة أو يرقد فإذا صلّى العتمة أو رقد منع ذلك إلى مثلها من القابلة، فنسختها هذه الآية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187] الآية. أخرجه أبو عبيد في "الناسخ" (51) عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج وعثمان بن عطاء به. وإسناده ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عطاء، وعثمان بن عطاء قال ابن معين وغيره: ضعيف، وعطاء لم يسمع من ابن عباس.

الرابع: قال الطبري (2/ 165) ثني محمد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} [البقرة: 187] الآية، كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم يصوم يومه حتى إذا أمسى طعم من الطعام فيما بينه وبين العتمة حتى إذا صليت حرم عليهم الطعام حتى يمسي من الليلة القابلة ... " الحديث. وإسناده واه لأنّه من رواية محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العَوْفي عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس. وسعد بن محمد قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أن يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك (تاريخ بغداد 9/ 126) والحسين بن الحسن ضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد وأبو حاتم وغيرهم. والحسن بن عطية قال البخاري: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقواه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات" و"الضعفاء". وعطية بن سعد العوفي ضعيف مدلس. 2654 - عن كعب بن مالك قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حَرُمَ عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سمر عنده فأراد امرأته فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمت، ووقع عليها. وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فنزلت" قال الحافظ: وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: فذكره، وروى ابن جرير من طريق ابن عباس نحوه" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 460) عن عتاب بن زياد الخراساني والطبري في "تفسيره" (2/ 165) عن سويد بن نصر الخراساني قالا: أنا عبد الله بن المبارك أنا ابن لَهيعة ثني موسى بن جبير مولى بني سلمة أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه قال: فذكره، وقال في آخره: فغدا عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأنزل الله تعالى {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187]. ¬

_ (¬1) 9/ 248 (كتاب التفسير: سورة البقرة باب {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187])

وأخرجه أبو عبيد (¬1) في "الناسخ" (57) عن سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة به. قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وقد ضعف" المجمع 6/ 317 وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 1/ 475 قلت: ابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف، وموسى بن جبير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال ابن كثير: مستور الحال (التفسير 1/ 138) وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأما حديث ابن عباس فهو الحديث الذي قبل هذا. 2655 - عن المِسْور بن مخرمة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب خُطْبَة قال: أمَّا بعد. قال الحافظ: أخرجه عبد القاهر الرهاوي في "الأربعين المتباينة" من طريق ابن جُريج عن محمد بن سيرين عن المسور بن مخرمة قال: فذكره، ورجاله ثقات" (¬2) أخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (44) عن عليّ بن الحسن الهسنجاني أنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عبد الملك بن جريج عن محمد بن قيس عن المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، وكان إذا خطب خطبة قال: أمَّا بعد. وروته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلساً. وقد رواه علي بن الحسين عن المسور بغير هذا السياق. قال المسورة قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعته حين تشهد يقول: أمّا بعد. أخرجه البخاري (فتح 3/ 56 و 8/ 87) 2656 - عن الربيع بن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى قام على رجل ورفع أخرى، فأنزل الله تعالى {طه (1)} [طه: 1] أي طإ الأرض. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 465) واختلف فيه على سعيد بن أبي مريم، فقال محمد بن بإسحاق الصاغاني: ثنا سعيد بن أبي مريم أنا ابن وهب ثنى ابن لهيعة به. أخرجه الخطيب (ص 465) (¬2) 3/ 56 - 57 (كتاب الجمعة - باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد)

قال الحافظ: وعند عبد بن حميد من طريق الربيع بن أنس قال: فذكره، ولابن مردويه من حديث علي نحوه بزيادة: إنّ ذلك لطول قيام الليل" (¬1) حديث الربيع بن أنس أخرجه القاضي عياض في "الشفا" (1/ 56 - 57) من طريق عبد بن حميد ثنا هاشم بن القاسم عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس قال: فذكره. وهذا مرسل، الربيع بن أنس تابعي صدوق، وأبو جعفر هو الرازي مختلف فيه، وهاشم بن القاسم وثقه ابن معين وجماعة. وأما حديث علي فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (5/ 549) ولفظه: قال: لما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} قام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلا ويضع رجلاً، فهبط عليه جبريل، فقال {طه (1)} [طه: 1] يعني: الأرض بقدميك يا محمد {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)} [طه: 2] وأنزل {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20]. وأخرج البزار (926) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا كيسان أبو عمر عن يزيد بن بلال عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل حتى نزلت {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)} [طه: 2]. وقال: وأحاديث يزيد بن بلال عن عليّ لا نعلم لها طرقا إلا من حديث كيسان أبي عمر" وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن بلال، قال البخاري: فيه نظر، وكيسان أبو عمر وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 56 وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 5/ 549 قلت: بل ضعيف لضعف يزيد بن بلال، وكيسان أبو عمر مختلف فيه. 2657 - عن أبي جعفر الباقر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعلي والحسن والحسين يتختمون في اليسار" قال الحافظ: وأخرج البيهقي في "الأدب" من طريق أبي جعفر الباقر، وأخرجه الترمذي موقوفاً على الحسن والحسين حسب" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 10/ 47 (كتاب التفسير: سورة طه) (¬2) 12/ 446 (كتاب اللباس - باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 127) من طريق هشام بن عبيد الله ثني سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: فذكره. وأخرجه ابن سعد (1/ 471) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس وخالد بن مخلد قالا: ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يساره بخاتم من ذهب فخرج على الناس فطفقوا ينظرون إليه فوضع يده اليمنى على خنصره اليسرى ثم رجع إلى أهله فرمى به. وأخرجه البيهقي (4/ 143) وفي "الآداب" (809) وفي "الجامع في الخاتم" (11) وفي "الشعب" (5949) من طريق ابن وهب ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تختم خاتما من ذهب في يده اليمنى على خنصره حتى رجع إلى البيت فرماه فما لبسه، ثم تختم خاتم من وَرِق فجعله في يساره، وإنّ أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحسنا وحسينا كانوا يتختمون في يسارهم" وقال: إسناده صحيح. وقال: هذه رواية صحيحة لا يشك أهل العلم بالحديث في صحتها" قلت: لكنها مرسلة. ورواه ابن أبي شيبة (¬1) (8/ 472) عن معن بن عيسى القزاز عن سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه أنّ أبا بكر وعمر وعثمان تختموا في يسارهم. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 266) من طريق يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا سليمان بن بلال ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما. ورواه ابن أبي شيبة (8/ 283) عن حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما. ورواه ابن سعد (270) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا حاتم بن إسماعيل به. ورواه الترمذي (¬2) (1743) وفي "الشمائل" (96) عن قتيبة (¬3) بن سعيد البلخي ثنا حاتم بن إسماعيل به. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 112) لكن بلفظ "كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما" (¬2) ومن طريقه أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (645) (¬3) أخرجه البيهقي في "الشعب" (5950) من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا قتيبة بن سعيد به.

وقال: هذا حديث حسن صحيح" قلت: محمد بن علي بن الحسين أرسل عن جديه الحسن والحسين (جامع التحصيل ص 327) وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 266) من طريق محمد بن جعفر المدائني ثنا حاتم بن إسماعيل به. 2658 - عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ينزلون الأبطح" قال الحافظ: رواه مسلم من طريق عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1310) من طريق عبد الرزاق عن مَعْمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح. 2659 - عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم ختم السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم. وفي رواية "فإذا نزلت {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علموا أنّ السورة قد انقضت" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من طريق عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (¬2) يرويه سعيد بن جبير واختلف عنه: - فقال سالم بن عجلان الأفطس: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان جبريل إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، علم أنّ السورة قد انقضت. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1375) عن محمد بن سنان الشَّيْزَرِي ثنا عيسى بن سليمان ثنا مبشر بن عبد الله عن سالم الأفطس به. وتابعه. 1 - موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى ينزل (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). ¬

_ (¬1) 4/ 340 (كتاب الحج - باب المحصب) (¬2) 10/ 418 (كتاب فضائل القرآن - باب تأليف القرآن)

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (779) عن محمد بن يحيى بن عيسى بن سليمان البصري ثنا أحمد بن عبدة ثنا سفيان بن عُيينة عن موسى بن أبي عائشة به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 256) عن أبي الشيخ به. ومحمد بن يحيى بن عيسى هذا لم يذكر أبو الشيخ وأبو نعيم فيه جرحا ولا تعديلا، وقد خولف كما سيأتي. 2 - عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12544) عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم (¬1) و (12545) عن إبراهيم بن يزيد الخُوْزِي (¬2) و (12546) عن عمر بن قيس المكي (¬3) والحاكم (1/ 231) عن المثنى بن الصباح (¬4) أربعتهم عن عمرو بن دينار به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: مثنى قال النسائي: متروك" قلت: وعبد الغفار بن القاسم قال أبو داود وغيره: يضع الحديث، وإبراهيم الخوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وعمر بن قيس قال النسائي وغيره: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف خاتمة السورة حتى ينزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. (¬2) ولفظ حديثه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علم أنّ السورة قد ختمت واستقبل الأخرى" (¬3) ولفظ حديثه "كان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فإذا قال {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} افتح سورة أخرى" (¬4) ولفظ حديثه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه جبريل فقرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علم أنها سورة"

- ورواه ابن جُريج عن عمرو بن دينار واختلف عنه: • فقال حجاج بن محمد المصيصي: عن ابن جريج أني عمرو بن دينار أنّ سعيد بن جبير أخبره أنّ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فإذا نزلت علموا أنْ قد انقضت السورة ونزلت أخرى. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 217) • ورواه الوليد بن مسلم عن ابن جريج واختلف عنه: فقال محمد بن عمرو الغزي: ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج ثنا عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فإذا نزلت {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علموا أنّ السورة قد انقضت. أخرجه الحاكم (1/ 231 - 232) والبيهقي (2/ 43) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية الوليد بن مسلم عن ابن جريج، ولم يخرجا لمحمد بن عمرو الغزي شيئاً. ورواه رحيم بن اليتيم عن الوليد بن مسلم فلم يذكر سعيد بن جبير. أخرجه الحاكم (1/ 231 - 232) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رحيم بن اليتيم لم أقف له على ترجمة، ومن فوقه كلهم ثقات. - ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا سفيان عن عمرو عن سعيد عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم فصل السورة حتى تنزل عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. منهم: 1 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه أبو داود (788) والبيهقي (2/ 42) 2 - أبو كُريب محمد بن العلاء الهمداني.

أخرجه البزار (كشف 2187) والبيهقي في "المعرفة" (2/ 366) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 9) 3 - يونس بن عبد الأعلى المصري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1376) 4 - معلي بن منصور الرازي. أخرجه الحاكم (1/ 231) 5 - الحسن بن الصباح البزار. أخرجه الحاكم (1/ 231) والبيهقي في "المعرفة" (2/ 365 - 366) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: قلت: أما هذا فثابت" قلت: وهو كما قالا. • ورواه أحمد بن محمد المروزي عن سفيان عن عمرو عن سعيد مرسلاً. أخرجه أبو داود (788) والبيهقي (2/ 42) وتابعه أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السَّرْح ثنا سفيان به. أخرجه أبو داود (788) والبيهقي (2/ 42) • ورواه البزار (كشف 2187) عن أحمد بن عبدة الضبي وشك في وصله وإرساله. فقال: ثنا أحمد بن عبدة أنبأ سفيان عن عمرو عن سعيد -أشك في حديث ابن عبدة- قال: عن ابن عباس، أو قال: عن سعيد، ولم يقل: عن ابن عباس. 2660 - عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتينا بمكة كل يوم مرتين بكرة - وعشية، فلما كان يوم من ذلك جاءنا في الظهيرة، فقلت: يا أبت هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني: فذكره. وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني: فقال "بثمنها يا أبا بكر" فقال: بثمنها إنْ شئت. وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني: وخرجت قريش حين فقدوهما

في بغائها وجعلوا في النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة ناقة، وطافوا في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذا الرجل ليرانا وكان مواجهه، فقال "كلا إنّ ملائكة تسترنا بأجنحتها" فجلس ذلك الرجل يبول مواجهة الغار فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو كان يرانا ما فعل هذا" وقال: وفي حديث أسماء. فقال سراقة: إنهما راكبان ممن بعثنا في طلب القوم. وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر "فوقعت لمنخريها" وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني "وكان أبو بكر رجلاً معروفا في الناس فإذا لقيه لاق يقول لأبي بكر: من هذا معك؟ فيقول: هاد يهديني" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 106 - 108) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: فذكرت حديث الهجرة بطوله. قال الهيثمي: وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 54 قلت: أحمد بن عمرو الخلال ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، والماجشون واسمه يعقوب بن أبي سلمة لم يذكر سماعا من أسماء فلا أدري أسمع منها أم لا. 2661 - حديث أبي هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول: اللهم رب السماوات والأرض. الحديث وفي لفظ "اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان الرجيم وشِرْكِه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي" (¬2) صحيح والحديث باللفظ الأول أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 251) وأحمد (2/ 381 و 404 و536) والبخاري في "الأدب المفرد" (1212) ومسلم (2713) وأبو داود (5051) وابن ¬

_ (¬1) 8/ 235 و 236 و 240 و 241 و 251 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 13/ 373 - 374 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)

ماجه (3873) والترمذي (3400) والنسائي في "اليوم والليلة" (790) والطبراني في "الدعاء" (261 و 262) وابن المسني في "اليوم والليلة" (715) والحاكم (1/ 546) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (99) من طرق عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان (¬1) رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول: اللهم ربّ السماوات وربّ الأرضين (¬2)، وربّنا وربّ كل شيء، وفالق الحبّ والنّوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن (¬3)، أعوذ بك من شرّ كل (¬4) ذي شرّ أنت آخذ بناصيته (¬5)، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، والظاهر (¬6) فليس فوقك شيء، والباطن (¬7) فليس دونك شيء، اقض عني الدّين وأغنني من الفقر". اللفظ للترمذي. ورواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: أتت فاطمة النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما، فقال لها "قولي: اللهم ربّ السموات السبع، ورب العرش العظيم ... وذكر الحديث" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 262) ومسلم (4/ 2084) وابن ماجه (3831) وابن حبان (966) والحديث باللفظ الثاني أخرجه الطيالسي (ص 336) وابن أبي شيبة (9/ 72 و 10/ 237 - 238) وأحمد (1/ 9 و 10 - 11 و 2/ 297) والبخاري في "الأدب المفرد" (1202) وفي "خلق أفعال العباد" (138 و 139 و 583 و 584) وفي "الكبير" (3/ 2/ 361) والدارمي (2692) والترمذي (3392) والنسائي في "اليوم والليلة" (11 أو 795) وابن حبان (962) والطبراني في "الدعاء" (288) وابن السني (724 و 725 و 726 و 727) والبيهقي في "الأسماء" (ص 37) وفي "الدعوات" (29) والخطيب في "التاريخ" (11/ 167) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (87) والمزى في "تهذيب الكمال" (22/ 86) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 343) عن شعبة ¬

_ (¬1) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال" (¬2) زاد مسلم وغيره "ورب العرش العظيم" (¬3) زاد ابن ماجه "العظيم" ولفظ مسلم وغيره "والفرقان" (¬4) وفي لفظ لمسلم وغيره "كل شيء" وفي لفظ له أيضا "كل دابة" (¬5) زاد مسلم "اللهم" (¬6) ولفظ مسلم وغيره "وأنت الظاهر" (¬7) ولفظ مسلم وغيره "وأنت الباطن"

والبخاري في "الأدب المفرد" (1203) وفي "خلق الأفعال" (140 أو 141 أو 586 و587) وأبو داود (5067) والنسائي في "اليوم والليلة" (567) وأبو يعلى (77) وابن السني (45) والحاكم (1/ 513) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 343) عن هشيم كلاهما عن يعلي بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم الثقفي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال "قل: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه (¬1)، قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 73 وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قالوا. وللحديث شاهد من حديث ابن عمرو وآخر من حديث أبي مالك الأشعري فأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحُبْراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو فقلت له: حدثنا بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فألقى إليّ صحيفة فقال: هذا ما كتب لي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنظرت فيها، فإذا فيها: إنّ أبا بكر الصديق سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله، علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ فقال "يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم" أخرجه الحسن بن عرفة (85) عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد به. وأخرجه الترمذي (3529) عن الحسن بن عرفة به. ¬

_ (¬1) زاد البخاري "وأن اقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم"

وأخرجه البيهقي في "الدعوات" (30) من طريق إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (289) وفي "مسند الشاميين" (849) والمعمري في "اليوم والليلة" كما في "نتائج الأفكار" (2/ 346) والحافظ أيضا والبخاري في "الأدب المفرد" (1204) وأحمد (2/ 195) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال الحافظ: هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح إلا إسماعيل بن عياش ففيه مقال، لكن روايته عن الشاميين قوية، وهذا منها، وإلا أبا راشد الحبراني وقد وثقه العجلي" قلت: قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن إسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عن الثقات مثل محمد بن زياد فحديثه مستقيم، وأبو راشد الحبراني وثقه ابن حبان أيضاً. الثاني: يرويه حيي بن عبد الله المصري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول حين يريد أن ينام: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء وإله كل شيء، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدورن اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن أقترت على نفسي إثما أو أجره إلى مسلم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 94) وفي "الدعاء" (263) عن إسماعيل بن الحسن الخفاف ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أني حيي بن عبد الله به. وأخرجه أحمد (2/ 171) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا حيي بن عبد الله به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير حيي بن عبد الله، وقد وثقه جماعة وضعفه غيرهم" المجمع 10/ 122 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به. أخرجه عبد بن حميد (338) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الرحمن بن زياد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (52) عن هارون بن ملول ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به.

وعبد الرحمن بن زياد فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. وأما حديث أي مالك الأشعري فأخرجه أبو داود (5083) عن محمد بن عوف الحمصي والطبراني في "الكبير" (3450) وفي "مسند الشاميين" (1672) ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 344 - 345) عن هاشم بن مرثد الطبراني قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي -قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل- قال: ثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال: قالوا: يا رسول الله، حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا ومن شر الشيطان الرجيم وشركه وأن نقترف سوءا على أنفسنا أو نجره إلى مسلم. قال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورواته موثقون إلا محمد بن إسماعيل فضعفه أبو داود وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً. لكن أبو داود لما أخرجه استظهر بقول شيخه محمد بن عوف: قرأته في كتاب إسماعيل بن عياش" قلت: وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل (المراسيل ص 90) 2662 - عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند سودة، فذكر نحو حديث الباب وفي آخره: فأنزلت ({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] قال الحافظ: وجدت في الطبراني وتفسير ابن مردويه من طريق أبي عامر الخزاز عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس قال: فذكره، ورواته موثقون إلا أنّ أبا عامر وهم في قوله سودة" (¬1) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (11226) عن معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى بن ¬

_ (¬1) 15/ 377 (كتاب الحيل - باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج)

سعيد عن أبي عامر الخزاز ثني ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عند سودة من العسل فيدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحا، فقال "إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه" فنزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1]. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 127 وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 8/ 213 قلت: بل حسن، أبو عامر واسمه صالح بن رستم مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، فهو حسن الحديث، والباقون ثقات. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 248) من طريق أبي داود الطيالسي أنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة أنّ سودة بنت زمعة، فذكر الحديث مطولاً وقال في آخره: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في هذا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} [التحريم: 1]. 2663 - عن زيد بن ثابت قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم تكن صلاة أشد على أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - منها فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} [البقرة: 238] الآية. قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وروى الطيالسي من طريق زُهرة بن معبد قال: كنا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة فسألوه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر. ورواه أحمد من وجه آخر وزاد "كان النبي (يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فنزلت" (¬1) يرويه الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري واختلف عنه: - فقال عمرو بن أبي حكيم الواسطي: سمعت الزبرقان يحدث عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] وقال: إنّ قبلها صلاتين وبعدها صلاتين. أخرجه أحمد (5/ 183) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 434) وأبو داود (411) ¬

_ (¬1) 9/ 262 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238])

والنسائي في "الكبرى" (357) والطبري في "تفسيره" (2/ 562) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 167) والطبراني في "الكبير" (4821) والبغوي في "شرح السنة" (389) وفي "التفسير" (1/ 245) والمزي (21/ 590 - 591) من طرق عن شعبة ثني عمرو بن أبي حكيم به. ورواته ثقات إلا أنّ ابن المديني ذكر عروة بن الزبير فيمن لم يثبت له لقاء زيد بن ثابت (جامع التحصيل ص 289) - ورواه ابن أبي ذئب واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن أبي ذئب عن الزبرقان أنّ رهطا من قريش مرّ بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر، ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه فقال: هي الظهر، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهجير ولا يكون وراءه إلا الصف والصفان، والناس في قائلتهم وتجارتهم فأنزل الله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} [البقرة: 238] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لينتهينّ رجال أو لأحرقنّ بيوتهم" أخرجه أحمد (5/ 206) والطبري (2/ 562 - 563) عن يزيد بن هارون والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 434) عن صدقة بن الفضل المروزي وعن آدم بن أبي إياس وعن يحيى بن أبي بكير الكرماني والطحاوي (1/ 167) عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني والنسائي في "الكبرى" (356) عن يحيى (¬1) كلهم عن ابن أبي ذئب به. ¬

_ (¬1) أظنه ابن سعيد القطان.

قال ابن كثير: والزبرقان لم يدرك أحدا من الصحابة" التفسير 1/ 291 وقال المزي: روى عن أسامة بن زيد وزيد بن ثابت ولم يسمع منهما" التهذيب • وقال الطيالسي (ص 87): ثنا ابن أبي ذئب عن الزبرقان عن زُهْرَة قال: كنا جلوسا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة بن زيد فسألوه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصليها بالهجير. رواه ابن أبي شيبة كما في "مختصر الإتحاف" (2/ 299) و"إتحاف الخيرة" (1180) عن الطيالسي به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (361) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به. وزهرة قال الدارقطني: مجهول (سؤالات البرقاني) • وقال الوليد بن مسلم: عن ابن أبي ذئب عن الزبرقان عن أسامة مرفوعاً "لينتهينّ رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقنّ بيوتهم" أخرجه ابن ماجه (795) عن عثمان بن إسماعيل الهذلي الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم به. قال المنذري: رواه ابن ماجه من رواية الزبرقان بن عمرو الضمري عن أسامة ولم يسمع منه" الترغيب 1/ 278 وقال البوصيري: إسناده ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم، والزبرقان لم يسمع من أسامة، وعثمان لا يعرف حاله" المصباح 1/ 101 • وقال عثمان بن عثمان الغطفاني: أنبأ ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: كنت في قوم اختلفوا في صلاة الوسطى وأنا أصغر القوم، فبعثوني إلى زيد بن ثابت لأسأله عن صلاة الوسطى، فأتيته فسألته فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة والناس في قائلتهم وأسواقهم، فلم يكن يصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الصف والصفان فأنزل الله ({حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} [البقرة: 238] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم "لينتهين أقوام أو لأحرقنّ بيوتهم" أخرجه النسائي في "الكبرى" (362) عن محمد بن المثنى ثني عثمان بن عثمان به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4808) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن المثنى به.

قال النسائي: هذا خطأ، والصواب: ابن أبي ذئب عن الزبرقان بن عمرو بن أمية عن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد" 2664 - حديث أم سلمة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاطيهم اللّبِن يوم الخندق وقد اغبرّ شعر صدره" قال الحافظ: وفي حديث أم سلمة عند أحمد بسند صحيح: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تقتل عمارا الفئة الباغية" 2665 - عن طاوس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها: أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ. قال الحافظ: أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم أنه سمع طاوسا يقول: فذكره، وأخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق حنظلة بن أبي سفيان عن طاوس فزاد: وكان يثنى عليها خيرا، وزاد في آخره: فقال "إنْ يتبعها في الدنيا فلها في الآخرة خير" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق كما في "الإصابة" (3/ 212) عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس أنه سمعه يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها: أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ ولم يخرج شيطانها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هو يعيبها في الدنيا، ولها في الآخرة خير" ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم أنه أخبره أنه سمع طاوسا يقول: فذكره. (الاستيعاب 13/ 226) ورواته ثقات. 2666 - عن الزهري قال: كان النساء يشهدن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد ويسقين المقاتلة ويداوين الجرحى. قال الحافظ: ووقع في حديث آخر مرسل أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: فذكره" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) 8/ 404 (كتاب المغازي - باب غزوة الأحزاب) (¬2) 12/ 219 (كتاب المرضى - باب فضل من يصرع من الريح) (¬3) 6/ 418 (كتاب الجهاد - باب غزو النساء)

أخرجه عبد الرزاق (9673) عن مَعْمَر بن راشد عن إبراهيم وسئل عن جهاد النساء فقال: كُنّ يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيداوين الجرحى ويسقين المقاتلة، ولم أسمع معه بامرأة قتلت، وقد قاتلن نساء قريش يوم اليرموك حين رهقهم جموع الروم، حتى خالطوا عسكر المسلمين، فضرب النساء يومئذ بالسيوف في خلافة عمر رضي الله عنه. ثم أخرجه (9674) عن ابن جريج عن ابن شهاب الزهري مثله. ورواتهما ثقات. 2667 - "كان الوحي يأتيني على نحوين: يأتيني به جبريل فيلقيه عليّ كما يلقي الرجل على الرجل فذاك يتفلت مني، ويأتيني في شيء مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي فذاك الذي لا يتفلت مني" قال الحافظ: وروى ابن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون أنّه بلغه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: فذكره، وهذا مرسل مع ثقة رجاله" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (1/ 197 - 198) عن حُجين بن المثنى اليمامي أنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه أنّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: فذكره. رجاله ثقات. 2668 - عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون بالمزدلفة، حتى إذا طلعت الشمس فكانت على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس الرجال دفعوا، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسفر كل شيء قبل أن تطلع الشمس. قال الحافظ: ولابن خزيمة والطبري من طريق عكرمة عن ابن عباس: فذكره، وللبيهقي من حديث المسور بن مخرمة نحوه" (¬2) حديث ابن عباس أخرجه أبو يعلى (المطالب 1270) وابن خزيمة (2838) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 885 - 886) من طرق عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي قال: ثنا زَمْعَة عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهليّة يقفون بعرفة حتى إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس ¬

_ (¬1) 1/ 21 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 4/ 279 (كتاب الحج - باب متى يدفع من جمع)

الرجال دفعوا، فيقفون بالمزدلفة، حتى إذا طلعت الشمس فكانت على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس الرجال دفعوا، فأخّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدفعة من عرفة حتى غربت الشمس، ثم صلى الصبح بالمزدلفة حين طلع الفجر، ثم دفع حين أسفر كل شيء في الوقت الآخر قبل أنْ تطلع الشمس. قال ابن خزيمة: أنا أبرأ من عهدة زمعة بن صالح" قلت: هو ضعيف كما قال أحمد وأبو داود وغيرهما، وقال البخاري: ذاهب الحديث لا يدرى صحيح حديثه من سقيمه. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 292) وفي "تهذيب الآثار" (2/ 885) والطبراني في "الأوسط" (1665) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن سفيان الثوري عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان المشركون يفيضون من عرفة قبل غروب الشمس، ولا يفيضون من جمع حتى تزول الشمس، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفع من عرفة بعد غروب الشمس حين أفطر الصائم، ثم دفع من جَمْع قبل طلوع الشمس. السياق للطبراني. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد" قلت: وإسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس. وأخرجه أحمد (1/ 327) من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف بجمع، فلما أضاء كل شيء قبل أنْ تطلع الشمس أفاض. وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور. وأما حديث المِسْور بن مخرمة فيرويه ابن جريج واختلف عنه: - فقال عبد الوارث بن سعيد: عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة عن المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أمّا بعد فإنّ أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها، وإنا ندفع بعد أن تغيب" وكانوا يدفعون من المَشْعَر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 24 - 25) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي ثنا عبد الوارث بن سعيد به.

وأخرجه الحاكم (¬1) (3/ 523 - 524) عن علي بن حمشاذ العدل ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي به. وأخرجه البيهقي (5/ 125) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن المبارك به. وأخرجه أبو موسى المديني في "حجة الوداع" (44) عن علي بن الحسن الهسنجاني عن عبد الرحمن بن المبارك مختصرا. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقد صحّ وثبت سماع المسور بن مخرمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كما يتوهمه رعاع أصحابنا أنّه ممن له رواية (¬2) بلا سماع" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 355 - ورواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة مرسلاً. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 365) وتابعه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن ابن جريج به. أخرجه الشافعي كما في "نصب الراية" (3/ 66) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (7/ 301) قال ابن دقيق العيد: وهو مرسل، فإنّ محمد بن قيس بن مخرمة تابعي، وأظنّ أنّ ابن جريج عنه منقطع أيضاً" نصب الراية 3/ 66 قلت: وهو كما قال، فقد: - رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن جريج قال: أُخبرت عن محمد بن قيس بن المطلب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب بعرفة. أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 266) وفي الباب عن ابن عمر قال: كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى تُعَمِّمَ ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عبد الوارث بن سعيد عن شعبة عن ابن جريج. وذكره الزيلعي في "نصب الراية" (3/ 66) ونسبه للحاكم ولم يذكر فيه شعبة. (¬2) وفي "نصب الراية" (3/ 66): رؤية.

الشمس في الجبال فتصيرَ في رؤوسها كعمائم الرجال في وجوههم، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفيض حتى تغرب الشمس، وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى يقولوا أشرق ثَبِير فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رؤوس الجبال كعمائم الرجال في وجوههم، وإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفيض قبل أنْ تطلع الشمس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4392) عن عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه عن ابن عمر به. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به غسان بن الربيع" وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن ميسرة الأشجعي وهو ضعيف" المجمع 3/ 255 2669 - عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: كان أهل الصفة ناسا فقراء لا منازل لهم فكانوا ينامون في المسجد، لا مأوى لهم غيره. قال الحافظ: وفي مرسل يزيد بن عبد الله بن قسيط عند ابن سعد: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (1/ 255) أنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني واقد بن أبي ياسر التميمي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: كان أهل الصفة ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا منازل لهم فكانوا ينامون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ويظلون فيه ما لهم مأوى غيره، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إليه بالليل إذا تعشى فيفرقهم على أصحابه، وتتعشى طائفة منهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جاء الله تعالى بالغنى. محمد بن عمر الأسلمي هو الواقدي وهو متروك كما في "التقريب". 2670 - عن ابن عمر قال: كان بنو أبي طلحة يزعمون أنه لا يستطيع أحد فتح الكعبة غيرهم، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المفتاح ففتحها بيده. قال الحافظ: روى الفاكهي من طريق ضعيفة عن ابن عمر قال: فذكره" (¬2) ذكره محقق كتاب "أخبار مكة" للفاكهي في الملحق رقم (1) نقلا عن فتح الباري وغيره (5/ 234) ¬

_ (¬1) 14/ 64 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬2) 4/ 209 - 210 (كتاب الحج - باب إغلاق البيت)

2671 - حديث جابر بن سَمُرة قال: كان بلال يؤذن ثم لا يقيم حتى يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه مسلم (606) (¬1) 2672 - عن الشعبي قال: كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فدعا اليهودي المنافق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة، ودعا المنافق اليهودي إلى حكامهم لأنه علم أنهم يأخذونها، فأنزل الله هذه الآية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: 60] إلى قوله {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]. قال الحافظ: روى إسحاق بن راهويه في "تفسيره" بإسناد صحيح عن الشعبي قال: فذكره، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد نحوه" (¬2) مرسل حديث الشعبي أخرجه الطبري في "تفسير" (5/ 152 و 153) عن طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فكان المنافق يدعو إلى اليهود لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة، فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة، فأنزل الله فيه هذه الآية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} إلى {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:60 - 65]. ورواته ثقات. وحديث مجاهد يرويه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال: تنازع رجل من المنافقين ورجل من اليهود، فقال المنافق: اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف، وقال اليهودي: اذهب بنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الله تبارك وتعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} [النساء: 60] الآية والتي تليها فيهم أيضاً. أخرجه الطبري (5/ 154) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عيسى بن ميمون الجُرَشي عن ابن أبي نجيح به. ورواته ثقات. وأخرجه الطبري أيضاً عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدِي ثنا شبل بن عباد المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به. والآملي لم أقف له على ترجمة، وأبو حذيفة مختلف فيه، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 2/ 949 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان - باب من انتظر الإقامة) (¬2) 5/ 434 - 435 (كتاب الشرب - باب سكر الأنهار)

2673 - عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد، ثم ندم وأرسل إلى قومه فقالوا: يا رسول الله، هل له من توبة؟ فنزلت {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا} [آل عمران: 86] إلى قوله {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} [آل عمران: 89] فأسلم. قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح يرويه داود بن أبي هند وخالد الحَذَّاء عن عكرمة واختلف عن داود: - فقال غير واحد: عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتدّ ولحق بالشرك، ثم ندم، فأرسل إلى قومه: سلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنّ فلانا قد ندم، وإنّه قد أمرنا أن نسألك: هل له من توبة؟ فنزلت {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} [آل عمران: 86] إلى {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 89]، فأرسل إليه، فأسلم. أخرجه أحمد بن حنبل (2218 - شاكر) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 7607) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (914) والبيهقي (8/ 197) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 64 - 65) عن علي بن عاصم الواسطي والنسائي (7/ 98) وفي "الكبرى" (11065) والطبري في "تفسيره" (3/ 340) وابن حبان (4477) عن يزيد بن زُرَيع البصري والطبري (3/ 340) وابن أبي حاتم (924) عن عليّ بن مُسْهر الكوفي والحاكم (2/ 142 و 4/ 366) عن حفص بن غياث الكوفي والواحدي (ص 65) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ¬

_ (¬1) 15/ 293 - 294 (كتاب استتابة المرتدين - باب حكم المرتد والمرتدة)

كلهم عن داود به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد رواته ثقات" إتحاف الخيرة 8/ 53 قلت: وهو كما قالا. - ورواه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن داود عن عكرمة مرسلاً ولم يذكر ابن عباس. أخرجه الطبري (3/ 340) والأول أصح. وأما حديث خالد الحذاء عن عكرمة فيرويه علي بن عاصم الواسطي عن خالد واختلف عنه: - فرواه سهل بن عثمان العسكري عن علي بن عاصم عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الواحدي (ص 64 - 65) - ورواه أحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 7608) عن علي بن عاصم فلم يذكر ابن عباس. وعلي بن عاصم وثقه أحمد، وضعفه ابن معين والجمهور. 2674 - عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّى عند البيت رفع صوته بالدعاء فنزلت (¬1). قال الحافظ: روى ابن مردويه من حديث أبي هريرة قال: فذكره" (¬2) 2675 - حديث عمر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل الوحي يُسمع عند وجهه كدوي النحل، فأنزل الله عليه يوما ثم سُرِّي عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه ودعا. قال الحافظ: أخرجه الترمذي واللفظ له، والنسائي والحاكم" (¬3) سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يسمع عنده كدوي النحل" ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] الآية. (¬2) 10/ 20 (كتاب التفسير: سورة الإسراء - باب {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110]) (¬3) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)

2676 - عن ابن أبزى قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة فأنزل الله تعالى؛ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] ثم خرج إلى المدينة فأنزل الله {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] وكان من بقي من المسلمين بمكة يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الأنفال: 34] الآية، فأذن الله في فتح مكة، فهو العذاب الذي وعدهم الله تعالى. قال الحافظ: أخرجه الطبري" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (9/ 234) عن محمد بن حميد الرازي ثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، ويعقوب هو ابن عبد الله القُمِّي، وابن أبزى أظنه عبد الرحمن، ويحتمل أنّه ابنه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى. 2677 - قالت عائشة؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقه. الحديث. وفيه: فلما استأذن عثمان جلس. قال الحافظ: رواه مسلم (2401)، وهو عند أحمد (6/ 62) بلفظ "كاشفا عن فخذه" من غير تردد. وله من حديث حفصة مثله، وأخرجه الطحاوي والبيهقي من طريق ابن جُريج قال: أخبرني أبو خالد عن عبد الله بن سعيد المدني حدثتني حفصة بنت عمر قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي يوما وقد وضع ثوبه بين فخذيه، فدخل أبو بكر، الحديث" (¬2) حديث حفصة يرويه ابن جريج أني أبو خالد عن عبد الله بن أبي سعيد (¬3) المدني قال: حدثتني حفصة بنت عمر بن الخطاب قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم جالسا، قد وضع ثوبا بين فخذيه، فجاء أبو بكر فاستأذن، فأذن له، والنبي - صلى الله عليه وسلم - على هيئته، ثم عمر بمثل هذه القصة، ثم عليّ، ثم ناس من أصحابه والنبي - صلى الله عليه وسلم - على هيئته، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فأذن له، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبه فتجلله، فتحدثوا ثم خرجوا، فقلت: يا رسول الله جاء أبو بكر وعمر وعلي وسائر أصحابك وأنت على هيئتك، فلما جاء عثمان تجللت بثوبك! فقال "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة" ¬

_ (¬1) 9/ 379 (كتاب التفسير: سورة الأنفال - باب قوله {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ} [الأنفال: 32] الآية) (¬2) 2/ 25 (كتاب الصلاة - باب ما يذكر في الفخذ) (¬3) وسمي في بعض الروايات: عبد الله بن سعيد.

أخرجه أحمد (6/ 288) وفي "فضائل الصحابة" (749) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 104) والحسن بن عرفة (75) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 972) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 259) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (279) والبيهقي (2/ 231) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (586) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة عثمان بن عفان ص 82 - 83 و 84 و 84 - 85) عن رَوح بن عبادة البصري والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 104) وعبد بن حميد (1547) وابن أبي عاصم في "السنة" (1284) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 473) وفي "المشكل" (1719) والطبراني في "الكبير" (23/ 217 - 218) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 259) وابن عساكر (ص 83 - 84 و 84) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 104) عن مكي بن إبراهيم البلخي والطبراني في "الأوسط" (8927) عن سعيد بن سالم القداح أربعتهم عن ابن جريج به. واللفظ لحديث روح بن عبادة. قال ابن جريج: وسمعت أبي وغيره يحدثون نحوا من هذا" وقال الطحاوي: أبو خالد مجهول" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 82 قلت: أبو خالد سماه عبد بن حميد في روايته: عثمان، وسماه أبو أحمد الحاكم في روايته: يزيد، ولم يُسَمّ في باقي الروايات، ولم يذكر فيه أبو أحمد جرحا ولا تعديلا، وكذا الحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التعجيل". لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو يَعْفور العبدي عن عبد الله بن أبي سعيد المدني عن حفصة به.

أخرجه أحمد (6/ 288) وفي "فضائل الصحابة" (748) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 105) وأبو يعلى (7038) والطبراني في "الكبير" (23/ 205) والبيهقي (2/ 231 - 232) وابن عساكر (ص 83 و 85) عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 105) عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري كلاهما عن أبي يعفور به. وأبو يعفور ثقة، لكن عبد الله بن أبي سعيد قال الحسيني في "الإكمال": مجهول. وقال الحافظ في "التعجيل": لم يجرح، ولم يأت بمتن منكر، فهو على قاعدة ثقات ابن حبان، لكن لم أر ذكره في النسخة التي عندي. 2678 - عن أبي جعفر الخَطْمِي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبني المسجد وعبد الله بن رواحة يقول: أفلح من يعالج المسجد، فيقولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول ابن رواحة: ويتلو القرآن قائما وقاعدا، فيقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ: وأخرج (أي ابن أبي شيبة) أيضاً من مرسل أبي جعفر الخطمي قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 707 - 708) عن يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخَطْمِي به. ورواته ثقات، وأبو جعفر الخطمي اسمه عُمير بن يزيد. 2679 - قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان، فأوحي إليه أن أعط السواك الأكبر. قال الحافظ: رواه أبو داود بإسناد حسن" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 158 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر) (¬2) 1/ 370 (كتاب الوضوء - باب دفع السواك إلى الأكبر)

أخرجه أبو داود (50) ثنا محمد بن عيسى ثنا عنبسة بن عبد الواحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فأوحى الله إليه في فضل السواك "أن كَبِّرْ" أعط السواك أكبرهما. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، ومحمد بن عيسى هو ابن الطباع، وعنبسة بن عبد الواحد هو ابن أمية الأعور. 2680 - قال أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلّي بنا العصر والشمس بيضاء محلقة ثم أرجع إلى قومي في ناحية المدينة فأقول لهم: قوموا فصلّوا فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلّى. قال الحافظ: وروى النسائي والطحاوي واللفظ له من طريق أبي الأبيض عن أنس قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 284) والبخاري في "الكنى" (ص 8) والنسائي (1/ 202) وأبو يعلى (4318) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 190) والدارقطني (1/ 253 - 254 و 254) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 93) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 297 و 298) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 11 و 11 - 12) من طرق عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حِراش ثنا أبو الأبيض ثنا أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلّي بنا العصر والشمس بيضاء (¬2)، ثم (¬3) أرجع إلى قومي وهم جلوس في ناحية المدينة، فأقول لهم (¬4): قوموا فصلوا، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلّى. اللفظ للطحاوي. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وأبو الأبيض وثقه العجلي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". 2681 - عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في رمضان، فجئت فقمت إلى جنبه، فجاء رجل فقام حتى كنا رهطا، فلما أحس بنا تجوز ثم دخل رحله. ¬

_ (¬1) 2/ 168 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت - باب وقت العصر) (¬2) زاد الباقون "محلقة" وفي رواية لابن عبد البر "نقية محلقة" (¬3) ولفظ البخاري وغيره "ثم آتي عشيرتي" (¬4) زاد الدارقطني وغيره "ما يجلسكم"

قال الحافظ: وقع عند مسلم (1104) من حديث أنس: فذكره" (¬1) 2682 - قالت عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله ثم أدفعه إليه. قال الحافظ: وفيه حديث عائشة في سنن أبي داود قالت: فذكرته" (¬2) أخرجه أبو داود (52) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا عنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب ثني كثير عن عائشة أنها قالت: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه. ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (204) وكثير هو ابن عبيد التيمي رضيع عائشة ذكره ابن حبان في "الثقات" وحده، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات. 2683 - قال جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا هرقنا الماء. قال: ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة. قال الحافظ: وقد جاء عن جابر فيما رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة وغيرهم تأييد ذلك ولفظه عند أحمد: فذكره" (¬3) حسن أخرجه أحمد (3/ 360) وابن الجارود (31) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 234) وابن حبان (1420) والدارقطني (1/ 58 - 59) وابن شاهين في "الناسخ" (82) والحاكم (1/ 154) والبيهقي (1/ 92) والحازمي في "الاعتبار" (ص 39) عن إبراهيم بن سعد الزهري وأبو داود (13) وابن ماجه (325) والترمذي (9) وفي "العلل" (1/ 86 - 87) وابن خزيمة (58) والحازمي (ص 39) عن جرير بن حازم البصري ¬

_ (¬1) 3/ 254 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد - باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل) (¬2) 1/ 370 (كتاب الوضوء - باب دفع السواك إلى الأكبر) (¬3) 1/ 256 (كتاب الوضوء - باب لا تستقبل القبلة ببول ولا غائط إلا عند البناء)

كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني ثني أبان بن صالح عن مجاهد بن جبر عن جابر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهانا عن أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء. قال: ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة. قال الترمذي: حديث جابر في هذا الباب حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن أبي قتادة أنّه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبول مستقبل القبلة. حدثنا بذلك قتيبة حدثنا ابن لهيعة (¬1). وحديث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصح من حديث ابن لهيعة. وابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث. ضعفه يحيى القطان وغيره من قبل حفظه" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الدارقطني: كلهم ثقات" وقال ابن حزم: أبان ليس بالمشهور" المحلى 1/ 26 وقال ابن عبد البر في "التمهيد": حديث جابر ليس صحيحا لأنّ أبان بن صالح ضعيف" وتعقبهما الحافظ فقال: وهذه غفلة منهما وخطأ تواردا عليه فلم يضعف أبان هذا أحد قبلهما ويكفي فيه قول ابن معين ومن تقدم معه" التهذيب 1/ 95 وقال في "التلخيص" (1/ 104): وتوقف فيه النووي لعنعنة ابن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث في رواية أحمد وغيره، وضعفه ابن عبد البر بأبان بن صالح، ووهم في ذلك، فإنّه ثقة باتفاق، وادعى ابن حزم أنه مجهول، فغلط" قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من أبان بن صالح فانتفى التدليس، وأخرج له مسلم في المتابعات. 2684 - عن الشعبي قال: كان صنم بالصفا يدعى إساف، ووثن بالمروة يدعى نائلة، فكان أهل الجاهلية يسعون بينهما، فلما جاء الإسلام رمى بهما، وقالوا: إنما كان ذلك يصنعه أهل الجاهلية من أجل أوثانهم فأمسكوا عن السعي بينهما، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآية. ¬

_ (¬1) وأخرجه في "العلل" (1/ 85 - 86) عن قتيبة به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 234) من طريق أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة به.

قال الحافظ: وروى الفاكهي وإسماعيل القاضي في "الأحكام" بإسناد صحيح عن الشعبي قال: فذكره، وذكر الواحدي في أسبابه عن ابن عباس نحو هذا وزاد فيه "يزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا" والباقي نحوه. وروى الفاكهي بإسناد صحيح إلى أبي مجلز نحوه. وفي كتاب مكة لعمر بن شبة بإسناد قوي عن مجاهد في هذه الآية قال: قالت الأنصار: إنّ السعي بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية فنزلت. ومن طريق الكلبي قال: كان الناس أول ما أسلموا كرهوا الطواف بينهما لأنه كان على كل واحد منهما صنم، فنزلت" (¬1) حديث الشعبي أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1438) والطبري في "تفسيره" (2/ 46) والواحدي في "الوسيط" (1/ 242 - 243) من طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: فذكره وزاد: فَذُكِّرَ الصفا من أجل أنّ الوثن الذي كان عليه مذكّر، وأنِّثَت المروة من أجل أنّ الوثن الذي كان عليها مؤنث. ورواته ثقات لولا إرساله. وحديث ابن عباس ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص 25) قال: وقال عمرو بن حبشي: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس فسله فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته، فقال: كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، فزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين، ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا الوثنين، فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف لأجل الصنمين، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وأخرجه الطبري (2/ 46) من طريق جابرْ الجُعْفي عن عمرو بن حبشي مختصرا. وجابر الجعفي ضعيف. وحديث أبي مِجْلَز أخرجه الفاكهي (1436) عن حسين بن حسن المروزي أنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مِجْلَز قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة، فقال المسلمون: إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآية. ¬

_ (¬1) 4/ 246 (كتاب الحج - باب وجوب الصفا والمروة)

وإسناده إلى أبي مجلز صحيح. وحديث مجاهد أخرجه الطبري (2/ 4) من طريقين عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: فذكره. ورواته ثقات. وحديث الكلبي لم أقف عليه، والكلبي واسمه محمد بن السائب قال مسلم وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد. 2685 - عن ابن عمر قال: كان في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - سنا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا أسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من بني عامر يقال لها: عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر. قال الحافظ: وقد ذكر ابن سعد بسند فيه العَرْزَمِي الضعيف عن ابن عمر قال: فذكره" (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن سعد (8/ 142 - 143) عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي ثني العرزمي عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره، وزاد: فتزوجها، فبلغه أنّ بها بياضا فطلقها. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 189) والكلبي والعرزمي واسمه محمد بن عبيد الله متروكان. 2686 - عن امرأة من المبايعات قال: كان فيما أخذ علينا أن لا نعصيه في شيء من المعروف، ولا نخمش وجهاً، ولا ننشر شعرا، ولا نشق جيبا، ولا ندعو ويلا. قال الحافظ: ومن طريق أَسِيْد بن أبي أَسِيْد البَرَّاد عن امرأة من المبايعات قالت: فذكرته" (¬2) أخرجه ابن سعد (8/ 7) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي أنا الحجاج بن صفوان المديني عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن امرأة من المبايعات قالت: فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ¬

_ (¬1) 11/ 273 - 274 (كتاب الطلاق - باب من طلق) (¬2) 10/ 264 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب إذا جاءك المؤمنات يبايعنك)

أن لا نعصيه فيه من المعروف: أن لا نخمش وجهاً، ولا نشق جيبا، ولا ننشر شعرا، ولا ندعو ويلا. وأخرجه أبو داود (3131) عن مسدد ثنا حميد بن الأسود، ثنا الحجاج عامل لعمر بن عبد العزيز عن الرَّبَذَة ثني أسيد بن أبي أسيد به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 434) ورواته ثقات غير أسيد بن أبي أسيد البراد وحميد بن الأسود، فأما أسيد فقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. وقال المزي: روايته عن المرأة منقطعة. وأما حميد بن الأسود فهو مختلف فيه، وثقه أبو حاتم وغيره، وقال أبو زرعة: في حديثه شيء ربما وهم، وذكره العقيلي في "الضعفاء". 2687 - عن أبي المليح بن أسامة بن عمير الهذلي عن أبيه قال: كان فينا رجل يقال له: حَمَل بن مالك له امرأتان إحداهما هذلية والأخرى عامرية، فضربت الهذلية بطن العامرية بعمود فسطاط أو خباء. قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق أبي المليح عن أبيه، وأخرجه الحارث من طريق أبي المليح فأرسله، لم يقل: عن أبيه، ولفظه: أن حَمَل بن النابغة كانت له امرأتان: مليكة وأم عفيف. وقال: وعند البيهقي من حديث أسامة بن عمير: فقال أبوها: إنما يعقلها بنوها، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "الدية على العصبة، وفي الجنين غُرَّة" فقال: ما وضع فحل ولا صاح فاستهل فأبطله، فمثله يطل؟. وقال: ووقع في رواية أسامة: فقال "دعني من أراجيز الأعراب" وفي لفظ "أسجاعة بك؟ " وفي آخر "أسجع كسجع الجاهلية؟ " قيل: يا رسول الله، إنه شاعر. وفي لفظ "لسنا من أساجيع الجاهلية في شيء" وفيه: فقال: إنّ لها ولدا هم سادة الحي، وهم أحق أن يعقلوا عن أمهم، قال "بل أنت أحق أن تعقل عن أختك من ولدها" فقال: ما لي شيء، قال حمل وهو يومئذ على صدقات هذيل، وهو زوج المرأة وأبو الجنين: اقبض من صدقات هذيل. أخرجه البيهقي، وفي رواية ابن أبي عاصم: ما له عبد ولا أمة، قال "عشر من الإبل" قالوا: ما له من شيء إلا أن تعينه من صدقة بني لحيان، فأعانه بها، فسعى حمل عليها حتى استوفاها.

وفي حديثه عند الحارث بن أبي أسامة: فقضى أنّ الدية على عاقلة القاتلة، وفي الجنين غرة عبد أو أمة وعشر من الإبل أو مائة شاة" (¬1) يرويه أبو المليح بن أسامة بن عمير الهذلي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن أبي المليح عن أبيه، منهم: 1 - أيوب السَّخْتِياني. أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 75) وفي "الآحاد" (1067) والطحاوي في "المشكل" (4527) والطبراني في "الكبير" (513) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 511) من طرق عن سفيان بن عُيينة عن أيوب عن أبي المليح عن أبيه -وكان قد صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -- قال: ذلك فينا -يعني في هذيل- قال: فرمت امرأة من هذيل أخرى بعمود فقتلتها وقتلت ما في بطنها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة بالدية، وقضى بدية الغُرَّة لزوجها، وقضى بالعقل على عصبة القاتلة، وقضى في الجنين بِغُرَّةٍ عبد أو أمة، فقال رجل من عصبة القاتلة: كيف يدي يا رسول الله من لا أكل ولا شرب ولا نطق فاستهل؟ فمثل ذلك يطل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أسجّاعة أنت؟ " هذه رواية ابن أبي عمر العدني ويعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان عند ابن أبي عاصم، ونحوها رواية أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عند الخطيب. وفي حديث أسد بن موسى عن سفيان عند الطحاوي: فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنين بغرة: عبد أو أمة أو بفرس، أو عشر من الإبل، أو كذا وكذا من الغنم. وفيه: فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ ميراث المقتولة لزوجها ولولدها. وفي حديثه عند الطبراني: أو بعيرين من الإبل. 2 - أبو عبد الله سلمة بن تمام الشقري. أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 76 - 77 و 117) والبزار (2339) وابن منده (المطالب 1915/ 3) والبيهقي (8/ 108) عن عبيد الله بن موسى الكوفي والطحاوي (4528) والطبراني (514) وأبو نعيم في "الصحابة" (5308) ¬

_ (¬1) 15/ 271 و 272 (كتاب الديات - باب جنين المرأة)

عن عثمان بن سعيد بن مرة القرشي المري كلاهما عن المنهال بن خليفة عن سلمة بن تمام عن أبي المليح عن أبيه قال: كان فينا رجل يقال له: حمل بن مالك، له امرأتان إحداهما هذلية، والأخرى عامرية، فضربت الهذلية بطن العامرية بعمود خباء أو فسطاط، فألقت جنينا ميتا، فانطلق بالضاربة إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ومعها أخ لها يقال له: عمران بن عويمر، فلما قصوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصة قال "دوه" فقال عمران: يا نبي الله أندي من لا أكل ولا شرب ولا صاح فاستهل، مثل هذا يُطل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دعني من رجز الأعراب، فيه غُرَّة: عبد أو أمة، أو خمسمائة، أو فرس، أو عشرون ومائة شاة" فقال: يا نبي الله، إن لها ابنان هما سادة الحي وهم أحق أن يعقلوا عن أمهم، قال "أنت أحق أن تعقل عن أختك من ولدها" قال: ما لي شيء أعقل فيه، قال "يا حمل بن مالك" وهو يومئذ على صدقات هذيل، وهو زوج المرأتين وأبو الجنين المقتول "اقبض من تحت يدك من صدقات هذيل عشرين ومائة شاة" ففعل. السياق للطبراني. قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، ولا نعلم يُروى عن أبي المليح عن أبيه إلا من هذا الوجه، وقد رواه أبو المليح عن حمل بن مالك. وحديث أبي المليح عن أبيه إسناد حسن لأن المنهال مشهور وسلمة بن تمام فذكرناه لعزة حديث أبي المليح عن أبيه" وقال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف" قلت: المنهال قال ابن معين والنسائي: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. واختلف عنه: قال نعيم بن حماد: ثنا ابن المبارك أنا المنهال بن خليفة ثني سلمة بن تمام عن عبد الرحمن بن أبي مليح الهذلي عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بامرأتين، الحديث. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4532) ونعيم مختلف فيه. 3 - أبو بكر بن عبد الله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (515) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا سلمة بن صالح عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي المليح عن أبيه قال: فذكر نحوه.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو. - ورواه عباد بن منصور عن أبي المليح واختلف عنه: • فقال قيس بن الربيع: عن عباد عن أبي المليح عن أبيه. أخرجه البيهقي (8/ 108) وقيس مختلف فيه، وضعفه الجمهور. • وقال أبو بكر الحنفي: ثنا عباد ثنا أبو المليح عن حمل بن النابغة. أخرجه الطبراني (3484) وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور. - ورواه قتادة عن أبي المليح واختلف عنه: • فرواه أبو عبيد مُجَّاعة بن الزبير عن قتادة عن أبي المليح مرسلاً. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 513) • ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: فرواه عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد عن قتادة عن أبي المليح مرسلاً. أخرجه الحارث (523) وأبو نعيم في "الصحابة" (2305) وابن بشكوال في "الغوامض" (199) وتابعه يزيد بن زُرَيع البصري عن سعيد به. أخرجه الطبراني (3485) ورواه محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي عن أبيه عن سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن حمل بن مالك بن النابغة. أخرجه الطحاوي (4526) والأول أصح، ومحمد بن خالد كذبه ابن معين، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال الخليلي: ضعيف جداً. 2688 - عن ابن عباس قال: كان قريظة والنضير، وكان النضير أشرف من قريظة، فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلاً من النضير قتل به، وإذا قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة يودى بمائة وسق من التمر. فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل

رجل من النضير رجلاً من قريظة فقالوا: ادفعوه لنا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتوه فنزلت {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة: 42] والقسط النفس بالنفس. ثم نزلت {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: 50]. قال الحافظ: وأخرج أبو داود من طريق علي بن صالح بن حي عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) حسن وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 432 - 433) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن علي بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 96 - 97) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو داود (4494) والنسائي (8/ 17) وفي "الكبرى" (6934) وابن الجارود (772) والطبري في "التفسير" (6/ 243) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6391) وابن حبان (5057) والدارقطني (3/ 198) والحاكم (4/ 366 - 367) والبيهقي (8/ 24) من طرق عن عبيد الله بن موسى به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات غير سماك بن حرب وهو مختلف فيه، وقد تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة. وقد خولف في لفظه: قال داود بن الحصين: عن عكرمة عن ابن عباس في قوله عز وجل {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 42] قال: كان بنو النضير إذا قتلوا قتيلا من بني قريظة أدوا إليهم نصف الدية، وإذا قتل بنو قريظة من بني النضير قتيلا أدوا إليهم الدية كاملة فسوّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم الدية. أخرجه أحمد (1/ 363) وأبو داود (3591) والنسائي (8/ 17) وفي "الكبرى" (6935) والطبري (6/ 243) والطبراني في "الكبير" (11573) من طرق عن ابن إسحاق ثني داود بن الحصين به. ¬

_ (¬1) 15/ 230 (كتاب الديات - باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين)

وداود مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو زرعة وغيره، وتكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة. وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: إن الله عز وجل أنزل {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]- و {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البَقَرَة: 229]- و {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عِمرَان: 82]، أنزلها الله في الطائفتين من اليهود، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا أو اصطلحوا على أنّ كل قتيل قتله العزيزة من الذليلة فديته خمسون وسقا، وكل قتيل قتله الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق، فكانوا على ذلك حتى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فذلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويومئذ لم يظهر ولم يوطئهما عليه وهو في الصلح فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا فأرسلت العزيزة إلى الذليلة أن ابعثوا إلينا بمائة وسق، فقالت الذليلة: وهل كان هذا في حيين قط دينهما واحد، ونسبهما واحد، وبلدهما واحد، دية بعضهم نصف دية بعض، إنا إنما أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا وفرقا منكم فأما إذ قدم محمد فلا نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تهيج بينهما، ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، ثم ذكرت العزيزة فقالت: والله ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم ولقد صدقوا ما أعطونا هذا إلا ضيما منا وقهرا لهم فدسوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه، فدسوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر الله رسوله بأمرهم كله وما أرادوا، فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا} [المائدة: 41] إلى قوله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] ثم قال: فيهما والله نزلت وإياهما عني الله عز وجل. أخرجه أحمد (1/ 246) عن إبراهيم بن أبي العباس السامري ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به. وأخرجه أبو داود (3576) من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن ابن أبي الزناد مختصرا، قال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] إلى قوله {الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] هؤلاء الآيات الثلاث نزلت في اليهود خاصة في قريظة والنضير. وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والباقون ثقات.

2689 - عن أنس قال: كان قيس في مقدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة، فكلم سعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرفه عن الموضع الذي فيه مخافة أن يقدم على شيء، فصرفه عن ذلك. قال الحافظ: ذكره البزار من حديث أنس بإسناد على شرط البخاري ولفظه: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه البزار (كشف 181) عن محمد بن المثنى ثنا محمد بن عبد الله ثني أبي عن ثمامة عن أنس قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، كان قيس في مقدمته ... الحديث. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 175 قلت: وإسناده صحيح على شرط البخاري، ومحمد بن عبد الله هو ابن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك، وثمامة هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك. 2690 - عن السُّدِّي قال: كان لجابر بنت عم دميمة ولها مال ورثته عن أبيها وكان جابر يرغب عن نكاحها ولا يُنكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فنزلت (¬2). قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: فذكره" (¬3) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 300 - 301) عن محمد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي قوله {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127] إلى قوله {بِالْقِسْطِ} [النساء: 127] قال: كان جابر بن عبد الله الأنصاري ثم السلمي له ابنة عم عمياء، وكانت دميمة، وكانت قد ورثت عن أبيها مالاً، فكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها رهبة أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وكان ناس في حجورهم جوار أيضاً مثل ذلك، فجعل جابر يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، أترث الجارية إذا كانت قبيحة عمياء؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول "نعم" فأنزل الله فيهن هذا. ¬

_ (¬1) 9/ 69 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟) (¬2) يعني قوله تعالى {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ...} (¬3) 9/ 332 (كتاب التفسير: سورة النساء - باب قوله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ...})

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6027) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا أحمد بن مفضل به. وإسناده إلى السدي حسن. 2691 - حديث سلمة بن الأكوع: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلام يقال له يسار. قال الحافظ: رواه الطبراني موصولا من حديث سلمة بن الأكوع بإسناد صالح، زاد ابن إسحاق "أصابه في غزوة بني ثعلبة" قال سلمة: فرآه يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة فكان بها" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (6223) وأبو نعيم في "الصحابة" (6657) من طريقين عن محمد بن طلحة التيمي عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن الأكوع قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلام يقال له يسار، فنظر إليه يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة وكان بها، فأظهر قوم الإسلام من عرينة من اليمن وجاءوا وهم مرضى موعوكون وقد عظمت بطونهم، فبعث بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يسار، وكانوا يشربون من ألبان الإبل حتى انطوت بطونهم، ثم عدوا على يسار فذبحوه وجعلوا الشوك في عينيه، ثم طردوا الإبل، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - في آثارهم خيلا من المسلمين أميرهم كرز بن جابر الفهري فلحقهم فجاء بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. وموسى بن محمد ضعيف الحديث. قاله ابن معين وأبو حاتم. ورواه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (ص 640 - المجلد الثاني) عن بعض أهل العلم عمن حدثه عن محمد بن طلحة عن عثمان بن عبد الرحمن قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة محارب وبني ثعلبة عبدا يقال له يسار فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في لقاح له ... ثم ذكر الحديث. 2692 - عن نعيم بن هَزَّال قال: كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك، يرجاء أن يكون له مخرج، فذكر الحديث. قال الحافظ: وعند أبي داود من طريق نعيم بن هزال قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 1/ 352 (كتاب الوضوء - باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها)

وقال: وفي حديث نعيم: فقال "هل ضاجعتها؟ " قال: نعم، قال "فهل باشرتها؟ " قال: نعم، قال "هل جامعتها؟ " قال: نعم. وقال: وعند أبي داود والنسائي من رواية يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه في هذه القصة: فوجد مسّ الحجارة فخرج يشتد فلقيه عبد الله بن أنيس وقد عجز أصحابه فنزع له بوظيف بعير فرماه فقتله. وقال: أخرجه أبو داود وغيره من رواية يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه، وفي القصة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لهزال "لو سترته بثوبك لكان خيرا لك" وفي "الموطأ" عن يحيى بن سعيد: ذكرت هذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم فقال: هزال جدي، جدي. وهذا الحديث حق. وقال: وقد وقع في حديث نعيم بن هزال "هلا تركتموه لعله يتوب فيتوب الله عليه؟ " أخرجه أبو داود وصححه الحاكم" (¬1) يرويه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي واختلف عنه: - فقال هشام بن سعد المدني: حدثني يزيد بن نعيم عن أبيه قال: كان ماعز بن مالك في حجر أبي فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك، وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرج، فأتاه فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، فأعرض عنه، ثم أتاه الثانية فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، ثم أتاه الثالثة فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، ثم أتاه الرابعة فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنك قد قلتها أربع مرات فبمن؟ " قال: بفلانة، قال "هل ضاجعتها؟ " قال: نعم، قال "هل باشرتها؟ " قال: نعم، قال "هل جامعتها؟ " قال: نعم، قال: فأمر به أن يرجم، قال: فأخرج به إلى الحرّة، فلما رجم فوجد مسّ الحجارة جزع، فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد أعجز أصحابه، فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال "هلا تركتموه لعله يتوب فيتوب الله عليه" قال هشام: فحدثني يزيد بن نعيم عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي حين رآه "والله يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خيرا مما صنعت به". أخرجه وكيع في "الزهد" (452) عن هشام بن سعد به. ¬

_ (¬1) 15/ 134 و 135 و 136 و 138 (كتاب الحدود - باب لا يرجم المجنون والمجنونة)

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 71) وأحمد (5/ 216 - 217 و 217) وهناد في "الزهد" (1408) عن وكيع به. وأخرجه أبو داود (4419) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 349) عن محمد بن سليمان الأنباري وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 126) عن موسى بن معاوية قالا: ثنا وكيع به. وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم عن أبيه به مختصرا. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 78 - 79) وأحمد (5/ 217) وأبو داود (4377) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2393) والنسائي في "الكبرى" (7205 و 7274) والطحاوي في "المشكل" (435) وابن قانع (3/ 150) والحاكم (4/ 363) وأبو نعيم في "الصحابة" (6390) والبيهقي (8/ 219 و 228 و 330) وفي "معرفة السنن" (12/ 305 - 306) وفي "الشعب" (9209) من طرق عن سفيان الثوري عن زيد بن أسلم به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: نعيم بن هزال مختلف في صحبته، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: له صحبة. وذكره غير واحد في الصحابة. وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": وقد قيل: إنه لا صحبة لنعيم هذا وإنما الصحبة لأبيه هزال وهو أولى بالصواب" والباقون ثقات. - ورواه عكرمة بن عمار اليمامي عن يزيد بن نعيم بن هزال واختلف عنه: • فرواه أبو أسامة بشر بن الفضل -بصري سكن مصر- عن عكرمة بن عمار ثنا يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي عن جده هزال أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "يا هزال أما إنك لو سترته بردائك لكان خيرا لك" قالها مرتين أو ثلاثاً، يعني ماعزا. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 105)

وبشر بن الفضل ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وعكرمة ويزيد ثقتان. • ورواه عبادة بن عمر السلولي عن عكرمة بن عمار قال: سمعت يزيد بن نعيم بن هزال يحدث عن أبيه أنّ هزالا حدّثه. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7279) • ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن عكرمة بن عمار واختلف عنه: فرواه أبو خليفة الفضل بن الحباب عن أبي الوليد الطيالسي ثنا عكرمة بن عمار ثني يزيد بن نعيم بن هزال عن جده هزال قال: فذكر الحديث بطوله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 202) ورواه علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن أبي الوليد الطيالسي ثنا عكرمة بن عمار ثنا يزيد بن نعيم بن هزال قال: كان لجدي جارية، وذكر الحديث مرسلاً. أخرجه ابن قانع (3/ 208) - ورواه أبان بن يزيد العطار واختلف عنه: • فقال أبو الوليد الطيالسي: ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة عن يزيد بن نعيم بن هزال قال: كان في أهله جارية ترعى غنما، وذكر الحديث مرسلاً. أخرجه الطحاوي (93 و 4944) وتابعه: 1 - حَبَّان بن هلال البصري ثنا أبان به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7280) 2 - هُدبة بن خالد البصري. أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (121) • وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا أبان بن يزيد ثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن نعيم بن هزال أنّ هزالا كان استرجم لماعز بن مالك، وكانت لهم جارية ترعى لهم، وذكر الحديث. أخرجه أحمد (5/ 217) والخرائطي في "المكارم" (487) وأبو نعيم في "الصحابة" (6573) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 496)

- ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: • فرواه الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن نعيم عن جده هزال. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7278) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا الليث به. • ورواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد واختلف عنه: فقال أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد ثني يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن يزيد بن نعيم بن هزال عن جده. أخرجه الطبراني (22/ 201) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (624) وقال مطلب بن شعيب: ثني عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد عن يزيد بن نعيم عن جده هزال. وعن محمد بن المنكدر عن هزال. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 125) • ورواه سفيان بن عُيينة عن يحيى بن سعيد عن نعيم بن عبد الله بن هزال أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهزال. أخرجه عبد الرزاق (13342) • ورواه شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن ابن هزال عن أبيه. قال شعبة: قال يحيى بن سعيد: فذكرت هذا الحديث بمجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال، فقال يزيد: هذا الحديث حق وهو حديث جدي. أخرجه أحمد (5/ 217) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 9/ 70) والروياني (1468) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (163) والخرائطي في "المكارم" (486) وابن قانع (3/ 208) والحاكم (4/ 363) وأبو نعيم في "الصحابة" (6572) والبيهقي (8/ 330 - 331) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 126) من طرق عن شعبة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" • ورواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر مرسلاً. أخرجه أبو داود (4378) والبيهقي (8/ 331) من طريق محمد بن عبيد ثنا حماد (¬1) به. ¬

_ (¬1) رواه أبو الربيع الزهراني عن حماد ثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن نعيم عن جده. أخرجه البيهقي في "الشعب" (9208)

وتابعه: 1 - سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن ابن المنكدر مرسلاً. قال يحيى: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي فقال: هزال جدي، وهذا الحديث حق. أخرجه البيهقي (8/ 331) وقال: هذا أصح من حديث شعبة" 2 - عبد الله بن المبارك. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7276) • ورواه مالك (21/ 821) عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب مرسلاً. قال يحيى: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي فقال يزيد: هزال جدي، وهذا الحديث حق. ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (7277) - ورواه هشام بن عاصم عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه عن جده. أخرجه ابن سعد (4/ 324) عن الواقدي ثني هشام بن عاصم به. والواقدي متروك. 2693 - أنّ رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذي القرنين فقال: "كان من الروم فأعطي ملكا فصار إلى مصر وبنى الإسكندرية فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال: انظر ما تحتك، فقال: أرى مدينة واحدة، قال: تلك الأرض كلها وإنما أراد الله أن يريك وقد جعل لك في الأرض سلطانا فسر فيها وعلم الجاهل وثبت العالم" قال الحافظ: أخرجه الطبري ومحمد بن ربيع الجيزي في كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر بإسناد فيه ابن لهيعة أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذي القرنين فقال: فذكره، وهذا لو صح لرفع النزاع ولكنه ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (16/ 8) ¬

_ (¬1) 7/ 191 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى -ويسألونك عن ذي القرنين-)

عن عبد الله بن لَهيعة والبيهقي في "الدلائل" (6/ 295 - 296) وابن عساكر (البداية والنهاية 2/ 107 والضعيفة 3/ 343 - 344) عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم القرشي العدوي وأبو الشيخ في "العظمة" (967) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم ثني سعد بن مسعود عن شيخين من شيوخ تجيب (¬1) قالا: كنا بالإسكندرية، فقلنا: لو انطلقنا إلى عقبة بن عامر فتحدثنا عنده، فانطلقنا، فوجدناه جالسا في ظل داره، فأخبرنا الخبر، فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي" ثم قال "اذهب، فمن وجدت بالباب من أصحابي فأدخلهم" فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم "إن شئتم أخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه قبل أن تكلموا، وإن شئتم تكلمتم، فأخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه" قالوا: بل أخبرنا، قال "جئتم تسألوني عن ذي القرنين، فسوف أخبركم كما تجدونه مكتوبا في كتبكم: إنّ أول أمره كان غلاما من الروم أعطي ملكا، فسار حتى أتى أرض مصر، فابتنى عندها مدينة يقال لها: الإسكندرية، فلما فرغ من بنائها أتاه ملك فعرج به فقال: انظر ما تحتك ... وذكر الحديث. واللفظ لأبي الشيخ. ولفظ الطبري: عن عقبة قال: كنت يوما أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت من عنده، فلقيني قوم من أهل الكتاب، فقالوا: نريد أن نسأل رسول الله (، فاستأذن لنا عليه، فدخلت عليه فأخبرته، فقال "ما لي وما لهم، ما لي علم إلا ما علمني الله" ثم قال "اسكب لي ماء" فتوضأ ثم صلّى، قال: فما فرغ حتى عرفت السرور في وجهه، ثم قال "أدخلهم عليّ، ومن رأيت من أصحابي ... وذكر الحديث. ولفظ البيهقي وابن عساكر نحوه. وسقط من إسناد ابن جرير "عن سعد بن مسعود" قال ابن كثير: الحديث ضعيف ورفعه لا يصح، وأكثر ما فيه أنّه من أخبار بني إسرائيل والعجب أنّ أبا زرعة الرازي مع جلالة قدره ساقه بتمامه في كتاب "دللائل النبوة" وذلك غريب منه" التفسير 3/ 100 ¬

_ (¬1) هكذا قال ابن لهيعة والمقرئ، وقال عبد الله بن عمر بن حفص: عن رجلين من كندة من قومه. وتجيب اسم قبيلة من كندة.

وقال في "البداية" (2/ 107): وهو منكر جداً" قلت: وعلته عبد الرحمن بن زياد بن أنعم فإنّه ضعيف. قال ابن عدي: عامة حديثه لا يتابع عليه، وقال ابن القطان الفاسي: والحق فيه أنّه ضعيف لكثرة روايته المنكرات. وسعد بن مسعود ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووقع عند الألباني في "الضعيفة": سعيد بن مسعود، فقال: لم أعرفه. والصواب أنّه سعد لا سعيد. 2694 - حديث سلمان الفارسي: "كان نوح إذا طعم أو لبس حمد الله فسمي عبدا شكورا" قال الحافظ: وقد صحح ابن حبان من حديث سلمان الفارسي: فذكره، وله شاهد عند ابن مردويه من حديث معاذ بن أنس، وآخر من حديث أبي فاطمة" (¬1) موقوف صحيح أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/ 19) عن يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي والحاكم (2/ 360) والبيهقي في "الشعب" (4156) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين قالوا: ثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال: كان نوح إذا طعم طعاما أو لبس ثوبا حمد الله فسمي عبدا شكورا. ورواه المعتمر بن سليمان التيمي عن سفيان ثني أيوب عن النّهدي عن سلمان به. أخرجه الطبري (15/ 19) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ققلت: وهو كما قال، والاختلاف على سفيان لا يضر بصحة الحديث لأنّ سليمان وأيوب ثقتان ولا يمنع أن يكون سفيان قد سمع الحديث منهما. ثم تبّين لي أنّ في الإسناد تحريفا فقد قال المحاملي في "أماليه" (68): ثنا أبو الأشعث ثنا المعتمر ثنا سفيان ثني أبوك (¬2) به. ¬

_ (¬1) 10/ 10 - 11 (كتاب التفسير - سورة الإسراء -باب ذرية من حملنا من نوح إنه كان عبدا شكورا-) (¬2) فتحرفت أبوك إلى أيوب عند الطبري.

وحديث معاذ بن أنس أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (5/ 237 - 238) عنه مرفوعاً "إنما سمى الله نوحا عبدا شكورا لأنّه كان إذا أمسى وأصبح قال: سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون". وأما حديث أبي فاطمة فأخرجه ابن مردويه كذلك كما في "الدر" (5/ 236) عنه مرفوعاً "كان نوح عليه السلام لا يحمل شيئا صغيرا ولا كبيرا إلا قال: بسم الله والحمد لله، فسماه الله عبدا شكورا". 2695 - "كان هذا الأمر في حِمْيَر فنزعه الله منهم وصيره في قريش وسيعود إليهم" قال الحافظ: وأخرج أحمد من حديث ذي مخبر -بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة بعدها راء- وهو ابن أخي النجاشي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وسنده جيد" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "كان الملك قبل قريش ... " 2696 - حديث العرباض بن سارية "كان يخرج علينا في الصُّفة وعليه حوتكية" سكت عليه الحافظ (¬2). ضعيف أخرجه أحمد (4/ 128) والطبراني في "مسند الشاميين" (1647) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 14) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (882 و 883) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضَمْضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن العرباض بن سارية قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج علينا في الصفة وعلينا الحوتكية فيقول "لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم، وليفتحن لكم فارس والروم" ضمضم بن زرعة صدوق، وإسماعيل وشريح ثقتان، وأظنّ أنّ فيه انقطاعا، فإنّ شريحا لم يذكر سماعا من العرباض، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، بل سئل محمد بن عوف الحمصي: هل سمع شريح من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما أظنّ ذلك، وذلك أنّه لا يقول في شيء من ذلك سمعت. 2697 - عن عائشة قالت: كان يُؤمر العائن أن يتوضأ ثم يغتسل منه المَعِين. ¬

_ (¬1) 16/ 234 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش) (¬2) 12/ 396 (كتاب اللباس - باب الخميصة السوداء)

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من رواية الأسود عن عائشة" (¬1) يرويه الأعمش واختلف عنه: • فرواه عثمان بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين. أخرجه أبو داود (3880) والبيهقي (9/ 351) • ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عائشة أنها كانت تأمر العائن أن يتوضأ فيغسل الذي أصابته العين. لم يذكر الأسود. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 59) والأول أصح. 2698 - عن عويم قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حَمَل بن النابغة، فضربت أم عفيف مليكة. قال الحافظ: أخرجه الطبراني. وقال: وفي حديث عويم عند الطبراني: فقال أخوها العلاء بن مسروح: يا رسول الله، أنغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل، فمثل هذا يطل؟ فقال "أسجع كسجع الجاهلية؟ " ونحوه عند أبي يعلى من حديث جابر لكن قال: فقالت عاقلة القاتلة" (¬2) حديث عويم تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أسجع كسجع الجاهلية" وحديث جابر أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 252 و 254 - 255) وفي "مسنده" (المطالب 1914) وأبو داود (4575) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 75) وأبو يعلى (1823) عن يونس بن محمد المؤدب وابن ماجه (2648) والبيهقي (8/ 107) عن معلي بن أسد البصري قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد عن مُجالد عن الشعبي عن جابر أنّ امرأتين من هذيل ¬

_ (¬1) 12/ 310 (كتاب الطب - باب رقية العين) (¬2) 15/ 271 و 272 (كتاب الديات - باب جنين المرأة)

قتلت إحداهما الأخرى، ولكلّ واحدة منهما زوج وولد، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المقتول على عاقلة القاتلة وبرّأ زوجها وولدها، فقال عاقلة المقتول: ميراثها لنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا، ميراثها لزوجها وولدها" قال: وكانت حبلى فقالت عاقلة المقتولة: إنها كانت حبلى، وألقت جنينا. قال: فخاف عاقلة القاتلة أن يضمّنهم فقالوا: يا رسول الله، لا شرب ولا أكل، ولا صاح فاستهل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أسَجْعَ الجاهلية؟ " فقضى في الجنين غُرَّةً: عبد أو أمة. وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. 2699 - حديث أنس: كانت الصلاة تقام فيعرض الرجل فيحدّث النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى ربما نعس بعض القوم، ثم يدخل في الصلاة. سكت عليه الحافظ (¬1). له عن أنس طرق: الأول: يرويه خالد بن يوسف بن خالد السمتي ثنا أبي عن الأعمش عن أنس قال: كانت الصلاة تقام فيعرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل فيكلمه في الحاجة فيحبسه حتى ينعس بعض القوم. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1210) ويوسف السمتي كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود. الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني أنّ أنس بن مالك قال: أقيمت صلاة العشاء فقام رجل فقال: يا رسول الله إنّ لي حاجة، فقام يناجيه حتى نعس القوم أو بعض القوم ثم صلّى بهم ولم يذكر وضوءا. أخرجه مسلم (1/ 284) وأبو داود (201) وأبو يعلى (3309 و 3310) والبيهقي (3/ 224) من طرق عن حماد بن سلمة به. ولم ينفرد به حماد بل تابعه غير واحد عن ثابت به، منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه الترمذي (518) ثنا الحسن بن علي الخلال ثنا عبد الرزاق (¬2) أنا معمر عن ¬

_ (¬1) 1/ 151 (كتاب العلم - باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه) (¬2) وأخرجه عبد بن حميد (1249) عن عبد الرزاق به.

ثابت عن أنس قال: لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما تقام الصلاة يكلمه الرجل يقوم بينه وبين القبلة فما يزال يكلمه فلقد رأيت بعضنا ينعس من طول قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - له. وقال: هذا حديث حسن صحيح" قلت: قال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف. 2 - عُمارة بن زاذان البصري. أخرجه أحمد (3/ 238 - 239) عن حسن بن موسى الأشيب وأبو يعلى (3401) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 31) عن شيبان بن فروخ الأبُلي قالا: ثنا عمارة بن زاذان ثنا ثابت عن أنس أنّ المؤذن أو بلال كان يقيم فيدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستقبله الرجل فيقوم معه حتى يخفق عامتهم برؤوسهم. وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير عمارة بن زاذان وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون فهو حسن الحديث. 3 - حميد الطويل. قال: سألت ثابتا البناني عن الرجل يتكلم بعد ما تقام الصلاة فحدثني عن أنس قال: أقيمت الصلاة فعرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فحبسه بعد ما أقيمت الصلاة. أخرجه البخاري (فتح 2/ 265) وأبو داود (542) والبيهقي (3/ 224) من طريق عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي ثنا حميد به. قال الحافظ في "الفتح" (2/ 265): وقول حميد: سألت ثابتا، ظاهر في كونه أخذه عن أنس بواسطة وقد قال البزار: إنّ عبد الأعلي بن عبد الأعلى تفرد عن حميد بذلك، ورواه عامة أصحاب حميد عنه عن أنس بغير واسطة. قلت: كذا أخرجه أحمد عن يحيى القطان وجماعة عن حميد، وكذلك أخرجه ابن حبان من طريق هشيم عن حميد، لكن لم أقف على شيء من طرقه على تصريح بسماعه له من أنس وهو مدلس فالظاهر أنّ رواية عبد الأعلى هي المتصلة. انتهى قلت: وحديث حميد عن أنس أخرجه أحمد (3/ 114 و 182 و 199 و 205 و 232) وأبو يعلى (3733 و 3885) والبغوي في "شرح السنة" (443) من طرق عن حميد به.

وخالف جريرُ بن حازم حمادَ بن سلمة فرواه عن ثابت عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعرض له الرجل يوم الجمعة بعد ما ينزل من المنبر فيكلمه ثم يدخل في الصلاة. فقال فيه "يوم الجمعة بعد ما ينزل من المنبر" أي قبل صلاة الجمعة، وقال حماد "قبل صلاة العشاء" والقول قول حماد فإنّه من أثبت الناس في ثابت البناني كما قال ابن المديني وابن معين وأحمد. وحديث جرير أخرجه الطيالسي (ص 272) وأحمد (3/ 213) وعبد بن حميد (1260) وأبو داود (1120) وابن ماجه (1117) والترمذي (517) وفي "العلل" (1/ 276) والنسائي (3/ 90 - 91) وفي "الكبرى" (1732) وأبو يعلى (3452) وابن خزيمة (1838) وأبو الشيخ (ص 31) والبيهقي (3/ 224) قال أبو داود: الحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما تفرد به جرير بن حازم" وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم، وسمعت محمدا يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما روى ثابت عن أنس قال: أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما زال يكلمه حتى نعس بعض القوم. قال محمد: والحديث هو هذا، وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء وهو صدوق" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث خطأ، أخطأ فيه جرير بن حازم، والصحيح عن ثابت عن أنس قال: فذكر الحديث" الثالث: يرويه عبد العزيز بن صهيب البصري عن أنس قال: أقيمت الصلاة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يناجي رجلاً في جانب المسجد فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم. وفي رواية "حتى نعس بعض القوم" أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "الفتح" (2/ 264) والبخاري (فتح 2/ 264 و 3/ 328) ومسلم (376) وأبو داود (544) وابن خزيمة (1527) من طرق عن عبد العزيز به. 2700 - حديث أبي الطفيل قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيها مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، وكانت ثيابها توضع عليها تسدل سدلا، وكانت ذات ركنين كهيئة هذه الحلقة C فأقبلت سفينة من الروم، حتى إذا كانوا قريبا من جُدة انكسرت، فخرجت قريش لتأخذ خشبها، فوجدوا الرومي الذي فيها نجارا، فقدموا به وبالخشب ليبنوا به البيت، فكانوا كلما أرادوا

القرب منه لهدمه بدت لهم حية فاتحة فاها، فبعث الله طيرا أعظم من النسر فغرز مخالبه فيها فألقاها نحو أجياد، فهدمت قريش الكعبة وبنوها بحجارة الوادي فرفعوها في السماء عشرين ذراعا، فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل الحجارة من أجياد وعليه نمرة، فضاقت عليه النمرة، فذهب يضعها على عاتقه فبدت عورته من صغرها، فنودي: يا محمد خمّر عورتك، فلم يُرَ عريانا بعد ذلك. قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق ومن طريقه الحاكم والطبراني" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (9106) عن مَعْمر بن راشد عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الطفيل به. وأخرجه إسحاق (المطالب 4216/ 1) وأحمد (5/ 455) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن خزيمة (3022) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني ومن طريقه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (2/ 39 - 40 القدسي) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه الحاكم (4/ 179) عن محمد بن عبد الحميد الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري به. وقال: صحيح الإسناد" وقال الذهبي في "التاريخ": هذا حديث صحيح" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" بطوله، وروى أحمد طرفا منه، ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 3/ 289 قلت: معمر ثقة، وابن خثيم صدوق، وأبو الطفيل واسمه عامر بن واثلة ولد بعد الهجرة فلم يدرك هذه القصة فهو مرسل صحابي. والحديث أخرجه أيضاً الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 157 - 158) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي عن داود بن عبد الرحمن العطار ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل به. وأحمد بن محمد وداود بن عبد الرحمن ثقتان. ¬

_ (¬1) 4/ 185 (كتاب الحج - باب فضل مكة وبنيانها)

2701 - عن أبي موسى الأشعري قال: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجاء أن يقول: يرحمكم الله، فكان يقول: يهديكم الله ويصلح بالكلم. قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الحاكم" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 400 و 411) والبخاري في "الأدب المفرد" (940) وأبو داود (5038) والترمذي (2739) والبزار (3145) والنسائي في "اليوم والليلة" (ص 243 - 244) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (74) والروياني (443) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 302) والطبراني في "الدعاء" (1986) وابن السني في "اليوم والليلة" (262) والحاكم (4/ 268) والبيهقي في "الشعب" (8908) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 332 - 333) من طرق عن سفيان الثوري ثني حكيم بن الديلم ثني أبو بُردة عن أبي موسى قال: فذكره. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث متصل الإسناد" وقال ابن عبد البر: انفرد به حكيم بن الديلمي، وهو عندهم ثقة مأمون" قلت: وهو كما قالوا. ورواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي عن سفيان عن حكيم بن الديلمي عن الضحاك عن أبي بردة عن أبي موسى. أخرجه الطحاوي (4/ 302) والأول أصح. 2702 - عن عائشة: كانت تنبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء تُوْكي أعلاه فيشربه عشاء، وتنبذه عشاء فيشربه غدوة. قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1590)، وعند أبي داود (3712) من وجه آخر عن عائشة أنها كانت تنبذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - غدوة، فإذا كان من العشي تعشى فشرب على عشائه فإن ¬

_ (¬1) 13/ 227 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله)

فضل شيء صببته، ثم ننبذ له بالليل فإذا أصبح وتغدى شرب على غدائه: قالت: نغسل السقاء غدوة وعشية" (¬1) 2703 - "كانت خطبته قصدا" قال الحافظ: في حديث جابر بن سَمُرة عند مسلم (866): فذكره" (¬2) 2704 - عن محمد بن كعب القرظي قال: كانت خولة بنت ثعلبة تحت أوس بن الصامت فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي. قال الحافظ: ففي مرسل محمد بن كعب القرظي عند الطبري: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 4) عن محمد بن حميد الرازي ثنا مهران عن أبي معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي قال: فذكره، وزاد: ثم ندم على ما قال، فقال لها: ما أظنك إلا قد حرمت عليّ، قالت: لا تقل ذلك، فوالله ما أحب الله طلاقا، قالت: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسله، فقال: إني أجدني أستحي منه أن أسأله عن هذا، فقالت: فدعني أن أسأله، فقال لها: سليه، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبي الله، إنّ أوس بن الصامت أبو ولدي، وأحبّ الناس إليّ، قد قال كلمة والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا، قال: أنت عليّ كظهر أمي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما أراكِ إلا قد حَرُمْت عليه" قالت: لا تقل ذلك يا نبي الله، والله ما ذكر طلاقا، فرادّت النبي - صلى الله عليه وسلم - مرارا، ثم قالت: اللهم إني أشكو اليوم شدّة حالي ووحدتي، وما يشق عليّ من فراقه، اللهم فأنزل على لسان نبيك، فلم ترم مكانها حتى أنزل الله {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1] إلى أن ذكر الكفارات، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أعتق رقبة" فقال: لا أجد، فقال "صم شهرين متتابعين" قال: لا أستطيع، إني لأصوم اليوم الواحد فيشقّ عليّ، قال "أطعم ستين مسكينا" قال: أما هذا فنعم. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد وأبي معشر نجيح. 2705 - عن أبي العالية قال: كانت خولة بنت دليح تحت رجل من الأنصار سيئ الخلق فنازعته في شيء فقال: أنت علي كظهر أمي. ¬

_ (¬1) 12/ 156 (كتاب الأشربة - باب الانتباذ في الأوعية) (¬2) 14/ 77 (كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل) (¬3) 17/ 144 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: وكان الله سميعا بصيرا)

قال الحافظ: وعند ابن مردويه من مرسل أبي العالية: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 1 - 2) عن محمد بن المثنى ثنا عبد الأعلى ثنا داود قال: سمعت أبا العالية يقول: إنّ خويلة ابنة الدليج أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائشة تغسل شقّ رأسه، فقالت: يا رسول الله، طالت صحبتي مع زوجي، ونفضت له بطني، وظاهر مني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "حَرُمْتِ عليه" فقالت: أشكو إلى الله فاقتي، ثم قالت: يا رسول الله، طالت صحبتي، ونفضت له بطني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "حرمت عليه" فجعل إذا قال لها: حرمت عليه، هتفت وقالت: أشكو إلا الله فاقتي، قال: فنزل الوحي، وقد قامت عائشة تغسل شقّ رأسه الآخر، فأومأت إليها عائشة أن اسكتي، قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي أخذه مثل السبات، فلما قضى الوحي، قال "ادعي زوجك" فتلاها عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} إلى قوله {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} [المجادلة: 3] أي يرجع فيه فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا- "أتستطيع رقبة؟ " قال: لا، قال -فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين- قال: يا رسول الله، إني إذا لم آكل في اليوم ثلاث مرات خشيت أن يعشو بصري، قال -فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا- قال "أتستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ " قال: لا يا رسول الله إلا أن تعينني، فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطعم. ورواته ثقات، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري، وداود هو ابن أبي هند. وأخرجه البيهقي (7/ 384 - 385) من طريق علي بن عاصم الواسطي ثنا داود بن أبي هند ثني أبو العالية الرياحي قال: كانت خولة بنت دليج تحت رجل من الأنصار وكان سيئ الخلق ضرير البصر فقيرا، وكانت الجاهلية إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال لها: أنت عليّ كظهر أمي، فنازعته في بعض الشيء فقال: أنت عليّ كظهر أمي، وكان له عيل أو عيلان، فلما سمعته يقول ما قال: احتملت صبيانها، فانطلقت تسعى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الحديث. وعلي بن عاصم قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه. 2706 - حديث ابن عباس: كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض. قال الحافظ: روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس: فذكره، ومثله عند ¬

_ (¬1) 17/ 144 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: وكان الله سميعا بصيرا)

الطبراني عن بريدة، وعند ابن عدي عن أبي هريرة وزاد "مكتوبا فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء" 2707 - "كانت عائشة تغتسل هي والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد هو الفَرَق" قال الحافظ: وقد روى مسلم (319) من حديث عائشة - رضي الله عنها -: فذكره" (¬2) 2708 - حديث أنس: كانت عامة وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم" قال الحافظ: وفي حديث أنس عنه عند النسائي وأحمد وابن سعد واللفظ له: فذكره، وله شاهد من حديث عليّ عند أبي داود وابن ماجه، وآخر من رواية نعيم بن يزيد عن عليّ "وأدوا الزكاة" بعد الصلاة، أخرجه أحمد. ولحديث أنس شاهد آخر من حديث أم سلمة عند النسائي بسند جيد" (¬3) ورد من حديث أنس ومن حديث عليّ ومن حديث أم سلمة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي رافع فأما حديث أنس فيرويه سليمان التيمي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس قال: كانت عامة (¬4) وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم (¬5)، حتى جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغرغر بها في صدره وما كاد يفيض بها لسانه. أخرجه ابن سعد (2/ 253) وأحمد (3/ 117) والطحاوي في "المشكل" (3202) عن أسباط بن محمد القرشي وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (34) وابن نصر في "الصلاة" (324) والنسائي في "الكبرى" (7095) وابن حبان (6605) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 204 - 205) وفي "الشعب" (9193) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2015) ¬

_ (¬1) 9/ 16 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر) (¬2) 1/ 317 (كتاب الوضوء - باب الوضوء بالمد) (¬3) 6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا) (¬4) وفي لفظ "آخر" (¬5) وفي لفظ "الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم"

عن جرير بن عبد الحميد الرازي والخطيب في "التاريخ" (4/ 239 - 240) عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط والبيهقي في "الدلائل" (7/ 204 - 205) عن عيسى بن يونس وأبو سليمان الربعي في "وصايا العلماء" (ص 26) وأبو الفضل الرازي في "حديثه" (518) عن شجاع بن الوليد الكوفي كلهم عن سليمان التيمي به. واللفظ لابن سعد وغيره. - ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس. أخرجه ابن ماجه (2697) وأبو يعلى (2990) عن أحمد بن المقدام العجلي والخطابي في "الغريب" (1/ 565) عن خليفة بن خياط وأبو يعلى (2933) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 158) عن أبي حمزة هريم بن عبد الأعلى الأسدي وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 214) عن أبي جعفر محمد بن صدقة بن عمران قالوا: ثنا معتمر بن سليمان به. • ورواه عبد الله بن عمر الخطابي عن معتمر عن أبيه عن قتادة عن صاحب له عن أنس. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7096)

- ورواه زهير بن معاوية الكوفي عن سليمان التيمي عن أنس، ولم يذكر قتادة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3200) والحاكم (3/ 57) - ورواه سفيان الثوري عن سليمان التيمي واختلف عنه: • فقيل: عن سفيان عن سليمان التيمي عن أنس. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7094) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري وعبد بن حميد (1214) والطحاوي في "المشكل" (3199) والدينوري في "المجالسة" (2391) عن قبيصة بن عقبة الكوفي كلاهما عن سفيان به. • ورواه وكيع عن سفيان عن سليمان التيمي عمن سمع أنس بن مالك. أخرجه ابن سعد (2/ 253) والطحاوي (3201) قال البزار: لا أعلم أحدا تابع التيمي، وإنما رواه غيره عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة" النكت الظراف 1/ 320 وسيأتي. وللحديث طريق أخرى عند البيهقي في "الشعب" (10542) وفيها من لا يعرف. وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن فضيل الكوفي ثنا المغيرة عن أم موسى عن علي قال: كان آخر كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم" أخرجه أحمد (1/ 78) عن ابن فضيل به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (158) وأبو داود (5156) وابن ماجه (2698) وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (29) وابن نصر في "الصلاة" (325) وأبو يعلى (596) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 166) والمحاملي في "أماليه" (140) والبيهقي (8/ 11) وفي "الآداب" (67) وفي "الشعب" (8195) من طرق عن ابن فضيل به. والمغيرة هو ابن مِقسم الضبي وهو ثقة إلا أنه يدلس، ولم يذكر سماعا من أم

موسى، وأم موسى وثقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثها مستقيم يخرج حديثها اعتبارا، وقال الطبري: مجهولة لم يرو عنها إلا المغيرة بن مقسم، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات وقال: تفرد عنها مغيرة بن مقسم. الثاني: يرويه عمر بن الفضل العبدي عن نعيم بن يزيد عن علي قال: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده. قال: فخشيت أن تفوتني نفسه. قال: قلت: إني أحفظ وأعي، قال "أوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم" أخرجه أحمد (1/ 90) واللفظ له ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (21/ 482) عن بكر بن عيسى الرَّاسِبي وابن سعد (2/ 243) والبخاري في "الأدب المفرد" (156) والنسائي في "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال" (21/ 482) عن حفص بن عمر الحَوْضي قالا: ثنا عمر بن الفضل به. وإسناده ضعيف، نعيم بن يزيد مجهول ما روى عنه سوى عمر بن الفضل (ميزان الاعتدال 4/ 271 - تهذيب التهذيب 10/ 468 - تقريب التهذيب) وأما حديث أم سلمة فيرويه قتادة واختلف عنه: - فرواه (¬1) سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت: كان (¬2) من آخر وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، حتى جعل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه. أخرجه أحمد (6/ 290 و 315) والحربي في "الغريب" (1/ 131) والنسائي في "الكبرى" (7098) - ورواه أبو عَوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن قتادة واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن أبي عوانة مثل رواية سعيد بن أبي عروبة. ¬

_ (¬1) هكذا رواه محمد بن أبي عدي وروح بن عبادة ويزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة به. وخالفهم عبد الوهاب بن عطاء الخفاف فرواه عن سعيد ولم يذكر أم سلمة. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 553) (¬2) وفي لفظ "كان عامة وصية"

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 357) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 205) عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 166) والطحاوي في "المشكل" (3203) عن أسد بن موسى المصري وأبو يعلى (6936) عن عبد الواحد بن غياث البصري قالوا: ثنا أبو عوانة به. • ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن أبي عوانة عن قتادة عن سفينة، ولم يذكر أم سلمة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7097) وتابعه خالد بن خداش البصري ثنا أبو عوانة به (¬1). أخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (30) - ورواه همام بن يحيى البصري عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة. أخرجه ابن سعد (2/ 253 - 254) وإسحاق في "مسند أم سلمة" (1893) وأحمد (6/ 311 و 321) وعبد بن حميد (1542) وابن ماجه (1625) والنسائي في "الكبرى" (7100) وأبو يعلى (6979) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 205) وفي "الآداب" (68) والبغوي في "شرح السنة" (2415) وفي "الشمائل" (1190) والخطيب في "المتفق والمفترق" (845) وصحح البيهقي هذه الرواية. قلت: وإسناد هذه الرواية منقطع. قال المزي في "التهذيب": صالح أبو الخليل عن سفينة مرسل. ¬

_ (¬1) وهذا الاختلاف إنما هو من أبي عوانة فقد قال خلف بن هشام البزار البغدادي: ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سفينة -لا أدري هو عن أم سلمة أو لا، شك أبو عوانة- أخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (33)

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة عن سفينة ولم يذكر أم سلمة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7099) وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني قال الهيثمي: وفيه عبيد الله أبو الوليد الوصافي وهو متروك" المجمع 4/ 237 وأما حديث أبي رافع فأخرجه البزار (3886) عن غسان بن عبيد الله ثنا يوسف بن نافع ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه في حجر علي بن أبي طالب وهو يقول لعلي "الله الله وما ملكت أيمانكم، الله الله والصلاة" فكان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الهيثمي: وفيه غسان بن عبيد الله لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 293 قلت: ويوسف بن نافع هو ابن عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير لم أقف له على ترجمة. 2709 - عن ابن عباس قال: كانت قريش تطوف بالبيت عراة يصفرون ويصفقون فأنزل الله تعالى {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} [الأعراف: 32] الآية. قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وسنده صحيح" (¬1) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (12324) عن أبي الحصين محمد بن الحسين القاضي ثنا يحيى الحِمَّاني ثنا يعقوب القُمِّي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به وزاد: فأمروا بالثياب. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8391) عن أبيه ثنا يحيى الحماني به. وزاد: أن يلبسوها. قال الهيثمي: وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف" المجمع 7/ 23 قلت: ويعقوب بن عبد الله القمي صدوق، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 12/ 365 (كتاب اللباس وقول الله تعالى: قل من حرم زينة الله)

ولم ينفرد الحماني به بل تابعه عامر بن إبراهيم الأصبهاني عن يعقوب عن جعفر عن سعيد عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة فأنزل الله تعالى فيهم {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32]. أخرجه ابن أبي حاتم (8390) عن محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني ثنا عامر بن إبراهيم به. وإسناده حسن. 2710 - حديث ابن عباس: كانت لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَالان، مَثْنِيٌّ شِرَاكُهُمَا. قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي في "الشمائل" وابن ماجه بسند قوي من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الترمذي في "الشمائل" (72) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 376) والبغوي في "شرح السنة" (3154) وفي "الشمائل" (820) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني وابن ماجه (3614) عن علي بن محمد (¬2) قالا: ثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحَذَّاء عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس به. قال أبو نعيم: تفرد به وكيع عن سفيان" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 91 قلت: وهو كما قال، وإسناده على شرط مسلم، وعبد الله بن الحارث هو الأنصاري نسيب ابن سيرين. 2711 - عن البراء بن عازب قال: كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا فأفسدت فيه، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ حفظ الحوائط بالنهار على أهلها، وأنّ حفظ الماشية بالليل على أهلها، وأنّ على أهل المواشي ما أصابت ماشيتهم بالليل. ¬

_ (¬1) 12/ 430 (كتاب اللباس - باب قبالان في نعل) (¬2) أظنه الطنافسي.

قال الحافظ: أخرجه الشافعي وأبو داود والنسائي وابن ماجه كلهم من رواية الأوزاعي، والنسائي أيضا وابن ماجه من رواية عبد الله بن عيسى، والنسائي أيضاً من رواية محمد بن ميسرة وإسماعيل بن أمية كلهم عن الزهري عن حرام بن مُحَيِّصة الأنصاري عن البراء بن عازب قال: فذكره. وأخرج ابن ماجه أيضاً من رواية الليث عن الزهري عن ابن محيصة أنّ ناقة للبراء ولم يسم حراما. وأخرج أبو داود من رواية مَعْمر عن الزهري فزاد فيه رجلاً قال: عن حرام بن محيصة عن أبيه، وكذا أخرجه مالك والشافعي عنه عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة أنّ ناقة. وأخرجه الشافعي في رواية المزني في المختصر عنه عن سفيان عن الزهري فزاد مع حرام سعيد بن المسيب قالا: إنّ ناقة للبراء. وفيه اختلاف آخر أخرجه البيهقي من رواية ابن جُريج عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل. فاختلف فيه على الزهري على ألوان، والمسند منها طريق حرام بن البراء، وحرام اختلف هل هو ابن محيصة نفسه أو ابن سعد بن محيصة؟ قال ابن حزم: وهو مع ذلك مجهول لم يرو عنه إلا الزهري ولم يوثقه (¬1). قلت: وقد وثقه ابن سعد وابن حبان لكن قال: إنّه لم يسمع من البراء، انتهى. وعلى هذا فيحتمل أن يكون قول من قال فيه: عن البراء، أي عن قصة ناقة البراء فتجتمع الروايات، ولا يمتنع أن يكون للزهري فيه ثلاثة أشياخ، وقد قال ابن عبد البر: هذا الحديث وإن كان مرسلاً فهو مشهور حدّث به الثقات وتلقاه فقهاء الحجاز بالقبول ... وقال الشافعي: أخذنا بحديث البراء لثبوته ومعرفة رجاله" (¬2) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه الأوزاعي عن الزهري واختلف عنه: ¬

_ (¬1) المحلى 12/ 335 (¬2) 15/ 282 - 283 (كتاب الديات - باب العجماء جبار)

• فقال غير واحد: عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب، منهم: 1 - الوليد بن مسلم. أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 80) والنسائي في "الكبرى" (5785) 2 - أيوب بن سويد الرملي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 203) وابن عدي (1/ 353) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 559) والدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 341) 3 - محمد بن يوسف الفريابي. أخرجه أبو داود (3570) والحاكم (2/ 47 - 48) والبيهقي (8/ 341) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 89) وقال: صحيح الإسناد" 4 - محمد بن مصعب القَرْقَساني. أخرجه أحمد (4/ 295) والدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 341) • ورواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي واختلف عنه: فرواه العباس بن عبد الله الأنطاكي عن محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5784 وتحفة الأشراف 8/ 366) ورواه أبو الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي عن محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء. أخرجه الحاكم (2/ 47 - 48). • وقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري مرسلاً. أخرجه البيهقي (8/ 341) - ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 80) عن ابن أبي شيبة وهو في "مصنفه" (14/ 220 - 221) وابن ماجه (2/ 781) وابن الأعرابي (1382) والبيهقي (8/ 341 - 342) عن الحسن بن علي بن عفان العامري والدارقطني (3/ 155) عن محمد بن علي بن محرز البغدادي قالوا: ثنا معاوية بن هشام عن سفيان به. ورواه القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي عن معاوية بن هشام فقال فيه: عن سفيان عن إسماعيل بن أمية وعبد الله بن عيسى أخرجه النسائي في "الكبرى" (5786) ولم ينفرد معاوية بن هشام به بل تابعه مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا سفيان به، إلا أنه لم يذكر إسماعيل بن أمية. أخرجه الدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 342) - ورواه غير واحد عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة مرسلاً، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه ابن المبارك في "المسند" (139) والشافعي في "السنن المأثورة" (525) وابن أبي شيبة (9/ 435 - 436 و 10/ 161 - 162 أو 14/ 220) وأحمد (5/ 436) وابن الجارود (796) والبيهقي (8/ 342) وابن عبد البر (11/ 89) 2 - زَمْعَة بن صالح اليماني. أخرجه الروياني (418) 3 - سفيان بن حسين الواسطي. قاله الدارقطني (السنن 3/ 156) - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:

• فقال عبد الرزاق (¬1) (18437): عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه. أخرجه أحمد (5/ 436) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (3569) وابن أبي عاصم (ص 80) وابن حبان (6008) والطبراني في "الكبير" (5469) والدارقطني (3/ 154 - 155) وأبو نعيم في "الصحابة" (3200) والبيهقي (8/ 342) وابن عبد البر (1/ 88) والواحدي في "الوسيط" (3/ 246) من طرق عن عبد الرزاق به. • وقال وهيب بن خالد البصري: عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة مرسلاً. أخرجه الطبراني (5470) - ورواه غير واحد عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة مرسلاً، منهم: 1 - مالك (2/ 747 - 748) ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (526) وأحمد (5/ 435 - 436) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 203) والطبراني (5470) والدارقطني (3/ 156) والبيهقي (8/ 341) والبغوي في "شرح السنة" (2169) 2 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه الدارقطني (3/ 156) 3 - النعمان بن راشد الجزري. أخرجه الطبراني (5470) 4 - الليث بن سعد. أخرجه ابن ماجه (2332) وقال في روايته: أنّ ابن محيصة. 5 - صالح بن كيسان المدني. قاله الدارقطني (السنن 3/ 156) 6 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (292) ¬

_ (¬1) ورواه في التفسير 3/ 26 عن مَعمر عن الزهري عن ابن محيصة أنّ ناقة للبراء.

7 - عُقيل بن خالد الأيلي. قاله الدارقطني. 8 - شعيب بن أبي حمزة. قاله الدارقطني. 9 - عبد الرحمن بن إسحاق القرشي. أخرجه ابن البختري (292) - ورواه ابن جُريج قال: قال ابن شهاب: حدثني أبو أمامة بن سهل أنّ ناقة دخلت حائط قوم أخرجه عبد الرزاق (18438) عن ابن جريج به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر (11/ 88) - ورواه إبراهيم بن طهمان الخراساني في "المشيخة" (198) عن محمد بن ميسرة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن البراء. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5787) من طريقه. وقال: محمد بن ميسرة هو ابن أبي حفصة وهو ضعيف" - ورواه قتادة عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلاً. قاله الدارقطني (3/ 156) - ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري أنّه بلغه أنّ ناقة للبراء. قاله ابن عبد البر (11/ 81) وقال: ولم يصنع ابن أبي ذئب شيئاً لأنّه أفسد إسناده" 2712 - عن أنس قال: كانت لي ذُؤَابة فقالت أمي: لا أجزها فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمدها ويأخذ بها. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 12/ 487 - 488 (كتاب اللباس - باب القزع)

أخرجه أبو داود (4196) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا زيد بن الحباب عن ميمون بن عبد الله عن ثابت البُنَاني عن أنس به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (6066) ورواته ثقات غير ميمون بن عبد الله قال المزي: أظنّ أنّه ميمون بن أبان أبو عبد الله الجشمي المقدم ذكره، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول ولعله ميمون بن أبان. 2713 - حديث أسماء بنت يزيد: كانت يد كُمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرُّسْغ. ذكر الحافظ أنّه في السنن (¬1). حسن ورد من حديث أسماء بنت يزيد ومن حديث أنس فأما حديث أسماء بنت يزيد فأخرجه إسحاق في "مسنده" (2284) وأبو داود (4027) والترمذي (1765) وفي "الشمائل" (56) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (155) والنسائي في "الكبرى" (9666) ومحمد بن هارون الحضرمي يف "الفوائد" (37 - منتقاه للمزي) والطبراني في "الكبير" (24/ 163) وابن عدي (6/ 2427) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 102) والبيهقي في "الآداب" (736) وفي "الشعب" (5756) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 116 - 117) والبغوي في "الشمائل" (746 و 747) وفي "شرح السنة" (3072 و 3073) من طريق معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي ثني أبي عن بديل بن ميسرة العقيلي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: كان كُمُّ يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرُّسْغ. وفي لفظ "كان يد قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل من الرُّصْغ" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: وهو كما قال فإنّ رواته كلهم ثقات غير شهر بن حوشب وهو حسن الحديث. واختلف فيه على بديل العقيلي، فرواه موسى بن سروان المعلم عن بديل العقيلي مرسلاً. أخرجه ابن سعد (1/ 458) وابن أبي شيبة (8/ 399) وإسحاق في "مسنده" (2285) وأحمد في "الزهد" (ص 11) وهناد في "الزهد" (715) والنسائي في "الكبرى" (9667) ¬

_ (¬1) 12/ 380 (كتاب اللباس - باب لبس القميص)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 2946) عن محمد بن ثعلبة بن سواء البصري ثنا عمي محمد بن سواء ثنا همام عن قتادة عن أنس قال: كان يد كُمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرصغ. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 101) عن عبد الله بن محمد بن ناجية البربري والبيهقي في "الشعب" (5758) عن محمد بن بشر بن مطر قالا: ثنا محمد بن ثعلبة به. قال البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلا قتادة، ولا عنه إلا همام، ولا عنه إلا ابن سواء، ولا عنه إلا محمد بن ثعلبة" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 121 قلت: محمد بن ثعلبة قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أنس. 2714 - حديث رفاعة بن عوانة: كانت يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي يحلف بها: أشهد عند الله، والذي نفسي بيده. قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث رفاعة بن عوانة: فذكره، وفي سنده ضعيف وهو عبد الملك بن محمد الصنعاني" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده" 2715 - حديث أنس: كانوا إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا. قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (97) ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا ¬

_ (¬1) 14/ 351 (كتاب الإيمان والنذور - باب إذا قال: أشهد بالله، أو شهدت بالله) (¬2) 13/ 299 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

يحيى بن سليمان الجعفي ثنا عبد السلام بن حرب عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا عبد السلام بن حرب، تفرد به يحيى الجعفي" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 36 قلت: شيخ الطبراني ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويحيى بن سليمان الجعفي مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وقال النسائي: ليس بثقة. والصواب أنّه حسن الحديث فقد احتج به البخاري في صحيحه, والباقون كلهم ثقات. 2716 - عن ابن سيرين قال: كانوا يلتفتون في صلاتهم حتى نزلت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} فأقبلوا على صلاتهم ونظروا أمامهم، وكانوا يستحبون أن لا يجاوز بصر أحدهم موضع سجوده. قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من رواية هشام بن حسان عن محمد بن سيرين: فذكره، وصله الحاكم بذكر أبي هريرة فيه، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال في آخره "فطأطأ رأسه" (¬1) مرسل وله عن ابن سيرين طرق: الأول: يرويه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن ابن عون عن ابن سيرين مرسلاً، منهم: 1 - هشيم بن بشير. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 240) عن هشيم عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما ينظر إلى الشيء في الصلاة فيرفع بصره حتى نزلت آية إن لم تكن هذه فلا أدري ما هي {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (18/ 2) من طريق الحسين بن داود المصيصي ثنا هشيم به. وهشيم مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عون. ¬

_ (¬1) 2/ 376 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة)

2 - أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 357) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن أبي شهاب عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة نظر هكذا وهكذا فلما نزل {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} ... الحديث. أبو شهاب صدوق، والباقون ثقات. 3 - يونس بن بكير الشيباني. أخرجه البيهقي (2/ 283) عن الحاكم ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى رفع رأسه إلى السماء تدور عيناه ينظر ها هنا وهاهنا، فأنزل الله {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}. فطأطأ ابن عون رأسه ونكس في الأرض. أحمد بن عبد الجبار هو العُطاردي مختلف فيه، ويونس بن بكير صدوق، والباقون ثقات. - ورواه أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلتفت في الصلاة حتى نزلت هذه الآية {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} فنكس رأسه. أخرجه البيهقي (2/ 283) عن أبي سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني وأبي نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة قالا: ثنا أبو علي حامد بن الرفاء الهروي ثنا محمد بن يونس ثنا سعيد أبو زيد الأنصاري به. وقال: والصحيح هو المرسل" وتعقبه ابن التركماني فقال: قلت: ابن أوس ثقة وقد زاد الرفع" قلت: هو مختلف فيه، والراوي عنه محمد بن يونس هو الكديمي وهو متهم. الثاني: يرويه خالد الحَذَّاء عن ابن سيرين قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع بصره إلى السماء، فأُمر بالخشوع فرفع بصره نحو مسجده. أخرجه عبد الرزاق (3261) عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء به. ورواته ثقات.

وأخرجه الطبري (18/ 2) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت خالدا عن ابن سيرين قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت هذه الآية {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] قال: فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد. رواته ثقات. الثالث: يرويه مَعْمر بن راشد عن أيوب السَّخْتِياني عن ابن سيرين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه إلى السماء وهو يصلي حتى أنزل الله {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] أو غيرها، فإن لم تكن تلك فلا أدري ما هي، فضرب برأسه. أخرجه عبد الرزاق (3262) ورواته ثقات. - ورواه إسماعيل بن عُلية عن أيوب واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن إسماعيل عن أيوب عن ابن سيرين مرسلاً، منهم: 1 - سعيد بن منصور. أخرجه البيهقي (2/ 283) وقال: هذا هو المحفوظ مرسل" 2 - يعقوب بن إبراهيم الدورقي. أخرجه الطبري (18/ 2) 3 - حماد بن زيد. قال البيهقي: ورواه حماد بن زيد عن أيوب مرسلاً، وهذا هو المحفوظ" • وقال أبو شعيب الحرّاني: ثني أبي ثنا إسماعيل عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] فطأطأ رأسه. أخرجه الحاكم (2/ 393) وعنه البيهقي (2/ 283) قال: حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا أبو شعيب الحراني به. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 178) من طريق محمد بن عبد الله بن نعيم ثني أحمد بن يعقوب الثقفي به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لولا خلاف فيه على محمد فقد قيل: عنه مرسلاً، ولم يخرجاه" وقال الذهبي: قلت: الصحيح مرسل" قلت: أحمد بن يعقوب الثقفي لم أقف له على ترجمة، ومن فوقه كلهم ثقات. وأبو شعيب اسمه عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب لم يخرج له الشيخان شيئاً، وأبوه لم يخرج له البخاري شيئاً. الرابع: يرويه أبو جعفر الرازي عن الحجاج الصواف عن ابن سيرين قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} فقالوا بعد ذلك برؤوسهم هكذا. أخرجه الطبري (18/ 2) عن محمد بن حميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة عن أبي جعفر به. ومحمد بن حميد مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وكذبه إسحاق بن منصور وغيره، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه كذلك: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول أحمد وغيره. والباقون ثقات. 2717 - حديث عطاء بن يسار: كبّر النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة من الصلوات ثم أشار بيده أن امكثوا. قال الحافظ: ولمالك من طريق عطاء بن يسار مرسلاً: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه مالك (1/ 48) عن إسماعيل بن أبي حكيم أنّ عطاء بن يسار أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كبّر في صلاة من الصلوات ثم أشار إليهم بيده أن امكثوا فذهب ثم رجع وعلى جلده أثر الماء. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 397) ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 2/ 262 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب هل يخرج من المسجد لعلة)

2718 - حديث ابن عباس "كُتب عليّ النحر ولم يكتب عليكم" قال الحافظ: وهو حديث ضعيف أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني والدارقطني وصححه الحاكم فذهل، وقد استوعبت طرقه ورجاله في الخصائص من تخريج أحاديث الرافعي" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد بن حنبل (1/ 231) وأحمد بن منيع في "مسنده" (تخريج أحاديث المختصر 2/ 47) والبزار (كشف 2433) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (430) وابن عدي (7/ 2670) والدارقطني (2/ 21) والحاكم (1/ 300) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 232) والبيهقي (2/ 468 و 9/ 264) وفي "معرفة السنن" (14/ 18) وفي "الصغرى" (1810 و 1811) والخطيب في "المتفق والمفترق" (743) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 55 و 2/ 47) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي ثنا أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "ثلاث هُن عليّ فرائض، وهنّ لكم تطوع: الوتر، والنحر (¬2)، وصلاة الضحى (¬3) " اللفظ لأحمد والبيهقي. قال البزار: أبو جناب لم يكن بالقوي" وقال البيهقي: أبو جناب ضعيف، وكان يزيد بن هارون يصدقه ويرميه بالتدليس" وقال الذهبي: ما تكلم الحاكم عليه وهو غريب منكر" تلخيص المستدرك وقال الحافظ: هذا حديث غريب ليس بثابت، وأبو جناب ضعيف الحديث لكثرة تدليسه" وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي جناب الكلبي" إتحاف الخيرة 3/ 141 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - جابر بن يزيد الجُعْفي. أخرجه أحمد (1/ 232 و 234 و 317) والبزار (كشف 2434) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 252 - 253) ¬

_ (¬1) 12/ 99 (كتاب الأضاحي - باب سنة الأضحية) (¬2) وفي لفظ للحافظ "والأضحى" (¬3) ولفظ البزار وغيره "وركعتا الفجر"

عن إسرائيل بن يونس الكوفي وعبد بن حميد (58) والدارقطني (4/ 282) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 56) عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي والطبراني في "الكبير" (11802) والدارقطني (4/ 282) عن قيس بن الربيع الكوفي والدارقطني (4/ 282) عن يحيى بن أبي أنيسة الجزري كلهم عن جابر الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "كتب عليّ الأضحى (¬1) ولم يكتب عليكم، وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها" لفظ حديث الحسن بن صالح. ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن جابر الجعفي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن شريك عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس، منهم: • لوين المصيصي في "حديثه" (97) ومن طريقه أخرجه الحافظ (1/ 56) • أسود بن عامر الشامي. أخرجه أحمد (1/ 317) • زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11803) والشجري في "أماليه" (2/ 78) • أبو الوليد بشر بن الوليد القاضي. أخرجه الشجري (2/ 76) - ورواه إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي عن شريك واختلف عنه: • فرواه عبد الله بن محمد بن ناجية البربري عن إسماعيل بن موسى ثنا شريك عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن عدي (2/ 543) والبيهقي (9/ 264) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "النحر"

• ورواه تَمْتَام محمد بن غالب بن حرب البصري وأبو يعلى عن إسماعيل بن موسى ثنا شريك عن سِماك عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه البيهقي (9/ 264) • ورواه زكريا بن يحيى زحمويه عن شريك عن جابر عن عكرمة مرسلاً. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11803) وشريك سيئ الحفظ، وجابر الجعفي ضعفه جماعة، ومنهم من كذبه. وقال الحافظ: وهذا أيضاً ضعيف لضعف جابر الجعفي. 2 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (201) من طريق وضاح بن يحيى النهشلي ثنا مِنْدل عن يحيى بن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "ثلاث عليّ فريضة وهي لكم تطوع: الوتر، وركعتا الفجر، وركعتا الضحى" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (770) وقال: هذا حديث لا يثبت، فيه وضاح بن يحيى قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات الأحاديث المقلوبات التي كأنها معمولة فلا يحتج به. قال أحمد: ومندل ضعيف" قلت: واختلف فيه على مندل، فرواه عبد العزيز بن الخطاب الكوفي ثنا مندل عن أبي جناب عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11674) و"الأوسط" (2508) والشجري (2/ 79) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عكرمة إلا أبو جناب" كذا قال. 3 - المبارك بن أبي حمزة الزبيدي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12044) من طريق حماد بن عبد الرحمن الكلبي ثنا المبارك بن أبي حمزة الزبيدي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "كتب عليّ الأضحى ولم يكتب عليكم، وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا" وإسناده ضعيف، حماد بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: شيخ مجهول منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: يروي أحاديث مناكير. والمبارك بن أبي حمزة قال أبو حاتم: مجهول ضعيف.

وخالف الجميع أبان بن أبي عياش فرواه عن عكرمة مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (4573) عن مَعْمر بن راشد عن أبان به. وأبان متروك. واختلف عنه: قال ابن عبد البر: وقد روى أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن أبان بن أبي عياش عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "الوتر عليّ فريضة، وهو لكم تطوع، والأضحى عليّ فريضة، وهو لكم تطوع، والغسل يوم الجمعة عليّ فريضة، وهو لكم تطوع" وهذا حديث منكر لا أصل له، ونوح بن أبي مريم ضعيف متروك مجتمع على ضعفه، وكذلك أبان بن أبي عياش مجتمع على ضعفه وترك حديثه" التمهيد 23/ 290 2719 - "كَتَبَ الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة" قال الحافظ: في صحيح مسلم (2653) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً: فذكره" (¬1) 2720 - عن أنس قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل جبار يدعوهم إلى الله، وسمى منهم كسرى وقيصر والنجاشي، قال: وليس بالنجاشي الذي أسلم. قال الحافظ: وقد روى مسلم (1774) من حديث أنس قال: فذكره" (¬2) 2721 - عن أبي هريرة قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن أن يؤخذ من العسل العشر. قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق، وفي إسناده عبد الله بن مُحَرَّر وهو بمهملات وزن محمد، قال البخاري في "تاريخه": عبد الله متروك ولا يصح في زكاة العسل شيء. قال الترمذي: لا يصح في هذا الباب شيء. قال الشافعي في القديم: حديث إنّ في العسل العشر ضعيف وفي أن لا يؤخذ منه العشر ضعيف إلا عن عمر بن عبد العزيز" (¬3) ضعيف جداً أخرجه عبد الرزاق (6972) عن عبد الله بن محرر الجزري عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن أن يؤخذ من أهل العسل العشور. ¬

_ (¬1) 14/ 289 (كتاب القدر - باب رقم 1) (¬2) 9/ 193 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر) (¬3) 4/ 90 (كتاب الزكاة - باب العشر فيما يسقى من ماء السماء)

ومن طريقه أخرجه العقيلي (2/ 310) والبيهقي (4/ 126) وقال العقيلي: منكر لا يتابع عبد الله بن محرر عليه، ولا يثبت في زكاة العسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء" وقال الترمذي: قال البخاري: ليس في زكاة العسل شيء يصح" العلل 1/ 312 قلت: وعبد الله بن محرر قال النسائي وجماعة: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. 2722 - قال سعيد بن المسيب: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر. الحديث وفيه "فلما قرأ قيصر الكتاب قال: هذا كتاب لم أسمع بمثله ودعا أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وكانا تاجرين هناك فسأل عن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وقد وقع ذكره أيضاً (أي المغيرة بن شعبة) في أثر آخر في "كتاب السير" لأبي إسحاق الفزاري و"كتاب الأموال" لأبي عبيد من طريق سعيد بن المسيب قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (59) عن يحيى بن سعيد القطان وابن أبي شيبة (¬2) في "المصنف" (14/ 337 - 338) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر والنجاشي كتابا واحدا "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر والنجاشي: أمَّا بعد {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} [آل عمران: 64] فأمّا كسرى فمزق كتابه ولم ينظر فيه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مُزِّق ومزقت أمته" وأما قيصر فقال: إنّ هذا كتاب لم أره بعد سليمان، "بسم الله الرحمن الرحيم" فأرسل إلى أبي سفيان بن حرب وإلى المغيرة بن شعبة -وكانا تاجرين بالشام- فسألهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: بأبي، لو كنت عنده لغسلت قدميه، ليملكن ما تحت قدمي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ له مدة" وأمّا النجاشي فآمن -أو قال: فأسلم- وآمن من كان ¬

_ (¬1) 1/ 35 - 36 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) ومن طريقه أخرجه ابن طولون في "إعلام السائلين" (ص 61 و 71)

عنده من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكسوة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - اتركوه ما ترككم" السياق لأبي عبيد. وعبد الرحمن بن حرملة هو ابن عمرو بن سَنَّةَ الأسلمي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، والباقون ثقات. 2723 - عن عمرو بن حزم قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاب الفرائض والديات والسنن وبعث به مع عمرو بن حزم إلى اليمن، الحديث بطوله، وفيه: وكان في الكتاب: وإنّ أكبر الكبائر الشرك. قال الحافظ: وقد وافقه كتاب عمرو بن حزم الذي أخرجه النسائي وابن حبان في "صحيحه" والطبراني من طريق سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده قال: فذكره" (¬1) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تبيعا .. " 2724 - "كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب" قال الحافظ: وللترمذي من حديث ابن عمر: فذكره" (¬2) أخرجه الترمذي (2411) والبيهقي في "الشعب" (4600 و 4601) والواحدي في "الوسيط" (1/ 158 - 159) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن حاطب الجُمحي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإنّ أبعد الناس من الله القلب القاسي". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب" قلت: إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 14 و 125)، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت فيه جرحاً، ومن غرائبه: فذكر له هذا الحديث. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ¬

_ (¬1) 15/ 198 (كتاب الحدود - باب رمي المحصنات) (¬2) 13/ 54 (كتاب الأدب - باب من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فلا يؤذ جاره)

2725 - "كذب أبو السنابل" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه الشافعي في "الأم" (5/ 206) وفي "الرسالة" (ص 574 - 575) عن سفيان بن عُيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه أنّ سُبيعة الأسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بليال، فمرّ بها أبو السنابل بن بعكك، فقال: قد تصنعت للأزواج إنها أربعة أشهر وعشرا، فذكرت ذلك سبيعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "كذب أبو السنابل أو ليس كما قال أبو السنابل، قد حللت فتزوجي" ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 429) وفي "معرفة السنن" (11/ 205) والبغوي في "شرح السنة" (2388) وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 299) عن ابن عيينة فلم يذكر قوله "كذب أبو السنابل أو ليس كما قال أبو السنابل" وكذا أخرجه البيهقي (7/ 429) من طريق سعدان بن نصر البغدادي عن ابن عيينة فلم يذكره. وقال: وهذه الرواية مرسلة" وقال الشيخ أحمد شاكر في "شرح الرسالة": وهذا الإسناد ظاهره الإرسال لأنّ عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يدرك القصة، لكن روى البخاري من طريق الليث عن يزيد أنّ ابن شهاب كتب إليه أنّ عبيد الله بن عبد الله أخبره عن أبيه أنّه كتب إلى ابن الأرقم أن يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها النبي - صلى الله عليه وسلم -" إلخ، وروى مسلم من طريق يونس عن ابن شهاب ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنّ أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة الأسلمية" إلخ، قال الحافظ في "الفتح": قد سلف في تفسير الطلاق أنّ ابن سيرين حدّث به عن عبد الله بن عتبة عن سبيعة فيحتمل أن يكون عبد الله لقي سبيعة بعد أن كان بلغه عنها ممن سيذكر من الوسائط" وهذا الاحتمال الذي ذكره الحافظ هو الواقع الصحيح فقد روى أحمد في "المسند" (6/ 432) عن عبد الرزاق عن مَعْمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها ... فذكر الحديث، قال: وهذا إسناد صحيح متصل ليست له علة، ويظهر أنّ عبد الله بن عتبة حدث مروان القصة وذكر له أنّه لم يسمعها من سبيعة نفسها فأمره أن يذهب إليها ويسألها حتى يتوثق من صحة الرواية. انتهى قلت: وليس في هذه الروايات قوله "كذب أبو السنابل" ¬

_ (¬1) 1/ 229 (كتاب العلم - باب ما يستحب للعالم إذا سئل: أي الناس أعلم؟)

2726 - كتب هرقل من تبوك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني مسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كذب، بل هو على نصرانيته" قال الحافظ: في "مسند أحمد" أنّه (أي هرقل): فذكره. وفي كتاب "الأموال" لأبي عبيد بسند صحيح من مرسل بكر بن عبد الله المزني نحوه ولفظه "فقال: كذب عدو الله ليس بمسلم" (¬1) لم أره في مسند أحمد، وقد أخرجه ابن حبان (4504) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة ثنا علي بن بحر ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا حميد عن أنس مرفوعاً "من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر، وله الجنة؟ " فقال رجل من القوم: وإن لم أقتل؟ قال "وإن لم تقتل". فانطلق الرجل به، فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس، قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب، أخذه، ثم دعا رأس الجاثَلِيق، فأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك، فنادى قيصر: من صاحب الكتاب فهو آمن، فجاء الرجل، فقال: إذا أنا قدمت فأتني، فلما قدم أتاه، فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت، ثم أمر مناديا ينادي: ألا إنّ قيصر قد اتبع محمدا، وترك النصرانية، فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره. فقال لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد ترى أني خائف على مملكتي، ثم أمر مناديا فنادى: ألا إنّ قيصر قد رضي عنكم، وإنما خَبَركم لينظر كيف صبركم على دينكم، فارجعوا، فانصرفوا، وكتب قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني مسلم، وبعث إليه بدنانير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ الكتاب "كذب عدو الله، ليس بمسلم، وهو على النصرانية" وقَسّم الدنانير. وإسناده صحيح رواته ثقات لكن رواه أبو عبيد في "الأموال" (ص 324) وعنه ابن زنجويه في "الأموال" (959) عن مروان بن معاوية الفزاري ويزيد بن هارون الواسطي عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني مرسلاً. وهكذا رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله مرسلاً. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الحارث 640) 2727 - عن جابر قال: كانت لنا جواري وكنا نعزل، فقالت اليهود: إنّ تلك الموءودة الصغرى، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "كذبت اليهود، لو أراد الله خلقه لم تستطع رده" ¬

_ (¬1) 1/ 41 (باب كيف كان بدء الوحي)

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه من طريق مَعْمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال: فذكره. وأخرجه النسائي من طريق هشام وعلي بن المبارك وغيرهما عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي مطيع بن رفاعة عن أبي سعيد نحوه، ومن طريق أبي عامر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه، ومن طريق سليمان الأحول أنّه سمع عمرو بن دينار يسأل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن العزل، فقال: زعم أبو سعيد فذكر نحوه، قال: فسألت أبا سلمة: أسمعته من أبي سعيد؟ قال: لا، ولكن أخبرني رجل عنه، وفي النسائي من وجه آخر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهذه طرق يقوى بعضها ببعض" (¬1) صحيح ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أبي هريرة فأما حديث جابر فيرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فرواه معمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال: جاء ناس من المسلمين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله، إنّها تكون لنا الإماء فنعزل عنهنّ، وزعمت اليهود أنّها الموءودة الصغرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كذبت يهود، كذبت يهود، وكذبت لو أراد الله أن يخلقه لم يرده" أخرجه عبد الرزاق (12550) عن معمر به. وأخرجه الترمذي (1136) عن يزيد بن زُرَيع البصري والنسائي في "الكبرى" (9078) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري كلاهما عن معمر به. - ورواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير أنّ محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان حدثه أنّ رفاعة حدثه عن أبي سعيد الخدري. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 31) وأبو داود (2171) والعِيسوي (¬2) في "الفوائد" (17) والبيهقي (7/ 230) ¬

_ (¬1) 11/ 220 - 221 (كتاب النكاح - باب العزل) (¬2) ووقع عنده: عن أبي رفاعة.

ورفاعة هذا مجهول. - ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ثني أبو رفاعة أنّ أبا سعيد. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4338) وأحمد (3/ 51 و 53) والنسائي في "الكبرى" (9079) والطحاوي في "المشكل" (1916) وفي "شرح المعاني" (3/ 31) وتابعه معاذ بن فضالة البصري عن يحيى بن أبي كثير به. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 31) قال أبو حاتم: حديث هشام الدستوائي أشبه من حديث معمر" العلل 1/ 437 - ورواه علي بن المبارك الهُنَائى عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي مطيع بن رفاعة عن أبي سعيد. أخرجه أحمد (3/ 33) والبخاري في "الكنى" (ص 31) والنسائي في "الكبرى" (9081) والطحاوي في "المشكل" (1917) وفي "شرح المعاني" (3/ 31) من طرق عن علي بن المبارك به. • ورواه عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن علي بن المبارك فقال: عن أبي مطيع بن عوف أحد بني رفاعة بن الحارث. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9080) - ورواه أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك القناد عن يحيى بن أبي كثير فقال: عن أبي مطيع. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (368) والنسائي في "الكبرى" (9082) - وهكذا رواه معاوية بن سلام الدمشقي (¬1) وحرب بن شداد البصري عن يحيى بن أبي كثير فقالا: عن أبي مطيع. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 31) وقال: وهذا أصح" - ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبي عامر صالح بن رستم البصري عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2853) ووقع عنده: عن أبي مطيع بن رفاعة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (359) والبزار (كشف 1452) والنسائي في "الكبرى" (9083) وأبو يعلى (6011) قال الدارقطني: ووهم فيه" العلل 8/ 41 - 42 وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق: الأول: يرويه عياش بن عقبة الحضرمي عن موسى بن وَردان عن أبي سعيد قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ اليهود يقولون: إنّ العزل هي الموءودة الصغرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذبت اليهود، لو أفضيت لم يكن إلا بقدر" أخرجه البزار (كشف 1453) عن زيد بن الحباب والطحاوي في "المشكل" (1918) وفي "شرح المعاني" (3/ 31) واللفظ له عن عبد الله بن وهب كلاهما عن عياش بن عقبة به. قال البزار: لا نعلم روى موسى عن أبي سعيد إلا هذا، وهو صالح الحديث، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد ولا بأس به" قلت: هو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وقال الدارقطني وغيره: لا بأس به، فهو حسن الحديث، وقد سمع من أبي سعيد كما قال البخاري في "الكبير"، وعياش بن عقبة قال النسائي وغيره: ليس به بأس، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه سليمان بن أبي مسلم المكي الأحول أنه سمع عمرو بن دينار يسأل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن عزل النساء، فقال: زعم أبو سعيد الخدري أنّ رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله إنّ لي أَمَة تَسْنو عليّ -أو تنضح عليّ- وإني أعزلها، ولا أعزلها إلا خشية الولد، وزعمت يهود أنّها الموءودة الصغرى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كذبت يهود، كذبت يهود" قال: فسألنا أبا سلمة: أسمعه من أبي سعيد؟ فقال: لا، ولكن أخبرنيه رجل عنه. أخرجه عبد الرزاق (12549) عن سليمان الأحول به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9084) من طريق ابن جُريج أخبرني سليمان الأحول عن عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن رجل عن أبي سعيد.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. ولم ينفرد سليمان الأحول به بل تابعه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: أوقفت جارية لي أبيعها في سوق بني قينقاع فجاءني رجل من اليهود فقال: يا أبا سعيد ما هذه الجارية؟ قلت: جارية لي أبيعها، قال: فلعلك أن تبيعها وفي بطنها منك سخلة. قلت: إني كنت أعزل عنها، قال: فإنّ تلك الموءودة الصغرى، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال "كذبت يهود، ولا عليكم ألا تفعلوا" أخرجه الحميدي (746) عن سفيان بن عُيينة ثني محمد بن إسحاق عن التيمي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 221 - 222) وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (360) عن عبد الله بن نمير والطحاوي في "المشكل" (1919) وفي "شرح المعاني" (3/ 32) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري كلاهما عن ابن إسحاق عن التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد قال: لما أصبنا سبي بني المصطلق استمتعنا وعزلنا عنهن، قال: وقفت على جارية في سوق بني قينقاع فذكر نحوه. وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلساً. الثالث: يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني عن عبد الله بن مُحَيريز قال: دخلت أنا وأبو صرمة المازني فوجدنا أبا سعيد يحدث كما يحدث أبو سلمة وأبو أمامة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "كذبت يهود" وقال في آخر الحديث "وما عليكم أن لا تفعلوا وقد قدر الله ما هو خالق من خلقه إلى يوم القيامة" أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 222) وعنه ابن أبي عاصم (361) عن عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان به. وفيه عنعنة ابن إسحاق أيضاً. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - ربيعة بن أبي عبد الرحمن المدني عن محمد بن يحيى عن ابن محيريز أنّه قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد فسأله أبو صرمة فقال: يا أبا سعيد هل

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل؟ فقال: نعم، غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة المصطلق فسبينا كرائم العرب فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا: نفعل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا لا نسأله، فسألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لا عليكم أن لا تفعلوا، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون" أخرجه مالك (2/ 594) والبخاري (فتح 6/ 97 و 8/ 435) ومسلم (1438) 2 - موسى بن عقبة. ولفظه "ما عليكم أن لا تفعلوا فإنّ الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة" أخرجه البخاري (فتح 17/ 163) ومسلم (2/ 1062) ولم ينفرد محمد بن يحيى به بل تابعه ابن شهاب الزهري عن ابن محيريز به. أخرجه البخاري (فتح 11/ 218 - 219) ومسلم (2/ 1062) الرابع: يرويه خارجة بن مصعب الخراساني عن يحيى بن سعيد ثنا أبو رفاعة أنّ أبا سعيد قال: وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7678) وقال: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا خارجة بن مصعب" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1451) والنسائي في "الكبرى" (9091) عن عمر بن أبي خليفة البصري والبيهقي (7/ 230) عن أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي قالا: ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل فقيل: إنّ اليهود تزعم أنّها الموءودة الصغرى فقال "كذبت يهود" وإسناده حسن. 2728 - عن عائشة أنّ يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة شيئاً من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر. قالت: فقلت: يا رسول الله، هل

للقبر عذاب؟ قال "كذبت يهود، لا عذاب دون يوم القيامة" ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذات يوم نصف النهار وهو ينادي بأعلى صوته "أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذاب القبر حق". قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري عن سعيد بن عمرو بن سعيد الأموي عن عائشة" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (6/ 81) ثنا هاشم ثنا إسحاق بن سعيد ثنا سعيد عن عائشة أنّ يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئاً من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر، قالت: فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّ فقلت: يا رسول الله، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟ قال "لا، وعَمّ ذلك" قالت: هذه اليهودية لا نصنع إليها من المعروف شيئاً إلا قالت: وقاك الله عذاب القبر، قال "كذبت يهود، وهم على الله عز وجل كذب، لا عذاب دون يوم القيامة" قالت: ثم مكث بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه محمرة عيناه وهو ينادي بأعلى صوته "أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلاً، أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذاب القبر حق" وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، هاشم هو ابن القاسم البغدادي وإسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي وسعيد هو أبوه، وقد سمع من عائشة كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 499) 2729 - حديث ابن مسعود: فعبّرها أبو بكر، قال: إليّ الأمر بعدك، ويليه بعدي عمر، قال "كذلك عبّرها الملك" قال الحافظ: وأخرج أبو ذر الهروي في "كتاب الرؤيا" من حديث ابن مسعود نحو حديث الباب لكن قال في آخره: فذكره، وفي سنده أيوب بن جابر وهو ضعيف، وهذه الزيادة منكرة" (¬2) سيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية: كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا. ¬

_ (¬1) 3/ 479 (كتاب الجنائز - باب ما جاء في عذاب القبر) (¬2) 16/ 72 (كتاب التعبير - باب نزع الماء من البئر)

2730 - عن أبي قرفاصة قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم برنسا فقال "إلبسه" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث أبي قرفاصة قال: فذكره، وفي سنده من لا يعرف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (2520) ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا أيوب بن علي بن الهيصم ثنا زياد بن سيار عن عزة بنت عياض بن أبي قرصافة قالت: سمعت جدي أبا قرصافة قال: فذكره. قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 5/ 127 قلت: أيوب بن علي بن هيصم قال أبو حاتم: شيخ (الجرح 1/ 1/ 252) وزياد بن سيار الكناني ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 534) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وعزة ذكرها ابن حبان في "الثقات" (5/ 289) وحده. وابن قتيبة وثقه الدارقطني وغيره. 2731 - "كسر عظم المؤمن ميتا ككسره حيا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان" (¬2) صحيح يرد من حديث عائشة ومن حديث أم سلمة فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: ترويه عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة. وعن عمرة غير واحد، منهم: 1 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه ابن حبان (3167) ¬

_ (¬1) 12/ 386 (كتاب اللباس - باب البرانس) (¬2) 11/ 13 (كتاب النكاح - باب كثرة النساء)

عن محمود بن غيلان المروزي والبيهقي (4/ 58) وفي "المعرفة" (5/ 335) عن محمد بن يحيى الذهلي قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة مرفوعاً "كسر عظم الميت ككسره حيا" وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو أحمد اسمه محمد بن عبد الله، وسفيان هو الثوري. 2 - محمد بن عُمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1273) عن بكار بن قتيبة البكراوي ثنا صفوان بن عيسى ثنا محمد بن عمارة به. وأخرجه تمام (1659) عن أبي الميمون بن راشد ثنا بكار بن قتيبة به. وإسناده حسن إن كان محمد بن عمارة سمع من عمرة فإنه لم يذكر سماعا منها. 3 - حارثة بن محمد وهو ابن أبي الرِّجَال المدني. أخرجه عبد الرزاق (6257) عن سفيان الثوري عن حارثة بن محمد به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1276) والخطيب في "التاريخ" (13/ 119 - 120) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 66) عن عبد الله بن الوليد العدني كلاهما عن سفيان به. وتابعه عبدة بن سليمان الكلابي عن حارثة به. أخرجه هناد في "الزهد" (1171) وحارثة بن محمد قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. 4 - سعيد بن عبد الرحمن الجحشي. أخرجه عبد الرزاق (6258) عن مَعْمر بن راشد عن سعيد بن عبد الرحمن به. وإسناده حسن.

5 - سعد بن سعيد الأنصاري. أخرجه عبد الرزاق (6256 و 17732 و 17733) وإسحاق في "مسند عائشة" (1006) وأحمد (6/ 58 و 168 - 169 و 200 و 264) وهناد في "الزهد" (1169) وأبو داود (3207) وابن ماجه (1616) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 66) وابن الجارود (551) والطحاوي في "المشكل" (1274 و 1275) وابن عدي (3/ 1189) والدارقطني (3/ 188) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 186) والبيهقي (4/ 58) والخطيب في "التاريخ" (13/ 120) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 143) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (124) من طرق عن سعد بن سعيد به. زاد الدارقطني وحده "في الإثم" قال ابن القطان الفاسي: حسن" الوهم والإيهام 4/ 212 وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 1035 قلت: إسناده على شرط مسلم. 6 - أيوب بن خالد. أخرجه الخطيب في "السابق واللاحق" (ص 99 - 100) من طريق إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبيه عن أيوب بن خالد عن عمرة عن عائشة مرفوعاً "من أخذ عظما من ميت فكسره فكأنما كسره من حي" إبراهيم بن أبي يحيى هو الأسلمي كذبه ابن معين وغير واحد. 7 - بكير بن عبد الله بن الأشج المدني. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (486) 8 - الحارث بن عبد الرحمن. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (706) من طريق الحسن بن الربيع البجلي ثنا عمار بن سيف عن الحارث به. وعمر بن سيف أظنه الضبي الكوفي وثقه العجلي، وضعفه أبو زرعة والجمهور. - ورواه أبو الرِّجَال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن أمه عمرة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أبي الرجال عن أمه عمرة عن عائشة مرفوعاً، منهم: 1 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال.

أخرجه أحمد (6/ 105) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عبد الرحمن بن محمد به. وإسناده صحيح. 2 - سفيان الثوري. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 95) من طريق أبي صالح الفَرَّاء ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان به. وقال: غريب من حديث الثوري تفرد به الفراء عن الفزاري" قلت: الفراء اسمه محبوب بن موسى وثقه أبو داود وغيره، والفزاري اسمه إبراهيم بن محمد ثقة مشهور. 3 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 106) من طريق علي بن مجاهد الرازي ثنا ابن إسحاق عن أبي الرجال عن أمه عن عائشة به. وعلي بن مجاهد مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وكذبه يحيى بن الضريس وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. • وقال شعبة: عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال: قالت لي عمرة: أعطني قطعة من أرضك أدفن فيها، فإني سمعت عائشة تقول: كسر عظم الميت ككسر عظم الحي" موقوف أخرجه إسحاق (1171) عن وهب بن جرير بن حازم البصري وأحمد (6/ 100) عن محمد بن جعفر البصري قالا: ثنا شعبة به. وأخرجه ابن عبد البر (3/ 143 - 144) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً به.

أخرجه الدارقطني (3/ 188 - 189) وابن عبد البر (13/ 144) من طريق محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي الحنيني ثنا أبو حذيفة ثنا زهير بن محمد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم به. وإسناده حسن، أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي وزهير بن محمد التميمي صدوقان، والباقون ثقات. وأما حديث أم سلمة فأخرجه ابن ماجه (1617) عن محمد بن معمر القيسي ثنا محمد بن بكر ثنا عبد الله بن زياد أني أبو عبيدة بن عبد الله بن زَمْعَة عن أمه عن أم سلمة مرفوعاً "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الأثم" قال البوصيري: هذا إسناد فيه عبد الله بن زياد مجهول، ولعله عبد الله بن زياد بن سمعان المدني أحد المتروكين" المصباح 2/ 55 وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، روى عنه محمد بن بكر البرساني فقط. 2732 - عن النعمان بن بشير قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسأل عنها حتى انجلت. قال الحافظ: وقع عند النسائي من حديث النعمان بن بشير قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ... " 2733 - حديث أسماء: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى أُدرك بردائه. قال الحافظ: ولمسلم (906) من حديث أسماء: فذكرته" (¬2) 2734 - حديث أبي سعيد في قوله تعالى {كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] قال: "كَعَكَرِ الزَّيت، إذا قَرَّبه إليه سقطت فروة وجهه فيه" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬3) أخرجه أسد بن موسى في "الزهد" (27) وأحمد (3/ 70 - 71) وأبو يعلى (1375) عن ابن لَهيعة ¬

_ (¬1) 3/ 180 (كتاب الصلاة - أبواب الكسوف - باب الصلاة في كسوف الشمس) (¬2) 3/ 179 (كتاب الصلاة - أبواب الكسوف - باب الصلاة في كسوف الشمس) (¬3) 10/ 191 (كتاب التفسير: سورة الدخان)

وابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 316) وفي "المسند" (130) وعبد بن حميد (930) والترمذي (2581 و 2584 و 3322) وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (76) والطبري في "تفسيره" (5/ 239 و 25/ 132) وابن حبان (7473) والطبراني في "الأوسط" (3161) والحاكم (2/ 501 و 4/ 604) والبيهقي في "البعث" (550) والواحدي في "الوسيط" (3/ 146) والبغوي في "شرح السنة" (4407) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (100) عن عمرو بن الحارث المصري كلاهما عن دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: دراج مختلف فيه، واختلف في ما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وضعفه أحمد وأبو داود. 2735 - حديث عقبة بن عامر "كفارة النذر كفارة اليمين" قال الحافظ: أخرجه مسلم، لكن أخرج الترمذي وابن ماجه حديث عقبة بلفظ "كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين" ولفظ ابن ماجه "من نذر نذرا لم يسمه" (¬1) أخرجه مسلم (1645) والبيهقي في "معرفة السنن" (14/ 192) وفي "الصغرى" (4/ 110) عن هارون بن سعيد الأيلي ومسلم (1645) والبيهقي (10/ 67) عن أحمد بن عيسى بن حسان المصري ومسلم (1645) والطحاوي في "شرح المعاني" (1303) والبيهقي (10/ 67) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري والبيهقي (10/ 67) عن أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد الكوفي كلهم عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن شِمَاسة عن أبي الخير عن عقبة بن عامر به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 14/ 389 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك)

وعن يونس بن عبد الأعلى أخرجه الطحاوي في "المشكل" (403) لكنّه لم يذكر أبا الخير. وقال عقبه: قال يونس: وقد كان ابن وهب حدثناه أيضاً فقال: عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي الخير عن عقبة. قلت: رواه غير واحد عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن شماسة عن عقبة، ولم يذكروا أبا الخير، منهم: 1 - محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري. أخرجه البيهقي (10/ 67) وفي "معرفة السنن" (14/ 192) وفي "الصغرى" (4/ 110) 2 - أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان المصري. أخرجه النسائي (7/ 24) وفي "الكبرى" (4773) 3 - الحارث بن مسكين المصري. أخرجه النسائي (7/ 24) وفي "الكبرى" (4773) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 94) 4 - رشدين بن سعد المصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 273) وكلام يونس بن عبد الأعلى الذي تقدم يدل على أنّ هذا الاختلاف إنما هو من ابن وهب وأنّه كان يحدث به على الوجهين. والأول أصح فقد رواه يحيى بن أيوب المصري عن كعب بن علقمة عن ابن شماسة عن أبي الخير عن عقبة. أخرجه أحمد (¬1) (4/ 147) وأبو داود (3324) والروياني (199) وتابعه ابن لَهيعة (¬2) عن كعب بن علقمة به. ¬

_ (¬1) رواه عن عتاب بن زياد المروزي عن ابن المبارك عن يحيى بن أيوب، ورواه سويد بن نصر وحبان بن موسى المروزيان عن ابن المبارك فلم يذكرا أبا الخير. أخرجه الطبراني (17/ 313) (¬2) رواه حسن بن موسى الأشيب وأبو سعيد مولى بني هاشم وإسحاق بن عيسى البغدادي وعبد الله بن عبد الحكم المصري وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وكامل بن طلحة البصري عن ابن لهيعة هكذا، وخالفهم يحيى بن يحيى النيسابوري فرواه عن ابن لهيعة ولم يذكر أبا الخير.=

أخرجه أحمد (4/ 146 و 148 - 149 و 156) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 193) وأبو يعلى (1744) والطبراني في "الكبير" (17/ 272) ولم ينفرد كعب بن علقمة به بل تابعه عبد الله بن بشر عن ابن شماسة عن أبي الخير عن عقبة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 273) ورواه بعضهم عن كعب بن علقمة مع زيادة في المتن فأخرج أحمد (4/ 144) وأبو داود (3323) والترمذي (1528) والروياني (182) والطحاوي في "المشكل" (3/ 40 و 40 - 41) والطبراني في "الكبير" (17/ 273) والمزي في "التهذيب" (27/ 19) من طريق أبي بكر بن عياش ثني محمد مولى المغيرة بن شعبة ثني كعب بن علقمة عن أبي الخير عن عقبة مرفوعاً "كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين" اللفظ للترمذي (¬1). وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب" قلت: محمد مولى المغيرة هو ابن يزيد بن أبي زياد قال أبو حاتم والدارقطني: مجهول. طريق أخرى: قال ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 5): ثنا وكيع عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن يزيد عن عقبة مرفوعاً "من نذر نذرا فلم يسمه، فعليه كفارة يمين" وأخرجه ابن ماجه (2127) عن عليّ بن محمد ثنا وكيع به. واختلف فيه على إسماعيل بن رافع، فرواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن سعيد عن عقبة. أخرجه الروياني (256) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 130) والبيهقي (10/ 45) وقال: كذا قال: خالد بن سعيد، وأظنه خالد بن زيد الذي يروي عن عقبة حديث الرمي" ¬

_ = أخرجه الروياني (254) وتابعه عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني ثنا ابن لهيعة به. أخرجه الطبراني (17/ 313) ورواه يحيى بن إسحاق السَّيلحيني عن ابن لهيعة فلم يذكر ابن شماسة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5390) (¬1) والزيادة له وحده.

قلت: وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع. وله شاهد من حديث ابن عباس وآخر من حديث عائشة فأما حديث ابن عباس فيرويه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن كُريب مولى ابن عباس عن ابن عباس واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن سعيد بن أبي هند المدني عن بكير واختلف عنه: • فقال محمد بن عبد الله بن عمران البياضي ثنا طلحة بن يحيى الأنصاري عن الضحاك بن عثمان عن عبد الله بن سعيد عن بكير عن كريب عن ابن عباس مرفوعاً "من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لله فأطاقه فَلْيَفِ به". أخرجه الدارقطني (4/ 158 - 159 و 160) والبيهقي (10/ 45) والبياضي لم أر من ترجمه. • وقال محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: ثنا طلحة بن يحيى عن عبد الله بن سعيد عن بكير عن كريب عن ابن عباس. ولم يذكر الضحاك بن عثمان. أخرجه أبو داود (3322) والدارقطني (14/ 158 - 159) والبيهقي (10/ 45) قال الحافظ في "التلخيص" (4/ 176): رواه أبو داود وإسناده حسن فيه طلحة بن يحيى وهو مختلف فيه، وقال أبو داود: روي موقوفاً -يعني وهو أصح-. قلت: رواه وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند فأوقفه على ابن عباس. أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 6) ورواه وكيع أيضاً عن مغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند موقوفاً (¬1). وخالفه يعقوب بن حميد بن كاسب فرواه عن مغيرة بن عبد الرحمن مرفوعاً (¬2). ويعقوب بن حميد مختلف فيه. قال أبو حاتم وأبو زرعة: والموقوف الصحيح" علل الحديث 1/ 441 وقال الحافظ: وهو أشبه" الفتح 14/ 398 ¬

_ (¬1) علل الحديث 1/ 441 (¬2) علل الحديث 1/ 441

- ورواه خارجة بن مصعب السَّرَخْسي عن بكير بن عبد الله عن غريب عن ابن عباس مرفوعا. أخرجه ابن ماجه (2128) وخارجة قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وتابعه داود بن الحصين المدني عن ثور بن خالد الديلي أو عن خاله موسى بن ميسرة عن بكير بن عبد الله به. أخرجه الدارقطني (4/ 158 - 159) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن داود بن الحصين به. وإسماعيل وأبوه وداود مختلف فيهم، وثور أظنه ابن زيد وهو ومن فوقه ثقات (¬1). وأما حديث عائشة فأخرجه الدارقطني (4/ 159 - 160) من طريق غالب بن عبيد الله العقيلي عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة مرفوعاً "من جعل عليه نذرا في معصية الله فكفارة يمين، ومن جعل عليه نذرا لم يسمه فكفارة يمين ... " وقال: غالب ضعيف الحديث" وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 176): وغالب متروك" 2736 - عن ابن عباس قال: كَفَّرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بصاع من تمر، وأمر الناس بذلك، فمن لم يجد فنصف صاع من بُرٍّ. قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، وهو من رواية عمر بن عبد الله بن يعلى وهو ضعيف جدا" (¬2) ضعيف أخرجه ابن ماجه (2112) والطبراني في "الكبير" (12270) وابن عدي (5/ 1692) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى. ¬

_ (¬1) انظر حديث "لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين" (¬2) 14/ 407 (كتاب الإيمان والنذور - باب كفارات الإيمان)

2736 أ - "كُفْرٌ بالله تبرؤ من نسب وإن دق" قال الحافظ: وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه عند أحمد: فذكره، وله شاهد عن أبي بكر الصديق" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 2737 - حديث أبي بكر الصديق "كُفْرٌ بالله من انتفى من نسب وإن دَقّ" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬2) له عن أبي بكر طريقان: الأول: يرويه السري بن إسماعيل الهمداني عن قيس بن أبي حازم قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبايعه، فجئت وقد قبض، وأبو بكر قائم في مقامه، فأطال (¬3) الثناء وأكثر البكاء (¬4)، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كفر بالله انتفاء (¬5) من نسب وإن دق، وادعاء نسب لا يعرف" أخرجه الدارمي (2866) واللفظ له والبزار (1/ 139) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (90) عن جعفر بن زياد الأحمر والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 30) وابن بطة في "الإبانة" (983) عن عبد العزيز بن أبان الأموي كلاهما عن السري بن إسماعيل به. قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عن أبي بكر عنه، ورواه عن أبي بكر قيس بن أبي حازم بهذا الإسناد، والسري بن إسماعيل ليس بالقوي وقد حدّث عنه الزهري وجماعة كثيرة واحتملوا حديثه" وقال الهيثمي: وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك" المجمع 1/ 97 ¬

_ (¬1) 15/ 43 (كتاب الفرائض - باب إثم من تبرأ من مواليه) (¬2) 15/ 57 (كتاب الفرائض - باب من ادعى إلى غير أبيه) (¬3) وفي لفظ "فأطاب" (¬4) وفي لفظ "الدعاء" (¬5) وفي لفظ "تبرئ"

واختلف فيه على السري بن إسماعيل، فقال سليمان بن داود الشاذكوني: ثنا يونس بن أرقم ثنا السري بن إسماعيل عن بيان عن قيس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2839) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بيان إلا السري" قلت: والشاذكوني قال ابن معين: كذاب يضع الحديث، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: ليس بشيء متروك الحديث. الثاني: يرويه (¬1) عمر بن موسى الحادي ثنا حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطأة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة (¬2) عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرة عن أبي بكر مرفوعاً "كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف، وكفر بالله انتفاء من نسب وإن دق" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2143) و"الأوسط" (8570) وابن عدي (5/ 1710) والخطيب في "التاريخ" (3/ 144) وقال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن الأعمش إلا الحجاج، ولا رفعه عن الحجاج إلا حماد بن سلمة، تفرد به عمر بن موسى" وقال ابن عدي: وهذا حديث موقوف لم يرفعه إلا عمر بن موسى هذا" وقال الخطيب: غريب جداً، تفرد برفعه حجاج بن أرطأة عن الأعمش، وتفرد به عمر بن موسى عن حماد بن سلمة عن حجاج، ورواه شعبة عن الأعمش فوقفه كذلك" وقال البزار: رفعه بعض أصحاب حماد عن الحجاج عن الأعمش، وأما الثقات الحفاظ فيوقفونه، ولم يصح عندنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وقال أيضاً: أسنده بعضهم والذي أسنده فليس بحجة في الحديث" البحر الزخار 1/ 140 و 168 - 169 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف" المجمع 1/ 97 وقال الدارقطني في "العلل" (1/ 262 و 263): لم يسنده غير عمر بن موسى، والصواب قول من رواه عن الأعمش موقوفاً" ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 104) لكنه لم يذكر أبا بكر. (¬2) ووقع عند الطبراني في "الدعاء": عن عمارة بن عمير مكان عبد الله بن مرة.

قلت: وهو كما قال، فقد رواه جماعة من الثقات عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر عن أبي بكر قوله، منهم: 1 - شعبة. أخرجه الخرائطي في "المساؤئ" (85) وابن بطة في "الإبانة" (985) والخطيب في "التاريخ" (3/ 144) 2 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2785) 3 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (16315) والدارمي (2864) 4 - عبد الله بن نمير. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 726) 5 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (16316) 6 - هشيم بن بشير. أخرجه الخلال في "السنة" (1466) 7 - عمار بن رُزَيْق الكوفي. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (604) ولم ينفرد عبد الله بن مرة به بل تابعه: 1 - طلحة بن مصرف اليامي عن أبي معمر عن أبي بكر قوله. أخرجه أحمد في "السنة" (750) عن حجاج بن محمد المصيصي ثنا محمد بن طلحة عن أبيه به. وأخرجه الخلال في "السنة" (1255) عن أبي بكر أحمد بن محمد المروذي عن أحمد به. وإسناده منقطع. 2 - مجاهد عن أبي معمر عن أبي بكر قوله.

أخرجه ابن وهب في "الجامع" (20) عن جرير بن حازم البصري عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عُتيبة عن مجاهد به. والحسن بن عمارة قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. قال البزار: ولا أحسب أبو معمر هذا سمع من أبي بكر" البحر الزخار 1/ 167 - 168 وقال أبو حاتم: روى عن أبي بكر مرسل" الجرح والتعديل 2/ 2/ 68 وله شاهد عن ابن عمرو مرفوعاً "كفر تبرؤ من نسب وإن دق أو إدعاء إلى نسب لا يعرف" أخرجه أحمد (2/ 215) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. والمثنى بن الصباح قال الدارقطني وجماعة: ضعيف. لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب به. أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 108) و"الأوسط" (7915) وابن عدي (5/ 1767) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 316) من طريق أنس بن عياض الليثي عن يحيى بن سعيد به. قال الطبراني: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا أنس بن عياض" قلت: بل رواه سليمان بن بلال المدني أيضاً عن يحيى بن سعيد. أخرجه ابن ماجه (2744) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا سليمان بن بلال به. قال البوصيري: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 3/ 150 قلت: بل حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون كلهم ثقات. وله شاهد آخر موقوف أخرجه الدارمي (2865) عن محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن زكريا بن يحيى سمعت أبا وائل يحدث عن ابن مسعود نحوا من حديث أبي بكر. ورواته ثقات غير زكريا بن يحيى الرازي ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا سفيان الثوري، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا ولم يذكرا عنه راويا إلا سفيان.

2738 - حديث ابن مسعود في ذكر الفتنة: قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال "كفّ يدك ولسانك وادخل دارك" قلت: يا رسول الله: أرأيت إن دخل رجل عليّ داري؟ قال "فأدخل بيتك" قلت: أفرأيت إن دخل عليّ بيتي؟ قال "فادخل مسجدك - وقبض بيمينه على الكوع- وقيل: ربّي الله حتى تموت على ذلك" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) يرويه إسحاق بن راشد الجزري واختلف عنه: - فقال مَعْمر بن راشد: عن إسحاق بن راشد عن عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه سمع ابن مسعود رفعه "تكون فتنة، النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجري، قتلاها كلها في النار" قلت: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال "ذلك أيام الهرج" قلت: ومتى أيام الهرج؟ قال "حين لا يأمن الرجل جليسه" قلت: فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان؟ قال "اكفف نفسك ويدك، وادخل دارك" قلت: يا رسول الله، أرأيت إن دخل عليّ داري؟ الحديث. أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (279 - تحقيق (¬2) مصطفى عثمان محمد) وعبد الرزاق (20727) عن معمر به. وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 120) وفي "مسنده" (402) عن يَعْمَر بن بشر الخراساني وأحمد (1/ 449) عن عليّ بن إسحاق المروزي كلاهما عن ابن المبارك به. وأخرجه أحمد (1/ 448 - 449) عن عبد الرزاق به إلا أنه لم يسم إسحاق بن راشد وإنما قال: عن رجل. وأخرجه البزار (1444) والطبراني في "الكبير" (9774) والخطابي في "العزلة" (ص 10) والحاكم (3/ 320 و 4/ 426 - 427) من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن إسحاق بن راشد به. ¬

_ (¬1) 16/ 137 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا ترجعوا بعدي كفارا) (¬2) وقع الإسناد في مسند ابن المبارك بتحقيق صبحي السامرائي (262) هكذا، معمر عن سالم عن إسحاق بن راشد

قال البزار: لا نعلم روى وابصة بن معبد عن ابن مسعود إلا هذا الحديث بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عمرو بن وابصة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وأبوه له صحبة، ومعمر ثقة، وإسحاق صالح الحديث. - وقال القاسم بن غزوان: عن إسحاق بن راشد الجزري عن سالم ثني عمرو بن وابصة عن أبيه عن ابن مسعود. أخرجه أبو داود (4258) عن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي والمزي (23/ 406 - 408) عن محمد بن عبد العزيز الرملي قالا: ثنا شهاب بن خراش الحوشبي أبو الصلت عن القاسم بن غزوان به. والقاسم بن غزوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وسالم قال الحافظ أيضاً: هو ابن أبي الجعد أو ابن أبي المهاجر أو ابن عجلان وإلا فمجهول. ومحمد بن عبد العزيز صدوق، وعثمان بن سعيد وشهاب بن خراش ثقتان. 2739 - حديث جابر: كُفّن عليه الصلاة والسلام في ثوبين وبُرْد حبرة. قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث جابر وإسناده حسن" (¬1) لم أره من حديث جابر وإنما يروى من حديث ابن عباس ومن حديث علي بن الحسين مرسلاً ومن حديث محمد بن علي بن الحسين مرسلاً فأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد الرزاق (6166) وابن سعد (2/ 285) والطبراني في "الكبير" (12056) والبيهقي (3/ 400) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس قال: كفن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثوبين أبيضين وبرد حبرة. ¬

_ (¬1) 3/ 377 - 378 (كتاب الجنائز - باب الثياب البيض للكفن)

وفي لفظ "في بردين أبيضين وبُرْد أحمر" بإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. لكنه لم ينفرد به بل تابعه زهير بن معاوية الكوفي عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين أبيضين وبرد أحمر. أخرجه ابن سعد (2/ 285) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن زهير به. ورواته ثقات إلا أنّ الحكم وهو ابن عتيبة لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث فيما قاله شعبة وغيره، وليس هذا الحديث منها. ورواه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن مقسم عن ابن عباس بلفظ "كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب نجرانية: الحلة ثوبان، وقميصه الذي مات فيه" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 258) وأبو داود (3153) واللفظ له وابن ماجه (1471) والطبراني في "الكبير" (12146) والبيهقي (3/ 400) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 163) ويزيد بن أبي زياد ليس بالقوي. وأما حديث علي بن الحسين فأخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 663) عن ابن شهاب الزهري عن علي بن الحسين قال: كُفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب، ثوبين صُحارِيين وبرد حبرة، أدرج فيها ادراجا. ومن طريقه أخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 212) والبيهقي (3/ 400) وأخرجه عبد الرزاق (6163 و 6164) وابن سعد (2/ 284) وابن أبي شيبة (3/ 261) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (56) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 248) من طرق عن الزهري عن علي بن الحسين قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب أحدها برد حبرة (¬1). ورواه سفيان بن حسين الواسطي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب: ثوبين أبيضين، وبردة حبرة. أخرجه ابن سعد (2/ 284) ¬

_ (¬1) ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري عن علي بن حسين بلفظ "كفن في ثلاثة أثواب برد يمنة" أخرجه أبو بكر الشافعي (53)

وسفيان بن حسين حديثه عن الزهري ليس بذاك. قاله أحمد وابن معين وغيرهما. وأما حديث محمد بن علي بن الحسين فأخرجه عبد الرزاق (6167) عن سفيان الثوري وابن أبي شيبة (3/ 258) عن حفص بن غياث الكوفي وابن سعد (2/ 284 - 285) عن أنس بن عياض المدني ثلاثتهم عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين، وثوب (¬1) حبرة. وخالفهم محمد بن إسحاق المدني فرواه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده. أخرجه في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 663) ومن طريقه أخرجه الطبري في "تاريخه" (3/ 212) طريق أخرى: يرويها جابر الجعفي عن محمد بن علي قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب أحدها حبرة. أخرجه ابن سعد (2/ 285) من طريق زهير بن معاوية الكوفي وإسرائيل بن يونس كلاهما عن جابر به. وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي. 2740 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: لما فتحت مكة قال: "كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر" فأذن لهم حتى صلى العصر، ثم قال "كفوا السلاح" فلقي رجل من خزاعة رجلاً من بني بكر من غد بالمزدلفة فقتله، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام خطيبا فقال: ورأيته مسندا ظهره إلى الكعبة، فذكر الحديث. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "الولد للفراش، وبقي العاهر الأثلب" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "وبرد" (¬2) 4/ 415 - 416 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب لا يعضد شجر الحرم)

2741 - حديث أبي بن كعب قال: مَثَّلَ المشركون بقتلى المسلمين، فقال الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما من الدهر لنزيدنّ عليهم، فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل: لا قريش بعد اليوم، فأنزل الله {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفوا عن القوم" قال الحافظ: وعند عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" والطبراني من حديث أبي بن كعب قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه الترمذي (3129) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 135) والنسائي في "الكبرى" (11279) وابن حبان (487) والحاكم (2/ 358 - 359) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 289) من طرق عن عيسى بن عبيد الكندي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: ثني أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون (¬2) رجلاً ومن المهاجرين ستة فيهم حمزة فمثلوا بهم، فقالت الأنصار (¬3): لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا (¬4) لَنُرْبِيَنَّ عليهم، قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)} [النحل: 126] فقال رجل (¬5): لا قريش بعد اليوم (¬6)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفوا (¬7) عن القوم إلا أربعة" اللفظ للترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبى بن كعب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن، عيسى بن عبيد والربيع بن أنس صدوقان، وأبو العالية ثقة. 2742 - "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع" قال الحافظ: أخرجه مسلم (5") (¬8) قلت: هو عند مسلم بلفظ "كذبا" مكان "إثما". ¬

_ (¬1) 8/ 374 (كتاب المغازي - باب ذكر أم سليط) (¬2) وعند ابن حبان "أربعة وسبعون" (¬3) وفي لفظ لعبد الله بن أحمد "فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬4) وفي لفظ "يوما من الدهر" (¬5) زاد عبد الله والبيهقي "لا يعرف" (¬6) زاد البيهقي "مرتين" (¬7) وفي لفظ لعبد الله "نصبر ولا نعاقب" (¬8) 13/ 11 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

2743 - عن يحيى بن جَعْدة قال: جاء ناس من المسلمين بكتب وقد كتبوا منها بعض ما سمعوه من اليهود، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بقوم ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم" فنزل {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت: 51] قال الحافظ: وقد أخرج الطبري وغيره من طريق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: فذكره" (¬1) مرسل يرويه عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة بن هبيرة المخزومي واختلف عنه: - فرواه ابن جُريج عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أنّ ناسا من المسلمين أتوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بكتب قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود، فلما أن نظر فيها ألقاها، ثم قال "كفى بها حماقة قوم، أو ضلالة قوم أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم إلى قوم غيرهم" فنزلت {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)} [العنكبوت: 51] " أخرجه الطبري في "تفسيره" (21/ 7) وتابعه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بكتف فيه كتاب، فقال "كفى بقوم ضلالا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم، أو كتاب غير كتابهم" فأنزل الله {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} [العنكبوت: 51]. الآية. أخرجه الدارمي (484) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 415) وهو مرسل رواته ثقات. - ورواه إبراهيم بن يزيد الخُوزِي عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن أبي هريرة. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 772 - 773) والأول أصح، وإبراهيم الخوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. ¬

_ (¬1) 10/ 444 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن)

2744 - "كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما" قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن أبي أمامة بسند صحيح" (¬1) ضعيف لم أره من حديث أبي أمامة، وقد وقفت عليه من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي (1994) عن فضالة بن الفضل الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن ابن وهب بن منبه عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعاً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11032) من طريق عبد الحميد بن صالح الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن إدريس ابن بنت وهب بن منبه عن وهب بن منبه عن ابن عباس. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال الحافظ: سنده ضعيف" الفيض 5/ 5 قلت: وعلته إدريس ابن بنت وهب بن منبه وهو إدريس بن سنان الصنعاني قال ابن عدي: هو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم، وقال الدارقطني: متروك، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد عن عمرو البكالي مرفوعاً "كفى بك ظلما أن لا تزال مخاصما" أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (646) من طريق حفص بن واقد العلاف ثنا نصر بن طريف عن عمران عن البكالي به. ونصر بن طريف قال أحمد وغيره: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 2745 - قال أبو هريرة: أتت عليّ ثلاثة أيام لم أطعم، فجئت أريد الصفة، فجعلت أسقط، فجعل الصبيان يقولون: جُنَّ أبو هريرة. حتى انتهيت إلى الصفة فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني، حتى قاموا وليس في القصعة إلا شيء من نواحيها، فجمعه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - فصار لقمة، فوضعها على أصابعه فقال لي "كُلْ بسم الله" فوالذي نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت. ¬

_ (¬1) 16/ 305 (كتاب الأحكام - باب الألد الخصم)

قال الحافظ: أخرج ابن حبان من طريق سَليم بن حيان عن أبيه عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن حبان (6533) عن عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني ثنا روح بن حاتم المقرئ ثنا محمد بن سنان العَوَقي ثنا سَليم بن حيان قال: سمعت أبي يقول: قال أبو هريرة: أتت عليّ ثلاثة أيام لم أطْعَم فيها طعاما، فجئت أريد الصفة، فجعلت أسقط، فجعل الصبيان ينادون: جُنَّ أبو هريرة. قال: فجعلت أناديهم وأقول: بل أنتم المجانين، حتى انتهينا إلى الصفة، فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني، حتى قام القوم وليس في القصعة إلا شيء في نواحي القصعة، فجمعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصارت لقمة، فوضعها على أصابعه، ثم قال لي "كُلْ بسم الله" فوالذي نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت. الطهراني لم أقف له على ترجمة، وروح بن حاتم قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والعوقي وثقه ابن معين وجماعة، وسليم بن حيان بن بسطام الهذلي البصري وثقه أحمد وجماعة، وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا ابنه، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه ابنه وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. 2746 - "كُلْ بيمينك" فقال: لا أستطيع، فقال "لا استطعت" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (2021) من حديث سلمة بن الأكوع. 2747 - حديث سلمة بن الأكوع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يأكل بشماله فقال "كُلْ بيمينك" قال: لا أستطيع. قال "لا استطعت" فما رفعها إلى فِيْهِ بعد. قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬3) 2748 - حديث جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد مجذوم فوضعها في القصعة وقال: "كُلْ، ثقة بالله، وتوكلا عليه" ¬

_ (¬1) 14/ 67 - 68 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه) (¬2) 15/ 81 (كتاب الحدود - باب ما يكره من لعن شارب الخمر) (¬3) 11/ 451 (كتاب الأطعمة - باب التسمية على الطعام والأكل باليمين)

قال الحافظ: قالوا: أما حديث جابر: فذكره، ففيه نظر، وقد أخرجه الترمذي وبين الاختلاف فيه على راويه ورجّح وقفه على عمر، وعلى تقدير ثبوته فليس فيه أنّه صلى الله عليه وسلم أكل معه وإنما فيه أنّه وضع يده في القصعة، قاله الكلاباذي في "معاني الأخبار" (¬1). ضعيف وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه حبيب بن الشهيد البصري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة وقال "كُل بسم الله، ثقة بالله، وتوكلا عليه". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 317 - 318) وفي "الأدب" (165) وعبد بن حميد (1092) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا المفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد به. وأخرجه ابن ماجه (3542) وأبو يعلى (1822) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (463) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 309) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو داود (3925) وابن ماجه (3542) والترمذي (1817) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (83) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 31) والعقيلي (4/ 242) وابن حبان (6120) وابن شاهين في "الناسخ" (541) والحاكم (4/ 136 - 137) والبيهقي (7/ 219) وفي "الآداب" (577) وفي "الشعب" (1294) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه" (16) وابن الجوزي في "العلل" (1456) وابن بشكوال في "الغوامض" (556) من طرق عن يونس بن محمد المؤدب به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل بن فضالة، والمفضل بن فضالة هذا شيخ بصري، والمفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا وأشهر، وقد روى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة أنّ عمر أخذ بيد مجذوم، وحديث شعبة أثبت عندي وأصح" وقال ابن حبان: مفضل بن فضالة هذا هو أخو مبارك بن فضالة، ليس بالمفضل بن فضالة القِتباني، وهما جميعاً ثقتان" ¬

_ (¬1) 12/ 266 (كتاب الطب - باب الجذام)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه غير حبيب، ولم أر في حديث مفضل بن فضالة أنكر من هذا الحديث، وباقي حديثه مستقيم" قلت: المفضل بن فضالة هو ابن أبي أمية القرشي أخو المبارك بن فضالة، قال ابن معين: ليس بذاك، وقال أيضًا: شيخ وإيش عنده، وذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بالقوي، وقال أبو داود: بلغني عن علي أنه قال: في حديثه نكارة، وقال العقيلي: ليس بمشهور بالنقل، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وخالفه شعبة فرواه عن حبيب بن الشهيد قال: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: كان سلمان يعمل بيديه ثم يشتري طعاما ثم يبعث إلى المجذمين فيأكلون معه. أخرجه العقيلي (4/ 242) وتابعه سفيان بن حبيب البصري عن حبيب بن الشهيد به. أخرجه الطبري (ص 29) قال العقيلي: هذا أصل الحديث وهذه الرواية أولى" الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 310) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا إسماعيل بن مسلم به. ورواه عبيد الله بن تمام البصري عن إسماعيل بن مسلم عن محمد بن المنكدر عن جابر. أخرجه ابن عدي (1/ 281 و 4/ 1638) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1457) وقال ابن عدي: وهذا قد روي من غير هذا الطريق عن ابن المنكدر" قلت: وهذا إسناده ضعيف لضعف عبيد الله بن تمام وإسماعيل بن مسلم. 2749 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ أعرابيا يقال له: أبو ثعلبة قال: يا رسول الله، إنّ لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها، قال: "كُلْ مما أمسكن عليك" قال: وإن أكل منه؟ قال "وإنْ أكل منه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود ولا بأس بسنده.

وقال: وقوله "فكل" وقع مفسرا في رواية أبي داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ أعرابيا يقال له: أبو ثعلبة قال: يا رسول الله، إنّ لي كلابا مكلبة. الحديث، وفيه "وأفتني في قوسي" قال "كل ما ردت عليك قوسك ذكيا وغير ذكي" قال: وإن تغيب عني؟ قال "وإنْ تغيب عنك ما لم يَصِلَّ أو تجد فيه أثرا غير سهمك" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 184) وأبو داود (2857) والدارقطني (4/ 293 - 294) والبيهقي (9/ 237 - 238) عن حبيب المعلم والنسائي (7/ 168) وفي "الكبرى" (4807 و 4808) عن أبي مالك عبيد الله بن الأخنس النخعي كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ (¬2) أبا ثعلبة الخُشَني أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّ لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها، فقال "إنّ كانت لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكت عليك" فقال (¬3): يا رسول الله، ذكي وغير ذكي؟ قال "ذكي وغير ذكي" قال: وإن أكل منه، قال "وإن كل منه" قال: يا رسول الله، أفتني في قوسي، قال "كل ما أمسكت (¬4) عليك قوسك" قال: ذكي وغير ذكي، قال "ذكي وغير ذكي" قال: وإن تغيب عني، قال "وإن تغيب عنك ما لم يَصِل -يعني يتغير (¬5) - أو تجد فيه أثرا غير (¬6) سهمك" قال: يا رسول الله، أفتنا في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها، قال "إذا اضطررتم إليها فاغسلوها بالماء واطبخوا فيها (¬7) ". اللفظ لأحمد. قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": إسناده صحيح" نصب الراية 4/ 313 وحسنه النووي كما في "الفتح الرباني" (17/ 143) ¬

_ (¬1) 12/ 20 و 25 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الصيد، باب صيد القوس) (¬2) ولفظ أبي داود "أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة" (¬3) ولفظ النسائي "قلت: وإن قتلن؟ قال: وإن قتلن" (¬4) ولفظ أبي داود وغيره "ردت" (¬5) ولفظ النسائي "يعني قد أنتن" (¬6) ولفظ الدارقطني "غير أثر سهمك" (¬7) ولفظ أبي داود "اغسلها وكل فيها"

وهو كما قال، فحبيب المعلم وعبيد الله بن الأخنس ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. 2750 - "كُلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" قال الحافظ: وعند مسلم (2564) من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) 2751 - "كُلُّ أمتي معافى إلا المجاهرون" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 13/ 97 - 98) عن أبي هريرة. 2752 - "كُلُّ امرئ مهيأ لما خلق له" قال الحافظ: حديث أبي الدرداء عند أحمد بسند حسن بلفظ: فذكره" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الفاء فانظر حديث "فيما قد فرغ منه" 2753 - "كُلُّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة وفيه مقال" (¬4) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" وصححه ابن حبان أيضا وفي سنده مقال، وعلى تقدير صحته فالرواية المشهورة فيه بلفظ "حمد الله" وما عدا ذلك من الألفاظ التي ذكرها النووي (¬5) وردت في بعض طرق الحديث بأسانيد واهية" (¬6) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه الأوزاعي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 13/ 73 (كتاب الأدب - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات: 11]) (¬2) 4/ 400 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب لا يشير المحرم إلى الصيد) (¬3) 14/ 294 (كتاب القدر - باب جف القلم) (¬4) 1/ 8 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬5) وهي "بذكر الله، ببسم الله" (¬6) 9/ 286 - 287 (كتاب التفسير - سورة آل عمران - باب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [آل عمران: 64])

وفي لفظ "كُلُّ كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع". وفي لفظ "فهو أجذم" أخرجه أحمد (2/ 359) ومن طريقه السبكي في "الطبقات" (1/ 15 - 16) عن عبد الله بن المبارك وأبو داود (4840) والنسائي في "اليوم والليلة" (494) والدارقطني (1/ 229) والرهاوي في "الأربعين" (الأجوبة المرضية 1/ 193) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1373) والسبكي (1/ 6 - 7) والسخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/ 192) عن الوليد بن مسلم وابن ماجه (1894) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 36/ أ) وابن أبي شيبة في "مصنفه" وفي "مسنده" وأبو عوانة والرهاوي كما في "الأجوبة المرضية" (1/ 196) والبيهقي في "الشعب" (4062) وفي "الدعوات" (1) والخطيب في "الجامع" (2/ 70) وفي "الفقيه" (2/ 123) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 52) والسبكي (1/ 5 - 7) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن حبان (2) عن شعيب بن إسحاق الأموي والخرائطي في "الشكر" (17) وابن الأعرابي في "الزهد" (1) والبيهقي (3/ 208 - 209) والسبكي (1/ 6) وأبو الحجاج يوسف بن خليل في "عشرة الحداد" (الأجوبة المرضية 1/ 197) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي والدارقطني (1/ 229) عن موسى بن أعين الجَزَري وابن حبان (1) والخليلي في "الإرشاد" (1/ 448) وأبو عوانة والرهاوي كما في "الأجوبة المرضية" (1/ 195) عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الدمشقي كلهم عن الأوزاعي عن قرة به.

قال الدارقطني: تفرد به قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأرسله غيره عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقرة ليس بقوي في الحديث، والمرسل هو الصواب" وقال الخليلي: هذا حديث لم يروه عن الزهري إلا قرة" وقال النووي: وهو حديث حسن وقد روي موصولا وروي مرسلاً، ورواية الموصول جيدة الإسناد، وإذا روي الحديث موصولا ومرسلا فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء لأنها زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير" الأذكار ص 103 وقال السبكي: وقضى ابن الصلاح بأنّ الحديث حسن دون الصحيح وفوق الضعيف، محتجا بأنّ رجاله رجال الصحيحين سوى قرة، قال: فإنّه ممن انفرد مسلم عن البخاري بالتخريج له. وأنا أقول: لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد مقرونا بغيره. وليس لها حكم الأصول، وادعى مع ذلك أنّ الحديث صحيح" وقال السخاوي: حديث غريب" قلت: قرة بن عبد الرحمن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، وقال أحمد: منكر الحديث جداً، ووثقه يعقوب بن سفيان وغيره. • ورواه مبشر بن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً "كُلُّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع" ولم يذكر قرة. أخرجه الخطيب في "الجامع" (1210) ومن طريقه الرهاوي في "الأربعين" (الأجوبة المرضية 1/ 189) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 51) والسبكي (1/ 12) والسخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/ 189) من طريق أحمد بن محمد بن عمران أبي الحسن النهشلي ثنا محمد بن صالح البصري ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ثنا مبشر بن إسماعيل به. قال السخاوي: هذا حديث غريب ورواته ثقات لكن قال ابن معين: الأوزاعي في الزهري ليس بذلك" قلت: إسناده ضعيف لضعف أحمد بن محمد بن عمران، قال الخطيب: كان يضعف في روايته، وسألت الأزهري عنه فقال: ليس بشيء (تاريخ بغداد 5/ 77) ولم ينفرد مبشر بن إسماعيل به بل تابعه خارجة بن مصعب عن الأوزاعي به ولفظه "كُلُّ كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع"

أخرجه الخليلي (3/ 966) ومن طريقه السبكي (1/ 11 - 12) والرهاوي في "الأربعين" من طريق عيسى بن موسى غنجار عن خارجة بن مصعب به. قال الخليلي: هذا لم يسمعه الأوزاعي عن الزهري، وإنما سمعه من قرة بن عبد الرحمن. هكذا رواه عن الأوزاعي: ابن المبارك وأبو المغيرة وابن أبي العشرين وعبيد الله بن موسى. ولم يروه عن خارجة إلا غنجار" قلت: وهو كما قال، لأنّ الثقات رووه عن الأوزاعي عن قرة عن الزهري، وأما خارجة بن مصعب فقال النسائي وغيره: متروك الحديث. • ورواه محمد بن كثير المِصيصي عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً "كُلُّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع" أخرجه السبكي (1/ 14 - 15) والرهاوي ومحمد بن كثير مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. - ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفاً بلفظ "كُلُّ أمر لم يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع، أبتر، ممحوق من كل بركة" أخرجه الخليلي (1/ 449) من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن يونس بن يزيد به. ومن طريقه أخرجه الرهاوي (الأجوبة المرضية 1/ 202) والسبكي (1/ 15) إلا أنّهما ذكراه عن أبي هريرة مرفوعاً. ومن هذا الطريق أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" والسخاوي (1/ 202 و 202 - 203) مرفوعا. قال الخليلي: إسماعيل بن أبي زياد ضعيف ولا يعتمد على روايته عن يونس" وقال في موضع آخر: ليس بالمشهور" وأخرجه عبد القادر الرهاوي في "الأربعين البلدانية" وقال: غريب، تفرد بذكر الصلاة فيه إسماعيل بن أبي زياد وهو ضعيف جداً لا يعتبر بروايته ولا بزيادته" الفيض 5/ 14 - ورواه محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعاً "كُلُّ أمر ذي بالٍ لا يبدأ فيه بالحمد أقطع أو أجذم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 72) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي ثنا صدقة بن عبد الله عن الزبيدي به.

ومن طريقه أخرجه السبكي (1/ 14) والرهاوي والسخاوي (الأجوبة المرضية 1/ 199) وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين. - ورواه غير واحد عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، منهم: 1 - عُقَيل بن خالد الأيلي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (496) 2 - سعيد بن عبد العزيز الدمشقي. أخرجه النسائي كذلك (495) 3 - الحسن بن عمر (¬1). أخرجه النسائي كذلك (497) 4 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه إسحاق في "مسنده" (الأجوية المرضية 1/ 199) قال النسائي: والمرسل أولى بالصواب" تحفة الأشراف 13/ 368 وقال الدارقطني: والصحيح عن الزهري المرسل" العلل 8/ 30 قلت: وهو كما قالا. وله شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق (10455 و20208) عن مَعْمر بن راشد قال: حدثني رجل من الأنصار رفع الحديث قال: كُلُّ كلام ذي بال لا يُبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر" 2754 - "كُلُّ خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة وفيه مقال" (¬2) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬3). صحيح ¬

_ (¬1) قال المزي: أراه أبا المليح الرقي" تحفة الأشراف 13/ 368 وقال السخاوي: وهو أبو المليح" الأجوبة المرضية 1/ 200 (¬2) 1/ 8 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬3) 9/ 287 (كتاب التفسير - سورة آل عمران - باب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [آل عمران: 64])

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (265) وأحمد (2/ 302 و 343) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 229) وأبو داود (4841) والحربي في "الغريب" (2/ 429) والدينوري في "المجالسة" (1068) وابن حبان (2796 و 2797) والخطابي في "الغريب" (1/ 310 - 311) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 43) والبيهقي (3/ 209) وفي "الدعوات" (2) والهروي في "ذم الكلام" (ق 2/ ب) والسبكي في "الطبقات" (1/ 26) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري عن عاصم بن كليب ثني أبي قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وفي لفظ "ليس فيها تشهد" وأخرجه الترمذي (1106) ومن طريقه السبكي (1/ 25 - 26) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا محمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة به. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب" وأسند البيهقي عن أحمد بن سلمة قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لم يرو هذا الحديث عن عاصم عن كليب إلا عبد الواحد بن زياد. فقلت له: حدثنا أبو هشام الرفاعي ثنا ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة: فذكر الحديث، فقال مسلم: إنما تكلم يحيى بن معين في أبي هشام بهذا الذي رواه عن ابن فضيل" قال البيهقي: عبد الواحد بن زياد من الثقات الذي يقبل منهم ما تفردوا به" ولما أخرجه السبكي من طريق عبد الواحد بن زياد قال: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم بن الحجاج" قلت: إسناده صحيح كما قال لكن لم يخرج مسلم لكليب بن شهاب والد عاصم شيئا. 2755 - "كُلُّ ذنب عسى الله أنْ يغفره إلا الرجل يموت كافرا، والرجل يقتل مؤمنا متعمدا" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي من طريق أبي إدريس الخولاني عن معاوية: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 10/ 112 - 113 (كتاب التفسير - سورة الفرقان - باب {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} [الفرقان: 70])

ورد من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث عبادة بن الصامت فأمَّا حديث معاوية فأخرجه أحمد (4/ 99) وفي "السنة" (567) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 28 - 29) والنسائي (7/ 75) وفي "الكبرى" (3446) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4644) والخلال في "السنة" (1244) والطبراني في "الكبير" (19/ 365) وفي "الأوسط" (5131) وفي "مسند الشاميين" (497) والحاكم (4/ 351) وتمام (ق 48/ أ) والخطيب في "المتفق والمفترق" (809) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2331) والمزي في "التهذيب" (34/ 155) عن ثور بن يزيد الحمصي (¬1) وابن أبي عاصم (ص 29) والطبراني في "الكبير" (19/ 364) عن عيسى بن أبي رزين الحمصي والطبراني (9/ 364) وفي "مسند الشاميين" (1892) عن محمد بن الوليد الزبيدي ثلاثتهم عن أبي عون الأنصاري عن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت معاوية رفعه: فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن أبي عاصم: هذا إسناد حسن وضيئ" قلت: أبو عون ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أبو داود (4270) والطبراني في "مسند الشاميين" (1308) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 153) ¬

_ (¬1) هكذا رواه صفوان بن عيسى البصري وعيسى بن يونس الكوفي والمعافى بن عمران الموصلي عن ثور بن يزيد عن أبي عون عن أبي إدريس عن معاوية، ورواه طلحة بن زيد القرشي عن الأوزاعي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن أبي إدريس عن معاوية. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 99) وطلحة بن زيد قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.

عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي وأبو عبيد في "الناسخ" (495) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 28) والبزار (2729) وابن حبان (5980) والطبراني في "الأوسط" (9224) وفي "مسند الشاميين" (1308) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 603 - 604) والحاكم (4/ 351) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 536) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 153) والبيهقي (8/ 21) عن صدقة بن خالد الدمشقي قالا: ثنا خالد بن دهقان ثنا عبد الله بن أبي زكريا قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو (¬1) قتل مؤمنا متعمدا" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. - وأما حديث عبادة فأخرجه البزار (2730) عن سلمة بن شبيب النيسابوري أنا مروان بن محمد أنا صدقة بن خالد أنا خالد بن دهقان ثني هاني بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة مرفوعاً "كل ذنب عسى الله أن يغفره يوم القيامة إلا من مات مشركا أو قتل مؤمنا متعمدا" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 296 2756 - "كُلُّ ذي ناب من السباع فأكله حرام" قال الحافظ: وكأنّ الزهري لم يبلغه حديث عبيدة بن سفيان وهو مدني عن أبي هريرة وهو صحيح أخرجه مسلم (1933) من طريقه ولفظه: فذكره" (¬2) 2757 - "كُلُّ شيء بقدر حتى العَجز والكَيْس" قال الحافظ: وأخرج مسلم (2655) من طريق طاوس: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: كل شيء بقدر. وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره " (¬3) ¬

_ (¬1) ولفظ أبي داود وأبي عبيد "أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا" (¬2) 12/ 78 (كتاب الذبائح - باب أكل كل ذي ناب من السباع) (¬3) 14/ 277 (كتاب القدر - باب رقم 1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬1). 2758 - "كُلُّ شيء جاوز الكعبين من الإزار فهو في النار" قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (¬2) حسن وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه سعيد بن سليمان الواسطي ثنا اليمان بن المغيرة عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11878) وإسناده ضعيف لضعف اليمان بن المغيرة البصري. الثاني: يرويه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري عن جابر الجُعْفي عن شبل بن علي عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مِقْسم عن ابن عباس مرفوعا "كل ما تحت الكعبين من الأزار والقميص ففي النار" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12064) عن أحمد بن أيوب الضبي والخطيب في "الجامع" (889) عن عبد الله بن عثمان بن جَبَلة المروزي المعروف بعَبْدان كلاهما عن أبي حمزة به. وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي، وشبل بن علي لم أر من ترجمه. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار" أخرجه البخاري (فتح 12/ 369 - 370) وله شواهد أخرى تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة عند حديث "إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين ... " ¬

_ (¬1) 11/ 257 (كتاب النكاح - باب طلب الولد) (¬2) 12/ 370 (كتاب اللباس - باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار)

2759 - عن أبي موسى الأشعري رفعه "كُلُّ عين زانية" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره" (¬1) حسن أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4146) وأحمد (4/ 394 و 400 و 407 و 414 و 418) وعبد بن حميد (557) وأبو داود (4173) والترمذي (2786) والبزار (3033) والنسائي (8/ 132) وفي "الكبرى" (9422) والروياني (550 و 551) وابن خزيمة (1681) والطحاوي في "المشكل" (2716 و 4553) وابن حبان (4424) والحاكم (2/ 396) والقضاعي (203) والبيهقي (3/ 246) وفي "الآداب" (897) وفي "الشعب" (7430) والخطيب في "الموضح" (2/ 316) والمزي (23/ 124) من طرق (¬2) عن ثابت بن عُمارة الحنفي قال: سمعت غنيم بن قيس الكعبي يقول: سمعت أبا موسى رفعه "أَيُّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية" ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ثابت بن عمارة عن غنيم بن قيس عن أبي موسى موقوفاً. أخرجه الدارمي (2649) وتابعه وكيع عن ثابت إلا أنه ساقه بلفظ: أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 26) والأول أصح. قال البزار: لا نعلم روى هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا أبو موسى، وثابت بن عمارة مشهور، روى عنه يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومروان بن معاوية وغيرهم" وقال الترمذي: حسن صحيح" ¬

_ (¬1) 15/ 147 (كتاب الحدود - باب هل يقول الإِمام للمقر: لعلك لمست) (¬2) رواه مروان بن معاوية الفزاري ويحيى القطان وروح بن عبادة البصري وعبد الواحد بن واصل الحداد ومحمد بن أبي عدي البصري وخالد بن الحارث البصري والنضر بن شميل المازني وعثمان بن عمر بن فارس العبدي عن ثابت بن عمارة به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" إتحاف الخيرة 4/ 444 قلت: ثابت بن عمارة صدوق، وغنيم بن قيس ثقة، فالإسناد حسن. 2760 - "كُلُّ لحم أنبته السُّحت فالنار أولى به" قيل: يا رسول الله، وما السحت؟ قال: "الرشوة في الحكم" قال الحافظ: رواه ابن جرير مرفوعا ورجاله ثقات ولكنّه مرسل" (¬1) ضعيف أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (6/ 241) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني عبد الرحمن بن أبي الموال عن عمر بن حمزة عن (¬2) عبد الله بن عمر به مرفوعاً. وعمر بن حمزة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ولم يدرك عبد الله بن عمر، والباقون كلهم ثقات. 2761 - "كُلُّ ما أديت زكاته وإنْ كان تحت سبع أرضين فليس بكنز، وكُلُّ ما لا تؤدى زكاته فهو كنز وإنْ كان ظاهرا على وجه الأرض" قال الحافظ: روي مرفوعا وموقوفاً عن ابن عمر، أخرجه مالك عن عبد الله بن دينار عنه موقوفاً. وكذا أخرجه الشافعي عنه، ووصله البيهقي والطبراني من طريق الثوري عن عبد الله بن دينار، وقال: إنّه ليس بمحفوظ. وأخرجه البيهقي أيضاً من رواية عبد الله بن نُمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بلفظ: فذكره، أورده مرفوعاً ثم قال: ليس بمحفوظ والمشهور وقفه" (¬3) موقوف صحيح وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن دينار المدني عن ابن عمر واختلف عنه: - فرواه هارون بن زياد المصيصي ثنا محمد بن كثير عن سمان عن عبد الله بن دينار ¬

_ (¬1) 5/ 360 (كتاب الإجارة - باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب) (¬2) في "تفسير الطبري": ابن، وفي "الدر المنثور" بعد أن نسبه لعبد بن حميد والطبري وابن مردويه "عن" ولعله الصواب. (¬3) 4/ 13 (كتاب الزكاة - باب ما أُدّي زكاته فليس بكنز)

عن ابن عمر مرفوعاً "كُلُّ ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا تحت الأرض، وكل ما لا يؤدى زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا" أخرجه البيهقي (4/ 83) وقال: ليس هذا بمحفوظ وإنّما المشهور عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر موقوفا" قلت: وهارون بن زياد أظنّه ابن بشير الحنائي ترجمه ابن حبان في "الثقات" (9/ 242) وقال: يغرب. ومحمد بن كثير هو المِصيصي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وقال النسائي وصالح جزرة: كثير الخطأ، وقال الساجي: كثير الغلط. - ورواه مالك (1/ 256) عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر موقوفاً. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 83) وهذا أصح. الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر واختلف عنه: - فرواه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر واختلف عنه: • فقال سويد بن عبد العزيز: ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً. أخرجه البيهقي (4/ 82 - 83) وقال: سويد بن عبد العزيز الدمشقي ليس بالقوي" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8275) وقال: لم يرفع هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سويد بن عبد العزيز" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف" المجمع 3/ 64 وقال المنذري: رواه الطبراني في "الأوسط" مرفوعاً، ورواه غيره موقوفاً على ابن عمر وهو الصحيح" الترغيب 1/ 520 - 521 قلت: وهو كما قال، فقد رواه عبد الرزاق (7141) عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفاً.

وتابعه عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر به. أخرجه البيهقي (4/ 82) وقال: هذا هو الصحيح موقوف، وكذلك رواه جماعة عن نافع وجماعة عن عبيد الله بن عمر. قلت: ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه غير واحد عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، منهم: 1 - أيوب السَّخْتِيَاني. أخرجه عبد الرزاق (7140) والطبري في "تفسيره" (10/ 118) 2 - إسماعيل بن أمية الأموي. أخرجه الطبري (10/ 118) 3 - محمد بن عجلان المدني. أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 87) 4 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه الطبري (10/ 118) 5 - الليث بن سعد. أخرجه أبو القاسم البغوي في "حديث أبي الجهم" (ق 4/ ب) 2762 - "كُلُّ ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله" قال الحافظ: أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن خزيمة والحاكم من حديث عقبة بن عامر" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ... " 2763 - حديث عمر "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: عند أبي يعلى وفيه الأفريقي" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 13/ 335 (كتاب الاستئذان - باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله) (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل وهو البتع)

أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 1829) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 487 - 488) وأبو يعلى (248) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 215) والدينوري في "المجالسة" (1633) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ص 303) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الأفريقي عن مسلم بن يسار عن سفيان بن وهب الخولاني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد الإفريقي. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها. فمنها: حديث أبي موسى عند البخاري (فتح 13/ 140 - 141) ومسلم (1733) وحديث بُريدة عند مسلم (3/ 1585) وحديث جابر عند مسلم (2002) وحديث ابن عمر عند مسلم (2003) وانظر "فتح الباري" (12/ 142) و"صحيح الجامع الصغير" (4/ 179) والأحاديث التي تلي هذا الحديث. 2764 - حديث قرة بن إياس المزني "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه البزار بسند لين" (¬1) أخرجه البزار (3316) عن عمرو بن مالك الراسبي أنا محمد بن الحسن الواسطي أنا زياد بن أبي زياد الجصاص عن معاوية بن قرة عن أبيه به مرفوعاً. وقال: لا نعلم رواه إلا محمد عن زياد، وزياد صالح الحديث" قلت: بل ضعيف جداً، قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. والراسبي قال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث، سمعت أبا يعلى يقول: عمرو بن مالك كان ضعيفاً. وقال: له أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات. ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

2765 - حديث أبي هريرة "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند حسن" (¬1) حسن وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ ينتبذ في المزفت والمُقَيَّر والنَّقِير والدُّبَّاء والحَنْتَم وقال "كل مسكر حرام" أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 103 و 115) وأحمد (2/ 429 و 501) وفي "الأشربة" (116 و 196 و 197) وابن ماجه (3401) والنسائي (8/ 264 و 264 - 265) وفي "الكبرى" (5098 و 5099) وابن الجارود (858) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 215 - 216) وابن حبان (5408) من طرق عن محمد بن عمرو به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 42 قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق، وأبو سلمة ثقة. الثاني: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقبري عن أبيه عن أبي هريرة أنّ نفرا من أهل اليمن قدموا عليه، فسألوه عن المِزْر، وقالوا: إنّ أرضنا باردة عَشْمَة، ونحن قوم نحترث، ولا نقوى على أعمالنا إلا به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مسكر حرام" أخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 589 - 590) من طريق الهيثم بن كليب ثنا عباس الدوري ثنا عبد الله بن نافع الزبيري ثني عبد الملك بن قدامة الجُمَحي عن عبد الله بن دينار وعن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد المقبري به. وعبد الملك بن قدامة مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره. وعبد الله بن نافع صدوق، وإسحاق بن بكر مجهول، والباقون ثقات. 2766 - حديث معاوية بن أبي سفيان "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بسند حسن" (¬2) حسن بشواهده ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل) (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

أخرجه ابن ماجه (3389) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (22) وأبو يعلى (7355) وابن حبان (5374) والطبراني في "الكبير" (19/ 388) وفي "مسند الشاميين" (2156) والمزي (12/ 16) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 406) من طرق عن أبي يزيد خالد بن حبان الخَرَّاز ثنا سليمان بن عبد الله بن الزبرقان عن يعلي بن شداد بن أوس قال: سمعت معاوية رفعه "كل مسكر حرام على كل مؤمن" قال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجاله موثقون، لكن لم أر في سليمان تعديلا ولا تجريحا. نعم تخريج ابن حبان له في صحيحه يقتضي توثيقه عنده، ومع ذلك لم أره في كتاب الثقات له" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 41 قلت: خالد بن حيان صدوق، وسليمان بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 382)، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، ويعلي بن شداد وثقه ابن سعد وابن حبان. 2767 - حديث وائل بن حُجْر "كُل مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي عاصم" (¬1) أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 547) عن يعقوب بن محمد الزهري ثنا محمد بن حجر عن سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه عن وائل بن حجر مرفوعاً "لا جَلَب ولا جَنَب، ولا وراط، ولا شغار في الإسلام، وكل مسكر حرام" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1366) من طريق أبي قِلابة ثنا محمد بن حجر به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 181) قال: ثنا أبو هند الحضرمي بالكوفة ثنا عمي محمد بن حجر عن عمه سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه عبد الجبار بن وائل عن وائل بن حجر مرفوعاً "كل مسكر حرام" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حجر وسعيد بن عبد الجبار، وعبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه. لكن رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري عن محمد بن حجر فقال: عن سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر. أخرجه ابن عَدي (6/ 2166) ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

2768 - حديث بريدة "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه مسلم (977 و 3/ 1584) في أثناء حديث" (¬1) 2769 - حديث ابن عباس "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق جيد بهذا اللفظ، والبزار من طريق لين بلفظ "اجتنبوا كل مسكر" (¬2). صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه قيس بن حَبْتَر النهشلي قال: سألت ابن عباس عن الجرّ الأبيض والجرّ الأخضر والجرّ الأحمر؟ فقال: إنّ أول من سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد عبد القيس، فقالوا: إنا نصيب من الثَّقَل، فأيّ الأسقية؟ فقال "لا تشربوا في الدُّبَّاء والمزفَّت والنَّقِير والحَنْتَم، واشربوا في الأسقية" ثم قال "إنّ الله حرَّم عليّ، أو حرّم الخمر والميسر والكُوبة، وكل مسكر حرام" أخرجه أحمد (1/ 274) وفي "الأشربة" (192 و 193 و 194) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري ثنا سفيان عن عليّ بن بَذِيمة ثني قيس بن حبتر به. ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "الثقات" (5/ 308) والدارقطنى في "المؤتلف" (1/ 367) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (910) والمزي في "التهذيب" (24/ 18) وأخرجه أبو داود (3696) وأبو يعلى (2729) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 221 و 223) وابن حبان (5365) والبيهقي (10/ 221) من طرق عن أبي أحمد الزبيري (¬3) به. قال ابن التركماني: سنده جيد" الجوهر النقي 8/ 303 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه: ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل) (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل) (¬3) تابعه قبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان به. أخرجه محمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (39) وابن المقرئ في "المعجم" (1257)

1 - إسرائيل بن يونس عن علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر عن ابن عباس أنّه سئل عن الجر، فقال: إنّ أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ عبد القيس أتوه فقالوا: يا رسول الله، إنا بأرض ريف، وإنا نصيب من البقل فأمرنا بشراب، فقال "انتبذوا في الأسقية ولا تنبذوا في الجر ولا الدباء ولا المزفت ولا النقير فإني نهيت عن الخمر والميسر والكوبة -وهي الطبل- وكل مسكر حرام" قالوا: يا رسول الله فإذا اشتد، قال "صبوا عليه الماء" قالوا: يا رسول الله فإذا اشتد، قال "صبوا عليه الماء" قال في الثالثة أو في الرابعة "فإذا اشتد فأهرقوه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12598) عن عثمان بن عمر الضبي ثنا عبد الله بن رجاء أنا إسرائيل به. وأخرجه البيهقي (8/ 303) من طريق أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 221) عن ابن خزيمة ثنا عبد الله بن رجاء به. وإسناده صحيح. وقال ابن التركماني: سنده جيد" 2 - قيس بن الربيع عن علي بذيمة عن قيس بن حبتر عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث إسرائيل. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12599) وقيس بن الربيع فيه ضعف ولا بأس به في المتابعات (¬1). ولم ينفرد علي بن بذيمة به بل تابعه عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن قيس بن حبتر عن ابن عباس مرفوعاً "إنّ الله حرّم عليكم الخمر والميسر والكوبة" وقال "كل مسكر حرام" ¬

_ (¬1) ورواه موسى بن أعين الجزري عن علي بن بذيمة واختلف عنه: • فرواه علي بن معبد الرقي عن موسى بن أعين عن علي بن بذيمة عن سعيد بن جبير عن قيس بن حبتر عن ابن عباس. أخرجه الطبراني (12600) وتابعه أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني عن موسى بن أعين به. • ورواه عبد السلام بن عبد الحميد الحراني عن موسى بن أعين فلم يذكر قيس بن حبتر. قال الخطب البغدادي: كان موسى بن أعين يخلط في هذا الحديث، والصحيح عن علي بن بذيمة ما رواه الثوري عنه عن قيس بن حبتر عن ابن عباس. انظر "تحفة الأشراف" 5/ 198

أخرجه أحمد (1/ 289) عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني وعبد الجبار بن محمد الخطابي و (1/ 350) وفي "الأشربة" (14) عن زكريا بن عدي التيمي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 216) عن علي بن معبد بن شداد الرقي والبيهقي (10/ 221) وفي "الآداب" (923) عن يحيى بن يوسف الزمي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (214) عن عبد الجبار بن عاصم النسائي كلهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به. وإسناده صحيح. ورواه معقل بن عبيد الله الجزري عن عبد الكريم الجزري بلفظ "ثمن الخمر حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الكلب حرام، وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه، فاملأ يديه ترابا، والكوبة حرام، والخمر والميسر، وكل مسكر حرام" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12601) والدارقطني (3/ 7) ومعقل وثقه أحمد وغيره، واختلف فيه قول ابن معين والنسائي. ورواه سفيان الثوري عن عبد الكريم عن قيس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه حرّم الميتة والميسر والكوبة -يعني الطبل- وقال ابن عباس: كل مسكر حرام. موقوف أخرجه البزار (كشف 2913) عن محمد بن عمارة بن صبيح الكوفي ثنا قبيصة عن سفيان به. قال الهيثمي: وفيه محمد بن عمارة بن صبيح ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 52 قلت: محمد بن عمارة بن صبيح ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 112)،

وقبيصة بن عقبة قال ابن معين: ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير. الثاني: يرويه النعمان بن أبي شيبة الصنعاني عن طاوس عن ابن عباس مرفوعاً "كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا، فإنْ تاب تاب الله عليه، فإنْ عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال" قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال "صديد أهل النار، ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أنْ يسقيه من طينة الخبال" أخرجه أبو داود (3680) عن محمد بن رافع النيسابوري ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال: سمعت النعمان به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 255) وإبراهيم بن عمر مستور كما في "التقريب"، والباقون ثقات. الثالث: يرويه النضر بن عبد الرحمن الخَزَّاز عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "كل مسكر حرام" فقال عمر: يا رسول الله، قولك كل مسكر حرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اشرب فإذا نَشَّ فَدَع" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7095) والخطيب في "التاريخ" (13/ 251 - 252) من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ثنا المشمعل بن ملحان عن النضر به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن النضر أبي عمر إلا المشمعل" قلت: والنضر بن عبد الرحمن قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث البزار الذي أشار إليه الحافظ بلفظ "اجتنبوا كل مسكر" فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث" 2770 - حديث أبي سعيد "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه البزار بسند صحيح" (¬1) تقدبم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ... ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

2771 - حديث أبي وهب الجيشاني "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: عند الشافعي وأبو داود من حديث أبي وهب الجيشانى أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المزر فأجاب بقوله: فذكره" (¬1) أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 282) عن سفيان بن عُيينة عن ابن طاوس عن أبيه أن أبا وهب الجيشاني سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البتع، فقال "كل مسكر حرام" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7044) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي وهب الجيشاني أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المِزْر، فقال "كل مسكر حرام" وأخرجه البيهقي (8/ 292) من طريق ابن الأعرابي ثنا سعدان ثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه قال: تلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر، يعني آية ذكر فيها الخمر، فقام إليه أبو وهب الجيشاني فسأله عن المزر، قال "وما المزر؟ " قال: شيء يصنع من الحب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كل مسكر حرام" ومن هذا الطريق أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2/ 299) ورواته ثقات، وسعدان هو ابن نصر المخرمي. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (647) عن أحمد بن حنبل ثنا عبد الرزاق أنا معمر وابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه: فذكره، وقال فيه: فقام رجل، ولم يسمه. وله شاهد من حديث ابن عمرو أنّ أبا وهب الجيشاني سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا نتخذ شرابا من هذا المزر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كل مسكر حرام" ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 329) من طريق محمد بن عجلان المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. واختلف فيه على عمرو بن شعيب: قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (12/ 182 - 183): وروى الأوزاعي عن عمرو بن شعيب قال: قدم أبو وهب الجيشاني على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من قومه فسألوه عن الشراب. وذكر الحديث، ذكره سنيد عن محمد بن كثير عن الأوزاعي. ¬

_ (¬1) 12/ 140 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

2772 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "كُلُّ مسكر حرام" ذكر الحافظ أنه عند النسائي (¬1). صحيح وله عن ابن عمرو طريقان: الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وعن عمرو بن شعيب غير واحد، منهم: 1 - أبان بن عبد الله البجلي. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 103) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 5113) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن أبان به. قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 6/ 315 قلت: وهو كما قال. 2 - أبو يونس الحسن بن يزيد بن فروخ العجلي القوي. أخرجه الدارقطني (4/ 254) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 327) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا سعيد بن سالم القداح عن أبي يونس العجلي القوى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به وزاد "وما أسكر كثيره فقليله حرام" وسعيد بن سالم مختلف فيه، وعلي بن حرب والحسن بن يزيد ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. 3 - الأوزاعي. أخرجه الدارقطني (4/ 257) عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا الفضل بن يعقوب ثنا سعيد بن مسلمة ثنا الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتاه قوم، فقالوا: يا نبي الله إنا ننبذ النبيذ، فنشربه على غدائنا وعشائنا، قال "اشربوا، وكل مسكر حرام" فقالوا: يا رسول الله إنا نكسره بالماء، فقال "حرام قليل ما أسكر كثيره". وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك الأموي. الثاني: يرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

- فقال محمد بن إسحاق المدني: عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة قال: سمعت ابن عمرو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وقال: كل مسكر حرام" أخرجه أبو داود (3685) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 518) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 217) والبيهقي (10/ 221) والمزي (31/ 45 - 46) عن حماد بن سلمة والبزار (2454) عن محمد بن سلمة الحرّاني كلاهما عن ابن إسحاق به (¬1). وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. - وقال عبد الحميد بن جعفر الأنصاري: ثنا يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن ابن عمرو أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من جهنم" قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله عز وجل حرّم الخمر والميسر والكُوبة والغُبَيْراء، وكل مسكر حرام" أخرجه أحمد (6591) وفي "الأشربة" (207 و 208) عن أبي عاصم (¬2) الضحاك بن مخلد النبيل ثنا عبد الحميد بن جعفر به. ومن طريقه أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (25) وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 519) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سعدان عن عبد الحميد بن جعفر به. وسعدان هو سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي صدوق، والباقون كلهم ثقات. - ورواه ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: • فقال يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني: أني ابن لهيعة عن يزيد عن عمرو بن الوليد عن ابن عمرو. ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن سعد المدني عن ابن إسحاق فقال فيه: عن عمرو بن الوليد. قال الحافظ: وهو الراجح" النكت الظراف 6/ 386 - 387 (¬2) رواه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي عن أبي عاصم فلم يذكر قوله "وكل مسكر حرام" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 20) والبيهقي (10/ 221 - 222)

أخرجه أحمد (6478) عن يحيى بن إسحاق به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 72) • وقال عبد الله بن عبد الحكم المصري: عن ابن لهيعة عن يزيد عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن قيس بن سعد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم ذات يوم وهم في المسجد فقال "إنّ ربي حرّم عليّ الخمر والميسر والكوبة والقنين، وكل مسكر حرام" قال ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 180): حدثناه أبي عبد الله بن عبد الحكم. وربما أدخل فيما بين عمرو بن الوليد وبين قيس أنّه بلغه. • وقال ابن وهب في "الموطأ" (75): أني الليث بن سعد وابن لهيعة عن يزيد عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن قيس بن سعد. قال عمرو بن الوليد: وبلغني عن عبد الله بن عمرو بن العاص مثله (¬1). وأخرجه البيهقي (10/ 222) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا ابن وهب به. 2773 - حديث الأشج العصري "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى بسند جيد، وصححه ابن حبان" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت" 2774 - حديث ابن مسعود "كُلُّ مسكر حرام" قال الحافظ: هو عند ابن ماجه من طريق لين، وأخرجه أحمد من وجه آخر لين أيضاً بلفظ (¬3) عليّ" (¬4) أخرجه ابن ماجه (3388) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا ابن وهب أنا ابن جُريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعاً "كل مسكر حرام" وهو مختصر من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي" ¬

_ (¬1) انظر حديث قيس بن سعد "كل مسكر خمر" (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل) (¬3) يعني "اجتنبوا ما أسكر" (¬4) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

وأخرجه أحمد (1/ 452) عن يزيد بن هارون أنا حماد بن زيد ثنا فَرْقد السَّبْخي ثنا جابر بن يزيد أنه سمع مسروقا يحدث عن ابن مسعود رفعه "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم أن تحبسوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث فاحبسوا، ونهيتكم عن الظروف فانبذوا فيها واجتنبوا كل مسكر" وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي ... " 2775 - "كل مسكر حرام، وما أسكر منه الفَرَقُ فملء الكف منه حرام" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث عائشة مرفوعاً: فذكره" (¬1) صحيح وله عن عائشة طرق: الأول: يرويه أبو عثمان الأنصاري قال: سمعت القاسم بن محمد بن أبي بكر يحدث عن عائشة مرفوعاً به. أخرجه أحمد (6/ 72 و 131) وفي "الأشربة" (97) وأبو داود (3687) وابن قتيبة في "الأشربة" (ص 32) والترمذي (1866) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (19) وأبو يعلى (4360) وابن الجارود (861) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 216) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (1/ 600) وابن حبان (5383) والدارقطني (4/ 255) والبيهقي (8/ 296) وفي "معرفة السنن" (13/ 27) وفي "الشعب" (5186) وفي "الصغرى" (3358) والجورقاني في "الأباطيل" (631) من طرق عن مهدي بن ميمون الأزدي ثنا أبو عثمان الأنصاري به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو عثمان الأنصاري اسمه عمرو بن سالم، ويقال عمر بن سالم أيضاً" وقال أبو القاسم البغوي: اسم أبي عثمان عمرو بن سالم" سنن الدارقطني 4/ 255 - الأباطيل 2/ 238 وقال ابن حبان: أبو عثمان هذا اسمه عمرو بن سالم الأنصاري" وقال أبو جعفر النحاس: فمن عجيب ما عارضوا به أن قالوا: أبو عثمان الأنصاري مجهول، والمجهول لا تقوم به حجة، فقيل لهم: ليس بمجهول، والدليل على ذلك أنّه قد ¬

_ (¬1) 12/ 141 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل وهو البتع)

روى عنه الربيع بن صَبيح، وليث بن أبي سليم، ومهدي بن ميمون، ومن روى عنه اثنان فليس بمجهول" وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قال، وأبو عثمان الأنصاري وثقه أبو داود وابن حبان. ولم ينفرد مهدي بن ميمون به بل تابعه: 1 - الربيع بن صبيح البصري عن أبي عثمان الأنصاري ثني القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق منه إذا شربته فملء الكف منه حرام" وفي لفظ "ما أسكر الفرق فالحسوة منه حرام" أخرجه أحمد (6/ 71) والدولابي في "الكنى" (2/ 27) وابن عدي (3/ 994) والدارقطني 4/ 255) والربيع بن صبيح مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكن لا بأس به في المتابعات. 2 - ليث (¬1) بن أبي سليم عن أبي عثمان عن القاسم عن عائشة مرفوعاً "كُلُّ مسكر حرام، وما أسكر منه الفرق فالحسوة منه حرام" وفي لفظ "فالأوقية منه حرام" أخرجه ابن وهب (¬2) في "الموطأ" (40) وابن أبي شيبة (8/ 101) وأحمد في "الأشربة" (6 و 43) والحسن بن عرفة في "جزئه" (71) والطبراني في "الأوسط" (9323) والدارقطني (4/ 254 و 255) والبيهقي (8/ 296) والخطيب في "التاريخ" (6/ 229) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (496) وليث قال ابن معين وجماعة: ضعيف. قال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن أبي عثمان الأنصاري غير ثلاثة أنفس: الربيع بن صبيح، ومهدي بن ميمون، وليث بن أبي سليم" ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ليث عن الحكم عن القاسم بن محمد عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3964) عن علي بن سعيد الرازي ثنا علي بن سعيد الكندي ثنا عبد الله بن إدريس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم إلا ليث، ولا عن ليث إلا ابن إدريس، تفرد به علي بن سعيد، ورواه الناس عن ليث عن أبي عثمان واسمه عمرو بن سالم عن القاسم عن عائشة" (¬2) سقط من إسناده "عن أبي عثمان"

قلت: ولم ينفرد أبو عثمان به بل تابعه عبيد الله بن عمر العدوي عن القاسم عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالأوقية منه حرام" أخرجه الدارقطني (4/ 255) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا يحيى بن الورد ثنا أبي عن عدي بن الفضل عن عبيد الله بن عمر به. قال ابن صاعد: هذا إنما يروى عن أبي عثمان عن القاسم" قلت: وعدي بن الفضل قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. الثاني: يرويه حميد عن أنس عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالجرعة منه حرام" أخرجه الدارقطني (4/ 255) عن محمد بن مخلد الدوري البغدادي ثنا يحيى بن الورد ثنا أبي عن محمد بن طلحة عن حميد به. وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير محمد بن طلحة بن مصرف وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، ولينه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، واحتج به الشيخان. الثالث: يرويه عروة عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالحسوة منه حرام" أخرجه الدارقطني (4/ 255) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم وعبد الرحمن بن عبد العزيز سمعا الزهري يحدث عن عروة عن عائشة به. والواقدي قال البخاري وغيره: متروك الحديث، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث. الرابع: يرويه أيوب السَّخْتِياني عن ابن أبي مُليكة عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالأوقية منه حرام" وفي لفظ "فالحسوة منه حرام" أخرجه أبو عوانة الاسفرائيني في "العلل ومعرفة الرجال" (ص 253) والطبراني في "الأوسط" (4120) والدارقطني (4/ 255) من طريق سلمة بن الفضل عن أبي جعفر الرازي عن أيوب به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا أبو جعفر الرازي، تفرد به سلمة بن الفضل" وقال أبو عوانة: هذا حديث غريب من حديث أيوب لا أظنّ أنّ أحدا رواه عن أيوب غيره، وهو المعروف من حديث أبي عثمان عن القاسم عن عائشة"

قلت: وسلمة بن الفضل هو الأبرش وهو مختلف فيه. وخالفه خلف بن الوليد العتكي فرواه عن أبي جعفر الرازي عن ليث عن ابن أبي مليكة عن عائشة موقوفاً. أخرجه الدارقطني (4/ 255) 2776 - "كُلُّ مسكر خمر" أشار الحافظ إلى ثبوته (¬1). أخرجه مسلم (2003) من حديث ابن عمر. 2777 - حديث قيس بن سعد "كُلُّ مسكر خمر" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بلفظ حديث ابن عمر، وأخرجه أحمد من وجه آخر بلفظ حديث عمر" (¬2) أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (76) وأحمد بن حنبل (3/ 422) وأحمد بن منيع (المطالب 3123) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 180 - 181) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 299) وأبو يعلى (1436) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 217) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 346 - 347) والطبراني في "الكبير" (18/ 352) وفي "طرق حديث من كذب علي" (154) وابن الجوزي في "الموضوعات" (167 و 168) من طرق عن ابن لهيعة ثني عبد الله بن هُبيرة قال: سمعت شيخا من حمير يحدث أبا تميم الجيشاني يقول: خطبنا قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام" لفظ ابن قانع والطبراني في "الكبير" ولفظ ابن وهب وأحمد وابن عبد الحكم وأبي يعلى ويعقوب "من كذب عليّ كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو بيتا في جهنم، ألا ومن شرب الخمر أتى عطشانا يوم القيامة، ألا فكل (¬3) مسكر خمر، وإياكم والغُبيرَاء" قال هذا الشيخ: ثم سمعت عبد الله بن عمرو بعد ذلك يقول مثله فلم يختلفا إلا في بيت أو مضجع. ¬

_ (¬1) 12/ 137 (كتاب الأشربة - باب نزل تحريم الخمر وهي من البسر والتمر) (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل) (¬3) ولفظ ابن وهب وابن عبد الحكم "كل مسكر حرام"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وللشيخ الذي لم يسم (¬1). 2778 - "كُلُّ معروف صدقة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1005) من حديث حذيفة" (¬2) 2779 - "كُلُّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 3/ 464 و 465) ومسلم (2658) 2780 - "كُلُّ ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنّه يُنَمَّى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن من فتنة القبر" قال الحافظ: ثبت في السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من حديث فَضالة بن عبيد رفعه: فذكره، وله شاهد عند مسلم (1913) والنسائي والبزار من حديث سلمان رفعه "رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإنْ مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأمن الفتان" وله شواهد أخرى" (¬4) صحيح أخرجه سعيد بن منصور (2414) وأبو داود (2500) والبزار (3753) وأبو عوانة (5/ 91) والطحاوي في "المشكل" (2316) والطبراني في "الكبير" (18/ 311 - 312) والحاكم (2/ 79) والبيهقي في "الشعب" (3982) وفي "إثبات عذاب القبر" (143) وابن عساكر في "الأربعين في الجهاد" (ص 85 - 86) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم" (97) عن عبد الله بن وهب وأحمد (6/ 20) والترمذي (1621) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (317) وابن حبان (4624) والطبراني في "الكبير" (18/ 311) والحاكم (2/ 144) ¬

_ (¬1) انظر حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "كل مسكر حرام" و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (1/ 280) (¬2) 13/ 55 (كتاب الأدب - باب كل معروف صدقة) (¬3) 1/ 77 (كتاب الإيمان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنا أعلمكم بالله") و12/ 459 (كتاب اللباس - باب قص الشارب) (¬4) 16/ 69 - 70 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام)

عن حيوة بن شريح المصري وأحمد (6/ 20) عن رشدين بن سعد المصري ثلاثتهم عن أبي هانئ الخولاني أنّ عمرو بن مالك الجَنْبِي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد رفعه "كُلُّ ميت يختم على عمله، إلا (¬1) الذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنّه ينمو (¬2) له عمله إلى يوم القيامة، ويَأمَن (¬3) فتنة القبر" قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح لكن لا على شرطهما لأنّهما لم يخرجا لعمرو بن مالك شيئاً، ولم يخرج البخاري لأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني شيئاً. وللحديث شاهد عن العرباض بن سارية وعن عقبة بن عامر وعن سلمان الفارسي وعن أبي هريرة فأما حديث العرباض فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 348) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (296) وابن الأعرابي (ق 200/ أ) والطبراني في "الكبير" (18/ 256 - 257) وابن عدي (¬4) (6/ 2398) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 156 - 157) والقاسم بن علي الدمشقي (98) من طرق عن أبي مُطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي ثنا بَحير بن سعد عين خالد بن معدان عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود عن العرباض مرفوعاً "كُلُّ عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يُنَمَّي له عمله، ويُجرى عليه رزقه إلى يوم الحساب" قال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" بإسنادين رواة أحدهما ثقات" الترغيب 2/ 244 - المجمع 5/ 290 ¬

_ (¬1) وفي لفظ "إلا المرابط في سبيل الله" (¬2) ولفظ الترمذي "ينمى" ولفظ حديث رشدين "يجري عليه أجره" (¬3) وفي لفظ "وُيؤَمَّن من فَتّان القبر" (¬4) لم يذكر في روايته "جبير بن نفير"

قلت: وإسناده حسن رواته ثقات غير معاوية بن يحيى وهو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وجماعة، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث عقبة بن عامر فأخرجه أحمد (4/ 150 و 157) والدارمي (2430) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (22) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 194) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 628) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5968) وابن عساكر في "الأربعين في الجهاد" (ص 86 - 87) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين" (ص 85) من طرق (¬1) عن ابن لهيعة ثنا مِشْرَح بن هاعان سمعت عقبة رفعه "كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يجرى له أجر عمله حتى يبعث (¬2) " وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 307 - 308) من طرق (¬3) عن ابن لهيعة عن أبي عُشّانة -واسمه حي بن يُؤْمن- عن عقبة به. قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن" المجمع 5/ 289 قلت: بل ضعيف. قال الذهبي في "الكاشف": العمل على تضعيف حديثه. وكذا ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم. وأما حديث سلمان فأخرجه مسلم (1913) وأما حديث أبي هريرة فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من مات مرابطا مات شهيدا" 2781 - حديث أنس مرفوعاً "كلّكم راع، وكلّكم مسئول عن رعيته، فالأمير راع على الناس، ومسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله ومسئول عن زوجته وما ملكت يمينه، والمرأة راعية لحق زوجها ومسئولة عن بيتها وولدها، والمملوك راع على مولاه ومسئول عن ماله، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فأعدوا للمسائل جوابا. قالوا: يا رسول الله، وما جوابها؟ قال: أعمال البر" قال الحافظ: أخرجه ابن عدي والطبراني في "الأوسط" وسنده حسن" (¬4) ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن يزيد المقرئ وقتيبة بن سعيد البلخي وعبد الله بن عبد الحكم المصري والنضر بن عبد الجبار المرادي عن ابن لهيعة. (¬2) وفي لفظ "ويؤمن من فتان القبر" (¬3) رواه يحيى بن إسحاق وسعيد بن عفير وسعيد بن يحيى عن ابن لهيعة. (¬4) 16/ 230 (كتاب الأحكام - باب قول الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ})

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله سائل كل راع عما استرعاه ... " 2782 - حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه "كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمحين" قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الطب" بسند واه (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن عدي (2/ 703) من طريق معاوية بن هشام الكوفي ثنا الحسن بن عُمارة عن أبيه عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً "كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمح أو رمحين" وإسناده ضعيف جداً، الحسن بن عمارة قال أحمد وابن معين والنسائي وصالح جزرة: لا يكتب حديثه. وقال أحمد أيضا وأبو حاتم ومسلم والنسائي والدارقطني والفلاس ويعقوب بن شيبة: متروك الحديث. وقال الساجي: أجمع أهل الحديث على ترك حديثه. وقال السهيلي: ضعيف بإجماع منهم. 2783 - "كُلُوا جميعا ولا تفرقوا فإنّ طعام الواحد يكفي الاثنين" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث ابن عمر: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (13236) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ثنا أبو الربيع السمان عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه مرفوعاً "طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا عنه" وإسناده ضعيف جداً، أبو الربيع السمان واسمه أشعث بن سعيد البصري قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه بحر السقاء عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه مرفوعاً "كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإنّ طعام الواحد يكفي الاثنين" ¬

_ (¬1) 12/ 266 (كتاب الطب - باب الجذام) (¬2) 11/ 465 (كتاب الأطعمة - باب طعام الواحد يكفي الاثنين)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7440) وبحر ضعفوه، وعمرو بن دينار هو المكي. وأخرجه العقيلي (3/ 185) من طريق جعفر بن حميد الكوفي ثنا عبد الصمد بن سليمان عن عمر بن فرقد عن سالم عن ابن عمر مرفوعاً "طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، كلوا جميعا ولا تفرقوا" وقال: وهذا الكلام يروى بغير هذا الإسناد بإسناد أصلح من هذا" قلت: وإسناده ضعيف جداً، عبد الصمد بن سليمان هو الأزرق قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وكذا قال ابن حبان وزاد "جداً"، وذكره أبو زرعة وجماعة في الضعفاء. وعمر بن فرقد هو الباهلي قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن عدي: في حديثه نظر، ووثقه ابن حبان وحده. واختلف فيه على سالم بن عبد الله، فرواه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر سمعت أبى يقول: سمعت عمر بن الخطاب رفعه "كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإنّ البركة مع الجماعة" وقال أيضاً "إنّ طعام الواحد يكفي الاثنين، وإنّ طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإنّ طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة" أخرجه ابن ماجه (3255 و 3287) والبزار (127) قال المنذري: وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير واهي الحديث" الترغيب 3/ 133 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 4/ 12 وقد تقدم الكلام على هذا الحديث أيضاً في حرف الطاء فانظر حديث "طعام الواحد يكفي الاثنين ... " 2784 - حديث أم أيوب قالت: نزل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلفنا له طعاما فيه بعض البقول، فذكر الحديث وقال فيه: "كلوا فإني لست كأحد منكم، إني أخاف أؤذي صاحبي" قال الحافظ: ولهما (أي ابن خزيمة وابن حبان) من حديث أم أيوب قالت: فذكرته" (¬1) ¬

_ (¬1) 2/ 487 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب ما جاء في الثوم النيء)

أخرجه الحميدي (339) وابن أبي شيبة (2/ 511 و 8/ 301 - 302) وأحمد (6/ 433 و 462) عن سفيان بن عُيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن أم أيوب به. وأخرجه ابن ماجه (3364) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 136) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الترمذي (1810) وابن خزيمة (1671) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 239) وابن حبان (2093) والطبراني في "الكبير" (25/ 136) من طرق عن سفيان به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" قلت: سفيان وعبيد الله ثقتان مشهوران، وأبو يزيد وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي: ما روى عنه سوى ابنه عبيد الله. 2785 - كلوا واشربوا ولا يَهِيْدَنَّكُمُ السَّاطعُ المُصْعِدُ، وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر" قال الحافظ: وله (أي الترمذي) من حديث طَلق بن علي: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 26 - 27) عن ملازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق قال: حدثني أبي طلق بن علي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "كلوا واشربوا ولا يصدنكم الساطع المصعد، كلوا واشربوا حتى يتعرض لكم الأحمر" وقال هكذا بيده. وأخرجه أبو داود (2348) عن محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي والترمذي (705) عن هناد بن السري وابن خزيمة (1930) والدارقطني (2/ 166) عن أحمد بن المقدام العجلي ¬

_ (¬1) 5/ 38 (كتاب الصوم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال)

والطبراني في "الكبير" (8257) عن محمد بن يحيى بن سهل بن محمد العسكري والمزي في "تهذيب الكمال" (16/ 222 - 223) عن محمد بن أبي بكر المُقَدمي وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (648) عن عليّ بن المديني قالوا: ثنا ملازم بن عمرو ثني عبد الله بن النعمان السُّحَيمي عن قيس بن طلق بن علي ثني أبي به مرفوعاً. ولفظ أبي داود وغيره "ولا يهيدنكم" ولفظ ابن خزيمة وغيره "ولا يغرنكم". قال أبو داود: هذا مما تفرد به أهل اليمامة" وقال الترمذي: حسن غريب" وقال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإني لا أعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح، ولا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو" وقال الدارقطني: قيس بن طلق ليس بالقوي" قلت: اختلف في هذا الحديث على ملازم بن عمرو: فقال أبو نعيم والخضر بن محمد بن شجاع: ثنا ملازم بن عمرو ثنا عبد الله بن بدر السحيمي ثني جدي قيس بن طلق ثني أبي به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 54) ورواية الأكثر أولى بالصواب، ويحتمل أن يكون لملازم بن عمرو في هذا الحديث شيخان والله أعلم. وإسناده حسن، ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر وثقهما ابن معين وجماعة، وعبد الله بن النعمان وإن لم يعرفه ابن خزيمة فقد عرفه غيره، قال عثمان الدارمي: سألت ابن معين: قلت: عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق؟ قال: شيوخ يمامية ثقات. ووثقه العجلي وابن حبان.

وقيس بن طلق مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، وقال ابن القطان الفاسي: يقتضي أن يكون خبره حسناً لا صحيحا (ميزان). ولم ينفرد ملازم بن عمرو به بل تابعه محمد بن جابر اليمامي عن عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعاً "ليس الفجر المستطيل في الأفق ولكنه المعترض الأحمر". أخرجه أحمد (4/ 23) عن موسى بن داود الضبي ثنا محمد بن جابر به. واختلف فيه على محمد بن جابر، فرواه يحيى بن إسحاق السَّيْلَحينى عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه، ولم يذكر عبد الله بن النعمان. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8236) ومحمد بن جابر قال ابن معين وجماعة: ضعيف. 2786 - حديث أبي هريرة: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حج أو عمرة فاستقبلنا رِجْلٌ من جراد فجعلنا نضرب بنعالنا وأسواطنا فقال "كلوه، فإنّه من صيد البحر" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وسنده ضعيف" (¬1) ضعيف وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه أبو المُهَزِّم عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حج أو عمرة فاستقبلنا رِجْلٌ من جراد، فجعلنا نضربه بسياطنا وعصينا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلوه، فإنّه من صيد البحر". وفي لفظ "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حج أو عمرة فاستقبلنا رجل من جراد فجعلنا نضربهنّ بعصينا وسياطنا فسقط في أيدينا وقلنا: ما صنعنا ونحن محرمون، فسألنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال "لا بأس بصيد البحر" أخرجه أحمد (2/ 306 و 364 و 374 و 407) وابن ماجه (3222) والترمذي (850) وأبو الشيخ في "الأقران" (250) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 302) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم به. وأخرجه أبو داود (1854) والبيهقي (5/ 207) من طريق حبيب المعلم عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال: أصبنا صِرْما من جراد فكان رجل منا يضرب بسوطه وهو محرم، فقيل له: إنّ هذا لا يصلح، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّما هو من صيد البحر" ¬

_ (¬1) 12/ 40 (كتاب الذبائح - باب أكل الجراد)

قال أبو داود: أبو المهزم ضعيف، والحديث وهم" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم عن أبي هريرة، وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان وقد تكلم فيه شعبة" وقال البيهقي: أبو المهزم ضعيف" قلت: وضعفه ابن معين وابن المديني وأبو حاتم وغيرهم. الثاني: يرويه ميمون بن جابان البصري عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً "الجراد من صيد البحر" أخرجه أبو داود (1853) عن محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي ثنا حماد بن زيد عن ميمون بن جابان به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 207) قال أبو داود: الحديث وهم" وقال البيهقي: ميمون بن جابان غير معروف" وصححه ابن القطان الفاسي (النكت الظراف 10/ 393) قلت: اختلف فيه علي ميمون بن جابان، فرواه موسى بن إسماعيل التبوذكي البصري عن حماد بن سلمة عن ميمون بن جابان عن أبي رافع عن كعب قوله. أخرجه أبو داود (1855) وميمون بن جابان وثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حزم: مجهول، وقال الحافظ: في "التقريب": مقبول. 2787 - "كما تدين تدان" قال الحافظ: ورد هذا في حديث مرفوع أخرجه عبد الرزاق عن مَعْمر عن أبي أيوب عن أبي قلابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا، وهو مرسل رجاله ثقات، ورواه عبد الرزاق بهذا الإسناد أيضاً عن أبي قلابة عن أبي الدرداء موقوفا، وأبو قلابة لم يدرك أبا الدرداء، وله شاهد موصول من حديث ابن عمر، أخرجه ابن عدي وضعفه" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 9/ 222 (كتاب التفسير - باب ما جاء في فاتحة الكتاب)

روي من حديث أبي قِلابة مرسلاً ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس فأما حديث أبي قلابة فأخرجه عبد الرزاق (20262) عن معمر بن راشد عن أيوب عن أبي قلابة رفعه "البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت كما تدين تدان" وأخرجه البيهقي في "الزهد" (704) وفي "الأسماء" (ص 100) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به. ورواته ثقات. ورواه أحمد في "الزهد" (ص 176) عن عبد الرزاق فقال فيه: عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: فذكره موقوفاً. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (6/ 2168) وأبو نعيم والديلمي كما في "المقاصد" (ص 519) من طريق مكرم بن عبد الرحمن الجوزجاني عن محمد بن عبد الملك الأنصاري المدني عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "الذنب لا ينسى، والبر لا يبلى، والديان لا يموت، فكن كما شئت فكما تدين تدان" قال ابن عدي: محمد بن عبد الملك كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه وهو ضعيف جدا" قلت: وقال أحمد: يضع الحديث ويكذب، وقال الحاكم: روى عن نافع الموضوعات. وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (696) عن أبي أيوب سليمان بن سلمة الخَبَائري ثنا سعيد بن موسى ثنا رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر حديثا وفيه: يا موسى كما تدين تدان" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 375 - 376) وشمس الدين الصالحين في "الأربعين في فضل الرحمة" (ص 48 - 50) قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من حديث رباح عن معمر، ورباح فمن فوقه عدول، والخبائري في حديثه لين ونكارة" وقال السخاوي: وهو موضوع، والمتهم بوضعه سعيد بن موسى" المقاصد ص 519 وقال الذهبي: حديث موضوع" الميزان 2/ 160

قلت: سليمان بن سلمة وسعيد بن موسى اتهمهما ابن حبان بالوضع (المجروحين 1/ 326) وقال أبو حاتم: سليمان بن سلمة متروك الحديث لا يشتغل به، وقال ابن الجنيد: كان يكذب. وقال الخطيب: سعيد بن موسى مجهول، والخبائري مشهور بالضعف. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4911) عن الطبراني ثنا علي بن المبارك ثنا زيد بن المبارك ثنا سلام بن وهب أبو وهب الجندي عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنّ عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبجد هوز حطي كلمن صعفص قرشت، فقال "الألف آلاء الله، والباء بهاء الله، والجيم جمال الله، والدال دين الله، وأما هوز فأهوال جهنم، وأما حطي فهي لا إله إلا الله تحط الخطايا، وأما كلمن فكاف من كريم، ولام من الله، وميم من منان، ونون من المهيمن، وأما صعفص فصاع بصاع كما تدين تدان، وأما قرشت فقرفصة الناس للحاسب" وسلام بن وهب ذكره العقيلي في "الضعفاء" وأخرج له حديثا قال عنه الذهبي في "الميزان": منكر، بل كذب. 2788 - حديث عبد الله بن أنيس أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين فقال "كم الليلة؟ " قلت: ليلة اثنين وعشرين، فقال "هي الليلة، أو القابلة". قال الحافظ: رواه أحمد" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "التمسوها الليلة" 2789 - حديث أبي خيثمة واسمه سعد بن خيثمة: تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلت حائطا فرأيت عريشا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت: ما هذا بإنصاف. رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحرور وأنا في الظل والنعيم؟ فقمت إلى ناضح لي وتمرات فخرجت فلما طلعت على العسكر فرآني الناس قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كن أبا خيثمة" فجئت فدعا لي. قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وذكره ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم مرسلاً. وذكر الواقدي أنّ اسمه عبد الله بن خيثمة، وقال ابن شهاب: اسمه مالك بن قيس" (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 168 (كتاب التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬2) 9/ 180 (كتاب المغازي- حديث كعب بن مالك)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (5419) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن سنان ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سعد بن خيثمة ثنا أبي عن أبيه قال: تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك حتى مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخلت حائطا فرأيت عريشا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت: ما هذا بالإنصاف، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم، فقمت إلى ناضح فاحتقبته، وإلى تميرات فتزودتها، فنادت زوجتي: إلى أين يا أبا خيثمة؟ فخرجت أريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنت ببعض الطريق لحقني عمير بن وهب الجمحي فقلت: إنك رجل جريء وإني أعرف حيث النبي - صلى الله عليه وسلم - وإني رجل مذنب فتخلف عني عمير، فلما اطلعت على العسكر فرأى الناس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كن أبا خيثمة" فجئت فقلت: كدت أهلك يا رسول الله، فحدثته حديثي فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا ودعا لي. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3148) عن الطبراني به. قال الهيثمي: وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف" المجمع 6/ 193 قلت: وإبراهيم بن عبد الله بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، والبخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكروا عنه راويا إلا يعقوب بن محمد الزهري فهو مجهول. وللحديث شاهد عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم نحوه مرسلاً. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 222 - 223) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 46) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي بكر به. 2790 - قال زيد بن أرقم: كنا إذا سلم علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته" قال الحافظ: وأخرج البيهقي في "الشعب" بسند ضعيف من حديث زيد بن أرقم: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 330) والطبراني في "الكبير" (5015) وابن عدي (7/ 2588) والبيهقي في "الشعب" (8491) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم به. ¬

_ (¬1) 13/ 242 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام)

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد. وإبراهيم بن المختار الرازي مختلف فيه، قواه أبو داود وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وهارون بن سعد صدوق، وشعبة وثمامة ثقتان. 2791 - عن البراء قال: كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - أحببنا أن نكون عن يمينه. قال الحافظ: أخرجه النسائي بإسناد صحيح" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). قلت: أخرجه مسلم (709) 2792 - قال أنس: كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر. قال الحافظ: رواه أبو عوانة في "صحيحه" (1/ 346) بهذا اللفظ وأصله في مسلم (620") (¬3) 2793 - عن البراء قال: كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي بالقِنْو فيعلقه في المسجد، وكان بعض من لا يرغب في الخير يأتي بالقنو من الحشف والشيص فيعلقه، فنزلت هذه الآية {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] فكنا بعد ذلك يجيء الرجل بصالح ما عنده. قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث البراء، ولأبي داود من حديث سهل بن حنيف: فكان الناس يتيممون شرار ثمارهم ثم يخرجونها في الصدقة، فنزلت هذه الآية" (¬4) حديث البراء يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي واختلف عنه: - فقال إسرائيل بن يونس: عن السدي عن أبي مالك عن البراء في قوله تعالى {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} [البقرة: 267] قال: نزلت فينا، كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله بقدر قلته وكثرته، فكان الرجل يأتي بالقنو والرجل يأتي بالقنوين فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاء إلى القنو فيضربه بعصا فيسقط منه التمر والبُسْر فيأكل، وكان أناس ممن لا يرغب في الخير فيأتي أحدهم بالقنو فيه الحَشَف وفيه ¬

_ (¬1) 2/ 355 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب ميمنة المسجد والإمام) (¬2) 1/ 33 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬3) 2/ 156 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب الإبراد بالظهر في شدة الحر) (¬4) 11/ 447 (كتاب الأطعمة وقول الله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57])

الشِّيْص، ويأتي بالقنو قد انكسر فيعلقه، فأنزل الله: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} قال: لو أنّ أحدكم أُهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إلا على إغماض وحياء، قال: فكان بعد ذلك يأتي الرجل بصالح ما عنده. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 226) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل به. وأخرجه الترمذي (2987) عن الدارمي أنا عبيد الله بن موسى به. وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وأبو مالك هو الغفاري ويقال اسمه غزوان" قلت؛ وهو ثقة كما قال ابن معين، لكنه لم يذكر سماعا من البراء فلا أدري أسمع منه أم لا. ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه سفيان الثوري عن السدي به. أخرجه الطبري في "تفسيره" (3/ 82 و 84) عن مؤمل بن إسماعيل البصري والبيهقي (4/ 136) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي كلاهما عن سفيان به. - وقال أسباط بن نصر الهَمْداني: عن السدي عن عدي بن ثابت عن البراء في قول الله عز وجل {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قال: نزلت في الأنصار، كانت الأنصار تخرج إذا كان جذاذ النخل من حيطانها اقناء البسر، فيعلقونه على حد رأس اسطوانتين في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأكل منه فقراء المهاجرين، فيعمد أحدهم فيدخل قنو الحشف يظن أنه في كثرة ما يوضع من الإقناء، فنزل فيمن فعل ذلك {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267] يقول: لو أهدي لكم لم تقبلوه إلا على استحياء من صاحبه عطاء أنه بعث إليك بما لم يكن له فيه حاجة، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} عن صدقاتكم {حَمِيدٌ} [البقرة: 267]. أخرجه الروياني (384) والطبري (3/ 82 و 85) والحاكم (2/ 285) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 48) عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد

والطبري (3/ 82 و 85) عن عمرو بن محمد العَنْقَزِي كلاهما عن أسباط به. قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، ومسلم لم يخرج رواية أسباط عن السدي، ولا رواية السدي عن عدي بن ثابت. وأما حديث سهل بن حُنيف فيرويه ابن شهاب الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف واختلف عنه: - فقال سفيان بن حسين الواسطي: عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة، فجاء رجل من هذا السُخَل بكبائس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جاء بهذا؟ " وكان لا يجيئ أحد بشيء إلا نسب إلى الذي جاء به، فنزلت {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267]. قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجعرور ولون الحُبَيق أن يؤخذا في الصدقة. أخرجه أبو داود (1607) وابن خزيمة (2313) والطبراني في "الكبير" (5567) والدارقطني (2/ 130 - 131 و 131) والحاكم (1/ 402 و 2/ 284) والبيهقي (4/ 136) عن سعيد بن سليمان الواسطي والطبراني (5567) عن جعفر بن محمد بن جعفر المدائني قالا: ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به. وسفيان بن حسين قال ابن معين وغيره: ضعيف في الزهري. - ورواه سليمان بن كثير البصري عن الزهري واختلف عنه: • فقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا سليمان بن كثير ثنا الزهري عن أبي أمامة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لونين من التمر: الجعرور ولون الحبيق، وكان أناس يتيممون شرار ثمارهم فيخرجونها في الصدقة، فنزلت {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}.

أخرجه يعقوب به سفيان (1/ 376) عن أبي الوليد الطيالسي به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 136) وأخرجه الطبراني (5566) والدارقطني (2/ 131) والحاكم (1/ 402 و 2/ 284) والبيهقي (4/ 136) وفي "معرفة السنن" (6/ 107) من طرق عن أبي الوليد الطيالسي به. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط البخاري" وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي الوليد الطيالسي عن سليمان بن كثير، وسليمان ضعيف في الزهري أيضاً. • ورواه غير واحد عن سليمان بن كثير عن الزهري عن أبي أمامة ولم يذكروا عن أبيه، منهم: 1 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1539) 2 - مسلم بن إبراهيم البصري. أخرجه الدارقطني (2/ 131) 3 - محمد بن كثير العبدي. أخرجه الدارقطني (2/ 131) - ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري عن أبي أمامة ولم يقل: عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 226) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن محمد بن أبي حفصة به. • ورواه ابن المبارك عن محمد بن أبي حفصة واختلف عنه: فرواه عبد الله بن عثمان عبدان المروزي عن ابن المبارك عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه. أخرجه الحاكم (1/ 402) ورواه محمد بن عيسى الدامغاني عن ابن المبارك فلم يقل: عن أبيه. أخرجه ابن خزيمة (2311)

وتابعه علي بن الحسن بن شقيق المروزي ثنا ابن المبارك به. أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1943) ومحمد بن أبي حفصة مختلف فيه، وثقه أبو داود، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين. - ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال: بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ الجعرور ولون حبيق، فأبى أنْ يقبلهما في الصدقة. أخرجه ابن زنجويه (1944) عن عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني يونس به. وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والباقون ثقات. 2794 - عن أسلم أبي عمران قال: كنا بالقسطنطينية فخرج صف عظيم من الروم، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ثم رجع مقبلا، فصاح الناس: سبحان الله، ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: أيها الناس إنكم تؤولون هذه الآية على هذا التأويل وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قلنا بيننا سرّا: إنّ أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله هذه الآية فكانت التهلكة الإقامة التي أردناها. قال الحافظ: في حديث أبي أيوب الذي أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من طريق أسلم أبي عمران قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 81 - 82) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 177 - 178) وأبو داود (2512) والترمذي (2972) والنسائي في "الكبرى" (11028 و 11029) والطبري في "تفسيره" (2/ 204) وابن حبان (4711) والطبراني في "الكبير" (4060) والحاكم (2/ 275) والبيهقي (9/ 99) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 30 - 31) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب قال: حدثني أسلم أبو عمران التُّجِيبي قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) 9/ 251 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب قوله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195])

قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج الشيخان لأسلم أبى عمران شيئاً. 2795 - عن عبد الله بن الحارث: كنا عند عائشة فقالت: يا كعب، أخبرني عن إسرافيل. فذكر الحديث وفيه: وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه، وقد نصب الأخرى يلتقم الصور محنيا ظهره، شاخصا ببصره إلى إسرافيل، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور. فقالت عائشة: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات إلا علي بن زيد بن جُدْعان ففيه ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9279) عن الوليد بن أبان الأصبهاني ثنا محمد بن عمار الرازي ثنا مؤمل بن إسماعيل أنا حماد بن زيد عن عليّ بن زيد عن عبد الله بن الحارث قال: كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر فذكر إسرافيل، فقالت عائشة: يا كعب، أخبرني عن إسرافيل، فقال كعب: عندكم العلم، فقالت: أجل أخبرني. قال: له أربعة أجنحة: جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والعرش على كاهله، والقلم على أُذُنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم، ثم درست الملائكة، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه، وذكر الحديث. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن زيد إلا مؤمل" وقال الهيثمي والسيوطي: إسناده حسن" المجمع 10/ 331 - الدر المنثور 7/ 253 قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد خولف في شيخه كما سيأتي. واختلف فيه على مؤمل، فقال نوح بن حبيب القُوْمَسي: ثنا مؤمل ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الله بن الحارث به. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (286) ولم ينفرد مؤمل به بل تابعه عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 47 - 48) وقال: غريب من حديث كعب لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث" ¬

_ (¬1) 14/ 156 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور)

- ورواه الوليد بن مسلم أبو بشر البصري عن عبد الله بن رباح عن كعب أنه قال لعائشة: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في إسرافيل شيئاً؟ قالت: كيف تجدونه في التوراة؟ قال: نجد له أربعة أجنحة، جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ولوح على جبهته، فإذا أراد الله عز وجل أمرًا أثبته في اللوح. أخرجه أبو الشيخ (290) عن شباب الواسطي ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن خالد الحذاء عن الوليد بن مسلم به. ورواته ثقات غير شباب الواسطي فلم أعرفه، وخالد هو ابن عبد الله الطحان الواسطي. واختلف عنه، فرواه أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني عنه قال: حدثنا خالد الخزاعي عن الوليد أبي بشر عن عبد الله بن رباح عن عائشة أنّ كعبا قال لها: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في إسرافيل شيئاً؟ قالت: نعم، سمعته يقول "له أربعة أجنحة ... " أخرجه أبو الشيخ (385) والشاذكوني كذبه صالح جزرة وغيره. 2796 - عن ابن مسعود قال: كنا ليلة جمعة في المسجد إذ جاء رجل من الأنصار، فذكر القصة في اللعان باختصار فعين اليوم لكن لم يعين الشهر ولا السنة. قال الحافظ: ووقع عند مسلم (1495) من حديث ابن مسعود: فذكره. وقال: وفي حديث ابن مسعود عنده أيضًا: إن تكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه، وإن سكت سكت على غيظ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم افتح" وجعل يدعو فنزلت آية اللعان. وقال: وحديث ابن مسعود نحو حديث ابن عمر لكن زاد فيه: فذهبت لتلتعن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "مه" فأبت فالتعنت. وقال: وعند مسلم من حديث ابن مسعود: فجاء يعني الرجل هو وامرأته فتلاعنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لعلها أن تجيء به أسود جعدا" (¬1) 2797 - عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعُسْفَان فصلى بنا الظهر، وعلى المشركين يومئذ خالد بن الوليد، فقالوا: لقد أصبنا منهم غفلة، ثم قالوا: إنّ لهم صلاة بعد هذه هي أحبّ إليهم من أموالهم وأبنائهم، فنزلت صلاة الخوف بين الظهر والعصر، فصلى بنا العصر ففرقنا فرقتين، الحديث. ¬

_ (¬1) 11/ 370 و 372 و 374 و 387 (كتاب الطلاق - باب اللعان، باب قول الإِمام: اللهم بيّن)

قال الحافظ: وروى أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان من حديث أبي عياش الزرقي قال: فذكره" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 191 - 192) وعبد الرزاق (4237) وابن أبي شيبة (2/ 463 و 465 - 466) وأحمد (4/ 59 - 60 و 60) وأبو داود (1236) والنسائي (3/ 144 و 144 - 145) وفي "الكبرى" (1937 و 1938) وابن الجارود (232) والدولابي في "الكنى" (1/ 47) والطبري في "تفسيره" (5/ 246 و 257) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 30) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 318 - 319) وابن أبي حاتم في "التفسير" (5899 و5901) وابن حبان (2875 و 2876) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (338) والطبراني في "الكبير" (5132 و5133 و5134 و5135 و5136 و5137 و5138 و5139 و5140) والدارقطني (2/ 59 - 60 و 60) وأبو القاسم الحنائي في "الفوائد" (ق 69 و 89) والحاكم (1/ 337 - 338) والبيهقي (3/ 254 - 255 و 256 - 257) وفي "معرفة السنن" (5/ 28 - 29 و 29) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 102) وفي "الوسيط" (2/ 109) والبغوي في "شرح السنة" (1096) والمزي (34/ 161 - 162) من طرق عن منصور بن المعتمر عن مجاهد بن جبر عن (¬2) أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فحضرت الصلاة صلاة الظهر، وعلى خيل المشركين خالد بن الوليد، قال: فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه الظهر فقال المشركون: إنّ لهم صلاة بعد هذا أحبّ إليهم من أبنائهم وأموالهم وأنفسهم -يعنون صلاة العصر- فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر فأخبره ونزلت هذه الآية {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: 102] الآية، فحضرت العصر فصفّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه صفين وعليهم السلاح فكبّر والعدو بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكبروا جميعا وركعوا جميعاً، ثم سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصف الأول الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام إلى الركعة الثانية وسجد الآخرون، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وتأخر هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة أخرى فركعوا جميعاً، ثم سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم، فلما فرغوا سجد هؤلاء ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عياش: فصلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الصلاة مرتين: مرّة بعسفان ومرّة في أرض بني سليم. ¬

_ (¬1) 8/ 427 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات الرقاع) (¬2) وفي رواية عند الطبراني (5135) وابن حبان (2876) والبيهقي في "المعرفة" (5/ 29) والواحدي في "الوسيط": ثنا أبو عياش. وفي رواية الحنائي في الموضع الثاني: حدثني أبو عياش.

السياق للطيالسي. قال الترمذي: سألت محمدا فقلت: أيّ الروايات في صلاة الخوف أصح؟ فقال: كل الروايات عندي صحيح، وكل يستعمل، وإنما هو على قدر الخوف، إلا حديث مجاهد عن أبي عياش الزرقي فإني أراه مرسلا" العلل 1/ 301 وقال الدارقطني: صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬1) وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح" وقال النووي: إسناده صحيح على شرط الشيخين إلى أبي عياش" الخلاصة 2/ 749 وقال الحافظ: سنده جيد" الإصابة 11/ 273 قلت: وهو كما قالوا إلا أنّ جماعة رووه عن مجاهد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً ولم يذكروا أبا عياش الزرقي، منهم: 1 - أيوب السَّخْتياني. أخرجه عبد الرزاق (4234) عن مَعْمر عن أيوب عن مجاهد به. ورواته ثقات. 2 - خلاد بن عبد الرحمن الصنعاني. أخرجه عبد الرزاق (4235) عن معمر بن راشد عن خلاد بن عبد الرحمن عن مجاهد به. ورواته ثقات. 3 - ابن جُريج. أخرجه عبد الرزاق (4236) عن ابن جريج عن مجاهد به. ورواته ثقات. 4 - عمر بن ذر الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 462 - 463) عن وكيع ثنا عمر بن ذر سمعه من مجاهد قال: فذكره. ¬

_ (¬1) قلت: لم يخرج الشيخان لأبي عياش الزرقي شيئا.

ورواته ثقات. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 257) عن محمد بن حميد الرازي ثنا الحكم بن بشير ثنا عمر بن ذر ثني مجاهد قال: فذكره. 5 - عبد الله بن أبي نَجيح. أخرجه الطبري (5/ 245 و 245 - 246) من طريقين عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به. 6 - أيوب بن موسى المكي. ذكره الحنائي (ق 89) وقال: وهو الصواب إن شاء الله" 2798 - حديث جابر قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتى على قبرين. فذكر فيه نحو حديث الباب وقال فيه "أمّا أحدهما فكان يغتاب الناس" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث جابر قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّهما يعذبان وما يعذبان في كبير" 2799 - قال عمارة بن رُوَيْبة: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشي حين صرفت القبلة، فدار ودرنا معه في ركعتين. قال الحافظ: وأخرج ابن أبي داود بسند ضعيف عن عمارة بن رويبة قال: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صلّينا إحدى صلاتي العشي" 2800 - حديث ابن عباس: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فحضر الأضحى فاشتركنا في البقرة تسعة وفي البدنة عشرة. قال الحافظ: حسنه الترمذي وصححه ابن حبان" (¬3) حسن أخرجه أحمد (1/ 275) وابن ماجه (3131) والترمذي (905) والنسائي (7/ 195) ¬

_ (¬1) 13/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة) (¬2) 2/ 49 (كتاب الصلاة - باب التوجه نحو القبلة) (¬3) 12/ 46 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الذبيحة)

وفي "الكبرى" (4123) والطحاوي في "المشكل" (2593) وابن حبان (4007) والطبراني في "الكبير" (11929) و"الأوسط" (8128) والبيهقي (5/ 235 - 236) والبغوي في "شرح السنة" (1132) عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني والحاكم (4/ 230) عن عليّ بن الحسن بن شقيق المروزي قالا: ثنا الحسين بن واقد عن عِلْبَاء بن أحمد اليَشْكُرِي عن عكرمة عن ابن عباس قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضر النّحر، فاشتركنا في البعير عن عشرة، والبقرة عن سبعة" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" (¬1) وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علباء بن أحمر إلا الحسين بن واقد" وقال البيهقي: تفرد به الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر" قلت: وإسناده حسن، الحسين بن واقد صدوق، والباقون ثقات، لكن لم يخرج البخاري لعلباء بن أحمر شيئاً. 2801 - عن سنان بن وبرة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة المُرَيْسيع غزوة بني المصطلق. قال الحافظ: وقد روى الطبراني من حديث سنان بن وبرة قال: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (6496) و"الأوسط" (6012) وأبو نعيم في "الصحابة" (3622) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 463) من طريق محمد بن الحسن الشيباني عن خارجة بن الحارث بن رافع بن مَكِيْث الجهني عن أبيه قال: سمعت سنان بن وبرة الجهني يقول: فذكره، وزاد: فكان شعارهم: يا منصور أَمِتْ. ¬

_ (¬1) قال ابن القطان الفاسي: كذا قال، وهو عندي صحيح، فإنّ رجاله ثقات، علباء بن أحمر ثقة، وسائرهم لا يسأل عنهم" الوهم والإيهام 5/ 410 (¬2) 8/ 434 (كتاب المغازي - باب غزوة بني المصطلق)

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سنان بن وبرة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وإسناد الكبير حسن" المجمع 6/ 142 قلت: محمد بن الحسن الشيباني قال أحمد: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال الفلاس: ضعيف، وقال ابن معين: كذاب. 2802 - عن عائشة قالت: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرّ بنا رَكبٌ سَدَلنا الثوب على وجوهنا ونحن محرمات فإذا جاوزنا رفعناه. قال الحافظ: وهذا الحديث أخرجه هو (أي ابن المنذر) من طريق مجاهد عنها، وفي إسناده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (6/ 30) وأبو داود (1833) وفي "مسائل أحمد" (ص 110) وابن خزيمة (2691) وابن عدي (7/ 2597) والبيهقي (5/ 48) وفي "المعرفة" (7/ 142) عن هُشيم بن بشير وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 307) وابن ماجه (2935) والدارقطني (2/ 295) عن محمد بن فضيل الكوفي وابن ماجه (2/ 979) وابن خزيمة (2691) عن عبد الله بن إدريس الكوفي وابن الجارود (418) وابن خزيمة (2691) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والدراقطني (2/ 294) عن عليّ بن عاصم الواسطي كلهم عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عائشة قالت: كان الرُّكبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه. اللفظ لأحمد ¬

_ (¬1) 4/ 149 (كتاب الحج - باب ما يلبس المحرم من الثياب)

واختلف فيه على يزيد بن أبي زياد، فرواه سفيان بن عُيينة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أم سلمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 280 و 391) والدارقطني (2/ 295) والأول أصح لأنه رواية الأكثر. قال ابن خزيمة: وقد روى يزيد بن أبي زياد -وفي القلب منه- عن مجاهد عن عائشة قالت: فذكره" قلت: يزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي الكوفي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. قال البرديجي: روى عن مجاهد وفي سماعه عنه نظر وليس هو بالقوي. 2803 - عن يزيد بن ثابت قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلعت جنازة، فلما رآها قام وقام أصحابه حتى بعدت، والله ما أدري من شأنها أو من تضايق المكان، وما سألناه عن قيامه. قال الحافظ: وقد روى ابن أبي شيبة من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 357) وأحمد (4/ 388) عن عبد الله بن نُمير ثنا عثمان بن حكيم عن خارجة بن زيد عن عمه يزيد بن ثابت أنه كان جالسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه فطلعت جنازة، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثار وثار أصحابه معه فلم يزالوا قياما حتى نفذت، والله ما أدري من تأذيها أو من تضايق المكان، وما أحسبها إلا جنازة يهودي أو يهودية وما سألناه عن قيامه. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1971) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 240 - 241) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الحاكم (3/ 591) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبد الله بن نمير به. وأخرجه النسائي (4/ 37) وفي "الكبرى" (2047) من طريق مروان بن معاوية الكوفي ثنا عثمان بن حكيم به. ¬

_ (¬1) 3/ 424 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي)

ورواته ثقات، وفي سماع خارجة بن زيد بن ثابت من عمه يزيد بن ثابت نظر. قال البخاري: إن صح قول موسى بن عقبة: إنّ يزيد بن ثابت قتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر، فإنّ خارجة لم يدرك يزيد" التاريخ الأوسط 1/ 122 وقال ابن عبد البر: لا أحسبه سمع منه" الاستيعاب 11/ 63 وقال الحافظ: وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة" الإصابة 10/ 341 2804 - حديث جابر: كنا نبيع سرارينا أمهات الأولاد والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي لا يرى بذلك بأسا. وفي لفظ "بعنا أمهات الأولاد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه ابن جُريج قال: أني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا نبيع أمهات الأولاد والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي لا يرى بذلك بأسا. أخرجه عبد الرزاق (13211) عن ابن جريج به. وأخرجه أحمد (3/ 321) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن ماجه (2517) والدارقطني (4/ 135) والبيهقي (10/ 348) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (286) والنسائي في "الكبرى" (5039 و 5040) وأبو يعلى (2229) وابن حبان (4323) من طرق عن ابن جريج به. قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 98 قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال: بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا. ¬

_ (¬1) 6/ 90 - 91 (كتاب العتق - باب أم الولد)

أخرجه أبو داود (3954) وابن حبان (4324) والحاكم (2/ 18 - 19) والبيهقي (10/ 347) من طرق عن حماد به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يخرج رواية حماد بن سلمة عن قيس بن سعد المكي. وللحديث شاهد عن أبي سعيد قال: كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطيالسي (ص 292) عن شعبة عن زيد العَمِّي عن أبي الصدِّيق الناجي عن أبي سعيد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 348) وأخرجه أحمد (3/ 22) والنسائي في "الكبرى" (5041) والعقيلي (2/ 74) والدارقطني (4/ 135 - 136 و 136) والحاكم (2/ 19) من طرق عن شعبة به. قال النسائي: زيد العمي ليس بالقوي" وقال الحاكم: صحيح" وقال العقيلي: وهذا المتن يرويه غير زيد بإسناد جيد" قلت: إسناده ضعيف لضعف زيد العمي. 2805 - قال جابر: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نهى عنها عمر. قال الحافظ: حديث جابر عند مسلم (2/ 1023): فذكره" (¬1) 2806 - حديث البراء: كنا نصلّي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر فنسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان والذاريات. قال الحافظ: وللنسائي من حديث البراء: فذكره، ولابن خزيمة من حديث أنس نحوه، لكن قال "بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1] و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} [الغاشية: 1] " (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن) (¬2) 2/ 387 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب القراءة في الظهر)

حديث البراء يرويه سلم بن قتيبة الخراساني واختلف عنه: - فقال محمد بن إبراهيم بن صُدْرَان البصري: ثنا سَلْم بن قتيبة ثنا هاشم بن البريد عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنا نصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر، فنسمع منه الآية بعد الآيات من سورة لقمان والذاريات. أخرجه النسائي (2/ 126) وفي "الكبرى" (1043 و 11525) وتابعه عُقبة بن مُكْرم البصري ثنا سلم بن قتيبة به. أخرجه ابن ماجه (830) - ورواه محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي عن سلم بن قتيبة عن أبي عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن البراء. أخرجه أبو يعلى (تحفة الأشراف 2/ 58) ولم أره في مسنده المطبوع. وأبو عبد الرحمن هذا لم أعرفه، ويحتمل أن يكون لسلم بن قتيبة في هذا الحديث شيخان والله أعلم. وأبو إسحاق هو السبيعي مدلس مشهور ولم يذكر سماعا من البراء. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الله بن عبيد الحميري البصري قال: سمعت أبا بكر بن النضر قال: كنا بالطَّفِّ عند أنس فصلى بهم الظهر، فلما فرغ قال: إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، فقرأ لنا بهاتين السورتين في الركعتين: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى:1] و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} [الغَاشِيَة: 1]. أخرجه النسائي (2/ 126 - 127) وفي "الكبرى" (1044) عن محمد بن شجاع المروزي ثنا أبو عبيدة عن عبد الله بن عبيد به. وأبو بكر بن النضر هو ابن أنس بن مالك قال الحافظ في "التقريب": مستور. والباقون كلهم ثقات، وأبو عبيدة هو عبد الواحد بن واصل السدوسي الحداد. الثاني: يرويه حماد بن سلمة ثنا قتادة وثابت وحميد عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يسمعون منه النغمة في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية. أخرجه ابن خزيمة (512) عن محمد بن مَعْمر بن ربعي القيسي ثنا رَوح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه ابن حبان (1824) عن عبد الله بن قحطبة ثنا محمد بن معمر به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثالث: يرويه سفيان بن حسين الواسطي أني أبو عبيدة وهو حميد الطويل عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 208) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به. وإسناده حسن رواته ثقات غير سفيان بن حسين وهو صدوق ليس به بأس. 2807 - عن ناس من الأنصار قالوا: كنا نصلّي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب ثم نرجع فنترامي حتى نأتي ديارنا فما يخفى علينا مواقع سهامنا. قال الحافظ: وروى أحمد في "مسنده" من طريق علي بن بلال عن ناس من الأنصار قالوا: فذكره، إسناده حسن" (¬1) يرويه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية واختلف عنه: - فرواه هُشيم عن أبي بشر عن عليّ بن بلال عن ناس من الأنصار قالوا: فذكره. أخرجه أحمد (4/ 36) ثنا هشيم به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 384) وتابعه أبو عَوَانة ثنا أبو بشر عن عليّ بن بلال الليثي قال: صلّيت مع (¬2) نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثوني أنّهم كانوا يصلّون المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينطلقون يترامون لا يخفى عليهم مواقع سهامهم حتى يأتون ديارهم في أقصى المدينة. أخرجه أحمد (4/ 36) واللفظ له عن عفان بن مسلم والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 263) عن مسدد كلاهما عن أبي عوانة به. ¬

_ (¬1) 2/ 180 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب وقت المغرب) (¬2) وفي رواية البخاري "مع نفر من الأنصار"

- ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة ثنا أبو بشر قال: سمعت حسان بن بلال يحدث عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يصلّون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب، ثم يرجعون إلى أهليهم أقصى المدينة يرتمون يبصرون وقع سهامهم. أخرجه أحمد (الفتح الرباني 2/ 266) ثنا محمد بن جعفر به. ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (6/ 15 - 16) وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 263) والنسائي (1/ 207 - 208) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر به. قال البخاري: والأول أشبه" قلت: وعلي بن بلال ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول. وأما حسان بن بلال فوثقه ابن المديني وابن حبان والذهبي في "الكاشف". وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. 2808 - حديث سعد قال: كنا نضح اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين. قال الحافظ: وادعى ابن خزيمة أنّ حديث أبي هريرة منسوخ بحديث سعد قال: فذكره، وهذا لو صح لكان قاطعا للنزاع لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل عن أبيه وهما ضعيفان" (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن خزيمة (628) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 167) عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ثني أبي عن أبيه عن سلمة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: فذكره. وإسناده ضعيف جداً، إسماعيل بن يحيى قال الدارقطني: متروك الحديث، وابنه مختلف فيه، وأبوه قال أبو زرعة وغيره: ضعيف جداً، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) 2/ 434 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب يهوي بالتكبير حين يسجد)

قال النووي في "الخلاصة" (1/ 404): الحديث ضعيف ظاهر الضعف، بيّن البيهقي وغيره ضعفه، وهو من رواية يحيى بن سلمة، وهو ضعيف باتفاقهم. قال البخاري: في حديثه مناكير، وقال أبو حاتم: منكر الحديث" 2809 - عن عائشة قالت: كنا نُضَمّخ وجوهنا بالمسك المطيب قبل أن نُحْرم ثم نحرم فنعرق فيسيل على وجوهنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينهانا. قال الحافظ: وقد روى أبو داود وابن أبي شيبة من طريق عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: فذكرته" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (1830) عن الحسين بن الجنيد الدامغاني ثنا أبو أسامة أني عمر بن سويد الثقفي حدثتني عائشة بنت طلحة أنّ عائشة حدثتها قالت: كنا نخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة فَنُضَمِّد جباهنا بالسُّكِّ المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا ينهانا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 48) وإسناده صحيح رواته ثقات. 2810 - عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنصيب من آنية المشركين فنستمتع بها فلا يعيب ذلك علينا. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والبزار، وهذا لفظ أبي داود، وفي رواية البزار "فنغسلها ونأكل فيها" (¬2) صحيح وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن جابر. أخرجه أحمد (3/ 379) وأبو داود (3838) والطبراني في "مسند الشاميين" (374 و375) والبيهقي (1/ 32 و 10/ 11) من طرق عن أبي العلاء بُرْد بن سنان الدمشقي عن عطاء عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم فنستمتع بها فلا يعاب علينا. ¬

_ (¬1) 4/ 142 (كتاب الحج - باب الطيب عند الإحرام) (¬2) 12/ 42 (كتاب الذبائح - باب آنية المجوس)

وفي لفظ "فلا نمتنع أن نأكل في أوعيتهم، ونشرب في أسقيتهم". وإسناده حسن، برد صدوق، وعطاء ثقة مشهور. ولم ينفرد برد به بل تابعه سليمان بن موسى الأشدق عن عطاء عن جابر قال: كنا نصيب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مغانمنا من المشركين الأسقية والأوعية فنقتسمها وكلها ميتة. أخرجه أحمد (3/ 327 و 343 و 389) والطحاوي في "شرح المعانى" (1/ 473) والطبراني في "مسند الشاميين" (747) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 396) من طرق عن محمد بن راشد المكحولي عن سليمان بن موسى به. وإسناده حسن، محمد بن راشد وسليمان بن موسى صدوقان. الثاني: يرويه مكحول عن جابر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3474) عن أحمد بن الجعد الوشاء ثنا محمد بن بكار ثنا محمد بن الفضل عن سالم الأفطس عن مكحول عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنصيب السمن والعسل في أوعية المشركين فنأكله فلا ينهانا عنه ولا يحرمه علينا. ومحمد بن الفضل هو ابن عطية كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني وغيرهم. 2811 - حديث أبي سعيد: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجد الصائم على المفطر، والمفطر على الصائم، يرون أنّ من وجد قوة فصام فإنّ ذلك حسن، ومن وجد ضعفا فأفطر أن ذلك حسن. قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند مسلم (2/ 787): فذكره" (¬1) 2812 - قال زيد بن أرقم: كنا نقرأ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث. قال الحافظ: وقوله "من مال" فسره في حديث ابن الزبير بقوله "من ذهب" ومثله في حديث أنس في الباب، وفي حديث زيد بن أرقم عند أحمد وزاد "وفضة" وأوله مثل لفظ رواية ابن عباس الأولى، ولفظه عند أبي عبيد في "فضائل القرآن: فذكره، وله من حديث جابر بلفظ "لو كان لابن آدم وادي نخل" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 5/ 89 (كتاب الصوم - باب لم يعب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضهم بعضا في الصوم والإفطار) (¬2) 14/ 30 - 31 (كتاب الرقاق - باب ما يتقى من فتنة المال)

وحديث ابن الزبير وحديث ابن عباس أخرجهما البخاري في الباب المذكور. وحديث زيد بن أرقم أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 323) وأحمد (4/ 368) والبزار (كشف 3639) والطبراني في "الكبير" (5032) من طرق عن يوسف بن صهيب الكندي ثني حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم قال: فذكره، وزاد: ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 243 قلت: وإسناده صحيح كما قال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (10/ 383) وحديث جابر له عنه طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر مرفوعاً "لو أنّ لابن آدم وادي نخل لطلب مثله، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب" أخرجه البزار (3636) وأبو يعلى (1899 و 2303) وابن حبان (3232 و 3233) من طرق عن الأعمش به. قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد" وقال ابن حبان: تفرد الأعمش بقوله "من نخل". قلت: لم يتفرد به كما سيأتي. الثاني: يرويه أبو الزبير المكي أنه سمع جابرا يقول: كنا نقرأ: لو أنّ لابن آدم ملءَ وادٍ مالاً لأحبّ إليه مثله. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب. أخرجه أبو عبيد (ص 323) عن حجاج بن محمد المِصيصي عن ابن جريج أني أبو الزبير به. وأخرجه ابن حبان (3234) عن محمد بن المنذر بن سعيد بن مسلم ثنا حجاج به. وإسناده صحيح. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه ابن لهيعة ثنا أبو الزبير أنه سأل جابرا: أقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كان لابن آدم واد تمنى آخر؟ فقال جابر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لو كان لابن آدم واد من نخل تمنى مثله، ثم تمنى مثله، حتى يتمنى أودية، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب" أخرجه أحمد (3/ 340 و341) وإسناده لا بأس به في المتابعات.

2813 - عن ابن عمر قال: كنا نقول في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أُعطي علي بن أبي طالب ثلاثَ خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حُمْر النِّعَم: زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر" قال الحافظ: أخرجه أحمد وإسناده حسن" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 9 و 70 - 71) وأحمد (2/ 26) وفي "الفضائل" (59 و 955) عن وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أَسِيد عن ابن عمر قال: فذكره. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1198) عن ابن أبي شيبة به. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 364) مختصرا. وأخرجه ابن أبي عاصم (1199) وأبو يعلى (5601) وأبو نعيم في "الإمامة" (60) وفي "فضائل الخلفاء" (160) من طريق عبد الله بن داود الخُرَيْبِي عن هشام بن سعد به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (3560) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي قالا: ثنا هشام بن سعد عن عمرو بن أسيد عن ابن عمر به. وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (160) من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني ثنا هشام بن سعد به. وأخرجه علي الحميري في "جزئه" (28) من طريق جعفر بن عون الكوفي وأبي نعيم الفضل بن دُكين عن هشام بن سعد به. قال ابن الجوزي: فيه هشام بن سعد قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: ليس هو محكم الحديث. قال: وهذا الحديث من وضع الرافضة قابلوا به الحديث المتفق على صحته في "سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر". وتعقبه الحافظ في "القول المسدد" (ص 19 - 20) فقال: وهذه دعوى لم يستدل عليها إلا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين، وهذا إقدام على ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلا عند عدم إمكان الجمع، ولا يلزم ¬

_ (¬1) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب علي)

من تعذر الجمع في الحال أنْ لا يمكن بعد ذلك إذ فوق كل ذي علم عليم. وطريق الورع في مثل هذا أنْ لا يحكم على الحديث بالبطلان بل يتوقف فيه إلى أنْ يظهر لغيره ما لم يظهر له، وهذا الحديث من هذا الباب، هو حديث مشهور له طرق متعددة، كل طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث. وأما كونه معارضا لما في الصحيحين فغير مسلم، ليس بينهما معارضة" وقال في ص 25 - 26: وعمر بن أسِيد -بفتح الألف وكسر السين -وهو ثقة من رجال الصحيحين وقيل فيه عَمرو -بفتح العين- وهشام بن سعد من رجال مسلم صدوق تكلموا في حفظه وحديثه يقوى بالشواهد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 120 قلت: هشام بن سعد وإن أخرج له مسلم فهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والباقون ثقات. لكن للحديث طرق وشواهد فيتقوى بها، فلأوله انظر مسند أبي يعلى (9/ 454 - 456) (¬1)، وأما الخصال الثلاث التي أُعطيها علي فكلها ثابتة له، فأما زواجه من ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو أمر معلوم، وأما سد الأبواب إلا بابه في المسجد فقد تكلمت على طرقه في حرف السين، وانظر "مشكل الآثار" (9/ 184 - 190) و"القول المسدد" (ص 19 - 26) وأما إعطاءه الراية يوم خيبر فقد أخرجه البخاري وغيره. 2814 - قال أنس: كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء. سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (12) 2815 - قال عمرو بن خارجة: كنت آخذ بزمام ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وقد وقع في "السنن" من حديث عمرو بن خارجة قال: فذكره" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه ... " ¬

_ (¬1) و"فتح الباري" (8/ 16 - 17) (¬2) 1/ 207 (كتاب العلم - باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه) (¬3) 1/ 167 (كتاب العلم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: رب مبلغ أوعى من سامع)

2816 - عن أبي حُرَّة الرقاشي عن عمه قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس. قال الحافظ: عند أحمد من طريق أبي حرة الرقاشي عن عمه قال: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس" 2817 - عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيسا في قعب فمرّ عمر، فدعاه فأكل، فأصاب أُصبعه أُصبعي، فقال: حس، أَؤ أَوْه، لو أُطاع فيكن ما رأتكنّ عين، فنزل الحجاب. قال الحافظ: وقد وقع في رواية مجاهد عن عائشة لنزول آية الحجاب سبب آخر أخرجه النسائي بلفظ: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل ومعه بعض أصحابه" 2818 - حديث أبي هريرة مرفوعاً "كنت أرعى غنما لأهل مكة بالقراريط" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 5/ 348) 2819 - عن أم هانئ قالت: كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يُرَجِّع القرآن. قال الحافظ: أخرج الترمذي في "الشمائل" والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود واللفظ له من حديث أم هانئ: فذكرته" (¬4) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 344) والطبراني في "الكبير" (24/ 411) والبيهقي في "الشعب" (1945) من طرق عن قيس بن الربيع عن هلال بن خباب عن يحيى بن جَعْدة عن جدته أم هانئ قالت: كنت أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل وأنا نائمة على عريشي وهو يصلي يُرَجِّع بالقرآن. ¬

_ (¬1) 4/ 322 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام مني) (¬2) 10/ 150 (كتاب التفسير: سورة الاحزاب - باب قوله: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الأحزاب: 53]) (¬3) 3/ 437 - 438 (كتاب الجنائز - باب فضل اتباع الجنائز) (¬4) 10/ 469 (كتاب فضائل القرآن - باب الترجيع)

وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. • ورواه مِسْعَر بن كِدَام عن هلال بن خباب فلم يذكر الترجيع. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 365) وإسحاق في "مسند" (2117) وأحمد (6/ 343) وابن ماجه (1349) والترمذي في "الشمائل" (301) والنسائي (2/ 139) وفي "الكبرى" (1086) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 183) والبغوي في "شرح السنة" (918) وفي "الشمائل" (589) عن وكيع وإسحاق (2119) وأبو الشيخ (ص 183) عن محمد بن بشر العبدي وأحمد (6/ 424) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير والطحاوي (1/ 344) والطبراني في "الكبير" (24/ 410 - 411) والحاكم (4/ 54) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 171) عن بعض أهل العلم -ولم يسمه- كلهم عن مسعر عن أبي العلاء العبدي وهو هلال بن خباب عن يحيى بن جعدة بن هُبيرة عن جدته أم هانئ قالت: كنت أسمع قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل وأنا على عريشي. • ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن رجل عن يحيى بن جعدة عن أم هانئ. أخرجه إسحاق (2118) والفاكهي في "أخبار مكة" (2515) والطبراني في "الكبير" (24/ 411) والرجل هو هلال بن خباب كما تقدم في رواية وكيع ومن تابعه. قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 159 قلت: هلال بن خباب كان ممن اختلط في آخر عمره كما قال ابن حبان وغيره، ولم أر أحدا صرّح بسماع مسعر منه أهو قبل اختلاطه أم بعده. ولم ينفرد مسعر به بل تابعه أبو زيد ثابت بن يزيد الأحول ثنا هلال بن خباب قال:

نزلت أنا ومجاهد على يحيى بن جعدة بن أم هانئ فحدثنا عن أم هانئ قالت: أنا أسمع قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جوف الليل وأنا على عريشي هذا وهو عند الكعبة. أخرجه أحمد (6/ 341 - 342) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا ثابت بن يزيد به. ورواته ثقات، ل كن لم أر أحدا صرّح بسماع ثابت بن يزيد من هلال بن خباب أهو قبل الاختلاط أم بعده. 2820 - عن ابن عمر أنّه قال لأبي هريرة: كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعرفنا بحديثه. قال الحافظ: وأخرج أحمد والترمذي عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة: فذكره، قال الترمذي: حسن" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 2 - 3) عن هُشيم عن يعلي بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي عن ابن عمر أنّه مَرَّ بأبي هريرة وهو يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "من تبع جنازة فصلَّى عليها فله قيراط، فإنْ شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد" فقال له ابن عمر: أبا هر انظر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة فقال لها: يا أم المؤمنين أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من تبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط، فإنْ شهد دفنها فله قيراطان"؟ فقالت: اللهم نعم. فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس الودى ولا صفق بالأسواق، إني إنما كنت أطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمة يعلمنيها وأكلة يطعمنيها. فقال له ابن عمر: أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 271) عن إسحاق بن إبراهيم أني هشيم أنبا يعلى بن عطاء به. وأخرجه الترمذي (3836) عن أحمد بن منيع ثنا هشيم أنا يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة: يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا ... مختصر. وقال: هذا حديث حسن" قلت: رواته كلهم ثقات لكن لا أدري أسمع الوليد بن عبد الرحمن من ابن عمر أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. ¬

_ (¬1) 1/ 225 (كتاب العلم - باب حفظ العلم)

2821 - حديث أسامة: كنت رِدْف النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى. قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند جيد" (¬1) يرويه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فقال هُشيم: ثنا عبد الملك ثنا عطاء قال. قال أسامة بن زيد: فذكره. أخرجه أحمد (5/ 209) عن هشيم به. وأخرجه النسائي (5/ 205) وفي "الكبرى" (4007) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن هشيم به. ورواته ثقات إلا أنّ أبا حاتم قال: لم يسمع عطاء من أسامة (المراسيل ص 156) - وقال ابن المبارك: عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات وردفه أسامة بن زيد، فجالت به الناقة وهو رافع يديه لا تجاوزان رأسه، فما زال يسير على هِيْئَتِهِ حتى انتهى إلى جمع. أخرجه النسائي (5/ 206 - 207) عن محمد بن حاتم المروزي ثنا حبان قال: أنبأنا عبد الله -هو ابن المبارك- به. وإسناده صحيح، وحبان هو ابن موسى المروزي. 2822 - عن الفضل بن عباس قال: كنت رِدْف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعرابي معه بنت له حسناء، فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجاء أن يتزوجها، وجعلت التفت إليها ويأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم برأسي فيلْويه. فكان يلبي حتى رمى جمرة العقبة. قال الحافظ: رواه أبو يعلى بإسناد قوي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل" (¬2) أخرجه أبو يعلى (6731) عن ابن أبي شيبة (¬3) ثنا قبيصة بن عقبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: كنت ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعرابي معه ابنة له حسناء، فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء) (¬2) 4/ 440 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب حج المرأة عن الرجل) (¬3) وهو في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2/ 17 و 28)

رجاء أن يتزوجها. قال: فجعلت ألتفت إليها وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ برأسي فيلويه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبي حتى رمى جمرة العقبة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 288) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 277 قلت: وهو كما قال إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنه كان مدلساً، وقد أنكر بعضهم سماعه من سعيد بن جبير. قال البخاري: لا أعرف لأبي إسحاق سماعا من سعيد بن جبير" علل الترمذي 2/ 965 وكان قد اختلط أيضاً، وسماع يونس بن أبي إسحاق منه بعد اختلاطه كما ذكر ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (¬1) وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد وذُكر يونس بن أبي إسحاق فضعف حديثه عن أبيه. وقال: حديث إسرائيل أحبّ إليّ منه" تهذيب الكمال 32/ 491 وقال الفضل بن زياد: قال أحمد: يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على الناس. قلت له: يقولون إنما سمعوا من أبي إسحاق حفظا ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم. قال: من أين قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحاق وكتب وهو وحده فلم تكن فيه زيادة مثل يونس. قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل. قلت: إسرائيل أحب إليك من يونس؟ قال: نعم إسرائيل صاحب كتاب" المعرفة ليعقوب 2/ 173 - 174 قلت: رواه إسرائيل عن أبي إسحاق فلم يذكر فيه "فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أنْ يتزوجها" أخرجه أحمد (1/ 213) والطبراني في "الكبير" (18/ 288) 2823 - عن امرأة من بني أسد قالت: كنت عند زينب أم المؤمنين ونحن نصبغ ثيابا لها بِمَغرَة إذ طلع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى المغرة رجع، فلما رأت ذلك زينب غسلت ثيابها ووارت كل حمرة، فجاء فدخل. ¬

_ (¬1) انظر "الكواكب النيرات" لابن الكيال ص 356 بتحقيق عبد القيوم عبد رب النبي.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وفي سنده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (4071) عن محمد بن عوف الطائي ثنا محمد بن إسماعيل ثني أبي ثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن حبيب بن عبيد عن حريث بن الأَبَح السَّلِيْحِي أنّ امرأة من بني أسد قالت: كنت يوما عند زينب امرأهّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نصبغ ثيابا لها بِمَغْرَة، فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المغرة رجع، فلما رأت ذلك زينب علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كره ما فعلت، فأخذت فغسلت ثيابها ووارت كل حمرة، ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع، فأطلع، فلما لم ير شيئاً دخل. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 432) من طريق البزار ثنا محمد بن عوف به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 185 - 186) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء زبريق الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7438) عن الطبراني به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن إسماعيل بن عياش، وحريث بن الأبح قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول. 2824 - عن أبي هريرة قال: كنت في أصحاب الصفة فبعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر عجوة فَكُبَّ بيننا فكنا نأكل الثنتين من الجوع، فجعل أصحابنا إذا قرن أحدهم قال لصاحبه: إني قد قرنت فاقرنوا. قال الحافظ: أخرجه إسحاق في "مسنده" ومن طريقه ابن حبان من طريق الشعبي عن أبي هريرة قال: فذكره، وأخرجه البزار من هذا الوجه بلفظ: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا بين أصحابه فكان بعضهم يقرن فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يقرن إلا بإذن أصحابه" (¬2) ضعيف يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن عطاء عن الشعبي عن أبي هريرة قال: كنت في أصحاب الصفة فبعث إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر عجوة فَكُبَّ بيننا فجعلنا نأكل الثنتين من الجوع، وجعل أصحابنا إذا قرن أحدهم قال لصاحبه: إني قرنت فاقرنوا. ¬

_ (¬1) 12/ 423 (كتاب اللباس - باب الثوب الأحمر) (¬2) 11/ 504 (كتاب الأطعمة - باب القران في التمر)

أخرجه إسحاق (157) عن جرير به. ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5233) ورواه يوسف بن موسى القطان عن جرير بلفظ: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمرا بين أصحابه، فكان بعضهم يقرن، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يقرن إلا بإذن صاحبه. أخرجه البزار (كشف 2883) وقال: لا نعلم رواه عن عطاء عن الشعبى إلا جرير" قلت: وعطاء اختلط في آخر عمره، وسماع جرير منه بعد اختلاطه. - وقال محمد بن فضيل الكوفي: عن عطاء عن أبي جحش عن أبي هريرة أنه أكل مع أصحابه تمرا فقال: إني قد قارنت فقارنوا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 306) وابن فضيل سمع من عطاء بعد الاختلاط. وتابعه عمرو بن أبي قيس الرازي عن عطاء به إلا أنه قال: عن أبي جحش. وساقه بلفظ: كنت من أصحاب الصفة فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بالتمر أو العجوة فأكلنا فقال "يا هؤلاء إني قد قارنت فاقرنوا" أخرجه البيهقي في "الشعب" (5485) وعمرو لم أر أحدا صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده، والظاهر أنّه سمع منه بعد الاختلاط. - وقال عبد السلام بين حرب المُلائي: عن عطاء عن ابن جبير عن أبي هريرة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ينبذ إلينا بالتمر تمر العجوة وكنا غراثا، وكان إذا قرن قال "إني قد قرنت فاقرنوا". أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 205) والبغوي في "شرح السنة" (2892) وفي "الشمائل" (985) وعبد السلام لم يُذكر في الرواة عن عطاء قبل الاختلاط. - وقال عمران بن عيينة الكوفي: عن عطاء عن عجلان عن أبي هريرة. قاله البزار (كشف 3/ 336) وعمران كعبد السلام أيضاً.

2825 - عن أبي خَيْرَة الصُّبَاحي قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وفد عبد القيس وكنا أربعين رجلاً فنهانا عن الدُّبَّاء والنَّقِير. الحديث قال الحافظ: رواه الدولابي وغيره من طريق أبي خَيْرَة الصُّبَاحي قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (7/ 87 - 88) والبخاري في "الكنى" (ص 28) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1625) والطبراني في "الكبير" (22/ 368 - 369) وأبو نعيم في "الصحابة" (6765) عن عون بن كَهْمَس بن الحسن البصري والدولابي في "الكنى" (1/ 27) والطبراني في "الكبير" (22/ 368) والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 179) عن محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي قالا: ثنا داود بن مساور العبدي عن مقاتل بن همام عن أبي خيرة الصباحي قال: كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس فكنا أربعين رجلاً، قال: فنهانا عن الدباء والحَنْتَم والنقير والمُزَفَّت، ثم لما أردنا أنْ نرتحل أمر لنا بأراك وقال "استاكوا بهذا" قلنا: يا رسول الله، إنّ عندنا العشب ونحن نجتزئ به. قال: فرفع يده وقال "اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين" لفظ حديث محمد بن حمران. ولفظ حديث عون بن كهمس "كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس، فزودنا الأراك نستاك به، فقلنا: يا رسول الله، عندنا الجريد، ولكنا نقبل كرامتك وعطيتك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير مكرهين إذ قعد قومي لم يسلموا إلا خزايا موتورين" قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 5/ 62 قلت: داود بن مساور ومقاتل بن همام ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عن مقاتل بن همام راويا إلا داود بن مساور فهو مجهول. ¬

_ (¬1) 1/ 139 (كتاب الإيمان - باب أداء الخمس من الإيمان)

2826 - عن أهبان بن أوس قال: كنت في غنم فشدّ الذئب على شاة منها فصحت عليه فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال: من لها يوم تشتغل عنها؟ تمنعني رزقا رزقنيه الله تعالى، فصفقت بيدي وقلت: والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا؟ فقال: أعجب من هذا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات يدعو إلى الله. فأتى أهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم. قال الحافظ: فروى أبو نعيم في "الدلائل" من طريق ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس قال: فذكره" (¬1) أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (934) عن أحمد بن سليمان بن حذلم ثنا أحمد بن المعلى ثنا حمزة بن مالك ثني عمي سفيان بن حمزة قال: سمعت عبد الله بن عامر الأسلمي يحدث عن ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو. قال: وحدثنا عمر بن محمد بن جعفر المعدل ثنا إبراهيم بن السندي ثنا النضر بن سلمة ثني أبو غزية الأنصاري ومحمد بن إسماعيل بن جعفر قالا: ثنا سفيان بن حمزة الأسلمي ثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن ربيعة بن أنيس عن أبيه أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس الأسلمي أنّه في غنم له فشدّ الذئب على شاة منها فصاح عليه فأقعى على ذنبه فخاطبني فقال: من لها يوم تشغل عنها؟ أتنزع مني رزقا رزقنيه الله. قال: فصفقت بيدي وقلت: والله ما رأيت شيئاً أعجب من هذا، فقال: تعجب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين هذه النخلات وهو يومئ بيده إلى المدينة يحدث الناس أنباء ما قد سبق وأنباء ما يكون وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته. فأتى أهبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأمر الذئب وأسلم. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 45) عن محمد بن إسماعيل الهاشمي ثني أبو طلحة سفيان بن حمزة الأسلمي سمع عبد الله بن عامر الأسلمي عن ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس: كنت في غنم لي فكلمه الذئب فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 43 - 44) قال البخاري: وإسناده ليس بالقوي" قال الحافظ: قلت: لأنّ فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف" الإصابة 1/ 125 وله شاهد من حديث أبي سعيد وآخر من حديث أبي هريرة ¬

_ (¬1) 8/ 23 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

فأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه القاسم بن الفضل الحُدَّاني عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: بينما راع يرعى بالحرّة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه، فُحال الراعي بين الذئب والشاة، فأقعى الذئب على ذنبه، ثم قال للراعي: ألا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليّ، فقال الراعي: العجب من ذئب مقعٍ على ذنبه يتكلم بكلام الإنس، فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب مني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي شاءه حتى أتى المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه بحديث الذئب، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس، فقال للراعي "قم فأخبرهم" قال: فأخبر الناس بما قال الذئب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق الراعي ألا إنّه من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تُكَلمَ السِّبَاعُ الإنسَ، ويكلم الرجلَ شراكُ نعلهِ، وعَذَبَةُ سوطه، ويخبرهُ فخذهُ بما أحدث أهلُهُ بعده. أخرجه أحمد (3/ 83 - 84) عن يزيد بن هارون والترمذي (2181) والحاكم (4/ 467 و 467 - 468) عن وكيع والبزَّار (كشف 2431) والطحاوي في "المشكل" (6178) والعقيلي (3/ 477 - 478) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي والبيهقي في "الدلائل" (6/ 41 - 42) واللفظ له وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (116) عن عبيد الله بن موسى الكوفي والبيهقي أيضاً (6/ 42) عن يونس بن بكير الشيباني وأبو القاسم الأصبهاني (234) عن موسى بن إسماعيل البصري وأبو نعيم في "الدلائل" (270)

عن هريم بن عثمان الطُفَاوي وأبي عمر حفص بن عمر الحَوْضي وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وابن بشران (975) عن عاصم بن علي بن عاصم الواسطي وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (15) عن شيبان بن فَرُّوخ الحَبَطي كلهم عن القاسم بن الفضل الحداني به. - ورواه هُدبة بن خالد القيسي عن القاسم بن الفضل واختلف عنه: • فرواه هشام بن علي السيرافي عن هدبة بن خالد ثنا القاسم بن الفضل عن أبي نضرة عن أبي سعيد. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (270) • ورواه أبو يعلى عن هدبة بن خالد ثنا القاسم بن الفضل ثنا الجُرَيْري ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد. أخرجه ابن حبان (6494) والأول أصح. قال العقيلي (3/ 478): ثنا محمد بن أحمد المطرز ثنا نصر بن علي ثنا مسلم قال: كنت عند القاسم بن الفضل الحداني فأتاه شعبة فسأله عن حديث أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: بينما راع يسوق غنمه عدا الذئب ... قال: فقال شعبة: لعلك سمعته من شهر بن حوشب، قال: لا (¬1)، حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد، فما سكت حتى سكت شعبة. وصرح القاسم بن الفضل بالتحديث من أبي نضرة أيضاً عند الترمذي والحاكم والبيهقي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والفاسم ثقة مأمون عند أهل الحديث وثقه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي" ¬

_ (¬1) كذا في نسخة الظاهرية (ق 363) وتهذيب ابن حجر (8/ 330) ووقع في نسخة الضعفاء المطبوعة بتحقيق قلعجي "بلى" وهو خطأ.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح" وقال ابن كثير: هذا إسناد على شرط الصحيح" الشمائل ص 274 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 291 قلت: وهو كما قالوا. الثاني: يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن شهر أنّ أبا سعيد حدّثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا عليه الذئب فأخذ شاة من غنمه فأدركه الأعرابي فاستنقذها منه وهجهجه فعانده الذئب يمشي ثم أقعى مستذفرا بذنبه يخاطبه فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله، قال: واعجبا من ذئب مُقْع مستذفر بذنبه يخاطبني، فقال: والله إنّك لتترك أعجب من ذلك، قال: وما أعجب من ذَلك؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النخلتين بين الحرّتين يحدث الناس عن نبأ ما قد سبق وما يكون بعد ذلك، قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة ثم مشى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ضرب عليه بابه، فلما صلّى النبي صلى الله عليه وسلم قال "أين الأعرابي صاحب الغنم؟ " فقام الأعرابي فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "حدّث الناس بما سمعت وما رأيت" فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وسمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك "صدق، آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده" أخرجه أحمد (3/ 88 - 89) واللفظ له والطبراني في "مسند الشاميين" (2944) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي وابن سعد (1/ 173) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 43) عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري والبيهقي في "الدلائل" (6/ 42 - 43) عن مَعْقل بن عبيد الله الجزري ثلاثتهم عن شهر عن أبي سعيد به. - ورواه أشعث بن عبد الله الحُداني عن شهر عن أبي هريرة. أخرجه عبد الرزاق (20808) عن مَعْمَر بن راشد عن أشعث به.

وأخرجه إسحاق في مسند أبي هريرة (360) وأحمد (2/ 306) عن عبد الرزاق به. ومن طريق إسحاق أخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (14) ومن طريق أحمد أخرجه أبو سعيد النقاش أيضاً (9) وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (271) والبغوي في "شرح السنة" (4282) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 292 وقال ابن كثير: لعل شهر بن حوشب قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة أيضاً" الشمائل ص 276 قلت: فإن ثبت ذلك فهو إسناد حسن. 2827 - عن عليّ قال: كنت كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية فكتبت: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال سهيل: لو علمنا أنه رسول الله ما قاتلناه، امحها، فقلت: هو والله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنْ رغم أنفك، لا والله لا أمحوها. قال الحافظ: وللنسائي من طريق علقمة بن قيس عن عليّ قال: فذكره. وقال. وفي حديث عليّ عند النسائي وزاد "أما إنّ لك مثلها وستأتيها وأنت مضطر" (¬1) ضعيف يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال عمرو بن هاشم الجَنْبِي: عن ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي عن علقمة بن قيس قال: قلت لعليّ: تجعل بينك وبين ابن أكلة الأكباد حكماً! قال: إني كنت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فكتب "هذا ما صالح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو" فقال سهيل: لو علمنا أنه رسول الله ما قاتلناه، امحها. فقلت: هو والله رسول الله وإن رغم أنفك، لا والله لا أمحها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرني مكانها" فأريته فمحاها، وقال "أما إنّ لك مثلها ستأتيها وأنت مضطر" أخرجه النسائي في "خصائص علي" (191) عن معاوية بن صالح الأشعري ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا عمرو بن هاشم به. ¬

_ (¬1) 9/ 43 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

وإسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وعمرو بن هاشم مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه مسلم وغيره، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي وثقه أحمد وغيره إلا أنه كان شيعيا محترقا، قال موسى بن هارون: خَرَّقت عامة ما سمعت منه. - وقال يونس بن بكير الشيباني: عن ابن إسحاق ثنا بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب أنّ كاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهذا الصلح كان عليّ بن أبي طالب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو" فجعل علي يتلكأ ويأبى أنْ يكتب إلا محمد رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اكتب فإنّ لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد" فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 147) - ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن علقمة بن قيس النخعي عن عليّ. أخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 634 - 636) وإسناده ضعيف لضعف بريدة بن سفيان (¬1). 2828 - عن ابن مسعود قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولّى عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار فكنا على أقدامنا ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة" قال الحافظ: وروى أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 453 - 454) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحارث بن حَصِيْرَة ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال ابن مسعود: فذكره، وزاد: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته يمضي قدما فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت له: ارتفع رفعك الله، فقال "ناولني كفا من تراب" فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا ثم قال "أين المهاجرون والأنصار؟ " قلت: هم أولاء، قال "اهتف بهم" فهتفت بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم. وأخرجه البزار (1998) والطبراني في "الكبير" (10351) والحاكم (2/ 117) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 142) ص طرق عن عفان بن مسلم به. ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على الحديث أيضاً في المجموعة الثانية: كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد. (¬2) 9/ 90 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى" {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم})

قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحارث وعبد الله (¬1) ذوا مناكير هذا منها، ثم فيه إرسال" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة" المجمع 6/ 180 قلت: خالفه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي رواه عن القاسم عن ابن مسعود مختصرا ولم يذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. أخرجه ابن سعد (2/ 157) عن عتاب بن زياد المروزي أنا عبد الله بن المبارك أني عبد الرحمن المسعودي به. والمسعودي ثقة اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع ابن المبارك منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. 2829 - قال صَبيح: كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى فسألته الكتابة فأبى، فنزلت {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} [النور: 33] " قال الحافظ: وروى ابن إسحاق عن خاله عبد الله بن صبيح -بفتح المهملة- عن أبيه قال: فذكره، أخرجه ابن السكن وغيره في ترجمة صبيح في الصحابة" (¬2) وقال في "الإصابة" (5/ 122): وروى ابن السكن والباوردي من طريق ابن إسحاق عن خاله عبد الله بن صبيح عن أبيه -وكان جد ابن إسحاق أبا أمّه- قال: فذكره. قال ابن السكن: لم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث" ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3882) وعبد الله بن صبيح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. 2830 - "كنت نهيتكم عن القِرَان في التمر وإنّ الله وسع عليكم فاقرنوا" قال الحافظ: وقد أخرج ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" وهو في "مسند البزار" من طريق ابن يُريدة عن أبيه رفعه: فذكره، فلعل النووي أشار إلى هذا الحديث فإنّ في إسناده ضعفا" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) قلت: ليس في الإسناد من اسمه عبد الله. (¬2) 6/ 111 (كتاب المكاتب - باب المكاتب ونجومه) (¬3) 11/ 504 (كتاب الأطعمة - باب القران في التمر)

أخرجه البزار (كشف 2884) من طريق آدم بن أبي إياس ثنا يزيد بن بزيع عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "إنا كنا نهيناكم عن قران التمر فاقرنوا فقد وسّع الله الخير" وقال: لا نعلم له طريقا عن بريدة إلا هذا، ولا نعلم رواه إلا آدم عن يزيد" قلت: رواه أيضاً محبوب بن محرز القواريري عن يزيد بن بزيع به. أخرجه الروياني (64) وابن البختري في "الأمالي" (116) والطبراني في "الأوسط" (7064) وابن شاهين في "الناسخ" (579) وقال: الحديث ليس بذلك القوي لأنّ في سنده اضطرابا" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء الخراساني إلا يزيد بن بزيع" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" والبزار وفي إسنادهما يزيد بن بزيع وهو ضعيف" المجمع 5/ 42 قلت: وضعفه ابن معين، وذكره العقيلي وابن الجارود وابن شاهين في "الضعفاء". 2831 - "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1564) من حديث بريدة، وفيه نسخ النهي عن ذلك، ولفظه: فذكره، وزاد أبو داود والنسائي من حديث أنس "فإنها تذكرة للآخرة" وللحاكم من حديثه فيه "وترق القلب، وتدمع العين، فلا تقولا هُجْرا" وله من حديث ابن مسعود "فإنها تزهد في الدنيا" (¬1) قلت: لم أر حديث أنس عند أبي داود والنسائي، وإنما أخرجاه من حديث بريدة (¬2). وحديث أنس يرويه إبراهيم بن طهمان ويحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر التيمي: واختلف عن إبراهيم بن طهمان: - فقال عامر بن عبد الله بن يَسَاف اليمامي: ثنا إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن عباد عن أنس مرفوعاً "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنّه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرا" ¬

_ (¬1) 3/ 390 (كتاب الجنائز - باب زيارة القبور) (¬2) انظر أحكام الجنائز للألباني ص 227

أخرجه الحاكم (1/ 376) وعامر بن عبد الله مختلف فيه: وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو داود: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح، وقال العجلي: يكتب حديثه وفيه ضعف، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال الذهبي: له مناكير. - وقال أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي: ثنا إبراهيم بن طهمان عن عمرو بن عامر وعبد الوارث عن أنس. أخرجه البيهقي (4/ 77) وفي "الآداب" (378) وفي "الشعب" (8849) وأبو حذيفة مختلف فيه كذلك: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه بندار وغيره. - وقال حفص بن عبد الله بن راشد النيسابوري: ثنا إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد الكوفي عن عمر بن عامر وعبد الوهاب عن أنس. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (698) عن أحمد بن محمد بن عبيدة النيسابوري ثنا أحمد بن حفص النيسابوري ثني أبي به. وحفص بن عبد الله وثقه ابن حبان والحاكم، وقال النسائي: ليس به بأس. وأحمد بن محمد وأحمد بن حفص ثقتان. وأما حديث يحيى بن عبد الله الجابر فأخرجه أحمد (3/ 237) وأبو يعلى (3707) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني يحيى بن عبد الله عن عبد الوارث مولى أنس وعمرو بن عامر عن أنس. ورواه غير واحد عن يحيى الجابر عن عمرو بن عامر عن أنس ولم يذكروا عبد الوارث، منهم: 1 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 342) وأبو يعلى (3705 و 3706) 2 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه أحمد (3/ 250) والحاكم (1/ 375) 3 - عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي. أخرجه الحاكم (1/ 376) وابن بشران (351)

وسكت عليه الحاكم. وقال الذهبي: قلت: الجابر ضعيف" قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وللحديث طريق أخرى ذكرتها عند الكلام على حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي ... " فلتراجع وأما حديث ابن مسعود فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي ... " 2832 - عن يزيد بن شيبان قال: كنا وقوفا بعرفة فأتانا ابن مِرْبع فقال: إني رسول رسول الله إليكم، يقول لكم "كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم" قال الحافظ: روى الترمذي وغيره من طريق يزيد بن شيبان قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه الحميدي (577) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 251) وأحمد (4/ 137) عن سفيان بن عُيينة قال: ثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني عمرو بن عبد الله بن صفوان الجُمَحي أنّه سمع رجلاً من أخواله من الأزد يقال له: يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن (¬2) بعرفة في مكان يباعده عمرو من موقف الإِمام قال: فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول "كونوا على مشاعركم هذه فإنكم على إرث من إرث إبراهيم" السياق للحميدي. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 210) عن الحميدي (¬3) به. وأخرجه ابن ماجه (3011) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2149) عن ابن أبي شيبة (¬4) به. ¬

_ (¬1) 4/ 264 (كتاب الحج - باب الوقوف بعرفة) (¬2) ولفظ أحمد "ونحن في مكان من الموقف بعيد" (¬3) وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 230) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2992 و 4533 و 6609) عن محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى به. (¬4) وأخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (602) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4533) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 446) وأبو داود (1919) والترمذي (883) والأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 195) والحربي في "الغريب" (1/ 144) والفاكهي في "أخبار مكة" (2790) والنسائي (5/ 206) وفي "الكبرى" (4010) وابن خزيمة (2818 و 2819) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (809) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (872 و 1611) والطحاوي في "المشكل" (1204) والمحاملي (345) وابن قانع (1/ 230) والحاكم (1/ 462) وأبو نعيم في "الصحابة" (4533) والبيهقي (5/ 115) وفي "معرفة السنن" (3/ 289 - 290) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (465) والذهبي في "معجم الشيوخ " (1/ 151) من طرق عن سفيان بن عيينة به. ورواه الشافعي في "السنن المأثورة" (488) وفي "الرسالة" (1132) عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن صفوان عن خال له قال: كنا في موقف لنا بعرفة فأتانا ابن مربع، وذكر الحديث. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1205) ورواه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن خاله يزيد بن شهاب. أخرجه ابن خزيمة (2819) والأول أصح. قال الترمذي: حديث ابن مربع الأنصاري حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار. وابن مربع اسمه يزيد (¬1) بن مربع الأنصاري، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عمرو بن عبد الله بن صفوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: قليل الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وسفيان وعمرو بن دينار ثقتان، فالإسناد حسن. 2833 - حديث عمر: لما كان يوم خيبر قالوا: فلان شهيد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كَلَّا إني رأيته في النار في بردة غلَّها أو عباءة" ¬

_ (¬1) وقيل: زيد، وقيل: عبد الله.

قال الحافظ: عند مسلم (114) من حديث عمر: فذكره" (¬1) 2834 - "كُلَّا، فإنني يحضرني من الله حاضرة" قال الحافظ: وقد ورد لذلك سبب آخر أخرجه مالك من مرسل سليمان بن يسار: فذكر معنى حديث ابن عباس، وفي آخره: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) يرويه سليمان بن يسار واختلف عنه: - فقال مالك (2/ 967 - 968): عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة عن سليمان بن يسار أنه قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة بنت الحارث فإذا ضِبَاب فيها بَيْض، ومعه عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد، فقال "من أين لكم هذا؟ " فقالت: أهدته لي أختي هُزْيَلَة بنت الحارث، فقال لعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد "كُلا" فقالا: أَوَلا تأكل أنت يا رسول الله، فقال "إني تحضرني من الله حاضرة" قالت ميمونة: أنسقيك يا رسول الله من لبن عندنا؟ فقال "نعم" فلما شرب قال "من أين لكم هذا؟ " فقالت: أهدته لي أختي هزيلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرأيتك جاريتك التي كنت استأمرتيني في عتقها، أعطيها أختك وصِلِي بها رَحِمَك تَرْعَى عليها فإنه خير لك" ورواته ثقات. - وقال محمد بن إسحاق المدني: عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أهدت لي أختي أم حفيد أضبا، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يظن أنها دجاجات، فقلت: يا رسول الله، أتدري ما هذا؟ قال "لا" ثم أمسك يده، فقلت: هذا ضب، فقال "ذاك طعام الأعراب" فقال خالد: أحرام هو؟ قال "لا" فأكل منه خالد بين يديه وهو ينظر - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 439 - 440) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. • ورواه محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق فقال: عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج. أخرجه الطبراني (23/ 440) ¬

_ (¬1) 9/ 30 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر) (¬2) 12/ 87 (كتاب الذبائح - باب الضب)

• ورواه غير واحد عن ابن إسحاق عن بكير عن سليمان عن ميمونة قالت: كانت لي جارية فأعتقتها فدخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال "لو كنت أعطيتيها أخوالك كان أعظم لأجرك" أخرجه إسحاق (2029) وأبو داود (1690) والنسائي في "الكبرى" (4932) والحاكم (1/ 414 - 415) عن عبدة بن سليمان الكلابي وأحمد (6/ 332) وعبد بن حميد (1548) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 237) عن يعلي بن عبيد الطنافسي والطبراني في "الكبير" (23/ 440) عن أحمد بن خالد الوهبي والحاكم (1/ 414 - 415) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير كلهم عن ابن إسحاق عن بكير به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: ابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من بكير، وقد أخرج مسلم لابن إسحاق في المتابعات. 2835 - حديث أبي هريرة في قصة ماعز ورجمه في الزنا وأنّ رجلاً قال لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رُجم رَجم الكلب، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - "كُلا من جيفة هذا الحمار، لحمار ميت، فما نلتما من عرض هذا الرجل أشدّ من أكل هذه الجيفة" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان" (¬1) ضعيف يرويه أبو الزبير المكي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي الزبير عن عبد الرحمن بن الهضهاض عن أبي هريرة قال: جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ الأبعد قد زنى. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "ويلك، ¬

_ (¬1) 3/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

وما يدريك ما الزنا؟ ثم أُمر به فطرد، وأخرج، ثم أتاه الثانية، فقال: يا رسول الله، إنّ الأبعد قد زنى، فقال "ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ " فطرد وأخرج، ثم أتاه الثالثة فقال: يا رسول الله، إنّ الأبعد قد زنى. قال "ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ " قال: أتيت امرأة حراما، مثل ما يأتي الرجل من امرأته. فأُمر به فطرد، وأخرج، ثم أتاه الرابعة، فقال: يا رسول الله، إنْ الأبعد قد زنى. قال "ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ " قال "أَدخلتَ وأخرجتَ؟ " قال: نعم. فأمر به أنْ يرجم، فلما وجد مسْ الحجارة تحمّل إلى شجرة فرُجم عندها حتى مات. فمرّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك معه نفر من أصحابه، فقال رجل منهم لصاحبه: وأبيك إنّ هذا لهو الخائب، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - مرارا كلّ ذلك يردّه حتى قتل كما يقتل الكلب. فسكت عنهما النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى مرّ بجيفة حمار شائلةٍ رجلها، فقال "كُلا من هذا" قالا: من جيفة حمار يا رسول الله؟ قال "فالذي نلتما من عرض أخيكما أكثر، والذي نفس محمد بيده إنّه لفي نهر من أنهار الجنة يتقمّص" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (737) وفي "التاريخ الكبير" (3/ 1/ 361) وابن حبان (4400) واللفظ له عن زيد بن أبي أنيسة وابن المبارك في "مسنده" (153) والنسائي في "الكبرى" (7166) والطحاوي (¬1) في "المشكل" (438 و 439) وفي "شرح المعاني" (3/ 143) والبيهقي في "الشعب" (9210) عن حماد بن سلمة وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (144) عن الحجاج بن الحجاج البصري ثلاثتهم عن أبي الزبير به. قال النسائي: عبد الرحمن بن هضهاض ليس بمشهور، وقد اختلف على أبي الزبير في اسم أبيه" - وقال الحسين بن واقد: ثني أبو الزبير ثني عبد الرحمن بن الهضاب ابن أخي أبى هريرة قال: سمعت أبا هريرة به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7200) ¬

_ (¬1) ووقع عنده وعند البيهقي: عبد الرحمن بن هضاض.

- ورواه ابن جريج عن أبي الزبير واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق (13340): عن ابن جريج أني أبو الزبير عن عبد الرحمن بن الصامت عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: فذكره. وأخرجه أبو داود (4428) والنسائي في "الكبرى" (7165) وابن الجارود (814) وابن حبان (4399) والدارقطني (3/ 196 - 197) والبيهقي في "الشعب" (6286) من طرق عن عبد الرزاق به. ووقع عند أبي داود والنسائي وابن حبان والدارقطني: أخبرني عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة. ووقع عند ابن الجارود: ابن أخي أبي هريرة. قال ابن القطان الفاسي: وهذا لا يصح؛ لأن عبد الرحمن بن الصامت مجهول" الوهم والإيهام 4/ 525 وقال الذهبي: تفرد عنه أبو الزبير، وعنه ابن جريج، فلا يدرى من هذا" الميزان 2/ 570 • وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: ثنا ابن جريج أنا أبو الزبير عن ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة. أخرجه أبو داود (4429) والنسائي في "الكبرى" (7164) وأبو يعلى (6140) والبيهقي (8/ 227 - 228) 2836 - "كلام أهل النار بالفارسية" سكت عليه الحافظ (¬1). 2837 - حديث محمود بن لبيد أنّ سعد بن معاذ لما أصيب أكْحَله كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مرّ به يقول: "كيف أصبحت؟ " قال الحافظ: وقد أورد البخاري في "الأدب المفرد" في باب "كيف أصبحت" حديث محمود بن لبيد: فذكره" (¬2) أخرجه ابن سعد (3/ 427 - 428) والبخاري في "الأدب المفرد" (1129) وفي ¬

_ (¬1) 6/ 524 (كتاب الجهاد- باب من تكلم بالفارسية) (¬2) 13/ 298 (كتاب الاستئذان- باب المعانقة)

"الكبير" (4/ 1/ 402) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين أنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: لما أصيب أكْحَل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مرّ به يقول: "كيف أمسيت؟ " وإذا أصبح قال "كيف أصبحت؟ " فيخبره، حتى كان الليلة التي نقله قومه فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما كان يسأل عنه، وقالوا قد انطلقوا به، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخرجنا معه فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول الله، أتعبتنا في المشي، فقال "إني أخاف أنْ تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة" فانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت وهو يغسل وأمه تبكيه وهي تقول: ويلُ أم سعدٍ سعدا حزامةً وَجِدّا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كل نائحة تكذب إلا أم سعد" ثم خرج به، قال يقول له القوم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله، ما حملنا ميتا أخف علينا من سعد فقال "ما يمنعكم من أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا" قد سمى عدة كثِرة لم أحفظها "لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم". قال الحافظ في "الإصابة" (12/ 255): سنده صحيح" قلت: هذا إذا ثبتت الصحبة لمحمود بن لبيد فإنهم قد اختلفوا في إثباتها له. فقال جماعة من أهل الحديث: إنّه ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم أحمد بن حنبل وابن أبي خيثمة وإبراهيم بن المنذر ويحيى بن عبد الله بن بكير وابن سعد وابن عبد البر وغيرهم. وقال ابن حبان: له رؤية، وقال الترمذي: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام صغير. وذكره ابن حبان في الصحابة من كتابه "الثقات" وقال: له صحبة" 3/ 397 ثم ذكره في التابعين وقال: يروي المراسيل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرناه في كتاب الصحابة لأن له رؤية" 5/ 434 و 435 وممن أثبت له الصحبة ابن عبد البر، وقال الحافظ في "التقريب": صحابي صغير. وقال جماعة منهم مسلم والعجلي ويعقوب بن سفيان: هو تابعي. وقال أبو حاتم: لا يعرف له صحبة.

2838 - عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "كيف أنتم، كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ " قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال "يا عائشة، إنّها كانت تأتينا زمان خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان" قال الحافظ: أخرجه الحاكم والبيهقي في "الشعب" من طريق صالح بن رُسْتم عن ابن أبي مُليكة عن عائشة. وأخرجه البيهقي أيضاً من طريق سلم بن جنادة عن حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثله بمعنى القصة وقال: غريب. ومن طريق أبي سلمة عن عائشة نحوه، وإسناده ضعيف" (¬1) صحيح وله عن عائشة طرق: الأول: يرويه أبو عاصم الضحاك بن مخلد ثنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عندي، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أنت؟ " فقالت: أنا جثامة المزنية، فقال "بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ " قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت، قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال "إنّها كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان". أخرجه ابن الأعرابي (ق 76 /ب) والحاكم (1/ 15 - 16) والقضاعي (971) والبيهقي في "الآداب" (240) وفي "الشعب" (8701) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (12/ 255 - 256) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 47 - 48) وابن بشكوال في "الغوامض" (274) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 47) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة وليس له علة" قلت: الحديث إسناده حسن، صالح بن رستم مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، فهو حسن الحديث، قال ابن عدي: هو عندي لا بأس به ولم أر له حديثا منكرا جداً. ¬

_ (¬1) 13/ 42 - 43 (كتاب الأدب- باب حسن العهد من الإيمان)

وقد أخرج له البخاري تعليقا كما في "التهذيب" ومسلم متابعة كما في "الكاشف". وفي "السير" (7/ 28): احتج به مسلم. والضحاك وابن أبي مليكة ثقتان. الثاني: يرويه محمد بن يمان (¬1) الصنعاني ثنا عبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان عجوز تأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فَيُسَرّ بها ويكرمها، فقلت: بأبي أنت وأمي، إنّك لتصنع بهذه العجوز شيئاً ما تصنعه بأحد؟ قال "إنّها كانت تأتينا عند خديجة، أما علمت أنّ كرم الود من الإيمان". أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة" (ص 66 - 67) والقضاعي (972) والبيهقي في "الشعب" (8700) ومحمد بن يمان الصنعاني لم أقف له على ترجمة، وعبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 417)، ويحيى وأبو سلمة ثقتان. الثالث: يرويه عبد الواحد بن أيمن المكي عن ابن أبي نَجيح عن عائشة قالت: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطعام، فجعل يأكل من الطعام ويضع بين يديها، فقلت: يا رسول الله، لا تغمر يدك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن هذه كانت تأتينا أيام خديجة، وإنّ حسن العهد، أو حفظ العهد من الإيمان" ... أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (273) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن عبد الواحد بن أيمن به. وأخرجه القاسم السرقسطي في "غريب الحديث" (9/ 712 - 720) من طريق الحميدي ثنا سفيان ثنا عبد الواحد بن أيمن وغيره عن ابن أبي نجيح عن عائشة. ورواته ثقات إلا أنّ ابن أبي نجيح لم يسمع من عائشة. الرابع: يرويه إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن محمد بن زيد التيمي عن عائشة مرفوعاً "حسن العهد من الإيمان" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 319) قال: وقال يعقوب بن محمد: ثنا إسحاق بن جعفر سمع إبراهيم به. وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن محمد ترجمه ¬

_ (¬1) عند السلمي: ثمال.

البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن زيد لم يسمع من عائشة. الخامس: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت تأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة فيكرمها، فقلت له، فقال "إنّ هذه كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان" أخرجه البيهقي في "الشعب" (8702) من طريق أبي بكر أحمد بن إسحاق بن الفضل العطار المروزي والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 771) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (161) من طريق الحسين بن إسماعيل المحاملي قالا: ثنا سلم بن جنادة ثنا حفص بن غياث عن هشام به. وإسناده صحيح. 2839 - "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القَرْن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ" قال الحافظ: وللترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعاً: فذكره، وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، ولأحمد والبيهقي من حديث ابن عباس وفيه "جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور" يعني إسرافيل. وفي أسانيد كل منها مقال" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن عبد الله فأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه عطية العَوْفي واختلف عنه: - فرواه غمِر واحد عن عطية عن أبي سعيد، منهم: 1 - الأعمش. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 175) عن سفيان الثوري عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر". ¬

_ (¬1) 14/ 155 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

وأخرجه أحمد (3/ 73) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 130 - 131) والبغوي في "شرح السنة" (4299) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي ثنا سفيان به. وزاد "فقالوا: يا رسول الله، فكيف تأمرنا؟ قال "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل". قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري لا أعلمه رواه غير أبي حذيفة" كذا قال، وقد رواه عبد الرزاق أيضاً كما تقدم. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه موسى بن أَعْيَن الجزري عن الأعمش به. أخرجه ابن بشران (1048) 2 - عمار بن معاوية الدُّهني. أخرجه ابن أبي داود في "البعث" (18) والطحاوي في "المشكل" (5346) والطبراني في "الأوسط" (2021) و"الصغير" (45) وأبو الشيخ في "العظمة" (397) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 427 - 428) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (50) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 553 - 554) 3 - عمرو بن قيس المُلائي الكوفي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 105) 4 - حجاج بن أرطاة. أخرجه ابن ماجه (4273) والطبري في "تفسيره" (16/ 29) 5 - مالك بن مِغْول. أخرجه الطبري (16/ 29) 6 - عمران البارقي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5345) وأبو الشيخ في "العظمة" (396) واللالكائي في "السنة" (2182) والبيهقي في "الشعب" (346) - ورواه مُطَرِّف بن طَريف الحارثي عن عطية واختلف عنه: • فرواه سفيان بن عُيينة عن مطرف عن عطية عن أبي سعيد.

أخرجه الحميدي (754) وسعيد بن منصور (544) وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (540) أحمد (3/ 7) وعبد بن حميد (886) والترمذي (2431) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 312) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (11) • ورواه غير واحد عن مطرف عن عطية عن ابن عباس، منهم: 1 - أسباط بن محمد القرشي. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 352) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 7881) وأحمد بن حنبل (1/ 326) وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7881) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (53) والطبري في "تفسيره" (16/ 30 و 29/ 150 - 151) والطحاوي في "المشكل" (5347) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 441) وابن الأعرابي (ق 50/ أ) والطبراني في "الكبير" (12671) وعبد الغني المقدسي (12) 2 - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12670) 3 - ذواد بن علبة الحارثي. أخرجه عبد الغني المقدسي (13) 4 - محمد بن فضيل في "الدعاء" (58) ومن طريقه أخرجه الطبري (29/ 150 - 151 و 16/ 29) وأخرجه الحاكم (4/ 559) لكن سقط من إسناده بعض رواته. وقال: مدار هذا الحديث على أبي سعيد" وقال الذهبي: قلت: عطية ضعيف" - ورواه خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي عن عطية واختلف عنه: • فرواه ابن المبارك في "الزهد" (1597) وفي "المسند" (90) عن خالد بن طهمان عن عطية عن أبي سعيد. ومن طريقه أخرجه الترمذي (2431) والدولابي في "الكنى" (2/ 50) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 138) والبغوي في "شرح السنة" (4298)

وتابعه: 1 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا خالد بن طهمان به. أخرجه أحمد (4/ 374) 2 - شعيب بن حرب المدائني ثنا خالد أبو العلاء به. أخرجه الطبري (16/ 30) • ورواه محمد بن ربيعة الكوفي عن خالد بن طهمان عن عطية عن زيد بن أرقم. أخرجه أحمد (4/ 374) والطبراني في "الكبير" (5072) وابن عدي (3/ 891) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (719) وعبد الغني المقدسي (14) قال ابن عدي: وهذا يرويه خالد بن طهمان عن عطية عن زيد بن أرقم، ويرويه مطرف ومن تابعه عليه عن عطية عن ابن عباس، رواه جماعة كثيرة عن عطية عن أبي سعيد وهذا أصحها" وقال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: عطية ضعيف مدلس. - ورواه غير واحد عن عطية عن ابن عباس، منهم: 1 - إدريس بن يزيد الأودي. أخرجه ابن الأعرايي في "معجمه" (ق 126/ ب) والطبراني في "الأوسط" (3676) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 619) وابن بشران (703 و 1587) 2 - ليث بن أبي سليم. أخرجه ابن الأعرابي (ق 35/أ) 3 - الحسن بن عطية العوفي. أخرجه الطبري (29/ 151) 4 - ذواد بن علبة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5348)

الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح واختلف عنه: - فرواه عثمان (¬1) بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (50) وأبو يعلى (1084) وابن حبان (823) وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، ورواية الأعمش عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على السماع كما في "الميزان". ولم ينفرد جرير به بل تابعه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله أبو يحيى التيمي عن الأعمش به. أخرجه الحاكم (4/ 559) وقال: لم نكتبه من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، ولولا أنّ أبا يحيى التيمي على الطريق لحكمت للحديث بالصحة على شرط الشيخين" وقال الذهبي: قلت: أبو يحيى واه" - ورواه موسى بن أعْيَن الحرّاني عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (538) والنسائي في "الكبرى" (11082) وأبو يعلى (الفتن لابن كثير ص 163) والطحاوي في "المشكل" (5344) وأبو الشيخ في "العظمة" (396) وابن بشران (1048) واللالكائي (2181) والبيهقي في "الشعب" (346) - ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح مرسلاً. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (539) وأما حديث البراء فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 39) من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور عن عدي بن ثابت عن البراء مرفوعا "صاحب الصور واضع الصور على فيه مذ خلق ينتظر متى يؤمر أنْ ينفخ فينفخ" وإسناده واه، عبد الأعلى قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف جداً، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) تابعه إسحاق بن أبي إسرائيل ومحمد بن جعفر الوركاني قالا: ثنا جرير بن عبد الحميد به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5342 و 5343)

وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ طرف صاحب الصور ... " وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 189) عن الطبراني ثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا الفريابي ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنى جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ" قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل" وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (720) من طريق عبد العزيز بن عبد الخالق ثنا مطلب بن شعيب به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الثوري عن جعفر، تفرد به الرملي عن الفريابي، ومشهوره ما رواه أبو نعيم وغيره عن الثوري عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد" 2840 - "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أنْ يؤذن له" قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 2841 - عن قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أيّ ماء هذا؟ قالوا: الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة. فقال لها بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، فقالت: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنا ذات يوم: "كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحَوْأَب" قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في كتاب "أخبار البصرة"، وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح، وعند أحمد: فقال لها الزبير: تقدمين، فذكره" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 7/ 114 - 115 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الملائكة) (¬2) 16/ 165 (كتاب الفتن- باب حدثنا عثمان بن الهيثم)

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 259 - 260) وأحمد (6/ 52 و 97) وإسحاق في "مسند عائشة" (1027) والحربي في "الغريب" (2/ 403) والبزار (كشف 3275) وأبو يعلى (4868) وابن حبان (6732) وابن عدي (4/ 1627) والحاكم (3/ 120) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 410 و410 - 411) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: لما بلغت عائشة بعض (¬1) مياه (¬2) بني عامر (¬3) ليلا نبحت الكلاب عليها، فقال: أيّ ماء هذا؟ قالوا: ماء (¬4) الحوأب، فوقفت فقالت: ما (¬5) أظنني إلا راجعة، فقال (¬6) لها طلحة والزبير: مهلا رحمك الله، بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح (¬7) الله ذات بينهم، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا ذات يوم "كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب". السياق لابن أبي شيبة ولفظ البزار "لما خرجت عائشة تريد البصرة فقربت سمعت أصوات كلاب، قالت: ما هذا الموضع؟ أو ما اسم هذا الموضع؟ قالوا: الحوأب، قالت: ما أراني إلا راجعة، قالوا: لا تفعلي، قالت: ما أراني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأزواجه "أيتكنّ تنبح عليها كلاب حوأب" فأتاها أقوام، فما زالوا يكلمونها، حتى مضت يعني البصرة. قال ابن كثير: وهذا إسناد على شرط الصحيحين" البداية والنهاية 6/ 212 وقال الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد" سير الأعلام 2/ 177 - 178 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 234 قلت: وهو كما قالوا (¬8). وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن طاوس مرسلاً. فأما حديث ابن عباس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ... " ¬

_ (¬1) وفي لفظ "لما أقبلت عائشة مرّت ببعض" (¬2) ولفظ الحاكم "ديار" (¬3) زاد ابن حبان "طرقتهم" (¬4) ولفظ أبي يعلى "ماء لبني عامر" (¬5) ولفظ أبي يعلى "ردوني ردوني" (¬6) وفي لفظ لأحمد "فقال لها بعض من كان معها" ولفظ إسحاق "فقالوا لها" (¬7) ولفظ ابن حبان "فيصلح الله بك" (¬8) وله طريق أخرى عند الطبراني في "الأوسط" (6272) وفيها مجالد بن سعيد الهمداني ليس بالقوي.

وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق (20753) عن مَعْمَر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنسائه "أيتكنّ تنبحها كلاب ماء كذا وكذا" -يعني الحوأب- فلما خرجت عائشة إلى البصرة نبحتها الكلاب، فقالت: ما اسم هذا الماء؟ فأخبروها، فقالت: ردوني، فأبى عليها ابن الزبير. ورواته ثقات. 2842 - "كيف بك يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حُثَالة من الناس قد مَرَجَت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا؟ - وشبك بين أصابعه-" قال: فما تأمرني؟ قال "عليك بخاصتك ودع عنك عوامهم" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وصححه ابن حبان من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وأخرج الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نفسه من طرق بعضها صحيح الإسناد، وفيه " قالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على خاصتكم وتدعون عوامهم (¬1) " تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عليك بخويصة نفسك" 2843 - عن عبد الله بن يزيد الخَطمِي أنه رأى بيتا مستورا فقعد وبكى وذكر حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه "كيف بكم إذا سترتم بيوتكم" قال الحافظ: وأخرج الحاكم والبيهقي من حديث محمد بن كعب عن عبد الله بن يزيد الخطمي: فذكره، الحديث وأصله في النسائي" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2242) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب قال: دعي عبد الله بن يزيدّ إلى طعام، فلما جاء رأى البيت مُنَجَّدا، فقعد خارجا وبكى، فقيل له: وما يبكيك؟ فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع قال "أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم" قال: فرأى رجلاً ذات يوم وقد رقع بُردة له بقطعة فرو، فاستقبل مطلع الشمس، وقال: هكذا بيده- وصف حماد بيديه بباطن كفيه، ومدّ يديه-: تطالعت عليكم الدنيا، تطالعت عليكم الدنيا -أي: أقبلت- حتى ظننا أن تقع علينا- ويغدو أحدكم حلة، ويروح في أخرى، وتسترون بيوتكم كما تسترون الكعبة" ¬

_ (¬1) 16/ 147 (كتاب الفتن- باب إذا بقي في حثالة من الناس) (¬2) 11/ 160 (كتاب النكاح- باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)

قال عبد الله بن يزيد: كيف لا أبكي وقد رأيتكم تسترون بيوتكم كما تسترون الكعبة. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (507) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 114) وابن السني (504) والحاكم (2/ 97 - 98) والبيهقي (7/ 272) من طرق عن عفان به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 13) عن محمد بن عبد الله الخزاعي وأبو داود (2601) والمحاملي في "الدعاء" (6) عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني قالا: ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن يزيد الخطمي رفعه "أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم قَصْعَة وراحت أخرى وغدوتم في حلة ورحتم في أخرى، ولتسترن بيوتكم كما تستر الكعبة؟ " قال رجل: بل نحن يومئذ خير، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بل أنتم اليوم خير" اللفظ للبخاري، واقتصر أبو داود والمحاملي على القول عند تشيع الجيش. ورواته ثقات، وعبد الله بن يزيد قال ابن معين: له رؤية، واختلف في سماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو جعفر الخطمي اسمه عُمير بن يزيد. 2844 - عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عماراً فعذبوه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له "كيف تجد قلبك؟ " قال: مطمئنا بالإيمان, قال "فإن عادوا فعد" قال الحافظ: جاء من طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: فذكره، وهو مرسل ورجاله ثقات، أخرجه الطبري وقبله عبد الرزاق وعنه عبد بن حميد، وأخرجه البيهقي من هذا الوجه فزاد في السند فقال: عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه، وهو مرسل أيضاً، وأخرج الطبري أيضاً من طريق عطية العَوْفي عن ابن عباس نحوه مطولا وفي سنده ضعف، وفي رواية مجاهد عن ابن عباس عند ابن المنذر "إنّ الصحابة لما هاجروا أخذ المشركون خبابا وبلالا وعمارا فأطاعهم عمار وأبى الآخران فضربوهما" وأخرجه الفاكهي من مرسل زيد بن أسلم وفي سنده ضعف أيضاً، وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن سيرين "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقي عمار بن ياسر وهو يبكي فجعل يمسح الدموع عنه ويقول: أخذك المشركون فغطوك في الماء حتى قلت لهم كذا؟ إن عادوا فعد" ورجاله ثقات مع إرساله أيضاً، وهذه المراسيل تقوى بعضها ببعض، وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق مسلم

الأعور وهو ضعيف عن مجاهد عن ابن عباس قال: عذب المشركون عمارا حتى قال لهم كلاما تقية فاشتد عليه" (¬1) روي من حديث أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ومن حديث ابن عباس ومن حديث محمد بن سيرين فأما حديث أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 2/ 360) وفي "مصنفه" كما في "نصب الراية" (4/ 158) عن مَعْمر بن راشد عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه، حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كيف تجد قلبك؟ " قال: مطمئن بالإيمان, ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فإنْ عادوا فعد". وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (4/ 158 - 159) و "المطالب" (2919) وعبد بن حميد كما قال الحافظ عن عبد الرزاق به. ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به. أخرجه الطبري في "تفسيره" (14/ 182) ولم ينفرد معمر به بل تابعه عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به. أخرجه ابن سعد (3/ 249) عن عبد الله بن جعفر الرقي وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 140) عن حكيم بن سيف الرقي كلاهما عن عبيد الله بن عمرو به. واختلف فيه على عبيد الله بن عمرو، فرواه هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: فذكر الحديث. فزاد فيه عن أبيه. ¬

_ (¬1) 15/ 343 - 344 (كتاب الإكراه وقول الله تعالى {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106])

أخرجه الحاكم (2/ 357) والبيهقي (8/ 208 - 209) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: أبو عبيدة وأبوه ليسا على شرط الشيخين، والحديث مرسل لأنّ محمد بن عمار بن ياسر تابعي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تفسيره" (14/ 181) ثني محمد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس، قوله {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] إلى آخر الآية، وذلك أنّ المشركين أصابوا عمار بن ياسر فعذبوه، ثم تركوه، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه بالذي لقي من قريش، والذي قال: فأنزل الله تعالى ذكره عذره {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ} [النحل: 106] إلى قوله {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 7]. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء. سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي وعمه الحسين بن الحسن بن عطية العوفي والحسن بن عطية العوفي وعطية العوفي كلهم ضعفاء. وأما حديث ابن سيرين فأخرجه ابن سعد (3/ 249) عن إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم البصري عن ابن عون عن محمد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح عن عينيه وهو يقول: "أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا، فإنْ عادوا فقل ذاك لهم". وهو مرسل رجاله ثقات. 2845 - عن أبي ذر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "كيف ترى جعيلا؟ " قلت: كشكله من الناس -يعني المهاجرين-، قال "فكيف ترى فلانا؟ " قلت: سيد من سادات الناس، قال "فجعيل خير من ملء الأرض من فلان" قلت: ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع؟ قال "إنه رأس قومه، فأنا أتألفهم به" قال الحافظ: وروينا في مسند محمد بن هارون الروياني بإسناد صحيح إلى أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وفي رواية أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر فيما أخرجه محمد بن هارون الروياني في "مسنده" وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ومحمد بن الربيع ¬

_ (¬1) 1/ 87 (كتاب الإيمان- باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة)

الجيزي في "مسند الصحابة الذين نزلوا مصر" ما يؤخد منه تسمية المار الثاني ولفظه: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له "كيف ترى جعيلا؟ " قلت: مسكينا كشكله من الناس. قال "فكيف ترى فلانا؟ " قلت: سيدا من السادات. قال "فجعيل خير من ملء الأرض مثل هذا" فقلت: يا رسول الله، ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع، قال "إنه رأس قومه فأتألفهم" (¬1) صحيح أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 190 - 191) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 353) وفي "الصحابة" (1686) من طريق عبد الله بن وهب (¬2) أني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أنّ أبا سالم الجيشاني حدثه عن أبي ذر به. قال الحافظ: إسناده صحيح" الإصابة 2/ 89 قلت: وهو كما قال، بل هو على شرط مسلم. وله شاهد أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أنّ قائلا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه: أعطيت يا رسول الله عيينة والأقرع مائة مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمري؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع، ولكني تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيلا إلى إسلامه" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 353) عن إبراهيم بن سعد الزهري وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 338) عن يونس بن بكير الشيباني كلاهما عن ابن إسحاق به. قال الحافظ: هذا مرسل حسن" الإصابة 2/ 89 2846 - عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "كيف تصنع إذا خرجت منه؟ " أي المسجد النبوي، قال: آتي الشام، قال "كيف تصنع إذا خرجت منها؟ " قال: أعود إليه، أي المسجد، قال "كيف تصنع إذا خرجت منه؟ " قال: أضرب بسيفي، ¬

_ (¬1) 14/ 55 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر) (¬2) وهو في "جامعه" (34)

قال "أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا؟ قال: تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك" قال الحافظ: ولأحمد وأبي يعلى من طريق أبي حرب بن أبي الأسود عن عمه عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: فذكره، وعند أحمد أيضاً من طريق شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن أبي ذر نحوه" (¬1) له عن أبي ذر طرق: الأول: يرويه معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عمه عن أبي ذر قال: أتاني نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله، فقال "ألا أراك نائما فيه؟ " قلت: يا نبي الله غلبتني عيني، قال "كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ " قال: آتي الشام الأرض المقدسة المباركة، قال "كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ " قال: ما أصنع يا نبي الله، أضرب بسيفي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا، تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك" أخرجه أحمد (5/ 156) والدارمي (1406) وابن أبي عاصم في "السنة" (1074) وأبو يعلى (مختصر إتحاف السادة 6/ 445) وابن حبان (6668) من طرق عن معتمر بن سليمان به. ورواته ثقات غير عم أبي حرب ترجمه الحسيني في "الإكمال" (ص 611) والحافظ في "التعجيل" (2/ 638) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راويا إلا ابن أخيه أبو حرب فهو مجهول. الثاني: يرويه كَهْمَس بن الحسن التميمي ثنا أبو السَّلِيْل ضُرَيْب بن نُقَيْر القيسي عن أبي ذر قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو عليّ هذه الآية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] حتى فرغ من الآية، ثم قال "يا أبا ذر، لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم" قال: فجعل يتلو بها ويرددها عليّ حتى نعست، ثم قال "يا أبا ذر، كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ " قلت: إلى السعة والدعة انطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة، قال "كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟ " قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة، قال "وكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟ " قلت: إذاً والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي، قال "أو خير من ذلك" قلت: أو خير من ذلك، قال "تسمع وتطيع وإنْ كان عبدا حبشيا". ¬

_ (¬1) 4/ 16 - 17 (كتاب الزكاة- باب ما أدي زكاته فليس بكنز)

أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 178 - 189) وأحمد بن منيع في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 241) وابن ماجه (4220) والنسائي في "الكبرى" (11603) وابن حبان (6669) وفي "الثقات" (4/ 390) والطبراني في "الأوسط" (2495) والحاكم (2/ 492) من طرق عن كهمس به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا إنه منقطع، أبو السليل لم يدرك أبا ذر، قاله في التهذيب" مصباح الزجاجة 4/ 241 الثالث: يرويه شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي ذر قال: كنت أخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فاضطجع فيه، فأتاني النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما وأنا مضطجع فغمزني برجله، فاستويت جالسا، فقال لي "يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت منها؟ " فقلت: أرجع إلى مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى بيتي، قال "فكيف تصنع إذا أخرجت؟ " فقلت: إذاً آخذ بسيفي فأضرب به من يخرجني، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على منكبي، فقال "غفراً يا أبا ذر، ثلاثا، بل تنقاد معهم حيث قادوك، وتنساق معهم حيث ساقوك ولو عبدا أسود" أخرجه أحمد (5/ 144) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي أنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر به. وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مكي. والحديث اختلف فيه على شهر بن حوشب، فقال عبد الحميد بن بهرام: ثنا شهر حدثتني أسماء بنت يزيد أنّ أبا ذر كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت الحديث. أخرجه أحمد (6/ 457) عن هاشم بن القاسم البغدادي ثنا عبد الحميد به. قال الهيثمي: وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق" المجمع 5/ 223 قلت: شهر مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون فهو حسن الحديث. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في "الحلية" (1/ 352) من طريق جُبارة بن المغلس ثنا عبد الحميد بن بهرام به. 2847 - حديث البراء: "كيف تقولون في رجل انفلتت منه راحلته بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب وعليها له طعام وشراب فطلبها حتى شقّ عليه"

قال الحافظ: ذكر مسلم (2746) من حديث البراء لهذا الحديث المرفوع سببا، وأوله: فذكره: فذكر معناه، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي هريرة مختصرا: ذكروا الفرح عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم - والرجل يجد ضالته فقال "لله أشد فرحا" الحديث" (¬1) صحيح وحديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه عجلان مولى المُشْمَعِل عن أبي هريرة قال: ذكروا الفرح عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا الضالة يجدها الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الله أشد فرحا بتوبة أحدكم من الضالة يجدها الرجل بأرض الفلاة" أخرجه ابن حبان (621) عن عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عثمان بن عمر ثنا ابن أبي ذئب عن عجلان به. وإسناده حسن، عجلان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس به بأس، والباقون ثقات. الثاني: يرويه أبو صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة مرفوعاً "والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة" أخرجه مسلم (2675) الثالث: يرويه عبد الرحمن بن هُرمز الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً "لله أشد فرحا بتوبة أحدكم، من أحدكم بضالته، إذا وجدها" أخرجه مسلم (4/ 2102) الرابع: يرويه همام بن منبه عن أبي هريرة أخرجه مسلم (4/ 2102) الخامس: يرويه موسى بن يسار المدني عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 500) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا محمد بن إسحاق عن موسى بن يسار به. وابن إسحاق صدوق يدلس، ويزيد وموسى ثقتان. ¬

_ (¬1) 13/ 353 - 354 (كتاب الدعوات- باب التوبة)

2848 - عن ابن عباس قال: طلق رُكانة بن عبد يزيد امرأته ثلاثاً في مجلس واحد فحزن عليها حزنا شديدا، فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - "كيف طلقتها؟ " قال: ثلاثاً في مجلس واحد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنما تلك واحدة فارتجعها إنّ شئت" فارتجعها. تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّما تلك واحدة فارتجعها" 2849 - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "كيف قال حسان؟ " فأنشده: عدمت بنيتي إنْ لم تروها تثير النقع مطلعها كداء فتبسم وقال "ادخلوها من حيث قال حسان" قال الحافظ: وللبيهقي من حديث ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا أبا بكر كيف قال حسان؟ ". 2850 - عن ابن عباس قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فيها المقداد، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "كيف لك بلا إله إلا الله غدا؟ " وأنزل الله هذه الآية (¬2). قال الحافظ: روى البزار من طريق حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (¬3) هو طرف من حديث علق البخاري طرفا منه في أول كتاب الديات (15/ 208) وتكلم عليه الحافظ هناك وفي "تغليق التعليق" (5/ 242) فراجعه. 2851 - "كيف يفلح قوم دموا وجه نبيهم؟ " ذكر الحافظ أنه عند مسلم (1791") (¬4) 2852 - حديث أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أُحُد وشُجَّ وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال "كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ " فأنزل الله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]. ¬

_ (¬1) 4/ 182 (كتاب الحج- باب من أين يخرج من مكة؟) (¬2) يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] (¬3) 9/ 327 (كتاب التفسير: سورة النساء- باب {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94]) (¬4) 7/ 330 (كتاب أحادث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

قال الحافظ: فعند أحمد (3/ 99 و 206 و 253 و288) ومسلم (1791) من حديث أنس: فذكره" (¬1) 2853 - حديث ابن عمر "الكبائر تسع" فذكر السبع المذكورة وزاد "الإلحاد في الحرم، وعقوق الوالدين" قال الحافظ: ولابن عمر فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد، والطبري في "التفسير" وعبد الرزاق والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" وإسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" مرفوعاً وموقوفاً قال: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أولياء الله المصلون" 2854 - "الكبائر كل ذنب أدخل صاحبه النار" قال الحافظ: وقد أخرج إسماعيل القاضي بسند فيه ابن لَهيعة عن أبي سعيد مرفوعاً: فذكره" (¬3) 2855 - حديث ابن عباس رفعه: "الكبر السفه عن الحق وغمص الناس" فقال: يا نبي الله وما هو؟ قال "السفه أن يكون لك على رجل مال فينكره فيأمره رجل بتقوى الله فيأبى، والغمص أن يجيئ شامخا بأنفه، وإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم لم يسلم عليهم ولم يجلس إليهم محقرة لهم" قال الحافظ: وأخرج عبد بن حميد من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (¬4) أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (673) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا سالم بن عبيد عن أبي عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّه سمع ابن عباس رفعه "ما على الأرض رجل يموت وفي قلبه من الكبر مثقال حبَّة من خردل إلا جعله الله في النار" فلما سمع بذلك عبد الله بن قيس الأنصاري بكى. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا عبد الله بن قيس لم تبكي؟ " قال: من كلمتك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أبشر فإنك في الجنة" قال: فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثا فغزا فقتل فيهم شهيدا. فأعادها ثلاث مرات فقال رجل من الأنصار: يا نبي الله إني أحبّ أن أتجمل بحمالة سيفي وبغسل ثيابي من الدرن وبحسن الشراك والنعلين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ليس ذاك أعني، إنما الكبر من سفه عن الحق وغمص الناس" فقال: يا نبي الله، وما السفه عن الحق وغمص ¬

_ (¬1) 9/ 295 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]) (¬2) 15/ 199 (كتاب الحدود- باب قذف المحصنات) (¬3) 15/ 201 (كتاب الحدود- باب رمي المحصنات) (¬4) 13/ 102 (كتاب الأدب- باب الكبر)

الناس؟ قال "السفه عن الحق أن يكون لك على رجل مال فينكر ذلك ويزعم أنه ليس عليه شيء فيأمره رجل بتقوى الله عز وجل فيقول: اتق الله يعني فيقول لئن لم اتق الله حتى تأمرني لقد هلكت فذلك الذي سفه عن الحق" وسأله عن غمص الناس فقال "هو الذي يجيء شامخا بأنفه فإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم لم يسلم عليهم ولم يجلس إليهم محقرة لهم فذلك الذي يغمص الناس" فقال عند ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - "من رفع ثوبه وخصف النعل وركب الحمار وعاد المملوك إذا مرض وحلب الشاة فقد برء من العظمة" وأخرجه ابن منده في "الصحابة" (الإصابة 6/ 198) وأبو نعيم في "الصحابة" (4451) من طريق الحسن بن علي الحُلواني ثنا يزيد بن هارون به. قال الحلواني: أبو عبد الله هو موسى الجهني. وقال الحافظ: رجاله ثقات" الإصابة 6/ 198 قلت: سالم بن عبيد لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات. 2856 - "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (552) عن عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ثنا الأعمش ثنا أبو إسحاق عن أبي مسلم الأغر حدثه عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعاً "قال الله عز وجل: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني بشيء منهما عذبته" وأخرجه مسلم (2620) والطبراني في "الأوسط" (4692) وأبو الشيخ في "الأقران" (98) وتمام (1392) والبيهقي في "الشعب" (7808) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (37) من طرق عن عمر بن حفص به. وأخرجه الخرائطي في "المساوئ" (581) عن أحمد بن بديل الأيامي ثنا حفص بن غياث به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9249) من طريق يوسف بن ميمون القرشي عن الأغر به. - ورواه عطاء بن السائب واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 17/ 207 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22])

• فقال غير واحد: عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعاً "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما أدخلته جهنم" منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (2/ 376) 2 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الحميدي (1149) وإسحاق (285) وأحمد (2/ 248) والقضاعي (1465) 3 - إسماعيل بن عُلية. أخرجه أحمد (2/ 427) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (195) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (38) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 10) 4 - عمار بن محمد الثوري. أخرجه أحمد (2/ 442) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (195) 5 - أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله اليشكري. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1047) 6 - إبراهيم بن طهمان الخراساني. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3592) 7 - عمرو بن عبيد. أخرجه الخرائطي (581) 8 - موسى بن أعين الجزري. أخرجه أبو طاهر السلفي في "معجم السفر" (651) • ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء واختلف عنه: فقال غير واحد: ثنا ابن فضيل عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة، منهم: 1 - ابن أبي شيبة (9/ 89) 2 - أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني. أخرجه القضاعي (1464)

3 - محمد بن المثنى. أخرجه القضاعي (1464) وقال عبد الله بن سعيد الكندي: ثنا ابن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه ابن حبان (5672) • ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء واختلف عنه: فقال إسحاق بن راهويه (285): أنا جرير عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة. وقال محمد بن قدامة: عن جرير عن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه القضاعي (1463) • ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن عطاء واختلف عنه: فقال هناد بن السري في "الزهد" (825): ثنا أبو الأحوص عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (4090) وابن ماجه (4174) عن هناد به. وتابعه الطيالسي (ص 314) عن أبي الأحوص به. وقال أبو الجوّاب أحوص بن جوّاب الكوفي: ثنا أبو الأحوص عن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن عمرو مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (5/ 2001) وقال: وهذه الرواية عن عطاء غير محفوظة" • ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه ابن ماجه (4175) وابن عدي (5/ 2000) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 310) وابن بشران (1547) والواحدي في "الوسيط" (4/ 101) • ورواه عمار بن رزيق الضَّبِّي التميمي الكوفي عن عطاء عن الأغر عن أبي سعيد وأبي هريرة.

أخرجه ابن عدي (5/ 2001) والخطيب في "التاريخ" (13/ 290) • ورواه حماد بن سلمة واختلف عنه: فقال غير واحد: عن حماد عن عطاء عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة، منهم: 1 - الطيالسي (ص 314) 2 - هُدبة بن خالد القيسي البصري. أخرجه ابن حبان (328) 3 - الهيثم بن جميل البغدادي. أخرجه الخرائطي (581) وقال عفان بن مسلم الصفار البصري: ثنا حماد عن سهيل عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 414) وقال غير واحد: ثنا حماد عن عطاء عن سلمان الأغر عن أبي هريرة، منهم: 1 - موسى بن إسماعيل التبوذكي. أخرجه أبو داود (4090) 2 - إبراهيم بن الحجاج السامي. أخرجه ابن حبان (5671) 3 - سليمان بن حرب البصري. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7809) وقال سهل بن بكار بن بشر الدارمي: ثنا حماد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه الحاكم (1/ 61) وحديث الثوري ومن تابعه أصح. وإسناده حسن.

2857 - "الكذب يجانب الإيمان" قال الحافظ: أخرج البيهقي في "الشعب" بسند صحيح عن أبي بكر الصديق قال: فذكره، وأخرجه عنه مرفوعا وقال: الصحيح موقوف" (¬1) موقوف صحيح أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (736) ووكيع في "الزهد" (399) عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر يقول: إياكم والكذب، فإنّ الكذب مجانب للإيمان" وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 592) وهناد في "الزهد" (1368) عن وكيع به. وأخرجه اللالكائي في "السنة" (1873) من طريق سفيان بن عُيينة عن ابن المبارك به. وأخرجه أحمد (1/ 5) عن زهير بن معاوية الكوفي وابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (56) عن مروان بن معاوية الفزاري و (57) عن المرزبان بن مسروق الكندي والواحدي في "الوسيط" (3/ 86) عن موسى بن أعْيَن الجَزَري وابن عدي (1/ 43) عن معتمر بن سليمان وعن سفيان الثوري والخلال في "السنة" (1467) والدارقطني في "العلل" (1/ 258 - 259) عن يحيى القطان ¬

_ (¬1) 13/ 121 (كتاب الأدب - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 119])

وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 40) عن نعيم بن حماد والبيهقي في "الكبرى" (10/ 196 - 197) عن جعفر بن عون الكوفي وفي "الشعب" (4468) عن يعلي بن عبيد الطنافسي وعن علي بن عاصم الواسطي والعدني (54) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (475) وفي "المكارم" (121) عن سفيان بن عيينة كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي بكر قوله. قال البيهقي: هذا موقوف، وهو الصحيح، وقد روي مرفوعاً" واختلف فيه على إسماعيل بن أبي خالد: فرواه غير واحد عن إسماعيل عن قيس عن أبي بكر مرفوعاً، منهم: 1 - يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية. أخرجه ابن عدي (1/ 43) والبيهقي في "الشعب" (4466) من طريق هارون بن حاتم الكوفي ثنا ابن أبي غنية به. 2 - جعفر بن زياد الأحمر. أخرجه ابن عدي (1/ 43) والبيهقي في "الشعب" (4467) وقال: هذا إسناد ضعيف والصحيح أنه موقوف" 3 - عمرو بن ثابت بن أبي المقدام. قاله الدارقطني في "العلل" 4 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. قاله الدارقطني. وقال: لا يثبت رفعه عنه"

5 - يزيد بن هارون الواسطي. قاله الدارقطني. وقال: لا يثبت رفعه عنه" وقال: لم يرفعه إلا إسماعيل، فإنه اختلف عنه فيه، فرفعه عنه يحيى بن عبد الملك بن أبي كنية وجعفر بن زياد الأحمر وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام، ووقفه غيرهم عن إسماعيل، والصحيح منه قول من وقفه" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد إسماعيل به بل تابعه: 1 - بيان بن بشر الكوفي. أخرجه العدني (54 و 55) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (475) وفي "المكارم" (121) واللالكائي (1872) من طرق عن بيان به. وإسناده صحيح. 2 - أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي. أخرجه الخلال (1470) 3 - مُجَالد بن سعيد الهَمْداني. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (544) والخلال (1467) 2858 - "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم" قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (2/ 416) وأبو يعلى (5932) والطحاوي في "المشكل" (2053) وابن حبان (5776) ¬

_ (¬1) 9/ 432 (كتاب التفسير: سورة يوسف- باب قوله {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} [يوسف: 6])

عن حماد بن سلمة (¬1) وأحمد (2/ 332) عن محمد بن بشر العبدي والبخاري في "الأدب المفرد" (605) والترمذي (5/ 293) عن عبدة بن سليمان الكلابي والترمذي (3116) عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني و (5/ 293) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني والطحاوي (2052) عن سليمان بن بلال المدني والحاكم (2/ 346 - 347) عن يزيد بن هارون و (2/ 570 - 571) عن سعيد بن عامر الضُّبَعي وتمام (547) عن محمد بن خالد الوهبي كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) هكذا رواه عفان بن مسلم البصري وهدبة بن خالد القيسي وعاصم بن علي الواسطي وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار عن حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وخالفهم مؤمل بن إسماعيل البصري فرواه عن حماد عن عطاء بن السائب عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2678) والأول أصح، ومؤمل كثير الخطأ. قال الدارقطني: وهم فيه مؤمل، والصحيح الأول" العلل 8/ 22

قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، ومحمد بن عمرو أخرج له مسلم في المتابعات، وللحديث شاهد من حديث ابن عمر أخرجه البخاري فهو به صحيح. 2859 - "الكفن من جميع المال" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث علي، وإسناده ضعيف. وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" من حديث جابر وحكى عن أبيه أنه منكر" (¬1) ضعيف جداً وحديث علي يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي واختلف عنه: - فرواه يحيى بن محمد البخاري عن محمد بن صدقة الفروي عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي مرفوعاً. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7397) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى البخاري" - ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي موقوفاً. أخرجه البيهقي (4/ 7) وحسين بن عبد الله بن ضميرة قال أحمد: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب، وقال البخاري: منكر الحديث. وأما حديث جابر فذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 370) قال: سألت أبي عن حديث رواه ثمامة البصري عن أبي الزبير عن جابر قال: الكفن من جميع المال. قال أبي: هذا حديث منكر" 2860 - "الكلب الأسود شيطان" قال الحافظ: في حديث أبي ذر: فما يقطع الصلاة؟ قال: فذكره، أخرجه مسلم (510") (¬2) ¬

_ (¬1) 3/ 383 (كتاب الجنائز- باب الكفن من جميع المال) (¬2) 7/ 149 (كتاب بدء الخلق- باب صفة إبليس)

2861 - "الكمأة من المن" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنّ أناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: الكمأة جدري الأرض، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "العجوة من الجنة ... " 2862 - "الكنود الذي يأكل وحده، ويمنع رِفدَه، ويضرب عبده" قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره" (¬2) له عن أبي أمامة طريقان: الأول: يرويه جعفر بن الزبير الدمشقي عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعاً. أخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 278) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 542) الطبراني في "الكبير" (7958) والواحدي في "الوسيط" (4/ 544 - 545) قال ابن حبان: روى جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة نسخة موضوعة أكثر من مائة حديث منها: فذكر هذا الحديث" المجروحين 1/ 212 وقال ابن كثير: هذا إسناد ضعيف، جعفر بن الزبير متروك" وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف" المجمع 7/ 142 وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 8/ 603 قلت: بل ضعيف جداً، قال البخاري وجماعة: جعفر بن الزبير متروك الحديث. وكذبه شعبة. ولم ينفرد به بل تابعه أبو عمرو عن القاسم عن أبي أمامة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7778) عن عبدان بن أحمد ثنا محمد بن مسمع الصفار البصري ثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو به. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 7/ 142 قلت: أبو عمرو لم أعرفه (¬3)، والوليد بن مسلم مدلس ولم يذكر سماعا من أبي عمرو. ¬

_ (¬1) 12/ 270 (كتاب الطب- باب المن شفاء للعين) (¬2) 10/ 357 (كتاب التفسير- سورة والعاديات) (¬3) ويحتمل أنّه الأوزاعي، والله أعلم.

الثاني: يرويه حَرِيْز بن عثمان ثني حمزة بن هانئ عن أبي أمامة قال: الكنود الذي يمنع رفده، وينزل وحده، ويضرب عبده. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (160) والعباس الدوري في "التاريخ" (4/ 485) والطبري في "تفسيره" (30/ 278) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 78) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 595 و 596) من طرق عن حريز بن عثمان به. وحمزة بن هانئ قال أبو حاتم (العلل 2/ 78): لم يرو عنه غير حريز بن عثمان، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 608): مجهول. وقال في موضع آخر: لا يعرف. لكن شيوخ حريز وثقوا (الميزان 4/ 597). وقال الحافظ في "التقريب" (ص 702): لا يعرف. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. 2863 - "الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من طريق ابن عمر رفعه: فذكره. قال: إنّه حسن صحيح" (¬1) صحيح وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه عطاء بن السائب عن محارب بن دِثار عن ابن عمر واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن عطاء عن محارب عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه أحمد (2/ 112) والحاكم (3/ 543) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (326) من طرق عن حماد بن زيد ثنا عطاء بن السائب قال: قال لي محارب بن دثار: ما سمعت سعيد بن جبير يذكر عن ابن عباس في الكوثر؟ فقلت: سمعته يقول: قال ابن عباس: هذا الخير الكثير. فقال محارب: وسبحان الله ما أقل ما يسقط لابن عباس قول، سمعت ابن عمر يقول: لما أنزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على جنادل الدر والياقوت، شرابه أحلى من العسل، وأشد بياضا من اللبن، وأبرد من الثلج، وأطيب من ريح المسك" قال: صدق ابن عباس هذا والله الخير الكثير. وأخرجه أحمد (2/ 67 و 158) ¬

_ (¬1) 10/ 363 (كتاب التفسير- سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1])

عن ورقاء بن عمر اليشكري وابن أبي شيبة (11/ 440 و13/ 144) وهناد في "الزهد" (132) وابن ماجه (4334) والترمذي (3361) والطبري في "تفسيره" (30/ 324) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 558) والآجري في "الشريعة" (1085) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (326) والبغوي في "شرح السنة" (4341) وفي "معالم التنزيل" (7/ 302) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (710) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (904) عن محمد بن فضيل الكوفي والطيالسي (ص 261) والدارمى (2840) والبيهقي في "البعث" (ص 116) عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي والطبري (30/ 425) والآجري في "الشريعة" (1084) عن إسماعيل بن عُلية وأبو نعيم في "صفة الجنة" (326) عن سيد بن زيد البصري كلهم عن عطاء عن محارب عن ابن عمر مرفوعاً. - ورواه هشيم عن عطاء عن محارب عن ابن عمر موقوفاً. أخرجه الطبري (30/ 320) وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (66) والطبري (30/ 320) والأول أصح لأنّ عطاء بن السائب كان قد اختلط، وسماع حماد بن زيد منه قبل اختلاطه، وسماع الباقين من عطاء كان بعد اختلاطه إلا أبا عوانة فإنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده، وإلا سعيد بن زيد فإني لم أر من صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده. وقال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قالا.

الثاني: يرويه السري بن عاصم ثنا إسماعيل بن علية عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة أراه عن ابن عمر مرفوعاً "الكوثر نهر في الجنة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13306) و"الأوسط" (9242) وقال: لم يَرو هذا الحديث موصولا عن عمارة بن أبي حفصة إلا ابن علية، تفرد به السري بن عاصم" قلت: السري بن عاصم هو ابن سهل الهمداني قال ابن عدي: يسرق الحديث. وكذبه ابن خراش. 2864 - "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف وهو من حديث شداد بن أوس وله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن ضَمْرة بن حبيب عن شداد بن أوس به مرفوعاً إلا أنه قال "والعاجز" مكان "والأحمق" وزاد "وتمنى على الله عز وجل" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (171) عن أبي بكر بن أبي مريم به. وأخرجه الطيالسي (ص 153) عن ابن المبارك به. ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 267 و 8/ 174) والبيهقي في "الشعب" (10062) وفي "السنن" (3/ 369) وأخرجه أحمد (4/ 124) وفي "الزهد" (ص 472) وابنه في "زيادات الزهد" (1/ 69) والترمذي (2459) والبزار (3489) والطبراني في "الكبير" (7143) وفي "مسند الشاميين" (1485) وابن عدي (2/ 472) والحاكم (1/ 57 و 4/ 251) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 267 و 8/ 174) والسكن بن جميع في "حديثه" (ص 418) والقضاعي (185) والبيهقي (3/ 369) والخطيب في "التاريخ" (12/ 50) والبغوي في "شرح السنة" (4116) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (354) من طرق عن ابن المبارك به. ¬

_ (¬1) 11/ 257 (كتاب النكاح- باب طلب الولد)

ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه: 1 - بقية بن الوليد الحمصي. أخرجه ابن ماجه (4260) وابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (1) وابن عدي (2/ 472) والبغوي في "شرح السنة" (4117) 2 - عيسى بن يونس الكوفي. أخرجه الترمذي (2459) 3 - محمد بن حمير الحمصي. أخرجه البيهقي في "الآداب" (1130) وفي "السنن" (3/ 369) وقال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط البخاري" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله أبو بكر واه" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" ولم يتعقبه الذهبي بشيء. بإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. الثاني: قال الطبراني في "الكبير" (7141) وفي "مسند الشاميين" (463): ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي مكحول ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي قال: سمعت أبي يحدث عن ثور بن يزيد وغالب بن عبد الله عن مكحول عن عبد الرحمن بن غَنْم عن شداد به مرفوعا. وأخرجه في "الصغير" (863) عن البيروتي به إلا أنه أسقط منه "غالب بن عبد الله". وعنه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 267 - 268) وإسناده ضعيف جداً، قال الذهبي في "الميزان": عمرو بن بكر السكسكي واه أحاديثه شبه موضوعة. ***

فصل في "كان" من الأفعال والصفات الشريفة

فصل في "كان" من الأفعال والصفات الشريفة 2865 - قال جابر: كان آخر الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الوضوء مما مست النار. قال الحافظ: رواه أبو داود والنسائي وغيرهما وصححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما. لكن قال أبو داود وغيره: إنّ المراد بالأمر هنا الشأن والقصة، لا مقابل النهي. وأنّ هذا اللفظ مختصر من حديث جابر المشهور في قصة المرأة التي صنعت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة فأكل مها ثم توضأ وصلّى الظهر، ثم أكل منها وصلى العصر ولم يتوضأ. فيحتمل أن تكون القصة وقعت قبل الأمر بالوضوء مما مسّت النار، وأنّ وضوءه لصلاة الظهر كان عن حدث لا بسبب الأكل من الشاة" (¬1) أخرجه أبو داود (192) والنسائى (1/ 90) وفي "الكبرى" (188) وابن الجارود (24) وابن خزيمة (43) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 225) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 66 - 67) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 66) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 136) وابن حبان (1134) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (384) والطبراني في "الأوسط" (4660) وفي "مسند الشاميين" (2973) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 745) وابن شاهين في "الناسخ" (64) وابن حزم في "المحلى" (1/ 330) والبيهقي (1/ 155 - 156 و 156) وفي "الصغرى" (39) وابن عبد البر في "الاستذكار" (1/ 222) وفي "التمهيد" (3/ 346 - 347 و 12/ 275 - 276 و 276) والخطيب في "الفقيه" (1/ 128) والجورقاني في "الأباطيل" (337) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أحمد بن المنيب ص 344) والحازمي في "الاعتبار" (ص 49 - 50) وابن خلفون في "المعلم" (ص 469 - 470) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 222 و 385) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 273) من طرق عن علي بن ¬

_ (¬1) 1/ 323 (كتاب الوضوء- باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق)

عياش الحمصي قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره. وفي لفظ "ممّا غيرت النار" وفي لفظ للبيهقي "كان آخر الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه أكل خبزا ولحما ثم صلى ولم يتوضأ". قال الطبراني: لا يروي هذا الحديث عن ابن المنكدر إلا شعيب (¬1)، تفرد به علي بن عياش" قال أبو داود: هذا اختصار من الحديث الأول" (¬2) وقال أبو حاتم: هذا حديث مضطرب المتن إنما هو أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل كتفا ثم صلّى ولم يتوضأ. كذا رواه الثقات عن ابن المنكدر عن جابر ويمكن أن يكون شعيب بن أبي حمزة حدّث به من حفظه فوهم فيه" العلل 1/ 64 و 66 وقال ابن حبان: هذا خبر مختصر من حديث طويل، اختصره شعيب بن أبي حمزة متوهما لنسخ إيجاب الوضوء مما مسّت النار مطلقا، وإنما هو نسخ لإيجاب الوضوء مما مست النار، خلا لحم الجزور فقط" وقال ابن حزم: وقد ادعى قوم أنّ هذا الحديث مختصر من الحديث الذي- فذكر حديث أبي داود- ثم قال: القطع بأنّ ذلك الحديث مختصر من هذا قول بالظن، والظن أكذب الحديث، بل هما حديثان كما وردا" وقال ابن التركماني: ودعوى الاختصار في غاية البعد" الجوهر النقي 1/ 156 وقال النووي: رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بأسانيد صحيحة" الخلاصة 1/ 144 وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح" ¬

_ (¬1) تابعه المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر به. أخرجه ابن بشران (354) (¬2) وهو: قال جابر: قربت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خبزا ولحما فأكل، ثم دعا بوضوء فتوضأ به، ثم صلّى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه فأكل، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. وهو من حديث ابن المنكدر عن جابر، ويرويه عن ابن المنكدر جماعة، وسيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية في الباب المذكور.

وقال الحافظ: هذا حديث حسن وسنده على شرط البخاري" وقال الشيخ أحمد شاكر: وهو حديث صحيح، ليس في إسناده مطعن، وليست له علة. وقد أعله بعض الحفاظ بما لا يصلح تعليلا. فذكر ما تقدم نقله عن أبي حاتم وأبي داود ثم قال: فكأنّ أبا داود يريد أنّ يفهم أنّ قول جابر في رواية شعيب "آخر الأمرين" يعني به آخر الفعلين في هذه الواقعة المعينة: كان عمله الأول فيها أن توضأ بعد الأكل، وعمله الثاني أن صلّى بعد الأكل ولم يتوضأ. ومن الواضح أنّ هذا تأول بعيد جداً، يخرج به الحديث عن ظاهره، بل يحيل معناه عما يدل عليه لفظه وسياقه. ورمي الرواة الثقات الحفاظ بالوهم بهذه الصفة، ونسبة التصرف الباطل في ألفاظ الحديث إليهم حتى يحيلوها عن معناها قد يرفع من نفوس ضعفاء العلم الثقة بالروايات الصحيحة جملة. وشعيب بن أبي حمزة الذي رواه عن ابن المنكدر ثقة متفق عليه حافظ أثنى عليه الأئمة كما قال الخليلي، وعلي بن عياش الذي رواه عن شعيب ثقة حجة كما قال الدارقطني. ونسبة الوهم إلى مثل هذين الراويين أو إلى أحدهما يحتاج إلى دليل صريح أقوى من روايتهما وهيهات أن يوجد. ثم ذكر كلام ابن حزم. ثم قال: ثم إنّ التأول الذي ذهب إليه أبو داود باختصار حديث شعيب من الحديث الآخر، يعني أنّ المراد من "آخر الأمرين" آخر الفعلين في الواقعة الواحدة المعينة يرده ما نقلنا عن المسند (رقم 15080) من طريق محمد بن إسحاق عن ابن عقيل، فإنّ فيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل هو ومن معه، ثم بال ثم توضأ للظهر، وأنّه أكل بعد ذلك هو ومن معه ثم صلّوا العصر ولم يتوضئوا. فهذا يدل دلالة واضحة على أنّ الوضوء الأول كان للحدث، وليس من أكل ما مست النار، حتى يصح أن يسمى الفعل الثاني بأكله ثم صلاته من غير أن يتوضأ "آخر الأمرين" لأنهما فعلان ليسا من نوع واحد. وأرى أنّ هذه الرواية قاطعة في نفي التأويل الذي ذهب إليه أبو داود. والحمد لله" سنن الترمذي 1/ 121 - 122 قلت: قول أبي داود أولى، وسياق الحديث عند البيهقي يقوي ذلك. 2866 - "كان أبيض مُشربا بياضه بحمرة" قال الحافظ: وعند سعيد بن منصور والطيالسي والترمذي والحاكم من حديث عليّ قال: فذكره، وهو عند ابن سعد أيضاً عن علي وعن جابر، وعند البيهقي من طرق عن علي" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 7/ 377 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

ورد من حديث علي ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث صحابي لم يسم فأما حديث علي فله عنه طرق: الأول: يرويه عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قيل لعلي: يا أبا حسن انْعَتْ لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان أبيض مُشرب بياضه حمرة، أَهْدَبُ الأشْفَار، أسودَ الحَدَقَة، لا قصير ولا طويل، وهو إلى الطول أقرب (¬1)، عظيم المناكب، في صدره مَسْرُبَةٌ، لا جَعد ولا سَبْط، شَثْنُ الكف والقدم، إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد، كأنّ العرق في وجهه اللؤلؤ، لم أر قبله ولا بعده مثله، - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن سعد (1/ 412) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 212 - 213 و 252) وابن عساكر (السيرة النبوية- القسم الأول ص 216) عن سعيد بن منصور والنسائي في "مسند علي" (تهذيب الكمال 19/ 154 - 155) وابن عساكر (ص 215 - 216) عن مسدد والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 154 - 155) عن وهب بن بقية الواسطي ثلاثتهم عن خالد بن عبد الله الطحان عن عبيد الله بن محمد به. وعبيد الله بن محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت به بأسا، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وعمر بن علي وثقه العجلي وابن حبان والدارقطني والحافظ في "التقريب". الثاني: يرويه خالد بن خالد التميمي عن يوسف بن مازن الراسبي أنّ رجلاً قال لعلي: يا أمير المؤمنين انعت لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: كان أبيض مشربا حمرة، ضخم الهَامَةِ، أَغَرَّ أَبْلَجَ، أهدب الأشفار" ¬

_ (¬1) زاد ابن عساكر والمزي "من رآه جَهَرَه"

وفي لفظ "كان ليس بالذاهب طولا وفوق الرَّبْعَة، إذا جاء مع القوم غَمَرَهُم، أبيضَ شديدَ الوَضَح، ضخم الهامة، أغر، أبلج، هَدِبَ الأشفار، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى يَتَقَلّعُ كأنما ينحدر في صَبَب، كأنّ العرق في وجهه اللؤلؤ، لم أر قبله ولا بعده مثله بأبي وأمي. أخرجه ابن سعد (1/ 411) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 216 - 217 و 252) عن سعيد بن منصور وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 603) عن موسى بن إسماعيل البصري وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 151) والآجري في "الشريعة" (1016) وابن عساكر (ص 224) عن نصر بن علي الجهضمي وعبد الله بن أحمد (1/ 151) وابن عساكر (ص 225) عن محمد بن أبي بكر المُقدمي كلهم عن نوح بن قيس الحُدَّاني ثنا خالد بن خالد به. واللفظ الأول للبيهقي، والثاني للباقين. وخالد بن خالد قال الحسيني في "الإكمال": مجهول. وتعقبه الحافظ فقال: قلت: هو خالد بن قيس أخو نوح الأزدي البصري، وليس في شيوخ نوح بن قيس أحد اسمه خالد إلا أخوه، ولا في الرواة عن يوسف بن مازن من اسمه خالد إلا خالد الحذاء، لكنه لم يذكر في شيوخ نوح بن قيس، وقد اختلف في يوسف بن مازن هل هو يوسف بن سعد أو غيره، ورجح المزي بأنه هو" تعجيل المنفعة قلت: ونوح بن قيس وثقه أحمد وجماعة، ويوسف بن مازن قيل: هو ابن سعد، وقال البخاري وابن أبي حاتم: هو غيره. وروايته عن علي مرسلة، قال ابن أبي حاتم: يوسف بن مازن بصري روى عن علي بن أبي طالب مرسل. الثالث: يرويه عيسى بن يونس الكوفي عن عمر بن عبد الله مولى غُفْرة قال: ثنا إبراهيم بن محمد من ولد علي قال: كان علي إذا نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من الرجال، كان جعد الشعر، ولم يكن

بالجعد القطط ولا بالسبط، كان جعدا رَجِلا, ولم يكن بالمُطَهَّم ولا المُكَلْثَم، كان في الوجه تدوير، أبيضا مشربا حمرة، أَدْعَج العينين ... " أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 512 - 513) ثنا عيسى بن يونس به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 29 - 30) وأخرجه ابن سعد (1/ 411) وعمر بن شبة (2/ 604 - 605) والترمذي (3638) وفي "الشمائل" (6) والبيهقي في "الشعب" (1350) وفي "الدلائل" (1/ 213 و 269 - 270) والخطيب في "التاريخ" (11/ 30) وابن عبد البر (3/ 29 - 30) والبغوي في "شرح السنة" (3707) وفي "الشمائل" (460) وابن عساكر (ص 225 - 226) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 31) من طرق عن عيسى بن يونس (¬1) به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل" قلت: قال أبو زرعة: إبراهيم بن محمد من ولد علي عن علي مرسل (المراسيل ص 11) ووثقه العجلي وابن حبان. وعمر بن عبد الله مختلف فيه: وثقه ابن سعد، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، وقال أبو حاتم وجماعة: يكتب حديثه. الرابع: يرويه مُجَمِّع بن يحيى الأنصاري عن عبد الله بن عمران عن رجل من الأنصار أنّه سأل عليا وهو محتب بحمائل سيفه في مسجد الكوفة عن نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفته فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض اللون مشربا حمرة، أدعج العين، سبط الشعر، كث اللحية، سهل الخد، ذا وفرة، دقيق المسربة، كأن عنقه إبريق فضة ... " أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 161) وابن عساكر (ص 223 - 274) عن عبد الله بن داود الخُرَيبي وابن سعد (1/ 410 و 429) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 273 - 274) عن يعلي بن عبيد الطنافسي ¬

_ (¬1) تابعه أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب عن عمر مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال: كان علي إذا نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 23 - 24) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (1/ 270)

وابن سعد والطبري في "تاريخه" (3/ 179 - 180) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الزبيري وابن سعد عن محمد بن عبيد الطنافسي وعن عبيد الله بن موسى العبسي كلهم عن مجمع بن يحيى به. واختلف فيه على مجمع بن يحيى، فرواه وكيع عن مجمع عن عبد الله بن عمران عن علي ولم يذكر "عن رجل من الأنصار". أخرجه أحمد (1/ 127) وابن عساكر (ص 223) والأول أصح. وعبد الله بن عمران ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا, ولم يذكرا عنه راويا إلا مجمع بن يحيى فهو مجهول. الخامس: يرويه نافع بن جبير بن مطعم عن علي. وعن نافع غير واحد، منهم: 1 - عبد الملك بن عمير الكوفي. واختلف عنه: - فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه أيضاً: • فرواه غير واحد عن شريك عن عبد الملك عن نافع عن علي (¬1)، منهم: (1) - ابن أبي شيبة في "مصنفه" (11/ 514) وعنه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 116) وأبو يعلى (369) وفي "معجمه" (217) وأخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 415) وابن عساكر (ص 220) من طريق أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي أنا عبد الله بن أحمد به. ¬

_ (¬1) قال الذهبي: إسناده حسن" تاريخ الإسلام (الترجمة النبوية ص 296)

وأخرجه ابن حبان (6311) عن أبي يعلى به. وأخرجه ابن عساكر (ص 219 و 219 - 220) من طرق عن أبي يعلى. وأخرجه الآجري (1017) عن حامد بن شعيب البلخي ثنا ابن أبي شيبة به. (2) - علي بن حكيم الأودي. أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 116) ومن طريقه الخطيب في "الموضح" (1/ 415) وابن عساكر (ص 220) (3) - إسماعيل بن بنت السُّدِّي. أخرجه عبد الله بن أحمد ومن طريقه الخطيب في "الموضح" وابن عساكر. (4) - محمد بن سعيد الأصبهاني. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 206 و 216 و223 و245 و251 - 252) (5) - إسحاق بن محمد العرزمي. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 120) (6) - مِنْجاب بن الحارث الكوفي. قاله الدارقطني. • ورواه أسود بن عامر الشامي عن شريك عن عبد الملك عن نافع عن أبيه عن علي، فزاد فيه عن أبيه. أخرجه أحمد (1/ 133 - 134) وابن عساكر (ص 220) وتابعه يزيد بن هارون عن شريك به. أخرجه البزار (474) وابن المنذر في "الأوسط" (369) وقال البزار: وهذا الحديث يُروى عن علي من غير وجه، ويروى عن علي بهذا الإسناد وهذا أحسن إسنادا يروى عن علي وأشده اتصالا, ولا نعلم روى جبير بن مطعم عن علي إلا هذا الحديث" قلت: لكن شريك مختلف فيه ونسبوه إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

- ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه: • فقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: ثني إسماعيل عن عبد الملك عن نافع عن علي. أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (157) وابن عساكر (ص 221 - 222) • وقال أبو أساعة حماد بن أسامة الكوفي: عن إسماعيل عن عبد الملك عن نافع عن أبيه مرفوعاً، ولم يذكر عليا. قال ذلك خالد بن عقبة عن أبي أسامة. وخالفه غيره، فلم يذكر فيه جبيرا، وأرسل الحديث (¬1). - ورواه قيس بن الربيع عن عبد الملك عن نافع عن أبيه مرفوعا, ولم يذكر عليا. أخرجه ابن عساكر (ص 221) وقال: وليس ذكر جبير فيه محفوظا" قلت: وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - ورواه عنبسة بن الأزهر الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن علي. أخرجه ابن عساكر (ص 223) من طريق محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار ثنا عنبسة به. ومحمد بن حميد هو الرازي قال الحافظ في "التقريب": ضعيف. 2 - عثمان بن عبد الله بن هُرْمز. رواه عنه المسعودي ومِسْعَر وحجاج بن أرطاة فأما حديث المسعودي فأخرجه عنه الطيالسي (ص 24 - 25) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 206 و 216 ر 244 و 251 و 269) وفي "الشعب" (1349) وابن عساكر (ص 217 - 218) وأخرجه أحمد (1/ 96 و 127) والترمذي (5/ 599) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 94) وابن عساكر (ص 217 - 218 و 223) والمزي (1/ 213) عن وكيع ¬

_ (¬1) انظر علل الدارقطني 3/ 121

وابن سعد (1/ 411) والترمذي (3637) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (31) والحاكم (2/ 605 - 606) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 268 - 269) وابن عساكر (ص 217) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وابن سعد (1/ 411) عن هاشم بن القاسم البغدادي والطبري في "تاريخه" (3/ 179) وابن عساكر (ص 217 - 218) عن محمد بن أبي عدي البصري والبغوي في "شرح السنة" (3641) وفي "الشمائل" (156) وابن عساكر (ص 217 - 218) عن عمار بن عبد الجبار المروروذي كلهم عن المسعودي به. ووقع في رواية أبي نعيم عند الترمذي وأبي زرعة وابن عساكر والحاكم والبيهقي: عثمان بن مسلم بن هرمز. قال ابن عساكر: كذا قال أبو نعيم عن المسعودي: عثمان بن مسلم بن هرمز. وخالفه غيره، فقال: عثمان بن عبد الله بن هرمز، وهو الصواب" واختلف فيه على المسعودي، فرواه عثمان بن عمر بن فارس البصري عن المسعودي عن عثمان بن هرمز عن نافع بن جبير مرسلاً. أخرجه عمر بن شبة (2/ 602) والأول أصح. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عثمان بن عبد الله بن هرمز ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال النسائي: ليس بذاك، وقال الحافظ في "التقريب": فيه لين. وأما حديث مسعر فاختلف عنه: • فرواه وكيع عن مسعر عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي.

أخرجه أحمد (1/ 96) وابن عساكر (ص 218 - 219) • ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن مسعر عن عثمان بن مسلم بن هرمز عن نافع بن جبير مرسلاً. أخرجه عمر بن شبة (2/ 602) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 268) وأما حديث حجاج بن أرطاة فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 117) عن أبي الشعثاء علي بن الحسين بن سليمان ثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان عن حجاج عن عثمان عن أبي عبد الله المكي عن نافع بن جبير بن مطعم قال: سئل علي ... ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 219) قال الحافظ في "التعجيل": أبو عبد الله المكي عن نافع بن جبير عن عليّ وعنه عثمان. كذا اختصره الحسيني، والحديث عند عبد الله بن أحمد في زياداته من طريق أبي خالد عن حجاج وهو ابن أرطاة عن عثمان عن أبي عبد الله المكي وأظن فيه تصحيفا والصواب عن عثمان بن عبد الله المكي فقد أخرجه أحمد من طرق عن المسعودي ومسعر كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن عليّ في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - والحديث عند الترمذي من طريق المسعودي" وقال الدارقطني: عثمان بن عبد الله بن هرمز يكنى أبا عبد الله" العلل 3/ 121 3 - صالح بن سعيد المؤذن الحجازي. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2 / 282) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 116 - 117) والنسائي في "مسند علي" (تهذيب الكمال 13/ 53) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (157) وابن عساكر (ص 221 - 222 و 222) والمزي (13/ 53) من طرق عن ابن جريج عن صالح بن سعيد عن نافع بن جبير عن علي. وصالح بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وابن جريج مدلس مشهور ولم يذكر سماعا من صالح بن سعيد. السادس: يرويه الحسن بن حبيب البصري الكَوْسَج ثنا عمرو بن خالد عن زيد بن علي قال: لما كان علي بين أظهركم بالكوفة وكان جالسا في صحن المسجد حوله ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: صف لنا صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما ننظر إليها، فإنك أحفظنا لذلك، وإنا إلى ذلك مشتاقون. فرق لذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغرغرت عيناه، ونكس رأسه

طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض اللون مشربا حمرة، أدعج العينين، سبط الشعر" أخرجه ابن عساكر (ص 226 - 227) وقال: وهو منقطع فإنّ زيد بن علي بن الحسين بن علي لم يدرك جد أبيه علي بن أبي طالب" قلت: وعمرو بن خالد هو القرشي أبو خالد كذبه أحمد وابن معين وأبو داود والدارقطني وغيرهم. وأما حديث جابر فأخرجه ابن سعد (1/ 418 - 419) عن الواقدي ثني فروة بن زبيد عن بشير مولى المأربيين عن جابر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض مشربا بحمرة، شثن الأصابع، ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بالسبط ولا بالجعد، إذا مشى هرول الناس وراءه، ولا ترى مثله أبدا. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 256) والواقدي قال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا (ضعفاء العقيلي 4/ 107) وأما حديث عمر فأخرجه ابن عساكر (ص 228) من طريق أبي بكر أحمد بن عبد الله ابن البَرْقي المصري ثنا محمد بن أبي السري ثنا يحيى بن سعيد الحمصي ثنا ابن بشير العبدي عن أبيه أنّ ناسا أتوا عمر بن الخطاب فقالوا: يا أمير المؤمنين صف لنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - كأنا نراه فإنا إليه مشتاقون، قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض اللون، مشربا حمرة، أدعج العينين، كث اللحية وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن سعيد الحمصي. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عساكر (ص 235) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا رجاء بن السندي ثني حمزة بن الحارث بن عمير ثني أبي عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه متكئا، فجاء رجل من أهل البادية فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقالوا: هذا الأمعز المرتفق، قال: فدنا منه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض مشربا بحمرة. وأخرجه أبو الشيخ (ص 248) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي أنا حمزة بن الحارث به.

والحارث بن عمير مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن عساكر (ص 257) من طريق هشام بن عمار ثنا محمد بن شعيب أني عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جاءني أعرابي فقال: حَلِّ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانعته لي، قلت: إنه رجل أبيض تخالطه حمرة، جعد أدعج، سائل الأطراف، ذو مناكب وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. 2867 - "كان أحب الثياب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - القميص" قال الحافظ: وقد روى الترمذي في "الشمائل" عن أم سلمة قالت: فذكره" (¬1) يرويه عبد المؤمن بن خالد الحنفى عن عبد الله بن بُريدة واختلف عنه: - فقال أبو تُمَيلة يحيى بن واضح المروزي: أخبرني عبد المؤمن بن خالد ثنا عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمة قالت: لم يكن ثوب أحبّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قميص. أخرجه أحمد (¬2) (6/ 317) عن أبي تميلة به. ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (18/ 443) وأخرجه أبو داود (تحفة الأشراف 13/ 14 - تهذيب الكمال 18/ 443) والترمذي (1763) وفي "الشمائل" (55) والطبراني في "الكبير" (23/ 421) و"الأوسط" (1092) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 100) والحاكم (4/ 192) والبيهقي في "الآداب" (743) وفي "الشعب" (5826) والبغوي في "شرح السنة" (3069) وفي "الشمائل" (742) من طرق عن أبي تميلة عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمة. ووقع عند بعضهم: عن أبيه، وهو خطأ والصواب عن أمه. ورواه محمد بن حميد الرازي عن أبي تميلة عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة عن أم سلمة ولم يذكر عن أمه. أخرجه الترمذي (1762) وفي "الشمائل" (53) وفي "العلل" (2/ 736) ومحمد بن حميد ضعيف كما في "التقريب". ¬

_ (¬1) 2/ 438 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود) (¬2) رواه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي عن أحمد بن حنبل فلم يذكر: عن أمه. أخرجه البيهقي (2/ 239)

- وقال زيد بن الحباب: ثنا عبد المؤمن عن ابن بريدة عن أبيه عن أم سلمة. أخرجه أبو الشيخ (ص 101) من طريق محمد بن علي بن محرز البغدادي ثنا زيد بن الحباب به. ورواه محمد بن حميد الرازي عن زيد بن الحباب فلم يذكر عن أبيه. أخرجه الترمذي (1762) وفي "الشمائل" (53) وفي "العلل" (2/ 736) وتابعه عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ثنا زيد بن الحباب به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5825) وفي "الكبرى" (2/ 239) - وقال الفضل بن موسى المروزي: عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة عن أم سلمة، ولم يذكر عن أمه. أخرجه إسحاق في "مسند أم سلمة" (1878) وأبو داود (4025) والترمذي (1762 و 1764) وفي "الشمائل" (53 و 54) وفي "العلل" (2/ 736) والنسائي في "الكبرى" (9668) والبغوي في "شرح السنة" (3068) وتابعه أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي عن عبد المؤمن بن خالد به. أخرجه أبو يعلى (7014) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث عبد المؤمن بن خالد تفرد به وهو مروزي، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمة أصح" وقال في "الشمائل": وأبو تميلة يزيد في هذا الحديث "عن أمه" وهو أصح". وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أم عبد الله بن بريدة لم أر من ترجمها. وقال ابن القطان الفاسي: حالها غير معروفة" الوهم والإيهام 2/ 451 2868 - حديث أنس "كان أحسن الناس وجهاً وأحسنه خلقا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 7/ 380) من حديث البراء بن عازب. ¬

_ (¬1) 11/ 25 (كتاب النكاح- باب إلى من ينكح)

2869 - "كان إذا أَتى الخلاء أتيته بماء في رَكوَة فاستنجي" قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي واختلف عنه: - فقال شريك بن عبد الله القاضي: ثنا إبراهيم بن جرير عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى الخلاء أتيته بماء في تَوْر أو رَكْوَة فاستنجي، ثم مسح يده على الأرض، ثم أتيته بإناء آخر فتوضأ. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (164) وأحمد (2/ 311) وأبو داود (45) واللفظ له وابن ماجه (358) والنسائي (1/ 41) وفي "الكبرى" (48) وابن حبان (1405) والبيهقي (1/ 106 - 107) والبغوي في "شرح السنة" (196) من طرق عن شريك به. - وقال أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجلي: ثني إبراهيم بن جرير بن عبد الله عن أبيه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتى الخلاء فقضى الحاجة ثم قال "يا جرير، هات طهورا" فأتيته بالماء فاستنجى بالماء، وقال بيده فدلك بها الأرض. وفي لفظ "أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الغَيْضَة فقضى حاجته، فأتاه جرير بإداوة من ماء فاستنجى بها، ومسح يده بالتراب". وفي لفظ " أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوَضوء فاستنجى، ثم دلك يده بالأرض، ثم توضأ ومسح على خفيه، قلت: يا رسول الله رجليك، قال: إني أدخلتهما طاهرين". أخرجه الدارمي (685) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي والنسائي (1/ 41) عن شعيب بن حرب المدائني واللفظ الأول له. وابن ماجه (359) وابن خزيمة (89) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين واللفظ الثاني له. والبيهقي (1/ 107) ¬

_ (¬1) 1/ 262 (كتاب الوضوء- باب من حمل معه الماء لطهوره)

عن محمد بن عبيد الله أبي عثمان الكوفي واللفظ الثالث له. قالوا: ثنا أبان بن عبد الله به. قال النسائي: هذا أشبه بالصواب من حديث شريك" قلت: شريك مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن المبارك وغيره. وأبان بن عبد الله مختلف فيه كذلك: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. وإبراهيم بن جرير لم يسمع من أبيه، قاله ابن معين وأبو حاتم وأبو داود. ورواه محمد بن يوسف (¬1) عن أبان أيضاً عن مولى لأبي هريرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ائتني بوَضوء" ثم دخل غيضة، فأتيته بماء فاستنجى، ثم مسح يده بالتراب، ثم غسل يده" إِخرجه الدارمي (684) وتابعه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا أبان بن عبد الله به وزاد "ثم توضأ ومسح على خفيه، فقلت: يا رسول الله، رجلاك لم تغسلهما، قال: إني أدخلتهما وهما طاهرتان" أخرجه أحمد (2/ 358) عن أبي أحمد الزبيري به. وأخرجه البيهقي (1/ 107) من طريق يحيى بن أبي طالب البغدادي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا أبان بن عبد الله ثني مولى لأبي هريرة- قال: وأظنه قال: أبو وهب- قال: سمعت أبا هريرة به. قال الدارقطني: أبان ضعيف، وقال أحمد: هذا حديث منكر باطل، ولا يصح عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم - في المسح" العلل 8/ 276 قلت: ومولى أبي هريرة لا يعرف. 2870 - "كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنة الأيمن أو الأيسر، وذلك أنّ الدور لم يكن عليها ستور" قال الحافظ: وله (أي أبي داود) من حديث عبد الله بن بسْر: فذكره" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) تابعه أبو داود الطيالسي ثنا أبان بن عبد الله به. أخرجه أبو يعله (6136) وعنه ابن عدي (1/ 379) (¬2) 13/ 261 (كتاب الاستئذان- باب الاستئذان من أجل البصر)

أخرجه أحمد وابنه (4/ 189) عن إسماعيل بن عياش وأحمد وابنه (4/ 189 - 190) والبخاري في "الأدب المفرد" (1078) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 351) وأبو داود (5186) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 95) والبيهقي (8/ 339) والخطيب في "أخلاق الراوي" (220) والبغوي في "شرح السنة" (3319) والمزي في "التهذيب" (25/ 617) عن بقية بن الوليد والبيهقي في "الآداب" (272) وفي "الشعب" (8437) عن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قالوا: ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبِي قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: فذكره، وزاد بعد قوله: الأيسر: ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم" وفي لفظ "كان إذا أتى باب قوم مشى مع الجدار ولم يستقبل الباب، ولكن يقوم يمينا وشمالا فيستأذن، فإن أذن له وإلا رجع" وإسناده صحيح رواته ثقات، ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق شامي حمصي قال دحيم: ما أعلمه إلا ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 377) وقال: لا يحتج بحديثه ما كان من رواية إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ويحيى بن سعيد العطار وذويهم بل يعتبر من حديثه ما رواه الثقات عنه. قلت: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين كما قال ابن معين وجماعة. وبقية بن الوليد ثقة إذا حدث عن الثقات من أهل الشام وصرّح بالسماع منهم، وحديثه هنا عن شامي وقد صرح بالسماع منه. وعثمان بن سعيد بن كثير وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. 2871 - "كان إذا أجنب فأراد أن ينام توضأ أو تيمم" قال الحافظ: وقد روى البيهقي بإسناد حسن عن عائشة: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 410 (كتاب الغسل- باب الجنب يتوضأ ثم ينام)

أخرجه البيهقي (1/ 200) أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا أبو أسامة الكلبي ثنا الحسن بن الربيع ثنا عَثام بن علي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وأبو العباس هو محمد بن يعقوب الأصم، وأبو أسامة هو عبد الله بن أسامة، والحسن بن الربيع هو البجلي. 2872 - "كان إذا أراد من الحائض شيئا ألقى على فرجها ثوبا" قال الحافظ: رواه أبو داود بإسناد قوي عن عكرمة عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - " (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (272) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد عن أيوب عن عكرمة عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - به. وأخرجه البيهقي (1/ 314) من طريق أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا أبو عمر - هو حفص بن عمر الضرير- ثنا حماد به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 2873 - "كان إذا اعتم سَدَل عمامته بين كتفيه" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر" (¬2) أخرجه ابن سعد (1/ 456) والترمذي (1736) وفي "الشمائل" (110) والعقيلي (3/ 21) والطبراني في "الكبير" (13405) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (120) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 117) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (97) والبيهقي في "الشعب" (5837) والخطيب في "التاريخ" (11/ 293) والبغوي في "شرح السنة" (3109 و 3110) وفي "الشمائل" (793) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وروى العقيلي عن أحمد أنّه أنكر هذا الحديث وقال: إنما هذا موقوف. قلت: قد تكلم أهل الحديث في رواية الدراوردي عن عبيد الله بن عمر: ¬

_ (¬1) 1/ 420 (كتاب الحيض- باب مباشرة الحائض) (¬2) 12/ 387 (كتاب اللباس- باب العمائم)

فقال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت أحمد بن حنبل ذكر الدراوردي فقال: ما حدّث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر" الجرح والتعديل 2/ 2/ 395 وقال أبو طالب عن أحمد: ربما قلب حديث عبد الله العُمَري يرويه عن عبيد الله بن عمر" الجرح 2/ 2/ 396 وقال النسائي: حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر" طريق أخرى: قال خالد الحَذاء: ثني أبو عبد السلام قال: قلت لابن عمر: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتم؟ قال: يدير كور العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه ويرخي لها ذؤابة بين كتفيه. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 52 - 53) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 153) وأبو الشيخ (ص 116 - 117) والبيهقي في "الشعب" (5838) وفي "الآداب" (762) قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح خلا أبا عبد السلام وهو ثقة" المجمع 5/ 120 قلت: بل هو مجهول كما قال أبو حاتم (الجرح 4/ 2/ 406) وقال ابن عبد البر في "الكنى" (3/ 1403): هو عندهم مجهول. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وقال ابن حبان: يروي عن ابن عمر ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به. وللحديث شاهد عن عمرو بن حريث قال: كأني انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه. أخرجه مسلم (2/ 990) وآخر عن ثوبان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اعتم أرخى عمامته بين يديه ومن خلفه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (344) من طريق الحجاج بن رشدين بن سعد ثنا معاوية بن صالح عن أبي عقبة عن ثوبان به. قال الهيثمي: وفيه الحجاج بن رشدين وهو ضعيف" المجمع 5/ 120 2874 - "كان إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول، ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون"

قال الحافظ: ولأبي داود من حديث عائشة: فذكره" (¬1) أخرجه أبو داود (4788) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (80) والطحاوي في "المشكل" (5881) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 71) والبيهقي في "الآداب" (221) وفي "الدلائل" (1/ 317 - 318) من طرق عن أبي يحيى عبد الحميد الحِمَّاني ثنا الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح عن مسروق عن عائشة قالت: فذكرته وزادت "كذا وكذا" واللفظ لأبي داود والبيهقي. وعبد الحميد هو ابن عبد الرحمن الحماني وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره، واختلف فيه قول ابن معين والنسائي، والباقون ثقات. والحديث رواه غير واحد عن الأعمش بلفظ "صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً فرخّص فيه فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطب فحمد الله، ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية" أخرجه البخاري (فتح 13/ 127 - 128 و 17/ 38) ومسلم (2356) وغيرهما. 2875 - "كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه" قال الحافظ: وفي الدارقطني عن جابر قال: فذكره، لكن إسناده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه الدارقطني (1/ 83) والبيهقي (1/ 56) عن عباد بن يعقوب الأسدي الكوفي والبيهقي (1/ 56) عن سويد بن سعيد الهروي قالا: ثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده عن جابر قال: فذكره. وفي لفظ "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدير الماء على المرفق" قال الدارقطني: ابن عقيل ليس بقوي" ¬

_ (¬1) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 1/ 304 (كتاب الوضوء- باب مسح الرأس كله)

قلت: وقال أحمد وابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: أحاديثه منكرة وهو ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: له عن جده عن جابر أحاديث غير محفوظة. والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 108) في فصل الضعيف. 2876 - "كان إذا جاءه فيء قسمه من يومه فأعطى الآهل حظين، وأعطى الأعزب حظا واحدا" قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث عوف بن مالك: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (603) وسعيد بن منصور (2356) وابن أبي شيبة (12/ 348) وأحمد (6/ 25 و 29) وابن زنجويه في "الأموال" (879) وأبو داود (2953) والبزار (2748) والروياني (594) وابن الجارود (1112) وابن حبان (4816) والطبراني في"الكبير" (18/ 45 و 45 - 46) وفي "مسند الشاميين" (946 و 947) والحاكم (2/ 140 - 141) وابن بشران (365) والبيهقي (6/ 346) والخطيب في "التاريخ" (5/ 152) من طرق عن صفوان بن عمرو بن هَرم الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: فذكره. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال. 2877 - "كان إذا جلس يتحدث يكثر أنْ يرفع بصره إلى السماء" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن سلام" (¬2) حسن أخرجه أبو داود (4837) عن عبد العزيز بن يحيى الحرّاني والبيهقي في "الدلائل" (1/ 321) ¬

_ (¬1) 7/ 78 - 79 (كتاب فرض الخمس- باب ما أقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - من البحرين) (¬2) 13/ 219 (كتاب الأدب- باب رفع البصر إلى السماء)

عن علي بن الحسن النسائي كلاهما عن محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن عمر بن عبد العزيز عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: فذكره. واختلف فيه على محمد بن سلمة، فرواه عبد السلام بن عبد الحميد الحراني عن محمد بن سلمة فجعله عن يوسف بن عبد الله بن سلام ولم يذكر عن أبيه. أخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (3) وتابعه محمد بن أسد بن أبي الحارث الحراني أنبأ محمد بن سلمة به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 82 - 83) والأول أصح. ولم ينفرد محمد بن سلمة به بل تابعه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به وقال فيه: عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 375) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 361) والباغندي (4) من طرق عن يونس بن بكير به. وفي رواية الباغندي تصريح ابن إسحاق بالتحديث من يعقوب بن عتبة لكنه من رواية سفيان بن وكيع عن يونس بن بكير، وسفيان ضعيف. قال أبو نعيم: غريب من حديث عمر، تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عمر بن عبد العزيز" قلت: وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من يعقوب بن عتبة إلا في رواية سفيان بن وكيع، وسفيان ضعيف، ويعقوب ومن فوقه ثقات. وللحديث شاهد عن أبي موسى أخرجه مسلم (2531) فيتقوى به. 2878 - "كان إذا حَزَبَه أمر صلّى" قال الحافظ: وعن حذيفة قال: فذكره، أخرجه أبو داود بإسناد حسن" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 415 (كتاب الجنائز- باب الصبر عند الصدمة الأولى)

أخرجه أحمد (5/ 388) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 153) وأبو داود (1319) وابن نصر في "الصلاة" (212) والطبري في "تفسيره" (1/ 260) وابن البختري في "الأمالي" (224) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" كما في "أسد الغابة" (3/ 507) والبيهقي في "الشعب" (2912 و 2913) والخطيب في "التاريخ" (6/ 274) من طريق (¬1) يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدؤلي عن عبد العزيز (¬2) أخي حذيفة عن حذيفة قال: فذكره. وإسناده ضعيف، محمد بن عبد الله الدؤلي لم يرو عنه إلا عكرمة بن عمار كما في "الميزان" فهو مجهول. ورواه بعضهم عن عكرمة بن عمار فسماه محمد بن عبيد أبو قدامة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 172) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (2913) عن النضر بن محمد الجرشي والبيهقي في "الدلائل" (3/ 451 - 453) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهْدي كلاهما عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبيد أبي قدامة عن عبد العزيز (¬3) أخي حذيفة عن حذيفة. واختلف فيه على عكرمة بن عمار، فرواه ابن جُريج عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبيد (¬4) بن أبي قدامة عن عبد العزيز بن اليمان أخي حذيفة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. ولم يذكر حذيفة. أخرجه الطبري (1/ 260) عن إسماعيل بن موسى الفزاري ثنا الحسن بن زياد الهمداني عن ابن جريج به. ¬

_ (¬1) هكذا رواه إسماعيل بن عمر الواسطي وخلف بن الوليد العتكي ومحمد بن عيسى بن نجيح البغدادي وإسماعيل بن سالم الصائغ وسهل بن عثمان العسكري عن يحيى بن زكريا، وهكذا رواه عبد الله بن محمد السمري عن سريج بن يونس عن يحيى بن زكريا. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4733) وخالفه موسى بن حمدون العكبري فرواه عن سريج بن يونس ولم يذكر حذيفة. أخرجه ابن قانع (2/ 189) (¬2) ووقع عند أبي داود "عن عبد العزيز بن أخي حذيفة" (¬3) وعند البيهقي "عبد العزيز بن أخي حذيفة" (¬4) وفي رواية ابن منده "عبد الله"

وأخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" (أسد الغابة 3/ 506 - 507، الإصابة 7/ 336) من طريق محمد بن إسحاق الثقفي ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 189) عن عمر بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن موسى به. ورواه العنزي عن إسماعيل بن موسى فقال فيه: عبد العزيز عن حذيفة. أخرجه ابن قانع (2/ 189) وعبد العزيز ذكره بعضهم في الصحابة، ولا تصح له صحبة بل هو تابعي كما في "الإصابة" وذكره ابن حبان (¬1) في ثقات التابعين على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. 2879 - "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده" قال الحافظ: وقد وقع في حديث رِفاعة بن عَرَابة عند ابن ماجه والطبراني: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن المبارك في "المسند" (42) والطيالسي (ص 182) وأحمد (4/ 16) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 321 - 322) وعبد الله الدارمي (1490) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (127) وفي "الرد على المريسي" (ص 19 - 20) والبزار (كشف 3543) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 311 - 314) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (692 و 693 و 694) ويحيى بن محمد بن صاعد في "زيادات الزهد" لابن المبارك (919) والطبراني في "الكبير" (4559) والآجري في "الشريعة" (ص 311) والدارقطني في "النزول" (68) وابن منده في "التوحيد" (881) واللالكائي في "السنة" (754) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 286) وفي "الصحابة" (2726) وعبد الرحمن الصابوني في "الاعتقاد" (78) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (74) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 231) عن هشام الدَّسْتُوائي (¬3) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 49) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 152) وأحمد (4/ 16) وعبد الله الدارمي (1489) وابن ماجه (1367 و 2090 و 2091 و 4285) وابن أبي ¬

_ (¬1) وقال: ولا صحبة له" (¬2) 14/ 327 (كتاب الأَيمان والنذور- باب كيف كانت يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) رواه ابن المبارك في "الزهد" (918) عن الدستوائي فلم يذكر عطاء بن يسار. ومن طريقه أخرجه الآجري (ص 311 و 312) والأول أصح.

عاصم في "الآحاد" (2560 و 2561) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 311 - 314) والنسائي في "اليوم والليلة" (475) وأبو القاسم البغوي (695) وابن حبان (212) والطبراني في "الكبير" (4556) والآجري (ص 310 - 311) والدارقطني في "النزول" (69) وابن منده (882) واللالكائي (755) وابن بشران (1310) والبيهقي في "الشعب" (400) وأبو القاسم الحنائي في "فوائد" (ق 52 / ب) وعبد الرحمن الصابوني (78) والهروي في "الأربعين" (31) وإسماعيل الأصبهاني (74) والمزي في "تهذيب الكمال" (9/ 207 - 208) عن الأوزاعي (¬1) وأحمد (4/ 16) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 318) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 167) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي والطبراني في "الكبير" (4557) والدارقطني في "النزول" (71) عن أبان بن يزيد العطار والطبراني (4558) والدراقطني (70) عن حرب بن شداد البصري والطبراني (4560) عن أبي أمية أيوب بن خوط الحبطي كلهم عن يحيى بن أبي كثير ثني هلال بن أبي ميمونة أنّ عطاء بن يسار حدّثه أنّ رفاعة بن عرابة الجهني حدّثه قال: صدرنا (¬2) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من (¬3) مكة، فجعلوا (¬4) يستأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬5)، فجعل يأذن لهم، فقال (¬6) النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما بال شقّ (¬7) الشجرة الذي يلي ¬

_ (¬1) رواه رواد بن الجراح العسقلاني عن الأوزاعي فلم يذكر عطاء بن يسار. ومن طريقه أخرجه الآجري (ص 311 و 312) والأول أصح. (¬2) وفي لفظ "أقبلنا" (¬3) وفي لفظ "حتى إذا كنا بالكديد أو قديد. (¬4) وفي لفظ لأحمد وغيره "فجعل ناس" وفي حديث هشام عند أحمد وغيره "جعل رجال" (¬5) زاد الطيالسي وغيره "إلى أهليهم" (¬6) ولفظ الطيالسي وغيره "فحمد الله وقال خيرا ثم قال "وفي حديث هشام عند أحمد" فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال". (¬7) ولفظ البزار "جانب"

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبغض إليكم من الشق الآخر؟ " فلا يرى من القوم إلا باكيا. قال أبو بكر (¬1) الصديق: إنّ الذي يستأذن بعد هذا في نفسي (¬2) لسفيه. فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه (¬3)، وكان إذا حلف قال: والذي نفسي (¬4) بيده، أشهد (¬5) عند الله: ما (¬6) منكم أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ثم يسدد إلا سلك به في الجنة. ولقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب، وإني أرجو أن (¬7) تدخلوها حتى تبوءوا (¬8) ومن صلح من (¬9) أزواجكم وذرياتكم (¬10) مساكنكم في الجنة" ثم قال "إذا مضى شطر (¬11) الليل، أو قال ثلثاه ينزل (¬12) الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ثم يقول: لا أسأل عن عبادي (¬13) غيري،: من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعوني فأجيبه (¬14)؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ حتى (¬15) ينفجر الصبح" اللفظ لابن خزيمة. ورواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى بن أبي كثير فجعله عن عقبة بن عامر. أخرجه الدارقطني في "النزول" (65) واللالكائي في "السنة" (762) وقال الدارقطني: وفيه نظر، رواه جماعة منهم الدستوائي والأوزاعي وأبان العطار عن يحيى عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة بن عرابة الجهني، وهو المحفوظ" ¬

_ (¬1) ولفظ الطيالسي وغيره "رجل" (¬2) وفي حديث الأوزاعي عند الدارقطني "في شيء" (¬3) وفي لفظ "وقال خيرا" (¬4) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "نفس محمد" (¬5) ولفظ البزار "اشهد أني عبد الله" (¬6) ولفظ الطيالسي وغيره "لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله صدقا من قلبه ثم يسدد" (¬7) ولفظ الطيالسي وغيره "أن لا يدخلوها" (¬8) زاد الطيالسي وغيره "أنتم" (¬9) زاد أحمد في حديث هشام "آبائكم" (¬10) ولفظ البزار "أولادكم" ولفظ ابن أبي عاصم وغيره "ذراريكم" (¬11) ولفظ الطيالسي "ثلث الليل" ولفظ عثمان الدارمي "ثلث الليل أو شطر الليل أو ثلثا الليل" (¬12) وفي حديث الأوزاعي عند النسائي وغيره "هبط" (¬13) زاد الطيالسي وغيره "أحدا" (¬14) وفي لفظ "فأستجيب له" (¬15) ولفظ الطيالسي وغيره "حتى يطلع الفجر" وفي لفظ "حتى ينفجر الفجر" وفي لفظ "حتى ينصدع الفجر"

وقال اللالكائي: وهو أشبه بالصواب" قلت: وهو كما قالا. قال البزار: لا نعلم أسند رفاعة إلا هذا" وقال الحافظ: إسناده صحيح" الإصابة 3/ 284 وهو كما قال. 2880 - "كان إذا حُمّ دعا بقربة من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل" قال الحافظ: وقال سمرة: فذكره، أخرجه البزار وصححه الحاكم ولكن في سنده راو ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 3027) والطحاوي في "المشكل" (1857) والعقيلي (1/ 92 - 93) والطبراني في "الكبير" (6947) والحاكم (4/ 403 - 404) من طرق عن محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة مرفوعاً "الحُمَّى قطعة من النار فأبردوها عنكم بالماء البارد" وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن سمرة إلا من هذا الوجه، وإسماعيل ليس بالقوي" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن مسلم وهو متروك" المجمع 5/ 94 قلت: هو ضعيف كما قال أبو زرعة وجماعة. 2881 - "كان إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو فراسخ قصر الصلاة" قال الحافظ: رواه مسلم (692) وأبو داود (1201) من حديث أنس قال: فذكره" (¬2) قلت: ولفظه عندهما "صلّى ركعتين" مكان "قصر الصلاة" 2882 - "كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته" الحديث، وفيه "فيقول: أمّا بعد: فإنّ خير الحديث كتاب الله" ¬

_ (¬1) 12/ 285 (كتاب الطب- باب الحمى من فيح جهنم) (¬2) 3/ 221 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب في كم يقصر الصلاة؟)

قال الحافظ: وعن جابر قال: فذكره، أخرجه مسلم (867) وفي رواية له عنه "كانت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته" فذكر الحديث، وفيه "يقول: أمّا بعد فإن خير الحديث كتاب الله" (¬1) 2883 - "كان إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته" قال الحافظ: أخرجه مسلم (867) من حديث جابر، ولأحمد من حديث النعمان في معناه وزاد "حتى لو أنّ رجلاً بالسوق لسمعه" (¬2) حديث النعمان بن بشير أخرجه الطيالسي (ص 107) وأحمد (4/ 268 و 272) والدارمي (2815) والبزار (3214) وابن حبان (644 و 667) والحاكم (1/ 287) والبيهقي (3/ 207) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1032) عن شعبة وأحمد (4/ 272) والواحدي في "الوسيط" (4/ 505) عن إسرائيل بن يونس وابن أبي شيبة (13/ 158) وهناد في "الزهد" (239) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (ص 29) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي ثلاثتهم عن سِماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يقول "أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار" حتى لو أنّ رجلاً كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا. قال: حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه. اللفظ لأحمد قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 187 - 188 قلت: وإسناده حسن، سماك بن حرب مختلف فيه، وقد احتج به مسلم في روايته عن النعمان بن بشير، وسمع شعبة منه قديما قبل أن يتغير. ¬

_ (¬1) 3/ 56 (كتاب الجمعة- باب من قال في الخطبة بعد الثناء أمّا بعد) (¬2) 1/ 152 (كتاب العلم- باب من رفع صوته بالعلم)

2884 - "كان إذا سجد يُرَى وَضَحُ إِبْطَيْه" قال الحافظ، وعنه (أي أبي هريرة) عند الحاكم: فذكره" (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 228) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري ثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به. وقال: صحيح على شرطهما" قلت: هكذا رواه عبد الواحد بن زياد عن عبيد الله عن عمه عن أبي هريرة، وخالفه مروان بن معاوية الفزاري فرواه عن عبيد الله عن عمه عن ميمونة به. أخرجه الدارمي (1338) ومسلم (497) والنسائي (2/ 184) وفي "الكبرى" (733) وأبو العباس السراج في "مسنده" وأبو نعيم في "المستخرج" كما في "النكت الظراف" (12/ 497) والبيهقي (2/ 114) وتابعه عبدة بن سليمان الكلابي عن عبيد الله به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 436) وهذا أصح من الذي قبله فقد رواه جعفر بن بُرقان الرقي عن يزيد بن الأصم عن ميمونة به. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 257) وأحمد (6/ 332 و 333 و 335) والدارمي (1336) ومسلم (1/ 357) والطبراني في "الكبير" (23/ 435) 2886 - "كان إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام, تباركت يا ذا الجلال والإكرام" قال الحافظ: أخرجه مسلم (592) عن عائشة" (¬2) 2886 - "كان إذا سلم لا يثبت إلا قدر ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام" قال الحافظ: أخرجه مسلم (592) من رواية عبد الله بن الحارث عن عائشة" (¬3) ¬

_ (¬1) 2/ 437 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود) (¬2) 2/ 481 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب مكث الإِمام في مصلاه بعد السلام) (¬3) 13/ 381 - 382 (كتاب الدعوات- باب الدعاء بعد الصلاة)

2887 - "كان إذا سمع الاسم القبيح حوله إلى ما هو أحسن منه" قال الحافظ: أخرج ابن أبي شيبة من مرسل عروة: فذكره، وقد وصله الترمذي من وجه آخر عن هشام بذكر عائشة فيه" (¬1) صحيح يرويه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن هشام عن أبيه عن عائشة، منهم: 1 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الطبراني في "الصغير" (349) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (7/ 368) عن الحسن بن علي بن ياسر البغدادي وابن عدي (4/ 1334) عن عبد الله بن محمد بن ناجية البربري قالا: ثنا سعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا شريك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع القبيح غيره إلى الاسم الحسن (¬2)، ومرّ على قرية تدعى عَفِرَة فسماها خَضِرَة. اللفظ لابن عدي. قال الطبراني: لم يروه عن شريك إلا إسحاق" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 51 قلت: أما إسحاق الأزرق فهو ثقة كما قال أحمد وجماعة فلا يضر تفرده، بل هو من أعلم الناس بحديث شريك كما قال يعقوب بن شيبة، وقد سمع من شريك قبل اختلاطه. وأما شريك فهو مختلف فيه، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وقد توبع كما سيأتي. 2 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (1/ 255) وأبو يعلى (4556) والطحاوي في "المشكل" (1849) وابن حبان (5821) والطبراني في "الأوسط" (652 و 8004) والخطابي في "الغريب" (1/ 528) والبيهقي في "الشعب" (4857) ¬

_ (¬1) 13/ 196 (كتاب الأدب- باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه) (¬2) ولفظ الطبراني "إذا سمع اسما قبيحا غيره"

عن محمد بن عبد الله بن نُمير والحربي في "الغريب" (3/ 994) عن عبد الله بن عون البصري قالا: ثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بأرض تسمى غَدِرَة (¬1)، فسماها خضرة. لفظ حديث ابن نمير قال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح" المجمع 8/ 51 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. 3 - محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي. أخرجه ابن عدي (6/ 2202) من طريق عمرو بن عبد الجبار السنجاري عن الطفاوي عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يغير الاسم إذا كان قبيحا ويجعله حسناً. وقال: وهذا الحديث ضعيف عن هشام بن عروة ويعرف بالطفاوي عن هشام وما رواه عن هشام إلا الطفاوي" قلت: بل رواه غير الطفاوي عن هشام كما تقدم وكما سيأتي، والطفاوي قال ابن معين وغيره: ليس به بأس. والسنجاري ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة. 4 - محمد بن الحسن المزني الواسطي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2787) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الصلت بن مسعود الجَحْدري ثنا محمد بن الحسن عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع اسما قبيحا غيره. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن الحسن المزني الواسطي إلا الجحدري" قلت: وإسناده صحيح. 5 - عمر بن علي المقدمي. واختلف عنه: • فقال أبو بكر بن نافع البصري: ثنا المقدمي عن هشام عن أبيه عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغير الاسم القبيح. ¬

_ (¬1) ولفظ الحربي "عَقِرَة"

قال أبو بكر: وربما قال المقدمي في هذا الحديث: هشام عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل ولم يذكر فيه عن عائشة. أخرجه الترمذي (2839) وابن عدي (5/ 1702) • وقال أحمد بن المقدام العجلي: ثنا المقدمي ثنا هشام عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (5/ 1702) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 252) - ورواه وكيع عن هشام عن أبيه مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 663) وتابعه عبد الله بن نمير أنا هشام عن أبيه مرسلاً. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (3/ 541) والأول أصح. 2888 - قال سمرة: كان إذا صلّى الصبح مما يقول لأصحابه: من رأى منكم رؤيا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 16/ 99) 2889 - "كان إذا صلّى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1/ 464) والثلاثة (¬2) من حديث جابر بن سَمُرة" (¬3) 2890 - "كان إذا صلّى قسم ناسا من أصحاب الصفة بين ناس من أصحابه فيذهب الرجل بالرجل والرجل بالرجلين حتى ذكر عشرة" قال الحافظ: ولأبي نعيم في "الحلية" (1/ 341) من مرسل محمد بن سيرين: فذكره" (¬4) مرسل أخرج هناد في "الزهد" (762) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قسم ناسا من أهل الصفة بين ¬

_ (¬1) 1/ 33 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) أبو داود (4850) والترمذي (585) والنسائي (3/ 67) (¬3) 13/ 322 (كتاب الاستئذان- باب الجلوس كيفما تيسر) (¬4) 14/ 64 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

ناس من أصحابه، فكان الرجل يذهب بالرجل، والرجل بالرجلين، والرجل بالثلاثة، حتى ذكر عشرة، فكان سعد بن عبادة يرجع إلى أهله كل ليلة بثمانين منهم يعشيهم" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 341) ورواته ثقات. 2891 - "كان إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول: بسم الله" قال الحافظ: وجاء عن عائشة قالت: فذكرته، أخرجه أبو يعلى بسند حسن" (¬1) صحيح أخرجه أبو يعلى (4459) عن زكريا بن يحيى الواسطي عن هُشيم عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يشتكي المريض ثم يقول "بسم الله، لا بأس، لا بأس، أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما" قالت عائشة: فلما مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعت يدي عليه لأقول هؤلاء الكلمات فنزع يدي عنه وقال "اللهم أنت الرفيق الأعلى". رجاله كلهم ثقات، وزكريا بن يحيى الواسطي هو المعروف بزحمويه ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 253) وقال: كان من المتقنين في الروايات. وتابعه يحيى بن يحيى النيسابوري عن هشيم. أخرجه مسلم (4/ 1722) وهشيم وإن كان مدلساً فإنّه لم يتفرد به، فقد رواه جماعة عن الأعمش به. انظر البخاري (فتح 12/ 316 و 320) ومسلم (4/ 1721 و 1722) وأحمد (6/ 126) ولم ينفرد به الأعمش بل تابعه منصور عن أبي الضحى. مسلم 4/ 1722 ولم ينفرد به أبو الضحى بل تابعه إبراهيم عن مسروق. مسلم 4/ 1722 و 1723 2892 - "كان إذا عطس وضع يده على فِيْهِ وخفض صوته" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي بسند جيد عن أبي هريرة قال: فذكره، وله شاهد من حديث ابن عمر بنحوه عند الطبراني" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 225 (كتاب المرضى- باب وضع اليد على المريض) (¬2) 13/ 225 (كتاب الأدب- باب الحمد للعاطس)

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر فأمّا حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه سُمَي القرشي المخزومي عن ذكوان أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس وضع (¬1) يده أو ثوبه على فِيه (¬2)، وخفض (¬3) أو غضّ بها (¬4) صوته" أخرجه الشافعي كما في "معرفة السنن" للبيهقي (14/ 480) والحميدي (1157) وابن سعد (1/ 385) وأحمد (2/ 439) وأبو داود (5029) واللفظ له والترمذي (2745) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 214) وأبو يعلى (6663) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (334) والطبراني في "الأوسط" (1870) و"الصغير" (109) وابن السني في "اليوم واليلة" (265) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 237) وفي "الأقران" (403) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 389) والبيهقي (2/ 290) وفي "معرفة السنن" (14/ 480) وفي "الآداب" (350) وفي "الشعب" (8911) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 335) وأبو محمد البغوي في "الشمائل" (325) وفي "شرح السنة" (3346) من طرق عن محمد بن عجلان المدني ثني سمي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه عمارة بن أبي حفصة البصري عن عكرمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس غطى وجهه بثوبه، ووضع كفيه على حاجبيه. أخرجه ابن الأعرابي (ق 44/ أو 75/ أ) عن محمد بن يونس بن موسى أبي العباس الحارثي القرشي البغدادي الكُدَيمي ثنا حميد بن أبي زياد الصائغ ثنا شعبة عن عمارة بن أبي حفصة به. وأخرجه أبو الشيخ (ص 238) وتمام (ق 63 / أ) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 346) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 148) من طرق عن الكديمي به. ¬

_ (¬1) ولفظ الشافعي وغيره "خمر وجهه" ولفظ الترمذي وغيره "غطى وجهه بيده أو بثوبه" ولفظ أبي يعلى وغيره "أمسك على وجهه" (¬2) ولفظ أحمد "جبهته" (¬3) ولفظ الشافعي وغيره "وأخفى عطسته" (¬4) ولفظ أحمد "من"

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عمارة وعكرمة ما كتبته عاليا من حديث شعبة إلا من حديث حميد بن زياد" قلت: والكديمي متهم بوضع الحديث (تذكرة الحفاظ 2/ 618 - 619) الثالث: يرويه ابن جُريج عن المَقْبري عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس خفض صوته، وتلقاها بثوبه، وخمّر وجهه. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 1148) وابن عدي (7/ 2499) وأبو الشيخ (ص 237) من طريق أبي جزي نصر بن طريف الباهلي عن ابن جريج به. قال ابن عدي: هذا عن ابن جريج غير محفوظ، ونصر بن طريف أجمعوا على ضعفه" قلت: ولم ينفرد به بل تابعه علي بن عاصم الواسطي ثنا ابن جريج به. أخرجه أبو الشيخ (ص 237 - 238) والبغوي في "الشمائل" (326) وعلي بن عاصم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7448) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا مِنْدل عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس خمر وجهه وخفض صوته. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا مندل، تفرد به إسماعيل بن عمرو" وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي ومندل بن علي وقد وثقا وضعفهما جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 56 قلت: إسماعيل بن عمرو ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي والعقيلي وغيرهم. ومندل بن علي ضعفه أحمد والبخاري والنسائي والدارقطني وابن حبان والجوزجاني ويعقوب بن شيبة وغيرهم، واختلف فيه قول ابن معين. 2893 - حديث أبي حميد "كان إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ورفع يديه ثم قال: الله أكبر" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. ¬

_ (¬1) 2/ 359 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب إيجاب التكبير)

2894 - "كان إذا قام من الركعتين كبّر ورفع يديه" قال الحافظ: رواه أبو داود وصححه البخاري في "جزء رفع اليدين" من طريق محارب بن دِثار عن ابن عمر قال: فذكره، وله شواهد، منها: حديث أبي حميد الساعدي وحديث علي بن أبي طالب أخرجهما أبو داود وصححهما ابن خزيمة وابن حبان" (¬1) صحيح وحديث ابن عمر له عنه طرق: الأول: يرويه عاصم بن كليب بن شهاب الكوفي عن محارب بن دثار قال: رأيت ابن عمر يرفع يديه في الركوع والسجود، فقلت له: ما هذا؟ فقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الركعتين كبّر ورفع يديه. أخرجه ابن أبي شيبة (2414) عن محمد بن فضيل الكوفي عن عاصم بن كليب به. وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (25) وأبو داود (743) وأبو يعلى (5670) وابن حزم في "المحلى" (4/ 124) من طرق عن ابن فضيل به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثاني: يرويه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع أنّ ابن عمر كان إذا دخل في الصلاة كبّر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه. ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري (فتح 2/ 364) وأبو داود (741) وابن حزم في "المحلى" (4/ 124) والبيهقي (2/ 70 و 136) وفي "معرفة السنن" (2/ 407) والبغوي في "شرح السنة" (560) من طرقّ عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري ثنا عبيد الله بن عمر به. وقال البغوي: هذا حديث صحيح" الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا أراد أن يركع، وإذا (¬2) رفع رأسه من الركوع، وإذا قام من الركعتين، يرفع يديه في ذلك كله حذو المنكبين. وكان عبد الله يفعله. ¬

_ (¬1) 2/ 364 - 365 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين) (¬2) وفي حديث الثقفي "وإذا قال: سمع الله لمن حمده"

أخرجه البخاري في "رفع اليدين" (76) والنسائي (3/ 4) وفي "الكبرى" (1105) وابن خزيمة (693) والطحاوي في "المشكل" (5830) وابن حبان (1877) وابن حزم في "المحلى" (4/ 123) عن معتمر بن سليمان التيمي والسراج في "مسنده" (النكت الظراف 5/ 381) وابن حبان (1868) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي كلاهما عن عبيد الله بن عمر عن الزهري به. قال النسائي: "وإذا قام من الركعتين" لم يذكره عامة الرواة عن الزهري، وعبيد الله ثقة، ولعل الخطأ من غيره" تحفة الأشراف 5/ 381 وقال حمزة الكناني: لا أعلم أحدا قال في هذا الحديث "وإذا قام من الركعتين" غير معتمر عن عبيد الله وهو خطأ" تحفة الأشراف 5/ 381 قلت: تابعه عبد الوهاب الثقفي عن عبيد الله كما تقدم، وهذا إسناد صحيح رواته ثقات. وله شاهد من حديث أبي حميد الساعدي ومن حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث مالك بن الحويرث فأما حديث أبي حميد فيرويه محمد بن عمرو بن عطاء واختلف عنه: - فقال عبد الحميد بن جعفر الأنصاري: ثني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت (¬1) أبا حميد الساعدي (¬2) في عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم (¬3) أبو قتادة (¬4)، قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: فلم؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبْعة ولا أقدمنا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فأعرِض. قال؛ فذكر الحديث في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه "ثم إذا قام من الركعتين (¬5) كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه" أخرجه أحمد (5/ 424) والبخاري في "رفع اليدين" (3 و 4) والدارمي (1363) وأبو داود (730 و 963) وابن ماجه (862) والترمذي (304 و 305) والنسائي (3/ 3 - 4) وفي ¬

_ (¬1) وفي لفظ "شهدت" (¬2) زاد أحمد وغيره "وهو" (¬3) وفي لفظ "أحدهم" (¬4) زاد أحمد وغيره "ابن ربعي" (¬5) ولفظ أحمد وغيره "السجدتين" ولفظ ابن ماجه "الثنتين"

"الكبرى" (1104) والبزار (3711) وابن الجارود (192 و 193) وابن خزيمة (587 و588 و625 و651 و 677 و 685 و 700) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 154 - 155 و 171 - 172 و198 و 204) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 195 و 223 و 228 و 230 و 258) وابن حبان (1865 و 1867 و1870 و 1876) وابن حزم (4/ 124 - 125) والبيهقي (2/ 24 و 72 و 116 و 118 و 123 و 129 و 137) وفي "معرفة السنن" (2/ 412 - 413 و 413 و 436 - 437) وفي "الصغرى" (408) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 252 - 253 و 253) والبغوي في "شرح السنة" (555 و 556) من طرق عن عبد الحميد بن جعفر به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" (¬1) قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد عبد الحميد بن جعفر به بل تابعه محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة المدني عن محمد بن عمرو بن عطاء إلا أنّه لم يذكر فيه الرفع إذا قام من الركعتين. أخرجه البخاري (فتح 2/ 450 - 451) وأبو داود (731 و 732 و 964 و 965) وابن خزيمة (652) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 258 و 259) وابن حبان (1869) والبيهقي (2/ 84 و 84 - 85 و 97 و 102 و 116 و 127 - 128 و 128) وابن عبد البر (19/ 253) والبغوي في "شرح السنة" (557) وقال البغوي: هذا حديث صحيح" - وقال عيسى بن عبد الله بن مالك الدار عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنّه كان في مجلس كان فيه أبوه- وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي المجلس أبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد الساعدي من الأنصار، وأنهم تذاكروا الصلاة، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: فأرنا، قال: فذكر الحديث وفيه "ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام كبر" ولم يذكر رفع اليدين. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/390) وأبو داود (733 و 966) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 260) وابن حبان (1866) والبيهقي (2/ 101 - 102 و 118) من طرق عن أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي ثني زهير أبو خيثمة ثني الحسن بن الحر ثني عيسى بن عبد الله بن مالك به. ¬

_ (¬1) وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 352): حديث صحيح"

قال ابن حبان: سمع هذا الخبر محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي وسمعه من عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه، فالطريقان جميعاً محفوظان" (¬1) وقال البيهقي: والصحيح أنّ محمد بن عمرو بن عطاء قد شهده من أبي حميد الساعدي" قلت: رواته ثقات غير عيسى بن عبد الله بن مالك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي إذا توبع. - وقال عطاف بن خالد المدني: ثنا محمد بن عمرو بن عطاء ثني رجل أنّه وجد عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جلوسا: فذكر نحو حديث عبد الحميد بن جعفر. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 259) من طريق عبد الله بن صالح المصري وسعيد بن أبي مريم الجُمحي قالا: ثنا عطاف بن خالد به. وقال: فقد فسد بما ذكرنا حديث أبي حميد لأنه صار عن محمد بن عمرو عن رجل، وأهل الإسناد لا يحتجون بمثل هذا، فإن ذكروا في ذلك ضعف العطاف بن خالد قيل لهم: وأنتم أيضاً تضعفون عبد الحميد أكثر من تضعيفكم للعطاف مع أنكم لا تطرحون حديث العطاف كله إنما تزعمون أنّ حديثه في القديم صحيح كله وأنّ حديثه بأخرة قد دخله شيء. هكذا قال ابن معين في كتابه، وأبو صالح سماعه من العطاف قديم جداً، فقد دخل فيما صححه ابن معين من حديثه مع أنّ محمد بن عمرو بن عطاء لا يحتمل مثل هذا وليس أحد يجعل هذا الحديث سماعا لمحمد بن عمرو من أبي حميد إلا عبد الحميد، وهو عندكم أضعف، ولكن الذي روى حديث أبي حميد ووصله لم يفصل حكم الجلوس كما فصله عبد الحميد. قال: والذي رواه محمد بن عمرو غير معروف ولا متصل عندنا عن أبي حميد لأنّ في حديثه أنّه حضر أبا حميد وأبا قتادة، ووفاة أبي قتادة قبل ذلك بدهر طويل لأنّه قتل مع عليّ - رضي الله عنهما - وصلّى عليه عليّ، فأين سن محمد بن عمرو بن عطاء من هذا. وقال في (1/ 227 - 228): وأما حديث عبد الحميد بن جعفر فإنّهم يضعفون عبد الحميد فلا يقيمون به حجة فكيف يحتجون به في مثل هذا، ومع ذلك فإنّ محمد بن عمرو لم يسمع ذلك الحديث من أبي حميد ولا ممن ذكر معه في ذلك الحديث بينهما رجل مجهول، قد ذكر العطاف بن خالد عنه عن رجل" ¬

_ (¬1) تعقبه الحافظ في "التلخيص" (1/ 223) فقال: قلت: السياق يأبى ذلك كل الإباء"

والجواب عن هذا الذي ذكره الطحاوي من وجهين: الأول: أنّ عبد الحميد بن جعفر ثقة عند الأكثر، وضعفه بعضهم للقدر، وتكلم فيه سفيان لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن. قال يعقوب بن سفيان: ثقة، وإن تكلم فيه سفيان فهو ثقة حسن الحديث" المعرفة 2/ 458 وقال ابن حبان: عبد الحميد أحد الثقات المتقنين قد سبرت أخباره فلم أره انفرد بحديث منكر لم يشارك فيه" الإحسان 5/ 184 وذكر البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (2/ 430 - 434) كلام الطحاوي وتعقبه فقال: وما ذكر من ضعف عبد الحميد بن جعفر فمردود عليه، فإنّ ابن معين قد وثقه في جميع الروايات عنه، وكذلك أحمد بن حنبل، واحتج به مسلم في الصحيح" الثاني: الجواب عن دعوى الانقطاع بين محمد بن عمرو بن عطاء وبين أبي حميد وأبي قتادة. أجاب عنها البيهقي والحافظ ابن حجر: قال البيهقي: وما ذكر من انقطاع الحديث، فليس كذلك قد حكم البخاري في "التاريخ" بأنه سمع أبا حميد وأبا قتادة وابن عباس، واستشهاده على ذلك بوفاة أبي قتادة قبله خطأ، فإنه إنما رواه موسى بن عبد الله بن يزيد أنّ عليا صلى على أبي قتادة فكبر عليه سبعا، وكان بدريا. ورواه أيضاً الشعبي منقطعا، وقال "فكبر عليه ستاً". وهو غلط لإجماع أهل التواريخ على أنّ أبا قتادة الحارث بن ربعي بقى إلى سنة أربع وخمسين، وقيل بعدها. ثم أسند ذلك عن جماعة ثم قال: ثم إن كان ذكر أبي قتادة وقع وهما في رواية عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو بن عطاء، لتقدم موت أبي قتادة في زعم هذا الراوي. فالحجة قائمة بروايته عن أبي حميد الساعدي، ولا شك في سماعه منه، فمحمد بن عمرو بن حلحلة وافق عبد الحميد بن جعفر على روايته عن محمد بن عمرو بن عطاء، وإثبات سماعه من أبي حميد الساعدي في بعض هذه القصة، وهي في مسألة كيفية الجلوس في التشهد المذكورة. وأما إدخال من أدخل بين محمد بن عمرو بن عطاء وبين أبي حميد رجلا، فإنّه لا

يوهنه؛ لأنّ الذي فعل ذلك رجلان: أحدهما عطاف بن خالد، وكان مالك بن أنس لا يحمده، والآخر عيسى بن عبد الله، وهو دون عبد الحميد بن جعفر في الشهرة والمعرفة" معرفة السنن 2/ 430 - 433 وقال الحافظ: وزعم ابن القطان (¬1) تبعاً للطحاوي أنه غير متصل لأمرين: أحدهما أنّ عيسى بن عبد الله بن مالك رواه عن محمد بن عمرو بن عطاء فأدخل بينه وبين الصحابة عباس بن سهل. ثانيهما أنّ في بعض طرقه تسمية أبي قتادة في الصحابة المذكورين وأبو قتادة قديم الموت لصغر سن محمد بن عمرو بن عطاء عن إدراكه. والجواب عن ذلك، أما الأول فلا يضر الثقة المصرح بسماعه أن يدخل بينه وبين شيخه واسطة، إما لزيادة في الحديث وإما ليثبت فيه. وقد صرح محمد بن عمرو المذكور بسماعه فتكون رواية عيسى عنه من المزيد في متصل الأسانيد. وأما الثاني فالمعتمد فيه قول بعض أهل التاريخ أن أبا قتادة مات في خلافة عليّ وصلّى عليه عليّ، وكان قتل عليّ سنة أربعين، وأنّ محمد بن عمرو بن عطاء مات بعد ست عشرين ومائة وله نيف وثمانون سنة، فعلى هذا لم يدرك أبا قتادة. والجواب أنّ أبا قتادة اختلف في وقت موته فقيل: مات سنة أربع وخمسين، وعلى هذا فلقاء محمد له ممكن. وعلى الأول فلعل من ذكر مقدار عمره أو وقت وفاته وهم، أو الذي سمى أبا قتادة في الصحابة المذكورين وهم في تسميته، ولا يلزم من ذلك أن يكون الحديث الذي رواه غلطا لأنّ غيره ممن رواه معه عن محمد بن عمرو بن عطاء أو عن عباس بن سهل قد وافقه" فتح الباري 2/ 450 وقال في "تهذيب التهذيب" (9/ 375): ومحمد بن عمرو بن عطاء مات بعد سنة عشرين ومائة وله نيف وثمانون ويحتمل أن يكون له أكثر، وأيضاً فإنّ أبا قتادة قد قال جماعة: إنَّه مات سنة أربع وخمسين ويكون محمد بن عمرو على هذا أدرك من حياته أكثر من عشر سنين" وأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 93) والبخاري في "رفع اليدين" (1 و 9) وأبو داود (744) وابن ماجه (864) والترمذي (3423) وابن خزيمة (584) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 137) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 195 و 222) وفي "المشكل" (5821 و 5822) والدارقطني (1/ 287) والبيهقي (2/ 24 و 74 و 137) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 760) من طرق عن عبد الرحمن بن أبا الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي عن عبد الرحمن بن هُرْمز الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن عليّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان ¬

_ (¬1) انظر "الوهم والإيهام" (2/ 461 - 466)

إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع رأسه من الركوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. سمعت أبا إسماعيل الترمذي محمد بن إسماعيل بن يوسف يقول: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول وذكر هذا الحديث فقال: هذا عندنا مثل حديث الزهري عن سالم عن أبيه" وفي "العلل" للخلال عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي قال: سئل أحمد عن حديث عليّ هذا فقال: صحيح" نصب الراية 1/ 412 قلت: رواته كلهم ثقات غير ابن أبي الزناد وهو مختلف فيه وأكثرهم ضعفه. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود (738) وابن خزيمة (694) والطحاوي في "المشكل" (5836) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 160) عن يحيى بن أيوب المصري وابن خزيمة (695) عن عثمان بن الحكم الجذامي كلاهما عن ابن جُريج أنّ ابن شهاب أخبره عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنّه سمع أبا هريرة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة كبر ثم جعل يديه حذو منكبيه، وإذا رفع فعل مثل ذلك، وإذا سجد فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك. قال الحافظ: رواه أبو داود ورجاله رجال الصحيح" التلخيص 1/ 219 قلت: وإسناده حسن، يحيى بن أيوب وعثمان بن الحكم صدوقان، والباقون ثقات. وأما حديث مالك بن الحويرث فأخرجه أحمد (3/ 436 و 437) ومسلم (1/ 293) والنسائي (2/ 162) والطحاوي في "المشكل" (5837 و 5838) عن سعيد بن أبي عَروبة والنسائي (2/ 162 و 183) وفي "الكبرى" (674 و 729) والطحاوي في "المشكل" (5839) عن هشام الدستوائي

والنسائي (2/ 162) عن شعبة ثلاثتهم عن قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه، وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من السجود فعل مثل ذلك كله. 2895 - "كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلّى فيه ركعتين، ثم يثني بفاطمة، ثم يأتي أزواجه" وفي لفظ "ثم بدأ ببيت فاطمة، ثم أتى بيوت نسائه" قال الحافظ: وفي حديث أبي ثعلبة عند ..... (¬1) والطبراني: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه ابن الأعرابي في "القبل" (19) والطبراني في "الكبير" (22/ 225 و 225 - 226) وفي "مسند الشاميين" (523) والحاكم (3/ 155) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 123 - 124) من طرق عن أبي فروة يزيد بن سنان عن عروة (¬3) بن رُوَيم عن أبي ثعلبة الخشني قال: فذكره. وزاد: فقدم من سفر فصلّى في المسجد ركعتين، ثم أتى فاطمة، فتلقته على باب البيت، فجعلت تلثم فاه وعينيه وتبكي، فقال لها "ما يبكيك؟ " قالت: أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك. فقال لها "لا تبكي فإنّ الله بعث أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيت وبر ولا مدر ولا شجر ولا وبر إلا أدخله به عزّا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل" قال أبو نعيم: غريب من حديث عروة، تفرد به عنه أبو فروة" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: يزيد بن سنان هو الرُّهاوي ضعفه أحمد وغيره، وعقبة نكرة لا يعرف" 2896 - عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر تلقى بنا فيلقى بي وبالحسن أو بالحسين، فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة. ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) 9/ 180 (كتاب المغازي- حديث كعب بن مالك) (¬3) وعند ابن الأعرابي والحاكم: عقبة.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2428) وأبو داود (2566) والنسائي من طريق مُوَرِّق العجلي ثني عبد الله بن جعفر قال: فذكره" (¬1) 2897 - "كان إذا قرأ قائما ركع قائما، وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا" قال الحافظ: رواه مسلم (730) وغيره من طريق عبد الله بن شقيق عن عائشة في سؤاله لها عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه: فذكره" (¬2) 2898 - "كان إذا لبس قميصا بدأ بميامنه" ذكر الحافظ أنّه في السنن من حديث أبي هريرة (¬3). أخرجه الترمذي (1766) عن نصر بن علي الجهضمي والنسائي في "الكبرى" (9669) عن محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي - كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة عن الأعمش عن أبا صالح عن أبي هريرة قال: فذكره. قال الترمذي: وروى غير واحد هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد عن أبي هريرة موقوفاً، ولا نعلم أحدا رفعه غير عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة" قلت: رفعه أيضاً يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني عن شعبة (¬4). أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 262) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا عبد الله بن إسحاق المعروف ببدعة ثنا يحيى بن حماد به. ¬

_ (¬1) 12/ 520 (كتاب اللباس- باب الثلاثة على الدابة) (¬2) 3/ 275 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل في رمضان وغيره) (¬3) 12/ 380 (كتاب اللباس- باب لبس القميص) (¬4) ورفعه أيضا جعفر بن عبد الواحد الهاشمي عن وهب بن جرير عن شعبة. أخرجه ابن عدي (2/ 576) وقال: وهذا لا يعرف إلا بعبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة، ويروى عن عفان عن شعبة مرة رفعه ومرة أوقفه, وأما عن وهب بن جرير عن شعبة لم يحدث به عن وهب غير جعفر هذا، وهو منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث" ومن طريق عفان أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 238)

ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3156) وفي "الشمائل" (829) وإسناده صحيح رواته ثقات. وقد خولف شعبة في متن الحديث فرواه زهير بن معاوية الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا لبستم وإذا توضأتم فابدءوا بميامنكم" أخرجه أحمد (2/ 354) وأبو داود (4141) وابن ماجه (402) وابن خزيمة (178) والدينوري في "المجالسة" (2054 و 2350) وابن حبان (1090) والطبراني في "الأوسط" (1101) وابن السني في "اليوم والليلة" (16) والبيهقي (1/ 86) وفي "الشعب" (5868) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 181 - 182) والخطيب في "الجامع" (916) من طرق عن زهير بن معاوية الجعفي به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا زهير" قلت: وهو ثقة ثبت. لكن رواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش موقوفاً بلفظ "إذا لبست فابدأ باليمنى، وإذا خلعت فابدأ باليسرى" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 415) وإسناده صحيح. 2899 - "كان إذا لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم" قال الحافظ: وللطبراني في "الكبير": فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (1721) عن أحمد بن موسى بن يزيد السامي البصري ثنا أحمد بن عبيد الله الغُداني ثنا النضر بن منصور عن سهل الفزاري عن أبيه عن جُندب قال: فذكره. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 36 قلت: النضر بن منصور هو الباهلي قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ مجهول يروي أحاديث منكرة، وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان وغيره في الضعفاء. ¬

_ (¬1) 13/ 299 (كتاب الاستئذان- باب المعانقة)

وسهل الفزاري قال أبو حاتم: هو مجهول وأبوه مجهول والحديثان اللذان يرويهما عن أبيه عن جندب منكران. 2900 - "كان إذا لقي الرجل لا ينزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون هو الذي يصرفه" قال الحافظ: وأخرج ابن المبارك في كتاب "البر والصلة" من حديث أنس: فذكره" (¬1) له عن أنس طرق: الأول: يرويه عمران بن زيد التغلبي أبي يحيى الملائي الطويل عن زيد العَمِّي عن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده عن يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع، ولا يصرف وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (¬2) (392) عن عمران بن زيد به. ومن طريقه أخرجه الترمذي (2490) وأخرجه ابن سعد (1/ 378) وابن ماجه (3716) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 1182 - 1183) وابن عدي (5/ 1744) والبيهقي (10/ 192 - 193) وفي "الآداب" (218) وفي "الشعب" (7780) وفي "الدلائل" (1/ 320) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3680) وفي "الشمائل" (379) من طرق عن عمران بن زيد به (¬3). قال الترمذي: هذا حديث غريب" قلت: إسناده ضعيف لضعف زيد بن الحواري العمي، وعمران بن زيد مختلف فيه. الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: ما رأيت رجلاً قط التقم أُذُن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَيُنَحِّي رأسه حتى ينحي الرجل رأسه، وما رأيت أحدا قط أخذ بيد ¬

_ (¬1) 13/ 295 (كتاب الاستئذان- باب الأخذ باليدين) (¬2) ورواه يعمر بن بسر المروزي عن ابن المبارك عن عمران بن زيد عن زيد العمي عن أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس. أخرجه أبو الشيخ (ص 37 - 38) والطبراني في "الأوسط" (8322) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية إلا زيد العمي، ولا عن زيد إلا عمران بن زيد، تفرد به ابن المبارك" (¬3) ورواه أبو الحسن الوراق عن عمران بن زيد عن يزيد الرقاشي عن أنس. أخرجه أبو الشيخ (ص 38) والرقاشي ضعيف.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يترك يده، وما مسست قط ألين من جلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما وجدت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أبو داود (4794) وأبو يعلى (3471) واللفظ له وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 31) والبيهقي في "الآداب" (219) وفي "الدلائل" (1/ 320) من طرق عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري ثنا مبارك بن فضالة به. ومبارك بن فضالة صدوق يدلس، وقد عنعن. لكنه لم ينفرد به بل تابعه يونس بن عبيد عن ثابت عن أنس. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 950) عن عبد الرحيم بن واقد الخراساني ثنا عدي بن الفضل عن يونس بن عبيد به. ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ (ص 38) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 26) وفي "مسند أبي حنيفة" (ص 51) وفي "الدلائل" (121) والبغوي في "الشمائل" (381) وقال أبو نعيم: غريب من حديث ثابت ويونس، تفرد به عبد الرحيم بن واقد عن عدي" قلت: وعدي بن الفضل قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. الثالث: يرويه مِنْدَل بن علي العَنَزي عن الحسن بن الحكم عن أنس قال: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما رأيته قط أدنى ركبتيه من ركبة جليسه، ولا صافحه إنسان فنزع يده من يده حتى يكون هو الذي يفارقه، ولا قاومه إنسان فانصرف عنه حتى يكون هو الذي ينصرف أخرجه ابن سعد (1/ 382) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 27 - 28) وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي ولانقطاعه بين الحسن بن الحكم النخعي وأنس فإنّ لم يلقه كما قال أبو حاتم. الرابع: يرويه أبو جعفر الرازي عن أبي درهم عن يونس بن عبيد عن مولى لأنس عن أنس قال: صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين وشممت العطر كله، فلم أشم نكهة أطيب من نكهة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياه ثم لم ينزعها عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه.

أخرجه ابن سعد (1/ 378) عن خلف بن الوليد العتكي أنا أبو جعفر الرازي به. وأخرجه أبو الشيخ (ص 26 و 38) من طريقين عن خلف بن الوليد به. وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم، وأبو درهم لم أعرفه إلا أن يكون هو المذكور في "الكنى" لمسلم (ص 36) واسمه شعيب بن درهم، فإن كان هو فقد وثقه ابن حبان (8/ 308)، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه. الخامس: يرويه هلال بن أبي هلال القَسْمَلِي عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صافح رجلاً لم يترك يده حتى يكون هو التارك ليد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يعرف بريح الطيب إذا أقبل. أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 448 - 449) وإسناده ضعيف لضعف هلال بن أبي هلال. السادس: يرويه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن يحيى بن سعيد عن أنس قال: ما شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تناول أحد يده فيتركها حتى يكون هو الذي يتركها ... أخرجه أبو الشيخ (ص 33) عن عبد الله بن يعقوب ثنا إبراهيم بن راشد ثنا معلى بن عبد الرحمن ثنا عبد الحميد به. ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (380) ومعلي بن عبد الرحمن هو الواسطي كذبه ابن المديني والدارقطني، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. السابع: يرويه أبو حنيقة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أفس قال: ما أخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركبتيه قط بين يدي جليس له، ولا قعد أحد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقوم حتى يقوم الآخر، ولا ناول يده النبي - صلى الله عليه وسلم - فيترك يده حتى يكون الرجل هو يتركها. أخرجه أبو الشيخ (ص 33) عن محمد بن عبد الله بن رُسْتَه الأصبهاني ثنا أبو أيوب ثنا عباد بن العوام ثنا أبو حنيفة به. وعنه أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص50) وأبو أيوب هو سليمان بن داود الشاذكوني متهم بوضع الحديث. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن أبي شيبة وداود بن رشيد الهاشمي ثنا عباد بن العوام به.

أخرجه أبو نعيم (ص 50) ولم ينفرد عباد بن العوام به بل تابعه يونس بن بكير الشيباني ثني أبو حنيفة به. أخرجه أبو نعيم (ص 50 - 51) 2901 - "كان إذا مَرّ في طريق من طرق المدينة وُجِدَ منه رائحة المسك فيقال: مَرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: وروى أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح عن أنس: فذكره" (¬1) له عن أنس طريقان: الأول: يرويه عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس قال: فذكره. وفي لفظ "كنا نعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقبل إلينا بطيب ريحه" أخرجه البزار (كشف 2478) وأبو يعلى (3125) والطبراني في "الأوسط" (2772) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 97) وابن عدي (5/ 1705) وأبو نعيم في "الدلائل" (362) والبغوي في "الشمائل" (188) وفي "شرح السنة" (3662) بإسناده ضعيف لضعف عمر بن حماد بن سعيد الأبح. لكنه لم ينفرد به، فقد رواه معاذ بن هشام الدَّسْتُوَائي عن أبيه عن قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعرف برائحة الطيب. قاله البزار. الثاني: يرويه أبو بشر صاحب البصري أنا يزيد الرقاشي أنّ أنسا حدثهم قال: كنا نعرف خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - بريح الطيب. أخرجه ابن سعد (1/ 398 - 399) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري أنا أبو بشر به. وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، وأبو بشر صاحب البصري اسمه بكر بن الحكم التميمي اليربوعي وثقه موسى بن إسماعيل وجماعة، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي. وله شاهد عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسلك طريقا أو لا يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنّه قد سلكه، من طيب عرقه أو قال من ريح عرقه. ¬

_ (¬1) 7/ 383 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه الدارمي (67) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي أنا المغيرة بن عطية عن أبي الزبير عن جابر. وأخرجه الحربي في "الغريب" (1/ 186) عن عبيد الله بن عمر القواريري وأبو الشيخ (ص 99) وأبو نعيم في "الدلائل" (363) والبغوي في "الشمائل" (189) عن أحمد بن محمد بن المعلى الأدمي قالا: ثنا أبو غسان به. وإسحاق بن الفضل الهاشمي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري في "الكبير" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. والمغيرة بن عطية ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. 2902 - "كان إذا نام من الليل من وجع أو غيره فلم يقم من الليل صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة" قال الحافظ: وفي مسلم (1/ 515) وغيره عن عائشة: فذكره" (¬1) 2903 - "كان إذا نزل منزلا في السفر فأعجبه أقام فيه حتى يجمع بين الظهر والعصر ثم يرتحل، فإذا لم يتهيأ له المنزل مدّ في السير فسار حتى ينزل فيجمع بين الظهر والعصر" قال الحافظ: أخرجه البيهقي من طريق حماد عن أيوب عن أبي قِلابة عن ابن عباس - لا أعلمه إلا مرفوعاً- فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنّه موقوف، وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر مجزوما بوقفه على ابن عباس ولفظه "إذا كنتم سائرين" فذكره نحوه" (¬2) ضعيف أخرجه البيهقي (3/ 164) من طريقين عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن ¬

_ (¬1) 3/ 132 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب رقم 1) (¬2) 3/ 237 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس صلّى الظهر ثم ركب)

ابن عباس- ولا أعلمه مرفوعاً وإلا فهو عن ابن عباس- أنّه كان إذا نزل منزلا في السفر فأعجبه المنزل أقام فيه حتى يجمع بين الظهر والعصر ثم يرتحل، فإذا لم يتهيأ له المنزل مدّ في السير فسار فأخر الظهر حتى يأتي المنزل الذي يريد أن يجمع فيه بين الظهر والعصر. ثم أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس قال: إذا كنتم سائرين فنابكم المنزل فسيروا حتى تصيبوا منزلا تجمعون بينهما، وإن كنتم نزولا فعجل بكم أمر فاجمعوا بينهما ثم ارتحلوا. وإسناده منقطع. قال الطحاوي في "المشكل" (3/ 225): أبو قلابة لا سماع له من ابن عباس. وقال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 257 - 258): الظاهر في روايته عن ابن عباس الإرسال. وقال المزي في "التهذيب": وقيل: لم يسمع منه. 2904 - "كان أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار" قال الحافظ: وروى الذهلي في "الزهريات" من حديث أبي هريرة في صفته - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (20490) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري قال: سئل أبو هريرة عن صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أحسن الصفة وأجملها، كان ربعة إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الجبين، شديد سواد الشعر، أكحل العين، أهدب، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها, ليس لها أخمص، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة، وإذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر، لم أر قبله ولا بعده مثله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 274 - 275) عن أحمد بن منصور الرمادي وابن عساكر في "تاريخه" (السيرة النبوية 1/ 232) عن محمد بن يحيى الذهلي قالا: ثنا عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

ووقع في حديث الذهلي "أسيل الخدين" "أهدب الأشفار" ورواته ثقات إلا أنّ الزهري لم يسمع من أبي هريرة (¬1). واختلف فيه على الزهري: - فرواه محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1155) وغيره (¬2). - ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. أخرجه الذهلي في "الزهريات" (البداية والنهاية 6/ 19) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 241) وابن عساكر (1/ 233و233 - 234) وصالح قال ابن معين وغيره: ضعيف. 2905 - "كان أشدّ حياء من العذراء في خدرها" قال الحافظ: وهو عند أحمد (3/ 79 و 91) وعند أبي عوانة في مستخرجه" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 13/ 128) من حديث أبي سعيد. 2906 - "كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه -وأشار إلى الخِنْصِر اليسرى-" قال الحافظ: أخرجه مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: فذكره، وأخرجه أبو الشيخ والبيهقي في "الشعب" من طريق قتادة عن أنس" (¬4) أخرجه مسلم (2095) عن أبي بكر محمد بن خلاد الباهلي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه. وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3146) من طريق مسلم ثني أبو بكر بن خلاد به. وأخرجه البيهقي (4/ 142 - 143) وفي "الشعب" (5953) وفي "الآداب" (808) ¬

_ (¬1) قال المزي: الزهري عن أبي هريرة مرسل" التهذيب 26/ 426 (¬2) انظر حديث "كان شديد البياض" (¬3) 4/ 200 (كتاب الحج- باب قول الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97]) (¬4) 12/ 445 (كتاب اللباس- باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)

وفي "الجامع في الخاتم" (5) من طريق سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا أبو بكر بن خلاد به. ورواه محمد بن عبد الله بن رُسْتَه الأصبهاني عن أبي بكر بن خلاد فجعله عن حماد بن زيد. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 127) والبغوي في "شرح السنة" (3147) وفي "الشمائل" (813) ولم ينفرد عبد الرحمن بن مهدي به بل تابعه (¬1) بهز بن أسد العمي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أنّهم سألوا أنسا عن خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: كأني انظر إلى وبيص خاتمه من فضة، ورفع أصبعه اليسرى الخنصر. أخرجه مسلم (640) والنسائي (8/ 171) وفي "الكبرى" (9523) والبيهقي في "الشعب" (5954) وأما حديث قتادة عن أنس فيرويه غير واحد عن قتادة، منهم: 1 - شعبة عن قتادة عن أنس قال: كأني انظر إلى بياض خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في أصبعه اليسرى. أخرجه النسائي (8/ 170) وفي "الكبرى" (2520) عن الحسين بن عيسى البسطامي ثنا سلم بن قتيبة عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5957) وفي "الخاتم" (6) وقال: هذا إسناد صحيح" قلت: اختلف فيه على البسطامي، فرواه علي بن أحمد الجُرْجَاني عن البسطامي فقال فيه "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تختم في يمينه" أخرجه تمام في "فوائده" (204) 2 - سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن أنس قال: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في خنصره اليسرى. أخرجه أبو الشيخ (ص 127) عن محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني ثنا محمد بن العباس بن خلف ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا سعيد بن بشير به. ¬

_ (¬1) وتابعه عفان بن مسلم البصري ثنا حماد به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 109 - 110)

ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (814) وسعيد بن بشير قال ابن معين وغيره: ضعيف، وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه. 3 - قرة بن خالد البصري ثنا قتادة عن أنس قال: اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما من فضة، وكتب عليه "محمد رسول الله" وجعله في أصبعه اليسرى. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5956) 2907 - "كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديد ملوي عليه فضة، فربما كان في يدي" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من طريق إياس بن الحارث بن معيقيب عن جده قال: فذكره، وقد أخرج له ابن سعد شاهدا مرسلاً عن مكحول أنّ خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من حديد ملويا عليه فضة غير أنّ فصه باد. وآخر مرسلاً عن إبراهيم النخعي دون ما في آخره، وثالثا من رواية سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أنّ خالد بن سعيد بن العاص أتى وفي يده خاتم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا؟ اطرحه" فطرحه فإذا خاتم من حديد ملوي عليه فضة، قال "فما نقشه؟ " قال: محمد رسول الله، قال: فأخذه فلبسه" (¬1) حديث معيقيب أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2 / 52 - 53) وأبو داود (4224) والنسائي (8/ 152) وفي "الكبرى" (9531) والطبراني في "الكبير" (20/ 353) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 132 - 133) وأبو نعيم في "الصحابة" (6240) والبيهقي في "الشعب" (5936) والمزي في "تهذيب الكمال" (28/ 346 - 347) من طرق عن أبي عتاب سهل بن حماد الدلال ثنا أبو مَكين نوح بن ربيعة ثنا إياس بن الحارث بن المعيقيب عن جده قال: فذكره. وأبو عتاب وأبو مكين ثقتان، وإياس بن الحارث ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا أبو مكين فهو مجهول. وللحديث شاهد عن مكحول مرسلا وعن إبراهيم النخعي مرسلا وعن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص مرسلاً فأما حديث مكحول فأخرجه ابن سعد (1/ 473 - 474) عن الفضل بن دُكين الكوفي وموسى بن داود الضَّبِّي وابن أبي شيبة (8/ 464) ¬

_ (¬1) 12/ 440 - 441 (كتاب اللباس- باب فص الخاتم)

عن يزيد بن هارون الواسطي ثلاثتهم عن محمد بن راشد عن مكحول أنّ خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من حديد ملوي عليه فضة غير أنّ فصه باد. وإسناده إلى مكحول حسن، ومحمد بن راشد هو المكحولي الخزاعي. وأما حديث إبراهيم فأخرجه ابن سعد (1/ 473) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن مغيرة عن فرقد عن إبراهيم قال: كان خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديدا ملويا عليه فضة. وإسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي. وأما حديث سعيد بن عمرو فأخرجه ابن سعد (1/ 474) عن الفضل بن دكين أنا إسحاق عن سعيد أنّ خالد بن سعيد أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده خاتم له، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما هذا الخاتم؟ " فقال: خاتم اتخذته، فقال "اطرحه إلى" فطرحه، فإذا خاتم من حديد ملوي عليه فضة فقال "ما نقشه؟ " فقال: محمد رسول الله، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلبسه فهو الذي كان في يده. ورواته ثقات إلا أنّه مرسل، وإسحاق هو ابن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص. قال الذهبي: ولم يدرك سعيد خالدا" تاريخ الإسلام (الترجمة النبوية ص 352) 2908 - "كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه" قال الحافظ: وعند مسلم (746) من حديث عائشة: فذكره" (¬1) قلت: لكن ليس فيه "يغضب لغضبه ويرضى لرضاه" وقد أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4434) والطبراني في "الأوسط" (72) وفي "مسند الشاميين" (1202) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 309 - 310) والواحدي في "الوسيط" (4/ 334) وابن عساكر (السيرة النبوية- القسم الأول ص 322) من طرق عن سليمان (¬2) بن عبد الرحمن ابن ابنة شرحبيل ثنا الحسن بن يحيى الخُشَنِي ثنا زيد بن واقد عن بُسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه. ¬

_ (¬1) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 51) عن أبي أيوب الدمشقي وهو سليمان بن عبد الرحمن عن الحسن بن يحيى الخشني به.

قال الطبراني: لا يُروى عن أبي الدرداء عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به زيد بن واقد" قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه، وسليمان بن عبد الرحمن صدوق، والخشني مختلف فيه. 2909 - "كان ربعة وهو إلى الطول أقرب" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند الذهلي في "الزهريات" بإسناد حسن: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 2910 - "كان شديد البياض" قال الحافظ: وعن سعيد بن المسيب أنّه سمع أبا هريرة يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره، أخرجه يعقوب بن سفيان والبزار بإسناد قوي" (¬2) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1155) والذهلي (¬3) في "الزهريات" (البداية 6/ 19) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 14) عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي الحمصي ثني عمرو بن الحارث ثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال: أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنّه سمع أبا هريرة يصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان رَبْعة، وهو إلى الطول أقرب. شديد البياض، أسود شعر اللحية، حسن الثغر، أهدب أشفار العينين، بعيد ما بين المنكبين، مفاض الخدين، يطأ بقدمه جميعاً، ليس لها أخمص، يقبل جميعاً ويدبر جميعاً، لم أر مثله قبل ولا بعد. ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 208 و 214 و 217 و240 - 241 و 245 و 252 - 253) وأخرجه البزار (كشف 2387) عن عمر بن الخطاب السجستاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الحمصي به. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (السيرة النبوية 1/ 232) من طريق عمرو بن إسحاق بن إبراهيم الحمصي ثنا أبي به. ¬

_ (¬1) 7/ 377 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 7/ 378 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (1/ 232)

قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة إلا الزبيدي" وقال الحافظان ابن كثير وابن حجر: إسناده حسن" البداية والنهاية 6/ 14 - فتح الباري 7/ 377 قلت: عمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الزُّبيدي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم زبريق، ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة، وابن زبريق ضعيف. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والزبيدي الراوي عن محمد بن مسلم الزهري اسمه محمد بن الوليد. وخالفه مَعْمر فرواه عن الزهري قال: سئل أبو هريرة عن صفة رسول الله (فقال أخرجه عبد الرزاق (20490) عن معمر بن راشد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 274 - 275) وابن عساكر (ص 232 - 233) وهذا أصح. والزهري عن أبي هريرة مرسل (¬1). 2911 - عن أنس قال: كان شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أنصاف أذنيه. قال الحافظ: أخرجة مسلم (4/ 1819) وأبو داود (4186) من رواية إسماعيل بن عُلية عن حميد عن أنس" (¬2) 2912 - "كان شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - فوق الوَفْرة ودون الجُمّة" قال الحافظ: ووقع عند أبي داود وابن ماجه وصححه الترمذي من طريق ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: فذكره، لفظ أبي داود، ولفظ ابن ماجه بنحوه، ولفظ الترمذي عكسه "فوق الجمة ودون الوفرة" (¬3) ¬

_ (¬1) انظر حديث "كان أسيل الخدين" (¬2) 12/ 479 (كتاب اللباس- باب الجعد) (¬3) 12/ 479 (كتاب اللباس- باب الجعد)

وذكره في موضع آخر ونسبه لأبي داود (¬1). أخرجه ابن سعد (1/ 429) وأحمد (6/ 108 و 118) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 626) وأبو داود (4187) وابن ماجه (3635) والترمذي (1755) وفي "الشمائل" (24) والطحاوي في "المشكل" (3359) والطبراني في "الأوسط" (1043) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (47) وأبو الشيخ في "العوالي" (24) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 224) والبغوي في "الشمائل" (168) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 81) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. ولفظ الترمذي "كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد، وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن عائشة أنّها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد" ولم يذكروا فيه هذا الحرف "وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة" وعبد الرحمن بن أبي الزناد ثقة كان مالك بن أنس يوثقه ويأمر بالكتابة عنه" وقال الذهبي: إسناده حسن" تاريخ الإسلام (الترجمة النبوية ص 296) قلت: ابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 2913 - "كان شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوا من عشرين شعرة بيضاء في مقدمة" قال الحافظ: ولإسحاق بن راهويه وابن حبان والبيهقي من حديث ابن عمر: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (2/ 90) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا شريك عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوا من عشرين شعرة. ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3656) وفي "الشمائل" (175) وأخرجه ابن ماجه (3630) والترمذي في "الشمائل" (39) وفي "العلل" (2/ 929) وابن حبان (6294) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 239) والبغوي في "شرح السنة" (13/ 230) ¬

_ (¬1) 7/ 381 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 7/ 379 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

عن محمد بن عمر بن الوليد الكندي وابن حبان (6295) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 238 - 239) عن إسحاق بن راهويه كلاهما عن يحيى بن آدم به. زاد إسحاق في حديثه "بيضاء في مقدمته" قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر غير شريك" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 93 قلت: رواته ثقات غير شريك بن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه. 2914 - "كان كثيرا ما يرفع بصره إلى السماء" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2531) من حديث أبي موسى" (¬1) 2915 - "كان لا يحجبه عن القرآن شيء سوى الجنابة" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن من حديث علي، وصححه الترمذي وابن حبان، وضعف بعضهم بعض رواته. والحق أنّه من قبيل الحسن يصلح للحجة" (¬2) له عن عليّ طريقان: الأول: يرويه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن عبد الله بن سَلِمة المرادي عن علي، وعن عمرو غير واحد، منهم: 1 - شعبة. أخرجه الطيالسي (ص 17) وأبو نعيم الفضل بن دكين في "الصلاة " (134 و 166) عن شعبة أخبرني عمرو بن مرة سمع عبد الله بن سلمة يقول: دخلت على عليّ بن أبي طالب أنا ورجلان: رجل منا ورجل من بني أسد أحسب فبعثهما وجها وقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما، ثم دخل المخرج، ثم خرج فأخذ حفنة من ماء فتمسح بها، ثم جعل يقرأ القرآن فرأى أنا ¬

_ (¬1) 13/ 219 (كتاب الأدب- باب رفع البصر إلى السماء) (¬2) 1/ 424 (كتاب الحيض- باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت)

أنكرنا عليه ذلك، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل الخلاء فيقضي الحاجة، ثم يخرج فيأكل معنا اللحم، ويقرأ القرآن ولا يحجبه- وربما قال ولا يحجزه- عن القرآن شيء ليس الجنابة. السياق للطيالسي. ومن طريقه أخرجه الحاكم (1/ 152) والبيهقي في "الشعب" (1933) وفي "الخلافيات" (311 و 312 و 313) وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 97 - 98) والحميدي (57) وأحمد (1/ 83 و 84 و 107 و 124) وأبو داود (229) وابن ماجه (594) والبزار (708) والنسائي (1/ 118) وفي "الكبرى" (352) وأبو يعلى (287 و 406 و 407 و 408) وابن الجارود (94) وابن خزيمة (208) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (61) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 99 - 100) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 87) والدينوري في "المجالسة" (2595) وابن البختري في "الأمالي" (88 و 193) وابن حبان (799 و 800) والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (76) وابن عدي (1/ 90) وأبو الشيخ في "الأقران" (286) والدارقطني (1/ 119) وفي "العلل" (3/ 251) والرافقي في "جزئه" (ق21/ب) والحاكم (1/ 152 و 4/ 107) والبيهقي (1/ 88 و 89) وفي "معرفة السنن" (1/ 322 - 323 و 325) وفي "الخلافيات" (312 و 313 و 314 و 315) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 65 - 66) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (273) وفي "الشمائل" (499) والخطيب في "الجامع" (1363) والمزي في "تهذيب الكمال" (15/ 54) من طرق عن شعبة به. 2 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه الحميدي (57) وأبو عبيد (ص 98) وابن أبي شيبة (1059) وأحمد (1/ 134) والترمذي (146) والبزار (707) وأبو يعلى (348 و 524 و 579 و 623) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (130) والطحاوي (1/ 87) وابن عدي (4/ 1487) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 322 - 323) من طرق عن ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن عليّ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا. وفي لفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يحجبه عن قراءة القرآن إلا أنْ يكون جنبا" 3 - الأعمش. أخرجه ابن أبي شيبة (1086 و 1058) والترمذي (146) والبزار (706) والنسائي (1/ 118) وفي "الكبرى" (353) والطحاوي (1/ 87) وأبو علي الطوسي (130) والطبراني

في "الأوسط" (6693) وفي "مسند الشاميين" (1621) من طرق (¬1) عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن عليّ قال: فذكر مثل حديث ابن أبي ليلى. 4 - مِسْعر بن كِدام. أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" (المعرفة للبيهقي 1/ 323) والحميدي (57) عن سفيان بن عُيينة عن مسعر عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن عليّ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يحجبه عن قراءة القرآن إلا أن يكون جنبا. وأخرجه ابن البختري (88) وابن حبان (799 و 800) والدارقطني (1/ 119) والبيهقي في "المعرفة" (1/ 322 - 323 و 325) وفي "الخلافيات" (314) والخطيب في "الجامع" (1363) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 65 - 66) من طرق عن سفيان به. 5 - أبان بن تَغْلِب الكوفي. أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 420) 6 - العلاء بن المسيب الكوفي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7035) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (9) قال شعبة: سمعت عمرو بن مرة يقول: كان عبد الله بن سلمة قد كبر وكان يحدثنا فنعرف وننكر. وقال شعبة أيضاً: لم يرو عمرو بن مرة أحسن من هذا الحديث. وقال: ما أحدث بحديث أحسن منه. وقال: ليس أحدث بحديث أجود من هذا. وقال: هذا ثلث رأس مالي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن علي، ولا يُروى عن ¬

_ (¬1) رواه حفص بن غياث الكوفي وعقبة بن خالد السَّكُوني وعيسى بن يونس الكوفي وجعفر بن الحارث الواسطي وحجوة بن مدرك الغساني عن الأعمش بهذا الإسناد. وخالفهم زياد بن عبد الله البكائي فرواه عن الأعمش عن عمرو بن مروة عن أبي البَخْتَري عن علي. أخرجه ابن عدي (3/ 1049) وقال: والأول هو الصواب"

علي إلا من حديث عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي، وكان عمرو بن مرة يحدث عن عبد الله بن سلمة فيقول: يعرف في حديثه وينكر" وقال الشافعي في كتاب "جماع الطهور": لم يكن أهل الحديث يثبتونه. قال البيهقي: وإنما توقف الشافعي في ثبوت الحديث لأنّ مداره على عبد الله بن سلمة وكان قد كبر، وأنكر من حديثه وعقله بعض النكرة وإنما روى هذا الحديث بعد ما كبر، قاله شعبة" المعرفة 1/ 323 وقال الخطابي: كان أحمد يوهن هذا الحديث" تلخيص الحبير 1/ 139 وقال ابن المنذر: وحديث علي لا يثبت إسناده لأنّ عبد الله بن سلمة تفرد به، وقد تكلم فيه عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة وإنا لنعرف وننكر. فإذا كان هو الناقل لخبره فجرحه بطل الاحتجاج به" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، والشيخان لم يحتجا بعبد الله بن سلمة، ومدار الحديث عليه، وعبد الله بن سلمة غير مطعون فيه" قلت: هو مختلف فيه: ذكره ابن حبان وغيره في "الثقات"، وذكره النسائي وغيره في "الضعفاء". الثاني: يرويه عائذ بن حبيب الكوفي ثني عامر بن السمط عن أبي الغَرِيف قال: أُتي عليّ بوَضوء فمضمض واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وغسل يديه وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثم قرأ شيئاً من القرآن ثم قال "هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا ولا آية" أخرجه أحمد (¬1) (1/ 110) عن عائذ بن حبيب به. وأخرجه أبو يعلى (365) عن زهير بن حرب النسائي. والنسائي في "مسند علي" (تهذيب الكمال 14/ 26 - 27) عن محمد بن يحيى بن كثير الحرّاني قالا: ثنا عائذ بن حبيب به. قال الهيثمي: رجاله موثقون" المجمع 1/ 276 ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه المزي (14/ 26 - 27)

قلت: عائذ بن حبيب وثقه ابن معين وغيره، لكن خالفه جماعة رووه عن عامر بن السمط عن أبي الغريف عن علي موقوفاً، منهم: 1 - شَريك بن عبد الله القاضي. أخرجه ابن أبي شيبة (1066 و1070) 2 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه الدارقطني (1/ 118) والبيهقي في "الخلافيات" (328) 3 - الحسن بن حي الكوفي. أخرجه البيهقي (1/ 89) 4 - خالد بن عبد الله الواسطي. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 96) والبيهقي (1/ 90) 5 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (1306) 6 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 197) 7 - مروان بن معاوية الفزاري. أخرجه أبو عبيد (ص 197) 8 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أبو عبيد (ص 197) قال الدارقطني: هو صحيح عن عليّ" قلت: وهو كما قال، لأنّ الذي أوقفه أوثق وأكثر عددا، وأبو الغريف اسمه عبيد الله بن خليفة الهمداني وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور. ولم ينفرد به بل تابعه الحارث الأعور عن علي موقوفاً. أخرجه عبد الرزاق (1321) عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وأخرجه ابن أبي شيبة (1092) عن وكيع عن سفيان به. والحارث ضعيف.

2916 - "كان لا يخرج يوم الفطر حتى يَطعم، ولا يَطعم يوم الأضحى حتى يصلي" قال الحافظ: وأما ما ورد في الترمذي والحاكم من حديث بُريدة قال: فذكره، ونحوه عند البزار عن جابر بن سَمُرة. وروى الطبراني والدارقطني من حديث ابن عباس قال: من السنة أن لا يخرج يوم الفطر حتى تخرج الصدقة ويطعم شيئاً قبل أن يخرج. وفي كل من الأسانيد الثلاثة مقال" (¬1) حديث بريدة أخرجه الطيالسي (ص 109) عن ثواب بن عتبة المَهْرى ثنا عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يَطّعم، ولا يأكل يوم النحر حتى يذبح. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 283) وأخرجه أحمد (5/ 352 و 360) وابن ماجه (1756) والترمذي (542) وابن خزيمة (1426) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 253) وابن حبان (2812) والدارقطني (2/ 45) وابن عدي (2/ 528) والحاكم (1/ 294) والبيهقي (3/ 283) وفي "معرفة السنن" (5/ 61 - 62) وفي "الصغرى" (1/ 258) والبغوي في "شرح السنة" (1104) من طرق عن ثواب بن عتبه به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال محمد: لا أعرف لثواب بن عتبة غير هذا الحديث" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وثواب بن عتبة قليل الحديث ولم يجرح بنوع يسقط به حديثه، وهذه سنة عزيزة من طريق الرواية مستفيضة في بلاد المسلمين" وقال الذهبي: صحيح لم يجرح بما يسقطه" وقال ابن عدي: وثواب بن عتبة يعرف بهذا الحديث وحديث آخر، وهذا الحديث قد رواه غيره عن عبد الله بن بريدة منهم عقبة بن عبد الله الأصم، ففي الحديثين اللذين يرويهما ثواب لا يلحقه ضعف" وقال أبو الحسن بن القطان: وهذا الحديث عندي صحيح فإنّ ثواب بن عتبة بصري ثقة وثقه ابن معين" نصب الراية 2/ 209 ¬

_ (¬1) 3/ 100 (كتاب العيدين- باب الأكل يوم النحر)

قلت: ينبغي أن يكون حديث ثواب بن عتبة حسنا فقد ضعفه بعضهم وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع. وقد تابعه عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي ثني عبد الله بن بريدة عن أبيه به. أخرجه أحمد (5/ 352 - 353) والدارمي (1608) والبيهقي (3/ 283) وعقبة الأصم قال أبو داود وغيره: ضعيف، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه البزار (كشف 649) والطبراني في "الكبير" (2039) وابن عدي (7/ 2511) من طريق ناصح أبي عبد الله عن سِماك عن جابر بن سمرة قال: كان النبي (إذا كان يوم الفطر أكل قبل أن يخرج سبع تمرات، وإذا كان يوم الأضحى لم يطعم شيئا. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جابر بن سمرة إلا من هذا الوجه، وناصح لين الحديث" وقال ابن عدي: هذا الحديث عن سماك عن جابر غير محفوظ" وقال الهيثمي: وفيه ناصح بن عبد الله أبو عبد الله الحائك متروك" المجمع 2/ 199 وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن ابن عباس قال: إنّ من السنة أن تخرج صدقة الفطر قبل الصلاة ولا تخرج حتى تطعم. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 160) والطبراني في "الكبير" (11296) والدارقطني (2/ 44) والحجاج بن أرطاة ضعيف مدلس ولم يذكر سماعا من عطاء. وقد توبع: قال الطبراني في "الأوسط" (454): ثنا أحمد بن خليد ثنا إسحاق بن عبد الله التميمي الأذني ثنا إسماعيل بن عُلية عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس قال: من السنة أن لا تخرج يوم الفطر حتى تطعم، ولا يوم النحر حتى ترجع. شيخ الطبراني هو الكندي الحلبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "سير الأعلام": ما علمت به بأسا. وإسحاق بن عبد الله أظنه المترجم في "ثقات ابن حبان" (8/ 120)، ومن فوقه كلهم ثقات. لكن رواه عبد الرزاق (5734) عن ابن جريج قال؛ أخبرني عطاء سمع ابن عباس بلفظ "إن استطعتم أن لا يغدو أحدكم يوم الفطر حتى يطعم فليفعل"

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 254) وهذا أصح، وإسناده صحيح. الثاني: يرويه الأعمش عن مسلم بن صُبيح عن ابن عباس قال: من السنة أن يطعم قبل أن يخرج ولو بتمرة. أخرجه البزار (كشف 651) عن إبراهيم بن هانئ ثنا محمد بن عبد الوهاب عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع عن الأعمش به. وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفي إسناده من لم أعرفه" قلت: كلهم معروفون، إبراهيم بن هانئ هو النيسابوري وثقه أحمد وغيره، ومحمد بن عبد الوهاب هو أبو جعفر الحارثي ترجمه الخطيب في "التاريخ" (2/ 390) وحكى توثيقه عن صالح جزرة، وأبو شهاب هو الحناط وهو حسن الحديث، والأعمش ومسلم بن صبيح ثقتان مشهوران. 2917 - "كان لا يدخر شيئاً لغد" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح أخرجه الترمذي (2362) وفي "الشمائل" (337) والسراج في "البيتوتة" (ص 19) وابن حبان (6356 و 6378) وابن عدي (2/ 572) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 279) وابن المقرئ في "المعجم" (826) والدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1752) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 346) وفي "الشعب" (1391 و 1402) والخطيب في "التاريخ" (7/ 98 و 236) والبغوي في "شرح السنة" (3690) وفي "الشمائل" (361) وأبو عبد الله الدقاق في "مشيخته" (2) وابن المقرب في "الأربعين" (12) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن محمد بن سيار ص 98) وفي "معجم الشيوخ" (1371) أبو الطاهر السلفي في "الأربعين البلدانية" (32) وفي "معجم السفر" (213) والقاسم البرزالي في "حديث ابن طبرزذ" (1) وأبو بكر المراغي في "مشيخته" (ص70 - 73) من طرق عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 11/ 431 (كتاب النفقات- باب حبس الرجل قوت سنة على أهله)

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد رُوي هذا الحديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا" وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن جعفر عن ثابت عن أنس لا يرويه عن ثابت غير جعفر" وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن صحيح غريب" قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وللحديث طريق أخرى ضعيفة. انظر الكامل لابن عدي 7/ 2581 ولسان الميزان 6/ 201 2918 - "كان لا يصلي الضحى إلا أن يقدم من غَيْبَة" قال الحافظ: وروى ابن خزيمة من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن خزيمة (1229) عن إسحاق بن إبراهيم الصواف ثنا سالم بن نوح العطار أنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة. وأخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 674) من طريق أبى بكر محمد بن النضر الجارودي النيسابوري ثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف به. وإسناده حسن رواته ثقات غير سالم بن نوح وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق"، وإسحاق بن إبراهيم هو ابن محمد الباهلي احتج به البخاري وذكره ابن حبان في "الثقات". وله شاهد من حديث عائشة أخرجه مسلم (717) من طريق عبد الله بن شقيق العقيلي قال: قلت لعائشة: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى؟ قال: لا، إلا أن يجيء من مغيبه. 2919 - "كان لا يصلي في لُحُفنا" قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره من طريق الأشعث عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: فذكرته، وقد بين أبو داود علته" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 3/ 295 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر) (¬2) 2/ 37 (كتاب الصلاة- باب الصلاة على الفراش)

يرويه محمد بن سيرين واختلف عنه: - فقال أشعث بن عبد الملك الحُمراني: عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة به. وفي لفظ "في لحف نسائه" وفي لفظ "في ملاحفنا" وفي لفظ "في شُعُرِنا ولا في لحفنا" وقال بعضهم: أو في لحفنا على الشك. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 310) وأبو داود (367 و 645) والترمذي (600) والنسائي (8/ 192) وفي "الكبرى" (9807 و 9808 و 9809) وابن الجارود (134) والطحاوي (1/ 50) وابن حبان (2336) والحاكم (1/ 252) والبيهقي (2/ 409 - 410) والبغوي في "شرح السنة" (520 و 521) من طرق عن أشعث به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. وأما قول الحاكم بعد تخريجه: صحيح على شرط الشيخين. فوهم؛ لأنَّ البخاري لم يخرج لعبد الله بن شقيق شيئاً. - وقال هشام بن حسان البصري: عن ابن سيرين عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصلي في ملاحفنا. ولم يذكر عبد الله بن شقيق. أخرجه أبو داود (368) والبيهقي (2/ 410) من طريق سليمان بن حرب البصري ثنا حماد- هو ابن زيد- عن هشام به. قال حماد (¬1): وسمعت سعيد بن أبي صدقة قال: سألت محمدا عنه فلم يحدثني، وقال: سمعته منذ زمان، ولا أدري ممن سمعته، ولا أدري أسمعته من ثبت أو لا، فسلوا عنه. قلت: سمعه من عبد الله بن شقيق كما في الرواية الأولى وهو ثقة ثبت. ولم ينفرد هشام بن حسان به بل تابعه سلمة بن علقمة التميمي عن ابن سيرين عن عائشة به. ¬

_ (¬1) أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1343) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 484) عن سليمان بن حرب ثنا حماد به.

أخرجه البيهقي (2/ 410) من طريق وهيب بن خالد البصري عن سلمة بن علقمة به. - ورواه بشر بن المفضل البصري عن سلمة بن علقمة واختلف عنه: • فقال عبيد الله بن عمر القواريري: ثنا بشر بن المفضل ثنا سلمة بن علقمة عن ابن سرين أنّ عائشة قالت. أخرجه الحربي في "غريب الحديث" (1/ 143) • وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا بشر بن المفضل ثنا سلمة بن علقمة عن ابن سيرين قال: نبئت أنّ عائشة قالت. أخرجه أحمد (6/ 101) - ورواه قتادة عن ابن سيرين مرسلاً. أخرجه أحمد (24979) 2920 - "كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه عن أنس، وهذا حديث ضعيف جداً تفرد به مسلمة بن علي وهو متروك، وقد سئل عنه أبو حاتم فقال: هو حديث باطل. ووجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" وفيه راو متروك أيضاً" (¬1) ضعيف جداً روي من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه مَسلَمة بن علي ثنا ابن جُريج عن حميد الطويل عن أنس قال: فذكره. أخرجه ابن ماجه (1437) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (54) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 34) والطبراني في "الأوسط" (3655) وابن عدي (6/ 2317) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 236) والبيهقي في "الشعب" (8781) والبغوي في "الشمائل" (662) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا مسلمة بن علي" وقال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ" وقال البيهقي: إسناده غير قوي" ¬

_ (¬1) 12/ 217 (كتاب المرضى- باب وجوب عيادة المريض)

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديث باطل موضوع. قلت: ممن هو؟ قال: مسلمة ضعيف الحديث" العلل 2/ 315 وقال النووي: إسناده ضعيف" الخلاصة 2/ 907 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مسلمة بن علي قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث انتهى ومن مناكيره هذا الحديث" مصباح الزجاجة 2/ 20 قلت: مسلمة بن علي هو الخُشَني قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وذكر الحافظ في "التهذيب" (10/ 147) هذا الحديث من منكراته. الثاني: يرويه يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا عباد بن كثير عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده. أخرجه أبو يعلى (3429) وأبو الشيخ (ص 74) قال الهيثمي: وفيه عباد بن كثير وكان رجلاً صالحا ولكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته" المجمع 2/ 295 - 296 الثالث: يرويه خالد بن الهياج بن بسطام الهروي ثنا أبي عن عباد بن كثير أخبرني ابن لأبي أيوب ثني أبي عن جدي وحدثني به أبي عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فقد الرجل انتظره ثلاثة أيام، وإذا كان ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان مريضا عاده، وإن كان غائبا دعا له، وإن كان صحيحا زاره. أخرجه ابن شاهين كما في "اللآلئ" (2/ 404) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 206) وقال: هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمتهم به عباد بن كثير قال أحمد: روى أحاديث كذب لم يسمعها، وقال ابن معين: ليس بشيء في الحديث، وقال البخاري والنسائي: متروك" الرابع: يرويه محمد بن خالد التميمي قال: ثنا نوح بن أبي مريم ثنا أبان عن أنس مرفوعاً "لا يعاد المريض حتى يمرض ثلاثة أيام" أخرجه الحاكم في "تاريخه" كما في "اللآلئ" (2/ 403) وأخرجه الديلمي كما في "المقاصد" (ص 293) من طريق نوح بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن أنس رفعه في حديث "والعيادة بعد ثلاث"

قال الحافظ في "التقريب": نوح بن أبي مريم أبو عصمة المروزي كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع. وأما حديث أبى هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3527) من طريق نصر بن حماد أبي الحارث الوراق عن روح بن جَناح عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً "لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا روح بن جناح، تفرد به أبو الحارث الوراق" ومن هذا الطريق أخرجه ابن عدي (3/ 998) إلا أنّه قال "روح بن غطيف" بدل "روح بن جناح" وقال: وهذا أيضاً بهذا المتن منكر وليس بمحفوظ عن الزهري" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي (3/ 205) وقال: هذا حديث لا يصح. قال النسائي: روح بن غطيف متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه" قلت: ونصر بن حماد كذبه ابن معين، وقال مسلم: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وروح بن جناح ذكره النسائي وغيره في "الضعفاء". 2921 - "كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك" قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث جابر" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 424) وأحمد (3/ 340) والبخاري في "الأدب المفرد" (1209) وعبد بن حميد (1040) والدارمي (3414) والترمذي (2892 و 3404) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 146) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (237) والنسائي في "اليوم والليلة" (707 و 708) والخرائطي في "المكارم" (2/ 886) والطبراني في "الدعاء" (266 و 267 و 268 و 269 و 270 و 271 و 272) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (68) وابن السني في "اليوم والليلة" (675) وأبو الشيخ في "الطبقات" (466 و 527) وتمام (ق 105) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 129) وابن بشران (227) والبيهقي في "الدعوات" (360) وفي "الشعب" (2228) والبغوي في "شرح السنة" (1207 و 1208) وفي "الشمائل" (1155) وفي "التفسير" (5/ 228) والشجري في "أماليه" (1/ 107 و 114) ¬

_ (¬1) 13/ 373 (كتاب الدعوات- باب التعوذ والقراءة عند النوم)

عن ليث بن أبي سليم والبخاري في "الأدب المفرد" (1207) والنسائي في "اليوم والليلة" (706) عن المغيرة بن مسلم الخراساني والطبراني في "الأوسط" (1506) عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري وفي "الصغير" (953) عن داود بن أبي هند والواحدي في "الوسيط" (3/ 449) عن الحسن بن صالح كلهم عن أبي الزبير عن جابر به. وأبو الزبير معروف بالتدليس ولم يسمع هذا الحديث من جابر فقد قال أبو خيثمة زهير بن معاوية الكوفي: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابر بن عبد الله يذكر- فذكر الحديث - قال: ليس جابر حدثني، حدثني (¬1) صفوان أو ابن (¬2) صفوان- شك أبو خيثمة- أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 136) والنسائي في "اليوم والليلة" (709) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2705) وفي "الصحابة" (1290) والخرائطي (2/ 887) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 16 - 17) والحاكم (2/ 412) والبيهقي في "الدعوات" (361) وفي "الشعب" (2229) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: صفوان هذا لم أعرفه، ويحتمل أنه صفوان بن عبد الله بن صفوان المترجم في "التهذيب" والله أعلم. 2922 - "كان يأخذ الرطب بيمينه، والبطيخ بيساره، فيأكل الرطب بالبطيخ. وكان أحبَّ الفاكهة إليه" ¬

_ (¬1) في هذه الرواية دليل على أنّ أبا الزبير كان يدلس، وفي ذلك رد على من ادعى أنّه لم يكن يفعل ذلك. (¬2) هكذا قال أبو عبيد والبغوي والبيهقي في "الشعب": ابن صفوان، وقال النسائي والحاكم والبيهقي في "الدعوات": أبو صفوان.

قال الحافظ: وأخرج فيه (أي الطبراني في "الأوسط") وهو في "الطب" لأبي نعيم من حديث أنس: فذكره، وسنده ضعيف أيضاً" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7903) عن محمود بن محمد المروزي ثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا يوسف بن عطية الصَّفَار ثنا مطر الوراق عن قتادة عن أنس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا مطر، تفرد به يوسف بن عطية" وقال الهيثمي: وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك" المجمع 5/ 38 2922 أ - حديث عائشة "كان يأكل البطيخ بالرطب" سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يكسر حرّ هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا" 2923 - "كان يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها" قال الحافظ: في حديث كعب بن مالك عند مسلم (3/ 1605): فذكره" (¬2) 2924 - "كان يأمر المؤذن في العيدين أن يقول: الصلاة جامعة" قال الحافظ: روى الشافعي عن الثقة عن الزهري قال: فذكره، وهذا مرسل يعضده القياس على صلاة الكسوف لثبوت ذلك فيها" (¬3) ضعيف أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 208) أنا الثقة عن الزهري قال: فذكره. وهو مرسل. فائدة: قال الأصم: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي إذا قال: أخبرني من لا أتهم، يريد به إبراهيم بن أبي يحيى، وإذا قال: أخبرني الثقة، يريد به يحيى بن حسان (مسند الشافعي ص 81) قلت: إذا ثبت هذا الذي ذكره الربيع فإنّ الإسناد منقطع لأنّ يحيى بن حسان ولد سنة 144 ومات الزهري سنة 125 فهو لم يدركه. ¬

_ (¬1) 11/ 506 (كتاب الأطعمة- باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة) (¬2) 11/ 511 (كتاب الأطعمة- باب لعق الأصابع) (¬3) 3/ 104 (كتاب العيدين- باب المشي والركوب إلى العيد)

2925 - "كان يأمر بالبدنة إذا احتاج إليها سيدها أن يحمل عليها ويركبها غير منهكها" قال الحافظ: رواه أبو داود في "المراسيل" عن عطاء" (¬1) مرسل أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 302) عن الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء به. ورواته ثقات. 2926 - "كان يأمر بتغيير الشعر مخالفة للأعاجم" قال الحافظ: وفي "الكبير" من حديث عتبة بن عبد: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 129) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا سلمة بن رجاء عن الأحوص بن حكيم عن أبيه عن عبد الله بن غابر عن عتبة بن عبد قال: فذكره. قال الهيثمي: وفيه الأحوص بن حكيم وهو ضعيف وقد وثق" المجمع 5/ 162 قلت: ويعقوب بن حميد وسلمة بن رجاء مختلف فيهما. 2927 - "كان يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاوين لا يجدون عشاء" قال الحافظ: وعند الترمذي وصححه من حديث ابن عباس: فذكره" (¬3) أخرجه ابن سعد (1/ 400) وأحمد (1/ 255 و 373 - 374) وفي "الزهد" (ص 38) وعبد بن حميد (592) وابن ماجه (3347) والترمذي (2360) وفي "الشمائل" (137) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 87) والطبراني في "الكبير" (11900) وابن عدي (7/ 2581) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 342) والبيهقي في "الشعب" (9934) والبغوي في "شرح السنة" (4077) وفي "الشمائل" (438) والشجري في "أماليه" (2/ 207) من طرق عن ثابت بن يزيد الأحول ثنا هلال بن خَبّاب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيت اليالي المتتابعة طاويا هو وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير. ¬

_ (¬1) 4/ 285 (كتاب الحج- باب ركوب البدن) (¬2) 12/ 476 (كتاب اللباس- باب الخضاب) (¬3) 14/ 73 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا هلال" وقال ابن حبان: هلال بن خباب كان ممن اختلط في آخر عمره فكان يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وأمّا فيما وافق الثقات فإن احتج به محتج أرجو أن لا يجرح في فعله ذلك" قلت: ولم أر أحدا صرّح بسماع ثابت بن يزيد الأحول من هلال بن خباب أهو قبل اختلاطه أم بعده، والله أعلم. 2928 - "كان يتحفظ من شعبان فلا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان، فإن غمّ عليه، عدّ ثلاثين يوما ثم صام" قال الحافظ: وروى الدارقطني وصححه وابن خزيمة في "صحيحه" من حديث عائشة: فذكره، وأخرجه أبو داود وغيره أيضاً" (¬1) صحيح أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1133) وأحمد (6/ 149) وأبو داود (2325) وابن الجارود (377) وابن خزيمة (1910) وابن حبان (3444) والطبراني في "مسند الشاميين" (1921) والدارقطني (2/ 156 - 157) والحاكم (1/ 423) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 353) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن عبد الله بن أبي قيس قال: سمعت عائشة تقول: فذكرت الحديث. قال الدارقطني: هذا إسناد حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الألباني: إسناده صحيح" تخريج ابن خزيمة 3/ 203 قلت: وهو كما قالوا، وقول الحاكم: على شرط الشيخين، وهم، بل هو على شرط مسلم وحده فإن معاوية بن صالح وشيخه لم يخرج لهما البخاري شيئا. 2929 - "كان يتختم في يساره" قال الحافظ: وأمّا ما أخرجه ابن عدي من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ¬

_ (¬1) 5/ 22 (كتاب الصوم- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا رأيتم الهلال فصوموا)

وأبو داود من طريق عبد العزيز بن أبي روّاد كلاهما عن نافع عن ابن عمر: فذكره، فقد قال أبو داود بعده: ورواه ابن إسحاق وأسامة بن زيد عن نافع "في يمينه" انتهى ورواية ابن إسحاق قد أخرجها أبو الشيخ في كتاب "أخلاق النبي" من طريقه وكذا رواية أسامة، وأخرجها محمد بن سعد أيضاً فظهر أنّ رواية اليسار في حديث نافع شاذة، ومن رواها أيضاً أقل عددا وألين حفظا ممن روى اليمين، وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" بسند حسن عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتختم في يمينه. وأخرج أبو الشيخ في كتاب "أخلاق النبي" من رواية خالد بن أبي بكر عن سالم عن ابن عمر نحوه فرجحت رواية اليمنى في حديث ابن عمر أيضا" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 2930 - "كان يتختم في يمينه" قال الحافظ: وأخرج أبو داود والنسائي والترمذي في "الشمائل" وصححه ابن حبان من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن عليّ: فذكره، وفي الباب عن جابر في "الشمائل" بسند لين، وعائشة عند البزار بسند لين وعند أبي الشيخ بسند حسن، وعن أبي أمامة عند الطبراني بسند ضعيف، وعن أبي هريرة عند الدارقطني في "غرائب مالك" بسند ساقط" (¬2) صحيح ورد من حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث عائشة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث الحسين بن علي ومن حديث الحسن بن علي ومن حديث عقيل بن أبي طالب ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس فأما حديث علي فأخرجه أبو داود (4226) والترمذي في "الشمائل" (90) وفي "العلل" (2/ 729) والبزار (922) والنسائي (8/ 152) وفي "الكبرى" (9526) وابن حبان (5501) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 126) وتمام (ق 15) والبيهقي في "الشعب" (5958 و 5959) وفي "الجامع في الخاتم" (13) والخطيب في "الجامع" (898) وفي "الموضح" (1/ 375 - 376) من طريق سليمان بن بلال المدني عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن عليّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) 12/ 445 (كتاب اللباس- باب من جعل فص الختم في بطن كفه) (¬2) 12/ 445 (كتاب اللباس- باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)

قال شريك: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. وفي لفظ "كان يلبس خاتمه في يمينه" قال البزار: لا نعلم هذا الحديث يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: ليس هو عندي بمحفوظ وأراه أراد حديث عبد الله بن حنين عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن لبس المعصفر وعن خاتم الذهب" وقال البيهقي: رواية أبي سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منقطعة. وأما رواية ابن حنين عن علي فإن أراد هذا الحديث فهي موصولة من تلك الجهة، لكني أخاف أن يكون أراد حديث النهي عن تختم الذهب ولبس القسي والمعصفر والقراءة في الركوع، وهو المعروف بهذا الإسناد دون ذكر التختم في اليمين، فشط متنه، والله أعلم. ورواه نافع مولى ابن عمر والزهري ويزيد بن أبي حبيب وزيد بن أسلم والوليد بن كثير وأسامة بن زيد ومحمد بن عمرو ومحمد بن إسحاق كلهم عن إبراهيم عن عبد الله بن حنين عن علي دون هذه اللفظة. ورواه ابن المنكدر عن عبد الله بن حنين دون هذه اللفظة" وقال الدارقطني في "العلل" (3/ 86): تفرد به سليمان بن بلال عن شريك بهذا الإسناد، وخالفه إبراهيم بن أبي يحيى فرواه عن شريك بن أبي نمر عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن ابن عباس عن علي به. قلت: أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1153) وقال: قال مالك وابن معين: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب" وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (93) وفي "العلل" (2/ 731 - 732) والعقيلي (2/ 302) وابن عدي (4/ 1504) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 453) والبغوي في "الشمائل" (810) وفي "شرح السنة" (3144) قال الترمذي: قال البخاري: لا يصح هذا وعبد الله بن ميمون منكر الحديث" وقال العقيلي: الرواية في هذا الباب فيها لين"

قلت: لم ينفرد عبد الله بن ميمون به بل تابعه عباد بن صهيب البصري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تختم في يمينه وقُبض والخاتم في يمينه. أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (637) وقال: هذا حديث باطل، قال أبو حاتم: عباد بن صهيب ضعيف الحديث منكر الحديث ترك حديثه" وقال البيهقي: والذي روي في التختم في اليمين حتى قبض أسانيده ضعيفة مرة" الجامع في الخاتم ص 51 الثاني: يرويه حرام بن عثمان المدني عن أبي عتيق عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يده اليمنى. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3075) وابن عدي (2/ 852) وأبو الشيخ (ص 124) وحرام بن عثمان قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وأما حديث عائشة فيرويه غير واحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، منهم: 1 - عبيد بن القاسم الأسدي. أخرجه البزار (كشف 2991) عن أحمد بن المقدام العجلي ثنا عبيد بن القاسم عن هشام عن أبيه عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه، وقبض والخاتم في يمينه. وأخرجه أبو الشيخ (ص 125) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 133) وابن الجوزي في "العلل" (1159) من طرق عن أحمد بن المقدام به. قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا عبيد وهو لين الحديث، وهو منكر، يعني الحديث" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، تفرد به عبيد بن القاسم عن هشام قال ابن معين: كان كذابا، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات روى عن هشام نسخة موضوعة لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب" 2 - المفضل بن فضالة. أخرجه أبو الشيخ (ص 125) من طريق محمد بن إسحاق بن يزيد الأنطاكي ثنا الفريابي المقدسي ثنا الحسن بن مخلد عن المفضل عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يتختم في يمينه ويقول: اليمين أحق بالزينة من الشمال"

ومحمد بن إسحاق الأنطاكي قال مسلمة بن قاسم: مجهول (اللسان) وأخرجه الجورقاني (638) وابن الجوزي في "العلل" (1160) من طريق الحسين بن إسحاق ثنا ابن أبي جعفر ثنا محمد ثنا المفضل بن فضالة عن هشام عن عائشة ولم يذكر عروة. قال الجورقاني: هذا حديث باطل، والحسين وابن أبي جعفر ومحمدا مجهولون" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، الحسين وابن أبي جعفر ومحمدا مجهولون" 3 - عاصم بن سليمان الكوزي عن هشام عن أبيه عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه ثم حوله في يساره. أخرجه ابن عدي (5/ 1878) وقال: عاصم الكوزي يعد فيمن يضع الحديث، قال عمرو بن علي: كان يضع الحديث ما رأيت مثله قط يحدث بأحاديث ليس لها أصول، وقال النسائي: متروك الحديث" وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7953) وأبو الشيخ (ص 126) من طريق جعفر بن الزبير الدمشقي عن القاسم عن أبي أمامة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. وجعفر بن الزبير قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 1108) وهلال الحفار في "جزئه" كما في "أحكام الخواتيم" لابن رجب (ص 88) عن أبي القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي ثني أبي ثني أخي دعبل بن علي قال: سمعت مالك بن أنس يحدث الرشيد قال: ثنا صدقة بن سيار أبو محمد ثنا سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يتختم في يمينه حتى قبض. قال ابن رجب: هذا باطل قطعا" قلت: إسماعيل بن علي قال الدارقطني: لم يكن مرضيا، وقال الخطيب: لم يكن ثقة، وقال الذهبي في "الميزان": متهم يأتي بأوابد. ودعبل بن علي قال الخطيب: رُوي عنه أحاديث مسندة عن مالك وعن غيره وكلها باطلة، نراها من وضع ابن أخيه إسماعيل بن علي الدعبلي، فإنها لا تعرف إلا من جهته.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه غير واحد عن نافع عن ابن عمر، منهم: 1 - موسى بن عقبة المدني. أخرجه الترمذي (1741) وفي "الشمائل" (98) عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني وابن سعد (1/ 470) عن زهير بن معاوية الكوفي ومسلم (3/ 1655) عن أنس بن عياض المدني كلهم عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ذهب فكان يلبسه في يمينه، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فطرحه وقال "لا ألبسه أبدا" فطرح الناس خواتيمهم. اللفظ للترمذي وقال: حديث حسن صحيح" 2 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه ابن سعد (1/ 470) وأحمد (2/ 153) ومسلم (3/ 1655) وأبو الشيخ (ص 126 و 129) من طرق (¬1) عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتما من ذهب فجعله في يمينه وجعل فصه مما يلي باطن كله، فاتخذ الناس خواتيم الذهب، قال: فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فألقاه ونهى عن التختم بالذهب. اللفظ لأحمد. وإسناده حسن. 3 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه مسلم (3/ 1655) وأبو الشيخ (ص 12 - 126 و 129) وتمام (ق 15) والبيهقي (4/ 142) من طرق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (587) عن أسامة بن زيد به. ومن طريقه أخرجه مسلم (3/ 1655)

بخاتم من ذهب فجعله في يده اليمنى وجعل فصه مما يلي كله، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فلما رأى ذلك نزعه فقال "لا ألبسه أبدا" فاتخذه من وَرِق. اللفظ للبيهقي. 4 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه أبو الشيخ (ص 126) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي. 5 - محمد بن عبيد الله العَرْزَمي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 103) من طريق أشعث بن عطاف الأسدي الكوفي عن سفيان الثوري عن العرزمي عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. وقال: غريب من حديث الثوري عن العرزمي" قلت: والعرزمي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 6 - جويرية بن أسماء البصري. أخرجه البخاري (فتح 12/ 444) وابن سعد (1/ 470) عن مسلم بن إبراهيم البصري والإسماعيلي (الفتح 12/ 445) عن عبد الله بن محمد بن أسماء البصري كلاهما عن جويرية عن نافع عن ابن عمر قال: اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ذهب، فكان يجعل فصه في بطن كفه إذا لبسه في يده اليمنى، فصنع الناس خواتيم من ذهب، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فنزعه وقال "إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه من باطن كفي" فرمى به، وقال "والله لا ألبسه أبدا" ونبذ النبي - صلى الله عليه وسلم - الخاتم، فنبذ الناس خواتيمهم. اللفظ لابن سعد 7 - عبد العزيز بن أبي روّاد المكي. أخرجه أبو الشيخ (ص 129) من طريق ابن المبارك عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه ويجعل فصه مما يلي كفه. واختلف فيه على ابن أبي رواد، فرواه علي بن نصر الجَهْضَمي الكبير عنه عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يساره ويجعل فصه في بطن كفه.

أخرجه أبو داود (4227) وأبو الشيخ (ص 127) والبيهقي في "الآداب" (806) وفي "الشعب" (5946) وفي "الخاتم" (9) والخطيب في "الجامع" (899) والبغوي في "شرح السنة" (3148) وفي "الشمائل" (815) 8 - عبد الله بن عطاء. أخرجه ابن عدي (3/ 1111) عن الحسن بن محمد الأهوازي ثنا معمر بن سهل ثنا سلمة بن عثمان البري ثنا سليمان أبو محمد القافلاني عن عبد الله بن عطاء عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه ثم إنّه حوله في يساره. ورواه أبو الشيخ (ص 126) عن الحسن بن محمد الأهوازي فقال فيه: عن عبد الله بن عطاء عن أبيه. ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (812) وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي سليمان القافلاني. 9 - عبد الله بن عمر العُمَري. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (588): ثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس خاتما في يمينه ويجعل فصه في باطن كفه. وعبد الله بن عمر مختلف فيه. 10 - مقاتل بن سليمان. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (118) الثاني: يرويه عبد الله بن دينار المدني عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. أخرجه ابن سعد (1/ 470) وأبو الشيخ (ص 125) والطبراني في "الأوسط" (4536) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 93) واللفظ لهما من طرق عن عبد الله بن دينار به (¬1). وإسناده صحيح. الثالث: يرويه خالد بن أبي بكر المدني عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل خاتمه في يمينه ثم إنَّه نظر إليه وهو يصلي ويده على فخذه فنزعه ولم يلبسه. ¬

_ (¬1) رواه القاسم بن عبد الله العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر فقال "في يساره" أخرجه ابن عدي (6/ 2059) والقاسم بن عبد الله قال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث.

أخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 732) واللفظ له وأبو الشيخ (ص 126) من طريقين عن معن بن عيسى القزاز ثنا خالد بن أبي بكر به. قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: خالد بن أبي بكر منكر الحديث، وروى عنه زيد بن حباب مناكير، فأما معن بن عيسى فهو مقارب الحديث عنه" قلت: خالد بن أبي بكر قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. وأما حديث عبد الله بن جعفر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن عبد الله بن جعفر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. رواه عن ابن عقيل غير واحد، منهم: 1 - إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 473 - 474) وابن ماجه (3647) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (436) والترمذي في "الشمائل" (92) وأبو يعلى (6794 و 6799) وابن الأعرابي (ق 6/ أ) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 211 و 213) وأبو الشيخ (ص 124) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 110) وإبراهيم بن الفضل قال البخاري وجماعة: منكر الحديث. 2 - يحيى بن العلاء البجلي. أخرجه البزار (2256) والطبراني (13/ حديث رقم 212) وأبو الشيخ (ص 124) ويحيى بن العلاء قال الفلاس وغيره: متروك الحديث. 3 - ابن جُريج. أخرجه ابن عدي (4/ 1510) من طريق أبي قتادة الحرّاني عن ابن جريج. وقال: وهذا لا أعرفه من حديث ابن جريج عن ابن عقيل إلا من رواية أبي قتادة عنه" قلت: وأبو قتادة واسمه عبد الله بن واقد قال مسلم وغيره: متروك الحديث. الثاني: يرويه حماد بن سلمة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن أبي رافع عن عبد الله بن جعفر أنّ النبي كان يتختم في يمينه. أخرجه ابن سعد (1/ 477) وأحمد (1/ 204) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 280 - 281) والترمذي (1744) وفي "الشمائل" (91) وفي "العلل" (2/ 730) والبغوي في "شرح السنة" (3142) والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 87) عن يزيد بن هارون الواسطي والنسائي (8/ 152) وفي "الكبرى" (9527) عن حَبَّان بن هلال البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (435) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 209) وأبو الشيخ (ص 124) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 102) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (4143) وفي "الشمائل" (809) عن هُدبة بن خالد البصري والبزار (2259) عن طالوت بن عباد الصيرفي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1498) عن جده أحمد بن منيع كلهم عن حماد بن سلمة به. - وقال عفان بن مسلم البصري: عن حماد عن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عبد الله بن جعفر. أخرجه أحمد (1/ 205) عن عفان به. ورواه عمرو بن علي الفلاس عن عفان فقال فيه "ابن أبي رافع" أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 280) وتابعه ابن أبي شيبة (8/ 474) ثنا عفان به. قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الباب، فقلت: أي حديث في هذا أصح؟ قال: أصح شيء عندي في هذا الباب هذا الحديث، حديث ابن أبي رافع عن عبد الله بن جعفر، وحديث الصلت بن عبد الله بن نوفل عن ابن عباس"

قلت: ابن أبي رافع لم يَرو عنه إلا حماد بن سلمة كما في "الكاشف"، وقال ابن معين: صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 1108) عن أبي القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين ثني أبي ثني أخي دعبل بن علي قال: سمعت مالك بن أنس يذكر عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. وإسماعيل بن علي ودعبل بن علي تقدم الكلام فيهما. وأما حديث الحسن بن علي فأخرجه ابن عدي (6/ 2386) من طريق مسعدة بن اليسع البصري عن محمد بن أبي حميد عن مودود عن الحسن بن علي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. ومسعدة بن اليسع قال أحمد: ليس بشيء تركنا حديثه منذ دهر، وقال ابن عدي: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به. وأما حديث عقيل بن أبي طالب فأخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" (أحكام الخواتيم ص 88) من طريق محمد بن أبي حميد المدني عن يعقوب بن أبي حميد عن رجل من أهل مكة ثقة عن عقيل أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تختم في يمينه (¬1). وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد وللرجل الذي لم يسم. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب الزهري عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبس خاتم فضة في يمينه فيه فص حبشي كان يجعل فصه مما يلي كفه. وفي لفظ "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه، ويجعل فصه في باطن كفه" أخرجه مسلم (3/ 1658) وأبو يعلى (3536 و 3584) وأبو الشيخ (ص 125 و 129 - 130) والبيهقي (4/ 142) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 108 - 109) والبغوي في "شرح السنة" (3145) وفي "الشمائل" (807 و 811) الثاني: يرويه قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (97) والنسائي (8/ 170) وفي "الكبرى" (9519) ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 2286)

وأبو يعلى (3119) وأبو الشيخ (ص 125) وابن عبد البر في "التمهيد" (¬1) (17/ 110) من طريق عباد بن العوام الواسطي عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا إلا من هذا الوجه، وروى بعض أصحاب قتادة عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يتختم في يساره وهو حديث لا يصح أيضاً" قلت: عباد بن العوام قال أحمد: مضطرب الحديث عن سعيد بن أبي عروبة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه خالد بن عبد الله الواسطي عن سعيد بن أبي عروبة به. أخرجه ابن عدي (6/ 2276) من طريق محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي عن أبيه به. وقال: وهذا إنما يعرف من رواية عباد بن العوام عن سعيد ويرويه عن عباد موسى بن داود وأمّا عن خالد عن سعيد فمنكر لا يرويه عن خالد غير محمد ابنه هذا" قلت: ومحمد بن خالد هذا كذبه ابن معين، وضعفه أبو زرعة وغيره. ولم ينفرد سعيد به بل تابعه شعبة عن قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تختم في يمينه. أخرجه تمام في "الفوائد" (ق 15/ أ) من طريق علي بن أحمد الجُرجاني ثنا الحسين بن عيسى البسطامي ثنا سلم بن قتيبة عن شعبة به. هكذا رواه الجرجاني عن البسطامي. وخالفه النسائي (8/ 170) وفي "الكبرى" (2520) فرواه عن البسطامي بهذا الإسناد بلفظ "كأني انظر إلى بياض خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في أصبعه اليسرى" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5957) وفي "الخاتم" (6) وقال: هذا إسناد صحيح" وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني قال: رأيت على الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب خاتما في خنصره اليمنى، فقلت: ما هذا؟ قال: رأيت ابن عباس يلبس خاتمه هكذا، وجعل فصه على ظهرها، قال: ولا يخال ابن عباس إلا قد كان يذكر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس خاتمه كذلك. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن سعيد بن أبي عروبة"

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 473) وأبو داود (4229) واللفظ له والترمذي (1742) وفي "الشمائل" (94) وفي "العلل" (2/ 731) وأبو الشيخ (ص 124) وتمام (ق 15) والبيهقي في "الشعب" (5960) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 110) والمزي (13/ 227) من طرق عن ابن إسحاق به. قال الترمذي: قال البخاري: حديث حسن صحيح" الثاني: يرويه إسماعيل بن عمرو بن نجيح الأصبهاني ثنا العباس بن الفضل عن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي حازم عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه. أخرجه أبو الشيخ (ص 124) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1335) وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو والعباس بن الفضل الأنصاري الواقفي والقاسم بن عبد الرحمن الأنصاري. الثالث: يرويه عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس خاتمه في يمينه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11589) وأبو الشيخ (ص 127) وابن الجوزي في "العلل" (1154) من طريق يحيى بن العلاء الرازي ثنا العباس بن عبد الله بن معبد عن عكرمة به. قال ابن الجوزي: تفرد به يحيى عن العباس قال أحمد: يحيى بن العلاء كذاب يضع الحديث، وقال الفلاس: متروك الحديث" وأخرجه الطبراني (11815) من طريق عدي بن الفضل البصري عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس. وعدي بن الفضل قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. 2931 - "كان يتختم في يمينه" قال الحافظ: وأخرج الترمذي أيضاً من طريق حماد بن سلمة: رأيت ابن أبي رافع يتختم في يمينه وقال: فذكره، ثم نقل عن البخاري أنّه أصح شيء روي في هذا الباب" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) 12/ 445 (كتاب اللباس- باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)

2932 - "كان يتختم في يمينه" قال الحافظ: وللطبراني من وجه آخر عن ابن عباس: فذكره، وفي سنده لين" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 2933 - "كان يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأخذ بها وترك ما سواها" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي وحسنه والنسائي من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬2) أخرجه الترمذي (2058) والنسائي في "الكبرى" (7853) عن القاسم بن مالك المزني وابن ماجه (3511) والنسائي (8/ 238) وفي "الكبرى" (7930) والطحاوي في "المشكل" (2902) والبيهقي في "الدعوات" (313) وفي "الشعب" (2327) عن عباد بن العوام الواسطي كلاهما عن سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: الجريري كان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع القاسم بن مالك وعباد بن العوام منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، والذي يظهر لي أنّهما سمعا منه بعد اختلاطه فقد قال أبو داود: من أدرك أيوب -أي السَّخْتياني- فسماعه من الجريري جيد. ولا أظنّ القاسم بن مالك وعباد بن العوام قد أدركا أيوب، والله تعالى أعلم. 2934 - "كان يتمثل من شعر ابن رواحة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود" قال الحافظ: وقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وصححه والنسائي من رواية المقدام بن شريح عن أبيه: قلت لعائشة: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: فذكرته. وأخرج ابن أبي شيبة نحوه من حديث ابن عباس" (¬3) له عن عائشة طرق: ¬

_ (¬1) 12/ 445 (كتاب اللباس- باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه) (¬2) 12/ 304 (كتاب الطب- باب الرقي بالقرآن والمعوذات) (¬3) 13/ 158 (كتاب الأدب- باب ما يجوز من الشعر)

الأول: يرويه المقدام بن شريح بن هانئ الكوفي عن أبيه قال: قلت لعائشة: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت: نعم، من شعر ابن رواحة، وربما قال هذا البيت: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1040) وأحمد (6/ 138 و 156 و 222) والبخاري في "الأدب المفرد" (867) والترمذي (2848) وفي "الشمائل" (231) والنسائي في "اليوم والليلة" (997) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2375) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 297) وفي "المشكل" (3319 و 3320) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3402) وفي "الشمائل" (349) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن المقدام بن شريح به. واللفظ للطحاوي قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: شريك مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره. لكنه لم ينفرد به بل تابعه مِسعر بن كِدام عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل من الشعر: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 658 - 659) عن سفيان بن وكيع ثنا أبو أسامة عن مسعر به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 264) عن محمد بن الحسن اليقطيني عن الطبري به. وقال: غريب لم أكتبه إلا من هذا الوجه" قلت: وسفيان بن وكيع قال النسائي: ليس بشيء. الثاني: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة واختلف عنه: - فقال الوليد بن أبي ثور الكوفي: عن سماك عن عكرمة قال: سألت عائشة: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمثل شعرا قط؟ فقالت: أحيانا إذا دخل بيته يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه ابن سعد (1/ 383) والبخاري في "الأدب المفرد" (792) وأبو يعلى (¬1) (4945) وأبو الشيخ في "الأمثال" (12) من طرق عن الوليد بن أبي ثور (¬2) به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن سماك" (¬2) ورواه لوين في "حديثه" (56) عن الوليد به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 155 و 2/ 157)

والوليد بن أبي ثور قال النسائي وجماعة: ضعيف. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الملك (¬1) ثنا سماك عن عكرمة قال: سئلت عائشة: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: ربما دخل وهو يقول: سيأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه البيهقي (10/ 239 - 240) من طريق الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن عبد الملك به. واختلف فيه على أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي، فرواه غير واحد عن أبي أسامة عن زائدة بن قدامة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس، منهم: 1 - ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 694) وفي "مسنده" (المطالب 2617/ 1) وفي "الأدب" (362) وعنه عبد بن حميد (614) 2 - يوسف بن موسى القطان. أخرجه البزار (كشف 2106) 3 - إسحاق بن راهويه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11763) 4 - أبو كُريب محمد بن العلاء الهمداني. أخرجه الطبري (2/ 659) وأبو الشيخ في "الأمثال" (11) قال البزار: تفرد زائدة بهذا، ورواه غيره عن سماك عن عكرمة عن عائشة" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 128 قلت: لم يخرج مسلم رواية سماك عن عكرمة وقد تكلم فيها جماعة. قال الذهبي: سماك عن عكرمة عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة، ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك، ولا ينبغي أن تعد صحيحة, لأنّ سماكا إنما تكلم فيه من أجلها" سير الأعلام 5/ 248 - وقال عنبسة بن الأزهر الكوفي: عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) أظنه ابن جريج.

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (13) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار عن عنبسة بن الأزهر به. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد، وإبراهيم بن المختار مختلف فيه وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه. الثالث: يرويه عامر الشعبي عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه أحمد (6/ 31 و 146) والنسائي في "اليوم والليلة" (995) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (20) عن مغيرة بن مِقْسم الضبي وابن أبي شيبة (8/ 712) والنسائي (996) عن إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي كلاهما عن الشعبي به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 128 قلت: الشعبي عن عائشة مرسل، قاله ابن معين وأبو حاتم. الرابع: يرويه قتادة قال: بلغني أنّ عائشة سئلت: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان الشعر أبغض الحديث إليه، قالت: ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس طرفة: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود. فجعل يقول: يأتيك من لم تزود بالأخبار. فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله، فقال: إني لست بشاعر ولا ينبغي لي. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 145 - 146) عن مَعْمر بن راشد عن قتادة به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (23/ 27) من طريق سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: قيل لعائشة: نحوه. وقتادة عن عائشة مرسل أيضاً.

2935 - "كان يتوضأ عند كل صلاة، فلما كان يوم الفتح صلّى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر: إنّك فعلت شيئاً لم تكن تفعله، فقال "عمدا فعلته" قال الحافظ: ولمسلم من حديث بُريدة: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (277) عن بريدة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه، فقال له عمر: لقد صنعت اليوم شيئاً لم تكن تصنعه. قال "عمدا صنعته ياعمر". 2936 - "كان يجافي يديه فلو أنّ بهيمة أرادت أنْ تمرّ لمرت" قال الحافظ: حديث ميمونة عند مسلم (496): فذكره" (¬2) قلت: هو بلفظ: بَهْمَةٌ. 2937 - "كان يجامع ثم يعود ولا يتوضأ" قال الحافظ: رواه الطحاوي من طريق موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: فذكرته" (¬3) انظر حديث "كان يجنب ثم ينام ولا يمس ماء" 2938 - "كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها" قال الحافظ: أخرج مسلم (1175) والترمذي (796) أيضاً والنسائي وابن ماجه (1767) من رواية عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: فذكرته، قال الترمذي بعد تخريجه: حسن غريب" (¬4) 2939 - "كان يجنب ثم ينام ولا يمس ماء" قال الحافظ: رواه أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة. - رضي الله عنها - رواه أبو داود وغيره. وتعقب بأنّ الحفاظ قالوا: إنّ أبا إسحاق غلط فيه، وبأنّه لو صح حمل على أنّه ترك الوضوء لبيان الجواز لئلا يعتقد وجوبه، أو أنّ معنى قوله "لا يمس ماء" أي للغسل، وأورد الطحاوي من الطريق المذكورة عن أبي إسحاق ما يدل على ذلك" (¬5) ¬

_ (¬1) 1/ 243 (كتاب الوضوء- باب ما جاء في قول الله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا} [المائدة: 6]) و 1/ 328 (كتاب الوضوء- باب الوضوء من غير حدث) (¬2) 2/ 437 - 438 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب يبدي ضبعيه ويجافي السجود) (¬3) 1/ 391 - 392 (كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد) (¬4) 5/ 175 (صلاة التراويح- باب العمل في العشر الأواخر من رمضان) (¬5) 1/ 409 - 410 (كتاب الغسل- باب الجنب يتوضأ ثم ينام)

له عن عائشة طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة. ورواه عن أبي إسحاق جماعة، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه الطيالسي (ص 199) وعبد الرزاق (1082) عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينام وهو جنب (¬1) ولا يمس ماء" ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (1/ 201) ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 91) وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (969) وحنبل في "جزئه" (71) وأبو داود (228) وابن ماجه (583) والترمذي (119) والباغندي في "جزئه" (62 و 63) وأبو يعلى (4729) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 124) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1840) وإبراهيم الهاشمي في "أماليه" (44) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 125) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (268) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 365) من طرق عن سفيان به. قال سفيان: فذكرت الحديث يوما، فقال لي إسماعيل: يا فتى يُشد هذا الحديث بشيء" سنن ابن ماجه وقال عبد الرحمن بن مهدي: سألت سفيان عن هذا الحديث فأبى أن يحدثني، وقال: هو وهم" الأوسط لابن المنذر وقال أبو داود: حدثنا الحسن بن علي الواسطي قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: هذا الحديث وهم. قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح" النكت الظراف 11/ 380 2 - سليمان الأعمش. أخرجه أحمد (6/ 43) وابن ماجه (581) والترمذي (118) والنسائي في "الكبرى" (9052) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (89) والطحاوي (1/ 125) وأبو الشيخ في "الأقران" (46) ¬

_ (¬1) زاد إسحاق وغيره "كهيئته"

عن أبي بكر بن عياش والطحاوي (1/ 125) عن عبيد الله بن عمرو الرقي وأبو الشيخ في "الأقران" (45) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/ 1338) عن منصور بن أبي الأسود الكوفي ثلاثتهم عن الأعمش عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجنب ثم ينام ولا يمس ماء حتى يقوم بعد ذلك فيغتسل. لفظ أحمد وابن ماجه والطحاوي. ولفظ الترمذي والنسائي مثل لفظ حديث سفيان. إسماعيل بن أبي خالد. أخرجه أحمد (4/ 146 و 171) عن هُشيم عن إسماعيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة، مثل حديث سفيان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9054) عن العلاء بن هلال الرقي والطحاوي (1/ 125) قالت: عن سعيد بن منصور وأبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (1139) عن الحسن بن عرفة ثلاثتهم عن هشيم به. أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (670) عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كانت له حاجة إلى أهله قضاها ثم نام كهيئته لا يمس ماء. وأخرجه ابن ماجه (582) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطحاوي (1/ 125) من طريق مسدد عن أبي الأحوص بلفظ "كان

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رجع من المسجد صلّى ما شاء الله، ثم مال إلى فراشه وإلى أهله، فإن كانت له حاجة قضاها، ثم ينام كهيئته ولا يمس ماء" 5 - مطرِّف بن طَرِيف الكوفي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9053 وتحفة الأشراف 11/ 383 - 384) عن إسماعيل بن يعقوب الصبيحي عن محمد بن موسى بن أَعْيَن عن أبيه عن مطرف عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته ثم ينام ثم يفيض عليه الماء. 6 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه أحمد (6/ 109) عن أسود بن عامر الشامي أنا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان له حاجة إلى أهله أتاهم ثم يعود ولا يمس ماء. 7 - أبو بكر بن عياش. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (975) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجنب ثم ينام كهيئته لا يمس ماء، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام أول الليل ويقوم آخره. وأخرجه الحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 76) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو بكر بن عياش به مختصرا. وأخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1155) من طريق محمد بن الحجاج الضَّبي ثنا أبو بكر بن عياش به. 8 - أبو حماد مفضل بن صدقة الحنفي. أخرجه ابن عدي (6/ 2404) من طريق زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ثنا أبو حماد عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام جنبا لا يمس ماء. 9 - أبو حنيفة. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 157 و 158) من طرق عن أبي حنيفة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي أهله، ثم ينام كهيئته ولم يمس ماء. 10 - أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 129)

ولفظه "فإذا قضى صلاته مال إلى فراشه، فإن كانت له حاجة إلى أهله ثم نام كهيئته لم يمس ماء" 11 - موسى بن عقبة المدني. أخرجه الطحاوي (1/ 127) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي المصري عن أبي حنيفة وموسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجامع ثم يعود ولا يتوضأ، وينام ولا يغتسل. 12 - عمر بن أبي زائدة الهَمْداني. أخرجه الباغندي في "جزئه" (62) ولفظه: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينام وهو جنب ولا يمس ماء. 13 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه أحمد (16/ 214) عن وكيع وإسحاق في "مسند عائشة" (974) عن يحيى بن آدم الكوفي وابن ماجه (1365) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 40 - 41) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري والباغندي في "جزئه" (62) عن أبا عاصم الضحاك بن مخلد خمستهم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال: قلت لعائشة: أخبريني عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام أوله ويقوم آخره، فإذا قام توضأ وصلى ما قضى الله عز وجل له، فإن كان به حاجة إلى أهله أتى أهله وإلا مال إلى فراشه، فإن كان أتى أهله نام كهيئته لم يمس ماء، حتى إذا كان عند أول الأذان وثب- والله ما قالت قام- وإن كان جنبا أفاض عليه الماء- والله ما قالت اغتسل- وإلا توضأ وضوءه للصلاة ثم صلّى ركعتين ثم خرج إلى المسجد. اللفظ لأحمد.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، وأبو إسحاق وإن اختلط بأخرة فإنّ إسرائيل روى عنه قبل اختلاطه" مصباح الزجاجة 2/ 7 14 - أبو خيثمة زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه أحمد (6/ 102) عن حسن بن موسى الأشيب وأبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني وإسحاق في "مسند عائشة" (972) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وهو في "كتاب الصلاة" له (46) و (973) عن يحيى بن آدم ومسلم في "التمييز" (40) والبيهقي (1/ 201 - 202) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي والطحاوي (1/ 125) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي والبيهقي (1/ 201 - 202) عن يحيى بن يحيى النيسابوري وعمرو بن خالد الحرّاني وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2657) عن علي بن الجَعْد الجوهري كلهم عن زهير عن أبي إسحاق قال: سألت الأسود بن يزيد وكان لي جارا (¬1) وصديقا عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قالت: كان ينام أول الليل ويحيي آخره، ثم إن كانت له إلى أهله حاجة قضى حاجته، ثم ينام قبل أن يمس ماء، فإذا كان عند النداء الأول وثب- فلا والله ما قالت قام- وأخذ الماء (¬2) - ولا والله ما قالت اغتسل ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد وغيره "أخا" (¬2) ولفظ أحمد وغيره "فأفاض عليه الماء"

وأنا أعلم ما تريد- وإن (¬1) لم يكن له حاجة (¬2) توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلّى الركعتين. اللفظ للبيهقي وقال: أخرجه مسلم في الصحيح (739) عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس دون قوله "قبل أن يمس ماء" وذلك لأنّ الحفاظ طعنوا في هذه اللفظة وتوهموها مأخوذة عن غير الأسود وأنّ أبا إسحاق ربما دلس فرأوها من تدليساته، واحتجوا على ذلك برواية إبراهيم النخعي وعبد الرحمن بن الأسود بخلاف رواية أبي إسحاق. ثم أخرج حديث إبراهيم من طريق الطيالسي ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان جنبا فأراد أن ينام أو يأكل توضأ. أخرجه مسلم (1/ 248) من أوجه عن شعبة. ثم أخرج حديث عبد الرحمن بن الأسود من طريق ابن فضيل عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: سألت عائشة كيف كان وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام وهو جنب؟ فقالت: كان يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام. قال البيهقي: وحديث أبي إسحاق صحيح من جهة الرواية وذلك أنّ أبا إسحاق بين سماعه من الأسود في رواية زهير بن معاوية عنه، والمدلس إذا بين سماعه ممن روى عنه وكان ثقة فلا وجه لرده" وقال مسلم في "التمييز" (ص 181): هذه الرواية عن أبي إسحاق خاطئة. وذلك أنّ النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو إسحاق. ثم ذكر روايتهما. وقال الحافظ: وأخرج مسلم الحديث دون قوله "ولم يمس ماء" وكأنه حذفها عمدا لأنّه عللها في "كتاب التمييز" تلخيص الحبير 1/ 140 - النكت الظراف 11/ 380 وقال الترمذي: وقد روى غير واحد عن الأسود عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يتوضأ قبل أن ينام. وهذا أصح من حديث أبي إسحاق عن الأسود. وقد روى عن أبي إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد. ويرون أنّ هذا غلط من أبي إسحاق" السنن 1/ 203 ¬

_ (¬1) ولفظ حديث أبي نعيم "ثم يصلي الركعتين ثم يخرج، وإن لم يكن جنبا توضأ وضوءه للصلاة" (¬2) ولفظ حديث حسن بن موسى "وإن لم يكن جنبا" ولفظ الطحاوي "وإن كان جنبا"

15 - شعبة بن الحجاج. أخرجه الطيالسي (ص 198) عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت الأسود بن يزيد يقول: سألت عائشة عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل، فقالت: كان ينام أول الليل (¬1) فإذا كان السحر أوتر، ثم يأتي فراشه، فإن كان له حاجة إلى أهله ألمّ بهم ثم ينام، فإذا سمع النداء وربما قالت الأذان وثب- وما قالت: قام- فإن (¬2) كان جنبا أفاض عليه الماء- وما قالت اغتسل- وإن لم يكن جنبا توضأ ثم خرج إلى الصلاة. وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (970 و 971) وأحمد (6/ 176) والبخاري (فتح 3/ 274) والترمذي في "الشمائل" (251) والنسائي (3/ 189) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 41) من طرق عن شعبة به. ولم يقل في روايته "قبل أن يمس ماء" وقد حكى (¬3) علي بن نصر الجَهْضمي عنه أنه قال: قد سمعت حديث أبي إسحاق أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينام جنبا ولكني أتقيه" العلل لابن أبي حاتم 1/ 49 وقال أحمد بن حنبل: إنه ليس بصحيح" تلخيص الحبير 1/ 140 وقال أحمد بن صالح المصري: لا يحل أن يروى هذا الحديث" تلخيص الحبير 1/ 140 - 141 وأما الدارقطني فقال: يشبه أن يكون الخبران صحيحين، قاله بعض أهل العلم" العلل الثاني: يرويه كريب عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجنب ثم ينام ثم ينتبه ثم ينام ولا يمس ماء. أخرجه أحمد (6/ 111) عن أسود بن عامر الشامي ثنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن عن كريب به. وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن عبيد القرشي، وكريب هو مولى ابن عباس وهما ثقتان. ¬

_ (¬1) زاد أحمد وغيره "ثم يقوم" ولفظ إسحاق "ويقوم آخره" وله أيضاً "ثم يقوم فيصلي ما شاء الله أن يصلي" ولفظ البخاري "ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه" (¬2) ولفظ البخاري "فإن كان به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج" (¬3) وقال الحافظ: وأظنّ أبا إسحاق اختصره من حديث الباب هذا الذي رواه عنه شعبة وزهير لكن لا يلزم من قولها "فإذا كان جنبا أفاض عليه الماء" أن لا يكون توضأ قبل أن ينام كما دلت عليه الأخبار الآخر فمن ثم غلطوه في ذلك، ويستفاد من الحديث أنّه كان ربما نام جنبا قبل أن يغتسل" الفتح 3/ 274

2940 - "كان يجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (2055) عن المقداد قال: فذكره" (¬1) 2941 - "كان يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح لا يقوم إلا إلى عُظم صلاة" قال الحافظ: رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة، وهو من رواية أبي حسان عن عبد الله بن عمرو وليس على شرط البخاري" (¬2) يرويه قتادة عن أبي حسان الأعرج واختلف عنه: - فقال هشام الدَّسْتوائي: عن قتادة عن أبي حسان عن ابن عمرو قال: فذكره. أخرجه أحمد (4/ 437) وأبو داود (3663) والخطيب في "الجامع" (1348) - وقال أبو هلال محمد بن سليم الراسبي: عن قتادة عن أبي حسان عن عمران بن حصين. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1876) وأحمد بن حنبل (4/ 437 و 444) وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1877) والبزار (3596) والروياني (131) والطحاوي في "المشكل" (137) والطبراني في "الكبير" (18/ 207) وابن عدي (6/ 2221) والحاكم (2/ 379) والخطيب في "الجامع" (1347) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: إسناده صحيح" المجمع 1/ 191 وقال في موضع آخر: إسناده حسن" 8/ 264 قلت: أبو هلال مختلف فيه وتكلموا في روايته عن قتادة. قال أحمد: يخالف في قتادة وهو مضطرب الحديث في قتادة. وقال الحسين بن الحسن: سألت ابن معين عن أبي هلال كيف روايته عن قتادة؟ فقال: فيه ضعف صويلح. وحديث هشام الدستوائي أصح (¬3). ¬

_ (¬1) 13/ 254 (كتاب الاستئذان- باب إفشاء السلام) (¬2) 1/ 224 (كتاب العلم- باب السمر في العلم) (¬3) قال الخطيب: وهذا فيما قيل أصح. من رواية أبي هلال" وقال البزار: وهشام أحفظ من أبي هلال"

قال البزار: الدستوائي أحفظ من أبي هلال. وقال أبو زرعة: هشام أثبت أصحاب قتادة. وقال شعبة: هشام أحفظ مني عن قتادة. وقال أيضاً: هشام أعلم بحديث قتادة مني. والحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلساً، وأبو حسان الأعرج اسمه مسلم ولم يذكر سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا. 2942 - "كان يحدثنا فإذا قام قمنا قياما حتى نراه قد دخل" قال الحافظ: أخرجه أبو داود عن أبي هريرة" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 288) وأبو داود (4775) والنسائي (8/ 30 - 31) وفي "الكبرى" (6978) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 566) والطحاوي في "المشكل" (1122 و 1123 و 1124) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 294) وابن المقرئ في "المعجم" (8) والبيهقي في "المدخل" (716) وفي "الشعب" (8530 و 8531) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية- القسم الأول ص 313) والنووي في "الترخيص بالقيام" (ص 43 - 44) من طرق عن محمد بن هلال بن أبي هلال المدني عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس معنا في المجلس يحدثنا، فإذا قام قمنا قياما حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدثنا يوما، فقمنا حين قام، ... وذكر الحديث (¬2). اللفظ لأبي داود. وإسناده ضعيف، هلال بن أبي هلال ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أحمد: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور، وقال الذهبي: لا يعرف، تفرد عنه ابنه محمد بن هلال. 2943 - "كان يحرس حتى نزلت هذه الأية {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] " قال الحافظ: وقد روى الترمذي من طريق عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: فذكرته، وإسناده حسن واختلف في وصله وإرساله" (¬3) ¬

_ (¬1) 13/ 292 (كتاب الاستئذان- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه البزر (كشف 2012) لكن سقط منه عن أبي هريرة وقال: ومحمد بن هلال لا نعلم روى عن أبيه غيره، وهو مشهور بأبيه، وأبوه بابنه يعرف" (¬3) 6/ 421 (كتاب الجهاد- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله)

يرويه سعيد الجُرَيْري عن عبد الله بن شقيق واختلف عنه: - فقال الحارث بن عبيد أبو قدامة الأيادي: ثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرس حتى نزلت هذه الآية {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من القبة فقال لهم "يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله" أخرجه سعيد بن منصور (768) عن الحارث بن عبيد به. ومن طريقه أخرجه اللالكائي في "السنة" (1417) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 206) وأخرجه الترمذي (3046) والطبري في "تفسيره" (6/ 308) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6615) والحاكم (2/ 313) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 22) والقاضي عياض في "الشفا" (1/ 489) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 184) من طرق عن مسلم (¬1) بن إبراهيم الضري ثنا الحارث بن عبيد به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" - ورواه غير واحد عن الجريري عن عبد الله بن شقيق مرسلا. أخرجه الطبري (6/ 307 - 308) عن إسماعيل بن عُلية وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 300 - 301) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 78) عن وهيب بن خالد البصري ثلاثتهم عن الجريري به. وهذا أصح من الموصول لأنّ إسماعيل وعبد الأعلى ووهيب سمعوا من الجريري قبل اختلاطه، وهم ثقات أثبات وأخرج مسلم روايتهم عن الجريري. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن سعد (1/ 171) عن مسلم بن إبراهيم به.

وأما الحارث بن عبيد فضعفه ابن معين وغيره، ولم أر أحدا صرّح بسماعه من الجريري أهو قبل الاختلاط أم بعده. وللحديث شاهد عن أبي سعيد وعن عصمة بن مالك الخطمي وعن ابن عباس وعن سعيد بن جبير مرسلاً وعن محمد بن كعب القرظي مرسلاً وعن الربيع بن أنس مرسلاً. فأمّا حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الصغير" (418) و"الأوسط" (3534) من طريق معلي بن عبد الرحمن عن فضيل بن مرزوق عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد قال: كان العباس عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن يحرسه فلما نزلت هذه الآية {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحرس. وعن الطبراني أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 78) قال الطبراني: لم يروه عن فضيل إلا المعلى، ولا يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وفيه عطية العوفي وهو ضعيف" المجمع 7/ 17 قلت: ومعلي بن عبد الرحمن هو الواسطي كذبه ابن المديني والدارقطني، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 78) عن الطبراني ثنا أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصَدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك قال: كنا نحرس رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بالليل حتى نزلت {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فترك الحرس. وإسناده ضعيف لضعف الفضل بن المختار. قال أبو حاتم: مجهول وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل. وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابع عليه إما إسنادا وإمّا متنا. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (148) عن الحسن بن أبي الربيع الجُرْجاني ثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن عن النضر بن عبد الرحمن عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرس فلما نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ترك الحرس.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11663) وابن عدي (7/ 2488) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 78 - 79) والواحدي في "الوسيط" (2/ 209) من طرق عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن عن أبي عمر النضر بن عبد الرحمن عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرس فكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} [المائدة: 67] إلى قوله {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال "يا عمّ إنّ الله عز وجل قد عصمني من الجنّ والإنس". قال ابن عدي: هذا الحديث عن أبي يحيى الحماني عن النضر غير محفوظ" وقال ابن كثير: هذا حديث غريب، والصحيح أنّ هذه الآية مدنية بل هي من أواخر ما نزل بها" وقال الهيثمي: وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو ضعيف" المجمع 7/ 17 قلت: قال ابن معين: لا يحل لأحد أن يروي عنه، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث سعيد بن جبير فأخرجه الطبري (6/ 307) عن هناد بن السري وسفيان بن وكيع قالا: ثنا جرير عن ثعلبة عن جعفر عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تحرسوني إنّ ربي قد عصمني". جرير هو ابن عبد الحميد ثقة مشهور، وثعلبة هو ابن سهيل التميمي وثقه ابن معين وغيره، وجعفر هو ابن أبي المغيرة الخزاعي وثقه أحمد وغيره، وقال ابن منده: ليس بالقوي في سعيد بن جبير. وأما حديث محمد بن كعب فأخرجه عمر بن شبة (1/ 301 و 304) والطبري (6/ 308) من طرق عن عاصم بن محمد بن زيد العُمَري عن محمد بن كعب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحارسه أصحابه فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} [المائدة: 67] إلى قوله {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فترك الحرس حين أخبره أنّه سيعصمه من الناس. وأمّا حديث الربيع بن أنس فأخرجه عبد بن حميد وابن مردويه كما في "الدر المنثور" (3/ 120)

2944 - "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم النحر فشغل الأمراء فأخروه إلى الغد" قال الحافظ: قال ابن أبي شيبة (المصنف- الجزء المفقود ص 266): ثنا وكيع عن سفيان هو الثوري عن ابن جريج عن الزهري قال: فذكره، وهذا وإن كان مرسلاً لكنّه يعتضد بما سبق" (¬1) مرسل ورجاله ثقات إلا أنّ فيه عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلساً. 2945 - "كان يذكر الله على كل أحيانه" قال الحافظ: وصله مسلم (373) من حديث عائشة" (¬2) 2946 - "كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها" قال الحافظ: أخرجه مسلم (733) من حديث حفصة أم المؤمنين" (¬3) 2947 - "كان يستحب أن يأخذ من أظفاره وشاربه يوم الجمعة" قال الحافظ: أخرجه البيهقي من مرسل أبي جعفر الباقر قال: فذكره، وله شاهد موصول عن أبي هريرة لكن سنده ضعيف أخرجه البيهقي أيضاً في "الشعب" (¬4). ضعيف وحديث أي جعفر ذكره البيهقي في "السنن" (3/ 244) بدون إسناد. وله شاهد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (846) والبيهقي في "الشعب" (2508) عن أحمد بن يحيى الحلواني والبزار (كشف 623) عن العباس ¬

_ (¬1) 4/ 326 (كتاب الحج- باب الخطبة أيام مني) (¬2) 1/ 423 (كتاب الحيض- باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت) (¬3) 10/ 467 (كتاب فضائل القرآن- باب الترتيل في القراءة) (¬4) 12/ 466 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

قالا: ثنا عتيق بن يعقوب الزبيري ثنا إبراهيم بن قدامة الجُمَحي عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقلم أظفاره، ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يروح إلى الصلاة. قال الطبراني: لم يروه عن الأغر إلا إبراهيم بن قدامة، تفرد به عتيق" وقال البزار: لا يُروى هذا عن أبي هريرة من وجه غير هذا، وإبراهيم بن قدامة مدني، تفرد بهذا ولم يتابع عليه، وإذا تفرد بحديث فليس بحجة لأنه ليس بمشهور" وقال البيهقي: في هذا الإسناد من يجهل" قلت: واختلف فيه على عتيق بن يعقوب، فرواه بهلول بن إسحاق الأنباري عنه ثنا إبراهيم بن قدامة عن أبي قدامة عن أبي عبد الله الأغر مرسلاً ولم يذكر أبا هريرة. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 256) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3198) وفي "الشمائل" (1107) واختلف فيه على إبراهيم بن قدامة، فرواه أبو مصعب عنه عن عبد الله بن محمد بن حاطب عن أبيه مرفوعاً. أخرجه أبو الشيخ (ص 257) وأبو نعيم في "الصحابة" (649) وإبراهيم بن قدامة ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: لا يعرف، والخبر منكر. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف البتة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو الشيخ (ص 257) عن عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي ثنا عثمان بن خرزاذ ثنا العباس بن عثمان الراهبي ثنا الوليد بن مسلم عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقص أظفاره يوم الجمعة. عبد الرحمن بن داود ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" وقال: كان من الفقهاء كثير الحديث كتب بالشام ومصر. ووثقه أبو الشيخ في "الطبقات"، وابن أبي رواد مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات إلا أنّ الوليد بن مسلم كان مدلسا وقد عنعن. ورواه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن نافع أنّ ابن عمر كان يقلم أظفاره، ويقص شاربه في كل جمعة. موقوف. أخرجه البيهقي (3/ 244) من طريق ابن وهب عن حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن بكير به.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو الشيخ (ص 256 - 257) من طريق عمرو بن محمد ثنا محمد بن القاسم الأسدي ثنا محمد بن سليمان المسمولي ثنا عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه عن ابن عمرو أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ شاربه وأظفاره كل جمعة. ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3197) وفي "الشمائل" (1106) ومحمد بن القاسم الأسدي كذبه أحمد والدارقطني، وقال النسائي: متروك الحديث. والمسمولي ضعفه النسائي وأبو حاتم، وذكره العقيلي والساجي والدولابي وابن الجارود في "الضعفاء". وعبيد الله بن سلمة قال ابن المديني: لا أعرفه. 2948 - حديث عائشة "كان يُستعذب له الماء من بيوت السُّقيا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند جيد، وصححه الحاكم" (¬1) صحيح أخرجه إسحاق (841 و 905 و 1734) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستعذب له الماء من بئر السقيا. وأخرجه ابن سعد (1/ 394 و 506) وأحمد (6/ 100 و 108) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 158) وأبو داود (3735) وابن حبان (5332) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 227) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (25) والحاكم (4/ 138) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 125) والبيهقي في "الآداب" (683) والخطيب في "التاريخ" (3/ 130) والبغوي في "شرح السنة" (3049) وفي "الشمائل" (1017) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 242) من طرق عن الدراوردي به. وإسناده حسن، عبد العزيز صدوق، وهشام وأبوه ثقتان. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه: 1 - عامر بن صالح الزبيري. أخرجه أبو الشيخ (ص 227) عن عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الأهوازي عَبْدان ¬

_ (¬1) 12/ 176 (كتاب الأشربة- باب استعذاب الماء)

ثنا الصلت بن مسعود الجَحْدَري ثنا عامر بن صالح عن هشام عن أبيه عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستعذب له الماء من طرف الحرَّة. وأخرجه ابن عدي (5/ 1737) عن عمران السختياني ثنا الصلت بن مسعود به. وعامر بن صالح مختلف فيه، وثقه أحمد، وكذبه ابن معين. والباقون كلهم ثقات. 2 - محمد وعبيد الله ابنا المنذر وعبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة. أخرجه أبو الشيخ (ص 228) عن أبي القاسم عبد الله بن محمد الرازي ثنا أبو زرعة ثنا عتيق بن يعقوب ثنا محمد وعبيد الله ابنا المنذر وعبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان يستعذب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الماء من السقيا، والسقيا من من أطراف الحرة عند أرض بني فلان. ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3050) وفي "الشمائل" (1018) وإسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي وثقه أبو الشيخ وأبو نعيم، وأبو زرعة هو الرازي، ومحمد وعبيد الله ابنا المنذر بن الزبير بن العوام ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن محمد بن يحيى قال أبو حاتم: متروك الحديث، والباقون ثقات. 2949 - "كان يَسْمُر مع أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي من حديث عمر، ورجاله ثقات، وهو صريح في المقصود إلا أنّ في إسناده اختلافا على علقمة فلذلك لم يصح على شرطه" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 25 - 26) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر - رضي الله عنه - وهو بعرفة. قال أبو معاوية: وثنا الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان أنّه أتى عمر - رضي الله عنه - فقال: جئت يا أمر المؤمنين من الكوفة وتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلبه، فغضب وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل، فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود، فما زال يطفأ ويسرَّى عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك، والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يَسْمُر عند أبي بكر - رضي الله عنه - الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين، وأنّه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في ¬

_ (¬1) 1/ 224 (كتاب العلم- باب السمر في العلم)

المسجد، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من سرّه أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد" قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له "سل تعطه سل تعطه" قال عمر - رضي الله عنه -: قلت: والله لأغدونّ إليه فلأبشرنه، قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلا وسبقني إليه. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة ابن مسعود ص 47 - 48). وأخرجه أحمد في موضعين آخرين (1/ 26 و 34) عن أبي معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمر عند أبو بكر الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه. هكذا مختصرا ولم يذكر الإسناد الثاني. وأخرجه أبو يعلى (194) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 142 - 153) وابن عساكر (ص 48 - 49) عن أحمد بن سنان القطان قالا: ثنا أبو معاوية بالإسنادين معا. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 280 و 10/ 520) عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر مختصرا بذكر السمر في الموضع الأول: وبذكر قوله "من سرّه أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد" في الموضع الثاني، ولم يذكر الإسناد الثاني. وأخرجه الترمذي (169) عن أحمد بن منيع والنسائي في "الكبرى" (8256) وابن حبان (2034) عن إسحاق بن راهويه وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (156) عن زياد بن أيوب البغدادي

وأبو يعلى (195) عن عبيد الله بن عمر القواريري وابن خزيمة (1156) عن محمد بن المثنى وسَلْم بن جُنادة الكوفي والحاكم (2/ 227) والبيهقي (1/ 452) عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 330) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي كلهم عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر مختصرا ومطولا ولم يذكروا الإسناد الثاني. وقال الترمذي: حديث حسن" ولم ينفرد أبو معاوية به بل تابعه: 1 - الفضيل بن عياض عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر. والأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8257) والمزي في "تهذيب الكمال" (24/ 80) 2 - زائدة بن قدامة الكوفي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة، والأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان قالا: أتى رجل عمر أخرجه الطبراني في "الكبير" (8422) 3 - سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر. ولم يذكر الإسناد الثاني أخرجه البزار (326) والنسائي في "الكبرى" (8256) والطبراني في "الكبير" (8421) والحاكم (2/ 227 - 228 و3/ 318) والخطيب في "التاريخ" (4/ 326 - 327) من طرق عن مصعب بن المقدام الخثعمي ثنا سفيان به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وأتوهمهما لم يصح عندهما سماع علقمة بن قيس عن عمر" وقال الخطيب: لا أعلم رواه عن سفيان الثوري غير مصعب بن المقدام" قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، لكن لم يخرج له البخاري شيئاً. وأما علقمة فسئل أحمد: هل سمع علقمة من عمر؟ فقال: ينكرون ذلك، قيل: من ينكره؟ قال: الكوفيون أصحابه (جامع التحصيل ص 293) وروى إبراهيم النخعي عن علقمة قال: صلّيت خلف عمر سنتين. وروى مغيرة عن إبراهيم أنّ علقمة والأسود كانا يسافران مع أبي بكر وعمر. سير الأعلام 4/ 57 4 - أبو نعيم الفضل بن دُكين عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر ولم يذكر الإسناد الثاني أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 199) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 538 - 539) عن أبي نعيم به. ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي (1/ 453) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8420) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 124) من طرق عن أبي نعيم به. قال يعقوب بن سفيان في روايته: قال يحيى القطان (¬1) للأعمش: أليس قال أبو خيثمة أنّ اسم الرجل قيس بن مروان؟ قال: نعم- يريد الرجل الذي جاء إلى عمر- 5 - محمد بن فضيل الكوفي ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر. والأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر مختصرا. أخرجه البزار (327) عن علي بن المنذر الكوفي ثنا محمد بن فضيل به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8255) ¬

_ (¬1) وعند البيهقي "محمد العطار"

عن محمد بن أبان بن وزير البلخي وأبو يعلى (193) وعنه ابن السنى في "اليوم والليلة" (415) عن محمد بن عبد الله بن نُمير كلاهما عن ابن فضيل عن الأعمش عن خيثمهّ عن قيس بن مروان عن عمر. ولم يذكرا الإسناد الأول. 6 - أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر مختصرا. ولم يذكر الإسناد الثاني. أخرجه أحمد (1/ 7) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش به (¬1). 7 - يزيد بن عبد العزيز الأسدي الكوفي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر مختصرا. ولم يذكر الإسناد الثاني. أخرجه أحمد (1/ 7) - ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن الحسن بن عبيد الله النخعي عن إبراهيم واختلف فيه على عبد الواحد: • فقال عفان بن مسلم البصري: ثنا عبد الواحد ثنا الحسن بن عبيد الله ثنا إبراهيم عن علقصة ثنا القرثع عن قيس أو ابن قيس- رجل من جعفي- عن عمر. أخرجه أحمد (1/ 38) والبيهقي (1/ 453) وتابعه عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي التيمي المعروف بابن عائشة ثنا عبد الواحد بن زياد به. أخرجه الطبراني (¬2) في "الكبير" (8424) ¬

_ (¬1) ورواه فرات بن محبوب الكوفي عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8423) والأول أصح. (¬2) ولم يذكر "رجل من جعفي"

• ورواه محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي عن عبد الواحد بن زياد واختلف عنه: فرواه الترمذي في "العلل" (2/ 883) عنه كرواية عفان. وتابعه إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن عبد الملك به. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 168 - 169) ورواه البزار (328) عن محمد بن عبد الملك عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة عن قيس أو ابن قيس عن رجل من جعفي عن عمر. ولم يذكر القرثع. • وقال موسى بن إسماعيل البصري: عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة عن قرثع عن رجل من جعفي عن عمر. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 199) • وقال عبد الملك بن أبي الشوارب: ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن القرثع عن قيس أو ابن قيس- رجل من جعفي- عن عمر. ولم يذكر علقمة. أخرجه أحمد (1/ 39) قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث عبد الواحد عندي محفوظ" وخالفه الدارقطني فقال بعد أن ذكر الاختلاف فيه بين الأعمش والحسن بن عبيد الله: وقد ضبط الأعمش إسناده وحديثه، وهو الصواب. فقال له أحمد بن محمد بن غالب: فإن البخاري فيما ذكره الترمذي عنه، حكم بحديث الحسن بن عبيد الله على حديث الأعمش. فقال الدارقطني: عندي أنّ حديث الأعمش هو الصواب، وذكر القرثع عندي غير محفوظ، والحسن بن عبيد الله ليس بالقوي، لا يقاس الحسن بالأعمش" العلل 2/ 204 2950 - "كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله" قال الحافظ: وحديث عائشة عند مسلم (719): فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 296 و 297 و 298 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر)

2951 - "كان يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يصليها" قال الحافظ: أخرجه الحاكم عن أبي سعيد" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 21 و 36) والترمذي (477) وفي "الشمائل" (276) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 244 و 2/ 23) والبغوي في "شرح السنة" (1002) وفي "الشمائل" (609) من طرق عن فضيل بن مرزوق الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: بل ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. 2952 - "كان يصلي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه" قال الحافظ: أخرجه أحمد عن ابن عباس" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 325) عن يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني ثنا أبو عَوَانة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صُرف إلى الكعبة. وأخرجه البزار (كشف 418) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (23 و 24) والطبراني في "الكبير" (11066) والبيهقي (2/ 3) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 53 - 54 و 17/ 49 - 50) من طرق عن يحيى بن حماد به. قال البزار: لا نعلم أحدا رواه إلا الأعمش" وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 1/ 104 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 12 قلت: وهم ثقات، إلا أنّ الأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من مجاهد. وقد تكلم أهل العلم فيما يرويه الأعمش عن مجاهد بالعنعنة. قال أبو حاتم: الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس" العلل 2/ 210 ¬

_ (¬1) 3/ 298 (كتاب الصلاة -أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر) (¬2) 2/ 48 (كتاب الصلاة- باب التوجه نحو القبلة حيث كان)

وقال يحيى القطان: كتبت عن الأعمش أحاديث عن مجاهد كلها ملزقة لم يسمعها" مقدمة الجرح والتعديل ص 241 وقال يعقوب بن شيبة في "مسنده": ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة. قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال سمعت هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات" وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: في أحاديث الأعمش عن مجاهد قال أبو بكر بن عياش عنه حدثنيه ليث عن مجاهد" تهذيب التهذيب 4/ 225 وأبو يحيى القتات وليث بن أبي سليم ضعيفان. 2953 - "كان يصلي ركعتين ثم ينصرف فيستاك" قال الحافظ: رواه ابن ماجه من حديث ابن عباس قال: فذكره، وإسناده صحيح لكنه مختصر من حديث طويل أورده أبو داود وبين فيه أنّه تخلل بين الانصراف والسواك نوم، وأصل الحديث في مسلم مبينا أيضاً" (¬1) أخرجه ابن ماجه (288 و 1321) والنسائي في "الكبرى" (405 و 1343) والحاكم (1/ 145) من طرق عن عَثام بن علي الكوفي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره. واللفظ للنسائي. زاد الحاكم بعد قوله "ركعتين" "من الليل" ولفظ ابن ماجه "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم ينصرف فيستاك" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال المنذري: ورواته ثقات" الترغيب 1/ 166 قلت: فيه عنعنة الأعمش فإنّه كان مدلساً. وخالفه حصين بن عبد الرحمن السلمي فرواه عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس أنّه رقد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستيقظ فتسوك ¬

_ (¬1) 3/ 27 (كتاب الجمعة- باب السواك يوم الجمعة)

وتوضأ وهو يقول {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190] فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة، ثم قام فصلّى ركعتين فأطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات أخرجه مسلم (1/ 530) وأبو داود (1353 و 1354) والنسائي في "الكبرى" (403) وتابعه سفيان الثوري عن حبيب به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (1344) ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن حبيب فلم يذكر علي بن عبد الله بن عباس. أخرجه النسائي في "الكبرى" (404 و 1345) 2954 - "كان يصلي ركعتين قبل الفجر، وكان يقول: نِعم السورتان يُقرأ بهما في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} " قال الحافظ: وقد روى ابن ماجه بإسناد قوي عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: فذكرته، ولابن أبي شيبة من طريق محمد بن سيرين عن عائشة "كان يقرأ فيهما بهما" ولمسلم من حديث أبي هريرة "أنه - صلى الله عليه وسلم - قرأ فيهما بهما" وللترمذي والنسائي من حديث ابن عمر "رمقت النبي - صلى الله عليه وسلم - شهرا فكان يقرأ فيهما بهما" وللترمذي من حديث ابن مسعود مثله بغير تقييد، وكذا للبزار عن أنس، ولابن حبان عن جابر ما يدل على الترغيب في قراءتهما فيهما" (¬1) صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث أبى هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث جابر ومن حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث أبى أمامة فأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي أربعاً قبل الظهر وركعتين (¬2) بعدها وركعتين قبل الفجر، وكان يقول "نعم السورتان هما يُقرأ بهما في الركعتين قبل الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} " ¬

_ (¬1) 3/ 289 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب ما يقرأ في ركعتي الفجر) (¬2) ولفظ ابن خزيمة "وركعتين قبل العصر لا يدعهما"

أخرجه أحمد (6/ 239) وابن ماجه (1150) وابن حبان (2461) والطبراني في "الأوسط" (5243) والبيهقي في "الشعب" (2323) عن يزيد بن هارون وابن خزيمة (1114) عن إسحاق بن يوسف الأزرق كلاهما عن الجريري به. قال الحافظ: إسناده حسن" نتائج الأفكار 1/ 503 قلت: رواته ثقات إلا أنّ الجريري كان قد اختلط، وسماع يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق منه بعد اختلاطه. الثاني: يرويه محمد بن سيرين عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتى الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُسِرُّ فيهما القراءة" أخرجه عبد الرزاق (4788) وابن أبي شيبة (2/ 242) وإسحاق في "مسند عائشة" (1338 و 1339 و 1345 و 1341) وأحمد (6/ 183 و 184 و 225) وابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 627) والدارمي (1449) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 297) والبيهقي في "الشعب" (2295) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 502) من طرق عن ابن سيرين به. قال الحافظ: هذا حديث حسن" وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 3/ 42 قلت: وإسناده منقطع لأنّ ابن سيرين لم يسمع من عائشة، قاله ابن معين وأبو حاتم. الثالث: يرويه هارون بن مسلم صاحب الحناء ثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري عن محمد بن علي عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين قبل الصبح، والركعتين بعد المغرب: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7300) عن محمد بن العباس الأخرم ثنا نصر بن علي ثنا هارون بن مسلم به. وقال: لا يُروى هذا االحديث عن محمد بن علي عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون بن مسلم"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري. الرابع: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقرأ في ركعتي الفجر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وفي الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} " أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 175 - 176 و 203) قال: حدث عبد الله بن أحمد بن أسيد ثنا إبراهيم بن عامر ثنا أبي ثنا محمد بن عبد الرحمن المجاشعي عن هشام به. ذكره في ترجمة المجاشعي هذا ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (726) من طريق أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ". وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه مجاهد عن ابن عمر وعنه غير واحد، منهم: 1 - أبو إسحاق السبيعي. أخرجه عبد الرزاق (4790) وأحمد (2/ 35 و 94) وابن ماجه (1149) والترمذي (417) وابن حبان (2459) والطبراني في "الكبير" (13527) والبغوي في "شرح السنة" (883) عن سفيان الثوري والطيالسي (ص 257) وابن أبي شيبة (2/ 242) ومسلم في "التمييز" (86) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 226) والطبراني في "الكبير" (13528) والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (20) والبيهقي (3/ 43) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 497 - 498 و 498) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وأحمد (2/ 24 و 58 و 95 و 99) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 298) عن إسرائيل بن يونس الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الصبح: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} "

وفي لفظ "رمقت النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعا وعشرين مرة أو خمسا وعشرين مرة يقرأ" وفي لفظ "شهرا" واختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه عمار بن رزيق الكوفي عن أبي إسحاق عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر. أخرجه النسائي (2/ 132) وفي "الكبرى" (1064) والطبراني في "الكبير" (13564) والبيهقي (3/ 43) والأول أصح لأنّ أبا إسحاق السبيعي كان قد اختلط وسماع الثوري منه قبل اختلاطه، وسماع عمار بن رزيق منه بعد اختلاطه. قال الترمذي: حديث حسن" وقال الحافظ: هذا حديث حسن ورجاله رجال الصحيح ولكن له علة وهي عنعنة أبي إسحاق" وقال أبو حاتم: ليس هذا الحديث بصحيح وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنما روى هذا الحديث نفيع الأعمى عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 1/ 105 2 - ليث بن أبي سليم. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (188) من طريق يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن" وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر، وقال "هاتان الركعتان فيهما رُغب الدهر" وقال: لم يَرو أول هذا الحديث في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عن ليث إلا عبيد الله بن زحر، تفرد به يحيى بن أيوب" قلت: وليث قال ابن معين وجماعة: ضعيف. 3 - الأعمش. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 174) من طريق يعقوب بن عبد الله القُمِّي عن أبي سيف عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: رقبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنتي عشرة ليلة يصلي في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".

وأبو سيف قال أبو حاتم: لا أعرفه (الجرح 4/ 2 / 385) الثاني: يرويه عبد العزيز بن عمران عن ابن أخي الزهري عن الزهري عن سالم عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} " أخرجه الطبراني في "الكبير" (13123) من طرق عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر المدني ثنا عبد العزيز بن عمران به. وعبد العزيز بن عمران هو ابن عبد العزيز القرشي الزهري قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر قال: رمقت النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرين ليلة أو خمسا وعشرين ليلة أو شهرا فلم أسمعه يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر إلا بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ". أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 70) عن محمود بن آدم المروزي ثنا أسباط عن ليث به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2322) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أسباط به. وإسناده ضعيف لضعف ليث. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره، وقال فيه "شهرا" ولم يشك. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 20 و 275 - 276) عن محمد بن يحيى بن منده ثنا إبراهيم بن عامر ثنا أبي عن أبي هانئ عن شريك عن عبيد الله بن عمر به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 207) من طريق محمد بن عامر بن إبراهيم بن واقد ثنا أبي عن أبي هانئ به. وأبو هانئ واسمه إسماعيل بن خليفه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال يونس بن حبيب الأصبهاني: محله الصدق. وشريك هو ابن عبد الله القاضي مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى الاختلاط وإلى التدليس وإلى سوء الحفظ. الرابع: يرويه عبد الواحد بن زياد البصري عن ليث بن أبي سليم ثني أبو محمد قال:

رمقت ابن عمر شهرا فسمعته في الركعتين قبل صلاة الصبح يقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فذكرت له ذلك فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرا أو خمسة وعشرين يوما يقرأ في الركعتين قبل صلاة الصبح {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وقال "إنّ إحداهما تعدل بثلث القرآن، والأخرى بربع القرآن. {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل بثلث القرآن. و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل بربع القرآن" أخرجه أبو يعلى (5720) قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 218 قلت: ليث ضعيف كما تقدم. الخامس: يرويه نفيع بن الحارث أبو داود الكوفي عن ابن عمر قال: رمقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسا وعشرين صباحا كل ذلك أسمعه يقرأ في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثانية {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم سمعته يقول "السورتان إحداهما بربع القرآن، والأخرى بثلث القرآن" أخرجه ابن عدي (7/ 2648) والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (21) ونفيع بن الحارث قال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون، وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث. السادس: يرويه إسرائيل بن يونس عن ثوير بن أبي فاختة عن عطاء عن ابن عمر قال: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسا وعشرين مرة، فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين قبل المغرب {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} " أخرجه الطبراني في "الكبير" (13587) وأبو الشيخ في "حديثه" (15) وثوير قال ابن معين وأبو حاتم: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن ماجه (1166) والترمذي (431) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 70) والبزار (1843) وأبو يعلى (5049) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 298) والعقيلي (3/ 38) والطبراني في "الكبير" (10250 و 10251) وابن عدي (5/ 1945 - 1946) والبيهقي (3/ 43) والبغوي في "شرح السنة" (884) والمزي (18/ 432 - 433) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 504 - 505) من طرق عن عبد الملك بن الوليد بن مَعْدان الضُّبَعِي ثنا عاصم بن بَهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: ما أُحصي ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".

وقال بعضهم: عن زر وحده. وقال بعضهم: عن أبي وائل وحده. قال الترمذي: حديث غريب من حديث ابن مسعود، لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم" وقال محمد بن يحيى الذهلي: لو شاء قائل لقال: مسند، ولو شاء قائل لقال: منكر" قيام الليل لابن نصر ص70 وقال العقيلي: لا يتابع عبد الملك بن الوليد عليه بهذا الإسناد، وقد روي المتن بغير هذا الإسناد بإسناد جيد" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يتابع عبد الملك عليه" وقال الحافظ: حديث غريب" قلت: عبد الملك بن الوليد قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً ممن يقلب الأسانيد لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه. وقواه ابن معين. وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 704) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (404) والطحاوي (1/ 298) والبيهقي في "الشعب" (2293) والحافظ في "النتائج" (1/ 500) من طرق عن خلف بن موسى بن خلف العمي ثني أبي عن قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتي الفجر: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. قال البزار: تفرد به موسى بن خلف عن قتادة" وقال الحافظ: حديث حسن" قلت: فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسا. وأما حديث جابر فأخرجه الطحاوي (1/ 298) وابن حبان (2460) والبيهقي في "الشعب" (2294) والحافظ في "النتائج" (1/ 503 - 504) من طريق يحيى بن معين ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خِرَاش يحدث عن جابر أنّ رجلاً قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا

الْكَافِرُونَ} حتى انقضت السورة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هذا عبد عرف ربه" وقرأ في الآخرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى انقضت السورة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذا عبد آمن بربه" قال الحافظ: حديث حسن" قلت: وهو كما قال. وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7757) من طريق أبي الأشعث ثنا أصرم بن حوشب ثنا إسحاق بن واصل عن أبي جعفر محمد بن علي عن عبد الله بن جعفر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ". ومن طريقه أخرجه الحافظ في "النتائج" (1/ 506) قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشعث" وقال الحافظ: قلت هو أحمد بن المقدام العجلي ثقة من شيوخ البخاري، لكن شيخه وشيخ شيخه ضعيفان" وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "النتائج" (1/ 503) ولفظه مثل حديث أنس. قال الحافظ: سنده ضعيف" 2955 - "كان يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر" قال الحافظ: وأمّا ما رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن عباس: فذكره فإسناده ضعيف، وقد عارضه حديث عائشة هذا الذي في الصحيحين مع كونها أعلم بحال النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلاً من غيرها" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 394) وفي "مسنده" (المطالب 612/ 1) وعبد بن حميد في "المنتخب" (653) والبغوي في "معجمه" كما في "المصابيح" للسيوطي (ص 16 - 17) والطبراني في "الكبير" (12102) وفي "الأوسط" (802 و 5436) وابن عدي (1/ 240) والبيهقي (2/ 496) والخطيب في "التاريخ" (12/ 45) وفي "الموضح" (1/ 382) وابن ¬

_ (¬1) 5/ 158 (صلاة التروايح- باب فضل من قام رمضان)

عبد البر في "التمهيد" (8/ 115) وابن أبي الصقر في "مشيخته" (19) من طرق عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم إلا أبو شيبة، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال البيهقي: تفرد به أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي وهو ضعيف" وقال ابن عبد البر: مداره على أبي شيبة، وليس بالقوي" وقال الزيلعي: وهو معلول بأبي شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متفق على ضعفه ثم إنه مخالف للحديث الصحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" أخرجه البخاري ومسلم" نصب الراية 2/ 153 وقال الهيثمي: وفيه أبو شيبة إبراهيم وهو ضعيف" المجمع 3/ 172 وقال البوصيري: مداره على إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف، ومع ضعفه مخالف لما رواه مسلم في "صحيحه" من حديث عائشة قالت: كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل في رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة، منها ركعتي الفجر" مختصر الإتحاف 3/ 64 وقال السيوطي: هذا الحديث ضعيف جداً لا تقوم به حجة" المصابيح ص 17 وقال الألباني: موضوع" الإرواء 2/ 191 - الضعيفة 2/ 35 - صلاة التراويح ص 20 2956 - "كان يصلي في نعليه ما لم ير فيهما أذى" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر حديث "إنّ جبريل أخبرنى أنّ فيهما قذرا" 2957 - "كان يصلي قبل الجمعة ركعتين وبعدها أربعا" قال الحافظ: وورد في سنة الجمعة التي قبلها أحاديث أخرى ضعيفة منها عن أبي هريرة رواه البزار بلفظ: فذكره، وفي إسناده ضعف، وعن علي مثله رواه الأثرم والطبراني في "الأوسط" بلفظ "كان يصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعا" وفيه محمد بن عبد الرحمن السهمي وهو ضعيف عند البخاري وغيره. وقال الأثرم: إنّه حديث واه. ومنها عن ابن ¬

_ (¬1) 3/ 449 (كتاب الجنائز- باب الميت يسمع خفق النعال)

عباس مثله وزاد "لا يفصل في شيء منهن" أخرجه ابن ماجه بسند واه، قال النووي في "الخلاصة": إنّه حديث باطل. وعن ابن مسعود عند الطبراني أيضاً مثله وفي إسناده ضعف وانقطاع. ورواه عبد الرزاق عن ابن مسعود موقوفا وهو الصواب" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي هريرة ومن حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 365) من طريق الطبراني ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا إسحاق بن سليمان البغدادي ثنا الحسن بن قتيبة ثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصلي قبل الجمعة ركعتين وبعدها ركعتين. وقال: قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا الحسن بن قتيبة" قلت: هو الخزاعي المدائني قواه ابن عدي فتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو هالك. قال الدارقطني في رواية البرقاني: متروك الحديث. وقال أبو حّاتم: ضعيف. وقال الأزدي: واهي الحديث. وقال العقيلي: كثير الوهم (الميزان) والحديث ذكره الخطيب في ترجمة إسحاق بن سليمان ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم يذكر عنه راويا إلا البزار. فالظاهر أنه مجهول. وأما حديث علي فأخرجه ابن الأعرابي (ق86/ب) والطبراني في "الأوسط" (1640) من طريق محمد بن عبد الرحمن السهمي ثنا حصين بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعاً يجعل التسليم في آخرهنّ ركعة. قال الطبراني: لم يَرو هنا الحديث عن أبي إسحاق إلا حصين، ولا رواه عن حصين إلا محمد بن عبد الرحمن السهمي" قلت: السهمي مختلف فيه. ضعفه ابن معين وغيره، وقواه ابن عدي وغيره. وأبو إسحاق هو السبيعي كان قد اختلط ولا أدري أسمع منه حصين بن عبد الرحمن قبل اختلاطه أم بعده فإني لم أر أحدا صرح بشيء من ذلك. ¬

_ (¬1) 3/ 78 (كتاب الجمعة- باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها)

ولم يذكر أبو إسحاق سماعا من عاصم بن ضمرة فإنّه كان مدلساً أيضا. وأمّا حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (1129) عن يزيد بن عبد ربه الحمصي والطبراني في "الكبير" (12674) عن عمرو بن عثمان الحمصي قالا: ثنا بقية بن الوليد عن مبشر بن عبيد عن الحجاج بن أرطاة عن عطية العَوْفي عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يركع قبل الجمعة أربعاً (¬1) لا يفصل في شيء منهن. اللفظ لابن ماجه قال الحافظ في "التلخيص الحبير" (2/ 74): وإسناده ضعيف جداً" وقال الزيلعي: وسنده واه جداً فمبشر بن عبيد معدود في الوضاعين، وحجاج وعطية ضعيفان" نصب الراية 2/ 206 وقال العراقي: سنده ضعيف جدا" الفيض 5/ 216 وقال البوصيري: هذا إسناد مسلسل بالضعاف: عطية متفق على تضعيفه، وحجاج مدلس، ومبشر بن عبيد كذاب، وبقية يدلس تدليس التسوية" مصباح الزجاجة 1/ 136 وقال أبو شامة: وهذا إسناد لا تقوم به حجة لضعف رجاله" الباعث ص 101 وقال في ص 102: ولعل الحديث انقلب على أحد هؤلاء الضعفاء لعدم ضبطهم وإتقانهم فقال قبل الجمعة وإنما هو بعد الجمعة موافقا لما ثبت في الصحيح" وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3971) عن علي بن سعيد الرازي ثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ثنا عَتَّاب بن بشير عن خُصَيف عن أبي عبيدة عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان يصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعاً. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن خصيف إلا عتاب بن بشير" قلت: وخصيف اختلط بأخرة، وعتاب قال أحمد: روى بأخرة أحاديث منكرة، وما أرى أنّها إلا من قبل خصيف. وقال أيضاً: أحاديث عتاب عن خصيف منكرة. والراوي عنه ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) زاد الطبراني "وبعدها أربعا"

والذي يظهر أنّ عتاب بن بشير أخطأ في رفع الحديث فقد رواه محمد بن فضيل عن خصيف عن أبي عبيدة عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (5330) ومحمد بن فضيل ثقة، وأبو عبيدة هو ابن عبد الله بن مسعود ولم يسمع من أبيه كما قال الترمذي والنسائي وغيرهما، لكنه لم ينفرد به بل تابعه قتادة أن ابن مسعود كان يصلي قبل الجمعة أربع ركعات وبعدها أربع ركعات. أخرجه عبد الرزاق (5524) عن مَعْمر عن قتادة به. قال الهيثمي في "المجمع" (2/ 195): وقتادة لم يسمع من ابن مسعود" وقال أحمد وأبو حاتم: لم يلق ابن مسعود. ورواه عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كان عبد الله يأمرنا أن نصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعاً. أخرجه عبد الرزاق (5525) عن الثوري عن عطاء به. وإسناده حسن، وسماع الثوري من عطاء قبل اختلاطه. وأمّا حديث عائشة فأخرجه أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر في "حديث أبي القاسم علي بن يعقوب" عن إسحاق بن إدريس ثنا أبان ثنا عاصم الأحول عن نافع عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي قبل الجمعة ركعتين في أهله. قال الألباني: باطل موضوع وآفته إسحاق هذا وهو الأسواري البصري قال ابن معين: كذاب يضع الحديث" الأجوبة النافعة ص 24 2958 - "كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما أخّر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة فيصوم شعبان" قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عن عائشة قالت: فذكره، وابن أبي ليلى ضعيف، وحديث الباب والذي بعده دال على ضعف ما رواه" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 5/ 118 (كتاب الصوم- باب صوم شعبان)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2119) عن أحمد بن زهير التُّسْتَرِي ثنا علي بن حرب الجُنْد يَسَابُوْرِي ثنا سليمان بن أبي سورة (¬1) ثنا عمرو بن أبي قيس عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فربما أخّر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة، وربما آخّره حتى يصوم شعبان. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام" المجمع 3/ 192 قلت: هو ضعيف لسوء حفظه وكثرة خطأه. قال البيهقي في "المعرفة" (3/ 282): لا حجة فيما ينفرد به لسوء حفظه وكثرة خطأه في الروايات. 2959 - "كان يصوم حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 810) من طريق أبي سلمة، ومن طريق عبد الله بن شقيق جميعاً عن عائشة أنّها سئلت عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: فذكرته" (¬2) 2960 - "كان يصوم من كل شهر أيام الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى" قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي من حديث حفصة: فذكره" (¬3) له عن حفصة طريقان: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود واختلف عنه: - فرواه حماد بن سلمة عن عاصم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن حماد عن عاصم عن سواء الخزاعي عن حفصة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر: يوم الاثنين والخميس ويوم الاثنين من الجمعة الأخرى. أخرجه أحمد (6/ 287) عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني ¬

_ (¬1) في ثقات ابن حبان (8/ 276): سوداء، وفي "تهذيب الكمال" (20/ 365): هوذة. (¬2) 5/ 139 (كتاب الصوم- باب هل يخص شيئا من الأيام) (¬3) 5/ 130 (كتاب الصوم- باب صيام البيض)

و (6/ 287 - 288) والبيهقي (4/ 294 - 295) وفي "فضائل الأوقات" (298) عن عفان بن مسلم البصري والنسائي في "الكبرى" (2675) عن النضر بن شميل وأبو داود (2451) عن موسى بن إسماعيل البصري وأبو يعلى (7074) عن عبد الأعلى (¬1) بن حماد النَّرْسي و (7059) عن رَوح بن عبادة البصري وعبد بن حميد (1544) عن محمد بن الفضل البصري والطبراني في "الكبير" (23/ 204) عن حجاج بن المنهال البصري والبيهقي (4/ 294 - 295) وفي "الشعب" (3567) عن عبد الواحد بن غياث البصري والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 202) عن حبان بن هلال الباهلي قالوا: ثنا حماد بن سلمة به. • وقال أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار: ثنا حماد عن عاصم عن سواء عن أم سلمة. فجعله عن أم سلمة. ¬

_ (¬1) قال: قال حماد.

أخرجه النسائي (4/ 173) وفي "الكبرى" (2674) ومن طريقه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1883) - ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن عاصم عن المسيب بن رافع عن حفصة. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 42) وأحمد (6/ 287) والنسائي (4/ 173) وفي "الكبرى" (2676 و 2787) وأبو يعلى (7037) والمسيب بن رافع لم يسمع من حفصة. - ورواه أبان بن يزيد العطار عن عاصم عن معبد بن خالد عن سواء عن حفصة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 217) - ورواه قيس بن الربيع عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء عن حفصة. أخرجه الطبراني (23/ 204) من طريق يحيى الحمّاني ثنا قيس به. والحِمَّاني مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. وقيس مختلف فيه كذلك والأكثر على تضعيفه. - ورواه يحيى بن اليمان العجلي الكوفي عن سفيان عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء عن عائشة. أخرجه النسائي (4/ 173) وفي "الكبرى" (2673 و 2786) وابن خزيمة (2116) ويحيى بن اليمان مختلف فيه. وسواء الخزاعي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. الثاني: يرويه الحُر بن الصَّيَّاح النخعي الكوفي واختلف عنه: - فقال عمرو بن قيس الملائي: عن الحر بن الصياح عن هنيدة بن خالد الخزاعي عن حفصة قالت: أربع لم يكن يدعهنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة. أخرجه أحمد (6/ 287) والنسائي (4/ 189 - 190) وفي "الكبرى" (2724) وأبو يعلى (7041 و 7048 و 7049) والطبراني في "الكبير" (23/ 205 و 216) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 268) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 28 و 28 - 29) من طريق أبي إسحاق الأشجعي الكوفي ثنا عمرو بن قيس به.

وأبو إسحاق الأشجعي قال الذهبي في "الميزان": ما علمت أحدا روى عنه غير أبي النضر هاشم بن القاسم. وهنيدة مختلف في صحبته. - وقال زهير بن معاوية الكوفي: عن الحر بن الصياح قال: سمعت هنيدة قال: دخلت على أم المؤمنين سمعتها تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، أول اثنين من الشهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه. أخرجه النسائي (4/ 189) وفي "الكبرى" (2723) - وقال أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي: ثنا الحر بن الصياح عن هنيدة عن امرأته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم (¬1) تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين. أخرجه أحمد (6/ 288) واللفظ له والنسائي (4/ 190) وفي "الكبرى" (2681 و2725 و 2726) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (175) قال الزيلعي: ضعيف" نصب الراية 2/ 157 - ورواه الحسن بن عبيد الله النخعي الكوفي عن الحر بن الصياح واختلف عنه: • فقال عبد الرحيم بن سليمان الكناني: عن الحسن بن عبيد الله عن الحر عن هنيدة عن امرأته عن أم سلمة قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صمن من كل شهر ثلاثة أيام من أوله: الاثنين والخميس، والخميس الذي يليه" أخرجه أبو يعلى (6898) والطبراني في "الكبير" (23/ 216 و420 - 421) • وقال محمد بن فضيل الكوفي: ثنا الحسن بن عبيد الله عن هنيدة عن أمه قالت: دخلت على أم سلمة فسألتها عن الصيام فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أولها (¬2) الاثنين (¬3) والجمعة والخميس. أسقط منه الحر بن الصياح وقال فيه: عن أمه بدل امرأته. ¬

_ (¬1) ولفظ النسائي "يصوم العشر" (¬2) ولفظ النسائي "أول خميس، والاثنين والاثنين" (¬3) ولفظ أبي يعلى "الاثنين والخميس والاثنين" ولفظ أبي داود والبيهقي "الاثنين والخميس والخميس"

أخرجه أحمد (6/ 289 و 310) عن ابن فضيل به. وأخرجه أبو داود (2452) والنسائي (4/ 190) وفي "الكبرى" (2727) وأبو يعلى (6889 و 6982) والطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 859) والبيهقي (4/ 295) وفي "فضائل الأوقات" (299) وفي "الشعب" (3571) من طرق عن ابن فضيل به. - وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن الحر بن الصياح قال: سمعت ابن عمر يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام من كل شهر: الخميس من أول الشهر، والاثنين الذي يليه، والاثنين الذي يليه. أخرجه أحمد (2/ 90 - 91) واللفظ له والنسائي (4/ 189) وفي "الكبرى" (2722) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (300) وفي "الشعب" (3568) وشريك سيئ الحفظ. 2961 - "كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي من أي الشهر صام" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1160) من حديث عائشة" (¬1) 2962 - حديث ابن مسعود "كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وقلّما كان يفطر يوم الجمعة" قال الحافظ: حسنه الترمذي" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر" 2963 - "كان يضحي بالمدينة بالجَزُور أحيانا وبالكبش إذا لم يجد جزورا" قال الحافظ: أخرجه البيهقي من حديث ابن عمر، وفي سنده عبد الله بن نافع وفيه مقال" (¬3) ضعيف أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 179) والبيهقي (9/ 272) من طريق أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن نافع القرشي العدوي المدني مولى ابن عمر. ¬

_ (¬1) 5/ 130 (كتاب الصوم- باب صيام البيض) و5/ 140 (كتاب الصوم- باب هل يخص شيئا من الأيام) (¬2) 5/ 138 (كتاب الصوم- باب صوم يوم الجمعة) (¬3) 12/ 108 (كتاب الأضاحي- باب أضحية النبي - صلى الله عليه وسلم -)

2964 - "كان يعجبه التيمن في شأنه كله" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (1/ 280) عن عائشة. 2965 - "كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة" قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه بسند حسن عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) حسن أخرجه أحمد (2/ 332) عن محمد بن بشر العبدي وابن ماجه (3536) وابن حبان (6121) عن عبدة بن سليمان الكلابي كلاهما عن محمد بن عمرو بن علقمة ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. لفظ حديث عبدة بن سليمان. ولفظ حديث محمد بن بشر "كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 77 قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. 2966 - "كان يغتسل من إناء يسع ثلاثة أمداد" قال الحافظ: وروى مسلم (1/ 256) أيضاً من حديثها (أي عائشة) فذكره" (¬3) 2967 - "كان يغتسل من وراء الحجرات وما رأى أحد عورته قط" قال الحافظ: وأخرج (أي البزار) من حديث ابن عباس قال: فذكره، وإسناده حسن" (¬4) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 129 (كتاب الهبة- باب من استسقى) (¬2) 12/ 325 (كتاب الطب- باب الفأل) (¬3) 1/ 317 (كتاب الوضوء- باب الوضوء بالمد) (¬4) 7/ 387 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (11126) والبزار (كشف 2459) من طريق إسرائيل بن يونس عن مسلم بن كيسان الملائي الأعور عن مجاهد عن ابن عباس قال: فذكره. قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه متصل بأحسن من هذا الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 9/ 17 - 18 وقال في موضع آخر: وفيه مسلم الملائي وقد اختلط في آخر عمره" المجمع 1/ 269 قلت: هو ضعيف الحديث كما قال أبو زرعة وجماعة. 2968 - "كان يفتتح الصلاة بالتكبير" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (498) وأبو داود (783) وأبو يعلى (4667) من حديث عائشة. 2969 - "كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: فيهنّ آية خير من ألف آية" قال الحافظ: أخرجه الثلاثة من حديث العِرْباض بن سارية" (¬2) ضعيف يرويه بَحير بن سعد الحمصي عن خالد بن معدان واختلف عنه: - فقال بقية بن الوليد: ثنىِ بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض. أخرجه أحمد (4/ 128) وأبو داود (5057) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 347) والترمذي (2921) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1335) والنسائي في "اليوم والليلة" (713 و 714) وفي "الكبرى" (8026) والطبراني في "الكبير" (18/ 249 - 250) من طرق عن بقية به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" - وقال معاوية بن صالح الحمصي: عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه الدارمي (3427) والنسائي في "اليوم والليلة " (715) ¬

_ (¬1) 2/ 358 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب إيجاب التكبير) (¬2) 13/ 373 (كتاب الدعوات- باب التعوذ والقراءة عند النوم)

والأول أصح لأنّ بقية إذا روى عن أهل الشام وصرّح بالسماع منهم فهو ثقة. والحديث رواته ثقات غير عبد الله بن أبي بلال، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى خالد بن معدان. قلت: فهو مجهول. 2970 - "كان يقرأ في الظهر في الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية" قال الحافظ: ويدل عليه حديث أبي سعيد عند مسلم (1/ 334): فذكره، وفي رواية لابن ماجه أن الذين حزروا ذلك كانوا ثلاثين من "الصحابة" (¬1) رواية ابن ماجه (828) أخرجها من طريق أبي داود الطيالسي ثنا المسعودي ثنا زيد العَمِّي عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: اجتمع ثلاثون بدريا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: تعالوا حتى نقيس قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما لم يجهر فيه من الصلاة، فما اختلف منهم رجلان، فقاسوا قراءته في الركعة الأولى من الظهر بقدر ثلاثين آية، وفي الركعة الأخرى قدر النصف من ذلك، وقاسوا ذلك في العصر على قدر النصف من الركعتين الأخريين من الظهر. قال البوصيري: هذا إسناد فيه زيد العمي وهو ضعيف، والمسعودي اختلط بأخرة، والطيالسي إنما روى عنه بعد الاختلاط" مصباح الزجاجة 1/ 104 2971 - "كان يقص شاربه" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس وحسنه: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (الفتح الرباني 17/ 313) والخلال في "الترجل" (79) والطبراني في "الكبير" (11725) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 259) والبغوي في "الشمائل" (1104) عن الحسن بن صالح الكوفي والترمذي (2760) والطبراني في "الكبير" (11724) عن إسرائيل بن يونس الكوفي ¬

_ (¬1) 2/ 387 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب القراءة في الظهر) (¬2) 12/ 468 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

كلاهما عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقص (¬1) شاربه. اللفظ لأحمد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: سماك مختلف فيه، وروايته عن عكرمة تكلم فيها ابن المديني وغيره. 2972 - "كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب فجاء إليه رومي فقال: ألا أصنع لك منبرا؟ " قال الحافظ: ووقع عند الترمذي وابن خزيمة وصححاه من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس: فذكره" (¬2) صحيح وله عن أنس طرق: الأول: يرويه عكرمة بن عمار اليمامي ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثنا أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس، فجاءه رومي فقال (¬3): ألا أصنع لك شيئاً تقعد عليه وكأنك قائم؟ فصنع له منبرا، له درجتان، ويقعد على الثالثة، فلمّا قعد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك المنبر، خار الجذع كخوار الثور، حتى ارتج المسجد (¬4) حزنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فالتزمه وهو يخور، فلما التزمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكن (¬5)، ثم قال "أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة، حزنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدفن. أخرجه الدارمي (42) واللفظ له والترمذي (3627) وأبو يعلى كما في "البداية والنهاية" لابن كثير (6/ 126) وابن خزيمة (1777) والطحاوي في "المشكل" (4179) واللالكائي في "السنة" (1472) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 558) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (124) من طرق عن عمر بن يونس بن القاسم اليمامي ثنا عكرمة بن عمار به. قال الترمذي: حسن صحيح" ¬

_ (¬1) ولفظ أبي الشيخ "يجز" (¬2) 3/ 49 (كتاب الجمعة- باب الخطبة على المنبر) (¬3) زاد البيهقي "يا رسول الله" (¬4) زاد ابن خزيمة وغيره "بخواره" (¬5) ولفظ ابن خزيمة "سكت"

وقال اللالكائي: إسناده صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قالا. الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى جذع نخلة (¬1)، فلما اتخذ (¬2) المنبر تحول (¬3) إلى المنبر، فحنّ الجذع حتى أتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه فسكن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة". أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 486) وأحمد بن حنبل (1/ 249 و 266 - 267 و 267 و 363) واللفظ له وعبد بن حميد (1336) والدارمي (40 و 1572) وابن ماجه (1415) وأحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 16) والبزار كما في "البداية والنهاية " (6/ 126) وأبو يعلى (3384) والطحاوي في "المشكل" (4178) من طرق عن حماد به. قال ابن كثير: هذا إسناد على شرط مسلم" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" قلت: وهو كما قالا. الثالث: يرويه المبارك بن فَضالة عن الحسن ثني أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس قال "ابنوا لي منبرا" فبنوا له منبرا، إنما كان عتبتين، فتحول من الخشبة إلى المنبر، فحنّت والله الخشبة حنين الواله. قال أنس: وأنا والله في المسجد أسمع ذلك، فوالله ما زالت تحن حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر، فمشى إليها فاحتضنها فسكنت. فبكى الحسن وقال: يا معشر المسلمين الخشب يحن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقا إليه، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحقّ أن يشتاقوا إليه. أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (48) وفي "الزهد" (1021) عن المبارك بن فضالة به. ومن طريقه أخرجه الآجري في "الشريعة" (1070) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 559) ¬

_ (¬1) زاد الدرمي "قبل أن يتخذ المنبر" (¬2) ولفظ أبي يعلى "بني" (¬3) وفي لفظ "خطب على المنبر"

وأخرجه أحمد (3/ 226) وأبو يعلى (2756) وابن خزيمة (1776) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3341) وابن الأعرابي (ق 225 - 226) وابن حبان (6507) والآجري في "الشريعة" (1069) وابن بشران (1235) واللالكائي في "السنة" (1473) وابن عبد البر في "الجامع" (2384) والخطيب في "التاريخ" (12/ 485 - 486) وابن القيسراني في "العلو والنزول" (ص 77) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (31) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1388) وابن النجار في "تاريخ المدينة" (ص 156) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 469 - 470) والذهبي (¬1) في "سير الأعلام" (4/ 569 - 570) من طرق عن المبارك بن فضالة ثنا الحسن عن أنس به. وإسناده حسن، المبارك صدوق يدلس وقد صرح بالتحديث من الحسن البصري، والحسن صرح بالتحديث من أنس فانتفى التدليس. الرابع: يرويه يعلي بن عباد الكلابي عن عبد الحكم عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى جذع، فحنّ الجذع فاحتضنه وقال "لولا أني احتضنته لحنّ إلى يوم القيامة" أخرجه ابن بشران (1075 و 1142) وإسناده واه، عبد الحكم هو القَسْمَلي البصري قال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: لا يحتج به. 2973 - حديث أنس "كان يكثر القناع" سكت عليه الحافظ (¬2). ربي من حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد فأما حديث أنس فأخرجه ابن سعد (1/ 484) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 43) والترمذي في "الشمائل" (32 و 119) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 173) والبيهقي في "الشعب" (6045) والبغوي في "الشمائل" (799 و 1073) عن الربيع بن صَبيح البصري وأبو الشيخ (ص 173) عن يحيى بن أبي كثير ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن غريب" (¬2) 12/ 389 (كتاب اللباس- باب التقنع)

كلاهما عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر دهن رأسه، وتسريح لحيته، ويكثر القناع، حتى كأنّ ثوبه ثوب زيات. اللفظ للترمذي قال العراقي: إسناده ضعيف" إتحاف السادة المتقين 2/ 395 قلت: وهو كما قال لضعف يزيد الرقاشي. وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه البيهقي في "الشعب" (6046) من طريق أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا مبشر بن مكسّر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر القناع، ويكثر دهن رأسه، ويسرح لحيته بالماء. وأخرجه ابن الأعرابي (ق 59 / أ) عن أبي بكر محمد بن عيسى بن هارون ثنا مسلم بن إبراهيم به، ولم يذكر القناع. قال الخطيب في "التاريخ" (3/ 354): محمد بن هارون بن عيسى أبو بكر الأزدي الرزاز روى عنه ابن الأعرابي فقال؛ حدثنا محمد بن عيسى بن هارون. وقال الدارقطني: ليس بالقوي (¬1). ومبشر بن مكسّر قال ابن معين: ليس به بأس (التاريخ 4/ 94) وقال أبو حاتم: لا بأس به (الجرح). ومسلم بن إبراهيم وأبو حازم سلمة بن دينار ثقتان. 2974 - "كان يلبس خاتمه في يساره" قال الحافظ: ولأبي الشيخ من حديث أبي سعيد بلفظ: فذكره، وفي سنده لين، وأخرجه ابن سعد أيضا" (¬2) ضعيف أخرجه ابن سعد (1/ 477) عن الواقدي وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 127) والجورقاني في "الأباطيل" (644) ¬

_ (¬1) سؤالات الحاكم ص 150 - تاريخ بغداد 2/ 400 (¬2) 12/ 445 - 446 (كتاب اللباس- باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)

عن أبي غَرِيَّة محمد بن موسى المدني كلاهما عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي منصور عن رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس خاتمه في يساره. قال الجورقاني: هذا حديث حسن، وأبو غزية ثقة" قلت: ووثقه الحاكم أيضاً (سؤالات مسعود ص 172) لكن قال البخاري: عنده مناكير، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال ابن حبان: كان ممن يسرق الحديث ويحدث به، ويروي عن الثقات أشياء موضوعات حتى إذا سمعها المبتدئ في الصناعة سبق إلى قلبه أنّه كان المتعمد لها، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء". والواقدي قال أبو زرعة: ترك الناس حديثه. وإسحاق بن إبراهيم لم أقف له على ترجمة. 2975 - حديث أنس أنّه سئل عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان يمدّ مداً. قال الحافظ: ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" (¬1) قلت: وأخرجه في "الصحيح" (فتح 10/ 468 - 469) 2976 - "كان ينبَذ له الزبيب من الليل في السقاء فإذا أصبح شربه يومه وليلته ومن الفد، فإذا كان مساء شربه أو سقاه الخدم، فإنْ فضل شيء أراقه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2004) من حديث ابن عباس" (¬2) 2977 - "كان ينبذ له في سقاء، فإذا لم يكن سقاء ينبذ له في توْر" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من رواية أشعث عن أبي الزبير عن جابر" (¬3) أخرجه الطيالسي (ص 241) وعبد الرزاق (16935) وابن أبي شيبة (8/ 140) وأحمد (3/ 304 و 379) والدارمي (2113) ومسلم (3/ 1584) وأبو داود (3702) وابن ماجه (3405) والنسائي (8/ 270 و 277) وفي "الكبرى" (5123 و 5157 و 5158) والبغوي في "الشمائل" (1027) من طرق عن أبي الزبير عن جابر به. ¬

_ (¬1) 17/ 302 (كتاب الترحيد- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة) (¬2) 12/ 156 (كتاب الأشربة- باب الانتباذ في الأوعية) (¬3) 12/ 156 (كتاب الأشربة- باب الانتباذ في الأوعية)

زاد أحمد وغيره "من بِرَام" وزاد أبو داود وغيره "من حجارة" 2978 - "كان ينصب لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار" قال الحافظ: وفي الترمذي من طريق أبي الزناد عن عروة عن عائشة قالت: فذكرته، وذكر المزي في "الأطراف" أنّ البخاري أخرجه تعليقا نحوه وأتم منه لكني لم أره فيه" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 72) عن موسى بن داود الضبي وأبو داود (5015) وأبو القاسم البغوي (¬2) في "الصحابة" (513) والخطيب في "الموضح" (2/ 368) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (650) عن محمد بن سليمان المِصيصي لُوَين والترمذي (2846) عن إسماعيل بن موسى الفزاري والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 629) والحاكم (3/ 487) عن عبد الله بن وهب وأبو عيسى الترمذي (2846) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 56) عن علي بن حُجر السعدي كلهم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه وهشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" اللفظ لأبي داود ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3408) لكنه لم يذكر "عن أبيه" ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 628) عن إسماعيل بن موسى ولم يذكر "عن أبيه" ¬

_ (¬1) 2/ 95 (كتاب الصلاة- باب الشعر في المسجد) (¬2) لم يذكر في روايته: وهشام بن عروة.

ورواه عمران بن سوار بن لاحق الباهلي البغدادي عن ابن أبي الزناد فلم يذكر "عن هشام" أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 322) ورواه أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني عن ابن أبي الزناد فلم يذكر "عن أبيه وهشام" أخرجه أبو يعلى (4591) والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: ابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه هشيم عن هشام عن أبيه عن عائشة. أخرجه الطبري (2/ 629) عن إسماعيل بن موسى الفزاري أنبأ هشيم به. وهشيم مدلس ولم يذكر سماعا من هشام. وللحديث طريق أخرى يرويها محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر حديثا وفيه: قالت عائشة: فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان "إنّ روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله". أخرجه مسلم (2490) 2979 - "كان ينهى عن كثير من الإرفاه" قال الحافظ: وأخرج النسائي من طريق عبد الله بن بُريدة أنّ رجلاً من الصحابة يقال له: عبيد قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن الترجل إلا غِبا" ... ¬

_ (¬1) 12/ 491 (كتاب اللباس- باب الترجيل والتيمن فيه)

حرف اللام

حرف اللام 2980 - حديث بريدة بن الحصيب قال: لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء فرجع ولم يفتح له، فلما كان الغد أخذه عمر فرجع ولم يفتح له، وقتل محمود بن سلمة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأدفعن لوائي غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله" قال الحافظ: عند أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم من حديث بريدة بن الحصيب قال: فذكره، وعند ابن إسحاق نحوه من وجه آخر. وقال: وفي حديث بريدة "إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله" وقال: وفي حديث بريدة "لا يرجع حتى يفتح الله له" وقال. وفي حديث بريدة: فما منا رجل له منزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل حتى تطاولت أنا لها، فدعا عليا وهو يشتكي عينه فمسحها ثم دفع إليه اللواء. وقال: وعن بريدة في "الدلائل" للبيهقي: فما وجعها عليّ حتى مضى لسبيله" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله" 2981 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في قصة العَسِيف "لأقضين بينكما بكتاب الله" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 15/ 148 - 152) من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد. ¬

_ (¬1) 9/ 16 و 17 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر) (¬2) 17/ 53 (كتاب الاعتصام- باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل مما لم ينزل عليه الوحي)

2982 - "لَأنَ أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تفضي إليّ أحبّ إليّ من أن أجلس على قبر" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (971) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (¬1) ولفظه عنده "لأَن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر" 2983 - "لَأَنْ أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2695) من حديث أبي هريرة" (¬2) 2984 - "لَأَنْ يتصدق أحدكم في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق عند موته بمائة" قال الحافظ: وروى أبو داود وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد الخدري: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه أبو داود (2866) وابن حبان (3334) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا ابن أبي ذئب عن شُرحبيل عن أبي سعيد مرفوعاً "لأن يتصدق المرء في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة درهم عند موته" لفظ ابن حبان. وإسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد الخطمي المدني. 2985 - "لَأَنْ يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده" قال الحافظ: وردّ ابن حزم التأويل المتقدم بأنّ لفظ حديث أبي هريرة عند مسلم (971): فذكره" (¬4) ¬

_ (¬1) 3/ 466 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر) (¬2) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله عز وجل) (¬3) 6/ 304 (كتاب الوصايا- باب الصدقة عند الموت) (¬4) 3/ 467 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر)

2986 - "لَأنْ يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزنى بامرأة جاره" قال الحافظ: وقد روى أحمد من حديث المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرام. قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (6/ 8) والبخاري في "الأدب المفرد" (103) والبزار (2115) والطبراني في "الكبير" (20/ 256 - 257) و"الأوسط" (6329) والبيهقي في "الشعب" (9105) والأصبهاني في "الترغيب" (881) والمزي (25/ 261 - 262) من طرق عن محمد بن فضيل بن غزوان ثنا محمد بن سعد الأنصاري قال: سمعت أبا ظَبية الكَلاَعي يقول: سمعت المقداد بن الأسود يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟ " قالوا: حرّمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر (¬2) عليه من أن يزني بامرأة جاره" قال: فقال "ما تقولون في السرقة؟ " قالوا: حرّمها الله ورسوله فهي حرام، قال "لأنْ يسرق الرجل من عشرة (¬3) أبيات أيسر عليه من أن يسرق من (¬4) جاره" اللفظ لأحمد. قال البزار: وهذا الحديث لا نحفظ أحدا رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا المقداد" وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن المقداد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن فضيل" وقال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" الترغيب 3/ 352 - المجمع 8/ 168 قلت: وإسناده حسن، ابن فضيل وأبو ظبية ثقتان، ومحمد بن سعد قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. 2987 - "لَأنْ يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحا يتخضخض خير له من أن يمتلئ شعرا" قال الحافظ: ووقع في حديث عوف بن مالك عند الطحاوي والطبراني: فذكره، وسنده حسن" (¬5) ¬

_ (¬1) 10/ 110 (كتاب التفسير- سورة الفرقان- باب قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68]) (¬2) ولفظ الطبراني "خير له" (¬3) زاد البخاري "أهل" (¬4) زاد البخاري والطبراني "بيت" (¬5) 13/ 166 (كتاب الأدب- باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر)

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 295) والطبراني في "الكبير" (18/ 78) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شِمَاسة عن عوف بن مالك به مرفوعا. واللفظ للطبراني إلا أنّه قال "إلي لهامته" مكان "إلى لهاته" ولفظ الطحاوي: لأن يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحا يتمخض مثل السقاء خير له من أن يمتلئ شعرا" قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 8/ 121 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة. قال الحافظ في "الفتح" في مواضع: ابن لهيعة ضعيف (تجريد أسماء الرواة ص 83) وخالفه الليث بن سعد فرواه عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن عوف بن مالك موقوفاً. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (2/ 950) والخطابي في "الغريب" (2/ 503) من طريقين عن الليث به. وهذا أصح. وللحديث شاهد عن مالك بن عمير مرفوعاً "لأن يمتلئ ما بين لَبَّتِكَ إلى عانتك قيحا خير من أن يمتلئ شعرا" أخرجه الحسن بن سفيان كما في "الإصابة" (9/ 62) وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2069) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 44) والطبراني في "الكبير" (19/ 294 - 295) وأبو نعيم في "الصحابة" (6029) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (37 و 43) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا أبو صخر واصل بن يزيد بن واصل السلمي الناصري ثني أبي وعمومتي عن جدي مالك بن عمير به. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 120 قلت: ويعقوب بن محمد الزهري قال أبو زرعة: واهي الحديث. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد ثنا واصل بن يزيد به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7474) وله شواهد أخرى في الصحيحين وغيرهما لكن ليس في شيء منها قوله "من عانته إلى لهاته يتخضخض" (¬1) 2988 - عن بريدة قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي إذ جاءه رجل ومعه حمار، فقال: يا رسول الله، اركب، وتأخر الرجل، فقال: "لَأَنْتَ أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي" قال: قد جعلته لك، فركب. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد، وصححه ابن حبان والحاكم من طريق حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: فذكره. وهذا الرجل هو معاذ بن جبل، بينه حبيب بن الشهيد في روايته عن عبد الله بن بريدة لكنّه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة من طريقه، وقد وجدت له شاهدا من حديث النعمان بن بشير أخرجه الطبراني وفيه زيادة الاستثناء، وأخرج أحمد من حديث قيس بن سعد بدون هذه الزيادة" (¬2) يرويه عبد الله بن بريدة واختلف عنه: - فقال حسين بن واقد المروزي: ثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: فذكره. أخرجه أحمد (5/ 353) وابن حبان (4735) عن زيد بن الحباب العُكْلي وأبو داود (2572) والترمذي (2773) والسياق له والبيهقي (5/ 258) وفي "الآداب" (951) عن علي بن حسين بن واقد قالا: ثني حسين بن واقد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" - وقال حبيب بن الشهيد البصري: عن عبد الله بن بريدة أنّ معاذ بن جبل أتى ¬

_ (¬1) انظر "السلسة الصحيحة" للألباني حديث رقم 336 (¬2) 12/ 521 (كتاب اللباس- باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه)

النبي - صلى الله عليه وسلم - بدابة ليركبها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رب الدابة أحق بصدرها" فقال معاذ: فهي لك يا نبي الله، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأردف معاذا. مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 561) عن معاذ بن معاذ العنبري ثنا حبيب بن الشهيد به. وأخرجه البيهقي (5/ 258) من طريق سعدان بن نصر بن منصور البغدادي ثنا معاذ بن معاذ به. وحديث النعمان بن بشير أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (180) من طريق موسى بن أيوب النصيبي ثنا محمد بن شعيب عن صدقة مولى عبد الرحمن بن الوليد عن محمد بن علي بن الحسين قال: خرجت أمشي مع جدي حسين بن علي إلى أرضه فأدركنا ابن النعمان بنّ بشير على بغلة له فنزل عنها وقال لحسين: اركب أبا عبد الله، فأبى. فلم يزل يقسم عليه حتى قال: أما إنك قد كلفتني ما أكره، ولكن أحدثك حديثا حدثتنيه أمي فاطمة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "الرجل أحق بصدر دابته وفراشه والصلاة في بيته إلا إماما يجمع الناس" فاركب أنت على صدر الدابة وسأرتدف. فقال ابن النعمان: صدقت فاطمة، حدثني أبي وها هو ذا حي بالمدينة بمثل حديث فاطمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزاد فيه "إلا أن يأذن له" فلما حدثه ابن النعمان بهذا الحديث ركب حسين السرج وركب ابن النعمان خلفه. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الإمتاع بالأربعين" (ص 53 - 54) وقال: هذا حديث غريب، تفرد بسياقه هذا صدقة وهو ابن عبد الله السمين وهو ضعيف، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" من هذا الوجه في ترجمة محمد بن النعمان بن بشير عن أبيه، ووقع عنده غير مسمى في روايته فلعله عرف اسمه من موضع آخر، وقد رواه الحكم بن عبد الله الأيلي عن محمد بن علي بن الحسين إلا أنه خالف صدقة في بعض السياق" قلت: أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 414) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن الحكم بن عبد الله الأيلي أنه سمع محمد بن علي بن حسين يقول: خرج الحسين وهو يريد أرضه التي بظاهر الحرة ونحن نمشي إذ أدركنا النعمان بن بشير على بغلة، فنزل فقربها إلى الحسين فقال: اركب أبا عبد الله، فكره ذلك، فلم يزل ذلك من أقسام النعمان حتى أطاع له الحسين بالركوب، قال: أما إذ أقسمت فقد كلفتني ما أكره فاركب على صدر دابتك فسأردفك فإني سمعت فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه والصلاة في منزله إلا إماماً

يجمع الناس عليه" فقال النعمان: صدقت بنت محمد رسول الله، سمعت أبي بشيرا يقول كما قالت فاطمة وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إلا من أذن" فركب حسين على السرج وردفه الأنصاري. قال الهيثمي: وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك" المجمع 8/ 108 وحديث قيس بن سعد له عنه طرق: الأول: يرويه عبد العزيز بن عبد الملك بن مُليل البَلَوي القضاعي عن عبد الرحمن بن أبي أمية الضمري أنّ حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن عبادة في الفتنة الأولى وهو على فرس، فَأَخَّر عن السرج وقال: اركب، فأبى، فقال له قيس بن سعد: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "صاحب الدابة أولى بصدرها" فقال له حبيب: إني لست أجهل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أخشى عليك. أخرجه أحمد (3/ 422) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (853) والطبراني في "الكبير" (3534) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (63) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 180) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وعن أبي زرعة وهب الله بن راشد الحجري والطبراني في "الأوسط" (1948) عن عبد الله بن وهب قالوا: ثنا حيوة بن شريح أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك به. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن حبيب بن مسلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب" كذا قال، وقد تابعه أبو عبد الرحمن المقرئ وغيره أيضاً كما تقدم. ولم ينفرد حيوة به بل تابعه ابن لهيعة عن عبد العزيز بن عبد الملك به. أخرجه ابن عبد الحكم (ص 180) والطبراني في "الكبير" (8/ 350 - 351) وابن مليل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وعبد الرحمن بن أبي أمية ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال أبو حاتم: لا يعرف. الثاني: يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن قيس بن عبادة رفعه "صاحب الدابة أحق بصدرها" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 350) عن عليّ بن عبد العزيز البغوي ثنا القعنبي ثنا حسين بن عبد الله به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6546) من طريق أنس بن عياض المدني عن حسين بن عبد الله به. وحسين بن عبد الله كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم. وله طريق ثالثة تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة" 2989 - عن عائشة قالت: أُهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدية فأرسل إلى كل امرأة من نسائه نصيبها، فلم ترض زينب بنت جحش نصيبها، فزادها مرّة أخرى فلم ترض، فقالت عائشة: لقد أقمأت وجهك تردّ عليك الهدية، فقال "لأنتنّ أهون على الله من أن تقمأنني، لا أدخل عليكنّ شهرا" قال الحافظ: أخرج ابن سعد من طريق عمرة عن عائشة قالت: فذكرته، ومن طريق الزهري عن عروة عن عائشة نحوه وفيه: ذبح ذبحا فقسمه بين أزواجه، فأرسل إلى زينب بنصيبها فردته، فقال "زيدوها ثلاثا" كل ذلك ترده: فذكر نحوه" (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن سعد (8/ 188 - 189) عن الواقدي ثني أبو معشر ثني حارثة بن أبي الرجال قال: دخلت مع القاسم بن محمد على عمرة بنت عبد الرحمن، فقال القاسم: يا أم محمد في أي شيء هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه؟ فقالت عمرة: أخبرتني عائشة أنه أُهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية في بيتها، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه بنصيبها، وأرسل إلى زينب بنت جحش فلم ترض، ثم زادوها مرّة أخرى فلم ترض، فقالت عائشة: لقد أقمأت وجهك أن تردّ عليك الهدية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لأنتنّ أهون على الله من أن تقمئني، لا أدخل عليكن شهرا" قالت: فدخل في مشربة، وذكرت الحديث وفيه طول. ¬

_ (¬1) 11/ 200 (كتاب النكاح - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها)

وأخرج أيضاً (8/ 190) عن الواقدي ثني مالك وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال عن أبيهما عن عمرة عن عائشة قالت: أُهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحم فقال "أهدي لزينب بنت جحش" قالت: فأهديت لها فردّته فقال "أقسمت عليك ألا زدتها" قالت: فزدتها حتى زدتها ثلاثاً، فقلت: لقد أقمأتك. فقال "لأنتنّ أهون على الله من أن تقمئنني، لا أدخل عليكن إلى تسع وعشرين، إنّ شهرنا هكذا، بيديه ثلاث مرات، ثم صنع في الثالثة مثله وقبض إحدى أصابعه" وأخرج أيضاً (8/ 190 - 191) عن الواقدي ثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذبحا فأمرني فقسمته بين أزواجه، فأرسل إلى زينب بنت جحش بنصيبها فردّته، فقال "زيدوها ثلاثا" كل ذلك تردّه. فقلت له: قد أقمأت وجهك حين ترد عليك الهدية، فقال "أنتن أهون على الله من أن تقمئنني، والله لا أدخل عليكن شهرا" وذكرت الحديث وفيه طول. والواقدي قال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا. 2990 - عن أنس قال: حسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه حتى أصابه المطر وقال: "لِأنَّه حديث عهد بربه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (898) من طريق جعفر بن سليمان البصري عن ثابت عن أنس" (¬1) 2991 - حديث عائشة قالت: لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الشهر تسع وعشرون، وإنّما والله أعلم بما قال في ذلك أنه قال حين هجرنا "لأهجرنكنَّ شهرا" ثم جاء لتسع وعشرين، فسألته فقال "إن شهرنا هذا كان تسعاً وعشرين" قال الحافظ: أخرجه الطحاوي" (¬2) له عن عائشة طرق: الأول: يرويه عروة بن الزبير عن عائشة قالت: وقولهم، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الشهر تسع وعشرون، لا والله ما كذلك قال، أنا والله أعلم بما قال في ذلك، إنّما قال حين ¬

_ (¬1) 3/ 173 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته) (¬2) 14/ 378 (كتاب الإيمان والنذور - باب من حلف أن لا يدخل على أهله شهرا)

هجرنا "لأهجركن شهرا" فجاء حتى ذهب تسع وعشرون ليلة. فقلت: يا نبي الله، إنك أقسمت شهرا، وإنما غبت عنا تسعا وعشرين ليلة، فقال "إن شهرنا هذا كان تسعا وعشرين ليلة" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 124) من طريق ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه به. ورواته ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأخرجه مسلم (2/ 763 و 1113) من طرق عن عبد الرزاق أنا مَعمر عن الزهري أني عروة عن عائشة قالت: لما مضى تسع وعشرون ليلة دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدأ بي، فقلت: يا رسول الله، إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدّهنّ، فقال "إنّ الشهر تسع وعشرون" الثاني: ترويه عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهجرنا شهرا، فدخل علينا لتسع وعشرين، فقلنا: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تكلمنا شهرا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين، فقال "إنّ الشهر لا يتم" أخرجه الطحاوي (3/ 124) من طريق أحمد بن خالد الوهبي ثنا ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة به. وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، والباقون ثقات. الثالث: يرويه عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتسع وعشرين، فقلت له: إني ما خفيت عليّ منهن ليلة إنما مضت تسع وعشرون، فقال "إنّ الشهر تسع وعشرون" أخرجه إسحاق في "مسند عاثشة" (1260) وأحمد (6/ 243) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا أبو عامر صالح بن رستم الخزاز عن ابن أبي مليكة به. وإسناده حسن، صالح صدوق، وروح وعبد الله ثقتان. 2992 - "لَئِن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" قال الحافظ: رواه مسلم (2/ 798) أيضاً من وجه آخر عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 5/ 148 (كتاب الصوم - باب صوم يوم عاشوراء)

2993 - حديث البراء قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، قال: "لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة أو فك الرقبة" قال: أوليستا بواحدة؟ قال "لا، إنّ عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (277) والطيالسي (ص 100) عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي البجلي ثني طلحة بن مصرف اليامي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني عملا يدخلني الجنة؟ فقال "لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة وفك الرقبة" قال: أوليستا واحدا؟ قال "لا، عتق النسمة أن تفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها، والمنيحة الوَكوف والفَيءُ على ذي الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الصائم ومر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير". ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (38) والخطابي في "الغريب" (1/ 704) ومن طريق الطيالسي أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2743) والبيهقي (10/ 272 - 273) والخطيب في "الفقيه" (1/ 228 - 229) وأخرجه أحمد (4/ 299) والدارقطني (2/ 135) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وأحمد (4/ 299) والخرائطي في "المكارم" (1/ 432) وابن الجوزي في "البر والصلة" (391) عن يحيى بن آدم الكوفي وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6807) والروياني (355) والطحاوي في "المشكل" (2744) والحاكم (2/ 217) والبيهقي (10/ 272 - 273) وفي "الشعب" (4026 و 4581) وفي "الآداب" (95) والواحدي في "الوسيط" (4/ 491) والبغوي في "شرح السنة" (2419) ¬

_ (¬1) 10/ 332 - 333 (كتاب التفسير - سورة البلد)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وابن حبان (374) عن عبيد الله بن موسى الكوفي والطحاوي (4/ 2 - 3) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي والدراقطني (2/ 135) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي والبغوي في "شرح السنة" (2419) عن محمد بن كثير العبدي والخطابي في "الغريب" (1/ 67) عن عاصم بن علي الواسطي والشجري في "أماليه" (2/ 124) والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 632 - 633) عن عبد الحميد بن صالح الكوفي والبخاري في "الأدب المفرد" (69) عن مالك بن إسماعيل النَّهْدي الكوفي والروياني (354) عن محمد بن سابق التميمي الكوفي كلهم عن عيسى بن عبد الرحمن به. وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن عيسى بن عبد الرحمن عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة مرسلاً. أخرجه الطحاوي (4/ 3) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 240

وقال الحافظ: حديث صحيح" الفتح 6/ 72 قلت: وهو كما قالوا. 2994 - "لبثت مع صاحبي -يعني أبا بكر- في الغار بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا ثمر البرير" قال الحافظ: وروى أحمد والحاكم من رواية طلحة البصري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان الرجل إذا قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان له بالمدينة عريف" 2995 - حديث أبي هريرة: قلنا: يا رسول الله، حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال "لبنة من ذهب، ولبنة من فضة" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان، وله شاهد عن ابن عمر أخرجه الطبراني وسنده حسن، وآخر عن أبي سعيد أخرجه البزار ولفظه "خلق الله الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة"، ووقع عند البيهقي في "البعث" في حديث أبي سعيد "إنّ الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة" (¬2) ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو مجاهد سعد بن عبيد الطائي ثني أبو المُدِلَّة عبيد الله بن عبد الله مولى أم المؤمنين عائشة أنّه سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول الله، إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا، وشممنا النساء والأولاد، قال "لو تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم" قال: قلنا: يا رسول الله، حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال "لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإِمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين". ¬

_ (¬1) 8/ 237 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة) (¬2) 17/ 206 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22])

أخرجه الطيالسي (ص 337) وأحمد (2/ 304 - 305 و 305) واللفظ له وهناد في "الزهد" (130) وعبد بن حميد (1420) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (4) والحارث (بغية الباحث 1071) وابن حبان (874 و 3428 و 7387) والطبراني في "الدعاء" (1315) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (100 و 136) والبيهقي (3/ 345 - 346 و 8/ 162 و 10/ 88) وفي "البعث" (258) وفي "الشعب" (6699) والخطيب في "الكفاية" (ص 367) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي وابن أبي شيبة (3/ 6 - 7) وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (300) وأحمد (2/ 445) والبخاري في "الكنى" (ص 74) والدارمي (2824) وابن ماجه (1752) والترمذي (3598) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (5) وابن أبي حاتم في "تفسير" (2/ 544) والبغوي في "شرح السنة" (1395) والمزي (34/ 269 - 270) عن سعدان الجهني القُبِّي والحميدي (1150) عن سفيان بن عيينة وابن خزيمة (1901) عن عمرو بن قيس الملائي كلهم عن سعد الطائي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو مدلة إنما نعرفه بهذا الحديث" وقال ابن حبان: أبو المدلة: اسمه عبيد الله بن عبد الله مدني ثقة" وذكره في "الثقات"، وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير أبي مجاهد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف. - ورواه حمزة الزيات واختلف عنه: • فقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: ثنا حمزة الزيات عن سعد الطائي عن أبي المدلة عن أبي هريرة. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (301) • وقال ابن المبارك في "الزهد" (1075): أنا حمزة الزيات عن سعد الطائي عن رجل عن أبي هريرة.

• وقال محمد بن فضيل: عن حمزة الزيات عن زياد الطائي عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (2526) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 50) وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل" وقال الذهبي في "الميزان": زياد الطائي لا يعرف. عن أبي مجاهد وأبي بدل عن أبي هريرة. - ورواه عبد العزيز بن رفيع الأسدي عن أبي مجاهد وأبي بدل عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7107) عن محمد بن نوح بن حرب العسكري ثنا الحسن بن إسرائيل ثنا وكيع بن الجراح عن الحسن بن صالح عن عبد العزيز بن رفيع به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز بن رفيع إلا الحسن بن صالح، ولا عن الحسن إلا وكيع، تفرد به الحسن بن إسرائيل" الثاني: يرويه مطر الوراق عن العلاء بن زياد العدوي عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ حائط الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة" أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (34) عن مطر به. ومن طريقه أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (699) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (1/ 172 و 2/ 74) والبيهقي في "البعث" (256) وابن عساكر (7/ 348) وإسناده حسن إن كان العلاء بن زياد سمع من أبي هريرة فإنه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. - ورواه قتادة واختلف عنه: • فقال عمران بن داور القطان: عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 362) والبزار (كشف 3509) عن أبي داود الطيالسي والطبراني في "الأوسط" (2553) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 248) وفي "صفة الجنة" (137 و 236) والذهبي في "السير" (5/ 204 - 206) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري قالا: ثنا عمران القطان به.

قال الذهبي: إسناده قوي" قلت: ولم ينفرد عمران القطان به بل تابعه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 249) والبيهقي في "البعث" (257) • وقال معمر بن راشد: عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة قوله. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 252) وعبد الرزاق (20875) وفي "تفسيره" (3/ 267) قالا: أنا معمر به. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4391) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا ابن المبارك به. • وقال سليمان التيمي: عن قتادة أن أبا هريرة قال: موقوف. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 251) والأول أصح لأنّ سعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس في قتادة. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 95 - 96) وفي "مسنده" (المطالب 4602) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 137/ ب) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (436) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (96 و 139 و 238) عن معاوية بن هشام القصّار الكوفي وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (12) وابن مردويه كما في "الفتن" لابن كثير (ص 443) وأبو نعيم (96 و 139) عن عثمان بن سعيد المري قالا: ثنا علي بن صالح بن حي عن عمر بن ربيعة عن الحسن عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة، كيف هي؟ فقال "من يدخل الجنة: يحيا لا يموت، وينعم لا يبأس، لا تَبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه" قال: قيل: يا رسول الله، كيف بناؤها؟ قال "لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، ملاطها مسك أذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران". قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 10/ 642 قلت: الحسن وهو البصري مختلف في سماعه من ابن عمر فقال أحمد وأبو حاتم: سمع منه، وقال ابن المديني والحاكم: لم يسمع منه.

وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من ابن عمر. وعمر بن ربيعة هو الايادي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وأما حديث أبي سعيد فيرويه سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد واختلف عنه. - فقال عدي بن الفضل التيمي البصري: عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "إنّ الله عز وجل بني جنات عدن بيده، وبناها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك الأذفر، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون. فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك". أخرجه البزار (كشف 3508) وابن الأعرابي (ق 198/ أ) وابن بشران (1065) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (140 و 237) وفي "الحلية" (6/ 204) واللفظ له. وقال: تفرد به الجريري عن أبي نضرة" وقال البزار: لا نعلم أحدا رفعه إلا عدي وليس بالحافظ" قلت: هو متروك الحديث كما قال أبو حاتم وغيره، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. - ورواه وهيب بن خالد البصري عن الجريري واختلف عنه: • فقال محمد بن يونس الكديمي: ثنا سهل بن بكار ثنا وهيب عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً. أخرجه البيهقي في "البعث" (261) والكديمي اتهمه بوضع الحديث غير واحد. • وقال مؤمل: ثنا وهيب ثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قوله. أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (2/ 75) - وقال حماد بن سلمة: عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قوله. أخرجه البزار (كشف 3507) عن محمد بن المثنى ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحماد ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه. قال الهيثمي: ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقيف" المجمع 10/ 397 2996 - عن أبي هريرة قال: كان من تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لبيك إله الحق لبيك. قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة ص 192) وأحمد (2/ 341 و 476) وابن ماجه (2920) والنسائي (5/ 125) وفي "الكبرى" (3733) وابن خزيمة (2623 و 2624) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 125) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 275) وابن حبان (3800) والدارقطني (2/ 225) والحاكم (1/ 449 - 450) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 42) والبيهقي (5/ 45) وفي "معرفة السنن" (7/ 135) من طرق (¬2) عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: فذكره. قال النسائي: لا أعلم أحدا أسند هذا الحديث غير عبد الله بن الفضل، وعبد الله بن الفضل ثقة" وقال أيضاً: لا أعلم أحدا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل إلا عبد العزيز، ورواه إسماعيل بن أمية مرسلا" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: وهو كما قال، والماجشون ثقة ثبت، ولم ينفرد عبد الله بن الفضل به بل تابعه سعيد بن مسلم بن بانك سمع عبد الرحمن بن هُرمز الأعرج يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6251) عن محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا سعيد بن مسلم به. ¬

_ (¬1) 4/ 153 (كتاب الحج - باب التلبية) (¬2) ورواه يزيد بن هارون عن الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 275) وقال: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: لا أدري غير أنّ الناس على حديث الأعرج أكثر، ويزيد بن هارون ثقة".

وخالد بن يزيد كذبه ابن معين وغيره. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (4341): ثنا عبد الله بن الحسن الحراني ثنا مروان بن عبيد ثنا بشر بن السري ثنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: كانت تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبيك إله الحق. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا زكريا بن إسحاق، ولا عن زكريا إلا بشر بن السري، تفرد به مروان بن عبيد" 2997 - حديث محمد بن حاطب قال: انطلقت بي أمي إلى رجل جالس فقالت له: يا رسول الله، قال "لبيك وسعديك" قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (¬1) حسن أخرجه ابن سعد (650) وابن أبي شيبة (8/ 48 و 10/ 315) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 5383) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (782 و 3204) والنسائي في "اليوم والليلة" (187 و 1025) والطبراني في "الكبير" (19/ 241 و 24/ 364) وفي "الأوسط" (1107) عن زكريا بن أبي زائدة والطيالسي (ص 165) ومسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5382) وابن سعد (652) وأحمد (3/ 481 و 4/ 259) والنسائي في "اليوم والليلة" (1024) وابن حبان (2976) والطبراني (19/ 240) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 174) عن شعبة وابن سعد (653) والنسائي في "اليوم والليلة" (1026) وفي "الكبرى" (7538) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5385) والطبراني (19/ 240 - 241) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 174) عن مِسْعَر بن كِدام وأحمد (4/ 259) عن إسرائيل بن يونس ¬

_ (¬1) 13/ 302 (كتاب الاستئذان - باب من أجاب بلبيك وسعديك)

وابن سعد (651) وابن أبي شيبة (8/ 43) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 5384) وأحمد (3/ 418 و 4/ 259) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 306) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5387) والطبراني (19/ 240) عن شريك بن عبد الله القاضي كلهم عن سماك بن حرب عن (¬1) محمد بن حاطب قال: تناولت قِدرًا كانت لنا فاحترقت يدي، فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس في الجُبّانة، فقالت له: يا رسول الله، فقال "لبيك وسعديك" ثم أدنتني منه، فجعل ينفث (¬2) ويتكلم بكلام لا أدري ما هو، فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول؟ قالت: كان يقول "اذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت" واللفظ لحديث زكريا بن أبي زائدة. وإسناده حسن، سماك صدوق تغير بأخرة، وسماع شعبة منه قبل تغيره. قال يعقوب بن شيبة: من سمع من سماك قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم. وقد خولف فيه: فقال عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب: عن أبيه عن جده محمد بن حاطب عن أمه أم جميل بنت المجلل قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبخا ففني الحطب، فخرجت أطلبه، فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك، فقدمت بك المدينة، فأتيت بك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب وهو أول من سُمي بك، فمسح يده على رأسك ودعا لك بالبركة وتفل في فيك، ثم جعل يتفل على يدك ويقول "اذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاء لا يغادر سقما" فما قمت بك من عنده حتى برئت يدك. أخرجه أحمد (3/ 418 و 6/ 437 - 438) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (783 و 3205) وفي "الأوائل" (31) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5386) وابن حبان (2977) والطبراني في "الكبير" (24/ 363) واللفظ له وفي "الدعاء" (1108) والحاكم (4/ 62 - 63) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 174 - 175) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 85 و 7/ 309 - 310) من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان به. ¬

_ (¬1) وفي حديث شعبة عند ابن حبان وغيره "سمعت محمد بن حاطب" (¬2) وفي لفظ "يتفل"

وعبد الرحمن بن عثمان قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند. وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وقال: سألت أبي عنه فقال: روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة. قلت: فما حاله؟ قال: يكتب حديثه (¬1) وهو شيخ. وذكره ابن حبان في "الثقات". 2998 - "لَتُتْرَكنَّ المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الذئب فيعوي على بعض سواري المسجد أو على المنبر" قالوا: فلمن تكون ثمارها؟ قال "للعوافي، الطير والسباع" قال الحافظ: روى مالك عن ابن حِماس -بمهملتين وتخفيف- عن عمه عن أبي هريرة رفعه: فذكره. أخرجه معن بن عيسى في "الموطأ" عن مالك. ورواه جماعة من الثقات خارج "الموطأ" (¬2) أخرجه مالك في "الموطأ" (¬3) (2/ 888) عن ابن حِمَاس عن عمه عن أبي هريرة مرفوعاً "لتتركن المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذي على بعض سواري المسجد، أو على المنبر" فقالوا: يا رسول الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ قال "للعوافي، الطير والسباع" وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 374) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 276) وابن حبان (6773) والحاكم (4/ 426) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 122) والخطيب في "الموضح" (1/ 300 و 351) من طرق عن مالك به. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" قلت: عم ابن حماس لم يخرج له مسلم شيئاً، ولم أعرفه، ولم أره في المبهمات من "التهذيب" و"اللسان" و"التعجيل"، وذكر المزي في ترجمة ابن حماس أنّ النسائي أخرج له في مسند حديث مالك. ¬

_ (¬1) قال الذهبي: قد علمتُ بالاستقراء التام أنّ أبا حاتم إذا قال في رجل: يكتب حديثه أنّه عنده ليس بحجة" سير الأعلام 6/ 360 (¬2) 4/ 462 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب من رغب عن المدينة) (¬3) برواية يحيى بن يحيى الليثي.

وابن حماس اختلف في اسمه، فقيل: يونس بن يوسف بن حماس، وقيل: يوسف بن يونس (¬1). واحتج به مسلم، ووثقه النسائي وغيره. وللحديث طرق (¬2) أخرى وشواهد (¬3) عن جماعة من الصحابة. 2999 - "لتدخلن الجنة إلا من أبي وشرد على الله شراد البعير" قال الحافظ: وأخرج أحمد والحاكم من طريق صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وسنده على شرط الشيخين، وله شاهد عن أبي أمامة عند الطبراني، وسنده جيد" (¬4) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي سعيد فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحاكم (1/ 55) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد و (4/ 247) عن إسماعيل بن أبي أويس كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً إلا أنّه قال "كشراد البعير" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: وهو كما قال. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 258) عن قتيبة بن سعيد البلخي والحاكم (1/ 55 - 56) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ¬

_ (¬1) قال ابن عبد البر: واضطرب في اسمه رواة الموطأ اضطرابا كثيرا، وأظنّ ذلك من مالك" التمهيد 24/ 120 (¬2) انظر: فتح الباري 4/ 461 - مسلم (1389) - تاريخ المدينة 1/ 277 و 278 (¬3) انظر حديث عوف بن مالك "أما والله ليدعنها أهلها ... " وحديث محجن بن الأدرع "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة ... " وحديث أبي سعيد في "تاريخ المدينة" (1/ 280 - 281) (¬4) 12/ 17 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

كلاهما عن الليث بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن علي بن خالد أنّ أبا أمامة الباهلي مرّ على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله" قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد الدؤلي وهو ثقة" المجمع 10/ 71 و403 قلت: فرق البخاري وابن أبي حاتم بين علي بن خالد الدؤلي الذي يروي عن النضر بن سفيان وعنه بكير بن الأشج، وبين علي بن خالد الذي يروي عن أبي أمامة وعنه سعيد بن أبي هلال، وجمع المزي بينهما. ولم يذكر البخاري وابن أبي حاتم في الثاني جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا له سماعا من أبي أمامة فالله أعلم. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (812) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعاً "والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير" قيل: يا رسول الله، ومن أبي أن يدخل الجنة؟ فقال "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار" وقال: لم يرو هذا الحديث عن العلاء بن المسيب إلا خلف بن خليفة" قلت: وهو صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرح بسماع سعيد بن سليمان الواسطي منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، والمسيب بن رافع لم يسمع من أبي سعيد. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 70 3000 - عن عبد الله بن الزبير قال: قدمت قُتَيلَة بنت عبد العزى بن سعد من بني مالك بن حِسْل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر في الهدنة، وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية بهدايا زبيب وسمن وقرظ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها أو تدخلها بيتها، وأرسلت إلى عائشة: سلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "لتدخلها" قال الحافظ: أخرجه ابن سعد وأبو داود الطيالسي والحاكم" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 161 (كتاب الهبة - باب الهدية للمشركين)

أخرجه ابن سعد (8/ 252) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثني عبد الله بن المبارك أنا مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: فذكره، وزاد "ولتقبل هديتها" قال: وأنزل الله تبارك وتعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [الممتحنة: 8] إلى قوله {أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [النُّور: 50]. وأخرجه الطيالسي (¬1) (ص 228) عن ابن المبارك به. ومن طريقه أخرجه البزار (¬2) (2208) وأخرجه أحمد (4/ 4) عن عارم بن الفضل البصري والطبري في "تفسيره" (28/ 66) والنحاس في "الناسخ" (878) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 241) عن إبراهيم بن الحجاج وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 496 - 497) عن عتاب بن زياد الخراساني قالوا: ثنا ابن المبارك به. واختلف فيه على ابن المبارك، فرواه علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك أني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده به. أخرجه الحاكم (2/ 485 - 486) وقال: صحيح الإسناد" قلت: الأول أصح، فقد رواه بشر (¬3) بن السري البصري عن مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به. أخرجه الطبري (28/ 66) وابن عدي (6/ 2359) وابن عساكر (ترجمة أسماء بنت أبي بكر ص 17) ¬

_ (¬1) قال البوصيري: رواه الطيالسي بسند ضعيف لضعف مصعب بن ثابت" مختصر الإتحاف 8/ 432 (¬2) ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (88) (¬3) وتابعه محمد بن إسحاق الصاغاني أنا مصعب بن ثابت به. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 277)

قال البزار: لا نعلم له طريقا عن ابن الزبير إلا هذا" وقال الهيثمي: وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 123 وقال في موضع آخر: وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 144 قلت: مصعب بن ثابت ذكره ابن حبان أيضاً في "المجروحين" وقال: منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه. وقال أبو حاتم والنسائي وأبو زرعة والدارقطني: ليس بالقوي. 3001 - "لتركبنّ سنة من كان قبكم حلوها ومرها" قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح: فذكره" (¬1) موقوف صحيح أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (398) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت عمر بن الحكم يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد عبد الوهاب الثقفي به بل تابعه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن يحيى بن سعيد به. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 102) 3002 - "لتسونّ الصفوف أو لتطمسنّ الوجوه" قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث أبي أمامة وفي إسناده ضعف" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 258) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1765) والطبراني في "الكبير" (7859) من طريق عبيد الله بن زَحْر عن عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "لتسونّ الصفوف أو لتطمسنّ وجوهكم أو لتغمضنّ أبصاركم أو لتخطفنّ أبصاركم" وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. ¬

_ (¬1) 17/ 64 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لتتبعن سنن من كان قبلكم) (¬2) 2/ 349 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها)

3003 - "أنّ عليّا ذكّر الزبير بأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له "لتقاتلن عليًّا وأنت ظالم له" فرجع لذلك. قال الحافظ: وروى الحاكم من طرق متعددة: فذكره" (¬1) له عن علي طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: - فقال محمد بن سليمان العابد: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتحبه" فقلت: وما يمنعني. قال "أما إنّك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم" قال: فرجع الزبير. أخرجه الحاكم (3/ 366) وسكت عليه. وقال الذهبي في "التلخيص": قلت: العابد لا يعرف، والحديث فيه نظر" - وقال يعلي بن عبيد الطنافسي: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام -رجل من بني حية- قال: خلا عليّ بالزبير يوم الجمل فقال: أنشدك بالله كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأنت لاوي يدي في سقيفة بني فلان "لتقاتلنه وأنت ظالم له ثم لينصرنّ عليك". قال: قد سمعت لا جرم لا أقاتلك. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 283) وإسحاق في "مسنده" (المطالب 4408) والبخاري في "الكنى" (ص 21) وهذا أصح، وعبد السلام قال الحافظ في "التقريب": مقبول. الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي ثني جدي عبد الملك بن مسلم عن أبي جرو المازني قال: سمعت عليا وهو يناشد الزبير فقال: أنشدك الله يا زبير أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنك تقاتلني وأنت ظالم"؟ قال: بلى، ولكني نسيت. أخرجه البخاري (¬2) في "الكبير" (3/ 1/ 431) والعقيلي (3/ 35) والحاكم (3/ 367) ¬

_ (¬1) 7/ 36 - 37 (كتاب فرض الخمس - باب بركة الغازي في ماله) (¬2) وقال: لم يصح حديث عبد الملك بن مسلم"

عن جعفر بن سليمان الضُّبعي والبخاري في "الكنى" (ص 21) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 200) عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي به. - ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن عبد الله بن محمد الرقاشي واختلف عنه: • فقال أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدورقي: ثنا أبو عاصم عن عبد الله بن محمد الرقاشي عن جده عن أبي جرو المازني. أخرجه أبو يعلى (666) ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (16/ 71) (¬1) وأبو جرو قال الذهبي في "الميزان": مجهول. • وقال أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي: ثنا أبو عاصم ثنا عبد الله بن محمد الرقاشي عن جده عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال: شهدت الزبير خرج يريد عليا. أخرجه الحاكم (3/ 366) وقال: هذا حديث صحيح عن أبي حرب بن أبي الأسود فقد روى عنه يزيد بن صهيب الفقير وفضل بن فضالة في إسناد واحد. ثم أخرجه عن أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل المأمون ثنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي ثنا منجاب بن الحارث ثنا عبد الله بن الأجلح ثني أبي عن يزيد الفقير. قال منجاب: وسمعت فضل بن فضالة يحدث به جميعاً عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: فذكر الحديث. قلت: اختلف فيه على أبي عمرو بن مطر: فقال البيهقي في "الدلائل" (6/ 414 - 415): أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنا أبو عمرو بن مطر أنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي الكوفي ثنا منجاب بن الحارث ثنا عبد الله بن الأجلح ثنا أبي عن يزيد الفقير عن أبيه. ¬

_ (¬1) وقال: أخرجه النسائي في "مسند علي"

قال: وسمعت الفضل بن فضالة يحدث أبي عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: فذكره. زاد فيه عن أبيه. الثالث: يرويه شريك بن عبد الله النخعي عن الأسود بن قيس قال: حدثني من رأى الزبير يقعص الخيل بالرمح قعصا فثوب به عليّ: يا عبد الله يا عبد الله، قال: فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما، قال: فقال له عليّ: أنشدك بالله أتذكر يوم أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أناجيك فقال "أتناجيه فوالله ليقاتلنك يوما وهو لك ظالم" قال: فضرب الزبير وجه دابته فانصرف. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 283 - 284) وفي "مسنده" (المطالب 4412/ 1) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وله شاهد عن قتادة قال: لما ولى زبير يوم الجمل بلغ عليا فقال: لو أنّ ابن صفية يعلم أنه على حق ما ولى وذاك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال "أتحبه يا زبير" فقال: وما يمنعني؟ فقال "فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له" قال: فيرون أنه إنما ولى لذلك. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 414) وقال: هذا مرسل" وله شاهد آخر عن الحكم بن عتيبة قال: لما كان يوم الجمل واصطفوا دعا عليّ الزبير فأتاه، فقال: أنشدك الله تعالى أما تذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لتقاتلنه وأنت ظالم له"؟ قال: اللهم نعم، فما ذكرته قبل مقامي هذا، فانطلق راجعا، فلما رآه صاحبه تبعه -يعني طلحة- فرماه مروان بسهم فشد فخذه بحدية السرج. أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4407/ 1) عن يحيى بن آدم الكوفي وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 4407/ 2) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري قالا: ثنا أبو إسرائيل عن الحكم به. وأبو إسرائيل واسمه إسماعيل بن خليفة مختلف فيه، وثقه يعقوب بن سفيان، وضعفه النسائي وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين. والباقون ثقات.

3004 - عن عبد السلام -رجل من حية- قال: خلا عليّ بالزبير يوم الجمل فقال: أنشدك الله، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأنت لاوي يدي "لتقاتلنه وأنت ظالم له ثمَّ لينصرنّ عليك"؟ قال: قد سمعت، لا جرم لا أقاتلك. قال الحافظ: وأخرج إسحاق (أي ابن راهويه) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام -رجل من حية- قال: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 3005 - "لعلك أخطأ سمعك، ولعلك شُبه عليك" قال الحافظ: في مرسل الحسن عند عبد الرزاق: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال: وفي مرسل الحسن: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام فقال "وفت أذنك يا غلاماً" مرتين وقال: ووقع في مرسل الحسن: فقال قوم لعبد الله بن أبي: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك، فجعل يلوي رأسه، فنزلت" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 294) عن معمر بن راشد قال: قال الحسن: جاء غلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني سمعت عبد الله بن أبي يقول كذا وكذا، قال "فلعلك غضبت عليه" فقال: لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقوله، قال "فلعلك أخطأ سمعك" قال: لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقول ذاك، قال "فلعله شُبّه عليك" فأنزل الله تعالى تصديقا للغلام {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام وقال "وفت أذنك يا غلام" قال معمر: قال قتادة: فقال له قومه: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك، فنزلت فيه {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [المنافقون: 5] الآية. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 114) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن الحسن به. ورواته ثقات إلا أن معمر بن راشد لم يسمع من الحسن شيئاً. ¬

_ (¬1) 16/ 165 (كتاب الفتن - باب حدثنا عثمان بن الهيثم) (¬2) 10/ 270 و 271 و 273 (كتاب التفسير: سورة المنافقين -باب قوله- {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1])

3006 - حديث ابن مسعود مرفوعاً "لعلكم تدركون أقواما يصلون الصلاة لغير وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتكم في الوقت، ثم صلوا معهم واجعلوها سُبحة" قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه النسائي وغيره" (¬1) له عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود مرفوعاً "لعلكم ستدركون أقواما يصلون صلاة لغير وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتكم في الوقت الذي تعرفون، ثم صلوا معهم واجعلوها سُبحة" أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 330) وأحمد (1/ 379) عن أبي بكر بن عياش عن عاصم به. وأخرجه ابن ماجه (1255) والنسائي (2/ 59) وفي "الكبرى" (1/ 145) والبزار (1812) وابن نصر في "الصلاة" (1014) وابن خزيمة (1640) والطبراني في "الأوسط" (1387) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 305) وابن بشران (537) والبيهقي (3/ 127 - 128) وفي "الدلائل" (6/ 396) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 57) من طرق عن أبي بكر بن عياش به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عاصم عن زر عن ابن مسعود إلا أبو بكر بن عياش" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عاصم لم يروه عنه إلا أبو بكر" قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنه كثير الخطأ. وخالفه زائدة بن قدامة الكوفي فرواه عن عاصم عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود قال: إنها ستكون عليكم أئمة يميتون الصلاة، فمن أدرك ذلك منكم فليصلها لوقتها، وليجعل صلاته معهم سبحة" موقوف أخرجه الطبراني في "الكبير" (9495) عن محمد (¬2) بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة به. ¬

_ (¬1) 2/ 329 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا لم يتم الإِمام) (¬2) ترجمه الخطيب في "التاريخ" (1/ 364) وقال: سمعت عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس يقولان: ثقة لا بأس به"

وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير عاصم وهو حسن الحديث. ومعاوية بن عمرو هو ابن المهلب الأزدي. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن سابط المكي عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلينا، قال: فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجشّ الصوت، قال: فألقيت عليه محبتي، فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتا، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده، فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات، فقال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها"؟ قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله؟ قال "صلّ الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سُبحة" أخرجه أبو داود (432) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 234 و 2/ 465) عن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني حسان بن عطية عن عبد الرحمن بن سابط. وأخرجه البيهقي (3/ 124 - 125) من طريق أبي داود ويعقوب بن سفيان. وأخرجه ابن حذلم في "حديث الأوزاعي" (29) عن أبيه ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم به. وأخرجه ابن حبان (1481) عن عبد الله بن محمد بن سَلْم ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم به. وأخرجه ابن نصر (1017) من طريق محمد بن المبارك الصوري ثنا الوليد بن مسلم به. قال يعقوب بن سفيان: وهذا أجود ما يكون من الإسناد وأوضحه" قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. لكن رواه أحمد (5/ 231 - 232) عن الوليد بن مسلم فأوقفه على ابن مسعود. وهكذا رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن الأوزاعي موقوفاً. أخرجه اللالكائي في "السنة" (160) الثالث: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد النخعي عن ابن مسعود مرفوعاً "إنّها ستكون أمراء يسيئون الصلاة يخنقونها إلى شَرَقِ المَوْتَى، فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها، وليجعل صلاته معهم سبحة" أخرجه ابن نصر (1015) وابن خزيمة (1636) وابن حبان (1558) من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم به.

- ورواه علي بن مُسهر الكوفي عن الأعمش واختلف عنه: • فقال إسماعيل بن الخليل الخزاز: ثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود مرفوعاً نحوه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10206) • ورواه منجاب بن الحارث التميمي عن عليّ بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم (¬1) عن علقمة والأسود عن ابن مسعود قوله. أخرجه مسلم (1/ 379) وهكذا رواه غير واحد عن الأعمش فأوقفوه على ابن مسعود، منهم: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 329) وابن أبي شيبة (2/ 381) ومسلم (534) والبزار (1621) والبيهقي (2/ 83) 2 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه مسلم (1/ 379) 3 - مفضل بن مهلهل الكوفي. أخرجه مسلم (1/ 379) 4 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 245 - 246) 5 - عبد الله بن نمير. أخرجه الهيثم بن كليب (427) ولم ينفرد إبراهيم النخعي به بل تابعه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه قال: دخلت أنا وعمي علقمة على ابن مسعود بالهاجرة فأقام الظهر ليصلي فقمنا خلفه، فأخذ بيدي ويد عمي ثم جعل أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره ثم قام بيننا فصففنا خلفه ¬

_ (¬1) رواه أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفرعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1387) وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز إلا أبو بكر"

صفا واحدا ثم قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا كانوا ثلاثة. قال: فصلَّى بنا، فلما ركع طبق وألصق ذراعيه بفخذيه وأدخل كفيه بين ركبتيه. فلما سلم أقبل علينا فقال: إنها ستكون أئمة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها فإذا فعلوا ذلك فلا تنتظروهم بها واجعلوا الصلاة معهم سُبحة" موقوف أخرجه أحمد (1/ 455) عن محمد بن عبيد الطنافسي و (1/ 459) عن إبراهيم بن سعد الزهري كلاهما عن ابن إسحاق ثني عبد الرحمن بن الأسود به. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون كلهم ثقات. الرابع: يرويه معمر عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: إنكم في زمان قليل خطباؤه، كثير علماؤه، يطيلون الصلاة، ويقصرون الخطبة، وإنّه سيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، يطيلون الخطبة، ويؤخرون الصلاة، حتى يقال: هذا شرق الموتى، قال: قلت له: وما شرق الموتى؟ قال: إذا اصفرت الشمس جداً، فمن أدرك ذلك، فليصل الصلاة لوقتها، فإن احتبس، فليصل معهم، وليجعل صلاته وحده الفريضة، وليجعل صلاته معهم تطوعا" موقوف. أخرجه عبد الرزاق (3787) ورواته ثقات إلا أنّ أبا إسحاق كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أبي الأحوص، وكان قد اختلط أيضا ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر منه أهو قبل اختلاطه أم بعده. 3007 - أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أُتي بالضب قال: "لعله من القرون التي مسخت" قال الحافظ: ثبت أيضاً في صحيح مسلم (1949): فذكره" (¬1) 3008 - "لُعِن المحلَّل والمحلَّل له" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح ¬

_ (¬1) 8/ 160 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية) (¬2) 5/ 359 (كتاب الحيل)

ورد من حديث علي ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث عمير بن قتادة الليثي ومن حديث عطاء مرسلاً. فأما حديث علي فسيأتي الكلام عليه عند حديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وأما حديث ابن مسعود فسيأتي الكلام عليه مع حديث علي. وله طريق أخرى يرويها عبد الكريم بن مالك الجزري عن أبي واصل عن ابن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لُعن المحلل والمحلل له" أخرجه إسحاق في "مسنده" (نصب الراية 3/ 239) وأحمد (1/ 450 - 451) وأبو يعلى (5054) والبغوي في "شرح السنة" (2293) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به. وأبو واصل قال الحسيني: مجهول (تعجيل المنفعة) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4384) وفي "مصنفه" (4/ 296) وإسحاق في "مسنده" (نصب الراية 3/ 240) وأحمد (2/ 323) والترمذي في "العلل" (1/ 437) والبزار (كشف 1442) وأبو يعلى (نصب الراية 3/ 240) وابن الجارود (684) والحاكم (إتحاف الخيرة 5/ 30) وتمام (815) والبيهقي (7/ 208) والخطيب في "المتفق" (1705) من طرق عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور المَخْرَمي عن عثمان بن محمد الأخنسي عن سعيد بن أبي سعيد المَقبري عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المحل والمحلل له. قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن وعبد الله بن جعفر المخرمي صدوق ثقة، وعثمان بن محمد الأخنسي ثقة، وكنت أظن أنّ عثمان لم يسمع من سعيد المقبري" وقال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد" وقال الزيلعي: الحديث صحيح" نصب الراية 3/ 240 وقال الحافظ في "الدراية" (2/ 73): رواته موثقون" قلت: عبد الله بن جعفر وثقه أحمد والعجلي وابن معين والترمذي والحاكم وغيرهم، وقال أبو حاتم وغيره: ليس به بأس.

وضعفه ابن حبان. وعثمان بن محمد وثقه البخاري كما تقدم وابن معين، وقال النسائي: ليس بذاك القوي. والمقبري ثقة مشهور، فالحديث على أقل الأحوال أن يكون حسناً. واختلف فيه على عبد الله بن جعفر، فرواه مروان بن معاوية الطاطري عنه قال: ثنا عبد الواحد بن أبي عون عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 413) وقال: سألت أبي عن حديث مروان هذا فقال: إنما هو عبد الله بن جعفر عن عثمان الأخنسي" وهو كما قال، فإنه رواية الأكثر، رواه عن عبد الله بن جعفر عن عثمان الأخنسي: أبو عامر العَقدي والمعلي بن منصور الرازي ويحيى بن حسان التنيسي وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (1934) وأبو يعلى (مصباح الزجاجة 2/ 112) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ له. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح" المصباح 2/ 112 وقال الحافظ: في إسناده زمعة بن صالح وهو ضعيف" التلخيص 3/ 170 وأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (1119) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد الأيامي ثنا مُجالد عن الشعبي عن جابر قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المُحِل والمحلل له. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1073) قال الترمذي: حديث جابر حديث معلول، وليس إسناده بالقائم؛ لأنّ مجالد بن سعيد ضعفه بعض أهل العلم، منهم أحمد بن حنبل" وقال ابن الجوزي: قلت: قال أحمد: مجالد ليس بشيء، وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه" وأما حديث عقبة فيرويه الليث بن سعد واختلف عنه: - فقال عثمان بن صالح المصري: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت مِشْرَح بن

هاعان أبا مصعب يقول: سمعت عقبة بن عامر رفعه "ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ "قالوا: بلى يا رسول الله، قال "هو المحلل، لعن الله المُحَلِّل والمُحَلَّل له" أخرجه ابن ماجه (1936) والحاكم (2/ 198 - 199) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري والروياني (226) والبيهقي (7/ 208) وفي "الصغرى" (2498) عن محمد بن إسحاق الصاغاني كلاهما عن عثمان بن صالح به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن، عثمان ومشرح صدوقان، ويحيى تكلموا فيه، ومحمد والليث ثقتان. ولم ينفرد عثمان بن صالح به بل تابعه أبو صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ثنا الليث به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 299) والدارقطني (3/ 251) والحاكم (2/ 199) والبيهقي (7/ 208) وابن الجوزي في "العلل" (1072) من طرق عن أبي صالح به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما مشرح فقال ابن حبان: لا يحتج به، وأما كاتب الليث فقال أحمد: ليس بشيء ضربنا على حديثه، وقال أبو علي الحافظ: كان يكذب" قلت: من المؤاخذات على ابن الجوزي في كتابه "العلل المتناهية" أنه يذكر التجريح ولا يذكر التعديل، وهذا الحديث مثال واضح على ذلك، فمشرح وثقه ابن معين (سؤالات الدارمي ص 204) ويعقوب بن سفيان (المعرفة 2/ 487 و 500) والعجلي (الثقات ص 429) والذهبي (الكاشف 3/ 146) وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وأما ابن حبان فاضطرب فيه، فذكره في "الثقات" (5/ 452) وقال: يخطئ ويخالف. وذكره في "الضعفاء" (3/ 28) وقال: يروي عن عقبة أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات.

فمثل هذا لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. وأما أبو صالح فمختلف فيه، وثقه ابن معين وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وقال أبو زرعة: حسن الحديث، وضعفه غير واحد. وقد توبع كما تقدم. وقال الترمذي في "العلل" (1/ 438): سألت محمدا عن حديث عبد الله بن صالح هذا فقال: عبد الله بن صالح لم يكن أخرجه في أيامنا، ما أرى الليث سمعه من مشرح بن عاهان؛ لأنّ حيوة روى عن بكر بن عمرو عن مشرح" كذا قال، وقد صرّح الليث بالسماع من مشرح كما تقدم. وقال عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه": إسناده حسن" الوهم والإيهام 3/ 405، نصب الراية 3/ 239 وقال الحافظ في "الدراية" (2/ 73): رواته موثقون" - وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: ثني الليث عن سليمان بن عبد الرحمن مرسلاً. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 411) وقال: سمعت أبا زرعة وذكر حديث أبي صالح وعثمان بن صالح فقال: ذكرت هذا الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير وأخبرته برواية أبي صالح وعثمان بن صالح فأنكر ذلك إنكارا شديدا وقال: لم يسمع الليث من مشرح شيئا ولا روى عنه شيئا وإنما حدثني الليث بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو زرعة: والصواب عندي حديث يحيى بن عبد الله بن بكير" قلت: هما إسنادان، الليث عن مشرح عن عقبة، والليث عن سليمان بن عبد الرحمن مرسلاً، والله أعلم. وأما حديث عمير بن قتادة فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 229) عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا يعلي بن الفضل ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن نافع بن سرجس عن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المحل والمحلل له. قال الحافظ: إسناده ضعيفة" التلخيص 3/ 171 قلت: الكديمي متهم.

وأما حديث عطاء فأخرجه عبد الرزاق (10790) عن ابن جريج عن عطاء قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له، وآكل الربا، والشاهد، والكاتب، والواصلة والمستوصلة، والواشمة والمتوشمة والمستوشمة. ورواته ثقات. 3009 - "لَعْنُ المسلم كقتله" قال الحافظ: رواه مسلم (110") (¬1) قلت: وأخرجه البخاري (فتح 13/ 74 - 75) أيضاً من حديث ثابت بن الضحاك. 3010 - "لَعَنَ الله آكل الربا وموكله" الحديث وفيه "والمرتد بعد هجرته أعرابيا" قال الحافظ: وأخرج النسائي من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬2) انظر حديث "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا" 3011 - "لعن الله الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والمستوشمة من غير داء" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من رواية أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس، وسنده حسن" (¬3) حسن أخرجه أبو داود (4170) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح ثنا ابن وهب عن أسامة عن أبان بن صالح عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس قال: لُعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء. وإسناده حسن، أسامة بن زيد الليثي صدوق، والباقون ثقات. 3012 - "لعن الله زوَّارات القبور" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه من حديث أبي هريرة، وله شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث حسان بن ثابت" (¬4) ¬

_ (¬1) 1/ 121 (كتاب الإيمان - باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر) (¬2) 16/ 150 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة) (¬3) 12/ 498 (كتاب اللباس - باب وصل الشعر) (¬4) 3/ 391 (كتاب الجنائز - باب زيارة القبور)

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث حسان بن ثابت ومن حديث ابن عباس ومن حديث عكرمة مولى ابن عباس مرسلاً فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطيالسي (ص 311) عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً. وأخرجه أحمد (2/ 337 و 356) وابن ماجه (1576) والترمذي (1056) وأبو يعلى (5908) وابن حبان (3178) وابن عدي (5/ 1698) وابن شاهين في "الناسخ" (306) وابن بشران (910) والبيهقي (4/ 78) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 234 - 235) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 332) من طرق عن أبي عوانة به. ولفظ ابن حبان "زائرات القبور" ولفظ أحمد والترمذي وابن ماجه وابن عبد البر "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوارات القبور" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وصححه البغوي في "شرح السنة" (2/ 417) قلت: عمر بن أبي سلمة مختلف فيه، وأبو عوانة وأبو سلمة ثقتان. وأما حديث حسان فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 345) وفي "مسنده" (617) وأحمد بن حنبل (3/ 442 - 443) وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 44) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 29) وابن ماجه (1574) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2071) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (515) وابن الأعرابي (ق 161/ ب) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 199) والطبراني في "الكبير" (3591 و 3592) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 201) وابن شاهين في "الناسخ" (308) وأبو عبد الله الحاكم في "المستدرك" (1/ 374) وأبو نعيم في "الصحابة" (2218) والبيهقي (4/ 78) وأبو زكريا يحيى بن منده في جزء "من عاش مائة وعشرين سنة" (ص 73) وابن عساكر (40/ 244 و 244 - 245) والمزي (17/ 65) من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن عبد الرحمن بن بَهْمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوارات القبور. وسقط من إسناد ابن الأعرابي ومن الموضع الأول عند ابن عساكر "عبد الرحمن بن بهمان" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 44

قلت: ابن خثيم مختلف فيه، وابن بهمان ما حدّث عنه سوى ابن خثيم كما في "الميزان"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (¬1) (ص 357) عن شعبة عن محمد بن جُحَادة قال: سمعت أبا صالح وقد كان كبر عن ابن عباس قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوارات القبور والمتخذات عليها المساجد والسرج. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 78) وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 376 و 3/ 344) وأحمد (1/ 229 و 287 و 324 و 337) وأبو داود (3236) والطحاوي في "المشكل" (4741) وابن الأعرابي (ق 61 - 62) والطبراني في "الكبير" (12725) والحاكم (1/ 374) وابن عبد البر (3/ 231 - 232 و 232) وسمويه في "فوائده" وهلال الحفار في "جزئه" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 335 و 336 - 337) من طرق عن شعبة به (¬2). وأخرجه يحيى بن يحيى النيسابوري في "جزئه" (الأجوبة المرضية 1/ 336) وابن ماجه (1575) والترمذي (320) والنسائي (4/ 77) وفي "الكبرى" (2170) والطحاوي (4742) وابن حبان (3179 و 3180) وابن شاهين (307) والبيهقي (4/ 78) وابن عبد البر (3/ 232) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (510) عن عبد الوارث بن سعيد البصري وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (52) عن حصين بن نمير الواسطي والبيهقي (4/ 78) عن همام بن يحيى العَوْذي ¬

_ (¬1) هذه رواية يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي، ورواه علي بن مسلم الطوسي عن الطيالسي عن شعبة عن محمد بن جحادة قال: سمعت أبا صالح مولى أم هانئ وكان قد كبر عن ابن عباس. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1550) (¬2) أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 265 - 266) عن أبي جعفر حمدان بن أحمد بن حمدان بن شداد ثنا الحسن بن السكين بن منصور ثنا يعلي بن عباد البصري ثنا شعبة والحسن بن أبي جعفر الجفري والحسن بن دينار وأبو الربيع السمان ومحمد بن طلحة بن مصرف عن محمد بن جحادة عن أبي صالح السمان عن ابن عباس.

ثلاثتهم عن محمد بن جحادة عن أبي صالح عن ابن عباس به. قال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن، وأبو صالح هذا: هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب، واسمه "باذان" ويقال "باذام" أيضاً" وقال الحاكم: أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به إنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان" وخالفهما ابن حبان فقال: أبو صالح هذا: اسمه ميزان: بصري ثقة، وليس بصاحب محمد بن السائب الكلبي، ذاك اسمه باذام" وتعقبه الحافظ فقال: والجمهور على أنّ أبا صالح هو مولى أم هانئ وهو ضعيف، وأغرب ابن حبان فقال: أبو صالح راوي هذا الحديث اسمه ميزان وليس هو مولى أم هانئ" التلخيص 2/ 137 وقال المنذري: وأبو صالح هذا هو باذام، ويقال: باذان مكي مولى أم هانئ، وهو صاحب الكلبي قيل: لم يسمع من ابن عباس، وتكلم فيه البخاري والنسائي وغيرهما" الترغيب 4/ 358 قلت: أبو صالح هو مولى أم هانئ كما قالوا وقد جاء مصرحاً به في رواية أبي القاسم البغوي كما تقدم، وجزم به غير من تقدم: عبد الحق في "الأحكام" وابن القطان الفاسي وابن عساكر وابن دحية، وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. وأما حديث عكرمة فأخرجه عبد الرزاق (6704) عن مَعْمر بن راشد عن أيوب عن عكرمة رفعه "لعن الله زوارات القبور" ورواته ثقات. 3013 - "لعن الله من بَدَا بعد هجرته إلا في الفتنة، فإنّ البدو خير من المقام في الفتنة" قال الحافظ: أخرج الطبراني من حديث جابر بن سَمُرة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (2074) ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعبدان بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن مالك الغبري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبو محمد ¬

_ (¬1) 16/ 150 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة)

السوائي من ولد جابر بن سمرة عن عمه حرب بن خالد عن ميسرة مولى جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة مرفوعاً "لعن الله من بدا بعد هجرة" ثلاثا "إلا في الفتنة، فإنّ البدو خير من المقام في الفتنة" قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 254 قلت: الغبري والسوائي لم أعرفهما، وحرب وميسرة ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3014 - "لعن الله من ذبح لغير الله" قال الحافظ: ولمسلم (1978) عن أبي الطفيل عن عليّ: ما خصنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما في قراب سيفي هذا، وأخرج صحيفة مكتوب فيها: فذكره" (¬1) 3015 - حديث جابر قال: مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بحمار قد وُسِمَ في وجهه فقال: "لعن الله من فعل هذا، لا يَسِمُ أحد الوجه، ولا يضرب أحد الوجه" قال الحافظ: وجاء في ذكر الوَسم في الوجه صريحا حديث جابر قال: فذكره، أخرجه عبد الرزاق (8451) ومسلم (2116 و 2117) والترمذي (1710") (¬2) 3016 - حديث واثلة: لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" وأخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنجشة، وأخرج عمر فلانا". قال الحافظ: أخرجه الطبراني وتمام الرازي في "فوائده" من حديث واثلة" (¬3) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 85) وتمام في "الفوائد" (1209) من طريق عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح موله الوليد عن واثلة بن الأسقع قال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف عنبسة بن سعيد القطان. ¬

_ (¬1) 1/ 215 (كتاب العلم - باب كتابة العلم) (¬2) 12/ 94 (كتاب الذبائح - باب الوسم والعلم في الصورة) (¬3) 12/ 453 (كتاب اللباس - باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت)

3017 - حديث ابن مسعود: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه. قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: فذكره، وفي رواية الترمذي بالتثنية، وفي رواية النسائي من وجه آخر عن ابن مسعود "آكل الربا وموكله وشاهداه وكاتبه ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي جُحيفة ومن حديث سمرة بن جُندب ومن حديث علي. فأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق: الأول: يرويه سِماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: لعن (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله وشاهديه (¬3) وكاتبه. أخرجه الطيالسي (ص 45) وأحمد (1/ 393) وابن ماجه (2277) والبزار (2012) والهيثم بن كليب (294 و 295) والبيهقي (5/ 275) عن شعبة والطيالسي (ص 45) والبيهقي (5/ 275) عن حماد بن سلمة وأحمد (1/ 394 و 453) والهيثم بن كليب (292) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (827) عن إسرائيل بن يونس وأحمد (1/ 402) وأبو يعلى (4981) عن شريك بن عبد الله النخعي وأبو داود (3333) عن زهير بن معاوية الجعفي وابن أبي شيبة في "المسند" (386) والترمذي (1206) وأبو يعلى (5344) عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي ¬

_ (¬1) 5/ 218 (كتاب البيوع) (¬2) وفي لفظ لأحمد وغيره "لعن الله" وفي لفظ لأبي يعلى "لُعن" (¬3) ولفظ أبي داود وغيره "وشاهده"

والهيثم بن كليب (293) عن أسباط بن نصر الهَمْداني وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 61) عن يزيد بن عطاء الواسطي كلهم عن سماك به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال، سماك صدوق تغير قبل موته، وسماع شعبة منه قبل تغيره. قال يعقوب بن شيبة: من سمع من سماك قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم. وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه والصحيح أنه سمع منه كما قال البخاري وغيره (¬1). الثاني: يرويه أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان عن هُزيل بن شُرحبيل عن ابن مسعود قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والموصولة، والمحل والمحلل له، والواشمة والموشومة، وآكل الربا ومطعمه (¬2). أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (288) وفي "مصنفه" (4/ 295 و 8/ 488 و 14/ 190) وأحمد (1/ 448 و 462) والدارمي (2263 و 2538) والترمذي (1120) والنسائي (6/ 121) وفي "الكبرى" (5536 و 5609) وأبو يعلى (5350) والطحاوي في "المشكل" (1128) والطبراني في "الكبير" (9878) والبيهقي (7/ 208) وفي "معرفة السنن" (10/ 180) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1406) من طرق (¬3) عن سفيان الثوري عن أبي قيس به. وإسناده حسن رواته ثقات غير أبي قيس، وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو حاتم. ¬

_ (¬1) انظر جامع التحصيل ص 52 - الجرح والتعديل 5/ 248 - فتح الباري 1/ 267 - تقريب التهذيب. (¬2) وفي لفظ "وموكله" (¬3) رواه معاوية بن هشام القصار الكوفي عن سفيان عن أبي إسحاق عن الهزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4013) وقال: لم يرو هذا الحديث عن سفيان عن أبي إسحاق عن هزيل إلا معاوية بن هشام. ورواه الناس عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل"

وقال الترمذي: حسن صحيح" الثالث: يرويه إبراهيم النخعي قال: ثنا علقمة عن ابن مسعود قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله. قال: قلت: وكاتبه وشاهديه؟ قال: إنما نحدث بما سمعنا. أخرجه مسلم (1597) والبزار (1561) وأبو يعلى (5146) والبيهقي (5/ 285) من طريق مغيرة بن مقسم الضبي قال: سأل شِباكٌ إبراهيم فحدثنا عن علقمة عن ابن مسعود به. هكذا رواه مغيرة عن إبراهيم فرفعه، وخالفه الأعمش فرواه عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 558) وأحمد (1/ 409) ولم ينفرد إبراهيم به بل تابعه عامر الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده" أخرجه البزار (1600) والطبراني في "الكبير" (10057) وابن عدي (5/ 1888) من طريق عيسى بن أبي عيسى الحناط عن الشعبي به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود إلا عيسي بن أبي عيسى" قلت: وهو متروك الحديث كما قال الفلاس وجماعة. وخالفه مُجالد بن سعيد فرواه عن الشعبي عن ابن مسعود، ولم يذكر علقمة. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 559) ومجالد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. الرابع: يرويه الأعمش واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الأعمش ثني عبد الله بن مرة عن الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور عن ابن مسعود قال: آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهداه إذا علموا به، والواشمة والمستوشمة للحسن (¬1)، ولاوي الصدقة (¬2)، والمرتد أعرابيا بعد هجرته، ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. ¬

_ (¬1) زاد الطيالسي "والمستحل له" (¬2) زاد عبد الرزاق "والمعتدي فيها، ومدمن الخمر"

أخرجه الطيالسي (ص 53) وابن أبي شيبة في "المسند" (247) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي وأحمد (1/ 464 - 465) والنسائي (8/ 126 - 127) وفي "الكبرى" (9389 و 5537) والطحاوي في "المشكل" (1729) والهيثم بن كليب (853) عن شعبة وابن أبي شيبة (6/ 558 - 559) وفي "المسند" (247) وأحمد (1/ 430) عن وكيع (¬1) وأحمد (1/ 430) وأبو يعلى (5241) عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الرزاق (5100 و 10793 و 15350) والطبراني في "الدعاء" (2169) عن مَعْمر بن راشد والهيثم بن كليب (855) عن عبد الواحد بن زياد العبدي كلهم (¬2) عن الأعمش به. - ورواه سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث الأعور عن ابن مسعود. أخرجه أحمد (1/ 409) عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني والطحاوي في "المشكل" (1726) ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن أبي عرابة عن وكيع ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث بن سويد عن الحارث الأعور عن ابن مسعود. أخرجه الهيثم بن كليب (856) (¬2) زاد الدارقطني في "العلل" (5/ 45): حفص بن غياث وجرير بن عبد الحميد.

عن حسين بن حفص الأصبهاني و (1727) عن عبيد الله بن موسى العبسي و (1728) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين والدارقطني في "العلل" (5/ 47) عن معاوية بن هشام القصار والهيثم بن كليب (854) عن محمد بن كثير العبدي (¬1) كلهم عن سفيان به. • وقال شعيب بن أيوب الصَّرِيفيني: ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله عن ابن مسعود. أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 47) وقال: ووهم فيه" - وقال يحيى بن عيسى الرملي: عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن ابن مسعود. أخرجه ابن خزيمة (2250) والحاكم (1/ 387) والبيهقي (9/ 19) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بيحيى بن عيسى الرملي" وقال البيهقي: تفرد به يحيى بن عيسى هكذا، ورواه الثوري وغيره عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث" قلت: يحيى بن عيسى الرملي وإن احتج به مسلم إلا أنه إذا خالف جبال الحفظ سفيان وشعبة ووكيع ويحيى القطان لا يحتج به وقد ضعفه ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) هذه رواية إسماعيل بن إسحاق القاضي عن محمد بن كثير، ورواه الفضل بن الحباب الجمحي عن محمد بن كثير عن سفيان عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله عن ابن مسعود. أخرجه ابن حبان (3252)

- وقال عبد الله بن نُمير: عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن عبد الله بن الحارث قال: قال ابن مسعود. أخرجه الهيثم بن كليب (857) - وقال إسماعيل بن عياش: عن عبد العزيز بن عبيد الله عن الأعمش عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1338) وعبد العزيز بن عبيد الله هو ابن حمزة الحمصي قال ابن معين وجماعة: ضعيف. - وقال ابن إسحاق: عن الأعمش عن عبد الله بن سخبرة عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن مسعود. قاله الدارقطني في "العلل" (5/ 46) وقال: ووهم فيه وهما قبيحا" - وقال عمرو بن ثابت: عن الأعمش عن إبراهيم عن مالك بن مالك عن ابن مسعود. قاله الدارقطني. - وقال المسعودي: عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود. قاله الدارقطني. وقال: والصواب قول أبي معاوية ووكيع ومن تابعهم عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث عن ابن مسعود" قلت: وهو كما قال، وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وللحديث طريق خامسة عند الطبراني في "الأوسط" (8299) وفيها سعد بن طريف وهو ضعيف الحديث كما قال أحمد وغيره. وأما حديث جابر فأخرجه مسلم (1598) ولفظه "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء" وأما حديث أبي جحيفة فأخرجه البخاري (فتح 5/ 331) ولفظه "نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب الأمة، ولَعَن الواشمة والمستوشمة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصور"

وأما حديث سمرة فذكره الهيثمي في "المجمع" (4/ 118) ولفظه "لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله" وقال: رواه الطبراني في "الكبير" (¬1) وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل وهو ضعيف" وأما حديث علي فيرويه عامر الشعبي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الشعبي عن الحارث الأعور عن عليّ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة، والمحل والمحلل له، وكان ينهى عن النوح. أخرجه عبد الرزاق (10792) عن شعيب بن الحَبْحَاب البصري و (10791) وأحمد (1/ 150 و 107) والبزار (825) عن جابر الجُعْفي وسعيد بن منصور (2008) وأحمد (1/ 121) وأبو داود (2076) والبزار (823) والبيهقي (7/ 208) والخطيب في "السابق واللاحق" (ص 113) عن إسماعيل بن أبي خالد والبزار (822) والبيهقي (7/ 207 - 208) عن قتادة والبزار (824) عن داود بن أبي هند والبزار (826) والطبراني في "الأوسط" (7059) عن ليث بن أبي سليم والطبراني في "الدعاء" (2168) عن عبد الله بن شُبْرُمة الكوفي ¬

_ (¬1) لم أره في "المعجم الكبير"

وابن أبي شيبة (¬1) (8/ 489 و 14/ 190 - 191) وأحمد (1/ 83) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (8) وابن ماجه (1935) والترمذي (1119) والبزار (819 و 820 و 821) وأبو يعلى (402 و 516) وابن عدي (6/ 2416) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1471) وابن الجوزي في "العلل" (1073) عن مجالد بن سعيد وأحمد (1/ 87) وأبو داود (2077) والبزار (827) والنسائي (8/ 127) وفي "الكبرى" (9390) والمحاملي في "أماليه" (132) عن حصين بن عبد الرحمن السلمي والبزار (827) والنسائي (8/ 127) وفي "الكبرى" (9390) والمحاملي (132) عن مغيرة بن مِقْسم الضبي وابن البختري في "الأمالي" (91) عن أشعث بن سَوار الكندي كلهم عن الشعبي به. - ورواه عبد الله بن عون البصري عن الشعبي واختلف عنه: • فقال هشيم (¬2): أنبأ ابن عون عن الشعبي عن الحارث عن عليّ. أخرجه البزار (827) والنسائي (8/ 127) وفي "الكبرى" (9390) والمحاملي (132) • وقال يزيد بن زُرَيع البصري: عن ابن عون عن الشعبي عن الحارث مرسلاً، ولم يذكر عليا. أخرجه النسائي (8/ 127) وفي "الكبرى" (9391) وتابعه محمد بن أبي عدي البصري عن ابن عون به. أخرجه أحمد (1/ 133) • وقال بحر بن كَنِيز السَّقاء: عن عبد الله بن عون عن عامر عن الحارث عن عبد الله. ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن جابر بن عبد الله عن علي. (¬2) وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن ابن عون به. أخرجه ابن ماجه (1935)

أخرجه أبو سعد السمان في "مشيخته" (التدوين للرافعي 4/ 207 - 208) - وقال خلف بن خليفة: عن عطاء بن السائب عن الشعبي مرسلاً، ولم يذكر الحارث ولا عليا. أخرجه النسائي (8/ 127) وفي "الكبرى" (3392) والأول أصح. ولم ينفرد الشعبي به بل تابعه أبو إسحاق السبيعي عن الحارث عن عليّ به. أخرجه أحمد (1/ 88 و 93) والبزار (859) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1408) وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. 3018 - حديث جابر: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم في الأثم سواء" قال الحافظ: فعند مسلم (1598) وغيره من حديث جابر: فذكره" (¬1) 3019 - "لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 4/ 236 - 237) من حديث أنس. 3020 - "لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة" قال الحافظ: وفي مرسل الشعبي عند ابن أبي شيبة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، ولما غدا عليهم أخذ بيد حسن وحسين وفاطمة تمشي خلفه للملاعنة" (¬3) يرويه الشعبي واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن مغيرة عن الشعبي قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاعن أهل نجران قبلوا الجزية أن يعطوها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة حتى الطير على الشجر أو العصفور ¬

_ (¬1) 5/ 218 (كتاب البيوع - باب آكل الربا وشاهده وكاتبه) (¬2) 4/ 472 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب حدثنا مسدد) (¬3) 9/ 157 (كتاب المغازي - باب قصة أهل نجران)

على الشجر" ولما غدا إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد حسن وحسين، وكانت فاطمة تمشي خلفه. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 98 و14/ 549) عن جرير به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (3/ 299 - 300) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير به. وتابعه شعبة عن مغيرة عن الشعبي مختصرا. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (678) - وقال داود بن أبي هند: عن الشعبي عن جابر قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - العاقب والطيب فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا وأقرا له بالخراج، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "والذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي نار"، قال جابر: وفيهم نزلت ({نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] قال جابر: -أنفسنا وأنفسكم- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي بن أبي طالب -وأبناءنا- الحسن والحسن -ونساءنا- فاطمة. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1690) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 370 - 371) وأبو نعيم في "الدلائل" (244) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 58 - 59) من طريق محمد بن دينار الطاحي عن داود بن أبي هند به. وأخرجه الحاكم (2/ 593 - 594) من طريق علي بن مُسْهر الكوفي عن داود بن أبي هند به. وقال: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن كثير: الأول أصح" قلت: كلا الطريقين صحيح، ومغيرة بن مقسم الضبي وداود بن أبي هند ثقتان. 3021 - "لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من يوم وليلة ما لي ولبلال طعام يأكله أحد إلا شيء يواريه إبط بلال" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه وكذا أخرجه ابن حبان بمعناه" (¬1) انظر حديث "لقد أوذيت في الله" ¬

_ (¬1) 14/ 71 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

3022 - "لقد أُشبع سلمان علماً" قال الحافظ: زاد ابن سعد من وجه آخر مرسل: فقال له أبو الدرداء: أتمنعني أن أْصوم لربي وأصلي لربي؟. قال: وفي رواية ابن سعد المذكورة: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (4/ 84 - 85) عن عبد الله بن نُمير ثنا الأعمش عن أبي صالح قال: نزل سلمان على أبي الدرداء، وكان أبو الدرداء إذا أراد أن يصلي منعه سلمان وإذا أراد أن يصوم منعه، فقال: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي لربي؟ فقال: إن لعينك عليك حقا، وإنّ لأهلك عليك حقا، فصم وأفطر وصلّ ونم. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لقد أشبع سلمان علما" رواته ثقات. وأخرجه وكيع في "نسخته" (38) عن الأعمش به. وأخرجه ابن سعد (2/ 346) عن وكيع به. واختلف فيه على الأعمش، فرواه سعد بن الصلت عن الأعمش عن شمس بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء قالت: فذكرت الحديث وفيه طول، وفي آخره: فذكر أمرهما للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما لسلمان ثكلته أمّه، لقد أشبع من العلم" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7633) عن محمد بن المرزبان الأدمي ثنا الحسن بن جبلة ثنا سعد بن الصلت به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا سعد بن الصلت، تفرد به الحسن بن جبلة" وقال الهيثمي: وفيه الحسن بن جبلة ولم أعرفه" المجمع 9/ 344 قلت: وسعد بن الصلت ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب. 3023 - حديث أبي أمامة بن سهل أنّ خالته أخبرته قالت: لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة" ¬

_ (¬1) 5/ 114 و 115 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه الحاكم" (¬1) ضعيف يرويه الليث بن سعد واختلف عنه: • فقال ابن وهب: أني الليث بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ خالته أخبرته به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7146) والحاكم (4/ 359 - 360) وقال: صحيح الإسناد" قلت: مروان بن عثمان قال أبو حاتم: ضعيف، وقال النسائي: ومن هو حتى يصدّق على الله عز وجل. وذكره ابن حبان في "الثقات" • وقال سعيد بن أبي مريم: أنا الليث ثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل قال: حدثتني خالتي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7147) وتابعه يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث به. ووقع في حديثه: عن خالته العجماء. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 350) وأبو نعيم في "الصحابة" (7776) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 265 وقال الحافظ: سنده حسن" تخريج أحاديث المختصر 2/ 304 كذا قالا، والبخاري ومسلم لم يخرجا لمروان بن عثمان شيئاً، وقال الحافظ في "التقريب": مروان بن عثمان ضعيف. 3024 - "لقد أوتي سلمان من العلم" قال الحافظ: وفي ترجمه سلمان من "الحلية" لأبي نعيم بإسناد آخر إلى أم الدرداء عن أبي الدرداء أنّ سلمان دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيئة، فذكر القصة مختصرة. قال: وفي رواية أبي نعيم المذكورة آنفا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 15/ 156 (كتاب الحدود - باب الاعتراف بالزنا) (¬2) 5/ 115 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 187 - 188) عن عبد الله بن محمد بن عطاء ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا السري بن محمد الكوفي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا عمار بن رُزيق عن أبي صالح عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أنّ سلمان دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيثة، فقال: مالك؟ قالت: إنّ أخاك لا يريد النساء، إنما يصوم النهار ويقوم الليل، فأقبل على أبي الدرداء فقال: إنّ لأهلك عليك حقا فصل ونم، وصم وأفطر. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لقد أوتي سلمان من العلم". شيخ البزار لم أقف له على ترجمة، وأبو صالح لم أعرفه. 3025 - "لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 10/ 470) من حديث أبي موسى. 3026 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لأبي موسى وكان حسن الصوت بالقرآن: "لقد أوتي هذا من مزامير آل داود" قال الحافظ: وعند الدارمي من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: فذكره، وأصل هذا الحديث عند النسائي من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري موصولا بذكر أبي هريرة فيه ولفظه "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع قراءة أبي موسى فقال "لقد أوتي من مزامير آل داود" وقد اختلف فيه على الزهري، فقال معمر وسفيان: عن الزهري عن عروة عن عائشة، أخرجه النسائي، وقال الليث: عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب مرسلا" (¬2) صحيح يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، منهم: 1 - عمرو بن الحارث المصري. أخرجه النسائي (2/ 140) وفي "الكبرى" (1092) والطحاوي في "المشكل" (1160) وابن حبان (7196) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري ص 477 - 478) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ¬

_ (¬1) 4/ 104 (كتاب الزكاة - باب صلاة الإِمام ودعائه لصاحب الصدقة) (¬2) 10/ 470 (كتاب فضائل القرآن - باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن)

2 - محمد بن أبي حفصة البصري. أخرجه أحمد (2/ 369) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا محمد بن أبي حفصة ثنا الزهري به. وإسناده حسن. 3 - إسحاق بن راشد الجَزَري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2700) عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا يحيى بن يوسف الزَّمِن ثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن إسحاق إلا عبيد الله" قلت: إسحاق قال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك. 4 - محمد بن الوليد الزبيدي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1743) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي عن الزهري به. وإسناده ضعيف، عمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه قال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وقال أبو داود: ليس هو بشيء، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقواه ابن معين وابن حبان. وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة، وقال الحافظ: مقبول، أي حديث يتابع وإلا فلين الحديث. والباقون ثقات. - وقال يونس (¬1) بن يزيد الأيلي: عن الزهري أني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لأبي موسى وكان حسن الصوت بالقرآن "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود" أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 163) والدارمي (3495) عن عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني يونس بن يزيد به. ¬

_ (¬1) وتابعه شعيب بن أبي حمزة وابن جريج عن الزهري به. (علل الدارقطني 9/ 288)

وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والباقون ثقات. - وقال معمر بن راشد: عن الزهري عن عروة عن عائشة. أخرجه عبد الرزاق (4177) عن معمر به. وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (624) وأحمد (6/ 167) وعبد بن حميد (1476) عن عبد الرزاق به. وأخرجه النسائي (2/ 141) وفي "الكبرى" (1094) عن إسحاق به. وأخرجه ابن عساكر (ص 483) وفي "تبيين كذب المفتري" (ص 77 - 78) وفي "معجم الشيوخ" (¬1) (340) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق السراج ثا إسحاق به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8051) عن محمد بن رافع النيسابوري والطحاوي (1159) عن حسين بن مهدي الأبُلي قالا: ثنا عبد الرزاق به. وإسناده صحيح. ولم ينفرد معمر به بل تابعه سفيان بن عيينة به. أخرجه عبد الرزاق (4177) والحميدي (282) وأحمد (6/ 37) عن سفيان به. ومن طريق أحمد أخرجه ابن عساكر (ص 483) وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 121) عن يحيى بن يحيى النيسابوري والنسائي (2/ 140) وفي "الكبرى" (1093) عن عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار البصري والطحاوي في "المشكل" (1158) ¬

_ (¬1) وقال: حسن صحيح"

عن إبراهيم بن أبي الوزير المكي وابن حبان (7195) عن سريج بن يونس البغدادي كلهم عن سفيان بن عيينة به. • وقال ابن أبي شيبة (10/ 463 و 12/ 122): بلغني عن ابن عيينة به. • ورواه غير واحد عن سفيان عن عروة أو عمرة عن عائشة -الشك من سفيان- منهم: 1 - ابن سعد (2/ 344 و 4/ 107) 2 - محمد بن أبي عمر العدني. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1730) 3 - محمد بن الصَّبَّاح الجَرْجَرائي. أخرجه ابن عساكر (ص 484) 4 - بشر بن مطر الواسطي. أخرجه ابن عساكر (ص 484) قال الحميدي: وكان سفيان ربما شك فيه فقال: عن عمرة أو عروة لا يذكر فيه الخبر، ثم ثبت على عروة وذكر الخبر فيه غير مرة وترك الشك" قلت: وإسناده صحيح. - ورواه الليث بن سعد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مرسلاً. أخرجه أبو عبيد (ص 163) وابن سعد (4/ 107 - 108) وابن أبي شيبة (10/ 463) وابن عساكر (ص 484) من طرق عن الليث به. وتابعه يونس بن يزيد عن الزهري به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 80) من طريق أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب أني يونس به. ورواته ثقات. قال الدارقطني: ويشبه أن يكون قول من قال: عن أبي هريرة، محفوظا لأنهم زادوا هم ثقات" العلل 9/ 288

قلت: يظهر لي أنّ الزهري رواه عن غير واحد موصولا ومرسلا، والله أعلم. وقد رواه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلاً. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 8018) عن يحيى القطان عن محمد بن عمرو به. قال البوصيري: هذا إسناد مرسل رجاله ثقات" قلت: محمد بن عمرو صدوق، ويحيى وأبو سلمة ثقتان. 3027 - "لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، وأخفت في الله وما يُخاف أحد" قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي وابن حبان من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 464 و 4/ 300) وأحمد (3/ 120 و 286) وعبد بن حميد (1317) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 59) وابن ماجه (151) والترمذي (2472) وفي "الشمائل" (357) والبزار (3205) وأبو يعلى (3423) وابن الأعرابي (ق 57) وابن حبان (6560) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 150 و 252) والبغوي في "شرح السنة" (4080) وفي "الشمائل" (444) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، ولقد أخفت في الله وما يُخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثة (¬2) من بين يوم وليلة وما لي ولبلال (¬3) طعام يأكله ذو كبد إلا ما واراه إبط بلال". لفظ ابن أبي شيبة وغيره. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 8/ 165 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة) (¬2) وعند الترمذي وغيره "ثلاثون" وعند ابن ماجه "ثالثة" (¬3) وفي لفظ لأحمد "ولعيالي" ولفظ البزار "وما لأهلي"

3028 - "لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 7/ 63) من حديث ابن مسعود. 3029 - "لقد تابت توبة لو تابها صاحبُ مكسٍ لقبلت" قال الحافظ: ففي الصحيح في المرأة التي اعترفت بالزنا: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (3/ 1323 - 1324) 3030 - حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية التي زنت ورجمت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها، فقال له عمر: أتصلي عليها وقد زنت؟ فقال "لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين لوسعتهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1696") (¬3) 3031 - حديث جابر أنّ عمر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأ عليه فغضب وقال "لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والبزار، ورجاله موثقون إلا أنّ في مجالد ضعفا، وأخرج البزار أيضاً من طريق عبد الله بن ثابت الأنصاري أنّ عمر نسخ صحيفة من التوراة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء" وفي سنده جابر الجعفي وهو ضعيف" (¬4) يرويه عامر الشعبي واختلف عنه: - فقال مجالد بن سعيد الهمداني: عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أنّ عمر بن الخطاب أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض الكتب، فقال: يا رسول الله، إني أصبت كتابا حسناً من بعض أهل الكتاب، قال: فغضب وقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ فو الذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني". ¬

_ (¬1) 8/ 210 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج) (¬2) 1/ 43 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬3) 15/ 142 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى) (¬4) 17/ 100 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء)

وفي لفظ: أنّ عمر بن الخطاب أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنسخة من التوراة فقال: يا رسول الله هذه نسخة من التوراة، فسكت، فجعل يقرأ ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال أبو بكر: ثكلتك الثواكل ما ترى بوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنظر عمر إلى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، رضينا بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد نبيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "والذي نفس محمد بيده، لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني، لضللتم عن سواء السبيل، ولو كان حيا وأدرك نبوتي لاتبعني" أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 566) وأبو عبيد في "الغريب" (3/ 28) وابن أبي شيبة (9/ 47) واللفظ الأول له وأحمد (3/ 388 و 387) والدارمي (441) واللفظ الثاني له وابن أبي عاصم في "السنة" (50) والبزار (كشف 124) وأبو يعلى (2135) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1614) والبيهقي (2/ 10 - 11) وفي "الشعب" (175 و 176) وابن عبد البر في "الجامع" (1497) والهروي في "ذم الكلام" (ق 59/ ب) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (126) وفي "الشمائل" (1235) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 622) من طرق عن مجالد به. وإسناده ضعيف لضعف مجالد. قال البوصيري: رواه مسدد وأبو يعلى وأحمد بسند ضعيف لضعف مجالد" مختصر الإتحاف 1/ 174 - وقال جابر الجعفي: عن الشعبي عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال: جاء عمر بن الخطاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني مررت بأخ لي من قريظة وكتب لي جوامع من التوراة، أفلا أعرضها عليك؟ فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عبد الله: فقلت: مسخ الله عقلك، ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: رضيت بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، قال: فسري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال "والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، أنتم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين" أخرجه عبد الرزاق (10164 و 19213) واللفظ له وأحمد (3/ 470 - 471 و 4/ 265 - 266) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (90) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1613) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 92) وأبو نعيم في "الصحابة" (4030) والبيهقي في "الشعب" (4836) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 188 - 189) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 188) عن سفيان الثوري

والهروي في "ذم الكلام" (ق 58/ أ) عن ورقاء بن عمر اليشكري كلاهما عن جابر الجعفي به. قال البخاري: ولم يصح" التاريخ الكبير 3/ 1/ 39 وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ فيه جابرا الجعفي وهو ضعيف" المجمع 1/ 173 وله شاهد من حديث عمر ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أبي قلابة مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث عمر فأخرجه العقيلي (2/ 21) من طريق علي بن مُسهر الكوفي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن خليفة بن قيس عن خالد بن عرفطة عن عمر بن الخطاب قال: انتسخت كتابا من أهل الكتاب، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يدي، فقال "ما هذا الكتاب يا عمر؟ " فقلت: انتسخت كتابا من أهل الكتاب لنزداد به علماً إلى علمنا، قال: فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمرت عيناه، فقالت الأنصار: يا معشر الأنصار السلاح السلاح، غضب نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "إني أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي الحديث اختصارا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تهيكوا ولا يغرنكم المُتَهيّكون" فقال عمر: رضيت بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبك رسولاً، ثم نزل. وأخرجه الضياء في "الأحاديث المختارة" كما في "الإرواء" (6/ 36) من طريق أبي يعلى وهو في "مسنده" (المطالب 3049) ثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير ثنا علي بن مسهر به. قال العقيلي: وفي هذا رواية أخرى من غير هذا المعنى بإسناد فيه أيضاً لين" وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعفه أحمد وجماعة" المجمع 1/ 173 و 182 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف خليفة بن قيس" إتحاف الخيرة 1/ 318 قلت: خليفة بن قيس قال البخاري: لم يصح حديثه (التاريخ الكبير 2/ 1/ 192) وقال أبو حاتم: ليس بالمعروف (الجرح). وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (1/ 174)

ولفظه: قال: جاء عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، جوامع من التوراة أخذتها من أخ لي من بني زريق، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن زيد الذي أري الأذان: أمسخ الله عقلك، ألا ترى الذي بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: رضينا بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما، فسرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال "والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالا بعيدا، أنتم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين" قال الهيثمي: وفيه القاسم بن محمد الأسدي ولم أر من ترجمه، وبقية رجاله موثقون" وأما حديث أبي قلابة فأخرجه عبد الرزاق (10163 و 20062) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة أنّ عمر بن الخطاب مرّ برجل يقرأ كتابا سمعه ساعة فاستحسنه، فقال للرجل: أتكتب من هذا الكتاب؟ قال: نعم، فاشترى أديما لنفسه ثم جاء به إليه، فنسخه في بطنه وظهره، ثم أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقرأه عليه، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون، فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب، وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب ألا ترى إلى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ اليوم وأنت تقرأ هذا الكتاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك "إنما بعثت فاتحا وخاتما، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارا، فلا يهلكنكم المُتَهوّكون" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (4837) والهروي في "ذم الكلام" (ق 58 - 59) ورواته ثقات. وأما حديث الحسن فله عنه طريقان: الأول: يرويه موسى بن إسماعيل ثنا جرير عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا وقد هممنا أن نكتبها، فقال "يا ابن الخطاب، أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولكني أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الحديث اختصارا" أخرجه ابن الضريس (89) ورواته ثقات، وجرير هو ابن حازم. الثاني: يرويه معاذ بن معاذ البصري عن عبد الله بن عون عن الحسن.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 29) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (1/ 481) ورواته ثقات. 3032 - "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة" قال الحافظ: وفي رواية ابن إسحاق من مرسل علقمة بن وقاص: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (سيرة ابن هشام 2/ 240) قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن علقمة بن وقاص الليثي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد: فذكره. وأخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 588) وفي "تفسيره" (21/ 153) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به. وابن إسحاق صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات. 3033 - عن إسماعيل مولى آل الزبير قال: فتر الوحي حتى شقّ ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحزنه، فقال: "لقد خشيت أن يكون صاحبي قلاني" فجاء جبريل بسورة والضحى. قال الحافظ: أخرجه الطبري. وهذه الرواية لا تثبت" (¬2) قلت: هو قول ابن إسحاق ذكره في "المغازي" (ص 135 رواية يونس بن بكير - سيرة ابن هشام 1/ 241) 3034 - حديث أنس: جاء رجل فدخل الصف وقد حَفَزَهُ النَّفَس فقال: الله أكبر، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه "الحديث وفيه "لقد رأيت اثْنَي عشر ملكا يَبتَدِرُونَها أَيُّهم يرفعها" قال الحافظ: ولمسلم (600) وغيره من حديث أنس: فذكره، وأخرج الطبراني وابن السني من حديث عامر بن ربيعة نحوه بسند لا بأس به" (¬3) حديث عامر بن ربيعة أخرجه أبو داود (774) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (325) ¬

_ (¬1) 8/ 416 (كتاب المغازي - باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب) (¬2) 10/ 339 (كتاب التفسير: سورة والضحى - باب قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 3]) (¬3) 13/ 223 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

والبزار (3819) وابن السني في "اليوم والليلة" (263) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 180) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: عطس رجل خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة، فقال: الحمد لله حمدا كثيرا طيِّبًا مباركا فيه حتى يرضى ربنا، وبعد ما يرضى، أو قال: بعد الرضا، فلما انصرف قال "من القائل الكلمة؟ " قال: أنا يا رسول الله، وما أردت إلا الخير، فقال "رأيت اثنى عشر ملكا يبتدرونها أيّهم يكتبها" وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وشريك مختلف فيه. 3035 - حديث عمارة بن رُوَيْبَة أنّه رأى بشر بن مروان يرفع يديه فأنكر ذلك وقال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يزيد على هذا، يشير بالسبابة. قال الحافظ: أخرجه مسلم (874") (¬1) 3036 - قال عليّ: لقد رأيتنا يوم بدر وما فينا إنسان إلا نام، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنّه كان يصلي إلى شجرة يدعو حتى أصبح. قال الحافظ: رواه النسائي بإسناد حسن" (¬2) صحيح أخرجه النسائي في "الكبرى" (823) عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضرِّب عن عليّ به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 3037 - عن ابن عمر قال: لقد رأيتنا يوم حنين وإنّ الناس لمولين وما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل. قال الحافظ: وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال: فذكره" (¬3) أخرجه الترمذي (1689) عن محمد بن عمر بن علي المُقدمي البصري ثني أبي عن سفيان بن حسين عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: لقد رأيتنا يوم حنين وإنّ الفئتين لموليتين وما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة رجل. ¬

_ (¬1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء) (¬2) 2/ 126 (كتاب الصلاة - باب الصلاة إلى الراحلة) (¬3) 9/ 90 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4973) عن القاسم بن زكريا المطرّز ثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث عبيد الله إلا من هذا الوجه" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سفيان بن حسين، ولا عن سفيان إلا عمر بن علي المقدمي، تفرد به ابنه محمد" قلت: سفيان بن حسين صدوق، والباقون ثقات إلا أنّ عمر بن علي المقدمي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من سفيان بن حسين. 3038 - عن عتبة بن غزوان قال: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قَرِحَت أشداقنا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2967") (¬1) 3039 - حديث أبي هريرة "لقد رأيته بين أنهار الجنة ينغمس" يعني ماعز بن مالك. قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند النسائي: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كُلا من جيفة هذا الحمار ... " 3040 - أنّ النعمان بن قوقل قال يوم أحد: أقسمت عليك يا رب أن لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في الجنة. فاستشهد ذلك اليوم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لقد رأيته في الجنة" قال الحافظ: رواه البغوي في "الصحابة" (¬3) ضعيف وذكره في "الإصابة" (10/ 168) قال: وأخرج البغوي من طريق خالد بن مالك الجعدي قال: وجدت في كتاب أبي أنّ النعمان بن قوقل الأنصاري قال: أقسمت عليك يا رب أن لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج" ¬

_ (¬1) 14/ 68 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬2) 15/ 141 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى) (¬3) 6/ 381 (كتاب الجهاد - باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم)

وأخرج ابن قانع (¬1) وابن منده من طريق أبي إسحاق الفزاري عن جسر بن الحسن عن أبي ثابت بن شداد بن أوس قال: قال النعمان بن قوقل: فذكر نحوه. قال ابن منده: يروى هذا الحديث لعمرو بن الجموح" قلت: أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6362) من طريق أبي القاسم البغوي ثنا سويد بن سعيد ثنا مروان بن معاوية ثنا خالد بن أبي مالك الجعدي قال: فذكره. وسويد قال ابن المديني: ليس بشيء، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. 3041 - "لقد رأى ابن الأكوع فزعا" قال الحافظ: ويحتمل أنّ البراء فهم من السائل أنّه اشتبه عليه حديث سلمة بن الأكوع الذي أخرجه مسلم (1777) بلفظ: ومررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزما، فلذلك حلف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يولّ، ودل ذلك على أنّ منهزما حال من سلمة، ولهذا وقع في طريق أخرى: ومررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزما وهو على بغلته فقال: فذكره" (¬2) قلت: هو في صحيح مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه. 3042 - حديث عمرو بن عوف أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى في وادي الروحاء، وقال "لقد صلّى في هذا المسجد سبعون نبيا" قال الحافظ: وفي الترمذي من حديث عمرو بن عوف: فذكره" (¬3) ضعيف جداً أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 78 - 79 و 80) وابن عدي (6/ 2079) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني عن أبيه عن جده قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول غزاة غزاها الأبواء حتى إذا كنا بالروحاء نزل بعرق الظبية فصلى، ثم قال: "هل تدرون ما اسم هذا الجبل؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا حمت جبل من جبال الجنة، اللهم بارك فيه وبارك لأهله فيه" ثم قال للروحاء "هذا سجاسج واد ¬

_ (¬1) في "الصحابة" (3/ 146) وجسر مختلف فيه، وأبو ثابت تابعي اسمه يعلى. (¬2) 9/ 89 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى- {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]) (¬3) 2/ 117 (كتاب الصلاة - باب المساجد التي على طرق المدينة)

من أودية الجنة، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا، ولقد مرّ بها موسى عليه السلام عليه عباءتان قطوانيتان وعلى ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني إسرائيل حاجي البيت العتيق، ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى بن مريم عبد الله ورسوله حاجا أو معتمرا أو يجمع الله له ذلك". وإسناده ضعيف جداً، كثير بن عبد الله قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه الشافعي وغيره (¬1). وللحديث شاهد عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً "لقد مرّ بالروحاء سبعون نبيا عليهم العباء يؤمون البيت العتيق، فيهم موسى نبي الله" أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/ 132 - 133) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن صالح بن كيسان عن يزيد الرقاشي عن أبيه عن أبي موسى. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ويزيد الرقاشي. وله شاهد آخر لكن موقوف أخرجه الحاكم (2/ 598) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن الحسن بن مسلم عن مِقسم عن ابن عباس قال: لقد سلك فج الروحاء سبعون نبيا حجاجا عليهم ثياب الصوف، ولقد صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا. وإسناده ضعيف، أحمد بن عبد الجبار هو العُطاردي وهو مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. 3043 - عن أنس قال: لقد ضربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّة حتى غشي عليه، فقام أبو بكر فجعل ينادي: ويلكم، أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله؟ فتركوه وأقبلوا على أبي بكر. قال الحافظ: وقد أخرج أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح عن أنس قال: فذكره، وهذا من مراسيل الصحابة، وقد أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن مطولاً من حديث أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فذكر نحو سياق ابن إسحاق المتقدم قريبا وفيه: فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقال: أدرك صاحبك، قالت: ¬

_ (¬1) قال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف عند الجمهور، وقد حسّن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 68

فخرج من عندنا وله غدائر أربع وهو يقول: ويلكم، أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله، فلهوا عنه وأقبلوا إلى أبي بكر، فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا رجع معه" (¬1) حديث أنس أخرجه البزار (كشف 2396) وأبو يعلى (3691) وابن عدي (4/ 1432 و 6/ 2238) وابن شاهين في "الأفراد" (73 و 74) والحاكم (3/ 67) من طرق عن محمد بن أبي عبيدة بن مَعْن الكوفي قال: ثني أبي (¬2) عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: فذكره، وزاد: فقالوا: من هذا؟ قال: ابن أبي قُحَافة المجنون (¬3). قال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدّث به عن الأعمش إلا أبو عبيدة، ولا روى عن أبي عبيدة إلا ابنه محمد" وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن الأعمش بهذا الإسناد غير أبي عبيدة، وعن أبي عبيدة ابنه محمد، ولابن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش غرائب وافرادات وهو عندي لا بأس به" وقال ابن شاهين: وهذا حديث غريب فرد، بلغني أنه ما حدث به عن الأعمش أحد قط إلا أبو عبيدة بن معن وهو من نبلاء الناس ثقة حسن الحديث" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 17 وقال الحافظ: صحيح" المطالب 4/ 226 وقال الذهبي: حديث منكر" الميزان 3/ 639 قلت: رواته ثقات غير أبي سفيان واسمه طلحة بن نافع فهو مختلف فيه، ولم يخرج الشيخان روايته عن أنس. وأما حديث أسماء فأخرجه الحميدي (324) عن سفيان بن عيينة ثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم، فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه، وكانوا إذا سألوا عن شيء صدقهم، ¬

_ (¬1) 8/ 169 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة) (¬2) اسمه عبد الملك. (¬3) ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 3883/ 1) عن محمد بن أبي عبيدة به.

فقالوا: ألست تقول كذا وكذا؟ فقال "بلى" فتشبثوا به بأجمعهم، فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له: أدرك صاحبك، فخرج من عندنا وإنّ له غدائر، فدخل المسجد وهو يقول: ويلكم، أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم، قال: فلهوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبلوا على أبي بكر، فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا جاء معه وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 31 - 32) وفي "فضائل الخلفاء" (80) وأخرجه أبو يعلى (52) عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي ثنا سفيان به. وقال فيه: عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام. وأخرجه ابن شاهين في "السنة" (136) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ومحمد بن حسان السمتي قالا: ثنا سفيان به. قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 72 وقال الهيثمي: وفيه تدرس جد أبي الزبير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 17 قلت: وقع في "تهذيب الكمال" في ترجمة الوليد بن كثير القرشي المخزومي أنّه روى عن تدرس جد أبي الزبير المكي مولى حكيم بن حزام، ووقع هنا في سند هذا الحديث: عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام، وسواء أكان تدرس أو ابن تدرس فإني لم أقف له على ترجمة. 3044 - "لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما أجبت حتى أشترط أن يخرجوني، ولقد عجبت منه حين أتاه الرسول يعني ليخرج إلى الملك فقال: ارجع إلى ربك، ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث لأسرعت الإجابة، ولبادرت الباب ولما ابتغيت العذر" قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة رفعه: فذكره، وهذا مرسل، وقد وصله الطبري من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي بضم المعجمة والزاي عن عمرو بن دينار بذكر ابن عباس فيه فذكره وزاد "ولولا الكلمة التي قالها لما لبث في السجن ما لبث" (¬1). مرسل ¬

_ (¬1) 16/ 37 (كتاب التعبير - باب رؤيا أهل السجون)

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 2/ 323) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة رفعه: فذكره. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (12/ 235 - 236) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (11686) من طريق محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به (¬1). واختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه إبراهيم بن يزيد الخوزي عنه عن عكرمة عن ابن عباس. فزاد فيه عن ابن عباس. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (160) والطبراني في "الكبير" (11640) والواحدي في "الوسيط" (2/ 614) والمرسل أصح، والخوزي متروك الحديث كما قال أحمد وغيره. 3045 - لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين" قال الحافظ: روى البزار والطبرانى من حديث عمار بن ياسر رفعه فذكره: وهو حديث حسن الإسناد" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (1427) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا عبد الغفار بن داود ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن الحارث عن أبي يزيد الحميري أنه سمع عمار بن ياسر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قال الهيثمي: وفيه أبو يزيد الحميري ولم أعرفه" المجمع 9/ 222 قلت: لم أقف لأبي يزيد الحميري على ترجمة، وابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين وجماعة. ¬

_ (¬1) واختلف فيه على سفيان، فرواه محمود بن آدم المروزي عنه فزاد فيه ابن عباس. أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 116) (¬2) 8/ 134 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة)

3046 - عن سلمة بن الأكوع قال: لقد قُدْتُ بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا قدامه وهذا خلفه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2423") (¬1) 3047 - حديث ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الكراهية في وجهه، فقال للرجل: لعلك آذيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل" فقال له عمر: يا رسول الله، لو اتخذت حجابا فإنّ نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فنزلت آية الحجاب. قال الحافظ: أخرجه بن مردويه" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5658) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ثنا بشر بن السري ثنا رباح بن أبي معروف المكي عن سالم بن عجلان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: دخل رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطال الجلوس، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً كي يقوم فيتبعه فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الرجل وعرف في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - الكراهية لمقعده فقال: لعلك آذيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ففطن الرجل فقام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قمت ثلاث مرار كي يتبعني فلم يفعل" فقال عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجابا، فإنّ نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} الآية -فأرسل إلى عمر فأخبره بذلك. وقال: لم يرو هذا الحديث عن سالم بن عجلان الأفطس إلا رباح بن أبي معروف، تفرد به بشر بن السري" قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، ورباح مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه ابن عدي وغيره، وأبو عبيدة بن فضيل بن عياض وثقه الدارقطني وابن حبان، وضعفه الجورقاني وابن الجوزي ولينه الذهبي (اللسان)، والباقون ثقات. 3048 - حديث وائل بن حُجر: لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده فأتعرفه بعد في يدي وإنه لأطيب رائحة من المسك. ¬

_ (¬1) 12/ 520 (كتاب اللباس - باب الثلاثة على الدابة) (¬2) 10/ 150 (كتاب التفسير - سورة الأحزاب - باب قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53])

قال الحافظ: وفي حديث وائل بن حجر عند الطبراني والبيهقي: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 30 - 31) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا سعيد بن محمد الجَرمي ثنا أبو تُميلة عن أبي حمزة السكري عن جابر عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه به وزاد بعد قوله: يدي، "بعد ثالثة" وإسناده ضعيف لضعف جابر الجُعفي، وعبد الجبار بن وائل قال ابن معين وأبو حاتم: لم يسمع من أبيه. وأبو تميلة اسمه يحيى بن واضح، وأبو حمزة اسمه محمد بن ميمون. 3049 - عن عطاء قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم التشهد إذ قال رجل: وأشهد أنّ محمدا رسوله وعبده، فقال عليه الصلاة والسلام "لقد كنت عبدا قبل أن أكون رسولاً، قل: عبده ورسوله" قال الحافظ: روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه مرسل" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (3076) عن ابن جريج عن عطاء قال: وبينا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم التشهد فقال رجل: وأشهد أنّ محمدا رسوله وعبده، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد كنت عبدا قبل أن أكون رسولاً، قل: وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله" ورواته ثقات. 3050 - عن ابن أم مكتوم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل الناس في صلاة العشاء فقال: "لقد هممت أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وأحمد والحاكم من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد عن ابن أم مكتوم: فذكره، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله، قد علمت ما بي وليس لي قائد. زاد أحمد "وإنّ بيني وبين المسجد شجرا ونخلا ولا أقدر على قائد كل ساعة، قال "أتسمع الإقامة؟ " قال: نعم، قال "فاحضرها" ولم يرخص له. ¬

_ (¬1) 7/ 382 - 383 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 2/ 459 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التشهد في الآخرة)

ولابن حبان من حديث جابر قال "أتسمع الأذان؟ " قال: نعم، قال "فأتها ولو حبوا" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أتسمع النداء؟ " 3051 - حديث عليّ: لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها: لا إله إلا الله الكريم العظيم، سبحان الله، تبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. وفي لفظ "الحليم الكريم" في الأول. وفي لفظ "لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم" وفي لفظ "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه تبارك وتعالى رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين" قال الحافظ: وفي حديث عليّ عند النسائي وصححه الحاكم: فذكره" (¬2) صحيح وله عن عليّ طرق: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلِمة عن عليّ قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك، مع أنه مغفور لك: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 269) وأحمد (1/ 92) وعبد بن حميد (74) وابن أبي عاصم في "السنة" (1315 و 1316) والبزار (705) والنسائي في "الكبرى" (7678) وفي "اليوم والليلة" (638) وفي "خصائص علي" (25 و 26) وابن حبان (6928) والطبراني في "الصغير" (1/ 127) وفي "الأوسط" (3445) وابن المقرئ في "المعجم" (692) والدارقطني في "العلل" (4/ 10) والشجري (1/ 245) عن عليّ بن صالح بن حي الهمداني ¬

_ (¬1) 2/ 269 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب وجوب صلاة الجماعة) (¬2) 13/ 369 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الكرب)

والنسائي في "اليوم والليلة" (639) عن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق وابن أبي عاصم في "السنة" (1317) والآجري في "الشريعة" (1560) عن نصير بن أبي الأشعث القرادي والخطيب في "التاريخ" (9/ 356 - 357) عن أبي أيوب عبد الله بن علي الإفريقي كلهم عن أبي إسحاق به. - وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ مرفوعاً به. أخرجه الدارقطني في "العلل" (4/ 9 - 10) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا قبيصة عن سفيان به. وقال: تفرد به أبو كريب عن قبيصة عن الثوري" قلت: وقبيصة هو ابن عقبة الكوفي صدوق تكلموا في حديثه عن سفيان. قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير. وقال أيضاً: قبيصة ليس بحجة في سفيان. - وقال حسين بن واقد المروزي: عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ مرفوعاً به. أخرجه الترمذي (3504) والنسائي في "اليوم والليلة" (640) وفي "الخصائص" (30) والطبراني في "الصغير" (1/ 270) وفي "الأوسط" (4995) والقطيعي في "زوائد الفضائل" (1053) والخطيب في "التاريخ" (12/ 463) من طرق عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن حسين بن واقد به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ" وقال النسائي: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها، وإنما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد لإسرائيل ولعلي بن صالح. والحارث الأعور ليس بذاك في الحديث"

وقال الطبراني: لم يروه عن الحسين إلا الفضل بن موسى" قلت: تابعه علي بن الحسين بن واقد عن أبيه به. أخرجه الترمذي (5/ 529) - ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي مرفوعا. منهم: 1 - أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم. أخرجه أحمد (1/ 158) وفي "الفضائل" (1216) 2 - يحيى بن آدم الكوفي. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1314) والطبراني في "الأوسط" (3445) 3 - عبد الله بن رجاء الغُدَاني. أخرجه البزار (627) 4 - أبو غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي. أخرجه النسائي في "الخصائص" (28) 5 - عبيد الله بن موسى العبسي. أخرجه الحاكم (3/ 138) 6 - أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي. أخرجه الحاكم (3/ 138) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (5) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (160) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 662 - 663) 7 - خلف بن تميم التميمي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7677) وفي "اليوم والليلة" (637) وفي "الخصائص" (29) قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن. • ورواه أحمد بن خالد الوهبي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي موقوفاً. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (636) وفي "الخصائص" (27) - وقال هارون بن عنترة الشيباني: عن أبي إسحاق عن مهاجر المدني عن عطية بن عمر عن علي (العلل للدارقطني 4/ 9) قال الدارقطني في "العلل" (4/ 9): وأشبهها بالصواب قول من قال: عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي. ولا يدفع قول إسرائيل عن أبي إسحاق عن ابن أبي ليلى عن علي. وحديث هارون بن عنترة وحديث الحسين بن واقد جميعا وهم" الثاني: يرويه محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن عليّ قال: لقنني رسول الله- صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن: لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين". أخرجه أحمد (1/ 94) والبزار (469) والنسائي في "الكبرى" (7673) وفي "اليوم والليلة" (630 و 631) وابن حبان (865) والطبراني في "الدعاء" (1011 و 1012) وابن السني في "اليوم والليلة" (341) والقطيعي (1124) وابن مندة في "التوحيد" (316) والحاكم (1/ 508 - 509) وأبو نعيم في "الصحابة" (353) والبيهقي في "الشعب" (9743) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1286) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (4) عن محمد بن عجلان المدني (¬1) ¬

_ (¬1) رواه يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندراني وعبد الوهاب بن بُخْت المكي والليث بن سعد وأنس بن عياض الليثي وسليمان بن بلال المدني عن ابن عجلان عن محمد بن كعب عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي. وخالفهم الحسن بن الحر النخعي فرواه عن ابن عجلان عن محمد بن كعب عن عبد الله بن جعفر عن بعض أهله عن جعفر بن أبي طالب مرفوعاً. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (632) من طريق زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن ابن ثوبان ثني الحسن بن الحر به. وقال: هذا خطأ، وابن ثوبان ضعيف لا تقوم بمثله حجة، والصواب حديث يعقوب" يعني: ابن عبد الرحمن عن ابن عجلان.

والبزار (471) والنسائي في "اليوم والليلة" (629) عن أبان بن صالح القرشي وأحمد (1/ 91) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (49) والبزار (472) وبدر (¬1) بن الهيثم في "حديثه" (1) والطبراني في "الدعاء" (1013) وابن مندة (317 و 318) والحاكم (1/ 508) وأبو نعيم في "الصحابة" (352) والبيهقي في "الدعوات" (162) وفي "الشعب" (614) وفي "الأسماء" (ص 72) والضياء في "العدة" (5) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 276) عن أسامة بن زيد الليثي ثلاثتهم عن محمد بن كعب به. قال البزار: وهذا الحديث يروى عن عبد الله بن جعفر عن عليّ من وجوه، وهذا أحسن إسنادا يروى في ذلك" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده صحيح، لكن لم يخرج مسلم رواية عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر، ولا رواية محمد بن كعب عن عبد الله بن شداد، ولا رواية ابن عجلان وأسامة بن زيد عن محمد بن كعب، ولم يخرج لأبان بن صالح شيئاً. - ورواه منصور بن المعتمر عن رِبعي بن حِراش واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن منصور عن ربعي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي موقوفاً. قال عبد الله بن جعفر: قال لي عليّ: إني مخبرك بكلمات لم أخبر بهن حسنا ولا حسينا: إذا سألت الله مسألة وأنت تحب أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم. منهم: 1 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (633) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن عبد الله بن شداد.

2 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 254) والطبراني في "الدعاء" (1014) 3 - زائدة بن قدامة الكوفي. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 111) 4 - عمار بن رزيق الكوفي. قاله الدارقطني. 5 - سفيان بن عيينة. قاله الدارقطني. 6 - زياد بن عبد الله البكائي. قاله الدارقطني. • وقال شعبة: عن منصور عن ربعي عن عبد الله بن شداد عن عليّ قوله. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (635) وتابعه سفيان الثوري عن منصور به. أخرجه ابن سعد (488) والنسائي (634) • وقال مِسعر بن كِدَام: عن منصور عن ربعي قال: قال علي لعبد الله بن جعفر، موقوف. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1015) الثالث: يرويه علي بن الحسين بن أبي طالب واختلف عنه: - فقال محمد بن عمرو بن علقمة: أخبرني علي بن الحسين أنّ عبد الله بن جعفر علمه هذا عن تعليم عليّ بن أبي طالب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه أن يقولهنّ عند السلطان وعند كل شيء: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، ويقول بعدهن: اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1018) من طريق ابن لهيعة عن مخلد بن مالك الدار عن محمد بن عمرو بن علقمة أخبرني علي بن الحسين به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

- وقال زيد بن علي بن الحسين: عن أبيه عن أم البنين ابنة عبد الله بن جعفر قالت: سمعت أبي يقول: علمني عليّ بن أبي طالب كلمات أقولهن عند الكرب وقال: أي بني علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقولهن عند الكرب إذا نزل بي، ولقد خصصتك بهن دون حسن وحسين "لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، تبارك الله رب العرش العظيم" أخرجه تمام (893) من طريق محمد بن زكريا الغلابي ثنا أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ثني عمي الحسين بن زيد بن علي وعبد الله بن حسن بن حسن عن زيد بن علي به. والغلابي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات لأنّ في روايته عن المجاهيل بعض المناكير. وذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: يضع الحديث. وقال البيهقي في "الدلائل" (2/ 427): متروك. - ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: • فرواه إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق قال: حدثني أبان بن صالح عن القعقاع بن حكيم عن علي بن الحسين عن بنت عبد الله بن جعفر عن أبيها قال: علمني علي بن أبي طالب كلمات أقولهن عند الكرب إذا كان، ويقول: أي بني علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقولهن عند الكرب إذا نزل بي: لا إله إلا الله الكريم الحليم، تبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (628) والطبراني في "الدعاء" (1021) وتابعه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق به. أخرجه النسائي (627) • ورواه أبو زهير عبد الرحمن بن مَغراء الكوفي عن ابن إسحاق فلم يذكر أبان بن صالح. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1020) - ورواه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبان بن صالح عن حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر عن أبيها عن عليّ مرفوعاً. أخرجه الطبراني (1019)

وإسحاق قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث. - ورواه مِسعر بن كِدام واختلف عنه: • فقال المعتمر بن سليمان التيمي: ثنا أبي أنا مسعر عن أبي بكر بن حفص عن عبد الله بن حسن عن عبد الله بن جعفر قال: أخبرني عمي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه هؤلاء الكلمات "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (641) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (192) والطبراني في "الدعاء" (1016) وابن مندة (319) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن الحسن الهاشمي ص 140 - 141) •وقال محمد بن بشر العبدي: ثنا مسعر عن إسحاق بن راشد عن عبد الله بن حسن أن عبد الله بن جعفر عن عمه مرفوعاً به وزاد "فإنك عفو غفور" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 270) والنسائي في "اليوم والليلة" (645) والطبراني في "الدعاء" (1017) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 230) • وقال يحيى بن اليمان العجلي: ثنا مسعر عن أبي بكر بن حفص عن حسن بن حسن عن عبد الله بن جعفر مرفوعاً. ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 168 و 187 - 188) وقال عن أبيه: هذا خطأ، روى غير واحد عن مسعر لا يوصلونه" • ورواه يحيى بن سعيد القطان عن مسعر قال: حدثني أبو بكر بن حفص ثنى حسن بن حسن عن امرأة عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر قوله. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (642) • ورواه غير واحد عن مسعر عن أبي بكر بن حفص عن الحسن بن الحسن عن عبد الله بن جعفر قوله، منهم: 1 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 204) 2 - يزيد بن هارون. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (643)

3 - سفيان بن عيينة. أخرجه النسائي (644) 3052 - "لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله" قال الحافظ: أخرجه مسلم (917) من حديث أبي هريرة، وعن أبي سعيد كذلك (916") (¬1) 3053 - قال صخر بن القعقاع: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بين عرفة ومزدلفة فأخذت بخطام ناقته، فقلت: يا رسول الله: ما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ " قال الحافظ: وقد وقع نحو هذا السؤال لصخر بن القعقاع الباهلي، ففي حديث الطبراني أيضاً من طريق قزعة بن سويد الباهلي: حدثني خالي واسمه صخر بن القعقاع قال: فذكره، وإسناده حسن" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (7284) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا قزعة بن سويد الباهلي حدثني أبي سويد بن حجير حدثني خالي قال: فذكره، وزاد: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أما والله لئن كنت أوجزت المسألة لقد عظمت وأطولت، أقم الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة، وحج البيت، وما أحببت أن يفعله الناس بك فافعله بهم، وما كرهت أن يفعله الناس بك فدع الناس منه، خل خطام الناقة" قال إبراهيم بن الحجاج: وخاله صخر بن القعقاع الباهلي. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3853) عن الطبراني به. وإسناده ضعيف لضعف قزعة بن سويد. 3054 - حديث البراء: لقيت خالي معه الراية فقال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه. قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وفي سنده اختلاف كثير، وله شاهد من طريق معاوية بن قرة عن أبيه أخرجه ابن ماجه والدارقطني" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 3/ 352 (كتاب الجنائز - باب في الجنائز) (¬2) 4/ 5 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة) (¬3) 15/ 128 (كتاب الحدود - باب رجم المحصن)

وحديث البراء له عنه طريقان: الأول: يرويه عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، منهم: 1 - إسماعيل بن عبد الرحمن السدي. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 104 - 105 و 12/ 513 و 14/ 178 - 179) وأحمد (4/ 290) والبزار (3795) والنسائي (6/ 90) وفي "الكبرى" (5488 و 7222) وفي "مجلسين من املاءه" (35) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 148) والخرائطي في "المساوئ" (569) وفي "اعتلال القلوب" (ص 112) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 88) وابن حبان (4112) والطبراني في "الكبير" (3407 و 22/ 194) والحاكم (2/ 191) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 469) وابن بشكوال في "الغوامض" (169) من طرق عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن السدي عن عدي عن البراء به. زاد أحمد: أو أقتله وآخذ ماله. وعند ابن حبان: لقيت خالي أبا بردة. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، السدي صدوق لا بأس به، والحسن وعدي ثقتان، ومسلم لم يخرج رواية السدي عن عدي، ولم ينفرد الحسن بن صالح به بل تابعه سفيان الثوري عن السدي به. أخرجه البزار (3795) 2 - الربيع بن الرُّكين بن الربيع بن عَمِيلة الكوفي. أخرجه أحمد (4/ 292) والنسائي في "الكبرى" (7221) والروياني (376) والخرائطي (570) وفي "اعتلال القلوب" (ص 112 - 113) والحاكم (2/ 191 - 192) وابن حزم في "المحلى" (13/ 227) من طريق شعبة عن الربيع بن الركين قال: سمعت عدي بن ثابت يحدث عن البراء قال: مرّ بنا ناس ينطلقون، فقلنا لهم: أين تذهبون؟ قالوا: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل يأتي امرأة أبيه أن نقتله. الربيع بن الركين ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

3 - حجاج بن أرطاة. أخرجه الروياني (381) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري ثني حجاج ثني عدي بن ثابت قال: سمعت البراء يقول: مرّ بي عمي ومعه الرمح، فقلت: أين تريدون؟ قال: فلان، تزوج إمرأة أبيه، بعثني إليه أن أقتله وأضرب عنقه. حجاج بن أرطأة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به. 4 - حمزة بن حبيب الزيات. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4459) من طريق سيف بن محمد الثوري عن حمزة الزيات عن عدي بن ثابت عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالي إلى رجل من اليمن تزوّج إمرأة أبيه، فقال "إن أدركته فاضرب عنقه واستلب ماله" وقال: لم يرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا سيف بن محمد" قلت: كذبه ابن معين وغيره. - ورواه أشعث بن سوّار الكندي الكوفي عن عدي بن ثابت واختلف عنه: • فرواه حفص بن غياث الكوفي عن أشعث عن عدي عن البراء قال: مرّ بي خالي أبو بردة بن نيار ومعه لواء، فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه، أن آتيه برأسه. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 104 و 14/ 178) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (73) عن حفص بن غياث. وأخرجه الترمذي (1362) والبزار (3794) وابن أبي حاتم في "العلل" (1207) عن الأشج به. وأخرجه ابن بشكوال (170) من طريق محمد بن أحمد بن محبوب المروزي ثنا الترمذي به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 148) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا الأشج به. وأخرجه ابن ماجه (2607) وأبو يعلى (1667) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 894) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 148) والخرائطي (572) والطبراني في "الكبير" (22/ 195) والدارقطني (3/ 196) والخطابي في "المعالم" (4/ 602) ومحمد بن

مخلد في "حديث ابن السماك" (29) والبغوي في "شرح السنة" (2592) وفي "التفسير" (1/ 501) من طرق عن حفص بن غياث به. وتابعه هشيم (¬1) عن أشعث عن عدي عن البراء قال: مرّ بي عمي (¬2) الحارث بن عمرو ومعه لواء قد عقده له النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: أي عم، أين بعثك النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بعثني إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه. أخرجه سعيد بن منصور (942) وأحمد (4/ 292) وابن ماجه (2607) وأبو يعلى (1666) والطبري (892) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (463) والطحاوي (3/ 148 و 149) والخرائطي (571) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 174) والدارقطني (3/ 196) وأبو نعيم في "الصحابة" (2046) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 247 - 248) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 469 - 470) وابن بشكوال في "الغوامض" (168) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 407) قال الترمذي: حديث حسن غريب" قلت: أشعث قال النسائي وغيره: ضعيف. • ورواه معمر بن راشد عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء بن عازب عن أبيه قال: لقيت عمي ومعه راية، وذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (10804) عن معمر به. وأخرجه أحمد (4/ 297) عن عبد الرزاق. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2047) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7223) عن محمد بن رافع النيسابوري ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه ابن بشكوال (167) من طريق محمد بن معاوية المرواني ثنا النسائي به. ¬

_ (¬1) هكذا رواه أحمد وغير واحد عن هشيم، ورواه أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن هشيم عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء بن عازب عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3405) (¬2) وعند أبي يعلى وابن قانع "خالي"

وأخرجه الطبراني (3404) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو نعيم (2047) عن الطبراني به. وتابعه الفضل بن العلاء الكوفي عن أشعث به. وسمى عم البراء: الحارث. أخرجه الطبري (893) وأبو نعيم (2/ 769) • ورواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء عن أبيه عن خاله أنّ رجلاً تزوج امرأة أبيه أو امرأة ابنه فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقتله. أخرجه البيهقي (8/ 237) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد به. ورواه ابن أبي حاتم في "العلل" (1207) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهو في "حديثه" (72) فلم يذكر عن البراء (¬1). قال أبو حاتم: وهو وهم" - ورواه محمد بن إسحاق المدني عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء. قاله الترمذي (3/ 634) والدارقطني في "العلل" (6/ 22) - ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن عدي بن ثابت واختلف عنه: • فرواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد واختلف عنه: فقال غير واحد: عن عبيد الله بن عمرو عن زيد عن عدي عن يزيد بن البراء عن أبيه قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت: أين تريد؟ فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله. أخرجه أبو داود (4457) والطبراني في "الأوسط" (6648) والبيهقي (6/ 253) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 469). عن عمرو بن قسيط الرّقي والدارمي (2245) والنسائي (6/ 90) وفي "الكبرى" (5489) والطبراني في "الأوسط" (1141) وابن حزم (11/ 154 - 155 و 13/ 226 - 227) والمزي (32/ 94) ¬

_ (¬1) وهكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي عن أشعث (علل الدارقطني 6/ 21)

عن عبد الله بن جعفر الرقي وابن الجارود (681) والطبراني (3406) والحاكم (4/ 357) وأبو نعيم (2048) والبيهقي (7/ 162 و 8/ 208) وابن بشكوال (166) عن عبيد بن جناد الحلبي والبيهقي (6/ 253) عن عليّ بن معبد الرقي وابن حزم (13/ 226 - 227) عن إبراهيم بن عبد الله الرقي قالوا: ثنا عبيد الله بن عمرو به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زيد إلا عبيد الله بن عمرو" وقال ابن حزم: وهذا الخبر من طريق الرقيين صحيح نقي الإسناد، وأما من طريق هشيم فليست بشيء؛ لأنّ أشعث بن سوار ضعيف. وقال: هذه آثار صحاح تجب بها الحجة ولا يضرها أن يكون عدي بن ثابت حدّث به مرة عن البراء، ومرّة عن يزيد بن البراء عن أبيه، فقد يسمعه من البراء ويسمعه من يزيد بن البراء، فيحدث به مرّة عن هذا ومرّة عن هذا" وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن ما رواه أبو خالد الأحمر عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء عن خاله، وعن ما رواه حفص عن أشعث عن عدي عن البراء، فقال: وَهِمَا جميعاً، إنما هو كما رواه زيد بن أبي أنيسة عن عدي عن يزيد بن البراء عن البراء" العلل 1/ 403 ورواه سليمان بن عبد الله الرقي عن عبيد الله بن عمرو فقال فيه: عن ابن البراء عن أبيه. أخرجه الروياني (337) وقال يوسف بن عدي الكوفي: ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جابر الجُعفي عن يزيد بن البراء عن أبيه. أخرجه الطحاوي (3/ 150) والأول أصح.

• ورواه إسماعيل بن عياش عن أبي شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي عن زيد عن عدي عن أنس قال: لقيت عمي قد اعتقد راية ... قاله المزي (تحفة الأشراف 11/ 129) وقال: وهذا ليس بمحفوظ" - ورواه عبد الغفار بن القاسم أبو مريم عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه. أخرجه أحمد (4/ 295) وعبد الغفار قال النسائي وغيره: متروك الحديث. الثاني: يرويه مُطَرِّف بن طَرِيف الحارثي عن أبي الجهم مولى البراء بن عازب عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن يضرب عنقه. وفي لفظ: قال: ضلت إبل لي، فخرجت في طلبها، فإذا الخيل قد أقبلت، فلما رأى أهل الماء الخيل انضموا إليّ وجاءوا إلى خباء من تلك الأخبية فاستخرجوا منها رجلاً فضربوا عنقه، قالوا: هذا رجل أعرس بامرأة أبيه، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله. أخرجه سعيد بن منصور (943) وأحمد (4/ 295 و 297) وابنه (4/ 297) وأبو داود (4456) والنسائي في "الكبرى" (5490 و 7220) والروياني (405 و 406 و 407) والطبري (895) والطحاوي (3/ 149) واللفظ الثاني له والدارقطني (3/ 196) واللفظ الأول له والحاكم (2/ 192 و 4/ 356 - 357) والبيهقي (8/ 237) وفي "معرفة السنن" (12/ 320) وفي "الصغرى" (3335) من طرق عن مطرف به. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: إسناده مليح" قلت: مطرف وثقه أحمد وجماعة، وأبو الجهم واسمه سليمان بن الجهم ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي والذهبي في "المجرد" والحافظ في "التقريب"، وذكره ابن خلفون في "الثقات" ونقل عن ابن نمير توثيقه. فالإسناد صحيح. وحديث معاوية بن قرة عن أبيه أخرجه ابن ماجه (2608) والنسائي في "الكبرى" (7224) والطبري (896 و 897) والطحاوي (3/ 150) والطبراني (¬1) (19/ 24) والدراقطني (3/ 200) وابن حزم (13/ 227) والبيهقي (8/ 208) وابن بشكوال (171) والمزي (8/ 158) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه. ومن طريقه أخرجه المزي (32/ 462)

من طرق عن عبد الله بن إدريس الأودي عن خالد بن أبي كريمة عن معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أباه -جد معاوية- إلى رجل عَرَّس بامرأة أبيه فأمره فضرب عنقه وخمس ماله. قال ابن حزم: قال أحمد بن إبراهيم: قال يحيى بن معين: هذا الحديث صحيح، ومن رواه فأوقفه على معاوية فليس بشيء، قد كان ابن إدريس أرسله لقوم وأسنده لآخرين" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 116 قلت: وهو كما قال. 3055 - حديث أبي سعيد في الذي تيمم ثم وجد الماء فأعاد الصلاة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "لك الأجر مرتين" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) يرويه بكر بن سوادة المصري واختلف عنه: - فرواه الليث بن سعد واختلف عنه: • فقال عبد الله بن نافع الصائغ: عن الليث بن سعد عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدا طيبا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعد الآخر، ثم أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد "أصبت السنة وأجزأتك صلاتك" وقال للذي توضأ وأعاد "لك الأجر مرتين" أخرجه الدارمي (750) وأبو داود (338) والنسائي (1/ 174) والطبراني في "الأوسط" (1863) والدراقطني (1/ 188 - 189) والحاكم (1/ 178 - 179) والبيهقي (1/ 231) من طرق عن عبد الله بن نافع به. قال أبو داود: وذكر أبي سعيد في هذا الحديث ليس بمحفوظ، هو مرسل" وقال موسى بن هارون: رفعه وهم من ابن نافع" التلخيص الحبير 1/ 156 وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الليث متصل الإسناد إلا عبد الله" وقال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن نافع عن الليث بهذا الإسناد متصلاً، وخالفه ابن المبارك وغيره" ¬

_ (¬1) 11/ 28 (كتاب النكاح - باب اتخاذ السراري)

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإنّ عبد الله بن نافع ثقة" قلت: لم يخرج البخاري لعبد الله بن نافع شيئاً، واحتج مسلم بروايته عن مالك فقط، وقد تُكلم في حفظه. فقال البخاري: في حفظه شيء، وقال أيضاً: يعرف حفظه وينكر. وقال أبو حاتم: ليس بالحافظ، هو لين في حفظه. • وقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا الليث بن سعد عن عمرو بن الحارث وعميرة بن أبي ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد. أخرجه ابن السكن في "صحيحه" (نصب الراية 1/ 160 - التلخيص الحبير 1/ 156) عن أبي بكر محمد بن أحمد الواسطي ثنا عباس بن محمد ثنا أبو الوليد الطيالسي به. • وقال عبد الله بن المبارك: عن ليث بن سعد ثني عميرة وغيره عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار مرسلاً. أخرجه النسائي (1/ 174) عن سويد بن نصر المروزي ثنا ابن المبارك به (¬1). وتابعه يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث عن عميرة بن أبي ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار مرسلاً. أخرجه الحاكم (1/ 179) والبيهقي (1/ 231) - وقال ابن لهيعة: عن بكر بن سوادة عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد عن عطاء بن يسار مرسلاً. أخرجه أبو داود (339) والبيهقي (1/ 231) وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. - ورواه يحيى بن أيوب المصري عن بكر بن سوادة مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (890) عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يحيى بن أيوب به. والأسلمي قال ابن معين وغيره: كذاب. ¬

_ (¬1) واختلف فيه على ابن المبارك، فرواه عبد الرزاق عن ابن المبارك عن ليث بن سعد عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار مرسلا. أخرجه الدارقطني (1/ 189)

3056 - عن كنانة العدوي أنّ عثمان سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عدد الملائكة الموكلة بالآدمي فقال "لكل آدمي عشرة بالليل وعشرة بالنهار، واحد عن يمينه وآخر عن شماله، واثنان من بين يديه ومن خلفه، واثنان عن جنبيه، وآخر قابض على ناصيته فإن تواضع رفعه وإن تكبر وضعه، واثنان على شفتيه ليس يحفظان عليه إلا الصلاة على محمد، والعاشر يحرسه من الحية تدخل فاه، يعني إذا نام" قال الحافظ: أخرجه الطبري" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (13/ 115) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري ثنا علي بن جرير عن حماد بن سلمة عن عبد الحميد بن جعفر عن كنانة العدوي قال: دخل عثمان بن عفان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال "ملك على يمينك على حسناتك، وهو أمير على الذي على الشمال، فإذا عملت حسنة كتبت عشرا، وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين: أكتب، قال: لا لعله يستغفر الله ويتوب، فإذا قال ثلاثاً قال: نعم اكتب أراحنا الله منه، فبئس القرين، ما أقلّ مراقبته لله، وأقل استحياءه منا، يقول الله {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [ق: 18] وملكان من بين يديك ومن خلفك، يقول الله {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] وملك قابض على ناصيتك، فإذا تواضعت لله رفعك، وإذا تجبرت على الله قصمك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على محمد، وملك قائم على فيك لا يدع الحية تدخل في فيك، وملكان على عينيك، فهؤلاء عشرة أملاك على كل آدمي، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار، فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي، وإبليس بالنهار وولده بالليل". الآملي والقشيري لم أر من ترجمهما، وعلي بن جرير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وحماد وكنانة ثقتان، وعبد الحميد بن جعفر أظنه الأنصاري قال أحمد وغير واحد: ثقة. 3057 - "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى" قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم عن جابر رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (2204) ¬

_ (¬1) 9/ 442 - 443 (كتاب المسير: سورة الرعد) (¬2) 12/ 240 (كتاب الطب - باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)

3058 - "لكل نبي وصي، وإنّ عليا وصيي وولدي" قال الحافظ: أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه رفعه: فذكره" (¬1) باطل أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (544) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 376) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي في "الصحابة" (1820) ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا علي بن مجاهد ثنا محمد بن إسحاق عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "لكل نبي وصي، وإنّ عليا وصيي ووارثي" وأخرجه ابن عدي (4/ 1330) من طريق علي بن سهل ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة ثني ابن إسحاق به. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، فيه محمد بن حميد وقد كذبه أبو زرعة وابن وارة" وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات منها: محمد بن إسحاق فإنّه ضعيف في الحديث، ومنها: علي بن مجاهد الرازي قال ابن معين: كان يضع الحديث، وقال أحمد بن علي الأبار: تركته ولم أرضه، ورماه يحيى بن الضريس وأحمد بن جعفر الجمال الرازيان بالكذب، ومنها: محمد بن حميد الرازي قال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: حديثه فيه نظر، وقال أبو حاتم وابن خراش: ضعيف في الحديث جداً، وإنه يحدث بما لم يسمع، وإنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال إسحاق بن منصور: كذاب، وقال النسائي: ليس بثقة" ولم ينفرد ابن حميد الرازي به بل تابعه أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله الفرياناني ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به. أخرجه ابن الجوزي وقال: هذا حديث لا يصح، الفرياناني قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وفيه سلمة قال ابن المديني: رمينا حديث سلمة بن الفضل" ¬

_ (¬1) 9/ 216 (كتاب المغازي - باب آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم -)

3059 - عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ بنساء بني عبد الأشهل يبكين هلكاهنّ يوم أحد، فقال "لكنّ حمزة لا بواكي له" فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ويحهن! ما انقلبن بعد؟ مروهنّ فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من طريق أسامة بن زيد عن ابن عمر: فذكره، وله شاهد أخرجه عبد الرزاق من طريق عكرمة مرسلاً، ورجاله ثقات" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن عمر ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عكرمة مرسلاً ومن حديث عطاء بن يسار مرسلاً ومن حديث الشعبي مرسلاً ومن حديث ابن المنكدر مرسلاً فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن سعد (3/ 17) وابن أبي شيبة (3/ 394 و 14/ 392 - 393) والحاكم (3/ 194 - 195) والبيهقي (4/ 70) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وأحمد (2/ 40) عن زيد بن الحباب العُكْلي و (2/ 84) عن صفوان بن عيسى القرشي الزهري وابن سعد (3/ 17) عن روح بن عبادة البصري وابن ماجه (1591) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 293) عن عبد الله بن وهب والطبراني في "الكبير" (2943) والحاكم (3/ 197) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ¬

_ (¬1) 3/ 403 - 404 (كتاب الجنائز - باب ما يكره من النياحة على الميت)

كلهم عن أسامة بن زيد الليثي ثني نافع عن ابن عمر قال: فذكره، واللفظ لحديث ابن وهب. - ورواه عثمان بن عمر بن فارس العبدي واختلف عنه: • فقال ابن سعد (3/ 17) وأحمد (2/ 92): عن عثمان بن عمر عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر. • وقال الحسن بن مكرم البغدادي: عن عثمان بن عمر عن أسامة بن زيد ثني الزهري عن أنس. أخرجه البيهقي (4/ 70) والأول أصح. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن كثير: وهذا على شرط مسلم" البداية والنهاية 4/ 48 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف أسامة بن زيد، مصباح الزجاجة 2/ 48 قلت: أسامة بن زيد مختلف فيه، وثقه ابن معين وجماعة، وضعفه النسائي وغيره. وقال ابن عدي: وهو حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به وهو كما قال ابن معين: ليس بحديثه ولا برواياته بأس وهو خير من أسامة بن زيد بن أسلم بكثير" الكامل 1/ 386 وأخرج له مسلم في الشواهد والمتابعات، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. وأما حديث عائشة فيرويه محمد بن عمرو بن علقمة واختلف عنه: - فقال النضر بن شميل المازني: ثنا محمد بن عمرو ثني محمد بن إبراهيم عن عائشة قالت: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف على بني عبد الأشهل فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم، وكان استمر القتل فيهم يومئذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لكن حمزة لا بواكي له" قال: فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة، فجعلت عائشة تبكي معهن، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ عند المغرب، فصلّى المغرب ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة، فصلّى العشاء ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نبكي، فقال "ألا أراهنّ يبكين حتى الآن، مروهن فليرجعن، ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهنّ" أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (631)

ومحمد بن إبراهيم هو التيمي قال الدارقطني وأبو حاتم: لم يسمع من عائشة. - وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: أنا محمد بن عمرو أنا محمد بن إبراهيم قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. مرسل. أخرجه ابن سعد (3/ 18) وهذا أصح. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12096) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن مطيع الشيباني ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن أبيه عن الحكم عن مِقسم عن ابن عباس قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أُحد بكت نساء الأنصار على شهدائهم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لكن حمزة لا بواكي له" فرجعت الأنصار فقالت لنسائهنّ: لا تبكين أحدا حتى تندبن حمزة، قال: فقال فيهم إلى اليوم لا تبكين إلا بدأن بحمزة. قال الهيثمي: وفيه يحيى بن مطيع الشيباني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 120 - 121 قلت: وشيخ الطبراني مختلف فيه، والباقون ثقات إلا أنّ أحمد قال: لم يسمع الحكم من مقسم إلا أربعة أحاديث. وليس هذا الحديث منها. وأما حديث عكرمة فأخرجه عبد الرزاق (6694) عن معمر بن راشد عن أيوب عن عكرمة قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحد سمع لأهل المدينة نحيبا وبكاء، فقال: "ما هذا؟ " قيل: الأنصار تبكي على قتلاهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لكنّ حمزة لا بواكي له" فبلغ ذلك الأنصار فجمعوا نساءهم وأدخلوهم دار حمزة يبكين عليه، فسمعهنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما هذا؟ " فقيل: إن الأنصار حين سمعوك تقول: لكنّ حمزة لا بواكي له جمعوا نساءهم يبكين عليه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار خيرا ونهاهم عن النياحة. ورواته ثقات. وأما حديث عطاء بن يسار فأخرجه ابن سعد (3/ 17) وسعيد بن منصور (2911) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على نساء بني الأشهل لما فرغ من أحد فسمعهن يبكين على من استشهد منهنّ بأحد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ولكنّ حمزة لا بواكي له" فسمعه منه سعد بن معاذ فذهب

إلى نساء بني عبد الأشهل فأمرهنّ أن يذهبن إلى بيت حمزة فليبكين عليه، فذهبن يبكين عليه، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكاءهنّ فقال "من هؤلاء؟ " فقيل: نساء الأنصار يبكين على حمزة، فخرج إليهنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال "لا بكاء رضي الله عنكنّ وعن أولادكنّ وأولاد أولادكنّ". ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه زهير بن محمد التميمي عن شريك به. أخرجه ابن سعد. ورجاله ثقات. وأما حديث الشعبي فأخرجه سعيد بن منصور (2911) عن هشيم أنا مغيرة عن الشعبي قال: لما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد إذا هو بنساء الأنصار يبكين قتلاهنّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكنّ حمزة لا بواكي له" فسمع ذلك سيد الأنصار سعد بن معاذ فأتى نساء الأنصار فقال: عزمت عليكنّ أن لا تبكين امرأة منكنّ شجوا حتى تعبداً بشجو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلن يبكين على حمزة، فسمع ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما هذا؟ " فأخبروه بما كان من سعد فقال "ما أردت ذلك" ونهى عن النوح. ورجاله ثقات إلا أنّ فيه عنعنة مغيرة بن مقسم الضبي فإنه كان مدلساً. وأما حديث ابن المنكدر فأخرجه ابن سعد (3/ 18 - 19) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أنا محمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر قال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحد فمَرّ على بني عبد الأشهل ونساء الأنصار يبكين على هلكاهن يندبنهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لكنّ حمزة لا بواكي له" فدخل رجل من الأنصار على نساءهم فقالوا: حولن بكاءكنّ وندبكنّ على حمزة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطال قيامه يستمع، ثم انصرف، فقام على المنبر من الغد فنهى عن النياحة كأشد ما نهى عن شيء قط وقال "كل نادبة كاذبة إلا نادبة حمزة". وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي حميد. 3060 - "للشهيد ست خصال" الحديث وفيه "ويتزوج ثنتين وسبعين من الحور العين" قال الحافظ: ومن حديث المقدام بن معد يكرب عنه (أي الترمذي): فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ للشهيد عند الله سبع خصال" ¬

_ (¬1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

3061 - "للغلام عقيقتان، وللجارية عقيقة" قال الحافظ: أخرجه البزار من طريق عطاء عن ابن عباس رفعه: فذكره، وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد" (¬1) أخرجه البزار (كشف 1234) والطبراني في "الكبير" (11327) عن عمران بن عيينة الكوفي والطحاوي في "المشكل" (1047) عن أبي بكر بن عياش كلاهما عن يزيد بن أبي زياد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به مرفوعاً. قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد" قلت: ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. والحديث اختلف فيه على عطاء، وقد تقدم بيان هذا الاختلاف عند حديث "عن الغلام شاتان ... " 3062 - "للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلف من العمل ما لا يطيق" قال الحافظ: وفي "الموطأ" (2/ 980) ومسلم (1662) عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (¬2) 3063 - للمدينة عشرة أسماء: هى: المدينة، وطابة، وطيبة، والمطيبة، والمسكينة، والدار، وجابر، ومجبور، ومنيرة، ويثرب". قال الحافظ: رواه عمر بن شبة في "أخبار المدينة" من رواية زيد بن أسلم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 162) عن محمد بن يحيى الكناني ثني عبد العزيز بن عمران عن أبي يسار عن زيد بن أسلم رفعه "للمدينة عشرة أسماء: هي: المدينة، وطيبة، وطابة، ومسكينة، وجبار، ومحبورة، ويندد، ويثرب". ¬

_ (¬1) 12/ 3 (كتاب العقيقة) (¬2) 6/ 100 (كتاب العتق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: العبيد إخوانكم ...) (¬3) 4/ 460 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب المدينة طابة)

هكذا ذكر ثمانية أسماء ولم يذكر التاسع والعاشر. وإسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري المدني الأعرج. 3064 - "لله أشد أَذَنًا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته" قال الحافظ: وعند أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه من حديث فضالة بن عبيد: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج ابن ماجه والكجي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث فضالة بن عبيد مرفوعاً: فذكره" (¬2) وذكره في موضع ثالث: وقال: أخرجه ابن ماجه من رواية ميسرة مولى فضالة عن فضالة بن عبيد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وذكره البخاري في "خلق أفعال العباد" عن ميسرة" (¬3) تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي فراجعه (ص 136 - 137 ط 1) 3065 - "لم أره -يعني جبريل- على صورته التي خلق عليها إلا مرتين" قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (177) من وجه آخر عن عائشة مرفوعاً: فذكره" (¬4) 3066 - "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه والبيهقي من حديث ابن عمر، وفي إسناده خالد بن يزيد بن أبي مالك وكان من فقهاء الشام لكنه ضعيف عند أحمد وابن معين وغيرهما، ووثقه أحمد بن صالح المصري وأبو زرعة الدمشقي، وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا. وله شاهد عن ابن عباس في "الموطأ" بلفظ "ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت" الحديث، وفيه انقطاع. وأخرجه الحاكم من وجه آخر موصولا بلفظ "إذا ظهر الزنا والربّا في ¬

_ (¬1) 10/ 445 و 447 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن) (¬2) 10/ 445 و 447 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن) (¬3) 17/ 237 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سَبَإٍ: 23]) (¬4) 1/ 26 (باب كيف كان بدء الوحي)

قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله" وللطبراني موصولا من وجه آخر عن ابن عباس نحو سياق مالك وفي سنده مقال" (¬1) حسن وحديث ابن عمر له عنه طرق: الأول: يرويه أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهنّ، وأعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا. ولم يَنقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسِّنِين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم" أخرجه ابن ماجه (¬2) (4019) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 320 و 8/ 333 - 334) والداني في "الفتن" (327) وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن ابن عمر لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن خالد عن أبيه" قلت: وخالد ضعيف كما قال أبو داود والدارقطني ويعقوب بن سفيان وغيرهم. وأبوه ثقة، ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - أبو سهيل بن مالك عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعاً. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 67) وابن عدي (3/ 1247) والدارقطني في "الغرائب" (اللسان 4/ 104) والبيهقي في "الشعب" (10066) وفي "الزهد" (453) من طريق عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ثني أبي ثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل به. ¬

_ (¬1) 12/ 301 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون) (¬2) واللفظ له.

وعبيد الله ضعفه ابن حبان، وقال ابن عدي: لعل البلاء منه. 2 - أبو مُعَيْد حفص بن غيلان الدمشقي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعا. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1558) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي والحاكم (4/ 540 - 541) عن عليّ بن حمشاذ العدل قالا: ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي ثني الهيثم بن حُميد أني أبو معيد به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل حسن فإنّ رجاله كلهم ثقات غير الهيثم بن حميد وحفص بن غيلان وهما صدوقان. ولم ينفرد أبو الجماهر به بل تابعه محمد بن عائذ الدمشقي ثنا الهيثم بن حميد به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1558) عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي (¬1) ثنا محمد بن عائذ به. 3 - فروة بن قيس المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعاً. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (11) من طريق نافع بن عبد الله عن فروة به. ونافع وفروة لا يعرفان كما في "الميزان" الثاني: يرويه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً. أخرجه الروياني في "مسنده" كما في "الصحيحة" (1/ 2/ 8) وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء. الثالث: يرويه يعقوب بن عبد الله القُمِّي ثنا ليث عن أبي محمد الواسطي عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3043) ¬

_ (¬1) رواه جعفر بن محمد الفريابي عن محمد بن عائذ الدمشقي عن الهيثم بن حميد ثنا أبو معيد وغيره عن عطاء أنه سمع ابن عمر. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3042)

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وأبو محمد الواسطي لم أعرفه. وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه الضحاك بن مزاحم عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس مرفوعاً "خمس بخمس" قالوا: يا رسول الله، وما خمس بخمس؟ قال "ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10992) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كيسان ثني أبي عن الضحاك به. وإسناده ضعيف جداً. قال البخاري: إسحاق بن عبد الله منكر الحديث، وقال ابن حبان في "الثقات" في ترجمة أبيه: يتقى حديثه من رواية ابنه عنه، وقال الصدر الياسوفي: فيه ضعف شديد. الثاني: يرويه محمد بن سعيد بن سابق الرازي ثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله". أخرجه الحاكم (2/ 37) وقال: صحيح الإسناد" قلت: سماك صدوق إلا أنّ ابن المديني وغيره تكلموا في روايته عن عكرمة. الثالث: يرويه عبد الله بن بريدة واختلف عنه: - فقال الحسين بن واقد المروزي: عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال: ما نقض قوم العهد قط إلا سلط الله عليهم عدوهم، ولا فشت الفاحشة في قوم إلا أخذهم الله بالموت، وما طفف قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين، وما منع قوم الزكاة إلا منعهم الله القطر من السماء، وما جار قوم في حكم إلا كان البأس بينهم -أظنه قال- والقتل" أخرجه البيهقي (3/ 346) وفي "الشعب" (3039) وقال: كذا قال: عن ابن عباس موقوفاً" - وقال بشير بن المهاجر الكوفي: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "ما نقض قوم

العهد قط إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلّط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر" أخرجه ابن أبي شبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6027) والبزار (كشف 3299) وأبو يعلى كما في "بذل الماعون" (ص 212) و"المطالب" (973/ 3) والروياني (إتحاف الخيرة 6/ 346) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 326) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 422 - 423) والحاكم (2/ 126) والبيهقي (3/ 346 و 9/ 231) وفي "الشعب" (3040) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 191) والحافظ في "بذل الماعون" (ص 211 - 212) من طريق عبيد الله بن موسى ثنا بشير بن المهاجر به. قال البزار: لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البوصيري: إسناده حسن" إتحاف الخيرة 6/ 346 وقال الحافظ في "الفتح" (12/ 301): سنده جيد" وقال في "المطالب": إسناده حسن" وقال في "بذل الماعون": وبشير أخرج له مسلم، وبقية رجاله رجال الصحيح، وهو أصح طرق هذا الحديث، وله علة غير قادحة -فذكر حديث حسين بن واقد- قال: ويحتمل أن يكونا محفوظين وإلا فهذه الطريق أرجح لاحتمال أن يكون بشير بن المهاجر سلك الجادة" وقال أبو حاتم: وهو وهم، عن ابن عباس أشبه" العلل 2/ 423 الرابع: يرويه مالك في "الموطأ" (2/ 460) عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنّه بلغه عن ابن عباس أنه قال: ما ظهر الغلول في قوم قط إلا ألقي في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط الله عليهم العدو" وإسناده منقطع. قال ابن عبد البر: قد رويناه متصلاً عنه ومثله لا يقال رأيا" 3067 - عن أبي رافع قال: لم يأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنزل الأبطح حين خرج من مني ولكن جئت فضربت قبته فجاء فنزل"

قال الحافظ: وروى مسلم (1313) وأبو داود (2009) وغيرهما من طريق سليمان بن يسار عن أبي رافع قال: فذكره" (¬1) 3068 - "لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا" قال الحافظ: ولأحمد عن عائشة مرفوعاً: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد وابنه (6/ 129) عن يحيى بن أيوب المَقَابري ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "لا يبقى بعدي من النبوة شيء إلا المبشرات" قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال "الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" وأخرجه البزار (كشف 2118) عن حميد ثنا يحيى بن أيوب به. وإسناده حسن، سعيد الجمحي صدوق، والباقون ثقات. قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا سعيد" قلت: تابعه علي بن هاشم بن البريد عن هشام بن عروة به. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 177) عن عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا علي بن هاشم به. وإسناده حسن، علي بن هاشم صدوق، والباقون ثقات. واختلف فيه على هشام بن عروة، فرواه عصمة بن محمد بن فضالة الأنصاري عن هشام عن أبيه مرسلاً. أخرجه البزار (كشف 2119) وعصمة بن محمد قال ابن معين: كذاب. يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن ابن عباس مرفوعاً "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" أخرجه مسلم (479) ¬

_ (¬1) 4/ 340 (كتاب الحج - باب المحصب) (¬2) 16/ 30 (كتاب التعبير - باب المبشرات)

2 - عن حذيفة بن أسيد مرفوعاً: "ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات" قيل: وما المبشرات؟ قال "الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" تقدم تخريجه في حرف الذال. 3 - عن عطاء بن يسار مرفوعاً "لن يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات" فقالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال "الرؤبا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له" أخرجه مالك (2/ 957) عن زيد بن أسلم عن عطاء به. وهو مرسل رواته ثقات. 3069 - عن طاوس قال: لم يدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة إلا محرما إلا يوم فتح مكة. قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن طاوس قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 200) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن ابن جريج عن هشام بن حجير عن طاوس به. وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من هشام بن حجير، وهشام مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. واختلف فيه على ابن جريج، فرواه سفيان الثوري عن ابن جريج عن رجل عن طاوس به. أخرجه ابن سعد (2/ 140) 3070 - قالت عائشة: لم ير محمد - صلى الله عليه وسلم - جبريل في صورته إلا مرَّتين، مرّة عن سدرة المنتهى، ومرّة في أجياد. قال الحافظ: وللترمذي من طريق مسروق عن عائشة: فذكره، وهذا يقوي رواية ابن لهيعة" (¬2) أخرجه الترمذي (3278) ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن مُجالد عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبّر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو ¬

_ (¬1) 4/ 432 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام) (¬2) 1/ 26 (باب كيف كان بدء الوحي)

هاشم، فقال كعب: إنّ الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلم موسى مرتين، ورآه محمد مرتين. قال مسروق: فدخلت على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء قف له شعري، قلت: رويدا ثم قرأتْ (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قالت: أين يُذهب بك؟ إنما هو جبريل، من أخبرك أنّ محمدا رأى ربه أو كتم شيئاً مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى -إنّ الله عنده علم الساعة وينزل الغيث- فقد أعظم الفرية، ولكنه رأى جبريل، لم يره في صورته إلا مرّتين، مرّة عند سدرة المنتهى ومرّة في جياد، له ستمائة جناح قد سدّ الأفق. وقال: وقد روى داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا الحديث، وحديث داود أقصر من حديث مجالد" قلت: حديث داود عن الشعبي أخرجه مسلم (177) وغيره ولكن ليس فيه ذكر للمكانين اللذين رأى فيهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه السلام. وإنما تفرد بذكر ذلك مجالد وهو ابن سعيد الهمداني ولم يكن بالقوي وقد تغير بأخرة وكان يلقن. وفي ضعفاء العقيلي 4/ 233 عن الإِمام أحمد قال: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف. 3071 - قال جابر: لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا. قال الحافظ: وقد روى مسلم (1215) من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره" (¬1) 3072 - عن ابن عمر قال: لم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا حتى بعث إليهم ضمرة يخيرهم بين إحدى ثلاث: أن يودوا قتيل خزاعة، وبين أن يبرءوا من حلف بكر، أو ينبذ إليهم على سواء. فأتاهم ضمرة فخيرهم فقال قرظة بن عمرو: لا نودي ولا نبرأ ولكنّا ننبذ إليه على سواء، فانصرف ضمرة بذلك، فأرسلت قريش أبا سفيان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تجديد العهد. قال الحافظ: وفي رواية ابن عائذ من حديث ابن عمر قال: فذكره، وكذلك أخرجه مسدد من مرسل محمد بن عباد بن جعفر" (¬2) ¬

_ (¬1) 4/ 241 (كتاب الحج - باب طواف القارن) (¬2) 9/ 65 - 66 (كتاب المغازي - باب أين ركّز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟)

3073 - حديث عائشة: لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسبا إلى الطول ونسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الربعة. قال الحافظ: ووقع في حديث عائشة عند ابن أبي خيثمة: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 298 - 306) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 135) وابن عساكر في "تاريخه" (السيرة النبوية 1/ 301 - 307) عن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب وأبو نعيم في "الدلائل" (566) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 306) وابن عساكر (1/ 307) عن محمد بن عبدة المصيصي قالا: ثنا أبو محمد صَبيح بن عبد الله الفرغاني ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ثنا جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قامته: أنه لم يكن بالطويل البائن، ولا المُشَذَّب الذاهب، والمشذب: الطول نفسه إلا أنّه المخفف. ولم يكن بالقصير المتردد. وكان ينسب إلى الربعة. إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الربعة وذكرت الحديث وفيه طول. قال الخطيب: صبيح بن عبد الله صاحب مناكير" وقال البيهقي: ليس بالمعروف" وقال ابن كثير: ضعيف" الشمائل ص 55 3074 - حديث زينب بنت أبي سلمة: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه. قال الحافظ: وروى الترمذي ومحمد بن نصر من حديث زينب بنت أم سلمة: فذكره" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 7/ 380 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 5/ 174 (صلاة التراويح - باب العمل في العشر الأواخر من رمضان)

ولم أره في سنن الترمذي، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف" وقد أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (مختصره للمقريزي ص 228) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا ابن أبي مريم أنا ابن لهيعة ثني واهب بن عبد الله المعافري أنّه سأل زينب ابنة أم سلمة عن ليلة القدر، فقالت: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمها ولو علمها لم تقم الناس غيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي من الشهر عشرة أيام لم يذر أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 3075 - حديث أنس: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء. قال الحافظ: وهو صحيح" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 3/ 170 - 171) 3076 - حديث عائشة: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى إلا أن يجيء من مغيبه. سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (717) 3077 - حديث عائشة: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الحصير. قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وغيره من طريق شريح بن هانئ أنّه سأل عائشة: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الحصير والله يقول {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] فقالت: فذكرته" (¬3) حسن أخرجه أبو يعلى (المسند 4448 - المقصد العلي 342) عن ابن أبي شيبة (المطالب العالية 345/ 1) ثنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن جده أنه سأل عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير؟ فإني سمعت في كتاب الله {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] قالت: لم يكن يصلي عليه. ¬

_ (¬1) 13/ 391 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء) (¬2) 3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر) (¬3) 2/ 37 (كتاب الصلاة - باب الصلاة على الخمرة) و12/ 431 (كتاب اللباس - باب الجلوس على الحصير)

قال الهيثمي: رجاله موثقون" المجمع 2/ 57 قلت: إسناده حسن، يزيد بن المقدام صدوق كما في "الكاشف" و"التقريب"، والمقدام وأبوه ثقتان. 3078 - حديث سفينة: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل بيتا مزوقا. قال الحافظ: وأورد ابن حبان عقب هذا الحديث حديث سفينة فقال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه إسحاق (2112) عن النضر بن شميل المازني وأحمد (5/ 220 - 221 و 222) عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني و (5/ 222) عن بهز بن أسد العمّي وفي "الزهد" (ص 12) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري و (5/ 221) وابن ماجه (3360) والروياني (670) والبيهقي في "الشعب" (10248) وابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 180 - 181) عن عفان بن مسلم البصري وأبو داود (3755) والبيهقي (7/ 267) عن موسى بن إسماعيل البصري وابن حبان (6354) والحاكم (2/ 186) عن أسد بن موسى المصري والطبراني في "الكبير" (6446) ¬

_ (¬1) 6/ 157 (كتاب الهبة - باب هدية ما يكره لبسها)

عن هُدبة بن خالد البصري وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 369) عن مسلم بن إبراهيم البصري والروياني (664) عن يونس بن محمد المؤدب كلهم عن حماد بن سلمة عن سعيد بن جُمْهان ثني سفينة أنّ رجلاً أضاف علي بن أبي طالب، فصنع له طعاما، فقالت فاطمة: لو دعونا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكل معنا، فدعوه، فجاء، فوضع يده على عِضَادتي الباب فرأى القرام (¬1) قد ضرب به في ناحية البيت (¬2)، فرجع، فقالت فاطمة لعلي: الحقه فانظر ما رجعه، فتبعته، فقلت: يا رسول الله، ما ردّك؟ فقال "إنه ليس لي، أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا (¬3) " اللفظ لأبي داود قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، وسعيد بن جمهان وثقه أحمد وابن معين وأبو داود ويعقوب بن سفيان وابن حبان. واختلف فيه على حماد، فرواه قبيصة بن عقبة الكوفي عن حماد عن سعيد بن جمهان عن سفينة عن أم سلمة مرفوعاً "لا ينبغي لنبي أن يدخل بيتا مزوقا" أخرجه البيهقي (7/ 267) وفي "الشعب" (10247) والأول أصح. 3079 - عن أنس قال: لم يكن (¬4) شخص أحبَّ إليهم (¬5) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك. قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب" (¬6) صحيح ¬

_ (¬1) ولفظ الحاكم "فراشا" (¬2) زاد أحمد "فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬3) ولفظ ابن حبان "مرقوما" (¬4) زاد أبو يعلى وغيره "في الدنيا" (¬5) زاد البخاري وغيره "رؤية" (¬6) 13/ 292 (كتاب الدعوات - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 586) وأحمد (3/ 132 و 151 و 250 - 251) والبخاري في "الأدب المفرد" (946) والترمذي (2754) وفي "الشمائل" (318) وأبو يعلى (3784) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 564) والطحاوي في "المشكل" (1126) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 63) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 177 - 178) والبيهقي في "الشعب" (8537) وفي "المدخل" (718) والبغوي في "شرح السنة" (3329) وفي "الشمائل" (392) والنووي في "الترخيص بالقيام" (ص 64) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 395) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" قلت: وهو كما قال، وقد سمعه حماد من ثابت أيضاً عن أنس. قال أحمد (3/ 134): ثنا أبو كامل ثنا حماد مرّة عن ثابت عن أنس ومرّة عن حميد عن أنس قال: فذكره. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الدينوري في "المجالسة" (235) من طريق عفان بن مسلم البصري ثنا حماد عن ثابت عن أنس به. وأخرجه الخطيب في "أخلاق الراوي" (939) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا حماد به. واختلف فيه على حماد، فرواه أبو عباد قَطَن بن نُسير الغُبَري عن حماد عن يونس عن الحسن عن أنس. أخرجه الخطيب في "أخلاق الراوي" (303) والأول أصح. 3080 - عن أنس قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخيل. قال الحافظ: وفي النسائي عن أنس بن مالك: فذكره" (¬1) أخرجه النسائي (6/ 181 و 7/ 60) وفي "الكبرى" (4404 و 8889) عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد النساء من الخيل. ¬

_ (¬1) 6/ 396 (كتاب الجهاد - باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)

وعنه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1729) وقال: لم يروه عن سعيد إلا إبراهيم" وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 102 و 24/ 102) من طريق حمزة بن محمد الكناني عن النسائي به. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 149) عن عبد الله بن الحسين بن زهير النيسابوري ثنا أحمد بن حفص به. ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (905) ورجاله ثقات إلا أنّ سعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط ولم أر من صرّح بسماع إبراهيم بن طهمان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وقتادة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من أنس. وللحديث شاهد عن معقل بن يسار قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل اللهم عقرا الإبل النساء. أخرجه أحمد (5/ 27) ثنا عبد الصمد وحسن قالا: ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن رجل هو الحسن إن شاء الله عن معقل به. وإسناده منقطع. قال أبو حاتم: لم يسمع الحسن البصري من معقل بن يسار. وفيه عنعنة قتادة كذلك. واختلف فيه على أبي هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي، فرواه إسماعيل بن مسلمة بن قَعْنَب المدني عن أبي هلال عن قتادة عن معقل بن يسار. أخرجه ابن عبد البر (24/ 103) وقال: ليس بشيء" 3081 - عن أبي عبد الله الجَدَلِي قال: سألت عائشة عن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق، ولا يجزئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. قال الحافظ: ووقع عند الترمذي من طريق أبي عبد الله الجدلي قال: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه الطيالسي (ص 214) عن شعبة عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: فذكره، وزاد "أو قالت: يعفو ويغفر" ومن طريقه أخرجه الترمذي (2016) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 315) وابن عساكر (السيرة النبوية - القسم الأول ص 322) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد، ويقال: عبد الرحمن بن عبد" قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه غير واحد عن شعبة به، منهم: 1 - محمد بن جعفر غُندر. أخرجه أحمد (6/ 174) والترمذي في "الشمائل" (330) والبغوي في "شرح السنة" (3668) وفي "الشمائل" (205) وابن عساكر (ص 321) 2 - روح بن عبادة البصري. أخرجه أحمد (6/ 246) والطحاوي في "المشكل" (4433) وابن عساكر (ص 321) 3 - أبو عمر حفص بن عمر النمري الحَوضي. أخرجه الخطيب في "الجامع" (820) وخالفهم بكر بن بكار القيسي فرواه عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن غالب قال: سألت عائشة. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 212) وبكر بن بكار مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ورواية الطيالسي ومن تابعه أصح. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق ثني أبو عبد الله الجدلي به. أخرجه ابن سعد (1/ 365) وابن أبي شيبة (8/ 518) وأحمد (6/ 236) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (318) والخرائطي في "المكارم" (1/ 84 و 390) وابن حبان (6443) وابن عساكر (ص 320 - 321 و 321 - 322)

3082 - عن ابن شهاب قال: لم يكن للنبي - صلى الله عليه وسلم - عمال يعملون بها نخل خيبر وزرعها، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود خيبر فدفعها إليهم. قال الحافظ: روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن شهاب قال: فذكره" (¬1) مرسل ورواته ثقات. 3083 - "لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال" قال الحافظ: وفي حديث أبي عبيدة بن الجراح عند أبي داود والترمذي وحسنه: فذكره" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 135) وأحمد (1/ 195) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 97) وأبو داود (4756) والترمذي (2234) والبزار (1280) وأبو يعلى (875) والعقيلي (2/ 263 - 264) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 234) وابن حبان (6778) وابن عدي (4/ 1538 - 1539) والحاكم (4/ 542 - 543) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن سراقة ص 11) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (35 و 36) والمزي (15/ 9) عن حماد بن سلمة وأحمد (1/ 195) والبزار (1281) والحاكم (4/ 542) وابن عساكر (ص 10 - 11) عن شعبة كلاهما عن خالد الحَذَّاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سُراقة عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعاً "إنّه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدَّجَّالَ قَومَهُ وإني أنذركموه" فوصفه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي" قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال "مثلها -يعني اليوم- أو خير" اللفظ للترمذي. وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح" وقال البزار: وهذا الكلام لا نعلم له إسنادا عن أبي عبيدة إلا هذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 5/ 348 - 349 (كتاب الإجارة - باب استئجار المشركين عند الضرورة) (¬2) 16/ 209 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال)

وقال البخاري: لا يعرف لعبد الله بن سراقة سماع من أبي عبيدة" قلت: رواه يعقوب بن شيبة عن علي بن عاصم أني خالد الحذاء ثني عبد الله بن شقيق العقيلي ثني عبد الله بن سراقة الأزدي قال: خطبنا أبو عبيدة بن الجراح بالجابية، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: فذكر الحديث. أخرجه ابن عساكر (ص 11 - 12) وعلي بن عاصم ضعفه ابن معين وجماعة. وعبد الله بن سراقة ذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وقال الذهبي في "الميزان": ولا روى عنه سوى عبد الله بن شقيق، وقال في "الديوان" و"المغني": لا يعرف. 3084 - عن عائشة قالت: لم يمت النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كان أكثر صلاته جالسا. قال الحافظ: وفي رواية عثمان بن أبي سليمان عن أبي سلمة عن عائشة: فذكرته، أخرجه مسلم (1/ 506") (¬1) 3085 - "لم ينزل على أهل النار آية أشدّ من هذه الآية {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)} [النبأ: 30] " قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي برزة الأسلمي مرفوعاً، والطبري من حديث عبد الله بن عمرو موقوفاً: فذكره" (¬2) ضعيف وحديث أبي برزة أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 464) عن محمد بن محمد بن مصعب الصوري ثنا خالد بن عبد الرحمن ثنا جسر بن فرقد عن الحسن قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30] قال "هلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل" ¬

_ (¬1) 3/ 243 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب إذا صلّى قاعدا ثم صح) (¬2) 7/ 141 (كتاب بدء الخلق - باب صفة النار)

وإسناده ضعيف لضعف جسر بن فرقد. قال ابن كثير: جسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية" وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 17) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي أيوب الأزدي عن ابن عمرو قال: لم تنزل على أهل النار آية أشدّ من هذه {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30] قال: فهم في مزيد من العذاب أبدا. ثم أخرجه من طريق يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عبد الله بن عمرو كان يقول: فذكره. وهذا أصح لأنّ سعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط، وسماع ابن أبي عدي منه بعد اختلاطه، وسماع يزيد بن زريع منه قبل اختلاطه. 3086 - عن ابن عباس قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء فبايعهنّ أن لا يشركن بالله شيئاً، الآية، قالت خولة بنت حكيم: يا رسول الله، كان أبي وأخي ماتا في الجاهلية وإنّ فلانة أسعدتني، وقد مات أخوها، الحديث. قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه" (¬1) قلت: أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة مرسلاً. وأخرجه ابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس موصولا (الدر المنثور 8/ 144) 3087 - قال علي: "لما أراد الله أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبربل بدابة يقال لها البراق فركبها" فذكر الحديث وفيه "إذ خرج ملك من وراء الحجاب فقال: الله كبر الله أكبر" وفي آخره "ثم أخذ الملك بيده فأمّ بأهل السماء" قال الحافظ: وللبزار وغيره من حديث علي قال: فذكره، وفي إسناده زياد بن المنذر أبو الجارود وهو متروك أيضاً" (¬2) موضوع أخرجه البزار (508) وابن شاهين (¬3) في "الناسخ" (178) وإسماعيل الأصبهاني في ¬

_ (¬1) 10/ 263 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12]) (¬2) 2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان) (¬3) وأخرجه من طريق أخرى (179) عن زياد بن المنذر ووقع فيها: عن أبي رافع عن عليّ.

"الترغيب" (276) من طريق زياد بن المنذر الكوفي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ قال: لما أراد الله أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل صلى الله عليهما بدابة يقال لها: البراق فذهب يركبها فاستصعبت، فقال لها جبريل: اسكني فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال: فركبها حتى انتهى إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك وتعالى، قال: فبينما هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا جبريل من هذا؟ " قال: والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانا وإنّ هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتي هذه، فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر، قال: فقيل له مِن وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر، ثم قال الملك: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا لا إله إلا أنا، قال، فقال الملك: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أرسلت محمدا، قال الملك: حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة، ثم قال الملك: الله أكبر، الله أكبر، قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي لا إله إلا أنا، قال: ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم فقدمه فأم أهل السماء فيهم آدم ونوح. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ عن عليّ إلا بهذا الإسناد" وقال الأصبهاني: الحديث غريب لا أعرفه إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه زياد بن المنذر وهو مجمع على ضعفه" المجمع 1/ 329 قلت: كذبه ابن معين، وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: يضع الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 3088 - "لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أمر الله الحوت أن لا يكسر له عظما ولا يخدش له لحما، فلما انتهى به إلى قعر البحر سبّح الله، فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفاً بأرض غريبة، قال: ذلك عبدي يونس، فشفعوا له فأمر الحوت فقذفه في الساحل" قال الحافظ: وروى البزار وابن جرير من طريق عبد الله بن نافع عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) قال البزار (كشف 2254): ثنا بعض أصحابنا ثنا عبد الله بن سعيد أو غيره عن ¬

_ (¬1) 7/ 263 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} [الصافات: 139])

يعقوب بن إبراهيم ثني أبي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة رفعه "لما أراد الله تبارك وتعالى حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت: أن لا تخدش له لحما، ولا تكسرنّ له عظما، فأخذه ثم أهوى به إلى مسكنه في البحر، فلما انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حسا، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت: إنّ هذا تسبيح دواب الأرض، فسبّح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسبيحه، فقالوا: ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفاً بأرض غربة، فقال تبارك وتعالى: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، فقالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم عمل صالح؟ قال: نعم، فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في الساحل، كما قال الله تبارك وتعالى {وَهُوَ سَقِيمٌ} [الصافات: 145] ". قال الهيثمي: رواه البزار عن بعض أصحابه ولم يسمه، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 98 قلت: ولم يذكر ابن إسحاق سماعا من عبد الله بن رافع فالإسناد ضعيف. واختلف عنه: قال الطبري في "تاريخه" (2/ 16) وفي "تفسيره" (17/ 81): ثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة به. وهذا إسناد ضعيف أيضاً، ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه غير واحد. ولم يسم ابن إسحاق من حدّثه. ولما خرجه البزار قال: لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد" فتعقبه ابن كثير فقال: كذا قال، وقد قال ابن أبي حاتم في "تفسيره": ثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب ثنا عمي ثني أبو صخر أنّ يزيد الرقاشي حدثه: سمعت أنس بن مالك ولا أعلم إلا أنّ أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ يونس النبي - عليه وسلم - حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] فأقبلت الدعوة تحن بالعرش فقالت الملائكة: يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال: أما تعرفون ذاك. قالوا: يا رب ومن هو؟ قال: عبدي يونس. قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة، قالوا: يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء. قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه في العراء". ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب به.

زاد ابن أبي حاتم: قال أبو صخر حميد بن زياد: فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث أنه سمع أبا هريرة يقول: طرح بالعراء وأنبت عليه اليقطينة. قلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال: شجرة الدباء. قال أبو هريرة: وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض أو قال: هشاش الأرض. قال: فتنفشخ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت، وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره: فأنبت يقطينا عليه برحمة من الله ... لولا الله أصبح ضاويا وهذا غريب أيضاً من هذا الوجه، ويزيد الرقاشي ضعيف، ولكن يتقوى بحديث أبي هريرة المتقدم كما يتقوى ذاك بهذا والله أعلم" البداية والنهاية 1/ 243 3089 - عن أنس قال: لما أراد - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم، فذكر الحديث إلا أن قال: فأنزل الله فيه القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] الآية. قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس قال: فذكره" (¬1) قلت: وسعيد بن بشير مختلف فيه، وثقه دحيم وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس. 3090 - عن ابن عمر قال: لَمَّا أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أوحى الله إليه الأذان، فنزل به، فعلمه بلالاً. قال الحافظ: للطبراني من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: فذكره، وفي إسناده طلحة بن زيد وهو متروك" (¬2) موضوع أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9243) وابن شاهين في "الناسخ" (181) من طريق محمد بن ماهان ثنا طلحة بن زيد عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سالم عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أسري به إلى السماء أوحي إليه بالأذان، فنزل به، فعلمه بلالاً. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا طلحة بن زيد، تفرد به محمد بن ماهان الواسطي" ¬

_ (¬1) 10/ 260 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1]) (¬2) 2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان)

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه طلحة بن زيد ونسب إلى الوضع" المجمع 1/ 329 قلت: قال أحمد وابن المديني وأبو داود: طلحة بن زيد يضع الحديث، وقال البخاري وأبو حاتم والنسائي وابن حبان والساجي: منكر الحديث. 3091 - حديث ابن مسعود: لما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "انتهى بي إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط فيقبض منها" قال الحافظ: في حديث ابن مسعود عند مسلم (173) ولفظه: فذكره، وبقية حديث ابن مسعود المذكور "قال الله تعالى {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} [النجم: 16] قال: فَرَاش من ذهب. وقال: وفي حديث ابن مسعود عند مسلم "وأعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلوات الخمس وخواتم سورة البقرة وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته المُقحِمَات -يعني الكبائر-" (¬1). 3092 - "لما أسري بي أذّن جبريل، فظنت الملائكة أنه يصلي بهم، فقدمني فصليت" قال الحافظ: ولابن مردويه من حديث عائشة مرفوعاً: فذكره، وفيه من لا يعرف" (¬2) ضعيف أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (180) عن جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا علي بن أحمد السواق ثنا محمد بن حماد بن زيد الحارثي ثنا عابد بن حبيب تباع الهروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "لما أسري بي إلى السماء أذّن جبريل، فظنت الملائكة أنه يصلي بهم، فقدمني فصليت بالملائكة" وإسناده ضعيف، الحارثي قال الحافظ في "اللسان" (5/ 146): له مناكير، والسواق والهروي لم أر من ترجمهما، والباقون ثقات. 3093 - عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر جمع يهود في سوق بني قينقاع، فقال اليهود: أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشا يوم بدر، فقالوا: إنهم كانوا لا يعرفون القتال ولو قاتلتنا لعرفت أنا الرجال فأنزل الله تعالى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} [آل عمران: 12]-إلى قوله- {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13]. ¬

_ (¬1) 8/ 212 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج) (¬2) 2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- بدء الأذان)

قال الحافظ: روى ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (3/ 192) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشا يوم بدر فقدم المدينة، جمع يهود في سوق قينقاع فقال "يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا" وذكر الحديث. وأخرجه أبو داود (¬2) (3001) عن مصرف بن عمرو الأيامي ثنا يونس بن بكير به. وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (9/ 183) وفي "الدلائل" (3/ 173 - 174) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي أنا يونس بن بكير به. وإسناده ضعيف، محمد بن أبي محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، تفرد عنه ابن إسحاق. ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: فذكر نحوه. أخرجه الطبري (3/ 192) وهذا مرسل، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. 3094 - عن نافع بن جبير قال: لما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليلة التي أسري به لم يرعه إلا جبريل نزل حين زاغت الشمس، ولذلك سميت الأولى أي صلاة الظهر، فأمر فصيح بأصحابه: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلّى به جبريل وصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالناس، فذكر الحديث. قال الحافظ: (قوله: أنّ جبريل نزل) بيّن ابن إسحاق في "المغازي" أنّ ذلك كان صبيحة الليلة التي فرضت فيها الصلاة وهي ليلة الإسراء، قال ابن إسحاق: حدثني عتبة بن مسلم عن نافع بن جبير. وقال عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قال نافع بن جبير وغيره: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 8/ 334 (كتاب المغازي - حديث بني النضير) (¬2) ووقع عنده: عن سعيد بن جبير وعكرمة. (¬3) 2/ 143 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب مواقيت الصلاة وفضلها)

يرويه نافع بن جبير بن مطعم واختلف عنه: - فقال ابن إسحاق في "المغازي" (سيرة ابن هشام 1/ 245): حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تميم عن نافع بن جبير بن مطعم -وكان نافع كثير الرواية عن ابن عباس- قال: لما افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، فصلّى به الظهر حين مالت الشمس، ثم صلّى به العصر حين كان ظله مثله، ثم صلّى به المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب الشفق، ثم صلى به الصبح حين طلع الفجر، ثم جاءه فصلّى به الظهر من غد حين كان ظله مثله، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثليه، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس لوقتها بالأمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل الأول، ثم صلى به الصبح مسفرا غير مشرق، ثم قال:- يا محمد، الصلاة فيما بين صلاتك اليوم وصلاتك بالأمس. ومن طريقه أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (تلخيص الحبير 1/ 174) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 41 - 42) - وقال عبد الرزاق (1773 و 2030): عن ابن جريج قال: قال نافع بن جبير وغيره: لما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليلة التي أسري به فيها لم يرعه إلا جبريل يتدلى حين زاغت الشمس ولذلك سميت الأولى فأمر فصيح في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلّى جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالناس، طول الركعتين الأوليين، ثم قصر الباقيتين، ثم سلم جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الناس، ثم نزل في العصر على مثل ذلك، ففعلوا كما فعلوا في الظهر، ثم نزل في أول الليل، فصيح: الصلاة جامعة، فصلّى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، طول في الأوليين وقصر في الثالثة، ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم لما ذهب ثلث الليل نزل، فصيح بالناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالناس، فقرأ في الأوليين فطول وجهر، وقصر في الباقيتين، ثم سلم جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الناس، ثم لما طلع الفجر صبح جبريل، فصيح بالناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلّى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، فقرأ فيهما فجهر وطول ورفع صوته، ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس. - ورواه غير واحد عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس. منهم: 1 - حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنَيف.

أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 62) وعبد الرزاق (2028) وابن أبي شيبة (1/ 317) وأحمد (1/ 333 و 354) وعبد بن حميد (703) والأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 350) وأبو داود (393) والترمذي (149) والفاكهي في "أخبار مكة" (271) وأبو يعلى (2750) وابن الجارود (149 و 150) وابن خزيمة (325) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (133 و 134) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 325) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 146 - 147) والطبراني في "الكبير" (10752 و 10753 و 10754) والدارقطني (1/ 258) والحاكم (1/ 193) وتمام (329) والبيهقي (1/ 364 و 365 - 366 و 367 و 368 و 372 و 373 - 374 و 377) وفي "معرفة السنن" (2/ 189 و 190) وفي "الصغرى" (264) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 25 - 26 و 27 و 27 - 28) والخطيب في "الفقيه" (1/ 119) والبغوي في "شرح السنة" (348) من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حكيم عن نافع بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً "أمّني جبريل عند البيت مرتين فصلّى بي الظهر حين زالت الشمس، وكانت بقدر الشراك، وصلّى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثله، وصلّى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلّى بي الفجر حين حَرُم الطعام والشراب على الصائم، وصلّى بي الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله، وصلّى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، وصلّى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلّى بي العشاء ثلث الليل، وصلّى بي الفجر فأسفر، ثم التفت إليّ فقال: يا محمد، هذا الوقت وقت النبيين قبلك، الوقت ما بين هذين الوقتين" قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال البغوي: حديث حسن" وقال ابن عبد البر: تكلم بعض الناس في إسناد حديث ابن عباس هذا بكلام لا وجه له، وهو والله كلهم معروفو النسب، مشهورون بالعلم" وقال ابن العربي: ورواة حديث ابن عباس هذا كلهم ثقات مشاهير، لا سيما وأصل الحديث صحيح في صلاة جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هذه الرواية تفسير مجمل وإيضاح مشكل" العارضة 1/ 250 - 251 قلت: إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال النسائي: ليس بالقوي. وحكيم بن حكيم وثقه العجلي والذهبي في "المغني"، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": حسن الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وقال ابن سعد: لا يحتجون بحديثه.

ولم ينفرد عبد الرحمن بن الحارث به بل تابعه محمد بن عمرو عن حكيم بن حكيم عن نافع بن جبير عن ابن عباس أنّ جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصلّى به الصلوات وقتين إلا المغرب. أخرجه الدارقطني (1/ 258) من طريق البخاري ثنا أيوب بن سليمان ثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن الحارث ومحمد بن عمرو عن حكيم بن حكيم به. وأيوب بن سليمان بن بلال وثقه أبو داود وابن حبان، وقال الدارقطني: ليس به بأس، وأبو بكر واسمه عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي، وسليمان بن بلال ثقة مشهور، ومحمد بن عمرو ما عرفته. 2 - عمر بن نافع بن جبير بن مطعم. أخرجه عبد الرزاق (2029) عن عبد الله بن عمر العمري عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكر نحوه. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (10755) والعمري مختلف فيه، وعمر بن نافع لم أر من ترجمه. 3 - زياد بن أبي زياد المخزومي. أخرجه الدارقطني (1/ 258) عن عبد الله بن الهيثم بن خالد الخياط الطيني ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا محمد بن حمير عن إسماعيل عن عبيد الله بن عمر عن زياد بن أبي زياد عن نافع بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً بطوله. وإسناده ضعيف لأنّ إسماعيل وهو ابن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإن عبيد الله بن عمر هو العمري مدني. وأحمد بن الفرج ومحمد بن حمير الحمصيان مختلف فيهما، والباقون ثقات. 4 - عبيد الله بن مقسم المدني. أخرجه الدارقطني (1/ 258 - 259) من طريق الواقدي ثنا إسحاق بن حازم عن عبيد الله بن مقسم عن نافع بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: فذكر نحوه. والواقدي متروك الحديث. 3095 - حديث مَخرمة بن نوفل قال: لما أظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام أسلم أهل مكة حتى

إنّه كان ليقرأ السجدة فيسجدون فلا يقدر بعضهم أن يسجد من الزحام حتى قدم رؤساء قريش: الوليد بن المغيرة وأبو جهل وغيرهما وكانوا بالطائف فرجعوا وقالوا: تدعون دين آبائكم. قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) ضعيف أخرجه العباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (3/ 53) والطبراني في "الكبير" (20/ 5) والحاكم (3/ 490) وأبو نعيم في "الصحابة" (6157) وأبو زكريا بن مندة في "من عاش مائة وعشرين سنة" (ص 64) من طرق عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة عن أبيه قال: لما أظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام أسلم أهل مكة كلهم، وذلك قبل أن تفرض الصلاة، حتى إن كان ليقرأ السجدة فيسجدون ما يستطيع أحدهم أن يسجد من الزحام، حتى قدم رؤساء قريش: الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وغيرهما، وكانوا بالطائف في أرضهم فقالوا: تدعون دين آبائكم، فكفروا. بإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 3096 - عن أسماء مُقَينَّةَ عائشة قالت: لما أقعدنا عائشة لِنُجلِّيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءنا فقرّب إلينا تمرا ولبنا. قال الحافظ: أخرج جعفر المستغفري من طريق يحيى بن أبي كثير عن كلاب بن تلاد عن أسماء مقينة عائشة قالت: فذكرته" (¬2) قلت: ذكر ابن الأثير أسماء مقينة عائشة هذه في "أسد الغابة" (7/ 13) وقال: أوردها جعفر المستغفري وقال: إن ثبت إسناد حديثها. روى الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن كلاب بن تلاد عن أسماء مقينة عائشة قالت: لما أقعدنا عائشة لنجليها برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرّب إلينا لبنا وتمرا، فقال "كلن واشربن" فقلن: يا رسول الله، إنا صُوّم. فقال "كلن واشربن، ولا تجمعن جوعا وكذبا" قالت: فأكلنا وشربنا. والوليد بن مسلم ويحيى بن أبي كثير مدلسان وقد عنعنا. ¬

_ (¬1) 3/ 206 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن - باب ما جاء في سجود القرآن) (¬2) 11/ 130 (كتاب النكاح - باب الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس)

3097 - قال عليّ: لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إلى مني حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب وتقدم أبو بكر وكان نسابة فقال: من القوم؟ فقالوا: من ربيعة، فقال: من أيّ ربيعة أنتم؟ قالوا: من ذهل، فذكروا حديثا طويلاً في مراجعتهم وتوقفهم أخيرا عن الإجابة، قال: ثم دفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج وهم الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار لكونهم أجابوه إلى إيواءه ونصره، قال: فما نهضوا حتى بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي في "الدلائل" بإسناد حسن عن ابن عباس: حدثني علي بن أبي طالب قال: فذكره" (¬1) أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (214) عن الطبراني ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا شعيب بن واقد الصفار ثنا أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: حدثني علي بن أبي طالب قال: فذكر الحديث بطوله. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 427) عن الحاكم ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العماني ثنا محمد بن زكريا الغلابي به. وقال: الغلابي متروك" قلت: وشعيب بن واقد لم أقف له على ترجمة. وتابعه أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب به. أخرجه العقيلي (1/ 37) عن إسماعيل بن مهران الناقد والبيهقي في "الدلائل" (2/ 427) عن محمد بن الحسين القرشي قالا: ثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر به. قال العقيلي: ليس لهذا الحديث أصل، ولا يروى من وجه يثبته إلا شيء يروى في مغازي الواقدي وغيره مرسلا" ¬

_ (¬1) 8/ 219 - 220 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار)

وقال البيهقي: إسناد مجهول" قلت: أحمد بن محمد بن أبي نصر ترجمه الذهبي في "الميزان" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. وأبان بن عثمان الأحمر ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم. وتابعه أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن تغلب به. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (214) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 422 - 427) من طريق عبد الجبار بن محمد بن كثير التميمي الرقي ثنا محمد بن بشر اليمانى ثنا أبان بن عبد الله به. قال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً" قلت: عبد الجبار ترجمه الحافظ في "اللسان" وحكى عن أبي عبد الله بن مندة أنه قال فيه: صاحب غرائب. ومحمد بن بشر أظنه العبدي، وأبان بن عبد الله مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. 3098 - "لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بمكة: حرى، وثور، وثبير، وثلاثة بالمدينة: أحد، ورضوى، وورقان" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي مالك رفعه: فذكره، وهذا غريب مع إرساله" (¬1) ضعيف جداً أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 79) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8939) وابن الأعرابي في "معجمه" (1682) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 211) والخطيب في "التاريخ" (10/ 440 - 441) وابن الجوزي في "الموضوعات" (256) عن عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز عن معاوية بن عبد الله الأودي وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 314 - 315) والواحدي في "الوسيط" (2/ 407) ¬

_ (¬1) 7/ 241 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142])

عن محمد بن الحسن بن زَبَالة عن معاوية بن عبد الكريم الضال كلاهما عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس به مرفوعاً. قال ابن حبان: موضوع لا أصل له" وقال الخطيب: هذا الحديث غريب جداً لم أكتبه إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث معاوية بن قرة والجلد ومعاوية الضال، تفرد به عنه محمد بن الحسن بن زبَالة المخزومي" وقال ابن كثير: وهذا حديث غريب بل منكر" التفسير 2/ 244 - 245 قلت: وإسناده ضعيف جداً، عبد العزيز بن عمران قال ابن معين ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. وابن زبالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: يضع الحديث. والجلد بن أيوب قال أحمد: ضعيف الحديث ليس يسوى حديثه شيئاً، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. 3099 - عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته، وكان ذلك لهم في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية (¬1). قال الحافظ: رواه الطبري بإسناد حسن" (¬2) أخرجه النسائي في "الكبرى" (11095) والطبري في "تفسيره" (4/ 305) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 465) من طريق محمد بن فضيل الكوفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: فذكره. ورواته ثقات، وأبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف مختلف في صحبته. 3100 - عن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع قام بأمرهم عبد الله بن أبي، فمشى عبادة بن الصامت وكان له من حلفهم مثل الذي لعبد الله بن أبي فتبرأ عبادة منهم، قال: فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة: 51] إلى قوله {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة: 52] ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19]) (¬2) 9/ 315 (كتاب التفسير: سورة النساء - باب {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19])

وكان عبد الله بن أبي لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنّ عليهم قال: يا محمد، إنهم منعوني من الأسود والأحمر، وإني امرؤ أخشى الدوائر، فوهبهم له. قال الحافظ: وروى ابن إسحاق في "المغازي" عن أبيه عن عبادة بن الصامت قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (سيرة ابن هشام 2/ 49 - 50) قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي بن سلول، وقام دونهم. قال: ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أحد بني عوف، لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث بطوله. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 275) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 174 - 175) وابن عساكر (ترجمه عبادة بن الصامت ص 20 - 21) من طريق يونس بن بكير الشيباني ثنا ابن إسحاق به. وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 600 - 601) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق به. وابن إسحاق صدوق، وأبوه وعبادة ثقتان. 3101 - عن الحكم بن عتيبة قال: لما خاض الناس في أمر عائشة، فذكر الحديث مختصرا وفي آخره: فأنزل الله تعالى خمس عشرة آية من سورة النور حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [النور: 26] " قال الحافظ: وفي رواية الحكم بن عتيبة مرسلاً عند الطبري: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 160) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثنا سهل بين عثمان ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ثنا أبي عن الحكم بن عتيبة قال: لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عائشة، قالت: فجئت وأنا انتفض من غير حمى، فقال "يا عائشة ما يقول الناس؟ " فقلت: لا والذي بعثك بالحق لا أعتذر بشيء ¬

_ (¬1) 8/ 334 (كتاب المغازي - حديث بني النضير) (¬2) 10/ 94 (كتاب التفسير: سورة النور - باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [النور: 12])

إليك قالوه حتى ينزل عذري من السماء، فأنزل الله فيها خمسة عشر آية من سور النور، ثم قرأ الحكم حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26]. سهل بن عثمان العسكري صدوق، والباقون ثقات. 3102 - عن ابن عباس قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} [الحج: 39] الآية. قال الحافظ: وأخرج النسائي والترمذي وصححه الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الحاكم (3/ 7 - 8) من طريق أبي داود الطيالسي ثنا شعبة عن الأعمش عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: إنا لله وإنا إليه راجعون، أخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليهلكن. قال: فنزلت هذه الآية {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} عرف أبو بكر أنه سيكون قتال. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو على شرط مسلم وحده. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه قيس بن الربيع عن الأعمش به. أخرجه البزار (17) والطبري في "تفسيره" (7/ 172) والطبراني في "الكبير" (12336) من طرق عن محمد بن يوسف الفريابي عن قيس به. وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - ورواه سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه أحمد (1/ 216) والترمذي (3171) والبزار (16) والنسائي (6/ 3) وفي ¬

_ (¬1) 8/ 282 (كتاب المغازي - باب غزوة العشيرة)

"الكبرى" (11345) والطبري (17/ 172) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 225) وابن حبان (4710) والطبراني في "الأوائل" (30) والحاكم (2/ 66) وقال: صحيح على شرط الشيخين" وتابعه: 1 - وكيع. أخرجه الترمذي (3171) عن سفيان بن وكيع عن أبيه به. 2 - عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي. قاله الدارقطني في "العلل" (1/ 215) 3 - أبو حذيفة سعيد بن مسعود النهدي. أخرجه الحاكم (2/ 246) وقال: صحيح على شرط الشيخين" • ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان فلم يذكر ابن عباس. أخرجه الترمذي (3172) والطبري (17/ 172) والأول أصح. قال الترمذي: حديث حسن" قلت: بل صحيح. 3103 - عن أم سلمة قالت: لما خطبني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت قصة تزويجه بها، فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة فإذا جرّة فيها شيء من شعير، فأخذته فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت شيئاً من إهالة فأدمته فكان ذلك طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرج ابن سعد عن شيخه الواقدي بسند له إلى أم سلمة قالت: فذكرته، وأخرج ابن سعد أيضا وأحمد بإسناد صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنّ أم سلمة أخبرته، فذكر قصة خطبتها وتزويجها وفيه، قالت: فأخذت ثفالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي، وأخرجت شحما فعصدته ثم بات ثم أصبح، الحديث. وأخرجه النسائي أيضاً لكن لم يذكر المقصود هنا، وأصله في مسلم من وجه آخر بدونه" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 148 (كتاب النكاح - باب من أولم بأقل من شاة)

ذكره عن أم سلمة من طريقين: الأول: يرويه عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أم سلمة قالت: لما خطبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: إني فيّ خلال لا ينبغي لي أن أتزوج رسول الله، إني امرأة مسنة، وإني أمّ أيتام، وإني شديدة الغيرة. قالت: فأرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما قولك: إني امرأة مسنة، فأنا أسن منك، ولا يعاب على المرأة أن تتزوج أسن منها، وأما قولك: إني أمّ أيتام، فإن كلهم على الله وعلى رسوله، وأما قولك: إني شديدة الغيرة، فإني أدعو الله أن يذهب ذلك عنك" قالت: فتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة أمّ المساكين بعد أن ماتت، فإذا جرّة، فاطلعت فيها فإذا فيها شيء من شعير وإذا رحى وبرمة وقدر، فنظرت فإذا فيها كعب من إهالة. قالت: فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة، وأخذت الكتب من الإهالة فأدّمته به، قالت: فكان ذلك طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أهله ليلة عرسه. أخرجه ابن سعد (8/ 91 - 92) عن الواقدي ثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد به. والواقدي متروك الحديث. الثاني: يرويه حبيب بن أبي ثابت واختلف عنه: - فقال ابن جُريج: أني حبيب بن أبي ثابت أنّ عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن يخبر أنّ أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها لما قدمت المدينة، أخبرتهم أنها ابنة أبي أمية بن المغيرة، قال: فكذبوها، ويقولون: ما أكذب الغرائب، حتى أنشأ ناس منهم إلى الحج، فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم، فرجعوا إلى المدينة يصدقونها، فازدادت عليهم كرامة، قالت: فلما وضعت زينب جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطبني، فقلت: ما مثلي تُنكح، أما أنا فلا ولد فيّ، وأنا غيور ذات عيال، قال، أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلي الله ورسوله، فتزوّجها، فجعل يأتيها فيقول "أين زناب؟ " حتى جاء عمار بن ياسر فاختلجها، وقال: هذه تمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ترضعها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أين زناب؟ " فقالت قريبة ابنة أبي أمية -ووافقها عندها-: أخذها عمار بن ياسر، قال النبي صلى الله عليه وسلم "أنا آتيكم الليلة" قالت: فقمت فوضعت ثفالي، وأخرجت حبّات من شعير كانت في جرّتي، وأخرجت شحما فعصدت له، قالت: فبات النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أصبح، فقال حين أصبح "إنّ بك على أهلك كرامة، فإن شئت سبّعت، وإن أسبّع أسبّع لنسائي"

أخرجه عبد الرزاق (10644) عن ابن جريج به. ورواه إسحاق (1828) وأحمد (6/ 307) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 243 - 244) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 273 - 274) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه المزي (16/ 447 - 448) من طريق أبى الحسين بن فاذشاه أنا الطبراني به. وأخرجه ابن سعد (8/ 93 - 94) وأحمد (6/ 307 و 307 - 308) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 204) والنسائي في "الكبرى" (8926) وأبو يعلى (7006) وأبو نعيم في "الصحابة" (7818) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 463 - 464) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 243 - 244) من طرق عن ابن جريج به. قال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 11/ 339 قلت: عبد الحميد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى حبيب بن أبي ثابت، وقال الحافظ: مقبول. والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف، وقال الحافظ: مقبول. والباقون ثقات (¬1). - وقال أبو حيّان يحيى بن سعيد بن حيّان التيمي: عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: فذكرته. أخرجه ابن سعد (8/ 90) عن عبد الله بن نمير ثنا أبو حيان به. والأول أصح. ¬

_ (¬1) رواه مسلم (1460) من طريقين عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة مختصرا.

3104 - حديث أنس رفعه "لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه فجعل إبليس يطيف به، فلما رآه أجوف عرف أنه لا يتمالك" قال الحافظ: رواه أحمد (3/ 155) ومسلم (2611") (¬1) 3105 - "لما خلق الله آدم عطس، فألهمه ربه أن قال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك الله". قال الحافظ: أخرج البيهقي في "الشعب" وصححه ابن حبان من طريق حفص بن عاصم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (205) وابن حبان (6164) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 483) وفي "الشعب" (8880) من طريق حَبّان بن هلال أبي حبيب البصري ثنا مبارك بن فضالة ثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "فلذلك سبقت رحمته غضبه" وإسناده حسن رجاله ثقات غير مبارك بن فضالة، وهو صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث من عبيد الله بن عمر فانتفى التدليس. قال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة. وقال أبو داود: إذا قال حدثنا فهو ثبت. وقال يحيى القطان: لم أقبل منه شيئاً إلا شيئاً يقول فيه حدثنا. وقال الذهبي: هو حسن الحديث، ولم يذكره ابن حبان في "الضعفاء" واستشهد به البخاري في الصحيح" السير 7/ 284 وقد تقدم الكلام على الحديث أيضاً في حرف الهمزة فانظر "إن الله خلق آدم من تراب ... " 3106 - "لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (¬3) انظر الحديث الذي بعده. ¬

_ (¬1) 7/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب خلق آدم وذريته) (¬2) 13/ 232 (كتاب الأدب - باب إذا عطس كيف يشمت؟) (¬3) 7/ 127 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

3107 - "لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها، قال: فرجع إليه فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال: ارجع إليها، فرجع فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد، قال: اذهب إلى النار فانظر إليها، فرجع فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع إليها، فرجع فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد" قال الحافظ: أخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) حسن أخرجه عبد الملك بن حبيب في "وصف الفردوس" (1) وأحمد (2/ 332 - 333 و 373) وأبو داود (4744) والترمذي (2560) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (238) والنسائي (7/ 3 - 4) وفي "الكبرى" (4702) وأبو يعلى (5940) وابن حبان (7394) والآجري في "الشريعة" (ص 389 - 390 و 390) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 45) والحاكم (1/ 26 و 26 - 27) والبيهقي في "البعث" (166 و 167) وفي "الشعب" (379) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 9 - 10 و 19/ 113 - 114 و 114) والبغوي في "شرح السنة" (4115) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (317) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة مرفوعاً "لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فرجع فقال "وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال: اذهب إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره، فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد، قال: اذهب فانظر إلى النار وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فإذا هي يركب بعضها بعضا، فرجع فقال: وعزتك لا يدخلها أحد، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع فانظر إليها، فنظر إليها فإذا هي قد حفت بالشهوات، فرجع وقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها". اللفظ للنسائي. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: محمد بن عمرو صدوق أخرج له مسلم في المتابعات، وأبو سلمة ثقة، فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) 14/ 102 - 103 (كتاب الرقاق - باب حجبت النار بالشهوات)

3108 - عن ابن عباس قال: لما رجع المشركون عن أحد قالوا: لا محمدا قتلتم، ولا الكواعب ردفتم، بئسما صنعتم، فرجعوا، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد، فبلغ المشركين فقالوا: نرجع من قابل، فأنزل الله تعالى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [آل عمران: 172] الآية. قال الحافظ: وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، أخرجه النسائي وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ المحفوظ إرساله عن عكرمة ليس فيه ابن عباس، ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره" (¬1) يرويه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة واختلف عنه: - فقال محمد بن منصور الجَوَّاز: عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال: قال ابن عباس: لما انصرف المشركون عن أحُد وبلغوا الروحاء قالوا: لا محمدا قتلتموه، ولا الكواعب أردفتم، وبئس ما صنعتم، ارجعوا. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس، فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد وبئر أبي عتيبة، فأنزل الله تعالى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [آل عمران: 172] وقد كان أبو سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فلم يجدوا به أحدا وتسوّقوا، فأنزل الله تعالى {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] ". أخرجه النسائي في "الكبرى" (11083) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 428) وإسناده صحيح. - ورواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن سفيان عن عمرو عن عكرمة مرسلاً. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4510) ورواته ثقات. وهذا الاختلاف إنّما هو من سفيان نفسه. قال الطبراني في "الكبير" (11632): ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن منصور الجواز ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس. وقال سفيان مرة أخرى: أخبرني عكرمة قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 9/ 296 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب قوله: {أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران: 154])

3109 - عن عمر بن الحكم قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا، فقالوا له: يا أبا الأعصم، أنت أسحرنا، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئاً، ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثة دنانير. قال الحافظ: وقد بيّن الواقدي السنة التي وقع فيها السحر، أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال: فذكره. وقال: وقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد: فقالت أخت لبيد بن الأعصم: إن يكن نبيا فسيخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله. وقال: في مرسل عمر بن الحكم: فعمد إلى مشط وما مشط من الرأس من شعر فعقد بذلك عقدا. وقال: وعند ابن سعد في مرسل عمر بن الحكم: فدعا جبير بن إياس الزرقي وهو ممن شهد بدرا فدله على موضعه في بئر ذروان فاستخرجه. وقال: وعند ابن سعد أيضاً أنّ الحارث بن قيس قال: يا رسول الله، ألا يهور البئر؟. وقال: عند ابن سعد في مرسل عبد الرحمن بن كعب أنّ الحارث بن قيس هَوّر البئر المذكورة، وكان يستعذب منها، وحفر بئرا أخرى فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حفرها. وقال: وفي مرسل عمر بن الحكم: فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: حب الدنانير" (¬1) أخرجه ابن سعد (2/ 197 - 198) عن الواقدي حدثني أبو مروان عن إسحاق بن عبد الله عن عمر بن الحكم قال: لما رجع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم، جاءت رؤساء يهود الذين بقوا بالمدينة ممن يظهر الإسلام وهو منافق إلى لبيد بن الأعصم اليهودي، وكان حليفا في بني زريق، وكان ساحرا قد علمت ذلك يهود أنه أعلمهم بالسحر وبالسموم، فقالوا له: يا أبا الأعصم أنت أسحر منا وقد سحرنا محمدا فسحره منا الرجال والنساء فلم نصنع شيئاً، وأنت ترى أثره فينا وخلافه ديننا ومن قتل منا وأجلى، ونحن نجعل لك على ذلك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثة ¬

_ (¬1) 12/ 337 و 338 و 340 و 341 و 342 (كتاب الطب - باب السحر)

دنانير على أن يسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمد إلى مشط وما يُمشط من الرأس من الشعر فعقد فيه عقدًا وتفل فيه تَفلًا وجعله في جُبّ طلعة ذكر، ثم انتهى به حتى جعله تحت أرْعوفة البئر، فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرا أنكره حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، وأنكر بصره حتى دلَّه الله عليه، فدعا جبير بن إياس الزُّرقي، وقد شهد بدرا، فدلّه على موضع في بئر ذَرْوان تحت أرعوفة البئر، فخرج جبير حتى استخرجه، ثم أرسل إلى لبيد بن الأعصم فقال: ما حملك على ما صنعت فقد دلني الله على سحرك وأخبرني ما صنعت؟ قال: حبّ الدنانير يا أبا القاسم". قال إسحاق بن عبد الله: فأخبرت عبد الرحمن بن كعب بن مالك بهذا الحديث فقال: إنما سحره بنات أعصم أخوات لبيد، وكنّ أسحر من لبيد وأخبث، وكان لبيد هو الذي ذهب به فأدخله تحت أرعوفة البئر، فلما عقدوا تلك العقد أنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تلك الساعة بصره ودس بنات أعصم إحداهنّ فدخلت على عائشة فخبرتها عائشة أو سمعت عائشة تذكر ما أنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بصره، ثم خرجت إلى أخواتها وإلي لبيد فأخبرتهم، فقالت إحداهنّ: إن يكن نبيا فسيُخبر، وإن يك غير ذلك فسوف يُدَلّهُه هذا السحر حتى يذهب عقلُه فيكون بما نال من قومنا وأهل ديننا، فَدلهُ الله عليه. قال الحارث بن قيس: يا رسول الله، ألا نهور البئر؟ فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهورها الحارث بن قيس وأصحابه وكان يستعذب منها. قال: وحفروا بئرا أخرى فأعانهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حفرها حين هوروا الأخرى التي سُحر فيها حتى أنبطوا ماءها ثم تهورت بعد. ويقال إنّ الذي استخرج السحر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيس بن محصن. والواقدي كذبه أحمد والنسائي، وقال إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث. 3110 - عن أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة فنزلت (¬1). قال الحافظ: في رواية معتمر عن أبيه عن أنس قال: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (1786) ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالي {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]) (¬2) 10/ 204 (كتاب التفسير: سورة الفتح - باب قوله {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1])

3111 - عن عكرمة قال: لما صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الجبل جاء أبو سفيان فقال: الحرب سجال، فذكر القصة. قال: فأنزل الله تعالى {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]. قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من مرسل عكرمة قال: فذكره" (¬1) أخرجه ابن أبي حاتم (1507) عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني ثنا حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: وندم المسلمون كيف خلوا بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل، وجمع أبو سفيان جمعه، وكان من أمرهم مما كان، فلما صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الجبل جاء أبو سفيان فقال: يا محمد ألا تخرج؟ الحرب سجال يوم لنا ويوم لكم. فقال - صلى الله عليه وسلم - "أجيبوا، لأصحابه، وقولوا: لا سواء، لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" قال أبو سفيان: عزى لنا ولا عزى لكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم". قال أبو سفيان: أعل هبل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الله أعلى وأجل" فقال أبو سفيان: موعدنا وموعدكم بدر الصغرى، ونام المسلمون وبهم الكلوم. قال عكرمة: ففيهم نزلت {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]. ورواه المثنى بن إبراهيم الآملي عن إسحاق عن حفص بن عمر وزاد فيه: عن ابن عباس. أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 105) وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر. 3112 - حديث أنس رفعه "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وله شاهد عن ابن عباس عند أحمد" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 224) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا صفوان بن عمرو ثني راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير عن أنس مرفوعاً "لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار ... " الحديث ¬

_ (¬1) 8/ 355 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد) (¬2) 13/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

وأخرجه الخرائطي في "المساوئ" (195) عن صالح بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به. وأخرجه أبو داود (4878 و 4879) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (572) والطبري في "صريح السنة" (39) والخرائطي في "المساوئ" (195) والطبراني في "مسند الشاميين" (932) وفي "الأوسط" (8) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (201) والبيهقي في "الشعب" (6290) و"الآداب" (153) والخطيب في "التاريخ" (5/ 116) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (587) من طرق عن أبي المغيرة به. ورواه أبو بكر محمد بن أبي عتّاب البغدادي عن أبي المغيرة فلم يذكر راشد بن سعد. أخرجه ابن أبي الدنيا (165) قال الطبراني: لم يروه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير إلا صفوان، تفرد به أبو المغيرة" قلت: بل تابعه بقية بن الوليد ثنا صفوان بن عمرو به. أخرجه أبو داود (4878) عن محمد بن المصفى الحمصي عن بقية به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (6290) وفي "الأدب" (153) ورواه يحيى بن عثمان الحمصي عن بقية فلم يذكر أنسا. أخرجه أبو داود (5/ 194) والأول أصح. ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير من أنس أم لا فإني لم أر أحدا صرح بسماعهما منه. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد وابنه (1/ 257) عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكر حديثا وفيه: فنظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف، فقال "من هؤلاء با جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس". قال الهيثمي: وفيه قابوس وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 92 قلت: قابوس هو ابن أبي ظبيان حصين بن جندب وهو مختلف فيه، وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، والباقون ثقات.

3113 - عن جابر قال: لما قال سعد بن عبادة ذلك عارضت امرأة من قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الهدى إليك لجاحي ... قريش ولات حين لجائي حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء إن سعدا يريد قاصمة الظهر ... بأهل الحَجُون والبطحاء فلما سمع هذا الشعر دخلته رأفة لهم ورحمة، فأمر بالراية فأخذت من سعد ودفعت إلى ابنه قيس. قال الحافظ: وعند ابن عساكر من طريق أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (¬1) 3114 - عن ابن عباس قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كانوا من أخبث الناس كَيلا، فأنزل الله ({وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} [المطففين: 1] فأحسنوا الكيل بعد ذلك. قال الحافظ: اْخرج النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح من طريق يزيد النَّحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن ماجه (2223) والنسائي في "الكبرى" (11654) والطبري في "تفسيره" (30/ 91) وابن حبان (4919) والطبراني في "الكبير" (12041) والحاكم (2/ 33) والبيهقي (6/ 32) وفي "الشعب" (4903) والواحدي في "الوسيط" (4/ 440) وفي "أسباب النزول" (ص 253) والبغوي في "معالم التنزيل" (7/ 218) من طرق عن الحسين بن واقد المروزي عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 8/ 441 وقال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 3/ 23 قلت: وهو كما قال، الحسين بن واقد صدوق، ويزيد وعكرمة ثقتان. ¬

_ (¬1) 9/ 68 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح) (¬2) 10/ 323 (كتاب التفسير: سورة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} [المطففين: 1])

3115 - عن أنس قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة لعبت الحبشة فرحا بذلك، لعبوا بحرابهم. قال الحافظ: رواه أبو داود" (¬1) أخرجه عبد الرزّاق (19723) عن معمر بن راشد عن ثابت عن أنس قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة لعب الحبش بحرابهم فرحا بقدومه. وأخرجه أحمد (3/ 161) وعبد بن حميد (1239) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (4923) وأبو يعلى (3459) والبيهقي (7/ 92) والبغوي في "شرح السنة" (3768) من طرق عن عبد الرّزاق به. ورواته ثقات إلا أن ابن معين تكلم في رواية معمر عن ثابت، فقال: معمر عن ثابت ضعيف. وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. وخالفه أحمد فقال لما سئل عن ما روى معمر عن ثابت: ما أحسن حديثه. 3116 - عن الحكم بن عتيبة قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل بقباء قال عمار بن ياسر: ما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدّ من أن يجعل له مكانا يستظل به إذا استيقظ ويصلي فيه، فجمع حجارة فبنى مسجد قباء فهو أول مسجد بني. قال الحافظ: وروى يونس بن بكير في زيادات المغازي عن المسعودي عن الحكم بن عتيبة قال: فذكره" (¬2) قلت: هذا مرسل، والمسعودي صدوق اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع يونس بن بكير منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. 3117 - حديث عائشة: لما قدم جعفر استقبله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل ما بين عينيه. قال الحافظ: وأخرج البغوي في "معجم الصحابة" من حديث عائشة: فذكره، وسنده موصول لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف" (¬3) انظر الحديث الذي بعده. ¬

_ (¬1) 3/ 96 (كتاب العيدين - باب الحراب والدرق يوم العيد) (¬2) 8/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) 3/ 299 - 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

3118 - عن ابن عباس قال: لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ: قال ابن بطال: اختلف الناس في المعانقة فكرهها مالك وأجازها ابن عيينة، ثم ساق قصتهما في ذلك من طريق سعيد بن إسحاق وهو مجهول عن علي بن يونس الليثي وهو كذلك. وأخرجها ابن عساكر في ترجمة جعفر من "تاريخه" من وجه آخر عن علي بن يونس قال: استأذن سفيان بن عيينة على مالك فأذن له فقال: السلام عليكم، فردوا عليه. ثم قال: السلام خاص وعام، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليك السلام يا أبا محمد ورحمة الله وبركاته، ثم قال: لولا أنها بدعة لعانقتك، قال: قد عانق من هو خير منك، قال: جعفر، قال: نعم، قال: ذاك خاص، قال: ما عمه يعمنا. ثم ساق سفيان الحديث عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكره، الحديث. قال الذهبي في "الميزان": هذه الحكاية باطلة وإسنادها مظلم. قلت: والمحفوظ عن ابن عيينة بغير هذا الإسناد، فأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن الأجلح عن الشعبي أنّ جعفرا لما قدم تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل جعفرا بين عينيه" وأخرج البغوي في "معجم الصحابة" من حديث عائشة "لما قدم جعفر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه" وسنده موصول، لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف" (¬1) روي من حديث ابن عباس ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي جحيفة ومن حديث عائشة ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث الشعبي مرسلا ومن حديث أبي الهيثم بن التيهان. فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن بطال في "شرح البخاري" وابن عساكر في ترجمة جعفر بن أبي طالب من "تاريخه" وأبو الغنائم النرسي في "مشيخته" والحافظ في "اللسان" (¬2) من طريق سعيد بن إسحاق صاحب سحنون ثنا علي بن يونس الليثي المدني قال: كنت جالسا عند مالك بن أنس إذ جاء سفيان بن عيينة يستأذن الباب، فقال مالك: رجل صاحب سنة أدخلوه، فدخل فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردوا عليه السلام، فقال: سلامنا عام وخاص، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، فقال مالك: وعليك السلام يا أبا محمد ورحمة الله وبركاته، فصافحه ثم قال: يا أبا محمد لولا أنها بدعة لعانقتك، فقال سفيان: عانق من هو خير منك، فقال مالك: جعفر، قال: نعم، قال: ذاك حديث خاص يا أبا محمد، قال: ما يعم جعفرا يعمنا وما يخص جعفرا يخصنا ¬

_ (¬1) 13/ 299 - 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة) (¬2) لسان الميزان (4/ 269 - 270)

إذا كنا صالحين أفتأذن لي أن أحدث في مجلسك؟ قال: نعم حدث يا أبا محمد، قال: حدثني عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنّه قال: لما قدم جعفر من أرض الحبشة اعتنقه النبي -صلى الله عليه وسلم - وقبل بين عينيه وقال: "جعفر أشبه الناس بي خلقا وخلقا". قال الذهبي: حكايته باطلة وإسناده مظلم" الميزان وقال الحافظ: قلت: وليس في الإسناد من ينظر في أمره سوى علي هذا، والراوي عنه سعيد بن إسحاق ليس هو الراوي عن الليث الذي تقدم أنّ أبا حاتم قال فيه: مجهول، بل هو غيره وهو صاحب سحنون، وهذا السند من سفيان فصاعدا على شرط الصحيح لو كان الراوي عن سفيان موثوقا به فلهذا قال الذهبي: إنّ السند مظلم، يعني من دون ابن عيينة، والمحفوظ عن سفيان بهذه القصة روايته عن الأجلح عن الشعبي مرسلاً، وقيل: عنه عن الأجلح عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر عن أبيه" وأما حديث عليّ فله عنه طريقان: الأول: يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي قال: قدم جعفر من أرض الحبشة في يوم فتح خيبر فقبله رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بين عينيه وقال "ما أدري بأيهما أنا أشدّ فرحا أبفتح خيبر أو بقدوم جعفر". أخرجه ابن عدي (5/ 1884) وقال: عامة ما يرويه عيسى بن عبد الله لا يتابع عليه" قلت: ذكره أبو نعيم في "الضعفاء" وقال: روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير لا يكتب حديثه لا شيء، وقال الدارقطني: متروك الحديث. الثاني: يرويه علي بن الحسين عن أبيه عن عليّ قال: لما قدم جعفر تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل بين عينيه. أخرجه الواحدي في "الدعوات" كما في "صلاة التسبيح" لابن ناصر الدين (ص 52 - 53) من طريق أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا الحسين عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين به. قال ابن ناصر الدين: تفرد به ابن الأشعث عن موسى العلوي فيما أعلم" قلت: وهو متهم بالوضع كما في "اللسان" (5/ 362) وأما حديث جابر فيرويه سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر قال: لما قدم جعفر

من أرض الحبشة تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أن نظر جعفر إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم حجل، فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال له "يا ابن أخي أنت أشبه الناس بخلقي وخلقي". أخرجه العقيلي (4/ 257) عن أبي علاثة الفرض محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة التجيبي ثنا مكي بن عبد الله الرُّعَيني ثنا سفيان بن عيينة به. وقال: مكي بن عبد الله حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به" ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (962) وقال: هذا حديث لا يصح ولا يعرف إلا بمكي" وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 170 - 171) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن مكحول البيروتي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو ثنا مكي بن عبد الله الرعيني به. هكذا قال: ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو، وإنما هو محمد بن أبي طيبة. واختلف فيه على أحمد بن محمد البيروتي، فرواه أبو الحسن بن أبي إسماعيل العلوي قال: ثنا أحمد بن محمد البيروتي ثنا محمد بن أحمد بن أبي طيبة ثنا مكي بن إبراهيم الرعيني ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر به. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 246) وقال: في إسناده إلى الثوري من لا يعرف" قلت: هكذا قال في هذا الإسناد: ثنا مكي بن إبراهيم الرعيني ثنا سفيان الثوري. وإنما هو مكي بن عبد الله الرعيني ثنا سفيان بن عيينة. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مكي بن عبد الله الرعيني وهذا من مناكيره" المجمع 9/ 272 وأما حديث أبي جحيفة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1470 و 22/ 100) و"الأوسط" (2024) و"الصغير" (1/ 19) عن أحمد بن خالد بن مسرح الحرّاني ثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح أبو وهب ثنا مخلد بن يزيد ثنا مِسعر بن كِدام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة، فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه، وقال "ما أدري أنا بقدوم جعفر أسرُّ أو بفتح خيبر" وقال: لم يروه عن مسعر إلا مخلد بن يزيد، تفرد به الوليد بن عبد الملك"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن خالد الحراني، قال الدارقطني: ضعيف ليس بشيء ما رأيت أحدا أثنى عليه (سؤالات حمزة السهمي ص 148) وقال الذهبي في "المغني": واه. لكنه لم ينفرد به بل تابعه (¬1) عثمان بن محمد بن عثمان الحراني ثنا الوليد بن عبد الملك به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 292) في ترجمة عثمان هذا، ولم يذكر في عثمان هذا جرحا ولا تعديلا. والوليد بن عبد الملك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق. ولم ينفرد به بل تابعه أحمد بن عبد المطلب الحراني عن مخلد بن يزيد به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (364) عن الحسن بن علي الحلواني ثنا أحمد بن عبد المطلب به. وأحمد بن عبد المطلب لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن عدي (4/ 1511) من طريق محمد بن يحيى بن كثير ثنا عبد الله بن واقد عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة أراه ذكر عن عائشة قالت: قدم جعفر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يتلقاه فالتزمه أو قالت فقبّله. وقال: وهذا الحديث من حديث الثوري عن يحيى يرويه أبو قتادة ويروي هذا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة" قلت: ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (123 و 142) وأبو يعلى في "معجمه" (166) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (277) وابن عدي (6/ 2225) وابن المقري في "تقبيل اليد" (21) والرافقي في "جزئه" (ق 29/ أ) وابن السكن كما في "الإصابة" (2/ 86) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (1009) والآجري في "الشريعة" (1716) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (390) والبيهقي في "الشعب" (8562) (¬2) قال الدارقطني في "العلل": هذا حديث يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختلف عنه، فرواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة، رواه أبو قتادة الحراني عنه، ¬

_ (¬1) وتابعه أيضاً أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني ثنا الوليد بن عبد الملك به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 100) (¬2) ولفظه "لما قدم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة استقبله النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبّل بين عينيه"

وخالفه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، فرواه عن يحيى عن القاسم عن عائشة، وكلاهما غير محفوظ، وهما ضعيفان" (¬1) نصب الراية 4/ 255 قلت: عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني قال النسائي ومسلم وغيرهما: متروك الحديث. ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث جرير بن عبد الله فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 119) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن همام ابن أخي عبد الرزاق عن عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: لما قدم جعفر من أرض الحبشة تلقاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبله بين عينيه. وقال: إبراهيم بن عبد الله يروي عن عبد الرزاق المقلوبات الكثيرة التي لا يجوز الاحتجاج لمن يرويها لكثرتها" وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم (1/ 319) عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ ثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار ثنا إسحاق بن كامل ثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال: وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه. وأخرجه البيهقي في "الدعوات" (394) عن الحاكم به. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه" وقال ابن ناصر الدين: كأنّ الحاكم خفي عليه أمر أحمد بن داود بن عبد الغفار الحراني ثم المصري فقد كذبه الدارقطني وغيره" الترجيح ص 65 قلت: وقال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة عن أمره ليتنكب حديثه" المجروحين (¬2) 1/ 146 وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه البزار (2249) عن عبد الله بن شبيب الربعي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا عبد الرحمن بن أبي مليكة ¬

_ (¬1) وانظر "الوهم والإيهام" (2/ 252) (¬2) وانظر لسان الميزان 1/ 168

عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: لما قدم جعفر من الحبشة أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبل بين عينيه وقال "ما أنا بفتح خيبر أشدّ مني فرحا بقدوم جعفر" وقال: لا نعلمه يروى عن عبد الله بن جعفر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه" قلت: وعبد الله بن شبيب وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة ضعيفان. وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 621 و 12/ 106 و 535 و 14/ 349) وأبو داود (5220) وفي "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 242) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (363) وابن الأعرابي في "القبل" (37) والطبراني في "الكبير" (1469) عن عليّ بن مُسهر الكوفي وابن سعد (4/ 34 - 35) عن عبد الله بن نُمير وابن سعد (4/ 35) والبيهقي (7/ 101) وفي "الآداب" (297) عن سفيان الثوري (¬1) وابن الأعرابي (38) عن سفيان بن عيينة والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 119) عن قيس بن الربيع والبزار (1329) عن خالد بن عبد الله الواسطي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 281) عن أبي عَوانة الوَضاح بن عبد الله الواسطي ¬

_ (¬1) رواه الفضل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي وقبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان عن الأجلح عن الشعبي. وخالفهم محمد بن عمرو اليافعي فرواه عن سفيان عن رجل عن الشعبي. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (178)

كلهم عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن الشعبي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فقيل له: قدم جعفر من عند النجاشي، فقال "ما أدري بأيهما أنما أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر" ثم تلقاه والتزمه وقبل ما بين عينيه. وخالفهم الحسن بن الحسين العُرَني فرواه عن الأجلح بن عبد الله عن الشعبي عن جابر بن عبد الله. أخرجه الحاكم (3/ 211) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 246) والأول أصح، والحسن بن الحسين العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير، ولا يشبه حديثه حديث الثقات، وذكره ابن حبان في "المجروحين" ولم ينفرد به الأجلح بن عبد الله بل تابعه إسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة عن الشعبي مرسلاً (¬1). أخرجه الحاكم (3/ 211) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان بن عيينة عنهما به. - ورواه مُجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي واختلف عنه: • فرواه زياد بن عبد الله البكائي عن مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر. أخرجه البيهقي (7/ 101) وفي "الشعب" (8561) • ورواه إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله. أخرجه أبو يعلى (1876) وأبو طاهر المخلص في "حديثه" (60 - منسوختي) والآجري في "الشريعة" (1715) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (391) • ورواه أسد بن عمرو البجلي عن مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه. أخرجه البزار (1328) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 281) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 152) والطبراني في "الكبير" (1478) وأبو نعيم في "الصحابة" (1446) من طرق عن أسد بن عمرو به. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (200) عن أشهل بن حاتم البصري عن من حدثه عن الشعبي.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم روي عن جعفر متصلاً إلا من حديث أسد بن عمرو عن مجالد بهذا السند" وقال البيهقي: والمحفوظ هو الأول مرسل" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: وهو الصواب" قلت: وهو كما قالا، ومجالد بن سعيد ليس بالقوي. وأما حديث أبي الهيثم فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 34) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الشاذكوني ثنا عبد الحكيم عن عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي الهيثم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم جعفر لقيه فقبله واعتنقه. والشاذكوني واسمه سليمان بن داود قال ابن معين: يضع الحديث. 3119 - عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة انجفل الناس إليه، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجهه عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب. قال الحافظ: وقع عند أحمد والترمذي وصححه هو والحاكم من طريق زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أطعموا الطعام وأفشوا السلام" 3120 - عن ابن مسعود قال: لما كان ليلة أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقي إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا الساعة، فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم، ثم سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم، فردّ الحديث إلى عيسى فقال: قد عهد إليّ فيما دون وجبتها، فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله، فذكر خروج الدجال، قال: فأنزل إليه فاقتله، ثم ذكر خروج يأجوج ومأجوج ثم دعاءه بموتهم ثم بإرسال المطر فيلقى جيفهم في البحر، ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم، فعهد إليّ إذا كان ذلك كانت الساعة من الناس كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلاً كان أو نهارا. قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 253 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 16/ 203 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 157 - 158) وفي "مسنده" (303) وابن ماجه (4081) وأبو يعلى (5294) والهيثم بن كليب (845 و 847 و 848) والحاكم (4/ 488 - 489 و 545 - 546) والداني في "الفتن" (529 و 671) والواحدي في "الوسيط" (3/ 252) عن يزيد بن هارون وأحمد (3556 - شاكر) والطبري في "تفسيره" (17/ 91) والهيثم (846) عن هشيم بن بشير والطبري (17/ 91) عن أصبغ بن زيد بن علي الجهني ثلاثتهم عن العوام بن حوشب ثني جَبَلَة بن سُحَيم عن مُؤْثِر بن عَفَازة عن ابن مسعود به. وفي حديث هشيم: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى، قال: فتذاكروا الساعة، وذكر الحديث. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، مؤثر بن عفازة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات" المصباح 4/ 202 قلت: مؤثر ذكره العجلي أيضاً في "الثقات" وقال: من أصحاب عبد الله، ثقة. 3121 - "لما كان ليلة أسري بي فأتى جبريل الصخرة التي ببيت المقدس فوضع أصبعه فيها فخرقها فشدّ بها البراق" قال الحافظ: ووقع في رواية بريدة عند البزار: فذكره، ونحوه للترمذي" (¬1) صحيح أخرجه الترمذي (3132) والبزار (تفسير ابن كثير 3/ 10) وابن حبان (47) والحاكم (2/ 360) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (50) والمزي (9/ 300 - 301) من طرق عن أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي عن الزبير بن جُنادة الهَجَري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 8/ 206 - 207 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

قال البزار: لا نعلم رواه عن الزبير بن جُنادة إلا أبو تميلة، ولا نعلم هذا الحديث إلا عن بريدة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو تميلة والزبير مروزيان ثقتان" قلت: وهو كما قال، والزبير وثقه أيضاً ابن معين وابن حبان. 3122 - "لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة مرّ بي عدو الله أبو جهل فقال: هل كان من شيء؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس" قال: ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال: "نعم" قال: فإن دعوت قومك أتحدثهم بذلك؟ قال: "نعم" قال: يا معشر بني كعب بن لؤي. قال: فانفضت إليه المجالس حتى جاءوا إليهما فقال: حدّث قومك بما حدثتني، فحدثهم قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا قالوا: وتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ الحديث" قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد والبزار بإسناد حسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج النسائي من طريق زرارة بن أوفى عن ابن عباس هذه القصة مطولة، وقد ذكرت طرفا منها في أول شرح حديث الإسراء معزوا إلى أحمد والبزار، ولفظ النسائي: فذكره، وقال في آخره: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فذهبت أنعت لهم، فما زلت أنعت حتى التبس عليّ بعض النعت فجيء بالمسجد حتى وضع فنعته وأنا انظر إليه" فقال القوم: أما النعت فقد أصاب" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 461 - 462 و 14/ 305 - 306) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 237) وأحمد (1/ 309) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 21) والبزار (كشف 56) والفاكهي في "أخبار مكة" (2100) والنسائي في "الكبرى" (11285) والآجري في "الشريعة" (1029) والطبراني في "الكبير" (12782) وفي "الأوسط" (2468) والبيهقي في ¬

_ (¬1) 8/ 199 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قصة أبى طالب) (¬2) 10/ 7 (كتاب التفسير: سورة الإسراء - باب قوله {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1])

"الدلائل" (2/ 363 - 364 و 364) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (45) من طرق عن عوف عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس به مرفوعاً. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عوف" وقال البزار: وهذا لا نعلم أحدا حدّث به إلا عوف عن زرارة" وقال البوصيري: سنده ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 102 - 103 وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 1/ 65 قلت: وإسناده صحيح رجاله ثقات، وعوف هو ابن أبي جميلة، وزرارة سمع ابن عباس. قاله أبو حاتم (المراسيل ص 63) 3123 - عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى فسقط أيضاً عقدي حتى حبس الناس على التماسه، فقال لي أبو بكر: يا بنية في كل سفرة تكونين عناء وبلاء على الناس، فأنزل الله عز وجل الرخصة في التيمم. فقال أبو بكر: إنك لمباركة، ثلاثاً" قال الحافظ: رواه الطبراني من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: فذكرته، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي وفيه مقال" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 121 - 122) عن القاسم بن عباد الخطابي ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل وإبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، فخرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أخرى فسقط أيضاً عقدي حتى حبس التماسه الناس واطلع الفجر، فلقيت من أبي بكر ما شاء الله، وقال لي: يا بنية في سفر تكونين عناء وبلاء وليس مع الناس ماء، فأنزل الله الرخصة بالتيمم، فقال أبو بكر: أما والله يا بنية إنك لما علمت مباركة. وإسناده ضعيف، القاسم بن عباد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن حميد مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. ¬

_ (¬1) 1/ 451 (كتاب التيمم وقول الله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النِّساء: 43])

3124 - عن عمر قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين فاستقبل القبلة ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه" قال الحافظ: ولمسلم (1763) والترمذي (3081) من حديث ابن عباس عن عمر: فذكره" (¬1) 3125 - عن عمر قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر فاستقبل القبلة ثم مد يديه فلم يزل يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه" قال الحافظ: ففي مسلم (1763) من طريق أبي زُمَيْل سماك بن الوليد عن ابن عباس قال: حدثني عمر: فذكره. وقال: في حديث عمر "اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" (¬2). 3126 - عن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة، فذكر نحو هذه القصة. قال الحافظ: وأخرج أحمد وابن سعد بسند فيه علي بن زيد بن جُدْعان وفيه ضعف من حديث ابن عباس قال: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 351) عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما توفي عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك يا ابن مظعون الجنة، قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها نظرة غضبان، قالت: يا رسول الله، فارسك وصاحبك، قال "ما أدري ما يفعل به" فشقّ ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يعد من خيارهم حتى توفيت رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون" قال: وبكت النساء على رقية فجعل عمر ينهاهنّ أو يضربهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مه يا عمر" ثم قال "إياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكون من العين والقلب فمن الرحمة، وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان" قال: وجعلت فاطمة - رضي الله عنها - ¬

_ (¬1) 13/ 394 (كتاب الدعوات - باب الدعاء مستقبل القبلة) (¬2) 8/ 290 و 291 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال: 9]) (¬3) 16/ 68 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام)

تبكى على شفير قبر رقية، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح الدموع عن وجهها باليد أو قال بالثوب. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 105) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه ابن سعد (3/ 398 - 399) وأحمد (1/ 237 - 238 و 335) والسراج (الإستيعاب 8/ 65 - 66) والطبراني في "الكبير" (8317) والحاكم (3/ 190) وأبو نعيم في "الصحابة" (4922) من طرق عن حماد به. وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: سنده صالح" وقال البوصري: مدار طرق هذا الحديث على عليّ بن زيد بن جدعان وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 3/ 152 قلت: وهو كما قال. 3127 - "لما نزل جبريل بالوحي فزع أهل السماء لانحطاطه وسمعوا صوت الوحي كأشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فيقولون: يا جبريل بم أمرت؟ " قال الحافظ: وعند ابن مردويه من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: فذكره" (¬1) أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (111) من طريق الطبراني ثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ثنا هاشم بن محمد الربعي ثنا عنبسة بن خالد ثنا عبد الله بن المبارك عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً "إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع أهل السماوات لذلك صلصلة كصلصلة الحديد على الصفا فيصعقون، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير" يحيى بن عثمان وشيخه مختلف فيهما، وعنبسة وبهز صدوقان، وحكيم بن معاوية وثقه العجلي وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وابن المبارك الإِمام المشهور. 3128 - عن صفية بنت شيبة قالت: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتح له فدخلها، ثم وقف على باب الكعبة فخطب. قال الحافظ: وعند ابن إسحاق بإسناد حسن عن صفية بنت شيبة قالت: فذكرته. قال ¬

_ (¬1) 17/ 236 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23])

ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم أنّه - صلى الله عليه وسلم - قام على باب الكعبة، فذكر الحديث وفيه: ثم قال: "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ " قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ثم جلس فقام علي فقال: اجمع لنا الحجابة والسقاية" (¬1) أخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 411 - 412) قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مكة، واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت، فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمِحْجَن في يده، فلما قضى طوافه، دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف له الناس في المسجد. وأخرجه أبو داود (1878) وابن ماجه (2947) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3191 و 3192) والطبراني في "الكبير" (24/ 322 - 323 و 323) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 74) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 172) والمزي (19/ 70) من طرق عن ابن إسحاق به. وزادوا جميعاً: وأنا انظر. قال المزي: هذا الحديث يضعف قول من أنكر أن تكون لها رؤية، فإنه إسناد حسن" تحفة الأشراف 11/ 343 قلت: صفية بنت شيبة مختلف في صحبتها، وهذا الحديث يدل على صحبتها. وفي صحيح البخاري معلقا (فتح 3/ 457) قال البخاري: وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -. ووصله في "الكبير" (1/ 1/ 451 - 452) عن عبيد بن يعيش الكوفي ثنا يونس بن بكير أنا محمد بن إسحاق ثني أبان بن صالح به. وأخرجه ابن ماجه (3109) عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا يونس بن بكير به. وإسناده حسن. 3129 - عن ابن عباس قال: لما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن أبطأ عنه جبريل أياما فعُيِّرَ بذلك فقالوا: وَدَعه ربه وقلاه، فأنزل الله تعالى {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 3]. ¬

_ (¬1) 9/ 79 (كتاب المغازي - باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة)

قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق العَوفي عن ابن عباس قال: فذكره، وهذه الرواية لا تثبت" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 231 - 232) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف (¬2). 3130 - عن قتادة قال: لما نزلت ({اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لأزيدن على السبعين" فأنزل الله تعالى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6]. قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن مَعْمر عن قتادة قال: فذكره، ورجاله ثقات مع إرساله" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قد خيرني ربي فوالله لأزيدن على السبعين" 3131 - حديث جابر وغيره: لما نزلت {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعراف: 199] سأل جبريل فقال: لا أعلم حتى أسأله، ثم رجع فقال: إنّ ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك" قال الحافظ: وروى الطبري مرسلاً وابن مردويه موصولا من حديث جابر وغيره: فذكره" (¬4) المرسل يرويه سفيان بن عيينة واختلف عنه: - فقال يونس بن عبد الأعلى المصري: أنا سفيان عن أُمَي قال: لما أنزل الله على ¬

_ (¬1) 10/ 339 (كتاب التفسير: سورة والضحى - باب قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 3]) (¬2) انظر حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل" (¬3) 9/ 406 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ...}) (¬4) 9/ 375 (كتاب التفسير - سورة الأعراف - باب {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199])

نبيه - صلى الله عليه وسلم - ({خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما هذا يا جبريل؟ " قال: إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك" أخرجه الطبري في "تفسيره" (9/ 155) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 2/ 277) عن يونس به. وتابعه إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثنا سفيان ثنا أمي الصيرفي به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (25) وهذا مرسل رواته ثقات، وأمي هو ابن ربيعة المرادي الصيرفي. - وقال حسين بن علي الجُعفي: عن سفيان عن رجل قد سماه قال: فذكره. أخرجه الطبري (9/ 155) - وقال أصبغ بن الفرج المصري: عن سفيان عن أمي عن الشعبي قال: فذكره. أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 2/ 277) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي عن أصبغ به. وهذا مرسل أيضاً. وأما الموصول فورد من حديث جابر ومن حديث قيس بن سعد بن عبادة فأما حديث جابر فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (3/ 628) ولفظه "لما نزلت هذه الآية {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا جبريل ما تأويل هذه الآية؟ " قال: حتى أسأل. فصعد ثم نزل فقال: يا محمد إنّ الله يأمرك أن تصفح عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ألا أدلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة؟ " قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال "تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك" وأما حديث قيس بن سعد فأخرجه ابن مردويه أيضاً ولفظه "لما نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حمزة بن عبد المطلب قال "والله لأمثلنّ بسبعين منهم" فجاءه جبريل بهذه الآية {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199] فقال "يا جبريل ما هذا" قال: لا أدري. ثم عاد فقال: إنّ الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك"

3132 - عن عكرمة أنّ عمر قال: لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] جعلت أقول: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع وهو يقول {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} [القمر: 45] الآية" قال الحافظ: روى عبد الرزاق عن مَعمر عن أيوب عن عكرمة أن عمر قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق في "تفسير" (3/ 259) عن معمر بن راشد عن قتادة وعن معمر عن أيوب عن عكرمة أنّ عمر قال: فذكره. ورواه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3747) عن عبد الرزاق به. قال البوصيري: ورواته ثقات إلا أنه منقطع" مختصر الإتحاف 8/ 427 وأخرجه الطبري في "تفسيره" (27/ 108) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أيوب قال: لا أعلمه إلا عن عكرمة أنّ عمر قال: فذكره. ورواته ثقات. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 266) عن أبيه ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد عن أيوب عن عكرمة قال: لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] قال عمر: أي جمع يهزم؟ أي جمع يغلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع وهو يقول {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] فعرفت تأويلها يومئذ. ورواته ثقات. ورواه إسماعيل بن عُلية عن أيوب عن عكرمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يثب في الدرع يوم بدر ويقول "هزم الجمع هزم الجمع" أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 357) عن ابن علية به. وأخرجه الطبري (27/ 109) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية به. ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 10/ 243 (كتاب التفسير - سورة اقتربت الساعة - باب قوله: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)} [القمر: 46])

3133 - عن ابن عباس قال: لما نزلت (¬1) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ " قال الحافظ: أخرج الطبراني وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، وإسناده ضعيف. وقال أيضاً: وإسناده واه، فيه ضعيف ورافضي" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 112) عن عليّ بن الحسين بن الجنيد ثنا رجل سماه ثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال "فاطمة وولدها" قال ابن كثير: وهذا إسناد ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي محترق وهو حسين الأشقر، ولا يقبل خبره في هذا المحل، وذكر نزول الآية في المدينة بعيد فإنها مكية، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية فإنها لم تتزوج بعليّ إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2641 و 12259) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع به. وقال فيه "عليّ وفاطمة وولداها" وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 51 - 52) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا حسين الأشقر به. قال الهيثمي: وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا" المجمع 9/ 168 وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 7/ 348 قلت: وهو كما قال لضعف حسين الأشقر، وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]) (¬2) 10/ 184 (كتاب التفسير: سورة الشورى - باب قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23])

3134 - عن الحسن البصري قال: لما نزلت {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} [الأنعام: 65] الآية، سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه، فهبط جبريل فقال: يا محمد إنك سألت ربك أربعاً فأعطاك اثنتين، ومنعك اثنتين: أن يأتيهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم فيستأصلهم كما استأصل الأمم الذين كذبوا أنبياءهم ولكنه يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض. وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتاب والتصديق بالأنبياء. قال الحافظ: روى الطبري من مرسل الحسن قال: فذكره، وكأنّ من قوله: وهذان إلخ من كلام الحسن" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (7/ 224 - 225) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين -هو ابن داود الملقب بسنيد- ثني حجاج -هو ابن محمد المصيصي- عن أبي بكر عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية، قوله {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قال الحسن: ثم قال لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وهو يشهده عليهم {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)} [الأنعام: 65] فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ، فسأل ربه أن لا يرسل عليهم عذابا من فوقهم، أو من تحت أرجلهم، ولا يلبس أمته شيعا، ويذيق بعضهم بأس بعض، كما أذاق بني إسرائيل، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إنك سألت ربك أربعا، فأعطاك اثنتين، ومنعك اثنتين: لن يأتيهم عذاب من فوقهم ولا من تحت أرجلهم يستأصلهم فإنهما عذابان لكل أمة اجتمعت على تكذيب نبيها، وردّ كتاب ربها، ولكنهم يلبسهم شيعا، ويذيق بعضهم بأس بعض، وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتاب، والتصديق بالأنبياء، ولكن يعذبون بذنوبهم ... " القاسم بن الحسن لم أقف له على ترجمة، وسنيد مختلف فيه، وحجاج والحسن ثقتان، وأبو بكر أظنه الهذلي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. وأنا أظنّ أنّ في هذا الإسناد سقط بين حجاج وأبي بكر ولعله ابن جريج، والله أعلم. 3135 - عن أبي هريرة قال: لما نزلت {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] الآية، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر القصة مطولاً وفيها: فلما فعلوا نسخها الله، فأنزل الله {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] إلى آخر السورة" قال الحافظ: رواه مسلم (125") (¬2) ¬

_ (¬1) 9/ 362 (كتاب التفسير - سورة الأنعام - باب {قل هو القادر على أن يبعث عليكم ...}) (¬2) 9/ 273 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284])

3136 - عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الأية {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152] و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10] اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه، فشق ذلك عليهم، فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فنزلت {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} [البقرة: 220] الآية. قال الحافظ: وروى الثوري في "تفسيره" عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير أنّ سبب نزول الآية المذكورة لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10] عزلوا أموالهم عن أموالهم، فنزلت {قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220] قال: فخلطوا أموالهم بأموالهم، وهذا هو المحفوظ مع إرساله، وقد وصله عطاء بن السائب بذكر ابن عباس فيه، أخرجه أبو داود والنسائي واللفظ له، وصححه الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، ورواه النسائي من وجه آخر عن عطاء بن السائب موصولا أيضا وزاد فيه: وأحل لهم خلطهم" (¬1) أخرجه أبو داود (2871) والطبري في "تفسيره" (2/ 369 - 370) والحاكم (2/ 303 و 318) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 38 - 39) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والنسائي (6/ 215) وفي "الكبرى" (6496) والطبري (12/ 37) عن أبي كُدينة يحيى بن المهلب الكوفي والنسائي (6/ 215) وفي "الكبرى" (6497) والطبري (2/ 370 - 371) عن عمران بن عُيينة الكوفي والطبري (2/ 369) والحاكم (2/ 278 - 279) والبيهقي (5/ 258 - 259 و 6/ 5) عن إسرائيل بن يونس الكوفي كلهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، واللفظ للنسائي. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عطاء بن السائب كان قد اختلط وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه، ولم يُذكر الباقون في الرواة عن عطاء قبل اختلاطه. ¬

_ (¬1) 6/ 323 - 324 (كتاب الوصايا - باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} [البقرة: 220])

وخالفه سالم بن عجلان الأفطس فرواه عن سعيد بن جبير مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص 91) عن سالم الأفطس به. وأخرجه الواحدي (ص 38) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي ثنا سفيان الثوري به. وأبو حذيفة مختلف فيه، وقال ابن معين: أبو حذيفة ليس بحجة في سفيان. 3137 - عن الشعبي قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] الآية، قال عاصم بن عدي: إن أنا رأيت فتكلمت جلدت، وإن سكت سكت على غيظ، الحديث. قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق الشعبي مرسلاً قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (18/ 84) عن محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن داود عن عامر قال: لما أنزل {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [النور: 4] قال عاصم بن عدي: إن أنا رأيت فتكلمت جلدت ثمانين، وإن أنا سكت، سكت على الغيظ، قال: فكأنّ ذلك شقّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأنزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [النور: 6] قال: فما لبثوا إلا جمعة حتى كان بين رجل من قومه وبين امرأته، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما. ورواته ثقات، وابن أبي عدي اسمه محمد بن إبراهيم، وداود هو ابن أبي هند، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي. 3138 - عن أبي أمامة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] الآية، كنا قد اتقينا أن نسأله - صلى الله عليه وسلم -، فأتينا أعرابيا فرشوناه بردا وقلنا: سل النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خذوا العلم قبل أن يقبض" ¬

_ (¬1) 10/ 66 (كتاب التفسير: سورة النور - باب {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} [النور: 8]) (¬2) 17/ 24 - 25 (كتاب الاعتصام - باب ما يكره من كثرة السؤال)

3139 - عن ابن عباس قال: لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة واليهود أكثر أهلها يستقبلون بيت المقدس، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، فكان يدعو وينظر إلى السماء، فنزلت. قال الحافظ: أخرجه الطبري وغيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 502 و 2/ 4 - 5 و 13 و 20 و 21) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1329 و 1355) والنحاس في "الناسخ" (22) والبيهقي (2/ 3 و 12 - 13) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 53 - 54) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: كان أول ما نسخ الله من القرآن القبلة، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود بذلك، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر شهرا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعو الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144] إلى قوله {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] يعني: نحوه، فارتاب من ذلك اليهود وقالوا {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142] فأنزل الله {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [البقرة: 142] وقال {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] وقال الله {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} [البقرة: 143] قال ابن عباس: ليتميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة. قال النحاس: وهو صحيح عن ابن عباس، والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة. وهذا القول لا يوجب طعنا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقة صدوق" وقال السيوطي: إسناده قوي" لباب النقول ص 25 - 26 قلت: علي بن أبي طلحة مختلف فيه، وروايته عن ابن عباس منقطعة لأنّه لم يسمع منه كما قال ابن معين وغيره. وقال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير. وقال صالح جزرة: لم يسمع التفسير من أحد. ¬

_ (¬1) 2/ 48 (كتاب الصلاة - باب التوجه نحو القبلة حيث كان)

وقال ابن حبان: روى عن ابن عباس الناسخ والمنسوخ ولم يره. لكن ذكر المزي (التهذيب) والذهبي (الميزان) أنّ بينه وبين ابن عباس: مجاهد. وأضاف الطحاوي أيضاً: عكرمة (المشكل 6/ 283) فإن ثبت ذلك فالإسناد متصل، ومجاهد وعكرمة ثقتان. ومعاوية بن صالح وثقه أحمد وجماعة، وعبد الله بن صالح مختلف فيه. 3140 - عن عكرمة قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة وكانت خزاعة في صلحه وبنو بكر في صلح قريش فكان بينهم قتال فأمدتهم قريش بسلاح وطعام فظهروا على خزاعة وقتلوا منهم، وجاء وفد خزاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاه إلى النصر وذكر الشعر. قال الحافظ: وقد روى البزار من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة بعض الأبيات المذكورة في هذه القصة، وهو إسناد حسن موصول، ولكن رواه ابن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً، وأخرجه أيضاً من رواية أيوب عن عكرمة مرسلاً مطولاً، قال فيه: فذكره. وأخرجه عبد الرزاق من طريق مقسم عن ابن عباس مطولاً وليس فيه الشعر، وأخرجه الطبراني من حديث ميمونة بنت الحارث مطولاً وفيه أيضاً أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلا وهو في متوضئه "نصرت نصرت" فسألته فقال "هذا راجز بني كعب يستصرخني وزعم أنّ قريشا أعانت عليهم بني بكر" قالت: فأقمنا ثلاثاً ثم صلى الصبح بالناس ثم سمعت الراجز ينشده. وقال: وفي مرسل أبي سلمة المذكور عند ابن أبي شيبة: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة "جهزيني ولا تعلمي بذلك أحدا" فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها فقال: ما هذا؟ فقالت له، فقال: والله ما انقضت الهدنة بيننا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر له أنهم أول من غدر، ثم أمر بالطرق فحبست فعمي على أهل مكة لا يأتهم خبر" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه البزار (كشف 1817) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 30) عن عبد الواحد بن غياث البصري أنبا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ قائل خزاعة قال: اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا ¬

_ (¬1) 9/ 61 (كتاب المغازي - باب غزوة الفتح)

انصر هداك الله نصرا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 13) من طريق علي بن عثمان بن عبد الحميد البصري (¬1) ثنا حماد بن سلمة به. قال البزار: لا نعلم رواه إلا حماد بهذا الإسناد" قلت: وإسناده حسن كما قال الحافظ. لكن رواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب مرسلاً مطولاً. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 473 - 480) وحديث عكرمة أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 480 - 485) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة، فذكر الحديث وفيه طول. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (شفاء الغرام 2/ 127) عن محمد بن إدريس بن عمر المكي ثنا سليمان بن حرب به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 291 و 312 - 315) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا سليمان بن حرب به. وأخرجه البلاذري (ص 29 - 30) عن عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد بن سلمة أنا أيوب عن عكرمة به. ورواته ثقات. وحديث ابن عباس أخرجه عبد الرزاق (9739) عن مَعمر بن راشد عن عثمان الجَزَري عن مِقسم مولى ابن عباس قال: لما كانت المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش زمن الحديبية وكانت سنين، ذكر أنها كانت حرب بين بني بكر وهم حلفاء قريش وبين خزاعة وهم حلفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعانت قريش حلفاءه على خزاعة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "والذي نفسي بيده لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي وأهل بيتي" فذكر الحديث وفيه طول. ¬

_ (¬1) أظنه الرقاشي اللاحقي البصري.

وعثمان الجزري قال أحمد: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه (الجرح والتعديل) 3/ 1/ 174) وحديث ميمونة بنت الحارث أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 433 - 435) عن سعيد بن عبد الرحمن التستري وفي "الصغير" (968) عن محمد بن عبد الله القرمطي قالا: ثنا يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي المديني ثنا عمي محمد بن نضلة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بات عندها في ليلتها، ثم قام يتوضأ للصلاة فسمعته يقول في متوضئه "لبيك لبيك لبيك" ثلاثاً "ونصرت ونصرت" ثلاثاً ... وذكرت الحديث وفيه طول. وقال: لم يروه عن جعفر إلا محمد بن نضلة، تفرد به يحيى بن سليمان، ولا يروى عن ميمونة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن سليمان بن نضلة وهو ضعيف" المجمع 6/ 164 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم، وقال ابن عدي: يروي عن مالك وأهل المدينة أحاديث عامتها مستقيمة، وقال ابن خراش: لا يسوى فلسا. ومحمد بن نضلة لم أقف له على ترجمة. 3141 - عن جابر قال: لما ولّى الناس يوم أحد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في اثنى عشر رجلاً من الأنصار وفيهم طلحة. قال الحافظ: وروى النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (¬1) أخرجه النسائي (6/ 25 - 26) وفي "الكبرى" (4357) وفي "اليوم والليلة" (619) عن عمرو بن سَوّاد بن الأسود بن عمرو أنبا ابن وهب أني يحيى بن أيوب وذكر آخر قبله (¬2) عن عُمارة بن غَزيَّة عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره، وزاد: فأدركهم المشركون فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كما أنت" فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال "أنت" فقاتل حتى قتل. ثم التفت فإذا المشركون فقال "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا. قال "كما أنت" فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال "أنت" فقاتل حتى قتل. ¬

_ (¬1) 8/ 354 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد) (¬2) قال المزي: الآخر "عبد الله بن لهيعة" سماه محمد بن الحسن بن قتيبة عن عمرو بن سواد" تحفة الأشراف 2/ 335

ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه فقال: حس. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون" ثم ردّ الله المشركين. قال الذهبي: رواته ثقات" السير 1/ 27 وقال الحافظ: إسناده جيد" الفتح 8/ 363 قلت: يحيى بن أيوب مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، لكن أبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (370) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 236 - 237) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية به. 3142 - عن إياس بن مالك بن الأوس الأسلمي قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجُحفة فقالا "لمن هذه؟ " قال: لرجل من أسلم، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سلمت" قال: "ما اسمك؟ " قال: مسعود، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سعدت" قال الحافظ: رواه أبو سعيد في "شرف المصطفى"، ووصله ابن السكن والطبراني عن إياس عن أبيه عن جده أوس بن عبد الله بن حجر فذكر نحوه مطولا" (¬1) ضعيف أخرجه محمد بن إسحاق الثقفي أبو العباس السراج في "تاريخه" كما في "الإصابة" (1/ 138) ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (953) قال: ثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي ثني أخي موسى بن عباد ثني عبد الله بن يسار (¬2) ثني إياس بن مالك بن أوس عن أبيه قال: لما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لمن هذه الإبل؟ " قال: رجل من أسلم، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سلمت إن شاء الله" فقال "ما اسمك؟ " فقال: مسعود، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سعدت إن شاء الله" فأتاه أبي فحمله على جمل يقال له ابن الردي. موسى بن عباد وعبد الله بن يسار لم أر من ذكرهما. ¬

_ (¬1) 8/ 252 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة) (¬2) كذا في "الإصابة" و"أسد الغابة"، وفي كتاب أبي نعيم "سيار".

واختلف فيه على إياس بن مالك بن أوس: فرواه الفيض بن وثيق الثقفي عن صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي شيخ من أهل العرج قال: أخبرني أبي مالك بن إياس أنّ أباه إياس بن مالك أخبره أنّ أباه مالك بن أوس أخبره أنّ أباه أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي قال: مرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر بقحذوات بين الجحفة وهرشي وهما على جمل واحد وهما متوجهان إلى المدينة فحملهما على فحل إبله ابن الرداء وبعث معهما غلاما له يقال له: مسعود، فقال له: اسلك بهما حيث تعلم من مخازم الطرق ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك، فسلك بهما ثنية الدمجاء، ثم سلك بهما ثنية الكوبة، ثم أقبل بهما أحياء، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم أتى بهما من شعبة ذات كشط، ثم سلك بهما المدلجة، ثم سلك بهما الغيثانة، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم أدخلهما المدينة وقد قضى حاجتهما منه ومن جمله، ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسعودا إلى سيده أوس بن عبد الله وكان مغفلا لا يسم الإبل فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر أوسا أن يسمها في أعناقها قيد الفرس. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 36 - 37) والطبراني في "الكبير" (611) والبغوي وابن السكن وابن منده كما في "الإصابة" (1/ 138) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (954 و 979) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 68 - 69) قال ابن عبد البر: وهو حديث حسن" الاستيعاب 1/ 228 وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 6/ 55 قلت: فيض بن وثيق له ترجمة في "اللسان" قال ابن معين: كذاب خبيث، وذكره ابن حبان في "الثقات". وصخر بن مالك ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا فيض بن وثيق فهو مجهول. ومالك بن إياس لم أر من ذكره. وإياس بن مالك بن أوس ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 331) وقال: ذكره بعض الواهمين في الصحابة وهو تابعي ولجده أوس صحبة. وانظر الإصابة 1/ 138 وأسد الغابة 1/ 185 ومالك بن أوس قال الحافظ: له ولأبيه صحبة (الإصابة 9/ 34)

3143 - حديث أبي سعيد الخدري أنّ عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي - صلى الله عليه وسلم - السفلى وجرح شفته السفلى، وأنّ عبد الله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في جبهته، وأنّ عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وأنّ مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده فقال: "لن تمسك النار" قال الحافظ: وذكر ابن هشام في حديث أبي سعيد الخدري: فذكره" (¬1) ضعيف قال ابن هشام في "السيرة" (2/ 80): وذكر رُبَيْح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنّ عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ، فكسر رباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى، وأنّ عبد الله بن شهاب الزهري شجّه في جبهته، وأنّ ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، ووقع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما، ومصّ مالك بن سنان أبو أبي سعيد الخدري الدم عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ازدرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مسّ دمي دمه لم تصبه النار" قلت: أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة" (9/ 51) وأبو نعيم في "الصحابة" (5994) من طريق موسى بن يعقوب الزَّمعي عن مصعب بن الأسقع عن ربيح به. ومصعب ذكره ابن حبان في "الثقات" والبخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكروا عنه راويا إلا موسى بن يعقوب الزمعي فهو مجهول. وربيح مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال أحمد: ليس بمعروف، وقال البخاري: منكر الحديث. 3144 - حديث ابن مسعود رفعه "لن تؤمنوا حتى ترحموا" قالوا: كلنا رحيم يا رسول الله، قال: "إنّه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة الناس، رحمة العامة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني ورجاله ثقات" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 368 (كتاب المغازي - باب ليس لك من الأمر شيء) (¬2) 13/ 44 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم)

ذكره الهيثمي في "المجمع" (8/ 186 - 187) من حديث أبي موسى الأشعري وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" وأخرج عبد بن حميد (1454) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة عن أخيه عن أبي هريرة رفعه "والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم" قلنا: كلنا رحيم يا رسول الله، قال "ليست الرحمة أن يرحم أحدكم خاصته حتى يرحم العامة ويتوجع للعامة" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1589) من طريق يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة رفعه "لن يلج الجنة إلا رحيم" فقال بعض أصحابه: كلنا يا رسول الله رحيم، قال "ليس رحمة أحدكم خاصة حتى يرحم الناس عامة" وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله. وفي الباب عن الحسن البصري مرسلاً. أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 296 - 297) 3145 - عن السُّدِّي قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للرماة: "لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم" وكان أول من برز طلحة بن عثمان فقتل ثم حمل المسلمون على المشركين فهزموهم، وحمل خالد بن الوليد وكان في خيل المشركين على الرماة فرموه بالنبل فانقمع، ثم ترك الرماة مكانهم ودخلوا العسكر في طلب الغنيمة، فصاح خالد في خيله فقتل من بقي من الرماة منهم أميرهم عبد الله بن جبير، ولما رأى المشركون خيلهم ظاهرة تراجعوا فشدوا على المسلمين فهزموهم وأثخنوا فيهم في القتل. قال الحافظ: أخرجه الطبري" (¬1) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 125) وفي "تاريخه" (2/ 509 - 510 و 519 - 521) عن محمد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال: لما برز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين بأُحُد أمر الرماة فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل ¬

_ (¬1) 8/ 351 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)

المشركين، وقال لهم "لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا قد هزمناهم، فإنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم" وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير. وذكر الحديث بطوله. والحنيني وثقه الدارقطني (تاريخ بغداد) وأحمد بن المفضل قال أبو حاتم وغيره: صدوق، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي صدوقان كذلك. 3146 - "لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة" قال الحافظ: وقد وقع عند مسلم (1922) من حديث جابر بن سَمُرة: فذكره" (¬1) 3147 - "لن يدخل أحدكم الجنة بعمله" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 12/ 234) من حديث أبي هريرة. 3148 - "لن يدخل النار أحد شهد بدرا" قال الحافظ: وعند أحمد بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعاً: فذكره" (¬3) له عن جابر طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر مرفوعاً "لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية" أخرجه أحمد (3/ 396) عن سليمان بن داود ثنا أبو بكر بن عياش ثني الأعمش به. وسليمان بن داود هو الطيالسي وهو ثقة حافظ، وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وأخرج له مسلم في مقدمة كتابه، والأعمش مدلس وقد عنعن، قال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عن أبي سفيان. وأبو سفيان مختلف فيه: قواه أحمد وغير واحد، وضعفه ابن معين وغيره. وذكر شعبة وغيره أنه لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث وإنما كان يحدث من صحيفة سليمان اليشكري. ¬

_ (¬1) 17/ 56 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) (¬2) 1/ 84 (كتاب الإيمان - باب من قال إنّ الإيمان هو العمل) (¬3) 8/ 307 (كتاب المغازي - باب فضل من شهد بدرا)

قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يرى أنّ أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري" مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 144 - 145 وقال أبو حاتم: روى أبو سفيان عن جابر وهو قد سمع منه وأكثره من صحيفة سليمان اليشكري" الجرح والتعديل 2/ 1/ 136 الثاني: يرويه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أنّ عبدا لحاطب جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكو حاطبا. فقال: يا رسول الله، ليدخلنّ حاطب النار. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية" أخرجه مسلم (2195) وله شاهد عن سعد مولى حاطب قال: قلت: يا رسول الله، حاطب من أهل النار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لن يلج النار أحد شهد بدرا وشهد بيعة الرضوان" أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 259) وأبو نعيم في "الصحابة" (2323 ب) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا علي بن مجاهد عن محمد بن مسلم عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعد مولى حاطب به. قال أبو نعيم: لا أرى إسماعيل أدرك سعدا" قلت: ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه إسحاق بن منصور وغيره. وعلي بن مجاهد كذبه يحيى بن الضريس، وقال ابن معين: كان يضع الحديث. 3149 - حديث أبي ثعلبة رفعه "لن يعجز هذه الأمة أن يؤخرها الله نصف يوم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها ... " 3150 - لن يلج النار أحد صلّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" قال الحافظ: وحديث عمارة أخرجه مسلم (634) وغيره من طرق عن أبي بكر بن عمارة عن أبيه لكن لفظه: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 10/ 133 (كتاب التفسير - سورة لقمان) (¬2) 2/ 193 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب فضل صلاة الفجر)

3151 - "لن ينال الدرجات العُلَى من تكَهَّن أو استقْسَم أو رجع من سفر تطيرا" قال الحافظ: وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنني أظن أنّ فيه انقطاعا، وله شاهد عن عمران بن حصين أخرجه البزار في أثناء حديث بسند جيد" (¬1) حديث أبي الدرداء أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2104) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يحيى بن داود الواسطي ثنا إبراهيم بن يزيد بن مَرْدَانْبَه عن رقبة بن مَصْقَلَة عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعاً "لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو ردّه من سفر تطير" وأخرجه تمام في "فوائده" (1444) عن أبي سعيد عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري ومحمد بن هارون بن شعيب قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي به (¬2). وقال فيه "من تكهن أو تُكُهّن له أو رجع من سفر تطيرا". ورواته ثقات غير إبراهيم بن يزيد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: لا يحتجون بحديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. واختلف في هذا الحديث على عبد الملك بن عمير، فرواه شريك بن عبد الله النخعي عن عبد الملك عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة في "الأدب" (175) وحديث عمران بن حصين أخرجه البزار (3578) والدولابي في "الكنى" (2/ 166) والطبراني في "الكبير" (18/ 162) من طريق أبي حمزة إسحاق بن الربيع العطار عن الحسن عن عمران مرفوعاً "ليس منا من تطير أو تُطُيِّر له، أو تكهن أو تُكُهِّن له، أو سحر أو سُحِر له" قال البزار: لا نعلم له طريقا عن عمران إلا هذا الطريق، وأبو حمزة العطار بصري لا بأس به" (¬3) قلت: ضعفه الفلاس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وكان حسن الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه. ¬

_ (¬1) 12/ 323 (كتاب الطب - باب الطيرة) (¬2) وسقط من إسناده "عن عبد الملك بن عمير" (¬3) وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 33): سنده جيد"

والحسن هو البصري واختلف في سماعه من عمران، فقال ابن المديني وأبو حاتم والبيهقي: لم يسمع منه، وقال بهز بن أسد والحاكم: سمع منه. وعلى فرض صحة سماعه من عمران فإنه كان مدلسا وقد عنعن. 3152 - "له جُؤار إلى الله بالتلبية" قال الحافظ: وفي قصة موسى: فذكره، أي صوت عال، وهو عند مسلم (166) من طريق داود بن أبي هند عن ابن عباس" (¬1) 3153 - عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لها السُّكنى والنفقة" قال الحافظ: أورد الطحاوي من طريق إبراهيم النخعي عن عمر قال: فذكره، وهذا منقطع لا تقوم به حجة" (¬2) موقوف صحيح أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 68) عن نصر بن مرزوق أبي الفتح المصري وسليمان بن شعيب بن سليمان الكيساني قالا: ثنا الخَصيب بن ناصح ثنا حماد بن سلمة عن حماد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أنّ زوجها طلقها ثلاثاً، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لا نفقة لك ولا سكنى" قال: فأخبرت بذلك النخعي، فقال: قال عمر بن الخطاب وأخبر بذلك: لسنا بتاركي آية من كتاب الله تعالى وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقول امرأة، لعلها أوهمت، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لها السكنى والنفقة" هكذا رواه حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن عمر مرفوعا. وخالفه الأشعث بن سوّار الكندي فرواه عن الحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عمر قوله، قال: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبيه بقول امرأة، المطلقة ثلاثاً لها السكنى والنفقة. وأخرجه الدارمي (2281) عن أبي غريب محمد بن العلاء الهَمداني ثنا حفص بن غياث عن الأشعث به. ¬

_ (¬1) 16/ 290 (كتاب الأحكام - باب هدايا العمال) (¬2) 11/ 407 (كتاب الطلاق- قصة فاطمة بنت قيس)

وأخرجه الدارقطني (4/ 27) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي ثنا أبو غريب به. وقال: أشعث بن سوار ضعيف" قلت: والموقوف أصح، فقد رواه سلمة بن كُهيل عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن زوجها طلقها ثلاثاً فلم يجعل لها النبي - صلى الله عليه وسلم - نفقة ولا سكنى. قال سلمة: ذكرت ذلك لإبراهيم فقال: قال عمر بن الخطاب: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبيه بقول امرأة، فجعل لها السكنى والنفقة. أخرجه الدارمي (2279) عن محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن سلمة به. وأخرجه الطحاوي (3/ 67) من طريق محمد بن كثير العبدي أنا سفيان عن سلمة به. وتابعه المغيرة بن مقسم عن الشعبي قال: فذكر حديث فاطمة. قال المغيرة: فأتيت إبراهيم فذكرت ذلك له، فقال: لها السكنى والنفقة، فذكرت له ما قال الشعبي، قال: كان عمر يجعل لها ذلك، فقال عمر: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - بقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أم نسيت. أخرجه إسحاق (2366) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن المغيرة به. وأخرجه الترمذي (1180) عن هناد بن السري ثنا جرير به. - ورواه الأعمش عن إبراهيم واختلف عنه: • فقال أبو عَوانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي: ثنا الأعمش عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد الله يجعلان للمطلقة ثلاثاً السكنى والنفقة، قال: وكان عمر إذا ذكر عنده حديث فاطمة بنت قيس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تعتد في غير بيت زوجها قال: ما كنا نجيز في ديننا شهادة امرأة. أخرجه سعيد بن منصور (1361) وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش به. أخرجه أحمد في "العلل" (1/ 419) • وقال محمد بن فضيل الكوفي: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر أنّه لما بلغه قول فاطمة بنت قيس قال: لا ندع كتاب الله لقول امرأة لعلها نسيت.

أخرجه الدارقطني (4/ 24 و 27) وتابعه أسباط بن محمد القرشي ثنا الأعمش به. أخرجه الدارقطني (4/ 27) • ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش واختلف عنه: فرواه عمر بن حفص بن غياث عن أبيه أنا الأعمش عن إبراهيم عن عمر وعبد الله أنهما كانا يقولان: المطلقة ثلاثاً لها النفقة والسكنى. أخرجه الطحاوي (3/ 67) ورواه طلق بن غنام الكوفي عن حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر. أخرجه الدارمي (2282) وتابعه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا حفص به. أخرجه الدارمي (3/ 228) وهذا أصح. ولم ينفرد إبراهيم به بل تابعه أبو إسحاق السبيعي قال: كنت مع الأسود بن يزيد جالسا في المسجد الأعظم ومعنا الشعبي، فحدّث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجعل لها سكنى ولا نفقة. ثم أخذ الأسود كفًا من حصى فحصبه به، فقال: ويلك تحدث بمثل هذا. قال عمر: لا نترك كتاب الله وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت، لها السكنى والنفقة، قال الله عز وجل {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1]. أخرجه مسلم (2/ 1118 - 1119 و 1119) 3154 - "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1218) من حديث جابر بلفظ "لم أسق الهدي" ¬

_ (¬1) 16/ 355 (كتاب التمني - باب ما يجوز من اللو)

3155 - "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما صليتم إلا قعودا، فصلوا صلاة إمامكم ما كان، إن صلّى قائما فصلوا قياما، وإن صلّى قاعدا فصلوا قعودا" قال الحافظ: ووراء ذلك كله أنه أمر محتمل لا يترك لأجله الخبر الصريح بأنهم صلوا قياما كما تقدم في مرسل عطاء وغيره، بل في مرسل عطاء أنهم استمروا قياما إلى أن انقضت الصلاة. نعم وقع في مرسل عطاء المذكور متصلاً به بعد قوله "صلّى الناس وراءه قياما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وقال قبل ذلك: ثم وجدته مصرحاً به أيضاً في مصنف عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني عطاء فذكر الحديث ولفظه: فصلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعدا وجعل أبو بكر وراءه بينه وبين الناس، وصلّى الناس وراءه قياما. وهذا مرسل" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (4074) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس قاعدا وجعل أبا بكر وراءه بينه وبين الناس، قال: وصلّى الناس وراءه قياما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما صليتم إلا قعودا بصلاة إمامكم، ما كان يصلي قائما فصلوا قياما، وإن صلّى قاعدا فصلوا قعودا". ورواته ثقات. 3156 - "لو اعترض بنو إسرائيل أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم" قال الحافظ: أخرج البزار وابن أبي حاتم في "تفسيره" من طريق أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره، وفي السند عباد بن منصور وحديثه من قبيل الحسن، وأورده الطبري عن ابن عباس موقوفاً، وعن أبي العالية مقطوعا" (¬2) أخرجه البزار (كشف 2188) ثنا بشر بن آدم ثنا أبو سعيد الحداد أحمد بن داود ثنا سرور بن المغيرة الواسطي أبو عامر عن عباد بن منصور عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً "إن بني إسرائيل لو أخذوا أدنى بقرة لأجزأتهم أو لأجازت عنهم" وقال: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) 2/ 318 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إنما جعل الإِمام ليؤتم به) (¬2) 17/ 20 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

وقال الهيثمي: وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 314 قلت: ومع ضعفه فإنه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من الحسن وهو البصري، والحسن كذلك كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أبي رافع. وله شاهد عن قتادة مرسلاً أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (1/ 348) ورجاله ثقات. وأما قول ابن عباس فأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (1/ 348) ثني موسى ثنا عمرو ثنا أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال: فذكر نحو حديث أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (698) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي قال: قال لي ابن عباس: فذكره. وأما قول أبي العالية فأخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 108) أنبا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال: فذكر نحو حديث أبي هريرة. ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 348) 3157 - "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث بريدة ومن حديث أنس ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث زيد بن أرقم ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث صهيب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث قيس بن سعد بن عبادة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث غيلان بن سلمة الثقفي ومن حديث ثعلبة بن أبي مالك ومن حديث يعلي بن مرة ومن حديث سراقة بن مالك ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عصمة بن مالك الخطمي. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (1159) والبيهقي (7/ 291) والواحدي في "الوسيط" (1/ 334 - 335 و 2/ 45 - 46) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1521) عن النضر بن شميل المازني ¬

_ (¬1) 1/ 90 (كتاب الإيمان - باب كفران العشير)

والبزار (كشف 2451) وابن حبان (4162) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وابن أبي الدنيا في "العيال" (534) عن النضر بن إسماعيل (¬1) ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" لفظ الترمذي والبيهقي. ولفظ البزار "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا فجاء بعير فسجد له، فقالوا: نحن أحق أن نسجد لك، فقال: فذكر الحديث" ولفظ ابن حبان "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حائطا من حوائط الأنصار، فإذا فيه جملان يضربان ويرعدان، فاقترب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما، فوضعا جرانهما بالأرض، فقال من معه: نسجد لك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكر الحديث وزاد: "لما عَظّم الله عليها من حقه" ونحوه لابن أبي الدنيا. قال الترمذي: حديث حسن غريب" وقال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 9/ 7 قلت: وهو كما قالا، ومحمد بن عمرو قال الذهبي في "الميزان": حسن الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد وخالفه في سياق القصة. قال أبو هريرة: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، أنا فلانة بنت فلان، قال "قولي فما حاجتك؟ " قالت: حاجتي أنّ فلانا يخطبني، فأخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ فإن كان شيئاً أطيقه تزوجته، وإن لم أطقه لا أتزوج، قال "إن من حق الزوج على زوجته أن لو سال منخراه دماً أو قيحا فلحسته ما أدت حقه، ولو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها" قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت في الدنيا. أخرجه البزار (كشف 1466) والسياق له وابن عدي (3/ 1126) والحاكم (4/ 171 - 172) من طريق سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. ¬

_ (¬1) هكذا وقع في المطبوع وأظنه: النضر بن شميل، والله أعلم.

قال البزار: سليمان بن داود لين، ولم يتابع على هذا" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل سليمان هو اليمامي ضعفوه" وقال المنذري: سليمان واه" الترغيب 3/ 54 وقال الهيثمي: سليمان بن داود اليمامي ضعيف" المجمع 4/ 307 وللحديث طريق أخرى عند ابن بشران في "أماليه" (913) وفيها يحيى بن عبيد الله التيمي وهو ضعيف. وأما حديث بريدة فأخرجه الدارمي (1472) والروياني (38) وابن الأعرابي في "القبل" (42) وابن عدي (4/ 1372) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 405 - 406) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد" (5) والحاكم (4/ 172) وأبو نعيم في "الدلائل" (291) عن حبان بن علي العَنَزي والروياني (37) عن تميم بن عبد المؤمن المروزي وابن عدي (4/ 1372 - 1373) عن أبي بكر بن عياش ثلاثتهم عن صالح بن حيان القرشي الكوفي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت فأرني شيئاً أزدد به يقينا. قال "ما تريد؟ " قال: أدع تلك الشجرة فلتأتك؟، قال "اذهب إليها فادعها" قال: أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمالت فقطعت عروقها ثم أقبلت تجر عروقها وفروعها حتى أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: حسبي فمرها فلترجع، فرجعت فدلت عروقها في ذلك المكان ثم استوت كما كانت، فقال: ائذن لي أن أقبل رأسك ورجليك، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل رأسه ورجليه، قال: ائذن لي أن أسجد لك، قال "لا يسجد أحد لأحد، ولو كلنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيما لحقه" السياق لابن الأعرابي. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل واه، وفي إسناده صالح بن حيان متروك"

قلت: قال ابن معين وأبو داود: صالح بن حيان ضعيف، وقال أبو حاتم والعجلي والدارقطني: ليس بالقوي، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 158 - 159) عن خلف بن خليفة عن حفص عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وإنّ الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وإنّ الأنصار جاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنّه كان لنا جمل نسني عليه وإنّه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "قوموا" فقاموا، فدخل الحائط والجمل في ناحية، فمشى النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، فقالت الأنصار: يا نبي الله إنّه قد صار مثل الكلب الكَلِب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال "ليس عليّ منه بأس" فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل نحوه ثم خرّ ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا رسول الله، هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك، فقال "لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه". وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (527) عن سعيد بن سليمان الواسطي والبزار (كشف 2454) عن محمد بن معاوية بن مالج البغدادي الأنماطي (¬1) كلاهما عن خلف بن خليفة به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وحفص بن أخي أنس لا نعلم حدث عنه إلا خليفة" وقال المنذري: إسناده جيد رواته ثقات مشهورون" الترغيب 3/ 55 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حفص بن أخي أنس وهو ثقة" المجمع 9/ 4 ¬

_ (¬1) رواه النسائي في "الكبرى" (9147) عن ابن مالج ووقع عنده: عن بعض بني أخي أنس بن مالك. ورواه ابن صاعد عن ابن مالج فقال: عن حفص بن أخي أنس وهو حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (287) قال: أُخبرنا عن ابن صاعد به.

قلت: حفص بن أخي أنس روى عنه غير واحد سوى خلف بن خليفة كما في "التهذيب"، وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره. وخلف بن خليفة صدوق إلا أنه اختلط بأخرة. طريق أخرى: يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - حائطا للأنصار ومعه أبو بكر وعمر في رجال من الأنصار، قال: وفي الحائط غنم فسجدت له، فقال أبو بكر: يا رسول الله، كنا نحن أحق بالسجود لك من هذه الغنم، فقال "إنه لا ينبغي في أمتي أن يسجد أحد لأحد، ولو كان ينبغي لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". أخرجه الآجري في "الشريعة" (1072) وأبو نعيم في "الدلائل" (276) من طريق إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ثنا أبو عثمان عباد بن يوسف الكندي ثنا أبو جعفر الرازي به. وإسناده حسن. وأما حديث ابن أبي أوفى فله عنه طريقان: الأول: يرويه فائد أبو الورقاء عن ابن أبي أوفى قال: بينما نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه آت قال: إنّ ناضح آل فلان قد أبق عليهم، قال؛ فنهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونهضنا معه، فقلنا: يا رسول الله لا تقربه فإنا نخافه عليك، فدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البعير، فلما رآه البعير سجد، ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على رأس البعير فقال "هاتوا السفار" قال: فجيء بالسفار فوضعه في رأسه، وقال "أدعوا لي صاحب البعير" قال: فدعي له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألك البعير؟ " قال: نعم، قال "فأحسن علفه ولا تشق عليه في العمل" قال: أفعل، قال: فقال له أصحابه: يا رسول الله، بهيمة من البهائم تسجد لك لعظيم حقك فنحن أحق أن نسجد لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمرا أحدا من أمتي يسجد بعضهم لبعض لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن" أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (541) وأبو نعيم في "الدلائل" (286) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 29) وفائد قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. الثاني: يرويه القاسم بن عوف الشيباني واختلف عنه: - فرواه أيوب السَّخْتياني عن القاسم الشيباني واختلف عنه:

• قال إسماعيل بن عُلية: ثنا أيوب عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى قال: قدم معاذ اليمن أو قال الشام فرأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروّأ في نفسه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم، فلما قدم، قال: يا رسول الله، رأيت النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروّأت في نفسي أنك أحق أن تعظم، فقال "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إياه". أخرجه أحمد (4/ 381) عن ابن علية به. وأخرجه ابن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى" (4) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وزياد بن أيوب عن ابن علية به. وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 528) من طريق أبي صالح عباس بن عمرو ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية به. • وقال مَعمر بن راشد: عن أيوب عن عوف بن القاسم أو القاسم بن عوف أنّ معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، وذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (20596) • ورواه حماد بن زيد عن أيوب واختلف عنه: فرواه غير واحد عن حماد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى. منهم: 1 - أزهر بن مروان الرقاشي. أخرجه ابن ماجه (1853) 2 - سليمان بن حرب البصري. أخرجه ابن صاعد (5 و 6) والبيهقي (7/ 292) 3 - محمد بن أبي بكر المقدمي. أخرجه ابن صاعد (6) وابن حبان (4171) ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى عن معاذ. أخرجه أحمد بن الفرات في "جزئه" (23)

وتابعه عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب بن خالد وحماد بن زيد قالا: ثنا أيوب به. أخرجه الهيثم بن كليب (1332) ورواه إسحاق بن محمد بن هشام التمار أبو يعقوب عن حماد بن زيد عن أيوب وابن عون عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى عن معاذ. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1518) قال الدارقطني: أغرب إسحاق بن محمد بذكر ابن عون ولم يتابع عليه" العلل 6/ 38 ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم. قال الدارقطني: ولم يتابع مؤمل على هذه الرواية عن حماد بن زيد" العلل 6/ 38 - ورواه قتادة عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذا إلى الشام، فلما قدم قال: يا رسول الله، إني رأيت أهل الكتاب يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ألا نسجد لك؟ قال "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق زوجها حتى لو سألها نفسها على ظهر قَتب أعطته". أخرجه البزار (كشف 1468 و 1469) والطبراني في "الكبير" (5117) وابن عدي (4/ 1393) من طريق صدقة بن عبد الله السمين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به. قال البزار: لا يروي حديث زيد عن ابن أبي عروبة إلا صدقة وليس بالقوي" قلت: وضعفه أحمد وابن معين والبخاري وأبو زرعة والنسائي وغيرهم. وتابعه محمد بن سواء السدوسي ثنا سعيد بن أبي عروبة به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (540) ولم ينفرد ابن أبي عروبة به بل تابعه الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5116) من طريق إبراهيم بن طهمان عن الحجاج به. - ورواه هشام الدَّسْتُوَائي عن القاسم الشيباني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن معاذ أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ورهبانهم، ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم وعلمائهم وفقهائهم، فقال: لأي شيء تفعلون هذا؟ قالوا: هذه تحية الأنبياء، قلنا: فنحن أحق أن نصنع بنبينا - صلى الله عليه وسلم -، فلما قدم على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سجد له، فقال "ما هذا يا معاذ! " فقال: إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لأساقفتهم

وقسيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم، ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم، فقلت: لأي شيء تصنعون هذا؟ أو تفعلون هذا؟ قالوا: هذه تحية الأنبياء، قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا - صلى الله عليه وسلم -، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه، ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على ظهر قَتَب". أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (535) والبزار (كشف 1461) والطبراني في "الكبير" (20/ 52 - 53) والحاكم (4/ 172) من طرق عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: القاسم بن عوف الشيباني لم يخرج له البخاري شيئاً، وفي "التهذيب": له عند مسلم حديث صلاة الأوابين" ثم هو مختلف فيه كما سيأتي، واختلف عليه في هذا الحديث. - ورواه النَّهاس بن قَهْم عن القاسم الشيباني عن ابن أبي ليلى عن أبيه عن صهيب أنّ معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى اليهود يسجدون لعلمائهم وأحبارهم فذكر نحو حديث معاذ المتقدم. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (536) والبزار (كشف 1470) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4329) والطبراني في "الكبير" (7294) قال الهيثمي: وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف" المجمع 4/ 310 قلت: وهذا الاختلاف على القاسم الشيباني نسبه البزار والدارقطني إلى القاسم نفسه. قال البزار: وأحسب الاختلاف من جهة القاسم لأنّ كل من رواه عنه ثقة" وقال الدارقطني: والاضطراب فيه من القاسم بن عوف" العلل 6/ 39 قلت: والقاسم مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: يكتب حديثه، وقال النسائي: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق. وأما حديث معاذ فيرويه الأعمش عن أبي ظبيان حصين بن جندب واختلف عنه: - فقال عبد الله بن نمير: ثنا الأعمش قال: سمعت أبا ظبيان يحدث عن رجل من الأنصار قال: لما قدم معاذ من اليمن قال: يا رسول الله، رأينا قوما يسجد بعضهم لبعض

أفلا نسجد لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا، إنّه لا يسجد أحد لأحد دون الله، ولو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد لأمرت النساء يسجدن لأزواجهن". أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 305) وأحمد (5/ 228) وتابعه أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا الأعمش به. أخرجه الحارث (بغية 498) ورواته ثقات. - وقال وكيع: ثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن معاذ أنه لما رجع من اليمن قال: فذكر الحديث. أخرجه أحمد (5/ 227 - 228) وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 174 - 175) وإسناده منقطع، قال الدارقطني: وأبو ظبيان لم يسمع من معاذ (العلل 6/ 40) وقال ابن حزم: أبو ظبيان لم يلق معاذا ولا أدركه" تهذيب التهذيب ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي ظبيان مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 305) وتابعه سفيان عن الأعمش به. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2329) وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 306) وإسحاق في "مسنده" (المطالب 3809) وعبد بن حميد (1053) والدارمي (17) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (36) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُّفير عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء، ولو كان ذلك لكان النساء يسجدن لأزواجهن" وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 223 - 224) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (2/ 241 - 242) من طريق عيسى بن عمر السمرقندي ثنا الدارمي به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 18 - 19) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن إسماعيل بن عبد الملك به. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك. لكنه لم ينفرد به بل تابعه سفيان الثوري والعرزمي عن أبي الزبير عن جابر به. أخرجه ابن عدي (4/ 1624) من طريق عبد الرحمن بن هانئ النخعي عن الثوري والعرزمي به. والنخعي مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: لا بأس به يكتب حديثه. وقال ابن معين: ليس بثقة كان يكذب يروي عن سفيان الثوري أحاديث موضوعة. وقال أحمد: ليس بشيء، وقال أبو داود والنسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث قيس بن سعد فأخرجه الدارمي (1471) وأبو داود (2140) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2023) والبزار (3747) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 230) والطحاوي في "المشكل" (1487) والطبراني في "الكبير" (18/ 351 - 352) والحاكم (2/ 187) والنعال البغدادي في "مشيخته" (ص 102) من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن شَريك بن عبد الله القاضي عن حصين بن عبد الرحمن عن عامر الشعبي عن قيس بن سعد بن عبادة قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لِمَرْزُبان لهم، فقلت: رسول الله أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك، قال "أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟ " قال: قلت: لا، قال "فلا تفعلوا، لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهنّ من الحق" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: شريك مختلف فيه، ولكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو بكر النخعي ثنا حصين بن عبد الرحمن السلمي به. أخرجه البيهقي (7/ 291) من طريق أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر النخعي ثني أبي به. وعبد الرحمن وأبوه لم أعرفهما.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 1467) عن بشر بن آدم بن يزيد البصري والطبراني في "الكبير" (12003) عن العباس بن الفضل الأسفاطي وابن بشران (255) عن سعيد بن عثمان الأهوازي قالوا: ثنا أبو عون محمد بن عون الزيادي ثنا أبو عزة الدباغ عن أبي يزيد المديني عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رجلاً من الأنصار كان له فحلان فاغتلما، فأدخلهما حائطا فسدّ عليهما الباب، ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأراد أن يدعو له والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد ومعه نفر من الأنصار، فقال: يا نبي الله، إني جئت في حاجة وإنّ فحلين لي اغتلما فأدخلتهما حائطا وسددت الباب عليهما فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي، فقال لأصحابه "قوموا معنا" فذهب حتى أتى الباب، فقال "افتح" ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريب من الباب، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ائتني بشيء أشد به رأسه وأمكنك منه" فجاء بخطام فشدّ به رأسه وأمكنه منه، ثم مشيا إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر، فلما رآه وقع له ساجدا، فقال للرجل "ائتني بشيء أشدّ به رأسه" فشدّ رأسه وأمكنه منه، فقال "اذهب فإنهما لا يعصيانك" فلما رأى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قالوا: يا رسول الله، هذين فحلين لا يعقلان سجدا لك أفلا نسجد لك؟ قال "لا آمر أحدا أن يسجد لأحد، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" اللفظ للطبراني، واقتصر البزار على الفقرة الأخيرة منه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (539) عن أبي عون الزيادي به واقتصر على الفقرة الأخيرة منه. قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه الحكم بن طهمان أبو عزة الدباغ وهو ضعيف" المجمع 4/ 310 وقال في موضع آخر: رواه الطبراني وفيه أبو عزة الدباغ وثقه ابن حبان واسمه الحكم بن طهمان، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 4 - 5 قلت: كلا الإسنادين رجالهما ثقات إلا شيخي الطبراني والبزار، فشيخ الطبراني قال

الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 66) وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" وابن الأثير في "اللباب" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وشيخ البزار مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال مسلمة: صالح، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس بقوي. واختلف فيه قول النسائي فمرة قال: لا بأس به، ومرة قال: ليس بالقوي. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 306) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 4319) وأحمد (6/ 76) وابن ماجه (1852) وابن أبي الدنيا في "العيال" (538) والآجري في "الشريعة" (1073) وابن بشران (1378) من طرق عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله، تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك، فقال "اعبدوا ربكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله" السياق لأحمد. قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 9/ 9 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان" المصباح 2/ 95 قلت: وهو كما قال. وأما حديث غيلان بن سلمة فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 320) والطبراني في "الكبير" (18/ 263) وأبو نعيم في "الدلائل" (285) وفي "الصحابة" (5632) من طريق معلي بن منصور الرازي ثني شبيب بن شيبة ثني بشر بن عاصم الثقفي عن غيلان بن سلمة الثقفي قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فرأينا منه عجبا من ذلك، إنا مضينا فنزلنا منزلا فجاء رجل فقال: يا نبي الله، إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما علي فمنعاني أنفسهما وحائطي وما فيه ولا يقدر أحد أن يدنو منهما، فنهض نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه حتى أتى الحائط، فقال لصاحبه "افتح" فقال: يا نبي الله أمرهما أعظم من ذلك، قال "افتح" فلما حرّك الباب أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح، فلما انفرج الباب ونظرا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بركا ثم سجدا، فأخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - برؤوسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال "استعملهما وأحسن علفهما" فقال القوم: يا نبي الله، تسجد لك البهائم فبلاء الله عندنا بك أحسن حين هدانا الله من الضلالة واستنقذنا بك من المهالك أفلا تأذن لنا في السجود لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن السجود ليس لي إلا للحي الذي لا يموت ولو أني آمر أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

هذا لفظ أبي نعيم، واقتصر الطبراني على الفقرة الأخيرة منه. قال الهيثمي: وفيه شبيب بن شيبة والأكثرون على تضعيفه، وقد وثقه صالح جزرة وغيره" المجمع 4/ 311 وأما حديث ثعلبة بن أبي مالك فأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (282) ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثني الليث بن سعد عن ابن الهاد عن ثعلبة قال: اشترى إنسان من بني سلمة جملا ينضح عليه فأدخله في مربد فجرد كيما يحمل فلم يقدر أحد أن يدخل عليه إلا تخبطه، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك فقال "افتحوا عنه" فقالوا: إنا نخشى عليك يا رسول الله، قال "افتحوا عنه" ففتحوا، فلما رآه الجمل خر ساجدا، فسبح القوم وقالوا: يا رسول الله، نحن كنا أحق بالسجود من هذه البهيمة، قال "لو ينبغي لشيء من الخلق أن يسجد لشيء دون الله ينبغي للمرأة أن تسجد لزوجها". وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1074) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن يزيد بن الهاد به. وثعلبة مختلف في صحبته، قال ابن معين: قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال المزي: له رؤية. وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال أبو حاتم: هو من التابعين ليست له صحبة. وأما حديث يعلي بن مرة فذكره أبو نعيم في "الدلائل" (284) من طريق عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة عن حكيمة عن يعلي بن مرة قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما فجاء بعير يرغو حتى سجد له، فقال المسلمون: نحن أحق أن نسجد للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، تدرون ما يقول هذا؟ زعم أنه خدم مواليه أربعين سنة حتى إذا كبر نقصوا من علفه وزادوا في عمله حتى إذا كان لهم عرس أخذوا الشفار لينحروه"، فأرسل إلى مواليه فقصّ عليهم قالوا: صدق والله يا رسول الله، قال: "إني أحب أن تدعوه لي" فتركوه. عمر بن عبد الله متروك. وأما حديث سراقة بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6590) ثنا محمد بن الفضل السقطي وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطي قالا: ثنا إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا وهب بن جرير ثنا موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن سراقة مرفوعاً "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (537) عن إبراهيم بن المستمر به. وإسناده حسن إن كان علي بن رباح سمع من سراقة. وأما حديث ابن مسعود فذكره الهيثمي في "المجمع" (9/ 9) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" والبزار وفي إسناد "الأوسط" زمعة بن صالح وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله حدثهم حسن وأسانيد الطريقين ضعيفة" وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 183) ثنا أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة قال: شرد علينا بعير ليتيم من الأنصار فلم نقدر على أخذه فجئنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له فقام معنا حتى جئنا الحائط الذي فيه البعير، فلما رأى البعير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل حتى سجد له، قلنا: يا رسول الله، لو أمرتنا أن نسجد لك كما يسجد للملوك، قال "ليس ذلك في أمتي، لو كنت فاعلا لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن" قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيفة" المجمع 4/ 311 3158 - عن أنس قال: دخل رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه أثر صفرة، فكره ذلك وقلّما كان يواجه أحدا بشيء يكرهه، فلما قام قال: "لو أمرتم هذا أن يترك هذه الصفرة" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي في "الكبرى" من طريق سَلم العلوي عن أنس: فذكره، وسلم بفتح المهملة وسكون اللام فيه لين" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه" 3159 - حديث أنس أنّ رجلاً سأل عن العزل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنّ الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج الله منها ولدا" قال الحافظ: أخرج أحمد والبزار وصححه ابن حبان من حديث أنس: فذكره، وله شاهدان في "الكبير" للطبراني عن ابن عباس، وفي "الأوسط" له عن ابن مسعود" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 140) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد أنا أبو عمرو مبارك الخياط ¬

_ (¬1) 12/ 421 (كتاب اللباس - باب النهي عن التزعفر للرجال) (¬2) 11/ 219 (كتاب النكاح - باب العزل)

جد ولد عباد بن كثير قال: سألت ثمامة بن عبد الله بن أنس عن العزل فقال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسأل عن العزل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو أنّ الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج الله -عز وجل- منها أو لخرج منها ولد "الشك منه" وليخلقنّ الله نفسا هو خالقها" وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (366) والبزار (كشف 2163) وابن حبان في "الثقات" (7/ 502) وابن بطة في "الإبانة" (1433) من طرق عن أبي عاصم به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار وإسنادهما حسن" المجمع 4/ 296 قلت: مبارك الخياط ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والضحاك وثمامة ثقتان. ولم ينفرد مبارك الخياط به بل تابعه مبارك بن فَضالة عن ثمامة عن أنس به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (15273) عن إبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر ثنا أبو عامر ثنا مبارك به. ومبارك صدوق يدلس وقد عنعن، وأبو عامر اسمه عبد الملك بن عمرو العَقدي. وله شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن مسعود موقوفا. فأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6880) عن محمد بن إبراهيم الرازي الطرسوسي ثنا محمد بن مهران الجمال ثنا يحيى بن أبي الدنيا النصيبي وعبد الملك بن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "والذي بعثني بالحق لو أنّ النطفة التي أخذ الله عليها الميثاق ألقيت على صخرة لخلق الله منها انسانا" وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا يحيى بن أبي الدنيا، تفرد به محمد بن مهران" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 296 وأما حديث أبي سعيد فأخرجه سعيد بن منصور (2220) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي ثنا ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسئل عن العزل، فقال "لا عليكم ألا تفعلوا إن يكن مما أخذ الله عليه الميثاق فكانت على هذه الصخرة أخرجها الله"

وإسناده حسن رواته ثقات غير الدراوردي وهو صدوق. وأما حديث ابن مسعود فيرويه إبراهيم النخعي واختلف عنه: - فقال أبو حنيفة: عن حماد عن إبراهيم عن علقمة قال: سئل ابن مسعود عن العزل، فقال: لو أخذ الله ميثاق نسمة من صلب آدم ثم أفرغه على صفا لأخرجه من ذلك الصفا فاعزل وإن شئت فلا تعزل. أخرجه عبد الرزاق (12568) عن أبي حنيفة به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9664) قال الهيثمي: وفيه رجل ضعيف لم أسمه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 297 قلت: يريد بالرجل الضعيف أبو حنيفة رحمه الله تعالى. - وقال الحارث العكلي: عن إبراهيم قال: سئل ابن مسعود عن العزل قال: فذكر نحوه. أخرجه سعيد بن منصور (2221) عن هشيم ثنا منصور عن الحارث العكلي به. وإبراهيم لم يسمع من ابن مسعود. 3160 - "لو أن دلوا من غساق يهراق إلى الدنيا لأنتن أهل الدنيا" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم من حديث أبي سعيد مرفوعا" (¬1) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم ص 90) وأسد بن موسى في "الزهد" (30) وأحمد (3/ 28 و 83) والترمذي (4/ 706) وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (77) وأبو يعلى (1381) وابن جرير في "تفسيره" (23/ 178 و 30/ 14) والحاكم (2/ 501 و 4/ 601 - 602) وابن بشران (1444) والبيهقي في "البعث" (514) والبغوي في "شرح السنة" (15/ 245) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (100) من طريق درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: دراج مختلف فيه، واختلف في أحاديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ¬

_ (¬1) 7/ 139 (كتاب بدء الخلق- باب صفة النار)

فقال الدوري: سألت يحيى بن معين عن أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فقال: هذا إسناد صحيح" المستدرك 2/ 246 - 247 وقال أحمد: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف" الكامل 3/ 979 وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. 3161 - عن عبد الرحمن بن غَنْم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر وعمر "لو أنّكما تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا" قال الحافظ: في "فضائل الصحابة" لأسد بن موسى و"المعرفة" ليعقوب بن سفيان بسند لا بأس به عن عبد الرحمن بن غنم -بفتح المعجمة وسكون النون -وهو مختلف في صحبته: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (الفتح الرباني 22/ 182) عن وكيع ثنا عبد الحميد بن بهرام قال: سمعنا شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر وعمر "لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما" قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أنّ ابن غنم لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -" الفتح الرباني 22/ 182 قلت: عبد الحميد وشهر صدوقان، وعبد الرحمن مختلف في صحبته. 3162 - "لو أهدي إلى كُراع لقبلت، ولو دعيت لمثله لأجبت" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث أنس وصححه مرفوعا: فذكره" (¬2) حسن وله عن أنس طرق: الأول: يرويه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "لو أهدي إلى كراع لقبلت، ولو دعيت عليه (¬3) لأجبت" ¬

_ (¬1) 17/ 103 (كتاب الاعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]) (¬2) 6/ 126 (كتاب الهبة- باب القليل من الهبة) و11/ 155 (كتاب النكاح- باب من أجاب إلى كراع) (¬3) وفي لفظ "إليه" وفي لفظ "يعنى إلى ذراع"

أخرجه ابن سعد (1/ 389) وأحمد (3/ 209) والترمذي (1338) وفي "الشمائل" (320) وابن المقرئ في "المعجم" (755) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة به. وسقط من إسناد أحمد "عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، وقد توبع كما سيأتي. ولم ينفرد ابن أبي عروبة به بل تابعه سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا "لو أهدي إلى كراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت" وكان يأمر بالهدية صلة بين الناس، وقال "لو أسلم الناس لتهادوا من غير جوع" أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 234) وتمام في "الفوائد" (1002) والبيهقي (6/ 169) من طرق عن أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا سعيد بن بشير به. وسعيد بن بشير فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. الثاني: يرويه شعبة بن الحجاج عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقعد على الأرض، ويأكل على الأرض، ويجيب دعوة المملوك ويقول "لو دعيت إلى ذراع لأجبت، ولو أهدي إلى كراع لقبلت" وكان يعقل شاته. أخرجه ابن سعد (1/ 371) عن عمر بن حبيب العدوي أنا شعبة به. وإسناده ضعيف لضعف عمر بن حبيب. الثالث: يرويه عائذ بن شريح الحضرمي قال: سمعت أنسا رفعه "يا معشر الأنصار تهادوا فإنّ الهدية تسل السخيمة، لو أهدي إلى كراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت" أخرجه البزار (كشف 1937) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 194) والطبراني في "الأوسط" (1549) وابن عدي (2/ 693 - 694) وأبو الشيخ في "الأمثال" (244) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 91 و 187) والبيهقي في "الشعب" (8569 و 8570) من طرق عن عائذ به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا عائذ" قلت: وهو ضعيف. الرابع: يرويه أبو عصام رواد بن الجراح العسقلاني عن الحسن بن عمارة عن ثابت البناني عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركب الحمار العري، ويجيب دعوة المملوك،

وينام على الأرض، ويجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويقول "لو دعيت إلى كراع جئت، ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت" أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3674) ورواد بن الجراح مختلف فيه، والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إليّ ذراع أو كراع لقبلت" أخرجه البخاري (فتح 6/ 127) وآخر من حديث أم حكيم الخزاعية سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر "ما أقبح رد الهدية" 3163 - حديث أبي برزة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا إلى قوم فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لو أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2544") (¬1) 3164 - "لو بعت من أخيك ثمرا فأصابته عاهة فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق" قال الحافظ: وقد روى مسلم (1554) من طريق أبي الزبير عن جابر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) 3165 - عن جابر أنّ أم مالك كانت تهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - في عكة لها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم فتعمد إلى العكة فتجد فيها سمنا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لو تركتها ما زال قائما" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2280) من طريق أبي الزبير عن جابر" (¬3) ¬

_ (¬1) 9/ 158 (كتاب المغازي- قصة عمان والبحرين) و15/ 93 (كتاب الحدود- باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع) (¬2) 5/ 303 (كتاب البيوع- باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها) (¬3) 14/ 59 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)

3166 - حديث أبي هريرة قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رهط من أصحابه وهم يضحكون، فقال "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا" فأتاه جبريل فقال: إنّ ربك يقول لك: لا تقنط عبادي، فرجع إليهم فقال "سددوا وقاربوا" قال الحافظ: عند ابن حبان من حديث أبي هريرة قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (254) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي وابن حبان (113 و 358) عن عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي" (17) والبيهقي في "الشعب" (1027) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ثلاثتهم عن الربيع بن مسلم قال: سمعت محمدا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره، وزاد "وأبشروا" اللفظ لابن حبان. وإسناده صحيح رواته ثقات، ومحمد هو ابن زياد القرشي. ولم ينفرد الربيع بن مسلم به بل تابعه حماد بن سلمة عن محمد بن زياد: سمعت أبا هريرة رفعه "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولكن سددوا وقاربوا وأبشروا" أخرجه وكيع في "الزهد" (19) وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (509) وأحمد (2/ 467 و 477) والبيهقي (7/ 52) وإسناده صحيح. 3167 - "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم وصححاه" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 14/ 80 (كتاب الرقاق- باب القصد والمداومة على العمل) (¬2) 14/ 87 (كتاب الرقاق- باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (559) عن حَيْوة بن شريح المصري ثني بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وأخرجه الطيالسي (ص 11) عن ابن المبارك به. وأخرجه الترمذي (2344) وابن أبي الدنيا في "التوكل" (1) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 8/ 79) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 69) والقضاعى (1444) والخطيب في "المتفق" (1710) والبغوي في "شرح السنة" (4108) من طرق عن ابن المبارك به. وتابعه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حيوة بن شريح به. أخرجه أحمد (1/ 30) وفي "الزهد" (ص 25) وعبد بن حميد (10) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 488) وابن أبي الدنيا في "التوكل" (1) والبزار (340) وأبو يعلى (247) وابن حبان (730) والحاكم (4/ 318) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 69) والبيهقي في "الآداب" (1089) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (652) وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عمر بن الخطاب بهذا الإسناد" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو تميم الجيشاني اسمه عبد الله بن مالك" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بكر بن عمرو المعافري صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. ولم ينفرد بكر بن عمرو به بل تابعه ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة به. أخرجه أحمد (1/ 52) وابن ماجه (4164) والقضاعي (1445) والمزي (15/ 505) من طريقين عن ابن لهيعة به. وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات. 3168 - حديث أبي هريرة نحوه دون قصة عمر لكن قال: عند نزول آية البقرة فقال الناس: ما حرّم علينا، فكانوا يشربون حتى أمّ رجل أصحابه في المغرب فخلط في قراءته، فنزلت الآية التي في النساء، فكانوا يشربون ولا يقرب الرجل الصلاة حتى يفيق، ثم نزلت آية المائدة فقالوا: يا رسول الله، ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم وكانوا يشربونها، فأنزل الله تعالى {لَيْسَ

عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} [المائدة: 93] الآية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو حرّم عليهم لتركوه كما تركتموه" قال الحافظ: أخرجه أحمد. وفي مسند الطيالسي من حديث ابن عمر نحوه، وقال في الآية الأولى: قيل: حرمت الخمر، فقالوا: دعنا يا رسول الله ننتفع بها. وفي الثانية: فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: لا، إنا لا نشربها قرب الصلاة، وقال في الثالثة: فقالوا: يا رسول الله حرمت الخمر؟ " (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (2/ 351 - 352) عن سُريج بن النعمان البغدادي ثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال: حُرِّمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما، فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219] إلى آخر الآية، فقال الناس: ما حرّم علينا إنما قال: فيهما إثم كبير، وكانوا يشربون الخمر حتى إذا كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أمّ أصحابه في المغرب خلط في قراءته فأنزل الله فيها آية أغلظ منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مغبق، ثم أنزلت آية أغلظ من ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} [المائدة: 90] فقالوا: انتهينا ربنا، فقال الناس: يا رسول الله، ناس قتلوا في سبيل الله أو ماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا ومن عمل الشيطان، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] إلى آخر الآية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو حرّمت عليهم لتركوها كما تركتم" قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو وهب مولى أبي هريرة لم يجرحه أحد ولم يوثقه، وأبو معشر نجيح ضعيف لسوء حفظه وقد وثقه غير واحد، وسريج ثقة" المجمع 5/ 51 قلت: أبو وهب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو معشر قال ابن معين وغير واحد: ضعيف. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطيالسي (ص 264) عن محمد بن أبي حميد المدني عن أبي توبة المصري قال: سمعت ابن عمر يقول: نزلت في الخمر ثلاث آيات، فأول ¬

_ (¬1) 9/ 349 (كتاب التفسير: سورة المائدة- باب {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93])

شيء نزل {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية، فقيل: حرّمت الخمر، فقيل: يا رسول الله، دعنا ننتفع بها كما قال الله -عز وجل-، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فقيل: حرمت، فقالوا: لا يا رسول الله إنا لا نشربها قرب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] الآية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "حرّمت الخمر" قال: وقدمت لرجل راوية من الشام أو روايا، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ولا أعلم عثمان إلا معهم فانتهوا إلى الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خلّ عنا نشقها" فقال: يا رسول الله، أفلا نبيعها؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله لعن الخمر، ولعن غارسها، ولعن شاربها، ولعن عاصرها، ولعن موكلها، ولعن مديرها، ولعن ساقيها، ولعن حاملها، ولعن آكل ثمنها، ولعن بائعها" ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "الشعب" (5181) وأخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 361) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا محمد بن أبي حميد به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. وأبو توبة المصري قال ابن عساكر: لم أجد له ذكرا في شيء من الكتب. قال الحافظ: وفي حديثه هذا زيادة منكرة، قال فيه: ولعن غارسها" اللسان 7/ 23 3169 - "لو خشع هذا خشعت جوارحه" سكت عليه الحافظ (¬1). موضوع قال المناوي في "الفيض" (5/ 319): رواه الحكيم الترمذي في "النوادر" عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: فذكره. قال الزين العراقي في شرح الترمذي: وسليمان بن عمرو هو أبو داود النخعى متفق على ضعفه، وإنما يعرف هذا عن ابن المسيب. وقال في "المغني": سنده ضعيف، والمعروف أنه من قول سعيد، ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" وفيه رجل لم يسم. ¬

_ (¬1) 2/ 367 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الخشوع في الصلاة)

وقال ولده: فيه سليمان بن عمرو مجمع علي ضعفه. وقال الزيلعي: قال ابن عدي: أجمعوا على أنه يضع الحديث" انتهى من الفيض. قلت: هذا الحديث موضوع، قال أحمد وابن معين وابن حبان والحاكم: سليمان بن عمرو يضع الحديث. وقال الحافظ في "اللسان": الكلام فيه لا يحصر فقد كذبه ونسبه إلى الوضع من المتقدمين والمتأخرين ممن نقل كلامهم في الجرح والعدالة فوق الثلاثين نفسا. 3170 - عن أبي هريرة نحو حديث ابن عباس وزاد في آخره: فلم يفجأهم منه إلا وهو أي أبو جهل ينكص على عقبيه ويتقي بيده، فقيل له: مالك؟ فقال: إنّ بيني وبينه لخندقا من نار وهولًا وأجنحة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو دنا لاختطفته الملائكة عضوا عضوا" قال الحافظ: وأخرج النسائي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) قلت: أخرجه مسلم (2797) 3171 - عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟ " قال: كنت فاعلا به شرا. قال "فأنت يا عمر؟ " قال: كنت أقول: لعن الله الأبعد. قال الحافظ: وروى البزار من طريق زيد بن يُثَيْع عن حذيفة قال: فذكره" (¬2) ضعيف يرويه أبو إسحاق السبيعي عن زيد بن يثيع واختلف عنه: - فقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبيه عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أبا بكر، أرأيت لو وجدت مع أم رومان رجلا، ما كنت صانعا؟ " قال: كنت فاعلا به شرا. ثم قال "يا عمر: أرأيت لو وجدت رجلا ما كنت صانعا؟ " قال: كنت والله قاتله. قال "فأنت يا سهيل بن بيضاء؟ " فقال: لعن الله الأبعد، فهو خبيث، ولعن الله البُعْدَي، فهي خبيثة، ولعن الله أول الثلاثة ذكره. فقال "يا ابن بيضاء تأولت القرآن {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] إلى آخر الآية" ¬

_ (¬1) 10/ 353 (كتاب التفسير: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العَلق: 1]- باب قوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15)} [العَلق: 15]) (¬2) 10/ 66 (كتاب التفسير- سورة النور- {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} [النُّور: 8])

أخرجه البزار (2940) والطبراني في "الأوسط" (8107) واللفظ له من طريق النضر بن شميل المازني ثنا يونس بن أبي إسحاق به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده إلا النضر بن شميل عن يونس" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا ابنه يونس" قلت: وهو صدوق سمع من أبيه بعد اختلاطه. - وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، ولم يذكر حذيفة. أخرجه عبد الرزاق (12364) عن سفيان به. وأخرجه البزار (2941) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن سفيان به. وهذا أصح لأنّ الثوري روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. وأبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من زيد بن يثيع. 3172 - حديث الرُّبيع بنتُ معوذ "لو رأيته لرأيت الشمس طالعة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني والدارمي" (¬1) أخرجه الدارمي (61) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 12 - 13) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3335) والعقيلي (2/ 307) والطبراني في "الكبير" (24/ 274) و "الأوسط" (4455) وأبو نعيم في "الصحابة" (7639) وفي "الدلائل" (551) والبيهقي في "الشعب" (1354) وفي "الدلائل" (1/ 200) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 268) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي (¬2) والعقيلي (2/ 307) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (259) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 200) ¬

_ (¬1) 7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) رواه الدارمي ويعقوب بن سفيان والبخاري وابن أبي عاصم وجعفر بن محمد الصائغ وعبد الله بن الصقر السكري والحسين بن حميد عن الحزامي عن عبد الله بن موسى عن أسامة بن زيد عن أبي عبيدة عن الربيع به. ورواه محمد بن حاتم عن الحزامي عن عبد الله بن وهب عن أبي أسامة عن أبي عبيدة عن الربيع. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 614) والأول أصح.

عن يعقوب بن محمد الزهري قالا: ثنا عبد الله بن موسى التيمي ثنا أسامة بن زيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء: صِفي لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن الربيع إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن موسى التيمي" وقال العقيلي: ولا يتابع عليه من هذا الوجه" قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: في أحاديثه رفع الموقوف وإسناد المرسل كثيرا حتى يخطر ببال من الحديث صناعته أنها معمولة من كثرتها، لا يجوز الاحتجاج به عند الانفراد ولا الإعتبار عند الوفاق. وقال أحمد: كل بلية منه، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بحجة، وقال في "المجرد": لين. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ما أرى بحديثه بأسا. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: ليس محله ذاك. وقال ابن معين: صدوق وهو كثير الخطأ، وقال العجلي: ثقة. وأسامة بن زيد الليثي حسن الحديث، وأبو عبيدة وثقه أحمد وابن معين. 3173 - حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبيده عصا وقد علق رجل قنا حشف فجعل يطعن في ذلك القنو ويقول: "لو شاء ربّ هذه الصدقة تصدق بأطيب من هذا" قال الحافظ: رواه النسائي، وليس هو على شرطه (أي البخاري) وإن كان إسناده قويا" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أما والله ليدعنها أهلها" 3174 - عن أبي العُشَرَاء الدارمي عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة، قال "لو طعنت في فخذها لأجزاك" ¬

_ (¬1) 2/ 62 (كتاب الصلاة- باب القسمة وتعليق القنو في المسجد)

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من رواية حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 169) وابن أبي شيبة في "مسنده" (606) وفي "مصنفه" (5/ 393 - 394) وأحمد (4/ 334) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 22) وعبد بن حميد (474) والدارمي (1978) وأبو داود (2825) وابن ماجه (3184) والترمذي (1481) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1200) والنسائي (7/ 200) وفي "الكبرى" (4497) وأبو يعلى (1503 و 6943) وفي "المفاريد" (16) وابن الجارود (901) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3444) وفي "الصحابة" (227 و 228 و 2081) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 53) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 158 و 161 و 2/ 293) وفي "الثقات" (3/ 3 و 5/ 56) والطبراني في "الكبير" (6719 و 6720 و 6721) وابن عدي (2/ 675 و 676) وأبو الشيخ في "الأقران" (152 و 251) والاسماعيلي في "معجمه" (ص 755 - 756) ومؤمل الشيباني في "الفوائد" (1 و 2) وتمام في "حديث أبي العشراء" (من حديث رقم 1 إلى حديث رقم 26) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (66) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 257 و 341) وفي "الصحابهّ" (3680 و 3681 و 6022) والخليلي في "الإرشاد" (ق 75) والبيهقي (9/ 246) وفي "معرفة السنن" (13/ 459) والخطيب في "التاريخ" (12/ 377) وفي "الموضح" (2/ 63) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته" (92) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (113) والسلفي في "معجم السفر" (1389 و 1522) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (595) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 45) والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 85 - 86) والذهبي في "الميزان" (4/ 552) وفي "السير" (11/ 110 - 111) وفي "تذكرة الحفاظ" (1/ 400) عن حماد بن سلمة وتمام (27 و 28) عن زياد بن أبي زياد و (29) عن عبد الله بن مُحَرَّر ¬

_ (¬1) 12/ 61 (كتاب الذبائح- باب النحر والذبح)

ثلاثتهم عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه به. قال البخاري: أبو العشراء الدارمي في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة" وقال ابن عدي: أبو العشراء لم يحدث عنه غير حماد" وقال الخطابي: ضعف أهل العلم هذا الحديث لأنّ راويه مجهول، وأبو العشراء الدارمي لا يدرى من أبوه ولم يرو عنه غير حماد بن سلمة" معالم السنن 3/ 251 وقال ابن سعد والمزي والحافظ في "التقريب": أبو العشراء مجهول. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، ولا يعرف روى عنه إلا حماد بن سلمة" الوهم والإيهام 3/ 582 - 583 وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو ولا من أبوه (¬1). وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 134): لا يعرف حاله. وذكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد عن أنس مثله. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4864) عن عبد العزيز بن الحسين بن بكر بن الشرود ثني أبي عن جدي عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن جعفر بن سليمان إلا بكر بن الشرود، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد" قلت: بكر بن الشرود قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. 3175 - "لو علمت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءتي لحبرتها تحبيرا" قال الحافظ: وللروياني من طريق مالك بن مِغْوَل عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه نحو سياق سعيد بن أبي بُردة وقال فيه: فذكره، وأصلها عند أحمد" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) وقال في "السير": هذا حديث صالح الإسناد غريبه" (¬2) 10/ 470 (كتاب فضائل القرآن- باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن)

أخرجه عبد الرزاق (4178) وفي "الأمالي" (89) عن ابن عُيينة عن مالك بن مغول قال: سمعت عبد الله بن بريدة يحدث عن أبيه قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت الأشعري أبي موسى وهو يقرأ فقال "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود" فحدثه ذلك، فقال: الآن أنت لي صديق حين أخبرتني هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لو علمت أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع لقراءتي حَبَّرْتُها تحبيرا، قال: وسمع النبي--صلي الله عليه وسلم- صوتا آخر فقال "أتقوله مرائيا؟ " فلم أجب النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء حتى رددها عليّ مرة أو مرتين أو ثلاثا، فقلت بعد اثنين أو ثلاثا أتقوله مرائيا: بل هو منيب. قال: وسمع آخر يدعو: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله غيرك، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال "لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى" وأخرجه الروياني (16) والخطابي في "الغريب" (1/ 318 و 335) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 257 - 258) والبيهقي في "الشعب" (1962) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري ص 474) وفي "تبيين كذب المفتري" (ص 77) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن سعد (2/ 344 و 4/ 107) وابن أبي شيبة (10/ 463 و 12/ 122) وأحمد (5/ 349 و 351 و 359) والدارمي (3501) ومسلم (793) ومحمد بن عاصم في "جزئه" (33) والفاكهي في "أخبار مكة" (1731) والنسائي في "الكبرى" (8058) والطحاوي في "المشكل" (1161) وابن حبان (892) والإسماعيلي في "المعجم" (2/ 577 - 579) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 145) وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (1802) والبيهقي (10/ 230) وفي "الشعب" (2366) وفي "الدعوات" (195) والخطيب في "التاريخ" (8/ 442 - 443) وابن عساكر (ص 470 - 471 و 471 - 472 و 472 - 473 و 473 - 474 و 475) وفي "معجم الشيوخ" (691) والبغوي في "شرح السنة" (1259) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (660) والذهبي في "سير الأعلام" (2/ 386) من طرق عن مالك بن مغول به (¬1). ¬

_ (¬1) وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة (10/ 271 - 272) وأحمد (5/ 350) وأبو داود (1493و 1494) وابن ماجه (3857) والترمذي (3475) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (279) والنسائي في "الكبرى" (7666) والطحاوي في "المشكل" (173) وابن حبان (891) والطبراني في "الدعاء" (114) وابن منده في "التوحيد" (3) والحاكم (1/ 504) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 10) والبغوي في "شرح السنة" (1260) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (53) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (17) من طرق عن مالك بن مِغول. إلا أنهم لم يذكروا قصة أبي موسى.

ولم ينفرد مالك به بل تابعه الحسين بن واقد المروزي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه به. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (805 و 1087) عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ثنا الحسين به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الجامع" (235) وأخرجه الحاكم (4/ 282) وابن عساكر (ص 474 و 474 - 475) من طرق عن علي بن الحسن بن شقيق به. وإسناده حسن، الحسين بن واقد صدوق، وعلي بن الحسن وعبد الله بن بريدة ثقتان. وأخرجه ابن عساكر (ص 475 - 476) من طريق الروياني ثنا ابن حميد ثنا أبو تُميلة عن حسين بن واقد به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، وأبو تميلة اسمه يحيى بن واضح. واختلف فيه على عبد الله بن بريدة، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة ثني حنظلة بن علي أنّ محجن بن الأدرع حدثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد ... أخرجه أحمد وغيره. وقد تقدم (¬1) الكلام عليه في كتاب الجهاد- باب التحريض على الرمي- حديث رقم 672 وأضيف هنا أنّ أبا حاتم رجح رواية عبد الوارث على رواية مالك، فقال: وحديث عبد الوارث أشبه (العلل 2/ 198) 3176 - "لو علمت ذلك ما صليت عليه" قال الحافظ: وقواه السبكي واحتج له بحديث عمران بن حصين في الذي أعتق ستة أعبد فإنّ فيه عند مسلم (1668) فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - قولا شديدا، وفسر القول الشديد في رواية أخرى بأنّه قال: فذكره" (¬2) الرواية الثانية يرويها الحسن البصري عن عمران بن حصين أنّه مات رجل وترك ستة رجال فأعتقهم عند موته، فجاء ورثته فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لو علمنا ما صلينا عليه" وقال "أدعهم لي" فدعاهم فأقرع بينهم، فأعتق اثنين وردّ أربعة في الرق. ¬

_ (¬1) وسيأتي أيضا في المجموعة الثانية- كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة (¬2) 6/ 302 (كتاب الوصايا- باب لا وصية لوارث)

أخرجه أحمد (4/ 446) والطبراني في "الكبير" (18/ 176) والبيهقي) (10/ 286) والسياق له من طرق عن سماك بن حرب عن الحسن عن عمران به. ورواه سعيد بن منصور (408) وأحمد (4/ 430 - 431) عن هُشيم أنا منصور بن زاذان عن الحسن عن عمران أنّ رجلا من الأنصار أعتق ستة مملوكين له عند موته وليس له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لقد هممت أن لا أصلي عليه" قال: ثم دعا بالرقيق فجزأهم ثلاثة أجزاء فأعتق اثنين وأرق أربعة. ومن طريق سعيد أخرجه الطحاوي في "المشكل" (741) وأخرجه النسائي (4/ 51 - 52) وفي "الكبرى" (2085 و 4975) والطحاوي (742) والطبراني (18/ 178 - 179) من طرق عن هشيم به. والحسن لم يسمع من عمران، قاله بهز بن أسد وابن المديني وأبو حاتم وغيرهم. 3177 - عن رجل من أسلم: جاء رجل فقال: لدغت الليلة فلم أنم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق لم يضرك شيء" قال الحافظ: وعند أبي داود والنسائي بسند صحيح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن رجل من أسلم: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: حديث أبي صالح عن رجل من أسلم رفعه: فذكره، وفيه قصة، ومنهم من قال: عن أبي صالح عن أبي هريرة، أخرجه أبو داود وصححه الحاكم" (¬2) يرويه أبو صالح ذكوان السمان واختلف عنه: - فرواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سهيل عن أبيه قال: سمعت رجلا من أسلم قال: كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله، لدغت الليلة فلم أنم حتى أصبحت، قال "ماذا؟ " قال: عقرب، قال "أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق، لم تضرك إن شاء الله" ¬

_ (¬1) 12/ 305 (كتاب الطب- باب الرقى بالقرآن والمعوذات) (¬2) 13/ 373 (كتاب الدعوات- باب التعوذ والقراءة عند النوم)

أخرجه عبد الرزاق (19834) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 105) عن مَعْمر بن راشد وأبو داود (3898) واللفظ له والنسائي في "اليوم والليلة" (594) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 378) عن زهير بن معاوية الجعفي (¬1) والنسائي (593) عن وهيب بن خالد البصري و (595) عن سفيان بن عُيينة وأحمد (3/ 448 و 5/ 430) وأبو نعيم في "الصحابة" (7169) عن شعبة (¬2) كلهم عن سهيل به. وزاد الدارقطني غير من تقدم: خالد بن عبد الله الواسطي وأبو عوانة وجرير (¬3) بن عبد الحميد (العلل 10/ 177) • وقال غير واحد: عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، منهم: ¬

_ (¬1) هذه رواية أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي وأبي نعيم الفضل بن دكين وعلي بن الجعد الجوهري عن زهير، ورواه عمرو بن مرزوق البصري عن زهير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 178 - 179) (¬2) هذه رواية محمد بن جعفر البصري عن شعبة، ورواه علي بن الجعد عن شعبة عن سهيل وأخيه عن أبيهما عن رجل من أسلم. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1645) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة" (7169) وتابعه أسد بن موسى المصري ثنا شعبة به. أخرجه النسائي (596) ورواه أبو المسيب سَلْم بن سلام الواسطي عن شعبة عن سهيل وأخيه صالح عن أبيهما عن رجل من أسلم. أخرجه ابن البختري في "أماليه" (9) وأبو نعيم (7170) وخالفهم عبد الصمد بن عبد الوارث البصري فرواه عن شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. قاله الدارقطني (10/ 178) (¬3) أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 1/ 260) من طريقه لكنّه لم يذكر أبا صالح.

1 - مالك في "الموطأ" (2/ 951) ومن طريقه أحمد (2/ 375) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (445) والنسائي (589) وابن حبان (1021) والطبراني في "الدعاء" (346) والبيهقي في "الأسماء" (ص 219) والأصبهاني في "الحجة" (175) وشرف الدين المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء" (ص 181 - 182 و 182 - 183 و 183) والبغوي في "شرح السنة" (93 و 1348) وقالا: هذا حديث صحيح" 2 - حماد بن زيد (¬1). أخرجه النسائي (588) والطبراني في "الأوسط" (6035) وابن السني (712) 3 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (446) والنسائي (591) وأبو يعلى (6688) وابن حبان (1036) 4 - جرير بن حازم البصري (¬2). أخرجه البخاري (447) وابن حبان (1022) والطبراني في "الدعاء" (349) والحاكم (4/ 415 - 416) وأبو سعد السمان في "مشيخته" (التدوين للرافعي 2/ 244) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" 5 - سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي. أخرجه البخاري (448 و 449) 6 - محمد بن رفاعة القرظي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (348) وفي "الأوسط" (2665) 7 - روح بن القاسم البصري. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (347) ¬

_ (¬1) هذه رواية محمد بن سليمان لوين عن حماد، ورواه المقدمي وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن حماد عن سهيل عن أبيه أنّ رجلا من أسلم لدغ، مرسل. قاله الدارقطني (10/ 179) (¬2) ولفظ حديثه "من قال حين يمسي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات، لم تضره حية إلى الصباح" ولفظ حديث هشام نحوه إلا أنه قال "لم يضره حُمَّةٌ تلك الليلة" وفي لفظ "لسعة"

8 - هشام بن حسان البصري. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 418) وأحمد (2/ 290) والترمذي (تحفة الأحوذي 3675) والنسائي (590) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 339) 9 - عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (582) والشجري في "أماليه" (1/ 237) زاد الدارقطني غير من تقدم: عبد الله بن عمر أخو عبيد الله وعبيدة بن حميد (10/ 176) قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" • ورواه سفيان الثوري عن سهيل واختلف عنه: فقال محمد بن يوسف الفِريابي: عن سفيان عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم. أخرجه البيهقي في "الدعوات" (36) والحافظ في "النتائج" (2/ 340) وتابعه محمد بن كثير عن سفيان به. قاله الدارقطني (10/ 178) وقال عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي: عن سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه النسائي (592) والخطيب في "التاريخ" (1/ 380) والحافظ (2/ 341) عن إبراهيم بن يوسف الكوفي وابن ماجه (3518) والطبراني في "الدعاء" (349) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 143) عن إسماعيل بن بهرام الهَمْداني كلاهما عن الأشجعي به. قال أبو نعيم: تفرد به الأشجعي عن الثوري" وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عن الثوري هكذا مجودا الأشجعي، ورواه غير واحد عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم أنه لدغته عقرب من غير ذكر لأبي هريرة ونرى أنّ سهيلا كان يضطرب فيه ويرويه على الوجهين"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 72 وقال عصام بن يوسف البلخي: عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن هريرة عن رجل من أسلم. قاله الدارقطني (10/ 178) • ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل واختلف عنه: فقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: عن الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم. قاله الدارقطني (10/ 179) وقال أحمد بن أبان القرشي: عن الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه البزار. • ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن سهيل عن أبيه عن عبد الرحمن بن عياش. قاله البزار. قال الدارقطني: والمحفوظ: عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم، وأما قول من قال: عن أبي هريرة، فيشبه أن يكون سهيل حدّث به مرّة هكذا فحفظه عنه من حفظه كذلك، لأنهم حفاظ ثقات، ثم رجع سهيل إلى ارساله" العلل 10/ 179 وقال الحافظ: والذي يظهر لي أنه كان عند سهيل على الوجهين، فإنّ له أصلا من رواية أبي صالح عن أبي هريرة عند مسلم" نتائج الأفكار 2/ 341 - ورواه القعقاع بن حكيم المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة. قال "أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك" أخرجه مسلم (4/ 2081) عن هارون بن معروف المروزي و (4/ 2081) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 337 - 338) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري

والنسائي (587) عن وهب بن بيان الواسطي وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 399 - 401) عن بحر بن نصر بن سابق الخولاني وابن حبان (1020) والحافظ (2/ 337 - 338) عن حرملة بن يحيى المصري كلهم عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث بن يعقوب عن أبيه الحارث بن يعقوب ويزيد بن أبي حبيب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله الأشج عن القعقاع به. • ورواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: فقال عيسى بن حماد المصري: عن الليث عن يزيد عن جعفر بن ربيعة عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج أنه ذَكَرَ له أنّ أبا صالح أخبره أنه سمع أبا هريرة. ولم يذكر القعقاع. أخرجه مسلم (4/ 2081) والنسائي (585) والبيهقي في "الأسماء" (ص 240) وتابعه يحيى بن عبد الله بن بكير ثني الليث به. أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 240) وقال ابن وهب: عن الليث عن يزيد عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي صالح عن أبي هريرة. ولم يذكر جعفر بن ربيعة ولا القعقاع بن حكيم. أخرجه النسائي (586) وتابعه عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (349 ب) - ورواه عبد العزيز بن رفيع المكي عن أبي صالح واختلف عنه: • فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 417 - 418) وتابعه اسرائيل بن يونس عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح مرسلا.

أخرجه النسائي (597) • وقال صالح بن موسى الطلحي: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة. قاله الدارقطني (10/ 180) وقال: والصحيح عن عبد العزيز عن أبي صالح مرسلا" قلت: والطلحي قال ابن معين: ليس بثقة. - ورواه أبو حنيفة عن الهيثم بن حبيب الصيرفي عن أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 342) طريق أخرى: أخرج ابن أبي شيبة (8/ 41 و 10/ 418) والطبراني في "الدعاء" (351) عن حجاج بن أرطاة وأبو داود (3899) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (313) والنسائي (599) والطبراني في "الدعاء" (350) والمزي (13/ 350) عن محمد بن الوليد الزبيدي والنسائي (598) والطبراني في "الدعاء" (352) والبيهقي في "الأسماء" (ص 240 - 241) عن محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري ثلاثتهم عن الزهري عن طارق بن مُخاشن عن أبي هريرة قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بلديغ لدغته عقرب فقال "لو قال: أعوذ بكلمات الله التامة من شرّ ما خلق لم يلدغ أو لم يضره". - ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري واختلف عنه: • فقال عبد الله بن المبارك: عن يونس بن يزيد عن الزهري عن طارق بن مخاشن عن أبي هريرة. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 412) وعثمان الدارمي (312) • وقال ابن وهب: عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: بلغنا أنّ أبا هريرة. أخرجه النسائي (600)

3178 - عن أبي هريرة أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال لمن سأله عن الحج أفي كل عام؟ "لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لضللتم" قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة، وله من طريق أبي عياض عن أبي هريرة "ولو تركتموه لكفرتم" وبسند حسن عن أبي أمامة مثله، وأصله في مسلم عن أبي هريرة بدون الزيادة" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا، ولو قلت نعم لوجبت" 3179 - حديث ابن عباس "لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم، فاتركوني ما تركتكم" الحديث، وفيه: فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ} [المَائدة: 101] الآية. قال الحافظ: أخرجه الطبري في "التفسير" (¬2). سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا، ولو قلت نعم لوجبت" 3180 - "لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه، ولن يغلب عسر يسرين" ثم قال "إنّ مع العسر يسرا، إنّ مع العسر يسرا" قال الحافظ: وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وإسناده ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق والطبري من طريق الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعود بإسناد جيد، ومن طريق قتادة قال: ذكر لنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر أصحابه بهذه الآية فقال "لن يغلب عسر يسرين إن شاء الله" (¬3) روي من حديث ابن مسعود ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث قتادة مرسلا. فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه ميمون أبو حمزة واختلف عنه: - فقال أبو مالك النخعي الواسطي: عن أبي حمزة عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا "لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه" ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} [الشّرح: 6] " ¬

_ (¬1) 17/ 27 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال) (¬2) 17/ 20 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬3) 10/ 341 (كتاب التفسير- سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشّرح: 1])

أخرجه الطبراني في "الكبير" (9977) وأبو مالك النخعي قال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. - وقال جعفر بن سليمان البصري: عن أبي حمزة قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر، موقوف. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 380 - 381) وإسناده ضعيف لضعف ميمون أبي حمزة، وإبراهيم لم يسمع من ابن مسعود. الثاني: يرويه شعبة واختلف عنه: - فقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن معاوية بن قرة أبي إياس عن رجل عن ابن مسعود قال: لو دخل العسر في جحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه، لأنّ الله يقول {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} " موقوف. أخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 236) وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري أنا شعبة عن معاوية بن قرة عمن حدثه عن ابن مسعود. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (30) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1134) والبيهقي في "الشعب" (9539) - وقال وكيع: عن شعبة عن رجل عن ابن مسعود بنحوه. أخرجه الطبري (30/ 236) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث الحسن فله عنه طرق: الأول: يرويه مَعْمَر بن راشد عن أيوب عن الحسن قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول "لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين، إنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا" أخرجه عبد الرزاق (2/ 380) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه الحاكم (2/ 528) والبيهقي في "الشعب" (9541) والواحدي في "الوسيط" (4/ 517 - 518)

وأخرجه الطبري (30/ 236) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا ابن ثور من معمر به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)} [الشرح: 5] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أبشروا أتاكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين" أخرجه الطبري (30/ 235 - 236) عن المعتمر بن سليمان و (30/ 236) عن إسماعيل بن عُلية كلاهما عن يونس به. ورواته ثقات. الثالث: يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن الحسن مرفوعا بنحوه. أخرجه الطبري (30/ 236) وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري (30/ 236) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر أصحابه بهذه الآية فقال "لن يغلب عسر يسرين" رواته ثقات. 3181 - "لو كان بعدي نبي لكان عمر" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وحسنه وابن حبان والحاكم من حديث عقبة بن عامر، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد" (¬1) حسن ورد من حديث عقبة بن عامر ومن حديث عصمة بن مالك الخطمي ومن حديث أبي سعيد الخدري. ¬

_ (¬1) 8/ 51 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمر)

فأما حديث عقبة فأخرجه أحمد (4/ 154) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 193) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 462 و 2/ 500) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حَيوة بن شريح ثنا بكر بن عمرو المَعَافري أنّ مِشْرَح بن هاعان المعافري أخبره أنّه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي في "المدخل" (65) وأخرجه الترمذي (3686) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 161) عن سلمة بن شبيب النيسابوري وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (85) عن الحارث بن أبي أسامة والآجري في "الشريعة" (1372) عن الحسن بن الصّبّاح بن محمد البزار والطبراني في "الكبير" (17/ 298) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (35) عن هارون بن ملول المصري والحاكم (3/ 85) عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مَسَرَّة المكي والآجري في "الشريعة" (1203 و 1371) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (519) عن محمد بن عبد الله بن نُمير والدينوري في "المجالسة" (21) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (199) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1168) والضياء المقدسي (35) عن بشر بن موسى الأسدي والبيهقي في "المدخل" (65) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (341) عن محمد بن إسحاق الصاغاني والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 282)

عن عبد الصمد بن الفضل والآجري (1373) عن محمد بن يحيى بن فياض الزماني والخطب في "الموضح" (2/ 414) عن إبراهيم بن منقذ الخولاني والروياني (213) عن أبي عبد الله العسقلاني و (223) عن محمد بن مهدي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1765) واللالكائي (2491) وأبو القاسم الأصبهاني (341) عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ وأبو القاسم الأصبهاني (341) عن محمد بن الجنيد وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1765) عن هارون بن عبد الله الحمّال قالوا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به. ورواه محمد بن عبيد الكوفي عن أبي عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة بن شريح عن مشرح بن هاعان عن رجل عن عقبة مرفوعا بلفظ "لو لم أبعث فيكم لبعث عمر بن الخطاب" أخرجه القطيعي في "الزيادات" (676) والأول أصح. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان"

قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان والعجلي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف. وذكره في "المجروحين" وقال: يروي عن عقبة أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات. وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال عثمان الدارمي: ليس بذاك وهو صدوق. وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان": صدوق. فهو حسن الحديث. وبكر بن عمرو احتج به الشيخان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والمقرئ وحيوة ثقتان، فالإسناد حسن. ولم ينفرد المقرئ به بل تابعه وهب الله بن راشد الحجري ثنا حيوة به. أخرجه القطيعي في "الزيادات" (694) ورواه عبد الله بن واقد الحراني عن حيوة بلفظ "لو لم أبعث فيكم لبعث عمر" أخرجه ابن عدي (4/ 1511) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 320) وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أحمد وابن معين: عبد الله بن واقد ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث" - ورواه ابن لَهيعة واختلف عنه: • فقال يحيى بن كثير الناجي: ثنا ابن لهيعة عن مشرح عن عقبة به مرفوعا. أخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (17/ 310) والقطيعي في "الزيادات" (498) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا يحيى بن كثير به. • وقال عبد الغفار بن داود الحرّاني: عن ابن لهيعة عن بكر بن عمرو عن مشرح عن عقبة. أخرجه ابن عبد الحكم (ص 193) • وقال رشدين بن سعد: عن ابن لهيعة عن مشرح عن عقبة مرفوعا بلفظ "لو لم أبعث فيكم نبيا لبعث عمر بن الخطاب نبيا" ¬

_ (¬1) وقع عنده: عن أبي عشانة عن عقبة.

أخرجه ابن عدي (3/ 1014) وقال: وهذا الحديث قلب رشدين متنه وإنما متن هذا: لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" قلت: وابن لهيعة قال الدارقطني وجماعة: لا يحتج به. وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 180) عن أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصَدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن وهب عن عصمة مرفوعا به. قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف" المجمع وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الأوسط" قال الهيثمي: وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف" المجمع 9/ 68 قلت: ذكره ابن عدي فقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الخليلي: هو وضاع على الأئمة. 3182 - "لو كان جريج عالما لعلم أنّ إجابته أمه أولى من عبادة ربه" قال الحافظ: وقد روى الحسن بن سفيان وغيره من طريق الليث عن يزيد بن حوشب عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، ويزيد هذا مجهول، وحوشب بمهملة ثم معجمة وزن جعفر، ووهم الدمياطي فزعم أنه ذو ظليم، والصواب أنه غيره لأنّ ذا ظليم لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا وقع التصريح بسماعه" (¬1) ضعيف قال الحافظ في "الإصابة" (2/ 302) روى الحسن بن سفيان في "مسنده" والترمذي في "النوادر" من طريق الليث عن يزيد بن حوشب عن أبيه سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر الحديث. قال ابن مندة: غريب تفرد به الحكم بن الريان عن الليث" انتهى ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2283) وقال: حوشب أبو يزيد الفهري مجهول" ¬

_ (¬1) 3/ 321 (كتاب الصلاة- أبواب العمل في الصلاة- باب إذا دعت الأم ولدها في الصلاة) و7/ 289 و 291 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريَم: 16])

قلت: ويزيد بن حوشب لم أقف له على ترجمة، وقد ذكرته في كتابي "تجريد أسماء الرواة"، وأبوه قال ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 72): مجهول. ورواه الحكم بن أبان اليشكري عن الليث فقال: حدثني يزيد بن يوسف الفهري عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6672) 3183 - عن محمد بن سيرين أنّ أبا بكر ليلة انطلق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغار كان يمشي بين يديه ساعة ومن خلفه ساعة، فسأله فقال: أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي أمامك، قال "لو كان شيء أحببت أن تقتل دوني" قال: أي والذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله حتى استبرأ لك الغار، فاستبرأه" قال الحافظ: وفي "دلائل النبوة" للبيهقى من مرسل محمد بن سيرين: فذكره. وذكر أبو القاسم البغوي من مرسل ابن أبي مليكة نحوه، وذكر ابن هشام من زياداته عن الحسن البصري بلاغا نحوه" (¬1) أخرجه البيهقى في "الدلائل" (2/ 476) عن الحاكم (3/ 6) قال: ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق أنا موسى بن الحسن بن عباد ثنا عفان بن مسلم ثنا السري بن يحيى ثنا محمد بن سيرين قال: ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر، فلما بلغ ذلك عمر، قال: والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة انطلق إلى الغار ومعه أبو بكر، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه، حتى فطن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "يا أبا بكر مالك تمشي في ساعة بين يدي وساعة خلفي؟ " فقال: يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك، فقال "يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون لك دوني؟ " قال: نعم، والذي بعثك بالحق ما كانت لتكن من ملمة إلا أحببت أن تكون لي دونك، فلما انتهينا من الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ لك الغار، فدخل فاستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الجحرة، فقال: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة، فدخل فاستبرأ، ثم قال: أنزل يا رسول الله، فنزل، فقال عمر: والذي نفسى بيده لتلك الليلة خير من آل عمر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لولا إرسال فيه" ثم قال البيهقي: أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ثنا ¬

_ (¬1) 8/ 238 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أحمد بن سلمان النجاد الفقيه قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال: أنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي عن عمر بن الخطاب في قصة ذكرها قال: فذكر نحوه. وإسناده ضعيف لضعف فرات بن السائب. 3184 - أنّ زينب بنت جحش قالت: يا رسول الله اسمي برّة فلو غيّرته فإنّ البرّة صغيرة، فقال "لو كان مسلما لسميته باسم من أسمائها، ولكن هو جحش، فالجحش أكبر من البرة" قال الحافظ: وقد أخرج الدارقطني في "المؤتلف" بسند فيه ضعف: فذكره" (¬1) 3185 - عن الحسن بن محمد بن علي قال: سرقت امرأة، فذكر الحديث وفيه: فجاء عمر بن أبي سلمة فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أي أبه، إنها عمتي، فقال "لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" قال عمرو بن دينار الراوي عن الحسن: فلم أشك أنها بنت الأسود بن عبد الأسد. قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (18831) عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أني حسن بن محمد بن علي قال: سرقت امرأة- قال عمرو: حسبت أنه قال: من بنات الكعبة- فأتي بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء عمر بن أبي سلمة فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنها عمتي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" قال عمرو: فلم أشك حين قال حسن: قال عمر للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إنها عمتي، أنها بنت الأسود بن عبد الأسد ابنة أخي سفيان بن عبد الأسد. ورواته ثقات. 3186 - "لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة" قال الحافظ: في حديث ابن عباس عند الدارمي بلفظ: فذكره" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 197 (كتاب الأدب- باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه) (¬2) 15/ 101 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلي السلطان) (¬3) 7/ 414 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

أخرجه ابن سعد (1/ 252) وأحمد بن حنبل (1/ 249 و 267 و 363) وأحمد بن منيع في "مسنده" (مصباح الزجاجة 2/ 16) والدارمي (39 و 1571) وابن ماجه (1415) والطحاوي في "المشكل" (4177) والطبراني في "الكبير" (12841) واللالكائي في "السنة" (1471) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 558) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (123) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (740) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 469) وابن النجار في "تاريخ المدينة" (ص 155 - 156) من طرق عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حنَّ الجذع فاحتضنه فسكن، وقال "لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة" قال اللالكائي: إسناده صحيح على شرط مسلم" وقال ابن كثير: وهذا الإسناد على شرط مسلم" البداية 6/ 129 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 16 قلت: وهو كما قالوا. - ورواه الحسن بن موسى الأشيب عن حماد بن سلمة واختلف عنه: • فقال عبد بن حميد (1336): أنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة أنا عمار بن أبي عمار عن ابن عباس. • وقال ابن أبي شيبة (11/ 484 - 485): ثنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. 3187 - عن جرير أنّ رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كَالَهُ فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لو لم تَكِلْهُ لأكلتم منه ولقام لكم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2281) من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جرير" (¬1) 3188 - عن الأوزاعي قال: بلغنا أنّه لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أخذ شيئا فجعل ينشف به دمه وقال "لو وقع منه شيء على الأرض لنزل عليكم العذاب من السماء" ثم قال "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" ¬

_ (¬1) 14/ 59 - 60 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)

قال الحافظ: ولابن عائذ من طريق الأوزاعي: فذكره" (¬1) 3189 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في قصة المتلاعنين لما وضعت التي لوعنت ولدا يشبه الذي رُمِيَتْ به "لولا الإيمان لكان لي ولها شأن" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 10/ 65 - 66) من حديث ابن عباس بلفظ "لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن" 3190 - "لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه" قال الحافظ: وللترمذي وصححه من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬3) صحيح وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري واختلف عنه: - فقال عبيد الله بن عمر العُمَري: عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء، ولأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل (¬4)، فإنّ الله -عز وجل- كل ليلة إذا ذهب ثلث الليل أو نصف الليل نزل إلى السماء الدنيا فينادي: هل من داع فيستجاب له، أو مستغفر فيغفر له، أو سائل يعطى حتى يطلع الفجر". أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 168 - 169 و 331) وأحمد (2/ 433) وابن ماجه (287 و 691) والدارقطني في "النزول (41) واللفظ له عن عبد الله بن نُمير والترمذي (167) عن عبدة بن سليمان الكلابي والدارقطني (39) ¬

_ (¬1) 8/ 375 (كتاب المغازي- باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجراح يوم أحد) (¬2) 16/ 298 (كتاب الأحكام- باب من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه) (¬3) 2/ 188 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب فضل العشاء) (¬4) زاد أحمد وغيره "أو نصف الليل" ولفظ الطوسي" إلى نصف الليل"

عن إسحاق بن يوسف الأزرق و (40) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 44) عن حماد بن سلمة والنسائي في "الكبري" (3037) عن خالد بن الحارث البصري والدارقطني في "العلل" (10/ 354) عن أبان بن يزيد العطار وابن حبان (1540) عن داود بن عبد الرحمن العطار والدارقطني (42) والخطيب في "التاريخ" (9/ 346) عن المعتمر بن سليمان التيمي و (43) عن روح بن القاسم البصري وابن أبي شيبة (1/ 168 - 169 و 331) وابن ماجه (287 و 691) عن أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي والبيهقي (1/ 36) عن حماد بن مَسْعَدة البصري وأحمد (2/ 250) والنسائي فى "الكبرى" (3035) وابن حبان (1531 و 1538 و 1539) والدارقطنى (38) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (438) عن يحيى القطان (¬1) والنسائي في "الكبرى" (3036) وأبو على الطوسي في "مختصر الأحكام" (151) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1525) ¬

_ (¬1) رواه أحمد في موضع آخر (2/ 433) عن يحيى القطان فلم يذكر عبيد الله بن عمر. وهكذا رواه مسدد عن يحيى القطان فلم يذكر عبيد الله بن عمر. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (975)

عن هشام بن حسان والنسائي في "اليوم والليلة" (483) وفي "الكبرى" (3034) عن عبد الله بن المبارك والنسائي في "الكبرى" (3033) عن حماد بن زيد كلهم عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. وخالفهم بقية بن الوليد فرواه عن عبيد الله بن عمر عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (484) وفي "الكبرى" (3038) والدارقطني (44) والأول أصح لأنّ بقية عن عبيد الله بن عمر ضعيف جدا. قاله ابن المديني. ولما أخرجه الترمذي من طريق عبدة بن سليمان: قال: حديث حسن صحيح" وقال ابن عساكر: حديث صحيح" وهو كما قالا. ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه: 1 - عبد الرحمن بن عبد الله السراج. أخرجه الحاكم (1/ 146) وعنه البيهقي (1/ 36) من طريق أبي النعمان عارم بن الفضل البصري وعبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي قالا: ثنا حماد بن زيد ثنا عبد الرحمن السراج عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء، ولأخرت العشاء إلى نصف الليل" وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3032) من طريق أبي النعمان عن حماد مختصرا في ذكر السواك. قال الحاكم: صحيح على شرطهما وليس له علة" قلت: السراج لم يخرج له البخاري شيئا، ولم يخرج له مسلم عن المقبري شيئا. 2 - عبد الله بن عمر العُمري. أخرجه عبد الرزاق (2106) عنه عن المقبري عن أبي هريرة.

والعمري مختلف فيه لكن لا بأس به في المتابعات. - ورواه أبو معشر نجيح السندي عن المقبري واختلف عنه: • فرواه الطيالسي (ص 306) عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة. • ورواه الليث بن سعد عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3039) وأبو معشر ضعيف. - وقال محمد بن إسحاق المدني: ثني سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء الآخرة إلى ثلث الليل، فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله إلى السماء الدنيا فلم يزل هنالك حتى يطلع الفجر، يقول قائل: ألا سائل يُعطى، ألا داع يُجاب، ألا سقيم يستشفي فيشفى، ألا مذنب يستغفر فيغفر له" أخرجه أحمد (1/ 120 و 2/ 509) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 462) وعبد الله الدارمي (1492) واللفظ له وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (131 و 132) والنسائي في "اليوم والليلة" (485) وفي "الكبرى" (3040) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 43) والدارقطني (45 و 46 و 47 و 48) وابن منده في "التوحيد" (877) والبيهقي (1/ 36) من طرق (¬1) عن ابن إسحاق به. ووقع عند أحمد وعثمان الدارمي والبخاري: قال ابن إسحاق: وحدثني عمي عبد الرحمن بن يسار عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن علي مرفوعا نحوه (¬2). ولم يذكر البخاري: عن أبيه. ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن سعد المدني ومحمد بن سلمة الحراني وأحمد بن خالد الوهبي وابن أبي عدي البصري عن ابن إسحاق. ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق فلم يذكر عطاء مولى أم صبية. أخرجه أبو يعلى (6576) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1260) والدارقطني في "النزول" (1 و 2) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 170) وغيرهم. وسيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية: كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب الدعاء والصلاة من آخر الليل.

وعطاء مولى أم صبية (¬1) ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه المقبري. - وقال محمد بن عبد الرحمن بن مهران المدني: أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3030 و 3031) قال أبو حاتم: هذا خطأ، رواه الثقات عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" العلل 1/ 21 والأول أصح لأنّ عبيد الله بن عمر أثبت من ابن إسحاق ومن محمد بن عبد الرحمن بن مهران، وقد توبع كما تقدم. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، أو مع كل وضوء سواك، ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل" أخرجه أحمد (2/ 258 - 259) ثنا أبو عبيدة الحداد- كوفي ثقة- عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن. الثالث: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وتأخير العشاء" أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 13) وعبد الرزاق (2107) وأحمد (2/ 245) عن سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي (1/ 35) ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1036) وأخرجه ابن ماجه (690) عن هشام بن عمار الدمشقي ثنا ابن عيينة به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ¬

_ (¬1) سماه ابن أبي عدي في روايته عن ابن إسحاق: عطاء مولى أم صفية. قال الدارقطني: وصحف في ذلك، والصواب مولى أم صبية" النزول ص 128 - العلل 10/ 354

وهو في الصحيحين وغيرهما من طرق عن ابن عيينة لكن ليس فيه ذكر العشاء، الرابع: يرويه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن صفوان بن سليم عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشقّ على أمتي لجعلت وقت العشاء إلى نصف الليل" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6707) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم إلا إسحاق بن عبد الله" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. 3191 - عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي قد مُثِّلَ به، فقال: "لولا أن تحزن صفية -يعني بنت عبد المطلب- وتكون سنة بعدي لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير" قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: فذكره، زاد ابن هشام، قال: "وقال: لن أصاب بمثلك أبدا، ونزل جبريل فقال: إنّ حمزة مكتوب في السماء أسد الله وأسد رسوله" (¬1) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 285 - 286) من طريق ابن إسحاق ثني محمد بن جعفر بن الزبير وحدثنيه بُريدة بن سفيان عن محمد بن كعب قال: لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بحمزة من المثل جُدع أنفه ولُعب به قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لولا أن تجزع صفية وتكون سنة من بعدي ما غيب حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير" وفي سيرة ابن هشام (3/ 95 - 96) قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني يلتمس حمزة بن عبد المطلب فوجده ببطن الوادي قد بُقِرَ بطنه عن كبده ومُثل به فجدع أنفه وأذناه. فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين رأى ما رأى "لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله علي قريش في موطن من المواطن لأمثلنّ بثلاثين رجلا منهم" فلما رأى ¬

_ (¬1) 8/ 374 (كتاب المغازي- باب قتل حمزة بن عبد المطلب)

المسلمون حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب. قال ابن هشام: ولما وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حمزة قال "لن أصاب بمثلك أبدا، ما وقفت موقفا قط أغيظ إليّ من هذا" ثم قال "جاءني جبريل فأخبرني أنّ حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله" 3192 - "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودمائهم، ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر" قال الحافظ: أخرجه البيهقي من طريق عبد الله بن إدريس عن ابن جريج وعثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة قال: كنت قاضيا لابن الزبير على الطائف، فذكر قصة المرأتين، فكتبت إلى ابن عباس، فكتب إليّ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وهذه الزيادة: ليست في الصحيحين وإسنادها حسن" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "البينة على المدعي" 3193 - "لو يعلمون ما في الصبح والعَتَمة لأتوهما ولو حَبْوًا" قال الحافظ: رواه مالك في "الموطأ" (1/ 68 و 131") (¬2) قلت: ومن طريقه أخرجه البخاري (فتح 2/ 236 - 237) 3194 - "ليأتينّ على أهل المدينة زمان ينطلق الناس منها إلى الأرياف يلتمسون الرخاء فيجدون رخاء ثم يأتون فيتحملون بأهليهم إلى الرخاه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" قال الحافظ: روى أحمد من حديث جابر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وفي إسناده ابن لَهيعة ولا بأس به في المتابعات" (¬3) أخرجه أحمد (3/ 341 - 342) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير أني جابر بن عبد الله أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) 6/ 211 (كتاب الشهادات- باب اليمين على المدعى عليه) (¬2) 1/ 360 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم) (¬3) 4/ 464 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب من رغب عن المدينة)

3195 - عن جهجاه الغفاري أنّه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام، فحضروا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- المغرب، فلما سلم قال "ليأخذ كل رجل بيد جليسه" فلم يبق غيري فكنت رجلا عظيما طويلا لا يقدم عليّ أحد، فذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله فحلب لي عنزا فأتيت عليه، ثم حلب لي آخر حتى حلب لي سبعة أعنز فأتيت عليها، ثم أتيت بصنيع برمة فأتيت عليها، فقالت أم أيمن: أجاع الله من أجاع رسول الله، فقال "مه يا أم أيمن أكل رزقه ورزقنا على الله" فلما كانت الليلة الثانية وصلينا المغرب صنع ما صنع في التي قبلها فحلب لي عنزا ورويت وشبعت فقالت أم أيمن: أليس هذا ضيفنا؟ قال "إنّه أكل في مِعيّ واحد الليلة وهو مؤمن وأكل قبل ذلك في سبعة أمعاء، الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في مِعيَ واحد" قال الحافظ: أخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزار والطبراني من طريق جهجاه الغفاري: فذكره، وفي إسناد الجميع موسى بن عبيدة وهو ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 321 - 322) وفي "مسنده" (المطالب 2462) والحربي في "إكرام الضيف" (73) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (998) والبزار (كشف 2891) وأبو يعلى (916) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (336 و 337) والطحاوي في "المشكل" (2021) والطبراني في "الكبير" (2152) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 54 - 55 و 21/ 264 - 265) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 366) من طريق موسى بن عبيدة ثني عبيد بن سلمان الأغر القرشي عن عطاء بن يسار عن جهجاه الغفاري أنّه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام وذكر الحديث. قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذي وهو ضعيف" المجمع 5/ 32 وقال الحافظ: غريب تفرد به موسى بن عبيدة عن عبيد" الإصابة 2/ 112 وقال البوصيري: مداره على موسى بن عبيدة وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 209 - 210 3196 - عن عبيد الحميري قال: أشرف عثمان فقال: يا طلحة أنشدك الله، أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه" فأخذ بيدي فقال "هذا جليسي في الدنيا والآخرة" قال: نعم. ¬

_ (¬1) 11/ 468 (كتاب الأطعمة- باب المؤمن يأكل في معى واحد)

قال الحافظ: أخرجه ابن مندة" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة عثمان بن عفان ص 347) من طريق أبي عبد الله بن مندة قال: أنبا ابن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا شبابة بن سَوّار ثنا خارجة بن مصعب عن عبد الله بن عبيد الحميري عن أبيه قال: كنت فيمن حصر عثمان بن عفان، فأشرف عليهم، فسلم عليهم فلم يردوا عليه. فقال: ها هنا طلحة بن عبيد الله؟ قالوا: نعم. قال: أنشدك الله، أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا ذات يوم ونحن جلوس "ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه ووليه في الدنيا والآخرة"، فأخذتَ أنت بيد فلان، وأخذ فلان بيد فلان، حتى إذا أخذ كل رجل منهم بيد جليسه فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال "هذا جليسي ووليي في الدنيا والآخرة"؟ قال طلحة: اللهم نعم. فقال الحميري: كيف نقاتل رجلا قد قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم- هذا فيه؟ وانصرف في سبعمائة من قومه. وأخرجه ابن عساكر أيضا (ص 346) من طريق الهيثم بن كليب ثنا أبو الفضل عباس بن محمد ثنا شبابة بن سوار به. إلا أنه سمى الحميري عبيد الله. وإسناده ضعيف جدا، خارجة بن مصعب هو ابن خارجة الضبعي الخراساني قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 3197 - "ليبلغ الشاهد الغائب" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 1/ 168) من حديث أبي بكرة. 3198 - "ليتق أحدكم وجهه بالنار ولو بشق تمرة" قال الحافظ: ولأحمد من حديث ابن مسعود مرفوعا بإسناد صحيح: فذكره" (¬3) حسن أخرجه أحمد (1/ 388 و 446) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 214) من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 6/ 337 (كتاب الوصايا- باب إذا وقف أرضا أو بئرا) (¬2) 17/ 161 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]) (¬3) 4/ 26 (كتاب الزكاة- باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)

قال المنذري: إسناده صحيح الترغيب 2/ 10 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 105 قلت: إبراهيم بن مسلم لم يخرج له البخاري ومسلم شيئا، وهو ضعيف كما قال ابن معين وجماعة. وللحديث شواهد فيتقوى بها، منها: 1 - حديث عدي بن حاتم مرفوعا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة" أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن عدي. 2 - حديث فَضَالة بن عبيد مرفوعا "اجعلوا بينكم وبين النار حجابا ولو بشق تمرة" وقد تقدم في حرف الهمزة. 3 - حديث عائشة مرفوعا "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة" وسيأتي في حرف الياء. 3199 - حديث أبي سعيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثا وقال: "ليخرج من كل رجلين رجل والأجر بينهما" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1896)، وفي رواية له: ثم قال للقاعد: وأيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج" (¬1) 3200 - "ليدركنّ المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير- ثلاثا- ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها" قال الحافظ: وقد روى ابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير أحد التابعين بإسناد حسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 298 - 299 و 14/ 517) عن عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو السكسكي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال: لما اشتدّ حزن أصحاب ¬

_ (¬1) 6/ 390 (كتاب الجهاد- باب فضل من جهز غازيا) (¬2) 8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من أصيب منهم مع زيد يوم مؤتة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليدركنّ المسيح من هذه الأمة أقواما إنهم لمثلكم أو خير- ثلاث مرات- ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها" ورواته ثقات. طريق أخرى: قال نعيم بن حماد في "الفتن" (1597): ثنا أبو حيوة وأبو أيوب عن أرطاة عن عبد الرحمن بن جبير رفعه "ليدركنّ ابن مريم رجال من أمتي هم مثلكم، أو خيرهم مثلكم، أو خير" أبو أيوب ما عرفته، وأبو حيوة اسمه شريح بن يزيد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأرطاة هو ابن المنذر وثقه أحمد وغيره. 3201 - "لَيُذَادَنَّ رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم" قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (249): فذكره" (¬1) 3202 - "ليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم" قال الحافظ: وفي حديث سهل: فذكره" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 14/ 271) 3203 - "ليردنّ عليّ الحوض رجال ممن صحبني ورآنى" قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث أبي بكرة رفعه: فذكره، وسنده حسن، وللطبراني من حديث أبي الدرداء نحوه وزاد: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن لا يجعلني منهم، قال "لست منهم" وسنده حسن" (¬3) حديث أبي بكرة له عنه طريقان: الأول: يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان واختلف عن حماد: - فقال عفان بن مسلم البصري: ثنا حماد عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا به، وزاد "حتى إذا رُفعوا إليّ ورأيتهم اخْتُلِجوا دوني فلأقولنّ: رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" ¬

_ (¬1) 14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬2) 14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬3) 14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 443 - 444) وأحمد (5/ 48) وابن أبي عاصم في "السنة" (784) والهروي في "ذم الكلام" (1369) - وقال هَوذة بن خليفة البصري: ثنا حماد عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه. أخرجه أحمد (5/ 50) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 292 - 293) وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. الثاني: يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال سعيد بن بشير: عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "ليردنّ عليَّ الحوض ناس من أصحابي، حتى إذا رُفعوا إليّ اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" أخرجه ابن أبي عاصم (785) عن محمد بن بكار بن بلال العامري والطبراني في "مسند الشاميين" (2660) عن أبي الجُماهر محمد بن عثمان التَّنُوخي كلاهما عن سعيد بن بشير به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. - وقال سعيد بن أبي عُروبة: عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "والذي نفس محمد بيده ليردنّ عليّ الحوض ممّن صحبني أقوام، حتى إذا رّفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني، فلأقولنّ: ربّ أصحابي أصحابي، فليقالنّ: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 40) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به. ورواته ثقات. وهذا أصح. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 329) وابن أبى عاصم (754 و 786) عن هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثني يزيد بن أبي مريم أنّ

أبا عبيد الله مسلم بن مِشْكَم حدثنا عن أبي الدرداء رفعه "أنا فرطكم على الحوض فألفين ما نوزعت أحدكم فأقول: هذا من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" فقلت: يا رسول الله، ادع الله -عز وجل- أن لا يجعلني منهم، قال "لست منهم" وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1405) عن محمد بن أبي زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار به. وأخرجه الهروي (1367) من طريق جعفر بن محمد الفريابي ثنا هشام بن عمار به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 304) من طريق أبى مُسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي ثنا يحيى بن حمزة به. وإسناده صحيح. ولم ينفرد يحيى بن حمزة به بل تابعه محمد بن مهاجر الشامي قال: سمعت يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله عن أبي الدرداء به. أخرجه البزار (كشف 2727) والطبراني في "الأوسط" (399) وفي "مسند الشاميين" (1405 و 1413) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي وابن أبي عاصم (787) والهروي (1367) عن عثمان بن سعيد الحمصي قالا: ثنا محمد بن مهاجر به. قال البزار: قد روي نحوه من وجوه، وليس فيه قول أبي الدرداء، ومحمد بن مهاجر ويزيد ثقتان، وأبو عبيد الله شامي مشهور" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مسلم بن مشكم إلا يزيد بن أبي مريم" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 367 قلت: وإسناده صحيح. وله طريق أخرى عند البيهقي في "الدلائل" (6/ 403) وفيه راوٍ لم يسم.

3204 - حديث أنس "ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 14/ 270 - 271) 3205 - "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شِسْع نعله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أنس" (¬2) - يرويه جعفر بن سليمان الضَّبَعِي عن ثابت البناني واختلف عنه: • فقال قَطَن بن نُسَير البصري أبو عباد الغُبَرِي الذارع: ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس مرفوعا به وزاد "إذا انقطع" أخرجه أبو يعلى (3403) وفي "معجمه" (284) عن قطن بن نسير به. وأخرجه ابن حبان (866 و 894 و 895) وابن السني في "اليوم والليلة" (354) عن أبي يعلى به. وأخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3682) والطبراني في "الدعاء" (25) و"الأوسط" (5591) وابن عدي (6/ 2076) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان (2/ 289) وأبو طالب العشاري في "جزء فيه ثلاثة وثلاثون حديثا" (7) والبيهقي في "الشعب" (1079) والمزي (23/ 620) من طرق عن قطن بن نسير به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال ابن حبان: خبر غريب" قلت: قطن بن نسير مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم، واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث، لكن تعقبه الذهبي في "الميزان" بأنه ظن وتوهم منه وإلا فقطن مكثر عن جعفر بن سليمان. وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه، ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه. ¬

_ (¬1) 14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر) (¬2) 2/ 444 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب التسبيح والدعاء في السجود)

ولم ينفرد به بل تابعه سيار بن حاتم البصري ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مرفوعا به وزاد "وحتى يسأله الملح" أخرجه البزار (كشف 3135) عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني ثنا سيار به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة" المجمع 10/ 150 قلت: هو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. • وقال صالح بن عبد الله الباهلي: أنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني مرسلا. أخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3683) وتابعه عبيد الله بن عمر القواريري ثنا جعفر بن سليمان به. أخرجه ابن عدي (6/ 2076) عن عبد الله بن محمد البغوي ثنا القواريري به. فقال رجل للقواريري: إنّ لي شيخا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن أنس. فقال القواريري: باطل. قال ابن عدي: وهذا كما قال" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 316) عن أبي سعد أحمد بن محمد الماليني أنا ابن عدي به. قال الترمذي: وهذا أصح من حديث قطن عن جعفر بن سليمان" وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "سلوا الله ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل فإنه إن لم ييسره لم يتيسر" أخرجه البيهقي في "الشعب" (1080) من طريق هلال بن العلاء ثنا أبو همام ثنا مُعارك عن أبي عباد عن جده أبي سعيد عن أبي هريرة به. وقال: إسناده غير قوي" قلت: معارك هو ابن عباد قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث جدا ولاسيما إذا حدّث عن عبد الله بن سعيد المقبرى فيقع ضعف على ضعف. وأبو عباد هو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال أحمد والفلاس: منكر الحديث متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي: متروك الحديث. طريق أخرى: يرويها يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب عن أبيه عن أبي هريرة

مرفوعا "إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع، فإنها من المصائب، وسلوا الله -عز وجل- الشسع، فإنه إن لم ييسره لم يكن" أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 3374) من طرق عن يحيى بن عبيد الله به. قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله" مختصر الإتحاف 8/ 334 3206 - "ليس البر أن تصوموا في السفر، عليكم برخصة الله التي رخصها لكم" قال الحافظ: ساق الطبري من رواية كعب بن عاصم الأشعري قال: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في حرّ شديد، فإذا رجل من القوم قد دخل تحت ظل شجرة وهو مضطجع كضجعة الوجع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما لصاحبكم؟ أي وجع به؟ " فقالوا: ليس به وجع، ولكنه صائم، وقد اشتدّ عليه الحرَّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حينئذ: فذكره" (¬1) له عن كعب بن عاصم طريقان: الأول: يرويه ضمضم بن زرعة الحمصي عن شريح بن عبيد عن كعب بن عاصم قال: قفلنا مرّة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في حرّ شديد، وذكر الحديث. أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند ابن عباس 1/ 158) عن محمد بن عوف الطائي قال: حدثني محمد بن إسماعيل ثني أبي ثني ضمضم بن زرعة به. وإسناده ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا حملوه على أن يحدث عنه فحدث. وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وسألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه، وقال الزركشي: ليس بصدوق (المعتبر ص 58) وقال الهيثمي: ضعيف (المجمع 1/ 45) وشريح بن عبيد لم يسمع من كعب بن عاصم (تخريج أحاديث المختصر 1/ 107 - تهذيب الكمال 12/ 447) الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم مرفوعا "ليس من البر الصيام في السفر" أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (310 و 312) والطيالسي (ص 191) وعبد الرزاق (4467 و 4469) والحميدي (864) وابن أبي شيبة (3/ 14) وأحمد (5/ 434) والدارمي (1717 و 1718) وابن ماجه (1664) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2505 و 2506) ¬

_ (¬1) 5/ 87 (كتاب الصوم- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر)

والفريابي في "الصيام" (70 و 71 و 72 و 73 و 74) والنسائي (4/ 146) وفي "الكبرى" (2563) والروياني (1531) والطبري (1/ 125 - 126) وابن خزيمة (2016) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 63) وابن الأعرابي (ق 236/ أ) والطبراني في "الكبير" (19/ 171 و 172 و 173 و 173 - 174 و 175) وفي "الأوسط" (3272) وفي "مسند الشاميين" (1813) والحاكم (1/ 433) والبيهقي (4/ 242) وفي "معرفة السنن" (6/ 292) والخطيب في "التاريخ" (12/ 399) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 860) وفي "الموضح" (2/ 61 و 328) وفي "الكفاية" (ص 280 - 281) والمزي (13/ 199) من طرق عن الزهري به (¬1). قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنّ أم الدرداء لم تذكر سماعا من كعب بن عاصم فلا أدري أسمعت منه أم لا. 3207 - "ليس المسكين بالطواف" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 4/ 85) ومسلم (1039) من حديث أبي هريرة. 3208 - عن قتادة قال: أخذ عليهنّ أن لا ينحن ولا يحدثن الرجال، فقال عبد الرحمن بن عوف: إنّ لنا أضيافا وإنا نغيب عن نساءنا، فقال "ليس أولئك عنيت" قال الحافظ: أخرجه الطبري" (¬3) مرسل وله عن قتادة طريقان: الأول: يرويه مَعْمَر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قال: هو النوح أخذ عليهنّ ألا ينحن ولا يخلين بحديث الرجال إلا مع ذي محرم معهن، فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، إنا نغيب ويكون لنا أضياف، قال "ليس أولئك عنيت" ¬

_ (¬1) رواه بحر بن كنيز السقاء عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7622) وبحر قال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف. (¬2) 5/ 88 (كتاب الصوم- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر) (¬3) 10/ 264 (كتاب التفسير- سورة الممتحنة- باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [المُمتَحنَة: 12])

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 289) عن معمر به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 79) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في هذه الآية قال: ذكر لنا أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ عليهن يومئذ النياحة، ولا تحدثن الرجال إلا رجلا منكن مَحرما، فقال عبد الرحمن بن عوف: يا نبي الله، إنّ لنا أضيافا، وإنا نغيب عن نساءنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس أولئك عنيت". أخرجه الطبري (28/ 78 - 79) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به. ورواته ثقات. 3209 - حديث فَروة بن مُسَيْك قال: أنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ أرض أو امرأة؟ قال "ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن ستة وتشاءم أربعة" قال الحافظ: ووقع عند الترمذي وحسنه من حديث فروة بن مسيك قال: فذكره، الحديث قال: وفي الباب عن ابن عباس. قلت: وحديث ابن عباس وفروة صححهما الحاكم، وأخرج ابن أبي حاتم في حديث فروة زيادة أنه قال: يا رسول الله، إنّ سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية وإني أخشى أن يرتدوا فأقاتلهم، قال "ما أمرت فيهم بشيء" فنزلت {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ} [سبأ: 15] الآيات، فقال له رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ فذكره. وأخرج ابن عبد البر في "الأنساب" له شاهدا من حديث تميم الداري" (¬1) حسن وله عن فروة بن مسيك طرق: الأول: يرويه الحسن بن الحكم النخعي واختلف عنه: - فقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: أنا الحسن بن الحكم النخعي أنا أبو سَبْرَة النخعي عن فَرْوة بن مُسَيك الغُطَيفي المرادي قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فقال "بلى" ثم بدا لي، فقلت: ¬

_ (¬1) 10/ 154 (كتاب التفسير- سورة سبأ)

يا رسول الله، لا بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذن لي في قتال سبأ، فسلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما فعل الغطيفي؟ " فأرسل إلى منزلي فوجدني قد سرت، فردني، فلما أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدته قاعدا وحوله أصحابه، فقال "ادع القوم، فمن أجابك منهم فاقبل، ومن أبى فلا تعجل عليه حتى تحدث إلي" فقال رجل من القوم: يا رسول الله، وما سبأ؟ أرض هى أو امرأة؟ قال "ليست بأرض ولا بامرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فأما ستة فتيامنوا، وأما أربعة فتشاءموا، فأما الذين تشاءموا: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان، وأما الذين تيامنوا: فالأزد، وكندة، وحمير، والأشعريون، وأنمار، ومذحج" فقال رجل: يا رسول الله، وما أنمار؟ قال "هم الذين منهم خثعم وبجيلة" أخرجه ابن سعد (1/ 45) وابن أبي شيبة (¬1) في "مسنده" (713) عن أبي أسامة به. وأخرجه أبو داود (3988) والترمذي (3222) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 328) وأبو يعلى (6852) والطبرى في "تفسيره" (22/ 76 - 77) والطحاوي في "المشكل" (3379) والطبراني في "الكبير" (18/ 324 - 325) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 361) والمزي (23/ 175 - 177) من طرق عن أبي أسامة به. واللفظ لابن أبي شيبة وغيره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: أبو سبرة النخعي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع، وقد توبع كما سيأتي. - وقال سفيان الثوري: عن الحسن بن الحكم عن عبد الله بن عباس عن فروة بن مسيكة. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2283) وقوله: عن عبد الله بن عباس، أظنه تصحيف، وإنما هو عبد الله بن عابس، والله أعلم. ¬

_ (¬1) رواه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 550 - 551) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1699) عن ابن أبي شيبة به. ورواه الطبراني في "الكبير" (18/ 324 - 325) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

قال المزي: أبو سبرة النخعي، كوفي يقال: اسمه عبد الله بن عابس" التهذيب 33/ 340 الثاني: يرويه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المازني ثني عم أبي ثابت بن سعيد بن أبيض عن أبيه أنّ فروة بن مسيك حدّثه أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبأ فقال: يا رسول الله، سبأ رجل أو جبل أم واد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بل رجل ولد عشرة فتشاءم أربعة وتيامن ستة" الحديث. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 126 - 127) والحاكم (2/ 424) عن الحميدي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1700 و 2469) والطبراني في "الكبير" (18/ 326) عن محمد بن أبي عمر العدني قالا: ثنا فرج بن سعيد به. وثابت بن سعيد بن أبيض وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الميزان": ثابت لا يعرف، وقال في "المغني": لا يكاد يعرف، وقال في "الديوان" و"المجرد": مجهول. وقال عن الأب: فيه جهالة. الثالث: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن البراء بن عبد الرحمن عن فروة بن مسيك أنّه أتى النبي -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنّ لنا جيرة من سبأ أهل عز وملك وجبروت فائذن لي أن أدعوهم إلى الإسلام، فإن أبوا فائذن لي أن أقاتلهم بقومي ومن أطاعني، فأذن له، ثم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدا له فقال "إنك ذكرت من أمر سبأ ما ذكرت فادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم واكفف عنهم، وإن أبوا فلا تعرض لهم حتى يأتيك أمري" فقال: يا رسول الله، أرأيت سبأ أرض أو امرأة؟ فقال" ليس بأرض ولا امرأة ولكن رجل ولد عشرة قبائل تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 324) عن جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا عباد بن كثير الرملي عن ثور بن يزيد به. وأخرجه في "مسند الشاميين" (448) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحرّاني وجعفر بن محمد الفريابي قالا: ثنا أبو جعفر النفيلي به.

وعباد بن كثير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والبراء بن عبد الرحمن لم أقف له على ترجمة، وأحمد بن عبد الرحمن فيه ضعف وقد توبع، والباقون ثقات. الرابع: يرويه توبة بن نمر الحضرمي المصري عن عبد العزيز بن يحيى أنّه أخبره قال: كنا عند عبيدة بن عبد الرحمن بأفريقية فقال يوما: ما أظن قوما بأرض إلا وهم من أهلها، فقال علي بن أبي رباح: كلا قد حدثني فلان أنّ فروة قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّ سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية وإني أخشى أن يرتدوا عن الإسلام أفأقاتلهم؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما أمرت فيهم بشيء بعد" فأنزلت هذه الآية {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} [سبأ: 15] الآيات. فقال له رجل: يا رسول الله، ما سبأ؟ وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 531) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا ابن وهب (¬1) ثني ابن لهيعة عن توبة بن نمر به. قال ابن كثير: فيه غرابة من حيث ذكر نزول الآية بالمدينة والسورة مكية كلها" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وللذي لم يسم. الخامس: يرويه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن يحيى بن هانئ بن عروة عن فروة بن مسيك قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أقاتل بمن أقبل من قومي من أدبر منهم؟ قال "نعم" فلما أدبر دعاه فقال "ادعهم إلى الإسلام فإن أبوا فقاتلهم" فقلت: يا رسول الله، فأخبرني عن سبأ أرجل هو أم امرأة هي؟ قال "هو رجل من العرب ولد عشرة تيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة" أخرجه عبد بن حميد كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 530 - 531) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2282) والطبري (22/ 76) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 336 - 337) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 111 - 112) والطبراني في "الكبير" (18/ 323 - 324) واللفظ له وأبو نعيم في "الصحابة" (5656) والواحدي في "الوسيط" (3/ 490) من طرق عن أبي جناب به. وأبو جناب ضعيف عند الأكثر، وهو مدلس ولم يذكر سماعا من يحيى بن هانئ. وخالفه أسباط بن نصر الهَمْداني فرواه عن يحيى بن هانئ عن أبيه أو عن عمه- شك أسباط- قال: قدم فروة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال، مرسل. أخرجه الطبري (22/ 77) ¬

_ (¬1) وهو في "جامعه" (22)

وأسباط بن نصر مختلف فيه. وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن، وقد حسنه الترمذي كما تقدم والحافظ ابن كثير في "تفسيره". وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (9/ 117): حديث فروة بن مسيك في سبأ حديث حسن" وله شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث تميم الداري ومن حديث ابن عمر فأما حديث ابن عباس فيرويه ابن لهيعة واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن يزيد المقرئ واختلف عنه: • قال أحمد (1/ 316) وفي "الفضائل" (1616): ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الله بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال: سمعت ابن عباس يقول: إنّ رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبأ ما هو: أرجل أم امرأة أم أرض؟ فقال "بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة، وبالشام منهم أربعة، فأما اليمانيون: فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير عربا كلهم، وأما الشامية: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان" وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 608) عن زهير بن حرب النسائي ثنا عبد الله بن يزيد به. • وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أنس القرشي: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الله بن عياش عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن وعلة قال: سمعت ابن عباس يقول. أخرجه الحاكم (2/ 423) وقال: صحيح الإسناد" قلت: محمد بن أحمد بن أنس مختلف فيه: وثقه الخطيب، وضعفه الدارقطني (اللسان 5/ 33) والأول أصح فقد أخرجه ابن عدي (4/ 1470) عن ابن وهب (¬1) ¬

_ (¬1) وهو في "جامعه" (21) لكن وقع عنده: عن علقمة بن وعلة.

وعبد بن حميد كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 530) عن الحسن بن موسى الأشيب كلاهما عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن وعلة عن ابن عباس. - ورواه عمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن علقمة بن وعلة عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12992) وتابعه أسد بن موسى المصري ثنا ابن لهيعة به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3378) - ورواه عثمان بن كثير عن ابن لهيعة عن علقمة بن وعلة عن ابن عباس ولم يذكر ابن هبيرة. أخرجه ابن عبد البر في "القصد والأمم" (ص 20) ورواية المقرئ وابن وهب أصح، وابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين وجماعة. قال البوصيري: رواه أحمد بن منيع وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف لضعف ابن لهيعة" مختصر الإتحاف 1/ 182 - 183 وأما حديث تميم الداري فيرويه موسى بن عُلَي بن رباح واختلف عنه: - فقال الليث بن سعد: عن موسى بن علي عن يزيد بن حصين عن تميم قال: إنّ رجلا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن سبأ فذكر الحديث. أخرجه ابن عبد البر في "القصد والأمم" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 531) عن عبد الوارث بن سفيان القرطبي ثنا قاسم بن أصبغ ثنا أحمد بن زهير ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي ثنا عثمان بن كثير عن الليث بن سعد به. - وقال ابن وهب: أخبرني موسى بن علي عن أبيه عن يزيد بن حصين بن نمير أنّ رجلا قال: يا رسول الله أرأيت سبأ، رجل أو امرأة؟، مرسل. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 551) عن أحمد بن عيسى بن حسان المصري وهارون بن معروف المروزي قالا: ثنا ابن وهب به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6633) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب به.

وتابعه زيد بن الحباب العُكْلي قال: أخبرني موسى بن علي به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 245) ويزيد بن حصين ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره أبو نعيم وغيره في "الصحابة". وأما حديث ابن عمر فأخرجه عمر بن شبة (2/ 549 - 550) عن محمد بن الحارث بن زياد الحارثي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفروة بن مسيك المرادي "اذهب فقاتل بقومك من أدبر بمن أقبل" فلما أدبر قال "ردوه علي" فلما أتاه قال "إنه قد نزل القرآن بعدك" قال: ما هو يا رسول الله؟ قال {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)} [سبأ: 15] فقال ناس من حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، ما سبأ؟ أرض أو امرأة؟ قال "لا أرض ولا امرأة ولكن رجل من العرب، وله عشرة أبطن فتيامنت ستة وتشاءمت أربعة" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن الحارث ومحمد بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن البيلماني. 3210 - "ليس ذاك أعني إنما أعني أصنعكنّ يدا" قال الحافظ: وأما ما رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق يزيد بن الأصم عن ميمونة أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم- قال لهن: فذكره، فهو ضعيف جدا" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2318) عن إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني ثنا فديك بن سليمان ثنا مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن الزهري عن يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن جلوس، فقال "أولكنّ ترد عليّ الحوض أطولكنّ يدا" فجعلنا نقدر أذرعنا أيتنا أطول يدا، فقال "ليس ذاك أعني، إنما أعني أصنعكنّ يدا" وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا مسلمة، تفرد به فديك بن سليمان" قلت: ومسلمة بن علي هو الخُشَني وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. ¬

_ (¬1) 4/ 31 (كتاب الزكاة- باب حدثنا موسي بن إسماعيل)

3211 - عن عبيد الله بن العباس -أي ابن عبد المطلب- أنّ الغميصاء أو الرميصاء أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تشكو من زوجها أنه لا يصل إليها، فلم يلبث أن جاء، فقال: إنها كاذبة ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: "ليس ذلك لها حتى تذوق عسيلته" قال الحافظ: أخرج النسائي من طريق سليمان بن يسار عن عبيد الله بن العباس -أي ابن عبد المطلب- فذكره، ورجاله ثقات لكن اختلف فيه على سليمان بن يسار. ووقع عند شيخنا في شرح الترمذي عبد الله بن عباس مكبر، وتعقب على ابن عساكر والمزي أنهما لم يذكرا هذا الحديث في الأطراف، ولا تعقب عليهما فإنهما ذكراه في مسند عبيد الله بالتصغير، وهو الصواب. وقد اختلف في سماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه ولد في عصره فذكر كذلك في الصحابة" (¬1) أخرجه سعيد بن منصور (1984) وأحمد (1/ 214) عن هُشيم أخبرني يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن العباس قال: جاءت الغميصاء أو الرميصاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشكو زوجها وتزعم أنّه لا يصل إليها، فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره" ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4714 و 7643) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 526) والمزي (19/ 64) وأخرجه النسائي (6/ 121) وفي "الكبرى" (5606) عن علي بن حُجر المروزي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (402) عن إسماعيل بن سالم الصائغ وابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 117) عن الحسن بن عرفة والطبري في "تفسيره" (2/ 477) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ¬

_ (¬1) 11/ 389 (كتاب الطلاق- باب إذا طلقها ثلاثا ثم تزوجت بعد العدة)

ويعقوب بن ماهان البغدادي وابن قانع في "الصحابة" (2/ 177 - 178) عن عبد الله بن محمد عن جده كلهم عن هشيم به. ورواه زكريا بن يحيى الواسطي المعروف بزحمويه عن هشيم فقال فيه: عن عبيد الله والفضل بن عباس. أخرجه أبو يعلى (6718) قال الهيثمي: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 340 قلت: زحمويه وعبيد الله بن العباس لم يخرجا لهما شيئا، وسليمان بن يسار لم يسمع من الفضل بن عباس (تهذيب الكمال 12/ 102)، وعبيد الله بن العباس مختلف في صحبته، وصحح الحافظ في "التهذيب" أنّ عمره حين مات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان اثنتي عشرة سنة (¬1). فعلى هذا لا يبعد أن يكون قد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -. وممن أثبت له السماع من النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن سعد وابن عبد البر. وقال ابن حبان وغيره، له صحبة (¬2). 3212 - حديث أبي هريرة رفعه "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم" (¬3) أخرجه الطيالسي (ص 337) عن أبي العوام عمران بن داود القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه أحمد (2/ 362) عن الطيالسي به. وأخرجه ابن ماجه (3829) والترمذي (3370) وابن البختري في "الأمالي" (225) ¬

_ (¬1) وسبقه إلى ذلك ابن سعد قال: وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه" الطبقات (سلسلة الناقص 1/ 214) وتهذيب الكمال 19/ 61 (¬2) وخالف أبو حاتم فقال: عبيد الله بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، وليس لعبيد الله صحبة" المراسيل ص 116 و 117 وقال الذهبي: له حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنن النسائي، حكمه أنه مرسل" السير 3/ 513 (¬3) 13/ 339 (كتاب الدعوات)

والحاكم (1/ 490) والبيهقي في "الدعوات" (3) وفي "الشعب" (1071) والمزي (10/ 389) من طرق عن الطيالسي به. ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه: 1 - عمرو بن مرزوق الباهلي البصري. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (712) عن عمرو بن مرزوق به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2544) وفي "الدعاء" (28) والحاكم (1/ 490) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي والعقيلي (3/ 301) عن محمد بن إبراهيم وابن حبان (870) والطبراني في "الدعاء" (28) وابن عدي (5/ 1742) والشاموخي في "حديثه" (13) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والطبراني في "الدعاء" (28) والحاكم (1/ 490) والبغوي في "شرح السنة" (1388) عن يوسف بن يعقوب القاضي والطبراني في "الدعاء" (28) عن علي بن عبد العزيز البغوي والحاكم (1/ 490) عن محمد بن أيوب وابن الأعرابي (ق 213/ أ) والقضاعي (1213) عن أبي خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي العتابي وأبو سعيد النقاش (¬1) في "فوائد العراقيين" (42) ¬

_ (¬1) رواه عن أبي عمرو عبد الملك بن الحسن بن الفضل ثنا إبراهيم بن عبد الله الليثي. ورواه أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز عن عبد الملك بن الحسن بن الفضل عن إبراهيم بن عبد الله عن عمران القطان عن قتادة عن زرارة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة. أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (1)

عن إبراهيم بن عبد الله الليثي والطبراني في "الأوسط" (3718) عن عثمان بن عمر الضبي قالوا: ثنا عمرو بن مرزوق به. 2 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه الترمذي (5/ 455) عن محمد بن بشار والحاكم (1/ 490) عن أحمد بن حنبل والشجري في "أماليه" (1/ 223) عن عثمان بن أبي شيبة قالوا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي (¬1) عن عمران القطان به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، أما مسلم فإنّه لم يخرج في كتابه عن عمران القطان إلا أنّه صدوق في روايته، وقد احتج به البخاري في الجامع الصحيح" وقال الذهبي: صحيح" وقال العقيلي: لا يتابع عمران القطان عليه ولا يعرف بهذا اللفظ إلا عن عمران" قلت: عمران مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من سعيد بن أبي الحسن، وسعيد لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرح بشيء من ذلك. ¬

_ (¬1) رواه بشار بن موسي الخفاف عن عبد الرحمن بن مهدي عن أبان العطار عن قتادة عن سعيد عن أبي هريرة. أخرجه القضاعي (1214) وبشار الخفاف قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

3213 - "ليس على الأمة حد حتى تحصن" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس، وسنده حسن لكن اختلف في رفعه ووقفه وبذلك جزم ابن خزيمة وغيره" (¬1) موقوف صحيح أخرجه أبو الطاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه" (83 - بترقيمي) وابن شاهين في "الناسخ" (673) وابن الجوزي في "العلل" (1327) عن يحيى بن محمد بن صاعد والبيهقي في "المعرفة" (12/ 335) عن محمد بن إسحاق الصفار و (12/ 336) عن محمد بن إسحاق بن خزيمة والطبراني في "الأوسط" (481 و 482) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي و (3846) عن علي بن سعيد الرازي قالوا: ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا سفيان بن عُيينة عن مِسعر عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "ليس على الأمة حد حتى تحصن بزوج، فإذا أحصنت فعليها نصف ما على المحصنات" قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن عمران العابدي" وقال ابن خزيمة: هذا خطأ، ليس هذا من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما هو من قول ابن عباس" وقال ابن شاهين: لم أعلم أحدا أسنده إلا عبد الله بن عمران العابدي" وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين غير عبد الله بن عمران وهو ثقة" المجمع 6/ 270 قلت: العابدي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: صدوق. ¬

_ (¬1) 15/ 175 (كتاب الحدود- باب قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا} [النساء: 25])

ومن فوقه كلهم ثقات. واختلف فيه على ابن عيينة، فرواه ابن أبي شيبة (9/ 518 - 519) عنه عن عمرو عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا. وتابعه سعيد بن منصور ثنا سفيان به. أخرجه البيهقي (8/ 243) ورواه عبد الرزاق (13619) عن ابن عيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا. طريق أخرى: قال عبد الرزاق (13618): عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن ابن عباس قال: فذكر نحوه. إسناده صحيح. 3214 - "ليس على النساء حلق، وإنما على النساء التقصير" قال الحافظ: فيه حديث لابن عباس عند أبي داود ولفظه: فذكره" (¬1) انظر حديث "نهى أن تحلق المرأة رأسها" 3215 - "ليس على خائن ولا مختلس ولا منتهب قطع" قال الحافظ: قال القرطبي: وهو حديث قوي. قلت: أخرجه الأربعة وصححه أبو عوانة والترمذي من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رفعه، وصرّح ابن جريج في رواية النسائي بقوله: أخبرني أبو الزبير، وَوَهّم بعضهم هذه الرواية، فقد صرّح أبو داود بأنّ ابن جريج لم يسمعه من أبي الزبير، قال: وبلغني عن أحمد: إنما سمعه ابن جريج من ياسين الزيات. ونقل ابن عدي في "الكامل" عن أهل المدينة أنهم قالوا: لم يسمع ابن جريج من أبي الزبير، وقال النسائي: رواه الحفاظ من أصحاب ابن جريج عنه عن أبي الزبير فلم يقل أحد منهم: أخبرني، ولا أحسبه سمعه. قلت: لكن وجد له متابع عن أبي الزبير، أخرجه النسائي أيضا من طريق المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير، لكن أبو الزبير مدلس أيضا وقد عنعنه عن جابر، لكن أخرجه ابن حبان من وجه آخر عن جابر بمتابعة أبي الزبير فقوي الحديث" (¬2) ¬

_ (¬1) 4/ 312 - 313 (كتاب الحج- باب الحلق والتقصير عند الاحلال) (¬2) 15/ 98 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

أخرجه عبد الرزاق (18844) عن ابن جريج قال: قال لي أبو الزبير: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس على المنتهب قطع، ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا" وأخرجه أيضا (18858) بلفظ "ليس على المختلس قطع" و (18860) بلفظ "ليس على الخائن قطع" ولم يذكر في هذين الموضعين سماع ابن جريج من أبي الزبير. ولم ينفرد به بل تابعه جماعة عن ابن جريج، منهم: 1 - أبو عاصم الضحاك بن مخلد. أخرجه الدارمي (2315) عن أبي عاصم عن ابن جريج قال: أنا أبو الزبير: قال جابر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس على المنتهب ولا على المختلس ولا على الخائن قطع" وأخرجه ابن أبي شيبة (¬1) (10/ 45 و 47) عن أبي عاصم به. وأخرجه ابن ماجه (¬2) (2591) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 308) عن محمد بن بشار ثنا أبو عاصم به. وأخرجه الطبري (308) عن يزيد بن سنان القزاز ثنا أبو عاصم به. 2 - عبد الله بن المبارك في "مسنده (148) عن ابن جريج أني أبو الزبير عن جابر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - درأ عن المنتهب والمختلس والخائن قطع" وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7463) عن محمد بن حاتم بن نعيم المروزي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن جابر به. ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى" (13/ 346) قال ابن التركماني: وهذا سند صحيح" الجوهر النقي 8/ 280 3 - مكي بن إبراهيم البلخي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 171) عن إبراهيم بن مرزوق البصري ¬

_ (¬1) لم يذكر سماع ابن جريج من أبي الزبير. (¬2) أخرجه في موضع آخر (3935) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: ثنا أبو عاصم به بلفظ "من انتهب نهبة مشهورة فليس منا"

والخطيب في "التاريخ" (1/ 256) وابن الجوزي في "العلل" (1326) عن أحمد بن الحباب بن حمزة بن غيلان الحميري قالا: ثنا مكي بن إبراهيم ثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير عن جابر مرفوعا "ليس على الخائن ولا على المختلس ولا على المنتهب قطع". 4 - عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (40) ثني عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ليس على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن قطع" ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 279) وفي "المعرفة" (12/ 428) وفى "الصغرى" (3310) والخطيب في "التاريخ" (11/ 153) وأخرجه أبو داود (4393) عن نصر بن علي الجَهْضمي والترمذي (1448) وفي "العلل" (2/ 610) عن علي بن خشرم المروزي كلاهما عن عيسى بن يونس به. ورواه ابن أبي شيبة (10/ 45) عن عيسى بن يونس فأوقفه على جابر ولم يرفعه. والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة فوجب قبولها. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" 5 - عبد الله بن وهب. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 171) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب قال: سمعت ابن جريج يحدث عن أبي الزبير عن جابر رفعه "ليس على الخائن ولا على المختلس ولا على المنتهب قطع" وأخرجه الدارقطني (3/ 187) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى به. وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (13/ 408) من طريق سحنون ثنا ابن وهب به.

6 - محمد بن بكر بن عثمان البُرْساني. قال أحمد (3/ 380): ثنا محمد بكر أنا ابن جريج قال: قال أبو الزبير: قال جابر رفعه "ليس على المنتهب قطع، ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا. وقال: ليس على الخائن قطع". وأخرجه أبو داود (4391 و 4392) عن نصر بن علي الجهضمي أنا محمد بن بكر به. 7 - حجاج بن محمد المصيصي. قال النسائي (8/ 82) وفي "الكبرى" (7464 و 7465 و 7466): أخبرني إبراهيم بن الحسن عن حجاج قال: قال ابن جريج: قال أبو الزبير عن جابر رفعه "ليس على المختلس قطع، وليس على المنتهب قطع، وليس على الخائن قطع" 8 - محمد بن ربيعة الكلابي. أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (339) 9 - سفيان الثوري. أخرجه النسائي (8/ 82) وفي "الكبرى" (7462) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو داود الحَفَري عن سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع". أبو داود الحفري (¬1) هو عمر بن سعد بن عبيد وهو ثقة ثبت، وقد خالفه غير واحد رووه عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر، ولم يذكروا ابن جريج، منهم: أ - مخلد بن يزيد الحرّاني. أخرجه النسائي (8/ 81) وفي "الكبرى" (7461) وابن حزم في "المحلى" (13/ 346) ب- مؤمل بن إسماعيل البصري. أخرجه ابن حبان (4458) والطبري (309) ¬

_ (¬1) وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم" (60) عن أبا بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي ثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا أبو نعيم به. وتابعه محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان به. أخرجه أبو الفضل الزهرى في "حديثه" (333)

ت - خالد بن يزيد العمري. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 135) قال النسائي: لم يسمعه سفيان من أبي الزبير" قلت: ورواية الحفري عندي أصح لأنّه أثبت ممن خالفه، وقد احتج مسلم بروايته عن الثوري، ومخلد بن يزيد ثقة إلا أنّ الشيخين لم يحتجا بروايته عن سفيان، ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ كثير الخطأ، قال ابن معين: مؤمل ليس بحجة في سفيان، والعمري كذبه ابن معين وأبو حاتم. وقد أنكر غير واحد من أهل العلم سماع ابن جريج لهذا الحديث من أبي الزبير. فقال أبو داود: هذا الحديث لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير، وبلغني عن أحمد بن حنبل أنّه قال: إنما سمعه ابن جريج من ياسين الزيات" وقال النسائي: لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير" وقال أيضًا: وقد روى هذا الحديث عن ابن جريج: عيسى بن يونس والفضل بن موسى وابن وهب ومحمد بن ربيعة ومخلد بن يزيد وسلمة بن سعيد بصري ثقة فلم يقل أحد منهم: حدثني أبو الزبير، ولا أحسبه سمعه من أبي الزبير" وقال عبد الرزاق: أهل مكة يقولون: إنّ ابن جريج لم يسمع من أبي الزبير إنما سمع من ياسين" الكامل لابن عدي 7/ 2642 وقال أبو حاتم وأبو زرعة: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير يقال: إنّه سمعه من ياسين أنا حدثت به ابن جريج عن أبي الزبير. وياسين ليس بقوي" العلل 1/ 450 قلت: قد صرّح ابن جريج بالإخبار من أبي الزبير في رواية عبد الرزاق وأبي عاصم وابن المبارك ومكي بن إبراهيم عن ابن جريج فانتفى ما قاله هؤلاء الحفاظ. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه: 1 - المغيرة بن مسلم القَسْمَلي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به. أخرجه النسائي (8/ 82) وفي "الكبرى" (7468) والطحاوي (3/ 171) والبيهقي (8/ 279) وفي "الصغرى" (3311) من طرق عن شبابة بن سَوَّار المدائني ثنا المغيرة بن مسلم به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7467) من طريق ورقاء بن عمر الخراساني ثنا المغيرة بن مسلم به. وقال: المغيرة بن مسلم ليس بالقوي في أبي الزبير وعنده غير حديث منكر" 2 - ياسين الزيات أنه سمع أبا الزبير يحدث عن جابر به. أخرجه عبد الرزاق (18845 و 18859) عن ياسين به. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (7/ 2641 - 2642) وأخرجه ابن بشران (1247) من طريق إبراهيم بن طهمان عن ياسين به. وياسين الزيات قال أبو زرعة: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر عند كل من أخرج الحديث ممن ذكرتهم (¬1)، لكنه لم ينفرد به. فقد أخرج ابن حبان (4457) عن محمد بن عبيد الله بن الفضل الكَلاعي و (4456) عن عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي قالا: ثنا مؤمل بن إهاب ثنا عبد الرزاق ثنا ابن جريج عن أبي الزبير وعمرو بن دينار عن جابر به. واختلف فيه على أبي الزبير، فرواه أشعث بن سَوّار الكندي عن أبي الزبير عن جابر قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 47) والنسائي (8/ 82) وفي "الكبرى" (7469) وقال: أشعث بن سوار ضعيف لا يحتج بحديثه" وللحديث شاهد عن أنس وعن ابن عباس وعن عبد الرحمن بن عوف فأما حديث أنس فأخرجه ابن الأعرابي (ق 94/ ب) والطبراني في "الأوسط" (513) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم قال: أملى عليّ ¬

_ (¬1) وبه أعل ابن حزم الحديث (المحلى 13/ 348 - 349)

عبد الله بن وهب من حفظه عن يونس عن الزهري عن أنس مرفوعا "ليس على منتهب ولا مختلس ولا خائن قطع" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا ابن وهب، تفرد به أبو معمر" قلت: وهو ثقة، وكذا باقي رواته ثقات، فالإسناد صحيح. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 243) وابن الجوزي في "العلل" (1325) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "ليس على الخائن قطع" قال ابن الجوزي: زمعة بن صالح ضعفه أحمد وابن معين والفلاس" وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه ابن ماجه (2592) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمد بن عاصم بن جعفر المصري ثنا المفضل بن فضالة بن يزيد عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه مرفوعا "ليس على المختلس قطع" وأخرجه الطبري (307) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ثنا محمد بن عاصم به. وقال: وهذا خبر عندنا صحيح سنده" وقال الحافظ: إسناده صحيح" التلخيص الحبير 4/ 66 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 113 قلت: وهو كما قالوا. 3216 - "ليس في الصيام رياء" قال الحافظ: قال أبو عبيد في "غريبه": حدثنيه شَبابة عن عُقيل عن الزهري: فذكره، يعني مرسلا. وقد روى الحديث المذكور البيهقي في "الشعب" من طريق عقيل، وأورده من وجه آخر عن الزهري موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، ولفظه "الصيام لا رياء فيه، قال الله -عز وجل-: "هو لي وأنا أجزي به" (¬1) مرسل ¬

_ (¬1) 5/ 8 (كتاب الصوم- باب فضل الصوم)

أخرجه أبو عبيد كما في "الشعب" للبيهقي (7/ 190) عن الليث بن سعد وهناد في "الزهد" (680) عن حيوة بن شريح المصري والبيهقي في "الشعب" (3321) عن الليث بن سعد وحيوة بن شريح وجابر بن إسماعيل المصري ثلاثتهم عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب به مرفوعا. ورواه سهل مولى المغيرة بن أبي الصلت عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "الصيام لا رياء فيه. قال الله: هو لي وأنا أجزي به. يدع طعامه وشرابه من أجلي" أخرجه البيهقي في "الشعب" (3322) وسهل مولى المغيرة ضعفه ابن حبان وابن عدي، ومنصور بن عمار أظنه أبو السري قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يقيم الحديث. 3217 - حديث أبي هريرة مرفوعا "ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (982) وفي رواية له "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة إلا صدقة الفطر والرقيق" (¬1) 3218 - "ليس فيها كفارة: يمين صبر يقتطع بها مالا بغير حق" قال الحافظ: وقد أخرج ابن الجوزي في "التحقيق" من طريق ابن شاهين بسنده إلى خالد بن معدان عن أبي المتوكل عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وظاهر سنده الصحة لكنه معلول لأنّ فيه عنعنة بقية فقد أخرجه أحمد من هذا الوجه فقال في هذا السند: عن المتوكل أو أبي المتوكل، فظهر أنه ليس هو الناجي الثقة بل آخر مجهول، وأيضا فالمتن مختصر ولفظه عند أحمد "من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة" الحديث، وفيه "وخمس ليس لها كفارة: الشرك بالله" وذكر في آخرها "ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق" (¬2). ضعيف ¬

_ (¬1) 4/ 111 (كتاب الزكاة- باب صدقة الفطر) (¬2) 14/ 365 (كتاب الإيمان والنذور- باب إذا حنث ناسيا في الإيمان)

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (336) عن بقية بن الوليد ثني بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المتوكل عن أبي هريرة مرفوعا "من أتى الله بثلاث أدخله الله الجنة، يعبد الله وحده ولا يشرك به، وسمع وأطاع" ورواه غير واحد عن بقية فقالوا: عن أبي المتوكل عن أبي هريرة، منهم: 1 - محمد بن مصفى الحمصي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (278) وفي "الديات" (ص 42) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 339) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (211) 2 - عمرو بن عثمان الحمصي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (278) وفي "الديات" (ص 42) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 339) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (211) 3 - أبو طالب عبد الجبار بن عاصم النسائي. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 339) 4 - داود بن رشيد الهاشمي. أخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (17) 5 - زكريا بن عدي التيمي. أخرجه أحمد (2/ 361 - 362) - ورواه هشام بن عمار عن بقية واختلف عنه في شيخ خالد بن معدان: • فرواه أحمد بن المعلى الدمشقي عن هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد فقال: عن المتوكل. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1183 و 1184) • ورواه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن هشام بن عمار عن بقية فقال: عن أبي المتوكل. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 339) وقال: قال أبو زرعة: أبو المتوكل أصح" قلت: ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان والعجلي في "الثقات" في الأسماء.

وقال ابن حبان: لا أدري من هو. وقال العجلي: شامي تابعي ثقة. وقال الحافظ في "التعجيل": وقال أبو حاتم: هو مجهول، وهذا هو المعتمد. والحديث مختصر وتمامه كما عند أحمد وغيره "من لقي الله لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبا بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة، وخمس ليس لهنّ كفارة: الشرك بالله -عز وجل-، وقتل النفس بغير حق، أو نهب مؤمن، أو الفرار يوم الزحف، أو يمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق". 3219 - حديث فاطمة بنت قيس "ليس لك سكنى ولا نفقة" قال الحافظ: أخرج مسلم (1480) قصة فاطمة بنت قيس من طرق متعددة عنها، ولم أرها في البخاري وإنما ترجم لها كما ترى، وأورد أشياء من قصتها بطريق الإشارة إليها. وقال: المتفق عليه في جميع طرقه أنّ الإختلاف كان في النفقة ثم اختلفت الروايات، ففي بعضها قال "لا نفقة لك ولا سكنى" وفي بعضها أنه لما قال لها "لا نفقة لك" استأذنته في الإنتقال فأذن لها. وكلها في صحيح مسلم" (¬1) 3220 - "ليس لك من مالك إلا ما لبست فأبليت" قال الحافظ: وقد ثبت في الحديث: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (2958) من طريق مطرف عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -وهو يقرأ: ألهكم التكاثر. قال" يقول ابن آدم: مالي. مالي (قال) وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت" 3221 - حديث أبي المليح عن أبيه أنّ رجلا أعتق شقصا له من غلام فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ليس لله شريك" وفي رواية "فأجاز عتقه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد قوي، وأخرجه أحمد بإسناد حسن من حديث سَمُرة أنّ رجلا أعتق شقصا في مملوك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هو كله فليس لله شريك" (¬3) ¬

_ (¬1) 11/ 402 و 405 (كتاب الطلاق- قصة فاطمة بنت قيس) (¬2) 4/ 203 (كتاب الحج- باب كسوة الكعبة) (¬3) 6/ 85 (كتاب العتق- باب إذا أعتق نصيبا في عبد)

يرويه قتادة عن أبي المليح بن أسامة الهذلي واختلف عنه: - فرواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن همام عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أنّ رجلا من هذيل أعتق شَقِيصا (¬1) له من مملوك (¬2) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هو حر كله، ليس لله تبارك وتعالى شريك" أخرجه أحمد (5/ 75) واللفظ له ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (10/ 253) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم وأبو داود (3933) والنسائي في "الكبرى" (4970) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 107) وفي "المشكل" (5381) وابن حزم (¬3) في "المحلى" (10/ 200) والبيهقي (10/ 273) وفي "الصغرى" (4375) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والنسائي في "الكبرى" (4970) عن حَبّان بن هلال البصري والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 107) وفي "المشكل" (5382) والطبراني في "الكبير" (507) عن أبي عمر حفص بن عمر الحَوْضي والطبراني (507) عن هانئ بن يحيى وابن أبي شيبة في "مسنده" (901) عن عبيد الله بن موسى العبسي ¬

_ (¬1) ولفظ أبي داود وغيره "شقصا" (¬2) ولفظ أبي داود "من غلام" وزاد "فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-" وزاد الطبراني "فأجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - عتقه" وزد الطحاوي "فأعتقه النبي - صلى الله عليه وسلم - كله عليه" (¬3) وقال: وهذا إسناد صحيح"

كلهم عن همام به. • وقال محمد بن كثير العبدي: أنا همام عن قتادة عن أبي المليح مرسلا. أخرجه أبو داود (3933) والبيهقي (10/ 273) وفي "الصغرى" (4375) والأول أصح، ومحمد بن كثير وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واحتج به الشيخان لكن لا في روايته عن همام. - ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة واختلف عنه: • فقال عبد الله بن بكر السهمي: ثنا سعيد (¬1) عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه. أخرجه أحمد (5/ 74) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 473) • وقال إسماعيل بن علية: عن سعيد عن قتادة عن أبي المليح مرسلا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4971) والطحاوي في "المشكل" (5383) وتابعه عباد بن العوام الواسطي عن سعيد به. أخرجه البيهقي (10/ 274) وفي "الصغرى" (4373 و 4374) قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: أجد في حديث سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أنّ رجلا أعتق شقصا، قال فيه أحد: "عن أبيه"؟ فقال: قاله السهمي، وما أراه محفوظا، روى عدة منهم إسماعيل وغيره، ليس فيه "عن أبيه"، وأظنّ هذا من خطأ سعيد" تاريخ بغداد 9/ 422 - ورواه هشام الدَّسْتوائي عن قتادة عن أبي المليح مرسلا. أخرجه أحمد (5/ 75) والنسائي في "الكبرى" (4972) والطحاوي في "المشكل" (5384) قال النسائي: هشام وسعيد أثبت في قتادة من همام، وحديثهما أولى بالصواب" تحفة الأشراف 1/ 65 قلت: وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي المليح. ورواه قتادة أيضا عن الحسن عن سمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله. ¬

_ (¬1) وقع عن الحارث "شعبة" بدل سعيد والظاهر أنه تصحيف.

أخرجه أحمد (5/ 75) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا همام عن قتادة به. ولم يذكر قتادة سماعا من الحسن، وسماع الحسن من سمرة مختلف فيه، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من سمرة. 3222 - "ليس من اللهو إلا تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوصه ونبله" قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث عقبة بن عامر مرفوعا: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ... " 3223 - "ليس منا من تشبه بغيرنا" قال الحافظ: وعند الترمذي من حديث أنس: فذكره" (¬2) أخرجه الترمذي (2695) والقضاعي (1191) عن قتيبة بن سعيد البلخي وابن حبان في "المجروحين" (2/ 74) عن كامل بن طلحة الجَحْدري قالا: ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإنّ تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف" قال الترمذي: هذا حديث إسناده ضعيف. وروى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة فلم يرفعه" وقال ابن حبان: لا ينكر من هذا الشأن صناعته أنّ هذا الحديث موضوع أو مقلوب، وابن لهيعة قد تبرأنا من عهدته في موضعه من هذا الكتاب" وقال الحافظ: وفي سنده ضعف" الفتح 13/ 250 قلت: ابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني وغيره: لا يحتج به. ¬

_ (¬1) 6/ 433 (كتاب الجهاد- باب اللهو بالحراب) (¬2) 12/ 389 (كتاب اللباس- باب التقنع)

لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده- أظنه مرفوعا- قال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7376) من طريق أبي المسيب سلام بن مسلم ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن ليث بن سعد إلا أبو المسيب" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 8/ 39 قلت: سلام بن مسلم لم أقف له على ترجمة، ومن فوقه كلهم من رجال التهذيب. 2 - عثمان بن عبد الرحمن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإشارة بالأيدي والرؤوس في السلام، وقال "إنّ اليهود تشير بأكفها والنصارى برؤوسها" أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (397) وعثمان بن عبد الرحمن ما عرفته. وللحديث شاهد عن جابر مرفوعا نحوه إلا أنه جعل الأكف لليهود والاشارة للنصارى. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (503) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن عبس المروزي عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر به. والحسين بن إسحاق ترجمه الذهبي في "السير" (14/ 57) وقال: كان من الحفاظ الرحالة. ومحمد بن حميد أظنه الرازي قال البخاري: فيه نظر. وكذبه غير واحد. ومحمد بن عبس ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلا. وثور بن يزيد ثقة، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. والحديث سيأتي الكلام عليه أيضا في حرف اللام ألف عند حديث "لا تسلموا تسليم اليهود"

3224 - "ليس منا من حَلَق" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1/ 100 - 101) من حديث أبي موسى. وزاد: "وسَلق وخَرق" 3225 - "ليس منا من خَصَى أو اخْتصَى" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس قال: شكا رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العزوبة فقال: ألا أختصي؟ قال: فذكره" (¬2) موضوع أخرجه الطبراني في "الكبير" (11304) من طريق معلى الجُعْفي عن ليث عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس قال: شكى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العزوبة فقال: ألا أختصي؟ فقال "لا، ليس منا من خصي أو اختصى، ولكن صم ووفر شعر جسدك" ومعلى هو ابن هلال الجعفي قال الحافظ في "التقريب": اتفق النقاد على تكذيبه. فحديثه موضوع. وله شاهد مرسل أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (845) عن رشدين بن سعد ثني ابن أنْعُم عن سعد بن مسعود أنّ عثمان بن مظعون أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ائذن لنا بالاختصاء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس منا من خصي ولا اختصى، إنّ إخصاء أمتي الصيام" ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 226) والبغوي في "شرح السنة" (484) وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي. ولم ينفرد رشدين به بل تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعد بن مسعود به. أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1106) وله شاهد آخر أخرجه ابن سعد (3/ 394) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ¬

_ (¬1) 12/ 469 (كتاب اللباس- باب قص الشارب) (¬2) 11/ 21 (كتاب النكاح- باب ما يكره من التبتل والخصاء)

ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنّ عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أليس لك فِيَّ أسوة حسنة؟ فأنا آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر، إنّ خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من خصي أو اختصى" ورواته ثقات لولا ارساله. 3226 - "ليس منا من ضرب الخدود وشقّ الجيوب" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 409) من حديث ابن مسعود. 3227 - "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" قال الحافظ: وهو في السنن من حديث سعد بن أبي وقاص" (¬2) وقال أيضًا: أخرجه أبو داود وابن الضريس وصححه أبو عوانة عن ابن أبي مُليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك قال: لقيني سعد بن أبي وقاص وأنا في السوق فقال: تجار كسبة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬3) يرويه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله (¬4) بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص. أخرجه عبد الرزاق (4171) وابن أبي شيبة (2/ 522 و 10/ 464) والحميدي (76) وأحمد (1/ 179) والدارمي (1498) وأبو داود (1470) والبزار (1234) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 123) وأبو يعلى (748) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 46) والطحاوي في "المشكل" (1303) والحاكم (1/ 569) والقضاعي (1194) والبيهقي (10/ 230) وفي "الشعب" (2375) عن عمرو بن دينار والحميدي (77) والفاكهي في "أخبار مكة" (2154) والخلال (ص 113) والحاكم (1/ 569) ¬

_ (¬1) 16/ 131 (كتاب الفتن: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حمل علينا السلاح فليس منا) (¬2) 10/ 444 (كتاب فضائل القرآن- باب من لم يتغن بالقرآن) (¬3) 10/ 446 (كتاب فضائل القرآن- باب من لم يتغن بالقرآن) (¬4) اختلفوا فيه فقيل: عبيد الله، وقيل: عبد الله، وقيل: عبيد الله أو عبد الله- على الشك- وقيل: ابن أبي نهيك ولم يسم.

عن ابن جريج والطيالسي (ص 28) وابن أبي شيبة (2/ 522) وأحمد (1/ 172) والدورقي في "مسند سعد" (127) والقضاعي (1195) عن سعيد بن حسان المخزومي المكي وأبو عبيد في "الغريب" (2/ 170) وفي "فضائل القرآن" (ص 109) والقضاعي (1196) عن حسام بن مِصَك كلهم عن ابن أبي مليكة به. قال البزار: وهذا الحديث عن سعد لا نعلم له إسنادا أحسن من هذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد جيد، وفي إسناده خلاف لا يضر" التبيان ص 145 قلت: ابن أبي نهيك ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه النسائي والعجلي فيما ذكره الحافظ في "التهذيب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. ومن ترجمه لم يذكر عنه راويا إلا ابن أبي مليكة، وقد روى عنه أيضا حسام بن مصك: قال أبو عبيد في "الغريب" (2/ 170): حدثني شبابة عن حسام بن مصك عن ابن أبي مليكة عن عبد الله (¬1) بن نهيك أو ابن أبي نهيك أنّه دخل على سعد وعنده متاع رث ومثال رث فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" قال حسام: فلقيت عبد الله بن نهيك أو ابن أبي نهيك فحدثني. - ورواه الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص. أخرجه أحمد (1/ 175) ¬

_ (¬1) وأخرجه في "فضائل القرآن" (ص 109) ووقع فيه "عن عبد الله بن أبي نهيك"

عن حجاج بن محمد المصيصي وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 109) وأحمد (1/ 175) والقضاعي (2/ 207) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وعبد بن حميد (151) والدارمي (3491) وأبو داود (1469) والطحاوي في "المشكل" (1307) والبيهقي (10/ 230) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والحاكم (1/ 569) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والقضاعي (1202) عن عاصم بن علي الواسطي وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 109) والقضاعي (2/ 207) عن شبابة بن سوّار المدائني كلهم عن الليث به. • ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الليث واختلف عنه: فقال قيس بن أنيف: ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد. أخرجه الحاكم (1/ 569) وقال أبو داود (1469): ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد مرفوعا. • ورواه يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب الرملي عن الليث واختلف عنه: فقال محمد بن الحسن بن قتيبة: ثنا يزيد بن خالد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص (¬1). أخرجه ابن حبان (120) ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن" (29) ووقع عنده: عن سعيد أو سعد.

وقال أبو داود (1469): ثنا يزيد بن خالد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن سعيد بن أبي سعيد. وقال جعفر بن محمد الفريابي: ثنا يزيد بن خالد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد أو سعد. أخرجه المزي (16/ 230 - 231) وقال عبد الله بن عبد الحكم المصري: ثنا الليث ثنا ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1305) وتابعه عبد الله بن صالح المصري ثنا الليث به. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 109) والطحاوي (1304) والقضاعى (1197) قال عبد الله بن صالح: قال لنا الليث بالعراق: عن سعد بن أبي وقاص. • ورواه شعيب بن الليث بن سعد عن الليث واختلف عنه: فقال الربيع بن سليمان المرادي: ثنا شعيب بن الليث ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد أو سعد. أخرجه الطحاوي (1306) وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر المصريان: عن شعيب بن الليث ثنا الليث ثنا ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد. أخرجه الطحاوي (1305) • ورواه عيسى بن حماد المصري زُغبة عن الليث واختلف عنه: فقال أحمد بن عيسى الوشاء: ثنا زغبة ثنا الليث ثنا ابن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة. أخرجه القضاعي (1193) ورواه محمد بن الحسن بن قتيبة عن زغبة فقال: عن سعيد أو سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن" (29)

قال أبو زرعة: في كتاب الليث في أصله سعيد بن أبي سعيد ولكن لقن بالعراق عن سعد" علل الحديث 1/ 188 - وقال نافع بن عمر الجُمَحي: عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير. أخرجه البزار (2192) والدولابي في "الكنى" (1/ 64 - 65 و 160) عن أبي جعفر محمد بن عبد الملك الواسطي الدقيقي ثنا أبو حنيفة محمد بن ماهان الواسطي ثنا نافع بن عمر به. ومحمد بن ماهان ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. - وقال عبيد الله بن الأخنس النخعي: عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس. أخرجه البزار (كشف 2332) والطبراني في "الكبير" (11239) والحاكم (1/ 570) والقضاعي (1200) والشجري في "أماليه" (1/ 87 و 109) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 492) وتابعه عِسْل بن سفيان عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (1/ 570) وقال: إسنادهما شاذ" - ورواه عسل (¬1) بن سفيان البصري أيضا عن ابن أبي مليكة عن عائشة. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 401) والبزار (كشف 2333 و 2334) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 8022) وابن عدي (5/ 2012) قال البخاري: الأول أصح" يعني حديث عمرو بن دينار ومن تابعه. وقال أحمد بن حنبل: ليس من هذا شيء، من قال: عن عائشة، فقد أخطأ، وضعّف عسل بن سفيان" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 113 - ورواه عبد الجبار بن الورد المكي عن ابن أبي مليكة واختلف عنه: • فرواه عبد الأعلى بن حماد النرسي عن عبد الجبار بن الورد واختلف عنه: ¬

_ (¬1) قال ابن معين: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر.

فقال أبو داود (1471) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1903) وأبو القاسم البغوي (¬1) في "الصحابة" (187): ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال عبيد الله بن أبي يزيد: مرّ بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته، فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت رث الهيئة، فسمعته يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (2/ 54) وأخرجه الطحاوي (1308) عن إبراهيم بن أبي الوزير المكي والبيهقي (10/ 230) عن يوسف بن يعقوب القاضي قالا: ثنا عبد الأعلى بن حماد به. ورواه موسى بن هارون البزاز عن عبد الأعلى بن حماد فقال فيه: عبيد الله بن أبي نهيك بدل عبيد الله بن أبي يزيد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4514) • وقال يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي: ثنا عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي نهيك قال: دخلنا على أبي لبابة أخرجه أبو القاسم البغوي (703) والطحاوي في "المشكل" (1309) • وقال محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي: ثنا عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبي لبابة. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 97 - 98) وتابعه داود بن مهران ثنا عبد الجبار به. أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 491 - 492) قال الدارقطني: وهم فيه عبد الجبار بن الورد" العلل 4/ 390 - 391 ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (702) عن عبد الأعلى بن حماد فقال فيه: عن عبيد الله بن أبي نهيك.

وقال أحمد بن حنبل: حديث عمرو بن دينار هو الصحيح" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 113 - وقال أبو رافع إسماعيل بن رافع الأنصاري: عن ابن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن السائب قال: قدم علينا سعد بن أبي وقاص وقد كُفَّ بصره، فسلمت عليه، فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: مرحبا بابن أخي، بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لم يتغن به فليس منا" أخرجه ابن ماجه (1337) وابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (87) وأبو يعلى (689) والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (85) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (90) والبيهقي (10/ 231) وفي "الشعب" (1891 و 1960) وإسماعيل بن رافع قال أحمد وابن معين وجماعة: ضعيف. وقال أحمد أيضًا: ليس حديث إسماعيل هذا بشيء، وضعّفه" المنتخب من العلل ص 114 - وقال عمرو بن الحارث المصري: عن ابن أبي مليكة أنّه حدثه عن ناس دخلوا على سعد. أخرجه الحاكم (1/ 570) - وقال عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المليكي: عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب بن أبي نهيك عن سعد. أخرجه الدورقي (128 و 129) والقضاعي (1198) والخطيب في "المتفق والمفترق" (888) وعبد الرحمن بن أبي بكر قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. - وقال سلمة بن الفضل الأبرش: ثنا ابن أبي مليكة قال: سمعت القاسم بن محمد يقول: حدثني السائد قال: قال لي سعيد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تغنوا بالقرآن، ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وابكوا، فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا" أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 491) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل به. ومحمد بن حميد قال النسائي: ليس بثقة.

طريق أخرى: قال عبد الرزاق (4170): عن ابن جُريج عن عطاء قال: دخل عبد الله بن عمر (¬1) القاري والمتوكل بن أبي نهيك على سعد بن أبي وقاص، فقال سعد لعبد الله: من هذا؟ قال: المتوكل بن أبي نهيك، قال: نعم، تجار كَسَبة، تجار كسبة يؤخرون، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" وأخرجه الدورقي (130) عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج به. 3228 - "ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليها حتى يَبِيْن عنها لسانها" قال الحافظ: وقد وجدت الحديث في تفسير ابن مردويه من طريق الأسود بن سريع بلفظ: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (550) وعبد الرزاق (20090) ومسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6091) وابن أبي شيبة (12/ 386 - 387) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 6092) وأحمد (3/ 435 و 4/ 24) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 445) و"الأوسط" (1/ 89) ولوين في "حديثه" (30) والدارمي (2466) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1162) والنسائي في "الكبرى" (8616) وأبو يعلى (942) والخلال في "السنة" (883) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (123) والطحاوي في "المشكل" (1394 و 1395 و 1396 و 1397) وابن البختري في "حديثه" (612) وابن حبان (132) والطبراني في "الكبير" (826 و 827 و 828 و 829 و 830 و 831 و 832 و 834 و 835) و"الأوسط" (2005 و 4938) وفي "منتقى ابن مردويه" (3) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (49) وابن بطة في "الإبانة" (1480) والحاكم (2/ 123) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 263) والبيهقي (9/ 77 و 130) وفي "القضاء والقدر" (598 و 599 و 600 و 601) والخطيب في "التاريخ" (8/ 480) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 67 - 68) والحازمي في "الاعتبار" (ص 213) وابن عساكر في "حديث المزاحمي" (19) وفي "معجم الشيوخ" (17) من طرق عن الحسن البصري ثنا (¬3) الأسود بن سريع قال: غزوت (¬4) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع غزوات، قال: فتناول قوم الذرية ¬

_ (¬1) وعند الدورقي "عمرو" (¬2) 3/ 494 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين) (¬3) وفي رواية للطحاوي: أنّ الأسود حدثهم. (¬4) وفي رواية لأحمد "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية يوم حنين فقاتلوا المشركين فأفضى بهم القتل إلى الذرية" وفي رواية للحاكم "يوم خيبر" وفي رواية للطحاوي "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشا"

بعد ما قتلوا المقاتلة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) فقال "ألا (¬2) ما بال أقوام قتلوا المقاتلة حتى تناولوا الذرية؟ " قال: فقال رجل: يا رسول الله، أو ليس أبناء المشركين؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ خياركم أبناء المشركين (¬3)، إنها (¬4) ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة (¬5)، فما تزال حتى يَبِين عنها لسانها، فأبواها يهودانها أو ينصرانها". وفي سياق آخر: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغزوت معه فأصبت (¬6) ظفرا، فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الذرية، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه وقال فيه "لا تقتلوا الذرية" ثلاثا. وقال في آخره "حتى يُغرِبَ عنها لسانها" كلاهما لأحمد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا أن الشيخين لم يخرجا رواية الحسن عن الأسود بن سريع، وقد قال ابن المديني: لم يسمع الحسن من الأسود بن سريع. وهذا الحديث يردّ عليه فقد صرّح الحسن فيه بالتحديث من الأسود عند البخاري والنسائي والطحاوي والحاكم والبيهقي. وقال أبو نعيم: حديث الأسود مشهور ثابت" وقال ابن عبد البر: حديث بصري صحيح" وروي عن الحسن مرسلا. قال عبد الرزاق (9386): عن معمر عمن سمع الحسن يقول: فذكره. والأول أصح. 3229 - "ليشربنّ ناس الخمر يسمونها بغير اسمها" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق مالك بن أبي مريم عن أبي مالك الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصححه ابن حبان، وله شواهد كثيرة" (¬7) حسن ¬

_ (¬1) زاد الطحاوي في رواية "فاشتد ذلك عليه" (¬2) ولفظ عبد الرزاق وغيره "ما حملكم على قتل الذرية؟ " (¬3) زاد الحاكم وغيره "والذي نفس محمد بيده" (¬4) ولفظ ابن أبي شيبة "إنّه ليس مولود يولد إلا على الفطرة حتى يبلغ فيعبر عن نفسه أو يهوده أبواه أو ينصرانه "زاد ابن حبان" أو يمجسانه" (¬5) ولفظ ابن حبان "فطرة الإسلام" (¬6) ولفظ الدارمي "فظفرنا بالمشركين" (¬7) 12/ 150 (كتاب الأشربة- باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه)

ورد من حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث نافع بن كيسان فأما حديث أبي مالك فأخرجه ابن وهب في "الموطأ" (46) وابن أبي شيبة (8/ 107) وأحمد (5/ 342) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 305 و 4/ 1/ 222) وأبو داود (3688) وابن ماجه (4020) والمحاملي في "أماليه" (61) وابن الأعرابي (ق 162/ أ) وابن حبان (6758) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 583) والطبراني في "الكبير" (3419) وفي "مسند الشاميين" (2061) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 115 - 116) والبيهقي (8/ 295 و 10/ 221) وفي "الشعب" (5227) وفي "الآداب" (922) والمزي (27/ 156 - 157) من طريق معاوية بن صالح الحمصي ثنا حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم الحَكَمي قال: تذاكرنا الطلاء فدخل علينا عبد الرحمن بن غَنْم فتذاكرناه فقال: حدثني أبو مالك الأشعري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يشرب أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير" اللفظ لابن أبي شيبة. وحاتم بن حريث قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: شيخ. وقال عثمان الدارمي: ثقة، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن سعد: كان معروفا. ومالك بن أبي مريم قال ابن حزم: لا يدرى من هو، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 245)، وقال الذهبي في "الميزان" لا يعرف. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا حاتم بن حريث. وكذا ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر عنه راويا إلا حاتم بن حريث فهو مجهول. وأما حديث عبادة فيرويه أبو بكر بن حفص وهو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص واختلف عنه: - فرواه بلال بن يحيى العبسي عن أبي بكر بن حفص واختلف عنه: • فقال سعد بن أوس العبسي: عن بلال بن يحيى عن أبي بكر بن حفص عن ابن مُحيريز عن ثابت بن السِّمط عن عبادة مرفوعا "ليستحلنّ (¬1) طائفة (¬2) من أمتي الخمر باسم يسمونها اياه" ¬

_ (¬1) ولفظ ابن ماجه "يشرب ناس" (¬2) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "آخر أمتي"

أخرجه أحمد (5/ 318) واللفظ له وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (8) والبزار (2689 و 2720 و 2721) والهيثم بن كليب (1308) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري وابن أبي شيبة (8/ 108) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 5069) وابن ماجه (3385) عن عبيد الله بن موسى العبسي قالا: ثنا سعد بن أوس به. • وقال ليث بن أبي سليم: عن بلال العبسي عن شُرَحبيل بن السِّمْط عن عبادة. أخرجه الهيثم بن كليب (1307) وليث قال النسائي وجماعة: ضعيف. - وقال شعبة: أخبرني أبو بكر بن حفص قال: سمعت عبد الله بن محيريز يحدث عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمه - أخرجه الطيالسي (ص 80) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (38/ 394) وأخرجه أحمد (4/ 237) والنسائي (8/ 280) وفي "الكبرى" (5168) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (177) وأبو نعيم في "الصحابة" (7192 و 7242) من طرق عن شعبة به. - وقال عتبة بن أبي حكيم الهمداني: ثنى أبو بكر بن حفص قال: حدثني عبد الله بن عمر رفعه "إنّ أناسا من أمتي يستحلون الخمر يشربونها ويدعونها بغير اسمها". أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 120) من طريق سليمان بن عبيد الله أبي أيوب الرقي عن بقية بن الوليد عن عتبة به. وأبو أيوب الرقي مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وبقية مدلس ولم يذكر سماعا من عتبة. وعتبة مختلف فيه: وثقه الطبراني وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية بقية عنه. - ورواه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن أبي بكر بن حفص واختلف عنه:

• فقال أبو شهاب محمد بن عبد الواهب: عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن عمر. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 205) • وقال علي بن مُسْهر الكوفي: عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن محيريز مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 112) - ورواه سفيان الثوري واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق (17055): عن سفيان عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن محيريز مرسلا. • وقال الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني: عن سفيان عن سليمان التيمي عن أبي بكر بن حفص عن عبد الرحمن بن محيريز مرسلا. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 548) وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (3384) عن العباس بن الوليد بن صُبْح الخلال الدمشقي ثنا عبد السلام بن عبد القدوس ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا "لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" وأخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (7474) والمزي (18/ 88 - 89) عن محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي وابن عدي (5/ 1967) عن عمر بن سنان المنبجي وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 97) عن الحسن بن سفيان النسوي قالوا: ثنا العباس بن الوليد به. ¬

_ (¬1) وأخرجه في "مسند الشاميين" (430) بهذا الإسناد ووقع عنده "عن أبي هريرة" مكان "أبي أمامة".

قال ابن عدي: هذا ليس بمحفوظ عن ثور إلا من رواية عبد السلام عنه، وعبد السلام عامة ما يرويه غير محفوظ" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد السلام" المصباح 4/ 40 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11228) عن الحسن بن العباس الرازي ثنا إسماعيل بن توبة القزويني ثنا عفان بن سيار ثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعا "إنّ أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 57 قلت: عفان بن سيار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال البرذعي: قال أبو زرعة: ربما أنكر، وذكر غير حديث منكر من روايته، ورأيته يسيء الرأي فيه، وقال البخاري: لا يعرف بكبير حديث، وذكره العقيلي في: "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الديوان": ليس بحجة. وأبو عامر الخزاز واسمه صالح بن رستم مختلف فيه، والباقون ثقات. وأما حديث عائشة فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أول ما يكفأ الإسلام" وأما حديث نافع بن كيسان فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6408) من طريق أبي الفتح نصر بن مرزوق المصري ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة ثني سليمان بن داود عن أيوب بن نافع بن كيسان عن أبيه مرفوعا "ستشرب من بعدي أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يكون عونهم على شربها أمراؤهم". وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين. 3230 - حديث جابر قال: خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في سفر فمطرنا فقال "لِيُصَلِّ من شاء منكم في رَحْلِهِ" قال الحافظ: أخرجه مسلم (698") (¬1) 3231 - "ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة" قال الحافظ: ولابن خزيمة من حديثه (أي ابن عباس) مرفوعا: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنها صافية بلجة" ¬

_ (¬1) 2/ 253 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة) (¬2) 5/ 163 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

3232 - "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" قال الحافظ: وروى الطيالسي من طريق أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث بلال بن رباح ومن حديث ابن عباس فأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطيالسي (ص 288) عن حماد عن الجُرَيْري عن أبي نضرة عن أبي سعيد به مرفوعا. وإسناده صحيح رواته ثقات، وحماد إما هو ابن زيد وأما ابن سلمة وكلاهما سمع من الجريري قبل اختلاطه. وأما حديث بلال فيرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: - فقال ابن لهيعة: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن الصُّنَابحي عن بلال به مرفوعا. أخرجه أحمد (6/ 12) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 222) والبزار (1376) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 237) والطبراني في "الكبير" (1102) والهيثم بن كليب (971) والروياني (742) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 92) من طرق عن ابن لهيعة به. قال البزار: لا نعلم روى الصنابحي عن بلال إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 176 قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة (¬2). - وقال محمد بن إسحاق المدني: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي قال: سألت بلالا عن ليلة القدر فقال: ليلة ثلاث وعشرين. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 513 و 3/ 75) وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من يزيد بن أبي حبيب. ¬

_ (¬1) 5/ 169 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬2) قال الحافظ: أخطأ ابن لهيعة في رفعه، فقد رواه عمرو بن الحارث عن يزيد بهذا الإسناد موقوفا بغير لفظه كما سيأتي في أواخر المغازي بلفظ "ليلة القدر أول السبع من العشر الأواخر" الفتح 5/ 169

- وقال عمرو بن الحارث المصري: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن بلال قال: ليلة القدر في السبع في العشر الأواخر. أخرجه البخاري (فتح 9/ 219) وهذا أصح. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن نصر (ص 237) عن إسحاق بن راهويه أنا الثقفي ثنا خالد الحَذّاء عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين" وإسناده صحيح رواته ثقات، والثقفي هو عبد الوهاب بن عبد المجيد. 3233 - "ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين" قال الحافظ: رواه إسحاق في "مسنده" من طريق أبي حازم عن رجل من بني بياضة له صحبة مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 1140) عن عبدة بن سليمان الكلابي ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي حازم مولى هذيل قال: جاورت في مسجد المدينة مع رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر من رمضان، في قُبّة له يُستر على بابها بقطعة حصير، فبينما نحن في المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبة له إذ رُفع الحصير عن الباب، وأشار إلى من في المسجد أن اجتمعوا، فاجتمعوا، فوعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة لم أسمع واعظا مثلها، فقال "إنّ أحدكم إذا قام يصلي فإنه يناجي ربه تبارك وتعالى فلينظر بم يناجيه، ولا يظهر بعضكم على بعض بالقرآن" ثم ردّ الحصير ورجع كل واحد منا إلى موضعه، فقال بعضنا لبعض: إنّ لهذه الليلة شأنا، وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين. وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (563) وابن نصر في "الصلاة" (132) عن إسحاق به. وأخرجه في "الكبير" (2/ 1/ 244 - 245) من طريق يونس بن بكير الشيباني ثنا ابن إسحاق به. واختلف عن ابن إسحاق: فقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم أن ¬

_ (¬1) 5/ 168 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

أبا حازم مولى هذيل حدثه أنّ رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم من بني بَيَاضة قال: جاورت فذكر الحديث ولم يقل فيه: ثم رد الحصير إلى آخره. وفي روايته أنّ البياضي حدث أبا حازم بالحديث. أخرجه ابن نصر (135) وهذا أصح. واختلف فيه على محمد بن إبراهيم التيمي: - فرواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم واختلف عنه: • فقال مالك (الموطأ 1/ 80): عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم التمار عن البياضي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال "إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم بعض بالقرآن" وأخرجه أحمد (4/ 344) والبخاري في "الكبير" (¬1) (2/ 1/ 245) وفي "خلق الأفعال" (562) وابن نصر (131) والنسائي في "الكبرى" (3364 و 8091) وأبو نعيم في "الصحابة" (7140) والبيهقي (3/ 11 - 12) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (608) من طرق عن مالك به. قال ابن عبد البر: حديث ثابت صحيح" التمهيد 23/ 319 قلت: إسناده صحيح، وأبو حازم وثقه أحمد (العلل 2/ 72) وابن عبد البر (الكنى 1/ 556 - 557) • ورواه غير واحد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم مرسلا، منهم: 1 - عبد الله بن المبارك. أخرجه ابن نصر (130) والنسائي (3365) 2 - الليث بن سعد. أخرجه النسائي (7366) ¬

_ (¬1) رواه عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك وقال في روايته: عن أبي حازم التمار البياضي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهو وهم، أو أنّ (عن) البياضي، سقطت من النسخة المطبوعة، والله أعلم.

3 - يزيد بن هارون. أخرجه النسائي (تحفة الأشراف 11/ 145) 4 - حماد بن زيد (¬1). أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 316 - 317) والمزي (33/ 218) • ورواه عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن رجل من قومه، ولم يذكر أبا حازم. أخرجه النسائي (3368) • ورواه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد واختلف عنه: فرواه عبد الرزاق (4217) عن سفيان كرواية ابن المبارك ومن تابعه. • ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان فقال فيه: عن أبي حازم عن أبي عمرة الأنصاري. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2006) والأول أصح. - ورواه الوليد بن كثير المدني عن محمد بن إبراهيم أنّ أبا حازم مولى بياضة حدثه أنّ رجلا من بني بياضة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثه. أخرجه المزي (33/ 217 - 218) وتابعه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3362 - تحفة الأشراف 11/ 145) وابن عبد البر (23/ 318) عن الليث بن سعد (¬2) ¬

_ (¬1) قال الليث ويزيد وحماد في روايتهم: عن أبي حازم مولى الأنصار. (¬2) ورواه الليث أيضا عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني بياضة من الأنصار أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخرجه النسائي (3361) وابن عبد البر (23/ 317) من طريقين عن الليث به. وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (564) والنسائي (3360) وابن عبد البر (23/ 318) من طرق عن ابن الهاد به. وإسناده صحيح.

وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2007) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي (¬1) كلاهما عن ابن الهاد به. وإسناده صحيح أيضا. - ورواه شعبة عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري واختلف عن شعبة: • فقال النضر بن شميل: ثنا شعبة ثنا عبد ربه عن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني بياضة. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1633) • وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شعبة أنا عبد ربه قال: سمعت محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن رجل من بني بياضة. أخرجه النسائي (3363) وأبو القاسم البغوي (1634) • وقال محمد بن جعفر غُندر: ثنا شعبة قال: سمعت عبد ربه يحدث عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم- قال شعبة: ثم قال عبد ربه بعد: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- عن رجل من بني بياضة. أخرجه أبو القاسم البغوي (1635) ورواية من روى الحديث عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم عن البياضي أصح، والله أعلم. 3234 - "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين" قال الحافظ: وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2/ 823): رأى رجل ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. ولأحمد من حديثه مرفوعا: فذكره، ولابن المنذر: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، وعن جابر بن سَمُرة نحوه، أخرجه الطبراني في "أوسطه"، وعن معاوية نحوه، أخرجه أبو داود" (¬2) حديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 27 و157 - 158) وفي "المسائل" لابنه صالح (713) ¬

_ (¬1) وقال في روايته، عن أبي حازم مولى الغفاريين. (¬2) 5/ 169 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

وعبد بن حميد (793) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 91) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (62) من طرق عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر قال "من كان متحريها فليتحرها في ليلة سبع وعشرين" قال شعبة: وذكر لي رجل ثقة عن سفيان أنّه كان يقول: إنما قال "من كان متحريها فليتحرها في السبع البواقي" قال شعبة: فلا أدري قال ذا أو ذا. شك شعبة. وقال أحمد بن حنبل: الرجل الثقة يحيى بن سعيد القطان" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 176 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنّ الرواة عن عبد الله بن دينار اختلفوا في لفظه فالأكثر رووه عنه كما ذكر يحيى القطان، وانفرد شعبة عنه بلفظ "سبع وعشرين" وأما حديث جابر بن سمرة فذكره الهيثمي في "المجمع" (3/ 177) بلفظ "التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين" وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" عن أبي بكر بن أبي شيبة وجادة عن خط أبيه، ورجاله ثقات" قلت: رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (3/ 76) عن عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد عن أسباط بن نصر عن سِماك عن جابر بن سمرة مرفوعا بلفظ "التمسوها- يعني ليلة القدر- في العشر الأواخر" وإسناده حسن. وأما حديث معاوية فيرويه شعبة عن قتادة سمع مُطَرِّف بن عبد الله عن معاوية واختلف عنه: - فرواه عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري عن أبيه عن شعبة مرفوعا بلفظ "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين" أخرجه أبو داود (1386) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 234) عن عبيد الله بن معاذ به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (4/ 312) وفي "فضائل الأوقات" (102)

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 93) وابن حبان (3680) والطبراني في "الكبير" (19/ 349) من طرق عن عبيد الله بن معاذ به. - ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة موقوفا. أخرجه البيهقي (4/ 312) - وهكذا رواه عفان بن مسلم البصري عن شعبة موقوفا إلا أنه ساقه بلفظ "ليلة ثلاث وعشرين" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 76) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة ثبت وهي مقبولة. وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد قتادة به بل تابعه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أخيه مطرف عن معاوية مرفوعا "التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 349 - 350) عن محمود بن محمد الواسطي ثنا وهب بن بقية أنا خالد بن عبد الله عن سعيد الجُرَيْري عن يزيد بن عبد الله به. ومحمود بن محمد ترجمه الذهبي في "السير" (14/ 242) وقال: الحافظ المفيد العالم. والباقون كلهم ثقات. ورواه أبو يعلى (1076) عن وهب بن بقية بلفظ "التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة والثالثة" ورواه ابن حبان (3661) عن أبي يعلى به. واختلف فيه على خالد بن عبد الله الواسطي، فرواه أبو بشر إسحاق بن شاهين الواسطي عن خالد بن عبد الله فجعله عن أبي هريرة. أخرجه ابن خزيمة (2177) 3235 - "ليلة القدر ليلة مطر وريح" قال الحافظ: وله (أي ابن أبي شيبة) من حديث جابر بن سَمْرة مرفوعا: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 5/ 163 (كتاب الصوم- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

أخرجه البزار (كشف 1031) ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رفعه "التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإني قد رأيتها فنسيتها وهي ليلة مطر وريح أو قال: قطر وريح" وقال: لا نعلم أحدا رواه هكذا إلا عبد الرحمن بن شريك" ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 57) وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 98) عن محمد بن أبي غالب القُوْمَسي ثنا عبد الرحمن بن شريك به، وزاد "في وتر" وأخرجه البزار أيضا (كشف 1033) عن محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن سماك عن جابر بن سمرة مرفوعا: فذكر نحوه. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر (23/ 57) وعبد الرحمن بن شريك مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: واهي الحديث. وتابعه أبو داود الطيالسي عن شريك إلا أنه اقتصر على أوله "التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر" أخرجه أحمد (5/ 86) والبزار (كشف 1032) وهكذا رواه أسباط بن نمر الهَمْداني عن سماك عن جابر مختصرا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 76) عن عمرو بن حماد بن طلحة عن أسباط بن نصر به. وشريك وأسباط مختلف فيهما. 3236 - "لينتهينّ أقوام عن وَدْعِهِمُ الجُمُعَات" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (865) من حديث ابن عمر وأبي هريرة. 3237 - "لينتهينّ رجال عن تركهم الجماعات أو لأحرقنّ بيوتهم" قال الحافظ: وفي حديث أسامة بن زيد عند ابن ماجه مرفوعا: فذكره" (¬2) تكلمت عليه في كتابي "أربح البضاعة فى صلاة الجماعة" (ص 70) فراجعه. ¬

_ (¬1) 13/ 63 (كتاب الأدب- باب لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشا) (¬2) 2/ 267 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب وجوب صلاة الجماعة)

3238 - عن زاذان أنّه رأى ثلاثة على بغل فقال: لينزل أحدكم فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الثالث. قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل زاذان: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 36) وفي "الأدب" (151) عن وكيع عن أبي العَنْبَس عن زاذان به. ومن طريقه أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (673) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1179) وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وإسناده منقطع" وقال ابن الجوزي: هذا حديث ليس بصحيح، وإسناده منقطع، وقد صح أنّ رسول الله صلي الله عليه وسلم دخل المدينة راكبا فتلقي بالصبيان فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه فدخلوا المدينة ثلاثة على دابة" قلت: رواته ثقات، وأبو العنبس اسمه سعيد بن كثير بن عبيد المُلائي. 3239 - "لَيُهِلَّنَّ ابن مريم بِفَجِّ الرَّوْحَاء" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (1252) من حديث أبي هريرة رفعه "والذي نفسي بيده ليهلنّ ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما" 3240 - "اللبن في المنام فطرة" قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬3) موقوف صحيح يرويه هشام بن حسان واختلف عنه: - فقال جميل بن الحسن العتكي: ثنا محمد بن مروان ثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 12/ 520 (كتاب اللباس- باب الثلاثة على الدابة) (¬2) 4/ 158 (كتاب الحج- باب التلبية إذا انحدر في الوادي) (¬3) 16/ 50 (كتاب التعبير- باب اللبن)

أخرجه البزار (كشف 2127) وقال: لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد وعون بن عمارة، وعون لين الحديث" قلت: ومحمد بن مروان هو العقيلي وهو مختلف فيه. - وقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 77) وهذا أصح لأنّ حماد بن أسامة ثقة ثبت. وإسناده صحيح، ومحمد هو ابن سيرين. 3241 - "اللحد لنا والشَّق لغيرنا" قال الحافظ: وفي "السنن" لأبي داود وغيره من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث جابر بن عبد الله فأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود (3208) وابن ماجه (1554) والترمذي (1045) والنسائي (4/ 66) وفي "الكبرى" (2136) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 531) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 450 - 451) والطحاوي في "المشكل" (2844) والطبراني في "الكبير" (12396) والبيهقي (3/ 408) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 297) والبغوي في "شرح السنة" (1511) عن حَكّام بن سَلْم الرازي والطبري (2/ 532) عن هارون بن المغيرة الرازي ومهران بن أبي عمر الرازي ثلاثتهم عن علي بن عبد الأعلى الثعلبي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) 3/ 461 (كتاب الجنائز- باب اللحد والشق في القبر)

وقال الحافظ: وفي إسناده عبد الأعلي بن عامر وهو ضعيف، وصححه ابن السكن" التلخيص 2/ 127 وقال في "التقريب": عبد الأعلى بن عامر صدوق يهم. قلت: بل هو ضعيف، قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث، وقال النسائي وغيره: ليس بذاك القوي، وذكره البخاري وجماعة في الضعفاء. وقال ابن القطان الفاسي: الحديث لا يصح من أجل عبد الأعلى بن عامر" الوهم والإيهام 4/ 211 وقال النووي: إسناده ضعيف، مداره على عبد الأعلى بن عامر وهو ضعيف" الخلاصة 2/ 1013 وأما حديث جرير فأخرجه ابن سعد (2/ 294) وأحمد (4/ 362 - 363) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (186) والطحاوي في "المشكل" (2828) والمحاملي (383) والطبري (2/ 530) والطبراني في "الكبير" (2320 و 2321) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (25) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 297) والخطيب في "الموضح" (2/ 263 - 264) والبغوي في "شرح السنة" (1512) عن سفيان الثوري (¬1) والطيالسي (ص 92) وابن أبي شيبة (3/ 322) وابن ماجه (1555) والطبراني في "الكبير" (2324) وابن عدي (4/ 1329 و 5/ 1814) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 203) عن شريك بن عبد الله القاضي والطيالسي (ص 92) والطحاوي في "المشكل" (2831) عن قيس بن الربيع ¬

_ (¬1) هذه رواية وكيع وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وأبي نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن كثير العبدي وزائدة بن قدامة الكوفي ومؤمل بن إسماعيل البصري وأبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وعبد الله بن نمير عن الثوري. ورواه عبد الرزاق (6385) عن الثوري عن سالم بن عبد الرحمن عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير. فزاد "سالم بن عبد الرحمن" ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (2319) والبيهقي (3/ 408) والأول أصح.

والطبراني في "الكبير" (2322 و 2323) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه" (72) عن عمرو بن قيس وأحمد (4/ 357 - 358) والطحاوي (2830) والطبراني (2325 و 2326) عن الحجاج بن أرطأة والطبري (2/ 530) عن عنبسة بن سعيد بن الضُّرَيس الكوفي كلهم عن أبي اليقظان عثمان بن عمير البجلي عن زاذان عن جرير به مرفوعا. وفي لفظ "والشق لأهل الكتاب" - ورواه أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثُّمالي عن أبي اليقظان واختلف عنه: • فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: عن أبي حمزة عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2329) والبيهقي في "الشعب" (4009) • وقال غير واحد: عن أبي حمزة عن زاذان عن جرير، ولم يذكروا أبا اليقظان. أخرجه الحميدي (808) عن سفيان بن عُيينة وأحمد (4/ 359) عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء والطحاوي في "المشكل" (2829) والمحاملي (384) عن عبد الله بن نُمير ثلاثتهم عن أبي حمزة به. • ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي حمزة واختلف عنه: فقال يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني: عن أبي بكر بن عياش عن أبي حمزة عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير. أخرجه الطبراني (2328)

وقال محمد بن يزيد الرفاعي: عن أبي بكر بن عياش عن أبي حمزة عن زاذان عن جرير. أخرجه الطبري (2/ 531) وأبو حمزة الثمالي ضعفوه. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو اليقظان متفق على ضعفه" المصباح 2/ 39 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - عمرو بن مرة المرادي الكوفي. أخرجه أحمد (4/ 357) والطبراني (2330) من طريق الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن مرة به. والحجاج قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني وغيره: لا يحتج بحديثه. 2 - أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي. أخرجه أحمد (4/ 359) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 203) وفي "الصحابة" (7194) وأبو جناب ضعفه جماعة وقواه بعضهم، وهو مدلس ولم يذكر سماعا من زاذان. وأما حديث جابر فأخرجه ابن شاهين في "كتاب الجنائز" كما في "نصب الراية" (2/ 297) من طريق محمد بن الصلت عن محمد بن عبد الملك عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا. ومحمد بن عبد الملك هو الأنصاري المدني كذبه أحمد وأبو حاتم، وقال الحاكم: روي عن ابن المنكدر الموضوعات. قال أحمد: "الشق لغيرنا" ليس يقوم فيه حديث يثبت" المسائل لابنه عبد الله ص 145 ***

حرف الميم

حرف الميم 3242 - " ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مَنيّ الرجل مَنيّ المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مَنيّ المرأة مَنيّ الرجل آنثا بإذن الله" قال الحافظ: وقع عند مسلم (315) من حديث ثوبان رفعه: فذكره" (¬1) 3243 - "ماء زمزم لما شُرب له" قال الحافظ: وفي "المستدرك" من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، رجاله موثقون إلا أنّه اختلف في إرساله ووصله، وإرساله أصح. وله شاهد من حديث جابر وهو أشهر منه، أخرجه الشافعي وابن ماجه، ورجاله ثقات إلا عبد الله بن المؤمل المكي فذكر العقيلي أنه تفرد به، لكن ورد من رواية غيره عند البيهقي من طريق إبراهيم بن طهمان ومن طريق حمزة الزيات كلاهما عن أبي الزبير عن جابر. ووقع في فوائد ابن المقري من طريق سويد بن سعيد عن ابن المبارك عن ابن أبي المَوَال عن ابن المنكدر عن جابر. وزعم الدمياطي أنّه على رسم الصحيح، وهو كما قال من حيث الرجال إلا أنّ سويدا وإن أخرج له مسلم فإنّه خلط وطعنوا فيه، وقد شّذ بإسناده. والمحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل، وقد جمعت في ذلك جزءا" (¬2) روي من حديث ابن عباس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو فأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (2/ 289) عن عمر بن الحسن بن علي البغدادي الأُشْناني ثنا أبو عبد الله محمد بن هشام بن عيسى المروزى ثنا محمد بن حبيب الجارودي ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل" ¬

_ (¬1) 8/ 275 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب حدثني حامد بن عمر ...) (¬2) 4/ 238 - 239 (كتاب الحج- باب ما جاء في زمزم)

وأخرجه القاسم التُّجيبي في "مستفاد الرحلة" (ص 313 - 314) من طريقين عن الدارقطني به. وأخرجه الحاكم (1/ 473) عن علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن هشام المروزي به. لكنه لم يذكر الزيادة التي في آخره "وهي هزمة ... " وقال: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي" (¬1) قلت: الجارودي ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: غمزه الحاكم النيسابوري وأتى بخبر باطل اتهم بسنده" وهو هذا الحديث. وقال الحافظ في ترجمته من "اللسان": هذا أخطأ الجارودي وصله وإنّما رواه ابن عيينة موقوفا على مجاهد، كذلك حدّث به عنه حفاظ أصحابه كالحميدي وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم" وقال في "التلخيص" (2/ 268): والجارودي صدوق إلا أنّ روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة: الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله" وقال في "اللسان" (4/ 291) في ترجمة عمر بن الحسن بن علي الأشناني: رواه عن ابن عيينة الحميدي وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم من حفاظ أصحابه إلا أنّهم وقفوه على مجاهد لم يذكروا ابن عباس فيه فغايته أن يكون محمد بن حبيب وهم في رفعه" وقال في "طرق حديث ماء زمزم" (ص 30 - 31): انفرد الجارودي عن ابن عيينة بوصل هذا الحديث، ومثله إذا انفرد لا يحتج به فكيف إذا خالف؟ فقد رواه الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما من الحفاظ عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقد رواه سعيد بن منصور في "السنن" عن ابن عيينة كذلك، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة كذلك، وكذا رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (9124) والفاكهي أيضا من طريق عبد الرزاق عن سفيان كذلك، وكذا أخرجه الأزرقي في "كتاب مكة" (2/ 50) عن جده عن ابن عيينة كذلك، وهذا هو المعتمد" ¬

_ (¬1) قال المنذري: سلم منه فإنّه صدوق، قاله الخطيب البغدادي وغيره لكن الراوي عنه محمد بن هشام المروزي لا أعرفه" الترغيب 2/ 210

قلت: ومحمد بن هشام المروزي الراوي عن الجارودي قال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في ترجمة عمر بن الحسن بن علي الأشناني: محمد بن هشام هذا موثق وهو ابن أبي الدميك. والصواب رواية الحميدي ومن تابعه عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن المؤمل المكي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له" أخرجه ابن أبي شيبة (ص 292 - النسخة المفقودة) وأحمد (3/ 357 و 372) وسمويه في "الفوائد" (10) وابن ماجه (3062) والفاكهي في "أخبار مكة" (1076) والأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 52) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 209) والحكيم الترمذي كما في "طرق حديث ماء زمزم" (ص 24 و 25) والعقيلي (2/ 303) والطبراني في "الأوسط" (853 و 9023) وابن عدي (4/ 1455) وابن المقرئ في "المعجم" (382) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (628) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 37) والبيهقي (5/ 148) والخطيب في "التاريخ" (3/ 179) والقاسم التُجيبي (ص 314) وابن خلفون في "المعلم" (ص 197) من طرق عن عبد الله بن المؤمل به. قال العقيلي: لا يتابع عبد الله بن المؤمل عليه" وقال الطبراني: لم يروه عن أبي الزبير إلا عبد الله بن المؤمل" وقال ابن عدي: غير محفوظ" وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن المؤمل" المصباح 3/ 209 وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 357 وأما المنذري فقال: وهذا إسناد حسن (¬1) " الترغيب 2/ 211 قلت: لم ينفرد ابن المؤمل به بل تابعه: ¬

_ (¬1) قلت: ابن المؤمل مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

1 - إبراهيم بن طهمان الخراساني: ثنا أبو الزبير قال: كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا فحضرت صلاة العصر فقام فصلّى بنا في ثوب واحد قد تَلَبّبَ به ورداءه موضوع، ثم أتى بماء من ماء زمزم فشرب ثم شرب فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم وقال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ماء زمزم لما شرب له" قال: ثم أرسل النبي -صلي الله عليه وسلم- وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو أن اهد لنا من ماء زمزم ولا يترك، قال: فبعث إليه بمزادتين. أخرجه البيهقي (5/ 202) عن أبي زكريا بن أبي إسحاق وأبي نصر بن قتادة قالا: ثنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي أنا معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحيى ثنا إبراهيم بن طهمان به. وأحمد بن إسحاق بن شيبان لم أقف له على ترجمة، ومعاذ بن نجدة ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: صالح الحديث، والباقون كلهم ثقات. 2 - حمزة الزيات عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3827) وابن عدي (4/ 1455) عن علي بن سعيد الرازي عن إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسي عن عبد الرحمن بن المغيرة عن حمزة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا عبد الرحمن بن المغيرة" وقال الحافظ: وهو في "الأوسط" للطبراني وأخطأ فيه راويه، إنما هو عن عبد الله بن المؤمل فهو المنفرد به" طرق حديث ماء زمزم ص 25 الثاني: يرويه سويد بن سعيد الهروي قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم، فاستقى منه شربة، ثم استقبل القبلة، ثم قال: اللهم إنّ ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "ماء زمزم لما شرب له" وهذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3833) والخطيب في "التاريخ" (10/ 166) وابن عساكر (38/ 341) والقاسم التُّجيبي (ص 313) وقال البيهقي: غريب من حديث ابن أبي الموال عن ابن المنكدر، تفرد به سويد عن ابن المبارك من هذا الوجه" وقال ابن عساكر: كذا قال "ابن أبي الموال" والمحفوظ عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير"

وقال الذهبي: كذا قال "ابن أبي الموال" وصوابه ابن المؤمل، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد" سير الأعلام 8/ 349 وقال ابن كثير: سويد بن سعيد ضعيف، والمحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل" البداية والنهاية 2/ 247 ولما قال الدمياطي: هذا على رسم الصحيح لأنّ سويدا احتج به مسلم، وعبد الرحمن بن أبي الموال احتج به البخاري. تعقبه الحافظ فقال: وليس فيه حكم على الحديث بالصحة لما قدمناه من أنّه لا يلزم من كون الإسناد محتجا برواته في الصحيح أن يكون الحديث الذي يُروى به صحيحا لما يطرأ عليه من العلل. وقد صرّح ابن الصلاح بهذا في مقدمة شرح مسلم فقال: من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنّه من شرط الصحيح عند مسلم فقد غفل وأخطأ، بل ذلك يتوقف على النظر في أنّه كيف روي عنه وعلى أي وجه روي عنه. قلت: وذلك موجود هنا فإنّ سويد بن سعيد إنما احتج به مسلم فيما توبع عليه لا فيما تفرد به. وقد اشتد إنكار أبي زرعة الرازي على مسلم في تخريجه لحديثه فاعتذر إليه من ذلك بما ذكرناه من أنّه لم يخرج ما تفرد به، وكان سويد بن سعيد مستقيم الأمر ثم طرأ عليه العمى فتغير وحدّث في حال تغيره بمناكير كثيرة حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته. فليس ما ينفرد به على هذا صحيحا فضلا عن أن يخالف فيه غيره بل قد اختلف عليه هو في هذا الإسناد فروي عنه عن ابن المبارك عن ابن المؤمل على ما هو المشهور" النكت (¬1) على كتاب ابن الصلاح 1/ 274 - 275 وقال في "التلخيص الحبير" (2/ 268): سويد بن سعيد ضعيف جدا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا. من شدة ما كان يذكر له عنده من المناكير. قلت: وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن ¬

_ (¬1) وانظر "طرق حديث ماء زمزم" ص 42 - 45

ابن المؤمل عن أبي الزبير، كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة فجعله سويد عن ابن أبي الموال عن ابن المنكدر" قلت: أخرجه ابن عساكر (38/ 343) من طريق أبي بكر بن المقري ثني محمد بن عبد الرحيم الخوبي في مجلس ابن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله النيسابوري ثنا الحسن بن عيسى قال: رأيت ابن المبارك دخل زمزم، فاستقى دلوا، واستقبل البيت، ثم قال: اللهم إنّ عبد الله بن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم- قال "ماء زمزم لما شرب له" اللهم إني أشربه لعطش يوم القيامة. فشرب. وأخرجه قبل ذلك من طريق أبي عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي ثنا نرجس بن عبد الله الخادم مولى الحسن بن عرفة ثنا الحسن بن عرفة عن ابن المبارك ثني عبد الله بن أبي الموال عن أبي الزبير عن جابر به. وقال: كذا قال: "ابن أبي الموال" والمحفوظ عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير" قلت: ولاحق بن الحسين كذبوه (انظر اللسان 6/ 236 - 237) وأما حديث ابن عمرو فأخرجه البيهقي في "الشعب" (3832) وفي "الصغرى" (1743) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي سعدويه عن عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو به مرفوعا. وابن المؤمل مختلف فيه كما تقدم. 3244 - "ما ابتلي عبد بعد ذهاب دينه بأشدّ من ذهاب بصره، ومن ابتلي ببصره فصبر حتى يلقى الله لقي الله تعالى ولا حساب عليه" قال الحافظ: أخرجه البزار عن زيد بن أرقم، وأصله عند أحمد بغير لفظه بسند جيد، وللطبراني من حديث ابن عمر بلفظ "من أذهب الله بصره" فذكره نحوه" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 770) عن الحسن بن يحيى ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا إسرائيل عن جابر عن خيثمة عن زيد بن أرقم به مرفوعا. وأخرجه (769) من طريق إسحاق بن منصور السلولي الكوفي ثنا إسرائيل عن جابر عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه مرفوعا "لن يُبتلى عبد بشيء أشدّ عليه من الشرك بالله، ولن ¬

_ (¬1) 12/ 220 (كتاب المرضى- باب فضل من ذهب بصره)

يبتلى عبد بشيء بعد الشرك بالله أشد عليه من ذهاب بصره، ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له". ومن هذا الطريق أخرجه المحاملي (410) والدينوري في "المجالسة" (1781) والخطيب في "التاريخ" (1/ 394) وإسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجُعفي. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2223) و"الصغير" (124) وابن عدي (7/ 2532) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 203) من طرق عن وهب بن حفص الحرّاني ثنا جعفر بن عون ثنا مِسعر بن كِدام عن عطية عن ابن عمر مرفوعا "من أذهب الله بصره فصبر واحتسب كان حقا على الله واجبا أن لا ترى عيناه النار". قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به وهب بن حفص عن جعفر" وقال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا جعفر بن عون، تفرد به وهب بن حفص" وقال الهيثمي: وفيه وهب بن حفص الحراني وهو ضعيف" المجمع 2/ 309 قلت: قال أبو عروبة الحراني والدارقطني: وهب بن حفص يضع الحديث. 3245 - "ما أحبّ أنّ لي بهذه الآية الدنيا وما فيها {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر: 53] الآية. فقال رجل: ومن أشرك؟ فسكت ساعة، ثم قال "ومن أشرك" ثلاث مرات. قال الحافظ: وروى أحمد والطبراني في "الأوسط" من حديث ثوبان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه ابن لَهيعة عن أبي قَبيل حيي بن هانئ المعافري واختلف عنه: - فقال حسن بن موسى الأشيب: ثنا ابن لهيعة ثنا أبو قبيل قال: سمعت أبا عبد الرحمن المزني يقول: سمعت ثوبان يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما أحبّ أنّ لي الدنيا وما فيها بهذه الآية {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] فقال رجل: يا رسول الله، فمن أشرك؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال "إلا من أشرك" ثلاث مرات. ¬

_ (¬1) 10/ 170 (كتاب التفسير: سورة الزمر- باب قوله: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزُّمَر: 53])

أخرجه أحمد (5/ 275) - وقال غير واحد: عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ثوبان. منهم: 1 - سعيد بن أبي مريم. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (176) 2 - زيد بن الحباب. أخرجه الروياني (647) 3 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه الروياني (647) - ورواه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن لهيعة واختلف عنه: • فقال أحمد (5/ 275): ثنا حجاج ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل ثني أبو عبد الرحمن الجبلاني أنّه سمع ثوبان. • وقال غير واحد: عن حجاج عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي عبد الرحمن المزني عن أبي عبد الرحمن الجبلاني عن ثوبان، منهم: 1 - محمد بن الحسين البرجلاني. أخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (49) 2 - زكريا بن يحيى بن أبي زائدة. أخرجه الطبري في "تفسيره" (24/ 16) 3 - محمد بن منصور الطوسي. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 587 - 588) • ورواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن حجاج بن محمد واختلف عنه: فقال الروياني (648): ثنا محمد بن إسحاق أنا حجاج ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: سمعت أبا عبد الرحمن الجبلاني أنه سمع ثوبان. • وقال أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: ثنا حجاج ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل

قال: سمعت أبا عبد الرحمن المزني يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي أنه سمع ثوبان. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6735) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 3246 - "ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر، واساني بنفسه وماله وأنكحني ابنته" قال الحافظ: ووقع بيان ذلك في حديث آخر لابن عباس رفعه نحو حديث الترمذي وزاد "منه أعتق بلالا، ومنه هاجر بنبيه" أخرجه الطبراني، وعنه في طريق أخرى: فذكره، أخرجه الطبراني" (¬1) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر الصديق، واساني بنفسه وماله، وأنكحني ابنته" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11461) و"الأوسط" (508 و 3847) وابن عدي (1/ 421) من طريق محمد بن صالح بن مهران البصري ابن النَّطَّاح القرشي مولى بني هاشم ثنا أرطأة بن المنذر أبو حاتم ثنا ابن جريج به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا أرطاة، تفرد به محمد بن صالح" وقال ابن عدي: لا أعرف هذا الحديث إلا عن أرطأة عن ابن جريج" وقال الهيثمي: وفيه أرطأة أبو حاتم وهو ضعيف" المجمع 9/ 46 الثاني: يرويه نهشل بن سعيد الورداني عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا "ما من أحد أمن عليّ في يده من أبي بكر، زوجني ابنته، وأخرجني إلى دار الهجرة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن إخاء مودة إلى يوم القيامة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12647) قال الهيثمي: وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك" المجمع 9/ 46 وللحديث شاهد عن أنس وآخر عن علي تقدم الكلام عليهما في حرف الهمزة فانظر "إنّ أعظم الناس علينا منا أبو بكر" ¬

_ (¬1) 8/ 13 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

3247 - حديث أبي سعيد "ما أحد ينام إلا ضرب على سماخه بِجَرِيْر معقود" قال الحافظ: أخرجه المخلص في "فوائده". وقال: وروينا في "الجزء الثالث من الأول من حديث المخلص في حديث أبي سعيد الذي تقدمت الإشارة إليه "فإن قام فصلى انحلت العقد كلهن، وإن استيقظ ولم يتوضأ ولم يصلّ أصبحت العقد كلها كهيئتها" وقال: وفي حديث أبي سعيد الذي قدمت ذكره من فوائد المخلص "أصبحت العقد كلها كهيئتها، وبال الشيطان في أذنه" (¬1) أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (118 و 352) عن النضر بن هشام الأصبهاني وأبو الشيخ أيضا (501) عن محمد بن إبراهيم المُكْتب قالا: ثنا بكر بن بكار ثنا قرة بن خالد قال: سمعت عطية عن أبي سعيد رفعه "ما أحد ينام إلا ضرب على سماخيه بجرير مُعَقّد، فإن هو استيقظ فذكر الله حُلَّتْ عقدة، فإن استيقظ فتوضأ حلت عقدة أخرى، فإن قام فصلّى حلت العقد كلها، فإن هو لم يستيقظ ولم يتوضأ ولم يصلّ أصبح العقد كلّهنّ كهيئتها، وبال الشيطان في أذنه" وإسناده ضعيف لضعف بكر بن بكار القيسي وعطية بن سعد العَوْفي. 3248 - "ما أحدث قوم بدعة إلا رُفع من السنة مثلها" قال الحافظ: أخرج أحمد بسند جيد عن غضيف بن الحارث قال: بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال: إنا قد جمعنا الناس على رفع الأيدي على المنبر يوم الجمعة وعلى القصص بعد الصبح والعصر، فقال: أما إنّهما أمثل بدعكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منها لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة" (¬2) ضعيف يرويه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسانى الشامي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 3/ 267 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب عقد الشيطان على قافية الرأس) (¬2) 17/ 10 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

- فقال بقية بن الوليد: عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد الرحبي عن غضيف بن الحارث الثمالي قال: بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء إنا قد أجمعنا الناس على أمرين، قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر، فقال: أما إنّهما أمثل بدعتكم عندي ولست مجيبك إلى شيء منهما، قال: لم؟ قال: لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة" فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة. أخرجه أحمد (4/ 105) عن سُريج بن النعمان الجوهري البغدادي ثنا بقية به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 316) من طريق محمد بن سلام المنبجي ثنا بقية به. وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (10) من طريق نعيم بن حمّاد المروزي ثنا بقية به. واختلف فيه على سريج بن النعمان: فقال محمد بن عبد الرحيم البغدادي صاعقة: ثنا سريج بن النعمان ثنا المعافى بن عمران عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث به. أخرجه البزار (كشف 131) عن محمد بن عبد الرحيم به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 99) عن البزار به. - وقال عيسى بن يونس الكوفي: عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غطيف بن الحارث قال: حُدثت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: فذكره. أخرجه ابن نصر في "السنة" (ص 27) وأبو هلال العسكري في "الأوائل" (256) وتابعه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا أبو بكر بن أبي مريم به. أخرجه اللالكائي في "السنة" (121) وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. قال الحافظ في "التقريب": ضعيف وكان قد سرق بيته فاختلط. فقوله هنا: "بسند جيد" ليس بجيد. 3249 - "ما أحد يدخل الجنة إلا زوّجه الله ثنتين وسبعين من الحور العين وسبعين وثنتين من أهل الدنيا"

قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه والدارمي رفعه: فذكره، وسنده ضعيف جدا" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (4337) وابن عدي (3/ 884) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (370) والبيهقي في "البعث" (367) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا "ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله -عز وجل- ثنتين وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل النار، ما منهنّ واحدة إلا ولها قُبُل شهي وله ذكر لا ينثني". وإسناده ضعيف لضعف خالد بن يزيد. 3250 - حديث ابن مسعود رفعه "ما أحسن محسن من مسلم ولا كافر إلا أثابه الله" قلنا: يا رسول الله، ما إثابة الكافر؟ قال "المال والولد والصحة وأشباه ذلك" قلنا: وما إثابته في الآخرة؟ قال "عذابا دون العذاب" ثم قرأ {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] ". قال الحافظ: وأما ما أخرجه ابن مردويه والبيهقي من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، فالجواب عنه أنّ سنده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه ابن ماجه في "التفسير" (تهذيب الكمال 14/ 74 - 75 وميزان الاعتدال 3/ 30) والبزار (1454) عن زيد بن أخزم الطائي ثنا عامر بن مدرك ثنا عتبة بن يقظان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "ما أحسن من محسن مسلم ولا كافر إلا أثيب" قلنا: يا رسول الله، هذا إثابة المؤمن قد عرفناها، فما إثابة الكافر؟ قال "إذا تصدق بصدقة أو وصل رحما أو عمل حسنة أثابه الله، وإثابته المال والولد في الدنيا، وعذابا دون العذاب يعني في الآخرة، وقرأ {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]. اللفظ للبزار وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 82) والحاكم (2/ 253) عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي ¬

_ (¬1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة) (¬2) 14/ 225 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

وابن شاهين في "الترغيب" (529) والمزي (14/ 74) عن عبد الله بن محمد بن الأشعث القاضي والبيهقي في "الشعب" (277) عن زكريا بن يحيى البزار قالوا: ثنا زيد بن أخزم به. وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 146) عن عمر بن شيبة النميري ثنا عامر بن مدرك به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ابن مسعود، ولا نعلم له إسنادا عن ابن مسعود إلا هذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عتبة واه" وقال في "الميزان": عامر صدوق، والخبر منكر" وقال البيهقي: في إسناده من لا يحتج به" قلت: عتبة قال النسائي: غير ثقة، وقال علي بن الجنيد: لا يساوى شيئا، وقال الدارقطني: متروك، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وعامر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. 3251 - "ما أحلّ الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته فإنّ الله لم يكن ينسى شيئا، ثم تلا هذه الآية {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] " قال الحافظ: أخرجه البزار وقال: سنده صالح. وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها ... " ¬

_ (¬1) 17/ 24 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

3252 - حديث ابن عباس قال: خرج النبي -صلي الله عليه وسلم- بالهاجرة فرأى أبا بكر وعمر فقال "ما أخرجكما؟ " قالا: ما أخرجنا إلا الجوع، فقال "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الجوع" قال الحافظ: أخرج (أي ابن حبان) في "صحيحه" من حديث ابن عباس قال: فذكره" (¬1) ورد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي الهيثم بن التيهان فأمّا حديث ابن عباس فأخرجه ابن حبان (5216) عن محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي والطبراني في "الأوسط" (2268) و"الصغير" (185) عن أحمد بن محمد بن مهدي الهروي وابن بشكوال في "الغوامض" (629) عن محمد بن يوسف الفربري كلهم عن علي بن خشرم المروزي ثنا الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن عبد الله بن كيسان ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد، فسمع بذلك عمر، فقال: يا أبا بكر، ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاقِّ الجوع، قال: وأنا والله ما أخرجني غيره. فبينما هما كذلك، إذ خرج عليهما النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال "ما أخرجكما هذه الساعة؟ " قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاقِّ الجوع، قال "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره، فقوما" فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري- وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما أو لبنا- فأبطأ عنه يومئذ، فلم يأت لحينه، فأطعمه لأهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما انتهوا إلى الباب، خرجت امرأته، فقالت: مرحبا بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه، فقال لها نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "فأين أبو أيوب؟ " فسمعه وهو يعمل في نخل له، فجاء يشتد، فقال: مرحبا بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه، يا نبي الله ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "صدقت" قال: فانطلق فقطع عذقا من النخل فيه من كل التمر والرطب والبسر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما أردت إلى هذا؟ ¬

_ (¬1) 5/ 111 (كتاب الصوم- باب التنكيل لمن أكثر الوصال)

ألا جنيت لنا من تمره" قال: يا نبي الله أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحنّ لك مع هذا، قال "إن ذبحت فلا تذبحنّ ذات درِّ" فأخذ عناقا أو جديا، فذبحه، وقال لامرأته: اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز، فأخذ الجدي فطبخه وشوى نصفه، فلما أدرك الطعام، وضع بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأخذ من الجدي، فجعله في رغيف، فقال "يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام" فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "خبز ولحم وتمر وبسر ورطب- ودمعت عيناه- والذي نفسي بيده إنّ هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله جل وعلا {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثر: 8] فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة" فكبر ذلك على أصحابه، فقال "بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا وأفضل، فإنّ هذا كفاف بهذا" فلما نهض قال لأبي أيوب "ائتنا غدا" وكان لا يأتي إليه أحد معروفا إلا أحبّ أن يجازيه، قال: وإنّ أبا أيوب لم يسمع ذلك، فقال عمر: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرك أن تأتيه غدا، فأتاه من الغد، فأعطاه وليدته فقال "يا أبا أيوب استوص بها خيرا، فإنا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا" فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا أجد لوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا من أن أعتقها، فأعتقها" اللفظ لابن حبان وقال: خبر غريب" وقال الطبراني: لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلا الفضل بن موسى" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن كيسان المروزي وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 318 قلت: عبد الله بن كيسان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ولم ينفرد به بل تابعه يونس بن عبيد البصري عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر الحديث بنحوه إلا أنه جعل أبا الهيثم بن التيهان مكان أبي أيوب. أخرجه أبو يعلى (¬1) (250) ¬

_ (¬1) هكذا رواه أبو يعلى عن زكريا بن يحيى، ورواه غير واحد عن زكريا بن يحيى فقالوا: عن ابن عباس سمع عمر بن الخطاب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 253 - 254) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 362) عن جعفر بن محمد الفريابي والطبراني أيضا =

عن زكريا بن يحيى بن عبد الله بن أبي سعيد الرقاشي الخزاز أبي عبد الله المقري ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (50 - منتقاه للمزي) وابن عدي (4/ 1565) والحاكم (3/ 286) عن هلال بن بشر قالا: ثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى البصري عن يونس بن عبيد به. قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن يونس بهذا الإسناد غير عبد الله بن عيسى" قلت: واختلف فيه على عبد الله بن عيسى وهو الخزاز، فقيل: عنه عن يونس بن عبيد عن عكرمة عن ابن عباس سمع عمر بن الخطاب. أخرجه البزار (205) عن محمد بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن عيسى به. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا رواه عن يونس إلا عبد الله بن عيسى" وقال أبو زرعة: هذا حديث منكر -يعني بهذا الإسناد-" علل ابن أبي حاتم (2/ 104) وقال ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه" التفسير 4/ 545 وقال الهيثمي: في أسانيدهم عبد الله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف" المجمع 10/ 317 قلت: ضعفه أبو زرعة والنسائي وابن عدي وغيرهم. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 545) وفي "العلل" (1802) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي والعقيلي (2/ 286 - 287) عن داود بن محمد قالوا: ثنا زكريا بن يحيى به.

ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال "ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ " قالا: الجوع يا رسول الله، قال "وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا" فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار وذكر الحديث. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1169) ومسلم (2038) وابن ماجه (3180) وإسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (98) وأبو يعلى (6181) والطبري في "تفسيره" (30/ 287) وفي "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 705) والطحاوي في "المشكل" (474) والطبراني في "الكبير" (19/ 257 - 258) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 340 - 341) والبغوي في "الشمائل" (448) وابن بشكوال في "الغوامض" (627) الثاني: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه: - فرواه عبد الملك بن عمير الكوفي عن أبي سلمة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (256) وأبو داود (5128) وابن ماجه (3745) والترمذي (2369) وفي "الشمائل" (354) والطبري (30/ 287) وفي "تهذيب الآثار" (2/ 705 - 706) والطحاوي في "المشكل" (472 و 4293 و 4294) والطبراني في "الكبير" (19/ 256 - 257) والحاكم (4/ 131) وأبو نعيم في "الصحابة" (5981) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 228 - 230) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 341 - 342 و 343) والخطيب في "التطفيل" (ص 22) وفي "الأسماء المبهمة" (ص 282 - 283) والبغوي في "تفسيره" (7/ 286 - 287) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 15 - 16) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي التميمي والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (10/ 467 - 468) عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 270 - 271) عن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير به. • وخالفهم أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري فرواه عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة مرسلا.

أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (242) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 66 - 67) والترمذي (2370) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة فوجب قبولها. قال الدارقطني في "العلل" (8/ 19): الأشبه بالصواب قول شيبان وأبي حمزة" - ورواه عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سلمة مرسلا. أخرجه أحمد في "الزهد" (1/ 65 - 66) عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي والطحاوي في "المشكل" (473) عن هشيم بن بشير قالا: ثنا عمر بن أبي سلمة به. وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه. وأما حديث أبي بكر الصديق فأخرجه ابن ماجه (3181) وابن أبي الدنيا في "الجوع" (14) والمروزي في "مسند أبي بكر" (55) وأبو يعلى (78) والطبراني في "الكبير" (19/ 251 - 252) من طرق عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي ثنا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر قال: فاتني العشاء ذات ليلة فأتيت أهلي، فقلت: هل عندكم عشاء؟ قالوا: لا والله ما عندنا عشاء، فاضطجعت على فراشي فلم يأتني النوم من الجوع، فقلت: لو خرجت إلى المسجد فصليت وتعللت حتى أصبح، فخرجت إلى المسجد فصليت ما شاء الله، ثم تساندت إلى ناحية المسجد كذلك، إذ طلع عليّ عمر بن الخطاب فقال: من هذا؟ قلت: أبو بكر. فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقصصت عليه القصة فقال: والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك، فجلس إلى جنبي، فبينما نحن كذلك، إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكرنا، فقال "من هذا؟ " فبادرني عمر فقال: هذا أبو بكر وعمر، فقال "ما أخرجكما هذه الساعة؟ " وذكر الحديث. قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبيد الله بن مَوْهَب وقد ضعفه الجمهور ووثق، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 319 قلت: يحيى بن عبيد الله متروك كما في "التقريب". وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 254 - 256) عن محمد بن

زكريا الغلابي ثنا بكار بن محمد السيرينني ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها، ثم خرج أبو بكر فقال له "ما أخرجك يا أبا بكر؟ " قال: أخرجني الجوع، قال "وأنا أخرجني الذي أخرجك" قال: ثم خرج عمر، فقال له "ما أخرجك يا عمر؟ " قال: أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع، ثم سار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس من أصحابه فقال لهم "انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان ... وذكر الحديث. قال الهيثمي: وفيه بكار بن محمد وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 321 قلت: والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وقال الذهبي: ضعيف. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات لأنّه في روايته عن المجاهيل بعض المناكير. وأما حديث جابر فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 269 - 270) عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال ثنا يعقوب بن إسحاق الدشتكي ثنا علي بن عاصم عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم جائعا، فلم يجد في أهله شيئا يأكله، وأصبح أبو بكر جائعا، فقال لأهله: عندكم شيء؟ قالوا: لا، وذكر الحديث. وعلي بن عاصم هو ابن صهيب الواسطي ذكره أبو زرعة والنسائي وابن حبان والعقيلي والبخاري في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10496) من طريق همام بن يحيى البصري عن الكلبي ثني الشعبي عن الحارث عن ابن مسعود أنّ أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع وأنّ عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهما وأنهما أخبراه أنّه لم يخرجهما إلا الجوع فقال "انطلقوا بنا إلى منزل رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان" ... وذكر الحديث ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 208 - 209) قال الهيثمي: وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب" المجمع 10/ 319 وأما حديث أبي الهيثم بن التيهان فأخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 359 - 361) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي وإبراهيم بن محمد الشافعي كلاهما عن عبد العزيز بن أبي

حازم عن أبيه أنّ رجلا أخبره عن أبي الهيثم بن التيهان أنّ أبا بكر الصديق خرج فإذا هو بعمر جالسا في المسجد فعمد نحوه فوقف فسلم، فردّ عمر، فقال له أبو بكر: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال له عمر: بل أنت ما أخرجك هذه الساعة؟ قال له أبو بكر: إني سألتك قبل أن تسألني. فقال عمر: أخرجني الجوع. فقال أبو بكر: وأنا أخرجني الذي أخرجك ... وذكر الحديث. قال البيهقي: رواه ابن خزيمة عن محمد بن يحيى عن عمرو بن عثمان عن زهير عن أبي إسماعيل- قال ابن خزيمة: هو علمي: بشير بن سلمان- عن أبي حازم عن أبي هريرة" 3253 - حديث أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا؟ " قال الحافظ: وهو عند الدارقطني والحاكم" (¬1) وذكره في موضعين آخرين وسكت عليه (¬2). صحيح أخرجه أبو داود (4674) والبزار (كشف 1543) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 144) وابن شاهين في "الناسخ" (657) والحاكم (1/ 36 و 2/ 14) وابن حزم في "المحلى" (13/ 14) والبيهقي (8/ 329) وابن عبد البر في "الجامع" (1553) والبغوي في "تفسيره" (6/ 148) وابن عساكر في "تاريخه" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 144) والحنائي في "فوائده" (ق 16/ أ) من طرق عن عبد الرزاق ثنا مَعْمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "ما أدري تبع ألعينا كان أم لا، وما (¬3) أدري ذا القرنين أنبيا كان أم (¬4) لا، وما أدري الحدود كفارات (¬5) لأهلها أم لا" اللفظ للبيهقي قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن أبي ذئب إلا معمر" وقال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق بهذا الإسناد" جامع بيان العلم 2/ 828 - تفسير ابن كثير 4/ 144 ¬

_ (¬1) 17/ 52 (كتاب الاعتصام- باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل مما لم ينزل عليه الوحي) (¬2) 15/ 90 (كتاب الحدود- باب الحدود كفارة) و 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار) (¬3) ولفظ أبي داود وغيره "وما أدري أعزير نبي هو أم لا" (¬4) ولفظ ابن عساكر "أم ملكا" (¬5) ولفظ ابن عساكر "طهارة"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة" وقال ابن حزم: سنده صحيح وما نعلم له علة" وقال ابن التركماني: سنده صحيح" الجوهر النقي 8/ 329 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 265 وقال الحافظ: صحيح على شرط الشيخين" الفتح 1/ 72 وقال الحنائي: هذا حديث غريب تفرد به بهذا الإسناد عبد الرزاق" وقد أعل بالإرسال: قال البيهقي: رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن ابن أبي ذئب عن الزهري مرسلا. قال البخاري: وهو أصح (¬1) ولا يثبت هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الحدود كفارة" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 153) قلت: رواية عبد الرزاق عندي أصح لأنّ ابن معين قال: كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف. ولم ينفرد معمر به بل تابعه آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي ذئب به. أخرجه الحاكم (2/ 450) وعنه البيهقي (8/ 329) ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا آدم به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: شيخ الحاكم متكلم فيه (انظر تاريخ بغداد 10/ 292 - 293) والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد ابن أبي ذئب به بل تابعه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا" أخرجه البزار (1542) عن الحارث بن الخضر العطار ثنا سعيد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد به. ¬

_ (¬1) وقال الحنائي: وهو الأصح"

وقال: تفرد به عبد الله بن سعيد ولم يتابع عليه" كذا قال، وقد تابعه ابن أبي ذئب كما تقدم. 3254 - "ما أدري بأيهما أنا أسر؟ بقدوم جعفر أو بفتح خيبر" سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي - صلى الله عليه وسلم -" 3255 - عن أنس قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيّ البقاع أحبّ إلى الله وأيها أبغض إلى الله؟ قال "ما أدرى حتى أسأل" فنزل جبريل وكان قد أبطأ عليه، الحديث. قال الحافظ: رواه ابن مردويه من طريق زياد النميري عن أنس" (¬2) انظر حديث "الأسواق شر البقاع، والمساجد خير البقاع" 3256 - عن سعد بن أبي وقاص أنّه خطب امرأة بمكة، فقال هيت: أنا أنعتها لك، إذا أقبلت قلت تمشي بست، وإذا أدبرت قلت تمشي بأربع. وكان يدخل على سودة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما أراه إلا منكرا" فمنعه، ولما قدم المدينة نفاه. قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة والدورقي وأبو يعلى من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنّ اسم المخنث: هِيْت أيضا لكن ذكر فيه قصة أخرى. وقال: ووقع في حديث سعد الذي أشرت إليه: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 1893) وفي "الأدب" (217) والدورقي في "مسند سعد" (35) عن بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري الكوفي القاضي ثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن عامر بن سعد عن أبيه أنّه خطب امرأة بمكة وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ليت عندي من يراها ومن يخبرني عنها، فقال رجل مُخَنَّث يدعى هيت: أنا أنْعَتُها لك، هي إذا أقبلت قلت: تمشي على ست، وإذا أدبرت قلت: تمشي على أربع. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أرى هذا منكرا، أراه يعرف ¬

_ (¬1) 13/ 291 (كتاب الإستئذان- باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: قوموا إلى سيدكم) (¬2) 10/ 44 (كتاب التفسير: سورة مريم- باب قوله {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64]) (¬3) 11/ 247 و 249 - 250 (كتاب النكاح- باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)

أمر النساء" وكان يدخل على سودة، فنهاه أن يدخل عليها، فلما قدم المدينة نفاه، فكان كذلك حتى إمرة عمر، فجهد، فكان يرخص له أن يدخل المدينة، فيتصدق عليه يوم الجمعة. ورواه أبو يعلى (758) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 275 - 276) وابن بشكوال في "المبهمات" (65) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. ورواه البزار (1083) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 176) عن حميد بن الربيع اللخمي قالا: ثنا بكر بن عبد الرحمن به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سعد إلا ابنه عامر، ولا رواه عن عامر إلا مجاهد، ولا رواه عن مجاهد إلا عبد الكريم، ولا رواه عن عبد الكريم إلا ابن أبي ليلى، ولا رواه عن ابن أبي ليلى إلا عيسى بن المختار، ولا رواه عن عيسى إلا بكر بن عبد الرحمن، ولا نعلم أسند مجاهد عن عامر بن سعد عن أبيه إلا هذا الحديث" وقال الهيثمي: وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف" المجمع 4/ 27 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى" مختصر الإتحاف 5/ 90 3257 - "ما أسكر فهو حرام" قال الحافظ: وحديث أنس أخرجه أحمد بسند صحيح بلفظ: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو يعلى (3971) عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري ثنا عبد الله بن إدريس عن المختار بن فُلفل عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن شراب باليمن يقال له البِتْع والمِزْر فقال "ما أسكر فهو حرام" قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 56 قلت: وإسناده صحيح رجاله ثقات. 3258 - "ما أسكر كثيره فقليله حرام" ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل وهو البتع)

قال الحافظ: فعند أبي داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وللنسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله، وسنده إلى عمرو صحيح وجاء أيضا عن علي عند الدارقطني، وعن ابن عمر عند ابن إسحاق والطبراني، وعن خوات بن جبير عند الدارقطني والحاكم والطبراني، وعن زيد بن ثابت عند الطبراني، وفي أسانيدها مقال" (¬1) صحيح ورد من حديث جابر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث خوات بن جبير الأنصاري ومن حديث عائشة ومن حديث زيد بن ثابت. فأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 343) وفي "الأشربة" (148) وأبو داود (3681) والترمذي (1865) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (21) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 217) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (155) والبيهقي في "الشعب" (5187) والبغوي في "شرح السنة" (3010) والجورقاني في "الأباطيل" (630) من طرق عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري أخبرني داود بن بكر بن أبي الفرات عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا. قال الجورقاني: هذا حديث صحيح" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث جابر" قلت: وهو كما قال، فإسماعيل ومحمد ثقتان، وداود وثقه ابن معين وابن حبان والذهبي في "المغني"، وقال أبو حاتم: لا بأس به ليس بالمتين، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، فهو حسن الحديث. - ورواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي عن داود بن بكر واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أنس بن عياض عن داود بن بكر عن ابن المنكدر عن جابر. أخرجه ابن ماجه (3393) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي وابن الجارود (860) والبيهقي (8/ 296) وفي "الصغرى" (3359) عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري ¬

_ (¬1) 12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل وهو البتع)

والبيهقي (8/ 296) وفي "الصغرى" (3359) عن محمد بن المنخل والمزي (8/ 377 - 378) عن يعقوب بن حميد بن كاسب وعمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي قالوا: ثنا أنس بن عياض به. • وقال رزق الله بن موسى الناجي: ثنا أنس بن عياض ثنا موسى بن عقبة عن ابن المنكدر عن جابر. أخرجه ابن حبان (5382) والأول أصح لأنّ الذي جعله عن داود بن بكر أوثق وأكثر عددا، ويحتمل أن يكون لأنس بن عياض في هذا الحديث شيخان والله أعلم. ولم ينفرد داود بن بكر به بل تابعه سلمة بن صالح الأحمر عن ابن المنكدر عن جابر به. أخرجه ابن عدي (3/ 1177) والواحدي في "الوسيط" (2/ 223) وسلمة بن صالح قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال أبو زرعة وغيره: واهي الحديث. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 179) وفي "الأشربة" (5) والنسائي (8/ 268) وفي "الكبرى" (5117 و 6820) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (1/ 590) والبيهقي (8/ 296) عن يحيى بن سعيد القطان وابن ماجه (3394) عن أنس بن عياض والدارقطني (4/ 254) عن الوليد بن كثير بن سنان المُزَني ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا. قال أبو جعفر النحاس: قال النسائي: إنما يتكلم في حديث عمرو بن شعيب إذا رواه

عنه غير الثقات، فأما إذا رواه الثقات فهو حجة، وعبد الله بن عمرو جد عمرو بن شعيب كان يكتب ما سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحديثه من أصح الحديث" قلت: وإسناده حسن، عبيد الله بن عمر هو ابن حفص العمري المدني ثقة مشهور، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه: 1 - أخوه عبد الله بن عمر. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (38) وعبد الرزاق (17007) وأحمد (2/ 167) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 217) وتمام (ق 8 - 9) والبيهقي (8/ 296) وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. 2 - أبو يونس الحسن بن يزيد بن فروخ العجلي القوي. أخرجه الدارقطني (4/ 254) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 327) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا سعيد بن سالم القداح عن أبي يونس العجلي القوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام" وسعيد بن سالم مختلف فيه، وعلي بن حرب والحسن بن يزيد ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. وأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه عباد بن يعقوب الكوفي ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني أبي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، ولا أحل مسكرا" أخرجه الدارقطني (4/ 250) وعيسى بن عبد الله قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال أبو نعيم: روى عن آبائه أحاديث مناكير لا يكتب حديثه لا شيء، وقال ابن حبان في "المجروحين": يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به كأنه كان يهم ويخطئ حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت. الثاني: يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام"

أخرجه البيهقي (8/ 296) من طريق ابن وهب وهو في "الموطأ" (39) له قال: ثني شمر بن نمير عن حسين بن عبد الله به. وأخرجه ابن عدي (2/ 767) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني حسين بن عبد الله بن ضميرة به وزاد في أوله "كل مسكر خمر" وحسين بن عبد الله كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم وابن الجارود، وقال أحمد وغيره: متروك الحديث. وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه نافع عن ابن عمر. ورواه عن نافع جماعة، منهم: 1 - موسى بن عقبة المدني. واختلف عنه: - فقال المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي: عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13411) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو مصعب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن به. وشيخ الطبراني مختلف فيه (اللسان 4/ 231)، وأبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر الزهري وثقه ابن حبان وغيره، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: صدوق، والمغيرة بن عبد الرحمن وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود. - وقال أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي: ثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه. أخرجه البزار (كشف 2917) عن علي بن الحسين الدرهمي ثنا أنس بن عياض به. وأخرجه أبو جعفر النحاس في "الناسخ" (1/ 586 - 587) عن البزار به. وقال: هذا إسناد مستقيم" قلت: ولم ينفرد أنس بن عياض به بل تابعه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي عن موسى بن عقبة به. أخرجه أحمد في "الأشربة" (74) وإسحاق في "مسنده" كما في "نصب الراية" (4/ 304) والبيهقي (8/ 296)

وأبو معشر ضعيف لكن يصلح في المتابعات كما قال الحافظ في "الفتح" (9/ 405) - وقال عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حَنْطب: عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر. أخرجه أبو بكر النجاد في "مسند عمر" (73 و 76) من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن أبي حميد عن عبد العزيز به. قال الدارقطني: ووهم عبد العزيز في قوله: عن عمر" العلل 2/ 17 قلت: وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ابن أبي حميد مدني، وابن أبي حميد قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. 2 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه الحسن بن عرفة (70) والبزار (كشف 2918) والطبراني في "الأوسط" (3866) والبيهقي (8/ 296) وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من نافع. 3 - أبو معشر نجيح السندي. أخرجه أحمد في "الأشربة" (75) وابن المقرئ في "المعجم" (1222) والبيهقي (8/ 296) وأبو معشر ضعيف كما تقدم. 4 - مطيع الأعور الأنصاري المديني أبو يحيى. أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (18) والبزار (كشف 2919) وابن عدي (6/ 2254) من طريق أبي إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي ثنا مطيع به. ومطيع مجهول كما في "الميزان"، والراوي عنه كذبه أحمد والدارقطني، وقال النسائي: متروك الحديث. 5 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه البزار (كشف 2915) عن عبد الله بن شبيب ثنا إسماعيل بن عبد الله عن أبيه عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن شبيب الرَّبَعي.

6 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه البزار بالإسناد السابق. وأخرجه ابن عدي (4/ 1589) عن جعفر بن أحمد بن الصباح ثنا جدي محمد بن الصباح ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر به. وقال: وهذا الحديث في المسكر قد رواه عن عبيد الله جماعة "كل مسكر حرام" وعبد الرحمن هذا غير متن الحديث فقال "ما أسكر كثيره فقليله حرام" فخالف من رواه عن عبيد الله" قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر هو العمري كذبه أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: سكتوا عنه. 7 - عبد الله بن عمر العمري. أخرجه ابن عدي بالإسناد السابق. 8 - محمد بن عمرو بن علقمة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (630) عن أحمد بن علي الأبار ثنا مسروق بن المرزبان ثنا أبو عبد الرحمن الأشجعي عن محمد بن عمرو به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا الأشجعي، تفرد به مسروق" قلت: وهو صدوق كما قال صالح جزرة والذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب" وزاد: له أوهام، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه. ومحمد بن عمرو صدوق كذلك، والباقون ثقات فالإسناد حسن، والأشجعي اسمه عبيد الله بن عبيد الرحمن. الثاني: يرويه زيد بن أسلم عن ابن عمر. أخرجه ابن عدي (1/ 387 و 6/ 2389) من طريق منصور بن يعقوب بن أبي نويرة أنا أسامة بن زيد بن أسلم عن زيد بن أسلم به. ذكره في ترجمة منصور بن يعقوب هذا وذكر له حديثا آخر وقال: له غير ما ذكرت ويقع في حديثه أشياء غير محفوظة. وترجمه الذهبي في "المغني في الضعفاء" وقال: منكر الحديث.

وأسامة بن زيد قال أحمد وابن معين: ضعيف. ولم ينفرد به بل تابعه مطيع الأعور الأنصاري عن زيد بن أسلم به. أخرجه البزار (كشف 2919) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (18) وابن عدي (6/ 2254) من طريق محمد بن القاسم الأسدي ثنا مطيع به. ومطيع والراوي عنه تقدم الكلام فيهما. الثالث: يرويه زكريا بن منظور المدني عن أبي حازم عن ابن عمر مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام" أخرجه ابن ماجه (3392) وإسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور. الرابع: يرويه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه. أخرجه البزار (كشف 2916) عن القاسم بن بشر بن معروف البغدادي ثنا عبد الله بن نافع الصائغ ثنا عاصم بن عمر عن بلال بن أبي بكر عن سالم به. وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر العمري. ورواه أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي عن عبد الله بن نافع فأسقط عاصم بن عمر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7939) واختلف فيه على سالم بن عبد الله، فرواه عبد الله بن شُبْرُمة الكوفي عن سالم بن عبد الله عن أبيه قوله. أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (20) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ثنا مصعب بن سلام عن ابن شبرمة به. ورواته ثقات غير مصعب بن سلام وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. قال أبو داود: ضعفوه بأحاديث انقلبت عليه أحاديث ابن شبرمة. الخامس: يرويه أبو الزناد عن ابن عمر. أخرجه البزار (كشف 2919) وابن عدي (6/ 2254) من طريق محمد بن القاسم الأسدي ثنا مطيع الأعور الأنصاري عن أبي الزناد به.

والأسدي والأنصاري تقدما. وأما حديث خوات بن جبير فأخرجه العقيلي (2/ 233) والطبراني في "الكبير" (4149) و"الأوسط" (1639) والدارقطني (4/ 254) والحاكم (3/ 413) وابن السكن وابن قانع وابن شاهين في "الصحابة" كما في "اللسان" (3/ 258) وأبو نعيم في "الصحابة" (2514) والهرثمية في "جزئها" (28) وفي إسناده عبد الله بن إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال العقيلي: له أحاديث لا يتابع منها على شيء منها هذا الحديث، وفي هذا أسانيد من غير هذا الوجه من وجه جيد. وقال في موضع آخر (2/ 263): وفي "ما أسكر كثيره فقليله حرام" أحاديث بأسانيد صالحة" وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن القاسم بن محمد التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وما أسكر الفرق فالمجة منه حرام" أخرجه الدارقطني (4/ 250) من طريق عمران بن أبان الواسطي ثنا أيوب بن سيار عن عبد الرحمن به. وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن سيار. وتابعه مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4027) عن علي بن سعيد الرازي ثنا الحسن بن يحيى بن السكن الأصم ثنا بشر بن عمر الزهراني ثنا مالك به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مالك إلا بشر بن عمر، تفرد به الحسن بن يحيى الأصم" قلت: ترجمه ابن أبي حاتم وقال: محله الصدق، وعلي بن سعيد مختلف فيه، والباقون ثقات (¬1). ¬

_ (¬1) ولم ينفرد عبد الرحمن بن القاسم به بل تابعه أبو عثمان عمرو بن سالم الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام" =

الثاني: يرويه محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 358) وابن عدي (3/ 1255) من طريق سفيان بن محمد الفزاري ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن المنكدر به. قال ابن عدي: إنما يرويه ابن عيينة ومالك وغيرهما عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة، ويروى عن مالك برواية ابن طهمان عنه فقال: عن الزهري عن أبي سلمة وعن عروة عن عائشة، فأما من حديث ابن المنكدر عن عروة فليس له أصل، أتى به سفيان بن محمد هذا" (¬1) وقال ابن حبان: وهذا مقلوب، إنما هو عند ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا "كل شراب أسكر فهو حرام" فقلب سفيان بن محمد إسناده ومتنه جميعا" قلت: والفزاري قال الحاكم: روى عن ابن وهب وابن عيينة وغيرهما أحاديث موضوعة. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث كتبت عنه ولا أحدث عنه. الثالث: يرويه أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ الكوفي عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام" أخرجه ابن عدي (4/ 1624) وأبو نعيم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه وقد كذبه ابن معين. وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6442) عن محمد بن عبد الله بن عرس المصري ثنا يحيى بن سليمان المري ثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت ثني أبي ثني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد بن ثابت به مرفوعا. ¬

_ = أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4326) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن سعد الزهري ثني الربيع بن صَبيح عن أبي عثمان به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن الربيع بن صبيح إلا إبراهيم بن سعد، تفرد به أحمد بن حنبل" قلت: الربيع بن صبيح مختلف فيه، والباقون ثقات. (¬1) وله طريق أخرى عن عروة، فأخرج الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 275) من طريق أبي عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب القاضي وأحمد بن عمرو البزار ثنا محمد بن زَبَاد المعروف بابن زبداء المذاري ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا: "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام" أخرجه في ترجمة المذاري هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون ثقات.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن زيد بن ثابت إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن سليمان بن نضلة" قلت: وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن قيس. 3259 - عن الشعبي قال: لما احتضر عبد الله جاء ابنه عبد الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، إنّ أبى قد احتضر فأحبّ أن تشهده وتصلي عليه، قال "ما اسمك؟ " قال: الحُبَاب، قال "بل أنت عبد الله، الحباب اسم الشيطان" قال الحافظ: ووقع في رواية الطبري من طريق الشعبي: فذكره" (¬1) مرسل وله عن الشعبي طريقان: الأول: يرويه مغيرة بن مِقْسَم الضَّبي واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن مغيرة عن شباك عن الشعبي قال: دعا عبد الله بن عبد الله بن أُبى بن سلول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة أبيه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "من أنت؟ " قال: حباب بن عبد الله بن أبي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "بل أنت عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، إنّ الحباب هو الشيطان، إنه قد قيل لي: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم، فأنا استغفر لهم سبعين وسبعين وسبعين" وألبسه النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصه وهو عرق. أخرجه الطبري في "تفسيره" (10/ 199) عن محمد بن حميد الرازي وسفيان بن وكيع قالا: ثنا جرير به. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد وابن وكيع، ومغيرة وشباك الضبيان مدلسان وقد عنعنا. - وقال هُشيم: أنا مغيرة عن الشعبي قال: فذكر نحوه. أخرجه الطبري (10/ 199) قال: ثنا الحسن ثنا هشيم به. والحسن أظنه ابن يحيى العبدي قال ابن أبي حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 9/ 403 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله استغفر لهم أو لا تستغفر لهم)

الثاني: يرويه عطاء بن السائب عن الشعبي أنّ عمر بن الخطاب قال: لقد أصبت في الإسلام هفوة ما أصبت مثلها قط، أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي على عبد الله بن أبي، فذكر الحديث وقال في آخره: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الحباب اسم شيطان، أنت عبد الله" أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10508) عن أبيه ثنا أبو سلمة ثنا حماد عن عطاء به. ورواته ثقات غير عطاء بن السائب وهو صدوق اختلط بأخرة، واختلف في سماع حماد بن سلمة منه، فقيل: سمع منه قبل الاختلاط، وقيل: بعده. وأبو سلمة اسمه موسى بن إسماعيل التبوذكي. 3260 - "ما أصرّ من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة" قال الحافظ: وللترمذي عن أبي بكر الصديق مرفوعا: فذكره، وإسناده حسن" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو داود والترمذي" (¬2) ضعيف روي من حديث أبي بكر الصديق ومن حديث ابن عباس فأما حديث أبي بكر فأخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (186) وأبو داود (1514) والترمذي (3554) والبزار (1/ 205) وابن أبي الدنيا في "التوبة" (172) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (121 و 122) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 57) والطبري في "تفسيره" (4/ 98) وأبو يعلى (137 و 138 و 139) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/ 554 - 555) وابن السني في "اليوم والليلة" (361) وابن شاهين في "الترغيب" (182) والقضاعي (788) والبيهقي (10/ 188) وفي "الشعب" (633 و 6697) وفي "الدعوات" (143) والواحدي في "الوسيط" (1/ 494) والبغوي في "شرح السنة" (1297) وفي "تفسيره" (1/ 422) والمزي (34/ 346 - 347) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 311) من طرق عن عثمان بن واقد العُمري عن أبي نُصيرة عن مولى لأبي بكر الصديق عن أبي بكر به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي" ¬

_ (¬1) 1/ 119 (كتاب الإيمان- باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر) (¬2) 13/ 343 (كتاب الدعوات- باب أفضل الاستغفار)

وقال البزار: رأيت في هذا الإسناد رجلين مجهولين فتركت ذكر هذا الحديث" البحر الزخار 1/ 171 - 172 وقال أيضًا: وهذا الحديث لا نحفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكر بهذا الطريق، وعثمان بن واقد مشهور حدث عنه أبو معاوية وأبو يحيى الحِمّاني وغيرهما، وأبو نصيرة ومولى أبي بكر فلا يعرفان، ولكن لما كان هذا الحديث لا يعرف إلا من هذا الوجه لم نجد بدا من كتابته وتبيين علته" 1/ 205 قلت: وأبو نصيرة ترجمه البخاري وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا له رواية إلا عن مولى أبي بكر ولا عنه إلا عثمان بن واقد. وقيل: أبو نصيرة هو مسلم بن عبيد، قاله ابن أبي حاتم وغيره. ومولى أبي بكر قيل: هو أبو رجاء (تحفة الأشراف 5/ 309 - تهذيب الكمال 35/ 121) قال الحافظ في "التقريب" (ص 639): مجهول. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1797) عن محمد بن الفضل السقطي ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو شيبة عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس به مرفوعا. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (173) عن سعيد بن سليمان الواسطي عن أبي شيبة الخراساني به بلفظ "لا صغيرة مع اصرار، ولا كبيرة مع استغفار" قال الذهبي في "الميزان": أبو شيبة الخراساني أتى بخبر منكر. ثم ذكر له هذا الحديث. 3261 - عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أيّ الكلام أحبّ إلى الله؟ قال: "ما اصطفى الله لملائكته: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده" وفي لفظ له "إنّ أحب الكلام إلى الله سبحانه: سبحان الله وبحمده" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (2731) عن أبي ذر: فذكره" (¬1) 3262 - "ما أظلَّت الخضراء، ولا أقلَّت الغَبْراء" سكت عليه الحافظ (¬2). حسن ¬

_ (¬1) 17/ 329 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47]) (¬2) 13/ 315 (كتاب الإستئذان- باب من زار قوما فقال عندهم)

روي من حديث أبي ذر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أبي هريرة ومن حديث علي ومن حديث جابر بن سمرة ومن حديث الهجنع بن قيس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث مالك بن دينار مرسلا ومن حديث ابن سيرين مرسلا فأما حديث أبي ذر فأخرجه الترمذي (3802) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (986) والبزار (4072) وابن حبان (7132 و 7135) والطبراني في "الأوسط" (5144) وابن عدي (5/ 1914) والحاكم (3/ 342) وأبو نعيم في "الصحابة" (1554) من طرق عن النضر بن محمد الجرشي اليمامي ثنا عكرمة بن عمار عن أبي زُمَيْل سِمَاك بن الوليد الحنفي عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر رفعه "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر: شبه عيسى بن مريم -عليه السلام-" فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله، أفنعرف ذلك له؟ قال "نعم، فاعرفوه له" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا شارك النضر بن محمد فيه عن عكرمة" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عكرمة بن عمار إلا النضر بن محمد" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لمالك بن مرثد ولا لأبيه شيئا، وقد وثقهما العجلي وابن حبان، وقال الذهبي في "الديوان": مرثد مجهول، وقال في "الميزان": فيه جهالة، ليس بمعروف، وقال الحافظ: مقبول. وللحديث طريق أخرى عند الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 1045 - 1046) وفيها الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن سعد (4/ 228) وابن أبي شيبة (¬1) (12/ 124) وأحمد (2/ 163) والترمذي (¬2) (3801) وابن ماجه (156) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 222) والدولابي في "الكنى" (2/ 169) والطحاوي في "المشكل" (533) وابن عدي (5/ 1815 - 1816) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 357) عن عبد الله بن نمير ¬

_ (¬1) وقع عنده موقوفا، والصواب أنه مرفوع، فقد رواه يعقوب بن سفيان وفهد بن مرزوق بن يحيى عند الطحاوي عن ابن أبي شيبة فرفعاه. (¬2) وقال: حديث حسن"

والدولابي في "الكنى" (1/ 146) والحاكم (3/ 342) عن أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمّاني كلاهما عن الأعمش عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال: سمعت ابن عمرو رفعه "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر" • ورواه أبو عبيدة عبد الملك بن معن الهُذلي عن الأعمش قال: عن عثمان أبي اليقظان. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 159) • ورواه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن الأعمش قال: ثنا عثمان بن قيس البجلي. أخرجه أحمد (2/ 175 و 223) والحاكم (3/ 342) وابن قيس هو ابن عمير. قال البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 245): عثمان بن قيس أبو اليقظان، ويقال: ابن عمير البجلي. وقال أحمد: عثمان بن عمير أبو اليقظان، ويقال: عثمان بن قيس وهو ضعيف الحديث. ضعفاء العقيلي 3/ 212 قلت: وضعفه أيضا أبو حاتم وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وابن حبان والدارقطني وغيرهم. • ورواه الحسن بن عُمارة عن الأعمش عن عثمان بن عمير عن شهر بن حوشب عن ابن عمر. أخرجه إبراهيم بن طهمان في "المشيخة" (144) والحسن بن عمارة متروك الحديث. وأما حديث أبي الدرداء فله عنه طرق: الأول: يرويه علي بن زيد بن جُدْعان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر"

أخرجه ابن سعد (4/ 228) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (12/ 125) وفي "مسنده" (35) وأحمد (6/ 442) وعبد بن حميد (209) ويعقوب بن سفيان (2/ 328) والبزار (كشف 2713) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (351) والطحاوي (534) والحاكم (3/ 342) وأبو نعيم في "الصحابة" (1556) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به. قال البزار: لم يروه عن علي بن زيد إلا حماد" قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. الثاني: يرويه شهر بن حوشب قال: ثنا عبد الرحمن بن غَنْم أنه زار أبا الدرداء بحمص فذكر حديثا وفيه: قاله أبو الدرداء: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما أظلت الخضراء ... الحديث. أخرجه أحمد (5/ 197) عن أبي النضر هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد بن بهرام ثنا شهر به. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (ص 159 - 160) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثنا عبد الحميد بن بهرام به. وإسناده حسن. ولم ينفرد عبد الحميد به بل تابعه شِمْر بن عطية عن شهر به. أخرجه البزار (كشف 2714) والحاكم (3/ 344) من طريق أبي يحيى عبد الحميد الحماني عن الأعمش عن شمر به. وقال البزار: لا نعلم يروى عن أبي الدرداء من وجه أحسن من هذا" قلت: شمر وثقه النسائي وغير واحد. واختلف فيه على شهر، فرواه قتادة عنه فلم يذكر عبد الرحمن بن غنم. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 184) الثالث: يرويه أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن أبي الدرداء. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (ص 161) وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر" أخرجه ابن سعد (4/ 228) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (12/ 125) وفي "مسنده" (المطالب 4074) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 4074) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا أبو أمية بن يعلى عن أبي الزناد به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1555) من طريق يعقوب بن إبراهيم العبدي ثنا يزيد بن هارون به. قال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة أبي أمية بن يعلى" مختصر الإتحاف 9/ 287 قلت: اسمه إسماعيل وهو ضعيف جدا (اللسان 1/ 445 و 7/ 12) الثاني: يرويه عمر بن صبيح الكندي عن الأحنف بن قيس عن أبي هريرة مرفوعا "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، وإن أردتم أن تنظروا إلى شبه الناس بعيسى بن مريم زهدا وبرا ونسكا فعليكم به" أخرجه العقيلي (3/ 176) من طريق حسين بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن عمر بن صبيح به. وقال: عمر بن صبيح ليس بالقائم، وليس بمعروف بالنقل، ولا يبين سماعه من الأحنف" وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وأما حديث علي فيرويه شريك بن عبد الله النخعي عن الأعمش واختلف عنه: - فقال بشر بن مهران الخصاف: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد- هو ابن وهب- قال: قال علي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 172) وقال: غريب من حديث الأعمش، تفرد به بشر عن شريك" قلت: وبشر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: ترك أبي حديثه وأمرني أن لا أقرأ عليه حديثه.

- وقال إسحاق بن يوسف الواسطي الأزرق: ثني شريك عن الأعمش قال: سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة يحدث عن حلام بن جزل الغفاري عن علي. أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 141) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 158) عن جعفر بن محمد بن إسحاق الأزرق الواسطي ثني جدي إسحاق بن يوسف به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (532) عن إبراهيم بن أحمد بن مروان أبي إسحاق الواسطي ثنا جعفر بن محمد الواسطي به. وأخرجه الحاكم (4/ 479 - 480) من طريق محمد بن جعفر بن محمد بن إسحاق الواسطي عن أبيه به. وقال: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، وحلام لم يخرج له مسلم شيئا، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وجعفر بن محمد بن إسحاق الواسطي قال الدارقطني: ضعيف (اللسان 2/ 125) وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 62) من طريق إسماعيل بن أبان الوراق الكوفي أنبأ ناصح أبو عبد الله المُحَلِّمي عن سماك بن حرب عن جابر رفعه "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة منك يا أبا ذر" وإسناده واه، ناصح قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الفلاس: متروك. وأما حديث الهجنع فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 197 - 198) عن محمد بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى ثنا هُشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن الهجنع مرفوعا "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ومن أراد أن ينظر إلى عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر" وإسناده ضعيف، هشيم مدلس وقد عنعن، وعبد الرحمن بن يحيى أبو شيبة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه (2/ 2/ 302) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والهجنع ليست له صحبة. وأما حديث أبي سعيد فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر" وأما حديث مالك بن دينار فأخرجه ابن سعد (4/ 228) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

ثنا سلام بن مسكين ثنا مالك بن دينار أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها؟ " فقال أبو ذر: أنا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "صدقت" ثم قال "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سرّه أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر" رواته ثقات. وأما حديث ابن سيرين فأخرجه ابن سعد (4/ 228) عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ثنا أبو حُرَّة عن ابن سيرين مرفوعا "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر" إسناده حسن، وأبو حرة اسمه واصل بن عبد الرحمن. 3263 - "ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة" قال الحافظ: وفي حديث عليّ عند ابن إسحاق والطبري والبيهقي في "الدلائل" أنهم كانوا حينئذ أربعين يزيدون رجلا أو ينقصون، وفيه عمومته أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. ولابن أبي حاتم من وجه آخر عنه أنهم يومئذ أربعون غير رجل أو أربعون ورجل. وفي حديث عليّ من الزيادة أنه صنع لهم شاة على ثريد وقعب لبن، وأنّ الجميع أكلوا من ذلك وشربوا وفضلت فضلة، وقد كان الواحد منهم يأتي على جميع ذلك. وقال: ووقع في حديث عليّ: فذكره" (¬1) ضعيف وله عن عليّ طرق: الأول: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي واختلف عنه: - فرواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: • فقال سلمة بن الفضل الأبرش: ثني ابن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن ابن عباس عن علي قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشُّعَرَاء: 214] دعاني رسول الله فقال لي "يا علي، إنّ الله أمرني أن ¬

_ (¬1) 10/ 119 (كتاب التفسير: سورة الشعراء- باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشُّعَرَاء: 214])

أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتّ عليه حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد: إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عُسًّا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به" ففعلت ما أمرني به. ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حِذْية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصّحفة. ثم قال "خذوا بسم الله" فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس عليّ بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال "اسق القوم" فجئتهم بذلك العُس، فشربوا منه حتى رووا منه جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لَهَدّ ما سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "الغد يا عليّ، إنّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم أجمعهم إليّ" قال: ففعلت، ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة. ثم قال "اسقهم" فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ " قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا، أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال "إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا" قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. أخرجه البزار (456) والطبري في "التفسير" (19/ 121 - 122) و"التاريخ" (2/ 319 - 321) و"التهذيب" (مسند علي ص 62 - 63) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 284 - 285 و 4/ 387) وأبو نعيم في "الدلائل" (331) من طرق عن سلمة بن الفضل به. والسياق للطبري.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا الإسناد متصلا عن ابن عباس عن علي إلا من حديث سلمة عن ابن إسحاق" قلت: وعبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. • وقال يونس بن بكير في "المغازي" (¬1): عن ابن إسحاق قال: حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل واستكتمني اسمه عن ابن عباس عن علي قال: فذكره. قال الدارقطني: والأشبه بالصواب حديث سلمة عن ابن إسحاق" العلل 3/ 77 قلت: لم يصرح ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير بمن حدثه، بل واستكتمه اسمه حتى لا يعرف، وقد صرح به سلمة بن الفضل كما تقدم. قال ابن كثير: تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم أبي مريم وهو متروك كذاب شيعي، اتهمه ابن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعفه الأئمة رحمهم الله" التفسير 3/ 351 - ورواه الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي قال: لما نزلت هذه الآية {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشُّعَرَاء: 214] جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، فقال لهم "من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ " فقال رجل لم يسمه شريك: يا رسول الله أنت كنت بَحُرا من يقوم بهذا، ثم قال لآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي: أنا. أخرجه أحمد (1/ 111) وفي "الفضائل" (1196) عن أسود بن عامر الشامي ثنا شريك عن الأعمش به. وأخرجه البزار (766) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا أسود بن عامر به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (1108) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا أسود بن عامر به. وعن يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا شريك به. ¬

_ (¬1) رواية أبي الحسين رضوان بن أحمد الصيدلاني ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 178 - 180) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار به. وقال أحمد بن عبد الجبار: بلغني أنّ ابن إسحاق إنما سمعه من عبد الغفار بن القاسم أبي مريم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث.

وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 32 - 33) عن محمد بن الفضل السدوسي ثني شريك به. وقال: عباد بن عبد الله الأسدي فيه نظر" قلت: وشريك مختلف فيه. • ورواه عبد الله بن عبد القدوس التميمي عن الأعمش واختلف عنه: فقال عباد بن يعقوب الرَّوَاجني: ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله قال: قال علي: فذكر الحديث. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 284 و 4/ 386 - 387) وعباد بن يعقوب وثقه ابن خزيمة، وقال ابن حبان: كان رافضيا داعية إلى الرفض ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك. وعبد الله بن عبد القدوس قال ابن معين: ليس بشيء رافضي خبيث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقواه بعضهم. وقال الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي: ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث قال: قال علي: فذكر الحديث. أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 351 - 352) والحسين بن عيسى قال أبو حاتم: صدوق. الثاني: يرويه أبو صادق الأزدي الكوفي عن ربيعة بن ناجد عن عليّ قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق، فصنع لهم مدّا من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب، فقال "يا بني عبد المطلب إني بعثت لكم خاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ " فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت أصغر القوم، فقال "اجلس" ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي "اجلس" حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. أخرجه أحمد (1/ 159) وفي "الفضائل" (1220) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا أبو عوانة ثنا عثمان بن المغيرة عن أبي صادق به.

ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (9/ 146 - 147) ورواه النسائي في "الخصائص" (66) عن الفضل بن سهل الأعرج ثني عفان بن مسلم به. ورواه الطبري في "التاريخ" (2/ 321 - 322) عن زكريا بن يحيى الضرير ثنا عفان بن مسلم به (¬1). وربيعة بن ناجد لم يرو عنه إلا أبو صادق كما في "الكاشف" للذهبي، ومع هذا فقد ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال العجلي في "الثقات" والحافظ في "التقريب": ثقة. وخالفهم الذهبي فذكره في "المغني في الضعفاء" وقال: فيه جهالة (¬2)، وقال في "الميزان": لا يكاد يعرف، وعنه أبو صادق بخبر منكر فيه: عليّ أخي ووارثي. وهو مخالف لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا نورث، ما تركناه صدقة" رواه البخاري. وباقي رواته ثقات. الثالث: يرويه نافع عن سالم عن علي قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة وهو بمكة فاتخذت له طعاما، ثم قال لعليّ "ادع لي بني عبد المطلب" فدعا أربعين، فقال لعلىّ "هلم طعامك" قال علي: فأتيتهم بثريدة إن كان كل الرجل منهم ليأكل مثلها، فأكلوا منها جميعا حتى أمسكوا، ثم قال "اسقهم" فسقيتهم بإناء هو ريّ أحدهم، فشربوا منه جميعا حتى صدروا، فقال أبو لهب: لقد سحركم محمد، فتفرقوا ولم يدعهم، فلبثوا أياما، ثم صنع لهم مثله، ثم أمرني فجمعتهم فطعموا، ثم قال لهم -صلى الله عليه وسلم - "من يؤازرني على ما أنا عليه ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة؟ " فقلت: أنا يا رسول الله، وإني لأحدثهم سنا وأحمشهم ساقا، وسكت القوم، ثم قالوا: يا أبا طالب ألا ترى ابنك؟ قال: دعوه فلن يألوا ابن عمه خيرا. أخرجه ابن سعد (1/ 187) عن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن يزيد بن عياض بن جُعْدُبة الليثي عن نافع به. ¬

_ (¬1) وقع في روايتهما: عن ربيعة بن ناجد أنّ رجلا قال لعلي: يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال: فذكر الحديث. وقال فيه "فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي" زاد النسائي: ووزيري. وزاد في اخر الحديث: ثم قال "أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري" (¬2) وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ويزيد بن عياض كذبه مالك وابن معين والنسائي. 3264 - حديث أم حكيم بنت وادع أنها قالت: يا رسول الله، أتكره الهدية؟ فقال "ما أقبح رد الهدية" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (8/ 307) وأبو يعلى (المطالب 1674) والطبراني في "الكبير" (25/ 162) وابن منده كما في "الإصابة" (13/ 199) وأبو نعيم في "الصحابة" (7904) والبيهقي في "الشعب" (8571) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكى قال: حدثتنا حَبَابة بنت عجلان الخزاعية حدثتني أمي حفصة عن صفية بنت جرير عن أم حكيم بنت وَدّاع الخزاعية قالت: قلت: يا رسول الله، ما جزاء الغني من الفقير؟ قال "النصيحة والدعاء" قلت: يا رسول الله، تكره ردّ الظلف؟ قال "ما أقبحه لو أهدي إليّ كُراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت" قال الهيثمي: وفيه من لا يعرف" المجمع 4/ 149 وقال البوصيري (¬2) في "مصباح الزجاجة" (4/ 149): جميع من ذكر في هذا الإسناد من النساء لم أر من جرحهنّ ولا وثقهن" قلت: كلهن مجهولات لا يعرفن. انظر تراجمهن في "الميزان" و "التقريب". 3265 - حديث أم حكيم الخزاعية: قلت: يا رسول الله، تكره رد الظلف؟ قال لي "ما أقبحه، أي لو أهدي إليّ كُراع لقبلت" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬3) انظر الحديث الذي قبله. 3266 - حديث عائشة أنّ امرأة قالت: يا رسول الله، إني سميت ابني محمدا وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك، قال: "ما الذي أحل اسمي وحرّم كنيتي؟ " قال الحافظ: وأما ما أخرجه أبو داود من حديث عائشة: فذكره، فقد ذكر الطبراني ¬

_ (¬1) 11/ 155 (كتاب النكاح- باب من أجاب إلى كراع) (¬2) وقال في "إتحاف الخيرة" (3/ 380): سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" (¬3) 6/ 126 - 127 (كتاب الهبة- باب القليل من الهبة)

في "الأوسط" أنّ محمد بن عمران الحجبي تفرد به عن صفية بنت شيبة عنها، ومحمد المذكور مجهول" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 135 - 136 و 209) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 154) وأبو داود (4968) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 705 و 706 و 707) والطبراني في "الأوسط" (1061) و"الصغير" (16) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 174 - 175) والبيهقي (9/ 309 - 310) وفي "الآداب" (617) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية- القسم الأول ص 33 و 34) والمزي (26/ 233) والذهبي في "الميزان" (3/ 672) من طرق عن محمد بن عمران الحَجَبي عن جدته صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك، فقال "ما الذي أحل اسمي وحرّم كنيتي؟ " أو "ما الذي حرّم كنيتي وأحل اسمي؟ " اللفظ لأبي داود قال الطبراني: لم يروه عن صفية إلا محمد بن عمران، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" وقال البيهقي: لم يثبت إسناده" معرفة السنن 14/ 79 وقال الذهبي: لمحمد بن عمران حديث، وهو منكر، وما رأيت لهم فيه جرحا ولا تعديلا" الميزان وقال الحافظ: وهو متن منكر مخالف للأحاديث الصحيحة" التهذيب 9/ 382 وقال في "التقريب": محمد بن عمران مستور. قلت: ولم ينفرد به بل تابعه محمد بن عبد الرحمن الحجبي عن صفية بنت شيبة به. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (729 و 730) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 154) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 86) ومحمد بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. 3267 - حديث أبي هريرة أنّ فاطمة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما وشكت العمل فقال "ما ألفيتيه عندنا" قال الحافظ: ووقع عند مسلم (2728) من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 194 (كتاب الأدب- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتى) (¬2) 13/ 367 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)

3268 - "ما ألقاه البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه فطفا فلا تأكلوه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود مرفوعا من رواية يحيى بن سليم الطائفي عن أبي الزبير عن جابر، ثم قال: رواه الثوري وأيوب وغيرهما عن أبي الزبير هذا الحديث موقوفا، وقد أسند من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: ليس بمحفوظ، ويروى عن جابر خلافه ا. هـ ويحيى بن سليم صدوق، وصفوه بسوء الحفظ. وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال يعقوب بن سفيان: إذا حدّث من كتابه فحديثه حسن وإذا حدّث حفظا يعرف وينكر، وقال أبو حاتم: لم يكن بالحافظ، وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطئ. وقد توبع على رفعه. وأخرجه الدارقطني من رواية أبي أحمد الزبيري عن الثوري مرفوعا لكن قال: خالفه وكيع وغيره فوقفوه عن الثوري وهو الصواب. وروي عن ابن أبي ذئب وإسماعيل بن أمية مرفوعا ولا يصح، والصحيح موقوف" (¬1) ضعيف وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه أبو الزبير عن جابر واختلف عنه: - فرواه إسماعيل بن أمية الأموي واختلف عنه: • فقال يحيى بن سليم الطائفي: ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به. أخرجه أبو داود (3815) وابن ماجه (3247) والطحاوي في "المشكل" (4028) والطبراني في "الأوسط" (2880) وابن عدي (7/ 2676) والدارقطني (4/ 268) والرافقي في "جزئه" (ق 26 / أ) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 103) والبيهقي (9/ 255 - 256) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 225) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا يحيى" وقال ابن عدي: وهذا يعرف بيحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية" وقال الدارقطني: رفعه يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية ووقفه غيره، ولا يصح رفعه" ¬

_ (¬1) 12/ 37 - 38 (كتاب الذبائح- باب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96])

وقال البيهقي: الطائفي كثير الوهم، سيئ الحفظ، وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أمية موقوفا" قلت: الطائفي مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه النسائي وغيره، وتكلم غير واحد في روايته عن عبيد الله بن عمر، واحتج البخاري بروايته عن إسماعيل بن أمية. • وقال إسماعيل بن عياش: ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن جابر قوله. أخرجه الدارقطني (4/ 269) وقال: موقوف وهو الصحيح" قلت: رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها. - ورواه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه الدارقطني (4/ 268) والبيهقي (9/ 255) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا سفيان به. قال الدارقطني: لم يسنده عن الثوري غير أبي أحمد، وخالفه وكيع والعدنيان وعبد الرزاق (¬1) ومؤمل وأبو عاصم وغيرهم عن الثوري رووه موقوفا، وهو الصواب" وقال البيهقي: رواه أبو أحمد الزبيري عن الثوري مرفوعا وهو واهم فيه" وخالفهما ابن التركماني فقال: قلت: الزبيري ثقة وقد زاد الرفع فوجب قبوله" الجوهر النقي 9/ 255 2 - ابن أبي ذئب. أخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 636) عن الحسين بن يزيد الطحان ثنا حفص بن غياث عن ابن أبي ذئب به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5652) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسين بن يزيد الطحان به. ¬

_ (¬1) المصنف (8662) ورواه خالد بن عبد الرحمن الخراساني أيضا عن الثوري موقوفا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (10/ 212 - 213)

وأخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 103) عن عبد الباقي بن قانع البغدادي ثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبد الله بن موسى بن أبي عثمان قالا: ثنا الحسين بن يزيد الطحان به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 148) عن محمد بن الحسين بن الفضل ثنا عبد الباقي بن قانع به. إلا أنه لم يذكر التستري. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا حفص، تفرد به الحسين بن يزيد" وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: ليس هذا بمحفوظ، ويروى عن جابر خلاف هذا، ولا أعرف لابن أبي ذئب عن أبي الزبير شيئا" وقال أبو داود: وقد أسند هذا الحديث أيضا من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا" قلت: الحسين بن يزيد الطحان مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لين الحديث. ومن فوقه كلهم ثقات. 3 - يحيى بن أبي أنيسة الجزري. أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 103) قال ابن كثير: وهو منكر" قلت: ابن أبي أنيسة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث. 4 - الأوزاعي. أخرجه الدينوري في "المجالسة" (3498) والطبراني (منتقى ابن مردويه 21) من طريق بقية بن الوليد عن الأوزاعي به. وبقية مدلس وقد عنعن. - ورواه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر موقوفا، منهم: 1 - عبيد الله بن عمر بن حفص العمري.

أخرجه الدارقطني (4/ 269) عن محمد بن إبراهيم بن نيروز البغدادي ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا ابن نمير ثنا عبيد الله بن عمر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 255) والحساني صدوق، والباقون كلهم ثقات. وأخرجه الدارقطني (4/ 269) عن عبد الغافر بن سلامة بن أحمد الحضرمي الحمصي ثنا مزداد بن جميل ثنا المعافى بن عمران ثنا إسماعيل بن عياش ثني عبيد الله بن عمر به. وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها. 2 - عبيد الله بن عثمان. أخرجه الرافقي (ق 26/ أ) عن سعد بن يحيى القرشي ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عثمان به. 3 - حماد بن سلمة. أخرجه الرافقي (ق 26 - 27) عن محمد بن معاذ العَنَزي ثنا موسى بن إسماعيل المِنْقَري ثنا حماد به. ومحمد بن معاذ ترجمه الذهبي في "السير" (13/ 536) وقال: الإمام المحدث المعمر الصدوق. ومن فوقه كلهم ثقات، إلا أنّ أبا الزبير كان مدلسا ولم يذكر سماعا من جابر في جميع الروايات التي ذكرتها. الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب عن وهب بن كيسان ونعيم بن عبد الله المُجْمِر عن جابر مرفوعا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4026 و 4027) وفي "أحكام القرآن" كما في "الجوهر النقي" (9/ 256) وابن عدي (5/ 1923) والدارقطني (¬1) (4/ 267 - 268) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 86 - 87) وقال الدارقطني: تفرد به عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب، وعبد العزيز ضعيف لا يحتج به" ¬

_ (¬1) لم يذكر "المجمر" في روايته.

وقال ابن عدي: هذا حديث منكر، وعبد العزيز ما رأيت أحدا يحدث عنه غير إسماعيل بن عياش" وقال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو موقوف عن جابر فقط، وعبد العزيز بن عبيد الله واهي الحديث" علل الحديث 2/ 46 3269 - "ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا" قال الحافظ: وقد روى الطبراني من حديث ابن عمر بإسناد فيه مقال مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عمر ومن حديث أنس فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13560) عن الحسين بن منصور الرماني المِصيصي ثني مصعب بن سعيد أبو خيثمة ثنا موسى بن أعْيَن ثنا أبو شهاب الحناط عن فِطر عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا. قال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 590 وقال الهيثمي: وفيه مصعب بن سعيد وهو ضعيف" المجمع 3/ 101 وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8231) عن الوليد بن شجاع بن الوليد الكوفي وابن حبان في "المجروحين" (2/ 194) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 245) عن عبد الله بن خبيق قالا: ثنا يوسف بن أسباط ثنا عائذ بن شريح عن أنس رفعه "ما الذي يعطي من سعة بأعظم أجرا من الذي يأخذ إذا كان محتاجا" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عائذ بن شريح إلا يوسف بن أسباط" وقال الهيثمي: وفيه عائذ بن شريح وهو ضعيف" المجمع 3/ 101 قلت: ويوسف بن أسباط مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 4/ 41 (كتاب الزكاة- باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى)

3270 - "ما أمرت بتشييد المساجد" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن حبان من طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس مرفوعا: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (448) عن محمد بن الصَّبَّاح بن سفيان الجَرْجَرائي أنا سفيان بن عُيينة عن سفيان الثوري عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس به مرفوعا. وزاد: قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى" (4/ 61 و 353) والبيهقي (2/ 439) والبغوي في "شرح السنة" (463) وأخرجه ابن حبان (1615) عن عبد الله بن قَحْطَبَة الصِّلْحي (¬2) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 313) عن إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي قالا: ثنا محمد بن الصباح به. قال ابن حبان: أبو فزارة: راشد بن كيسان من ثقات الكوفيين وأثباتهم" وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم" الخلاصة 1/ 305 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المحلى 4/ 61 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد سفيان بن عيينة به بل تابعه: 1 - يحيى بن سعيد الأموي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13003) 2 - علي بن قادم الكوفي. ¬

_ (¬1) 2/ 86 (كتاب الصلاة- باب بنيان المساجد) (¬2) واختلف عنه، فرواه أبو الشيخ في "الأقران" (342) عنه فجعله عن ميمونة.

أخرجه البيهقي (2/ 439) واختلف فيه على الثوري، فقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: عن الثوري عن ليث عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13002) عن محمد بن موسى بن حماد البربري ثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا المحاربي به. وإسناده ضعيف، البربري قال الدارقطني: ليس بالقوي. والمحاربي موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من الثوري. والأول أصح. ولم ينفرد الثوري به بل تابعه: 1 - صباح بن يحيى المزني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13000) من طريق عبيد بن محمد عن صباح به. وعبيد بن محمد هو المحاربي قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وصباح بن يحيى قال البخاري: فيه نظر. 2 - ليث بن أبي سليم. أخرجه أبو يعلى (2454 و 2688 و 2689) والطبراني في "الكبير" (13001) وليث قال النسائي وجماعة: ضعيف. 3271 - عن الأسود بن جبر المعافري قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة وفاطمة وقد جرى بينهما كلام، فقال "ما أنت بمنتهية يا حميراء عن ابنتي؟ إنّ مثلي ومثلك كأبي زرع مع أم زرع" فقالت: يا رسول الله! حدثنا عنهما، فقال "كانت قرية فيها إحدى عشرة امرأة، وكان الرجال خلوفا، فقلن: تعالين نتذاكر أزواجنا بما فيهم ولا نكذب" قال الحافظ: أخرجه أبو القاسم عبد الحكيم بن حبان بسند له مرسل من طريق سعيد بن عُفير عن القاسم بن الحسن عن عمرو بن الحارث عن الأسود بن جبر المعافري قال: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 11/ 166 (كتاب النكاح- باب حسن المعاشرة مع الأهل)

القاسم بن الحسن والأسود بن جبر لم أر من ترجمهما، وسعيد بن عفير وعمرو بن الحارث ثقتان. 3272 - "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم" قال الحافظ: في "المغازي" لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه: فذكره، وأخرجه أحمد بإسناد حسن" (¬1) حسن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (سيرة ابن هشام 1/ 638 - 639) حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقتلى أن يُطرحوا في القليب، طُرحوا فيه، إلا ما كان من أميّة بن خلف، فإنه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا ليحركوه، فتزايل لحمه، فأقرّوه، وألقوا عليه ما غيّبه من التراب والحجارة. فلما ألقاهم في القليب، وقف عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا" قالت: فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوما موتى؟ فقال لهم "لقد علموا أنّ ما وعدهم ربهم حقا" وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ويزيد وعروة ثقتان. وأخرجه أحمد (6/ 276) عن إبراهيم بن سعد المدني وإسحاق في "مسند عائشة" (1148) عن جرير بن حازم البصري والبزار (كشف 1772) عن المغيرة بن سقلاب الحرّاني و (1773) عن صدقة بن سابق الكوفي والطبري في "تاريخه" (2/ 456) عن سلمة بن الفضل الأبرش ¬

_ (¬1) 8/ 305 (كتاب المغازي- باب قتل أبي جهل)

والحاكم (3/ 224) عن يونس بن بكير الشيباني كلهم عن ابن إسحاق به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 91 قلت: ابن إسحاق صدوق كما تقدم، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، ويزيد وعروة على شرطهما. طريق أخرى: قال أحمد (6/ 170): ثنا هشيم أنا مغيرة عن إبراهيم عن عائشة أنها قالت: لما مرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر بأولئك الرهط فألقوا في الطوى: عتبة وأبو جهل وأصحابه، وقف عليهم فقال "جزاكم الله شرّا من قوم نبي ما كان أسوأ الطرد وأشد التكذيب" قالوا: يا رسول الله، كيف تكلم قوما جيفوا؟ فقال "ما أنتم بأفهم لقولي منهم أو لهم أفهم لقولي منكم" قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ إبراهيم لم يسمع من عائشة ولكنه دخل عليها" المجمع 6/ 90 قلت: إبراهيم هو النخعي، والمغيرة هو ابن مِقْسَم. 3273 - "ما أوذي أحد ما أوذيت" قال الحافظ: وأخرج ابن عدي من حديث جابر رفعه: فذكره، ذكره في ترجمة يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر، ويوسف ضعيف" (¬1) ضعيف روي من حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث بريدة فأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (7/ 2613) عن عبدان الأهوازي ثنا عبد الرحمن بن عبيد الله ثنا يوسف بن محمد عن أبيه عن جابر به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن محمد بن المنكدر. وأما حديث أنس فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 305) وأبو نعيم في ¬

_ (¬1) 8/ 165 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة)

"الحلية" (6/ 333) من طريق محمد بن سليمان بن هشام الخزاز عن وكيع عن مالك عن الزهري عن أنس به مرفوعا. قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به وكيع" قلت: ذكر الذهبي هذا الحديث في "الميزان" (3/ 570) وعده من أكاذيب محمد بن سليمان بن هشام وقال: ضعفوه بمرة. وقال ابن عدي: يوصل الحديث ويسرقه، وهو أظهر أمرا في الضعف وأحاديثه عامتها مسروقة سرقها من قوم ثقات ويوصل أحاديثه. وأما حديث بريدة فأخرجه الديلمي كما في "الصحيحة" (5/ 259) وزاد "في الله -عز وجل-" وفي إسناده جابر الجُعفي وهو ضعيف. 3274 - عن ابن عمرو أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أدرك رجلين وهما مقترنان، فقال "ما بال القرآن؟ " قالا: إنا نذرنا لنقترن حتى نأتي الكعبة، فقال "أطلقا أنفسكما ليس هذا نذرا، إنما النذر ما يبتغى به وجه الله" قال الحافظ: روى أحمد والفاكهي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، وإسناده إلى عمرو حسن" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 183) عن الحسين بن محمد وسُريج بن النعمان البغداديين قالا: ثنا ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعبب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما بال القران؟ " قالا: يا رسول الله، نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس هذا نذرا" فقطع قرانهما. قال سريج في حديثه "إنما النذر ما ابتغي به وجه الله". قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون" المجمع 4/ 186 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. عبد الرحمن بن الحارث هو ابن عبد الله بن عياش المخزومي، وابن أبي الزناد ثقة عندنا كما رجحنا ذلك مرارا" المسند 11/ 6 - 7 ¬

_ (¬1) 4/ 228 (كتاب الحج- باب الكلام في الطواف)

قلت: ابن أبي الزناد واسمه عبد الرحمن مختلف فيه (¬1) والأكثر على تضعيفه، وقد تُكلم فيما يرويه البغداديون عنه. قال ابن المديني: ما حدث ببغداد أفسده البغداديون. وقال أيضًا: ما حدث به بالعراق فهو مضطرب. وقال الفلاس: ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد (¬2). ورواه سريج بن النعمان عنه أيضا بغير هذا السياق للقصة فقال: ثنا ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى أعرابي قائما في الشمس وهو يخطب فقال "ما شأنك؟ " قال: نذرت يا رسول الله أن لا أزال في الشمس حتى تفرغ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ليس هذا نذرا، إنما النذر ما ابتغي به وجه الله -عز وجل-" أخرجه أحمد (2/ 211) ورواه إسحاق بن عيسى بن الطباع البغدادي عنه فلم يذكر القصة واقتصر على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله -عز وجل-، ولا يمين في قطيعة رحم" أخرجه أحمد (2/ 185) ورواه سليمان بن بلال المدني عن عبد الرحمن بن الحارث وخالف ابن أبي الزناد في سياق القصة فقال: ثنا عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاءت امرأة أبي ذر على راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصواء حين أغير على لقاحه، حتى أناخت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إني نذرت إن نجاني الله عليها لآكلن من كبدها وسنامها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لبئسما جزيتها، ليس هذا نذرا، إنما النذر ما ابتغي به وجه الله" أخرجه الدارقطني (4/ 162) من طريق خالد بن مخلد الكوفي ثنا سليمان بن بلال به. ورواه أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس المدني عن سليمان بن بلال فلم يذكر القصة واقتصر على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنما النذر ما ابتغي به وجه الله جل وعز" أخرجه البيهقي في "المعرفة" (14/ 192) ¬

_ (¬1) واختلف عنه كما تقدم في حرف الهمزة عند حديث "إنما النذر ما يبتغى به وجه الله" (¬2) ولم ينفرد به بل تابعه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن عبد الرحمن بن الحارث به. أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (104) ومسلم بن خالد قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال أبو داود: ضعيف.

وهكذا رواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي عن عبد الرحمن بن الحارث به. فأما حديث يحيى بن عبد الله بن سالم فأخرجه أبو داود (2192) والبيهقي (10/ 67) وأما حديث المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث فأخرجه أبو داود (3273) وعبد الرحمن بن الحارث مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عند الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 133) ويحيى بن سعيد الأنصاري عند الخطيب في "الموضح" (1/ 430) كلاهما عن عمرو بن شعيب به (¬1). 3275 - قالت عائشة: ما بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما منذ أنزل عليه القرآن. قال الحافظ: رواه أبو عوانة في صحيحه والحاكم" (¬2) انظر حديث "من حدثكم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبول قائما فلا تصدقوه" 3276 - عن حميد بن قيس وثور أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا قائما في الشمس فقال "ما بال هذا؟ " قالوا: نذر أن لا يستظل ولا يتكلم ويصوم. قال الحافظ: أورده (أي الخطيب) من حديث مالك عن حميد بن قيس وثور أنّهما أخبراه: فذكراه" (¬3) مرسل أخرجه مالك (2/ 475) عن حميد بن قيس المكي وثور بن زيد الديلى به وزاد: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- "مروه فليتكلم، وليستظل، وليجلس، وليتم صيامه" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المبهمات" (ص 273) وابن بشكوال في "الغوامض" (223) 3277 - عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه فقال "ما بال هذا؟ " قيل: يتشبه بالنساء. فأمر به فنفي إلى النقيع. ¬

_ (¬1) انظر حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم" وحديث "إنما النذر ما يبتغى به وجه الله" (¬2) 1/ 341 و 343 (كتاب الوضوء- باب البول قائما وقاعدا، باب البول عند سباطة قوم) (¬3) 4/ 450 - 451 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب من نذر المشي إلى الكعبة)

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من طريق أبي هاشم عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني نهيت عن قتل المصلين" 3278 - عن ابن عباس في قيامه خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه: فقال لي: "ما بالك أجعلك حذائي فتخلفني؟ " فقلت: أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله، فدعا لي أن يزيدني الله فهما وعلما. قال الحافظ: وقد أخرج أحمد من طريق عمرو بن دينار عن كُريب عن ابن عباس: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 111) وأحمد (1/ 330) وفي "فضائل الصحابة" (1857) والحسن بن عرفة (2) عن عبد الله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس عن عمرو بن دينار أنّ كريبا أخبره أنّ ابن عباس قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه، فلما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صلاته خنست، فصلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف قال لي "ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟ " فقلت: يا رسول الله، أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله، قال: فأعجبته فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما. قال: ثم رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام حتى سمعته ينفخ، ثم أتاه بلال فقال: يا رسول الله الصلاة، فقام فصلّى ما أعاد وضوءا. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 518) عن ابن أبي شيبة ومحمد بن عبد الرحيم البغدادي صاعقة قالا: ثنا عبد الله بن بكر به. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 50) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (544) من طريق إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (1909) والآجري في "الشريعة" (1747) وأبو نعيم في "الصحابة" (4255) وفي "الحلية" (1/ 314 - 315) والبيهقي في "الشعب" (1432) والذهبي في "سير الأعلام" (3/ 338) من طرق عن عبد الله بن بكر به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ¬

_ (¬1) 15/ 174 (كتاب الحدود- باب نفي أهل المعاصي والمخنثين) (¬2) 1/ 179 (كتاب العلم- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم علمه الكتاب)

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1432) من طريق يحيى بن أبي الحجاج البصري عن حاتم بن أبي صغيرة به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (376) والحاكم (3/ 534) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن حاتم بن أبي صغيرة به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته رواة الصحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار. ولم ينفرد حاتم به بل تابعه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 518 - 519) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (1889) عن سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة به. وسفيان بن وكيع ضعيف. 3279 - حديث أنس "ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا" قال الحافظ: روى الترمذي من حديث أنس: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه نوح بن قيس الحداني عن حُسام بن مِصَك عن قتادة واختلف عنه: - فقال العباس بن يزيد البحراني: ثنا نوح بن قيس ثنا حسام بن مصك عن قتادة عن أنس قال: ما بعث الله نبيا قط إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم حسن الوجه حسن الصوت غير أنه لا يرجع. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (329) وابن عدي (2/ 840) والمزي (6/ 7 - 8) وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم أحدا جوّد إسناده ويوصله غير عباس البحراني وغيره أرسله" - ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن نوح بن قيس فلم يذكر أنسا. ¬

_ (¬1) 8/ 209 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج)

أخرجه الترمذي في "الشمائل" (303) وحسام بن مصك قال أحمد: مطروح الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك الحديث. 3280 - عن عائشة قالت: ما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمّره عليهم" قال الحافظ: رواه النسائي" (¬1) حسن وله عن عائشة طريقان: الأول: يرويه وائل بن داود الكوفي قال: سمعت البهي يحدث عن عائشة قالت: فذكرته، وزادت: ولو بقي بعد استخلفه. أخرجه ابن سعد (3/ 46) وابن أبي شيبة (14/ 519 و 12/ 140) وأحمد (6/ 226 - 227 و 254) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (251) والنسائي في "الكبرى" (8182) وابن الأعرابي (ق 6/ أ) والحاكم (3/ 215) وأبو نعيم في "الصحابة" (2854) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 283) عن محمد بن عبيد الطنافسي وأحمد (6/ 281) عن سعيد بن محمد الوراق قالا: ثنا وائل بن داود به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد قوي على شرط الصحيح، وهو غريب جدا" البداية والنهاية 4/ 255 قلت: إسناده حسن، وائل بن داود وثقه أحمد وابن حبان والعجلي، والبهي واسمه عبد الله وثقه ابن سعد وابن حبان، وقال أبو حاتم: لا يحتج به وهو مضطرب الحديث، وقد سمع من عائشة كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 1/ 56) واحتج مسلم بروايته عنها، وأما وائل بن داود فلم يخرج له الشيخان شيئا. ¬

_ (¬1) 8/ 88 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب زيد بن حارثة)

الثاني: يرويه سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: - فقال الحميدي (267): ثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن عائشة قالت: ما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية قط فيهم زيد بن حارثة إلا أمّره عليهم. - وقال حامد بن يحيى البلخي: ثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة. أخرجه الحاكم (3/ 218) وقال: صحيح على شرط الشيخين" - وقال أحمد في "الفضائل" (1534): ثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي مرسلا. وتابعه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به. أخرجه الحاكم (3/ 215) 3281 - "ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬1). ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3136) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لَهيعة عن محمد بن عبد الله بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري رفعه "منبري على تُرْعَة من ترع الجنة، وما بين المنبر وبين بيت عائشة روضة من رياض الجنة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عبد الله إلا محمد بن عبد الله، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وبكر بن سهل قال النسائي: ضعيف، ومحمد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله وعبيد الله ثقتان. 3282 - عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي بُردة بن أبي موسى أنّ ابن عمر سأله عما سمع من أبيه في ساعة الجمعة؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة" ¬

_ (¬1) 4/ 471 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد ...)

قال الحافظ: رواه مسلم (853) وأبو داود (1049") (¬1) 3283 - "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من الدجال" قال الحافظ: وفي حديث هشام بن عامر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه الحاكم" (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 528) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي ثنا أيوب عن حميد بن هلال قال: كان الناس يمرون على هشام بن عامر ويأتون عمران بن حصين فقال هشام: إنّ هؤلاء يجتازون إلى رجل قد كنا أكثر مشاهدة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه وأحفظ عنه، لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر عند الله من الدجال" وقال: صحيح على شرط البخاري" وأخرجه مسلم (2946) من طريق عبد العزيز بن المختار البصري ثنا أيوب عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا: كنا نمرّ على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال". ثم أخرجه من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن أيوب عن حميد بن هلال عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة قالوا: بمثل حديث عبد العزيز بن المختار غير أنّه قال "أمر أكبر من الدجال". 3284 - "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" سكت عليه الحافظ (¬3). وذكره في موضع آخر وقال: وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ "القبر" (¬4). ورد من حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن ¬

_ (¬1) 3/ 70 (كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة) (¬2) 16/ 205 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال) (¬3) 3/ 310 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة) (¬4) 4/ 471 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد)

حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث أبي بكر ومن حديث عمر ومن حديث عبد الله بن زيد الأنصاري ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أنس ومن حديث أم سلمة فأما حديث سعد فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 290) من طريق عثمان بن معبد المقري ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي حدثتنا عُبَيْدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد عن أبيها مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" ورواه محمد بن عبد الرحيم البغدادي صاعقة عن الفروي بلفظ "ما بين بيتي ومنبري أو قبري ومنبري ... " أخرجه البزار (1206) ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن الفروي بلفظ "ما بين بيتي ومصلاي ... " أخرجه الطبراني في "الكبير" (332) وأبو نعيم في "المعرفة" (543) قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 90 قلت: الفروي فيه لين، قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكن ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحة، وقال مرة: مضطرب، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب وينفرد، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف، ووهاه أبو داود جدا، وذكره العقيلي في الضعفاء. وعبيدة ذكرها ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" رواه عن مالك غير واحد، منهم: 1 - أحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الرحمن الأحول المسعودي الكوفي مولى الأشعريين. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2874) والعقيلي (4/ 72) وتمام (177) والخطيب في "التاريخ" (12/ 160) وفي "الموضح" (1/ 431) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" (102) من طرق عن أحمد بن يحيى به. قال ابن عبد البر: هذا إسناد خطأ لم يتابع عليه ولا أصل له" التمهيد 17/ 181

قلت: أحمد بن يحيى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخالف ويخطئ، وذكره الدارقطني في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بشيء، وقد توبع كما سيأتي. 2 - عبد الله بن نافع المدني. أخرجه العقيلي (4/ 73) وابن المقرئ في "المنتخب من غرائب حديث مالك" (21) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 324) من طرق عن القاسم بن عثمان الجُوعي ثنا عبد الله بن نافع به (¬1). وعبد الله بن نافع وثقه ابن معين وغيره، ولينه أحمد وغيره. 3 - حباب بن جبلة الدقاق. أخرجه العقيلي (4/ 73) عن موسى بن هارون الحمال ثنا حباب بن جبلة به. وإسناده صحيح، وحباب بن جبلة وثقه موسى بن هارون (اللسان) ولم ينفرد مالك به بل تابعه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (614 و 737) عن أحمد بن علي الأبار ثنا أبو حصين الرازي ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن خثيم إلا يحيى، تفرد به أبو حصين" قلت: وهو ثقة كما قال أبو حاتم وغيره، وأحمد بن علي ونافع ثقتان، ويحيى بن سليم وعبد الله بن عثمان صدوقان فالإسناد حسن. الثاني: يرويه أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده به مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13156) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة عن إدريس بن عيسى القطان عن محمد بن بشر العبدي ثنا عبيد الله بن عمر عن أبي بكر بن سالم به. وإسناده حسن، إدريس بن عيسى قال الخطيب: لم يكن به بأس، والباقون ثقات. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 439) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وعبد الله بن نُمير عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي" ¬

_ (¬1) أخرجه الآجري في "الشريعة" (1837) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني عن الجوعي بلفظ "بيتي"

ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (731) عن ابن أبي شيبة به. - ورواه محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه بلفظ "ما بين بيتي" أخرجه مسلم (1391) - ورواه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري ... " أخرجه الدارقطني في "العلل" (8/ 221) وقال: تفرد به أبو عبيدة بن أبي السفر عن ابن نمير بهذا الإسناد" - ورواه محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري ... " أخرجه البيهقي (5/ 246) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن بشر به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 276) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي عن محمد بن بشر بلفظ "ما بين بيتي" وهكذا رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد بلفظ "ما بين بيتي ... " منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه البخاري (فتح 3/ 312 و 4/ 471) ومسلم (1391) وأحمد (2/ 438) وابن حبان (3750) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 287) 2 - أنس بن عياض المدني. أخرجه البخاري (فتح 14/ 273) 3 - محمد بن عبيد الطنافسي. أخرجه أحمد (2/ 376) والبيهقي (5/ 246) 4 - نوح بن ميمون العجلي البغدادي. أخرجه أحمد (2/ 401) ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه شعبة عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري"

أخرجه الدارقطني (10/ 275) عن إسماعيل الوراق ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يحيى بن عباد ثنا شعبة به. ورواه نوح بن منصور بن مرداس السلمي عن الحسن بن محمد الزعفراني بهذا الإسناد بلفظ "ما بين بيتي ... " أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 332) وأما حديث علي فأخرجه ابن عدي (3/ 1182) من طريق أبي القاسم بن أبي الزناد المدني عن سلمة بن وردان قال: سمعت أبا سعيد بن أبي المعلى يقول: سمعت عليا رفعه "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" ثم أخرجه من طريق أبي نباتة يونس بن يحيى المديني عن سلمة بن وردان عن أبي سعيد بن أبي المعلى عن علي وأبي هريرة رفعاه "ما بين بيتي ومنبري" وسلمة بن وردان قال ابن معين وغير واحد: ضعيف. وأما حديث جابر فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 228) من طريق أبي عبد الله محمد بن حفص بن عمر ثنا محمد بن كثير الكوفي ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" وقال: قال البرقاني: قال الدارقطني: تفرد به محمد بن كثير، ولم يحدث به غير محمد بن حفص البصري" قلت: ولم أقف له على ترجمة، ومحمد بن كثير قال البخاري: منكر الحديث، وقال العجلي: ضعيف الحديث، وقال أحمد: مزقنا حديثه، وقال الساجي: متروك الحديث. وله طريق أخرى عند البيهقي في "الشعب" (3866) وفيها محمد بن يونس الكُديمي وهو متهم. وأما حديث أبي بكر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 34 - 35) عن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" وأخرجه البزار (73) عن العباس بن أبي طالب البغدادي وإبراهيم بن هانئ النيسابوري قالا: ثنا سعيد بن سلام به بلفظ "ما بين بيتي ومصلاي ... "

وأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (118) وأبو يعلى (118) عن شجاع بن مخلد الفلاس ثنا سعيد بن سلام به بلفظ "ما بين بيتي ومنبري" قال البزار: ابن أبي سبرة وسعيد بن سلام حدثا بغير حديث لم يتابع عليهما" قلت: سعيد بن سلام كذبه أحمد ومحمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي سبرة قال أحمد وابن عدي: يضع الحديث. وللحديث طريق أخرى عن أبي بكر يرويها عروة بن الزبير عن جبير بن الحويرث عن أبي بكر مرفوعا "ما بين منبري هذا وقبري روضة من رياض الجنة" أخرجه الآجري في "الشريعة" (1834) عن أبي بكر قاسم بن زكريا المطرز ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا محمد بن عمر ثنا نافع بن ثابت بن الزبير بن العوام عن محمد بن جعفر بن الزبير ويزيد بن رومان عن عروة به. وأخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 472) من طريق أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ثنا محمد بن عمر به. ومحمد بن عمر ما عرفته، ونافع ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. وأما حديث عمر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 195/ ب) عن أبي رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي ثنا محمد بن سليمان التيمي القرشي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر به مرفوعا. ورواه محمد بن يحيى الأزدي عن محمد بن سليمان القرشي بهذا الإسناد بلفظ "ما بين بيتي ... " أخرجه العقيلي (4/ 72) وقال: محمد بن سليمان بن معاذ القرشي منكر الحديث" وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" والخطيب في "الرواة عن مالك" (اللسان 5/ 185) من طرق عن محمد بن سليمان القرشي به. وقالا: تفرد به محمد بن سليمان عن مالك" وأما حديث عبد الله بن زيد فأخرجه الروياني (1007) عن محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

ورواه أحمد (4/ 40) عن عبد الرحمن بن مهدي بلفظ "بيتي" وتابعه أحمد بن سنان الواسطي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. أخرجه البيهقي (7/ 245) وهو في "الموطأ" (1/ 197) بلفظ "بيتي" وهكذا رواه غير واحد عن مالك بلفظ "بيتي" منهم: 1 - عبد الله بن يوسف التنيسي. أخرجه البخاري (فتح 3/ 312) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 347) 2 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه مسلم (1390) والنسائي (2/ 29) وفي "الكبرى" (774 و 4289) 3 - عبد الله بن وهب. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2880) 4 - مطرف بن عبد الله المدني. أخرجه الطحاوي (2881) 5 - سعيد بن أبي مريم الجمحي. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 180) 6 - سعيد بن كثير بن عفير المصري. أخرجه ابن عبد البر (7/ 180 - 181) وأما حديث أبى سعيد فأخرجه أحمد (3/ 64) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 392) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا إسحاق بن شَرْفَى مولى عبد الله بن عمر عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر أنّ عبد الله بن عمر قال: ثني أبو سعيد رفعه "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة". وأخرجه أبو يعلى (1341) والطحاوي في "المشكل" (2879) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 298) وأبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 362) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 92) وابن بشران (1115) والخطيب في "التاريخ" (4/ 403) وفي "الموضح" (1/ 419) من طرق عن عفان بن مسلم به.

وتابعه حرمي بن حفص البصري عن عبد الواحد بن زياد به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 392) ورواته ثقات إلا أنّ أبا بكر بن عمر بن عبد الرحمن لم يدرك ابن عمر. وأما حديث أم سلمة فأخرجه النسائي في "الكبرى" (4290) عن الحارث بن مسكين المصري والطحاوي في "المشكل" (2872) عن عبد الغني بن أبي عقيل عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك بن أبي عقيل المصري والآجري في "الشريعة" (1835) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القَطِيعي ومحمد بن أبي عمر العدني ويوسف بن موسي القطان كلهم عن سفيان بن عيينة عن عمار الدهني عن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وإنّ قوائم منبري على رواتب في الجنة" ورواه غير واحد عن سفيان بلفظ "بيتي" منهم: 1 - الحميدي (290) 2 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4290) 3 - محمد بن الصباح بن سفيان الجَرْجَرائي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 255) 4 - نصر بن علي بن نصر الجَهْضمي البصري (¬1). أخرجه الآجري (1863) وخالفهم الفضل بن موسى السِّيناني المروزي فرواه عن سفيان عن مِسْعَر عن عمار الدهني عن أبي سلمة عن أم سلمة بلفظ "قبري" ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه "بيت عائشة" ولم يذكر فيه: عن أبي سلمة.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 248) وقال: تفرد به الفضل عن سفيان" وأما حديث أنس فأخرجه ابن البختري في "الأمالي" (230) عن محمد بن غالب بن حرب التمار ثنا سعيد بن سليمان ثنا عدي بن الفضل عن علي بن الحكم عن أنس مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5227) عن محمد بن الفضل السَّقَطي ثنا سعيد بن سليمان به. ولفظه "ما بين حجرتي ومصلاي روضة من رياض الجنة" وقال: لم يرو هذا الحديث عن علي بن الحكم إلا عدي بن الفضل، تفرد به سعيد بن سليمان" وقال الهيثمي: وفيه عدي بن الفضل وهو متروك" المجمع 4/ 9 3285 - "ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة وصنعاء مسيرة شهر" قال الحافظ: وفي حديث أبي بَرْزة عند ابن حبان: فذكره" (¬1) حسن وله عن أبي برزة الأسلمي طريقان: الأول: يرويه أبو طلحة شداد بن سعيد البصري قال: سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو سمع أبا برزة الأسلمي رفعه "ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر، عرضه كطوله، فيه ميزابان ينثعبان من الجنة من ذهب وَوَرِق، أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج (¬2)، فيه أباريق عدد نجوم السماء". أخرجه أحمد (4/ 424) وابن أبي عاصم في "السنة" (722) والبزار (3849) والروياني (773) وابن حبان (6458) والحاكم (1/ 76) واللالكائي في "السنة" (2113) والبيهقي في "البعث" (156) واللفظ له من طرق عن شداد بن سعيد به. قال الحاكم واللالكائي: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) 14/ 267 (كتاب الرقاق- باب في الحوض) (¬2) زاد أحمد "من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة"

قلت: لم يخرج مسلم رواية أبي طلحة عن أبي الوازع، واختلف فيهما، وثقا وضعفا، ولا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن. الثاني: يرويه سيار بن سلامة الرياحي عن أبيه عن أبي برزة مرفوعا "إنّ لي حوضا يوم القيامة عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ومن كذّب به فلا سقاه الله منه" أخرجه ابن أبي عاصم (702 و 720) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا محمد بن موسى السيباني عن صالح المُرّي عن سيار بن سلامة به. وإسناده ضعيف لضعف صالح المري. 3286 - عن يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب النبي - صلى الله عليه وسلم - قط" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في "التاريخ" من مرسل يزيد بن الأصم قال: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (1/ 385) عن محمد بن عبد الله الأسدي أنا سفيان عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم قال: ما رئي النبي - صلى الله عليه وسلم - متثاوبا في صلاة قط. ورجاله ثقات، وأبو فزارة اسمه راشد بن كيسان. 3287 - حديث حذيفة بن أسيد قال: اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن نتذاكر فقال "ما تذاكرون؟ " قالوا: نذكر الساعة، قال "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات" فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى محشرهم. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2901") (¬2) 3288 - عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: دخل الزبير على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو شاك فقال: كيف تجدك جعلني الله فداك؟ قال "ما تركت أعرابيتك بعد؟ " ¬

_ (¬1) 13/ 237 (كتاب الأدب- باب إذا تثاوب فليضع يده على فيه) (¬2) 16/ 195 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

سكت عليه الحافظ (¬1). مرسل وله عن الحسن طرق: الأول: يرويه مبارك بن فضالة عن الحسن به. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 111) عن يحيى بن داود الواسطي ثنا أبو أسامة أخبرني مبارك عن الحسن به. وإسناده ضعيف، مبارك مدلس وقد عنعن، وأبو أسامة اسمه حماد بن أسامة الكوفي. وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين عن مبارك به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8501) الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن قال: قال الزبير بن العوام: كيف أصبحت يا نبي الله، جعلني الله فداك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أما تركت أعرابيتك بعد يا زبير" أخرجه الطبري (ص 111) عن محمد بن حميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة عن إسماعيل به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد وإسماعيل بن مسلم. الثالث: يرويه سَوّار بن عبد الله بن قدامة العنبري عن الحسن أنّ الزبير دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يشتكي فقال: ما أكثر ما نعهدك، جعلني الله فداك، فقال له "أما تركت أعرابيتك بعد؟ " أو كما قال. أخرجه الطبري (ص 112) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن عُلية عن سوار به. وسوار صدوق، والباقون ثقات. وله شاهد عن محمد بن المنكدر قال: دخل الزبير على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف أصبحت، جعلني الله فداك؟ فقال "ما تركت أعرابيتك؟ " أخرجه الطبري (ص 112) عن سَلْم بن جُنادة السُّوَائي ثنا حفص بن غياث عن منكدر عن أبيه به. ومنكدر بن محمد بن المنكدر ليس بالقوي. ¬

_ (¬1) 13/ 189 (كتاب الأدب- باب قول الرجل جعلني الله فداك)

3289 - "ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 11/ 40) 3290 - عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - درهما ولا دينارا ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء. قال الحافظ: روى مسلم (1635) وأبو داود (2863) والنسائي (6/ 200) وغيرهم من طريق مسروق عن عائشة قالت: فذكرته" (¬2) 3291 - حديث عمر أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما ترون في هؤلاء الأسرى؟ " فقال أبو بكر: أرى أن تأخذ منهم فدية تكون قوة لنا وعسى الله أن يهديهم، فقال عمر: أرى أن تمكنا منهم فنضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر، فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر. الحديث، وفيه نزول قوله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ}. قال الحافظ: وأخرج مسلم (1763) هذه القصة مطولة من حديث عمر ذكر فيها السبب: هو أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬3) 3292 - حديث علي قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} [المجادلة: 12] الآية قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما ترى دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "فنصف دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "فكم؟ " قلت: شعيرة، قال "إنك لزهيد" فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ} [المجادلة: 13] الآية. قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة. قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه وصححه ابن حبان" (¬4) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 81 - 82) وعبد بن حميد (90) والترمذي (3300) والبزار (668) والنسائي في "خصائص علي" (152) وأبو يعلى (400) والطبري في "تفسيره" (28/ 21) والعقيلي (3/ 243) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (3/ 54) وابن ¬

_ (¬1) 14/ 35 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ هذا المال خضرة حلوة) (¬2) 6/ 289 (كتاب الوصايا- باب الوصايا) (¬3) 8/ 326 (كتاب المغازي- باب حدثني خليفة ...) (¬4) 17/ 103 (كتاب الاعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشُّورى: 38])

حبان (6941 و 6942) وابن عدي (5/ 1847 - 1848) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 272 - 273) من طرق عن سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجَعْد الغطفاني عن علي بن علقمة الأنماري عن علي قال: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه" وقال البزار: وهذا الحديث لا نحفظه من حديث علي إلا بهذا الإسناد متصلا، وعثمان بن المغيرة روى عنه الثوري ومسعر وشريك وجماعة، ولا نعلم روى هذا الكلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا علي" قلت: علي بن علقمة لم يرو عنه إلا سالم بن أبي الجعد كما قال ابن المديني، وقال البخاري: في حديثه نظر، وذكره العقيلي وابن الجارود في الضعفاء. واختلف فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وذكره في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث ينفرد عن علي بما لا يشبه حديثه فلا أدري سمع منه سماعا أو أخذ ما يروي عنه عن غيره. والذي عندي ترك الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من أصحاب علي في الروايات. وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا. ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا. 3293 - عن ضميرة أنّ رجلا قال: يا رسول الله، أنكحني فلانة، قال "ما تصدقها؟ " قال: ما معي شيء، قال "لمن هذا الخاتم؟ " قال: لي، قال "فأعطها إياه" فأنكحه. قال الحافظ: أخرجه البغوي في "معجم الصحابة" من طريق القعنبي عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده: فذكره" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الكبير" (8153) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا القعنبي ثنا حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده أنّ رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أنكحني فلانة، قال "ما معك تصدقها إياه وتعطيها؟ " قال: ما معي شيء، قال "لمن هذا الخاتم؟ " قال: لي، قال "فأعطها إياه" وأنكحه وأنكح آخر على سورة البقرة لم يكن عنده شيء. ¬

_ (¬1) 11/ 123 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3923) عن الطبراني به. قال الهيثمي: رواه الطبراني وحسين متروك" المجمع 4/ 281 قلت: كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم وابن الجارود، وقال أحمد: متروك الحديث. 3294 - "ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: من يقتل في سبيل الله" وفيه "الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله" قال الحافظ: أخرجه مالك من رواية جابر بن عَتِيْك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء يعود عبد الله بن ثابت فذكر الحديث، وفيه: فذكره، فذكر زيادة على حديث أبي هريرة "الحريق، وصاحب ذات الجنب، والمرأة تموت بجمع" وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وابن حبان، وقد روى مسلم من طريق أبي صالح عن أبي هريرة شاهدا لحديث جابر بن عتيك ولفظه "ما تعدون الشهداء فيكم؟ " وزاد فيه ونقص، فمن زيادته "ومن مات في سبيل الله فهو شهيد" ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت نحو حديث جابر بن عتيك ولفظه "وفي النفساء يقتلها ولدها جمعا شهادة" وله من حديث راشد بن حبيش نحوه، وفيه "والسِلّ" (¬1) حديث جابر بن عتيك تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "دعهنّ فإذا وجبت فلا تبكين باكية" وحديث أبي صالح عن أبي هريرة أخرجه مسلم (1915) وحديث عبادة بن الصامت له عنه طرق: الأول: يرويه أبو بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص واختلف عنه: - فقال شعبة: عن أبي بكر بن حفص قال: سمعت ابن مُصَبِّح أو أبا مُصَبِّح يحدث عن (¬2) شُرَحْبيل بن السِّمْط عن عبادة قال: عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن رواحة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما تعدون شهداء أمتي؟ " فقال: من قتل في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ شهداء أمتي إذا لقليل، القتل شهادة، والطاعون شهادة، والبطن شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جُمْعا شهادة" أخرجه الطيالسي (ص 79) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (9413) ¬

_ (¬1) 6/ 383 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل) (¬2) ليس في رواية العقدي: عن.

وأخرجه أحمد (5/ 314 - 315) عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به. وأخرجه أحمد (5/ 323) أيضا عن عفان بن مسلم البصري ثنا شعبة به. وقال في روايته: سمعت أبا مصبح أو ابن مصبح- شك أبو بكر-. وأخرجه ابن سعد (3/ 528 - 529) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي أنا شعبة به. قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 2/ 333 - وقال منصور بن المعتمر: عن أبي بكر بن حفص عن شرحبيل بن السمط عن عبادة. أخرجه الدارمي (2419) عن عبيد الله بن موسى العبسي عن إسرائيل عن منصور به. والأول أصح، وشيخ أبي بكر بن حفص قال الحسيني في "الإكمال": مجهول. قلت: أظنه أبو مصبح المقرائي فإن كان هو فالإسناد صحيح. الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن أبي سِنَان عن يعلي بن شداد قال: سمعت عبادة بن الصامت يقول: عادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه، فقال "هل تدرون من الشهداء من أمتي؟ " مرتين أو ثلاثا، فسكتوا، فقال عبادة: أخبرنا يا رسول الله، فقال "القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والنفساء شهيد يجرها ولدها بسرره إلى الجنة" أخرجه أحمد (5/ 328 - 329) عن أبي بحر عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد بن سلمة به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2154) عن يحيى بن زكريا الساجي والحسن بن حماد بن فضالة الصيرفي البصري قالا: ثنا عبد الواحد بن غياث به. وإسناده ضعيف لضعف أبي سنان عيسى بن سنان الحنفي. الثالث: يرويه عبادة بن نُسَي واختلف عنه: - فقال هشام بن الغاز الشامي: عن عبادة بن نُسَي عن عبادة بن الصامت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ما تعدون الشهيد فيكم؟ " قالوا: الذي يقاتل فيقتل في سبيل الله تعالى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ شهداء أمتي إذًا لقليل، القتيل في سبيل الله تبارك وتعالى شهيد، والمطعون شهيد، والمبطون شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد -يعني النفساء-" أخرجه أحمد (5/ 315) عن وكيع ثنا هشام بن الغاز به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبادة بن الصامت ص 40 - 41) وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2235) من طريق إسحاق بن راهويه أنبا وكيع به. - وقال مغيرة بن زياد البجلي: عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت. أخرجه أحمد (5/ 316 - 317) والبزار (2692 و 2693 و 2710) والطبراني في "مسند الشاميين" (2254) من طرق عن مغيرة بن زياد به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد" قلت: له طريقين آخرين تقدما وطريق رابعة ستأتي. وهذه الطريق يرويها هشام بن الغاز ومغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي واختلفا عنه كما تقدم، ورواية هشام أصح لأنّه أوثق من مغيرة. الرابع: يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال هشام الدَّسْتُوَائي: عن قتادة عن راشد بن حُبَيْش عن عبادة مرفوعا "النفساء يجرها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنة" أخرجه الطيالسي (ص 79) عن هشام به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (9307) - وقال همام بن يحيى العَوْذي: ثنا قتادة عن صاحب له عن راشد بن حبيش عن عبادة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه يعوده في مرضه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتعلمون من الشهيد من أمتي؟ " فَأَرَمَّ القوم، فقال عبادة: ساندوني، فأسندوه، فقال: يا رسول الله، الصابر المحتسب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ شهداء أمتي إذًا لقليل، القتل في سبيل الله -عز وجل- شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة" أخرجه أحمد (3/ 489) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا همام به. - وقال شيبان بن عبد الرحمن النَّحوي: ثنا قتادة عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن راشد بن حبش عن عبادة قال: فذكره. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9310) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شيبان به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا شيبان، تفرد به آدم" قلت: رواه غير واحد عن قتادة كما تقدم وكما سيأتي، وهذا إسناد رواته ثقات غير هاشم بن مرثد فهو مختلف فيه، وثقه الخليلي، وقال ابن حبان: ليس بشيء. - ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: • فقال محمد بن بكر البُرْساني: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث الصنعاني عن راشد بن حبيش أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه، وذكر الحديث. وقال في آخره: وزاد فيها أبو العوام سادن بيت المقدس "والحرق، والسّل" أخرجه أحمد (3/ 489) عن محمد بن بكر به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 187) وأخرجه الطبري في "المنتخب" (11/ 591 - 592) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن بكر به. قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 334 • وقال عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري: عن سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن راشد بن حبيش. ولم يذكر أبا الأشعث. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2788) 3295 - "ما تعدون الصُّرَعَة فيكم؟ " قالوا: الذي لا يصرعه الرجال. قال الحافظ: في حديث ابن مسعود عند مسلم (2608) وأوله: فذكره" (¬1) 3296 - عن علي قال: لما نزلت هذا الآية- يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول- قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما تقول دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "في نصف دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "فكم؟ " قلت: شعيرة، قال "إنّك لزهيد" قال: فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ} [المجَادلة: 13] الآية، قال علي: فبي خفف عن هذه الأمة. ¬

_ (¬1) 13/ 134 (كتاب الأدب- باب الحذر من الغضب)

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن حبان وصححه وابن مردويه من طريق علي بن علقمة عن علي قال: فذكره" (¬1) تقدم قبل ثلاثة أحاديث. 3297 - حديث المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما تقولون في الزنا؟ " قالوا: حرام. قال "لأنْ بزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره" تقدم الكلام عليه في حرف اللام. 3298 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لوابصة "ما حاك في صدرك فدعه وإن أفتوك" سكت عليه الحافظ (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "استفت قلبك وإن أفتوك" 3299 - "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين" قال الحافظ: وقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" وابن ماجه وصححه ابن خزيمة من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬3) وذكره في موضع آخر وقال: رواه ابن ماجه وصححه ابن خزيمة. وأخرجه ابن ماجه أيضا من حديث ابن عباس بلفظ "ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين" (¬4) حسن ورد من حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث أنس فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة قالت: دخل يهودي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: السام عليك يا محمد. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "وعليك" فقالت عائشة: فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك فسكت. ثم دخل آخر فقال: السام عليك. فقال ¬

_ (¬1) 13/ 324 (كتاب الإستئذان- باب لا يتناجي اثنان دون الثالث) (¬2) 16/ 44 (كتاب التعبير- باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام) (¬3) 13/ 239 (كتاب الإستئذان- باب بدء السلام) (¬4) 13/ 456 (كتاب الدعوات- باب التأمين)

"عليك" فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك. ثم دخل الثالث فقال: السام عليك. فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما لم يحيه الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم، إنّ اليهود قوم حُسّد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين". أخرجه ابن خزيمة (574) ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد بن عبد الله عن سهيل به. وأبو بشر الواسطي هو إسحاق بن شاهين وهو صدوق كما قال النسائي وغيره، وخالد بن عبد الله هو الطحان وهو ثقة، ولم ينفرد به بل تابعه حماد بن سلمة ثنا سهيل عن أبيه عن عائشة مرفوعا "ما حسدكم اليهود على شيء كما حسدوكم على السلام والتأمين". أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (579) وعنه البخاري في "الأدب المفرد" (988) أنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حماد بن سلمة به. وأخرجه ابن ماجه (856) عن إسحاق بن منصور الكَوْسج المروزي أنا عبد الصمد بن عبد الوارث به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 22) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح احتج مسلم بجميع رواته" مصباح الزجاجة 1/ 106 قلت: بل حسن للخلاف المعروف في سهيل. الثاني: يرويه عمر بن قيس الماصر عن محمد بن الأشعث بن قيس عن عائشة قالت: بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ استأذن رجل من اليهود فأذن له فقال: السام عليك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "وعليك" قالت: فهممت أن أتكلم ... الحديث وفيه "إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين" أخرجه أحمد (6/ 134 - 135) ثنا علي بن عاصم عن حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن قيس به. وعلي بن عاصم هو ابن صهيب الواسطي قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه. ولم ينفرد به بل تابعه سليمان بن كثير العبدي عن حصين به. أخرجه البيهقي (2/ 56) وفي "الشعب" (2707)

وسليمان بن كثير مختلف فيه (¬1). وحصين بن عبد الرحمن هو السلمي ثقة مشهور، وعمر بن قيس وثقه ابن معين وجماعة. ولم ينفرد به بل تابعه مجاهد عن محمد بن الأشعث عن عائشة مرفوعا "لم يحسدونا اليهود بشيء ما حسدونا بثلاث: التسليم، والتأمين، واللهم ربنا لك الحمد" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 22) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 134 - 135) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 32) والبيهقي (2/ 56) واللفظ له والخطيب في "الموضح" (2/ 198) من طريق عبد الله بن ميسرة الواسطي ثنا إبراهيم بن أبي حرة عن مجاهد به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن ميسرة. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (857) من طريق طلحة بن عمرو المكي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين". قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف طلحة بن عمرو" مصباح الزجاجة 1/ 107 وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 381) في فصل الضعيف. وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4907) وفي "مسند الشاميين" (1896) ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 26) قال الطبراني: ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثنا عيسى بن يزيد أنّ طاوسا حدّثه أنّ منبها أبا وهب حدّثه يرده إلى معاذ أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جلس في بيت من بيوت أزواجه وعنده عائشة فدخل عليه نفر من اليهود فذكر الحديث، وفيه: فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ اليهود قوم حُسّد ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث: ردّ السلام، وإقامة الصفوف، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة: آمين" ¬

_ (¬1) وتابعه حصين بن نمير الواسطي ثنا حصين بن عبد الرحمن به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/22)

قال الطبراني: لا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم منبها أبا وهب أسند حديثا غير هذا" وقال الحافظ: قلت: رواته موثقون إلا عيسى وفي طبقته عيسى بن يزيد بن بكر بن داب، فإن كان هو فهو ضعيف، وإلا فمجهول" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 112 - 113 قلت: عيسى بن يزيد هو الشامي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديل، ولم يذكرا عنه راويا إلا محمد بن الوليد الزبيدي فهو مجهول. وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، وعمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي: غير معروف العدالة. ومنبه أبوهب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكروا عنه راويا إلا طاوسا، والباقون ثقات. وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 43) وأبو نعيم في "أحاديث مشايخ أبي القاسم الأصم" والضياء في "المختارة" كما في "الصحيحة" (2/ 314) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا أبو ظَفَر ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رفعه "إنّ اليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين" وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو ظفر اسمه عبد السلام بن مُطَهَّر. 3300 - عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من الأبواب، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بستان فخرج من بابه، فخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري، فقالوا: يا رسول الله، إنّ قطبة رجل فاجر فإنه خرج معك من الباب، فقال "ما حملك على ذلك؟ " فقال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت، قال "إني أحمسي" قال: فإنّ ديني دينك، فأنزل الله الآية. قال الحافظ: قوله: فجاء رجل من الأنصار. هو قُطْبة، بضم القاف وإسكان المهملة بعدها موحدة، ابن عامر بن حديدة بمهملات وزن كبيرة الأنصاري الخزرجي السلمي، كما أخرجه ابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما من طريق عمار بن رزيق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: فذكره، وهذا الإسناد وإن كان على شرط مسلم لكن اختلف في وصله على الأعمش عن أبي سفيان، فرواه عَبيدة بن حُميد عنه فلم يذكر جابرا، أخرجه

بقي وأبو الشيخ في تفسيرهما من طريقه، وكذا سماه الكلبي في "تفسيره" عن أبي صالح عن ابن عباس، وكذا ذكر مقاتل بن سليمان في "تفسيره"، وجزم البغوي وغيره من المفسرين بأنّ هذا الرجل يقال له: رفاعة بن تابوت. واعتمدوا في ذلك على ما أخرجه عبد بن حميد وابن جرير من طريق داود بن أبي هند عن قيس بن حبتر النهشلي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره، وكانت الحمس تفعله، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حائطا فاتبعه رجل يقال له: رفاعة بن تابوت، ولم يكن من الحمس فذكر القصة. وهذا مرسل والذي قبله أقوى إسنادا، فيجوز أن يحمل على التعدد في القصة إلا أنّ في هذا المرسل نظرا من وجه آخر لأنّ رفاعة بن تابوت معدود في المنافقين، وهو الذي هبت الريح العظيمة لموته كما وقع مبهما في "صحيح مسلم" (2782)، ومفسرا في غيره من حديث جابر، فإنّ لم يحمل على أنهما رجلان توافق اسمهما واسم أبويهما وإلا فكونه قطبة بن عامر أولى، ويؤيده أنّ في مرسل الزهري عند الطبري: فدخل رجل من الأنصار من بني سلمة، وقطبة من بني سلمة بخلاف رفاعة. ويدل على التعدد اختلاف القول في الإنكار على الداخل فإنّ في حديث جابر فقالوا: إنّ قطبة رجل فاجر. وفي مرسل قيس بن حبتر فقالوا: يا رسول الله، نافق رفاعة. لكن ليس بممتنع أن يتعدد القائلون في القصة الواحدة، وقد وقع في حديث ابن عباس عند ابن جرير أنّ القصة وقعت أول ما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وفي إسناده ضعف. وفي مرسل الزهري أنّ ذلك وقع في عمرة الحديبية، وفي مرسل السدي عند الطبري أيضا أنّ ذلك وقع في حجة الوداع، وكأنه أخذه من قوله: كانوا إذا حجوا، لكن وقع في رواية الطبري: كانوا إذا أحرموا، فهذا يتناول الحج والعمرة، والأقرب ما قال الزهري" (¬1) حديث جابر يرويه الأعمش واختلف عنه: - فقال عمار بن رُزَيْق الكوفي: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: فذكره. والآية هي قوله تعالى {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189]. أخرجه الحاكم (1/ 483) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رُزَيق به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) 4/ 371 (كتاب الحج -أبواب العمرة- باب قول الله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189])

قلت: أبو الجَوَّاب واسمه أَحْوَص بن جَوَّاب وعمار بن رزيق لم يخرج لهما البخاري شيئا، وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع. - ورواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان مرسلا، ليس فيه عن جابر. أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (743) من طريق بقي بن مخلد ثنا هناد بن السري ثنا عبيدة به. وأخرجه أبو الشيخ (¬1) في "تفسيره" (الإصابة 8/ 163) عن أبي يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا عبيدة بن حميد به. وقال: رواه عبد الله بن محمد بن زكريا عن سهل فقال فيه: عن أبي سفيان عن جابر مثله" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5762) عن أبي الشيخ به. وحديث ابن عباس له عنه طريقان: الأول: يرويه (¬2) محمد بن السائب الكلبي في "تفسيره" عن أبي صالح عن ابن عباس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو محرم باب بستان، فأبصره قطبة بن عامر الأنصاري، أحد بني سلمة، فاتبعه، فأبصره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "ما أدخلك وأنت محرم؟ " فقال: يا رسول الله، رضيت بهديك ودينك وسمتك. فأنزل الله عز وجل {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] الآية. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5761) من طريق محمد بن مروان السُّدِّي الكوفي عن محمد بن السائب الكلبي به. والكلبي: قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد. الثاني: يرويه محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العَوْفي ثني أبي سعد بن محمد بن الحسن ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عطية العوفي عن ابن عباس قال: إنّ رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن، فإذا أحرم لم يلج من باب بيته ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 28 - 29) وزاد فيه: عن جابر. (¬2) انظر أسد الغابة 4/ 406 - الإصابة 8/ 163

واتخذ نقبا من ظهر بيته، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة كان بها رجل محرم كذلك، وإنّ أهل المدينة كانوا يسمون البستان: الحش، وإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل بستانا، فدخله من بابه، ودخل معه ذلك المحرم، فناداه رجل من ورائه: يا فلان إنك محرم وقد دخلت، فقال: أنا أحمس، فقال: يا رسول الله إن كنت محرما فأنا محرم، وإن كنت أحمس فأنا أحمس، فأنزل الله تعالى ذكره {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] إلى آخر الآية. فأحل الله للمؤمنين أن يدخلوا من أبوابها. وإسناده ضعيف لضعف سعد بن محمد بن الحسن والحسين بن الحسن بن عطية العوفي والحسن بن عطية وعطية العوفي. وحديث قيس بن حبتر النهشلي أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 186 - 187) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت داود عن قيس بن حبتر أنّ ناسا كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطا من بابه ولا دارا من بابها أو بيتا، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه دارا، وكان رجل من الأنصار يقال له: رفاعة بن تابوت، فجاء فتسور الباب، ثم دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما خرج من باب الدار، أو قال: من باب البيت خرج معه رفاعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما حملك على ذلك؟ " قال: يا رسول الله، رأيتك خرجت منه، فخرجت منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني رجل أحمس" فقال: إن تكن رجلا أحمس فإنّ ديننا واحد، فأنزل الله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189]. ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (742) وهو مرسل رواته ثقات، وداود هو ابن أبي هند. وحديث جابر الآخر الذي أشار إليه الحافظ أخرجه أحمد (3/ 315) وعبد بن حميد (1029) ومسلم (2782) وأبو يعلى (2307) من طرق عن سليمان الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فهاجت ريح تكاد تدفن الراكب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بعثت هذه الريح لموت منافق" فلما رجعنا إلى المدينة وجدنا مات في ذلك اليوم منافق عظيم النفاق فسمعت أصحابنا بعد يقولون: هو رافع بن التابوت. السياق لعبد بن حميد. وحديث الزهري أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 72 - 73) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري قال: كان أناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء

يتحرجون من ذلك، فكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة، فتبدو له الحاجة بعد ما يخرج من بيته، فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت، لا يحول بينه وبين السماء فيقتحم الجدار من ورائه، ثم يقوم من حجرته فيأمر بحاجته، فتخرج إليه من بيته حتى بلغنا أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلّ زمان الحديبية بالعمرة فدخل إلى حجرته، فدخل على إثره رجل من الأنصار من بني سلمة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "إني أحمس" فقال الأنصاري: وأنا أحمس، يقول وأنا على دينك، فأنزل الله تعالى {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189]. مرسل. وحديث السُّدِّي أخرجه الطبري (2/ 188) عن موسى بن هارون الطوسي ثنا عمرو بن حماد القناد ثنا أسباط عن السدي قوله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] فإنّ ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها كانوا ينقبون في أدبارها، فلما حجّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك وهو مسلم، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باب البيت احتبس الرجل خلفه وأبى أن يدخل، قال: يا رسول الله، إني أحمس، يقول: إني محرم، وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وأنا أيضا أحمس فادخل" فدخل الرجل، فأنزل الله {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189]. وإسناده إلى السدي حسن. 3301 - حديث أنس رفعه "ما خاب من استخار" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الصغير" بسند واه جدا" (¬1) موضوع أخرجه الطبراني في "الصغير" (980) و"الأوسط" (6623) والقضاعي (774) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1103) من طريق عبد القدوس بن عبد السلام بن عبد القدوس ثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس به مرفوعا وزاد "ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد" قال الطبراني: لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس، تفرد به ولده عنه" قلت: عبد القدوس بن حبيب هو الكَلاعي الشامي كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن ¬

_ (¬1) 13/ 439 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الاستخارة)

عياش، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، وقال الفلاس: أجمع أهل العلم على ترك حديثه. وابنه عبد السلام بن عبد القدوس قال أبو حاتم وغيره: ضعيف. 3302 - حديث عائشة مرفوعا "ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما" قال الحافظ: أخرجه الترمذي، ولأحمد من حديث ابن مسعود مثله، أخرجهما الحاكم" (¬1) روي من حديث عائشة ومن حديث ابن مسعود. فأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (148) والترمذي (3799) والنسائي في "الكبرى" (8276) والآجري في "الشريعة" (1974) والحاكم (3/ 388) والخطيب في "التاريخ" (11/ 288) من طريق عبد العزيز بن سِيَاه الكوفي عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة به مرفوعا. واللفظ للحاكم والآجري (¬2). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد العزيز بن سياه" قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وجماعة. ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه به. أخرجه أحمد (6/ 113) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا عبد الله بن حبيب به. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت فإنّه كان مدلسا. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 119) وأحمد (1/ 389 و445) عن وكيع عن سفيان عن عمار بن معاوية الدهني عن سالم بن أبي الجَعْد الأشجعي عن ابن مسعود مرفوعا "ابن سمية ما خير بين أمرين إلا اختار أرشدهما" اللفظ لابن أبي شيبة وأخرجه الحاكم (3/ 388) من طريق أبي غريب محمد بن العلاء الهَمْداني ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا: ثنا وكيع به. وقال: صحيح على شرط الشيخين إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من ابن مسعود" ¬

_ (¬1) 8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمار) (¬2) ولفظ الترمذي "أسدهما" ولفظ النائي "أشدهما" ولفظ الخطيب "أيسرهما"

قلت: لم يخرج الشيخان رواية سالم بن أبي الجعد عن ابن مسعود، وقال أحمد وابن المديني: سالم بن أبي الجعد لم يلق ابن مسعود. وعمار الدهني لم يخرج له البخاري شيئا، ولم يخرج مسلم روايته عن سالم بن أبي الجعد. وقال البوصيري: رواته ثقات وفيه انقطاع" إتحاف الخيرة 9/ 389 3303 - حديث أم سلمة "ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وماذا أنزل من الخزائن؟ " سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 16/ 129) 3304 - عن صفية بنت حيي قالت: ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن عن صفية بنت حيي قالت: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو يعلى (7119 و 7120) والطبراني في "الأوسط" (6576) من طريق يونس بن بكير الشيباني أنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ثني عثمان بن كعب ثني ربيع رجل من بني النضير وكان في حجر صفية عن صفية قالت: ما رأيت قط أحسنَ خلقا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لقد رأيته ركب بي من خيبر على عَجُز ناقته ليلا، فجعلت أنعس فيضرب رأسي مؤخرة الرَّحل، فيمسني بيده ويقول "يا هذه، مهلا يا بنت حُيي" حتى إذا جاء الصَّهباء قال "أما إني أعتذر إليك يا صفية مما صنعت بقومك، إنهم قالوا لي: كذا وكذا" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن صفية إلا بهذا الإسناد، تفرد به يونس بن بكير" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى ورجالهما ثقات، إلا أنّ الربيع ابن أخي صفية بنت حيي لم أعرفه" المجمع 9/ 15 و252 قلت: إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع الأنصاري المدني قال ابن معين وغيره: ضعيف. ¬

_ (¬1) 16/ 223 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج) (¬2) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

3305 - حديث أبي هريرة: ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه منقطع، وقد أشار إليه الترمذي في الجهاد فقال: ويروى عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال مَعْمر بن راشد: قال الزهري: كان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه عبد الرزاق (5/ 331) عن معمر به. وأخرجه أحمد (4/ 328) عن عبد الرزاق به. وأخرجه البيهقي (10/ 109) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا عبد الرزاق به. - ورواه سفيان بن عُيينة واختلف عنه: • فقال عبد الله بن وهب في "الجامع" (288): سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن معمر عن ابن شهاب عن أبي هريرة قال: فذكره. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/ 631) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنبا ابن وهب به. • وقال الشافعي: أنا ابن عيينة عن الزهري قال: قال أبو هريرة: فذكره. أخرجه البيهقي (7/ 45 - 46) والخطيب في "الفقيه" (2/ 184) والزهري لم يسمع من أبي هريرة. قاله ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 23) والحافظ في "الفتح" (6/ 258) وقال العلائي والمزي: الزهري عن أبي هريرة مرسل. - وقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري عن عروة عن عائشة. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 240) من طريق طلحة بن زيد الرقى عن عقيل به. ¬

_ (¬1) 17/ 102 (كتاب الاعتصام - باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشّورى: 38])

وطلحة بن زيد قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. - وقال يحيى بن أبي أنيسة الجزري: عن الزهري عن سعيد بن المسيب أو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 760) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 61) وقال: وراوي هذه الطريق الموصولة مع شكه فيها ضعيف" قلت: هو يحيى بن أبي أنيسة وهو متروك الحديث كما قال النسائي وجماعة. 3306 - عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صائما العشر قط" قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره" (¬1) أخرجه مسلم (1176) 3307 - حديث حفصة: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في سبحته جالسا حتى إذا كان قبل موته بعام وكان يصلي في سبحته جالسا. قال الحافظ: أخرجه مسلم (733") (¬2) 3308 - عن أبي هريرة: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنّ الشمس تجري في جبهته. قال الحافظ: ولأحمد وابن سعد وابن حبان عن أبي هريرة: فذكره" (¬3) صحيح أخرجه ابن حبان (6309) عن عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب المقدسي ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: ما رأيت شيئا أحسنَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنما الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أسرعَ في مِشيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنّ الأرض تُطوى له، إنا لنُجهدُ أنفسنا وإنّه لغيرُ مُكْتَرِثِ. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (السيرة النبوية 1/ 230) من طريق أبي العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا حرملة به. ¬

_ (¬1) 3/ 113 (كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق) (¬2) 3/ 243 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب إذا صلى قاعدا ثم صح) (¬3) 7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وإسناده حسن، حرملة صدوق، والباقون ثقات، وأبو يونس اسمه سُليم بن جبير. ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه رشدين بن سعد ثني عمرو بن الحارث به. أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (31) عن رشدين به. وأخرجه ابن عساكر (1/ 230) من طريق الحسين بن الحسن بن حرب المروزي أنا ابن المبارك به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 208 - 209) من طريق يعمر بن بشر المروزي ثنا ابن المبارك به. ورواه أحمد بن الحجاج المروزي عن ابن المبارك فلم يذكر رشدين بن سعد. أخرجه ابن سعد (1/ 415) والأول أصح، ورشدين ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه عبد الله بن لهيعة ثنا أبو يونس سليم بن جبير عن أبي هريرة به. أخرجه ابن سعد (1/ 415) وأحمد (2/ 350 و 380) والترمذي (3648) وفي "الشمائل" (116) والبغوي في "شرح السنة" (3649) وفي "الشمائل" (462) وابن عساكر (1/ 231) من طرق عن ابن لهيعة به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" قلت: ابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات. 3309 - قال ابن عمرو: ما رُؤي النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل متكئا قط. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) حسن أخرجه ابن سعد (1/ 380) وابن أبي شيبة (8/ 642) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 4853) وأحمد (2/ 167) وأبو داود (3770) وابن ماجه (244) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (112) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 275) وفي "المشكل" (2072 و 2073) وأبو الحسن علي بن إبراهيم في زياداته على ابن ماجه (1/ 89 و90) وأبو الشيخ ¬

_ (¬1) 11/ 471 - 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا)

في "أخلاق النبي" (ص 197) والبيهقي في "الآداب" (672) وفي "الشعب" (5570) وفي "الزهد" (301) والخطيب في "الجامع" (923) والبغوي في "شرح السنة" (2840) وفي "الشمائل" (416) والذهبي في "السير" (5/ 174 - 175) من طرق (¬1) عن حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن (¬2) أبيه قال: فذكره، وزاد: ولا يطأ عقبه رجلان. - ورواه يزيد بن هارون عن حماد واختلف عنه: • فرواه أحمد (2/ 165 - 166) عن يزيد عن حماد عن ثابت عن شعيب عن أبيه. • ورواه ابن سعد (1/ 380) عن يزيد عن حماد عن ثابت عن شعيب مرسلا. • ورواه مالك بن يحيى بن مالك عن يزيد فلم يذكر ثابتا البناني. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (635) وقال: وهذا الحديث صحيح" قلت: الأول أصح، وإسناده حسن، حماد وثابت ثقتان، وشعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو نسبه ثابت إلى جده (¬3)، وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". واختلف في سماعه من جده فقيل: لم يسمع منه، قال الحافظ في "التهذيب": وهو قول مردود. وهو كما قال فقد صرح شعيب بالسماع من ابن عمرو عند الذهبي في "السير"، والإسناد إليه صحيح. وأثبت البخاري وغيره سماعه من جده (انظر مسند أحمد بتحقيق الشيخ أحمد شاكر 10/ 34 - 35) 3310 - حديث أمية بن مَخْشِي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا ورجل يأكل ولم يسم ¬

_ (¬1) رواه حجاج بن منهال وسليمان بن حرب وعبد الرحمن بن مهدي ويونس بن محمد وأبو أسامة حماد بن أسامة وعبد الصمد بن عبد الوارث وعلي بن الجعد وموسى بن إسماعيل وسويد بن عمرو الكلبي وإبراهيم بن الحجاج السامي وعفان بن مسلم وأبو كامل مظفر بن مدرك وإسحاق بن عيسى وهدبة بن خالد عن حماد بن سلمة به. (¬2) وعند الذهبي في "السير": قال: سمعت عبد الله بن عمرو. (¬3) وكان يدعو جده أباه لأنه هو الذي رباه.

ثم سمّى في آخره فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما زال الشيطان يأكل معه، فلما سمّى استقاء ما في بطنه" قال الحافظ: رواه أبو داود" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (7/ 12 - 13) وأحمد (4/ 336) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/ 6 - 7) والنسائي في "اليوم والليلة" (282) وابن السني في "اليوم والليلة" (461) والطحاوي في "المشكل" (1085) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 48 - 49) والطبراني في "الكبير" (854) والحاكم (4/ 108) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (955) عن يحيى بن سعيد القطان والطحاوي في "المشكل" (1086) عن أبي معشر يوسف بن يزيد البَرَّاء قالا: ثنا جابر بن صبح ثنا المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي وصحبته إلى واسط وكان يسمي في أول طعامه، وفي آخر لقمة يقول: بسم الله في أوله وآخره، فقلت له: إنك تسمي في أول ما تأكل، أرأيت قولك في آخر ما تأكل: بسم الله أوله وآخره، قال: أخبرك عن ذلك، إنّ جدي أمية بن مخشي وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول: إنّ رجلا كان يأكل والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر فلم يسم حتى كان في آخر طعامه لقمة فقال: بسم الله أوله وآخره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمى فلم يبق في بطنه شيء إلا قاءه" اللفظ لأحمد. وأخرجه أبو داود (3768) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2301) وابن قانع (1/ 48 - 49) والطبراني في "الكبير" (855) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (956) والبيهقي في "الدعوات" (447) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 143) والمزي (27/ 208 - 209) من طريق عيسى بن يونس الكوفي ثنا جابر بن صبح ثنا المثنى بن عبد الرحمن عن عمه (¬2) أمية بن مخشي به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الجن) (¬2) وعند ابن قانع: عن جده.

قلت: بل ضعيف الإسناد، المثنى بن عبد الرحمن قال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير جابر بن صبح، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه جابر بن صبح، وقال في "الكاشف": مجهول. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3311 - "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِّثُهُ" قال الحافظ: وقد روى هذا المتن أيضا أبو هريرة، وهو في صحيح ابن حبان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وهو عند أبي داود والترمذي، وأبو أمامة، وهو عند الطبراني، ووقع عنده في حديث عبد الله بن عمرو أنّ ذلك كان في حجة الوداع، وله في لفظ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (¬1) صحيح وحديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه شعبة عن داود بن فراهيج قال: سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وفي لفظ "أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت أنه يورثه" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 546 - 547) وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (141) وأحمد (2/ 259 و458 و514) والبزار (كشف 1898) والطحاوي في "المشكل" (2795) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1646) والخرائطي في "المكارم" (201) وابن حبان (512) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (9) وابن عدي (3/ 949) والخطيب في "التاريخ" (1/ 291 - 292) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3488) وابن الجوزي في "البر والصلة" (282) من طرق عن شعبة به. قال البزار: لا نعلم رواه عن داود عن أبي هريرة إلا شعبة" قلت: وداود مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: يرويه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة رفعه قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 13/ 49 (كتاب الأدب - باب الوصاة بالجار)

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (701) وفي "البر والصلة" (221) عن يحيى بن عبيد الله به. وأخرجه هناد في "الزهد" (1034) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (25) عن يعلي بن عبيد الطنافسي عن يحيى بن عبيد الله به. ويحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال النسائي: ضعيف لا يكتب حديثه. وللحديث طريق ثالثة يرويها يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة، وقد تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "أتاني جبريل فقال: أتيتك البارحة ... " وحديث ابن عمرو أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (217) عن أبي إسماعيل بشير بن سلمان الكوفي عن مجاهد قال: كنا عند ابن عمرو وغلام له يسلخ شاة فقال: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا الأدنى. حتى قالها ثلاث مرات، فقال له رجل من القوم: كم تذكر اليهودي؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصي بالجار حتى حسبنا أو رأينا أنه سيورثه. ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (320) وإسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 545 - 546) وفي "مسنده" (المطالب 2759) والبخاري في "الأدب المفرد" (128) وأبو نعيم في "الرواة عن الفضل بن دكين" (12) والبيهقي في "الآداب" (87) وفي "الشعب" (9118) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين والطحاوي في "المشكل" (2792) عن إسماعيل بن عمر الواسطي والخرائطي في "المكارم" (200) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي وأبو نعيم في "الأربعين على مذهب المتحققين" (23) والضياء في "عواليه" (6) عن محمد بن سابق التميمي الكوفي والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 106)

عن أبي معاوية كلهم عن بشير بن سلمان به. ورواه أبو قتيبة سَلْم بن قتيبة الشَّعيري عن بشير بلفظ: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" أخرجه البزار (2388) والدارقطني في "العلل" (8/ 232) وتابعه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا بشير به. أخرجه الدارقطني (8/ 232) وأخرجه أحمد (2/ 160) عن سفيان بن عُيينة عن داود بن شابور وبشير أبي إسماعيل عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعا "ما زال جبريل يوصيني بالجار ... " ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 306) وابن الجوزي في "البر والصلة" (281) وأخرجه الترمذي (1943) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني والخرائطي (200) عن حميد بن الربيع الخزاز اللخمي والبخاري في "الأدب المفرد" (105) عن محمد بن سلام بن الفرج البِيْكندي قالوا: ثنا سفيان بن عيينة به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" ورواه غير واحد عن سفيان فلم يذكروا داود بن شابور، منهم: 1 - الحميدي (593). ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (9115) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (862 و 2477) 2 - الحسين المروزي في زياداته على "البر والصلة" لابن المبارك (218 و 247) 3 - محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي. أخرجه أبو داود (5152) ورواه إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان فلم يذكر بشير بن سلمان.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2424) ولم ينفرد داود وبشير به بل تابعهما زبيد بن الحارث الأيامي عن مجاهد عن ابن عمرو به. أخرجه الخرائطي (199) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 306) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان -هو الثوري- عن زبيد به. قال أبو نعيم: تفرد الفريابي عن سفيان عن زبيد بهذا، ورواه أصحاب الثوري عنه عن زبيد عن مجاهد فخالفوا الفريابي، فقالوا: عن عائشة بدل ابن عمرو" طريق أخرى: قال عبد الله بن وهب: أخبرني أبو هانئ عن العباس بن جُلَيد الحَجْري عن ابن عمرو مرفوعا "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى كاد يورثه" أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 399) من طريق عبد الكريم بن إبراهيم المرادي ثنا حرملة ثنا ابن وهب به. وعبدالكريم لم أر من ترجمه، وحرملة بن يحيى التُّجيبي وأبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني صدوقان، وابن وهب وابن جليد ثقتان. وحديث أبي أمامة له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. أخرجه أحمد (5/ 267) عن حيوة بن شريح الحمصي ثنا بقية ثنا محمد بن زياد به. وأخرجه المحاملي (427) عن محمد بن عمرو بن حَنَان الحمصي ثنا بقية به (¬1). وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (822) من طريق إسحاق بن راهويه ثنا بقية به. ولفظه "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه". وأخرجه الخرائطي (205) والطبراني في "الكبير" (7523) وفي "مسند الشاميين" (823) وأبو عمرو بن منده في "الفوائد" (50) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1533) ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة" (32) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البَيِّع البغدادي ثنا المحاملي به.

من طرق أخرى عن بقية بلفظ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع "أوصيكم بالجار" فأكثر حتى قلت: إنه سيورثه. قال المنذري والهيثمي: إسناده جيد" الترغيب 3/ 362 - المجمع 8/ 165 وقال الهيثمي أيضاً: وصرح بقية بالتحديث فهو حديث حسن" 8/ 164 قلت: إسناده صحيح، وبقية ومحمد بن زياد ثقتان. ولم ينفرد بقية به بل تابعه محمد بن حمير الحمصي عن محمد بن زياد عن أبي أمامة قال: ما زلت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (8/ 38) عن مكحول البيروتي ثنا أحمد بن هارون بن آدم المصيصي عن محمد بن حمير به. وأحمد بن هارون مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه ابن عدي، ومحمد بن حمير صدوق، ومكحول ثقة من أئمة الحديث. 3312 - "ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم" قال الحافظ: فقد روى ابن ماجه من طريق عمرو بن ميمون عن عمر مرفوعا: فذكره، رجاله ثقات إلا شيخه جبارة بن المغلس ففيه مقال" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (741) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 94) عن جُبَارة بن المُغَلِّسى ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر به مرفوعا. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 152) من طريق الحسن بن سفيان النَسَوي ثنا جبارة بن المغلس ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي الخزاز به. وقال: غريب من حديث عمرو وأبي إسحاق، تفرد به عنه عبد الكريم" قلت: عبد الكريم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. وعمرو وأبو إسحاق ثقتان، لكن جبارة ضعيف كما قال النسائي وغيره وكذبه ابن معين. وأخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 332) من طريق محمد بن الليث الجوهري ثنا جبارة بن المغلس به ¬

_ (¬1) 2/ 85 (كتاب الصلاة - باب بنيان المسجد)

وقال: عبد الكريم واه" والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 305) في فصل الضعيف. 3313 - عن عمران بن حصين قال: ما سافر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا صلّى ركعتين إلا المغرب" قال الحافظ: وفي الباب عن عمران بن حصين قال: فذكره، صححه الترمذي" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر" 3314 - حديث جابر: ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا فقال لا. قال الحافظ: وثبت في الصحيح من حديث جابر: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (2311) 3315 - حديث أبي بن كعب أنّ رجلا قال: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة فما أجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قال: الثلث، قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" إلى أن قال: أجعل لك كل صلاتي؟ قال "إذاً تُكفى همك". قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره بسند حسن" (¬3) أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (170) وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 341) ثنا قبيصة بن عقّبة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ربع الليل قام فقال "أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه". قال أبي بن كعب: فقلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قال: الربع؟ " قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: النصف؟ قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: الثلثين؟ قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال "إذاً يكفى همك ويغفر ذنبك". ومن طريق عبد بن حميد أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 340) ¬

_ (¬1) 3/ 227 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب تصلي المغرب ثلاثا في السفر) (¬2) 1/ 35 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬3) 13/ 421 - 422 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وأخرجه الترمذي (2457) والروياني (3/ 21) والحاكم (2/ 421 و513) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 256) والبيهقي في "الشعب" (514 و 1418) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 340) من طرق عن قبيصة بن عقبة به. ولم ينفرد قبيصة به بل تابعه غير واحد عن سفيان الثوري به، منهم: 1 - وكيع. أخرجه في "الزهد" (44) ومن طريقه ابن أبي شيبة (2/ 517 و 11/ 504) وأحمد (5/ 136) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (116) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (58) والطبري في "تفسيره" (30/ 32) والهيثم بن كليب (1440) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 377) والبيهقي في "الشعب" (10093) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 311) 2 - محمد بن يوسف الفريابي. أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (80) 3 - عبد الله بن الوليد العدني. أخرجه الحاكم (4/ 308) بلفظ "من خاف أدلج، ومن أدلج فقد بلغ المنزلة، ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه". 4 - سعيد بن سلام العطار. أخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة" (14) 5 - علي بن قادم الكوفي. أخرجه الهيثم بن كليب (1441) 6 - أبو حذيفة موسى بن مسعود الّنهدي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1477) (¬1) 7 - عمرو بن محمد العنقزي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (10095) ¬

_ (¬1) ورواه محمد بن عبد الوهاب القناد عن سفيان عن عبد الله بن عطاء عن الطفيل بن أُبي عن أبيه. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (21) والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الدارقطني في "الأفراد": غريب من حديث الطفيل، تفرد به سفيان الثوري" النكت الظراف 1/ 20 وقال الحافظ: هذا حديث حسن، الطفيل معدود في كبار التابعين، ووثقه ابن سعد والعجلي وغيرهما، والراوي عنه تابعي صغير وهو صدوق عندهم، وضعفه بعضهم من قبل حفظه" قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن حبان بن منقذ فأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (59) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 82) وابن عدي (5/ 1674) من طريق عمر بن محمد بن صُهْبان المدني ثني زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أجعل شطر صلاتي دعاء لك؟ قال "نعم" قال: فأجعل ثلثي صلاتي دعاء لك؟ قال "نعم" قال: فأجعل صلاتي كلها دعاء لك؟ قال "إذاً يكفيك الله همّ الدنيا والآخرة" قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم حدّث به إلا عمر، ولم يكن بالحافظ" قلت: عمر بن محمد قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث. وأما حديث حبان فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3574) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا رشدين بن سعد عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن ابن شهاب عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده حبان بن منقذ أنّ رجلا قال: يا رسول الله، أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال "نعم إن شئت" قال: الثلثين؟ قال "نعم" قال: فصلاتي كلها؟ قال "إذاً يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك" قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 2/ 501 - المجمع 10/ 160 قلت: بل إسناده ضعيف، وفيه علل: الأولى: يحيى بن عثمان بن صالح مختلف فيه. وخالفه أبو جعفر محمد بن هارون الربعي فرواه عن عمرو بن الربيع ولم يذكر حبان بن منقذ.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (60) الثانية: ضعف رشدين بن سعد. قال الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وأبو داود وابن قانع والدارقطني: رشدين بن سعد ضعيف الحديث. الثالثة: قرة بن حيويل مختلف فيه: وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وخالفه عُقيل بن خالد الأيلي فرواه عن ابن شهاب الزهري عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 389) عن أبي صالح عبد الله بن صالح الجهني ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن الليث عن عقيل به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (1478) وقال: وهذا مرسل جيد، وهو شاهد لحديث أبي" قلت: وهو أصح من حديث قرة. قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن عقيل بن خالد وقرة بن حيويل، فقال: عقيل أحلى منه مائة مرة. 3316 - عن جابر قال: استأذنت الحُمّى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بها إلى أهل قباء، فشكوا إليه ذلك فقال: "ما شئتم، إن شئتم دعوت الله لكم فكشفها عنكم، وإن شئتم أن تكون لكم طهورا" قالوا: فدعها. قال الحافظ: رواه أحمد بسند جيد عن جابر" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 316) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: استأذنت الحمى على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "من هذه؟ " قالت: أم ملدم، قال: فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله، فأتوه فشكوا ذلك إليه، فقال "ما شئتم، إن شئتم أن أدعو الله لكم فيكشفها عنكم، وان شئتم أن تكون لكم طهورا" قالوا: يا رسول الله، أو تفعل؟ قال "نعم" قالوا: فدعها. وإسناده على شرط مسلم. ¬

_ (¬1) 12/ 214 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

3317 - حديث أبي هريرة أنّ الذي أجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن سؤاله ولدا الرجل، ولفظه: فقال "ما شأن هذا الرجل؟ " قال ابناه: يا رسول الله كان عليه نذر. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1643") (¬1) 3318 - قال مجاهد: كان المشركون إذا أحرم الرجل منهم ثقب كوة في ظهر بيته فدخل منها، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ومعه رجل من المشركين فدخل من الباب، وذهب المشرك ليدخل من الكوة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"ما شأنك؟ " فقال: إني أحمسي، فقال "وأنا أحمسي" فنزلت (¬2). قال الحافظ: أخرجه الطبري" (¬3) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 187) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189] قال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، وجرير هو ابن عبد الحميد ومنصور هو ابن المعتمر. 3319 - حديث سهل بن سعد: ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبعتين في يوم حتى فارق الدنيا. قال الحافظ: أخرجه ابن سعد والطبراني" (¬4) ضعيف أخرجه ابن سعد (1/ 407) والطبراني في "الكبير" (5848) من طريق عبد الحميد بن سليمان الخزاعي المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد به. قال الهيثمي: وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف" المجمع 10/ 313 ¬

_ (¬1) 4/ 451 (كتاب الحج -أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب من نذر المشي إلى الكعبة) (¬2) يعني قوله تعالى {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] الآية. (¬3) 4/ 372 (كتاب الحج -أبواب العمرة- باب قول الله تعالى {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة:189]) (¬4) 14/ 70 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

وله شاهد عن عائشة قالت: ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم مرتين حتى لحق الله. أخرجه ابن سعد (1/ 402) وفي إسناده موسى بن عبيدة الرَّبَذي وهو ضعيف. 3320 - حديث عمران بن حصين: ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غداء أو عشاء حتى لقي الله. قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 139) من طريق أحمد بن موسى اللؤلؤي عن عمرو بن عبيد عن أبي رجاء عن عمران بن حصين قال: والله ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غداء وعشاء حتى لقي الله عز وجل. وأخرجه أحمد (4/ 441 - 442) عن يزيد بن هارون أنا رجل -والرجل كان يسمى في كتاب أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: عمرو بن عبيد- ثنا أبو رجاء العطاردي عن عمران قال: ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من خبز برّ مأدوم حتى مضى لوجهه - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو عبد الرحمن: وكان أبي رحمه الله قد ضرب على هذا الحديث في كتابه، فسألته عنه فحدثني به وكتب عليه صح صح. قال: إنما ضرب أبي على هذا الحديث لأنه لم يرض الرجل الذي حدث عنه يزيد. قال الهيثمي: وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك" المجمع 10/ 313 و 314 قلت: وهو كما قال، وقول البوصيري في "مختصر الإتحاف" (10/ 424): سنده صحيح، ليس بصحيح. 3321 - "ما شهدت من حلف إلا حلف المطيبين، وما أحبّ أن أنكثه وإنّ لي حمر النّعم" قال الحافظ: وأسند (أي عمر بن شبة في كتاب مكة) من طريق أبي سلمة رفعه: فذكره، ومن مرسل طلحة بن عوف نحوه وزاد "ولو دعيت به اليوم في الإسلام لأجبت" (¬2). انظر حديث "شهدت مع عمومتي حلف المطيبين" ¬

_ (¬1) 14/ 70 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬2) 5/ 379 (كتاب الإجارة - باب قول الله عز وجل: {والذين عقدت أيمانكم فائتوهم نصيبهم})

3322 - حديث أبي الدرداء رفعه "ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي وصححه هو وابن حبان، وزاد الترمذي فيه وهو عند البزار "وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ درجة صاحب الصوم والصلاة" وأخرجه أبو داود وابن حبان أيضا والحاكم من حديث عائشة نحوه، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" والحاكم من حديث أبي هريرة، وأخرجه الطبراني من حديث أنس نحوه، وأحمد والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو" (¬1) حسن ورد من حديث أبي الدرداء ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي سعيد فأما حديث أبي الدرداء فسيأتي الكلام عليه عند حديث "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل ... " وأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطب عن عائشة مرفوعا "إنّ المؤمن (¬2) ليدرك بحسن خلقه درجة (¬3) الصائم القائم" أخرجه أحمد (6/ 64 و90 و133 و187) وأبو داود (4798) وابن حبان (480) والحاكم (1/ 60) وتمام (150/ أ) والبيهقي في "الشعب" (7631 و7632 و7633) وفي "الآداب" (205) والخطيب في "الموضح" (2/ 285) والبغوي في "شرح السنة" (3500 و3501) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1201) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو به. واللفظ لأبي داود وغيره. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان للمطلب بن عبد الله بن حنطب شيئا، وهو ثقة اختلف في سماعه من عائشة، فقال أبو حاتم: لم يدرك عائشة، وقال أبو زرعة: نرجو أن يكون سمع منها. ¬

_ (¬1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق) (¬2) وفي لفظ لأحمد وغيره "الرجل" (¬3) وفي لفظ لأحمد وغيره "درجات قائم الليل صائم النهار"

وعمرو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الصائم (¬1) بالنهار" أخرجه العقيلي (4/ 464) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 144) وابن عدي (3/ 1076) واللفظ له من طريق اليمان بن عدي الحمصي ثنا زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد به. قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن زهير غير يمان بن عدي" قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه واختلف فيه قول أبي حاتم. وزهير بن محمد هو التميمي تكلموا في رواية الشاميين عنه. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه بُدَيْل بن ميسرة العقيلي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة" أخرجه الحاكم (1/ 60) من طريق أبي يعلى ثنا إبراهيم بن المُسْتَر العُرُوقي ثنا حَبَّان بن هلال ثنا حماد بن سلمة عن بديل به. وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: العروقي لم يخرج له مسلم شيئا وهو صدوق كما قال النسائي، والباقون كلهم ثقات لكن لم يخرج مسلم رواية حماد بن سلمة عن بديل. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3982) عن علي بن سعيد الرازي ثنا إبراهيم بن المستمر به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بديل بن ميسرة إلا حماد بن سلمة، تفرد به حبان بن هلال" الثاني: يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل" ¬

_ (¬1) ولفظ العقيلي "الظمآن"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (284) وفي "التاريخ الكبير" (2/ 2/ 276 - 277) عن علي بن المديني ثنا الفضيل بن سليمان النميري عن صالح بن خَوَّات بن جبير عن محمد بن يحيى به. وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (47) عن نصر بن داود الصاغاني ثنا علي بن المديني به. ورواته ثقات غير النميري والأكثر على تضعيفه. الثالث: يرويه منصور بن المعتمر عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم" أخرجه ابن عدي (4/ 1326) من طريق الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني ثنا شريك عن منصور به. وقال: لا أعرفه عن منصور إلا من رواية شريك" قلت: شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره. وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" وأما حديث ابن عمرو فيرويه ابن لهيعة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن لهيعة أني الحارث بن يزيد عن ابن حجيرة الأكبر عن ابن عمرو مرفوعا "إنّ المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه" أخرجه أحمد (2/ 177) عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني و (2/ 220) والخطابي في "الغريب" (1/ 702) عن عبد الله بن المبارك والخرائطي (46 و48 و654) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 142) عن سعيد بن أبي مريم

ثلاثتهم عن ابن لهيعة به. قال المنذري: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة" الترغيب 3/ 404 - وقال زيد بن أبي الزرقاء الموصلي: ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن حجيرة عن ابن عمرو. أخرجه الخرائطي (46 و654) - وقال الحسن بن موسى الأشيب: ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: سمعت ابن عمرو. أخرجه أحمد (2/ 177) وتابعه شعيب بن يحيى التجيبي ثنا ابن لهيعة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3150) وقول ابن المبارك ومن تابعه أصح. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (587) وابن شاهين في "الترغيب" (361) وتمام (ق 74/ أ) وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار في "المنتقى من حديثه" كما في "الصحيحة" (2/ 438) والخطيب في "الفقيه" (2/ 110) من طرق عن إسماعيل بن أبان الوراق ثنا أبو بكر النهشلي عن عبد الملك بن عمير عن ابن عمر مرفوعا "إنّ الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم". الوراق والنهشلي ثقتان، وعبد الملك بن عمير مختلف فيه وهو مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عمر ولا أظنه سمع منه. طريق أخرى: قال يعقوب بن عبد الله القُمِّي: ثنا عنبسة عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ العبد لينال بحسن الخلق منزلة الصائم نهاره القائم ليله" أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 144) وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7709)

عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي وتمام (ق 104/ أ) والبغوي في "شرح السنة" (3499) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي قالا: ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامئ بالهواجر" وإسناده ضعيف لضعف عفير بن معدان. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البيهقي في "الشعب" (7634) والخطيب في "المتفق" (964) من طريق داود بن مهران الدباغ ثنا عبد الحميد بن سليمان عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القانت الذي يصوم النهار ويقوم الليل" وإسناده ضعيف لضعف عبد الحميد بن سليمان الخزاعي. 3323 - قالت عائشة: ما صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (973") (¬1) 3324 - قال ابن مسعود: ما صمنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي، ومثله عن عائشة عند أحمد بإسناد جيد" (¬2) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه عيسى بن دينار الخزاعي ثني أبي أنّه سمع عمرو بن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي يقول: سمعت ابن مسعود يقول: ما (¬3) صمنا (¬4) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعا وعشرين أكثر مما صمنا (¬5) معه ثلاثين". ¬

_ (¬1) 3/ 44 (كتاب الجنائز - باب الصلاة على الجنائز بالمصلى والمسجد) (¬2) 5/ 24 (كتاب الصوم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا رأيتم الهلال فصوموا) (¬3) ولفظ أحمد "ما صمنا رمضان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬4) ولفظ ابن خزيمة وغيره "صمت" (¬5) ولفظ ابن خزيمة وغيره "صمت"

أخرجه أحمد (1/ 441) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 111) وأبو داود (2322) والترمذي (689) وابن خزيمة (1922) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (633) والطبراني في "الأوسط" (3747) و"الكبير" (10536) وابن شاهين في "الناسخ" (417) واللفظ له والبيهقي (4/ 250) والشجري في "أماليه" (2/ 30) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (832 و833) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 47) والمزي (22/ 601 - 602) من طرق عن عيسى بن دينار به. قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن دينار" قلت: وإسناده ضعيف، دينار لم يرو عنه إلا ابنه عيسى كما في "الميزان" فهو مجهول، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 218) على قاعدته. الثاني: يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2972) و"الصغير" (228) وابن عدي (2/ 656) والدارقطني (2/ 198) والخطيب في "التاريخ" (9/ 316) من طرق عن صالح بن مالك الخوارزمي ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور ثنا حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم به. قال الطبراني: لم يروه عن حماد إلا عبد الأعلى، تفرد به صالح (¬1) " وقال الدارقطني: هذا إسناد غير ثابت لأنّ عبد الأعلى بن أبي المساور متروك" وأما حديث جابر فأخرجه العقيلي (4/ 244) والطبراني في "الأوسط" (5441) وابن عدي (6/ 2424) والدارقطني (2/ 198) وابن شاهين في "الناسخ" (418) من طرق عن المسور بن الصلت المدني ثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال: ما صمنا مع رسول الله (تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن المنكدر إلا مسور بن الصلت، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال ابن عدي: هذا الحديث عن المسور غير محفوظ، رواه مع المسور عبد الحميد بن الحسن الهلالي مثل ما روى المسور عن ابن المنكدر، وليس للمسور كثير حديث، وهو معروف بهذا الحديث" ¬

_ (¬1) قلت: رواه الحسن بن الحسين العرني ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور به. أخرجه ابن الأعرابي (ق 27/ أ)

وقال العقيلي: ولا يتابعه إلا من هو نحوه" وقال الدارقطني والهيثمي: المسور ضعيف" المجمع 3/ 147 وأما حديث عائشة فأخرجه الطيالسي (ص 217) عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي ثني أبي قال: ذكر عند عائشة صوم شهر رمضان تسع وعشرين يوما فتعجب من ذلك، فقالت عائشة: وما يعجبكم من ذلك فما صمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعا وعشرين أكثر مما صمت ثلاثين. وأخرجه أحمد (الفتح الرباني 9/ 273) والطبراني في "الأوسط" (5245) والدارقطني (2/ 198) والبيهقي (4/ 250) من طرق عن إسحاق بن سعيد به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق بن سعيد" وقال الدارقطني: هذا إسناد صحيح حسن" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 3/ 147 قلت: وهو كما قالا، وسعيد بن عمرو سمع عائشة كما قال البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 499) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (449) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 320) والشجري في "أماليه" (1/ 290) عن سعيد بن سليمان الواسطي وابن ماجه (1658) والطبراني في "الأوسط" (6482) عن مجاهد بن موسى الخوارزمي قالا: ثنا القاسم بن مالك المزني ثنا الجُرَيري عن أبي نَضْرة عن أبي هريرة قال: ما صمنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين. قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّ الجريري واسمه سعيد بن إياس اختلط بأخرة، ولم يعرف حال القاسم بن مالك هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده" المصباح 2/ 63 3325 - حديث عائشة: ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة له ولا خادما قط، ولا ضرب بيده شيئا قط إلا في سبيل الله، أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله.

قال الحافظ: وقد أخرج النسائي في الباب حديث عائشة: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2328) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل. 3326 - "ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته" قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنّه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، ووصله ابن عبد البر في "التمهيد" من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرة عن عائشة - رضي الله عنها -، وفي إسناده نظر فقد رواه أبو داود من طريق عمرو بن الحارث، وسعيد بن منصور عن ابن عيينة، وعبد الرزاق عن الثوري، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا، ووصله أبو داود وابن ماجه من وجه آخر عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن سلام، ولحديث عائشة طريق عند ابن خزيمة وابن ماجه" (¬2) يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني واختلف عنه: - فرواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: • فرواه مالك في "الموطأ" (1/ 110) عن يحيى بن سعيد الأنصاري بلاغا. • ورواه غير واحد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (5330) عن سفيان الثوري وسعيد بن منصور كما قال الحافظ عن سفيان بن عُيينة وأبو داود (1078) والبيهقي (3/ 242) عن عمرو بن الحارث المصري ¬

_ (¬1) 11/ 215 (كتاب النكاح - باب ما يكره من ضرب النساء) (¬2) 3/ 25 (كتاب الجمعة - باب يلبس أحسن ما يجد)

ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد به. • ورواه يحيى بن سعيد الأموي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 34 - 35) • ورواه عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد عن رجل منهم. أخرجه ابن خزيمة (1765) وابن حبان (2777) وحديث الثوري ومن تابعه أصح. - ورواه إسماعيل بن أمية المكي عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (5329) - ورواه موسى بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان واختلف عنه: • فقال عبد الله بن وهب: أني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن سلام. أخرجه أبو داود (1078) وابن ماجه (1095) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 403) • وقال يحيى بن أيوب الغافقي: عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد الله بن سلام. أخرجه أبو بكر المروزي في كتاب "الجمعة" (38) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي ومحمد بن بشار بندار قالا: ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب به. واختلف فيه على وهب بن جرير، فقال محمد بن يزيد الواسطي: ثنا وهب بن جرير ثني أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه. أخرجه ابن عبد البر (24/ 37) - ورواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه.

أخرجه عبد (¬1) بن حميد (499) عن ابن أبي شيبة ثنا محمد بن عمر عن عبد الحميد بن جعفر به. وأخرجه ابن ماجه (1/ 348) عن ابن أبي شيبة ثنا شيخ لنا عن عبد الحميد بن جعفر به. وأخرجه ابن عبد البر (24/ 38) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 373) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا محمد بن عمر الواقدي به. والواقدي قال ابن المديني وغيره، يضع الحديث، وقال البخاري وجماعة: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن عائشة وعن جابر وعن أبي هريرة وعن ابن عمر فأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (1096) وابن خزيمة (1765) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس يوم الجمعة فرأى عليهم ثياب النِّمَار فقال "ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 131 قلت: بل إسناده ضعيف لأنّ زهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذه منها فإنّ عمرو بن أبي سلمة هو التنيسي الدمشقي. قال أحمد: روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنّه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير. وقال النسائي: عند عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد مناكير. وقال العجلي: الأحاديث التي يرويها أهل الشام عن زهير ليست تعجبني. وعمرو مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره. ولم ينفرد زهير بن محمد به بل تابعه مهدي بن ميمون الأزدي عن هشام عن أبيه عن عائشة به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 35) عن خلف بن القاسم ثنا سعيد بن ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس" (ص 230 - 231)

عثمان بن السكن ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن خزيمة البصري بمصر ثنا حاتم بن عبيد الله أبو عبيدة ثنا مهدي بن ميمون به. وإسناده حسن، محمد بن خزيمة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وحاتم بن عبيد الله هو النمري بصري قال أبو حاتم: نظرت في حديثه فلم أر في حديثه مناكير، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. والباقون كلهم ثقات. وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 156 و156 - 157) من طريق موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس يوم الجمعة بادة هيئتهم فقال "ما من رجل لو اتخذ لهذا اليوم ثوبين يروح فيهما" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2605 - 2606) من طريق يعقوب بن الوليد بن أبي هلال المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا على أحدكم إذا وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته" وقال: وهذا الحديث عن ابن أبي ذئب لا يرويه عن ابن أبي ذئب غير يعقوب بن الوليد، ويعقوب هذا عامة ما يرويه ليس بمحفوظ، وهو بين الأمر في الضعفاء" وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 83) عن عبد الوارث بن سفيان القرطبي ثنا قاسم بن أصبغ ثنا محمد بن غالب التمتام ثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي ثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: كان الناس يغدون في أعمالهم، فإذا كانت الجمعة جاءوا وعليهم ثياب رديئة، وألوانها متغيرة، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل، وليتخذ ثوبين سوى ثوبي مهنته" إسحاق ويحيى مختلف فيهما، والباقون ثقات. 3327 - "ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثله" قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رفعه: فذكره، ولأحمد من حديث أبي هريرة "إمّا أن يعجلها له وإمّا أن يدخرها له" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 340 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غَافر: 60])

حديث عبادة يرويه محمد بن يوسف الفريابي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الفريابي ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير أنّ عبادة بن الصامت حدثهم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره وزاد "ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" فقال رجل من القوم: إذا نكثر، قال "الله أكثر". أخرجه الترمذي (3573) عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 329) عن إسحاق بن منصور الكوسج وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 137) والبيهقي في "الشعب" (1091) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثلاثتهم عن الفريابي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" قلت: مكحول مدلس ولم يذكر سماعا من جبير بن نفير. - ورواه حميد بن زنجويه النسائي عن الفريابي واختلف عنه: • فرواه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الجبار الرَّيَّاني عن حميد بن زنجويه كرواية الدارمي ومن تابعه. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1387) • ورواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن حميد بن زنجويه عن الفريابي عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عبادة. أخرجه الهيثم بن كليب (1301) - ورواه أبو بشر عبد الملك بن مروان الرقي عن الفريابي فلم يذكر مكحولا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (881) والأول أصح. ولم ينفرد الفريابي به بل تابعه أبو خُلَيْد عتبة بن حماد الدمشقي ثنا ابن ثوبان به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (182 و3524) ولم ينفرد ثابت بن ثوبان به فقد رواه مَسْلمة بن علي الخُشَنِي عن زيد بن واقد وهشام بن الغاز عن مكحول به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (147) وفي "الدعاء" (86) وفي "مسند الشاميين" (3523) والخشني قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن جابر وعن أبي سعيد وعن أنس فأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (3381) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كفّ عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (7270) من طريق ابن وهب أني ابن لهيعة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (3784): ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن جده عن جابر مرفوعا نحوه. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل بن أبي أويس" قلت: إسماعيل بن عبد الله بن خالد قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا ابن أبي أويس وأرى في حديثه ضعف وهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث أبي سعيد وحديث أنس فسيأتي الكلام عليهما عند حديث "ما من مسلم يدعو بدعوة" وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه ليث بن أبي سليم عن زياد بن أبي المغيرة أو زياد بن المغيرة عن أبي هريرة مرفوعا "ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له في الدنيا، "إما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل "قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعجل؟ قال "يقول: دعوت ربي فما استجاب لي"

أخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3677) واللفظ له وأبو يعلى (6134) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 313) من طريقين عن ليث به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه " قلت: إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وزياد لا يعرف، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ليث بن أبي سليم. الثاني: يرويه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوْهَب عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبي هريرة مرفوعا "ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل يسأله مسألة إلا أعطاه إياها: إمّا عجلها له في الدنيا، وإمّا ادخرها له في الآخرة ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، وما عجلته؟ قال "يقول: قد دعوت ودعوت فلا أراه يستجاب لي" أخرجه أحمد (2/ 448) والحاكم (1/ 497) عن وكيع والبخاري في "الأدب المفرد" (711) والبيهقي في "الدعوات" (327) وفي "الشعب" (1088) واللفظ له عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك كلاهما عن عبيد الله بن عبد الرحمن به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عبيد الله بن عبد الرحمن مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، ولينه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو إبطه يسأل الله مسألة إلا آتاها إياه ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، وكيف عجلته؟ قال "يقول: قد سألت وسألت ولم أعط شيئا" أخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3678) ويحيى بن عبيد الله ضعفوه، وأبوه قال أحمد والجوزجاني: لا يعرف، وقال الشافعي: لا نعرفه، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول.

3328 - حديث عبد الرحمن بن سمرة أنّه -أي عثمان بن عفان- جاء بألف دينار في ثوبه فصبّها في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين جهز جيش العسرة فقال - صلى الله عليه وسلم - "ما على عثمان من عمل بعد اليوم" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 63) وابنه أيضا في "زوائده على فضائل الصحابة" (738) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 57) والمزي (15/ 440) عن هارون بن معروف المروزي (¬2) والترمذي (3701) عن الحسن بن واقع الرملي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (82) وفي "السنة" (1279) والآجري في "الشريعة" (1413) وابن شاهين في "حديثه" (8) وفي "مذاهب أهل السنة" (78) والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (839 و847) عن أبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس الرملي ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 283) والطبراني في "مسند الشاميين" (1274) وفي "الأوسط" (6277) عن مهدي بن جعفر الرملي وابن هانئ في "مسائل أحمد" (2/ 172) والخلال في "السنة" (402) وفي "العلل" (المنتخب لابن قدامة 110) والآجري في "الشريعة" (1412) عن أبي همام الوليد بن شجاع الكوفي والحاكم (3/ 102) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 215) عن أسد بن موسى المصري وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (78) وابن عساكر (ص 57) عن موهب بن يزيد بن خالد الرملي ¬

_ (¬1) 6/ 337 (كتاب الوصايا - باب إذا وقف أرضا أو بئرا) (¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (416) عن هارون بن معروف فلم يذكر عبد الرحمن بن سمر.

والطبراني في "مسند الشاميين" (1274) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1342) عن عبد الوهاب بن نَجدة الحَوْطي ونعيم بن حماد المروزي (¬1) وموسى بن أيوب النصيبي (¬2) وابن عساكر (ص 57) عن مروان بن معاوية والخلال (403) عن يزيد بن قبيس السَّيْلَحي والقطيعي (839) عن محمد بن سِمَاعة الرملي وعيسى بن يونس الرملي و (846) والآجري في "الشريعة" (1411) عن محمد بن أبي السري العسقلاني كلهم عن ضَمْرَة بن ربيعة ثنا عبد الله بن شَوْذَب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي - صلى الله عليه وسلم - جيش العسرة قال: فصبّها في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها بيده ويقول "ما ضرّ ابن عفان ما عمل بعد اليوم" يرددها مرارا. اللفظ لأحمد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" (¬3) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (6) (¬2) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9222) (¬3) وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن شوذب، ولم يروه عن ابن شوذب إلا ضمرة" كذا قال، وقد توبع كما سيأتي.

قلت: كثير هو ابن أبي كثير البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن حزم وعبد الحق الإشبيلي: مجهول. وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الحافظ: مقبول ووهم من عده صحابيا. وعبد الله بن القاسم قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وابن شوذب وضمرة ثقتان. واختلف فيه على ضمرة، فرواه المعافى بن مدرك الرقي عن ضمرة عن ابن شوذب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مرسلا. أخرجه ابن عساكر (ص 56) والمعافى ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والأول أصح. ولم ينفرد ضمرة به بل تابعه: 1 - الوليد بن مزيد البيروتي. أخرجه ابن عساكر (ص 58) 2 - عمر بن هارون البلخي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 59) وفي "فضائل الخلفاء" (5) وللحديث شاهد عن عبد الرحمن بن خباب السلمي وعن حذيفة وعن عمران بن حصين وعن ابن عمر وعن أنس وعن الحسن البصري مرسلا. فأما حديث عبد الرحمن بن خباب فأخرجه الطيالسي (ص 164) عن سكن بن المغيرة البصري عن الوليد بن أبي هشام عن فَرْقَد بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن خباب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - حضّ على جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان قال: عليّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضّ الثانية، فقام عثمان فقال: عليّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضّ الثالثة، فقام عثمان فقال: على ثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل عن المنبر وهو يقول "ما على عثمان ما عمل بعد هذا" مرتين أو ثلاثا. وأخرجه عبد بن حميد (311) عن الطيالسي به. وأخرجه ابن سعد (7/ 78) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 246 - 247) والترمذي (3700) والروياني (1541) والدولابي في "الكنى" (7/ 12) وأبو القاسم البغوي في

"الصحابة" (1713) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 144) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 58 - 59) وفي "الصحابة" (4643) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 188) وأبو علي الطوسي في "أماليه" (15) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1904) وابن عساكر (ص 52 و 53 و 54) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 441 - 442) والمزي (17/ 80 - 81) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 364 - 365) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (4/ 75) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 289) وابن أبي الدنيا في "المكارم" (417) وابن أبي عاصم في "السنة" (1280) و"الآحاد" (1419 و1420) و "الجهاد" (77) والروياني (1541) وأبو القاسم البغوي (1714 و1910) وابن قانع (2/ 144) والطبراني (¬1) في "الأوسط" (5911) والقطيعي (822 و823) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 58 - 59) وفي "الصحابة" (4643) وابن بشران (427) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 214 - 215) والخطيب في "الموضح" (2/ 435 - 436) وابن عساكر (ص 53 - 54 و 54 و 54 - 55) والمزي (17/ 80 - 81) وأبو بكر المراغي (ص 364 - 365) من طرق عن سكن بن المغيرة به. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة" قلت: فرقد قال ابن المديني: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه غير الوليد بن أبي هشام، وقال في "الكاشف": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأما حديث حذيفة فأخرجه ابن عدي (1/ 334) عن أبي يعلى (¬2) ثنا عمار أبو ياسر ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكوفي ثنا أبو إسحاق الهمداني عن أبي وائل عن حذيفة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى عثمان يستعينه في غزاة غزاها، فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار فوضعها بين يديه، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها بيديه ويدعو له ويقول "غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما هو كائن إلى يوم القيامة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا" ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 58) وأخرجه ابن عساكر أيضا (ص 58) من طريق الدارقطني ثنا إسحاق بن محمد بن أحمد الحلبي ثنا محمد بن عبد الله أبو عمرو السوسي ثنا أبو ياسر عمار المستملي به. ¬

_ (¬1) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن خباب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سكن بن المغيرة" (¬2) وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (77) عن أبي الشيخ ثنا أبو يعلى به.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث أبي وائل عن حذيفة، وهو أيضا غريب من حديث أبي إسحاق السبيعي عن أبي وائل، تفرد به إسحاق بن إبراهيم الأزدي الكوفي ولم يروه عنه غير عمار المستملي" وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ، وإسحاق بن إبراهيم هذا روى عنه الثقات بما لا يتابع عليه، وأحاديثه غير محفوظة" والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة إسحاق بن إبراهيم هذا وقال: هذا منكر إنما أتاه بألف دينار" وقال الحافظ: سنده ضعيف جدا" الفتح 6/ 337 وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 231 - 232) عن الحسن بن علي الفسوي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد ثني أخي الوليد بن زياد عن أبي طلحة مولى لبني خلف ثنا عمران بن حصين أنّه شهد عثمان بن عفان أيام غزوة تبوك في جيش العسرة، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة والقوة والتأسي، وكانت نصارى العرب كتبوا إلى هرقل: إنّ هذا الرجل الذي خرج ينتحل النبوة قد هلك، وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن. فبعث رجلا من عظمائهم يقال له الصناد وجهز معه أربعين ألفا، فلما بلغ ذلك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كتب في العرب. وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو الله ويقول "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض" فلم يكن للناس قوة. وكان عثمان بن عفان قد جهز عيرا إلى الشام يريد أن يمتار عليها، فقال: يا رسول الله، هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية، فحمد الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبّر وكبّر الناس، ثم قام مقاما آخر وأمر بالصدقة، فقام عثمان فقال: يا رسول الله، وهاتان مائتان ومائتا أوقية، فكبر رسول الله وكبر الناس، وأتى عثمان بالإبل وأتى بالمال فصبّه بين يديه فسمعته يقول "لا يضر عثمان ما عمل بعد اليوم" ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 56) وإسناده ضعيف جدا، العباس بن الفضل الأنصاري هو الواقفي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال أبو داود وغيره: لمس بشيء. وهشام بن زياد هو ابن أبي يزيد القرشي أبو المقدام المدني قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه حبيب بن أبي حبيب المصري كاتب مالك عن مالك عن نافع عن ابن

عمر قال: لما جهّز النبي - صلى الله عليه وسلم - جيش العسرة جاء عثمان بألف دينار فصبّها في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم لا تنس عثمان، ما على عثمان ما عمل بعد هذا" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 59) وفي "فضائل الخلفاء" (7) وحبيب كذبه أحمد وأبو داود وابن عدي. الثاني: يرويه شهر بن حوشب عن زياد بن أبي المليح عن ابن عمر قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلب المال في جيش العسرة، ويقول "ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا أبدا" أخرجه ابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (138) من طريق هارون بن حيان الرقي عن ليث عن شهر به. وهارون بن حيان قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث جدا، وقال الحاكم: يضع الحديث. وخالفه سعيد بن مسلمة بن هشام القرشي فرواه عن ليث بن أبي سليم عن زياد بن أبي المليح عن أبيه عن ابن عمر. أخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (82) وإسناده ضعيف لضعف ليث. وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2034) عن أحمد بن محمد بن سعيد المديني الأصبهاني ثنا زيد بن الحريش ثنا عمرو بن صالح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: جاء عثمان بدنانير فألقاها في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقلبها ويقول "ما على عثمان ما فعل بعد هذا اليوم" وقال: لم يروه إلا زيد بن الحريش عن عمرو بن صالح، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن صالح الرامهرمزي وهو ضعيف" المجمع 9/ 85 وأما حديث الحسن فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن أبي عروبة عن موسى عن الحسن أنّ عثمان أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدنانير في غزوة تبوك، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقلبها في حجره ويقول "ما على عثمان بن عفان ما عمل بعد هذا" أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 545) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا سعيد به.

الثاني: يرويه أبو جعفر عن قتادة عن الحسن أنّ عثمان بن عفان جاء بدنانير فنثرها في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها ويقول "ما على عثمان ما عمل بعد هذا" أخرجه الخلال (417) عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ثنا أحمد بن حنبل ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو جعفر به. 3329 - "ما عوقب رجل على ذنب إلا جعله الله كفارة لما أصاب من ذلك الذنب" قال الحافظ: وللطبراني عن ابن عمرو (¬1) مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8438) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن ياسين الزيات عن سالم عن أبيه به مرفوعا. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه ياسين (¬3) الزيات وهو متروك" المجمع 6/ 265 قلت: وسويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. 3330 - "ما فتح الله على عاد من الريح إلا موضع الخاتم فمرّت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض فرآهم الحاضرة فقالوا: هذا عارض ممطرنا، فألقتهم عليهم فهلكوا جميعا" قال الحافظ: أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عمر، والطبراني من حديث ابن عباس رفعاه: فذكراه" (¬4) ضعيف يرويه مسلم بن كيسان المُلائي الأعور واختلف عنه: - فقال محمد بن فضيل الكوفي: عن مسلم الملائي عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا فيها إلا مثل موضع الخاتم، فمرّت بأهل البادبة فحملت مواشيهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والأرض، فلما رأوا ذلك أهل ¬

_ (¬1) في "الأوسط" و"المجمع": ابن عمر. (¬2) 1/ 74 (كتاب الإيمان - باب حدثنا أبو اليمان ...) (¬3) في "الأوسط": حسين. (¬4) 7/ 187 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعرَاف: 65])

الحاضرة من الريح وما فيها قالوا: هذا عارض ممطرنا، فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة" أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (117) وفي "المطر والرعد" (145) وأبو يعلى (المطالب 3725) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 412) والطبراني في "الكبير" (13553) وأبو الشيخ في "العظمة" (806) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (263) من طرق عن ابن فضيل به. - وقال أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبي: عن مسلم الملائي عن (¬1) مجاهد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "ما فتح على عاد من الريح إلا مثل موضع الخاتم ... " أخرجه الطبراني في "الكبير" (12416) وأبو الشيخ في "العظمة" (807) قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان الملائي" مختصر الإتحاف 8/ 420 وقال ابن كثير: الحديث في رفعه نظر، ثم اختلف فيه على مسلم الملائي، وفيه نوع اضطراب" البداية 1/ 129 3331 - عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في وجعه الذي مات فيه: "ما فعلت الذهيبة؟ " قلت: عندي، قال "أنفقيها" الحديث قال الحافظ: أخرجه أحمد وهناد بن السري في "الزهد" وابن سعد في "الطبقات" وابن خزيمة كلهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة. وأخرج ابن سعد من طريق أبي حازم عن أبي سلمة عن عائشة نحوه، ومن وجه آخر عن أبي حازم عن سهل بن سعد، وزاد فيه "ابعثي بها إلى علي بن أبي طالب ليتصدق بها" (¬2) صحيح وله عن عائشة طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة ¬

_ (¬1) وعند الطبراني: عن مجاهد وسعيد بن جبير. (¬2) 6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا)

قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه (¬1) الذي مات (¬2) فيه" (¬3) ما فعلت الذهب (¬4)؟ " قلت: هي عندي. قال "ائتيني بها" فجئت بها وهي ما بين التسع أو الخمس (¬5) فوضعها (¬6) في يده ثم قال "ما ظنّ محمد بالله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده، أنفقيها (¬7) ". أخرجه ابن سعد (2/ 238) والحميدي (283) وابن أبي شيبة (13/ 238) وأحمد (6/ 49 و182) واللفظ له وهناد (¬8) في "الزهد" (622) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 260 و 263) وابن حبان (3212) والشجري في "أماليه" (2/ 159) والبغوي في "شرح السنة" (1658) من طرق عن محمد بن عمرو به. قال البوصيري: رجاله "ثقات" إتحاف الخيرة 3/ 362 وقال العراقي: إسناده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2301 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه. 1 - أبو حازم سلمة بن دينار المدني. أخرجه أحمد (6/ 86) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 257 - 258) عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني وابن سعد (2/ 238) عن يحيى بن أيوب المصري وابن حبان (715) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "مرضه" (¬2) وفي لفظ "قبض" (¬3) زاد أحمد في الموضع الآخر "يا عائشة" (¬4) ولفظ ابن سعد "الأذهب" (¬5) ولفظ هناد وغيره "بين السبعة والخمسة" وزاد أحمد في الموضع الآخر "أو الثمانية أو التسعة" (¬6) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "فجعلها في كفه" (¬7) زاد ابن أبي شيبة "يا عائشة" (¬8) رواه هناد بن السَّري عن عبدة بن سليمان الكلابي عن محمد بن عمرو به، وخالفه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني فرواه عن عبدة وجعله عن أبي هريرة. أخرجه الطبري (1/ 259)

عن محمد بن عجلان المدني ثلاثتهم عن أبي حازم به. وخالفهم يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني فرواه عن أبي حازم عن سهل بن سعد. أخرجه ابن سعد (2/ 239) والأول أصح. وإسناده صحيح. 2 - الوازع بن نافع الجزري. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 279 - 280) والوازع قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. الثاني: يرويه بكر بن مُضر المصري ثنا موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير يوما على عائشة فقالت: لو رأيتما نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم في مرض مرضه وكان له عندي ستة دنانير أو سبعة فأمرني أن أفرقها، فشغلني وجع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى عافاه الله، ثم سألني عنها فقال "ما فعلت الستة؟ " قال: أو السبعة" قلت: لا والله لقد كان شغلني وجعك. قالت: فدعا بها ثم صفها (¬1) في كفه فقال "ما ظنّ نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده" أخرجه أحمد (6/ 104) والبيهقي في "الشعب" (9949) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي وابن حبان (3213) عن قتيبة بن سعيد البلخي والطبري في "التهذيب" (مسند ابن عباس 1/ 252) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (35) وابن بشران (31) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 346) عن عبد الله بن عبد الحكم المصري ثلاثتهم عن بكر بن مضر به. ¬

_ (¬1) ولفظ ابن حبان "فوضعها"

وموسى بن جبير هو الأنصاري المدني ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. والباقون ثقات 3332 - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود ليلة الجن "ما في إداوتك؟ " قال: نبيذ، قال "تمرة طيبة وماء طهور" قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي وزاد "فتوضأ به" وهذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه" (¬1) ضعيف وله عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه أبو فزارة العبسي عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن فحضرت صلاة الفجر، فسألني فقال "أمعك وضوء؟ " فقلت: يا رسول الله، معي إداوة فيها شيء من نبيذ، فقال "تمرة طيبة وماء طهور" فتوضأ وصلّى الفجر. أخرجه عبد الرزاق (693) وأبو عبيد في "الطهور" (224) وابن أبي شيبة (258) وفي "المسند" (300) وأحمد (1/ 402 و449 و450 و 458 - 459) وأبو داود (84) والترمذي (88) وابن ماجه (384) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (205) وأبو يعلى (5046 و5301) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (71) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 256) والهيثم بن كليب (822 و 827 و 828) وابن الأعرابي (ق 71/ أ) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 158) والطبراني في "الكبير" (9962 و9963 و9964 و9965 و9966 و9967) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 15) وابن عدي (4/ 1330 و 7/ 2746 و2747) وابن شاهين في "الناسخ" (94) والبيهقي (1/ 9 و9 - 10) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (311) وابن الجوزي في "العلل" (587) وفي "التحقيق" (31 و32) والمزي (33/ 333) من طرق عن أبي فزارة به. قال الترمذي: أبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا يعرف له رواية غير هذا الحديث" ¬

_ (¬1) 1/ 367 (كتاب الوضوء - باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ)

وقال أبو عبيد: لا نثبته من أجل أنّ الإسناد فيه ليس بمعروف" وقال ابن المنذر: في إسناده مقال، قال غير واحد من أصحابنا: حديث ابن مسعود لا يثبت لأنّ الذي رواه أبو زيد وهو مجهول لا يعرف بصحبة ابن مسعود ولا بالسماع منه" وقال ابن حبان: أبو زيد يروي عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه ليس يدرى من هو، لا يعرف أبوه ولا بلده، والإنسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرا واحدا خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيها ولا يحتج به" وقال ابن عدي: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: أبو زيد الذي روى حديث ابن مسعود هذا رجل مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله. وقال ابن عدي أيضاً: وهذا الحديث مداره على أبي فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود، وأبو فزارة مشهور واسمه راشد بن كيسان، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول، ولا يصح هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو خلاف القرآن. وقال أيضاً: والحديث ضعيف لأجل أبي زيد هذا" وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي فزارة ليس بصحيح، وأبو زيد مجهول" العلل 1/ 17 وقال أبو زرعة أيضا وأبو حاتم: هذا حديث ليس بقوي، وأبو زيد شيخ مجهول لا يعرف" العلل 1/ 44 - 45 وقال ابن عبد البر: أبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول عندهم لا يعرف بغير رواية أبي فزارة، وحديثه عن ابن مسعود في الوضوء بالنبيذ منكر لا أصل له ولا رواه من يوثق به ولا يثبت" نصب الراية 1/ 139 وقال الحاكم أبو أحمد: أبو زيد رجل مجهول لا يوقف على صحة كنيته ولا اسمه، ولا يعرف له راويا غير أبي فزارة ولا رواية من وجه ثابت إلا هذا الحديث الواحد" تهذيب الكمال 33/ 332 وقال ابن الجوزي: لا يصح، أبو زيد وأبو فزارة مجهولان" وقال البغوي: وهذا حديث غير ثابت، لأنّ أبا زيد مجهول" شرح السنة 2/ 63 - 64 الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي رافع مولى عمر عن ابن مسعود أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن خط حوله فكان يجيء أحدهم مثل سواد النخل

وقال لي "لا تبرح مكانك" فأقرأهم كتاب الله عز وجل، فلما رأى الزط قال "كأنهم هؤلاء" وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أمعك ماء؟ " قلت: لا، قال "أمعك نبيذ؟ " قلت: نعم، فتوضأ به. وفي لفظ "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تمرة طيبة وماء طهور" أخرجه أحمد (1/ 455) وأبو يعلى في "معجمه" (27) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 95) والدارقطني (1/ 77) وابن شاهين في "الناسخ" (95) والجورقاني في "الأباطيل" (308) وابن الجوزي في "العلل" (588) وفي "التحقيق" (34) من طرق عن حماد به. قال الدارقطني: علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة" وقال في "العلل" (5/ 346): ولا يثبت هذا الحديث لأنه ليس في كتب حماد بن سلمة المصنفات" وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، مخالف للكتاب والسنة والإجماع والقياس، لم يروه عن أبي رافع إلا علي بن زيد" وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا حديث ليس بقوي، وعلي بن زيد ليس بقوي" العلل 1/ 44 - 45 وقال الحاكم: وعلي بن زيد علة الطريق، وهو ممن أجمع الحفاظ على تركه" الخلافيات 1/ 170 الثالث: يرويه أبو سلام ممطور الأسود الحبشي عن فلان بن غيلان الثقفي أنّه سمع ابن مسعود يقول: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن بوضوء فجئته بإداوة فإذا فيها نبيذ، فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الدارقطني (1/ 78) وابن الجوزي في "التحقيق" (37) من طريق هاشم بن خالد الأزرق ثنا الوليد ثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد عن جده أبي سلام به. وقال الدارقطني: الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل: اسمه عمرو، وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان" وقال أبو حاتم وأبو زرعة: وهذا ليس بشيء، ابن غيلان مجهول، ولا يصح في هذا الباب شيء" العلل 1/ 45 الرابع: يرويه الحسين بن عبيد الله العجلي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال: سمعت ابن مسعود يقول: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن فأتاهم فقرأ عليهم القرآن،

فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الليل "أمعك ماء يا ابن مسعود؟ " قلت: لا والله يا رسول الله إلا إداوة فيها نبيذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تمرة طيبة وماء طهور" فتوضأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الدارقطني (1/ 77 - 78) والخطيب في "التاريخ" (8/ 56) وابن الجوزي في "العلل" (589) وفي "التحقيق" (35) وقال الدارقطني: الحسين بن عبيد الله هذا يضع الحديث على الثقات" وقال في "العلل" (5/ 346): والراوي له متروك الحديث وهو الحسين بن عبيد الله العجلي عن أبي معاوية كان يضع الأحاديث على الثقات، وهذا كذب على أبي معاوية وعلى الأعمش" الخامس: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عَبيدة وأبي الأحوص عن ابن مسعود قال: مرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "خذ معك إداوة من ماء" ثم انطلق وأنا معه -فذكر حديثه ليلة الجن- فلما أفرغت عليه من الإداوة فإذا هو نبيذ، فقلت: يا رسول الله أخطأت بالنبيذ، فقال "تمرة حلوة وماء عذب" أخرجه الدارقطني (1/ 78) عن عثمان بن أحمد الدقاق ثنا محمد بن عيسى بن حيان ثنا الحسن بن قتيبة ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (590) وفي "التحقيق" (36) وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 398 - 399) عن علي بن عبد الله المعدل أنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا محمد بن عيسى المدائني به. قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس عن أبي إسحاق، والحسن بن قتيبة ومحمد بن عيسى ضعيفان" وقال في "العلل" (5/ 347): والحسن بن قتيبة متروك الحديث، والراوي له عنه ابن حيان المدائني وهو ضعيف" وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث الحسن بن قتيبة المدائني عن يونس بن أبي إسحاق، ولم نكتبه إلا من حديث محمد بن عيسى عنه" السادس: يرويه قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس عن ابن مسعود أنّه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا عبد الله أمعك ماء؟ "

قال: معي نبيذ في إداوة، فقال "اصبب عليّ" فتوضأ، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا عبد الله بن مسعود شراب وطهور" أخرجه أحمد (1/ 398) وابن الجوزي في "التحقيق" (33) عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني والبزار (1437) والطبراني في "الكبير" (9961) والدارقطني (1/ 76) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والدراقطني (1/ 76) عن عثمان بن سعيد الحمصي قالوا: ثنا ابن لهيعة ثني قيس به. وأخرجه ابن ماجه (385) عن مروان بن محمد الدمشقي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 94) عن أسد بن موسى المصري قالا: ثنا ابن لهيعة ثنا قيس عن حنش عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن مسعود. فجعلاه من مسند ابن عباس. قال البزار: وهذا الحديث لا يثبت لابن لهيعة، لأنّ ابن لهيعة كانت قد احترقت كتبه فكان يقرأ من كتب غيره، فصار في أحاديثه أحاديث مناكير، وهذا منها" وقال الدارقطني: تفرد به ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث" وقال أيضاً: ابن لهيعة لا يحتج بحديثه" وقال في "العلل" (5/ 347): ولا يثبت، وابن لهيعة لا يحتج به" وقال ابن عدي: حديث ابن لهيعة هذا غير محفوظ" الكامل 7/ 2747 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة" المصباح 1/ 57

وضعف الحديث غير من تقدم أيضاً: 1 - ابن حزم. قال: لم يصح لأنّ في جميع طرقه من لا يعرف، أو من لا خير فيه" المحلى 1/ 273 2 - البيهقي. قال: روي من أوجه كلها ضعيف، وأشهرها رواية أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود، وقد ضعفها أهل العلم بالحديث" المعرفة 1/ 237 3 - النووي. ذكره في "الخلاصة" (1/ 71) في فصل الضعيف وقال: أجمعوا على ضعفه" 3333 - "ما في السماء موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو ساجد، فذلك قوله تعالى {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)} [الصَّافات: 165] " قال الحافظ: وللطبراني عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 3334 - "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث جابر مرفوعا: فذكره، وللطبراني نحوه من حديث عائشة" (¬2) روي من حديث جابر ومن حديث عائشة ومن حديث أبي ذر ومن حديث أنس ومن حديث حكيم بن حزام ومن حديث العلاء بن سعد فأمّا حديث جابر فأخرجه الطبراني (¬3) في "الكبير" (1751) و"الأوسط" (3592) عن خير بن عرفة المصري ثنا عروة بن مروان ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك راكع أو ملك ساجد، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئا" ¬

_ (¬1) 7/ 112 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة) (¬2) 7/ 111 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة) (¬3) ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "التوحيد" (81)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1497) عن الطبراني به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد الكريم، ولا عن عبد الكريم إلا عبيد الله بن عمرو" قلت: وإسناده ضعيف، عروة هو ابن مروان الجرار العرقي الرقي قال الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 537): ليس بالقوي في الحديث. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (253) والطبري في "تفسيره" (23/ 111 و112) والدولابي في "الكنى" (2/ 122 - 123) وأبو الشيخ في "العظمة" (508) من طرق عن أبي معاذ الفضل بن خالد النحوي ثنا عبيد بن سليمان الباهلي: سمعت الضحاك بن مزاحم يحدث عن مسروق بن الأجدع عن عائشة مرفوعا "ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم، وذلك قول الملائكة {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} ". قال ابن كثير: وهذا مرفوع غريب جدا" التفسير 4/ 445 قلت: الفضل بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وعبيد بن سليمان مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به وهو أحب إلى من جويبر. وقال ابن معين: جويبر (¬1) أحب إلى من عبيد بن سيمان، وقال السليماني: فيه نظر. والضحاك ومسروق ثقتان. وأما حديث أبي ذر فيرويه مجاهد واختلف عنه: - فرواه إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي عن مجاهد واختلف عن إبراهيم: • فقال إسرائيل بن يونس: عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مُوَرِّق العجلي عن أبي ذر قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)} [الإنسان: 1] حتى ختمها، ثم قال "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أَطَّتِ السماء، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلي الله تعالى، والله (¬2) لوددت أني شجرة تعضد". ¬

_ (¬1) جويبر قال ابن معين: ضعيف، وقال النسائي وغيره: متروك. (¬2) وعند أحمد وأبي نعيم والأصبهاني والبغوي "فقال أبو ذر: والله لوددت أني شجرة تعضد"

أخرجه أحمد (5/ 173) وابن ماجه (4190) والترمذي (2312) والبزار (3924 و3925) وابن نصر في "الصلاة" (251 و252) والطحاوي في "المشكل" (1135) وأبو الشيخ في "العظمة" (507) والحاكم (2/ 510 - 511 و4/ 544 و579) والسياق له وأبو نعيم في "الدلائل" (360) وفي "الحلية" (2/ 236 - 237) والبيهقي (7/ 52) وفي "الشعب" (764) والبغوي في "شرح السنة" (4172) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (526) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (82) من طرق عن إسرائيل به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق، وأحسب أنّ هذا الكلام الأخير من قول أبي ذر أعني: لوددت أني شجرة تعضد" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ويُروى من غير هذا الوجه أنّ أبا ذر قال: لوددت أني كنت شجرة تعضد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أيضاً: صحيح الإسناد على شرط الشيخين" وفي كلام أبي نعيم ما يدل على أنّ مورقا لم يسمع من أبي ذر. فقال: أرسل مورق العجلي غير حديث عن عدة من الصحابة منهم أبو ذر وسلمان" الحلية 2/ 236 قلت: وإبراهيم بن مهاجر لم يخرج له البخاري شيئا، ولم يخرج الشيخان رواية مجاهد عن مورق، ولا رواية مورق عن أبي ذر. وقال أبو زرعة والدارقطني: لم يسمع مورق من أبي ذر شيئا. • وقال الجراح بن مليح الرُّؤاسي: عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: قال أبو ذر: أطت السماء، وحُقَّ لها أن تئط ... موقوف. أخرجه وكيع في "الزهد" (33) عن الجراح بن مليح به. - ورواه يونس بن خبّاب الكوفي عن مجاهد عن أبي ذر موقوفا. أخرجه الحاكم (4/ 579) من طريق شعبة عن يونس بن خباب قال: سمعت مجاهدا يحدث عن أبي ذر قال: فذكره. وقال: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: منقطع، ثم يونس رافضي لم يخرجا له " وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 269) من طريق زائدة بن أبي الرُّقاد البصري ثنا زياد النميري عن أنس رفعه "أطت السماء وحُقَّ لها أن تئط، ما منها موضع قدم إلا وبه ملك ساجد أو راكع أو قائم" وإسناده ضعيف لضعف زائدة وزياد. وله طريق أخرى عند أبي الفضل الزهري في "حديثه" (431) وفيها علي بن الحسن السامي كذبه الدارقطني، وقال ابن عدي: ضعيف جداً. وأما حديث حكيم بن حزام فيرويه سعيد بن أبي عَروبة واختلف عنه: - فقال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: أنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صفوان بن محرز عن حكيم بن حزام قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه فقال لهم "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، وما فيها من موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (597) والبزار (3208) وابن نصر في "الصلاة" (250) والطحاوي في "المشكل" (1134) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1072 و 6346 و 8361 و 10076) والطبراني في "الكبير" (3122) وأبو الشيخ في "العظمة" (509 و 510) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (432) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 217) وفي "الصحابة" (1891) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (94) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا من حديث حكيم بن حزام عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا نعلم رواه عن سعيد عن قتادة إلا عبد الوهاب بن عطاء" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث صفوان بن محرز عن حكيم، تفرد به عن قتادة سعيد بن أبي عروبة" وقال ابن كثير: غريب ولم يخرجوه" التفسير 4/ 445 - ورواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلاً. أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 175) وهذا أصح لأن يزيد بن زريع أثبت وأوثق من عبد الوهاب بن عطاء، وعبد الوهاب مختلف فيه.

قال أحمد: كل شيء رواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد، سماعه من سعيد قديم. وقال أبو داود: يزيد أثبت الناس في سعيد. وقال عبد العزيز القواريري: لم يكن يحيى بن سعيد القطان يقدم في سعيد بن أبي عروبة أحدا إلا يزيد بن زريع. وأما حديث العلاء بن سعد فأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (255) عن أحمد بن سيار المروزي ثنا أبو جعفر محمد بن خالد الدمشقي المعروف بابن أمه ثني المغيرة بن عثمان بن عطية من بني عمرو بن عوف ثني سليمان بن أيوب من بني سالم بن عوف ثني عطاء بن يزيد بن مسعود من بني الحبلي ثني سليمان بن عمرو بن الربيع من بني سالم ثني عبد الرحمن بن العلاء من بني ساعدة عن أبيه العلاء بن سعد وقد شهد الفتح وما بعدها أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما لجلسائه "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: وما تسمع يا رسول الله؟ قال "أطت السماء، وحُقَّ لها أن تئط، إنّه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد، وقالت الملائكة {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} ". وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5517) عن محمد بن محمد بن يعقوب الحماجي ثنا ابن نصر به. ومن هذا الطريق أخرجه ابن منده في "الصحابة" وابن عساكر في "التاريخ" (الإصابة 7/ 40) قال ابن كثير: هذا إسناد غريب جدا" التفسير 4/ 445 3335 - "ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض" قال الحافظ: رواه ابن ماجه من حديث ابن عباس عن أبي بكر مرفوعا، وفي إسناده حسين بن عبد الله الهاشمي وهو ضعيف، وله طريق أخرى مرسلة ذكرها البيهقي في "الدلائل" (¬1). له عن أبي بكر طرق: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن إسحاق ثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس ¬

_ (¬1) 2/ 76 (كتاب الصلاة - باب كراهية الصلاة في المقابر)

قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان يَضْرَح كضريح أهل مكة، وبعثوا إلى أبي طلحة، وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يَلْحَدُ، فبعثوا إليهما رسولين، فقالوا: اللهم خر لرسولك. فوجدوا أبا طلحة، فجيء به، ولم يوجد أبو عبيدة، فَلَحَدَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسالا، يصلون عليه، حتى إذا فرغوا أدخلوا النساء، حتى إذا فرغوا أدخلوا الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد. لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له، فقال قائلون: يدفن في مسجده، وقال قائلون: يدفن مع أصحابه. فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض" ... أخرجه أحمد (1/ 292) وابن ماجه (1628) واللفظ له وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (64) عن جرير بن حازم البصري والبزار (18) وأبو يعلى (22) وابن عدي (2/ 760) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 260) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 399) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي وأحمد (1/ 8 و260) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (26 و 27) وأبو يعلى (23) عن إبراهيم بن سعد الزهري والبيهقي (3/ 407 - 408) عن يونس بن بكير الشيباني والطبري في "تاريخه" (3/ 213) والآجري في "الشريعة" (1845) عن سلمة بن الفضل الأبرش والآجري في "الشريعة" (1842) عن بكر بن سليمان الأسواري كلهم عن ابن إسحاق به.

وإسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله الهاشمي. - ورواه يونس بن بكير أيضا عن ابن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين أو محمد بن جعفر بن الزبير مرسلا. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 260 - 261) - ورواه يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق عمن حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة عن أبي بكر. أخرجه أبو بكر المروزي (136) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن ابن أبي مُليكة عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ما نسيته قال "ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه" ادفنوه في موضع فراشه. أخرجه الترمذي (1018) وفي "الشمائل" (372) واللفظ له والبزار (61) وأبو بكر المروزي (43) وأبو يعلى (45) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 398 - 399 و399) والبغوي في "شرح السنة" (3832) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي والبزار (60) وابن عبد البر (24/ 399) عن عبيد بن عقيل بن صبيح البصري قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه" وقال البزار: وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو بكر" قلت: واختلف فيه على عبد الرحمن، فقال عبد العزيز بن أبان القرشي: ثنا عبد الرحمن أني أبي عن عبيد بن عمير الليثي قال: لما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -، الحديث. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1844)

وعبدالعزيز قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث. الثالث: يرويه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قال: أخبرني أبي: أنّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدروا أين يقبرون النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قال أبو بكر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لن يقبر نبي إلا حيث يموت" فأخروا فراشه وحفروا له تحت فراشه. أخرجه أحمد (27) وأبو بكر المروزي (105) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 483) قال ابن كثير: وهذا فيه انقطاع بين عبد العزيز بن جريج وبين الصديق فإنّه لم يدركه" البداية 5/ 266 وقال أبو زرعة: عبد العزيز بن جريج عن أبي بكر مرسل. وقال الذهبي في "المجرد" والحافظ في "التقريب": عبد العزيز بن جريج لين. الرابع: يرويه داود بن الحصين المدني عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما فرغ من جهاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الثلاثاء وضع على سرير في بيته، وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه، فقال قائل: ادفنوه في مسجده، وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه بالبقيع. قال أبو بكر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض" ... أخرجه ابن سعد (2/ 292 - 293) عن الواقدي أنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين به. والواقدي قال أبو زرعة: ترك الناس حديثه. الخامس: يرويه عبد الحميد (¬1) بن جعفر عن عثمان بن محمد الأحبش (¬2) عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في موضع قبره، فقال قائل: بالبقيع فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: في مصلاه، فجاء أبو بكر فقال: إنّ عندي من هذا خبرا وعلما، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما قبض نبي إلا ودفن حيث يتوفى" أخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 483) 3336 - عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كتب كفار قريش إلى عبد الله بن أُبَي وغيره ممن يعبد الأوثان قبل بدر يهددونهم بإيوائهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ¬

_ (¬1) كذا في المطبوع، ولعله: عبد الله. (¬2) كذا في المطبوع، ولعله: الأخنسي.

ويتوعدونهم أن يغزوهم بجميع العرب، فهم ابن أبي ومن معه بقتال المسلمين، فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما كادكم أحد بمثل ما كادتكم قريش، يريدون أن تلقوا بأسكم بينكم" قال الحافظ: وروى ابن مردويه قصة بني النضير بإسناد صحيح إلى مَعْمر عن الزهري: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وكذا أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" عن عبد الرزاق" (¬1) أخرجه أبو داود (3004) عن محمد بن داود بن سفيان ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ كفار قريش كتبوا إلى ابن أُبَي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرنّ إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلكم ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أُبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيهم فقال "لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم" وذكر الحديث وفيه طول. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 178 - 179) وإسناده صحيح إن كان عبد الرحمن بن كعب بن مالك سمعه من الصحابي. ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق (المصنف 9733) فجعله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن الصحابي الذي لم يسم. وقوله: عن عبد الله بن عبد الرحمن، أظنه خطأ، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله، والله أعلم. واختلف عن معمر: فرواه محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري مرسلا. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (18) والأول أصح، ومحمد بن كثير مختلف فيه، وقد تكلم أحمد وغيره في روايته عن معمر. ¬

_ (¬1) 8/ 333 (كتاب المغازي - حديث بني النضير)

3337 - "ما كان الله ليسلطها عليّ" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه ابن سعد (2/ 235) وأحمد (6/ 118 و274) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه أمرا عجيبا، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تأخذه الخاصرة فيشتدّ به جدا، فكنا نقول: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرق الكلية لا نهتدي أن نقول الخاصرة، ثم أخذت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فاشتدت به جدا حتى أغمي عليه وخفنا عليه، وفزع الناس إليه، فظننا أنّ به ذات الجنب، فلددناه، ثم سُرِّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفاق فعرف أنه قد لُدَّ، ووجد أثر اللدود، فقال "ظننتم أن الله عز وجل سلطها عليّ، ما كان الله يسلطها عليّ، والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لُدّ إلا عمي" وذكرت الحديث. وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقد علقه البخاري عنه في المغازي - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته. وأخرجه من طريق أخرى عن عائشة مختصرا في الباب المذكور. 3338 - عن جابر بن سَمُرة قال: ما كان في رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولحيته من الشيب إلا شعرات، كان إذا ادّهن واراهن الدهن. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2344) وأحمد (5/ 86 و88 و90 و92) والترمذي (¬2) والنسائي (8/ 129") (¬3) 3339 - عن ابن عباس رفعه "ما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة وحدة" قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة واللفظ له وأحمد وصححه ابن حبان" (¬4) سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية ... " 3340 - عن رباح بن الربيع التميمي قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فرأى الناس مجتمعين، فرأى امرأة مقتولة فقال: "ما كانت هذه لتقاتل" ¬

_ (¬1) 12/ 280 (كتاب الطب - باب ذات الجنب) (¬2) الشمائل (43) (¬3) 12/ 475 (كتاب اللباس - باب ما يذكر في الشيب) (¬4) 5/ 378 (كتاب الحوالة - باب قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ})

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان من حديث رباح بن الربيع -وهو بكسر الراء التحتانية- التميمي قال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). يرويه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني عن المُرَقِّع بن صَيْفي واختلف عنه: - فقال المغيرة بن عبد الرحمن القرشي الحزامي: عن أبي الزناد ثني مرقع بن صيفي أخبرني جدي رباح بن ربيع أخي حنظلة الكاتب أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة على مقدمته خالد بن الوليد، فمرّ رباح وأصحابه على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة، فوقفوا عليها يتعجبون منها، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته، فلما جاء انفرجوا عن المرأة، فوقف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليها، فقال "أكانت هذه تقاتل؟ " ثم نظر في وجوه القوم، ثم قال لرجل "الحق خالدا فلا تقتلن ذرية ولا عسيفا" أخرجه سعيد بن منصور (2623) عن المغيرة بن عبد الرحمن به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 222) والبيهقي في "المعرفة" (13/ 251) والحازمي في "الاعتبار" (ص 214) من طرق عن سعيد بن منصور به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (681) وأحمد (3/ 488 و 4/ 346) وابن ماجه (2/ 948) والحربي في "الغريب" (1/ 253) والنسائي في "الكبرى" (8626) وأبو يعلى (1546) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 221 و222) وابن حبان (4789) والطبراني في "الكبير" (4619 و 4620) وأبو نعيم في "الصحابة" (2788) والبيهقي (9/ 91) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 193) من طرق عن المغيرة بن عبد الرحمن به. - ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن مرقع بن صيفي عن جده رباح بن ربيع. أخرجه أحمد (3/ 488 و4/ 178 - 179) عن إبراهيم بن أبي العباس السامري الكوفي و (4/ 178) ¬

_ (¬1) 6/ 488 - 489 (كتاب الجهاد - باب أهل الدار يبيتون) (¬2) 15/ 298 (كتاب استتابة المرتدين - باب حكم المرتد والمرتدة)

عن حسين بن محمد المروذي والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 314) و"الصغير" (1/ 116) والحاكم (2/ 122) عن إسماعيل بن أبي أويس والبخاري أيضا في الموضعين عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير 1032) والطبراني في "الكبير" (4618) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 202) عن عبد الله بن وهب وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (775) والعسكري في "التصحيفات" (1/ 118) عن منصور بن أبي مزاحم البغدادي كلهم عن ابن أبي الزناد به. • وقال زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي زحمويه: ثنا ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي عن أبيه عن جده. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2751) وتابعه سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا ابن أبي الزناد به، إلا أنه قال: أظنه عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4617) - وقال ابن جريج: أُخبرت عن أبي الزناد ثني المرقع بن صيفي عن جده رباح بن ربيع. أخرجه أحمد (3/ 488) وأبو نعيم في "الصحابة" (2789) عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني وأبو عبيد في "الأموال" (96) عن حجاج بن محمد الأعور كلاهما عن ابن جريج به. - وقال سفيان الثوري: عن أبي الزناد عن المرقع بن عبد الله بن صيفي عن حنظلة الكاتب.

أخرجه عبد الرزاق (9382) وأبو عبيد (95) وابن أبي شيبة (12/ 382) وفي "مسنده" (831) وأحمد (4/ 178) وابن زنجويه في "الأموال" (146) وابن ماجه (2842) والنسائي في "الكبرى" (8627) والطبري (1033 و1034 و1035) والطحاوي (3/ 222) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 201) وابن حبان (4791) والطبراني في "الكبير" (3489) وأبو نعيم في "الصحابة" (2232) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 140 - 141) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 185 - 186) قال البخاري: هذا وهم" التاريخ الكبير 2/ 1/ 314 - و"الأوسط" 1/ 117 وقال ابن ماجه: قال أبو بكر بن أبي شيبة: يخطئ الثوري فيه" وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا خطأ، يقال إنّ هذا من وهم الثوري، إنما هو المرقع بن صيفي عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كذا يرويه مغيرة بن عبد الرحمن وزياد بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الزناد. قال أبو حاتم: والصحيح هذا" العلل 1/ 305 وخالفهم ابن حبان فقال: سمع هذا الخبر المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب وسمعه من جده رباح بن الربيع وهما محفوظان" وقال الحافظ عن حديث سفيان: هذا حديث حسن" قلت: حديث المغيرة بن عبد الرحمن ومن تابعه عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي عن جده رباح أصح، لأنّ موسى بن عقبة المدني وعمر بن المرقع روياه عن المرقع بن صيفي عن جده رباح. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 314) و"الأوسط" (1/ 117) والطبراني في "الكبير" (4622) وأبو نعيم في "الصحابة" (2791) عن موسى بن عقبة والبخاري في الموضعين وأبو داود (2669) والنسائي في "الكبرى" (8625) والروياني (1464) والطبراني في "الكبير" (4621) وأبو نعيم في "الصحابة" (2790) والبيهقي (9/ 82) وفي "معرفة السنن" (13/ 251) وابن عبد البر (16/ 140) والمزي (9/ 42) عن عمر بن المرقع كلاهما عن المرقع بن صيفي به. قال البيهقي: هذا إسناد لا بأس به إلا أنّ الشافعي قال: لست أعرف مرقع هذا"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وقال ابن حزم في "المحلى" (7/ 474): مجهول. وتعقبه الحافظ فقال: وهو من إطلاقاته المردودة" التهذيب 10/ 88 وقال في "التقريب": صدوق. 3341 - عن عياض بن أبي سرح أنّ أبا سعيد الخدري دخل ومروان يخطب فصلى الركعتين، فأراد حرس مروان أن يمنعوه فأبى حتى صلاهما، ثم قال: ما كنت لأدعهما بعد أن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بهما. قال الحافظ: رواه الترمذي وابن خزيمة وصححاه" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أصليت" 3342 - عن ابن عباس قال: حدثني رجال من الأنصار أنهم بينا هم جلوس ليلا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ رُمي بنجم فاستنار، فقال "ما كنتم تقولون إذا رمي مثل هذا في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم أو مات رجل عظيم، فقال "إنّها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبّح حملة العرش، ثم سبّح الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح إلى أهل هذه السماء الدنيا فيقولون: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم حتى إلى السماء الدنيا فيسترق منه الجني، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يزيدون فيه وينقصون" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2229") (¬2) 3343 - عن رجال من الأنصار أنهم كانوا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فرمى بنجم فاستنار فقال: "ما كنتم تقولون لهذا إذا رمي به في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: مات عظيم أو يولد عظيم، فقال "إنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح سماء الدنيا، ثم يقولون لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ " الحديث. قال الحافظ: وعند مسلم (2229) والترمذي (3224) من طريق علي بن الحسين بن علي عن ابن عباس عن رجال من الأنصار: فذكره، وليس عند الترمذي: عن رجال من الأنصار" (¬3) ¬

_ (¬1) 3/ 62 (كتاب الجمعة - باب إذا رأى الإمام رجلا جاء) (¬2) 12/ 331 (كتاب الطب - باب الكهانة) (¬3) 10/ 157 (كتاب التفسير -سورة سبأ- باب: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سَبَإ: 23])

أخرجه الترمذي من طريقين: الأول: من طريق معمر بن راشد عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس. والثاني: من طريق الأوزاعي عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس عن رجال من الأنصار. 3344 - عن رجال من الأنصار قالوا: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ رمي بنجم فاستنار، فقال "ما كنتم تقولون لهذا إذا رمي به في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: ولد اليلة رجل عظيم ومات رجل عظيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فإنها لا ترمي لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا إذا قضى أمرا أخبر أهل السموات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر السماء الدنيا فيخطف الجن السمع فيقذفون به إلى أوليائهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2229) من طريق الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن رجال من الأنصار" (¬1) قلت: أخرجه مسلم من طريق الزهري عن علي بن حسين عن ابن عباس عن رجال من الأنصار. 3345 - "ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر فإنّ له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة" قال الحافظ: رواه الترمذي من حديث أبي هريرة" (¬2) ضعيف أخرجه الترمذي (3661) عن علي بن الحسن الكوفي ثنا محبوب بن مُحرز القواريري عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإنّ صاحبكم خليل الله" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" قلت: بل ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي، ومحبوب بن محرز مختلف فيه، وعلي بن الحسن ترجمه المزي وغيره ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا. ¬

_ (¬1) 10/ 298 و300 (كتاب التفسير: سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} [الجنّ: 1]) (¬2) 8/ 13 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

وأخرج ابن أبي شيبة (12/ 6 - 7) وأحمد (2/ 253) وفي "فضائل الصحابة" (25) وابنه عبد الله في "زياداته" (26) وابن ماجه (94) وابن أبي عاصم في "السنة" (1229) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 9/ 381) والطحاوي في "المشكل" (1599) وفي "شرح المعاني" (4/ 158) وابن الأعرابي (ق 49/ أ) وابن حبان (6858) والآجري في "الشريعة" (1263 و 1264) والقطيعي (595) والخطيب في "التاريخ" (12/ 135) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير وأحمد (2/ 366) وفي "الفضائل" (32) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري والخطيب في "التاريخ" (10/ 364) عن أبي بكر بن عياش ثلاثتهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر" ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح مرسلا. أخرجه أحمد في "الفضائل" (27) والأول أصح. 3346 - عن رجل من عنزة لم يسم قال: قلت لأبي ذر: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلا صافحني وبعث إليّ ذات يوم فلم أكن في أهلي فلما جئت أُخبرت أنّه أرسل إليّ فأتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت أجود وأجود. قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات إلا هذا الرجل المبهم" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 162 - 163 و 167 - 168) عن عفان بن مسلم البصري وأبو داود (5214) والبيهقي (7/ 99 - 100) عن موسى بن إسماعيل البصري ¬

_ (¬1) 13/ 299 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

قالا (¬1): ثنا حماد بن سلمة أنا أبو الحسين خالد بن ذكوان عن أيوب بن بُشير بن كعب العدوي عن رجل من عنزة أنّه قال لأبي ذر حيث سير من الشام: إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: إذا أخبرك به إلا أن يكون سرا، قلت: إنّه ليس بسر، هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصافحكم إذاً لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلا صافحني، وبعث إليّ ذات يوم ولم أكن في أهلي، فلما جئت أخبرت أنه أرسل لي، فأتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت تلك أجود وأجود. قال الحافظ في "النكت الظراف" (9/ 197): رجل من عنزة عن أبي ذر، قلت: سماه بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن أيوب فقال: عن عبد الله العنزي قال: سألت أبا ذر، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8556") قلت: وأخرجه في "الآداب" (292) أيضا من هذا الطريق. وأخرجه أحمد (5/ 162) عن بشر بن المفضل به إلا أنه نسبه ولم يسمه فقال: عن فلان العنزي ولم يقل الغبري أنّه أقبل مع أبي ذر. وتابعه إسحاق بن راهويه عن بشر بن المفضل به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (124) والعنزي هذا قال المنذرى في "الترغيب" (3/ 434): مجهول، وقال الحافظ في "التقريب" (ص 731): لا يعرف. وأيوب بن بشير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، وقال ابن خراش: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وخالد بن ذكوان صدوق، والباقون ثقات. 3347 - حديث عمار أنه كان هو وعليّ في غزوة العشيرة فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد عليا نائما وقد علاه تراب فأيقظه وقال له "ما لك أبا تراب؟ " ثم قال "ألا أحدثك بأشقى الناس؟ " الحديث. قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق والحاكم من طريقه" (¬2) انظر حديث "مَنْ أشقى الأولين؟ " ¬

_ (¬1) رواه يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة فلم يقل: عن رجل من عنزة. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (113 و130) (¬2) 13/ 210 (كتاب الأدب - باب التكني بأبي تراب)

3348 - حديث أبي أمامة قال: رَمى عبد الله بن قمئة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد فشجّ وجهه وكسر رباعيته فقال: خذها وأنا ابن قمئة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما لك أقمأك الله؟ " فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة. قال الحافظ: أخرجه الطبراني. وأخرج ابن عائذ في "المغازي" عن الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: فذكر نحوه منقطعا" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أقمأك الله" 3349 - حديث ربيعة أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه أرضا وأعطى أبا بكر أرضا، قال: فاختلفنا في عذق نخلة، فقلت أنا: هي في حدي، وقال أبو بكر: هي في حدي، فكان بيننا كلام، فقال له أبو بكر كلمة ثم ندم فقال: ردّ عليّ مثلها حتى يكون قصاصا، فأبيت، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مالك وللصديق" فذكر القصة فقال "أجل فلا ترد عليه ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر" فقلت فولّى أبو بكر وهو يبكي. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) حسن أخرجه الطيالسي (ص 161 - 162) عن مبارك بن فَضالة عن أبي عمران الجَوْني عن ربيعة بن كعب قال: فذكر الحديث وفيه طول. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2752) وفي "فضائل الخلفاء" (55) وأخرجه أحمد (4/ 58 - 59) وفي "الفضائل" (481) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4256) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (754) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (40) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين" (19) والطبراني في "الكبير" (4577 و 4578) وابن شاهين في "السنة" (120) والحاكم (2/ 172 - 174 و3/ 521) من طرق عن مبارك بن فضالة ثني أبو عمران الجوني ثني ربيعة بن كعب الأسلمي به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الذهبي: لم يحتج مسلم بمبارك" ¬

_ (¬1) 8/ 368 (كتاب المغازي - باب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عِمرَان: 128]) (¬2) 8/ 22 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا)

وقال الهيثمي: وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 45 وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، مبارك مختلف فيه" إتحاف الخيرة 7/ 200 قلت: وهو كما قال، ومبارك صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من أبي عمران عند أحمد وغيره فانتفى التدليس، وأبو عمران واسمه عبد الملك بن حبيب وثقه ابن معين وغيره. واختلف عنه، فرواه جعفر بن سليمان الضُّبَعي عنه فلم يذكر ربيعة بن كعب. أخرجه أبو القاسم البغوي (753) 3350 - حديث أبي طلحة: كنا قعودا بالأفنية فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما لكم ولمجالس الصُعُدات" قال الحافظ: وفي حديث أبي طلحة عند مسلم (2161): فذكره، ومثله لابن حبان من حديث أبي هريرة، زاد سعيد بن منصور من مرسل يحيى بن يَعْمَر "فإنها سبيل من سبيل الشيطان أو النار" وقال: في مرسل يحيى بن يعمر "فظن القوم أنها عزمة" ووقع في حديث أبي طلحة "فقالوا: إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتحدث ونتذاكر" وقال: وفي مرسل يحيى بن يعمر "فإن كنتم لا بد فاعلين" وقال: في حديث أبي طلحة "غض البصر، وكف الأذى، وحسن الكلام" وفي حديث أبي هريرة "غض البصر، ورد السلام، وإرشاد ابن السبيل، وتشميت العاطس إذا حمد" وقال: في مرسل يحيى بن يعمر من الزيادة "وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال" وهو عند البزار بلفظ "وإرشاد الضال" (¬1). صحيح وحديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس أن يجلسوا بأفنية الصعدات، قالوا: إنا لا نستطيع ذاك ولا نطيقه يا رسول الله، قال "إمّا لا فأدوا حقها" قالوا: وما حقها يا رسول الله؟ قال "رد التحية، وتشميت العاطس إذا حمد الله، وغض البصر، وإرشاد السبيل" ¬

_ (¬1) 13/ 246 و 247 (كتاب الإستئذان - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النُّور: 27])

أخرجه أبو داود (4816) والحاكم (4/ 264 - 265) عن مُسَدد بن مُسَرهد وابن حبان (596) عن محمد بن عبد الله بن بَزيع البصري قالا: ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به. وتابعه يزيد بن زُرَيع البصري ثنا عبد الرحمن به. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1014) قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق ليس به بأس، والباقون ثقات. الثاني: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المجالس بالصعدات. فقالوا: يا رسول الله، ليشق علينا الجلوس في بيوتنا، قال "فإن جلستم فأعطوا المجالس حقها" قالوا: وما حقها يا رسول الله؟ قال "إدلال السائل، ورد السلام، وغض الأبصار، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1149) عن عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي ثنا سليمان بن بلال عن العلاء به. وإسناده حسن. الثالث: يرويه يحيى بن عبيد الله التيمي عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "لا خير في جلوس في الطرقات إلا لمن هدى السبيل، وردّ التحية، وغضّ البصر، وأعان على الحُمُولة" أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3339) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عبيد الله به. وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله. وحديث يحيى بن يعمر أخرجه الحارث (859) عن عبد العزيز بن أبان الأموي ثنا هشام عن رجل عن يحيى بن يعمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ على مجلس في طريق، فقال "إياكم والسبيل، فإنها سبيل النار أو قال: سبيل من الشيطان" ثم مضى حتى ظنوا أنها عزمة، ثم جاء فقال "إلا أن تؤدوا حق الطريق" قالوا: وما حقّ الطريق؟ قال "أن تغضوا البصر، وتهدوا الضال، وتردوا السلام"

وعبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين وغيره. طريق أخرى: قال أبو عبيد في "الغريب" (2/ 124): ثنا ابن عُلية عن إسحاق بن سويد العدوي عن يحيى بن يعمر رفعه: فذكره مختصرا. وقال الطحاوي في "المشكل" (166): ثنا محمد بن خزيمة ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر به. ورواته ثقات. واختلف عن إسحاق بن سويد كما سيأتي في المجموعة الثانية: كتاب المظالم -باب أفنية الدور. 3351 - حديث المغيرة بن شعبة: بتّ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يحز لي من جنب حتى أذن بلال، فطرح السكين وقال "ما له تربت يداه" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن الثلاثة" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 252 - 253 و 255) وأبو داود (188) والترمذي في "الشمائل" (157) والنسائي في "الكبرى" (6655) والطبراني في "الكبير" (20/ 435) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 67و 24/ 144) والبغوي في "شرح السنة" (2848) والمزي (28/ 380) من طرق عن مِسْعر بن كِدام عن أبي صخرة جامع بن شداد عن المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل عن المغيرة بن شعبة قال: ضِفْت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فأمر بِجَنْب فَشُوي، وأخذ الشفرة فجعل يحزُّ لي بها منه، فجاء بلال فآذنه بالصلاة، فألقى الشفرة وقال "ما له؟ تربت يداه" وقام يصلي. وكان شاربي وَفَى فقصَّه لي على سواك أو قال: أقصُّه لك على سواك" وإسناده صحيح رجاله ثقات، والمغيرة بن عبد الله سمع المغيرة بن شعبة كما قال البخاري في "التاريخ الكبير". ولم ينفرد مسعر به بل تابعه غالب بن نجيح الكوفي عن جامع بن شداد عن المغيرة بن عبد الله عن المغيرة بن شعبة قال: تسحرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجنب مشوي وكان يقطع بالمدية فقال "لقد وفي شاربك يا مغيرة فقصه على سواك بالشفرة". ¬

_ (¬1) 11/ 478 (كتاب الأطعمة - باب قطع اللحم بالسكين)

أخرجه ابن البختري (¬1) في "حديثه" (393) والطبراني في "الكبير" (20/ 435 - 436) والبيهقي في "الشعب" (6026) من طرق عن إسحاق بن منصور السُّلُولي عن غالب بن نجيح به. وغالب بن نجيح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة، وقد تابعه مسعر. طريق أخرى: قال الطيالسي (ص 95): ثنا المسعودي أخبرني أبو عون الثقفي محمد بن عبيد الله عن المغيرة بن شعبة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا طويل الشارب فدعا بسواك وشفرة فوضع السواك تحت الشارب فقص عليه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الكبرى" (1/ 150 - 151) وتابعه أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي وعمرو بن مرزوق البصري عن المسعودي به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6025) والمسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي ثقة اختلط بأخرة، وسماع عمرو بن مرزوق منه قبل اختلاطه، وأبو عون الثقفي ثقة إلا أنّه لم يدرك المغيرة بن شعبة. 3352 - عن بريدة أنَّ رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه خاتم من شَبَهِ فقال "ما لي أجد منك ريح الأصنام؟ " فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد فقال "ما لي أرى عليك حلية أهل النار؟ " فطرحه فقال: يا رسول الله، من أي شىء أتخذه؟ قال "اتخذه من وَرِق، ولا تتمه مثقالا" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان من رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وفي سنده أبو طَيْبَة -بفتح المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة- اسمه عبد الله بن مسلم المروزي، قال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حبان في "الثقات": يخطئ ويخالف" (¬2) أخرجه أحمد (5/ 359) وأبو داود (4223) والترمذي (1785) والنسائي (8/ 150) وفي "الكبرى" (9508) والدولابي في "الكنى" (2/ 16) وابن حبان (5488) والحكيم ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن المغيرة بن عبد الله. (¬2) 12/ 441 - 442 (كتاب اللباس - باب خاتم الحديد)

الترمذي في "المنهيات" (ص 105) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 114) والبيهقي في "الآداب" (811) و"الشعب" (5935) من طرق عن أبي طَيْبَة عبد الله بن مسلم السُّلَمِي المروزي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به. واللفظ لأبي داود. زاد الترمذي "ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب، فقال: ارم عنك حلية أهل الجنة" قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال النسائي: هذا حديث منكر" وقال الحافظ: انفرد به أبو طيبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه" التهذيب 6/ 30 قلت: وأبو طيبة قال فيه أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وذكره ابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم. وللحديث شاهد عن ابن عمرو أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على بعض أصحابه خاتما من ذهب فأعرض عنه فألقاه واتخذ خاتما من حديد، فقال "هذا شر، هذا حلية أهل النار" فألقاه فاتخذ خاتما من وَرِق فسكت عنه. أخرجه أحمد (2/ 163) والبخاري في "الأدب المفرد" (1021) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 261) من طرق عن محمد بن عجلان المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. وإسناده حسن. 3353 - عن جابر قال: لقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما لي أراك منكسرا؟ " قلت: يا رسول الله أُستشهد أبي بأُحُد وترك دينا وعيالا، قال "أفلا أبشرك؟ إن الله قد لقي أباك فقال: تمن عليّ، قال: تحييني فأقتل فيك مرة أخرى، وأنزلت هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عِمرَان: 169] الآية. قال الحافظ: وعند الترمذي من طريق طلحة بن خراش: سمعت جابرا يقول: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ " ¬

_ (¬1) 8/ 361 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)

3354 - قال جابر بن سَمُرة: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد وهم حِلَق فقال "ما لي أراكم عِزِين؟ ". قال الحافظ: رواه مسلم (430") (¬1) 3355 - حديث الأشج العَصْري أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم "ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت" قالوا: نحن بأرض وَخِمَة وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا فلما نهيتنا عن الظروف فذلك الذي ترى في وجوهنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الظروف لا تحل ولا تحرم، ولكن كل مسكر حرام". قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى وصححه ابن حبان" (¬2) أخرجه أبو يعلى (6849) والدولابي في "الكنى" (2/ 129 - 130) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (149) وابن حبان (7203) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا الحجاج بن حسَّان التيمي ثنا المثنى العبدي أبو منازل أحد بني غنم عن الأشج العصري أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - في رفقة من عبد القيس ليزوروه فأقبلوا، فلما قدموا، رفع لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأناخوا ركابهم، فابتدر القوم ولم يلبسوا إلا ثياب سفرهم، وأقام العصري فعقل ركائب أصحابه وبعيره، ثم أخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسلم عليه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ فيك لخلتين يحبهما الله ورسوله" قال: ما هما؟ قال "الأناة والحلم" قال: شيء جبلت عليه أو شيء أتخلقه؟ قال "لا، بل شيء جبلت عليه" قال: الحمد لله. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "معشر عبد القيس، ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت؟ " قالوا: يا نبي الله، نحن بأرض وَخِمَة، وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا، فلما نهيتنا عن الظروف، فذلك الذي ترى في وجوهنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الظروف لا تحل ولا تحرّم، ولكن كل مسكر حرام، وليس أن تجلسوا فتشربوا، حتى إذا امتلأت العروق تفاخرتم، فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف، فتركه أعرج" قال: وهو يومئذ في القوم الأعرج الذي أصابه ذلك. قال الحافظ: سنده جيد" الفتح 12/ 142 وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى، وفيه المثنى بن ماوي أبو المنازل ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 64 ¬

_ (¬1) 2/ 109 (كتاب الصلاة - باب الحلق والجلوس في المسجد) (¬2) 9/ 148 (كتاب المغازي - باب وفد عبد القيس) و 12/ 158 (كتاب الأشربة - باب ترخيص النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأوعية والظروف بعد النهي)

قلت: المثنى بن ماوي ذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 444)، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا الحجاج بن حسان فهو مجهول. وللحديث طرق وشواهد تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ فيك لخصلتين يحبهما الله ... " 3356 - عن أنس أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - "قال لجبريل: "ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا؟ " قال: ما ضحك منذ خلقت النار. قال الحافظ: وأما ميكائيل فروى الطبراني عن أنس: فذكره" (¬1) يرويه عُمارة بن غَزِيَّة الأنصاري واختلف عنه: - فقال إسماعل بن عياش: عن عمارة بن غزية أنه سمع حميد بن عبيد (¬2) الأنصاري مولى بني المعلى يقول: سمعت ثابتا البُنَاني يحدث عن أنس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال لجبريل "ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ " قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار. أخرجه أحمد (3/ 224) وفي "الزهد" (ص88) وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (219) وأبو الشيخ في "العظمة" (384) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 9) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (108) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. قال الهيثمي: رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 385 قلت: حميد بن عبيد ترجمه الحسيني في "الإكمال" وقال: لا يُدرى من هو. - وقال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري: ثنا عمي أني يحيى بن أيوب وابن لَهيعة عن عمارة بن غزية عن حميد الطويل عن أنس. أخرجه عبدالغني المقدسي (107) ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (408) ووقع عنده عن حميد -ولم ينسبه- قال: سمعت أنسا. وأحمد بن عبد الرحمن مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 7/ 114 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة) (¬2) وقع عند عبد الغني المقدسي "عبد الرحمن"

3357 - "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخُمُس وهو مردود عليكم" قال الحافظ: رواه مالك عن عبد ربه بن سعيد عن عمرو بن شعيب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وصله النسائي من وجه آخر حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه أيضا بإسناد حسن من حديث عبادة بن الصامت" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: قال القرطبي في "المفهم": أخرجه أبو داود والنسائي من حديث عبد الله بن عمرو" (¬2) صحيح ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث العِرْباض بن سارية ومن حديث جبير بن مُطعم ومن حديث المطلب بن عبد الله مرسلا فأما حديث ابن عمرو فيرويه عمرو بن شعيب واختلف عنه: - فقال محمد بن إسحاق المدني (¬3): ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحنين، فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجِعْرانة وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله، لنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا منّ الله عليك، وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال: يا رسول الله، إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتي كنّ يكفلنك فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت خير المكفولين، ثم أنشد أبياتا قالها: أمنن علينا رسول الله في كرم ... فإنّك المرء نرجوه وندخر أمنن على بيضة قد عاقها قدر ... ممزق شملها في دهرها غِيَرُ أبقت لها الحرب هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغِمَر إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من مخضها الدرر لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زُهُر إنا لنشكر آلاءَ وإن كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر ¬

_ (¬1) 7/ 49 (كتاب فرض الخمس - باب ومن الدليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين) (¬2) 9/ 110 (كتاب المغازي - باب غزوة الطائف) (¬3) سيرة ابن هشام 2/ 488 - 489

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نساؤكم وأبناؤكم أحبّ إليكم أم أموالكم؟ " فقالوا: يا رسول الله، خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا: أبناؤنا ونساؤنا أحبّ إلينا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا: إنا نستشفع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أبناءنا ونساءنا، سأعينكم عند ذلك وأسأل لكم" فلما صلّى - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الأقرع بن حابس: أمّا أنا وبنو تميم فلا. فقال العباس بن مرداس السلمي: أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال عيينة بن بدر: أمّا أنا وبنو فزارة فلا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ست فرائض من أول فيء نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم" ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتبعه الناس يقولون: يا رسول الله، اقسم علينا فيأنا حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت عنه رداءه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا أيها الناس ردوا عليّ ردائي فوالذي نفسي في يده لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا" ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين أصبعيه وقال "أيها الناس والله ما لي من فيئكم ألا ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم فأدوا الخياط والمخيط فإنّ الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة" فجاء رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال: يا رسول الله، أخذت هذه لأخيط بها بردعة بعير لي دبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أمّا حقي منها لك" فقال الرجل: أما إذ بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها، فرمى بها من يده. أخرجه أحمد (2/ 184 و 218) وابن زنجويه في "الأموال" (485) والنسائي (6/ 220 - 222 و 7/ 119) وفي "الكبرى" (4441 و 6515) وابن الجارود (1080) والطبري في "تاريخه" (3/ 86 - 87) والطبراني في "الكبير" (5304) وأبو نعيم في "الصحابة" (3069) والبيهقي (6/ 336 - 337 و 9/ 75) وفي "الدلائل" (5/ 194 - 196) والسياق له وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 48 - 49) وفي "الاستيعاب" (4/ 20 - 23) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 262 - 263) من طرق عن ابن إسحاق به.

قال ابن عبد البر: هذا حديث متصل جيد الإسناد" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه حماد بن سلمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "ليس لي من هذا الفيء إلا الخمس، والخمس مردود فيكم" أخرجه البيهقي (7/ 17) عن أبي محمد عبد الله بن يوسف الأرْدَسْتاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده حسن. وتابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل حتى إذا كان بالجِعرانة اجتمع الناس عليه، وتعلق رداؤه بالشجرة، فقال "ردوا عليّ ردائي، أتخافون ألا أقسم بينكم، لو كان شجر تهامة نعما لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني جبانا ولا بخيلا ولا كذوبا" ثم قال: أدوا الخياط والمخيط ... وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7372) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا محمد بن عثمان بن مخلد قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا سلام أبو المنذر عن يحيى بن سعيد به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سلام إلا عثمان بن مخلد الواسطي، تفرد به ابنه" (¬1) - ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار وعن محمد بن عجلان واختلف عنه: • فقال إبراهيم بن بشار الرمادي: ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار سمع عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه البيهقي (7/ 17 و 9/ 102) وفي "المعرفة" (13/ 269 - 270) • وقال سعيد بن منصور (2754): عن سفيان عن عمرو بن دينار مرسلا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 17) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ (¬2) ثنا الحميدي به. ¬

_ (¬1) قلت: رواه أبو خالد سليمان بن حيَّان الأحمر عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 511) (¬2) وخالفه حاتم بن منصور فرواه عن الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار وابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (11/ 56 - 57)

وتابعه الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار مرسلا. أخرجه البيهقي (7/ 17) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ (¬1) ثنا الحميدي به. وقال إبراهيم بن بشار أيضاً: ثنا سفيان عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه البيهقي (9/ 102) وهكذا رواه سعيد بن منصور (2754) عن سفيان به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 17) وتابعه الحميدي ثنا سفيان به (¬2). أخرجه البيهقي (7/ 17) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا الحميدي به. • وخالفهم عبد الرزاق (9498) فرواه عن سفيان عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب مرسلا. - وقال عبد ربه بن سعيد الأنصاري: عن عمرو بن شعيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه مالك (2/ 457 - 458) عن عبد ربه به. ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (11/ 86 - 87) وتابعه الأوزاعي عن عمرو بن شعيب به. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 385 و400) وابن زنجويه في "الأموال" (484 و 1139) والأول أصح. ¬

_ (¬1) وخالفه حاتم بن منصور فرواه عن الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار وابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (11/ 56 - 57) (¬2) رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان عن محمد بن عجلان وعمرو بن دينار -جمعهما- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه الفاكهى في "أخبار مكة" (2900) وأخرجه ابن زنجويه (1138 و 1234) عن يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد العبدي البصري المكي القَلْزُمي أنا ابن عيينة به.

وأما حديث عبادة فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو سلام ممطور الأسود الحبشي الأعرج الدمشقي واختلف عنه: - فرواه مكحول عن أبي سلام واختلف عنه: • فقال إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: ثني عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، فلقي العدو، فلما هزمهم الله اتبعهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأَحْدَقَت طائفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستولت طائفة على العسكر والنهب، فلما كفى الله العدو، ورجع الذين طلبوهم، قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا العدو، وبنا نفاهم الله وهزمهم، وقال الذين أَحْدَقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله ما أنتم أحق به منا، هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن لا ينال العدو منه غِرَّة، قال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق منا، هو لنا، فأنزل الله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفَال: 1] الآية، فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُنَفِّلُهُم إذا خرجوا بادين الربع وينفلهم إذا قفلوا الثلث، وقال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وَبَرَةّ من جنب بعير، ثم قال "يا أيها الناس، إنّه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخُمُس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمِخْيط، وإياكم والغلول فإنّه عار على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد في سبيل الله فإنّه باب من أبواب الجنة، يذهب الله به الهم والغم" قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الأنفال ويقول "لِيَرُدَّ قوي المؤمنين على ضعيفهم" أخرجه ابن حبان (4855) والسياق له والحاكم (2/ 135 - 136 و 3/ 49) والبيهقي (6/ 292) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لعبد الرحمن بن الحارث شيئا، وهو مختلف فيه. ولم ينفرد إسماعيل بن جعفر به بل تابعه غير واحد عن عبد الرحمن بن الحارث به، منهم: 1 - عبد الرحمن بن أبي الزناد. أخرجه ابن المنذر (11/ 146 - 147) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 228 و241) والهيثم بن كليب (1176) 2 - المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش المخزومي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1865) و"الجهاد" (7) 3 - عبد الله بن جعفر. أخرجه سعيد بن منصور (982) والبيهقي في "معرفة "السنن" (9/ 261) وفي "الكبرى" (9/ 57) 4 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي. أخرجه الشافعي في "القديم" كما في "المعرفة" للبيهقي (9/ 261) وابن زنجويه في "الأموال" (1187) واقتصرا على قوله: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وبرة من بعير، ثم قال "يا أيها الناس، إنّه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم" 5 - سفيان الثوري. أخرجه أحمد (5/ 319 - 320) وابن ماجه (2852) عن وكيع والترمذي (1561) عن عبد الرحمن بن مهدي وابن المنذر (11/ 87) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 50) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري والبيهقي (6/ 313) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ومحمد بن يوسف الفِرْيابي كلهم عن سفيان به. ولفظه عندهم إلا ابن عبد البر "أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُنَفِّل في البدأة الرُّبع وفي القفول الثلث" ولفظ ابن عبد البر "أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وبرة من جنب بعير فقال "أيها الناس، إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس، والخمس مردود عليكم"

قال الترمذي: حديث حسن" قلت: اختلف فيه على سفيان: فرواه عبد الرزاق (9334) عنه فلم يذكر أبا سلام. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 313) وتابعه زيد بن الحباب عن سفيان به. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (801) والأول أصح. 6 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري. أخرجه أحمد (5/ 318 و 319) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث ببعضه. وأخرجه أحمد أيضا (5/ 319) عن معاوية بن عمرو ولم يذكر أبا سلام. وأخرجه أيضا (5/ 323 - 324) عن معاوية بن عمرو (¬1) ولم يذكر مكحولا. ورواه محمد بن عيينة المصيصي عن الفزاري ولم يذكر مكحولا. أخرجه الدارمي (2388 و2392 و2393) - ورواه محبوب بن موسى الأنطاكي عن الفزاري واختلف عنه: • فرواه عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي عن محبوب بن موسى ولم يسقط أحدا. أخرجه النسائي (7/ 119) وفي "الكبرى" (4440) • ورواه عمر بن سعد الدارمي عن محبوب بن موسى وأسقط أبا سلام. أخرجه الحاكم (2/ 74 - 75) وقال: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) رواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن معاوية بن عمرو فلم يسقط أحدا. أخرجه البيهقي (6/ 303) وفي "الصغرى" (3761) وأخرجه البيهقي أيضا في موضع آخر (9/ 20 - 21) من هذا الطريق وأسقط أبا سلام.

واختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث: فرواه محمد بن إسحاق المدني عنه فلم يذكر أبا سلام. أخرجه أحمد (5/ 322 و 322 - 323) والحاكم (2/ 136 و 326) والبيهقي (6/ 292 و 9/ 57) من طرق عن ابن إسحاق ثني عبد الرحمن بن الحارث به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: ابن إسحاق أخرج له مسلم في المتابعات. ورواه إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي عن عبد الرحمن بن الحارث عن مكحول عن أبى أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه عبد الرزاق (9278) وإبراهيم كذبه ابن معين وغيره. • وقال زيد بن واقد الدمشقي: عن مكحول عن عبادة ببعضه. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (4/ 259) عن هشام بن خالد الدمشقي عن الحسن بن يحيى الخُشَني عن زيد بن واقد به. وقال: مكحول لم ير عبادة" ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 104) - ورواه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلام عن المقدام بن معدي كرب عن عبادة. أخرجه أحمد (5/ 314 و 316 و 326) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1866) و"الجهاد" (5 و 6) والبزار (2712) والطبراني في "مسند الشاميين" (1502) والبيهقي (9/ 104) وأبو بكر بن أبي مريم قال أحمد وجماعة: ضعيف. لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام به. أخرجه أحمد (5/ 326) من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف الرَّحَبي عن يحيى بن أبي كثير به. وسعيد بن يوسف قال ابن معين وغيره: ضعيف. - ورواه أبو يزيد غيلان مولى كنانة عن أبي سلام عن المقدام بن معدي كرب عن الحارث بن معاوية عن عبادة.

أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 163) والهيثم بن كليب (1263) والبيهقي (9/ 103 - 104) وفي "الصغرى" (3632) وابن عساكر (ترجمة عبادة بن الصامت ص 6) من طريق منصور الخولاني عن أبي يزيد غيلان به. ومنصور الخولاني لم أقف له على ترجمة، وغيلان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة، وقد خولف كما تقدم. - ورواه داود بن عمرو الأودي عن أبي سلام عن أبي إدريس الخولاني مرسلا. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 57) - ورواه عبد الله بن العلاء بن زَبْر الدمشقي عن أبي سلام ثني عمرو بن عبسة. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 58) وأبو داود (2755) والطبراني في "مسند الشاميين" (805) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 50 - 51) والبيهقي (6/ 339) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع أبا سلام به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي عن يعلى بن شداد بن أوس عن عبادة قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين إلى جنب بعير من المقاسم، ثم تناول شيئا من البعير، فأخذ منه قَرَدَةّ -يعني وبرة- فجعل بين أصبعيه ثم قال "يا أيها الناس إنَّ هذا من غنائمكم، أدوا الخيط والمِخْيط فما فوق ذلك فما دون ذلك، فإنّ الغلول عار على أهله يوم القيامة وشَنَارٌ ونار" أخرجه ابن ماجه (2850) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 360 - 361) والبزار (2714) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة عن أبي سنان به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح فيه عيسى بن سنان اختلف فيه كلام ابن معين قال: لين الحديث وليس بالقوي. قيل: ضعيف. وقيل: لا بأس به. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 173 - 174 قلت: بل إسناده ضعيف لضعف عيسى بن سنان، وأكثر الروايات عن ابن معين أنّه ضعفه، وكذا ضعفه أحمد والنسائي وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وأبو حاتم وغيرهم. الثالث: يرويه أبو صادق الأزدي الكوفي عن ربيعة بن ناجد عن عبادة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم فيقول "ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه. إياكم والغلول فإنّ الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة. أدوا الخيط والمخيط وما فوق ذلك

وجاهدوا في سبيل الله تعالى القريب والبعيد في الحضر والسفر فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنة، إنّه لينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم، وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم" أخرجه ابن ماجه (2540) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (8) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 330) والسياق له وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6140) عن عبد الله بن سالم الكوفي المفلوج ثنا عُبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن أبي صادق به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5656) عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن المفلوج به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ربيعة بن ناجد إلا أبو صادق، ولا عن أبي صادق إلا القاسم بن الوليد، تفرد به عبيدة بن الأسود" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط ابن حبان فقد ذكر جميع رواته في "ثقاته" رواه أبو يعلى في "مسنده" عن عبد الله بن سالم المفلوج" المصباح 3/ 103 قلت: عبيدة بن الأسود هو ابن سعيد الهمداني وهو على شرط ابن حبان إذا صرّح بالسماع فقد قال ابن حبان بعد أن ذكره في "الثقات": يعتبر حديثه إذا بين السماع وكان فوقه ودونه ثقات" وفي هذا دلالة على أنه كان يدلس، ولذلك ذكره الحافظ في "المدلسين" وقال: أشار ابن حبان في "الثقات" إلى أنه كان يدلس. وربيعة بن ناجد وثقه ابن حبان والعجلي وتبعهما الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال في "المغني": فيه جهالة. الرابع: يرويه الحسن البصري عن المقدام الرُّهاوي قال: جلسنا إلى عبادة بن الصامت فقلنا: حدثنا بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة كذا وكذا، قال: صلّى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير من المغنم ثم أخذ وبرة من الفيء فقال "ما لي منه مثل هذه إلا الخمس، والخمس مردود فيكم، فأدوا الخيط والمخيط فما فوق ذلك فإنّ الغلول عار ونار وشنار على صاحبه يوم القيامة، وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر، وجاهدوا الناس في الله القريب والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم". أخرجه البزار (2713) والهيثم بن كليب (1262) وأبو نعيم في "الصحابة" (2107) عن إسرائيل بن يونس الكوفي

والهيثم (1261) واللفظ له وابن عساكر (ص 6 - 7) عن أبي المُحَياة يحيى بن يعلى الكوفي كلاهما عن زياد المصفر عن الحسن به. والمقدام الرهاوي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا الحسن، وكذا ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا الحسن، وقال البزار: لا يعلم حدث عنه إلا الحسن. فهو مجهول. وأما حديث العرباض بن سارية فأخرجه أحمد (4/ 127 - 128) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثنا وهب أبو خالد حدثتني أم حبيبة بنت العرباض عن أبيها أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ الوبرة من قصة من فيء الله عز وجل فيقول "ما لي من هذا إلا مثل ما لأحدكم إلا الخمس، وهو مردود فيكم، فأدوا الخيط والمخيط فما فوقهما، وإياكم والغلول فإنّه عار وشنار على صاحبه يوم القيامة". ومن طريقه أخرجه ابن المنذر (11/ 92) وأخرجه البزار (كشف 1734) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6135) والطبراني في "الكبير" (18/ 259 - 260) و"الأوسط" (2444) والبيهقي في "معرفة السنن" (9/ 218) والخطيب في "الموضح" (1/ 183) من طرق عن أبي عاصم به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن العرباض إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عاصم" وقال الهيثمي: وفيه أم حبيبة بنت العرباض لم أجد من وثقها ولا جرحها، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 337 قلت: أم حبيبة ذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات وقال: تفرد عنها وهب أبو خالد. وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (9087) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنبا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: ثم تناول النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا من الأرض أو وبرة من بعير فقال "والذي نفسي بيده ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه أو هذا إلا الخمس، والخمس مردود عليكم" وإسناده صحيح رواته ثقات.

ورواه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري عن ابن وهب فلم يقل: عن أبيه. أخرجه ابن المنذر (11/ 87) والأول أصح. وكذلك رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري فلم يذكر محمد بن جبير. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (767) وأما حديث المطلب بن عبد الله فأخرجه سعيد بن منصور (2756) عن يعقوب بن عبد الرحمن المدني عن الزهري عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله أنّه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس يوم حنين يؤتى بالغنائم فأخذ وبرة من الأرض صغيرة فأمسكها بين إصبعيه، فقال "يا أيها الناس، والله ما يحل لي من الفيء قدر هذه الوبرة إلا الخمس، وإنّ الخمس لمردود فيكم، فاتقوا الله، وأدوا المخيط والخياط، واعلموا أنّ الغلول يوم القيامة عار ونار وشنار" وهو مرسل رواته ثقات غير عمرو بن أبي عمرو وهو مختلف فيه. 3358 - "ما لي وللدنيا، إنّما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" قال الحافظ: وعند أحمد وأبي داود الطيالسي من حديث ابن مسعود: اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير فأثر في جنبه فقيل له: ألا نأتيك بشيء يقيك منه، فقال: فذكره" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود قال: اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير فأثر الحصير بجلده (¬2) فجعلت أمسحه عنه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ألا آذنتنا (¬3) فنبسط لك ¬

_ (¬1) 14/ 72 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬2) زاد ابن المبارك "فلما استيقظ" (¬3) زاد ابن المبارك "قبل أن تنام على هذا الحصير"

شيئا يقيك منه تنام عليه. فقال "مالي وللدنيا، ما (¬1) أنا والدنيا، إنما أنا والدنيا كراكب استظل (¬2) تحت (¬3) شجرة (¬4)، ثم راح وتركها" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (195 - زوائد نعيم بن حماد) ووكيع في "الزهد" (64) والطيالسي (ص 36) عن المسعودي به. واللفظ للطيالسي. وأخرجه ابن ماجه (4109) والبزار (1533) والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 55) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 102 و 4/ 234) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 337 - 338) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 217) وأحمد (1/ 444) وفي "الزهد" (1/ 40) عن وكيع به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (183) وأبو يعلى (4998) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (297) عن ابن أبي عاصم به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (ق 9/ ب) وفي "قصر الأمل" (126) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا وكيع به. وأخرجه تمام في "فوائده" (ق 65/ ب) من طريق الحسين بن محمد بن أبي معشر المديني ثنا وكيع به. وأخرجه أحمد (1/ 391) وفي "الزهد" (ص 45) والهيثم بن كليب (340) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 165 و272) وأبو القاسم الأصبهاتي في "الترغيب" (1434) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن سعد (1/ 467) عن يحيى بن عباد الضُّبَعِي ¬

_ (¬1) ولفظ وكيع "إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب" ولفظ ابن المبارك "وما للدنيا لي" (¬2) ولفظ وكيع "قال" (¬3) ولفظ وكيع "في أصل" ولفظ ابن المبارك "في فيء أو ظل شجر" (¬4) زاد وكيع "في يوم صائف"

وهاشم بن القاسم البغدادي والترمذي (2377) والهيثم بن كليب (341) والبيهقي في "الشعب" (9930) والبغوي في "شرح السنة" (4034) وفي "الشمائل" (432) عن زيد بن الحباب العُكْلي وهناد في "الزهد" (744) عن يونس بن بكير الشيباني والطبراني في "الأوسط" (9303) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 234) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني والحاكم (4/ 310) عن جعفر بن عون الكوفي وابن بشران (1555) عن المعافى بن عمران الموصلي كلهم عن المسعودي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عمرو بن مرة إلا المسعودي (¬1)، ولا روى عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود إلا هذا الحديث" وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو بن مرة متصلا مرفوعا إلا المسعودي" وقال أيضا: غريب من حديث عمرو وإبراهيم، تفرد به المسعودي" قلت: وهو ثقة اختلط بأخرة، وسماع وكيع وجعفر بن عون منه قبل اختلاطه، وباقي رجال الإسناد ثقات فالإسناد صحيح. وقال الذهبي: هذا حديث حسن قريب من الصحة" تاريخ الإسلام: الترجمة النبوية ص 329 ولم ينفرد عمرو بن مرة به بل تابعه: ¬

_ (¬1) وكذا قال الطبراني.

1 - مغيرة بن مِقسم الضبي. أخرجه ابن جميع في "معجمه" (ص 173 - 174) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا سُعير بن الخِمْس عن مغيرة به. والحماني ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: سكتوا عنه. 2 - الأعمش. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 238) وابن عدي (2/ 743 - 744) والدارقطني في "العلل" (5/ 164 - 165) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 234) من طريق الحسن بن الحسين العُرَني ثنا جرير (¬1) بن عبد الحميد عن الأعمش به. قال ابن حبان: هذا ليس من حديث جرير بن عبد الحميد، والراوي عنه هذا الحديث إمّا أن يكون متعمدا فيه بالوضع أو القلب" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعرفه إلا من رواية الحسن بن الحسين العرني هذا" قلت: العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير ولا يشبه حديثه حديث الثقات. الثاني: يرويه حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في غرفة كأنها بيت حمام وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت فقال "ما يبكيك يا عبد الله؟ " قلت: يا رسول الله، كسرى وقيصر يطوون على الخز والحرير والديباج وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك، قال "فلا تبك يا عبد الله فإنّ لهم الدنيا ولنا الآخرة، وما أنا والدنيا، وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها" أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (181) والطبراني في"الكبير" (10327) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 272) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 157 - 158) من طريق أبي مسلم عبيد الله بن سعيد الجعفي قائد الأعمش عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت به. وإسناده ضعيف لضعف أبي مسلم الجعفي. ¬

_ (¬1) وقع عند ابن عدي "جرير بن حازم"

وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 301) وفي "الزهد" (ص 46 - 47) وعبد بن حميد (599) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 53) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (ق 9/ أ) وفي "قصر الأمل" (127) وابن أبي عاصم في "الزهد" (182) وابن حبان (6352) والطبراني في "الكبير" (11898) وأبو الشيخ في "الأمثال" (298) والحاكم (4/ 309 - 310) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 342) والخطيب في "الموضح" (2/ 366 - 367) والشجري في "أماليه" (2/ 208) والبيهقي في "الشعب" (9932) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 202) من طرق عن ثابت بن يزيد الأحول ثنا هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس أنّ عمر دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، والنبي - صلى الله عليه وسلم - على حصير قد أثر في جنبه، فقال له: يا رسول الله، لو اتخذت فراشا أوثر من هذا، فقال "ما لي وللدنيا، وما لي للدنيا، والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها". قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت من غير وجه، رواه ابن مسعود وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من حديث عكرمة غريب، تفرد به عنه هلال" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة" المجمع 10/ 326 قلت: هلال ثقة إلا أنه تغير بأخرة ولم أر أحدا صرّح بسماع ثابت بن يزيد الأحول منه أهو قبل تغيره أم بعده، والله تعالى أعلم. 3359 - عن قيس بن أبي حازم قال: صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة فأوهم فيها، فسئل فقال: "ما لي لا أوهم ورُفْغُ أحدكم بين ظفره وأنملته" قال الحافظ: وقد أخرج البيهقي في "الشعب" من طريق قيس بن أبي حازم قال: فذكره. رجاله ثقات مع إرساله وقد وصله الطبراني من وجه آخرا" (¬1) مرسل يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: - فقال سفيان بن عيينة: عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم مرسلا. ¬

_ (¬1) 12/ 465 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

أخرجه العقيلي (2/ 221) والبيهقي في "الشعب" (2511) وتابعه هشيم عن إسماعيل عن قيس به. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 262) - وقال الضحاك بن زيد الأهوازي: عن إسماعيل عن قيس عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البزار (1893) والعقيلي (2/ 221) والطبراني في "الكبير" (10401) وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن ابن مسعود إلا الضحاك، وغير الضحاك يرويه عن إسماعيل عن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: والضحاك بن زيد قال ابن حبان: كان ممن يرفع المراسيل ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به. ثم ذكر له هذا الحديث. وقال العقيلي: يخالف في حديثه. ثم ذكر هذا الحديث موصولا ومرسلا وقال: المرسل أولى. 3360 - "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن غلب الآدمي نفسه فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس" قال الحافظ: حديث حسن أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث المقدام بن معد يكرب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الحاء فانظر حديث "حسب ابن آدم لقيمات ... " 3361 - حديث المقدام بن معد يكرب رفعه "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم" (¬3) انظر الحديث الذي قبله. 3362 - "ما من أحد يسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام" ¬

_ (¬1) 11/ 458 (كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع) (¬2) 14/ 67 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) (¬3) 17/ 7 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت بجوامع الكلم)

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه: فذكره، ورواته ثقات" (¬1) حسن أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (526) وأحمد (2/ 527) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حَيْوة بن شريح ثني أبو صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه ابن النجار في "تاريخ المدينة" (ص 222) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 488) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو داود (2041) والطبراني في "الأوسط" (3116) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 353) والبيهقي (5/ 245) وفي "الشعب" (1479) والقاضي عياض في "الشفا" (2/ 656 - 657) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1132) من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ (¬2) به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يزيد إلا أبو صخر، ولا عن أبي صخر إلا حيوة، تفرد به عبد الله بن يزيد" وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 441 قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير حميد بن زياد وهو مختلف فيه، وثقه الأكثر وضعفه بعضهم فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، ويزيد بن عبد الله بن قسيط سمع أبا هريرة كما في "التاريخ الكبير" للبخاري. 3363 - "ما من امرئ تكون له صلاة من الليل يغلبه عليها نوم أو وجع إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة" قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند النسائي: فذكره" (¬3) روي من حديث عائشة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أبي هريرة فأمّا حديث عائشة فيرويه محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 7/ 297 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريَم:16]) (¬2) ووقع عند الطبراني "الإسكندراني" (¬3) 6/ 477 (كتاب الجهاد - باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة)

- فقال مالك (1/ 117): عن ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن رجل عنده رضا أنّه أخبره أنّ عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة" وأخرجه أحمد (6/ 180) وأبو داود (1314) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 172) والنسائي (3/ 215) وفي "الكبرى" (1457) والبيهقي (3/ 15) من طرق عن مالك به. - وقال أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي: ثنا ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن عائشة. أخرجه أحمد (6/ 72) وأبو أويس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وتابعه زياد بن سعد الخراساني عن ابن المنكدر به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1360) من طريق علي بن هارون الزيني ثنا مسلم بن خالد عن زياد بن سعد به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن زياد إلا مسلم، تفرد به علي" قلت: مسلم بن خالد هو الزَّنْجي قال أبو داود وغيره: ضعيف. - ورواه أبو جعفر الرازي عن ابن المنكدر واختلف عنه: • فقال محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني: ثنا أبو جعفر الرازي عن ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن الأسود بن يزيد عن عائشة. أخرجه النسائي (3/ 215) وفي "الكبرى" (1458) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 261 - 262) • وقال وكيع: ثنا أبو جعفر الرازي عن ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن عائشة. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1640) وأحمد (6/ 63) وتابعه يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا أبو جعفر الرازي به. أخرجه النسائي (3/ 215) وقال: أبو جعفر الرازي ليس بالقوي في الحديث" قلت: وحديث مالك أصح.

وأما حديث أبى الدرداء فأخرجه ابن ماجه (1344) وابن نصر (ص 171 - 172) والنسائي (3/ 216) وفي "الكبرى" (1459) وابن خزيمة (1172) والحاكم (1/ 311) والبيهقي (3/ 15) من طرق عن الحسين بن علي الجُعْفي ثنا زائدة عن سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غَفلة عن أبي الدرداء مرفوعا "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح، كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل" قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنّهما عللاه بتوقيف روي عن زائدة" قلت: لم يخرج الشيخان رواية حبيب بن أبي ثابت عن عبدة عن سويد عن أبي الدرداء، والأعمش وحبيب مدلسان وقد عنعنا. وقال ابن خزيمة: هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي عن زائدة" وخالفه معاوية بن عمرو الأزدي فرواه عن زائدة بن قدامة وأوقفه على أبي الدرداء. أخرجه الحاكم (1/ 311) والبيهقي (3/ 15) وقال الحاكم: وهذا مما لا يوهن فإنّ الحسين بن علي الجعفي أقدم وأحفظ وأعرف بحديث زائدة من غيره. واختلف فيه على الأعمش، فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن زِر بن حبيش عن أبي الدرداء قوله. أخرجه ابن نصر (ص 172) وابن خزيمة (1173) وقال: وهذا التخليط من عبدة بن أبي لبابة قال مرة: عن زر، وقال مرة: عن سويد بن غفلة، كان يشك في الخبر أهو عن زر أو عن سويد" ثم أخرجه (1174) من طريق وكيع عن سفيان الثوري عن عبدة عن زر أو سويد -شك عبدة- عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر موقوفا. قال: وعبدة رحمه الله قد بيّن العلة التي شك في هذا الإسناد أسمعه من زر أو من سويد فذكر أنّهما كانا اجتمعا في موضع فحدث أحدهما بهذا الحديث فشك من المحدث منهما ومن المحدث عنه.

ثم أخرجه (1175) عن عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان (¬1) قال: حفظته من عبدة قال: ذهيت مع زر بن حبيش إلى سويد بن غفلة نعوده فحدّث سويد أو حدّث زر وأكبر ظني أنّه سويد عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر وأكبر ظني أنّه عن أبي الدرداء أنّه قال: فذكره موقوفا (¬2). قال: فإن كان زائدة حفظ الإسناد الذي ذكره وسليمان سمعه من حبيب وحبيب من عبدة فإنهما مدلسان فجائز أن يكون عبدة حدّث بالخبر مرة قديما عن سويد بن غفلة عن أبي الدرداء بلا شك ثمّ شك بعد أسمعه من زر أو من سويد؟ وهو عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر لأنّ بين حبيب بن أبي ثابت وبين الثوري وابن عيينة من السن ما قد ينسى الرجل كثيرا مما كان يحفظه، فإن كان حبيب بن أبي ثابت سمع هذا الخبر من عبدة فيشبه أن يكون سمعه قبل تولد ابن عيينة لأنّ حبيب بن أبي ثابت لعله أكبر من عبدة، وقد سمع حبيب بن أبي ثابت من ابن عمر والله أعلم بالمحفوظ من هذه الأسانيد" واختلف فيه على الثوري: • فقال ابن المبارك: عن الثوري عن عبدة قال: سمعت سويد بن غفلة عن أبي ذر وأبي الدرداء موقوفا. أخرجه النسائي (¬3) (3/ 216) • وقال عبد الرزاق (4224): عن الثوري عن عبدة عن سويد عن أبي الدرداء أو أبي ذر موقوفا. ورواه شعبة عن عبدة عن سويد أنّه عاد زر بن حبيش في مرضه فقال: قال أبو ذر أو أبو الدرداء -شك شعبة-: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن حبان (2588) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (4225) عن أبي معشر نجيح السِّندي عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "ما من رجل يريد أن يقوم ساعة من الليل فتغلبه عيناه عنها إلا كتب الله له أجرها، وكمان نومه صدقة تصدق بها الله عليه" وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر. ¬

_ (¬1) هو ابن عيينة. (¬2) وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1460) من طريق ابن المبارك عن ابن عيينة عن ابن أبي لبابة عن سويد عن أبي ذر أو عن أبي الدرداء موقوفا. (¬3) وأخرجه في "الكبرى" (1460) لكن وقع فيها: عن أبي ذر أو عن أبي الدرداء.

3364 - حديث شداد بن أوس رفعه "ما من امرئ مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا بعث الله ملكا يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يَهُب" قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي" (¬1) يرويه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الجريري عن أبي العلاء عن رجل من بني حنظلة قال: صحبت شداد بن أوس في سفر فقال: ألا أعلمك ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا أن نقول: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك لسانا صادقا وقلبا سليما، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم إنّك أنت علام الغيوب. قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكّل الله به مَلَكا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يَهُبَّ متى هَبَّ" أخرجه أحمد (4/ 125) عن يزيد بن هارون والترمذي (3407) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (7175) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 758 - 759) عن سفيان الثوري والطبراني في "الكبير" (7176 و 7177) و"الدعاء" (275) عن خالد بن عبد الله الواسطي والطبراني في "الدعاء" (628) عن بشر بن المفضل البصري أربعتهم عن الجريري به. وقال بشر بن المفضل مرة: عن رجل من بني مجاشع. أخرجه الطبراني (7178) وفي "الدعاء" (629) ¬

_ (¬1) 13/ 373 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)

- وقال هلال بن حِق البصري: عن الجريري عن أبي العلاء عن رجلين من بني حنظلة عن شداد. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (812) وابن السني في "اليوم والليلة" (746) وهلال ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع. وتابعه عدي بن الفضل البصري عن الجريري عن أبي العلاء عن رجلين قد سماهما عن شداد. أخرجه الطبراني (7179) وفي "الدعاء" (626) وعدي بن الفضل قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. - وقال حماد بن سلمة: عن الجريري عن أبي العلاء عن شداد. أخرجه النسائي (3/ 46) وابن حبان (1974) والطبرانى (7180) وفي "الدعاء" (627) والجريري كان قد اختلط وسماع الثوري وبشر بن المفضل وحماد بن سلمة منه قبل اختلاطه وسماع يزيد بن هارون منه بعد اختلاطه. والأول عندي أصح. قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه" وقال النووي: إسناده ضعيف" الأذكار ص 88 قلت: وهو كما قال للرجل الذي لم يسم. وقصة الدعاء لها طرق أخرى عند الطبراني وغيره. 3365 - "ما من امرئ ولا امرأة يموت له ثلاثة أولاد إلا أدخله الله الجنة" قال الحافظ: وروى الحاكم والبزار من حديث بُريدة أنّ عمر سأل عن ذلك أيضا ولفظه: فذكره، فقال عمر: يا رسول الله، واثنان؟ قال "واثنان" قال الحاكم: صحيح الإسناد" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 364 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

أخرجه البزار (كشف 857) وأبو يعلى (المطالب 817) والحاكم (1/ 383 - 384) من طرق عن بشير بن المهاجر الكوفي عن عبد الله بن يريدة عن أبيه قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فبلغه أنّ امرأة من الأنصار مات ابن لها فجزعت عليه، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة: إنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يدخل يعزيها، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "أما إنّه قد بلغني أنك جزعت على ابنك" فقالت: يا نبي الله ما لي لا أجزع وأنا رَقُوب، لا يعيش لي ولد، فقّال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما الرَّقُوب الذي يعيش ولدها، إنّه لا يموت لامرأة مسلمة أو امرئ مسلم نسمة أو قال: ثلاثة من ولده فيحتسبهم إلا وجبت له الجنة" فقال عمر - رضي الله عنه - وهو عن يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -: بأبي وأمي واثنين؟ فقال "واثنين" اللفظ للبزار قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 8 قلت: بشير بن المهاجر وإن أخرج له مسلم فهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. 3366 - "ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة" قال الحافظ: وفي حديث جابر في صحيحي أبي عوانة وابن حبان: فذكره" (¬1) هو من حديث أبي الزبير عن جابر، رواه عنه جماعة، منهم: 1 - هشام الدَّسْتُوائي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة" فقال رجل: يا رسوله الله، هي أفضل أم عدتهنّ جهادا في سبيل الله؟ فقال "هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، إلا عفيرا يعفر وجهه في التراب، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شّعثاً غُبراً ضاحين، جاءوا من كل فج عميق، لم يروا رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم أر يوما أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة". أخرجه البزار (كشف 2/ 28 - 29) وأبو يعلى (2090) واللفظ له وابن حبان (3853) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1069) من طريق محمد بن مروان العقيلي ثنا هشام الدستوائي به. ورجاله ثقات إلا العقيلي فإنّه مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 3/ 112 (كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق)

2 - أيوب السَّخْتياني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" - يعني عشر ذي الحجة- قيل: ولا مثلهنّ في سبيل الله؟ قال "ولا مثلهنّ في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب" وذكر عرفة فقال "يوم مباهاة ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول: عبادي شعثا غُبراً ضاحين جاءوا من كل فج عميق يسألون رحمتي ويستعيذون من عذابي ولم يروا، فلم ير يوم أكثر عتيقا وعتيقة من النار". أخرجه البزار (كشف 1128) ثنا أبو كامل ثنا أبو النضر يعني عاصم بن هلال عن أيوب به. وقال: لا نعلمه عن جابر إلا عن أبي الزبير، ولا نعلم رواه عن أيوب إلا عاصم" وأخرجه ابن عدي (7/ 2695) عن عبدان الأهوازي ثنا أبو كامل ثنا أبو النضر عن أيوب به. وقال: قال لنا عبدان: كان الناس يرون أنه عاصم بن هلال وكان أبو كامل يومئ إلى أنه يحيى بن كثير" قلت: عاصم بن هلال مختلف فيه، ويحيى بن كثير ضعيف كما قال ابن معين وغيره. 3 - إبراهيم بين إسماعيل بن مُجَمِّع المدني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أيام أفضل من العشر" قالوا: ولا المعفر في سبيل الله؟ قال "ولا المعفر في التراب". أخرجه ابن عدى (1/ 233) وقال: هذا حديث غريب عن أبي الزبير، غريب عنه، ما أعلم له طريقا غير هذا. ويروى عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر، ورواية أيوب أغرب من هذا" قلت: وابن مجمع ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. 4 - سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أيام أعظم عند الله من عشية ذي الحجة. إذا كانت عشية عرفة نزل عز وجل إلى سماء الدنيا وحفّت به الملائكة فيباهي به ملائكته ويقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبراً ضاحين جاءوا من كل فج عميق ولم يروا رحمتي ولا عذابي قال: فلم أر يوما أكثر عتيقا من يوم عرفة". أخرجه ابن عدي (7/ 2708) من طريق الحسن بن الفضل بن أبي جريدة ثنا يحيى بن سلام عن الثوري به. وقال: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن الثوري بهذا الإسناد غير يحيى بن سلام" وقال بعد أن ساق له هذا الحديث وغيره: وليحيى بن سلام غير ما ذكرت من الحديث، وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي ذكرتها، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه"

قلت: وضعفه الدارقطني، وقواه غيره. 5 - مرزوق أبو بكر البصري ثني أبو الزبير عن جابر مرفوعا "إذا كان يوم عرفة إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: يا رب فلان كان يرهق وفلان وفلانة، قال: يقول الله عز وجل: قد غفرت لهم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فما من يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة" أخرجه البزار (كشف 2/ 29) وابن خزيمة (2840) والطحاوي في "المشكل" (2973) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 260) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 177) وابن مندة في "التوحيد" (885) واللالكائي في "السنة" (751) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (181) وفي "الشعب" (3774) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 120) والبغوي في "شرح السنة" (1931) وأبو الفرج الثقفي في "الفوائد" كما في "الضعيفة" (2/ 125) من طرق عن مرزوق به. ولفظ الطحاوي "ما من أيام أفضل عند الله من أيام العشر" قالوا: ولا مثلها في سبيل الله؟ قال "إلا من عَفّر وجهه في التراب" ولفظ السمرقندي "ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عُقر جواده وعُفِّر وجهه" وقال ابن خزيمة: أنا أبرئ من عهدة مرزوق" وقال ابن مندة: هذا إسناد متصل حسن" وقال الثقفي: إسناد صحيح متصل ورجاله ثقات أثبات، ومرزوق ثقة" قلت: ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وأبو الزبير مدلس ولم يصرّح بالسماع من جابر في جميع الطرق المذكورة هنا. 3367 - "ما من أيام العمل فيها أفضل من عشر ذي الحجة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 111 - 112) من حديث ابن عباس. ¬

_ (¬1) 5/ 27 (كتاب الصوم - باب شهرا عيد لا ينقصان)

3368 - "ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جَرِيرٌ معقود حين يرقد" قال الحافظ: ولابن خزيمة وابن حبان من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (3/ 315) وأبو يعلى (2298) وابن خزيمة (1133 و 2/ 176) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 147) وابن حبان (2554 و 2556) من طرق عن الأعمش قال: سمعت أبا سفيان يقول: سمعت جابرا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما من (¬2) ذكر ولا أنثى (¬3) إلا وعلى رأسه جرير معقود ثلاث عقد حين يرقد، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإذا قام فتوضأ انحلت عقدة، فإذا قام إلى الصلاة انحلت عقده كلها (¬4) " واللفظ لأحمد وإسناده حسن، الأعمش ثقة مشهور، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع القرشي قال أحمد وغيره: ليس به بأس. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (9197): ثنا مفضل بن محمد الجندي ثنا علي بن زياد اللخمي ثنا أبو قرة موسى بن طارق قال: ذكر زَمْعَة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من عبد إلا على رأسه جريرة معقدة، فإذا استيقظ فحمد الله وقام فتوضأ حلت العقد، وإن استيقظ ولم يحمد الله قال له الشيطان: عليك ليل طويل ارقد، فيعقد الشيطان عليه الجرير" وأخرجه ابن بشران (893) من طريق محمد بن يوسف الزَّبيدي ثنا أبو قرة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زياد بن سعد إلا زمعة، تفرد به أبو قرة" قلت: زمعة قال أحمد وغيره: ضعيف. 3369 - "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي بكرة رفعه: فذكره" (¬5) صحيح ¬

_ (¬1) 3/ 267 (كتاب الصلاة -أبواب التهجد- باب عقد الشيطان على قافية الرأس) (¬2) زاد أبو يعلى "مسلم ولا مسلمة" (¬3) زاد أبو يعلى "ينام بالليل" (¬4) زاد أبو يعلى "وأصبح نشيطا قد أصاب خيرا، وإن هو نام لا يذكر الله، أصبح عليه عقده ثقيلا" ولفظ ابن حبان "أصبح نشيطا قد أصاب خيرا، وقد انحلت عقده كلها، وإن أصبح ولم يذكر الله أصبح وعقده عليه، وأصبح ثقيلا كسلانا لم يصب خيرا". (¬5) 13/ 19 (كتاب الأدب - باب إثم القاطع)

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (724) و"المسند" (15) و"البر والصلة" (135) ووكيع في "الزهد" (243 و 429) والطيالسي (ص 118) عن عُيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشن الغَطَفاني ثني أبي عن أبي بكرة به مرفوعا. وأخرجه ابن ماجه (4211) وابن حبان (455) والحاكم (2/ 356) والشجري في "أماليه" (2/ 127) والمزي (17/ 36) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه أحمد (5/ 36) وهناد في "الزهد" (1398) عن وكيع به. وأخرجه الخرائطي في "المساوئ" (278) وابن الأعرابي (ق 193/ ب) وابن المقرئ في "المعجم" (1275) والبيهقي (10/ 234) وفي "الآداب" (10) من طرق عن وكيع به. وأخرجه البيهقي في "الآداب" (161) و"الشعب" (6243) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (5/ 36 و 38) والبخاري في "الأدب المفرد" (29 و 67) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (724) و"زيادات البر والصلة" (135) وأبو داود (4902) وابن ماجه (4211) والترمذي (2511) وابن أبي الدنيا في "ذم البغي" (1) و"مكارم الأخلاق" (211) والبزار (3678) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1539) والطحاوي في "المشكل" (5998 و 5999) والخرائطي في "المساوئ" (279) وابن حبان (456) والحاكم (4/ 162 - 163 و 163) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 319) والبيهقي في "الشعب" (7588) والبغوي في "شرح السنة" (3438) والشجري (2/ 127) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1095) وابن الجوزي في "البر والصلة" (241 و 246) والمزي (17/ 36 و23/ 79 و80) من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قالا. وللحديث طريقين آخرين: الأول: قال البزار (3693): ثنا عمرو بن علي ثنا حامد بن عمر البكراوي ثنا بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة مرفوعا "كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلا البغي وقطيعة الرحم يعجله الله لصاحبه قبل الممات" بكار بن عبد العزيز هو ابن أبي بكرة مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه يعقوب بن سفيان وغيره، واختلف فيه قول ابن معين والبزار.

وأبوه وثقه ابن حبان والعجلي، وقال ابن القطان الفاسي: حاله لا يعرف. وعمرو وحامد ثقتان. ولم ينفرد حامد به بل تابعه: 1 - محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي. أخرجه الحاكم (4/ 156) وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بكار ضعيف" 2 - جعفر بن سلمة مولى خزاعة الوراق البصري. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7505) 3 - أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7506) 4 - خالد بن خِدَاش البصري. أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (468 و 2211) 5 - عبد الله بن يحيى الثقفي. أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة" (243) 6 - أبو همام الصلت بن محمد البصري الخارَكي. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (246) الثاني: يرويه محمد بن عبد العزيز الراسبي واختلف عنه: - فقال الحجاج بن أرطاة: عن محمد بن عبد العزيز عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة مرفوعا "ذنبان يعجلان ولا يغفران: البغي، وقطيعة الرحم" أخرجه الحسن بن عرفة (30) عن حفص بن غيّاث الكوفي عن الحجاج به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7589) والخطيب في "الموضح" (1/ 36) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (505) وابن الجوزي في "البر والصلة" (250) وابن الأبار في "المعجم" (ص 236 - 237) والذهبي في "سير الأعلام" (9/ 32 - 33) من طرق عن إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به.

والحجاج قال أحمد وابن معين: لا يحتج بحديثه. - ورواه وكيع عن محمد بن عبد العزيز واختلف عنه: • فقال أحمد (5/ 36): ثنا وكيع: ثنا محمد بن عبد العزيز عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 36) • ورواه عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي عن وكيع في "الزهد" (431) عن محمد بن عبد العزيز عن أبي سعد مولى أبي بكرة مرسلا. وتابعه هناد (1399) ثنا وكيع به. إلا أنه قال: عن أبي سعيد مولى أبي بكرة. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 36) - ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن محمد بن عبد العزيز واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أبي نعيم عن محمد بن عبد العزيز عن سعد مولى لأبي بكرة عن عبيد الله بن أبي بكرة عن أبيه، منهم: 1 - البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 166) 2 - فضيل بن محمد الملطي. أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (2/ 99) 3 - عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح الكوفي. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 34) • ورواه محمد بن عبيد الكندي عن أبي نعيم فلم يذكر عبيد الله بن أبي بكرة. أخرجه الخطيب (1/ 37) - وقال محمد بن عبيد الطنافسي: ثني محمد بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس عن أبيه عن جده. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (894 و 895) وفي "الكبير" (1/ 1/ 166) والحاكم (4/ 177) والخطيب (1/ 37) والبغوي في "شرح السنة" (1682) وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

3370 - "ما من راع إلا يُسأل يوم القيامة: أقام أمر الله أم أضاعه" قال الحافظ: وله (أي الطبراني في "الأوسط") من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله سائل كل راع عما استرعاه ... " 3371 - "ما من رجل من الأمم إلا وَدّ أنه منّا أيتها الأمة، ما من نبي كذبه قومه إلا ونحن شهداؤه يوم القيامة أن قد بلغ رسالة الله ونصح لهم" قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من حديث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 8) عن محمد بن فضيل الكوفي وابن أبي حاتم وابن مردويه في "تفسيرهما" (تفسير ابن كثير 1/ 191) عن عبد الواحد بن زياد البصري كلاهما عن أبي مالك الأشجعي عن المغيرة بن عيينة بن النهاس قال: حدثني مكاتب لنا عن جابر بن عبد الله رفعه "إني وأمتي لعلى كوم يوم القيامة مشرفين على الخلائق ما أحد من الأمم إلا وَدّ أنه منها أيتها الأمة، وما من نبي كذبه قومه إلا نحن شهداؤه يوم القيامة أنه قد بلغ رسالات ربه ونصح لهم، قال: ويكون الرسول عليكم شهيدا" وإسناده ضعيف للمكاتب الذي لم يسم، والمغيرة بن عيينة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. 3372 - "ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر فيحسن الطهور ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له، ثم تلا {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] الآية" قال الحافظ: وقد ورد في حديث حسن صفة الاستغفار المشار إليه في الآية، أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن حبان من حديث علي بن أبي طالب قال: حدثني أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وصدق أبو بكر: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 16/ 230 (كتاب الأحكام - باب قول الله تعالى: {أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النَّساء: 59]) (¬2) 9/ 239 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البَقَرَة: 143]) (¬3) 13/ 343 (كتاب الدعوات - باب أفضل الاستغفار)

له عن أبي بكر طرق: الأول: يرويه عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب عن أبي بكر. رواه عن عثمان بن المغيرة غير واحد، منهم: أ - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري. أخرجه الطيالسي (ص 2 - 3) عن أبي عوانة به. ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (5947) والبيهقي في "الشعب" (6676) وأخرجه أحمد (56) وأبو داود (1521) والترمذي (406 و 3006) والبزار (10) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (11) والنسائي في "الكبرى" (11078) وفي "اليوم والليلة" (417) وأبو يعلى (11) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (390) والطحاوي في "المشكل" (6045 و 6046) وابن حبان (623) والطبراني في "الدعاء" (1842) وابن عدي (1/ 420 - 421) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 72) وابن بشران (678) والبيهقي في "الشعب" (6676) والبغوي في "شرح السنة" (1015) من طرق عن أبي عوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم قال: سمعت عليا يقول: كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني (¬1) أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وحدثني (¬2) أبو بكر، وصدق أبو بكر أنّه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما من عبد (¬3) يذنب ذنبا (¬4) فيحسن الطهور (¬5)، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله (¬6) إلا غفر له" ثم قرأ هذه الآية {وَالَّذِينَ (¬7) إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عِمرَان: 135] إلى آخر الآية. قال البزار: وقول عليّ: كنت امرءا إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا، إنما رواه أسماء بن الحكم، وأسماء مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث، ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة، والكلام فلم يرو عن عليّ إلا من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) زاد المروزي "عنه" (¬2) ولفظ المروزي "وحلف لي" (¬3) زاد أحمد وغيره "مؤمن" (¬4) زاد أحمد وغيره "فيتوضأ" (¬5) وفي لفظ "الوضوء" (¬6) زاد الطوسي "من ذلك الذنب" ونحوه لابن حبان. (¬7) وعند الطحاوي "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إنّ الحسنات يذهبن السيئات"

وقال الترمذي: حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة، ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثا غير هذا" (¬1) وقال ابن كثير: حديث حسن" التفسير 1/ 407 وقال الذهبي: تفرد به عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء، وأسماء قد وثق، وما له سوى هذا الحديث" الميزان وقال في موضع آخر: إسناده حسن" تذكرة الحفاظ 1/ 11 وقال العلائي: حديث ثابت" جامع التحصيل ص 57 وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 259 قلت: رواته ثقات غير أسماء بن الحكم وهو مختلف فيه، قال البخاري: لم يتابع أسماء على هذا الحديث، وقال البزار: مجهول، كما تقدم، وذكره العقيلي وابن الجارود في "الضعفاء". ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ (¬2). وقال موسى بن هارون: ليس بمجهول لأنّه روى عنه: علي بن ربيعة والرُّكين بن الربيع، وعلي بن ربيعة قد سمع من عليّ فلولا أنّ أسماء بن الحكم عنده مرضيا ما أدخله بينه وبينه في هذا الحديث، وهذا الحديث جيد الإسناد. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ب - مِسْعر بن كِدَام. واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن عليّ عن أبي بكر مرفوعا، ولم يذكر الآية. أخرجه الحميدي (1) والنسائي في "اليوم والليلة" (414) والعقيلي (1/ 106) والطبراني في "الدعاء" (1842) وابن عدي (1/ 420 - 421) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 50 - 51) ¬

_ (¬1) وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/ 54) أنّ له حديثا آخر لكنه لم يذكره. (¬2) قال الحافظ: وهذا عجيب لأنّه إذا حكم بأنه يخطئ وجزم البخاري بأنه لم يرو غير حديثين يخرج من كلاهما أنّ أحد الحديثين خطأ ويلزم من تصحيحه أحدهما انحصار الخطأ في الثاني" التهذيب 1/ 268

- ورواه غير واحد عن مسعر فلم يرفعوه ولم يذكروا الآية، منهم: 1 - جعفر بن عون الكوفي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (415) 2 - محمد بن عبد الوهاب القناد. أخرجه النسائي أيضا (415) والطحاوي في "المشكل" (6040) 3 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6038) وابن المقرئ في "المعجم" (580) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص 204 - 205) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 142) 4 - محمد بن يوسف الفِرْيابي. أخرجه الطحاوي (6039) وقال: ولم يذكروا جميعا في رواياتهم ذكر أبي بكر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير أنّ معناه يدل على أنّه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقول عليّ في الحديث: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا نفعني الله منه بما شاء، وإذا حدثني عنه غيره استحلفته، وإذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر -أي: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- وصدق أبو بكر" قلت: وهو كما قال. - ورواه جماعة عن وكيع عن مسعر مرفوعا، منهم: 1 - الحميدي (4) 2 - أبو بكر بن أبي شيبة (2/ 387) وعنه ابن ماجه (1395) وأبو بكر المروزي (9) 3 - أحمد (2) وفي "الفضائل" (142) 4 - نصر بن علي الجَهْضَمي. أخرجه ابن ماجه (1395) 5 - أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي. أخرجه أبو بكر المروزي (9) وأبو يعلى (12)

6 - عثمان بن أبي شيبة. أخرجه أبو بكر المروزي (9) 7 - أسد بن موسى المصري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6044) 8 - سفيان بن وكيع. أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 96) 9 - الفضل بن إسحاق. أخرجه الطبري (4/ 96) 10 - محمد بن سليمان البصري. أخرجه تمام في "فوائده" (ق 96/ أ) • ورواه عمرو بن عبد الله الأودي عن وكيع فلم يرفعه. أخرجه البزار (9) والأول أصح. ت - سفيان الثوري. أخرجه الحميدي (4) وابن أبي شيبة (2/ 387) وأحمد (2) وفي "الفضائل" (142) وابن ماجه (1395) والبزار (9) وأبو بكر المروزي (9) وأبو يعلى (12) والطبري (4/ 96) والطحاوي (6044) عن وكيع وأبو يعلى (15) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والطحاوي (6043) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والطبراني في "الدعاء" (1842) عن خالد بن يزيد العمري

كلهم عن سفيان عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن علي عن أبي بكر مرفوعا. ولم يذكر الآية. ورواه يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فرواه عبيد الله بن عمر الجشمي عن يحيى القطان مرفوعا. أخرجه أبو يعلى (15) • ورواه غير واحد عن يحيى القطان موقوفا، منهم: 1 - محمد بن بشار. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (416) وأبو علي الطوسي (389) 2 - يحيى بن حكيم المُقَوم. أخرجه الطوسي (389) 3 - أحمد بن عبيد الله العنبري. أخرجه الطوسي (389) 4 - أحمد بن عبد الله المَنْجُوفي. أخرجه الطوسي (389) • ورواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن يحيى القطان واقتصر على أوله. أخرجه أبو طالب العشاري في "فضائل أبي بكر" (30) ث - شعبة بن الحجاج. قال الطيالسي (ص 2): ثنا شعبة ثنا عثمان بن المغيرة قال: سمعت علي بن ربيعة الأسدي يحدث عن أسماء أو ابن أسماء الفزاري قال: سمعت عليا يقول: فذكر الحديث وزاد فيه أنه تلا آية أخرى وهي {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} [النِّساء: 110] الآية. ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4180 و 5946) والبيهقي في "الشعب" (6675) وأخرجه أحمد (47) والبزار (8) وأبو بكر المروزي (10) وأبو يعلى (13 و 14) والطبري (4/ 96) والطحاوي (6041 و 6042) والطبراني في "الدعاء" (1841) وابن السني

في "اليوم والليلة" (359) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 808 - 809) والواحدي في "الوسيط" (1/ 495) من طرق عن شعبة به. قال البزار: لا نعلم أحدا شك في أسماء أو أبي أسماء إلا شعبة" وقال الحافظ: وذكر يعقوب بن شيبة أنّ الشك فيه من شعبة. ج - قيس بن الربيع. أخرجه أبو يعلى (1) والطحاوي (6047) والطبراني في "الدعاء" (1842) وابن شاهين في "الترغيب" (175) والخطيب في "الكفاية" (ص 68) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 51 - 52) من طرق عن قيس به. وقال ابن عساكر: هذا حديث محفوظ من حديث أبي بكر، انفرد به عنه علي، ولم يروه عنه غير أسماء بن الحكم" ح - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1088) والبزار (11) والطحاوي (6048) والطبراني في "الدعاء" (1842) وابن شاهين في "الترغيب" (175) من طرق عن شريك به. - ورواه علي بن عابس الأسدي عن عثمان بن المغيرة واختلف عنه: • فقال ابن وهب: عن علي بن عابس عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد قال: قال علي: فذكره. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1843) • وقال عبيد الله بن يوسف الجبيري: عن علي بن عابس عن عثمان بن المغيرة عن رجل عن علي. قاله الدارقطني في "العلل" (1/ 178) والأول أصح، وعلي بن عابس قال ابن معين وغيره: ضعيف. ولم ينفرد عثمان بن المغيرة به بل تابعه معاوية بن أبي العباس القيسي عن علي بن ربيعة به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1844) و"الأوسط" (588) من طريق عيسى بن المساور البغدادي ثنا مروان بن معاوية ثنا معاوية بن أبي العباس به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية بن أبي العباس إلا مروان، تفرد به عيسى بن المساور" قلت: ورواه أيوب بن محمد الوزان عن مروان بن معاوية ولم يصرح برفعه. أخرجه ابن عدي (1/ 421) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 697) والخطيب في "الموضح" (2/ 424) وقال ابن عدي: وهذا الحديث طريقه حسن وأرجو أن يكون صحيحا" وذكر الخطيب عن الدارقطني قال: قال لي أحمد بن محمد بن سعيد: معاوية بن أبي العباس جار الثوري كان يسرق أحاديث الثوري فيحدث بها عن شيوخه. وقال ابن نمير: هذا جار للثوري كان يرى الناس ولزومهم للثوري، فلما مات الثوري أخذ كتبه وجعل يرويها عن شيوخ الثوري فوقف الناس على ذلك فتركوه وافتضح. الثاني: يرويه أبو سعيد المَقْبري أنّه سمع علي بن أبي طالب يقول: ما حُدثت حديثا لم أسمعه أنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أمرته أن يقسم بالله أنّه سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو بكر، فإنّه كان لا يكذب، فحدثني أبو بكر أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ما ذكر عبد ذنبا أذنبه فقام حين يذكر ذنبه ذلك فيتوضأ فأحسن وضوءه، ثم صلّى ركعتين، ثم استغفر الله لذنبه إلا غفر له" أخرجه الحميدي (5) وابن أبي الدنيا في "التوبة" (83) والبزار (6) والطبري (4/ 96 - 97) وابن عدي (3/ 1190) والخطيب في "الموضح" (2/ 113 - 114) عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري أخي عبد الله بن سعيد والبزار (7) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير والطبراني في "الدعاء" (1846) عن المعارك بن عباد العبدي ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده أبي سعيد المقبري به. وعبد الله بن سعيد المقبري قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو المثنى سليمان بن يزيد المازني عن المقبري عن علي به.

أخرجه البيهقي في "الشعب" (6677) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثنا عبد الله بن نافع الصائغ المكي عن أبي المثنى به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1845) من طريق مسلم بن عمرو الحذاء المديني ثنا عبد الله بن نافع عن سليمان بن يزيد الكعبي عن المقبري عن أبي هريرة عن علي. وأبو المثنى قال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي، وقال الدارقطني: ضعيف. واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وأعاده في "المجروحين" وقال: يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للاعتبار (¬1). الثالث: يرويه داود بن مهران الدباغ ثنا عمر بن يزيد عن أبي إسحاق عن عبد خير عن عليّ. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1847) وعمر بن يزيد هو الأزدي المدائني قال ابن عدي: منكر الحديث. 3373 - "ما من رجل يسمع كلمة، أو كلمتين، أو ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا مما فرض الله فيتعلمهنّ ويعلمهنّ إلا دخل الجنة" قال الحافظ: وفي "الحلية" لأبي نعيم من طريق أخرى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 159) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 209 - 210) من طريقين عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا "ما من رجل يعلم كلمة" الحديث وإسناده منقطع بين الحسن البصري وبين أبي هريرة فإنه لم يسمع منه كما قال الترمذي وأبو حاتم وأبو زرعة وابن المديني والحاكم وغيرهم. ¬

_ (¬1) ذكره في "الثقات" في الأسماء وقال: يروي عن عمر بن طلحة، روى عنه ابن أبي فُديك. وذكره في "المجروحين" في الكنى وقال: يروي عن هشام بن عروة، روى عنه عبد الله بن نافع الصائغ. فكأنه عنده اثنان. وتعقبه الدارقطني فقال: أبو المثنى هذا هو سليمان بن يزيد" تهذيب التهذيب 12/ 221 (¬2) 1/ 226 (كتاب العلم - باب حفظ العلم)

3374 - "ما من رجل يكون على الناس فيقوم على رأسه الرجال يحب أن يكثر عنده الخصوم فيدخل الجنة" قال الحافظ: وحديث بُريدة أخرجه الحاكم من رواية حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن معاوية: فذكره، وفيه: فذكره، وله طريق أخرى عن معاوية أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه والمصنف في "الأدب المفرد" من طريق أبي مِجْلَز قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار" هذا لفظ أبي داود. وأخرجه أحمد من رواية حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز، وأحمد عن إسماعيل بن عُلية عن حبيب مثله، وقال "العباد" بدل "الرجال". ومن رواية شعبة عن حبيب مثله وزاد فيه "ولم يقم ابن الزبير وكان أرزنهما، قال: فقال: مه" فذكر الحديث وقال فيه "من أحبّ أن يتمثل له عباد الله قياما" وأخرجه أيضا عن مروان بن معاوية عن حبيب بلفظ "خرج معاوية فقاموا له" وباقيه كلفظ حماد. وأمّا الترمذي فإنّه أخرجه من رواية سفيان الثوري عن حبيب ولفظه "خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه فقال: اجلسا" فذكر مثل لفظ حماد. وسفيان وإن كان من جبال الحفظ إلا أنّ العدد الكثير وفيهم مثل شعبة أولى بأن تكون روايتهم محفوظة من الواحد، وقد اتفقوا على أنّ ابن الزبير لم يقم، وأما إبدال ابن عامر بابن صفوان فسهل لاحتمال الجمع بأن يكونا معا وقع لهما ذلك، ويؤيده الإتيان فيه بصيغة الجمع، وفي رواية مروان بن معاوية المذكورة" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياما" 3375 - "ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان" قال الحافظ: صححه ابن حبان من حديث عبد الله بن الزبير مرفوعا" (¬2) أخرجه ابن حبان (2455 و 2488) والطبراني في "مسند الشاميين" (2266) والدارقطني (1/ 267) عن محمد بن مهاجر الأنصاري وابن نصر في "قيام الليل" (ص 59) والروياني (1337) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 316) و"الأوسط" كما في "المجمع" (2/ 231) وابن عدي (2/ 524) ¬

_ (¬1) 13/ 289 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيدكم) (¬2) 3/ 79 (كتاب الجمعة - باب الصلاة قبل الجمعة وبعدها)

عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي كلاهما عن ثابت بن عجلان عن سُليم بن عامر الخَبَائري عن عبد الله بن الزبير به مرفوعا. وسليم بن عامر وثقه النسائي وغيره لكنّه لم يذكر سماعا من ابن الزبير فلا أدري أسمع منه أم لا (¬1)، وثابت بن عجلان وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس، ومحمد بن مهاجر وثقه أحمد وجماعة، وسويد بن عبد العزيز قال النسائي وغيره: ضعيف. 3376 - "ما من عبد إلا وله صِيْتٌ في السماء، فإن كان حسنا وضع في الأرض، وإن كان سيئا وضع في الأرض" قال الحافظ: وللبزار من طريق أبي وكيع الجراح بن مليح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه البزار (كشف 3603) ثنا أبو المثنى ثنا أبو الوليد ثنا أبو وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا. وقال: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا أبو وكيع" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 271 قلت: أبو وكيع الجراح بن مليح وإن أخرج له مسلم إلا أنّه مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون. وأبو الوليد هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو المثنى لم أعرفه، وأظنه ابن المثنى تصحف ابن إلى أبي واسمه محمد ثقة مشهور. وتابعه: 1 - محمد بن يعقوب بن سورة البغدادي ثنا أبو الوليد الطيالسي به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5244) ¬

_ (¬1) ثم رأيت الحديث في "مسند الشاميين" (2265) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن ثابت بن عجلان ثني سليم بن عامر قال: سمعت عبد الله بن الزبير. لكن سويد بن عبد العزيز ضعيف. (¬2) 13/ 70 - 71 (كتاب الأدب - باب المِقَة من الله تعالى)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا الجراح بن مليح وسعيد بن بشير" 2 - أبو خليفة الفضل بن الحباب الجُمَحي. أخرجه ابن عساكر (¬1) في "معجم الشيوخ" (938) وقال: هذا حديث حسن غريب " 3377 - "ما من عبد ظلم مظلمة فعفا عنها إلا أعزّ الله بها نصره" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود من طريق ابن عجلان عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 436) والبيهقي (10/ 236) وفي "الشعب" (3140) عن يحيى بن سعيد القطان وأبو داود (4897) عن سفيان بن عُيينة كلاهما عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنّ رجلا شتم أبا بكر والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجب ويتبسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، قال "إنّه كان معك ملك يردّ عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان. يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعزّ الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسئلة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة" اللفظ لأحمد هكذا رواه ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة، وخالفه الليث بن سعد فرواه عن المقبري عن بَشير بن المُحَرَّر عن سعيد بن المسيب مرسلا. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 102) وأبو داود (4896) ¬

_ (¬1) ووقع عنده: ثنا وكيع - يعني ابن الجراح -. (¬2) 6/ 25 (كتاب المظالم - باب عفو المظلوم)

وقال البخاري: وهذا أصح" وقال الدارقطني: وهو الصواب، ويشبه أن يكون ذلك من ابن عجلان لأنّه يقال إنّه كان قد اختلط عليه روايته عن سعيد المقبري، والليث بن سعد فيما ذكر ابن معين وأحمد أصح الناس رواية عن المقبري، وعن ابن عجلان عنه يقال أنه أخذها عنه قديما" العلل 8/ 153 قلت: وبشير بن المحرر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. 3378 - "ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما إلا تخرج بروحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب" قال الحافظ: أخرجه الحاكم والعقيلي من رواية محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: لقي عمر عليا فقال: يا أبا الحسن، الرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب، قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. قال الذهبي في "تلخيصه": هذا حديث منكر لم يصححه المؤلف، ولعل الآفة من الراوي عن ابن عجلان. قلت: هو أزهر بن عبد الله الأودي الخراساني، ذكره العقيلي في ترجمته وقال: إنّه غير محفوظ، ثم ذكره من طريق أخرى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ببعضه وذكر فيه اختلافا في وقفه ورفعه" (¬1) ضعيف أخرجه الحاكم (4/ 396 - 397) من طريق عبد الرحمن بن مغراء الدوسي ثنا الأزهر بن عبد الله الأودي عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه به. وسكت عليه، وقال الذهبي: قلت: حديث منكر لم يصححه المؤلف وكأنّ الآفة من أزهر" قلت: أزهر بن عبد الله ذكره العقيلي في "الضعفاء" 1/ 135 وقال: عن محمد بن عجلان، حديثه غير محفوظ من حديث ابن عجلان. حدثنا محمد بن عمار الرازي ثنا العباس بن إسماعيل الكلاس ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء ثنا الأزهر بن عبد الله الأزدي عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن علي مرفوعا "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" ¬

_ (¬1) 16/ 5 (كتاب التعبير - باب أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة)

هذا الحديث يعرف من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوف. حدثناه جدي عن ابن رجاء، وقد رفعه يونس بن عبد الصمد الصنعاني عن إسرائيل ولم يعمل شيئا" 3379 - "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله إلا حرّمه الله على النار" قال الحافظ: حديث أبي هريرة عند مسلم بلفظ: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (32) من حديث أنس. و (29) من حديث عبادة بن الصامت. 3380 - "ما من عبد يصلي الخمس ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة" قال الحافظ: وأخرج النسائي والطبراني وصححه ابن حبان والحاكم من طريق صهيب مولى العُتْوَاريين عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 316) والنسائي (5/ 6 - 7) وفي "الكبرى" (2218) والطبري في "تفسيره" (5/ 38 - 39) والحاكم (2/ 240) والمزي (13/ 245 - 246) عن خالد بن يزيد الجُمَحي وابن خزيمة (315) وابن حبان (1748) والحاكم (1/ 200) والبيهقي (10/ 187) عن عمرو بن الحارث المصري كلاهما عن سعيد بن أبي هلال أنّ نعيم بن عبد الله المُجْمِر حدثه أنّ صهيبا مولى العُتْوارِيين حدّثه أنّه سمع أبا هريرة وأبا سعيد يخبران عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه جلس على المنبر، ثم قال "والذي نفسي بيده" ثلاث مرات، ثم يسكت. فأكبّ كل رجل منا يبكي حزينا ليمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال: "ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة حتى إنها لتصطفق. ثم تلا {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النِّساء: 31] " اللفظ لابن خزيمة ¬

_ (¬1) 14/ 47 (كتاب الرقاق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما يسرني أنّ عندي مثل أحد هذا ذهبا) (¬2) 15/ 198 (كتاب الحدود - باب رمي المحصنات)

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد. صهيب مولى العتواريين ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا نعيم المجمر فهو مجهول. وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، روى عنه نعيم المجمر. وقال الحافظ في "التقريب": تفرد نعيم المجمر بالرواية عنه وَهِمَ من قال غير ذلك، مقبول. 3381 - "ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمّع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة" قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث معاذ مرفوعا: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من قام مقام رياء وسمعة" 3382 - "ما من غازية تغزو فتغنم وتسلم إلا تعجلوا ثلثي أجرهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1906) من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (¬2) 3383 - "ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم". قال الحافظ: وقد روى مسلم (1906) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره" (¬3) 3384 - "ما من غني ولا فقير إلا وَدّ يوم القيامة أنّه أوتي من الدنيا قوتا" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من طريق نُفيع وهو ضعيف عن أنس رفعه: فذكره" (¬4) ضعيف جدا أخرجه أحمد بن حنبل (3/ 117 و167) وهناد في "الزهد" (596) وأحمد بن منيع ¬

_ (¬1) 14/ 121 (كتاب الرقاق - باب الرياء والسمعة) (¬2) 14/ 56 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر) (¬3) 6/ 349 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله) (¬4) 14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 223) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1235) وابن ماجه (4140) والساجي كما في تهذيب التهذيب" (10/ 471) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 56) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 69 و 69 - 70) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 131) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس به مرفوعا. ورواه وكيع في "الزهد" (117) عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع عن أنس موقوفا. وإسناده ضعيف جدا، نفيع هو ابن الحارث أبو داود الأعمى وهو متروك الحديث واتهمه غير واحد بالوضع. 3385 - "ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالفناء" قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث عمرو بن العاص بلفظ: فذكره، الحديث وسنده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 205) عن موسى بن داود الضبي وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 162 - 163) عن عبد الملك بن مسلمة القعنبي كلاهما عن ابن لَهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد المرادي عن عمرو بن العاص مرفوعا "ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالفناء، وما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسَّنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب" اللفظ لابن عبد الحكم وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ومحمد بن راشد قال الحسيني في "الإكمال": غير معروف، وعبد الله بن سليمان هو ابن زرعة الحميري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: حدّث بأحاديث لم يتابع عليها. ¬

_ (¬1) 12/ 301 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون)

3386 - "ما من مرابط يرابط في سبيل الله فيصوم يوما في سبيل الله" قال الحافظ: وجدته في فوائد أبي الطاهر الذهلي من طريق عبد الله بن عبد العزيز الليثي عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (¬1) 3387 - حديث معاذ رفعه "ما من مسلم يبيت على ذكر وطهارة فَيَتَعَارَّ من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وأخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة نحوه" (¬2) أخرجه أحمد (5/ 241) عن عفان بن مسلم البصري قال: ثنا حماد بن سلمة قال: كنت أنا وعاصم بن بَهْدَلة وثابت فحدّث عاصم عن شهر بن حوشب عن أبي ظَبْيَة عن معاذ بن جبل مرفوعا "ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا فيتعارّ من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه" فقال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث -ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية- قلت لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (806) عن إبراهيم بن يعقوب الجُوْزَجَاني والطبراني في "الكبير" (20/ 118) عن يعقوب بن إسحاق المخرمي قالا: ثنا عفان بن مسلم به. ولم ينفرد عفان به بل تابعه غير واحد عن حماد عن عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ به، منهم: 1 - أبو كامل مظفر بن مدرك البغدادي. أخرجه أحمد (5/ 244) 2 - عمرو بن عاصم الكلابي. ¬

_ (¬1) 6/ 387 (كتاب الجهاد - باب فضل الصوم في سبيل الله) (¬2) 13/ 355 (كتاب الدعوات - باب إذا بات طاهرا)

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (126) 3 - موسى بن إسماعيل التبوذكي. أخرجه أبو داود (5042) والطبراني في "الكبير" (20/ 118) والبيهقي في "الدعوات" (376) ووقع في هذه الرواية: قال ثابت البُنَاني: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ووقع في رواية الطبراني: عن حماد بن زيد، وهو خطأ، والصواب ابن سلمة لأنّ موسى بن إسماعيل معروف بالرواية عن ابن سلمة، وقد ذكره المزي في "التهذيب" في الرواة عن ابن زيد وقال: يقال روى عنه حديثا واحدا فقط. 4 - أبو الحسين زيد بن الحباب. أخرجه ابن ماجه (3881) 5 - حسن بن موسى الأشيب. أخرجه أحمد (5/ 235) 6 - رَوح بن عبادة البصري. أخرجه أحمد (5/ 235) ووقع في هاتين الروايتين: قال ثابت البناني: فقدم علينا ههنا فحدّث بهذا الحديث عن معاذ. ثم أخرجه عن روح ثنا حماد عن ثابت قال: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا عن معاذ. 7 - مؤمل بن إسماعيل البصري. أخرجه البزار (2676) - ورواه أبو داود الطيالسي عن حماد واختلف عنه: • فقال يونس بن حبيب الأصبهاني: عن الطيالسي (المسند ص 77) ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب قال: ثنا رجل عن معاذ. قال ثابت: فقدم علينا الذي حدثنا شهر بن حوشب عنه فحدثنا بهذا الحديث. • وقال عمرو بن علي الفلاس: ثنا أبو داود ثنا حماد عن ثابت وعاصم عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (805) واختلف فيه على عاصم: - فقال أبو بكر بن عياش: عن عاصم عن شهر عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة. أخرجه أحمد (4/ 113) - وقال زيد بن أبي أنيسة الجزري: عن عاصم عن شِمْر بن عطية عن شهر عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (807) واختلف فيه على شهر بن حوشب: - فقال إسماعيل بن عياش: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر عن أبي أمامة الباهلي. أخرجه الترمذي كما في "تحفة الأشراف" (4/ 172) والطبراني في "الكبير" (7568) وابن السني (719) وقال الترمذي: حسن غريب" قلت: إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ ابن أبي حسين مكي. - وقال شمر بن عطية الكوفي: عن شهر عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (809) من طريق فِطر بن خليفة عن شمر به. وأخرجه النسائي (808) والطبراني في "الدعاء" (126) عن أبي الأحوص سَلام بن سليم الكوفي وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 319) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري كلاهما عن الأعمش عن شمر بن عطية به. • ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش فقال فيه: عن عمرو بن عبسة وأبي أمامة. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (127)

• ورواه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية قال: سمعت عمرو بن عبسة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4436) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرُّهَاوي ثني أبي عن أبيه قال: ثنا زيد بن أبي أنيسة وعبد الله بن علي عن عمرو بن مرة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن علي -وهو أبو أيوب الأفريقي- إلا أبو فروة يزيد بن سنان، تفرد به أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان" قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان. 3388 - "ما من مسلم يدان دينا يعلم الله أنّه يريد أداؤه إلا أداه الله عنه في الدنيا" قال الحافظ: ولابن ماجه وابن حبان والحاكم من حديث ميمونة: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله مع الدائن حتى يقضي دينه" 3389 - "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمّا أن يعجل له دعوته، وإمّا أن يدخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السوء مثلها" قال الحافظ: وله (أي أحمد) في حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وصححه الحاكم" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 201) وفي "المسند" (إتحاف الخيرة 8278/ 1) والبخاري في "الأدب المفرد" (710) وعبد بن حميد (937) والحاكم (1/ 493) والبيهقي في "الشعب" (3/ 334) وفي "الدعوات" (329) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 344) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (163) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي (¬3) ¬

_ (¬1) 5/ 451 (كتاب الاستقراض - باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها) (¬2) 13/ 340 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غَافر: 60]) (¬3) هكذا رواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن نصر ومحمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي عن أبي أسامة عن علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد. =

وأحمد (3/ 18) والبزار (كشف 3144) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وأبو يعلى (1019) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3406) والطبراني في "الدعاء" (36) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (211) وابن شاهين في "الترغيب" (142) وابن بشران (400) وابن عبد البر (5/ 343 - 344) والشجري في "أماليه" (1/ 233) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (196) والمزي (21/ 75) عن شيبان بن فَرُّوخ الأُبُلي والطحاوي في "المشكل" (882) والطبراني في "الدعاء" (37) وابن عبد البر (5/ 344 - 345) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي قالوا: ثنا علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد به مرفوعا. وزادوا: قالوا: إذاً نكثر يا رسول الله، قال: الله أكثر" - ورواه علي بن الجَعْد الجوهري عن علي بن علي واختلف عنه: • فقال صالح بن محمد بن حبيب الحافظ: عن علي بن الجعد أنى علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد. أخرجه الحاكم (1/ 493) والبيهقي في "الدعوات" (329) • وقال أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3405): عن علي بن الجعد عن علي بن علي عن أبي المتوكل مرسلا. والأول أصح. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد إلا أنّ الشيخين لم يخرجا عن علي بن علي الرفاعي" ¬

_ = ورواه محمد بن عبيد الصابوني عن أبي أسامة عن ابن عوف عن سليمان التيمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1090) وقال: هذا شاهد لحديث الرفاعي إن كان حفظه هذا الصابوني، ولا أراه حفظه. ثم أخرجه من طريق محمد بن يزيد أبي هشام وقال: هذا هو الصحيح عن أبي أسامة عن علي بن علي وروايته عن ابن عوف خطأ.

وقال البيهقي: هذا الحديث بهذا اللفظ رواه علي بن علي الرفاعي وليس بالقوي في الحديث" وقال ابن عساكر: حديث حسن" وقال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بأسانيد جيدة" الترغيب 2/ 478 - 479 وقال البوصيري: رواه أحمد والبزار بأسانيد جيدة" إتحاف الخيرة 8/ 398 قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير علي بن علي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وضعفه ابن حبان وغيره، فهو حسن الحديث، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود. ولم ينفرد علي بن علي به بل تابعه قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد. أخرجه البزار (كشف 3143) والطبراني في "الصغير" (2/ 199) و"الدعاء" (35) و "الأوسط" (4365) و"مسند الشاميين" (2710) من طرق عن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة به. قال البزار: تفرد به سعيد وهو عندي صالح ليس به بأس حسن الحديث حدّث عنه عبد الرحمن بن مهدي" قلت: سعيد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه وقد تكلموا في روايته عن قتادة. فقال ابن نمير والساجي: يروي عن قتادة المنكرات. وقال ابن حبان: يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه. وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي المتوكل. وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا نحوه. أخرجه عبد الرزاق (19650) ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (38) وفي إسناده أبان بن أبي عياش وهو متروك. وله طريق أخرى يرويها بيان بن بشر الأحمسي عن أنس رفعه "والذي نفس محمد بيده ما منكم من أحد يدعوة بدعوة إلا استجيب له، أو صرف عنه مثلها سوءا، إذا لم يدع بمأثم أو قطيعة رحم" قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر، قال "فالله أكثر وأطيب" ثلاث مرات.

أخرجه الواحدي في "الوسيط" (1/ 284 - 285) عن أحمد بن الحسن الحيري أنا محمد بن يعقوب أنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا أبو غسان عن جعفر الأحمر عن بيان به. وإسناده حسن، جعفر بن زياد الأحمر صدوق، والباقون كلهم ثقات، وبيان بن بشر قال البخاري في "التاريخ الكبير": سمع أنسا، وأبو غسان اسمه مالك بن إسماعيل، ومحمد بن يعقوب هو أبو العباس الأصم. 3390 - "ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك مثل ذلك" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2732) وأبو داود (1534) من طريق طلحة بن عبد الله بن كَرِيز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رفعه: فذكره" (¬1) 3391 - "ما من مسلم يشاك شوكة فما دونها إلا رفعه الله بها درجة" قال الحافظ: وأخرج ابن حبان في "صحيحه" من رواية شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عائشة حديث: فذكره" (¬2) صحيح الحديث ذكره الحافظ في الرد على من زعم أنّ أبا وائل شقيق بن سلمة ليست له رواية عن عائشة، وقد سئل الإمام أحمد: هل سمع أبو وائل من عائشة؟ فقال: ما أدري ربما أدخل بينه وبينها مسروق في غير شيء، وذكر حديث "إذا أنفقت المرأة" المراسيل لابن أبي حاتم ص 88 والحديث أخرجه أحمد (6/ 175) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا وائل يحدث عن عائشة مرفوعا "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله عز وجل بها درجة أو حطّ بها عنه خطيئة" وأخرجه ابن حبان (2906) عن عثمان بن أبي شيبة وابن شاهين في "الترغيب" (460) عن محمد بن بشار قالا: ثنا محمد بن جعفر به. ¬

_ (¬1) 13/ 385 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التّوبَة: 103]) (¬2) 13/ 430 (كتاب الدعوات - باب التعوذ من البخل)

ورواته ثقات لكن يخشى من الانقطاع بين أبي وائل وعائشة. لكن الحديث صحيح فقد أخرجه مسلم (2572) من طرق عن عائشة به. 3392 - "ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا إلا قال الله تعالى: قد قبلت قولكم وغفرت له ما لا تعلمون" قال الحافظ: رواه أحمد وابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعا، ولأحمد من حديث أبي هريرة نحوه وقال: ثلاثة بدل أربعة، وفي إسناده من لم يسم، وله شاهد من مراسيل بشير بن كعب أخرجه أبو مسلم الكجي" (¬1) حسن أخرجه أحمد (3/ 242) عن مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا حماد ثنا ثابث عن أنس مرفوعا "ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال: قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون". وأخرجه أبو يعلى (3481) وفي "المعجم" (86) وعنه ابن حبان (3026) عن أحمد بن عمر الوكيعي والحاكم (1/ 378) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 252) والبيهقي في "الشعب" (9121) عن محمد بن أسلم العابد قالا: ثنا مؤمل بن إسماعيل به. وزادوا بعد قوله الأدنين: إنّهم لا يعلمون إلا خيرا، إلا قال الله" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 3/ 4 قلت: مؤمل لم يخرج له مسلم شيئا، وقد استشهد به البخاري، وهو صدوق كثير الخطأ. وللحديث طريق أخرى يرويها بقية بن الوليد واختلف عنه: - فقال أبو علي الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن المعروف بأخي الهرش: ثنا بقية ¬

_ (¬1) 3/ 474 (كتاب الجنائز - باب ثناء الناس على الميت)

ثني الضحاك بن حُمْرة عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا "ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرته الأدنين فيقولان: اللهم لا نعلم إلا خيرا إلا قال الله للملائكة: اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 455 - 456) والعبدوي في "حديثه" (26) وابن الجوزي في "العلل" (1494) وقال: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: الضحاك ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة" - وقال عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: ثني بقية ثني الضحاك بن حمرة عن أنس. أخرجه ابن عدي (4/ 1416) وقال: هكذا رواه عثمان بن عبد الله عن بقية، ورواه غيره عن بقية عن الضحاك عن صالح الاملوكي عن حميد عن أنس" قلت: والضحاك بن حمرة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "ما من مسلم يموت فيشهد له ثلاثة أهل أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال الله تبارك وتعالى: قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم" أخرجه أحمد (2/ 408 - 409) عن عفان بن مسلم البصري ثنا مهدي بن ميمون ثنا عبد الحميد بن جعفر الزيادي عن شيخ من أهل العلم عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم. 3393 - "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا، وفي إسناده ضعف، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس نحوه، وإسناده أضعف" (¬1) روي من حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن شهاب الزهري مرسلا ومن حديث المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلا ومن حديث جيران رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) 3/ 496 (كتاب الجنائز - باب موت يوم الاثنين)

فأما حديث ابن عمرو فله عنه طرق: الأول: يرويه معاوية بن سعيد التُّجِيبي قال: سمعت أبا قبيل المصري يقول: سمعت ابن عمرو رفعه "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقي فتنة القبر". أخرجه أحمد (2/ 176 و220) وعبد بن حميد في "المنتخب" (323) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1470) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة" (11) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 164) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (156) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (909) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم" (106 و 107) من طرق عن بقية بن الوليد ثني معاوية بن سعيد به. ومعاوية بن سعيد التجيبي مصري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "المجرد": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. ولم ينفرد بقية به بل تابعه الوليد بن مسلم ثنا معاوية بن سعيد التجيبي به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3131) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية إلا الوليد" كذا قال. الثاني: يرويه ربيعة بن سيف بن ماتِع المَعَافري واختلف عنه: - فرواه سعيد بن أبي هلال واختلف عنه: • فقال خالد بن يزيد الجُمَحي: عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف أنّ عبد الرحمن بن قحذم أخبره أنّ إبنا للعاص بن عقبة توفي يوم الجمعة فاشتدّ وجده عليه، فقال له رجل من الصرف: يا أبا يحيى ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو بن العاص؟ سمعته يقول: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ما من مسلم يموت في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة إلا برئ من فتنة القبر". أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 519 - 520) عن أبي صالح عبد الله بن صالح الجهني ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري والطحاوي في "المشكل" (280) عن عبد الله بن عبد الحكم المصري وشعيب بن الليث بن سعد كلهم عن الليث ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به.

وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (155) من طريق عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان به. ووقع عند يعقوب: ثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن أبي هلال. والصواب ما ذكرته فقد أخرجه البيهقي من طريقه فقال فيه: ثني خالد بن يزيد. وهكذا رواه من ذكرت عن الليث وهو ابن سعد عن خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال به. وخالفهم عبد الله بن وهب فرواه عن الليث عن ربيعة بن سيف به. وأسقط منه خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (279) والأول أصح لأنه رواية الأكثر. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. • وقال هشام بن سعد المدني: عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن ابن عمرو. أخرجه أحمد (2/ 169) والترمذي (1074) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة" (12) والطحاوي في "المشكل" (277) والقاسم بن علي الدمشقي (108) والمزي في "التهذيب" (9/ 115 - 116) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال: وهذا حديث ليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعا من ابن عمرو" وقال الطحاوي: هذا حديث منقطع لأنّ ربيعة بن سيف لم يلق ابن عمرو، وإنما كان يحدث عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه" قلت: حديث خالد بن يزيد أصح لأنه ثقة، وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - ورواه ابن جُريج عن ربيعة بن سيف عن ابن عمرو به. أخرجه عبد الرزاق (5596) وفيه عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا. قال الطحاوي: والأول أشبه عندنا بالصواب"

الثالث: يرويه ابن لهيعة عن سيار (¬1) بن عبد الرحمن الصَدَفي عن ابن عمرو موقوفا. أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (157) من طريق ابن وهب أني ابن لهيعة به. وإسناده منقطع بين الصدفي وابن عمرو فإنه لم يدركه. وأما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى (4113) وابن عدي (7/ 2554) من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي عن واقد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا "من مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر". وإسناده ضعيف لضعف واقد بن سلامة ويزيد الرقاشي (¬2). وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 155) من طريق عمر بن موسى بن وجيه الحمصي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء". وقال: غريب من حديث جابر ومحمد، تفرد به عمر بن موسى وهو مدني فيه لين" قلت: هو متهم بالوضع والكذب. وأما حديث الزهري فأخرجه عبد الرزاق (5595) عن ابن جريج عن رجل عن ابن شهاب مرسلا. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث المطلب بن عبد الله فأخرجه عبد الرزاق أيضا (5597) عن ابن جريج عن رجل عن المطلب مرسلا. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث جيران رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرجه القاسم بن علي الدمشقي (111) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري ثني ابن لهيعة عن عياش بن عباس القِتْبَاني عن عيسى بن موسى عن أناس من جيران رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا "من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد، ووقي فتنة القبر" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) في المطبوع "سنان" والصواب ما أثبته. (¬2) وله طريق أخرى عند القاسم بن علي الدمشقي (109) وفيها حسين بن علوان متهم بالوضع.

3394 - "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو داود والترمذي عن البراء رفعه: فذكره، وزاد فيه ابن السني "وتكاثرا بودِ ونصيحة" وفي رواية لأبي داود "وحمدا الله واستغفراه" وأخرجه أبو بكر الروياني في "مسنده" من وجه آخر عن البراء: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصافحني فقلت: يا رسول الله: كنت أحسب أنّ هذا من زي العجم، فقال "نحن أحق بالمصافحة" فذكر نحو سياق الخبر الأول" (¬1) له عن البراء طرق: الأول: يرويه الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء به مرفوعا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 619) وأحمد (4/ 289 و 303) وأبو داود (5212) وابن ماجه (3703) والترمذي (2728) وابن عدي (1/ 418) وابن المقرئ في "المعجم" (1224) والبيهقي (7/ 99) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 246 و 21/ 13) والبغوي في "شرح السنة" (3326) من طرق عن الأجلح به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء، وقد روي عن البراء من غير وجه، والأجلح هو ابن عبد الله بن حُجَيَّة بن عدي الكندي" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وأبو إسحاق السبيعي مشهور بالتدليس كما قال الحافظ في "تعريف أهل التقديس" (ص 101) ولم يذكر سماعا من البراء، وذكره ابن الكيال في "الكواكب النيرات" فيمن اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع الأجلح منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. ولم ينفرد الأجلح به بل تابعه: 1 - هاشم بن البريد عن أبي إسحاق به. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 176) ثنا أبو عبيد المحاملي ثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة ثنا هاشم به. وقال: يقال: إنّ هذا الذي روى عنه أبو قتيبة هو البصري ليس بالكوفي" قلت: هو الكوفي فقد ذكروه في الرواة عن أبي إسحاق وذكروا أبا قتيبة في الرواة عنه ¬

_ (¬1) 13/ 294 (كتاب الاستئذان - باب المصافحة)

لكن لا أدري أسمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه أم بعده فإني لم أر أحدا صرّح بشيء من ذلك. 2 - علي بن عابس الكوفي. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (434) من طرق عن علي بن عابس به. وعلي بن عابس قال ابن معين وجماعة: ضعيف. الثاني: يرويه أبو بَلْج عن زيد بن أبي الشعثاء أبي الحكم عن البراء مرفوعا "إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله عز وجل واستغفراه غفر لهما". أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 396 و 396 - 397) وأبو داود (5211) وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (112) وأبو يعلى (1673) والدولابي في "الكنى" (1/ 154) وابن السني في "اليوم والليلة" (193) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 28) والبيهقي (7/ 99) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 14) والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 80 و80 - 81) من طرق عن هشيم عن أبي بلج به. وأخرجه الطيالسي (ص 102) عن هشيم وأبي عَوَانة عن أبي بلج به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 396) و"الكنى" (ص 22 - 23) عن موسى ثنا أبو عوانة به. وخالفهما زهير بن معاوية الجعفي فرواه عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم ثنا أبو الحكم علي البصري عن أبي بحر عن البراء به. فزاد فيه عن أبي بحر وسمى أبا الحكم عليا. أخرجه أحمد (4/ 293 - 294) والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 396) وأبو أحمد الحاكم (2/ 322) قال ابن أبي حاتم: قال أبي: قد جوّد زهير هذا الحديث، ولا أعلم أحدا جوّد كتجويد زهير هذا. قلت لأبي: هو محفوظ؟ قال: زهير ثقة" العلل 2/ 274 قلت: وعلي البصري ترجمه الحافظ في "التعجيل" وقال: عن أبي بحر عن البراء في فضل المصافحة. روى عنه أبو بلج، كذا وقع في بعض النسخ "علي" والصواب "زيد" وهو ابن أبي الشعثاء البصري. كذا ذكر الحسيني ومن تبعه وهو يوهم أنّ الاختلاف في اسمه من النسخ وليس كذلك وإنما الاختلاف فيه على أبي بلج فقال الأكثر منهم هشيم وأبو عوانة: عنه عن زيد بن أبي الشعثاء، ومنهم من قال: عن زيد أبي الحكم. ومنهم من قال: عن زيد

أبي الشعثاء. ذكره ابن حبان، وليس بين القول الثاني والأول اختلاف، والثالث مقلوب إنما أبو الشعثاء والد زيد لا كنيته، وخالفهم زهير بن معاوية فرواه عن أبي بلج قال: حدثني علي أبو الحكم، فسماه عليا وانفرد بذلك، وخالف زهير أيضا في السند فأدخل بين أبي الحكم والبراء راويا وهو أبو بحر وقد قال البخاري في "التاريخ" وتبعه ابن أبي حاتم والحاكم أبو أحمد في "الكنى": زيد بن أبي الشعثاء أبو الحكم العنزي ويقال البجلي ولم يذكروا فيه جرحا وذكره ابن حبان في "الثقات" انتهى ولم يذكروا عن زيد راويا إلا أبا بلج، وقال الذهبي في "الميزان": عنه أبو بلج وحده لا يعرف. وأبو بلج مختلف فيه، وأبو بحر مجهول كما في "الميزان" و"الإكمال" فالإسناد ضعيف. الثالث: يرويه أبو داود الأعمى قال: لقيت البراء بن عازب فسلم عليّ وأخذ بيدي وضحك في وجهي قال: تدري لم فعلت هذا بك؟ قلت: لا أدري ولكن لا أراك فعلته إلا لخير. قال: إنّه لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل بي مثل الذي فعلت بك فسألني فقلت مثل الذي قلت لي فقال "ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه ويأخذ بيده لا يأخذه إلا لله عز وجل لا يتفرقان حتى يغفر لهما". أخرجه أحمد (4/ 289) واللفظ له وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (111) والطبراني في "الأوسط" (531) من طرق عن أبي داود به. وأبو داود هو نُفيع بن الحارث الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه. الرابع: يرويه المنذر بن ثعلبة البصري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن البراء قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصافحني فقلت: يا رسول الله، كنت أحسب أنّ هذا من زي العجم، قال "نحن أحق بالمصافحة منهم، ما من مسلمين التقيا فتصافحا إلا تساقطت ذنوبهما بينهما". أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (110) وابن السني في "اليوم والليلة" (195) واللفظ له وابن عدي (5/ 1793) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 13) من طرق عن عمرو بن حمزة القيسي ثنا المنذر به. وإسناده ضعيف لضعف عمرو بن حمزة. الخامس: يرويه أبو هاشم عمار بن عُمارة الزعفراني أنا منصور -هو ابن عبد الله-

عن ربيع بن لوط عن البراء مرفوعا "إنّ المسلم إذا أخذ بيد صاحبه فصافحه وهو صادق، لم يبق بينهما ذنب إلا سقط" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 15) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق السراج ثنا أحمد بن الحسن بن خداش ثنا عبد الصمد ثنا أبو هاشم به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 344) عن عمرو بن منصور القيسي البصري القداح عن عمار أبي هاشم الزعفراني به. ووقع عنده: عن الزبير بن لوط. ومنصور بن عبد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا هاشم الزعفراني فهو مجهول، وأبو هاشم وثقه ابن معين وغيره، وربيع بن لوط وثقه النسائي وغيره، لكن لا أدري أسمع من البراء أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه. وللحديث شاهد عن أنس وآخر عن ابن مسعود فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه ميمون بن عجلان عن ميمون بن سِيَاه عن أنس مرفوعا "ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه، إلا كان حقا على الله أن لا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما" أخرجه البزار (كشف 2004) واللفظ له وأبو يعلى (4139) وابن عدي (6/ 2409) والبيهقي في "الشعب" (8545) من طريق يوسف بن يعقوب السدوسي الضُّبَعِي ثنا ميمون بن عجلان به. وميمون بن عجلان قال أبو حاتم: شيخ. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا السدوسي فالظاهر أنّه مجهول. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ميمون المرئي ثنا ميمون بن سياه به. أخرجه أحمد (3/ 142) ثنا محمد بن بكر ثنا المرئي به. والمرئي هو ميمون بن موسى مختلف فيه وقال أحمد وغيره: يدلس. لكنه صرّح بالسماع هنا فانتفى التدليس. وميمون بن سياه مختلف فيه كذلك: ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه أبو حاتم وغيره. الثاني: يرويه مطر الوراق عن قتادة عن أنس مرفوعا "ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه ويصليان على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا لم يفترقا حتى تغفر ذنوبهما ما تقدم منهما وما تأخر".

أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 252) وأبو يعلى (2960) والعقيلي (2/ 45) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 293) وابن السني في "اليوم والليلة" (194) وابن عدي (3/ 969) والبيهقي في "الشعب" (8543) عن خليفة بن خياط وابن عدي (3/ 969) والبيهقي في "الشعب" (8544) عن يحيى بن راشد مستملي أبي عاصم قالا: ثنا دُرُسْت بن حمزة ثنا مطر به. وإسناده ضعيف لضعف درست بن حمزة. قال البخاري: درست بن حمزة عن مطر عن قتادة عن أنس عن النبي عليه السلام في المتحابين لا يتابع عليه" وقال الهيثمي: وفيه درست بن حمزة وهو ضعيف" المجمع 10/ 275 الثالث: يرويه أبو أحمد الهيثم بن خارجة المرُّوذي ثنا سعيد بن ميسرة أبو عمران البكري قال: سمعت أنسا رفعه "إذا التقى المسلمان فتصافحا لم يفترقا حتى يغفر الله لهما" أخرجه ابن عدي (3/ 1223) وإسناده ضعيف، قال البخاري: سعيد بن ميسرة منكر الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الأمر. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن عدي (5/ 1835) عن أبي يعلى ثنا جعفر بن مهران السباك ثنا علي بن عابس عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا "إذا التقى المسلمان فتصافحا ودعيا الله وحمداه لم يتفرقا حتى يغفر لهما" وإسناده ضعيف لضعف علي بن عابس. 3395 - "ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته" قال الحافظ: وللطبراني وابن حبان من حديث الحارث بن أقيش -وهو بقاف ومعجمة مصغر- مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 363 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (108) وابن أبي شيبة (3/ 352 - 353 و 13/ 162 - 163) وأحمد بن حنبل (4/ 212) وابنه (5/ 312 - 313) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 261) وعبد بن حميد في "المنتخب" (443) وابن ماجه (4323) وأحمد بن منيع ومسدد كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 263) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1055 و 2724) وأبو يعلى (1581) وفي "المفاريد" (94) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 742 و 743) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (447 و 448) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 184) والطبراني في "الكبير" (3359 و 3360 و 3361 و 3362) والحاكم (1/ 71 و 4/ 593) وأبو نعيم في "الصحابة" (2087 و2088) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 111) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 377 - 378) والمزي (5/ 213 - 214) من طرق عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس الأسدي عن الحارث بن أقيش وقيل وقش وقيل وقيش مرفوعا "ما من مسلمين يموت لهما أربعة من أولادهما إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته" قالوا: يا رسول الله، وثلاثة؟ قال "وثلاثة" قالوا، يا رسول الله: واثنان؟ قال "واثنان" قال "وإنّ من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها، وإنّ من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر". قال البخاري: إسناده ليس بذاك المشهور" وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر: حديث حسن" الاستيعاب 1/ 225 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 8 وقال الحافظان المنذري وابن حجر: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 78 - الإصابة 2/ 146 قلت: وعندي أنّ إسناده ضعيف لأنّ عبد الله بن قيس مجهول لم يرو عنه إلا داود بن أبي هند. قال علي بن المديني: عبد الله بن قيس الذي روى عنه داود بن أبي هند سمع الحارث بن وقيش وعنه داود بن أبي هند مجهول لم يرو عنه غير داود، وليس إسناده بالصافي. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3396 - "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة لم يبلغوا الحُلُم إلا أدخله الجنة بفضل رحمته إياهم" فقلت: واثنان؟ قال "واثنان".

قال الحافظ: رواه الطبراني بإسناد جيد عنها (أي أم سليم) قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وأنا عنده: فذكره، وأخرجه أحمد" (¬1) حسن أخرجه إسحاق في "مسنده" (2162) وأحمد (6/ 376 و 431) والبخاري في "الأدب المفرد" (149) والطبراني في "الكبير" (25/ 126) وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (105) والمزي (22/ 90 - 91 و91 - 92) من طرق عن عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري عن عمرو بن عامر الأنصاري عن أم سليم بنت مِلْحان مرفوعا "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته" قالها ثلاثا، قيل: يا رسول الله، واثنان؟ قال "واثنان" قال الهيثمي: وفيه عمرو بن عاصم (¬2) الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 6 قلت: عمرو ترجمه المزي في "التهذيب" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وللحديث شواهد ذكرها الحافظ في الباب المذكور (¬3) وتكلمت عليها في هذا الكتاب. 3397 - "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنة" قال الحافظ: عند أحمد من طريق عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (¬4) صحيح أخرجه أحمد (2/ 510) والنسائي (4/ 22) وفي "الكبرى" (2004) وأبو يعلى (6079) والبيهقي (4/ 68) وفي "الشعب" (9291) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 113) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2292) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن ابن سيرين عن أبي هريرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 3/ 364 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬2) وقيل: عامر. (¬3) وفي باب ما قيل في أولاد المسلمين. (¬4) 3/ 487 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المسلمين)

وزادوا: وقال: يقال لهم: ادخلوا الجنة، قال: فيقولون: حتى يجيء أبوانا، قال: ثلاث مرات، فيقولون مثل ذلك، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وأبواكم" وإسناده صحيح. 3398 - حديث أبي الدرداء "ما من يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إنّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا غربت شمسه إلا وبجنبتيها ملكان يناديان" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق قتادة حدثني خليد العصري عن أبي الدرداء مرفوعا نحو حديث أبي هريرة المذكور في الباب وزاد في آخره "فأنزل الله في ذلك {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} إلى قوله {لِلْعُسْرَى} وهو عند أحمد من هذا الوجه لكن ليس فيه آخره. وقال: في حديث أبي الدرداء: فذكره" (¬1) أخرجه الطبري في "التفسير" (11/ 104 و 30/ 221) وفي "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 266) عن الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا عباد بن راشد عن قتادة ثني خُلَيْد العَصَري عن أبي الدرداء مرفوعا "ما من يوم غربت فيه شمسه إلا وبجنبها ملكان يناديان يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا، فأنزل الله في ذلك القرآن {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} إلى قوله {لِلْعُسْرَى} " لفظه في "التفسير" ولفظه في "التهذيب": ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وبجنبتيه ملكان يناديان، يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، إن ما قلّ وكفى، خير مما كثر وألهى". وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10326) عن أبيه عن ابن أبي كبشة بإسناده مثله. وابن أبي كبشة وثقه الدارقطني وغيره، وعبد الملك بن عمرو هو العَقَدي (¬2)، وعباد بن راشد هو التميمي البصري وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، ¬

_ (¬1) 4/ 47 (كتاب الزكاة - باب قول الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} [الليل: 5]) (¬2) وتابعه بَدَل بن المُحَبَّر التميمي ثنا عباد بن راشد به. أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (64) وابن بشران في "أماليه" (552 و 1039) والبيهقي في "الشعب" (3139)

وخليد هو ابن عبد الله العصري ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ويقال: إنّ هذا مولى لأبي الدرداء، وأخرج له مسلم حديثا واحدا. والحديث أخرجه الطيالسي (ص 131) وابن أبي شيبة في "مسنده" (36) وأحمد (5/ 197) وفي "الزهد" (ص 26) وعبد بن حميد (207) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (451) والطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 267 و 269) وابن حبان (686 و3329) والطبراني في "الأوسط" (2912) وابن السني في "القناعة" (30 و 31 و 32) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 243 - 244) والحاكم (2/ 444 - 445) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 226 و2/ 233 - 234 و 9/ 60) والقضاعي (810) والبيهقي في "الشعب" (9888) والخطيب في "البخلاء" (307) والبغوي في "شرح السنة" (4045) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (543 و 2075) من طرق عن قتادة بهذا الإسناد ولم يذكروا قوله: فأنزل الله إلى آخره. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ولم ينفرد عباد بن راشد به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (452) 3399 - عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرنب قد شواها، فأمرهم أن يأكلوا، وأمسك الأعرابي، فقال: "ما منعك أن تأكل؟ " فقال: إني أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، قال "إنْ كنت صائما فصم الغُرّ" أي البيض. قال الحافظ: رواه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان من طريق موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: فذكره، وهذا الحديث اختلف فيه على موسى بن طلحة اختلافا كثيرا بينه الدارقطني، وفي بعض طرقه عند النسائي "إنّ كنت صائما فصم البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" (¬1) يرويه موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي واختلف عنه: - فقال أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري: عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: أتى أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأرنب قد شواها، ومعها صِنَابها وأدمها، فوضعها بين يديه، فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يأكل، وأمر أصحابه أن يأكلوا، فأمسك الأعرابي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما يمنعك أن تأكل؟ " قال: إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر، قال "إنْ كنت صائما فصم الأيام الغر" ¬

_ (¬1) 5/ 130 (كتاب الصوم - باب صيام البيض)

أخرجه أحمد (2/ 336 و 346) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 407) والنسائي (4/ 191 و 7/ 173) وفي "الكبرى" (2729) وابن حبان (3650) من طرق عن أبي عوانة به. ورواته ثقات إلا أنّ عبد الملك بن عمير كان مدلسا ولم يذكر سماعا من موسى بن طلحة. - وقال يحيى بن سام بن موسى الضَّبِّي: عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا صمت شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" وفي لفظ "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" أخرجه الطيالسي (ص 64) وأحمد (5/ 152 و 162) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 407) والترمذي (761) والنسائي (4/ 191 و 192) وفي "الكبرى" (2731) وابن خزيمة (2128) والبيهقي (4/ 294) والخطيب في "تالي التلخيص" (257) والبغوي في "شرح السنة" (1800) والمزي (31/ 318) عن الأعمش (¬1) وأحمد (5/ 177) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 407) والبزار (4064) والنسائي (4/ 191) وفي "الكبرى" (2730) وابن حبان (3655 و 3656) والبيهقي (4/ 294) وفي "الشعب" (3565) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (5) عن فطر بن خليفة (¬2) والطبراني في "الأوسط" (3071) ¬

_ (¬1) هكذا رواه شعبة ومحمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا. وخالفهما أبو عبيدة عبد الملك بن معن المسعودي، فرواه عن الأعمش وأوقفه على أبي ذر. أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 857) (¬2) هكذا رواه يحيى القطان والفضل بن موسى المروزي ومحمد بن بشر العبدي وعبد الله بن نمير عن فطر عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا. وخالفهم وكيع فرواه عن فطر وأوقفه على أبي ذر. أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند عمر 2/ 844)

عن بسّام بن عبد الله الصيرفي (¬1) ثلاثتهم عن يحيى بن سام به. - ورواه يزيد بن أبي زيادة القرشي الهاشمي واختلف عنه: • فرواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن يزيد عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا "من كان صائما فليصم من الشهر البيضَ أو الغُرَّ ثلاثَ عشرة وأربعَ عشرة وخمسَ عشرة" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 120) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1403) • ورواه معمر بن راشد عن يزيد فلم يذكر يحيى بن سام، وقال: أراه رفعه. أخرجه عبد الرزاق (7873) والأول أصح. قال الترمذي: حديث حسن" وقال ابن عساكر: حديث حسن غريب" قلت: يحيى بن سام ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الآجري عن أبي داود: بلغني أنّه لا بأس به، وكأنه لم يرضه، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع. وتابعه يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال: - أراه رفعه- إنّه أمر بصوم البيض: ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر. أخرجه عبد الرزاق (7873) عن مَعْمر بن راشد عن يزيد بن أبي زياد به. ويزيد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. - ورواه جماعة عن سفيان بن عُيينة عن غير واحد عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر، منهم: 1 - الحميدي (¬2) (136) قال: ثنا سفيان ثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير سمعاه من موسى بن طلحة أنّه سمع رجلا من أخواله من بني تميم يقال له ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم من الشهر ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر. (¬2) رواه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 407) عن الحميدي به.

ابن الحوتكية قال: قال عمر بن الخطاب: من حاضرنا يوم القاحة إذ أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرنب، فقال أبو ذر: أنا، أتى أعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرنب، فقال: يا رسول الله إني رأيتها تَدْمَى، قال: فكفّ عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يأكل، وأمر أصحابه أن يأكلوا، واعتزل الأعرابي فلم يطعم، فقال: إني صائم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "وما صومك؟ " قال: ثلاث من كل شهر، فقال "أين أنت عن البيض الغر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" وقال الحميدي (137) أيضاً: ثنا سفيان عن عمرو بن عثمان عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا بمثله ولم يذكر فيه ابن الحوتكية. 2 - عبد الرزاق (7874 و 8693): عن ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن رجل من بني تميم يقال له: ابن الحوتكية عن عمر أنّه قال: من حاضرنا يوم القاحة إذ أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأرنب؟ ثم ذكر نحو حديث الحميدي. 3 - أحمد (5/ 150) قال: ثنا سفيان قال: سمعناه من اثنين وثلاثة ثنا حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: من حاضرنا يوم القاحة؟ قال أبو ذر: أنا، أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصيام البيض الغر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. وقال أحمد أيضا (5/ 150): ثنا سفيان ثنا اثنان محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّه قال: إنّ رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ... فأمره بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. 4 - محمد بن المثنى قال: ثنا سفيان قال: ثنا رجلان: محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلا بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. أخرجه النسائي (4/ 192) وفي "الكبرى" (2733) 5 - يونس بن عبد الأعلى المصري قال: ثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. أخرجه الطبري في "التهذيب" (2/ 843) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 80) 6 - عبد الجبار بن العلاء العطار قال: ثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: ثم ذكر نحو حديث الحميدي.

قال عبد الجبار: ثنا سفيان ثني عمرو بن عثمان بن مَوْهَب عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر بمثله. أخرجه ابن خزيمة (2127) وقال: قد خرّجت هذا الباب بتمامه في كتاب "الكبير" وبينت أنّ موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب. وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعا" 7 - محمد بن منصور الجَوَّاز المكي قال: ثنا سفيان عن حكيم بن جبير وعمرو بن عثمان ومحمد بن عبد الرحمن عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: ثم ذكر نحو حديث الحميدي. أخرجه النسائي (7/ 173) وقال محمد بن منصور أيضاً: عن سفيان عن بيان بن بشر عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل "عليك بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" أخرجه النسائي (4/ 192) وفي "الكبرى" (2732) وقال: هذا خطأ ليس من حديث بيان، ولعل سفيان قال: حدثنا إثنان، فسقط الألف فصار بيان" وقال الدارقطني: وصحف الجَوَّاز في قوله: بيان، وإنما كان ابن عيينة يقول: حدثني اثنان، عن موسى بن طلحة، يعني محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير، فجعله الجواز عن بيان" العلل 2/ 229 8 - محمد بن أبي بكير قال: ثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: ثم ذكر نحو حديث الحميدي. أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 115) - وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن الحكم بن عتيبة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال أبي: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعها بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: إني وجدتها تدمى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "لا يضر، كلوا" وقال للأعرابي "كل" قال: إني صائم، قال "صوم ماذا؟ " قال: صوم ثلاثة أيام من الشهر، قال "إنّ كنت صائما فعليك بالغر البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

أخرجه النسائي (4/ 192) وفي "الكبرى" (2734) من طريق بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عيسى بن المختار بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن به. وقال: الصواب: عن أبي ذر، ويشبه أن يكون وقع من الكتاب "ذر" فقيل: أبي" قلت: رواه محمد بن فضيل الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: جاء أعرابي إلى عمر، ولم يذكر "أبي". أخرجه الطبري في "التهذيب" (2/ 841) واختلف فيه على الحكم، فرواه سليمان بن أبي داود الحرّاني عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب مرفوعا. قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 230) وقال: ولم يصنع شيئا، والصواب: عن الحكم عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر" قلت: وسليمان بن أبي داود قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. - ورواه أبو حنيفة النعمان بن ثابت عن موسى بن طلحة واختلف عنه: • فقال أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني: عن أبي حنيفة ثني موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: سئل عمر بن الخطاب عن الأرنب، فقال: لولا إني أكره أن أزيد في هذا الحديث أو أنقص منه لحدثتكم به، ولكن سأرسل إلى من شهد ذلك، فأرسل إلى عمار بن ياسر فقال له: حدّث هؤلاء حديث الأرنب، فقال عمار: أهدى أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرنبا مشوية وذكر الحديث أخرجه الحاكم (إتحاف الخيرة 7/ 48 - 49) والبيهقي (9/ 321) • وقال وكيع: ثنا أبو حنيفة أنّه سمع موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا أعرابيا إلى طعام، فقال: إني صائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا جعلتها أيام الغر البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" أخرجه الطبري في "التهذيب" (2/ 843) ورواه وكيع أيضا عن أبي حنيفة فجعله عن عمار.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (443) والطبري (2/ 842) • وقال إبراهيم بن طهمان الخراساني: عن أبي حنيفة عن الهيثم الصيرفي عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (582) • وقال أبو يوسف القاضي: عن أبي حنيفة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر. أخرجه أبو يعلى (1612) - ورواه طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن موسى بن طلحة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. منهم: 1 - القاسم بن مَعْن المسعودي. أخرجه النسائي (4/ 193) وفي "الكبرى" (2735) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1888) 2 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه النسائي (4/ 193) وفي "الكبرى" (2736) 3 - وكيع. أخرجه الطبري (2/ 842 - 843) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني وسفيان بن وكيع قالا: ثنا وكيع به. • ورواه وكيع أيضا عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة أنّ رجلا سأل عمر عن الأرنب فقال عمر: لولا أني أكره أن أزيد في الحديث وأنقص منه، وسأرسل لك إلى رجل، فأرسل إلى عمار فجاء فقال: فذكر الحديث في قصة الأرنب ولم يذكر الصيام. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 247) عن وكيع به. وأخرجه الطبري (2/ 842) عن أبي كريب ثنا وكيع به. • وقال أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني: عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة قال: سئل عمر عن الأرنب فقال: فذكر الحديث بمثل حديث أبي حنيفة.

أخرجه البيهقي (9/ 321) • وقال يحيى بن أبي بكير الكرماني: ثنا أبو الأحوص (¬1) عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه راع بأرنب قد شواه، فقال: إني صائم، قال "فهلا أيام البيض" أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 115) قال الدارقطني: ووهم فيه -يعني يحيى بن أبي بكير-" العلل 2/ 231 - وقال محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي مولى آل طلحة: عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر بن الخطاب أنّ أعرابيا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرنب يهديها إليه، فقال "ما هذا؟ " قال: هدية. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها فيأكل منها من أجل الشاة التي أهديت إليه بخيبر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كل" قال: إني صائم، قال "صوم ماذا؟ " قال: ثلاث من كل شهر، قال "فاجعلها البيض الغُرّ الزاهر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 406 - 407) والطبري (2/ 838) والبيهقي في "الشعب" (3569) والسياق له من طرق عن أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الملك (¬2) بن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن محمد بن عبد الرحمن به (¬3). زاد الطبري "فأهوى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الأرنب ليأخذ منها، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أما إني رأيتها تَدْمَى، فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - يده". قال الطبري: وهذا خبر عندنا صحيح سنده، لا علة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه، لعدالة من بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نقلته" قلت: الحديث رواه الطبري عن محمد بن حميد الرازي عن أبي تميلة، ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه إسحاق الكوسج وغيره. ¬

_ (¬1) اسمه: سلام بن سليم. (¬2) وقع عند البيهقي: عبد الملك بن أبي قيس. (¬3) وفي حديث الطبري: قال ابن الحوتكية: قدمت على عمر وهو في نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن الصيام، فقال: من كان منكم معنا إذ كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقاحة؟ فقالوا: نحن كنا إذ أهدى له الأعرابي أرنبا وهو معلقها وذكر الحديث.

وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الملك بن أبي بكر، وعبد الملك (¬1) ترجمه البخاري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن الحوتكية واسمه يزيد قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه موسى بن طلحة. - ورواه حكيم بن جبير الأسدي عن موسى بن طلحة واختلف عنه: • فقال عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: أُتي عمر بالأرنب فقال: لولا مخافة أن أزيد أو أنقص لحدثتكم بحديث الأعرابي حين أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأرنب فذكر أنّه رأى بها دما، فأمرهم أن يأكلوها، وقال للأعرابي "ادن فكل" فقال: إني صائم، فقال "أي الصيام تصوم؟ " فقال: من أول الشهر وآخره، فقال "فإن كنت صائما فصم الليالي البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" ولكن أرسلوا إلى عمار، فأرسلوا إليه فجاءه فقال: أشاهد أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أتاه الأعرابي بالأرنب فقال: رأيتها تدمى، فقال عمار: نعم. أخرجه الطيالسي (ص 10) عن المسعودي به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 321) وأخرجه أحمد (1/ 31) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا المسعودي به. وتابعه سفيان الثوري عن حكيم بن جبير به. قاله الدارقطني (2/ 226) • وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة قال: قال عمر. ولم يذكر ابن الحوتكية. أخرجه البيهقي (9/ 321) وحكيم بن جبير قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث. - ورواه الحجاج بن أرطاة واختلف عنه: • فقال هشام الدَّسْتُوائي: عن الحجاج عن موسى بن طلحة عن يزيد بن الحوتكية أنّ عمر بن الخطاب قال: من شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه الأعرابي بأرنب؟ فقال رجل من القوم: أنا، وذكر الحديث. أخرجه أبو يعلى (185) ¬

_ (¬1) تابعه سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن كما تقدم.

• وقال حماد بن سلمة: عن الحجاج عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن يزيد بن الحوتكية. قاله الدارقطني (2/ 227) - وقال ابن جريج: عن سعيد بن محمد عن موسى بن طلحة عن عمر بن الخطاب أنّ رجلا من أهل البادية أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأرنب مشوية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه "كلوا" فقال الأعرابي: قد رأيت بها دما. فقال "كلوا" ولم يذكر ابن الحوتكية. أخرجه الطبري (2/ 840) 3400 - حديث أنس: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" قال الحافظ: أخرجه النسائي والبزار" (¬1) أخرجه البزار (كشف 3107) والنسائي في "اليوم والليلة" (570) والخرائطي في "المكارم" وابن أبي الدنيا في "الذكر" والمعمري في "اليوم والليلة" كما في "نتائج الأفكار" (2/ 385) وابن السني (48) والحاكم (1/ 545) والبيهقي في "الأسماء" (ص 140) والحافظ في "نتائج الأفكار" من طرق عن زيد بن الحباب ثني عثمان (¬2) بن مَوْهَب مولى (¬3) بني هاشم: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 1/ 457 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 117 وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب" قلت: عثمان بن موهب لم يرو عنه إلا زيد بن الحباب كما قال الذهبي في "الميزان" وأبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف"، وليس هو بعثمان بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي كما قال المزي. ¬

_ (¬1) 13/ 379 (كتاب الدعوات - باب ما يقول إذا أصبح) (¬2) وعند ابن أبي الدنيا: عثمان بن عبد الله بن موهب. (¬3) وعند النسائي: الهاشمي.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث. ولم يخرج له الشيخان شيئا. 3401 - "ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله، وذلك قوله تعالى {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)} [المؤمنون: 10] " قال الحافظ: ووقع عند ابن ماجه أيضا وأحمد بسند صحيح عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 267) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه ابن ماجه (4341) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن ماجه أيضا والطبري في "تفسيره" (18/ 5 - 6) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 239) والبيهقي في "البعث" (ص 170) و"الشعب" (373) من طرق عن أبي معاوية به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين" المصباح 4/ 267 قلت: وهو كما قال، والأعمش وإن كان مدلسا إلا أنّ روايته عن أبي صالح ذكوان السمان محمولة على الاتصال كما في "الميزان". 3402 - "ما نقص مال من صدقة" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (2588) 3403 - "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 17/ 20) ومسلم (1337) ¬

_ (¬1) 14/ 238 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار) (¬2) 4/ 3 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة) و16/ 124 (كتاب الفتن - باب ظهور الفتن) (¬3) 1/ 137 (كتاب الإيمان - باب فضل من استبرأ لدينه)

3404 - عن صالح بن دينار أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى عثمان بن محمد ينهاه أن يأخذ من العسل صدقة إلا إنْ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها، فجمع عثمان أهل العسل فشهدوا أنّ هلال بن سعد قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعسل، فقال "ما هذا؟ " قال: صدقة، فأمر برفعها ولم يذكر عشورا. قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (6967) عن ابن جُريج (¬2) قال: أخبرني صالح بن دينار أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى عثمان بن محمد ينهاه أن يأخذ من العسل صدقة إلا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها، فجمع عثمان أهل العسل فشهدوا أنّ هلال بن سعد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسل، فقال "ما هذه؟ " فقال: هدية، فأكل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم جاء مرة أخرى، فقال "ما هذه؟ " قال: صدقة، فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر برفعها، ولم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك عشورا فيها، ولا نصف عشور، إلا إنّه أخذها، فكتب بذلك عثمان إلى عمر بن عبد العزيز فكتب: فأنتم أعلم، فكنا نأخذ ما أعطونا من شيء، ولا نسأل عشورا ولا شيئا، ما أعطونا أخذنا. قال ابن عبد البر: حديث هلال بن سعد هذا منقطع الإسناد من رواية ابن جريج عن صالح بن دينار" الاستيعاب 10/ 404 قلت: وصالح بن دينار ما عرفته، وأهل العسل مجهولون. 3405 - عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد، فقال "ما هذا؟ " فقيل: ناس يصلي بهم أبي بن كعب، فقال "أصابوا ونعم ما صنعوا" قال الحافظ: رواه ابن وهب عن أبي هريرة، ذكره ابن عبد البر (¬3) وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف، والمحفوظ أنّ عمر هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب" (¬4) ضعيف أخرجه أبو داود (1377) والبيهقي (2/ 495) ¬

_ (¬1) 4/ 90 (كتاب الزكاة - باب العشر فيما يسقى من ماء السماء) (¬2) سقط ابن جريج من "المصنف" وأثبته الحافظ في "الإصابة" (10/ 253) (¬3) 5/ 155 (كتاب صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان) (¬4) التمهيد 8/ 111

عن أحمد بن سعيد الهمداني وابن نصر في "قيام رمضان" (مختصره للمقريزي ص 197) عن الربيع بن سليمان المرادي قالا: ثنا عبد الله بن وهب أني مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به. قال أبو داود: ليس هذا الحديث بالقوي، مسلم بن خالد ضعيف" قلت: وذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء" وقواه بعضهم. 3406 - عن خليفة بن بشر عن أبيه أنّه أسلم فردّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ماله وولده، ثم لقيه هو وابنه طلق بن بشر مقترنين بحبل، فقال "ما هذا؟ " فقال: حلفت لئن ردّ الله عليّ مالي وولدي لأحجنّ بيت الله مقرونا، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - الحبل فقطعه وقال لهما "حجا، إنّ هذا من عمل الشيطان" قال الحافظ: في الطبراني من طريق فاطمة بنت مسلم حدثني خليفة بن بشر عن أبيه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (1218) عن إبراهيم بن هاشم البعلبكي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو معشر البراء ثني النوار بنت عمر قالت: حدثتني فاطمة بنت مسلم قالت: حدثني خليفة بن بشر عن أبيه به. وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1162) عن الطبراني به. قال الحافظ: وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه وقال: غريب تفرد بالرواية عن بشر ابنه خليفة" الإصابة 1/ 259 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 189 3407 - عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرّ بقوم يصطرعون فقال "ما هذا؟ " قالوا: فلان ما يصارع أحدا إلا صرعه. قال "أفلا أدلكم على من هو أشدّ منه؟ رجل كلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه" ¬

_ (¬1) 4/ 228 (كتاب الحج - باب الكلام في الطواف)

قال الحافظ: رواه البزار بسند حسن" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2054) عن إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا شعيب بن بيان ثنا عمران عن قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بقوم يصطرعون، فقال "ما هذا؟ " قالوا: يا رسول الله، هذا فلان الصِّرِّيع ما يصارع أحدا إلا صرعه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أدلكم على من هو أشدّ منه؟ رجل ظلمه رجل، فكظم غيظه، فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه". قال الهيثمي: رواه البزار، وشعيب بن بيان وعمران القطان وثقهما ابن حبان وضعفهما غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 68 وقال في "كشف الأستار": قلت: علته شعيب" قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يحدث عن الثقات بالمناكير وكاد أن يغلب على حديثه الوهم. وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس. 3408 - حديث أبي هريرة أنّ عبد الرحمن بن عوف أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد خضب بالصفرة، فقال "ما هذا الخضاب؟ أعْرَسْت؟ " قال: نعم. قال الحافظ: وللطبراني في "الأوسط" من حديث أبي هريرة بسند فيه ضعف: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: ووقع في حديث أبي هريرة بعد قوله "أعرست؟ " قال: نعم، قال "أولمت" قال: لا، قال: فرمى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنواة من ذهب فقال "أولم ولو بشاة" ولكن الإسناد ضعيف" (¬3) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5772) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا فردوس بن الأشعري عن عبد الرحمن المُليكي عن الزهري عن عبد الرحمن بن عوف أنه ¬

_ (¬1) 13/ 133 - 134 (كتاب الأدب - باب الحذار من الغضب) (¬2) 11/ 141 و 142 (كتاب النكاح - باب الوليمة ولو بشاة) (¬3) 11/ 141 و 142 (كتاب النكاح - باب الوليمة ولو بشاة)

أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد خضب بالصفرة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما هذا الخضاب أعرست؟ " قال: نعم، قال "أولمت؟ " قال: لا، فرمى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنواة من ذهب وقال "أولم ولو بشاة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الرحمن المُلَيْكِي، ولا رواه عن عبد الرحمن إلا فردوس، تفرد به أبو كريب" وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة وهو ضعيف" المجمع 4/ 51 - 52 3409 - "ما يخلف الله وعده ولا رسله" قال الحافظ: زادت عائشة: في ساعة يأتيه فيها. أخرجه مسلم (2104) وقال: وفي حديث عائشة: فجاءت تلك الساعة ولم يأته. وقال: في حديث عائشة: وفي يده عصا فألقاها من يده وقال: فذكره. وقال: وحديث عائشة أتم، ففيه: ثم التفت فإذا جِرْوُ كلب تحت سريره فقال "يا عائشة متى دخل هذا الكلب؟ " فقالت: وأيم الله ما دريت، ثم أمر به فأخرج، فجاء جبريل فقال "واعدتني فجلست لك فلم تأت" فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك" (¬1) 3410 - "ما يشهدهما منافق -يعني العشاء والفجر-" قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور بإسناد صحيح عن أبي عمير بن أنس حدثني عمومتي من الأنصار قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) أخرجه عبد الرزاق (2023) ومسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1735) وابن أبي شيبة في "مسنده" (769) وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1736) عن هشيم عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية قال: قال أبو عمير بن أنس: حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - به مرفوعا. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 12) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا هشيم به. وقال في روايته: عن عمومته. ¬

_ (¬1) 12/ 515 و 516 (كتاب اللباس - باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة) (¬2) 2/ 268 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب وجوب صلاة الجماعة)

وأخرجه ابن أبي شيبة (3328) وفي "مسنده" (770) عن شَبابة بن سَوَّار المدائني ثنا شعبة عن أبي بشر عن أبي عُمير بن أنس حدثني عمومتي من الأنصار به مرفوعا. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (215) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 12) من طريق محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة به وقال فيه: عن عمومة له من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهكذا رواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة به. أخرجه أحمد (5/ 57) عن محمد بن جعفر به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق" (63) وأخرجه النسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (8) وابن عبد البر (20/ 12) من طريق خالد بن الحارث البصري عن شعبة وقال: عن عمومته. وأبو عمير مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن سعد والحافظ في "التقريب". وقال ابن عبد البر: مجهول لا يحتج به. وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو بشر، قال ابن القطان: لم تثبت عدالته، وصحح حديثه ابن المنذر وابن حزم وغيرهما فذلك توثيق له. 3411 - حديث طلحة قال: مررت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوم على رؤوس النخل فقال "ما يصنع هؤلاء؟ " قالوا: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح الحديث" قال الحافظ: رواه مسلم (2361") (¬1) 3412 - حديث أنس أنّ الحبشة كانت تزفن بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتكلمون بكلام لهم، فقال "ما يقولون؟ " قال: يقولون: محمدٌ عبدٌ صالح. قال الحافظ: ولأحمد والسراج وابن حبان من حديث أنس: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (3/ 152) ¬

_ (¬1) 5/ 306 (كتاب البيوع - باب من باع نخلا قد أبرت) (¬2) 3/ 96 (كتاب العيدين - باب الحراب والدرق يوم العيد)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري وابن حبان (5870) عن هدبة بن خالد البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كانت الحبشة يَزْفِنُون بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويرقصون (¬1) ويقولون: محمدٌ عبدٌ صالح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما يقولون؟ " قالوا: يقولون: محمدٌ عبدٌ صالح. اللفظ لأحمد. وإسناده صحيح رواته ثقات. 3413 - "ما ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين" قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق مصعب بن سعد عن أبيه في قصة عبد الله بن أبي سَرْح وقول الأنصاري للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما كفّ عن بيعته: هلا أومأت إلينا بعينك؟ قال: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أما كان فيكم رجل يقوم" 3414 - "ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وصححه الحاكم من رواية عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أُحُد، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه المشركون يوم أحد، كان رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا: أخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ونرجو أن نصيب من الفضيلة ما أصاب أهل بدر. فما زالوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لبس لأمته، فلما لبسها ندموا وقالوا: يا رسول الله أقم، فالرأي رأيك. فقال: فذكره، وكان ذكر لهم قبل أن يلبس الأداة "إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة" وهذا سند حسن" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت كأني في درع حصينة" ¬

_ (¬1) ولفظ ابن حبان "ويتكلمون بكلام لا يفهمه" (¬2) 6/ 500 (كتاب الجهاد - باب الكذب في الحرب) (¬3) 17/ 104 (كتاب الاعتصام - باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشّورى: 38])

3415 - "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 516) وفي "مسنده" (40) والبرجلاني في "الكرم" (13) وأحمد (6/ 446 و 448) وعبد بن حميد (204) والبخاري في "الأدب المفرد" (270 م) وأبو داود (4799) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 327) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (173) والباغندي في "جزئه" (38) وابن أبي عاصم في "السنة" (783) والطحاوي في "المشكل" (4428) والخرائطي في "المكارم" (1/ 69) وابن الأعرابي (ق 240/ أ) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 251) وابن حبان (481) والطبراني في "المكارم" (4) والآجري في "الشريعة" (ص 382 - 383 و 383) والغطريفي (89) وابن شاهين في "حديثه" (18) واللالكائي في "السنة" (2207) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص145) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 110) وأبو القاسم الأزجي في "أماليه" (انظر أمالي ابن بشران ص 281) والبيهقي في "الشعب" (7638 و 7639) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 237 - 238) والخطيب في "الموضح" (1/ 151) وفي "التاريخ" (8/ 212) وفي "المتفق والمفترق" (464) والمزي (20/ 122 - 123) وابن ناصر الدين في "ميزان السلامة" (ص 69 - 70) والسبكي في "الطبقات" (2/ 280) من طرق (¬2) عن شعبة عن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عطاء الكَيْخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "ما من شيء أثقل في الميزان (¬3) من خلق حسن" وفي لفظ "ما من شيء يوضع (¬4) في الميزان (¬5) أفضل من خلق حسن" ¬

_ (¬1) 17/ 325 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47]) (¬2) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 262) من طريق أبي فروة الرُّهَاوي ثنا أبو قتادة الحراني ثنا شعبة ومسعر عن القاسم بن أبي بزة به. وقال: لا أعلم رواه عن مسعر غير أبي قتادة الحراني" قلت: اسمه عبد الله بن واقد، قواه أحمد وضعفه الجمهور، وأبو فروة واسمه يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان ذكره ابن حبان في "الثقات". (¬3) ولفظ الآجري "ميزان المؤمن" (¬4) زاد ابن شاهين واللالكائي "يوم القيامة" (¬5) ولفظ ابن شاهين "ميزان العبد"

وإسناده صحيح رواته ثقات. وعطاء هو ابن نافع، وقيل: ابن يعقوب، وقيل: ابن عبد الله (¬1)، والأول أصح. فقد رواه الحسن بن مسلم بن يَنَّاق المكي عن خاله عطاء بن نافع أنهم دخلوا على أم الدرداء فأخبرتهم أنها سمعت أبا الدرداء يقول: فذكر الحديث. أخرجه أحمد (6/ 442) والخرائطي (1/ 73) والمحاملي (334) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 106 - 107) والبيهقي في "الشعب" (7640) والخطيب في "الموضح" (1/ 151) وفي "تالي التلخيص" (258) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (1/ 467) من طرق عن إبراهيم بن نافع الصائغ عن الحسن بن مسلم به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وتابعه مُطَرِّف بن طَرِيف الكوفي عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا به وزاد "وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة" أخرجه الترمذي (2003) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا قبيصة بن الليث الكوفي عن مطرف به. وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (9/ 21) والمزي (23/ 491) عن أبي يعلى الموصلي والخطيب في "الموضح" (1/ 152 - 153) والمزي (23/ 491 - 492) عن محمد بن هارون الروياني قالا: ثنا أبو كريب به. ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب فلم يذكر أبا الدرداء. أخرجه الطبراني في "من اسمه عطاء" (ص 25) والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه" قلت: رواته ثقات غير قبيصة وهو صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". ¬

_ (¬1) قاله ابن حبان في "الصحيح" (2/ 231)

واختلف فيه على عطاء، فرواه إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن عبد الله بن باباه عن أم الدرداء مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 255 - 256) وتابعه إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7926) والأول أصح. ولم ينفرد عطاء الكيخاراني به بل تابعه غير واحد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به، منهم: 1 - يعلي بن مَمْلَك المكي. أخرجه الحميدي (393 و 394) وأحمد (6/ 451 و 451 - 452) عن سفيان بن عُيينة ثنا عمرو بن دينار عن ابن أبي مُليكة عن يعلي بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير، وإنّ أثقل شيء في الميزان خلق حسن، وإنّ الله عز وجل يبغض الفاحش البذيء" ومن طريق الحميدي أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 71) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 237) وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (464) وعبد بن حميد (214) والترمذي (2502) وابن أبي الدنيا (¬1) في "التواضع" (172) وابن أبي عاصم في "السنة" (782) والبزار (كشف 1975) والدولابي في "الكنى" (1/ 27) وابن البختري في "حديثه" (528) وابن حبان (5693 و 5695) وفي "روضة العقلاء" (ص 190) والآجري (ص 383) والقضاعي (445) والبيهقي (10/ 193) وفي "الآداب" (206) وفي "الأربعين الصغرى" (141) وفي "الشعب" (7637) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه" (13) والبغوي في "شرح السنة" (3496) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 89) من طرق عن ابن عيينة به. ورواه عبد الرزاق (20157) وإسحاق في "مسنده" (2417) عن ابن عيينة فلم يذكرا أبا الدرداء. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن أبي الدرداء" وأثبته في "الصمت" (335) و"المداراة" (78)

والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الذهبي: إسناده صحيح" قلت: يعلي بن مملك ذكره ابن حبان في "الثقات" وحده، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى ابن أبي مليكة. فهو مجهول، وقد توبع، والباقون ثقات. 2 - الحارث بن جميلة. أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 259 - 260) وابن شاهين في "الترغيب" (362) والخطيب في "التاريخ" (5/ 476 - 477) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1200) من طريق (¬1) جعفر بن سليمان الضُّبَعي ثنا عبد الله بن أبي حسين المكي عن الحارث بن جميلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "إنَّ أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق". وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/ 266) والحارث بن جميلة مجهول. 3 - يزيد بن ميسرة بن حلبس الدمشقي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (993) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 243) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن يزيد بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن". عبد الوهاب بن الضحاك هو الحمصي اتهمه غير واحد بوضع الحديث. 4 - زيد بن أسلم. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 361) و"الجامع" (815) من طريق عبد الرزاق أنا مَعْمر عن زيد بن أسلم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "لا يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من حسن الخلق" وقال: طريق مرضي" قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. ¬

_ (¬1) رواه ابن وهب في "الجامع" (489) عن يحيى بن أيوب المصري عن عبد الله بن أبي حسين به.

5 - محمد بن جَعْدة. أخرجه أبو الحسن الحميري في "حديثه" (2) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا ابن إدريس عن ليث عن محمد بن جعدة عن أم الدرداء حدثته عن أبي الدرداء رفعه "ما في ميزان المؤمن شيء أفضل من خلق حسن". وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. 6 - عبد الله بن مُحيريز المكي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4210) وفي "مسند الشاميين" (2179) وفي "الصغير" (550) عن علي بن عبد الله الفرغاني ثنا الحسين بن عثمان أبو حسان الزيادي ثنا يزيد بن زُريع عن خالد الحَذّاء عن أبي قلابة عن ابن محيريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "ما وضع في ميزان أرجح من حسن الخلق" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن محيريز إلا أبو قلابة، ولا عن أبي قلابة إلا خالد الحذاء، ولا عن خالد إلا يزيد بن زريع، تفرد به أبو حسان الزيادي" 7 - شهر بن حوشب. أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (598) وابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال" (ص 10 - 12) 3416 - عن الزبير بن العوام قال: مال الرماة يوم أُحُد يريدون النهب فأُتينا من وراءنا وصرخ صارخ: ألا إنّ محمدا قد قتل، فانكفأنا راجعين وانكفأ القوم علينا" قال الحافظ: رواه ابن إسحاق بإسناد حسن" (¬1) سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحباتها" 3417 - "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت" قال الحافظ: رواه مسلم (779") (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) (¬2) 2/ 75 - 76 (كتاب الصلاة - باب كراهية الصلاة في المقابر)

3418 - "مثل الذي يعتق ويتصدق عند موته مثل الذي يهدي إذا شبع" قال الحافظ: وأخرج الترمذي بإسناد حسن وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء مرفوعا قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 132) وعبد الرزاق (16740) وسعيد بن منصور (2330) وأحمد (5/ 197 و 6/ 448) وعبد بن حميد (202) والدارمي (3229) وأبو داود (3968) والترمذي (2123) والسرقسطي في "الغريب" (1/ 57) والنسائي (6/ 199) وفي "الكبرى" (6441) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (83) وابن الأعرابي (ق 191/ ب) وابن حبان (3336) والطبراني في "الأوسط" (5493، 8644) وأبو الشيخ في "الأمثال" (327) وفي "الأقران" (95 و 397) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 188) وأبو عبد الله الحاكم في "المستدرك" (2/ 213) وأبو نعيم في "الصحابة" (5293 و 5294) وابن بشران (986) والبيهقي (4/ 190 و 10/ 273) وفي "الشعب" (4038) وابن الجوزي في "البر والصلة" (392) وسبطه في "الجليس الصالح" (ص 41) والمزي (33/ 227 - 228) من طرق عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي أنه سمع أبا حبيبة الطائي عن أبي الدرداء به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد لجهالة أبي حبيبة الطائي، قال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وقال المزي في "التهذيب": لا يعرف له راو غير أبي إسحاق. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3419 - "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم نهاره القائم ليله" قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث النعمان بن بشير مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح يرويه سِمَاك بن حرب واختلف عنه: - فقال حسين بن علي الجُعْفي: عن زائدة بن قدامة عن سماك عن النعمان بن بشير مرفوعا به وزاد "حتى يرجع متى يرجع" ¬

_ (¬1) 6/ 304 (كتاب الوصايا - باب الصدقة عند الموت) (¬2) 6/ 347 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)

أخرجه أحمد (4/ 272) عن حسين الجعفي به. ومن طريقه أخرجه شمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد" (7) وأخرجه البزار (كشف 1645) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (31) عن أحمد بن الفرات الرازي قالا: ثنا حسين بن علي الجعفي به. قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 5/ 275 - وقال غير واحد: عن سماك عن النعمان قوله. أخرجه عبد الرزاق (9537) عن إسرائيل بن يونس الكوفي وابن أبي شيبة (5/ 286) وعنه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (32) عن أبي الأحوص سَلام بن سليم الكوفي والبزار (كشف 1647) عن حفص بن جُميع الكوفي ثلاثتهم عن سماك عن النعمان قوله. قال البزار: لا نعلم أسنده إلا حسين عن زائدة" قلت: وهما ثقتان، وزائدة من الأثبات فالقول قوله، وسماك احتج مسلم بروايته عن النعمان بن بشير، ووثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المبارك وغيره، فالإسناد حسن. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صيام ولا صدقة حتى يرجع ... " متفق عليه.

3420 - "مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرّة وتصفرّ أخرى" قال الحافظ: وله (أي أحمد) في حديث لأبي بن كعب: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 142) ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عمن حدثه عن أم ولد لأبي بن كعب عن أبي بن كعب أنّه دخل رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "متى عهدك بأم ملدم؟ " -وهو حر بين الجلد واللحم- قال: إنّ ذلك لوجع ما أصابني قط. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرّة وتصفرّ أخرى". وإسناده ضعيف للذان لم يسميا. 3421 - "مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيم مرّة وتخرّ أخرى" قال الحافظ: ووقع عند أحمد في حديث جابر: فذكره" (¬2) حسن وله عن جابر طرق: الأول: يرويه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "مثل المؤمن كمثل السنبلة تخرّ مرّة وتستقيم مرّة، ومثل الكافر مثل الأرز لا يزال مستقيما حتى يخرّ ولا يشعر" أخرجه أحمد (3/ 349 و394 - 395) عن موسى بن داود الضبي و (3/ 349 و 387) عن حسن بن موسى الأشيب قالا: ثنا ابن لهيعة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وعنعنة أبي الزبير. الثاني: يرويه الأعمش عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "مثل المؤمن كمثل السنبلة تحركها الريح فتقع مرّة ومرّة تقوم، ومثل الكافر مثل الأرزة لا تزال قائمة حتى تنقعر". ¬

_ (¬1) 12/ 209 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض) (¬2) 12/ 209 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

أخرجه عبد بن حميد (1010) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش به. وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (611) عن إبراهيم بن شريك الأسدي الكوفي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس به. ومن طريقه أخرجه ابن خلفون في "المعلم" (ص 55) وأخرجه البزار (كشف 45 و 46) وأبو الشيخ في "الأمثال" (340) والقضاعي (1360 و1361 و1362 و1363) من طرق عن أبي بكر بن عياش به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 2/ 293 قلت: أبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنه كثير الخطأ، والباقون ثقات. الثالث: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن جابر. أخرجه البزار (كشف 47) عن محمد بن إسماعيل البخاري ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به. وإسناده منقطع بين موسى بن عقبة وبين جابر فإنّه لم يسمع منه، روى ابن أبي خيثمة بسنده عن موسى بن عقبة أنّه قال: لم أدرك أحدا يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أم خالد بنت سعيد بن العاص. وأمّا قول الذهبي في "سير الأعلام" (6/ 114): أدرك ابن عمر وجابرا وحدّث عن أم خالد. فيحمل على أنّه أدرك عصرهما وقد يكون رآهما لكن لم يسمع منهما ألا ترى أنّه قال: حدّث عن أم خالد. أي روى عنها ولم يقل ذلك في ابن عمر وجابر. وفي بعض الروايات ما يدل على أنّه أدرك ابن عمر وغيره من الصحابة ولم يسمع منهم وإنما رآهم رؤية. قال مخلد بن الحسين: سمعت موسى بن عقبة وقيل له: رأيت أحدا من الصحابة؟ قال: حججت وابن عمر بمكة عام حج نجدة الحروري ورأيت سهل بن سعد متخطأ علي فتوكأ على المنبر فسارّ الإمام بشيء" التهذيب 10/ 362 الرابع: يرويه سعيد بن زَرْبي الخزاعي عن الحسن عن جابر مرفوعا "مثل المؤمن مثل السنبلة تخرّ مرة وتستقيم أخرى، ومثل الكافر مثل الأرزة تخر ولا تستقيم"

أخرجه ابن عدي (3/ 1203) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا مصعب بن المقدام عن سعيد بن زربي به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن زربي. والحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن. 3422 - حديث أبي هريرة "مثل المؤمن مثل النخلة" قال الحافظ: أورده عبد بن حميد في "تفسيره" (¬1) صحيح أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (36) وأبو الشيخ في "الأمثال" (332) عن عبدان عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري ثنا حماد بن زيد عن علي بن سويد بن مَنْجُوف عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه "مثل المؤمن القوي كمثل النخلة، ومثل المؤمن الضعيف كمثل خامة الزرع" وأخرجه القضاعي (1357) من طريق عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب البغدادي ثنا الرامهرمزي به. وأخرجه (1358) من طريق أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي أنبا عبدان به. وإسناده صحيح، وأبو رافع اسمه نفيع الصّائغ المدني. 3423 - "مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره" قال الحافظ: وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة، وأغرب النووي فعزاه في "فتاويه" إلى مسند أبي يعلى من حديث أنس بإسناد ضعيف مع أنّه عند الترمذي بإسناد أقوى منه من حديث أنس، وصححه ابن حبان من حديث عمار" (¬2) حسن ورد من حديث أنس ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة ¬

_ (¬1) 1/ 156 (كتاب العلم - باب قول المحدث: حدثنا) (¬2) 8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)

فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه غير واحد عن ثابت البُنَاني عن أنس، منهم: 1 - حماد بن يحيى الأبح. أخرجه الطيالسي (ص 270) عنه به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 253) وأخرجه أحمد (3/ 130 و143) وابنه في "العلل" (1922) والترمذي (2869) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 12) والعقيلي (1/ 309 - 310) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 346) وابن عدي (2/ 663) وأبو الشيخ في "الأمثال" (330) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 372) والقضاعي (1352) والبيهقي في "الزهد" (400) من طرق عن حماد بن يحيى به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال العقيلي والخلال: قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، إنّما يروى هذا عن الحسن" قلت: الحديث إسناده حسن، حماد بن يحيى مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو زرعة وغيره، ولم ينفرد به كما سيأتي، وثابت ثقة مشهور. 2 - عبيد بن مسلم السابري. أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (ص 108 - 109) عن محمد بن علي السلمي سمعت هُدبة بن خالد ثنا عبيد بن مسلم به. وعبيد بن مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والسلمي لم أر من ترجمه، والباقون ثقات. 3 - أبو سهل يوسف بن عطية الصفار. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (23) وأبو يعلى (3475 و 3717) والصفار قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث.

الثاني: يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فقال يونس بن عبيد البصري: عن الحسن عن أنس. أخرجه ابن عدي (4/ 1638) عن عبيد الله بن تمام البصري والقضاعي (1351) عن يزيد بن زُريع البصري كلاهما عن يونس بن عبيد به. وتابعه مالك بن دينار البصري عن الحسن عن أنس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4070) - وقال حماد بن سلمة: عن ثابت وحميد ويونس عن الحسن مرسلا. أخرجه أحمد (3/ 143 - 144) وعنه ابنه في "العلل" (2/ 267) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة ص 60 - 61) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة به. - وقال يوسف بن عبدة ختن حماد بن سلمة: عن الحسن مرسلا. أخرجه ابن عدي (7/ 2623) الثالث: يرويه خليد بن دَعْلج البصري عن قتادة عن أنس. أخرجه ابن عدي (3/ 918) وخليد بن دعلج قال الساجي: مجمع على تضعيفه. الرابع: يرويه مالك بن أنس عن الزهري عن أنس. أخرجه الدارقطني في "مسند حديث مالك" كما في "التمهيد" (20/ 254) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 653) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 254) والسلفي في "معجم السفر" (1405) من طريق محمد بن المغيرة السكري ثنا هشام بن عبيد الله الرازي ثنا مالك به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (331) لكن وقع عنده: هشام بن بلال. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 90) وسمى الراوي عن هشام: حمدان بن المغيرة.

وقال: هشام بن عبيد الله كان يهم في الروايات ويخطئ إذا روى عن الأثبات، فلما كثر مخالفته الأثبات بطل الاحتجاج به" وقال ابن عبد البر: هشام بن عبيد الله الرازي هذا ثقة لا يختلفون في ذلك" وقال الخليلي: لم يروه أحد عن مالك إلا هشام، ورواه بهمذان وأنكره أصحاب مالك" وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 301): باطل" وقال الحافظ في "التهذيب" (11/ 48): ذكر الدارقطني أنّ هشاما تفرد به وأنّه وهم فيه فدخل عليه حديث في حديث" وأما حديث عمار فله عنه طرق: الأول: يرويه عبيد بن سلمان الأغر عن أبيه عن عمار. أخرجه البزار (1412) عن الحسن بن قَزَعة البصري ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة عن عبيد به. وقال: وهذا الحديث قد روي عن عمار، وهذا الإسناد أحسن من الأسانيد الأخرى التي تروى عن عمار" وأخرجه ابن حبان (7226) والشاموخي في "حديثه" (10) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والبيهقي في "الزهد" (399) عن عباس بن الفضل الأسفاطي وسعيد بن عثمان الأهوازي وتمتام محمد بن غالب التمار قالوا: ثنا عبد الرحمن بن المبارك العَيْشي ثنا الفضيل بن سليمان به. ورواه أبو عمرو الهراني عن عبد الرحمن بن المبارك فجعله من مسند عثمان. أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (ص 109) والأول أصح. وفضيل بن سليمان هو النميري مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال صالح جزرة: منكر الحديث روى عن موسى بن عقبة مناكير.

وعبيد الأغر مختلف فيه كذلك: ذكره البخاري والعقيلي في "الضعفاء". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا أعلم في حديثه انكارا يحول من كتاب الضعفاء الذي ألفه البخاري. الثاني: يرويه زياد أبو عمر عن الحسن عن عمار. أخرجه أحمد (4/ 319) ثنا عبد الرحمن ثنا زياد به. وزياد هو ابن أبي مسلم ويقال: ابن مسلم الفراء وثقه أحمد وجماعة، وضعفه بعضهم، والحسن هو البصري ولم يسمع من عمار كما قال المزي في "التهذيب". الثالث: يرويه قتادة: ثنا صاحب لنا عن عمار. أخرجه الطيالسي (ص 90) عن عمران بن داود القطان عن قتادة به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 253) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الرابع: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن أخيه عن عمار مرفوعا "مثل أمتي كالمطر، يجعله الله في أوله خيرا وفي آخره خيرا" أخرجه الروياني (1343) وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وأما حديث عمران بن حُصين فأخرجه البزار (3527) عن عبيد بن محمد ثنا إسماعيل بن نصر ثنا عباد بن راشد عن الحسن عن عمران. وقال: لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد أحسن من هذا، ولا نعلمه يروى عن عمران إلا من هذا الطريق إلا أنّ إسماعيل بن نصر تفرد بهذا الحديث ولم يتابعه عليه غيره" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 68 قلت: عباد بن راشد هو التميمي البصري وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو داود وغيره. والحسن قال ابن المديني وجماعة: لم يسمع من عمران. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (3673): ثنا سيف بن عمرو أبو التمام ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا موسى بن طارق أبو قرة ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن أبي نُجيد مرفوعا "أمتي كالمطر، لا يدرى أوله خير أم آخره"

وقال: أبو نجيد: عمران بن حصين. ولا يُروى هذا الحديث عن عمران إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي السري" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 110/ ب) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 430) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 231) والقضاعي (1349 و 1350) من طرق عن أبي عبيدة عبيس بن ميمون البصري عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر. وإسناده ضعيف لضعف عبيس بن ميمون. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك" المجمع 10/ 68 قلت: عبيس، هكذا هو في مجمع الزوائد، ووقع عند مخرجي هذا الحديث عيسى، ووقع في "تهذيب التهذيب" و"التقريب": عبيدة، ووقع في "الكبير" للبخاري و"الجرح" لابن أبي حاتم و"الكامل" لابن عدي و"الضعفاء" للعقيلي و"المجروحين" لابن حبان و "تهذيب الكمال" للمزي و"الكاشف" و"الميزان" و"المغني" للذهبي: عبيس. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 65) عن عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْني وابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 4178) وابن بشران (982) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 253 - 254) عن عبد الله بن يزيد المقرئ كلاهما عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (22) عن حميد بن زنجويه النسائي ثنا ابن أبي أويس ثنا إسماعيل بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عبد الله هو ابن خالد بن سعيد بن أبي مريم، قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا إسماعيل بن أبي أويس وأرى في حديثه ضعفا وهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وأبوه وثقه أحمد بن صالح المصري، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وجده ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وجهله ابن القطان الفاسي، ولم يدرك أبا هريرة. 3424 - حديث أبي سعيد: قيل: يا رسول الله، ما عَجْب الذنب؟ قال: "مثل حبة خردل" قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند الحاكم وأبي يعلى: فذكره. وفي حديث أبي سعيد الخدري عند ابن أبي الدنيا وأبي داود والحاكم مرفوعا "إنّه مثل حبة الخردل" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 28) وأبو يعلى (1382) وابن أبي داود في "البعث" (17) وابن حبان (3140) والحاكم (4/ 609) من طريقين عن دَرَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عَجْبَ ذنبه" قيل: ومثل ما هو يا رسول الله؟ قال "مثل حبة الخردل، منه ينبتون (¬2) " قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 332 قلت: دراج هو ابن سمعان أبو السمح القرشي وهو مختلف فيه وروايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مختلف فيها كذلك: فقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وقال أحمد: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف. وقال ابن معين: ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس. 3425 - "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا" قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (2285): فذكره" (¬3) وتمامه "فجعل الجَنَادِب والفَرَاش يقعن فيها، وهو يَذُبُّهُنَّ عنها، وأنا آخذ بِحُجَزِكُمْ عن النار، وأنتم تَفَلَّتون من يدي" ¬

_ (¬1) 10/ 173 (كتاب التفسير -سورة الزمر- باب قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: 68]) (¬2) وفي لفظ "ينشئون" (¬3) 7/ 274 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب: واذكر عبدنا داود ذا الأيد)

3426 - "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا" الحديث قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ في كتاب "الأمثال" من طريق أحمد بن سنان الواسطي عن يزيد بن هارون، لكنه عن أبي هريرة لا عن جابر" (¬1) أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (256) من طريق أحمد بن سنان الواسطي ثنا يزيد ثنا سليم بن حيان ثنا سعيد بن مِينا عن أبي هريرة به مرفوعا، وزاد: فجعل الفَراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهم عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي" هكذا رواه يزيد بن هارون عن سليم بن حيان فجعله عن أبي هريرة. ورواه عفان بن مسلم البصري عن سليم بن حيان فجعله عن جابر. أخرجه أحمد (3/ 361 و392) وتمام (1099) وتابعه عبد الرحمن بن مهدي ثنا سليم به. أخرجه مسلم (2285) وهذا أصح. 3427 - "مُخيريق سابق يهود" قال الحافظ: وروى عمر بن شبة من طريق أبي عون عن الزهري قال: كانت صدقة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أموالا لمخيريق -بالمعجمة والقاف مصغر- وكان يهوديا من بقايا بني قينقاع نازلا ببني النضير فشهد أحدا فقتل به، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) ضعيف جدا أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 173) عن محمد بن يحيى الكناني ثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر بن المسور عن أبي عون عن ابن شهاب قال: كانت صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أموالا لمخيريق اليهودي، وأوصى مخيريق بأمواله للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وشهد أحدا فقتل به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة" وإسناده ضعيف جدا، عبد العزيز بن عمران هو ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري والنسائي: لا يكتب حديثه. ¬

_ (¬1) 17/ 14 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 7/ 9 (كتاب فرض الخمس - باب رقم 1)

3428 - حديث جابر مرفوعا "مداراة الناس صدقة" قال الحافظ: أخرجه ابن عدي والطبراني في "الأوسط" وفي سنده يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفوه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "آداب الحكماء" بسند أحسن منه" (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة" (3) وابن الأعرابي (ق 90/ ب) وابن حبان (471) وفي "روضة العقلاء" (ص 70) والطبراني في "مكارم الأخلاق" (141) وابن السني في "اليوم والليلة" (325) وابن عدي (7/ 2614) وأبو الشيخ في "الأمثال" (130) و"الطبقات" (3/ 608 - 609) والقضاعي (91 و92) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 246) والخليلي في "الإرشاد" (32/ أ) والبيهقي في "الشعب" (8087) وابن السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 145) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2396) وابن الجوزي في "العلل" (1215) من طرق عن المسيب بن واضح ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا. قال الخليلي: غريب، تفرد به يوسف وهو زاهد إلا أنه لم يُرض حفظه" وقال أبو نعيم: تفرد به يوسف عن الثوري" وقال ابن عدي: وهذا يعرف بالمسيب بن واضح عن يوسف عن سفيان بهذا الإسناد، وقد سرقه جماعة منه ضعفاء رووه عن يوسف، ولا يرويه غير يوسف عن الثوري" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما يعرف بالمسيب بن واضح وهو في مقام مجهول" وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا أصل له، ويوسف بن أسباط دفن كتبه" العلل 2/ 285 قلت: المسيب بن واضح هو السلمي التلمسي الحمصي وهو مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال الدارقطني: ضعيف. ولم ينفرد به بل تابعه الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي ثنا يوسف بن أسباط به. أخرجه ابن عدي (2/ 746) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 9) والخطيب في "التاريخ" (8/ 58) وابن الجوزي في "العلل" (1215) ¬

_ (¬1) 13/ 144 (كتاب الأدب - باب المداراة مع الناس)

وقال ابن عدي: الاحتياطي يسرق الحديث، منكر الحديث عن الثقات، وهذا الحديث حديث المسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط سرقه منه الاحتياطي هذا وغيره من الضعفاء" قلت: ويوسف بن أسباط مختلف فيه: وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث ربما أخطأ. وقال أبو حاتم: دفن كتبه وهو يغلط كثيرا وهو رجل صالح لا يحتج بحديثه. وقال البخاري: كان قد دفن كتبه فصار لا يجيء بحديثه كما ينبغي. وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق إلا أنّه لما عدم كتبه صار يحمل على حفظه فيغلط ويشتبه عليه ولا يتعمد الكذب. وقال الخطيب: كان يغلط في الحديث كثيرا. ولم ينفرد الثوري به بل تابعه: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه ابن عدي (3/ 904) من طريق أبي الأخيل خالد بن عمرو الحمصي ثنا ابن عيينة به. وقال: أبو الأخيل روى أحاديث منكرة عن ثقات الناس" قلت: وكذبه جعفر الفريابي، وضعفه الدارقطني، ولينه الذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. 2 - يوسف بن محمد بن المنكدر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (466) وابن عدي (7/ 2613) ويوسف ضعيف كما في "التقريب". وللحديث شاهد عن المقدام بن معدي كرب مرفوعا به. أخرجه ابن قانع (3/ 106) وتمام (ق 64/ ب) من طريق آدم بن أبي إياس ثنا بقية عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام به. وفيه عنعنة بقية بن الوليد فإنه كان مدلسا. وله شاهد آخر عن أنس مرفوعا به.

أخرجه عبد الرزاق الكيلاني في "الأربعين الكيلانية" (ص 40) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ثنا يزيد بن هارون ثنا حميد عن أنس به. والسقطي قال الخطيب البغدادي: ليس بمعروف عند أهل النقل (تاريخ بغداد 4/ 244) 3429 - عن عقبة بن عامر قال: نذرت أختي أن تحج ماشية غير مختمرة، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مُرْ أختك فلتختمر، ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من طريق عبد الله بن مالك عن عقبة بن عامر قال: فذكره. ونقل الترمذي عن البخاري أنّه لا يصح فيه الهدي. وقد أخرج الطبراني من طريق أبي تميم الجيشاني عن عقبة بن عامر في هذه القصة "نذرت أن تمشي إلى الكعبة حافية حاسرة" وفيه "لتركب ولتلبس ولتصم" وللطحاوي من طريق أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عقبة بن عامر نحوه" (¬1) له عن عقبة طرق: الأول: يرويه عبيد الله بن زَحْر الإفريقي أنّ أبا سعيد الرُّعَيني أخبره أنّ عبد الله بن مالك اليحصبي أخبره أنّ عقبة بن عامر أخبره أنّه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أخت له نذرت أن تحج (¬2) حافية (¬3) غير مختمرة، فقال (¬4) مروها فلتختمر، ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام" أخرجه أحمد (4/ 151) وأبو داود (3293) واللفظ له والنسائي (7/ 19) وفي "الكبرى" (4757) وأبو يعلى (1753) عن يحيى بن سعيد القطان وأحمد (9/ 149) وابن ماجه (2134) عن عبد الله بن نمير وأحمد (4/ 151) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 130) وفي "المشكل" (2149) ¬

_ (¬1) 14/ 400 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك وفي معصية) (¬2) ولفظ أحمد وغيره "تمشي" ولفظ الخطيب والمزي "تمشي إلى البيت" ولفظ الطحاوي "تمشي إلى الكعبة" (¬3) ولفظ يعقوب "سنة" (¬4) زاد الطبراني "إنّ الله غني عن شقاء أختك"

وأبو بكر الشافعي في "فوائده (444) وفي "عواليه" (60) والطبراني في "الكبير" (17/ 323) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 226) والبغوي في "شرح السنة" (2445) والمزي (4/ 559) عن يزيد بن هارون الواسطي والدارمي (2339) والبيهقي (10/ 80) عن جعفر بن عون الكوفي وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 37 و 209) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ومحمد بن فضيل الكوفي وأبو داود (3294) عن ابن جريج ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 505 - 506) عن حماد والرويانى (253) والذهبي في "الميزان" (3/ 7) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والروياني (245) عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري أخبرني عبيد الله بن زحر به. وأبو سعيد الرعيني اسمه جُعْثُل بن هاعان. - ورواه سفيان الثوري عن يحيى بن سعد الأنصاري واختلف عنه: • فرواه وكيع عن سفيان كرواية يحيى القطان ومن تابعه. أخرجه أحمد (4/ 145) والترمذي (1544) • ورواه عبد الرزاق (15871) عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن زحر عن عبد الله بن مالك عن أبي سعيد اليحصبي أنّ عقبة.

- ورواه هُشيم عن يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: • فرواه مسدد عن هشيم كرواية يحيى القطان ومن تابعه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 323) • ورواه أحمد (4/ 143) عن هشيم عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن زحر عن أبي سعيد الرعيني عن عبد الله بن مالك مرسلا. وتابعه الهيثم بن جميل البغدادي ثنا هشيم به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 130) ورواية يحيى القطان ومن تابعه أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: عبيد الله بن زحر مختلف فيه: وثقه البخاري وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. ولم ينفرد به بل تابعه بكر بن سوادة المصري عن أبي سعيد جُعْثُل القِتْباني (¬1) عن أبي تميم الجَيْشاني (¬2) عن عقبة أنّ أخته نذرت أن تحج ماشية بغير خمار، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "لتحج راكبة مختمرة، ولتصم" أخرجه أحمد (4/ 147) عن حسن بن موسى الأشيب وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 198) عن سعيد بن أبي مريم الجُمحي وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري ثلاثتهم عن ابن لهيعة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 324) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا أبي عن أبيه عن جده عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة به. وابن لهيعة ورشدين بن سعد ضعيفان. ¬

_ (¬1) وهو الرعيني (¬2) وهو عبد الله بن مالك.

الثاني: يرويه حُيي بن عبد الله المَعَافِري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عقبة أنّ أخته نذرت أن تمشي إلى الكعبة حافية غير مختمرة، فذكر ذلك عقبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مر أختك فلتركب، ولتختمر، ولتصم ثلاثة أيام" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 130) وفي "المشكل" (2148) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني حيي به. ورواته ثقات غير حيي بن عبد الله وهو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. الثالث: يرويه يزيد بن أبي منصور البصري عن دُخَيْن الحَجْري عن عقبة أنّ أخت عقبة نذرت أن تمشي إلى بيت الله حافية حاسرة، فمرّ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما شأن هذه؟ " قالوا: إنّها نذرت أن تمشي إلى بيت الله حافية حاسرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مروها فلتختمر، ولتركب، ولتحج" أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 320) ثنا عبدان بن أحمد ثنا عمار بن عمر بن المختار وثنا حكيم بن يحيى المثوثي البصري ثنا أحمد بن عبدة الضبي قالا: ثنا سهل بن أسلم العدوي ثنا يزيد بن أبي منصور به. وعمار بن عمر بن المختار ضعفه البيهقي، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وحكيم بن يحيى المثوثي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد سهل بن أسلم به بل تابعه عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي ثنا يزيد بن أبي منصور به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 129) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البُرْلسي ثنا عيسى بن إبراهيم ثنا عبد العزيز بن مسلم به. وإسناده حسن رواته ثقات غير عيسى بن إبراهيم البِرَكي قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس. الرابع: يرويه مطر الوراق عن عكرمة واختلف عنه: - فقال عبد العزيز بن مسلم القسملي: ثنا مطر عن عكرمة عن عقبة قال: نذرت أختي أن تمشي إلى الكعبة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله لغني عن مشيها، لتركب، ولتُهد بدنة"

أخرجه أحمد (4/ 201) عن عفان بن مسلم الصفار والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 131) وفي "المشكل" (2152) عن عيسى بن إبراهيم البركي قالا: ثنا عبد العزيز بن مسلم به. - وقال إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (29): عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس. وأخرجه أبو داود (3303) عن أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان به. وأخرجه البيهقي (10/ 79) وفي "معرفة السنن" (14/ 206 - 207) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 329) من طريق الدارقطني ثنا أبو الحسن أحمد بن العباس البغوي ثنا طاهر بن خالد بن نزار ثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان ثني مطر عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس. قال الدارقطني: لم يقل لنا في هذا الإسناد: عن قتادة، غير أبي الحسن البغوي، وكان من الثقات، وهو عند غيره عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس" قلت: رواه قتادة عن عكرمة واختلف عنه: - فقال هشام الدَّسْتُوائي: عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه أنّ أخت عقبة بن عامر نذرت أن تحج ماشية قال "إنّ الله لغني عن نذرها، مُرها فلتركب" أخرجه أبو داود (3297) والطحاوي في "المشكل" (2153) والبيهقي (10/ 79) - ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ عقبة بن عامر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أخته نذرت أن تمشي إلى البيت، فقال "إنّ الله عز وجل لغني عن نذر أختك، لتحج راكبة، ولتهد بدنة (¬1) " أخرجه أحمد (1/ 239) ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 226) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "هديا"

عن بهز بن أسد العمي وأحمد (1/ 253 و311) عن عفان بن مسلم الصفار و (1/ 311) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري والدارمي (2340) وأبو داود (3296) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والطحاوي في "المشكل" (2151) عن يزيد بن هارون وأبو يعلى كما في "نصب الراية" (3/ 305) عن أحمد بن عبد الوارث والبيهقي (10/ 79) عن هُدبة بن خالد البصري كلهم عن همام بن يحيى به. • وقال أبو داود الطيالسي: عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن عقبة. أخرجه ابن الجارود (936) والطبراني في "الكبير" (17/ 272) - وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن عكرمة مرسلا. أخرجه أبو داود (3298) والبيهقي (10/ 79) ورواه عن عكرمة أيضا غير من تقدم: 1 - سعيد بن مسروق الثوري. أخرجه أبو داود (3304) عن شعيب بن أيوب الصَّرِيفيني ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن أبيه عن عكرمة عن عقبة أنّه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إنّ أختي في نذرت أن تمشي إلى البيت، فقال "إن الله لا يصنع بمشي أختك إلى البيت شيئا" ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 79 - 80)

وإسناده حسن إن كان عكرمة سمع من عقبة فإني لم أر من صرّح بسماعه منه. 2 - أبو سعد البقال سعيد بن المَرْزُبان. أخرجه الحاكم (4/ 302) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 225) من طريق يعلي بن عبيد الطنافسي ثنا أبو سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أختي حلفت أن تمشي إلى البيت، وإنّه يشقّ عليها المشي، قال "مرها فلتركب إن لم تستطع أن تمشي فما أغنى الله أن يشقّ على أختك" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف أبي سعد البقال. الخامس: يرويه يزيد بن أبي حبيب أنّ أبا الخير حدّثه عن عقبة قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله وأمرتني أن أستفتي لها النبي -صلى الله عليه وسلم -، فاستفتيته فقال "لتمش ولتركب" أخرجه عبد الرزاق (15873) والبخاري (فتح 4/ 451 و 452) ومسلم (1644) وأبو داود (3299) والنسائي (7/ 18) وابن الجارود (937) والطحاوي في "المشكل" (2150) والطبراني في "الكبير" (17/ 273 و 273 - 274) والبيهقي (10/ 78 - 79 و 79) وفي "معرفة السنن" (14/ 206) وفي "الصغرى" (4088) 3430 - عن هند بن أسماء الأسلمي قال: بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم - إلى قومي من أسلم فقال: "مُرْ قومك أن يصوموا هذا اليوم- يوم عاشوراء- فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره" قال الحافظ: أخرج حديثه (أي هند بن أسماء الأسلمي) أحمد وابن أبي خيثمة من طريق ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمى عن أبيه قال: فذكره. وروى أحمد أيضا من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند قال- وكان هند من أصحاب الحديبية، وأخوه الذي بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يأمر قومه بالصيام يوم عاشوراء- قال: فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بعثه فقال "مُرْ قومك بصيام هذا اليوم" قال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال "فليتموا آخر يومهم". قلت: فيحتمل أن يكون كل من أسماء وولده هند أرسلا بذلك، ويحتمل أن يكون أطلق في الرواية الأولى على الجد اسم الأب فيكون الحديث من رواية حبيب بن هند عن جده أسماء فتتحد الروايتان" (¬1) ¬

_ (¬1) 5/ 43 - 44 (كتاب الصوم- باب إذا نوى بالنهار صوما)

أخرجه أحمد (3/ 484) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 238 - 239) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 73) وفي "المشكل" (2275) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 196و 197) والطبراني في "الكبير" (22/ 207) وأبو نعيم في "الصحابة" (6557) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 416) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي عن هند بن أسماء قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى قومي من أسلم فقال "مُرْ قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته قد أكل في أول يومه فليصم آخره". قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 3/ 185 قلت: حبيب بن هند ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن إسحاق صدوق، وعبد الله بن أبي بكر ثقة. طريق أخرى: عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن يحيى بن هند بن حارثة- وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يأمر قومه بصيام يوم عاشوراء وهو أسماء بن حارثة- فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بعثه فقال "مُرْ قومك بصيام هذا اليوم" قال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال "فليتموا آخر يومهم". أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (611) وأحمد (3/ 484) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2391) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 61 - 62) والطبراني في "الكبير" (869) وأبو نعيم في "المعرفة" (1064) عن عفان بن مسلم الصفار وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (145) والطبراني في "الكبير" (869) وأبو نعيم في "المعرفة" (1064) عن محمد بن عبد الله الرقاشي وابن قانع في "الصحابة" (1/ 62) والطبراني في "الكبير" (869) و"الأوسط" (2588) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 349) و"المعرفة" (1064) عن سهل بن بكار الدارمي (¬1) ¬

_ (¬1) هكذا رواه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ومحمد بن محمد بن حيان التمار وأحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي عن سهل بن بكار عن وهيب عن ابن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة عن أسماء بن حارثة. =

كلهم عن وهيب بن خالد البصري عن عبد الرحمن بن حرملة به. وخالفهم أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي فرواه عن وهيب عن عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة عن أبيه مرفوعا به. أخرجه الحاكم (3/ 529 - 530) وقال: صحيح الإسناد" قلت: ابن حرملة مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره. والأول أصح فقد رواه أبو معشر يوسف بن يزيد البَرّاء عن ابن حرملة عن يحيى بن أبي هند بن حارثة- وكان أبو هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يأمر قومه بالصيام يوم عاشوراء- فحدثه يحيى بن أبي هند عن أسماء به. أخرجه الدولابي (2/ 120) من طريق أحمد بن حاتم بن مخشي العطار ثنا أبو معشر به. هكذا رواه أحمد بن حاتم عن أبي معشر، ورواه محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي عن أبي معشر فقال فيه: عن يحيى بن هند بن حارثة، ليس فيه أبي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2855) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 78) طريق أخرى: قال ابن سعد (4/ 322): أنا محمد بن عمر ثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده عن أسماء به. وأخرجه الحاكم (3/ 528 - 529) من طريق الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر به. ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك. 3431 - عن أبي تميمة الهُجَيمي قال: مَرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم - على رجل وهو يقول لامرأته: يا أخية، فزجره. قال الحافظ: قال ابن بطال: وقد روى عبد الرزاق من طريق أبي تميمة الهجيمي: ¬

_ = وخالفهم أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي فرواه عن سهل بن بكار عن وهيب عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أسماء بن حارثة. أخرجه ابن حبان (3618)

فذكره. قلت: حديث أبي تميمة مرسل، وقد أخرجه أبو داود من طرق مرسلة، وفي بعضها عن أبي تميمة عن رجل من قومه أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم -، وهذا متصل" (¬1) يرويه خالد الحَذّاء واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن خالد الحذاء عن أبي تميمة الهُجَيْمي أنّ رجلا قال لامرأته: يا أخية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "أختك هي؟ " فكره ذلك ونهى عنه. مرسل. منهم: 1 - حماد بن سلمة. أخرجه أبو داود (2210) والبيهقي (7/ 366) 2 - عبد الواحد بن زياد العبدي. أخرجه أبو داود والبيهقي 3 - خالد بن عبد الله الطحان. أخرجه أبو داود والبيهقي. 4 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (12595) - وقال عبد السلام بن حرب الكوفي: عن خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رجل من قومه أنّه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يقول لامرأته: يا أخية، فنهاه. أخرجه أبو داود (2211) عن محمد بن إبراهيم البزاز ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام به. - وقال عبد العزيز بن المختار البصري: عن خالد الحذاء عن أبي عثمان عن أبي تميمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم -. قاله أبو داود. - وقال شعبة: عن خالد الحذاء عن رجل عن أبي تميمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم -. قاله أبو داود. وله شاهد عن عمرو بن شعيب قال: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم - رجلا يقول لامرأته: يا أخية، قال "لا تقل لها: يا أخية" ¬

_ (¬1) 11/ 305 (كتاب الطلاق- باب إذا قال لامرأته وهو مكره: هذه أختي، فلا شيء عليه)

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 251) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب به. وهذا مرسل أيضا، وابن جريج مدلس وقد عنعن. 3432 - حديث أسماء بنت يزيد: مَرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم - في المسجد وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم. قال الحافظ: قال النووي: أخرجه أبو داود من حديثها بلفظ "فسلم علينا" (¬1). انظر حديث "مَرَّ علينا النبي -صلى الله عليه وسلم - في نسوة فسلم علينا". 3433 - قال عبد الله بن عمرو: مَرَّ بالنبي -صلى الله عليه وسلم - رجل وعليه ثوبان أحمران، فسلم عليه، فلم يردّ عليه. قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو، وهو حديث ضعيف الإسناد وإن وقع في بعض نسخ الترمذي أنه قال: حديث حسن" (¬2) أخرجه أبو داود (4069) والترمذي (2807) والبزار (2381) والطبراني في "الأوسط" (1372) والحاكم (4/ 190) والبيهقي في "الشعب" (5914) من طريق إسحاق بن منصور السَّلولي ثنا إسرائيل عن أبي يحيى القَتَّات عن مجاهد عن ابن عمرو قال: مَرَّ على النبي -صلى الله عليه وسلم - رجل عليه ثوبان أحمران، فسلم عليه، فلم يردّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم -. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عمرو، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن إسرائيل إلا إسحاق بن منصور" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي يحيى إلا إسرائيل، تفرد به إسحاق" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: الحديث رجال إسناده كلهم ثقات إلا أبا يحيى القتات وهو مختلف فيه، وقد تكلم بعض أهل العلم في ما يرويه إسرائيل عنه. فقال أحمد: روى إسرائيل عن أبي يحيى القتات أحاديث مناكير جدا كثيرة. أي شيء أقدر أقول لإسرائيل؟ إسرائيل مسكين من أين يجيء بهذه، هو ذا حديثه عن غيره. ¬

_ (¬1) 13/ 250 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله تعالى) (¬2) 2/ 31 (كتاب الصلاة- باب الصلاة في الثوب الأحمر)

أي أنه قد روى عن غير أبي يحيى فلم يجيء بمناكير، أي هذا من قبل أبي يحيى" ضعفاء العقيلي 2/ 330 وقيل ليحيى القطان: إنّ إسرائيل روى عن أبي يحيى ثلاثمائة وعن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة، فقال: لم يؤت منه أتي منهما جميعا. يعني من أبي يحيى ومن إبراهيم" التهذيب 3434 - عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال "مَرَّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم بإسناد على شرط مسلم" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها ... " 3435 - حديث أسماء بنت يزيد: مَرَّ علينا النبي -صلى الله عليه وسلم - في نسوة فسلّم علينا" قال الحافظ: حسنه الترمذي، وله شاهد من حديث جابر عند أحمد" (¬2) صحيح وله عن أسماء بنت يزيد طريقان: الأول: يرويه شهر بن حوشب عن أسماء. أخرجه الحميدي (366) وابن سعد (8/ 10) وابن أبي شيبة (8/ 634 - 635) وإسحاق (2296) وأحمد (6/ 452) وأبو داود (5204) وابن ماجه (3701) والطبراني في "الكبير" (24/ 173) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (134) والبيهقي في "الشعب" (8509) وفي "الآداب" (283) والبغوي في "الشمائل" (406) وابن العسكري في "حديثه" (91) عن سفيان بن عيينة والدارمي (2640) عن شعيب بن أبي حمزة كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين سمع شهرا يقول: سمعت أسماء بنت يزيد تقول: مَرَّ بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ونحن في نسوة فسلم علينا وقال "إياكنّ وكفر المنعمين" فقلنا: يا رسول الله، وما كفر المنعمين؟ قال "لعل احداكنّ أن تطول أيمتها بين ¬

_ (¬1) 8/ 78 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب جعفر بن أبي طالب) (¬2) 13/ 270 (كتاب الاستئذان- باب تسليم الرجال على النساء)

أبويها وتعنس فيرزقها الله عَزَّ وَجَلَّ زوجا ويرزقها منه مالا وولدا فتغضب الغضبة فراحت تقول: ما رأيت منه يوما خيرا قط" اللفظ لأحمد. وإسناده حسن رجاله ثقات غير شهر بن حوشب وهو حسن الحديث. ولم ينفرد عبد الله بن عبد الرحمن به بل تابعه: 1 - عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري ثني شهر بن حوشب به. أخرجه أحمد (6/ 457 - 458) والبخاري في "الأدب المفرد" (1047) والترمذي (2697) والطبراني في "الكبير" (24/ 177) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال أحمد بن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب. وقال محمد بن إسماعيل: شهر حسن الحديث وقوَّى أمره" 2 - الحكم بن أبان العدني عن شهر بن حوشب به. أخرجه إسحاق (2297) عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ثني أبي به. وإبراهيم قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. الثاني: يرويه مهاجر بن أبي مسلم الأنصاري عن أسماء. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1048) عن مبشر بن إسماعيل الحلبي والطبراني في "الكبير" (24/ 184) وتمام في "فوائده" (ق 43 / أ) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين كلاهما عن عبد الملك بن أبي غنية عن محمد بن مهاجر الأنصاري عن أبيه عن أسماء بنت يزيد نحوه. ورجاله ثقات غير مهاجر بن أبي مسلم دينار الأنصاري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة، وقد تابعه شهر بن حوشب فالحديث حسن. وله شاهد من حديث جرير أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بنساء فسلم عليهنّ. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 635) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 7120) وأحمد (4/ 363) عن وكيع عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي عن جرير به.

وأخرجه أبو يعلى (7506) وعنه ابن السني في "اليوم والليلة" (225) عن ابن أبي شيبة به. ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة عن جابر ثني رجل عن طارق التميمي عن جرير به. أخرجه أحمد (4/ 357 و 373) قال الحافظ في "التعجيل" في ترجمة طارق: قلت: جابر هو الجُعْفي" قلت: وهو ضعيف. قال البوصيري: مدار الإسناد على جابر الجعفي وهو ضعيف، ومع ضعفه فلم يسمع من طارق" إتحاف الخيرة 7/ 392 3436 - عن ابن عمرو قال: مَرَّ على النبي -صلى الله عليه وسلم - رجل وعليه ثوبان أحمران، فسلم عليه، فلم يردّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه والبزار وقال: لا نعلمه إلا بهذا الإسناد. وفيه أبو يحيى القتات مختلف فيه" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "مَرَّ بالنبي -صلى الله عليه وسلم - رجل وعليه ثوبان أحمران" 3437 - "مرحبا بابنتي" قال الحافظ: وفي قصة فاطمة: فذكره، ثم قال: صحيح" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 7/ 440) عن عائشة. 3438 - "مرحبا بالراكب المهاجر" قال الحافظ: وفي قصة عكرمة بن أبي جهل: فذكره، ثم قال: صحيح" (¬3) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 48) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي عن سفيان الثورىِ عن أبي إسحاق السَّبيعي عن مصعب بن سعد عن عكرمة بن أبي جهل قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يوم جئته "مرحبا بالراكب المهاجر". ¬

_ (¬1) 12/ 423 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر) (¬2) 1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان) (¬3) 1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 53) وأخرجه الترمذي (2735) وابن البختري في "حديثه" (580) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 280) والطبراني في "الكبير" (17/ 373 - 374) و"الدعاء" (1957) والحاكم (3/ 242) وأبو نعيم في "الصحابة" (5446) والبيهقي في "الشعب" (8498) وابن عبد البر (12/ 53) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 71 - 72) والمزي (20/ 248 - 249) من طرق عن أبي حذيفة النهدي به. قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن مسعود عن سفيان، وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث. وروى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي (¬1) عن سفيان عن أبي إسحاق مرسلا، ولم يذكر فيه عن مصعب بن سعد، وهذا أصح. سمعت محمد بن بشار يقول: موسى بن مسعود ضعيف في الحديث وكتبت كثيرا عنه ثم تركته" قلت: موسى بن مسعود مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال ابن معين: موسى بن مسعود ليس بحجة في سفيان. وحديثه في البخاري في المتابعات (¬2). ومن فوقه كلهم ثقات إلا أنّه منقطع بين مصعب بن سعد وعكرمة فإنّه لم يدركه. قال الحافظ: وهو منقطع لأنّ مصعبا لم يدرك عكرمة" الإصابة 7/ 36 ولما قال الحاكم: هذا حديث صحيح، تعقبه الذهبي فقال: قلت: لكنه منقطع" واختلف فيه على أبي إسحاق، فقال أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي: ثنا شريح بن مسلمة ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد أنّ عكرمة بن أبي جهل لما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - قال له "مرحبا بالراكب المسافر أو المهاجر" أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 561 - 562) وأبو نعيم في "الصحابة" (5448) وابن عبد البر (¬3) في "الاستيعاب" (8/ 119 - 120) ¬

_ (¬1) لم ينفرد عبد الرحمن بن مهدي به بل تابعه مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا سفيان عن أبي إسحاق مرسلا. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 498 - 499) (¬2) وتابعه بشر بن سلم البجلي الكوفي ثنا سفيان الثوري به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5447) (¬3) سقط من إسناده: عن شريح بن مسلمة.

وإبراهيم بن يوسف هو ابن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي وهو مختلف فيه، وأبو إسحاق السبيعي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من عامر بن سعد. 3439 - حديث علي: استأذن عمار بن ياسر على النبي -صلى الله عليه وسلم - فقال "مرحبا بالطيب المطيب" قال الحافظ: وأخرج فيه أيضا (أي ابن أبي عاصم) من حديث علي: فذكره، وهو عند الترمذي وابن ماجه والمصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ عماراً ملئ إيمانا إلى مشاشه". 3440 - "مرحبا بأم هانئ" قال الحافظ: ففي حديث أم هانئ: فذكره، ثم قال: صحيح" (¬2) أخرجه مسلم (1/ 498) 3441 - حديث بُريدة أنّ عليا لما خطب فاطمة قال له النبي -صلى الله عليه وسلم - "مرحبا وأهلا" قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي عاصم في هذا الباب حديث بريدة: فذكره، وهو عند النسائي وصححه الحاكم" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّه لا بد للعروس من وليمة" 3442 - عن بشير الحارثي أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم - قال له لما دخل فسلم عليه: "مرحبا وعليك السلام" قال الحافظ: وأخرج النسائي من حديث عاصم بن بشير الحارثي عن أبيه: فذكره" (¬4) أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (313) وعنه ابن السني في "اليوم والليلة" (189) عن أحمد بن سليمان بن عبد الملك الرُّهَاوي ثنا سعيد بن مروان الأزدي من أهل الرُّهَا قال: ثنا عصام بن بشير ثني أبي أنّ بني الحارث بن كعب وفّدوه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: فدخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فقال "مرحبا وعليك السلام من أين أقبلت؟ " فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، بني الحارث وفدوني إليك بالإسلام، فقال "مرحبا بك ما اسمك؟ " قلت: اسمي أكبر، قال "بل أنت بشير" فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم - بشيرا. ¬

(¬1) 13/ 182 (كتاب الأدب- باب قول الرجل مرحبا) (¬2) 1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان) (¬3) 13/ 181 - 182 (كتاب الأدب- باب قول الرجل مرحبا) (¬4) 1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)

وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/97) عن محمد بن مسلم بن واره ثنا سعيد بن مروان أبو عثمان الرهاوي- وأثنى عليه خيرا- وعَمِيرة بن عبد المؤمن أبو سَماعة الرهاوي مولى لهم سمع عصام بن بشير عن أبيه به. ورواه أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني عن محمد بن مسلم بن وارة فلم يذكر عميرة بن عبد المؤمن. أخرجه المزي (11/ 58 - 59) وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 91) والحاكم (4/ 275) من طريق أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا سعيد بن مروان الرهاوي به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من حديث أهل الجزيرة عن عصام" الإصابة 1/ 266 وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1191) من طريق الحسن بن محمد بن أعين الحرّاني عن عصام بن بشير عن أبيه. وأخرجه ابن قانع (1/ 91) من طريق مؤمل بن إهاب الكوفي ثنا سعيد بن عثمان الأزدي ثنا عصام بن بشير حدثني أبي به. وعصام بن بشير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. 3443 - "مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره" قال الحافظ: قال البيهقي: ثبت في صحيح مسلم (2375) من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رفعه: فذكره، وأخرجه أيضا من وجه آخر عن أنس" (¬1) 3444 - "مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره". قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2375) عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) 3445 - عن ابن عباس قال: مرض النبي -صلى الله عليه وسلم - وأخذ عن النساء والطعام والشراب، فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان. ¬

_ (¬1) 7/ 297 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم: 16]) (¬2) 7/ 255 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفاة موسى)

قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد فذكره. وقال: ووقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد بسند ضعيف جدا: فذكره. وقال: وقد وقع في حديث ابن عباس فيما أخرجه البيهقي في "الدلائل" بسند ضعيف في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي -صلى الله عليه وسلم - أنهم وجدوا وَتَرا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس، وجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة. وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع: أنّ عليا وعمارا لما بعثهما النبي -صلى الله عليه وسلم - لاستخراج السحر وجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة فذكر نحوه. وقال: وفي حديث ابن عباس: من شعر رأسه ومن أسنان مشطه. وقال: وقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد: فبعث إلى عليّ وعمار فأمرهما أن يأتيا البئر" (¬1) ضعيف وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه جُوَيْبِر بن سعيد البلخي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وأخذ عن النساء وعن الطعام والشراب، فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان، فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما شكوُهُ؟ قال: طُبّ! يعني سُحر. قال: ومن فعله؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: ففي أي شيء جعله؟ قال: في طلعة، قال: فأين وضعها؟ قال: في بئر ذرْوان تحت صخرة، قال: فما شفاؤه؟ قال: تنزح البئر وترفع الصخرة وتستخرج الطلعة. وارتفع الملكان، فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم - إلى عليّ وعمار فأمرهما أن يأتيا الرّكي فيفعلا الذي سمع، فأتياها وماؤها كأنه قد خضب بالحناء، فنزحاها، ثم رفعا الصخرة فأخرجا طلعة، فإذا بها إحدى عشرة عقدة، ونزلت هاتان السورتان: قل أعوذ برب الفلق، وقيل أعوذ برب الناس، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كلما قرأ آية انحلت عقدة، حتى انحلت العقد وانتشر النبي -صلى الله عليه وسلم- للنساء والطعام والشراب. أخرجه ابن سعد (2/ 198 - 199) عن عمر بن حفص عن جويبر به. وإسناده ضعيف لضعف جويبر، والضحاك لم يسمع من ابن عباس. الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: مرض ¬

_ (¬1) 12/ 336 و 338 و 339 و340 و341 (كتاب الطب- باب السحر)

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرضا شديدا، فأتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: طُبَّ، قال: وما طبه؟ قال: سُحر، قال: وما سحره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في ركية فاتوا الركي فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الركية فاحرقوها، فلما أصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركي فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الركية فأحرقوها فإذا فيها وَتَرٌ فيه إحدى عشرة عقدة، فأنزلت عليه هاتان السورتان، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1]. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 248) والكلبي متهم بالكذب. 3446 - قوله- صلى الله عليه وسلم - لرسول ابنته "مُرْها فلتصبر ولتحتسب" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 397 - 399) من حديث أسامة بن زيد. 3447 - حديث أبي هريرة في قصة الذي استعان به -صلى الله عليه وسلم- على تجهيز ابنته فلم يكن عنده شيء، فاستدعى بقارورة فسلت له فيها من عرقه وقال لها "مُرْها فلتطيب به" فكانت إذا تطيبت به شَمّ أهل المدينة رائحة ذلك الطيب فسموا بيت المطيبين. قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والطبراني" (¬2) ضعيف جدا أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6295) وفي "معجمه" (118) عن بشر بن سيحان البصري ثنا حلبس بن غالب ثنا سفيان الثوري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني زوجت ابنتي، وإني أحب أن تعينني بشيء. قال "ما عندي شيء ولكن إذا كان غداً فائتني بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة، وآية بيني وبينك أن أجيف ناحية الباب" قال: فلما كان في الغد أتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة، قال: فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يسلت العرق عن ذراعيه حتى امتلأت القارورة فقال ¬

_ (¬1) 11/ 263 (كتاب الطلاق وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق:1]) (¬2) 7/ 383 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-)

"خذها وأمر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به" قال: فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب، فسموا بيت المطيبين. وأخرجه ابن عدي (2/ 862 - 863) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2916) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا بشر بن سيحان به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 23 - 24) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل" (52) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن محمد السوطي ثنا بشر بن سيحان ثنا حلبس الكلبي به. ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 291 - 292) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا سفيان، ولا عن سفيان إلا حلبس، تفرد به بشر" وقال ابن عدي: وهذا عن الثوري بهذا الإسناد منكر، وحلبس منكر الحديث عن الثقات" وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع وهو مما عملته يدا حلبس. قال الدارقطني: هو متروك، وقال الأزدي: واهٍ دامر، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال" وقال الذهبي: قلت: وهذا منكر جدا" الميزان 1/ 588 وقال الهيثمي: وفيه حلبس الكلبي وهو متروك" المجمع 8/ 283 وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جدا" البداية 6/ 25 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف حلبس بن غالب" مختصر الإتحاف 9/ 98 3448 - عن أبي هريرة: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسير في جوف الليل إذ بصر بخيال نفرت منه الإبل، فإذا امرأة عريانة ناقضة شعرها، فقالت: نذرت أن أحج ماشية عريانة ناقضة شعري، فقال "مُرْها فلتلبس ثيابها، ولتهرق دما" قال الحافظ: أخرجه البيهقي بسند ضعيف" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 14/ 400 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك وفي معصية)

أخرجه البيهقي (10/ 80) من طريق ابن وهب أني عبد الله بن يزيد عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسير في ركب في جوف الليل إذ بصر بخيال قد نفرت منه إبلهم، فأنزل رجلا فنظر فإذا هو بامرأة عريانة ناقضة شعرها، فقال: مالك؟ قالت: إني نذرت أن أحج البيت ماشية عريانة ناقضة شعري فأنا أتكمن بالنهار وأتنكب الطريق بالليل، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال "ارجع إليها فمرهما فلتلبس ثيابها، ولترهق دما". وقال: هذا إسناد ضعيف" قلت: يحيى بن عبيد الله هو ابن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين وغيره: لا يكتب حديثه، وقال الحاكم: روى عن أبيه عن أبي هريرة بنسخة أكثرها مناكير. وأبوه قال أحمد وغيره: لا يعرف. وللحديث شاهد عن عكرمة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حانت منه نظرة فإذا هو بامرأة ناشرة شعرها فقال "ما هذه؟ " قالوا: يا رسول الله نذرت أن تحج ماشية ناشرة شعرها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مروها فلتغطى رأسها، ولتركب" أخرجه البيهقي (10/ 80) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي بكر بن الحسن قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أنبا عبد الوهاب بن عطاء أنبا سعيد عن أيوب عن عكرمة به. ويحيى بن أبي طالب وعبد الوهاب بن عطاء مختلف فيهما، والباقون ثقات. 3449 - "مروا أولادكم بالصلاة لسبع" سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "علموا الصبي الصلاة ابن سبع" 3450 - "مروهم بالصلاة" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر الحديث السابق. ¬

_ (¬1) 11/ 263 (كتاب الطلاق وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: 1]) (¬2) 15/ 132 (كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة)

3451 - "مروهم بالصلاة لسبع" سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "علموا الصبي الصلاة ابن سبع" 3452 - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه جواب كسرى قال"مزّق الله ملكي" ولما جاءه جواب هرقل قال "ثبت الله ملكه" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر حديث "أمّا هؤلاء فيمزقون، وأما هؤلاء فستكون لهم بقية" في حرف الهمزة. 3453 - قوله -صلى الله عليه وسلم- في الدجال "مسيح الضلالة" سكت عليه الحافظ (¬3). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الدجال أشبه الناس به" وسيأتي الكلام عليه أيضا في ح ديث آخر في حرف الياء فانظر حديث "يخرج مسيح الضلالة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ" 3454 - عن ابن عباس قال: مطر الناس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "فذكر نحو حديث زيد بن خالد في الباب وفي آخره "فانزلت هذه الآية {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)} [الواقعة: 75] إلى قوله {تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75] " قال الحافظ: وروى مسلم (73) من طريق أبي زميل عن ابن عباس قال: فذكره" (¬4) 3455 - عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، ذراري المسلمين؟ قال "مع آبائهم" قلت: يا رسول الله، بلا عمل؟ قال "الله أعلم بما كانوا عاملين" قال الحافظ: عند أحمد وأبي داود عن عائشة ما يحتمل أن تكون هي السائلة، فأخرجا من طريق عبد الله بن أبي قيس عنها قالت: فذكرته" (¬5) صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 180 (كتاب العلم- باب متى يصح سماع الصغير) (¬2) 1/ 49 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬3) 16/ 207 - 208 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال) (¬4) 3/ 176 (كتاب الصلاة- أبواب الاستسقاء- باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82]) (¬5) 3/ 490 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسند عائشة" (1129) وأبو داود (4712) والطبراني في "مسند الشاميين" (843) واللالكائي في "السنة" (1091) والبيهقي في "القضاء والقدر" (615) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي قيس ص 20) من طرق عن محمد بن زياد الألهاني عن عبد الله (¬1) بن أبي قيس قال: سألت عائشة عن ذراري المؤمنين وذراري المشركين، فقالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذراري المؤمنين، فقال"هم مع (¬2) آبائهم" فقلت: بلا عمل؟ فقال "الله أعلم بما كانوا عاملين" وسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذراري المشركين، فقال "هم مع (¬3) آبائهم" قلت: بلا عمل؟ قال "الله أعلم بما كانوا عاملين" وإسناده صحيح. ولم ينفرد محمد بن زياد به بل تابعه محمد بن سليمان بن أبي ضمرة السلمي ثنا عبد الله بن أبي قيس قال: أرسلني مولاي عطية بن الحارث إلى عائشة أسألها: فذكر حديثا طويلا وفيه: قلت: يا أم المؤمنين أولاد المشركين؟ قالت: في النار، سألتْ خديجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أولادها في الجاهلية؟ فقال "في النار" فقالت: يا رسول الله، بلا عمل؟ قال "الله أعلم بما كانوا عاملين". أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1576) عن خطاب بن سعد الدمشقي ثنا نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة السُّلَمِي ثنا أبي به. وخطاب بن سعد ترجمه ابن عساكر ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ونصر بن محمد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث لا يصدق، وقال البرذعي عن أبي زرعة: لست أحدث عنه، وأمَرَنا أن نضرب على حديثه جملة. وذكره ابن حبان في "الثقات". - ورواه عتبة بن ضمرة بن حبيب الحمصي عن عبد الله بن أبي قيس واختلف عنه: • فقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: ثنا عتبة بن ضمرة ثني عبد الله بن أبي قيس مولى غطيف أنّه أتى عائشة فسلم عليها وذكر الحديث. أخرجه أحمد (¬4) (6/ 84) عن أبي المغيرة به. ¬

_ (¬1) سماه إسماعيل بن عياش: عبد الله بن قيس، كما عند ابن عساكر. قال البخاري: ولا يصح، وقال ابن حبان: ومن قال عبد الله بن قيس فقد وهم. (¬2) وفي لفظ "من" (¬3) وفي لفظ "من" (¬4) ورواه أبو داود في "القدر" (تهذيب الكمال 19/ 308 - 309) عن أحمد به. وأخرجه المزي (19/ 308 - 309) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1240) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به. وقال: لا أعلم عتبة بن ضمرة أسند غير هذا الحديث" • وقال بقية بن الوليد: ثني عتبة بن ضمرة ثني عبد الله بن أبي قيس عن عازب بن مدرك قال: سألت عائشة. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1130) عن بقية به. 3456 - حديث جابر: فقال عمر: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه" قال الحافظ: ولمسلم (1063) من حديث جابر: فذكره. وقال: ووجدت لحديث جابر شاهدا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أتاه رجل يوم حنين وهو يقسم شيئا، فقال: يا محمد اعدل. ولم يسمّ الرجل أيضا، وسماه محمد بن إسحاق بسند حسن عن عبد الله بن عمرو، وأخرجه أحمد والطبري أيضا ولفظه: أتى ذو الخويصرة التميمي رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-وهو يقسم الغنائم بحنين فقال: يا محمد، فذكر نحو هذا الحديث المذكور. وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند البزار والطبري: رجل من أهل البادية حديث عهد بأمر الله. وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو: فقال: اعدل يا محمد. وفي لفظ له عند البزار والحاكم: فقال: يا محمد، والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ما أراك تعدل. وفي رواية مقسم التي أشرت إليها، فقال: يا محمد، قد رأيت الذي صنعت، قال "وكيف رأيت؟ " قال: لم أرك عدلت. وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو "عند من يلتمس العدل بعدي؟ " وفي رواية مقسم عنه: فغضب -صلى الله عليه وسلم- وقال "العدل إذا لم يكن عندي فعند من يكون؟ " وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو من طريق مقسم عنه: فقال عمر: يا رسول الله، ألا أقوم عليه فأضرب عنقه؟. وقال: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو من رواية مقسم عنه "فإنه سيكون لهذا شيعة يتعمقون في الدين يمرقون منه"

وقال: ووقع في رواية عقبة بن وسّاج عن ابن عمرو: فجعل يقسم بين أصحابه ورجل جالس فلم يعطه شيئا، فقال: يا محمد، ما أراك تعدل" (¬1) صحيح وحديث ابن عمرو له عنه طرق: الأول: يرويه مِقْسَم أبو القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم يقال له: ذو الخويصرة فوقف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو يعطي الناس، قال: يا محمد، قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أجل فكيف رأيت؟ " قال: لم أرك عدلت، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال "ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟ " فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال "لا، دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم" أخرجه أحمد (2/ 219) وفي "السنة" (1504) وابن أبي عاصم في "السنة" (962 و 963) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 186 - 187) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني أبو عبيدة بن عمار بن ياسر عن مقسم به. قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 6/ 227 - 228 قلت: ابن إسحاق ومقسم صدوقان، وأبو عبيدة وثقه ابن معين وعبد الله بن أحمد فالإسناد حسن. الثاني: يرويه عمر بن الحكم (¬2) عن ابن عمرو قال: أتاه رجل -يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقسم تِبْراً يوم حنين فقال: يا محمد اعدل، فقال "ويحك إن لم أعدل، عند من يلتمس العدل؟ " ثم قال "يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يسألون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرءون كتاب الله، محلقة رؤوسهم، إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (977) عن أبي موسى محمد بن المثنى ثنا عبد الله بن حُمران ثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن عمر بن الحكم به. ¬

_ (¬1) 15/ 319و321 و 323 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف) (¬2) أظنه ابن رافع بن سنان الأنصاري وثقه أبو زرعة وابن حبان.

وأخرجه الحاكم (2/ 145) من طريق محمد بن سنان القزاز ثنا عبد الله بن حمران به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج البخاري لجعفر بن عبد الله والد عبد الحميد في الصحيح شيئا، واستشهد بعبد الله بن حمران وبعبد الحميد بن جعفر وبعمر بن الحكم. وعبد الله بن حمران وعبد الحميد بن جعفر صدوقان، وجعفر بن عبد الله وعمر بن الحكم ثقتان، فالإسناد حسن. الثالث: يرويه عقبة بن وسّاج الأزدي عن ابن عمرو قال: أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسقاية من ذهب أو فضة، فجعل يقسمها بين أصحابه، فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، لئن كان الله أمرك بالعدل فلم تعدل؟ قال "ويلك فمن يعدل عليك بعدي" فلما أدبر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "إنّ في أمتي أشباه هذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، فإن خرجوا فاقتلوهم، قال ذلك ثلاثا" أخرجه البزار (كشف 1850) عن عمرو بن علي الفلاس وابن أبي عاصم في "السنة" (967) عن أبي موسى محمد بن المثنى والفريابي في "فضائل القرآن" (196) عن عبيد الله بن عمر القواريري قالوا: ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن عقبة به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 228 قلت: وكلهم ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من عقبة. 3457 - "معترك المنايا ما بين ستين وسبعين" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من طريق إبراهيم بن الفضل عن سعيد عن أبي هريرة، وإبراهيم ضعيف" (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 14 (كتاب الرقاق- باب من بلغ ستين سنة)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين" 3458 - عن ابن عباس قال: مكث النبي -صلى الله عليه وسلم-أياما بعد مجيء الوحي لا يرى جبريل فحزن حزنا شديدا حتى كاد يغدو إلى ثبير مرّة وإلى حراء أخرى يريد أن يلقي نفسه، فبينا هو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال إذ سمع صوتا فوقف فزعا ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعا يقول: يا محمد، أنت رسول الله حقا وأنا جبريل، فانصرف وقد أقر الله عينه وانبسط جأشه، ثم تتابع الوحي. قال الحافظ: أخرجه ابن سعد" (¬1) ضعيف جدا رواه ابن سعد (1/ 196) عن محمد بن عمر الواقدي ثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس. والواقدي متروك الحديث. 3459 - "ملئ إيمانا إلى مشاشه" يعني عمارا قال الحافظ: وروى البزار من حديث عائشة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره، وإسناده صحيح" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه" 3460 - حديث جابر: قلت: يا رسول الله، مم أضرب منه يتيمي؟ قال "مما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله" قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني في "المعجم الصغير" من حديث جابر: فذكره" (¬3) يرويه عمرو بن دينار واختلف عنه: - فقال أبو عامر صالح بن رستم الخَزَّار: عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال رجل: يا رسول الله! مما أضرب منه يتيمي؟ قال "مما كنت ضاربا منه ولدك، غير واق مالك بماله، ولا مُتأثل من ماله مالا" ¬

_ (¬1) 16/ 12 (كتاب التعبير- باب أول ما بدىء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة) (¬2) 8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمار وحذيفة) (¬3) 13/ 43 - 44 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)

أخرجه ابن حبان (4244) والطبراني في "الصغير" (244) وابن عدي (4/ 1390) وأبو الشيخ في "حديثه" (90) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 453) وابن المقرئ في "المعجم" (631 و 632) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 351 و 6/ 296) والبيهقي (6/ 4) وفي "الشعب" (4882) من طرق عن معلي بن مهدي الموصلي ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن أبي عامر الخزاز به. قال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن دينار عن جابر إلا أبو عامر الخزاز ولا عنه إلا جعفر بن سليمان، تفرد به معلي بن مهدي" وقال ابن عدي: لا أعرفه إلا من هذا الطريق وهو غريب، ولا أعلم يرويه عن أبي عامر غير جعفر بن سليمان" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو عن جابر، تفرد به الخزاز واسمه صالح بن رستم من ثقات أهل البصرة" وقال الهيثمي: وفيه معلي بن مهدي وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 163 قلت: أبو عامر الخزاز مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، ومعلي بن مهدي قال أبو حاتم: يأتي أحيانا بالحديث المنكر، وجعفر وعمرو ثقتان. - وقال غير واحد: عن عمرو بن دينار عن الحسن العُرَني مرسلا، منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة" (211) وعبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 148) وسعيد بن منصور (572) وابن أبي شيبة (9/ 117) والطبري في "تفسيره" (4/ 260) وفي "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ حديث رقم 696) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 154) والبيهقي (6/ 4) 2 - أيوب السَّخْتِياني. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 148) وابن أبي شيبة (6/ 379 - 380) والطبري في "التهذيب" (مسند عمر 1/حديث رقم 698) 3 - حماد بن زيد. أخرجه سعيد بن منصور (572) والبيهقي (6/ 4)

وقال: هذا مرسل" قلت: وهو أصح من الموصول لأنّ الذي أرسله أحفظ ممن وصله بل إنّ ابن عيينة من أثبت الناس في عمرو بن دينار كما حكى اللالكائي إجماع الحفاظ على ذلك. ولم ينفرد عمرو بن دينار به بل تابعه الزبير بن موسى المكي عن الحسن العرني به. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 149) عن سفيان الثوري عن ابن أبي نَجِيح عن الزبير بن موسى به. وللحديث شاهد عن بلال قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول الله، إنّ في حجري يتيما، أفأضربه؟ قال "نعم، مما تضرب منه ولدك" أخرجه أبو يعلى (المطالب 2586) ثنا أبو موسى الهروي ثنا أبو معاوية عن الحجاج عن عبد الملك بن رزين عن بلال به. قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة" مختصر الإتحاف 8/ 321 3461 - عن نوح بن مخلد أنّه قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: "ممن أنت؟ " قال: من ضبيعة ربيعة، فقال "خير ربيعة عبد القيس، ثم الحي الذين أنت منهم" قال الحافظ: روى الطبراني وابن منده في ترجمة نوح بن مخلد جد أبي جَمْرة أنه قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 173 - 174) والطبراني في "الأوسط" (7118) وابن مندة كما في "الإصابة" (10/ 193) وأبو نعيم "الصحابة" (6466) من طريق سعيد (¬2) بن نوح الضبعي عن أحمد بن الأشعث وخالد بن مخلد الضبعيين عن حرب (¬3) بن حصين الضبعي عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي أنّ جده نوح بن مخلد الضبعي أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-وهو بمكة فسأله "ممن أنت؟ " الحديث. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن نوح بن مخلد إلا بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) 1/ 138 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان) (¬2) في "الأوسط": عتاب. (¬3) في "الأوسط": عن حفص بن حرب بن حصن. ورواه أبو نعيم عن الطبراني ووقع عنده: عن حصين بن حرب بن حصن. ووقع عند ابن مندة: حريب بن حصين.

وقال ابن مندة: تفرد به سعيد بن نوح" قلت: ترجمه ابن أبي حاتم وقال: سألت أبي عنه فقال: كان صدوقا من خيار عباد الله. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 49 3462 - "مِنْ أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر" قال الحافظ: روي عن أبي أمية الجمحي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (61) أنا عبد الله بن لهيعة ثني بكر بن سوادة عن أبي أمية الجمحي مرفوعا "إنّ من أشراط الساعة ثلاثا: إحداهنّ أن يلتمس العلم عند الأصاغر" ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 361 - 362) واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (102) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (435) وأبو نعيم في "الصحابة" (6683) وابن عبد البر في "الجامع" (1052) والخطيب في "أخلاق الراوي" (159) والهروي في "ذم الكلام" (ق 123/أ) ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه: 1 - عفيف بن سالم الموصلي عن ابن لهيعة به. أخرجه الخطيب في "الفقيه" (2/ 79) وفي "نصيحة أهل الحديث" (5) وابن عبد البر (1051) 2 - كامل بن طلحة الجَحْدَري ثنا ابن لهيعة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8136) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمية الجمحي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 1/ 135 ¬

_ (¬1) 1/ 152 (كتاب العلم- باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه)

قلت: وهو كما قال، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه سعيد بن أبي أيوب المصري عن بكر بن سوادة عن أبي أمية به. أخرجه الخطيب في "أخلاق الراوي" (159) من طريق سويد بن سعيد الهروي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب به. وسويد ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بثقة، وقال الترمذي في "العلل": ذكر البخاري سويد بن سعيد فضعفه جدا وقال: كان ما لقن شيئا لقنه، وضعّف أمره، وقال ابن المديني: ليس بشيء. وضعفه ابن حبان أيضا وغيره، وقواه بعضهم. وأبو أمية الجمحي قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (11/ 133): ذكره بعضهم في الصحابة وفيه نظر" 3463 - حديث عبد الله بن أنيس الجهني مرفوعا قال "مِنْ أكبر الكبائر" فذكر منها: اليمين الغموس" قال الحافظ: أخرجه الترمذي بسند حسن. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 5) وأحمد (3/ 495) والترمذي (3020) والطحاوي في "المشكل" (893) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5199) والطبراني في "الكبير" (13/حديث رقم 349) و"الأوسط" (3261) والحاكم (4/ 296) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 327) والبيهقي في "الشعب" (4502) والمزي (33/ 51 - 52) من طرق عن الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قُنْفُذ التيمي عن أبي أمامة الأنصاري عن عبد الله بن أنيس مرفوعاً "إنّ من أكبر الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث" وقال الترمذي: أبو أمامة الأنصاري هو ابن ثعلبة ولا نعرف اسمه، وقد روى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أحاديث، وهذا حديث حسن غريب" ¬

_ (¬1) 13/ 15 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث الليث وهشام، وما رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا ابن أنيس" قلت: وهشام بن سعد هو المدني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه عبد الرحمن بن إسحاق المدني فرواه عن محمد بن زيد عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن أنيس به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1608) عن وهب بن بقية الواسطي أنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق به. وأخرجه ابن حبان (5563) عن أبي يعلى ثنا وهب بن بقية به. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 179 - 180) من طريق أبي القاسم نصر بن أحمد المرجى عن أبي يعلى به (¬1). وعبد الرحمن بن إسحاق صالح الحديث كما قال أحمد وغيره، وهو أقوى من هشام بن سعد فالقول قوله. ومحمد بن زيد ثقة، وعبد الله بن أبي أمامة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المجرد" والحافظ في "التقريب": صدوق. وللحديث شاهد عن ابن عمرو مرفوعا "الكبائر: الأشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس" أخرجه البخاري (فتح 14/ 364) 3464 - حديث بُريدة رفعه "من أكبر الكبائر" فذكر منها "منع فضل الماء، ومنع الفحل" قال الحافظ: أخرجه البزار بسند ضعيف" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) رواه محمود بن محمد الواسطي عن وهب بن بقية فقال فيه: عن عبد الله بن أبي أمامة عن أبي أمامة عن عبد الله بن أنيس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13 /حديث رقم 350) (¬2) 13/ 15 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

أخرجه البزار (كشف 107) ثنا عمرو بن مالك ثنا عمر بن علي المُقَدَّمي ثنا صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا"إنّ أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء، ومنع الفحل" وقال: لا نعلم رفعه إلا بريدة ولا رواه عن صالح إلا عمر" وقال ابن عبد البر: هذا حديث ليس بالقوي، وليس له غير هذا الإسناد، وليس مما يحتج به" التمهيد 5/ 76 - 77 وقال الهيثمي: وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف ولم يوثقه أحد" المجمع 1/ 105 وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر 2/ 503 قلت: واختلف فيه على صالح بن حيان، فرواه يعلي بن عبيد الطنافسي عنه عن ابن بريدة عن أبيه قوله. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (5213) • ورواه محمد بن عبيد الطنافسي عن صالح بن حيان عن ابن بريدة قوله. أخرجه هناد في "الزهد" (986) 3465 - "مِن الجفاء أن أُذكر عند رجل فلا يصلي علي" قال الحافظ: وعند عبد الرزاق من مرسل قتادة: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (3121) عن محمد بن مسلم الطائفي وابن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي به مرفوعا. ورجاله ثقات. 3466 - قال أنس: مِن السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى. قال الحافظ: لكن في "المستدرك" للحاكم من طريق معاوية بن قرة عن أنس أنّه كان يقول: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 421 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-) (¬2) 2/ 69 (كتاب الصلاة- باب التيمن في دخول المسجد وغيره)

أخرجه الحاكم (1/ 218) وعنه البيهقي (2/ 442) ثنا أبو حفص عمر بن جعفر المفيد البصري ثنا أبو خليفة القاضي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شداد أبو طلحة قال: سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أنس بن مالك أنّه كان يقول: فذكره. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بشداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي" وقال البيهقي: تفرد به شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي وليس بالقوي" قلت: هو مختلف فيه والأكثر على توثيقه فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وقد أخرج له مسلم حديثا واحدا في الشواهد. وشيخ الحاكم متكلم فيه، وأبو خليفة هو الفضل بن الحباب الجمحي، وأبو الوليد هو هشام بن عبد الملك وهما ثقتان، وكذا معاوية بن قرة. 3467 - عن علي قال: مِن السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا. قال الحافظ: ففي الترمذي عن علي قال: فذكره، وفي ابن ماجه عن سعد القَرَظ أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأتي العيد ماشيا. وفيه عن أبي رافع نحوه، وأسانيد الثلاثة ضعاف. وقال الشافعي في"الأم": بلغنا عن الزهري قال: ما ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عيد ولا جنازة قط" (¬1) روي من حديث علي ومن حديث سعد القَرَظ ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث عبد الرحمن بن حاطب ومن حديث أبي رافع ومن حديث ابن عمر ومن حديث الزهري مرسلا فأما حديث علي فأخرجه عبد الرزاق (5667) عن سفيان الثوري وابن أبي شيبة (5576) والترمذي (530) وأبو علي الطوسي في "مختصرالأحكام" (498) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 263 - 264) والبيهقي (3/ 281) عن شريك بن عبد الله القاضي وابن ماجه (1296) والبيهقي (3/ 281) ¬

_ (¬1) 3/ 103 (كتاب العيدين- باب المشي والركوب إلى العيد)

عن زهير بن معاوية الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي قال: مِن السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا، وأن تأكل شيئا قبل أن تخرج. اللفظ للترمذي وقال: هذا حديث حسن" قلت: بل ضعيف لضعف الحارث الأعور وعنعنة أبي إسحاق. وأما حديث سعد القرظ فأخرجه ابن ماجه (1294) والبيهقي (3/ 281) من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ ثني أبي عن أبيه عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن وأبيه" مصباح الزجاجة 1/ 153 قلت: أما عبد الرحمن فهو ضعيف كما قال ابن معين، وأما أبوه فهو مجهول، قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله ولا حال أبيه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه البزار (1115) من طريق المعافى بن عمران الموصلي عن خالد بن الياس عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا في طريق غير الطريق الذي خرج فيه. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وخالد بن الياس هذا فليس بالقوي، والمهاجر بن مسمار رجل مشهور صالح الحديث" وقال الهيثمي: وفيه خالد بن الياس وهو متروك" المجمع 2/ 200 - 201 قلت: وهو كما قال بل نسبه غير واحد إلى الوضع. وأما حديث عبد الرحمن بن حاطب فأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 137) من طريق خالد بن الياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأتي العيد ماشيا. وخالد بن الياس تقدم ما فيه. وأما حديث أبي رافع فأخرجه ابن ماجه (1297) من طريق مِنْدَل بن علي العَنَزي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأتي العيد ماشيا.

وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي ومحمد بن عبيد الله. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (1295) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن أبيه وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا. وعبد الرحمن العمري كذبه أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال أبو زرعة والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه. ولم ينفرد به: فقد أخرجه البيهقي (3/ 281) من طريق حسان بن حسان البصري ثنا عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفطر ويوم الأضحى يخرج ماشيا وتحمل بين يديه الحربة ثم تنصب بين يديه في الصلاة يتخذها سُترة وذلك قبل أن تبنى الدور في المصلى، قال: وفعل ذلك بعرفة. وقال: قوله "ماشيا" غريب لم أكتبه من حديث ابن عمر إلا بهذا الإسناد وليس بالقوي، فأما سائر ألفاظه فمشهورة" قلت: وحسان بن حسان قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ليس بقوي، واحتج به البخاري. وأما حديث الزهري فأخرجه عبد الرزاق (6284) عن مَعْمر بن راشد والفريابي في "أحكام العيدين" (27) عن محمد بن الوليد الزبيدي كلاهما عن الزهري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يركب في جنازة قط ولا في خروج أضحى ولا فطر. اللفظ للفريابي ورواته ثقات إلا أنه مرسل. 3468 - "مِن الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وغسل البراجم، والانتضاح" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث عمار بن ياسر مرفوعا نحو حديث عائشة قال: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 12/ 457 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

أخرجه الطيالسي (ص 89) ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر عن عمار بن ياسر مرفوعا "الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والاستحداد، والانتضاح، والختان، وغسل البراجم". وأخرجه أحمد (4/ 264) وأبو داود (54) وابن ماجه (294 و1/ 108) والطحاوي في "المشكل" (684) وأبو يعلى (1627) والبيهقي (1/ 53) والهيثم بن كليب (1043و1044) والمزي (11/ 319 - 320) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال أبو الوليد الطيالسي: لا أراه إلا منقطعا" مسند الهيثم بن كليب 2/ 435 - 436 قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان، وسلمة بن محمد ترجمه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 337) وقال: منكر الحديث يروي عن جده عمار بن ياسر ولم يره، وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات لإرساله الخبر فكيف إذا انفرد، سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن سلمة بن محمد بن عمار عن عمار "الفطرة: المضمضة" قال: مرسل" وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير": (2/ 2/ 77) وقال: لا يعرف أنّه سمع من عمار" وقال الذهبي في "الميزان": روايته عن جده مرسلة، روى عنه علي بن جدعان وحده" قلت: ورواه موسى بن إسماعيل البصري عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سلمة بن محمد عن أبيه عن جده. أخرجه أبو داود (54) وله شاهد عن عائشة مرفوعا "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" قال مصعب (الراوي): ونسيت العاشرة إلا أن يكون المضمضة. أخرجه مسلم (261) 3469 - "مِن انقلاب الدين تفصُّح النبي واتخاذهم القصور في الأمصار" قال الحافظ: وفي الطبراني من طريق أبي جَمْرة عن ابن عباس مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 1/ 131 (كتاب الإيمان- باب سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (12945) ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن صالح بن مهران ثنا عمران بن تمام ثنا أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس مرفوعا "مِن إكفاء الدين تفصُّح النبي واتخاذهم القصور في الأمصار". وإسناده ضعيف. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 295): سألت أبي عن عمران بن تمام فقال: كان عندي مستورا إلى أن حدّث عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم - بحديث منكر أنّه قال: من إكفاء الدين تفصح النبي واتخاذهم القصور في الأمصار". قال الحافظ في "اللسان" (4/ 344): يعني فافتضح. 3470 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم - رأى فاطمة مقبلة فقال "مِن أين جئت؟ " فقالت: رحمت على أهل هذا الميت ميتهم، فقال "لعلك بلغت معهم الكُدَى" قالت: لا. قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 168 - 169) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 170) وأبو داود (3123) والبزار (2440) والنسائي (4/ 23) وفي "الكبرى" (2007) وأبو يعلى (6746) والطحاوي في "المشكل" (278) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 85 - 86) وابن حبان (3177) والطبراني في "الكبير" (13/حديث رقم 45 و 46) والحاكم (1/ 373 و374) والبيهقي (4/ 60 و 77 - 78) وفي "الدلائل" (1/ 192) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (20) والمزي في "التهذيب" (9/ 114 - 115) من طرق عن ربيعة بن سيف المَعَافِري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو قال: بينما نحن نمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ بصر بامرأة لا نظن أنّه عرفها، فلما توجهنا الطريق وقف حتى انتهت إليه فإذا فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورضي عنها، فقال"ما أخرجك من بيتك يا فاطمة؟ " قالت: أتيت أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم وعزيتهم. فقال "لعلك بلغت معهم الكُدَى" قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها معهم وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر. قال "لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك". قال النسائي: ربيعة ضعيف" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬2) ¬

(¬1) 3/ 388 (كتاب الجنائز- باب اتباع النساء الجنازة) (¬2) وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 3/ 161 - 162

قلت: ربيعة لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو مختلف فيه، قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/ 309): منكر الحديث. ووثقه العجلي وغيره. وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 1005): رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بإسناد ضعيف" 3471 - "مِن تمام التحية الأخذ باليد" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وفي سنده ضعف، وحكى الترمذي عن البخاري أنّه رجح أنّه موقوف على عبد الرحمن بن يزيد النخعي أحد التابعين" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تمام عيادة المريض" 3472 - عن أبي هريرة رفعه "مِن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه" (¬2) روي من حديث أبي هريرة ومن حديث الحسين بن علي ومن حديث زيد بن ثابت ومن حديث أبي بكر الصديق فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (108) وأبو الشيخ في "الأمثال" (53) وفي "الطبقات" (4/ 64 - 66) وتمام (ق 36 - 37 و 37) والخطيب في "التاريخ" (5/ 172) من طرق عن العمري به. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر جدا بهذا الإسناد" العلل 2/ 132 قلت: العمري كذبه أحمد وأبو حاتم، وقال أبو زرعة والنسائي: متروك الحديث. الثاني: يرويه الزهري واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 13/ 295 (كتاب الاستئذان- باب الأخذ باليدين) (¬2) 14/ 90 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان)

- فرواه الأوزاعي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الأوزاعي ثني قرة بن عبد الرحمن بن حَيْويل عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (2317) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 198) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 141) عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي وابن ماجه (3976) وابن حبان (229) وابن عدي (6/ 2077) وأبو الشيخ في "الأمثال" (54) عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي والقضاعي (192) والبيهقي في "الآداب" (1152) وفي "الأربعين الصغرى" (26) وفي "المدخل" (291) وفي "الشعب" (4633) وابن عبد البر (9/ 198 - 199) والبغوي في "شرح السنة" (4132) عن الوليد بن مزيد البيروتي وابن عبد البر (9/ 198) عن علي بن محمد بن لؤلؤ البغدادي كلهم عن الأوزاعي به. • وقال محمد بن كثير المصيصي: عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه تمام (ق 37/ب) ومحمد بن كثير مختلف فيه: ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن سعد وغيره. والأول أصح لأنّ إسماعيل بن عبد الله بن سماعة ومحمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مزيد أوثق وأثبت في الأوزاعي من محمد بن كثير. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه" قلت: قرة بن عبد الرحمن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال أبو حاتم والنسائي وابن معين والدارقطني: ليس بقوي.

ولم ينفرد به بل تابعه: أ- عبد الرزاق بن عمر الدمشقي أبو بكر الثقفي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (361) والخطيب في "التاريخ" (4/ 308 - 309) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة إلا عبد الرزاق بن عمر وقرة بن عبد الرحمن" قلت: وعبد الرزاق بن عمر قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. ب- مالك بن أنس. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 64) من طريق علي بن محمد بن حفص البغدادي ثنا العباس بن عبد الله بن أبي عيسى ثنا محمد بن المبارك ثنا مالك به. وقال: علي بن محمد بن حفص إن لم يكن هذا الجويباري فلا أعرفه، والصحيح عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا" قلت: رواه جماعة عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا، منهم: 1 - يحيى بن يحيى الليثي (الموطأ بروايته 2/ 903) ومن طريقه البيهقي في "الأربعين الصغرى" (25) 2 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه الترمذي (2318) 3 - وكيع في "الزهد" (364) وعنه هناد في "الزهد" (1117) 4 - علي بن الجَعْد الجوهري. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (107) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3033) والخطابي في "العزلة" (ص40) 5 - خالد بن خداش البصري. أخرجه ابن أبي الدنيا (107) 6 - خلف بن هشام البغدادي. أخرجه ابن أبي الدنيا (107)

7 - أبو نعيم الفضل بن دُكين. أخرجه البيهقي في "الأربعين الصغرى" (25) و"المدخل" (288) 8 - عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 360) والعقيلي (2/ 9) والبيهقي في "الأربعين الصغرى" (25) وفي "الشعب" (10315) 9 - إسماعيل بن أبي أويس. أخرجه البيهقي في "الأربعين الصغرى" (25) 10 - إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي. أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 206) 11 - يحيى بن عبد الله بن بكير المصري. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 360) 12 - عبد الله بن وهب في "الجامع" (297 و 443) ومن طريقه القضاعي (193) 13 - أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4133) 14 - الأوزاعي. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (451) وخالفهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني فرواه عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه. فزاد فيه: عن أبيه. أخرجه النسائي في "حديث مالك (تهذيب الكمال 4/ 20) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (152) والعقيلي (2/ 9) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 216 - 217) وتمام (ق 36/أ) وابن عبد البر (9/ 195 - 196 و 196) والمزي (4/ 19) وتابعه موسى بن داود الضبي ثنا مالك وعبد الله بن عمر العمري عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه.

أخرجه ابن عبد البر (9/ 197) والأول أصح. قال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة رواة الموطأ عن مالك فيما علمت إلا خالد بن عبد الرحمن فإنّه رواه عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه، وكان يحيى بن سعيد يثني على خالد خيرا، وقد تابعه موسى بن داود الضبي وهما جميعا لا بأس بهما إلا أنّهما ليس بالحجة على جماعة رواة الموطأ الذين لم يقولوا فيه عن أبيه" وقال البيهقي: هذا هو الصحيح مرسلا" وقال العقيلي: الصحيح حديث مالك" وقال الدارقطني: الصحيح قول من أرسله عن علي بن الحسين مرفوعا" العلل 3/ 110 و 8/ 27 - 28 - ورواه غير واحد عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا، منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (20617) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 436) والبيهقي في "الشعب" (4632) وفي "الأربعين الصغرى" (24) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4632) من طريق وهيب بن خالد البصري ثنا معمر به. وأخرجه الخرائطي (1/ 437) من طريق سفيان الثوري عن معمر به. 2 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (297 و 443) والقضاعي (193) 3 - زياد بن سعد الخراساني. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7240) عن سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (103) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني أنا سفيان بن عيينة أنا زياد بن سعد به.

واختلف فيه على ابن عيينة: • فرواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن عيينة واختلف عنه: فقال أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي: ثنا ابن المقرئ ثنا ابن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن علي بن الحسين. أخرجه ابن عبد البر (9/ 197) وقال عبد الجبار بن أحمد السمرقندي: ثنا ابن المقرئ عن ابن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه ابن عبد البر (9/ 197) وقال: أخطأ فيه عبد الجبار وأعضل ولا مدخل لسعيد بن المسيب في هذا الحديث" • ورواه أحمد بن شيبان الرملي عن ابن عيينة عن الزهري عن أنس. أخرجه أبو الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني (سؤالات مسعود السجزي للحاكم ص 71 - 72) عن أبي علي محمد بن أحمد بن عروة بن محمد بن عروة ثنا أبو العباس الأصم أنا أحمد بن شيبان به. والأول أصح، ومحمد بن أحمد بن عروة قال الذهبي في "الميزان": ليس بثقة. - ورواه عبيد الله بن عمر العُمري عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1080) و"الأوسط" (8397) وابن المقرئ في "المعجم" (1301) وتمام (ق 36 /أ) والقضاعي (194) وأبو نعيم في "الصحابة" (1804) من طريق قَزَعَة بن سويد الباهلي عن عبيد الله به. قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا قزعة" قلت: وهو ضعيف كما قال أبو داود وغيره. ولم ينفرد عبيد الله به بل تابعه أخوه عبد الله عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه به. أخرجه أحمد (1/ 201) عن موسى بن داود الضبي ثنا عبد الله العمري به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (2886) وأخرجه العقيلي (2/ 9) وتمام (ق 36/ أ)

عن أبي الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن بُرْد الأنْطاكي وابن عبد البر (9/ 197) عن إبراهيم بن محمد بن مروان بن كنانة قالا: ثنا موسى (¬1) بن داود به. وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه (¬2). - ورواه يحيى بن أبي أنيسة الجزري عن الزهري عن علي بن الحسين عن الحارث بن هشام. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (597) ويحيى قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه أحمد (1/ 201) عن عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد الطنافسي قالا: ثنا حجاج بن دينار الواسطي عن شعيب بن خالد عن الحسين بن علي مرفوعا "إنّ من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه" وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (49) من طريق محمد بن الجهم السمري ثنا يعلي بن عبيد به. ولفظه "تركه ما لا يعنيه" وإسناده منقطع بين شعيب بن خالد البجلي وبين الحسين بن علي فإنّه لم يدركه. ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن حجاج بن دينار عن شعيب بن خالد عن حسين بن علي أو علي بن حسين- على الشك- أخرجه هناد في "الزهد" (1118) وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبراني في "الصغير" (884) والإسماعيلي في ¬

_ (¬1) وخالفه أبو همام محمد بن مُحَبَّب البصري فرواه عن العمري وزاد: عن علي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (10314) ورواه عبد الله بن مسلمة القعنبي عن العمري عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (10315) (¬2) وتابعه روح بن غطيف الجزري عن الزهري به. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1002)

"معجمه" (ص380 - 381) والقضاعي (191) من طريق محمد بن كثير بن مروان الفلسطيني ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه مرفوعا "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا ابنه، تفرد به محمد بن كثير بن مروان، ولا يروى عن زيد إلا بهذا الإسناد" قلت: ومحمد بن كثير قال ابن الجنيد وابن عدي: منكر الحديث. وأما حديث أبي بكر فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3991) عن الطبراني ثنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي ثنا محمد بن سلام الجمحي ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى عن مالك بن عطية عن أبيه: سمعت أبا رفاعة الفهمي يقول: سمعت أبا بكر الصديق يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. أبو رفاعة الفهمي ترجمه ابن عبد البر في "الكنى" وقال: ليس إسناده مما يعتمد عليه. 3473 - حديث سعد رفعه "مِن سعادة ابن آدم استخارته الله" قال الحافظ: أخرجه أحمد، وسنده حسن" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 168) والترمذي (2151) والبزار (1177 أو 1178) والدينوري في "المجالسة" (2667) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 48) والحاكم (1/ 518) والبيهقي في "الشعب" (199) والخطيب في "الجامع" (1714) من طرق عن محمد بن أبي حميد المدني عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده مرفوعا "من سعادة ابن آدم استخارته الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارته الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عَزَّ وَجَلَّ" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن سعد، ولا نعلم رواه عن سعد إلا ابنه محمد، ورواه عن إسماعيل محمد بن أبي حميد وعبد الرحمن بن أبي بكر" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ويقال له أيضاً حماد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم المدني وليس هو بالقوي عند أهل الحديث" ¬

_ (¬1) 13/ 438 (كتاب الدعوات- باب الدعاء عند الاستخارة)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف محمد بن أبي حميد. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله المدني عن إسماعيل بن محمد به. أخرجه البزار (1179) وأبو يعلى (701) واللالكائي في "السنة" (1103) من طريق عمر بن علي بن عطاء بن مُقَدم المقدمي ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر به. وعبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف أيضا. واختلف عنه: قال البزار في "مسنده" (1097): ثنا محمد بن السكن ثنا عمران بن أبان الواسطي ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن محمد بن المنكدر عن عامر بن سعد عن سعد به. وقال: عبد الرحمن بن أبي بكر هذا لين الحديث" قلت: وعمران بن أبان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 3474 - "مِنْ سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء" قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث سعد مرفوعا: فذكره، وفي رواية لابن حبان "المركب الهني، والمسكن الواسع" وفي رواية للحاكم "وثلالة من الشقاء: المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحق أصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 3475 - حديث سعد بن أبي وقاص رفعه "مِن سعادة المرء: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الهنيء، ومن شقاوة المرء: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 39 (كتاب النكاح - باب ما يتقى من شؤم المرأة) (¬2) 6/ 403 (كتاب الجهاد- باب ما يذكر من شؤم الفرس)

أخرجه ابن حبان (4032) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده رفعه"أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء" وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. ولم ينفرد ابن أبي رزمة به بل تابعه محمود بن آدم المروزي ثنا الفضل بن موسى به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 99) ولم ينفرد ابن أبي هند به بل تابعه محمد بن أبي حميد ثني إسماعيل بن محمد عن أبيه عن جده رفعه "سعادة لابن آدم ثلاث، وشقاوة لابن آدم ثلاث، فمن سعادة ابن آدم: الزوجة الصالحة، والمركب الصالح، والمسكن الواسع، أو قال: والمسكن الصالح، وشقاوة لابن آدم ثلاث: المسكن السوء، والمركب السوء، والزوجة السوء". أخرجه الطيالسي (ص 29) عن محمد بن أبي حميد به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 361) وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 1990) وأحمد (1/ 168) والبزار (1180) والحاكم (2/ 144) والكلاباذي في "معاني الأخبار (ص 48) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1418) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1171) من طرق عن محمد بن أبي حميد به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه عن سعد، ومحمد بن أبي حميد هذا فليس بالقوي" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" (¬1) قلت: محمد بن أبي حميد هو الأنصاري الزرقي قال ابن معين والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم: ضعيف. ولم ينفرد إسماعيل بن محمد به بل تابعه: 1 - أبو بكر بن أبي موسى. ¬

_ (¬1) وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد" مختصر الإتحاف 5/ 85

أخرجه البزار (1187) عن محمد بن الحسن المعروف بابن أبي علي الكرماني ثنا عمرو بن عون ثنا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن أبي بكر بن أبي موسى عن محمد بن سعد عن أبيه رفعه "من السعادة: المرأة الصالحة، والمنزل الواسع، والمركب الهنيء" وقال: وهذا الحديث إنما يعرف من حديث محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده، وليس بهذا الإسناد ثبت، لم أر أحدا روى هذا الحديث أعتمد عليه، ولم يتابع محمد بن الحسن الكرماني عليه، ولا روى أبو بكر بن أبي موسى عن محمد بن سعد عن أبيه حديثا، وإنما تركناه لهذه العلة" قلت: أخرجه الحاكم (2/ 162) من طريق محمد بن بكير الحضرمي عن خالد الواسطي به إلا أنّه قال فيه "عن أبي بكر بن حفص عن محمد بن سعد" وساقه بلفظ "ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة، فمن السعادة المرأة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطية فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاوة المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد من خالد بن عبد الله الواسطي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تفرد به محمد بن بكير عن خالد إن كان حفظه فإنّه صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: قلت: محمد قال أبو حاتم: صدوق يغلط، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة" قلت: ولم ينفرد به كما تقدم، لكن خالفه سعيد بن منصور فرواه عن خالد الواسطي مرسلا، لم يذكر فيه سعدا. قاله الدارقطني في "العلل" 4/ 356 2 - العباس بن ذَرِيح الكوفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (329) و"الأوسط" (3635) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 373 - 374) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1529) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 120) من طرق عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي عن العباس بن ذريح به. وإبراهيم بن عثمان ضعفوه. واختلف فيه على محمد بن سعد، فرواه وائل بن داود الكوفي عن محمد بن سعد عن أبيه قوله.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 388) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن وائل بن داود به. 3476 - حديث أبي شريح هانئ رفعه "مِن موجبات الجنة إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 519) ثنا يزيد بن المِقدام بن شُرَيح عن أبيه المقدام بن شريح عن أبيه شريح عن جده هانئ بن يزيد قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة؟ قال "عليك بحسن الكلام وبذل الطعام" وأخرجه ابن أبي عاصم (¬2) في "الآحاد" (2487) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4593) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا ابن أبي شيبة به. وإسناده حسن رجاله ثقات غير يزيد بن المقدام قال ابن معين وأبو داود والنسائي: ليس به بأس. وقال العراقي: إسناده جيد" تخريج الإحياء للحداد 3/ 1158 ولم ينفرد ابن أبي شيبة به بل تابعه غير واحد عن يزيد بن المقدام به، منهم: 1 - أحمد بن يعقوب المسعودي. قال: ثنا يزيد بن المقدام عن أبيه عن شريح قال: ثني هانئ بن يزيد أنّه لما وفد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مع قومه فسمعهم النبي -صلى الله عليه وسلم - وهم يَكْنُونه بأبي الحَكَم، فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم -، فقال "إنّ الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم فلم تكنيت بأبي الحكم؟ " قال: لا، ولكن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين. قال "ما أحسن هذا" ثم قال "مالك من الولد؟ " قلت: لي شريح، وعبد الله، ومسلم بنو هانئ. قال "فمن أكبرهم؟ " قلت: شريح. ¬

_ (¬1) 13/ 248 (كتاب الاستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27]) (¬2) ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 384) وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8564) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا ابن أبي شيبة به، إلا أنه لم يذكر: عن أبيه شريح.

قال "فأنت أبو شريح" ودعا له ولولده، وسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمون رجلا منهم عبد الحجر فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما اسمك؟ " قال: عبد الحجر. قال "لا، أنت عبد الله" قال شريح: وإنّ هانئا لما حضر رجوعه إلى بلاده أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أخبرني بأي شيء يوجب لي الجنة؟ قال "عليك بحسن الكلام وبذل الطعام". أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (811) وفي "خلق أفعال العباد" (246) وفي "التاريخ الكبير" (4/ 2 /227 - 228) وإسناده حسن أيضا، وأحمد بن يعقوب وثقه العجلي وغيره. 2 - الربيع بن نافع الحلبي. أخرجه أبو داود (4955) والبيهقي (10/ 145) وابن الأثير (5/ 383 - 384) 3 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه النسائي (8/ 199) وفي "الكبرى" (5940) والدولابي في "الكنى" (1/ 74) وابن حبان (490) وأبو نعيم في "الصحابة" (6547) 4 - منصور بن أبي مزاحم البغدادي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 179 و180) وأبو نعيم في "الصحابة" (6547) 5 - بشار بن موسى الخَفَّاف. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (301) عنه به. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 5) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا بشار بن موسى به. إلا أنّه أسقط منه شريحا. 6 - يحيى بن يحيى النيسابوري. أخرجه ابن حبان (504) والحاكم (1/ 23) وقال: هذا حديث مستقيم وليس له عله" 7 - عبد الله بن أحمد بن حنبل. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 201 - 202) 8 - الحسن بن علي القطان.

أخرجه ابن قانع (3/ 201 - 202) 9 - أبو نعيم الفضل بن دُكين. أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 101) ولم ينفرد يزيد بن المقدام به بل تابعه غير واحد عن المقدام بن شريح به، منهم: 1 - قيس بن الربيع. أخرجه ابن سعد (6/ 49) وابن قانع (3/ 202) والطبراني في "الكبير" (22/ 178 - 179 و 180) وفي "المكارم" (158) والحاكم (4/ 279) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 34) وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه لكن لا بأس به في المتابعات. 2 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 179) من طريق يحيى الحِمَّاني ثنا شريك به. ويحيى الحماني متهم بسرقة الحديث كما في "التقريب"، وشريك سيء الحفظ. 3 - سفيان الثوري. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (ص 23) والقضاعي (1140) عن صالح بن أحمد بن حنبل وهو في "المسائل" له عن أبيه (ص 209) والطبراني في "الكبير" (22/ 180) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: ثني أبي قال: أعطاني ابن الأشجعي (¬1) كتبا عن أبيه فكان فيها عن سفيان عن المقدام عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال "إنّ من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام". ابن الأشجعي هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن وهو مقبول كما في "التقريب" أي عند المتابعة. ¬

_ (¬1) تابعه خلف بن سالم المُخَرِّمي قال: رأيت في كتاب الأشجعي عن سفيان الثوري أخرجه ابن قانع (3/ 202)

وقد توبع أبوه عليه فقد أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 207) من طريق إبراهيم بن أيوب عن أبي هانئ إسماعيل بن خليفة عن سفيان الثوري به. وإبراهيم بن أيوب هو الفرساني الأصبهاني قال أبو حاتم: لا أعرفه. وعرفه غيره، فقال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 172 - 173): كان صاحب تهجد وعبادة لم يعرف له فراش أربعين سنة وكان يخضب رأسه ولحيته" وإسماعيل بن هانئ ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ. وقال يونس بن حبيب: محله الصدق كتب عنه مشايخنا. 3477 - "مَن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة" قال الحافظ: روى أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" وأصله في النسائي بسند جيد وصححه الحاكم من طريق عياض بن غُطيف قال: دخلنا على أبي عبيدة نعوده من شكوى أصابته فقلنا: كيف بات أبو عبيدة؟ فقالت امرأته تحيفة: لقد بات بأجر. فقال أبو عبيدة: ما بِتّ بأجر، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "الصيام جنة ما لم يخرقها" 3478 - "من أَتبع الصيد غفل" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث ابن عباس" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من سكن البادية جفا" 3479 - "من اتقى ربه، ووصل رحمه، نُسئ له في عمره، وثرى ماله، وأحبه أهله" قال الحافظ: وأخرج المؤلف في "الأدب المفرد" من حديث ابن عمر بلفظ: فذكره" (¬3) موقوف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 537) والبخاري في "الأدب المفرد" (58 و 59) من طريقين عن مَغْراء أبي مُخارق العبدي عن ابن عمر به موقوفا. ومغراء العبدي ذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": تكلم فيه. ¬

_ (¬1) 12/ 213 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض) (¬2) 12/ 84 (كتاب الذبائح والصيد- باب الأرنب) (¬3) 13/ 20 (كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم)

3480 - "من أتى بهيمة فاقتلوه" قال الحافظ: لم يصح" (¬1) أخرجه عبد بن حميد (573) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 554) والحاكم (4/ 355) عن عبد الله بن جعفر المَخْرَمي والبيهقي (8/ 233 - 234) عن عبد الحميد بن سليمان المخرمي وابن الأعرابي (ق5/أ) عن محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري وأبو يعلى (2743) عن زهير بن محمد التميمي وأحمد (1/ 269 و 317) وعبد بن حميد (587) والطحاوي في "المشكل" (3835) والآجري في "ذم اللواط" (26) والبيهقي في "معرفة السنن" (12/ 313) و"الصغرى" (3230) عن سليمان بن بلال المدني والخرائطي في "المساوئ" (443) عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني وأبو داود (4464) وابن ماجه (2561) والترمذي (1455) وفي "العلل" (2/ 620) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق14/ ب) والنسائي في "الكبرى" (7337 و 7339 و 7340) وأبو يعلى (2462 و 2463) والطحاوي في "المشكل" (3830 و 3834) والخرائطي في "المساوئ" (441) والطبراني في "الكبير" (11546) والآجري (14و15 و 27) وابن عدي (5/ 1768) والدارقطني (3/ 124 و 126) والحاكم (4/ 356) وابن حزم في "المحلى" (13/ 456 و 457) والبيهقي (8/ 231 و 233) و"معرفة السنن" (12/ 315 - 316) و"الصغرى" (3234) و"الشعب" (4988 و 5002) والبغوي في "شرح السنة" (10/ 309) ¬

_ (¬1) 15/ 223 و 224 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} [المائدة: 45])

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي وأحمد (1/ 317) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق17/أ) والبيهقي (8/ 231) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد وأحمد (1/ 217 و 317) وابن عدي (5/ 1768 - 1769) عن محمد بن إسحاق المدني كلهم عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به، ومن وجدتموه يأتي بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة معه" اللفظ لحديث المخرمي وغيره. وفي حديث الدراوردي عند أبي داود وغيره "قال: قلت له: ما شأن البهيمة؟ قال: ما أراه قال ذلك إلا أنّه كره أن يؤكل لحمها وقد عمل بها ذلك العمل". وفي لفظ للدراوردي (¬1) عند البيهقي والآجري والطبراني والنسائي "لعن الله من تولى غير مواليه، ولعن الله من غير تخوم الأرض، ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من وقع على بهيمة، ولعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط- ثلاثا-" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو داود: ليس هذا بالقوي" وقال النسائي: عمرو ليس بالقوي" وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقد روى سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس أنّه قال: من أتى بهيمة فلا حد عليه. حدثنا بذلك محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان الثوري. وهذا أصح من الحديث الأول. ¬

_ (¬1) ولابن أبي الزناد أيضا.

وسألت محمدا عن حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس، فقال: عمرو بن أبي عمرو صدوق ولكن روى عن عكرمة مناكير ولم يذكر في شيء من ذلك أنّه سمع من عكرمة. قلت له: فأبو رزين سمع من ابن عباس؟ فقال: قد أدركه وروى عن أبي يحيى عن ابن عباس، ولا أقول بحديث عمرو بن أبي عمرو أنّه من وقع على بهيمة يقتل" السنن 4/ 57 والعلل 2/ 621 - 622 وقال الحافظ: وضعفه ابن معين (¬1) والنسائي وعثمان الدارمي لروايته عن عكرمة حديث البهيمة" مقدمة الفتح 2/ 199 قلت: والموقوف أخرجه عبد الرزاق (13497) وابن أبي شيبة (10/ 5) وأبو داود (4465) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 5/ 158) والطبري (1/ 552 و 553) والطحاوي في "المشكل" (9/ 440 و 441و 441 - 442) والحاكم (4/ 356) والبيهقي (8/ 234) من طرق عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي رزين عن ابن عباس قال: فذكره. قال أبو داود: حديث عاصم يضعف حديث عمرو بن أبي عمرو" وقال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول" وقال البيهقي: قد رويناه من أوجه عن عكرمة ولا أرى عمرو بن أبي عمرو يقصر عن عاصم بن بَهْدلة في الحفظ كيف وقد تابعه على روايته جماعة، وعكرمة عند أكثر الأئمة من الثقات الأثبات" قلت: وممن تابع عمرو بن أبي عمرو على رواية هذا الحديث عن عكرمة غير واحد، منهم: 1 - عباد بن منصور البصري. أخرجه الآجري (25) والحاكم (4/ 355) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 343) وابن حزم (13/ 456) والبيهقي (8/ 233) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وابن عدي (4/ 1645) والبيهقي (8/ 232) وفي "الشعب" (5088) ¬

_ (¬1) قال ابن معين: عمرو بن أبي عمرو ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس رفعه "اقتلوا الفاعل والمفعول به" الكامل 5/ 1768

عن عبد الله بن بكر السهمي والطبري (1/ 550) عن عون بن عُمارة العبدي ثلاثتهم عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اقتلوا مُواقع البهيمة والبهيمةَ، والفاعل والمفعول به في اللوطية، واقتلوا كل مواقع ذات محرم" اللفظ اللطبري واختلف فيه على عباد: • فقال أبو داود الطيالسي: عن عباد عن عكرمة عن ابن عباس قوله. أخرجه ابن عدي (4/ 1645) من طريق أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا الطيالسي به. قال أبو كامل: فقلت أنا لأبي داود: لم يرفعه وليس بمرفوع، فقال: أهابه" • وقال يزيد بن هارون: عن عباد عن الحكم عن ابن عباس قوله. أخرجه الطبري (1/ 551) وعباد بن منصور مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال ابن حبان: كل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس فدلسها عن عكرمة. 2 - داود بن الحصين المدني. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 8) وأحمد (1/ 300) وابن ماجه (2564) والطبري (1/ 554 و555) والطحاوي في "المشكل" (3831) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 110) والطبراني في "الكبير" (11568 أو 11569) و"الأوسط" (9346) والدارقطني (3/ 126) وابن حزم (13/ 457) والبيهقي (8/ 232 و 234) من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اقتلوا الفاعل والمفعول به في عمل لوط، والبهيمة والواقع على البهيمة، ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه" اللفظ لأحمد. قال ابن حبان: هذا باطل لا أصل له" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر لم يروه غير ابن أبي حبيبة" العلل 1/ 455 قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه: أ- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. أخرجه عبد الرزاق (13492) والأسلمي كذبه ابن معين وغيره. ب- إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع الأنصاري. أخرجه الطبري (1/ 555 - 556) وإبراهيم قال ابن معين وغيره: ضعيف. 3 - ابن جريج. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (442 و 574) وفي "اعتلال القلوب" (ص 111) عن علي بن داود القنطري ثنا عبد الله بن صالح ثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اقتلوا الفاعل والمفعول به، والذي يأتي البهيمة، والبهيمة، والذي يأتي ذات محرم". عبد الله بن صالح ويحيى بن أيوب مختلف فيهما، والباقون ثقات. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5003) من طريق أبي القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سُنَيْن الختلي ثنا يزيد بن خالد بن مَوْهَب ثنا مفضل بن فضالة عن ابن جريج به. والختلي قال الدارقطني: ليس بالقوي، وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة. 4 - حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11527) عن علي بن سعيد الرازي ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني ثنا سليمان بن بلال عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به". وحسين بن عبد الله قال البخاري: ذاهب الحديث. 3481 - "من أتى جنازة في أهلها فله قيراط، فإن تبعها فله قيراط، فإن صلى عليها فله قيراط، فإن انتظرها حتى تدفن فله قيراط" قال الحافظ: وقد روى البزار من طريق عجلان عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 437 (كتاب الجنائز- باب فضل اتباع الجنائز)

أخرجه مسلم في "التمييز" (83) والبزار (كشف 823) من طريق مَعْدي بن سليمان أبي عثمان صاحب الطعام قال: سمعت محمد بن عجلان يذكر عن أبيه عن أبي هريرة قال: من أتى جنازة فانصرف عليها إلى أهلها كان له قيراط، فإذا شيعها كان له قيراط، فإذا صلي عليها كان له قيراط، فإذا جلس حتى يقضي قضاؤها كان له قيراط. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "والقيراط مثل جبل أُحُد، أو أعظم من جبل أحد" السياق لمسلم ولم يصرّح برفع أوله، ورفعه البزار. قال مسلم: فهذه الرواية, المتقنون من أهل الحفظ على خلافها، وإنّهم لم يذكروا في الحديث إلا قيراطين، قيراط لمن صلى عليها، ثم يرجع، ولمن انتظر دفنها قيراطان. كذلك روى أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويروى عن غير أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بوجوه ذوات عدد سنذكرها إن شاء الله. فأما حديث معدي بن سليمان في روايته من ذكر أربعة قراريط، فلم يواطأ عليه من وجه من الوجوه المعروفة، وخولف في إسناده عن ابن عجلان" وقال البزار: لا نعلم رواه إلا معدي" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي، وقال أبو زرعة: واهي الحديث يحدث عن ابن عجلان بمناكير. 3482 - "من أتى حائضا أو كاهنا فقد كفر" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) هو من حديث أبي هريرة وله عنه طرق: الأول: يرويه حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تَمِيمة الهُجَيمي عن أبي هريرة مرفوعاً "من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر (¬2) بما أنزل على محمد" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (482) وأحمد (2/ 408 و 476) والبخاري في "الكبير" (2/ 1 /16 - 17) وأبو داود (3904) وابن ماجه (639) والترمذي (135) والنسائي في "الكبرى" (9016 و 9017) وابن الجارود (107) والخلال في "السنة" (1251 و 1252 و1401 و 1427) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (117) وابن المنذر في ¬

_ (¬1) 15/ 200 (كتاب الحدود- باب رمي المحصنات) (¬2) وفي لفظ "برئ"

"الأوسط" (2/ 209) والعقيلي (1/ 318) وابن عدي (2/ 637) وابن بطة في "الإبانة" (994 و 1014) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (160) والبيهقي (7/ 198) وفي "معرفة السنن" (10/ 163 - 164) من طرق عن حماد بن سلمة به. - ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن حماد واختلف عنه: • فرواه الدارمي (1141) عن أبي نعيم (¬1) مرفوعا. وتابعه فهد بن سليمان بن يحيى ثنا أبو نعيم به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 45) وفي "المشكل" (6130) • ورواه ابن أبي شيبة (4/ 252 - 253) عن أبي نعيم موقوفا على أبي هريرة. والأول أصح. قال البخاري: هذا حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة في البصريين" وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وضعف محمد هذا الحديث من قبل إسناده" وقال البزار: هذا حديث منكر، وحكيم لا يحتج به، وما انفرد به فليس بشيء" تلخيص الحبير 3/ 180 وقال الذهبي: ليس إسناده بالقائم" الكبائر ص 178 قلت: حكيم وثقه ابن المديني وأبو داود وغيرهما، وأبو تميمة واسمه طَرِيف بن مجالد وثقه ابن معين وغيره لكنه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن الحارث بن مُخَلَّد عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 44) من طريق إسماعيل بن عياش عن سهيل به. وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ سهيلا مدني. وقد رواه غير واحد عن سهيل بغير هذا اللفظ: ¬

_ (¬1) وهو في كتاب "الصلاة" (15) له رواية عبد الله بن محمد بن النعمان التيمي عنه مرفوعا.

فرواه سفيان (¬1) الثوري عن سهيل بلفظ "ملعون من أتى امرأة في دبرها" أخرجه أحمد (2/ 444 و 479) وأبو داود (2162) والنسائي في "الكبرى" (9015) والبيهقي في "المعرفة" (10/ 164) ورواه غير واحد عن سهيل بلفظ "لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها" أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 253) وأحمد (2/ 344) والنسائي في "الكبرى" (9013) والخرائطي في "المساوئ" (477) والبيهقي (7/ 198) وفي "الصغرى" (2483) عن وهيب بن خالد البصري وعبد الرزاق (20952) وأحمد (2/ 272) والنسائي في "الكبرى" (9014) والبيهقي (7/ 198) وفي "الشعب" (4991) والبغوي في "شرح السنة" (2297) والمزي (5/ 279) عن مَعْمَر بن راشد والنسائي في "الكبرى" (9012) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 44) وابن الأعرابي (ق 19 /أ) والطبراني في "الأوسط" (6353) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد وابن ماجه (1923) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 44) وفي "المشكل" (6133) عن عبد العزيز بن المختار البصري والخرائطي في "المساوئ" (478) عن سليمان بن بلال المدني كلهم عن سهيل به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 110 قلت: الحارث بن مخلد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال البزار: ليس بمشهور، وقال ابن القطان الفاسي: لم تعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. ¬

_ (¬1) وأخرجه الدارمي (1145) من طريقه بلفظ "من أتى امرأة في دبرها لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة"

الثالث: يرويه عوف بن أبي جميلة عن خِلاس بن عمرو الهَجَري عن أبي هريرة مرفوعاً "من أتى عرافا أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم -" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (503) عن النضر بن شميل المازني والخلال في "السنة" (1398) وابن بطة في "الإبانة" (992) عن روح بن عبادة البصري (¬1) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 652) عن القاسم بن مالك الكوفي ثلاثتهم عن عوف به. ورواه يحيى القطان عن عوف قال: ثنا خلاس عن أبي هريرة والحسن به مرفوعا أخرجه أحمد (2/ 429) ومن طريقه الخلال (1400) وابن بطة (993) 3483 - "من أتى عرافا لم تقبل له صلاة" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (2230) من حديث امرأة من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم - مرفوعا "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما" 3484 - "من أتى كاهنا أو عرافا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن والحاكم من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث جابر وعمران بن حصين أخرجهما البزار بسندين جيدين ولفظهما "من ¬

_ (¬1) هكذا رواه أحمد بن حنبل ومحمد بن عبيد الله بن المنادي عن روح عن عوف عن خلاس عن أبي هريرة. ورواه الحارث بن أبي أسامة عن روح عن عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة. أخرجه الحاكم (1/ 8) والبيهقي (8/ 135) وهكذا رواه عبيد الله بن موسى عن عوف. أخرجه الحاكم والبيهقي أيضا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعا من حديث ابن سيرين" وقال الذهبي في "الكبائر" (ص 123): إسناده صحيح رواه عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة" قلت: وهو كما قال. (¬2) 1/ 245 (كتاب الوضوء- باب لا تقبل صلاة بغير طهور)

أتى كاهنا" وأخرجه مسلم من حديث امرأة من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن الرواة من سماها حفصة بلفظ "من أتى عرافا" وأخرجه أبو يعلى من حديث ابن مسعود بسند جيد لكن لم يصرّح برفعه، ومثله لا يقال بالرأي ولفظه "من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا" واتفقت ألفاظهم على الوعيد بلفظ حديث أبي هريرة إلا حديث مسلم فقال فيه "لم يقبل لهما صلاة أربعين يوما" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عمران بن حُصين ومن حديث ابن مسعود ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث امرأة من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن حديث أبي العُشَراء الدارمي عن أبيه فأما حديث أبي هريرة فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من أتى حائضا" وأما حديث جابر فأخرجه البزار (كشف 3045) عن عقبة بن سنان الهدادي البصري ثنا غسان بن مضر ثنا سعيد بن يزيد عن أبي نَضْرة عن جابر مرفوعا "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-" وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن جابر إلا من هذا الوجه، ولم نسمع أحدا يحدث به عن غسان إلا عقبة" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا عقبة بن سنان وهو ضعيف" المجمع 5/ 117 قلت: لم أر من ضعفه، وذكره ابن أبي حاتم في كتابه وقال: روى عن غسان بن مضر وعثمان بن عثمان الغطفاني سمع منه أبي وسئل عنه فقال: صدوق. ومن قال فيه أبو حاتم: صدوق، فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه كما قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 37) وحديثه هذا له شواهد فيتقوى بها، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات فهو إسناد حسن. وأما حديث عمران فأخرجه البزار (كشف 3044) عن محمد بن مرزوق ثنا شيبان ثنا أبو حمزة العطار عن الحسن عن عمران مرفوعا "ليس منا من تَطير أو تُطير له، أو تَكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومن عَقد عُقدة، أو قال عُقد عُقدة، ومن أتى كاهنا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-" ¬

_ (¬1) 12/ 327 (كتاب الطب- باب الكهانة)

ومن هذا الطريق أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 166) والطبراني في "الكبير" (18/ 162) قال البزار: قد روي بعضه من غير وجه فأما بتمامه ولفظه فلا نعلمه إلا عن عمران بهذا الطريق، وأبو حمزة بصري لا بأس به" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقة" المجمع 5/ 117 قلت: هو أبو حمزة العطار وهو مختلف فيه، والحسن هو البصري والأكثر على أنّه لم يسمع من عمران بن حصين، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس ولم يذكر سماعا من عمران. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 772) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق عن هُبَيْرة عن ابن مسعود مرفوعا "من أتى كاهنا أو عرافا فصدّقه بما يقول فقد برئ مما نزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-" وأخرجه ابن عدي (3/ 1130 و 7/ 2694) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 104) من طرق عن الحماني به. والحماني مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وخالفه هارون بن إسحاق بن محمد الكوفي فرواه عن أبي خالد الأحمر موقوفا على ابن مسعود. أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 772) وابن عدي (7/ 2694) وتابعه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (36) ثنا أبو خالد سليمان بن حيان به. وأخرجه البزار (1873) عن الأشج به. وهذا أصح (¬1)، وقد رواه جماعة عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يَريم عن ابن مسعود قوله، منهم: 1 - شعبة (¬2). ¬

_ (¬1) وكذا صحح الدارقطني وقفه في "العلل" (5/ 329) وقال: وهم الحماني في رفعه" (¬2) وقع في حديثه تصريح أبي إسحاق بالسماع من هبيرة.

أخرجه الطيالسي (ص 50) وأبو القاسم البغوي (1/ 371 و 2/ 770 و 771) والدارقطني في "العلل" (5/ 329) 2 - سفيان الثوري. أخرجه الخلال في "السنة" (1407و 1484) وأبو القاسم البغوي (2/ 771) وابن عدي (7/ 2593) واللالكائي في "السنة" (1900) والبيهقي (8/ 136) 3 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه أبو القاسم (2/ 770) والدارقطني في "العلل" (5/ 329) 4 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه أبو القاسم والدارقطني. 5 - أبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي. أخرجه أبو القاسم (2/ 771 - 772) 6 - أبو بكر بن عياش. أخرجه أبو القاسم 7 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه أبو القاسم 8 - السيد بن عيسى الكوفي. أخرجه أبو القاسم 9 - مَعْمر بن راشد. أخرجه أبو القاسم (2/ 772) 10 - عبد العزيز بن مسلم القَسْملي. أخرجه أبو القاسم 11 - إبراهيم بن طهمان الخراساني. أخرجه أبو يعلى (5408) وأبو الشيخ في "حديثه" (92) 12 - عبد الله بن زيد.

أخرجه الهيثم بن كليب (891) 13 - جرير بن حازم البصري. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (687) وهبيرة بن يريم مختلف فيه. وللحديث ثلاثة طرق أخرى موقوفة على ابن مسعود. الأول: يرويه إبراهيم النخعي واختلف عنه: - فرواه الأعمش عن إبراهيم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1931) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي وأبو القاسم البغوي (2/ 773) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي والخلال في "السنة" (1409) عن سفيان الثوري ثلاثتهم عن الأعمش به. • وقال رَوح بن عبادة البصري: عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة. أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 773) وقال: هكذا قال روح: عن حذيفة" يعني أنّ الصواب عن ابن مسعود. • وقال عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي: عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10005) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا عيسى بن إبراهيم البِرَكي ثنا عبد العزيز بن مسلم به.

- ورواه الحسن بن عمرو الفُقَيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم عن ابن مسعود. أخرجه الخلال (1301) الثاني: يرويه شعبة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن شعبة أخبرني سلمة بن كهيل عن حبة العُرَني أنّ ابن مسعود قال: فذكره. أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 774) عن أبي داود الطيالسي و (2/ 773) عن النضر بن شميل المازني والخلال (1302) عن محمد بن جعفر غُندر وابن عدي (5/ 1665) عن العباس بن الفضل الأنصاري أربعتهم عن شعبة به. - وقال وهب بن جرير بن حازم: عن شعبة عن سلمة عن حبة عن علي أو ابن مسعود. أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 773) - وقال سعيد بن عامر البصري: عن شعبْة عن سلمة عن أبي الزعراء عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1476) والأول أصح لأنّ محمد بن جعفر كان من أثبت الناس في حديث شعبة. وحبة العرني مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثالث: يرويه معمر بن راشد عن قتادة عن ابن مسعود. أخرجه عبد الرزاق (20348) وقتادة لم يلق ابن مسعود.

وأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 69) من طريق سليمان بن أحمد الواسطي ثنا يحيى بن الحجاج ثنا عيسى بن سنان عن أبي بكر بن بشير قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "من أتى كاهنا فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعين ليلة، فإن صدّقه بما قال كفر" قال الهيثمي: وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك" المجمع 5/ 118 وأما حديث المرأة من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخرجه مسلم (2230) ولفظه "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" وأما حديث أبي العشراء عن أبيه فأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (171) عن أبي عبيد محمد بن أحمد الصيرفي ثنا الحسين بن الحسن بن السكن البصري ثنا عياش بن بكار الضبي ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه مرفوعا "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" وإسناده ضعيف، أبو العشراء قال البخاري: في حديثه وسماعه من أبيه نظر، وقال ابن سعد وغيره: مجهول. وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو ولا من أبوه. 3485 - "من أتى كاهنا فصدّقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد، ومن أتاه غير مصدّق له لم تقبل صلاته أربعين يوما" قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من حديث أنس بسند لين مرفوعا بلفظ: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 303) والطبراني (¬2) في "الأوسط" (6666) وابن عدي (3/ 1015) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا رشدين بن سعد عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس به مرفوعا. زاد ابن عدي "أو عرافا" وقال "فقد كفر" قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن جرير بن حازم غير رشدين، ولا أعلم رواه عن رشدين غير ابن أبي السري" ¬

_ (¬1) 12/ 327 (كتاب الطب- باب الكهانة) (¬2) وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا جرير بن حازم، ولا عن جرير إلا رشدين، تفرد به ابن أبي السري"

قلت: ورشدين ضعيف الحديث كما قال الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. 3486 - "من أحب أن يتمثّل له الرجال قياما" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح وهو من حديث معاوية، وله عنه طرق: الأول: يرويه حبيب بن الشهيد البصري عن أبي مِجْلَز لاحق بن حُميد قال: خرج (¬2) معاوية (¬3) على ابن الزبير وابن عامر (¬4)، فقام (¬5) ابن عامر، وجلس (¬6) ابن الزبير (¬7)، فقال معاوية لابن عامر: اجلس (¬8)، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "من أحب (¬9) أن يَمْثُلَ (¬10) له الرجال (¬11) قياما فليتبوأ مقعده (¬12) من النار" أخرجه ابن سعد (517) وابن أبي شيبة (8/ 586) وأحمد (4/ 91 و 93 و100) وهناد في "الزهد" (837) والبخاري في "الأدب المفرد (977) وعبد بن حميد (413) وأبو داود (5229) والترمذي (5/ 90 و91) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 568 و 569) والدولابي في "الكنى" (1/ 95) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1/ 643 - 644) والطحاوي في "المشكل" (1127) والخرائطي في "المساوئ" (847 و 848 و 849 و850) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 72) والطبراني في "الكبير" (19/ 351 و351 - 352 و 352) ¬

_ (¬1) 1/ 233 (كتاب العلم- باب من سأل وهو قائم) وانظر حديث "ما من رجل يكون على الناس فيقوم على رأسه" (¬2) ولفظ عبد بن حميد وغيره "دخل معاوية بيتا فيه عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير" وعند هناد "عبد الله بن جعفر" مكان "عبد الله بن عامر" (¬3) زاد أبو نعيم "يوم الجمعة" (¬4) زاد البخاري وغيره "وهما قعود" (¬5) ولفظ ابن سعد "فلما رآه ابن عامر قام" (¬6) ولفظ هناد وغيره "ولم يقم" ولفظ الطحاوي وغيره "وثبت" (¬7) زاد أحمد وغيره "وكان أوزنهما" ولفظ ابن سعد "وكان أرجح الرجلين" (¬8) ولفظ أحمد "مه" وزاد ابن سعد وغيره "يا ابن عامر" (¬9) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "سَرَّه" (¬10) ولفظ الدولابي وغيره "يتمثل" (¬11) ولفظ ابن سعد "العباد" ولفظ البخاري وغيره "عباد الله" ولفظ الطبري "بنو آدم" (¬12) ولفظ البخاري وغيره "بيتا"

والآجري في "الشريعة" (1948 و 1949 و1950) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 219) والبيهقي في "المدخل" (720) وفي "الشعب" (7811) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3330) من طرق عن حبيب بن الشهيد به. واللفظ لأبي داود وغيره. وفي حديث سفيان الثوري عن حبيب بن الشهيد عند الترمذي والخرائطي "خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه فقال: اجلسا، وذكر الحديث. والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: إسناده صحيح إن كان أبو مجلز سمع معاوية فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه. الثاني: يرويه المغيرة بن مسلم أبو سلمة الخراساني ثنا عبد الله بن بريدة قال: سمعت معاوية يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من سَرَّه (¬1) أن يستجِمَّ (¬2) له بنو آدم (¬3) قياما، وجبت له النار" وفي لفظ "خرج معاوية ذات يوم فوثبوا في وجهه قياما، فقال: اجلسوا، اجلسوا، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "من سَرَّه أن يسْتَخِمَّ له بنو آدم دخل النار" أخرجه الطبري (2/ 567 و 568) واللفظ الثاني له والطحاوي في "المشكل" (1125) والطبراني في "الكبير" (19/ 362) و"الأوسط" (9223) والبيهقي "المدخل" (721) والخطيب في "التاريخ" (13/ 193) واللفظ الأول له وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص35) من طرق عن المغيرة بن مسلم به. وإسناده حسن، المغيرة صدوق، وعبد الله ثقة. الثالث: يرويه عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن معاوية مرفوعا "من سرّه إذا رأته الرجال مقبلا أن يتمثلوا له قياما فليتبوأ بيتا في النار" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 320) من طريق بقية بن الوليد عن مبشر بن عبيد عن عمر. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "أحب" (¬2) وفي لفظ "يتمثل" وفي لفظ آخر "يستخيم" (¬3) ولفظ الطحاوي "الرجال"

ومبشر بن عبيد قال أحمد والدارقطني وغيرهما: يضع الحديث. الرابع: يرويه قتادة عن أبي شيخ الهُنَائي أنّه حدّثه أنّ معاوية دخل بيتا فيه عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر، فقام عبد الله بن عامر لمعاوية يعظمه بذلك ويفخمه، فقال معاوية: اجلس، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "من أحبّ أن يمثل له العباد قياما فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الآجري (1951) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان عن سعيد عن قتادة به. وإسناده صحيح. الخامس: يرويه الأوزاعي عن شيخ من أهل الحجاز قال: دخل معاوية على ابن الزبير وعنده ابن عامر في بيت، فلما بصرا به قام عبد الله بن عامر، فقال معاوية: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "من أحب أن يمثل الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد" (82) عن الأوزاعي به. وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم. 3487 - "من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في أثناء حديث رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الفاء فانظر حديث "الفرع حق" 3488 - "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي أمامة، وللترمذي من حديث معاذ بن أنس نحو حديث أبي أمامة، وزاد أحمد فيه "ونصح لله" وزاد في أخرى "ويعمل لسانه في ذكر الله" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 12/ 9 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة) (¬2) 1/ 52 (كتاب الإيمان- باب الإيمان)

أخرجه أبو داود (4681) واللالكائي في "السنة" (1618) والبيهقي في "الشعب" (8605) والذهبي (¬1) في "معجم الشيوخ" (2/ 347) عن محمد بن شعيب بن شابور الأموي والطبراني في "الكبير" (7737) وابن بطة في "الإبانة" (846) والبيهقي في "الشعب" (8605) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1732) والشجري في "أماليه" (2/ 150) عن صدقة بن خالد الدمشقي والطبراني (7738) والبغوي في "شرح السنة" (3469) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/ 17) عن سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقي وابن عدي (6/ 2315) عن مسلمة بن علي الخُشَني والشجري في "أماليه" (2/ 152) عن إسماعيل بن عياش والذهبي (¬2) في "معجم الشيوخ" (2/ 233) عن صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي كلهم عن يحيى بن الحارث الذِّماري عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة به مرفوعا. زاد الطبراني والخطيب في حديث صدقة بن خالد "وإنّ من أقربكم إليّ (¬3) يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" وزاد سويد في حديثه "وإنّ أفضلكم أحسنكم أخلاقا، وإنّ من الإيمان حسن الخلق" وإسناده حسن، الذماري وثقه ابن معين وجماعة، والقاسم وثقه البخاري وجماعة، وضعفه ابن حبان وغيره، فهو حسن الحديث. ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث صحيح" (¬2) وقال: وهذا إسناد حسن" (¬3) ولفظ البيهقي "إلى الله"

ولم ينفرد الذماري به بل تابعه: 1 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعا. أخرجه ابن بطة (845) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا أبو عبيدة بن أبي السَّفَر ثنا أبو أسامة ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وقال: قال ابن صاعد: وما أراه إلا وهم في إسناده" قلت: رواه عبد الرحمن بن صالح العتكي عن أبي أسامة فأوقفه على أبي أمامة. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (17) وتابعه محمد بن زياد بن فروة ثنا أبو أسامة به. أخرجه اللالكائي (1714) وعبد الرحمن بن يزيد الذي يروي عنه أبو أسامة هو ابن تميم لا ابن جابر، قال ذلك جماعة منهم: البخاري وأبو داود ومحمد بن عبد الله بن نمير ويعقوب بن سفيان والدارقطني وغيرهم. وقال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق ابن جابر وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فظن أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف. 2 - مكحول. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7613) و"الأوسط" (9079) و"مسند الشاميين" (3447) من طريق مُنَبِّه بن عثمان اللخمي ثني صدقة بن عبد الله ثني النعمان بن المنذر عن مكحول والذماري عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعا. ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 140) ورواه عمرو بن أبي سلمة الدمشقي عن صدقة بن عبد الله فلم يذكر النعمان بن المنذر ولا مكحولا. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (32) وصدقة بن عبد الله هو السمين قال النسائي وجماعة: ضعيف. وتابعه يحيى بن حمزة الدمشقي عن النعمان بن المنذر عن مكحول والذماري عن القاسم عن أبي أمامة به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1260) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثني أبي عن أبيه به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1652) وأحمد بن محمد تكلموا فيه (اللسان) وأما حديث معاذ بن أنس الجهني فأخرجه أحمد (3/ 440) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثني سعيد بن أبي أيوب أبو يحيى ثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه رفعه "من أعطى لله تعالى ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه". ومن طريقه أخرجه الخلال في "السنة" (1616) وابن بطة (847) وأخرجه الترمذي (2521) وابن نصر في "الصلاة" (395) والحاكم (2/ 164) والبيهقي في "الشعب" (15) من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ به. قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان لعبد الرحيم بن ميمون ولا لسهل بن معاذ شيئا، واختلف فيهما: وثقا وضعفا. ولم ينفرد عبد الرحيم به بل تابعه زَبّان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه به. أخرجه أحمد (3/ 438) عن حسن بن موسى الأشيب والطبراني في "الكبير" (20/ 188) عن أسد بن موسى المصري قالا: ثنا ابن لهيعة عن زبان به. وابن لهيعة وزبان ضعيفان. 3489 - عن ابن مسعود قال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه وهو بمكة: "من أحبّ منكم أن ينظر الليلة أثر الجن فليفعل" قال: فلم يحضر منهم أحد غيري، فلما كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق،

ثم قرأ القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا وفرغ منهم مع الفجر فانطلق. قال الحافظ: رواه الزهري أخبرني أبو عثمان بن سنَّة الخزاعي أنه سمع ابن مسعود يقول: فذكره. ولرواية الزهري متابع من طريق موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن ابن مسعود قال: استتبعني النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال "إنّ نفرا من الجن خمسة عشر بني أخوة وبني عم يأتونني الليلة فأقرأ عليهم القرآن" فانطلقت معه إلى المكان الذي أراد فخط لي خطا. فذكر الحديث نحوه، أخرجه الدارقطني وابن مردويه وغيرهما. وأخرجه ابن مردويه من طريق أبي الجوزاء عن ابن مسعود نحوه مختصرا" (¬1) حديث الزهري أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2316) والنسائي (1/ 35) وفي "الكبرى" (38) والطبري في "تفسيره" (26/ 32) والحاكم (2/ 503 - 504) وأبو نعيم في "الصحابة" (6924) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 230) والمزي (34/ 67 - 68) من طرق (¬2) عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب الزهري أخبرني أبو عثمان بن سَنَّة الخزاعي- وكان رجلا من أهل الشام- أنه سمع ابن مسعود يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه وهو بمكة "من أحبّ منكم أن يحضر الليلة أمر الجنّ فليفعل" فلم يحضر أحد منهم غيري. قال: فانطلقنا حتى إذا كنّا بأعلى مكة، خط لي برجله خطا، ثم أمرني أن أجلس، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن، فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السّحاب ذاهبين حتى بقي منهم وهي وفرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع الفجر، فانطلق فتبرّز، ثم أتاني، فقال "ما فعل الرهط؟ " قلت: هم أولئك يا رسول الله، فأعطاهم رَوْثا وعظما زاداً، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث. قال الحاكم: تداوله الأئمة الثقات عن رجل مجهول عن ابن مسعود" وقال الذهبي: قلت: هو صحيح عند جماعة" ¬

_ (¬1) 8/ 171 - 172 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ذكر الجن) (¬2) رواه ابن وهب والليث بن سعد وأبو زرعة وهب الله بن راشد عن يونس بن يزيد به. واختلف فيه على ابن وهب، فرواه أحمد بن عمرو بن السرح وهارون بن موسى بن طريف وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب وحرملة بن يحيى التُجيبي عن ابن وهب كما تقدم. ورواه الربيع بن سليمان عن ابن وهب فجعله عن أبي عثمان بن سنة، ولم يذكر ابن مسعود. أخرجه ابن مندة في "الصحابة" (الإصابة 11/ 284) والأول أصح.

وقال في "الميزان": ما أعرف روى عن أبي عثمان بن سنة غير الزهري" قلت: فهو مجهول كما قال الحاكم. ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري به. أخرجه ابن ماجه في "تفسيره" (تهذيب الكمال 34/ 68) عن محمد بن عُزَيْز الأيلي عن سَلامة بن رَوْح عن عقيل به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1102) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن مَتُّويه الأصبهاني ثنا محمد بن عزيز به. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (263) عن أبي الشيخ به. وأما حديث موسى بن عُلَي بن رباح فأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 231) من طريق روح بن صلاح المصري ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث كما ساقه الحافظ وزاد: وأجلسني فيه وقال لي "لا تخرج من هذا" فبتّ فيه حتى أتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع السحر في يده عظم حائل وروثة وحممة، فقال لي "إذا ذهبت إلى الخلاء فلا تستنجي بشيء من هؤلاء" قال: فلما أصبحت قلت: لأعلمن علمي حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فذهبت فرأيت موضع مبرك ستين بعيرا. روح بن صلاح مختلف فيه، وثقه ابن حبان والحاكم، وضعفه ابن عدي والدارقطني وغيرهما. وتابعه ابن وهب ثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن ابن مسعود أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن نستنجي بعظم حائل أو روثة أو حممة" أخرجه الدارقطني (1/ 56) والخطابي في "الغريب" (1/ 238) والبيهقي في "الكبرى" (1/ 109 - 110) من طرق عن ابن وهب به. وإسناده منقطع، قال الدارقطني: علي بن رباح لا يثبت سماعه من ابن مسعود ولا يصح" وقال البيهقي: علي بن رباح لم يثبت سماعه من ابن مسعود" وأما حديث أبي الجوزاء فأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 231 - 232) عن الحاكم وآخرين لم يسمهم قالوا: ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر عن مُسْتَمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن ابن مسعود قال: انطلقت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن حتى إذا أتى الحَجَون فخط عليّ خطا ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه فقال سيد لهم يقال له: وردان: إني أنا أرحلهم عنك، فقال "إني لن يجيرني من الله أحد"

ورواته ثقات إلا أنّ أبا الجوزاء واسمه أوس بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود (الكامل لابن عدي 1/ 402) 3490 - "من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وهو من رواية سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي عن سهيل بن أبي صالح، وسعيد وثقه الأكثر ولينه بعضهم من قبل حفظه، وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد والترمذي، ورجاله ثقات لكنه معلول، وشاهد آخر من حديث أنس عند ابن ماجه، وسنده ضعيف، وهو عند الترمذي من وجه آخر عن أنس لكن من فعله -صلى الله عليه وسلم-، وهذه الأحاديث لم يصح منها شيء" (¬1) حسن وحديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (3861) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 340) وأخرجه الحاكم (4/ 210) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع به. وقال: صحيح على شرط مسلم" وقال البوصيري في "الحجامة" (ص 68): الإسناد صحيح" قلت: الإسناد حسن، أبو توبة وأبو صالح ثقتان، وسعيد وسهيل صدوقان. وحديث ابن عباس أخرجه الطيالسي (ص 347) ثنا عباد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "خير ما تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين". ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 340) وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 82) وأحمد (1/ 354) وعبد بن حميد (574) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (309) والحاكم (4/ 210) وابن الجوزي في "العلل" (1467) عن يزيد بن هارون الواسطي والترمذي (2053) عن النضر بن شميل المازني ¬

_ (¬1) 12/ 256 (كتاب الطب- باب أية ساعة يحتجم)

كلاهما عن عباد بن منصور به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عباد بن منصور مختلف فيه والأكثر على تضعيفه ويقال: إنّ ما رواه عن عكرمة إنما سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة، وإبراهيم متهم. وقد رواه بعضهم عن عباد بن منصور فجعله من فعله -صلى الله عليه وسلم-. فأخرج أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 258) من طريق سعيد بن عنبسة ثنا أبو عبيدة الحداد ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحتجم لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو واحد وعشرين. وسعيد بن عنبسة هو الرازي أبو عثمان الخزاز كذبه ابن معين وابن الجنيد. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3235) وفي "الشمائل" (1101) من طريق عون بن عمارة ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستحب الحجامة لسبع عشرة وتسع عشرة واحدى وعشرين. وإسناده ضعيف لضعف عون بن عمارة العبدي. وللحديث طريق أخرى عند أبي سعد السمان في "مشيخته" (التدوين للرافعي 3/ 246 - 247) وفيها ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وحديث أنس له عنه طرق: الأول: يرويه زكريا بن ميسرة البصري عن النَّهَّاس بن قَهْم عن أنس مرفوعا "من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله" أخرجه ابن ماجه (3486) ثنا سويد بن سعيد ثنا عثمان بن مطر عن زكريا به. وإسناده ضعيف، سويد مختلف فيه، وعثمان بن مطر الشيباني والنهاس بن قهم ضعفهما ابن معين وغيره، وزكريا بن ميسرة مستور كما في "التقريب". الثاني: يرويه صفوان بن سليم عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أنس مرفوعا "خير ما تحتجمون فيه لسبع عشرة وتسعة عشرة وإحدى وعشرين" أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 856) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا محمد بن خوط عن صفوان به.

والواقدي متروك. الثالث: يرويه همام بن يحيى العَوْذي وجرير بن حازم البصري قالا: ثنا قتادة عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحتجم في الأخْدَعَين والكاهِل، وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين. أخرجه الترمذي (2051) وفي "الشمائل" (347) والحاكم (4/ 210) والبغوي في "الشمائل" (1100) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا همام (¬1) وجرير به. وأخرجه الطيالسي (ص 267) عن جرير بن حازم البصري عن قتادة عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم في الأخدعين والكاهل" وأخرجه ابن سعد (1/ 446) وابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 5325) وفي "مصنفه" (8/ 26) وأحمد (3/ 119 أو 192) وأبو داود (3680) وابن ماجه (3483) وأبو يعلى (3048) وأبو بكر الشافعي في "فوائد" (783) وابن حبان (6077) والبيهقي (9/ 340) من طرق عن جرير بن حازم به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقالْ الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: عمرو بن عاصم صدوق، أخرج الشيخان روايته عن همام، ولم يخرجا روايته عن جرير، واختلف عن همام كما تقدم، وجرير بن حازم مستقيم الحديث إلا روايته عن قتادة، قال ابن معين: هو عن قتادة ضعيف. واختلف عن قتادة، فرواه نصر القصاب عنه عن سعيد بن المسيب مرسلا. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 106) عن عبد الله بن عثمان المروزي المعروف بعبدان عن أبيه عن شعبة ثني نصر القصاب به. وقال: لا يصح"الكامل 7/ 2498 ومن طريقه أخرجه العقيلي (4/ 298) وابن عدي (7/ 2497) قال البخاري: إن لم يكن هذا نصر بن طريف فلا أدري" ¬

_ (¬1) واختلف عن همام، فرواه عفان بن مسلم البصري عنه عن قتادة مرسلا. أخرجه ابن سعد (1/ 447)

وأخرجه ابن عدي (7/ 2498) عن ابن أبي داود ثنا القاسم بن محمد المروزي ثنا عبدان به. وقال: قال لنا ابن أبي داود: نصر هذا هو أبو جزي، وهو متروك الحديث" 3491 - "من احتسب من صلبه ثلاثة دخل الجنة" قال الحافظ: وفي رواية ابن حبان والنسائي من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس رفعه: فذكره. وقال قبل ذلك: وروى النسائي وابن حبان من طريق حفص بن عبيد الله عن أنس أنّ المرأة التي قالت: واثنان، قالت بعد ذلك: يا ليتني قلت وواحد" (¬1) أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2 / 421) والنسائي (4/ 20) وفي "الكبرى" (1999) وابن حبان (2943) والمزي (22/ 364 - 365) من طرق عن ابن وهب ثني عمرو بن الحارث ثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن عمران بن نافع عن حفص بن عبيد الله عن أنس مرفوعا "من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة" فقامت امرأة فقالت: أو اثنان؟ قال "أو اثنان" قالت المرأة: يا ليتني قلت واحدا. عمران بن نافع لم يرو عنه غير بكير بن عبد الله، ومع هذا فقد وثقه النسائي وابن حبان. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والباقون كلهم ثقات. وللحديث شواهد ذكرها الحافظ في الباب. 3492 - عن أبي هريرة مرفوعا "من احتكر حِكْرَة يريد أن يغالي بها على المسلمين فهو خاطئ" قال الحافظ: أخرجه الحاكم" (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 12) وعنه البيهقي (6/ 30) من طريق إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ثنا عبد الأعلي بن حماد النَّرْسي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "من احتكر يريد أن يتغالى بها على المسلمين فهو خاطئ، وقد برئت منه ذمة الله" ¬

_ (¬1) 3/ 361 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬2) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)

سكت عليه الحاكم. وقال الذهبي: قلت: الغسيلي كان يسرق الحديث" قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/ 119 - 120) وقال: كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث، والاحتياط في أمره الاحتجاج بما وافق الثقات من الأخبار وترك ما انفرد من الآثار. ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه أبو معشر عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "من احتكر حكرة يريد أن يغلي بها على المسلمين فهو خاطئ" أخرجه أحمد (2/ 351) عن سريج بن النعمان الجوهري وابن عدي (7/ 2518) عن يونس بن محمد المؤدب قالا: ثنا أبو معشر به. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. وله شاهد عن مَعمر بن عبد الله مرفوعا "لا يحتكر إلا خاطئ" أخرجه مسلم. 3493 - عن ابن عمر مرفوعا "من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ منه" قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم، وفي إسناده مقال" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 104) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 3676) وأحمد (2/ 33) عن يزيد بن هارون أنا أصبغ بن زيد الوراق ثنا أبو بشر ثنا أبو الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "أيما أهل عَرْصَة ظل فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله" ¬

_ (¬1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)

ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 242) والضياء في "المختارة" كما في "النكت" لابن حجر (1/ 453) وأخرجه البزار (كشف1311) وأبو يعلى (5746) وابن الأعرابي (ق 46 / ب) وابن عدي (1/ 399) والطبراني في "الأوسط" والدارقطني في "غرائب مالك" كما في "نصيب الراية" (4/ 262) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 310) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 100 - 101) وابن الجوزي (2/ 243) والضياء من طرق عن يزيد بن هارون به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه" وقال ابن عدي: الحديث غير محفوظ " وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وأبو بشر لا أعرفه" العلل1/ 392 قال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح" وأعله بأصبغ بن زيد. وقال ابن حزم: وهذا لا يصح لأنّ أصبغ بن زيد وكثير بن مرة مجهولان" المحلى 9/ 718 كذا قال، ولم يصب، أما أصبغ بن زيد فوثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد وغيره: ليس به بأس. زاد أحمد: ما أحسن رواية يزيد بن هارون عنه. وضعفه بعضهم. وأما كثير بن مرة فوثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به. والحديث اختلف فيه على أصبغ بن زيد، فرواه عمرو بن الحصين العقيلي عن أصبغ بن زيد فلم يذكر أبا بشر. أخرجه الحاكم (2/ 11 - 12) وسكت عليه. وقال الذهبي: قلت: عمرو تركوه، وأصبغ فيه لين" وقال الحافظ في "النكت" (1/ 453): وعمرو بن الحصين أحد المتروكين المتهمين" وقال في "القول المسدد" (ص 28 - 29): تنبيه: أبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية من رجال الشيخين، وأبو الزاهرية اسمه حُدير بن غريب من رجال مسلم، ورواية أبي بشر عنه من باب رواية الأقران لأنّ كلا منهما من صغار التابعين" قلت: لم يذكر أحد ممن أخرج هذا الحديث أنّ أبا بشر هو جعفر بن أبي وحشية، ولم أر أحدا ممن ترجم لجعفر بن أبي وحشية ذكر أبا الزاهرية في شيوخه ولا أصبغ بن زيد في تلاميذه.

والصحيح أنّه غيره، فقد قال الحافظ في "التعجيل" (ص 469): أبو بشر صاحب المقري عن أبي الزاهرية وزيد بن ثوب وعنه أصبغ بن زيد الوراق وهاه يحيى بن معين وقال أبو حاتم: لا أعرفه. ووهم من قال: إنه أبو بشر المؤذن الذي أخرج له أبو داود في "المراسيل"، وقد فرق بينهما غير واحد" وفي كتاب ابن أبي حاتم (4/ 2/ 347): سئل ابن معين عن أبي بشر الذي يحدث عن أبي الزاهرية الذي روى عنه أصبغ بن زيد فقال: لا شيء" ولم ينفرد أبو بشر به بل تابعه أبو مهدي سعيد بن سنان الحنفى عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر به. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 426) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا محمد بن حرب عن أبي مهدي به. وأبو مهدي قال البخاري ومسلم وابن حبان: منكر الحديث. 3494 - حديث عمر مرفوعا "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس" قال الحافظ: رواه ابن ماجه وإسناده حسن" (¬1) ضعيف يرويه الهيثم بن رافع الطَّاطَري البصري عن أبي يحيى المكي واختلف عنه: - فقال الطيالسي (ص 11 - 12): ثنا الهيثم بن رافع ثنا أبو يحيى المكي عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب وهو يقول "من احتكر على المسلمين طعامهم ابتلاه الله بالجذام أو بالإفلاس" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (10704) وتابعه عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا الهيثم بن رافع (¬2) عن أبي يحيى مولى عمر- وكان قد أدرك عمر بن الخطاب- قال: أُلقي على باب المسجد طعاما كثيرا، فدخل عمر، فرأى الطعام. قال: ما هذا؟ قالوا: طعام جُلِبَ إلينا. قال: بارك الله فيه، وفيمن جلبه إلينا. قالوا: يا أمير المؤمنين، قد احتكر. قال: ومن ¬

_ (¬1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة) (¬2) في المطبوع "يحيى"

احتكره؟ قالوا: فَرُّوخ مولى عثمان وفروخ مولاك. فأرسل عمر فدعاهما. فقال: ما حملكما على احتكار طعام المسلمين. قالا: يا أمير المؤمنين، نشتري بأموالنا ونبيع. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله عَزَّ وَجَلَّ بجذام أو بإفلاس" أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (263) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة3680) - وقال غير واحد: عن الهيثم بن رافع عن أبي يحيى المكي عن فروخ مولى عثمان بن عفان عن عمر. أخرجه أحمد (1/ 21) والبخاري في "الكبير" (4/ 2 / 217) وابن الجوزي في "العلل" (998) والمزي (23/ 171 - 172) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم وعبد بن حميد (17) عن يزيد بن هارون وابن ماجه (2155) عن عبد الكبير بن عبد المجيد أبي بكر الحنفي والبيهقي في "الشعب" (10705) عن مكي بن إبراهيم البلخي وفي "الدلائل" (6/ 246) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (715) عن حجاج بن نُصير البصري وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (310) عن عبد الملك أبي العباس كلهم عن الهيثم بن رافع به. - وقال محمد بن سعيد القرشي: ثنا الهيثم بن رافع ثنا أبو يحيى المكي عن فَرُّوخ مولى عثمان بن عفان سمع عثمان. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2 / 217)

وحديث أبي سعيد مولى بني هاشم ومن تابعه أصح. قال ابن الجوزي: أبو يحيى مجهول" وقال المنذري: هذا إسناد جيد متصل، ورواته ثقات، وقد أنكر على الهيثم روايته لهذا الحديث مع كونه ثقة" الترغيب 1/ 583 وقال الحافظ: رواته ثقات" القول المسدد ص 27 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله موثقون" المصباح 3/ 11 قلت: أبو يحيى المكي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا الهيثم بن رافع. وكذا البخاري وابن أبي حاتم ترجماه في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا الهيثم فهو مجهول. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 322): لا يدرى من هو. وقال أيضا (4/ 587): لا يعرف، والخبر منكر. وقال في "المغني": يجهل، والخبر منكر. وأما فَرُّوخ مولى عثمان فذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. والهيثم بن رافع وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو داود: روى حديثا منكرا في الحِكْرَة، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق أنكروا حديثه في الحكرة. 3495 - "من أحسن العربية فلا يتكلمن بالفارسية فإنّه يورث النفاق" قال الحافظ: وأخرج (أي الحاكم) فيه أيضا عن ابن عمر رفعه: فذكره، وسنده واه" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الحاكم (4/ 87) من طريق عمر بن هارون البلخي ثنا أسامة بن زيد الليثي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية فإنّه يورث النفاق" ¬

_ (¬1) 6/ 524 (كتاب الجهاد- باب من تكلم بالفارسية)

سكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: عمر كذبه ابن معين وتركه الجماعة" 3496 - "من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله" قال الحافظ: وروى النسائي من حديث السائب بن خلاد رفعه: فذكره، ولابن حبان نحوه من حديث جابر" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 55 - 56 و 56) والحربي في "الغريب" (2/ 834) والنسائي في "الكبرى" (4265) والدولابي في "الكنى" (1/ 72) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1104) والطبراني في "الكبير" (6631) وأبو نعيم في "الصحابة" (3466) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 314) من طرق (¬2) عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن مسلم بن أبي مريم عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرفوعا "من أخاف أهل المدينة أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" وإسناده صحيح رجاله ثقات. ولم ينفرد مسلم بن أبي مريم المدني به بل تابعه غير واحد عن عطاء بن يسار به، منهم: 1 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة. أخرجه أحمد (4/ 56) عن سليمان بن داود الهاشمي والنسائي في "الكبرى" (4266) عن علي بن حجر السعدي وأبو نعيم في "الحلية" (¬3) (1/ 372) ¬

_ (¬1) 4/ 466 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب إثم من كاد أهل المدينة) (¬2) ورواه إبراهيم بن صرمة الأنصاري عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن المنكدر عن عطاء عن السائب. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3467) وإبراهيم بن صرمة قال ابن معين: كذاب خبيث. (¬3) وأخرجه في "الصحابة" (3471) فقال: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصة.

عن قتيبة بن سعيد البلخي ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن يزيد بن خُصيفة عن عبد الرحمن بن عبد الله أنّ عطاء بن يسار أخبره أنّ السائب بن خلاد أخبره به. ورواه غير واحد عن إسماعيل بن جعفر فقالوا فيه: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، منهم: (1) - حجاج بن إبراهيم الأزرق. أخرجه الطبراني (6634) (2) - سويد بن سعيد الحدثاني. أخرجه أبو القاسم البغوي (1102) (3) - عبد الله بن مطيع البكري. أخرجه أبو القاسم البغوي (1102) وهكذا رواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي (¬1) عن يزيد بن خصيفة فقال فيه: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. أخرجه الحارث (بغية الباحث 395) عن محمد بن سعد بن منيع القرشي ثنا أبو ضمرة به. ورواه الحميدي عن أبي ضمرة فلم يذكر ابن أبي صعصعة. أخرجه الطبراني (6635) والأول أصح. ولم ينفرد يزيد بن خصيفة به بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي ثنا ¬

_ (¬1) ورواه أيضا عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عطاء عن السائب. أخرجه الطبراني (6633) قال المزي في "تهذيب الكمال" (17/ 216): عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. ومنهم من يقول فيه: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، فينسب عبد الله إلى جده. ومنهم من يقول فيه: عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فينسبه إلى جد أبيه. ومنهم من يقول فيه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فيقلب اسمه. والجميع لرجل واحد"

عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2152) 2 - أبو بكر بن المنكدر بن عبد الله التيمي المدني. أخرجه أبو القاسم البغوي (1103) والطبراني في "الكبير" (6632) وأبو نعيم في "الصحابة" (3470) عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني والدولابي في "الكنى" (1/ 123) عن حَيْوة بن شريح المصري وأبو نعيم في "الصحابة" (3470) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي وابن قانع في "الصحابة" (1/ 299) عن الليث بن سعد اْربعتهم عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن أبي بكر بن المنكدر به. وإسناده صحيح. 3 - موسى بن عقبة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6636) وأبو نعيم في "الصحابة" (3472) من طريق معاوية بن عبد الله الزبيري حدثتنا عائشة بنت الزبير ثنا هشام بن عروة عن موسى به. ومعاوية قال أبو زرعة: لا بأس به (الجرح 4/ 1/ 387) وعائشة بنت الزبير ذكرها ابن حبان في "الثقات" (7/ 307) والباقون ثقات. ولم ينفرد عطاء بن يسار به بل تابعه خلاد بن السائب عن أبيه به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6637) من طريق زيد بن الحباب ثنا موسى بن عبيدة ثني عبد الله بن دينار عن خالد بن خلاد بن السائب عن أبيه عن جده. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

وأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن عطاء القرشي عن محمد بن جابر بن عبد الله عن أبيه مرفوعا "من أخاف أهل المدينة أخافه الله" أخرجه ابن حبان (3738) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا محمد بن عباد المكي ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء به. وعبد الرحمن بن عطاء مختلف فيه، وثقه النسائي وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وقد خولف في لفظه. قال أبو داود في "فضائل الأنصار" (تهذيب الكمال 24/ 570 - 571): ثنا محمد بن عيسى ابن الطباع عن يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس عن محمد بن جابر بن عبد الله عن أبيه مرفوعا "من أخاف هذا الحي من الأنصار فقد أخاف ما بين هذين" ووضع كفيه على جنبيه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1093) ومن طريقه المزي (24/ 570 - 571) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي عن يحيى بن عبد الله بن يزيد به (¬1). ويحيى بن عبد الله قال أحمد: لم يكن به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وتابعه محمد بن كليب بن جابر بن عبد الله عن محمود ومحمد ابني جابر سمعا جابرا به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 53) والطبراني في "الأوسط" (5293) الثاني: يرويه هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري عن عبد الله بن نِسْطاس عن جابر مرفوعا "من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، من أخافها فقد أخاف ما بين هذين" وأشار إلى ما بين جنبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 180) ثنا ابن نمير عن هاشم به. وأخرجه الحارث (بغية الباحث 394) عن محمد بن سعد بن منيع القرشي ثنا أبو ضمرة ثني هاشم بن هاشم به. ¬

_ (¬1) ورواه سعيد بن عبد الحميد بن قيس الرازي عن يحيى بن عبد الله بن يزيد عن محمد وعبد الرحمن سمعا أباهما -يعني جابرا- أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 287)

وعبد الله بن نسطاس وثقه النسائي، وقال الذهبي: لا يعرف، تفرد عنه هاشم بن هاشم، والباقون ثقات. الثالث: يرويه مسلم بن أبي مريم المدني عن علي بن عبد الرحمن المُعَاوي عن جابر مرفوعا "من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله وغضبه لا يقبل منه صرفا ولا عدلا". أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 132) عن أبي عمران موسى بن سهل الرملي ثني محمد بن عبيد الله أبو ثابت ثني محمد بن صالح بن قيس بن الأزرق عن مسلم به. ومحمد بن صالح قال أبو حاتم: شيخ. والباقون كلهم ثقات. الرابع: يرويه محمد بن مُطَرِّف أبو غسان المدني عن زيد بن أسلم عن جابر أنّ أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر، فقيل لجابر: لو تنحيت عنه، فخرج يمشي بين ابنيه فنكب، فقال: تعس من أخاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال ابناه أو أحدهما: يا أبت وكيف أخاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد مات؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي" أخرجه أحمد (3/ 354) عن علي بن عياش الحمصي و (3/ 393) عن حسين بن محمد المروذي قالا: ثنا محمد بن مطرف به. قاله المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح" الترغيب 2/ 232 - المجمع 3/ 306 قلت: رواته ثقات إلا أنّ علي بن الحسين بن الجنيد قال: زيد بن أسلم عن جابر مرسل. وفي الباب ما أخرجه المفضل الجندي في "فضائل المدينه" (31) عن أبي حُمَة محمد بن يوسف الزَّبيدي ثنا أبو قُرَّة موسى بن طارق قال: ذكر ابن جريج عن أبي بكر بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رفعه "من أخاف أهل المدينة أخافه الله عز وجل" أبو بكر بن عبد الله هو ابن محمد بن أبي سَبْرة قال أحمد وابن عدي: يضع الحديث.

3497 - "من أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين" قال الحافظ: ولأبي يعلى بإسناد حسن عن الحكم بن الحارث السلمى مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2251) عن أبي يعلى أنا محمد بن عقبة السدوسي ثنا محمد بن حُمران القيسي ثنا عطية أبو عامر الدَّعَاء عن الحكم بن الحارث السلمى به مرفوعا. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3172) عن عبدان بن أحمد الأهوازي وفي "الصغير" (1197) عن محمد بن موسى بن بنت الوضاح بن حسان الأنباري قالا: ثنا محمد بن عقبة به. وإسناده ضعيف. محمد بن عقبهَ قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث كتبت عنه ثم تركت حديثه فليس أحدّث عنه، وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا وقال: لا أحدث عنه. وذكره ابن حبان في "الثقات" ومحمد بن حمران مختلف فيه، وعطية الدعاء ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ولم ينفرد محمد بن عقبة به بل تابعه (¬2) الحسين بن محمد الذارع السعدي ثنا محمد بن حمران به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 208) وأبو نعيم في "الصحابة" (1911) والذارع وثقه النسائي وغيره. ولم ينفرد محمد بن حمران به بل تابعه عون بن كَهْمّس البصري ثنا عطية بن سعد الدعاء عن الحكم بن الحارث به. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3905) عن شباب خليفة بن خياط ثنا عون به. ¬

_ (¬1) 6/ 29 (كتاب المظالم- باب إثم من ظلم شيئا من الأرض) (¬2) وتابعه أبو أيوب سليمان بن داود المنقري الشاذكوني ثنا محمد بن حمران به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1911) والشاذكوني كذبه ابن معين وغيره.

وعون قال أحمد: لا أعرفه، وقال أبو داود: لم يبلغني إلا خير، وذكره ابن حبان في "الثقات". 3498 - "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها" سكت عله الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 2/ 197) عن أبي هريرة. 3499 - "من أدركه الصبح ولم يوتر فلا وتر له" قال الحافظ: وفي صحيح ابن خزيمة من طريق قتادة عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (¬2) له عن أبي سعيد طريقان: الأول: يرويه قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا به. أخرجه ابن خزيمة (1092) وعنه ابن حبان (2408 و 2414) عن أبي داود الطيالسي والحاكم (1/ 301 - 302) وعنه البيهقي (2/ 478) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي كلاهما عن هشام الدَّسْتُوائي عن قتادة به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسا. ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد بلفظ "أوتروا قبل أن تصبحوا" وفي لفظ "أوتروا قبل الصبح" أخرجه الطيالسي (ص 287) وعبد الرزاق (4589) وأحمد (3/ 13 و35 و 37 و 71) ومسلم (754) وابن ماجه (1189) والترمذي (468) وابن نصر في "الوتر" (ص 305) والنسائي (3/ 189) وابن خزيمة (1089) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 189) والحاكم (1/ 301) والبيهقي (2/ 478) من طرق عن يحيى بن أبي كثير به. ¬

_ (¬1) 1/ 20 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 3/ 132 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

قال البيهقي: ورواية يحيى بن أبي كثير كأنّها أشبه" الثاني: يرويه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد مرفوعا "من أدرك الصبح فلم يوتر فلا وتر له" وفي لفظ "نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا وتر بعد طلوع الفجر" أخرجه عبد الرزاق (4591) والطيالسي (ص 292) وابن أبي شيبة (6749 و 6750) وابن نصر (ص 305) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (216 و 217 و 218) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 314) وتمام (ق 97/أ) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه" (17) وأبو هارون العبدي واسمه عُمارة بن جُوَين قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 3500 - "من ارتبط فرسا في سبيل الله ثم عالج علفه بيده فإن له بكل حبة حسنة" قال الحافظ: وروى ابن ماجه من حديث تميم الداري مرفوعا: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه ابن ماجه (2791) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 440) والدولابي (1/ 30) عن أبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس الرّملي ثنا أحمد بن يزيد بن رَوْح الدَّاري- رجل من آل تميم- عن محمد بن عُقبة القاضي عن أبيه عن جده عن تميم الداري به مرفوعا. وأخرجه المزي (20/ 233) من طريق ابن أبي عاصم ثنا أبو عمير به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3969) من طريق يعقوب بن سفيان به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، محمد وأبوه وجده مجهولون، والجد لم يسم" مصباح الزجاج 3/ 162 قلت: وأحمد بن يزيد بن روح مستور كما في "التقريب". طريق أخرى: أخرج أحمد (¬2) (4/ 103) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وعن الهيثم بن خارجة المرُّوذي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش ثني شرحبيل بن مسلم الخولاني أنَّ رَوح بن زِنباع زار تميما الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه وحوله أهله، ¬

_ (¬1) 6/ 398 (كتاب الجهاد- باب من احتبس فرسا) (¬2) أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 256 - 257) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي أنا أبو المغيرة ثنا إسماعيل بن عياش به.

فقال له روح: أما كان في هؤلاء من يكفيك؟ قال تميم: بلى ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلفه عليه إلا كتب له بكل حبة حسنة" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3968) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنا إسماعيل بن عياش به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (553) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وعبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش به. وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (1/ 404 - 405) من طريق إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش به. وخالفهم سعيد بن منصور (2439) فرواه عن ابن عياش وأوقفه على تميم. والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. وإسناده صحيح رجاله ثقات، وروح بن زنباع ذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 237) وقال: كان عابدا غزاء من سادات أهل الشام" فهو معروف عنده، وقد روى عنه جماعة. ولم ينفرد شرحبيل بن مسلم به بل تابعه إبراهيم بن أبي عَبْلة الشامي عن روح بن زنباع به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1254) وفي "الصغير" (14) وفي "مسند الشاميين" (30) قال: ثنا أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي ثنا عبيد بن جناد الحلبي ثنا عطاء بن مسلم الخفاف عن عبد الله بن شَوْذب عن إبراهيم بن أبي عبلة به (¬1). وقال: لم يروه عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا ابن شوذب، ولا عن ابن شوذب إلا عطاء بن مسلم، تفرد به عبيد بن جناد" وقال البوصيري: وهذا إسناد لا بأس به وهو أحسن من سند ابن ماجه" مصباح الزجاجة 3/ 162 3501 - "من أريد ماله ظلما فقتل فهو شهيد" قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند ابن ماجه: فذكره" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن الأعرابي (ق63/ ب) عن أبي بكر محمد بن الوليد الرملي ثنا عبيد بن جناد به. (¬2) 6/ 48 (كتاب المظالم- باب من قاتل دون ماله)

وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن هُرْمز الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه ابن ماجه (2582) عن محمد بن بشار ثنا أبو عامر ثنا عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن الحسن عن عبد الرحمن الأعرج به. ورواه أحمد (324) عن أبي عامر واسمه عبد الملك بن عمرو العَقَدي به إلا أنه لم يقل "ظلما" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2962) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا عبد العزيز بن المطلب به. قال البوصيري: هذا إسناد حسن لقصور درجة عبد العزيز عن درجة أهل الحفظ والإتقان" المصباح 3/ 111 قلت: وهو كما قال، وعبد العزيز بن المطلب هو ابن عبد الله بن حَنْطَب، وعبد الله بن حسن هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب. واختلف فيه على عبد العزيز بن المطلب، فرواه أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني عنه فلم يذكر عبد الله بن الحسن. أخرجه العقيلي (966) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي به. وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما. والأول أصح. ولم ينفرد عبد العزيز به بل تابعه سفيان الثوري عن عبد الله بن الحسن قال: أحسب الأعرج حدثني عن أبي هريرة به. أخرجه أحمد (2/ 194) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه مالك بن أنس عن سُمَي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "من قتل دون ماله فهو شهيد" أخرجه العقيلي (1/ 106) وابن الأعرابي (ق25/ أ) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 142) من طرق عن إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا مالك به.

والفروي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثالث: يرويه شعبة عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة مرفوعا "من قتل دون ماله فهو شهيد" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 329) من طريق أبي بكر محمد بن عبيد الله بن مرزوق الخلال ثنا عفان ثنا شعبة به. وقال: هذا غريب من حديث شعبة عن ابن عون تفرد بروايته ابن مرزوق عن عفان، ولابن مرزوق هذا عن عفان أحاديث كثيرة وعامتها مستقيمة غير حديث واحد منكر" 3502 - "من استحل بدرهم في النكاح فقد استحل" قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء، منها عند ابن أبي شيبة من طريق أبي لَبِيبة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو يعلى (¬2) (943) ثنا عمرو بن محمد الناقد ثنا وكيع ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده به مرفوعا. ولم ينفرد الناقد به بل تابعه ابن أبي شيبة (4/ 186 و 14/ 183) عن وكيع به. وخالفهما سعيد بن عنبسة الرازي فرواه عن وكيع عن يحيى بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده. فزاد فيه عن أبيه. أخرجه البيهقي (7/ 238) والأول أصح فقد رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6976) قال الطحاوي في "أحكام القرآن" (الجوهر النقي 7/ 238): هذا الإسناد لا يقطع به أهل الرواية" ¬

_ (¬1) 11/ 117 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن) (¬2) ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 267) لكن وقع عنده: عن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده.

وقال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقوي" الاستغناء 1/ 208 وقال الذهبي في "المهذب" (الفيض 6/ 53): قلت: يحيى (¬1) واه" وقال في "الميزان" (4/ 595): كذاب" وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء" الكامل 7/ 2689 وقال الهيثمي: ضعيف" المجمع 4/ 281 وأبو لبيبة لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن. قاله الحافظ في "الإصابة" (11/ 323) وابن الأثير في "أسد الغابة" وابن عبد البر في "الاستيعاب". 3503 - "من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى" سكت عليه الحافظ (¬2). ضعيف روي من حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة ومن حديث الحكم بن عمير فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبان بن إسحاق الأسدي عن الصبّاح بن محمد بن أبي حازم عن مرة الهمداني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم "استحيوا من الله عَزَّ وَجَلَّ حق الحياء" قلنا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله، قال "ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حقّ الحياء، فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقّ الحياه" أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 223) وفي "مسنده" (343) وأحمد (1/ 387) والترمذي (2458) وابن أبي الدنيا في "الورع" (59) والبزار (2025) وابن نصر في "الصلاة" (450) وأبو يعلى (5047) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 374 - 375) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 166) والحاكم (4/ 323) وابن بشران (358) والبيهقي في "الآداب" (1155) وفي "الأربعين الصغرى" (35) وفي "الشعب" (7334 و 10077) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 486 - 487) والقشيري في "الرسالة" (ص 107) والبغوي في "شرح ¬

_ (¬1) رواه حارثة بن هرم الفقيمي عنه بلفظ "يستحل النكاح بدرهمين فصاعدا" أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (510) (¬2) 15/ 65 (كتاب الحدود- باب الزنا وشرب الخمر)

السنة" (4033) والقاسم بن علي الدمشقي في "التعزية" (59) من طرق عن أبان بن إسحاق به. قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد" وقال البزار: الصباح بن محمد ليس بالمشهور" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف الصباح بن محمد. قال ابن حبان: كان ممن يروى عن الثقات الموضوعات، وهو الذي روى مرّة عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "استحيوا من الله حق الحياء". وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم يرفع الموقوف. الثاني: يرويه قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10290) و"الصغير" (494) عن السري بن سهل الجنديسابوري ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مُجّاعة بن الزبير عن قتادة به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 209) عن الطبراني به. وأخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 196 - 197) عن أبي بكر بن ريذه أنا الطبراني به. قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا مجاعة، تفرد به عبد الله بن رشيد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عقبة وقتادة لم نكتبه إلا من حديث عبد الله بن رشيد عن مجاعة" قلت: وإسناده ضعيف لضعف السري بن سهل، وعبد الله بن رشيد ومجاعة بن الزبير مختلف فيهما، وقتادة مدلس وقد عنعن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وأما حديث عائشة فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 296) والطبراني في "لأوسط" (7338) والقاسم بن علي الدمشقي في "التعزية" (58) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن مسلم بن أبي مريم عن عروة عن عائشة قالت: يينما النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر والناس حوله وأنا في حجرتي سمعته يقول "أيها الناس استحيوا من الله حقّ الحياء" حتى ردّد ذلك مرارا، فقال رجل: إنا لنستحي من الله

يا رسول الله، فقال "من كان يستحي منكم من الله فلا يبيتنّ ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر القبر والبلى، وليترك زينة الحياة الدنيا" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عروة إلا مسلم بن أبي مريم، ولا عن مسلم إلا ابن أبي حبيبة، تفرد به خالد بن يزيد، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" قلت: خالد بن يزيد قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: كذاب ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي الموضوعات عن الأثبات. وإبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وأما حديث الحكم بن عمير فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3192) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 358) من طريق بقية بن الوليد عن عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير مرفوعا "استحيوا من الله حقّ الحياء، احفظوا الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، واذكروا الموت والبلى، فمن فعل ذلك كان ثوابه جنة المأوى" قال الهيثمي: وفيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو متروك" المجمع 10/ 284 قلت: الحكم بن عمير ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وقال: روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يذكر السماع ولا لقاء أحاديث منكرة من رواية ابن أخيه موسى بن أبي حبيب وهو شيخ ضعيف الحديث، ويروي عن موسى بن أبي حبيب عيسى بن إبراهيم وهو ذاهب الحديث، سمعت أبي يقول ذلك. وقال البخاري: عيسى بن إبراهيم منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 3504 - حديث أبي هريرة رفعه "من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها". قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (2/ 74 و 104) وابن ماجه (3112) والترمذي (3917) والدينوري في "المجالسة" (810) والهيثم بن كليب (الصارم المنكي ص 43 و 44 و 44 - 45) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 239/ أ) وابن حبان (3741) وتمام في "فوائده" (ق 50/ ب) ¬

_ (¬1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

والبيهقي في "الشعب" (3887 و3888) وابن النجار في "تاريخ المدينة" (ص 82 - 83) والبغوي في "شرح السنة" (2020) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (639) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 455 - 456) من طرق (¬1) عن أيوب عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أيوب السَّخْتيِاني" قلت: إسناده صحيح، وأيوب ثقة حجة من أثبت الناس في نافع. - ورواه إسماعيل بن عُلية واختلف عنه: • فرواه ابن أبي شيبة (12/ 179) عن إسماعيل (¬2) قال: نبئت عن نافع أنّه حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: فذكره. • ورواه شجاع بن مخلد الفلاس عن إسماعيل عن أيوب قال: نبئت عن نافع قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه الدارقطني في "العلل" (الصارم المنكي ص 44) وله شاهد من حديث سبيعة الأسلمية وآخر من حديث الصميتة (¬3). 3505 - "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل" قال الحافظ: قال ابن تيمية: رقى جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم -، ورقى النبي -صلى الله عليه وسلم - أصحابه، وأذن لهم في الرقي، وقال: فذكره" (¬4) أخرجه مسلم (2199) من حديث جابر. 3506 - "من أسلف في شيء فلا يشترط على صاحبه غير قضاؤه" قال الحافظ: وروى الدارقطني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وإسناده ضعيف" (¬5) ضعيف ¬

_ (¬1) رواه هشام الدستوائي وسفيان بن موسى البصري والحسن بن أبي جعفر الجُفْري عن أيوب به. (¬2) لعله سقط هنا: عن أيوب، فإسماعيل معروف بالرواية عن أيوب، ولا أستبعد ذلك لأنّ نسخة ابن أبي شيبة هذه المطبوعة في الهند مليئة بالسقط والتحريف، والله أعلم. (¬3) انظر الآحاد 6/ 17 و 32 و65 و 154 - "الإحسان 9/ 58 - الشعب 8/ 112 - الصحيحة للألباني 6/ 1033 (¬4) 14/ 200 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب) (¬5) 5/ 340 (كتاب السلم- باب الكفيل في السلم)

أخرجه ابن عدي (6/ 2109) والدارقطني في "السنن" (3/ 46) وفي "المؤتلف" (1122) من طريق بقية بن الوليد ثني لوذان بن سليمان عن هشام بن عروة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من أسلف سلفا فلا يشترط على صاحبه غير قضائه". قال ابن عدي: لوذان بن سليمان حدّث عنه بقية وهو مجهول، وما رواه مناكير لا يتابع عليه، وهذا الحديث عن هشام بن عروة عن نافع لا يرويه عن هشام غير لوذان هذا وهو مجهول وعن لوذان بقية، وهشام بن عروة عن نافع عزيز جدا" قلت: لوذان ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 362) على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا بقية. والحديث رواه مالك (2/ 682) عن نافع عن ابن عمر موقوفا. وهذا إسناد في غاية الصحة وقد أخرجه البيهقي (5/ 350) من طريق مالك. وقال: وقد رفعه بعض الضعفاء عن نافع وليس بشيء" 3507 - "من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيره" قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث أبي سعيد" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (3468) عن محمد بن عيسى ابن الطَّبَّاع البغدادي والترمذي في "العلل الكبير" (1/ 524) والدارقطني (3/ 45) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وابن ماجه (2283) والبيهقي (6/ 30) عن محمد بن عبد الله بن نمير والدراقطني (3/ 45) عن الحسن بن عرفة وعلي بن الحسين الدرهمي ¬

_ (¬1) 5/ 340 (كتاب السلم- باب الكفيل في السلم)

كلهم عن أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي ثنا زياد بن خيثمة عن سعد الطائي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد به مرفوعا. - ورواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن شجاع بن الوليد واختلف عنه: • فقال يحيى بن محمد بن صاعد: ثنا أبو سعيد الأشج ثنا شجاع بن الوليد ثنا زياد بن خيثمة عن سعد الطائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد. أخرجه الدارقطني (3/ 45) والبيهقي في "المعرفه" (8/ 207) • ورواه ابن ماجه (2/ 766) عن أبي سعيد الأشج ولم يذكر سعدا الطائي. والأول أصح. قال الترمذي: لا أعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه، وهو حديث حسن" قلت: بل ضعيف لضعف عطية العوفي. قال البيهقي: عطية العوفي لا يحتج به" وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 25): فيه عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف، وأعله أبو حاتم والبيهقي وعبد الحق وابن القطان بالضعف والاضطراب" قلت: أعله أبو حاتم بالوقف فقال: إنّما هو سعد الطائي عن عطية عن ابن عباس قوله" العلل 1/ 387 3508 - "من اشترى طعاما بكيل أو وزن فلا يبيعه حتى يقبضه" قال الحافظ: وقد روى أحمد من حديث ابن عمر مرفوعا: فذكره، ورواه أبو داود والنسائي بلفظ "نهى أن يبيع أحد طعاما اشتراه بكيل حتى يستوفيه" (¬1) الحديث باللفظ الأول أخرجه أحمد (2/ 111) عن إسحاق بن عيسى بن نَجيح البغدادي أنا ابن لهيعة عن الأسود عن القاسم بن محمد عن ابن عمر مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وباللفظ الثاني أخرجه أبو داود (3495) والنسائي (7/ 252) وفي "الكبرى" (6197) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 38) والمزي (28/ 507) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث (¬2) عن المنذر بن عبيد المديني عن القاسم بن محمد عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) 5/ 254 (كتاب البيوع- باب من رأى إذا اشترى طعاما جزافا أن لا يبيعه) (¬2) زاد الطحاوي والمزي: وغيره.

ورواته ثقات غير المنذر بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، وقال الحافظ: مقبول. وللحديث طريقين آخرين في الصحيحين وغيرهما لكن ليس فيهما ذكر الكيل أو الوزن (¬1). 3509 - حديث جابر بن سَمُرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لعلي "من أشقى الأولين؟ " قال: عاقر الناقة. قال "فمن أشقى الآخرين؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال "قاتلك". قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وله شاهد من حديث عمار بن ياسر عند أحمد، ومن حديث صهيب عند الطبراني، وعن علي نفسه عند أبي يعلى بإسناد لين، وعند البزار بإسناد جيد" (¬2) ورد من حديث جابر بن سمرة ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث صهيب ومن حديث علي فأمّا حديث جابر بن سمرة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2037) من طريق إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي ثنا ناصح عن سماك عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لعلي -رضي الله عنه- "من أشقى ثمود؟ " قال: من عقر الناقة. قال "فمن أشقى هذه الأمة؟ " قال: الله أعلم. قال "قاتلك" قال الهيثمي: وفيه ناصح بن عبد الله وهو متروك" المجمع 9/ 136 وأما حديث عمار فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خُثيم أبي يزيد عن عمار قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة، فلما نزلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأقام بها، رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل، فقال لي علي بن أبي طالب: يا أبا اليقظان، هل لك في أن تأتي هؤلاء القوم، فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت، قال: فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم. فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور من النخل، وفي دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهَبَّنا إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها فيومئذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي ¬

_ (¬1) انظر "ارواء الغليل" 5/ 175 - 176 (¬2) 8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي)

طالب "مالك يا أبا تراب؟ " لما يرى عليه من التراب، ثم قال "ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ " قلنا: بلى يا رسول الله، قال "أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضرب يا علي على هذه- ووضع يده على قرنه- حتى يَبُلّ منها هذه" وأخذ بلحيته. أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 599 - 600) ثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي به. وأخرجه أحمد (4/ 263) وفي "فضائل الصحابة" (1172 و 1173) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 71) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (175) والبزار (1417) والنسائي في "خصائص علي" (153) وابن جرير في "تاريخه" (2/ 261 - ط الحسينية) والدولابي في "الكنى" (2/ 163) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1971) والطحاوي في "المشكل" (811) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 517) والآجري في "الشريعة" (1593) وابن منده كما في "تهذيب التهذيب" (9/ 148) والحاكم (3/ 141) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 141) وفي "الصحابة" (675) وفي "الدلائل" (490) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 12 - 13) والواحدي في "الوسيط" (4/ 499) من طرق عن ابن إسحاق به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: يزيد بن محمد بن خثيم وأبوه ليسا على شرط مسلم لأنّه لم يخرج لهما شيئا. ويزيد وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس. وأبوه ذكر البخاري وغيره أنّه ولد على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم -، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف. وقال البخاري عن هذا الإسناد: هذا إسناد لا يعرف سماع يزيد من محمد، ولا محمد بن كعب من ابن خثيم، ولا ابن خثيم من عمار. فتعقبه الحافظ فقال: قلت: قد ذكر البخاري أنّ محمد بن خثيم هذا ولد على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم -، نقله عنه ابن مندة، وكذا ذكر البغوي فما المانع من سماعه من عمار، وعند ابن مندة من طريق محمد بن سلمة عن ابن إسحاق التصريح بسماع محمد بن كعب من ابن خثيم وسماع يزيد من محمد بن كعب فإنّ في سياقه عن يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب قال: حدثني أبوك محمد بن خثيم" التهذيب 9/ 148 الثاني: قال البزار (1424): ثنا الحسن بن يحيى ثنا حفص بن عمر ثنا بكار ابن أخي موسى بن عُبيدة عن موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن عمار أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم - قال لعلي

"إن أشقى الأولين عاقر الناقة، وإنّ أشقى الآخرين لمن يضربك ضربة على هذه- وأومأ إلى رأسه- يخضب هذه- وأومأ إلى لحيته-" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عمار إلا من هذا الوجه" قلت: حفص بن عمر هو الجدي قال الأزدي: منكر الحديث. وبكار هو ابن عبد الله بن عبيدة الرَّبَذي قال البخاري: تُرك من أجل عمه موسى بن عبيدة. وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء"، وموسى بن عبيدة ضعفوه. وأما حديث صهيب فأخرجه أبو يعلى (¬1) (485) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1288) والطبراني في "الكبير" (7311) والواحدي في "الوسيط" (4/ 498 - 499) من طريق رشدين بن سعد المصري عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عثمان بن صهيب عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنّه قال يوما لعلي - رضي الله عنه - "من أشقى الأولين؟ " قال: الذي عقر الناقة يا رسول الله، قال "صدقت فمن أشقى الآخرين؟ " قال: لا علم لي يا رسول الله، قال "الذي يضربك على هذه" وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم - إلى يافوخه. وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به. أخرجه الحسن الخلال في "أماليه" (75) من طريق سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثني ابن لهيعة به. وابن لهيعة ضعيف كذلك. وأمّا حديث علي فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (92) ثنا محمد بن بشر ثنا ابن أبي الزناد ثنا زيد بن أسلم عن أبي سنان الدؤلي يزيد بن أمية قال: مرض عليّ مرضا خفنا عليه منه، ثم إنّه نقه وصح فقلنا: الحمد لله الذي أصحك يا أمير المؤمنين قد كنا خفنا عليك من مرضك هذا. فقال: لكني لم أخف على نفسي، حدثني الصادق المصدوق قال "لا تموت حتى يضرب هذا منك -يعني رأسه- وتخضب هذه دما- يعني لحيته- ويقتلك أشقاها كما عقر ناقة الله أشقى بني فلان خصه إلى فخذه الدنيا دون ثمود". ورواته ثقات غير ابن أبي الزناد واسمه عبد الرحمن فهو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون. ¬

_ (¬1) وقع عنده: عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال: قال علي: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 117)

قال الحافظ في "الفتح" (13/ 187): عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه فغاية ما ينفرد به أن يكون حسنا لا صحيحا" قلت: ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن زيد بن أسلم بل تابعه غير واحد عن زيد بن أسلم به، منهم: 1 - سعيد بن أبي هلال. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 2 / 320) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (174) والطبراني في "الكبير" (173) والآجري (1595) والحاكم (3/ 113) والبيهقي (8/ 58 - 59) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث بن سعد أني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" قلت: أبو سنان الدؤلي لم يخرج له البخاري شيئا. ورجال الإسناد كلهم ثقات إلا عبد الله بن صالح فهو مختلف فيه. وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 137 2 - عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني. أخرجه أبو يعلى (569) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 116) قال الهيثمي: وفيه والد علي بن المديني وهو ضعيف" المجمع 9/ 137 3 - الأعمش. أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 116) من طريق الدارقطني ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن يحيى بن زاهر بن يحيى الرازي ثني أحمد بن محمد بن زياد القطان الرازي ثنا عبد الله بن زاهر بن يحيى ثنا أبي عن الأعمش عن زيد بن أسلم عن أبي سنان الدؤلي عن علي به. قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن زيد بن أسلم عن أبي سنان عن علي، تفرد به عبد الله بن زاهر عن أبيه" 3510 - "من أصاب ذنبا أقيم عليه ذلك الذنب فهو كفارة له" قال الحافظ: ولأحمد من حديث خزيمة بن ثابت بإسناد حسن ولفظه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

وذكره في موضع آخر وقال: سنده حسن، وفي الباب عن جرير بن عبد الله عند أبي الشيخ، وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عنده بسند صحيح إليه نحو حديث عبادة، وفيه "فمن فعل من ذلك شيئا فأقيم عليه الحد فهو كفارته" وعن ثابت بن الضحاك نحوه عند أبي الشيخ" (¬1) حسن يرويه أسامة بن زيد الليثي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه مرفوعا "من أصاب ذنبا أقيم عليه حدّ ذلك الذنب فهو كفارته" أخرجه أحمد (5/ 214 و215) والترمذي في "العلل" (2/ 602) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 237) والمحاملي (466) والطبراني في "الكبير" (3728) والدراقطني (3/ 214) وأبو نعيم في "الصحابة" (2365) والبيهقي (8/ 328) والخطيب في "التاريخ" (5/ 198) والبغوي في "شرح السنة" (2594) عن رَوح بن عبادة البصري والدارمي (2336) والطبراني (3731) وأبو نعيم في "الصحابة" (2366) عن عبد الله بن وهب والدارقطني (3/ 214) عن الفضيل بن سليمان النميري وعبد الله بن سيف وأبو نعيم في "الصحابة" (2367) عن عبد الله بن نافع الصائغ كلهم عن أسامة بن زيد به. قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه اضطراب، وضعفه محمد جدا" - وقال عبد العزيز بن أبي حازم المدني: عن أسامة بن زيد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن ابن المنكدر عن ابن خزيمة عن أبيه. ¬

_ (¬1) 15/ 90 (كتاب الحدود- باب الحدود كفارة)

أخرجه الطبراني (3732) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا أبي ثنا عبد العزيز به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2368) عن الطبراني به. قال الهيثمي: مصعب بن إبراهيم لم أعرفه" المجمع 5/ 117 - 118 قلت: والأول أصح. وإسناده حسن إن كان ابن خزيمة بن ثابت هو عُمارة، واْسامة بن زيد حسن الحديث. قال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": صدوق قوي الحديث أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه، ولكن أكثرها شواهد ومتابعات والظاهر أنّه ثقة. وقال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب نسخة صالحة، وهو حسن الحديث وأرجو أنّه لا بأس به، وهو كما قال ابن معين: ليس بحديثه ولا برواياته بأس. - ورواه ابن لهيعة واختلف عنه: • فقال ابن وهب: عن ابن لهيعة عن بكير بن عبد الله عن ابن المنكدر عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه مرفوعا "القتل كفارة" أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2369) • وقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا ابن لهيعة عن ابن المنكدر عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه مرفوعا "من أصاب منكم ذنبا مما نهى الله عنه فأقيم عليه حده فهو كفارة ذنبه" أخرجه أبو نعيم (2370) وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. وللحديث شاهد عن عبادة عند البخاري (فتح 1/ 70 - 75) وآخر عن ابن عمرو تقدم الكلام عليه عند حديث "ما عوقب رجل على ذنب إلا جعله الله كفارة" وانظر حديث "أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا" وحديث جرير بن عبد الله تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر "بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على مثل ما بايع عليه النساء" وحديث ثابت بن الضحاك لم أقف عليه.

3511 - "من أصاب ذنبا فعوقب به في الدنيا فالله أكرم من أن يُثَنِّي العقوبة على عبده في الآخرة" قال الحافظ: روى ذلك علي بن أبي طالب، وهو في الترمذي وصححه الحاكم، وهو عند الطبراني بإسناد حسن من حديث أبي تميمة الهجيمي" (¬1) له عن علي طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي جُحيفة وهب بن عبد الله السُّوَائي عن علي مرفوعا "من أذنب في الدنيا ذنبا فعوقب به فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه" أخرجه أحمد (1/ 99 و 159) وابن ماجه (2604) والترمذي (2626) وابن أبي الدنيا في "التوبة" (136) والبزار (482) والطحاوي في "المشكل" (2181) والمحاملي (191) والطبراني في "الصغير" (46) والدارقطني (3/ 215) والحاكم (1/ 7 و 2/ 445 و 4/ 262) واللالكائي في "السنة" (1983) وابن بشران (23) والقضاعي (503) والبيهقي (8/ 328) وفي "الشعب" (6733) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" (105) والبغوي في "شرح السنة" (4182) عن يونس بن أبي إسحاق وعبد بن حميد (87) والبزار (483) عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثُّمالي والطحاوي (2182) عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي والطبراني في "الأوسط" (6197) عن الحكم بن عبد الله النصري أربعتهم عن أبي إسحاق به. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد" وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) 1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

قلت: لم يخرج البخاري ليونس بن أبي إسحاق شيئا، ولم يخرج مسلم رواية يونس عن أبيه. وقد تُكُلِّم في روايته عن أبيه. قال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد وذكر يونس بن أبي إسحاق فضعف حديثه عن أبيه" تهذيب الكمال 32/ 491 وفي تاريخ الغلابي: كان يونس بن أبي إسحاق مستوي الحديث في غير أبي إسحاق مضطربا في حديث أبيه" شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 672 وقال أبو زرعة: سماع يونس بن أبي إسحاق من أبي إسحاق بعد الاختلاط" سؤالات البرذعي 2/ 346 - 347 وأبو حمزة الثمالي ضعفوه، وعبد الملك بن أبي سليمان ثقة إلا أني لم أر أحدا صرّح بسماعه من أبي إسحاق أهو قبل الاختلاط أم بعده، والحكم النصري وثقه ابن حبان، وقال الذهبي في "المغني": مجهول. وأبو إسحاق (¬1) كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أبي جحيفة. وخالفه أبو الحسن فرواه عن أبي جحيفة عن عليّ قوله. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 116) عن منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو سعيد ابن أبي الوضاح عن أبي الحسن به. وأبو سعيد وأبو الحسن لم أعرفهما. الثاني: يرويه الخَضِر بن القَوّاس البجلي عن أبي سخيلة عن علي قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثني بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ قال- ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "سأفسرها لك يا علي، ما أصابكم في الدنيا من بلاء أو مرض أو عقوبة فالله أكرم من أن يُثني عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه" ¬

_ (¬1) وتابعه داود بن عيسى عن أبي جحيفة عن علي به. أخرجه ابن بشران (161) من طريق أبي رَوْح الربيع بن روح الحمصي ثنا اليمان بن عدي ثنا مسعدة بن يحيى عن داود بن عيسى به. وإسناده ضعيف لضعف اليمان بن عدي.

أخرجه أحمد (1/ 85) وأبو يعلى (453 و 608) والدولابي في "الكنى" (1/ 185 - 186) وابن أبي حاتم (4/ 116) والمزي (8/ 262) من طريق الأزهر بن راشد الكاهلي عن الخضر به. وإسناده ضعيف، الكاهلي قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: مجهول. والخضر ذكره ابن حبان في "الثقات"على قاعدته، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": عنه أزهر بن راشد فقط. وأما حديث أبي تميمة الهجيمي فأخرجه الطبراني في "الأوسط" قال الهيثمي: وفيه هشام بن لاحق ترك أحمد حديثه، وضعفه ابن حبان، وقال الذهبي: قواه النسائي" المجمع 6/ 266 3512 - "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني" قال الحافظ: ثبت في الصحيح: فذكره" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 16/ 228) من حديث أبي هريرة. 3513 - "من أطْرَقَ فرسا فأعقب كان له كأجر سبعين فرسا" قال الحافظ: ولابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي كبشة مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (4/ 231) والحربي في "الغريب" (1/ 43 - 44) وابن حبان (4679) والطبراني في "الكبير" (22/ 341) من طرق عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهَوْزَني عن أبي كبشة الأنماري أنّه أتاه فقال: أطرقني فرسك فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "من أطرق فرسا فعقب له الفرس، كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في سبيل الله، وإن لم تُعْقِبْ كان له كأجر فرس حمل عليه في سبيل الله". وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، محمد بن حرب هو الخولاني، والزبيدي هو محمد بن الوليد، وراشد بن سعد هو المَقْرَائي، وأبو عامر الهوزني هو عبد الله بن لُحَي. ¬

_ (¬1) 11/ 263 (كتاب الطلاق وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1]) (¬2) 5/ 368 (كتاب الإجارة- باب عسب الفحل)

3514 - "من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 14/ 412) عن أبي هريرة. 3515 - "من أعتق عبدا فمال العبد له إلا أن يستثنيه سيده" قال الحافظ: رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر رفعه: فذكره، وهو حديث أخرجه أصحاب السنن بإسناد صحيح" (¬2) أخرجه أبو داود (3962) عن أحمد بن صالح المصري والنسائي في "الكبرى" (4981) عن محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الزبيري كلاهما عن عبد الله بن وهب عن الليث بن سعد وعبد الله (¬3) بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترطه السيد". ورواه حرملة بن يحيى المصري عن ابن وهب عن ابن لهيعة وحده. أخرجه ابن ماجه (2529) واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه عمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر ولم يذكر عبيد الله بن أبي جعفر. أخرجه الدارقطني (4/ 134) ورواية ابن وهب أصح. قال محمد بن يحيى الذهلي: ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة، ومن سمع منه في القديم فهو أولى، لأنه خلط بأخرة" معرفة السنن والآثار 5/ 71 وأما روايته عن الليث فلم ينفرد بها بل تابعه سعيد بن أبي مريم الجمحي عند ابن ¬

_ (¬1) 13/ 463 (كتاب الدعوات- باب فضل التسبيح) (¬2) 6/ 96 (كتاب العتق- باب من ملك من العرب رقيقا) (¬3) لم يسمه النسائي في روايته.

ماجه والبيهقي (5/ 325) وعبد الله بن صالح المصري عند البيهقي كذلك وعند الطبراني (¬1) في الأوسط (8725) وأبي موسى المديني في "اللطائف" (402) كلاهما عن عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر به. وخالفهم أشهب بن عبد العزيز المصري فرواه عن الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر، لم يذكر بكيرا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4980) ورواية الجماعة أصح، والحديث إسناده صحيح كما قال الحافظ إلا أنه اختلف على نافع في لفظ الحديث فقال بكير بن الأشج "إلا أن يشترطه السيد" وقال غيره "إلا أن يشترط المبتاع" قال البيهقي: ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة والليث وقال في لفظه "من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترط السيد" وهذا بخلاف رواية الجماعة عن نافع. ثم أخرجه من طريق يحيى بن سعيد وعبد ربه بن سعيد وسليمان بن موسى كلهم عن نافع عن ابن عمر بلفظ "إلا أن يشترط المبتاع" 3516 - حديث أبي الدرداء "من أُعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه وابن خزيمة" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن". 3517 - حديث سخبرة رفعه "من أُعطي فشكر، وابتلي فصبر، وظَلم فاستغفر، وظُلم فغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون". قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند حسن" (¬3) ضعيف جدا أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (167) وفي "الصبر" (33) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1208) وابن أبي حاتم (¬4) في "تفسيره" (7548) والخرائطي في "الشكر" (36) ¬

_ (¬1) وقال: لم يروه عن عبيد الله بن أبي جعفر إلا الليث" (¬2) 13/ 57 (كتاب الأدب- باب الرفق في الأمر كله) (¬3) 12/ 213 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض) (¬4) سقط من إسناده: عن أبيه.

وابن قانع (¬1) في "الصحابة" (1/ 321) والطبراني في "الكبير" (6613 و 6614) وابن مردويه (¬2) (تفسير ابن كثير 2/ 153 - 154) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 225 - 226 و 226) وفي "الصحابة" (3653 و 3654 و3655) وابن بشران (994) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/ 311) والشجري (¬3) في "أماليه" (2/ 188) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 358 - 359) من طريق محمد بن المعلى الرازي الكوفي عن زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن سخبرة عن أبيه به مرفوعا. قال المراغي: هذا حديث ضعيف الإسناد من قبل أبي داود، وهو نُفيع الأعمى، فإنه واه" وقال الهيثمي: وفيه أبو داود الأعمى وهو متروك" المجمع 10/ 284 قلت: واتهمه بعضهم بالوضع، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه. فقول الحافظ: بسند حسن، ليس بحسن. 3518 - حديث ابن عمر مرفوعا "من أعطى بيعة ثم نكثها لقي الله وليست معه يمينه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند جيد" (¬4) ضعيف أْخرجه الطبراني في "الأوسط" (9102) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن معن الغفاري ثنا موسى بن سعد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "من أعطى بيعته ثم نكثها لقي الله عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة وليست معه يمينه" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن موسى إلا محمد بن معن، تفرد به إبراهيم بن المنذر" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه موسى بن سعد وهو مجهول" المجمع 5/ 225 ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه. (¬2) سقط من إسناده: عن أبيه. (¬3) سقط من إسناده: عن أبيه. (¬4) 6/ 331 (كتاب الأحكام- باب من نكث بيعة)

قلت: هو المدني مولى لآل أبي بكر الصديق قال أبو حاتم: مجهول، وأبوه مجهول. وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، تفرد عنه محمد بن معن. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 3519 - "من أعطى ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة" قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر رفعه: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 144) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا أبو عُشَّانة أنّه سمع عقبة بن عامر رفعه "من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عَزَّ وَجَلَّ وجبت له الجنة" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث المصري أنّ أبا عُشَّانة المَعَافري حدّثه أنه سمع عقبة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 300) من طريقين عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث به. وهذا إسناد صحيح، وأبو عشانة اسمه حَي بن يُؤمِن. وقال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 3/ 77 3520 - "من أعطى في صداق امرأة سَويقا أو تمرا فقد استحل" قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء منها عند أبي داود عن جابر رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أبو داود (2110) وابن حبان في "الثقات" (7/ 457 - 458) والدارقطني (3/ 243) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 293) والبيهقي (7/ 238) وفي "معرفة السنن" (10/ 215 - 216) وفي "الصغرى" (2542 و 2543) والخطيب في "التاريخ" (6/ 364 - 365) وابن خلفون في "المعلم" (ص 103) من طرق عن يزيد بن هارون الواسطي أخبرنا ¬

_ (¬1) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬2) 11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

موسى بن مسلم بن رُومان عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "من أعطى في صداقِ (¬1) مِلءَ كفيه بُرَاً أو سَويقا أو تمرا أو دقيقا فقد استحل" اللفظ للبيهقي وأخرجه أحمد (3/ 355) والعباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (2/ 265) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا صالح بن مسلم بن رومان عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لو أنّ رجلا أعطى امرأة صداقا ملء يديه طعاما كانت له حلالا" ومن طريق العباس الدوري أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (508) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 72) والبيهقي (7/ 238) وفي "الصغرى" (2541) وتابعه محمد بن عمر الحميري ثنا يونس بن محمد به. أخرجه ابن شاهين (507) واختلف فيه على يونس بن محمد، فرواه محمد بن إسماعيل الصائغ عن يونس بن محمد عن صالح بن مسلم بن رومان عن أبي الزبير عن جابر موقوفا. أخرجه العقيلي (2/ 250) وهكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر موقوفا. قاله أبو داود والأول أصح. ولم ينفرد يونس بن محمد به بل تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا صالح بن رومان ثنا أبو الزبير عن جابر مرفوعا. أخرجه العقيلي (2/ 205) ورواته ثقات غير صالح بن مسلم بن رومان. قال أبو داود: أخطأ يزيد بن هارون في اسمه فقال: موسى بن مسلم بن رومان. وقال الحافظ في "التهذيب": الصواب أنه صالح أخطأ يزيد في اسمه. وصالح قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث (الجرح 2/ 1/ 414) وقال العقيلي: فيه نظر. ¬

_ (¬1) ولفظ أبي داود "صداق امرأة"

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره في "المجروحين" أيضا وقال: كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، سئل ابن معين عنه فقال: ضعيف. 3521 - "من اغبرت قدماه في سبيل الله باعد الله منه النار مسيرة ألف عام للراكب المستعجل" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن أبي الدرداء مرفوعا" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (6/ 443 - 444) ثنا أبو سعيد أنا أبو يعقوب إسحاق بن عثمان الكلابي: سمعت خالد بن دُرَيك يحدث عن أبي الدرداء يرفع الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - قال "لا يجمع الله في جوف رجل غبارا في سبيل الله ودخان جهنم، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرّم الله سائر جسده على النار، ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل، ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة لونها مثل لون الزعفران وريحها مثل ريح المسك يعرفه بها الأولون والآخرون يقولون فلان عليه طابع الشهداء، ومن قاتل في سبيل الله فُوَاق ناقة وجبت له الجنة". قال المنذري: رواة إسناده ثقات إلا أنّ خالد بن دريك لم يدرك أبا الدرداء" الترغيب 2/ 273 وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ خالد بن دريك لم يسمع من أبي الدرداء ولم يدركه" المجمع 5/ 285 3522 - "من اقتنى كلبا" الحديث قال الحافظ: وقد روى مسلم (3/ 1202) أيضا من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا: فذكره، قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: أو كلب حرث، وكان صاحب حرث، وأصله للبخاري في الصيد دون الزيادة" (¬2) وتمامه "إلا كلب ضارِ أو ماشية نقص من عمله كل يوم قيراطان" 3523 - "من اقتنى كلبا نقص من عمله كل يوم قيراط" سكت عليه الحافظ (¬3). ¬

_ (¬1) 6/ 370 (كتاب الجهاد- باب من اغبرت قدماه في سبيل الله) (¬2) 5/ 403 (كتاب المزارعة- باب اقتناء الكلب للحرث) (¬3) 3/ 438 (كتاب الجنائز- باب فضل اتباع الجنائز)

أخرجه البخاري (فتح 5/ 404 - 405) عن سفيان بن أبي زهير مرفوعا "من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص كل يوم من عمله قيراط". 3524 - حديث المغيرة رفعه "من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 253) عن محمد بن جعفر غُندر وحجاج بن محمد المصيصي قالا: ثنا شعبة عن منصور قال: سمعت مجاهدا يحدث قال: حدثني عَقَّار بن المغيرة بن شعبة حديثا فلما خرجت من عنده لم أمعن حفظه فرجعت إليه أنا وصاحب لي فلقيت حسان بن أبي وَجْزَة وقد خرج من عنده، فقال: ما جاء بك؟ فقلت: كذا وكذا. فقال حسان: حدثناه عقار عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال "لم يتوكل من اكتوى واسترقى" وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 69) عن محمد بن جعفر عن شعبة عن منصور عن مجاهد عن حسان ثني عقار عن أبيه. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 381) وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 95) عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر، فذكر نحو حديث أحمد. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 65 - 66) من طريق محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار به. وأخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص330) من طريق معاذ بن معاذ العنبري عن شعبة به. ووقع عنده في آخر الحديث: وقد كان سمعه مجاهد من عقار فلم يحكم حفظه. ورواه الطيالسي (ص95) عن شعبة عن منصور عن مجاهد عن عقار عن أبيه، ولم يذكر حسانا. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (1123) ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن مجاهد قال: حدثنا العقار بن ¬

_ (¬1) 12/ 244 (كتاب الطب- باب الشفاء في ثلاث)

المغيرة عن أبيه حديثا فلم أحفظه فمكثت بعد ذلك فأمرت حسان بن أبي وجزة- مولى لقريش- أن يسأله فأخبرني أنّه سأله فقال: سمعت أبى يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "ما توكل من اكتوى أو استرقى" أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 94 - 95 و95) والنسائي في "الكبرى" (7605) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 235) وابن عبد البر (5/ 272 و 24/ 65 - 66) من طرق عن جرير به. 2 - سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن عقار عن أبيه. أخرجه عبد الرزاق في "أماليه" (187) عن سفيان به. وأخرجه عبد بن حميد (393) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 381) عن إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني والبيهقي (9/ 341) عن أحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن عبد الرزاق به. وأخرجه الترمذي (2055) وابن حبان (6087) والدارقطني في "العلل" (7/ 116) والمزي (20/ 187) عن عبد الرحمن بن مهدي والدارقطني (7/ 116) عن قَبيصة بن عقبة الكوفي كلاهما عن سفيان الثوري به. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: اختلف فيه على الثوري: - فقال عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي: عن الثوري عن حماد عن مجاهد عن عقار عن أبيه. أخرجه الدارقطني (7/ 116) والبغوي في "شرح السنة" (3241)

وقال الدارقطني: تفرد به الأشجعي عن سفيان عن حماد" - وقال يحيى بن الضُّرَيس الرازي: عن الثوري عن منصور عن ليث عن مجاهد عن عقار عن أبيه. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 194) - وقال عبد الله بن محمد بن أبي مريم: ثنا الفريابي ثنا الثوري عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن عقار عن أبيه. أخرجه الدارقطني (7/ 117) وعبد الله بن محمد قال ابن عدي: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل (الكامل 4/ 1568) والأول أصح لأنّ عبد الرحمن بن مهدي أثبت في سفيان من الآخرين. ولم ينفرد منصور بن المعتمر به بل تابعه: 1 - عبد الله بن أبي نجيح المكي عن مجاهد عن عقار عن أبيه. أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" (معرفة السنن للبيهقي 14/ 120) والحميدي (763) وأحمد (4/ 251) عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به. ومن طريق الحميدي أخرجه الحاكم (4/ 415) ومن طريق أحمد أخرجه المزي (20/ 187) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 380 - 381) وأبو عمرو بن منده في "الفوائد" (41) والبيهقي في "المعرفة" (14/ 121) من طرق عن ابن عيينة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عقار وثقه العجلي وابن حبان، وتبعهما الحافظ في "التقريب"، والباقون ثقات. 2 - ليث بن أبي سليم. أخرجه أحمد (4/ 249) وابن ماجه (3489) وابن أبي الدنيا في "التوكل" (43) والدارقطني في "العلل" (7/ 116) من طرق عن ليث به. وليث ضعيف.

3525 - "من أكل بشماله أكل معه الشيطان" قال الحافظ: وعند أحمد بسند حسن عن عائشة رفعته: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 77) عن يحيى بن غيلان البغدادي ثنا رشدين ثني يزيد بن عبد الله عن موسى بن سَرْجِس عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عروة بن الزبير عن عائشة به مرفوعا وزاد "ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان" وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (294 و 8938) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي حكيم إلا موسى بن سرجس، ولا عن موسى إلا يزيد بن الهاد، تفرد به ابن لهيعة" كذا قال، وقد تابعه رشدين بن سعد كما تقدم. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفي إسناد أحمد رشدين بن سعد وهو ضعيف وقد وثق، وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن" المجمع 5/ 25 قلت: بل ضعيف كما قال ابن معين وجماعة. 3526 - حديث سلمة مرفوعا "من أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 5/ 153) 3527 - "من أكل في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه" قال الحافظ: وأخرج أيضا (أي الدارقطني) من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وإسناده وإن كان ضعيفا لكنه صالح للمتابعة" (¬3) ضعيف جدا أخرجه الدارقطني (2/ 178) والطبراني في "الأوسط" (6361) من طريق محمد بن ¬

_ (¬1) 11/ 452 (كتاب الأطعمة- باب التسمية على الطعام) (¬2) 5/ 4 (كتاب الصوم- باب وجوب صوم رمضان) (¬3) 5/ 59 (كتاب الصوم- باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا)

سلمة الحراني عن محمد بن عبيد الله الفزاري عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "من أكل في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه، إنّ الله أطعمه وسقاه". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن عبيد الله" وقال الدارقطني: الفزاري هو محمد بن عبيد الله العَرْزَمي" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف" المجمع3/ 157 قلت: بل هو ضعيف جدا ومن كان كذلك فلا يصلح حديثه للمتابعات. قال الحاكم: متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة النقل فيه" وقال الساجي: أجمع أهل النقل على ترك حديثه" ويغني عنه حديث أبي هريرة "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتمّ صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" متفق عليه وأخرجه الدارقطني وزاد "ولا قضاء عليه" قال: إسناد صحيح وكلهم ثقات" 3528 - "من أكل لحم أخيه في الدنيا قُرِّبَ له يوم القيامة، فيقال له: كله ميتا كما أكلته حيا. فيأكله، ويكلح ويصيح" قال الحافظ: وعند أبى يعلى من حديث عائشة ومن حديث أبى هريرة رفعه: فذكره، وسنده حسن" (¬1) حسن أخرجه أبو يعلى كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 216) عن الحكم بن موسى البغدادي القَنْطري والطبراني في "الأوسط" (1677) عن عبد الصمد بن محمد بن معدان السَّلَمْسِيْني قالا: ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن يسار عن أبي ¬

_ (¬1) 13/ 80 (كتاب الأدب- باب الغيبة)

هريرة مرفوعا "من أكل من لحم أخيه في الدنيا، قرب إليه لحمه في الآخرة، فيقال له: كُلْهُ (¬1) ميتا كما أكلته حيا.- قال- فيأكله، ويكلح ويصيح" اللفظ لأبي يعلى قال ابن كثير: غريب جدا" قلت: اختلف فيه على محمد بن سلمة، فرواه يحيى بن يوسف الزِّمّي عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عمه عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة" (39) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن إسحاق إلا محمد بن سلمة" قلت: تابعه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثني عمي موسى بن يسار قال: سمعت أبا هريرة مرفوعا به. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (193) والطبراني في "الأوسط" (5849) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (205) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2227) من طرق عن يونس بن بكير به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن موسى بن يسار إلا ابن إسحاق" قلت: إسناده حسن. 3529 - "من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا، ثلاثا" قال الحافظ: وقع في حديث حذيفة عند ابن خزيمة: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من تفل تجاه القبلة" 3530 - "من أكل من هذه الشجرة شيئا فلا يقربنا في المسجد" قال الحافظ: في حديث أبي سعيد عند مسلم (565): فذكره" (¬3) 3531 - "من التمس طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقا إلى الجنة" قال الحافظ: والأحاديث في فضل العلم كثيرة، صحح مسلم (2699) منها حديث ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني "كُلْهُ حيا كما أكلته ميتا" (¬2) 2/ 489 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب ما جاء في الثوم النيىء) (¬3) 2/ 488 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب ما جاء في الثوم النيء)

أبي هريرة رفعه: فذكره، ولم يخرجه البخاري لأنّه اختلف فيه على الأعمش، والراجح أنّه بينه وبين أبي صالح فيه واسطة" (¬1) 3532 - حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنّه سأل جبريل عن هذه الآية (¬2) "من الذين لم يشأ الله أنْ يصعقوا؟ " قال: هم شهداء الله عز وجل. قال الحافظ: صححه الحاكم ورواته ثقات" (¬3) صحيح أخرجه الحاكم (2/ 253) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. ورواه إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد فقال فيه: هم الشهداء يتقلدون أسيافهم حول عرشه، تتلقاهم ملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت نمارها ألين من الحرير، مد خطاها مد أبصار الرجال، يسيرون في الجنة يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا إلى ربنا لننظر كيف يقضي بين خلقه، يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (62) وفي "صفة الجنة" (245) وأبو يعلى كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 64) والسياق له والواحدي في "الوسيط" (3/ 593) قال ابن كثير: رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش فإنّه غير معروف" قلت: بل هو معروف، وهو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني نزيل عسقلان، وثقه ابن سعد وجماعة. 3533 - حديث رفاعة بن رافع قال: صلّيت مع النبي -صلى الله عليه وسلم - فعطست فقلت: الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه مباركا عليه، كما يحب ربنا ويرضى. فلما انصرف قال "من المتكلم؟ " ثلاثا، فقلت: أنا، فقال: "والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا، أيهم يصعد بها" ¬

_ (¬1) 1/ 150 (كتاب العلم- باب فضل العلم) (¬2) يعني قوله تعالى: ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله. (¬3) 14/ 159 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره، وأخرجه الطبراني وبين أنّ الصلاة المذكورة المغرب، وسنده لا بأس به. وأصله في صحيح البخاري (فتح 2/ 428 - 429) لكن ليس فيه ذكر العطاس وإنّما فيه "كنّا نصلّي مع النبي -صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، فقال رجل وراءه: ربنا لك الحمد، إلى آخره بنحوه، وقد تقدم في صفة الصلاة بشرحه" (¬1) أخرجه أبو داود (773) والترمذي (404) والنسائي (2/ 112) وفي "الكبرى" (1003) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال: صلّيت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فعطست، فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى. فلما صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - انصرف فقال "من المتكلم في الصلاة؟ " فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثانية "من المتكلم في الصلاة؟ " فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثالثة "من المتكلم في الصلاة؟ " فقال رفاعة بن رافع: أنا يا رسول الله، قال "كيف قلت؟ " قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم - "والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا، أيهم يصعد بها" السياق للترمذي ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الدعوات" (218) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 77) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2713) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا قتيبة بن سعيد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4532) عن موسى بن هارون الحَمَّال ثنا قتيبة بن سعيد به. ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (9/ 210 - 211) ووقع في هذه الرواية أنّ الصلاة المذكورة هي المغرب. وفيها من الزيادة: قال رفاعة: وددت أني غرمت غُرّة من مال وأني لم أشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تلك الصلاة حين قال: أين المتكلم؟. واختلف فيه على قتيبة بن سعيد: فرواه محمد بن شاذان ومحمد بن نعيم وأحمد بن سلمة النيسابوري ومحمد بن يحيى ¬

_ (¬1) 13/ 223 (كتاب الأدب- باب الحمد للعاطس)

الذهلي عن قتيبة بن سعيد عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن جده رافع بن مالك. جعلوه عن رافع بن مالك. أخرجه الحاكم (3/ 232) والأول أصح فقد رواه سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي عن رفاعة بن يحيى فقال فيه: عن أبيه. أخرجه أبو داود (773) والطبراني في "الكبير" (4532) والبيهقي (2/ 95) وفي "الدعوات" (218) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 77) والمزي (9/ 210 - 211) وتابعه بشر بن عمر الزهراني ثنا رفاعة بن يحيى به. أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (387) قال الترمذي: حديث حسن" قلت: رفاعة بن يحيى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ومعاذ بن رفاعة مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين. 3534 - "من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه" قال الحافظ: رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم من طريق عمر بن الحكم عن أبي سعيد الخدري قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - علقمة بن مجزز على بَعْثِ أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وكان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة. وقال: وفي حديث أبي سعيد: فأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلوا فقال لهم: أليس عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار. وقال: وفي حديث أبي سعيد أنهم تحجزوا حتى ظن أنهم واثبون فيها، فقال: احبسوا أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم. وقال: وفي حديث أبي سعيد: فذكره" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 9/ 120و121 (كتاب المغازي- باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 3/ 176) وأحمد (3/ 67) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان أنّ أبا سعيد الخدري قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - علقمة بن مجزز على بعث أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا، وذكر الحديث بطوله. وأخرجه ابن ماجه (2863) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو يعلى (1349) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا يزيد بن هارون به. وأخرجه ابن حبان (4558) عن أبي يعلى به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5468) عن حماد بن سلمة و (5469) عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير قالا: ثنا محمد بن عمرو به. ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (3/ 630 - 631) لكن سقط إسناده إلى محمد بن عمرو. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 3/ 176 قلت: محمد بن عمرو بن علقمة وعمر بن الحكم بن ثوبان صدوقان فالإسناد حسن. 3535 - "من أمَّ الناس فأصاب الوقت فله ولهم" قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث عقبة بن عامر مرفوعا: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (380) وأحمد (4/ 145 و201) وأبو داود (580) وابن ماجه (983) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 501) وأبو يعلى (1761) وابن خزيمة (1513) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 163) وابن حبان (2221) والطحاوي في "المشكل" (2196) والحاكم (1/ 209 - 210 و 213) والطبراني في "الكبير" (17/ 329) ¬

_ (¬1) 2/ 329 (أبواب الأذان- باب إذا لم يتم الإمام)

والبيهقي (3/ 127) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1990) من طرق عن عبد الرحمن (¬1) بن حَرْمَلة الأسلمي قال: أخبرني أبو علي الهَمْدَاني ثُمَامة بن شُفي قال: خرجت في سفر ومعنا عقبة بن عامر فقلنا له: أمنا. فقال: لست بفاعل، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "من أمَّ الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة، فله ولهم، ومن نقص من ذلك شيئا، فعليه ولا عليهم". قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال أيضا: هذا حديث صحيح فقد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حرملة واحتج البخاري بيحيى بن أيوب- أحد الرواة عن ابن حرملة- ثم لم يخرجاه" قلت: عبد الرحمن بن حرملة روى له مسلم حديثا واحدا متابعة في القنوت. وثمامة بن شفي احتج به مسلم وحده، فالحديث ليس على شرط أحد من صاحبي الصحيحين. وعبد الرحمن بن حرملة مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ، وقال الذهبي في "الديوان": صدوق. فهو حسن الحديث، وثمامة وثقه النسائي وغيره، فالإسناد حسن (¬2) ولم ينفرد ابن حرملة به بل تابعه: 1 - عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي علي الهمداني عن عقبة. أخرجه أحمد (4/ 154 و 156) وسمويه في "الفوائد" (38) والروياني (274) والطبراني في "الكبير" (17/ 328 - 329 و 329) وابن شاهين في "الناسخ" (223) من طرق عن عبد الله بن عامر به. وعبد الله بن عامر قال أحمد وجماعة: ضعيف. ¬

_ (¬1) وقع في رواية عند سمويه في "الفوائد" (39) والطحاوي (2197): عن حرملة بن عمران. وقال الطحاوي: وأهل العلم بالحديث يقولون: إنّ الصواب في إسناد هذا الحديث أنّه عن حرملة بن عمران عن أبي علي, لأنّ عبد الرحمن بن حرملة لا يعرف له سماع عن أبي علي" كذا قال، وعبد الرحمن بن حرملة قد صرّح بالأخبار من أبي علي كما تقدم. (¬2) قال النووي في "الخلاصة" (2/ 724): رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي بأسانيد حسنة أو صحيحة"

2 - رجل لم يسم عن أبي علي عن عقبة. أخرجه الطيالسي (ص 135) عن الفرج بن فضالة الشامي عن رجل به. وإسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة وللرجل الذي لم يسم. وخالفهم محمد بن عبد الرحمن بن القارة فرواه عن أبي علي الهمداني سمع قبيصة بن ذؤيب قال: بلغني عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "من أمّ قوما فكانت صلاته تامة فله ولهم" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 241) من طريق ابن وهب أخبرني حَيْوة عن محمد بن مخلد الحضرمي عن محمد بن عبد الرحمن بن القارة به. ثم أخرجه من طريق عبد الله بن يحيى ثنا حيوة عن محمد بن مخلد الحضرمي عن محمد بن عبد الرحمن بن القارة سمع أبا علي سمع قبيصة عن النبي -صلى الله عليه وسلم -. ومحمد بن مخلد قال أبو حاتم: لا أعرفه، وذكره ابن حبان هو وابن القارة في "الثقات". 3536 - "من أمَّنا فليتم الركوع والسجود" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث عدي بن حاتم: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد وابنه (4/ 257 - 258) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وهو في "مصنفه" (2/ 55) ثنا زيد بن الحباب عن يحيى بن الوليد بن المُسَيَّر الطائي قال: أخبرني مُحِل الطائي عن عدي بن حاتم قال: من أمّنا فليتم الركوع والسجود فإنّ فينا الضعيف والكبير والمريض والعابر سبيل وذا الحاجة، هكذا كنا نصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 93 - 94) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به. وأخرجه عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا زيد بن الحباب به. وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 810) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا زيد بن الحباب به. ¬

_ (¬1) 2/ 340 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب تخفيف الإمام في القيام)

وأخرجه الطبراني (17/ 93 - 94) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثني يحيى بن الوليد به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 71 و 73 قلت: إسناده حسن، يحيى بن الوليد قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات، ومحل هو ابن خليفة. 3537 - "من انتسب إلى تسعة آباءِ كفار يريد بهم عزّاً أو كرامة، فهو عاشرهم في النار" قال الحافظ: وقد روى أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن من حديث أبي ريحانة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 134) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 /355) وأبو يعلى (1439) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1260) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 345) والطبراني في "الأوسط" (446) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (97) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 325 و 2/ 363) والبيهقي في "الشعب" (4769) من طرق عن أبي بكر بن عياش عن حميد الكندي عن عبادة بن نُسَي عن أبي ريحانة به مرفوعا. قال البخاري: لا أراه إلا مرسلا" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي ريحانة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بكر بن عياش" وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات" المجمع 8/ 85 قلت: الحديث إسناده ضعيف، حميد الكندي ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 192) على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا ألا أبا بكر بن عياش وكذا ابن حبان فهو مجهول. وقول البخاري: لا أراه إلا مرسلا. مراده بذلك الانقطاع بين عبادة بن نسي وأبي ريحانة، فإنّ أبا ريحانة ذكره البخاري في "تاريخه الأوسط" (1/ 230) فيمن مات ما بين الخمسين إلى الستين. ¬

_ (¬1) 7/ 362 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب من انتسب إلى آبائه)

وعبادة بن نسي مات شابا كما ذكر ابن حبان في "الثقات" سنة ثماني عشرة ومائة مما يدل على أنّه لم يدرك أبا ريحانة، والله تعالى أعلم. 3538 - "من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا فضحه الله يوم القيامة" قال الحافظ: وقد ورد الوعيد في حق من انتفى من ولده من رواية مجاهد عن ابن عمر رفعه: فذكره، وفي سنده الجراح والد وكيع مختلف فيه، وله طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه ابن عدي بلفظ "من انتفى من ولده فليتبوأ مقعده من النار" وفي سنده محمد بن أبي الزعيزعة راويه عن نافع قال أبو حاتم: منكر الحديث. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم بلفظ "وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه" وفي سنده عبد الله بن يونس (¬1) حجازي وما روى عنه سوى يزيد بن الهاد" (¬2) حسن وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن أبي المجالد الكوفي عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "على رؤوس الأشهاد قصاص بقصاص" أخرجه أحمد (2/ 26) عن وكيع بن الجراح عن أبيه عن ابن أبي المجالد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13478) و"الأوسط" (4309) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 223 - 224) عن الطبراني به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد الله بن أبي المجالد، تفرد به وكيع" وقال: تفرد به وكيع عن أبيه" وقال العراقي: إسناده جيد" تخريج الإحياء للحداد 5/ 2228 قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير الجراح والد وكيع وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. ¬

_ (¬1) في "الفتح": عبيد الله بن يوسف، والصواب ما أثبته. (¬2) 15/ 56 (كتاب الفرائض- باب إثم من انتفى من ولده)

قال ابن عدي: له أحاديث صالحة وروايات مستقيمة وحديثه لا بأس به وهو صدوق لم أجد في حديثه منكرا فأذكره. وقال الذهبي في "المغني" وفي "من تكلم فيه وهو موثق": صدوق. وقال الحافظ: صدوق يهم. ولم ينفرد ابن أبي المجالد به بل تابعه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "لا تنتفينّ من ولدك فيفضحك الله على رؤوس الخلائق كما فضحته في الدنيا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13503) من طريق عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي ثنا عبد الرحمن بن مَغْراء أنا جابر بن يحيى الحضرمي عن ليث به. وليث ضعيف. الثاني: يرويه محمد بن أبي الزعيزعة قال: سمعت نافعا يقول: قال ابن عمر رفعه "من انتفى من ولده (¬1) أو أرى عينيه ما لم تر فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن عدي (1/ 19 و 6/ 2211) وابن أبي الزعيزعة قال البخاري: منكر الحديث جدا، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقد توبع: قال سعيد بن بشير الأزدي: عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لأصحابه وهم جلوس "ما لكم لا تتكلمون، من قال سبحان الله وبحمده كتب الله عَزَّ وَجَلَّ له عشر حسنات، ومن قالها عشرا كتب الله له مائة حسنة، ومن قالها مائة مرة كتب الله له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادّ الله في حكمه، ومن اتهم بريئا صيّره الله إلى طينة الخَبَال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة" أخرجه البيهقي (8/ 332 - 333) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا صفوان بن صالح المؤذن ثنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن بشير به. وسعيد بن بشير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ومطر الوراق مختلف فيه كذلك. ¬

_ (¬1) في المطبوع من "الكامل": والديه.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 258) والدارمي (2244) وأبو داود (2263) والنسائي (6/ 147) وفي "الكبرى" (5675) وابن حبان (4108) والحاكم (2/ 202 - 203) والبيهقي (7/ 403) والبغوي في "شرح السنة" (2374) والمزي (16/ 337 - 338) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن يونس أنّه سمع سعيد بن أبي سعيد المقبري يحدث محمد بن كعب القرظي قال المقبري: ثني أبو هريرة أنّه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لما نزلت آية الملاعنة "أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم، فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الخلائق في الأولين والأخرين" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، وعبد الله بن يونس لم يخرج له مسلم شيئا، ولم يرو عنه إلا ابن الهاد كما قال الذهبي في "الكاشف" و"الميزان"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 44) على قاعدته (¬1). ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - يحيى بن حرب المدني. أخرجه ابن ماجه (2743) من طريق موسى بن عبيدة ثني يحيى بن حرب به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، يحيى بن حرب مجهول، قاله الذهبي في "الكاشف"، وموسى بن عبيدة الرَّبَذي ضعفوه" المصباح 3/ 150 2 - بكار بن عبد الله عن عمه عن المقبري. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2375) من طريق أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني ثنا بكار به. والفرياناني قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو نعيم: مشهور بالوضع، وقال الدارقطني: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) المجهول عند ابن حبان هو الراوي الذي لا يعرف إلا بنقل راو واحد ضعيف عنه (الثقات 5/ 560) وعبد الله بن يونس إنما روى عنه ابن الهاد وهو ثقة فليس هو بمجهول عنده. قال الحافظ: وكأنّ عند ابن حبان أنّ جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور، وهر مذهب شيخه ابن خزيمة، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره، وقد أفصح ابن حبان بقاعدته فقال: العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم" اللسان 1/ 14

3539 - "لما رآهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "من أنتم؟ " قالوا: من الخزرج، قال "أفلا تجلسون أكلمكم؟ " قالوا: نعم، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، وكان مما صنع الله لهم أنّ اليهود كانوا معهم في بلادهم وكانوا أهل كتاب، وكان الأوس والخزرج أكثر منهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إنّ نبيا سيبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه، فلما كلمهم النبي -صلى الله عليه وسلم - عرفوا النعت فقال بعضهم لبعض: لا تسبقنا إليه يهود، فآمنوا وصدّقوا وانصرفوا إلى بلادهم ليدعوا قومهم، فلما أخبروهم لم يبق دور من قومهم إلا وفيها ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان الموسم وافاه منهم إثنا عشر رجلا" قال الحافظ: قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا: فذكره" (¬1) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 428 - 429) بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 353 - 354) وأبو نعيم في "الدلائل" (223) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 433 - 435 و435) من طرق عن ابن إسحاق به. 3540 - "من انتهب فليس منا" قال الحافظ: وفي النهي عن النهبة حديث جابر عند أبي داود بلفظ: فذكره، وحديث أنس عند الترمذي مثله، وحديث عمران عند ابن حبان مثله" (¬2) صحيح ورد من حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث عمران بن حُصين ومن حديث عبد الرحمن بن سَمُرة ومن حديث ابن عباس فأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 312 و 323 و395) والخلال في "السنة" (1564) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 955) والطحاوي في "المشكل" (1313) عن زهير بن معاوية أبي خيثمة الكوفي وعبد الرزاق (18844) وأحمد (3/ 380) وأبو داود (4391) وابن ماجه (3935) والطحاوي في "المشكل" (1314) ¬

_ (¬1) 8/ 220 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار) (¬2) 6/ 44 (كتاب المظالم- باب النهبى بغير إذن صاحبه)

عن ابن جريج وابن أبي شيبة (7/ 58) عن ابن خلف وعبد الرزاق (18845) عن ياسين بن معاذ الزيات كلهم عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "من انتهب نُهبة (¬1) فليس منا" وفيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسا. ورواه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بلفظ "أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - نهى عن النهبة" أخرجه أحمد (3/ 335) وابن لهيعة ضعيف. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه مَعمر بن راشد عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - على النساء حين بايعن أن لا ينحن، فقلن: يا رسول الله، إنّ نساء أسعدننا في الجاهلية فنسعدهن في الإسلام؟ قال "لا إسعاد في الإسلام، ولا شغار في الإسلام، ولا عقر في الإسلام، ولا جلب، ولا جنب، ومن انتهب فليس منا". أخرجه عبد الرزاق (6690) عن معمر به. وأخرجه أحمد (3/ 197) وعبد بن حميد (1253) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الترمذي (1601) وفي "العلل" (2/ 684) والبزار (الوهم والإيهام 2/ 80 - 81) والنسائي (4/ 14) وفي "الكبرى" (1979) وابن حبان (3146) والبيهقي (4/ 62) من طرق عن عبد الرزاق به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس" وقال: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: لا أعرف هذا الحديث إلا من حديث عبد الرزاق، لا أعلم أحدا رواه عن ثابت غير معمر" ¬

_ (¬1) زاد ابن جريج في حديثه "مشهورة" وزاد ابن خلف "ذات شرف يشهره بها المسلمون"

وقال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا معمر" قلت: رجاله ثقات إلا أنّ ابن معين تكلم في رواية معمر عن ثابت البناني. فقال: معمر عن ثابت ضعيف" وقال أيضا: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام" الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس وحميد عن أنس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن النهبة وقال "من انتهب فليس منا" أخرجه أحمد (3/ 140) ومن طريقه الخلال في "السنة" (1448) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 1069) والطحاوي في "المشكل" (1316) وفي "شرح المعاني" (3/ 49) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2164) عن علي بن الجَعْد الجوهري كلاهما عن أبي جعفر الرازي به. ورواه غير واحد عن أبي جعفر الرازي فلم يذكروا حميدا، منهم: 1 - يحيى بن أبي بكير الكرماني. أخرجه البزار (كشف 1733) 2 - أبو نعيم الفضل بن دُكين. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 57) والطحاوي في "المشكل" (1317) 3 - الحسن بن موسى الأشيب. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (564) وفي "عواليه" (38) قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 337 قلت: أبو جعفر مختلف فيه: وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه النسائي وغيره. والربيع بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأنّ في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا.

وأما حديث عمران فأخرجه الطيالسي (ص 113) وابن أبي شيبة (4/ 381) وأحمد (4/ 438 و 439 و 443 و445 - 446) وأبو داود (2581) وابن ماجه (3937) والترمذي (1123) والبزار (3535) والنسائي (6/ 91) وفي "الكبرى" (4431 و5495) والخلال (1566) والطحاوي في "المشكل" (1312 و 1315) وفي "شرح المعاني" (3/ 49) وابن حبان (3267 و5170) والبيهقي (10/ 21) من طرق عن حميد الطويل ثنا الحسن البصري عن عمران مرفوعا "لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منا" وأخرجه ابن السكن في"الصحابة" (الوهم والإيهام 2/ 80) والدارقطني (4/ 303) من طريق يونس بن عبيد البصري عن الحسن عن عمران. وأخرجه النسائي في "الإغراب" (208) من طريق أبي قَزَعَة سويد بن حُجير الباهلي عن الحسن به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمران بهذا اللفظ بأحسن من هذا الإسناد عن عمران" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: إسناده منقطع؛ لأنّ الحسن لم يسمع من عمران بن حصين كما قال أبو حاتم وابن المديني وابن معين ويحيى القطان. وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 59) وأحمد (5/ 62 و 63) وأبو داود (2703) والخلال (1569) والطحاوي في "المشكل" (1311) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (172) وأبو نعيم في "الصحابة" (4586 و 4587) من طرق عن جرير بن حازم البصري عن يعلي بن حكيم عن أبي لَبيد قال: غزونا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل فأصاب الناس غنما (¬1) فانتهبوها، فأمر عبد الرحمن مناديا ينادي: إني سمعت (¬2) رسول الله-صلى الله عليه وسلم - يقول "من انتهب نهبة فليس منا" فردوا هذه الغنم. فردوها فقسمها بالسوية. اللفظ لأحمد وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو لبيد اسمه لِمَازة بن زبَّار. وأمَا حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه قابوس بن أبي ظبْيان الكوفي عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "ليس منا من انتهب أو سلب أو أشار بالسلب". ¬

_ (¬1) ولفظ أبي داود وغيره "غنيمة" (¬2) ولفظ أبي داود "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النهبى"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (12612) ثنا أحمد بن القاسم الجوهري ثنا عفان بن مسلم ثنا أبو كُدينة عن قابوس به. قال الهيثمي: وفيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ثقة وفيه ضعف" المجمع 5/ 337 قلت: اختلف فيه: وثقه يعقوب بن سفيان، وقال العجلي وابن عدي: لا بأس به. وضعفه النسائي وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم. واختلف فيه قول ابن معين فعنه أنّه قال: ثقة جائز الحديث. وقال أيضاً: ضعيف الحديث. واختلف عن قابوس، فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن قابوس عن أبيه مرسلا. أخرجه الخلال (1570) الثاني: يرويه أبو هاشم الرُّمَّاني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "ليس منا من ينتهب" وقال "لا شغار في الإسلام" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12008) من طريق أبي الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري الواسطي عن أبي هاشم به. قال الهيثمي: وفيه أبو الصباح عبد الغفور وهو متروك" المجمع 4/ 267 3541 - "من انظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظل عرشه" قال الحافظ: روى مسلم (3006) من حديث أبي اليسر بفتح التحتانية والمهملة ثم الراء رفعه: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال في آخره "أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" (¬2) 3542 - "من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذاتي قرابة يحتسب عليهما" قال الحافظ: ولأحمد من حديث أم سلمة: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 225 - الإتحاف 4563) عن محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي المدني ¬

_ (¬1) 5/ 212 (كتاب البيوع- باب من أنظر معسرا) (¬2) 2/ 284 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة) (¬3) 13/ 33 (كتاب الأدب- باب رحمة الولد)

وأخرجه أحمد (6/ 293) والحسين المروزي في "البر والصلة" (195) وابن أبي الدنيا في "العيال" (114) والطبراني في "الكبير" (23/ 392 - 393) من طرق عن محمد بن أبي حميد عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب المخزومي قال: دخلت على أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا بني ألا أحدثك بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى يا أمه، قالت: سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما الله من فضله عَزَّ وَجَلَّ أو يكفيهما كانتا له سترا من النار" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. 3543 - "من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف" قال الحافظ: وقد روى النسائي وصححه ابن حبان من حديث خُرَيْم بالراء مصغرا ابن فَاتِك بفاء ومثناة مكسورة رفعه: فذكره" (¬1) يرويه الرُّكَين بن الربيع بن عَمِيْلَة الفزاري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الركين عن أبيه عن عمه يُسيْر بن عميلة عن خريم بن فاتك مرفوعا "الناس أربعة، والأعمال ستة، فالناس: موسع عليه في الدنيا والآخرة، وموسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، وشقي في الدنيا والآخرة. والأعمال موجبتان ومثل بمثل، وعشرة أضعاف، وسبعمائة ضعف، فالموجبتان من مات مسلما مؤمنا لا يشرك بالله شيئا فوجبت له الجنة، ومن مات كافرا وجبت له النار، ومن هَمَّ بحسنة فلم يعملها فعلم الله أنّه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ومن عملها كتبت واحدة ولم تضاعف عليه، ومن عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها، ومن أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف". أخرجه أحمد (4/ 345) واللفظ له والبخاري في "الكبير" (4/ 2 / 423) وابن حبان (6171) والطبراني في "الكبير" (4153) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 34) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 131) عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (72) والنسائي (6/ 41) وفي "الكبرى" (4395) والطبراني (4154) ¬

_ (¬1) 6/ 389 (كتاب الجهاد- باب فضل النفقة في سبيل الله)

عن سفيان الثوري والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 850) عن عمار بن رزيق الكوفي ثلاثتهم عن الركين به. - ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن الركين واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن زائدة كرواية شيبان ومن تابعه. أخرجه أحمد (4/ 345) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (628) والحاكم (2/ 87) والبيهقي في "الشعب" (3963) عن معاوية بن عمرو الأزدي والنسائي في "الكبرى" (11027) وابن حبان (4647) عن عبد الله بن المبارك (¬1) وأبو القاسم البغوي (628) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 850) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثلاثتهم عن زائدة به. • ورواه موسى بن مسعود النّهدي عن زائدة فلم يذكر فيه "عن عمه". أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2 / 423) • ورواه حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة واختلف عنه: فرواه ابن أبي شيبة (5/ 318) وفي "مسنده" (743) عن حسين بن علي كرواية معاوية بن عمرو ومن تابعه. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (71) و"الآحاد" (1047) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4155) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) رواه حبان بن موسى المروزي عن ابن المبارك هكذا، ورواه عيسى بن سالم الشاشي عن ابن المبارك فلم يذكر يسير بن عميلة. أخرجه أبو القاسم البغوي (628)

وتابعه: 1 - أبو غريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا حسين بن علي به. أخرجه الترمذي (1625) 2 - حجاج بن حمزة بن سويد الرازي. أخرجه السلفي في "معجم السفر" (1141) 3 - شجاع بن مخلد الفلاس. أخرجه أبو القاسم البغوي (628) ورواه أحمد (4/ 345 - 346) عن حسين بن علي فلم يذكر "عن أبيه" - ورواه عَبيدة بن حُميد أبو عبد الرحمن الكوفي عن الركين عن عمه عن خريم، ولم يذكر "عن أبيه" أخرجه البيهقي في "الشعب" (3964) - ورواه عمرو بن قيس المُلائي عن الركين عن أبيه عن خريم، ولم يذكر "عن عمه". أخرجه الطبراني في "الكبير" (4152) و"الأوسط" (4071) - ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الركين واختلف عنه: • فقال أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي: ثنا المسعودي عن الركين عن أبيه عن خريم، ولم يذكر "عن عمه". أخرجه أحمد (4/ 346) ومن طريقه السلفي في "معجم السفر" (569) وفي "الأربعين البلدانية" (22) • وقال يزيد بن هارون الواسطي: أنا المسعودي عن الركين عن رجل عن خريم. أخرجه أحمد (4/ 321 - 322) عن يزيد به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 105 - 106) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد" (ص 69) وتابعه عاصم بن علي الواسطي ثنا المسعودي به. أخرجه ابن بشران (178)

والمسعودي كان قد اختلط وسماع هاشم ويزيد وعاصم منه بعد اختلاطه. - ورواه مسلمة بن جعفر البجلي عن الركين واختلف عنه: • فقال معاوية بن عمرو الأزدي: ثنا مسلمة بن جعفر عن الركين ثني عمي عن أبي يحيى (¬1) خريم بن فاتك. ولم يذكر "عن أبيه" أخرجه الحاكم (¬2) (2/ 87) والبيهقي في "الشعب" (8/ 203 - 204) وتابعه بشر بن آدم الضرير ثنا مسلمة بن جعفر به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3965) من طريق أحمد بن عبيد بن إسماعيل البصري الصَّفَّار ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا بشر بن آدم به (¬3). • ورواه أبو غسان مالك بن إسماعيل النّهدي عن مسلمة بن جعفر واختلف عنه: فقال البخاري في "الكبير" (4/ 2 / 423): قال مالك بن إسماعيل: عن مسلمة بن جعفر عن الركين ثني عمي عن أبي عن خريم. وتابعه علي بن عبد العزيز البغوي ثنا مالك بن إسماعيل به. أخرجه الطبراني (4151) وأبو نعيم في "الصحابة" (2519) وقال أحمد بن مُلاعب البغدادي: أنا أبو غسان ثنا مسلمة بن جعفر قال: سمعت الركين قال: حدثني عمي عن خريم، ولم يذكر "عن أبيه". أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1350) وحديث شيبان ومن تابعه أصح، قاله البخاري. ¬

_ (¬1) هي كنية خريم بن فاتك. (¬2) سكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: مسلمة تعبت عليه فلم أعرفه" قلت: ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: يجهل. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". (¬3) رواه أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي عن أحمد بن علي الخزاز فقال فيه: حدثني عمي عن أبي عن خريم. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2519)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بالركين، وهو كوفي عزيز الحديث، ويسير بن عميلة عمه" قلت: الركين بن عميلة وأبوه ثقتان، وعمه وثقه ابن حبان والعجلي وتبعهما الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وللحديث شاهد عن ابن عمر أخرجه الطبراني في "الأوسط" (869) وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "الأعمال عند الله سبع" 3544 - "من أهديت له هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها" قال الحافظ: فأما المرفوع فوصله عبد بن حميد من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا، وفي إسناده مِنْدل بن علي هو ضعيف، ورواه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو كذلك، واختلف على عبد الرزاق عنه في رفعه ووقفه والمشهور عنه الوقف وهو أصح الروايتين عنه، وله شاهد مرفوع من حديث الحسن بن علي في مسند إسحاق بن راهويه، وآخر عن عائشة عند العقيلي، وإسنادهما ضعيف أيضا. قال العقيلي: لا يصح في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم - شيء" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث الحسن بن علي ومن حديث عائشة فأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد بن حميد (704) والخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 20) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 25) والطبراني في "الكبير" (11183) و "الأوسط" (2471) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 351 - 352) والبيهقي (6/ 183) والخطيب في "التاريخ" (4/ 249) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 92) من طرق عن مندل بن علي العَنَزي عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به مرفوعا. قال أحمد بن حنبل: حديث منكر" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 74 وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو إلا ابن جريج، تفرد به مندل، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) 6/ 155 (كتاب الهبة- باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه)

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو، تفرد به مندل عن ابن جريج" وقال الحافظ: وهذا الحديث لا يصح رفعه، ومندل بن علي ضعيف" النكت على كتاب ابن الصلاح 1/ 341 - 342 قلت: وخالفه عبد السلام بن عبد القدوس أبو محمد الكَلاعي فرواه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. أخرجه العقيلي (3/ 67) وابن عساكر كما في "اللآلئ" (2/ 301) وابن الجوزي (3/ 92) وعبد السلام بن عبد القدوس قال أبو حاتم وغيره: ضعيف. وقال العقيلي: لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به مرفوعا. أخرجه البيهقي (6/ 183) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا عبد الرزاق أنبا محمد بن مسلم به. وقال: وكذلك رواه أبو الأزهر عن عبد الرزاق، ورواه أحمد بن يوسف عن عبد الرزاق فذكره عن ابن عباس موقوفا غير مرفوع، وهو أصح" وأخرجه الحسن بن رشيق في "فوائده" من طريق عبد الرزاق موقوفا. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2204) عن أبيه عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق موقوفا. قال الحافظ: وروي عن عبد الرزاق مرفوعا ولم يثبت عنه، ومحمد بن مسلم الطائفي فيه مقال ولكنه أرجح من مندل" النكت 1/ 342 وأما حديث الحسن بن علي فأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (900) والطبراني في "الكبير" (2762) من طريق يحيى بن سعيد العطار الحمصي ثنا يحيى بن العلاء عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسن بن علي مرفوعا "من أتته هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه فيها" وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 1501) عن يحيى بن سعيد العطار به. قال الهيثمي: وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف" المجمع 4/ 148

قلت: ويحيى بن العلاء هو البجلى قال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. وطلحة بن عبيد الله قال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأما حديث عائشة فأخرجه العقيلي (4/ 328) ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 92 - 93) من طريق بكار بن محمد بن شعيرة بن دخان ثنا الوضاح بن خيثمة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - هدية وعنده أربعة نفر من الصحابة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لجلسائه "أنتم شركائي فيها، إنّ الهدية إذا أهديت إلى الرجل وعنده جلساؤه فهم شركاؤه فيها" قال العقيلي: الوضاح لا يتابع عليه، ولا يصح في هذا المتن حديث" قلت: وبكار بن محمد قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف، وقال أيضاً: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 177 و 178) 3545 - "من بات طاهرا بات في شِعَارِه ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان" قال الحافظ: وأخرج ابن حبان في "صحيحه" عن ابن عمر رفعه: فذكره، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس نحوه بسند جيد" (¬1) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1244) عن الحسن بن ذكوان البصري عن سليمان الأحول عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "من بات طاهرا بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان فإنّه بات طاهرا" وأخرجه ابن عدي (2/ 730) عن سويد بن نصر المروزي والحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس والبيهقي في"الدعوات" (375) عن نعيم بن حماد المروزي وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 999) عن علي بن إسحاق الطوسي ¬

_ (¬1) 13/ 355 (كتاب الدعوات- باب إذا بات طاهرا)

كلهم عن ابن المبارك به. واختلف فيه على ابن المبارك: - فقال يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني: ثنا ابن المبارك عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن ابن عمر. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (463) - ورواه أبو عاصم أحمد بن جَوّاس الحنفي عن ابن المبارك واختلف عنه: • فرواه ابن عدي (2/ 730) عن الحسن بن سفيان النسوي ومحمد بن صالح بن ذَرِيح البغدادي كلاهما عن أحمد بن جواس فجعلاه عن أبي هريرة. ورواه ابن حبان (1051) عن محمد بن صالح بن ذريح عن أحمد بن جواس فجعله عن ابن عمر. ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه ميمون بن زيد ثنا الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن ابن عمر. أخرجه البزار (كشف 288) وقال: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، والحسن روى عنه جماعة ثقات" وقال الهيثمي: أرجو أنّه حسن الإسناد" المجمع 1/ 226 قلت: ميمون بن زيد هو السقاء البصري ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال أبو حاتم: لين الحديث. والحسن بن ذكوان مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه ابن عدي وغيره. ولم ينفرد سليمان الأحول به بل تابعه العباس بن عتبة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر مرفوعا "طهروا هذه الأجساد طهركم الله، فإنّه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك، لا يتقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنّه بات طاهرا" أخرجه العقيلي (3/ 363) عن عاصم بن علي الواسطي (¬1) ¬

_ (¬1) هذه رواية علي بن عبد العزيز البغوي عن عاصم بن علي. ورواه محمد بن العباس المؤدب عن عاصم بن علي فجعله عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5083)

وابن شاهين في "الترغيب" (462) عن عبد الله بن صالح المصري كلاهما عن إسماعيل بن عياش عن العباس بن عتبة به. قال العقيلي: عباس بن عتبة لا يصح حديثه، وقد روي هذا بغير هذا الإسناد بإسناد لين أيضا" قلت: عباس بن عتبة ذكره ابن حبان في "الثقات" في من اسمه عياش، ولم يذكر عنه راويا إلا إسماعيل بن عياش فهو مجهول. 3546 - "من بات وفي يده غَمَرٌ لم يغسله فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند صحيح على شرط مسلم عن أبي هريرة رفعه: فذكره، أخرجه الترمذي دون قوله "ولم يغسله" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم - ومن حديث عطية بن بسر فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "من نام (¬2) وفي يده (¬3) غَمَرٌ ولم يغسله فأصابه (¬4) شيء فلا يلومنّ إلا نفسه" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 752) وفي "الأدب" (17) وأحمد (2/ 263 و 537) وأبو داود (3852) واللفظ لهما وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 961) والبيهقي (7/ 276) وفي "الشعب" (5430) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2878) ¬

_ = وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا العباس بن عتبة، تفرد به إسماعيل بن عياش" وقال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 10/ 128 (¬1) 11/ 512 (كتاب الأطعمة- باب لعق الأصابع) (¬2) ولفظ البخاري وغيره "بات" (¬3) زاد الدارمي وابن ماجه "ريح" (¬4) ولفظ الدارمي وغيره "فعرض له عارض"

عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي والدارمي (2069) والحربي في "الغريب" (3/ 2066) وابن حبان (5521) عن خالد بن عبد الله الواسطي والبخاري في "الأدب المفرد" (1220) عن حماد بن سلمة وابن ماجه (3297) عن عبد العزيز بن المختار الدّبّاغ البصري وابن عدي (4/ 1496) عن عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (81) عن علي بن عاصم الواسطي كلهم (¬1) عن سهيل به. - ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا. قاله البيهقي في "الشعب" (10/ 370) - ورواه سفيان الثوري عن سهيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه ابن الأعرابي (ق 29 / أ) عن محمد بن غالب بن حرب البغدادي تمتام ثنا أبو همام الدلال ثنا سفيان الثوري به. وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (8) وتمام (ق 17/ أ) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 144) والبيهقي في "الشعب" (5431 أ) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" (88) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (40) من طرق عن محمد بن غالب به. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به عنه أبو همام" قلت: واختلف فيه على أبي همام الدلال واسمه محمد بن مُحَبَّب: ¬

_ (¬1) وروح بن القاسم أيضا، قاله البيهقي في "الشعب" (10/ 370)

فرواه أبو بكر محمد بن صالح الأنطاكي كيلجه عن أبي همام الدلال ثنا سفيان بن عيينة. فجعله عن ابن عيينة لا عن الثوري. أخرجه ابن الأعرابي (ق 24 / أو25 / أ) • ورواه أحمد بن محمد بن المعلى الأدمي عن أبي همام عن إبراهيم بن طهمان عن سهيل به. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (7) وأبو موسى المديني (41) وتمتام وكيلجه ثقتان، والأدمي قال الذهبي: محله الصدق. فالله أعلم بالصواب. وحديث زهير ومن تابعه أصح. قال أبو محمد البغوي: هذا حديث حسن" وقال المنذري: وهو كما قال رحمه الله فإنّ سهيل بن أبي صالح وإن كان تكلم فيه فقد روى له مسلم في الصحيح احتجاجا واستشهادا، وروى له البخاري مقرونا. وقال السلمي: سألت الدارقطني: لم ترك البخاري سهيلا؟ فقال: لا أعرف له فيه عذرا. وبالجملة فالكلام فيه طويل وقد روى عنه شعبة ومالك ووثقه الجمهور وهو حديث حسن" الترغيب 3/ 154 قلت: وهو كما قالا. ولم ينفرد سهيل به بل تابعه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه الترمذي (1860) والحاكم (4/ 137) والبيهقي في "الشعب" (5431ب) من طرق عن محمد بن جعفر المدائني ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعمش إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: إسناده صحيح" قلت: المدائني مختلف فيه والباقون ثقات. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "إذا بات أحدكم وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه"

أخرجه أحمد (2/ 344) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب عن معمر عن الزهري به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6906) عن محمد بن يحيى الذهلي والبيهقي (7/ 276) وفي "الشعب" (5429) وفي "الآداب" (625) عن محمد بن إسحاق الصاغاني وعباس الدوري قالوا: ثنا عفان بن مسلم به. وخالفهم محمد بن الحسن الزعفراني فرواه عن عفان وجعله عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 11/ 53) وقال: الحديثان خطأ، والصواب: الزهري عن عبيد الله بن عبد الله مرسل" السنن الكبرى 4/ 204 واختلف فيه على معمر: قال البيهقي: خالفه عبد الرزاق عن معمر فرواه مرسلا دون ذكر أبي هريرة فيه" قلت: الوصل أصح لأنّ وهيب بن خالد ثقة ثبت. وإسناده صحيح. الثالث: يرويه ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الشيطان حسَّاس لَحَّاس، فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه" أخرجه الترمذي (1859) وأبو القاسم البغوي (2/ 1013 - 1014) وابن عدي (7/ 2606) والحاكم (4/ 119و 137) من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب به. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل موضوع فإنّ يعقوب كذبه أحمد والناس" وقال المنذري: يعقوب بن الوليد هذا كذاب واتهم لا يحتج به" الترغيب 3/ 153 الرابع: يرويه علي بن عاصم الواسطي عن خالد الحذّاء وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. أخرجه إبراهيم الهاشمي (82) وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه: • فقال الزبير بن بكار: ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس مرفوعا "من بات وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (502) عن أحمد بن زكريا العابدي ثنا الزبير بن بكار به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان عن الزهري عن عبيد الله إلا الزبير بن بكار" قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره، وقد توبع. قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 348) ثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو يعقوب يوسف بن يحيى بن عبد الله بن يزيد الشيباني ثنا أبو إسحاق عبد الوهاب بن فليح المقري ومحمد بن ميمون الخياط قالا: ثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس به. ذكره في ترجمة الشيباني ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وعبد الوهاب بن فليح قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن ميمون قال مسلمة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما وهم. • وقال ابن أبي شيبة (8/ 752) وفي "الأدب" (15): ثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله مرسلا. وتابعه سعدان بن نصر البغدادي ثنا سفيان به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (5427)

- ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. أخرجه البزار (كشف 2886) وصالح ضعفوه. - ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن عبيد الله عن أبي سعيد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5435) عن مطلب بن شعيب الأزدي والبيهقي في "الشعب" (5428) عن عثمان بن سعيد الدارمي قالا: ثنا عبد الله بن صالح ثني نافع بن يزيد عن عقيل به. قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب3/ 154 - المجمع 5/ 30 قلت: عبد الله بن صالح مختلف فيه. - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري عن عبيد الله مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (19840 و20939) وهذا أصح. قال الدارقطني: والمحفوظ حديث عبيد الله بن عبد الله المرسل" العلل 11/ 66 الثاني: يرويه ليث بن أبي سليم عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "من نام وبيده غمر قبل أن يغسله فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1219) عن أحمد بن إشكاب الحضرمي الصفار ثنا محمد بن فضيل عن ليث به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3287) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا أحمد بن إشكاب الصفار الكوفي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا ليث، تفرد به محمد" قلت: إسناده ضعيف لضعف ليث.

وأما حديث عائشة فأخرجه النسائي في "الكبرى" (6907) والطبراني في "الصغير" (816) و "الأوسط" (5437) وابن عدي (3/ 1251) من طرق عن يوسف بن واضح البصري ثنا عمر بن علي بن مُقدم المُقَدَّمي عن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه" قال النسائي: الحديث خطأ، والصواب: الزهري عن عبيد الله بن عبد الله مرسل" وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا سفيان بن حسين (¬1) " قلت: وهو ضعيف في الزهري كما قال ابن معين وغيره، والمقدمي ثقة إلا أنّه كان يدلس ولم يذكر سماعا من سفيان بن حسين، واختلف عنه: فرواه أبو روح عبد العزيز بن موسى اللاخوني عن المقدمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 172) قال ابن عدي: وحديث الزهري عن عروة عن عائشة يرويه سفيان بن حسين على أنّ عمر بن علي قد روى بعض الناس عنه عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم عن أبيه، فلعل التخليط فيه من عمر بن علي لا من سفيان بن حسين، وقد قيل: عن عمر بن علي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وهذا يدل على أنّ التخليط من عمر بن علي لا من سفيان بن حسين" طريق أخرى: قال أبو بكر الشافعي في "فوائده" (933): ثنا محمد بن الليث الجوهري ثنا جُبارة بن مُغَلس ثنا عمرو بن الأزهر عن أيوب السَّخْتياني عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا "من بات وفي يده ريح غمر فعرض له الشيطان في منامه فلا يلومنّ إلا نفسه" جبارة بن المغلس وعمرو بن الأزهر كذبهما ابن معين. وأما حديث فاطمة فأخرجه ابن ماجه (3296) وأبو يعلى كما في "المصباح" (4/ 14) عن جبارة بن المغلس ثنا عبيد بن وسيم الجمال ثني الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن الحسين بن علي عن أمه فاطمة مرفوعا "ألا لا يلومن امرؤ إلا نفسه يبيت وفي يده ريح غمر" ¬

_ (¬1) تابعه عقيل بن خالد الأيلي عن الزهري به. أخرجه ابن عدي (3/ 1010 - 1011) من طريق رشدين بن سعد المصري عن عقيل به. ورشدين قال ابن معين وغيره: ضعيف.

وإسناده ضعيف لضعف جبارة بن المغلس. وأما حديث عطية بن بسر فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5440أ) من طريق يحيى بن الحسن ثنا إسماعيل بن زياد السلمي عن بُرد بن سنان عن مكحول عن عطية بن بسر مرفوعا "من بات وفي يده غمر من لحم فأصابه شيء من الشيطان فلا يلومنّ إلا نفسه" إسماعيل بن زياد السلمي هكذا وقع في كتاب أبي نعيم، وأظنه إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشامي قال الدارقطني: متروك يضع الحديث (انظر المتفق والمفترق للخطيب البغدادي 1/ 373 - 374) 3547 - "من بادر العاطس بالحمد عوفي من وجع الخاصرة ولم يشتك ضرسه أبدا" قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن علي مرفوعا، وسنده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7137) عن محمد بن نوح بن حرب العسكري ثنا الحسن بن إسرائيل ثنا عبد الله بن المطلب الكوفي ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي به مرفوعا. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، ولا رواه عن إسرائيل إلا عبد الله بن المطلب، تفرد به الحسن بن إسرائيل" وقال الهيثمي: وفيه الحارث الأعور وضعفه الجمهور ووثق ومن لم أعرفهم" المجمع 8/ 57 - 58 3548 - "من باع سلعة من رجل لم ينقده، ثم أفلس الرجل فوجدها بعينها فليأخذها من بين الغرماء" قال الحافظ: وفي مرسل ابن أبي مُليكة عند عبد الرزاق: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (15169) عن إسرائيل بن يونس عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة رفعه "من باع سلعة من رجل لم ينقده، ثم أفلس الرجل فوجد سلعته بعينها فليأخذها دون الغرماء" ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 13/ 223 (كتاب الأدب- باب الحمد للعاطس) (¬2) 5/ 461 (كتاب الاستقراض- باب إذا وجد ماله عند مفلس)

3549 - "من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر". قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (1844) من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (¬1) 3550 - "من بسط رداءه ثم ضمه إليه لم ينس شيئا سمعه من مقالتي" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 5/ 192 و425) من حديث أبي هريرة. 3551 - "من بني لله بيتا" قال الحافظ: ويؤيده في رواية أم حبيبة: فذكره، أخرجه سمويه في "فوائده" بإسناد حسن. وقوله في رواية عمر "من بني مسجدا يذكر فيه اسم الله" أخرجه ابن ماجه وابن حبان. وأخرج النسائي نحوه من حديث عمرو بن عبسة" (¬3) حديث أم حبيبة له عنها طريقان: الأول: يرويه سَلْم بن زَرِير البصري عن خالد بن باب الرَّبَعي الأحدب واختلف عنه: - فقال عثمان بن عمر بن فارس العبدي: ثنا سلم بن زرير عن خالد الأحدب عن شهر بن حوشب عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة مرفوعا "من بني لله بيتا (¬4) بني الله له بيتا في الجنة" أخرجه ابن الأعرابي (ق142 / أ) وابن شاهين في "الأفراد" (63) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 242) من طرق عن عثمان بن عمر به. - ورواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن سلم بن زرير فلم يذكر شهر بن حوشب. أخرجه ابن عدي (3/ 1174) والأول أصح. ¬

_ (¬1) 16/ 183 (كتاب الفتن- باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه) (¬2) 12/ 354 (كتاب الطب- باب لا هامة) (¬3) 2/ 91 (كتاب الصلاة- باب من بني مسجدا) (¬4) ولفظ أبي نعيم "مسجدا"

قال ابن شاهين: وهذا حديث فرد غريب من حديث خالد الربعي" قلت: وخالد مختلف فيه: قال ابن معين: ضعيف، وقال ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وشهر بن حوشب وسلم بن زرير مختلف فيهما كذلك. الثاني: يرويه أبو ظلال القسملي هلال بن ميمون ثنا أنس عن أم حبيبة مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو قدر مِفْحَص قطاة بني الله له بيتا في الجنة". أخرجه ابن عدي (7/ 2579) وإسناده ضعيف لضعف أبي ظلال. وحديث عمر سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من جهز غازيا حتى يستقل" وحديث عمرو بن عبسة أخرجه أحمد (4/ 386) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1328) والترمذي (1635) والنسائي (2/ 26) وفي "الكبرى" (767) والطبراني في "مسند الشاميين" (1162) وأبو عمرو بن منده في "فوائده" (17) والبغوي في "شرح السنة" (2420) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (979) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة أنّه حدثهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال "من بني لله مسجدا ليذكر الله عَزَّ وَجَلَّ فيه بني الله له بيتا في الجنة، ومن أعتق نفسا مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ كانت له نورا يوم القيامة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" قلت: وهو كما قال. وفي الباب أحاديث أخرى كثيرة سيأتي الكلام على طائفة منها في المجموعة الثانية من هذا الكتاب، في كتاب الصلاة- باب من بني مسجدا. 3552 - "من بني لله مسجدا ولو كَمِفْحَص قطاة" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح ¬

_ (¬1) 15/ 89 (كتاب الحدود- باب لعن السارق إذا لم يسم) و15/ 179 (كتاب الحدود- باب إذا زنت الأمة)

ورد من حديث أبي بكر الصديق ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث جابر ومن حديث أبي ذر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث عائشة ومن حديث أسماء بنت يزيد فأما حديث أبي بكر فأخرجه ابن عدي (2/ 629) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 24) عن الحكم بن يعلي بن عطاء المحاربي وابن عدي (2/ 629 - 630 و 6/ 2200) عن محمد بن عبد الرحمن القرشي المدني كلاهما عن محمد بن طلحة بن مصرّف اليامي عن أبيه عن أبي مَعْمر عن أبي بكر به مرفوعا، وزاد "بني الله له بيتا في الجنة" قال أبو نعيم: غريب من حديث طلحة، تفرد به الحكم" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن محمد بن طلحة غير الحكم بن يعلى ومحمد بن عبد الرحمن" وقال أيضاً: وهذا الحديث للحكم بن يعلى عن محمد بن طلحة، سرقه من الحكم محمد بن عبد الرحمن القرشي هذا، وهو ضعيف يسرق الحديث" قلت: والحكم بن يعلى قال أبو حاتم: متروك الحديث منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث منكر الحديث. وأبو معمر واسمه عبد الله بن سَخْبرة قال أبو حاتم: روى عن أبي بكر مرسل. وأما حديث عثمان فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 310) قال: وجدت في كتاب أبي عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان مرفوعا "من بني مسجدا ولو مفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة" ورواته ثقات. وأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 332) وابن ماجه (738) وابن خزيمة (1292) والطحاوي في "المشكل" (1557) من طرق عن عبد الله بن وهب عن إبراهيم بن نشيط عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "من بني مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بني الله له بيتا في الجنة"

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 1/ 94 قلت: وهو كما قال. وأما حديث أبي ذر فيرويه الأعمش والحكم بن عتيبة واختلف عنهما: فأما حديث الأعمش فرواه غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا، منهم: 1 - قُطْبَة بن عبد العزيز الأسدي. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 362/ 5) وفي "مصنفه" (1/ 310) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا قطبة به. وأخرجه ابن حبان (1610) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 217) عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن بن حمدان الحيري ثنا الحسن بن سفيان به. وأخرجه أبو يعلى (المطالب 362/ 8) عن إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَة البصري ثنا يحيى بن آدم به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1159) والبيهقي (2/ 437) من طريق علي بن المديني ثنا يحيى بن آدم به. قال الطبراني: لم يروه عن قطبة إلا يحيى بن آدم، تفرد به علي بن المديني" كذا قال، وقد تابعه ابن أبي شيبة وإبراهيم بن محمد بن عرعرة كما تقدم. ورواته ثقات. 2 - أبو بكر بن عياش. أخرجه البزار (4017) والروياني (المطالب 362/ 6) والطحاوي في "المشكل" (1550) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (629) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 217) والقضاعي (479) والبيهقي (2/ 437) وفي "الشعب" (2681) من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش به. قال أحمد بن عبد الله بن يونس: ما رفعه أحد من أصحاب الأعمش غير أبي بكر، فقيل لأبي بكر: إنه لم يرفعه غيرك، قال: سمعته من الأعمش وهو شاب.

3 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1551) من طريق علي بن حكيم الأودي ثنا شريك به. قال أبو حاتم وأبو زرعة: رواه عدة من أصحاب شريك فلم يرفعوه، والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك موقوف" العلل 1/ 97 4 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1549) عن بكار بن قتيبة البكراوي ثنا مؤمل ثنا سفيان به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1105) عن نصر بن الفتح المصري ثنا بكار بن قتيبة ثنا مؤمل بن إسماعيل به. وقال: لم يروه عن ابن عيينة إلا مؤمل" - ورواه يعلي بن عبيد الطنافسي عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه محمد بن عبيد الطنافسي عن أخيه يعلي بن عبيد عن الأعمش مرفوعا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1552) وابن حبان (1611) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (139) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (71) • ورواه محمد بن عبد الوهاب الفرّاء النيسابوري عن يعلي بن عبيد عن الأعمش موقوفا. أخرجه البيهقي (2/ 437) - ورواه سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه سَلْم بن جُنادة بن سلم الكوفي عن وكيع عن الثوري عن الأعمش مرفوعا. أخرجه البزار (4016) وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سفيان مرفوعا إلا سلم بن جنادة، ولا نعلم أنّ سلم بن جنادة توبع على هذا الحديث" وقال الدارقطني: وخالفه أصحاب وكيع فرووه عن وكيع موقوفا" العلل 6/ 275 • ورواه محمد بن يوسف الفِرْيابي وأبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهدي عن الثوري عن الأعمش موقوفا.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 217) وقال: هكذا رواه الفريابي والناس موقوفا على الثوري، ولم يرفعه من أصحابه عنه إلا وكيع وعبد الله بن الوليد العدني" قلت: ورفعه يحيى القطان عن الثوري أيضا. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 32) من طريق علي بن المديني ثنا يحيى القطان به. قال ابن المديني: قال يحيى القطان: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي" - ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه بشر بن آدم البغدادي عن جرير عن الأعمش مرفوعا. قاله الدارقطني في "العلل" • ورواه إسحاق في "مسنده" (المطالب 362/ 2) عن جرير عن الأعمش موقوفا. - ورواه غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر موقوفا، منهم: 1 - قيس بن الربيع الكوفي. أخرجه الطيالسي (ص 62) 2 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 309 - 310) وإسحاق (المطالب 362/ 2) 3 - عيسى بن يونس الكوفي. أخرجه إسحاق (المطالب 362/ 1) 4 - حفص بن غياث الكوفي. قاله الدارقطني (6/ 276) قال أبو حاتم: الموقوف أصح، حدثنا حماد بن زاذان قال: سمعت ابن مهدي قال: حديث الأعمش "من بني لله مسجدا ولو كمفحص قطاة" ليس من صحيح حديث الأعمش" العلل 1/ 97

وأما حديث الحكم فيرويه الحجاج بن أرطاة وهُشيم عن منصور بن زاذان واختلف عنهما: - فأما حديث الحجاج فرواه المعتمر بن سليمان التيمي عن الحجاج عن الحكم عن إبراهيم التيمي مرسلا. أخرجه إسحاق (المطالب 362/ 4) ورواه عباد بن العوام الواسطي عن الحجاج عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا. قاله الدارقطني (6/ 276) - وأما حديث هشيم فرواه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 362/ 3) عن هشيم عن منصور عن الحكم عن إبراهيم التيمي مرسلا. ورواه سعيد بن منصور عن هشيم ثنا منصور عن الحكم عن يزيد بن شريك التيمي عن أبي ذر موقوفا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4/ 212) قال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب" العلل 6/ 276 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (ص341) عن شعبة أني جابر عن عمار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بني الله عَزَّ وَجَلَّ له بيتا في الجنة" وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 310) وأحمد (1/ 241) والبزار (كشف 402) وابن الأعرابي (402) وابن عدي (2/ 542) من طرق عن شعبة به. ورواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عن شعبة فلم يذكر عمارا الدُّهْني فيه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1555) وأبو الشيخ في "الطبقات" (347) والأول أصح. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وجابر تكلم فيه جماعة، ولا نعلم أحدا قدوة ترك حديثه" وقال الهيثمي: وفيه جابر الجُعْفي وهو ضعيف" المجمع 2/ 7

قلت: وهو كما قال. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عمر بن رُدَيح البصري أنا ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو مفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة" قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر، قال "فالله أكثر" أخرجه ابن عدي (5/ 1683) عن عبد الوهاب بن أبي عصمة العكبري ثنا العباس بن الحسن البلخي ثنا يحيى بن غيلان أنا عمر بن رديح به. وابن أبي عصمة ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والعباس بن الحسن ترجمه الخطيب أيضا وقال: ما علمت من حاله إلا خيرا. ويحيى بن غيلان أظنه ابن عبد الله الخزاعي وثقه ابن سعد وغيره. وعمر بن رديح مختلف فيه، قال ابن معين: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. الثاني: يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش عن أنس مرفوعا "من بني لله تعالى مسجدا كمفحص قطاة، بني الله تعالى له بيتا في الجنة" أخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (ص 220 - 221) وأبو يعلى (4018) والطبراني في "الأوسط" (1878) من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا شريك، تفرد به إسحاق" وقال الدارقطني: ولم يتابع إسحاق الأزرق عليه" العلل 6/ 276 وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 95) من طريق سعيد بن عتاب بن أبان ثنا أبو قتادة شيخ بالبصرة ثنا جرير بن حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو قدر مفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة" أبو قتادة ما عرفته، وسعيد وجرير ثقتان، وعمرو وأبوه صدوقان. وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 403) والطبراني في "الأوسط" (6163) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (138) والخطيب في "التاريخ" (5/ 37) من طريق

الحكم بن ظُهير الفزاري عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من بني لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة" قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، والحكم لين الحديث" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا الحكم بن ظهير" وقال الهيثمي: وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك" المجمع 2/ 7 وأما حديث عائشة (¬1) فأخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 131 - 132) وابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 365/ 2) عن مروان بن معاوية الفزاري عن كثير بن عبد الرحمن المؤذن عن عطاء عن عائشة به مرفوعا. وكثير مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ومروان وعطاء ثقتان. وأما حديث أسماء بنت يزيد فأخرجه ابن عدي (1/ 382) من طريق يحيى بن أبي كثير ثني محمود بن عمرو عن أسماء بنت يزيد به مرفوعا. ومحمود بن عمرو هو ابن يزيد بن السكن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: ضعيف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة. 3553 - "من تأهل ببلدة فإنه يصلي صلاة مقيم" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبيهقي من حديث عثمان، وهذا الحديث لا يصح لأنّه منقطع وفي رواته من لا يحتج به" (¬2) ضعيف أخرجه الحميدي (36) وابن أبي شيبة كما في "نصب الراية" (3/ 271) وأحمد (1/ 62) وأبو يعلى (المقصد العلي 350 و 351) والطحاوي في "المشكل" (4221 و 4222) من طرق عن عكرمة بن إبراهيم ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ¬

_ (¬1) سيأتي الكلام على الحديث أيضا في المجموعة الثانية في كتاب الصلاة- باب من بني لله مسجدا (¬2) 3/ 224 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب يقصر إذا خرج من موضعه)

ذباب عن أبيه أنّ عثمان بن عفان - رضي الله عنه -صلّى بمنى أربع ركعات فأنكره الناس عليه فقال: يا أيها الناس إني تأهلت بمكة منذ قدمت وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "من تأهل في بلد فليصل صلاة المقيم" اللفظ لأحمد قال البيهقي: هذا منقطع، وعكرمة بن إبراهيم ضعيف" المعرفة 4/ 263 وقال الهيثمي: وفيه عكرمة بن إبراهيم وهو ضعيف" المجمع 2/ 156 قلت: عكرمة بن ابراهيم وقع عند أحمد "الباهلي" ووقع عند ابن أبي شيبة والطحاوي "الأزدي" فالباهلي ترجمه الحافظ في "التعجيل" ونقل عن الحسيني أنّه قال فيه: ليس بالمشهور، وعن ابن العراقي أنّه قال: لا أعرف حاله. ثم تعقبهما فقال: قلت: بل هو مشهور وحاله معروفة، ثم ذكر أنّه الأزدي الموصلي قاضي الري وحكى تضعيف ابن معين والعقيلي والنسائي وغيرهم له. ثم قال: واتفقدا على أنّه أزدي فينظر فيمن نسبه باهليا" وذكر الشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند" (1/ 351) كلام الحافظ ابن حجر هذا وخالفه في كونه أزديا ورجح أنّه باهلي وأنه مجهول الحال. وعبد الله بن عبد الرحمن ترجمه ابن أبي حاتم في "كتابه" (2/ 2 / 94) وقال: روى عن أبيه عن عثمان - رضي الله عنه -، مرسل، سمعت أبي يقول ذلك. 3554 - "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2703) من رواية محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) 3555 - "من تبع جنازة فحمل من علوها وحثى في قبرها وقعد حتى يؤذن له رجع بقيراطين" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق عبد الله بن هُرْمز عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، وإسناده ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 320 - 321) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا ابن ¬

_ (¬1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان ...) (¬2) 3/ 436 (كتاب الجنائز- باب فضل إتباع الجنائز)

لهيعة عن عبد الله بن هُبيرة عن أبي تميم الجَيْشاني قال: كتب إليّ عبد الله بن هريم- مولى من أهل المدينة- يذكر عن أبي هريرة رفعه "من تبع جنازة فحمل من علوها وحثى في قبرها وقعد حتى يؤذن له آب بقيراطين من الأجر كل قيراط مثل أُحُد" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وعبد الله بن هريم لم أقف له على ترجمة ولم يذكره الحسيني في "الاكمال" ولا الحافظ في "التعجيل". 3556 - "من تخطى الحرمتين فخطوا وسطه بالسيف" قال الحافظ: وأشار البخاري إلى ضعف الخبر الذي ورد في قتل من زنى بذات محرم، وهو ما رواه صالح بن راشد قال: أُتي الحجاج برجل قد اغتصب أخته على نفسها فقال: سلوا من هنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله بن المطرف: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، فكتبوا إلى ابن عباس فكتب إليهم بمثله. ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" ونقل عن أبيه أنّه روي عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير من قوله. قال: ولا أدري أهو هذا أولا" يشير إلى تجويز أن يكون الراوي غلط في قوله: عبد الله بن المطرف، وفي قوله: سمعت، وإنما هو مطرف بن عبد الله ولا صحبة له. وقال ابن عبد البر: يقولون: إنّ الراوي غلط فيه. وأثر مطرف الذي أشار إليه أبو حاتم أخرجه ابن أبي شيبة من طريق بكر بن عبد الله المزني قال: أُتي الحجاج برجل قد وقع على ابنته وعنده مطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو بُردة فقال أحدهما: اضرب عنقه، فضربت عنقه. قلت: والراوي عن صالح بن راشد ضعيف، وهو رِفْدة- بكسر الراء وسكون الفاء -، ويوضح ضعفه قوله فيه: فكتبوا إلى ابن عباس، وابن عباس مات قبل أن يلي الحجاج الإمارة بأكثر من خمس سنين. ولكن له طريق أخرى إلى ابن عباس أخرجها الطحاوي وضعف راويها" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2817) عن هشام بن عمار ثنا رِفْدة بن قُضاعة ثنا صالح قال: أُوتي الحجاج برجل قد اغتصب أخته نفسها فقال: احبسوه وسلوا من هاهنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، قال: فسألوا عبد الله بن أبي مطرف فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "من تخطى الحرمتين فخطوا أواسطه السيف" ¬

_ (¬1) 15/ 128 (كتاب الحدود- باب رجم المحصن)

قال: وكتبوا إلى ابن عباس يسألونه عن ذلك فكتب إليهم بمثل ذلك من قول عبد الله بن أبي مطرف. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1712) والخرائطي في "المساوئ" (575) وفي "اعتلال القلوب" (ص 111 - 112) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 108) وابن عدي (3/ 1036 و 4/ 1536) وأبو نعيم في "الصحابة" (4539) والبيهقي في "الشعب" (5090) من طرق عن هشام بن عمار به. ووقع عندهم: ثنا صالح بن راشد القرشي. قال البخاري: صالح بن راشد القرشي لم يصح حديثه" التاريخ الكبير 2/ 2/ 279 قال ابن عدي: وهذا الحديث هو الحديث الذي أشار إليه البخاري أنّه لا يصح" وقال: وهذا الحديث حديث عبد الله بن أبي مطرف لا أعرفه إلا من حديث رفدة" وقال أبو حاتم: كذا رواه هشام، وروي عن عبد الله بن مطرف بن الشخير هذا الكلام قوله فلا أدري هذا هو أو غيره، وقال عبد الله بن مطرف بن الشخير: إنّ الحجاج أُتي برجل، الحديث. وهذا الصحيح" العلل 1/ 456 وقال الحافظ: قال ابن مندة: غريب، وقال العسكري تبعا لأبي حاتم: إنّ رفدة بن قضاعة راويه وهم فيه وإنما هو عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير" الإصابة 6/ 219 وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه رفدة بن قضاعة وثقه هشام بن عمار وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 269 وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة رفدة: له حديث باطل في قتل من زنا بأخته" قلت: رفدة ذكره البخاري فقال: في حديثه المناكير، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وذكره العقيلي وجماعة في الضعفاء. وأما الموقوف فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 105) ثنا ابن أبي عدي عن حميد عن بكر قال: رفع إلى الحجاج رجل زنى بابنته فقال: ما أدري بأي قتلة أقتل هذا؟ وهمّ أن يصلبه، فقال له عبد الله بن مطرف وأبو بردة: ستر الله هذه الأمة بأحب ما ستر الإسلام أقتله، قال: صدقتما، فأمر به فقتل. وأخرجه ابن قانع (2/ 108) من طريق يزيد بن هارون ثنا حميد به.

ورواته ثقات، وحميد هو الطويل، وبكر هو ابن عبد الله المزني. وأخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 112) عن عمر بن شبة النميري ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة قال: أُتي الحجاج برجل زنى بأخته فسأل عنها عبد الله بن أبي مطرف فقال: يضرب بالسيف، فأمر به الحجاج فضربت عنقه. ورواته ثقات. 3557 - "من ترك صلاة مكتوبة حتى تفوته" الحديث قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وغيره من طريق أبي قِلابة عن أبي الدرداء مرفوعا، وفي سنده انقطاع لأنّ أبا قلابة لم يسمع من أبي الدرداء، وقد رواه أحمد من حديث أبي الدرداء بلفظ "من ترك العصر" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 342) عن هُشيم أنا عباد بن ميسرة المِنْقَري عن أبي قلابة والحسن أنّهما كانا جالسين فقال أبو قلابة: قال أبو الدرداء: من ترك العصر حتى تفوته من غير عذر فقد حبط عمله. قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "من ترك صلاة مكتوبة حتى تفوته من غير عذر فقد حبط عمله". وأخرجه أحمد (8/ 442) عن سريج بن النعمان البغدادي ثنا هشيم أنا عباد بن راشد المنقري عن الحسن وأبي قلابة أنّهما كانا جالسين فقال أبو قلابة: قال أبو الدرداء: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من ترك صلاة العصر متعمدا حتى تفوته فقد أحبط عمله". هكذا رواه سريج بن النعمان عن هشيم فقال فيه "عباد بن راشد" وخالفه ابن أبي شيبة فقال "ابن ميسرة" وكلاهما ابن راشد وابن ميسرة فيهما ضعف، قال ابن معين: عباد بن ميسرة وعباد بن راشد وعباد بن كثير وعباد بن منصور كلهم حديثهم ليس بالقوي ولكنه يكتب. والحديث إسناده منقطع لأنّ أبا قلابة لم يسمع من أبي الدرداء كما قال الحافظ. وقال في موضع آخر من "الفتح" (9/ 222): لم يدرك أبا الدرداء. 3558 - "من ترك ضَياعا" الحديث قال الحافظ: جاء من حديث ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما امتنع من الصلاة على من ¬

_ (¬1) 2/ 170 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب إثم من فاتته العصر)

عليه دين جاءه جبريل فقال: إنما الظالم في الديون التي حملت في البغي والإسراف، فأما المتعفف ذو العيال فأنا ضامن له أؤدي عنه، فصلّى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعد ذلك "من ترك ضياعا" الحديث، وهو ضعيف، وقال الحازمي بعد أن أخرجه: لا بأس به في المتابعات" (¬1) ضعيف جدا قال الحازمي في "الإعتبار" (ص 129 - 130): وقال أبو بكر عبد الله بن أحمد الصفار: أنا محمد بن الفضل الفقيه الطبري أنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي أني محمد بن بكير الحضرمي ثنا خالد بن عبد الله عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يصلي على من مات وعليه دين، فمات رجل من الأنصار، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "عليه دين؟ " قالوا: نعم، فقال "صلوا على صاحبكم" فنزل جبريل فقال: إنّ الله يقول: إنما الظالم عندي في الديون التي حملت في البغي والإسراف والمعصية، فأما المتعفف ذو العيال فأنا ضامن أن أؤدي عنه، فصلّى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم -، وقال بعد ذلك "من ترك ضياعا أو دينا فإليّ وعليّ، ومن ترك ميراثا فلأهله" وصلّى عليهم. قال الحازمي: هذا الحديث بهذا السياق غير محفوظ، وهو جيد في المتابعات" قلت: إسناده واه، حسين بن قيس قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال الجوزجاني: أحاديثه منكرة جدا فلا تكتب. 3559 - "من ترك مالا فلعصبته" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح أخرجه أحمد (2/ 527) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "أنا أولى بالمؤمن من نفسه، من ترك دينا أو ضياعا فإليّ ولاضياع عليه فليدع له وأنا وليه، ومن ترك مالاً فللعصبة من كان" وأخرجه البخاري (فتح 5/ 458) من طريق فليح بن سليمان الخزاعي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعا "ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]، فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه". ¬

_ (¬1) 5/ 383 (كتاب الحوالة، باب الدّين) (¬2) 15/ 31 (كتاب الفرائض- باب ذوي الأرحام)

وأخرجه البخاري (فتح 15/ 29) من طريق إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وترك مالا فماله لموالي العصبة، ومن ترك كلاً أو ضياعا فأنا وليه فلأدعى له". وأخرجه مسلم (3/ 1237 - 1238) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "والذي نفس محمد بيده إنْ على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به، فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه، وأيكم ترك مالا فإلى العصبة من كان". وأخرجه من طريق مَعمر بن راشد عن همام بن منبه عن أبي هريرة بنحوه. 3560 - "من تسمى بإسمي فلا يكتنّ بكنيتي، ومن اكتنّ بكنيتي فلا يتسمى بإسمي" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان من طريق أبي الزبير عن جابر رفعه: فذكره. لفظ أبي داود وأحمد من طريق هشام الدَّسْتُوائي عن أبي الزبير، ولفظ الترمذي وابن حبان من طريق حسين بن واقد عن أبي الزبير "إذا سميتم بي فلا تكنوا بي، وإذا كنيتم بي فلا تسموا بي" قال أبو داود: رواه الثوري عن ابن جريج مثل رواية هشام، ورواه معقل عن أبي الزبير مثل رواية ابن سيرين عن أبي هريرة. قال: ورواه محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مثل رواية أبي الزبير، قلت: وصله البخاري في "الأدب المفرد" وأبو يعلى ولفظه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي" والترمذي من طريق الليث عنه "أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته وقال: أنا أبو القاسم والله يعطي وأنا أقسم" قال أبو داود: واختلف على عبد الرحمن بن أبي عمرة وعلى أبي زرعة بن عمرو وموسى بن يسار عن أبي هريرة على الوجهين. قلت: وحديث ابن أبي عمرة أخرجه أحمد وابن أبي شيبة من طريقه عن عمه رفعه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي" (¬1) هذان حديثان ذكرهما الحافظ هنا: حديث جابر وحديث أبي هريرة، ولهما طرق في الصحيحين وغيرهما، وقد اقتصر الحافظ على بعض طرقهما التي ليست في الصحيحين. ¬

_ (¬1) 13/ 193 - 194 (كتاب الأدب- باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: سموا بإسمي ولا تكنوا بكنيتي)

فحديث جابر ذكره من طريق أبي الزبير عنه. أخرجه الطيالسي (ص 241) وأحمد (3/ 313) وأبو داود (4966) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 699) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 339) والبيهقي (9/ 309) وفي "الآداب" (615) وفي "الشعب" (8266) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية- القسم الأول ص 32) من طريق هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "من تسمى بإسمي فلا يكتنّ بكنيتي، ومن اكتنّ بكنيتي فلا يتسم بإسمي". ولم ينفرد الدستوائي به بل تابعه غير واحد عن أبي الزبير به، منهم: 1 - الحسين بن واقد المروزي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "إذا كنيتم فلا تسمّوا بي، وإذا سميتم بي فلا تكنّوا بي" أخرجه الترمذي (2842) وابن حبان (5816) واللفظ له عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني والطبري (700) عن يحيى بن واضح المروزي كلاهما عن الحسين بن واقد به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال البيهقي: إسناده صحيح" 2 - صفوان بن سليم الزرقي قال: قال أبو الزبير: قال جابر: سمى رجل من الأنصار ابنه القاسم وتكنى أبا القاسم فأبت الأنصار أن تكنيه أبا القاسم، فانطلق الرجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي عليه الصلاة والسلام "قد أحسنت الأنصار تسموا بي ولا تكنوا بي". 2 - أسامة بن زيد أنّ أبا الزبير المكي أخبره عن جابر قال: فذكر نحو حديث صفوان. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 340 - 341) من طريق عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة عن أسامة به. وأما حديث أبي هريرة فذكر له طرق: الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة.

ورواه عن ابن عجلان جماعة، منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. ولفظ حديثه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي فإني أنا أبو القاسم، الله عَزَّ وَجَلَّ يعطي وأنا أقسم" أخرجه أحمد (2/ 433) وابن عساكر (السيرة النبوية- القسم الأول ص 30) 2 - أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل. ولفظ حديثه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي أنا أبو القاسم، الله يرزق وأنا أقسم" أخرجه ابن سعد (1/ 106) والدولابي (1/ 5) وابن الأعرابي (ق 148/ ب) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (474) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 162 - 163و 163) وأخرجه الطبري (732) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 337) بلفظ "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي" 3 - الليث بن سعد. ولفظ حديثه "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن نجمع بين اسمه وكنيته، وقال "أنا أبو القاسم والله يعطي وأنا أقسم". أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (844) والترمذي (2841) وقال: حسن صحيح" 4 - حَيْوة بن شريح المصري. ولفظ حديثه "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يكنى الرجل: أبا القاسم، واسمه: محمد" أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 693) 5 - يحيى بن أيوب المصري. ولفظ حديثه "أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 339) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا ابن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب به. وأخرجه الطبري (695) عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم المصري ابن البَرْقي عن ابن أبي مريم بلفظ "لا تجمعوا اسمي وكنيتي"

6 - طارق بن عبد العزيز العبدي. ولفظ حديثه كلفظ حديث يحيى القطان. أخرجه الطبري (694) 7 - سفيان الثوري. ولفظ حديثه كسابقه. أخرجه ابن حبان (5817) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 91) 8 - بكر بن مضر المصري. ولفظ حديثه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي" أخرجه ابن سعد (1/ 107) وابن حبان (5814) 9 - صفوان بن عيسى القرشي. ولفظ حديثه كلفظ حديث يحيى القطان. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 692) الثاني: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمرة عن عمه عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يكتنى بكنيته. أخرجه أحمد (¬1) (2/ 510) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 337) من طريق ابن جريج أني عبد الكريم بن مالك عن عبد الرحمن به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1053) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري عن عبد الكريم بن مالك به. واختلف فيه على عبد الكريم بن مالك الجزري، فرواه سفيان الثوري عن عبد الكريم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه به مرفوعا، ليس فيه عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 672) وفي "مسنده" (537) وفي "الأدب" (263) وأحمد (3/ 450 و5/ 363 - 364) والطبري (703) والروياني (1497) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 85) وابن عساكر (السيرة النبوية- القسم الأول ص 31) ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة.

ورواه إسرائيل بن يونس الكوفي عن عبد الكريم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة مرفوعا، ولم يذكر عن عمه عن أبي هريرة. أخرجه ابن سعد (1/ 107) وحديث ابن جريج أصح لأنّه ثقة والزيادة من الثقة مقبولة. الثالث: يرويه عبد الله بن يزيد النخعي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة مرفوعا "تسموا بإسمي ولا تكنّوا بكنيتي" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (180) وأحمد (2/ 457 و 461) والطبري (733) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 336) من طرق عن شعبة عن عبد الله بن يزيد به. قال أحمد: شعبة يخطئ في هذا القول: عبد الله بن يزيد، وإنما هو سلم بن عبد الرحمن النخعي" (¬1) قلت: رواه شريك بن عبد الله النخعي عن سلم بن عبد الرحمن النخعي عن أبي زرعة عن أبي هريرة. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (181) وأحمد (2/ 312 و 454 - 455 و 455) وأبو يعلى (6102) والطبري (697) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (475) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 31) ولفظ الحديث عند أحمد في الموضع الأول وإسحاق وابن شاهين "من تسمى بإسمي فلا يكنى بكنيي، ومن اكتنّ بكنيني فلا يتسمّ باسمي" الرابع: يرويه داود بن قيس المدني ثني موسى بن يسار: سمعت أبا هريرهّ رفعه "تسموا بإسمي ولا تكنّوا بكنيتي فإني أنا أبو القاسم". أخرجه ابن سعد (1/ 106) وأحمد (2/ 277 و 478) والبخاري في "الأدب المفرد" (836) والطبري (729 و730 و731) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 337) من طرق عن داود بن قيس به. وإسناده صحيح رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) انظر "العلل" لأحمد 1/ 294

3561 - حديث ابن عمر رفعه "من تشبه بقوم فهو منهم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند حسن" (¬1) حسن ورد من حديث ابن عمر ومن حديث حذيفة ومن حديث أنس ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 313 و 12/ 351) وأحمد (5114 و5115 و 5667) وعبد بن حميد (848) وأبو داود (4031) والدينوري في "المجالسة" (147) وابن الأعرابي (1137) والطبراني في "مسند الشاميين" (216) وتمام (770) والخطيب في "الفقيه" (2/ 73) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 67) والهروي في "ذم الكلام" (ق 49/ب) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص212) والمزي في "التهذيب" (34/ 324 - 325) والذهبي في "سير الأعلام" (15/ 509) والحافظ في "تغليق التعليق" (3/ 445) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجُرَشي عن ابن عمر مرفوعا "بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصَّغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم" (¬2) قال الذهبي: إسناده صالح" وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا إسناد جيد، حسان بن عطية ثقة مشهور، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال ابن معين وأبو زرعة والعجلي: ليس به بأس، وقال دحيم: ثقة، وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، وأبو منيب الجرشي قال العجلي: هو ثقة وما علمت أحدا ذكره بسوء" اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 236 - 237 وقال العراقي: سنده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 676 وقال الحافظ: عبد الرحمن بن ثابت مختلف في توثيقه، وأبو منيب لا يعرف اسمه" الفتح 6/ 438 قلت: أبو منيب ذكره ابن حبان في "الثقات" (¬3) أيضا، وترجمه البخاري وابن أبي ¬

_ (¬1) 12/ 385 (كتاب اللباس- باب القباء) (¬2) علق البخاري منه "جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري" كتاب الجهاد- باب ما قيل في الرماح (¬3) ووثقه الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب"

حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر أبو منيب سماعا من ابن عمر فلا أدري أسمع منه أم لا. وعبد الرحمن بن ثابت قواه أيضا ابن المديني ويعقوب بن شيبة وأبو داود وصالح جزرة وابن حبان وغيرهم، وضعفه أحمد والنسائي وغيرهما، واختلف فيه قول ابن معين. ولم ينفرد به بل تابعه الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي المنيب عن ابن عمر به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (231) وابن حذلم في "حديث الأوزاعي" (31) من طرق عن الأوزاعي به. واختلف فيه على الأوزاعى: - فرواه صدقة بن عبد الله السمين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 49 / ب) والذهبي في "سير الأعلام" (16/ 242) وصدقة ضعيف. - ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلا، منهم: 1 - عيسى بن يونس. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 349 و5/ 322) 2 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 350) 3 - عبد الله بن المبارك (الجهاد 105) وأخرجه القضاعي (390) من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا ابن المبارك به. قال الحافظ: إسناده حسن" تغليق التعليق 3/ 446 - فتح الباري 6/ 438 قلت: سعيد بن جبلة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا الأوزاعي، والباقون ثقات. وأما حديث حذيفة فله عنه طريقان: الأول: يرويه هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه موفوعا "من تشبه بقوم فهو منهم"

أخرجه البزار (2966) عن محمد بن مرزوق الباهلي أنا عبد العزيز بن الخطاب أنا علي بن غُراب أنا هشام بن حسان به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8323) عن موسى بن زكريا التستري ثنا محمد بن مرزوق به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن حذيفة مسندا إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير علي بن غراب عن هشام عن محمد عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا علي بن غراب، ولا عن علي إلا عبد العزيز، تفرد به محمد بن مرزوق" قلت: وإسناده حسن. الثاني: يرويه محمد بن الوليد الزبيدي ثنا نمير بن أوس أنّ حذيفة بن اليمان كان يرده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال "من تشبه بقوم فإنه منهم" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1862) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي به. وإسناده ضعيف، نمير بن أوس الأشعري عن حذيفة مرسل (تهذيب الكمال) وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره. وعمرو بن الحارث هو الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة. وعبد الله بن سالم ومحمد بن الوليد ثقتان. وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 129) والهروي (ق 49/ ب) من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني ثنا بشر بن الحسين الأصبهاني ثنا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا "بعثت بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم" وإسناده واه، بشر بن الحسين قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الزبير بن عدي بنسخة موضوعة. وأما حديث الحسن فأخرجه سعيد بن منصور (2370) عن إسماعيل بن عياش عن

أبي عمير الصوري عن الحسن مرفوعا "إنّ الله بعثني بسيفي بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم" أبو عمير ما عرفته، وإسماعيل والحسن ثقتان. 3562 - "من تصبح بسبع تمرات عجوة" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 11/ 502) عن سعد. 3563 - "من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" قال الحافظ: وقد ثبت حديث: فذكره" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 12/ 351) عن سعد بن أبي وقاص. 3564 - "من تفل تُجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه" قال الحافظ: وفي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان من حديث حذيفة مرفوعا: فذكره" (¬3) صحيح يرويه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن زِر بن حُبيش عن حذيفة به مرفوعا. وزاد "ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا" ثلاثا. أخرجه أبو داود (3824) ومن طريقه البيهقي (3/ 76) عن عثمان بن أبي شيبة وابن خزيمة (925 و1314 و 1663) وعنه ابن حبان (1639) عن يوسف بن موسى القطان ¬

_ (¬1) 1/ 287 (كتاب الوضوء- باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم) (¬2) 9/ 207 (كتاب المغازي- باب مرض النبي -صلى الله عليه وسلم - ووفاته) (¬3) 2/ 54 (كتاب الصلاة- باب حك البزاق باليد من المسجد)

قالا: ثنا جرير به. والزيادة لأبي داود. - وقال علي بن مُسهر الكوفي: عن الشيباني عن عدي عن زر عن حذيفة موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 365) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. والإسناد صحيح رواته كلهم ثقات. 3565 - "من تكلم بالفارسية زادت في خبثه ونقصت من مروءته" قال الحافظ: أخرجه الحاكم في "مستدركه" وسنده واه" (¬1) موضوع أخرجه الحاكم (4/ 88) وابن عدي (4/ 1428) من طريق طلحة بن زيد الرقي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس به مرفوعا. قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: ليس بصحيح وإسناده واه بمرة" قلت: وعلته طلحة بن زيد قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم وابن حبان والساجي: منكر الحديث. 3566 - "من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا، والذي يقول له: أنصت، ليست له جمعة" قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، وله شاهد قوي في جامع حماد بن سلمة عن ابن عمر موقوفا" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (5276) وأحمد (1/ 230) عن عبد الله بن نمير عن مُجالد عن الشعبي عن ابن عباس به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 6/ 524 (كتاب الجهاد- باب من تكلم بالفارسية) (¬2) 3/ 66 (كتاب الجمعة- باب الانصات يوم الجمعة)

وأخرجه البزار (كشف 644) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري والطبراني في "الكبير" (12563) والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 91) عن محمد بن عبد الله بن نمير قالا: ثنا عبد الله بن نمير به. قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن نمير عن مجالد" قلت: رواه العلاء بن راشد الواسطي الجرمي عن مجالد بلفظ "من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له" أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 125) من طريق يزيد بن هارون أنا العلاء به. والعلاء بن راشد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راويا إلا يزيد بن هارون فهو مجهول. ومجالد هو ابن سعيد الهمداني ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. 3567 - "من تكهن أو رده عن سفر تطير فليس منا" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر حديث "لن ينال الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا" 3568 - "من تمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ست فرائض من أول فَيْء نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم" قال الحافظ: وفي رواية ابن إسحاق: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده تعيين الذي خطب لهم في ذلك ولفظه: وأدركه وفد هوازن بالجِعْرانة وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله، إنا أهل وعشيرة قد أصابنا من البلاء ما لَم يخف عليك فامنن علينا منّ الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال: يا رسول الله، إنّ اللواتي في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك وأنت خير مكفول، ثم أنشده الأبيات المشهورة أولها يقول فيها: امنن علينا رسول الله في كرم ... امنن على نسوة قد كنت ترضعها ¬

_ (¬1) 12/ 325 (كتاب الطب- باب الفأل)

فإنك المرء نرجوه وندخر ... إذ فوك تملؤه من محضها الدرر ثم ساق القصة نحو سياق موسى بن عقبة. وأورد الطبراني شعر زهير بن صرد من حديثه فزاد على ما أورده ابن إسحاق خمسة أبيات، وقد وقع لنا عاليا جدا في "المعجم الصغير" عشاري الإسناد ومن بين الطبراني فيه. وزهير لا يعرف لكن يقوى حديثه بالمتابعة المذكورة فهو حسن، وقد بسطت القول فيه في "الأربعين المتباينة" وفي "الأمالي" وفي "الصحابة" وفي "العشرة العشارية" وبينت وهم من زعم أنّ الإسناد منقطع. وفي رواية عمرو بن شعيب المذكور: فقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وقالت الأنصار كذلك، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) حديث ابن عمرو تقدم الكلام عليه فانظر حديث "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس وهو مردود عليكم" وأما حديث زهير بن صرد فأخرجه ابن الأعرابي (2019) والطبراني في "الكبير" (5303) و"الأوسط" (4627) و"الصغير" (661) عن عبيد الله بن رماحس (¬2) القيسي الجشمي الرمادي ثنا أبو عمرو زياد بن طارق- وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة- قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول: لما أسرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشَّاء أنشدته هذا الشعر: فذكره، قال: فلما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم - هذا الشعر قال "ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3068) والخطيب في "التاريخ" (7/ 105 - 106) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 136 - 138) وفي "معجم الشيوخ" (1247) والضياء (¬3) في "المختارة" والعراقي في "الأربعين العشارية" (ص 233 - 234) والحافظ في "العشرة العشارية" (ص 40 - 44) وفي "اللسان" (4/ 101 - 102) ¬

_ (¬1) 9/ 94 - 95 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]) (¬2) انظر "العشرة العشارية" (ص45) و"اللسان" (4/ 102) (¬3) وعند ابن الأعرابي: عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد بن جبير بن قيس بن عمرو بن عبدة بن ناشب بن عتيبة بن غزية الجشمي.

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" وأبو منصور الباوردي في "معرفة الصحابة" وابن السكن وابن قانع في "الصحابة" (1/ 238 - 239) والحافظ في "اللسان" (4/ 102 و 102 - 103) وفي "الإمتاع بالأربعين" (¬1) (ص 38 - 39) من طرق عن عبيد الله بن رماحس (¬2) به. قال الطبراني: لم يُرو عن زهير بن صرد بهذا التمام إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد الله" وقال الباوردي: عبيد الله وزياد مجهولان" وقال ابن السكن: إسناده مجهول" وقال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد" اللسان 4/ 102 وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب" وقال الضياء: زهير لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما، ولا زياد بن طارق" وقال العراقي: هذا حديث غريب، وعبيد الله بن رماحس روى عنه جماعة منهم أبو سعيد ابن الأعرابي" وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ولا أعلم للحافظ الضياء في تصحيحه سلفا، لكن رواته لم يجرحوا، وقد صرّح كل منهم بالسماع من شيخه، فهو فرد غريب لا وجه لتضعيفه. وقال أيضاً: الحديث حسن الإسناد لأنّ راوييه مستوران لم تتحقق أهليتهما ولم يجرحا، ولحديثهما شاهد قوي، وصرحا بالسماع وما رميا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو أفحش أنواع التدليس. وقال: وليس عبيد الله بمجهول لأنّه روى عنه نحو العشرة" وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث زهير بن صرد، تفرد به عنه زياد بن طارق" ¬

_ (¬1) وسقط من إسناده: عن زياد بن طارق. (¬2) سماه أبو أحمد الحاكم في روايته: عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد. وسماه الباوردي: عبيد الله بن محمد بن رماحس. وسماه ابن قانع: عبيد الله بن محمد بن خالد بن حبيب بن جبلة بن قيس بن عمرو بن عبيد بن ناشب بن عبيد بن غزية بن جشم.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم" المجمع 6/ 186 - 187 قلت: عبيد الله بن رماحس ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: ما رأيت للمتقدمين فيه جرحا وما هو بمعتمد عليه، وزياد بن طارق ذكره الذهبي في "الميزان" أيضاً وقال: نكرة لا يعرف، تفرد عنه عبيد الله بن رماحس. 3569 - "من تنخع في المسجد فلم يدفنه فسيئة، وإن دفنه فحسنة" قال الحافظ: رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن من حديث أبي أمامة مرفوعا" (¬1) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (8092 و 8093) عن محمد بن قضاء الجوهري البصري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي أنا الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا بهذا اللفظ. ورواه عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي عن علي بن الحسن بن شقيق بلفظ "البزاق في المسجد خطيئة، وكفارته دفنه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (8094) ورواه الحسن بن الصبّاح البزار عن علي بن الحسن بلفظ "التفل في المسجد سيئة، وكفارتها دفنها" أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1472) ولم ينفرد علي بن الحسن به بل تابعه زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد به بلفظ "التفل في المسجد سيئة، ودفنه حسنة" أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 365) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 1470) وأحمد (5/ 260) عن زيد بن الحباب به. وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1471) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني (8091) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. قال البوصيري: هذا حديث حسن" إتحاف الخيرة 2/ 183 قلت: وهو كما قال للخلاف في أبي غالب. ¬

_ (¬1) 2/ 57 (كتاب الصلاة- باب كفارة البزاق في المسجد)

والحديث اختلف فيه على الحسين بن واقد، فرواه هارون بن معروف المروزي عنه فلم يذكر أبا غالب. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1473) والأول أصح. 3570 - "من تنخم في المسجد فيغيب نخامته أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه" قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 367) وأحمد (1/ 179) والدورقي في "مسند سعد" (29) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 24) والبزار (1127) وأبو يعلى (808 و 824) وابن خزيمة (1311) وابن المنذر في الأوسط (2521) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعا "إذا تنخم أحدكم، وهو في المسجد، فليغيب (¬2) نخامته، لا يصيب جلد مؤمن أو ثوبه فيؤذيه" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عامر إلا عبد الله" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 114 قلت: ابن إسحاق صدوق، وعبد الله وعامر ثقتان فالإسناد حسن. 3571 - "من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله الله في أعلى عليين، ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين" قال الحافظ: وأخرج أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (¬3) أخرجه أحمد (3/ 76) وابن ماجه (4176) وأبو يعلى (1109) وابن حبان (5678) وابن شاهين في "الترغيب" (235) من طريقين عن دَرّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 2/ 57 (كتاب الصلاة- باب كفارة البزاق في المسجد) (¬2) وفي لفظ "فليدفنها" (¬3) 13/ 102 (كتاب الأدب- باب الكبر)

زاد ابن حبان "ولو أنّ أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليه باب ولا كُوَّة، لخرج ما غيَّبَهُ للناس كائنا ما كان" قال العراقي: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" تخريج الإحياء للحداد 1/ 149 وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (4/ 229): هذا إسناد ضعيف. دراج بن سمعان أبو السمح المصري وإن وثقه ابن معين وأخرج له ابن حبان في "صحيحه" فقد قال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم. وقال ابن عدي: عامة أحاديث دراج مما لا يتابع عليه. قلت: وضعفه أبو حاتم والنسائي والدارقطني" قلت: تقدم مرارا أنّ دراجا مختلف فيه وأنّ روايته عن أبي الهيثم مختلف فيها كذلك. 3572 - حديث أبي سعيد رفعه "من تواضع لله رفعه الله حتى يجعله في أعلى عليين" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 3573 - "من توضأ ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله" الحديث وفيه "فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء" قال الحافظ: أخرجه مسلم (234) عن عمر" (¬2) 3574 - حديث أبي هريرة مرفوعا "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 588") (¬3) 3575 - حديث أبي هريرة رفعه "من توضأ فأحسن وضوءه ثم خرج إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلّى وحضر لا ينقص ذلك من أجره شيء" قال الحافظ-: أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وإسناده قوي" (¬4) ¬

_ (¬1) 14/ 132 - 133 (كتاب الرقاق- باب التواضع) (¬2) 8/ 26 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا) (¬3) 3/ 13 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة) (¬4) 6/ 477 (كتاب الجهاد- باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة)

أخرجه أحمد (2/ 380) والبخاري في "الكبير" (4/ 2 / 46) وأبو داود (564) والنسائي (2/ 86) وفي "الكبرى" (928) والحاكم (1/ 208 - 209) والبيهقي (3/ 69) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 67 - 68) والمزي (25/ 409) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي عن محمد بن طَحْلاء عن مُحْصِن بن علي الفِهْري عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة به مرفوعا. إلا أنهم قالوا "لا ينقص ذلك من أجورهم شيء" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: محصن بن علي لم يخرج له مسلم شيئا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الحافظ: مستور. فقدله: إسناده قوي، ليس بقوي، والله أعلم. 3576 - "من توضأ يوم الجمعة فبها ونِعْمَت، ومن اغتسل فالغسل أفضل" قال الحافظ: ولهذا الحديث طرق أشهرها وأقواها رواية الحسن عن سَمُرة، أخرجها أصحاب السنن الثلاثة وابن خزيمة وابن حبان، وله علتان: إحداهما: عنعنة الحسن، والأخرى: أنه اختلف عليه فيه، وأخرجه ابن ماجه من حديث أنس، والطبراني من حديث عبد الرحمن بن سمرة، والبزار من حديث أبي سعيد، وابن عدي من حديث جابر، وكلها ضعيفة" (¬1) روي من حديث سمرة بن جندب ومن حديث أنس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبد الرحمن بن سمرة فأما حديث سمرة فأخرجه أحمد (5/ 11) والترمذي (497) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة" (31) والنسائي (3/ 77) وفي "الكبرى" (1684) والروياني (787) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (467) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1021) وابن خزيمة (1757) والطبراني في "الكبير" (6818 و 6819) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (148) والبيهقي (1/ 295) والخطيب في "التاريخ" (3/ 352) والبغوي في "شرح السنة" (335) والمزي (10/ 474) ¬

_ (¬1) 3/ 12 و 13 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة)

عن شعبة وابن أبي شيبة (2/ 97) وأحمد (5/ 8 و15 و 16و 22) والدارمي (1548) وأبو داود (354) وابن الجارود (285) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 119) والطبراني في "الكبير" (6817) والبيهقي (1/ 295 و3/ 190) وفي "معرفة السنن" (2/ 131 و 4/ 332) وابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 79 و 16/ 212) عن همام بن يحيى العَوْذي والطبراني في "الكبير" (6820) عن أبي عوانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 214) عن هشام الدَّستوائي كلهم عن قتادة عن الحسن عن سمرة به مرفوعا. وخالفهم سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن قتادة عن الحسن مرسلا. أخرجه البيهقي (1/ 296) وتابعه مَعْمر بن راشد عن قتادة به. أخرجه عبد الرزاق (5311) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة، وعنعنة قتادة محمولة على الاتصال لأنّ شعبة وهو أحد رواة هذا الحديث عنه كان لا يسمع منه إلا ما سمعه. ولم ينفرد قتادة به بل تابعه يونس بن عبيد البصري عن الحسن عن سمرة به. أخرجه ابن عدي (3/ 882) والطبراني في "الكبير" (6926) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (52) من طريق خالد بن يحيى السدوسي ثنا يونس به. أخرجه ابن عدي في ترجمة السدوسي هذا وقال: أرجو أنه لا بأس به لأني لم أر في حديثه متنا منكرا" والحسن وهو البصري مختلف في سماعه من سمرة، فقيل: سمع منه، وقيل: لم يسمع منه، وقيل: سمع منه حديث العقيقة فقط. قال الحافظ في "التهذيب": وأما رواية الحسن عن سمرة ففي صحيح البخاري سماعا

منه لحديث العقيقة، وقد روى عنه نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة، وعند ابن المديني أنّ كلها سماع، وكذا حكى الترمذي عن البخاري، وقال يحيى القطان وآخرون: هي كتاب. وذلك لا يقتضي الانقطاع. وفي "مسند أحمد" (5/ 12) ثنا هشيم ثنا حميد الطويل وقال: جاء رجل إلى الحسن فقال: إنّ عبدا له أبق وأنّه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده فقال الحسن: ثنا سمرة قال: قَلّ ما خطبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ونهى فيها عن المثلة "وهذا يقتضي سماعه منه لغير حديث العقيقة". وقال الذهبي في "سير الأعلام" (4/ 567): قد صحّ سماعه في حديث العقيقة وفي حديث النهي عن المثلة من سمرة" وقال فيه أيضا (4/ 588): قال قائل: إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن: عن فلان، وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين لأنّ الحسن معروف بالتدليس ويدلس عن الضعفاء فيبقى في النفس من ذلك فإننا وإن ثبتنا سماعه من سمرة يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة" قلت: قد صرّح الحسن بالتحديث من سمرة عند أبي علي الطوسي، لكن في السند إليه سفيان بن سعيد الجحدري وهو مختلف فيه. وأمّا حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس به مرفوعا. أخرجه عبد الرزاق (5312) عن عكرمة بن عمار اليمامي وابن ماجه (1091) عن إسماعيل بن مسلم المكي وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1826) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 119) وابن عدي (3/ 993) عن سفيان الثوري (¬1) ¬

_ (¬1) هكذا رواه علي بن الجَعْد الجوهري عن سفيان عن يزيد عن أنس. وخالفه غيره رووه عن سفيان عن الربيع بن صبيح عن يزيد عن أنس. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1828) والغطريفي (18) من طريق يزيد بن أبي حكيم عن سفيان به. =

وابن عدي (3/ 968) عن درست بن زياد القشيري كلهم عن الرقاشي به. وهكذا رواه الربيع بن صَبيح البصري عن الرقاشي به. أخرجه الطيالسي (ص 282) ومن طريقه البيهقي (1/ 296) ثنا الربيع به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 119) وابن عدي (3/ 993) عن علي بن الجَعْد الجوهري والبيهقي (1/ 296) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وعن حبان بن علي العَنَزي ثلاثتهم عن الربيع بن صبيح عن الرقاشي به. وإسناده ضعيف لضعف الرقاشي. وأخرجه البزار (كشف 628) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 119) عن يعقوب الحضرمي قالا: ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن والرقاشي عن أنس به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 306 - 307) من طريق السَّمَيدَع بن صبيح ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس به. وهذا إسناد ضعيف أيضا، الربيع مختلف فيه، والحسن لم يذكر سماعا من أنس. الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4522) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا عثمان بن يحيى القرقساني ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة به. ¬

_ = قال ابن عدي: كذا حدّث علي بن الجعد عن الثوري عن يزيد عن أنس، ورواه جماعة من أصحاب الثوري يزيد بن أبي حكيم وعبد الرزاق وغيرهما عن الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي"

ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ كثير الغلط، وعثمان بن يحيى أظنه المذكور في "ثقات ابن حبان" (8/ 455) والباقون ثقات. الثالث: يرويه إبراهيم بن المهاجر الكوفي عن الحسن عن أنس به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 119) وابن عدي (4/ 1417) من طريق الضحاك بن حُمرة الأُملوكي عن الحجاج بن أرطاة عن إبراهيم به (¬1). وإسناده ضعيف، الضحاك بن حمرة وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيهما والأكثر على تضعيفهما، والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البزار (كشف 630) والبيهقي (1/ 296) من طريق أسيد بن زيد الجمّال ثنا شريك عن عوف عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا "من توضأ يوم الجمعة الحديث. قال البزار: لا نعلمه عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه، وأسيد كوفي شديد التشيع احتمل حديثه أهل العلم" وقال ابن معين: أسيد بن زيد كذاب، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث. وقال الساجي: سمعت أحمد بن يحيى الصوفي يحدث عنه بمناكير، ومن مناكيره حديثه عن شريك عن عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد حديث "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت". ولم ينفرد عوف به بل تابعه الجُريري عن أبي نضرة به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (10/ 87 و 16/ 213 - 214) ثنا عبد الوارث بن سفيان ثنا قاسم بن أصبغ ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم ثنا صالح بن مالك ثنا الربيع بن بدر عن الجريري به. وإسناده ضعيف جدا، الربيع بن بدر هو المعروف بِعُلَيلة وهو متروك كما قال النسائي والدارقطني وغيرهما. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبان عن أبي نضرة عن جابر مرفوعا "من توضأ يوم الجمعة" الحديث. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8268) لكن لم يذكر الحجاج بن أرطاة في إسناده.

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1077) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري عن سفيان الثوري عن أبان به. ورواه عبد الرزاق (5313) عن الثوري عن رجل عن أبي نضرة به (¬1). والرجل هو أبان وهو ابن أبي عياش وهو متروك. الثاني: يرويه الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به. أخرجه البزار (كشف 629) عن محمد بن الصلت الأسدي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 119) وابن البختري في "حديثه" (736) وابن عدي (5/ 1986) عن عبيد بن إسحاق العطار كلاهما عن قيس بن الربيع عن الأعمش به. قال ابن عدي: لا أعلم يرويه غير عبيد بن إسحاق" قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن الصلت كما تقدم وهو ثقة، وقيس بن الربيع ضعفه الجمهور، والأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع مختلف فيه. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البيهقي (1/ 295) عن الحاكم ثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق الصفار العدل ثنا أحمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القَنّاد ثنا أسباط بن نصر عن السُّدِّي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "من توضأ فبها ونعمت ويجزى من الفريضة، ومن اغتسل فالغسل أفضل". وقال: وهذا الحديث بهذا اللفظ غريب من هذا الوجه، وإنما يعرف من حديث الحسن وغيره" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (3/ 1169) من طريق أبي بكر الهذلي عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "من أتى يوم الجمعة فتوضأ فبها ونعمت، ومن اغتسل فهو أفضل". ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص60) من طريق أبي حنيفة وشريك كلاهما عن أبان به.

وأبو بكر الهذلي متروك كما قال الدارقطني وغيره. وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فأخرجه الطيالسي (ص 192) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 158 - 159) والعقيلي (2/ 167) والطبراني في "الأوسط" (7761) والبيهقي (1/ 296) من طريق أبي حُرّة عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا "من توضأ في يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل". قال البوصيري: إسناده حسن" إتحاف الخيرة 3/ 17 قلت: بل إسناده ضعيف, أبو حرة واسمه واصل بن عبد الرحمن مختلف فيه، وقد تكلموا في روايته عن الحسن. قال البخاري: يتكلمون في روايته عن الحسن. وقال عبد الله بن أحمد في "العلل": حدثني يحيى بن معين حدثني غُندر قال: وقف أبو حرة على حديث الحسن فقال: لم أسمعه من الحسن. قال غندر: فلم يقل في شيء منه أنّه سمعه إلا حديثا واحدا. وقال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف يقولون لم يسمعها من الحسن. 3577 - حديث عائشة مرفوعا "من تولى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار" قال الحافظ: صححه ابن حبان" (¬1) أخرجه ابن حبان (4327) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ثني حِصْن عن أبي سلمة عن عائشة به مرفوعا. وقال: حصن هذا: هو حصن بن عبد الرحمن التَّراغِمي من أهل دمشق" قلت: هذا الإسناد فيه أمور: الأول: صفوان بن صالح هو الدمشقي كان ممن يدلس تدليس التسوية ولم يذكر سماعا بين الوليد بن مسلم والأوزاعي. الثاني: الوليد بن مسلم مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الأوزاعي، وقد ذكره الحافظ في "تعريف أهل التقديس" وجعله في المرتبة الرابعة وهي: من اتفق على أنّه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرّحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل. ¬

_ (¬1) 15/ 43 (كتاب الفرائض - باب إثم من تبرأ من مواليه)

الثالث: حصن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال أبو حاتم ويعقوب بن سفيان: لا أعلم أحدا روى عنه غير الأوزاعي، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. 3578 - "من جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإن كان له طيب فليمسّ منه" قال الحافظ: رواه عبيد بن السباق عن ابن عباس مرفوعاً، أخرجه ابن ماجه من رواية صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد، وصالح ضعيف، وقد خالفه مالك فرواه عن الزهري عن عبيد بن السباق بمعناه مرسلاً، فإن كان صالح حفظ فيه ابن عباس احتمل أن يكون ذكره بعد ما نسيه أو عكس ذلك" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين" 3579 - "من جُرح جرحاً في سبيل الله أو نُكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها الزعفران وريحها المسك" قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من حديث معاذ بن جبل: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه أبو داود (2541) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (137 و 181) والبيهقي في "الشعب" (3946) عن محمد بن المصفى الحمصي وأبو داود (2541) عن أبي مروان هشام بن خالد الدمشقي قالا: ثنا بقية قال: ثنا ابن ثوبان قال: سمعت أبي يرده إلى مكحول إلى مالك بن يَخامر أنّ معاذ بن جبل حدثهم أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قاتل في سبيل الله فُوَاق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإنّ له أجر شهيد، ومن جُرح جرحاً في سبيل الله أو نُكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، ¬

_ (¬1) 3/ 24 (كتاب الجمعة - باب الدهن للجمعة) (¬2) 6/ 360 (كتاب الجهاد - باب من يجرح في سبيل الله)

لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خُرَاج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء" - ورواه غسان بن الربيع الموصلي عن ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن بن ثابت واختلف عنه: • فرواه الحسن (¬1) بن سعيد الموصلي عن غسان بن الربيع كرواية بقية. أخرجه البيهقي (9/ 170) • ورواه عبد الله (¬2) بن محمد بن عزيز الموصلي عن غسان بن الربيع ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن مالك بن يخامر عن معاذ. فزاد فيه: كثير من مرة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 105) وفي "مسند الشاميين" (189) عن عبد الله بن محمد بن عزيز به. وهذا أصح. وغسان بن الربيع ذكره ابن حبان في "الثقات"، واختلف فيه قول الدارقطني فمرة قال: صالح، ومرة قال: ضعيف. ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن مالك بن يخامر قال: سمعت معاذا. أخرجه أحمد (5/ 243 - 244) عن زيد بن يحيى به. وأخرجه ابن حبان (3191 و 4618) من طريق العباس بن الوليد الخلال ثنا زيد بن يحيى به. 2 - الوليد بن الوليد القلانسي. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (841) وهذا أصح من حديث بقية. ¬

_ (¬1) ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. (¬2) ترجمه الخطيب ووثقة.

وكثير (¬1) بن مرة هو الحضرمي وهو ثقة كما قال ابن سعد وغيره. ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن مالك بن يخامر عن معاذ، منهم: 1 - خالد بن مَعْدان الحمصي. أخرجه أحمد (5/ 235) وابن أبي عاصم (136) والهيثم بن كليب (1346) والطبراني في "الكبير" (20/ 104) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ مرفوعاً "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة" وإسناده صحيح رواته ثقات، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ بحير بن سعد حمصي. ولم ينفرد به بل تابعه بقية بن الوليد عن بحير به. أخرجه الدارمي (2399) عن نعيم بن حماد المروزي كَثنا بقية به. ومن طريقه أخرجه أبو الفرج المقرى في "الأربعين في فضل الجهاد" (ص 28) 2 - جبير بن نفير الحمصي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 106) من طريقين عن هشام بن عمار ثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ثنا زيد بن واقد عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم: فذكر الحديث بتمامه. وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عيسى وهو مختلف فيه. قواه ابن عدي وجماعة، وضعفه أبو حاتم، فهو حسن الحديث. 3 - شريح بن عبيد الحمصي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 105) وفي "مسند الشاميين" (1651) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح به. ومحمد بن إسماعيل قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً حملوه على أن يحدث فحدث. ¬

_ (¬1) واختلف عنه، قال الطبراني في "مسند الشاميين" (678): ثنا أحمد بن عبد الله الأيادي ثنا يزيد بن قبيس ثنا الجراح بن مليح عن أرطأة بن المنذر وإبراهيم بن ذي حماية عن كثير بن مرة أنّ معاذ بن جبل حدثهم، لم يذكر مالك بن يخامر.

وقال أبو داود: لم يكن بذاك قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو جي وسألت عمرو بن عثمان عنه فذمه. 4 - سليمان بن موسى الدمشقي الأشْدَق. أخرجه عبد الرزاق (9534) عن ابن جريج عن سليمان بن موسى ثنا مالك بن يخامر أنّ معاذا حدثهم: فذكر الحديث بتمامه. وأخرجه أحمد (5/ 230 - 231) عن عبد الرزاق به. وأخرجه العسكري في "التصحيفات" (1/ 142) من طريق حنبل بن إسحاق الشيباني ثنا أحمد بن حنبل به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 104 - 105) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري والبيهقي (9/ 170) عن أحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (5/ 244) والترمذي (¬1) (1654 و 1657) والحاكم (¬2) (2/ 77) والبيهقي في "الشعب" (3944) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد" (25) عن رَوح بن عبادة البصري وأحمد (5/ 244) عن محمد بن جعفر غُندر والنسائي (6/ 22) وفي "الكبرى" (4349) والهيثم بن كليب (1345) والبيهقي (9/ 170) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن صحيح" (¬2) وقال: صحيح على شرط مسلم" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو منقطع فلعله من الناسخ" قلت: لا انقطاع فقد صرّح سليمان بن موسى بالتحديث من مالك بن يخامر، وهذا يرد قول ابن معين: سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر مرسل.

عن حجاج بن محمد الأعور ثلاثتهم عن ابن جريج ثنا سليمان بن موسى به. - ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج واختلف عنه: • فرواه عبد بن حميد (119) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 312) عن أبي عاصم مرفوعاً. وأخرجه ابن ماجه (2792) عن بشر بن آدم بن يزيد البصري عن أبي عاصم به. • ورواه علي بن الحسن الهلالي عن أبي عاصم فأوقفه على معاذ. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3945) والأول أصح. واختلف فيه على ابن جريج، فرواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر عن أبيه عن معاذ. أخرجه أبو يعلى كما في "النكت الظراف" (8/ 414) وعنه ابن حبان (3185) قال: ثنا محمد (¬1) بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا أبو إسحاق الفزاري به. وأخرجه البيهقي (9/ 170) من طريق أحمد بن علي الخزاز ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي به. قال الحافظ: وأما قول المزي: وفي رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج عن سليمان بن موسى "حدثنا مالك بن يخامر"، فهو كما قال، فيحتمل أن تكون رواية أبي إسحاق من المزيد، أو أنّ سليمان سمعه من مالك وثبت فيه عبد الله بن مالك عن أبيه كنظائره" 3580 - "من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة وفي سنده أيضاً مقال" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (7536) وفي "الأوسط" (2360) عن إبراهيم بن ¬

_ (¬1) هو محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم. (¬2) 15/ 91 (كتاب الحدود - باب ظهر المؤمن حمى)

محمد بن عرق الحمصي ثنا محمد بن صدقة الجبلاني ثنا اليمان بن عدي عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة به مرفوعاً. وقال: لم يروه عن محمد بن زياد إلا اليمان" قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وشيخ الطبراني ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: شيخ للطبراني غير معتمد. والجبلاني لا بأس به كما قال النسائي ومسلمة، والألهاني ثقة كما قال أحمد وغيره. 3581 - "من جلس في مجلس وكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك" قال الحافظ: وقد ورد في حديث أبي هريرة في ختم المجلس ما أخرجه الترمذي في "الجامع" والنسائي في "اليوم والليلة"، وابن حبان في "صحيحه"، والطبراني في "الدعاء"، والحاكم في "المستدرك"، كلهم من رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. هذا لفظ الترمذي، وقال: حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي برزة وعائشة. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إلا أنّ البخاري أعله برواية وهيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن كعب الأحبار" كذا قال في "المستدرك" ووهم في ذلك فليس في هذا السند ذكر لوالد سهيل ولا كعب، والصواب عن سهيل عن عون، وكذا ذكره على الصواب في "علوم الحديث" فإنه ساقه فيه من طريق البخاري عن محمد بن سلام عن مخلد بن يزيد عن ابن جريج بسنده، ثم قال: قال البخاري: هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا موسى بن عقبة، عن عون بن عبد الله: قوله. قال البخاري: هذا أولى فإنا لا نذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل، انتهى. وأخرجه البيهقي في "المدخل" عن الحاكم بسنده المذكور في "علوم الحديث" عن البخاري فقال: عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين كلاهما عن حجاج بن محمد، وساق كلام البخاري لكن قال: لا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا غير هذا الحديث إلا أنه معلول، وقوله: لا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا هو المنقول عن البخاري، لا قوله: لا أعلم في الدنيا في هذا الباب، فإنّ في الباب عدة أحاديث لا تخفى على البخاري. وقد ساق الخليلي في

"الإرشاد" هذه القصة عن غير الحاكم، وذكر فيها أن مسلما قال للبخاري: أتعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثا غير هذا؟ فقال: لا، إلا أنه معلول. ثم ذكره عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قوله. وهو موافق لما في "علوم الحديث" في سند التعليل لا في قوله: في هذا الباب، فهو موافق لرواية البيهقي في قوله: بهذا الإسناد، وكأنّ الحاكم وهم في هذه اللفظة وهي قوله: في هذا الباب، وإنما هي بهذا الإسناد. وهو كما قال، لأنّ هذا الإسناد وهو ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل لا يوجد إلا في هذا المتن، ولهذا قال البخاري: لا أعلم لموسى سماعا من سهيل، يعني أنه إذا لم يكن معروفا بالأخذ عنه وجاءت عنه رواية خالف راويها وهو ابن جريج من هو أكثر ملازمة لموسى بن عقبة منه رجحت رواية الملازم فهذا يوجبه تعليل البخاري، وأما من صححه فإنه لا يرى هذا الاختلاف علة قادحة بل يجوز أنه عند موسى بن عقبة على الوجهين. وقد سبق البخاري إلى تعليل هذه الرواية أحمد بن حنبل، فذكر الدارقطني في "العلل" عنه أنه قال: حديث ابن جريج وهم، والصحيح قول وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله. قال الدارقطني: والقول قول أحمد. وعلى ذلك جرى أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، قال ابن أبي حاتم في "العلل": سألت أبي وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا: هذا خطأ، رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوفاً، وهذا أصح. قال أبو حاتم: يحتمل أن يكون الوهم من ابن جريج، ويحتمل أن يكون من سهيل، انتهي. وقد وجدناه من رواية أربعة عن سهيل غير موسى بن عقبة، ففي "الأفراد" للدارقطني من طريق عاصم بن عمرو وسليمان بن بلال. وفي "الذكر" لجعفر الفريابي من طريق إسماعيل بن عياش، وفي "الدعاء" للطبراني من طريق محمد بن أبي حميد أربعتهم عن سهيل، والراوي عن عاصم وسليمان هو الواقدي وهو ضعيف وكذا محمد بن أبي حميد، وأما إسماعيل فإنّ روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذا منها. وقد قال أبو حاتم: هذه الرواية ما أدري ما هي ولا أعلم روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء من طريق أبي هريرة إلا من رواية موسى عن سهيل، انتهى. وقد أخرجه أبو داود في "السنن"، وابن حبان في "صحيحه"، والطبراني في "الدعاء" من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً. وعن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو موقوفاً.

وذكر شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي الحافظ في النكت التي جمعها على "علوم الحديث" لابن الصلاح أنّ هذا الحديث ورد من رواية جماعة من الصحابة عدتهم سبعة زائدة على من ذكر الترمذي، وأحال ببيان ذلك على تخريجه لأحاديث الإحياء. وقد تتبعت طرقه فوجدته من رواية خمسة آخرين فكملوا خمسة عشر نفسا ومعهم صحابي فلم أضفه إلى العدد لاحتمال أن يكون أحدهم، وقد خرَّجت طرقه فيما كتبته على "علوم الحديث" وأذكره هنا ملخصا، وهم: عبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه عند الطبراني في "المعجم الكبير"، أخرجه موقوفاً، وعند أبي داود، أخرجه موقوفاً كما تقدم التنبيه عليه. وأبو برزة الأسلمي وحديثه عند أبي داود والنسائي والدارمي وسنده قوي، وجبير بن مطعم وحديثه عند النسائي وابن أبي عاصم ورجاله ثقات. والزبير بن العوام وحديثه عند الطبراني في "المعجم الصغير"، وسنده ضعيف. وعبد الله بن مسعود وحديثه عند ابن عدي في "الكامل" وسنده ضعيف. والسائب بن يزيد وحديثه عند الطحاوي في "مشكل الآثار" والطبراني في "الكبير" وسنده صحيح. وأنس بن مالك وحديثه عند الطحاوي والطبراني وسنده ضعيف. وعائشة وحديثها عند النسائي وسنده قوي، وأبو سعيد الخدري وحديثه في "كتاب الذكر" لجعفر الفريابي وسنده صحيح إلا أنه لم يصرح برفعه. وأبو أمامة وحديثه عند أبي يعلى وابن السني وسنده ضعيف. ورافع بن خديج وحديثه عند الحاكم والطبراني في "الصغير" ورجاله موثقون إلا أنه اختلف على راويه في سنده. وأبي بن كعب ذكره أبو موسى المديني ولم أقف على سنده. ومعاوية ذكره أبو موسى أيضًا وأشار إلى أنه وقع في بعض رواته تصحيف. وأبو أيوب الأنصاري وحديثه في "الذكر" للفريابي أيضًا وفي سنده ضعف يسير، وعلي بن أبي طالب وحديثه عند أبي علي بن الأشعث في "السنن المروية عن أهل البيت" وسنده واه، وعبد الله بن عمر وحديثه في الدعوات من مستدرك الحاكم، وحديث رجل من الصحابة لم يسم، أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" من طريق أبي معشر زياد بن كليب، قال: حدثنا رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه، ورجاله ثقات، ووقع لي مع ذلك من مراسيل جماعة من التابعين منهم الشعبي (¬1)، وروايته عند جعفر الفريابي في "الذكر". ويزيد الفقير وروايته في "الكنى" لأبي بشر الدولابي، وجعفر أبو سلمة وروايته في "الكنى" للنسائي، ومجاهد (¬2) وعطاء (¬3) ويحيى بن جعدة (¬4) ورواياتهم في ¬

_ (¬1) هو عن الشعبي قوله (النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 740) (¬2) هو عن مجاهد قوله (النكت 2/ 741) (¬3) هو عن عطاء قوله (النكت 2/ 742) (¬4) هو عن يحيى بن جعدة قوله (مصنف ابن أبي شيبة 10/ 257، النكت 2/ 742)

زيادات "البر والصلة" للحسين بن الحسن المروزي، وحسان بن عطية (¬1) وحديثه في ترجمته في "الحلية" لأبي نعيم. وأسانيد هذه المراسيل جياد. وفي بعض هذا ما يدل على أنّ للحديث أصلًا وقد استوعبت طرقها وبينت اختلاف أسانيدها وألفاظ متونها فيما علقته على "علوم الحديث" لابن الصلاح في الكلام على الحديث المعلول، ورأيت ختم هذا الفتح بطريق من طرق هذا الحديث مناسبة للختم أسوقها بالسند المتصل العالي بالسماع والإجازة إلى منتهاه. قرأت على الشيخ الإمام العدل المسند المكثر الفقيه شهاب الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا القدسي الزينبي بمنزله ظاهر القاهرة: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر الأيوبي: أنبأنا إسماعيل بن عبد المنعم بن الخيمي: أنبأنا أبو بكر بن عبد العزيز أحمد بن باقا: أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر: أنبأنا عبد الرحمن بن حمد. وقرأته عاليا على الشيخ الإمام المقرئ المفتي العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن بن كامل، عن أيوب بن نعمة النابلسي سماعا عليه: أنبأنا إسماعيل بن أحمد العراقي، عن عبد الرزاق بن إسماعيل القومسي: أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدوني: أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار: أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ المعروف بابن السني: أنبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: أنبأنا محمد بن إسحاق هو الصغاني: حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي: حدثنا خلاد بن سليمان هو الحضرمي، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة، عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات، فسألته عن ذلك فقال: إن تكلم بكلام خير كان طابعا عليه. يعني خاتما عليه، إلى يوم القيامة. وإن تكلم بغير ذلك كانت كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" والله أعلم والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليما كثيرا" (¬2) صحيح ورد ختم المجلس من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي برزة الأسلمي ومن حديث رافع بن خديج ومن حديث جبير بن مطعم ومن حديث الزبير بن العوام ومن حديث ابن ¬

_ (¬1) هو عن حسان بن عطية قوله (النكت 2/ 743) (¬2) 17/ 331 - 333 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47])

مسعود ومن حديث السائب بن يزيد ومن حديث أنس ومن حديث عائشة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث تميم الداري ومن حديث يزيد الفقير مرسلاً ومن حديث جعفر أبي سلمة مرسلاً فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. ورواه عن سهيل غير واحد، منهم: 1 - إسماعيل بن عياش. أخرجه أحمد (2/ 369) عن الهيثم بن خارجة المَرُّوذي والفريابي في "الذكر" (النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 722) عن هشام بن عمار الدمشقي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "كفارة المجالس أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك" وإسناده ضعيف لأنّ إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ سهيلا مدني. 2 - محمد بن أبي حميد المدني. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1913) من طريق ابن وهب ثني محمد بن أبي حميد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "ما من قوم يجلسون فيفيضون فيما شاء الله عز وجل أن يفيضوا فيه ثم يقول قائلهم قبل أن يتفرقوا: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا غفر لهم كل شيء أحدثوا فيه، ثم طبع لهم طابع حتى يلقاهم يوم القيامة" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. 3 - عاصم بن عمرو بن حفص. 4 - سليمان بن بلال المدني. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (النكت 2/ 722) من طريق الواقدي ثنا عاصم بن عمرو وسليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة به.

والواقدي متروك الحديث. - ورواه موسى بن عقبة المدني واختلف عنه: • فقال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك" أخرجه أحمد (2/ 494 - 495) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 105) وسمويه في "فوائده" (النكت 2/ 725) والترمذي (3433) والنسائي في "اليوم والليلة" (397) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 289) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (83) وابن حبان (594) والطبراني في "الأوسط" (77 و 6580) وفي "الدعاء" (1914) وابن السني في "اليوم والليلة" (447) والدسكري في "فوائده" (النكت 2/ 725) وابن جميع في "معجمه" (ص 239 - 240) والحاكم (1/ 536 - 537) وتمام (1715) والبيهقي في "الشعب" (619) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1401) والبغوي في "شرح السنة" (1340) والذهبي في "سير الأعلام" (6/ 335) وفي "معجم الشيوخ" (1/ 182) من طرق عن ابن جريج به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: هذا الإسناد صحيح على شرط مسلم إلا أنّ البخاري قد علّله بحديث وهيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن كعب الأحبار من قوله" (¬1) وقال الذهبي: هذا حديث صحيح غريب" • وقال وهيب بن خالد البصري: ثنا موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كفارة المجلس" أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (3/ 959 - 961) عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي في كتابه أنا أبو حامد (¬2) الأعمشي الحافظ قال: كنا عند محمد بن ¬

_ (¬1) وتعقبه الحافظ في "النكت" (2/ 718) فقال: وهذا الذي ذكره لا وجود له عن البخاري، وإنما الذي أعله البخاري في جميع طرق هذه الحكاية ما رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله لا ذكر لكعب فيه البتة، وبذك أعله أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو زرعة" (¬2) اسمه أحمد بن حمدون القصار.

إسماعيل البخاري بنيسابور فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "كفارة المجلس" فقال له مسلم بن الحجاج: في الدنيا أحسن من هذا الحديث: ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل، يعرف بهذا الإسناد حديث في الدنيا؟ فقال محمد بن إسماعيل: إلا أنه معلول. قال مسلم: لا إله إلا الله -وارتعد- أخبرني به؟ قال: استر ما ستر الله. هذا حديث جليل. روى عن حجاج بن محمد الخلق عن ابن جريج. فألحّ عليه، وقبل رأسه، وكاد أن يبكي. فقال: اكتب إن كان ولا بد: حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفارة المجلس" وأخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" (هدي الساري 2/ 261) عن أبي محمد المخلدي. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 28 - 29) من طريق الحسن بن أحمد الزنجوي سمعت أحمد بن حمدون الحافظ يقول: فذكره. ورواه أبو نصر أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن حمدون بغير هذا السياق. قال أحمد بن حمدون: سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبّل بين عينيه وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله، حدثك محمد بن سلام قال: ثنا مخلد بن يزيد الحرّاني أنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس فما علته؟ قال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث، إلا أنه معلول، حدثنا (¬1) به موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله. قال محمد بن إسماعيل: هذا أولى فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل. أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 113 - 114) عن أبي نصر الوراق به. ¬

_ (¬1) وأخرجه في "الكبير" (2/ 2/ 105) عن موسى بن إسماعيل به. وقال: ولم يذكر موسى بن عقبة سماعا من سهيل، وحديث وهيب أولي"

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 102 - 103) عن أبي بكر المنكدري ثنا الحاكم به. وأخرجه البيهقي في "المدخل" (النكت 2/ 718 - 719 وهدي الساري 2/ 261) عن الحاكم قال: سمعت أبا نصر الوراق فذكر الحكاية إلى قوله: في كفارة المجلس، وزاد: فقال البخاري: وحدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج ثني موسى بن عقبة وساق الحديث، ثم قال: قال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح ولا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا غير هذا إلا أنه معلول وذكر باقي الحكاية. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (النكت 2/ 718) عن أبي المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي النيسابوري عن البيهقي به. وذكر الحافظ هنا وفي "النكت" وفي "الهدي" أنّ الصواب عن البخاري قوله: بهذا الإسناد، وأنّ قوله: في هذا الباب، وهم من الحاكم. وقال في "الهدي": ولا يتصور وقوع هذا من البخاري مع معرفته بما في الباب من الأحاديث، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب". وصوب غير واحد رواية وهيب هذه، منهم: 1 - أحمد بن حنبل. قال: حدّث به ابن جريج عن موسى بن عقبة وفيه وهم، والصحيح قول وهيب، وأخشى أن يكون ابن جريج دلّسه عن موسى بن عقبة أخذه من بعض الضعفاء عنه" علل الدارقطني 8/ 204 2و3 - أبو حاتم وأبو زرعة. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة هذا، فقالا: هذا خطأ، رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوف، وهذا أصح. قلت لأبي: الوهم ممن هو؟ قال: يحتمل أن يكون الوهم من ابن جريج، ويحتمل أن يكون من سهيل، وأخشى أن يكون ابن جريج دلس هذا الحديث عن موسى بن عقبة ولم يسمعه من موسى أخذه من بعض الضعفاء. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي مرة أخرى يقول: لا أعلم روى هذا الحديث عن سهيل أحد إلا ما يرويه ابن جريج عن موسى بن عقبة، ولم يذكر ابن جريج فيه الخبر فأخشى أن يكون أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى إذ لم يروه أصحاب سهيل" العلل 2/ 195 - 196

قلت: قد صرّح ابن جريج بالتحديث من موسى بن عقبة عند سمويه والطبراني في "الأوسط"، وصرّح بالإخبار من موسى عند أحمد والترمذي والنسائي والطحاوي وابن السني والدسكري وابن جميع والحاكم والبيهقي والخطيب وتمام فانتفت بذلك تهمة تدليسه. قال الحافظ: وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه، وذلك أن سهيلا كان قد أصابته علة نسي من أجلها بعض حديثه، ولأجل هذا قال فيه أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. فإذا اختلف عليه ثقتان في إسناد واحد أحدهما أعرف بحديثه وهو وهيب من الآخر وهو موسى بن عقبة قوي الظن بترجيح رواية وهيب، لاحتمال أن يكون عند تحديثه لموسى بن عقبة لم يستحضره كما ينبغي وسلك فيه العبادة فقال: عن أبيه عن أبي هريرة كما هي العادة في أكثر أحاديثه، ولهذا قال البخاري في تعليله: لا نعلم لموسى سماعا من سهيل" النكت 2/ 725 - 726 4 - الدارقطني. قال في "العلل" (8/ 204): والقول كما قال أحمد" الثاني: يرويه عمرو بن الحارث المصري ثني عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المَقْبُري عن أبي هريرة. أخرجه أبو داود (4858) وابن حبان (593) والطبراني في "الدعاء" (1915) والمزي (7/ 317) من طرق عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث به. ورواته ثقات غير عبد الرحمن بن أبي عمرو ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: له ما ينكر، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأما حديث أبي برزة فيرويه أبو العالية رُفيع الرياحي واختلف عنه: - فقال حجاج بن دينار الواسطي: عن أبي هاشم الواسطي عن أبي العالية عن أبي برزة قال: لما كان بأخرة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس في المجلس فأراد أن يقوم قال "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقالوا: يا رسول الله، إنك لتقول الآن كلاما ما كنت تقوله فيما خلا، فقال "هذا كفارة لما يكون في المجلس" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256) وأحمد (¬1) (4/ 420 و 425) والدارمي (2661) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده في الموضع الأول: عن أبي العالية.

وأبو داود (4859) والبزار (3848) والنسائي في "اليوم والليلة" (426) والروياني (1309) وأبو يعلى (7426) والطبراني في "الدعاء" (1917) والحاكم (1/ 537) وأبو نعيم في "الصحابة" (6419) وابن بشران (687 و 1077) والبيهقي في "الآداب" (342) والخطيب في "الفقيه" (949) وفي "الجامع" (1402) والشجري (1/ 245) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1483) من طرق عن حجاج بن دينار به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه روي عن أبي برزة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد صحيح. - وقال الربيع بن أنس البكري: عن أبي العالية عن رافع بن خَديج قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخرة إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءا، وظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" فقلنا: يا رسول الله، إنّ هذه كلمات أحدثتهن، قال "أجل، جاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد هن كفارات المجلس" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (427) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد البغدادي ثنا يونس بن محمد ثنا مصعب بن حيان أخو مقاتل بن حيان عن مقاتل بن حيان عن الربيع بن أنس به. وأخرجه المزي (28/ 23) من طريق ابن أبي عاصم ثنا عبيد الله بن سعد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4445) وفي "الأوسط" (4464) وفي "الصغير" (620) وفي "الدعاء" (1918) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (765) والمزي (28/ 23) من طريق علي بن المديني ثنا يونس بن محمد به. ورواه محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي عن يونس بن محمد المؤدب فلم يذكر مقاتل بن حيان. أخرجه الحاكم (1/ 537) والأول أصح. قال الطبراني: لم يروه عن أبي العالية عن رافع إلا مقاتل، ولا عن مقاتل إلا أخوه مصعب، تفرد به يونس بن محمد" وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 2/ 412

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 141 وقال العراقي: إسناده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 88 قلت: مصعب بن حيان ذكره ابن حبان في "الثقات"، والربيع بن أنس صدوق، والباقون ثقات. - ورواه زياد بن حصين الحنظلي عن أبي العالية واختلف عنه: • فرواه عاصم بن سليمان الأحول عن زياد بن حصين عن أبي العالية قوله. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (429) من طريق يزيد بن هارون الواسطي أنا عاصم به (¬1). • ورواه منصور بن المعتمر عن فضيل بن عمرو الفُقيمي عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256 - 257) عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور به. وأخرجه النسائي (428 مكرر) من طريق إسرائيل بن يونس عن منصور به. • ورواه سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر واختلف عنه: فرواه يزيد بن هارون عن سفيان عن منصور عن زياد بن حصين عن أبي العالية مرسلاً. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (428) ورواه أبو داود عمر بن سعد الحَفَري عن سفيان عن منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد بن حصين عن أبي العالية مرسلاً. أخرجه النسائي (430) ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سفيان عن منصور عن فضيل بن عمرو عن أبي العالية مرسلاً. أخرجه ابن عمشليق في "جزئه" (31) ¬

_ (¬1) ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم عن زياد عن أبي العالية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. أخرجه ابن بشران (1574)

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حجاج بن دينار عن أبي هاشم عن أبي العالية عن أبي برزة مرفوعاً في كفارة المجلس، ورواه مصعب بن حيان عن مقاتل بن حيان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج مرفوعاً، ورواه منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد بن حصين عن أبي العالية مرسلاً، فقال أبي: حديث منصور أشبه, لأنّ حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار عن أبي هاشم، وحجاج ليس بالقوي، وحديث الربيع بن أنس دونه مصعب بن حيان عن مقاتل بن حيان عن الربيع. وقال أبو زرعة: حديث منصور أشبه, لأنّ الثوري رواه وهو أحفظهم" العلل 2/ 188 وقال الدارقطني: المرسل أصح" العلل 6/ 311 وأما حديث جبير بن مطعم فيرويه نافع بن جبير بن مطعم واختلف عنه: - فرواه داود بن قيس الفراء عن نافع بن جبير واختلف عنه: • قال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأحمد بن الحسين اللهبي: ثنا داود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعاً "من قال سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له" أخرجه الحاكم (1/ 537) وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم للأويسي ولا للهبي في الصحيح شيئاً، ولم يخرج رواية داود بن قيس عن نافع بن جبير. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1587) وأبو نعيم في "الصحابة" (1458) والخطيب في "الجامع" (1403) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (107) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا داود بن قيس به. • ورواه سفيان بن عيينة واختلف عنه: فرواه عبد الجبار بن العلاء العطار البصري عن سفيان واختلف عنه: قال العباس بن حمدان الحنفي: ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثني ابن عجلان عن مسلم بن أبي مريم عن نافع بن جبير عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1586) وعنه أبو نعيم في "الصحابة" (1459)

وتابعه إسحاق بن أحمد الخزاعي المكي ثنا عبد الجبار بن العلاء به. وقال زكريا بن يحيى السِّجْزي ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا ابن عجلان عن مسلم وداود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (424) ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن سفيان عن ابن عجلان عن مسلم بن أبي حرة عن نافع بن جبير مرسلاً. قال سفيان: وحدثني داود بن قيس الفراء عن نافع بن جبير مثله. أخرجه النسائي (425) عن زكريا بن يحيى السجزي عن ابن أبي عمر به (¬1). ورواه الحميدي عن سفيان عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلاً. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (1/ 277) - ورواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلاً. أخرجه علي بن حجر في "فوائده" (النكت 2/ 736) وهذا أصح. وأما حديث الزبير بن العوام فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6912) و"الصغير" (970) عن محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي ثنا محمد بن يحيى الكلبي الحراني ثنا الحسن بن محمد بن أعين قال: كتب إليّ محمد بن سلمة النصيبي يذكر أنّ عبد العزيز بن صهيب حدثه عن خباب مولى الزبير عن الزبير قال: قلنا: يا رسول الله، إذا قمنا من عندك أخذنا في أحاديث الجاهلية، فقال "إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون منها على أنفسكم فقولوا عند مقامكم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، يُكَفَّر عنكم ما أصبتم فيها" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن يحيى الكلبي" وقال أيضاً: تفرد به محمد بن علي الطرائفي" ¬

_ (¬1) انظر "تحفة الأشراف" (2/ 417)

وقال أبو نعيم: تفرد به الكلبي" قلت: وثقه النسائي وغيره (تهذيب الكمال 27/ 9) والطرائفي والنصيبي وخباب لم أر من ترجمهم، والحسن بن محمد وعبد العزيز بن صهيب ثقتان. وأما حديث ابن مسعود فيرويه عطاء بن السائب واختلف عنه: - فقال أبو النضر يحيى بن كثير البصري: ثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود مرفوعاً "كفارة المجلس أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10333) وابن عدي (7/ 2696) ويحيى بن كثير قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك الحديث. وتابعه عبيد بن عمرو الحنفي عن عطاء بن السائب به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1249) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبيد بن عمرو وأبو النضر يحيى بن كثير" قلت: وعبيد بن عمرو ضعفه الدارقطني، ووثقه ابن حبان. - ورواه خالد بن عبد الله الطحان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الذكر" (النكت 2/ 730) وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، وسماع خالد الطحان منه بعد اختلاطه. وأما حديث السائب بن يزيد فأخرجه أحمد (3/ 450) وسمويه في "فوائده" (النكت 2/ 731) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 289) والطبراني في "الكبير" (6673) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن الهاد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ما من إنسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس" قال يزيد بن الهاد: فحدثت هذا الحديث يزيد بن خُصيفة قال: هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 141

وقال الحافظ: رجاله ثقات أثبات، والسائب قد صح سماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالحديث صحيح" النكت 2/ 732 قلت: وهو كما قالا. وأما حديث أنس فأخرجه سمويه في "فوائده" (النكت 2/ 732) والبزار (كشف 3123) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 289) والعقيلي (3/ 217) والطبراني في "الأوسط" (5910) وفي "الدعاء" (1916) وابن عدي (5/ 1811) والخطيب في "التاريخ" (11/ 278) من طرق عن عثمان بن مطر الشيباني عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه، وعثمان لين الحديث" وقال العقيلي: لا يتابع عثمان بن مطر عليه. وهذا يُروى بإسناد أصلح من هذا من غير هذا الوجه" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن مطر" وقال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: وعثمان بن مطر ضعيف" المجمع 10/ 141 والنكت 2/ 732 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه يوسف بن عطية البصري عن ثابت عن أنس به كما في "العلل" (2/ 185) لابن أبي حاتم. ويوسف قال النسائي وغيره: متروك الحديث. قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا خطأ رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي الصديق الناجي قوله" وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه الليث بن سعد واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن زُرارة (¬1) بن أوفى عن عائشة قالت: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من المجلس ¬

_ (¬1) جاء مصرحاً به بأنه ابن أوفى عند الحاكم (1/ 496) ووقع عند أبي موسى المديني: عن زرارة أو ابن زرارة.

إلا قال "سبحانك اللهم ربي وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت؟ فقال "إنه لا يقولهنّ أحد حين يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (398) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 75) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (89) عن شعيب بن الليث بن سعد والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 290) والإسماعيلي في "مسند يحيى بن سعيد الأنصاري" (تهذيب التهذيب 3/ 324 - 325) عن عبد الله بن صالح المصري والحاكم (1/ 496 - 497) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري وأبو سعد السمعاني (ص 75) وأبو موسى المديني (89) عن عبد الله بن عبد الحكم المصري كلهم عن الليث به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية يحيى بن سعيد عن زرارة بن أوفى عن عائشة، وما أظنّ زرارة سمع من عائشة، والله أعلم. - وقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن رجل من أهل الشام عن عائشة. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (399) وتابعه ابن وهب عن عمرو بن الحارث والليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة الأنصاري عن رجل من أهل الشام عن عائشة. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2568) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

الثاني: يرويه أبو سليمان خلاد بن سليمان الحضرمي ثني خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس مجلسا أو صلى صلاة تكلم بكلمات، فسألت عائشة عن الكلمات، فقال "إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" أخرجه أحمد (6/ 77) والنسائي (2/ 60 - 61) وفي "الكبرى" (1267) وفي "اليوم والليلة" (308 و 400) والطبراني في "الدعاء" (1912) والبيهقي في "الشعب" (620) وأبو سعد السمعاني (ص 75) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (736) من طرق عن خلاد بن سليمان به. قال الحافظ: إسناده صحيح" النكت 2/ 733 قلت: وهو كما قال. الثالث: يرويه عمرو بن قيس الكوفي عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من مجلسه قال "سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقلت: يا رسول الله إن هذا لمن أحب الكلام إليك، قال "إني لأرجو أن لا يقولها عبد إذا قام من مجلسه إلا غفر له" أخرجه أبو أحمد العسال في كتاب "الأبواب" (النكت 2/ 734) قال الحافظ: إسناده حسن" قلت أبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع عمرو بن قيس منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أبو يعلى (المطالب 3278) وعنه ابن السني (451) من طريق عباد بن عباد البصري ثنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "ما جلس قوم مجلسا فخاضوا في حديث فاستغفروا الله قبل أن يتفرقوا إلا غفر الله لهم ما خاضوا فيه" وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2063) وابن عدي (2/ 559) وأبو سعد السمعاني (ص 76) من طريق إسرائيل بن يونس عن جعفر بن الزبير به بلفظ "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس مجلسا فأراد أن يقوم استغفر الله عشرا إلى خمس عشرة" وجعفر بن الزبير قال البخاري وغير واحد: متروك الحديث.

وأما حديث علي فأخرجه أبو علي بن الأشعث في "السنن" بإسناده المشهور عن أهل البيت وهو ضعيف (النكت 2/ 738) وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم (1/ 528) عن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا أبو صالح كاتب الليث بن سعد ثني الليث بن سعد أنّ خالد بن أبي عمران حدث عن نافع عن ابن عمر أنه لم يكن يجلس مجلسا كان عنده أحد أو لم يكن إلا قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني. اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول بيني وبين معصيتك، وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني. اللهم وخذ بثأري ممن ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي. اللهم لا تسلط عليّ من لا يرحمني. فسئل عنهن ابن عمر فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" قلت: خالد بن أبي عمران لم يخرج له البخاري شيئاً، والفضل الشعراني وأبو صالح عبد الله بن صالح مختلف فيهما. وإسماعيل الشعراني ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: قال الحاكم: ارتبت في لقيه بعض الشيوخ. والحديث رواه عبيد الله بن زَحْر الإفريقي عن خالد بن أبي عمران واختلف عنه (¬1). وابن زحر مختلف فيه، وثقه البخاري وغيره، وضعفه أحمد والجمهور. وأما حديث ابن عمرو فيرويه حصين بن عبد الرحمن السلمي واختلف عنه: - فقال أبو مِحْصن حصين بن نمير الواسطي: عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعاً "كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك" أخرجه ابن بشران (291) عن أبي أحمد حمزة بن محمد بن العباس البغدادي العقبي الدهقان ثنا محمد بن يونس ثنا يحيى بن عمر الليثي ثنا أبو محصن به. ومحمد بن يونس أظنه الكُديمي كذبه أبو داود وغيره، ويحيى بن عمر الليثي قال أبو حاتم: لا أعرفه. ¬

_ (¬1) انظر جامع الترمذي 3502، اليوم والليلة للنسائي 401 و 402، واليوم والليلة لابن السني 446

وتابعه محمد بن جامع العطار عن حصين بن نمير به. أخرجه الطبراني (النكت 2/ 730) والعطار ضعفه أبو يعلى وغير واحد. - ورواه ابن فضيل في "الدعاء" (108) عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عمرو قوله. ورواه ابن أبي شيبة (10/ 256) عن ابن فضيل به. وكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الله ابن إدريس الأودي وغير واحد عن حصين موقوفاً (النكت 2/ 731) وهذا أصح. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (954) عن أبي الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عن أبي فروة عن أبي معشر قال: حدثنا رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه جلس مجلسا، فلما أراد أن يقوم قال "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" قال: فقال رجل من القوم: ما هذا الحديث يا رسول الله؟ قال "كلمات علمنيهن جبريل كفارات لخطايا المجلس" ومن هذا الطريق أخرجه ابن خرشيد في "فوائده" (النكت 2/ 739) ووقع عنده: عن أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني. قال الحافظ: إسناده صحيح، وأبو معشر كوفي اسمه زياد بن كليب" المطالب 4/ 26 - النكت 2/ 739 وأما حديث تميم فأخرجه ابن عساكر (ترجمة أحمد بن محمد الكندي المصيصي ص 158) من طريق أحمد بن محمد هذا قال: ثنا أبو عمرو سلامة بن سعيد بن زيّاد حدثني أبي سعيد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري عن أبيه عن جده ثني عمي تميم الداري رفعه "كفارة كل مجلس تقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك، لا إله إلا أنت وحدك" وإسناده ضعيف (انظر المجروحين لابن حبان 1/ 327 - 328) وأما حديث يزيد الفقير فأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 28) عن عبد الصمد بن

عبد الوهاب الحمصي صُمَيْد ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي عثمان يزيد الفقير أنّ جبريل علّم النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في مجلس وأراد أن يقوم أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك. قال الحافظ: هذا مرسل، صحيح سنده إلى يزيد الفقير، وهو تابعي مشهور" النكت 2/ 741 قلت: صميد صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. وأما حديث جعفر أبي سلمة فأخرجه النسائي في "الكنى" (النكت 2/ 741) من طريق معمر: سمعت الحكم بن أبان ثني جعفر أبو سلمة قال: جاء الروح الأمين فقال: يا محمد، ألا أخبرك بكفارة المجلس إذا قمت؟ تقول: سبحانك اللهم وبحمدك، صلّ على محمد عبدك ورسولك، اللهم اغفر لنا" 3582 - "من جهّز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع" قال الحافظ: ولابن ماجه وابن حبان من حديث عمر نحوه بلفظ: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 20) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي والحاكم (¬2) (2/ 89) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والبيهقي (9/ 172) وفي "الشعب" (3971) والخطيب في "الموضح" (1/ 180) والمزي (19/ 415 - 416) عن عبد الله بن عبد الحكم المصري وشعيب بن الليث بن سعد كلهم عن الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن أبي عثمان الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي عن عمر بن الخطاب ¬

_ (¬1) 6/ 390 (كتاب الجهاد - باب فضل من جهز غازيا) (¬2) وقال: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنّه منقطع كما سيأتي بيان ذلك.

مرفوعاً "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهّز غازيا حتى يستقل (¬1) كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع، ومن بني مسجداً يذكر فيه اسم الله بني الله له بيتا في الجنة" قال الوليد: فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال: قد بلغني هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكرته لمحمد بن المنكدر ولزيد بن أسلم فكلاهما قد قال: بلغني هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" - ورواه يونس بن محمد المؤدب عن الليث بن سعد واختلف عنه: • فرواه ابن أبي شيبة (1/ 310 و 5/ 351) وفي "مسنده" (الإتحاف 5889) وأحمد (1/ 20) عن يونس بن محمد كرواية أبي سلمة الخزاعي ومن تابعه. وأخرجه ابن ماجه (735 و 2758) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (1608) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به. • ورواه أبو بشر صالح بن معاذ عن يونس بن محمد فلم يذكر الوليد بن أبي الوليد وقال فيه: عن عثمان بن عبد الله عن أبيه عن عمر. أخرجه البزار (304) وقال: لا نعلمه يروى عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" والأول أصح، وصالح بن معاذ هذا لم أقف له على ترجمة، وقال الهيثمي: لا أعرفه (المجمع 5/ 284) واختلف فيه على الليث بن سعد: فرواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن الليث فلم يذكر يزيد بن الهاد. أخرجه أبو يعلى (253) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به. وأخرجه ابن حبان (4628) عن أبي يعلى به. وأخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 105) من طريق محمد بن إبراهيم الأصبهاني ثنا أبو يعلى به. ¬

_ (¬1) زاد الحاكم "بجهازه"

وحديث أبي سلمة الخزاعي ومن تابعه أصح. ولم ينفرد الليث به بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي عن يزيد بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله عن عمر. أخرجه ابن أبي عمر (¬1) في "مسنده" (مصباح الزجاجة 1/ 93 - الإتحاف 5887) عن الدراوردي به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 5888) وابن ماجه (735) عن داود بن عبد الله الجعفري وابن أبي عاصم في "الجهاد" (92) عن يعقوب بن حميد بن كاسب كلاهما عن الدراوردي به. واختلف فيه على الدراوردي، فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن الدراوردي ثنا يزيد بن الهاد عن محمد، بن إبراهيم التيمي عن عثمان بن سراقة عن عمر. أخرجه عبد بن حميد (34) والأول أصح، والحماني مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وجماعة. ولم ينفرد يزيد بن الهاد به بل تابعه ابن لهيعة ثنا الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر. أخرجه أحمد (1/ 53) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة به. ومن طريقه أخرجه أبو الفرج المقري في "الأربعين في فضل الجهاد" (ص 58) والمزي (19/ 417) وابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات. ورواه يحيى بن أيوب الغافقي المصري عن الوليد بن أبي الوليد قال: كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الله بن سراقة فسمعته يقول: يا أهل مكة إني سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 106)

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (تهذيب التهذيب 7/ 130 - النكت الظراف 8/ 87) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب به. قال الوليد: فسألت من أبوه؟ فقالوا لي: هذا ابن بنت عمر بن الخطاب. قال الحافظ: تجوز ابن سراقة في قوله "سمعت أبي" فأطلق على جده أبا" النكت الظراف 8/ 88 قلت: إن كان مراده بأبيه عمر بن الخطاب فإنّه لم يدركه على الصحيح, لأنّ عمر بن الخطاب توفي سنة ثلاث وعشرين وتوفي عثمان بن عبد الله سنة ثمانى عشرة ومائة، فيكون بين وفاتيهما خمسة وتسعين عاما. ولذلك قال المزي: روى عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر بن الخطاب مرسل" وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف لانقطاعه، لم يدرك عثمان جده. وقد أشار الحافظ في "التهذيب" إلى هذا الحديث، وكاد يميل إلى أنّه موصول، ولكن في هذا تكلف كثير" 3583 - "من حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره" قال الحافظ: وأخرج أبو داود أيضا وأحمد وصححه الحاكم من طريق يحيى بن راشد قال: خرج علينا ابن عمر فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر أصح منه عن ابن عمر موقوفاً، وللمرفوع شاهد من حديث أبي هريرة في "الأوسط" للطبراني وقال "فقد ضادّ الله في ملكه" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته". 3584 - حديث عائشة "من حدّثكم أنّه كان يبول قائما فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا قاعد" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح يرويه المقدام بن شريح بن هانئ الحارثي عن أبيه عن عائشة، وعن المقدام غير واحد، منهم: ¬

_ (¬1) 15/ 93 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد) (¬2) 1/ 343 (كتاب الوضوء - باب البول عند سباطة قوم)

1 - سفيان الثوري عن المقدام عن أبيه عن عائشة قالت: من حدّثك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال قائما فلا تصدقه، ما بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما منذ أنزل عليه القرآن. وفي لفظ "من حدّثك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال قائما بعد ما أنزل عليه الفرقان فلا تصدقه، ما بال قائماً منذ أنزل عليه الفرقان" أخرجه ابن سعد (1/ 383) وإسحاق في "مسند عائشة" (1028) وأحمد (3/ 136 و 192 و 213) وأبو عوانة (1/ 198) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 267) والحاكم (1/ 181 و 185) والبيهقي (1/ 101) من طرق عن سفيان به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الزركشي: إسناده على شرط مسلم" الإجابة ص 166 قلت: وهو كما قال، وأما البخاري فلم يخرج للمقدام ولا لأبيه شيئاً في صحيحه, وإنما أخرج لهما في "الأدب المفرد". 2 - إسرائيل بن يونس عن المقدام عن أبيه قال: سمعت عائشة تقسم بالله ما رأى أحد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبول قائما منذ أنزل عليه الفرقان. أخرجه ابن سعد (1/ 383) عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنا إسرائيل به. وأخرجه الحاكم (1/ 185) وعنه البيهقي (1/ 101 - 102) أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبا إسرائيل به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو كالذي قبله. 3 - شريك بن عبد الله القاضي عن المقدام عن أبيه عن عائشة قالت: من حدّثك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائما فلا تصدقه، أنا رأيته يبول قاعدا. وفي لفظ "فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبل إلا وهو قاعد" أخرجه الطيالسي (ص 211) وابن أبي شيبة (1/ 123 - 124) عن شريك به. وأخرجه ابن ماجه (307) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن ماجه (307) والترمذي (12) والنسائي (1/ 27) وفي "الكبرى" (25) وأبو يعلى (4790) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (11) والطحاوي (4/ 267) وابن حبان (1430) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (366) من طرق عن شريك به.

قال الترمذي: حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح" قلت: شريك مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. 3585 - "من حرس وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم، فإن الله عز وجل قال {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] " قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه مرفوعا: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد" (¬2) ضعيف أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 200) والطبري في "تفسيره" (16/ 114) عن يحيى بن أيوب المصري وأحمد (3/ 437 - 438) وابن عبد الحكم (ص 200) والطبراني في "الكبير" (20/ 185) عن ابن لهيعة وأحمد (3/ 437 - 438) وابن عبد الحكم (ص 200) والطبري (16/ 114) والطبراني في "الكبير" (20/ 185) وابن عدي (3/ 1012) والخطابي في "الغريب" (1/ 314 - 315) عن رشدين بن سعد المصري كلهم عن زَبّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه مرفوعاً "من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعا لا يأخذه سلطان، لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم، فإنّ الله تبارك وتعالى يقول {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] " قال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات" الترغيب 2/ 248 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف زبان بن فائد. قال ابن حبان: زبان منكر الحديث جداً يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به. ¬

_ (¬1) 3/ 366 - 367 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬2) 6/ 423 (كتاب الجهاد - باب الحراسة في الغزو في سبيل الله)

3586 - حديث عدي بن عَميرة الكندي قال: خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس الكندي رجلاً من حضر موت في أرض، الحديث وفيه: إن مكنته من اليمين ذهبت أرضي. لي قال "من حلف" فذكر الحديث وتلا الآية. قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي. وقال: وفي حديث عدي بن عميرة: فقال له امرؤ القيس: ما لمن تركها يا رسول الله؟ قال "الجنة" قال: اشهد أني قد تركتها له كلها" (¬1) يرويه عدي بن عدي بن عَميرة الكندي واختلف عنه: - فقال جرير بن حازم البصري: سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حَيوة والعرس بن عميرة أنهما حدثاه عن أبيه عدي بن عميرة قال: خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجيلا من حضر موت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أرض فقضى على الحضرمي بالبينة فلم تكن له بينة، فقضى على امرؤ القيس باليمين، فقال الحضرمي: إن أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبت والله أرضي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان" قال رجاء بن حيوة: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] فقال امرؤ القيس: ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ قال "الجنة" قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها. أخرجه أحمد (4/ 191 - 192) والنسائي في "الكبرى" (5996) والطبري في "التفسير" (3/ 321) والطبراني في "الكبير" (17/ 108 - 109) والدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1557) وأبو نعيم في "الصحابة" (1085 و 5497) والبيهقي (10/ 178 و 254) وفي "الشعب" (4499) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (109 و 110 و 847) من طرق عن جرير بن حازم به. قال الحافظ في "الإصابة" (1/ 100): إسناده صحيح" قلت: وهو كما قال. - وقال أبو الزبير محمد بن مسلم المكي: عن عدي بن عدي أنه أخبرهم قال: جاء رجلان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختصمان في أرض، فقال أحدهما: هي أرضي، وقال الآخر: في أرضى حرثتها وقصبتها، فأحلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بيده الأرض. ¬

_ (¬1) 14/ 369 و 370 (كتاب الإيمان والنذور - باب اليمين الغموس)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 109) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا جعفر بن مسافر ثنا عبد الله بن نافع عن محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير. وأخرجه أبو نعيم فهي "الصحابة" (5499) عن الطبراني به. • ورواه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد وهو الأنصاري واختلف عنه: فقال ابن وهب: أخبرني سليمان بن بلال أنّ يحيى بن سعيد حدّث أنّ أبا الزبير أخبره عن عدي بن عدي عن أبيه قال: أتى رجلان يختصمان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أرض، فقال أحدهما: هي لي، وقال الآخر: هي لي حزتها وقبضتها، فقال "فيها اليمين للذي بيده الأرض" فلما تفوه ليحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنه من حلف على مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" قال: فمن تركها؟ قال "كان له الجنة" أخرجه النسائي فهي "الكبرى" (5995) والبيهقي (10/ 254) ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن سليمان بن بلال فلم يقل: عن أبيه. أخرجه الطبراني (17/ 109) 3587 - "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" قال الحافظ: أخرج الترمذي عن ابن عمر أنّه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال: لا تحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. قال الترمذي: حسن، وصححه الحاكم" (¬1) له عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه سعد بن عبيدة السلمي الكوفي واختلف عنه: - فقال الحسن بن عبيد الله النخعي: عن سعد بن عبيدة قال: كنت (¬2) عند ابن عمر، فحلف رجل بالكعبة، فقال ابن عمر، ويحك (¬3)، لا تفعل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من حلف بغير الله فقد أشرك (¬4) " أخرجه أحمد (2/ 125) وأبو داود (3251) والترمذي (1535) وابن حبان (4358) ¬

_ (¬1) 14/ 336 (كتاب الإيمان والنذور - باب لا تحلفوا بآبائكم) (¬2) وعند الباقين "سمع ابن عمر رجلاً" وعند أحمد: يقول والكعبة، وعند أبي داود: يحلف لا والكعبة، وعند الترمذي: لا والكعبة، وعند الحاكم والبيهقي "يحلف بالكعبة" (¬3) ولفظ أحمد "لا تحلف بغير الله" ولفظ الترمذي "لا يحلف بغير الله" ولفظ الحاكم والبيهقي "لا تحلف بالكعبة" (¬4) ولفظ أحمد "فقد كفر وأشرك" ولفظ الترمذي والحاكم والبيهقي "فقد كفر أو أشرك" وفي لفظ للحاكم "فقد كفر"

والسياق له وابن عبد الحكم (ص 200) والحاكم (1/ 18 و 52 و 4/ 297) والبيهقي (10/ 29) وابن عبد الحكم (ص 200) من طرق عن الحسن بن عبيد الله به. قال الترمذي: حديث حسن" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بمثل هذا الإسناد وخرجاه في الكتاب وليس له علة ولم يخرجاه" قلت: لم يخرج البخاري رواية الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة. وتابعه الأعمش (¬1) عن سعد بن عبيدة (¬2) قال: كنت (¬3) مع ابن عمر في حلقة فسمع رجلاً في حلقة أخرى وهو يقول: لا (¬4) وأبي. فرماه ابن عمر بالحصى، فقال: إنّها (¬5) كانت يمين عمر فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها وقال: "إنها شرك (¬6) " أخرجه الطيالسي (ص 257) وعبد الرزاق (15926) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 18) وأحمد (2/ 34 و 58 و 60) واللفظ له وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (925) والطحاوي في "المشكل" (825) والحاكم (1/ 52) وتابعه جابر بن يزيد الجُعْفي عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر أنّه سمع رجالا يقولون: والكعبة، فقال: لا تقولوا والكعبة فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "كل يمين حُلف بها دون الله شرك" أخرجه أبو القاسم البغوي (2332) - ورواه منصور بن المعتمر عن سعد بن عبيدة واختلف عنه: • فقال شيبان بن عبد الرحمن التميمي: عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: جلست أنا ومحمد (¬7) الكندي إلى ابن عمر ثم قمت من عنده فجلست إلى سعيد بن المسيب، فجاء ¬

_ (¬1) صرّح بالسماع من سعد بن عبيدة عند الطيالسي. (¬2) ولفظ الطيالسي "يحدث عن ابن عمر أنّ رجلاً سأله عن الرجل يحلف بالكعبة فقال: لا تحلف بالكعبة ولكن احلف برب الكعبة فإنّ عمر كان يحلف بأبيه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من حلف بغير الله فقد أشرك" (¬3) زاد الطحاوي "جالسا" (¬4) ولفظ الطحاوي "كلا" (¬5) ولفظ عبد الرزاق "كان عمر يحلف: وأبي" (¬6) زاد الطحاوي "فلا تحلف بها" ولفظ عبد الرزاق "من حلف بشيء من ذلك دون الله فقد أشرك" (¬7) محمد الكندي هذا لم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، وفي كتاب ابن أبي حاتم: محمد الكندي روى عن علي - رضي الله عنه - مرسل، روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول هو مجهول. فلا أدري أهو هذا أم لا.

صاحبي وقد اصفر وجهه وتغير لونه، فقال: قم إليّ، قلت: ألم أكن جالسا معك الساعة؟، فقال سعيد: قم إلى صاحبك، قال: فقمت إليه، فقال: ألم تسمع إلى ما قال ابن عمر؟، قلت: وما قال؟، قال: أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أعليّ جناح أن أحلف بالكعبة، قال: ولم تحلف بالكعبة؟ إذا حلفت بالكعبة فاحلف برب الكعبة فإنّ عمر كان إذا حلف قال: كلا وأبي، فحلف بها يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تحلف بأبيك ولا بغير الله، فإنّه من حلف بغير الله فقد أشرك" أخرجه أحمد (2/ 69) عن حسين بن محمد المروذي ثنا شيبان به. ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن شيبان عن منصور عن سعد بن عبيدة عن محمد الكندي عن ابن عمر: فذكر المرفوع منه فقط. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 253) وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: كنت أنا وصاحب لي من كندة جلوسا عند ابن عمر، فقمت، ثم ذكر نحوه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (831) • ورواه شعبة عن منصور واختلف عنه: فقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: كنت جالسا عند ابن عمر فجئت سعيد بن المسيب وتركت عنده رجلاً من كندة وذكر الحديث. أخرجه أحمد (2/ 86 - 87 و 125) عن محمد بن جعفر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 29) وتابعه وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (830) وقال الطيالسي (ص 257): عن شعبة عن منصور والأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر أنّ رجلاً سأله عن الرجل يحلف بالكعبة فقال: لا تحلف بالكعبة وذكر الحديث. ولم يذكر محمد الكندي. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (925) • وقال سفيان الثوري: عن منصور عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر ولم يذكر محمد الكندي.

أخرجه عبد الرزاق (15926) عن الثوري به. وأخرجه أحمد (2/ 34) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الحاكم (1/ 52) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به. وتابعه يزيد بن عطاء البزاز الواسطي عن منصور به. أخرجهه ابن بشران (1226) والخطيب في "تالي التلخيص" (154) - ورواه سعيد بن مسروق الثوري عن سعد بن عبيدة واختلف عنه: • فقال سفيان الثوري: عن أبيه سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر قال: كان عمر يحلف: وأبي، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال "من حلف بشيء من دون الله فقد أشرك" أخرجه عبد الرزاق (15926) عن سفيان به. وأخرجه أحمد (2/ 34) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الحاكم (1/ 52) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به. • وقال إسرائيل بن يونس: عن سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن عمر أنّه قال: لا وأبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مه إنّه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك" أخرجه أحمد (1/ 47) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم والطحاوى (826) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني قالا: ثنا إسرائل به. ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل فقال فيه: عن ابن عمر قال: قال عمر. أخرجه الحاكم (1/ 52) الثاني: يرويه موسى بن عقبة المدني عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "من حلف بغير الله" فقال فيه قولا شديدا. أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (171) عن موسى بن عقبة به.

وأخرجه أحمد (2/ 67) عن عتاب بن زياد الخراساني ثنا ابن المبارك به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثالث: يرويه عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا شريك عن جابر عن نافع قال: سمع ابن عمر رجلاً يقول: لا والكعبة، قال: لا تقل: والكعبة، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "كل يمين يحلف دون الله عز وجل فهو شرك" أخرجه الباغندي في "جزئه" (76) وابن بشران (1297) وإسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجعفي. 3588 - "من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير". سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1650) عن أبي هريرة. 3589 - حديث يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "من حلف (على يمين) (¬2) فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير فهو كفارته" قال الحافظ: ويحيى ضعيف جدا" (¬3) أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6608) عن هُشيم ثنا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه" وأخرجه مسلم في "التمييز" (82) عن يحيى بن يحيى النيسابوري ثنا هشيم به. وأخرجه البيهقي (10/ 34) من طريق سريج بن يونس البغدادي ثنا هشيم به. قال مسلم: بمثل هذه الرواية وأشباهها، ترك أهل الحديث حديث يحيى بن عبيد الله، لا يعتدون به" وأسند البيهقي عن أبي داود قال: قلت لأحمد بن حنبل: روى يحيى بن سعيد عن يحيى بن عبيد الله. فقال: تركه بعد ذلك وكان لذلك أهلا. قال أحمد: أحاديثه مناكير، وأبوه لا يعرف" ¬

_ (¬1) 14/ 260 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم) (¬2) ليست في الأصل. (¬3) 14/ 432 (كتاب الإيمان والنذور - باب الكفارة قبل الحنث وبعده)

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله" إتحاف الخيرة 7/ 122 قلت: يحيى بن عبيد الله هو ابن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال مسلم والنسائي: متروك الحديث. وقال الحاكم: روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة أكثرها مناكير. وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن ابن عمرو فأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو يعلى (5762) عن محمد بن يحيى بن فياض الزَّمَّاني ثنا محمد بن الحارث الحارثي ثنا محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فكفارتها تركها" قال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف" المجمع 4/ 183 وقال البوصيري: هذا إِسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن والراوي عنه" إتحاف الخيرة 7/ 122 قلت: الحارثي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: روى أحاديث منكرة، وهو متروك الحديث. وقال يعقوب بن سفيان: لا يكتب حديثه. ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني قال البخاري وغير واحد: منكر الحديث، وقال الحاكم: يروي عن أبيه عن ابن عمر المعضلات، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وأما حديث ابن عمرو فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم" 3590 - "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليترك يمينه" قال الحافظ: وقد وقع في حديث عدي بن حاتم عند مسلم (1651) ما يوهم ذلك وأنه أخرجه بلفظ: فذكره، هكذا أخرجه من وجهين ولم يذكر الكفارة، ولكن أخرجه من وجه آخر بلفظ "فرأى خيرا منها فليكفرها وليأت الذي هو خير" ومداره في الطرق كلها على عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طَرَفَة عن عدي، والذي زاد ذلك حافظ فهو المعتمد" (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 431 و 432 (كتاب الإيمان والنذور - باب الكفارة قبل الحنث وبعده)

3591 - حديث أبي أمامة بن ثعلبة مرفوعاً "من حلف عند منبري هذا بيمين كاذبة يستحل بها مال امرئ مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا" قال الحافظ: أخرجه النسائي ورجاله ثقات" (¬1) أخرجه النسائي في "الكبرى" (6019) والدولابي في "الكنى" (1/ 12 - 13) عن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجُوْزَجَاني والطبراني (¬2) في "الكبير" (795) عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري والطبراني في "الأوسط" (195) عن أحمد بن حماد بن مسلم البصري زُغْبَة قالوا: ثنا سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة عن أبيه عن عبد الله بن عطية بن (¬3) عبد الله بن أنيس أنا أبو أمامة بن ثعلبة رفعه "من تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن حلف عند منبري هذا بيمين كاذبة يستحل بها مال امرئ مسلم بغير حق، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن أحدث في مدينتي هذه حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمامة بن ثعلبة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن المنيب" قلت: وإسناده ضعيف، عبد الله بن عطية مجهول كما قال الذهبي في "الكاشف"، وقال في "الميزان": لا يعرف. والمنيب لم يرو عنه إلا ابنه عبد الله كما في "الميزان"، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3592 - حديث ابن عمر رفعه "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث" سكت عليه الحافظ (¬4). وذكره في موضع آخر وقال: قال ابن التين: أخرجه مسلم من رواية عبد الرزاق عن ¬

_ (¬1) 6/ 213 - 214 (كتاب الشهادات - باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين) (¬2) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6681) عن الطبراني به. (¬3) وفي حديث الجوزجانى "عن" (¬4) 14/ 415 و 418 - 419 (كتاب الإيمان والنذور - باب الاستثناء في الإيمان)

مَعْمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. كذا قال، وليس هو عند مسلم بهذا اللفظ، وإنما أخرج قصة سليمان وفي آخره "لو قال إن شاء الله لم يحنث" نعم أخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه بلفظ "من قال" إلخ. قال الترمذي: سألت محمدا عنه فقال: هذا خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق فاختصره من حديث معمر بهذا الإسناد في قصة سليمان بن داود. قلت: وقد أخرجه البخاري في كتاب النكاح عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق بتمامه وأشرف إلى ما فيه من فائدة وكذا أخرجه مسلم. لكن قد جاء لرواية عبد الرزاق المختصرة شاهد من حديث ابن عمر أخرجه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الترمذي وصححه الحاكم من طريق عبد الوارث عن أيوب وهو السَّخْتياني عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فلا حنث عليه" قال الترمذي: رواه غير واحد عن نافع موقوفاً، وكذا رواه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، ولا نعلم أحدا رفعه غير أيوب، وقال إسماعيل بن إبراهيم: كان أيوب أحيانا يرفعه وأحيانا لا يرفعه" وذكر في "العلل" أنّه سأل محمدا عنه فقال: أصحاب نافع رووه موقوفاً إلا أيوب، ويقولون: إنّ أيوب في آخر الأمر وقفه. وأسند البيهقي عن حماد بن زيد قال: كان أيوب يرفعه ثم تركه. وذكر البيهقي أنّه جاء من رواية أيوب بن موسى وكثير بن فرقد وموسى بن عقبة وعبد الله بن العمري المكبر وأبي عمرو بن العلاء وحسان بن عطية كلهم عن نافع مرفوعاً انتهى. ورواية أيوب بن موسى أخرجها ابن حبان في "صحيحه"، ورواية كثير أخرجها النسائي والحاكم في "مستدركه"، ورواية موسى بن عقبة أخرجها ابن عدي في ترجمة داود بن عطاء أحد الضعفاء عنه، وكذا أخرج رواية أبي عمرو بن العلاء، وأخرج البيهقي رواية حسان بن عطية ورواية العمري، وأخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والبيهقي من طريق مالك وغيره عن نافع موقوفاً، وكذا أخرج سعيد والبيهقي من طريقه رواية سالم والله أعلم. وتعقب بعض الشراح كلام الترمذي في قوله: لم يرفعه غير أيوب وكذا رواه سالم عن أبيه موقوفاً.

قال شيخنا: قلت: قد رواه هو من طريق موسى بن عقبة مرفوعا ولفظه "من حلف على يمين فاستثنى على أثره ثم لم يفعل ما قال لم يحنث" انتهى ولم أر هذا في الترمذي ولا ذكره المزي في ترجمة موسى بن عقبة عن نافع في "الأطراف" (¬1) صحيح وحديث ابن عمر أخرجه النسائي (7/ 23) وفي "الكبرى" (4769) والطحاوي في "المشكل" (1924) وابن حبان في "الثقات" (7/ 351) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (576) والحاكم (4/ 303) من طريق ابن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ كثير بن فرقد حدّثه أنّ نافعا حدثهم عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف (¬2) فقال: إن شاء الله، فقد (¬3) استثنى" اللفظ للنسائي قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد كثير بن فرقد المدني به بل تابعه غير واحد عن نافع، واختلف عن بعضهم، منهم: 1 - أيوب السختياني. أخرجه الشافعي في "السنن" (105) والحميدي (690) وأحمد (2/ 6 و 10 و 48 - 49 و 49 و 68 و 126 و 127 و 153) والدارمي (2347 و 2348) وأبو داود (3261 و 3262) وابن ماجه (2105 و 2106) والترمذي (1531) وفي "العلل" (2/ 655) والنسائي (7/ 12 و 23) وفي "الكبرى" (4735 و 4770 و 4771) وابن الجارود (928) والروياني (1444) والطحاوي في "المشكل" (1920 و 1922 و 1923) والدينوري في "المجالسة" (3133) وابن حبان (4339 و 4342) والطبراني في "الأوسط" (2036) وأبو الشيخ في "الطبقات" (907) وابن جميع (ص 85 - 86) والبيهقي (7/ 360 - 361 و 361 و 10/ 46) وفي "معرفة السنن" (14/ 170) وفي "الصغرى" (4009) وفي "الأسماء" (ص 218) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 373) من طرق عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى (¬4) " ¬

_ (¬1) 14/ 415 و 418 - 419 (كتاب الإيمان والنذور - باب الاستثناء في الإيمان) (¬2) زاد الباقون "على يمين" (¬3) ولفظه عندهم "فله ثنياه" (¬4) زاد الترمذي "فلا حنث عليه"

وفي لفظ "من حلف فاستثنى (¬1)، فهو بالخيار، إن (¬2) شاء أن يمضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غير حنث" رواه الأكثرون (¬3) عن أيوب فجزموا برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه إسماعيل (¬4) بن عُلية عنه فقال: لا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. الشك من أيوب (قاله البيهقي) وأسند البيهقي عن حماد بن زيد قال: كان أيوب يرفع هذا الحديث ثم تركه" وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن، وقد رواه عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر موقوفاً. وهكذا روي عن سالم عن ابن عمر موقوفاً، ولا نعلم أحدا رفعه غير أيوب" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أصحاب نافع رووا هذا عن نافع عن ابن عمر موقوفاً إلا أيوب فإنّه يرويه عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقولون: إنّ أيوب في آخر أمره أوقفه" وقال البيهقي: وقد روي ذلك أيضاً عن موسى بن عقبة وعبد الله بن عمر وحسان بن عطية وكثير بن فرقد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، ولا يكاد يصح رفعه إلا من حديث أيوب، وأيوب يشك فيه أيضاً، ورواية الجماعة من أوجه صحيحة عن نافع عن ابن عمر من قوله غير مرفوع" قلت: هكذا قال الترمذي والبخاري: إنّ أيوب تفرد برفعه من بين أصحاب نافع، وهكذا جزم البيهقي بعدم صحة رفعه إلا من طريق أيوب. وفيما قالوه نظر فإنّ أيوب لم ينفرد برفعه بل وافقه غير واحد على رفعه كما تقدم من رواية كثير بن فرقد، وكما سيأتي من رواية غيره، وقد صحّ من حديث كثير بن فرقد مرفوعاً لا كما ذكر البيهقي رحمه الله أنّه لم يصح مرفوعاً إلا من حديث أيوب. واختلف فيه على أيوب، فرواه مَعْمر بن راشد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قوله. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "فقال: إن شاء الله" (¬2) وفي لفظ لأحمد "إن شاء فليمض، وإن شاء فليترك" ولفظ الدارمي وغيره "إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل" (¬3) وهم: سفيان بن عيينة والحمادان ووهيب بن خالد وعبد الوارث بن سعيد. (¬4) وحديثه عند أحمد.

أخرجه عبد الرزاق (16115) - ورواه سفيان الثوري عن أيوب واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (16115) عن الثوري موقوفاً. • ورواه الحسين بن الوليد القرشي عن الثوري مرفوعاً. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2036) وقال: لم يروه عن سفيان إلا الحسين بن الوليد" قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغيره. 2 - أيوب بن موسى. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1921) وابن حبان (4340) من طريق ابن وهب أني سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف (¬1) فقال: إن شاء الله، لم (¬2) يحنث" اللفظ لابن حبان وأخرجه البيهقي (10/ 46) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأيوب بن موسى هو ابن عمرو المكي. 3 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 140) عن أبي الشيخ في "الطبقات" (225) ثنا محمد بن يحيى ثنا العباس بن يزيد ثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث". العباس بن يزيد هو البحراني وهو صدوق كما في "الكاشف"، والباقون كلهم ثقات، ومحمد بن يحيى هو ابن مندة. وأخرجه ابن عبد البر (14/ 374) من طريق أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر عن عبيد الله بن عمر به. وأبو خالد الأحمر صدوق يخطئ. ¬

_ (¬1) زاد الطحاوي "بيمين" (¬2) ولفظ الطحاوي "فقد استثنى"

واختلف فيه على عبيد الله بن عمر، فرواه ابن جريج وعبد الرزاق (16112) عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قوله. 4 - صخر بن جويرية البصري. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (779) أنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا صخر بن جويرية ووهيب بن خالد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف فقال: إن شاء الله، فقد استثنى" وإسناده حسن. 5 - حسان بن عطية الدمشقي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3099) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 79) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عمرو بن هاشم قال: سمعت الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فاستثنى، ثم أتى، ثم أخلف، فلا كفارة عليه" وأخرجه تمام (ق 34/ أ) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأدرعي والخطيب في "التاريخ" (5/ 88) عن نعيم بن أبي نعيم قالا: ثنا بكر بن سهل الدمياطي به. قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا عمرو بن هاشم" وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي وحسان، تفرد برفعه عمرو بن هاشم البيروتي" قلت: وهو مختلف فيه، فقال ابن عدي: ليس به بأس، وقال ابن وارة: ليس بذاك. وبكر بن سهل قال النسائي: ضعيف. 6 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه تمام (ق 8/ ب) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا الحكم بن يعلي بن عطاء المحاربي الكوفي ثنا صالح بن يحيى عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف باستثناء فلا حلف عليه". وإسناده ضعيف جداً، قال أبو حاتم: الحكم بن يعلى متروك الحديث منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث منكر الحديث.

7 - أبو حنيفة النعمان بن ثابت. أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن الحسين بن غنجدة ص 187) وخالفهم جماعة رووه عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، منهم: 1 - مالك بن أنس. أخرجه في "الموطأ" (2/ 477) ومن طريقه البيهقي (10/ 46) وإسناده صحيح. 2 - موسى بن عقبة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5/ 181) ثنا أبو بشر الرقي ثنا شجاع بن الوليد عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: من حلف يمين فقال في إثرها: إن شاء الله، فإنه إن لم يفعل ما حلف عليه، لم يحنث". رواه داود بن عبد الرحمن العطار عن موسى بن عقبة فقال فيه "ثم فعل الذي حلف عليه لم يحنث" (¬1) أخرجه البيهقي (10/ 47) وفي "الصغرى" (4011 و 4012) 3 - عبد الله بن عمر العمري. أخرجه عبد الرزاق (16111) والبيهقي (10/ 46) 4 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه البيهقي (10/ 46) 5 - أبو عمرو بن العلاء البصري. أخرجه ابن البختري في "الأمالي" (22) وأما حديث أي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (16118) عن معمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث". ¬

_ (¬1) رواه داود بن عطاء المدني عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فقال في إثر يمينه: إن شاء الله، ثم حنث فيما حلف فيه، فإن كفارة يمينه إن شاء الله" أخرجه ابن عدي (3/ 954) والبيهقي (10/ 47) وفي "الصغرى" (4010) وقال: الموقوف هو الصحيح" قلت: داود بن عطاء ضعفوه.

ومن طريقه أخرجه أحمد (2/ 309) وابن ماجه (2104) والترمذي (1532) وفي "العلل" (2/ 656) والنسائي (7/ 29) وأبو يعلى (6246) والطحاوي في "المشكل" (1927) وابن حبان (4341) والطبراني في "الأوسط" (3024) قال أحمد: قال عبد الرزاق: وهو اختصره -يعني معمرا-" وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق اختصره من حديث معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنّ سليمان بن داود قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة غلاما. فطاف عليهنّ فلم تلد امرأة منهنّ إلا امرأةً نصف غلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو قال: إن شاء الله، لكان كما قال" قلت: قد صرّح عبد الرزاق بأن الذي اختصره إنما هو معمر. 3593 - حديث سلمة "من حمل علينا السلاح فليس منا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (99") (¬1) 3594 - "من حوسب عذب" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من رواية همام عن قتادة عن أنس رفعه: فذكره، وقال: غريب. قلت: والراوي له عن همام علي بن أبي بكر صدوق ربما أخطأ" (¬2) أخرجه الترمذي (3338) عن محمد بن عبيد الهمذاني ثنا علي بن أبي بكر عن همام عن قتادة عن أنس به مرفوعاً. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه" وأخرجه ابن عدي (5/ 1828) من طرق عن محمد بن عبيد الهمذاني به. وقال: سمعت القاسم بن زكريا يقول: هذا الحديث لا أعلم رواه عن عليّ بن أبي بكر غير محمد بن عبيد فقال: حدثنا همام عن قتادة عن أنس. وهذا الطريق كان أسهل على من أخطأ فيه، وهذا الإسناد خطأ، ولا أدري الخطأ من علي بن أبي بكر أو من محمد بن عبيد الهمذاني، وإنما صوابه عن همام ما رواه عمرو بن عاصم عن همام عن أيوب السَّخْتياني عن ابن أبي مُليكة عن عائشة مرفوعاً "من حوسب عذب". ¬

_ (¬1) 15/ 216 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32]) (¬2) 14/ 193 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب)

وقال أبو زرعة الرازي: محمد بن عبيد عندنا إمام، وعلي بن أبي بكر من الأبدال، وهذا حديث غريب" تهذيب الكمال 26/ 65 قلت: رواته كلهم ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلساً. 3595 - "من خرج وأمر الناس جميع يريد تفرقهم فاقتلوه" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (3/ 1480) عن عرفجة مرفوعاً "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه". 3596 - "من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة" قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني وابن أبي عاصم من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره، وسنده لين" (¬2) ضعيف أخرجه ابن عدي (3/ 1077) عن سليمان بن سيف الحراني وابن شاهين في "الناسخ" (619) عن إسحاق بن زيد الخطابي والشجري في "أماليه" (2/ 249 - 250) عن جعفر بن محمد بن فضيل الجزري وعن أبي الأزهر بن منيع الحرشي قالوا: ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا زهير بن محمد المكي عن الوضين بن عطاء عن جنادة عن أبي الدرداء به مرفوعاً. قال أبو حاتم: هو حديث موضوع" العلل 2/ 299 قلت: زهير بن محمد هو الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة وهذه منها فإنّ محمد بن سليمان بن أبي داود حراني. ومحمد بن سليمان مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. ¬

_ (¬1) 15/ 223 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45]) (¬2) 12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب)

3597 - "من خلع يدا من طاعة لقي الله ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" قال الحافظ: وعنده (أي مسلم 1851) في حديث ابن عمر رفعه: فذكره" (¬1) 3598 - "من دخل البيت دخل في حسنة وخرج مغفورا له" قال الحافظ: وقد روى ابن خزيمة والبيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً: فذكره. قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1161) وابن خزيمة (3013) والطبراني في "الكبير" (11490) وابن عدي (4/ 1456) وتمام (ق 88/ أ) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 208) والبيهقي (5/ 158) وفي "الشعب" (3762) وفي "معرفة السنن" (7/ 344) وفي "الصغرى" (1742) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي سعدويه ثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة مغفورا له، لفظ الطبراني وغيره. قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه" وقال ابن عدي: غير محفوظ" وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل وليس بقوى" قلت: وكذا قال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي، وضعفه النسائي وغير واحد، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان. 3599 - حديث ابن عمر رفعه "من دخل بغير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا" قال الحافظ: وهو حديث ضعيف أخرجه أبو داود" (¬3) ضعيف أخرجه أبو داود (3741) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (332) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 293 - 294) وابن عدي (1/ 381 و3/ 968) والبيهقي (7/ 68 و 265) ¬

_ (¬1) 16/ 112 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سترون بعدي أمورا تنكرونها) (¬2) 4/ 212 (كتاب الحج - باب إغلاق البيت) (¬3) 11/ 493 (كتاب الأطعمة - باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه)

وفي "الآداب" (705) وفي "الشعب" (9200 و 9201) والخطيب في "التطفيل" (ص 18 و19 و20). عن درست بن زياد القشيري وابن عدي (1/ 380 - 381) عن خالد بن الحارث البصري كلاهما عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا". قال أبو داود: أبان بن طارق مجهول" وقال ابن عدي: وأبان بن طارق هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث، وهذا الحديث معروف به، وله غير هذا الحديث لعله حديثين أو ثلاثة، وليس له أنكر من هذا الحديث" وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عن نافع مولى ابن عمر أبان بن طارق وعن أبان درست بن زياد" وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 2/ 915 قلت: واختلف فيه على نافع، فرواه عطاء بن عجلان البصري عنه عن ابن عمر قال: من جاء إلى طعام لم يدع إليه دخل غاصبا وأكل حراما وخرج مسخوطا عليه" أخرجه الخطيب في "التطفيل" (ص 21) وعطاء بن عجلان كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 3600 - "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2674) وأبو داود (4609) والترمذي (2674) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 17/ 65 (كتاب الاعتصام - باب إثم من دعا إلى ضلالة)

3601 - "من دعا على ظالمه فقد انتصر" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 347 - 348) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعاً "من دعا على من ظلمه فقد انتصر" وأخرجه الترمذي (3547) وفي "العلل" (2/ 922) وأبو يعلى (4454 و 4631) وابن عدي (6/ 2407) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 307) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 338 - 339 و 2/ 89) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 613) من طرق عن أبي الأحوص به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة، وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي حمزة وهو ميمون الأعور" وقال أيضاً: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير أبي الأحوص، ولكن هو عن أبي حمزة، وضعف أبا حمزة جداً" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن أبي حمزة غير أبي الأحوص" قلت: إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي حمزة. 3602 - "من دُعي إلى وليمة فلم يأتها فقد عصى الله ورسوله" قال الحافظ: ووقع في رواية لابن عمر عند أبي عوانة: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من دخل بغير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا" 3603 - حديث جابر بن سَمُرة مرفوعاً "من دفن ثلاثة فصبر عليهم واحتسب وجب له الجنة" فقالت أم أيمن: أو اثنين؟ فقال "أو اثنين" فقالت: وواحد، فسكت، ثم قال "وواحد" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬3). ¬

_ (¬1) 2/ 383 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم) (¬2) 11/ 154 (كتاب النكاح - باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله) (¬3) 3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

وذكره في موضع آخر وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" وفي سندهما ناصح بن عبد الله وهو ضعيف جداً" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الكبير" (2030) وفي "الأوسط" (2510) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (175) من طريق ناصح أبي عبد الله عن سِمَاك بن حرب عن جابر بن سمرة مرفوعاً "من دفن ثلاثة من الولد فصبر عليهم واحتسب وجبت له الجنة" فقالت أم أيمن: أو اثنين؟ قال "ومن دفن اثنين فصبر عليهما واحتسبهما وجبت له الجنة" فقالت أم أيمن: وواحدا؟، فسكت أو أمسك، ثم قال "يا أم أيمن من دفن واحدا فصبر عليه واحتسب وجبت له الجنة" اللفظ للطبراني وقال: لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا ناصح" وقال الهيثمي: وفيه ناصح بن عبد الله أبو عبد الله وهو متروك" المجمع 3/ 10 قلت: فالإسناد ضعيف جداً. 3604 - حديث أبي أمامة أنّه صلى الله عليه وسلم مرّ بالبقيع، فقال: "من دفنتم اليوم ها هنا؟ " قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند أحمد أنّه - صلى الله عليه وسلم - مرّ بالبقيع، فقال: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 266) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا مُعَان بن رفاعة ثني علي بن يزيد قال: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة قال: مرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد، قال: فكان الناس يمشون خلفه، قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه، فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر، فلما مرّ ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين، قال: فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "من دفنتم ها هنا اليوم؟ " قالوا: يا نبي الله، فلان وفلان، قال "إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما" قالوا: يا رسول الله، فيم ذاك؟ قال "أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين، قالوا: يا نبي الله، ولم فعلت؟ قال "ليخففن عنهما" قالوا: يا نبي الله، وحتى متى يعذبهما الله؟ قال "غيب لا يعلمه إلا الله، ولولا تَمَزُّعُ قلوبكم أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع" ¬

_ (¬1) 14/ 18 (كتاب الرقاق - باب العمل الذي يبتغى به وجه الله) (¬2) 1/ 333 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7869) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به. قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم وكلاهما ضعيف" المجمع 1/ 208 وقال في موضع آخر (3/ 56): وفيه علي بن يزيد وفيه كلام" قلت: القاسم أبو عبد الرحمن مختلف فيه، وعلي بن يزيد ضعفوه، ومعان بن رفاعة مخنلف فيه: وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. 3605 - قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "من ذا؟ " فقال: أنا، فقال "أنا أنا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (2155) من حديث جابر. 3606 - "من ذبح قبل التشريق فَليُعد" قال الحافظ: رواه أبو عبيد من مرسل الشعبي، ورجاله ثقات" (¬2) مرسل أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 453) عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن سَيَّار عن الشعبي به مرفوعا. وأخرجه عن هُشيم أنا سيار عن الشعبي مرفوعاً نحوه. ورواته ثقات، وسيار هو أبو الحكم العنزي. 3607 - "من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه القضاء، وإن استقاء فليقض" قال الحافظ: رواه (أي البخاري) في "التاريخ الكبير" قال: قال لي مسدد عن عيسى بن يونس حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه قال: فذكره. قال البخاري: لم يصح إنما يُروى عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وعبد الله ضعيف جداً. ورواه الدارمي من طريق عيسى أنه قال: زعم أهل البصرة أنّ هشام وهم فيه. وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ليس من ذا شيء. ورواه أصحاب ¬

_ (¬1) 10/ 263 (كتاب التفسير - سورة الممتحنة - باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12]) (¬2) 3/ 110 (كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق)

السنن الأربعة والحاكم من طريق عيسى بن يونس به. وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من رواية عيسى بن يونس عن هشام، وسألت محمدا عنه فقال: لا أراه محفوظا انتهى وقد أخرجه ابن ماجه والحاكم من طريق حفص بن غياث أيضاً عن هشام، قال: وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة ولا يصح إسناده ولكن العمل عليه عند أهل العلم" (¬1) صحيح أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (2/ 449) وعنه الدارمي (1736) والنسائي في "الكبرى" (3130) قال: ثنا عيسى بن يونس عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا ذرع الصائم القيء وهو لا يريده فلا قضاء عليه، وإذا استقاء فعليه القضاء" قال عيسى بن يونس: زعم أهل البصرة أنّ هشاما أوهم فيه" وأخرجه أحمد وابنه (2/ 498) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 91 - 92) وأبو داود (2380) وابن ماجه (1676) والترمذي (720) وفي "العلل" (1/ 342) والحربي في "الغريب" (1/ 276) وابن الجارود (385) وابن خزيمة (1960 و 1961) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (665) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 97) وفي "المشكل" (1680) وابن حبان (3518) والاسماعيلي في "معجمه" (ص 321 - 322) والدارقطني (2/ 184) والحاكم (1/ 426 - 427) والشاموخي في "حديثه" (32) والبيهقي (4/ 219) وفي "معرفة السنن" (6/ 261) والبغوي في "شرح السنة" (6/ 293 و 294) والمزي (7/ 142 - 143) من طرق عن عيسى بن يونس به. قال مهنا عن أحمد: حدّث به عيسى وليس هو في كتابه غلط فيه وليس هو من حديثه" التلخيص 2/ 189 وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ليس من ذا شيء" قال الخطابي: يريد أنّ الحديث غير محفوظ" وقال البخاري: لم يصح" وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً إلا من حديث عيسى بن يونس. قال محمد: لا أراه محفوظا. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة مرفوعا ولا يصح إسناده" ¬

_ (¬1) 5/ 77 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

وخالفهم غير واحد فصححوا الحديث، منهم: ابن خزيمة وابن حبان. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الدارقطني: رواته ثقات كلهم" قلت: وهو كما قالوا، ولم ينفرد عيسى بن يونس به بل تابعه حفص بن غياث الكوفي عن هشام به. أخرجه ابن ماجه (1676) وابن خزيمة (3/ 226) والحاكم (1/ 426) والبيهقي (4/ 219) وقال: تفرد به هشام بن حسان القُرْدُوسي" قلت: وهو ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين كما قال الحافظ في "التقريب". وللحديث طريقين آخرين ضعيفين: الأول: أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 38) وأبو يعلى (6604) والدارقطني (2/ 184 - 185 و 185) من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن جده عن أبي هريرة به مرفوعاً. وقال الدارقطني: عبد الله بن سعيد ليس بالقوي" والثاني: أخرجه ابن عدي (4/ 1641) لكن في إسناده عباد بن كثير الثقفي وهو متروك. وله شاهد عن عبد الله الصنابحي رفعه "من أصبح صائما، فاحتلم أو احتجم أو ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1591) عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن حميد المقرئ البغدادي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا محمد بن أبان القرشي عن زيد بن أسلم عن بن يسار عن الصنابحي به. وقال: لم يروه عن زيد بن أسلم عن الصنابحي إلا محمد بن أبان" وقال الهيثمي: وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف" المجمع 3/ 170 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد، ولينه الدارقطني والحاكم. وله شاهد آخر من حديث أبي سعيد أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (289) وفيه عطاء بن عجلان الحنفي قال ابن معين وغيره: ضعيف.

3608 - "من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة" قال الحافظ: رواه الحاكم من حديث أنس مرفوعا" (¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1663) عن إسحاق بن زيد الخطابي و (6167) عن وهب بن حفص الحرّاني قالا ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعاً به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي جعفر الرازي إلا محمد بن سليمان بن أبي داود" قلت: تابعه إبراهيم بن سليمان ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس به. أخرجه الحاكم (4/ 260) وقال: صحيح الإسناد" قلت: أبو جعفر الرازي مختلف فيه، والربيع بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر الرازي عنه لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا. 3609 - "من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ فمات فدخل النار فأبعده الله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة، وله شاهد عنده وصححه الحاكم، وله شاهد من حديث أبي ذر في الطبراني، وآخر عن أنس عند ابن أبي شيبة، وآخر مرسل عن الحسن عند سعيد بن منصور، وأخرجه ابن حبان من حديث أبي هريرة، ومن حديث مالك بن الحويرث، ومن حديث عبد الله بن عباس عند الطبراني، ومن حديث عبد الله بن جعفر عند الفريابي" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الشين فانظر حديث "شقي عبد ذكرت عنه فلم يصلّ عليّ" ¬

_ (¬1) 2/ 288 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة) (¬2) 13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

3610 - "من رأى أنّه شرب لبنا فهو الفطرة" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث أبي بكرة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جداً وذكره الهيثمي في "المجمع" (7/ 183) وقال: رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظُهير وهو متروك" ولفظه "من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة، ومن رأى أنه يشرب لبنا فهي الفطرة، ومن رأى أنّ عليه درعا من حديد فهي حصانة دينه، ومن رأى أنه يبني بيتا فهو عمل يعمله، ومن رأى أنه غرق فهو في النار" 3611 - "من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم يضره" قال الحافظ: وأخرج البزار وابن السني من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف جداً أخرجه البزار (كشف 3055) وابن السني (207) وابن عدي (3/ 117) من طريق حجاج بن نُصير البصري ثنا أبو بكر الهذلي عن ثُمامة بن عبد الله عن أنس به مرفوعاً. زاد ابن السني "العين -يعني لا يصيبه العين-". قال البزار: لا نعلم رواه إلا أنس، ولا نعلم له إلا هذا الطريق" وقال الهيثمي: رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي، وأبو بكر ضعيف جداً" المجمع 5/ 109 3612 - "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يقول لأصحابه: من رأى منكم رؤيا" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 16/ 99) 3613 - "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه مسلم (49) عن أبي سعيد. ¬

_ (¬1) 16/ 50 (كتاب التعبير - باب اللبن) (¬2) 12/ 314 (كتاب الطب - باب العين حق) (¬3) 1/ 33 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬4) 16/ 163 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر)

3614 - "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني" قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه زهير بن محمد أخبرني عبد الرحمن بن زيد عن أنس به مرفوعاً. أخرجه الحاكم (2/ 161) ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي (¬2) بتنيس ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ثنا زهير بن محمد به (¬3). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة الأزرق مدني ثقة مأمون" قلت: وزهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها، وهذه منها، فالإسناد ضعيف. قال البخاري: ما روى عنه أهل الشام فإنّه مناكير. وقال أحمد: في رواية الشاميين عن زهير يروون عنه مناكير. وقال أيضاً: روى عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير أحاديث بواطيل كأنّه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير. والتنيسي مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره. والحديث أخرجه أيضاً الطبراني في "الأوسط" (976) عن أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ثنا عمرو بن أبي سلمة به. الثاني: يرويه يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس مرفوعاً "من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7643) من طريق عصمة بن المتوكل ثنا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر عن يزيد الرقاشي به. ¬

_ (¬1) 11/ 12 (كتاب النكاح - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من استطاع الباءة فليتزوج) (¬2) ذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: ليس بالقوي. وقد توبع كما سيأتي. (¬3) أخرجه البيهقي في "الشعب" (5101) عن الحاكم به.

وقال: لم يروه عن زافر إلا عصمة" قلت: وعصمة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الإمام أحمد: لا أعرفه، وقال العقيلي: قليل الضبط للحديث يهم وهما. وزافر بن سليمان مختلف فيه، وجابر هو ابن يزيد الجُعْفي وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وكذبه غير واحد. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الخليل بن مرة الضُّبَعي عن يزيد الرقاشي به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8789) وابن جميع (ص 222) والبيهقي في "الشعب" (5100) والخطيب في "الموضح" (2/ 84) من طريقين عن الخليل بن مرة به. والخليل بن مرة ضعيف كما قال النسائي وغيره. وتابعه خالد الحذّاء عن يزيد الرقاشي به. أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1005) من طريق مالك بن سليمان الهروي ثنا هَيّاج بن بِسْطام عن الحذاء به. وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 2/ 942 قلت: هياج ضعيف كما قال النسائي وغيره، والرقاشي ضعيف كما قال ابن معين وغيره. 3615 - "من رغب عن سنتي فليس مني" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 11/ 4 - 5) من حديث أنس. 3616 - "من ركب البحر إذا ارتج فقد برئت منه الذمة" قال الحافظ: وفي حديث زهير بن عبد الله يرفعه: فذكره، وفي رواية "فلا يلومنّ إلا نفسه" أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" وزهير مختلف في صحبته، وقد أخرج ¬

_ (¬1) 4/ 7 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة) و5/ 86 (كتاب الصوم - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر)

البخاري حديثه في "تاريخه" فقال في روايته: عن زهير عن رجل من الصحابة، وإسناده حسن" (¬1) ضعيف يرويه أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجَوْني واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 275) عن عباد بن عباد بن حبيب البصري وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (898) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1228) عن حماد بن زيد وابن شاهين كما في "الإصابة" (4/ 91) عن حماد بن سلمة ثلاثتهم عن أبي عمران الجوني عن زهير بن عبد الله مرفوعاً "من بات على إجار -أو قال: على سطح- ليس عليه ما يرد قدميه فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر إذا التج - أو قال: ارتج -فقد برئت منه الذمة- أو قال: فلا يلومن إلا نفسه" اللفظ لأبي عبيد - ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن زهير بن أبي جبل. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3079) قال الحافظ: وقول شعبة: محمد بن زهير، شاذ لاتفاق الحمادين وهشام على أنّه زهير بن عبد الله. والله أعلم. ثم وجدته من طريق ابن المبارك عن شعبة فقال: عن زهير بن أبي جبل ليس فيه محمد. أخرجه الخطيب في "المؤتلف" الإصابة 4/ 92 قلت: ومن طريق ابن المبارك أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3078) والخطيب في "السابق واللاحق" (ص 75 - 76) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 262) - وقال محمد بن ثابت العبدي: عن أبي عمران الجوني قال: حدثني بعض أصحاب محمد -وغزونا نحو فارس- فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. ¬

_ (¬1) 6/ 427 - 428 (كتاب الجهاد - باب ركوب البحر)

أخرجه أحمد (5/ 79) ومحمد بن ثابت مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - وقال أبان بن يزيد العطار: عن أبي عمران الجوني ثنا زهير بن عبد الله -وكان عاملا على توج وأثنى عليه خيرا- عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً به. أخرجه أحمد (5/ 271) ثنا عبد الصمد ثنا أبان به. وأبان ثقة ثبت، وتابعه أبو قدامة الحارث بن عبيد الأيادي عن أبي عمران الجوني به. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1194) وفي "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 426) وأبو قدامة ليس بالقوي كما في "الكاشف" للذهبي لكن لا بأس به في المتابعات. - وقال هشام الدَّسْتُوائي: عن أبي عمران الجوني قال: كنا بفارس وعلينا أمير يقال له زهير بن عبد الله فقال: حدثني رجل أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. أخرجه أحمد (5/ 79) عن أزهر بن القاسم الراسبي البصري عن هشام به. ورواه وهب بن جرير بن حازم عن هشام فقال فيه: عن زهير بن عبد الله مرفوعاً، ليس فيه عن رجل. ذكره أبو نعيم في "الصحابة" (3/ 1228) وزهير بن عبد الله مختلف في صحبته ولم يثبت عندي ما يدل على صحبته. فقد قال ابن معين: حديث أبي عمران الجوني عن زهير بن عبد الله "من مات فوق أجار" مرسل" المراسيل ص 132 وكذا قال أبو حاتم: هو مرسل" المراسيل ص 60 وذكره ابن حبان في ثقات التابعين على قاعدته. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وقال الحافظ في "الإصابة": ذكره البغوي وجماعة في الصحابة، وهو تابعي" وللحديث شاهد عن علي بن شيبان وآخر عن ابن عباس فأما حديث علي بن شيبان فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1192) وأبو داود (5041) وابن عدي (3/ 1184) والبيهقي في "الآداب" (978) والمزي (21/ 286 - 287) من طريق سالم بن نوح البصري أنا عمر بن جابر الحنفي عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثّاب

عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه مرفوعاً "من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاب فقد برئت منه الذمة" قال البخاري: في إسناده نظر" قلت: وعلة بن عبد الرحمن لا يعرف كما في "الميزان" للذهبي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (2/ 702 و 708) من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "من نام على سطح ليس له ما يستره فخرّ فمات من يومه فقد برأت منه الذمة" والحسن بن عمارة متروك. 3617 - "من رمانا بالنبل فليس منا" قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أبي هريرة بلفظ: فذكره، وهو عند الطبراني في "الأوسط" "الليل" بدل النبل، وعند البزار من حديث بريدة مثله" (¬1) ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث بريدة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن جعفر فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 321) والبخاري في "الأدب المفرد" (1279) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (187) والطحاوي في "المشكل" (1327) والعقيلي (4/ 407) وابن حبان (5607) والطبراني في "الأوسط" (9336) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ثني سعيد بن أبي أيوب ثني يحيى بن أبي سليمان عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبي هريرة به مرفوعاً. واللفظ لابن حبان، ولفظ الباقين "بالليل" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن المقبري إلا يحيى بن أبي سليمان، تفرد به سعيد بن أبي أيوب" وقال البخاري: في إسناده نظر" وقال الهيثمي: يحيى بن أبي سليمان وثقه ابن حبان وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 292 قلت: الحديث رجال إسناده كلهم ثقات غير يحيى بن أبي سليمان المدني وهو ¬

_ (¬1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حمل علينا السلاح فليس منا)

مختلف فيه: وثقه ابن حبان والحاكم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه، وقال ابن عدي: هو ممن تكتب أحاديثه وإن كان بعضها غير محفوظ، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وأما حديث بريدة فأخرجه البزار (كشف 3334) من طريق ليث بن أبي سليم عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه رفعه "من رمانا بالليل فليس منا" بإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1326) والطبراني في "الكبير" (11553) والقضاعي (355) من طريق سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد ثني ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "من غشنا فليس منا، ومن رمانا بالليل فليس منا". وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي وهو صدوق كما قال الحافظ في "الفتح" (3/ 495) واختلف عنه: فقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسى: ثنا الدراوردي عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة مرفوعاً مثله. أخرجه ابن مندة في "الإيمان" (553) وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 217) من طريق سلمة بن رجاء التميمي عن يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن جعفر مرفوعاً "من رمى بالليل فليس منا، ومن رقد على سطح لا جدار له فمات فدمه هدر" قال الهيثمي: وفيه يزيد بن عياض وهو متروك" المجمع 7/ 292 3618 - "من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا، ومن أوبق نفسه فهو الذي يشفع فيه بعد أن يعذب" قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم والبيهقي في "البعث" من طريق جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر رفعه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 205 - 206 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

وذكره في موضع آخر وقال: وفي حديث جابر عند ابن أبي حاتم والحاكم: فذكره" (¬1) أخرجه ابن عدي (3/ 1077) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 321) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن حماد الآملي ص 195) عن صفوان بن صالح الدمشقي واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2055) عن موسى بن عامر الدمشقي وابن ماجه (¬2) (4310) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال سمعت جابر بن عبد الله رفعه "شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي" فقلت: ما هذا يا جابر؟ قال: نعم يا محمد إنّه متى زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، وأما الذي قد استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة، وإنما الشفاعة شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه وأغلق ظهره. وأخرجه الحاكم (2/ 382) وعنه البيهقي في "البعث" (1) وفي "الشعب" (307) من طريق يعقوب بن كعب الحلبي ثنا الوليد بن مسلم به بلفظ "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] فقال "إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي أبو حفص الدمشقي ثنا زهير بن محمد به واقتصر على المرفوع فقط. أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 655) وابن حبان (6467) والحاكم (1/ 69) والبيهقي في "الشعب" (306) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) 14/ 194 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب) (¬2) اقتصر على المرفوع فقط.

قلت: بل ضعيف لأنّ رواية أهل الشام عن زهير بن محمد وهو التميمي ليست مستقيمة كما صرّح بذلك البخاري وأحمد وأبو حاتم والعجلي. ولم ينفرد به بل تابعه محمد بن ثابت البُنَاني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعاً "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" قال: فقال لي جابر: من لم يكن من أهل الكبائر فماله وللشفاعة. أخرجه الطيالسي (ص 233) عن محمد بن ثابت به. وأخرجه الترمذي (2436) وفي "العلل" (2/ 839) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 654) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 252) والآجري في "الشريعة" (ص 338) والحاكم (1/ 69) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 200 - 201) وفي "الصحابة" (1493) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 69) من طرق عن الطيالسي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه يستغرب من حديث جعفر بن محمد" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر ومحمد بن ثابت، لم يروه عنه إلا الطيالسي" قلت: ومحمد بن ثابت البناني ضعيف كما قال أبو داود والنسائي والدارقطني. 3619 - "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: من زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم". قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، إسناده جيد لكن عدّه مسلم في جملة ما أنكر على عمرو بن شعيب لأنّ ظاهره ذم النقص من الثلاث، وأجيب بأنّه أمر سيئ والإساءة تتعلق بالنقص والظلم بالزيادة، وقيل: فيه حذف تقديره من نقص من واحدة" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: صححه ابن خزيمة وغيره من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص في صفة الوضوء، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن فرغ "من زاد على هذا فقد أساء وظلم" فإنّ في رواية سعيد بن منصور فيه التصريح بأنه مسح رأسه مرة واحدة" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 1/ 244 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله عز وجل: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} [المائدة: 6]) (¬2) 1/ 310 (كتاب الوضوء - باب مسح الرأس مرة)

أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (81) وابن أبي شيبة (1/ 8 - 9) وأحمد (2/ 180) وأبو داود (135) وابن ماجه (422) والنسائي (1/ 75) وفي "الكبرى" (89 و 90 و 173) وابن الجارود (75) وابن خزيمة (174) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 33 و 36) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 361) وابن الأعرابي (ق 9/ ب) والبيهقي (1/ 79) وفي "الخلافيات" (130 و 281 و 282) والبغوي في "شرح السنة" (229) من طرق عن موسى بن أبي عائشة الكوفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رجلاً (¬1) أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله كيف الطُّهور (¬2)؟ فدعا بماء في إناء، فغسل كفيه (¬3) ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه فأدخل أُصْبعيه السَّبَّاحتين (¬4) في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسَّباحتين (¬5) باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال "هكذا (¬6) الوضوء، فمن زاد على هذا أو نقص (¬7)، فقد (¬8) أساء وظلم" أو "ظلم وأساء" اللفظ لأبي داود قال النووي: هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود وغيره بأسانيدهم "الصحيحة" شرح صحيح مسلم 1/ 526 وقال في "الخلاصة" (1/ 116): إسناده صحيح" قلت: إسناده حسن، موسى بن أبي عائشة ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. رواه عن موسى بن أبي عائشة: سفيان الثوري وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي والحكم بن بشير بن سلمان الكوفي وإسرائيل بن يونس الكوفي وهُريم بن سفيان الكوفي وعمرو بن قيس (¬9). واختلفوا في قوله: أو نقص. ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد وغيره "جاء أعرابي" (¬2) وفي لفظ "الوضوء" (¬3) زاد في الخلافيات "حتى أنقاهما" (¬4) ولفظ الطحاوي "السبابتين" (¬5) ولفظ الطحاوي "السبابتين" (¬6) ولفظ أبي عبيد "الوضوء ثلاثا" (¬7) لم يذكر "أو نقص" أحمد والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن الجارود وابن الأعرابي. (¬8) ولفظ أحمد وغيره "فقد أساء وتعدى وظلم" (¬9) رواه أحمد بن منيع (الإتحاف 820) عن أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي عن عمرو بن قيس فلم يسم موسى بن أبي عائشة.

فذكره أبو عوانة والحكم بن بشير وعمرو بن قيس. ولم يذكره إسرائيل وهريم بن سفيان. واختلف عن الثوري فذكره عنه: أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. ولم يذكره عنه: يعلي بن عبيد الطنافسي والأشجعي عبيد الله بن عبيد الرحمن. 3620 - "من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث صفوان بن عسّال رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الكبير" (7389) من طريق صالح بن مالك الخوارزمي ثنا عبد الأعلي بن أبي المساور ثنا عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش قال: أتينا صفوان بن عسال فقال: أزائرين؟ قلنا: نعم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من زار أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع، ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع" وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 9) من طريق هشام بن سليمان الكوفي عن عبد الأعلي عن محمد بن سُوقة عن زر بن حبيش به. وقال: غريب من حديث محمد بن سوقة لا نعرفه إلا من هذا الوجه" قلت: وإسناده واه، ابن أبي المساور قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة وأبو نعيم: ضعيف جداً، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي وابن نمير: متروك الحديث. 3621 - "من زار قوما فلا يَؤُمُّهم، ولْيَؤُمُّهم رجل منهم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه مرفوعاً" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 436 و 436 - 437 و 5/ 53) وأبو داود (596) والترمذي (356) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (924 و 925) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 53) والنسائي (2/ 62) وفي "الكبرى" (862) وابن خزيمة (1520) والطبراني في "الكبير" (19/ 286) والبيهقي (3/ 126) والبغوي في "شرح السنة" (835) والمزي (34/ 93) من ¬

_ (¬1) 13/ 112 (كتاب الأدب - باب الزيارة) (¬2) 2/ 313 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا زار الإمام قوما فأمهم)

طرق عن أبان بن يزيد العطار عن بُديل بن ميسرة العقيلي ثني أبو عطية مولى منا قال: كان مالك بن الحويرث يأتينا إلى مصلانا هذا، فأقيمت الصلاة، فقلنا له: تقدم فَصَلِّهْ، فقال لنا: قدموا رجلاً منكم يصلي بكم، وسأحدثكم لم لا أصلي بكم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. اللفظ لأبي داود قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: الحديث إسناده ضعيف، أبو عطية مجهول كما قال أبو الحسن بن القطان، وقال أبو حاتم: لا يعرف ولا يسمى، وقال ابن المديني: لا يعرفونه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو. 3622 - "من زنى خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه" قال الحافظ: وأخرج الطبراني بسند جيد من رواية رجل من الصحابة لم يسم رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 339) والطبراني في "الكبير" (7224) وأبو نعيم في "الصحابة" (3737) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 174) من طرق عن عامر بن إبراهيم الأصبهاني عن يعقوب القمي عن عنبسة عن عيسى بن جارية عن شريك رجل من الصحابة رفعه "من زنا خرج منه الإيمان, ومن شرب الخمر غير مكره ولا مضطر خرج منه الإيمان، ومن انتهب نهبة يستسمر فيها الناس خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه". قال الحافظ في "الإصابة" (5/ 78): شريك غير منسوب. قال ابن السكن: رجل من الصحابة رُوي عنه حديث في إسناده نظر مخرجه عن أهل أصبهان. وقال ابن شاهين: شريك لا أعرف اسم أبيه وهو من الصحابة. ثم أخرج هو وابن السكن وابن مندة من طريق يعقوب القمي عن عيسى بن جارية عن شريك رجل من الصحابة، وفي رواية ابن مندة: عن شريك رجل له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من زنى خرج منه الإيمان الحديث" رجاله ثقات. ووقع في رواية ابن شاهين زيادة عنبسة الرازي بين يعقوب وعيسى، وكذا وقع في رواية ابن قانع، ولم ينسب في شيء مما وقفت عليه" وقال أبو نعيم: تفرد به يعقوب" ¬

_ (¬1) 15/ 64 (كتاب الحدود - باب الزنا وشرب الخمر)

قلت: وثقه الطبراني وغيره، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وعنبسة هو ابن سعيد قاضي الري وثقه أحمد وغير واحد، وعيسى بن جارية مختلف فيه والأكثرون على تضعيفه، ذكره النسائي والساجي والعقيلي في "الضعفاء" وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أيضاً: ليس حديثه بذاك، وقال أبو داود والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: لا بأس به. وللحديث شاهد صحيح من حديث أبي هريرة "إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان" وقد تقدم في حرف الهمزة. 3623 - "من سأل القتل في سبيل الله صادقا ثم مات أعطاه الله أجر شهيد" قال الحافظ: أخرجه الحاكم، وللنسائي من حديث معاذ مثله" (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 77) ومسلم (1908) عن أنس. وحديث معاذ تقدم الكلام عليه عند حديث "من جرح جرحاً في سبيل الله" 3624 - "من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" قال الحافظ: وللحاكم من حديث سهل بن حُنيف مرفوعاً: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (1909) 3625 - "من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (1041) من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة ما هو مطابق للفظ الترجمة، فاحتمال كونه أشار إليه أولى ولفظه: فذكره" (¬3) 3626 - "من سأل الناس ليشري ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة، فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق حُبْشي بن جُنادة في أثناء حديث مرفوع" (¬4) له عن حبشي بن جنادة طريقان: الأول: يرويه عامر الشعبي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 6/ 356 (كتاب الجهاد - باب تمني الشهادة) (¬2) 6/ 356 (كتاب الجهاد - باب تمنى الشهادة) (¬3) 4/ 81 (كتاب الزكاة - باب من سأل الناس تكثرا) (¬4) 4/ 81 (كتاب الزكاة - باب من سأل الناس تكثرا)

- فرواه مُجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي واختلف عنه: • فقيل: عن مجالد عن الشعبي عن حُبْشِي بن جنادة السلولي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع وهو واقف بعرفة، أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه، فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرِّمت المسألة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مِرَّةِ سَوِي، إلا لذي فقر مُدْقِع، أو غُرْم مُفْظِع، ومن سأل الناس ليُثْريَ به ماله، كان خُمُوشا في وجهه يوم القيامة، ورَضْفا يأكله من جهنم، ومن شاء فليُقِلَّ، ومن شاء فليُكثِر" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 207) والترمذي (653 و 564) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1512) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 22 ومسند طلحة 756) وابن عدي (2/ 849) وأبو نعيم في "الصحابة" (2315) والبغوي في "شرح السنة" (1623) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 439) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني وابن أبي شيبة (3/ 209 و 210) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 96) والحربي في "الغريب" (3/ 1074) والطبري (مسند عمر 1/ 22) والقضاعي (1014) عن عبد الله بن نمير كلاهما عن مجالد به. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه" • وقال يحيى بن سعيد القطان: عن مجالد عن الشعبي عن وهب بن خنبش قال: فذكره. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 19) • ورواه ابن المبارك عن مجالد عن الشعبي مرسلاً. أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (2073) ومجالد بن سعيد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. - ورواه جابر بن يزيد الجُعْفي عن الشعبي عن حبشي بن جنادة بلفظ "من سأل الناس في غير مصيبة حاجته فكأنما يلتقم الرضفة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (3505)

وجابر الجعفي قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. - ورواه داود بن أبي هند عن الشعبي قال: قال عمر: من سأل الناس، موقوف. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 209) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا داود به. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع. قال أبو حاتم وأبو زرعة: الشعبي عن عمر مرسل" المراسيل ص 160 الثاني: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي إسحاق السبيعي ثني حبشي بن جنادة رفعه "من سأل من غير فقر فإنما يأكل الجمر" أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1741) وأحمد (4/ 165) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 127) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 632) وابن أبي عاصم (1513) وابن خزيمة (2446) والطبري (مسند عمر 1/ 23) والطحاوي (2/ 19) والطبراني (3506 و 3508) وابن عدي (2/ 849) وأبو نعيم في "الصحابة" (2314) من طرق عن إسرائيل به. وأبو إسحاق كان قد اختلط وسماع إسرائيل منه بعد اختلاطه. ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه: 1 - قيس بن الربيع عن أبي إسحاق به. أخرجه ابن قانع (1/ 198) والطبراني في "الكبير" (3507) من طرق عن قيس به. وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ولم أر أحدا ذكره في الرواة عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. 2 - شريك بن عبد الله النخعي الكوفي. أخرجه ابن قانع (1/ 198) وشريك مختلف فيه. وللحديث شاهد عن جماعة من الصحابة فانظر "الترغيب" 1/ 574 - 577 و 591، المجمع 3/ 91 - 92 و 94 و 96، نصب الراية 2/ 399 - 401، الدراية 1/ 266 - 267، شرح معاني الآثار 2/ 20، غاية المرام ص 116 - 118 3627 - "من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش" قيل: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال "خمسون درهما أو قيمتها من الذهب"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده حكيم بن جبير وهو ضعيف، وقد تكلم فيه شعبة من أجل هذا الحديث، وحدث به سفيان الثوري عن حكيم فقيل له: إن شعبة لا يحدث عنه، قال: لقد حدثني به زُبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد -يعني شيخ حكيم-. أخرجه الترمذي أيضاً، ونص أحمد في علل الخلال وغيرها على أنّ رواية زبيد موقوفة" (¬1) ضعيف وله عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه حكيم بن جُبَيْر الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً، وعن حكيم غير واحد، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 180) وفي "مسنده" (391) وأحمد (1/ 388 و 441) وأبو يعلى (5217) والهيثم بن كليب (479) عن وكيع وأبو عبيد في "الغريب" (1/ 189) وفي "الأموال" (1730) عن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي والدارمي (1648) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 98 - 99) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 20 و 4/ 372) وفي "المشكل" (488) وابن عدي (2/ 636) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد وابن زنجويه في "الأموال" (2072) والدارمي (1648) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 20 و 4/ 372) وفي "المشكل" (488) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي ويعقوب بن سفيان (3/ 98 - 99) عن قَبيصة بن عقبة الكوفي ¬

_ (¬1) 4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

وابن عدي (2/ 635 - 636) والخطيب في "التاريخ" (3/ 205) عن يحيى بن سعيد القطان كلهم عن سفيان الثوري به. قال يحيى القطان: فسألت شعبة عن هذا الحديث فقال: قد سمعته من حكيم، إني أخاف الله أن أحدثه" وحكى المزي في "تحفة الأشراف" (7/ 85) عن النسائي أنّه قال: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم بن جبير، وحكيم ضعيف" وقال ابن عبد البر: وهذا الحديث إنما يدور على حكيم بن جبير وهو متروك الحديث" التمهيد 4/ 102 قلت: وقد خولف. فقد أخرجه أبو داود (1626) وابن ماجه (1840) والترمذي (651) والبزار (1913) والنسائي (5/ 72 - 73) وفي "الكبرى" (2373) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 23) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (595) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 20 و 4/ 372) وفي "المشكل" (489) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (2/ 458 - 459) وابن عدي (2/ 636) والدارقطني (2/ 122) وفي "العلل" (5/ 216 - 217) والبيهقي (7/ 24) من طرق عن يحيى بن آدم الكوفي عن سفيان الثوري عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود به. قال يحيى بن آدم: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أنّ شعبة كان لا يروي عن حكيم بن جبير. قال سفيان: فقد حدثناه زُبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد" سنن أبي داود وفي كتاب البزار: قال يحيى بن آدم: فعلمت أنّ شعبة لا يرضى حكيم بن جبير فقلت له: حدثنيه سفيان عن زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه، هكذا ولم يقل عن عبد الله، وحكيم بن جبير هذا رجل من أهل الكوفة ضعيف الحديث، وزبيد فلم يسند هذا الحديث عن عبد الله" وفي كتاب ابن عدي: قال سفيان: حدثني زبيد عن محمد بن عبد الرحمن ولم يزد عليه، قال أحمد بن حنبل: كأنه أرسله أو كره أن يحدث به" وقال النسائي فيما حكاه عنه المزي: لا نعلم أحدا قال في هذا الحديث: عن زبيد، غير يحيى بن آدم"

وقال الدارقطني: رواه زبيد ومنصور بن المعتمر عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد لم يجاوز ابنه محمدا، وقولهما أولى بالصواب" وقال ابن معين: يرويه يحيى بن آدم عن سمان عن زبيد، ولا نعلم أحدا يرويه إلا يحيى بن آدم. وهذا وهم. لو كان هذا هكذا لحدّث به الناس جميعاً عن سفيان، ولكنه حديث منكر" تاريخ الدوري 2/ 127 وقال ابن حزم: حكيم بن جبير ساقط، ولم يسنده زبيد، ولا حجة في مرسل" المحلى 6/ 220 - 221 وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وزبيد ثقة ثبت حجة، وقد أخطأ المؤلف في زعمه أنّ زبيدا لم يسنده فإنّ سياق الرواية يدل على أنّ الثوري يحكي متابعة زبيد لحكيم. ثم ذكر كلام عبد الله بن عثمان الذي تقدم وغيره ثم قال: وهذا صريح جداً في أنّ زبيدا حدّث به عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد كما حدّث به حكيم أي بإسناده وأنّه ليس مرسلاً كما زعم المؤلف رحمه الله، والحديث صحيح من رواية زبيد" وقال الألباني: قلت: حكيم بن جبير ضعيف لكن متابعة زبيد تقوي الحديث فإنّه ثقة ثبت وكذا سائر الرواة ثقات فالإسناد صحيح من طريق زبيد" الصحيحة حديث رقم 499 كذا قالا، وإنما هو مرسل كما جاء مصرحاً بذلك في رواية البزار، وكما نص على ذلك الدارقطني وغيره. 2 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الطيالسي (ص 42 - 43) والدارمي (1647) والترمذي (650) والطبري (1/ 24) والدولابي في "الكنى" (1/ 135) والهيثم بن كليب (478 و 480) والدارقطني (2/ 122) والبغوي في "شرح السنة" (1600) والرافعي في "التدوين" (1/ 115) والمزي (25/ 650 - 651) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 85 - 86) وقال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث" وقال الدارقطني: حكيم بن جبير متروك" 3 - حماد بن شعيب الحِمَّاني الكوفي. أخرجه ابن عدي (2/ 661) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مسهر" (82) وحماد بن شعيب قال ابن معين وغيره: ضعيف.

4 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه العِيسوي في "فوائده" (9) من طريق محمد بن سابق التميمي ثنا إسرائيل به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 246 - 247) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة ثنا إسرائيل به. وقال: هكذا حدثنا الساجي عن إسرائيل عن حكيم بن جبير، ولقد أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حكيم، وهذا أشبه وليس له طريق يعرف ولا رواية إلا من حديث حكيم بن جبير" وأخرجه الدارقطني (2/ 121 - 122) من طريق محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا حماد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود. وقال: قوله: عن أبي إسحاق، وهم، وإنما هو حكيم بن جبير، وهو ضعيف تركه شعبة وغيره" وقال في "العلل" (5/ 216): ووهم في قوله: عن أبي إسحاق، وإنما رواه إسرائيل عن حكيم بن جبير" 5 - شعبة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1707) عن النسائي أنا أحمد بن حفص حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن شعبة به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا إبراهيم ويحيى بن سعيد القطان، ولم يروه عن يحيى إلا مسدد" الثاني: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود. أخرجه أحمد (1/ 466) عن نصر بن باب الخراساني عن الحجاج بن أرطأة عن إبراهيم به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (10199) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 237) وقال: غريب من حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا الحجاج بن أرطاة" قلت: وهو ضعيف مدلس. الثالث: يرويه عبد الرحمن بن المِسْور بن مخرمة بن نوفل المدني عن أبيه عن ابن مسعود.

أخرجه الدارقطني (2/ 121) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري ثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم عن عبد الرحمن بن المسور به. وقال: ابن أسلم ضعيف" الرابع: يرويه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود. أخرجه الدارقطني (2/ 121) من طريق بكر بن خُنيس الكوفي عن أبي شيبة عن القاسم به. وقال: أبو شيبة هو عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، وبكر بن خنيس ضعيف" 3628 - "من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا" قال الحافظ: وعن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد له صحبة في أثناء حديث مرفوع قال فيه: فذكره، أخرجه أبو داود" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف" 3629 - "من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار" فقالوا: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال "قدر ما يغديه ويعشيه" قال الحافظ: وعن سهل بن الحنظلية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان" (¬2) صحيح وله عن سهل بن الحنظلية طريقان: الأول: يرويه ربيعة بن يزيد الإيادي الدمشقي ثني أبو كبشة السلولي أنّه سمع سهل بن الحنظلية الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ عيينة والأقرع سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فأمر معاوية أن يكتب به لهما، ففعل، وختمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمر بدفعه إليهما، فأما عيينة فقال: ما فيه؟ قال "فيه الذي أمرت به" فقبله وعقده في عمامته، وكان أحكم (¬3) الرجلين، وأما الأقرع فقال: احمل صحيفة لا أدري ما فيها كصحيفة المتلبس، فأخبر معاوية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقولهما. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة (¬4) فمرّ ببعير مُنَاخ على باب ¬

_ (¬1) 4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273]) (¬2) 4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273]) (¬3) وفي لفظ "أحلم" (¬4) وفي لفظ "حاجته"

المسجد من أول النهار، ثم مرّ به آخر النهار وهو (¬1) على حاله، فقال "اين صاحب هذا البعير؟ " (¬2) فابتغي فلم يوجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتقوا الله في هذه البهائم، ثم اركبوها صِحَاحا، واركبوها (¬3) سمانا، كالمُتَسَخِّط آنفا، إنّه من سأل (¬4) وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من نار (¬5) جهنم" أخرجه أحمد (4/ 180 - 181) واللفظ له وابن حبان (545 و 3394) والبيهقي (7/ 25) عن علي بن المديني والطبراني في "مسند الشاميين" (585) وابن بشران (1500) عن سهل بن زَنْجَلة الرازي وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 534 - 535) عن سلمان بن أحمد الحرشي قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني ربيعة بن يزيد به. قال موسى ابن هارون الحمال: إسناده صحيح" أمالي ابن بشران ص 277 وقال ابن حزم: وهذا لا شيء لأن أبا كبشة السلولي مجهول" المحلى 6/ 219 وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: إسناده صحيح، وأبو كبشة ليس مجهولا بل هو تابعي ثقة، وثقه العجلي وغيره" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 96 قلت: لم يخرج الشيخان لسهل بن الحنظلية، والحديث إسناده صحيح كما قال الشيخ أحمد شاكر، وأبو كبشة السلولي احتج به البخاري، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر، ووثقه الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه غير واحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، منهم: 1 - أيوب بن سويد الرّملي. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "وهو في مكانه" (¬2) زاد الطبراني "قالوا: لرجل منا من الأنصار" (¬3) ولفظ ابن حبان والطبراني "وكلوها" (¬4) زاد ابن حبان في الموضع الثاني "شيئاً" (¬5) ولفظ ابن حبان "جمر"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2075) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 24 - 25) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 20) من طرق عن أيوب بن سويد به. وأيوب بن سويد قال أحمد وغيره: ضعيف. 2 - عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي. أخرجه ابن أبي عاصم (2074) عن محمد بن مُصَفى الحمصي ثنا عمر بن عبد الواحد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5620) عن يحيى بن عبد الباقي المصيصي ثنا محمد بن مصفى به. وإسناده حسن، محمد بن مصفى صدوق ومن فوقه كلهم ثقات. 3 - الوليد بن مزيد البيروتي. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 338 - 339) عن العباس بن الوليد بن مزيد ثنا أبي به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 4 - بشر بن بكر التِّنِّيسي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (486) عن الربيع بن سليمان المرادي ثنا بشر بن بكر به. وإسناده صحيح رواته ثقات. - ورواه هشام بن عمار عن صدقة بن خالد الأموي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر واختلف عنه: • فرواه محمد بن أبي زرعة الدمشقي عن هشام بن عمار كرواية الوليد بن مسلم ومن تابعه. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (584) • ورواه أبو عبيد في "الأموال" (1737) وابن زنجويه في "الأموال" (2077) عن هشام بن عمار فلم يذكرا ربيعة بن يزيد. والأول أصح.

ولم ينفرد عبد الرحمن بن يزيد به بل تابعه محمد بن مهاجر بن أبي مسلم دينار الأنصاري الشامي عن ربيعة بن يزيد عن أبي كبشة عن سهل بن الحنظلية به. أخرجه أبو داود (1629) عن عبد الله بن محمد النفيلي ثنا مِسكين بن بُكير ثنا محمد بن مهاجر به. وأخرجه ابن خزيمة (2391) عن محمد بن يحيى الذهلي والبيهقي (7/ 25) عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني قالا: ثنا النفيلي به. وأخرجه عمر بن شبة (2/ 535 - 536) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ثنا مسكين بن بكير به. وإسناده حسن، مسكين بن بكير قال أحمد وابن معين وأبو حاتم: لا بأس به، والباقون ثقات. الثاني: يرويه أبو كليب العامري عن أبي سلام الحبشي عن سهل بن الحنظلية. أخرجه ابن زنجويه (2079) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن أبي كليب به. ورواه أبو عبيد (1738) عن أبي الأسود فلم يذكر "عن رجل". قال ابن حزم: وهذا لا شيء لأنّ ابن لهيعة ساقط" المحلى 6/ 219 قلت: وأبو كليب لم أقف له على ترجمة. 3630 - "من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف" قال الحافظ: ولأحمد والنسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 9/ 270 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

أخرجه النسائي (5/ 73) وفي "الكبرى" (2375) وابن خزيمة (2448) والبيهقي (7/ 24) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 100) من طرق عن سفيان بن عيينة عن داود بن شابور عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعاً. زاد ابن خزيمة "وهو مثل سف المسألة يعني الرمل" وعند ابن عبد البر "وله أربعون درهما، أو قيمتها" وإسناده حسن، سفيان وداود ثقتان، وعمرو وأبوه صدوقان. وللحديث شاهد عن صحابي لم يسم وعن أبي سعيد الخدري وعن أبي ذر فأما حديث الصحابي الذي لم يسم فيرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد أنّه قال: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله لنا شيئاً نأكله. وجعلوا يذكرون من حاجتهم، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده رجلاً يسأله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لا أجد ما أعطيك" فتولى الرجل عنه وهو مغضب وهو يقول: لعمري إنّك لتعطي من شئت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنه ليغضب عليّ أن لا أجد ما أعطيه، من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا" قال الأسدي: فقلت: للقحة لنا خير من أوقية، فرجعت ولم أسأله. فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بشعير وزبيب فقسم لنا منه حتى أغنانا الله عز وجل. أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 999) عن زيد بن أسلم به. وقال: والأوقية أربعون درهما. وأخرجه أبو داود (1627) والنسائي (5/ 74) وفي "الكبرى" (2377) والطحاوي في "المشكل" (487) وفي "شرح المعاني" (2/ 21) وأبو نعيم في "الصحابة" (7179 و 7272) والبيهقي (7/ 24) والبغوي في "شرح السنة" (1601) من طرق عن مالك به. وأخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 191) وفي "الأموال" (1734) وأحمد (4/ 36 و 5/ 430) وابن زنجويه في "الأموال" (2076) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 21 - 22) عن سفيان الثوري (¬1) ¬

_ (¬1) هكذا رواه وكيع وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان ومحمد بن يوسف الفريابي عن سفيان.=

وأبو عبيد في "الأموال" (1735) عن هشام بن سعد المدني كلاهما عن زيد بن أسلم به. - وقال سفيان بن عيينة: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 209) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. قال ابن عبد البر: حديث صحيح وليس حكم الصاحب إذا لم يسم كحكم من دونه إذا لم يسم عند العلماء لارتفاع الجرحة عن جميعهم وثبوت العدالة لهم. قال الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: إذا قال رجل من التابعين: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه فالحديث صحيح؟ قال: نعم" التمهيد 4/ 93 - 94 وقال في موضع آخر: وهو حديث ثابت" التمهيد 4/ 100 قلت: وهو كما قال. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد (3/ 7 و 9) وأبو داود (1628) والنسائي (5/ 73) وفي "الكبرى" (2376) وابن خزيمة (2447) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (927) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 20) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2877) وابن حبان (3390) وابن عدي (4/ 1595) والدارقطني (2/ 118) والبيهقي (7/ 24) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الرِّجال المدني عن عُمارة بن غَزيَّة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: استشهد أبي يوم أُحد مالك بن سنان وتركنا بغير مال، قال: وأصابتنا حاجة شديدة، فقال لي أمي: يا بني أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا شيئاً، فجئته فسلمت عليه وجلست وهو في أصحابه جالس، فقال حين استقبلني "إنّه من يستغن أغناه الله، ومن يستعفف أعفه الله، ومن استكف كفه" قلت: ما يريد غيري، فانصرفت ولم أكلمه في شيء، فقالت لي أمي: ما فعلت؟ فأخبرتها الخبر، قال: فصبرنا والله يرزقنا شيئاً فتبلغنا به حتى ألحت علينا حاجة هي أشدّ منها، فقالت لي أمي: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسله لنا شيئاً، قال: فجئته وهو جالس في أصحابه فسلمت وجلست فاستقبلني وقال بالقول الأول وزاد فيه ¬

_ =ورواه مزمل بن إسماعيل البصري عن سفيان فجعله عن ابن عباس. أخرجه الطبري (1/ 21) والأول أصح، ومؤمل كثير الخطأ.

"ومن سأل ولى أوقية فهو ملحف" قلت في نفسي: لنا الياقوتة وهي خير من أوقية، قال: والأوقية أربعون درهما، قال: فرجعت ولم أسأله. اللفظ للبيهقي. وإسناده صحيح رواته ثقات. وأما حديث أبي ذر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1630) وعنه أبو نعيم في "الحلية"، (1/ 161) من طريق أبي بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: بلغ الحارث -رجل كان بالشام من قريش- أنّ أبا ذر كان به عوز فبعث إليه ثلاثمائة دينار، فقال: ما وجد عبد الله هو أهون عليه مني؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من سأل وله أربعون فقد ألحف" ولآل أبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وما هنين. وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: محمد بن سيرين لم يلق أبا ذر. 3631 - "من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا" قال الحافظ: ولأحمد من حديث عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد رفعه: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 3632 - "من سأل وله أوقية فقد ألحف" قال الحافظ: وقد تقدم حديث أبي سعيد قريبا من عند النسائي في باب الاستعفاف وفيه: فذكره، وقد أخرجه ابن حبان في "صحيحه"، بلفظ "ملحف" وفي الباب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند النسائي بلفظ "فهو الملحف" (¬2) انظر الحديث الذي قبله. 3633 - "من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف" قال الحافظ: وروى أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه مرفوعاً فذكره، وفي رواية ابن خزيمة "فهو ملحف" (¬3). انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) 9/ 270 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273]) (¬2) 4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273]) (¬3) 9/ 270 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

3634 - "من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفِّس عن معسر أو يضع عنه" قال الحافظ: وله (أي مسلم 1563) من حديث أبي قتادة مرفوعاً: فذكره، ولأحمد عن ابن عباس نحوه وقال "وقاه الله من فيح جهنم" (¬1). حديث ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 327) وإسحاق بن راهويه كما في "اللسان" (6/ 172) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا نوح بن جَعْونة السلمي خراساني عن مقاتل بن حيان عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم، ألا إنّ عمل الجنة حزن بربوة ثلاثاً، ألا إنّ عمل النار سهل بسهوة، والسعيد من وقي الفتن، وما من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا". وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1180) من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا نوح به. ونوح ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: أتى بخبر منكر. ثم ساق له هذا الحديث وقال: فالآفة نوح". ورجح الحافظ في "اللسان" أنه نوح بن أبي مريم فقال: وهو نوح بن أبي مريم بعينه فإنّ اسم أبي مريم يزيد بن جَعْونة جزم بذلك ابن حبان وترجمته مستوفاة في "التهذيب" وقد أجمعوا على تكذيبه" وقال البخاري: نوح بن يزيد بن جَعْونة عن مقاتل بن حيان يقال إنه نوح بن أبي مريم" وقال النسائي: أبو عِصْمة نوح بن جَعْونة، وقيل: ابن يزيد بن جَعْونة، وهو نوح بن أبي مريم قاضي مرو ليس بثقة ولا مأمون، روى عنه المقرئ" 3635 - "من سرّه أن ينظر إلى من سبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صُوحان" قال الحافظ: وروى أبو يعلى من حديث علي مرفوعاً: فذكره" (¬2) أخرجه أبو يعلى (511) عن إبراهيم بن سعيد ثنا حسين بن محمد عن الهذيل بن هلال عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي عن عليّ مرفوعاً "من سرّه أن ينظر إلى رجل تسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان" ¬

_ (¬1) 5/ 212 (كتاب البيوع - باب من أنظر معسرا) (¬2) 6/ 17 (كتاب الخصومات - باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع)

وأخرجه ابن عدي (7/ 2583) عن أبي يعلى فقال فيه: عن هذيل بن بليل. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 439 - 440) من طريق أبي بكر بن المقرئ عن أبي يعلى فقال فيه: عن الهذيل بن بلال. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم" المجمع 9/ 398 قلت: الهذيل بن بلال أظنه المدائني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وعبد الرحمن بن مسعود أظنه المترجم في "تاريخ بغداد" (7/ 53)، وإبراهيم بن سعيد هو الجوهري، والحسين بن محمد هو المروذي وهما ثقتان. 3636 - "من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنَّه رأي عين فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} " قال الحافظ: حديث جيد أخرجه أحمد والترمذي والطبراني وصححه الحاكم من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، لفظ أحمد" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 27 و 36 و 100) عن عبد الرزاق أنا عبد الله بن بَحِير الصنعاني القاص أنّ عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنّه سمع ابن عمر رفعه به وزاد "و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] وأحسبه أنّه قال: وسورة هود" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 231) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (83) والمزي (18/ 17) وأخرجه الترمذي (4333) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (19) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 128) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 25) والحاكم (4/ 576) وعبد الغني المقدسي (80) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (2/ 37) عن إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني ثنا عبد الله بن بحير به. ومن طريقه أخرجه المقدسي (84) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عبد الله بن بحير وثقه ابن معين، وقال هشام بن يوسف: كان يتقن ما سمع. ¬

_ (¬1) 10/ 322 (كتاب التفسير - سورة التكوير)

وأما ابن حبان فجعله اثنين: فالأول ذكره في "الثقات" (7/ 22) فقال: عبد الله بن بحير اليماني يروي عن هانئ مولى عثمان روى عنه هشام بن يوسف قاضي صنعاء. والثاني ذكره في "المجروحين" (2/ 24 - 25) فقال: أبو وائل القاص اسمه عبد الله بن بحير الصنعاني وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان ذاك ثقة وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به" وتعقبه الذهبي في "التذهيب" فقال: لم يفرق بينهما أحد قبل ابن حبان وهما واحد" وقال في "الكاشف": وثق وليس بذاك. وقال في "المغني": له مناكير. وقال في "الديوان": منكر الحديث بمرة. وعبد الرحمن بن يزيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. 3637 - "من سعى لأخيه المسلم في حاجة قضيت له أو لم تقض غفر له" قال الحافظ: ووقع في حديث عن ابن عباس سنده ضعيف رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو أحمد عبد الله بن محمد المفسر الناصح المصري في "فوائده" (الخصال المكفرة ص 72 - لسان الميزان (1/ 141) قال: ثنا أحمد بن بكار بن علي بن بكار المصيصي -يكنى أبا طالب، وما عندي عنه غير هذا الحديث- قال: ثنا يوسف بن سعد بن مسلم المصيصي ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً به وزاد "ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق" قال الحافظ: رجاله ثقات أثبات إلا أحمد بن بكار، ويقال له أيضاً: أحمد بن بكرويه البالسي، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وضعفه ابن عدي فقال: يروي مناكير عن الثقات. وأما أبو الفتح الأزدي فاتهمه بوضع الحديث، وقال الدارقطني: غيره أثبت منه" وقال أيضاً: حديث موضوع بسند صحيح، أخرجه الزكي المنذري في جزء "غفران ¬

_ (¬1) 13/ 59 (كتاب الأدب - باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا)

ما تقدم وما تأخر" وقال: رجال إسناده معروفون سوى أحمد بن بكار. قلت: وعندي أنه أحمد بن بكر البالسي أبو سعيد، خبطوا في نسبه، ونسب مرة لجده، وقد ذكر ابن عدي أنه قيل فيه: أحمد بن بكر بن أبي الفضل" قلت: الذي يظهر لي أنّ أحمد بن بكار المصيصي غير أحمد بن بكر البالسي، فالأول يكنى أبا طالب، وينسب إلى المصيصة، وهي مدينة على ساحل البحر. والثاني يكنى أبا سعيد، وينسب إلى بالس، وهي مدينة بين الرقة وحلب (¬1). 3638 - "من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل" قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وله شاهد عن أبي هريرة عند الترمذي أيضاً، وآخر عند الدارقطني في "الأفراد" من حديث البراء بن عازب وقال: تفرد به شريك" (¬2) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه أبو موسى اليماني عن وهب بن منبه عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "ومن أتى (¬3) السلطان افتتن" أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 336) وأحمد (1/ 357) والبخاري في "الكنى" (ص 70) وأبو داود (2859) والترمذي (2256) والنسائي (7/ 172) وفي "الكبرى" (4821) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (200) والطبراني في "الكبير" (11030) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 72) والبيهقي (10/ 101) وابن عبد البر في "الجامع" (1089 و 1090 و 1091) والذهبي في "سير الأعلام" (4/ 552) وفي "معجم الشيوخ (2/ 256) من طرق (¬4) عن سفيان الثوري عن أبي موسى اليماني به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عباس لا نعرفه إلا من حديث الثوري" ¬

_ (¬1) انظر "اللباب" لابن الأثير. (¬2) 12/ 21 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الصيد) (¬3) وفي لفظ "اتبع" (¬4) رواه عبد الله بن سلمة الأفطس عن الثوري عن أيوب بن موسى عن طاوس عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (560) وقال: لم يرو هذا الحديث عن سفيان عن أيوب بن مرسى إلا الأفطس، ورواه أبو نعيم والناس عن سفيان عن أبي موسى اليماني" قلت: والأفطس قال الفلاس والنسائي وأبو حاتم: متروك.

وقال الذهبي: أبو موسى مجهول" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 664) على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا الثوري، وقال الذهبي في "الميزان": شيخ يماني يجهل وما روى عنه غير الثوري، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف البتة (الوهم 4/ 362) وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. الثاني: يرويه يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من علق الصيد غفل، ومن لزم البادية يجفي، ومن لزم السلطان افتتن" أخرجه العقيلي (4/ 409) في ترجمة يحيى بن صالح هذا وقال: أحاديثه مناكير أخشى أن تكون منقلبة، هو بعمر بن قيس أشبه، والحديث يروى بإسناد آخر فيه لين" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8955) وقال: تفرد به يحيى بن صالح بإسناده" وللحديث شاهد عن أبي هريرة يرويه الحسن بن الحكم النخعي واختلف عنه: - فقال إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني: عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا" أخرجه أحمد (2/ 371) والبزار (كشف 1618) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 233) وابن عدي (1/ 312) والقضاعي (339) والبيهقي (10/ 101) وفي "الشعب" (8956) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح" (ص 193) وقال البزار: والحسن بن الحكم ليس بالحافظ" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه بإسناده غير إسماعيل بن زكريا، ولإسماعيل من الحديث صدر صالح، وهو حسن الحديث يكتب حديثه" قلت: وثقه غير واحد، واختلف فيه قول ابن معين، وقال يزيد بن الهيثم عن ابن معين: إسماعيل صالح الحديث، قيل له: فحجّة هو؟ قال: الحجة شيء آخر. - وقال غير واحد: عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن شيخ من الأنصار عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 440 - 441) وأبو داود (2860) والبيهقي في "الشعب" (8957) عن محمد بن عبيد الطنافسي وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (430) وأحمد (2/ 440 - 441)

عن يعلي بن عبيد الطنافسي وإسحاق (429) عن عيسى بن يونس ثلاثتهم عن الحسن بن الحكم به. قال أبو حاتم: وهو أشبه" العلل 2/ 246 وقال البيهقي: هو المحفوظ" - وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1/ 307 - 308، المطالب 3288) وأحمد وابنه (4/ 297) وأبو يعلى (1654) والروياني (383) قال البوصيري: رجاله ثقات" إتحاف الخيرة 1/ 308 قلت: شريك مختلف فيه. 3639 - "من سلّ علينا السيف فليس منا" قال الحافظ: في حديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (99): فذكره" (¬1) 3640 - "من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقا إلى الجنة" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2699) حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، ولم يخرجه المصنف لاختلاف فيه" (¬2) 3641 - قال في الطاعون "من سمع به بأرض فلا يقدم عليه" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 12/ 290 - 294) من حديث عبد الرحمن بن عوف. ¬

_ (¬1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حمل عينا السلاح فليس منا) (¬2) 1/ 183 (كتاب العلم - باب الخروج في طلب العلم) (¬3) 2/ 267 (كتاب الطب - باب الجذام)

3642 - حديث ابن عباس "من سمّع سمّع الله به، ومن راءى راءى الله به" قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند .. (¬1)." (¬2) أخرجه مسلم (2986) 3643 - "من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله، هي طابة هي طابة" قال الحافظ: وروى أحمد من حديث البراء بن عازب رفعه: فذكره" (¬3) ضعيف يرويه يزيد بن أبي زياد القرشي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه: - فقال أبو علي صالح بن عمر الواسطي: عن يزيد عن عبد الرحمن عن البراء بن عازب مرفوعاً به. أخرجه أحمد (4/ 285) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 165) والروياني (346) وأبو يعلى (1688) - وقال غير واحد: عن يزيد عن عبد الرحمن مرسلاً. أخرجه عمر بن شبة (1/ 164 - 165) عن إسماعيل بن زكريا الأسدي والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (20) عن سفيان بن عيينة كلاهما عن يزيد به. وقال أبو قرة موسى بن طارق اليماني: حُدثت عن يزيد عن عبد الرحمن مرسلاً. أخرجه الجندي (21) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وله شاهد عن ابن عباس مرفوعاً "من قال للمدينة: يثرب، فليستغفر الله" ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) 14/ 120 (كتاب الرقاق - باب الرياء) (¬3) 4/ 459 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب فضل المدينة)

أخرجه عمر بن شبة (1/ 165) من طريق ابن أبي يحيى عن عبد الحميد عن عكرمة عن ابن عباس به. وابن أبي يحيى واسمه إبراهيم بن محمد كذبه ابن معين وغيره. 3644 - "من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من يعمل بها من غير أن ينقص من أجره شيء" سكت عليه الحافظ (¬1). وذكره في موضع آخر وأشار إلى ثبوته (¬2). انظر الحديث الذي بعده. 3645 - "من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 706 و 4/ 2059 و 2060) من رواية عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي في حديث طويل قال فيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وأخرجه (2/ 704 - 706 و 4/ 2060) من طريق المنذر بن جرير عن أبيه مثله، لكن قال "شيء" في الموضعين بالرفع، وأخرجه الترمذي (2675) من وجه آخر عن جرير بلفظ "من سنّ سنة خير ومن سن سنة شر" (¬3) وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج مسلم (1017) من حديث جرير: فذكره" (¬4) 3646 - حديث كعب بن مالك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: جَدُّ بن قيس، فذكر الحديث، فقال "سيدكم بشر بن البراء بن مَعْرور" قال الحافظ: وقد روى ابن منده وأبو الشيخ في "الأمثال" والوليد بن أبان في كتاب "الجود" له من حديث كعب بن مالك: فذكره. وهو بسكون العين المهملة ابن صخر يجتمع مع عمرو بن الجَمْوح في صخر، ورجال هذا الإسناد ثقات إلا أنّه اختلف في وصله وإرساله على الزهري" (¬5) ¬

_ (¬1) 2/ 475 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب الذكر بعد الصلاة) (¬2) 10/ 386 (كتاب فضائل القرآن - باب جمع القرآن) (¬3) 17/ 65 (كتاب الاعتصام - باب إثم من دعا إلى ضلالة) (¬4) 15/ 210 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32]) (¬5) 6/ 104 (كتاب العتق - باب كراهية التطاول على الرقيق)

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (95) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي والطحاوي في "المشكل" (5538) عن محمد بن النعمان السقطي والخطيب في "البخلاء" (32) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (536) عن يعقوب بن سفيان الفارسي قالوا: ثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: سيدنا يا رسول الله جد بن قيس. قال "بم سَوَّدْتُموه؟ " قالوا: بأنّه أكثرنا مالا وإنا لَنَزُنُّهُ بالبخل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأيّ داء أدوى من البخل؟! ليس ذاك سيدكم" قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال "سيدكم بشر بن البراء". ورواه جعفر بن سليمان النوفلي المدني عن عبد العزيز الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه. لم يذكر صالح بن كيسان وجعله عن ابن كعب بن مالك عن أبيه. أخرجه الطبراني (¬1) في "الكبير" (19/ 81) عن جعفر بن سليمان به. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1148) عن الطبراني به. وأخرجه الخطيب في "البخلاء" (30) عن أبي الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار التاجر أنبأ الطبراني به. وقال في روايته: عن عبد الله بن كعب عن أبيه. والأول أصح، وجعفر بن سليمان لم أقف له على ترجمة. والحديث اختلف فيه على إبراهيم بن سعد، فرواه ابنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب مرسلاً. ¬

_ (¬1) رواه الطبراني في "الصغير" (317) عن جعفر بن سليمان البرمكي المدني عن الأويسي فقال فيه "بل سيدكم الجَعْد القَطَط عمرو بن الجموح"

أخرجه ابن سعد (3/ 571) وهكذا رواه غير واحد عن الزهري فأرسلوه، منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (¬1) (20705) عن معمر به. وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 564 و 2/ 607) وفي "المساوئ" (372) عن أحمد بن منصور الرّمادي ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه الخطيب في "البخلاء" (35) من طريق محمد بن سهل بن عسكر التميمي ثنا عبد الرزاق به. 2 - يونس بن يزيد الأيلي (¬2). أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 81 - 82) وأبو هلال العسكري في "الأوائل" (160) 3 - محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله المدني ابن أخي الزهري. أخرجه أبو عروبة في "الأمثال" (الإصابة 1/ 248) 4 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه أبو اليمان في "نسخته" (الإصابة 1/ 248) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (10360) والخطيب في "البخلاء" (33) وهذا أصح. وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن أبي هريرة وعن ابن عباس وعن أنس وعن ابن عمر وعن الزبير بن المنذر مرسلاً وعن رجال من بني سلمة لم يُسموا. فأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه حجاج بن أبي عثمان الصواف ثني أبو الزبير ثنا جابر رفعه "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قلنا: جد بن قيس على أنا نبخله. قال "وأيّ داء أدوى من البخل؟! بل سيدكم (¬3) عمرو بن الجموح" ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن ابن كعب بن مالك. (¬2) وقال في روايته: عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك. (¬3) زاد البزار "الجعد الأبيض"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (296) والبزار (كشف 2705) وأبو الشيخ في "الأمثال" (92 و 93) والسراج في "مسنده" كما في "الاستيعاب" (8/ 295) وأبو نعيم في "الصحابة" (4987) والبيهقي في "الشعب" (10361 و 10362) من طرق عن حجاج الصواف به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 317) من طريق قتيبة بن سعيد البلخي ثنا سفيان به. وأخرجه في "الصحابة" (4986) من طريق عثمان بن يحيى القَرْقَساني ثنا ابن عيينة به. وقال: غريب من حديث سفيان عن محمد" الثالث: يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني سلمة "يا بني سلمة من سيدكم؟ " قالوا: جد بن قيس على أنا نبخله. قال "وأيّ داء أردأ من البخل؟! بل سيدكم الأبيض عمرو بن الجموح" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 217) وفي "البخلاء" (26) عن أبي عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن مخلد العطار ثنا أحمد بن عبد الله الحداد ثنا قَبيصة ثنا سفيان به. وقال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: قال لنا الدارقطني -وروى هذا الحديث-: ما كتبناه إلا عن ابن مخلد، تفرد به أحمد الحداد عن قبيصة عن ابن عيينة، وتابعه إبراهيم بن سلام المكي وكان ضعيفاً عن ابن عيينة" قلت: إسناده صحيح، أبو عمر هو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي البزاز الفارسي قال الخطيب (11/ 13): كتبنا عنه وكان ثقة أمينا، ومحمد بن مخلد قال الدارقطني: ثقة مأمون (تاريخ بغداد 3/ 311) والحداد ذكر الخطيب الحديث في ترجمته وقال: كان ثقة فهما، وقبيصة هو ابن عقبة وثقه ابن معين وغيره. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10359) من طريق إبراهيم بن إسحاق الصيرفي ثنا أحمد بن عبد الله بن زياد الحداد البغدادي به. ولم ينفرد (¬1) سفيان به بل تابعه أبو الربيع أشعث بن سعيد السمان عن عمرو بن دينار عن جابر به. ¬

_ (¬1) قال الدارقطني في "العلل" (8/ 41): وغيرهما يرويه عن عمرو بن دينار مرسلا، والمرسل أشبه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8908) وأبو الشيخ في "الأمثال" (91) والوليد بن أبان في "السخاء" كما في "الإصابة" (7/ 95) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن جابر إلا الربيع" كذا قال. وأبو الربيع السمان قال ابن عبد البر في "الكنى" (1/ 622): هو عندهم ضعيف الحديث، اتفقوا على ضعفه لسوء حفظه، وأنّه كان يخطئ على الثقات فاضطرب حديثه. الرابع: يرويه حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عَتيك عن جابر به إلا أنّه قال "بل سيدكم الأبيض بشر بن البراء" أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1149) عن إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن خالد الرازي ثنا محمد بن مهران ثنا حاتم بن إسماعيل به. وإسحاق بن أحمد ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 221) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وإبراهيم (¬1) بن خالد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن مهران هو الرازي قال ابن معين: ليس به بأس، وحاتم بن إسماعيل وثقه ابن معين وغيره، وعبد الرحمن بن عطاء هو القرشي وهو مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وعبد الملك بن جابر وثقه أبو زرعة وغيره. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (94) عن إسحاق بن أحمد الفارسي وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 250 - 251) عن محمد بن الحسين بن بهرام والخطيب في "البخلاء" (37) عن أحمد بن محمد بن مسروق البغدادي قالوا: ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة ثنا النضر بن شميل ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأنصار "من سيدكم يا بني سلمة؟ " ¬

_ (¬1) وتابعه الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن مهران به. أخرجه الخطيب في "البخلاء" (36)

قالوا: الجد بن قيس على أنّ فيه بخلا. قال "وأيّ داء أدوأ من البخل؟! بل سيدكم ابن سيدكم بشر بن البراء بن معرور" اللفظ لأبي نعيم وإسحاق بن أحمد (¬1) ومحمد بن الحسين لم أر من ترجمهما، وأحمد بن محمد بن مسروق قال الدارقطني: ليس بالقوي يأتي بالمعضلات، وابن أبي رزمة قال النسائي وجماعة: ثقة، والنضر بن شميل ثقة مشهور، ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - محمد بن يعلى السُّلمي. أخرجه الحاكم (3/ 219) وقال: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، ومحمد بن يعلى لم يخرج له مسلم شيئاً، وذكره النسائي فقال: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. 2 - سعيد بن محمد الوراق (¬2). أخرجه البزار (كشف 2704) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 101) والطبراني في "الكبير" (1203) وابن عدي (3/ 1238) والحاكم (4/ 163) والخطيب في "البخلاء" (37) وقال البزار: لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو إلا سعيد بن محمد" (¬3) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وسعيد بن محمد هو الوراق ثقة مأمون" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل قال الدارقطني وغيره: متروك" ¬

_ (¬1) أظنه المترجم في "أخبار أصبهان" (1/ 221) (¬2) وقال في "رويته" "من سيدكم يا بني عبيد؟ " (¬3) ورواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو واختلف عنه: • فرواه ابن سعد (3/ 571) عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً. • ورواه أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري عن عليّ بن الفضل الواسطي عن يزيد بن هارون وزاد: "عن أبي هريرة". وقال فيه: "من سيدكم يا بني لحيان؟ " أخرجه الخطيب في "البخلاء" (23) والأول أصح، والبربهاري كذبه البرقاني، وقال أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس: فيه نظر.

وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك" المجمع 9/ 315 ولم ينفرد محمد بن عمرو وهو ابن علقمة به بل تابعه عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. إلا أنه قال فيه "ولكن سيدكم عمرو بن الجموح" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3663) وأبو الشيخ في "الأمثال" (90) والاسماعيلي في "معجمه" (ص 647 - 648) والبيهقي في "الشعب" (10358) والخطيب في "البخلاء" (28) من طريق سهيل بن إبراهيم الجارودي ثنا سليمان بن مروان العبدي عن إبراهيم بن يزيد المكي عن عمرو بن دينار به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا إبراهيم بن يزيد، ولا عن إبراهيم إلا سليمان بن مروان، تفرد به سهيل بن إبراهيم" قلت: وإبراهيم بن يزيد هو الخُوزي قال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12116) و"الأوسط" (6174) من طريق أبي شيبة عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر الأنصار من سيدكم؟ " قالوا: جد بن قيس وإنا لنبخله، قال "ليس سيدكم، ولكن سيدكم عمرو بن الجموح" قال الهيثمي: وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف" المجمع 9/ 314 - 315 وأما حديث أنس فأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الإصابة" (7/ 95) وأبو الشيخ في "الأمثال" (89) وأبو نعيم في "الصحابة" (4985) والخطيب في "البخلاء" (29) من طريق رشيد أبي عبد الله الزريري ثنا ثابت البُنَاني عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على مجلس بني سلمة فقال "يا بني سلمة من سيدكم؟ " قالوا: جد بن قيس إلا أنا نبخله. فقال "إنّ السيد لا يكون بخيلا، بل سيدكم الجَعْد الأبيض عمرو بن الجموح" وإسناده ضعيف، رشيد الزريري قال ابن عدي: حدّث عن ثابت بأحاديث لم يتابع عليها، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو الشيخ (96) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "وأيّ داء أدوى من البخل؟! بل سيدكم الأبيض الجَعْد بشر بن البراء بن معرور"

قال الحافظ في "الإصابة" (1/ 248): أخرجه أبو الشيخ بإسناد ضعيف" قلت: الغفاري متهم بالوضع، وعبد الرحمن بن زيد ضعيف. وأما حديث الزبير بن المنذر فأخرجه ابن سعد (3/ 571) عن عفان بن مسلم البصري أنا حماد بن سلمة عن أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة عن الزبير بن المنذر رفعه "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: الجد بن قيس على أنّه رجل فيه بخل. قال "وأيّ داء أدوأ من البخل؟! بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور" وأما حديث رجال من بني سلمة فأخرجه الخطيب في "البخلاء" (38) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق البغدادي ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار عن رجال من بني سلمة قالوا: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال "يا بني سلمة! من سيدكم؟ " قالوا: جَدُّ بن قيس، على بخل فيه. قال: فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده وقال "أيّ داء أدوى من البخل؟ لا! ولكن سيدَكم بشر بن البراء بن معرور الأبيض الجعد القَطَطُ" وإسناده ضعيف لضعف ابن مسروق وابن حميد الرازي، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. 3647 - حديث عبد الله بن قُرْط أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في البُدْن التي نحرها "من شاء اقتطع" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 52) وأحمد (4/ 350) وأبو داود (1765) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2407 و 2408) والنسائي في "الكبرى" (4098) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1703 و 1704) والطحاوي في شرح المعاني" (3/ 50) وفي "المشكل" (1319) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 103 - 104 و 104) وابن حبان (2811) والطبراني في "الأوسط" (2442) وفي "مسند الشاميين" (475) والحاكم (4/ 221) وأبو نعيم في "الصحابة" (4457 و 4458 و 4459) والبيهقي (5/ 237 و 241 و 7/ 288) والخطيب في "الموضح" (2/ 189 - 190) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 767) والشجري في "أماليه" (2/ 60 و 70 و 77) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1958) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 364 - 365) والمزي (15/ 445) من طرق عن ثور بن يزيد الحمصي ثني راشد بن سعد عن عبد الله بن لُحَي عن عبد الله بن قرط مرفوعاً "إن أعظم (¬2) الأيام عند الله تبارك ¬

_ (¬1) 15/ 66 (كتاب الحدود - باب الزنا وشرب الخمر) (¬2) وفي لفظ "أفضل"

وتعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ" قال: وقرِّب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدنات خمس، أو ست، فطفقنَ يزدلفنَ إليه بأيتهنّ يبدأ، فلما وجبت جنوبها، قال: فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها، فقلت: ما قال؟ قالوا: قال "من شاء اقتطع" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن قرط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ثور" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: إسناده حسن" قلت: رواته ثقات إلا أن عبد الله بن لحي لم يذكر سماعا من عبد الله بن قرط فلا أدري أسمع منه أم لا. 3648 - حديث الحارث بن عمرو أنّه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال رجل: يا رسول الله، العتائر والفرائع؟ قال: "من شاء عَتَر ومن شاء لم يَعْتِر، ومن شاء فرَّع ومن شاء لم يفرِّع" قال الحافظ: وروى النسائي وصححه الحاكم من حديث الحارث بن عمرو: فذكره" (¬1) أخرجه ابن سعد (7/ 64) وأحمد (3/ 485) والنسائي (7/ 149) وفي "الكبرى" (4553) والطحاوي في "المشكل" (1066) والطبراني في "الكبير" (3350) والحاكم (4/ 236) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 407 - 408) عن عفان بن مسلم الصفار وابن سعد (7/ 64) والنسائي (7/ 149) وفي "الكبرى" (4553) والطبراني في "الكبير" (3350) و"الأوسط" (5924) وأبو نعيم في "الصحابة" (2078) والمزي (31/ 304) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 274 - 275) والطبراني في "الكبير" (3350) و "الأوسط" (5924) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي ¬

_ (¬1) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة)

والنسائي (7/ 148 - 149) وفي "الكبرى" (4552) عن عبد الله بن المبارك والنسائي في "اليوم والليلة" (420) عن المعتمر بن سليمان التيمي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (445) عن زيد بن الحباب العكلي كلهم عن يحيى بن زُرَارة بن كُريم بن الحارث بن عمرو السهمي الباهلي قال: سمعت أبي يذكر أنّه سمع جده الحارث بن عمرو يحدث أنّه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على ناقته العَضْبَاء، فقلت: بأبي أنت يا رسول الله استغفر لي. قال "غفر الله لكم" ثم استدرت إلى الشق الآخر رجاء أن يخصني، فقلت: استغفر لي. فقال "غفر الله لكم" فقال رجل: يا رسول الله، الفَرَائع والعَتَائر؟ فقال "من شاء فرَّع ومن شاء لم يُفرِّع، ومن شاء عَتَر ومن شاء لم يَعْتِر، وفي الغنم أضحيتها" ثم قال "ألا إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" ولم ينفرد يحيى بن زرارة به بل تابعه: 1 - عتبة بن عبد الملك السهمي ثني زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي أنّ الحارث بن عمرو حدّثه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمنى أو بعرفات ويجيئ الأعراب فإذا رأوا وجهه قالوا: هذا وجه مبارك، قال: قلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال "اللهم اغفر لنا" قال: فدرت، فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال "اللهم اغفر لنا" قال: فدرت، فقلت: يا رسول الله استغفر لي، قال "اللهم اغفر لنا" فذهب يبزق فقال بيده فأخذ بها بزاقه فمسح به نعله كره أن يصيب أحدا ممن حوله، ثم قال "يا أيها الناس أيّ يوم هذا؟ وأي شهر هذا؟ فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، اللهم هل بلغت وليبلغ الشاهد الغائب" قال: وأمر بالصدقة فقال "تصدقوا فإني لا أدري لعلكم لا تروني بعد يومي هذا" ووقت يَلَمْلَم لأهل اليمن أن يهلوا منها، وذات عِرْق لأهل العراق أو قال لأهل المشرق، وسأله رجل عن العتيرة؟ فقال "من شاء عتر ومن شاء لم يعتر، ومن شاء فرع ومن شاء لم يفرع" وقال "في الغنم أضحيتها" بأصابع كفه اليمنى فصبها على مفصل الأصبع الوسطى وأصبعه السبابة وعطف طرفها شيئاً.

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 260 و 2/ 1/ 438) وفي "الأدب المفرد" (1148) وأبو داود (1742) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المُقْعَد ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عتبة بن عبد الملك. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3351) وأبو نعيم في "الصحابة" (2079) والمزي (5/ 263 - 264) عن عليّ بن عبد العزيز البغوي والبيهقي (5/ 28 و 9/ 312) عن محمد بن عيسى بن أبي قماش كلاهما عن أبي معمر المقعد به. وخالفهم إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي فرواه عن أبي معمر ثنا عبد الوارث بن سعيد عن عتبة ثني زرارة عن أبيه عن جده. فزاد فيه: عن أبيه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1065) والأول أصح فقد رواه عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري عن أبيه فلم يذكر فيه: عن أبيه. أخرجه ابن أبي عاصم (¬1) في "الآحاد" (1257) والحاكم (4/ 232) وقال: صحيح الإسناد" قلت: قال عبد الحق في "الأحكام": زرارة لا يحتج بحديثه. قال ابن القطان: يعني أنّه لا يعرف. وقال الحافظ في "التقريب": له رؤية، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وقال في "الإصابة" (4/ 90) متعقبا على أبي نعيم وابن مندة وابن الأثير: قلت: لم يتقدم لهم في ترجمة الحارث بن عمرو ما يدل على أنّ لزرارة صحبة، ولا رؤية، نعم ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: من زعم أنّ له صحبة فقد وهم" وابنه يحيى وعتبة ذكرهما ابن حبان في "الثقات" وحده، وقال ابن القطان: يحيى لا يعرف حاله. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن عبد الوارث بن سعيد.

2 - سهل بن حصين الباهلي ثني زرارة بن كريم عن الحارث بن عمرو أنّه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو على ناقته العضباء وكان الحارث رجلاً جسيما فنزل إليه الحارث فدنا منه حتى حاذى وجهه بركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأهوى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح وجه الحارث، فما زالت نضرة على وجه الحارث حتى هلك، فقال له الحارث: يا نبي الله ادع الله لي، فقال: اللهم اغفر لنا" فذكر نحو حديث عبد الوارث. أخرجه ابن أبي عاصم (¬1) (1258) عن عقبة بن مكرم البصري ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثني سهل بن حصين به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3352) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عقبة بن مكرم به. • ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عن سهل بن حصين ثنا عبد الله بن الحارث عن الحارث بن عمرو به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 259 - 260) وتابعه العلاء بن عبد الجبار العطار ثنا سهل بن حصين به. أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (207) 3649 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "من شاب شيبة فهي له نور إلى أن ينتفها أو يخضبها" قال الحافظ: ونقل الطبري بعد أن أورد حديث: فذكره، ثم قال بعد أسطر: وحديث عمرو بن شعيب المشار إليه أخرجه الترمذي وحسنه، ولم أر في شيء من طرقه الاستثناء المذكور" (¬2) ضعيف أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند الزبير بن العوام 812) عن أبي بكر المستملي محمد بن يزيد الطرسوسي ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعا "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، إلا أن ينتفها أو يخضبها" ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2080) (¬2) 12/ 477 (كتاب اللباس - باب الخضاب)

وإسناده ضعيف، أبو بكر المستملي قال ابن عدي: يسرق الحديث ويزيد فيه ويضع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وعبد الوهاب بن عطاء مختلف فيه، وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب. وله شاهد من حديث عمرو بن عَبسة السلمي أخرجه الطيالسي (ص 157) ثنا عبد الجليل بن عطية عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة مرفوعاً "من شاب شيبة في الإسلام أو قال في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة ما لم يخضبها أو ينتفها" قلت لشهر: إنهم يصفرون ويخضبون بالحناء، قال: أجل. قال: كأنه يعني السواد. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5972) والخطيب في "الموضح" (2/ 284) وإسناده ضعيف لانقطاعه. قال أبو حاتم: شهر بن حوشب لم يسمع من عمرو بن عبسة. وقال أبو زرعة: شهر بن حوشب لم يلق عمرو بن عبسة. 3650 - "من شرب في آنية الذهب والفضة أو إناء فيه شيء من ذلك فإنما يجرجر في جوفه نار جهنم" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر رفعه: فذكره، قال البيهقي: المشهور عن ابن عمر موقوفاً عليه. ثم أخرجه كذلك، وهو عند ابن أبي شيبة من طريق أخرى عنه "أنه كان لا يشرب من قدح فيه حلقة فضة ولا ضبة مفضضة" ومن طريق أخرى عنه أنّه كان يكره ذلك" (¬1) ضعيف أخرجه الدارقطني (1/ 40) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 141) والبيهقي (1/ 28 - 29) وابن الجوزي في "التحقيق" (107) من طريق أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن الحارث بن أبي مسرة المكي ثنا يحيى بن محمد البخاري ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن ابن عمر به مرفوعاً. ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 131) وزاد فيه "عن جده" ¬

_ (¬1) 11/ 486 (كتاب الأطعمة - باب الأكل في إناء مفضض)

وعنه أخرجه البيهقي (1/ 29) وقال: قوله "عن جده" أظنه وهما فقد أخبرناه أبو الحسن بن إسحاق من أصل كتابه بخط أبي الحسن الدارقطني بدونها، وكذلك أخرجه أبو الحسن الدارقطني في كتابه، وكذلك أخرجه أبو الوليد الفقيه عن محمد بن عبد الوهاب عن أبي يحيى بن أبي مسرة في كتابه دون ذكر جده. والحديث قال الدارقطني: إسناده حسن" وقال الحاكم: لفظة "أو إناء فيه شيء من ذلك" لم نكتبها إلا بهذا الإسناد" وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 406): هذا حديث منكر، وزكريا ليس بالمشهور" وقال ابن عبد الهادي: زكريا بن إبراهيم غير معروف، وقال ابن القطان: حديث ابن عمر لا يصح، وزكريا هو وأبوه لا يعرف لهما حال. وقال شيخنا أبو العباس في "الفتاوى": إسناده ضعيف" التنقيح 1/ 320 و 321 وقال الحافظ: الحديث معلول بجهالة حال إبراهيم بن عبد الله بن مطيع وولده" الفتح 12/ 24 وقال البيهقي: المشهور عن ابن عمر في المضبب موقوفاً عليه. ثم أخرجه من طريق عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّه كان لا يشرب في قدح فيه حلقة فضة ولا ضبة فضة (¬1). وأخرجه من طريق علي بن معبد ثنا موسى بن أعْيَن عن خُصيف عن نافع عن ابن عمر أنّه أتي بقدح مفضض ليشرب منه فأبي أن يشرب، فسألته فقال: إنّ ابن عمر منذ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب في القدح المفضض. 3651 - حديث أبي هريرة رفعه "من شرب في آنية الفضة والذهب في الدنيا لم يشرب فيهما في الآخرة، وآنية أهل الجنة الذهب والفضة" قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند قوي" (¬2) أخرجه ابن ماجه (3374) والنسائي في "الكبرى" (6869) والطبراني في "مسند الشاميين" (1220) ¬

_ (¬1) قال الحافظ: سنده على شرط الصحيح" التلخيص 1/ 54 (¬2) 12/ 200 (كتاب الأشربة - باب آنية الفضة)

عن هشام بن عمار الدمشقي والحاكم (4/ 141) عن محمد بن المبارك الصوري قالا: ثنا يحيى بن حمزة ثني زيد بن واقد ثني خالد بن عبد الله بن حسين ثني أبو هريرة رفعه "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، ومن شرب في آنية الذهب والفضة في الدنيا لم يشرب بهما في الآخرة، لباس أهل الجنة، وشراب أهل الجنة، وآنية أهل الجنة" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 38 قلت: خالد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون ثقات. 3652 - "من شرب منكم النبيذ فليشربه زبيبا فردا، أو تمرا فردا، أو بُسرا فردا" قال الحافظ: ولمسلم (3/ 1575) من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬1) 3653 - حديث أبي سعيد "من شغله القرآن وذكري عن مسألتي" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه" (¬2) انظر حديث "يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي ... " 3654 - "من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه" قال الحافظ: وأما قصته المذكورة في الشهادة فأخرجها أبو داود والنسائي، ووقعت لنا بعلو في جزء محمد بن يحيى الذهلي من طريق الزهري أيضاً عن عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتاع من أعرابي فرسا فاستتبعه ليقضيه ثمن الفرس، فأسرع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي يساومونه في الفرس حتى زادوه على ثمنه، فذكر الحديث. قال: فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني قد بعتك، فمن جاء من المسلمين يقول: ويلك إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليقول إلا الحق، حتى جاء خزيمة بن ثابت فاستمع المراجعة فقال: أنا أشهد أنك قد بايعته، فقال له ¬

_ (¬1) 12/ 169 (كتاب الأشربة - باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر) (¬2) 13/ 383 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)

النبي - صلى الله عليه وسلم - "بم تشهد؟ " قال: بتصديقك، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين. ووقع لنا من وجه آخر أنّ اسم هذا الأعرابي سواء بن الحارث، فأخرج الطبراني وابن شاهين من طريق زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة بن خزيمة حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال له "بم تشهد ولم تكن حاضرا؟ " قال: بتصديقك، وأنّك لا تقول إلا حقا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) صحيح يرويه عُمارة بن خُزيمة بن ثابت واختلف عنه: - فقال ابن شهاب الزهري: حدثني عمارة بن خزيمة أنّ عمه حدّثه وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتاع فرسا من أعرابي، فاستتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومون بالفرس لا يشعرون أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتاعه، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنادى الأعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلا بعته، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سمع نداء الأعرابي فقال "أو ليس قد ابتعته منك؟ " قال الأعرابي: لا والله ما بعتك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "بلى قد ابتعته منك" فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي وهما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك، النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليقول إلا حقا، حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك، قال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على خزيمة فقال "بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - شهادة خزيمة شهادة رجلين. أخرجه أحمد (5/ 215 - 216) وأبو داود (3607) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2085) والنسائي (7/ 265 - 266) وفي "الكبرى" (6243) وابن خزيمة (تخريج أحاديث المختصر 2/ 17 - 18) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 146) وفي "المشكل" (4802) والحاكم (2/ 17 - 18) والبيهقي (10/ 145 - 146) وفي "معرفة السنن" (19825) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 120 - 121) وابن بشكوال في "المبهمات" (355) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 17 - 81) من طرق عن الزهري به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ورجاله باتفاق الشيخين ثقات ولم يخرجاه" ¬

_ (¬1) 10/ 137 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23])

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح، وعمارة بن خزيمة وثقه النسائي وابن سعد وابن حبان، ولم أر لأحد فيه طعنا. وقد روى عنه أيضاً بعض هذا الحديث ابن ابن أخيه، لكن خالف الزهري في صحابيه" قلت: وهو كما قالا، وعمارة وثقه العجلي أيضاً. - وقال محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت ثني عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى فرسا من سواء بن الحارث المحاربي فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال له "ما حملك على هذا ولم تكن حاضرا معنا؟ " قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (19) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 86 - 87) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2084) وأبو يعلى (المطالب 4018/ 3) وابن خزيمة (تخريج أحاديث المختصر 2/ 19) والطبراني في "الكبير" (3730) وابن شاهين في "الصحابة" (الإصابة 4/ 290 - 291) والحاكم (2/ 18) وأبو نعيم في "الصحابة" (2357) والبيهقي (10/ 146) والخطيب في "الموضح" (2/ 106) وفي "الأسماء المبهمة" (ص 121 - 122) وابن بشكوال (356) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 483) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 19) من طريق زيد بن الحباب ثنا محمد بن زرارة به. قال الحافظ: هذا حديث حسن، ومحمد بن زرارة قال الذهبي في "مختصر السنن": لم أر له ذكرا في الضعفاء ولا أعرفه. قلت: قد ذكره البخاري في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحاً، وأشار إلى حديثه هذا ولم يذكر له علة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وليس في حديثه هذا إلا مخالفته للزهري وهو أحفظ منه، لكن كونه من آل بيت خزيمة يقوي أمره، ويؤيده أنّ في سياق كل منهما ما ليس في الآخر" قلت: حديث الزهري عندي أصح، ومحمد بن زرارة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في كتبهم ولم يذكروا عنه راويا إلا زيد بن الحباب فهو مجهول. طريق أخرى: قال ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 4018/ 1): ثنا حسين الجُعْفي عن زائدة ثنا أبو فروة الجهني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن خزيمة بن ثابت أنّه مرّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد اشترى فرسا من أعرابي، فجحده الأعرابي البيع فقال: لم أبعك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "قد بعتني" فمرّ عليهم خزيمة بن ثابت فسمع قولهما فقال: أنا أشهد أنك بعت، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "وما

علمك بذلك ولم تشهدنا؟ " قال: قد شهدنا على ما هو أعظم من ذلك، فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين حتى مات خزيمة. رواته ثقات، وأبو فروة اسمه مسلم بن سالم. 3655 - حديث عروة بن مُضَرِّس رفعه "من شهد معنا صلاة الفجر بالمزدلفة وكان قد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهارا فقد تمّ حجه" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان والدارقطني والحاكم، ولفظ أبي داود عنه "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموقف يعني بجَمع، قلت: جئت يا رسول الله من جبل طيء فأكللت مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلاً أو نهارا فقد تمّ حجه وقضى تفثه" وللنسائي "من أدرك جمعا مع الإمام والناس حتى يفيضوا فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك مع الإمام والناس فلم يدرك" ولأبي يعلى "ومن لم يدرك جمعا فلا حج له" وقد صنف أبو جعفر العقيلي جزءا في إنكار هذه الزيادة وبيّن أنها من رواية مطرف عن الشعبي عن عروة، وأنّ مطرفا كان يَهِمُ في المتون" (¬1) صحيح وله عن عروة بن مضرس طريقان: الأول: يرويه عامر الشعبي قال: ثني عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي قال (¬2): أتيت (¬3) النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو (¬4) بجمع (¬5) فقلت: يا رسول الله جئتك (¬6) من جبلي طَيِّءٍ (¬7) ¬

_ (¬1) 4/ 276 (كتاب الحج - باب من قدم ضعفة أهل بليل) (¬2) ولفظ ابن سعد وغيره "أنّه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدرك الناس إلا ليلا وهم بجمع، فانطلق إلى عرفات ليلاً، فأفاض منها، ثم رجع إلى جمع، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال" (¬3) وفي رواية للطحاوي "أتى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬4) ولفظ الدارقطني وغيره "في الموقف من جمع" وفي لفظ للحاكم وغيره "وهو واقف بجمع" وفي لفظ للطبراني "وهو بالموقف بجمع" (¬5) ولفظ الحميدي وغيره "بالمزدلفة" زاد الترمذي "حين خرج إلى الصلاة" وزاد الطبراني في رواية "والناس حوله" وزاد في رواية أخرى "قبل أن يفيض، فلما نظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "وزاد ابن خزيمة في الرواية الثانية "فخرج إلى الصلاة حين برق الفجر" (¬6) وفي لفظ للنسائي والطبراني "أقبلت" وفي رواية للطبراني "طويت الجبين ولقيت شدة" (¬7) زاد الحميدي في الموضع الأول وغيره "والله ما جئت حتى"

أتعبت (¬1) نفسي، وأنصبت (¬2) راحلتي (¬3)، والله ما تركت (¬4) من حَبْلٍ إلا وقفت عليه، فهل (¬5) لي من حج؟ فقال "من (¬6) شهد (¬7) معنا هذه (¬8) الصلاة -يعني صلاة الفجر- بجمع (¬9)، ووقف (¬10) معنا (¬11) حتى (¬12) نفيض (¬13) منه، وقد أفاض (¬14) قبل ذلك من عرفات ليلاً أو نهارا، فقد تمّ حجه وقضى تفثه" أخرجه الحميدي (900 و 901) والطيالسي (ص 181) وابن سعد (2/ 179 - 180 و 6/ 31 - 32) وابن أبي شيبة (ص 224 - النسخة المفقودة) وفي "المسند" (534) وأحمد (¬15) (4/ 15 و 261 و 261 - 262 و 262) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 31) والدارمي (1895 و 1896) وأبو داود (1950) وابن ماجه (3016) والترمذي (891) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2491 و 2492) والنسائي (5/ 213 و 213 - 214 و 214) وفي "الكبرى" (4045 - 4049) وأبو يعلى (946) وابن الجارود (467) وابن خزيمة (2821 و 2822) ¬

_ (¬1) ولفظ ابن سعد وغيره "أعملت" وفي لفظ للطبراني "أكللت" ولفظ ابن خزيمة في الموضع الثاني "أنصبت" (¬2) ولفظ ابن ماجه وغيره "وأنضيت" ولفظ ابن خزيمة في الموضع الثاني "وأكللت" وفي رواية للطبراني "وأذللت" وله ولغيره "وأتعبت" (¬3) ولفظ الدارمي وغيره "مطيتي" (¬4) وفي لفظ للطبراني "ما نزلت" وله أيضاً "والله ما نزلتم حبلا وقفتم به إلا وقفت عليه" (¬5) وفي لفظ للطحاوي "فما لي من كبير من الحج" ولفظ ابن حبان في الموضع الأول "هل علي من حج؟ " (¬6) وفي لفظ للطبراني "أفرح روعك، من أدرك إفاضتنا هذه أدرك الحج" وللبيهقي "من وقف معنا بعرفة فقد تم حجه" وللطبراني وغيره "من أدرك جمعا مع الناس والإمام قبل أن يفيضوا فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك الناس والإمام بجمع حتى يفيضوا فلم يدرك الحج" هذه رواية مطرف بن طَريف عن الشعب في رواه عنه جماعة وتفرد بهذا اللفظ. قال الطحاوي: وهذا المعنى لمن فاته الوقوف بجمع، أنّه لا حج له، فلم نعلم أحدا جاء به في هذا الحديث عن الشعبي غير مطرف، فأما الجماعة من أصحاب الشعبي، فلا يذكرونه فيه، منهم: عبد الله بن أبي السفر، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وداود بن أبي هند ومجالد بن سعيد" (¬7) ولفظ الطيالسي وغيره "صلّى" ولفظ أبي داود وغيره "أدرك" (¬8) ولفظ ابن سعد وغيره "صلاة الغداة" ولفظ ابن حبان في الموضع الأول "هذا الموقف حتى يفيض" (¬9) ولفظ الحاكم وغيره "في هذا المكان"، وللنسائي وغيره "معنا" وفي رواية للطحاوي وغيره "بالمزدلفة" وفي رواية للنسائي "ها هنا معنا" (¬10) وفي لفظ للنسائي "ثم أقام معنا" (¬11) زاد الطيالسي وغيره "هذا الموقف" (¬12) ولفظ البيهقي في "الصغرى" وغيره "حتى يفيض الإمام" (¬13) ولفط الترمذي "ندفع" (¬14) وفي لفظ "أتى" وفي لفظ آخر "وقف" وفي لفظ آخر "شهد" (¬15) واللفظ له في الموضع الأول.

وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (816) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 207 - 208 و 208) وفي "المشكل" (4688 و 4689 و 4690 و 4691 و 4692 و 4693) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 263 - 264) وابن حبان (3850 و 3851) والطبراني في "الكبير" (17/ 149 و 150 و 150 - 151 و 152 و 152 - 153 و 153 و 154) وفي "الأوسط" (1318 و 3048) وفي "الصغير" (276) والدارقطني (2/ 239 - 240 و 240) والحاكم (1/ 463) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 334 و7/ 189 و 189 - 190 و 190) وفي "الصحابة" (5470) وابن حزم في "المحلى" (7/ 154) والبيهقي (5/ 116 و 173) وفي "معرفة السنن" (7/ 375) وفي "الصغرى" (1752 و 1753) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 273 و 273 - 274) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (951) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 33 - 34) والمزي (20/ 36) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 216) من طرق عن الشعبي عن عروة بن مضرس به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط كافة أئمة الحديث، وهي قاعدة من قواعد الإسلام، وقد أمسك عن إخراجه الشيخان على أصلهما أنّ عروة بن مضرس لم يحدث عنه غير الشعبي" وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت" وقال أبو بكر المراغي: صحيح" قلت: وهو كما قالوا. الثاني: يرويه يوسف بن خالد السمتي البصري ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عروة بن مضرس. أخرجه الحاكم (1/ 463) وسكت عليه. وقال الذهبي: قلت: السمتي ليس بثقة" وقال الحافظ في "التهذيب" (7/ 188): إسناده ضعيف" 3656 - "من شهر علينا السلاح" قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث أبي بكرة ومن حديث سمرة ومن حديث عمرو بن عوف، وفي سند كل منها لين لكنها يعضد بعضها بعضا" (¬1) ¬

_ (¬1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا)

ورد من حديث أبي موسى ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمرو بن عوف ومن حديث أبي بكرة ومن حديث سَمُرة بن جندب. فأما حديث أبي موسى فأخرجه ابن ماجه (2577) عن محمود بن غيلان المروزي وأبي غريب محمد بن العلاء الهمداني ويوسف بن موسى القطان وعبد الله بن عامر بن بَرّاد الكوفي قالوا: ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى مرفوعاً "من شهر علينا السلاح فليس منا" ورواه البخاري (فتح 16/ 131) عن أبي كريب بلفظ: من حمل ... وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي زمنين في "السنة" (171) والداني في "الفتن" (88) من طريق يحيى بن آدم الكوفي عن شريك عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً. ورواه المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عجلان بلفظ: من حمل. أخرجه ابن ماجه (2575) وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن عجلان به. أخرجه الخطيب (12/ 381) وأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه البزار (كشف 3339) وأبو نعيم في "الصحابة" (5049) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده به مرفوعاً. وكثير بن عبد الله قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه الشافعي وغيره. وأما حديث أبي بكرة فأخرجه البزار (3641) عن طالوت بن عباد الصيرفي ثنا سويد بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعاً "إذا شهر المسلم على أخيه سلاحا فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يشيمه عنه" وأخرجه ابن عدي (3/ 1259) عن عليّ بن سعيد بن بشير ثنا طالوت به. وإسناده ضعيف، قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، وسويد مختلف فيه، قواه البزار، وضعفه النسائي وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين. وأما حديث سمرة فأخرجه البزار (كشف 3340) والطبراني في "الكبير" (7042) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة ثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى أن يُسِلَّ المسلم على المسلم السلاح.

وإسناده ضعيف، جعفر قال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الإشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وخبيب قال ابن حزم: مجهول، وقال الذهبي: لا يعرف، وقال أيضاً: يجهل حاله عن أبيه. وسليمان قال ابن القطان: لا يعرف حاله. 3657 - حديث أبي موسى رفعه "من صام الدهر ضيقت عليه جهنم" وعقد بيده. قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان" (¬1) يرويه أبو تَميمة طَريف بن مجالد الهُجَيمي عن أبي موسى الأشعري واختلف عنه: - فقال أبو العلاء الضحاك بن يسار اليشكري: عن أبي تميمة عن أبي موسى مرفوعاً به. وقال: هكذا وعقد تسعين. أخرجه الطيالسي (ص 69) عن الضحاك بن يسار به. ومن طريقه أخرجه البزار (3063) والبيهقي (4/ 300) وفي "الصغرى" (1415) وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 78) وأحمد (4/ 414) والعقيلي (2/ 219) وابن حبان (3584) والطبراني في "الأوسط" (2583) والبيهقي في "الشعب" (3608) من طرق عن الضحاك بن يسار به. قال العقيلي: وقد روي هذا عن أبي موسى موقوفاً، ولا يصح مرفوعا" قلت: الضحاك بن يسار مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه ابن معين وأبو داود وغيرهما. ولم ينفرد به بل تابعه: أبان بن أبي عياش عن أبي تميمة عن أبي موسى مرفوعاً. أخرجه عبد بن حميد (564) عن همام بن يحيى العَوْذي وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (714) عن مروان بن معاوية الفزاري ¬

_ (¬1) 5/ 125 (كتاب الصوم - باب حق الأهل في الصوم)

كلاهما عن أبان به. قال همام: فقلت له: فإن قتادة لم يرفعه، فقال أبان: أخبرني في بيتي مرفوعاً. وقال أبو علي الطوسي: هذا حديث حسن غريب" قلت: أبان قال ابن معين وغيره: متروك الحديث. - وقال سفيان الثوري: عن أبي تميمة عن أبي موسى موقوفاً. أخرجه عبد الرزاق (7866) وإسناده منقطع لأنّ الثوري لم يدرك أبا تميمة. - ورواه قتادة عن أبي تميمة واختلف عنه: • فقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن أبي تميمة عن أبي موسى مرفوعاً. أخرجه البزار (3062) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 6/ 422 - 423) وابن خزيمة (2154 و2155) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 64) من طرق عن بن أبي عدي البصري عن سعيد بن أبي عروبة به. قال ابن خزيمة: لم يسند هذا الخبر عن قتادة غير ابن أبي عدي عن سعيد" قلت: وهما ثقتان لكن سماع ابن أبي عدي من سعيد بعد اختلاطه. وتابعه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري ثنا سعيد بن أبي عروبة به. أخرجه الروياني (561) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي وعبد الأعلى قالا: ثنا بن أبي عروبة به (¬1). • وقال شعبة: عن قتادة عن أبي تميمة عن أبي موسى موقوفاً. أخرجه الطيالسي (ص 69) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 300) وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 78) وأحمد (4/ 414) عن وكيع عن شعبة به. وتابعه همام بن يحيى ثنا قتادة به. أخرجه عبد بن حميد (563) ¬

_ (¬1) وعبد الأعلى ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه.

3658 - "من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" قال الحافظ: رواه مسلم (1164") (¬1) 3659 - "من صام رمضان وعرف حدوده كَفَّرَ ما قبله" قال الحافظ: ولابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي سعيد مرفوعاً: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 55) عن علي بن إسحاق المروزي وأبو يعلى (1058) عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان" (11) وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (30) والشجري في "أماليه" (2/ 13) عن محمد بن سليمان المصيصي لُوَين والطبراني في جزء "من اسمه عطاء" (2) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 180) عن عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي وأبو نعيم (8/ 180) عن أحمد بن جَوَّاس الكوفي وعباس الرقي وابن حبان (3433) عن حبان بن موسى المروزي وابن شاهين (29) والخطيب في "التاريخ" (8/ 392) عن أبي أيوب سليمان بن عمر بن خالد الأقطع والبيهقي (4/ 304) وفي "فضائل الأوقات" (53) ¬

_ (¬1) 5/ 126 (كتاب الصوم - باب حق الأهل في الصوم) (¬2) 5/ 12 (كتاب الصوم - باب الصوم كفارة)

عن عبد الله بن عثمان المروزي عبدان وفي "الشعب" (3351) عن عبد الله بن محمد بن أسماء البصري كلهم عن (¬1) عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن قرط (¬2) عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً "من صام رمضان فعرف حدوده، وحفظ ما ينبغي له أن يحفظ منه، كفَّرَ ما قبله" لفظ أبي يعلى قال الطبراني: لا نعلم هذا الحديث يُروى بهذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عطاء عن أبي سعيد بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن قرط، تفرد به عنه يحيى بن أيوب" قلت: وهو مختلف فيه، وعبد الله بن قرط لم يرو عنه إلا يحيى بن أيوب فهو مجهول كما قال الحسيني في "الإكمال"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3660 - "من صُرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد" قال الحافظ: قال ابن بطال: وروى ابن وهب من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً: فذكره، قلت: هو عند الطبراني، وإسناده حسن" (¬3) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 323) ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أصبغ بن الفرج وحدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص المصري ثنا أبي ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن جعفر بن عبد الله عن عقبة بن عامر مرفوعاً "من صرع عن دابته فهو شهيد" ¬

_ (¬1) رواه ابن المبارك في "الزهد" (98 - زيادات نعيم بن حماد) عن يحيى بن أيوب به. (¬2) هكذا عند أبي يعلى وابن حبان وأبي نعيم والبيهقي، وعند أحمد والطبراني وابن شاهين والبيهقي في "الشعب" وفي "الفضائل": قريط، وعند ابن أبي الدنيا والخطيب والشجري: قارط. (¬3) 6/ 358 (كتاب الجهاد - باب فضل من يصرع في سبيل الله)

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 301 قلت: إسناده حسن، وجعفر بن عبد الله الأنصاري سمع من عقبة بن عامر كما سيأتي، ويحيى بن عثمان بن صالح قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال ابن يونس: كان حافظاً للحديث، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق. وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". والباقون كلهم ثقات. واختلف فيه على ابن وهب، فقال أحمد بن عيسى بن حسان التُّسْتَري: ثنا ابن وهب عن عمرو بن مالك عن عبيد الله بن أبي جعفر عن جعفر بن عبد الله بن الحكم قال: سمعت عقبة رفعه "من صُرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد" أخرجه أبو يعلى (1752) قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 5/ 283 قلت: كلهم معروفون، وأحمد بن عيسى وثقه ابن حبان وغيره، وقال النسائي: ليس به بأس، واحتج به الشيخان، وكذبه ابن معين، وعمرو -الصواب عمر- ابن مالك هو الشَّرْعَبِي المصري وثقه ابن حبان وأحمد بن صالح المصري، والباقون ثقات. 3661 - "من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله، وإنّ من يطلبه الله بشيء من ذمّته يدركه ثم يكبّه على وجهه في النار" قال الحافظ: أخرجه مسلم (657") (¬1) 3662 - حديث أبي موسى رفعه "من صلّى الضحى أربعاً بني الله له بيتا في الجنة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4750) عن عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا إبراهيم بن محمد الهمداني عن عبد الله بن عياش عن أبي بُردة عن أبي موسى مرفوعاً "من صلى الضحى أربعاً، وقبل الأولى أربعاً بُني له بها بيت في الجنة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي بردة إلا عبد الله بن عياش، ولا عن عبد الله بن عياش إلا إبراهيم بن محمد الهمداني، تفرد به سهل بن عثمان" ¬

_ (¬1) 13/ 23 (كتاب الأدب - باب من وصل وصله الله) (¬2) 3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

وقال الهيثمي: وفيه جماعة لا يعرفون" المجمع 2/ 238 قلت: عبد الرحمن بن سلم ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 530) وقال: كان من محدثي أصبهان وكان مقبول القول. وقال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 112): سكن أصبهان إمام جامعها مقبول القول حدّث عن العراقيين وغيرهم الكثير، صاحب التفسير والمسند عن سهل بن عثمان. وقال الذهبي في "السير" (13/ 530): الحافظ المجود العلامة المفسر وكان من أوعية العلم. وسهل بن عثمان هو ابن فارس الكندي قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واحتج به مسلم. وإبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني قال أبو حاتم: لا بأس به (الجرح 1/ 1/ 129) وعبد الله بن عياش ما عرفته، وأبو بردة هو ابن أبي موسى ثقة مشهور. 3663 - حديث أنس مرفوعاً "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بني الله له قصرا في الجنة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي واستغربه وليس في إسناده من أطلق عليه الضعف" (¬1) يرويه محمد بن إسحاق المدني، وعنه غير واحد، منهم: 1 - يونس بن بكير الشيباني. - رواه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق واختلف عنه في شيخ ابن إسحاق: • فقال الترمذي (473): ثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني موسى بن فلان بن أنس عن عمه ثمامة بن أنس بن مالك عن أنس به مرفوعاً، وقال فيه "قصرا من ذهب" ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1006) قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" ¬

_ (¬1) 3/ 296 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

وقال الحافظ: وإسناده ضعيف" التلخيص 2/ 20 وقال في "التقريب": موسى بن فلان بن أنس ويقال: هو ابن حمزة، مجهول" • وقال ابن ماجه (1380): ثنا أبو كريب: ثنا يونس بن بكير ثنا ابن إسحاق عن موسى بن أنس عن ثمامة بن أنس عن أنس. وتابعه علي بن سعيد الكندي ثنا أبو كريب به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3967) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن إسحاق" • وقال القاسم بن زكريا المُطَرِّز: ثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن موسى بن حمزة بن أنس عن عمه ثمامة بن أنس عن أنس. أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (1965) • وقال إبراهيم بن معقل النسفي: عن أبي كريب عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن موسى بن عبد الله بن المثنى بن أنس عن عمه ثمامة عن أنس. ذكره الحافظ في "التهذيب" (10/ 379) وقال: وأظنه وهما" - ورواه محمد بن عبد الله بن نمير عن يونس بن بكير كرواية علي بن سعيد الكندي عن أبي كريب. أخرجه ابن ماجه (1380) 2 - إبراهيم بن سعد الزهري. أخرجه الطبراني في "الصغير" (506) عن طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق القاضي البغدادي ثنا علي بن المديني ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبي عن ابن إسحاق عن حمزة بن موسى بن أنس بن مالك عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس. وقال: لم يروه عن ثمامة إلا حمزة بن موسى، تفرد به ابن إسحاق" وقال المزي: وهذا القول وهم" تهذيب الكمال 29/ 173 - 174 3 - سلمة بن الفضل الأبرش. أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (120) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل ثنا ابن إسحاق عن موسى بن حمزة عن ثمامة بن عبد الله عن جده أنس. ومحمد بن حميد قال النسائي: ليس بثقة.

3664 - "من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من التائبين، ومن صلى ستاً كُفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانيا كتب من العابدين، ومن صلى ثنتي عشرة بني الله له بيتا في الجنة" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث أبي الدرداء مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده ضعف أيضاً، وله شاهد من حديث أبي ذر رواه البزار وفي إسناده ضعف أيضا" (¬1) ضعيف وحديث أبي الدرداء أخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (2/ 237) و"الترغيب" (1/ 465 - 466) قال الهيثمي: وفيه موسى بن يعقوب الزَّمْعي وثقه ابن معين وابن حبان، وضعفه ابن المديني وغيره، وبقية رجاله ثقات" وقال المنذري: ورواته ثقات وفي موسى بن يعقوب الزمعي خلاف" قلت: أخرجه العقيلي (2/ 209) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب عن الصلت بن سالم أنّ زيد بن أسلم أخبره عن عبد الله بن عمرو السهمي عن أبي الدرداء مرفوعا "من صلى صلاة الضحى سجدتين لم يكتب من الغافلين" (¬2) وقال: حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: الصلت بن سالم مدني لا يصح حديثه. وهو هذا الحديث، وقد روي من غير هذا الوجه بأصلح من هذا الإسناد" قلت: وقال أبو حاتم: الصلت منكر الحديث ليس بشيء. وأما حديث أبي ذر فيرويه حسين بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: قلت لأبي ذر: يا عماه أوصني، قال: سألتني عما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنْ صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين، وإن صليت أربعاً كتبت من العابدين، وإن صليت ستاً لم يلحقك ذنب، وإن صليت ثمانيا كتبت من القانتين، وإن صليت اثنتي عشرة ركعة بني لك بيتا في الجنة، وما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا لله فيها صدقة يمنّ بها على من يشاء من عباده، وما منّ على عبد بمثل أن يلهمه ذكره". ¬

_ (¬1) 3/ 296 - 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر) (¬2) وعلقه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 392 - 393) قال: وروى موسى بن يعقوب عن الصلت بن سالم مولى طلحة أو ابن عثمان بن عبيد الله التيمي عن مولى لعمر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي الدرداء مرفوعاً. قال الصلت: فأخبرنيه سليمان بن ثعلبة الأنصاري.

أخرجه البزار (كشف 694) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 243 - 244) والأصبهاني في "الترغيب" (1954) وقال البزار: لا نعلمه إلا عن أبي ذر ولا روى ابن عمر عنه إلا هذا" وقال ابن حبان: لا يصح هذا كله. وفي نسخة: وهذا لا أصل له" وقال: حسين بن عطاء يروي عن زيد بن أسلم المناكير التي ليست تشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات" وذكره في "الثقات" (6/ 209) وقال: يخطئ ويدلس" وقال أبو حاتم: شيخ منكر الحديث وهو قليل الحديث وما حدّث به فمنكر. وقال ابن الجارود: كذاب، وقال أبو داود: ليس هو بشيء. 3665 - "من صلّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلّى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (656) عن عثمان بن عفان. 3666 - "من صلى العشاء في جماعة كان كمن قام نصف ليلة" قال الحافظ: ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنّ: فذكره" (¬2) أخرجه مسلم (656) من حديث عثمان بن عفان. 3667 - "من صلي خلف إمام فقراءة الإمام له قراءة". قال الحافظ: حديث ضعيف عند الحفاظ، وقد استوعب طرقه وعلله الدارقطني وغيره" (¬3) ضعيف روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث النواس بن سمعان ¬

_ (¬1) 3/ 441 (كتاب الجنائز - باب من انتظر حتى تدفن) (¬2) 3/ 266 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب عقد الشيطان على قافية الرأس) (¬3) 2/ 385 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

فأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر، وعن أبي الزبير غير واحد، منهم: 1 - جابر بن يزيد الجُعْفي. أخرجه أحمد (3/ 339) والدارقطني (1/ 331) وابن الجوزي في "التحقيق" (527) عن الأسود بن عامر شاذان وعبد بن حميد (1050) والدارقطني (1/ 331) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 334) والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (344) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين والدارقطني (1/ 331) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي (¬1) وابن ماجه (850) عن عبيد الله بن موسى الكوفي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 217) والرافقي في "جزئه" (ق 18/ أ) وابن عدي (2/ 542) والبيهقي في "القراءة" (395) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي وابن عدي (2/ 542) عن سلمة بن عبد الملك العَوْصي كلهم عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن جابر الجعفي به. ورواه إسحاق بن منصور السلولي ويحيى بن أبي بكير الكرماني عن الحسن بن صالح عن جابر الجعفي وليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر به. أخرجه ابن الأعرابي (ق 174/ ب) عن عباس بن محمد الدوري ثنا إسحاق بن منصور ويحيى بن أبي بكير به. ¬

_ (¬1) رواه محمد بن الحسين بن إبراهيم العامري أبو جعفر ابن إشكاب البغدادي عن أبي غسان هكذا، ورواه ابن أبي شيبة (1/ 377) عن أبي غسان فلم يذكر جابرا الجعفي.

وأخرجه الدينوري في "المجالسة" (3523) وابن عدي (6/ 2107) والدارقطني (1/ 331) والبيهقي (2/ 160) وفي "القراءة" (345) وابن الجوزي في "التحقيق" (528) من طرق عن العباس الدوري به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 217) وابن عدي (6/ 2107) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرطوسي والبيهقي في "القراءة" (343) عن سعيد بن مسعود المروزي والدراقطني (1/ 331) عن محمد بن سعد العَوْفي ثلاثتهم عن إسحاق بن منصور وحده. قال الدارقطني: جابر وليث ضعيفان" وقال ابن عدي: وهذا معروف بجابر الجعفي عن أبي الزبير يرويه عنه الحسن بن صالح إلا أن إسحاق بن منصور ويحيى بن أبي بكير رويا عن الحسن بن صالح عن ليث وجابر فجمع بينهما" وقال أبو نعيم: مشهور من حديث الحسن بن صالح" وقال البيهقي: جابر الجعفي وليث بن أبي سليم لا يحتج بهما، وكل من تابعهما على ذلك أضعف منهما أو من أحدهما" 2 - ابن لهيعة. أخرجه البيهقي في "القراءة" (347 و 348) من طريق محمد بن أشرس النيسابوري عن عبد الله بن عمر وبشر بن القاسم كلاهما عن ابن لهيعة به. وقال: محمد بن أشرس متروك الحديث" 3 - أيوب السَّخْتياني. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7899) والبيهقي في "القراءة" (346) وابن الجوزي في "العلل" (727) وفي "التحقيق" (530) من طريق سهل بن العباس الترمذي ثنا إسماعيل بن علية عن أيوب به.

قال الطبراني: لم يرفعه أحد عن ابن علية إلا سهل بن العباس، ورواه غيره موقوفاً" وقال البيهقي: قال أبو عبد الله (الحاكم): هذا الخبر باطل بهذا الإسناد، ولو صحّ مثل هذا من حديث أيوب عن أبي الزبير عن جابر لكان كالأخذ باليد ولما اختلف فيه أحد، وإنما الحمل فيه على سهل بن العباس هذا فإنه مجهول لا يعرف" وأسند عن الدارقطني قال: هذا منكر، وسهل بن العباس متروك" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، والترمذي متروك" 4 - عمر بن موسى. أخرجه الرافقي (ق 18/ أ) من طريق فهد بن بشر السلمي عن عمر بن موسى به. وفهد بن بشر قال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف، وعمر بن موسى أظنه الوجيهي متهم بالوضع. 5 - أبو حنيفة. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 32) عن محمد بن علي بن حبيش ثنا علي بن جعفر بن محمد بن حبيب التمار ثنا علي بن إشكاب ثنا إسحاق الأزرق عن أبي حنيفة به. ومحمد بن علي وعلي بن جعفر لم أر من ترجمهما، وأبو حنيفة ضعفه أحمد والجمهور واختلف فيه قول ابن معين، والباقون ثقات. الثاني: يرويه مالك بن أنس عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعاً "من صلى ركعة فلم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصلّ إلا وراء الإمام" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 218) عن بحر بن نصر المصري ثنا يحيى بن سلام به. وأخرجه ابن عدي (7/ 2708) والدارقطني (1/ 327) والبيهقي في "القراءة" (349) وابن الجوزي في "التحقيق" (531) من طرق عن بحر بن نصر ثنا يحيى بن سلام عن مالك به. قال الدارقطني: يحيى بن سلام ضعيف، والصواب موقوف" وقال ابن عدي: لم يرفعه عن مالك غير يحيى بن سلام" وقال البيهقي: قال لنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه: وَهِمَ يحيى بن سلام على

مالك بن أنس في رفع هذا الخبر، ويحيى بن سلام كثير الوهم، وقد روى مالك بن أنس هذا الخبر في "الموطأ" عن وهب بن كيسان عن جابر من قوله" قلت: ولم ينفرد يحيى بن سلام به بل تابعه على رفعه غير واحد عن مالك، منهم: 1 - يحيى بن نصر بن حاجب القرشي. أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "اللسان" (3/ 220) والبيهقي في "القراءة" (352) من طريق أبي عصمة عاصم بن عصام ثنا يحيى بن نصر به. قال الدارقطني: عاصم بن عصام لا يعرف" وقال البيهقي: قال أبو عبد الله (الحاكم): يحيى بن نصر بن حاجب غير مستنكر منه مثل هذه الرواية فقد روى عن مالك وغيره من الأئمة ما لم يتابع" 2 - إبراهيم بن رستم وعلي بن الجارود بن يزيد. أخرجه البيهقي في "القراءة" (353) من طريق محمد بن أشرس عنهما. وقال: محمد بن أشرس هذا مرمي بالكذب ولا يحتج بروايته إلا من غلب عليه هواه نعوذ بالله من متابعة الهوى. وهذا الحديث في "الموطأ" الذي صنفه مالك بن أنس وتداوله أهل العلم إلى يومنا هذا موقوف. وأنكر فيما روينا عنه رفعه فكيف يقبل من قوم لم تثبت عدالتهم بل اشتهروا برواية المناكير روايته مرفوعاً" 3 - إسماعيل بن موسى السُّدِّي. أخرجه البيهقي في "القراءة" (350) من طريق عبد الله بن محمود السعدي ثنا السدي به. وقال: قال أبو عبد الله (الحاكم): وَهِمَ الراوي عن إسماعيل السدي في رفعه بلا شك فيه فقد خالفه المثبت عن إسماعيل بن موسى. ثم أخرجه (351) من طريق السري بن خزيمة الأبَيْوَرْدِي ثنا إسماعيل بن موسى السدي ثنا مالك عن وهب بن كيسان عن جابر -قال السري بن خزيمة: وليس بمرفوع- قال: فذكره. قال البيهقي: قال لنا أبو عبد الله فيما قرئ عليه: سمعت أبا عبد الله (محمد بن يعقوب الشيباني) يقول: سمعت السري بن خزيمة يقول: لا أجعل في حل من روى عني هذا الخبر مرفوعاً فإنه في كتابي موقوف. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في "التاريخ" قال: ذُكر هذا الحديث لأبي عبد الله بن

يعقوب فقال: هذا كذب، سمعت السري بن خزيمة يحدّث به موقوفاً، ثم قال: ما حدّثت بهذا الحديث إلا هكذا فمن ذكره عني مسندا فقد كذب. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني يقول: سمعت إسماعيل ابن بنت السدي يقول: قلت لمالك في هذا الحديث: مرفوع هو؟ فقال: خذوا برجله. وقال البيهقي في "السنن" (2/ 160): المحفوظ عن جابر في هذا الباب ما رواه ابن بكير عن مالك عن وهب بن كيسان أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره موقوفاً. ثم قال: هذا هو الصحيح عن جابر من قوله غير مرفوع وقد رفعه يحيى بن سلام وغيره من الضعفاء عن مالك وذاك مما لا يحل روايته على طريق الاحتجاج به" قلت: ولم ينفرد السري بن خزيمة بوقفه بل تابعه فهد بن سليمان بن يحيى عند الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 218) وأبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن القَرْقَساني عند الرافقي (ق 18/ ب) كلاهما عن إسماعيل السدي به. ورواه مالك في "الموطأ" (1/ 84) عن وهب بن كيسان عن جابر موقوفاً. وهو الأصح، وقد رواه غير واحد عن مالك عن وهب عن جابر موقوفاً، منهم: 1 - عبد الله بن وهب. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 218) والدارقطني (1/ 327) 2 - عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي. أخرجه البيهقي في "القراءة" (354) 3 - يحيى بن عبد الله بن بكير المصري. أخرجه البيهقي في "القراءة" (355 و356 و357 و358) 4 - معن بن عيسى القزاز. أخرجه الترمذي (313) وقال: حسن صحيح" وهؤلاء أثبت في مالك ممن رواه عنه مرفوعاً. قال الخليلي: ابن وهب ثقة متفق عليه وموطؤه يزيد على كل من روى عن مالك" التهذيب

وقال ابن حبان: كان ابن معين لا يقدم على القعنبي في مالك أحدا" الثقات 8/ 353 ولم ينفرد مالك به بل تابعه فليح بن سليمان ثنا وهب بن كيسان عن جابر موقوفاً. أخرجه الرافقي (ق 18/ ب) الثالث: يرويه أبو الحسن موسى بن أبي عائشة والحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد بن الهاد واختلف عن موسى بن أبي عائشة: - فرواه أبو حنيفة النعمان بن ثابت عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعاً. أخرجه الدارقطني (1/ 323) والرافقي (ق 18/ ب) وابن الجوزي في "التحقيق" (529) عن إسحاق بن يوسف الأزرق وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 227 و 228) والبيهقي في "المعرفة" (3/ 79) والخطيب في "الموضح" (2/ 401) عن مكي بن إبراهيم البلخي والبيهقي في "القراءة" (335) والخطيب في "الموضح" (2/ 401) وفي "الفقيه" (1/ 225 - 226) عن محمد بن الحسن الشيباني والدارقطني (1/ 324 - 325) وأبو نعيم (ص 226) عن أسد بن عمرو البجلي وأبو نعيم (ص 226) عن سعيد بن مسروق الكندي و (ص 210 و 227) عن سعد بن الصلت الشيرازي و (ص 227) عن إبراهيم بن طهمان الخراساني

وعن زيد الحرشي وعن أبي يحيى عبد الحميد الحِمَّاني و (ص 228) وابن عدي (7/ 2477) عن عبد الله بن يزيد المقرئ كلهم عن أبي حنيفة به. • ورواه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي عن أبي حنيفة واختلف عنه: فرواه غير واحد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعاً. أخرجه أبو نعيم (ص 226) عن عمر بن علي الواسطي وابن عدي (7/ 2477) والبيهقي في "القراءة" (334) عن بشر بن الوليد الكندي والخطيب في "التاريخ" (10/ 340) عن عبد الرحمن بن واقد الواقدي ثلاثتهم عن أبي يوسف به. ورواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري عن عمه عبد الله بن وهب عن الليث بن سعد عن أبي يوسف واختلف عنه: فرواه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 217) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب كرواية عمر بن علي الواسطي ومن تابعه. وهكذا رواه أبو نعيم (ص 227) عن محمد بن حميد ثنا سدي ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب به. ورواه محمد بن نصر بن الحجاج المروزي عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فقال فيه: عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر. أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 178) وتابعه أحمد بن علي المدائني عن أحمد بن عبد الرحمن به.

أخرجه ابن عدي (7/ 2477) ورواه خلف بن أيوب البلخي عن أبي يوسف فقال فيه: عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر. أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 177 - 178) وقال: عبد الله بن شداد هو بنفسه أبو الوليد، ومن تهاون بمعرفة الأسامي أورثه مثل هذا الوهم" • ورواه يونس بن بكير الشيباني (¬1) عن أبي حنيفة والحسن بن عمارة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر. أخرجه الدارقطني (1/ 325) وأبو نعيم (ص 226 - 227) والبيهقي في "القراءة" (338) ورواه طاهر بن مدرار عن الحسن بن عمارة وحده. أخرجه ابن عدي (2/ 706) قال الدارقطني: لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة والحسن بن عمارة وهما ضعيفان" وقال أيضاً: الحسن بن عمارة متروك الحديث، والصواب رواية من روى الحديث عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلا" وقال البيهقي: هكذا رواه يونس بن بكير عنهما والحسن بن عمارة متروك، جرحه شعبة وابن عيينة فمن بعدهما من أئمة أهل الحديث" وقال ابن عدي: وهذا لم يوصله فزاد في إسناده جابر غير الحسن بن عمارة وأبو حنيفة، وبأبي حنيفة أشهر منه من الحسن بن عمارة، وقد روى هذا الحديث عن موسى بن أبي عائشة غيرهما فأرسلوه" • وقال زفر بن الهذيل العنبري: عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر. ¬

_ (¬1) رواه عبيد بن يعيش الكوفي عن يونس بن بكير عن الحسن بن عمارة وحده. أخرجه ابن عدي (2/ 706)

أخرجه أبو نعيم (ص 228) • وقال عبد الله بن المبارك: عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلاً. أخرجه البيهقي (2/ 160) وفي "القراءة" (336 و 337) - ورواه غير واحد عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلاً، منهم: 1 - سفيان الثوري (¬1). أخرجه عبد الرزاق (2797) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 217) والرافقي (ق 18/ ب) والبيهقي (2/ 160) وفي "القراءة" (336 و337) 2 - شريك بن عبد الله القاضي (¬2). أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 376) 3 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 376) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 1568) وابن عدي (7/ 2477). 4 - سفيان بن عيينة. أخرجه ابن عدي (7/ 2477) 5 - شعبة. أخرجه ابن عدي (7/ 2477) والبيهقي (2/ 160) وفي "القراءة" (336 و 337) والرافقي (ق 18/ ب) 6 - منصور بن المعتمر الكوفي. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (407) - ورواه إسرائيل بن يونس عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن رجل من أهل البصرة مرفوعاً. ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق بن همام وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وابن المبارك عن سفيان هكذا، ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان وزاد فيه: عن جابر. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1567) (¬2) رواه ابن أبي شيبة عن شريك هكذا، ورواه إسحاق الأزرق عن شريك وزاد فيه: عن جابر. أخرجه أحمد بن منيع (1567)

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 217) - ورواه طلحة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر مرفوعا. أخرجه البيهقي في "القراءة" (339) وقال: طلحة مجهول" وقال الخطيب في "الفقيه" (1/ 226): القول قول من رواه عن موسى عن عبد الله بن شداد مرسلاً، ولا تثبت بالحديث حجة لأنّه مرسل" وقال في "الموضح" (2/ 401): الصواب رواية من رواه مرسلاً" وأما حديث الحكم بن عتيبة فيرويه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي عن الحكم عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعاً. أخرجه البيهقي في "القراءة" (342) وقال: قال أحمد بن حنبل: أبو شيبة ليس بشيء منكر الحديث، وقال ابن معين: متروك. وجرحه أيضاً البخاري والنسائي وغيرهما من أهل العلم بالحديث" وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (1/ 331 و 333) والبيهقي في "القراءة" (432 و 433) وابن الجوزي في "التحقيق" (534) من طريق عاصم بن عبد العزيز عن أبي سهيل عن عون عن ابن عباس مرفوعا "تكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر" قال الدارقطني: عاصم ليس بالقوي، ورفعه وهم" وقال البيهقي: قال أبو موسى (¬1) الأنصاري: قلت لأحمد بن حنبل في حديث ابن عباس هذا في القراءة فقال: هذا منكر" وقال: قال أبو عبد الله الحاكم: عاصم بن عبد العزيز الأشجعي الغالب عله حديثه الوهم والخطأ" قلت: وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن عدي (1/ 316) والبيهقي في "القراءة" (438) عن إسماعيل بن عمرو بن نجيح الأصبهاني ¬

_ (¬1) هو الراوي عن عاصم بن عبد العزيز.

والطبراني في "الأوسط" (7575) عن أبي غالب النضر بن عبد الله الأزدي قالا: ثنا الحسن بن صالح عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد مرفوعاً "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" وأخرجه البيهقي في "القراءة" (439) من طريق الربيع بن بدر البصري أنبأ أبو هارون العبدي عن أبي سعيد قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل خلف الإمام لا يقرأ شيئاً أيجزيه ذلك؟ قال "نعم". أبو هارون واسمه عمارة بن جُوين كذبه ابن معين والجوزجاني وغيرهما. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه نافع عن ابن عمر مرفوعا "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" رواه عن نافع غير واحد، منهم: 1 - أيوب السَّخْتياني. أخرجه البيهقي في "القراءة" (390 و 391) والخطيب في "التاريخ" (1/ 337) من طريق خارجة بن مصعب الخراساني عن أيوب به. قال البيهقي في "السنن" (2/ 161): خارجة لا يحتج به" وأسند عن عبدان بن محمد المروزي الحافظ قال: حديث خارجة غلط منكر وإنما هو عن ابن عمر من قوله" وقال في "القراءة" (ص 180): قال أبو عبد الله (الحاكم): هذا الحديث ليس لرفعه أصل من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث أيوب بوجه، وخارجة قد قيل إنّه كان يدلس عن جماعة من الكذابين مثل غياث بن إبراهيم وغيره فكثرت المناكير في حديثه. ثم ذكر تضعيفه عن ابن معين وأحمد والبخاري. 2 - جابر بن يزيد الجعفي. أخرجه ابن عدي (2/ 542) والبيهقي في "القراءة" (395) وقال: جابر الجعفي متروك"

3 - عبيد الله بن عمر بن حفص المدني. أخرجه البيهقي في "القراءة" (393) من طريق أبي عبد الرحمن محمد بن أحمد التميمي ثنا أبو محمد سويد بن سعيد ثنا علي بن مسهر عن عبيد الله به. وقال: قال أبو عبد الرحمن التميمي: هذا أستخير الله تعالى أن أضرب على حديث سويد كله من أجل هذا الحديث الواحد في القراءة خلف الإمام. وقال البيهقي: سويد بن سعيد تغير في آخر عمره وكثرت المناكير في حديثه، وهذا الحديث عند أصحاب عبيد الله بن عمر موقوف غير مرفوع. ثم أخرجه (394) من طريق عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفاً. ومن هذا الطريق أخرجه في "السنن" (2/ 161) وقال: هذا هو الصحيح عن ابن عمر من قوله، وقد روي عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر عن عبيد الله مرفوعاً، وهو خطأ، وسويد تغير بأخرة فكثر الخطأ في رواياته" 4 - مالك بن أنس. أخرجه البيهقي في "القراءة" (396) من طريق جعفر بن سهل المذكر ثنا عثمان بن عبد الله القرشي ثنا مالك به (¬1). وقال: قال أبو عبد الله (الحاكم): عثمان بن عبد الله هذا الذي زعم أنّه قرشي كذاب وقح ظاهر الكذب، وقدم خراسان فحدث عن مالك والليث وابن لهيعة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم بأحاديث أكثرها موضوعة -وذكر شيخنا عدة أحاديث من وضعه- ونسب جعفر بن سهل هذا أيضاً إلى الكذب وذلك بين لمن تأمل روايته. وعثمان بن عبد الله هذا ذكره ابن عدي في عداد من يضع الحديث" وخالفه ابن وهب فرواه عن مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفاً. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 220) 5 - إدريس بن يزيد الأودي. أخرجه البيهقي في "القراءة" (399) من طريق أبي علي الحسين بن أبي بكر بن ياسين ¬

_ (¬1) ولفظه "من صلّى وراء إمام فإنّ قراءة الإمام له قراءة"

ثنا محمد بن الحسين الخزاعي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شيبة الكوفي ثنا أبي عن أبيه شيبة بن إسحاق عن إدريس به. وقال: في هذا الإسناد قوم مجهولون ولم يكلفنا الله تعالى أن نأخذ ديننا عمن لا نعرفه" الثاني: يرويه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعاً "من كان له إمام فقراءته له قراءة" أخرجه الدارقطني (1/ 325 - 326) والبيهقي في "القراءة" (403) وابن الجوزي في "التحقيق" (532) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن سالم به. وقال الدارقطني: محمد بن الفضل متروك" قلت: وكذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني والنسائي وغيرهم. لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن الفضل بن عطية به. أخرجه البيهقي في "القراءة" (401 و 402) وقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول في عقب هذا الخبر: هذا كذب باطل، وأبو عصمة كذاب" ولم ينفرد الفضل بن عطية به بل تابعه الزهري عن سالم عن أبيه -شك في رفعه- أخرجه البيهقي في "القراءة" (404) من طريق محمد بن أيوب الرازي ثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني أنا إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن الزهري به (¬1). وقال: معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف لا يحتج به وقد شكّ في رفعه، ورفعه بهذا الإسناد باطل، والمحفوظ عن معمر وابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: يكفيك قراءة الإمام فيما يجهر" قلت: رواه الفضل بن العباس الحلبي أبو العباس البغدادي الأصل عن يحيى الحماني ولم يشك في رفعه. أخرجه الرافقي (ق 18/ أ) ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن عدي (6/ 2396) من طريق أحمد بن منصور بن سيار الرمادي ثنا يحيى بن عبد الحميد به. وقال: وهذا الحديث غير محفوظ، وعامة روايات معاوية فيها نظر"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن الأعرابي (ق 21/ ب) والدارقطني (1/ 333) والبيهقي في "القراءة" (426) والخطيب في "المتفق والمفترق" (207) وابن الجوزي في "التحقيق" (537) من طريق محمد بن عباد الرازي ثنا أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة". قال الدارقطني: أبو يحيى التيمي ومحمد بن عباد ضعيفان" وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عثمان بن عبد الله الأموي قال: ثنا غنيم بن سالم عن أنس مرفوعاً "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 202) وعثمان بن عبد الله وغنيم ويقال يغنم بن سالم متهمان بالوضع. الثاني: يرويه شعبة عن قتادة عن أنس به مرفوعاً. أخرجه البيهقي في "القراءة" (388) من طريق عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن سهل البصري ثنا قطن بن صالح ثنا شعبة به. وقال: قال لنا أبو عبد الله (الحاكم): سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: كان عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ ينسج الحديث، قال: ولست أرتاب فيما ذكره أبو أحمد من حاله فقد رأيت في حديثه عن الثقات من الأحاديث الموضوعة ما يطول بذكره الكتاب وليس يخفى حاله على أهل الصنعة، قال: وأرى جماعة من المتروكين يلتجئون في هذه المناكير والموضوعات إلى الحسن بن سهل البصري عن قطن بن صالح الدمشقي، ولم يخرج لنا حديثهما عن الثقات فكنا نقف على حالهما. ثم ذكر شيخنا أبو عبد الله من منكرات حديثهما ما يستدل به على حالهما في الجرح، وقد ذكر من جمع في هذه المسألة أخبارا رواية عبد الله بن محمد وذكرها أيضاً عن أحمد بن محمد بن ياسين عن الحسن بن سهل وهي إن سلمت من عبد الله الأستاذ فلن تسلم من الحسن بن سهل فآثار الوضع ظاهرة على رواياته" وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البيهقي في "القراءة" (367) من طريق محمد بن الهيثم بن يزيد أبي جعفر الواسطي ثنا أحمد بن عبد الله بن ربيعة بن العجلان ثنا سفيان الثوري عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فلما سلم قال "أيكم قرأ خلفي" فسكت القوم، فقال "أيكم قرأ خلفي؟ " فقال رجل:

أنا يا رسول الله، فقال "ما لي أنازع القرآن، إذا صلّى أحدكم خلف إمام فليصمت فإنّ قراءته له قراءة، وصلاته له صلاة". وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 426) من طريق الطبراني ثنا علي بن روحان البغدادي ثنا محمد بن الهيثم به. قال الطبراني: لم يروه عن الثوري إلا أحمد بن عبد الله بن ربيعة وهو شيخ مجهول" وقال البيهقي: قال أبو عبد الله (الحاكم): العجلاني هذا لا نعرفه ولم نسمع بذكره إلا في هذا الخبر" وأما حديث النواس فأخرجه البيهقي في "القراءة" (442) من طريق عبد الله بن حماد أنبا سليمان بن سلمة عن محمد بن إسحاق الأندلسي أنبا مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن النواس قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، وكان عن يميني رجل من الأنصار فقرأ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى يساري رجل من مزينة يلعب بالحصا، فلما قضى صلاته، قال "من قرأ خلفي؟ " قال الأنصاري: أنا يا رسول الله، قال "فلا تفعل، من كان له إمام فإنّ قراءة الإمام له قراءة" وقال للذي يلعب بالحصا "هذا حظك من صلاتك" وقال: هذا إسناد باطل فيه من لا يعرف، ومحمد بن إسحاق هذا إن كان هو العُكَاشي فهو كذاب يضع الحديث على الأوزاعي وغيره من الأئمة" 3668 - "من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (408) من حديث أبي هريرة، وله شاهد عن أنس عند أحمد والنسائي وصححه ابن حبان، وعن أبي بُردة بن نِيَار وأبي طلحة كلاهما عند النسائي، ورواتهما ثقات، ولفظ أبي بردة "من صلى عليّ من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلّى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات" ولفظ أبي طلحة عنده نحوه، وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح وحديث أنس له عنه طرق: الأول: يرويه يونس بن أبي إسحاق قال: ثني بُريد بن أبي مريم قال: ثني أنس بن ¬

_ (¬1) 13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

مالك رفعه "من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطّ عنه بها عشر سيئات (¬1)، ورفعه بها عشر درجات" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 517 و 11/ 505) وأحمد (3/ 102) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (39) والخطيب في "التاريخ" (8/ 381) عن محمد بن فضيل الكوفي وأحمد (3/ 261) والبخاري في "الأدب المفرد" (643) والنسائي في "اليوم والليلة" (364) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين والنسائي (3/ 43) وفي "اليوم والليلة" (362) وفي "الكبرى" (1220) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي والحاكم (1/ 550) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن حبان (904) عن محمد بن بشر العبدي والنسائي في "اليوم والليلة" (62) وابن بشران (349) عن يحيى بن آدم الكوفي و (363) عن حجاج بن محمد المصيصي والبيهقي في "الشعب" (1455) عن شبابة بن سوّار المدائني وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (146) عن خلاد بن يحيى السلمي ¬

_ (¬1) وفي لفظ "خطيئات"

كلهم عن يونس بن أبي إسحاق به. وخالفهم مَخْلَد بن يزيد الحرّاني فرواه عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن الحسن بن أبي الحسن قال: ثنا أنس به. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (63) والأول أصح. وإسناده حسن رواته ثقات غير يونس بن أبي إسحاق وهو صدوق. ولم ينفرد به بل تابعه أبوه أبو إسحاق السبيعي عن بريد عن أنس مرفوعاً "من ذكرني فليصل عليّ، ومن صلّى علي صلاة واحدة، صلّى الله عليه عشرا" أخرجه أبو يعلى (3681) عن أبي الجهم الأزرق بن علي الحنفي ثنا حسان ثنا يوسف عن أبي إسحاق به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2692) عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا يوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يوسف إلا حسان، تفرد به الأزرق بن علي" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب. واختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه أبو سلمة المغيرة بن مسلم الخراساني عن أبي إسحاق عن أنس ولم يذكر بريدا. أخرجه الطيالسي (ص 283) عن المغيرة بن مسلم به. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (61) عن محمد بن المثنى عن الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (40) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1669) والشجري في "أماليه" (1/ 123) عن شبابة بن سوّار وأبو القاسم الأصبهاني أيضاً (1670) عن محمد بن سواء السدوسي كلاهما عن المغيرة بن مسلم به. وتابعه إبراهيم بن طهمان الخراساني عن أبي إسحاق عن أنس به.

أخرجه أبو يعلى (4002) والطبراني في "الأوسط" (2788 و 4945) وابن السني في "اليوم والليلة" (380) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (142) والغطريفي (47) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 347) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (277) وابن عساكر في "حديث أهل حُردان" (10) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 232 - 233) وفي "سير الأعلام" (7/ 383) وفي "تذكرة الحفاظ" (4/ 1341) والسبكي في "الطبقات" (1/ 161) من طريق عبد الرحمن بن سلام الجمحي ثنا إبراهيم بن طهمان به. وأبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط ولم أر أحدا ذكر هؤلاء الثلاثة الذين رووا عنه هذا الحديث فيمن روى عنه قبل الاختلاط. وقال أبو حاتم: لا يصح لأبي إسحاق عن أنس رؤية ولا سماع (المراسيل ص 146) الثاني: يرويه سلمة بن وَرْدان المدني عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج لحاجته، فلم يتبعه غير عمر، ومعه فخارة ماء، فوجده ساجدا، فتنحى عنه، حتى رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه، فقال "أحسنت يا عمر حين تنحيت عني، أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صلاة، صلّى الله عليه عشرا، ورفع له عشر درجات" أخرجه البزار (كشف 3159) واللفظ له عن جعفر بن عون الكوفي وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (4) وابن ماسي في "فوائده" (3) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وابن ماسي (4) عن خالد بن يزيد العمري ثلاثتهم عن سلمة بن وردان عن أنس به. - ورواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض المدني عن سلمة بن وردان واختلف عنه: • فقال أبو موسى هارون بن موسى الفروي: ثني أبو ضمرة عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك به. أخرجه الإسماعيلي في "مسند عمر" (جلاء الأفهام ص 29) • وقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا أبو ضمرة عن سلمة بن وردان ثني مالك بن أوس بن الحَدَثَان عن عمر قال: فذكره.

أخرجه إسماعيل القاضي (5) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (33) ورواه عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني عن يعقوب بن حميد وزاد: وحدثني أنس بن مالك. أخرجه الإسماعيلي. - ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنسا ومالك بن أوس بن الحدثان. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (642) والإسماعيلي. وإسناده ضعيف لضعف سلمة بن وردان. الثالث: يرويه عبد العزيز بن قيس بن عبد الرحمن عن حميد الطويل عن أنس مرفوعاً "من صلّى عليّ صلاة واحدة، صلّى الله عليه عشرا، ومن صلّى عليّ عشرا صلى الله عليه مائة، ومن صلى علي مائة كتب الله له بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7231) و"الصغير" (899) من طريق إبراهيم بن سالم بن رشيد الهجيمي البصري ثنا عبد العزيز بن قيس به. وقال: لم يروه عن حميد إلا عبد العزيز بن قيس، تفرد به إبراهيم بن سالم" وقال الهيثمي: إبراهيم بن سالم لم أعرفه" المجمع 10/ 163 الرابع: يرويه مِنْدل بن علي العَنَزي عن أبي هاشم عن عبد الوارث عن أنس مرفوعاً "من صلى علي واحدة، صلى الله عليه عشرا" أخرجه ابن الأعرابي (ق 26/ ب) ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي" (60) وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي. الخامس: يرويه نصر بن علي الجَهْضمي ثني النعمان بن عبد الله عن أبي ظِلال عن أنس مرفوعاً "خرج من عندي جبريل آنفا يخبرني عن ربه جل وعز: ما على الأرض مسلم صلى عليك واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشرا. فأكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة" أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (109) من طريق أبي القاسم البغوي ثنا نصر بن علي به. وقال: غريب من حديث أبي ظلال هلال بن أبي مالك القَسْمَلي البصري عن أنس، عالٍ من حديث النعمان بن عبد الله عنه"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي ظلال، والنعمان بن عبد الله مجهول كما في "الميزان". وأما حديث أبي بردة بن نيار فيرويه سعيد بن سعيد أبو الصبّاح التَّغْلِبي واختلف عنه: - فقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: عن سعيد بن سعيد عن سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار عن عمه أبي بردة بن نيار مرفوعاً "من صلى عليّ من (¬1) تلقاء نفسه، صلى الله عليه بها عشر صلوات، وحطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات (¬2) " أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (42) والبزار (كشف 3160) والنسائي في "اليوم والليلة" (65) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (22/ 195 - 196) وابن بشران (800) والبيهقي في "الدعوات" (156) والمزي (11/ 27) - وقال وكيع: عن سعيد بن سعيد عن سعيد بن عمير الأنصاري عن أبيه مرفوعاً. أخرجه النسائي (64) والمزي (11/ 27) وتابعه ابنه سفيان بن وكيع ثنا سعيد بن سعيد به. أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 576) قال أبو زرعة: حديث أبي أسامة أشبه" تهذيب الكمال 11/ 27 قلت: وسعيد بن سعيد قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث أبي طلحة فيرويه ثابت البُنَاني واختلف عنه: - فقال حماد بن سلمة: عن ثابت البناني عن سليمان مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر في وجهه، فقال "إنّه جاءني جبريل فقال: أما يرضيك يا محمد أنّه لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاة إلا صليت عليه عشرا؟ ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا؟ " أخرجه ابن المبارك في "المسند" (50) وابن أبي شيبة (2/ 516 و 11/ 505 - 506) وأحمد (4/ 29 - 30 و 30) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 6 - 7) والدارمي (2776) وإسماعيل القاضي (2) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (32) والنسائي (3/ 42 - 43) وفي "اليوم والليلة" (60) وفي "الكبرى" (1218) والروياني (978) والدينوري في ¬

_ (¬1) ولفظ البيهقي "صلاة صادقا من قلبه" ولفظ المزي "صلاة مخلصا من قلبه" (¬2) زاد البيهقي وغيره "وكتب له عشر حسنات"

"المجالسة" (995) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 232) وابن حبان (915) والطبراني في "الكبير" (4724) والحاكم (2/ 420) وابن بشران (825) والبيهقي في "الشعب" (1460) وابن بلبان في "المقاصد السنية" (ص 440) والمزي (12/ 113 - 114) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: سليمان مولى الحسن بن علي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال النسائي: ليس بالمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ثابت البناني، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. - وقال غير واحد: عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن أبي طلحة (¬1)، منهم: 1 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 7) وإسماعيل القاضي (1) والطبراني في "الكبير" (4717) و"الأوسط" (4228) و"الصغير" (579) والبيهقي في "الشعب" (1461) وابن عساكر (ترجمة العباس بن الفضل الأسفاطي ص 219) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (49) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي عن سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر به. قال الدارقطني: تفرد به سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر" العلل 6/ 10 وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا سليمان، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس" قلت: اسمه عبد الحميد بن عبد الله وهو ومن فوقه كلهم ثقات، وإسماعيل مختلف فيه. 2 - جسر بن فرقد البصري. أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (50) والطبراني في "الكبير" (4718) من طرق عن مسلم بن إبراهيم ثنا جسر به. وجسر ضعفوه. ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن سليمان الزيات عن عبد الحكم بن عبد الله القَسْمَلي عن أنس عن أبي طلحة. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1686) وتابعه أبو الجنيد حسين بن خالد المكفوف عن عبد الحكم به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 41) وعبد الحكم ضعفوه. ورواه أبو الجنيد أيضاً عن كثير بن فائد أني أبو عبيدة عن أنس عن أبي طلحة. أخرجه الخطيب. وأبو الجنيد قال ابن معين: ليس بثقة.

3 - صالح بن بشير المُرّي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (837) والطبراني في "الكبير" (4719) وصالح ضعيف أيضاً. 4 - سلام بن أبي الصهباء البصري. قاله الدارقطني (¬1) في "العلل" (6/ 10) وحديث حماد بن سلمة أصح لأنّ حمادا من أثبت الناس في ثابت كما قال ابن معين وغيره. وقال أيضاً: من خالف حمادا في ثابت فالقول قول حماد. ولم ينفرد سليمان مولى الحسن به بل تابعه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده به. أخرجه إسماعيل القاضي (3) عن إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا أبو طلحة الأنصاري عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله به. والفروي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو طلحة الأنصاري وأبوه لم أعرفهما، ويحتمل أن يكون أبو طلحة هو عبد الله بن حفص المذكور في كنى الدولابى (2/ 7) والمترجم في كتاب ابن أبي حاتم (2/ 2/ 36) 3669 - "من صلى على جنازة ولم يمش معها فليقم حتى تغيب عنه، وإن مشى معها فلا يقعد حتى توضع" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق سعيد بن مَرْجانة عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (2/ 265) عن محمد بن سلمة الحراني والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 487) عن أحمد بن خالد الوهبي ¬

_ (¬1) وقال: وكلهم وَهِمَ فيه على ثابت، والصواب رواية حماد بن سلمة" (¬2) 3/ 423 (كتاب الجنائز - باب من تبع جنازة فلا يقعد حتى توضع)

كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن إبراهيم قال: أتيت سعيد بن مرجانة فسألته فقال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صلى على جنازة فلم يمش معها فليقم حتى تغيب عنه، ومن مشى معها فلا يجلس حتى توضع" ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من محمد بن إبراهيم، والباقون ثقات. 3670 - "من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب" قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره من حديث مالك بن هبيرة مرفوعاً: فذكره، حسنه الترمذي وصححه الحاكم، وفي رواية له "إلا غفر له" (¬1) أخرجه ابن سعد (7/ 420) وابن أبي شيبة (3/ 321 - 322) وأحمد (4/ 79) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 303) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 212 - 213) وأبو داود (3166) وابن ماجه (1490) والترمذي (1028) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2816) والروياني (1537) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2067) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 43 - 44) والطبراني في "الكبير" (19/ 299) والحاكم (1/ 362) وأبو نعيم في "الصحابة" (6013) والبيهقي (4/ 30) وأبو طاهر السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي" (37) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم" (42) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 54) والمزي (27/ 165 - 166) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثد بن عبد الله اليَزَني قال: كان مالك بن هبيرة إذا صلى على جنازة فَتَقَالَّ الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صلى عليه ثلاثة صفوف (¬2) فقد (¬3) أوجب" اللفظ للترمذي. وقال: حديث حسن" وقال: هكذا رواه غير واحد عن ابن إسحاق، وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق هذا الحديث وأدخل بين مرثد ومالك رجلاً، ورواية هؤلاء أصح عندنا" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لمالك بن هبيرة شيئاً، وأخرج لابن إسحاق في المتابعات، وهو صدوق مدلس، وقد صرح بالتحديث من يزيد عند الروياني فانتفى التدليس. ¬

_ (¬1) 3/ 430 (كتاب الجنائز - باب الصفوف على الجنازة) (¬2) زاد ابن أبي شيبة وغيره "من المسلمين" (¬3) ولفظ أحمد وغيره "إلا غفر له" ولفظ المزي "إلا وجبت له الجنة"

3671 - "من صمت نجا" ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع: قال في الموضع الأول: أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص" (¬1) وقال في الثاني: وللترمذي من حديث ابن عمرو: فذكره" (¬2) وقال في الثالث: أخرجه الترمذي ورواته ثقات" (¬3) حسن أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (385) وابن وهب في "الجامع" (302) عن عبد الله بن لهيعة ثني يزيد بن عمرو المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو به مرفوعاً. ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (1) وأبو الشيخ في "الأمثال" (207) والبغوي في "شرح السنة" (4129) وأخرجه أحمد (2/ 177 و 159) وعبد بن حميد (345) والدارمي (2716) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 169) والترمذي (2501) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (10) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 113) والقضاعي (334) والبيهقي في "الشعب" (4629 و 4630) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1710) والمزي (32/ 215 - 216) من طرق عن ابن لهيعة به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن الحبلي هو عبد الله بن يزيد" قلت: ابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به. ولم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث المصري عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به. أخرجه الطبراني (¬4) في "الأوسط" (1954) عن أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري ¬

_ (¬1) 8/ 150 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية) (¬2) 13/ 54 (كتاب الأدب - باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) (¬3) 14/ 90 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان) (¬4) وأخرجه في "الكبير" (3/ حديث رقم 114) عن أحمد بن محمد بن نافع لكنّه لم يذكر ابن لهيعة.

وابن شاهين في "الترغيب" (387) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 37) عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث قالا: ثنا أحمد بن صالح المصري ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث به. قال ابن شاهين: هذا حديث غريب من حديث عمرو بن الحارث مشهور عن ابن لهيعة" قلت: وإسناده حسن. وقواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 547) 3672 - عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صنع كذا فله كذا" الحديث، فنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الْأَنْفَالِ: 1] " قال الحافظ: وروى أبو داود والنسائي وابن حبان من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه داود بن أبي هند عن عكرمة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر "من فعل كذا وكذا فله من النَّفل كذا وكذا" قال: فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها، فلما فتح الله عليهم قال المشيخة: كنا رِدْءًا لكم، لو انهزمتم لفئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى، فأبى الفتيان وقالوا: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنا، فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1] إلى قوله {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)} [الأنفال: 5]، يقول: فكان ذلك خيرا لهم، فكذلك أيضاً فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 356) والطبري في "تفسيره" (9/ 172) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري ¬

_ (¬1) 9/ 376 (كتاب التفسير: سورة الأنفال - قوله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1])

وأبو داود (2737) والطبري (9/ 172) والحاكم (2/ 131 - 132) والبيهقي (6/ 291 - 292) وفي "الدلائل" (3/ 135) عن خالد بن عبد الله الواسطي (¬1) والنسائي في "الكبرى" (11197) والطبري (9/ 171 - 172) وابن حبان (5093) والحاكم (2/ 326 - 327) والبيهقي (6/ 315) عن معتمر بن سليمان التيمي وأبو داود (2738) والحاكم (2/ 221 - 222) والبيهقي (6/ 315 - 316) عن هُشيم وأبو داود (2739) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 232 و 279) والبيهقي (6/ 292) وفي "الدلائل" عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة كلهم عن داود بن أبي هند به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أيضاً: هذا حديث صحيح فقد احتج البخاري بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود" قلت: وهو كما قال. - ورواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن داود عن عكرمة مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه الطبري (9/ 172) والأول أصح. الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من قتل قتيلا فله كذا وكذا" فقتلوا سبعين، وأسروا سبعين، فجاء أبو اليَسَر بن عمرو بأسيرين فقال: يا رسول الله، إنك وعدتنا: من قتل قتيلا فله كذا، ومن أسر أسيرا فله كذا، فقد جئت بأسيرين، فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، إنه لم تمنعنا زهادة في الآخرة، ولا جبن عن العدو، ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك ¬

_ (¬1) وسياق الحديث له.

المشركون، وإنّك إن تعط هؤلاء، لم يبق لأصحابك شيء، قال: فجعل هؤلاء يقولون، وهؤلاء يقولون، فنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1]، قال: فسلموا الغنيمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ثم نزلت: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} -. أخرجه عبد الرزاق (9483) وفي "التفسير" (2/ 249 - 250) عن سفيان الثوري عن محمد بن السائب به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 102 - 103) من طريق محمد بن يوسف الفِرْيابي وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي قالا: ثنا سفيان (¬1) به. ورواه عبد الرزاق أيضاً (9484) وفي "التفسير" (2/ 250 - 251) عن مَعْمر بن راشد عن محمد بن السائب مرسلاً، ولم يذكر أبا صالح ولا ابن عباس. ومحمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب، قال أبو عاصم النبيل: زعم لي سفيان الثوري، قال: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، فلا ترووه. 3673 - "من ضحى فليأكل من أضحيته" قال الحافظ: وقد أخرج أبو الشيخ في "كتاب الأضاحي" من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رفعه: فذكره، ورجاله ثقات لكن قال أبو حاتم الرازي: الصواب عن عطاء مرسل" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 391) عن أسود بن عامر الشامي ثنا الحسن بن صالح عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته" وتابعه العباس بن محمد الدوري ثنا أسود بن عامر به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 34) قال العباس الدوري: ولم أسمع هذا من إنسان في الدنيا غيره" وقال الخطيب: تفرد بوصله أسود، وخالفه مالك بن إسماعيل فرواه عن الحسن بن صالح مرسلاً لم يذكر فيه أبا هريرة" ¬

_ (¬1) وهو في "تفسيره" (ص 115) رواية أبي حذيفة النّهدي عنه. (¬2) 12/ 123 (كتاب الأضاحي - باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي)

قلت: وحديث مالك بن إسماعيل أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 38) عن أبيه ثنا أبو غسان -وهو مالك بن إسماعيل- عن حسن بن صالح به. وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن. قال شعبة وأحمد وأبو حاتم وابن المديني والنسائي والدارقطني: سيء الحفظ. وقال أحمد: ضعيف وفي عطاء أكثر خطأ". 3674 - عن أنس مرفوعا "من طلب الشهادة صادقا أُعطيها ولو لم يصبها" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1908") (¬1) 3675 - حديث بلال بن مرداس عن خيثمة عن أنس رفعه "من طلب القضاء واستعان عليه بالشفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده" قال الحافظ: قال المهلب: أخرجه ابن المنذر. قلت: وكذا أخرجه الترمذي من طريق أبي عوانة عن عبد الأعلى الثعلبي، وأخرجه هو وأبو داود وابن ماجه من طريق أبي عوانة ومن طريق إسرائيل عن عبد الأعلى فأسقط خيثمة من السند. قال الترمذي: ورواية أبي عوانة أصح، وقال في رواية أبي عوانة: حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم من طريق إسرائيل وصححه، وتعقب بأنّ ابن معين لين خيثمة وضعف عبد الأعلى، وكذا قال الجمهور في عبد الأعلى: ليس بقوي" (¬2) ضعيف أخرجه الترمذي (1324) والبيهقي (10/ 100) وفي "الصغرى" (4109) والخطيب في "الموضح" (2/ 7) والشجري في "أماليه" (2/ 232) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عبد الأعلى الثعلبي عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة عن أنس مرفوعاً "من ابتغى القضاء وسأل عليه الشفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: هكذا رواه أبو عوانة عن عبد الأعلى عن بلال بن مرداس عن خيثمة عن أنس به. ¬

_ (¬1) 6/ 356 (كتاب الجهاد - باب تمني الشهادة) (¬2) 16/ 243 (كتاب الأحكام - باب من سأل الإمارة وكل إليها)

وخالفه إسرائيل بن يونس الكوفي فرواه عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى -وفي رواية ابن أبي بردة- عن أنس به. وأسقط منه عن خيثمة. أخرجه أحمد (3/ 118 و 220) وأبو داود (3578) وابن ماجه (2309) والترمذي (1323) وإسحاق بن راهويه والبزار في "مسنديهما" كما في "نصب الراية" (4/ 69) والطبراني في "الأوسط" (5955) والحاكم (4/ 92) والبيهقي (10/ 100) وفي "معرفة السنن" (14/ 221) والخطيب في "الموضح" (2/ 7 - 8) والشجري في "أماليه" (2/ 232) وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الأعلى الثعلبي" وقال الخطيب: بلال بن مرداس الفزاري هو بلال بن أبي موسى الذي روى إسرائيل بن يونس عن عبد الأعلى عنه هذا الحديث" وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 352): بلال بن مرداس هو ابن أبي موسى" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الترمذي: حديث أبي عوانة أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى" قلت: كلا الإسنادين ضعيف لضعف عبد الأعلي بن عامر الثعلبي. قال أحمد وأبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ليس بثقة. وذكره البخاري وابن حبان والعقيلي والنسائي في الضعفاء. 3676 - "من طلب حقا، فليطلبه في عفاف: وافٍ أو غير وافٍ" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وابن حبان من حديث نافع عن ابن عمر وعائشة مرفوعاً: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن ماجه (2421) وابن حبان (5080) والحاكم (2/ 32) والبيهقي (5/ 358) من طرق عن سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر وعائشة به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 5/ 210 (كتاب البيوع - باب السهولة والسماحة في البيع والشراء)

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري" مصباح الزجاجة 3/ 66 قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب الغافقي المصري وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "سير الأعلام" (8/ 6) ولم ينفرد عبيد الله بن أبي جعفر المصري به بل تابعه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن نافع عن ابن عمر قال: لزم رجل رجلاً بحقه، فألحّ عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من طلب فليطلب بعفاف: واف أو غير واف" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (124) من طريق ابن لهيعة عن بكير به. وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. طريق أخرى: أخرج أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 257) من طريق عامر بن إبراهيم ثنا يعقوب القمي ثنا عنبسة عن عباد عن سالم عن أبيه قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وقد لزم رجلاً في المسجد، فانطلق لحاجته ثم انصرف فوجده ملازما له، فقال "حتى الآن" فقال: نعم يا رسول الله، فقال "من طلب حقا له، فليطالبه بعفاف: واف أو غير واف" عامر بن إبراهيم هو ابن واقد الأصبهاني وهو ثقة، ويعقوب هو ابن عبد الله القمي قال النسائي: ليس به بأس، وعنبسة هو ابن سعيد بن الضُّرَيس وهو ثقة، وعباد لم أعرف من هو ويغلب على الظن أنّه ابن كثير الثقفي، والله تعالى أعلم. وللحديث شاهد عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لصاحب الحق "خذ حقك في عفاف: واف أو غير واف" أخرجه ابن ماجه (2422) والحاكم (2/ 32 - 33) والمزي (16/ 290) من طرق عن أبي همام محمد بن مُحَبَّب القرشي ثنا سعيد بن السائب الطائفي عن عبد الله بن يامين عن أبي هريرة به. قال العراقي والسخاوي: إسناده حسن" تخريج الإحياء للحداد 2/ 1039 - المقاصد ص 319 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 3/ 66 - 67 قلت: بل إسناده ضعيف. عبد الله بن يامين مجهول الحال كما في "التقريب"، وانفرد ابن ماجه بالتخريج له من بين الستة.

وأخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص 326) من طريق شعيب بن حرب المدائني عن سعيد بن السائب به. وله شاهد آخر من حديث جرير بن عبد الله مثله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2295) قال الهيثمي: وفيه داود بن عبد الجبار وهو متروك" المجمع 4/ 135 3677 - "من طلب قضاء المسلمين حتى يناله، ثم غلب عَدْلُهُ جَوْرَهُ فله الجنة، ومن غلب جَوْرُهُ عدْلَهُ فله النار" قال الحافظ: أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (3575) والبيهقي (10/ 88) والمزي (29/ 162) من طريق ملازم بن عمرو اليمامي ثني موسى بن نَجدة عن جده يزيد بن عبد الرحمن وهو أبو كثير ثني أبو هريرة رفعه قال: فذكره. وإسناده ضعيف. موسى بن نجدة لا يعرف كما في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 3678 - "من طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر من آخره فإنّ صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل، ومن خاف منكم أن لا يقوم من أخر الليل فليوتر من أوله" قال الحافظ: ورد في حديث جابر عند مسلم (755) ولفظه: فذكره" (¬2) 3679 - "من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا" قال الحافظ: عند الترمذي وحسنه وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد عند البزار من حديث أنس بسند جيد" (¬3) ربي من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ¬

_ (¬1) 16/ 242 (كتاب الأحكام - باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله) (¬2) 3/ 139 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب ساعات الوتر) (¬3) 13/ 112 (كتاب الأدب - باب الزيارة)

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو سنان القَسْمَلي الشامي عن عثمان بن أبي سَوْدَة عن أبي هريرة مرفوعاً به. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (708) وفي "المسند" (3) وأحمد (2/ 326 و 344 و354) والبخاري في "الأدب المفرد" (345) وعبد بن حميد (1451) وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (97) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (1059) وفي "عواليه" (28) وابن حبان (2961) والبيهقي في "الآداب" (239) وفي "الشعب" (8611) والشجري في "أماليه (2/ 140 - 141) والبغوي في "شرح السنة" (3472 و 3473) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2120) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 381) والمزي (19/ 388) عن حماد بن سلمة وابن ماجه (1443) والترمذي (2008) واللفظ له وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (208) عن يوسف بن يعقوب السدوسي السِّلَعي كلاهما عن أبي سنان به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وأبو سنان اسمه عيسى بن سِنان" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. واختلف عنه، فرواه عبد الوهاب بن عطاء العجلي عنه فأوقفه على أبي هريرة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8610) الثاني: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله: طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا في الجنة" أخرجه ابن عدي (4/ 1367) عن جعفر بن أحمد بن خالد التنيسي ثني أحمد بن يعقوب الداري من ولد تميم الداري ثنا سعيد بن هاشم المخزومي ثنا مالك وشبل بن العلاء عن العلاء به. وقال: منكر من حديث مالك وشبل بن العلاء بهذا الإسناد" وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 1918) وأبو يعلى (4140) وابن عدي (6/ 2409) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 107) من طريق يوسف بن يعقوب الضُّبَعي ثنا

ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن أنس مرفوعاً "ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء: أن طبت وطابت لك الجنة. وإلا قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فِيَّ، وعلي قِرَاه، فلم يرض الله له بثواب دون الجنة" قال الهيثمي: رواه البزار وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة" المجمع 8/ 173 قلت: ميمون بن عجلان هذا ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا يوسف بن يعقوب الضبعي، وقال أبو حاتم: شيخ. فالظاهر أنّه مجهول. وتابعه حماد بن جعفر بن زيد العبدي عن ميمون بن سياه به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (102) وابن عدي (2/ 656) من طريق الضحاك بن حُمرة الواسطي عن حماد بن جعفر به. والضحاك ضعفه ابن معين وغيره، وحماد وميمون مختلف فيهما. 3680 - "من عاد مريضا خاض في الرحمة حتى إذا قعد استقر فيها" قال الحافظ: وأخرج البخاري أيضاً (في الأدب المفرد) من طريق عمر بن الحكم عن جابر رفعه: فذكره، وأخرجه أحمد والبزار وصححه ابن حبان والحاكم من هذا الوجه وألفاظهم فيه مختلفة، ولأحمد نحوه من حديث كعب بن مالك بسند حسن" (¬1) ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث كعب بن مالك ومن حديث محمد بن عمرو بن حزم ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي الدرداء فأما حديث جابر فيرويه أبو حفص عمر بن الحكم بن ثوبان المدني واختلف عنه: - فرواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن جابر مرفوعاً "من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس (¬2)، فإذا جلس اغتمس (¬3) فيها" ¬

_ (¬1) 12/ 217 (كتاب المرضى - باب وجوب عيادة المريض) (¬2) ولفظ أحمد "حتى يرجع" (¬3) ولفظ البزار "انغمس" ولفظ ابن حبان "غُمِر"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 234) وأحمد (3/ 304) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (84) وابن حبان (2956) والحاكم (1/ 350) والبيهقي (3/ 380) وفي "الشعب" (8749) وفي "الآداب" (360) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 274) عن هُشيم بن بشير والبزار (كشف 775) عن عبد الله بن حُمران بن عبد الله البصري والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 250) ومن طريقه ابن عبد البر (24/ 274) عن محمد بن عمر الواقدي قالوا: ثنا عبد الحميد بن جعفر به. واللفظ لابن أبي شيبة وغيره. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال المنذري: رواه أحمد ورواته رواة الصحيح" الترغيب 4/ 321 وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 2/ 297 قلت: لم يخرج مسلم رواية عمر بن الحكم عن جابر. • وقال خالد بن الحارث البصري: ثنا عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني أبي أنّ أبا بكر بن حزم ومحمد بن المنكدر، في ناس من أهل المسجد، عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري، قالوا: يا أبا حفص حدثنا، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "من عاد مريضا خاض في الرحمة، حتى إذا قعد استقر فيها" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (522) وعمر بن الحكم بن رافع هو عمر بن الحكم بن ثوبان في قول ابن معين. وقال أبو حاتم: عمر بن الحكم بن رافع ليس هو عمر بن الحكم بن ثوبان. • وقال بكر بن بكار القيسي البصري: ثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثتني أمي مندوس بنت علي قالت: مرض عمر بن الحكم بن رافع فعاده أهل المسجد، فقال عمر بن الحكم: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عاد مريضا خاض الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها، فإذا خرج من عنده، خاض الرحمة حتى يرجع إلى بيته" أخرجه الدولابي في "الكنى" (849) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 273)

- وقال عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحكم الأنصاري: دخل أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على عمر بن الحكم بن ثوبان، فقال: يا أبا حفص حدثنا حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه اختلاف، قال: ثني كعب بن مالك رفعه "من عاد مريضا خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها" وقد استنقعتم إن شاء الله في الرحمة. أخرجه أحمد (3/ 460) عن يونس بن محمد المؤدب والطبراني في "الكبير" (19/ 102) عن سريج بن النعمان الجوهري وفي "الأوسط" (¬1) (907) عن سعيد بن سليمان الواسطي وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (¬2) (217) عن زفر بن هبيرة المازني كلهم عن أبي معشر المديني عن عبد الرحمن بن عبد الله به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن كعب إلا بهذا الإسناد" وقال المنذري: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 4/ 322 قلت: بل ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وعبد الرحمن بن عبد الله ذكره الحافظ في "التعجيل" وقال: استدركه شيخنا الهيثمي، وقال ابن شيخنا: لا أعرفه. قلت: هو ابن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري المدني وهو مترجم في "التهذيب" انتهى. كذا قال، وإنما هو ابن أبي الحكم كما جاء مصرّحاً به في "الكبير" للطبراني ولم أقف له على ترجمة. وأما حديث محمد بن عمرو بن حزم فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2495) وعبد بن حميد (288) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 331 - 332) وابن ¬

_ (¬1) رواه عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعد بن سليمان به، ورواه في "الكبير" (19/ 159) عن الحلواني به إلا أنّه وقع عنده: عن كعب بن عجرة. (¬2) ووقع عنده: عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري.

أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (232) والعقيلي (3/ 468) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 200) والطبراني في "الأوسط" (5292) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (98 و278) والبيهقي (4/ 59) وفي "الشعب" (8840) وفي "الصغرى" (1136) والمزي (24/ 90 - 91) وشمس الدين الصالحي في "الأربعين في فضل الرحمة" (ص 89 - 90) من طريق قيس أبي عمارة مولى سودة بنت سعيد مولاة بني ساعدة من الأنصار عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن أبيه عن جده مرفوعا "من عاد مريضا فلا يزال في الرحمة حتى إذا قعد عنده استنقع فيها، ثم إذا قام من عنده ولا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج، ومن عزّى أخاه المؤمن من مصيبة كساه الله حلل الكرامة يوم القيامة" لفظ يعقوب وغيره. قال المنذري: وإسناده إلى الحسن أقرب" الترغيب 4/ 322 وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 2/ 297 قلت: قيس قال البخاري: فيه نظر، وقال العقيلي: لا يتابع عليه ويروى بإسناد أصلح من هذا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الصغير" (139) عن أحمد بن الحسن المصري الأيلي ثنا أبو عاصم النبيل ثنا مفضل بن لاحق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً "من عاد المريض خاض في الرحمة، فإذا جلس اغتمس فيها" قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 4/ 321 وقال الهيثمي: رجاله ثقات غير شيخ الطبراني فإني لم أعرفه" المجمع 2/ 298 قلت: هو معروف ومترجم في "اللسان" (1/ 150) وغيره، قال الدارقطني: كذاب متروك، وقال ابن حبان: كذاب دجال من الدجاجلة يضع الحديث على الثقات وضعا لا يجوز الاحتجاج به بحال. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن أنس مرفوعاً "من عاد مريضا خاض في الرحمة حتى يبلغه، فإذا قعد عنده غمرته الرحمة" أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (61) والطبراني في "الصغير" (519) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان ثني أبي به. قال الطبراني: لم يروه عن عكرمة إلا الحكم، تفرد به إبراهيم"

قلت: ذكره ابن معين والنسائي فقالا: ليس بثقة، وقال البخاري: سكتوا عنه. الثاني: يرويه هلال بن أبي داود الحبطي أبو هشام قال: قال أخي هارون بن أبي داود: ثني أبي قال: أتيت أنس بن مالك فقلت: يا أبا حمزة إنّ المكان بعيد ونحن يعجبنا أن نعودك، فرفع رأسه فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة" فقلت: يا رسول الله هذا للصحيح الذي يعود المريض، فالمريض ماله؟ قال "تحط عنه ذنوبه" أخرجه أحمد (3/ 174 و 255) عن حسن بن موسى الأشيب سمعت هلال بن أبي داود به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8846) عن أسد بن موسى المصري والبيهقي في "الشعب" (8751) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي قالا: ثنا هلال بن أبي داود به. إلا أنهما لم يذكرا فيه: عن أبيه. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هارون إلا أخوه هلال" وقال الهيثمي: وأبو داود ضعيف جداً" المجمع 2/ 297 قلت: هو نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى قال ابن معين: يضع ليس بشيء، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث. الثالث: يرويه عباد بن كثير الثقفي البصري عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "إنّ المرء المسلم إذا خرج من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقويه، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة" أخرجه أبو يعلى (3429) قال الهيثمي: وفيه عباد بن كثير وكان رجلاً صالحا ولكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته" المجمع 2/ 295 - 296 وقال الحافظ: تفرد به عباد بن كثير وهو واه" المطالب حديث رقم 3440

الرابع: يرويه يزيد بن حمران حدثتني منة الزرقاء قالت: قلت لأنس: حدثني حديثا لم يداوله الرجال بينك وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "عائد المريض يخوض في الرحمة، فإذا جلس عنده غمرته" أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 252) عن العباس بن الفضل العبدي الأزوق ثنا يزيد بن حمران به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (216) عن أبي محمد التميمي ثنا العباس بن الفضل العبدي ثنا يزيد بن حمران حدثتني أمية الزرقاء عن أنس به. والعباس بن الفضل قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال البخاري: ذهب حديثه. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 268) والروياني (1231) والطبراني في "الكبير" (7854) من طريق يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "عائد المريض يخوض في الرحمة، وإذا جلس عنده غمرته الرحمة" وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11481) وابن عدي (6/ 2169) من طريق عامر بن سيار الرقي ثنا محمد بن عبد الملك الأنصاري ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً "من عاد مريضا خاض في الرحمة، فإذا جلس إليه غمرته الرحمة" قال ابن علي: وهذا غير محفوظ عن عطاء، إنّما يرويه محمد بن عبد الملك عنه" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الملك الأنصاري ولم أجد عن ذكره" المجمع 2/ 298 قلت: ذكره غير واحد، وهو محمد بن عبد الملك الأنصاري أبو عبد الله المدني يقال: إنّه عن ولد أبى أيوب الأنصاري، له ترجمة في "اللسان" وكذبه أحمد وابن معين وأبو حاتم. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2221) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا إسحاق بن سليمان ثنا معاوية بن يحيى عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء مرفوعاً "إنّ الرجل إذا خرج يعود أخا له مؤمنا خاض في الرحمة إلى حِقْوَيه، وإذا جلس عند المريض فاستوى جالسا غمرته الرحمة"

وأخرجه أبو يعلى (المطالب 2493) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا إسحاق -يعني ابن سليمان- به. وإسناده ضعيف لضعف معاوية بن يحيى الصَّدَفي. 3681 - "من عال جاريتين" قال للحافظ: وقد وقع في حديث أنس عند مسلم (2631): فذكره" (¬1) وتمامه "حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو" وضم أصابعه. 3683 - "من عُرض عليه طيب فلا يرده، فإنَّه خفيف الحمل، طيب الرائحة" قال الحافظ: حديث صحيح رواه أبو داود (4172) والنسائي (8/ 165) وأبو عوانة من طريق عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً. وأخرجه مسلم (2253) من هذا الوجه لكن قال "ريحان" بدل "طيب" ورواية الجماعة أثبت فإن أحمد وسبعة أنفس معه رووه عن عبد الله بن يزيد المقري عن سعيد بن أبي أيوب بلفظ "الطيب" ووافقه ابن وهب عن سعيد عند ابن حبان (5109) والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من رواية الأعرج عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وأخرجه مسلم من هذا الوجه لكن وقع عنده "ريحان" بدل "طيب" قلت: مخرج الحديث واحد والذين رووه بلفظ "الطيب" أكثر عددا وأحفظ فروايتهم أولي. وللحديث شاهد عن ابن عباس أخرجه الطبراني بلفظ "من عرض عليه الطيب فليصب منه" (¬3) حديث ابن عباس بلفظ "ائتدموا من هذه الشجرة -يعني الزيت- واكتحلوا بهذا الإثمد، فإنه مَجلاة للبصر، ومن عرض عليه طيب فليصب منه" قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" (8336) عن شيخه موسى بن زكريا وهو متروك" المجمع 5/ 158 وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "اكتحلوا بالإثمد" ¬

_ (¬1) 13/ 33 (كتاب الأدب - باب رحمة الولد) (¬2) 6/ 136 (كتاب الهبة - باب مالاً يرد من الهدية) (¬3) 12/ 493 (كتاب اللباس - باب من لم يرد الطيب)

3683 - "من عقد لحيته أو تقلد وترا فإنّ محمدا بريء منه" قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث رويفع بن ثابت رفعه: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (4/ 109) وأبو داود (36) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 186) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2196) والبزار (¬2) (2317) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (746) والطبراني في "الكبير" (4491) وأبو نعيم في "الصحابة" (2704) والخطابي في "الغريب" (1/ 422 - 423) والبيهقي (1/ 110) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2680) والمزي (2/ 591 - 592) من طرق عن المُفَضل بن فَضَالة المصري ثني عياش بن عباس القِتْباني أنّ شِيَيْم بن بَيْتان أخبره أنه سمع شيبان القتباني يقول: إنّ مسلمة بن مخلد استعمل رويفع بن ثابت على أسفل الأرض، فسرنا معه من كوم شريك إلى علقماء، أو من علقماء إلى كوم شريك، يريد علقام، فقال رويفع: إن كان أحدنا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ نضو أخيه على أنّ له النصف مما يغنم ولنا النصف، وإن كان أحدنا ليطير له النصل والريش وللآخر القدح، ثم قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة، أو عظم، فإنّ محمد - صلى الله عليه وسلم - منه بريء" اللفظ لأبي داود تابعه عبد الله بن عياش بن عباس عن أبيه به. أخرجه ابن عبد الحكم (ص 186) وخالفهما حَيوة بن شريح المصري فرواه عن عياش أنّ شييم حدثه أنّه سمع رويفع بن ثابت به، ولم يذكر شيبان القتباني. أخرجه النسائي (8/ 117) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 123) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 240) من طريق ابن وهب عن حيوة به. وتابعه ابن لهيعة عن عياش به. ¬

_ (¬1) 6/ 483 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في الجرس) و12/ 472 (كتاب اللباس - باب تقليم الأظفار) (¬2) ذكره موقوفا وقال: وهذا الحديث قد روى نحو كلامه غير واحد، وأما هذا اللفظ فلا يحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد غير رويفع، وقد أدخل في المسند لأنّه قال: فقد برئ مما أنزل على محمد، وإسناده حسن غير شيبان فإنه لا نعلم روى عنه غير شييم بن بيتان، وعياش بن عباس مشهور"

أخرجه أحمد (4/ 108) عن يحيى بن إسحاق البجلي وعن حسن بن موسى الأشيب كلاهما عن ابن لهيعة به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (747) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن لهيعة به. وحديث المفضل بن فضالة عندي أصح لأنّه ثقة وقد زاد، فزيادته مقبولة، وقد توبع أيضاً، وشيبان هو ابن أمة وهو مجهول كما في "التقريب". لكن رواه المفضل أيضاً عن عياش أنّ شييم بن بيتان أخبره بهذا الحديث أيضاً عن أبي سالم الجَيْشاني عن عبد الله بن عمرو يذكر ذلك وهو معه مرابط بحصن باب أليون. أخرجه ابن عبد الحكم (ص 186) وأبو داود (37) وإسناده صحيح، وأبو سالم الجيشاني اسمه سفيان بن هانئ قال الذهبي في "الكاشف": ثقة مشهور. 3684 - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيّ الجهاد أفضل؟ قال: "من عُقر جواده، وأُهريق دمه" قال الحافظ: رواه أحمد وابن حبان في "صحيحه" من حديث جابر، والدارمي وأحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن حبشي، وابن ماجه من حديث عمرو بن عبسة" (¬1) صحيح ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عبد الله بن حُبشِي ومن حديث عمرو بن عبسة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي موسى ومن حديث عمير بن قتادة ومن حديث ابن عمر فأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، أيّ الإسلام خير (¬2)؟ قال "أنّ يسلم المسلمون من لسانك ويدك" (¬3) قال: يا رسول الله، فأيّ الشهادة (¬4) أفضل؟ قال "أن (¬5) يُعْقَرَ جوادك، ويُهراق دمك" قال: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت" ¬

_ (¬1) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل) (¬2) وفي لفظ "أفضل" (¬3) زاد الطبراني وابن جميع "قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك" (¬4) وفي لفظ "الجهاد" (¬5) وفي لفظ "من عقر جواده، وأهريق دمه"

أخرجه الطيالسي (ص 246) واللفظ له وابن أبي شيبة (5/ 290 - 291) وأحمد (3/ 300 و 302 و 372) والدارمي (2397) ومسلم (1/ 520) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 626) وابن حبان (4639) والطبراني في "الصغير" (713) وابن جميع في "معجمه" (ص 203) والبيهقي (3/ 8 و 9) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 237) والبغوي في "شرح السنة" (15 و 660) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 113) وفي "معجم الشيوخ" (1570) من طرق عن الأعمش به (¬1). الثاني: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر مرفوعاً "أفضل الصلاة طول القيام، وأفضل الجهاد من أهريق دمه وعقر جواده، وأفضل الصدقة جَهْد المقل وما تصدق به عن ظهر غنى" أخرجه الحميدي (1276) واللفظ له وأحمد (3/ 391 - 392) وعبد بن حميد (1060) ومسلم (756) وابن ماجه (1421) والترمذي (387) والبزار (كشف 1710) وابن نصر في "الصلاة" (646) وأبو يعلى (2081) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (363) والطبراني في "الأوسط" (1247 و 4444) والبيهقي (3/ 8) والبغوي في "شرح السنة" (659) من طرق عن أبي الزبير به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال البغوي: حديث صحيح" قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلساً، وقد وقع التصريح بسماعه من جابر في رواية عند أحمد (3/ 346) وفيها ابن لهيعة وهو ضعيف، وعند ابن عدي (3/ 1085) وفيها زَمْعَة بن صالح اليماني وهو ضعيف كذلك. الثالث: يرويه إبراهيم بن عقيل بن أخي وهب بن منبه عن أبيه عن وهب بن منبه قال: سألت جابرا: أقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفضل الجهاد من عقر جواده وأهريق دمه؟ قال: نعم. وسألت جابرا: أقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة طول القنوت؟ قال: نعم. وسألت جابرا: أقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفضل المسلمين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده؟ قال: نعم. أخرجه ابن الأعرابي (ق 52/ أ) عن محمد بن سعد العوفي ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ثني إبراهيم بن عقيل به. والعوفي قواه الدارقطني، ولينه الخطيب البغدادي، والباقون ثقات إلا أنّ ابن معين ¬

_ (¬1) ساقه غير واحد مطولاً، واختصره بعضهم.

قال في إسماعيل بن عبد الكريم: الصحيفة التي يرويها عن وهب عن جابر ليست بشيء إنما هو كتاب وقع إليهم ولم يسمع وهب من جابر شيئاً. وتعقبه المزي بأنّ ابن خزيمة روى في "صحيحه" عن الذهلي عن إسماعيل عن إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب قال: هذا ما سألت جابر بن عبد الله. فذكر حديثا، قال: وهذا إسناد صحيح إلى وهب بن منبه، وفيه رد على من قال: إنّه لم يسمع من جابر. وقال الحافظ في "التهذيب": لا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد فإن الظاهر أنّ ابن معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة "عن وهب: سألت جابرا" والصواب عنده عن جابر والله أعلم. الرابع: يرويه الحسن البصري عن جابر (¬1). أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2894/ 1) والحسن لم يسمع من جابر. وأما حديث عبد الله بن حبشي فأخرجه أحمد (3/ 411 - 412) عن حجاج بن محمد الأعور قال: قال ابن جريج ثني عثمان بن أبي سليمان عن عليّ الأزدي عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي الخثعمي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال "إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غُلُول فيه، وحجة مبرورة" قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت" قيل: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال "جَهْدُ المُقِل" قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال "من هجر ما حرّم الله عليه" قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال "من جاهد المشركين بماله ونفسه" قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال "من أهريق دمه، وعقر جواده" وأخرجه أبو داود (1325 و 1449) عن أحمد به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 14) وفي "الصحابة" (4085) وابن الأثير (3/ 208 - 209) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح" (ص 68) والمزي (14/ 404 - 405) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 25) والدارمى (1431) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (26 و 40 و 234) وفي "الآحاد" (2520) وابن نّصر في "قيام الليل" (ص 113) ¬

_ (¬1) رواه هشام بن حسان عن الحسن هكذا. ورواه معمر بن راشد عمن سمع الحسن مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (4843)

والنسائي (5/ 43 - 44 و 8/ 86) وفي "الكبرى" (2305 و 11717) وأبو القاسم البغوي (¬1) في "الصحابة" (1696) وابن الأعرابي (ق 115/ ب) وابن عدي (5/ 1826) وأبو نعيم في "الصحابة" (4085) والبيهقي (3/ 9 و 4/ 180 و 9/ 164) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 98 - 99) من طرق عن حجاج بن محمد به. قال الحافظ: هذا حديث حسن" وقال في "الإصابة" (6/ 50): إسناده قوي لكن ذكر البخاري في "التاريخ" له علة، وهي الاختلاف على عبيد بن عمير في سنده، رواه علي الأزدي عنه هكذا، وقال عبد الله بن عبيد بن عمير: عن أبيه عن جده، واسم جده: قتادة الليثي، ولكن لفظ المتن قال "السماحة والصبر" فمن هنا يمكن أن يقال: ليست العلة بقادحة، وقد أخرجه هكذا موصولا من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري عن عبد الله بن عبيد عن أبيه مرسلاً، وهذا أقوى" وأما حديث عمرو بن عبسة فله عنه طريقان: الأول: يرويه أيوب السَّخْتياني عن أبي قِلابة عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال "أن يسلم قلبك لله عز وجل، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك" قال: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال "الإيمان" قال: وما الإيمان؟ قال "تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت" قال: فأيّ الإيمان أفضل؟ قال "الهجرة" قال: فما الهجرة؟ قال "تهجر السوء" قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال "الجهاد" قال: وما الجهاد؟ قال "أنْ تقاتل الكفار إذا لقيتهم" قال: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه، ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما: حجة مبرورة أو عمرة" أخرجه أحمد (4/ 114) وعبد بن حميد (301) عن عبد الرزاق -وهو في "مصنفه" (20107) - ثنا مَعْمَر عن أيوب به. قال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر إتحاف السادة 1/ 89 - 90 قلت: وهو كما قال، إلا أنّ المزي قال: أبو قلابة الجَرْمي عن عمرو بن عبسة مرسل (التهذيب 22/ 120) الثاني: يرويه حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان واختلف عنه: ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن عبيد بن عمير.

- فقال عبد الله بن نمير: ثنا حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال "حر وعبد" قلت: ما الإسلام؟ قال "طيب الكلام وإطعام الطعام" قلت: ما الإيمان؟ قال "الصبر والسماحة" قلت: أيّ الإسلام أفضل؟ فذكر الحديث وفيه طول. أخرجه أحمد (4/ 385) ومن طريقه المزي (25/ 183 - 184) وتابعه يعلي بن عبيد الطنافسي ثنا حجاج بن دينار به. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (757) وعبد بن حميد (300) وابن ماجه (2794) وابن بشران (568 و 1035) والمزي (25/ 183 - 184) - وقال خلف بن خليفة: عن حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان عن عبيد بن عمير عن عمرو بن عبسة. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (644) والأول أصح. ومحمد بن ذكوان ضعفه الجمهور. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 191) عن وكيع ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث المُكَتِّب عن أبي كثير الزُّبيدي عن ابن عمرو مرفوعاً "إياكم والشح، فإنّه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا. وإياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإنّ الله لا يحب الفحش ولا التفحش" قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، أيّ المسلمين أفضل؟ قال "من سلم المسلمون من لسانه ويده" قال: فقام هو أو آخر فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أفضل؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه" وإسناده صحيح رواته ثقات، ووكيع (¬1) ممن سمع من المسعودي (¬2) قبل أن يختلط، وأبو كثير الزبيدي سمع من ابن عمرو كما قال الحاكم في "المستدرك" (1/ 11) ¬

_ (¬1) وتابعه الطيالسي (ص 300) عن المسعودي به. (¬2) وتابعه: أ- شعبة. أخرجه الطيالسي (ص 300) والدرامي (2519) والنسائي (7/ 129) وفي الكبرى" (7788) وابن حبان (5176) والحاكم (1/ 11 و 415) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 54) ب- الأعمش. أخرجه ابن حبان (4863) قال الحاكم: صحيح الإسناد"

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 291) عن وكيع لكن سقط من إسناده عن أبي كثير. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 237) ولم ينفرد عمرو بن مرة به بل تابعه المغيرة بن عبد الله اليشكري عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن ابن عمرو به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6746) عن محمد بن أبي زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن عيسى بن سميع ثني معاوية بن سلمة النصري الكوفي عن المغيرة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية بن سلمة إلا محمد بن عيسى، تفرد به هشام" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (231) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي معشر عن المَقْبري عن أبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيّ الشهداء أفضل؟ قال "من أهريق دمه، وعقر جواده" وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي عاصم (232) عن هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى عن نافع السلمي عن عطاء عن ابن عباس قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: فأيّ الجهاد أفضل يا رسول الله؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه" وإسناده ضعيف جداً، نافع السلمي قال أبو حاتم: متروك الحديث. ورواه الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ "ما من أيام العمل فيهنّ أفضل من عشر ذي الحجة" قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال "ولا الجهاد في سبيل الله إلا من عقر جواده، وأهريق دمه" أخرجه الطبراني في "الصغير" (889) عن محمد بن سنان الشيزري ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطى ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به. وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا الوليد، ولا عنه إلا الحوطي، تفرد به محمد بن سنان" قلت: فيه عنعنة الوليد بن مسلم فإنّه كاد مدلساً. وأما حديث أبي موسى فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2127) عن أحمد بن زهير التُّسْتَري ثنا أبو حفص عمرو بن علي ثنا خلاد بن يزيد الباهلي ثنا عبد الملك بن أبي غَنِيَّة عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سئل: أيّ الإسلام أفضل؟ قال

"من سلم المسلمون من لسانه ويده" قيل: وأيّ الجهاد أفضل؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه" قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت" وأخرجه البزار (3016) عن عمرو بن علي به. وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى إلا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، وغير ابن أبي غنية إنما يرويه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا ابن أبي غنية" قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وخلاد بن يزيد قال أبو حاتم: شيخ، والباقون ثقات. وأما حديث عمير فأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (645 و 882) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (198) والطبراني في "الكبير" (7/ 48) وابن بشران (603) والبيهقي في الشعب (9262) والواحدي في "الوسيط" (2/ 515) من طرق عن سويد بن إبراهيم أبي حاتم البصري ثني عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال لا إطعام الطعام، ولين الكلام" قال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال "السماحة والصبر" قال: يا رسول الله، فأيّ الإسلام أفضل؟ قال "من سلم المسلمون من لسانه ويده" قال: يا رسول الله، أيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا" قال: يا رسول الله، أيّ القتل أشرف؟ قال "من أهريق دمه، وعقر جواده" وذكر الحديث. وسويد أبو حاتم مختلف فيه، وعبد الله بن عبيد بن عمير قال ابن معين: لم يسمع من أبيه. وخالفه عمرو بن دينار فرواه عن عبيد بن عمير -قال: لا أعلمه إلا رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (4844) وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو جُنادة محفوظ بن علقمة الحمصي عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن ابن عمر مرفوعاً "أشرف الإيمان أن يأمنك الناس، وأشرف الإسلام أن يسلم الناس من لسانك ويدك، وأشرف الهجرة أن تهجر السيئات، وأشرف الجهاد أن تقتل ويعقر فرسك" أخرجه الطبراني في "الصغير" (10) وفي "مسند الشاميين" (655)

عن منبه بن عثمان اللخمي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (233) والطبراني في "مسند الشاميين" (1/ 388) عن عبد الله بن يزيد بن راشد المقري كلاهما عن صدقة بن عبد الله ثنا الوَضِين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة به. وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين. الثاني: يرويه محمد بن جُحَادة الكوفي عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر (¬1) مرفوعاً "إياكم والظلم، فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة" فذكر نحو حديث ابن عمرو. أخرجه الحسن بن عرفة (90) عن عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الآثار عن محمد بن جحادة به. ومن طريقه أخرجه ابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 54 - 55) والأصبهاني في "الترغيب" (546 و 2090) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (542) وإسناده صحيح رواته ثقات. 3685 - حديث عقبة بن عامر رفعه "من علّق تميمة فلا أتمّ الله له" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬2) له عن عقبة طريقان: الأول: يرويه خالد بن عبيد المَعَافري قال: سمعت أبو مصعب مِشْرح بن هاعان المعافري يقول: سمعت عقبة رفعه "من علّق (¬3) تميمة فلا أتمّ الله له، ومن علّق (¬4) وَدْعَةً فلا وَدَعَ (¬5) الله له" ¬

_ (¬1) قال محقق جزء الحسن بن عرفة: ورد في الأصل، ت: (عبد الله بن عمرو) وصوابه عبد الله بن عمر, لأن بكر بن عبد الله المزني لم يرو عن ابن عمرو. وكذا صوب محقق تاريخ دنيسر أنه ابن عمر، مع أن في الأصل عنده كما ذكر هو: ابن عمرو. ووقع عند الأصبهاني في الموضع الأول: ابن عمر، ووقع عنده في الموضع الثاني وكذا عند الأنصاري: ابن عمرو. (¬2) 6/ 482 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في الجرس) (¬3) وفي لفظ "من تعلق" (¬4) وفي لفظ "من تعلق" (¬5) وفي لفظ "أودع"

أخرجه ابن وهب في "الجامع" (662) عن حَيْوة بن شريح المصري عن خالد بن عبيد به. وأخرجه الروياني (217) والحاكم (4/ 216) والبيهقي (9/ 350) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 162) من طرق عن ابن وهب به. وأخرجه أحمد (4/ 154) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 194) وأبو يعلى (1759) والدولابي في "الكنى" (2/ 115) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 325) وابن حبان (6086) والطبراني في "الكبير" (17/ 297) والحاكم (4/ 417) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 162) من طرق عن حيوة بن شريح أنا خالد بن عبيد به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد" الترغيب 4/ 306 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 103 قلت: خالد بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا حيوة بن شريح فهو مجهول. لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان به. أخرجه ابن عبد الحكم (ص 194) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري عن ابن لهيعة به. وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. الثاني: يرويه يزيد بن أبي منصور البصري عن دُخَيْن الحَجْري عن عقبة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أقبل إليه وهي فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا، قال "إنّ عليه (¬1) تميمة" فأدخل يده فقطعها، فبايعه وقال "من علّق تميمة فقد أشرك" أخرجه أحمد (4/ 156) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 563) والطبراني في "الكبير" (17/ 319 - 320) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (260) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (521) ¬

_ (¬1) ولفظ الحاكم "في عضده"

عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلِي والحاكم (4/ 219) عن سهل بن أسلم العدوي قالا: ثنا يزيد بن أبي منصور به. قال المنذري والهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات" قلت: وإسناده صحيح. 3686 - "من علّم عبدا آية من كتاب الله فهو مولاه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (7528) وفي "مسند الشاميين" (818) وابن عدي (1/ 292) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 505) والبيهقي في "الشعب" (2023) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" (89) وابن الجوزي في "العلل" (157) والشجري في "أماليه" (1/ 84) والقاضي عياض في "الإلماع" (ص 227) من طريق عبيد بن رزين أبي عبيدة الألهاني اللاذقي قال: سمعت إسماعيل بن عياش يقول: ثني محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة به مرفوعاً. وزاد "لا ينبغي له أن يخذله ولا يستأثر عليه، فإن هو فعل قصم عروة من عرى الإسلام" قال ابن عدي: وهذا الحديث ينفرد به عبيد بن رزين هذا عن إسماعيل بن عياش، ورواه غير عبيد بن رزين عن إسماعيل بن عياش بإسناد مرسل، وأوصله عبيد بن رزين" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وأعله بإسماعيل (¬2). وقال الهيثمي: وفيه عبيد بن رزين ولم أر من ذكره" المجمع 1/ 128 قلت: وخالفه يحيى بن يحيى النيسابوري فرواه عن إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان عن حماد الأنصاري مرفوعاً "من علم رجلاً القرآن فهو مولاه لا يخذله ولا يستأثر عليه" أخرجه البيهقي في "الشعب" (2022) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (66) وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ عن ابن عياش، وهو منقطع وضعيف" ¬

_ (¬1) 9/ 316 (كتاب التفسير - سورة النساء - باب {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ} [النساء: 33]) (¬2) وإسماعيل ثقة فيما روى عن الشاميين.

3687 - عن ابن عمر قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ ميسرة المسجد تعطلت، فقال "من عمّر ميسرة المسجد كتب له كِفْلان من الأجر" قال الحافظ: رواه ابن ماجه، وفي إسناده مقال" (¬1) ضعيف أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عمر" (95) عن عمرو بن عثمان الكلابي عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر به. وأخرجه عثمان السمرقندي في "الفوائد" (55) عن أبي أمية به. وأخرجه ابن ماجه (1007) عن أبي جعفر محمد بن أبي الحسين السِّمْناني والطبراني في "الأوسط" (4675) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قالا: ثنا عمرو بن عثمان به (¬2). قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا ليث، ولا عن ليث إلا عبيد الله بن عمرو، تفرد به عمرو بن عثمان" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم" مصباح الزجاجة 1/ 122 وقال النووي والعراقي: سنده ضعيف" خلاصة الأحكام 2/ 712 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 463 قلت: وهو كما قالوا 3688 - "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 6/ 230) ومسلم (1718) واللفظ له عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) 2/ 355 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب ميمنة المسجد والإمام) (¬2) ورواه العباس بن إسماعيل مولى بني هاشم عن عمرو بن عثمان الكلابي ثنا عبيد الله بن عمرو عن ليث عن موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 237) وموسى بن عبيدة ضعيف أيضاً. (¬3) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي)

3689 - "من غزا وهو لا ينوي إلا عِقَالا فله ما نوى" قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث عبادة" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 315 و 320) وابنه في "زياداته" (5/ 329) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 219 - 220) والدارمي (2421) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (260) والنسائي (6/ 21 و 21 - 22) وفي "الكبرى" (4346 و 4347) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 174) وابن حبان (4638) والحاكم (2/ 109) والبيهقي (6/ 331) وفي "الصغرى" (3687 و 3688) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 809 - 810) من طرق عن حماد بن سلمة عن جَبَلَة بن عطية عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جده به مرفوعاً. واللفظ للحاكم وزاد بعد قوله ينوي "في غزاته" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: يحيى بن الوليد لم يرو عنه إلا جبلة بن عطية فهو مجهول (¬2)، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال (¬3) الذهبي في "الميزان": صدوق إن شاء الله. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. ولم يصرّح بسماعه من جده فلا أدري أسمع منه أم لا. 3690 - "من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ" قال الحافظ: رواه أبو داود من طريق عمرو بن عمير عن أبي هريرة مرفوعاً. رواته ثقات إلا عمرو بن عمير فليس بمعروف، وروى الترمذي وابن حبان من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نحوه، وهو معلول لأن أبا صالح لم يسمعه من أبي هريرة رضي الله عنه. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: الصواب عن أبي هريرة موقوف، وقال أبو داود بعد تخريجه: هذا منسوخ. ولم يبين ناسخه، وقال الذهلي فيما حكاه الحاكم في "تاريخه": ليس فيمن غسل ميتا فليغتسل حديث ثابت" (¬4) حسن ¬

_ (¬1) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف بغير رواية جبلة بن عطية عنه، وروايته عن عبادة، فهو لا يعرف حاله" الوهم والإيهام 4/ 339 (¬3) وقال في "الديوان": لا يعرف. (¬4) 3/ 369 (كتاب الجنائز - باب غسل الميت)

وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمل جنازة فليتوضأ" أخرجه الطيالسي (ص 305) ثنا ابن أبي ذئب به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 303) وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 269) وأحمد (2/ 433 و 454 و 472) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 986 - 987) وابن شاهين في "الناسخ" (32) والبيهقي (1/ 303) والخطيب في "الموضح" (2/ 172) وابن الجوزي في "العلل" (622 و 623) والبغوي في "شرح السنة" (339) من طرق عن ابن أبي ذئب به. قال البيهقي: صالح مولى التوأمة اختلط في آخر عمره، وسقط عن حد الاحتجاج بحديثه" المعرفة 2/ 135 وقال الحافظ في "التلخيص" (1/ 136): وصالح ضعيف" (¬1) قلت: هو ضعيف بعد اختلاطه وأما قبل ذلك فلا، وسماع ابن أبي ذئب منه قبل اختلاطه. قاله ابن المديني وابن معين والجوزجاني وابن عدي، وهذه أقوالهم: قال ابن المديني: ثقة إلا أنّه خرف وكبر فسمع منه قوم وهو خرف كبير فكان سماعهم ليس بصحيح، سفيان الثوري ممن سمع منه بعد ما خرف، وكان ابن أبي ذئب قد سمع منه قبل أن يخرف" سؤالات محمد بن عثمان ص 86 - 87 وقال ابن معين: ثقة حجة سمع منه ابن أبي ذئب قبل أن يخرف" الكامل 4/ 1374 وقال الجوزجاني: تغير أخيرا فحديث ابن أبي ذئب عنه مقبول لسنه وسماعه القديم" أحوال الرجال ص 144 وقال ابن عدي: لا بأس به إذا سمعوا منه قديما، والسماع القديم منه: سمع منه ابن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد وغيرهم ممن سمع منه قديما" الكامل 4/ 1375 - 1376 ¬

_ (¬1) وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، صالح مولى التوأمة قال مالك: ليس بثققة. وكان شعبة ينهي أن يؤخذ عنه" هكذا ذكر من ضعفه ولم يذكر من قواه مثل ابن معين وابن عدي والعجلي وغيرهم.

الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ" أخرجه ابن ماجه (1463) والترمذي (993) والبيهقي (1/ 300 - 301) وابن الجوزي في "العلل" (625) عن عبد العزيز بن المختار البصري وابن حبان (1161) عن حماد بن سلمة والطبراني في "الأوسط" (989) عن زهير بن محمد التميمي ثلاثتهم عن سهيل به. قال الترمذي: حديث حسن" - ورواه ابن جريج عن سهيل واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق (¬1): ثنا ابن جريج ثني سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 272 - 273) عن عبد الرزاق به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (626) وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (33 و 299) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي ثنا عبد الرزاق به. • وقال هشام بن سليمان المخزومي: عن ابن جريج عن ابن أبي ذئب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (300) عن عثمان بن جعفر بن محمد الحربي وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 279) ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (6011) لكنه لم يسم ابن جريج.

عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا أبي ثنا هشام بن سليمان به. والأوله أصح، وهشام بن سليمان قال أبو حاتم: مضطرب الحديث محله الصدق ولا أرى به بأسا. - ورواه سفيان بن عيينة عن سهيل عن أبيه عن إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة. أخرجه أبو داود (3162) عن حامد بن يحيى البلخي عن سفيان (¬1) به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 301) وفي "المعرفة" (2/ 133 - 134) وفي "الخلافيات" (1005) وتابعه الحميدي وابن أبي عمر العدني عن سفيان به. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 162) وإسناده حسن، إسحاق مولى زائدة وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال ابن سعد: سمع من أبي هريرة (5/ 306) وسهيل صدوق، والباقون ثقات. - ورواه وهيب بن خالد البصري عن سهيل عن أبيه عن الحارث بن مُخَلّد عن أبي هريرة. أخرجه البيهقي (1/ 301) وقال: كذا رواه -يعني وهيب- ولا أراه حفظه" - ورواه إسماعيل بن جعفر المدني عن سهيل عن أبيه عن إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة موقوفا. قاله الدارقطني. وتابعه إسماعيل بن علية عن سهيل به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 396 - 397) قال الدارقطني: ويشبه أن يكون سهيل كان يضطرب فيه" ¬

_ (¬1) رواه الشافعي عن سفيان فلم يذكر إسحاق مولى زائدة. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 162)

الثالث: يرويه القاسم بن عباس المدني عن عمرو بن عمير عن أبي هريرة مرفوعاً من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ" أخرجه أبو داود (3161) عن أحمد بن صالح المصري ثنا ابن أبي فُديك ثني ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس به. ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى" (2/ 33) والبيهقي (1/ 303) وفي "الخلافيات" (1004) وعلقه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 355 - 356) عن ابن أبي فديك به. قال البيهقي: هذا عمرو بن عمير إنما يعرف بهذا الحديث وليس بالمشهور" وقال أبو الحسن بن القطان: عمرو بن عمير مجهول الحال (¬1)، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه القاسم بن عباس. الرابع: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه البخاري (¬2) في "الكبير" (1/ 1/ 397) وابن شاهين في "الناسخ" (303) وابن حزم (1/ 340 و 5/ 33) والبيهقي (1/ 301) عن حماد بن سلمة وابن شاهين (34 و 301) عن أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي وابن عدي (6/ 2222) وابن الجوزي في "العلل" (624) عن محمد بن شجاع بن نبهان مولى قريش (¬3) ثلاثتهم عن محمد بن عمرو به. ¬

_ (¬1) الوهم والإيهام 3/ 284 (¬2) وقال: ولا يصح" (¬3) ساقه بلفظ "من غسل ميتا فليغتسل، ومن تبعها فلا يجلس حتى توضع" ومحمد بن شجاع هذا قال البخاري وأبو حاتم: سكتوا عنه.

قال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو موقوف عن أبي هريرة لا يرفعه الثقات" العلل 1/ 351 - وقال غير واحد: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 269) عن عبدة بن سليمان الكلابي وابن شاهين (35 و 302) عن معتمر بن سليمان التيمي والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 397) والبيهقي (1/ 301) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي والبيهقي (1/ 302) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 350) عن إسماعيل بن إبراهيم (¬1) كلهم عن محمد بن عمرو به. قال البخاري: وهذا أشبه" وقال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوفاً على أبي هريرة" وقال في "المعرفة" (2/ 134): والموقوف أصح" قلت: مداره على محمد بن عمرو وهو مختلف فيه. وتابعه صفوان بن سليم المدني عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه البيهقي (1/ 302) من طريق ابن لهيعة عن حنين بن أبي حكيم عن صفوان به. وقال: ابن لهيعة وحنين لا يحتج بهما، والمحفوظ الموقوف" الخامس: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: ¬

_ (¬1) أظنه: ابن علية.

- فقال مَعْمَر بن راشد: عن يحيى عن رجل يقال له أبو إسحاق عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل" أخرجه عبد الرزاق (6110) عن معمر به. وأخرجه أحمد (2/ 280) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل" (627) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وقال: لا يصح، أبو إسحاق مجهول" - وقال أبان بن يزيد العطار: عن يحيى عن رجل من بني ليث عن أبي إسحاق أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره. أخرجه أحمد (2/ 280) عن يونس بن محمد المؤدب والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 397) والبيهقي (1/ 301) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي كلاهما عن أبان به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وأبو إسحاق لم أعرفه. السادس: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (990) وابن شاهين في "الناسخ" (31 و 298) والبيهقي (1/ 302) من طرق عن عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي ثنا زهير بن محمد عن العلاء به. قال البيهقي: زهير بن محمد قال البخاري: روى عنه أهل الشام مناكير، وقال النسائي: زهير ليس بالقوي" وقال الدارقطني: ليس بمحفوظ" العلل 9/ 293 قلت: رواية أهل الشام عن زهير بن محمد ضعيفة وهذه منها. السابع: يرويه ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من أراد أن يحمل ميتا فليتوضأ"

أخرجه البيهقي (1/ 303) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد ثني ابن لهيعة به. وقال: إسناده ضعيف" قلت: ابن لهيعة قال النسائي وغيره: ضعيف. الثامن: يرويه أبو واقد صالح بن محمد بن زائدة المدني عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وإسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسله الغسل، ومن حمله الوضوء" أخرجه البيهقي (1/ 301) من طريق موسى بن إسماعيل البصري ثنا وهيب ثنا أبو واقد. وإسناده ضعيف لضعف أبي واقد. وخالفه سعيد بن أبي سعيد مولى المهري فرواه عن إسحاق مولى زائدة عن أبي سعيد مرفوعاً. أخرجه البيهقي (1/ 301) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 397) من طريق ابن وهب عن أسامة عن سعيد بن أبي سعيد به. وسعيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. التاسع: يرويه القعقاع بن حكيم المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ" أخرجه البيهقي (1/ 300) عن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو سهل أحمد بن محمد ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن محمد بن عجلان عن القعقاع به. وأبو زكريا وأبو سهل لم أر من ترجمهما، والباقون ثقات. قال البيهقي: الروايات المرفوعة في هذا الباب عن أبي هريرة غير قوية لجهالة بعض رواتها وضعف بعضهم، والصحيح عن أبي هريرة من قوله موقوفاً غير مرفوع" (¬1) وقال أحمد: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم "الغسل من غسل الميت" وليس يثبت" المسائل لابنه عبد الله ص 23 ¬

_ (¬1) وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هي غير بعيدة من القوة إذا ضم بعضها إلى بعض، وهي أقوى من حديث القلتين، وأقوى من أحاديث "الأرض مسجد إلا المقبرة والحمام" إلى غير ذلك مما احتج بأشباهه فقهاء الحديث" المهذب 1/ 302

قلت: بل ثبت من حديث ابن أبي ذئب عن مولى التوأمة عن أبي هريرة كما تقدم. وقال الحافظ: وفي الجملة هو بكثرة طرقه أسوأ أحواله أن يكون حسنا" التلخيص 1/ 137 العاشر: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب واختلف عنه: - فقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال: من غسل الميت فليغتسل، ومن أدخله قبره فليتوضأ. أخرجه البيهقي (1/ 303) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني يحيى بن أيوب عن عقيل به. قال الحافظ: رواته موثقون" التلخيص 1/ 137 قلت: عبد الله بن صالح ويحيى بن أيوب مختلف فيهما، والباقون ثقات. - وقال معمر بن راشد: عن الزهري عن سعيد قوله. أخرجه عبد الرزاق (6112) وابن أبي شيبة (3/ 269) وإسناده صحيح. وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن سعيد به. أخرجه البيهقي (1/ 303) وللحديث شاهد عن حذيفة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2781) وابن شاهين في "الناسخ" (37) والبيهقي (1/ 303 - 304) وابن الجوزي في "العلل" (1/ 354) من طرق عن محمد بن المنهال التميمي ثنا يزيد بن زُريع ثنا معمر بن راشد عن أبي إسحاق عن أبيه عن حذيفة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا معمر، ولا عن معمر إلا يزيد، تفرد به محمد" وقال البيهقي: قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه: خبر أبي إسحاق عن أبيه عن حذيفة ساقط. قال: وقال علي بن المديني: لا يثبت فيه حديث" وقال ابن الجوزي: أبو إسحاق تغير بأخرة، وأبوه ليس بمعروف في النقل" وقال أبو حاتم: هذا حديث غلط" العلل 1/ 354

وقال الحافظ: رواته ثقات" التلخيص 1/ 137 قلت: أبو إسحاق كان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. 3691 - "من غشنا فليس منا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (101) من حديث أبي هريرة. 3692 - "من فارق الجماعة شبرا فكأنما خلع رِبْقَةَ الإسلام من عنقه" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان ومصححا من حديث الحارث بن الحارث الأشعري في أثناء حديث طويل، وأخرجه البزار والطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس، وفي سنده خليد بن دعلج وفيه مقال، وقال "من رأسه" بدل "عنقه" (¬2). صحيح وحديث الحارث بن الحارث الأشعري أخرجه الطيالسي (ص 159 - 160) وابن سعد (4/ 359) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 260) والترمذي (2863 و 2864) وابن نصر في "الصلاة" (124 و 126) وأبو يعلى (1571) وفي "المفاريد" (83) وابن خزيمة (1895) وفي "التوحيد" (10) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (459) وابن أبي حاتم في "التفسير" (10064) وابن حبان (6233) والآجري في "الشريعة" (ص 8) والطبراني في "الكبير" (3428) وأبو الشيخ في "الأمثال" (336) وابن بطة في "الإبانة" (124) وابن مندة في "الإيمان" (212) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (204) والحاكم (1/ 118 و 421 - 422) وأبو نعيم في "الصحابة" (2113) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (140) والبيهقي في "الدعوات" (12) وفي "الشعب" (535 و 7090) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 279 - 280) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 61 - 64) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (85) عن أبان بن يزيد العطار وأحمد (4/ 130 و 202) وابن نصر (125) وأبو القاسم البغوي (459) وابن المنذر ¬

_ (¬1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حمل علينا السلاح فليس منا) (¬2) 16/ 112 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سترون بعدي أمورا تنكرونها)

في "الأوسط" (1292) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 167 - 168) والطبراني في "الكبير" (3427) وابن بطة (124) وأبو نعيم في "الصحابة" (2114) وابن بشران (1082) واللالكائي (157) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 383) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (83) عن أبي خلف موسى بن خلف العَمِّي البصري والطبراني (3431) والحاكم (1/ 117 - 118) وأبو نعيم في "الصحابة" (2116) عن علي بن المبارك الهُنَائي وأحمد (5/ 344) والطبراني (3429) وابن منده (1/ 377) وأبو نعيم في "الصحابة" (2115) والخطيب في "الفقيه" (1/ 164) عن مَعْمر بن راشد كلهم عن يحيى بن أبي كثير أنّ زيد بن سلام حدثه أنّ أبا سلام حدثه أنّ الحارث (¬1) الأشعري حدّثه أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات -وذكر الحديث بطوله- وفيه: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهنّ: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنّه من (¬2) فارق الجماعة قِيْدَ شبر، فقد خلع رِبْقَة الإسلام (¬3) من عنقه (¬4)، إلا أن يرجع (¬5) " قال الترمذي: هذه حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما أصلناه في الصحابة إذا لم نجد لهم إلا راويا واحدا فإنّ الحارث الأشعري صحابي معروف، سمعت إبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت الدوري يقول: سمعت ابن معين يقول: الحارث الأشعري له صحبة" وقال أيضا: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: لم يخرجاه لأنّ الحارث تفرد أبو سلام" وقال عبد الغني المقدسي: هذا حديث صحيح" ¬

_ (¬1) يُكنى أبا مالك. انظر "تهذيب التهذيب" 12/ 218 (¬2) وفي لفظ "فإنّه من خرج من الجماعة" (¬3) ولفظ ابن خزيمة "الإيمان والإِسلام" ولفظ الطيالسي "الإسلام أو الإيمان" (¬4) ولفظ أبي يعلى وغيره "من رأسه" ولفظ الحاكم وغيره "من عنقه أو من رأسه" (¬5) وفي لفظ "يراجع"

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنّه ليس على شرط الشيخين؛ لأنّهما لم يخرجا للحارث الأشعري شيئا، ولم يخرج البخاري لزيد بن سلام ولا لأبي سلام ممطور الحبشي شيئاً (¬1). ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه معاوية بن سلام الدمشقي عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن الحارث به. أخرجه ابن خزيمة (483 و 930) وأبو القاسم البغوي (459) والطبراني في "الكبير" (3430) وفي "مسند الشاميين" (2870) وابن بطة (124) وابن مندة في "التوحيد" (396) والحاكم (1/ 236) وأبو نعيم في "الصحابة" (2110) والبيهقي (8/ 157) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (84) والمزي (5/ 217 - 219) والعراقي في "أماليه" (ص 88 - 89) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 3/ 3) وأبو نعيم في "الصحابة" (2111) عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي وابن نصر (127) عن مُعَمَّر بن يَعْمَر الليثي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2510) وأبو نعيم في "الصحابة" (2112) عن مروان بن محمد الطاطري كلهم عن معاوية بن سلام به. وخالفهم حفص بن عمر العمري فرواه عن معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير ثني زيد بن سلام أنّه سمع أبا سلام يقول: ثني الحارث به. أخرجه الحاكم (1/ 118) والأول أصح، وحفص بن عمر أظنه أبو عمر الخطابي المترجم في "تاريخ بغداد" (8/ 202) ¬

_ (¬1) رواه السري بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير فلم يذكر زيد بن سلام. أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (200)

ولم يذكر الخطيب فيه جرحا ولا تعديلا. قال الحاكم في الموضع الأول: الحديث على شرط الأئمة صحيح محفوظ" وقال ابن عبد البر: حديث حسن جامع لفنون من العلم، لم يحدث به عن أبي سلام بتمامه إلا معاوية بن سلام" الاستيعاب 2/ 227 وقال العراقي: هذا حديث صحيح" وحديث ابن عباس أخرجه البزار (كشف 1635) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري والطبراني في "الأوسط" (3429) عن الحسن بن جرير الصوري قالا: ثنا محمد بن عثمان أبو الجُماهر ثنا خليد بن دَعْلج عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس مرفوعاً "من فارق المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن مات ليس عليه إمام فَمِيْتته جاهلية، ومن مات تحت راية عُمِّيَّة ينصر عصبية، فَقِتلته جاهلية" اللفظ للطبراني قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وخليد تفرد به، وخليد مشهور، روى عنه الوليد بن مسلم وأبو الجماهر والنفيلي وغيرهم" وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا خليد، ولا يُروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه خليد بن دعلج وهو ضعيف" المجمع 5/ 224 3693 - حديث ابن عمر رفعه "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي بسند لين وصححه الحاكم فوهم" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ... " 3694 - "من قاتل تحت راية عُمِّيَّة، يغضب لِعَصَبَة، أو يدعو إلى عَصَبَة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلته جاهلية" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1848) عن أبي هريرة رفعه" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 390 - 391 (كتاب الدعوات - باب يستجاب للعبد ما لم يعجل) (¬2) 16/ 143 (كتاب الفتن - باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما)

3695 - "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضيت بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولاً، إلا كان حقا على الله أن يرضيه" قال الحافظ: وحديث سلام عمن خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعه: فذكره، أخرجه أبو داود وسنده قوي، وهو عند الترمذي بنحوه من حديث ثوبان بسند ضعيف" (¬1) يرويه أبو عَقيل هاشم بن بلال قاضي واسط واختلف عنه: - فقال شعبة: عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام الحبشي أنه كان في مسجد حمص فمرّ به رجل فقالوا: هذا خَدَمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام إليه فقال: حدثني بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من قال (¬2) إذا أصبح وإذا أمسى (¬3): رضينا (¬4) بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولاً، إلا كان حقا على الله أن يرضيه (¬5) " أخرجه أحمد (4/ 337 و 5/ 367) وأبو داود (5072) واللفظ له والنسائي في "اليوم والليلة" (4) والطبراني في "الدعاء" (302) والحاكم (1/ 518) والبيهقي في "الدعوات" (28) والبغوي في "شرح السنة" (1324) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 353) من طرق عن شعبة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال النووي: سنده جيد" الأذكار ص 74 - ورواه هُشيم عن أبي عقيل واختلف عنه: • فقال علي بن حجر السعدي: ثنا هشيم عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (565) وابن السني (68) وتابعه سريج بن يونس البغدادي ثنا هشيم به. أخرجه المزي (10/ 125 - 126) ¬

_ (¬1) 13/ 379 (كتاب الدعوات - باب ما يقول إذا أصبح) (¬2) وفي لفظ "ما من عبد مسلم يقول" (¬3) زاد أحمد وغيره "ثلاث مرات" (¬4) وفي لفظ "رضيت" (¬5) زاد النسائي وغيره "يوم القيامة"

• وقال مسدد: ثنا هشيم عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال. أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (91) - ورواه مِسْعَر بن كِدَام واختلف عنه: • فقال وكيع: ثنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (4/ 337) • وقال مصعب بن المقدام الكوفي: ثنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 326) • وقال محمد بن بشر العبدي: عن مسعر ثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 78 و 10/ 240 - 241) عن محمد بن بشر به. وأخرجه ابن ماجه (3870) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 367) وفي "الدعاء" (301) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (النكت الظراف 9/ 220) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (343) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/ 305 - 306) والمزي (10/ 126 - 127) والحافظ في "النتائج" (2/ 354) من طرق عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6834) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ثنا محمد بن بشر (¬1) به. قال البوصيري: ورجال إسناده ثقات" المصباح 4/ 150 - وقال روح بن القاسم البصري: عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) وتابعه نصر بن مزاحم المنقري ثنا مسعر به. أخرجه ابن مردويه في "أماليه" (43)

أخرجه الطبراني في "الدعاء" (303) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب ثنا شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم به (¬1). قال ابن عبد البر: هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث، وكذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام، وأما وكيع فقد أخطأ في إسناده" يعني في قوله: عن أبي سلام عن سابق. وقال المزي: رواه شعبة وهشيم عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصواب" تحفة الأشراف 9/ 220 وقال في "التهذيب" (33/ 397): وهذا هو الصحيح، وأبو سلام هو الأسود" يعني ممطور. وقال الذهبي: الصحيح أبو سلام عن صحابي" الكاشف 3/ 345 وقال الحافظ في "التقريب": أبو سلام خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كذا وقع، والصواب عن أبي سلام، وهو ممطور عن رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم" وكذا قال في "التهذيب": هو الصواب" وقال في "النتائج": ورواية شعبة ومن وافقه أرجح من رواية مسعر؛ لأنّ أبا سلام ما هو صحابي هذا الحديث، بل هو تابعي شامي معروف، واسمه ممطور، وأخرج له مسلم وغيره" وقال في "الإصابة" (11/ 176): وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ" قلت: وسابق بن ناجية ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر هو ولا من ترجمه راويا عنه إلا هاشم بن بلال فهو مجهول. وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى هاشم بن بلال. وأما حديث ثوبان فأخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (28) والترمذي (3389) والطبراني في "الدعاء" (304) وابن جميع في "معجمه" (ص 296) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 968 - 969) والحافظ في "النتائج" (2/ 351 - 352) من طرق عن أبي سعد ¬

_ (¬1) رواه ابن عدي (4/ 1346) عن أبي العلاء الكوفي عن أحمد بن سعيد الهمداني فقال: عن أبي سلام عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه من طريق يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب به.

سعيد بن المَرْزُبَان البقال عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان مرفوعاً "من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال النووي: في إسناده أبو سعد البقال وهو ضعيف باتفاق الحفاظ" الأذكار ص 74 وقال الذهبي: غريب، تفرد به عقبة" وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وأما نقل النووي الاتفاق على تضعيف أبي سعد البقال ففيه نظر، فقد (¬1) نقل العقيلي أنّ وكيعا وثقه، وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا أبو أسامة ثنا أبو سعد البقال وكان ثقة، وقال أبو زرعة الرازي: لين الحديث صدوق، لم يكن يكذب، وقال أبو زكريا الساجي: صدوق، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". نعم ضعفه الجمهور لأنّه كان يدلس وتغير بأخرة" 3696 - حديث ابن مسعود "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كان قد فرّ من الزحف" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم" (¬2) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث زيد أبي يسار ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ابن مسعود فيرويه أبو سنان ضرار بن مرة الكوفي عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود واختلف عنه: - فرواه إسرائيل بن يونس عن أبي سنان مرفوعاً. وزاد بعد قوله "وأتوب إليه" ثلاثاً. أخرجه الحاكم (1/ 511) والبيهقي في "الدعوات" (141) عن محمد بن سابق التميمي والحاكم (2/ 117 - 118) ¬

_ (¬1) نص العبارة كما في ضعفاء العقيلي (2/ 115) قال محمود بن غيلان: سمعت وكيعا سئل عن أبي سعد البقال، فقال: نعم، كان يروي عن أبي وائل، وكان أبو وائل ثقة" (¬2) 17/ 250 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح:15])

عن محمد بن يوسف الفِرْيابي قالا: ثنا إسرائيل به. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو سنان لم يخرج له البخاري" وقال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم رواية إسرائيل عن أبي سنان ولا رواية أبي سنان عن أبي الأحوص. - ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي سنان موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 300) عن عبد الله بن نُمير عن إسماعيل به. والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة، وإسناده صحيح رواته ثقات. وللحديث طريق أخرى يرويها أبو إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، واختلف عن أبي إسحاق في رفعه ووقفه: - فرواه حازم بن إبراهيم البجلي عن أبي إسحاق مرفوعاً. أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (171) - ورواه حُديج بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق موقوفاً. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8541) وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضاً، ولم يُذكر حازم وحديج فيمن روى عنه قبل الاختلاط. وأما حديث زيد أبي يسار فأخرجه ابن سعد (7/ 66) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 379 - 380) وأبو داود (1517) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حفص بن عمر بن مرة الشني ثني أبي عمر بن مرة قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وأخرجه الترمذي (3577) عن البخاري به. وأخرجه ابن الأثير (2/ 278) من طريق أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي عن الترمذي به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4670) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا موسى بن إسماعيل به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2869) عن الطبراني به. وأخرجه المزي (4/ 301 - 302) من طريق أبي بكر بن رِيْذَة عن الطبراني به. وقال الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (11/ 552): حُدثت عن موسى بن إسماعيل به. وأخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 139 - 145) والخطيب في "تالي التلخيص" (85) من طريق أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا موسى بن إسماعيل به. وأخرجه (ص 67) من طريق أبي بكر بن داسة ثنا أبو داود به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (883) عن محمد بن علي الجوزجاني ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2870) من طريق أسد بن عمار ومحمد بن موسى القطان قالا: ثنا موسى بن إسماعيل به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال المنذري: إسناده جيد متصل" الترغيب 2/ 470 قلت: بلال وأبوه يسار ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وقال الذهبي في "الميزان": يسار لا يعرف. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (2/ 445) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 303) وابن الجوزي في "العلل" (1396) من طريق صفوان بن عيسى الزهري عن بشر بن رافع عن محمد بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: بشر بن رافع ليس بشيء" قلت: هو الحارثي أبو الأسباط النجراني ضعفه الجمهور. وللحديث طريق أخرى عند هنّاد في "الزهد" (919) لكنها موقوفة، وفيها راوِ لم يُسم.

3697 - "من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان فرّ من الزحف" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث يسار وغيره مرفوعا" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 3698 - "من قال: السلام عليكم، كتب له عشر حسنات، ومن زاد: ورحمة الله، كتب له عشرون حسنة، ومن زاد: وبركاته، كتبت له ثلاثون حسنة" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حُنيف بسند ضعيف رفعه: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث عمران بن حُصين قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليكم، فردّ عليه وقال "عشر" 3699 - "من قال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبا، فهو كما قال، وإن كان صادقا، لم يعد إلى الإسلام سالما" قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه رفعه: فذكره" (¬3) صحيح أخرجه أحمد (5/ 355 و 355 - 356) وأبو داود (3258) وابن ماجه (2100) والنسائي (7/ 6 - 7) وفي "الكبرى" (4713) والخلال في "السنة" (1499) والحاكم (4/ 298) والبيهقي (10/ 30) من طرق عن الحسين بن واقد المروزي قال: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. وفي لفظ "من حلف أنّه بريء من الإسلام" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو على شرط مسلم وحده فإنّ الحسين بن واقد إنما أخرج له البخاري تعليقا فقط ولم يحتج به. ¬

_ (¬1) 13/ 342 (كتاب الدعوات- باب أفضل الاستغفار) (¬2) 13/ 242 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام) (¬3) 14/ 346 (كتاب الإيمان والنذور- باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام)

3700 - "من قال حين يأوي إلى فراشه: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زَبَد البحر، وإن كانت عدد رمل عَالِج، وإن كانت عدد أيام الدنيا" قال الحافظ: وللترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جداً أخرجه أحمد (3/ 10) والترمذي (3397) وأبو يعلى (1339) والبغوي في "شرح السنة" (1320) من طريق عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي عن عطية العوفي عن أبي سعيد به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، وعطية العوفي ضعيف مدلس. 3701 - حديث ابن عمر عن عمر رفعه "من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره، وهذا لفظ جعفر في "الذكر"، وفي سنده لين" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 4) وبكر بن بكار في "جزئه" (47) عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار قَهْرَمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا "من دخل سوقا من هذه الأسواق" فذكر الحديث وزاد "كتب الله -عز وجل- له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له قصرا في الجنة" ومن طريق بكر بن بكار أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 28و 248) وأخرجه أحمد (1/ 47) وابن ماجه (2235) والترمذي (3429) والبزار (125) وابن السني (182) وابن عدي (5/ 1785) والطبراني في "الدعاء" (789) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 332) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 730) من طرق عن حماد بن زيد به. ¬

_ (¬1) 13/ 376 (كتاب الدعوات- باب حدثنا أحمد بن يونس) (¬2) 13/ 462 (كتاب الدعوات- باب فضل التهليل)

وأخرجه الترمذي (3429) والدولابي في "الكنى" (1/ 129) والطبراني في "الدعاء" (790 و 791) والرامهرمزي (ص 333) وابن عدي (5/ 1786) وأبو الشيخ في "الطبقات" (185) وتمام (ق 96 - 97) وأبو نعيم في "أخبار أصهان" (2/ 180) وابن بشران (684) والبيهقي في "الأسماء" (ص 140) والخطيب في "الموضح" (2/ 286) والبغوي في "شرح السنة" (1338) من طرق عن عمرو بن دينار به. - ورواه عمران بن مسلم المِنْقَري واختلف عنه: • فقال بكير بن شهاب الدامغاني: عن عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 181) وأبو الشيخ في "الطبقات" (252) والشجري في "أماليه" (1511) • وقال يحيى بن سليم الطائفي المكي: عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً. أخرجه العقيلي (3/ 304 - 305) وابن عدي (5/ 1745) والحاكم (1/ 539) وسكت عليه، وقال الذهبي: قلت: قال البخاري: عمران منكر الحديث" وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث منكر. قال ابن أبي حاتم: وهذا الحديث هو خطأ إنما أراد عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه فغلط وجعل بدل عمرو عبد الله بن دينار وأسقط سالما من الإسناد" العلل 2/ 181 وقال أبو حاتم: عمران بن مسلم روى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، روى عنه يحيى بن سليم، منكر الحديث وهو شبه المجهول" الجرح 3/ 1/ 305 وقال العقيلي: وقد روى هذا الحديث عمرو بن دينار القهرمان وغيره عن سالم، والأسانيد فيه فيها لين" وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن دينار وكيل آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر، فذكر الحديث، فقال أبي: هذا حديث منكر جداً لا يحتمل سالم هذا الحديث" وقال ابن القيم: هذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث" المنار المنيف ص 41

قلت: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ضعفوه، وقال الفلاس وأبو حاتم والنسائي والساجي: روى عن سالم بن عبد الله بن عمر أحاديث منكرة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن سالم عن أبيه عن عمر، منهم: 1 - محمد بن واسع البصري. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 50) وعبد بن حميد (28) والدارمي (2695) والترمذي (3428) والعقيلي (1/ 133 - 134) والطبراني في "الدعاء" (792) وابن عدي (1/ 420) والحاكم (1/ 538) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 355) وابن بشران (¬1) (608) من طرق عن أزهر بن سنان القرشي ثنا محمد بن واسع به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" قلت: أزهر بن سنان لينه أحمد، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: منكر الرواية في قلته لم يتابع الثقات فيما رواه. وخالفه يزيد الدورقي أبو الفضل صاحب الجواليق فرواه عن محمد بن واسع عن سالم بن عبد الله قوله. أخرجه العقيلي (1/ 134) وقال: وهذا أولى من حديث أزهر" 2 - المهاجر بن حبيب. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (793) عن عبيد بن غنام الكوفي ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر عن المهاجر بن حبيب به. وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديث" (176) من طريق أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا أبو خالد الأحمر به. والمهاجر لم أقف له على ترجمة. 3 - رجل بصري لم يسم. أخرجه الحاكم (1/ 538) من طريق ابن وهب أخبرني عمر بن محمد بن زيد ثني رجل بصري عن سالم به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن عمر.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ويحتمل أن يكون هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير فإنّه بصري، والله أعلم. 4 - أبو عبد الله الفراء. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 50) عن ضرار بن صُرَد ثنا الدَّرَاوَردي عن أبي عبد الله الفراء به. وضرار بن صرد كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث. وأبو عبد الله الفراء ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول. وخالفهم عبيد الله بن عمر العمري فرواه عن سالم بن عبد الله عن أبيه ولم يذكر عمر بن الخطاب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13175) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 280) من طريق عمرو بن أسلم الحمصي ثنا سلم بن ميمون الخواص عن علي بن عطاء عن العمري به. وإسناده ضعيف لضعف سلم الخواص، وعلي بن عطاء لم أقف له على ترجمة. وللحديث شاهد عن ابن عمر، وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه هشام بن حسان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. أخرجه الحاكم (1/ 539) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدرة البغدادي ثنا مسروق بن المَرْزُبان ثنا حفص بن غياث عن هشام بن حسان به. وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: مسروق بن المرزبان ليس بحجة" قلت: ذكره في "الميزان" فقال: صدوق معروف، وقال صالح جزرة: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه، وقال الحافظ: صدوق له أوهام. فهو حسن الحديث، لكن لم يخرج له الشيخان شيئاً. وشيخ الحاكم ترجمه الذهبي في "السير" (15/ 419) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.

الثاني: يرويه خارجة بن مصعب السَّرَخْسي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 321) وخارجة بن مصعب قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وتابعه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر به إلا أنّه قال "كتب له ألف حسنة، ومُحي عنه ألف سيئة، وبنى له بيت في الجنة" أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 169) وعبد الرحمن قال أحمد وجماعة: ضعيف. 3702 - حديث أنس رفعه "من قال حين يصبح: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وأنّ محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار" قال الحافظ: رواه الثلاثة وحسنه الترمذي" (¬1) له عن أنس طريقان: الأول: يرويه هشام بن الغاز بن ربيعة الجُرَشي عن مكحول (¬2) الدمشقي عن أنس مرفوعاً "من قال حين يصبح أو يمسي (¬3): فذكر الحديث وزاد "ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار" وزاد بعد قوله: لا إله إلا أنت "وحدك لا شريك لك" أخرجه أبو داود (5069) والطبراني في "الدعاء" (297) وفي "مسند الشاميين" (1542) وابن السني (738) والمزي (17/ 257) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 355 - 356) عن أحمد بن صالح المصري والطبراني في "الدعاء" (297) ومن طريقه الحافظ في "النتائج" (2/ 355 - 356) ¬

_ (¬1) 13/ 379 (كتاب الدعوات- باب ما يقول إذا أصبح) (¬2) مكحول مختلف في سماعه من أنس، وهو موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من أنس. (¬3) وفي لفظ "وحين يمسي"

عن عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي ومحمد بن عثمان في "العرش" (23) عن يوسف بن يعقوب الصفار والبيهقي في "الدعوات" (40) والمزي (17/ 255 - 256) عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (94) عن أبي القاسم عبد العزيز بن يحيى الأويسي والحافظ في "النتائج" عن يحيى بن المغيرة المخزومي قالوا: ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثني عبد الرحمن بن عبد المجيد السهمي عن هشام بن الغاز به. - ورواه جعفر بن مسافر التِّنِّيسي عن ابن أبي فديك واختلف عنه في شيخ شيخه: • فرواه عمرو بن أبي الطاهر عن جعفر بن مسافر وسماه: عبد الرحمن بن عبد المجيد. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1542) • ورواه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني عن جعفر بن مسافر وسماه: عبد الرحمن بن عبد الحميد. أخرجه ابن السني (738) وهكذا رواه الفريابي (النتائج) عن سريج بن يونس، والخرائطي في "المكارم" (النتائج) عن عبد القدوس بن يحيى كلاهما عن ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن عبد الحميد به. قال أبو عبد الله بن مندة: هذا حديث غريب من حديث مكحول وهشام، تفرد به ابن أبي فديك" تهذيب الكمال 17/ 256 وقال النووي: إسناده جيد لم يضعفه أبو داود" الأذكار ص 74 وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ووقع في نسخة الخطيب في سنن أبي داود: عبد الرحمن بن عبد المجيد كما في روايتنا، وفي بعض النسخ بتقديم الحاء المهملة

على الميم، وكذا هو في رواية الخرائطي والفريابي، وجزم به صاحب الأطراف (¬1)، ورجحه المنذري، وأنّه أبو رجاء المكفوف، فإن كان كذلك فهو مصري صدوق، لكن تغير بأخرة، وإن كان عبد المجيد (¬2) فهو شيخ مجهول، ففي وصف هذا الإسناد بأنّه جيد نظر، ولعل أبا داود إنما سكت عنه لمجيئه من وجه آخر عن أنس، ومن أجله قلت: إنّه حسن" قلت: واختلف فيه على هشام بن الغاز، فقال أبو بكر عبد الله بن يزيد بن راشد المقرئ: ثنا هشام بن الغاز عن أبان بن أبي عياش عن أنس. أخرجه تمام (844) قال الحافظ في "النتائج": وأبو بكر المذكور ضعيف، وأبان متروك" الثاني: يرويه بقية بن الوليد ثني مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "من قال حين يصبح: اللهم إنا أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلفك أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأنّ محمدا عبدك ورسولك، إلا أعتق الله ربعه في ذلك اليوم، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها أربع مرات أعتقه الله من النار في ذلك اليوم" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1201) والنسائي في "اليوم والليلة" (9) وابن السني (75) عن إسحاق بن راهويه والحافظ في النتائج" (2/ 357) عن محمد بن سليمان المصيصي لُوَين كلاهما عن بقية به. واختلف على بقية في لفظ الحديث. فرواه غير واحد عن بقية بلفظ "إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك من ذنب، وإن قال حين يمسي غفر له ما أصاب تلك الليلة" ذكروه مكان قوله "أعتق الله ربعه من النار" ¬

_ (¬1) يعني المزى، ولم يجزم به بل قال: عن عبد الرحمن بن عبد المجيد السهمي ويقال: ابن عبد الحميد بن سالم أبي رّجاء المكفوف. (¬2) قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه ابن أبي فديك"

أخرجه أبو داود (5078) والنسائي في "اليوم والليلة" (15) والحافظ في "النتائج" (2/ 358) عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي والنسائي أيضاً (10) عن كثير بن عبيد الحذَّاء والترمذي (3501) عن حَيوة بن شريح بن يزيد الحمصي والبغوي في "شرح السنة" (1323) عن يزيد بن عبد ربه الجُرْجُسِي والحافظ (2/ 358) عن عبد الرحيم بن حبيب كلهم عن بقية به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال الحافظ: وبقية صدوق، أخرج له مسلم، وإنما عابوا عليه التدليس والتسوية، وقد صرّح بتحديث شيخه له وبسماع شيخه فانتفت الريبة، وشيخه روى عنه أيضاً إسماعيل بن عياش وغيره، وقد توقف فيه ابن القطان فقال: لا تعرف حاله، وَرُدّ بأنّه وُصف بأنّه كان على خيل عمر بن عبد العزيز، فدل على أنّه أمير، وذكره ابن حبان في "الثقات". قلت: وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. 3703 - "من قال حين يصبح: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت" قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (7802 و 7879) وفي "الدعاء" (310) وفي "الأوسط" (3120) من طريق علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً "من قال ¬

_ (¬1) 13/ 344 (كتاب الدعوات- باب أفضل الاستغفار)

حين يصبح ثلاث مرات: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصا لك ديني. أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيئ عملي، واستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة، وإن قال حين يمسي ثلاث مرات: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصا لك ديني، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيئ عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فمات من تلك الليلة دخل الجنة" قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحلف ما لا يحلف على غيره يقول: "والله مما قالها عبد حين يصبح ثلاث مرات فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة، ولا قالها حين يمسي ثلاث مرات فمات في تلك الليلة إلا دخل الجنة". قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف" المجمع 10/ 114 قلت: هو الألهاني قال ابن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ضعاف كلها. وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه. 3704 - حديث عبد الله بن غَنَّام البياضي رفعه "من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر، فقد أدّى شكر يومه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (5073) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 362) عن يحيى بن حسان بن حيان التِّنِّيسي وأبو داود أيضاً (5073) وابن أبي الدنيا في "الشكر" (166) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2163 و 2165) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1753) والبيهقي في "الدعوات" (41) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1328) وابن الأثير (3/ 362 و 6/ 343) ¬

_ (¬1) 13/ 379 (كتاب الدعوات- باب ما يقول إذا أصبح)

عن إسماعيل بن أبي أويس وابن أبي الدنيا في "الشكر" (166) وجعفر الفريابي في "الذكر" (نتائج الأفكار 2/ 360) والنسائي في "اليوم والليلة" (7) وأبو القاسم البغوي (1754) وابن منده في "معرفة الصحابة" (أسد الغابة 3/ 362) وأبو نعيم في "الصحابة" (4425 و 4679) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 359 - 360) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وابن منده (أسد الغابة 3/ 362) والحافظ (2/ 359 - 360) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي قالوا: ثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام البياضي به مرفوعاً. زاد أبو داود "ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدّى شكر ليلته" - ورواه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال واختلف عنه في اسم الصحابي: • فرواه أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب وسمى الصحابي: ابن غنام. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (307) ومن طريقه المزي (15/ 391) • ورواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب وسمى الصحابي: عبد الله بن عباس. أخرجه النسائي (تحفة الأشراف 6/ 404) وعنه ابن السني (41) وتابعه يزيد بن خالد بن مَوْهَب الرملي ثنا ابن وهب به. أخرجه ابن حبان (861) - ورواه سعيد بن أبي مريم الجمحي عن سليمان بن بلال واختلف عنه في اسم الصحابي أيضاً: • فرواه غير واحد عن سعيد بن أبي مريم وسموا الصحابي: ابن غنام، منهم: 1 - يحيى بن أيوب العلاف. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4425 و 7086) 2 - الحسن بن علي الحُلْواني. أخرجه ابن أبي عاصم (2164)

3 - عبيد بن شريك البزار. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 64) • ورواه أبو حبيب يحيى بن نافع المصري عن ابن أبي مريم وسمى الصحابي: عبد الله بن عباس. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (306) ومن طريقه المزي (15/ 390 - 391) قال المزي: قوله: عن ابن عباس، خطأ" تحفة الأشراف 6/ 404 - تهذيب الكمال 15/ 424 وقال: روى عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام البياضي وهو الصحيح" تهذيب 15/ 390 وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (5/ 345): ابن غنام هو الصحيح. قال: ورجح الطبراني وغيره ابن غنام، وجزم أبو نعيم في "معرفة الصحابة" بأنّ من قال ابن عباس فقد صحّف، وكذا قال ابن عساكر: إنّه خطأ" وقال في "الإصابة" (5/ 190): وقد صحّفه بعضهم فقال: ابن عباس" والحديث قال النووي: إسناده جيد لم يضعفه أبو داود" الأذكار ص 74 وقال الحافظ: حديث حسن" قلت: عبد الله بن عنبسة قال ابن معين: لا أدري من هو، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث الواحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3705 - "من قال: صه، فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له" قال الحافظ: ولأحمد من حديث علي مرفوعاً: فذكره، ولأبي داود نحوه" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 93) عن الحجاج بن أرطاة ¬

_ (¬1) 3/ 66 (كتاب الجمعة- باب الإنصات يوم الجمعة)

وأبو داود (1051) والبيهقي (3/ 220) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي كلاهما عن عطاء الخراساني عن مولى امرأته أم عثمان عن علي قال: إذا كان يوم الجمعة خرج الشياطين يُرَبِّثُون الناس إلى أسواقهم ومعهم الرايات، وتقعد الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم، السابق والمصلي والذي يليه حتى يخرج الإمام، فمن دنا من الإمام فأنصت أو استمع ولم يلغُ كان له كفلان من الأجر، ومن نأى عنه فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر، ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر، ومن نأى عنه فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفل من الوزر، ومن قال: صه فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له. هكذا سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. اللفظ لأحمد وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم. 3706 - "من قال عند مريض لم يحضر أجله: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، سبع مرات" قال الحافظ: وفي النسائي: فذكره" (¬1) صحيح يرويه المنهال بن عمرو الأسدي واختلف عنه: - فرواه شعبة واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا شعبة عن يزيد أبي خالد الدالاني قال: سمعت المنهال بن عمرو يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً "ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عُوفي" منهم: 1 - محمد بن جعفر غُندر. أخرجه أحمد (1/ 239) والترمذي (2083) والنسائي في "اليوم والليلة" (1048) وابن السني في "اليوم والليلة" (544) والحاكم (4/ 213) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2125) ¬

_ (¬1) 9/ 207 (كتاب المغازي- باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

2 - الربيع بن يحيى الأُشْناني. أخرجه أبو داود (3106) 3 - آدم بن أبي إياس العسقلاني. أخرجه الحاكم (1/ 342 و4/ 213 و 416) 4 - هاشم بن القاسم البغدادي. أخرجه أحمد (1/ 243) 5 - وهب بن جرير بن حازم. أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 262) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 575) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث المنهال بن عمرو" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" (¬1) قلت: لم يخرج البخاري لأبي خالد الدالاني شيئاً، وهو مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، وقد توبع كما سيأتي. وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 912): حديث صحيح" • وقال عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي: عن شعبة عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (1047) وابن الأعرابي (ق 26/ أ) والطبراني في "الكبير" (12272) وفي "الدعاء" (1115 و 1118) والحاكم (4/ 213) وإسناده صحيح. • وقال حجاج بن نُصير البصري: ثنا شعبة عن يزيد أبي خالد الدالاني عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12731) وفي "الدعاء" (1114) وحجاج بن نصير قال النسائي وغيره: ضعيف. ¬

_ (¬1) وقال في الموضع الثالث: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، والشيخان لم يخرجا لأبي خالد الدالاني شيئاً.

• ورواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي عن محمد بن شعيب بن شابور واختلف عنه: فقال أحمد بن إبراهيم البسري الدمشقي: ثنا أبو النضر ثنا محمد بن شعيب ثني شعبة عن ميسرة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (1045) وإسناده حسن، البسري صدوق، والباقون ثقات. وقال عبد الصمد بن عبد الوهاب الحمصي: ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن شعيب عن رجل عن شعبة عن ميسرة عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه النسائي (1046) وحديثا شعبة عن أبي خالد الدالاني (¬1) وميسرة بن حبيب صحيحان. وقد تابعه: 1 - داود بن عيسى النخعي عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1119) وفي "الصغير" (35) عن أحمد بن محمد بن هاشم البعلبكي ثنا أبي ثنا سويد بن عبد العزيز عن داود بن عيسى به. وقال: لم يروه عن داود بن عيسى إلا سويد بن عبد العزيز" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره 2 - شريك بن عبد الله القاضي عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1116) عن القاسم بن زكريا المُطَرِّز ثنا أحمد بن الصوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه به. وعبد الرحمن بن شريك قال أبو حاتم: واهي الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. ¬

_ (¬1) ولم ينفرد شعبة به بل تابعه عبد الله بن نمير ثنا أبو خالد الدالاني به. أخرجه الحاكم (4/ 416) وقال: صحيح على شرط الشيخين"

وأبوه مختلف فيه، ونسب إلى الإختلاط وإلى التدليس وإلى سوء الحفظ. 3 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه ابن منده في "التوحيد" (299) واللالكائي في "الإعتقاد" (678) والخطيب في "المتفق" (1603) - ورواه عمرو بن الحارث المصري عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن المنهال بن عمرو واختلف عنه: • فقال رشدين بن سعد المصري: عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن عباس. أخرجه ابن عدي (3/ 1014) ورشدين بن سعد قال أبو زرعة وغير واحد: ضعيف الحديث. • ورواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث واختلف عنه: فقال أحمد بن عيسى بن حسان المصري: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثني المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (536) وقال بحر بن نصر المصري: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثني المنهال بن عمرو أخبرني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (4/ 213) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج مسلم للمنهال بن عمرو شيئاً. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (1/ 343) وقال: هذا حديث شاهد صحيح غريب من رواية المصريين عن المدنيين عن الكوفيين" وقال وهب بن بيان الواسطي: أنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن

سعيد ثني المنهال بن عمرو ومرّة (¬1) سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (1043) وتابعه هارون بن معروف المروزي ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثني المنهال بن عمرو مرة (¬2) قال: أخبرني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس. أخرجه أبو يعلى (2430) عن هارون بن معروف به. ورواه ابن عدي (6/ 2332) عن أبي يعلى به. ورواه ابن حبان (2978) عن أبي يعلى فلم يذكر عبد الله بن الحارث، ولم يقل فيه: مرة. ورواه حرملة بن يحيى المصري عن ابن وهب واختلف عنه: فقال عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي: ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثنا منهال بن عمرو أني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس. أخرجه ابن حبان (2975) ورواه علي بن محمد الأنضناوي عن حرملة بن يحيى فلم يذكر عبد الله بن الحارث. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1120) - ورواه الحجاج بن أرطاة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الحجاج بن أرطاة عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس. منهم: 1 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 46 - 47 و 10/ 314) وعبد بن حميد (718) وأبو يعلى (2483) والطبراني في "الكبير" (12733) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (352) ¬

_ (¬1) في "تحفة الأشراف" (4/ 451 و 5/ 38) و"تهذيب الكمال" (27/ 384): عن مرة عن سعيد بن جبير. (¬2) وفي نسخة: ومرة، بزيادة الواو.

2 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أحمد (1/ 239 و 352) والحاكم (1/ 343 و 4/ 213) 3 - حفص بن غياث الكوفي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (1044) 4 - هشام الدَّسْتُوائي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12732) 5 - حماد بن سلمة. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1419) • ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن حجاج بن أرطأة فشك في رفعه فقال: أراه رفعه. أخرجه أحمد (1/ 239) • ورواه حِبّان بن علي العَنَزِي عن حجاج بن أرطأة فلم يذكر المنهال بن عمرو. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (173) وحبان وحجاج ضعيفان. - ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1117) عن أبي عقيل أنس (¬1) بن سلم الخولاني ثنا أبو المعافى محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة به. وأنس بن سلم ترجمه ابن عساكر في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن وهب صدوق، والباقون كلهم ثقات، ومحمد بن سلمة هو الحرّاني، وأبو عبد الرحيم هو خالد بن يزيد الحراني. ¬

_ (¬1) وتابعه الحسين بن إسحاق التستري ثنا أبو المعافى به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12277) وإسناده حسن.

ولم ينفرد زيد به بل تابعه إدريس بن يزيد الأودي عن المنهال به. أخرجه الغطريفي (40) عن أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني ثنا يزيد بن سنان ثنا زكريا بن يحيى ثنا إدريس الأودي به. ومن طريقه أخرجه السبكي في "الطبقات" (10/ 90) وزكريا بن يحيى ما عرفته، والباقون ثقات. 3707 - "من قال لأخيه: كافر، فقد باء به أحدهما" قال الحافظ: ويؤيده حديث: فذكره، وفي لفظ مسلم (61) "من رمى مسلما بالكفر أو قال عدو الله إلا حار عليه" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 13/ 129) من حديث أبي هريرة. وأخرجه مسلم من حديث أبي ذر. 3708 - حديث أبي ذر "من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة وإن زنى وإن سرق" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 12/ 398) 3709 - "من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوما من الدهر، أصابه قبل ذلك ما أصابه" سكت عليه الحافظ (¬3). هو من حديث أبى هريرة وله عنه طريقان: الأول: يرويه هلال بن يَسَاف الكوفي عن سلمان الأغر عن أبي هريرة واختلف عنه: - فرواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف واختلف عنه: • فقال أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي: عن منصور عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة به مرفوعاً. أخرجه البزار (¬4) (كشف 3) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا أبو عوانة به. ¬

_ (¬1) 15/ 329 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف) (¬2) 15/ 63 (كتاب الحدود- باب الزنا وشرب الخمر) (¬3) 3/ 354 (كتاب الجنائز- باب في الجنائز) (¬4) سقط من إسناده "عن الأغر" والصواب إثباته كما في معجم ابن الأعرابي وشعب البيهقي.

وأخرجه ابن الأعرابي (ق 89/ ب) عن البزار به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (96) من طريق أحمد بن عبيد الصفار ثنا البزار به. قال البزار: وهذا لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد صحيح. ولم ينفرد أبو كامل به بل تابعه حَبّان بن هلال البصري عن أبي عوانة به. قاله الدارقطني في "العلل" (11/ 239) • وقال إبراهيم بن طهمان الخراساني وجرير بن عبد الحميد الرازي وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار: عن منصور عن هلال عن أبي هريرة موقوفاً. قاله الدارقطني (11/ 239) • ورواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه: فقال عيسى بن يونس الكوفي: عن سفيان عن منصور عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه ابن الأعرابي (ق 89/ ب) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 46 و 7/ 126 و 10/ 397) والبيهقي في "الشعب" (97 و98) والخطيب في "الموضح" (2/ 379) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 51 و 52) عن عمرو بن خالد الحراني نزيل مصر وابن الأعرابي (ق 89 /ب و113/ب) عن داود بن مهران الدَّباغ البغدادي قالا: ثنا عيسى بن يونس به. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري ومنصور لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال أيضاً: تفرد به عيسى بن يونس عن سفيان" قلت: تابعه أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا سفيان به. وزاد "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" أخرجه ابن حبان (3004) والدارقطني في "العلل" (11/ 240)

وقال أبو نعيم الفضل بن دُكين: عن سفيان عن منصور عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة موقوفاً. قاله الدارقطني (11/ 239) وقال عبد الرزاق (6045): عن سفيان عن حصين ومنصور أو أحدهما عن هلال عن أبي هريرة موقوفاً. - ورواه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن هلال بن يساف واختلف عنه: • فقال حُدَيج بن معاوية الجعفي: ثنا حصين عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6392) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حصين إلا حديج بن معاوية" قلت: تابعه أخوه زهير بن معاوية عن حصين به. قاله الدارقطني (11/ 240) • وقال شعبة وهشيم وعَبْثر بن القاسم الكوفي: عن حصين عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة موقوفاً. قاله الدارقطني (11/ 240) • وقال علي بن عابس الكوفي: عن حصين عن الأغر عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكر هلالا. قاله الدارقطني (11/ 240) وعلي بن عابس قال ابن معين وغيره: ضعيف. قال الدارقطني: والصحيح عن حصين ومنصور الموقوف" العلل 11/ 240 وقال البزار: وقد روي عن أبي هريرة موقوفاً، ورفعه أصح" الثاني: يرويه حفص الغاضري عن موسى الصغير عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة مرفوعاً "من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوما من دهره، ولو بعد ما يصيبه العذاب" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3510) و"الصغير" (393) عن الحسين بن محمد بن حاتم العجلي ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ثني أبي ثنا حفص الغاضري به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 48) قال الطبراني: لا يُروى عن عبيد الله بن عبد الله إلا من هذا الوجه" وقال أيضاً: لم يروه عن موسى الصغير إلا حفص الغاضري، تفرد به الحسين بن علي الصدائي عن أبيه" قلت: حفص هو ابن سليمان الأسدي قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه. 3710 - حديث البراء "من قال: لا إله إلا الله" وفي آخره "عشر مرات كنّ له عدل رقبة" قال الحافظ: أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) له عن البراء طرق سيأتي الكلام عليها عند حديث "من منح منيحة أو هَدّى زُقَاقا" وأضيف هنا أنّ حديث طلحة بن مصرّف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة عن البراء أخرجه أيضاً ابن فضيل في "الدعاء" (156) وابن أبي شيبة (10/ 301 - 302 و 310 و 13/ 459) والنسائي في "اليوم والليلة" (125) وابن حبان (850) والطبراني في "الدعاء" (1715 و 1716 و 1717 و 1718 و 1719 و1720 و 1721 و 1722 و1723 و 1724) والحاكم (1/ 501) من طرق عن طلحة به. 3711 - "من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به يوم القيامة وسمّع به" قال الحافظ: عند أحمد والدارمي من حديث أبي هند الداري رفعه: فذكره، وللطبراني من حديث عوف بن مالك نحوه" (¬2) حسن ورد من حديث أبي هند الداري ومن حديث عوف بن مالك ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث بشير بن عَقْربة الجهني فأما حديث أبي هند فأخرجه أحمد (5/ 270) والدارمي (2751) والحارث (¬3) في "مسنده" (بغية الباحث 880 و 1096) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا ¬

_ (¬1) 13/ 457 (كتاب الدعوات- باب فضل التهليل) (¬2) 14/ 121 (كتاب الرقاق- باب الرياء والسمعة) (¬3) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7053)

حيوة (¬1) بن شريح ثنا أبو صخر حميد بن زياد أنّه سمع مكحولا يقول: حدثني أبو هند الداري به مرفوعاً. إلا أنهم لم يذكروا "به" الثانية. وفي لفظ للحارث "من قام بأخيه" وأخرجه البزار (كشف 2026 و 3564) والدولابي في "الكنى" (1/ 60) والطبراني في "مسند الشاميين" (3449) وفي "الكبير" (22/ 319) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 187) وفي "معرفة الصحابة" (1243) والبيهقي في "الشعب" (6404) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (58) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ به. قال أبو نعيم: غريب من حديث مكحول، تفرد به حميد أبو صخر" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان والعجلي والدارقطني، وقال أحمد: ليس به بأس، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، فهو حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات فهو إسناد حسن. وقد أنكر البخاري سماع مكحول من أبي هند، وخالفه الترمذي فقال: سمع منه. وهذه الرواية تؤيده، فقد صرّح مكحول فيها بالتحديث من أبي هند. قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد" الترغيب 1/ 65 وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 96 وأما حديث عوف بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 56) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري أنا أبي ثنا ابن لهيعة ثني الحارث بن يزيد الحضرمي ثنا زياد بن نعيم الحضرمي عن كثير بن مرة الحضرمي عن عوف بن مالك مرفوعاً "من قام مقام رياء راءى الله به، ومن قام مقام سمعة سمّع الله به" قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 65 - المجمع 10/ 223 قلت: بل إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وشيخ الطبراني قال ابن أبي حاتم: ¬

_ (¬1) تابعه رشدين بن سعد المصري ثني أبو صخر به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3450) وتابعه أيضًا ابن لهيعة ثنا أبو صخر به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1741) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 105 - 106)

تكلموا فيه، وقال مسلمة: كان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك، وقال ابن يونس: كان حافظاً للحديث وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره. وأما حديث معاذ فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 314) وابن أبي عاصم في "الزهد" (212) والطبراني في "الكبير" (20/ 119) وفي "مسند الشاميين" (1031) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا صفوان بن عمرو قال: سمعت شرحبيل بن معشر العبسي يحدث عن معاذ رفعه "ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمّع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة، ومن راءى بمسلم راءى الله به يوم القيامة" قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 66 - المجمع 10/ 223 قلت: شرحبيل بن معشر ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه إلا راويان صفوان وآخر. ولم يذكر سماعا من معاذ فلا أدري أسمع منه أم لا. والحديث اختلف فيه على صفوان، فقال محمد بن إسماعيل بن عياش: ثني أبي عن صفوان عن شراحيل العنسي عن معاذ. أخرجه البزار (2657) وقال: وشراحيل العنسي لا نعلمه سمع من معاذ" وأما حديث بشير بن عَقْربة فله عنه طريقان: الأول: يرويه حُجْر بن الحارث الغَسَّاني الرَّمْلي عن عبد الله بن عوف الكناني وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرَّمْلة، أنّه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: يا أبا اليمان إني قد احتجت اليوم إلى كلامك، فقم فتكلم، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة، وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة" أخرجه ابن سعد (7/ 429) وأحمد (3/ 500) والبخاري في "الأوسط" (1/ 159) عن سعيد بن منصور ثنا حجر بن الحارث به. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 233) ومن طريق البخاري أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عوف الكناني ص 311) وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة" (193) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 95)

والطبراني في "الكبير" (1227) وابن جميع في "معجمه" (ص 98) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1173) وفي "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور" (10 و11 و 12) والبيهقي في "الشعب" (6401) والخطيب في "تالي التلخيص" (245) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عوف الكناني ص 310 - 311) والشجري في "أماليه" (2/ 220) والحافظ في "الإصابة" (1/ 254 - 255) من طرق عن سعيد بن منصور به. قال أبو نعيم: الحديث يتفرد به حجر بن الحارث أبو خلف الرّملي، ويعرف بالغساني، من أهل فلسطين" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال": محله الصدق. وعبد الله بن عوف ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد أنّه شهد عبد الملك بن مروان يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص قال لبشير بن عقربة الجهني: يا أبا اليمان قد احتجت اليوم إلى كلامك، فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة، أوقفه الله -عز وجل- يوم القيامة موقف رياء وسمعة" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2582) عن عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1228) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1174) والشجري في "أماليه" (2/ 220) عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي وأبو نعيم أيضاً عن الحسين بن محمد بن الحراني قالا: ثنا عبد الوهاب بن الضحاك به. وعبد الوهاب بن الضحاك كذبه أبو حاتم، وقال أبو داود: يضع الحديث، وقال الدارفطني وغيره: متروك. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1648)

ومحمد بن إسماعيل قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً حملوه على أن يحدث فحدّث، وقال أبو داود: لم يكن بذاك. 3712 - "من قتل دون ماله فهو شهيد" قال الحافظ: وروى أصحاب السنن وصححه الترمذي من حديث سعيد بن زيد مرفوعاً: فذكره، وقال في الدين والدم والأهل مثل ذلك" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). صحيح أخرجه الطيالسي (ص 32) عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد" وأخرجه أبو نعيم في "الإمامة" (186) والبيهقي (3/ 266 و 8/ 187) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 388) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. زاد أبو نعيم والبيهقي "ومن قتل دون أهله فهو شهيد" وأخرجه أبو داود (4772) ومن طريقه البيهقي (8/ 187) عن هارون بن عبد الله الحَمَّال ثنا الطيالسي به. ولفظه "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله أو دمه أو دون دينه فهو شهيد" وأخرجه أحمد (1/ 190) وعبد بن حميد (106) وأبو داود (4772) والترمذي (1421) والنسائي (7/ 107) وفي "الكبرى" (3557 و 3558) والخلال في "السنة" (195 و 196) والهيثم بن كليب (217) والقضاعي (341 و 342 و 343) وابن حزم في "المحلى" (13/ 322) والبيهقي (3/ 266 و 8/ 187 و 335) وفي "الصغرى" (3422) والمزي (17/ 300 - 301) من طرق عن إبراهيم بن سعد به. ولفظ أحمد وغيره "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد" ¬

_ (¬1) 6/ 383 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل) (¬2) 12/ 82 (كتاب الذبائح- باب المسك)

ولفظ النسائي "من قاتل دون ماله" ولفظ الخلال وغيره "من أصيب دون ماله" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. - ورواه ابن شهاب الزهري عن طلحة بن عبد الله واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين" منهم: 1 - سفيان بن عيينة. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (638) وعبد الرزاق (18565) والحميدي (83) وابن أبي شيبة (9/ 457) وأحمد (1/ 187) وابن ماجه (2580) وأحمد بن زهير بن حرب في "تاريخه" (أخبار المكيين 413) والبزار (1260) والنسائي (7/ 106) وفي "الكبرى" (3553) وأبو يعلى (949 و 953) والطحاوي في "المشكل" (6139) والهيثم بن كليب (204) والخرائطي في "المساوئ" (673) وابن الأعرابي (ق 191/ أ) وابن حبان (3194 و4790) والبيهقي (3/ 266 و 8/ 187) وفي "معرفة السنن" (5/ 36 و 8/ 303 - 304 و 12/ 228 و 13/ 80) والخطيب في "التاريخ" (10/ 81) وابن عساكر (7/ 192 و 192 - 193) وفي "معجم الشيوخ" (360) والمؤيد الطوسي في "الأربعين" (ص 141) والذهبي في "السير" (1/ 126) وقال: هذا حديث صالح الإسناد، لكنه فيه انقطاع؛ لأنّ طلحة بن عبد الله لم يسمعه من سعيد. رواه مالك ويونس وجماعة عن الزهري فأدخلوا بين طلحة وسعيد: عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري" وقال المؤيد الطوسي: هذا حديث حسن" 2 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه أحمد (1/ 189) والنسائي (7/ 106) وفي "الكبرى" (3554) وأبو يعلى (950) والخلال (193) والهيثم بن كليب (224) من طرق عن ابن إسحاق ثني الزهري عن طلحة بن عبد الله قال: أتتني أروى بنت أويس في نفر من قريش فيهم عبد الرحمن بن عمرو بن سهل فقالت: إنّ سعيد بن زيد قد انتقص من أرضي إلى أرضه ما ليس له وقد

أحببت أن تأتوه فتكلموه، قال: فركبنا إليه وهو بأرضه بالعقيق، فلما رآنا قال: قد عرفت الذي جاء بكم، وسأحدثكم ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول "من أخذ من الأرض ما ليس له طوّقه إلى السابعة من الأرض يوم القيامة، ومن قتل دون ماله فهو شهيد" 3 - سليمان بن كثير العبدي. أخرجه الخلال (194) والطحاوي في "المشكل" (6144) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 260) من طرق عن سليمان بن كثير به. وسليمان مختلف فيه وتكلم في روايته عن الزهري. - ورواه عبد الرحمن السراج عن الزهري واختلف عنه: • فقال سعيد بن أبي عَروبة: عن عبد الرحمن السراج عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد مرفوعاً به، وقال فيه: من قاتل. أخرجه الخلال (192) والهيثم بن كليب (220) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا سعيد بن أبي عروبة به. • وقال شعبة: عن عبد الرحمن السراج عن الزهري عن سعيد بن زيد، ولم يذكر طلحة بن عبد الله. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 21) من طريق سعيد بن عامر الضُّبَعي ثنا شعبة به. - وقال مَعْمَر بن راشد: عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من سرق من الأرض شبرا طوّقه من سبع أرضين" قال معمر: وبلغني عنه أنّه قال "ومن قتل دون ماله فهو شهيد" أخرجه عبد الرزاق (18564) عن معمر به. وأخرجه أحمد (1/ 188) عن عبد الرزاق به. وقال في روايته: قال معمر: وبلغني عن الزهري ولم أسمعه منه زاد في هذا الحديث: فذكره. وأخرجه الترمذي (1418) وابن حبان (3195) من طرق عن عبد الرزاق به. قال ابن حبان: روى هذا الخبر أصحاب الزهري الثقات المتقنون، فاتفقوا كلهم على روايتهم هذا الخبر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد خلا معمر وحده، فإنّه أدخل بين طلحة بن عبد الله وبين سعيد بن زيد عبد الرحمن بن عمرو بن سهل وأخاف

أن يكون ذلك وهما، وقد قال معمر في هذا الخبر: بلغني عن الزهري، فيشبه أن يكون سمعه من بعض أصحابه عن الزهري، فالقلب إلى رواية أولئك أميل" وقال الحميدي: قيل لسفيان: فإنّ معمرا يدخل بين طلحة وبين سعيد رجلاً، فقال سفيان: ما سمعت الزهري أدخل بينهما أحدا" المسند 1/ 45 وقال الحافظ: وقد أسقط بعض أصحاب الزهري في روايتهم عنه هذا الحديث عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، وجعلوه من رواية طلحة عن سعيد بن زيد نفسه، ويمكن الجمع بين الروايتين بأن يكون طلحة سمع هذا الحديث من سعيد بن زيد وثبته فيه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، فلذلك كان ربما أدخله في السند وربما حذفه" الفتح 6/ 28 - وقال صالح بن أبي الأخضر: عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من قتل دون ماله فهو شهيد" أخرجه البزار (1259) وقال: هكذا رواه صالح، ورواه ابن عيينة عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد، ولم يقل: عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل" قلت: وصالح قال ابن معين وجماعة: ضعيف. وقال ابن معين أيضًا والبخاري: صالح ليس بشيء في الزهري. 3713 - "من قُتل دون مظلمته فهو شهيد" قال الحافظ: وللنسائي من حديث سويد بن مقرن مرفوعاً: فذكره" (¬1) أخرجه النسائي (7/ 107) وفي "الكبرى" (3559) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 292) والطبراني في "الكبير" (6454) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 48) والمزي (33/ 203 و 203 - 204) من طرق عن سعيد بن عمرو الأشعثي ثنا عَبْثَر بن القاسم عن مطرف بن طَرِيف عن سَوادة بن أبي الجَعْد عن أبي جعفر قال: كنت جالسا عند سويد بن مقرن فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. وإسناده ضعيف. أبو جعفر مجهول كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "لميزان": لا يدرى من ذا. وسوادة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 429) على قاعدته، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 6/ 383 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل)

وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن ابن مسعود فأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 305) عن موسى بن داود الضبي ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعاً. وإسناده منقطع بين سعد بن إبراهيم الزهري وبين ابن عباس فإنّه لم يلقه. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5631) وابن عدي (5/ 1782) من طريق عمرو بن شمر الكوفي عن الأعمش عن أبي وائل شقيق عن ابن مسعود به مرفوعاً. قال ابن عدي: عامة ما يرويه عمرو بن شمر غير محفوظ" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عمرو بن شمر" قلت: وهو متهم بالوضع. 3714 - "من قتل كافرا فله سَلَبُه" قال الحافظ: وقع في حديث أنس أنّ الذي خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك عمر، أخرجه أحمد من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن أبي طلحة عنه ولفظه: إنّ هوازن جاءت يوم حنين، فذكر القصة قال: فهزم الله المشركين فلم يضرب بسيف ولم يطعن برمح، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: فذكره، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين راجلا وأخذ أسلابهم. وقال أبو قتادة: إني ضربت رجلاً على حبل العاتق وعليه درع فأعجلت عنه فقام رجل فقال: أخذتها فأرضه منها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل شيئاً إلا أعطاه أو سكت، فسكت، فقال عمر: والله لا يفيئ الله على أسد من أسده ويعطيكها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "صدق عمر" وهذا الإسناد قد أخرج به مسلم بعض هذا الحديث، وكذلك أبو داود" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 276 - 277) عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: جاءت هوازن يوم حنين تكثر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنساء والصبيان والإبل والغنم، فانهزم المسلمون يومئذ فجعل يقول "يا معشر المهاجرين والأنصار إني عبد الله ورسوله، يا معشر المسلمين إليّ أنا عبد الله ورسوله" فهزم المشركون من غير أن يطعن برمح أو يرمى بسهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ "من قتل مشركا فله سلبه" فقتل أبو ¬

_ (¬1) 9/ 101 - 102 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

طلحة يومئذ عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم. وقال أبو قتادة: إني حملت على رجل فضربته على حبل العاتق فأجهضت عنه وعليه درع فانظر من أخذها، فقال رجل: أنا أخذتها يا رسول الله فأعطنيها وأرضه منها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل شيئاً إلا أعطاه أو يسكت، فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ثم يعطيكها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صدق عمر" قال: ورأى أبو طلحة مع أم سليم خنجرا فقال: ما تصنعين بهذا؟ قالت: أريد إن دنا أحد من المشركين أن أبعج بطنه، فذكر ذلك أبو طلحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال "يا أم سليم إنّ الله قد كفى وأحسن" فقالت: يا رسول الله نقتل هؤلاء ينهزموا بك. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4786) وفي "شرح المعاني" (3/ 227) والبيهقي (6/ 306 - 307) وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 369 - 370 و 14/ 524 و530 - 532) وأحمد (3/ 114 أو 123 و 190و 279) والدارمي (2487) ومسلم (3/ 1443) وأبو داود (2718) والبزار (¬1) (كشف 1835) وابن حبان (4836 و 4838) والحاكم (3/ 353) والبيهقي (6/ 306 - 307) وفي "الدلائل" (5/ 150) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال أبو داود: حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" 3715 - "من قتل معاهدا في غير كنهه" قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث أبي بكرة: فذكره" (¬2) انظر حديث "من قتل نفسا معاهدة" 3716 - "من قتل معاهدا له ذمة الله ورسوله" قال الحافظ: وللبيهقي من رواية صفوان بن سليم عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن آبائهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) وقال: لا نعلم رواه عن إسحاق عن أنس إلا حماد وحده" (¬2) 15/ 283 (كتاب الديات - باب إثم من قتل ذميا بغير جرم) (¬3) 15/ 283 (كتاب الديات- باب إثم من قتل ذميا بغير جرم)

أخرجه البيهقي (9/ 205) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبا ابن وهب أخبرني أبو صخر المدني أن صفوان بن سليم أخبره عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن آبائهم دنية مرفوعاً "ألا من ظلم معاهدا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة" وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه إلى صدره "ألا ومن قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله حرّم الله عليه ريح الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفا" ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 183 - 184) وقال: هذا حديث حسن رجاله ثقات ولا يضر الجهل بحال الأبناء المذكورين فإنّ كثرتهم تجبر ذلك" قلت: أبو صخر واسمه حميد بن زياد مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين. والحديث أخرجه أبو داود (3052) عن سليمان بن داود المهري أنا ابن وهب به مختصرا في ظلم المعاهد. 3717 - "من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله" قال الحافظ: وللترمذي من حديث أبي هريرة: فذكره. وقال: ومثله في حديث أبي هريرة عند الترمذي من طريق محمد بن عجلان عن أبيه عنه ولفظه "وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا" ومثله في رواية صفوان بن سليم المشار إليها، ونحوه لأحمد من طريق هلال بن يساف عن رجل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "سيكون قوم لهم عهد، فمن قتل منهم رجلاً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما" وعند الطبراني في "الأوسط" من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ "من مسيرة مائة عام" وفي الطبراني عن أبي بكرة "خمسمائة عام" ووقع في "الموطأ" في حديث آخر "إنّ ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام" وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" من حديث أبي هريرة، وفي حديث لجابر ذكره صاحب الفردوس "إنّ ريح الجنة يدرك من مسيرة ألف عام" وهذا اختلاف شديد" (¬1) حديث أبي هريرة الأول له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "ألا من قتل ¬

_ (¬1) 15/ 284 (كتاب الديات - باب إثم من قتل ذميا بغير جرم)

نفسا معاهدا له ذمّة الله وذمّة رسوله فقد أخفر بذمّة الله فلا يرح رائحة الجنة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا" أخرجه ابن ماجه (2687) والترمذي (1403) عن محمد بن بشار والحاكم (2/ 127) عن نصر بن علي الجَهْضَمي قالا: ثنا مَعْدي بن سليمان البصري عن ابن عجلان به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الحافظ: أما الترمذي فلعله قواه بشواهده، وأما الحاكم فلا عذر له، فإبن عجلان وإن كان مسلم يخرج له في الشواهد، لكن الراوي عنه معدي بن سليمان ليس من رجاله، بل هو ضعيف عند الأكثر" تخريج أحاديث المختصر 2/ 185 قلت: ضعفه البخاري وأبو زرعة والنسائي وابن حبان وغيرهم. الثاني: يرويه عوف بن أبي جميلة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "من قتل معاهدا في غير كنهه لم يجد ريح الجنة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة مائة سنة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8007) عن موسى بن هارون الحمّال والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 323) عن أبي إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع السختياني الجرجاني قالا: ثنا أبو جعفر محمد بن مهران الجمال ثنا عيسى بن يونس عن عوف به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عوف إلا عيسى بن يونس" قلت: وإسناده صحيح. ولم ينفرد محمد بن مهران به بل تابعه أبو الوليد أحمد بن جَنَاب المِصِّيصي ثنا عيسى بن يونس به. أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (12)

وحديث صفوان بن سليم تقدم في الحديث الذي قبله. وحديث الرجل الذي لم يسم يرويه هلال بن يَسَاف الكوفي واختلف عنه: - فقال شعبة: عن منصور عن هلال بن يساف عن القاسم بن مُخَيْمِرة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه "من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما" أخرجه أحمد (4/ 237 و 5/ 369) والنسائي في "الكبرى" (6951) من طرق عن شعبة به. - وقال سفيان الثوري: عن الأعمش عن هلال بن يساف عن رجل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (4/ 61 و 5/ 374) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا الأشجعي عن سفيان به. وحديث أبي بكرة سيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعده. وحديث الموطأ رواه مالك (2/ 913) عن مسلم بن أبي مريم المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة" وهو موقوف بإسناد صحيح. وأخرجه مسلم (2128) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ "وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" وله طريق أخرى يرويها الربيع بن بدر عُلَيلة قال: ثنا هارون بن رياب الأسيدي عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة عام" أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 145 - 146) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 307) وفي "صفة الجنة" (194) من طريق عبد الواحد بن غياث البصري ثنا الربيع بن بدر به. قال الطبراني: لم يروه عن هارون إلا الربيع" وقال الهيثمي: وفيه الربيع بن بدر وهو متروك" المجمع 8/ 148 وحديث جابر أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5660) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن محمد بن طريف البجلي ثنا أبي ثنا محمد بن كثير الكوفي ثنا جابر الجُغفي عن أبي جعفر بن علي بن الحسين عن جابر قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن

مجتمعون فقال "يا معشر المسلمين، اتقوا الله وصلوا أرحامكم، فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة رحم، وإياكم والبغي، فإنّه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي، وإياكم وعقوق الوالدين، فإنّ ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام" وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (195) عن الطبراني به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد بن محمد بن طريف" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن كثير وجابر الجعفي وهما ضعيفان جدا" المجمع 8/ 148 - 149 3718 - "من قتل نفسا معاهدة بغير حِلِّها، حرّم الله عليه الجنة" قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو داود من حديث أبي بكرة" (¬1) صحيح وله عن أبي بكرة طرق: الأول: يرويه عيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن الغَطَفاني عن أبيه عن أبي بكرة مرفوعاً "من قتل معاهدا في غير كُنْهِهِ حرّم الله عليه الجنة". أخرجه الطيالسي (ص 118) عن عيينة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 231) وأخرجه أحمد (5/ 36 و 38 - 39) وأبو داود (2760) والنسائي (8/ 22) وفي "الكبرى" (6949) وابن أبي شيبة (9/ 425 - 426) والبزار (3679) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 87) والحاكم (2/ 142) والدارمي (2507) وابن الجارود (835 و 1070) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 183) والمزي (23/ 80 - 81) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (55) من طرق عن عيينة به. زاد أحمد وابن الجارود "أن يجد ريحها" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح" ¬

_ (¬1) 7/ 79 (كتاب فرض الخمس- باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم)

قلت: وهو كما قالا. الثاني: يرويه الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثُرْمُلَةَ العجلي عن أبي بكرة مرفوعاً "من قتل نفسا معاهدة بغير حلها (¬1)، حرّم الله تبارك وتعالى عليه الجنة أن (¬2) يشم ريحها (¬3) ". أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 115) وعبد الرزاق (18521) وابن أبي شيبة (9/ 425) وأحمد (5/ 36 و 38 و 52) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 428) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 86 و 86 - 87) والبزار (3696) والنسائي (8/ 22) وفي "الكبرى" (6950 و 8743) وابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 863) وابن حبان (4882) والحاكم (1/ 44) والبيهقي (9/ 205) من طرق عن يونس بن عبيد البصري عن الحكم به. وإسناده صحيح رواته ثقات، والحكم هو ابن عبد الله بن إسحاق الأعرج البصري. ولم ينفرد به بل تابعه حميد أبو المغيرة العجلي عن الأشعث به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 126) وحميد لم أقف له على ترجمة. الثالث: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعاً "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يجد (¬4) رائحة الجنة، وإنّ رائحتها لتوجد من مسيرة خمس (¬5) مائة عام". أخرجه النسائي في "الكبرى" (8744) وابن حبان (4881 و 7382) والحاكم (1/ 44) واللفظ له من طرق عن يونس بن عبيد به. قال البخاري: والأول أصح" التاريخ الكبير 1/ 1/ 428 وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث ابن عُلية -يعني عن يونس بن عبيد عن الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثرملة عن أبي بكرة- وابن علية أثبت من حماد" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وقد كان شيخنا أبو علي الحافظ يحكم بحديث يونس بن عبيد عن الحكم بن الأعرج، والذي يسكن إليه القلب أنّ هذا إسناد، وذاك إسناد آخر لا يعلل أحدهما الآخر، فإن حماد بن سلمة إمام وقد تابعه عليه أيضاً شريك بن الخطاب وهو شيخ ثقة من أهل الأهواز" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "حقها" (¬2) وفي لفظ "أن يجد ريحها" (¬3) زاد عبد الرزاق "وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة عام" (¬4) ولفظ ابن حبان "يَرَح" (¬5) ولفظ ابن حبان في الموضع الثاني "مسيرة مائة عام"

قلت: هما إسنادان كما قال الحاكم، فالأول: رواه سفيان الثوري وإسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وعبد الأعلي بن عبد الأعلى عن يونس بن عبيد، والثاني: رواه حماد بن سلمة وحماد بن زيد وشريك بن الخطاب العنبري عن يونس بن عبيد. ولم ينفرد يونس بن عبيد بالإسناد الثاني بل تابعه غير واحد عن الحسن عن أبي بكرة به. أخرجه أحمد (5/ 46) والبزار (3639 و 3640) والطبراني في "الأوسط" (2944) والحاكم (2/ 126) والبيهقي (8/ 133) والبغوي في "شرح السنة" (2522) عن قتادة وابن حبان (7383) عن هشام بن حسان والطبراني في "الأوسط" (433) عن شبيب بن شيبة السعدي ثلاثتهم عن الحسن به (¬1). الرابع: يرويه علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعاً "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يجد رائحة الجنة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام". أخرجه أحمد (5/ 50 و 51) وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان. 3719 - عن الفرزدق الشاعر أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد وسألهما فقال: إني رجل من أهل المشرق، وإنّ قوما يخرجون علينا يقتلون من قال لا إله إلا الله ويؤمّنون من سواهم، فقالا لي: سمعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "من قتلهم فله أجر شهيد، ومن قتلوه فله أجر شهيد" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" بسند جيد" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) وأخرجه عبد الرزاق (18522) عن ابن عيينة عن عمرو عن الحسن عن أبي بكرة. وعمرو هو ابن عبيد المعتزلي المشهور. وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (622) من طريق عبد الوارث بن سعيد البصري عن عمرو بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة. (¬2) 15/ 333 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (959) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي المعروف بصاعقة والطبراني في "الأوسط" (904) عن أحمد بن يحيى الحلواني قالا: ثنا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة ثنا يحيى بن يزيد الهُنَائي سمع الفرزدق به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الفرزدق الشاعر إلا يحيى بن يزيد، تفرد به خلف بن خليفة" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 234 قلت: الفرزدق ذكره ابن حبان في "الضعفاء"، وخلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع سعيد بن سليمان منه أهو قبل الإختلاط أم بعده. 3720 - "من قدّم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث كانوا له حصنا حصينا من النار" قال أبو ذر: قدمت اثنين، قال "واثنين" قال أبي بن كعب: قدمت واحدا، قال "وواحدا" قال الحافظ: وحديث ابن مسعود مرفوعاً: فذكره، أخرجه الترمذي وقال: غريب" (¬1) ضعيف يرويه العوام بن حوشب الواسطي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن العوام بن حوشب عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به مرفوعا وزاد "ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى" أخرجه ابن أبي شيبة" (3/ 353 - 354) وفي "مسنده" (348) وأحمد (1/ 429 و 451) والبيهقي في "الشعب" (9294) والمزي (34/ 262 - 263) عن يزيد بن هارون الواسطي وأحمد (1/ 429) وأبو يعلى (5116) عن محمد بن يزيد الواسطي وابن ماجه (1606) والترمذي (1061) والخرائطي في "المكارم" (1/ 567) والبيهقي في "الشعب" (9293) ¬

_ (¬1) 3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

عن إسحاق بن يوسف الأزرق والطبراني في "الأوسط" (7864) عن محمد بن الحسن المزني كلهم عن العوام بن حوشب به - وقال هُشيم: أنا العوام بن حوشب عن محمد بن أبي محمد مولى لعمر بن الخطاب عن أبي عبيدة عن أبيه. أخرجه أحمد (¬1) (1/ 375 و 429) وأبو يعلى (5352) وأبو نعيم في "الحلية"، (4/ 209) والأول أصح. قال الحافظ: أبو محمد مولى عمر بن الخطاب، وقيل: محمد بن أبي محمد. أخرجه أحمد بالوجهين وأشار إلى ترجيح الأول، وبه جزم أبو أحمد الحاكم" التهذيب 12/ 225 وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي عبيدة إلا أبو محمد مولى عمر، تفرد به العوام بن حوشب" وقال الذهبي في "الميزان": أبو محمد تفرد عنه العوام بن حوشب" قلت: فهو مجهول. 3721 - "من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم" قال الحافظ: ولأبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده مقال" (¬2) تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فانظره. 3722 - "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] فكأنما قرأ ثلث القرآن" قال الحافظ: ولأبي عبيد من حديث أبي بن كعب: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) وقع عنده في الموضع الثاني: عن محمد بن أبي محمد عن أبيه. (¬2) 10/ 463 (كتاب فضائل القرآن - باب نسيان القرآن) (¬3) 10/ 437 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1])

له عن أبي بن كعب طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 143 - 144) وأحمد (5/ 141) عن هُشيم أنا حصين عن هلال بن يَسَاف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار مرفوعاً به. وأخرجه الخطيب في "حديث الستة من التابعين" (16) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه الخطيب أيضاً (16) من طريق خلف بن هشام البغدادي ثنا هشيم به. واختلف فيه على هشيم: - فقال أحمد بن منيع البغوي: ثنا هشيم أنا حصين عن هلال بن يساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أنّ رجلاً من الأنصار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (685) - وقال العلاء بن هلال الباهلي الرقي: ثنا هشيم عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب مرفوعاً به. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (686) واختلف فيه على حصين وهو ابن عبد الرحمن السلمي: فرواه شعبة عن حصين عن هلال بن يساف عن الربيع بن خُثيم عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10485) من طريق مسلم بن إبراهيم البصري ثنا شعبة به. وتابعه سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا حصين به. أخرجه الحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (3) ورواه علي بن عاصم الواسطي عن حُصين عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (276 و 748)

واختلف فيه على هلال بن يساف اختلافا كثيرًا: - فرواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف واختلف عنه: • فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ في كل ليلة ثلث القرآن" فسكتنا، فأعاد ثلاث مرات يقول لنا ونسكت، ثم قال "من قرأ في ليلة قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن" أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (679) والطبراني في "الكبير" (4027) • وقال إسرائيل بن يونس: عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب قال: أتاها فقال: ألا ترين إلى ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: رب خير قد أتانا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما هو؟ قال: قال لنا "أيعجز أحدكم" فذكر نحوه. أخرجه الدارمي (3440) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 256 - 257) من طريق محمد بن سنجر الجرجاني ثنا عبيد الله بن موسى به. • ورواه شعبة عن منصور واختلف عنه: فقال غير واحد: عن شعبة عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعاً "قل هو الله أحد ثلث القرآن" منهم: 1 - محمد بن جعفر غُندر. أخرجه أحمد (5/ 418) عن محمد بن جعفر ثنا شعبة به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 168 - 169) والخطيب في "حديث الستة" (13) وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (680) عن محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 137) عن محمد (¬1) -ولم ينسبه- ثنا غندر به. ¬

_ (¬1) يحتمل أنّه ابن المثنى ويحتمل أنّه ابن بشار والله أعلم.

ورواه أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي عن محمد بن جعفر فلم يذكر عمرو بن ميمون. أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (14) والأول أصح. 2 - عبد الصمد بن عبد الوارث البصري. أخرجه الدارقطني في "العلل" (6/ 103) عن أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار ثنا عباد بن الوليد أبو بدر ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به. ورواه أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي عن محمد بن مخلد فقال فيه: عن امرأة عن أبي أيوب أو عن امرأة أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 3 - حجاج بن محمد المصيصي. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 143) ومن طريقه الرافعي في "التدوين" (1/ 100) وقال غير واحد: عن شعبة عن علي بن مُدْرك النخعي عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة" قال: ومن يطيق ذلك، قال "بلى، قل هو الله أحد" منهم: 1 - معاذ بن معاذ العنبري. أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (243) والنسائي في "اليوم والليلة" (675) والطحاوي في "المشكل" (1211) وابن حبان (2576) والطبراني في "الكبير" (10484) وابن السني في "اليوم والليلة" (692) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 117و 7/ 168) والخطيب في "حديث الستة" (1 و 2) من طريق عبيد الله بن معاذ بن معاذ عن أبيه به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الربيع بهذا الإسناد، تفرد به معاذ بن معاذ عن شعبة" كذا قال، وقد توبع كما سيأتي. وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي: سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي يقول: هذا غلط، وسمعت يحيى بن معين وسئل عنه فقال: خطأ، والصواب حديث الربيع بن

خثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب" حديث الستة ص 27 وقال يعقوب بن شيبة: حدثني أحمد بن العباس قال: قال يحيى بن معين: حدّث معاذ بن معاذ بحديث ما له أصل ولا رواه شعبة، فقال رجل: أي شيء هو؟ فقال: ما تصنع به؟ قال: نعرفه. قال: فذكر هذا الحديث. قال ابن معين: وكان في أصل كتاب معاذ وليس بشيء ولم يسمعه منه أحد ولا حدّث به أحد إلا عبيد الله وهو صحيح في كتابه وليس بشيء. قال يعقوب بن شيبة: وهكذا رواه عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود مرفوعاً، وهذا إسناد صحيح ولا أعلم أحدا رواه عن شعبة، من هاهنا أنكره يحيى، وقد بلغني أن أبا بحر البكراوي قد رواه عن شعبة، فإن كان هذا صحيحا فالحديث صحيح غريب" حديث الستة ص 28 - 29 2 - أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي. أخرجه البزار (1866) والخطيب في "حديث الستة" (4) من طرق عن أبي بحر به. وأبو بحر مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 3 - عثمان بن محمد النشيطي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8475) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 168) والخطيب في "حديث الستة" (5) والنشيطي هذا لم أقف له على ترجمة. • ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فإنّه من قرأ قل هو الله أحد الله الصمد في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن". رواه عن زائدة هكذا غير واحد، منهم: 1 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه أحمد (5/ 418 - 419) عن عبد الرحمن بن مهدي به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (6) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 289)

وأخرجه الترمذي (¬1) (2896) والنسائي في "الصغرى" (2/ 133) وفي "اليوم والليلة" (681) عن محمد (¬2) بن بشار بُندار ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه الترمذي (¬3) (2896) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وقال: هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض، وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه" وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 256) من طريق محمد بن المثنى ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. 2 - معاوية بن عمرو الأزدي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4026) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 154) وأبو موسى المديني (701) 3 - أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهدي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 117 و 4/ 154) 4 - يحيى بن أبي بكير الكِرماني. أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (9) ورواه حسين بن علي الجعفي عن زائدة واختلف عنه: فرواه غير واحد عن حسين بن علي كرواية عبد الرحمن بن مهدي ومن تابعه، منهم: 1 - عبد بن حميد (222) 2 - أحمد بن سليمان الرُّهَاوي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (118) 3 - أحمد بن عبد الحميد الحارثي. ¬

_ (¬1) وقع في روايته: عن امرأة -وهي امرأة أبي أيوب- عن أبي أيوب. (¬2) رواه محمد بن إسماعيل البصلاني عن محمد بن بشار فأوقفه على أبي أيوب. أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (7) وقال: ورفعه صحيح" (¬3) وقع في روايته: عن امرأة -وفي امرأة أبي أيوب- عن أبي أيوب.

أخرجه البيهقي في "الشعب" (2313) ورواه ابن أبي شيبة عن حسين بن علي فلم يذكر الربيع بن خثيم. أخرجه ابن الضريس (¬1) (254) ومن طريقه الخطيب في "حديث الستة" (8) عن ابن أبي شيبة به. والأول أصح. • ورواه فضيل بن عياض عن منصور واختلف عنه: فقال غير واحد: عن فضيل عن منصور عن هلال عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعاً. منهم: 1 - عبيد الله بن عمر القواريري. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (682) 2 - يوسف بن مروان المؤدب. أخرجه النسائي (682) 3 - محمد بن زياد الزيادي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4028) وقال سويد بن سعيد الحَدَثاني: ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب. أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (10) وسويد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. ¬

_ (¬1) وخالفه عمر بن حفص فرواه عن ابن أبي شيبة (المسند 7) ثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن هلال عن ربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب به. وتابعه محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 255 - 256)

وقال علي بن الأزهر الرازي: ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار مرفوعاً. ولم يذكر أبا أيوب. أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (11) • ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي عن منصور عن ربعي بن حِرَاش عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار أنّ أبا أيوب أتاها. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 137) والنسائي في "اليوم والليلة" (683) والطبراني في "الكبير" (4029) وقال البخاري: وربعي لا يصح" وقال النسائي: هذا خطأ" وقال أبو حاتم: هذا خطأ، الحديث عن منصور عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون" العلل 2/ 80 - 81 وقال الدارقطني: وهم فيه عبد العزيز، أسقط من الإسناد الربيع وجعل مكان هلال بن يساف ربعي بن حراش، ووهم فيه، والقول قول زائدة بن قدامة" العلل 6/ 102 • ورواه عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى -قال هلال: فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى- فقال: حدثتني امرأة من الأنصار أنّ أبا أيوب. أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (636 و 700) وقال: هذا إسناد صحيح" • ورواه موسى بن مسلم الصغير عن هلال بن يساف عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعاً "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] فكأنما قرأ ثلث القرآن" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1219) وابن المقرئ في "المعجم" (46) وابن عبد البر (7/ 258) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا أبو معاوية محمد بن خازم عن موسى الصغير به. وأخرجه ابن عدي (6/ 2278) والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (6) من طريق أبي جعفر محمد بن سليمان بن هشام ابن بنت مطر الوراق الخزاز ثنا أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا موسى الصغير به.

وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف من رواية أسد بن موسى عن أبي معاوية، سرقه من أسد محمد بن سليمان هذا، وهو أظهر أمرا في الضعف، وأحاديثه عامتها مسروقة سرقها من قوم ثقات ويوصل أحاديثه" • ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف واختلف عنه: فقال غير واحد: عن إسماعيل عن هلال عن أبي مسعود الأنصاري قال: من قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون] في ليلة فقد أكثر وأطاب" موقوف منهم: 1 - هشيم. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 141) 2 - يزيد بن هارون. أخرجه أبو عبيد (ص 141) 3 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (21) 4 - عبد الله بن نمير. أخرجه الخطيب (21) 5 - عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي. أخرجه الخطيب (22) ورواه سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه: فرواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي عن سفيان عن إسماعيل عن هلال عن ابن مسعود مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة" وكبر ذلك في أنفسهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "الواحد الصمد ثلث القرآن" أخرجه الخطيب في "حديث الستة" (19) ورواه محمد بن كثير العبدي عن سفيان عن إسماعيل عن هلال عن أبي مسعود الأنصاري قال: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص]، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون] في ليلة فقد أكثر وأطيب" أخرجه ابن الضريس (304) ومن طريقه الخطيب (20)

- واختلف فيه على الربيع بن خثيم، فرواه منذر بن يعلى الثوري عن الربيع بن خثيم قال: قال أبو أيوب الأنصاري: من قرأْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] كانت عدل ثلث القرآن. موقوف. أخرجه ابن الضريس (259) والنسائي في "اليوم والليلة" (678) والخطيب في "حديث الستة" (15) من طرق عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن سعيد بن مسروق عن منذر به. - واختلف فيه على عمرو بن ميمون: • فرواه الأعمش عن إبراهيم النخعي عن عمرو بن ميمون واختلف عنه: رواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه: فقال حميد بن الربيع اللخمي: ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة: الله الواحد الصمد" أخرجه الحسن الخلال (23) وحميد بن الربيع مختلف فيه. وقال محمد بن بشار: ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (676) ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن إبراهيم مرسلاً. أخرجه النسائي (677) • ورواه أبو قيس عبد الرحمن بن ثَرْوان الأودي عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود الأنصاري مرفوعا "أيغلب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة" قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله، قال "قل هو الله أحد ثلث القرآن" رواه عن أبي قيس غير واحد، منهم: 1 - شعبة (¬1). ¬

_ (¬1) هكذا رواه الطيالسي ووهب بن جرير بن حازم وأمية بن خالد القيسي وبشر بن المفضل البصري وبشر بن عمر الزهراني ومعاذ بن معاذ العنبري عن شعبة. =

أخرجه الطيالسي (ص 86) ومسدد في "مسنده" (المصباح 4/ 126) وابن الضريس (255) والنسائي في "اليوم والليلة" (693) والطحاوي في "المشكل" (1214) والطبراني في "الكبير" (17/ 255) والخطيب في "حديث الستة" (24 و 25) وابن عبد البر (7/ 255) 2 - سفيان الثوري (¬1). أخرجه أبو عبيد (ص 143) وأحمد (4/ 122) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 137) وابن ماجه (3789) وابن الضريس (257) والطبراني في "الكبير" (17/ 254 - 255) والخطيب في "التاريخ" (13/ 216) وفي "حديث الستة" (27 و 28) 3 - مِسْعَر بن كِدَام. أخرجه الطحاوي (1215) والطبراني في "الكبير" (17/ 255) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 154) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 35) والخطيب في "حديث الستة" (26) 4 - حصين. أخرجه الطحاوي (1216) 5 - محمد بن جُحادة الكوفي. أخرجه الطبراني (17/ 255) وفي "لأوسط" (5996) وفي "الصغير" (865) 6 - حجاج بن أرطاة. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 11) قال البخاري: كان يحيى ينكر على أبي قيس هذا الحديث" وقال النسائي: لم يتابع أبو قيس على ذلك" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 126 قلت: أبو قيس وثقه ابن معين وغير واحد، ولينه أبو حاتم. ¬

_ = ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة فجعله عن عبد الله بن مسعود. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 168) (¬1) رواه عن سفيان: أبو نعيم الفضل بن دُكين ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ومحمد بن يوسف الفريابي ويزيد بن أبي حكيم العدني.

• ورواه أبو إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون واختلف عنه: فقال زكريا بن أبي زائدة: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: ثني بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] ثلث القرآن" أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 137) والنسائي في "اليوم والليلة" (689) وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود به مرفوعاً. وفي لفظ "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ " قالوا: يا رسول الله، ومن يطيق هذا؟ قال "يقرأ أحدكم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] فإنها تعدل ثلث القرآن" أخرجه البزار (1856) وابن الضريس (247) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 61) والطبراني في "الكبير" (10318) والخطيب في "حديث الستة" (23) من طرق (¬1) عن شريك به. وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون مرسلاً. أخرجه النسائي (690) وقال شعبة: عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول: قل هو الله أحد ثلث القرآن" أخرجه ابن الضريس (261) والنسائي (692) وقال ابن جريج: أني عطاء عن أبي إسحاق عن أبي مسعود أو ابن مسعود مرفوعاً. أخرجه أبو عبيد (ص 143) وقال أبو طيبة عيسى بن سليمان الجُرْجاني: عن أبي إسحاق عن الحارث عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. قاله الدارقطني في "العلل" (5/ 229) وقال: وقول شريك أصح، وذكر الحارث فيه وهم" ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه: ¬

_ (¬1) وقال بعضهم عن شريك: أراه عن ابن مسعود.

فقال عبد الرحمن بن مهدي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون مرسلاً. أخرجه أبو عبيد (ص 143) والنسائي (691) وقال عبد الصمد بن حسان المروروذي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود مرفوعاً. أخرجه الحسن الخلال (24) والخطيب في "حديث الستة" (29) وقال وكيع: عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 154 و 7/ 134) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 223) • ورواه عامر الشعبي واختلف عنه: فقال عبد الله بن عون البصري: عن الشعبي عن عمرو بن ميمون أنّ أبا أيوب قال: موقوف. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (688) وقال إسماعيل بن أبي خالد: عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4024) وتابعه عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن الشعبي به. أخرجه الطبراني (4025) والدارقطني في "العلل" (6/ 102 - 103) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 168) والخطيب في "حديث الستة" (17) ورواه زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي واختلف عنه: فقال أسباط بن محمد القرشي: ثنا زكريا عن الشعبي ثني عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبو أيوب مرفوعاً. أخرجه الدارقطني في "العلل" (6/ 103 و 179) والبيهقي في "الشعب" (2312) والخطيب في "حديث الستة" (18) وقال جعفر بن عون الكوفى: أنا زكريا عن الشعبى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 137)

وتابعه يعلي بن عبيد الطنافسي ثنا زكريا به. أخرجه النسائي (687) وقال يزيد بن هارون: عن زكريا عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قوله. أخرجه أبو عبيد (ص 144) الثاني: يرويه سهل بن سعد عن أبي بن كعب. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 3800) عن الفضل بن دُكين ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار مرفوعاً به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي. الثالث: يرويه أبو أمامة عن أبي بن كعب. أخرجه أحمد بن منيع (المطالب 3800) عن يوسف بن عطية الصفار عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعاً به وزاد "وكتب له حسنات بعدد من آمن ومن أشرك" وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن عطية، وهارون بن كثير مجهول. 3723 - "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" قال الحافظ: رواه أبو داود والحاكم من طريق كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). حسن ورد من حديث معاذ ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود فأما حديث معاذ فأخرجه أحمد (5/ 233 و 247) وأبو داود (3116) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 312) والبزار (2626) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 319) ¬

_ (¬1) 3/ 352 (كتاب الجنائز - باب في الجنائز) (¬2) 13/ 358 (كتاب الدعوات - باب إذا بات طاهرا)

والهيثم بن كليب (1372 و 1373) والطبراني في "الكبير" (20/ 112) وفي "الدعاء" (1471) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 348) وابن مندة في "التوحيد" (187) والحاكم (1/ 351 و 500) وفي "علوم الحديث" (ص 76) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 677 - 678) والبيهقي في "الشعب" (93 و 8798 و 8800) وفي "الأسماء" (ص 125) والخطيب في "التاريخ" (10/ 335) وفي "الموضح" (2/ 176) والشجري في "أماليه" (1/ 13 و 14) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (692 و 693) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 620 - 621) والمزي (13/ 74) من طريق عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ثنا صالح بن أبي عَرِيب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ به مرفوعاً. ولفظ أحمد وابن المنذر "وجبت له الجنة" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: صالح بن أبي عريب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وعبد الحميد وكثير ثقتان. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان (3004) عن أحمد بن محمد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا الثوري عن منصور عن هلال بن يَسَاف عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعاً "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنّه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه" محمد بن إسماعيل الفارسي ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 78) وقال: يغرب. ولم يذكر عنه راويا إلا الذهلي، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 420) من طريق عمر بن شبيب المسلي عن عمرو بن قيس المُلائي عن أبي إسحاق عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود مرفوعاً "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" وإسناده ضعيف لضعف المسلي. 3724 - "من كان حالفا فليحلف بالله" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 17/ 152) ومسلم (1646) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) 13/ 484 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة)

3725 - "من كان ذا طَوْل فلينكح" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة، والبزار من حديث أنس" (¬1) حديث عائشة أخرجه ابن ماجه (1846) عن أحمد بن الأزهر النيسابوري ثنا آدم ثنا عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة مرفوعا "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإنّ الصوم له وِجَاء" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عيسى بن ميمون المديني" المصباح 2/ 94 قلت: هو متروك الحديث كما قال الفلاس وأبو حاتم والنسائي، وقال البخاري ويعقوب بن سفيان: منكر الحديث، وقال أبو نعيم والحاكم: روى عن القاسم بن محمد أحاديث موضوعة. وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه ثابت البُنَاني عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج على فتية من شباب قريش، فقال "يا معشر الشباب من استطاع منكم الطَّوْل فلينكح، أو فليتزوج، وإلا فعليه بالصوم، فإنّه له وجاء" أخرجه البزار (كشف 1398) عن محمد بن الليث ثنا علي بن عبد الحميد المَعْني ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابث به. وقال: لا نعلم رواه عن ثابت إلا سليمان" قلت: محمد بن الليث هو الهدادي لم أقف له على ترجمة، وتابعه العباس بن محمد الدوري ثنا علي بن عبد الحميد به وزاد "ومحسمة للعرق" أخرجه البيهقي في "الشعب" (3325) عن الحاكم ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه هشام بن حسان القُرْدُوسي عن الحسن البصري عن أنس مرفوعا "يا معشر الشباب من كان منكم ذا طول فليتزوج، ومن لا فعليه بالصوم -أحسبه قال- فإنّ له وجاء" ¬

_ (¬1) 11/ 9 (كتاب النكاح- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من استطاع الباءة فليتزوج)

أخرجه البزار (كشف 1399) عن أحمد بن الفرج الحمصي ثنا بقية بن الوليد ثنا هشام بن حسان به. وأخرجه ابن عساكر (ترجمة أحمد بن الفرج الحمصي ص 135) من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ثنا أحمد بن الفرج به. قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام عن الحسن عن أنس إلا بقية، ورواه غير بقية عن هشام عن الحسن عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -" قلت: أحمد بن الفرج مختلف فيه: وثقه الحاكم وغيره، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال ابن عدي: ليس ممن يحتج بحديثه. وبقية ثقة إلا أنّ ابن المديني وابن عدي تكلما في روايته عن غير الشاميين، والحسن مدلس وقد عنعن. 3726 - "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس" قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (2057) 3727 - "من كان له شَعْر فليكرمه" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود بسند حسن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث عائشة في "الغيلانيات" وسنده حسن أيضاً" (¬2) حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (4163) عن سليمان بن داود المَهري أنا ابن وهب ثني ابن أبي الزناد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 10) من طريق سُحْنون عبد السلام بن حبيب التنوخي ثنا ابن وهب به. - ورواه داود بن عمرو بن زهير الضبي البغدادي واختلف عنه: • فقال معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري: ثنا داود بن عمرو ثنا ابن أبي الزناد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) 11/ 465 (كتاب الأطعمة- باب طعام الواحد يكفي الاثنين) (¬2) 12/ 491 (كتاب اللباس- باب الترجل والتيمن فيه)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8480) والبيهقي في "الآداب" (834) وفي "الشعب" (6036) • وقال محمد بن الورد البغدادي: ثنا داود بن عمرو ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3365) - ورواه سعيد بن منصور واختلف عنه: • فقال معاذ بن المثنى: ثنا سعيد بن منصور ثنا ابن أبي الزناد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8480) والبيهقي في "الآداب" (834) وفي "الشعب" (6036) • وقال إسماعيل بن عبد الله العبدي سمويه: ثنا سعيد بن منصور ثنا ابن أبي ذئب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه أبو نعيم في "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور" (22) والأول أصح، وعبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (2/ 576) في ترجمة ابن أبي الزناد وعدّه من مناكيره. وللحديث شاهد عن عائشة وعن ابن عباس وعن أبي قتادة وعن أشياخ لم يسموا فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه عُمارة بن غَزِيَّة المدني عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً "إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3360) وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (733) والبيهقي في "الشعب" (6037) من طريق عياش بن الوليد الرقَّام ثنا محمد بن يزيد الواسطي ثنا ابن إسحاق عن عمارة بن غزية به (¬1). ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو بكر الشافعي (734) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (ص 241 - 242) من طريق محمد بن الحسن عن ابن إسحاق به.

ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عمارة بن غزية. الثاني: يرويه خالد بن إلياس المدني عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "أكرموا الشعر" أخرجه البزار (2974) وابن عدي (3/ 879) وابن (¬1) عبد البر في "التمهيد" (24/ 10) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (203) من طرق عن خالد بن إلياس به. قال البزار: لا نعلم أحدا رواه بهذا الإسناد إلا خالد" وقال الهيثمي: وفيه خالد بن إلياس وهو متروك" المجمع 5/ 164 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 125 - 126) من طريق سليمان بن أرقم البصري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً "من كان له شعر فليحسن إليه وإلا فليجزه" وسليمان بن أرقم قال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث. وتابعه عمر بن موسى بن وجيه الحمصي عن عطاء عن ابن عباس به. أخرجه ابن عدي (5/ 1672) وقال: عمر بن موسى يضع الحديث" وأما حديث أبي قتادة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3945) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي قتادة مرفوعاً "من اتخذ شعرا فليحسن إليه، أو ليحلقه" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا يحيى بن سعيد الأموي" وقال الهيثمي: علي بن سعيد الرازي قال الدارقطني: ليس بالقوي، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 164 قلت: سليمان بن عمر بن خالد لم يخرجاه، وعلي بن سعيد مختلف فيه: وثقه مسلمة بن القاسم، وقال الدارقطني: ليس في حديثه بذاك. وأما حديث الأشياخ الذين لم يسموا فأخرجه عبد الرزاق (20516) عن مَعْمر بن ¬

_ (¬1) وقع عنده: عن هشام بن عروة ومسلم بن يسار.

راشد عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أشياخهم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي قتادة "إن اتخذت شعرا فأكرمه" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (6038) وإسناده ضعيف للأشياخ الذين لم يسموا. 3728 - "من كان له فَرَطان من أمتي أدخله الله الجنة" فقالت عائشة: فمن كان له فَرَط واحد؟ قال "ومن كان له فرط واحد" قال الحافظ: وعنده (أي الترمذي) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وليس في شيء من هذه الطرق ما يصلح للإحتجاج" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 334 - 335) والترمذي (1062) وابن عدي (4/ 1491) والبيهقي (4/ 68) وفي "الشعب" (9295) والخطيب في "التاريخ" (12/ 208) والبغوي في "شرح السنة" (1550) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2289) من طرق عن عبد ربه بن بارق الحنفي قال: سمعت جدي أبا أمي سِماك بن الوليد أبو زميل الحنفي يحدث أنّه سمع ابن عباس رفعه "من كان له فَرَطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة" فقالت عائشة: فمن كان له فَرَط من أمتك؟ قال "ومن كان له فرط، يا مُوَفَقة" قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال "فأنا فرط أمتي، لن يصابوا بمثلي" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق" قلت: وهو مختلف فيه: قواه أحمد وابن حبان، وضعفه ابن معين والنسائي، وجده قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ثقة. والحديث رواه بعضهم عن عبد ربه بن بارق فجعله عن ابن عباس عن عائشة. أخرجه ابن عدي (4/ 1492) 3729 - "من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار" قال الحافظ: وأخرج أبو داود من حديث عمار بن ياسر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وفي الباب عن أنس أخرجه ابن عبد البر بهذا اللفظ" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 558) وفي "مسنده" (431) عن شريك بن عبد الله القاضي عن الرُّكين بن الربيع عن نعيم بن حنظلة عن عمار به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬2) 13/ 85 - 86 (كتاب الأدب- باب ما قيل في ذي الوجهين)

وأخرجه أبو داود (4873) وابن أبي عاصم في "الزهد" (213) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد" (ص 265) وأبو يعلى (1620) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (5756) عن أبي يعلى عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1310) عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني والدارمي (2767) عن الأسود بن عامر الشامي وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2414) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4540) وابن عساكر في "ذم ذي الوجهين" (9) والمزي (29/ 482) عن عثمان بن أبي شيبة وابن أبي عاصم في "الزهد" (215) والخرائطي في "المساوئ" (291) وفي "اعتلال القلوب" (ص 179) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وابن أبي الدنيا في "الصمت" (274) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني وأبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (2) والبيهقي (10/ 246) وفي "الآداب" (507) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص 259 و 274) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وأبو نعيم في "الرواة عن أبي نعيم" (2) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري وأبو يعلى (1637) عن عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي كلهم عن شريك به. واختلف فيه على شريك: - فرواه الطيالسي (ص 89) عن شريك عن الركين عن حصين بن قبيصة عن عمار مرفوعاً.

ورواه ابن أبي عاصم في "الزهد" (214) عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن الطيالسي عن شريك عن الركين عن قبيصة بن النعمان أو النعمان بن قبيصة عن عمار مرفوعا. - ورواه علي بن الجَعْد البغدادي عن شريك عن الركين عن نعيم بن حنظلة عن عمار موقوفا. أخرجه أبو القاسم البغوي (2412) ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3568) والأول أصح. قال ابن المديني: إسناده حسن، ولا نحفظه عن عمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الطريق" تهذيب الكمال 29/ 482 وقال العراقي: سنده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1777 قلت: شريك مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره. وهو سيئ الحفظ، قاله الجوزجاني وغيره. وكان يدلس، قاله الدارقطني وغيره. ولم يصرح بالتحديث من الركين إلا في رواية يحيى الحماني عنه، ويحيى مختلف فيه. وتغير حفظه لما ولي القضاء، قاله صالح جزرة وغيره. وعن شريك قال: قد اختلطت عليّ أحاديثي وما أدري كيف هي؟ " تاريخ الدوري 2/ 252 ونعيم بن حنظلة قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه ركين بن الربيع لكن وثقه العجلي وابن حبان. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا الركين فهو مجهول. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وحديث أنس الذي أشار إليه الحافظ لم أره باللفظ الذي ذكره وإنما هو بلفظ "من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار"

وله عن أنس طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن أنس. أخرجه البزار (كشف 2025) وابن ماسي في "حديث الأنصاري" (71) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 160) والقضاعي (463) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (129) وابن عساكر في "ذم ذي الوجهين" (8) وفي "معجم الشيوخ" (1141) عن محمد بن عبد الله الأنصاري وابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 2686/ 1) وابن أبي عاصم في "الزهد" (217) عن مروان بن معاوية الفزاري والخرائطي في "المساوئ" (296) وفي "اعتلال القلوب" (ص 177) عن أبي يعقوب محمد بن يوسف الصفار ثلاثتهم عن إسماعيل بن مسلم به. وأخرجه هناد في "الزهد" (1137) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (280) وأبو يعلى (2771) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي وأبو يعلى (2772) وابن عساكر (7) عن عَرْعرة بن البِرِنْد البصري وابن أبي عاصم في "الزهد" (216) عن سليمان بن حيان وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 262) عن علي بن هاشم بن البريد الكوفي كلهم عن إسماعيل عن الحسن وقتادة عن أنس. قال البزار: لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا إسماعيل" قلت: وهو ضعيف الحديث كما قال أبو زرعة وغيره. الثاني: يرويه أيوب بن خُوْط البصري عن قتادة عن أنس.

أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 166) والطبراني في "الأوسط" (8880) وأيوب بن خوط قال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: متروك. الثالث: يرويه أبو حفص عمر بن حفص العبدي عن ثابت عن أنس. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 103) وأبو حفص العبدي قال أبو زرعة: واهي الحديث. وفي الباب عن أبي هريرة وعن جندب وعن سعد بن أبي وقاص فأما حديث أبي هريرة فأخرجه هناد في "الزهد" (1138) والطبراني في "الأوسط" (6681) وتمام (ق 78/ ب) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 282) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (867) من طريق يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانين من نار يوم القيامة" اللفظ للطبراني ويحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين: ليس بشيء. وأما حديث جندب فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 648) عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل ثني أبي إسماعيل بن يحيى عن سلمة بن كهيل عن جندب مرفوعاً "من يرائي يرائي الله -عز وجل- به، ومن يسمع يسمع الله -عز وجل- به، ومن كان ذا لسانين وذا وجهين كان في النار ذا لسانين ووجهين" وإسناده ضعيف جداً، إسماعيل بن يحيى قال الدارقطني: متروك. لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن جُحادة الكوفي عن سلمة بن كهيل عن جندب به. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (297) والطبراني في "الكبير" (1697) والشجري في "أماليه" (2/ 223) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (487) من طريق عبد الحكيم بن منصور الواسطي عن محمد بن جحادة به. قال الهيثمي: وفيه عبد الحكيم بن منصور وهو متروك" المجمع 8/ 95 - 96 وأما حديث سعد فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6274) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا سعيد بن مسلم بن بَانَك عن سعيد بن أبي أويس عن ابن كعب عن سعد مرفوعاً "ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به خالد بن يزيد العمري"

وقال الهيثمي: وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب" المجمع 8/ 95 3730 - "من كان متحريها فليتحرها ليلة سابعة" قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن مَعْمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (7688) عن معمر بن راشد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني رأيت في النوم ليلة القدر كأنها ليلة سابعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أرى رؤياكم قد تواطأت في ليلة سابعة، فمن كان متحريها منكم فليتحراها في ليلة سابعة". قال معمر: فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيبا. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. قال الذهبي في "سير الأعلام" (7/ 12): ومع كون معمر ثقة ثبتا فله أوهام لا سيما لما قدم البصرة لزيارة أمه فإنّه لم يكن معه كتبه فحدث من حفظه فوقع للبصريين عنه أغاليط، وحديث هشام وعبد الرزاق عنه أصح لأنهم أخذوا عنه من كتبه" ولم ينفرد معمر به بل تابعه حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً نحوه. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 91) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد به. وإسناده صحيح، وعارم لقب لمحمد بن الفضل السدوسي. 3731 - "من كان موسرا فلم ينكح فليس منا" قال الحافظ: أخرجه الدارمي والبيهقي من حديث أبي نجيح، وجزم بأنه مرسل، وقد أورده البغوي في "معجم الصحابة" (¬2). مرسل ¬

_ (¬1) 5/ 168 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوترَ من العشر الأواخر) (¬2) 11/ 12 (كتاب النكاح - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من استطاع الباءة فليتزوج)

أخرجه عبد الرزاق (10376) عن ابن جريج أني أبو المُغَلِّس أن أبا نجيح أخبره أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني" ومن طريقه أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 422 - تهذيب الكمال 29/ 244 - 245) والطبراني في "الكبير" (22/ 366 - 367) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7039) وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 126) وأبو داود في "المراسيل" والخلال في "السنة" (1447) عن معاذ بن معاذ العنبري والدارمي (2170) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والدولابي في "الكنى" (1/ 58 و 91) والخلال في "السنة" (1455) عن يحيى بن سعيد القطان والبيهقي (7/ 78) وفي "الشعب" (5096) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وفي "الشعب" أيضا (5095) عن سفيان والطبراني في "الأوسط" (993) عن زهير بن محمد التميمي كلهم عن ابن جريج عن أبي المغلس (¬1) عن أبي نجيح به مرفوعاً. - ورواه الحكم بن موسى القَنْطري عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج واختلف عنه: • فقال الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 482): ثنا الحكم بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج ثني أبو المغلس قال: سمعت أبا نجيح السلمي رفعه قال: فذكره. • وقال جعفر بن محمد الفِرْيابي: ثنا الحكم بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن ¬

_ (¬1) سماه معاذ بن معاذ وعبد الوهاب بن عطاء ميمونا، وسماه يحيى القطان وزهير بن محمد عميرا.

جريج قال: سمعت أبا المغلس يقول: سمعت أبا نجيح يقول: من قدر على أن ينكح ولم ينكح، فليس منا" لم يرفعه أخرجه المزي (29/ 244) والأول أصح. قال البيهقي: هذا مرسل" وقال الدولابي: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت ابن معين يقول: ابن جريج عن أبي المغلس اسمه ميمون، يروي أبو المغلس هذا عن أبي نجيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في النكاح وهو مرسل، وهو أبو عبد الله بن أبي نجيح واسم أبي نجيح هذا يسار، وكانت كنية عبد الله ابنه أبو يسار" وقال المنذري: رواه الطبراني بإسناد حسن، والبيهقي، وهو مرسل، واسم أبي نجيح يسار، وهو والد عبد الله بن أبي نجيح المكي" الترغيب 3/ 43 وقال المزي في "التحفة": أبو نجيح هو يسار والد عبد الله بن أبي نجيح" وقال الحافظ في "التقريب" في ترجمة ميمون أبي المغلس: مقبول، وشيخه أبو نجيح ليس صحابيا" قلت: أبو المغلس وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، ولا هو بحجة، تفرد عنه ابن جريج، يقال: اسمه ميمون، وقيل: عمير. 3732 - حديث رُوَيفع بن ثابت مرفوعاً "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذ دابة من المغنم فيركبها حتى إذا أعجفها ردها إلا المغانم" قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه أبو داود والطحاوي" (¬1) صحيح له عن رويفع بن ثابت طرق: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن إسحاق ثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى ¬

_ (¬1) 7/ 65 (كتاب فرض الخمس- باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب)

تُجِيْب عن حنش بن عبد الله الصنعاني قال: غزونا مع رويفع (¬1) بن ثابت الأنصاري قرية (¬2) من قرى المغرب يقال لها: جِرْبة، فقام فينا خطيبا فقال: أيها الناس إني لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، قام فينا يوم (¬3) حنين فقال "لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زَرْع غيره -يعني إتيان الحبالى من السبايا (¬4) -، وأن يصيب (¬5) امرأة ثيبا من السبي حتى يستبرأها (¬6) -يعني إذا اشتراها- وأن يبيع (¬7) مغنما حتى يقسم، وأن يركب دابة من فيئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردّها فيه، وأن يلبس ثوبا من فيئ المسلمين حتى إذا أَخلَقَهُ رَدَّهُ فيه" أخرجه أحمد (4/ 108 - 109) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (4485) وأبو نعيم في "الصحابة" (2700 أ) عن إبراهيم بن سعد الزهري وأبو داود (2158) والبيهقي (7/ 449) عن محمد بن سلمة الحراني وسعيد بن منصور (2722) وأبو داود (2159 و 2708) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2194) وأبو نعيم في "الصحابة" (2700 أ) والبيهقي (7/ 449) وفي "معرفة السنن" (13/ 192) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي والدارمي (2383 و 2394 و 2491) وابن أبي عاصم (2193) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (748) والطبراني (4482) وأبو نعيم في "الصحابة" (2700 أ) ¬

_ (¬1) وفي حديث يونس بن بيهر "مع أبي رويفع" (¬2) ولفظ سيد بن منصور "مدينة بالمغرب" (¬3) وفي حديث يونس بن بيهر "يوم خيبر" قال البيهقي: كذا قال يونس بن بكير: يوم خيبر، وإنما هو يوم حنين، كذلك رواه غيره عن ابن إسحاق، وكذلك رواه غير ابن إسحاق، وقال غيره: رويفع بن ثابت، وهو الصحيح" (¬4) ولفظ حديث يونس بن بكير "الفيئ" (¬5) ولفظ سعيد بن منصور "يطأ جارية من السبي" (¬6) زاد سعيد بن منصور "بحيضة" قال أبو داود: الحيضة ليست بمحفوظة، وهو وهم من أبي معاوية" وقال البيهقي: رواه غيره عن ابن إسحاق فلم يذكرها" (¬7) ولفظ سعيد بن منصور "يبيع نصيبه من المغنم حتى يقبضه"

عن أحمد بن خالد الوهبي والبيهقي (7/ 449 و 9/ 124) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 240) عن يونس بن بكير الشيباني والطبراني (4486) وأبو نعيم في "الصحابة" (2700أ) عن زهير بن معاوية الجعفي (¬1) كلهم عن ابن إسحاق به. - ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق فلم يذكر حنشا. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 369 و 12/ 222 - 223 و 436 و 14/ 465) (¬2) وتابعه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن إسحاق به. أخرجه أحمد (4/ 108) وأبو القاسم البغوي (749) - وقال عبد الله بن المبارك: عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبى حبيب عن فلان الجَيشاني، أو قال: أبو مرزوق مولى تجيب عن حنش. أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (408) وابن سعد (2/ 114 - 115) وأبو نعيم في "الصحابة" (2700 أ، ب) - وقال عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري: عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الحسن عن رويفع. أخرجه البزار (2314) وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه إلا رويفع بن ثابت وحده فإسناده حسن" قلت: والأول أصح، وهكذا أخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" (سيرة ابن هشام 2/ 331 - 332) وإسناده حسن، فابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من يزيد فانتفى ¬

_ (¬1) رواه أبو نعيم عن الطبراني عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا الحسن بن بشر ثنا زهير بن معاوية به. ورواه أبو القاسم البغوي (750) عن عمه علي بن عبد العزيز فقال فيه: عن يزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن جعفر، ولم يذكر حنشا. (¬2) وأخرجه في "المسند" (735) وذكر حنشا.

التدليس، ويزيد ثقة مشهور، وأبو مرزوق قال الحافظ في "التقريب": اسمه حبيب بن الشهيد على الأشهر ثقة. ووثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف". وحنش بن عبد الله وثقه أبو زرعة وجماعة. ولم ينفرد يزيد بن أبي حبيب المصري به بل تابعه جعفر بن ربيعة عن أبي مرزوق التجيبي عن حنش الصنعاني عن رويفع مرفوعاً "لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أو من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره" أخرجه الطبراني (4489) وعبد الغني بن سعيد في "الأوهام التي في مدخل الحاكم" (ص 80 - 81) وأبو نعيم في "الصحابة" (2699) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 142 - 143) والخطيب في "الموضح" (1/ 86 - 87) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (29) من طرق عن بكر بن مضر المصري ثنا جعفر بن ربيعة به. وإسناده صحيح. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 251) والطبراني في "الكبير" (4484) وفي "الأوسط" (3228) من طرق عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي مرزوق عن حنش عن رويفع به. وابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات. ولم ينفرد أبو مرزوق التجيبي به بل تابعه: 1 - ربيعة بن سليم مولى عبد الرحمن بن حسان التجيبي أنه سمع حنشا الصنعاني يحدث أنّه سمع رويفع بن ثابت في غزوة أياس قِبَل المغرب يقول: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في غزوة خبير "إنّه بلغني أنكم تتبايعون المثقال بالنصف، أو الثلثين، وإنّه لا يصلح إلا المثقال بالمثقال، والوزن بالوزن" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركب دابة من المغانم حتى إذا أنقضها ردّها في المغانم، ولا ثوبا يلبسه حتى إذا أخلق ردّه في المغانم" وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره" أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 185) عن سعيد بن أبي مريم الجمحي عن نافع بن يزيد ثني ربيعة بن سليم به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2195) عن محمد بن مسكين اليمامي والطبراني في "الكبير" (4483) وأبو نعيم في "الصحابة" (2695) عن يحيى بن أيوب العلاف المصري وابن قانع في "الصحابة" (1/ 216 - 217) عن عبد الله بن شريك البزار وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 78 - 79) عن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المصري قالوا: ثنا سعيد بن أبي مريم به. وربيعة بن سليم ذكره ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار" (ص 189) وقال: من جلة المصريين ومتقنيهم. وذكره في "الثقات" أيضاً. وسعيد بن أبي مريم ونافع بن يزيد الكَلاعي المصري ثقتان، فالإسناد صحيح. ولم ينفرد نافع بن يزيد به بل تابعه يحيى بن أيوب الغافقي عن ربيعة بن سليم عن حنش بن عبد الله عن رويفع. أخرجه الطحاوي (3/ 251) عن يونس بن عبد الأعلى المصري وابن حبان (4850) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو المصري وأبو نعيم في "الصحابة" (2696) عن حرملة بن يحيى التجيبي والبيهقي (9/ 62) وفي "الصغرى" (3607 و 3608) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أربعتهم عن عبد الله بن وهب أني يحيى بن أيوب به.

واختلف فيه على ابن وهب، فرواه عمر بن حفص الشيباني البصري عن ابن وهب ثنا يحيى بن أيوب عن ربيعة بن سليم عن بُسْر بن عبيد الله عن رويفع. أخرجه الترمذي (1131) وقال: هذا حديث حسن" قلت: رواية يونس بن عبد الأعلى ومن تابعه أصح لأنّهم أكثر عددا وأوثق. وإسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب وهو مختلف فيه. 2 - الحارث بن يزيد الحضرمي. أخرجه أحمد (4/ 108 و 109) والطبراني في "الكبير" (4488) وأبو نعيم في "الصحابة" (2701) من طرق عن ابن لهيعة ثني الحارث بن يزيد قال: حدثني حنش قال: كنا مع رويفع بن ثابت في غزوة جِرْبة فقسمها علينا وقال لنا رويفع: من أصاب من هذا السبي فلا يطؤها حتى تحيض فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لا يحل لرجل أن يسقي ماءه ولد غيره" وفي لفظ "لا يحل لرجل أن يسقي ماءه ولد غيره، ولا يقع على أمة حتى تحيض أو يبين حملها" وابن لهيعة قال ابن معين: لا يحتج بحديثه. 3 - راو لم يسم. أخرجه أحمد (4/ 109) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق ثني عبيد الله بن أبي جعفر المصري ثني من سمع حنشا الصنعاني قال: سمعت رويفع بن ثابت رفعه "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبتاعن ذهبا بذهب إلا وزنا بوزن، ولا ينكح ثيبا من السبي حتى تحيض" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2698) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وخالفهم بكر بن سوادة المصري رواه عن حنش عن رويفع موقوفاً. أخرجه سعيد بن منصور (2727) عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أنّ حنشا حدثه أنّ رويفع بن ثابت كان يقول: يركب أحدكم الدابة حتى إذا نقضها ردّها في المقاسم فأيّ غلول أشد من ذلك، ويلبس أحدكم الثوب حتى إذا أخلقه ردّه في المقاسم فأيّ غلول أشد من ذلك.

وإسناده صحيح. الثاني: يرويه زياد المنقري عن الحسن ثني رويفع بن ثابت رفعه "إياي والغلول والرجل ينكح المرأة قبل أن يقسم الفيئ ثم يردّها إلى المغنم، ويلبس الثوب حتى يخلق ثم يردّه إلى المقسم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (4487) عن عبيد بن غنام الكوفي ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن زياد المنقري به. وزياد المنقري لم أقف له على ترجمة. الثالث: يرويه حميد بن عبد الله العدوي عن عبد الله بن أبي حذيفة عن رويفع قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى أن توطأ الحامل حتى تضع، وقال "إنّ أحدكم يزيد في سمعه وفي بصره، وأن توطأ السبايا حتى يطهرن، ثم قال "إياكم وربا الغلول" قلنا: وما ربا الغلول يا رسول الله؟ قال "أن يصيب أحدكم الثوب فيلبسه حتى يذهب عينه ثم يلقيه في المغنم، والدواب يركبها حتى يحسرها ثم يأتي بها إلى المغنم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (4490) عن أحمد بن عبد الله بن زكريا الأيادي ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي ثنا بقية بن الوليد ثني محمد بن الوليد الزبيدي عن إسحاق عن حميد بن عبد الله به. وحميد بن عبد الله وعبد الله بن أبي حذيفة لم أر من ترجمهما. 3733 - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر" قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث جابر مرفوعاً، وإسناده جيد، وأخرجه الترمذي من وجه آخر فيه ضعف عن جابر، وأبو داود من حديث ابن عمر بسند فيه انقطاع، وأحمد من حديث عمر" (¬1) روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة فأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه ليث بن أبي سُليم عن طاوس عن جابر مرفوعاً "من كان يؤمن بالله ¬

_ (¬1) 11/ 159 (كتاب النكاح - باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)

واليوم والآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخل حَلِيْلَتَه الحمّام، ومن كان يؤمن بالله واليوم والآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر". أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 742) والترمذي (2801) واللفظ له وأبو يعلى (1925) وابن عدي (2/ 728) والطبراني في "الأوسط" (592) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث طاوس عن جابر إلا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل: ليس صدوق وربما يهم في الشيء، وقال أحمد بن حنبل: ليث لا يفرح بحديثه، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره ولذلك ضعفوه" قلت: ضعفه النسائي وأحمد وابن معين وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم. وقال ابن معين: كان ليث ضعيف الحديث عن طاوس. الثاني: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر مرفوعاً. أخرجه أحمد (¬1) (3/ 339) والدارمي (2098) والبزار (كشف 320) والنسائي (1/ 163) وفي "الكبرى" (6741) والطبراني في "الأوسط" (692 و 1715 و 2531 و 8210) وابن عدي (3/ 964) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 183 - 184) والحاكم (4/ 288) وابن بشران (189) والسهمي (¬2) في "تاريخ جرجان" (ص 191 - 192) والبيهقي في "الشعب" (5207) والخطيب في "التاريخ" (1/ 244 و 244 - 245) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (178) والجورقاني في "الأباطيل" (335) وابن الجوزي في "العلل" (556) من طرق عن أبي الزبير به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الجورقاني: هذا حديث مشهور وصحيح" قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلساً. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه الزهري عن سالم عن أبيه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مَطْعَمين: عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه". ¬

_ (¬1) وزاد "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإنّ ثالثهما الشيطان" (¬2) وزاد "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا عبدا أو صبيا أو امرأة أو مريضا، ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد"

أخرجه أبو داود (3774) عن عثمان بن أبي شيبة وابن ماجه (3370) والروياني (1392 و 1407) عن محمد بن بشار والروياني (1407) عن محمد بن المثنى والعقيلي (1/ 184) عن عيسى بن محمد الكسائي والحاكم (4/ 129) عن الحارث بن أبي أسامة والبيهقي (7/ 266) وفي "الصغرى" (2585) وفي "الشعب" (5206 و 5588) عن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية البغدادي قالوا: ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن الزهري به. قال العقيلي: الرواية في الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر فيها لين، وجعفر بن برقان ضعيف في روايته عن الزهري" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البيهقي: هذا المتن بهذا الإسناد غريب" وقال أبو حاتم: هذا الحديث خطأ، يروى عن جعفر عن رجل عن الزهري هكذا، وليس هذا من صحيح حديث الزهري، وقصة المائدة مفتعل ليس من حديث "الثقات" العلل 1/ 402 - 403 وقال أبو داود: هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر" ثم أخرجه (3775) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ثنا أبى ثنا جعفر أنّه بلغه عن الزهري. قلت: وجعفر بن برقان ضعيف في الزهري كما قال النسائي وابن عدي وغيرهما.

الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر". أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 264) من طريق محمد بن الحارث الحارثي ثني محمد بن عبد الرحمن به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن البيلماني، والحارثي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث عمر فأخرجه أحمد (1/ 20) وأبو يعلى (251) والبيهقي (7/ 266) وفي "الشعب" (7380) من طريق عبد الله بن وهب وهو في "الموطأ" (64) له قال: ثني عمرو بن الحارث أنّ عمر بن السائب حدّثه أنّ القاسم بن أبي القاسم السبائي حدّثه أنّه سمع قاصَّ الأجناد بالقسطنطينية يحدث عن عمر قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة يدار عليها بالخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار، ومن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تدخل الحمام". وإسناده ضعيف للقاص الذي لم يسم. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11462) ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبد الله بن رجاء أنا يحيى بن أبي سليمان المدني عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونّ بامرأة ليس بينه وبينها محرم". الغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي في "الشعب" (1/ 174): متروك، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف. وذكره ابن حبان في "الثقات". ويحيى بن أبي سليمان مختلف فيه. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3469) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 445) من طريق طالوت بن عباد الصيرفي ثنا بشر بن سعيد البصري قال: سمعت مكحولا الشامي وسئل عن الخمر فقال: سمعت أبا هريرة رفعه "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر". قال الخطيب: كذا قال هذا الشيخ (أي بشر بن سعيد) وسماع مكحول من أبي هريرة لا يثبت"

3734 - حديث ابن مسعود رفعه "من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، وأوسع عليها من نعمة الله التي أوسع عليه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند واه" (¬1) موضوع أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (683) والطبراني في "الكبير" (10447) وابن عدي (4/ 1430) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 57) من طريق عبيد الله بن عمرو الآمدي ثنا طلحة بن زيد عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعاً "من كانت له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، وأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وسترة من النار" اللفظ للطبراني قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الأعمش غير طلحة بن زيد، ولا عن طلحة غير عبيد الله بن عمرو" وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، تفرد به الآمدي عن طلحة" وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 2/ 995 وقال الهيثمي: وفيه طلحة بن زيد وهو وضاع" المجمع 8/ 158 قلت: قال أحمد وابن المديني وأبو داود: طلحة بن زيد الرقي يضع الحديث. 3735 - حديث أبي أمامة رفعه "من كثر تفكره قل طعمه، ومن قلَّ تفكره كثر طعمه وقسا قلبه" سكت عليه الحافظ (¬2). موضوع أخرجه الحاكم (1/ 28) وابن بشران (52) والبيهقي في "الشعب" (5742 و 5743) وابن النقور في "الفوائد الحسان" (51) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1381) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1443) من طرق عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا عبد الله بن داود الواسطي التمار ثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن مَعدان عن أبي أمامة مرفوعاً "عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم، وعليكم بلباس ¬

_ (¬1) 13/ 34 (كتاب الأدب- باب رحمة الولد وتقبيله) (¬2) 11/ 470 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في معي واحد)

الصوف تجدوا قلة الأكل، وعليكم بلباس الصوف تعرفوا به في الآخرة، فإن النظر في الصوف يورث في القلب التفكر، والتفكر يورث الحكمة، والحكمة تجري في الجوف مجرى الدم، فمن كثر تفكره قلّ طعمه، وكلّ لسانه، ورقّ قلبه، ومن قلّ تفكره كثر طعمه، وعظم بدنه، وقسا قلبه، والقلب القاسي بعيد من الله، بعيد من الجنة، قريب من النار" قال ابن النقور: غريب، تفرد به عبد الله بن داود الواسطي التمار، وفيه نظر، وعنه الكديمي" وقال ابن عساكر: غريب جداً، وشاذ بمرة" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ابن حبان: عبد الله بن داود لا يحتج به، والكديمي كان يضع الحديث" قلت: واتهمه بوضع الحديث أيضًا: 1 - موسى بن هارون الحمال (تاريخ بغداد 3/ 441) 2 - الدارقطني (سؤالات حمزة السهمي ص 111 - 112) 3 - ابن عدي (الكامل) وكذبه أبو داود وعبد الله بن أحمد. وعبد الله بن داود التمار قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي. 3736 - عن ابن مسعود مرفوعا "من كثّر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى، وله شاهد عن أبي ذر في "الزهد" لابن المبارك غير مرفوع" (¬1) ضعيف أخرجه أبو يعلى (نصب الراية 4/ 346 - المطالب 1673 - إتحاف الخيرة 4454) ثنا أبو همام ثنا ابن وهب أنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث أنّ رجلاً دعا عبد الله بن مسعود إلى وليمة، فلما جاء ليدخل سمع لهوا فلم يدخل، فقال له: لم رجعت؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كثر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به" ¬

_ (¬1) 16/ 146 - 147 (كتاب الفتن - باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم)

ورواه علي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية" كما في "نصب الراية" ثنا ابن وهب به. وإسناده منقطع بين عمرو بن الحارث وبين ابن مسعود فإنّه لم يدركه. وحديث أبي ذر أخرجه ابن المبارك في "الزهد" كما في "نصب الراية" ثنا خالد بن حميد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم أنّ أبا ذر الغفاري دعي إلى وليمة، فلما حضر إذا هو بصوت فرجع، فقيل له: ألا تدخل، قال: إني أسمع صوتا، ومن كثّر سوادا كان من أهله، ومن رضي عملا كان شريك من عمله. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. 3737 - "من كذب عليّ ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار" قال الحافظ: وتمسك بعضهم بما ورد في بعض طرق الحديث من زيادة لم تثبت، وهي ما أخرجه البزار من حديث ابن مسعود بلفظ: فذكره. وقد اختلف في وصله وإرساله، ورجح الدارقطني والحاكم إرساله، وأخرجه الدارمي من حديث يعلي بن مرة بسند ضعيف" (¬1) روي من حديث ابن مسعود ومن حديث يعلي بن مرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث عمرو بن عبسة ومن حديث عمرو بن حريث ومن حديث ابن عمرو فأما حديث ابن مسعود فيرويه الأعمش والحسن بن عُمارة واختلف عن الأعمش: - فرواه يونس بن بكير الشيباني عن الأعمش واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرّف عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحبيل عن ابن مسعود مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه البزار (1876) والطحاوي في "المشكل" (418) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 345) وفي "المستخرج على مسلم" (36) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 65) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهو في "حديثه" (53) وابن عدي (1/ 20) ¬

_ (¬1) 1/ 210 (كتاب العلم - باب إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -)

عن محمد بن أبان بن وزير البلخي والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص 98 - 99) والقضاعي (560) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 65) عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الأموي الكوفي الملقب بمشكدانه والهيثم بن كليب (779) والحاكم في "المدخل" (ص 98 - 99 و 99) والخطيب في "التاريخ" (1/ 265) وفي "المتفق" (1205) وأبو محمد الثقفي في "فوائده" (لقط اللآلئ المتناثرة للزبيدي ص 268) عن أبي عمر أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي الكوفي والحاكم في "المدخل" (ص 98 - 99) عن أبي قدامة كلهم عن يونس بن بكير به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن الأعمش عن طلحة إلا يونس بن بكير، وقد رواه غير يونس عن الأعمش مرسلا" وقال الطحاوي: هذا حديث منكر، وليس أحد يرفعه بهذا اللفظ غير يونس بن بكير" وقال ابن عدي: وهذا الحديث اختلفوا فيه على طلحة، فمنهم من أرسله، ومنهم من قال: عن عليّ بدل ابن مسعود، ويونس بن بكير جوّد إسناده" وقال أبو محمد الثقفي: هذا حديث غريب من حديث الأعمش، لا أعلم أحدا حدّث به عنه هكذا إلا يونس بن بكير" • وقال محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي: ثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود. أخرجه الهيثم بن كليب (780) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 146 - 147) وفي "المستخرج (¬1) على مسلم" (35) وتابعه عبيد بن يعيش الكوفي ثنا يونس بن بكير به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10074) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا عبيد بن يعيش به. ¬

_ (¬1) وسقط من إسناده: عن أبي عمار.

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث طلحة والأعمش لم يروه مجودا مرفوعاً إلا يونس بن بكير" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. - ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (420) عن النسائي ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو أحمد ثنا سفيان به. وإسناده إلى الأعمش صحيح. - ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش واختلف عنه: • فقال أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني: ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً. أخرجه الطحاوي (419) وقال: غريب" • وقال يحيى بن طلحة اليربوعي: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن علي. أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (21) والحاكم في "المدخل" (ص 100) وأبو نعيم في "المستخرج" (38) قال الحاكم: قال أبو علي الحافظ: وهذا وهم، والوهم فيه من يحيى بن طلحة" وكذا قال أبو نعيم. وقال الدارقطني: ولم يتابع يحيى بن طلحة عليه، وهو وهم" العلل 4/ 88 قلت: ويحيى بن طلحة مختلف فيه. • وقال هناد في "الزهد" (1387): ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن طلحة عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً. - ورواه عبد الحميد الحِمّاني عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن حذيفة.

أخرجه الحاكم في "المدخل" (ص 100) وأبو نعيم في "المستخرج" (37) من طريق زياد بن أبي يزيد القصري ثنا الحِمّاني به. وقال الحاكم: قال أبو علي الحافظ: هذا الإسناد وهم، والوهم فيه من الحماني" وقال أبو نعيم: والواهم في هذا الحديث الحماني أو زياد القصري، وهو أشبه" - رواه زهير بن معاوية الكوفي عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً. أخرجه الحاكم في "المدخل" (ص 101) وتابعه فضيل بن عياض عن الأعمش به. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 3122) وقال الحاكم: قال أبو علي الحافظ: هذا هو المحفوظ" وكذا قال أبو نعيم. وقال الدارقطني: رواه أبو معاوية ووكيع وفضيل بن عياض وزهير بن معاوية عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً، والمرسل أصح" العلل 5/ 220 وقال في موضع آخر: حديث يونس بن بكير وهم، والصواب عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلا" وأما حديث الحسن بن عمارة فيرويه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي متعمدا" (48) والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث. وأما حديث يعلي بن مرة فأخرجه الدارمي (240) والعقيلي (3/ 177) والطبراني في "الكبير" (22/ 262 - 263) وفي "طرق حديث من كذب علي" (153) وابن عدي (1/ 20) وتمام (873) وأبو نعيم في "الصحابة" (6642) والقضاعي (557) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 90) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين" (ص 56 - 57) من طرق عن الصَّبَّاح بن مُحارب الكوفي عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرَّة عن أبيه عن جده مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار" اللفظ لابن عدي وغيره.

قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه فيما علمت إلا الصباح بن محارب" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: صدوق. وعمر بن عبد الله بن يعلى قال أحمد وجماعة: ضعيف الحديث. وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (1/ 25) وابن بشران (1099) من طريق محمد بن عمرو بن حنان الحمصي ثنا بقية ثنا محمد الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار" وأخرجه ابن عدي (1/ 21) عن محمد بن عبد الله بن فضيل الحمصي ثنا محمد بن مُصَفى ثنا بقية عن محمد الكوفي به. وأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (94) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية عن محمد بن عبد الرحمن القشيري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به إلا أنّه لم يذكر "ليضل به". قال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه بهذا الإسناد غير بقية عن محمد، ومحمد الكوفي ربما نسبه بقية فقال: محمد بن عبد الرحمن، وهو مجهول" قلت: ذكره الدارقطني في "العلل" (1/ 282) وقال: مجهول، وقال في "غرائب مالك": متروك الحديث، وقال الذهبي في "المغنى": كذاب مشهور. وأما حديث البراء بن عازب فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (98) وابن عدي (1/ 19) والحاكم في "المدخل" (ص 97) وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (34) والخطيب في "تالي التلخيص" (69) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 75 - 76) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة عن البراء مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار" (¬1) قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن طلحة بن مصرف غير الفزاري، وهذا الفزاري هو محمد بن عبيد الله العرزمي الكوفي، هكذا يخبر عنه محمد بن سلمة الحراني في هذا الحديث وفي غيره ولا يسميه لضعفه، ولا يروي هذا الحديث عن العرزمي وهو الفزاري إلا محمد بن سلمة الحراني" ¬

_ (¬1) لم يذكر الخطيب وابن الجوزي "ليضل به الناس"

وقال الحاكم: وهذا الحديث واه، وقد روى الفزاري عن طلحة بن مصرف، والفزاري الراوي عن طلحة بن مصرف هو محمد بن عبيد الله العرزمى متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة أهل النقل فيه" ولم ينفرد محمد بن سلمة به بل تابعه سلم بن قتيبة ثنا محمد بن عبيد الله العرزمي به إلا أنه لم يقل "ليضل به الناس" أخرجه أبو يعلى (المطالب 3127) وأما حديث عمرو بن عبسة فذكره الهيثمي في "المجمع" (1/ 146) وزاد فيه "ليضل به الناس" وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده حسن" قلت: أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 196) والطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (139) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 154) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 256 - 257) والقضاعي (559) وابن الجوزي (1/ 70) من طريقين عن محمد بن أبي نوار عن يزيد بن أبي مريم عن عدي بن أرطأة عن عمرو بن عبسة به مرفوعاً إلا أنّهم لم يذكروا "ليضل به الناس" وابن أبي نوار ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويزيد وعدي ثقتان لكن لا أدري أسمع عدي بن أرطاة من عمرو بن عبسة أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه. وأما حديث عمرو بن حريث فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (138) من طريق محمد بن يعلى الكوفي زُنْبُور عن عمر بن صبح عن خالد بن ميمون عن عبد الكريم بن أبي المُخَارق عن عامر بن عبد الواحد عن عمرو بن حريث مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا للكذب، ليضل به، فليتبوأ مقعده من النار" وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (170) من طريق حامد بن يحيى ثنا عمر بن صبح به إلا أنّه لم يقل: ليضل به. قال الهيثمي: وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف" المجمع 1/ 146 قلت: ومحمد بن يعلى قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وعمر بن صبح قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الحاكم في "المدخل" (ص 101 - 102) عن خلف بن

محمد البخاري ثني أبو بكر محمد بن حاتم البيكندي ثنا إسحاق بن حمزة ثنا أبو خزيمة حازم بن خزيمة عن أبي حمزة اليشكري عن العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" قال: فمكثنا شهرا لا نحدث عنه شيئا، فجلسنا إليه يوما كأنّ على رؤوسنا الطير، فقال "ما لكم لا تحدثون؟ " قلنا: يا رسول الله، كيف نحدث عنك وقد سمعناك تقول الذي تقول؟ قال "فحدثوا عني ولا حرج، من كذب عليّ متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار" خلف بن محمد قال الخليلي: كان له حفظ ومعرفة. وهو ضعيف جداً، روى في الأبواب تراجم لا يتابع عليها، وكذلك متونا لا تعرف (الإرشاد 3/ 972) والعرزمي تقدم. 3738 - "من كذب في حُلْمه كلّف يوم القيامة عقد شعيرة" قال الحافظ: وأشار بقوله "كذب في حلمه" مع أنّ لفظ الحديث "تحلّم" إلى ما ورد في بعض طرقه، وهو ما أخرجه الترمذي من حديث علي رفعه: فذكره، وسنده حسن، وقد صححه الحاكم ولكنّه من رواية عبد الأعلي بن عامر، ضعفه أبو زرعة" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 76 - 77 و 90 و 91 و 101) وابنه (1/ 129 و 131) وعبد بن حميد (86) والدارمي (2151) والترمذي (2281 و 2282) والبزار (594 و 595) والحاكم (4/ 392 و 392 - 393) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (44) من طرق عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي به مرفوعاً. وفي لفظ "شعيرتين" قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الأعلى ضعفه أبو زرعة" قلت: وضعفه أحمد وابن سعد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، فالإسناد ضعيف. ¬

_ (¬1) 16/ 86 (كتاب التعبير- باب من كذب في حلمه)

3739 - "من كفل يتيما ذا قرابة أو لا قرابة له" قال الحافظ: وأخرج البزار من حديث أبي هريرة موصولا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1909) عن إسحاق بن سليمان البغدادي ثنا بيان بن حمران ثنا المفضل بن فضالة أخو مبارك بن فضالة عن ليث عن أبي رزين عن أبي هريرة مرفوعاً به، وزاد "فأنا وهو في الجنة كهاتين -وضم أصبعيه- ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة، وكان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائما قائما" وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، والمفضل بصري مشهور" قلت: وثقه ابن حبان، ولينه النسائي وغيره، وليث هو ابن أبي سليم قال النسائي وغير واحد: ضعيف. 3740 - "من كنت مولاه فعليّ مولاه" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب" (¬2) صحيح ورد من حديث عليّ بن أبي طالب ومن حديث بُريدة بن الحُصيب ومن حديث زيد بن أرقم ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث طلحة بن عبيد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث مالك بن الحويرث ومن حديث حُبشي بن جُنادة ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي أيوب الأنصاري ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أسعد بن زرارة ومن حديث حذيفة بن أسيد الغفاري ومن حديث عمارة ومن حديث عمار بن باسر ومن حديث يعلي بن مرة ومن حديث عدة لم يسموا ومن حديث أبي ذؤيب الهذلي. فأما حديث علي فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو عبد الرحيم الكندي عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في الرُّحْبة ¬

_ (¬1) 13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما) (¬2) 8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب علي بن أبي طالب)

وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خُم وهو يقول ما قال. فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه" أخرجه أحمد (1/ 84) وفي "الفضائل" (991) عن عبد الله بن نمير وابن أبي عاصم في "السنة" (1372) وأبو نعيم في "الصحابة" (7213) عن إسحاق بن يوسف الأزرق قالا: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان ثني أبو عبد الرحيم به. قال ابن كثير: وأبو عبد الرحيم هذا لا يعرف" البداية والنهاية 5/ 210 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 9/ 107 الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليا في الرُّحْبة يناشد الناس، أنشد الله من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في يوم غدير خم "من كنت مولاه فعلي مولاه" لَمَا قام فشهد. فقام اثنا عشر بدريا كأني انظر إلى أحدهم عليه سراويل. فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟ " قلنا: بلى يا رسول الله. قال "فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 119) وأبو يعلى (567) عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يونس بن أرقم ثنا يزيد بن أبي زياد به. ويونس بن أرقم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن خراش: لين الحديث. وتابعه العلاء بن سالم العطار عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: فذكر نحوه. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 227 - 228) عن أبي جعفر محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان أبي الشيخ الأبهري والخطيب في "التاريخ" (14/ 236) عن أبي جعفر أحمد بن محمد الضبعي وفي "المتفق والمفترق" (1277)

عن يحيى بن محمد بن صاعد قالوا: ثنا عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج ثنا العلاء بن سالم به. والعلاء بن سالم ترجمه الحافظان المزي وابن حجر في التهذيبين ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقال ابن كثير: إسناد ضعيف غريب" البداية 5/ 211 قلت: يزيد بن أبي زياد قال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - مسلم بن سالم النّهدي الكوفي. أخرجه البزار (632) عن يوسف بن موسى القطان والمحاملي (133) عن عبد الأعلى بن واصل الأسدي والخطيب في "تالي التلخيص" (53) عن محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي قالوا: ثنا مالك بن إسماعيل ثني جعفر بن زياد الأحمر عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: فذكره. وإسناده حسن. 2 - سِمَاك بن عبيد بن الوليد العَنْسي. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 119) عن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا زيد بن الحباب ثنا الوليد بن عُقبة بن نِزار العنسي ثني سماك بن عبيد قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني أنّه شهد عليا فذكر الحديث وليس فيه "من كنت مولاه فعلي مولاه" وزاد فيه "وانصر من نصره، واخذل من خذله" فقام إلا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته. والوليد بن عقبة قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه زيد بن الحباب.

وسماك بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال": غير مشهور، وقال الحافظ في "التعجيل": فيه جهالة. الثالث: يرويه فِطْر بن خليفة عن أبي الطُّفيل عامر بن واثلة قال: جمع عليّ الناس في الرُّحْبة، فقال: أنشد بالله كل امرئ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خُم ما سمع. فقام أناس فشهدوا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم غدير خُم "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " وهو قائم، ثم أخذ بيد عليّ فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شيء، فلقيت زيد بن أرقم، فأخبرته، فقال: وما تنكر؟ أنا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (4/ 370) وفي "فضائل الصحابة" (1167) وابن أبي عاصم في "السنة" (1367 و 1368) والبزار (492) والنسائي في "الخصائص" (93) واللفظ له والطحاوي في "المشكل" (1762) وابن حبان (6931) والطبراني في "الكبير" (4968) والخطيب في "المتفق والمفترق" (216) من طرق عن فطر به. وإسناده صحيح. الرابع: يرويه هانئ بن أيوب عن طلحة بن مصرّف الأيامي قال: ثنا عَميرة بن سعد أنّه سمع عليا وهو ينشد في الرحبة: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقام بضعة عشر فشهدوا. أخرجه النسائي في "الخصائص" (85) وفي "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال" (22/ 397) وهانئ بن أيوب هو الحنفي الكوفي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: فيه ضعف، وقال الذهبي في "الكاشف" وابن كثير في "البداية" (5/ 211): ثقة، وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع. وقد تابعه: 1 - مِسْعر بن كِدَام. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2275) و"الصغير" (175) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (105) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 27) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 107) والمزي (22/ 398) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مسعر عن طلحة بن مصرف

عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد؟ فقام اثنا عشر رجلاً منهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مسعر إلا إسماعيل بن عمرو" قلت: وهو ضعيف كما قال أبو حاتم والدارقطني وابن عدي وغيرهم. 2 - الأجلح بن عبد الله الكندي. أخرجه أبو الحسن الحميري (¬1) في "جزئه" (35) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الكندي الأشج ثنا ابن الأجلح عن الأجلح عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال: سمعت عليا ينشد الناس: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه" إلا قام فشهد، فقام ثمانية عشر رجلاً فشهدوا. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2131) عن أحمد بن زهير التُّستَري واللالكائي في "السنة" (2639) عن محمد بن هارون الروياني والآجري في "الشريعة" (1521) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني قالوا: ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن طلحة عن عميرة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأجلح إلا ابنه عبد الله" قلت: ولا بأس به كما قال أبو حاتم وغيره، والأجلح مختلف فيه: وثقه العجلي وغيره، وضعفه النسائي وغيره (¬2). ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه المزي 22/ 397 (¬2) واختلف عنه، فقال محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي: ثنا أبي عن الأجلح عن طلحة بن مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول: سمعت عليا ناشد الناس" أخرجه ابن أبي عاصم (1373) وإسناده ضعيف لضعف محمد بن خالد الواسطي، وقد كذبه ابن معين.

3 - محمد بن طلحة بن مُصَرِّف الكوفي. أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (875) ولم ينفرد طلحة بن مصرف به بل تابعه الزبير بن عدي الكوفي عن عميرة بن سعد: فذكر نحو حديث الأجلح. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6878) عن محمد بن إبراهيم الرازي الطرسوسي ثنا زُنَيج أبو غسان ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن الزبير بن عدي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزبير بن عدي إلا عمرو بن أبي قيس" قلت: هو الرازي الأزرق وهو ثقة كما قال ابن معين، ومحمد بن إبراهيم الرازي لم أقف له على ترجمة، وعميرة بن سعد قال يحيى القطان: لم يكن ممن يعتمد عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات، وزنيج اسمه محمد بن عمرو بن بكر. الخامس: يرويه محمد بن عمر بن عليّ عن أبيه عن عليّ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حضر الشجرة بخم، فخرج آخذا بيد عليّ، فقال "يا أيها الناس ألستم تشهدون أنّ الله -عز وجل- ربكم؟ " قالوا: بلى. قال "ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأنّ الله -عز وجل- ورسوله مَوْلَياكم؟ " قالوا: بلى. قال "فمن كنت مولاه، فإنّ هذا مولاه، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به، لن تضلوا: كتاب الله سببه بأيديكم، وأهلَ بيتي" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1760) واللفظ له. عن إبراهيم بن مرزوق الأموي وابن أبي عاصم في "السنة" (1361) عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني وابن جرير في "غدير خم" (البداية والنهاية 5/ 211) عن أحمد بن منصور قالوا: ثنا أبو عامر العَقَدي ثنا كثير بن زيد عن محمد بن عمر به. ورواه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3943) عن أبي عامر العقدي به. قال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده صحيح" المطالب 4/ 252 - مختصر الإتحاف 9/ 194

قلت: كثير بن زيد هو الأسلمي وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. ومحمد بن عمر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت به بأسا، ولا رأيت لهم فيه كلاما، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وأبوه وثقه العجلي وابن حبان. السادس: يرويه نُعيم بن حكيم قال: ثني أبو مريم ورجل من جلساء عليّ عن عليّ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم غدير خم "من كنت مولاه فعليّ مولاه" أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 152) وفي "زيادات الفضائل" (1206) عن حجاج بن الشاعر ثنا شَبَابة ثني نعيم بن حكيم به. ورواه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3944) عن شبابة بن سَوَّار به. ونعيم بن حكيم هو المدائني وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وأبو مريم هو الثقفي المدائني وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. السابع: يرويه محمد بن سلمة بن كُهيل عن أبيه عن حَبّة العُرَني قال: نشد عليّ الناس في الرحبة فقام بضعة عشر رجلاً منهم رجل عليه جبة تحتها إزار حضرمية صنفتها حمراء فشهدوا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه" أخرجه ابن عدي (6/ 2222) عن علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب ثنا علي بن هاشم عن محمد بن سلمة به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن سلمة بن كهيل. ورواه أخوه يحيى بن سلمة بن كهيل عن حبّة العرني عن أبي قِلابة قال: نشد الناس عليّ في الرحبة وذكر الحديث. أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 88) ويحكى بن سلمة قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. الثامن: يرويه أبو إسحاق السبيعي (¬1) وعنه غير واحد، منهم: 1 - فطر بن خليفة. ¬

_ (¬1) واختلف عنه كما سيأتي.

أخرجه البزار (786) عن يوسف بن موسى القطان وابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 210 - 211) عن أحمد بن منصور كلاهما عن عبيد الله بن موسى العبسي عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مُرّ وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يُثَيع قالوا: سمعنا عليا يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم لما قام، فقام إليه ثلاثة عشرة رجلاً فشهدوا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بيد عليّ فقال "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله". ورواه أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي عن عبيد الله بن موسى عن فطر عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثيع وحده عن علي. أخرجه ابن أبي عاصم (1370) وعمرو ذو مر قال البخاري: روى عنه أبو إسحاق وحده، لا يعرف. وقال ابن عدي: لا يروي عنه غير أبي إسحاق أحاديث، وهو غير معروف، وهو في جملة مشايخ أبي إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم غير أبي إسحاق. وسعيد بن وهب هو الهمداني الكوفي وثقه ابن معين وغيره. وزيد بن يثيع لم يرو عنه غير أبي إسحاق كما قال الذهبي في "الميزان" والمزي في "التهذيب"، ووثقه ابن حبان والعجلي. والباقون ثقات. 2 - شعبة. أخرجه أحمد (5/ 366) وفي "الفضائل" (1021) عن محمد بن جعفر غُنْدر ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدوا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من كنت مولاه فعلي مولاه".

وأخرجه النسائي في "الخصائص" (86) عن محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1541) من طريق محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر به. قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" البداية 5/ 210 قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات. ورواه محمد بن جعفر أيضاً عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرا ذا مر: فذكر الحديث وزاد فيه: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه" قال شعبة: أو قال: أبغض من أبغضه. أخرجه أحمد في "الفضائل" (1022) والآجري (1542) 3 - الأعمش. أخرجه النسائي في "الخصائص" (157) وفي "مسند علي" (تهذيب الكمال 11/ 100) عن يوسف بن عيسى بن دينار المروزي ثنا الفضل بن موسى ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قال علي في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم يقول "الله وليي، وأنا ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره" فقال سعيد بن وهب: قام إلى جنبي ستة. وقال حارثة بن مُضَرِّب: قام عندي ستة. وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة. وقال عمرو ذو مر: أحب من أحبه، وأبغض من أبغضه. وأخرجه النسائي في "الخصائص" (98) عن الحسين بن حريث المروزي ثنا الفضل بن موسى به. إلا أنّه لم يذكر حارثة بن مضرب. ورواه عبد الواحد بن زياد العبدي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وحده عن علي. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 224) 4 - إسرائيل بن يونس. أخرجه النسائي في "الخصائصِ" (87) عن علي بن محمد بن علي قاضي المصيصة

ثنا خلف بن تميم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: ثني سعيد بن وهب أنّه قام مما يليه ستة، وقال زيد بن يثيع: وقام مما يليني ستة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه" وإسناده صحيح. وأخرجه النسائي أيضاً (99) عن علي بن محمد بن علي ثنا خلف بن تميم ثنا إسرائيل ثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر قال: شهدت عليا بالرحبة فذكر الحديث وزاد "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره". ورواه عبد الرزاق بن همام عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعبد خير عن عليّ. أخرجه ابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 210) 5 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 118) عن علي بن حكيم الأودي أنبا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالا: نشد على الناس في الرحبة: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم إلا قام، قال: فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلىّ يوم غدير خم "أليس الله أولى بالمؤمنين؟ " قالوا: بلى. قال "اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" ومن طريقه أخرجه المزي (11/ 99 - 100) وأخرجه البزار (كشف 2541) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا علي بن حكيم به. وأخرجه عبد الله بن أحمد أيضاً (1/ 118) عن علي بن حكيم أنبا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر: فذكر الحديث بمثل حديث سعيد وزيد وزاد "وانصر من نصره, واخذل من خذله" وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 67 - 68) عن شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وحده عن علي. وأخرجه النسائي في "الخصائص" (88) عن عمران بن أبان الواسطي

وابن أبي عاصم (1374) عن محمد بن خالد الواسطي (¬1) قالا: ثنا شريك به. ورواه إسحاق بن محمد العرزمي عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن وهب عن علي. قال الدارقطني: ووهم إنما أراد زيد بن يثيع" العلل 3/ 225 6 - الأجلح بن عبد الله الكندي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2130) عن أحمد بن زهير التُّستَري ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ثنا عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر قال: سمعت عليا ينشد الناس: من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه" إلا قام، فقام اثنا عشر فشهدوا. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأجلح إلا ابنه عبد الله" قلت: ولا بأس به كما تقدم، والأجلح مختلف فيه. 7 - عيسى بن عبد الرحمن السلمي البجلي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1756) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ثنا سهل بن عامر البجلي ثنا عيسى بن عبد الرحمن ثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر قال: سمعت عليا ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم إلا قام، فقام بضعة عشر رجلاً، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم غدير خم يقول "اللهم من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه، وانصر من نصره، واخذل من خذله". سهل بن عامر قال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة، وكان يفتعل الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) ورواه محمد بن خالد الواسطي أيضاً عن شريك قال: قلت لأبي إسحاق: أسمعت من زيد بن أرقم هذا؟ قال: نعم. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1375) ومحمد بن خالد كذبه ابن معين، وضعفه أبو زرعة وغيره.

8 - جابر بن الحر. أخرجه العقيلي (3/ 271) عن القاسم بن محمد النّهمي ثنا مخول بن إبراهيم ثنا جابر بن الحر عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر عن عليّ مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" وقال: وقد روي هذا بإسناد أصلح من هذا الإسناد" وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (15) من طريق إسحاق بن إبراهيم ثنا جابر بن الحر به. 9 - حُبيب بن حَبيب الزيات. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5059) عن أحمد بن زهير التستري ثنا علي بن حرب الجند يسابوري ثنا إسحاق بن إسماعيل حيويه ثنا حبيب بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وزيد بن أرقم قالا: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه". وحُبيب بن حبيب قال أبو زرعة: واهي الحديث. 10 - موسى بن عثمان الحضرمي. أخرجه ابن عدي (6/ 2349) وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (87) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (18) من طريق عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم والبراء قالا: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال "ألا إنّ الله وليي، وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه" قال ابن شاهين: هذا حديث غريب صحيح، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو مائة نفس وفيهم العشرة، وهو حديث ثابت، لا أعرف له علة" قلت: موسى بن عثمان قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث جداً. 9 - عمرو بن ثابت بن هُرْمُز البكري الكوفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5058) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن هُبيرة بن يَرِيْم عن سعيد بن وهب وحبة العرني وزيد بن أرقم أنّ عليا ناشد الناس: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت وليه فعليّ وليه" فقام بضعة عشر فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت وليه فعليّ وليه"

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو وعمرو بن ثابت. التاسع: يرويه علي بن الحسن العبدي عن سعد عن الأَصْبَغ بنُ نباتَة قال: نشد الناس علي في الرّحْبة: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم؟ فقام بضعة عشر رجلاً، منهم أبو أيوب الأنصاري فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ بيدك يوم غدير خم فقال "ألستم تشهدون أن قد بلغت ونصحت؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت. قال: "ألا إنّ الله وليي، وأنا ولي المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه" أخرجه ابن قدامة المقدسي في "المتحابين" (92) وسعد هو ابن طَرِيف قال أحمد وجماعة: ضعيف الحديث، والأصبغ قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وأما حديث بريدة فله عنه طرق: الأول: يرويه الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن (¬1) بريدة عن أبيه أنه مرّ على مجلس وهم يتناولون من عليّ، فوقف عليهم فقال: إنّه قد كان في نفسي على عليّ شيء، وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية عليها عليّ، وأصبنا سبيا، فأخذ عليّ جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك، فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: إنّ عليا أخذ جارية من الخمس، قال: وكنت رجلاً مِكْبابا، فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تغير، فقال "من كنت وليه فعليّ وليه" أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 57) وفي "مسنده" (المطالب 3928) وأحمد (5/ 350 و 358 و 361) وفي "الفضائل" (947 و 1177) واللفظ له وابن أبي عاصم (1354) والبزار (كشف 2535) والنسائي في "الخصائص" (80) وفي "الكبرى" (8144) والروياني (62) وابن حبان (6930) والحاكم (2/ 129 - 130 و 130) واللالكائي (2637 و 2638) من طرق عن الأعمش به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية سعد بن عبيدة عن ابن بريدة (¬2). ¬

_ (¬1) قلت: هو عبد الله كما جاء مسمى عند الحاكم. (¬2) وقال البوصيري: سنده صحيح، مختصر الإتحاف 9/ 195

الثاني: يرويه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: حدثني بريدة قال: بعثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عليّ إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما رجعت شكوته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع رأسه إليّ وقال "يا بريدة، من كنت مولاه فعليّ مولاه" أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 83 - 84) وأحمد (5/ 347) وفي "الفضائل" (989) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2357) والنسائي في "الخصائص" (82) وفي "الكبرى" (8145) والحاكم (3/ 110) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 129 - 130) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وسمويه في "الفوائد" (49) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2358) والبزار (كشف 2533) والنسائي في "الخصائص" (81) واللفظ له والآجري في "الشريعة" (1513 و 1514) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري قالا: ثنا عبد الملك بن أبي غَنيِّة عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج مسلم رواية عبد الملك عن الحكم، ولم يخرج الشيخان رواية ابن عباس عن بريدة، والحديث إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد الحكم بن عتيبة به بل تابعه عدي بن ثابت الكوفي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة به. أخرجه البزار (كشف 2534) عن خالد بن مخلد الكوفي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2359) عن حسين بن حسن الفزاري كلاهما عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم عن عدي بن ثابت به. قال البزار: لا نعلم أسند ابن عباس عن بريدة إلا هذا" قلت: وعبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. الثالث: يرويه عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه الطبراني في "الصغير" (191) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 126) ثنا أحمد بن إسماعيل بن يوسف العابد الأصبهاني ثنا أحمد بن الفرات الرازي ثنا عبد الرزاق أنبا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن عيينة إلا عبد الرزاق، تفرد به أحمد بن الفرات" قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه كلهم ثقات، وأحمد بن إسماعيل بن يوسف ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا. ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه: 1 - حسين بن الحسن الأشقر الفزاري. أخرجه ابن عدي (2/ 772) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 23) وقال: غريب من حديث طاوس لم نكتبه إلا من هذا الوجه" قلت: وحسين الأشقر مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 2 - شهاب بن عباد العبسي. أخرجه ابن الأعرابي (ق 24 - 25) عن أبي بكر محمد بن صالح الأنماطي كيلجة ثنا شهاب بن عباد به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وشهاب بن عباد العبسي كذا في الأصل والذي يغلب على الظن أنّه مصحف من العبدي وهو أبو عمر الكوفي وثقه أبو حاتم والعجلي وغيرهما. ولم ينفرد عمرو بن دينار به بل تابعه ابن طاوس عن أبيه عن بريدة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (348) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا عبد الرزاق عن مَعْمر عن ابن طاوس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن طاوس إلا ابنه، ولا عن ابن طاوس إلا معمر وابن عيينة، تفرد به عبد الرزاق" قلت: رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (20388) عن معمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه مرسلاً.

وأخرجه أحمد في "الفضائل" (1007) عن عبد الرزاق به. وهذا أصح. وأما حديث زيد بن أرقم فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي عن زيد بن أرقم، وعن أبي الطفيل غير واحد، منهم: 1 - حبيب بن أبي ثابت. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1365) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 118) والبزار (كشف 2538 و 2539) والنسائي في "الخصائص" (79) وفي "الكبري" (8148) والطحاوي في "المشكل" (1765) والطبراني في "الكبير" (4969 و4970) وفي "الأوسط" (1987) والآجري (1523و 1706) والحاكم (3/ 109) وأبو نعيم في "الصحابة" (2966) من طرق عن الأعمش ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال "كأني قد دعيت فأجبت، وإني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض" ثم قال "إنّ الله مولاي، وأنا وليّ كل مؤمن" ثم أخذ بيد عليّ فقال "من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" فقلت لزيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه، وسمعه بأذنيه. اللفظ للنسائي قال الطحاوي: هذا الحديث صحيح الإسناد، لا طعن لأحد في أحد من رواته" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬1) وقال ابن كثير: قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح" البداية 5/ 209 قلت: هو صحيح كما قالوا، وحبيب وإن كان مدلساً إلا أنّ فطر بن خليفة قد تابعه عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم كما تقدم في حديث عليّ. واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت، فرواه كامل بن العلاء أبو العلاء الكوفي عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جَعْدة عن زيد بن أرقم. ¬

_ (¬1) قلت: لم يخرج الشيخان رواية حبيب عن أبي الطفيل ولا رواية أبي الطفيل عن زيد.

أخرجه ابن أبي عاصم (¬1) في "السنة" (1364) وابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 212) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (112) والطبراني في "الكبير" (4986) وابن عدي (6/ 2102) والحاكم (¬2) (3/ 533) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (19) والأول أصح، وكامل أبو العلاء مختلف فيه. 2 - حكيم بن جبير الأسدي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4971) والمزي (11/ 90) وحكيم قال أحمد وغيره: ضعيف. 3 - سلمة بن كُهيل الكوفي. واختلف عنه: - فقال شعبة: عن سلمة بن كُهَيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد أو زيد بن أرقم -شعبة الشاك- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال "من كنت مولاه فعليّ مولاه" فقال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس. أخرجه أحمد في "الفضائل" (959) عن محمد بن جعفر غُنْدر ثنا شعبة به. وأخرجه الترمذي (3713) والمحاملي (35) والطبراني في "الكبير" (3049) من طرق عن محمد بن جعفر به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. - وقال سليمان بن قرة: عن سلمة بن كهيل ثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول: أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 145) - وقال محمد بن سلمة بن كهيل: عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنّه سمع زيد بن أرقم يقول: فذكر نحو حديث حبيب عن أبي الطفيل. زاد فيه "عن ابن واثلة" وما أظنه إلا وهما فإنّ ابن واثلة هو أبو الطفيل. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن يحيى بن جعدة. (¬2) وقال: صحيح الإسناد"

أخرجه الحاكم (3/ 109 - 110) وقال: صحيح على شرطهما" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجا لمحمد، وقد وهاه السعدي" قلت: وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف. الثاني: يرويه عطية بن سعد العوفي قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إنّ ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن عليّ يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم. فقلت له: ليس عليك مني بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد عليّ فقال "يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى، قال "فمن كنت مولاه فعليّ مولاه" قال: فقلت له: هل قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت. أخرجه أحمد (4/ 368) وفي "الفضائل" (992) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (¬1) (5069 و 5070) والآجري (1522) عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي الكوفي والطبراني (5071) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 235) عن فضيل بن مرزوق الكوفي كلاهما عن عطية به. وإسناده ضعيف لضعف عطية. الثالث: يرويه ميمون أبو عبد الله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير فخطبنا وظلل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال "ألستم تعلمون أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ " قالوا: بلى، قال "فمن كنت مولاه فإنّ عليا مولاه، اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه" أخرجه أحمد (4/ 372 و 372 - 373) وفي "الفضائل" (1017) واللفظ له وابن أبي ¬

_ (¬1) وزاد في الموضع الأول "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

عاصم في "السنة" (1362) والبزار (كشف 2537) والنسائي في "الخصائص" (84) والدولابي في "الكنى" (2/ 61) والطبراني في "الكبير" (5092) وابن عدي (6/ 2408) والخطيب في "المدرج" (1/ 565 - 566 و 566 - 567) والآجري في "الشريعة" (1520) من طرق عن ميمون به (¬1). قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن وقد صحح الترمذي بهذا الإسناد حديثا" البداية 5/ 212 قلت: بل إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله. الرابع: يرويه الحسن بن عبيد الله النخعي عن أبي الضُّحَى مسلم بن صُبَيْح عن زيد بن أرقم مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1371) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثنا عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله الواسطي عن الحسن بن عبيد الله به. ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع أبو الضحى من زيد بن أرقم أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. ولم ينفرد خالد بن عبد الله الواسطي به بل تابعه علي بن عابس الكوفي عن الحسن بن عبيد الله به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4983) وعلي بن عابس قال ابن معين وغيره: ضعيف. لكن لا بأس به في المتابعات فقد قال الدارقطني: يعتبر به، وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. الخامس: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن حبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري عن أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشجرات فقم ما تحتها ورش، ثم خطبنا فوالله ما من شيء يكون إلى أن تقوم الساعة إلا وقد أخبرنا به يومئذ، ثم قال "يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ " قلنا: الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا، قال "فمن كنت مولاه فهذا مولاه" يعني عليا، ثم أخذ بيده فكشطها ثم قال "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" ¬

_ (¬1) وفي رواية: قال ميمون: فحدثني بعض القوم عن زيد: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

أخرجه الطبراني في "الكبير" (5128) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يوسف بن موسى القطان ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به. قال الهيثمي: وفيه حبيب بن خلاد الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 105 قلت: حبيب هو ابن زيد بن خلاد الأنصاري وهو من رجال التهذيب، أخرج له أصحاب السنن الأربعة ووثقه ابن معين والنسائي وغيرهما. وسلمة بن الفضل مختلف فيه، وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من حبيب بن زيد، وأنيسة ذكرها ابن حبان في "الثقات"، والحضرمي والقطان ثقتان. السادس: يرويه سلمة بن كهيل عن أبي عبد الله الشيباني قال: كنت جالسا في مجلس بني الأرقم فأقبل رجل من مراد يسير على دابته حتى وقف على المجلس فسلم فقال: أفي القوم زيد؟ قالوا: نعم هذا زيد. فقال: أنشدك بالله الذي لا إله إلا هو يا زيد: أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعليّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"؟ قال: نعم. فانصرف عنه الرجل. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5065) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه به. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو ويحيى بن سلمة. السابع: يرويه سليمان بن قَرْم البصري عن هارون بن سعد عن ثُوَيْر بن أبي فاختة عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الغدير فقال "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى. فأخذ بيد عليّ فقال "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (5066) وثوير ضعفوه. الثامن: يرويه الأعمش عن أبي ليلى الحضرمي عن زيد بن أرقم قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ألست أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: بلى. فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه". أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1369) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثنا عاصم بن مهجع ثنا يونس بن أرقم عن الأعمش به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5068) عن عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات به. ويونس بن أرقم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن خراش: لين الحديث، والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من أبي ليلى، وأبو ليلى لم أعرفه، وعبد الله بن محمد ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وأحمد بن الفرات وعاصم بن مهجع ثقتان. التاسع: يرويه يونس بن خَبّاب الكوفي ثنا يزيد بن شريك عن زيد بن أرقم مرفوعاً "من كنت وليه فعليّ وليه" أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 154) عن زكريا بن يحيى الواسطي ثنا إبراهيم بن عطية الثقفي أبو إسحاق ثنا يونس بن خباب به. وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن عطية قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. العاشر: يرويه سلمة بن كهيل عن أبي ليلى الكندي قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة فسأله رجل من القوم فقال: أبا عامر أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم لعليّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ قال: نعم. قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم قد قالها له أربع مرات؟ فقال: نعم. أخرجه القطيعي في "زيادات الفضائل" (1048) عن علي بن الحسين ثنا إبراهيم بن إسماعيل ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل به. وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل هو ابن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو مختلف فيه، وأبوه إسماعيل قال الدارقطني: متروك الحديث، وجده يحيى قال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. الحادي عشر: يرويه أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي عن الحكم بن عتيبة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي إسرائيل عن الحكم عن أبي سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم قال: استنشد عليّ الناس فقال: أنشد الله رجلاً سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا. أخرجه أحمد (5/ 370)

عن الأسود بن عامر الشامي والطبراني في "الكبير" (4996) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (120) والمزي (33/ 368) عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسرائيل به. - وقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4985) والأول أصح. وإسماعيل بن عمرو قال أبو حاتم وغيره: ضعيف، وأبو إسرائيل مختلف فيه، وأبو سلمان المؤذن قال الدارقطني: مجهول. الثاني عشر: يرويه خلف بن خليفة عن أبي هارون العبدي عن زيد بن أرقم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم غدير خم "من كنت مولاه فعلي مولاه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (5096) ورواه حماد بن زيد عن أبي هارون عن رجل عن زيد بن أرقم به وزاد "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" أخرجه الطبراني (5097) وأبو هارون قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. الثالث عشر: يرويه عمارة الأحمر قال: أخبرني حبيب بن زيد وأبو ليلى مولى بني فلان بن سعيد وحبيب بن ياسر قالوا: كنا مع زيد بن أرقم جلوس، فجاءه رجل فجلس فقال: إنّ الناس قد أكثروا في هذين الرجلين علي وعثمان، فأخبرني عنهما، قال: لا أحدثك إلا بما شهدته ووعاه قلبي، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقبلني بوجهه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى، فأعادها علينا ثلاثاً، كل ذلك نقول: بلى يا رسول الله، وعلىّ ساكت، قال "قم يا عليّ" وأخذ بعضده أو بعضديه، فرفعها، أو فرفعهما: من كنت مولاه فعلي مولاه"

أخرجه البزار (كشف 2540) عن محمد بن معمر البحراني ثنا أبو عاصم ثنا عمارة الأحمر به. وعمارة الأحمر قال الذهبي في "الميزان": شيخ لأبي عاصم النبيل مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. الرابع عشر: يرويه سليمان بن قرة عن محمد بن السائب ثني عبد الله بن باقل اليماني عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الدوحات وهنّ غدير خم يقول "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى، قال "فمن كنت مولاه فعلي مولاه" أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 145) الخامس عشر: يرويه نوح بن قيس ثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم عن زيد بن أرقم. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (1/ 152) وأما حديث سعد بن أبي وقاص فله عنه طرق: الأول: يرويه موسى بن مسلم الشيباني الصغير عن عبد الرحمن بن سابط قال: قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية، فغضب سعد فقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: له ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إليّ من الدنيا وما فيها، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه" وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي" وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله". أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 61 - 62) وابن ماجه (121) وابن أبي عاصم في "السنة" (1387) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير والنسائي في "الخصائص" (12) عن عبد السلام بن حرب الملائي كلاهما عن موسى بن مسلم به. ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع عبد الرحمن بن سابط من سعد بن أبي وقاص.

الثاني: يرويه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن عبد الواحد بن أيمن واختلف عنه: - فقال محمد بن يحيى الذهلي: ثنا عبد الله بن داود ثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جده قال: ذكر بريدة أنّ معاوية لما قدم نزل بذي طوى فجاء سعد فأقعده على سريره فقال سعد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من كنت مولاه فعليّ مولاه" أخرجه ابن أبي عاصم (1359) - وقال نصر بن علي الجَهْضَمي: أنا عبد الله بن داود عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه أنّ سعدا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه النسائي في "الخصائص" (83) الثالث: يرويه المهاجر بن مسمار القرشي واختلف عنه: - فقال موسى بن يعقوب الزَّمْعِي: عن المهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد عن سعد قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد علي فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: نعم، صدقت يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال "من كنت وليه فهذا وليه، وإنّ الله يوالي من والاه، ويعادي من عاداه" أخرجه ابن أبي عاصم (1189) والبزار (1203) والنسائي في "الخصائص" (9 و 94 و 95) وابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 212) والطحاوي في "المشكل" (1767 و 1768) من طرق عن موسى بن يعقوب به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يروى من حديث عائشة بنت سعد عن أبيها إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى المهاجر بن مسمار عن عائشة عن أبيها إلا هذا الحديث" وقال ابن كثير: الزمعي صدوق، وقال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 9/ 107 قلت: الزمعي مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. لكنه لم ينفرد به بل تابعه يعقوب بن جعفر بن أبي كثير المدني عن المهاجر بن مسمار قال: أخبرتني عائشة بنت سعد عن سعد قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطريق مكة، وهو موجه إليها، فلما بلغ غدير خم وقف الناس، ثم ردّ من مضى، ولحقه من تخلف، فلما اجتمع الناس إليه قال "أيها الناس: هل بلغت؟ " قالوا: نعم، قال "اللهم اشهد" ثلاث مرات يقولها، ثم قال "أيها الناس من وليكم؟ " قالوا: الله ورسوله، ثلاثاً، ثم أخذ بيد عليّ فأقامه ثم قال "من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه".

أخرجه النسائي في "الخصائص" (96) واللفظ له وابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 212 - 213) والطحاوي في "المشكل" (1766) ويعقوب بن جعفر ترجمه المزي في "التهذيب" ولم يذكر عنه راويا إلا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني فهو مجهول، وقال الطحاوي: ليس بالمشهور بالعلم، ولا عند أهله من أهل المثبت في الرواية. - وقال إبراهيم بن المهاجر بن مسمار: عن أبيه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: قال سعد: أما والله إني لأعرف عليا وما قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد لقال لعلي يوم غدير خم ونحن قعود معه، فأخذ بضبعه ثم قام به ثم قال "أيها الناس من مولاكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه" وذكر الحديث أخرجه الهيثم بن كليب (106) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (17) وإبراهيم بن المهاجر قواه ابن معين، وضعفه النسائي وجماعة. الرابع: يرويه خيثمة بن عبد الرحمن الكوفي قال: سمعت سعد بن مالك وقال له رجل: إنّ عليا يقع فيك أنّك تخلفت عنه. فقال سعد: والله إنّه لرأي رأيته، وأخطأ رأيي، إنّ علي بن أبي طالب أعطي ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم بعد حمد الله والثناء عليه "هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين؟ " قلنا: نعم، قال "اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، وال من والاه، وعاد من عاداه" وذكر الحديث. أخرجه الحاكم (3/ 116 - 117) من طريق محمد بن فضيل الكوفي ثنا مسلم الملائي عن خيثمة به. قال الذهبي: سكت الحاكم عن تصحيحه ومسلم متروك" الخامس: يرويه عبد الله بن شريك الكوفي عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فذكر الحديث وفيه طول وفيه: والرابعة: يوم غدير خم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبلغ ثم قال "يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " ثلاث مرات، قالوا: بلى، قال "ادن عليّ" فرفع يده ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال "من كنت مولاه فعليّ مولاه" حتى قالها ثلاث مرات. أخرجه الهيثم بن كليب (63) واللفظ له

عن أحمد بن شداد الترمذي وابن أبي عاصم في "السنة" (1376) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي قالا: ثنا علي بن قادم ثنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك به. وعلي بن قادم وعبد الله بن شريك مختلف فيهما، والحارث بن مالك قال النسائي: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. السادس: يرويه عبد الله بن أبي نجيح المكي عن أبيه عن ربيعة الجُرَشي قال: ذكر عليّ عند معاوية وعنده سعد بن أبي وقاص، فقال له سعد: أيذكر عليّ عندك؟ إنّ له لمناقب أربع لأن يكون لي واحدة منهنّ أحب إلي من كذا وكذا ذكر حمر النعم، قوله "لأعطين الراية" وقوله "بمنزلة هارون من موسى" وقوله "من كنت مولاه" ونسي سفيان الرابعة. أخرجه ابن أبي عاصم (1386) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به. وابن كاسب مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث طلحة فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" والبزار (كشف 2528) والنسائي في "مسند علي" (تهذيب الكمال 9/ 200) عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا حسين بن حسن ثنا رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جده أنّ عليا قال لطلحة: أنشدك بالله: أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه" قال: نعم. وأخرجه المزي (9/ 200) من طريق أبي بكر بن فُوْرَك القباب أنا ابن أبي عاصم به. وإسناده ضعيف، حسين بن حسن هو الأشقر وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وإياس بن نُذَير مجهول كما في "الميزان" و"التقريب". وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو بَلْج يحيى الفزاري ثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة وهي فذكر حديثا طويلًا وفيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من كنت مولاه فإنّ مولاه عليّ" أخرجه أحمد (1/ 330 - 331 و 331) وفي "الفضائل" (1168) وابن أبي عاصم في

"السنة" (1351) والبزار (كشف 2525 و 2536) والنسائي في "الخصائص" (24) والطحاوي في "المشكل" (3586) والطبراني في "الكبير" (12593) والآجري في "الشريعة" (1488 و 1527) والحاكم (3/ 132 - 134) من طريق أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي ثنا أبو بلج به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن، أبو بلج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، والوضاح وعمرو ثقتان (¬1). الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله -عز وجل- {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} [المائدة: 67] نزلت في عليّ، أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد علي فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 145 - 146) والكلبي قال مسلم وجماعة: متروك الحديث. الثالث: يرويه المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 343 - 344) من طريق عبيد الله بن جعفر بن محمد الرازي ثنا عامر بن بشر ثنا أبو حسان الزيادي ثنا الفضل بن الربيع عن أبيه عن المنصور به. والفضل بن الربيع هو ابن يونس حاجب هارون الرشيد، وأبوه الربيع بن يونس كان حاجب أبي جعفر المنصور، والمنصور هو أبو جعفر الخليفة العباسي واسمه عبد الله بن محمد بن علي. وأبو حسان الزيادي اسمه الحسن بن عثمان بن حماد وثقه الخطيب. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه داود بن يزيد الأودي عن أبيه قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا ¬

_ (¬1) وقد أعل الحديث. انظر شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 688 ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية 5/ 34 وميزان الاعتدال للذهبي 4/ 384

إليه، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: نعم. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 68) وفي "مسنده" (المطالب 3930) عن شريك بن عبد الله القاضي عن داود الأودي به. وأخرجه أبو يعلى (6423) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البزار (كشف 2531) وابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 213) وابن عدي (3/ 948 و 4/ 1327) من طرق عن شريك به (¬1). وشريك مختلف فيه، وداود الأودي ضعفوه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه ادريس بن يزيد أخوه عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 2532) عن أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي ثنا رجل عن منصور بن أبي الأسود عن داود وادريس عن أبيهما عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم (¬2). ورواه عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن ادريس عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 2532) والطبراني في "الأوسط" (1115) وابن المقرئ في "المعجم" (18) وعكرمة بن إبراهيم قال النسائي: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بشيء. الثاني: يرويه مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ ¬

_ (¬1) تابعه عبد النور عن داود الأودي عن أبيه به. أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 146) (¬2) هكذا رواه البزار عن أحمد بن يحيى الصوفي فقال: ثنا رجل، ولم يسمه، وقال: عن داود وإدريس عن أبيهما. ورواه غير واحد عن أحمد بن يحيى الصوفي قال: ثنا علي بن ثابت الدهان. وقالوا: عن إدريس عن أخيه داود عن أبيهما، منهم: 1 - أحمد بن علي بن الجارود. 2 - محمد بن محمد بن الأشعث. 3 - أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة. أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (746 و 747)

النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي بن أبي طالب فقال "ألست ولي المؤمنين؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 290) والشجري في "أماليه" (1/ 42 و 146 و 259) من طريق أبي نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري قالا: ثنا علي بن سعيد الرملي ثنا ضَمْرة بن ربيعة القرشي عن ابن شَوْذب عن مطر به. قال ابن كثير: حديث منكر جداً بل كذب لمخالفته لما ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنّ هذه الآية نزلت في يوم الجمعة يوم عرفة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بها، وكذا قوله: إنّ صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم غدير خم يعدل صيام ستين شهرا، لا يصح لأنّه قد ثبت ما معناه في الصحيح أنّ صيام شهر رمضان بعشرة أشهر فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا هذا باطل. وقد قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي بعد ايراده هذا الحديث: هذا حديث منكر جداً. ورواه حبشون الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد النيري وهما صدوقان عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة. قال: وأما هذا الصوم فليس بصحيح ولا والله ما نزلت هذه الآية إلا يوم عرفة قبل غدير خم بأيام" البداية 5/ 214 قلت: ورواه أيضاً أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر الخواص المعروف بالخلدي ثنا علي بن سعيد الرملي به. أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 73) الثالث: يرويه عمرو بن ثابت بن هُرْمز الكوفي عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن أبي هريرة قال: جاء رجل من الأنصار فقال: أنشدك بالله سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ قال: نعم. أخرجه ابن عدي (5/ 1773) في ترجمة عمرو بن ثابت وقال: الضعف على رواياته بين" قلت: والسري بن إسماعيل الكوفي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 377) من طريق الحسن بن علي بن سهل العاقولي ثنا حمدان بن المختار ثنا حفص بن عبيد الله بن عمر عن سفيان الثوري عن علي بن زيد عن أنس مرفوعاً "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

قال ابن كثير: قال الذهبي: إسناده واه" البداية 5/ 214 قلت: علي بن زيد بن جُدعان قال ابن معين وجماعة: ضعيف. وله طريق أخرى عند ابن البختري في "الأمالي" (15) وفي "حديثه" (269) والآجري (1525) وفيها مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي عاصم (1366) عن الأعمش والطبراني في "الأوسط" (8429) عن فضيل بن مرزوق الكوفي كلاهما عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه" قال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: إسناده واه" البداية 5/ 214 قلت: عطية العوفي قال النسائي وغيره: ضعيف. وأما حديث مالك بن الحويرث فأخرجه الطبراني (19/ 291) والآجري في "الشريعة" (1516) وابن عدي (6/ 2378) من طريق عمران بن أبان ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث ثني أبي عن جدي رفعه "من كنت مولاه فعليّ مولاه" قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد عن مالك بن الحسن هذا لا يرويه عن مالك إلا عمران بن أبان الواسطي، وعمران بن أبان لا بأس به وأظن أنّ البلاء فيه من مالك بن الحسن هذا فإنّ هذا الإسناد بهذا الحديث لا يتابعه عليه أحد" وقال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: إسناده واه" البداية 5/ 214 قلت: مالك بن الحسن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الديوان": تفرد بالرواية عنه عمران بن أبان. فهو مجهول، وقال البغوي: ليس بمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": منكر الحديث. وأما حديث حبشي بن جنادة فأخرجه ابن أبي عاصم (1360) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 199) عن علي بن بحر البغدادي وابن عدي (3/ 1106 - 1107)

عن محمد بن حميد الرازي قالا: ثنا سلمة بن الفضل ثنا سليمان بن قَرْم الضبي عن أبي إسحاق قال: سمعت حبشي بن جنادة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي يوم غدير خم "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعز من أعانه" اللفظ لابن عدي وسليمان بن قرم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو إسحاق السبيعي اختلط بأخرة ولم أر أحدا صرح بسماع سليمان بن قرم منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عمر بن شبيب المسلي عن عبد الله بن عيسى عن عطية عن ابن عمر مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" أخرجه ابن عدي (5/ 1691) بإسناده ضعيف لضعف عمر بن شبيب. الثاني: يرويه جميل بن عمارة الوالبي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه" أخرجه ابن أبي عاصم (1357) عن محمد بن عوف الطائي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسماعيل بن نشيط عن جميل بن عمارة به. وأخرجه ابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 213) عن محمد بن عوف به. إلا أنّه وقع عنده: عن سالم بن عبد الله بن عمر -قال ابن جرير: أحسبه قال: عن عمر وليس في كتابي- وزاد "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه". ورواه يونس بن بكير الشيباني عن إسماعيل بن نشيط ولم يسم ابن عمر. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/375) وقال: في إسناده نظر" وقال ابن كثير: وهذا حديث غريب بل منكر وإسناده ضعيف، قال البخاري في جميل بن عمارة هذا: فيه نظر" قلت: وإسماعيل بن نشيط مختلف فيه: قال أبو حاتم: ليس بالقوي شيخ مجهول، وقال أبو زرعة: صدوق. وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 59) وفي "مسنده" (المطالب 3929)

وعنه ابن أبي عاصم (1356) قال: ثنا المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه". وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1519) من طريق عبد الله بن عمر الكوفي ثنا المطلب به. وأخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1042) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 234 - 235) من طريق أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا المطلب به. قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث ابن عقيل، تفرد به المطلب بن زياد الكوفي الثقفي عنه" وقال الذهبي: وهو حديث صالح الإسناد" وقال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن" البداية 5/ 213 قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والمطلب (¬1) مختلف فيه أيضاً: وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره وللحديث طريق أخرى عند الطبراني في "مسند الشاميين" (2128) قال: ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح ثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة وبكر بن سوادة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر: فذكر حديثا وفيه "اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث أبي أيوب فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 60) وأحمد (5/ 419) وابن أبي عاصم (1355) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1822) والطبراني في "الكبير" (4052 و 4053) والآجري (1517) من طرق عن حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رِياح بن الحارث قال: جاء رهط إلى عليّ بالرحبة فقالوا: السلام عليكم يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم يقول "من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه" قال رياح: فلما مضوا تبعتهم، فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري. ¬

_ (¬1) تابعه عمرو بن ثابت بن أبي المقدام الكوفي عن عبد الله بن محمد بن عقيل به. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1518) وعمرو قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

وإسناده صحيح. وأما حديث البراء فله عنه طريقان: الأول: يرويه علي بن زيد بن جُدْعان عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرتين فصلّى الظهر وأخذ بيد عليّ فقال "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم" قالوا: بلى، قال "ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه" قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فقال "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 78) وأحمد (4/ 281) وفي "الفضائل" (1016) عن عفان بن مسلم الصفار وابن ماجه (116) عن أبي الحسين زيد بن الحباب وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 281) عن هُدْبة بن خالد البصري والآجري (1524) عن حجاج بن منهال البصري أربعتهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به. ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1363) وأبو يعلى والحسن بن سفيان في مسنديهما كما في "البداية" (5/ 209 - 210) عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي عن عدي بن ثابت عن البراء. وهكذا رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عن حماد به. أخرجه ابن جرير في "غدير خم" (البداية 5/ 210) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن أبي سلمة التبوذكي. ورواه عمران بن عبد الرحيم عن زيد بن عوف وأبي سلمة التبوذكي عن حماد ولم يذكر أبا هارون.

أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 145) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان" المصباح 1/ 19 قلت: وأبو هارون العبدي واسمه عُمارة بن جُوين قال النسائي وغيره: متروك الحديث. الثاني: يرويه أبو حنيفة سعيد بن بيان سابق الحاج عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغدير قام في الظهيرة، فأمر بقم الشجرات، ثم جمعت له أحجار، وأمر بلالاً فنادى في الناس، فاجتمع المسلمون، فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على تلك الأحجار، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أيها الناس من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأبغض من أبغضه، وأحب من أحبه، وعز من نصره". قال أبو إسحاق: قال البراء: في يوم صائف شديد حره، حتى جعل الرجل منا بعض ثوبه تحت قدمه، وبعضه على رأسه. فلما همّ بالنزول قال "ألستم تشهدون أني أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: بلى. قال "فمن كنت مولاه فعليّ مولاه". أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 160) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 244) واللفظ له من طريق إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا أبو حنيفة به. وإبراهيم بن محمد بن ميمون ترجمه الحافظ في "اللسان" وقال: ذكره الأسدي في "الضعفاء" وقال: إنّه منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقلت من خط شيخنا أبي الفضل الحافظ أنّ هذا الرجل ليس بثقة. وشيخه ذكر الخطيب الحديث في ترجمته وقال: لا نعلم أسند غير هذا الحديث الواحد. وأما حديث أسعد بن زرارة فأخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 191) من طريق ابن عقدة ثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري ثنا أبي ثنا مثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال أبي أيوب بن مقلاص الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه" محمد بن المفضل وأبوه والمثنى بن القاسم لم أر من ترجمهم. وأما حديث حذيفة بن أسيد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3052) من طريق زيد بن الحسن الأنماطي ثنا معروف بن خَرَّبُوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "أيها الناس إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه -يعني عليا- اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

زيد بن الحسن مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. ومعروف بن خربوذ مختلف فيه كذلك: ذكره ابن حبان في "الثقات"، واحتج به الشيخان، وضعفه ابن معين وغيره. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لما صدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع، فذكرا الحديث. أخرجه ابن عقدة في "الموالاة" (الإصابة 5/ 296) قال الحافظ: وأخرجه أبو موسى من طريق ابن عقدة وقال: غريب جداً" وأما حديث عمارة فأخرجه البزار (كشف 2530) عن محمد بن عثمان بن كرامة الكوفي ثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن نشيط عن جميل بن عمارة قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، وهو آخذ بيد علي "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" وقال: لا نعلم روى عن جميل بن عمارة إلا إسماعيل" قلت: وهو مختلف فيه كما تقدم، وجميل قال البخاري: فيه نظر. وأما حديث عمار بن ياسر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6228) عن محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: وقف على عليّ بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعلمه بذلك، فنزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} [المائدة: 55] فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمار بن ياسر إلا بهذا الإسناد، تفرد به خالد بن يزيد" (¬1) ¬

_ (¬1) قلت: له إسناد آخر. قال ابن عقدة في "الموالاة" (تهذيب الكمال 33/ 284): ثنا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي عن أبيه عن علي بن عابس عن عمرو بن عمير أبي الخطاب الهجري عن زيد بن وهب الهجري عن أبي نوح الحميري عن عمار قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم يقول: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف علي بن عابس الكوفي.

قلت: كذبه ابن معين وأبو حاتم وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. وأما حديث يعلي بن مرة فأخرجه ابن عقدة في "الموالاة" (الإصابة 5/ 296 - 297) وأبو موسى المديني (¬1) (أسد الغابة 3/ 139) من طريق عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" فلما قدم عليّ الكوفة نشد الناس: من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فانتشد له بضعة عشر رجلاً، فيهم: عامر بن ليلى الغفاري. وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله. وأما حديث العدة الذين لم يسموا فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 363 - 364) من طريق عمر بن شبة ثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من قريش، قال: من أي قريش؟ قلت: من بني هاشم، قال: من أي بني هاشم؟ قال: فسكت. فقال: من أي بني هاشم؟ قلت: مولى عليّ، قال: من علي، فسكت، قال: فوضع يده على صدري وقال: وأنا والله مولى علي بن أبي طالب، ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه". وقال: غريب من حديث عمر، تفرد به عمر بن شبة عن عيسى" قلت: وعيسى قال الدارقطني: متروك الحديث. وأما حديث أبي ذؤيب فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6779) عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى ثنا محمد بن سهل بن الحسن العطار ثني عبد الله بن محمد البلوي ثنا عمارة بن زيد ثنا عبد الله بن العلاء ثنا محمد بن مخشي العدواني عن الأخنس بن زهير عن أبي ذؤيب قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم وقد نصب علي بن أبي طالب للناس وهو يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" فيه من لا يعرف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 290) عن أبي موسى أنا حمزة بن العباس العلوي أبو محمد أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة أنا الحسن بن زياد بن عمر أنا عمر بن سعيد البصري عن عمر بن عبد الله بن يعلى به.

3741 - حديث أبي سعيد مرفوعاً "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة، ولم يلبسه هو" قال الحافظ: أخرجه الطيالسي وصححه ابن حبان" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 294) عن هشام الدَّستُوائي عن قتادة عن داود السَّرَّاج عن أبي سعيد به مرفوعاً. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 246) وفي "المشكل" (4845) عن بكار بن قتيبة البكراوي عن الطيالسي به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 589) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (3/ 23) ومن طريقه المزي (8/ 471) عن يحيى بن سعيد القطان والنسائي في "الكبرى" (9611) والطحاوي في "المشكل" (4849) وابن حبان (5437) والحاكم (4/ 191) والخطيب في "المدرج" (1/ 589 - 590) عن معاذ بن هشام الدستوائي وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 8) عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي ثلاثتهم عن هشام الدستوائي عن قتادة به. - ورواه شعبة عن قتادة واختلف عنه: • فرواه الطيالسي عن شعبة عن قتادة عن داود السراج عن أبي سعيد مرفوعاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9608) والطحاوي في "المشكل" (4847) والخطيب في "المدرج" (1/ 587) • ورواه يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن قتادة عن أبي داود عن أبي سعيد مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 12/ 129 (كتاب الأشربة - باب رقم 1) (¬2) 12/ 405 (كتاب اللباس - باب لبس الحرير للرجال)

أخرجه النسائي (9607) والطحاوي في "المشكل" (4846) وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب: داود السراج" • ورواه غير واحد عن شعبة عن قتادة عن داود السراج عن أبي سعيد موقوفاً، منهم: 1 - شَبَابة بن سَوّار المدائني. أخرجه النسائي (9609) 2 - يحيى بن أبي بكير الكرماني. أخرجه النسائي (9610) والطحاوي (4848) 3 - علي بن الجَعْد الجوهري. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1010) والخطيب في "الكفاية" (ص 334) وفي "المدرج" (1/ 589) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3101) 4 - محمد بن جعفر غُنْدر. أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 588) 5 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 353 - 354) والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة (¬1). وقال الحاكم: صحيح" قلت: رواته ثقات غير داود السراج ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: مجهول لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه قتادة فقط. وللفقرة الأولى من الحديث شاهد عن جماعة من الصحابة، وأما الفقرة الثانية منه فلم أرها إلا في هذا الحديث، والله تعالى أعلم. وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد عند ابن البختري في "حديثه" (624) وفيه سيف بن مسكين الأسواري ويزيد الرقاشي وهما ضعيفان. ¬

_ (¬1) قال شعبة: قال هشام الدستوائي -وكان أحفظ عن قتادة وأكثر مجالسة له مني-: هو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" السنن الكبرى للنسائي 5/ 471 - المدرج للخطيب 1/ 589

3742 - "من لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في حفظ الله وفي كنف الله حيا وميتا" قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عمر رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف وله عن عمر طريقان: الأول: يرويه أصبغ بن زيد الوراق قال: ثنا أبو العلاء الشامي عن أبي أمامة قال: لبس عمر بن الخطاب ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من لبس ثويا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق أو قال ألقى فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيا وميتا" قالها ثلاثاً. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 453 و 10/ 401 - 402) وأحمد (1/ 44) وعبد بن حميد (18) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا أصبغ بن زيد به. وأخرجه ابن ماجه (3557) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1130) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه الترمذي (3560) وابن السني (272) والمزي (34/ 157 - 158) من طرق عن يزيد بن هارون به. قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال الدارقطني: أبو العلاء هذا مجهول، والحديث غير ثابت" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح. وأعله بأصبغ بن زيد وبأبي العلاء الشامي. قلت: أصبغ مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 12/ 420 (كتاب اللباس- باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا)

الثاني: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أنّ عمر بن الخطاب دعا بقميص له جديد ولبسه فلا أحسبه بلغ تراقيه حتى قال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم قال: أتدرون لم قلت هذا؟ رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بثياب له جدد فلبسها، فلا أحسبها بلغت تراقيه حتى قال مثل ما قلت، ثم قال "والذي نفسي بيده ما من عبد مسلم يلبس ثوبا جديدا ثم يقول مثل ما قلت ثم يعمد إلى سَمَل من أخلاقه التي وضع فيكسوه انسانا مسكينا، فقيرا مسلما لا يكسوه إلا لله -عز وجل- إلا كان في حرز الله، وفي ضمان الله، وفي جوار الله ما دام عليه منها سلك واحد حيا وميتا حيا وميتا حيا وميتا" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (749) عن يحيى بن أيوب المصري أنّ عبيد الله بن زَحْر حدّثه عن علي بن يزيد به. ومن طريقه أخرجه الحاكم (4/ 193) والبيهقي في "الشعب" (5873) وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (393) من طريق سعيد بن أبي مريم الجمحي أنبا يحيى بن أيوب به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (75) عن علي بن الجَعْد الجوهري ثنا ياسين الزيات عن عبيد الله بن زحر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5874) وقال: إسناد هذا الحديث غير قوي" وقال الحاكم: هذا حديث لم يحتج الشيخان بإسناده" قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد. 3743 - "من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه" قال الحافظ: وأخرج أحمد والترمذي وحسنه من حديث معاذ بن أنس رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 360 - 361) عن إسحاق بن راهوية ¬

_ (¬1) 12/ 420 (كتاب اللباس - باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا)

وأبو داود (4023) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5872) عن نُصير بن الفرج الأسَلِي وأبو يعلى (1488) وفي "المفاريد" (6) وابن السني (271 و 467) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني وأبو يعلى (1498) وفي "المفاريد" (6) وابن السني (271 و 467) عن أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي وابن السني (271 و 467) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي والطبراني في "الكبير" (20/ 181) وفي "الدعاء" (396) ومن طريقه الحافظ في "النتائج" (1/ 119 - 120) عن بشر بن موسى الأسدي والحاكم (1/ 507) والبيهقي في "الدعوات" (433 و 456) وفي "الشعب" (5872) وفي "الآداب" (778) عن عبد الصمد بن الفضل البلخي كلهم عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه مرفوعاً "من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". ورواه أحمد (3/ 439) عن أبي عبد الرحمن المقرئ بالفقرة الأولى منه فقط. ورواه الدارمي (2590) عن أبي عبد الرحمن المقرئ بالفقرة الثانية منه فقط. ورواه الترمذي (3458) عن محمد بن إسماعيل البخاري عن أبي عبد الرحمن المقرئ بالفقرة الأولى منه فقط. واختلف فيه على أبي عبد الرحمن المقرئ، فرواه السري بن خزيمة الأبِيْوَرْدِي عن أبي عبد الرحمن المقرئ ثنا يحيى بن أيوب عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه.

أخرجه الحاكم (4/ 192 - 193) وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو مرحوم ضعيف" قلت: الأول أصح. قال الترمذي: حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال الحافظ: حديث حسن" قلت: أبو مرحوم مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه النسائي وغيره، ولم يخرج له البخاري شيئاً. وسهل بن معاذ مختلف فيه كذلك: ضعفه ابن معين، ووثقه العجلى، واختلف فيه قول ابن حبان، ولم يخرج له البخاري شيئاً. ولم ينفرد أبو عبد الرحمن المقرئ به بل تابعه ابن وهب أني سعيد بن أبي أيوب بالفقرة الأولى منه فقط. أخرجه ابن ماجه (3285) 3744 - "من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (2260) من حديث بريدة. 3745 - "من لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصبه عظيم بلاء" قال الحافظ: وقد أخرج أبو نعيم في "الطب النبوي" بسند ضعيف من حديث أبي هريرة رفعه، وابن ماجه بسند ضعيف من حديث جابر رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 2/ 54 - 55) وابن ماجه (3450) والدولابي (1/ 185) وأبو يعلى (6415) والعقيلي (3/ 40) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 313) ¬

_ (¬1) 6/ 163 (كتاب الهبة - باب لا يحل لاحد أن يرجع في هبته وصدقته) (¬2) 12/ 245 (كتاب الطب - باب الدواء بالعسل)

والطبراني في "الأوسط" (410) وابن عدي (3/ 1080) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 215) والمزي في "التهذيب" (10/ 438) من طرق عن سعيد بن زكريا أبي عمرو المدائني ثنا الزبير بن سعيد الهاشمي عن أبي سالم عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة به مرفوعا. قال البخاري: عبد الحميد بن سالم لا نعرف سماعه من أبي هريرة" وقال العقيلي: ليس له أصل عن ثقة" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه لين وانقطاع" مصباح الزجاجة 4/ 54 قلت: وعلته الزبير بن سعيد فإنّه ضعيف كما قال ابن معين وابن المديني والنسائي وغيرهم، ولم يثبت أنّ ابن معين وثقه. تنبيه: لم أر الحديث في سنن ابن ماجه عن جابر وإنما هو عن أبي هريرة. 3746 - عن ابن عمر قال بعثني خالي عثمان بن مظعون في حاجة فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي وقال "من لقيت فقل لهم: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن ترجعوا" قال: فلا والله ما عطف عليّ منهم اثنان. قال الحافظ: رواه الطبراني بإسناد صحيح" (¬1) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (13369) و"الأوسط" (5295) عن محمد بن نصر الصائغ ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي، وقال لي "من لقيت فقل لهم: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن ترجعوا" وكان ذلك في برد شديد، فخرجت فلقيت الناس فقلت لهم: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن ترجعوا، قال: فلا والله ما عطف عليّ اثنان أو واحد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 135 قلت: وإسناده حسن، الدراوردي ومن دونه صدوقون، وعبيد الله ونافع ثقتان. ¬

_ (¬1) 8/ 406 (كتاب المغازي - باب غزوة الخندق)

3747 - "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث أنسر ومن حديث عمران بن حُصين ومن حديث ابن عمر ومن حديث الحسن البصري مرسلاً فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (17340) والطبراني في "الكبير" (11025) والقضاعي (509) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن ليث عن طاوس عن ابن عباس به مرفوعاً. قال العراقي: إسناده لين" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 338 قلت: إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأما حديث أنس فأخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 421) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ثنا عمر بن شاكر عن أنس به مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف عمر بن شاكر، والطرائفي مختلف فيه. وأما حديث عمران فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (17339) عن محمد بن هارون المخرمي الفلاس ثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد ثنا عمر بن أبي عثمان ثنا الحسن عن عمران قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] قال "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له" وإسناده ضعيف، الحسن قال ابن المديني وغيره: لم يسمع من عمران، وقال الحاكم وغيره: سمع منه. وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من عمران. وعمر بن أبي عثمان أظنه المترجم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 123) ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحًا ولا تعديلا. وقد خولف كما سيأتي. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الخطيب في "الرواة عن مالك" كما في "الدر المنثور" (6/ 465) ¬

_ (¬1) 17/ 157 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28])

وأما حديث الحسن فله عنه طريقان: الأول: يرويه هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن به مرفوعاً. أخرجه القضاعي (508) من طريق مقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا علي بن معبد ثنا هشيم به. قال العراقي: رواه علي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية" من حديث الحسن مرسلاً بإسناد صحيح، ووصله ابن مردويه في "تفسيره" بذكر عمران بن حصين، والمرسل أصح" 1/ 338 قلت: هشيم مدلس وقد عنعن، ومقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة. الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن مرفوعاً. أخرجه الطبري (20/ 155) وابن الأعرابي (1954) والبيهقي في "الشعب" (2992) من طرق عن إسماعيل به. وإسناده ضعيف لضعف اسماعيل. 3748 - "من لم يأخذ شاربه فليس منا" قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي من حديث زيد بن أرقم مرفوعاً: فذكره، وسنده قوي، وأخرج أحمد من طريق يزيد بن عمرو نحوه وزاد "حلق العانه وتقليم الأظفار" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 564 - 565) وفي "مسنده" (518) وأحمد (4/ 366 و 368) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (41) وعبد بن حميد (264) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 233) والترمذي (2761) والنسائي (1/ 19 و 8/ 112) وفي "الكبرى" (14 و 9293) والخلال في "السنة" (1451) وابن حبان (1481و 5477) والطبراني في "الكبير" (5033 و 5034 و 5036) وفي "الأوسط" (7882) وابن عدي (6/ 2361) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (214) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (175) وأبو نعيم في "الصحابه" (2980) والقضاعي (356 و 357 و 358) والبيهقي في "الشعب" (6024) وفي "الآداب" (831) والخطيب في "التاريخ" (11/ 324 و 325) وفي "الجامع" (864) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 63 و 24/ 144) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 28) ¬

_ (¬1) 12/ 456 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

والمزي (5/ 406) من طرق كثيرة عن يوسف بن صهيب الكوفى عن حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم به مرفوعاً. ورواه خلاد بن يحيى الكوفي عن يوسف بن صهيب عن حبيب بن يسار عن أبي رملة عن زيد بن أرقم. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1349) والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد يوسف بن صهيب به بل تابعه: 1 - الزِّبْرِقان بن عبد الله السراج. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5035) وفي "الأوسط" (3051) وفي "الصغير" (278) وابن عدي (6/ 2360) من طرق عن مصعب بن سلام التميمي عن الزبرقان به. ورواه إسحاق بن موسى بن حماد الأسدي عن مصعب بن سلام عن الزبرقان عن أبي رزين عن زيد بن أرقم. أخرجه ابن عدي (6/ 2360) وقال: أظن أنّ أبا رزين هذا هو حبيب بن يسار" وقال أبو زرعة: منكر، إنما روى هذا يوسف بن صهيب، وأنكره عن الزبرقان" سؤالات البرذعي 2/ 332 2 - زكريا بن يحيى البدي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (526) والبدي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وأما الحديث الآخر الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه أحمد (5/ 410) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن عمرو المَعَافري عن رجل من بني غفار مرفوعاً "من لم يحلق عانته ويقلم أظفاره ويجز شاربه فليس منا" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

3749 - "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث عبد الله بن عمر عن أخته حفصة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، لفظ النسائي، ولأبي داود والترمذي "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" واختلف في رفعه ووقفه، ورجح الترمذي والنسائي الموقوف بعد أن أطنب النسائي في تخريج طرقه، وحكى الترمذي في "العلل" عن البخاري ترجيح وقفه، وعمل بظاهر الإسناد جماعة من الأئمة فصححوا الحديث المذكور، منهم: ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن حزم، وروى له الدارقطني طريقا آخر وقال: رجالها ثقات" (¬1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال عبد الله بن وهب: ثني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن حفصة مرفوعاً "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له" وفي لفظ "من لم يجمع الصيام" أخرجه أبو داود (2454) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (6/ 229) عن أحمد بن صالح المصري وابن خزيمة (1933) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 54) والدارقطني (2/ 172) والخطيب في "التاريخ" (3/ 92 - 93) عن يونس بن عبد الأعلى المصري والبيهقي (4/ 202) عن الربيع بن سليمان المصري وابن خزيمة (3/ 212) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري كلهم عن ابن وهب (¬2) به. قال الدارقطني: رفعه عبد الله بن أبي بكر عن الزهري وهو من الثقات الرفعاء" ¬

_ (¬1) 5/ 44 (كتاب الصوم- باب إذا نوى بالنهار صوما) (¬2) وهو في "الموطأ" (284) له.

وقال البيهقي: وعبد الله بن أبي بكر أقام إسناده ورفعه وهو من الثقات الأثبات" وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (1744) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1839) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 208) من طريق الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال: قرئ على ابن وهب: حدثك يحيى بن أيوب وغيره عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة مرفوعاً "من لم يجمع" قال ابن وهب: وقال الليث بن سعد مثل ذلك. قال الحاكم: قد احتج البخاري في "الجامع" بيحيى بن أيوب المصري في مواضع، وهذا حديث صحيح على شرطه. وقول ابن وهب: فقال الليث مثل ذلك، إشارة إلى أنّ الليث رواه عن عبد الله بن أبي بكر كذلك، فيصح أيضاً على شرط مسلم. وقد احتج به أبو بكر بن إسحاق في الصحيح. وروى معمر وسفيان هذا موقوفاً على حفصة، وعبد الله بن أبي بكر ثقة، وقد رفعه، والزيادات عن الثقات مقبولة" وتعقبه الحافظ فقال: لم يحتج البخاري بيحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري وثقه جماعة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وإنما يخرج له البخاري في المتابعات، ولم ينفرد به كما يوهمه كلام الحاكم، بل أخرج له مسلم أيضاً، والغير المبهم هو ابن لهيعة" ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه: 1 - الليث بن سعد. أخرجه البيهقي (4/ 213) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا الليث بن سعد وابن وهب عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر به. وأخرجه النسائي (4/ 166) وفي "الكبرى" (2641) عن شعيب بن الليث بن سعد وابن نصر في "السنة" (118) والطحاوي (2/ 54) عن عبد الله بن صالح المصري والطبراني في "الكبير" (23/ 196 - 199) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 210)

عن عبد الله بن عبد الحكم المصري ثلاثتهم عن الليث بن سعد عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر به. قال عبد الله بن صالح: رواه الليث عن عبد الله بن أبي بكر، وسمعته من يحيى بن أيوب عنه" ورواه سعيد بن شُرَحبيل الكوفي عن الليث بن سعد فلم يذكر الزهري. أخرجه الدارمي (1705) والنسائي (4/ 166) وفي "الكبرى" (2640) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 80) وقال: هذا حديث حسن" قلت: حديث ابن بكير ومن تابعه أصح. 2 - أشهب بن عبد العزيز القيسي. أخرجه النسائي (4/ 166) وفي "الكبرى" (2642) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري عن أشهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب وذكر آخر أن عبد الله بن أبي بكر حدثهما عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة مرفوعاً به. 3 - سعيد بن أبي مريم الجمحي. أخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 134) ثنا ابن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة به مرفوعاً. وأخرجه الترمذي (730) وفي "العلل" (1/ 348) وابن نصر في "السنة" (117) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (676) والبيهقي (4/ 202 و 221) وفي "المعرفة" (6/ 228 - 229) وفي "الصغرى" (1292) والبغوي في "شرح السنة" (1744) من طرق عن سعيد بن أبي مريم به. قال الترمذي: قال البخاري: هذا خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف، ويحيى بن أيوب صدوق" 4 - المُفَضّل بن فَضالة بن عبيد المصري ثني يحيى بن أيوب به. أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 252) 5 - عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 54)

عن يونس بن عبد الأعلى المصري والطبراني في "الكبير" (23/ 209) عن بكر بن سهل الدمياطي قالا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة ثنا عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة مرفوعاً. واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه حسن بن موسى الأشيب عن ابن لهيعة ولم يذكر ابن عمر. أخرجه أحمد (6/ 287) والأول أصح، قال الذهلي: ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة، ومن سمع منه في القديم فهو أولى؛ لأنّه خلط بأخرة. واختلف فيه على عبد الله بن أبي بكر، فرواه إسحاق بن حازم المدني البزاز عن عبد الله بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة مرفوعاً. ولم يذكر ابن شهاب. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 31 - 32) وابن ماجه (1700) والسرقسطي في "الغريب" (3/ 1184) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (82) والطبراني في "الكبير" (23/ 209 - 210) وفي "الأوسط" (9090) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 540 - 541) والدارقطنى (2/ 172) والخطابي في "الغريب" (1/ 206) والأول أصح. ولم ينفرد عبد الله بن أبي بكر به بل تابعه ابن جريج عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة مرفوعاً. أخرجه النسائي (4/ 167) وفي "الكبرى" (2643) وابن حرّم في "المحلى" (6/ 234) والبيهقي (4/ 202) وفي "فضائل الأوقات" (134) من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج به. قال ابن حزم: وهذا إسناد صحيح" قلت: فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلساً. - ورواه غير واحد عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة موقوفاً.

منهم: 1 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه النسائي (4/ 167) وفي "الكبرى" (2644) 2 - عبد الرحمن بن إسحاق المدني. أخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 133) 3 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (¬1) (7786) عن معمر به. وأخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 133) عن محمود (¬2) والطحاوي (2/ 55) عن حسين بن مهدي الأُبُلي كلاهما عن عبد الرزاق به. 4 - محمد بن الوليد الزبيدي. قاله البخاري في "الأوسط" (1/ 133) وأبو داود في "السنن" (2/ 824) - ورواه ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر قوله. قاله البخاري في "الأوسط" (1/ 133) وتابعه عبد الرحمن بن نمر اليَحْصَبي عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه به. قاله البخاري أيضاً (1/ 134) - ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أنّ عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر قالا: موقوف. أخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 134) عن عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني عقيل به. - ورواه صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قوله. أخرجه الطحاوي (2/ 55) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه. (¬2) أظنه: ابن غيلان المروزي.

- ورواه صالح بن أبي الأخضر أيضاً عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة عن حفصة قولها. أخرجه الطحاوي (2/ 55) وصالح قال ابن معين وغيره: ضعيف. - ورواه مالك (1/ 288) عن ابن شهاب عن عائشة وحفصة قولهما. ومن طريقه أخرجه النسائي (4/ 168) وفي "الكبرى" (2650) والطحاوي (2/ 55) والبيهقي (4/ 202 - 203) • ورواه ابن شهاب الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن حفصة قولها، منهم: 1 - معمر بن راشد. أخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 133) والنسائي (4/ 167) وفي "الكبرى" (2646 و 2647) من طريق ابن المبارك أنا معمر به. 2 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه النسائي (4/ 167) وفي "الكبرى" (2645) عن الربيع بن سليمان المرادي ثنا ابن وهب أني يونس به. 3 - عبد الرحمن بن إسحاق المدني. أخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 133) 4 و5 - عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي وإسحاق بن راشد الجزري. قاله البخاري (1/ 133) - ورواه سفيان بن عيينة عن ابن شهاب واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن حفصة قولها. أخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 133) والنسائي (4/ 167) وفي "الكبرى" (2647)

عن ابن المبارك والطحاوي (2/ 55) عن رَوح بن عبادة البصري والدراقطني (2/ 173) عن الحسن بن عرفة ثلاثتهم عن سفيان به. • وقال غير واحد: عن سفيان عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن حفصة قولها، ليس فيه: عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 32) عن سفيان به. وأخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 132) عن علي بن المديني و (1/ 133) عن صدقة بن الفضل المروزي والنسائي (4/ 167) وفي "الكبرى" (2648 و 2649) عن إسحاق بن راهوية وأحمد بن حرب الموصلي كلهم عن سفيان به. - ورواه رشدين بن سعد المصري عن عقيل بن خالد الأيلي وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل عن ابن شهاب عن حمزة عن أبيه عن حفصة مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (3/ 1010 و 6/ 2077) ورشدين قال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث. - ورواه يحيى بن أبي أُنيسة الجزري عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة مرفوعاً. أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (678)

ويحيى بن أبي أنيسة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث. - ورواه إسماعيل المكي عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن حفصة مرفوعا (¬1). أخرجه أبو علي الطوسي (677) واسماعيل بن مسلم المكي ضعفوه. قال النسائي: والصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه والله أعلم لأنّ يحيى بن أيوب ليس بذاك القوي، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ" وقال البخاري: غير المرفوع أصح" وقال ابن حزم: المرفوع والموقوف صحيحان، والإختلاف فيه يزيد الخبر قوة" وقال الحافظ: واختلف في رفع هذا الحديث ووقفه، وقد رجح الجمهور منهم الترمذي والنسائي الموقوف" ومنهم أبو حاتم حيث قال: حديث الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة قولها غير مرفوع هذا عندي أشبه" العلل 1/ 225 وللحديث شاهد عن عائشة مرفوعا "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له" أخرجه الدارقطني (2/ 171 - 172) والبيهقي (4/ 203) من طريق أبي الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا أبو عباد عبد الله بن عباد ثنا المفضل بن فضالة ثني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرة عن عائشة. قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن عباد عن المفضل بهذا الإسناد وكلهم ثقات" قلت: عبد الله بن عباد ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يقلب الأخبار، ثم ذكر له هذا الحديث، وقال: وهذا مقلوب إنما هو عند يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة. صحيح من غير هذا الوجه فيما يشبه هذا. روى عنه روح بن الفرج أبو الزنباع نسخة موضوعة. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 26) ووقع عنده: عن حمزة بن عبد الله بن عمر.

وقال الحافظ: الحديث معلول انقلب الإسناد على راويه" تخريج أحاديث المختصر 2/ 211 وقال في "التلخيص" (2/ 189): وفيه عبد الله بن عباد وهو مجهول" 3750 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، ما الكلالة؟ قال "من لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلالة" قال الحافظ: أخرج أبو داود في "المراسيل" من وجه آخر عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي واختلف عنه: - فقال زكريا بن أبي زائدة: عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الكلالة، فقال "ألم تسمع الآية التي أنزلت في الصّيف {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً} [النساء: 12] إلى آخر الآية" أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 44) عن سفيان بن وكيع ثنا أبو أسامة عن زكريا به. وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وزكريا سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. - ورواه يحيى بن آدم الكوفي واختلف عنه: • فقال حسين بن علي بن الأسود: ثنا يحيى بن آدم الكوفي ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] قال "من لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلالة" أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 433) عن حسين بن علي به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 224) وقال: حديث أبي إسحاق عن أبي سلمة منقطع وليس بمعروف، والمشهور ما رواه عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن البراء في الكلالة قال: تكفيك آية الصيف. ¬

_ (¬1) 15/ 27 (كتاب الفرانض- باب {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176])

• وقال يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني: ثنا يحيى بن آدم ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه الحاكم (4/ 336) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحماني ضعيف" قلت: وعمار بن رزيق الكوفي سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه. - وقال أبو بكر بن عياش: عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الكلالة فقال "تكفيك آية الصيف" أخرجه أحمد (4/ 293) وأبو داود (2889) والترمذي (3042) والبيهقي (6/ 224) من طرق عن أبي بكر بن عياش به. قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" التفسير 1/ 593 قلت: قال أبو حاتم: سماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق ليس بذاك القوي (العلل 1/ 35) وتابعه الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن البراء به. أخرجه أحمد (4/ 295 و 303) وأبو يعلى (1656) والحجاج ضعيف. 3751 - "من لم يدع الخنا والكذب" قال الحافظ: وحديث أنس أخرجه الطبراني في "الأوسط" بلفظ: فذكره، ورجاله ثقات" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (7455) عن ابن جريج قال: حُدثت عن أنس بن مالك أنّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من لم يدع الكذب والخنا، فليس حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه" يعني الصائم ¬

_ (¬1) 5/ 18 (كتاب الصوم - باب من لم يدع قول الزور)

ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن ابن جريج عن ثابت البُنَاني عن أنس به. أخرجه الطبراني في "الصغير" (472) وابن عدي (5/ 1984) والحسن بن محمد الخلال في "أماليه" (48) والشجري في "أماليه" (1/ 282 و 2/ 33 - 34 و 115 - 116) من طرق عن عبد الله بن عمر الخطابي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز به. قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ، وعبد المجيد بن عبد العزيز يتثبت في حديث ابن جريج" وقال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا عبد المجيد، تفرد به عبد الله بن عمر الخطابي" قلت: وهو ثقة، وعبد المجيد مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وضعفه ابن حبان وابن سعد وأبو حاتم وغيرهم، وابن جريج موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من ثابت البناني. 3752 - " من لم يرحم المسلمين لم يرحمه الله" قال الحافظ: وفي حديث الأشعث بن قيس عند الطبراني في "الأوسط": فذكره" (¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6184) عن أبي حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ثنا محمد بن عبد الله بن حبيب ثنا عبد الله بن غالب ثنا هشام بن عبد الرحمن عن علقمة بن مرثد عن أبي حبيبة عن الأشعث بن قيس مرفوعاً "من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله" وقال: لم يرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا هشام بن عبد الرحمن، ولا يُروى عن الأشعث بن قيس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 8/ 187 3753 - حديث أبي هريرة رفعه "من لم يسأل الله يغضب عليه" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وابن ماجه والبزار والحاكم كلهم من رواية أبي صالح الخُوْزي عنه، وهذا الخوزي مختلف فيه، ضعفه ابن معين وقواه أبو زرعة، وظنّ الحافظ ابن كثير أنّه أبو صالح السمان فجزم بأنّ أحمد تفرد ¬

_ (¬1) 13/ 47 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم)

بتخريجه، وليس كما قال، فقد جزم شيخه المزي في "الأطراف" بما قلته. ووقع في رواية البزار والحاكم عن أبي صالح الخوزي: سمعت أبا هريرة" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 200) وأحمد (2/ 442 و 443 و 477) والبخاري في "الأدب المفرد" (658) وابن ماجه (3827) والترمذي (3373) وأبو يعلى (6655) والطبراني في "الدعاء" (23) وفي "الأوسط" (2452) وابن عدي (7/ 2750) والحاكم (1/ 491) وابن بشران (1203) والبيهقي في "الدعوات" (22) وفي "الشعب" (1065) والبغوي في "شرح السنة" (1389) وفي "التفسير" (6/ 101) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (346) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (9) والمزي (33/ 418) من طرق عن أبي المَلِيح صَبيح الفارسي المدني ثنا أبو صالح الخُوْزي عن أبي هريرة به مرفوعاً. قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي صالح إلا أبو المليح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فإنّ أبا صالح الخوزي وأبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح، إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث" قلت: أبو المليح وثقه ابن معين وابن حبان، وأبو صالح مختلف فيه: قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس به. 3754 - "من لنا بابن الأشرف فإنه قد استعلن بعداوتنا" قال الحافظ: وأخرج ابن عائذ من طريق أبي الأسود عن عروة أنّه كان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ويحرض قريشا عليهم وأنّه لما قدم على قريش قالوا له: أديننا أهدى أم دين محمد؟ قال: دينكم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) 3755 - عن أبي سعيد بن معاذ قال: نزلت هذه الآية (¬3) في الأنصار: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "من لي بمن يؤذيني؟ " فذكر منازعة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير ومحمد بن مسلمة، قال: فأنزل الله هذه الآية. ¬

_ (¬1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]) (¬2) 8/ 340 (كتاب المغازي- باب قتل كعب بن الأشرف) (¬3) يعني قوله تعالى - {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} -

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم عن أبي سعيد بن معاذ قال: فذكره" (¬1) أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر (الدر المنثور 2/ 609) وابن أبي حاتم (5740) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن ابن سعد بن معاذ به. 3756 - حديث فضالة بن عبيد "من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬2) صحيح أخرجه سعيد بن منصور (2303) وأحمد (6/ 19 و 20) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 184) وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 524 - 525) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 37) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (302) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 277) والطحاوي في "المشكل" (252 و 253) والطبراني في "الكبير" (18/ 305) والحاكم (1/ 340 و 2/ 144) والبيهقي في "القضاء والقدر" (122) والخطيب في "الفقيه" (1/ 29 - 30) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ" (42) من طرق عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني أخبرني أبو علي عمرو بن مالك الجَنْبِي أنّه سمع فضالة بن عبيد يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو صحيح الإسناد فقط لأنّ البخاري لم يخرج لأبي هانئ ولا لأبي علي شيئاً، وأخرج مسلم لأبي هانئ فقط. وقال البوصيري: رواه الحارث وأبو يعلى ورواته ثقات" مختصر إتحاف السادة 1/ 114 3757 - "من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد" قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء -بفتح المهملة وسكون الجيم ثم فاء- عن عمر. وله شاهد في حديث مرفوع أخرجه أبو نعيم من طريق عبد الله بن الصلت عن أبي ذر قال: قال ¬

_ (¬1) 8/ 359 - 360 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد) (¬2) 14/ 172 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من تعدون الشهيد؟ " قالوا: من أصابه السلاح. قال "كم من أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد، وكم من مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق وشهيد" وفي إسناده نظر فإنّه من رواية عبد الله بن خنبيق -بالمعجمة والموحدة والقاف مصغر- عن يوسف بن أسباط الزاهد المشهور" (¬1) حسن أخرجه سعيد بن منصور (596) ثنا هُشيم أنا منصور بن زاذان عن ابن سيرين قال: ثنا أبو العَجْفَاء السلمي قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا لا تغالوا في صُدُق النساء فإنّها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما أصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من نسائه ولا أُصدقت امرأة من بناته فوق ثنتي عشرة أوقية، ألا وإنّ أحدكم ليغلي بصُدُقة امرأة حتى يبقى لها عداوة في نفسه فيقول: لقد كلفت إليك عَلَق أو عرق القِرْبة، وأخرى تقولونها في مغازيكم: قتل فلان شهيدا، ومات فلان شهيدا, ولعله أن يكون قد أوقر دف راحلته أو عجزها ذهبا أو فضة، يريد الدينار والدراهم، فلا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد". وأخرجه الدارمي (2206) عن عمرو بن عون الواسطي أنا هشيم به. ولم ينفرد منصور به بل تابعه غير واحد عن ابن سيرين به، منهم: 1 - أيوب السَّخْتِياني. أخرجه الحميدي (23) وسعيد بن منصور (595) وأحمد (340) والترمذي (1114) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 433) والمزي (34/ 79 - 80) عن سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور (597) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى" (5511) والحاكم (2/ 109) عن إسماعيل بن علية وأبو داود (2106) وابن البختري في "حديثه" (609) والبيهقي (6/ 332 و 9/ 168) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 344 - 345) ¬

_ (¬1) 6/ 429 - 430 (كتاب الجهاد - باب لا يقال فلان شهيد)

عن حماد بن زيد والبيهقي (7/ 234) عن حماد بن سلمة وعبد الرزاق (10399) عن مَعْمر بن راشد كلهم عن أيوب به. وخالفهم عمرو بن أبي قيس الرازي فرواه عن أيوب عن ابن سيرين عن ابن أبي العجفاء عن أبيه عن عمر. أخرجه البيهقي (6/ 332 و 7/ 234) والأول أصح، قال ابن معين: ليس أحد أثبت في أيوب من حماد بن زيد. وقال يعقوب بن شيبة: كان حماد بن زيد يعد من المتثبتين في أيوب خاصة. وقال الخليلي: والمعتمد في حديث يرويه حماد ويخالفه غيره عليه والرجوع إليه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" 2 - عبد الله بن عون البصري. أخرجه سعيد بن منصور (597) وابن أبي شيبة (4/ 188) وابن ماجه (1887) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى" (5511) والطحاوي (¬1) في "المشكل" (5102) وابن حبان (4620) والحاكم (2/ 109 و 175 - 176) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم" (104) والمزي (34/ 80 - 81) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أيضًا: هذا حديث كبير صحيح" 3 - هشام بن حسان البصري. أخرجه سعيد بن منصور (597) وابن أبي شيبة (4/ 187 - 188) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى" (5511) وابن حبان (4620) والحاكم (2/ 109) والبيهقي (7/ 234) ¬

_ (¬1) ووقع في روايته: عن أبي العجفاء أو عن ابن أبي العجفاء قال: قال عمر.

4 - إسماعيل بن مسلم العبدي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 111) من طريق الفضل بن موسى المروزي عن سفيان عن إسماعيل به. وقال: تفرد به الفضل بن موسى عن الثوري" 5 - أشعث بن عبد الله الحُداني. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 187 - 188) 6 - حبيب بن الشهيد البصري. أخرجه البيهقي (7/ 234) 7 و 8 - أبو حمزة وسعيد بن عبد الرحمن. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5103) 9 - عاصم بن سليمان الأحول. أخرجه عبد الرزاق (10400) وخالفهم سلمة بن علقمة البصري فرواه عن ابن سيرين قال: نبئت عن أبي العجفاء قال: سمعت عمر يقول: أخرجه أحمد (285 و 287) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى" (5511) والأول عندي أصح فقد صرّح ابن سيرين بالتحديث من أبي العجفاء في رواية منصور عنه، وصرح بالسماع في رواية أيوب عنه. وإسناده حسن للخلاف في أبي العجفاء السلمي. وشاهده الذي ذكره الحافظ أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 251) عن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجَوْني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من تعدون الشهيد فيكم؟ " قالوا: من أصابه السلاح، قال "كم ممن أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد، وكم ممن مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد" وقال: غريب بهذا الإسناد واللفظ لم نكتبه إلا من حديث يوسف" قلت: وهو مختلف فيه.

3758 - "من مات له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا أدخله الله الجنة" قال الحافظ: وعن عمرو بن عبسة مرفوعاً: فذكره، أخرجه أحمد" (¬1) حسن وله عن عمرو بن عبسة طريقان: الأول: يرويه أبو أمامة عن عمرو بن عبسة مرفوعاً "من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحِنْث أدخله الله -عز وجل- الجنة برحمته إياهم" أخرجه أحمد (4/ 386) عن هاشم بن القاسم البغدادي ثنا الفرج ثنا لقمان عن أبي أمامة به. قال المنذري: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 3/ 77 قلت: بل ضعيف لضعف الفرج بن فضالة. الثاني: يرويه شهر بن حوشب ثني أبو ظَبْية قال: إنّ شُرحبيل بن السِّمْط دعا عمرو بن عبسة فقال: يا ابن عبسة، هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه تزيد ولا كذب ولا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك. قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر حديثا طويلًا وفيه "وأيما رجل مسلم قدّم لله -عز وجل- من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث أو امرأة فهم له سترة من النار" أخرجه أحمد (4/ 386) عن هاشم بن القاسم وعبد بن حميد (304) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي قالا: ثنا عبد الحميد بن بَهرام ثني شهر بن حَوْشَب به. قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات" المجمع 10/ 279 قلت: إسناده حسن، عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب صدوقان، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ولم ينفرد أبو ظبية به بل تابعه عبد الرحمن بن عائذ الأزدي أنّ شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: فذكر نحوا مما تقدم إلا أنّه قال فيه "إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9076) وفي "الصغير" (1095) وفي "مسند الشاميين" (654) عن مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي ثنا منبه بن عثمان ثنا الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ به. وقال: لم يروه عن الوضين إلا منبه" وقال الهيثمي: ومنبه لم أجد من ترجمه" المجمع 3/ 6 قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في "كتابه" (4/ 1/ 419) وقال عن أبيه: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 198) وتابعه صدقة بن عبد الله السمين عن الوضين بن عطاء به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (654) وصدقة بن عبد الله قال ابن معين وغيره: ضعيف. والحديث تقدم الكلام عليه أيضاً في حرف الحاء فانظر حديث "حقت محبتي للمتزاورين في" 3759 - "من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة" قلنا: يا رسول الله، واثنان؟ قال "واثنان" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق محمود بن لبيد عن جابر رفعه: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (3/ 306) عن محمد بن أبي عدي البصري والبخاري في "الأدب المفرد" (146) وابن حبان (2946) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي ¬

_ (¬1) 3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

والبيهقي في "الشعب" (9289) وفي "الآداب" (1063) عن يزيد بن زُريع البصري ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمود بن لبيد عن جابر به مرفوعاً. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 7 قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق. 3760 - "من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النار" قال الحافظ: وفي صحيح أبي عوانة من طريق عاصم عن أنس: مات ابن للزبير فجزع عليه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) 3761 - "من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل" قال الحافظ: رواه الطبراني من حديث عبد الرحمن بن بشير الأنصاري مرفوعا" (¬2) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4647) عن الطبراني ثنا أحمد بن مسعود ثنا الهيثم بن جميل ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري به مرفوعاً. قال المنذري: إسناده لا بأس به" الترغيب 3/ 77 وقال الهيثمي: رجاله موثقون خلا شيخ الطبراني أحمد بن مسعود المقدسي ولم أجد من ترجمه" المجمع 3/ 6 - 7 قلت: ترجمه ابن عساكر في "تاريخه" وقال: صدوق، والباقون ثقات، لكن عبد الملك مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الرحمن. 3762 - "من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله الجنة" قال الحافظ: حديث أبي ثعلبة الأشجعي قال: قلت: يا رسول الله مات لي ولدان، قال: فذكره، أخرجه أحمد والطبراني" (¬3) ¬

_ (¬1) 3/ 487 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المسلمين) (¬2) 3/ 366 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬3) 3/ 362 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

أخرجه أحمد (6/ 396) ثنا حماد بن مسعدة ثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي ثعلبة الأشجعي قال: قلت: مات لي يا رسول الله ولدان في الإسلام، فقال "من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله -عز وجل- الجنة بفضل رحمته إياهما" قال: فلما كان بعد ذلك لقيني أبو هريرة فقال: أنت الذي قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الولدين ما قال؟ قال: نعم. فقال: لئن قاله لي أحبّ إليّ مما غلقت عليه حمص وفلسطين. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1311) والطبراني في "الكبير" (22/ 384) وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (87) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 43) عن الحسن بن علي الحُلْواني والدولابي في "الكنى" (1/ 21) عن سهل بن صالح الأنطاكي وأبو الشيخ (87) عن أبي موسى محمد بن المثنى ومحمد بن بشار بُنْدار قالوا: ثنا حماد بن مسعدة به. وخالفهم إسحاق بن راهويه وشعثم بن أصيل البيوردي فروياه عن حماد بن مسعدة وقالا فيه: عن أبي ثعلبة الخشني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 229) والأول أصح فقد رواه سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان الأموي عن أبيه عن ابن جريج فقال فيه عن أبي ثعلبة الأشجعي. أخرجه البخاري في "الكبير" (22/ 201) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1073) وتابعه مِنْدَل بن علي العنزي عن ابن جريج به. أخرجه ابن سعد (4/ 284) والطبراني في "الكبير" (22/ 383 - 384) وأبو نعيم في "الصحابة" (6711)

ومندل (¬1) ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات فقد قال ابن معين وابن عدي: يكتب حديثه. وعمر بن نبهان فيه جهالة كما قال الذهبي في "الميزان"، وقال البخاري: لا أدري من هو، وقال أبو حاتم: لا أعرفه. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 3763 - "من مات مرابطا مات شهيدا" قال الحافظ: ولابن حبان من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬2) ضعيف جداً وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا مات شهيدا، ووقي فتان القبر، وغُدِيَ وريحَ برزقه من الجنة، وجرى عليه عمله". أخرجه عبد الرزاق (9622) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 366) وأسند عن عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد فقلت: من هو؟ فقال: هو ابن أبي يحيى" قلت: هذه رواية إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق، ورواه غيره عن عبد الرزاق عن ابن جريج أني إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مريضا مات شهيدا" فزاد فيه: عن ابن جريج، وقال فيه "مريضا" بدل "مرابطا" أخرجه ابن ماجه (1615) عن أحمد بن يوسف الأزدي والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/ 134) ¬

_ (¬1) وخالفهما إسماعيل بن علية فرواه عن ابن جريج عن أبي الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي مالك الأشجعي. أخرجه ابن أبي عاصم (1312) (¬2) 6/ 384 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل)

عن محمد بن حماد الطهراني وابن عدي (1/ 223) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 216) عن الفضل بن أحمد بن إسماعيل الخراساني قالوا: ثنا عبد الرزاق به. وهكذا رواه جماعة عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به، منهم: 1 - حجاج بن محمد المصيصي. أخرجه ابن ماجه (1615) وأبو يعلى (6145) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 106) وابن عدي (1/ 223، 6/ 2346) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 178) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (154) وفي "الشعب" (9427) والخطيب في "الموضح" (1/ 366) وفي "السابق" (ص 96) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 216) 2 - عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد. أخرجه ابن عدي (1/ 223) من طريق عبد الوهاب بن الحكم الوراق ثنا عبد المجيد (¬1) بن عبد العزيز به. 3 - سعيد بن سالم القداح. أخرجه ابن عدي (1/ 222) من طريق سفيان بن عيينة (¬2) وزياد بن يحيى بن زياد الحساني كلاهما عن القداح به. - ورواه الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني عن القداح عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عاصم. أخرجه ابن عدي (1/ 222) وهكذا رواه مخلد وهو ابن يزيد الحراني فما أظن عن ابن جريج عن إبراهيم بن أبي عاصم. أخرجه ابن عدي (1/ 222) ¬

_ (¬1) رواه محمد بن قدامة الجوهري عن عبد المجيد بن عبد العزيز فلم يذكر إبراهيم بن محمد. أخرجه أبو يعلى (6146) (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5258) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 216)

وتابعه يحيى بن المتوكل الباهلي عن ابن جريج عن إبراهيم بن أبي عاصم. أخرجه ابن عدي (1/ 222 - 223) - ورواه الحسن بن زياد اللؤلؤي عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد. أخرجه ابن عدي (1/ 223 و 2/ 732) وخالفهم محمد بن ربيعة الكلابي قال: ثنا ابن جريج عن موسى بن وردان عن أبي هريرة (¬1). ليس فيه إبراهيم بن محمد. أخرجه أبو يعلى (6146) قال ابن عدي: هذا الحديث يرويه ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى عن موسى بن وردان ويقول: إبراهيم بن أبي عطاء، هكذا يسميه، فإذا روى ابن جريج عن موسى هذا الحديث يكون قد دلسه" الكامل 2/ 732 - ورواه ذَوّاد بن عُلبة الكوفي عن ابن جريج عن أبي الذئب عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (3/ 987) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 216 - 217) قال ابن عدي: وهذا هكذا يرويه ذواد عن ابن جريج عن أبي الذئب عن أبي هريرة، وقد رواه عبد الرزاق وحجاج بن محمد وغيرهما عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن عطاء وهو إبراهيم بن أبي يحيى عن موسى بن وردان عن أبي هريرة" وقال ابن الجوزي: أبو الذئب هو إبراهيم أيضًا وإنما كنوه بهذا ليخفى وقد أسقط ذواد موسى بن وردان، وذواد ليس بشيء أصلا ولا هذا الحديث. قال أحمد بن حنبل: إنما هو "من مات مرابطا" وليس هذا الحديث بشيء" وقال العسكري: وإبراهيم بن محمد بن أبي عطاء هو إبراهيم بن أبي يحيى، وإنما دلس ابن جريج باسمه بسبب المذهب" ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي قال: ¬

_ (¬1) ورواه علي بن مهران عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1144) وقال: قال الدارقطني: غريب من حديث ابن جريج عن عطاء"

سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يقول: حكم الله بيني وبين مالك هو سماني قدريا، وأما ابن جريج فإني حدثته عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من مات مرابطا مات شهيدا" فنسبني إلى جدي من قبل أمي وروى عني "من مات مريضا مات شهيدا" وما هكذا حدثته. أخرجه العسكري في "التصحيفات" (1/ 136) والدارقطني كما في "تحفة الأشراف" (10/ 377 - 378) والبيهقي في "الشعب" (17/ 423) والخطيب في "الكفاية" (ص 524) وفي "الموضح" (1/ 367 - 368) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 217) وقال: قلت: ابن جريج هو الصادق" وقال أيضاً: هذا حديث لا يصح، ومدار الطرق على إبراهيم وهو ابن أبي يحيى، وقد كانوا يدلسونه لأنّه ليس بثقة، وكان ابن جريج يقول: إبراهيم بن أبي عطاء، وتارة يقول: إبراهيم بن محمد بن عطاء، وتارة يقول: حدثنا أبو الذئب، وهذا الرجل هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. قال مالك ويحيى بن سعيد وابن معين: هو كذاب، وقال أحمد بن حنبل: قد ترك الناس حديثه، وقال الدارقطني: هو متروك" وقال الحاكم: إبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث "من مات مريضا مات شهيدا" كان ابن جريج يقول فيه: إبراهيم بن أبي عطاء، وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى" وقال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو "من مات مرابطا" غير أن ابن جريج هكذا رواه، وإبراهيم بن محمد هو عندي ابن أبي يحيى" العلل 1/ 358 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً به إلا أنّه لم يقل "مات شهيدا" أخرجه أحمد (2/ 404) ثنا موسى بن داود ثنا ابن لهيعة به. ومن طريقه أخرجه شمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد" (23) وابن لهيعة ضعيف. وتابعه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا مات شهيدا" أخرجه ابن عدي (1/ 322) من طريق الواقدي ثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن ابن أبي فروة به.

والواقدي وابن أبي سبرة متهمان بالكذب، وابن أبي فروة متروك. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا أجري عليه رزقه من الجنة، ونما له عمله إلى يوم القيامة، ووقي فتان القبر" أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (297 و 312) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 59) بإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وخالفه عمر بن صُهبان المدني فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء عن ابن عمرو. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (314) وعمر بن صهبان قال النسائي وغيره: متروك الحديث. الثالث: يرويه زهرة بن معبد بن عبد الله المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع" أخرجه ابن ماجه (2767) وأبو عوانة (5/ 91) وابن عساكر في كتاب "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 88 - 89) من طريق عبد الله بن وهب أني الليث بن سعد عن زهرة بن معبد به. واختلف فيه على الليث بن سعد، فرواه عبد الله بن صالح المصري عنه عن زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان عن عثمان وأبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 1655) وقال: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولا روى أبو صالح مولى عثمان واسمه الحارث عن أبي هريرة إلا هذا" قلت: والأول أصح، وعبد الله بن صالح موصوف بكثرة الغلط. والحديث قال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 2/ 244 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 155 كذا قالا، ومعبد أبو زهرة تفرد عنه ابنه كما في "الميزان" فهو مجهول، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

الرابع: يرويه محمد بن عمرو بن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مريضا مات شهيدا، ووقي فتن القبر، وغدا برزقه وراح برزقه من الجنة" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 200 - 201) من طريق الحارث بن أبي أسامة وهو في "مسنده" (بغية الباحث 254) ثنا الحسن بن قتيبة ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن عمرو به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9428) من طريق الحسن بن مكرم البغدادي ثنا الحسن بن قتيبة به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد العزيز عن محمد، ما كتبناه عاليا إلا من حديث الحسن" قلت: الحسن بن قتيبة هو الخزاعي المدائني قال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث، وقال العقيلي: كثير الوهم، وقواه ابن عدي. 3764 - حديث عبد الله بن عمرو رفعه "من مات من أمتي وهو يشرب الخمر، حَرم الله عليه شربها في الجنة" قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن" (¬1) يرويه ميمون بن أستاذ واختلف عنه: - فرواه سعيد بن إياس الجُريري عن ميمون بن أستاذ واختلف عنه: • فقال يزيد بن هارون: أنا الجريري عن ميمون بن أستاذ عن الصدفي عن ابن عمرو به مرفوعا وزاد "ومن مات من أمتي وهو يتحلى الذهب، حرّم الله عليه لباسه في الجنة" أخرجه أحمد (6948) قال عبد الله بن أحمد: ضرب أبي على هذا الحديث، فظننت أنّه ضرب عليه لأنّه خطأ، وإنما هو ميمون بن أستاذ عن عبد الله بن عمرو، ليس فيه عن الصدفي. ويقال: إنّ ميمون هذا هو الصدفي، لأنّ سماع يزيد بن هارون من الجريري آخر عمره" • وقال أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي: ثنا الجريري عن ميمون بن أستاذ الصدفي قال: قلت لابن عمرو: لا تحدثني إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من مات وهو يشرب الخمر، حرم شرابها يوم القيامة" ¬

_ (¬1) 12/ 129 (كتاب الأشربة وقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ} [المائدة: 90])

أخرجه البزار (كشف 2935) عن زياد بن يحيى الحساني ثنا أبو بحر به. وأبو بحر مختلف فيه: قواه بعضهم وضعفه الجمهور، ولم أر أحدا صرح بسماعه من الجريري أهو قبل الاختلاط أم بعده وتابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي عن الجريري عن ميمون بن أستاذ عن ابن عمرو مرفوعاً "من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرّمها الله عليه في الآخرة، ومن مات من أمتي وهو يلبس الحرير حرّم الله عليه لبسه في الآخرة" أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 5480) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الأعلى به. وسفيان ضعيف. • ورواه بشر بن المفضل البصري عن الجريري واختلف عنه: فرواه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني عن بشر بن المفضل ثنا الجريري عن ميمون بن أستاذ الصيرفي قال: قلت لابن عمرو: لا تحدثني إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال "من مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب، حُرم حليته في الآخرة، ومن مات وهو يلبس الحرير، حُرم لبسه في الآخرة" أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (587) عن إبراهيم بن عبد الله الزبيبي ثنا محمد بن عبد الأعلى به. ورواه عبيد الله بن عمر القواريري عن بشر بن المفضل ثنا الجريري عن ميمون بن أستاذ عن الصرفي قال: قلت لابن عمرو: فذكر الحديث وفيه ذكر التحلي بالذهب ولبس الحرير وشرب الخمر. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 5479) - ورواه عوف (¬1) بن أبي جميلة الأعرابي عن ميمون بن أستاذ (¬2) عن ابن عمرو. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5477) عن يحيى بن سعيد القطان وأحمد (6947) ¬

_ (¬1) لم يذكر شرب الخمر في حديثه. (¬2) زاد هوذة في حديثه عند أحمد: الهزاني.

عن إسحاق بن يوسف الأزرق وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5478) وأحمد (6947) عن هَوذة بن خليفة الثقفي وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5481) عن مروان بن معاوية الفزاري كلهم عن عوف به. • ورواه محمد بن جعفر غُندر عن عوف واختلف عنه: فقال أحمد (6556): ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون بن أستاذ الهزاني عن عبد الله بن عمرو الهزاني عن ابن عمرو مرفوعاً "من لبس الذهب من أمتي، فمات وهو يلبسه، حَرم الله عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أمتي، فمات وهو يلبسه، حرّم الله عليه حرير الجنة" عبد الله بن عمرو الهزاني لم أقف له على ترجمة، ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، ورجح الشيخ أحمد شاكر أنّ ذكره في السند خطأ من الناسخ والله أعلم. وقال عبد الله بن محمد بن المسور: ثنا غندر عن عوف عن ميمون بن أستاذ الهزاني عن ابن عمرو. ولم يذكر عبد الله بن عمرو الهزاني. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (585) عن محمد بن غسان بن جبلة ثنا عبد الله بن محمد بن المسور به. ومحمد بن غسان وعبد الله بن محمد لم أر من ترجمهما، وغندر وعوف ثقتان مشهوران، وميمون بن أستاذ وثقه ابن معين (الجرح 4/ 1/ 233) وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 418) وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة، ومن شرب الخمر في الدنيا، لم يشربه في الآخرة، ومن شرب في آنية الفضة والذهب، لم يشرب بهما في الآخرة" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 247) عن حسين بن نصر المصري

ومحمد بن حميد قالا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة ثني زيد بن واقد أنّ خالد بن عبد الله بن حسين حدثه قال: حدثني أبو هريرة به. خالد بن عبد الله بن حسين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، ومحمد بن حميد لم أعرفه، والباقون كلهم ثقات. 3765 - حديث عبد الله بن عمرو رفعه "من مات من أمتي وهو يلبس الذهب حرّم الله عليه ذهب الجنة" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 3766 - حديث ابن عمر رفعه "من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (¬2) صحيح وله عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر، وعن مطر غير واحد منهم: 1 - حسين المعلم. أخرجه ابن ماجه (2320 و2414) عن محمد بن ثعلبة بن سواء البصري والطبراني في "الأوسط" (2942) عن إبراهيم بن هاشم البغوي وابن بشران (546 و 1033) عن محمد بن عبد الرحمن العلاف قالوا: ثنا محمد بن سواء عن حسين المعلم عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من قال سبحان الله، كتبت له عشرا، ومن قالها عشر مرار كتبت له مائة، ومن ¬

_ (¬1) 12/ 436 (كتاب اللباس- باب خواتيم الذهب) (¬2) 14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

استغفر الله غفر له، ومن أعان على خصومة بظلم أو (¬1) بغير علم، لم يزل في سخط الله حتى يدع (¬2)، ومن حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله، فقد حادّ الله، ومن مات وعليه دينار أو درهم قُصَّ (¬3) من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم" اللفظ للطبراني وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حسين إلا محمد" وقال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" الترغيب 2/ 599 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، مطر الوراق مختلف فيه، ومحمد بن ثعلبة قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه. ولم أر لغيره من الأئمة فيه كلاما، وباقي رجال الإسناد ثقات على شرط مسلم، رواه الطبراني في معجمه الكبير من هذا الوجه" المصباح 3/ 65 قلت: لم ينفرد محمد بن ثعلبة به كما تقدم، والحديث اختلف فيه على مطر الوراق كما سيأتي. 2 - روح بن القاسم التميمي العنبري. أخرجه المزي (22/ 613 - 614) من طريق أبى طاهر المُخَلِّص ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا عمرو بن علي ثنا عيسى بن شعيب أبو الفضل ثنا روح بن القاسم عن مطر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "اذكروا الله عباد الله فإنّ العبد إذا قال: سبحان الله وبحمده كتب الله له عشر حسنات، ومن عشر إلى مائة، ومن مائة إلى ألف، ومن زاد زاده الله، فذكر الحديث وزاد فيه "ومن قذت مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6310) من طريق أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي ثنا عمرو بن علي به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 391 - 392) من طريق أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب ثنا عمرو بن علي به. ورواه النسائي في "اليوم والليلة" (160) عن عمرو بن علي مختصرا. وعيسى بن شعيب قال عمرو بن علي: صدوق، وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه، فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك. ¬

_ (¬1) ولفظ ابن ماجه "أو يعين على ظلم" (¬2) ولفظ ابن ماجه "حتى ينزع" (¬3) ولفظ ابن ماجه "قضي"

وخالفه عبد الله بن بزيغ الأنصاري فرواه عن روح بن القاسم عن مطر الوراق عن عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2418) عن أسحاق بن داود الصواف التستري ثنا يحص بن غيلان ثنا عبد الله بن بزيغ به. وإسحاق بن داود لم أقف له على ترجمة، ويحيى بن غيلان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وعبد الله بن بزيغ قال ابن عدي: ليس هو عندي ممن يحتج به. 3 - المثنى بن يزيد البصري. أخرجه أبو داود (¬1) (3598) عن علي بن الحسين بن إبراهيم العامري ثنا عمر بن يونس لنا عاصم بن محمد بن زيد العمري ثني المثنى بن يزيد عن مطر عن نافع عن ابن عمر. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (تحفة الأشراف 6/ 232) عن أحمد بن أبي سريج الرازي عن عمر بن يونس به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6311) من طريق محمد بن يونس ثنا عمر بن يونس اليمامي به. والمثنى بن يزيد قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه عاصم بن محمد العمري، وقال الحافظ: مجهول. الثاني: يرويه عمارة بن غَزِيَّة المدني عن يحيى بن راشد الدمشقي أنهم جلسوا لابن عمر قال: فما رأيته أراد الجلوس معنا حتى قلنا: هلم إلى المجلس يا أبا عبد الرحمن. قال: فرأيته تذمم، قال: فجلس فسكتنا فلم يتكلم منا أحد، فقاله: ما لكم لا تنطقون؟ ألا تقولون: سبحان الله وبحمده فإن الواحدة بعشر، والعشر بمائة، والمائة بألف، وما زدتم زادكم الله، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من حالت شفاعته دون حد من حدوو الله -عز وجل- فقد ضادّ الله في أمره (¬2)، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه (¬3) الله -عز وجل- في ردغة خبال حتى يخرج مما قال" ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 82). (¬2) وفي لفظ "حكمه" (¬3) وفي لفظ "حبس في"

أخرجه أحمد (2/ 70) وأبو داود (3597) والحاكم (2/ 27) والبيهقي (6/ 82 و 8/ 332) وفي "الشعب" (6309 و 7267) والسياق له من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي ثنا عمارة بن غزية به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. الثالث: يرويه النعمان بن الزبير اليماني عن أيوب بن سلمان - رجل من أهله صنعاء - قال: كنا بمكة فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد فلم نسأله ولم يحدثنا، ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله ولم يحدثنا فقال: ما لكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله قولوا: الله أكبر والحمد لله وسبحان الله وبحمده بواحدة عشرا، وبعشر مائهّ، من زاد زاده الله، ومن سكت غفر له، ألا أخبركم بخمس سمعتهنّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: بلى. قال "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو مضاد لله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير حق فهو مستطل في سخط الله حتى يترك، ومن قفى مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل النار، ومن مات وعليه دين أخذ لصاحبه من حسناته لا دينار ثم ولا درهم، وركعتا الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل" أخرجه أحمد (2/ 82) ثنا محمد بن الحسن بن آتش أني النعمان بن الزبير عن أيوب بن سلمان به" وأيوب بن سلمان لا يعرف حاله كما في "اللسان"، وفي "الإكمال": فيه جهالة. فالإسناد ضعيف. الرابع: يرويه عبد الله بن عامر بن ربيعة عن ابن عمر مرفوعاً "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13084) والحاكم (4/ 383) من طريق عبد الله بن جعفر ثني مسلم بن أبي مريم عن عبد الله بن عامر به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني. الخامس: يرويه عطاء عن ابن عمر مرفوعاً "قولوا خيرا، قولوا: سبحان الله وبحمده ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره، ومن أعان على خصومة بما لا يعلم فهو في سخط الله حتى ينزع، ومن قذف مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله -عز وجل- في ردغة الخبال حتى يأتي مما قال مخرجا، ومن مات وعليه حق لأحد يوم القيامة أخذ من حسناته ليس هناك دينار ولا درهم، وحافظوا على ركعتي الفجر أو قال الصبح فإنّ فيهما رغب الدهر"

أخرجه ابن عدي (2/ 796) واللفظ له وأبو الشيخ في "التوبيخ" (222) من طريق حفص بن عمر الرّملي ثنا ابن جريج عن عطاء به. قال ابن عدي: الرّملي أحاديثه غير محفوظة" قلت: وقال ابن معين: ليس بشيء. السادس: يرويه عطاء بن أبي مسلم الخراساني واختلف عنه: - فقال مطر الوراق: عن عطاء الخراساني عن ابن عمر رفعه "من قال سبحان الله وبحمده أثبتت له مائة حسنة، ومن قالها مائة مرة أثبتت له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له" وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2461) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (757) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (554) من طريق الحسن بن عرفة ثني المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري عن أخيه عمر بن سعيد الثوري عن مطر الوراق به. ومطر مختلف فيه كما تقدم، وعطاء صدوق لكنه لم يسمع من ابن عمر كما قال أحمد وغيره، والباقون ثقات. قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث مطر عن عطاء. ولم يسمع من ابن عمر" ولم ينفرد مطر به بل تابعه المثنى بن الصباح عن عطاء الخراساني قال: سمعت ابن عمر. أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (84) عن محمد بن فضيل وهو في "الدعاء" (94) له وأبو الشيخ في "التوبيخ" (223) عن محمد بن الحسن كلاهما عن فطر بن خليفة عن المثنى بن الصباح به. والمثنى بن الصباح ضعفوه. واختلف فيه على فطر بن خليفة، فقال أبو الجواب أحوص بن جوّاب الكوفي: ثنا عمار بن رزيق عن فطر بن خليفة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء الخراساني عن حُمران قال: سمعت ابن عمر.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (158) والطبراني في "مسند الشاميين" (2460) وفي "الكبير" (12/ 388) وفي "الأوسط" (6487) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (221) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عطاء عن حمران إلا القاسم، ولا رواه عن القاسم إلا فطر، ولا رواه عن فطر إلا عمار، تفرد به أبو الجواب" قلت: وحمران ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعطاء صدوق كما تقدم، والباقون ثقات. - وقال إبراهيم بن ميمون الصائغ: عن عطاء بن أبي مسلم عن نافع عن ابن عمر. أخرجه الحاكم (4/ 99) عن أبي العباس قاسم بن القاسم السياري ثنا محمد بن موسى بن حاتم ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبا أبو حمزة ثنا إبراهيم الصائغ به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: محمد بن موسى بن حاتم قال أبو العباس السياري: أنا بريء من عهدته، وقال ابن أبي سعدان: كان محمد بن علي الحافظ سيء الرأي فيه (اللسان) 3767 - "من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدَّين دخل الجنة" قال الحافظ: وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم من حديث ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) صحيح يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن مَعدان بن أبي طلحة عن ثوبان مرفوعاً "من فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر، والدَّين، والغلول" أخرجه أحمد (5/ 281 - 282) عن شعبة وأحمد (5/ 276) عن أبان بن يزيد العطار ¬

_ (¬1) 13/ 102 (كتاب الأدب - باب الكبر)

وأحمد (5/ 276 و 277) والخرائطي في "المساوئ" (608) عن همام بن يحيى العَوْذي وأحمد (5/ 281) والدارمي (2595) وابن ماجه (2412) والترمذي (1573) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 2/ 140) والروياني (611 و 612) وابن حبان (198) والحاكم (2/ 26) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1382) والبيهقي (5/ 355) وابن عساكر (7/ 58) عن سعيد بن أبي عروبة والطبراني في "الأوسط" (7747) عن رَوح بن القاسم البصري كلهم عن قتادة به. - ورواه أبو عوانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري واختلف عنه: • فقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سالم عن معدان عن ثوبان مرفوعاً "من مات وهو بريء من ثلاث: الكبر، والغلول، والدين، دخل الجنة" أخرجه الحاكم (2/ 26) والبيهقي (9/ 101 - 102) وفي "الشعب" (5151) وتابعه عفان بن مسلم البصري ثنا أبو عوانة به. أخرجه الحاكم (2/ 26) والبيهقي في "الشعب" (5151) • ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن أبي عوانة فلم يذكر معدان بن أبي طلحة. أخرجه الترمذي (1572) وقال: ورواية سعيد أصح" قلت: ورواية الطيالسي وعفان أصح من رواية قتيبة. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، ومعدان لم يخرج له البخاري شيئا. - ورواه معمر بن راشد عن قتادة مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 273) وحديث شعبة ومن تابعه أصح.

وإسناده صحيح رواته ثقات، ورواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع. فعنه قال: كان همتي من الدنيا شفتي قتادة فإذا قال: سمعت، كتبت. وإذا قال: قال: تركت" مسند أبي عوانة 2/ 42 3768 - "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" قال الحافظ: ففي "المسند" من طريق أبي ظبيان أنّ أبا أيوب غزا الروم فمرض، فلما حضر قال: سأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لولا حالي هذه ما حدثتكموه، سمعته يقول: فذكره" (¬1) له عن أبي أيوب طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن أبي ظبيان حصين بن جندب واختلف عنه: - فقال أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: أنا الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب الأنصاري أنه خرج غازيا في زمن معاوية، فمرض، فلما ثقل قال لأصحابه: إن أنا مت فأحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم، وسأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لولا ما حضرني لم أحدثكم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. أخرجه ابن سعد (3/ 484 - 485) والطبراني في "الكبير" (4044 و 4045) وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به. أخرجه الطبراني (4042) - ورواه عبد الله بن نمير واختلف عنه: • فقال ابن سعد (3/ 484 - 485): أنا عبد الله بن نمير أنا الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب. • وقال أحمد (5/ 419): ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش قال: سمعت أبا ظبان قال: غزا أبو أيوب الروم ولم يذكر: عن أشياخه. - ورواه يعلي بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب الروم ولم يذكر: عن أشياخه. ¬

_ (¬1) 1/ 238 - 239 (كتاب العلم- باب من خص بالعلم قوما دون قوم)

أخرجه أحمد (5/ 419) والهيثم بن كليب (1155) والطبراني (4043) وتابعه أبو بكر بن عياش عن الأعمش به. أخرجه أحمد (5/ 423) - ورواه إسماعيل بن عمرو البجلي عن زائدة بن قدامة عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب بلد الروم فذكر الحديث بلفظ "من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" أخرجه الطبراني (4041) واسماعيل ضعفه أبو حاتم وجماعة. وحديث أبي معاوية أصح لأنّ أبا معاوية من أثبت الناس بعد سفيان في الأعمش كما قال أبو حاتم. وإسناده ضعيف للأشياخ الذين لم يسموا. الثاني: يرويه عاصم عن رجل من أهل مكة أنّ يزيد بن معاوية كان أميرا على الجيش الذي غزا فيه أبو أيوب، فدخل عليه عند الموت، فقال له أبو أيوب: إذا مت فاقرءوا على الناس مني السلام، فأخبروهم أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من مات لا يشرك بالله شيئا جعله الله في الجنة" ولينطلقوا بي فليبعدوا بي في أرض الروم ما استطاعوا، فحدّث الناس لما مات أبو أيوب فاستلأم الناس وانطلقوا بجنازته. أخرجه أحمد (5/ 416) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عاصم به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. والمتن صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود، وأخرجه مسلم من حديث جابر. 3769 - "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار" قال الحافظ: أخرجه مسلم (93) من حديث جابر: قيل: يا رسول الله: ما الموجبتان؟ قال: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 355 (كتاب الجنائز- باب في الجنائز)

3770 - "من مثل بذي روح ثم لم يتب مثل الله به يوم القيامة" قال الحافظ: ولأحمد من وجه آخر عن أبي صالح الحنفي عن رجل من الصحابة أراه عن ابن عمر رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 115) عن أسود بن عامر الشامي وحسين بن محمد المروذي قالا: ثنا شريك عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أراه ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. وأخرجه في موضع آخر (2/ 92) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شريك عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 249 - 250 قلت: شريك بن عبد الله هو القاضي وهو مختلف فيه، ونسب إلى التدليس ولم يذكر سماعا من معاوية بن إسحاق. لكنه لم ينفرد به بل تابعه قيس بن الربيع عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي عن ابن عمر به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7293) من طريق إسحاق بن منصور السلولي ثنا قيس بن الربيع به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا قيس، تفرد به إسحاق بن منصور" قلت: قيس مختلف فيه كذلك لكن الأكثر على تضعيفه. 3771 - "من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا الله كان له بكل شعرة تمرّ يده عليها حسنة" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني عن أبي أمامة، وسنده ضعيف" (¬2) ضعيف روي من حديث أبي أمامة ومن حديث بريدة ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث أنس ¬

_ (¬1) 12/ 64 (كتاب الذبائح - باب ما يكره من المثلة) (¬2) 13/ 401 (كتاب الدعوات- باب الدعاء للصبيان)

فأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (655) وفي "البر والصلة" (207) عن يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كانت له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمه أو يتيم غيره كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وقرن بين أصابعه" وأخرجه أحمد (5/ 250 و 265) وابنه في "زيادات الزهد" (ص 28) وابن أبي الدنيا في "العيال" (609) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 178 - 179) والبغوي في "شرح السنة" (3456) وفي "التفسير" (1/ 523) وابن الجوزي في "البر والصلة" (402) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7821) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 179) والبيهقي في "الشعب" (10525) من طريق سعيد بن أبي مريم الجمحي أنا يحيى بن أيوب به. قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي أمامة لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1209 وقال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 8/ 160 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه خالد بن أبي عمران التُّجيبي عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً نحوه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7929) و"الأوسط" (3190) عن شعيب بن يحيى التجيبي وفي "المكارم" (106) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي المصري قالا: ثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن خالد إلا ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. وأما حديث بريدة فيرويه مندل بن علي العَنَزي عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع واختلف عنه: - فقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا مندل عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن أبي

داود عن بريدة مرفوعاً "من مسح رأس يتيم رحمة له كتب الله له بكل شعرة وقعت عليها يده حسنة" أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 208) واسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه ابن عدي وأبو حاتم وغيرهما. - ورواه عبد العزيز بن الخطاب الكوفي عن مندل فلم يذكر عن أبيه. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (614) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 296) وإسناده ضعيف جداً، أبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه. وقال الحاكم: روى عن بريدة أحاديث موضوعة. ومندل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، واختلف فيه قول ابن معين. ومحمد بن عبيد الله قال البخاري: منكر الحديث. وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى فأخرجه أحمد بن حنبل (4/ 382) وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2580/ 1) وابن أبي الدنيا في "العيال" (627) والحارث (بغية الباحث 905) والبزار (كشف 1911) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 203 - 204) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 276) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (55) وابن الجوزي في "البر والصلة" (401) من طرق عن فائد بن عبد الرحمن أبي الورقاء قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رفعه "من مسح يده على رأس يتيم رحمة له كتب له بكل شعرة حسنة، ورفع له بكل شعرة درجة، ومحا عنه بكل شعرة سيئة" قال عبد الله بن أحمد: لم يحدثنا أبي بهذا الحديث، ضرب عليه من كتابه, لأنّه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، أو كان عنده متروك الحديث" وقال ابن حبان: فائد بن عبد الرحمن كان ممن يروي المناكير عن المشاهير ويأتي عن ابن أبي أوفى بالمعضلات لا يجوز الاحتجاج به" وقال الهيثمي: وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك" المجمع 8/ 161 - 162 وقال البوصيري: مدار إسناده على فائد بن عبد الرحمن وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 198 وأما حديث أنس فأخرجه المهرواني في "الفوائد المنتخبة" (164) من طريق محمد بن

غالب بن حرب التمار ثنا يحيى بن عنبسة ثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعاً "من مسح يده على رأس يتيم كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة" قال الخطيب في تخريج الفوائد المذكورة: هذا حديث غريب من حديث أنس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن حديث حميد عن أنس، تفرد بروايته يحيى بن عنبسة، وهو شيخ يتفرد بأكثر رواياته عن شيوخه" قلت: ذكره ابن حبان في "الضعفاء" فقال: شيخ دجال يضع الحديث على الثقات. وقال الدارقطني: بغدادي كذاب. 3772 - "من مَسَّ ذكره فليتوضأ" سكت عليه الحافظ (¬1) صحيح ورد من حديث بُسرة بنت صفوان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أم حبيبة ومن حديث أبي أيوب ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو فأما حديث بسرة فله عنها طريقان: الأول: يرويه عروة بن الزبير واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة واختلف عنه: • فقال مالك (1/ 42): عن عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة يقول: دخلت على مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء، فقال عروة: ما علمت هذا. فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنّها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ" وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 15) وفي "اختلاف مالك والشافعي" (7/ 178) عن مالك به. ¬

_ (¬1) 1/ 396 (كتاب الغسل - باب غسل المذي والوضوء منه)

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 197) عن الربيع بن سليمان المرادي أنا الشافعي به. وأخرجه البيهقي (1/ 128) وفي "المعرفة" (1/ 385) وفي "الخلافيات" (502) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 859) والحازمي في "الاعتبار" (ص 43) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا الربيع بن سليمان به. وأخرجه أبو داود (181) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3230) والنسائي (1/ 83 - 84) وفي "الكبرى" (193) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 273 - 274) وابن حبان (1112) والطبراني في "الكبير" (24/ 196) والبيهقي (1/ 128) وفي "الخلافيات" (503) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 186) والبغوي في "شرح السنة" (165) من طرق عن مالك به. ولم ينفرد مالك به بل تابعه: 1 - إسماعيل بن عُلية قال: ثنا عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت عروة يحدث أبي قال: ذاكرني مروان مس الذكر، فقلت: ليس فيه وضوء، فقال: إنّ بسرة تحدث فيه، فأرسل إليها رسولاً، فذكر الرسول أنّها تحدث أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مسَّ ذكره فليتوضأ" أخرجه ابن أبي شيبة (101) وإسحاق (2172) وأحمد (6/ 406) عن إسماعيل بن علية به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3228) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 197) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 122) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. 2 - عمرو بن الحارث المصري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة قالت: ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يتوضأ منه فقال "ومن مسّ الذكر يتوضأ" أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 197) عن أحمد بن رشدين وإسماعيل بن الحسن الخفاف المصريين قالا: ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث به. 3 - محمد بن إسحاق المدني عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة مرفوعاً به. أخرجه الدارمي (731) عن أحمد بن خالد الوهبي عن ابن إسحاق به.

• ورواه سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه: فقال الحميدي (352) وأحمد (6/ 406): ثنا سفيان قال: ثنا عبد الله بن أبي بكر قال: تذاكر أبي وعروة ما يتوضأ منه، فذكر عروة مس الذكر، فقال أبي: إنّ هذا لشيء ما سمعت به، قال عروة: بلى، أخبرني مروان بن الحكم أنّه سمع بسرة تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من مسّ ذكره فليتوضأ" فقلت لمروان: فإني أشتهى أن ترسل إليها، فأرسل إليها وأنا شاهد رجلاً، أو قال: حرسيا، فجاء الرسول من عندها فقال: إنّها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من مسّ ذكره فليتوضأ" السياق للحميدي وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 186 - 187) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا الحميدي به. وأخرجه ابن الجارود (16) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سفيان به. وأخرجه إسحاق في "مسنده" (2171): أنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر قال: التقى أبي وعروة فذكرا مس الذكر، فقال أبي: لم أسمع بشيء، قال عروة: وأنا لم أسمع فيه بشيء، فأرسل إلى بسرة فأخبرت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من مس فرجه فليتوضأ" وقال قتيبة بن سعيد البلخي: عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة، ولم يذكر مروان بن الحكم. أخرجه النسائي (1/ 177) وقال: ولم أتقنه" قلت: والأول أصح لأنه رواية الأكثر ولأنّ الحميدي من أثبت الناس في ابن عيينة وهو رئيس أصحابه كما قال أبو حاتم. • ورواه الضحاك بن عثمان الحزامي عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه: فقال محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: عن الضحاك بن عثمان عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3229) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا ابن أبي فديك به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 197) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد به. ويعقوب بن حميد مختلف فيه. وقال عبد العزيز بن أبي حازم المدني: عن الضحاك بن عثمان عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة أخبرتني بسرة. ولم يذكر مروان بن الحكم. أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (509) وابن أبي حازم صدوق ليس به بأس، والضحاك مختلف فيه. • ورواه ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه: فقال غير واحد: عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة. منهم: 1 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه أحمد (6/ 407) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3222) والنسائي (1/ 84) والطبراني في "الكبير" (24/ 195) والبيهقي (1/ 129) وفي "الخلافيات" (504) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 188) من طرق عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أني عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة يقول: ذكر مروان في إمارته على المدينة أنّه يتوضأ من مس الذكر إذا أفضى إليه الرجل بيده، فأنكرت ذلك عليه فقلت: لا وضوء على من مسّه، فقال مروان: أخبرتني بسرة أنّها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر ما يتوضأ منه فقال "ويتوضأ من مس الذكر" قال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلاً من حرسه فأرسله إلى بسرة يسألها عما حدثت من ذلك، فأرسلت إليه بسرة بمثل الذي حدثني عنها مروان. 2 - عُقيل بن خالد الأيلي. أخرجه البيهقي (1/ 132) وفي "الخلافيات" (505) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا الليث عن عقيل عن الزهري أنّه قال: أني عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة يقول: فذكر مثل حديث شعيب بن أبي حمزة. أخرجه البيهقي (1/ 132) وفي "الخلافيات" (505)

وقال: هذا هو الصحيح من حديث الزهري" قلت: اختلف فيه على الليث بن سعد: فرواه شعيب بن الليث عن الليث عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 72) وتابعه شعيب بن يحيى التجيبي عن الليث به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 194) وأبو نعيم في "الصحابة" (7530) ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الليث عن الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة، ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر. أخرجه النسائي (1/ 177) ورواه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث واختلف عنه: فقال مطلب (¬1) بن شعيب الأزدي: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 194) وأبو نعيم في "الصحابة" (7530) وقال هارون بن كامل المصري: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث ثني يونس عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة. أخرجه الطبراني (24/ 196) وتابعه الحسن بن علي الحُلْواني ثنا عبد الله بن صالح به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3227) 3 - ابن أبي ذئب. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3223) عن عمرو بن عثمان الحمصي ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني عن ابن أبي ذئب عن الزهري ثني عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة: فذكر مثل حديث شعيب. ¬

_ (¬1) ورواه مطلب بن شعيب أيضًا عن عبد الله بن صالح ثني الليث ثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بمثل حديث شعيب. أخرجه الطبراني (24/ 195)

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 196) عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عمرو بن عثمان به. ورواه الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر اليَحْصبي عن الزهري واختلف عنه: فقال أبو موسى إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري: ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر قال: سألت الزهري عن مسّ المرأة فرجها أتتوضأ؟ فقال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة مرفوعاً "إذا أفضى أحدكم بيده على فرجه فليتوضأ" قال: والمرأة كذلك. أخرجه البيهقي (1/ 132) وقال: ظاهر هذا يدل على أنّ قوله "قال: والمرأة مثل ذلك" من قول الزهري، ومما يدل عليه أنّ سائر الرواة رووه عن الزهري دون هذه الزيادة" وقال هشام بن عمار: عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة. ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر. أخرجه ابن أبي عاصم (3231) والطبراني (24/ 193) وابن عدي (4/ 1602) والبيهقي (1/ 132) وتابعه صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم به. أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 396 - 397) وقال عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي: عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري عن عروة عن بسرة. ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر ولا مروان بن الحكم. أخرجه ابن حبان (1117) قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذه الزيادة التي ذكر في متنه "والمرأة مثل ذلك" لا يرويه عن الزهري غير ابن نمر هذا" وقال ابن أبي عاصم: لا نعلم أحداً يقول هذا عن الزهري غيره" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره

ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: فقال الواقدي: أنا معمر قال: أنا الزهري عن عبد الله بن أبي بكر: سمعت عروة يقول: سمعت مروان بن الحكم يقول: سمعت بسرة رفعته "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ" أخرجه ابن سعد (8/ 245) عن الواقدي به. وقال عبد الرزاق في "مصنفه" (¬1) (411): عن معمر عن الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة. ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 71) عن الحسين بن مهدي البصري والطبراني (24/ 193) وابن حزم في "المحلى" (1/ 318) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري قالا: ثنا عبد الرزاق به. ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة. أخرجه ابن أبي عاصم (3224) وابن كاسب مختلف فيه كما تقدم. وقال شعبة: عن معمر عن الزهري عن عروة عن بسرة. ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر ولا مروان بن الحكم. أخرجه النسائي (1/ 177) عن محمد بن سواء العنبري والطبراني في "الصغير" (1113) والبيهقي (¬2) في "الخلافيات" (506) ¬

_ (¬1) هو من رواية إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق. (¬2) وزاد في روايته "قال -يعني عروة-: فحدثت به مروان بن الحكم، فأرسل إليها، فأخبرته بذلك" ولفظه عنده وعند النسائي "إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ" ولفظ الطبراني "من مسّ فرجه فليتوضأ"

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف كلاهما عن شعبة به. قال البيهقي: هكذا قال، والصواب رواية عقيل بن خالد إسنادا ومتنا" ورواه ابن أخي الزهري محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عن الزهري قال: أخبرني عروة أنّه سمع بسرة. ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر ولا مروان بن الحكم. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 331 - 332) ورواه ابن جريج عن الزهري واختلف عنه: فرواه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج واختلف عنه: فقال أحمد بن هارون المصيصي: ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة وزيد بن خالد الجهني مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ" أخرجه ابن عدي (1/ 196) ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (537) وقال ابن عدي: غير محفوظ، والمصيصي يروي مناكير عن قوم ثقات لا يتابع عليه أحد" وقال البيهقي: أخطأ فيه هذا المصيصي حيث قال: عن عائشة، وإنما هو عن بسرة" ثم أخرجه (538) من طريق إبراهيم بن الحسن المقسمي ثنا حجاج: قال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، ولم يسمع ذلك منه -يعني الزهري- أنه كان يحدث عن بسرة بنت صفوان وزيد بن خالد. ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق في "مصنفه" (412) عن ابن جريج ثني ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة أنّه كان يحدث عن بسرة بنت صفوان أو عن زيد بن خالد. وأخرجه الطبراني (24/ 194 - 195) عن الدبري به. وأخرجه ابن أبي عاصم (¬1) في "الآحاد" (3226) ¬

_ (¬1) ورواه ابن أبي عاصم (3225) أيضاً بهذا الإسناد فقال فيه: عن عروة عن بسرة.

عن الحسن بن علي الحُلواني والبيهقي في "الخلافيات" (540) عن محمد بن رافع النيسابوري قالا: ثنا عبد الرزاق به. ورواه محمد بن بكر البُرْساني عن ابن جريج ثني الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة -ولم أسمعه منه- عن بسرة وعن زيد بن خالد. أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 390) من طريق إسحاق بن راهوية وهو في "مسنده" كما في "التلخيص" (1/ 132) و"المطالب العالية" (138) و"إتحاف الخيرة" (875) وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح لم يشك فيه راويه وذكر الحديث عنهما جميعاً" قلت: رواه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن البرساني فقال فيه: عن بسرة أو زيد بن خالد. أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (539) ورواه الأوزاعي عن الزهري واختلف عنه: فرواه عمرو بن عثمان الحمصي عن عبد الملك بن محمد الصنعاني عن الأوزاعي عن الزهري ثني عبد الله بن أبي بكر سمع عروة، فذكر مثل حديث شعيب بن أبي حمزة. أخرجه ابن أبي عاصم (3223) ورواه محمد بن مصعب القَرْقَسَاني عن الأوزاعي عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة. ولم يذكر الزهري ولا مروان بن الحكم. أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (507) والقرقساني ضعفه ابن معين وجماعة، وقواه بعضهم، وتكلم غير واحد في روايته عن الأوزاعي، فقال أبو زرعة: يخطئ كثيرا عن الأوزاعي، وقال صالح جزرة: ضعيف في الأوزاعي. ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن الزهري قال: ثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ثني عروة عن بسرة.

أخرجه الدارمي (730) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وابن أبي عاصم (3220) والطبراني (24/ 194) عن الوليد بن مسلم والطبراني (24/ 193) عن يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي والبيهقي في "الخلافيات" (508) عن الوليد بن مزيد البيروتي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 72) عن بشر بن بكر التِّنِّيسي وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 187 - 188) عن عبد الحميد بن حبيب الدمشقي كلهم عن الأوزاعي به. ورواه محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن بُسرة. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (524) ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسحاق بن راشد الجزري عن الزهري واختلف عنه: فقال عمرو بن قُسيط أبو علي الرقي: ثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 188 - 189) وقال عمرو بن عثمان الكلابي: عن عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن أبي بكر بن عمرو بن حزم أنّ عروة حدثه أنّ مروان بن الحكم ذكر أنّ بسرة قالت. أخرجه ابن أبي عاصم (3221) والطبراني (¬1) (24/ 194) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن الزهري.

وإسحاق بن راشد ثقة، لكن تكلم ابن معين وغيره في حديثه عن الزهري. ورواه محمد بن إسحاق المدني عن الزهري عن عروة عن زيد بن خالد مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ" أخرجه ابن أبي شيبة (1699) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 878) وأحمد (5/ 194) والبزار (3762) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 879) والطحاوي (1/ 73) وابن عدي (6/ 2125) والطبراني (5221 و 5222) وابن شاهين في "الناسخ" (109 و 110) وأبو نعيم في "الصحابة" (3017) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 391) وفي "الخلافيات" (535) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 118) من طرق عن ابن إسحاق ثني الزهري به. قال علي بن المديني: حديث ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن زيد بن خالد "إذا مسّ أحدكم فرجه" منكر" المعرفة والتاريخ 2/ 27 - 28 والخلافيات 2/ 260 - 261 وقال أبو يعلى وابن عدي: قال زهير بن حرب: هذا عندي وهم، إنما رواه عروة عن بسرة" وقال ابن عبد البر: هذا خطأ لا شك فيه" التمهيد 17/ 185 وقال ابن عبد الهادي: غلط فيه ابن إسحاق، وصوابه عن بسرة بدل زيد" التنقيح 1/ 458 ورواه عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ" أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسند عائشة" (1174) والبزار (كشف 284) والطحاوي (1/ 74) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 110) وابن شاهين في "الناسخ" (115) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 8 و 289) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (89) من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن عمر بن سعيد بن سريج به. قال ابن حبان: وهذا مقلوب ما لعائشة وذكرها في هذا الخبر معنى، إنما عروة سمع الخبر من مروان ثم من شرطي له ثم ذهب إلى بسرة فسمع منها. قال: وإبراهيم بن إسماعيل كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل" قلت: هو مختلف فيه: وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وعمر بن سعيد قال أبو زرعة: ضعيف الحديث يروي عن الزهري أحاديث مقلوبة، وقال ابن عدي: أحاديثه عن الزهري ليست بمستقيمة.

ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 185) من طريق الحسين بن الحسن الخياط أنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك به. وقال: وهذا إسناد منكر عن مالك، ليس يصح عنه، وأظن الحسين هذا وضعه أو وهم فيه" 2 - المهاجر بن عكرمة المخزومي ثني الزهري عن عروة عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فقيل له: يا رسول الله، مم توضأت؟ قال "إني حككت ذكري أو أفضيت بيدي إلى ذكري" أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (166 و 373) والمهاجر قال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات". ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن عروة عن عائشة. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 601 - 602) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 39) والبيهقي في "الخلافيات" (548) من طريق إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري ثنا أحمد بن شبيب ثنا أبي عن يونس به. وإبراهيم بن فهد ضعفه البرذعي وغيره. • ورواه شعبة عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه: فقال الطيالسي (ص 230): ثنا شعبة عن عبد الله أو محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عروة أنّ مروان أرسل إلى بسرة يسألها فحدثت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من مسّ ذكره فليتوضأ" وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 159) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة عن محمد بن أبي بكر ولم يشك. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 159) ورواه سعيد بن سفيان الجَحْدري عن شعبة ثنا أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: سمعت عروة يقول: أرسل مروان إلى بسرة

أخرجه الطبراني (24/ 198) • ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة ولم يذكر مروان بن الحكم. أخرجه الطبراني (24/ 196 - 197) وتابعه عمر بن محمد العمري عن عبد الله بن أبي بكر به. أخرجه الطبراني (24/ 197) - ورواه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه عن مروان عن بسرة. منهم: 1 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه الترمذي (83) وابن أبي عاصم (3232) وابن خزيمة (33) وابن الجارود (17) والطبراني (24/ 201 - 202) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 121) 2 - عبد الله بن إدريس الأودي. أخرجه إسحاق في "مسنده" (2173) وابن ماجه (479) والطبراني (24/ 199) 3 - ربيعة بن عثمان الهُدَيري. وقال في روايته: قال عروة: فسألت بسرة فصدقته. أخرجه ابن الجارود (18) وابن حبان (1114) والطبراني (24/ 201) والحاكم (1/ 137) والبيهقي (1/ 129) وفي "الخلافيات" (512) 4 - عنبسة بن عبد الواحد القرشي. وقال في روايته: قال عروة: فأتيت بسرة فحدثتني كما حدثني مروان عنها أنّها قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك. أخرجه الحاكم (1/ 137) والبيهقي (1/ 129) وفي "الخلافيات" (514) 5 - شعيب بن إسحاق الدمشقي. وقال في روايته: قال عروة: فسألت بسرة فصدقته بما قال. أخرجه الدارقطني (1/ 146) وابن حبان (1113) والحاكم (1/ 136 - 137) وابن

حزم في "المحلى" (1/ 325) والبيهقي (1/ 129 - 130 و 131) وفي "معرفة السنن" (1/ 387) وفي "الصغرى" (33) وفي "الخلافيات" (511) وقال الدارقطني: صحيح" 6 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 90) وابن حبان (1116) والطبراني (24/ 201) والدارقطني (1/ 146) والبيهقي في "الخلافيات" (510) من طرق عن سفيان به (¬1). وقال الدارقطني: صحيح" 7 - أبو الأسود حميد بن الأسود البصري. وقال في روايته: فأنكر ذلك عروة وسأل بسرة فصدقته. أخرجه البيهقي (1/ 130) وفي "الخلافيات" (515) 8 - أنس بن عياض المدني. أخرجه البيهقي (1/ 129) 9 - علي بن مسهر الكوفي. أخرجه الطحاوي (1/ 72) والطبراني (24/ 199) 10 - حماد بن سلمة. أخرجه ابن أبي عاصم (3234) والطحاوي (1/ 72) والطبراني (24/ 199 - 200) وابن شاهين في "الناسخ" (121) 11 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (411) 12 - المنذر بن عبد الله الحزامي. ¬

_ (¬1) هكذا رواه عبد الله بن الوليد العدني ويزيد بن أبي حكيم العدني وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن سفيان به. ورواه أبو همام محمد بن مُحَبّب البصري عن سفيان فلم يذكر عن أبيه. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (1125)

وقال في روايته: فأنكر عروة فسأل بسرة فصدقته. أخرجه الحاكم (1/ 137) وعنه البيهقي في "الخلافيات" (513) 13 - إسماعيل بن عياش. أخرجه الدارقطني (1/ 147) 14 - ابن جريج. ولفظ حديثه "من مسّ ذكره أو أنثييه فليتوضأ" أخرجه الطبرانه (24/ 201) والدارقطني (1/ 148) والخطيب في "المدرج" (1/ 345 - 346) وقوله "أو أنثييه" مدرج من كلام عروة كما سيأتي. 15 - يزيد بن سنان الرُّهَاوي. أخرجه الدراقطني (1/ 147) 16 - هشام بن حسان البصري. أخرجه الطبراني (24/ 200 - 201) 17 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه الطبراني (24/ 201) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 190) 18 - حماد بن زيد ثنا هشام عن أبيه أنّه كان عند مروان بن الحكم فسئل عن مسّ الذكر فلم ير به بأسا، فبعث مروان بعض حرسه إلى بسرة فقال: حدثتني أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا مسّ الرجل فرجه بيده فلا يصلي حتى يتوضأ" فرجع فقال: قالت: نعم. فكان أبي بعد يقول: من مس رُفْغَه أو أنثييه فليتوضأ. أخرجه الطبراني (24/ 199) عن محمد بن أبي بكر المُقَدّمي والبيهقي في "المعرفة" (1/ 397) عن محمد بن عبيد بن حساب البصري قالا: ثنا حماد بن زيد به.

وأخرجه الحاكم (1/ 136) من طريق سليمان بن حرب البصري ومحمد بن الفضل البصري عارم وخلف بن هشام البغدادي قالوا: ثنا حماد بن زيد عن هشام أنّ عروة كان عند مروان بن الحكم فسئل عن مسّ الذكر فلم ير به بأسا، فقال عروة: إنّ بسرة حدثتني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا أفضى أحدكم إلى ذكره فلا يصلّ حتى يتوضأ" فبعث مروان حرسيا إلى بسرة فرجع الرسول فقال: نعم. قال هشام: قد كان أبي يقول: إذا مسّ ذكره أو أنثييه أو فرجه فلا يصلي حتى يتوضأ. وأخرجه الدارقطني (1/ 148) والبيهقي (1/ 138) والخطيب في "المدرج" (1/ 346 - 347) من طريق خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة قال: كان أبي يقول: إذا مسّ رفغه أو أنثييه أو فرجه فلا يصل حتى يتوضأ" قال الدارقطني: كلهم ثقات" وقال البيهقي: وروي ذلك عن هشام بن عروة من وجه آخر مدرجا في الحديث، وهو وهم، والصواب أنّه من قول عروة" 19 - يحيى بن هاشم الكوفي. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 87) • ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة واختلف عنه: فقال يحيى بن صالح الوُحَاظي: ثنا ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن مروان عن بسرة. أخرجه الطحاوي (1/ 73) وقال علي بن حجر السعدي: عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن بسرة. أخرجه الترمذي (84) وتابعه زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه ثنا ابن أبي الزناد به. أخرجه الطبراني (24/ 198) وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. • وقال غير واحد: عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة، ولم يذكروا مروان بن الحكم. منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (6/ 407) وفي "العلل" (2/ 90) والترمذي (82) والنسائي (1/ 177)

والطبراني (24/ 202) والبيهقي في "الخلافيات" (517) وابن الجوزي في "التحقيق (1/ 117) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 40) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال ابن الجوزي: هذا الإسناد لا مطعن فيه" 2 - محمد بن دينار الطاحي. ولفظ حديثه "من مسّ رفغه أو أنثييه أو ذكره فلا يصليّ حتى يتوضأ". أخرجه الطبراني (24/ 202) 3 - علي بن المبارك الهُنَائي. أخرجه ابن حبان (1115) وابن عدي (5/ 1827) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (138) والشاموخي في "حديثه" (23) 4 - سفيان بن عيينة. أخرجه الدارقطني (1/ 147) 5 - سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي. أخرجه الطحاوي (1/ 73) والبيهقي (1/ 128) 6 - عبد الحميد بن جعفر الأنصاري. ولفظ حديثه "من مسّ ذكره أو أنثييه أو رفغيه فليتوضأ" أخرجه ابن أبي عاصم (3235) والطبراني في "الكبير" (24/ 200) و"الأوسط" (1480 و 4004) والدارقطني (1/ 148) والبيهقي (1/ 137) والخطيب في "المدرج" (1/ 343 - 344) وقال الطبراني: لم يقل في هذا الحديث عن هشام عن أبيه عن بسرة "وأنثييه" إلا عبد الحميد بن جعفر" وقال الخطيب: تفرد عبد الحميد بن جعفر بذكر الأنثيين والرفغين" (¬1) ¬

_ (¬1) واختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر، فرواه سعيد بن أبي هلال عن عبد الحميد عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم عن بسرة، ولم يذكر الأنثيين والرفغين، وزاد "قبل أن يصلّي" أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (163)

قلت: قاله محمد بن دينار الطاحي أيضاً كما تقدم. وقال الدارقطني: كذا رواه عبد الحميد بن جعفر عن هشام ووهم في ذكر الأنثيين والرفغ وإدراجه ذلك في حديث بسرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمحفوظ أنّ ذلك من قول عروة غير مرفوع، كذلك رواه الثقات عن هشام، منهم: أيوب السَّخْتِياني وحماد بن زيد وغيرهما" 7 - مالك بن أنس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (484) 8 - عبد العزيز بن أبي حازم المدني. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (120) 9 - أيوب السختياني. أخرجه الطبراني (24/ 200) من طريق أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا يزيد بن زُريع ثنا أيوب عن هشام عن أبيه عن بسرة مرفوعاً "إذا مسّ أحدكم ذكره أو أنثييه أو رُفغَيه فليتوضأ" وقوله "أو أنثييه أو رفغيه" مدرج من كلام عروة. قال أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (69): ثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعث البصري قال: ثنا يزيد بن زريع عن أيوب عن هشام عن أبيه عن بسرة مرفوعاً "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ" وقال عروة: إذا مسّ أحدكم ذكره أو رفغيه أو أنثييه فليتوضأ" وأخرجه الدارقطني (1/ 148) والبيهقي (1/ 138) من طريق أحمد بن عبيد الله العنبري وأبي الأشعث العجلي قالا: ثنا يزيد بن زريع به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 347) من طريق عمرو بن علي الفلاس ثنا يزيد بن زريع به. 10 - أبو علقمة عبد الله بن محمد الفَرْوي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8566) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (837) • وقال هشام بن زياد أبو المقدام المدني: عن هشام عن أبيه عن أروى بنت أنيس مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ"

أخرجه ابن السكن والدارقطني في "العلل" كما في "الإصابة" (12/ 108) وأبو نعيم في "الصحابة" (7527) والبيهقي في "الخلافيات" (554) وقال: هذا خطأ، والصحيح رواية الجماعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة" وقال ابن السكن: لا يثبت، ولم يحدث به عن هشام بن عروة غير أبي المقدام، وهو بصري ضعيف" الإصابة وقال الحافظ: وهذا خطأ، وسأل الترمذي البخاري عنه فقال: ما تصنع بهذا؟ لا تشغل به" التلخيص 1/ 125 وقال في "الدراية" (1/ 39): وإسناده ضعيف" قلت: وهشام أبو المقدام قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. • وقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص العمري: عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "ويل للذين يمسّون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضئون" قالت عائشة: بأبي وأمي هذا للرجال أفرأيت النساء؟ قال "إذا مست إحداكنّ فرجها فلتتوضأ للصلاة" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 54) والدارقطني (1/ 147 - 148) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 120) وقال الدارقطني: عبد الرحمن العمري ضعيف" قلت: رواه يحيى بن أيوب المصري عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ "من مسّ فرجه فليتوضأ" أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (116) من طريق جامع بن سوادة ثنا زياد بن يونس الحضرمي ثنا يحيى بن أيوب به. وجامع بن سوادة ضعفه الدارقطني كما في "اللسان" (2/ 93) قال ابن عبد البر: من رواه عن هشام عن أبيه عن عائشة فقد أخطأ فيه، والحديث الصحيح الإسناد في هذا عن عروة عن مروان عن بسرة" التمهيد 17/ 185 وقال الحاكم: هذا وهم ظاهر من عبد الرحمن العمري ويحيى بن أيوب ومن تابعهما" الخلافيات 2/ 238 • ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن هشام واختلف عنه: فقال الخَصِيب بن ناصح البصري: ثنا همام عن هشام ثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة أنّه كان جالسا مع مروان وذكر الحديث.

أخرجه الطحاوي (1/ 73) وتمام (ق 11/ ب) وقال الحجاج بن منهال البصري: عن همام ثنا هشام أني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة عن بسرة، ولم يذكر مروان بن الحكم. أخرجه ابن أبي عاصم (3233) والطبراني (24/ 198) قال النسائي (1/ 177): هشام لم يسمع من أبيه هذا الحديث" (¬1) قلت: بل سمعه منه، فقد صرّح هشام بسماع هذا الحديث من أبيه في رواية يحيى القطان عنه. قال عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 90): قرأت على أبي وسمعته منه قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: قال شعبة: لم يسمع هشام حديث أبيه في مسّ الذكر. قال يحيى: فسألت هشاما فقال: أخبرني أبي". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 202) عن عبد الله بن أحمد به. وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" (516) وفي "المعرفة" (1/ 402) من طريق الفضل بن محمد الشعراني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال: فذكره. فيحمل هذا إن كان همام بن يحيى حفظه على أنّ هشاما سمعه من أبي بكر بن محمد عن عروة، وسمعه من عروة بدون واسطة. قال الحافظ: رواه الجمهور من أصحاب هشام عنه عن أبيه بلا واسطة، فهذا إما أن يكون هشام سمعه من أبي بكر عن أبيه، ثم سمعه من أبيه، فكان يحدث به تارة هكذا، وتارة هكذا. أو يكون سمعه من أبيه وثبته فيه أبو بكر، فكان تارة يذكر أبا بكر، وتارة لا يذكره، وليست هذه العلة بقادحة عند المحققين" التلخيص 1/ 123 - ورواه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة عن عروة عن بسرة. أخرجه الطحاوي (1/ 73) من طريق ابن لهيعة ثنا أبو الأسود به. وابن لهيعة قال النسائي وغيره: ضعيف. ¬

_ (¬1) وقال الطحاوي: إنّ هشام بن عروة لم يسمع هذا من أبيه، وإنما أخذه من أبي بكر فدلس به عن أبيه" 1/ 73

- ورواه رجل لم يسم عن عروة عن عائشة. أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسند عائشة" (323) ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (550) عن معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي والطحاوي (1/ 73) عن أبي داود الطيالسي والبيهقي في "الخلافيات" (551) عن خالد بن الحارث البصري ثلاثتهم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير ثني رجل في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن عروة عن عائشة به. واختلف فيه على هشام الدستوائي: فقال عبيد الله بن موسى العبسي: عن هشام الدستوائي عن رجل عن عروة عن عائشة. ولم يذكر يحيى بن أبي كثير. أخرجه العجلي في "الثقات" (ص 319) وقال عبد العزيز بن أبان الكوفي: عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 85) ومن طريقه أبو موسى المديني في "اللطائف" (368) وتابعه شعيب بن إسحاق الدمشقي ثنا هشام الدستوائي به. أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (549) الثاني: يرويه المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن بسرة قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، هل على إحدانا الوضوء إذا مسّ فرجها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسّ فرجه من الرجال والنساء فعليه الوضوء" أخرجه إسحاق في "مسنده" (2174) والطبراني (24/ 203) وأبو نعيم في "الصحابة" (7529) والبيهقي (1/ 133)

وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح. فصل: في ذكر أقوال أهل العلم في تصحيح حديث بسرة والرد على الطحاوي في تضعيفه للحديث. قد تقدم أنّ الترمذي والدارقطني والبيهقي صححوا الحديث، وكذا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم حيث أخرجوه في صحاحهم. وقال ابن حبان بعد أن أخرجه من طريق مالك: عائذ بالله أن نحتج بخبر رواه مروان بن الحكم وذووه في شيء من كتبنا, لأنا لا نستحل الاحتجاج بغير الصحيح من سائر الأخبار، وإن وافق ذلك مذهبنا، ولا نعتمد من المذاهب إلا على المنتزع من الآثار، وإن خالف ذلك قول أئمتنا. وأما خبر بسرة الذي ذكرناه، فإنّ عروة سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة، فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطيا له إلى بسرة فسألها، ثم أتاهم، فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة، فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي عن بسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد" قلت: الروايات التي تقدمت تدل على صحة ما قاله ابن حبان، فعروة سمع الحديث من ثلاثة: سمعه من مروان عن بسرة، وسمعه من شرطي مروان عن بسرة، وسمعه من بسرة بدون واسطة. وقال ابن خزيمة: إنّ عروة قد سمع خبر بسرة منها، لا كما توهم بعض علمائنا أنّ الخبر واه لطعنه في مروان" وقال الحاكم: حديث ثابت صحيح" الخلافيات 2/ 238 وقال في "المستدرك": نظرنا فإذا القوم الذين أثبتوا سماع عروة من بسرة أكثر، وبعضهم أحفظ من الذين جعلوه عن مروان، إلا أنّ جماعة من الأئمة الحفاظ أيضاً ذكروا فيه مروان، منهم: مالك والثوري ونظراؤهما فظنّ جماعة ممن لم ينعم النظر في هذا الاختلاف أنّ الخبر واه لطعن أئمة الحديث على مروان، فنظرنا فوجدنا جماعة من الثقات الحفاظ رووا هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان عن بسرة، ثم ذكروا في رواياتهم أنّ عروة قال: ثم لقيت بعد ذلك بسرة فحدثتني بالحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حدثني مروان عنها، فدلنا ذلك على صحة الحديث وثبوته على شرط الشيخين وزال عنه الخلاف والشبهة وثبت سماع عروة من بسرة"

وقال مضر بن محمد: سألت يحيى بن معين: أي حديث يصح في مس الذكر؟ فقال يحيى: لولا حديث جاء عن عبد الله بن أبي بكر، لقلت لا يصح فيه شيء، فإنّ مالكا يقول: حدثنا عبد الله بن أبي بكر ثنا عروة ثنا مروان حدثتني بسرة، فهذا حديث صحيح" التمهيد 17/ 192 - الاستذكار 1/ 309 وقال أبو داود: قلت لأحمد: حديث بسرة ليس بصحيح في مسّ الذكر. قال: بل هو صحيح وذلك أنّ مروان حدّثهم ثم جاءهم الرسول عنها بذلك" مسائل أبي داود ص 309 وقال الترمذي: وسألت محمدا عن أحاديث مسّ الذكر فقال: أصح شيء عندي في مس الذكر حديث بسرة ابنة صفوان، والصحيح عن عروة عن مروان عن بسرة" العلل 1/ 156 وذكر ابن السكن حديث بسر فصححه وقال: إن صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسّ الذكر شيء، فحديث بسرة" التمهيد 17/ 193 و 194 وقال ابن الجوزي: إسناده صحيح ومن الممكن أن يقال أنّ عروة حين سمعه من بسرة لم يكن سمعه منها ثم سمعه منها، يدل على هذا أنّ الدارقطني روى في كتابه عن عروة أنه قال بعد أن حدثه مروان: فسألت بسرة بعد ذلك فصدقته" التحقيق 1/ 123 وقال النووي: رواه مالك والثلاثة بأسانيد صحيحة" الخلاصة 1/ 133 وأما الطحاوي فقد ذكر الحديث في "شرح معاني الآثار" وأعله بما يلي: (¬1) 1 - أنّ عروة حين حدّثه مروان بحديث بسرة لم يرفع بحديثها بأسا لأنّها عنده في حال من لا يؤخذ ذلك عنها. والجواب عن ذلك أنّ هذه العبارة "لم يرفع بحديثها بأسا" ذكرها الطحاوي في كتابه من طريق عبد الرزاق، وكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" من طريق عبد الرزاق وفيه "فكأنّ عروة لم يرفع لحديثه" أي لحديث مروان. والحديث في مصنف عبد الرزاق (411) عن معمر عن الزهري عن عروة قال: فذكر الحديث وفيه "فكأنّ عروة لم يقنع بحديثه" أي بحديث مروان. فطلب منه أن يبعث إلى بسرة من يسألها عن هذا الحديث فبعث حرسيا فأخبرته أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك، ثم لم يقنع عروة بذلك حتى ذهب بنفسه وسألها عن هذا الحديث فصدقت مروان. ¬

_ (¬1) انظر رد البيهقي على الطحاوي في "معرفة السنن والآثار" (1/ 398)

قال الطحاوي: وإن كان إنما ترك أن يرفع بذلك رأسا لأنّ مروان عنده ليس في حال من يجب القبول عن مثله فإنّ خبر شرطي مروان عن بسرة دون خبره هو عنها، فإن كان مروان خبره في نفسه عند عروة غير مقبول فخبر شرطيه إياه عنها كذلك أحرى أن لا يكون مقبولا" قلت: إن كان مروان وشرطيه غير مقبولان عند عروة فقد ذهب عروة بنفسه إلى بسرة وسألها عن هذا الحديث فصدقت مروان بما قال. 2 - أنّ الزهري لم يسمعه من عروة وإنما سمعه من عبد الله بن أبي بكر أو من أبي بكر بن محمد بن عمرو، وعبد الله بن أبي بكر ليس في حديثه بالمتقن. والجواب عن ذلك أنّ الرواة اختلفوا فيه على الزهري والأكثرون رووه عنه عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، وفيه تصريح الزهري بالإخبار من عبد الله بن أبي بكر، فقول الأكثرين أولى بالقبول. ويحتمل أن يكون الزهري قد سمعه من كليهما ففي حديث إسماعيل بن علية وحديث سفيان بن عيينة اللذين تقدما أنّ عبد الله بن أبي بكر وأبا بكر بن محمد بن عمرو قد سمعا هذا الحديث من عروة، على أنّ هذا الاختلاف أهو عن عبد الله أو عن أبيه لا يضر لأنّهما ثقتان. قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد والعجلي: عبد الله بن أبي بكر ثقة، زاد النسائي: ثبت، وقال أحمد: حديثه شفاء. واحتج به الستة. وقال ابن معين وابن خراش وغيرهما: أبو بكر بن محمد بن عمرو ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". واحتج به الستة. قال البيهقي في "المعرفة" (1/ 400): ولم يخطر ببالي أن يكون إنسان يدعي معرفة الآثار والرواية ثم يطعن في أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابنه عبد الله" 3 - أنّ هشام بن عروة لم يسمعه من أبيه وإنّما سمعه من أبي بكر بن محمد فدلس به عن أبيه. والجواب عن ذلك أنّ هشاما قد صرّح بسماع هذا الحديث من أبيه كما تقدم في رواية يحيى القطان عن هشام، واختلف الرواة عن هشام فرواه أكثرهم عنه عن أبيه، ورواه همام وحده عن هشام عن أبي بكر بن محمد عن عروة، وقد تقدم الجواب عن هذا الاختلاف.

قال البيهقي: وايش يكون إذا كان يرويه عن أبي بكر، وأبو بكر ثقة حجة عند كافة أهل العلم بالحديث، إنما يضعف الحديث بأن يدخل الثقة بينه وبين من فوقه مجهولا أو ضعيفاً، فإذا أدخل ثقة معروفا قامت به الحجة، على أنه يحتمل أن يكون أخذه عنه أولاً، ثم سمعه من أبيه، فحدث به عن أبيه، ثم ذكر رواية يحيى القطان" المعرفة 1/ 401 - 402 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 15) ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 208) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 387 - 388) وفي "الخلافيات" (¬1) (525) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (¬2) (ص 312 - 313) والحازمي في "الاعتبار" (ص 43) والبغوي في "شرح السنة" (166) عن سليمان بن عمرو ومحمد بن عبد الله وابن المقرئ في "المعجم" (1261) والدارقطني (1/ 147) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 119 - 120) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي والبيهقي (1/ 130 - 131) وفي "الخلافيات" (520) عن إسحاق بن محمد الفَرْوي والبزار (كشف 286) والطحاوي (1/ 74) وابن عدي (7/ 2715) وابن شاهين في "الناسخ" (112) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (208) عن مَعْن بن عيسى القَزّاز وأحمد (2/ 333) والبيهقي في "الخلافيات" (526) والخطيب في "المتفق والمفترق" (368) عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي كلهم عن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي الهاشمي عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة مرفوعا "إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ليس بينه وبينه شيء فليتوضأ" اللفظ للشافعي. قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ويزيد لين الحديث" ¬

_ (¬1) ووقع فيه: عن محمد بن عبد الله ورجل آخر. (¬2) ولم يذكر: عن سليمان بن عمرو.

قلت: واختلف عنه، فرواه عبد الله بن نافع الصائغ عن يزيد بن عبد الملك عن أبي موسى الحنّاط عن المقبري عن أبي هريرة. أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 388) عن عبد الله بن نافع به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 388) وفي "الخلافيات" (524) وأخرجه الخطيب في "الفقيه" (2/ 47) من طريق يعقوب بن حميد ثنا عبد الله بن نافع به. وتابعه خالد بن نزار الأيلي ثنا يزيد بن عبد الملك به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8829) عن مقدام بن داود بن عيسى الرُّعَيْني المصري ثنا خالد بن نزار به. قال البيهقي: قال ابن معين (¬1): أبو موسى هذا رجل مجهول" التلخيص الحبير 1/ 126 وقال الطبراني: أبو موسى هو عيسى بن أبي عيسى" قلت: وهو متروك الحديث كما قال أبو داود وغيره. والأول أصح لأنّ عبد الله بن نافع مختلف فيه وقد تكلموا في حفظه، قال أبو حاتم ليس بالحافظ هو لين تعرف حفظه وتنكر وكتابه أصح، وقال البخاري: في حفظه شيء، وقال أيضاً: يعرف وينكر في حفظه وكتابه أصح. وخالد بن نزار وثقه الدارقطني وغيره، لكن الراوي عنه مقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة. ولم ينفرد يزيد بن عبد الملك النوفلي به بل تابعه نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ عن المقبري عن أبي هريرة به. أخرجه ابن حبان (1118) والطبراني في "الأوسط" (1871) و"الصغير" (1/ 42) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 195 و 196) و"الاستذكار" (1/ 311) وابن عبد الهادي في "التنقيح" (1/ 459) من طرق عن أحمد بن سعيد الهمداني ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ¬

_ (¬1) وقال مضر بن محمد عن ابن معين: رواه يزيد بن عبد الملك عن المقبري جعل بينهما رجلاً مجهولا" التمهيد 17/ 192

عبد الرحمن بن القاسم ثنا نافع بن أبي نعيم القارئ ويزيد بن عبد الملك النوفلي عن المقبري عن أبي هريرة به (¬1). قال ابن حبان: احتجاجنا في هذا الخبر بنافع بن أبي نعيم دون يزيد بن عبد الملك النوفلي، لأنّ يزيد بن عبد الملك تبرأنا من عهدته في كتاب الضعفاء". وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن نافع إلا عبد الرحمن بن القاسم المصري، ولا عن عبد الرحمن إلا أصبغ، تفرد به أحمد بن سعيد الهمداني" وقال ابن عبد البر: حديث حسن" وقال: قال ابن السكن: هذا الحديث من أجود ما روي في هذا الباب، لرواية ابن القاسم له عن نافع بن أبي نعيم، وأما يزيد فضعيف. قال ابن عبد البر: كان هذا الحديث لا يعرف إلا ليزيد بن عبد الملك النوفلي هذا، وهو مجتمع على ضعفه، حتى رواه عبد الرحمن بن القاسم صاحب مالك عن نافع بن أبي نعيم، وهو إسناد صالح إن شاء الله، وقد أثنى ابن معين على عبد الرحمن بن القاسم في حديثه ووثقه، وكان النسائي يثني عليه أيضًا في نقله عن مالك لحديثه، ولا أعلمهم يختلفون في ثقته، ولم يرو هذا الحديث عنه عن نافع بن أبي نعيم ويزيد بن عبد الملك إلا أصبغ بن الفرج، وأما سحنون فإنما رواه عن ابن القاسم عن يزيد وحده" (¬2) قلت: وكذلك رواه يحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن عبد الرحمن بن القاسم عن يزيد بن عبد الملك وحده عن المقبري عن أبي هريرة. أخرجه البيهقي (1/ 133) وفي "الخلافيات" (522) وتابعه سعيد بن عيسى بن تَليد الرُّعَيني ثنا عبد الرحمن بن القاسم به. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (113) - ورواه حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك عن شبل بن عباد عن سعيد المقبري واختلف عنه: • فقال مقدام بن داود الرعيني: ثنا حبيب كاتب مالك ثنا شبل بن عباد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (521) إلا أنّه لم يذكر يزيد بن عبد الملك. (¬2) وقال في "الاستذكار": أصبغ وابن القاسم ثقتان فقيهان، فصّح الحديث بنقل العدل على ما ذكر ابن السكن، إلا أنّ أحمد بن حنل كان لا يرضى نافع بن أبي نعيم. وخالفه ابن معين فيه فقال: هو ثقة. وقال أحمد بن حنبل: هو ضعيف منكر الحديث"

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8904) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (41) والخطيب في "الموضح" (2/ 46) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن شبل إلا حبيب كاتب مالك" • وقال غير واحد: عن حبيب كاتب مالك ثنا شبل بن عباد عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6664) عن محمد بن خلف العسقلاني وابن عدي (2/ 819) عن عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي وأحمد بن الفضل بن عبيد الله العسلقلاني قالوا: ثنا حبيب كاتب مالك به. قال ابن عدي: وهذا الحديث عن حبيب عن شبل عن شيخه موضوع على شبل" قلت: حبيب كذبه أحمد وأبو داود، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. وأما حديث جابر فيرويه ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن بن معمر عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان واختلف عنه: - فقال عبد الله بن نافع الصائغ: عن ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن عن جابر مرفوعا "إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره فليتوضأ" أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 15 - 16) عن عبد الله بن نافع به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 134) وفي "المعرفة" (1/ 389) وفي "الخلافيات" (542 و 543) وأخرجه ابن ماجه (480) والطحاوي (1/ 74) وابن شاهين في "الناسخ" (105) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 154) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 193) والمزي (20/ 209) من طرق عن عبد الله بن نافع به. وتابعه معن بن عيسى القزاز عن ابن أبي ذئب به. أخرجه ابن ماجه (480) ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق" (1/ 120 - 121) قال الشافعي: وسمعت غير واحد من الحفاظ يرويه ولا يذكر فيه جابرا"

وقال أبو داود في "مسائله" (ص 314): سمعت أحمد سئل عن هذا الحديث فقال: هذا من ابن نافع كان لا يحسن الحديث. يريد بذلك قوله: عن جابر، يعني جابر وهم وأنّ الحديث عن محمد بن عبد الرحمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل" وقال البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 436) روى عقبة بن عبد الرحمن عن ابن ثوبان وعنه ابن أبي ذئب مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسّ الذكر، وقال بعضهم: عن جابر ولا يصح" وقال أبو حاتم: هذا خطأ، الناس يروونه عن ابن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا لا يذكرون جابرا" العلل 1/ 19 وقال مضر بن محمد عن ابن معين: هو غير صحيح" التمهيد 17/ 192 وقال ابن عبد البر: وهذا إسناد صحيح، كل مذكور فيه ثقة معروف بالعلم، إلا عقبة بن عبد الرحمن، فإنّه ليس بمشهور بحمل العلم" - وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: ثنا ابن أبي ذئب عن عقبة عن محمد بن عبد الرحمن مرسلًا. أخرجه الطحاوي (1/ 75) - ورواه محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب واختلف عنه: • فقال الشافعي في "الأم" (1/ 15 - 16): أنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن مرسلًا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 134) وفي "المعرفة" (1/ 389) وفي "الخلافيات" (544) • وقال عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم: ثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن عن جابر. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (105) وقال: هذا حديث غريب" قلت: مداره على عقبة بن عبد الرحمن، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال ابن المديني والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (4/ 1418) والبيهقي في "الخلافيات" (541) والخطيب في "التاريخ" (13/ 425 - 426) من طريق الضحاك بن حجوة المَنْبِجي

ثنا الهيثم بن جميل ثنا أبو هلال الراسبي عن ابن بريدة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عباس مرفوعا "من مسّ ذكره فليتوضأ" قال ابن عدي: وهذا لا أعرفه إلا من رواية الضحاك بن حجوة بهذا الإسناد، والضحاك منكر الحديث عن الثقات" وقال البيهقي: والضحاك بن حجوة منكر الحديث" وأما حديث أم حبيبة فأخرجه ابن أبي شيبة (1700) وإسحاق في "مسنده" (2070) وابن ماجه (481) والترمذي في "العلل" (1/ 159) وأبو يعلى (7144) والدولابي في "الكنى" (2/ 168) والطحاوي (1/ 75) والطبراني في "الكبير" (23/ 234 و 235) و"الأوسط" (3108) و"مسند الشاميين" (1516 و 3632) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 444) وابن شاهين في "الناسخ" (119) وتمام (ق 87/ ب) وابن بشران (1433) والبيهقي (1/ 130) وفي "الخلافيات" (552) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 191) و "الاستذكار" (1/ 310 - 311) وابن عساكر (39/ 382) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 566) عن الهيثم بن حميد الغساني وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 120) عن الأوزاعي قالا: ثنا العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا العلاء بن الحارث، ولا يروى عن أم حبيبة إلا بهذا الإسناد" وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة. وسألت أبا زرعة (¬1) عن حديث أم حبيبة فاستحسنه ورأيته كأنّه يعده محفوظا" وقال في "السنن" (1/ 130): وقال أبو زرعة: حديث أم حبيبة في هذا الباب صحيح. قال: وكأنّ محمدا لم ير هذا الحديث صحيح" ¬

_ (¬1) وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث أم حبيبة في مس الفرج، فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة شيئا" المراسيل ص 212 - 213

وقال الحاكم: كان ابن معين يثبت سماع مكحول من عنبسة، فإذا ثبت سماعه منه فهو أصح حديث في الباب" الخلافيات 2/ 275 وقال الطحاوي: هذا منقطع لأنّ مكحولا لم يسمع من عنبسة شيئًا، ثنا بذلك ابن أبي داود قال: سمعت أبا مسهر يقول ذلك" وقال ابن السكن: لا أعلم في حديث أم حبيبة علة، إلا أنّه قيل: إنّ مكحولا لم يسمعه من عنبسة" التمهيد 17/ 193 وقال ابن عبد البر: قد صّح عند أهل العلم سماع مكحول من عنبسة، ذكر ذلك دحيم وغيره" 17/ 194 وذكر في "الاستذكار" أنّ أحمد قال: حديث أم حبيبة حسن الإسناد" وقال في "التمهيد": قال أحمد: حديث حسن ثابت" وقال: ذكر أبو زرعة الدمشقي قال: كان أحمد بن حنبل يعجبه حديث أم حبيبة في مسّ الذكر، ويقول: هو حسن الإسناد" قال ابن عبد البر: الحديثان -حديث بسرة وأم حبيبة- جميعًا عند أحمد وابن معين صحيحان" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، مكحول مدلس وقد رواه بالعنعنة فوجب ترك حديثه لا سيما وقد قال البخاري: إنّه لم يسمع من عنبسة، فالإسناد منقطع" المصباح 1/ 69 قلت: رواته ثقات إلا أنّه اختلف في سماع مكحول من عنبسة، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا منه. وأما حديث أبي أيوب فأخرجه ابن ماجه (482) والهيثم بن كليب (1156) وابن شاهين في "الناسخ" (114) والبيهقي في "الخلافيات" (545) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 121) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن الزهري عن عبد الله بن عبد القاري عن أبي أيوب مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ" قال البيهقي: وهذا غير محفوظ بهذا الإسناد" وقال الزيلعي: وهو حديث ضعيف فإنّ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك باتفاقهم وقد اتهمه بعضهم" نصب الراية 1/ 57

وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه نافع عن ابن عمر واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. منهم: 1 - عبد الله بن عمر العمري. أخرجه ابن عدي (4/ 1460) والدارقطني (1/ 147) والبيهقي في "الخلافيات" (528) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 119) من طريق عثمان بن معبد بن نوح البغدادي ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة" لفظ الدارقطني. قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر" قلت: الفروي والعمري مختلف فيهما. 2 - صخر بن جويرية أخرجه العقيلي (2/ 143 - 144) من طريق سليمان بن وهب الأنصاري ثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ" وقال: سليمان بن وهب بصري يخالف في حديثه" ثم أخرجه من طريق مسلم بن إبراهيم البصري ثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر قوله. 3 - هاشم بن زيد الدمشقي. أخرجه البزار (كشف 285) والطحاوي (1/ 74) وابن شاهين في "الناسخ" (106) من طريق عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي عن صدقة بن عبد الله السمين عن هاشم بن زيد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ" وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله وهاشم بن زيد. - وقال غير واحد: عن نافع عن ابن عمر موقوفًا. منهم: 1 - مالك. أخرجه في "الموطأ" (1/ 42)

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 194) والعقيلي (1/ 273 و 2/ 144) والبيهقي (1/ 131) وفي "المعرفة" (1/ 393 - 394) وفي "الخلافيات" (556) وقال العقيلي: الموقوف أولى" قلت: وإسناده صحيح. ورواه حفص بن عمر العدني عن مالك عن نافع عن ابن عمر أنّه كان يتوضأ من مسّ الذكر وقال: سمعت بسرة بنت صفوان تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الوضوء من مس الذكر" أخرجه العقيلي (1/ 273) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 257) وابن عدي (2/ 793) والبيهقي في "الخلافيات" (529 و530) وقال ابن عدي: وهذا ليس يرويه عن مالك إلا حفص بن عمر، وهذا الحديث في "الموطأ" عن نافع عن ابن عمر موقوف أنّه كان يتوضأ من مس الذكر، وأما قوله: عن بسرة، فهو باطل كأنّه يحكى عن ابن عمر عن بسرة، وحديث بسرة في "الموطأ" عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة في قصة فذكره" وقال ابن حبان: وهذا خبر مقلوب الإسناد، إنّما هو عن مالك عن نافع عن ابن عمر فقلبه، وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة مرفوعا" وقال البيهقي: قال الحاكم: تفرد به حفص بن عمر العدني الملقب بفرخ عن مالك" وقال ابن عبد البر: وهذا خطأ وإسناد منكر، والصحيح فيه عن مالك ما في الموطأ" التمهيد 17/ 185 قلت: وحفص بن عمر قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. 2 - عبد الله بن عون البصري. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 163 - 164) عن إسماعيل بن علية عن ابن عون عن نافع أنّ ابن عمر كان إذا مسّ فرجه أعاد الوضوء. وإسناده صحيح 3 - أيوب السَّختياني. أخرجه الطحاوي (1/ 76) عن ابن خزيمة ثنا حجاج ثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر وإسناده صحيح، وحجاج هو ابن منهال.

4 - عبد الله بن مُحَرَّر الجزري. أخرجه عبد الرزاق (421) عن عبد الله بن محرر عن نافع عن ابن عمر قال: من مسّ ذكره فليتوضأ". وعبد الله بن محرر قال النسائي وجماعة: متروك الحديث. الثاني: يرويه العلاء بن سليمان الرقي عن الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ" أخرجه الطحاوي (1/ 74) والطبراني (13118) وابن عدي (5/ 1865) وابن شاهين في "الناسخ" (107) والبيهقي في "الخلافيات" (533) وقال: وهذا أيضًا ضعيف، والحمل فيه على العلاء بن سليمان كما أظن" قلت: العلاء بن سليمان قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وقال أبو علي محمد بن سعيد القشيري في "تاريخ الرقة: حدّث عن الزهري في مسّ الذكر حديثا منكرا. وتابعه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا به. أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (534) من طريق ابن لهيعة عن عقيل به. وقال: وابن لهيعة لا يحتج به" وخالفهما مالك "الموطأ" (1/ 43) فرواه عن الزهري عن سالم عن أبيه موقوفًا. ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 194) والبيهقي (1/ 131) وتابعه سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه. أخرجه زكرويه في "حديث ابن عيينة" (10) والطحاوي (1/ 76) وإسناده صحيح. الثالث: يرويه أيوب السخيتاني عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ" أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (ق 70/ أ) والبيهقي في "الخلافيات" (532) والخطيب في "التاريخ" (4/ 310 - 311) وابن عساكر (7/ 33) من طريق محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي ثنا عبد العزيز بن أبان ثنا سفيان الثوري عن أيوب به.

قال الخليلي: هذا منكر بهذا الإسناد، لا يصح من حديث أيوب، ولا من حديث سفيان، والحمل فيه على عبد العزيز بن أبان الكوفي فإنهم ضعفوه" وقال البيهقي: ضعيف، قال الحاكم: تفرد به ابن أبي العوام عن عبد العزيز بن أبان" الرابع: يرويه ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر مرفوعا، وعنه غير واحد، منهم: 1 - أبو مسلم سَليم بن مسلم المكي. أخرجه ابن عدي (3/ 1166) عن الحسن بن سفيان ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس أو بشير عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ ذكره فليتوضأ" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 391 - 392) وفي "الخلافيات" (531) قال ابن عدي: وهذا رواه عن ابن جريج مسلم بن خالد الزَّنْجي وغيره فقالوا: عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر ويكون مرسلًا، وسليم بن مسلم عامة ما يرويه غير محفوظ" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. 2 - مسلم بن خالد الزنجي. أخرجه الشافعي في "القديم" (الخلافيات 2/ 254) عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر مرفوعا "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ" (¬1) قال البيهقي: وهذا مرسل عن ابن عمر" قلت: مسلم بن خالد قال أبو داود وغيره: ضعيف، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. وعبد الواحد بن قيس مختلف فيه ولم يدرك ابن عمر. 3 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني. قال الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 905): فيما قرأته في أصل أبي عبد الله بن مخلد ¬

_ (¬1) ورواه الشافعي أيضًا عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عمرو بن شيب قال: سمع ابن عمر بسرة تحدث بحديثها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسّ الذكر فلم يدع الوضوء منه حتى مات. قال البيهقي: وهذا مرسل عن ابن عمر"

عن علي بن الحسين عن كتاب أبيه، قال أبو زكريا يحيى بن معين: رأيت في كتاب: عن ابن الخلال الحُلْواني عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ رفغيه أو أنثييه فليتوضأ" وأما حديث ابن عمرو فأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 403) عن بقية بن الوليد ثني الزبيدي ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "أيما رجل مسّ فرجه فليتوضأ، وأيما امرأة مسّت فرجها فلتتوضأ" ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 210) والطبراني في "مسند الشاميين" (1831) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 208) والحازمي في "الاعتبار" (ص 44) وأخرجه أحمد (2/ 223) وابن الجارود (19) والطحاوي (1/ 75) والدارقطني (1/ 147) وابن شاهين (108) والبيهقي (1/ 132) وفي "المعرفة" (1/ 402 - 403) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 119) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 399 و 400) من طرق عن بقية بن الوليد به. قال الترمذي في "العلل" (1/ 161): قال محمد: وحديث ابن عمرو في مس الذكر هو عندي صحيح" وقال الحازمي: هذا إسناد صحيح لأنّ إسحاق بن راهوية إمام غير مدافع وقد خرجه في "مسنده"، وبقية بن الوليد ثقة في نفسه وإذا روى عن المعروفين فمحتج به، وقد أخرج مسلم بن الحجاج فمن بعده من أصحاب الصحاح حديثه محتجين به، والزبيدي هو محمد بن الوليد قاضي دمشق من ثقات الشاميين محتج به في الصحاح كلها، وعمرو بن شعيب ثقة باتفاق أئمة الحديث وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به، وأما روايته عن أبيه عن جده فالأكثرون على أنّها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع" وقال ابن عبد الهادي: إسناده قوي" التنقيح 1/ 458 وقال ابن المنذر: حديث ابن عمرو لا يثبت" وقال الطحاوي: أنتم تزعمون أنّ عمرو بن شعيب لم يسمع من أبيه شيئًا، وإنّما حديثه عنه عن صحيفة، فهذا على قولكم منقطع، والمنقطع فلا يجب به عندكم حجة" وتعقبه البيهقي فقال: فقلنا: من يزعم هذا؟ نحن لا نعلم خلافا بين أهل العلم بالحديث في سماع عمرو بن شعيب من أبيه. قال البخاري في "التاريخ": عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص سمع أباه وسعيد بن المسيب وطاوسا.

قلت: وإنما الخلاف في سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو. ثم أخرج من طريق الدارقطني عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري عن محمد بن علي بن حمدان الوراق قال: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئًا؟ قال: يقول: حدثني أبي، قلت: فأبوه سمع عن عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم، أراه قد سمع. قال الدارقطني: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: قد صّح سماع عمرو بن شعيب من أبيه شعيب، وصّح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو" المعرفة 1/ 405 - 406 وقال الحافظ: هذا حديث حسن، أخرجه أحمد عن عبد الجبار بن محمد عن بقية، ووقع عنده معنعنا، فتوقف فيه بعضهم لذلك، وقد زال بهذه الرواية من تدليس بقية وتسويته" تخريج أحاديث المختصر قلت: وهو كما قال، فبقية والزبيدي ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. ولم ينفرد الزبيدي به بل تابعه: 1 - عبد الله بن المؤمل المخزومي. أخرجه ابن أبي عاصم (3236) والطحاوي (1/ 75) والطبراني (24/ 192) وأبو نعيم في "الصحابة" (7528) وابن المؤمل مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. 2 - ثابت بن ثوبان العَنْسي. أخرجه ابن عدي (7/ 2668) والبيهقي (1/ 132) عن ضَمْرة بن ربيعة الفلسطيني والطبراني في "الأوسط" (3542) عن سليمان بن داود المنقري قالا: ثنا يحيى بن راشد عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن ثوبان إلا يحيى بن راشد" قلت: هو المازني قال ابن معين: ليس بشيء.

3773 - "من ملك ذا رَحِم فهو حر" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث الحسن عن سَمُرة، واستنكره ابن المديني ورجح الترمذي إرساله، وقال البخاري: لا يصح، وقال أبو داود: تفرد به حماد وكان يشك في وصله، وغيره يرويه عن قتادة عن الحسن قوله، وعن قتادة عن عمر قوله منقطعا. أخرج ذلك النسائي، وله طريق أخرى أخرجه أصحاب السنن أيضًا إلا أبا داود من طريق ضَمْرة عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وقال النسائي: منكر، وقال الترمذي: خطأ، وقال جمع من الحفاظ: دخل لضمرة حديث في حديث، وإنما روى الثوري بهذا الإسناد حديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته. وجرى الحاكم وابن حزم وابن القطان على ظاهر الإسناد فصححوه" (¬1) روي من حديث سمرة ومن حديث ابن عمر فأما حديث سمرة فيرويه قتادة واختلف عنه: - فقال حماد بن سلمة: عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا "من ملك ذا رحم مَحْرَم فهو حر" أخرجه الطيالسي (ص 123) عن حماد به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4898) والروياني (818) والبيهقي في "المعرفة" (14/ 406) من طرق عن الطيالسي به. وتابعه ابن المبارك في "مسنده" (224) عن حماد به. ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبري" (4900) وأخرجه أحمد (5/ 15 و 18 و 20) وأبو داود (3949) والترمذي (1365) وفي "العلل" (1/ 561) والنسائي في "الكبرى" (4898 و 4899 و 4901) والروياني (818) وابن الجارود (973) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 109) وفي "المشكل" (5400 و 5401 و 5402) والطبراني في "الكبير" (6852) والبيهقي (10/ 289) من طرق (¬2) عن حماد به. ¬

_ (¬1) 6/ 93 (كتاب العتق - باب إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركا) (¬2) رواه حجاج بن المنهال البصري وأسد بن موسى المصري ويزيد بن هارون الواسطي وأبو كامل مظفر بن مدرك الخراساني ومسلم بن إبراهيم الأزدي وموسى بن إسماعيل البصري وعبد الله بن معاوية الجمحي وبهز بن أسد البصري وإبراهيم بن الحجاج السامي وعبد الواحد بن غياث البصري وسريج بن النعمان البغدادي وعبيد الله بن عائشة التيمي وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي عن حماد بن سلمة.

قال أبو داود: لم يحدث هذا الحديث إلا حماد بن سلمة، وقد شك فيه" وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مسندا إلا من حديث حماد بن سلمة، وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه عن الحسن عن سمرة إلا من حديث حماد بن سلمة" وقال البيهقي: والحديث إذا انفرد به حماد بن سلمة ثم يشك (¬1) فيه، ثم يخالفه فيه من هو أحفظ منه وجب التوقف فيه، وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذا الحديث، وقال ابن المديني: هذا عندي منكر" وقال ابن التركماني: ومن شك ليس بحجة على من لم يشك كيف والذين لم يشكوا جماعة" الجوهر النقي 10/ 289 • ورواه محمد بن بكر البُرْساني عن حماد بن سلمة عن عاصم الأحول وقتادة عن الحسن عن سمرة. أخرجه ابن ماجه (2524) والترمذي (3/ 638) والنسائي في "الكبرى" (4902) والروياني (822) والطحاوي في "المشكل" (5403) والطبراني في "الأوسط" (1461) والحاكم (2/ 214) والبيهقي (10/ 289) من طرق عن البرساني به. قال الترمذي: لا نعلم أحدا ذكر في هذا الحديث عاصما الأحول عن حماد بن سلمة غير محمد بن بكر" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا حماد بن سلمة ولا عن حماد إلا محمد" وقال الحاكم: حديث صحيح محفوظ عن سمرة" قلت: اختلف في سماع الحسن من سمرة، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس وقد عنعن. • ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن مطر الوراق عن الحكم بن عتيبة أنّ عمر قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4907) والحكم لم يدرك عمر. ¬

_ (¬1) قلت: وقع الشك في رواية موسى بن إسماعيل فقط، قال: عن سمرة بن جندب فيما يحسب حماد.

- وقال سعيد بن أبي عروبة: عن قتادة عن الحسن قوله. أخرجه أبو داود (3951) عن عبد الوهاب (¬1) بن عطاء الخفّاف والنسائي في "الكبرى" (4905) عن محمد (¬2) بن أبي عدي البصري كلاهما عن سعيد به. وأخرجه أبو داود (3952) ومن طريقه البيهقي (10/ 289) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والنسائي في "الكبرى" (4904) عن هشام الدَّسْتُوائي و (4903) عن عبد الأعلى (¬3) بن عبد الأعلى البصري ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن وجابر بن زيد قولهما. قال أبو داود: سعيد أحفظ من حماد" قلت: وقتادة مدلس وقد عنعن. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (2525) والنسائي في "الكبرى" (4897) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود عن محمد بن سليمان الأنباري ثنا عبد الوهاب به. وأخرجه أبو داود أيضًا (3950) عن محمد بن سليمان الأنباري ثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أنّ عمر بن الخطاب قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر" ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 289) (¬2) أخرجه النسائي عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي به. وأخرجه أيضًا (4906) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة قال: قال عمر: من ملك ذا رحم فهو حر. وقتادة لم يدرك عمر. (¬3) أخرجه النسائي عن محمد بن يحيى بن فياض البصري عن عبد الأعلى به. وأخرجه أيضًا عن محمد بن يحيى عن عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن عمر قوله.

وابن الجارود (972) والطحاوي في "المشكل" (5398 و 5399) وفي "شرح المعاني" (3/ 109) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 476) وابن حزم في "المحلى" (10/ 222 - 223) والبيهقي (10/ 289 و290) من طرق عن ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "من ملك ذا رحم محرم فهو (¬1) حر" قال النسائي: لا نعلم أنّ أحدا روى هذا الحديث عن سفيان غير ضمرة، وهو حديث منكر" وقال الترمذي: لم يتابع ضمرة على هذا الحديث، وهو حديث خطأ عند أهل الحديث" السنن 3/ 638 وقال الخليلي: لم يروه أحد عن سفيان غير ضمرة بن ربيعة، وهو من أهل الرملة. ينفرد بأحاديث، غير مخرج في الصحيح، ولا يروى عن ابن دينار إلا بهذا الإسناد" وقال البيهقي: هذا وهم فاحش، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته، وضمرة بن ربيعة لم يحتج به صاحبا الصحيح" المعرفة 14/ 407 وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد: فإنّ ضمرة يحدث عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: من ملك ذا رحم فهو حر. فأنكره وردّه ردّا شديدا" التاريخ ص 217 وقال ابن حزم: هذا خبر صحيح كل رواته ثقات تقوم به الحجة" وقال الذهبي: تفرد به ضمرة عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر" الميزان 2/ 330 قلت: قال الحاكم (2/ 214): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة وعبد الله بن محمد بن سالم قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا ضمرة بن ربيعة عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "من ملك ذا رحم محرم فهو حر" وحدثنا أبو علي بإسناده سواء أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الولاء وعن هبته. سمعت أبا علي الحافظ يقول: إنما ذكرت المتن الثاني ليزول به الوهم عن ضمرة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "فهو عتيق"

كذا قال، وضمرة لم يخرجا له شيئًا. 3774 - "من منح منيحة أو هَدّى زُقَاقا كان له عدل عتق رقبة" قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وصححه من حديث البراء رفعه: فذكره" (¬1) صحيح وله عن البراء بن عازب طرق: الأول: يرويه طلحة بن مصرّف اليامي قال: سمعت عبد الرحمن بن عَوْسَجة النَّهْمي قال: سمعت البراء بن عازب رفعه "من منح منيحة (¬2) ورِق أو هدّى زُقَاقا (¬3) أو سقى لبنا كان له عدل رقبة أو نسمة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرار كان له عدل رقبة أو نسمة" وكان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة فيمسح (¬4) صدورنا أو عواتقنا يقول: "لا تختلف (¬5) صفوفكم فتختلف قلوبكم" وكان يقول "إنّ الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول" وقال "زينوا القرآن بأصواتكم" أخرجه الطيالسي (ص 100 و 100 - 101) وعبد الرزاق (2431 و 4175 و 4176) وأبو عبيد في "الغريب" (1/ 292) وابن أبي شيبة (7/ 31) وأحمد (4/ 285 و 296 و 300 و 304) واللفظ له ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 177 و 177 - 178 و 178) والترمذي (1957) والسرقسطي في "الغريب" (1/ 317) والروياني (353 و 358 و 359 و 360) والخرائطي في "المكارم" (1/ 134 و 135) وابن البختري في "حديثه" (333) وابن حبان (5096) والطبراني في "الأوسط" (2611 و 7202) وفي "مسند الشاميين" (767) والخطابي في "الغريب" (1/ 728 - 729) وتمام (789 و 1272 و 1273 و 1274 و 1707) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 27) والبيهقي في "الشعب" (3113) والخطيب في "الجامع" (1281) ¬

_ (¬1) 13/ 248 (كتاب الإستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27]) (¬2) وفي لفظ "منحة" (¬3) وفي لفظ "طريقا" (¬4) وفي لفظ "يسوي" (¬5) وفي لفظ "استووا ولا تختلفوا"

والشجري في "أماليه" (1/ 115) والبغوي في "شرح السنة" (1663) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1548) والمزي (17/ 323) من طرق عن طلحة بن مصرف به. قال ابن عساكر: هذا الحديث حسن غريب" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد طلحة بن مصرف به بل تابعه قَنَان بن عبد الله النهمي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء مرفوعا "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، أو منح منحة أو هدى زقاقا (¬1)، كان كمن أعتق رقبة" أخرجه أحمد (4/ 286 - 287) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا قنان به. واللفظ له. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (890) عن محمد بن سلام السلمي ثنا الفزاري ثنا قنان به. وقنان وثقه ابن معين وابن حبان، وقال النسائي: ليس بالقوي. الثاني: يرويه محمد بن عجلان المدني عن أبان بن صالح عن البراء مرفوعا "من منح منحة ورقا، أو لبنا فكعتق نسمة، ومن هدى زقاقا، فكعتق نسمة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قدير، فكعتق نسمة، وإنّ الله وملائكته يصلون على الصف المقدم" أخرجه هناد في "الزهد" (1070) عن حاتم بن إسماعيل المدني عن ابن عجلان به. ورواته ثقات لكن لم أر أحدا ذكر أبان بن صالح وهو ابن عمير في الرواة عن البراء فلعله لم يسمع منه. الثالث: يرويه الحكم بن عتيبة عن سعد بن عبيدة عن البراء. أخرجه الروياني (397) عن محمد بن إسحاق الصاغانى أنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن منصور عن الحكم به. وإسناده حسن، محمد بن سابق صدوق، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) زاد البخاري "أو قال: طريقا"

3775 - حديث ابن عباس رفعه "من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وفيه "ومن نذر في معصية فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لا يطيقه فكفارته كفارة يمين" ورواته ثقات لكن أخرجه ابن أبي شيبة موقوفًا وهو أشبه، وأخرجه الدارقطني من حديث عائشة" (¬1) انظر حديث "كفارة النذر كفار اليمين" 3776 - "من نزل منزلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يتحول" قال الحافظ: وصحح الترمذي من حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: فذكره" (¬2) قلت: أخرجه مسلم (2708) 3777 - "من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس، والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي هريرة، وابن أبي حاتم من حديث جابر، والطبراني من حديث حسين بن علي، وهذه الطرق يشدّ بعضها بعضا" (¬3) حسن روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث الحسين بن علي ومن حديث محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب مرسلًا. فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (908) عن جُبارة بن المُغَلس ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس به مرفوعا. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12819) وعنه أبو نعيم في"الحلية" (3/ 91) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا جبارة به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 267) عن محمد بن عبد الرحمن ثنا عبدان بن أحمد ثنا جبارة بن المغلس ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس، وعن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قالا. ¬

_ (¬1) 14/ 398 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك) (¬2) 12/ 305 (كتاب الطب - باب الرقي بالقرآن والمعوذات) (¬3) 13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي)

وأخرجه ابن عدي (2/ 603) عن أبي يعلى ثنا جبارة ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس وأبي جعفر به. قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث جابر وعمرو لم نكتبه إلا من حديث جبارة، تفرد به" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف جبارة بن المغلس" المصباح 1/ 112 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن الأعرابي (ق 35 - 36) عن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "من نسي الصلاة عليّ نسي طريق الجنة" وأخرجه البيهقي (9/ 286) وفي "الدعوات" (154) وفي "الشعب" (1473) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1685) من طرق عن الباغندي به (¬1). قال الرشيد العطار: إسناده حسن" القول البديع ص 146 قلت: وهو كما قال، محمد بن سليمان ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، والباقون ثقات. وأما حديث جابر فذكر السخاوي أنّه عند ابن أبي حاتم، وحكى عن الرشيد العطار أنّه قال: إسناده جيد حسن متصل" وأما حديث علي فذكره السخاوي وقال: أخرجه ابن بشكوال بسند ضعيف" وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (155) والطبراني في "الكبير" (2887) من طريق محمد بن بشير الكندي ثنا عَبيدة بن حُميد ثني فِطْر بن خليفة عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده حسين بن علي مرفوعا "من ذكرت عنده فخطئ الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن بشير. وأما حديث محمد بن علي بن الحسين فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 507 - 508) وإسماعيل القاضي في "الصلاة على النبي" (41 و 42 و 43 و 44) وابن أبي عاصم في "الصلاة ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (81) من طريق إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا عمر بن حفص بن غياث به. وقال: وهذا حديث غريب تفرد به عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، لا أعلم رواه عن حفص إلا ابنه"

على النبي" (83) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 358) والبيهقي في "الشعب" (1472) من طرق عن محمد بن علي بن الحسين به. قال البيهقي: هذا مرسل" 3778 - "من نسي الوتر أو نام عنه فليصله إذا ذكره" قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث أبي سعيد مرفوعا" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (1431) والدارقطني (2/ 22) والحاكم (1/ 302) والبيهقي (2/ 480) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ثنا أبو غسان محمد بن مطرف المدني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعا "من نام عن وتره أو نسيه فليصلّه إذا أصبح أو ذكره" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬2) قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، والشيخان لم يخرجا لعثمان بن سعيد شيئًا، ولم ينفرد أبو غسان به بل تابعه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه به. أخرجه أحمد (3/ 31 و 44) وابن ماجه (1188) والترمذي (465) وفي "العلل" (1/ 266) وابن نصر في "الوتر" (ص 305 - 306) وأبو يعلى (1114 و 1289) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (445) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 59) وابن عدي (4/ 1583) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 305 و 10/ 25) وعبد الرحمن بن زيد ضعيف. وتابعه عبد الله بن سلمة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له: إنّ أحدنا يصبح ولم يوتر، قال "فليوتر إذا أصبح" أخرجه الدارقطني (2/ 22) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري ثنا عبد الله بن سلمة به. وعبد الله بن سلمة قال أبو زرعة: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) 3/ 132 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب رقم 1) (¬2) وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 561): رواه أبو دواد والبيهقي بإسنادين صحيحين، والترمذي بإسناد ضعيف، فهو حديث صحيح"

وخالفهم عبد الله بن زيد بن أسلم فرواه عن أبيه مرسلًا. أخرجه الترمذي (466) وفي "العلل" (1/ 266 - 267) وقال: وهذا أصح من الحديث الأول، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث" قلت: بل الحديث الأول أصح لأنّ أبا غسان ثقة ثبت، وعبد الله بن زيد بن أسلم مختلف فيه. 3779 - "من نظر إلى فرج إمرأة لم تحل له أمها ولا بنتها" قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة من حديث أم هانئ مرفوعا: فذكره، وإسناده مجهول. قاله البيهقي" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 165) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن حجاج عن أبي هانئ به مرفوعا. 3780 - "من نظر من صير الباب ففقئت عينه فهي هدر" قال الحافظ: قال أبو عبيد في "غريب الحديث" في الكلام على حديث: فذكره. الصير: الشق ولم نسمعه إلا في هذا الحديث" (¬2) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬3). قلت: ذكره أبو عبيد في "الغريب" (2/ 42) بغير إسناد. 3781 - حديث محجن بن الأدرع الأسلمي قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، فذكر حديثا قال فيه: فدخل المسجد فإذا رجل يصلي، فقال لي "من هذا؟ " فأثنيت عليه خيرا، فقال "أسكت لا تسمعه فتهلكه" وفي رواية له: قلت: يا رسول الله، هذا فلان وهذا وهذا. وفي أخرى له: هذا فلان من أحسن أهل المدينة صلاة أو من أكثر أهل المدينة. قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" (¬4) تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير دينكم أيسره" ¬

_ (¬1) 11/ 60 (كتاب النكاح - باب ما يحل من النساء وما يحرم) (¬2) 3/ 410 (كتاب الجنائز - باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن) (¬3) 9/ 55 (كتاب المغازي - باب غزوة مؤته) (¬4) 13/ 87 (كتاب الأدب - باب ما يكره من التمادح)

3782 - حديث بريدة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى المسجد وأبو موسى يقرأ، قال: فجئت، فقال "من هذا؟ " قلت: أنا بريدة. قال الحافظ: وقد أخرج المصنف في "الأدب المفرد" وصححه الحاكم من حديث بريدة: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (805 و 1087) عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد وأبو موسى يقرأ فقال "من هذا؟ " فقلت (¬2): أنا بريدة، جُعلت فداك. فقال "قد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود" وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1969) عن محمد بن إسحاق بن راهوية والحاكم (4/ 282) عن محمد بن موسى بن حاتم الباشاني قالا: ثنا علي بن الحسن بن شقيق به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو على شرط مسلم وحده لأنّ حسين بن واقد أخرج له البخاري تعليقا فقط. والحديث أخرجه مسلم (793) من طريق مالك بن مِغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا "إنّ عبد الله بن قيس أو الأشعري أعطي مزمارا من مزامير آل داود" 3783 - عن حبيبة بنت سهل أنّها كانت تحت ثابت بن قيس بن شَمّاس، وأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الصبح فوجد حبيبة عند بابه في الغلس، فقال "من هذه؟ " قالت: أنا حبيبة بنت سهل، قال "ما شأنك؟ " قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس، لزوجها، الحديث. قال الحافظ: أخرجه مالك في "الموطأ" عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمرة بنت عبد الرحمن عن حبيبة بنت سهل: فذكره، وأخرجه أصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن ¬

_ (¬1) 13/ 273 (كتاب الاستئذان- باب إذا قال من ذا) (¬2) وعند الطبراني "فقلت: أبو موسى، جعلت فداك"

خزيمة وابن حبان من هذا الوجه، وأخرجه أبو داود من طريق عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أنّ حبيبة بنت سهل كانت عند ثابت. وقال: وأخرج ابن سعد حديث حبيبة بنت سهل عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس وكان في خلقه شدة، فذكر نحو حديث مالك وزاد في آخره: وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - همّ أنّ يتزوجها ثم كره ذلك لغيرة الأنصار وكره أن يسوءهم في نسائهم. وقال: وكذا وقع في قصة حبيبة بنت سهل عند أبي داود أنّه ضربها فكسر بعضها. وقال: وفي حديث حبيبة بنت سهل: فأخذها منها وجلست في أهلها" (¬1) الحديث ترويه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة واختلف عنها: - فرواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: • فقال مالك (2/ 564): عن يحيى بن سعيد عن عمرة أنّها أخبرته عن حبيبة بنت سهل الأنصارية أنّها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، وأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغلس، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من هذه؟ " فقالت: أنا حبيبة بنت سهل يا رسول الله، قال "ما شأنك؟ " قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس، لزوجها. فلما جاء زوجها ثابت بن قيس قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر" فقالت حبيبة: يا رسول الله كلّ ما أعطاني عندي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت بن قيس "خذ منها" فأخذ منها، وجلست في بيت أهلها. أخرجه أحمد (¬2) (6/ 433) وأبو داود (2227) والنسائي (6/ 138) وفي "الكبرى" (5656) وابن الجارود (749) والطبري في "التفسير" (2/ 462) وابن حبان (4280) والطبراني في "الكبير" (24/ 223) وأبو نعيم في الصحابة" (7568) والبيهقي (7/ 312 - 313) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 257) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 416) وابن بشكوال في "المبهمات" (643) والمزي (35/ 148) من طرق عن مالك به. ورواه الشافعي في "الأم" (5/ 179) عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة أنّ حبيبة بنت سهل أخبرتها. ¬

_ (¬1) 11/ 317 و 318 و 319 (كتاب الطلاق - باب الخلع) (¬2) ووقع عنده: عن حبيبة بنت سهل قالت: إنّها كانت تحت ثابت بن قيس.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (11/ 7 - 8) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 254 - 255) وقال: هكذا وقع هذا الحديث في كتاب الخلع والنشوز، وقد رواه في كتاب الحجة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة أخبرته أنّ حبيبة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس (¬1)، وهو الصحيح. وقوله: أخبرتها في هذه الرواية خطأ من الكاتب، وإنّما أخبرته في إخبار عمرة يحيى بن سعيد، كذلك رواه عامة أصحاب مالك عنه" قلت: ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن يحيى بن سعيد به، منهم: 1 - ابن جريج. قال عبد الرزاق (11762): أنا ابن جريج أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري أنّ عمرة حدثته أنّ حبيبة حدثتها أنّ ثابت بن قيس بن شماس ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3339) والطبراني في "الكبير" (24/ 222 - 223) وإسناده صحيح. 2 - سفيان بن عيينة. قال الشافعي في "الأم" (5/ 179): أنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن حبيبة أنّها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغلس ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 313) وفي "معرفة السنن" (11/ 9) ورواه سعيد بن منصور (1431) عن سفيان فقال فيه: عن عمرة قالت: جاءت حبيبة بنت سهل وكانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، فقالت يا رسول الله مرسل. 3 - يزيد بن هارون. قال ابن سعد (8/ 445) والدارمي (2276): أنا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد أنّ عمرة أخبرته أنّ حبيبة بنت سهل تزوجها ثابت بن قيس بن شماس، نذكرت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان همّ أنّ يتزوجها وكانت جارة له، وأنّ ثابتا ضربها ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 256)

وأخرجه ابن مندة في "الصحابة" (الإصابة 12/ 192 - 193) من طريق الدارمي به. 4 - هُشيم بن بشير. قال سعيد بن منصور (1430): ثنا هشيم أنا يحيى بن سعيد عن عمرة أنّ حبيبة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس 5 - سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقي. قال ابن أبي عاصم (¬1) (3338): ثنا أبو سعيد دحيم وإبراهيم بن خليل قالا: ثنا سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن سعيد عن حبيبة بنت سهل امرأة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هَمّ أنّ يتزوجها، فخطبها ثابت بن قيس فتزوجها وقال الطبراني في "الكبير" (24/ 223): ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا سويد بن عبد العزيز به. 6 - حماد بن سلمة. أخرجه ابن بشكوال (644) من طريق حجاج بن منهال ثنا حماد ثنا يحيى بن سعيد عن عمرة أنّ سهيلة (¬2) بنت حبيب كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - همّ أنّ يتزوجها، فتزوجها ثابت بن قيس • وقال حماد بن زيد: عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس فذكر الحديث ولم يذكر فيه عمرة. أخرجه ابن سعد (8/ 445 - 446) عن عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد به. وحديث مالك ومن تابعه أصح. - ورواه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أنّ حبيبة بنت سهل كانت عند ثابت بن قيس بن شماس فضربها فكسر بعضها، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الصبح فاشتكته إليه، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابتا فقال "خذ بعض مالها وفارقها" فقالت: ويصلح ذلك يا رسول الله؟ قال "نعم" قال: فإني أصدقتها حديقتين وهما بيدها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "خذهما وفارقها" ففعل. أخرجه أبو داود (2228) والطبري (2/ 462) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن أبي عمرو سعيد بن سلمة بن أبي الحسام السدوسي المديني عن عبد الله بن أبي بكر به. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7568) (¬2) هكذا وقع عنده وما أظنه إلا مقلوبا، والصواب حبيبة بنت سهل.

وأخرجه البيهقي (7/ 315) وأبو محمد بن صاعد في "الجزء الخامس من حديثه" (تهذيب التهذيب 12/ 182) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني أنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثنا عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنّ حبيبة بنت سهل تزوجت ثابت بن قيس بن شماس فأصدقها حديقتين له، وكان بينهما اختلاف فضربها حتى بلغ أن كسر يدها فجاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفجر فوقفت له حتى خرج عليها، فقالت: يا رسول الله، هذا مقام العائذ عن ثابت بن قيس بن شماس، قال "ومن أنت؟ " قالت: حبيبة بنت سهل، قال "ما شأنك تربت يداك؟ " قالت: ضربني، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابت بن قيس، فذكر ثابت ما بينهما، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - "ماذا أعطيتها؟ " قال: قطعتين من نخل أو حديقتين، قال "فهل لك أن تأخذ مالك وتترك لها بعضه" قال: هل يصلح ذلك يا رسول الله؟ قال "نعم" فأخذ إحداهما ففارقها ثم تزوجها أبي بن كعب بعد ذلك فخرج بها إلى الشام فتوفيت هناك. وحديث يحيى بن سعيد أصح، وسعيد بن سلمة مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه النسائي. 3784 - حديث خُريم بن فاتِك رفعه "من همّ بحسنة فلم يعملها" فذكر الحديث وفيه "ومن عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها، ومن أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف" قال الحافظ: فعند أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث خريم بن فاتك رفعه "ومن همّ بحسنة يعلم الله أنه قد أشعر بها قلبه وحرص عليها" وقال: في حديث خريم بن فاتك رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف" 3785 - "من وجد أحدا يصيد في حرم المدينة فليسلبه" قال الحافظ: وقيل: الجزاء في حرم المدينة أخذ السلب لحديث صححه مسلم عن سعد بن أبي وقاص. وفي رواية لأبي داود: فذكره" (¬2) صحيح وله عن سعد طرق: الأول: يرويه عامر بن سعد بن أبي وقاص أنّ سعدا ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد ¬

_ (¬1) 14/ 107 و 109 (كتاب الرقاق - باب من هم بحسنة أو بسيئة) (¬2) 4/ 455 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب حرم المدينة)

عبدا يقطع شجرا أو يخبطه، فَسَلَبَهُ، فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فكلموه أن يرد على غلامهم، أو عليهم ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئاً نَفّلْنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي أن يردّ عليهم. أخرجه أحمد (1/ 186) ومسلم (1364) والدورقي في "مسند سعد" (32) والبزار (1102) والجندي (¬1) "في فضائل المدينة" (68) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 191) وفي "المشكل" (4799) والحاكم (1/ 487) والبيهقي (5/ 199) من طريق عبد الله بن جعفر المَخْرَمي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عامر بن سعد به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم راوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا سعد، ولا نعلم رواه عن سعد إلا عامر" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو على شرط مسلم وحده، وقد رواه غير عامر عن سعيد كما سيأتي. ولم ينفرد إسماعيل بن محمد به بل تابعه إسحاق بن سالم عن عامر بن سعد عن أبية: فذكر نحو حديث إسماعيل. أخرجه البزار (1126) والحاكم (1/ 486 - 487) والبيهقي (5/ 199) من طريق بشر بن المفضل البصري ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ثني أبي إسحاق بن سالم به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروي إلا عن سعد، ولا نعلم رواه عن سعد إلا عامر، ورواه عن عامر إسحاق بن سالم وإسماعيل بن محمد بن سعد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عبد الرحمن بن إسحاق بن سالم لم أقف له على ترجمة، وأبوه أظنه مولى بني نوفل بن عدي قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. الثاني: يرويه جرير بن حازم البصري. عن يعلى بن حكيم سليمان بن أبي عبد الله قال: رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلًا يصيد في حرم المدينة الذي حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلبه ثيابه، فجاء مواليه فكلموه فيه، فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّم هذا الحرم. وقال "من أخذ أحدا يصيد فيه فليسلبه ثيابه" فلا أردّ عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن إن شئتم دفعت إليكم ثمنه. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن عامر بن سعد.

أحْرجه أحمد (1/ 170) والدورقي (122) وأبو داود (2037) والسياق له وأبو يعلى (806) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 191) وفي "المشكل" (4800 و 4801) والبيهقي (5/ 199 - 200) والمزني (12/ 19 - 20) من طرق عن جرير بن: حازم به. وسليمان بن أبي عبد الله قال أبو حاتم: "ليس بالمشهور فيعتبر بحديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وجرير ويعلى ثقتان. والثالث: يرويه ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة قال: حدثني بعض ولد سعد عن سعد مرفوعا "من أخذْتموه يقطع من الشجر شيئا -يعني شجر الحرم- فله سلبه- لا يعضد" فرأى سعد غلمانا يقطعون، فأخذ متاعهم، فانتهوا إلى مواليهم فأخبروهم أنّ سعدا فعل: كذا وكذا، فأتوه فقالوا: يا أبا إسحاق إنّ غلمانك، أو مواليك أخذوا متاع غلماننا، فقال: بل أنا أخذته، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أخذتموه يقطع من شجرالحرم فلكم سلبه" ولكن سلوني من مالي ما شئتم. أخرجه الطيالسي (ص 30) عن ابن أبي ذئب به. ومن طريقه أخرجه البيققي (5/ 119) وأخرجه أبو داود (¬1) (2038) والهيثم بن كليب (139) من طريق يزيد بن هارون أنا ابن أبي ذئب به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وصالح مولي التوأمة صدوق اختلط بأخره، وسماع ابن أبي ذئب منه قبل اختلاطه. 3786 - "من وجد تمرا فليفطر عليه، ومن لا فليفطر على الماء" قال الحافظ: أخرجه الحاكم من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا، وصححه الترمذي وابن حبان من حديث سلمان بن عامر" (¬2) أخرجه ابن خزيمة (2066) وأبو علي الطوسي في "المختصر الأحكام" (638) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1/ 630) والطبراني في "الصغير" (1029) والحاكم (1/ 431) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/ 231 - 232) - والبيهقي (4/ 239) ¬

_ (¬1) وقع عنده: عن مولى لسعد. (¬2) 5/ 101 (كتاب الصوم - باب يفطر بما تيسر من الماء أو غيره)

عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني والترمذي (694) وفي "العلل" (1/ 335) والنسائي في "الكبرى" (3317 و 6712) وابن خزيمة (2066) عن محمد بن عمر بن علي بن مقدم المُقَّدّمي وأبو علي الطوسي (638) عن إسحاق بن زياد العطار الأيلي قالوا ثنا سعيد بن عامر الضُّبَعي ثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا به وزاد "فإنّه طهور" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الترمذي: حديث أنس لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر. وهو حديث غير محفوظ، ولا نعلم له أصلًا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس. وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أصح من حديث سعيد بن عامر. وهكذا رووا عن شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان. ولم يذكر فيه شعبة "عن الرباب" والصحيح ما رواه سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح حديث شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحديث سعيد بن عامر وهم" وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث سلمان بن عامر، ولا نعلم أنّ أحدا تابع سعيد بن عامر على هذا الإسناد" وقال البيهقي: رواه سعيد بن عامر عن شعبة فغلط في إسناده" وقال الطبراني: لم يروه عن شعبة إلا سعيد بن عامر" قلت: وهو ثقة، واختلف عليه في هذا الحديث: فرواه محمد بن يحيى الذهلي عن سعيد بن عامر عن شعبة عن خالد الحَذّاء عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر الضبي به مرفوعا.

أخرجه ابن حبان (3514) وتابعه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن سعيد بن عامر به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3316) واختلف فيه على شعبة: - فرواه غير واحد عن شعبة عن عاصم بن سليمان الأحول عن حفصة عن سلمان. أخرجه أحمد (4/ 18 - 19 و 215) والنسائي في "الكبرى" (3315 و 6710) عن محمد بن جعفر غندر والطبراني في "الكبير" (6197) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي وابن قانع في "الصحابة" (1/ 285) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وأبو نعيبم في "الصحابة" (3356) عن رَوح بن عبادة البصري (¬1) كلهم عن شعبة به. - ورواه الطيالسي (ص 177) عن شعبة عن عاصم: سمعت حفصة بنت سيرين تحدث عن الرباب أم الرائح بنت صليع عن عمها سلمان بن عامر به. فزاد فيه عن الرباب. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3357) والبيهقي (4/ 239) وقال: هكذا وجدته في "المسند" قد أقام إسناده الطيالسي، وقد رواه محمود بن غيلان. عن الطيالسي دون ذكر الرباب". قلت: رواه جماعة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر به، منهم: ¬

_ (¬1) قال في روايته: ثنا شعبة عن خالد الحذاء وعاصم الأحول.

1 - سفيان بن عيينة. أخرجه الحميدي (823) وأحمد (4/ 17 و 214) والترمذي (658 و695) والنسائي في "الكبرى" (3320 - 6707) وابن خزيمة (2068) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 826 - 827) والطبراني فى الكبير (6194) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1684و1743) والمزي (35/ 171 - 172) وقال الترمذي: هذا حديث صحيح" وقال أيضاً: حديث سلمان حديث حسن. وهكذا روى سفيان الثوري عن عاصم عن حفصة عن الرباب عن سلمان بن عامر مرفوعا. وروى شعبة عن عاصم عن حفصة عن سلمان بن عامر ولم يذكر فيه "عن الرباب". وحديث الثوري وابن عيينة أصح" 2 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (7587) وابن أبي شيبة (3/ 107) وأحمد (4/ 18) والترمذي (695) والطبراني في "الكبير" (6193) 3 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أحمد (4/ 18و214) والترمذي (695) 4 - عبد الواحد بن زياد العبدي. أخرجه أبو داود (2355) والحاكم (1/ 431 - 432) والبيهقي (4/ 238) وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" قلت: الرباب أخرج لها البخاري تعليقا فقط. 5 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 107) وابن ماجه (1699) وابن خزيمة (2067) 6 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. أخرجه ابن ماجه (1699) 7 - حماد بن زيد. أخرجه النسائي في "الكبري" (3319) وابن خزيمة (2067) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص568) والطبراني في "الكبير" (6196)

8 - ثابت بن يزيد الأحول. أخرجه الدارمي (1708) 9 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 826 - 827) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 1048) أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1743) 10 - عبد العزيز بن المختار البصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6195) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (141) ولم ينفرد عاصم الأحول به بل تابعه هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان مرفوعا. أخرجه عبد الرزاق (7586) وعنه أحمد (4/ 18 - 214) ثنا هشام بن حسان به. وأخرجه ابن حبان (3515) عن سلمة بن شبيب النيسابوري والطبراني في "الكبير" (6192) ومن طريقه الخطيب في "المدرج" (1/ 590) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري كلاهما عن عبد الرزاق به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3321) عن إسماعيل بن علية و (3322) عن قُرّان بن تمام الكوفي و (3323) عن خالد بن الحارث البصري والبيهقي في "الشعب" (3615) والخطيب في "المدرج" (1/ 590) عن عبد الله بن بكر السهمي كلهم عن هشام بن حسان به.

واختلف عن هشام: • فرواه أبو قتيبة سَلم بن قتيبة الخراساني عن شعبة عن هشام ولم يذكر الرباب. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3314 و 6711) • ورواه حماد بن مسعدة البصري عن هشام عن حفصة عن سلمان موقوفا. أخرجه النسائي (3324 و 6709) • ورواه غير واحد عن هشام عن حفصة عن الرباب عن سلمان موقوفا، منهم: 1 - يوسف بن يعقوب السدوسي. أخرجه النسائي (3326) 2 - محمد بن جعفر البصري (¬1). أخرجه أحمد (4/ 17 و 213 - 214) والخطيب في "المدرج" (1/ 592) 3 - رَوح بن عبادة البصري (¬2). أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 591) 4 - حماد بن زيد. أخرجه الخطيب (1/ 592) والرباب ذكرها ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف إلا برواية حفصة بنت سيرين عنها. وقال الخطيب في "الموضح" (2/ 102): تفرد بالرواية عنها حفصة بنت سيرين" 3787 - حديث أبي هريرة رفعه "من وجد سعة فلم يضحّ فلا يقربنّ مصلانا" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد ورجاله ثقات لكن اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أشبه بالصواب، قاله الطحاوي وغيره" (¬3) موقوف صحيح ¬

_ (¬1) قال محمد بن جعفر: قال هشام: وحدثني عاصم الأحول أنّ حفصة رفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) قال روح: قال هشام: حدثني عاصم الأحول عن حفصة عن الرباب عن سلمان بن عامر مرفرعا. قال هشام: وكذلك ظننت. (¬3) 12/ 98 (كتاب الأضاحي - باب سنة الأضحية).

يرويه عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج عن أبي هريرة واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن عياش بن عباس القِتْباني المصري عن الأعرج وأختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عبد الله بن عياش عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا منهم: 1 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ. أخرجه أحمد (2/ 321) والحاكم (4/ 231 - 232) وابن عبد البر في "التمهيد (23/ 190) وقال الحاكم: صحيح الأسناد" 2 - زيد بن الحباب. أخرجه ابن ماجه (3123) والحاكم (2/ 389) والبيهقي (9/ 260) والخطيب في "التاريخ" (8/ 338) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 190) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (358) 3 - يحيى بن سعيد العطار. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 304) 4 - حيوة بن شريح المصري. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6952) • وقال ابن وهب: عن عبد الله بن عياش عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه الحاكم (4/ 232) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا ابن وهب به (¬1). وقال: أوقفه ابن وهب إلا أنّ الزيادة من الثقة مقبولة، وأبو عبد الرحمن المقري فوق الثقة" ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري عن ابن وهب عن عبد الله بن عياش عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة موقوفًا. أخرجه الدارقطني (4/ 276 - 277) والبيهقي (9/ 260) وأحمد بن عبد الرحمن مختلف فيه.

وقال البيهقي: بلغني عن الترمذي أنّه قال: الصحيح عن أبي هريرة موقوف، قال: ورواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا، وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ" وقال في "السنن الصغرى" (2/ 222): الموقوف أصح" وقال عبد الحق الأشبيلي: الصواب موقوف" الوهم والإيهام 3/ 279 قلت: عبد الله بن عياش مختلف فيه، قال أبو داود والنسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة، وقال ابن يونس: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم حديثا واحدا فقط. - ورواه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن الأعرج واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 191) من طريق سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب والليث بن سعد وبكر بن مضر ثلاثتهم عن عبيد الله بن أبي جعفر به. وقال: عبيد الله بن أبي جعفر فوق عبد الله بن عياش، والأغلب عندي في هذا الحديث أنّه موقوف على أبي هريرة" قلت: وهو كما قال، وهذا إسناد صحيح رواته ثقات. • وقال عمرو بن الحصين العقيلي: ثنا ابن عُلاثة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه الدارقطني: (4/ 285). • وعمرو بن الحصين قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة، واهي الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الحديث. وابن علاثة واسمه محمد بن عبد الله مختلف فيه. 3788 - "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوه" قال الحافظ: لم يصح" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من أتي بهيمة فاقتلوه" ¬

_ (¬1) 15/ 223 و 224 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: أَنَّ النفس بالنفس)

3789 - "من وجدني راكعا أو قائما أو ساجدا فليكن معي على حالتي التى أنا عليها" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عبد العزيز بن رفيع عن رجل من الأنصار مرفوعا" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وقد ورد الأمر بذلك صريحا في سنن سعيد بن منصور في رواية عبد العزيز بن رفيع عن أناس من أهل المدينة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "من وجدني قائما أو راكعا أو ساجدا فليكن معي على الحال التي أنا عليها" وفي الترمذي نحوه عن علي ومعاذ بن جبل مرفوعا، وفي إسناده ضعف،- لكنه ينجبر بطريق سعيد بن منصور المذكورة" (¬2) يرويه عبد العزيز بن رفيع المكي واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل من أهل المدينة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع خفق نعلي وهو ساجد، فلما فرغ من صلاته قال "من هذا الذي سمعت خفق نعله؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال "فما صنعت؟ " قال "وجدتك ساجد فسجدت، فقال "هكذا فاصنعوا، ولا تعتدوا بها، من وجدني راكعا أو قائما أو ساجدا فليكن معي: على حالي التي أنا عليها" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 253) - وقال سفيان الثوري: ثني عبد العزيز بن رفيع عن شيخ للأنصار قال: دخل رجل المسجد والنبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، فسمع خفق نعليه، فلما انصرف قال "على أي حال وجدتنا؟ " قال: سجودا، فسجدت، قال "كذلك فافعلوا، ولا تعتدوا بالسجود إلا أنّ تدركوا الركعة، وإذا وجدتم الإمام قائما فقوموا، أو قاعدا فاقعدوا, أو راكعا فاركعوا، أو ساجدًا فاسجدوا، أو جالسا فاجلسوا" أخرجه عبد الرزاق (3373) عن سفيان به. ورواه يحيى القطان عن سفيان فقال: عن شيخ من الأنصار. أخرجه مسدد (المطالب 493) وتابعه يعلي بن عبيد الطنافسي عن سفيان به. ¬

_ (¬1) 2/ 259 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة) (¬2) 2/ 412 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة- باب إذا ركع دون الصلاة)

أخرجه البيهقي (2/ 296) قال الحافظ: صحيح" المطالب 1/ 211 قلت: ذكره الدارقطني في "العلل" (6/ 59) فقال: مرسل" وقال أبو بكر بن عياش: عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل من الأنصار. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 253 - 254) وقال شعبة: عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل. أخرجه البيهقي (2/ 89) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أنبأ شعبة به. وقال: مرسل" - وقال زائدة بن قدامة الكوفي: ثنا عبد العزيز بن رفيع عن ابن مغفل المزني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا وجدتم الإمام ساجدا فاسجدوا، أو راكعا فاركعوا، أو قائما فقوموا، ولا تعتدوا بالسجود إذا لم تدركوا الركعة" أخرجه إسحاق بن منصور المروزي في "مسائل أحمد وإسحاق" (الصحيحة 3/ 185) عن محمد بن رافع النيسابوري ثنا حسين بن علي عن زائدة به. وإسناده صحيح إن كان عبد العزيز بن رفيع سمع من عبد الله بن مغفل فإنه لم يذكر سماعا منه. وللحديث شاهد عن علي وعن معاذ وعن أبي هريرة وعن عبد الرحمن بن الأزهر فأما حديث علي فأخرجه الترمذي (591) والهيثم بن كليب (1359) والطبراني في "الكبير" (20/ 132) والبغوي في "شرح السنة" (825) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن هُبيرة بن يَرِيم عن علي مرفوعا "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام" قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعلم أحدا أسنده إلا ما روي من هذا الوجه" قلت: إسناده ضعيف، وفيه علل: 1 - المحاربي مدلس وقد عنعن. 2 - الحجاج ضعيف مدلس وقد عنعن. 3 - أبو إسحاق السبيعي مدلس كذلك وقد عنعن.

وكان قد اختلط أيضا، ولم أر أحدا صرّح بسماع الحجاج منه أهو قبل الاخلاط أم بعده. 4 - هبيرة مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، ولينه النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه هو شبيه بالمجهولين. وأما حديث معاذ فأخرجه الترمذي (591) والهيثم بن كليب (1359) والطبراني في "الكبير" (20/ 132) والبغوي في "شرح السنة" (825) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي والهيثم (1358) والطبراني (20/ 132) عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط والدارقطني في "العلل" (6/ 61) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ثلاثتهم عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ مرفوعا "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام" وإسناده ضعيف لضعف الحجاج، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ. وقد رواه إبراهيم بن الزبرقان الكوفي عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أشياخهم عن معاذ. أخرجه الهيثم (1361) والطبراني (20/ 132) ورواه غير واحد عن عمرو بن مرة واختلف عن بعضهم في حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود (893) وابن خزيمة (1622) وابن عدي (7/ 2686) والدارقطني (1/ 347) والحاكم (1/ 216 و 273 - 274) والبيهقي (2/ 89) وفي "معرفة السنن" (3/ 9) من طريق سعيد بن أبي مريم الجُمحي ثنا نافع بن يزيد ثني يحيى بن أبي سليمان المدني عن زيد بن أبي العتّاب وسعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا, ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ويحيى بن أبي سليمان من ثقات المصريين"

وقال أيضاً: هذا حديث صحيح, قد احتج الشيخان برواته عن آخرهم غير يحيى بن أبي سليمان، وهو شيخ من أهل المدينة، سكن مصر، ولم يذكر بجرح" وقال البيهقي: تفرد به يحيى بن أبي سليمان هذا, وليس بالقوي" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات", وقال البخاري: منكر الحديث , وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه، وقال ابن عدي: تكتب أحاديثه وإن كان بعضها غير محفوظة, وذكره العقيلي في "الضعفاء". وأما حديث عبد الرحمن بن الأزهر فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4592) من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي سمويه ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد ثني جعفر بن ربيعة عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الأزهر حدثه عن أبيه رفعه "إذا جئتم الصلاة ونحن سجود فاسجدوا, ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة" ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن الأزهر ص 143) وعبد الحميد وعبيد الله ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا, وذكرهما ابن حبان في "الثقات". والباقون ثقات. 3790 - "من وحّد الله وكفر بما يعبد من دونه حَرُم دمه وماله" قال الحافظ: وفي رواية طارق عند مسلم (23): فذكره، وأخرجه الطبراني من حديثه كرواية الجمهور" (¬1) أخرجه الطبراني (8191) بلفظ "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقه وحسابهم على الله" 3791 - "من وقاه الله شرّ ما بين لَحْيَيْه وشرّ ما بين رجليه دخل الجنة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق محمد بن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، وحسنه, ونبه على أنّ أبا حازم الراوي عن سهل غير أبي حازم الراوي عن أبي هريرة. قلت: وهما مدنيان تابعيان، لكن الراوي عن أبي هريرة اسمه سلمان، وهو ¬

_ (¬1) 15/ 303 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل من أبى قبول الفرائض)

أكبر من الراوي عن سهل واسمه سلمة, ولهذا اللفظ شاهد من مرسل عطاء بن يسار في "الموطأ" (¬1). صحيح ورد بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث عطاء بن يسار مرسلا فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني واختلف عنه: - فرواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة. أخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (91) والترمذي (2409) وفي "العلل" (2/ 836) وأبو يعلى (6200) وابن حبان (5703) وتابعه خالد بن الحارث البصري ثنا ابن عجلان به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 63 - 64) ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (4/ 357) لكن سقط منه إسناده إلي ابن عجلان. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب, وأبو حازم اسمه سلمان مولى عَزّة الأشجعية وهو كوفي" وخالفه الدراقطني فقال: وأبو حازم هذا اسمه سلمه بن دينار لم يسمع من أبي هريرة شيئا, والحديث يرويه أبو حازم عن سهل بن سعد" العلل 8/ 238 قلت: قول الترمذي أصح لأنّ ابن عجلان معروف بالرواية عن أبي حازم سلمان الأشجعي, وهما ثقتان فالإسناد صحيح. - وقال زين بن شعيب الإسكندراني: عن القاسم بن عبد الله عن ابن عجلان عن أبيه عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه تمام (950) والقاسم بن عبد الله هو العمري قال أحمد: كذاب كان يضع الحديث, وقال أبو حاتم وغير واحد: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) 14/ 91 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان)

- وقال سعيد بن أبي أيوب: عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (8/ 238) وإسناده صحيح. الثاني: يرويه أبو واقد صالح بن محمد بن زائدة الليثي ثني إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة مرفوعاً "من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (688) من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي ثنا وهيب ثنا أبو واقد الليثي به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5023) من طريق معلي بن أسد البصري ثنا وهيب عن أبي واقد عن إسحاق مولى زائدة ومُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة. ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (4/ 357) ووقع عنده: عن إسحاق مولى زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة. وسقط منه إسناده إلى وهيب. وقال: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف أبي واقد الليثي. وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (5/ 362) عن عبد الله بن نمير عن عثمان بن حكيم أني تميم بن يزيد مولى بنى زمعة عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، ثم قال "أيها الناس اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة" فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، لا تخبرنا ما هما. ثم قال "اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة" حتى إذا كانت الثالثة أجلسه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ترى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد يبشرنا فتمنعه، فقال: إني أخاف أن يتكل الناس، فقال "اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه" قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا تميم وهو ثقة" المجمع 10/ 298 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 535 قلت: تميم بن يزيد قال الحسيني في "الإكمال": مجهول. وقال الحافظ في "التعجيل": لم يذكروا عنه راويا غير عثمان، لكن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عن أنس بن مالك.

وأما حديث عطاء بن يسار فأخرجه مالك (2/ 987 - 988) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرفوعا "من وقاه الله شرّ اثنتين ولج الجنة" فقال رجل: يا رسول الله لا تخبرنا، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال مثل مقالته الأولى، فقال له الرجل: لا تخبرنا يا رسول الله. فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك أيضا، فقال الرجل: لا تخبرنا يا رسول الله، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك أيضا، ثم ذهب الرجل يقول مثل مقالته الأولى فأسكته رجل إلى جنبه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من وقاه الله شرّ اثنتين ولج الجنة، ما بين لَحْيَيه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه". وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (309) عن مالك به. ورواته ثقات لكن اختلف فيه على زيد بن أسلم: فقال سفيان الثوري: عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: أخذ أبو بكر الصديق لسانه وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من وقاه الله -عَزَّ وَجَلَّ- شرّ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة" أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (20) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا وكيع عن سفيان به. وإسناده صحيح رواته ثقات، وأسلم قال أبو حاتم: سمع أبا بكر (الجرح والتعديل 1/ 1/ 306) 3792 - "من وَقصَهُ فرسه أو بعيره في سبيل الله أو لدغته هَامَّة أو مات على أي حتف شاء الله فهو شهيد" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم والطبراني من حديث أبي مالك الأشعري مرفوعا" (¬1) أخرجه أبو داود (2499) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (54 و 235) والطبراني في "الكبير" (3418) والحاكم (2/ 78) والبيهقي (9/ 166) وفي "الشعب" (3943) والقاسم (¬2) بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم" (105) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه يرده إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري أنّ أبا مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من فَصَل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وَقَصَه فرسه أو بعيره أو لدغته هامَّة أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله فإنّه شهيد وإنّ له الجنة". ¬

_ (¬1) 6/ 359 (كتاب الجهاد - باب من ينكب أو يطعن في سبيل الله) (¬2) سقط من إسناده "عن أبيه"

قال الحكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الذهبي: قلت: ابن ثوبان لم يحتج به مسلمِ وليس بذاك، وبقية ثقة، وعبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن" 3793 - حديث عائشة مرفوعا "من ولي منكم عملا، فأراد الله به خيرا, جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح وله عن عائشة طريقان: الأول: يرويه عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي عن القاسم بن محمد قال: سمعت عمتي عائشة تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. أخرجه النسائي (7/ 142) وفي "الكبرى" (7827 و 8752) عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي والبيهقي (10/ 111) وفي "الشعب" (7017) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2175) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي قالا: ثنا بقية ثنا ابن المبارك عن ابن أبي حسين به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد ابن أبي حسين به بل تابعه: 1 - عبد الرحمن بن القاسم بن محمد التيمي. أخرجه أبو داود (2932) وابن حبان (4494) وابن عدي (3/ 1076) والبيهقي (10/ 111 - 112) ومُحَمَّدْ بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (59) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أييه عن عائشة موفوعا "إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق: إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء: إن نسي لم يذكره, وإن ذكر لم يعنه" زهير بن محمد هو التميمي الخراساني تكلموا في رواية أهل الشام عنه وهذه منها. ¬

_ (¬1) 16/ 315 (كتاب الأحكام - باب بطانة الإمام)

2 - عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي المُلَيْكي. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (956 و 972) وأحمد (6/ 70) وأبو يعلى (4439) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة مرفوعا "من ولي منكم عملا أو شيئا فأراد الله به خيرا جعل له وزير صدق: إن ذكر أعانه، وإن نسي ذكّره" عبد الرحمن بن أبي بكر ضعفوه. الثاني: يرويه فرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد عن عَمْرة عن عائشة مرفوعا "إذا أراد الله بأمير خيرا جعل له وزيرا صالحا" أخرجه أبو نعيم في "فضيلة العادلين" (28) والخليلي في "الإرشاد" (ق 61/أ) والخطيب في "التاريخ" (7/ 376) من طرق عن الفرج به. وقال الخليلي: لم يتابع الفرج أحد عن يحيى ويتفرد بأمثاله" قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وروايته عن يحيى بن سعيد متكلم فيها. لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب الجَزَري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة مرفوعا "من ولي من أمر المسلمين شيئا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا, إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه" أخرجه البزار (كشف 1592) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو سعيد المؤدب به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 210 قلت: وإسناده حسن، منصور صدوق، والباقون ثقات. 3794 - "من ولاه الله من أمر الناس شيئا فاحتجب عن حاجتهم، احتجب الله عن حاجته يوم القيامة". قال الحافظ: أخرج أبو داود والترمذي بسند جيد عن أبي مريم الأسدي أنّه قال لمعاوية: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 16/ 252 - 253 (كتاب الأحكام - باب ما ذكر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له بواب)

وله عن أبي مريم طريقان: الأول: يرريه يزيد بن أبي مريم الدمشقي أنّ القاسم بن مُخَيْمِرة أخبره (¬1) أنّ أبا مريم الأزدي (¬2) أخبره قال (¬3): دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان - وهي كلمة تقولها العرب - فقلت: حديثا سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من ولاه الله -عَزَّ وَجَلَّ- شيئا من أمر المسلمين (¬4) فاحتجب دون (¬5) حاجتهم وخَلَّتِهِم وفقرهم (¬6)، احتجب الله (¬7) عنه دون حاجته وخَلّتِه وفقره (¬8) " قال: فجعل رجلا على حوائج الناس. أخرجه أبو داود (2948) والسياق له والترمذي (1333) وفي "العلل" (1/ 537) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2317) والدولابي في "الكنى" (1/ 54) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 591) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 225 - 226) والطبراني في "الكبير" (22/ 331) وفي "مسند الشاميين" (1404) والحاكم (4/ 93 - 94) وأبو نعيم في "الصحابة" (6990) والبيهقي (10/ 101 - 102) وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج" (14) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 285) والمزي (34/ 279 - 280) من طرق عن يزيد بن أبي مريم به. قال الترمذي: أبو مريم هو عمرو بن مرة الجهني. وحكاه في "العلل" عن البخاري. وقال البغوي: وأبو مريم سكن فلسطين وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: عمرو بن الجهني" الإصابة 12/ 18 وتعقبهما الحافظ فقال: وذكر الترمذي عن البخاري أنّ صاحب هذا الحديث هو عمرو بن مرة الجهني، وأورد الترمذي (¬9) (1332) من طريق علي بن الحكم عن أبي ¬

_ (¬1) وعند ابن أبي عاصم وغيره "عن رجل من أهل فلسطين يكنى أبا مريم" وزاد البيهقي وغيره "من الأسْد" (¬2) وفي "مسند الشاميين": "من الأسد"، وعند الترمذي وغيره "صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬3) وعند الطبري "أنّه قدم على معاوية، فقال له معاوية: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬4) ولفظ الترمذي وغيره "الناس" (¬5) وفي لفظ "عن" (¬6) ولفظ البيهقي وغيره "وفاقتهم" وعند الترمذي والحاكم "وفقرهم وفاقتهم" (¬7) زاد الترمذي وغيره "يوم القيامة" (¬8) ولفظ الطبري وغيره "وفاقته" وفي الكبير للطبراني والحاكم "وفقره وفاقته" (¬9) وأحمد (4/ 231) وأبو يعلى (1565) وفي "المفاريد" (77) والحاكم (4/ 94) والمزي (22/ 239 - 240) وقال الحاكم: صحيح" =

الحسن قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أغلق بابه" فذكر الحديث بنحوه، وقال: غريب ويروى عن غير وجه عن عمرو بن مرة. وذكر البخاري أنّه عمرو بن مرة الجهني، وكأنه سلف البغوي في ذلك، وفيه نظر فإنّ سند الحديثين مختلف وكذا سياق المتن، وقد جزم غير واحد بأنّه غيره" الإصابة 12/ 18 - 19 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإسناده شامي صحيح" قلت: وهو كما قال، لكن اختلف فيه على القاسم بن مخيمرة، فرواه الذيال بن حرملة الكوفي عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2193) عن عبد الله بن داود الخُرَيبي ثنا فِطر عن الذيال به. والأول أصح، وللذيال ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". الثاني: يرويه محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي قال: أخبرني أبو المعطل مولى بنى كلاب وكان قد أدرك معاوية بن أبي سفيان قال: أقبل رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له: أبو مريم غازيا حتى بلغ الحفير، قال: ولا أعلم إلا قال لنا أبو المعطل: وقد استأذن أبو مريم على معاوية بدمشق حين مَرّ بها فلم يجد أحدا يأذن له، فلما بلغ الحفير ذكر حديثا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجع حتى أتى باب معاوية، فقال لبعض من عليه: أما منكم أحد رشيد يقول لأمير المؤمنين: ههنا أخوك أبو مريم، فقال معاوية: ويحكم أوحبستموه، فائذنوا له، فلما دخل عليه قال: ههنا ههنا يا أبا مريم، فقال أبو مريم: إني لم أجئك طالب حاجة ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أغلق بابه دون ذوي الفقر والحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته باب السماء" أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 54) والطبراني في "الأوسط" (¬1) وابن عساكر كما في "الإصابة" (12/ 19) وقال الطبراني: كان أبو المعطل من الثقات" وقال أبو زرعة: ما نعرفه إلا في هذا الحديث، ولم يرو عنه غير محمد بن شعيب" ¬

_ = قلت: أبو الحسن قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه علي بن الحكم، وقاله الحافظ في "التقريب": مجهول. (¬1) لم أر الحديث فيه.

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. الثالث: يرويه محمد بن المهاجر الأنصاري عن الزبير بن عبد الله عن أبي مريم الأزدي أنّه دخل على معاوية, ثم ذكر نحو حديث يزيد بن أبي مريم. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 226) عن إدريس بن عبد الكريم الحداد ثنا أحمد بن حاتم الطويل ثنا محمد بن الحسن الواسطي عن محمد بن مهاجر به. 3795 - "من لا يرحم لا يرحم" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" بسند رجاله ثقات إلى أبي هريرة قال: دخل عيينة بن حصن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآه يقبل الحسن والحسين، فقال: أتقبلهما يا رسول الله؟! إنّ لي عشرة فما قبلت أحدا منهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 228) عن هُشيم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وأخرجه أبو يعلى (5892 و 6113) عن زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه و (5983) عن نوح بن حاتم البغدادي قالا: ثنا هشيم به. ورجاله ثقات كما قال الحافظ إلا أنّ هشيما موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من الزهري، وخالفه جماعة رووه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة فقالوا فيه: الأقرع بن حابس التميمي مكان عيينة بن حصن, منهم: 1 - سفيان بن عيينة. أخرجه الحميدي (1106) وأحمد (2/ 241) ومسلم (2318) وأبو داود (5218) والترمذي (1912) وابن حبان (457) 2 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (20589) وأحمد (2/ 269) وابن حبان (5594) والبيهقي (7/ 100) وفي "الآداب" (14) ¬

_ (¬1) 13/ 36 (كتاب الأدب - باب رحمة الولد وتقبيله)

3 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه البخاري (فتح 13/ 35) وفي "الأدب المفرد" (91) والبغوي في "شرح السنة" (3446) 4 - محمد بن أبي حفصة البصري. أحْرجه أحمد (2/ 514) 5 - سليمان بن كثير البصري. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 401) 3796 - "من يُحرم الرفق يحرم الخير كله". قال الحافظ: وفي حديث جرير عند مسلم (2592) فذكره" (¬1). 3797 - حديث جابر: لما كان يوم الأحزاب وردّهم الله بغيظهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "من يحمي أعراض المسلمين؟ " فقام كعب وابن رواحة وحسّان، فقال لحسّان "اهجهم أنت فإنّه سيعينك عليهم روح القدس" قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند ابن مردويه: فذكره" (¬2) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 297 - 298 و 298) من طريق محمد بن فضيل الكوفي عن مجالد عن الشعبي عن جابر مرفوعا "من يحمي أعراض المؤمنين؟ " قال كعب: أنا. قال ابن رواحة: أنا، قال "إنك لتحسن الشعر" قال حسان بن ثابت: أنا إذاً، قال "اهجهم، فإنه سيعينك عليهم روح القدس" وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني. 3798 - عن زيد بن أسلم أنّ رجلا قال لحذيفة: أدركتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ندركه. فقال: يا ابن أخي والله لا تدري لو أدركته كيف تكون، لقد رأيتنا ليلة الخندق في ليلة باردة مطيرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة" فوالله ما قام أحد, فقال لنا الثانية: "جعله الله رفيقي" فلم يقم أحد، فقال أبو بكر: ابعث حذيفة، فقال "اذهب" فقلت: أخشى أن أؤسر، قال "إنك لن تؤسر" فذكر أنّه انطلق وأنّهم تجادلوا وبعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا أكفأته. ¬

_ (¬1) 13/ 57 (كتاب الأدب - باب الرفق في الأمر كله) (¬2) 8/ 420 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب)

قال الحافظ: وروى البيهقي في "الدلائل" من طريق زيد بن أسلم: فذكره، ومن طريق عمرو بن سريع عن حذيفة نحوه" (¬1) أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 454 - 455) أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب أنّ رجلا قال لحذيفة: فذكره. وإسناده منقطع بين زيد بن أسلم وحذيفة فإنّه لم يدركه، وبين وفاتيهما مائة سنة. وأخرجه أيضا (3/ 453 - 454) من طريق محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ثنا عبد بن خالد عن علقمة بن مرثد عن عمران بن سريع قال: كنا مع حذيفة، فذكر حديثا طويلا. ومحمد بن يزيد مختلف فيه، وعمران بن سريع ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البخاري: في حديثه نظر. وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 460 - 461) من طريق زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: قال شاب لحذيفة بن اليمان، وذكر الحديث. وإسناده ضعيف، ابن اسحاق مدلس وقد عنعن، ومحمد بن كعب لم يدرك حذيفة. 3799 - "من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة؟ " قال الحافظ: روى مسلم (1789) من طريق ثابت عن أنس قال: أَفْرِدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش. وقال: في حديث أنس عند مسلم "فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، فقام رجل من الأنصار" (¬2) 3800 - حديث أنس أنّه - صلى الله عليه وسلم - باع حلسا وقدحا وقال "من يشتري هذا الحلس والقدح؟ " فقال رجل: أخذتهما بدرهم، فقال "من يزيد على درهم" فأعطاه رجل درهمين فباعهما منه. قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن مطولا ومختصرا واللفظ للترمذي وقال: حسن" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ المسألة لا تحل إلا لثلاثة" ¬

_ (¬1) 8/ 403 (كتاب المغازي - باب غزوة الخندق) (¬2) 8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) (¬3) 5/ 257 (كتاب البيوع - باب بيع المزايدة)

3801 - عن جابر أنّ رجلا من الأنصار يقال له: أبو مذكور أعتق غلاما له يقال له: يعقوب عن دبر لم يكن له مال غيره، فدعا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "من يشتريه؟ " فاشتراه نعيم بن عبد الله النحام بثمانمائة درهم فدفعها إليه. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 693) وأبو داود (3957) والنسائي (7/ 267 - 268) من طريق أيوب عن أبي الزبير عن جابر: فذكره " (¬1) 3802 - "من يقم ليلة القدر فيوافقها" قال الحافظ: وقع عند مسلم (1/ 524) من حديث أبي هريرة بلفظ: فذكره" (¬2) 3803 - حديث ابن مسعود: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية ليلا فنزل فقال "من يكلؤنا؟ " فقال بلال: أنا. قال الحافظ: وفي أبا داود من حديث ابن مسعود: فذكره" (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 64 و 14/ 161 و 453 - 454) وفي "المسند" (276) وأحمد (1/ 386 و 464) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 251) وأبو داود (447) والبزار (2029) والنسائي في "الكبرى" (8853) والطبري في "تفسيره" (26/ 69) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 465 - 466) وفي "المشكل" (3985) والهيثم بن كليب (839) والطبراني في "الكبير" (10549) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 156 و 274) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 252) والمزي (17/ 292 - 293) من طرق عن شعبة عن جامع بن شداد قال: سمعت عبد الرحمن (¬4) بن أبي علقمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن (¬5) الحديبية، فذكروا أنهم نزلوا دَهاساً من الأرض - يعني بالدهاس: الرمل - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من يكلؤنا؟ " فقال بلال: أنا يا رسول لله، قال "إذاً ننام" فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ ناس فيهم فلان وفلان، وفيهم عمر، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "افعلوا كما كنتم تفعلون" ففعلنا، قال "كذلك فافعلوا لمن نام أو نسي" ¬

_ (¬1) 5/ 326 (كتاب البيوع - باب بيع المدبر) (¬2) 5/ 172 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬3) 1/ 464 (كتاب التيمم - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم) (¬4) وفي بعض الروايات "عبد الرحمن بن علقمة" قال النسائي: والصواب عبد الرحمن بن أبي علقمة (الكبرى 5/ 267) (¬5) وفي حديث زافر بن سليمان الإيادي عن شعبة عند الطحاوي والهيثم والبيهقي في "الدلائل": في غزوة تبوك. والأول أصح، وزافر مختلف فيه ونسب إلى كثرة الوهم, ومن قال: زمن الحديبية أثبت, منهم: يحيى القطان ومحمد بن جعفر وغيرهما.

قال: وضلت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فطلبتها فوجدت حبلها قد تعلق بشجرة فجئت بها، فركب، فسرنا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وعرفنا ذلك فيه، فتنخَّى منتبذا خلفنا، فجعل يغطي رأسه فيشتد عليه حتى عرفنا أنّه قد أنزل عليه، فأتانا فأخبرنا أنّه أنزل عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]. وأخرجه الطيالسي (ص 49 - 50) عن شعبه به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 218) وتابعه سفيان الثوري ثنا جامع بن شداد به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10549) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا سفيان وشعبة قالا: ثنا جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: فذكر نحوه، ولم يذكر قصة الناقة وما بعدها. قال البزار: وهذا الحديث بهذا الحرف لا نحفظه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: عبد الرحمن بن أبي علقمة ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا جامع بن شداد، والباقون ثقات. ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة عن ابن مسعود، قال: لما انصرفنا من غزوة الحديبية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من يحرسنا الليلة؟ " قال عبد الله: فقلت: أنا، حتى عاد مرارا, قلت: أنا يا رسول الله, قال: "فأنت إذاً" قال: فحرستهم حتى إذا كان وجه الصبح أدركني قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّك تنام" فنمت فما أيقظنا إلا حرّ الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنع كما يصنع من الوضوء وركعتي الفجر، ثم صلّى بنا الصبح, فلما انصرف قال: "إنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لو أراد أن لا تناموا لم تناموا، ولكن أراد أن تكونوا لمن بعدكم, فهكذا لمن نام أو نسي" قال: ثم إنّ ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإبل القوم تفرقت، فخرج الناس في طلبها، فجاءوا يإبلهم إلا ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خذ ههنا" فأخذت حيث قال لي، فوجدت زمامها قد التوى على شجرة ما كانت لتحلها إلا يد، قال: فجئت بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا لقد وجدت زمامها ملتويا على شجرة ما كانت لتحلها إلا يد. قال: ونزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1] أخرجه أحمد (1/ 391) والهيثم بن كليب (840 و 841)

عن يزيد بن هارون وأبو يعلى (5285) عن عبد الرحمن بن مهدي والنسائي في "الكبرى" (8854) عن عبد الله بن المبارك والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 251) عن آدم بن أبي إياس والطحاوي في "المشكل" (3984) عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي والطبراني في "الكبير" (10548) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 274 - 275) عن قرة بن حبيب القَنَوي والبيهقي في "الدلائل" (4/ 155) والبيهقي في "الأسماء" (ص180) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري كلهم عن المسعودي به. ورواه الطيالسي (ص49 - 50) عن المسعودي به. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3983) والمسعودي كان قد اختلط, وسماع عمرو بن مرزوق منه قبل اختلاطه, وسماع يزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود الطيالسي منه بعد اختلاطه, وأما الباقون فلم أر أحدا صرّح بسماعهم منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. طريق أخرى: يرويها سِمَاك بن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده قال: سرينا ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - , قال: قلنا: يا رسول الله, لو أمسسنا الأرض فنمنا ورعت ركابنا, قال: ففعل, قال: فقال "ليحرسنا بعضكم" فقلت: أنا أحرسكم, قال: فأدركني النوم فنمت لم أستيقظ إلا والشمس طالعة, ولم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بكلامنا, فأمر بلالاً فأذّن ثم أقام الصلاة, فصلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 83) وفي "المسند" (285) وأحمد (1/ 450) عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة عن سماك به. وأخرجه أبو يعلى (5010) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (1580) عن أبي يعلى به. وأخرجه البيهقي (1/ 404) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به. وسماك مختلف فيه، والباقون ثقات, وعبد الرحمن اختلف في سماعه من أبيه. ولم ينفرد زائده به بل تابعه أسباط بن نصر الهمداني عن سماك به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10349) والبيهقي في "الأسماء" (ص 180 - 181) 3804 - "من ينتدب لقتل كعب" قال الحافظ: ووجدت في فوائد عبد الله بن إسحاق الخرساني من مرسل عكرمة بسند ضعيف إليه لقتل كعب سببا آخر وهو أنّه صنع طعاما وواطأ جماعة من اليهود أنّه يدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الوليمة فإذا حضر فتكوا به، ثم دعاه فجاء ومعه بعض أصحابه، فأعلمه جبريل بما أضمروه بعد أن جالسه، فقام فستره جبريل بجناحه فخرج، فلما فقدوه تفرقوا فقال حينئذ: فذكره" (¬1) 3805 - حديث ابن مسعود: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من ينكح هذه؟ " فقام رجل. قال الحافظ: حديث ابن مسعود عند الدراقطني. وقال: وفي حديث ابن مسعود "ألك مال؟ " وقال: ووقع في حديث ابن مسعود: قال: نعم، سورة البقرة وسورة المفصل. وقال: وفي حديث ابن مسعود "قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلمها, وإذا رزقك الله عوضتها" فتزوجها الرجل على ذلك" (¬2) ضعيف أخرجه الدارقطني (3/ 249 - 250) عن أبا عبيد القاسم بن إسماعيل المَحَاملي ثنا القاسم بن هاشم السمسار ثنا عتبة بن السكن ثنا الأوزاعي أني محمد بن عبد الله بن أبي ¬

_ (¬1) 8/ 340 (كتاب المغازي - باب قتل كعب بن الأشرف) (¬2) 11/ 111 و112 و114 و115 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

طلحة ثني زياد بن أبي زياد ثني عبد الله بن سَخْبَرة عن ابن مسعود أنّ امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، رأ في رأيك، فقال "من ينكح هذه؟ " فقام رجل عليه بردة عاقدها في عنقه، فقال: أنا يا رسول الله، فقال: "ألك مال؟ " قال: لا، يا رسول الله، قال "اجلس" ثم جاءت مرة أخرى، فقالت: يا رسول الله، رأ في رأيك، فقال "من ينكح هذه؟ " فقام ذلك الرجل فقال: أنا يا رسول الله، فقال "ألك مال؟ " قال: لا، يا رسول الله، فقال "اجلس" ثم جاءت الثالثة فقالت: يا رسول الله، رأ في رأيك، فقال "من ينكح هذه؟ " فقام ذلك الرجل فقال: أنا يا رسول الله، فقال "ألك مال؟ " قال: لا، يا رسول الله، قال "فهل تقرأ من القرآن شيئا؟ " قال: نعم، سورة البقرة وسورة المفصل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلمها، وإذا رزقك الله تعالى عوضتها" فتزوجها الرجل على ذلك. وأخرجه البيهقي (7/ 243) عن أبي بكر بن الحارث الفقيه أنبأ الدارقطني به. قال الدارقطني: تفرد به عتبة وهو متروك الحديث" وقال البيهقي: عتبة بن السكن منسوب إلى الوضع، وهذا باطل لا أصل له" قلت: عتبة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال القراب: روى عن الأوزاعي أحاديث لم يتابع عليها. 3806 - عن جابر: مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في المواسم بمنى وغيرها يقول: "من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة" حتى بعثنا الله من يثرب فصدقناه. فذكر الحديث حتى قال: فرحل إليه منا سبعون رجلا فواعدناه بيعة العقبة فقلنا: علام نبايعك؟ فقال "على السمع وللطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" الحديث قال الحافظ: وعند أحمد بإسناد حسن وصححه الحكم وابن حبان عن جابر: فذكره. ولأحمد من وجه آخر عن جابر قال: كان العباس آخذا بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أخذت وأعطيت" وللبزار من وجه آخر عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنقباء من الأنصار "تؤووني وتمنعوني؟ " قالوا: نعم. قالوا: فما لنا؟ قال "الجنة" (¬1). ¬

_ (¬1) 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا" وحديث "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم" 3807 - "منعت العراق درهمها وقفيزها" قال الحافظ: قال الحميدي: أخرج مسلم (2896) معنى هذا الحديث من وجه آخر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) 3808 - "موت الغريب شهادة" قال الحافظ: وصحح الدراقطني من حديث ابن عمر: فذكره" (¬2) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث عنترة فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد العزيز بن أبي رواد المكي واختلف عنه: - فرواه الهذيل بن الحكم البصري عن ابن أبي روّاد واختلف عنه: • فقال محمد بن صدران: ثنا الهذيل بن الحكم ثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا. أخرجه ابن عدي (1/ 256 و7/ 2584) عن محمد بن الحسين بن شهريار ثنا محمد بن صدران به. واختلف فيه على محمد بن صدران, فقال إبراهيم بن عبدان: ثنا محمد بن صدران ثنا الهذيل بن الحكم ثنا ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (56) • وقال غير واحد: عن الهذيل بن الحكم عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) 7/ 90 (كتاب فرض الخمس - باب إثم من عاهد ثم غدر) (¬2) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)

منهم: 1 - أبو بكر بن أبي شيبة. أخرجه في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 54) وعنه أبو يعلى (2381) وأخرجه ابن عدي (7/ 2584) عن أبي يعلى به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9426) عن أَبي سعد أحمد بن محمد الماليني أنا ابن عدي به. وأخرجه القاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم" (81 و 82) من طريق محمد بن حمدان الفقيه وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني قالا: أنا أبو يعلى به. وأخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (56) عن عبد الله بن محمد البغوي ثنا ابن أبي شيبة به. 2 - جميل بن الحسن الأزدي. أخرجه ابن ماجه (1613) 3 - محمد بن كثير العبدي. أخرجه العقيلي (4/ 365) والطبراني في "الكبير" (11628) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 201) والبيهقي في "الشعب" (9426) 4 - أبو موسى محمد بن المثنى. أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 131) وابن عدي (7/ 2584) 5 - حفص بن عمرو الربالي. أخرجه الآجري في "الغرباء" (50) وابن عدي (7/ 2584) والدارقطني في "العلل" (الوهم والإيهام 2/ 263) 6 - محمد بن أبان البلخي. أخرجه ابن عدي (7/ 2584) 7 - عقبة بن بكر العمي. أخرجه ابن فيل في "جزئه" كما في "اللآلىء" (2/ 123) 8 - وهب بن بقية. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 201)

9 - هارون بن سليمان. أخرجه أبو نعيم (8/ 201) وقال: غريب من حديث عبد العزيز، تفرد به الهذيل" 10 - عبدة الصفار. أخرجه ابن عدي (7/ 2584) 11 - عمر بن شبة. أخرجه الدارقطني في "العلل" (الوهم والإيهام 2/ 263) وقال: هذا هو الصحيح" وقال ابن معين: ليس هذا الحديث بشيء، هذا حديث منكر" سؤالات ابن الجنيد ص 328 • وقال معلي بن أسد العَمّي: ثنا الهذيل بن الحكم ثنا الحكم بن أبان عن وهب عن طاوس مرسلا. أخرجه العقيلي (4/ 365 - 366) وقال: حديث معلى أولى" وخالفه ابن عدي فقال: الصواب رواية من رواه عن الهذيل عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس" وقال ابن القطان الفاسي: الحديث لا يصح" الوهم والإيهام 2/ 265 وقال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بسند واه" بذل الماعون ص 185 وقال في "التلخيص" (2/ 141): وإسناده ضعيف، الهذيل منكر الحديث كما قال البخاري" قلت: وقال العقيلي: لا يقيم الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، وقال ابن القطان الفاسي: ضعيف. وقال الذهبي في "الميزان": هذا الحديث من مناكير الهذيل. - ورواه إبراهيم بن بكر الشيباني عن ابن أبي رواد واختلف عنه:

• فقال محمد بن حرب النشائي: ثنا إبراهيم بن بكر عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن عدي (1/ 256) وابن الجوزي في "العلل" (1486) وتابعه عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا إبراهيم بن بكر به. أخرجه ابن الأعرابي (ق 194/ب) والقضاعي (83) والبيهقي في "الشعب" (9426) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 221) والقاسم بن علي الدمشقي (83) • وقال عامر بن أبي الحسين الواسطي: ثنا إبراهيم بن بكر ثنا عمر بن ذر عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (55) والدارقطني في "الأفراد" كما في "اللآلئ" (2/ 132) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 119) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته" (61) وابن الجوزي في "العلل" (1485) والقاسم بن علي الدمشقي (80) وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمر بن ذر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال ابن عدي: هذا الحديث يعرف بالهذيل بن الحكم عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس، وإبراهيم بن بكر يسرق هذا الحديث من الهذيل" وقال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عمر بن ذر عن عكرمة عن ابن عباس، تفرد به إبراهيم بن بكر، ولم يروه عنه غير عامر بن أبي الحسين" مشيخة ابن الحطاب ص 176 وقال ابن شاهين: هذا حديث غريب من حديث عمر بن ذر عن عكرمة، لا أعلم حدّث به إلا إبراهيم بن بكر عن عمر بن ذر، والمشهور حديث ابن أبي رواد عن عكرمة" وقال ابن الجوزي: لا يصح" وقال الحافظ: إسناده ضعيف، تفرد به إبراهيم بن بكر عن عمر بن ذر عن عكرمة" التلخيص 2/ 141 قلت: إبراهيم بن بكر قال الدارقطني: متروك، وقال العقيلي: كثير الوهم، وقال أحمد: كانت أحاديثه موضوعة. الثاني: يرويه عمرو بن الحصين العقيلي عن محمد بن عبد الله بن عُلاثة عن الحكم بن أبان عن وهب بن منبه عن ابن عباس مرفوعا "موت الغريب شهادة" إذا احتضر فرمى ببصره

عن يمينه وعن يساره فلم ير إلا غريبا وذكر أهله وولده وتنفس فله بكل نفس ينفسه يمحو الله ألفي ألف سيئة ويكتب له ألفي ألف حسنة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11034) والقاسم بن علي الدمشقي (79) وعمرو بن الحصين قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الحديث. وابن علاثة مختلف فيه. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (2/ 288) والآجري في "الغرباء" (51) والقضاعي (349) وابن بشران (¬1) (1059) وابن الجوزي في "العلل" (1487) من طريق أبي زياد عبد الرحمن بن نافع المخزومي ثنا أبو رجاء الخراساني عبد الله بن الفضل عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "موت الغريب شهادة". قال العقيلي: أبو رجاء منكر الحديث، وفي هذا رواية من غير هذا الوجه شبيهة بهذه في الضعف" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر" وقال ابن القطان الفاسي: لا يصح" الوهم والإيهام 2/ 265 - 266 وأما حديث أنس فأخرجه أبو طاهر المخلص في "فوائده" كما في "اللآلئ" (2/ 133) والقاسم بن علي الدمشقي (84) من طريق عبيد بن عبد الواحد البزار البغدادي ثنا نعيم بن حماد ثنا سليمان بن المغيرة ثني سليمان التيمي عن مولى لآل مجروح عن محمد بن يحيى بن حسن المازني عن أبيه عن أنس مرفوعا "من مات غريبا مات شهيدا" وأخرجه ابن عساكر في "أماليه" كما في "اللآلىء" وقال: تفرد به نعيم بن حماد" قلت: وهو مختلف فيه، وفيه المولى الذي لم يسم فالإسناد ضعيف. وأما حديث عنترة فأخرجه الطبراني كما في "اللآلىء" (2/ 133) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي عن المُشمَعِل بن ملحان أنبأ عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: "ما تعدون الشهيد فيكم؟ " قلنا: يا رسول الله، من ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن محمد بن سيرين.

قتل في سبيل الله فهو شهيد، والمتردي شهيد، والنفساء شهيد، والغريق شهيد، والسل شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد" قال الهيثمي: رواه الطبراني وعبد الملك متروك" المجمع 5/ 301 وقال الحافظ: لا يصح" التلخيص 2/ 142 وقال في "بذل الماعون" (ص 185): وعبد الملك متروك" قلت: كذبه ابن معين والجوزجاني، وقال ابن حبان: يضع الحديث. قال المنذري: وقد جاء في أنّ موت الغريب شهادة جملة من الأحاديث لا يبلغ شيء منها درجة الحسن فيما أعلم" الترغيب 4/ 87 قلت: وهو كما قال. 3809 - "موت الفُجاءة أخذَةُ أسف" قال الحافظ: قال ابن رشيد: رواه أبو داود وفي إسناده مقال. وقال: والحديث المذكور أخرجه أبو داود من حديث عبيد بن خالد السلمي ورجاله ثقات إلا أنّ راويه رفعه مرّة ووقفه أخرى، وقد روى ابن أبي الدنيا في "كتاب الموت" من حديث أنس نحو حديث عبيد بن خالد وزاد فيه "المحروم من حرم وصيته" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 424 و 4/ 219) عن يحيى بن سعيد القطان ثنا شعبة قال: حدثني منصور عن تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة عن عبيد بن خالد وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: موت الفجاءة أخذة أسف. قال: وحدّث به مرّة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه أخرجه المزي (19/ 201) وأخرجه أبو داود (3110) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 182) والبيهقي (3/ 378) عن مسدد والبيهقي (3/ 378) عن علي بن المديني ¬

_ (¬1) 3/ 498 (كتاب الجنائز - باب موت الفجاءة البغتة)

قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان به (¬1). • ورواه روح بن عبادة البصري عن شعبة عن منصور عن تميم بن سلمة عن عبيد بن خالد من غير شك ورفعه. قال شعبة: هكذا حدثنيه، وحدثنيه مرة أخرى فلم يرفعه. أخرجه ابن عدي (2/ 649) والبيهقي (3/ 378) • ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة عن منصور عن تميم بن سلمة عن عبيد بن خالد من غير شك وأوقفه. أخرجه أحمد (3/ 424 و 4/ 219) وابن عدي (2/ 649) والبيهقي (3/ 378) • ورواه المثنى بن معاذ العنبري عن شعبة عن منصور عن تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة عن عبيد بن خالد قوله. أخرجه ابن قانع (2/ 182) 3810 - "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 14/ 7) من حديث سهل بن سعد. 3811 - "موعدكم حوضي" قال الحافظ: وممن كان ينكر الحوض عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده، فعند أبي داود من طريق عبد السلام بن أبي حازم قال: شهدت أبا برزة الأسلمي دخل على عبيد الله بن زياد فحدثني فلان وكان في السماط فذكر قصة فيها أنّ ابن زياد ذكر الحوض فقال: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر فيه شيئا؟ فقال أبو برزة: نعم، لا مرة، ولا مرتين، ولا ثلاثا، ولا أربعا، ولا خمسا، فمن كذب به فلا سقاه الله منه. وأخرجه البيهقي في "البعث" من طريق أبي حمزة عن أبي برزة نحوه، ومن طريق ¬

_ (¬1) قال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 903 وقال الحافظ: وسنده صحيح، وليس في الباب حديث صحيح غيره" تخريج أحاديث المختصر 1/ 317 قلت: رواته ثقات إلا أنّ راويه رواه مرّة مرفرعا ورواه مرة موقوفا، وتميم بن سلمة لم يذكر سماعا من عبيد بن خالد فلا أدري أسمع منه أم لا. (¬2) 3/ 310 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

يزيد بن حيان التيمي: شهدت زيد بن أرقم وبعث إليه ابن زياد فقال: ما أحاديث تبلغني أنك تزعم أنّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حوضا في الجنة، قال: حدثنا بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعند أحمد من طريق عبد الله بن بريدة عن أبي سَبْرة الهذلي قال: قال عبيد الله بن زياد: ما أصدق بالحوض، وذلك بعد أن حدثه أبو برزة والبراء وعائذ بن عمرو، فقال له أبو سبرة: بعثني أبوك في مال إلى معاوية فلقيني عبد الله بن عمرو فحدثني وكتبته بيدي من فِيه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، فقال ابن زياد حينئذ: أشهد أنّ الحوض حق. وعند أبي يعلى من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس: دخلت على ابن زياد وهم يذكرون الحوض فقال: هذا أنس، فقلت: لقد كانت عجائز بالمدينة كثيرا ما يسألن ربهنّ أن يسقيهنّ من حوض نبيهم. وسنده صحيح وروينا في فوائد العيسوي وهو في "البعث" للبيهقي من طريقه بسند صحيح عن حميد عن أنس نحوه وفيه: ما حسبت أن أعيش حتى أرى مثلكم ينكر الحوض. وأخرج البيهقي أيضا من طريق يزيد الرقاشي عن أنس في صفة الحوض "وسيأتيه قوم ذابلة شفاههم لا يطعمون منه قطرة، من كذب به اليوم لم يصب الشرب منه يومئذ" ويزيد ضعيف، لكن يقويه ما مضى، ويشبه أن يكون الكلام الأخير من قول أنس" (¬1) حديث أبي برزة له عنه طرق: الأول: يرويه أبو طالوت عبد السلام بن أبي حازم العبدي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن أبي طالوت عن أبي برزة، منهم: 1 - مسلم بن إبراهيم الأزدي. قال أبو داود (4749): ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد السلام بن أبي حازم قال: شهدت أبا برزة دخل على عبيد الله بن زياد فحدثني فلان وكان في السماط: فلما رآه عبيد الله قال: إن مُحَمَّدِيَّكم هذا الدّحداح، ففهمها الشيخ فقال: ما كنت أحسب أني أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال له عبيد الله: إنّ صحبة محمد - صلى الله عليه وسلم - لك زين غير شين، ثم قال: إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض، سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر فيه شيئا؟ فقال له أبو برزة: نعم لا مرّة ولا ثنتين ولا ثلاثا ولا أربعا ولا خمسا، فمن كذّب به فلا سقاه الله منه، ثم خرج مغضبا. رواته ثقات. ¬

_ (¬1) 14/ 263 (كتاب الرقاق - باب في الحوض)

2 - حماد بن مسعدة التميمي. قال البزار (3851): ثنا محمد بن معمر ثنا حماد بن مسعدة ثنا عبد السلام بن أبي حازم قال: رأيت أبا برزة وبعث إليه ابن زياد يسأله عن الحوض قال: وأخبرني من دخل معه قال: فلما رآه ابن زياد قال: إنّ محمديكم هذا لدحداح، قال: فلما سمعها قال: ما كنت أرى أن أعيش حتى أعير بصحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقيل له: إنك لا تعيّر بذاك، وقال: وسأله ابن زياد عن الحوض فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ لي حوضا" فمن كذب به فلا أورده الله. رواته ثقات. 3 - محمد بن مهزم العبدي. قال أحمد (4/ 421): ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن مهزم العبدي عن أبي طالوت العبدي قال: سمعت أبا برزة وخرج من عند عبيد الله بن زياد وهو مغضب فقال: ما كنت أظن أني أعيش حتى أخلف في قوم يعيروني بصحبة محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا: إنّ محمديكم هذا لدحداح، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحوض فمن كذب فلا سقاه الله تبارك وتعالى منه. وأخرجه ابن أبي الدنيا كما في "النهاية" لابن كثير (ص 255) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا يزيد بن هارون به. وإسناده صحيح. - ورواه غير واحد عن أبي طالوت عن العباس بن فروخ الجريري عن أبي برزة، منهم: 1 - عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري عن عبد السلام أبي طالوت ثنا العباس الجريري أنّ عبيد الله بن زياد قال لأبي برزة: هل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكره قط، يعني الحوض؟ قال: نعم لا مرة ولا مرتين، فمن كذب به فلا سقاه الله منه. أخرجه أحمد (4/ 424) 2 - أبو علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي: ثنا أبو طالوت عبد السلام ثنا العباس بن فروخ الجريري قال: كان عبيد الله بن زياد يكذب بالحوض ويقول: يا ليتنا وجدنا من يخبرنا عنه، فقال له أصحابه: أصلح الله الأمير إنّ أبا برزة الأسلمي ها هنا فأرسل إليه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 301)

3 - عبد الله بن حُمْرَان القرشي: ثنا عبد السلام أبو طالوت عن عباس بن أبي عباس قال: قال عبيد الله بن زياد: وددت أني وجدت رجلاً يحدثني عن الحوض سمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - تكلم به، فقال له جلساؤه: أصلح الله الأمير إنّ هاهنا أبا برزة أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 301 - 302) وقال: عباس بن أبي عباس هو عباس بن فروخ الجريري" قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغير واحد. الثاني: يرويه قرة بن خالد السدوسي عن أبي حمزة قال: دخل أبو برزة على عبيد الله بن زياد فقال: إنّ محمدكم هذا لدحداح. فقال: ما كنت أراني أن أعيش في قوم يعدون صحبة محمد - صلى الله عليه وسلم - عارا. قالوا: إنّ الأمير إنما دعاك ليسألك عن الحوض. فقال: عن أي باله. قال: أحق هو؟ قال: نعم، فمن كذب به فلا سقاه الله منه. أخرجه البيهقي في "البعث" (154) وفي "الاعتقاد" (ص 213) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن قرة بن خالد به. وأبو حمزة (¬1) ما عرفته، والباقون ثقات. الثالث: يرويه محمد بن موسى السيباني ثنا صالح المُرِّي ثنا سيار بن سلامة الرياحي عن أبيه أنّ عبيد الله بن زياد قال لجلسائه: هل ها هنا أحد يحدثنا عن الحوض؟ قالوا: أبو برزة الأسلمي. قال: إنّ محمديكم هذا الدحداح، قال: إنما أرسلنا إليك لتحدثنا عن الحوض، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ لي حوضا يوم القيامة، عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، ومن كذب به فلا سقاه الله منه" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (719 و 737) عن عقبة بن مكرم البصري ثنا محمد بن موسى به. وإسناده ضعيف لضعف صالح المري. واختلف عنه، فرواه يونس بن محمد المؤدب عنه فلم يذكر سلامة الرياحي. أخرجه الروياني (1316) وللحديث طريق رابعة سيأتي ذكرها عند الكلام على حديث ابن عمرو. ¬

_ (¬1) لعله أبو جمرة الضبعي واسمه نصر بن عمران قال ابن معين وغير واحد: ثقة.

وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (517) وفي "مصنفه" (8/ 764 و 11/ 452 - 453) وأحمد (4/ 367) وابن أبي عاصم في "السنة" (716) والبزار (كشف 217) والطحاوي في "المشكل" (459) والطبراني في "الكبير" (5018 و 5019 و 5020 و 5021 و 5022) وفي "طرق حديث من كذب علي متعمدا" (100 و 101 و 102) والحاكم (1/ 77) وأبو نعيم في "الصحابة" (2969 و 2970 و 2971 و 2972) والبيهقي في "البعث" (153) والخطيب في "المتفق" (1761) وابن الجوزي في "الموضوعات" (123) من طرق عن أبي حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي ثني يزيد بن حيان التيمي قال (¬1): شهدت زيد بن أرقم وبعث إليه عبيد الله بن زياد فقال: ما أحاديث بلغني عنك تحدث بها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزعم أنّ له حوضا في الجنة. فقال: حدثنا ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووعدناه. فقال: كذبت ولكنك شيخ قد خرفت، قال: أما إنه سمعته أذناي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمعته يقول "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" وما كذبت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. السياق للحاكم وقال: على شرط مسلم" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 144 قلت: وهو كما قالا. ولم ينفرد أبو حيان به بل تابعه عمرو بن ثابت بن أبي المقدام الكوفي عن يزيد بن حيان به. أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (99) وأبو نعيم في "الصحابة" (2973) وللحديث طريق ثانية سيأتي الكلام عليها مع حديث ابن عمرو (¬2) الآتي: وهو حديث يرويه عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي، وعن ابن بريدة غير واحد، منهم: 1 - حسين بن ذكوان المعلم. أخرجه أحمد (2/ 162 - 163) وابن أبي عاصم في "السنة" (718 و 736) ¬

_ (¬1) وعند أحمد: حدثنا زيد بن أرقم. (¬2) تقدم الكلام على حديث ابن عمرو أيضا في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله لا يحب كل فاحش متفحش"

عن يحيى بن سعيد القطان والحاكم (1/ 75 - 76) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والخرائطي في "المساوئ" (286) والبيهقي في "البعث" (155) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 307) عن رَوح بن عبادة البصري ثلاثتهم عن حسين المعلم ثنا عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي (¬1) قال: كان عبيد الله يسأل عن الحوض حوض محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان يكذب به بعد ما سأل أبا برزة والبراء بن عازب وعائذ بن عمرو ورجلا آخر وكان يكذب به، فقال أبو سبرة: أنا أحدثك بحديث فيه شفاء هذا إنّ أباك بعث معي بمال إلى معاوية فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثني مما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأملى عليّ فكتبت بيدي فلم أزد حرفا ولم أنقص حرفا حدثني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ الله لا يحب الفحش أو يبغض الفاحش والمتفحش" قال "ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة، وحتى يؤتمن الخائن ويخون الأمين" وقال "ألا إنّ موعدكم حوضي عرضه وطوله واحد، وهو كما بين أيلة ومكة، وهو مسيرة شهر، فيه مثل النجوم أباريق، شرابه أشد بياضا من الفضة، من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده أبدا" فقال عبيد الله: ما سمعت في الحوض حديثا أثبت من هذا. فصدق به وأخذ الصحيفة فحبسها عنده. ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة قال: ذُكِرَ أنّ أبا سبرة بن سلمة سمع ابن زياد يسأل عن الحوض أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد لابن المبارك" (1610) عن ابن أبي عدي به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (825) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين المروزي به. وأخرجه الحاكم (1/ 75 - 76) من طريق أحمد بن حنبل ثنا ابن أبي عدي به. ¬

_ (¬1) وعند البيهقي: الهمداني

وقال: هذا حديث صحيح فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته غير أبي سبرة الهذلي وهو تابعي كبير مبين ذكره في المسانيد والتواريخ غير مطعون فيه" قلت: اسمه سالم بن سلمة (¬1) ذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 308)، وترجمه البخاري في كتابه (2/ 2 / 113) ومسلم في "الكنى" (ص 51) والحسيني في "الإكمال" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا. وقال ابن عبد البر في "الاستغناء": قيل: إنه مجهول. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 527): لا يعرف. وقال في موضع آخر (2/ 111): مجهول. 2 - قتادة. أخرجه البزار (2435) والحاكم (1/ 76 و 4/ 513) من طرق عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني ثنا همام عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي قال: ذكر الحوض عند ابن زياد فبعث إلى رجال فيهم ابن عمرو المزني يعني عائذ بن عمرو، وبعث إلى أبي برزة فجاءه في بردين، فقال ابن زياد: إنّ محمديكم هذا لدحداح، فسمعها الشيخ فقال: ما ظننت أني أعيش حتى أعير بصحبة محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال: فاستلقى ابن زياد وكان إذا استحى من الشيء استلقى، فقال له رجل: إنّ الأمير دعاك يسألك عن الحوض: هل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكره؟ قال: نعم قد سمعته فمن كذب به فلا سقاه الله منه. قال أبو سبرة: بعثني أبوك إلى معاوية فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثني حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهمته وكتبته بيدي، وذكر الحديث بطوله. قال البزار: ولا نعلم روى أبو سبرة عن عبد الله بن عمرو إلا هذا الحديث، ولا رواه عن أبي سبرة إلا عبد الله بن بريدة" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أبو سبرة مجهول كما تقدم، والباقون ثقات، وقتادة مدلس وقد عنعن. 3 - مطر الوراق. قال عبد الرزاق (20852): أخبرنا معمر عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: شك عبيد الله بن زياد في الحوض، وكانت فيه حرورية، فقال: أرايتم ¬

_ (¬1) وقيل: سبرة.

الحوض الذي يذكر ما أراه شيئا، قال: فقال له ناس من صحابته: فإنّ عندك رهطا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليهم فاسألهم، فأرسل إلى رجل من مزينة فسأله عن الحوض، فحدثه، ثم قال: أرسل إلى أبي برزة الأسلمي، فأتاه وعليه ثوبا حبرة، قد ائتزر بواحد وارتدى بالآخر، قال: وكان رجلاً لحيما إلى القصر، فلما رآه عبيد الله ضحك، ثم قال: إنّ محمديكم هذا لدحداح، قال: ففهمها الشيخ، فقال: واعجباه! ألا أراني في قوم يعدّون صحابة محمد - صلى الله عليه وسلم - عارا، قال: فقال له جلساء عبيد الله: إنما أرسل إليك الأمير ليسألك عن الحوض، هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه شيئا؟ قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكره، فمن كذب به فلا سقاه الله منه، قال: ثم نفض رداءه، وانصرف غضبانا. قال: فأرسل عبيد الله إلى زيد بن الأرقم فسأله عن الحوض، فحدثه حديثا مُونقاً أعجبه، فقال: إنما سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا, ولكن حدثنيه أخي، قال: فلا حاجة لنا في حديث أخيك، فقال أبو سبرة رجل من صحابة عبيد الله: فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية، انطلقت معه فلقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فحدثني من فيه إلى فِيَّ حديثا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأملاه عليّ وكتبته، قال: فإني أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب، قال: فركبت البرذون فركضته حتى عرق، فأتيته بالكتاب، فإذا فيه: هذا ما حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ الله يبغض الفحش والتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش، وسوء الجوار، وقطيعة الأرحام، وحتى يخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن، والذي نفس محمد بيده إنّ أسلم المسلمين لمن سلم المسلمون من لسانه ويده، وإنّ أفضل الهجرة لمن هجر ما نهاه الله عنه، والذي نفسي بيده، إنّ مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب، نفخ عليها صاحبها فلم تتغير ولم تنقص، والذي نفس محمد بيده إنّ مثل المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا، ووضعت طيبا، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد، ألا وإنّ لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكة - أو قال: صنعاء إلى المدينة - وإنّ فيه من الأباريق مثل الكواكب، هو أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا" قال أبو سبرة: فأخذ عبيد الله الكتاب فجزعت عليه، فلقيت يحيى بن يَعْمَر فشكوت ذلك إليه، فقال: والله لأنا أحفظ له مني لسورة من القرآن، فحدثني به كما كان في الكتاب سواء. أخرجه أحمد (2/ 199 و 4/ 374 و 419 و 425 - 426) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (717 و 720 و 735) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 306 - 307) من طريق إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق به.

وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه ثابت البُنَاني عن أنس أنّ عبيد الله بن زياد قال: يا أبا حمزة، هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الحوض؟ فقال: لقد تركت بالمدينة لعجائز يُكثرن أن يسألن الله أن يوردهن حوض محمد - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو يعلى (3355) عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي ثنا حماد عن ثابت به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (715) عن هُدْبة بن خالد البصري ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده صحيح، عبد الرحمن بن سلام صدوق، والباقون ثقات. ولم ينفرد حماد به بل تابعه سليمان بن المغيرة البصري عن ثابت به. أخرجه البيهقي في "البعث" (157) الثاني: يرويه حميد الطويل عن أنس قال: دخلت على عبيد الله بن زياد وهم يتراجعون بينهم الحوض فلما رآني قال: قد جاءكم أنس، فانتهيت إلى القوم، فقالوا: ما تقول في الحوض يا أنس؟ قال: فاسترجعت وقلت: ما حسبت أن أعيش حتى أرى مثلكم ينكرون الحوض، لقد تركت بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يوردها حوض محمد - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1609) والآجري في "الشريعة" (838) والحاكم (1/ 78) والبيهقي في "البعث" (158) من طرق عن حميد به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: وهو كما قال. الثالث: يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان واختلف عنه: - فقال يونس بن محمد المؤدب: أنبأ حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس أنّ قوما ذكروا عند عبيد الله بن زياد الحوض فأنكره وقال: ما الحوض، فبلغ ذلك أنس بن مالك فقال: لا جرم والله لأفعلن، فأتاه فقال: ذكرتم الحوض؟ فقال عبيد الله: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكره؟ فقال: نعم، يقول أكثر من كذا وكذا مرة "إنّ ما بين طرفيه كما بين أيلة إلى مكة أو بين صنعاء ومكة، وإن آنيته أكثر من نجوم السماء" أخرجه أحمد (3/ 230) عن يونس به. وتابعه حسن بن موسى الأشيب عن حماد به.

أخرجه أحمد (3/ 230) - وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا حماد عن علي بن زيد عن الحسن عن أنس. أخرجه أحمد (3/ 230) وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. الرابع: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي قال: حلف رجل عند ابن زياد فقال: لا سقاه الله من حوض محمد، فقال له ابن زياد، ولمحمد حوض؟ قال: نعم، هذا أنس بن مالك يحدث أنّ له حوضا، فجاء أنس فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ لي حوضا، وأنا فرطكم عليه" أخرجه الطبراني في "الصغير" (1027) والآجري في "الشريعة" (826) وابن عدي (6/ 2416) وقال الطبراني: لم يروه عن الشعبي إلا مجالد" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 365 قلت: بل إسناده ضعيف لضعف مجالد. الخامس: يرويه عكرمة بن عمار اليمامي ثنا يزيد الرقاشي قال: قلت: يا أبا حمزة إنّ قوما يشهدون علينا بالكفر والشرك، قال أنس: أولئك شر الخلق والخليقة. قلت: ويكذبون بالحوض، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّ لي حوضا عرضه كما بين أيلة إلى الكعبة - أو قال: صنعاء - أشدّ بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فيه آنية عدد نجوم السماء، يمده ميزابان من الجنة، من كذّب به لم يصب به الشرب" أخرجه أبو يعلى (4099) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة به. وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي. 3812 - "مولى القوم منهم، وحليف القوم منهم، وابن أخت القوم منهم" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند البزار مضمون الترجمة وزيادة عليها بلفظ: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ادخلوا عليّ ولا يدخل عليّ إلا قرشي" ¬

_ (¬1) 7/ 364 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ابن أخت القوم منهم، ومولى القوم منهم)

3813 - عن ميمونة قالت: أجنبت فاغتسلت من جَفْنَة ففضلت فيها فضلة، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يغتسل منه، فقلت له، فقال: "الماء ليس عليه جنابة" واغتسل منه. قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن والدارقطني، وصححه الترمذي وابن خزيمة وغيرهما من حديث ابن عباس عن ميمونة قالت: فذكرته. لفظ الدارقطني. وقد أعلّه قوم بسماك بن حرب راويه عن عكرمة لأنّه كان يقبل التلقين، لكن قد رواه عنه شعبة، وهو لا يحمل عن مشايخه إلا صحيح حديثهم" (¬1) يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه: - فرواه شريك بن عبد الله القاضي عن سماك واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن ميمونة قالت: أجنبت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاغتسلت من جَفْنَة، وفضلت فضلة، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليغتسل منها، فقلت: إني قد اغتسلت منه، فقال "إنّ الماء ليس عليه جنابة" قال: فاغتسل منه. أخرجه أحمد (6/ 330) عن هاشم بن القاسم البغدادي وأبو عبيد في "الطهور" (139) عن عاصم بن علي الواسطي وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2424) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (259) عن علي بن الجَعْد الجوهري وأبو يعلى (7098) عن إسحاق بن منصور السلولي والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 695) عن أسود بن عامر الشامي ¬

_ (¬1) 1/ 312 (كتاب الوضوء - باب وضوء الرجل مع امرأته)

و (2/ 696) عن يحيى بن حسان التِّنِّيسي والحسن بن الربيع والحسن بن عطية القرشي والدراقطني (1/ 52) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني وابن سعد (8/ 137) والطبراني في "الكبير" (24/ 18) وابن شاهين في "الناسخ" (58) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي والطبراني (24/ 18) عن عصمة بن سليمان الخزاز كلهم عن شريك به. ورواه الطيالسي (ص 226) عن شريك به مختصرا. ورواه أحمد (6/ 330) عن الطيالسي به. ورواه ابن ماجه (372) والطبراني (24/ 17) والدارقطني (1/ 53) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص300) من طرق عن الطيالسي به. • وقال حجاج بن محمد المصيصي: أنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: أجنب النبي - صلى الله عليه وسلم - وميمونة. جعله عن ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 337) • وقال يحيى بن آدم الكوفي: ثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ميمونة أو عن ابن عباس عن ميمونة. أخرجه إسحاق في "مسنده" (2016) - ورواه غير واحد عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. منهم: 1 - أبو الأحوص سلاّم بن سليم الحنفي. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 33 و 143 و 14/ 160) وأبو داود (68) وابن ماجه (370)

والترمذي (65) وأبو يعلى (2411) والطبري (2/ 692 و 693) وابن حبان (1241 و 1248 و 1261) والطبراني في "الكبير" (11716) والبيهقي (1/ 189 و 267) وفي "الصغرى" (200) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 428) 2 - يزيد بن عطاء اليشكري. أخرجه الدارمي (740) 3 - أسباط بن نصر الهمداني. أخرجه الطبري (2/ 692) 4 - سعيد بن سماك بن حرب. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 423) - ورواه سفيان الثوري عن سماك واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. منهم: 1 - عبد الرزاق (396) وأخرجه أحمد (1/ 284) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن الجوزي في "التحقيق" (26) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه ابن الجارود (49) والطبري (2/ 693) والطبراني (11714) والبيهقي (1/ 267) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص300) من طرق عن عبد الرزاق به. 2 - عبد الله بن المبارك. أخرجه أحمد (1/ 235) والنسائي (1/ 141) وابن خزيمة (109) وابن حبان (1242) والحاكم (1/ 159) 3 - عبد الله بن الوليد العدني. أخرجه أحمد (1/ 308) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 268 و 296) 4 - وكيع. أخرجه إسحاق في "مسنده" (2017) وأحمد (1/ 308) وابن ماجه (371) والطبري (2/ 691) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 333) وابن الجوزي في "التحقيق" (25)

5 - عبيد الله بن موسى العبسي. أخرجه الدارمي (741) وابن الجارود (48) والبيهقي (1/ 188) 6 - أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (2/ 95) 7 - قبيصة بن عقبة الكوفي. أخرجه الحاكم (1/ 159) 8 - القاسم الجرمي. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (57) • وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: ثنا سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطبري (2/ 696 - 697) • ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان واختلف عنه: فقال محمد بن المثنى: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الطبري (2/ 692) وتابعه أبو بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا أبو أحمد الزبيري به. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 26) وقال عمر بن شبة: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 299) وقال: وهذا الحديث إنما يحفظ عن سماك عن عكرمة لا عن سعيد بن جبير" - ورواه شعبة عن سماك واختلف عنه: • فقال محمد بن بكر البُرْساني: ثنا شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه البزار (كشف 250) وابن خزيمة (91) والحاكم (1/ 159) والبيهقي في "الخلافيات" (907 و 908 و 909) من طرق عن محمد بن بكر به.

قال البزار: لا نعلم أسنده عن شعبة إلا محمد بن بكر، وأرسله غيره، ولا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه" • ورواه محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سماك عن عكرمة مرسلا. أخرجه الطبري (2/ 697) • ورواه عون بن عمارة الغبري عن شعبة عن سماك عن عكرمة عن عائشة. أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (266) عن محمد بن يونس الكُديمي ثنا الغبري به. والكديمي والغبري ضعيفان. - ورواه حماد بن سلمة عن سماك واختلف عنه: • فقال يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني: ثنا حماد عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الطبراني (11715) • وقال غير واحد: عن حماد عن سماك عن عكرمة مرسلا. أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (144) عن محمد بن كثير المصيصي والطبري (2/ 697) عن أبي داود الطيالسي و (2/ 698) عن حجاج بن منهال البصري ثلاثتهم عن حماد به. - ورواه إسرائيل بن يونس الكوفي عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قالت ميمونة. أخرجه الطبري (2/ 695) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا فردوس ثنا إسرائيل به. وفردوس هو ابن الأشعري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ.

ورواية من روى الحديث عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الطبري: وهذا خبر عندنا صحيح سنده" وقال الحاكم: قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأحاديث سماك، وهذا حديث صحيح في الطهارة ولم يخرجاه، ولا يحفظ له علة" وقال الحازمي: لا يعرف مجودا إلا من حديث سماك عن عكرمة، وسماك مختلف فيه، وقد احتج به مسلم" التلخيص 1/ 14 قلت: لم يخرج مسلم رواية سماك عن عكرمة، وإنما أخرج له من روايته عن جابر بن سمرة والنعمان بن بشير وإبراهيم النخعي وتميم بن طرفة وجعفر بن أبي ثور وسعيد بن جبير والشعبي وعلقمة بن وائل وغيرهم. وقد تكلم غير واحد في رواية سماك عن عكرمة. فقال العجلي: كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس. وقال يعقوب بن شيبة: قلت لابن المديني: رواية سماك عن عكرمة؟ فقال: مضطربة. قال يعقوب: وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح وليس من المتثبتين. وقال الذهبي: سماك عن عكرمة عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة، ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك، ولا ينبغي أن تعد صحيحة, لأنّ سماكا إنما تكلم فيه من أجلها" السير 5/ 248 3814 - "الماء من الماء" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (343) عن أبي سعيد مرفوعا "إنّما الماء من الماء" ¬

_ (¬1) 1/ 404 (كتاب الغسل - باب إذا احتلمت المرأة) و1/ 413 (كتاب الغسل - باب غسل ما يصيب من رطوبة فرج المرأة)

3815 - حديث ابن عباس مرفوعا "الماء لا ينجسه شيء" قال الحافظ: وهو حديث صحيح رواه الأربعة وابن خزيمة وغيرهم" (¬1) تقدم قبل حديث. 3816 - "المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أم حرام: فذكره" (¬2) أخرجه الحميدي (349) عن مروان بن معاوية الفزاري ثنا هلال بن ميمون الجهني الرّملي عن يعلي بن شداد أبي ثابت عن أم حرام قالت: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزاة البحر "للمائد أجر شهيد، وللغرق أجر شهيدين" قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يجعلني منهم، قال "اللهم اجعلها منهم" فغزت البحر، فلما خرجت ركبت دابتها فسقطت فماتت. وأخرجه أبو داود (2493) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (277 و 278) وفي "الآحاد" (3315) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 741) والطبراني في "الكبير" (25/ 133 - 134) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 239) من طرق عن مروان بن معاوية به. وإسناده حسن إن كان يعلي بن شداد سمع من أم حرام فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منها. 3817 - "المجالس بالأمانة" قال الحافظ: وأخرج القضاعي في "مسند الشهاب" من حديث علي مرفوعا: فذكره، وسنده ضعيف. ولأبي داود من حديث جابر مثله وزاد "إلا ثلاثة مجالس: ما سفك فيه دم حرام أو فرج حرام أو اقتطع فيه مال بغير حق" (¬3) ضعيف وحديث علي له عنه طريقان: الأول: يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي به مرفوعا. أخرجه العقيلي (1/ 247) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 299) وأبو الفضل ¬

_ (¬1) 1/ 356 (كتاب الوضوء - باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء) (¬2) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل) (¬3) 13/ 325 (كتاب الاستئذان - باب حفظ السر)

الزهري في "حديثه" (149) والقضاعي (3) والخطيب في "التاريخ" (11/ 169) والعسكري في "الأمثال" والديلمي في "مسند الفردوس" كما في "المقاصد" (ص 376) وحسين بن عبد الله بن ضميرة كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. الثاني: يرويه مسعدة بن صدقة العبدي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عليّ مرفوعا "المجالس بالأمانة", ولا يحل لمؤمن أن يأثر على مؤمن قبيحا" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 23) ومسعدة بن صدقة قال الدارقطني: متروك. وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 342 - 343) وأبو داود (4869) والخرائطي في "المكارم" (2/ 702) وفي "اعتلال القلوب" (ص 299) والبيهقي (10/ 247) وفي "الآداب" (136) من طريق عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب عن ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله مرفوعا "المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: مجلس يسفك فيه دم حرام، ومجلس يستحل فيه فرج حرام، ومجلس يستحل فيه مال من غير حق". قال المنذري: ابن أخي جابر مجهول. وفي إسناده عبد الله بن نافع الصائغ فيه مقال" عون المعبود 13/ 218 3818 - "المرء مع من أحب" قال الحافظ: أخرج الطبراني وصححه أبو عوانة من حديثه (أي صفوان بن قدامة) قال: قلت: يا رسول الله، إني أحبك. قال: فذكره" (¬1) أخرجه دعلج السجزي كما في "التهذيب" (6/ 200) والطبراني في "الكبير" (7400) وفي "الصغير" (133) وفي "الأوسط" (2022) وأبو نعيم في "الصحابة" (3822) من طريق موسى بن ميمون بن موسى المَرَئي ثني أبي عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبي صفوان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمدينة، فبايعه على الإسلام، فمدّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه يده، فمسح عليها، فقال له صفوان: إني أحبك يا رسول الله، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "المرء مع من أحب" وذكر الحديث وفيه طول. ¬

_ (¬1) 13/ 178 (كتاب الأدب - باب علامة الحب في الله)

قال الطبراني: لا يروى عن صفوان بن قدامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به موسى بن ميمون عن أبيه" (¬1). وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه موسى بن ميمون المرئي وهو ضعيف" المجمع 10/ 281 قلت: وقال أبو حاتم: ليس بمشهور. وأبوه ميمون بن موسى المرئي مختلف فيه، وقال أحمد وغيره: يدلس، ولم يذكر سماعا من أبيه. وأبوه موسى بن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة المرئي ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 452) ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه ميمون. وعبد الرحمن بن صفوان ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" وجزم بصحبة أبيه، وقال ابن السكن: يقال له صحبة. والحديث أخرجه أبو عوانة كما في "الإصابة" (5/ 151) من طريق مهدي بن موسى بن عبد الرحمن ثني أبي عن أبيه عن صفوان بن قدامة. المرفوع منه فقط. ومهدي بن موسى هذا لم أقف له على ترجمة. 3819 - "المرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد" قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (11686) من طريق عمرو بن عطية بن الحارث الوادعي عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما لأصحابه "ما تعدون الشهداء فيكم؟ " قالوا: من يقتل في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر شهيد، قال "إنّ شهداء أمتي إذاً لقليل: المقتول في سبيل الله شهيد، والمرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، واللديغ شهيد، والغريق شهيد، والشريق شهيد، والذي يفترسه السبع شهيد، والخار عن دابته شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والنفساء يقتلها ولدها يجرها بسرره إلى الجنة" ¬

_ (¬1) قلت: تابعه موسى بن هارون البزاز ثنا ميمون بن موسى به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 14 - 15) (¬2) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)

قال الهيثمي: وفيه عمرو بن عطية بن الحارث الوادعي وهو ضعيف" المجمع 5/ 300 3820 - "المرأة وحدها صف" قال الحافظ: أخرجه ابن عبد البر من حديث عائشة مرفوعا" (¬1) ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 268) وقال: حديث موضوع، وضعه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن المسعودي عن ابن أبي مُليكة عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "المرأة وحدها صف" وهذا لا يعرف إلا بإسماعيل هذا" 3821 - "المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان" قال الحافظ: وصحح ابن حبان من حديث العِرْباض بن سارية قال: فذكره" (¬2) يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عياض بن حمار مرفوعا "إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد" فقلت: يا رسول الله! أرأيت لو أنّ رجلاً سبني في ملأٍ هم أنقص مني، فرددت عليه، هل عليّ في ذلك جناح؟ قال "المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان". أخرجه الطيالسي (¬3) (ص 146) وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7415) وأحمد (4/ 162 و 266) والطبراني في "الكبير" (17/ 365) وأبو نعيم في "الصحابة" (5429) والبيهقي (10/ 235) عن همام بن يحيى العَوْذي ¬

_ (¬1) 2/ 354 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب المرأة وحدها تكون صفا) (¬2) 13/ 74 (كتاب الأدب - باب ما ينهى من السباب واللعن) (¬3) رواه الطيالسي عن عمران واختلف عنه: فرواه يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي في "مسنده" (ص 146) عن عمران عن قتادة عن مطرف عن عياش. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5429) ورواه محمد بن المثنى عن الطيالسي عن عمران عن قتادة عن يزيد عن عياض. أخرجه البزار (3493)

والبخاري في "الأدب المفرد" (428) واللفظ له عن حجاج بن حجاج الباهلي و (427) والطبراني في "الأوسط" (2547) والبيهقي (10/ 235) وفي "الشعب" (6239) عن عمران بن داود القطان ثلاثتهم عن قتادة به. - وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض. جعله عن مطرف لا عن يزيد. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7414) وأحمد (4/ 162) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1194) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 7416) والخرائطي في "المساوئ" (32) وابن حبان (5726 و 5727) والطبراني في "الكبير" (17/ 365) وتابعه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة به. أخرجه أحمد (4/ 162) وابن أبي عاصم (1195) والبيهقي (10/ 235) وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ يزيد ومطرف ابني عبد الله بن الشخير ثقتان، لكن قتادة مدلس وقد رواه بالعنعنة. والفقرة الأولى من الحديث أخرجها مسلم (4/ 2198 - 2199) من طريق مطر الوراق ثني قتادة عن مطرف عن عياض. 3822 - "المسك أطيب الطيب" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2252) في أثناء حديث عن أبي سعيد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، وأخرجه أبو داود (3158) مقتصرا منه على هذا القدر" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مالك من حديث أبي سعيد رفعه قال: فذكره، وهو عند مسلم أيضاً" (¬2) ¬

_ (¬1) 12/ 82 (كتاب الذبائح - باب المسك) (¬2) 12/ 493 (كتاب اللباس - باب ما يستحب من الطيب)

3823 - "المسلمون على شروطهم" سكت عليه الحافظ (¬1). روي من حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث عمرو بن عوف ومن حديث ابن عمر ومن حديث رافع بن خديج ومن حديث عطاء مرسلا فأمّا حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 366) وأبو داود (3594) وابن الجارود (637 و 638) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 90) وابن حبان (5091) وابن عدي (6/ 2088) والدارقطني (3/ 27) والحاكم (2/ 49 و 4/ 101) والبيهقي (6/ 63 و 64 - 65 و 65 و 79 و 166 و 7/ 249) وفي "الشعب" (4039) وفي "الصغرى" (2105) من طرق عن كثير بن زيد المدني عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مرفوعا "الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحا أحلّ حراما، أو حرّم حلالا، والمسلمون على (¬2) شروطهم (¬3) ". الحديث ضعفه ابن حزم وعبد الحق كما في "تلخيص الحبير" (3/ 23) وقال الذهبي: لم يصححه الحاكم، وكثير ضعفه النسائي ومشاه غيره" تلخيص المستدرك 2/ 49 قلت: هو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وابن عمار، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وأمّا حديث عائشة فأخرجه الدارقطني (3/ 27) والحاكم (2/ 49 - 50) والبيهقي (7/ 249) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري عن خُصيف عن عروة عن عائشة مرفوعا "المسلمون عند شروطهم ما وافق الحق" قال البيهقي: ضعيف" وقال الحافظ: في "تلخيص الحبير" (3/ 23): إسناده واهي" قلت: عبد العزيز بن عبد الرحمن قال أحمد: اضرب على أحاديثه هي كذب أو قال موضوعة (الجرح 2/ 2/ 388) وقال النسائي: ليس بثقة. ¬

_ (¬1) 5/ 233 (كتاب البيوع - باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا) (¬2) ولفظ الطحاوي "عند" (¬3) زاد ابن الجارود والبيهقي "ما وافق الحق منها"

وأما حديث أنس فأخرجه الدارقطني (3/ 28) والحاكم (2/ 50) والبيهقي (7/ 249) بالإسناد السابق إلى خصيف قال: ثني عطاء بن أبي رباح عن أنس مرفوعا "المسلمون على شروطهم ما وافق الحق من ذلك". وأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "معرفة السنن" للبيهقي (10/ 238) وابن ماجه (2353) والترمذي (1352) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 90) وابن عدي (6/ 2081) والدارقطني (3/ 27) والحاكم (4/ 101) والبيهقي (6/ 65 و 79 و 7/ 249) وفي "المعرفة" (10/ 237) من طرق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرّم حلالا أو أحل حراما، والمسلمون على شروطهم إلا شرطا حرّم حلالا أو أحلّ حراما". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": واه" قلت: وهو كما قال الذهبي فإنّ كثير بن عبد الله هذا متروك الحديث كما قال النسائي، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وكذبه الشافعي وأبو داود. وقال الذهبي في "الميزان": وأمّا الترمذي فروى من حديثه "الصلح جائز بين المسلمين" وصححه، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي. وأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 48) من طريق محمد بن الحارث البصري ثني محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "المسلمون على شروطهم ما وافق الحق" وقال: وهذا يروى بإسناد أصلح من هذا بخلاف هذا اللفظ" قلت: وهذا الحديث إسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني منكر الحديث. قاله البخاري وأبو حاتم والنسائي. وقال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فالبلاء فيه منه، وإذا روى عنه محمد بن الحارث فهما ضعيفان. وقال الحاكم: يروي عن أبيه عن ابن عمر المعضلات. وأما حديث رافع بن خديج فأخرجه الطبراني في "الكبير" (4404) وابن عدي (6/ 2065) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 748 - 749) من طريق جُبارة بن المُغَلس

ثنا قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج مرفوعا "المسلمون عند شروطهم فيما أحل". وإسناده ضعيف لضعف جبارة وحكيم، وقيس ضعفه الجمهور. وأما حديث عطاء فأخرجه ابن أبي شيبة كما في "تلخيص الحبير" (3/ 23) ثنا يحيى بن أبي زائدة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء مرسلا. ورجاله ثقات إلا أنّه مرسل. 3824 - "المغرب وتر النهار" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر" (¬1) صحيح وله عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه محمد بن سيرين واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا. منهم: 1 - هشام بن حسان. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 282) وأحمد (2/ 30 و 41) عن يزيد بن هارون أنا هشام بن عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "صلاة المغرب وتر النهار فأوتروا صلاة الليل" وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1382) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 257 - 258) من طريق الفضيل بن عياض عن هشام به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 2 - خالد الحذاء. أخرجه ابن عدي (5/ 1837) من طريق علي بن عاصم بن صهيب الواسطي عن خالد وهشام عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل" وعلي بن عاصم قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه. ¬

_ (¬1) 5/ 28 (كتاب الصوم - باب شهرا عيد لا ينقصان)

3 - هارون بن إبراهيم الأهوازي. أخرجه أحمد (2/ 82 - 83 و 154) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا هارون الأهوازي ثنا ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل، وصلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل". وإسناده صحيح. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8409) و"الصغير" (1081) من طريق عباد بن صهيب البصري ثنا هارون الأهوازي به. وقال: لم يروه عن هارون إلا عباد بن صهيب، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سألت أبي عن عباد بن صهيب فقال: إنما أنكروا عليه مجالسته لأهل القدر فأمّا الحديث فلا بأس به" قلت: كذا قال الطبراني، وقد تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث كما تقدم، وعباد بن صهيب ضعفه الأكثرون. - وقال خالد بن عبد الرحمن السلمي: عن ابن سيرين مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 282 - 283) عن محمد بن عبيد الطنافسي عن خالد السلمي به. وتابعه أشعث بن عبد الملك البصري عن ابن سيرين به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (1383) والأول أصح. الثاني: يرويه مالك بن سليمان الهروي ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "المغرب وتر النهار" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 348) وقال: غريب من حديث مالك، تفرد به مالك بن سليمان" قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وضعفه الدارقطني، وقال الساجي: يروي مناكير، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء كثيرا. الثالث: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العوفي ونافع عن ابن عمر قال: صلّيت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحضر والسفر: فصلّيت معه في الحضر أربعا وبعدها

ركعتين، وصلّيت معه في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، والعصر ركعتين ولم يصلّ بعدها شيئا، والمغرب في الحضر والسفر سواء، ثلاث ركعات، لا تنقص في الحضر ولا في السفر، وهي وتر النهار، وبعدها ركعتين" (¬1) أخرجه الترمذي (552) وابن الأعرابي (ق 57 - 58) والبغوي في "شرح السنة" (1035) وقال الترمذي: هذا حديث حسن. سمعت محمداً يقول: ما روى ابن أبي ليلى حديثا أعجب إليّ من هذا, ولا أروي عنه شيئا" قلت: هو ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه. 3825 - "المغضوب عليهم: اليهود، ولا الضالين: النصارى" قال الحافظ: وروى أحمد وابن حبان من حديث عدي بن حاتم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. هكذا أورده مختصرا وهو عند الترمذي في حديث طويل، وأخرجه ابن مردويه بإسناد حسن عن أبي ذر، وأخرجه أحمد من طريق عبد الله بن شقيق أنّه أخبره من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم نحوه" (¬2) ورد من حديث عدي بن حاتم ومن حديث أبي ذر فأمّا حديث عدي فله عنه طريقان: الأول: يرويه سماك بن حرب واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن سماك بن حرب قال: سمعت عباد بن حُبَيْش يحدث عن عدي بن حاتم قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "إنّ المغضوب عليهم اليهود، وإنّ الضالين النصارى" أخرجه أحمد (4/ 378 - 379) والترمذي (2954) وابن أبي عاصم في "الأوائل" (157 و 158) وأبو بكر المروزي في "حديث ابن معين" (20) والطبري في "تفسيره" (1/ 79 و 83) وفي "تاريخه" (3/ 112) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (40) وابن حبان (6246 و 7206) والطبراني في "الكبير" (17/ 99 - 100) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 339 - 341) والمزي (14/ 111 - 112) ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 418) لكنّه لم يذكر نافعا. (¬2) 9/ 226 (كتاب التفسير - باب {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7])

عن شعبة والترمذي (5/ 202 - 204) وابن أبي حاتم (41) والبغوي في "الشمائل" (200) عن عمرو بن أبي قيس الرازي والطبراني (17/ 98 - 99) عن قيس بن الربيع الكوفي ثلاثتهم عن سماك به. - وقال حماد بن سلمة: عن سماك عن مري بن قطري عن عدي. أخرجه الطبري (1/ 79 و 83) - وقال عمرو بن ثابت البكري: عن سماك عمن سمع عدي بن حاتم. أخرجه الطيالسي (ص 140) قال البوصيري: بسند ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 61 قلت: عمرو بن ثابت قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب" قلت: وهو صالح الحديث كما قال الذهبي في "الديوان"، وقد تكلموا في روايته عن عكرمة خاصة وقالوا: إنّه تغير بأخرة. ورواية شعبة عنه قبل تغيره. قال يعقوب بن شيبة: من سمع منه قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم. وعباد بن حبيش لم يرو عنه إلا سماك، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، ولا يعرف روى عنه غير سماك بن حرب (الوهم والإيهام 4/ 668 - 669) الثاني: يرويه إسماعيل (¬1) بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي مرفوعا "المغضوب عليهم: اليهود، ولا الضالين: النصارى" ¬

_ (¬1) وتابعه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن عدي به. أخرجه ابن بشران (1391)

أخرجه الطبري (1/ 79 و 82) عن أحمد بن الوليد الأمي الرّملي ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3825) عن علي بن سعيد الرازي وتمام (ق 32/ ب) عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي كلاهما عن أحمد بن الوليد الرّملي به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا ابن عيينة، تفرد به عبد الله بن جعفر" قلت: وهو ومن فوقه كلهم ثقات، وأحمد بن الوليد الرملي ترجمه الخطيب في "التاريخ" (5/ 187 - 188) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. واختلف فيه على سفيان، فرواه سعيد بن منصور (179) عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. وأما حديث أبي ذر فيرويه عبد الله بن شقيق واختلف عنه: - فرواه بُديل بن ميسرة العقيلي عن عبد الله بن شقيق واختلف عنه: • فقال إبراهيم بن طهمان الخراساني: عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المغضوب عليهم قال "اليهود" قلت: الضالين. قال "النصارى". أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 30) • وقال مَعْمر بن راشد: عن بديل أخبرني عبد الله بن شقيق أنْه أخبره من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الطبري (1/ 80 و 83) عن الحسن بن يحيى أنبا عبد الرزاق أنا معمر به. • وقال حماد بن سلمة: عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بَلْقَين قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو يعلى (7179) عن عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 401) وأخرجه البيهقي (6/ 336) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث به. قال البوصيري: ورجاله ثقات" مختصر إتحاف السادة 1/ 71 - 72 وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وإسناده صحيح" المجمع 1/ 48 - 49 وتابعه حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة وخالد والزبير بن الخِرِّيت عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين. أخرجه البيهقي (6/ 336) من طريق مسدد ثنا حماد بن زيد به. - وخالد هو الحذاء رواه عنه خالد بن عبد الله الواسطي واختلف عنه: • فقال يحيى بن يحيى النيسابوري: أنبا خالد بن عبد الله عن خالد عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين عن ابن عم له قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن نصر في "السنة" (ص 45) • وقال الحسين بن داود سُنيد المصيصي: ثنا خالد الواسطي عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق أنّ رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل. أخرجه الطبري (1/ 80 و 83) • ورواه هُشيم ثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال: حدثني رجل من بلقين أنّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 2082/ 1) - ورواه سعيد بن إياس الجُريري واختلف عنه: فقال بشر بن المفضل البصري: ثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق مرسلا. أخرجه الطبري (1/ 80 و 83) وقال إسماعيل بن علية: عن الجريري عن عروة عن عبد الله بن شقيق مرسلا. أخرجه الطبري (1/ 80 و 83) والجريري كان قد اختلط وسماع بشر وإسماعيل منه قبل اختلاطه.

3826 - "المفلس من أمتي" قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2581) عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) 3827 - "المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين" قال الحافظ: وثبت عند مسلم (1827) من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (¬2) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم" (¬3) 3828 - "المِقَةُ من الله، والصيت من السماء، فإذا أحب الله عبدا" الحديث قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني وابن أبي شيبة من طريق محمد بن سعد الأنصاري عن أبي ظَبْيَة عن أبي أمامة مرفوعاً قال: فذكره" (¬4) أخرجه أحمد (5/ 259) عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني و (5/ 263) عن أسود بن عامر الشامي شاذان وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 263) والطبراني في "الكبير" (7551) و "الأوسط" (3639 و 6578) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (718) والمزي (25/ 262) عن ابن أبي شيبة والروياني (1236) عن شهاب بن عباد العبدي الكوفي وعبد الله بن أحمد (5/ 263) عن علي بن حكيم الأودي وابن ماجه في "التفسير" (تهذيب الكمال 25/ 262) عن عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي ¬

_ (¬1) 14/ 47 (كتاب الرقاق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما يسرني أنّ عندي مثل أحد هذا ذهبا) (¬2) 17/ 168 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]) (¬3) 17/ 325 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبيَاء: 47]) (¬4) 13/ 70 (كتاب الأدب - باب المقة من الله)

كلهم عن شريك بن عبد الله القاضي عن محمد بن سعد الأنصاري عن أبي ظبية الشامي عن أبي أمامة به مرفوعا، وزاد "قال: يا جبريل إنّ ربك يحب فلانا فأحبه، قال: فينادي جبريل في السماء: إنّ ربكم يحب فلانا فأحبوه، قال: فينزل له المقة على أهل الأرض" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به شريك" قلت: وهو مختلف فيه، ومحمد بن سعد قال ابن معين: ليس به بأس، وأبو ظبية قال ابن معين: ثقة. 3829 - "المُكَاتب عبد ما بقي عليه درهم" قال الحافظ: روي ذلك مرفوعا، أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وصححه الحاكم. وأخرجه ابن حبان من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو في أثناء حديث" (¬1) حسن أخرجه أبو داود (3926) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 111) والبيهقي (10/ 324) وفي "الصغرى" (4/ 219 - 220) عن إسماعيل بن عياش والطبراني في "مسند الشاميين" (1386) عن يحيى بن حمزة الدمشقي قالا: ثني أبو سلمة سليمان بن سُلَيْم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم" قال الشافعي: لا أعلم أحدا روى هذا إلا عمرو بن شعيب، ولم أر من رضيت من أهل العلم يثبته، وعلى هذا فتيا المفتين" تلخيص الحبير 4/ 216 وقال الزيلعي: وفيه إسماعيل بن عياش، لكنه عن شيخ شامي ثقة" نصب الراية 4/ 143 قلت: إسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 6/ 122 (كتاب المكاتب - باب بيع المكاتب إذا رضي)

وله طريق أخرى يرويها عطاء الخراساني عن ابن عمرو، وسيأتي الكلام عليها في حرف النون فانظر حديث "نهى عن ربح ما لم يضمن" وله شاهد عن أم سلمة مرفوعا "المكاتب عبد ما بقي عليه درهم أو وقية" أخرجه ابن عدي (3/ 1102) من طريق المسيب بن شريك الكوفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة به. وقال: النبلاء من المسيب بن شريك فإنّه شر من سليمان" قلت: المسيب وسليمان متروكان. 3830 - "المُكاتَب يعتق منه بقدر ما أدّى" قال الحافظ: وروى النسائي عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، ورجال إسناده ثقات لكن اختلف في إرساله ووصله" (¬1) أخرجه النسائي (8/ 41) وفي "الكبرى" (7014) عن محمد بن عيسى النقاش ثنا يزيد بن هارون أنبا حماد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "المكاتب يعتق بقدر ما أدّى، ويقام عليه الحد بقدر ما عتق منه، ويرث بقدر ما عتق منه" ومحمد بن عيسى النقاش ترجمه المزي ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (¬2)، وقد تفرد بقوله "المكاتب يعتق بقدر ما أدى" وقد رواه جماعة عن يزيد بن هارون بلفظ "يُوَدَّى المكاتب بحصة ما أدى دية الحر، وما بقي دية عبد" منهم: 1 - أحمد بن حنبل (1/ 369) 2 - هارون بن عبد الله البزاز. وزاد "إذا أصاب المكاتب حدا أو ميراثا ورث بحساب ما عتق منه" أخرجه الترمذي (1259) وقال: حديث حسن" ¬

_ (¬1) 6/ 122 (كتاب المكاتب - باب بيع المكاتب إذا رضي) (¬2) وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق: وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

3 - علي بن شيبة السدوسي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 110) 4 - يحيى بن أبي طالب البغدادي. ولفظه كلفظ هارون البزاز وزاد "وأقيم عليه الحد بحساب ما عتق منه" أخرجه البيهقي (10/ 325) وفي "الصغرى" (4440 و 4441) وقال: هو من أفراد حماد" 5 - تميم بن المنتصر الواسطي. رواه بلفظ "يودى المكاتب بقدر ما أدى، ويقام عليه الحد بقدر ما عتق، ويرث بقدر ما عتق" أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 91) ورواه غير واحد عن يزيد بن هارون فلم يذكروا الدية، منهم: 1 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5021) 2 - محمد بن إسماعيل بن البختري. أخرجه ابن الأعرابي (ق 159/ أ) 3 - محمد بن عمرو بن سليمان بن أبي مذعور القحطبي. أخرجه الدارقطني (4/ 121) ولم ينفرد يزيد بن هارون به بل تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "إذا أصاب المكاتب حدا أو ورث ميراثا يرث على قدر ما عتق منه" أخرجه أبو داود (4582) عن موسى بن إسماعيل به. وأخرجه الحاكم (2/ 218 - 219) من طريق السري بن خزيمة الأبِيْوَرْدِي ومحمد بن أيوب الرازي قالا: ثنا موسى بن إسماعيل به. وزاد "ويقام عليه بقدر ما عتق منه" وقال: صحيح الإسناد"

قلت: اختلف فيه على أيوب: - فرواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أنّ مكاتبا قُتل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر أن يُودى ما أدى دية الحر، ومالاً ديةَ المملوك" مرسل. وفي لفظ "يودى المكاتب بحصة ما أدى دية حر، وما بقي دية عبد" أخرجه النسائي (8/ 41) وفي "الكبرى" (5024 و 7015) والطحاوي (3/ 110) وابن الأعرابي (ق 159/ ب) من طريق عن حماد بن زيد به (¬1). - ورواه وهيب بن خالد البصري عن أيوب عن عكرمة عن عليّ مرفوعا "يودى المكاتب بقدر ما أدى" أخرجه أحمد (1/ 94) والنسائي في "الكبرى" (5022) والبيهقي (10/ 325 - 326) وفي "الصغرى" (4438) وقال: ورواية عكرمة عن عليّ مرسلة" - ورواه إسماعيل بن علية عن أيوب عن عكرمة عن علي قوله. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5023) وروى يحيى بن أبي كثير هذا الحديث أيضاً عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه عبد الرزاق (15731) ومن طريقه الطبراني (11991) عن عمر بن راشد اليمامي وأحمد (1/ 363) والنسائي (8/ 40) وفي "الكبرى" (7013) وأبو داود (4581) والطحاوي (3/ 111) والدارقطني (4/ 123) عن حجاج بن أبي عثمان الصواف والنسائي (8/ 40) وفي "الكبرى" (5020 و 7012) والطبراني (11992) عن معاوية بن سلام الدمشقي ¬

_ (¬1) ورواه سعيد بن عمرو الأشعثي عن حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. أخرجه النسائي (8/ 41) وفي "الكبرى" (7015) وابن الأعرابي (ق 159/ ب)

والطبراني (11994) والحاكم (¬1) (2/ 218) عن أبان بن يزيد العطار وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 182) والنسائي (8/ 40) وفي "الكبرى" (7011) والطحاوي (3/ 111) والحاكم (2/ 218) والبيهقي (10/ 326) وفي "الصغرى" (4442) عن علي بن المبارك الهُنائي وأبو داود (4581) عن يحيى بن سعيد القطان كلهم عن يحيى بن أبي كثير به. - ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 350): ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 326) وأخرجه أحمد (1/ 222 - 223 و 226) وأبو داود (4581) عن إسماعيل بن علية وأحمد (1/ 260) عن محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري والطبراني (11993) عن حماد بن زيد والبيهقي (10/ 326) عن يزيد بن هارون والنسائي في "الكبرى" (5019) والدارقطني (4/ 122 - 123) عن معاذ بن هشام الدستوائي (¬2) ¬

_ (¬1) وقال: صحيح على شرط البخاري" (¬2) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3515) لكن وقع عنده: حدثني أبي عن قتادة عن يحيى بن أبي كثير.

والنسائي في "الكبرى" (5019) والدارقطني عن النضر بن شميل المازني كلهم عن هشام الدستوائي به. وقال محمد بن جعفر البصري: عن هشام عن يحيى عن عكرمة عن ابن عباس قوله. أخرجه البيهقي (10/ 326) والأول أصح. واختلف فيه على عكرمة، فرواه أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن عكرمة عن ابن عباس عن عليّ قوله. أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 91) 3831 - "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر" قال الحافظ: وله (أي ابن ماجه) من حديث معاذ بن جبل مرفوعا: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1474) وأحمد (5/ 234) وأبو داود (4295) وابن ماجه (4092) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 313 - 314) والترمذي (2238) والهيثم بن كليب (1395 و 1396) والطبراني في "الكبير" (20/ 91) وفي "مسند الشاميين" (1501) والحاكم (4/ 426) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (490) وابن عساكر (38/ 6 - 7) والمزي (31/ 16 و 17) من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن الوليد بن سفيان بن أبي مريم الغساني عن يزيد بن قطَيْب السَّكُوني عن أبي بَحْرِية عبد الله بن قيس عن معاذ به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" قلت: إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. والوليد بن سفيان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ويزيد بن قطيب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي عند المتابعة. ¬

_ (¬1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس - باب ما يحذر من الغدر)

وتابعه ضَمْرة بن حبيب الحمصي عن أبي بحرية عن معاذ مرفوعا. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (691) عن أبي زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن أرطاة بن المنذر عن ضمرة به. وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو اليمان اسمه الحكم بن نافع. لكن رواه عبد الرحمن بن حاتم المرادي عن نعيم بن حماد في "الفتن" (1476) ثنا بقية وعبد القدوس عن أبي بكر بن أبي مريم أني ضمرة بن حبيب أنّ عبد الملك بن مروان كتب إلى أبي بحرية أنّه بلغه أنك تحدث عن معاذ في الملحمة والقسطنطينية وخروج الدجال، فكتب إليه أبو بحرية: أنّه سمع معاذا يقول: الملحمة العظمى، موقوف. وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف كما تقدم. 3832 - "المُنبَتُّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف روي من حديث جابر ومن حديث ابن عمرو فأما حديث جابر فيرويه محمد بن سُوقة الغَنَوي واختلف عنه: - فقال أبو عقيل يحيى بن خالد بن المتوكل الضرير: عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإنّ المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى" أخرجه حسين المروزي في "زيادات زهد ابن المبارك" (1179) والبزار (كشف 74) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (57) وابن الأعرابي (ق 185 - 186) وأبو الشيخ في "الأمثال" (229) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 200) والخطابي في "العزلة" (ص 91) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 95 - 96) وابن بشران (847) والقضاعي (1147 و1148) والبيهقي (3/ 18) والخطيب في "الفقيه" (2/ 101) والهروي في "ذم الكلام" (ق 46/ أ) وابن طاهر في "صفة التصوف" (الأجوبة المرضية للسخاوي 1/ 10) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (61) من طرق عن خلاد بن يحيى المكي ثنا أبو عقيل به. ¬

_ (¬1) 1/ 78 (كتاب الإيمان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا أعلمكم بالله) و11/ 5 (كتاب النكاح - باب الترغيب في النكاح)

قال البخاري: لا يصح" التاريخ الأوسط 1/ 339 وقال الحاكم: هذا حديث غريب الإسناد والمتن، فكل ما روي فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة، فأما ابن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى" وقال العراقي: لا يصح إسناده" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 872 وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 599): رواه البيهقي بإسناد ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب" المجمع 1/ 62 قلت: هو ضعيف فقط، قال ابن عبد البر: هو عند جميعهم ضعيف. - وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر عن عائشة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3602) من طريق عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا علي بن معبد ثنا عبيد الله بن عمرو به. قال البزار: وابن المنكدر لم يسمع من عائشة" كشف الأستار 1/ 57 قلت: وعبد الله بن محمد تكلم فيه ابن عدي فقال: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل، وهو إما أن يكون مغفلا لا يدري ما يخرج من رأسه أو متعمدا فإني رأيت له غير حديث غير محفوظ. - وقال شهاب بن خراش الشيباني: عن شيبان النحوي عن محمد بن سوقة عن علي. قاله الدارقطني (العلل المتناهية 2/ 337) - ورواه مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر مرسلا. أخرجه حسين المروزي في "زيادات الزهد" (1178) وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر به. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 27) قال البيهقي في "الشعب": وهو الصحيح" (¬1) ¬

_ (¬1) ورواه شيخ من بني جعفر لم يسم عن ابن المنكدر مرسلا. أخرجه وكيع في "الزهد" (234)

- ورواه عيسى بن يونس الكوفي عن محمد بن سوقة ثنا ابن محمد بن المنكدر رفعه "إنّ هذا الدين متين" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 102 - 103) و"الأوسط" (730) عن إسحاق بن راهويه أنا عيسى بن يونس به. وقال: وهذا أصح من حديث أبي عقيل" - وقيل: عن محمد بن سوقة عن الحسن البصري مرسلا. قاله الدارقطني (العلل المتناهية 2/ 337) - وقيل: عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر قال: قال عمر. قاله الدارقطني (العلل المتناهية 2/ 337) وقال: ليس فيها حديث ثابت" وأما حديث ابن عمرو فأخرجه البيهقي (3/ 19) وفي "الشعب" (3603) من طريق "الفضل بن محمد الشعراني ثنا أبو صالح ثنا الليث عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن ابن عمرو مرفوعا "إنّ هذا الدين متين، فاوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإنّ المنبت لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى، فأعمل عمل امرئ يظنّ أن لن يموت أبدا، واحذر حذرا تخشى أن يموت غدا" وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم، والفضل بن محمد وأبو صالح عبد الله بن صالح مختلف فيهما. قال السخاوي: الحديث ضعيف، والفضل بن محمد: قال أبو حاتم: تكلموا فيه، وقال الحاكم: ثقة لم يطعن فيه بحجة، وقد سئل عنه الحسين بن محمد القباني فرماه بالكذب، وقال: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يُسأل عنه فقال: صدوق. والمولى لم أقف على اسمه وما عرفته" الأجوبة المرضية 1/ 12 و 13 وقال النووي: رواه البيهقي بإسناد ضعيف" الخلاصة 1/ 599 واختلف فيه على ابن عجلان، فقال ابن المبارك في "الزهد" (1334): أنا محمد بن عجلان أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فذكره، موقوف. وإسناده منقطع. ولأوله شاهد من حديث أنس أخرجه أحمد (3/ 198 - 199) عن زيد بن الحباب أني

عمرو بن حمزة ثنا خلف أبو الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة ثنا أنس رفعه "إنّ هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق" ومن طريقه أخرجه الخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 35) قال أحمد: حديث منكر" وقال الهيثمي: ورجاله موثقون إلا أنّ خلف بن مهران لم يدرك أنسا" المجمع 1/ 62 قلت: خلف بن مهران أبو الربيع الذي لم يدرك أنسا هو إمام مسجد بني عدي، روى عن عامر الأحول وعمرو بن عثمان، وروى عنه حرمي بن عمارة وعبد الواحد بن واصل. وأما خلف أبو الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة فهو غيره كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 1/ 193). قال البخاري: سمع منه عمرو بن حمزة القيسي، ولا يتابع عمرو في حديثه. وقال الدارقطني: عمرو بن حمزة ضعيف، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ. وقال السخاوي: الحديث ضعيف" الأجوبة المرضية 1/ 15 3833 - حديث أبي هريرة "المنتزعات والمختلعات هنّ المنافقات" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وفي صحته نظر لأنّ الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة، لكن وقع في رواية النسائي: قال الحسن: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث. وقد تأوله بعضهم على أنّه أراد: لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة، وهو تكلف، وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط وصار يرسل عنه غير ذلك فتكون قصته في ذلك كقصته مع سمرة في حديث العقيقة، وقد أخرجه سعيد بن منصور من وجه آخر عن الحسن مرسلا لم يذكر فيه أبا هريرة" (¬1) يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فقال أيوب السَّختياني: عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعا. قال الحسن: لم أسمعه من أحد غير أبي هريرة. ¬

_ (¬1) 11/ 322 (كتاب الطلاق - باب الخلع)

أخرجه النسائي (6/ 138) وفي "الكبرى" (5655) عن المغيرة بن سلمة المخزومي وأبو يعلى (6237) والبيهقي (7/ 316) عن عباس بن الوليد النرسي قالا: ثنا وهيب بن خالد ثنا أيوب به. قال النسائي: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا" وقال الحافظ: وهذا إسناد لا مطعن من أحد في رواته، وهو يؤيد أنّ الحسن البصري سمع من أبي هريرة في الجملة، وقصته في هذا شبيهة بقصته في سمرة سواء" التهذيب 2/ 270 قلت: قد صرّح كثير من الحفاظ بأنّ الحسن لم يسمع من أبي هريرة، منهم: ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والترمذي والحاكم، بل قد قال غير واحد منهم بأنّ الحسن لم ير أبا هريرة. لكن هذه الرواية تدل على أنّ الحسن قد سمع هذا الحديث خاصة من أبي هريرة، والإسناد إلى الحسن صحيح. • ورواه عفان بن مسلم البصري عن وهيب واختلف عنه: فقال أحمد (2/ 414): ثنا عفان ثنا وهيب ثنا أيوب عن الحسن عن أبي هريرة. وقال الحسن بن محمد الزعفراني: ثنا عفان ثنا وهيب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة. أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 267) - ورواه غير واحد عن الحسن مرسلا. منهم: 1 - علي بن الأحول. أخرجه سعيد بن منصور (1408) عن أبي قدامة الحارث بن عبيد الأيادي ثنا علي بن الأحول أنّ امرأة جاءت إلى الحسن فقالت: يا أبا سعيد إنّ زوجها صوام قوام وإنها لم تحبه أفتختلع منه؟ قال: لا، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "المنتزعات والمختلعات هنّ المنافقات" قالت: أعد عليّ، فأعاد عليها الحديث، قالت: والله لأصبرن. فلما انصرفت قال الحسن: ما كنت أرى بقيت امرأة تصبر نفسها على مكروه لما بلغها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

علي بن الأحول لم أقف له على ترجمة، والحارث بن عبيد قال النسائي وغيره: ليس بالقوي. 2 - حَزْم بن أبي حزم القُطَعِي. قال سعيد بن منصور (1409): ثنا حزم بن أبي حزم قال: سمعت الحسن رفعه "إنّ المنتزعات والمختلعات هنّ المنافقات" حزم بن أبي حزم قال أحمد وغيره: ثقة، وقال أبو حاتم: هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن. 3 - أبو الأشْهَب جعفر بن حيان العُطَارِدي. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 271) عن وكيع ثنا أبو الأشهب عن الحسن رفعه "إنّ المختلعات المنتزعات هنّ المنافقات" أبو الأشهب قال ابن معين وجماعة: ثقة. 4 - قتادة. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 267) - وقال أشعث بن سَوَّار الكندي: عن الحسن عن ثابت بن يزيد عن عقبة بن عامر مرفوعا "إنّ المختلعات والمنتزعات هنّ المنافقات" أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 467) عن حفص بن بشر والطبراني في "الكبير" (17/ 339) عن عاصم بن علي الواسطي قالا: ثنا قيس بن الربيع عن أشعث بن سوار به. قال العراقي: رواه الطبراني بسند ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 1005 قلت: قيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه سفيان الثوري فرواه عن أشعث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (11891) وأشعث قال النسائي وغيره: ضعيف، واختلف فيه قول ابن معين.

- ورواه مَعْمر بن راشد عن الحسن فلم يرفعه. قال عبد الرزاق (11890): عن معمر قال: جاءت امرأة إلى الحسن فقالت: يا أبا سعيد، لا والله ما خلق الله شيئاً أبغض إليّ من زوجي، وإنّه ليخيل إليه أنّه ما في الأرض أحبّ إليّ منه، فهل تأمرني أنّ أختلع؟ فقال الحسن: كنا نتحدث أنّ المختلعات هنّ المنافقات، قال: فضربت رأسها بيدها، فقالت: إذاً أصبر على بركة الله تعالى، فقال الحسن: يرحمها الله، ما كنت أرى أن تفعل. ومعمر لم يسمع من الحسن. - وقال إسماعيل بن أبي زياد مولى الضحاك: عن يونس بن عبيد وهشام عن الحسن عن ابن عمر مرفوعا "إنّ المختلعات هنّ المنافقات، حرّم الله ريح الجنة على امرأة سألت زوجها الطلاق" أخرجه الخطيب في "المتفق" (184) وللحديث شاهد عن ثوبان وآخر عن ابن مسعود فأما حديث ثوبان فيرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه: - فقال ذَوَّاد بن عُلْبَة: عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن أبي إدريس عن ثوبان مرفوعا "المختلعات هنّ المنافقات" أخرجه الترمذي (1186) وفي "العلل" (1/ 468) والطبري (2/ 467) وابن عدي (3/ 986) وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي" قلت: ذواد بن علبة الكوفي قال ابن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي. - وقال معتمر بن سليمان التيمي: عن ليث عن أبي إدريس عن ثوبان. أخرجه الروياني (638) والطبري (2/ 467) - وقال أبو بكر بن عياش: عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان. أخرجه الحربي في "الغريب" (3/ 1052) والبيهقي في "الشعب" (5115) قال الترمذي في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه، فقلت له: أبو الخطاب من هو؟ قال: لعله الهجري، وأبو زرعة لعله يحيى بن أبي عمرو السيباني"

قلت: أبو الخطاب قال أبو زرعة الرازي: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: مجهول. وأبو زرعة قيل: هو ابن عمرو بن جرير، وقيل: هو يحيى بن أبي عمرو السيباني. وليث بن أبي سليم ضعفه أحمد وابن معين وجماعة. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 375 - 376) والخطيب في "التاريخ" (3/ 358) من طريق أبي حامد محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي ثنا وكيع ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "المختلعات والمتبرجات هنّ المنافقات" قال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش والثوري، تفرد به وكيع" وقال الخطيب: قال الدارقطني: ما حدّث به غير الحضرمي" قلت: وهو ثقة، وشيخه مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن عدي: يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها. ومن فوقه كلهم ثقات. 3834 - "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس" قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من طريق أبي يحيى عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، ونحوه للنسائي وغيره من حديث البراء، وصححه ابن السكن" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أنس ومن حديث جابر فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه شعبة عن موسى بن أبي عثمان قال: حدثني أبو يحيى قال: سمعت أبا هريرة رفعه: فذكره، وزاد "وشاهد الصلاة، تكتب له خمسة وعشرون حسنة، وتكفر عنه ما بينهما" أخرجه الطيالسي (ص 331) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 397) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 318) ¬

_ (¬1) 2/ 229 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب رفع الصوت بالنداء)

وأخرجه أحمد (2/ 411 و 429 و 458 و 461) والبخاري في "خلق الأفعال" (176 و 177 و 178 و 179) وأبو داود (515) وابن ماجه (724) والباغندي في "جزئه" (52) والنسائي (2/ 11) وفي "الكبرى" (1609) وابن خزيمة (390) وابن حبان (1666) والبيهقي في "الشعب" (2794) والبغوي في "شرح السنة" (411) من طرق عن شعبة به. قال ابن حبان: أبو يحيى هذا اسمه سمعان مولى أسلم من أهل المدينة" قلت: وقيل: غيره، قال أبو عبيد الآجري: قيل لأبي داود: موسى بن أبي عثمان عن أبي يحيى عن أبي هريرة، قال: هذا المكي، يعني أبا يحيى. وقال ابن القطان (¬1): لا يعرف، وقال المنذري والنووي: مجهول. وقال الحافظ: هذا حديث حسن ورجاله رجال الصحيح إلا أبا يحيى فلم يسم في الرواية ولم ينسب، وقد قيل إنّه الأسلمي، فإن يكن كذلك فهو ثقة، واسمه سمعان" الثاني: يرويه معمر بن راشد عن منصور بن المعتمر عن عباد بن أنيس عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس سمعه، والشاهد عليه خمس وعشرون درجة" أخرجه عبد الرزاق (1863) عن معمر به. وأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (152) وأحمد (2/ 266) وعبد بن حميد (1437) عن عبد الرزاق به. وعباد ذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 141) وقال أبو داود: منصور لا يروي إلا عن كل ثقة. لكنّه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا. وقال أبو زرعة: حديث معمر وهم" العلل 1/ 194 الثالث: يرويه يحيى بن عباد أبو هبيرة الكوفي عن شيخ عن أبي هريرة رفعه "المؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه كل رطب ويابس" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 225 - 226) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني الحسن بن الحكم ثني يحيى بن عباد به. ¬

_ (¬1) الوهم والإيهام 4/ 147

وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم. - ورواه منصور بن المعتمر عن يحيى بن عباد واختلف عنه: • فقال وهيب بن خالد البصري: عن منصور عن يحيى بن عباد عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (190) وابن بشران في "الأمالي" (974) والخطيب في "المتفق" (1725) • وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن يحيى بن عباد عن عطاء رجل من أهل المدينة عن أبي هريرة موقوفا (علل ابن أبي حاتم 1/ 194) الرابع: يرويه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس سمعه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (121) عن يحيى بن سليمان الجُعْفي والبيهقي (1/ 431) عن سعيد بن سليمان الواسطي كلاهما عن حفص بن غياث به. وإسناده صحيح. واختلف فيه على الأعمش، فرواه عمرو بن عبد الغفار الفُقَيمي عن الأعمش عن مجاهد عن أبي هريرة. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1223) وعمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، متروك الحديث. وله طريق خامسة عند محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (724) وفيه أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي قال أحمد: ليس بشيء، وقال ابن معين: كذاب. وأما حديث البراء فأخرجه أحمد وابنه (4/ 284) والنسائي (2/ 12) وفي "الكبرى" (1610) والروياني (328) والطبراني في "الأوسط" (8194) وأبو الفضل الزهري في

"حديثه" (396) والرافعي في "التدوين" (1/ 305 - 306) والحافظ (¬1) في "نتائج الأفكار" (1/ 319) من طرق عن معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي ثني أبي عن قتادة عن أبي إسحاق الكوفي عن البراء رفعه "إنّ الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلي معه" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاذ إلا هشام، تفرد به معاذ" وقال المنذري: إسناده حسن جيد" الترغيب 1/ 176 قلت: رواته ثقات إلا أنّ قتادة وأبا إسحاق السبيعي مدلسان وقد عنعنا. وأما حديث ابن عمر فيرويه الأعمش عن مجاهد واختلف عنه: - فقال عمار بن رزيق الكوفي: عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر رفعه "يغفر الله للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمع صوته" أخرجه أحمد (2/ 136) والبزار (كشف 355) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 301) والبيهقي (1/ 431) وقال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، تفرد به عن الأعمش عمار" (¬2) قلت: تابعه عبد الله بن بشر الرقي عن الأعمش به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13469) وابن عدي (4/ 1559) - وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن الأعمش عن رجل عن ابن عمر مرفوعا نحوه. أخرجه أحمد (2/ 136) - ورواه إبراهيم بن طهمان الخراساني عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قوله. أخرجه البيهقي (1/ 431) - ورواه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عن الأعمش عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه البيهقي (1/ 431) وعمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث. ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن، وهو مما تفرد به معاذ، ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ فيه عنعنة قتادة وشيخه" (¬2) قال المنذري: رواه أحمد بإسناد صحيح" الترغب 1/ 175

- ورواه وكيع عن الأعمش عن مجاهد قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 226) وأما حديث أبي سعيد فيرويه سفيان بن عيينة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار واختلف عنه: - فقال أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي: ثنا ابن عيينة عن صفوان عن عطاء عن أبي سعيد رفعه "المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس" أخرجه ابن الأعرابي (ق 94/ ب) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا أبو معمر (¬1) به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 61) من طريق علي بن محمد بن ناجية مولى بني هاشم ثنا أبو معمر به. - ورواه عبد الرزاق (1864) عن ابن عيينة عن صفوان عن عطاء مرسلا. وأخرجه أبو الحسن الحميري في "حديثه" (54) عن هارون بن إسحاق الهمداني عن ابن عيينة به. وهكذا رواه الحميدي وابن المبارك وقتية بن سعيد عن ابن عيينة فأرسلوه. قال الدارقطني: وهو الصحيح" العلل 11/ 265 وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (2/ 790 - 791) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا حفص بن أبي داود ثنا ثابت البُنَاني عن أنس رفعه "يغفر الله للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمعه". وإسناده ضعيف جدا، حفص هو ابن عبد الله الأسدي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال مسلم: متروك. وأما حديث جابر فأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 421 - 422) وفي "الكفاية" (ص 523) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني ثنا علي بن سويد عن نفيع أبي داود عن جابر ¬

_ (¬1) وتابعه سعيد بن منصور عن ابن عيينة به. أخرجه العسكري في "التصحيفات" (1/ 288)

رفعه "يغفر للمؤذن مد صوته، ويشهد له يوم القيامة كل من سمع صوته من شجر أو حجر أو مدر أو بشر أو رطب أو يابس، ويكتب له مثل أجر من صلّى بأذانه" وذكر حديثا طويلا. وأسند عن أبي زرعة الرازي قال: قلت لابن نمير: شيخ يحدث عنه الحماني يقال له: علي بن سويد، فقال: لم تفطن من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا معلي بن هلال، جعل الحماني معلى عليا، ونسبه إلى جده وهو معلي بن هلال بن سويد" قلت: ومعلي بن هلال قال الحافظ في "لتقريب": اتفق النقاد على تكذيبه. ونفيع قال الذهبي في "المغنى": هالك تركوه. 3835 - "المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبته حتى يذر" قال الحافظ: حديث عقبة بن عامر عند مسلم (1414): فذكره" (¬1) 3836 - "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بسند حسن عن ابن عمر رفعه: فذكره، وأخرجه الترمذي من حديث صحابي لم يسم" (¬2) صحيح أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (388) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 83) واللالكائي في "السنة" (1693) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (31) والبيهقي في "الآداب" (226) وفي "الشعب" (7748) وفي "الأربعين الصغرى" (146) عن آدم بن أبي إياس والطحاوي في "المشكل" (5545) عن حفص بن غياث الكوفي والطبراني في "المكارم" (32) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ¬

_ (¬1) 11/ 106 (كتاب النكاح - باب لا يخطب على خطبة أخيه) (¬2) 13/ 125 - 126 (كتاب الأدب - باب الصبر على الأذى)

والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 61) وابن شاهين في "الترغيب" (282) والبيهقي (10/ 89) عن وهب بن جرير بن حازم والبيهقي (10/ 89) وفي "الشعب" (9277) عن عمار بن عبد الجبار المروزي وابن أبي الدنيا في "المداراة" (1) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (767) والطحاوي في "المشكل" (5544) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 446 - 447) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3585) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2400) عن علي بن الجعد الجوهري (¬1) كلهم عن شعبة عن الأعمش عن يحيى بن وَثَّاب عن ابن عمر به مرفوعا. - ورواه الطيالسي (ص 256) عن شعبة أني الأعمش سمعت يحيى بن وثاب يحدث عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يراه ابن عمر. - ورواه محمد بن جعفر البصري وحجاج بن محمد المصيصي عن شعبة فقالا: عن شيخ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وأراه ابن عمر. قال حجاج بن محمد: قال شعبة: قال الأعمش: وهو ابن عمر. أخرجه أحمد (2/ 43) - ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن شعبة فقال: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أحسبه ابن عمر -. أخرجه الطحاوي (5543) - ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة ولم يسم الصحابي. وقال: كان شعبة يرى أنّه ابن عمر. أخرجه الترمذي (2507) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 448) وإسناده صحيح رواته ثقات، ويحيى بن وثاب سمع ابن عمر كما قال البخاري في "التاريخ الكبير". ¬

_ (¬1) ووقع في روايته: عن شيخ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. قلت: من هو؟ قال: ابن عمر.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه غير واحد عن الأعمش، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه الطبراني في "المكارم" (32) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا سفيان عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر. وأخرجه أحمد (5/ 365) عن يزيد بن هارون عن سفيان فقال فيه: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أظنه ابن عمر. وإسناده صحيح. وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (702) من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح البغدادي عن يزيد بن هارون وجزم بأنّه عن ابن عمر. 2 - إسحاق بن يوسف الأزرق. أخرجه ابن ماجه (4032) عن علي بن ميمون الرقي ثنا عبد الواحد بن صالح ثنا إسحاق بن يوسف عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر. وعبد الواحد بن صالح لم يرو عنه إلا علي بن ميمون الرقي كما في "الميزان" و"الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 3 - داود بن نُصَير الطائي. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (656) عن أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة ثنا شعيب بن أيوب - هو الصَّرِيفيني - ثنا مصعب بن المقدام عن داود الطائي عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 365) عن محمد بن أحمد بن محمد والسكن بن جميع في "حديثه" (7) عن أبي صادق محمد بن نصر الطبري كلاهما عن إبراهيم بن محمد بن عرفة به. ورواه محمد بن العباس بن أيوب الأخرم الأصبهاني عن شعيب بن أيوب فلم يذكر ابن عمر. أخرجه أبو نعيم (7/ 365)

4 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 809) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا زائدة عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمه -. 5 - محمد بن عبيد الطنافسي. قال ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2770/ 2 و3207/ 1) وفي "الأدب" (¬1) (19) وهناد في "الزهد" (1246): ثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن يحيى بن وثاب وأبي صالح عن رجل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمه-. وأخرجه البيهقي (10/ 89) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن عبيد الطنافسي به. وإسناده صحيح، وفيه متابعة أبي صالح ليحيى بن وثاب. واختلف فيه على الأعمش: - فقال أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري: عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (370) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 62) ثنا أحمد بن رشدين ثنا زهير بن عباد الرؤاسي ثنا أبو بكر الداهري به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش عن حبيب إلا أبو بكر الداهري، تفرد به زهير بن عباد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب والأعمش، تفرد به الداهري" قلت: قال ابن معين والنسائي: أبو بكر الداهري ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث. - وقال روح بن مسافر البصري: عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 175) عن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يزيد ثنا محمد بن إبراهيم بن عامر الأشعري ثنا أبي ثنا أبي ثنا إبراهيم بن فرقد ثنا روح بن مسافر به. ¬

_ (¬1) وليس فيه: وأبي صالح.

ورواه أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 91) وعنه أبو نعيم (1/ 175) عن محمد بن إبراهيم بن عامر الأشعري فقال فيه: عن روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود. وروح بن مسافر قال أحمد: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه. وحديث شعبة ومن تابعه أصح. ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه حصين بن عبد الرحمن السلمي عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5950) عن محمد بن محمد التمار ثنا أبو يعلى التَوَّزِي ثنا سفيان بن عيينة عن حصين به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن حصين إلا ابن عيينة، تفرد به أبو يعلى التوزي" قلت: اسمه محمد بن الصلت وهو صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات. 3837 - "المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك ولا تعجز، فإن غلبك أمر فقل: قدر الله وما شاء الله، وإياك واللو فإنّ اللو تفتح عمل الشيطان" قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه والطحاوي من طريق محمد بن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، لفظ ابن ماجه. ولفظ النسائي: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والباقي سواء إلا أنه قال "وما شاء وإياك واللو" وأخرجه الطبري من هذا الوجه بلفظ "احرص" الخ ولم يذكر ما قبله وقال "فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قدر الله وما شاء فعل فإنّ لو مفتاح الشيطان" وأخرجه النسائي والطبري من طريق فضيل بن سليمان عن ابن عجلان فأدخل بينه وبين الأعرج أبا الزناد ولفظه "مؤمن قوي خير وأحب" وفيه "فقل قدر الله وما شاء صنع" قال النسائي: فضيل بن سليمان ليس بقوي. وأخرجه النسائي والطبري والطحاوي من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن عجلان فأدخل بينه وبين الأعرج ربيعة بن عثمان، ولفظ النسائي كالأول لكن قال "وأفضل" وقال "وما شاء صنع"

وأخرجه من وجه آخر عن ابن المبارك عن ربيعة قال: سمعته من ربيعة وحفظي له عن ابن عجلان عن ربيعة. وكذا أخرجه الطحاوي وقال: دلسه ابن عجلان عن الأعرج، وإنما سمعه من ربيعة، ثم رواه الثلاثة أيضا من طريق عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان فقال: عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج، بدل محمد بن عجلان. ولفظ النسائي "وفي كل خير" وفيه "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل" وهذه الطريق أصح طرق هذا الحديث وقد أخرجها مسلم (2664) من طريق عبد الله بن إدريس أيضا واقتصر عليها ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده. ويحتمل أنّ يكون ربيعة سمعه من ابن حبان ومن ابن عجلان فإنّ ابن المبارك حافظ كابن إدريس، وليس في هذه الرواية لفظ اللو بالتشديد" (¬1) 3838 - "المؤمن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضرّاء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2999) من حديث صهيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ "عجبت من قضاء الله للمؤمن، إن أصابه خير حمد وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد وصبر، فالمؤمن يؤجر في كل أمره" أخرجه أحمد والنسائي" (¬2) حديث سعد يرويه العَيْزَار بن حُرَيث الكوفي واختلف عنه: - فقال بدر بن عثمان القرشي الأموي: ثنا العيزار عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعا "والله إنّ المؤمن ليؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فِيه" أخرجه الهيثم بن كليب (129) عن أحمد بن زهير بن حرب النسائي ثنا أبو نعيم ثنا بدر بن عثمان به. وعمر بن سعد ذكره العجلي في "الثقات" وقال: كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى الناس عنه، وهو الذي قتل الحسين. وقال أحمد بن زهير بن حرب: سألت ابن معين عن عمر بن سعد أثقة هو؟ فقال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة. ¬

_ (¬1) 16/ 355 (كتاب التمني - باب ما يجوز من اللو) (¬2) 12/ 213 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد بدر بن عثمان به بل تابعه جرير بن أيوب البجلي عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه مرفوعا "عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر، وفي كلٍ يؤجر المؤمن حتى في أكلة يرفعها إلى فيه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6119) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبد الله بن رجاء أني جرير بن أيوب به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن جرير بن أيوب إلا ابن رجاء" قلت: والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وقال ابن مندة: تكُلم فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وجرير بن أيوب قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. - ورواه أبو إسحاق السبيعي عن العيزار بن حريث واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أبي إسحاق قال: سمعت العيزار يحدث عن عمر بن سعد عن أبيه مرفوعا "عجبت من قضاء الله - عز وجل - للمؤمن إن أصابه خير حمد ربه وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر، المؤمن يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى (¬1) فِيّ امرأته" أخرجه الطيالسي (ص 29) وأحمد (1/ 177) وعبد بن حميد (143) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (224) والبزار (1190) والهيثم بن كليب (132) وأبو الشيخ في "الأقران" (280) والبيهقي في "الشعب" (9477) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (567) عن شعبة وأحمد (1/ 173) والدورقي في "مسند سعد" (70) والبزار (1189) والدارقطني في "العلل" (4/ 353) عن سفيان الثوري ووكيع في "الزهد" (98) وأحمد (1/ 182) وابن أبي الدنيا في "الصبر" (53) والبغوي في "شرح السنة" (1541) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "إلى فِيه"

عن إسرائيل بن يونس الكوفي والنسائي في "اليوم والليلة" (1067) والهيثم بن كليب (130 و 131) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وعبد الرزاق (20310) وعبد بن حميد (139) والبيهقي (3/ 375 - 376) وفي "الآداب" (1025) والبغوي في "شرح السنة" (1540) عن مَعْمر بن راشد كلهم عن أبي إسحاق به (¬1). • وقال أبو سنان سعيد بن سنان الكوفى: عن أبي إسحاق عن عمر بن سعد عن أبيه، ولم يذكر العيزار. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4168) • وقال الأعمش: عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه. أخرجه البزار (1138) عن الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الأعمش به. وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (73) من طريق طالوت بن عباد الصيرفي ثنا عبد الواحد بن زياد به. قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن سعد من غير وجه، ولا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه إلا عبد الواحد بن زياد، وإنما يعرف من حديث أبي إسحاق عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه" • ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق واختلف عنه: فقيل: عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن عمر بن سعد عن أبيه. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 177) وقال مسلم بن سلام الكوفي مولى بني هاشم: عن أبي بكر عن أبي إسحاق عن العيزار عن عمر عن أبيه. ¬

_ (¬1) ورواه حُدَيْج بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق أيضا (علل الدارقطني 4/ 352)

قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 352) وقال أبو بكر بن أبي شيبة: عن أبي بكر عن أبي إسحاق عن عمر بن سعد عن أبيه، لم يذكر العيزار. قاله الدارقطني (4/ 352) • وقال عبيد الله بن عبد الله السجستاني: عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد أو عمر بن سعد عن أبيه. قاله الدارقطني (4/ 353) • وقال زيد بن أبي أنيسة الجزري: عن أبي إسحاق عن العيزار مرسلا. قاله الدارقطني. قال أبو حاتم: الصحيح أبو إسحاق عن العيزار عن ابن سعد عن أبيه، كذا رواه شعبة وإسرائيل وجماعة العلل 2/ 177 قلت: وهو كما قال. - وقال إسماعيل بن أبي خالد: عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه قوله. قاله الدارقطني. - وقال يونس بن أبي إسحاق: عن العيزار عن أبي بكر قوله. قاله الدارقطني. وقال: والصحيح من ذلك قول الثوري وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق" ولما أخرجه البزار من طريق شعبة عن أبي إسحاق قال: لا نعلم يروى هذا الحديث عن سعد بإسناد صحيح إلا من هذا الوجه، وهذا الحديث قد ذكرناه من حديث الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب عن أبيه، والصواب ما رواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه" 3839 - "المؤمن كيس" قال الحافظ: أخرجه صاحب "مسند الفردوس" من حديث أنس بسند ضعيف" (¬1) موضوع ¬

_ (¬1) 13/ 147 (كتاب الأدب - باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (258) والقضاعي في "مسند الشهاب" (128) من طريق سليمان بن عمرو النخعي عن أبان بن أبي عياش عن أنس مرفوعا "المؤمن كيس فطن حذر وقاف متثبت عالم ورع لا يعجل، والمنافق همزة لمزة حطمة لا يقف عند شبهة ولا ينزع عن كل ذي محرم كحاطب ليل لا يبالي من أين كسب وفي ما أنفق" وهذا حديث موضوع، قال ابن عدي: سليمان بن عمرو أجمعوا على أنّه يضع الحديث. 3840 - "المؤمن يذبح على اسم الله سمى أو لم يسم" قال الحافظ: قال الغزالي في "الإحياء": صح قوله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. قلت: الحديث الذي اعتمد عليه وحكم بصحته بالغ النووي في إنكاره فقال: هو مجمع على ضعفه، قال: وقد أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة وقال: منكر لا يحتج به. وأخرج أبو داود في "المراسيل: عن الصلت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر" قلت: الصلت يقال له السدوسي ذكره ابن حبان في "الثقات" وهو مرسل جيد، وحديث أبي هريرة فيه مروان بن سالم وهو متروك، ولكن ثبت ذلك عن ابن عباس كما تقدم في أول باب التسمية على الذبيحة، واختلف في رفعه ووقفه فإذا انضم إلى المرسل المذكور قوي، أما كونه يبلغ درجة الصحة فلا" (¬1) ضعيف ردي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث الصلت السدوسي مرسلا ومن حديث راشد بن سعد مرسلا. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4766) وابن عدي (6/ 2381) والدارقطني (4/ 295) والبيهقي (9/ 240) والواحدي في "الوسيط" (2/ 317) من طريق مروان بن سالم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يذبح وينسى أن يسمي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اسم الله على فم كل مسلم" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا مروان بن سالم" وقال الدارقطني: مروان بن سالم ضعيف" وقال البيهقي: مروان بن سالم الجزري ضعيف، ضعفه أحمد والبخاري وغيرهما، وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) 12/ 56 (كتاب الذبائح - باب ذبيحة الأعراب)

وقال ابن كثير: هذا إسناده ضعيف فإنّ مروان بن سالم القرقساني الشامي ضعيف تكلم فيه غير واحد من الأئمة" التفسير 2/ 170 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك" المجمع 4/ 30 قلت: الحديث إسناده ضعيف جدا، مروان بن سالم متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، واتهمه غير واحد بالوضع. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (4/ 296) والبيهقي (9/ 239) وفي "المعرفة" (13/ 447) والواحدي في "الوسيط" (2/ 317 - 318) من طريق محمد بن يزيد ثنا معقل بن عبيد الله عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "المسلم يكفيه اسمه فإن نسي أن يسمي حين يذبح فليسم وليذكر اسم الله ثم ليأكل" قال عبد الحق الأشبيلي: الحديث ضعيف" وقال أبو الحسن بن القطان: وليس في هذا الإسناد على أصل عبد الحق إلا ثقة، إلا محمد بن يزيد وهو ابن سنان الرُّهاوي" الوهم والإيهام 3/ 580 قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. واختلف في هذا الحديث على عمرو بن دينار، فرواه معقل بن عبيد الله الجزري عنه كما تقدم، ورواه سفيان بن عيينة عنه عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن عين يعني عكرمة عن ابن عباس موقوفا. أخرجه عبد الرزاق (8548) والحميدي (اتحاف الخيرة 6386) وسعيد بن منصور كما في "نصب الراية" (4/ 182) والدارقطني (4/ 295 - 296) والبيهقي (9/ 239 - 240 و 239) وفي "معرفة السنن" (13/ 447) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (221) وهذا هو الصحيح كما قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" (¬1) (نصب الراية 4/ 183) فقد رواه أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا. ¬

_ (¬1) قال البيهقي: والمحفوظ رواية سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا عليه" المعرفة 13/ 447 وقال الحافظ: وسنده صحيح" الفتح 12/ 43 وقال ابن كثير: وهذا الحديث رفعه خطأ، أخطأ فيه معقل بن عبيد الله فإنّه وإن كان من رجال مسلم إلا أنّ سعيد بن منصور والحميدي روياه عن ابن عيينة عن أبي الشعثاء عن عكرمة عن ابن عباس من قوله، فزادا في إسناده أبا الشعثاء ووقفاه، وهذا أصح، نصّ عليه البيهقي وغيره من الحفاظ" التفسير 2/ 170

أخرجه عبد الرزاق (8538) عن معمر بن راشد عن أيوب به. وإسناده صحيح. وأما حديث الصلت فأخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 235) ومن طريقه البيهقي (9/ 240) عن مسدد وهو في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6385) عن عبد الله بن داود عن ثور بن يزيد عن الصلت مرفوعا "ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر" قال عبد الحق الأشبيلي: مرسل وضعيف. وقال أبو الحسن بن القطان: وعلته مع الإرسال أنّ الصلت السدوسي لا يعرف له حال، ولا يعرف بغير هذا، ولا روى عنه إلا ثور بن يزيد" الوهم والإيهام 3/ 579 قلت: وقال ابن حزم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": روى عنه ثور بن يزيد وحده. وذكره ابن حبان في أتباع التابعين من كتاب "الثقات" وقال: يروي المراسيل، وقال البخاري في "الكبير": روى عنه ثور بن يزيد منقطع. وأما حديث راشد بن سعد فأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (بغية الباحث 410) عن الحكم بن موسى القنطري ثنا عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد مرفوعا "ذبيحة المسلم حلال وإن لم يسم ما لم يتعمد، والصيد كذلك". وإسناده ضعيف لإرساله ولضعف الأحوص بن حكيم. 3841 - "المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم" قال الحافظ: وللنسائي من طريق الأشتر وغيره عن علي: فإذا فيها: فذكره" (¬1) يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: انطلقت أنا والأشتر إلى عليّ - رضي الله عنه - فقلنا: هل عهد إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال: لا، إلا ما في كتابي هذا، فأخرج كتابا من قراب سيفه، فإذا ¬

_ (¬1) 1/ 215 (كتاب العلم - باب كتبة العلم)

فيه "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، من أحدث حدثا فعلى نفسه، ومن أحدث حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 102) وأحمد (1/ 122) وفي "السنة" (1248) وأبو داود (4530) والبزار (714) والنسائي (8/ 18) وفي "الكبرى" (6936) وأبو يعلى (628) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 192) وفي "المشكل" (1243 و 5889) والحاكم (2/ 141) والبيهقي (7/ 133 - 134) والبغوي في "شرح السنة" (2531) عن يحيى بن سعيد القطان والبزار (713) عن حماد بن زيد والخطابي في "الغريب" (1/ 633) والحاكم (2/ 141) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف والحاكم (2/ 141) عن رَوح بن عبادة البصري كلهم عن سعيد بن أبي عروبة به. ورواه يزيد بن زُريع البصري عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: أتينا عليا أنا وجارية بن قدامة السعدي وذكر الحديث. أخرجه البيهقي (8/ 29) ومن هذا الطريق أخرجه أبو يعلى (338) لكن قال فيه: عن قيس بن عباد قال: انطلقت إلى عليّ أنا ورجل، ولم يسمه. قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه، وهذا الإسناد أحسن إسنادا يروى في ذلك وأصحه" قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، واختلف فيه على قتادة كما سيأتي. - وقال الحجاج بن الحجاج الباهلي: عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن الأشتر عن علي.

أخرجه النسائي (8/ 21 - 22) - وقال همام بن يحيى العَوْذي: عن قتادة عن أبي حسان عن علي. أخرجه أحمد (1/ 119) وأبو داود (2035) والنسائي (8/ 21) وتابعه عمر بن عامر السلمي عن قتادة به. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيارات المسند" (1/ 122) والنسائي (8/ 18) وفي "الكبرى" (6937) وأبو يعلى (562) - ورواه مَعْمر بن راشد عن قتادة قال: قيل لعلي: مرسل. أخرجه عبد الرزاق (18507) 3842 - "الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار إلى الآخر بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمه" قال الحافظ: وقد وقع في حديث أبي هريرة عند ابن أبي شيبة وغيره مرفوعا من رواية ضمرة بن ربيعة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه: فذكره، وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن أبي هريرة موقوفا من رواية أيوب عن ابن سيرين عنه، وأخرج الترمذي أصله موقوفا من رواية خالد الحذاء عن ابن سيرين بلفظ "من أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة" وقال: حسن صحيح غريب، وكذا صححه أبو حاتم من هذا الوجه وقال في طريق ضمرة: منكر" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 134) عن إبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابي والخطيب في "المتفق" (104) عن إبراهيم بن حمزة بن سليمان بن أبي يحيى الرملي ¬

_ (¬1) 16/ 132 (كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حمل علينا السلاح فليس منا)

كلاهما عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب عن محمد بن عمرو به. قال أبو حاتم: لا نعلم أحدا رواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة غير ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب، وهو منكر بهذا الإسناد" العلل 2/ 421 الثاني: يرويه محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 106) وأحمد (2/ 256 و 505) ومسلم (4/ 2020) والطبراني في "الأوسط" (4181) والبيهقي (8/ 23) وفي "الآداب" (599) عن عبد الله بن عون البصري وابن حبان (5944 و 5947) عن هشام بن حسان البصري والترمذي (2162) عن خالد الحذاء والطبراني في "الأوسط" (4442) عن مطر الوراق أربعتهم عن ابن سيرين به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث خالد الحذاء" - ورواه أيوب السَّختياني عن ابن سيرين واختلف عنه: • فرواه سفيان بن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه مسلم (2616) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 10/ 336) • ورواه حماد بن زيد عن أيوب موقوفا. أخرجه الترمذي (4/ 464) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا حماد به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة 10/ 331) عن قتيبة بن سعيد ويحيى بن حبيب بن عربي البصري عن حماد عن أيوب ويونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث حماد بن زيد هذا فقال: قد رواه حماد بن سلمة عن أيوب ويونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا. قلت لأبي: فأيهما الصحيح موقوف أو مسند؟ قال: المسند أصح" العلل 2/ 410

3843 - "الميت يعذب ببكاء الحي إذا قالت النائحة: واعَضُداه واناصِرَاه واكاسِيَاه جُبذ الميت وقيل له: أنت عضدها؟ أنت ناصرها؟ أنت كاسيها" قال الحافظ: كما روى أحمد من حديث أبي موسى مرفوعا: فذكره، ورواه ابن ماجه بلفظ "يُتَعْتَع به ويقال: أنت كذلك؟ " ورواه الترمذي بلفظ "ما من ميت يموت فتقوم نادبته فتقول: واجبلاه واسنداه أو شبه ذلك من القول، إلا وُكل به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت؟ " (¬1) حسن أخرجه أحمد (4/ 414) والترمذي (1003) وابن ماجه (1594) والحاكم (2/ 471) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 61) والمزي (29/ 155 - 156) من طرق عن أسيد بن أبي أسيد البرّاد قال: سمعت موسى بن أبي موسى الأشعري يقول: سمعت أبا موسى رفعه: فذكره. قال الترمذي: حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" مصباح الزجاجة 2/ 49 قلت: وهو كما قال، أسيد صدوق كما في "الكاشف" و"التقريب"، وموسى بن أبي موسى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: ثقة. 3844 - "الميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما ويضع آخرين" قال الحافظ: ووقع في حديث النواس بن سمعان عند مسلم: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" وليس هو عند مسلم كما قال الحافظ. ... ¬

_ (¬1) 3/ 396 (كتاب الجنائز - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) (¬2) 17/ 167 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري تحقيق نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة (المجمُوعة الأولى) (ن - و) مؤسَّسَة الريَّان مؤسَّسَة السَّماحة للطباعَة وَالنشر والتوزيع

حرف النون

حرف النون 3845 - قول أبي رافع لما قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثالثة "ناولني الذراع" قال: وهل للشاة إلا ذراعان؟ فقال "لو لم تقل هذا لناولتني ما دمت أطلب منك" سكت عليه الحافظ (¬1). حسن وله عن أبي رافع طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي رافع عن عمته سلمى عن أبي رافع قال: ذبحتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة، فقال "يا أبا رافع ناولني الذراع" فناولته، ثم قال "ناولني الذراع" فناولته، ثم قال "ناولني الذراع" فقلت: يا رسول الله، وهل للشاة إلا ذراعان؟ فقال "لو سكتّ لناولتني ما دعوتُ به" أخرجه ابن سعد (1/ 393) عن عارم بن الفضل أبي النعمان البصري أنا حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن أبي رافع به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (970) والآجري في "الشريعة" (1064) وأبو نعيم في "الدلائل" (346) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 280) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (892) من طرق عن عارم به. وأخرجه أحمد (6/ 8) عن مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا حماد به. وزاد "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الذراع" وعبد الرحمن بن أبي رافع قال ابن معين: صالح، وقال الذهبي في "المجرد": صويلح، وقال في "الكاشف": عنه حماد بن سلمة فقط. ¬

_ (¬1) 5/ 249 (كتاب البيوع - باب ما يستحب من الكيل)

وسلمى ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا تعرف. الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن شُرَحْبيل عن أبي رافع قال: أهديت له شاة فجعلها في القدر، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "ما هذا يا أبا رافع؟ " فقال: شاة أهديت لنا يا رسول الله فطبختها في القدر، فقال "ناولني الذراع يا أبا رافع" فناولته الذراع، ثم قال "ناولني الذراع الآخر" فناولته الذراع الآخر، ثم قال "ناولني الذراع الآخر" فقال: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما إنك لو سكت لناولتني ذراعا فذراعا ما سكت" ثم دعا بماء فمضمض فاه وغسل أطراف أصابعه ثم قام فصلّى، ثم عاد إليهم فوجد عندهم لحما باردا فأكل ثم دخل المسجد فصلّى ولم يمس ماء. أخرجه أحمد (6/ 392) عن خلف بن الوليد العتكي ثنا أبو جعفر الرازي به. وإسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد الخَطْمي، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه. الثالث: يرويه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن الحسن بن علي بن أبي رافع واختلف عنه: - فقال عمرو بن الحارث المصري: حدثني بكير أنّ الحسن بن علي بن أبي رافع حدّثه أنّ أبا رافع أخبره قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ناولني الذراع" فذكر الحديث وقال في آخره "لو ناولتني ما زلت تناولني" أخرجه الطبراني في "الكبير" (964) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين بن سعد المصري ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث به. وشيخ الطبراني مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات. - وقال ابن لَهيعة: عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن الحسن بن علي بن أبي رافع أنّه حدّثه أنّ أباه حدّثه أنّ أبا رافع حدّثه أنّه كان صاحب الذراع قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: فذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (965) و "الأوسط" (3315) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحسن بن علي بن أبي رافع إلا بكير بن عبد الله بن الأشج"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف بكر بن سهل وابن لهيعة. الرابع: يرويه فائد مولى عَبَادل واسمه عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن مولاه واختلف عنه: - فقال زيد بن الحباب: ثني فائد مولى عبيد الله بن علي أخبرني مولاي عبيد الله بن علي عن أبي رافع قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق بشاة في مكتل فقال "يا أبا رافع ناولني الذراع" وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 8706) عن زيد بن الحباب به. وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 8707) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الروياني (700) عن سفيان بن وكيع والمحاملي (257 و 337) ومن طريقه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (255) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان قالا: ثنا زيد بن الحباب به. وتابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن فائد به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (969) وفائد وثقه ابن معين وغيره، وعبيدالله بن علي قال ابن معين: لا بأس به، وذكره، ابن حبان في "الثقات"، وقد صرّح بالتحديث من أبي رافع في رواية أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان فالإسناد حسن. - وقال فضيل بن سليمان النميري: ثنا فائد ثني عبيد الله أنَّ جدته سلمى أخبرته أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أبي رافع بشاة ... وذكر الحديث. أخرجه أبو يعلى (البداية والنهاية 6/ 122 وإتحاف الخيرة 8719) عن محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا فضيل بن سليمان به. وفضيل وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور. وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن أبي عبيد وعن رجل لم يسم فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 517) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا

ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أنّ شاة طبخت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أعطني الذراع" فناولها إياه فقال "أعطني الذراع" فناولها إياه، ثم قال "أعطني الذراع" فقال: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان، قال "أما إنك لو التمستها لوجدتها" وإسناده حسن، الضحاك ومحمد بن عجلان ثقتان، وعجلان صدوق. وأما حديث أبي عبيد فأخرجه ابن سعد (7/ 65) وابن أبي شيبة في "المسند" (641) وأحمد (3/ 484 - 485) والدارمي (45) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (472) والترمذي في "الشمائل" (160) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين" (4) والطبراني في "الكبير" (22/ 335 - 336) وأبو نعيم في "الصحابة" (6900) والبغوي في "الشمائل" (949) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 204) والمزي (34/ 53 - 54) من طرق عن أبان بن يزيد العطار ثنا قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي عبيد أنّه طبخ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدرا فيه لحم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ناواني ذراعها" فناولته، فقال "ناولني ذراعها" فناولته، فقال "ناولني ذراعها" فقال: يا نبي الله، كم للشاة من ذراع؟ قال "والذي نفسي بيده لو سكتّ لأعطتك ذراعا ما دعوت به" قال الحافظ: ورجاله رجال الصحيح إلا شهر بن حوشب" الإصابة 11/ 250 قلت: وهو حسن الحديث، لكنّه لم يذكر سماعا من أبي عبيد فلا أدري أسمع منه أم لا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من شهر. وأما حديث الرجل الذي لم يسم فأخرجه أحمد (5089) عن إسماعيل بن عُلية ثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق ثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله حدثني فلان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بطعام من خبز ولحم فقال "ناولني الذراع" فنوول ذراعا، فأكلها، ثم قال "ناولني الذراع" فنوول ذراعا، فأكلها، ثم قال "ناولني الذراع" فقال: يا رسول الله، إنما هما ذراعان، فقال "وأبيك لو سكتّ ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت به" فقال سالم: أما هذه فلا، سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله تبارك وتعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم". وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وخلاصة ما تقدم أنّ الحديث بمجموع طرقه وشواهده لا ينزل عن رتبة الحسن، والله أعلم. 3846 - حديث ابن مسعود: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته قدما فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت: ارتفع رفعك الله، فقال "ناولني كفاً من تراب" فضرب به

وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا، وجاء المهاجرون والأنصار سيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب، فولى المشركون الأدبار. قال الحافظ: ولأحمد والحاكم من حديث ابن مسعود: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولّى عنه الناس ... " 3847 - حديث عمرو بن عبسة أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما أنت؟ قال "نبي الله" قلت: آلله أرسلك؟ قال "نعم" قلت: بأي شيء؟ قال "أوحد الله لا أشرك به شيئاً" ذكر الحافظ أنّه عند مسلم (832) (¬2). 3848 - حديث جابر: نحر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نسائه بقرة في حجة الوداع. قال الحافظ: ولمسلم (1319) من حديث جابر: فذكره" (¬3) 3849 - "نحرت هاهنا ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 893) من حديث جابر" (¬4) 3850 - "نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يوم القيامة" قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس رفعه: فذكره" (¬5) وذكره في موضع آخر فقال: وفي حديث ابن عباس يرفعه "نحن آخر الأمم وأول من يحاسب" وفيه "فيفرج لنا الأمم عن طريقنا فنمرّ غُراً مُحجلين من آثار الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء" (¬6) يرويه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عن حماد بن سلمة واختلف عنه: - فقال محمد بن يحيى الذهلي: ثنا موسى بن إسماعيل عن حماد عن سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نَضْرة عن ابن عباس مرفوعا "نحن آخر الأمم، وأول من يحاسب، يقال: أين الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون" ¬

_ (¬1) 9/ 93 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبَة: 25]) (¬2) 17/ 121 (كتاب التوحيد - باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله) (¬3) 12/ 115 (كتاب الأضاحي - باب من ذبح ضحية غيره) (¬4) 4/ 300 (كتاب الحج - باب النحر في منحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى) (¬5) 14/ 187 (كتاب الرقاق - باب القصاص يوم القيامة) (¬6) 14/ 249 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم)

أخرجه ابن ماجه (4290) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا أبو سلمة به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 256 قلت: وهو كما قال، وحماد بن سلمة سمع من الجريري قبل اختلاطه. - وقال عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (184): ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن ابن عباس مرفوعا: فذكر الحديث وفيه طول. وهكذا رواه غير واحد: عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن ابن عباس مرفوعا قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "نحن آخر الأمم، وأول من يحاسب" منهم: 1 - الطيالسي (ص 353 - 354) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (5/ 481 - 483) 2 - عفان بن مسلم الصفار البصري. أخرجه أحمد (1/ 281 - 282) 3 - حسن بن موسى الأشيب. أخرجه أحمد (1/ 295 - 296) 4 - هُدبة بن خالد القيسي. أخرجه أبو يعلى (2328) والبيهقي في "الشعب" (1408) وفي "الدلائل" (5/ 481 - 483) 5 - علي بن عثمان الرقاشي. أخرجه اللالكائي في "السنة" (843) 6 - محمد بن الفضل البصري. أخرجه عبد بن حميد (695) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 49 - 50) 7 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 135)

وعلي بن زيد هو ابن جُدْعان قال ابن معين وجماعة: ضعيف. وهذا الاختلاف على حماد يحتمل أن يكون حماد سمعه من الجريري وسمعه من علي بن زيد أيضا، والله أعلم (¬1). 3851 - "نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق" قال الحافظ: وفي حديث حذيفة عند مسلم (856): فذكره" (¬2) 3852 - حديث الأشعث بن قيس الكندي قال: قلت: يا رسول الله، إنّا نزعم أنكم منا، فقال "نحن بنو النضر بن كنانة" قال الحافظ: رواه أحمد وابن سعد" (¬3) أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (161) والطيالسي (ص 141) عن حماد بن سلمة عن عَقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن هَيْصَم عن الأشعث بن قيس قال: قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من كندة لا يروني إلا أفضلهم، فقلت: يا رسول الله، إنّا نزعم أنكم منا، قال "نحن بنو النضر بن كنانة، لا نَقْفو أُمَّنَا ولا نَنتَفي من أبينا" فقال الأشعث: والله لا أسمع برجل نفى قريشا من النضر إلا جلدته الحد. ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 173 - 174) وأخرجه ابن سعد (1/ 23) وابن أبي شيبة في "مسنده" (872) وأحمد (5/ 211 و 212) وابن ماجه (2612) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (897 و 2425) والطبراني في "الكبير" (645) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (929) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 274) و"الصغير" (1/ 11 - 12) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 547) والمزي (20/ 238 - 239) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 60) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 371) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال ابن كثير: هذا إسناد جيد قوي" البداية والنهاية 2/ 201 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات لأنّ عقيل بن طلحة وثقه ابن معين والنسائي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم" المصباح ¬

_ (¬1) تقدم الكلام على الحديث أيضا في حرف الهمزة فانظر حديث "أنا أول من تنشق عنه الأرض" (¬2) 3/ 5 (كتاب الجمعة - باب فرض الجمعة) (¬3) 7/ 339 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب)

قلت: لم يذكر مسلم بن هيصم سماعا من الأشعث بن قيس فلا أدري أسمع منه أم لا. وللحديث شاهد عن جفشيش الكندي وعن ابن شهاب الزهري وعن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب وعن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله فأما حديث جفشيش فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2190) و"الصغير" (219) وأبو نعيم في "الصحابة" (1711) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 352) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا الحسن بن صالح بن حي عن أبيه عن الجفشيش قال: جاء قوم من كندة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أنت منا، وادعوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا نَقْفُو أُمَّنَا، ولا نَنْتَفي من أبينا، نحن من ولد النضر بن كنانة" قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث إلا عن جفشيش، وله صحبة، ولا يُروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسن بن صالح" قلت: إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو البجلي. لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن آدم الكوفي عن الحسن بن صالح عن أبيه عن (¬1) جفشيش به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2191) والخطيب في "التاريخ" (7/ 128) وفي "تالي التلخيص" (36) من طريق حيان بن بشر القاضي ثنا يحيى بن آدم به. وحيان بن بشر قال ابن معين: ليس به بأس، ومن فوقه كلهم ثقات، لكن صالح بن حي لم يدرك جفشيش. واختلف فيه على الحسن بن صالح الكوفي، فقال أحمد بن عبد الله بن يونس: ثنا الحسن بن صالح ثني شيخ من الحي أنّ رجلا من كندة يقال له الجفشيش أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1710) وأما حديث الزهري فيرويه غير واحد عنه، لكن اختلفوا عنه: - فقال مَعْمر بن راشد: عن الزهري قال: جاء وفد كندة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم جِبَاب الحَيرَة وقد لفوا جيوبها وأكمتها بالديباج، فقال "أليس قد أسلمتم؟ " قالوا: بلى، قال ¬

_ (¬1) ووقع عند الطبراني: ثنا جفشيش. قال الحافظ: وهو خطأ فإنّه لم يدركه" الإصابة 2/ 91

"فألقوا هذا عنكم" فخلعوا الجباب، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنتم بنو عبد مناف آكل المرار، فقال لهم "ناسبوا العباس وأبا سفيان" فقالوا: لا نناسب غيرك، قال "فلا، نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمّنا، ولا نُدّعي لغير أبينا". أخرجه عبد الرزاق (19952) عن معمر به. وأخرجه ابن سعد (1/ 22) واللفظ له عن عفان بن مسلم الصفار أنا عبد الواحد بن زياد أنا معمر به. ورواته ثقات لولا إرساله. ولم ينفرد معمر به بل تابعه محمد بن إسحاق المدني ثني الزهري به مرسلا. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 370) - ورواه إبراهيم بن سعد المدني عن صالح بن كيسان عن الزهري واختلف عنه: • فقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري: عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري قال: بلغنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لوفد كندة حين قدموا عليه المدينة، فزعموا أنّ بني هاشم منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بل نحن بنو النضر بن كنانة، لن نقفو أمنا، ولن نُدّعى لغير أبينا" أخرجه ابن سعد (1/ 22 - 23) وهذا مرسل أيضا رواته ثقات. • وقال مرارة بن عمر: ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّك من كندة، قال "نحن بنو النضر بن كنانة، لا ننتفي من أبينا، ولا نقفو أمّنا" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (898) عن أحمد بن محمد المؤدب ثنا مرارة بن عمر به. - ورواه أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالا: بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ رجالا من كندة يزعمون أنّه منهم، فقال "إنما كان يقول ذاك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما المدينة ليأمنا بذلك، وإنا لن ننتفي من آبائنا، نحن بنو النضر بن كنانة" ... أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 174 - 175) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 36 - 37) من طريق أبي جعفر محمد بن أبان القلانسي ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة به.

وأخرجه البيهقي وابن عساكر أيضا من طريق صالح بن علي النوفلي ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس قال: فذكره. قال البيهقي: تفرد به القدامي هذا، وله عن مالك وغيره أفراد لم يتابع عليها" وقال ابن كثير: وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك، تفرد به القدامي وهو ضعيف" البداية 2/ 255 قلت: والمرسل أصح. - ورواه أبو هارون المكفوف مولى جَعْدة بن هُبيرة عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2562) وأما حديث عبد الرحمن بن المغيرة فأخرجه ابن سعد (1/ 23) عن مَعْن بن عيسى القزاز أنا ابن أبي ذئب (¬1) عن أبيه أنّه قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنّ هاهنا ناسا من كندة يزعمون أنك منهم، فقال "إنّما ذلك شيء كان يقوله العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن حرب ليأمنا باليمن، معاذ الله أن نُزَنّي أمّنا أو نقفو أبانا، نحن بنو النضر بن كنانة، من قال غير ذلك فقد كذب". وإسناده معضل لأنّ عبد الرحمن بن المغيرة من أتباع التابعين. وأما حديث عمران بن موسى فأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 343) عن أبي العباس الثقفي ثنا عبد الله بن مطيع ثنا هشيم عن رجل من بني عبس عن عمران بن موسى أنّ وفد كندة لما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو الخير الجفشيش: يا رسول الله، أنتم منا يا بني هاشم، قال "كذبتم، نحن بنو النضر بن كنانة، لا ننفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا" وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 3853 - حديث ابن عباس مرفوعا "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشدّ بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه، وفيه عطاء بن السائب وهو صدوق لكنّه اختلط، وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه، لكن له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة ¬

_ (¬1) اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.

فيقوى بها، وقد رواه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن عطاء مختصرا ولفظه "الحجر الأسود من الجنة" وحماد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط" (¬1) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا به. أخرجه الترمذي (877) واللفظ له ومن طريقه ابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 260) عن قتيبة بن سعيد البلخي لوابن خزيمة (2733) عن يوسف بن موسى القطان قالا: ثنا جرير عن عطاء به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: عطاء بن السائب كان قد اختلط، وسماع جرير منه بعد اختلاطه. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - حماد بن سلمة عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس مرفوعا "الحجر الأسود من الجنة، وكان أشدّ بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك" أخرجه أحمد (1/ 307) عن يونس بن محمد البغدادي و (1/ 329) وحنبل بن إسحاق في "جزئه" (34) عن عفان بن مسلم الصفار وأحمد (1/ 373) عن رَوح بن عبادة البصري والنسائي (5/ 180) وفي "لكبرى" (3916) ¬

_ (¬1) 4/ 207 (كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود)

عن موسى بن داود الضبي والفاكهي في "أخبار مكة" (6) وابن عدي (2/ 679) والبيهقي في "الشعب" (3744) والخطيب في "التاريخ" (7/ 361 - 362) عن عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي والطبراني في "الكبير" (12285) عن يحيى بن إسحاق السَّيلَحِيني كلهم عن حماد بن سلمة به. ورواه أبو الجنيد عن حماد عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه ابن خزيمة (2734) والأول أصح، وأبو الجنيد أظنه الحسين (¬1) بن خالد الضرير قال ابن معين: ليس بثقة. واختلف في سماع حماد بن سلمة من عطاء، فقيل: سمع منه قبل الاختلاط، وقيل: سمع منه بعد الاختلاط. 2 - زياد بن عبد الله البَكَّائي ثنا عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: فذكر مثل حديث جرير. أخرجه ابن خزيمة (2733) عن محمد بن موسى الحَرَشي عن زياد بن عبد الله به. وزياد بن عبد الله ممن سمع من عطاء بعد اختلاطه، والحرشي مختلف فيه. الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالماء، فلولا ما مسّه من دنس الجاهلية ما مسّه من ذي عاهة إلا برأ" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11314) و"الأوسط" (5669) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى ثني أبي عن ابن أبي ليلى به. ¬

_ (¬1) وقيل: خالد بن الحسين.

وقال: لا يَروي هذا الحديث عن عطاء إلا ابن أبي ليلى، تفرد به محمد بن عمران عن أبيه" قلت: ومحمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه وكثرة خطأه. - ورواه ابن جُريج عن عطاء واختلف عنه: • فقال حماد بن زيد: عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو مرفوعاً "لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية ما مسّه ذو عاهة إلا شُفي، وما على الأرض شيء من الجنة غيره". أخرجه البيهقي (5/ 75) وفي "الشعب" (3743) من طريق مسدد ثنا حماد بن زيد به. • وقال عبد الرزاق (5/ 38): عن ابن جريج ثني عطاء عن ابن عمرو وكعب الأحبار قولهما. 3854 - حديث ابن عباس رفعه "نزل القرآن دفعة واحدة إلى السماء الدنيا فوضع في بيت العزة ثم أنزل إلى الأرض نجوما" قال الحافظ: رواه أحمد في "مسنده" (¬1). موقوف صحيح ولم أره مرفوعاً، وإنما هو عن ابن عباس قوله، وله عنه طريقان: الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا جملة، ثم أنزل نجوما" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11839) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا عثمان بن طالوت ثنا محمد بن بلال ثنا عمران القطان عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس به. وأخرجه في "الأوسط" (1502) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي ثنا إبراهيم بن راشد الآدمي ثنا محمد بن بلال به. وقال:- لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران، تفرد به محمد بن بلال" وقال الهيثمي: وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 140 ¬

_ (¬1) 17/ 277 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت:22])

قلت: رواه غير قتادة عن عكرمة. فأخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 222) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (116 و 117) والنسائي في "الكبرى" (7989 و 7990) والطبري (30/ 258) والحاكم (2/ 222) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 131 - 132) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (1/ 266 و 107 - 108 و 108 و 167) من طرق عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106)} [الإسراء: 106]. اللفظ لأبي عبيد. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح" فضائل القرآن ص 2 قلت: وهو كما قالا. وتابعه أيوب السَّخْتِياني عن عكرمة عن ابن عباس به. أخرجه إسماعيل الأصبهاني (1/ 266) وإسناده صحيح. الثاني: يرويه سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} [القدر: 1] قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، وكان بموقع النجوم، وكان الله ينزله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضه في إثر بعض، قال الله عز وجل {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)} [الفرقان: 32]. أخرجه ابن الضريس (118) والنسائي في "الكبرى" (11689) والطبري (30/ 259) والحاكم (2/ 222 و 530) والبيهقي (4/ 306) وفي "الشعب" (3386) وفي "الدلائل" (7/ 131) وفي "فضائل الأوقات" (81) والواحدي في "الوسيط" (4/ 532) من طرق عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور بن المعتمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد منصور به بل تابعه غير واحد عن سعيد عن ابن عباس، منهم:

1 - حسان بن حريث العدوي البصري. أخرجه الحاكم (2/ 223) من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني ثنا سفيان عن الأعمش عن حسان بن حريث به. وقال: صحيح الإسناد" واختلف فيه على سفيان في شيخ الأعمش: فرواه محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم المصري عن الفِرْيابي عن سفيان عن الأعمش عن حسان -ولم ينسبه-. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7991) ورواه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم عن الفريابي عن سفيان عن الأعمش عن حسان أبي الأشرس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12381) وهكذا رواه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عن الأعمش. أخرجه الطبراني (12382) وابن أبي مريم ضعفه ابن عدي، وعمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: متروك الحديث. واختلف فيه على الأعمش، فرواه يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن حسان أبي الأشرس عن سعيد بن جبير، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن الضريس (119) ويحيى بن عيسى مختلف فيه: وثقه العجلي، وضعفه ابن معين. 2 - حبيب بن أبي ثابت. أخرجه ابن الضريس (121) عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا محاضر عن الأعمش عن حبيب عن سعيد عن ابن عباس. 3 - المنهال بن عمرو الكوفي. أخرجه البزار (كشف 2290) عن يوسف بن موسى القطان ثنا جرير عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد عن ابن عباس.

4 - حصين بن عبد الرحمن السُّلمي الكوفي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (11565) عن إسماعيل بن مسعود الجَحْدَري ثنا المعتمر بن سليمان عن أبي عَوَانة عن حصين عن سعيد عن ابن عباس. وإسناده صحيح. - ورواه هُشيم عن حصين واختلف عنه: • فقال عمرو بن عون الواسطي: ثنا هشيم عن حصين عن حكيم بن جبير عن سعيد عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (2/ 530) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: حكيم لم يخرجاه، وهو ضعيف الحديث كما قال أحمد وغيره. • وقال يعقوب بن إبراهيم الدورقي: ثنا هشيم أنا حصين عن حكيم بن جبير عن ابن عباس، ولم يذكر سعيد بن جبير. أخرجه الطبري (30/ 258) 5 - مسلم البَطِين. أخرجه البزار (2290) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن مسلم عن سعيد عن ابن عباس. واختلف فيه على الأعمش، فرواه يحيى بن عيسى الرّملي عن الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن الضريس (120) 3855 - عن ابن عباس قال: نزل تحريم الخمر في ناس شربوا فلما ثملوا عبثوا، فلما صحوا جعل بعضهم يرى الأثر بوجه الآخر فنزلت (¬1)، فقال ناس من المتكلفين: هي رجس، وهي في بطن فلان وقد قتل بأُحُد، فنزلت {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} [المائدة: 93] إلى آخرها. ¬

_ (¬1) يعني قوله تعالى {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ} [المائدة: 90] إلى قوله {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91])

قال الحافظ: وروى النسائي والبيهقي من طريق ابن عباس قال: فذكره، وروى البزار من حديث جابر أنّ الذين قالوا ذلك كانوا من اليهود" (¬1) حسن أخرجه النسائي في "الكبرى" (11151) والطبري في "تفسيره" (7/ 34) والطبراني في "الكبير" (12459) والبيهقي (8/ 285 - 286) والمزي (9/ 144 - 145) من طرق عن حجاج بن منهال البصري ثنا ربيعة بن كُلْثُوم بن جَبْر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزل تحريم الخمر في قبيلتين من الأنصار، شربوا حتى إذا ثملوا عبث بعضهم ببعض، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه وبلحيته، يقول: فعل بي هذا أخي فلان، فوالله لو كان بي رؤوفا رحيما ما فعل هذا بي، قال: وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، فوقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز وجل {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90] إلى قوله {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فقال ناس من المتكلفين: هي رجس، وهي في بطن فلان قتل يوم بدر، وفلان قتل يوم أحد، فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآية. قال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 12/ 127 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 18 قلت: إسناده حسن، ربيعة بن كلثوم صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث جابر فأخرجه البزار كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 95) عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول: اصطبح ناس الخمر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قتلوا شهداء يوم أحُد، فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قتلوا وهي في بطونهم، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93]. وقال: وهذا إسناد صحيح" وقال ابن كثير: وهو كما قال ولكن في سياقه غرابة" قلت: أخرجه البخاري (فتح 6/ 372 و 8/ 356 و 9/ 347) من طرق عن سفيان بن ¬

_ (¬1) 9/ 348 - 349 (كتاب التفسير: سورة المائدة- باب {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93])

عُيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال: اصطبح الخمر يوم أُحد ناس ثم قتلوا شهداء. زاد في الموضع الثالث: وذلك قبل تحريمها. 3856 - عن البراء بن عازب قال: نزل {حافظوا على الصلوات وصلاة العصر} فقرأناها ما شاء الله ثم نسخت فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] فقال رجل: فهي إذن صلاة العصر، فقال: أخبرتك كيف نزلت. قال الحافظ: رواه مسلم (630") (¬1) 3857 - عن أنس قال: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم -إذ غفا إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال "نزلت على سورة" فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} إلى آخرها، ثم قال "أتدرون ما الكوثر؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير، هو حوض تَرِدُ عليه أمتي يوم القيامة" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (400) من طريق المختار بن فُلفُل عن أنس: فذكره" (¬2) 3858 - عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] الآية، قال: نزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة، اختصما في ماء. قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن عبد العزيز عن الزهريّ عن سعيد بن المسيب: فذكره، وإسناده قوي مع إرساله، فإن كان سعيد بن المسيب سمعه من الزبير فيكون موصولا" (¬3) مرسل أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 521) عن أبيه ثنا ¬

_ (¬1) 9/ 262 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]) (¬2) 10/ 363 (كتاب التفسير: سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1]) (¬3) 5/ 432 (كتاب الشرب- باب سكر الأنهار) وذكره في ص 435 وقال: وقع في مرسل سعيد بن المسيب في هذه القصة: فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسقي الأعلى ثم الأسفل.

عمرو بن عثمان ثنا أبو حَيوة ثنا سعيد بن عبد العزيز عن الزهريّ عن سعيد بن المسيب به، وزاد "فقضي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسقي الأعلى ثم الأسفل" قال ابن كثير: هذا مرسل" قلت: ورواته ثقات، وأبو حيوة اسمه شريح بن يزيد الحمصي. 3859 - عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الآية {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)} [الأعلى: 14] فقال "نزلت في زكاة الفطر" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة" (¬1) ضعيف جداً أخرجه البزار (كشف 905) وابن خزيمة (2420) والبيهقي (4/ 159) من طرق عن عبد الله بن نافع الصائغ عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)} فقال "أنزلت في زكاة الفطر" اللفظ لابن خزيمة وقال: خبر غريب غريب" وقال الهيثمي والسيوطي: سنده ضعيف" المجمع3/ 80 - الدر المنثور 8/ 485 قلت: وعلته كثير بن عبد الله فإنه ضعيف الحديث جدا وكذبه بعضهم. 3860 - حديث ابن عباس في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] الآية: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية. قال الحافظ: حديث ابن عباس عند أحمد: فذكره" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 9/ 322) 3861 - قال عكرمة: نزلت (¬3) في شاس بن قيس اليهودي: دسّ على الأنصار من ذكّرهم بالحروب التي كانت بينهم فتمادوا يقتتلون، فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرهم، فعرفوا أنها من الشيطان، فعانق بعضهم بعضا، ثم انصرفوا سامعين مطيعين، فنزلت. ¬

_ (¬1) 4/ 118 (كتاب الزكاة- باب الصدقة قبل العيد) (¬2) 9/ 120 (كتاب المغازي- باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي) (¬3) يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)} [آل عمران: 100])

قال الحافظ: أخرجه إسحاق في "تفسيره" مطولاً، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس موصولا" (¬1) مرسل أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 66) من طريق إسحاق بن راهويه أنا المؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن عكرمة قال: كان بين هذين الحيين من الأوس والخزرج قتال في الجاهلية، فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج، فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الحي الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا كذا وكذا، فقال الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا كذا وكذا، فقالوا: تعالوا نردّ الحرب جذعا كما كانت، فنادى هؤلاء، يا آل أوس، ونادى هؤلاء: يا آل خزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال، فنزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)} [آل عمران: 100] فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قام بين الصفين فقرأها ورفع صوته، فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون، فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجعلوا يبكون. المؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، والباقون ثقات. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 27) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1069) والطبراني في "لكبير" (12666) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 67) من طرق عن قيس بن الربيع عن الأَغَر بن الصَّبَّاح عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شرّ، فبينما هم يوما جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عمران: 101] الآية كلها والآيتان بعدها إلى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: 103]. وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع. لكنه لم ينفرد به بل تابعه سفيان الثوري عن الأغر به. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 76) عن إبراهيم بن نصر الترمذي ثنا الأشجعي عن سفيان به. ¬

_ (¬1) 15/ 294 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12667) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني إبراهيم بن أبي الليث ثنا الأشجعي به. وأخرجه الواحدي (ص 67) من طريق حاتم بن يونس الجُرجاني ثنا إبراهيم بن أبي الليث به. وإبراهيم بن أبي الليث هو ابن نصر كذبه ابن معين والفلاس وصالح جزرة. وأبو نصر وثقه أبو زرعة، وقال البزار: لم يرو عنه إلا خليفة، وقال البخاري: لم يعرف سماعه من ابن عباس. 3862 - عن ابن عباس في قوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] قال: نزلت في عمرو بن غزية وكان يبيع التمر فأتته امرأة تبتاع تمرا فأعجبته، الحديث. قال الحافظ: وأما قصة ابن غزية فأخرجها ابن مندة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: فذكره، والكلبي ضعيف" (¬1) أخرجه محمد بن السائب الكلبي في "تفسيره" (أسد الغابة 4/ 260 - الإصابة 7/ 133) عن أبي صالح مولى أم هانئ عن ابن عباس: فذكره، وزاد: فقال: إنّ في البيت تمرا أجود من هذا، فانطلقي معي أعطك منه. فانطلقت معه، فلما دخلت البيت وثب عليها، فلم يترك شيئاً مما يصنع الرجل بالمرأة إلا قد فعله، إلا أنّه لم يجامعها، وقذف شهوته وندم على صنيعه، ثم اغتسل وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن ذلك فقال "ما أدري ما أردّ عليك" فحضرت العصر فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلّى العصر، فلما فرغ من صلاته نزل عليه جبريل عليه السلام بتوبته، فقال {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] الآية. والكلبي كذبه الجوزجاني وغيره، وقال مسلم وغيره: متروك الحديث. 3863 - عن عكرمة قال: نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم من الأوس وكانت تحت أبي قيس بن الأسلت، فتوفي عنها فجنح عليها ابنه فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله، لا أنا ورثت زوجي ولا تُركت فأنكح، فنزلت هذه الآية (¬2). قال الحافظ: روى الطبري من طريق ابن جُريج عن عكرمة قال: فذكره" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) 9/ 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114]) (¬2) يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19]) (¬3) 9/ 315 (كتاب التفسير: سورة النساء- باب {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19])

أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 306) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال: قال عكرمة: نزلت في كبيشة بنت معن بن عاصم من الأوس، توفي عنها أبو قيس بن الأسلت، فجنح عليها ابنه، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله، لا أنا ورثت زوجي، ولا أنا تركت فأنكح، فنزلت هذه الآية. وإسناده ضعيف، الحسين بن داود هو الملقب بسُنَيْد وهو مختلف فيه، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وقال النسائي: ليس بثقة. وابن جريج قال ابن المديني: لم يلق عكرمة، وقال المزي: لم يسمع منه. 3864 - {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] في أهل قباء" قال الحافظ: وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (44) والترمذي (3100) وابن ماجه (357) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني أنا معاوية بن هشام عن يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً "نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (1/ 105) وأخرجه المزي (32/ 502 - 503) من طريق أبي يعلى ثنا أبو كريب به. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه" وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي": قلت: في سنده يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة، ويونس ضعيف، ضعفه ابن معين وأحمد والنسائي، وابن أبي ميمونة قال ابن القطان: مجهول الحال لا يعرف روى عنه غير يونس بن الحارث" 3865 - قال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: نزلت هذه الآية (¬2) في جدك عياش بن أبي ربيعة والحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي وكان يؤذيهم بمكة وهو كافر، ¬

_ (¬1) 8/ 245 - 246 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب "هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -") (¬2) يعني قوله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النساء: 92])

فلما هاجر المسلمون أسلم الحارث وأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرّة لقيه عياش بن أبي ربيعة فظنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله، فنزلت. قال الحافظ: ذكر ابن إسحاق في "السيرة" سبب نزولها أنّ عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن ربيعة المخزومي قال: قال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: فذكره. روى هذه القصة أبو يعلى من طريق حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه فذكرها مرسلة أيضاً، وزاد في السند عبد الرحمن بن القاسم. وأخرج ابن أبي حاتم في "التفسير" من طريق سعيد بن جبير أنّ عياش بن أبي ربيعة حلف ليقتلنّ الحارث بن يزيد إن ظفر به فذكر نحوه، ومن طريق مجاهد نحوه لكن لم يسم الحارث، وفي سياقه ما يدل على أنه لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أسلم ثم خرج فقتله عياش بن أبي ربيعة" (¬1) مرسل يرويه ابن إسحاق واختلف عنه: - فقال يونس بن بكير الشيباني: عن ابن إسحاق ثني عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش قال: قال لي القاسم بن محمد بن أبي بكر: نزلت هذه الآية {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النساء: 92]، في جدك عياش بن أبي ربيعة وفي الحارث بن زيد أخي بني معيص كان يؤذيهم بمكة وهو على شركه، فلما هاجر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أسلم الحارث ولم يعلموا بإسلامه، فأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهرة بني عمرو بن عوف لقيه عياش بن أبي ربيعة ولا يظن إلا أنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله، فأنزل الله فيه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النساء: 92] إلى قوله {فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92]. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2137) والبيهقي (8/ 131) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 394) - وقال حماد بن سلمة: عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنّ الحارث بن زيد كان شديدا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء إلى الإسلام وعياش لا يشعر، فلقيه عياش بن أبي ربيعة فحمل عليه فقتله، فأنزل الله عز وجل {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النساء: 92]. ¬

_ (¬1) 15/ 233 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النساء: 92])

أخرجه البيهقي (8/ 72) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 97) وحديث سعيد بن جبير أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "الإصابة" (2/ 184 - 185) و"الدر المنثور" (2/ 616) ولفظه: قال: إنّ عياش بن أبي ربيعة المخزومي كان حلف على الحارث بن يزيد مولى بني عامر بن لؤي ليقتلنه، وكان الحارث يومئذ مشركا، وأسلم الحارث ولم يعلم به عياش، فلقيه بالمدينة فقتله، وكان قتله ذلك خطأ. وحديث مجاهد له عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن أبي نجيح المكي عن مجاهد في قول الله- وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ- قال: عياش بن أبي ربيعة قتل رجلاً مؤمنا كان يعذبه مع أبي جهل، وهو أخوه لأمه، فاتبع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يحسب أنّ ذلك الرجل كان كما هو، وكان عياش هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا، فجاء أبو جهل وهو أخوه لأمه فقال: إنّ أمك تناشدك رحمها وحقها أن ترجع إليها، وهي أسماء بنت مخرمة، فأقبل معه، فربطه أبو جهل حتى قدم مكة، فلما رآه الكفار زادهم ذلك كفرا وافتنانا، وقالوا: إنّ أبا جهل ليقدر من محمد على ما يشاء، ويأخذ أصحابه. أخرجه الطبري (5/ 204) من طريقين عن ابن أبي نجيح به. الثاني: يرويه ابن جُريج عن مجاهد بنحوه. أخرجه الطبري (5/ 204) 3866 - "نَسَخَ الأضحى كل ذبح" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من حديث علي، وفي سنده ضعف" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الدارقطني (4/ 279 - 280) والبيهقي (9/ 261 - 262) من طريق الهيثم بن سهل التستري ثنا المسيب بن شريك ثنا عبيد المُكْتِب عن عامر عن مسروق عن علي مرفوعاً "نسخ الأضحى كل ذبح، وصوم رمضان كل صوم، والغسل من الجنابة كل غسل، والزكاة كل صدقة" قال الدارقطني: خالفه المسيب بن واضح عن المسيب بن شريك وكلاهما ضعيفان، والمسيب بن شريك متروك" ¬

_ (¬1) 12/ 4 (كتاب العقيقة- باب تسمية المولود)

ثم أخرجه (4/ 281) من طريق المسيب بن واضح ثنا المسيب بن شريك عن عتبة بن يقظان عن الشعبي عن مسروق عن علي به. وقال: عتبة بن يقظان متروك أيضًا" ومن هذا الطريق أخرجه ابن عدي (6/ 2382) والبيهقي (9/ 262) وقال في "المعرفة" (14/ 17): إسناده ضعيف بمرة" ولم ينفرد الهيثم بن سهل به بل تابعه علي بن سعيد بن مسروق الكندي ثنا المسيب بن شريك عن عبيد المكتب عن عامر عن مسروق عن علي به. أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (43 و 373) والبيهقي (9/ 261 - 262) وإسناده ضعيف جداً، قال الفلاس: المسيب بن شريك متروك الحديث قد أجمع أهل العلم على ترك حديثه. ورواه الحارث بن نبهان عن عتبة بن يقظان عن الشعبي عن علي ليس فيه مسروقا. أخرجه الدارقطني (4/ 278) والحارث بن نبهان البصري متروك الحديث كما قال أبو حاتم وغيره. وقد روي الحديث عن علي موقوفاً أخرجه عبد الرزاق (14046) سمعت رجلاً يحدث مَعْمرا قال: أخبرني الأشعث والحجاج بن أرطاة أنهما سمعا أبا إسحاق يحدث عن الحارث عن علي قال: نسخ رمضان كل صوم, ونسخت الزكاة كل صدقة، ونسخ المتعة الطلاق، والعدة، والميراث. قال: وسمعت غير الحجاج يحدث عن محمد عن علي قال: ونسخت الضحية كل ذبح. وإسناده ضعيف للذين لم يسميا ولضعف الحارث الأعور. 3867 - "نصرت بالصَّبَا وكانت عذابا على من كان قبلنا" قال الحافظ: وروى الشافعي بإسناد فيه انقطاع أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 225) قال: أخبرني من لا أتهم قال: أخبرني عبد الله بن عبيدة عن محمد بن عمرو أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 7/ 110 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قوله: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57])

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (5/ 198 - 199) وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وعبد الله بن عبيدة أظنه الرَّبَذِي وهو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه يعقوب بن شيبة وغيره، واختلف فيه قول ابن حبان، ومحمد بن عمرو ما عرفته. 3868 - "نَضَّرَ الله امْرَءاً سمع مقالتي فأداها كما سمعها" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر الحديث الذي بعده. 3869 - "نضر الله امْرَءًا سمع مني حديثا فأدّاه" قال الحافظ: وهو في السنن" (¬2) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث زيد بن ثابت ومن حديث جبير بن مطعم ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمير بن قتادة ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث بشير بن سعد والد النعمان ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث أبي قِرْصَافة جَنْدَرة بن خَيْشَنة الليثي ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ربيعة بن عثمان التيمي ومن حديث شيبة بن عثمان بن طلحة ومن حديث عائشة فأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق: الأول: يرويه سِمَاك بن حرب قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه رفعه "نَضَّرَ (¬3) الله امْرَءًا (¬4) سمع منا حديثا (¬5) فبلَّغَه (¬6) كما سمعه، فَرُبَّ (¬7) مُبَلَّغ أوعى (¬8) من سامع". ¬

_ (¬1) 1/ 187 (كتاب العلم- باب فضل من عَلِمَ وعَلَّم) (¬2) 16/ 361 (أخبار الآحاد- باب ما جاء في إجازة خبر الواحد) (¬3) ولفظ الطبراني وغيرها "رحم" (¬4) ولفظ البيهقي وغيره "رجلاً" (¬5) ولفظ الترمذي وحده "شيئاً" ولفظ البيهقي وغيره "كلمة" (¬6) ولفظ أحمد وغيره "فحفظه حتى يبلغه" (¬7) وفي لفظ للرامهرمزي "فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه غير فقيه" (¬8) ولفظ ابن ماجه وغيره "أحفظ"

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (296) وأحمد (1/ 437) وابن ماجه (232) والترمذي (2657) والبزار (2014) وأبو يعلى (5126 و 5296) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 9و 9 - 10) وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (1و 2) والهيثم بن كليب في "مسند" (275 و 276 و 278) وابن حبان (66 و68 و 69) والطبراني في "الأوسط" (1632 و 7686) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (6 و 7 و 8) وأبو الشيخ في "الأمثال" (204) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 331) وفي "المستخرج على مسلم" (9) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 698 - 699) والقضاعي (1419 و 1420) وأبو الفضل الرازي في "حديثه" (606 و 607) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 540) وفي "معرفة السنن" (1/ 133 - 134) وابن عبد البر في "الجامع" (189) والخطيب في "الكفاية" (ص 157 و 267) وفي "الموضح" (2/ 294) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (725) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه" (23) والجورقاني في "الأباطيل" (98) وتقي الدين البعلي في "حديثه" (6) من طرق عن سماك به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال أبو نعيم: صحيح ثابت" وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح رواه عن عبد الله جماعة" قلت: الحديث إسناده حسن، سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ثقة اختلف في سماعه من أبيه، قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 52): وقد اختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه فالصحيح أنّه سمع منه دون أخيه أبي عبيدة. قاله الإمام البخاري وغيره. ولم ينفرد سماك به بل تابعه: 1 - عبد الملك بن عمير الكوفي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعاً "نضر الله عبدا (¬1) سمع (¬2) مقالتي فوعاها فحفظها وبلغها (¬3)، فَربّ حامل فقه غير فقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة (¬4) أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإنّ الدعوة (¬5) تحيط من ورائهم" ¬

_ (¬1) وفي لفظ "امرءا" (¬2) ولفظ الطبراني وغيره "سمع منا حديثا فأداه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع" (¬3) ولفظ الشافعي "أداها" (¬4) ولفظ الشافعي "والنصيحة للمسلمين" (¬5) ولفظ الشافعي "دعوتهم"

أخرجه الشافعي في "الرسالة" (1102 و 1314) والحميدي (88) واللفظ له ومسلم في "التمييز" (1) والترمذي (2658) والبزار (2019) وابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 1/ 10) وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (4 و5) والهيثم بن كليب (277) والطبراني في "الأوسط" (1326) وابن عدي (6/ 2454) والخطابي في "الغريب" (1/ 67) وابن جميع في "معجمه" (ص 83 و 315) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 260) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 199 - 200) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 23) وفي "معرفة السنن" (1/ 109) وابن عبد البر في "الجامع" (188) وفي "التمهيد" (21/ 278) والخطيب في "الكفاية" (ص 69 و 157 و 267) وابن القيسراني في "العلو والنزول" (4) والبغوي في "شرح السنة" (112) والجورقاني في "الأباطيل" (95) وأبو الفضل الرازي في "حديثه" (604 و 605) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 363 - 364) من طرق عن عبد الملك به. قال الجورقاني: هذا حديث مشهور ورواته ثقات" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" قلت: عبد الملك مشهور بالتدليس كما في "تعريف أهل التقديس" وقد عنعن. 2 - عبد الرحمن بن عابس الكوفي عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه به. أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 294) من طريق حسن بن حسين العُرَني ثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب وعبد الرحمن بن عابس به. وإسناده ضعيف لضعف عمرو بن ثابت بن هُرْمز البكري. الثاني: يرويه الحارث العكلي عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود مرفوعاً "نضّر الله امرءا سمع مقالتي فحفظها فإنّه ربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغِلّ عليهن قلب رجل مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعاءهم يحيط من وراءهم" أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (219) ثنا عبد الله بن سالم المفلوج ثنا عُبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد الهمداني عن الحارث العكلي به. وأخرجه ابن المقرئ في "الأربعين" (5) عن أبي يعلى به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (21) والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 320)

وأخرجه الخطيب أيضاً (21) وابن عبد البر في "الجامع" (190) وعبد الغني بن سعيد في "أدب المحدث" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 365) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 364 - 365) وفي "الأمالي الحلبية" (ص 18 - 19) من طرق عن أبي يعلى به. وأخرجه عبد الغني بن سعيد في "أدب المحدث" كما في "الأمالي الحلبية" (ص 19 - 20) عن أبي جعفر العقيلي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وجعفر بن محمد الفِرْيابي كلاهما عن عبد الله بن محمد بن سالم به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5175) عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي ثنا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز (¬1) ثنا عبيدة بن الأسود به. قال الخطيب: حدثني من سمع عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ يقول: أصح حديث يُروى في هذا الباب حديث عبيدة بن الأسود هذا". وقال الحافظ: رجال إسناده كلهم موثقون" وقال في "الأمالي": رجاله ثقات" قلت: إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير عبيدة بن الأسود وثقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وقال الدارقطني: يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا بين السماع وكان فوقه ودونه ثقات، وقال الحافظ: صدوق ربما دلس. الشاك: يرويه محمد بن طلحة عن زُبيد عن مرة عن ابن مسعود به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 90) ثنا عبد الله بن محمد ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن محمد بن طلحة به. وعمر بن أحمد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن طلحة هو ابن مُصرّف اليامي مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، وعبد الله بن محمد هو أبو الشيخ الأصبهاني. وأما حديث زيد بن ثابت فله عنه طرق: الأول: يرويه عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان يحدث عن أبيه أنّ زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من نصف النهار، فقلنا: ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه، فقمت إليه فسألته، فقال: ¬

_ (¬1) هو المفلوج شيخ أبي يعلى.

أجل سألنا عن أشياء (¬1) سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "نضّر (¬2) الله امرءا سمع منّا حديثا فحفظه حتى (¬3) يبلغه غيره (¬4)، فإنّه رُبّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث (¬5) خصال لا يَغِلُّ عليهنّ قلب مسلم (¬6) أبدا: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم (¬7) الجماعة فإنّ دعوتهم (¬8) تحيط من ورائهم" وقال "من كان همه (¬9) الآخرة جمع الله شمله (¬10) وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرَّق الله عليه ضيعته (¬11) وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب (¬12) له" وسألنا عن الصلاة الوسطى وهي الظهر (¬13). أخرجه الطيالسي (إتحاف الخيرة 455) ومسدد (إتحاف الخيرة 456) وأحمد (5/ 183) وفي "الزهد" (ص 42 - 43) واللفظ له والدارمي (235) وأبو داود (3660) والترمذي (2656) وابن أبي عاصم في "السنة" (94) والطحاوي في "المشكل" (1600) وابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 1/ 11) وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (9 و10 و 11) وابن حبان (67 و 680) والطبراني في "الكبير" (4890) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (3 و 4) وابن عبد البر في "الجامع" (184 و 185 و 187) والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص 84 - 85) وتمام في "الفوائد" (ق 100) وأبو نعيم في "المستخرج" (10) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 245 - 246) وفي "الأربعين الصغرى" (1) وفي "الآداب" (1189) وابن عبد البر في "لتمهيد" (21/ 275 - 276) والخطيب في "الفقيه" (2/ 71) وفي "شرف أصحاب الحديث" (19) والشجري في "أماليه" (1/ 64) والقاضي ¬

_ (¬1) ولفظ البيهقي في الآداب "كلمة" (¬2) وفي لفظ "رحم" (¬3) وفي لفظ "فأداه إلى من هو أحفظ منه" (¬4) ولفظ الخطيب في شرف أصحاب الحديث "كما سمعه" (¬5) ولفظ الدارمي "لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال إلا دخل الجنة" (¬6) ولفظ البيهقي في الآداب "مؤمن" (¬7) ولفظ البيهقي أيضا "والاعتصام بجماعة المسلمين" (¬8) ولفظ البيهقي أيضاً "فإن دعائهم يحيط" (¬9) ولفظ الدارمي وغيره "نيته" (¬10) ولفظ البيهقي في الآداب وابن حبان في الموضع الثاني "له أمره" (¬11) ولفظ الدارمي وغيره "أمره" (¬12) وفي لفظ "قدر" (¬13) ولفظ أبي عمرو المديني في الموضع الثالث "العصر"

عياض في "الإلماع" (ص 12 - 13) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 367 - 368) من طريق شعبة عن عمر بن سليمان به. قال الترمذي: حديث حسن" قلت: بل صحيح رجاله كلهم ثقات، وكذا قال الحافظ: هذا حديث صحيح. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه جهضم بن عبد الله اليمامي عن عمر بن سليمان به. أخرجه البيهقي في "الآداب" (ص 527) عن الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية ثنا عمر بن يونس اليمامي ثنا جهضم به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه يحيى بن عباد أبو هُبيرة الأنصاري عن أبيه عن زيد بن ثابت رفعه "نضّر الله امرءا سمع مقالتي فبلّغها، فَرُبّ حامل فقه غير فقيه، ورّبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهنّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم" أخرجه ابن ماجه (230) والطبراني في "الكبير" (4924) والمزي (14/ 127 - 128) من طريق محمد بن فضيل الكوفي ثنا ليث بن أبي سليم عن يحيى بن عباد به. قال البوصيري: هذا إسناد فيه ليث بن أبي سليم وقد ضعفه الجمهور" مصباح الزجاجة 1/ 32 قلت: واختلف عليه فيه، فرواه عبيد الله بن عمرو الرقي عنه عن محمد بن عجلان عن أبيه عن زيد. أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (186) • ورواه مَعْمر بن راشد عنه عن محمد الكوفي عن زيد. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (5/ 374) • ورواه ميمون بن زيد السَّقَّاء البصري عنه عن محمد بن وهب عن أبيه عن زيد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4925) الثالث: يرويه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن زيد بن ثابت.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7267) عن محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني ثنا موسى بن عامر أبو عامر ثنا عِرَاك بن خالد بن يزيد عن إبراهيم بن أبي عبلة به. وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" (12) عن الطبراني به. وأخرجه أيضاً عن القاضي أبي أحمد وأبي الشيخ قالا: ثنا محمد بن أحمد بن راشد به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا عراك بن خالد" قلت: وهو مختلف فيه، وموسى بن عامر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، وعجلان قال النسائي: لا بأس به، والباقون ثقات. وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه ابن ماجه (231 و 3056) والفاكهي في "أخبار مكة" (2604) والبزار (3414) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 458) والطحاوي في "المشكل" (2/ 232) والطبراني في "الكبير" (1542) وتمام في "الفوائد" (ق 100/ أ) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 372) من طريق عبد الله بن نمير (¬1) عن محمد بن إسحاق ثني عبد السلام عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخَيْف من مِنَى فقال "نضّر الله عبدا (¬2) سمع مقالتي فوعاها ثم بلّغها من لم يسمعها، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه لا فقه له (¬3). ثلاث لا يغِلّ عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل (¬4)، والنصيحة لأولي الأمر، ولزوم الجماعة فإنّ دعوتهم تحيط من وراءهم" السياق لتمام. هكذا رواه ابن نمير عن ابن إسحاق عن عبد السلام وهو ابن أبي الجَنُوب عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه به. وخالفه جماعة رووه عن ابن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه ليس فيه عبد السلام، منهم: 1 - يعلي بن عبيد الطَّنَافسي. أخرجه أحمد (4/ 80) والذهلي في "الزهريات" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 371) وابن ماجه (1/ 85) والبزار (3417) وابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 1/ 10 - 11) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 1/ 33) عن عبد الله بن نمير به. (¬2) ولفظ ابن ماجه "امرءا" (¬3) ولفظ ابن ماجه "غير فقيه" (¬4) زاد الفاكهي "لله"

وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (14) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 4 - 5) وابن بشران (874) والحاكم (1/ 87) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 369 - 370) 2 - سعيد بن يحيى اللخمي. أخرجه ابن ماجه (1/ 85) والحاكم (1/ 87) 3 - أحمد بن خالد الوهبي. أخرجه أبو عبيد في "كتاب الواعظ" والذهلي في "الزهريات" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 371) والدارمي (234) والطحاوي في "المشكل" (1601) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1421) والحاكم (1/ 87) وأبو نعيم في "المستخرج" (9) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 371) 4 - يحيى بن سعيد الأموي. أخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 1/ 10) والحاكم (1/ 87) 5 - إبراهيم بن سعد الزهري. أخرجه أحمد (4/ 82) والبزار (3415) وأبو يعلى (7413) والحاكم (1/ 87) 6 - عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1541) وأبو الشيخ في "الطبقات" (369) وابن عبد البر في "الجامع" (195) 7 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1541) 8 - محمد بن عبيد الطنافسي. أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (20) 9 - محمد بن عمر الواقدي. أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (196) وفي "التمهيد" (21/ 276) ورواية ابن نمير عندي أصح لأنّ ابن إسحاق قد صرّح فيها بالتحديث من عبد السلام عند الطحاوي بخلاف الروايات الأخرى فإنّه لم يصرّح فيها بالسماع من الزهري مما يدل على أنّه لم يسمعه من الزهري.

قال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر": ورجّح (أي الحاكم) رواية ابن نمير، ويؤيده أنّ ابن إسحاق دلسه ما وقع في رواية أحمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق قال: ذكر الزهري، وهذه عادة ابن إسحاق فيما لم يسمعه من شيوخه يقول: ذكر فلان. قاله ابن خزيمة، وعبد السلام بن أبي الجنوب الذي حدثه به عن الزهري ضعيف. وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/ 291): فقد بان أنّ ابن إسحاق لم يسمع هذا من الزهري وإنما دلس فيه" وعبد السلام بن أبي الجنوب قال ابن المديني وابن حبان: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - مالك بن أنس. أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (197) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن يونس ثنا القدامي ثنا مالك به. وقال: القدامي عبد الله بن محمد بن ربيعة خراساني ضعيف، وله عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها" 2 - صالح بن كيسان المدني. أخرجه الحاكم (1/ 86 - 87) والطبراني في "الكبير" (1544) والشجري في "أماليه" (1/ 64) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 372) من طريق نُعيم بن حماد المروزي ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (¬1) ولم يخرجاه، فأمّا البخاري فقد روى في الجامع الصحيح عن نعيم بن حماد وهو أحد أئمة الإسلام" وتعقبه البوصيري فقال: قلت: إنما أخرج البخاري لنعيم مقرونا بغيره، وإنما روى مسلم له في مقدمة كتابه" المصباح 1/ 33 قلت: وهو مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) قال الحافظ: كذا قال، ونعيم ماله في مسلم سوى شيء مقطوع في المقدمة. وأخرج عنه البخاري مويضعات متابعات وأثرا واحدا موقوفاً، وقد وصف بكثرة الخطأ على إمامته وجلالته، وهذا الإسناد مما شذّ فيه، فإنّ يعقوب بن إبراهيم بن سعد أثبت منه وأتقن وأعرف بحديث أبيه وقد قال فيه: عن أبيه عن ابن إسحاق، فهو المعتمد"

3 - سفيان بن عُيينة. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (369) 4 - زياد بن سعد الخراساني. أخرجه أبو الشيخ أيضاً. 5 - يزيد بن عياض الليثي. أخرجه محمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي" (57) ولم ينفرد الزهريّ به بل تابعه عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه به. أخرجه الدارمي (233) من طريق إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني ثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن بن الحويرث به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 373) وتابعه محمد بن إسحاق المدني ثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب به. أخرجه أحمد (4/ 82) والبزار (3416) وأبو يعلى (7414) والحاكم (1/ 87 - 88) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن ابن إسحاق به. وخالفه يونس بن بكير الشيباني فرواه عن ابن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن جبير عن أبيه ليس فيه عبد الرحمن بن الحويرث. أخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 1/ 10) والطبراني في "الكبير" (1543) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 373) والأول أصح، وعبد الرحمن بن الحويرث (¬1) هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري الزرقي أبو الحويرث المدني وهو مختلف فيه: وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه مالك وغيره. وعمرو بن أبي عمرو مختلف فيه كذلك. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس مرفوعاً "نضّر الله عبدا ¬

_ (¬1) قال الحافظ: وعبد الرحمن بن الحويرث نسب إلى جده واسم أبيه معاوية وهو مدني ضعيف"

سمع مقالتي فوعاها فرُب حامل فقه غير فقيه، ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، والاعتصام بجماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم". أخرجه خيثمة بن سليمان في "فوائده" (ص 65 - 66) وابن عدي (4/ 1584) وابن شاهين في "الأفراد" (80) وتمام في "الفوائد" (ق 1/ أ) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أحمد بن وهيب ص 354) والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 319) من طريق محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به. قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث زيد بن أسلم عن أنس، تفرد به ابنه عبد الرحمن، وتفرد به محمد بن شعيب بن شابور عن عبد الرحمن" تاريخ ابن عساكر وقال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس، لا أعلم حدّث به إلا محمد بن شعيب هذا" (¬1) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف" المجمع 1/ 139 وقال الحافظ: وعبد الرحمن ضعيف الحفظ لكن يكتب حديثه في المتابعات" تخريج أحاديث المختصر 1/ 376 الثاني: يرويه مُعان بن رفاعة الشامي عن عبد الوهاب بن بُخْت المكي عن أنس مرفوعاً "نضّر الله عبدا سمع مقالتي فحملها، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهنّ صدر مسلم: إخلاص العمل لله عز وجل، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من وراءهم" أخرجه أحمد (3/ 225) وابن ماجه (236) وابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 1/ 11) واللفظ له وأبو عمرو المديني الأصبهاني في "حجة الوداع" (38) والآجري في "الشريعة" (ص 2) ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي" (58) وابن عبد البر في "الجامع" (198) من طرق عن معان به. ¬

_ (¬1) قلت: تابعه عطاف بن خالد المخزومي ثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9440) وقال: لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه، تفرد به عطاف بن خالد ومحمد بن شعيب بن شابور"

قال الحافظ: رجاله موثقون" تخريج أحاديث المختصر 1/ 376 قلت: معان بن رفاعة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وخالفه خالد بن يزيد ويقال ابن أبي يزيد أبو عبد الرحيم الحرّاني فرواه عن عبد الوهاب بن بخت عن محمد بن عجلان عن أنس، فزاد فيه ابن عجلان. أخرجه أبو عمرو المديني الأصبهاني (36 و 37) من طرق عن موسى بن أَعْيَن الجزري عن خالد بن يزيد به. وإسناده حسن إن كان ابن عجلان سمع من أنس فإنّه لم يذكر سماعا منه. قال الذهبي في "السير" (6/ 318): وقيل: إنّه روى عن أنس، وذلك ممكن إن صح" الثالث: يرويه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي ثني عقبة بن وَسَّاج عن أنس مرفوعاً "نضر الله من سمع قولي ثم لم يزد فيه: ثلاث لا يغِلُّ عليهنّ قلب امرئ مسلم: فذكرهن". أخرجه أبو الطاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه" (حديث رقم 16 - منسوختي) وأبو عمرو المديني الأصبهاني (40) والدارقطني في "الأفراد" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 375) والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص 85 - 86) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 253) وفي "المستخرج" (11) وابن عبد البر في "الجامع" (199) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (95) والجورقاني في "الأباطيل" (94) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/ 420 - 421) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 375) من طرق عن أبي طالب عبد الجبار بن عاصم النسائي ثنا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة العقيلي عن إبراهيم بن أبي عبلة به. قال الجورقاني: هذا حديث مشهور حسن" قلت: هانئ بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، والباقون ثقات. الرابع: يرويه الهيثم بن حبيب الصيرفي عن أنس بن سيرين عن أنس مرفوعا "نضّر الله امْرَءا سمع مقالتي ثم حفظها وأوعاها إلى من هو أوعى لها منه ... " أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 252) من طريق منصور بن عمار الواعظ ثنا بشير بن زاذان عن محمد بن كثير عن أبي حنيفة عن الهيثم به. وإسناده ضعيف لضعف منصور بن عمار وبشير بن زاذان. وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 239) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 107 - 108)

عن سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع والطبراني في "الأوسط" (5288) عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي قالا: ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالخَيْف من منَى يقول "نضر الله امرَءًا سمع مقالتي فوعاها حتى يبلغها من لم يسمعها فرُبّ حامل فقه ... " الحديث وفيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير فإنهّما مدلسان. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 337) من طريق ابن أبي حاتم أنا أبي ثنا يحيى بن المغيرة ثنا الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس المُلائي عن زُبيد عن من ذكره عن أبي هريرة مرفوعاً "نضر الله امرءا سمع مقالتي فحفظها حتى يبلغها عني، فرُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورُبّ حامل فقه وهو غير فقيه". وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث عمير بن قتادة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 49) و"الأوسط" (7000) ثنا محمد بن نصر العطار الهمداني ثنا هشام بن عمار ثنا شهاب بن خراش الحوشبي عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبيه مرفوعاً "نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمير بن قتادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن عمار" وقال الهيثمي: ورجاله موثقون إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني" المجمع 1/ 138 قلت: ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" وقال: صدوق رحال. وأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 82) وفي "الأوسط" (6777 و 7949) وفي "مسند الشاميين" (2210) وابن عدي (5/ 1770) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 308) وفي "المستخرج" (13) والقضاعي (1422) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 369) من طريق عمرو بن واقد الدمشقي ثنا يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ مرفوعاً "نضر الله عبدا سمع كلامي لم يزد فيه، رُبّ حامل حكمة إلى من هو لها أوعى منه. ثلاث لا يغِلّ عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص

العمل لله، والمناصحة لولاة الأمر، والاعتصام بجماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم". قال الطبراني: لا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن واقد" وقال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ إلا من رواية عمرو بن واقد عن يونس عن أبي إدريس عن معاذ وهو من الشاميين ممن يكتب حديثه مع ضعفه" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه عمرو بن واقد رُمي بالكذب وهو منكر الحديث" المجمع 1/ 138 وقال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله ثقات إلا عمرو بن واقد الذي تفرد به، فإنّه ضعيف جداً" وأما حديث النعمان بن بشير فله عنه طريقان: الأول: يرويه الشعبي قال: خطبنا النعمان بن بشير فقال في خطبته: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد الخَيْف فقال "نضّر الله وجه عبد سمع مقالتي فحملها، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهن قلب مسلم: اخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم". أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (11) وأبو نعيم في "المستخرج" (9) من طريق عيسى بن أبي عيسى الخياط عن الشعبي به. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عيسى الخياط وهو متروك الحديث" المجمع 1/ 138 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه نعيم بن أبي هند عن الشعبي به. أخرجه أبو عمرو المديني الأصبهاني في "حجة الوداع" (43) ثنا محمد بن مسلم بن واره ثني محمد بن يزيد بن سنان ثنا محمد بن عبد الله عن عطاء بن عجلان الحنفي عن نعيم به. وعطاء بن عجلان كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني، وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث. الثاني: يرويه سِمَاك بن حرب عن النعمان بن بشير قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره.

أخرجه الحاكم (1/ 88) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا إبراهيم بن بكر المروزي ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك به. وقال: حديث النعمان من شرط الصحيح فقط احتج مسلم في المسند الصحيح بحديث سماك عن النعمان، وحاتم بن أبي صغيرة وعبد الله بن بكر السهمي متفق على إخراجهما" قلت: وإبراهيم بن بكر المروزي ذكره الحافظ في "اللسان" (1/ 40) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. وسماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات. وأما حديث بشير بن سعد فأخرجه أبو عمرو المديني الأصبهاني (¬1) في "حجة الوداع" (33) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 96 - 97) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 287) والطبراني في "الكبير" (1224) وابن عدي (6/ 2257) والشجري في "أماليه" (1/ 46) من طريق عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا محمد بن كثير القرشي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه مرفوعاً "رحم الله عبدا سمع مقالتي فحفظها، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، ورُبّ حامل نقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين" قال ابن عدي: وهذا يرويه محمد بن كثير عن إسماعيل بن أبي خالد فهو غريب من وجهين: أحدهما من حديث ابن أبي خالد، والثاني حيث قال: عن النعمان بن بشير عن أبيه" قلت: ومحمد بن كثير قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أحمد: خرقنا حديثه. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7016) عن محمد بن حماد الجُورقاني ثنا سعيد بن عبد الله أبو صالح الهمداني ثئا أبو معاذ النحوي ثنا حاتم بن إسماعيل عن بكر بن مسمار لا أعلمه إلا عن عامر بن سعد عن أبيه رفعه "نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، فرُبّ حامل فقه وهو غير فقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو معاذ النحوي" ¬

_ (¬1) لم يذكر في إسناده "عن الشعبي"

وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن عبد الله لم أر من ذكره" المجمع 1/ 138 - 139 وأما حديث أبي قرصافة فأخرجه الطبراني في "الصغير" (300) و"الأوسط" (3096) ثنا بشر بن موسى الغزي ثنا أيوب بن علي بن الهَيصَم ثنا زياد بن سيار عن عزة بنت عياض عن جدها أبي قرصافة مرفوعاً "نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها فرُبّ حامل علم إلى من هو أعلم منه. ثلاث لا يغِل عليهنّ القلب: إخلاص العمل لله، ومناصحة الولاة، ولزوم الجماعة". ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (284) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (250) وأخرجه ابن الخطاب في "مشيخته" (1) من طريق أبي محمد الحسن بن رشيق العسكري ثنا بشر بن موسى بن بشر الغزي به. قال الطبراني: لا يُروى عن أبي قرصافة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" وإسناده لم أر من ذكر أحدا منهم" المجمع 1/ 138 قلت: وقد رأيت من ذكرهم: أما أبو قرصافة فهو مترجم في "تهذيب الكمال" و"الإصابة" وغيرهما. وأما عزة بنت عياض فذكرها ابن حبان في "الثقات" (5/ 289) إلا أنّه نسبها إلى جدها فقال: عزة بنت أبي قرصافة واسمه جندرة بن خيشنة. وأما زياد بن سيار فذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 255) كذلك، والبخاري في "التاريخ" وابن أبي حاتم في "الجرح". وأما أيوب بن علي بن الهيصم فذكره ابن أبي حاتم في "الجرح"، قال أبو حاتم: شيخ. وأما بشر بن موسى الغزي فقال الدارقطني: لا بأس به (سؤالات السهمي ص 181) وأما حديث ابن عباس فأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (9) عن موسى بن زكريا ثنا شَبَاب ثنا عبد المجيد أبو خداش ثنا منصور بن وردان ثنا أبو حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد الخَيف فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال "نضّر الله امْرَءًا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها من لم يسمعها، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهنّ قلب

مسلم: إخلاص العمل لله، والنصحية لأئمة المسلمين والدعوة لأئمتهم، فإنّ الدعوة تحيط من ورائهم، من تكن الدنيا نيته وأكبر همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن تكن الآخرة نيته وأكبر همه جعل الله غناه بين عينيه، ولم يفرّق عليه شمله، وتأتيه الدنيا وهي راغبة" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن زكريا التستري، قال الدارقطني: متروك (سؤالات الحاكم ص 156) والحديث أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 931) من طريق إسماعيل بن مخلد ثنا عبيد بن يعيش ثني منصور بن وردان عن أبي حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف لضعف أبي حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية. وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق: الأول: يرويه عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نضّر الله امرَءًا سمع مقالتي فوعاها فبلغها كما سمعها" أخرجه البزار (كشف 142) عن إسحاق بن إبراهيم البغوي البغدادي ثنا داود بن عبد الحميد ثنا عمرو بن قيس به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 205) عن أحمد بن إسحاق عن البزار به. وأخرجه الرامهرمزي (5) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو، تفرد به إسحاق عن داود" قلت: وداود قال أبو حاتم: لا أعرفه وهو ضعيف الحديث يدل حديثه على ضعفه. وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: روى عن عمرو بن قيس المُلائي بأحاديث لا يتابع عليها. الثاني: يرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في حجة الوداع "نضّر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها، فرُبّ حامل فقه ليس بفقيه. ثلاث لا يغِلُّ عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم، فإنّ دعاءهم يحيط من ورائهم". أخرجه البزار (كشف 141)

عن سليمان بن سيف الحرّاني وأبو الشيخ في "الطبقات" (746) ومن طريقه الشجري في "أماليه" (1/ 51) عن إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري قالا: ثنا سعيد بن سلام ثنا عمر بن محمد عن زيد به. قال البزار: سعيد وعمر لم يتابعا على حديثهما" قلت: سعيد بن سلام هو العطار كذبه محمد بن عبد الله بن نمير وأحمد، وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث جداً. الثالث: يرويه عبد الله بن شَوذب الخراساني عن سعيد بن أبي عَروبة عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى فقال "رحم الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغِلُّ عليهن قلب مسلم: النصيحة لله عز وجل، ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولكتابه، ولولاة الأمر، ولزوم جماعتهم، فإنّ يد الله تعالى على الجماعة" أخرجه أبو عمرو المديني الأصبهاني في "حجة الوداع" (15) ثنا أبو عبد الله محمد بن مسلم بن واره ثني الحسن بن واقع ثنا ضَمْرة عن ابن شوذب به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1302) من طرق عن ضمرة بن ربيعة الفلسطيني به. ورجاله ثقات إلا أنّ ابن أبي عروبة كان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع عبد الله بن شوذب منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (508) والخطيب في "التاريخ" (8/ 333) وفي "الكفاية" (ص 289) من طريق سويد بن سعيد الهروي ثنا الوليد بن محمد المُوَقَّري عن ثور بن يزيد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع "نضّر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها، فرُبّ حامل كلمة إلى من هو أوعى لها منه". وإسناده ضعيف لضعف الموقري. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الدارمي (236) أنا يحيى بن موسى ثنا عمرو بن محمد القرشي أنا إسرائيل عن عبد الرحمن بن زُبيد اليامي عن ابن عجلان عن أبي الدرداء قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال "نضر الله امرَءًا سمع منا حديثا فبلّغه كما سمعه، فرُبّ مُبلغ أوعى من سامع. ثلاث لا يغِلُّ عليهنّ قلب امرئ مسلم: اخلاص العمل لله، والنصيحة لكل مسلم، ولزوم جماعة المسلمين، فإنّ دعاءهم محيط من ورائهم".

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 373 - 374) قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ومداره على عبد الرحمن بن زبيد وهو منكر الحديث، قاله البخاري" المجمع 1/ 137 قلت: وفيما قاله نظر فإنّ البخاري عندما ترجم لعبد الرحمن بن زبيد قال: روى عنه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، ثم قال: يحيى منكر الحديث. وهكذا تعقب الحافظ في "اللسان" الذهبي عندما قال في "الميزان": عبد الرحمن بن زبيد وعنه يحيى بن عقبة. قال البخاري: منكر الحديث انتهى قال الحافظ: وهذا إنما قاله البخاري في يحيى الراوي عنه، وأمّا عبد الرحمن فذكره ابن حبان في "الثقات" انتهى (¬1) قلت: وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات لكن لا أدري أسمع ابن عجلان من أبي الدرداء أم لا، ويغلب على الظن أنّه لم يسمع منه، والله تعالى أعلم. وأما حديث ربيعة بن عثمان فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2777) من طريق يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا أبو حمزة الخراساني عن عثمان بن حكيم عن ربيعة بن عثمان قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد الخَيْف من مني فحمد الله وأثنى عليه وقال "نضّر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فبلغها من لم يسمعها، فرُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورُبّ حامل فقه غير فقيه. ثلاث لا يغِلُّ عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والنصيحة للأئمة، ولزوم جماعتهم" أبو حمزة ثابت بن أبي صفية ضعيف كما قال أحمد وغيره. وأما حديث شيبة بن عثمان فأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 335 - 336) والطبراني في "الكبير" (7194) ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي ثنا أبو بكر بن عياش عن ثابت الثمالي عن محيصة (¬2) عن شيبة بن عثمان قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد الخيف فقال "ثلاث لا يغل عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص العمل، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم". وإسناده ضعيف لضعف ثابت بن أبي صفية الثُّمَالي. ¬

_ (¬1) انظر ما قاله في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 374) (¬2) عند ابن قانع: عن نجبة.

وأما حديث عائشة فأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (758) من طريق فهو بن بشر الرقي ثنا جعفر بن برقان عن صالح بن مسمار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "نضّر الله امرءا سمع مقالتي هذه فحفظها ثم وعاها فبلغها عني" فهر بن بشر قال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وصالح بن مسمار ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. 3870 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر عمر إلى ابن عبد الحميد وكان اسمه محمدا ورجل يقول له: فعل الله بك يا محمد، فأرسل إلى ابن زيد بن الخطاب فقال: لا أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسب بك، فسماه عبد الرحمن. وأرسل إلى بني طلحة وهم سبعة ليغير أسماءهم فقال له محمد وهو كبيرهم: والله لقد سماني النبي - صلى الله عليه وسلم - محمدا، فقال: قوموا فلا سبيل إليكم. قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني" (¬1) أخرجه ابن سعد (5/ 53 - 54) وأحمد (4/ 216) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 16) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (670) والطبراني في "الكبير" (19/ 242 - 243) وأبو نعيم في "الصحابة" (634) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 99) من طرق عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي ثنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن هلال مختصرا. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (635) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن شيبان عن هلال عن ابن أبي ليلى أنّ محمد بن طلحة بن عبيد الله قال: سماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمدا. ورواته ثقات لكن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر. 3871 - "نظرت في الذنوب فلم أر أعظم من سورة من القرآن أوتيها رجل فنسيها" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي عن أنس رفعه: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عرضت عليّ ذنوب أمتي" 3872 - "نِعمَ الإدام الخل، إنّه هلاك بالرجل أن يدخل إليه النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم، وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم" ¬

_ (¬1) 13/ 193 (كتاب الأدب- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سموا بإسمي) (¬2) 15/ 199 - 200 (كتاب الحدود- باب رمي المحصنات)

قال الحافظ: أخرجه الحاكم وأبو يعلى من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير قال: دخل على جابر نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقدم إليهم خبزا وخلا، فقال: كلوا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره" (¬1) له عن جابر طرق: الأول: يرويه عبيد الله بن الولد الوَصَّافي عن عبد الله بن عبيد بن عُمير قال: دخل على جابر نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... أخرجه أحمد (3/ 371) والبيهقي (7/ 279 - 280) والوصافي قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: نزل بجابر بن عبد الله ضيف له فجاءهم بخبز وخل، فقال: كلوا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "نعم الإدام الخل، هلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم، هلاك بالرجل أن يحتقر ما في بيته يقدمه إلى أصحابه". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5062) عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي ابن بنت معاوية بن عمرو ثنا يزيد بن عبد الرحمن المَغني ثنا المحاربي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الواحد بن أيمن إلا المحاربي" قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره لكنه يدلس ولم يذكر سماعا من عبد الواحد بن أيمن، وعبد الواحد وأبوه ثقتان، ويزيد بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: صدوق، ومحمد بن أحمد وثقه عبد الله بن أحمد وغيره. الثالث: يرويه أبو طالب يحيى بن يعقوب بن مدرك بن سعد الأنصاري القاص عن مُحارب بن دثار عن جابر مرفوعا "نعم الإدام الخل، وكفى بالمرء شرا أن يسخط ما قُرِّب إليه" أخرجه أبو يعلى (1981و 2201) من طريق إبراهيم بن عيينة الكوفي عن أبي طالب القاص به. وإبراهيم بن عيينة مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو تُميلة يحيى بن واضح ¬

_ (¬1) 13/ 112 (كتاب الأدب- باب الزيارة)

المروزي ثنا أبو طالب القاص عن محارب بن دثار قال: دخلنا على جابر فقرب إلينا خبزا وخلا وقال: كلوا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "نعم الإدام الخل" ولم يذكر الزيادة التي في آخره وهي "وكفى بالمرء شرا" وهكذا رواه جماعة عن محارب عن جابر فلم يذكروا هذه الزيادة. منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه أبو داود (3820) والترمذي (1842) وفي "الشمائل" (145) والطبراني في "الأوسط" (8812) 2 - قيس بن الربيع. أخرجه ابن ماجه (3317) 3 - حفص بن سليمان الأسدي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (625) 4 - مِسعر بن كِدَام. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8812) 5 - عبيد الله بن الوليد الوصافي. أخرجه أحمد (3/ 371) 3873 - "نِعْم الحي عنزة، مبغي عليهم منصورون رهط شعيب وأختان موسى" قال الحافظ: ففي حديث سلمة بن سعيد العنزي أنّه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فانتسب إلى عنزة فقال: فذكره، أخرجه الطبراني وفي إسناده مجاهيل" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2828) ثنا أبو عمر حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب عن شيبان بن قيس عن سلمة بن سعد أنّه وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قومه، فاستأذنوا عليه، فأذن لهم، فدخلوا عليه، فقال "من هؤلاء؟ " قالوا: وفد عنزة، قال "بخ، نعم الحي عنزة، ¬

_ (¬1) 7/ 260 (أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [الأعراف: 85])

مبغي عليهم منصورون، مرحبا بعنزه" فقمت، فقال "سل يا سلمة عن حاجتك" قلت: خرجت أسألك عن ما فرضت عليّ في الإبل، والغنم، والبقر، فأخبَرَني، فلما انصرفت، قال "اللهم ارزق عنزة قوتا لا سرف فيه". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6364) وأبو نعيم في "الصحابة" (3421) من طريق الحسين بن محمد بن سعيد الكرابيسي ثنا حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب بن شيبان بن قيس عن قيس بن سلمة عن سلمة بن سعد به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 278) من طريق عبد الله بن شبويه عن حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب بن قيس بن سلمة بن سعد ثنا أبي عن حفص بن المسيب عن المسيب عن سلمة بن سعد به. قال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار وفيه من لم أعرفهم" "المجمع 9/ 51 وقال الحافظ: وفي الإسناد من لا يعرف" الإصابة 4/ 229 وله شاهد من حديث عمر أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2603) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا محمد بن الحسن العنزي ثنا أبو غاضرة محمد بن أبي بكر العنزي ثني عمي غضبان بن حنظلة عن أبيه حنظلة بن نعيم العنزي قال: كنت فيمن وفد على عمر فجعل يسأل رجلاً رجلاً: ممن أنت، ومن أنت؟ حتى انتهى إليّ فقال: ممن أنت، ومن أنت؟ فقلت: أنا حنظلة، من عنزة. فأومأ نحو المشرق، وفرج أصابعه، وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "عنزة حي من ههنا، مبغي عليهم منصورون". وأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 59) عن محمد بن المثنى (¬1) ويزيد بن سنان القزاز البصري قالا: ثنا محمد بن الحسن العنزي (¬2) به. واختلف فيه على محمد بن المثنى، فقال البزار (337): ثنا محمد بن المثنى قال: ثنا محمد بن الحسن العنزي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا غاضرة العنزي عن عمه الغضبان بن حنظلة عن أبيه حنظلة بن نعيم العنزي. وقال: لا نعلمه يُروى مرفوعاً إلا عن عمر، ولا نعلم له طريقا عن عمر إلا هذا الطريق" ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1632) عن محمد بن المثنى به. (¬2) تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا محمد بن أبي بكر به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 48)

وقال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو غاضرة" قلت: تابعه المثنى بن عوف العنزي عن الغضبان به. أخرجه أحمد (1/ 22) ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا المثنى به (¬1). والمثنى وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس به بأس. وغضبان بن حنظلة وأبوه ذكرهما ابن حبّان في "الثقات" (4/ 167 و 9/ 4) وذكرهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلا. وقال الحسيني عن الغضبان: مجهول (الإكمال) 3874 - "نِعم الرجل معاذ بن جبل" قال الحافظ: وقد أخرج ابن حبّان والترمذي من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن سعد (3/ 412 و 605) وأحمد (2/ 419) وابنه في "فضائل الصحابة" (354) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 167) والترمذي (3795) وابن أبي عاصم في "السنة" (1244) والحاكم (3/ 289 و 425) وأبو سعد السمان في "مشيخته" (التدوين للرافعي 3/ 398 - 399) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 275) والمزي (4/ 370) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي والبخاري في "الأدب المفرد" (337) وابن أبي عاصم في "السنة" (1244) وفي "الآحاد" (1832 و 1920 و 1925 و 1943) والنسائي في "الكبرى" (8230) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (74) وابن حبان (6997 و 7129) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 403) وأبو عبد الله الحاكم (3/ 233 و 268) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 42) عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني وابن سعد (3/ 412 و 605) والنسائي في "الكبرى" (8243) عن سليمان بن بلال المدني ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1635) من طريق إسحاق بن إدريس الأسواري ثنا المثنى بن عوف به. (¬2) 8/ 126 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب معاذ بن جبل)

وأحمد في "الفضائل" (197) واللالكائي في "السنة" (2504) عن فُليح بن سليمان الخزاعي كلهم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان على حِرَاء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اهدأ فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "نِعْم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شَمَّاس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجَمُوح" اللفظ لأحمد. زاد النسائي وأبو نعيم في حديث ابن أبي حازم "نعم الرجل سهيل بن بيضاء" (¬1) وزاد البخاري وابن حبّان والحاكم فيه "وبئس الرجل فلان، وبئس الرجل فلان" حتى عدّ سبعة. قال ابن أبي حازم: سماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يسمهم لنا سهيل. قال الترمذي: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سهيل" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الذهبي: إسناده جيد" سير الأعلام 1/ 341 وقال الحافظ: إسناده حسن" الإصابة 2/ 15 قلت: وهو كما قال للخلاف في سهيل. واختلف عنه، فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن سهيل عن أبيه مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 11 و 136 - 137) والأول أصح. 3875 - عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي ركعتين قبل الفجر، وكان يقول "نِعْمَ السورتان يُقرأ بهما في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون:1] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] " تقدم الكلام عليه في حرف الكاف. ¬

_ (¬1) وزاد ابن أبي عاصم "نعم الرجل عويم بن ساعدة" رواه ابن أبي عاصم عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن ابن أبي حازم. وابن كاسب مختلف فيه.

3876 - "نِعْم الشيء الإمارة لمن أخذها بحقها وحلها، وبئس الشيء الإمارة لمن أخذها بغير حقها، تكون عليه حسرة يوم القيامة" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث زيد بن ثابت رفعه: فذكره" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (4831) ثنا حفص بن عمر الرقي ثنا أبو حذيفة ثنا زهير بن محمد عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت به مرفوعاً. قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه حفص بن عمر بن الصباح الرقي وثقه ابن حبّان، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 200 قلت: شيخ الطبراني ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو أحمد الحاكم: حدّث بغير حديث لم يتابع عليه، وقال الذهبي في "سير الأعلام" (13/ 406): صدوق في نفسه وليس بمتقن. وأبو حذيفة واسمه موسى بن مسعود مختلف فيه، وزهير بن محمد هو التميمي وهو مختلف فيه كذلك، وشريك وعطاء ثقتان. 3877 - قوله - صلى الله عليه وسلم -لابن عمر "نِعْم العبد عبد الله" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 3/ 248) من حديث ابن عمر بلفظ "نعم الرجل عبد الله" 3878 - حديث عمرو بن العاص "نِعْم المال الصالح للرجل الصالح" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬3) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "يا عمرو إنى أريد أن أبعثك" 3879 - حديث أبي هريرة رفعه "نِعْمت الأضحية الجَذَعَة من الضأن" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وفي سنده ضعف" (¬4) ضعيف ¬

_ (¬1) 16/ 244 (كتاب الأحكام- باب ما يكره من الحرص على الإمارة) (¬2) 13/ 89 (كتاب الأدب- باب ما يكره من التمادح) (¬3) 14/ 51 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر) (¬4) 12/ 111 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم- لأبي بردة ضح بالجذع من المعز)

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (307) وأحمد (2/ 444 - 445) والترمذي (1499) وفي "العلل" (2/ 646) والبيهقي (9/ 271) والمزي (24/ 168 - 169) من طريق عثمان بن واقد العمري عن كِدَام بن عبد الرحمن بن كدام السلمي عن أبي كباش قال: جلبت غنما جُذعانا إلى المدينة فكسدت عليّ، فلقيت أبا هريرة فسألته فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "نِعْم أو نعمت الأضحية الجَذَع من الضأن" قال: فانتهبها الناس. قال الترمذي: حديث حسن غريب، وقد روي هذا عن أبي هريرة موقوفًا، وعثمان بن واقد هو ابن محمد بن زياد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى هذا الحديث عثمان بن واقد فرفعه إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه غير عثمان بن واقد عن أبي هريرة موقوفًا. قلت له: ما اسم أبي كباش؟ قال: لا أعرف اسمه" قلت: الحديث إسناده ضعيف، كدام بن عبد الرحمن مجهول كما قال أبو حاتم والحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وأبو كباش قال ابن حزم: لا ندري من هو (المحلى 8/ 21) وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 3880 - قوله للمرأة لما سألته: ألهذا حج؟ قال "نَعَم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1336) من حديث ابن عباس. 3881 - عن القاسم بن محمد أنّ سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، إنّ أمي هلكت فهل ينفعها أن أعتق عنها؟ قال "نعم" قال الحافظ: أخرجه ابن عبد البر" (¬2) مرسل أخرجه مالك (2/ 779) عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أنّ أمه أرادت أن توصي، ثم أخّرت ذلك إلى أن تصبح، فهلكت، وقد كانت همت بأن تعتق، فقال عبد الرحمن: فقلت للقاسم بن محمد: أينفعها أن أعتق عنها؟ فقال القاسم: إنّ سعد بن عبادة قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنّ أمي هلكت فهل ينفعها أن أعتق عنها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "نعم" ¬

_ (¬1) 15/ 132 (كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة) (¬2) 14/ 396 (كتاب الإيمان والنذور- باب من مات وعليه نذر)

قال ابن عبد البر: هذا حديث منقطع لأنّ القاسم لم يلق سعد بن عبادة، ولكن قصة سعد بن عبادة وحديثه في ذلك قد روي من وجوه كثيرة متصلة ومنقطعة صحاح كلها، وهو حديث مشهور عند أهل العلم من حديث سعد بن عبادة وغيره. وأكثر الأحاديث في قصة سعد هذه عن سعد وغيره إنما هي في الصدقة، وأما العتق فلا يكاد يوجد إلا من حديث مالك عن عبد الرحمن بن أبي عمرة هذا" التمهيد 20/ 26 - 27 3882 - عن سعد بن عبادة أنّ سعدًا خرج مع النبي-صلى الله عليه وسلم- فقيل لأمه: أوصي، قالت: المال مال سعد، فتوفيت قبل أن يقدم فقال: يا رسول الله، هل ينفعها أن أتصدق عنها؟ قال "نعم" قال الحافظ: في "الموطأ" وغيره من وجه آخر عن سعد بن عبادة: فذكره، وعند أبي داود من وجه آخر نحوه وزاد: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال "المال" (¬1). انظر الحديث الذي قبله وحديث: خرج سعد بن عبادة مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في بعض مغازيه" في حرف الخاء. 3883 - عن ابن عباس قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، إنّ أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ قال "نعم" قال الحافظ: رواه مسلم البُطَين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 5/ 97) 3884 - عن سعد بن عبادة قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال "نعم" قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال "سقي الماء" قال الحافظ: وبين النسائي من وجه آخر جهة الصدقة المذكورة فأخرج من طريق سعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة قال: فذكره" (¬3) أخرجه ابن ماجه (3684) والنسائي (6/ 213) وفي "الكبرى" (6491 و 6492) وابن خزيمة (2497) وابن حبان (3348) والطبراني في "الكبير" (5379) من طريق هشام الدَّسْتُوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 14/ 396 (كتاب الإيمان والنذور- باب من مات وعليه نذر) (¬2) 14/ 396 (كتاب الإيمان والنذور- باب من مات وعليه نذر) (¬3) 6/ 318 (كتاب الوصايا- باب ما يستحب لمن توفي فجأة)

وأخرجه أبو داود (1679) والحاكم (1/ 414) من طريق همام بن يحيي العَوْذي عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنّ سعدا أتى النبي-صلى الله عليه وسلم- وأخرجه ابن خزيمة (2496) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة. وأخرجه أبو داود (1680) والحاكم (1/ 414) والبيهقي (4/ 185) عن محمد بن عرعرة البصري والبيهقي (4/ 185) عن عفان بن مسلم الصفار كلاهما عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب والحسن عن سعد بن عبادة. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3107) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا شعبة ثنا قتادة عن الحسن وسعيد أنّ سعد بن عبادة. وأخرجه أحمد (5/ 284 - 285 و 6/ 7) عن حجاج بن محمد الأعور قال: سمعت شعبة يحدث عن قتادة (¬1) قال: سمعت الحسن يحدث عن سعد بن عبادة. وأخرجه النسائي (6/ 214) وفي "الكبرى" (6493) عن إبراهيم بن الحسن بن الهيثم المصيصي عن حجاج به. قال ابن خزيمة: إن صح الخبر" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا، فإنّه غير متصل" وقال المنذري: بل هو منقطع الإسناد عند الكل فإنّهم كلهم رووه عن سعيد بن المسيب عن سعد ولم يدركه، فإنّ سعدا توفي بالشام سنة خمس عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة، ومولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة، والحسن البصري لم يدرك سعدا أيضًا فإنّ مولد الحسن سنة احدى وعشرين" الترغيب 2/ 73 ¬

_ (¬1) تابعه يونس بن عبيد ومنصور بن زاذان عن الحسن أن سعد بن عبادة. أخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه" (2) عن الحسين بن الحسن المروزي ثنا هشيم بن بشير أنا يونس ومنصور به.

3885 - عن عبد الواحد بن أبي عون قال: قدم النعمان بن أبي الجون الكندي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلما، فقال: يا رسول الله، ألا أزوجك أجمل أيم في العرب كانت تحت ابن عم لها فتوفي وقد رغبت فيك؟ قال "نعم" قال: فأبعث من يحملها إليك، فبعث معه أبا أسيد الساعدي، قال أبو أسيد: فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت معي في محفة، فأقبلت بها حتى قدمت المدينة فأنزلتها في بني ساعدة، ووجهت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في بني عمرو بن عوف فأخبرته. قال الحافظ: أخرجه ابن سعد. وقال: وفي رواية لابن سعد أنّ النعمان بن أبي الجون الكندي أتى النبي-صلى الله عليه وسلم- مسلما، فقال: ألا أزوجك أجمل أيم في العرب؟ فتزوجها وبعث معه أبا أسيد الساعدي، قال أبو أسيد: فأنزلتها في بني ساعدة، فدخل عليها نساء الحي فرحين بها وخرجن فذكرن من جمالها" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه ابن سعد (8/ 143 - 144) عن الواقدي ثنا محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي قال: فذكره، وفيه طول. والواقدي متروك الحديث. 3886 - عن إسماعيل بن أبي حكيم مرسلًا أنّ خديجة قالت: أي ابن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاء؟ قال "نعم" فجاءه جبريل، فقال "يا خديجة هذا جبريل" قالت: قم فاجلس على فخذي اليسرى، ثم قالت: هل تراه؟ قال "نعم" قالت: فتحول إلى اليمنى كذلك، ثم قالت: فتحول فاجلس في حجري كذلك، ثم ألقت خمارها وتحسرت وهو في حجرها وقال: هل تراه؟ قال "لا" قالت: أثبت فو الله إنّه لملك وما هو بشيطان. قال الحافظ: ووقع عند ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم مرسلًا: فذكره" (¬2) أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 238 - 239) قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير أنّه حدث عن خديجة أنّها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي ابن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ وذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 11/ 273 و 274 (كتاب الطلاق- باب من طلق) (¬2) 10/ 349 (كتاب التفسير: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] باب حدثنا يحيى بن بكير)

قال ابن إسحاق: فحدثت عبد الله بن الحسن هذا الحديث، فقال: قد سمعت فاطمة بنت الحسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة، إلا أني سمعتها تقول: أدخلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينها وبين درعها، فذهب عند ذلك جبريل -علية السلام-. ورواه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 133 - 134) عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 151 - 152) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس بن بكير. وأخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 302 - 303) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به. وإسماعيل بن أبي حكيم وثقه ابن معين وغيره. واختلف عنه، فقال الحارث بن محمد الفهري: ثني إسماعيل بن أبي حكيم ثني عمر بن عبد العزيز ثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: حدثتني أم سلمة عن خديجة قالت: فذكرت الحديث. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6431) عن محمد بن عبد الله بن عرس المصري ثنا يحيى بن سليمان بن نضلة المديني ثنا الحارث بن محمد الفهري به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمر بن عبد العزيز إلا إسماعيل بن أبي حكيم، ولا عن إسماعيل إلا الحارث بن محمد الفهري، تفرد به يحيى بن سليمان" قلت: تابعه عبد الله بن عمرو الفهري ومحمد بن مسلمة عن الحارث بن محمد الفهري به. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (164) قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 8/ 256 قلت: محمد بن عبد الله بن عرس لم أقف له على ترجمة، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 20): لم أعرفه، ويحيى بن سليمان بن نضلة مختلف فيه، والباقون ثقات. 3887 - عن ابن عباس أنّ رجلًا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنشدك الله، آلله أرسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن ندع اللات والعزى؟ قال "نعم" فأسلم. قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 17/ 121 (كتاب التوحيد- باب ما جاء في دعاء النبي-صلى الله عليه وسلم- أمته إلى توحيد الله)

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (123) عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي جعفر عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال: جاء رجل من بني سعد بن بكر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسترضعاً فيهم- فقال: يا ابن عبد المطلب أنا رجل من أخوالك، وأنا رسول قومي، ووافدهم إليك، وأنا سائلك ومشدد سؤالي إياك، ومنشدك، فمشتد إنشادي إياك، فلا تجدنّ عليّ، قال "نعم" قال: أخبرني من خالقك وخالق من قبلك، وخالق من بعدك، قال "الله" الحديث: ولم يذكره بتمامه ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8150) وقال فيه: أخبرني من خلق السموات والأرض والجنة والنار؟ قال "الله عز وجل" وزاد: قال: نشدتك به أهو أرسلك بما أتانا كتابك وأتتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن ندع اللات والعزى؟ قال "نعم" قال: نشدتك به أهو أمرك؟ قال "نعم" قال: أتانا كتابك وأتتنا رسلك أن نصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات، نشدتك به أهو أمرك؟ قال "نعم" قال: أتانا كتابك وأتتنا رسلك أن نصوم في كل سنة شهرا، نشدتك أهو أمرك؟ قال "نعم" قال: أتانا كتابك وأتتنا رسلك أن نحج إليه في ذي الحجة، نشدتك أهو أمرك؟ قال "نعم" قال: هؤلاء خمس ولست أزيد عليهن، فلما قفا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أما إنّه إن فعل الذي قال دخل الجنة" واختلف فيه على موسى بن أبي جعفر وهو الفراء (¬1). فقال محمد بن فضيل الكوفي: ثنا عطاء بن السائب وموسى بن أبي جعفر الفراء عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس قال: فذكر نحوه، وزاد فيه ذكر الزكاة. ولم يذكر كريبا أخرجه الطبراني في "الكبير" (8151) و"الأوسط" (2728) عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثني أبي ثنا محمد بن فضيل به. ورواه غير واحد عن ابن فضيل ولم يذكروا موسى بن أبي جعفر، منهم: 1 - ابن أبي شيبة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8152) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 171 - 172) 2 - محمد بن عبد الله بن نمير. أخرجه الطبراني (8152) ¬

_ (¬1) لم أقف له على ترجمة.

3 - محمد بن يزيد (¬1). أخرجه الدارمي (657) وحديث سفيان أصح، وابن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه. ولم ينفرد سالم بن أبي الجعد به بل تابعه محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب عن ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقدم عليه، وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في أصحابه، وكان ضمام رجلًا جلدا أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أنا ابن عبد المطلب" قال: أمحمد؟ قال "نعم" قال: يا ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة، فلا تجدن في نفسك، قال "لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك" قال: أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله بعثك إلينا رسولًا؟ قال "اللهم نعم" قال: فانشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدكُ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئًا، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدونا معه؟ قال "اللهم نعم" قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال "اللهم نعم" قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة. الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها، ينشده عند كل فريضة منها كما ينشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدا رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، واجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص. ثم انصرف إلى بعيره راجعا. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة" أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 573 - 574) قال: ثني محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب عن ابن عباس به. وأخرجه أحمد (1/ 264 - 265 و 265) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 168) عن إبراهيم بن سعد الزهري والحاكم (3/ 54 - 55) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 374 - 377) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 57 - 58) ¬

_ (¬1) أظنه: الحزامي الكوفي.

عن يونس بن بكير الشيباني كلاهما عن ابن إسحاق به. ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق ثني سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع عن كريب عن ابن عباس به. أخرجه الدارمي (658) وأبو داود (487) والطبري في "تاريخه" (3/ 124 - 125) والطبراني في "الكبير" (8149) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 230) والمزي (26/ 594 - 596) قال الحاكم: صحيح" قلت: بل حسن للخلاف في ابن إسحاق. ورواه الواقدي عن أبي بكر بن أبي سَبْرَة عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس مختصرا. أخرجه ابن سعد (1/ 299) والواقدي وشيخه متروكان واتهما بالكذب. 3888 - عن عطية بن قيس أنَّ جبريل أتى النبي-صلى الله عليه وسلم- بعد ما فرغ من بدر على فرس حمراء معقودة الناصية قد تخضب الغبار بثنيته، عليه درعه، وقال: يا محمد إنّ الله بعثني إليك وأمرني أن لا أفارقك حتى ترضى، أفرضيت؟ قال "نعم" قال الحافظ: أخرج سعيد بن منصور من مرسل عطية بن قيس: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه سعيد بن منصور (2873) عن عيسى بن يونس الكوفي عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس به. وأخرجه ابن سعد (2/ 26 - 27) من طريق ابن المبارك أنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن عطية بن قيس به. وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. ¬

_ (¬1) 8/ 315 (كتاب المغازي- باب شهود الملائكة بدرا)

3889 - حديث أبي أمامة أنّ رجلًا قال: يا رسول الله، أنبي كان آدم؟ قال "نعم" قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال "عشرة قرون" قال الحافظ: صححه ابن حبان" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6177 و 6969 و 15183) وابن البختري في "الأمالي" (768) وابن حبان (6190) والطبراني في "الكبير" (7545) و"الأوسط" (405) وابن منده في "التوحيد" (571) من طرق عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام ثني زيد بن سلام أنّه سمع أبا سلام يقول: حدثني أبو أمامة أنّ رجلًا قال: يا رسول الله، أنبيّ كان آدم؟ قال "نعم معلم مكلم" قال: كم بينه وبين نوح؟ قال "عشر قرون" قال: كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال "عشر قرون" قالوا: يا رسول الله، كم كانت الرسل؟ قال "ثلاثة مائة وخمسى عشرة جَمّا غفيرا". وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (299) عن الربيع بن النافع به. ومن طريقه أخرجه الحاكم" (2/ 262) واللفظ له والبيهقي في "الأسماء" (ص268) قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن سلام" وقال ابن منده: هذا إسناد صحيح على رسم مسلم والجماعة إلا البخاري" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن كثير: قلت: وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه" البداية 1/ 101 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 196 و 8/ 210 قلت: وهو كما قالوا. وللحديث طريق أخرى عند ابن أبي حاتم (2550 و 6283 و 16944) وفيها علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. 3890 - عن أسماء بنت عُميس أنها قالت: يا رسول الله، إنّ وَلَدَ جعفر تُسرع إليهم العين فاسترقي لهم؟ قال "نعم". ¬

_ (¬1) 7/ 181 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله -عز وجل-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود: 25]).

قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي وصححه والنسائي من طريق عبيد بن رفاعة عن أسماء بنت عميس: فذكرت الحديث، وله شاهد من حديث جابر أخرجه مسلم قال: رخّص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لآل حزم في الرقية وقال لأسماء "مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟ أتصيبهم الحاجة؟ " قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم. قال "ارقيهم" فعرضت عليه فقال "ارقيهم" (¬1) له عن أسماء طرق: الأول: يرويه عروة بن عامر عن عُبيد بن رفاعة الزُّرقي عن أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله، إنّ بني جعفر تصيبهم (¬2) العين أفأسترقي لهم؟ فقال "نعم، لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين". أخرجه الحميدي (330) وابن أبي شيبة (8/ 56) وأحمد (6/ 438) وإسحاق في "مسنده" (2137) والترمذي (2059) وابن ماجه (3510) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3146) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 574) والخرائطي في "المكارم" (2/ 971) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 183) والطبراني في "الكبير" (24/ 143) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 183) والبيهقي (9/ 348) وفي "الشعب" (10712) وفي "القضاء والقدر" (245) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 267 و23/ 154) وابن بشكوال في "الغوامض" (107) والبغوي في "شرح السنة" (3243) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 15) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 39) عن سفيان بن عيينة والترمذي (4/ 395 - 396) والنسائي في "الكبرى" (7537) والبيهقي (9/ 348) عن أيوب السَّخْتياني كلاهما عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر به. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: عروة بن عامر وعبيد بن رفاعة مختلف في صحبتهما، وسفيان وأيوب ثقتان مشهوران. الثاني: يرويه عبد الله بن أبي نجيح المكي عن عبد الله بن باباه- وقيل ابن بابيه- عن أسماء به. ¬

_ (¬1) 12/ 310 (كتاب الطب- باب رقية العين) (¬2) وفي لفظ "تسرع اليهم"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 327) والطبراني في "الكبير" (24/ 142) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفه" (ص 183) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 268) عن زهير بن معاوية الجعفي وابن أبي شيبة (8/ 56 - 57) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني كلاهما عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح به. ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس وقد رواه بالعنعنة، وعبد الله بن باباه ما أظنه سمع من أسماء. الثالث: يرويه ابن جريج أخبرني عطاء عن أسماء أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نظر إلى بنيها بني جعفر فقال "ما لي أرى أجسامهم ضارعة؟ " فقالت: إنّ العين تسرع إليهم أفأرقيهم؟ قال "بماذا؟ " فعرضت عليه كلاما ليس به بأس، فقال "ارقيهم". أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 142) عن محمد بن محمد الجذوعي ثنا عقبة بن مكرم ثنا أبو عاصم عن ابن جريج به. هكذا رواه الجذوعي وهو ثقة كما قال الخطيب في "التاريخ" عن عقبة بن مكرم عن أبي عاصم عن ابن جريج عن عطاء عن أسماء. وخالفه الإمام مسلم فرواه في "الصحيح" (2198) عن عقبة بن مكرم ثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: وأخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكر الحديث. ولم ينفرد أبو عاصم به بل تابعه على الوجه الثاني: 1 - رَوح بن عبادة البصري. أخرجه ابن سعد (481) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 269 و 23/ 153 - 154) 2 - حجاج بن محمد الأعور. أخرجه ابن عبد البر (2/ 268 و 23/ 154) من طريق يوسف (¬1) بن سعيد بن مسلم المصيصي ثنا حجاج به. ¬

_ (¬1) ورواه يوسف بن سعيد أيضًا عن حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن أسماء. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (2/ 818)

وأخرجه (2/ 269) من طريق يحيى بن نعيم ثنا حجاج به. الرابع: يرويه عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي البلخي واختلف عنه: - فقال مكي بن إبراهيم: ثنا عبيد الله بن أبي زياد عن مجاهد عن أسماء أنّها أتت النبي-صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إنّ الناس يصلون بني أخيك محمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر بالعين، قال "استرقي لهما" وقال "إن كان شيء سابق القدر لسبق العين" أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 182) - وقال أبو حنيفة: ثنا عبيد الله بن أبي زياد عن أبي نجيح عن عبيد الله بن عمر أنّ أسماء بنت عميس أتت النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو نعيم (ص 181) - وقال ابن المبارك: عن عبيد الله بن أبي زياد: سمعت مجاهدا عن أبي هريرة رفعه "لو قلت أنّ شيئًا لم يسبق القدر لقلت العين" أخرجه أبو نعيم (ص 182) 3891 - حديث علي قال: قلت: يا رسول الله، إن وُلد لي من بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال "نعم" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث علي قال: فذكره، وفي بعض طرقه: فسماني محمدا وكناني أبا القاسم. وكانت رخصة من النبي-صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب. روينا هذه الرخصة في أمالي الجوهري، وأخرجها ابن عساكر في الترجمة النبوية من طريقه، وسندها قوي" (¬1) يرويه المنذر بن يعلى الثوري واختلف عنه: - فرواه فِطر بن خليفة عن المنذر الثوري واختلف عنه: • قال الحاكم (4/ 278): ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا أبو نعيم وأبو غسان قالا: ثنا فطر بن خليفة ثني منذر الثوري قال: سمعت محمد بن الحنفية يقول: سمعت أبي يقول: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال "نعم" ¬

_ (¬1) 13/ 194 (كتاب الأدب- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي)

قال علي: فكانت هذه رخصة لي. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولعل متوهما يتوهم أنّ الشيخين لم يخرجاه عن فطر، وليس كذلك فإنّهما قد قرنا بينه وبين آخر في إسناد واحد" قلت: فطر روى له البخاري مقرونا بغيره، ولم يرو له مسلم شيئًا. ولم يخرج البخاري رواية أبي نعيم وأبي غسان عن فطر، ولا رواية فطر عن منذر. وأبو نعيم هو الفضل بن دُكين، وأبو غسان أظنه مالك بن إسماعيل النّهدي. واختلف فيه على أبي نعيم: فقال ابن سعد (5/ 91): أخبرنا، وقال البخاري في "الأدب المفرد" (843): حدثنا أبو نعيم ثنا فطر عن منذر قال: سمعت ابن الحنفية قال: كانت رخصة لعلى قال: يا رسول الله، إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال "نعم" مرسل. وأخرجه البيهقي (9/ 309) وفي "الآداب" (616) من طريق أبي محمد الحسن بن علي بن جعفر الصيرفي ثنا أبو نعيم به. وقال: وروي من وجه آخر ضعيف عن ابن الحنفية، والحديث مختلف في وصله" وتعقبه ابن التركماني فقال: قلت: أخرجه الترمذي (2843) قال: ثنا محمد بن بشار ثنا يحيي القطان ثنا فطر ثني منذر عن ابن الحنفية عن علي. الحديث، ثم صححه الترمذي، والسند إلى منذر متصل، وصرّح البيهقي في روايته سماع منذر من ابن الحنفية، وابن الحنفية سمع عليا فالسند إذاً متصل، وفطر أخرج له البخاري فيما ذكر صاحب الكمال وأبو الوليد الباجي، وباقي السند على شرط الشيخين" قلت: مراد البيهقي: أنّ الرواة عن فطر اختلفوا عنه: فمنهم من وصله، ومنهم من أرسله كما سيأتي بيان ذلك. فممن رواه عن فطر موصولا غير واحد، منهم: 1 - يحيي بن سعيد القطان. أخرجه الترمذي (2843) عن محمد بن بشار

وأبو يعلى (303) عن عبيد الله بن عمر القواريري قالا: ثنا يحيى القطان ثنا فطر ثني منذر عن ابن الحنفية عن علي قال: فذكره. وهكذا رواه البزار (649) عن عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان فقال: عن ابن الحنفية عن علي. ورواه غيره عن الفلاس عن يحيى القطان فقال: عن ابن الحنفية قال: قال علي. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 5) عن الفلاس به. وأخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 32 - 33) من طريق أبي بكر محمد بن الحسين بن شهريار ثنا الفلاس به. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن منذر الثوري إلا فطر بن خليفة" قلت: رواه غير فطر عن منذر كما سيأتي. 2 - وكيع. قال أحمد (1/ 95): ثنا وكيع ثنا فطر عن ابن الحنفية قال: قال علي: يا رسول الله وأخرجه ابن عساكر (1/ 32) من طريق إسحاق بن راهوية أنا وكيع أنبأ فطر عن منذر عن ابن الحنفية أنّ عليا قال. 3 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. قال أبو بكر بن أبي شيبة (8/ 668) وفي "الأدب" (258): ثنا أبو أسامة عن فطر عن منذر عن ابن الحنفية قال: قال علي للنبي-صلى الله عليه وسلم-: وأخرجه أبو داود (4967) عن أبي بكر بن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا أبو أسامة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 309) وفي "الآداب" (ص 295) 4 - علي بن قادم الكوفي. قال الدولابي في "الكنى" (1/ 5) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 335): ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم ثنا علي بن قادم ثنا فطر عن منذر عن ابن الحنفية عن علي قال.

5 - حاتم بن إسماعيل المدني. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 691) من طريق حجاج بن رشدين بن سعد المصري عن عبد الله بن وهب عن حاتم بن إسماعيل عن فطر عن منذر عن ابن الحنفية أنّ عليا قال: 6 - أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي. أخرجه الحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 86) • وقال إسحاق بن يوسف الأزرق: ثنا فطر عن منذر قال: سمعت ابن الحنفية قال: كانت رخصة لعلي قال: يا رسول الله، إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال "نعم" مرسل. أخرجه ابن سعد (5/ 91) • وقال جعفر بن عون الكوفي: عن فطر عن منذر قال: كانت رخصة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي أن قال له: يا رسول الله مرسل. أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 189) - ورواه الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه قال: وقع بين عليّ وطلحة كلام، فقال له طلحة: لا كجرأتك على رسول الله، سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجمعهما أحد من أمته بعده. فقال عليّ: إنّ الجريء من اجترأ على الله وعلى رسوله، اذهب يا فلان فادع لي فلانا وفلانا، لنفر من قريش. قال: فجاءوا، فقال: بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال "إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتي ولا تحل لأحد من أمتي بعده" أخرجه ابن سعد (5/ 91 - 92) عن محمد بن الصلت الأسدي وخالد بن مخلد الكوفي قالا: ثنا الربيع بن المنذر به. قال الذهبي: رواه ثقتان عن الربيع، وهو مرسل" السير 4/ 115 قلت: رواه جعفر بن الهذيل عن محمد بن الصلت الأسدي ثنا ربيع بن منذر الثوري عن أبيه أظنه عن ابن الحنفية قال: وقع بين طلحة وبين علي كلام أخرجه الحاكم في "المعرفة" (ص 190)

ورواه محمد بن خلف العسقلاني عن محمد بن الصلت فجزم بأنّه عن ابن الحنفية. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 690) وقال: وهذا خبر عندنا صحيح سنده" قلت: الربيع بن منذر ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 297) ولم ينفرد منذر الثوري به بل تابعه محمد بن نشر الهمداني عن ابن الحنفية عن علي مرفوعا "سيولد لك بعدي غلام قد نحلته اسمي وكنيتي" أخرجه البزار (648) عن عمرو بن طلحة القناد والحاكم في "المعرفة" (ص 189) عن عبد العزيز بن الخطاب الكوفي والبيهقي في "الدلائل" (6/ 380) عن عون بن سلام الكوفي قالوا: ثنا قيس بن الربيع عن ليث بن أبي سليم عن محمد بن نشر به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن محمد بن نشر إلا ليث، ولا نحفظه إلا من حديث قيس عن ليث" قلت: قيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وليث ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وابن سعد والنسائي وغيرهم. واختلف فيه على قيس، فرواه الحسين بن شداد المخرمي عن الحسن بن بشر الهمداني ثنا قيس عن ليث عن محمد بن الأشعث عن ابن الحنفية عن علي. أخرجه القطيعي في زيادات "فضائل الصحابة" (1155) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (11/ 281) وابن الجوزي في "العلل" (396) وقال: هذا حديث لا يصح والحسن بن بشر منكر الحديث عند العلماء" قلت: الحسن بن بشر مختلف فيه: وثقه ابن حبان ومسلمة بن القاسم، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن عدي: ليس هو بمنكر الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن خراش: منكر الحديث.

3892 - عن أبي قتادة أنّ عمرو بن الجَمُوح أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل الله تراني أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ فقال "نعم" وكانت عرجاء. زاد عمر: فقتل يوم أحد رحمه الله. قال الحافظ: وروى أحمد وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" بإسناد حسن عن أبي قتادة: فذكره" (¬1) حسن أخرجه أحمد (5/ 299) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حيوة ثنا أبو الصخر حميد بن زياد أنّ يحيي بن النضر حدثه عن أبي قتادة أنّه حضر ذلك قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة- وكانت رجله عرجاء- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "نعم" فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمرّ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة" فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد. وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 128 - 129) عن هارون بن معروف المروزي ثنا عبد الله بن وهب قال: قال حيوة: به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير يحيي بن نضر الأنصاري وهو ثقة" المجمع 9/ 315 قلت: الحديث إسناده حسن كما قال الحافظ رجاله كلهم ثقات غير حُميد بن زياد وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون فهو حسن الحديث. 3893 - حديث أبي سعيد أنّ جبريل أتى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، اشتكيت؟ قال "نعم" قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2186)، وله شاهد عنده (2185) بمعناه من حديث عائشة" (¬2) ¬

_ (¬1) 6/ 104 (كتاب العتق- باب كراهية التطاول على الرقيق) (¬2) 12/ 316 (كتاب الطب- باب رقية النبي-صلى الله عليه وسلم-)

3894 - حديث أبي هريرة: قال سعد: يا رسول الله، لو وجدت مع أهلي رجلًا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال "نعم" قال الحافظ: عند مسلم (1498) من حديث أبي هريرة ولفظه: فذكره، وزاد في رواية من هذا الوجه: قال: كلا والذي بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك" (¬1) 3895 - عن معاوية بن أبي سفيان أنّه سأل أخته أم حبيبة: هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي في الثوب الذي يجامع فيه؟ قالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى. قال الحافظ: رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان" (¬2) صحيح أخرجه ابن سعد (1/ 464) وإسحاق في "مسنده" (2052) وأحمد (6/ 426 - 427) وعبد بن حميد (1555) والدارمي (1383) وأبو داود (366) وابن ماجه (540) والنسائي (1/ 127) وفي "الكبرى" (287) وأبو يعلى (7126) وابن خزيمة (776) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 50) وابن حبان (2331) والطبراني في "الكبير" (23/ 220) وأبو نعيم في "الصحابة" (7410) والبيهقي (2/ 410) والبغوي في "شرح السنة" (522) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (517) عن الليث بن سعد وابن خزيمة (776) والطحاوي (1/ 50) والطبراني في "الكبير" (23/ 220 - 221 و 221) والبيهقي (2/ 410) عن عمرو بن الحارث المصري وابن خزيمة (776) والطحاوي (1/ 50) والبيهقي (2/ 410) عن ابن لهيعة وأحمد (6/ 325) وابن خزيمة (776) عن محمد بن إسحاق المدني والطحاوي (1/ 50) ¬

_ (¬1) 11/ 232 (كتاب النكاح- باب الغيرة) (¬2) 2/ 11 (كتاب الصلاة- باب وجوب الصلاة في الثياب)

عن جعفر بن ربيعة المصري كلهم عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن معاوية بن أبي سفيان به. وخالفهم عبد الحميد بن جعفر الأنصاري فرواه عن يزيد بن أبي حبيب عن معاوية بن حديج ليس فيه سويد بن قيس. أخرجه الدارمي (1382) والأول أصح. وهو إسناد صحيح رجاله ثقات، وسويد بن قيس هو التجيبي المصري وثقه النسائي وابن حبان ويعقوب بن سفيان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه يزيد بن أبي حبيب لكن وثقه النسائي. 3896 - حديث أبي سعيد قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله، هل من شيء نقوله قد بلغت القلوب الحناجر؟ قال: "نعم، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا" قال: فضرب الله وجوه أعدائنا بالريح، فهزمهم الله -عز وجلّ- بالريح. قال الحافظ: رواه أحمد" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 3) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا الزبير بن عبد الله ثني رُبَيْح بن أبي سعيد الخدري عن أبيه به. واختلف فيه على أبي عامر العقدي، فرواه محمد بن المثنى عن أبي عامر عن الزبير عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده أبي سعيد. أخرجه البزار (كشف 3119) وابن جرير في "تفسيره" (21/ 127) وتابعه أبو حاتم الرازي عن أبي عامر العقدي به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (البداية والنهاية 4/ 111) (¬2) قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا الزبير" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار وإسناد البزار متصل ورجاله ثقات وكذلك رجال ¬

_ (¬1) 8/ 405 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق) (¬2) قال ابن كثير: وهذا هو الصواب"

أحمد إلا أنّ في نسختي من "المسند" عن ربيح بن أبي سعيد عن أبيه، وهو في البزار عن أبيه عن جده" المجمع 10/ 136 قلت: الزبير وربيح وعبد الرحمن مختلف فيهم، فأما الزبير فوثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن معين: يكتب حديثه، وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة المتن والإسناد، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بذاك، وقال في "المغني": ليس بحجة، وقال في "الديوان": لا يترك. وأما ربيح فوثقه ابن حبان، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وقال أحمد: رجل ليس بمعروف، وقال البخاري: منكر الحديث. وأما عبد الرحمن فوثقه النسائي والعجلي وابن حبان، وقال ابن سعد: ليس هو بثبت ويستضعفون روايته ولا يحتجون به. 3897 - حديث زيد بن أرقم: جاء رجل من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم، تزعم أنّ أهل الجنة يأكلون ويشربون، قال "نعم، إنّ أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع" قال: الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى، قال " تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك" قال الحافظ: أخرجه النسائي، وسمى الطبراني في روايته هذا المسائل: ثعلبة بن الحارث" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة" 3898 - حديث أبي بن مالك أنّ قريشا صالحت النبي-صلى الله عليه وسلم- على أنّه من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاء منا رددتموه إلينا، فقالوا: يا رسول الله، أنكتب هذا؟ قال: "نعم، أنّه من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاء منهم إلينا فسيجعل الله له فرجا ومخرجا" قال الحافظ: ولمسلم (1784) من حديث أنس بن مالك: فذكره، وزاد أبو الأسود عن عروة هنا ولابن عائذ من حديث ابن عباس نحوه: فلما لان بعضهم لبعض في الصلح وهم على ذلك إذ رمى رجل من الفريقين رجلًا من الفريق الآخر فتصايح الفريقان وارتهن ¬

_ (¬1) 7/ 132 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)

كل من الفريقين من عندهم، فارتهن المشركون عثمان ومن أتاهم من المسلمين، وارتهن المسلمون سهيل بن عمرو ومن معه، ودعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى البيعة فبايعوه تحت الشجرة على أن لا يفروا، وبلغ ذلك المشركين فأرعبهم الله فأرسلوا من كان مرتهنا ودعوا إلى الموادعة وأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} [الفتح: 24] الآية" (¬1) 3899 - حديث السائب بن يزيد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- وقيل له: أترخص في هذا؟ قال "نعم، إنّه نكاح لا سفاح، أشيدوا النكاح" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (6666) عن أحمد بن زهير التُّسْتَري ثنا جعفر بن محمد الوراق الواسطي ثنا خالد بن مخلد ثني يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد بن خُصيفة عن أبيه عن السائب بن يزيد قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جواري تغنين تقلن: تحيونا نحييكم، فوقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاهن فقال "لا تقولوا هكذا ولكن قولوا حيانا وإياكم" فقال رجل: يا رسول الله، أترخص للناس في هذا؟ قال "نعم، إنه نكاح لا سفاح، أشيدوا بالنكاح". قال الهيثمي: وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في رواية" المجمع 4/ 290 قلت: هو ضعيف كما قال الهيثمي، وقد ذكره البخاري والنسائي والعقيلي وابن حبان والدارقطني وأبو نعيم في "الضعفاء"، وأما ابن معين فأكثر الروايات عنه أنّه ضعفه إلا عثمان الدارمي فإنّه نقل عنه أنه قال: ما كان به بأس. 3900 - "نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى" قال الحافظ: وفي رواية للطبراني من وجه آخر عن أبي بن كعب قال: فذكره" (¬3) أخرجه المحاملي في "أماليه" (454) عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي وأخرجه الطبراني في "الكبير" (539) و"الأوسط" (447) عن أحمد بن خليد الحلبي ¬

_ (¬1) 6/ 271 (كتاب الصلح- باب الشروط في الجهاد) (¬2) 11/ 133 (كتاب النكاح- باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها) (¬3) 8/ 127 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب أبي بن كعب)

قالا: ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب مرفوعا "يا أبا المنذر إني أمرت أن أعرض عليك القرآن" فقال: بالله آمنت، وعلى يديك أسلمت، ومنك تعلمت. قال: فردّ النبي-صلى الله عليه وسلم- القول. فقال: يا رسول الله، وذكرت هناك؟ قال "نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلي" قال: فأقرأ إذاً يا رسول الله. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 251) عن الطبراني به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاذ بن محمد بن معاذ إلا محمد بن عيسى الطباع" قلت: وإسناده ضعيف، معاذ بن محمد بن معاذ وأبوه وجده مجهولون (تهذيب التهذيب 10/ 194 - لسان الميزان 5/ 384 و 6/ 55) 3901 - حديث واثلة أنّه لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عيد فقال: تقبل الله منا ومنك، فقال: "نعم، تقبل الله منا ومنك" قال الحافظ: وقد روى ابن عدي من حديث واثلة: فذكره، وفي إسناده محمد بن إبراهيم الشامي وهو ضعيف، وقد تفرد به مرفوعا وخولف فيه، فروى البيهقي من حديث عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال "ذلك فعل أهل الكتابين" وإسناده ضعيف أيضا" (¬1) موضوع وحديث واثلة أخرجه ابن عدي (6/ 2274) والبيهقي (3/ 319) من طريق محمد بن إبراهيم الشامي ثنا بقية عن ثور عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع قال: لقيت النبي-صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد فقلت: يا رسول الله، تقبل الله منا ومنك، قال "نعم، تقبل الله منا ومنك" قال ابن عدي: وهذا منكر لا أعلم يرويه عن بقية غير محمد بن إبراهيم هذا. وقال: محمد بن إبراهيم منكر الحديث، وعامة أحاديثه غير محفوظة" قلت: وكذبه الدارقطني، وقال ابن حبان: يضع الحديث، وقال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال أبو نعيم: روى عن بقية وغيره موضوعات. ¬

_ (¬1) 3/ 98 (كتاب العيدين- باب سنة العيدين لأهل الإسلام)

وأما حديث عبادة فأخرجه البيهقي (3/ 319 - 320) من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي عن أبيه عن مكحول عن عبادة قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قول الناس في العيدين: تقبل الله منا ومنكم قال "ذلك فعل أهل الكتابين" وكرهه. قال البيهقي: عبد الخالق بن زيد منكر الحديث. قاله البخاري" قلت: وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي، وقال أبو نعيم: لا شيء. 3902 - عن سلمان أنّه قال: قلت: يا رسول الله، إنّ الله لم يبعث نبيا إلا بيّن له من يلي بعده، فهل بيّن لك؟ قال: "نعم، علي بن أبي طالب" قال الحافظ: وقد أخرج العقيلي وغيره في الضعفاء في ترجمة حكيم بن جبير من طريق عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة عن سلمان أنه قال: فذكره. وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (¬1) موضوع أخرجه العقيلي (1/ 130) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 371 - 372) عن أحمد بن الحسين ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير عن الحسن بن سفيان عن الأصبغ بن سفيان الكلبي عن عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة عن سلمان قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: يا رسول الله، إنّ الله لم يبعث نبيا إلا بيّن له من يلي بعده، فهل بُيِّن لك؟ قال "لا" ثم سألته بعد ذلك فقال "نعم، علي بن أبي طالب". قال العقيلي: حكيم بن جبير واه، والحسن والأصبغ مجهولان لا يعرفان إلا في هذا الحديث" وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. وأعله بخمسة من رواته وهم: ابن حميد وسلمة وحكيم والحسن والأصبغ. 3903 - عن عائشة قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون: يا رسول الله، ألا تزوج؟ قال "نعم فما عندك؟ " قالت: بكر وثيب، البكر بنت أحب خلق الله إليك عائشة، والثيب سودة بنت زمعة. قال "فاذهبي ¬

_ (¬1) 9/ 216 (كتاب المغازي- باب آخر ما تكلم به النبي-صلى الله عليه وسلم-)

فاذكريهما علي" فدخلت على أبي بكر فقال: إنما هي بنت أخيه، قال "قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي" فجاءه فأنكحه، ثم دخلت على سودة فقالت لها: أخبري أبي، فذكرت له فزوجه" قال الحافظ: رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن" (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3006 و 3061) والطبري في "التاريخ" (3/ 162 - 163) والطبراني في "الكبير" (23/ 23 - 24 و 24/ 30 - 31) والحاكم (2/ 167) وأبو نعيم في "الصحابة" (4773) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 189 - 190) عن يحيي بن سعيد الأموي (¬2) والحاكم (3/ 73) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (1) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 411 - 412) عن عبد الله بن إدريس الأودي وأبو نعيم في "الصحابة" (7433) عن يحيي بن زكريا بن أبي زائدة ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت: لما ماتت خديجة بنت خويلد جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، ألا تزوج؟ قال "ومن؟ " قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا، فقال "ومن البكر ومن الثيب؟ " فقالت: أما البكر فابنة أحب خلق الله إليك: عائشة، وأما الثيب: فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك. قال "فاذكريهما علي" قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وذاك ماذا؟ قالت: قلت رسول الله يذكر عائشة، قالت: انتظري فإنّ أبا بكر آت، قالت: فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له فقال: أفتصلح له وهي ابنة أخيه؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي" قالت: وقام أبو بكر فقالت لي أم رومان: إنّ المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه والله ما أخلف وعدا قط -يعني أبا بكر- قالت: فأتى أبا بكر المطعم فقال: ما تقول ¬

_ (¬1) 8/ 225 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب تزويج النبي-صلى الله عليه وسلم- عائشة) (¬2) قال الحافظ في "الإصابة" (13/ 39) وأخرج ابن أبي عاصم من طريق يحيى القطان" كذا قال "القطان"، وإنما هو الأموي، كذلك جاء منسوبا في رواية الطبراني والحاكم وأبي نعيم والطبري، ورواه ابن أبي عاصم عن ابنه سعيد بن يحيي بن سعيد ثنا أبي به.

في أمر هذه الجارية، قال: فأقبل على امرأته فقال لها: ما تقولين يا هذه، قال: فأقبلت على أبي بكر فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصيبه وتدخله في دينك الذي أنت عليه، قالت: فأقبل عليه أبو بكر فقال: ماذا تقول أنت؟ فقال: إنها لتقول ما تسمع، قالت: فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء. قالت: فقال لها أبو بكر: قولي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليأت. قالت: فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فملكها. قالت خولة: ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم قالت: فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت: أنعم صباحا، قال: من أنت؟ قالت: قلت: خولة بنت حكيم، قالت: فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول، قالت: قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة، قال: كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: قلت: تحب ذاك، قال: قولي له فليأت، قالت: فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فملكها. قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثي على رأسه التراب، وقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أن تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سودة بنت زمعة. السياق للبيهقي. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: هكذا رواه الأموي والأودي وابن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن يحيي بن عبد الرحمن عن عائشة موصولا. وخالفهم محمد (¬1) بن بشر العبدي فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن مرسلًا. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (621) وأحمد (6/ 210 - 211) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. والحديث إسناده حسن إن كان يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة سمع من عائشة فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منها. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث" المجمع 9/ 225 وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (2/ 184): إسناده حسن" (¬2) ¬

_ (¬1) وتابعه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن عمرو به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4774) (¬2) تقدم الكلام على الحديث في حرف الهمزة فانظر "ارجعي فقولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي"

3904 - عن ابن عباس قال: رفعت امرأة صبيا لها فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ قال "نعم ولك أجر" قال الحافظ: رواه مسلم (1336) من طريق كريب عن ابن عباس قال: فذكره" (¬1) 3905 - عن عائشة أنّ رجلًا تلا هذه الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فقال: إنا لنُجزى بكل ما عملناه، هلكنا إذاً، فبلغ ذلك النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال "نَعم، يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه" قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبّان من طريق عبيد بن عمير عن عائشة" (¬2) أخرجه سعيد بن منصور كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 558) وأحمد (6/ 65 - 66) والبخاري في "التاريخ "الكبير" (4/ 2/ 371) وأبو يعلى (4675 و 4839) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5995) وابن حبّان (2923) والبيهقي في "الشعب" (9350) من طريق عبد الله بن وهب قال: أني عمرو بن الحارث أنّ بكر بن سوادة حدثه أنّ يزيد بن أبي يزيد حدّثه عن عبيد بن عمير عن عائشة به. ووقع عند أبي يعلى في الموضع الثاني "عن يزيد بن أبي حبيب (¬3) " مكان "يزيد بن أبي يزيد" وما أظنه إلا وهما فإنّ جميع من ذكرت ممن أخرج الحديث قال فيه: يزيد بن أبي يزيد، وكذا من ترجموه ذكروه كذلك وذكروا أنّه روى عن عبيد بن عمير وعنه بكر بن سوادة إلا أنّ بعضهم قال: هو الأنصاري مولى مسلمة بن مخلد ومنهم من فرق بينهما. وقد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبّان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا بكر بن سوادة فهو مجهول. وترجمه الحافظ في "التعجيل" وقال: وقد أغفل الحسيني ذكر هذا الرجل في "التذكرة" وفي رجال المسند ولم يستدركه شيخنا الهيثمي عليه ولا من تبعه فإنهم ظنوا أنه يزيد بن أبي يزيد الرِّشْك وليس كذلك" من هذا تعلم أن قول الهيثمي في "المجمع" (7/ 12): رجاله رجال الصحيح. ليس بصحيح. ¬

_ (¬1) 4/ 442 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب حج الصبيان) (¬2) 12/ 207 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض) (¬3) وفي "إتحاف الخيرة" (7637): يزيد بن أبي يزيد، على الصواب.

3906 - حديث جابر: لما نزلت هذه السورة (النصر) قال النبي-صلى الله عليه وسلم- "نعيت إلى نفسي" فقال له جبريل: والآخرة خير لك من الأولى. قال الحافظ: رواه الطبراني" (¬1) موضوع أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 73 - 79) عن الطبراني وهو في "الكبير" (2676) له قال: ثنا محمد بن أحمد بن البراء ثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر بن عبد الله وابن عباس قالا: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخر السورة قال محمد - صلى الله عليه وسلم - "يا جبريل نفسي قد نعيت" قال جبريل: الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالًا أن ينادي بالصلاة جامعة وذكر الحديث وفيه طول. ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (828) وابن الجوزي في "الموضوعات" (559) وأخرجه أبو موسى أيضًا من طريق أبي الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه وأبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذه قالا: أنا الطبراني به. وهو حديث موضوع، عبد المنعم بن إدريس كذبه أحمد وابن معين، وقال ابن حبّان: يضع الحديث. قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع محال، كافأ الله من وضعه، وفتح من شين الشريعة بمثل هذا التخليط البارد، والكلام الذي لا يليق بالرسول ولا بالصحابة، والمتهم به: عبد المنعم بن إدريس. ثم ذكر كلام أئمة الجرح والتعديل فيه. وقال الهيثمي: وفيه عبد المنعم بن إدريس وهو كذاب وضاع" المجمع 9/ 31 3907 - "نفس المؤمن معلقة بِدَيْنه حتى يقضى عنه" قال الحافظ: صححه ابن حبان وغيره" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 9/ 195 (كتاب المغازي- باب مرض النبي-صلى الله عليه وسلم- ووفاته) (¬2) 6/ 67 (كتاب الرهن- باب من رهن درعه)

يرويه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف واختلف عنه: - فرواه سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين" أخرجه أحمد (2/ 440) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري و (2/ 475) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 236) عن وكيع وأحمد (2/ 475) وابن بشران (523) والبيهقي (4/ 61 و 6/ 76) وفي "الشعب" (5154) وفي "إثبات عذاب القبر" (136) وابن عبد البر (23/ 236) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين والدارمي (2594) والبيهقي (6/ 76) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي والبيهقي (6/ 76) عن محمد بن كثير العبدي كلهم عن سفيان به • وقال عبد الرحمن بن مهدي: عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولم يذكر عن أبيه. أخرجه أحمد (2/ 475) والأول أصح. - ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" أخرجه الترمذي (1079)

عن عبد الرحمن بن مهدي وابن ماجه (2413) عن أبي مروان محمد بن عثمان العثماني وأبو يعلى (6026) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 235) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهُذَلي وابن عدي (5/ 1698) عن عباد بن موسى الخُتّلي والبيهقي (6/ 49) وفي "الشعب" (5155) وفي "الصغرى" (2061 و 2062) عن أبي ثابت محمد بن عبيد الله المدني وابن عبد البر (23/ 235) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي والبيهقي (6/ 49) وفي "المعرفة" (5/ 339 و 8/ 253) وفي "الصغرى" (2325) والبغوي في "شرح السنة" (2147) عن الشافعي (¬1) كلهم عن إبراهيم بن سعد به. • ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، ولم يذكر عمر بن أبي سلمة. أخرجه الحاكم (2/ 27) وتابعه محمد بن جعفر الوركاني ثنا إبراهيم بن سعد به. أخرجه الحاكم (2/ 27) • ورواه الطيالسي (ص 315) عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولم يذكر عن أبيه. ¬

_ (¬1) رواه الشافعي في "الأم" (1/ 247) عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة- أظنه عن أبيه- عن أبي هريرة.

- ورواه زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولم يذكر عن عمر. أخرجه أحمد (2/ 508) والترمذي (1078) والبيهقي (4/ 61 و 6/ 76) وفي "إثبات عذاب القبر" (135) والسلفي في "معجم السفر" (145) وتابعه صالح بن كيسان المدني عن سعد بن إبراهيم به. أخرجه أبو يعلى (5898) والحاكم (2/ 26 - 27) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: صحح الترمذي رواية سعد بن إبراهيم عن عمر عن أبيه عن أبي هريرة وقال: هذا حديث حسن" (¬1) وقال الدارقطني: والصحيح قول الثوري ومن تابعه" العلل 9/ 305 وقال ابن عدي: هذا الحديث لا بأس به" وقال ابن عبد البر: قال أحمد بن زهير: سئل يحيي بن سعيد عن هذا الحديث، فقال: هو صحيح، وسئل عن عمر بن أبي سلمة فقال: ضعيف الحديث" قلت: هو مختلف فيه، وقد توبع. قال ابن حبان (3061): أنا عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق أنا مَعْمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين" شيخ ابن حبان أظنه ابن شيرويه المترجم في "سير الأعلام" (14/ 166) فإن كان هو فالإسناد صحيح. ورواه صالح بن كيسان عن الزهري بلفظ "دين المرء معلق بقلبه حتى يقضى عنه" أخرجه ابن بشران (642) 3908 - عن فاطمة بنت قيس قالت: نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب في الجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما تأيمت خطبني أبو جهم، الحديث. ¬

_ (¬1) وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 930): إسناده صحيح أو حسن"

قال الحافظ: ووقع في آخر صحيح مسلم (2942) في حديث الجساسة عن فاطمة بنت قيس: فذكرته" (¬1) 3909 - حديث سلمان "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتكلف للضيف" قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم، وفيه قصة سلمان مع ضيفه حيث طلب منه زيادة على ما قدم له، فرهن مطهرته بسبب ذلك، ثم قال الرجل لما فرغ: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال له سلمان: لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة" (¬2) له عن سلمان طرق: الأول: يرويه الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان فقرب إلينا خبزا وملحا فقال: لولا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا (¬3) عن التكلف لتكلفت لكم، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا سعتر، فبعث بمطهرته إلى البقال فرهنها فجاء بسعتر فألقاه فيه، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمان: لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (266) والبزار (2514) والطبراني في "الكبير" (6084 و 6085) وابن عدي (3/ 1106) والحاكم (4/ 123) واللفظ له والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 162) والبيهقي في "الآداب" (91) وفي "الشعب" (9153) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2031) من طرق عن حسين بن محمد المروذي ثنا سليمان بن قَرْم عن الأعمش به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عدي: هذا الحديث عن الأعمش حديث لا يتابع سليمان عليه" قلت: هو مختلف فيه والأكثرون على تضعيفه، ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن علوان الكلبي عن الأعمش عن أبي وائل قال: فذكره. أخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (162) والحسين بن علوان متهم بوضع الحديث فلا عبرة بمتابعته. ¬

_ (¬1) 11/ 402 (كتاب الطلاق- قصة فاطمة بنت قيس) (¬2) 13/ 151 (كتاب الأدب- باب صنع الطعام والتكلف للضيف) (¬3) وفي لفظ "نهانا أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا"

ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه عثمان بن شابور عن أبي وائل عن سلمان. أخرجه البزار (2515) وابن صاعد في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1408) عن أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة الخراساني والمحاملي (289) والطبراني في "الكبير" (6083) عن خلاد بن يحيي السلمي كلاهما عن قيس بن الربيع عن عثمان بن شابور به. • ورواه عفان بن مسلم الصفار عن قيس فقال: عن شقيق أو نحوه- شك قيس- عن سلمان. أخرجه أحمد (5/ 441) • ورواه موسى بن داود الضبي عن قيس فقال: عن شقيق أو غيره عن سلمان. أخرجه ابن صاعد (1406) • ورواه عبد الله بن رجاء الغُدَاني عن قيس فقال: عن شقيق أو مثله من أصحاب عبد الله عن سلمان. أخرجه ابن صاعد (1407) • ورواه الحسين بن الحسن المروزي عن ابن المبارك في "الزهد" (1404) عن قيس عن عثمان بن شابور عن رجل عن سلمان. • ورواه معاذ بن أسد المروزي عن ابن المبارك فقال: عن عثمان عن شقيق عن سلمان. أخرجه ابن صاعد (ص 493) • ورواه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي عن أبي الوليد الطيالسي عن قيس عن عثمان عن شقيق عن سلمان. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6083) وهكذا رواه محمد بن محمد التمار البصري عن أبي الوليد الطيالسي. أخرجه الطبراني (6083) وفي "الأوسط" (5931) ورواه يوسف بن موسى القطان عن أبي الوليد الطيالسي فقال: عن شقيق أو غيره عن سلمان.

أخرجه ابن صاعد (1405) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عثمان بن شابور إلا قيس بن الربيع" قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وعثمان (¬1) بن شابور لم يترجمه الحافظ في "تهذيب التهذيب" ولا في "تعجيل المنفعة". الثاني: يرويه الحسين بن الرماس العبدي عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال: سمعت سلمان الفارسي يقول: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/386) والخرائطي في "المكارم" (1/ 313) والطبراني في "الكبير" (6187) والحاكم (4/ 123) والبيهقي في "الشعب" (9155) والخطيب في "التاريخ" (8/ 45 - 46) من طرق عن حسين بن محمد المروذي ثنا الحسين بن الرماس به. ورواه يونس بن محمد المؤدب عن الحسين بن الرماس قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود وسليم بن رباح وزكريا بن إسحاق يحدثون عن سلمان رفعه "لا يتكلفنّ أحد لضيفه ما لا يقدر عليه" أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 56) والبيهقي في "الشعب" (9154) والخطيب في "التاريخ" (10/ 205) وقال: كذا قال: سليم بن رباح وزكريا بن إسحاق عن سلمان" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: سنده لين" قلت: الحسين بن الرماس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ما أرى به بأسا (تاريخ بغداد 8/ 46) الثالث: يرويه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن أبي البختري الطائي عن سلمان قال: أتاه نفر من أصحابه فقرب إليهم خبزا وسمكا مالحا، ثم قال: كلوا، نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التكلف، لولا ذلك لتكلفنا لكم. أخرجه أبو نعيم في "الأربعين على مذهب المتحققين" (35) من طريق سعيد بن ¬

_ (¬1) ذكره الدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1314) وابن ماكولا في "الإكمال" (4/ 249)

عمرو الحمصي ثنا بقية بن الوليد ثنا إسماعيل بن يحيي البصري عن مِسْعر بن كِدَام عن عمرو بن مرة به. وإسناده ضعيف، إسماعيل بن يحيي البصري لم أقف له على ترجمة، وأبو البَخْتري واسمه سعيد بن فيروز قال البخاري: لم يدرك سلمان (علل الترمذي 2/ 964) وقال المزي: روى عن سلمان مرسل. 3910 - "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمشط أحدنا كل يوم" قال الحافظ: وقد أخرج النسائي بسند صحيح عن حميد بن عبد الرحمن: لقيت رجلًا صحب النبي-صلى الله عليه وسلم- كما صحبه أبو هريرة أربع سنين قال: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "نهى أن تغتسل المرأة بفضل الرجل" 3911 - عن عليّ قال: نهاني النبي-صلى الله عليه وسلم- عن القَسِّي والحرير" قال الحافظ: ووقع كذلك في حديث عليّ عند أبي داود والنسائي وأحمد بسند صحيح على شرط الشيخين من طريق عَبيدة بن عمرو عن عليّ قال: فذكره" (¬2) صحيح يرويه محمد بن سيرين عن عَبيدة بن عمرو السلماني واختلف عنه: - فقال أشعث بن عبد الملك الحُمْراني: عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي قال: نهاني النبي-صلى الله عليه وسلم- عن القسي والحرير وخاتم الذهب وأن أقرأ وأنا راكع. أخرجه البزار (¬3) (554) عن محمد بن أبي عدي البصري والنسائي (2/ 147 و 8/ 147) وفي "الكبرى" (628 و 9495) واللفظ له عن حماد بن مسعدة التميمي كلاهما عن أشعث به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 12/ 489 (كتاب اللباس- باب الامتشاط) (¬2) 12/ 410 (كتاب اللباس- باب لبس القسي) (¬3) ولفظ الحديث عنده "أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن التختم بالذهب وعن لبس القسي"

- ورواه هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين واختلف عنه: • فقال عمرو بن محمد بن أبي رزين البصري: ثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي قال: نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التختم بالذهب وعن لبس القسي. أخرجه البزار (550) وقال: وهذا الكلام قد روي عن علي من غير وجه. وهذا الإسناد إسناد صحيح منها فاقتصرنا عليه" • وقال يزيد بن هارون: أنبأ هشام عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي قال: نُهي (¬1) عن مياثر الأرجوان ولبس القسي وخاتم الذهب. أخرجه أحمد (1/ 121) والنسائي (8/ 148) وفي "الكبرى" (9496) وتابعه رَوح بن عبادة البصري عن هشام به. أخرجه أبو داود (4050) - وقال أيوب السَّخْتياني: عن ابن سيرين عن عبيدة قال: نُهي عن مياثر الأرجوان وخواتيم الذهب. لم يذكر عليا. أخرجه النسائي (8/ 148) وفي "الكبرى" (9497) والأول أصح. 3912 - قال علي: نهاني حبيبي - صلى الله عليه وسلم - أن أصلي في أرض بابل فإنّها ملعونة. قال الحافظ: رواه أبو داود مرفوعا عن عليّ ولفظه: فذكره، في إسناده ضعف" (¬2) ضعيف أخرجه أبو داود (490) عن سليمان بن داود المَهْري أنا ابن وهب ثني ابن لهيعة ويحيى بن أزهر عن عمار بن سعد المرادي عن أبي صالح الغفاري أنّ عليا - رضي الله عنه - مرّ ببابل وهو يسير، فجاءه المؤذن يؤذنه لصلاة العصر، فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة، فلما ¬

_ (¬1) قال الحافظ: هكذا عندهم بلفظ "نُهي" على البناء للمجهول وهو محمول على الرفع، وسنده صحيح" الفتح 12/ 424 (¬2) 2/ 76 (كتاب الصلاة- باب الصلاة في مواضع الخسف)

فرغ قال: إنّ حبيبي - صلى الله عليه وسلم - نهاني أن أصلي في المقبرة، ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنّها ملعونة. ثم قال أبو داود: ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أني يحيى بن أزهر وابن لهيعة عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن علي به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 451) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 648) قال الخطابي: في إسناد هذا الحديث مقال" معالم السنن 1/ 329 قلت: وفيه علتان، الأولى: الانقطاع بين أبي صالح الغفاري واسمه سعيد بن عبد الرحمن وبين علي، قال ابن يونس: روايته عن علي مرسلة وما أظنه سمع منه. الثانية: جهالة بعض رواته، فعمار بن سعد والحجاج بن شداد قال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" (3/ 147): لا يعرف حالهما. وقال ابن عبد البر: وهذا إسناد ضعيف، مجتمع على ضعفه، وهو مع هذا منقطع غير متصل بعلي. وعمار والحجاج ويحيى مجهولون لا يعرفون بغير هذا، وابن لهيعة ويحيى بن أزهر ضعيفان لا يحتج بهما ولا بمثلهما، وأبو صالح هذا هو سعيد بن عبد الرحمن الغفاري مصري ليس بمشهور أيضًا، ولا يصح له سماع من علي" التمهيد 5/ 223 - 224 3913 - عن علي قال: نهانى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ألبس خاتمي في هذه وفي هذه. يعني السبابة والوسطى. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2078) وأبو داود (4225) والترمذي (1786) من طريق أبي بُردة بن أبي موسى عن علي" (¬1) 3914 - عن علي قال: نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خاتم الذهب، وعن لبس القَسِّي، والميثرة الحمراء. قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان من طريق هُبيرة بن يَرِيم- بتحتانية أوله وزن عظيم- عن عليّ قال: فذكره" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 12/ 443 (كتاب اللباس- باب الخاتم في الخنصر) (¬2) 12/ 424 (كتاب اللباس- باب الميثرة الحمراء)

أخرجه أحمد (1/ 93 - 94 و 104 و 137) وابنه (1/ 133) وأبو داود (4051) والبزار (728) وابن حبان (5438) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 115) عن شعبة وابن أبي شيبة (8/ 493) وابن ماجه (3654) والترمذي (2808) والنسائي (8/ 143) وفي "الكبرى" (9467) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 260) عن أبي الأحوص سَلام بن سُليم الكوفي والنسائي (8/ 143 - 144) وفي "الكبرى" (9468) وأبو يعلى (605) وابن الأعرابي (ق 15/ ب) والخطيب في "التاريخ" (6/ 39) عن زكريا بن أبي زائدة والنسائي (8/ 144) وفي "الكبرى" (9469) عن زهير بن معاوية الجعفي وأحمد (1/ 127) عن إسرائيل بن يونس الكوفي كلهم عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت هبيرة بن يريم يقول: سمعت عليا يقول: فذكره. ولفظ الترمذي وغيره "نهى" ولفظ أحمد من حديث شعبة "نهى أو نهاني" وزاد الترمذي والنسائي في حديث أبي الأحوص والنسائي في حديث زهير "وعن الجِعَة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: رواه عمار بن رزيق الكوفي عن أبي إسحاق عن صَعصَعة بن صُوْحان عن علي. أخرجه النسائي (8/ 144) وفي "الكبرى" (1512 و 9470) وقال: الذي قبله أشبه بالصواب" قلت: وهو كما قال.

وإسناده حسن رواته ثقات غير هبيرة بن يريم وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وابن حبان، وقال أحمد: لا بأس بحديثه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وضعفه ابن خراش وغيره، واختلف فيه قول النسائي. 3915 - حديث جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- صلّي في قِبَاءَ حرير ثم نزعه فقال: "نهاني عنه جبريل" قال الحافظ: وفي حديث جابر الذي أوله: فذكره، كما تقدم التنبيه عليه في أوائل كتاب الصلاة زيادة عند النسائي وهي "فأعطاه لعمر فقال "لم أعطكه لتلبسه بل لتبيعه" فباعه عمر. وسنده قوي وأصله في مسلم" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 383) عن رَوح بن عبادة البصري والنسائي (8/ 176) وفي "الكبرى" (9618) عن حجاج بن محمد الأعور كلاهما عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا يقول: لبس النبي-صلى الله عليه وسلم- قِبَاءً من ديباج أُهدي له. ثم أوشك أن نزعه فأرسل به إلى عمر. فقيل له: قد أوشك ما نزعته يا رسول الله! قال "نهاني عنه جبريل -علية السلام-" فجاء عمر يبكي، فقال: يا رسول الله، كرهت أمرًا وأعطيتنيه؟! قال "إني لم أعْطِكَهُ لتلبسه، إنما أعطيتكه لتبيعه" فباعه عمر بألفي درهم. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. 3916 - عن عليّ قال: نُهي عن المياثر الأرجوان. قال الحافظ: وقد أخرج أحمد والنسائي وأصله عند أبي داود بسند صحيح عن عليّ قال: فذكره، هكذا عندهم بلفظ "نُهي" على البناء للمجهول وهو محمول على الرفع" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "نهاني النبي-صلى الله عليه وسلم- عن القسي والحرير" ¬

_ (¬1) 12/ 416 (كتاب اللباس- باب الحرير للنساء) (¬2) 12/ 424 (كتاب اللباس- باب الميثرة الحمراء)

3917 - "نُهيت أن أمشي عريانا" قال الحافظ: وروى الطبراني أيضًا والبيهقي في "الدلائل" من طريق عمرو بن أبي قيس والطبري في "التهذيب" من طريق هارون بن المغيرة، وأبو نعيم في "المعرفة" من طريق قيس بن الربيع، وفي "الدلائل" من طريق شعيب بن خالد كلهم عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس حدثني العباس بن عبد المطلب قال: لما بنت قريش الكعبة انفردت رجلين رجلين ينقلون الحجارة فكنت أنا وابن أخي، فجعلنا نأخذ أزرنا فنضعها على مناكبنا ونجعل عليها الحجارة فإذا دنونا من الناس لبسنا أزرنا فبينما هو أمامي إذ صرع فسعيت وهو شاخص ببصره إلى السماء، قال: فقلت لابن أخي: ما شأنك؟ قال: فذكره، قال: فكتمته حتى أظهر الله نبوته. تابعه الحكم بن أبان عن عكرمة أخرجه أبو نعيم أيضًا، وروى ذلك أيضًا من طريق النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس ليس فيه العباس وقال في آخره: فكان أول شيء رأى من النبوة. والنضر ضعيف وقد خبط في إسناده وفي متنه فإنّه جعل القصة في معالجة زمزم بأمر أبي طالب وهو غلام" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وقد حدّث به عن العباس أيضًا ابنه عبد الله وسياقه أتم أخرجه الطبراني، وفيه "فقام فأخذ إزاره وقال: نهيت أن أمشي عريانا" (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (354) والبزار (1295) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1858) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 32 - 33) عن عمرو بن أبي قيس الرازي وابن أبي عاصم (355) وأبو يعلى (المطالب 4217) عن شعيب بن خالد الرازي والبزار (1296) والدينوري في "المجالسة" (1862) وأبو نعيم في "الدلائل" (134) وفي "الصحابة" (5328) عن قيس بن الربيع الكوفي ثلاثتهم عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس قال: كنا ننقل ¬

_ (¬1) 4/ 184 - 185 (كتاب الحج- باب فضل مكة) (¬2) 2/ 20 (كتاب الصلاة- باب كراهية التعري في الصلاة)

الحجارة إلى البيت حين بنت قريش البيت، وأفردت قريش رجلين رجلين ينقلون الحجارة، والنساء ينقلن الشيد، وكنت أنا وابن أخي، وكنا ننقل على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس اتزرنا، فبينا أنا أمشي ومحمد - صلى الله عليه وسلم -قدامي ليس عليه إزار، فخرّ فانبطح على وجهه، فجئت أسعى، وألقيت حجرى وهو ينظر إلى السماء، وقفت، فقلت: وما شأنك؟ قال: فقام فأخذ إزاره وقال "نهيت أن أمشي عريانا" قال: فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون. وإسناده ضعيف، سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وأمّا روايته عن عكرمة فتكلم فيها العجلي وابن المديني ويعقوب بن شيبة (¬1). ورواه النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو طالب يعالج زمزم، فكان النبي-صلى الله عليه وسلم- ينقل الحجارة وهو غلام، فأخذ إزاره فاتقى به الحجارة، فقيل لأبي طالب: الحق ابنك قد غشي عليه، فلما أفاق النبي-صلى الله عليه وسلم- من غشيته سأله أبو طالب عن غشيته قال "أتاني آت عليه ثياب بياض فقال لي: استر، استر" قال ابن عباس: فكان أول شيء رأى النبي-صلى الله عليه وسلم- من النبوة أن قيل له: استر، فما رؤيت عورته من يومئذ. أسقط النضر منه عن العباس وخالف في متنه. أخرجه ابن سعد (1/ 157) والبزار (كشف 1167) وابن عدي (7/ 2487) وأبو نعيم في "الدلائل" (135) والحاكم (4/ 179) وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: النضر ضعفوه" وقال الهيثمي: والنضر أبو عمر متروك" المجمع 3/ 287 وللحديث شاهد عن أبي الطفيل أخرجه أحمد (5/ 455) والحاكم (4/ 179) وقال: صحيح الإسناد. وقد تقدم في حرف الكاف فانظر حديث "كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم" ¬

_ (¬1) واختلف عنه: قال الطيالسي (ص 346): ثنا عمرو بن ثابت عن سماك عن ابن عباس. وطلحة عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "نهيت عن التعري" وذاك قبل أن ينزل عليه النبوة. وعمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام الكوفي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وطلحة هو ابن عمرو الحضرمي قال أحمد وغيره: متروك الحديث.

3918 - "نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا" قال الحافظ: في حديث بُريدة عند مسلم (3/ 1585) ولفظه: فذكره" (¬1) قلت: لفظه "كنت نهيتكم عن الأشربة في ظروف الأدم" 3919 - حديث أبي بكرة قال: نُهينا عن الدُّبَّاء والنَّقِير والحَنْتَم والمُزَفَّت، فأما الدباء فإنا معشر ثقيف بالطائف كنا نأخذ الدباء فنخرط فيها عناقيد العنب ثم ندفنها ثم نتركها حتى تهدر ثم تموت، وأما النقير فإنّ أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة فيشدخون فيه الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت، وأما الحنتم فجرار جاءت تحمل إلينا فيها الخمر، وأما المزفت فهي هذه الأوعية التي فيها هذا الزفت. قال الحافظ: وأخرج أبو داود الطيالسي وابن أبي عاصم والطبراني من حديث أبي بكرة قال: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص120) عن عيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن الغَطَفاني عن أبيه عن أبي بكرة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 309 - 310) وأخرجه مسدد وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "المطالب العالية" (1855) والبزار (3689) وأبو يعلى كما في "مختصر الإتحاف" (6/ 300) وابن حبان (5407) من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه حدّث به مفسرا كما حدّث به أبو بكرة إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي والبوصيري: رواته ثقات" المجمع 5/ 64 - مختصر الإتحاف 6/ 300 قلت: وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 12/ 157 - 158 (كتاب الأشربة- باب ترخيص النبي-صلى الله عليه وسلم- في الأوعية) (¬2) 12/ 143 - 144 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)

3920 - قال عمران بن حُصين: نُهينا عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا. قال الحافظ: أخرجه (¬1) " (¬2) انظر حديث "نَهى عن الكي" 3921 - عن أبي ذر أنّه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم-عن ذلك فقال "نور أنى أراه" قال الحافظ: وعند مسلم (178) من حديث أبي ذر: فذكره، ولأحمد عنه قال: "رأيت نورا" (¬3) قلت: اللفظ الذي نسبه الحافظ لأحمد هو لمسلم أيضًا، ولفظ أحمد "قد رأيته نورًا أنى أراه" المسند 5/ 147 وذكره في موضعين آخرين باللفظ الأول (5/ 171 و 175) 3922 - "نية المؤمن أبلغ من عمله" سكت عليه الحافظ (¬4). انظر الحديث الذي بعده. 3923 - "نية المؤمن خير من عمله" قال الحافظ: والحديث المذكور ضعيف، وهو في "مسند الشهاب" (¬5) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬6). ضعيف روي من حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث النواس بن سمعان ومن حديث علي بن أبي طالب فأما حديث أنس فيرويه يوسف بن عطية بن ثابت الصفار الأنصاري عن ثابت البُنَاني واختلف عنه: - فقال أبو ياسر عمار بن نصر المروزي: ثنا يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس. ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) 12/ 233 (كتاب المرضى- باب تمني المريض الموت) (¬3) 10/ 231 (كتاب التفسير: سورة النجم) (¬4) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله) (¬5) 5/ 123 (كتاب الصوم- باب حق الجسم في الصوم) (¬6) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي)

أخرجه البيهقي في "الشعب" (6445) وقال: هذا إسناد ضعيف" وتابعه عبد الله بن محمد الحلبي ثنا يوسف بن عطية به. أخرجه القضاعي (147) - وقال حفص بن عمرو الرَّبَالي: عن يوسف بن عطية عن ثابت مرسلًا. أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (52) وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن عطية (¬1). والحديث ذكره السخاوي في "المقاصد" (ص 450) وقال: قال ابن دحية: لا يصح" وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (5942) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 255) من طريق إبراهيم بن المستمر العُرُوقي ثنا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي ثنا يحيى بن قيس الكندي ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد مرفوعا "نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملا نار في قلبه نور" قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل لم نكتبه إلا من هذا الوجه" وقال العراقي: الحديث ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 6/ 2392 وقال الهيثمي: رجاله موثقون إلا حاتم بن عباد لم أر من ذكر له ترجمة" وقال أيضًا: وفيه حاتم بن عباد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 61 و 109 قلت: ويحيى بن قيس أظنه المترجم في "الكبير" (4/ 2 / 299) للبخاري و"الجرح" (4/ 2 / 182) لابن أبي حاتم و"الثقات" (7/ 608) لابن حبان، لكنهم لم يذكروا أنّه روى عن أبي حاتم وروى عنه حاتم بن عباد. ولم ينفرد به بل تابعه سليمان النخعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد به. ¬

_ (¬1) وتابعه عثمان بن مطر الشيباني عن ثابت به. أخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (86) وعثمان ضعفوه.

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 237) من طريق الربيع بن حسان الكسي ثنا يحيى بن عبد الغفار ثنا محمد بن سعيد ثنا سليمان النخعي به. ومحمد بن سعيد أظنه المصلوب قال ابن حبان وجماعة: يضع الحديث. وسليمان النخعي أظنه ابن عمرو فإنّه يروي عن أبي حازم، قال ابن عدي: أجمعوا على أنّه يضع الحديث. وأما حديث النواس فأخرجه القضاعي (148) من طريق عثمان بن عبد الله الشامي ثنا بقية عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن النواس مرفوعا "نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله" قال العراقي: الحديث ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 6/ 2392 قلت: الشامي متهم بوضع الحديث. وأما حديث علي فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 256) عن خلف بن القاسم القرطبي ثنا أبو طالب العباس بن أحمد بن سعيد بن مقاتل بن صالح مولى عبد الله بن جعفر ثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد ثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي مرفوعا "نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وكل يعمل على نيته" العباس بن أحمد وموسى بن إسماعيل وإسماعيل بن موسى لم أر من ترجمهم، والباقون كلهم ثقات. 3924 - "النافخان في السماء الثانية، رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب، أو قال بالعكس، ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا" قال الحافظ: عند أحمد من طريق سليمان التيمي عن أبي مُرَيَّة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، ورجاله ثقات، وأخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بغير شك" (¬1) يرويه سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن أبي مرية واختلف عنه: - فقال يحيي بن سعيد القطان: عن التيمي عن أسلم عن أبي مرية عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "النفاخان في السماء الثانية، رأس أحدهما بالمشرق ¬

_ (¬1) 14/ 156 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

ورجلاه بالمغرب، أو قال: رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق، ينتظران متى يؤمران ينفخان في الصور، فينفخان". أخرجه أحمد (2/ 192) ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (18) قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد هكذا على الشك في إرساله أو اتصاله" الترغيب 4/ 382. وقال الهيثمي: رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات، وإن كان عن ابن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات" المجمع 10/ 330 وقال ابن كثير: وأبو مرية هذا اسمه عبد الله بن عمرو العجلي وليس بالمشهور" الفتن ص 136 قلت: صنيع الحسيني في "الإكمال" و"التذكرة" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" والحافظ في "التعجيل" (¬1) يدل على أنّ أبا مرية الذي يروي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أو عن ابن عمرو عن النبي-صلى الله عليه وسلم- غير أبي مراية عبد الله بن عمرو العجلي فالله أعلم. - وقال بشر بن المفضل البصري: ثنا التيمي عن أسلم عن أبي مراية عن أبي أيوب عن ابن عمرو قال: موقوف. أخرجه اللالكائي في "السنة" (2186) 3925 - "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق خنساء بنت معاوية بن صريم عن عمتها قالت: قلت: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال: فذكره، إسناده حسن" (¬2) أخرجه ابن سعد (7/ 84) وأحمد (5/ 58 و 409) وأبو داود (2521) وأبو الشيخ في "الطبقات" (451) وأبو نعيم في "المعرفة" (864) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 199) والبيهقي في "القضاء والقدر" (631) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 116) من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي حدثتنا حسناء بنت معاوية الصريمية قالت: حدثني عمي قال: قلت: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال "النبي-صلى الله عليه وسلم- في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموؤودة (¬3) في الجنة" ¬

_ (¬1) حيث ذكروا أبا مرية في ترجمة وذكروا أبا مراية في ترجمة أخرى. (¬2) 3/ 489 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين) (¬3) وفي لفظ "والوئيد"

حسناء بنت معاوية ذكرها الذهبي في "الميزان" في النسوة المجهولات وقال: عن عمها وله صحبة. تفرد عنها عوف الأعرابي. وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. أي عند المتابعة وإلا فلينة الحديث. وللحديث شاهد عن ابن عباس وعن أنس وعن الأسود بن سريع وعن كعب بن عجرة. فأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2168) عن محمد بن معاوية بن مالِج البغدادي ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- سئل: من في الجنة؟ فقال "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموؤودة في الجنة" وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وروي عن غيره من وجوه" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن معاوية بن مالج وهو ثقة" المجمع 7/ 219 قلت: تابعه أحمد بن إبراهيم بن خالد الموصلي ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "ألا أنبئكم برجالكم من أهل الدنيا في الجنة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "النبي-صلى الله عليه وسلم- في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود مولود الإسلام في الجنة، والرجل يكون في جانب المصر يزور أخاه لا يزوره إلا لله في الجنة، ألا أنبئكم بنسائكم من أهل الجنة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "الولود الودود التي إذا غضبت أو غضب قالت: يدي في يدك لا أكتحل بغمض". أخرجه الطبراني في "الكبير" (12467) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي به. وتابعه سريج بن النعمان البغدادي ثنا خلف بن خليفة به. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (1060) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1534) ورواته ثقات غير خلف بن خليفة وهو صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع محمد بن معاوية بن مالج وأحمد بن إبراهيم الموصلي وسريج بن النعمان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن خالد الواسطي ثنا أبو هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (12467) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي ثنا سيد بن زيد ثنا عمرو بن خالد به. قال الهيثمي: وفيه عمرو بن خالد الواسطي وهو كذاب" المجمع 4/ 313 وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث عن أنس مرفوعا "المولود في الجنة، والموؤودة في الجنة" وذكر ثالثا فذهب عني. أخرجه البزار (كشف 2169) عن أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق به. وإسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسًا، وعبد الوارث هو مولى أنس ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا مختار بن أبي مختار. وذكر الحافظ في "اللسان": عبد الوارث الأنصاري عن أنس، وذكر تضعيف الدارقطني له وقول البخاري فيه: منكر الحديث، وقول ابن معين: مجهول. ثم قال: وفي ثقات ابن حبان: عبد الوارث بن أبي عن أنس روى ابن إسحاق عن مختار بن أبي مختار عنه. فالظاهر أنّه هو. ومختار ذكره ابن حبان في "لثقات" أيضًا والبخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكروا عنه راويا إلا ابن إسحاق فهو مجهول. الثاني: يرويه إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس مرفوعا "ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، فقال "النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل في الجنة" قال "ألا أخبركم بنساءكم من أهل الجنة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "كل ولود، ودود، إذا غضبت أو أسيء إليها، أو غضب -أي زوجها- قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1764) و"الصغير" (118) عن أحمد بن الجعد الوشاء البغدادي ثنا محمد بن بكار بن الريان ثنا إبراهيم بن زياد القرشي به. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1525) قال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم سلمة بن دينار إلا إبراهيم بن زياد، تفرد به ابن بكار، ولا يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه"

وقال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن زياد القرشي قال البخاري: لا يصح حديثه. فإن أراد تضعيفه فلا كلام، وإن أراد حديثا مخصوصا فلم يذكره، وأما بقية رجاله فهم رجال الصحيح" المجمع 4/ 312 قلت: إبراهيم بن زياد ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف من ذا. وأما حديث الأسود بن سريع فأخرجه الطبراني في "الكبير" (838) عن البزار ثنا محمد بن عقبة السدوسي ثنا سَلام بن سليمان ثنا عمران القطان عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع قال: قيل: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة" وإسناده ضعيف لضعف سلام بن سليمان المدائني، والحسن البصري لم يسمع من الأسود بن سريع كما قال ابن المديني وغيره، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من الحسن، وعمران القطان ومحمد بن عقبة مختلف فيهما. ولم ينفرد قتادة به بل تابعه أبو بكر الهذلي عن الحسن عن الأسود به. أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (632) وقال: إسناده ضعيف" قلت: لضعف أبي بكر الهذلي. وأما حديث كعب بن عجرة فأخرجه ابن عدي (3/ 1244) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني ثنا أحمد بن رشد ثنا أبو معمر سعيد بن خُثَيم ثني محمد بن خالد الضَّبِّي عن الشعبي عن كعب بن عجرة مرفوعا "النبي-صلى الله عليه وسلم- في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والنفساء في الجنة، والرجل يزور أخاه في جانب المصر في الله في الجنة" وقال: الحديث غير محفوظ. وأعله بسعيد بن خثيم. قلت: سعيد وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس. ومحمد بن خالد وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس. وأحمد بن رشد وثقه ابن حبان، واتهمه الذهبي في "الميزان" باختلاق حديث.

وابن أبي داود والشعبي ثقتان. واختلف فيه على سعيد بن خثيم: فقال إبراهيم بن إسحاق الصيني: ثنا سعيد بن خثيم عن محمد بن خالد عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن كعب بن عجرة به. أخرجه خيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص 96) وإبراهيم بن إسحاق قال الدارقطني: متروك، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف وأخطأ. وتابعه خلاد بن أسلم ثنا سعيد بن خثيم به. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (1061) عن جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ثنا خلاد بن أسلم به. وإسناده ضعيف لضعف السري بن إسماعيل. 3926 - "الندم توبة" قال الحافظ: وهو حديث حسن من حديث ابن مسعود، أخرجه ابن ماجه وصححه الحاكم، وأخرجه ابن حبان من حديث أنس وصححه" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وابن ماجه وغيرهما من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬2) صحيح ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث وائل بن حجر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث حذيفة ومن حديث أبي سعد الأنصاري ومن حديث أبي بن كعب ومن حديث ابن عباس فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن معقل بن مقرن واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن عبد الكريم بن مالك الجزري واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 17/ 249 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15]) (¬2) 13/ 348 (كتاب الدعوات- باب التوبة)

فممن رواه عنه: 1 - سفيان بن عيينة. واختلف عنه: - فقال الحميدي (105) وأحمد (1/ 376) والحسين بن الحسن المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1044): ثنا سفيان ثنا عبد الكريم الجزري أني زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل بن مقرن قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود فقال له أبي: أأنت سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول "الندم توبة"؟ قال: نعم أنا سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم-يقول "الندم توبة" ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (9/ 511) وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 374) عن الحميدي به. وأخرجه الحاكم (4/ 243) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وقال: صحيح الإسناد" وأخرجه ابن ماجه (4252) عن هشام بن عمار الدمشقي وأبو يعلى (4969 و 5129) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 291) وفي "المشكل" (1465) والقضاعي (13) عن يونس بن عبد الأعلى المصري والبزار (1926) عن أحمد بن عبدة الضبي والحاكم (4/ 243) والبيهقي في " الشعب" (6629) وفي "الآداب" (1164) عن أحمد بن شيبان الرملي والخطيب في "الموضح" (1/ 248 - 249) عن سعيد بن منصور قالوا: ثنا سفيان بن عيينة به.

قال الخطيب: هكذا رواه عن سفيان كافة أصحابه" - وقال ابن أبي شيبة (9/ 361) وفي "المسند" (179): ثنا ابن عيينة عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل قال له: أسمعت أباك يقول: سمعت عبد الله يقول: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول "الندم توبة"؟ قال: نعم. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2161) عن ابن أبي شيبة به. - وقال سليمان بن مطر النيسابوري: عن ابن عيينة ثنا عبد الكريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود. لم يذكر زياد بن أبي مريم. أخرجه الخطيب في "الجامع" (1145) والأول أصح، وإسناده صحيح رواته ثقات. 2 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 362) وأحمد (1/ 433) عن وكيع وأحمد (1/ 433) واللالكائي في "السنة" (1944) عن عبد الرحمن بن مهدي والبخاري في "الكبير" (2/ 1/374) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 135 - 136) والقضاعي (14) والخطيب في "الموضح" (1/ 248) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين والبيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح" (1/ 248) عن محمد بن يوسف الفريابي والبيهقي في "الشعب" (6631) والخطيب (¬1) في "الموضح" (1/ 248) عن محمد بن كثير العبدي ¬

_ (¬1) وقال: وكذا رواه يحيي القطان وأسباط بن محمد وإسحاق بن يوسف الأزرق ومؤمل بن إسماعيل وأبو داود الحفري عن الثوري"

وابن قانع في "الصحابة" (3/ 80) عن يحيي القطان كلهم عن سفيان عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل أنّ أباه قال لابن مسعود: أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "الندم توبة"؟ قال: نعم. - ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن سفيان ثنا عبد الكريم ثنا زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود، ولم يذكر أباه. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6631) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 233) - ورواه علي بن الجَعْد البغدادي عن سفيان واختلف عنه: • فقال محمد بن عبدوس بن كامل السراج: ثنا علي بن الجعد ثنا سفيان عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل قال: سأل أبي ابن مسعود أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 248) • ورواه عيسى بن أحمد العسقلاني عن علي بن الجعد فقال: عن ابن معقل عن ابن مسعود، ولم يذكر أباه. أخرجه الهيثم بن كليب (269) وتابعه ابن أبي الدنيا ثنا علي بن الجعد به. أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (8) • ورواه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 734 و 848) عن علي بن الجعد فقال: عن زياد (¬1) - ولم ينسبه- عن ابن معقل عن ابن مسعود، ولم يذكر أباه. وأخرجه اللالكائي (1943) عن أبي القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح البغدادي عن أبي القاسم البغوي به. وأخرجه ابن عساكر (1/ 18) من طريق أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة البزاز ثنا أبو القاسم البغوي به. وأخرجه المزي (9/ 512) من طريق أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2160) بهذا الإسناد فقال: عن زياد بن أبي مريم.

عبد الله بن النَّقُّور البغدادي ثنا أبو القاسم بن الجراح عن أبي القاسم البغوي فقال: عن زياد بن أبي مريم. وأخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1307) من طريق أبي محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الهروي عن أبي القاسم البغوي فقال: عن زياد- هو ابن الجراح - وحديث وكيع ومن تابعه أصح، وإسناده صحيح. 3 - عمر بن سعيد بن مسروق الثوري أخو سفيان. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 249 - 250) من طريق سالم بن إبراهيم بن أبي بكر بن عياش ثني جدي عن عمر بن سعيد عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود به مرفوعا، ولم يذكر أباه. ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن أبي بكر بن عياش واختلف عنه: • فقال البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 375): قال أحمد بن يونس ثنا أبو بكر ثني عمر بن سعيد عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل قال: سمعت أبي يسأل ابن مسعود. • ورواه أبو حصين محمد بن الحسين الوادعي عن أحمد بن يونس فقال: عن عبد الله بن معقل قال: سمعت ابن مسعود، ولم يذكر أباه. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 312) • ورواه أبو عمر محمد بن عثمان بن سعيد الضرير عن أحمد بن يونس فقال: عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل قال: سمعت أبي يقول لابن مسعود أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5860) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمر بن سعيد إلا أبو بكر بن عياش، تفرد به أحمد بن يونس" كذا قال، وقد تابعه سالم بن إبراهيم بن أبي بكر بن عياش كما تقدم. 4 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الهيثم بن كليب (269) عن عيسى بن أحمد العسقلاني

والخطيب في "الموضح" (1/ 249) عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (8) عن ابن أبي الدنيا قالوا: ثنا علي بن الجعد أنا شريك عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل عن ابن مسعود به مرفوعا. ورواه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2/ 734 و 848) عن علي بن الجعد ثنا شريك عن عبد الكريم عن زياد (¬1) - ولم ينسبه- ورواه ابن عدي (4/ 1329) عن أبي القاسم البغوي به. وأخرجه ابن عساكر (1/ 18) من طريق أبي القاسم عبيد الله بن محمد البزاز ثنا أبو القاسم البغوي به. ورواه غير واحد عن شريك عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن ابن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود فسمعته يقول منهم: أ- أبو غسان مالك بن إسماعيل الكوفي. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1 /375) ب- محمد بن الصباح الدولابي. أخرجه أبو يعلى (5081) ت- أبو نعيم الفضل بن دُكين. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6632) ث- علي بن حكيم الأودي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6632) والخطيب في "الموضح" (1/ 251) ج- سعيد بن منصور. أخرجه الخطيب في "الموضح" ¬

_ (¬1) وأخرجه في "الصحابة" (2160) فقال: عن زياد بن أبي مريم.

ح- يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني. أخرجه الخطيب خ- محمد بن جعفر الوركاني. أخرجه الخطيب 5 - عبيد الله بن عمرو الرقي. واختلف عنه: • فقال علي بن حجر السعدي: أنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 250) • ورواه أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي عن عبيد الله بن عمرو واختلف عنه: فقال أبو عَروبة الحسين بن محمد الحراني: ثنا أبو نعيم الحلبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 250) وقال محمد بن محمد الباغندي: ثني أبو نعيم الحلبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن ابن معقل قال: سمعت ابن مسعود يقول أخرجه الخطيب (1/ 252) • ورواه غير واحد عن عبيد الله بن عمرو فقالوا: عن زياد بن الجراح، منهم: أ- عبد الله بن جعفر الرقي. أخرجه الهيثم بن كليب (272) ب- جندل بن والق الكوفي. أخرجه الخطيب (1/ 252) ت- عبد السلام بن عبد الحميد الحراني. أخرجه الخطيب (1/ 252) ث- محمد بن سليمان لوين في "حديثه" (63) ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (780)

• وقال عمرو بن خالد الحراني: ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم وابن الجراح- جمعهما- عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 291) 6 - أبو خيثمة زهير بن معاوية الكوفي. واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 50): ثنا زهير عن عبد الكريم عن زياد- وليس بابن أبي مريم - عبد الله بن معقل قال: كنت مع أبي وأنا إلى جنبه عند ابن مسعود ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 101) وفي "الجرح والتعديل" (1/ 2/528) والخطيب في "الموضح" (1/ 251) وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 291) عن الهيثم بن جميل البغدادي والهيثم بن كليب (270) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي قالا:- ثنا زهير بن معاوية به. • ورواه غير واحد عن زهير عن عبد الكريم عن زياد- ولم ينسبه- عن ابن معقل به، منهم: أ- يحيى بن أبي بكير الكرماني. أخرجه البيهقي (10/ 154) ب -أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (6630) ت- يحيى بن يحيى النيسابوري. أخرجه الهيثم بن كليب (273) والخطيب في "الموضح" (1/ 249) • ورواه عبد الرحمن بن زياد الرصاصي عن زهير فلم يذكر زيادا. أخرجه الطحاوي (4/ 291) 7 - النضر بن عربي الجزري نزيل حران. أخرجه الطبراني في "الصغير" (80) عن أحمد بن يزيد السجستاني ثنا الحسن بن

سوار ثنا النضر بن عربي عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود به مرفوعا. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 253) واختلف فيه على الحسن بن سوار الخراساني: فقال أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي: ثنا الحسن بن سوار ثنا النضر بن عربي ثنا عبيد الله بن عمرو ثنا عبد الكريم به. أخرجه الخطيب (1/ 252) وقال: قول السجستاني أشبه بالصواب" 8 - ابن جريج. رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النيل واختلف عنه: • فقال يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 136): ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عبد الكريم عن زياد عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود • وقال عبد بن حميد: أنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عبد الكريم عن زياد عن عبد الله بن معقل عن أبيه عن ابن مسعود. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 280) • وقال أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي: ثنا أبو عاصم عن ابن جريج أني عبد الكريم عن زياد مولى عثمان عن عبد الله بن معقل عن أبيه عن ابن مسعود. أخرجه الهيثم بن كليب (271) والخطيب في "الموضح" (1/ 253) وزياد مولى عثمان هو ابن الجراح (¬1). 9 - فرات بن سلمان الحضرمي الجزري الرقي. أخرجه أحمد (1/ 422 - 423) عن كثير بن هشام الكلابي الرقِّي ثنا فرات عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن ابن معقل قال: كان أبي عند ابن مسعود فسمعته يقول ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 253) ¬

_ (¬1) انظر "الموضح" (1/ 254)

10 - مَعمَر بن راشد. واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق: أنا معمر عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن مسعود قال: الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. موقوف أخرجه البيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح" (1/ 257) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به. قال الخطيب: لم يقم عبد الرزاق إسناده ولم يرفعه" • وقال نعيم بن حماد المروزي: ثنا ابن المبارك عن عمر عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: الندم توبة. موقوف أخرجه الخطيب (1/ 257 - 258) وقال: ورواه علي بن المديني عن عبد الرزاق عن معمر هكذا، ثم قال علي: قال لنا عبد الرزاق: وهذا وهم، اجعلوه عن رجل عن ابن مسعود" وقال ابن عساكر: وكلا القولين عن معمر خطأ" معجم الشيوخ 1/ 19 • وقال وهيب بن خالد البصري: ثنا معمر عن عبد الكريم عن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" أخرجه البيهقي (10/ 154) والخطيب (1/ 258) من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا وهيب به. قال البيهقي: كذا قال، وهو وهم، والحديث عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود كما تقدم" وقال الخطيب: تفرد بروايته محمد بن عبد الله الرقاشي عن وهيب بهذا الإسناد مرفوعا ولم يتابع عليه" وقال الدارقطني: ولم يتابع على هذا القول عبد الكريم" العلل 5/ 193 11 - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6795) وفي "مسند الشاميين" (237) عن محمد بن هارون بن بكار الدمشقي ثنا الوليد بن عتبة ثنا الوليد بن مسلم ثنا سفيان الثوري وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود به مرفوعا.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن ثوبان إلا الوليد بن مسلم، تفرد به الوليد بن عتبة" 12 - مالك بن أنس. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 291) وفي "المشكل" (1466) من طريق ابن وهب عن مالك عن عبد الكريم عن رجل عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعا. قال الدارقطني: تفرد به ابن وهب عن مالك" العلل 5/ 190 وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث ابن وهب هذا فقال: إنّما هو عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود فسمعته يقول: عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: الندم توبه" العلل 2/ 107 وهذا الاختلاف على عبد الكريم نسبه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 2 / 528) إلى عبد الكريم الجزري نفسه، فقال: قد روى هذا الحديث سفيان الثوري عن عبد الكريم الجزري فقال: عن زياد بن أبي مريم كما رواه ابن عيينة فدل أنّ عبد الكريم قال مرة: زياد بن الجراح، ومرّة قال: زياد بن أبي مريم. ثم صحح أنّه زياد بن الجراح، وحكى عن أبيه أنه قال: سمعت مصعب بن سعيد الجزري يقول عن عبيد الله بن عمرو أنه قال لابن عيينة: أنا رأيت زياد بن الجراح وليس بزياد بن أبي مريم. ثم استدل ابن أبي حاتم على صحة ما قاله عبيد الله بن عمرو برواية زهير بن معاوية وفيها: عن زياد وليس هو ابن أبي مريم. قلت: اختلف في زياد بن الجراح أهو ابن أبي مريم أم غيره، والأكثرون على أنّه غيره، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (4/ 260) وقال: واسم أبي مريم الجراح. وممن فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم حيث ترجما لكل منهما على حدة. وفي "الموضح" (1/ 254) للخطيب من طريق أبي بكر الكربزاني قال: قال لي علي بن المديني: أخبرني عن زياد بن أبي مريم وزياد بن الجراح وزياد مولى عثمان، فإني ما وجدت أحدا يخبرني خبرهم، فقلت: حدثني الوليد بن عبد الله بن مسرح وسألته عن زياد بن أبي مريم وزياد بن الجراح، فقال: كلاهما لنا، أما زياد بن الجراح فهو مولى عثمان وله عندنا عقب إلى اليوم، وأما زياد بن أبي مريم فمولى امرأة من كلب، كان مسلمة بن عبد الملك تزوجها بالشام ونقلها إلى حرّان ومعها زياد بن أبي مريم ولا عقب له عندنا"

وقال المزي في "التهذيب" وتبعه الحافظ ابن حجر: الصحيح أنّ زياد بن الجراح ليس بزياد بن أبي مريم" وقال الحافظ أيضًا: والأظهر أنهما اثنان ويحرّر من كلام أهل حران أنّ راوي حديث "الندم توبة" هو زياد بن الجراح بخلاف ما جاء في رواية السفيانين" وممن رجح أنّ راوي الحديث هو زياد بن الجراح: ابن معين وابن المديني. وتبعهما يعقوب بن شيبة (¬1) فقال: والقول في هذا الحديث عندي ما قال عبيد الله بن عمرو الرقي وشريك في قولهما: زياد بن الجراح، مع ما بين ابن معين وابن المديني أنّ الصواب: زياد بن الجراح، وقال بعض أصحابنا فيه مثلنا: إنّ الصواب زياد بن الجراح، لأنّ عبيد الله بن عمرو الرقي حدّث عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم أحد عشر حديثا ليس فيها حديث زياد بن الجراح هذا، وأفرد عبيد الله بن عمرو حديث زياد بن الجراح هذا بعد ذلك، وذاك أنّا كتبنا حديث عبد الكريم الجزري شيخا شيخا، وعبيد الله بن عمرو من الرواة عن عبد الكريم الجزري، وهو رجل عالم بعبد الكريم" قلت: وهذا الاختلاف في تسمية شيخ عبد الكريم زياد أهو ابن الجراح أم ابن أبي مريم لا يضر لأنّهما ثقتان. ولم ينفرد عبد الكريم الجزري به بل تابعه خُصيف بن عبد الرحمن الجزري عن زياد بن أبي مريم ثنا عبد الله بن معقل قال: كان أبي عند ابن مسعود فسمعته يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "الندم توبة" أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1 /375) عن محمد بن سلام البِيكَندي والإسماعيلي في "معجمه" (ص 807 - 808) عن عمرو بن الحباب والخطيب في "الموضح" (1/ 254) وفي "تالي التلخيص" (33) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 32) عن سعدان بن نصر المُخَرِّمي ثلاثتهم عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن خصيف به. ¬

_ (¬1) وابن عساكر (معجم الشيوخ 1/ 19)

وأخرجه أبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة" (187) عن هلال بن العلاء الرقي ثني مغيرة بن عبد الرحمن بن عون بن حبيب عن أبيه قال: قال لي أبي يوما: من أين جئت؟ قلت: من عند معمر بن سليمان، فقال: ما حدّثك؟ قلت: حدثنا عن خصيف عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود مرفوعا "الندم توبة" فقال أبي: هذا زياد بن الجراح، وهو عم جدتك، وكان رجلًا من أهل الحجاز من موالي عثمان قدم حرّان، وكان زياد بن أبي مريم رجلًا من أهل الكوفة قدم حرّان فنزلها وكان يتوكل لزياد بن الجراح، ثم قال: حدثني أبي عون بن حبيب عن زياد بن الجراح عن ابن معقل عن ابن مسعود مرفوعا "الندم توبة" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 254 - 255) والمزي في "التهذيب" (9/ 513) وهلال بن العلاء صدوق، ومغيرة بن عبد الرحمن وثقه النسائي وابن حبان، وعبد الرحمن بن عون ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعون بن حبيب لم أقف له على ترجمة، وخصيف مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. - ورواه يونس بن أبي إسحاق عن إسرائيل عن رجل عن عبد الله بن معقل عن أبيه أنه سمع ابن مسعود يقول: والله ما أعلم التوبة إلا الندم. أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 193) وقال: ويروى عن إسرائيل عن عبد الكريم عن زياد عن ابن معقل عن ابن مسعود مرفوعا، وهو الصواب" - ورواه أبو سعد سعيد بن المَرْزُبان البقال واختلف عنه: • فرواه سفيان بن عيينة عن أبي سعد واختلف عنه: فقال الحميدي (1/ 59): ثنا سفيان ثنا أبو سعد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود مرفوعاً "الندم توبة" ورواه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 374) عن الحميدي به. وقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا سفيان ثنا أبو سعد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود قوله. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 375)

• وقال يعلي بن عبيد الطنافسي: عن أبي سعد عن ابن معقل عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 258) وتابعه الحسن بن صالح الكوفي عن أبي سعد به بلفظ "من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم فهو كفارة له" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10537) وابن عدي (4/ 1329) والشجري في "أماليه" (1/ 196) • وقال هشيم: ثنا أبو سعد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود قوله. أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1048) قال الدارقطني: وتابعه وكيع ويحيى بن يمان وأبو معاوية الضرير عن أبي سعد عن ابن معقل عن ابن مسعود موقوفا" العلل 5/ 192 • وقال يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني: عن أبيه عن أبي سعد عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود موقوفاً. قاله الدارقطني في "العلل" (5/ 192) والخطيب في "الموضح" (1/ 261) وقال الدارقطني: ولم يصح شيء في ذكر أبي عمرو الشيباني، وقد خالفه غيره ممن رواه عن الحماني عن أبي سعد عن ابن معقل عن ابن مسعود موقوفا". وقال الخطيب: ولم يصنع شيئًا في ذكر أبي عمرو، مع أنّ غيره قد رواه عن أبي يحيي عن أبي سعد عن ابن معقل عن ابن مسعود موقوفا كرواية وكيع ومن تابعه" • ورواه الأعمش واختلف عنه: فقال جُنادة بن سلم السُّوَائي: عن الأعمش عن أبي سعد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود. أخرجه ابن بشران (121) والخطيب في "الموضح" (1/ 260) وقال: لم أكتبه من رواية الأعمش عن أبي سعد إلا بهذا الإسناد" وقال أبو حمزة محمد بن ميمون السكري: عن الأعمش عن رجل عن عبد الله بن معقل أنّ معقلا سأل ابن مسعود. أخرجه الخطيب (1/ 260)

ورواه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش واختلف عنه: فقال عبد الواحد بن غياث البصري: ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه البزار (1927) وقال: وهذا الحديث لم نسمعه إلا من عبد الواحد عن أبي عوانة" وقال آدم بن أبي إياس: ثنا أبو عوانة عن الأعمش ثني من سمع معقل بن مقرن يقول لابن مسعود أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 259) وقال سريج بن النعمان البغدادي: ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن رجل عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود مرفوعا. أخرجه الخطيب (1/ 259 - 260) وقال: وأصح طرق هذا الحديث ما رواه عبد الكريم عن زياد التي أوردها زهير وعبيد الله بن عمرو وشريك ومن وافقهم" وقال الدارقطني: والصحيح ما رواه الثوري وأخوه عمر بن سعيد ومن تابعهما عن عبد الكريم عن زياد عن ابن معقل أنّه كان مع أبيه عند ابن مسعود فسمعه يقول: عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرفوعا" العلل 5/ 193 الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن خيثمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود به مرفوعا. أخرجه الهيثم بن كليب (819) عن حجاج بن نُصير البصري وابن حبان (612) عن مخلد بن يزيد الحراني وابن حبان (614) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 251) عن يوسف بن أسباط الشيباني ثلاثتهم عن مالك بن مِغْول عن منصور به. ورواه خالد بن الحارث البصري عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود.

أخرجه أبو يعلى (5261) وكلا الإسنادين ضعيف، فالأول لانقطاعه بين خيثمة وبين ابن مسعود، والثاني للرجل الذي لم يسم. ولم ينفرد مالك بن مغول به بل تابعه حسام بن مِصَك البصري عن منصور عن خيثمة قال: قال رجل لابن مسعود: أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "الندم توبة"؟ قال: نعم. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 405) وإسناده منقطع أيضًا. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه حميد الطويل قال: قلت لأنس: أسمعت النبي-صلى الله عليه وسلم-يقول "الندم توبة"؟ قال: نعم. أخرجه الحاكم (4/ 243) من طريقين عن عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عثمان بن صالح السهمي ثنا عبد الله بن وهب عن يحيى بن أيوب عن حميد الطويل به. وقال: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: هذا من مناكير يحيى" قلت: هو حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات، فالإسناد حسن. ولم ينفرد عثمان الدارمي به بل تابعه محفوظ بن الفضل بن أبي توبة البغدادي ثنا عثمان بن صالح به. أخرجه ابن حبان (613) ولم ينفرد عثمان بن صالح به بل تابعه عمرو بن مالك الراسبي ثنا عبد الله بن وهب به. أخرجه البزار (كشف 3239) وقال: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن حميد إلا يحيى، وعمرو حدّث عن ابن وهب بأحاديث ذكر أنّه سمعها بالحجاز، وأنكر أصحاب الحديث أن يكون حدّث بها إلا بالشام أو بمصر" قلت: عمرو بن مالك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: لم يكن بصدوق ترك أبي التحديث عنه وكذلك أبو زرعة.

ولم ينفرد يحيى بن أيوب به بل تابعه يحيى بن راشد المازني عن حميد عن أنس به. أخرجه ابن عدي (7/ 2668) من طريق أحمد بن عيسى المقري وزكريا بن يحيي الباهلي قالا: ثنا يحيى بن راشد به. وقال: وهذا لم يروه عن حميد غير يحيى بن أيوب ويحيى بن راشد" قلت: يحيى بن أيوب صدوق، ويحيى بن راشد ضعيف. الثاني: قال ابن عدي (1/ 203): ثنا أحمد بن محمد بن حرب ثنا علي بن الجَعْد ثنا شعبة عن قتادة عن أنس به مرفوعا. ثم قال: ثنا أحمد بن محمد بن حرب ثنا عمران بن سوار ثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس به. وقال: وهذا الإسنادان في "الندم والتوبة" باطلان، وأحمد بن محمد بن حرب مشهور بالكذب ووضع الحديث" وعن ابن عدي أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 73) وأما حديث أبي سعد الأنصاري فتقدم الكلام عليه في حرف التاء عند حديث "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" وأما حديث حذيفة فأخرجه ابن حبان في "الثقات" (8/ 461) عن الحسن بن محمد بن أسد ثنا إبراهيم بن فهد ثنا علي بن أبي طالب البزار عن الوقاصي عن مكحول عن حذيفة مرفوعا "الندم توبة" والوقاصي واسمه عثمان بن عبد الرحمن متهم بالوضع. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر مرفوعا "الندم توبة" أخرجه ابن عدي (4/ 1499) من طريق عثكل عن الحسن بن عرفة عن الوليد بن بكير عن شريك به. وقال: وهذه الرواية تفرد بها عثكل عن ابن عرفة: واسم عثكل بركة بن نشيط" قلت: ولم في ذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم أقف له على ترجمة، والوليد بن بكير هو التميمي الطُّهوي، قال الدارقطني وابن ماكولا في "الإكمال" (2/ 149): متروك الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": ما رأيت من وثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث.

وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، وابن عقيل مختلف فيه كذلك لكن الأكثر على تضعيفه. الثاني: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر، وعنه: 1 - ابن لَهيعة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (101) عن أحمد بن يحيى بن خالد الرقي وابن عديّ (4/ 1464) عن الحسن بن سفيان النسوي قالا: ثنا محمد بن الحارث المؤذن صدرة ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "الندم توبة" قال ابن عدي: وهذا حديث بهذا الإسناد باطل وإن كان ابن لهيعة ضعيف ولم نكتب هذا إلا عن ابن سفيان، ورأيت شيخا من أهل عسكر مكرم يقال له: الحسين بن بهاز حدّث به عن صدرة كما حدّث به ابن سفيان، يشبه أن يكون قد وهم فيه صدرة وكان هذا الإسناد أسهل عليه، وإنما عند صدرة هذا عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود مرفوعا "الندم توبة". حدثناه بعض شيوخنا عن صدرة، وهم صدرة فقال مرة: ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير هذا. حدثناه أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني والحسن بن سفيان قالا: ثنا محمد بن الحارث صدرة ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه رأى حمارا قد وسم في وجهه فلعن من وسمه. ولعل صدرة أراد هذا الحديث فإن إسناده كإسناده" 2 - ابن جريج. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7346) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعا. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا أبو عاصم، تفرد به القاسم بن محمد بن عباد"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الخطيب: كان ثقة، وكذا باقي رواته كلهم ثقات إلا أنّ ابن جريج وأبا الزبير مدلسان وقد عنعنا. وأما حديث ابن عمر فأخرجه تمام (ق 82/أ) من طريق محمد بن خالد بن أمة الهاشمي ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به. والهاشمي ذكره الحافظ في "اللسان" فقال: قال أبو حاتم: كان يكذب انتهى، وأعاده -أي الذهبي في "الميزان" - فقال: أتى عن مالك بخبر منكر" فالخبر المنكر متنه "الندم توبة" والنكارة إنما هي في سنده، فإنما قال فيه: عن نافع عن ابن عمر وأنّه لا أصل له من حديث مالك ولا عن نافع ولا ابن عمر. وأما حديث وائل بن حجر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 41) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (91) وأبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 131) وفي "حديثه" (17) عن محمود بن أحمد بن الفرج الأصبهاني عن إسماعيل بن عمرو البجلي عن قيس بن الربيع عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل مرفوعا به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 209) عن القاضي أبي أحمد والطبراني وأبي الشيخ قالوا: ثنا محمود بن أحمد بن الفرج به. وأخرجه في "الصحابة" (6480) عن الطبراني وأبي الشيخ قالا: ثنا محمود بن أحمد بن الفرج به. واختلف فيه على إسماعيل بن عمرو، فرواه أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي عن إسماعيل بن عمرو ثنا سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (ص 570 - 571) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 161 - 162) واليمامي كذبه أبو حاتم، وقال الخطيب: كان غير ثقة. وإسماعيل بن عمرو ضعفه أبو حاتم وابن عدي والدارقطني وغيرهم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (4/ 259) والطبراني في "الصغير" (186) وابن المقرئ في "المعجم" (627) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 140) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1169) من طريق مورق بن سخيت ثنا أبو هلال عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به. قال العقيلي: مورق بن سخيت عن أبي هلال الراسبي ولا يتابع عليه بهذا الإسناد، وقد روي من غير هذا الوجه بإسناد جيد"

وقال النباتي: مورق ليس بالمشهور، وقال الذهبي: فيه جهالة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبو هلال الراسبي مختلف فيه. ولم ينفرد به بل تابعه صالح بن بشير المُرّي عن ابن سيرين عن أبي هريرة به. أخرجه ابن عدي (4/ 1381) وقال: هكذا روى هذا الحديث صالح المري عن ابن سيرين وليس بينهما أحد، وقد روي عن أبي هلال عن ابن سيرين، رواه عن أبي هلال علي بن حميد ومورق بن سخيت" قلت: وصالح ضعفوه. وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد (6/ 264) عن محمد بن يزيد الواسطي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله فإنّ التوبة من الذنب الندم والاستغفار" قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي وهو ثقة" المجمع 10/ 198 - 199 قلت: وإسناده صحيح. وأما حديث أبي بن كعب فأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (ص 488) من طريق أبي جَنَاب الوليد بن بكير الكوفي عن عبد الله بن محمد العدوي عن أبي سنان البصري عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعا به. وإسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن محمد العدوي قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث مجهول، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا لا يحل الاحتجاج بخبره، وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 196) من طريق عبد العزيز بن أبان ثنا يحيي بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا به. وعبد العزيز بن أبان أظنه القرشي قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث، ويحيى بن عمرو قال أبو داود وجماعة: ضعيف.

3927 - "النُّشْرَة من عمل الشيطان" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود في "المراسيل" عن الحسن رفعه: فذكره، ووصله أحمد وأبو داود بسند حسن عن جابر" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 294) وعنه أبو داود (¬2) (3868) عن عبد الرزاق ثنا عقيل بن معقل: سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبد الله قال: سئل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن النشرة فقال "هو من عمل الشيطان". وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (8/ 315) من طريق شعثم بن أصيل البيوردي ثنا عبد الرزاق (¬3) به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. وله شاهد عن الحسن البصري مرسلًا أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 172) عن علي بن الجعد البغدادي عن شعبة عن أبي رجاء قال: سألت الحسن عن النشرة، فقال: ذكر لي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه قال "إنّها من عمل الشيطان". ورجاله ثقات لولا إرساله، وأبو رجاء هو محمد بن سيف الأزدي. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 29) عن سفيان بن عيينة وأبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن شعبة به. واختلف فيه على شعبة: فقال مسكين بن بكير: ثنا شعبة عن أبي رجاء عن الحسن قال: سئل أنس عن النشرة، قال: ذكر لي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عنها، قال "هي من عمل الشيطان" أخرجه البزار (كشف 3034) عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني ثنا مسكين به. ¬

_ (¬1) 12/ 344 (كتاب الطب- باب هل يستخرج السحر) (¬2) ومن طريقه البيهقي (9/ 351) (¬3) رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق (المصنف 19762) قال: أنا عقيل بن معقل عن همام بن منبه قال: سئل جابر بن عبد الله عن النشر، فقال: من عمل الشيطان" موقوف، وحديث أحمد أصح.

وقال: لا نعلم أسنده عن شعبة إلا مسكين، وهو حرّاني مشهور، ولا أسند شعبة عن أبي رجاء إلا هذا، وأبو رجاء اسمه محمد بن سيف، وهو بصري مشهور" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 102 قلت: لم يخرج الشيخان لأبي رجاء شيئًا، والمرسل أصح. ***

فصل في "نهي"

فصل في "نهي" 3928 - " نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (3499) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 38 - 39) والطبراني في "الكبير" (4782) والدارقطني (3/ 13) والحاكم (2/ 40) والبيهقي (5/ 314) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 342) والمزي (19/ 199 - 200) من طرق عن أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن أبي الزناد عن عبيد بن حنين عن ابن عمر قال: ابتعت زيتا في السوق، فلما استوجبته لنفسي لقيني رجل فأعطاني به ربحا حسنًا، فأردت أن أضرب على يده، فأخذ رجل من خلفي بذراعي، فالتفتّ فإذا زيد بن ثابت، فقال: لا تبعه حيث ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم. وأخرجه أحمد (5/ 191) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني أبو الزناد عن عبيد بن حنين عن ابن عمر قال: فذكر نحوه، وقال في آخره: فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن ذلك، فأمسكت يدي. وأخرجه ابن حبان (4984) عن أبي يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4783) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) 5/ 253 (كتاب البيوع، باب بيع الطعام قبل أن يقبض)

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرح بالتحديث من أبي الزناد عبد الله بن ذكوان فانتفى التدليس. وتابعه جرير بن حازم البصري عن أبي الزناد به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4781) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا حسين بن محمد ثنا جرير بن حازم به. وإسناده صحيح. وأخرجه الدارقطني (3/ 12) من طريق زهير بن محمد بن قُمَيْر المروزي ثنا جرير بن حازم به. وأخرجه (3/ 12) من طريق الواقدي ثنا إسحاق بن حازم عن أبي الزناد به. والواقدي متروك الحديث. 3929 - "نهى أن تحلق المرأة رأسها" قال الحافظ: وقد أخرج الطبري من طريق أم عثمان بنت سفيان عن ابن عباس قال: فذكره، وهو عند أبي داود من هذا الوجه بلفظ "ليس على النساء حلق، إنما على النساء التقصير" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وللترمذي من حديث عليّ: فذكره" (¬2) حديث ابن عباس يرويه ابن جريج واختلف عنه: - فقال هشام بن يوسف الصنعاني: عن ابن جريج أخبرني عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان عن ابن عباس مرفوعا "ليس على النساء حلق، إنما على النساء التقصير" أخرجه الدارمي (1911) والبيهقي (5/ 104) عن علي بن المديني والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 46) عن إبراهيم بن موسى الرازي ¬

_ (¬1) 12/ 49 (كتاب اللباس- باب وصل الشعر) (¬2) 4/ 313 (كتاب الحج- باب الحلق والتقصير عند الإحلال)

وأبو داود (1985) والدارقطني (2/ 271) والبيهقي (5/ 104) والمخلص في "جزء منتقى من الجزء الرابع من حديثه" كما في "الصحيحة" (2/ 158) والخطيب في "الموضح" (1/ 427 - 428) عن أبي يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1373) عن يحيى بن معين كلهم عن هشام بن يوسف به. - وقال محمد بن بكر البُرْساني: ثنا ابن جريج قال: بلغني عن صفية بنت شيبة بن عثمان قالت: أخبرتني أم عثمان أنّ ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، ولم يذكر عبد الحميد بن جبير. أخرجه أبو داود (1984) قال ابن القطان الفاسي: حديث ضعيف منقطع، أمّا ضعفه فبأن أم عثمان بنت أبي سفيان لا يعرف لها حال، وأما انقطاعه فلقول ابن جريج: بلغني عن صفية" الوهم والإيهام 2/ 545 - 546 وقال في موضع آخر: وهو حديث لا يصح، فإنّ أم عثمان بنت أبي سفيان راويته عن ابن عباس لا تعرف" الوهم والإيهام 4/ 290 - ورواه سعيد القداح عن ابن جريج عن صفية عن أم عثمان عن ابن عباس مرفوعا أيضًا ولم يذكر عبد الحميد بن جبير. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 281) وذكر أنّه سأل أباه عن حديثي هشام بن يوسف وسعيد القداح فقال: هشام بن يوسف ثقة متقن. وقَوَّى حديثه برواية يعقوب بن عطاء عن صفية بنت شيبة الآتية. وهو كما قال، فإنّ هشام بن يوسف ثبت في ابن جريج، وباقي رواة الإسناد كلهم ثقات فالإسناد صحيح. وقد أعله ابن القطان بأم عثمان كما تقدم. وقد ذكرها ابن عبد البر في "الاستيعاب" وقال: كانت من المبايعات.

وقال المزي في "تهذيب الكمال": لها صحبة. وقال الذهبي في "الكاشف": صحابية، وعنها صفية بنت شيبة وكأنها أمها. وقال الحافظ في "التقريب": لها صحبة وحديث. وذكر الحديث في "التلخيص" (2/ 261) وقال: إسناده حسن" ولم ينفرد عبد الحميد بن جبير به بل تابعه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن صفية عن أم عثمان عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني (13018) والدارقطني (2/ 271) وأبو نعيم في "من اسمه عطاء" (28) والبيهقي (5/ 104) من طرق عن أبي بكر بن عياش عن يعقوب بن عطاء به. ويعقوب بن عطاء ضعيف كما قال ابن معين وغيره، لكن لا بأس به في المتابعات فقد قال أبو حاتم وابن عدي: يكتب حديثه. وأما الحديث باللفظ الأول فيرويه عثمان وعائشة وعليّ عن النبي-صلى الله عليه وسلم- فأما حديث عثمان فأخرجه البزار (¬1) (447) عن عبد الله بن يوسف الثقفي ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة ثني أبي عن وهب بن عمير قال: سمعت عثمان يقول: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تحلق المرأة رأسها. وقال: ووهب بن عمير لا نعلم روى إلا هذا الحديث، ولا نعلم حدّث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة، وروح فليس بالقوي" قلت: هو مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يخطئ، وقال ابن عدي: ما أرى برواياته بأسا. وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أحمد: منكر الحديث. ووهب بن عمير ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. وأما حديث عائشة فأخرجه البزار (نصب الراية 3/ 95) وابن عدي (6/ 2371) من طريق معلي بن عبد الرحمن الواسطي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى أن تحلق المرأة رأسها. ¬

_ (¬1) قال الحافظ: رواه البزار وإسناده ضعيف" الدراية 2/ 32

قال البزار: ومعلي بن عبد الرحمن الواسطي روى عن عبد الحميد بأحاديث لم يتابع عليها، ولا نعلم أحدا تابعه على هذا الحديث" وقال الهيثمي (¬1): وفيه معلي بن عبد الرحمن وقد اعترف بالوضع، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به" المجمع 3/ 263 قلت: وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أيضًا: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن عبد الحميد بن جعفر المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الدارقطني: كان كذابا. وأما حديث عليّ فيرويه قتادة واختلف عنه: - فقال همام بن يحيى العَوْذي: ثنا قتادة عن خِلاس بن عمرو عن علي به. أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (838) والمحاملي (128) وتمام (1411) من طريق عبد الصمد بن النعمان البزاز النسائي ثنا همام به. ورواه أبو داود الطيالسي عن همام واختلف عنه: • فقال محمد بن موسى الحَرَشي البصري: ثنا أبو داود ثنا همام عن قتادة عن خلاس عن علي. أخرجه الترمذي (914) والنسائي (8/ 112 - 113) وفي "الكبرى" (9297) والطوسي (837) • وقال محمد بن بشار: ثنا أبو داود عن همام عن خلاس مرسلًا، لم يذكر فيه عن علي. أخرجه الترمذي (915) - وقال هشام الدَّسْتُوائي وحماد بن سلمة: عن قتادة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 195) وقال: والمرسل أصح" - ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عكرمة مرسلًا. أخرجه الخلال في "الترجل" (216) ¬

_ (¬1) وقال الحافظ: وفيه معلي بن عبد الرحمن وهو ضعيف" الدراية 2/ 32

3930 - "نهى أن تزوج المرأة على العمة والخالة، وقال: إنّكن إذا فعلتنّ ذلك قطعتنّ أرحامكن" قال الحافظ: في لفظ حديث ابن عباس عند أبي داود "أنّه كره أن يجمع بين العمة والخالة، وبين العمتين والخالتين" وفي روايته عند ابن حبان: فذكره" (¬1) يرويه عكرمة عن ابن عباس، وعن عكرمة غير واحد، منهم: 1 - خُصَيْف بن عبد الرحمن الجزري. أخرجه أحمد (1/ 217) عن مروان بن شجاع الجزري ثني خصيف عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يجمع بين العمة والخالة، وبين العمتين والخالتين". وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (5948) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (345) من طريق علي بن معبد الرقي ثنا مروان بن شجاع به. وأخرجه أبو داود (2067) عن عبد الله بن محمد النفيلي ثنا خطاب بن القاسم عن خصيف به بلفظ: كره. وخصيف مختلف فيه، وثقه ابن معين وغير واحد، وضعفه أحمد وغيره، والباقون ثقات. 2 - أبو حَرِيز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان. أخرجه ابن الأعرابي (299) وابن حبان (4116) والطبراني في "الكبير" (11931) وابن عدي (4/ 1476) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 267) من طرق عن المعتمر بن سليمان التيمي قال: قرأت على أبي معاذ الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز أنّ عكرمة حدّثه عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تزوج المرأة على العمة والخالة، قال "إنّكن إذا فعلتنّ ذلك قطعتنّ أرحامكن" - ورواه سعيد بن أبي عَروبة واختلف عنه: • فقال رَوْح بن عبادة البصري: ثنا سعيد عن أبي حريز عن عكرمة عن ابن عباس أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها. أخرجه أحمد (1/ 372) عن روح بن عبادة به. ¬

_ (¬1) 11/ 65 (كتاب النكاح- باب لا تنكح المرأة على عمتها)

وتابعه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري ثنا سعيد بن أبي عروبة به. أخرجه الترمذي (1125) وابن عدي (4/ 1477) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح" • وقال محمد بن بكر البُرْساني: عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي حريز عن عكرمة عن ابن عباس به. • أخرجه ابن نصر في "السنة" (ص 77) والطبراني في "الكبير" (11930) و "الأوسط" (8208) وابن عدي (4/ 1477) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد، تفرد به محمد بن بكر" وقال ابن عدي: وليس فيه قتادة، إنّما هو ابن أبي عروبة عن أبي حريز عن عكرمة كما قال من تقدم" قلت: وأبو حريز مختلف فيه، وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. 3 - جابر بن يزيد الجُعْفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11805) من طريق مصعب بن ماهان المروزي ثنا سفيان عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها" وجابر قال النسائي: متروك الحديث. واختلف فيه على عكرمة، فرواه معمر بن راشد عن رجل عن عكرمة مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (10766) والأول أصح. 3931 - "نهى أن تُصبر البهيمة وأن يؤكل لحمها إذا صبرت" قال الحافظ: وأخرج العقيلي في "الضعفاء" من طريق الحسن عن سمرة قال: فذكره، قال العقيلي: جاء في النهي عن صبر البهيمة أحاديث جياد، وأما النهي عن أكلها فلا يعرف إلا في هذا" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 12/ 63 (كتاب الذبائح- باب ما يكره من المثلة)

أخرجه العقيلي (2/ 18) من طريق خلاد بن بزيع صاحب المحامل ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال: فذكره. وقال: خلاد بن بزيع لا يتابع على حديثه، وقد روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في النهي عن صبر البهيمة أحاديث بأسانيد جياد. وأمّا أكل لحمها فلا يحفظ إلا في هذا الحديث" قلت: سئل أبو زرعة عن خلاد بن بزيع فقال: لا أعرفه (الجرح 1/ 2 /368) 3932 - "نهى أن تغتسل المرأة بفضل الرجل أو يغتسل الرجل بفضل المرأة وليغترفا جميعًا" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من طريق حميد بن عبد الرحمن الحِمْيري قال: لقيت رجلًا صحب النبي-صلى الله عليه وسلم- أربع سنين فقال: فذكره. رجاله ثقات، ولم أقف لمن أعلّه على حجة قوية، ودعوى البيهقي أنّه في معنى المرسل مردودة لأنّ إبهام الصحابي لا يضر. وقد صرّح التابعي بأنّه لقيه، ودعوى ابن حزم أنّ داود راويه عن حميد بن عبد الرحمن هو ابن يزيد الأودي وهو ضعيف مردودة، فإنّه ابن عبد الله الأودي، وهو ثقة، وقد صرّح باسم أبيه أبو داود وغيره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 111 و 5/ 369) وأبو داود (81) والنسائي (1/ 108 و 8/ 114) وفي "الكبرى" (9309 و 9314) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 24) وابن شاهين في "الناسخ" (51) وأبو نعيم في "الصحابة" (7201) والبيهقي (1/ 190) من طرق عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي عن داود بن عبد الله الأودي عن حُميد بن عبد الرحمن الحِمْيَري قال: لقيت رجلًا قد صحب النبي-صلى الله عليه وسلم- أربع سنين كما صحبه أبو هريرة أربع سنين قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمتشط أحدنا كل يوم، وأن يبول في مغتسله، وأن تغتسل المرأة بفضل الرجل، وأن يغتسل الرجل بفضل المرأة، وليغترفا جميعًا. وأخرجه أبو نعيم الفضل بن دُكين في "كتاب الصلاة" (100) عن أبي عوانة به. ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 331) ولم ينفرد أبو عوانة به بل تابعه زهير بن معاوية الجعفي عن داود بن عبد الله به. أخرجه أحمد (4/ 110 - 111) ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (23) ¬

_ (¬1) 1/ 312 (كتاب الوضوء- باب وضوء الرجل مع امرأته)

عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي وابن شاهين في "الناسخ" (52) عن أبي غسان مالك ابن إسماعيل النهدي قالا: ثنا زهير بن معاوية به. - ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن زهير واختلف عنه: • فقال أبو داود (81): ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير عن داود بن عبد الله عن حميد الحميري قال: لقيت رجلًا ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 198 و 190) • وقال أبو الموجه محمد بن عمرو المروزي: ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير عن داود بن عبد الله عن حميد الحميري أظنه عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمتشط أحدنا كل يوم، أو يبول في مغتسله" أخرجه الحاكم (1/ 168) والأول أصح لأنّ راويه قد جزم أنّه غير أبي هريرة، وأما أبو الموجه فلم يجزم بأنّه أبو هريرة. قال البيهقي: رواته ثقات إلا أنّ حميدا لم يسم الصحابي الذي حّدثه فهو بمعنى المرسل إلا إنّه مرسل جيد لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم" وتعقبه ابن التركماني فقال: هذا ليس بمرسل بل هو متصل لأنّ الصحابة كلهم عدول فلا تضرهم الجهالة. فإن قلتَ: لم نجعله مرسلًا بل بمعنى المرسل في كون التابعي لم يسم الصحابي لا غير. قلنا: فحينئذ لا مانع من الاحتجاج به، على أنّ قول البيهقي بعد ذلك: إلا إنّه مرسل جيد. تصريح بأنّه مرسل عنده، وكذا قوله: لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة يفهم منه أنّ هذا منقطع عنده، بل قد صرّح بذلك في كتاب "المعرفة" (¬1) فقال: وأما حديث داود الأودي عن حميد عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- فإنّه منقطع" وهذا الحديث رواته ثقات فلا يضره كون الشيخين لم يحتجا بداود الأودي لأنّهما لم ¬

_ (¬1) المعرفة (1/ 497 - 498) وقال أيضًا: وداود بن عبد الله ينفرد به، ولم يحتج به صاحبا الصحيح"

يلتزما الاخراج عن كل ثقة على ما عرف، فلا يلزم من كونهما لم يحتجا به أن يكون ضعيفًا" الجوهر النقي 1/ 190 - 192 وقال ابن عبد الهادي: وهذا الحديث ليس بمرسل، وجهالة الصحابي لا تضر" تنقيح التحقيق 1/ 217 وقال الحافظ في "بلوغ المرام" (حديث رقم 6): إسناده صحيح" وصححه الشيخ أحمد شاكر. المحلى 1/ 285 قلت وهو كما قالا، وداود (¬1) وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وحميد وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان. وقال النووي: حديث حسن" الخلاصة 1/ 155 وللحديث شاهد عن عبد الله بن سَرْجِس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يغتسل الرجل بفضل المرأة، والمرأة بفضل الرجل، ولكن يشرعان جميعًا. أخرجه ابن ماجه (374) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 24) والطبراني في "الأوسط" (3753) والدارقطني (1/ 116 - 117) وابن شاهين في "الناسخ" (53) وابن حزم في "المحلى" (1/ 284) وابن الجوزي في "التحقيق" (24) وأبو الحسن بن القطان في "زوائد ابن ماجه" (1/ 133) عن المعلي بن أسد العمي وأبو يعلى (1564) وفي "المفاريد" (76) والبيهقي (1/ 192) عن إبراهيم بن الحجاج السامي قالا: ثنا عبد العزيز بن المختار عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس به. واختلف فيه على عاصم: فرواه شعبة عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قوله. أخرجه الدارقطني (1/ 117) والبيهقي (1/ 192) من طريق وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة به. ¬

_ (¬1) وتابعه رجل لم يسم عن حميد بن عبد الرحمن عن رجل صحب النبي-صلى الله عليه وسلم-ثلاث سنين أنه قال: نُهي أن يتوضأ الرجل بفضل المرأة. أخرجه عبد الرزاق (378) عن سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد بن مسروق عن رجل به. ورواته ثقات إلا الرجل.

وتابعه مَعْمر عن عاصم به. أخرجه عبد الرزاق (385) وأبو عبيد في "الطهور" (183) قال البخاري: حديث عبد الله بن سرجس في هذا الباب هو موقوف، ومن رفعه فهو خطأ" علل الترمذي 1/ 134 وقال الدارقطني: وهذا موقوف صحيح، وهو أولى بالصواب" 3933 - "نهى أن تنكح المرأة على قرابتها مخافة القطيعة" قال الحافظ: أخرج أبو داود وابن أبي شيبة من مرسل عيسى بن طلحة: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 248) عن عبد الله بن نمير عن سفيان الثوري ثني خالد الفَأْفَاء عن عيسى بن طلحة قال: فذكره. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 330) عن محمد بن عمر بن علي المُقَدَّمي عن أبي عامر العَقَدي عن الثوري عن خالد بن سلمة المخزومي عن عيسى بن طلحة به. وهو مرسل رواته ثقات، وخالد الفأفاء هو خالد بن سلمة المخزومي. 3934 - حديث معقل الأسدي "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نستقبل القبلتين ببول أو بغائط" قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره، وهو حديث ضعيف لأنّ فيه راويا مجهول الحال" (¬2) حسن يرويه عمرو بن يحيى بن عُمارة الأنصاري المازني وعنه غير واحد، منهم: 1 - سليمان بن بلال المدني. أخرجه ابن أبي شيبة (1577) وفي "مسنده" (772) عن خالد بن مخلد الكوفي عن سليمان بن بلال ثني عمرو بن يحيي المازني عن أبي زيد مولى ثعلبة عن معقل الأسدي وقد صحب النبي-صلى الله عليه وسلم-. ¬

_ (¬1) 11/ 59 (كتاب النكاح - باب ما يحل من النساء وما يحرم) (¬2) 1/ 256 (كتاب الوضوء- باب لا تستقبل القبلة ببول ولا غائط)

وأخرجه ابن ماجه (319) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1057) عن ابن أبي شيبة به. ووقع عند ابن ماجه: عن أبي زيد مولى الثعلبيين عن معقل بن أبي معقل الأسدي. ورواه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 392) عن خالد بن مخلد ووقع عنده: عن أبي زيد مولى التغلبيين عن معقل بن أبي الهيثم الأسدي. وتابعه علي بن مسلم الطوسي ثنا خالد بن مخلد به إلا أنّه لم يقل: مولى التغلبيين. أخرجه ابن قانع (3/ 81) وقال: كذا قال، وإنما هو: معقل بن أبي معقل" ورواه يحيي بن عبد الحميد الحِمّاني عن سليمان بن بلال ثنا عمرو بن يحيي عن معقل بن أبي معقل الأسدي، ولم يذكر أبا زيد. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 233) 2 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه أحمد (4/ 210) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 304 - 305) وأبو نعيم في "الصحابة" (6091) عن عفان بن مسلم الصفار والبخاري في "الكبير" (4/ 1/391 - 392) وأبو داود (10) والبيهقي (1/ 91) وفي "الخلافيات" (338) وابن عبد البر (1/ 304 - 305) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ 78) عن عبد الأعلي بن حماد النرسي قالوا: ثنا وهيب بن خالد ثنا عمرو بن يحيي عن أبي زيد عن معقل بن أبي معقل الأسدي. قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 1/ 154 3 - داود بن عبد الرحمن العطار. أخرجه أحمد (4/ 210) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا داود العطار عن عمرو بن يحيى عن أبي زيد مولى ثعلبة عن معقل بن أبي معقل الأسدي.

وأخرجه الطحاوي (4/ 233) والطبراني في "الكبير" (20/ 234) من طريق سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا داود العطار به. ووقع عند الطحاوي: أبو زيد مولى بني ثعلبة. وأخرجه ابن قانع (3/ 78) من طريق داود بن مهران الدباغ ثنا داود بن عبد الرحمن به. ووقع عنده: أبو زيد مولى ثعلبة. 4 - عبد العزيز بن المختار البصري. أخرجه الطحاوي (4/ 233) عن يزيد بن سنان القزاز ثنا أبو كامل ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا عمرو بن يحيى عن أبي زيد عن معقل. وأخرجه ابن قانع (3/ 77 - 78) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو كامل به. وأخرجه العسكري في "التصحيفات" (2/ 897) عن أبي القاسم البغوي ثنا أبو كامل الجَحْدَري به. 5 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1058 و 2173) عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن الدراوردي عن عمرو بن يحيى عن زيد مولى التغلبيين عن معقل بن أبي الهيثم. كذا قال ابن كاسب في حديثه: عن زيد، وإنّما هو أبو زيد. وابن كاسب مختلف فيه. ورواه سعيد بن منصور عن الدراوردي فقال: عن أبي زيد مولى التغلبيين عن معقل بن أبي الهيثم. أخرجه الحازمي في "الاعتبار" (ص 38) وتابعه عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي عن الدراوردي به. أخرجه ابن قانع (3/ 78) وأبو نعيم في "الصحابة" (6091) والخطيب في "الموضح" (2/ 411 - 412) وعلقه البخاري في "الكبير" (4/ 1/392 - 393) عن الدراوردي، ووقع عنده: عن معقل بن أبي معقل. قال الخطيب: معقل بن أبي الهيثم هو معقل بن أبي معقل"

6 - ابن جريج. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 392) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني أنّ ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني الأنصاري عن أبي زيد مولى ثعلبة أخبره عن معقل الأسدي. - ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج واختلف عنه: • فقال أحمد (6/ 406): ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أني عمرو بن يحيي الأنصاري عن أبي زيد مولى ثعلبة أخبره عن معقل بن أبي معقل الأنصاري. • وقال أحمد بن منصور الرمادي: ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أني يحيى بن عمرو بن أبي عمارة الأنصاري أنّ زيدا مولى ثعلبة أخبره أنّ معقلا الأسدي أخبره. أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (339) • وقال إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري: عن عبد الرزاق عن ابن جريج أني يحيي بن عمرو بن أبي عمارة الأنصاري أنّ أبا زيد مولى ثعلبة أخبره أنّ معقل بن أبي معقل الأسدي حدّثه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 234) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 874) ووقع عنده: أنّ زيدا مولى ثعلبة. وقال: كذا قال ابن جريج في حديثه: أنّ زيدا مولى ثعلبة، وإنّما هو أبو زيد. وقد رواه سليمان بن بلال والدراوردي وداود العطار جميعًا عن عمرو بن يحيي فقالوا: عن أبي زيد. وقال الدراوردي أيضًا: معقل بن أبي الهيثم. وخالفه سليمان بن بلال وداود العطار، وتابعهما عبد العزيز بن المختار ووهيب بن خالد وابن جريج فقالوا كلهم: معقل بن أبي معقل، وهو الصواب" قلت: وأبو زيد قال ابن المديني: ليس بالمعروف، وقال الذهبي في "المهذب": لا يدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وللحديث شاهد من حديث أبي أيوب وآخر من حديث عمرو العجلانى فأما حديث أبي أيوب فأخرجه أحمد (5/ 415) عن عفان بن مسلم البصري ثنا همام أنا إسحاق بن أخي أنس عن رافع بن إسحاق عن أبي أيوب قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نستقبل القبلتين ونستدبرهما -يعني الغائط والبول-

وأخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 419) من طريق إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان به. وقال: إسحاق بن أخي أنس الذي روى عنه همام بن يحيي هو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، وكان عبد الله بن أبي طلحة أخا أنس بن مالك لأمه" قلت: والحديث إسناده صحيح رواته ثقات. وأما حديث عمرو العجلاني فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 329) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2011) وابن السكن (الغوامض لابن بشكوال 2/ 680 - الإصابة 7/ 130) والطبراني في "الكبير" (17/ 12) وابن عدي (4/ 1483) وأبو نعيم في "الصحابة" (5017 و 5123) والبيهقي في "الخلافيات" (342) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثني عبد الله بن نافع مولى ابن عمر عن أبيه أنّ عبد الرحمن (¬1) بن عمرو العجلاني حدّث عبد الله بن عمر عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُستقبل شيء من القبلتين في الغائط والبول" قال ابن السكن: لم يَرو عمرو هذا عن النبي-صلى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث، وهو مما ينفرد به عبد الله بن نافع" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف" المجمع 1/ 205 قلت: هو العدوي مولاهم المدني. وخالفة أيوب السَّخْتياني فرواه عن نافع عن رجل من الأنصار عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تُستقبل واحدة من القبلتين بغائط أو بول. أخرجه ابن أبي شيبة (¬2) في "مسنده" (719) عن سفيان بن عيينة عن أيوب به. وأخرجه أحمد (5/ 430) عن إسماعيل بن علية أنا أيوب به. واختلف فيه على أيوب: فرواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (370) ¬

_ (¬1) وعند الطبراني والبيهقي: عبد الله. (¬2) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7110)

3935 - "نهى أن يأكل الرجل بشماله، أو يمشي في نعل واحدة" ذكر الحافظ أنّ مسلما أخرجه (2099) من طريق مالك عن أبي الزبير عن جابر" (¬1) 3936 - "نهى أن يبيع أحدكم على بيع أحد حتى يذر، إلا الغنائم والمواريث" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وابن الجارود والدارقطني من طريق زيد بن أسلم عن ابن عمر" (¬2) صحيح أخرجه ابن الجارود (570) والدارقطني (3/ 11) والبيهقي (5/ 344) من طريق ابن وهب أني عمر بن مالك عن عبيد الله بن أبي جعفر عن زيد بن أسلم قال: سمعت رجلًا يقال له: شهر كان تاجرا، وهو يسأل عبد الله بن عمر عن بيع المزايدة، فقال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيع أحدكم على بيع أحد حتى يذر، إلا الغنائم والمواريث. وإسناده صحيح رجاله ثقات، وعمر بن مالك هو الشرعبي ذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: وثقه أحمد بن صالح المصري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: صالح الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - ابن لَهيعة. أخرجه أحمد (2/ 71) والطبراني (¬3) في "الأوسط" (8386) والدارقطني (3/ 11) وابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات. 2 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه الدارقطني (3/ 11) من طريق الواقدي عنه به. والواقدي متروك الحديث. ¬

_ (¬1) 12/ 428 (كتاب اللباس- باب لا يمشي في نعل واحدة) (¬2) 5/ 258 (كتاب البيوع- باب بيع المزايدة) (¬3) وقال: لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا عبيد الله بن أبي جعفر، تفرد به ابن لهيعة، ولا يُروى "إلا الغنائم والمواريث" عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد" كذا قال: تفرد به ابن لهيعة، وقد تابعه عمر بن مالك وأسامة بن زيد كما تقدم.

3937 - "نهى أن يبيع حاضر لباد" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق سالم المكي أنّ أعرابيا حدّثه أنّه قدم بحلوبة له على طلحة بن عبيد الله فقال له: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره، ولكن اذهب إلى السوق فانظر من يبايعك فشاورني حتى آمرك وأنهاك" (¬1) أخرجه أبو داود (3441) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي وأبو يعلى (643) عن عبد الأعلي بن حماد النرسي والبزار (957) عن عبد الله بن معاوية الجمحي والبيهقي (5/ 347) والمزي (10/ 178 - 179) عن عبد الواحد بن غياث البصري كلهم عن حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن سالم المكي أنّ أعرابيا (¬2) حدّثه أنه قدم بحلوبة له على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزل على طلحة بن عبيد الله فقال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن اذهب إلى السوق فانظر من يبايعك فشاورني حتى آمرك أو أنهاك. ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سالم المكي عن أبيه قال: قدمت المدينة بحلوبة لي فلقيت طلحة بن عبيد الله، وذكر الحديث. أخرجه البزار (956) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن طلحة إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا قال: عن سالم عن أبيه عن طلحة إلا مؤمل عن حماد، وغير مؤمل يرويه عن رجل" قلت: واختلف فيه على ابن إسحاق: فقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق ثنا سالم بن أبي أمية أبو النضر قال: ¬

_ (¬1) 5/ 274 (كتاب البيوع- باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر؟) (¬2) وعند البزار "عن رجل"

جلس إليّ شيخ من بني تميم في مسجد البصرة ومعه صحيفة له في يده قال: وفي زمان الحجاج، فقال لي: يا عبد الله أترى هذا الكتاب مغنيا عني شيئًا عند هذا السلطان؟ فقلت: وما هذا الكتاب؟ قال: هذا كتاب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتبه لنا أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا. فقلت: لا والله ما أظنّ أن يغني عنك شيئًا، وكيف كان شأن هذا الكتاب؟ قال: قدمت المدينة مع أبي وأنا غلام شاب بإبل لنا نبيعها، وكان أبي صديقا لطلحة بن عبيد الله التيمي فنزلنا عليه، فقال له أبي: أخرج معي فبع لي إبلي هذه، فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن سأخرج معك فأجلس وتعرض إبلك فإذا رضيت من رجل وفاء وصدقا ممن ساومك أمرتك ببيعه. قال: فخرجنا إلى السوق فوقفنا ظهرنا وجلس طلحة قريبا فساومنا الرجال حتى إذا أعطانا رجل ما نرضى قال له أبي: أبايعه؟ قال: نعم، رضيت لكم وفاءه فبايعوه، فبايعناه، فلما قبضنا مالنا وفرغنا من حاجتنا قال أبي لطلحة: خذ لنا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتابا أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا، قال: فقال: هذا لكم ولكل مسلم. قال: على ذلك إني أحبّ أن يكون عندي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتاب، فخرج حتى جاء بنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إنّ هذا الرجل من أهل البادية صديق لنا وقد أحبّ أن تكتب له كتابا لا يتعدى عليه في صدقته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "هذا له ولكل مسلم" قال: يا رسول الله، إني قد أحبّ أن يكون عندي منك كتاب على ذلك، قال: فكتب لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الكتاب. أخرجه أحمد (1/ 163 - 164) وتابعه يزيد بن زُرَيع البصري ثنا ابن إسحاق به. أخرجه أبو يعلى (644) والهيثم بن كليب (21) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 82 - 83 قلت: ابن إسحاق روى له مسلم في المتابعات وعلّق له البخاري كما في "التهذيب" والحديث اختلف فيه على سالم أبي النضر: • فرواه عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن سالم أبي النضر عن رجل من بني تميم عن أبيه عن طلحة. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 220) وقال: وهو الصواب" • ورواه مفضل بن فضالة بن عبيد المصري عن عياش بن عباس القِتْبَاني عن سالم أبي النضر عن نوفل بن مساحق عن أبيه عن طلحة. قاله الدارقطني.

3938 - "نهى أن يتحرى طلوع الشمس وغروبها" قال الحافظ: وقد روى مسلم (833) من طريق طاوس عن عائشة قالت: وهم ابن عمر، إنما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتحرى طلوع الشمس وغروبها" (¬1) 3939 - "نهى أن يُتعاطى السيف مسلولا" قال الحافظ: وأخرج الترمذي بسند صحيح عن جابر: فذكره، ولأحمد والبزار من وجه آخر عن جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- مرّ بقوم في مجلس يسلون سيفا يتعاطونه بينهم غير مغمود فقال "ألم أزجر عن هذا؟ إذا سلّ أحدكم السيف فليغمده ثم ليعطه أخاه" ولأحمد والطبراني بسند جيد عن أبي بكرة نحوه وزاد "لعن الله من فعل هذا، إذا سلّ أحدكم سيفه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه" (¬2) صحيح أخرجه ابن حبان (5943) أنا عبد الله بن أحمد بن موسى ثنا محمد بن مَعْمر ثنا أبو عاصم عن ابن جريج أني أبو الزبير قال: سمعت جابرا يقول: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- مرّ بقوم يَتَعَاطَوْن سيفا بينهم مَسْلُولا، فقال "ألم أزجركم عن هذا؟ لِيُغْمِده ثم يناوله أخاه". وأخرجه البزار (كشف 3335) عن عمرو بن علي الفلاس ومحمد بن معمر القيسي قالا: ثنا أبو عاصم به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وعبد الله بن أحمد هو عبدان الأهوازي، ومحمد بن معمر هو القيسي، وأبو عاصم هو النبيل. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتعاطى السيف مسلولا. أخرجه الطيالسي (ص 242) عن حماد بن سلمة به. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 583) وأحمد (3/ 300 و 361) وأبو داود (2588) والترمذي (2163) وابن حبان (5946) والحاكم (4/ 290) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 224) من طرق عن حماد به. واختلف فيه على أبي الزبير: فقال ابن لهيعة: عن أبي الزبير عن جابر أنّ بَنَّة الجهني أخبره أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ على ¬

_ (¬1) 2/ 199 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس) (¬2) 16/ 132 (كتاب الفتن- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حمل علينا السلاح فليس منا)

قوم في المسجد أو في المجلس يسلون سيفا بينهم يتعاطونه بينهم غير مغمود، فقال "لعن الله من يفعل ذلك، أو لم أزجركم عن هذا؟ فإذا سللتم السيف فليغمده الرجل ثم ليعطه كذلك". أخرجه ابن سعد (4/ 353) وأحمد (3/ 347) والطبراني في "الكبير" (2/ 16) وأبو نعيم في "المعرفة" (1255) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 49 - 50) وابن السكن في "الصحابة" (أسد الغابة 1/ 247) من طرق عن ابن لهيعة به. والأول أصح، وابن لهيعة قال الدارقطني وجماعة: لا يحتج به. وقال الترمذي: حديث حماد بن سلمة عندي أصح، وهو حديث حسن غريب" وقال الحاكم: حديث حماد صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر: وهو حديث انفرد به ابن لهيعة لم يروه غيره بهذا الإسناد" قلت: تابعه أبو عمرو التُّجيبي عن أبي الزبير به. أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1256) من طريق يونس بن عبد الرحيم العسقلاني عن رشدين بن سعد ثنا ابن لهيعة وأبو عمرو التجيبي عن أبي الزبير به. والعسقلاني قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. ورشدين قال أبو زرعة وجماعة: ضعيف الحديث. طريق أخرى: قال البزار (كشف 3335): ثنا محمد بن معمر ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر: فذكر مثل حديث ابن جريج عن أبي الزبير. وأخرجه أحمد (3/ 370) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق عن ابن جريج عن سليمان به. قال البزار: وسليمان لا نعلمه سمع من جابر" قلت: سليمان هو الأشدق قال ابن معين: سليمان بن موسى عن جابر مرسل. وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من سليمان. وأما حديث أبو بكرة فأخرجه أحمد (5/ 41 - 42) والحاكم (4/ 290) من طريق المبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن يقول: أخبرني أبو بكرة قال: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قوم يتعاطون سيفا مسلولا فقال "لعن الله من فعل هذا أو ليس قد نهيت عن هذا. إذا سلّ أحدكم سيفه فنظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه".

قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: الحديث إسناده حسن، والمبارك بن فضالة حسن الحديث إذا صرّح بالسماع. قال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة. وقال أبو داود: إذا قال حدثنا فهو ثبت وكان يدلس. وخالفه علي بن زيد بن جُدْعان فرواه عن الحسن مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 583) وعلي بن زيد ضعيف. وفي الباب عن أبي هريرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- رأى رجلين يتعاطيان بينهما سيفا مسلولا فقال: ألم أنه عن هذا؟ لعن الله من فعل هذا" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 134) ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين ثنا إبراهيم بن محمد ثنا ضَمْرة عن ابن شَوْذب عن محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. وقال: غريب من حديث ابن شوذب، تفرد به ضمرة" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، لا يحتمل ضمرة مثل هذا الحديث" العلل 2/ 415 3940 - "نهى أن يتنفس في الأناء، وأن ينفخ فيه" قال الحافظ: حديث ابن عباس عند أبي داود والترمذي أن النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الحميدي (525) وابن أبي شيبة (8/ 217 و 220 - 221) وأحمد (1/ 220) عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. وأخرجه أبو داود (3728) والترمذي (1888) وابن ماجه (3429) وأبو يعلى (2402) والبيهقي (7/ 284) وفي "الشعب" (5602) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 396) والبغوي في "شرح السنة" (3035) من طرق عن ابن عيينة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" ¬

_ (¬1) 12/ 195 (كتاب الأشربة- باب النهي عن التنفس في الإناء)

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد ابن عيينة به بل تابعه إسرائيل بن يونس عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن النفخ في الطعام والشراب. أخرجه أحمد (1/ 309 و 357) عن عبد الرحمن بن مهدي و (1/ 357) عن محمد بن سابق التميمي كلاهما عن إسرائيل به. وخالفهما أبو نعيم الفضل بن دكين فرواه عن إسرائيل عن عبد الكريم عن عكرمة مرسلًا. أخرجه أحمد (1/ 357) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء. أخرجه ابن ماجه (3288 و3430) وشريك سيئ الحفظ. ولم ينفرد عبد الكريم به بل تابعه خالد الحَذَّاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يشرب من فِيِّ السقاء، وأن يتنفس في الإناء. أخرجه ابن ماجه (3428) وابن حبان (5316) والحاكم (4/ 138) وقال: صحيح على شرط البخاري" قلت: هو في "صحيح البخاري" (فتح 12/ 194 - 195) من هذا الطريق بالفقرة الأولى منه فقط. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11789) من طريق محمد بن جابر الحنفي عن سِمَاك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن ينفخ في الطعام والشراب والثمرة. قال الهيثمي: وفيه محمد بن جابر وهو ضعيف" المجمع 5/ 78

3941 - "نهى أن يجمع بين شيئين نبيذا مما يبغي أحدهما على صاحبه" قال الحافظ: أخرجه أحمد في "الأشربة" من طريق المختار بن فلفل عن أنس" (¬1) حسن أخرجه النسائي (8/ 259) وفي "الكبرى" (5072) وابن عدي (7/ 2552) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 160 - 161) من طرق عن عبد الله بن المبارك عن وِقَاء بن إياس عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نجمع شيئين نبيذا مما يبغي أحدهما على صاحبه. قال: وسألته عن الفضيخ فنهاني عنه. قال: وكان يكره المُذَنَّبَ من البُسْر مخافة أن يكونا شيئين، فكنّا نقطعه. وإسناده حسن، وقاء بن إياس مختلف فيه: وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي ويعقوب بن سفيان: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح. وقال يحيي القطان والنسائي: ليس بالقوي، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وابن المبارك والمختار بن فلفل ثقتان. 3942 - "نهى أن يُحمل السلاح بمكة" قال الحافظ: روى مسلم (1356) من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (¬2) هو بلفظ "لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح" 3943 - "نهى أن يُخرج بالسلاح يوم العيد" قال الحافظ: روى عبد الرزاق بإسناد مرسل قال: فذكره" (¬3) مرسل ضعيف جدًا أخرجه عبد الرزاق (5668 و 5669) عن الثوري وهشيم كلاهما عن جُوَيْبِر عن الضحاك بن مزاحم قال: فذكره. زاد هشيم "إلا أن يخافوا عدوا فيخرجوا". ¬

_ (¬1) 12/ 170 (كتاب الأشربة- باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكرا) (¬2) 3/ 107 (كتاب العيدين- باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم) (¬3) 3/ 107 (كتاب العيدين- باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم)

وإسناده ضعيف جدًا، جويبر هو ابن سعيد البلخي وهو متروك كما قال النسائي وغيره. 3944 - "نهى أن يركب ثلاثة على دابة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن جابر وسنده ضعيف" (¬1) موضوع أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7508) عن محمد بن عبد الله بن رُسْتَه الأصبهاني ثنا سليمان الشاذكوني ثنا أبو أمية بن يعلى ثنا محمد بن المنكدر عن جابر به. وقال:- لم يَرو هذا الحديث عن ابن المنكدر إلا أبو أمية بن يعلى، تفرد به الشاذكوني" وقال الهيثمي: فيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك" المجمع 8/ 109 قلت: واتهمه غير واحد بوضع الحديث. 3945 - "نهى أن يُستنجى بروث أو بعظم وقال: إنهما لا يطهران" قال الحافظ: رواه الدارقطني وصححه من حديث أبي هريرة" (¬2) أخرجه ابن عدي (3/ 1179) والدارقطني (1/ 56) وابن الجوزي في "التحقيق" (119) من طريق يعقوب بن حُميد بن كاسب ثنا سلمة بن رجاء عن الحسن بن فُرات القَزَّاز عن أبيه عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال: فذكره. قال الدارقطني: إسناد صحيح" وقال ابن عدي: لا أعلم رواه عن فرات القزاز غير ابنه الحسن، وعن الحسن سلمة بن رجاء، وعن سلمة ابن كاسب، وسلمة بن رجاء أحاديثه أفراد وغرائب، ويحدث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليها" قلت: هو مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه النسائي وغيره، وابن كاسب مختلف فيه كذلك، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 12/ 520 (كتاب اللباس- باب الثلاثة على الدابة) (¬2) 1/ 266 (كتاب الوضوء- باب الاستنجاء بالحجارة)

3946 - "نهى أن يسمي الرجل عبده أو ولده حربا أو مرّة أو وليدا" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود، وسنده ضعيف جدا" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أحب الأسماء إلى الله ما تعبد به". 3947 - "نهى أن يشرب الرجل قائما" قال الحافظ: وأخرج مسلم (3/ 1600) من طريق قتادة عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره. قال قتادة: فقلنا لأنس فالأكل؟ قال: ذاك أشر وأخبث" (¬2) 3948 - "نهى أن يُشرب من فِيِّ السقاء لأنّ ذلك ينتنه" قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث عائشة بسند قوي" (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 140) عن عبد الله بن الحسين القاضي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا رَوح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال، وشيخه ترجمه الذهبي في "السير" (16/ 60) وقال: الإمام الصادق المعمر القاضي أبو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم النضري المروزي قاضي مرو ومسندها. واختلف فيه على حماد: فقال حجاج بن المنهال البصري: ثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشرب من في السقاء لأنّه ينتنه. مرسل. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 276) عن ابن خزيمة ثنا حجاج به. واختلف فيه على هشام أيضًا: - فقال مَعْمر بن راشد: عن هشام عن أبيه قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يشرب من في السقاء. قال هشام: فإنّه ينتنه ذلك. ¬

_ (¬1) 13/ 201 (كتاب الأدب- باب تسمية الوليد) (¬2) 12/ 184 (كتاب الأشربة- باب الشرب قائما) (¬3) 12/ 194 (كتاب الأشربة- باب الشرب من فم السقاء)

أخرجه عبد الرزاق (19598) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5620) وقال: رواه حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة موصولا، وقال: لأنّ ذلك ينتنه. والصحيح أنّه من قول هشام" قلت: تكلم ابن معين في رواية معمر عن هشام. - وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد: عن هشام عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يشرب من في السقاء، وقال: إنّه ينتنه. أخرجه البيهقي (7/ 285) وعبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن هشام عن أبيه ولم يذكر قوله: إنه ينتنه. أخرجه مسدد (الإتحاف 5018) قال البوصيري: هذا إسناد مرسل، رجاله ثقات" 3949 - "نهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السَبُع" قال الحافظ: ولمسلم (498) من حديث عائشة: فذكره" (¬1) 3950 - "نهى أن يقال للمدينة يثرب" قال الحافظ: وروى عمر بن شبة من حديث أبي أيوب: فذكره" (¬2) ذكره عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 165) من طريق إبراهيم بن أبي يحيي عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب به. وابن أبي يحيى كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وابن حبان وغيرهم. 3951 - "نهى أن يُلبس السلاح في بلاد الإسلام في العيدين إلا أن يكونوا بحضرة العدو" قال الحافظ: وروى ابن ماجه بإسناد ضعيف عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 2/ 437 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة- باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود) (¬2) 4/ 459 (كتاب الحج - فضائل المدينة- باب فضل المدينة) (¬3) 3/ 107 (كتاب العيدين- باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم)

أخرجه ابن ماجه (1314) والطبراني في "الكبير" (11440) و"الأوسط" (7405) وابن عدي (1/ 308 و 308 - 309) من طريق نائل بن نجيح ثنا إسماعيل بن زياد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: فذكره. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا إسماعيل بن زياد، ولا عن إسماعيل إلا نائل" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه نائل بن نجيح وإسماعيل بن زياد وهما ضعيفان" مصباح الزجاجة 1/ 156 3952 - "نهى عن إجابة طعام الفاسقين" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث عمران بن حُصين" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 168) وفي "الأوسط" (444) عن أحمد بن خليد الحلبي ثنا عبد الرحيم بن مطرف أبو سفيان السروجي ثنا أيوب بن أبي هند ثنا أبو مروان الواسطي عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين قال: فذكره. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمران بن حصين إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرحيم بن مطرف" وقال الهيثمي: وفيه أبو مروان الواسطي ولم أجد من ترجمة" المجمع 4/ 54 قلت: هو يحيي بن أبي زكريا الغساني ضعفه أبو داود وابن حبان وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور. وأيوب بن أبي هند قال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. والحسن لم يسمع من عمران بن حصين في قول أبي حاتم وابن المديني ويحيى القطان وابن معين والبيهقي. والحديث أخرجه البيهقي في "الشعب" (5420) عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ثنا عبد الله بن سعد بن يحيي القاضي ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ثنا الفضيل بن عياض ثنا هشام بن حسان به. ومحمد بن عبد الله الشيباني اتهمه غير واحد بوضع الحديث. انظر اللسان 5/ 231 ¬

_ (¬1) 11/ 159 (كتاب النكاح- باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)

3953 - "نهى عن أكل البصل والكراث" فغلبتنا الحاجة، الحديث. قال الحافظ: فعند مسلم (564) من رواية أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (¬1) 3954 - "نهى عن الأغلوطات" قال الحافظ: فعند أحمد من حديث معاوية أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬2) ضعيف وله عن معاوية طريقان: الأول: يرويه الأوزاعي واختلف عنه: - فرواه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن الأوزاعي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصُّنَابحي عن معاوية به. وفي لفظ "الغلوطات" منهم: 1 - علي بن بحر بن بَرِّي القطان. أخرجه أحمد (5/ 435) والآجري في "أخلاق العلماء" (183) وابن بطة في "الإبانة" (300) والخطابي في "الغريب" (1/ 354) والخطيب في "الفقيه" (2/ 11) وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (258) 2 - إبراهيم بن موسى الرازي. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 106) وأبو داود (3656) والبيهقي في "المدخل" (ص 229 - 230) وابن عبد البر في "الجامع" (2037) وابن عساكر (34/ 42) 3 - جنادة بن محمد المري الدمشقي. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 305) وتمام (ق 104 /أ) وابن بشكوال (259) ¬

_ (¬1) 2/ 484 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب ما جاء في الثوم النيء) (¬2) 17/ 23 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)

4 - أبو بكر بن أبي شيبة. أخرجه ابن عبد البر (2038) 5 - محمد بن سلام. أخرجه تمام (ق 104/ أ) 6 - نعيم بن حماد المروزي. أخرجه تمام (ق 104/ أ) والخطيب في "الفقيه" (2/ 11) والمزي (15/ 21) 7 - إسحاق بن راهويه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 380) • وقال مسدد: عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصنابحي عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 53 /أ) وتابعه سعيد بن منصور ثنا عيسى بن يونس به. أخرجه الهروي (ق 53 - 54) - ورواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصنابحي عن معاوية. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6066) وابن عساكر (34/ 42) - ورواه رَوح بن عبادة البصري عن الأوزاعي فقال فيه: عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (5/ 435) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 62) والطبراني في "الكبير" (19/ 380) وابن بطة (387) وأبو نعيم في "الصحابة" (7244) والبيهقي في "المدخل" (ص 229) والحنائي في "فوائده" (ق 13 - 14) والخطيب في "الفقيه" (2/ 10 - 11) وابن عساكر (34/ 41) وابن بشكوال (257) - ورواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي واختلف عنه: • فقال سليمان بن أحمد الواسطي: ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن عبادة بن نُسَي الكندي عن معاوية أنهم ذكروا المسائل عنده، فقال: أما تعلمون أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن عضل المسائل.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 368) وابن عبد البر في "الجامع" (2039) وابن عساكر (34/ 42) وسليمان بن أحمد الواسطي قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويشتبه عليه، وقال النسائي: ضعيف، وقال صالح جزرة: كذاب. • وقال أبو همام (¬1): ثني الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عبادة بن نسي قال: تذاكروا عند معاوية المسائل فردّ بعضهم على بعض، فقال: ألم تسمعوا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الأغلوطات. أخرجه ابن بطة (301) - ورواه عبد الملك بن محمد الصنعاني عن الأوزاعي عن عمرو بن سعد عن عبادة بن نسي عن معاوية. قاله الدارقطني في "العلل" (7/ 67) وعبد الملك مختلف فيه. - ورواه بقية بن الوليد عن سليمان بن فلان عن الأوزاعي عن عبادة بن نسي عن قيس بن خارجة. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1969) وأبو نعيم في "الصحابة" (5731) وبقية مدلس وقد عنعن. - ورواه موسى بن أعْيَن الجزري عن الأوزاعي عن عبد الله بن سلمة، ولم يذكر الصنابحي ولا عبادة بن نسي. قاله الدارقطني. وقال: والصحيح حديث عيسى بن يونس" قلت: ومداره على عبد الله بن سعد وهو ابن فروة البجلي مولاهم الدمشقي قال دحيم: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الساجي: ضعفه أهل الشام، وقال الذهبي في "الميزان": ما له راو سوى الأوزاعي. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. ¬

_ (¬1) أظنه الوليد بن شجاع.

الثاني: يرويه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي عن رجاء بن حَيْوة عن معاوية قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأغلوطات" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 389) وفي "مسند الشاميين" (2108) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا عبد الملك بن عبد لله الكناني ثنا إبراهيم بن أبي عبلة به. والشاذكوني قال ابن معين: يكذب ويضع الحديث. 3955 - "نهى عن البول في الماء الراكد" قال الحافظ: أخرجه مسلم (281) من حديث جابر" (¬1) 3956 - "نهى عن الجَلاّلة أن يؤكل لحمها أو يشرب لبنها" قال الحافظ: ولابن أبي شيبة بسند حسن عن جابر: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 334) وفي "مسنده" المطالب (2371) ثنا شَبَابة ثنا مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 182) ورجاله ثقات إلا أنّ أبا الزبير كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من جابر. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها، وسيأتي الكلام عليها عند حديث "نهى عن المجثمة" 3957 - "نهى عن الحجامة للصائم، وعن المواصلة، ولم يحرمها إبقاء على أصحابه" قال الحافظ: رواه عبد الرزاق وأبو داود من طريق عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره إسناده صحيح، والجهالة بالصحابي لا تضر، وقد رواه ابن أبي شيبة عن وكيع عن الثوري بإسناده هذا ولفظه: عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا: إنما نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الحجامة للصائم وكرهها للضعيف" (¬3) ¬

_ (¬1) 1/ 361 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم) (¬2) 12/ 68 (كتاب الذبائح- باب لحم الدجاج) (¬3) 5/ 81 (كتاب الصوم- باب الحجامة والقيء للصائم)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو داود وغيره من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من الصحابة قال: نهى النبي-صلى الله عليه وسلم-عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمهما إبقاء على أصحابه، وإسناده صحيح كما تقدم التنبيه عليه في باب الحجامة للصائم" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (7535) عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وزاد: قالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنك تواصل إلى السحر؟ قال "أنا أواصل إلى السحر وربي يطعمني ويسقيني" ورواه أحمد (4/ 314 و 315) عن عبد الرزاق به. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 52) عن وكيع عن سفيان فقال في روايته: عن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم - قالوا. ورواه أحمد (5/ 364) عن وكيع فقال في روايته: عن بعض أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -. ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان فقال في روايته: حدثني رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو داود (2374) عن أحمد بن حنبل ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 3958 - "نهى عن الحَنْتَمَة وهي الجَرَّة، وعن الدَّبَّاء وهي القَرْعَة، وعن النَّقِير وهي أصل النخلة تُنقر نقرا، وعن المُزَفّت وهو المُقَيّر" قال الحافظ: وأخرج مسلم (3/ 1583) من طريق زاذان قال: سألت ابن عمر عن الأوعية فقلت: أخبرناه بلغتكم وفسره لنا بلغتنا، فقال: فذكره" (¬2) 3959 - "نهى عن الرقى" فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا: يا رسول الله إنّه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب. قال: فعرضوا عليه، فقال "ما أرى بأسا، من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه" قال الحافظ: وله (أي مسلم 4/ 1726 - 1727) من حديث جابر: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 5/ 105 (كتاب الصوم- باب الوصال) (¬2) 12/ 143 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل) (¬3) 12/ 304 (كتاب الطب- باب الرقى بالقرآن)

3960 - "نهى عن الشغار" قال الحافظ: فعند مسلم (1416) من رواية أبي أسامة وابن نمير عن عبيد الله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) 3961 - "نهى عن الشغار، والشغار أن ينكح هذه بهذه بغير صداق، بُضْع هذه صداق هذه، وبضع هذه صداق هذه". قال الحافظ: وروى البيهقي من طريق نافع بن يزيد عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا: فذكره" (¬2) أخرجه البيهقي (7/ 200) من طريق سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا نافع بن يزيد ثنا ابن جريج أنّ أبا الزبير حدثهم عن جابر به. ورجاله ثقات إلا أنّ أبا الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. لكن أخرجه مسلم (1417) من طريق حجاج بن محمد المصيصي وعبد الرزاق بن همام الصنعاني كلاهما عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشغار. ولم يذكر الزيادة. قال البيهقي في "المعرفة" (10/ 168): فيشبه إن كانت هذه الرواية صحيحة أن يكون التفسير من قول ابن جريج أو من فوقه، والله أعلم" 3962 - "نهى عن الصلاة بعد العصر إلا الشمس كالأثارب" سكت عليه الحافظ (¬3). لم أقف عليه. 3963 - "نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة" قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث علي بإسناد صحيح قوي" (¬4) صحيح. ¬

_ (¬1) 11/ 66 (كتاب النكاح- باب الشغار) (¬2) 11/ 66 (كتاب النكاح- باب الشغار) (¬3) 11/ 37 (كتاب النكاح- باب الأكفاء في الدين) (¬4) 2/ 203 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر والفجر) وذكره في موضع آخر وقال: إسناده حسن" 2/ 201

وله عن علي طريقان: الأول: يرويه منصور بن المعتمر عن هلال بن يَسَاف عن وهب بن الأجدع عن عليّ به. وفي لفظ "إلا أن تكون الشمس بيضاء نقية مرتفعة" وفي لفظ آخر "لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة" أخرجه الطيالسي (ص 17) وابن أبي شيبة (2/ 348 - 349) وأحمد (1/ 80 - 81 و 129 و 141) وأبو داود (1274) والفاكهي في "أخبار مكة" (514 و 515) والنسائي (1/ 225) وفي "الكبرى" (372 و 1552) وأبو يعلى (411 و 581) وابن الجارود (281) وابن خزيمة (1284 و 1285) والطحاوي في "المشكل" (5268 و 5269 و 5270 و 5271) والمحاملي (179) وابن حبان (1547 و 1562) وابن حزم في "المحلى" (3/ 53) والبيهقي (2/ 459) والمزي (31/ 112) من طرق عن منصور بن المعتمر به. ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجَعْد عن وهب بن الأجدع عن عليّ. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5272) والأول أصح، وشريك سيىء الحفظ. قال ابن خزيمة: هذا حديث غريب، سمعت محمد بن يحيي يقول: وهب بن الأجدع قد ارتفع عنه اسم الجهالة، وقد روى عنه الشعبي أيضًا وهلال بن يساف" وقال ابن حزم: وهب بن الأجدع تابعي ثقة مشهور، وسائر الرواة أشهر من أن يسأل عنهم" وقال أبو زرعة ابن العراقي: إسناده صحيح" طرح التثريب 2/ 187 قلت: وهو كما قال، ووهب وثقه أيضًا العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب". وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 2 / 163): سمع عمر وعليا. الثاني: يرويه سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضَمْرة عن علي مرفوعا "لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة" أخرجه أحمد (1/ 130) عن إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا سفيان به. وأخرجه ابن خزيمة (1286) عن الحسن بن محمد الزعفراني ثنا إسحاق الأزرق به. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلسًا.

3964 - "نهى عن الضب" قال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند حسن فإنّه من رواية إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي راشد الحُبْراني عن عبد الرحمن بن شبل، وحديث ابن عياش عن الشاميين قوي، وهؤلاء شاميون ثقات، ولا يغتر بقول الخطابي: ليس إسناده بذاك، وقول ابن حزم: فيه ضعفاء ومجهولون، وقول البيهقي: تفرد به إسماعيل بن عياش وليس بحجة، وقول ابن الجوزي: لا يصح، ففي كل ذلك تساهل لا يخفى فإنّ رواية إسماعيل عن الشاميين قوية عند البخاري، وقد صحح الترمذي بعضها" (¬1) أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 318 و 447) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شُريح بن عبيد عن أبي راشد الحُبراني عن عبد الرحمن بن شبل أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل الضب" ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 326) وأخرجه أبو داود (3796) عن محمد بن عوف الطائي والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 191) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1906) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري والجورقاني في "الأباطيل" (608) عن أبي حاتم الرازي ثلاثتهم عن أبي اليمان (¬2) به. قال البيهقي: وهذا ينفرد به إسماعيل بن عياش وليس بحجة" وقال الخطابي: ليس إسناده بذاك" ¬

_ (¬1) 12/ 87 (كتاب الذبائح- باب الضب) (¬2) رواه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي عن إسماعيل بن عياش بلفظ "حَرّم النبي-صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر لحم الضب والحمر الإنسية وكل ذي ناب من السباع" أخرجه المزي (17/ 166 - 167) من طريق الطبراني ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الوهاب بن الضحاك به. وعبد الوهاب بن الضحاك قال أبو داود: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم: كان يكذب.

وقال ابن حزم: حديث عبد الرحمن بن شبل غير صحيح فيه ضعفاء ومجهولون" المحلى 8/ 143 - 144 وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وإسماعيل بن عياش ضعيف" العلل المتناهية 2/ 172 وقال الذهبي: هذا منكر" الميزان 1/ 244 وقال الجورقاني: هذا حديث منكر، وإسناده ليس بمتصل، وإسماعيل بن عياش ضعيف الحديث" قلت: رواته ثقات، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة يُحتج بها، صرّح بذلك ابن معين وأحمد وابن المديني والفلاس ودحيم والبخاري والدولابي ويعقوب بن شيبة وابن عدي والجورقاني والنسائي، وهذا الحديث منها فإنّ ضمضم بن شريح حمصي وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره. لكن أبو راشد الحبراني لم يذكر سماعا من عبد الرحمن بن شبل، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، فلا أدري أسمع منه أم لا. 3965 - "نهى عن الضرب في الوجه، وعن الوَسْم في الوجه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2116) من حديث جابر. وفي لفظ له (2117) "مُرّ على النبي-صلى الله عليه وسلم- بحمار قد وُسِمَ في وجهه فقال "لعن الله من وسمه" (¬1). 3966 - "نهى عن العزل عن الحرّة إلا بإذنها" قال الحافظ: واحتج الجمهور لذلك بحديث عن عمر أخرجه أحمد وابن ماجه بلفظ: فذكره، وفي إسناده ابن لهيعة" (¬2) ضعيف يرويه ابن لَهيعة واختلف عنه: - فرواه إسحاق بن عيسى ابن الطَّبَّاع البغدادي عن ابن لهيعة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن إسحاق بن عيسى ثنا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرّر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر مرفوعا. ¬

_ (¬1) 12/ 93 و 94 (كتاب الذبائح- باب الوسم والعلم في الصورة) (¬2) 11/ 220 (كتاب النكاح- باب العزل)

أخرجه أحمد (1/ 31) عن إسحاق بن عيسى به. وأخرجه ابن ماجه (¬1) (1928) عن الحسن بن علي الخلال ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 385) ومن طريقه البيهقي (7/ 231) عن عيسى بن محمد الرملي وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 150) وقال: في إسناده ضعف" عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثلاثتهم عن إسحاق بن عيسى به. • وقال رضوان بن إسحاق الدمشقي: عن إسحاق بن عيسى عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده قوله. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 412) عن أبيه عن رضوان به. - وقال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري: عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قوله، ولم يذكر عمر. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 412) وقال: وهذا أشبه" - وقال أبو صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث: عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن حمزة عن أبيه عن جده قوله. أخرجه ابن أبي حاتم (1/ 412) عن أبيه ثنا أبو صالح به. قال أبو حاتم: حديث أبي صالح أصح، وهذا من تخاليط ابن لهيعة" - وقال ابن وهب: عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة عن أبيه عن عمر مرفوعا. قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 93) وقال: وهو وهم، والصواب مرسل" ¬

_ (¬1) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة" المصباح 2/ 111

قلت: وابن لهيعة قال ابن معين: لا يحتج بحديثه، وقال الفلاس: ضعيف الحديث، وقال مسلم: تركه ابن مهدي ويحيى بن سعيد ووكيع. 3967 - "نهى عن العُمْرَى والرُقْبَى" قال الحافظ: وله (أي النسائي) من طريق إسرائيل عن عبد الكريم عن عطاء قال: فذكره، قلت: وما الرقبى؟ قال: يقول الرجل للرجل: هي لك حياتك، فإن فعلتم فهو جائز. وهكذا أخرجه مرسلًا. وأخرجه من طريق ابن جريج عن عطاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر مرفوعا "لا عمرى ولا رقبى، فمن أُعْمِرَ شيئًا أو أُرْقِبَه فهو له حياته ومماته" ورجاله ثقات لكن اختلف في سماع حبيب له من ابن عمر، فصرّح به النسائي من طريق، ونفاه من طريق أخرى" (¬1) يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فقال إسرائيل بن يونس الكوفي: عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن عطاء قال: فذكره. أخرجه النسائي (6/ 230) وفي "الكبرى" (6561) عن أحمد بن سليمان الجزري أنبأ عبيد الله- هو ابن موسى- عن إسرائيل به. ورواته ثقات. - ورواه ابن المبارك عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء رفعه "من أُعطي شيئًا حياته فهو له حياته وموته" أخرجه النسائي (6/ 230) وفي "الكبرى" (6562) عن محمد بن حاتم بن نعيم المروزي عن حبان بن موسى عن ابن المبارك به. ورواته ثقات. - وقال ابن جريج: أخبرني عطاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر مرفوعا "لا عمرى ولا رقبى، فمن أعمر شيئًا أو أُرقبه فهو له حياته وموته" أخرجه أحمد (2/ 34 و 73) عن عبد الرزاق أنا ابن جريج به. ¬

_ (¬1) 6/ 168 (كتاب الهبة- باب ما قيل في العمرى والرقبى)

وأخرجه ابن ماجه (2382) والنسائي (6/ 230 - 231) وفي "الكبرى" (6564) وابن الجارود (990) والطحاوي في "المشكل" (5452) من طرق عن عبد الرزاق به. وتابعه محمد بن بكر البُرْسَاني عن ابن جريج به. أخرجه أحمد (2/ 73) عن محمد بن بكر به. ورواه النسائي (6/ 231) وفي "الكبرى" (6565) عن عبيد الله بن سعيد اليشكري عن محمد بن بكر فقال في روايته: عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر ولم يسمعه منه. قلت: رواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرقبى، وقال "من أرقب رقبى فهي له" أخرجه النسائي (6/ 231) وفي "الكبرى" (6566) عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي أنبأ وكيع عن يزيد بن زياد به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (5453) عن النسائي به. وأخرجه أحمد (2/ 26) عن وكيع به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 3968 - "نهى عن الكي" فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا. وفي لفظ: فلم يفلحن ولم ينجحن. قال الحافظ: وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي عن عمران: فذكره، وسنده قوي" (¬1) صحيح وله عن عمران بن حُصين طرق: الأول: يرويه مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عمران وعنه غير واحد، منهم: 1 - أبو التيّاح يزيد بن حميد البصري. أخرجه أحمد (4/ 446) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري وعن عفان بن مسلم البصري ¬

_ (¬1) 12/ 261 (كتاب الطب- باب من أكتوى أو كوى غيره)

والطبراني في "الكبير" (18/ 127) والحاكم (4/ 416 - 417) عن حجاج بن المنهال البصري والطبراني (18/ 127) عن هُدبة بن خالد البصري كلهم عن حماد بن سلمة ثنا أبو التيَّاح عن مطرف عن عمران به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم" قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج مسلم رواية حماد عن أبي التياح. 2 - ثابت البُنَاني. أخرجه الطيالسي (ص 111) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف عن عمران قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا". ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 342) وأخرجه أحمد (4/ 444) والبزار (3517) والطبراني (18/ 122) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 63) عن عفان بن مسلم البصري وأبو داود (3865) عن موسى بن إسماعيل البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده صحيح رواته ثقات. 3 - إسحاق بن سويد بن هُبيرة العدوي. واختلف عنه: • فقال علي بن عاصم الواسطي: عن إسحاق بن سويد ثني مطرف عن عمران قال: نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 121 - 122) وعلي بن عاصم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

• وقال إسماعيل بن عُلية: عن إسحاق بن سويد عن مصرف قال: كان عمران بن حصين ينهى عن الكي، ثم اكتوى بعد. موقوف. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 66) وإسناده صحيح. 4 - سعيد بن إياس الجُرَيري. أخرجه ابن عبد البر (24/ 63) عن عبد الوارث بن سعيد القرطبي ثنا قاسم بن أصبغ ثنا أحمد بن الخليل ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن الجريري عن مصرف عن عمران قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم-ينهى عن الكي، فما زال بي البلاء حتى اكتويت فما أفلحت ولا أنجحت. وإسناده صحيح إن كان سليمان بن المغيرة سمع من الجريري قبل اختلاطه، وقد احتج مسلم بروايته عنه، وأحمد بن الخليل هو البغدادي نزيل نيسابور، وأبو النضر هو هاشم بن القاسم. 5 - الحسن البصري. واختلف عنه: • فقال علي بن عاصم الواسطي: عن يونس بن عبيد عن الحسن عن مطرف عن عمران. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 122) و"الأوسط" (6489) • وقال هشيم: عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران، ليس فيه عن مصرف. أخرجه أحمد (4/ 430) عن هشيم به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 152) وأخرجه ابن ماجه (3490) عن عمرو بن رافع القزويني ثنا هشيم عن منصور ويونس عن الحسن عن عمران. ولم ينفرد هشيم به بل تابعه: أ- عبد الوارث بن سعيد البصري ثنا يونس عن الحسن عن عمران.

أخرجه الطبراني (18/ 152) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (33) وابن عبد البر (24/ 62) ب- وهيب بن خالد البصري. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (478) وهذا أصح. ولم ينفرد يونس بن عبيد به بل تابعه: 1 - مبارك بن فضالة ثنا الحسن عن عمران به. أخرجه الطبراني (18/ 172) 2 - قتادة عن الحسن عن عمران. أخرجه أحمد (4/ 427) والترمذي (2049) والروياني (70) وابن حبان (6081) والطبراني (18/ 141 و150) والحاكم (4/ 213) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه" (26) من طرق عن شعبة قال: سمعت قتادة به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الاسناد" قلت: الحسن لم يسمع من عمران في قول أبي حاتم وابن المديني ويحيى القطان وابن معين. وقال الحاكم: سمع منه. وأخرجه الطبراني (18/ 149) من طريق سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. - ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن همام عن قتادة عن الحسن عن عمران. أخرجه الترمذي (4/ 389) عن عمرو بن عاصم الكلابي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 320) والطبراني (18/ 141) عن أبي عمر حفص بن عمر الحَوْضي

وابن عبد البر (24/ 62) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري قالوا: ثنا همام به. • وقال سعيد بن عامر الضُّبَعي: عن همام عن قتادة عن مصرف عن عمران. أخرجه الطبراني (18/ 119) الثاني: يرويه عمران بن حُدير البصري عن أبي مِجْلَز عن عمران قال: نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الكي فاكتوينا فما فيها شفاء من سقم ولا براء من إثم. أخرجه الطبراني (18/ 207) وابن عبد البر (24/ 62 - 63) من طرق عن حجاج بن المنهال البصري ثنا حماد بن سلمة ثنا عمران بن حدير به. واختلف فيه على عمران بن حدير: فقال يزيد بن هارون: أنا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: كان عمران بن حصين ينهى عن الكي، فابتلي فاكتوى، فجعل بعد ذلك يعج، يقول: اكتويت كية نار ما أبرأت من ألم، ولا أشفت من سقم. موقوف. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 66) ورواته ثقات إلا أنّ أبا مجلز واسمه لاحق بن حميد لم يلق عمران بن حصين كما قال ابن المديني. الثالث: يرويه حاجب بن عمر الثقفي عن الحكم بن الأعرج عن عمران رفعه "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب" قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون" قال: فما زال بنا النبلاء حتى اكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا. أخرجه ابن منده في "الإيمان" (978) عن عبد الرحمن بن يحيى بن منده ثنا إبراهيم بن فهد ثنا أبو عمر الحوضي حفص بن عمر النمري ثنا حاجب بن عمر به. بإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن فهد. 3969 - "نهى عن المُجَثَّمَة، وعن لبن الجَلالَة، وعن الشرب من فِيِّ السِّقَاء" قال الحافظ: وقد ورد النهي عن أكل الجلالة من طرق أصحها ما أخرجه الترمذي

وصححه وأبو داود والنسائي من طريق قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وهو على شرط البخاري في رجاله إلا أنّ أيوب رواه عن عكرمة فقال: عن أبي هريرة، أخرجه البيهقي، وللبزار من وجه آخر عن أبي هريرة: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجلالة، وعن شرب ألبانها وأكلها وركوبها" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه عكرمة واختلف عنه: - فقال قتادة: عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المجثمة والجلالة. أخرجه أحمد (1/ 339) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن قتادة به. وأخرجه أحمد أيضًا (1/ 339) عن أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي البصري ثنا شعبة به، ولفظه "نهى عن لبن الجلالة وأن يشرب من في السقاء" وإسناده صحيح رواته ثقات، ورواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه غير واحد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس. منهم: 1 - هشام الدَّسْتُوائي. أخرجه أحمد (1/ 226 و 293 و 321) والدارمي (2007) وأبو داود (3786) والترمذي (1825) والنسائي (7/ 212) وفي "الكبرى" (4537) والحربي في "الغريب" (1/ 107) وابن الجارود (887) والطبراني في "الكبير" (11821) والبيهقي (9/ 333) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 182 - 183) من طرق عن هشام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المجثمة، وعن (¬2) لبن الجلالة، وعن الشرب من في السقاء" 2 - سعيد بن أبي عَروبة. أخرجه أحمد (1/ 241 و 339) والترمذي (4/ 270) وابن حبان (5399) والحاكم (2/ 34) والبيهقي (9/ 334) وابن عبد البر (15/ 183) من طرق عن سعيد عن قتادة عن ¬

_ (¬1) 12/ 68 (كتاب الذبائح- باب لحم الدجاج) (¬2) وفي لفظ لأحمد والحربي "وعن لبن شاة الجلالة"

عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبن الجلالة (¬1)، وعن المجثمة (¬2)، وعن الشرب من في السقاء. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" 3 - حماد بن سلمة. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 397) والدارمي (2042) وأبو داود (3719) وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 276) وابن خزيمة (2552) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 276) والطبراني في "الكبير" (11819) والحاكم (1/ 444 - 445 و 2/ 102) والبيهقي (5/ 254 و 9/ 333) وفي "الآداب" (929) من طرق عن حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشرب من في السقاء، وعن ركوب الجلالة والمجثمة. لفظ أبي داود وابن خزيمة والحاكم والبيهقي. قال الحاكم في الموضع الأول: هذا حديث صحيح، قد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بحماد". وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" 4 - مُجّاعة بن الزبير العتكي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11820) عن السري بن سهل الجنديسابوري ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المجثمة والجلالة، وعن الشرب من في السقاء. مجاعة مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث عن الثقات، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: يكتب حديثه. 5 - عمر بن عامر البصري. أخرجه ابن البختري في "الأمالي" (104) ولم ينفرد قتادة به بل تابعه خالد الحذّاء عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن الجلالة والمجثمة وأن يشرب من في السقاء. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11977) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا وهيب عن خالد الحذاء به. ¬

_ (¬1) زاد ابن عبد البر "وعن لحومها" (¬2) وفي لفظ الحاكم وغيره "وعن أكل المجثمة"

واختلف فيه على وهيب بن خالد: فقال مسلم بن إبراهيم الأزدي: ثنا وهيب عن خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يشرب من في السقاء (¬1). أخرجه الدارمي (2043) - وقال أيوب السَّخْتياني: عن عكرمة عن أبي هريرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يشرب من في السقاء، والمجثمة والجلالة. أخرجه الحاكم (2/ 35) عن عبد الصمد بن النعمان النسائي والبيهقي (9/ 333) وفي "الآداب" (930) واللفظ له عن حجاج بن المنهال البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة عن أيوب به (¬2). سكت عليه الحاكم، وقد ذكره شاهدا لحديث ابن عباس، وهو كذلك فإنّه لا يمنع أن يكون عكرمة قد سمعه من ابن عباس وسمعه من أبي هريرة. وقد رواه حجاج بن المنهال عن حماد بن سلمة على الوجهين في النهي عن الشرب من في السقاء. أخرجه الطحاوي (4/ 276) ولحديث أبي هريرة طريق أخرى: فقال البزار (كشف 2859): ثنا محمد بن يحيي القُطَعِي ثنا حجاج بن المنهال ثنا أشعث بن براز عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجلالة، وعن شرب ألبانها، وأكلها وركوبها. وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، وأشعث بصري لين الحديث" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (12/ 194 - 195 فتح) من طريق يزيد بن زُريع البصري عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر النهي عن الشرب من في السقاء فقط. (¬2) رواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن أيوب واقتصر على النهي عن الشرب من في السقاء. أخرجه ابن ماجه (3420)

الثاني: يرويه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى يوم فتح مكة عن (¬1) لحوم الجلالة وألبانها وظهورها. أخرجه البزار (كشف 2860) والطبراني في "الكبير" (11080) والبيهقي (9/ 332 - 333) والخطيب في "التاريخ" (6/ 262 - 263) من طرق (¬2) عن ليث به. واللفظ للبزار وإسناده ضعيف لضعف ليث. الثالث: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن طاوس عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل لحوم الجلالة وألبانها. أخرجه البيهقي (9/ 333) من طريق سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثني ابن لهيعة عن أبي الزبير به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن ابن عمرو فأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الله بن أبي نجيح المكي عن مجاهد واختلف عنه: - فقال محمد بن إسحاق المدني: عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل الجلالة وألبانها. أخرجه أبو داود (3785) والترمذي (1824) وابن ماجه (3189) والحربي في "الغريب" (1/ 107) والطبراني في "الكبير" (13506) والحاكم (2/ 34) والبيهقي (9/ 332) وابن عبد البر (15/ 182) والبغوي في "شرح السنة" (2809) من طرق عن ابن إسحاق به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" قلت: فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسًا. - وقال سفيان الثوري: عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (8718) وابن أبي شيبة (8/ 336) ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني "عن الجلالة وعن النهبة" (¬2) رواه حسان بن إبراهيم الكرماني وشريك بن عبد الله والمعلي بن عبد الرحمن عن ليث به. وخالفهم إسماعيل بن علية فرواه عن ليث عن مجاهد مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 334)

وهذا أصح. ولم ينفرد ابن أبي نجيح به بل تابعه إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي عن مجاهد مرسلًا (¬1). أخرجه عبد الرزاق (8713) وابن أبي شيبة (8/ 336) الثاني: يرويه أيوب السَّخْتياني عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجلاله في الإبل: أن يركب عليها، أو يشرب من ألبانها" أخرجه أبو داود (3787) والحاكم (2/ 34 - 35) والبيهقي (9/ 333) وفي "الصغرى" (3896) من طريق عبد الله بن جَهْم الرازي ثنا عمرو بن أبي قيس عن أيوب به. وإسناده حسن، عبد الله وعمرو صدوقان، وأيوب ونافع ثقتان. ولم ينفرد عمرو بن أبي قيس الرازي به بل تابعه عبد الوارث بن سعيد البصري عن أيوب بلفظ "نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن ركوب الجلالة" أخرجه البيهقي (9/ 333) وفي "الصغرى" (3897 و 3898) الثالث: يرويه إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سالم عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجلالة وألبانها وظهورها. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13187) و"الأوسط" (622) عن أحمد بن علي الأبار وابن عدي (5/ 1680) عن أحمد بن موسى بن زنجويه قالا: ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمر إلا إسماعيل" قلت: وهو ثقة فيما روى عن الشاميين كما قال ابن معين وجماعة، وعمر بن محمد وإن كان مدنيا إلا إنّه نزل عسقلان من بلاد الشام ومات بها. قال أبو عاصم النبيل: كان أكثر مقامه بالشام. ¬

_ (¬1) وتابعه أيضا إبراهيم بن أبي حرة النصيبي عن مجاهد به. أخرجه عبد الرزاق (8714) عن ابن عيينة عن إبراهيم به.

ووثقه أحمد وجماعة. وهشام بن عمار صدوق، والأبار ثقة فالإسناد حسن. وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه ابن طاوس عن عمرو بن شعيب واختلف عنه: - فقال وهيب بن خالد البصري: عن ابن طاوس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن الجلالة: عن ركوبها، وأكل لحمها. أخرجه أبو داود (3811) عن سهل بن بكار الدارمي ثنا وهيب به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (14/ 106) ورواه عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزاد البصري عن سهل بن بكار فقال: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن أبيه محمد بن عبد الله بن عمرو- قال مرّة: عن أبيه، وقال مرة: عن جده- هكذا على الشك. أخرجه النسائي (7/ 211) وفي "الكبرى" (4536) والأول أصح فقد رواه غير واحد عن وهيب فقالوا: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. منهم: 1 - مؤمل بن إسماعيل البصري. أخرجه أحمد (2/ 219) 2 - إبراهيم بن الحجاج السامي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2830) 3 - أحمد بن إسحاق الحضرمي (¬1). أخرجه الحاكم (2/ 103) والبيهقي (9/ 333) - وقال مَعْمر بن راشد: عن ابن طاوس عن عمرو بن شعيب مرسلًا. ¬

_ (¬1) قال في روايته: عن جده عبد الله بن عمرو.

أخرجه عبد الرزاق (8712) والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة. وإسناده حسن. الثاني: يرويه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر الكوفي: سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن باباه عن ابن عمرو قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجلالة: أن يؤكل لحمها، ويشرب لبنها، ولا يحمل عليها إلا الأدم، ولا يركبها الناس حتى تعلف أربعين ليلة. أخرجه الدارقطني (4/ 283) والحاكم (2/ 39) والبيهقي (9/ 333) وفي "معرفة السنن" (14/ 107) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إسماعيل وأبوه ضعيفان" وقال البيهقي: ليس هذا بالقوي" وقال في "المعرفة": وإسماعيل غير قوي في الحديث" 3970 - "نهى عن المحاقلة والمزابنة وقال: إنما يزرع ثلاثة: رجل له أرض، ورجل منح أرضا، ورجل اكترى أرضا بذهب وفضة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح من طريق سعيد بن المسيب عن رافع بن خَديج قال: فذكره، لكن بين النسائي من وجه آخر أنّ المرفوع منه النهي عن المحاقلة والمزابنة وأنّ بقيته مدرج من كلام سعيد بن المسيب. وقد رواه مالك في "الموطأ" والشافعي عنه عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 85 و 128 - 129) عن أبي الأحوص سلام بن سُليم الكوفي عن طارق بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن رافع بن خديج قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المحاقلة والمزابنة، وقال: إنّما يزرع ثلاثة: رجل له أرض فهو يزرعها، ورجل مُنح أرضا فهو يزرع ما منح، ورجل استكرى أرضا بذهب أو فضة" ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 442) وأخرجه أبو داود (3400) وابن ماجه (2449) والنسائي (7/ 33) وفي "الكبرى" (4617 و 6126) والطحاوي في "شرح المعاني" (6/ 104) وفي "المشكل" (2677) ¬

_ (¬1) 5/ 423 (كتاب المزارعة- باب كراء الأرض بالذهب والفضة)

والطبراني في "الكبير" (4269) والبيهقي (6/ 132) وابن عبد البر (3/ 37 - 38) من طرق عن أبي الأحوص به. قال النسائي: ميزه إسرائيل عن طارق فأرسل الكلام الأول وجعل الأخير من قول سعيد. ثم أخرجه من طريق إسرائيل عن طارق عن سعيد قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المحاقلة. قال سعيد: فذكر نحوه. قال النسائي: رواه سفيان الثوري عن طارق. أي الموقوف منه فقط. ثم أخرجه من طريق سفيان عن طارق قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: لا يصلح من الزرع غير ثلاث: أرض يملك رقبتها، أو منحة، أو أرض بيضاء يستأجرها بذهب أو فضة. قال النسائي: وروى الزهري الكلام الأول عن سعيد فأرسله. ثم أخرجه من طريق مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المحاقلة والمزابنة. وهو في "الموطأ" لمالك (2/ 625) وعنه الشافعي في "الأم" (3/ 54 - 55) وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (8/ 95) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنا الشافعي به. وأخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3811) عن يحيي القطان عن مالك به وزاد: والمزابنة: شراء الثمر بالتمر كيلا، والحاقلة اشتراء الزرع بالحنطة كيلا، واستئجار الأرض بالحنطة كيلا. وسألت سعيد بن المسيب عن كرائها بالذهب والفضة قال: لا بأس به. وأخرجه عبد الرزاق (14487) عن مَعْمر عن الزهري عن ابن المسيب به. 3971 - "نهى عن المراثي" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال: فذكره، وهو عند ابن أبي شيبة بلفظ "نهانا أن نتراثى" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 407 (كتاب الجنائز- باب رثاء النبي-صلى الله عليه وسلم- سعد بن خولة)

أخرجه الطيالسي (ص 111) وعبد الرزاق (6404) والحميدي (718) وابن أبي شيبة (3/ 392) وأحمد بن حنبل (4/ 356 و 383) وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 48) وابن ماجه (1592) وابن المنذر في "الأوسط" (3176) وابن عدي (1/ 215) والخطابي في "الغريب" (1/ 649) والحاكم (1/ 359 - 360 و 382 - 383) والبيهقي (4/ 42 - 43) وفي "معرفة السنن" (5/ 305) من طرق عن أبي إسحاق إبراهيم بن مسلم الهَجَري قال: رأيت عبد الله بن أبي أوفى صلّى علي بنت له فكبّر عليها أربعًا، ثم قام ساعة فسبحوا به، فقال: إنكم ترون أني أكبر خمسًا، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبّر أربعًا، قال: ثم ركب معها، وجعل يقول لقائده: لا تقدمني أمامها، وجعل النساء يبكين، فقال: لا ترثين، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهى عن المراثي. اللفظ لعبد الرزاق. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وإبراهيم بن مسلم الهجري لم ينقم عليه بحجة" وقال أيضًا: الهجري ليس بالمتروك إلا أنّ الشيخين لم يحتجا به، والحديث غريب صحيح" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ضعفوا إبراهيم" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه الهجري وهو ضعيف جدًا، ضعفه ابن عيينة وابن معين والنسائي وغيرهم" المصباح 2/ 48 3972 - "نهى عن المشاغرة، والمشاغرة أن يقول: زوّج هذا من هذه وهذه من هذا بلا مهر" قال الحافظ: وأخرج أبو الشيخ في "كتاب النكاح" من حديث أبي ريحانة: فذكره" (¬1) 3973 - "نهى عن المُفَدّم" قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه أصل هذا الحديث من طريق علي بن مُسهر عن يزيد بن أبي زياد عن الحسن بن سهيل عن ابن عمر قال: فذكره. قال يزيد: قلت للحسن بن سهيل: ما المفدم؟ قال: المشبع بالعصفر" (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 66 (كتاب النكاح- باب الشغار) (¬2) 12/ 409 (كتاب اللباس- باب لبس القسي)

وذكره في موضع آخر وقال: وهو بالفاء وتشديد الدال: وهو المشبع بالعصفر، فسره في الحديث" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 370) وعنه ابن ماجه (3601) ثنا علي بن مسهر عن يزيد بن أبي زياد عن الحسن بن سهيل عن ابن عمر به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 4/ 89 قلت: بل إسناده ضعيف، قال الدارمي في "تاريخه" (ص 94): سألت ابن معين عن يزيد بن أبي زياد؟ فقال: ليس بالقوي. قلت: فالحسن بن سهيل الذي يروي عنه؟ قال: مشهور. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 2/ 295): لا أدري سمع من ابن عمر أم لا. وقال الذهبي: لا أعلم روى عنه غير يزيد. وذكره ابن حبان في "الثقات". 3974 - حديث النهي عن النجش سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 5/ 259 - 260) من حديث ابن عمر. 3975 - "نهى عن النفخ في الشراب" قال الحافظ: ثم أشار إلى حديث أبي سعيد وهو ما أخرجه الترمذي وصححه والحاكم من طريقه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره، فقال رجل: القذاة أراها في الإناء؟ قال "اهرقها" قال: فإني لا أروى من نفس واحد، قال "فَأبِن القدح إذًا عن فيك" (¬3) صحيح وله عن أبي سعيد طريقان: الأول: يرويه أيوب بن حبيب مولى سعد بن أبي وقاص عن أبي المثنى الجهني قال: ¬

_ (¬1) 112/ 422 - 423 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر) (¬2) 15/ 359 (كتاب الحيل) (¬3) 12/ 195 (كتاب الأشربة- باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)

كنت عند مروان بن الحكم، فدخل عليه أبو سعيد الخدري، فقال له مروان بن الحكم: أسمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أنّه نهى عن النفخ في الشراب؟ فقال له أبو سعيد: نعم، فقال له رجل: يا رسول الله، إني لا أروى من نَفَس واحد، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "فأبن القدح عن فيك، ثم تنفس" قال: فإني أرى القذاة فيه، قال "فأهرقها" أخرجه مالك (2/ 925) عن أيوب بن حبيب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 220) وأحمد (3/ 26 و 32 و 57) والدارمي (¬1) (2046 و 2057) والترمذي (1887) والنسائي في "حديث مالك" (تهذيب الكمال 34/ 252) وابن حبان (5327) والحاكم (4/ 139) والبيهقي في "الشعب" (5603) و"الآداب" (676) والبغوي في "شرح السنة" (3036) والمزي (34/ 252) من طرق عن مالك به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قالا، فأيوب بن حبيب وثقه النسائي وغيره، وأبو المثنى وثقه ابن معين وابن حبان، وقال ابن المديني: مجهول لا أعرفه. ولم ينفرد مالك به بل تابعه فليح بن سليمان الخزاعي عن أيوب بن حبيب به. أخرجه أحمد (3/ 68 - 69) الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد أنّه قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من ثَلْمَة القدح، وأن ينفخ في الشراب. أخرجه أحمد وابنه (3/ 80) وأبو داود (3722) وابن ماجه (1366) وابن حبان (5315) والبيهقي في "الشعب" (5618) من طرق عن عبد الله بن وهب أني قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب به. وقرة بن عبد الرحمن مختلف فيه، والباقون ثقات. 3976 - "نهى عن النُّهبة" قال الحافظ: وحديث زيد بن خالد عند أحمد: فذكره" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 59) وأحمد (4/ 117 و 5/ 193) من طريق ابن أبي ذئب ثني ¬

_ (¬1) وقع عنده في الموضع الأول: عن أيوب بن حبيب عن الزهري عن أبي المثنى، وهو وهم. (¬2) 6/ 44 - 45 (كتاب المظالم- باب النهبى بغير اذن صاحبه)

مولى الجهينة عن عبد الرحمن بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه أنّه سمع النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن النهبة والخِلْسَة. وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم، وعبد الرحمن بن زيد بن خالد قال الحافظ في "التعجيل": لا يعرف حاله ولا اسم الراوي عنه، وقال الحسيني في "الإكمال": ليس بمشهور، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرف حاله. وللحديث شواهد، منها: عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة، فأخذوا الحمر الإنسية فذبحوها، وملئوا منها القدور، فبلغ ذلك نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، قال جابر: فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكفأنا القدور وهي تغلي، فحرّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ الحمر الإنسية، ولحوم البغال، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور، وحرم المُجَثّمة، والخلسة، والنهبة. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 684) وأحمد (3/ 323) وغيرهما من طريق عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر به. ورجاله ثقات إلا أنّ رواية عكرمة بن عمار عن يحيي بن أبي كثير ضعيفة كما نص على ذلك يحيى القطان وأحمد وغيرهما. ومنها: حديث العرباض بن سارية أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخلسة والمجثمة" وقد تقدم الكلام عليه وعلى حديث جابر في حرف الحاء فانظر حديث "حرَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحمر الإنسية ولحوم البغال" 3977 - "نهى عن الوصال وليس بالعزيمة" قال الحافظ: وروى البزار والطبراني من حديث سَمُرة: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1024) والطبراني في "الكبير" (7011 و 7012) من طرق عن جعفر بن سعد بن سمرة ثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن نواصل، وليست بالعزيمة. لفظ البزار ولفظ الطبراني "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نواصل في شهر الصوم وكرهه، وليست بالعزيمة". ¬

_ (¬1) 5/ 108 (كتاب الصوم- باب الوصال)

وإسناده ضعيف، جعفر بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم مجهول، وقال عبد الحق: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر والحافظ: في "التقريب": ليس بالقوي. وخبيب بن سليمان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق: ليس بقوي، وقال الذهبي في "الميزان": يجهل حاله عن أبيه، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وسليمان بن سمرة ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضًا، وقال ابن القطان الفاسي: حاله مجهولة. وقال أيضًا: ما من هؤلاء من يعرف حاله -يعني جعفر وشيخه وشيخ شيخه- وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم. 3978 - "نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة" قال الحافظ: وروى أحمد من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة: سألت ابن عمر عن بيع الثمار فقال: فذكره، قلت: ومتى ذلك؟ قال: حتى تطلع الثريا" (¬1) صحيح أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 143) وأحمد (2/ 42 و 50) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 23) والبيهقي (5/ 300) وفي "معرفة السنن" (8/ 73) والبغوي في "شرح السنة" (2079) من طرق عن ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة قال: سألت ابن عمر عن بيع الثمار الحديث وإسناده صحيح رجاله ثقات. 3979 - "حديث النهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة" قال الحافظ: وهو حديث قد روي عن ابن عباس مرفوعا، أخرجه ابن حبان والدارقطني وغيرهما، ورجال إسناده ثقات إلا أنّ الحفاظ رجحوا إرساله، وأخرجه الترمذي من حديث الحسن عن سمرة، وفي سماع الحسن من سمرة اختلاف، وفي الجملة هو حديث صالح للحجة" (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 299 (كتاب البيوع- باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها) (¬2) 5/ 454 (كتاب الاستقراض- باب استقراض الإبل)

ورد من حديث ابن عباس ومن حديث سمرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث جابر بن سمرة فأما حديث ابن عباس فيرويه يحيى بن أبي كثير عن عكرمة واختلف عنه: - فرواه مَعْمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فقال إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري: عن عبد الرزاق (14133) أنا معمر عن يحيي عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة. ورواه محمد بن يحيى الذهلي عن عبد الرزاق فجعله عن عكرمة مرسلًا. أخرجه ابن الجارود (609) • وقال داود بن عبد الرحمن العطار: عن معمر عن يحيى عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن الجارود (610) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 60) والطبراني في "الكبير" (11996) و"الأوسط" (5027) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (621) وتابعه إبراهيم بن طهمان الخراساني عن معمر به (¬1). أخرجه البيهقي (5/ 288 - 289) • وقال عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري: عن معمر عن يحيى عن عكرمة مرسلًا. قاله البيهقي (5/ 289) • ورواه سفيان الثوري عن معمر واختلف عنه: فقال غير واحد: عن سفيان عن معمر عن يحيى عن عكرمة عن ابن عباس، منهم: 1 - أبو داود عمر بن سعد الحَفَري. أخرجه ابن حبان (5028) 2 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه الطحاوي (4/ 60) وأبو الشيخ في "الأقران" (358) والدارقطني (3/ 71) 3 - عبد الملك بن عبد الرحمن الذَّماري. قاله البيهقي (5/ 289) ¬

_ (¬1) وتابعه أيضًا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد. انظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 385

وقال محمد بن يوسف الفِرْيابي: عن سفيان عن معمر عن يحيى عن عكرمة مرسلًا. أخرجه البيهقي (5/ 289) - وقال علي بن المبارك الهُنَائي: عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة مرسلًا. قاله البيهقي (5/ 289) وقال: الموصول وهم، والصحيح عن معمر عن يحيى عن عكرمة مرسلًا" وأسند عن ابن خزيمة قال: الصحيح عند أهل المعرفة بالحديث هذا الخبر مرسل ليس بمتصل" وأسند عن الشافعي قال: هذا غير ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وقال أبو حاتم: الصحيح عن عكرمة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-، مرسل" العلل 1/ 385 وتعقب ابن التركماني البيهقيَ فقال: قلت: حاصله أنّه اختلف على الثوري فيه، فرواه عنه الفريابي مرسلًا، ورواه عنه الزبيري والذماري متصلًا، واثنان أولى من واحد كيف وقد تابعهما أبو داود الحفري فرواه عن سفيان موصولا، أخرجه ابن حبان، فظهر بهذا أنّ رواية من رواه عن الثوري موصولا أولى من رواية من رواه عنه مرسلًا، واختلف أيضًا على معمر فيه، فرواه عنه عبد الرزاق وعبد الأعلى مرسلًا، على أنّ عبد الرزاق رواه أيضًا عنه متصلًا، كذا رأيت في نسخة جيدة من نسخ "المصنف" له، ورواه عن معمر ابن طهمان والعطار موصولا، وتأيدت روايتهما بالرواية المذكورة عن عبد الرزاق وبما رجح من رواية الثوري، فظهر أنّ رواية من رواه عن معمر موصولا أولى، ومعمر أحفظ من علي بن المبارك فروايته عن يحيي موصولا أولى من رواية علي بن المبارك عنه مرسلًا، وبالجملة فمن وصل حفظ وزاد فلا يكون من قصر حجة عليه، وقد أخرج البزار هذا الحديث وقال: ليس في هذا الباب حديث أجل إسنادا منه" الجوهر النقي 5/ 289 قلت: الموصول أصح كما قال، ورجال إسناده ثقات كما قال الحافظ (¬1) إلا أنّ يحيي بن أبي كثير مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة، وقد ذكره الحافظ في المرتبة الثانية من المدلسين وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم فأخرجوا لهم في الصحيح، وقد احتج البخاري بروايته عن عكرمة. ¬

_ (¬1) وقال في موضع آخر: ورجاله ثقات إلا أنّه اختلف في وصله وإرساله، فرجح البخاري وغير واحد إرساله" الفتح 5/ 324

وأما حديث سَمُرة فأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 116) وأحمد (5/ 12 و 19 و 21 و 22) والدارمي (2567) وسمويه في "الفوائد" (9) وأبو داود (3356) وابن ماجه (2270) والترمذي (1237) والنسائي (7/ 257) وفي "الكبرى" (6213 و 6214) وابن الجارود (611) والروياني (815) والطحاوي (4/ 60 و 61) وابن البختري في "حديثه" (615) والطبراني في "الكبير" (6847 و 6848 و 6849 و 6850 و 6851) وأبو الفضل الزهري (622) والبيهقي (5/ 288) وفي "معرفة السنن" (8/ 50) والخطيب في "التاريخ" (2/ 354) من طرق عن قتادة عن الحسن عن سمرة به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وسماع الحسن من سمرة صحيح، هكذا قال علي بن المديني وغيره" وقال البيهقي: أكثر الحفاظ لا يثبتون سماع الحسن البصري من سمرة في غير حديث العقيقة" وقال الحافظ: ورجاله ثقات إلا إنّه اختلف في سماع الحسن من سمرة" الفتح 5/ 324 قلت: سماع الحسن من سمرة مختلف فيه بين أهل العلم، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من سمرة. وقتادة مدلس أيضًا ولم يذكر سماعا من الحسن، ورواية شعبة عنه عند النسائي مأمون فيها من تدليسه لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع. وتابعه مجاعة بن أبي عبيدة البصري عن الحسن عن سمرة به. أخرجه الطبراني (6940) وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطحاوي (4/ 60) عن محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ وعبد الله بن محمد بن خشيش وإبراهيم بن محمد الصيرفي وأبو الشيخ في "الطبقات" (450) عن زيد بن خرشة الذهلي وابن البختري في "حديثه" (254)

عن أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان وابن المقرئ في "المعجم" (601) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 137) عن عبيد بن الحسن الغزال والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 824) عن إسماعيل بن إسحاق القاضي وفي "تالي التلخيص" (1) عن عثمان بن سعيد الدارمي قالوا: ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا محمد بن دينار الطاحي ثنا يونس بن عبيد عن زياد بن جبير عن ابن عمر به. واختلف فيه على مسلم بن إبراهيم: فقال إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي الأصبهاني سَمُّوْيَه: عن مسلم بن إبراهيم عن محمد بن دينار عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير عن أبيه عن ابن عمر. فزاد فيه: عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 253) عن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عبد الله به. ورواته ثقات غير محمد بن دينار وهو مختلف فيه، قواه جماعة وضعفه آخرون. وأما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه أحمد (3/ 310 و 380 و 382) والترمذي (1238) وابن ماجه (2271) وأبو يعلى (2025 و 2223) عن حجاج بن أرطأة وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3515) والطبراني في "الأوسط" (2764) وابن عدي (2/ 483) عن بحر بن كَنِيْز السقاء والطحاوي (4/ 60) عن أشعث بن سوّار الكندي والطبراني في "مسند الشاميين" (2801)

عن سعيد بن بشير الأزدي أربعتهم عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة اثنين بواحد، ولا بأس به يدا بيد. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: حجاج وبحر وأشعث وسعيد ضعفاء، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. وقال الحافظ: إسناده لين" الفتح 5/ 324 وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2057) وابن عدي (6/ 2173) عن محمد بن الفضل بن عطية وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 99) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (8/ 186) عن أبي عمر حفص بن سليمان الأسدي المقري كلاهما عن سِمَاك بن حرب عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة. ومحمد بن الفضل وحفص بن سليمان متروكان. 3980 - "نهى عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان: صاع البائع، وصاع المشتري" قال الحافظ: وللدارقطني من حديث جابر: فذكره، ونحوه للبزار من حديث أبي هريرة بإسناد حسن" (¬1) صحيح. ورد من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس ومن حديث الحسن مرسلًا. فأما حديث جابر فأخرجه عبد بن حميد (1059) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (18) وابن ماجه (2228) والدارقطني (3/ 8) والبيهقي (5/ 316) وفي "معرفة السنن" (8/ 110) من ¬

_ (¬1) 5/ 254 (كتاب البيوع- باب من رأى إذا اشترى طعاما جزافا)

طريق ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يباع الطعام حتى يجري فيه الصاعان: صاع البائع، وصاع المشتري. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" مصباح الزجاجة 3/ 24 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (293) عن مسلم بن أبي مسلم الجرمي ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان، فيكون للبائع زيادة وعليه النقصان. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 400) وفي "تالي التلخيص" (351) وأخرجه البزار (كشف 1265) والطحاوي في "المشكل" (5902) عن محمد بن عبد الرحيم البزاز صاعقة والبيهقي (5/ 316) وفي "الصغرى" (1920) عن أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قالا: ثنا مسلم بن أبي مسلم به. قال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، تفرد به مخلد عن هشام" وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن أبي مسلم الجرمي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 98. قلت: مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وترجمه الخطيب في "التاريخ" (13/ 100) وقال: كان ثقة" وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات فالإسناد صحيح. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 886) من طريق أحمد بن بكر البالسي ثنا خالد بن يزيد القسري ثنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن أنس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان، فيكون لك زيادته وعليك نقصانه. وقال: هذا منكر عن ابن عون بهذا الإسناد، لا يرويه غير خالد بن يزيد، وعن خالد أحمد بن بكر البالسي، وأخاف أن يكون البلاء من أحمد بن بكر لا من خالد فإنّ أحمد ضعيف"

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي كما في "نصب الراية" (4/ 35) ولم أره في "الكامل" من طريق معلي بن هلال الطحان عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "لا يباع الطعام حتى يكال بالصاعين: صاع البائع، وصاع المشتري" وأسند ابن عدي إلى البخاري والنسائي وأحمد والسعدي في معلي بن هلال أنّه كذاب وضاع ووافقهم على ذلك. وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 197) عن حفص عن هشام عن الحسن قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان، فتكون زيادته لمن اشترى، ونقصانه على البائع. ورواته ثقات، حفص هو ابن غياث، وهشام هو ابن حسان. 3981 - "نهى عن بيع الغَرَر" قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق ابن إسحاق حدثني نافع، وابن حبان من طريق سليمان التيمي عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره، وقد أخرج مسلم النهي عن بيع الغرر من حديث أبي هريرة، وابن ماجه من حديث ابن عباس، والطبراني من حديث سهل بن سعد" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث علي فأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه نافع عن ابن عمر، وعنه غير واحد، منهم: 1 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه أحمد (2/ 144) عن يعلى ومحمد ابني عبيد الطنافسي قالا: ثنا ابن إسحاق ثني نافع عن ابن عمر قال: فذكره. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون ثقات. وأخرجه ابن الأعرابي (ق 134 / ب) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 94) من طريق معاوية بن هشام القَصّار عن سفيان عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر به. ¬

_ (¬1) 5/ 260 (كتاب البيوع- باب بيع الغرر)

قال أبو نعيم: تفرد به معاوية عن سفيان" قلت: وهو صدوق كما قال ابن سعد وغيره. 2 - سليمان التيمي. أخرجه ابن حبان (4972) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وابن أبي عاصم في "البيوع" (¬1) عن محمد بن المثنى والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 522) عن محمد بن عمرو بن سليمان بن أبي مذعور البغدادي قالوا: ثنا معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن نافع عن ابن عمر به. واختلف فيه على معتمر بن سليمان: فرواه علي بن سليمان الدرهمي عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن نافع عن ابن عمر. وزاد فيه: عن رجل. أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 522) من طريق أبي طاهر المخلص أنا أبو محمد بن صاعد ثنا علي بن حسين الدرهمي به. وقال: وعلي بن الحسين الدرهمي وثقه أبو حاتم والنسائي مع تشددهما، فزيادته مقبولة" قلت: وهو كما قال، وعلى هذا فالإسناد ضعيف للرجل الذي لم يسم. 3 - يونس بن عبيد. أخرجه ابن الأعرابي (ق 110/ أ) عن إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا محمد بن دينار عن يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر به. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن فهد، ومحمد بن دينار هو الطاحى مختلف فيه. ¬

_ (¬1) انظر "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 522)

4 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 365 - 366) من طريق ابن خزيمة ويحيى بن محمد بن صاعد كلاهما عن إسحاق بن حاتم بن بيان العلاف المدائني ثنا يحيي بن سليم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به. ويحيى بن سليم هو الطائفي مختلف فيه، وتكلم البخاري والنسائي والساجي في ما يرويه عن عبيد الله بن عمر، والباقون ثقات. 5 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه البيهقي (5/ 338) من طريق قَبيصة بن عقبة الكوفي ثني سفيان عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر به. وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وقبيصة قال ابن معين: ليس بحجة في سفيان. 6 - مالك بن أنس. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 134) من طريق أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي ثنا أبو حذافة ثنا مالك به. وقال: هذا منكر الإسناد لا يصح" الثاني: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشغار، وعن بيع المجر، وعن بيع الغرر، وعن بيع كالئ بكاليء، وعن بيع آجل بعاجل، قال: والمجر: ما في الأرحام، والغرر: أن تبيع ما ليس عندك، وكالىء بكالئ: دين بدين، والآجل بالعاجل: أن يكون لك على الرجل ألف درهم فيقول رجل: أعجل لك خمسمائة ودع البقية، والشغار: أن ينكح المرأة بالمرأة ليس بينهما صداق" أخرجه البزار (كشف 1280) وقال: لا نعلم رواه بهذا التمام إلا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر" قلت: وموسى بن عبيدة قال ابن معين وجماعة: ضعيف. الثالث: يرويه عبيد الله بن الوليد الوَصّافي عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى عن بيع الغرر، وعن بيع المضطر. أخرجه ابن عدي (4/ 1631) وقال: الوصافي ضعيف جدًا يتبين ضعفه على حديثه"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (1513) بلفظ "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الحصاة، وعن بيع الغرر" وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع الغرر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11655) وابن عدي (7/ 2487) قال الهيثمي: وفيه النضر أبو عمر وهو متروك" المجمع 4/ 80 الثاني: يرويه أيوب بن عتبة اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن عطاء عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني (11341) والخطيب في "التاريخ" (7/ 3) وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن عتبة. الثالث: يرويه النعمان بن المنذر الدمشقي عن مكحول عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1261) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا جعفر بن مسافر ثنا يحيي بن حسان ثنا الهيثم بن حميد عن النعمان بن المنذر به. وإسناده منقطع لأنّ مكحولا لم يسمع من ابن عباس. وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5511) من طريق إسماعيل بن أبي الحكم المديني عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الغرر. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سهل إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل بن أبي الحكم" قلت: تابعه عبد الرحمن بن يونس السراج عن عبد العزيز عن أبيه عن سهل به. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" كما في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 520 و 521) وابن جميع في "معجمه" (ص 253 - 254) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 135) والذهبي في "السير" (8/ 323) وفي "تذكرة الحفاظ" (1/ 269) وقال الدارقطني: تفرد به عبد الرحمن بن يونس عن عبد العزيز، وقد رواه مالك عن أبي حازم عن سعيد بن المسيب مرسلًا، وهو أصح. لكن قد رواه عبد العزيز عن أبيه بالسندين فدل على أنّه حفظه"

وقال ابن عبد البر: هذا خطأ، ولم يرو هذا الحديث أبو حازم عن سهل، وإنما رواه عن سعيد بن المسيب كما قال مالك، وليس ابن أبي حازم في الحديث ممن يحتج به فيما خالفه غيره، وهو عندهم لين الحديث ليس بحافظ" وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وعبد العزيز احتج به الشيخان، وقد أشار الدارقطني إلى أنّه حفظ الموصول حيث روى الموصول والمرسل معا" وأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 116) عن هُشيم أنبأ أبو عامر المزني ثنا شيخ من بني تميم قال: خطبنا علي أو قال: قال علي: يأتي على الناس زمان عضوض، يعض الموسر على ما في يديه، قال: ولم يؤمر بذلك، قال الله - عز وجل- ولا تنسوا الفضل بينكم- وينهد الأشرار ويستذل الأخيار ويبايع المضطرون، قال: وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع المضطرين، وعن بيع الغرر، وعن بيع الثمرة قبل أن تدرك. وأخرجه البيهقي (6/ 17) من طريق سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا صالح بن رستم ثنا شيخ من بني تميم به. وأخرجه أيضًا (6/ 17) وفي "الصغرى" (1996) من طريق سريج بن يونس البغدادي ثنا هشيم عن أبي عامر المزني ثنا شيخ من بني تميم به. وقال: أبو عامر هذا هو صالح بن رستم الخزاز البصري" وأخرجه أبو داود (3382) عن محمد بن عيسى ابن الطَّبَّاع البغدادي ثنا هشيم أنا صالح بن عامر- قال أبو داود: كذا قال محمد- ثنا شيخ من بني تميم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الصغرى" (1997 و 1998) وقال: وصالح هذا هو ابن رستم أبو عامر" وقال المزي: والصواب إن شاء الله: عن صالح، عن عامر، وهو صالح بن صالح بن حي، أو صالح بن رستم أبو عامر الخزاز، وعامر هو الشعبي، والله أعلم" تهذيب الكمال 13/ 61 وتعقبه الحافظ فقال: بل الصواب: حدثنا هشيم ثنا صالح أبو عامر، وهو الخزاز، ثنا شيخ من بني تميم. وأيَّدَ ذلك بروايتي أحمد وسعيد بن منصور، ثم قال: فليس في الإسناد حالة إلا إبدال أبو بإبن حسب، ولا مدخل للشعبي فيه بوجه من الوجوه" تهذيب التهذيب 4/ 395 قلت: وهو كما قال. والحديث إسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم.

3982 - "نهى عن بيع ضراب الجمل" قال الحافظ: ويؤيد الأول حديث جابر عند مسلم (3/ 1197): فذكره" (¬1) 3983 - "نهى عن بيع فضل الماء" قال الحافظ: واستدل لمالك بحديث جابر عند مسلم (1565): فذكره" (¬2) 3984 - "نهى عن تفضيض الأقداح ثم رخص فيه للنساء" قال الحافظ: وفي "الأوسط" للطبراني من حديث أم عطية: فذكره" (¬3) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "نهى عن لبس الذهب" 3985 - "نهى عن تقليب السلاح في المسجد" قال الحافظ: وفي "الأوسط" للطبراني من حديث أبي سعيد قال: فذكره" (¬4) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4036) عن علي بن سعيد الرازي ثنا إسحاق بن خالد الأعسم ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا أبو البلاد عن محمد بن عبيد الله قال: كنا عند أبي سعيد الخدري فقلب رجل نبلا، فقال أبو سعيد: أما كان هذا يعلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تقليب السلاح في المسجد وسله. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي البلاد إلا مروان" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أبو البلاد (¬5) ضعفه أبو حاتم" المجمع 2/ 26 وفي "الميزان" قال أبو حاتم: لا يحتج به" قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 2/160) وذكر عن أبيه أنّه قال فيه: يكتب حديثه، وذكر عن ابن معين أنّه قال فيه: ثقة. وقال عباس الدوري عن ابن معين: ثقة" التاريخ 2/ 649 وذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) 5/ 368 (كتاب الإجارة- باب عسب الفحل) (¬2) 5/ 429 (كتاب الشرب- باب من قال: إنّ صاحب المال أحق بالمال حتى يروى) (¬3) 11/ 386 (كتاب الأطعمة- باب الأكل في إناء مفضض) (¬4) 2/ 93 (كتاب الصلاة- باب يأخذ بنصول النبل إذا مرّ في المسجد) (¬5) اسمه يحيى بن سيمان العامري الغطفاني.

ومحمد بن عبيد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وذكر أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 382) أنّه محمد بن عبيد الله أبو عون الثقفي، وليس كما قال، بل هو غيره. وعلي بن سعيد مختلف فيه، وإسحاق ومروان ثقتان. 3986 - "نهى عن تناشد الأشعار في المساجد" قال الحافظ: رواه ابن خزيمة في "صحيحه" والترمذي وحسنه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره، وإسناده صحيح إلى عمرو فمن يصحح نسخته يصححه، وفي المعنى عدة أحاديث لكن في أسانيدها مقال" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 179) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 30 - 31) وأبو داود (1079) وابن ماجه (749 و 1133) والترمذي (322) والفاكهي في "أخبار مكة" (1267) والنسائي (2/ 37) وفي "الكبرى" (793 و 794) وابن خزيمة (1304 و 1306 و 1816) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 126) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 358) والخطيب في "الفقيه" (2/ 130) وفي "الجامع" (1187 و 1188 و 1189) والبغوي في "شرح السنة" (485) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 301 - 302) من طرق عن محمد بن عجلان المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى عن تناشد الأشعار في المسجد، وعن البيع والاشتراء فيه، وأن يتحلق الناس (¬2) يوم الجمعة قبل (¬3) الصلاة (¬4). لفظ الترمذي. ولم ينفرد ابن عجلان به بل تابعه أسامة بن زيد الليثي ثني عمرو بن شعيب به. أخرجه أحمد (2/ 212) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (535) قال الترمذي: حديث ابن عمرو حديث حسن، وعمرو بن شعيب هو: ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. ¬

_ (¬1) 2/ 95 (كتاب الصلاة- باب الشعر في المسجد) (¬2) زاد ابن خزيمة "للحديث" (¬3) ولفظ الخطيب في الموضع الثالث من الجامع "قبل خروج الإمام" (¬4) زاد أبو داود وغيره "وأن ينشد فيه ضالة"

قال محمد بن إسماعيل: رأيت أحمد وإسحاق وذكر غيرهما: يحتجون بحديث عمرو بن شعيب. قال محمد: وقد سمع شعيب بن محمد من جده عبد الله بن عمرو. قال الترمذي: ومن تكلم في حديث عمرو بن شعيب إنما ضعفه لأنه يحدث عن صحيفة جده كأنهم رأوا أنّه لم يسمع هذه الأحاديث من جده. قال علي بن عبد الله: وذكر عن يحيي بن سعيد أنّه قال: حديث عمرو بن شعيب عندنا واه" انتهى من سنن الترمذي. وقال الخطيب: وهذا الحديث ينفرد بروايته عمرو بن شعيب ولم يتابعه أحد عليه، وفي الاحتجاج به مقال" قلت: هو حسن الحديث على الراجح من أقوال أهل العلم، وانظر كلام الشيخ أحمد شاكر في شرح الترمذي 2/ 140 - 144 عن عمرو بن شعيب فإنّه نفيس. وقال الحافظ: هذا حديث حسن" وقال النووي: رواه أبو داود والنسائي وآخرون بأسانيد حسنة" الخلاصة 2/ 287 3987 - "نهى عن ثمن الكلب إلا كلب صيد" قال الحافظ: ويدل عليه حديث جابر قال: فذكره، أخرجه النسائي بإسناد رجاله ثقات إلا أنّه طعن في صحته" (¬1) يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر، وعنه غير واحد، منهم: 1 - حماد بن سلمة. واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن حماد عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن السِّنَّوْر والكلب، إلا كلب صيد. أخرجه النسائي (7/ 168 و 272) وفي "الكبرى" (4806 و 6264) والطحاوي في "المشكل" (4663) والجورقاني في "الأباطيل" (512) ¬

_ (¬1) 5/ 331 (كتاب البيوع- باب ثمن الكلب)

عن حجاج بن محمد الأعور والدارقطني (3/ 73) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (980) عن الهيثم بن جميل البغدادي والدراقطني (3/ 73) عن سويد بن عمرو الكلبي الكوفي (¬1) ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به. • وقال عبيد الله بن موسى الكوفي: ثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر- لا أعلمه إلا عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أخرجه الدارقطني (3/ 73) • وقال عبد الواحد بن غياث البصري: ثنا حماد ثنا أبو الزبير عن جابر قال: نُهي عن ثمن الكلب والسنور إلا كلب صيد. أخرجه البيهقي (6/ 6) • وقال وكيع: عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أنّه كره ثمن الكلب إلا كلب صيد. موقوف أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 244) وتابعه أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أنّه نهى عن ثمن الكلب والسنور إلا كلب صيد. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 58) قال النسائي: هذا منكر" وقال أيضًا: وحديث حجاج عن حماد بن سلمة ليس هو بصحيح" ¬

_ (¬1) قال الدارقطني: ثنا محمد بن القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب محمد بن العلاء ثنا سويد بن عمرو عن حماد عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن السنور والكلب إلا كلب صيد. قال: ولم يذكر حماد: عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، هذا أصح من الذي قبله" يعني: أصح من حديث الهيثم بن جميل، وقوله هذا يدل على أنّ الصواب في متن الحديث أنّه "نُهى عن ثمن السنور" وهكذا ذكره ابن التركماني في "الجوهر النقي" (6/ 7) من طريقه ولم يقل في متنه "رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"

وقال ابن حزم: وأما حديث جابر فإنه من رواية أبي الزبير عنه، ولم يسمعه منه بإقرار أبي الزبير على نفسه. ثم روى من طريق الليث بن سعد قال: إنّ أبا الزبير دفع إليّ كتابين، فقلت في نفسي: لو سألته أسمع هذا كله من جابر؟ فرجعت إليه فقلت: هذا كله سمعته من جابر؟ فقال: منه ما سمعته، ومنه ما حُدثت عنه، فقلت له: أَعْلِمْ لي على ما سمعت؟ فَأَعْلَمَ لي على هذا الذي عندي. قال ابن حزم: فكل حديث لم يقل فيه أبو الزبير: أنّه سمعه من جابر، أو حدثه به جابر، أو لم يروه الليث عنه عن جابر فلم يسمعه من جابر بإقراره. وهذا الحديث لم يذكر فيه أبو الزبير سماعا من جابر، ولا هو مما عند الليث، فصحّ أنّه لم يسمعه من جابر، فحصل منقطعا" المحلى 9/ 620 وذكر البيهقي الخلاف على حماد في رفع الحديث ثم قال: والأحاديث الصحاح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في النهي عن ثمن الكلب خالية عن هذا الاستثناء، وإنّما الاستثناء في الأحاديث الصحاح في النهي عن الاقتناء ولعله شبّه على من ذكر في حديث النهي عن ثمنه من هؤلاء الرواة الذين هم دون الصحابة والتابعين" وتعقبه ابن التركماني بأنّ قول الصحابي: نُهي، مرفوع عند أهل الحديث وإن لم يذكر النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهو قول أكثر أهل العلم، وهو كقول أنس: أُمر بلال أن يشفع الأذان الحديث، وأنّ قوله في حديث عبيد الله بن موسى: لا أعلمه إلا عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، مرفوع أيضًا، وأنّ رواية الهيثم بن جميل المصرح فيها بالرفع جيدة لأنّ الهيثم ثقة، والرفع زيادة وزيادة الثقة مقبولة، وأنّ الاستثناء المذكور في حديث جابر مروي بسند جيد. قال: فظهر أنّ الحديث بهذا الاستثناء صحيح، والاستثناء زيادة على أحاديث النهي عن ثمن الكلب فوجب قبولها والله أعلم" قلت: المرفوع عندي أصح، ورواته ثقات، وقد صرح أبو الزبير بالسماع من جابر كما سيأتي في رواية معقل بن عبيد الله، لكنه لم يذكر فيها الاستثناء المذكور. 2 - الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي. أخرجه أحمد (3/ 317) وأبو يعلى (1919) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 237) والدارقطني (3/ 73) وابن الجوزي في "العلل" (979) والجورقاني في "الأباطيل" (513) من طريق عباد بن العوام الواسطي عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب والهر، إلا الكلب المعلم.

قال ابن حبان: هذا خبر بهذا اللفظ لا أصل له، ولا يجوز ثمن الكلب المعلم ولا غيره" وقال الدارقطني: الحسن بن أبي جعفر ضعيف" وقال الجورقاني: هذا حديث منكر، والحسن بن أبي جعفر ضعفه ابن معين وتركه أحمد. قال أحمد بن زهيرة سئل ابن معين عن الحسن الجفري فقال: لا شيء وهو الذي روى عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب والهر إلا الكلب المعلم" 3 - الجراح بن المنهال الجزري. أخرجه أبو الشيخ في "حديثه" (3) عن إبراهيم بن سعدان بن إبراهيم المديني الكاتب ثنا بكر بن بكار ثنا الجراح بن المنهال ثنا أبو الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد ومهر البغي. وإسناده ضعيف جدًا، الجراح بن المنهال قال أبو حاتم: متروك الحديث ذاهب الحديث لا يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. 4 - عبد الله بن لَهيعة. أخرجه أحمد (3/ 339 و 349 و 386) وابن ماجه (2161) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 52 و 53) من طرق عن ابن لهيعة ثنا أبو الزبير قال: سألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زجر عن ذلك. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 5 - معقل بن عبيد الله الجَزَري. أخرجه مسلم (1569) والبيهقي (6/ 10) من طريق الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا معقل عن أبي الزبير قال: سألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور؟ قال: زجر النبي-صلى الله عليه وسلم- عن ذلك. 6 - خير بن نعيم الحضرمي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1259) عن أبي الرداد عبد الله بن عبد السلام والدراقطني (3/ 72)

عن سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قالا: ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد الحجري ثنا حَيْوة بن شريح ثنا خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن السنور. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حيوة إلا وهب الله" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطيء، وقال أبو حاتم: محله الصدق. 3988 - "نهى عن ثمن الكلب وإن كان ضاريًا يعني مما يصيد" قال الحافظ: وقد وقع في حديث ابن عمر عند ابن أبي حاتم بلفظ: فذكره، وسنده ضعيف، قال أبو حاتم: هو منكر. وفي رواية لأحمد "نهى عن ثمن الكلب وقال: طعمة جاهلية" ونحوه للطبراني من حديث ميمونة بنت سعد" (¬1) ضعيف وحديث ابن عمر أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 52) من طريق عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر أني صفوان بن سليم أخبره عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن الكلب وإن كان ضاريًا. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. ورواية أحمد التي ذكرها الحافظ هي من حديث جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب، وقال: طعمة جاهلية" أخرجه أحمد (3/ 353) عن حسين بن محمد المروذي ثنا أبو أويس ثنا شرحبيل عن جابر به. وإسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد الخطمي المدني، وأبو أويس واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس مختلف فيه وأكثر على تضعيفه. وأما حديث ميمونة بنت سعد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 36) عن أحمد بن النضر العسكري ثنا إسحاق بن زريق الراسبي ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الحميد بن يزيد عن آمنة بنت عمر بن عبد العزيز عن ميمونة بنت سعد أنّها قالت: يا رسول الله، أفتنا عن الكلب؟ فقال "طعمة جاهلية وقد أغنى الله عنها" ¬

_ (¬1) 5/ 331 - 332 (كتاب البيوع- باب ثمن الكلب)

قال الهيثمي: إسناده ضعيف، وفيه من لا يعرف" المجمع 4/ 92 قلت: العسكري وثقه ابن المنادي كما في "تاريخ بغداد" (5/ 185 - 186)، وإسحاق بن زريق هو الرسعني تحرف إلى الراسبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعثمان بن عبد الرحمن هو ابن مسلم الحراني الطرائفي وهو صدوق إلا إنه يروي عن ضعفاء ومجهولين، وعبد الحميد ما عرفته، وآمنة لم أر من ترجمها. 3989 - "نهى عن ثمن الكلب وقال: إن جاء يطلب ثمن الكلب فاملأ كفه ترابا" قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، وإسناده صحيح" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (3482) ثنا الربيع بن نافع أبو توبة ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن قيس بن حَبْتَر عن ابن عباس قال: فذكره. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وعبيد الله بن عمرو هو الرقي، وعبد الكريم هو ابن مالك الجَزَري. وأخرجه المزي (24/ 18 - 19) من طريق ابن أبي عاصم ثنا أبو سفيان عبد الرحيم بن مصرف ثنا عبيد الله بن عمرو به. ولفظه "نهى عن ثمن الخمر ومهر البغي وثمن الكلب" وقال "إذا أتاك يطلب ثمن الكلب فاملأ كفه ترابا" 3990 - " نهى عن ربح ما لم يُضمن" قال الحافظ: واحتج الشافعي بحديث عبد الله بن عمرو قال: فذكره، أخرجه الترمذي" (¬2) حسن وله عن ابن عمرو طريقان: الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: نهى (¬3) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن ¬

_ (¬1) 5/ 331 (كتاب البيوع- باب ثمن الكلب) (¬2) 5/ 253 (كتاب البيوع- باب بيع الطعام قبل أن يقبض) (¬3) وفي لفظ "لا يحل سلف وبيع"

سلف وبيع، وعن شرطين في بيع واحد (¬1)، وعن بيع ما ليس عندك، وعن ربح ما لم يضمن. أخرجه الطيالسي (ص 298) وابن أبي شيبة (6/ 572) وأحمد (2/ 174 - 175 و 178 - 179 و 205) والدارمي (2563) وأبو داود (3504) وابن ماجه (2188) والترمذي (1234) والفاكهي في "أخبار مكة" (1801) والنسائي (7/ 254 و 259) وفي "الكبرى" (6204 و 6225 و 6226 و6227) وابن الجارود (601) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 46 و 47) وأبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة" (276) والطبراني في "الأوسط" (1521 و 1577 و 4680) وفي "مسند الشاميين" (350 و 2777) وابن عدي (2/ 599 و 5/ 1736 و 1767) والدارقطني (3/ 74 - 75) والحاكم (2/ 17) والبيهقي (5/ 267 و 313 و 336 و 339 - 340 و 343 و 348) وفي "معرفة السنن" (8/ 108 و 168) وفي "الصغرى" (1950) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 333 و 24/ 384) والخطيب في "المتفق والمفترق" (855) والبغوي في "شرح السنة" (2112) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به (¬2). قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح" وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يقول: قال أبو عبد الرحمن الأذرمي: يقال: ليس يصح من حديث عمرو بن شعيب إلا هذا، أو هذا أصحها" وقال ابن عبد البر: وهذا الحديث محفوظ معروف من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا، وهو حديث صحيح، رواه الثقات عن عمرو بن شعيب، وعمرو بن شعيب ثقة إذا حدّث عنه ثقة، وإنما دخلت أحاديثه الداخلة من أجل رواية الضعفاء عنه" التمهيد 24/ 384 قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب. الثاني: يرويه ابن جريج أني عطاء عن ابن عمرو أنّه قال: يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث، أفتأذن لنا أن نكتبها؟ قال "نعم" فكان أول ما كتب كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم- إلي أهل مكة "لا يجوز شرطان في بيع واحد، ولا بيع وسلف جميعًا، ولا بيع ما لم يضمن، ومن ¬

_ (¬1) وفي لفظ لأحمد "وعن بيعتين في بيعة" (¬2) وفي بعض الروايات: عن عمرو بن شعيب ثني أبي عن أبيه حتى ذكر عبد الله بن عمرو.

كان مكاتبا على مائة درهم، فقضاها إلا عشرة دراهم، فهو عبد، أو على مائة أوقية، فقضاها إلا أوقيتين، فهو عبد" أخرجه النسائي في "الكبرى" (5027) عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا الوليد- هو ابن مسلم- عن ابن جريج به. وقال: هذا الحديث منكر، وهو عندي خطأ" وأخرجه ابن حبان (4321) عن عمر بن محمد الهمداني ثنا عمرو بن عثمان به. واختلف فيه على عمرو بن عثمان: فقال ابن أبي عاصم في "الأوائل" (139): ثنا عمرو بن عثمان ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عطاء عن ابن عمرو. فجعل الأوزاعي مكان ابن جريج. والأول أصح. فقد رواه محمد بن الصباح عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو. أخرجه الخطيب في "تقييد العلم" (ص 81) واختلف فيه على ابن جريج، فرواه هشام بن سليمان المخزومي عن ابن جريج عن ابن عمرو ولم يذكر عطاءا. أخرجه البيهقي (10/ 324) وقال: كذا وجدته ولا أراه محفوظا" وهو كما قال. قال الحافظ: قال النسائي في العتق بعد أن أخرجه: عطاء هو الخراساني، ولم يسمع من ابن عمرو، ولا أعلم أحدا ذكر له سماعا منه" هامش موارد الظمآن ص 271 وقال المزي في "تحفة الأشراف" (6/ 362): عطاء هو ابن أبي رباح" (¬1) قلت: بل هو الخراساني. ¬

_ (¬1) قال ابن حزم: عطاء هذا الخراساني لم يسمع من ابن عمرو شيئًا" المحلى 10/ 274

قال عبد الرزاق (14222): أنا ابن جريج عن عطاء الخراساني أنّ ابن عمرو قال: فذكر الحديث بتمامه. واختلف فيه على عطاء الخراساني (¬1). فقال يزيد بن بزيع الرملي: ثنا عطاء الخراساني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه الحاكم (2/ 17) والخطيب في "التقييد" (ص 75 - 76) ويزيد بن بزيع قال الذهبي في "الميزان": ضعفه الدارقطني وابن معين وهو من الدجاجلة. وللحديث شاهد عن حكيم بن حزام وعن يعلي بن أمية وعن ابن عباس وعن عتاب بن أسيد فأما حديث حكيم بن حزام فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3146) عن أسلم بن سهل الواسطي ثنا أحمد بن إسماعيل بن سلام الواسطي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا العلاء بن خالد الواسطي عن منصور بن زاذان عن محمد بن سيرين عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أربع خصال في البيع: عن سلف وبيع، وشرطين في بيع، وبيع ما ليس عندك، وربح ما لم تضمن. وإسناده ضعيف لضعف العلاء بن خالد. وأما حديث يعلي بن أمية فأخرجه البيهقي (5/ 313) من طريق سعيد بن يحيي بن سعيد الأموي ثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال: استعمل النبي-صلى الله عليه وسلم- عتاب بن أسيد على مكة فقال "اني قد أمرتك على أهل الله -عز وجلّ- بتقوى الله -عز وجل-، ولا يأكل أحد منهم من ربح ما لم يضمن، وانههم عن سلف وبيع، وعن الصفقتين في البيع الواحد، وأن يبيع أحدهم ما ليس عنده" - ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عطاء. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9003) عن مقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا يحيى بن بكير ثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لعتاب بن أسيد "إني قد بعثتك على أهل الله، أهل ¬

_ (¬1) رواه عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه واختلف عنه. انظرا "تقييد العلم" (ص 76 و 77)

مكة، فانههم عن بيع ما لم يقبضوا، وعن ربح ما لم يضمنوا، وعن شرطين في شرط، وعن بيع وقرض، وعن بيع وسلف" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أمية إلا يحيى بن صالح، تفرد به يحيى بن بكير" وأخرجه البيهقي (5/ 313) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1722) من طريق أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ثنا مقدام بن داود به. وقال البيهقي: تفرد به يحيى بن صالح الأيلي وهو منكر بهذا الإسناد" وأخرجه ابن عدي (7/ 2700) من طريق يحيي بن عثمان بن صالح المصري ثنا يحيى بن بكير به. ويحيى بن صالح الأيلي ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: أحاديثه مناكير أخشى أن تكون منقلبة، هو بعمر بن قيس أشبه. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة. وأما حديث عتاب بن أسيد فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 270) من طريق ابن المبارك عن أبي حنيفة عن يحيي بن عامر عن رجل عن عتاب بن أسيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى مكة فقال "انههم عن بيع ما لم يقبضوا، وعن ربح ما لم يضمنوا، وعن شرطين في بيع وسلف" وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. طريق أخرى: قال ابن ماجه (2189) وأبو يعلى (المطالب 1411 - إتحاف الخيرة 3708): ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن ليث عن عطاء عن عتاب بن أسيد قال: لما بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهاه عن سلف وبيع، وعن شرط وبيع، وعن بيع ما ليس عندك، وشف ما لم يضمن. قال الحافظ: هذا منقطع بين عطاء وعتاب مع ضعف ليث بن أبي سليم" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم ضعفه الجمهور، وعطاء هو ابن أبي رباح لم يدرك عتابا" المصباح 3/ 15 وقال في "مختصر الاتحاف" (4/ 416): ليث بن أبي سليم ضعيف"

3991 - "نهى عن سب أسعد وهو تُبّع" قال الحافظ: وقال عبد الرزاق: أنبأنا بكار بن عبد الرحمن: سمعت وهب بن منبه يقول: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 209) أنا بكار قال: سمعت وهبا يقول: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سب تبع، قلنا: يا أبا عبد الله وما كان تبع؟ قال: صابئا، قلنا: يا أبا عبد الله وما الصابئ؟ قال: على دين إبراهيم، كان إبراهيم يصلي كل يوم صلاة ولم تكن له شريعة. هذا مرسل. وقال عبد الرزاق: أخبرني أبو الهذيل قال: أخبرني تميم بن عبد الرحمن قال: قال لي عطاء بن أبي رباح: أتسبون تبعًا يا تميم؟ قال: قلت: نعم، قال: فلا تسبوه فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن سبه. ومن طريقه أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (662) وهذا مرسل كذلك، وانظر حديث "لا تسبوا تبعا فإنّه كان قد أسلم" 3992 - "نهى عن صوم يوم عرفة بعرفه" قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم من طريق عكرمة أنّ أبا هريرة حدّثهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (2/ 304) والنسائي في "الكبرى" (2831) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 20 - 21) والشجري في "أماليه" (2/ 61) عن عبد الرحمن بن مهدي وأحمد (2/ 446) وابن ماجه (1732) عن وكيع ¬

_ (¬1) 10/ 191 (كتاب التفسير- سورة الدخان) (¬2) 5/ 142 (كتاب الصوم- باب صوم يوم عرفة)

والبخاري في "الكبير" (4/ 1/424 - 425) وأبو داود (2440) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 114) والحربى في "الغريب" (1/ 186) والنسائي في "الكبرى" (2830) والطحاوي في "المشكل" (2966) والعقيلي (1/ 298) والطبراني في "الأوسط" (2577) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (185) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 347) والبيهقي (4/ 284 و 5/ 117) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 160 و 161) والخطيب في "التاريخ" (9/ 34) والمزي (28/ 586 - 587) عن سليمان بن حرب البصري وابن خزيمة (2101) والطحاوي (2965) والحاكم (1/ 434) والبيهقي (4/ 284) وفي "فضائل الأوقات" (190) - عن أبي داود الطيالسي قالوا: ثنا أبو دِحْية حوشب بن عقيل الجرمي ثني مهدي العبدي الهَجَري ثني عكرمة مولى ابن عباس عن أبي هريرة به. ورواه أبو قدامة الحارث بن عبيد الأيادي عن حوشب بن عقيل فجعله عن ابن عباس. أخرجه البيهقي (5/ 117) وقال: كذا قال الحارث بن عبيد، والمحفوظ عن عكرمة عن أبي هريرة" قلت: وهو كما قال، والحارث بن عبيد قال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي. وحديث أبي هريرة قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" كذا قال، وحوشب ومهدي لم يخرج لهما البخاري شيئا. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عكرمة إلا مهدي، تفرد به حوشب" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عكرمة، تفرد به عنه مهدي، وعنه حوشب" وقال ابن حزم: هو من رواية حوشب بن عقيل وليس بالقوي، عن مهدي الهجري وهو مجهول، ومثل هذا لا يحتج به" المحلى 6/ 440 وقال العقيلي: لا يتابع حوشب بن عقيل عليه، ولا يصح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- "أنّه نهى عن صوم يوم عرفة" قلت: حوشب وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم، ومهدي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: لا أعرفه.

وللحديث شاهد عن عائشة قالت: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن صيام يوم عرفة بعرفات. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2348) عن إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني ثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس ثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن صفوان إلا ابراهيم" قلت: كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وغيرهم. 3993 - "نهى عن عَسْب التيس" قال الحافظ: روى النسائي من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) أخرجه النسائي في "الكبرى" (4698) عن واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن فضيل عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب وعسب التيس. وأخرجه في موضع آخر (6271) وفي "الصغرى" (7/ 274) أيضًا عن واصل بن عبد الأعلى فجعله عن أبي حازم مرسلا، وساقه بلفظ "وعسب الفحل" والموصول أصح فقد رواه غير واحد عن ابن فضيل عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة. أخرجه ابن ماجه (2160) عن علي بن محمد الطنافسي ومحمد بن طَريف البجلي والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 53) وفي "المشكل" (4656) عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني والدارمي (2626) عن محمد بن عيسى ابن الطَّبَّاع البغدادي قالوا: ثنا محمد بن فضيل به. ¬

_ (¬1) 5/ 368 (كتاب الإجارة- باب عسب الفحل)

ولفظ ابن ماجه "وعسب الفحل" واقتصر الطحاوي على النهى عن ثمن الكلب. ورواه محمد بن أبي عبيدة عبد الملك بن معن الكوفى عن أبيه عن الأعمش بلفظ "نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي" أخرجه النسائي في "الكبرى" (4699) وأبو يعلى (6210) طريق أخرى: قال أشعث بن سوّار الكندي: عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب وعسب التيس. أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (197) عن سفيان بن وكيع ثنا محمد بن فضيل عن أشعث به. وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع وأشعث بن سوار. 3994 - "نهى عن قتل النساء والصبيان وقال: هما لمن غلب" قال الحافظ: رواه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4239) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا قيس بن الربيع عن عمير بن عبد الله عن عطية عن أبي سعيد قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل النساء والصبيان، وقال: هما لمن غلب" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمير بن عبد الله إلا قيس بن الربيع، تفرد به أبو الوليد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عطية العوفي وهو ضعيف" المجمع 5/ 318 قلت: وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 3995 - "نهى عن قتل النملة والنحلة" قال الحافظ: لا يجوز عندنا قتل النمل لحديث ابن عباس في "السنن" أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) 6/ 489 (كتاب الجهاد- باب قتل الصبيان في الحرب) (¬2) 7/ 168 (كتاب بدء الخلق- باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البقرة: 164])

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه معمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق (8415): أنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد والصُّرَد. وأخرجه أحمد (1/ 332) وعبد بن حميد (650) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (5267) عن أحمد به. وأخرجه البيهقي في "المعرفة" (14/ 85) من طريق أبي بكر بن داسة ثنا أبو داود به. وأخرجه الدارمي (2005) وابن ماجه (3224) والطحاوي في "المشكل" (869) والبيهقي (9/ 317) وفي "الصغرى" (3873) من طرق عن عبد الرزاق به. • وقال رباح (¬1): عن معمر عن الزهري عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. قاله أبو زرعة (علل ابن أبي حاتم 2/ 301) وقال: أخطأ فيه عبد الرزاق، والصحيح من حديث معمر عن الزهري أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسل" - ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس. أخرجه ابن حبان (5646) عن محمد بن صالح بن ذَرِيح البغدادي أنا بشر بن الوليد الكندي ثنا حبان بن علي العَنَزي عن عقيل به. وإسناده ضعيف لضعف حبان بن علي، وبشر بن الوليد مختلف به. ولم ينفرد عقيل بن خالد به بل تابعه إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس به. أخرجه البيهقي (9/ 317) عن الحاكم أني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثني أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثنا إبراهيم بن سعد به. وإسماعيل بن محمد لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) أظنه ابن زيد الصنعاني.

قال أبو زرعة: وروى هذا الحديث حارث الخازن شيخ بهمذان عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس مرفوعا، وأخطأ فيه الشيخ، يشبه أن يكون دخل له حديث في حديث، وليس هذا الحديث من حديث إبراهيم بن سعد، وحارث الخازن كان شيخا لم يبلغني عنه أنّه حدّث بحديث منكر إلا هذا" العلل لابن أبي حاتم 2/ 301 - 302 - ورواه ابن جريج واختلف عنه: • فقال حبان بن علي العنزي: عن ابن جريج عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. أخرجه ابن حبان (5646) وحبان قال ابن سعد وغيره: ضعيف. وتابعه سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (866) وسعيد بن سالم قال النسائي وغيره: ليس به بأس. • وقال غير واحد: عن ابن جريج قال: حُدثت عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. منهم: 1 - عبد الله بن المبارك في "مسنده" (196) 2 - يحيى بن سعيد القطان. وقال: ورأيت في كتاب سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي لبيد عن الزهري. أخرجه أحمد (1/ 347) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (58) وأبو الشيخ في "الطبقات" (788) والبيهقي (9/ 317) 3 - يحيى بن معين (¬1). وقال: وكان عندي ضعيفًا فمحيته، ثم قال: رأيته في كتاب سفيان بن سعيد عن ابن جريج عن ابن أبي لبيد عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 369) والطحاوي في "المشكل" (870) ¬

_ (¬1) قال في روايته: عن ابن جريج أخبرت عن الزهري.

4 - عبد الله بن وهب (¬1). أخرجه الطحاوي (867 و 868) والبيهقي (9/ 317) • وقال أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: عن ابن جريج عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس. أخرجه الطحاوي (871) وأبو الشيخ في "الأقران" (137) وتابعه حفص بن غياث الكوفي عن ابن جريج به. أخرجه أبو الشيخ (138) • وقال أيوب بن سويد الرملي: عن ابن جريج عن الزهري عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس. قاله أبو زرعة (علل ابن أبي حاتم 2/ 301) وقال: أخطأ فيه أيوب بن سويد، ولم يسمع ابن جريج من الزهري هذا الحديث" قلت: وأيوب بن سويد قال أحمد: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن معين: ليس بشيء. وحديث ابن المبارك ومن تابعه أصح. والرجل الذي حدّث ابن جريج هو ابن أبي لبيد كما جاء مصرّحًا به في رواية سفيان الثوري. واسمه عبد الله، قال النسائي وغيره: ليس به بأس. - وقال عبد الرحمن بن إسحاق: عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 301) وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن سهل بن سعد فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن الفضل عن سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل الصرد، والضفدع، والنملة، والهدهد. ¬

_ (¬1) قال في روايته: سمعت ابن جريج يحدث عن رجل حدّثه عن الزهري.

أخرجه ابن ماجه (3223) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن الفضل المخزومي" مصباح الزجاجة 3/ 238. الثاني: يرويه عثمان الأعرج عن الحسن عن عمران بن حُصين وجابر بن عبد الله وأبي هريرة قالوا: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد، وأن يمحى اسم الله بالبصاق. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 160) من طريق شداد بن حكيم البلخي عن عباد بن كثير عن عثمان الأعرج به. وقال: غريب من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة لم نكتبه إلا من حديث عباد بن كثير" قلت: هو الثقفي البصري وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. الثالث: يرويه الزهري عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل أربع من الدواب: النحلة، والنملة، والهدهد، والصرد" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 119 - 120) من طريق سهل بن يحيي بن سبأ الحداد ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري به. وقال: أنا البرقاني أنا الدارقطني وسئل عن هذا الحديث فقال: رواه شيخ يعرف بسهل بن يحيي بن سبأ الحداد ووهم فيه، وإنما رواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس" وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه الروياني (1097) والطبراني في "الكبير" (5728) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 291) والبيهقي (9/ 317) من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي: سمعت أبي يذكر عن جدي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل خمسة: عن النملة، والصرد، والنحلة، والضفدع، والهدهد. قال البيهقي: تفرد به عبد المهيمن وهو ضعيف، وحديث عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أقوى ما ورد في هذا الباب" قلت: وقال البخاري وأبو حاتم: عبد المهيمن منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.

3996 - "نهى عن كراء الأرض" قال الحافظ: وللنسائي أيضًا من طريق عبد الكريم عن مجاهد قال: أخذت بيد طاوس فأدخلته إلى ابن رافع بن خَديج فحدّثه عن أبيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره، فأبى طاوس وقال: سمعت ابن عباس لا يرى بذلك بأسا" (¬1) أخرجه النسائي (7/ 32) وفي "الكبرى" (4594) عن علي بن حجر السعدي أنبأ عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن مجاهد به. ورواته ثقات إلا أنه اختلف فيه على مجاهد، فرواه عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن مجاهد عن ابن رافع بن خديج عن أبيه، ورواه غير واحد عن مجاهد عن رافع بن خديج ليس فيه ابن رافع. وقد ذكر النسائي هذا الاختلاف في كتابيه فليراجع. 3997 - "نهى عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال: هكذا بيده نحو الغزل والنقش" قال الحافظ: وقد روى أبو داود أيضًا من حديث رفاعة بن رافع مرفوعا: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اعلفه نواضحك" 3998 - "نهى عن كسب الأمة حتى يعلم من أين هو" قال الحافظ: زاد أبو داود من حديث رافع بن خديج: فذكره" (¬3) أخرجه أبو داود (3427) والحاكم (2/ 42) والمزي (19/ 172) عن أحمد بن صالح المصري والبيهقي (6/ 127) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن عبيد الله بن هُرير عن أبيه عن جده رافع بن خديج قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 5/ 411 (كتاب المزارعة- باب حدثنا علي بن عبد الله) (¬2) 5/ 332 (كتاب البيوع- باب ثمن الكلب) (¬3) 5/ 332 (كتاب البيوع- باب ثمن الكلب) و5/ 365 (كتاب الإجارة- باب ضريبة العبد)

عبيد الله بن هريرة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: حديثه ليس بالمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد به عنه ابن أبي فديك وما رأيت أحدا وثقه. والباقون كلهم ثقات. 3999 - "نهى عن كل في ناب من السباع وكل ذي مِخْلب من الطير" قال الحافظ: ولمسلم (1934) من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس: فذكره" (¬1) 4000 - "نهى عن كل مسكر ومُفْتِر" قال الحافظ: وحديث أم سلمة أخرجه أبو داود بسند حسن بلفظ: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 103 - 104) وأحمد (6/ 309) وفي "الأشربة" (4) وأبو داود (3686) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 216) والطبراني في "الكبير" (23/ 337) وأبو الشيخ في "الطبقات" (407) والبيهقي (8/ 296) من طرق عن الحسن بن عمرو الفُقَيمي عن الحكم بن عتيبة عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تقول: فذكرت الحديث. وإسناده حسن كما قال الحافظ للخلاف في شهر بن حوشب. 4001 - "نهى عن لبس الخاتم إلا لذي سلطان" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي عن أبي ريحانة قال: فذكره" (¬3) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 134) وأبو داود (4049) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 516 - 517) والنسائي (8/ 123) وفي "الكبرى" (9366) والطحاوي في "المشكل" (3313 و 3255) والبيهقي (3/ 277) وفي "معرفة السنن" (5961) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 101 - 102) والمزي (12/ 564 - 565) من طرق عن المفضل بن فَضالة بن عبيد المصري ثني عياش بن عباس القِتْبَاني عن أبي الحصين الهيثم بن شُفي الحَجْري أنّه سمعه يقول: خرجت أنا وصاحب لي يسمى أبا عامر رجل من المَعَافر لنصلي ¬

_ (¬1) 12/ 78 (كتاب الذبائح- باب أكل كل ذي ناب من السباع) (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل وهو التبع) (¬3) 12/ 443 (كتاب اللباس- باب اتخاذ الخاتم)

بإيلياء، وكان قاصهم رجلًا من الأزد يقال له: أبو ريحانة من الصحابة. قال أبو الحصين: فسبقني صاحبي إلى المسجد ثم أدركته فجلست إلى جنبه، فسألني: هل أدركت قصص أبي ريحانة؟ فقلت: لا، فقال: سمعته يقول "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عشر: عن الوَشْر، والوَشْم، والنتف، وعن مُكامعة الرجل الرجل بغير شِعار، وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم، وأن يجعل على منكبيه مثل الأعاجم، وعن النُّهبى، وركوب النمور، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان" أبو عامر المعافري لم أر من وثقه، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات، ولم ينفرد المفضل بن فضالة به بل تابعه غير واحد عن عياش بن عباس، منهم: 1 - حَيوة بن شريح المصري. أخرجه أحمد (4/ 135) والنسائي (8/ 128 - 129) وفي "الكبرى" (9401) 2 - يحيى بن أيوب المصري. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 397 - 398) وفي "مسنده" (734) وأحمد (4/ 134) والدارمي (2651) وابن ماجه (3655) والطحاوي في "المشكل" (3256) وابن عبد البر (17/ 104) ووقع عندهم إلا الدارمي والطحاوي: عن عامر الحَجْري. قال المزي في "التهذيب" (14/ 85) عامر الحجري. وقيل: أبو عامر، وهو الصواب، يأتي في "الكنى". ثم أعاده في الكنى فقال: أبو عامر الحجري الأزدي المعافري المصري، ويقال عامر، والصحيح: أبو عامر، واسمه: عبد الله بن جابر من حَجْر الأزد. 3 - عبد الله بن سويد بن حيان المصري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3254) - ورواه ابن لَهيعة عن عياش بن عباس واختلف عنه: • فقال عبد الله بن وهب: ثني ابن لهيعة عن عياش بن عباس ثني أبو الحصين قال: انطلقت أنا وأبو عامر الحجري" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3253) • وقال الحسن بن موسى الأشيب: ثنا ابن لهيعة ثنا عياش بن عباس ثني أبو الحصين عن أبي ريحانة.

لم يذكر أبا عامر الحجري أخرجه أحمد (4/ 134) وحديث ابن وهب أصح. قال محمد بن يحيي الذهلي: ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة، ومن سمع منه في القديم فهو أولى، لأنّه خلط بأخرة. واختلف فيه على أبي الحصين: فرواه يزيد بن أبي حبيب عن أبي الحصين عن أبي ريحانة قال: بلغنا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ... لم يذكر أبا عامر وقال فيه: بلغنا. أخرجه أحمد (4/ 134) والنسائي (8/ 129) وفي "الكبرى" (9402 و 9403) والطحاوي في "المشكل" (3259) والخطيب في "الموضح" (2/ 451 - 452) من طرق (¬1) عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به. وتابعه سوادة الرقي عن أبي الحصين به. أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 452) من طريق منصور بن أبي مزاحم البغدادي ثنا إسماعيل بن عياش عن بزيع بن عبد الرحمن عن سوادة به. وبزيع بن عبد الرحمن مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم، وقال البزار: لا نعلم حدّث عنه إلا اسماعيل. وإسماعيل روايته عن غير الشاميين ضعيفة، ولا أدري إن كانت هذه منها أم لا، فإني لم أر من نسب بزيع بن عبد الرحمن. ثم تبيّن لي أنه شامي من الرقة. انظر ترجمة سوادة الرقي في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 294) لابن أبي حاتم. وحديث عياش بن عباس عندي أصح لأنّ عياشا ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة. وقد تقدم أنّ أبا عامر الحجري لم يوثق، وذكره الحافظ في "التقريب" وقال: مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. ¬

_ (¬1) رواه أبو النضر هاشم بن القاسم عن الليث عن عياش بن عباس عن رجل حدّثه عن أبي ريحانة. أخرجه ابن عبد البر (17/ 104)

4002 - "نهى عن لبس الذهب وتفضيض الأقداح ثم رخص في تفضيض الأقداح" قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث أم عطية أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وفي سنده من لا يعرف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 68) و"الأوسط" (3335) عن بانوبة بن خالد بن بانوبة الأيلي (¬2) ثنا عمر بن يحيي الأيلي ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال ثنا محمد بن سيرين عن أخته عن أم عطية قالت: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن لبس الذهب وتفضيض الأقداح، فكلمه النساء في لبس الذهب فأبى علينا ورخص لنا في تفضيض الأقداح. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية إلا عمر بن يحيي، ولا سمعناه إلا من هذا الشيخ". وقال الهيثمي: وفيه عمر بن يحيى الأبلي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 149 قلت: عمر بن يحيى أظنه المترجم في "اللسان" (4/ 338) فإن كان هو فقد اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث. وبانوبة لم أعرفه، والباقون ثقات. 4003 - "نهى عن لحوم الحمر الأهليه، وأمر بلحوم الخيل" قال الحافظ: أخرج الدارقطني بسند قوي عن ابن عباس مرفوعا: فذكره" (¬3) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (12820) و"الأوسط" (5756) والدارقطني (4/ 290) من طريق محمد بن عبيد المحاربي ثنا عمر بن عبيد الطنافسي عن سِمَاك بن حرب عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن لحوم الحمر، وأمر بلحوم الخيل أن تؤكل. ¬

_ (¬1) 12/ 204 (كتاب الأشربة- باب الشرب من قدح النبي-صلى الله عليه وسلم-) (¬2) أو الأبلي. (¬3) 12/ 71 (كتاب الذبائح- باب لحوم الخيل)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن جابر بن زيد إلا سماك، ولا عن سماك إلا عمر بن عبيد، تفرد به محمد بن عبيد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجالهما رجال الصحيح خلا محمد بن عبيد المحاربي وهو ثقة" المجمع 5/ 47 قلت: الحديث إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير سماك بن حرب وهو صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة. 4004 - "نهى عن لحوم الحمر والخيل والبغال" قال الحافظ: وذكر الطحاوي وأبو بكر الرازي وأبو محمد بن حزم من طريق عكرمة بن عمار عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال: فذكره، قال الطحاوي: وأهل الحديث يضعفون عكرمة بن عمار. قلت: لا سيما في يحيي بن أبي كثير فإن عكرمة وإن كان مختلفا في توثيقه فقد أخرج له مسلم لكن إنما أخرج له من غير روايته عن يحيي بن أبي كثير، وقد قال يحيي بن سعيد القطان: أحاديثه عن يحيي بن أبي كثير ضعيفة، وقال: حديثه عن يحيي مضطرب، وقال النسائي: ليس به بأس إلا في يحيى، وقال أحمد: حديثه عن غير إياس بن سلمة مضطرب. وهذا أشد مما قبله ودخل في عمومه يحيي بن أبي كثير أيضًا، وعلى تقدير صحة هذه الطريق فقد اختلف عن عكرمة فيها فإنّ الحديث عند أحمد والترمذي من طريقه ليس فيه للخيل ذكر" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الحاء فانظر حديث "حرّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحمر الإنسية ولحوم البغال" 4005 - "نهى عن نبيذ الجر" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1581) وأبو داود (3691) وغيرهما من حديث ابن عباس" (¬2) قلت: هو بلفظ: حرّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نبيذ الجر" ¬

_ (¬1) 12/ 71 (كتاب الذبائح- باب لحوم الخيل) (¬2) 12/ 162 (كتاب الأشربة- باب ترخيص النبي-صلى الله عليه وسلم- في الأوعية)

4006 - "نهى عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض والأحمر" قال الحافظ: وقد أخرج الشافعي عن سفيان عن أبي إسحاق عن ابن أبي أوفى: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 282) ومن طريقه البيهقي (8/ 309) أنا سفيان عن أبي إسحاق عن ابن أبي أوفى قال: فذكره. وأخرجه الحميدي (715) عن سفيان ثنا أبو إسحاق الشيباني قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب في الجر الأخضر والأبيض. قال سفيان: وثالثا قد نسيته. وأخرجه النسائي (8/ 272) وفي "الكبرى" (5132) عن محمد بن منصور الطوسي ثنا سفيان ثنا أبو إسحاق الشيباني قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، سفيان هو ابن عيينة وأبو إسحاق هو سليمان بن أبي سليمان. 4007 - "نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن الجَلالة، وعن ركوبها وأكل لحمها" قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: فذكره، وسنده حسن" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "نهى عن المجثمة" ... ¬

_ (¬1) 12/ 162 (كتاب الأشربة- باب ترخيص النبي-صلى الله عليه وسلم- في الأوعية والظروف بعد النهي) (¬2) 12/ 68 (كتاب الذبائح- باب لحم الدجاج)

حرف الهاء

حرف الهاء 4008 - حديث عبد الله بن أبي أحمد بن جحش: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط فخرج أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة بن أي معيط حتى قدما المدينة فكلما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يردها إليهم فنقض العهد بينه وبين المشركين في النساء خاصة فنزلت الآية. قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 171) من طريق ابن أبي عاصم (¬2) ثنا محمد بن يحيي الباهلي ثنا يعقوب بن محمد ثنا عبد العزيز بن عمران عن مجمع بن يعقوب عن حسين بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي أحمد قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة، فخرج أخواها عمارة والوليد حتى قدما على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكلماه فيها أن يردّها إليهما، فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء، ومنعهنّ أن يرددن إلى المشركين، فأنزل الله تعالى آية الإمتحان. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف" المجمع 7/ 123 وقال السيوطي: أخرجه الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف" الدر المنثور 8/ 132 قلت: عبد العزيز بن عمران قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. ويعقوب بن محمد هو الزهري مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 8/ 460 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية) (¬2) وهو في "الوحدان" له كما في "الإصابة" (7/ 200) وانظر تفسير ابن كثير 4/ 350

4009 - عن أبي هالة عن أبيه أنّه دخل على النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو راقد فاستيقظ فضمه إلى صدره وقال "هالة هالة" قال الحافظ: وروى الطبراني في "الأوسط" من طريق تميم بن زيد بن هالة عن أبي هالة عن أبيه: فذكره" (¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3806) و"الصغير" (537) عن عليّ بن محمد بن عمرو بن تميم بن زيد بن هالة بن أبي هالة التميمي حدثني أبي محمد عن أبيه عمرو بن تميم عن أبيه تميم بن زيد عن أبيه زيد بن هالة عن أبيه هالة أنّه دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راقد، فاستيقظ النبي-صلى الله عليه وسلم- فضمّ هالة إلى صدره، فقال "هالة هالة هالة" ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 379) قال الطبراني: لم نكتب هذا الحديث إلا عن هذا الشيخ، وكان من أهل الفضل" وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 9/ 377 4010 - عن زر بن حبيش قال: قلت لصفوان بن عسال: هل سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الهوى شيئًا؟ قال: نعم، كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير فناداه أعرابي بصوت له جهوري فقال: أيا محمد، فأجابه النبي-صلى الله عليه وسلم- على قدر ذلك فقال "هاؤم" قال: أرأيت المرء يحب القوم، الحديث. قال الحافظ: وقد وقع في حديث صفوان بن عسال الذي أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة من طريق عاصم بن بَهْدَلة عن زر بن حبيش قال: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة" 4011 - "هدايا الأمراء غلول" سكت عليه الحافظ (¬3). انظر الحديث الذي بعده. 4012 - "هدايا العمال غلول" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي حميد مرفوعا: فذكره، وفي ¬

_ (¬1) 8/ 140 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب تزويج النبي-صلى الله عليه وسلم- خديجة) (¬2) 13/ 178 (كتاب الأدب- باب علامة الحب في الله) (¬3) 9/ 30 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

إسناده إسماعيل بن عياش، وروايته عن غير أهل مدينته ضعيفة، وهذا منها، وقيل: إنّه رواه بالمعنى من قصة ابن اللتبية المذكورة ثاني حديثي الباب، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وجابر ثلاثتها في الطبراني الأوسط بأسانيد ضعيفة" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وأبو عوانة من طريق يحيى بن سعيد عن عروة عن أبي حميد رفعه: فذكره، وهو من رواية إسماعيل بن عياش عن يحيى، وهو من رواية إسماعيل عن الحجازيين وهي ضعيفة، ويقال: إنّه اختصره من حديث الباب كما تقدم بيان ذلك في الهبة" (¬2) روي من حديث أبي حميد الساعدي ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث حذيفة ومن حديث أنس فأما حديث أبي حميد فأخرجه أحمد (5/ 424) والبزار (3723) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1896) وأبو عوانة (4/ 437) وابن عدي (1/ 295) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 118) وأبو نعيم في "الصحابة" (6743) والبيهقي (10/ 138) والقاضي التنوخي في "الفوائد العوالي" (ص120 - 121) وأبو سعيد النقاش في" الفرق بين القضاة العادلة والجائرة" كما في "تخريج أحاديث الإحياء" (2/ 1095) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (585) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد به مرفوعا. واللفظ لأحمد والبزار. ولفظ الباقين "هدايا الأمراء غلول" قال البزار: رواه ابن عياش فاختصره وأخطأ فيه، إنّما هو عن الزهري عن عروة عن أبي حميد أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- بعث رجلًا على الصدقة" وقال ابن عدي: لا يحدث هذا الحديث عن يحيى غير ابن عياش" وقال القاضي التنوخي: هذا حديث غريب من حديث يحيى بن سعيد عن عروة، لا أعلم حدّث به عنه غير إسماعيل بن عياش بهذا اللفظ. وقال أيضًا: لا أعلم لابن عياش متابعا على هذا اللفظ" ¬

_ (¬1) 6/ 148 - 149 (كتاب الهبة- باب من لم يقبل الهدية لعلة) (¬2) 16/ 286 (كتاب الأحكام- باب هدايا العمال)

وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهي ضعيفة" المجمع 4/ 201 و 5/ 249 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 4/ 189 وأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه أبان بن أبي عياش عن أبي نَضْرة عن جابر مرفوعا "الهدايا للأمراء غلول" أخرجه عبد الرزاق (14665) عن سفيان الثوري عن أبان به. واختلف فيه على سفيان: • فقال مصعب بن ماهان المروزي: عن سفيان عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن أبان عن أبي نضرة عن جابر. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (256) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 110) والخطيب في "السابق واللاحق" (ص 109) ومن هذا الطريق أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (ق 58/أ) ووقع عنده: عن أبي سعيد بدل جابر (¬1). • وقال عبد الرزاق الصنعاني وعبد الملك بن الصَّبَّاح الِمسْمَعِي الصنعاني البصري: عن سفيان عن أبان عن أبي نضرة عن أبي سعيد. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 15 - 16) وإسناده ضعيف جدًا، أبان بن أبي عياش قال ابن معين وجماعة: متروك الحديث. وخالفه أبو قَزَعة سويد بن حجير الباهلي فرواه عن أبي نضرة عن أبي سعيد قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 546) عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي قزعة به. وإسناده صحيح، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك. الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن البصري عن جابر. أخرجه سنيد بن داود في "تفسيره" كما في "التلخيص" (4/ 189) عن عبدة بن سليمان الكلابي عن إسماعيل به. ¬

_ (¬1) وجاء في الهامش: في موضع آخر جابر بدل أبي سعيد.

- ورواه عمرو بن أبي قيس الرازي عن إسماعيل واختلف عنه: • فقال سلمة بن الفضل الأبرش: ثنا عمرو بن أبي قيس عن إسماعيل عن الحسن عن جابر. أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 296) • وقال عبد الله بن الجهم الرازي: عن عمرو بن أبي قيس عن مصرف عن إسماعيل عن عطاء عن جابر. زاد فيه مطرفا وجعل عطاء مكان الحسن. أخرجه ابن عدي (1/ 281) وإسماعيل قال ابن المديني: أجمع أصحابنا على ترك حديثه. الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم عن عطاء عن جابر مرفوعا "هدايا الأمراء غلول" أخرجه البزار (كشف 1600) والطبراني في "الأوسط" (4966) من طريق قيس بن الربيع عن ليث به. قال البزار: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا ليث، تفرد به قيس" قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وليث ضعفوه. ولم ينفرد به بل تابعه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن عطاء عن جابر مرفوعا "هدية الإمام غلول" أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند علي ص 208) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي عبد الله بن وهب أني ابن لهيعة وعمر بن مالك عن عبيد الله بن أبي جعفر به. وأحمد بن عبد الرحمن صدوق اختلط بأخرة، وابن لهيعة ضعفه ابن معين وغيره، لكن تابعه عمر بن مالك الشرعبي وهو صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7848) وابن عدي (1/ 177) من طرق عن أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي ثنا النضر بن شميل عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "هدايا الأمراء غلول" قال الطبراني: لم يروه عن ابن عون إلا النضر، تفرد به أحمد بن معاوية"

وقال ابن عدي: وهذا من حديث أحمد بن معاوية بهذا الإسناد باطل، ولم يرو هذا الحديث عن النضر غير أحمد هذا والنضر ثقة. وقال: أحمد بن معاوية حدّث عن الثقات بالبواطيل ويسرق الحديث" وقال الحافظ: إسناده أشد ضعفا من إسناد حديث أبي حميد" التلخيص 4/ 189 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11486) و"الأوسط" (6898) من طريق يمان بن سعيد المصيصي ثنا محمد بن حمير عن خالد بن حميد عن خير بن نعيم عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "الهدية إلى الإمام غلول" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن خير بن نعيم إلا خالد بن حميد، تفرد به محمد بن حمير" وقال الهيثمي: وفيه يمان بن سعيد المصيصي وهو ضعيف" المجمع 3/ 151 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال الذهبي في "الميزان": ضعفه الدارقطني وغيره ولم يترك. واختلف فيه على خير بن نعيم: فقال ابن لهيعة: عن خير بن نعيم عن عطاء عن جابر مرفوعا "هدايا الإمام غلول" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9051) عن المقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة. والمقدام وابن لهيعة ضعيفان. وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 331) وفي إسناده الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي كذبه السعدي وأبو حاتم وابن أبي الحواري. 4013 - "هدم المتعةَ: النكاحُ، والطلاقُ، والميراث" قال الحافظ: أخرجه إسحاق بن راهويه وابن حبان من طريقه من حديث أبي هريرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-لما نزل بثنية الوداع رأى مصابيح، وسمع نساء يبكين فقال "ما هذا؟ " فقالوا: يا رسول الله، نساء كانوا تمتعوا منهن، فقال: فذكره. وأخرجه الحازمي من حديث جابر قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة تبوك، حتى إذا كنا عند العقبة مما يلي الشام جاءت نسوة قد كنا تمتعنا بهنّ يطفن برحالنا، فجاء

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرنا ذلك له، قال: فغضب وقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ونهى عن المتعة، فتوادعنا يومئذ فسميت ثَنِيَّة الوداع" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه أبو يعلى (6625) وابن حبان (4149) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 26) والدارقطني (3/ 259) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (451) والبيهقي (7/ 207) ونصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة" (35) من طرق عن مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا عكرمة بن عمار ثنا سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-لما خرج، نزل ثنية الوداع، فرأى مصابيح، وسمع نساء يبكين، فقال "ما هذا؟ " قالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نساء كانوا تمتعوا منهنّ أزواجهن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"هدم- أو قال حرّم- المتعةَ: النكاحُ، والطلاق، والعدة، والميراث" قال ابن القطان الفاسي والحافظ ابن حجر: إسناده حسن" نصب الراية 3/ 180 - الدراية 2/ 58 - التلخيص 3/ 154 وقال الذهبي: هذا حديث منكر، وعكرمة إنما غالب ضعفه من روايته عن يحيى بن أبي كثير" الميزان 4/ 229 قلت: عكرمة بن عمار ثقة إلا في روايته عن يحيى بن أبي كثير، ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ كما قال أبو حاتم والساجي والدارقطني. وخالفه بشر بن عمر الزهراني فرواه عن عكرمة بن عمار ثني عبد الله بن سعيد المقبري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يهدم المتعة: النكاح، والطلاق، والعدة، والميراث" أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 478) وبشر وثقه ابن سعد وغيره، وعبد الله قال أحمد وغيره: متروك الحديث. وحديث جابر له عنه طريقان: الأول: يرويه عباد بن كثير ثني عبد الله بن محمد بن عقيل: سمعت جابر بن عبد الله يقول: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة تبوك حتى إذا كنا عند العقبة مما يلي الشام جئن نسوة فذكرنا تمتعنا وهنّ يجلن في رحالنا أو قال: يطفن في رحالنا. فجاءنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنظر إليهنّ فقال "من هؤلاء النسوة؟ " فقلنا: يا رسول الله تمتعنا منهن، قال: فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حتى احمرت وجنتاه وتمّعر لونه واشتدّ غضبه وقام فينا خطيبا فحمد الله ¬

_ (¬1) 11/ 73 (كتاب النكاح- باب نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نكاح المتعة آخرا)

وأثنى عليه ثم نهى عن المتعة فتوادعنا يومئذ الرجال والنساء ولم نعد ولا نعود لها أبدا فبها سميت يومئذ ثنية الوداع. قال الحازمي في "الإعتبار" (ص 179): ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن القزويني قال: ثنا أبو بكر محمد بن الفضل الطبري ثنا هناد بن السري ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عباد بن كثير به. قال الحافظ: وهذا إسناد ضعيف" التلخيص 3/ 155 قلت: عباد بن كثير هو الثقفي البصري قال البخاري: تركوه، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. الثاني: يرويه إسماعيل بن أمية عن محمد بن المنكدر ثنا جابر قال: خرج مع النبي-صلى الله عليه وسلم- النساء اللائي استمتعنا بهنّ حتى أتينا ثنية الركاب فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء النساء اللائي استمتعنا بهن؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"هنّ حرام إلى يوم القيامة" قال: فودعننا عند ذلك، قال: فسميت تلك الثنية ثنية الوداع وما كانت تسمى قبل ذلك إلا ثنية الركاب. أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (453) من طريق أحمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة عن عبد الله بن عمر وأخرجه من طريق محمد بن مسلم بن واره أنا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة عن عبيد الله بن علي عن إسماعيل بن أمية به. وإسناده ضعيف، صدقة هو ابن عبد الله السمين وهو ضعيف كما قال ابن معين والبخاري وأبو زرعة والنسائي وغيرهم. وللحديث شاهد عن علي قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المتعة، قال: وإنما كانت لمن لم يجد، فلما أنزل النكاح والطلاق والعدة والميراث بين الزوج والمرأة نسخت. أخرجه الدارقطني (3/ 259 - 260) والبيهقي (7/ 207) والحازمي في "الاعتبار" (ص 178) ونصر المقدسي (34) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (438) عن عثمان بن سعيد الحمصي قالا: ثنا ابن لهيعة عن موسى بن أيوب عن عمه إياس بن عامر عن علي به. قال الحازمي: هذا حديث غريب من هذا الوجة"

وضعفه ابن القطان كما قال الزيلعي (نصب الراية 3/ 180) قلت: وعلته ابن لهيعة فإنّه ضعيف كما قال ابن معين وغيره. 4014 - حديث سفيان بن عبد الله الثقفي: قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليّ؟ قال "هذا" وأخذ لسانه. قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح" (¬1) له عن سفيان بن عبد الله طرق: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به، قال "قل: ربي الله، ثم استقم" قال: قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليّ؟ قال: فأخذ بلسان نفسه ثم قال "هذا" منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه أحمد (3/ 413) والترمذي (2410) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (7) وابن حبان (5699) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 4/ 20) والبيهقي في "الشعب" (4575) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (418 و 1714) والمزي (17/ 378) من طرق عن عبد الله بن المبارك أنا معمر به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" • ورواه عبد الرزاق عن معمر واختلف عنه: فرواه حسين بن مهدي الأُبُلِي عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله. أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (5) ورواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (المصنف 20111) فلم يذكر عبد الرحمن بن ماعز (¬2). ¬

_ (¬1) 14/ 89 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان) (¬2) قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف السلمي عن عبد الرزاق مرسلًا" الشعب 9/ 201

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (4576) 2 - عثمان بن عمر التيمي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (4) 3 - النعمان بن سعد. قاله البيهقي في "الشعب" (9/ 200) - وقال محمد بن الوليد الزبيدي: عن الزهري عن ماعز بن عبد الرحمن أنّ سفيان بن عبد الله قال. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 309) وابن حبان (5702) والطبراني في "مسند الشاميين" (1792) وقال ابن حبان: ماعز بن عبد الرحمن، قاله الزبيدي، وهو متقن" - وقال إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع المدني: عن الزهري عن عبد الرحمن بن معاذ عن سفيان بن عبد الله. أخرجه الدارمي (2714) والدينوري في "المجالسة" (1388) وإبراهيم بن إسماعيل قال الذهبي في "الديوان": ضعفوه. - ورواه أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري واختلف عنه: • فقال علي بن محمد بن عيسى الهروي: ثنا أبو اليمان أني شعيب ثني عبد الرحمن بن ماعز أنّ سفيان بن عبد الله قال. أخرجه البيهقي في "الآداب" (395) وفي "الشعب" (4574) وقال: وهو أصح" • وقال عبد الكريم بن الهيثم القطان: ثنا أبو اليمان أني شعيب عن الزهري ثني محمد بن عبد الرحمن بن ماعز أنّ سفيان بن عبد الله قال. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 78) - ورواه إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله.

منهم: 1 - أبو كامل مظفر بن مدرك البغدادي. أخرجه أحمد (3/ 413) 2 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أحمد (3/ 413) والبيهقي في "الآداب" (394) وفي "الشعب" (4572) 3 - أبو مروان محمد بن عثمان العثماني. أخرجه ابن ماجه (3972) 4 - يحيى بن يحيى النيسابوري. أخرجه الحاكم (4/ 313) 5 - يعقوب بن حميد بن كاسب المدني. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1585) وفي "السنة" (22) 6 - الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه" (33) ومن طريقه ابن قانع (1/ 308 - 309) 7 - عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 459) والطبراني في "الكبير" (6396) وأبو الشيخ في "الطبقات" (516) 8 - عاصم بن علي الواسطي. أخرجه الطبراني (6396) 9 - نعيم بن حماد المروزي. أخرجه الطبراني (6396) 10 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. أخرجه الطبراني (6396) 11 - أحمد بن أبان القرشي. أخرجه ابن حبان (5700)

12 - محمد بن جعفر الوركاني (¬1). أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1123) والمزي (25/ 629) • وقال أبو داود الطيالسي (¬2) (ص171): ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4573) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا أبو داود الطيالسي به. وقال: والمحفوظ عن إبراهيم رواية الجماعة" - وقال معاوية بن يحيى الصَّدَفي: عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6397) ومعاوية قال أبو داود وجماعة: ضعيف. - وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن الزهري عن محمد بن أبي سويد أنّ جده سفيان بن عبد الله قال. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (300) ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5698) والبيهقي في "الشعب" (4577) وقال ابن حبان: والقلب إلى رواية يونس أميل" الثقات 5/ 363 - 364 وقال البيهقي: المحفوظ رواية من رواه عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز" وقال: بلغني عن محمد بن يحيى الذهلي أنّه قال: المحفوظ عندنا ما رواه معمر ¬

_ (¬1) أخرجه المزي من طريق أبي القاسم البغوي عن الوركاني، ومن هذا الطريق أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 33) لكن وقع عنده: عن عبد الرحمن بن ماعز. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3498) من طريق الحارث بن أبي أسامة عن الوركاني وقال فيه: عن محمد بن عبد الرحمن ثنا ماعز العامري عن سفيان بن عبد الله. (¬2) أخرجه ابن منده في "الإيمان" (141) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي عن الطيالسي ووقع عنده: عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله. وقال: مشهور عن الزهري مختلف في اسم ابن ماعز" وهكذا رواه محمد بن المثنى عن الطيالسي فقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 4/ 20)

وشعيب والنعمان بن راشد (¬1)، ولا أظن حديث يونس محفوظا لاجتماع معمر وشعيب والنعمان على خلافه، وفي حديث إبراهيم بن سعد دلالة أنّه بروايتهم أشبه منه برواية يونس" وقال الحافظ في "التقريب": عبد الرحمن بن ماعز ويقال: محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، ويقال: ماعز بن عبد الرحمن، اختلف على الزهري في ذلك والأول أقوى، مقبول" وأما أبو القاسم البغوي فقال: والصواب- زعموا- قول إبراهيم بن سعد" تهذيب الكمال 25/ 629 - 630 الثاني: يرويه يعلي بن عطاء العامري عن عبد الله بن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه قال: يا رسول الله، أخبرني أمرًا في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك؟ قال "قل: آمنت بالله، ثم استقم" قال: يا رسول الله فأيّ شيء أتقي؟ قال: فأشار بيده إلى لسانه. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 66) وأحمد (3/ 413) والبخاري في "الكبير" (13/ 100) والدارمي (2713) وابن أبي عاصم في "الزهد" (6) والنسائي في "الكبرى" (11490) والدينوري في "المجالسة" (1721) وابن قانع (¬2) (1/ 309) والطبراني في "الكبير" (6398) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 202) وفي "الأربعين على مذهب المتحققين" (41) والخطيب في "التاريخ" (9/ 334 و 454) عن شعبة (¬3) وأحمد (4/ 384 - 385) وفي "العلل" (2083) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (1) وأبو القاسم البغوي (1122) والبيهقي في "الشعب" (4578) والخطيب في "التاريخ" (2/ 370) والمزي (15/ 43) عن هُشيم كلاهما عن يعلي بن عطاء به. ورواته ثقات، يعلي بن عطاء وثقه ابن سعد وابن معين وغيرهما، وعبد الله بن سفيان ¬

_ (¬1) يعني روايتهم عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز. (¬2) وقع عنده: يعلي بن عطاء ثني أبي. (¬3) أخرجه النسائي في "الكبرى" (11489) من طريق بشر بن المفضل البصري عن شعبة، وقال في روايته: عن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه. قال المزي: وهو غلط ووهم" تهذيب الكمال 15/ 43 و 44

وثقه النسائي والعجلي وابن حبان وغيرهم، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى يعلي بن عطاء، وقال في "الكاشف": مجهول. وأخرجه ابن الجوزي في "مشيخته" (ص 147 - 148) من طريق ابن أبي الدنيا ثني أبي ثنا قاسم عن يعلي بن عطاء به. الثالث: يرويه عروة بن الزبير عن سفيان بن عبد الله بالمقطع الأول منه فقط. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (679) وأحمد (3/ 413) ومسلم (38) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1584) وفي "السنة" (21) وأبو القاسم البغوي (1124) والمحاملي (392) وابن قانع (1/ 309) وابن حبان (942) وابن بطة في "الإبانة" (154 و 155) وابن مندة (¬1) في "الإيمان" (140 و 165) والبيهقي في "الأربعين الصغرى" (27 و 28) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (16) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 406) والمزي (11/ 170 - 171) 4015 - عن أبي رافع أنّه - صلى الله عليه وسلم - طاف ذات يوم على نسائه يغتسل عند هذه وعند هذه، قال: فقلت: يا رسول الله ألا تجعله غسلا واحدا؟ قال "هذا أزكى وأطيب وأطهر" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 147) وأحمد (6/ 8 و 9 - 10 و 391) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 280) وأبو داود (219) وابن ماجه (590) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 101) والنسائي في "الكبرى" (9035) والروياني (702 و710و 711) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 129) والطبراني في "الكبير" (973) والبيهقي (1/ 204 و 7/ 192) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (893) والمزي (17/ 86 - 87) من طرق عن حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن أبي رافع عن عمته سلمى عن أبي رافع به. ووقع عند أحمد "عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع" ووقع عند النسائي "عبد الرحمن بن فلان بن أبي رافع" وهو صالح كما قال ابن معين، وقال الذهبي في "المجرد": صويلح. ¬

_ (¬1) وزاد في الموضع الثاني "قلت: ما أكثر ما تخاف عليّ؟ فأشار بيده إلى لسانه" (¬2) 1/ 391 (كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد)

وقال في "الكاشف": عنه حماد بن سلمة فقط. وسلمى ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو الحسن بن القطان: لا تعرف. وقال البوصيري: رواه الحارث بسند حسن" مختصر الاتحاف 1/ 255 4016 - عن أبي سعيد أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- غرز عودا بين يديه، ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده، ثم قال "هذا الإنسان، وهذا أمله، وهذا أجله" قال الحافظ: أخرجه أحمد من رواية علي بن علي عن أبي المتوكل عنه -أي أبي سعيد" (¬1) حسن أخرجه أحمد (3/ 18) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 114) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 311) والبغوي في "شرح السنة" (4091) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (11) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (174) عن حَرَمي بن عمارة البصري قالوا: ثنا علي بن علي الرفاعي ثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- غرز بين يديه غرزا، ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده، ثم قال "هل تدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا الإنسان، وهذا أجله، وهذا أمله، يتعاطى الأمل يختلجه دون ذلك". قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي المتوكل لم يروه فيما أعلم إلا ابن علي الرفاعي" قلت: واختلف عليه فيه، فرواه ابن المبارك في "الزهد" (254) عنه عن أبي المتوكل مرسلًا. وتابعه علي بن الجَعْد البغدادي أخبرني علي بن علي عن أبي المتوكل به. ¬

_ (¬1) 14/ 13 (كتاب الرقاق- باب في الأمل وطوله)

أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (10) ورواه وكيع في "الزهد" (189) عنه عن أبي المتوكل وعبد ربه بن أبي راشد عن جابر بن زيد مرسلًا. والأول أصح. قال العراقي: إسناده حسن" تخريج الإحياء للحداد 6/ 2482 وهو كما قال للخلاف في علي بن علي الرفاعي، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود. 4017 - عن بلال قال: كان عندي تمر دون فابتعت منه تمرا أجود منه، الحديث وفيه: فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "هذا الربا بعينه، انطلق فرده على صاحبه وخذ تمرك وبعه بحنطة أو شعير ثم اشتر به من هذا التمر ثم جئني به" قال الحافظ: وعند الطبري من طريق سعيد بن المسيب عن بلال قال: فذكره" (¬1) له عن بلال طرق: الأول: يرويه ميمون أبو حمزة الأعور القصاب عن سعيد بن المسيب واختلف عنه: - فرواه منصور بن المعتمر عن أبي حمزة واختلف عنه: • فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن أبي حمزة عن سعيد عن بلال قال: كان عندي تمر دون فابتعت به السوق تمرا أجود منه بنصف كيله فقدمته إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "ما رأيت اليوم تمرا أجود من هذا، من اين لك هذا يا بلال؟ " قال: فحدثته بما صنعت، قال "انطلق فرده على صاحبه وخذ تمرك فبعه بحنطة أو شعير ثم اشتر به هذا التمر ثم ائتني به" قال: ففعلت، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "التمر بالتمر مثلا بمثل، والحنطة بالحنطة مثلا بمثل، والشعير بالشعير مثلا بمثل، والملح بالملح مثلا بمثل، والذهب بالذهب مثلا بمثل وزنا بوزن، والفضة بالفضة مثلا بمثل وزنا بوزن، فما كان من فضل فهو ربا" أخرجه إسحاق (¬2) في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3765 - المطالب 1390/ 1) والبزار (1362) والروياني (755) والهيثم بن كليب (982) والطبراني في "الكبير" (1018) • وقال سيف بن محمد الكوفي: عن منصور والثوري (¬3) عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر. ¬

_ (¬1) 5/ 395 (كتاب الكفالة- باب إذا باع الوكيل شيئا فاسدا) (¬2) ووقع عنده: عن أبي وجزة السعدي مكان أبي حمزة. (¬3) رواه عبد الرزاق (14189) عن الثوري عن إبراهيم ورجل عن سعيد بن المسيب مرسلًا.

قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 158) وسيف كذبه أحمد وابن معين. - ورواه قيس بن الربيع عن أبي حمزة واختلف عنه: • فقال أبو غسان مالك بن إسماعيل النّهدي: ثنا قيس عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر. أخرجه البزار (1363) • وقال أبو بلال الأشعري: ثنا قيس عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر عن بلال. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1017) وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - ورواه عمرو بن أبي قيس وخلاد الصفار عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر. قاله الدارقطني (2/ 158 - 159) وقال: وأبو حمزة مضطرب الحديث، والاضطراب في الإسناد من قبله" قلت: وضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي وابن حبان وغيرهم. الثاني: يرويه فضيل بن غزوان الكوفي ثنا أبو دهقانه قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فذكر ابن عمر أنّ بلالا حدّثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه ضيف فأمره أن يأتيه بطعام، فأتاه بتمر، فأعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك التمر، فقال "من أين لك هذا التمر؟ " فقال: أبدلت صاعا بصاعين، فقال "رد علينا تمرنا" فرده. أخرجه الطبراني (1028) من طريق الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني ثنا فضيل بن غزوان به (¬1). والوليد بن القاسم مختلف فيه. وخالفه عبد الله بن نمير رواه عن فضيل بن غزوان فلم يذكر بلالا. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 102 - 103) وأحمد (2/ 21) وأبو يعلى (5710) ¬

_ (¬1) رواه الفضل بن موسى المروزي عن فضيل بن غزوان عن رجل قال: كنت جالسا مع ابن عمر. أخرجه الروياني (751)

وتابعه وكيع عن فضيل بن غزوان به. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 103) ورواته ثقات غير أبي دهقانه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". الثالث: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي إسحاق عن مسروق عن بلال قال: كان عندي تمر فبعته بما هو أجود منه بنصف كيله أو ببعض كيله، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته بما صنعت فقال "انطلق فرده على صاحبه وخذ تمرك، التمر بالتمر مثلا بمثل" ففعلت. أخرجه البزار (1367) واللفظ له عن عمرو بن محمد بن أبي رزين البصري وأبو يعلى (اتحاف الخيرة 3768) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 68) والطبراني (1097) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 134) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي قالا: ثنا إسرائيل به. وأبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس ولم يذكر سماعا من مسروق، ومسروق ما أظنه سمع بلالا. 4018 - "هذا الربا فردوه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1216) من طريق أبي نَضْرة عن أبي سعيد" (¬1) 4019 - حديث عليّ قال: لما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمزدلفة غدا فوقف على قُزَح، وأردف الفضل، ثم قال "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف" حتى إذا أسفر دفع. قال الحافظ: وروى الطبري من حديث عليّ قال: فذكره. وأصله في الترمذي دون قوله "حتى إذا أسفر" (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 305 (كتاب البيوع- باب إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه) (¬2) 4/ 279 (كتاب الحج- باب متى يدفع من جمع)

يرويه عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن زيد بن علي بن الحسين واختلف عنه: - فرواه إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع المدني عن عبد الرحمن بن الحارث واختلف عنه: • فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن عليّ قال: فذكره. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 290) وفي "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 883 - مسند ابن عباس 1/ 225) • وقال يونس بن بكير الشيباني: أنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه. أخرجه الطبري (2/ 290) وفي "تهذيب الآثار" (2/ 884) • وقيل: عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع عن علي. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 17) وقال: زاد فيه أبا رافع ووهم" قلت: وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع قال الذهبي في "الكاشف" و"الديوان": ضعفوه. - ورواه غير واحد مطولا ومختصرا عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن عليّ، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 417 و 14/ 177 - 178) وإسحاق في "مسنده" (النكت الظراف 7/ 428) وأحمد (1/ 75 - 76 و 156 - 157) وأبو داود (1922 و 1935) وابن ماجه (3010) والترمذي (885) والبزار (531) وأبو يعلى (312 و 544) وابن الجارود (471) وابن خزيمة (2837) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (810) والطحاوي في "المشكل" (1196 و 9016) وفي "شرح المعاني" (2/ 235) والبيهقي (5/ 122)

2 - المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2707 و 2791) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 76) والبزار (532) والطبري في "التهذيب" (مسند ابن عباس 1/ 224) 3 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. أخرجه الفاكهي (2708) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 237) 4 - مسلم بن خالد الزَّنْجي. أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 81) 5 - محمد بن فليح بن سليمان الخزاعي. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 16) وقال: والقول قول الثوري ومن تابعه" وقال الترمذي: حديث حسن صحيح لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عليّ بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد حسن. - ورواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن علي، ولم يذكر ابن أبي رافع. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 17 - 18) وقال: والصواب ما ذكرنا من قول الثوري ومن تابعه" 4020 - وصف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطيلسان فقال: "هذا ثوب لا يؤدى شكره" قال الحافظ: أخرجه ابن سعد بسند مرسل" (¬1) وقال في موضع آخر: وفي طبقات ابن سعد: ذكر الطيلسان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 12/ 389 (كتاب اللباس- باب التقنع) (¬2) 8/ 235 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

أخرجه ابن سعد (1/ 461) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن عبد السلام بن حرب ثني موسى الحارثي في زمن بني أمية قال: فذكره. 4021 - قوله - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص "هذا خالي" سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف وهو من حديث جابر، وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه مُجالد بن سعيد الهمداني عن عامر الشعبي عن جابر قال: أقبل سعد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، فقال "هذا خالي فليرني امرؤ خاله" أخرجه ابن سعد (3/ 137) وأحمد في "الفضائل" (1312) عن يحيى القطان وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (130) والترمذي (3752) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (211 و 213) والطبراني في "الكبير" (323) وابن شاهين في "السنة" (164) وأبو نعيم في "الصحابة" (527) وفي "فضائل الخلفاء" (115) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 366 - 367) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي (¬2) وأبو يعلى (2049 و2101) عن علي بن مُسهر الكوفي ثلاثتهم عن مجالد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد" ¬

_ (¬1) 13/ 320 (كتاب الاستئذان- باب من زار قوما فقال عندهم) (¬2) رواه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وبشر بن خالد العسكري وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي وسعيد بن سليمان الواسطي وحيدرة بن إبراهيم العمري وعباس بن الحسين القنطري عن أبي أسامة بهذا الإسناد. وخالفهم علي بن سعيد الكندي فرواه عن أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن جابر. أخرجه الحاكم (3/ 498) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان لعلي بن سعيد الكندي شيئا، ولم يخرج البخاري رواية أبي أسامة عن إسماعيل. وحديث أبي كريب ومن تابعه أصح.

قلت: وهو ضعيف كما قال أحمد وغيره. الثاني: يرويه صفوان بن عمرو بن هرم الحمصي عن ماعز التميمي عن جابر قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل سعد بن مالك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذا خالي" أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (528) عن الطبراني (¬1) ثنا الحسين بن إسحاق ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو به. وإسناده ساقط، عبد الوهاب بن الضحاك قال الدارقطني وغير واحد: متروك، وقال أبو داود: يضع الحديث، وقال أبو حاتم: كان يكذب. 4022 - عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شبر لفاطمة من عقبها شبرا وقال: "هذا ذيل المرأة" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق معتمر عن حميد عن أنس، وأخرجه أبو يعلى بلفظ: شبر من ذيلها شبرا أو شبرين وقال "لا تزدن على هذا" ولم يسمّ فاطمة. قال الطبراني: تفرد به معتمر عن حميد. قلت: و"أو" شك من الراوي، والذي جزم بالشبر هو المعتمد، ويؤيده ما أخرجه الترمذي من حديث أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شبر لفاطمة شبرا" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5932) من طريق أبي نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي ثنا معتمر بن سليمان عن حميد الطويل عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبر لفاطمة شبرا من عقبها شبرا وقال "هذا ذيل المرأة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا معتمر، تفرد به ضرار بن صرد" وقال الهيثمي: وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف" المجمع 5/ 127 قلت: كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث. وتابعه سويد بن سعيد الحَدَثاني ثنا معتمر بن سليمان عن حميد عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام بعض نسائه وشبر من ذيلها شبرا أو شبرين وقال "لا تزدن على هذا" أخرجه أبو يعلى (3796) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 127 قلت: سويد بن سعيد وإن أخرج له مسلم فهو مختلف فيه، وثقه أحمد والعجلي، وضعفه البخاري والنسائي وابن المديني وابن حبان وغيرهم. ¬

_ (¬1) وهو في "مسند الشاميين" (1018) (¬2) 12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

وللحديث شاهد عن أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شبر لفاطمة شبرا من نطاقها. أخرجه الترمذي (1732) من طريق عفان بن مسلم الصفار البصري ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أم الحسن عن أم سلمة به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان. 4023 - "هذا شيء كتبه الله على بنات آدم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 1/ 416) من حديث عائشة. 4024 - حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنّه قال لعمر: يا غلق الفتنة، فسأله عن ذلك فقال: مررتَ ونحن جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "هذا غلق الفتنة، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش" قال الحافظ: رواه البزار" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2506) وأسلم (¬3) في "تاريخ واسط" (ص 244 - 245) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 258) والطبراني في "الكبير" (8321) وأبو نعيم في "الصحابة" (4925) من طريق محمد بن بكار بن الريان الهاشمي البغدادي ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل ثنا حفص بن عثمان بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن قدامة بن موسى بن قدامة بن مظعون عن أبيه عن جده عن عمه عثمان بن مظعون أنّ عمر بن الخطاب أدرك عثمان بن مظعون على راحلته على ثنية الأثاية من العرج، فزحمت راحلته في عمرة اعتموها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد تقدمت راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمام الركب، فقال عثمان بن مظعون لعمر: أوجعتني يا غلق الفتنة، قال: فلما أسهلت الرواحل بهما دنا منه عمر بن الخطاب وقال: يغفر الله لك أبا السائب، فما هذا الإسم الذي سميتني به، قال: لا والله ما سميتكه ولكنه سماكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هذا هو أمام الركب تقدم القوم، مررتَ بنا يوما ونحن جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "هذا غلق الفتنة، وأشار بيده، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين أظهركم". ¬

_ (¬1) 4/ 338 (كتاب الحج- باب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت) (¬2) 7/ 418 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام) (¬3) وسقط من إسناده: عن أبيه عن جده.

قال البزار: لا نعلم روى عثمان بن مظعون إلا هذا الحديث" وقال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم، ويحيى بن المتوكل ضعيف" المجمع 9/ 72 وقال ابن عبد البر: هو عند جميعهم ضعيف" التهذيب 11/ 271 قلت: واختلف عنه: فقال محمد بن سليمان لُوَين: ثنا أبو عقيل عن حفص بن عمر عن قدامة بن موسى عن عمه عثمان بن مظعون أنّه اعتمر وعمر بن الخطاب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ذكر نحوه. أخرجه ابن قانع (2/ 259) 4025 - عن أسماء بنت عميس قالت: إنّ أول ما اشتكى كان في بيت ميمونة، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه، فتشاورن في لَدّه فلدوه، فلما أفاق قال "هذا فعل نساء جئن من هنا" وأشار إلى الحبشة وكانت أسماء منهن، فقالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب، فقال "ما كان الله ليعذبني به، لا يبقى أحد في البيت إلا لُدّ" قال: فلقد التدت ميمونة وهي صائمة. قال الحافظ: رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (9754) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس قالت: أول ما اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه، قال: فتشاور نساؤه في لدِّه، فلدوه، فلما أفاق قال "هذا فعل نساء جئن من هؤلاء" وأشار إلى أرض الحبشة- وكانت أسماء بنت عميس فيهن، قالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله، قال "إنّ ذلك لداء ما كان الله ليقذفني به، لا يبقين في البيت أحد إلا التدّ، إلا عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني عباسا-" قال: فلقد التَدّت ميمونة يومئذ وإنّها لصائمة، لعزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه إسحاق (2145) وأحمد (6/ 438) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1935) وابن حبان (6587) والطبراني في "الكبير" (24/ 140) والحاكم (4/ 202) وابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص160 - 161) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (551) من طرق عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 9/ 214 (كتاب المغازي - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 33 قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي بكر بن عبد الرحمن عن أسماء بنت عميس، ولم أر أحدا صرّح بسماع أبي بكر من أسماء فلا أدري أسمع منها أم لا. واختلف عن معمر، فرواه عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 510) وهكذا رواه غير واحد عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا، منهم: 1 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510) 2 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510) 3 - عُقيل بن خالد الأيلي. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510) 4 - عبيد الله بن أبي زياد الرُّصَافي. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510) وهذا أصح. 4026 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده كتابان، فقال للذي في يده اليمنى "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا" ثم قال للذي في شماله مثله في أهل النار. وقال في آخر الحديث: فقال بيديه فنبذهما، ثم قال "فرغ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير" قال الحافظ: رواه الترمذي، وإسناده حسن" (¬1) ¬

_ (¬1) 7/ 100 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الرُّوم:27])

وذكره في موضع آخر وقال: ولأحمد والنسائي والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو: فذكره، وزاد فيه "فقال أصحابه: ففيم العمل؟ فقال: سددوا وقاربوا فإنّ صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل" الحديث. وفي حديث علي عند الطبراني نحوه وزاد "صاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيّ عمل، وقد يسلك بأهل السعادة طريق أهل الشقاوة حتى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم وتدركهم السعادة فتستنقذهم" الحديث. ونحوه للبزار من حديث ابن عمر" (¬1) حديث ابن عمرو تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سددوا وقاربوا فإنّ صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة" وحديث عليّ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5215) من طريق حماد بن واقد الصفار عن رجل من أهل مكة يقال له: سالم عن عطاء بن أبي رباح عن محمد بن الحنفية عن عليّ قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال "كتاب كتبه الله، فيه أسماء أهل الجنة بأسمائهم وأنسابهم، مجمل عليهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة. صاحب الجنة مختوم بعمل أهل الجنة، وصاحب النار مختوم بعمل أهل النار، وإن عمل أيّ عمل، وقد يُسلك بأهل السعادة طريق أهل الشقاء حتى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم وتدركهم السعادة فتستنقذهم، وقد يُسلك بأهل الشقاء طريق أهل السعادة حتى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم ويدركهم الشقاء من كتبه الله سعيدا في أمّ الكتاب لم يخرجه من الدنيا حتى يستعمله بعمل يسعده قبل موته ولو بِفَوَاق ناقة، ثم قال: الأعمال بخواتيمها، الأعمال بخواتيمها" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عليّ إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد بن واقد" وقال الهيثمي: وفيه حماد بن واقد الصفار وهو ضعيف" المجمع 7/ 213 وحديث ابن عمر أخرجه البزار (كشف 2156) واللالكائي في "الإعتقاد" (1088) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 127) من طريق عبد الله بن ميمون القداح المكي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قابضا على شيء في يده، ففتح يده اليمنى، فقال "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أهل الجنة ¬

_ (¬1) 14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر)

بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، يُجمل عليهم إلى يوم القيامة، لا يُنقص منهم أحد، ولا يُزاد فيهم أحد، وقد يُسلك بالسعيد طريق الشقاء حتى يقال: هو منهم، ما أشبهه بهم، ثم يزال إلى سعادته قبل موته ولو بفواق ناقة" وفتح يده اليسرى فقال "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أهل النار بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، يُجمل عليهم إِلى يوم القيامة، لا يُنقص منهم ولا يزاد فيهم أحد، وقد يُسلك بالأشقياء طريق أهل السعادة حتى يقال: هو منهم، وما أشبهه بهم، ثم يدرك أحدهم شقاؤه قبل موته ولو بفواق ناقة" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "العمل بخواتيمه، العمل بخواتيمه، ثلاثا" قال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن عبيد الله إلا ميمون وهو صالح" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ضعيف جدا، وقال البزار: هو صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 212 قلت: ولم ينفرد القداح به بل تابعه عبد الوهاب بن همام الصنعاني أخو عبد الرزاق ثنا عبيد الله بن عمر به. أخرجه ابن عدي (5/ 1932 - 1933) من طريق محمد بن علي بن سفيان النجار ثنا عبد الوهاب بن همام به. وقال: وهذا لا أعلم رواه عن عبيد الله غير عبد الوهاب بن همام وعبد الله بن ميمون القداح" (¬1) وقال الذهبي: قلت: هو حديث منكر جدا، ويقضي أن يكون زنة الكتابين عدة قناطير" وتعقبه الحافظ في "اللسان" (4/ 93 - 94) فقال: وليس ما قاله من زنة الكتابين بلازم بل هو معجزة عظيمة، وقد أخرج الترمذي لهذا المتن شاهدا" يعني حديث ابن عمرو المتقدم، ويشهد له أيضا حديث عليّ المتقدم قبله. وفي الباب عن ابن عباس، وله عنه طريقان: الأول: يرويه سوار بن مصعب الهمداني عن أبي حمزة عن مِقْسم عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم بسط يده اليمنى فقال ¬

_ (¬1) وللحديث طريق أخرى عند ابن بلبان في "المقاصد السنية" (ص 432 - 433) وفيها عبد الوهاب بن مجاهد المكي وهو متروك.

"بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم مجمل أولهم على آخرهم لا ينتقص منهم ولا يُزاد فيهم فرغ ربكم. وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاء حتى يقال: كأنهم هم بل هم هم ما أشبههم بهم بل هم هم فيردهم ما سبق لهم من الله من السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها قبل موته بفواق ناقة. وقد يُسلك بأهل الشقاء طريق أهل السعادة حتى يقول: كأنهم هم بل هم هم ما أشبههم بهم بل هم هم فيردهم ما سبق لهم من الله فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ولو قبل موته بفواق ناقة. فصاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة وإن عمل عمل أهل النار، وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار وإن عمل بعمل أهل الجنة" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الأعمال بخواتيمها" أخرجه اللالكائي (1017) وابن بلبان في "المقاسد السنية" (ص 433 - 434) من طريق سويد بن سعيد الحدثاني ثنا سوار بن مصعب به. وإسناده ضعيف جدا، سوار بن مصعب قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن سلمان الحَجْري عن عُقيل بن خالد الأيلي عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع ناسا من أصحابه يذكرون القدر، فقال "إنكم قد أخذتم في شعبين بعيدي الغور فيهما هلك أهل الكتاب من قبلكم" ولقد أخرج بها كتابا قال وهو يقرأ "هذا كتاب من الله الرحمن الرحيم فيه تسمية أهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم مُجمل على آخرهم لا ينقص منهم أحد، فريق في الجنة، وفريق في السعير" أخرجه اللالكائي (1083) من طريق مَوْهَب بن يزيد بن خالد بن موهب الرملي أنا ابن وهب أنا عبد الرحمن بن سلمان به. وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1277 و 1328) من طريق أحمد بن سعيد الهمداني عن ابن وهب به وزاد "ثم أخرج كتابا آخر فقرأه عليهم: هذا كتاب من الرحمن الرحيم، فيه تسمية أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم مجمل على آخرهم لا ينقص منهم، فريق في الجنة، وفريق في السعير" وعبد الرحمن بن سلمان مختلف فيه، وثقه أبو سعيد بن يونس، واحتج به مسلم، وذكره البخاري وأبو زرعة والنسائي والعقيلي في "الضعفاء"، وموهب بن يزيد قال أبو حاتم: صدوق، والباقون ثقات.

4027 - عن عمر قال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليرينا مصارع أهل بدر يقول: "هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى، وهذا مصرع فلان" فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا تلك الحدود. قال الحافظ: ووقع عند مسلم (2873) من حديث أنس عن عمر قال: فذكره" (¬1) 4028 - حديث ابن عمر: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد عمر فمرّ به على المقام فقال له "هذا مقام إبراهيم" قال: يا نبي الله، ألا تتخذه مصلّى؟ فنزلت. قال الحافظ: رواه أبو نعيم في "الدلائل" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (13475) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني ثنا أبي ثنا هارون بن موسى النَّحْوِي عن أبان بن تغلب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أنّ عمر قال: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 175) من طريق محمد بن غالب التمتام ثني جعفر بن محمد المدائني به. قال محمد بن غالب: وحدثنا به جعفر مرة أخرى فقال: عن مجاهد، ولم يذكر ابن عمر (¬3). وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن محمد بن جعفر المدائني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 316 قلت: جعفر بن محمد المدائني ترجمه الخطيب في "التاريخ" وذكر له هذا الحديث في ترجمته، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه مختلف فيه، وهارون ومن فوقه كلهم ثقات. واختلف فيه على هارون: • فرواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن هارون عن أبان بن تغلب عن طلحة بن مصرّف عن مجاهد مرسلا. ¬

_ (¬1) 8/ 284 (كتاب المغازي- باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من يقتل ببدر) (¬2) 9/ 235 (كتاب التفسير: سورة البقرة: باب {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125]) (¬3) رواه أبو جعفر محمد بن عياش بن إدريس الموصلي عن جعفر بن محمد المدائني فلم يذكر ابن عمر. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 385 - 386)

قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 72) وتابعه مسكين بن بكير الحراني عن هارون به. أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" (ص110) قال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب" قلت: وهو كما قال، فقد رواه غير واحد عن مجاهد مرسلا، منهم: 1 - عبيد بن مِهران المُكْتِب. أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" (ص 110) عن إسحاق بن إسماعيل الفلفلاني ثنا إسحاق بن سليمان عن سفيان بن سعيد عن عبيد المكتب عن مجاهد قال: قال عمر: لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فأنزل الله تعالى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125]. ورواته ثقات، والفلفلاني له ترجمة في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ، و"أخبار أصبهان" لأبي نعيم، وإسحاق بن سليمان هو الرازي، وسفيان هو الثوري. 2 - عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي. أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص 49) عن عبد الملك عن مجاهد قال: قال عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فأنزل الله جل وعز {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125]. رواه أبو جعفر محمد بن زكريا القرشي الأصبهاني عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي عن الثوري به. ورواه ابن أبي داود في "المصاحف" (ص110) عن محمد بن زكريا به. ورواته ثقات غير أبي حذيفة النّهدي، وهو مختلف فيه، وتُكلم في روايته عن الثوري، فقال أحمد: أبو حذيفة شبه لا شيء في حديث سفيان، وقال ابن معين: ليس بحجة في سفيان. 3 - إبراهيم بن مهاجر الكوفي. أخرجه ابن أبي داود (ص110 - 111) عن الحسين بن علي بن مهران الأصبهاني ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا شريك بن عبد الله عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: كان المقام إلى لزق البيت، فقال عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو نحيته من البيت ليصلي إليه الناس، ففعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله تعالى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125].

الحسين بن علي بن مهران ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وعبيد الله بن عبد المجيد قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وشريك وإبراهيم مختلف فيهما. 4029 - حديث أبي بن كعب أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرّة مرّة وقال: "هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به" قال الحافظ: وأما حديث أبي بن كعب: فذكره، فهو حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه، وله طرق أخرى كلها ضعيفة" (¬1) ضعيف يرويه أبو الحواري زيد بن الحواري العَمِّي واختلف عنه: - فقال عبد الله بن عرادة الشيباني أبو شيبان: عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرّة مرّة، فقال "هذا وظيفة الوضوء" أو قال "وضوء من لم يتوضأه لم يقبل الله له صلاة" ثم توضأ مرتين مرتين، ثم قال "هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر" ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، فقال "هذا وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي" أخرجه ابن ماجه (420) والعقيلي (2/ 288) والهيثم بن كليب (1498) والآجري في "الأربعين" (ص 58) والدارقطني (1/ 81) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 278) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 260) وقال العقيلي: فيه نظر" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، زيد العمي ضعيف وكذلك الراوي عنه" المصباح 1/ 62 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ضعيف عند أهل العلم بالحديث، لا يجوز الاحتجاج بمثله" الاختيارات الفقهية ص11 وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 116 - 117) في فصل الضعيف. - ورواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 1/ 243 - 244 (كتاب الوضوء- باب ما جاء في قول الله -عز وجل-: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المَائدة: 6])

• فقال غير واحد: عن عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر. أخرجه أبو يعلى (5598) وفي "معجمه" (46) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 316) عن محمد بن بشير القاص والعقيلي (2/ 288) وابن عبد البر (20/ 260) عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وابن حبان في "المجروحين" (2/ 161 - 162) عن محمد بن موسى الحَرَشي وابن الأعرابي (ق 16/أو73 /أ) عن سوار بن عمارة الرملي وأبو عروبة الحراني في "أحاديثه" (59) عن عتاب بن بشير الجزري الحراني كلهم عن عبد الرحيم بن زيد العمي به. • ورواه محمد بن سعيد بن زائدة الأسدي عن عبد الرحيم بن زيد فقال فيه: عن ابن عمر وأنس بن مالك. أخرجه البيهقي في "الصغرى" (109) وفي "الخلافيات" (283) وابن عساكر (¬1) في "معجم الشيوخ" (1350) • ورواه مرحوم بن عبد العزيز العطار عن عبد الرحيم بن زيد واختلف عنه: فقال بشر بن عبيس بن مرحوم العطار: ثني جدي عن عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن معاوية بن قرة عن أبيه عن جده. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6284) وقال أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي: ثني مرحوم بن عبد العزيز ثني عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن غريب"

أخرجه ابن ماجه (419) قال العقيلي: فيه نظر" وقال أبو حاتم: عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث، وزيد العمي ضعيف الحديث، ولا يصح هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال: هو عندي حديث واه، ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر" العلل لابن أبي حاتم 1/ 45 وقال ابن عبد البر: هو حديث لا أصل له، منكر في الإسناد والمتن، وليس يشتغل أهل العلم بالنقل بمثل حديث عبد الرحيم بن زيد العمي وأبيه وقد أجمعوا على تركهما" وقال الحافظ: عبد الرحيم متروك، وأبوه ضعيف" التلخيص 1/ 82 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه زيد العمي وهو ضعيف، وابنه عبد الرحيم متروك بل كذاب، ومعاوية بن قرة لم يلق ابن عمر. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" وصرّح به الحاكم في "المستدرك" المصباح 1/ 61 قلت: ولم ينفرد عبد الرحيم بن زيد به بل تابعه: 1 - سلام بن سلم الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن ابن عمر. أخرجه الطيالسي (ص 260) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 45) وابن عدي (3/ 1146 - 1147 و 1147) والدارقطني (1/ 80) وابن بشران (633) والبيهقي (1/ 80) وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: سلام الطويل متروك الحديث، وزيد العمي ضعيف الحديث" 2 - محمد بن الفضل بن عطية عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن ابن عمر. أخرجه الدارقطني (1/ 79) ومحمد بن الفضل كذبه ابن معين والفلاس وغيرهما. - وقال أبو اسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي: عن زيد العمي عن نافع عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/ 98) والدارقطني (1/ 81) من طريقه قال الدارقطني في "العلل": رواه أبو اسرائيل الملائي عن زيد العمي عن نافع عن ابن عمر فوهم، والصواب قول من قال: عن معاوية بن قرة عن عبيد بن عمير عن أبي بن

كعب، وهذه رواية عبد الله بن عرادة، ومعاوية بن قرة لم يدرك ابن عمر، وعبد الله بن عرادة وإن كانت روايته متصلة فهو متروك" التلخيص 1/ 82 وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" (1/ 150): مداره على زيد العمي وهو واه" وقال ابن عبد البر: حديث ضعيف، لا يجيء من وجه صحيح، ولا يحتج بمثله، فإنّما يدور على زيد بن الحواري العمي وهو انفرد به، وهو ضعيف ليس بثقة ولا ممن يحتج به، وقد اختلف عليه فيه أيضا" طريق أخرى: قال المسيب بن واضح الحمصي: ثنا حفص بن ميسرة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّة مرّة وقال "هذا وضوء من لا يقبل الله منه الصلاة إلا به" ثم توضأ مرتين مرتين، وقال "هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين مرتين" ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، وقال "هذا وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي" أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" (17) وأبو عروبة الحراني (58) عن المسيب بن واضح به. وأخرجه ابن المقرىء في "حديثه" (3) عن أبي عروبة به. ومن طريق الحسن بن سفيان أخرجه الدارقطني (1/ 80) والبيهقي في "المعرفة" (1/ 298 - 299) وأخرجه الدارقطني (1/ 80) عن العباس بن الفضل بن رشيد الطبري والبيهقي (1/ 80) وفي "الخلافيات" (284) عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قالا: ثنا المسيب بن واضح به. قال الدارقطني: تفرد به المسيب بن واضح عن حفص بن ميسرة، والمسيب ضعيف" وقال البيهقي: وهذا الحديث من هذا الوجه ينفرد به المسيب بن واضح وليس بالقوي" وقال في "المعرفة": المسيب بن واضح غير محتج به، وروي من أوجه كلها ضعيف" وقال في "الخلافيات": وهذا أيضا ضعيف"

وقال الحافظ: وقال عبد الحق: هذا أحسن طرق الحديث، قلت: هو كما قال لو كان المسيب حفظه، ولكن انقلب عليه إسناده" التلخيص 1/ 82 وللحديث شاهد عن زيد بن ثابت وأبي هريرة معا وعن عكراش وعن أنس وعن بريدة فأما حديث زيد وأبي هريرة فأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" (نصب الراية 1/ 29 - التلخيص 1/ 82) والحسن الخلال في "أماليه" (95) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك" (37) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 258) من طريق علي بن الحسن السامي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن زيد وأبي هريرة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرّة مرّة، وقال "هذا الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به" وتوضأ مرّتين مرتين، وقال "هذا يضاعف الله به الأجر مرتين" وتوضأ ثلاثا ثلاثا، وقال "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي" قال الدارقطني: تفرد به علي بن الحسن وكان ضعيفا" وقال الحافظ: وهو مقلوب لم يروه مالك قط" التلخيص 1/ 82 وأما حديث عكراش فأخرجه ابن عدي (7/ 2494) والخطيب في "التاريخ" (11/ 28) من طريق النضر بن طاهر البصري ثنا عبيد الله بن عكراش ثني أبي قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرّة مرّة، وقال "هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به" وقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرّتين مرتين، وقال "هذا وسط من الوضوء" قال ابن عدي: النضر بن طاهر ضعيف جدا يسرق الحديث ويحدّث عمن لم يرهم ولا يحمل سنه أن يراهم، وهو معروف بأنّه يثب على حديث الناس ويسرقه ويروي عمن لم يلحقهم، والضعف على حديثه بيّن" وأما حديث أنس فأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (23) عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أنا محمد بن مُصفى أنا ابن أبي فُديك ثني طلحة بن يحيى عن أنس قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضوئه فغسل وجهه مرّة ويديه مرّة ورجليه مرة مرّة، وقال "هذا وضوء لا يقبل الله -عز وجل- الصلاة إلا به" ثم دعا بوضوء فتوضأ مرتين مرتين، وقال "هذا وضوء من توضأ ضاعف له الأجر مرتين" ثم دعا بوضوء فتوضأ ثلاثا ثلاثا، وقال "هكذا وضوء نبيكم ووضوء النبيين قبله، أو قال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي" وإسناده منقطع بين طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي وبين أنس فإنّه لم يلقه. وأما حديث بريدة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3674) عن سيف بن عمرو الغزي

ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا أبو هنيدة ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن ابن بريدة عن أبيه قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضوء فتوضأ واحدة واحدة، فقال "هذا الوضوء الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به" ثم توضأ ثنتين ثنتين، فقال "هذا وضوء الأمم قبلكم" ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، فقال "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن أبي السري" قلت: اسمه محمد بن المتوكل، وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم. وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. وأما حديث عائشة فذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 57 و65 - 66) قال: سئل أبو زرعة عن حديث رواه العباس بن الوليد النرسي عن يحيى بن ميمون بن عطاء عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه توضأ مرّة مرّة، فقال "هذا الذي افترض الله عليكم" ثم توضأ مرّتين مرتين، فقال "من ضعف ضعف الله له" ثم أعادها الثالثة، فقال "هذا وضوءنا معشر الأنبياء، فمن زاد على ذلك فقد أساء وأربى" فقال أبو زرعة: هذا حديث واه منكر ضعيف ليس له أصل. وامتنع من قراءته ولم يقرأه عينا" قلت: يحيى بن ميمون كذبه الفلاس والبخاري، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. 4030 - "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي" قال الحافظ: وهو حديث ضعيف كما تقدم لا يصح الاحتجاج به لضعفه" (¬1) أنظر الحديث الذي قبله. 4031 - حديث عليّ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ حريرا وذهبا، فقال: "هذان حرامان على ذكور أمتي، حل لإناثهم" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عليّ: فذكره. وأخرج أبو داود والنسائي وصححه الترمذي والحاكم من حديث أبي موسى، وأعله ابن حبان وغيره بالانقطاع وأنّ رواية سعيد بن أبي هند لم يسمع من أبي موسى" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الذال فانظر حديث "الذهب والحرير حرام" ¬

_ (¬1) 1/ 246 (كتاب الوضوء- باب فضل الوضوء) (¬2) 12/ 412 (كتاب اللباس- باب الحرير للنساء)

4032 - حديث يوسف بن عبد الله بن سلام: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ كسرة من خبز شعير فوضع عليها تمرة، وقال "هذه إدام هذه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي بسند حسن" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (3260 و 3830) والترمذي في "الشمائل" (174) والطحاوي في "المشكل" (4453) والطبراني في "الكبير" (22/ 286) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 168 - 169) وفي "الصحابة" (6670) وأبو الشيخ في "الطبقات" (495) والبيهقي (10/ 63) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2886) وفي "الشمائل" (974) والمزي (32/ 89) من طرق عن عمر بن حفص بن غياث الكوفي ثنا أبي عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يزيد بن أبي أمية الأعور عن يوسف بن عبد الله به، وزاد: فأكلها. وإسناده ضعيف، يزيد الأعور مجهول كما في "التقريب". وللحديث طريق أخرى: يرويها أبو داود (3259) عن محمد بن عيسى بن نَجيح البغدادي ثنا يحيى بن العلاء عن محمد بن يحيى بن حبان عن يوسف بن عبد الله به. وإسناده ضعيف جدا، يحيى بن العلاء هو البجلي قال الفلاس والنسائي والدارقطني: متروك الحديث، وكذبه أحمد وغيره. واختلف عنه: فرواه عبد الغفار بن الحكم الحرّاني عنه عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه. أخرجه أبو يعلى (7494) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1639) 4033 - عن أبي واقد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنسائه في حجة الوداع: "هذه ثم ظهور الحُصْر" قال الحافظ: وروى أبو داود وأحمد من طريق واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه: فذكره، زاد ابن سعد من حديث أبي هريرة: فكنّ نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - يحججن إلا سودة وزينب فقالا: لا تحركنا دابة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإسناد حديث أبي واقد صحيح، وأغرب المهلب فزعم أنّه من وضع الرافضة لقصد ذمّ أمّ المؤمنين عائشة في خروجها إلى العراق للإصلاح ¬

_ (¬1) 14/ 381 (كتاب الإيمان والنذور- باب إذا حلف أن لا يأتدم)

بين الناس في قصة وقعة الجمل، وهو إقدام منه على رد الأحاديث الصحيحة بغير دليل" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي واقد الليثي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أم سلمة فأما حديث أبي واقد فأخرجه أحمد (5/ 218 و 219) وأبو داود (1722) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (903) وأبو يعلى (1444) والطحاوي في "المشكل" (5604) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 173) والطبراني في "الكبير" (3318) وأبو نعيم في "الصحابة" (7042) والبيهقي (4/ 327 و5/ 228) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 361) والخطيب في "التاريخ" (3/ 326 و 7/ 110) والمزي (30/ 415) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم عن واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأزواجه في حجة الودع "هذه ثم ظهور الحصر" قال الذهبي في "الميزان": وهذا منكر فما زلن يحججن" قلت: وواقد بن أبي واقد قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه زيد بن أسلم. وذكره ابن منده في "الصحابة" وقال: قال أبو داود: له صحبة. والحديث اختلف فيه على زيد بن أسلم: فرواه عبد الرزاق (8812) عن مَعْمر بن راشد عن زيد بن أسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطيالسي (ص 304) عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه في حجة الوداع "إنّما هي هذه ثم ظهور الحصر" قال: فكنّ كلهنّ يسافرن إلا زينب وسودة فإنّهما قالتا: لا تحركنا دابة بعد ما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 228) وأخرجه ابن سعد (8/ 55 و 207 - 208) وأحمد (2/ 446 و 6/ 324) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 358) وأبو يعلى (7154 و 7158) وأبو القاسم البغوي في ¬

_ (¬1) 4/ 444 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب حج النساء)

"الجعديات" (2849) والطحاوي في "المشكل" (5603) والطبراني في "الكبير" (24/ 33 - 34) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 847) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 360 - 361) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 126) من طرق عن ابن أبي ذئب به. قال الهيثمي: وفيه صالح مولى التوأمة ولكنّه من رواية ابن أبي ذئب عنه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل اختلاطه، وهو حديث صحيح" المجمع 3/ 214 قلت: إسناده حسن للخلاف في صالح مولى التوأمة، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط (¬1)، صرّح بذلك: ابن معين وابن المديني وأحمد والجوزجاني وابن عدي. ولم ينفرد ابن أبي ذئب به بل تابعه: 1 - صالح بن كيسان المدني. أخرجه ابن سعد (8/ 55) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني عن أبيه عن صالح بن كيسان عن صالح مولى التوأمة أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من حجة الوداع "هذه في ظهور الحصر" قال صالح: وكانت سودة تقول: لا أحج بعدها أبدا. وأخرجه البزار (كشف 1078) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد به. ولفظه "هذه الحجة ثم ظهور الحصر" وصالح بن كيسان لم أر أحدا صرّح بسماعه من صالح مولى التوأمة أهو قبل الاختلاط أم بعده. 2 - سفيان الثوري. أخرجه البزار (كشف 1077) ثنا ابن كرامة ثنا قبيصة ثنا سفيان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه "إنّما هي هذه ثم الزموا ظهور الحصر" وقال: أحسبه عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن صالح، ولكن هكذا قال قبيصة، وقد رواه جماعة عن صالح منهم: ابن أبي ذئب وصالح بن كيسان" قلت: وقبيصة تكلموا في حديثه عن سفيان فقال ابن معين: ليس بحجة في سفيان، ¬

_ (¬1) قال المنذري: إسناده حسن رواه عن صالح مولى التوأمة ابن أبي ذئب، وقد سمع منه قبل اختلاطه" الترغيب 2/ 213

وقال أيضًا: ضعيف في سفيان، وقال أيضًا: ليس بذاك القوي في حديث سفيان فإنه سمع منه وهو صغير، وقال أحمد: كان كثير الغلط صغيرا لا يضبط. وسفيان سمع من صالح مولى التوأمة بعد الاختلاط. وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو يعلى (المطالب 1660) والطبراني في "الأوسط" (7926) وابن حبان (3706) وابن عدي (5/ 1870) من طرق عن عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حجّ بنسائه قال "إنّما هذه، ثم عليكم بظهر الحصر" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم بن عمر إلا عبد الله بن نافع الصائغ" وقال الهيثمي: وفيه عاصم بن عمر العمري وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وضعفه الجمهور" المجمع 3/ 214 قلت: وزاد ابن حبان: ويخالف. وذكره في "المجروحين" (2/ 127) وقال: منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات. وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عاصم بن عمر" مختصر الإتحاف 4/ 378 وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو يعلى (6885) عن محمد بن خالد الحنفي والطبراني في "الكبير" (23/ 313) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني قالا (¬1): ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أم سلمة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأزواجه عام حجة الوداع "هذه الحجة ثم ظهور الحصر" قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 2/ 213 وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى ثقات" المجمع 3/ 214 ¬

_ (¬1) رواه الواقدي عن المخرمي فلم يذكر أم سلمة. أخرجه ابن سعد (8/ 208) والواقدي متروك الحديث.

قلت: الحنفي صدوق، والحماني متهم، والأخنسي وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير رواية المخرمي عنه. وذكر المخرمي في "المجروحين" وقال: كان كثير الوهم في الأخبار حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فإذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنّها مقلوبة فاستحق الترك. وتعقبه الذهبي فقال: وقد أسرف ابن حبان وبالغ وكيف يترك وقد احتج مثل الجماعة به سوى البخاري ووثقه مثل أحمد" السير 7/ 329 - 330 ووثقه ابن معين والبخاري والعجلي والحاكم وغيرهم. وعبد الرحمن بن سعيد وثقه ابن سعد وغيره لكن لا أدري أسمع من أم سلمة أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منها، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منها. 4034 - عن أسماء بنت أبي بكر أنها أخرجت جبة طيالسة كسروانية فقالت: هذه جبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: أخرجه مسلم (2069") (¬1) 4035 - عن جابر قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فهاجت ريح منتنة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" بسند حسن" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 351) والبخاري في "الأدب المفرد" (732) وابن أبي الدنيا في "الغيبة" (69) والخرائطي في "المساوئ" (189) وابن حبان في "الثقات" (6/ 258) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (176 و 204) وأبو نعيم في "صفة النفاق" (160) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 714) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2237) من طريق عبد الوارث بن سعيد البصري عن واصل مولى أبي عيينة ثني خالد بن عُرْفُطة عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر قال كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين" قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 3/ 511 - المجمع 8/ 91 ¬

_ (¬1) 12/ 402 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال) (¬2) 13/ 80 (كتاب الأدب- باب الغيبة)

قلت: خالد بن عرفطة لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم والبزار: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ ناسا من المنافقين اغتابوا أناسا من المسلمين فبعثت هذه الريح لذلك" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (733) وعبد بن حميد (1028) والخرائطي (187) والعبدوي (22) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 121) وفي "صفة النفاق" (159) وابن بشران (723) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (93 و 2236) من طرق عن فضيل بن عياض (¬1) عن الأعمش به. قال أبو نعيم: مشهور من حديث فضيل عن الأعمش رواه عنه المتقدمون" قلت: ورواته ثقات غير طلحة بن نافع وليس به بأس كما قال أحمد وغيره، لكن قال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عنه. 4036 - عن ابن عباس أنّ اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبده، فأنزل الله -عز وجل- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها، فقال "هذه صفة ربي -عز وجل-" قال الحافظ: أخرجه البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بسند حسن" (¬2) ضعيف أخرجه ابن عدي (4/ 1566) عن محمد بن أحمد بن الحسين والبيهقي في "الأسماء" (ص 353 - 354) عن مخلد بن أبي عاصم ¬

_ (¬1) تابعه: أ- إسرائيل بن يونس الكوفي عن الأعمش. أخرجه أبو يعلى (2310) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (175 و 203) وأبو نعيم في "صفة النفاق" (159) والبيهقي في "الشعب" (6306) ب- قيس بن الربيع الكوفي. أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق" (159) (¬2) 17/ 125 (كتاب التوحيد- باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله)

قالا: ثنا محمد بن موسى الحَرَشي ثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى الخَزّاز ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أنّ اليهود جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم: كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك. فأنزل الله -عز وجل- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ} فيخرج منه {وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3] فيخرج من شيء {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 4] ولا شبه. فقال "هذه صفة ربي -عز وجل- وتقدس علوا كثيرا" اللفظ للبيهقي. وإسناده ضعيف لضعف الخزاز، قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: يروي عن داود بن أبي هند ما لا يوافقه عليه الثقات، وهو مضطرب الحديث، وليس ممن يحتج به. والحرشي مختلف فيه. 4037 - عن عليّ قال: وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة فقال "هذه عرفه وهو الموقف" فذكر الحديث وفيه: ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر فقال "هذا المنحر، وكل مني منحر" واستفتته، وفي رواية عبد الله: ثم جاءته جارية شابة من خثعم فقالت: إنّ أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال "حجي عن أبيك" قال: ولوى عنق الفضل، فقال العباس: يا رسول الله لويت عنق ابن عمك، قال "رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان" قال الحافظ: وقع عند الترمذي وأحمد وابنه عبد الله والطبري من حديث عليّ مما يدل على أنّ السؤال المذكور وقع عند المنحر بعد الفراغ من الرمي، وأنّ العباس كان شاهدا، ولفظ أحمد عندهم من طريق عبيد الله بن أبي رافع عن عليّ قال: فذكره. وظاهر هذا أنّ العباس كان حاضرا لذلك فلا مانع أن يكون ابنه عبد الله أيضا كان معه. ووقع في رواية الطبري في حديث علي: وكان الفضل غلاما جميلا فإذا جاءت الجارية من هذا الشق صرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجه الفضل إلى الشق الآخر، فإذا جاءت إلى الشق الآخر صرف وجهه عنه، وقال في آخره "رأيت غلاما حدثا وجارية حدثة فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف" ¬

_ (¬1) 4/ 438 و 439 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة)

والسياق الذي ذكره ونسبه للطبري لم أره عنده ولا عند غيره ممن أخرج هذا الحديث عن علي. 4038 - حديث البراء: مُرّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محمما مجلودا، فدعاهم فقال "هكذا تجدون حد الزانى في كتابكم؟ " قالوا: نعم. قال الحافظ: ووقع عند مسلم (1700) من حديث البراء: فذكره. وقال: وفي حديث البراء عند مسلم: فدعا رجلا من علمائهم فقال "أنشدك الله وبمن أنزله" وقال: ووقع في حديث البراء: فحدّه الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم. وقال: وفي حديث البراء "اللهم إني أول من أحيي أمرك إذ أماتوه" (¬1) 4039 - عن هزيل بن شرحبيل قال: جاء سعد فوقف على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام يستأذن على الباب فقال: "هكذا عنك، فإنما الاستئذان من أجل البصر" قال الحافظ: ووقع في سنن أبي داود من طريق هزيل بن شرحبيل قال: فذكره. ولم ينسب سعد هذا في رواية أبي داود، ووقع في رواية الطبراني أنّه سعد بن عبادة" (¬2) له عن سعد طريقان: الأول: يرويه طلحة بن مصرِّف الكوفي واختلف عنه: - فرواه الأعمش عن طلحة واختلف عن الأعمش: • فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الأعمش عن طلحة- هو ابن مصرف- عن هزيل- هو ابن شرحبيل- قال: جاء سعد فوقف على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذن الحديث. أخرجه أبو داود (5174) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (8439) ¬

_ (¬1) 15/ 182 و 183 و184 (كتاب الحدود- باب أحكام أهل الذمة) (¬2) 15/ 267 (كتاب الديات- باب من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينه) و13/ 261 (كتاب الاستئذان- باب الاستئذان من أجل البصر)

وأخرجه البيهقي (8/ 339) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا جرير عن الأعمش عن طلحة عن هزيل قال: أتى سعد بن معاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث. وقال: مرسل" • وقال حفص بن غياث الكوفي: عن الأعمش عن طلحة عن هزيل قال: جاء رجل فوقف على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذن. ولم يسم الرجل. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 757) وفي "الأدب" (25) وأبو داود (5174) • وقال سفيان الثوري: عن الأعمش عن طلحة عن رجل عن سعد نحوه. أخرجه أبو داود (5175) - ورواه منصور بن المعتمر عن طلحة واختلف عن منصور: • فقال قيس بن الربيع: عن منصور عن طلحة عن هزيل بن شرحبيل عن قيس بن سعد قال: انطلقت تلقاء الباب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هكذا، هكذا، إنما جعل الاستئذان بعلة البصر" أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (804) وفي "اعتلال القلوب" (ص 145) والبيهقي في "الشعب" (8441) وقيس بن الربيع سيئ الحفظ. • وقال عَبيدة بن حُميد الكوفي: عن منصور عن طلحة عن هزيل عن سعد بن عبادة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5386) ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا سهل بن عثمان ثنا عبيدة بن حميد به. • وقال سفيان الثوري: عن منصور عن طلحة عن هزيل أنّ سعدا استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 757) وفي "الأدب" (23) - ورواه جرير بن حازم البصري عن الأعمش عن طلحة عن هزيل أنّ سعد بن مالك استأذن. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8440) الثاني: يرويه سفيان بن عيينة واختلف عنه: - فقال عبد الرحمن بن بشر العبدي: عن ابن عيينة عن منصور عن هلال بن يَسَاف أنّ سعدا استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبالة الباب فقال له "إذا استأذنت فلا تستقبل الباب"

أخرجه البيهقي (8/ 339) وقال: مرسل" • وقال أسد بن موسى المصري: عن ابن عيينة عن منصور عن هلال بن يساف عن سعد بن عبادة أنّه استأذن مستقبل الباب فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا تستأذن مستقبل الباب" أخرجه الطبراني في "الكبير" (5393) وهلال بن يساف لم يدرك سعد بن عبادة. 4040 - حديث أبي سعيد: هاجر رجل فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "هل باليمن أبواك" قال: نعم. قال "أذنا لك؟ " قال: لا. قال "ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما" قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 75 - 76) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا دَرّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: هاجر رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هجرت الشرك ولكنّه الجهاد، هل باليمن أبواك؟ " قال: نعم. قال "أذنا لك؟ " قال: لا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا وإلا فبرهما" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث المصري عن دراج به. أخرجه الحاكم (2/ 103 - 104) والبيهقي (9/ 26) وغيرهما (¬2) من طريق ابن وهب أني عمرو بن الحارث به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: دراج واه" قلت: هو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وقوى ابن معين ما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، وضعف أحمد وأبو داود ذلك. 4041 - حديث سهل بن حنيف أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج وساروا معه نحو ماء حتى إذا كانوا بشعب الخَرّار من الجُحْفَة اغتسل سهل بن حنيف، وكان أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فَلُبِطَ ¬

_ (¬1) 13/ 6 - 7 (كتاب الأدب- باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين) (¬2) الحديث تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر "ارجع فاستئذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما"

(أي صرع وزنا ومعنى) سهل، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال "هل تتهمون به من أحد؟ " فقالوا: عامر بن ربيعة، فدعا عامرا فتغيظ عليه فقال "علام يقتل أحدكم أخاه هلاّ إذا رأيت ما يعجبك برّكت؟ " ثم قال "اغتسل له" فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم يصب ذلك الماء عليه رجل من خلفه على رأسه وظهره ثم يكفأ القدح، ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس. قال الحافظ: في حديث سهل بن حنيف عند أحمد والنسائي وصححه ابن حبان من طريق الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ أباه حدّثه: فذكره، وهذا لفظ أحمد من رواية أبي أويس عن الزهري، ولفظ النسائي من رواية ابن أبي ذئب عن الزهري بهذا السند "أنّه يصب صبة على وجهه بيده اليمنى وكذلك سائر أعضائه صبة صبة في القدح" وقال في آخره "ثم يكفأ القدح وراءه على الأرض" ووقع في رواية ابن ماجه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أبي أمامة أنّ عامر بن ربيعة مرّ بسهل بن حنيف وهو يغتسل" فذكر الحديث وفيه "فليدع بالبركة" ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه" قال معمر عن الزهري "وأمر أن يكفأ الإناء من خلفه" والحديث في "الموطأ" وفيه عن مالك حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل أنه سمع أباه يقول "اغتسل سهل" فذكر نحوه، وفيه "فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه واشتد وعكه" وفيه "ألا بركت؟ إنّ العين حق. توضأ له" فتوضأ له عامر، فراح سهل ليس به بأس" (¬1) يرويه أبو أمامة بن سهل بن حنيف واختلف عنه: - فرواه الزهري عن أبي أمامة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الزهري عن أبي أمامة قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل الحديث. منهم: 1 - مالك (¬2) في "الموطأ" (2/ 939) ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7618 و 7619) والطحاوي في "المشكل" (2895) والطبراني في "الكبير" (5575) والبغوي في "شرح السنة" (3245) ¬

_ (¬1) 12/ 313 - 314 (كتاب الطب- باب العين حق) (¬2) وعنه ابن وهب في "الجامع" (642)

2 - إسحاق بن يحيى الكلبي. أخرجه ابن حبان (6106) 3 - معاوية بن يحيى الصَّدَفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5576) 4 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (642) والطبراني في "الكبير" (5577) والبيهقي (9/ 352) 5 - عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي. أخرجه ابن وهب (642) 6 - سفيان بن عيينة. أخرجه ابن ماجه (3509) والنسائي في "اليوم والليلة" (208) وفي "الكبرى" (7617) والطحاوي في "المشكل" (2894) والخرائطي في "المكارم" (2/ 978) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 16) والبيهقي (9/ 351 - 352) وفي "الآداب" (1018) 7 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3002) • وقال غير واحد: عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه. منهم: 1 - أبو أويس (¬1) عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني. أخرجه أحمد (3/ 486) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 43 - 44) 2 - ابن أبي ذئب (¬2). أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 58 - 59) وفي "المسند" (60) والطحاوي في "المشكل" (2896) والطبراني في "الكبير" (5578) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 242 - 243) ¬

_ (¬1) مختلف فيه، وقال الدارقطني: في بعض حديثه عن الزهري شيء. (¬2) ثقة مشهور لكن تكلموا في روايته عن الزهري. انظر التهذيبين

3 - إبراهيم (¬1) بن إسماعيل بنُ مُجَمِّع المدني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5573) • وقال جعفر بن برقان الرقي: عن الزهري عن أبي أمامة عن عامر بن ربيعة أنّه رأى سهل بن حنيف أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (210) والطحاوي في "المشكل" (2897) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن جعفر بن برقان به. قال النسائي: جعفر بن برقان في الزهري ضعيف، وفي غيره لا بأس به" قلت: والراوي عنه اختلف فيه: فوثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. • ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: فقال عبد الرزاق (19766): أنا معمر عن الزهري عن أبي أمامة قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف وهو يغتسل ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (5574) والبيهقي في "الشعب" (10710) وقال سفيان (¬2) بن عيينة: عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه أنّ عامرا مرّ به وهو يغتسل أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (209) • ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري واختلف عنه: فقال الليث بن سعد: عن عقيل عن الزهري ثني أبو أمامة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2898) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به. وعبد الله بن صالح مختلف فيه. وقال سلامة بن رَوح بن خالد الأموي: عن عقيل: أني الزهري أنّ أبا أمامة أخبره أنّ عامر بن ربيعة أخبره أنّه مرّ على سهل بن حنيف وهو يغتسل ¬

_ (¬1) ضعفوه، وقال البخاري: كثير الوهم عن الزهري. (¬2) رواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء عن سفيان على الوجهين: عن سفيان عن الزهري عن أبي أمامة، وعن معمر عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه.

أخرجه الطحاوي (2898) والطبراني (5579) وسلامة بن روح مختلف فيه كذلك. وحديث مالك ومن تابعه أصح. قال أحمد: مالك أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه. وقال ابن معين: مالك أوثق الناس في الزهري. أضف إلى ذلك أنّه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن الزهري عن أبي أمامة به. وأبو أمامة مختلف في صحبته. - ورواه محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّه سمع أباه يقول: اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر وذكر الحديث. رواه مالك (2/ 938) عن محمد بن أبي أمامة به. ورواه ابن وهب في "الجامع" (641) عن مالك به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2895م) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري أنبا ابن وهب به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7616) وابن حبان (6105) والطبراني (5580) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 337 - 338) من طرق عن مالك به. ورواته ثقات. ولم ينفرد مالك به بل تابعه يوسف بن طهمان عن محمد بن أبي أمامة عن أبيه به. أخرجه ابن وهب (641) ويوسف مختلف فيه لكن لا بأس به في المتابعات. - ورواه عبد الله بن أبي حبيبة المدني عن أبي أمامة عن أبيه قال: دخلت الخرار اغتسل فقال عامر بن ربيعة أخرجه الطبراني (5582) عن أحمد بن عمرو الخلال ثنا يعقوب بن حميد ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي معشر عن عبد الله بن أبي حبيبة به. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، وابن أبي حبيبة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما والحافظ في "التعجيل" ولم يذكروا فيه جرحا ولا

تعديلا، وأحمد بن عمرو الخلال لم أقف له على ترجمة، ويعقوب بن حميد بن كاسب مختلف فيه، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وثقه ابن معين وغيره. ولم ينفرد ابن أبي حبيبة به بل تابعه مسلمة بن خالد الأنصاري عن أبي أمامة عن أبيه أنّه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته فذكر الحديث مختصرا. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 266 - 267) والطبراني (5581) وابن السني في "اليوم والليلة" (205) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 237 - 238) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني والطبراني (5581) عن جُبارة بن المُغَلس قالا: ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ثني مسلمة بن خالد به. ومسلمة بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ابن الغسيل، وقال أبو حاتم: مجهول. والحماني مختلف فيه، وجبارة قال الذهبي في "الكاشف": ضعيف، وابن الغسيل وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه بعضهم. 4042 - عن عمران بن حُصين قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فرفع صوته بهاتين الآيتين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)} [الحَجّ: 1] إلى {شَدِيدٌ} [الحَجّ: 2] فحثّ أصحابه المطي فقال "هل تدرون أي يوم ذاك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "ذاك يوم ينادي الله آدم" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من وجهين عن الحسن البصري عن عمران بن حصين وصححه وكذا الحاكم، وهذا سياق قتادة عن الحسن من رواية هشام الدَّسْتُوائي عنه، ورواه مَعْمر عن قتادة فقال: عن أنس، أخرجه الحاكم أيضا ونقل عن الذهلي أنّ الرواية الأولى هي المحفوظة، وأخرجه البزار والحاكم أيضا من طريق هلال بن خَبّاب عن عكرمة عن ابن عباس قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية ثم قال "هل تدرون؟ " فذكر نحوه" (¬1) حديث عمران بن حصين يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فرواه قتادة عن الحسن واختلف عنه أيضاً: ¬

_ (¬1) 14/ 180 (كتاب الرقاق- باب إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

• فقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن الحسن عن عمران قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر (¬1) فتفاوت بين أصحابه في السير، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته بهاتين الآيتين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)} [الحَجّ: 1] إلى قوله {عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي وعرفوا أنّه عند قول يقوله (¬2)، فقال "هل تدرون أي يوم ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "ذاك يوم ينادي الله فيه آدم فيناديه ربه فيقول: يا آدم أبعث بعث النار، فيقول: يا رب وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة" فيئس (¬3) القوم حتى ما أبدوا (¬4) بضاحكة، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بأصحابه قال "اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم وبني إبليس" قال: فَسُرِّي عن القوم بعض الذي يجدون، فقال "اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرَّقْمَة في ذراع الدابة" أخرجه أحمد (4/ 435) والترمذي (3169) والسياق له وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (22) والنسائي في "الكبرى" (11340) والروياني (69) والطبري في "تفسيره" (17/ 111) وفي "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 400 - 402) والحاكم (2/ 233 و 234 و 4/ 567) وتابعه شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن قتادة به. أخرجه الحاكم (1/ 28 - 29 و 2/ 385) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بطوله، والذي عندي أنّهما قد تحرجا من ذلك خشية الإرسال، وقد سمع الحسن من عمران بن حصين" وقال أيضًا: حديث هشام الدستوائي حديث صحيح فإنّ أكثر أئمتنا من المتقدمين على أنّ الحسن قد سمع من عمران بن حصين" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأكثر أئمة البصرة على أنّ الحسن قد سمع من عمران غير أنّ الشيخين لم يخرجاه" ¬

_ (¬1) ولفظ النسائي والحاكم "في مسير" (¬2) زاد أحمد وابن أبي الدنيا "فلما تأشبوا حوله" (¬3) ولفظ أحمد وغيره "فأبلس" (¬4) ولفظ أحمد وغيره "أوضحوا"

وقال: ولم يخرج الشيخان في هذه الترجمة حرفا وذكرا أنّ الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، والذي عندي أنّ الحسن قد سمع من عمران بن حصين" كذا قال: إنّ الحسن سمع من عمران. وخالفه ابن معين ويحيى القطان وابن المديني وأبو حاتم والبيهقي فقالوا: لم يسمع منه. • ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: فقال رَوح بن عبادة البصري: ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران. أخرجه أحمد (4/ 435) عن روح به. وأخرجه الحاكم (2/ 385) عن محمد بن إسحاق الصاغاني و (4/ 567) عن إبراهيم بن عبد الله السعدي قالا: ثنا روح به. وقال محمد بن بشر العبدي: عن سعيد عن قتادة عن العلاء بن زياد عن عمران. أخرجه الطبري (17/ 111) وفي "تهذيب الآثار" (1/ 402) والطبراني في "الكبير" (18/ 218) وتابعه عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد به. أخرجه هناد في "الزهد" (197) • وقال عبد الوهاب بن عطاء العجلي: أخبرني سعيد عن قتادة عن الحسن والعلاء بن زياد العدوي عن عمران. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (281) • وقال سليمان التيمي: عن قتادة عن صاحب له حدّثه عن عمران. أخرجه الطبري (17/ 111) وفي "تهذيب الآثار" (1/ 399) • وقال معمر بن راشد: عن قتادة عن أنس. أخرجه أبو يعلى (3122) عن محمد بن مهدي الأبلي

وابن حبان (7354) عن محمود بن غيلان المروزي وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 3/ 204) عن أبي سفيان محمد بن حميد المَعْمَري والحاكم (1/ 29) عن أحمد بن حنبل و (4/ 566 - 567) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري و (4/ 567) عن محمد بن يحيى الذهلي كلهم عن عبد الرزاق (¬1) عن معمر به. وتابعه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به. أخرجه الطبري (17/ 112) قال الحاكم: صحيح على شرطهما" وقال: قال محمد بن يحيى الذهلي: هذا الحديث عندنا غير محفوظ عن أنس، ولكن المحفوظ عندنا حديث قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين حدثنا به عبد الصمد ثنا هشام عن قتادة عن الحسن" - ورواه علي بن زيد بن جُدْعان عن الحسن عن عمران: فذكر نحوه، وقال فيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قاربوا وسددوا فإنّها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، قال: فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" فكبروا، ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" فكبروا، ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة" فكبروا. أخرجه أحمد (4/ 432) عن سفيان بن عيينة عن علي بن زيد به. ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 31) عن معمر عن قتادة وأبان عن أنس. رواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الترمذي (3168) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان بن عيينة به. والسياق له وقال: هذا حديث حسن صحيح، قد روي من غير وجه عن عمران عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " قلت: علي بن زيد ضعفه أحمد وابن معين وابن سعد والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. - وقال عوف بن أبي جميلة الأعرابي: عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قفل من غزوة العسرة. مرسل. أخرجه الطبري (17/ 111) وفي "تهذيب الآثار" (1/ 402) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف به. وإسناده إلى الحسن صحيح. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2235) والطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 396) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 205) والحاكم (4/ 568) من طرق عن سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية وأصحابه عنده {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)} [الحَجّ: 1] إلى آخر الآية، فقال "هل تدرون أي يوم ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "ذلك يوم يقول الله -عز وجل-: يا آدم قم فابعث بعثا إلى النار، فيقول: وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة" فشقّ ذلك على القوم (¬1)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة (¬2)، اعملوا وأبشروا فإنكم بين خليقتين، لم تكونا مع أحد إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج، وإنما أنتم فيهم (¬3) أو قال: في الأمم كالشامة في جنب البعير، وكالرقمة في ذراع الدابة (¬4)، إنّما أمتي جزء من ألف جزء" ¬

_ (¬1) زاد الحاكم "ووقعت عليهم الكآبة والحزن" (¬2) زاد ابن أبي حاتم والحاكم "ففرحوا" (¬3) ولفظ الحاكم "في الناس" (¬4) ولفظ الحاكم "الناقة"

السياق للبزار وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال الطبري: سنده صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة" المجمع 7/ 69 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، وقد قال يحيى القطان وغيره في هلال بن خباب: إنّه تغير بأخرة، وأنكر ابن معين ذلك. 4043 - حديث العباس بن عبد المطلب "هل تدرون ما بين السماء والأرض؟ " قلنا: لا، قال "إحدى أو اثنتان أو ثلاث وسبعون، قال: وما فوقها مثل ذلك حتى عد سبع سموات، ثم فوق السماء السابعة البحر، أسفله من أعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوقه ثمانية أوعال، ما بين أظلافهنّ وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم العرش فوق ذلك" قال الحافظ: وفي حديث العباس بن عبد المطلب عند أبي داود وصححه ابن خزيمة والحاكم مرفوعا: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بين كل سماء وسماء احدى أو اثنان وسبعون سنة" 4044 - حديث ابن عباس وجابر "هل تقرأ من القرآن شيئا؟ " قال: نعم، إنّا أعطيناك الكوثر، قال "أصدقها إياها" ذكر الحافظ أنّه عند أبي الشيخ في "كتاب النكاح". وقال: وفي حديث ابن عباس وجابر: والله ما لي ثوب إلا هذا الذي علي" (¬2) 4045 - حديث ابن عباس: احتفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق، وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع، فلما رأى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "هل دللتم على رجل يطعمنا أكلة؟ " قال رجل: نعم، قال "أما لا" ¬

_ (¬1) 17/ 186 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء) (¬2) 11/ 111 و 114 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

قال الحافظ: وفي "المسند" من زيادات عبد الله بن أحمد من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّ البرقة الأولى أضاءت لها قصور الشام" 4046 - حديث ابن زمل الجهني: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح قال "هل رأى أحد منكم شيئا؟ " قال ابن زمل: فقلت: أنا يا رسول الله، قال "خيرا تلقاه وشرا تتوقاه، وخير لنا وشر على أعدائنا، والحمد لله رب العالمين، أقصص رؤياك" قال الحافظ: وأخرج الطبراني والبيهقي في "الدلائل" من حديث ابن زمل الجهني- بكسر الزاي وسكون الميم بعدها لام ولم يسم في الرواية، وسماه أبو عمر في "الاستيعاب" عبد الله- قال: فذكره، وسنده ضعيف جدا" (¬2) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "الدنيا سبعة آلاف سنة" 4047 - حديث عمران بن حصين أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل "هل صمت من سرر شعبان شيئا" قال: لا، قال "فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين" قال الحافظ: واستظهر (أي الطحاوي) أيضا بحديث عمران بن حصين: فذكره" (¬3) صحيح أخرجه أحمد (4/ 432 و 434 و 442) والنسائي في "الكبرى" (2869 و 2870) من طرق عن سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشِّخِّير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين به (¬4). وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو العلاء اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير ومطرف أخوه. ولم ينفرد سليمان التيمي به بل تابعه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي العلاء به. ¬

_ (¬1) 8/ 400 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق) (¬2) 16/ 92 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب) (¬3) 5/ 31 (كتاب الصوم- باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين) (¬4) رواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن أبي العلاء مرسلا. أخرجه النسائي (2871)

أخرجه أحمد (4/ 442) وأبو عبيد في "الغريب" (2/ 79) عن يزيد بن هارون عن الجريري به. وأخرجه مسلم (2/ 820 - 821) عن ابن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون به. ورواه حماد عن الجريري فقال فيه "صم يوما" أخرجه أحمد (4/ 443 - 444) عن عفان بن مسلم البصري والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 84) من طريق عبيد الله كلاهما عن حماد به. ورواه روح بن عبادة البصري عن حماد فلم يقل يومين. أخرجه أحمد (4/ 443) وأبو عوانة (3/ 99) وتابعه عبد الأعلى بن حماد النرسي عن حماد به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2868) ولم ينفرد أبو العلاء به بل تابعه غير واحد عن مطرف به، منهم: 1 - غيلان بن جرير البصري. أخرجه أحمد (4/ 446) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا مهدي بن ميمون عن غيلان به. وإسناده صحيح. 2 - ثابت البُنَاني. أخرجه الطيالسي (ص 111) عن حماد بن سلمة عن ثابت به. وأخرجه أحمد (4/ 443) ومسلم (1161) والنساني في "الكبرى" (2868) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 83 - 84) وأبو عوانة (3/ 99) والشجري في "أماليه" (2/ 115) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت به. وإسناده صحيح. 3 - ابن مطرف بن الشخير. وقال فيه "فصم يوما أو يومين" على الشك. قال: وأظنه قال: يومين. أخرجه أحمد (4/ 428) عن محمد بن جعفر البصري (¬1) ثنا شعبة عن ابن مطرف به. ¬

_ (¬1) وتابعه النضر بن شميل المازني أنا شعبة به. أخرجه مسلم (2/ 821)

ورواه محمد بن بشار عن محمد بن جعفر فقال فيه: عن ابن أخي مطرف واسمه عبد الله بن هانئ عن مطرف. أخرجه الروياني (113) وتابعه محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر به. أخرجه مسلم (2/ 821) 4048 - حديث أبي جمعة: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب يوم الأحزاب فلما سلّم قال "هل علم رجل منكم أني صليت العصر؟ " قالوا: لا يا رسول الله. فصلى العصر ثم صلى المغرب" قال الحافظ: رواه أحمد من حديث أبي جمعة، وفي صحة هذا الحديث نظر لأنّه مخالف لما في الصحيحين من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعمر "والله ما صليتها" ويمكن الجمع بينهما بتكلف" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 106) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 210) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2137) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (497) والطبراني في "الكبير" (3542) والبيهقي (2/ 220) من طرق عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن يزيد المازني أنّ عبد الله بن عوف حدّثه أنّ أبا جمعة حبيب بن سباع وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الحديث. قال البيهقي: إسناده ضعيف" وقال ابن عبد البر: هذا حديث منكر يرويه ابن لهيعة عن مجهولين" التمهيد 6/ 409 وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/ 1155): فيه ابن لهيعة وهو ضعيف لا يحتج به إذا انفرد، ومحمد بن يزيد هو ابن أبي زياد الفلسطيني صاحب حديث الصور روى عنه جماعة، لكن قال أبو حاتم: هو مجهول" قلت: محمد بن يزيد هو المازني كما جاء مصرّحا به في رواية ابن عبد الحكم، ولم أقف له على ترجمة. ¬

_ (¬1) 2/ 209 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت)

4049 - حديث علي: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أُتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل ويسأل عن دَينه، فإن قيل: عليه دين كَفَّ، وإن قيل: ليس عليه دين صلّى، فأُتي بجنازة فلما قام ليكبر سأل "هل عليه دين؟ " فقالوا: ديناران. فعدل عنه، فقال عليّ: هما عليّ يا رسول الله وهو بريء منهما، فصلى عليه، ثم قال لعلي "جزاك الله خيرا وفك الله رهانك" قال الحافظ: فروى الدارقطني من حديث علي: فذكره" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الدارقطني (3/ 46 - 47) والبيهقي (6/ 73) من طريق إسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن عاصم بن ضَمْرة عن عليّ قال: فذكره، وزاد "إنه ليس من ميت يموت وعليه دين إلا وهو مرتهن بدينه، ومن فك رهان ميت فك الله رهانه يوم القيامة" فقال بعضهم: هذا لعلي خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال "بل للمسلمين عامة" قال البيهقي: إسناده ضعيف، عطاء بن عجلان ضعيف، والروايات في تحمل أبي قتادة دين الميت أصح" قلت: بل إسناده واه، عطاء بن عجلان هو الحنفي أبو محمد البصري العطار كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني، وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث. وله شاهد من حديث أبي سعيد أخرجه البيهقي (6/ 73) من طريق عبيد الله بن الوليد الوَصّافي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد قال: فذكر نحوه. وقال: والحديث يدور على عبيد الله الوصافي وهو ضعيف جدا" 4050 - عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال "هل عندكم شيء؟ " قلنا: لا، قال "فإني إذاً صائم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1154) وأصحاب السنن (¬2) من طريق طلحة بن يحيى بن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة وفي رواية له حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: فذكرته. ¬

_ (¬1) 5/ 374 (كتاب الحوالة- باب إذا أحال دين الميت على رجل جاز) (¬2) أبو داود (2455) والترمذي (733و734) والنسائي (4/ 164 و 165)

ورواه الطيالسي (ص 217) والنسائي (4/ 165) من طريق سِمَاك عن عكرمة عن عائشة نحوه ولم يسم النسائي عكرمة" (¬1) 4051 - حديث عتبة بن غزوان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما لقريش: "هل فيكم من ليس منكم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أختنا عتبة بن غزوان، فقال "ابن أخت القوم منهم" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ادخلوا عليّ ولا يدخل علي إلا قرشي" 4052 - عن عائشة في قصة جويرية أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها لما جاءت تستعين به في كتابتها "هل لك أن أقضي عنك كتابتك وأتزوجك؟ " قالت: قد فعلت. قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق عروة عن عائشة في قصة جويرية: فذكره" (¬3) حسن وله عن عائشة طريقان: الأول: يرويه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (¬4) (2/ 294 - 295 و 645) قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة مُلاّحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنّه سيرى منها - صلى الله عليه وسلم - ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال "فهل لك في خير من ذلك؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال "أقضي عنك كتابتك وأتزوجك؟ " قالت: نعم يا رسول الله، قال "قد فعلت" ¬

_ (¬1) 5/ 43 (كتاب الصوم- باب إذا نوى بالنهار صوما) (¬2) 7/ 364 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ابن أخت القوم منهم) (¬3) 11/ 32 (كتاب النكاح- باب من جعل عتق الأمة صداقها) (¬4) وانظر مغازي ابن إسحاق برواية يونس بن بكير ص 263

قالت: وخرج الخبر إلى الناس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (725) وأحمد (6/ 277) وأبو داود (3931) وأبو يعلى (4963) وابن الجارود (705) والطبري في "التاريخ" (2/ 610) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 21) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 150) والطبراني في "الكبير" (24/ 62) وأبو نعيم في "الصحابة" (7439) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 49 - 50) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 176 - 177) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 56 - 57) من طرق عن ابن إسحاق به. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ومحمد بن جعفر وعروة بن الزبير ثقتان. الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني عن عائشة. أخرجه ابن سعد (8/ 116 - 117) عن الواقدي ثنا عبد الله بن زيد بن قُسَيط عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن به. وأخرجه ابن عساكر (1/ 177 - 178) من طريق محمد بن شجاع الثلجي ثنا الواقدي (¬1) به. والواقدي متروك الحديث. 4053 - أنَّ ضمضم بن قتادة ولد له مولود أسود من امرأة من بني عجل، فشكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "هل لك من إبل؟ " قال الحافظ: أخرج حديثه عبد الغني بن سعيد في "المبهمات" له من طريق قطبة بنت عمرو بن هرم أنّ مدلوكا حدثها: فذكره" (¬2) أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (268) من طريق عبد الغني بن سعيد ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الدمشقي ثنا القاسم بن عيسى الغفاري ثنا محمد بن أحمد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء أخو بني فزارة الفزاري ثنا يحيى بن أبي العمر وكان زوج بنت مطر بن العلاء قال: سمعت جدك مطرا يحدث عن عمته قطبة بنت هارون بن قطبة أنّ ¬

_ (¬1) وهو في "المغازي" له 1/ 411 (¬2) 11/ 365 (كتاب الطلاق- باب إذا عرض بنفي الولد)

مدلوكا حدثهم: فذكره، وزاد: قال: نعم. قال "ما ألوانها؟ " قال: فيها الأحمر والأسود وغير ذلك، قال "فأنى ذلك؟ " قال: عرق نزع، قال "وهذا عرق نزع" قال: فقدمن عجائز من بني عجل وأخبرنّ أنه كان للمرأة جدة سوداء. قال ابن الأثير: أخرجه موسى بإسناد غريب، وقال: هذا إسناد عجيب، والحديث صحيح من رواية أبي هريرة، لم يسم فيه الرجل، وقال: امرأة من بني فزارة" أسد الغابة 3/ 64 4054 - أنّ جَاهِمَة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أردت الغزو وجئت لأستشيرك، فقال "هل لك من أم؟ " قال: نعم، قال "الزمها" قال الحافظ: روى النسائي وأحمد من طريق معاوية بن جاهمة: فذكره، ورواه البيهقي من طريق ابن جريج عن محمد بن طلحة بن ركانة عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أستأذنه في الجهاد. وقد اختلف في إسناده على محمد بن طلحة اختلافا كثيرا بينته في ترجمة جاهمة من كتابي في الصحابة" (¬1) يرويه ابن جريج ومحمد بن إسحاق المدني عن محمد بن طلحة واختلف عنهما: - فقال حجاج بن محمد الأعور: عن ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي أنّ جاهمة جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئتك أستشيرك، فقال "هل لك من أم؟ " قال: نعم، قال "فالزمها فإنّ الجنة عند (¬2) رجلها، ثم الثانية، ثم الثالثة، في مقاعد شتى وكمثل هذا القول" أخرجه ابن سعد (4/ 274 و 7/ 33 - 34) عن حجاج بن محمد به. وأخرجه ابن ماجه (2/ 930) والنسائي (6/ 10) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (339 و 2210) والطحاوي في "المشكل" (2132 و 2133) والحاكم (2/ 104) والبيهقي (9/ 26) وفي "الشعب" (7449 و 7450) والخطيب في "الموضح" (1/ 21 - 22) من طرق عن حجاج بن محمد به (¬3). قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 6/ 480 - 481 (كتاب الجهاد- باب الجهاد بإذن الأبوين) (¬2) وفي لفظ "تحت" (¬3) ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 158) لكنّه لم يذكر عن أبيه.

- وتابعه أبو عاصم (¬1) الضحاك بن مخلد النبيل عن ابن جريج به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1371) عن محمد بن المثنى والطحاوي في "المشكل" (2132) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري و (2133) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي والحاكم (4/ 151) عن الحسن بن سهل المجوز والخطيب في "الموضح" (1/ 22) عن محمد بن يونس بن موسى الكديمي قالوا: ثنا أبو عاصم به. • ورواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي عاصم واختلف عنه: فرواه بكر بن محمد الصيرفي عن أبي قلابة كرواية محمد بن المثنى ومن تابعه. أخرجه الحاكم (4/ 151) وقال: صحيح الإسناد" • ورواه عثمان بن أحمد الدقاق عن أبي قلابة ثنا أبو عاصم أنا ابن جريج أني محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه عن جده أنّ جاهمة السلمي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه الخطيب في "الجامع" (1701) وابن الجوزي في "البر والصلة" (46) والأول أصح. - وقال رَوح بن عبادة البصري: أنا ابن جريج أنى محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن معاوية بن جاهمة أنّ جاهمة جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أحمد (3/ 429) عن روح به. ¬

_ (¬1) رواه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 121) عن أبي عاصم فقال فيه: عن معاوية أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1714) وابن الجوزي في "البر والصلة" (46) - وقال سفيان بن حبيب البصري: ثنا ابن جريج عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أبو القاسم البغوي (5/ 389) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 158) والطبراني في "الكبير" (2202) والبيهقي في "الشعب" (7448) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 196) - وقال يحيى بن سعيد الأموي: ثنا ابن جريج أني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 122) وابن شاهين في "الترغيب" (291) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2209) والخطيب في "التاريخ" (3/ 324) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 315) من طرق (¬1) عن يحيى بن سعيد به. قال أبو القاسم البغوي: وهم فيه الأموي" - وقال عبد الرزاق (9290): عن ابن جريج عن محمد بن طلحة أنّ رجلا جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال. مرسل. قال البيهقي: رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج أصح" الشعب 13/ 532 قلت: وهو كما قال، فقد قال المعلى الرازي: قد رأيت أصحاب ابن جريج بالبصرة ما رأيت فيهم أثبت من حجاج بن محمد. قال ابن معين: هو كما قال كان أثبتهم في ابن جريج. وتأيدت روايته برواية أبي عاصم النبيل كما تقدم وقد قال أبو حاتم: أبو عاصم أحبّ إلى من روح بن عبادة. وأما حديث ابن إسحاق - فقال محمد بن سلمة الحراني: عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن معاوية بن جاهمة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 121 - 122) وابن ماجه (2781) ¬

_ (¬1) رواه أبو أيوب سليمان بن أبي شيخ عن يحيى بن سعيد فلم يقل: عن أبيه. أخرجه ابن بشران (62) وأبو نعيم في "الصحابة" (6078)

- ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فقال ابن أبي شيبة (¬1) (8/ 543 - 544 و 12/ 474) وفي "مسنده" (563): ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8162) وأبو الشيخ في "الفوائد" (24) وأبو نعيم في "الصحابة" (3933) قال الحافظ: رواه عبد الرحيم بن سليمان عن ابن إسحاق فقال: عن محمد بن طلحة عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة، وهو غلط نشأ عن تصحيف وقلب، والصواب: عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه، فصحف عن فصارت ابن وقدم قوله عن أبيه فخرج منه أنّ لطلحة صحبة وليس كذلك بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب" الإصابة • وقال جُبارة (¬2) بن المُغَلِّس: ثنا عبد الرحيم بن سليمان ويونس بن بكير عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 22) وقال: وهكذا رواه عقبة بن مكرم الضبي عن يونس بن بكير" - ورواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فقال الحسن بن الصباح البزار: ثنا المحاربي ثنا ابن إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه عن معاوية السلمي قال: جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1372) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 206) ¬

_ (¬1) رواه محمد بن عَبْدُوس بن كامل البغدادي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة. أخرجه ابن قانع (3/ 75) ورواه ابن أبي عاصم عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1702) (¬2) رواه مطين محمد بن عبد الله الحضرمي عن جبارة فقال فيه: عن محمد بن طلحة عن أبي بكر عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي. أخرجه ابن قانع (3/ 74)

وتابعه أبو حكيمة عبد الله بن محمد الكوفي عن المحاربي به. قاله الخطيب في "الموضح" (1/ 23) • وقال هشام بن يونس اللؤلؤي: عن المحاربي عن هشام بن عروة عن أبيه عن معاوية السلمي. قاله الخطيب (1/ 23) وقال: وقول أبي حكيمة أصح لمخالفة هشام بن يونس الجماعة" - ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فقال يوسف بن بهلول الأنباري: ثنا عبدة عن ابن إسحاق عن الزهري عن ابن طلحة بن عبيد الله عن معاوية السلمي. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 121) وتابعه هناد (¬1) بن السري (الزهد 990) عن عبدة به. ومن طريقه أخرجه ابن قانع (¬2) (3/ 74 - 75) • وقال أبو كريب محمد بن العلاء الهمدانى: عن عبدة عن ابن إسحاق عن الزهري عن ابن طلحة بن معاوية رجل من بني سليم قال: جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله الخطيب (1/ 22) - ورواه حسان بن غالب بن نجيح مولى أيمن الرُّعَيني عن ابن لهيعة ثنا يونس بن يزيد عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الله عن أبي حنظلة بن عبد الله عن معاوية بن جهم الأسلمي عن جهم. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1703) - ورواه علي بن مُسهر الكوفى عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3933) قال الحافظ في ترجمة معاوية بن جاهمة من "التهذيب" بعد أن ذكر الاختلاف بين ابن إسحاق وابن جريج على محمد بن طلحة: قلت: تلخص من ذلك أنّ الصحبة لجاهمة ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن أبي طلحة. (¬2) ووقع عنده: عن أبي طلحة.

وأنّه هو السائل، وأنّ رواية معاوية ابنه عنه صواب وروايته الأخرى مرسلة، وقول ابن إسحاق في روايته عن معاوية: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهم منه لأنّ ابن جريج أحفظ من ابن إسحاق وأتقن على أنّ يحيى بن سعيد الأموي قد روى عن ابن جريج مثل رواية ابن إسحاق فوهم، وقد نبه على غلطه في ذلك أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" والله أعلم، وقال العسكري: معاوية بن جاهمة روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحسبه مرسلا والحديث إنّما هو عن أبيه جاهمة" 4055 - عن عبد الله بن عمرو قال: جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعة رجال، فأخذ كل رجل من الصحابة رجلاً، وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا، فقال له "ما اسمك؟ " قال: أبو غزوان، قال: فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "هل لك يا أبا غزوان أن تسلم؟ " قال: نعم، فأسلم فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدره، فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال "مالك يا أبا غزوان؟ " قال: والذي بعثك نبيا لقد رويت، قال "إنك أمس كان لك سبعة أمعاء، وليس لك اليوم إلا مِعىّ واحد" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند جيد" (¬1) حسن أخرجه البزار (كشف 2894) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 98) من طريقين عن عبد الله بن وهب ثني حُيّي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو به. واللفظ للطبراني. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 32 قلت: إسناده حسن رجاله ثقات غير حيي بن عبد الله وهو مختلف فيه: قواه جماعة، وضعفه آخرون، وفي "الديوان" للذهبي: حسن الحديث. وفي "التقريب": صدوق يهم. ولم يخرج له الشيخان شيئا. 4056 - حديث عمرو بن الشريد عن أبيه قال: ردفت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هل معك من شعر أمية؟ " قلت: نعم، فأنشدته مائة بيت، فقال "لقد كاد أن يسلم في شعره" قال الحافظ: رواه مسلم (2255") (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 468 (كتاب الأطعمة- المؤمن يأكل في معى واحد) (¬2) 8/ 153 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)

4057 - حديث جابر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على الناس بالموسم فيقول "هل من رجل يحملني إلى قومه فإنّ قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي؟ " فأتاه رجل من همدان فأجابه ثم خشي أن لا يتبعه قومه فجاء إليه فقال: آتي قومي فأخبرهم ثم آتيك من العام المقبل. قال "نعم" فانطلق الرجل وجاء وفد الأنصار في رجب. قال الحافظ: وروى أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم من حديث جابر: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 390) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (86 و 205) وعبد الله الدارمي (3357) وأبو داود (4734) وابن ماجه (201) والترمذي (2925) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (284) والنسائي في "الكبرى" (7727) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 1/ 228 - 231) والحاكم (2/ 612 - 613) واللالكائي في "السنة" (554 و555) وأبو نعيم في "الدلائل" (217) والبيهقي في "الأسماء" (ص 242 - 243) وفي "الدلائل" (2/ 413 - 414) من طرق عن اسرائيل بن يونس ثنا عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجَعْد عن جابر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه (¬2) على الناس بالموقف (¬3) فيقول "هل من رجل يحملني (¬4) إلى قومه فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام (¬5) ربي -عز وجل-" فأتاه رجل من همدان (¬6) فقال "ممن أنت؟ " فقال الرجل: من همدان، قال "فهل عند قومك من منعة؟ " قال: نعم. ثم إنّ الرجل خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: آتيهم (¬7) فأخبرهم ثم آتيك (¬8) من عام قابل، قال "نعم" فانطلق (¬9) وجاء وفد الأنصار في رجب. اللفظ لأحمد قال الترمذي: هذا حديث غريب صحيح" ¬

_ (¬1) 8/ 219 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار) (¬2) زاد عبد الله الدارمي "في الموسم" (¬3) ولفظ ابن ماجه "في الموسم" ولفظ اللالكائي "بالمواسم" (¬4) ولفظ أبي نعيم "يعرضني على قومه" (¬5) ولفظ عثمان الدارمي "كلمات" (¬6) زاد الحاكم "قال: أنا" (¬7) ولفظ أبي نعيم "أذهب فأعرض على قومي" (¬8) ولفظ الحاكم "ألقاك" (¬9) ولفظ أبي نعيم "فذهب"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 35 قلت: وهو كما قالوا، إلا أنّ مسلما لم يخرج لعثمان بن المغيرة شيئا، ولم يخرج البخاري رواية عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد. 4058 - حديث سهل بن الحنظلية في قصة الذي حرس ليلة حنين فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "هل نزلت؟ " قال: لا، إلا لقضاء حاجة، قال "لا عليك أن لا تعمل بعدها" سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله تعالى" 4059 - حديث ديلم الحميري "هل يسكر؟ " قال: نعم، قال "فاجتنبوه" قال الحافظ: وحديث ديلم الحميري أخرجه أبو داود بسند حسن في حديث فيه قال: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه ابن سعد (5/ 533 - 534) وأحمد (4/ 231 - 232 و 232) وفي "الأشربة" 209و 210) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2684) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (638 و 639) والطبراني في "الكبير" (4204) وأبو نعيم في "الصحابة" (2572) عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري وابن سعد (5/ 534) وابن أبي شيبة (8/ 101 - 102) وأحمد (4/ 232) وأبو داود (3683) وابن أبي عاصم (2683) والطبراني في "الكبير" (4205) وابن بشران (29) وأبو نعيم في "الصحابة" (2573) والبيهقي (8/ 292) وفي "معرفة السنن" (13/ 19) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 164) والمزي (8/ 504 - 505 و 505) عن محمد بن إسحاق المدني وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 206) ¬

_ (¬1) 15/ 340 (كتاب استتابة المرتدين- باب ما جاء في المتأولين) (¬2) 12/ 142 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)

عن ابن لهيعة (¬1) ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب ثنا أبو الخير مرثد بن عبد الله اليَزَني ثنا ديلم الحميري (¬2) أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنا بأرض باردة (¬3) نستعين (¬4) بشراب يصنع لنا من القمح (¬5)؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيسكر؟ " قال: نعم، قال "فلا تشربوه (¬6) " ثم (¬7) عاد، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيسكر؟ " قال: نعم، قال "فلا تشربوه (¬8) " ثم عاد، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيسكر؟ " قال: نعم، قال "فلا تشربوه" قال: فإنهم (¬9) لا يصبرون عنه، قال "فإن (¬10) لم يصبروا (¬11) عنه فاقتلوهم (¬12) " السياق لأحمد من حديث عبد الحميد بن جعفر. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عبد الحكم عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وهانىء بن المتوكل الإسكندراني عن ابن لهيعة به. ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس عن أبي الخير عن ديلم. أخرجه الطبراني (4206) وأبو نعيم في "الصحابة" (2574) وتابعه ابن وهب (الموطأ 34) عن ابن لهيعة به. وأخرجه البيهقي (9/ 292) من طريقه. (¬2) وفي حديث ابن لهيعة "الجيشاني" (¬3) زاد ابن عبد الحكم "شديدة البرد" (¬4) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "نعالج بها عملا شديدا، وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا" (¬5) زاد ابن عبد الحكم "أفيحل يا نبي الله" (¬6) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "فاجتنبوه"، ولفظ ابن عبد الحكم "فإنه حرام"، ولفظ الطبراني في الموضع الأول "فلا تقربوه" (¬7) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "ثم جئته من بين يديه فقلت له مثل ذلك" ولفظ ابن عبد الحكم "ثم راجعه الثانية" (¬8) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "فاجتنبوه"، ولفظ ابن عبد الحكم "فإنه حرام"، ولفظ الطبراني في الموضع الأول "فلا تقربوه" (¬9) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "إنّ الناس غير تاركيه" ولفظ ابن عبد الحكم "أرأيت إن أبوا أن يدعوها يا نبي الله وقد غلبت عليهم" (¬10) ولفظ ابن عبد الحكم "من غلبت عليه فاقتلوه" (¬11) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "يتركوه" (¬12) ولفظ أبي داود "فقاتلوهم"

4060 - حديث ابن مسعود رفعه "هلك المتنطعون" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2670") (¬1) 4061 - حديث أبي ذر في وصف الخوارج: "هم شرار الخلق والخليقة" قال الحافظ: وقد ثبت في الحديث الصحيح المرفوع عند مسلم (1067) من حديث أبي ذر في وصف الخوارج: فذكره، وعند أحمد بسند جيد عن أنس مرفوعا مثله، وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخوارج فقال "هم شرار أمتي، يقتلهم خيار أمتي" وسنده حسن، وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا "هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة" وفي حديث أبي سعيد عند أحمد "هم شر البرية" وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم (2/ 749) "من أبغض خلق الله إليه" وفي حديث عبد الله بن خباب يعني عن أبيه عند الطبراني "شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض" وفي حديث أبي أمامة نحوه، وعند أحمد وابن أبي شيبة من حديث أبي برزة مرفوعا في ذكر الخوارج "شر الخلق والخليقة، يقولها ثلاثا" وعند ابن أبي شيبة من طريق عمير بن إسحاق عن أبي هريرة "هم شر الخلق" (¬2) حديث أنس أخرجه أحمد (3/ 224) وابن نصر في "السنة" (52) والبيهقي (8/ 171) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وأبو داود (4765) وأبو يعلى (3117) عن مبشر بن إسماعيل الحلبي والطحاوي في "المشكل" (4073) والحاكم (2/ 148) عن بشر بن بكر التنيسي والبيهقي (8/ 171) عن الوليد بن مزيد البيروتي والآجري في "الشريعة" (40) عن أبي يوسف يزيد بن يوسف الرحبي ¬

_ (¬1) 17/ 25 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال) (¬2) 15/ 313 (كتاب استتابة المرتدين- باب قتل الخوارج)

كلهم عن الأوزاعي ثني قتادة عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري مرفوعا "سيكون في أمتي اختلاف وفرقة يحسنون القول ويسيئون الفعل يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه حتى يرتد على فُوْقِهِ، هم شرار (¬1) الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم" قالوا: يا رسول الله، ما سيماهم؟ قال "التحليق". وهكذا رواه نصر بن عاصم الأنطاكي عن الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي به. أخرجه أبو داود (4765) ورواه سويد بن سعيد الهروي عن الوليد بن مسلم فلم يذكر أبا سعيد. أخرجه أبو يعلى (2963) وهكذا رواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي فلم يذكر أبا سعيد. أخرجه الحاكم (2/ 147 - 148) والداني في "الفتن" (276) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 430) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬2) وقال: لم يسمع هذا الحديث قتادة من أبي سعيد إنّما سمعه من أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد. ثم أخرجه من طريق أبي الجُمَاهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "مثلهم مثل رجل يرمي رمية فيتوخى السهم حيث وقع فأخذه فنظر إلى فوقه فلم ير به دسما ولا دما، ثم نظر إلى ريشه فلم ير به دسما ولا دما، ثم نظر إلى نصله فلم ير به دسما ولا دما، كما لم يتعلق به شيء من الدسم والدم كذلك لم يتعلق هؤلاء بشيء من الإسلام" قلت: سعيد بن بشير مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن. وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه سليمان بن قَرْم البصري عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ¬

_ (¬1) وفي لفظ "شر" (¬2) قلت: لم يخرج البخاري رواية الأوزاعي عن قتادة.

مسروق عن عائشة أنّها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم؟ يعني أصحاب النهر، فقالوا: علي، فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يقتلهم خيار أمتي، وهم شرار أمتي". أخرجه البزار (كشف 1857) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا حسين بن محمد ثنا سليمان بن قرم به. وقال لا نعلم روى عن عطاء عن أبي الضحى عن مسروق إلا هذا الحديث، ولا نعلم رواه عن عطاء إلا سليمان بن قرم، وسليمان بن قرم قد تكلموا فيه" قلت: إسناده ضعيف، سليمان بن قرم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال أحمد وابن عدي: كان يفرط في التشيع، وقال ابن حبان: كان رافضيا غاليا في الرفض، وقال الحاكم: غمزوه بالغلو في التشيع وسوء الحفظ جميعا. وعطاء بن السائب كان قد اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع سليمان بن قرم منه أهو قبل اختلاطه أم بعده. وأخرجه البزار أيضا (البداية والنهاية 7/ 303) عن محمد بن عمارة بن صبيح الكوفي ثنا سهل بن عامر البجلي ثنا أبو خالد عن مُجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخوارج فقال "شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي" وسهل بن عامر قال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث، ووثقه ابن حبان. ومجالد بن سعيد ليس بالقوي. ورواه عمرو بن عبد الغفار الفُقَيْمي عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن الشعبي عن مسروق عن عائشة أنها قالت له: من قتل ذا الثُّدَيَّة، علي بن أبي طالب؟ قال: نعم. قالت: أما إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يخرج قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة، علامتهم رجل مِخْداج اليد" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5409) وقال: لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن عمرو إلا عمرو بن عبد الغفار" قلت: وهو متروك الحديث كما قال أبو حاتم (الجرح 3/ 1/ 246) الثاني: يرويه حسان بن روبي النهري عن أبي سعيد الرقاشي قال: دخلت على عائشة فقالت: ما أبالي أبو حسن يقتل أصحابه القراء، قال: قلت: يا أم المؤمنين، إنّا وجدنا في

القتلى ذا الثدية، فشهقت أو تنفست، ثم قالت: إنّ كاتم الشهادة مثل شاهد بزور، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يقتل هذه العصابة خير أمتي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7291) عن محمد بن العباس الأخرم ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الله بن قيس الرقاشي الخزاز ثنا حسان بن روبي به. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد الرقاشي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن المثنى" قلت: عبد الله بن قيس الرقاشي ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وأبو سعيد (¬1) الرقاشي اسمه قيس بن عبد الله مولى حضين بن المنذر قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسان بن روبي لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن العباس ومحمد بن المثنى ثقتان. الثالث: يرويه إسماعيل بن زكريا الأسدي الكوفي عن يزيد بن أبي زياد قال: حدثني من سمع عائشة تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنّهم شرار أمتي، يقتلهم خيار أمتي" أخرجه الآجري (1/ 362 و 5/ 2083) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي. وأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه جامع بن مطر الحبطي عن شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد فذكر حديثا وفيه "فاقتلوهم هم شر البرية" وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر "اذهب إليه فاقتله" الثاني: يرويه أبو عتاب سهل بن حماد الدلال ثنا عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه مال فجعل يضرب بيده فيه فيعطي يمينا وشمالا وفيهم رجل مقلص الثياب ذو سيماء بين عينيه أثر السجود فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضرب يده يمينا وشمالا حتى نفد المال، فلما نفد المال ولّى مدبرا وقال: والله ما عدلت منذ اليوم، قال: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقلب كفه ويقول "إذا لم أعدل فمن ذا يعدل بعدي، أما إنّه ستمرق ¬

_ (¬1) ترجمته في "التاريخ الكبير" (4/ 1/151) -الجرح والتعديل 3/ 2/ 106 - الأسماء والكنى للإمام أحمد ص 44 - ثقات ابن حبان 5/ 315 - الكنى لمسلم- الاستغناء لابن عبد البر 2/ 903 - الكنى للدولابي 1/ 187 - طبقات ابن سعد 7/ 212 - الميزان 4/ 530

مارقة يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه حتى يرجع السهم على فُوقه، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يحسنون القول ويسيئون الفعل، فمن لقيهم فليقاتلهم، فمن قتله فله أفضل الأجر، ومن قتلوه فله أفضل الشهادة، هم شر البرية برئ الله منهم، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق" أخرجه الحاكم (2/ 154) عن مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضي ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا أبو عتاب به. وقال: هذا حديث صحيح" قلت: إسناده حسن، سهل وعبد الملك صدوقان، والباقون ثقات. وأما حديث عبد الله بن خباب فيرويه الحسن البصري أنّ الصرم لقي عبد الله بن خباب، فذكر قصة وفيها: قال عبد الله بن خباب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يكون بعدي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فُوقه، طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض كلاب النار" أخرجه الطبراني (المجمع 6/ 230 - الإصابة 6/ 69) قال الهيثمي: وفيه محمد بن عمر الكلاعي وهو ضعيف" وأما حديث أبي أمامة فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو غالب قال: رأيت أبا أمامة أبصر رؤوس خوارج على درج دمشق فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "كلاب أهل النار، كلاب أهل النار، كلاب أهل النار" ثم بكى، ثم قال: شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى من قتلوا. قال أبو غالب: أأنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم إني إذن لجريء، سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث. أخرجه الطيالسي (ص155) والحميدي (908) والسياق له وعبد الرزاق (18663) وابن أبي شيبة (15/ 307 - 308) وأحمد (5/ 253 و 256) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 706) وابن ماجه (176) والترمذي (3000) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1542 و 1543 و 1544) والروياني (1178) والطحاوي في "المشكل" (2519) وابن أبي حاتم في "التفسير" (سورة آل عمران 97) والمحاملي (478و 479) والطبراني في "الكبير" (8033 و 8034 و 8035 و 8036 و 8037 و 8038 و 8039 و 8040 و 8041 و 8042 و 8043 و 8044 و 8049 و 8050 و 8051 و 8052 و 8055 و 8056) و"الصغير" (33) والآجري (58 و 59 و60) وأبو الشيخ في "الطبقات" (172) وابن أبي زمنين في "السنة" (224)

واللالكائي (151 و 152) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 323 - 324) والبيهقي 8/ 188) من طرق عن أبي غالب به. قال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه عكرمة بن عمار اليمامي ثنا أبو عمار شداد بن عبد الله قال: وقف أبو أمامة وأنا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب مسجد حمص أو دمشق فقال لهم: كلاب النار مرتين أو ثلاثا، شر قتلى تظل السماء، وخير قتلى من قتلوهم، ودمعت عينا أبي أمامة، قال رجل: أرأيت قولك لهؤلاء القوم: شر قتلى تظل السماء وخير قتلى من قتلوهم أشيء من قبل رأيك أم شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: من قبل رأيي؟ إني إذاً لجريء!! لو لم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مرّة أو مرتين، حتى عدّ سبع مرات ما حدثتكم. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1545) والحاكم (2/ 149 و 149 - 150) من طرق عن عكرمة بن عمار به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال. الثالث: يرويه عبد الله بن بُجَيْر البصري ثنا سيار قال: جيء برؤوس من قبل العراق فنصبت عند باب المسجد، وجاء أبو أمامة فدخل المسجد فركع ركعتين ثم خرج إليهم فنظر إليهم فرفع رأسه فقال: شر قتلى تحت ظل السماء ثلاثا، وخير قتلى تحت ظل السماء من قتلوه، وقال: كلاب النار ثلاثا، ثم إنّه بكى ثم انصرف عنهم فقال له قائل: يا أبا أمامة أرأيت هذا الحديث حيث قلت: كلاب النار شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو شيء تقوله برأيك؟ قال: سبحان الله إني إذاً لجريء لو سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة أو مرتين حتى ذكر سبعا أن لا أذكره، فقال الرجل: لأي شيء بكيت؟ قال: رحمة لهم أو من رحمته. أخرجه أحمد (5/ 250) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن بجير به. وإسناده صحيح. الرابع: يرويه أبو ضَمْرة أنس بن عياض المدني قال: سمعت صفوان بن سليم يقول: دخل أبو أمامة دمشق فرأى رؤوس أهل حروراء قد نصبت فقال: كلاب النار ثلاثا شر قتلى

تحت ظل السماء من خير قتلى من قتلوه، ثم بكى، فقام إليه رجل فقال: يا أبا أمامة هذا الذي تقول من رأيك أو سمعته؟ فقال: إني إذاً لجريء! كيف أقول هذا عن رأيي؟! ولكن قد سمعته غير مرة ولا مرتين. قال: فما يبكيك؟ قال: أبكي لخروجهم من الإسلام هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعا. أخرجه أحمد (5/ 269) وفي "السنة" (1546) عن أنس بن عياض به. وراوييه ثقتان لكن لا أدري أسمع صفوان من أبي أمامة أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، وقد ذكر أبو داود أنّه رأى أبا أمامة فالله أعلم. وأما حديث أبي برزة فأخرجه الطيالسي (ص 142) عن حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن شريك بن شهاب الحارثي قال: كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله عن الخوارج، فلقيت أبا برزة، فذكر حديثا طويلا وفيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "هم شر الخلق والخليقة" ومن طريقه أخرجه النسائي (7/ 109 - 110) وفي "الكبرى" (3566) والمزي (12/ 461 - 462) وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 536و 15/ 320 - 321) وأحمد (4/ 421 - 422 و 424 - 425 و 425) والفريابي في "فضائل القرآن" (195) والروياني (766) والحاكم (2/ 146 - 147) والهروي في "ذم الكلام" (666) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال النسائي: شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: الأزرق وشريك لم يخرج لهما مسلم شيئاً، وشريك ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا برواية الأزرق بن قيس عنه. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 305 و 314) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: ذكروا الخوارج عند أبي هريرة فقال: أولئك شرار الخلق. عمير بن إسحاق لم يرو عنه إلا عبد الله بن عون، وقواه النسائي وغيره، وأبو أسامة وابن عون ثقتان.

4062 - عن عائشة قالت: سألت خديجة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين، فقال "هم مع آبائهم" ثم سألته بعد ذلك فقال "الله أعلم بما كانوا عاملين" ثم سألته بعد ما استحكم الإسلام فنزل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] قال "هم على الفطرة أو قال في الجنة" قال الحافظ: رواه عبد الرزاق من طريق أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة، وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف" (¬1) ضعيف جدا أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 117) من طريق عبد العزيز القرشي ثنا أبو معاذ ثنا الزهري عن عروة عن عائشة به. وأبو معاذ واسمه سليمان بن أرقم قال أبو داود وأبو حاتم والنسائي وابن خراش والدارقطني: متروك الحديث. 4063 - عن عبد الله بن مغفل قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [محّمَّد: 22] قال "هم هذا الحي من قريش، أخذ الله عليهم إن وُلُوا الناس أن لا بفسدوا في الأرض ولا يقطعوا أرحامهم" قال الحافظ: أخرجه الطبري في "تهذيبه" (¬2). أخرجه الحاكم (2/ 254 - 255) من طريق حمزة بن القاسم عن أبي الهيثم سعيد بن الحكم عن نفيع أبي داود عن عبد الله بن مغفل قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [محَمَّد: 22]. نفيع أبو داود كذبه الجوزجاني وغيره، واتهمه اين معين وغيره بالوضع، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث. 4064 - "هما عليك وفي مالك والميت منهما بريء" قال الحافظ: وللحاكم من حديث جابر: مات رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ووضعناه حيث توضع الجنائز عند مقام جبريل، ثم آذنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال: قوله: ثلاثة دنانير، في حديث جابر عند الحاكم "ديناران" وأخرجه أبو داود ¬

_ (¬1) 3/ 490 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين) (¬2) 10/ 202 (كتاب التفسير- سورة محمد- باب {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محَمَّد: 22])

من وجه آخر عن جابر نحوه. وكذلك أخرجه الطبراني من حديث أسماء بنت يزيد، ووقع عند ابن ماجه من حديث أبي قتادة "ثمانية عشر درهما" وفي مختصر المزني من حديث أبي سعيد الخدري "درهمين" وقال: وفي رواية ابن ماجه من حديث أبي قتادة نفسه: فقال أبو قتادة: وأنا أتكفل به. زاد الحاكم في حديث جابر "فقال: فذكره، قال: نعم، فصلّى عليه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لقي أبا قتادة يقول: ما صنعت الديناران؟ حتى كان آخر ذلك أن قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال: الآن حين برّدت عليه جلده" (¬1) حديث جابر له عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: مات رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ووضعناه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث توضع الجنائز عند مقام جبريل، ثم آذنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عليه، فجاء معنا خُطى ثم قال "لعل على صاحبكم دينا" قالوا: نعم، ديناران. فتخلف، فقال له رجل منا يقال له أبو قتادة: يا رسول الله، هما عليّ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "هما عليك وفي مالك والميت منهما بريء" فقال: نعم، فصلّى عليه. فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لقي أبا قتادة يقول "ما صنعت الديناران؟ " حتى كان آخر ذلك قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال "الآن حين برّدت عليه جلده" أخرجه الطيالسي (ص 233 - 234) وأحمد (3/ 330) والبزار (كشف 1334) والطحاوي في "المشكل" (4145) والغطريفي (26) والدارقطني (3/ 79) والحاكم (2/ 58) والسياق له والبيهقي (6/ 74 و75) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 342) من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل به. قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن جابر" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال النووي والهيثمي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 931 - المجمع 4/ 127 قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي على رجل عليه دين، فأتي بميت، فسأل "هل عليه ¬

_ (¬1) 5/ 373 و 374 (كتاب الحوالة- باب إذا أحال دين الميت على رجل جاز)

دين؟ " قالوا: نعم، ديناران، قال "فصلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: هما عليّ يا رسول الله، فصلّى عليه، فلما فتح الله على رسوله قال "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك دينا فعلي، ومن ترك مالا فلورثته". أخرجه عبد الرزاق (15257) عن معمر به. وأخرجه أحمد (3/ 296) وعبد بن حميد (1081) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (2956) عن أحمد به. وأخرجه أبو داود (3343) أيضا والنسائي (4/ 53) وفي "الكبرى" (2089) وابن الجارود (1111) وابن حبان (3064) والغطريفي (25) والبيهقي (6/ 73) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (62) والحازمي في "الاعتبار" (ص 128 و 129) من طرق عن عبد الرزاق به. وإسناده صحيح رواته ثقات، لكن رواه عُقيل بن خالد وغير واحد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة (¬1). وحديث أسماء بنت يزيد أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4144) عن محمد بن حميد بن هشام الرُّعَيني والطبراني في "الكبير" (24/ 184 - 185) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي وفي "مسند الشاميين" (1424) عن عبد الرحيم بن عبد الله البرقي قالوا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا محمد بن مهاجر عن أبيه قال: حدثتنا أسماء بنت يزيد قالت: دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة رجل من الأنصار، فلما وضع السرير تقدم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليه، ثم التفت فقال "على صاحبكم دين؟ " قالوا: نعم يا رسول الله دينارين، فقال "صلوا على صاحبكم" فقال أبو قتادة: إنا ندينه يا نبي الله، فصلّى عليه. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 448) عن عبد الله بن يوسف به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5150) ¬

_ (¬1) فتح الباري 5/ 382 - 383، علل الدارقطني 9/ 247

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 40 قلت: مهاجر بن دينار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث، وعبد الله بن يوسف ومحمد بن مهاجر ثقتان. وحديث أبي قتادة له عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن أبي قتادة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، منهم: 1 - عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب المدني. أخرجه أحمد (5/ 311) والطحاوي في "المشكل" (4146) عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري وأحمد (5/ 301 - 302 و 302) والدارمي (2596) وابن ماجه (2407) والترمذي (1069) والنسائي (4/ 52) وفي "الكبرى" (2087) وابن حبان (3060) والحازمي (ص 191) عن شعبة كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: توفي رجل منا، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليه، فقال "هل ترك من شيء؟ " قالوا: لا والله ما ترك من شيء، قال "فهل ترك عليه من دين؟ " قالوا: نعم، ثمانية عشر درهما، قال "فهل ترك لها قضاء؟ " قالوا: لا والله ما ترك لها من شيء، قال "فصلوا أنتم عليه" قال أبو قتادة: يا رسول الله، أرأيت إن قضيت عنه أتصلي عليه؟ قال "إن قضيت عنه بالوفاء صليت عليه" قال: فذهب أبو قتادة فقضى عنه، فقال "أوفيت ما عليه؟ " قال: نعم، فدعا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلّى عليه. اللفظ لحديث أبي عوانة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: رواته ثقات. 2 - سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري. أخرجه أحمد (5/ 297) وعبد بن حميد (190) وابن حبان (3058) عن يزيد بن هارون الواسطي وأحمد (5/ 304)

عن يعلى بن عبيد الطنافسي قالا: ثنا محمد بن عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بجنازة ليصلي عليها فقال "أعليه دين؟ " قالوا: نعم، ديناران، قال "أترك لهما وفاء؟ " قالوا: لا، قال "صلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: هما عليّ يا رسول الله، فصلّى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -. محمد بن عمرو بن علقمة صدوق، والباقون ثقات. 3 - أبو النضر سالم بن أبي أمية المدني. أخرجه عبد الرزاق (15258) عن عبد الله بن عمر العمري ثنا أبو النضر عن ابن أبي قتادة عن أبيه قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بجنازة رجل من قومي يصلي عليها، فقال "على صاحبكم دين؟ " قالوا: نعم، عليه بضعة عشر درهما، قال "فصلوا على صاحبكم" قلت: هي عليّ يا رسول الله، قال: فصلّى عليه. العمري مختلف فيه، وأبو النضر سالم بن أبي أمية وعبد الله بن أبي قتادة ثقتان. - وقال بكير بن عبد الله بن الأشج المدني: حدثني عبد الله بن أبي قتادة أنّ رجلا من نجران سأله وهو عند نافع بن جبير، فقال: أرأيت الحديث الذي ذكر لنا في الرجل الذي كان عليه دين ديناران، فدُعي إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبى أن يصلي عليه، فتحمّل بهما أبو قتادة: هل سمعت أباك ذكر ذلك؟ قلت: لا، ولكن حدثنيه من أهلي من لا أتهمه. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4147) والبيهقي (5148) عن عمرو بن الحارث المصري والطحاوي (4148) عن الليث بن سعد كلاهما عن بكير بن عبد الله به. وهذا أصح. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة ثنا أبو سلمة عن أبي قتادة قال: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجنازة ليصلي عليها، وقال "عليه دين؟ " قالوا: عليه ديناران، فقال "صلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: إليّ يا رسول الله، هما عليّ، فتقدّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلّى عليه.

أخرجه ابن حبان (3059) عن عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو به. وإسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق، والباقون كلهم ثقات، ومحمد بن بشر هو العبدي، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن. وحديث أبي سعيد تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا أُتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل" 4065 - عن جابر قال: جاء أبو بكر والناس جلوس بباب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤذن لأحد منهم فأذن لأبي بكر فدخل، ثم جاء عمر فاستأذن له فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا وحوله نساؤه، فذكر الحديث وفيه "هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة" فقام أبو بكر إلى عائشة، وقام عمر إلى حفصة، ثم اعتزلهنّ شهرا فذكر نزول آية التخيير. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1478") (¬1) 4066 - حديث جابر قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحديث في قوله - صلى الله عليه وسلم - "هُنَّ حولي كما ترى يسألنني النفقة" يعني نساءه، وفيه أنّه اعتزلهنّ شهرا ثم نزلت عليه هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28] حتى بلغ {أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74] قال: فبدأ بعائشة فذكر نحو حديث الباب" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1478) وقال: ووقع في حديث جابر "حتى تستشيري أبويك" وقال: وفي حديث جابر المذكور أنّ عائشة لما قالت: بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة قالت: يا رسول الله وأسألك أن لا تخبر امرأة من نساءك بالذي قلت، فقال "لا تسألني امرأة منهنّ إلا أخبرتها، إنّ الله لم يبعثني متعنتا وإنّما بعثني معلما ميسرا" (¬2) 4067 - حديث عبد الله بن جعفر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هنيئا لك، أبوك يطير مع الملائكة في السماء" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بإسناد حسن" (¬3) ¬

_ (¬1) 11/ 200 (كتاب النكاح - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها) (¬2) 10/ 139 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب- باب قوله {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ} [الأحزاب: 29]) (¬3) 8/ 78 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب جعفر بن أبي طالب)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 190) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا عبد الله بن هارون بن موسى الفَرْوي ثنا قدامة بن محمد الأشجعي عن مَخْرَمة بن بكير عن أبيه عن علي بن عبد الله بن جعفر عن أبيه به مرفوعا. قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 9/ 273 قلت: أبو علقمة عبد الله بن هارون الفروي قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: منكر الحديث، وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالمدينة وقيل لي إنّه يتكلم فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف (¬1). وقدامة بن محمد مختلف فيه، ومخرمة بن بكير وثقه أحمد وغير واحد، لكنّه لم يسمع من أبيه وإنما يحدث من كتاب أبيه، قاله ابن معين وغيره. وعلي بن عبد الله بن جعفر لم أقف له على ترجمة، وزكريا بن يحيى وبكير بن عبد الله بن الأشج ثقتان. وللحديث شواهد ذكرها الحافظ في باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وقد تكلمت عليها في مواضعها من هذا الكتاب. 4068 - عن عبد الرحمن بن غَنْم قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العتل الزنيم قال: "هو الشديد الخَلْق، المُصَحَّح الأكُول الشروب، الواجدُ للطعام والشراب، الظلوم للناس، الرحيب الجَوْف" قال الحافظ: عند أحمد من طريق عبد الرحمن بن غنم وهو مختلف في صحبته قال: فذكره" (¬2). أخرجه أحمد (4/ 227) ثنا وكيع ثنا عبد الحميد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم به. ومن طريقه أخرجه ابن بشران (878) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (89) وإسناده حسن إن ثبتت الصحبة لعبد الرحمن بن غنم، وعبد الحميد هو ابن بهرام الفزاري. ¬

_ (¬1) انظر تهذيب الكمال 34/ 100 وتهذيب التهذيب 12/ 172 (¬2) 10/ 298 (كتاب التفسير- سورة {ن وَالْقَلَمِ} [القَلَم:1])

4069 - حديث سعد بن أبي وقاص: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المقام المحمود فقال "هو الشفاعة" قال الحافظ: وعند ابن مردويه من حديث سعد بن أبي وقاص: فذكره" (¬1) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 325) ونسبه لابن مردويه أيضا. 4070 - "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهم" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث الفراسي ومن حديث العركي فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه المغيرة بن أبي بردة واختلف عنه: - فقال مالك (1/ 22): عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق عن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أنّه سمع أبا هريرة يقول: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ به؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 2) عن مالك به. وقال: في إسناده من لا أعرفه" ومن طريق الشافعي أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 247) والحاكم في "المعرفة" (ص 87) والبيهقي (1/ 3) وفي "معرفة السنن" (1/ 222 - 223) والخطيب في "التاريخ" (9/ 129) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (335) وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (220) وابن أبي شيبة (1372) وأحمد (2/ 237 و 361) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/478) والدارمي (735 و 2017) وأبو داود (83) وابن ¬

_ (¬1) 14/ 219 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار) (¬2) 12/ 38 (كتاب الذبائح- باب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96])

ماجه (386 و 3246) والترمذي (69) والنسائي (1/ 44 و 143 و 7/ 183) وفي "الكبرى" (58 و4862) وابن الجارود (43) وابن خزيمة (111) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (60) والطحاوي في "المشكل" (4029 و 4030) وابن حبان (1243 و 5258) والدارقطني (1/ 36) والحاكم (1/ 140 - 141) والبيهقي (1/ 3 و 9/ 252) وفي "الصغرى" (192) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 723) وفي "المتفق والمفترق" (658) والبغوي في "شرح السنة" (281) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (681) وابن بشكوال في "الغوامض" (551) والجورقاني في "الأباطيل" (331) وابن الجوزي في "التحقيق" (4) والمزي في "التهذيب" (10/ 481) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 98 - 99) من طرق عن مالك به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال البخاري: هو حديث صحيح" علل الترمذي 1/ 136 وقال ابن المنذر: ثابت" وقال الجورقاني: هذا حديث حسن لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، وهو إسناد متصل ثابت" وقال ابن حبان: صحيح" المجروحين 2/ 299 وقال ابن عبد البر: سعيد بن سلمة لم يرو عنه فيما علمت إلا صفوان بن سليم- يقال: إنّه مخزومي من آل ابن الأزرق أو بني الأزرق- ومن كانت هذه حاله، فهو مجهول لا تقوم به حجة عندهم. وأما المغيرة بن أبي بردة فهو المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة، قيل: إنّه غير معروف في حملة العلم كسعيد بن سلمة، وقيل: ليس بمجهول. قال: لا أدري ما هذا من البخاري؟ - يعني قوله: حديث صحيح - ولو كان عنده صحيحا لأخرجه في مصنفه الصحيح عنده ولم يفعل، لأنّه لا يعول في الصحيح إلا على الإسناد، وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده، وهو عندي صحيح لأنّ العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به" التمهيد 16/ 217 - 219 وخالفهم ابن حزم فقال: لا يصح" المحلى 1/ 297 ولم ينفرد مالك به بل تابعه: 1 - إسحاق بن إبراهيم بن سعيد المدني المزني. أخرجه الحاكم (1/ 141) وعنه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 225): ثنا أبو علي

الحسين بن علي الحافظ أنا محمد بن صالح الكيليني ثنا سعيد بن كثير بن يحيى بن حميد بن نافع الأنصاري ثنا إسحاق بن إبراهيم عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة أخي بني عبد الدار عن أبي هريرة قال: فذكره. وإسحاق بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال أبو زرعة: منكر الحديث ليس بقوي، وقال أبو حاتم: لين الحديث. 2 - عبد الرحمن بن إسحاق القرشي. أخرجه الحاكم (1/ 141) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 224 - 225) من طريق يزيد بن زُريع البصري ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ثنا صفوان بن سليم عن سعيد (¬1) بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة قال: فذكره. وعبد الرحمن بن إسحاق صالح الحديث كما قال أحمد وابن معين وابن خزيمة، ووثقه أبو داود وغيره. - ورواه أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن أبي بردة بن عبد الله أحد بني عبد الدار بن قصي عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 392 - 393) عن حسين بن محمد المروذي ثنا أبو أويس به. وأبو أويس فيه ضعف. - ورواه الأوزاعي عن عبد الله بن عامر الأسلمي واختلف عنه: • فقال الوليد بن مزيد البيروتي: عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر عن صفوان بن سليم عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (9/ 9) • وقال يحيى بن عبد الله بن الضحاك البَابَلُتِّي: عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قاله الدارقطني. وعبد الله بن عامر قال ابن معين وجماعة: ضعيف. ¬

_ (¬1) ووقع عند البيهقي: عن سلمة بن سعيد أو سعيد بن سلمة - على الشك -

- ورواه الجلاح أبو كثير واختلف عنه: • فقال ابن وهب: أني عمرو بن الحارث عن الجلاح عن سعيد بن سلمة المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/478) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 227) • ورواه يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح واختلف عنه: فرواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه أيضاً: فقال غير واحد: عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن سعيد بن سلمة المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/478) عن عبد الله بن صالح المصري وأبو عبيد في "الطهور" (221) والحاكم (1/ 141) والبيهقي (1/ 3) وفي "معرفة السنن" (1/ 226) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري وأبو عبيد (221) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي والطحاوي في "المشكل" (4034) عن شعيب بن الليث بن سعد كلهم عن الليث به. وقال قتيبة بن سعيد البلخي: عن الليث عن الجلاح عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 378) والدولابي في "الكنى" (2/ 90) ورواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن أبي ذر المصري عن أبي هريرة. قاله (¬1) الدارقطني (9/ 10) ¬

_ (¬1) أخرجه السرقسطي في "الغريب" (1/ 193) من طريق عبد الله بن حُمران البصري ثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن المغيرة بن عبد العزيز بن مروان عن أبي ذر- رجل من أهل مصر- عن جُلاح عن أبي هريرة.

ورواه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: فقال عبد الرحمن بن مِغْراء الكوفي: ثنا ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن اللجلاج عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة الكناني عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 479) ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 227) وقال البخاري: اللجلاج خطأ" معرفة السنن والآثار 1/ 228 ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق واختلف عنه: فقال محمد بن سلام السلمي: أنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة. أخرجه البخاري (¬1) في "الكبير" (2/ 1/478) وتابعه أحمد بن أبي شعيب الحراني ثنا محمد بن سلمة به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4036) وقال الحسن بن أحمد الحراني: ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه الدارمي (734) وقال سلمة بن الفضل الأبرش: عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن سلمة بن سعيد عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 478 - 479) ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 227) قال البيهقي: الليث بن سعد أحفظ من ابن إسحاق وقد أقام إسناده عن يزيد بن أبي حبيب وتابعه على ذلك عمرو بن الحارث عن الجلاح فهو أولى أن يكون صحيحا" المعرفة 1/ 228 ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (4/ 1/ 323 - 324) عن محمد بن سلام ووقع عنده: عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي بردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال فيه: عن اللجلاج. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 227) ووقع عنده: عن المغيرة بن أبي بردة عن أبيه عن أبي هريرة.

قلت: ولم ينفرد سعيد بن سلمة به بل تابعه يزيد بن محمد بن قيس القرشي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة به. أخرجه الحاكم (1/ 142) عن علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا ابن أبي مريم أني يحيى بن أيوب ثني خالد بن يزيد أنّ يزيد بن محمد القرشي حدّثه عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة به. ورواه أحمد بن عبيد الصفار عن عبيد بن عبد الواحد فلم يذكر يحيى بن أيوب. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 228) والأول أصح. وإسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب الغافقي وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "السير" (8/ 6) وخالد بن يزيد هو الجُمَحي المصري. - ورواه عبد الجبار بن عمر الأيلي واختلف عنه: • فقال حجاج بن رشدين بن سعد المصري: ثنا عبد الجبار بن عمر عن عبد ربه بن سعيد عن المغيرة بن أبي بردة عن عبد الله المدلجي قال: كنا في أرماث في البحر فنحمل معنا القليل من الماء، فإذا توضأنا به عطشنا، وإذا توضأنا بماء البحر كفانا، فذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4033) • وقال ابن وهب: ثنى عبد الجبار بن عمر عن عبد الله بن سعيد وإسحاق بن عبد الله (¬1) عن المغيرة بن أبي بردة عن عبد الله المدلجي. أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (553) وعبد الجبار بن عمر قال النسائي وجماعة: ضعيف. - ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه اختلافا كثيرا: • فقال يزيد بن هارون: أنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني أنه أخبره أنّ بعض بني مدلج أخبره أنهم كانوا يركبون الأرماث في البحر وذكر الحديث. أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 365) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 628) ¬

_ (¬1) هو ابن أبي فروة.

• وقال عبد الرحيم بن سليمان المروزي: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن بعض بني مدلج أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه ابن أبي شيبة (1358) عن عبد الرحيم به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1757) عن ابن أبي شيبة به. • وقال زفر بن الهذيل العنبري: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن بعض بني مدلج أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ماء البحر أخرجه الدارقطني في "العلل" (9/ 13) • وقال الليث بن سعد: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة أنّ رجلا من بني مدلج قال: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4032) - وقال هشيم: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن أبي بردة عن رجل من بني مدلج عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو عبيد (¬1) في "الطهور" (223) والحاكم (1/ 141) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 229) - وقال حماد بن سلمة: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2818) والطحاوي في "المشكل" (4031) والحاكم (1/ 141 - 142) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 230) - وقال سليمان بن بلال المدني: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة أنّ رجلا من بني مدلج قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 229 - 230) - وقال أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر: عن يحيى بن سعيد أني عبد الله بن المغيرة عن رجل من بني مدلج أنّ رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) وأخرجه في "الغريب" (1/ 43) ووقع عنده: عن المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 228 - 229)

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 230) وتابعه: 1 - محمد بن فضيل الكوفي (¬1). أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 230) 2 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 230) 3 - يحيى بن سعيد القطان (¬2). أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 626) - وقال حماد بن زيد: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه عن رجل من بني مدلج أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أبو القاسم البغوي (1757) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 230) وأبو نعيم في "الصحابة" (7240) - وقال شعبة: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة عن رجل من قومه عن رجل سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله الدارقطني في "العلل" (9/ 11) - وقال روح بن القاسم البصري: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله أو عبد الله بن المغيرة عن رجل من بني مدلج قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله الدارقطني (9/ 13) - وقال بحر بن كَنِيز السقاء: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن أبي بردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قاله الدارقطني (9/ 13) - وقال سفيان الثوري وسفيان بن عيينة: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله بن عبد أنّ ناسا من بني مدلج سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) ووقع في روايته: عبد الله بن المغيرة الكندي. (¬2) قال في روايته: أنّ رجلا منهم.

أخرجه عبد الرزاق (321) عن السفيانين به. ورواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله بن عبد أنّ رجلا من بني مدلج أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه البيهقي في "معرفة "السنن" (1/ 229) ورواه أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن رجل من أهل المغرب يقال له: المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة أنّ ناسا من بني مدلج أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 219) وقال: أرسل يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث عن المغيرة بن أبي بردة لم يذكر أبا هريرة، ويحيى بن سعيد أحد الأئمة في الفقه والحديث، وليس يقاس به سعيد بن سلمة ولا أمثاله، وهو أحفظ من صفوان بن سليم، وفي رواية يحيى بن سعيد لهذا الحديث ما يدل على أن سعيد بن سلمة لم يكن بمعروف من الحديث عند أهله، وقد روي هذا الحديث عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والصواب فيه عن يحيى بن سعيد ما رواه عنه ابن عيينة مرسلا- كما ذكرنا-" وقال في "الاستذكار" (1/ 201 - 202): وهو مرسل لا يصح فيه الاتصال، ويحيى بن سعيد أحفظ من صفوان بن سليم وأثبت من سعيد بن سلمة، وليس إسناد هذا الحديث مما تقوم به حجة عند أهل العلم بالنقل لأنّ فيه رجلين غير معروفين بحمل العلم في رواية صفوان بن سليم، وفي رواية يحيى بن سعيد نحو ذلك في المغيرة بن أبي بردة" وخالفه غير واحد في ترجيح حديث صفوان بن سليم فقال البخاري: وحديث مالك أصح" معرفة السنن والآثار 1/ 228 وقال الدارقطني: وأشبهها قول مالك ومن تابعه عن صفوان بن سليم" العلل 9/ 13 وقال البيهقي: هذا الاختلاف -يعني على يحيى بن سعيد- يدل على أنّه لم يحفظ كما ينبغي. وقد أقام إسناده مالك عن صفوان بن سليم، وتابعه على ذلك الليث بن سعد عن يزيد عن الجلاح أبي كثير، ثم عمرو بن الحارث عن الجلاح كلاهما عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة مرفوعا، فصار الحديث بذلك صحيحا كما قال البخاري في رواية الترمذي عنه" معرفة السنن 1/ 231 قلت: وسعيد بن سلمة والمغيرة بن أبي بردة وثقهما النسائي وابن حبان.

الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ماء البحر: أنتوضأ منه؟ فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 39 - 40) والدارقطني (1/ 37) والحاكم (1/ 142) وإسناده ضعيف لضعف القدامي. الثالث: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوضوء بماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" أخرجه الدارقطني (1/ 36) والحاكم (1/ 142) من طريق أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن غزوان ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به. قال ابن حبان: ليس هو من حديث أبي سلمة ولا يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن غزوان يقلب الأخبار ويسند الموقوف، لا يحل الاحتجاج به" المجروحين 2/ 299 وقال أبو زرعة: محمد بن غزوان منكر الحديث. قلت: واختلف فيه على يحيى بن أبي كثير: • فقال مَعْمر بن راشد: عن يحيى بن أبي كثير قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن البحر فقال "هو الذي حلال ميتته، طهور ماؤه" أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 194) وفي "مصنفه" (8656) عن معمر به". ورواته ثقات لولا إرساله. • وقال سفيان بن عيينة: عن يحيى بن أبي كثير قال: سئل المغيرة بن عبد الله بن عبد أنّ ناسا من بني مدلج سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (8657) ورواه يحيى بن عباد عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (6/ 2163) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن يعقوب بن عطاء عن يحيى بن عباد به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر.

وأما حديث أبي بكر فله عنه طريقان: الأول: يرويه وهب بن كيسان المدني عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحلال ميتته" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 139) والدارقطني (1/ 34) من طريق عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف المعروف بابن أبي ثابت عن إسحاق بن حازم عن وهب به. قال ابن حبان: وهو خطأ فاحش إنما هو عن إسحاق بن حازم عن عبيد الله بن مقسم عن جابر مرفوعا" وقال الدارقطني في "العلل" (1/ 220 - 221): هو حديث تفرد به عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف الحديث رواه عن إسحاق بن حازم شيخ مديني ليس بالقوي" الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه سئل عن ماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 355) من طريق السري بن عاصم الهمداني عن محمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار به. وقال: إنما هو من قول أبي بكر الصديق فأسنده السري، والسري كان ببغداد يسرق الحديث ويرفع الموقوفات، لا يحل الإحتجاج به" وخالفه الحميدي فرواه عن محمد بن عبيد وعبد الله بن رجاء وأبي ضمرة كلهم عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن أبي بكر موقوفا. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 248) عن حاتم بن منصور أنا الحميدي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (1359) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني وأبو عبيد في "الطهور" (226) عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي والدارقطني (1/ 35) وفي "العلل" (1/ 240 و 240 - 241) ومسدد (¬1) (إتحاف الخيرة 629) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبي الطفيل.

عن يحيى بن سعيد القطان والدارقطني (1/ 35) والبيهقي (1/ 4 و 9/ 253) عن عبد الله بن نمير كلهم عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن أبي بكر موقوفا. وإسناده صحيح. وأما حديث علي فأخرجه الدارقطني (1/ 35) عن أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة ثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك ثنا معاذ بن موسى ثنا محمد بن الحسين ثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" وأخرجه الحاكم (1/ 142 - 143) عن أبي سعيد أحمد بن محمد النسائي ثنا أحمد بن محمد بن سعيد به. قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 12): في إسناده من لا يعرف" وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسحاق بن حازم المدني عن أبي مقسم عبيد الله بن مقسم عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في البحر "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" أخرجه أحمد (3/ 373) وفي "العلل" (780) وفي "مسائل ابن هانئ" (1/ 5) عن أبي القاسم بن أبي الزناد أخبرني إسحاق بن حازم به. وأخرجه ابن ماجه (388) وابن خزيمة (112) وابن حبان (1244) وفي "المجروحين" (2/ 140 و 303) والدارقطني (1/ 34) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 229) والبيهقي (1/ 253 - 254و 9/ 252) وأبو الحسن بن القطان في "زوائده" على سنن ابن ماجه (1/ 137) والخطيب في "المتفق والمفترق" (812) وابن الجوزي في "التحقيق" (5) والمزي (34/ 193) من طرق عن أحمد بن حنبل به. قال أبو علي بن السكن: حديث جابر أصح ما روي في هذا الباب" التلخيص 1/ 11 وقال الحافظ في "الدراية" (1/ 54): إسناده لا بأس به" قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات. الثاني: يرويه المعافى بن عمران الموصلي عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (1759) والدارقطني (1/ 34) والحاكم (1/ 143) من طريق الحسن بن بشر البجلي ثنا المعافى به. قال الحافظ: وإسناده حسن ليس فيه إلا ما يخشى من التدليس" التلخيص 1/ 11 قلت: ابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 34) من طريق مبارك بن فضالة عن أبي الزبير عن جابر. ومبارك بن فضالة مدلس أيضا وقد عنعن. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (1/ 35) عن إبراهيم بن راشد الأدمي والحا كم (1/ 140) عن محمد بن إسحاق الصاغاني قالا: ثنا سريج بن النعمان ثنا حماد بن سلمة عن أبي التَّيَّاح ثنا موسى بن سلمة عن ابن عباس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ماء البحر فقال "ماء البحر طهور" قال الدارقطني: الصواب موقوف" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الحافظ: ورواته ثقات لكن صحح الدارقطني وقفه" التلخيص 1/ 11 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، وأبو التياح اسمه يزيد بن حميد، وموسى بن سلمة هو ابن المُحَبّق الهذلي. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه محمد (¬1) بن يحيى المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (224) عن الحكم بن موسى القنطري ثنا هِقْل عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّ صيد ميتة البحر حلال، وماؤه طهور" وأخرجه الدارقطني (1/ 35) عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحكم بن موسى به. ¬

_ (¬1) وعنه أخرجه ابن عدي (6/ 2418)

ورواه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم عن محمد بن إسحاق وهو الصاغاني وقال فيه: عن الأوزاعي بدل المثنى بن الصباح. أخرجه الحاكم (1/ 143) قال الحافظ: ووقع في رواية الحاكم: الأوزاعي بدل المثنى، وهو غير محفوظ" التلخيص 1/ 12 قلت: والمثنى بن الصباح ضعفوه. وأما حديث أنس فأخرجه عبد الرزاق (320) والدارقطني (1/ 35) من طريق أبان بن أبي عياش عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ماء البحر قال "الحلال ميتته، الطهور ماؤه" قال الدارقطني: أبان بن أبي عياش متروك" وأما حديث الفِرَاسي فأخرجه ابن ماجه (387) والطحاوي في "المشكل" (4037) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 220) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والطحاوي (4038) عن عبد الله بن عبد الحكم المصري كلاهما عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مَخْشِي أنّه حدّث أنّ الفراسي قال: كنت أسيد في البحر الأخضر على أرماث، وكنت أحمل قربة فيها ماء، فإذا لم أتوضأ من القربة، رفق ذلك بي وبقيت لي، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقصصت عليه ذلك وقلت: أنتوضأ من ماء البحر يا رسول الله؟ فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" السياق لابن عبد البر ووقع عند ابن ماجه "عن ابن الفراسي" قال الترمذي: سألت محمدا عن حديث ابن الفراسي في ماء البحر فقال: هو مرسل، ابن الفراسي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، والفراسي له صحبة" العلل 1/ 137 وقال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقائم، والفراسي مذكور في الصحابة غير معروف" الاستذكار 1/ 202 وقال عبد الحق في "الأحكام": حديث الفراسي هذا لم يروه فيما أعلم إلا مسلم بن مخشي، ومسلم بن مخشي لم يرو عنه فيما أعلم إلا بكر بن سوادة"

وقال أبو الحسن بن القطان: وقد خفي على عبد الحق ما فيه من الانقطاع، فإنّ ابن مخشي لم يسمع من الفراسي وإنما يرويه عن ابن الفراسي عن أبيه" نصب الراية 1/ 99 وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّ مسلما لم يسمع من ابن الفراسي، وابن الفراسي لا صحبة له وإنّما روى هذا الحديث عن أبيه، فالظاهر أنّه سقط من هذا الطريق" المصباح 1/ 57 قلت: مسلم بن مخشي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه غير بكر بن سوادة. والحديث لم ينفرد به الليث بن سعد بل تابعه يحيى بن أيوب المصري عن جعفر بن ربيعة وعمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي معاوية مسلم بن مخشي عن الفراسي به. أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (225) عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي عن يحيى بن أيوب به. واختلف فيه على سعيد بن الحكم: فقال الطحاوي (4039): ثنا ابن أبي مريم ثنا جدي (¬1) أنا يحيى بن أيوب ثني جعفر بن ربيعة وعمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي معاوية العلوي عن مسلم بن مخشي عن الفراسي به. وقال: أبو معاوية العلوي ومسلم بن مخشي لا يعرفان" وأما حديث العركي فأخرجه الطحاوي (¬2) (4035) والطبراني والبغوي كما في "الإصابة" (6/ 342 - 343) وأبو نعيم في "الصحابة" (8408) من طريق حميد بن صخر عن عياش بن عباس المصري عن عبد الله بن رزين عن العركي الذي سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: إنا نركب في الأرماث فنبعد في البحر، ومعنا ماء لشفاهنا، فإن توضأنا به عطشنا، ويزعمون أنّ ماء البحر ليس بطهور، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ماؤه طهور، وميتته حلال" قال الطحاوي: إسناد هذا الحديث حسن غير أنّ عبد الله بن رزين قديم لا يقع في القلوب لقاء عياش بن عباس إياه" ¬

_ (¬1) يعني سعيد بن الحكم. (¬2) أخرجه هو وأبو نعيم من طريق حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر. ووقع عند أبي نعيم: عن عبيد الله بن جرير عن العركي.

وقال البغوي: صوابه حميد أبو صخر" وكذلك صوب ابن حبان في "الثقات" (6/ 188 - 189) أنّه حميد أبو صخر فقال: حميد بن زياد أبو صخر الخراط روى عنه حيوة بن شريح، وهو الذي يروي عنه حاتم بن اسماعيل ويقول: حميد بن صخر، وإنما هو حميد بن زياد أبو صخر لا حميد بن صخر. ولما ترجم البخاري لحميد بن زياد أبي صخر قال: وقال بعضهم: حميد بن صخر. وفرق ابن عدي في "الكامل" بينهما وقال: سمعت ابن حماد يقول: حميد بن صخر يروي عنه حاتم بن إسماعيل، قاله أحمد بن شعيب النسائي. قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: حميد بن صخر: يروي عنه حاتم بن اسماعيل، ليس بالقوي. 4071 - حديث المختار بن فلفل عن أنس في ذكر الكوثر "هو حوض ترد عليه أمتي" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (400) 4072 - حديث معاذ بن جبل: ضمّ إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمر الصدقة فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا، فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي "هو عمل الشيطان فارصده" فرصدته فأقبل في صورة فيل، فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب في غير صورته، فدنا من التمر فجعل يلتقمه، فشددت علي ثيابي فتوسطته. قال الحافظ: ووقع مثل ذلك لمعاذ بن جبل، أخرجه الطبراني وأبو بكر الروياني. وقال: وفي حديث معاذ بن جبل من الزيادة: وخاتمة سورة البقرة - آمن الرسول- إلى آخرها. وقال في أول الحديث: فذكره. وفي رواية الروياني: فأخذته فالتفت يدي على وسطه، فقلت: يا عدو الله، وَثَبْتَ إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك. لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيفضحك" وفي رواية الروياني: ما أدخلك بيتي تأكل التمر؟ قال: أنا شيخ كبير فقير ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين، ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم، فلما نزلت عليه آيتان تفرقنا منها، فإن خلّيت سبيلي علمتكهما. قلت: ¬

_ (¬1) 14/ 262 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

نعم، قال: آية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله {آمَنَ الرَّسُولُ} [البقرة: 285] إلى آخرها. وقال: في حديث معاذ بن جبل "صدق الخبيث وهو كذوب" (¬1). حسن وله عن معاذ طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن بريدة بن الحصيب واختلف عنه: - فقال عبد المؤمن بن خالد الحنفي المروزي: أنبا عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الدؤلي قال: قلت لمعاذ بن جبل: أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته. قال: جعلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقة المسلمين فجعلت التمر في غرفة. قال: فوجدت فيه نقصانا. فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال "هذا الشيطان يأخذه" قال: فدخلت الغرفة وأغلقت الباب عليّ، فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب، ثم تصوّر في صورة (¬2)، ثم تصوّر في صورة أخرى، فدخل من شقّ الباب، فشددت إزاري عليّ فجعل يأكل من التمر، فوثبت إليه فضبطته، فالتقت يداي عليه، فقلت: يا عدو الله. قال: خلِّ عني، فإني كبير ذو عيال كثير، وأنا من جن نصيبين، وكانت لنا هذه القرية قبل أن يُبعث صاحبكم، فلما بعث أُخرجنا منها، خلِّ عني فلن أعود إليك. فخليت عنه فجاء جبريل -عليه السلام- فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما كان، فصلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح ونادى مناديه: أين معاذ بن جبل؟ فقمت إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما فعل أسيرك؟ " فأخبرته. فقال "أما إنّه سيعود فَعُدْ" قال: فدخلت الغرفة وأغلقت على الباب، فجاء فدخل من شقّ الباب، فجعل يأكل من التمر، فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى، فقال: خلِّ عني فإني لن أعود إليك. فقلت: يا عدو الله ألم تقل إنّك لن تعود؟ قال: فإني لن أعود، وآية ذلك أنّه لا يقرأ أحد منكم خاتمة (¬3) البقرة فيدخل أحد منا في بيته تلك الليلة. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (175) وأبو نعيم في "الدلائل" (547) والحاكم (1/ 563 - 564) عن زيد بن الحباب العكلي والحاكم (1/ 563) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 109 - 110) ¬

_ (¬1) 5/ 392 و 393 و 394 (كتاب الوكالة- باب إذا وكّل رجلا فترك الوكيل شيئا) (¬2) وفي لفظ "في صورة فيل" (¬3) وفي لفظ " {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] " إلى آخر السورة.

عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي والطبراني (¬1) في "الكبير" (20/ 161 - 162) عن نعيم بن حماد المروزي قالوا: ثنا عبد المؤمن بن خالد به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد المؤمن بن خالد الحنفي مروزي ثقة يجمع حديثه" قلت: عبد المؤمن بن خالد صدوق، وعبد الله بن بريدة وأبو الأسود ظالم بن عمرو ثقتان، فالإسناد حسن. - وقال مالك بن مِغْول: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان لي طعام فتبينت فيه النقصان فكنت في الليل، فإذا غول قد سقطت عليه، فقبضت عليها فقلت: لا أفارقك حتى أذهب بك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إني امرأة كثيرة العيال لا أعود. فحلفت لي فخليتها فجئت، فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي "كذبت وهي كذوب" وتبيّن لي النقصان، قال: فإذا هي قد وقعت على الطعام فأخذتها، فقالت لي: كما قالت لي في الأولى، وحلفت أن لا تعود، فجئت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "كذبت وهي كذوب" ثم تبيّن لي النقصان، فكمنت لها، فأخذتها فقلت: لا أفارقك أو أذهب بك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ذرني حتى أعلمك شيئا، إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا. إذا أويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك ومالك آية الكرسي، فخليتها، فجئت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "صدقت وهي كذوب، صدقت وهي كذوب" أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 110 - 111) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا حامد السلمي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مالك بن مغول به. وقال: كذا قال: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وهذا غير قصة معاذ، فيحتمل أن يكونا محفوظين" ¬

_ (¬1) رواه الطبراني عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا نعيم بن حماد به. ورواه في موضع آخر (20/ 51 - 52) عن يحيى بن عثمان بن صالح ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد المؤمن بن خالد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: بلغني أنّ معاذ بن جبل أخذ الشيطان ونعيم مختلف فيه.

قلت: ورواته ثقات غير حامد السلمي فلم أقف له على ترجمة. الثاني: يرويه لقمان بن عامر الحمصي عن الحسن بن جابر القرشي عن معاذ أنّه سمع خشخشة شيء في بيته، فأخذه فقال: من أنت؟ قال: أنا شيطان، فقال له: أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: دعني فإني لا أعود، فخلّى سبيله، فلما غدا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال "يا معاذ ما فعل أسيرك؟ " قال: سرحته، فلما كانت الليلة الثانية إذا هو قد حسّ به، فأخذه فطلب إليه أيضا، وحلف أن لا يعود، فخلّى عنه، فلما كانت الليلة الثالثة حسّ به وأخذه، وطلب إليه أيضا وحلف له أن لا يعود، فأبى أن يسرحه، فقال: خلّ عنّي حتى أعلمك آية إذا قرأتها لم يكن في ذلك الموضع شيطان، فعلمه آية الكرسي، فخلى سبيله، وغدا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما صنع، فقال "صدق وكان كذوبا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 101) وفي "مسند الشاميين" (1612) عن محمد بن إبراهيم بن عرق الحمصي ثنا محمد بن مُصفى ثنا بقية بن الوليد ثنا عقيل بن مدرك عن لقمان بن عامر به. وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد، ومحمد بن مصفى ولقمان بن عامر صدوقان، وبقية بن الوليد ثقة وقد صرّح بالتحديث من عقيل بن مدرك فانتفى التدليس، وعقيل بن مدرك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، والحسن بن جابر لم يدرك معاذا، وقال الذهبي في "المجرد": حمصي مستور. 4073 - حديث أكثم بن أبي الجون الخزاعي قال: قلنا: يا رسول الله، فلان يجزي في القتال، قال "هو في النار" قلنا: يا رسول الله، إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار فأين نحن؟ قال "ذلك إخبات النفاق" قال: فكنا نتحفظ عليه في القتال. قال الحافظ: وفي حديث أكثم بن أبي الجون الخزاعي عند الطبراني: فذكره. وقال: زاد في حديث أكثم: فقلنا: يا رسول الله قد استشهد فلان، قال "هو في النار" وقال: في حديث أكثم "أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أشهد أنّك رسول الله. وقال: زاد في حديث أكثم "تدركه الشقاوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 9/ 13 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (872) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ثنا ضَمْرة بن ربيعة عن عبد الله بن شَوذب عن أبي نهيك عن شبل بن خليد المزني عن أكثم بن أبي الجون قال: قلنا: يا رسول الله، فلان يجزي في القتال، قال "هو في النار" قال: قلنا: يا رسول الله إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار فأين نحن؟ قال "إنّما ذلك إخبات النفاق وهو في النار" قال: فكنا نتحفظ عليه في القتال، كان لا يمرّ به فارس ولا راجل إلا وثب عليه فأكثر عليه جراحه، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله، استشهد فلان؟ قال "هو في النار" فلما اشتد به ألم الجراح أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أشهد أنّك رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنّه لمن أهل النار، وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنّه من أهل الجنة تدركه الشقوة أو السعادة عند خروج نفسه فيختم له بها" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1042) عن الطبراني به. قال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: إسناده حسن" المجمع 7/ 214 - الإصابة 1/ 96 قلت: شبل بن خليد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وأبو نهيك ما عرفته، ومحمد بن إسماعيل بن علي لم أقف له على ترجمة، وعلي بن سعيد مختلف فيه، وضمرة وعبد الله ثقتان. 4074 - عن أبي سعيد: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال: "هو مسجدكم هذا" قال الحافظ: وروى مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه: فذكره. ولأحمد والترمذي من وجه آخر عن أبي سعيد: اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما: هو مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألاه عن ذلك فقال "هو هذا وفي ذلك -يعني مسجد قباء- خير كثير" ولأحمد عن سهل بن سعد نحوه، وأخرجه من وجه آخر عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب مرفوعا" (¬1) صحيح وله عن أبي سعيد طرق: الأول: يرويه حميد الخراط المدني قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: مرّ ¬

_ (¬1) 8/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -)

بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري فقلت له: كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى؟ قال: قال أبي: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله، أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفًا من حصباء فضرب به الأرض. ثم قال "هو مسجدكم هذا" (لِمَسجد المدينة) فقلت: (القائل أبو سلمة) أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره. أخرجه أحمد (3/ 24) عن يحيى بن سعيد القطان عن حميد الخراط به. وأخرجه مسلم (1398) والسياق له والطبري في "تفسيره" (11/ 27) والطحاوي في "المشكل" (4735) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 263) من طرق عن يحيى القطان به. ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن حميد بن صخر عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقبض قبضة من الحصى ثم ضرب بها الأرض فقال "هذا هو - يعني مسجد المدينة -" لم يذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372 - 373) عن حاتم بن إسماعيل به. وأخرجه مسلم (2/ 1015) وأبو يعلى (1029) عن ابن أبي شيبة به (¬1). وأخرجه مسلم (2/ 1015) عن سعيد بن عمرو الأشعثي والبيهقي (5/ 246) وفي "الدلائل" (5/ 264) عن زكريا بن عدي التيمي كلاهما عن حاتم بن إسماعيل به. وحميد بن صخر هو حميد الخراط وقيل: غيره، وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين. والباقون ثقات. والحديث اختلف فيه على عبد الرحمن بن أبي سعيد: فرواه أسامة بن زيد الليثي عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قوله. ¬

_ (¬1) وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 544) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372) والطبري (11/ 27) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 10) والحاكم (2/ 334) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 264) وأسامة بن زيد مختلف فيه كذلك. الثاني: يرويه عمران بن أبي أنس القرشي العامري واختلف عنه: - فرواه الليث بن سعد عن عمران بن أبي أنس واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الليث عن عمران عن سعيد بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هو مسجدي هذا" أخرجه أحمد (3/ 89) عن موسى بن داود الضبي والطحاوي في "المشكل" (4736) عن عبد الله بن وهب (¬1) وشعيب بن الليث بن سعد (¬2) وعبد الله بن عبد الحكم المصري وابن مردويه كما في "تعجيل المنفعة" (1/ 581 - 582) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ خمستهم عن الليث به. • وقال غير واحد: عن الليث عن عمران عن ابن أبي سعيد عن أبيه. أخرجه أحمد (3/ 8) عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي وابن حبان (1606) ¬

_ (¬1) رواه الطحاوي عن يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب به، ورواه الطبري (11/ 28) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب فقال: عن ابن أبي سعيد عن أبيه ولم يسمه. (¬2) رواه الطحاوي عن بحر بن نصر الخولاني عن شعيب بن الليث به، ورواه الطبري (11/ 28) عن بحر بن نصر عن شعيب بن الليث فلم يذكر أبا سعيد الخدري.

عن يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب الرملي وأحمد (3/ 89) والنسائي (2/ 30) وفي "الكبرى" (11228) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 268 - 269) عن قتيبة بن سعيد البلخي (¬1) ثلاثتهم عن الليث به. - وقال ربيعة بن عثمان التيمي: ثني عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد قال: اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد المدينة، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "هو مسجدي هذا" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372) وفي "مسنده" (92) وأحمد (5/ 331) وعبد بن حميد (467) والروياني (1119) والطبري (11/ 28) والبلاذري في "فتوح البلدان" (ص 10) وابن حبان (1604 و 1605) والطبراني في "الكبير" (6025) وأبو نعيم في "صفة النفاق" (22) عن وكيع والطحاوي في "لمشكل" (4737) عن عبد الله بن إدريس الأودي كلاهما عن ربيعة بن عثمان به. قال ابن حبان: الطريقان جميعا محفوظان" قلت: ولم ينفرد ربيعة بن عثمان به بل تابعه عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد به. أخرجه أحمد (5/ 335) عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي ثني عبد الله بن عامر الأسلمي به. وأخرجه أحمد في موضع آخر (5/ 116) عن عبد الله بن الحارث فقال فيه: عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب. ¬

_ (¬1) رواه الترمذي (3099) عن قتيبة بن سعيد فقال فيه: عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عمران بن أبي أنس" وقال الحافظ: عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه هو المحفوظ" التعجيل 1/ 582

وهكذا رواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن الأسلمي به. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 373 و 12/ 210) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 1399) وأحمد (5/ 116) وعبد بن حميد (166) والطبري (11/ 28) والهيثم بن كليب (1422 و 1423) والبلاذري (ص 10) والحاكم (2/ 334) وتابعه أبو ضمرة (¬1) أنس بن عياض المدني عن الأسلمي به. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1403) والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (46) وابن عدي (4/ 1473) ورواه أبو ضمرة أيضا عن الأسلمي عن عمران بن أبي أنس ثني عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه به. أخرجه المفضل الجندي (45) والأسلمي ضعيف كما قال أحمد وابن معين وغيرهما. الثالث: يرويه أنيس بن أبي يحيى مولى الأسلميين ثني أبي قال: سمعت أبا سعيد يقول: إنّ رجلا من بني عمرو بن عوف، ورجلا من بني خدرة امتريا في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال الخدري: هو مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال العمري: هو مسجد قباء. قال: فخرجا حتى جاءا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألاه عن ذلك، فقال "هو هذا المسجد مسجد رسول الله وفي ذلك خير كثير". أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372) وأحمد (3/ 23 و 91) والترمذي (323) وأبو يعلى (985) والطبري (11/ 28 و 28 - 29) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (303) والطحاوي (4733) وابن حبان (1626) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 229) والحاكم (1/ 487) والبغوي في "شرح السنة" (455) والمزي (12/ 138) من طرق عن أنيس به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم لأنيس وأبيه شيئا، وأنيس وثقه ابن معين وغيره، وأبوه واسمه سمعان وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، فالاسناد حسن. ¬

_ (¬1) هكذا رواه الزبير بن بكار المدني وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي عن أبي ضمرة. ورواه هارون بن سعيد الأيلي عن أبي ضمرة فلم يذكر أبي بن كعب. أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق" (23)

- ورواه سَحْبَل عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أنيس واختلف عنه: • فرواه ابن وهب عن سحبل عن أنيس عن أبيه عن أبي سعيد. أخرجه الطبري (11/ 28) والطحاوي (4734) • ورواه مطرف بن عبد الله المدني عن سحبل عن أبيه عن جده عن أبي سعيد. أخرجه المفضل الجندي (42) والحاكم (2/ 334) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 544 - 545) • ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن سحبل عن أنيس عن أبيه عن أبي سعيد قوله. أخرجه الطحاوي (12/ 167) 4075 - عن الحسن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث خيلا إلى فدك فأغاروا عليهم، وكان مرداس الفدكي قد خرج من الليل وقال لأصحابه: إني لاحق بمحمد وأصحابه، فبصر به رجل فحمل عليه، فقال: إني مؤمن، فقتله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هلا شققت عن قلبه" قال: فقال أنس: إنّ قاتل مرداس مات فدفنوه فأصبح فوق القبر، فأعادوه فأصبح فوق القبر مرارا، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر أن يطرح في واد بين جبلين ثم قال "إنّ الأرض لتقبل من هو شرّ منه ولكن الله وعظكم" قال الحافظ: وقال ابن أبي عاصم في "الديات": حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا يحيى بن سليم عن هشام بن حسان عن الحسن: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 36 - 37) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا يحيى بن سليم عن هشام بن حسان عن الحسن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث خيلا إلى فدك فأغاروا عليهم، وكان مرداس الفدكي قد خرج من الليل وقال لأصحابه: إني لاحق بمحمد وأصحابه، فبصر به رجل فحمل عليه فرسه، فقال مرداس: إني مؤمن، فحمل عليه فقتله، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى قاتله فسأله "كيف صنعت؟ " فأخبره، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "هل شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب؟ " فقال: يا رسول الله، وهل يبين ذلك شيئا؟ فقال "إنما يعرب عنه لسانه" ¬

_ (¬1) 15/ 213 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32])

قال أنس بن مالك: إنّ قاتل مرداس مات فدفنوه فأصبح فوق القبر موضوعا، فرفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فطرح في واد بين جبلين بالمدينة، ثم قال "أما والذي نفسي بيده إنّ الأرض لتكفت أو تواري من هو شرَّ من صاحبكم ولكن الله وعظكم" فأنزل في شأنه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النِّساء: 94] إلى آخر الآية-. يعقوب بن حميد ويحيى بن سليم الطائفي مختلف فيهما، وهشام بن حسان ثقة تكلموا في روايته عن الحسن. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 310) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن البراء بن عبد الله الغنوي عن الحسن. والبراء قال ابن معين وغيره: ضعيف. 4076 - حديث صفوان بن أمية في قصة الذي سرق رداؤه ثم أراد أن لا يُقطع فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "هلا قبل أن تأتيني به" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم" (¬1) حسن وله عن صفوان بن أمية طرق: الأول: يرويه سماك بن حرب واختلف عنه: - فقال أسباط بن نصر الهمداني: عن سماك عن حميد بن أخت صفوان بن أمية عن صفوان قال: كنت نائما في المسجد عليّ خميصة لي ثمنها ثلاثين درهما، فجاء رجل فاختلسها مني، فأُخذ الرجل، فأُتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر به ليقطع، فأتيته، فقلت: أتقطعه من أجل ثلاثين درهما، أنا أبيعه وأنسئه ثمنها، قال "فهلا كان هذا قبل أن تأتيني به" أخرجه البخاري (¬2) في "الكبير" (2/ 2/ 304) عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد وأخرجه أبو داود (4394) والنسائي (8/ 62) وفي "الكبرى" (7369) وابن الجارود (828) والطحاوي في "المشكل" (2389) والطبراني في "الكبير" (7335) والدارقطني (3/ 204) والحاكم (4/ 380) والبيهقي (8/ 265) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 220) والمزي (7/ 417) من طرق عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر به. ¬

_ (¬1) 15/ 93 - 94 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان) (¬2) ومن طريقه أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 335)

قال البخاري: لا نعلم سماع هذا -يعني حميد- من صفوان" وقال الطحاوي: حميد لا يعرف" وقال ابن القطان الفاسي: ضعف هذا الإسناد بيّن بحميد المذكور، فإنه لا يعرف في غير هذا، وقد ذكره ابن أبي حاتم بذلك ولم يزد عليه. وذكره البخاري فقال: إنه حميد بن حجير ابن أخت صفوان بن أمية ثم ساق له هذا الحديث. وصحف فيه زائدة فقال: جعيد بن حجير، وهو كما قلنا مجهول الحال" الوهم والإيهام 3/ 569 - 570 وقال الزيلعي: وحميد بن أخت صفوان لم يرو عنه إلا سماك" نصب الراية 3/ 369 قلت: وأسباط وسماك مختلف فيهما. - وقال سليمان بن قَرْم الضبي: عن سماك عن جعيد بن أخت صفوان عن صفوان. أخرجه أحمد (3/ 401 و 6/ 466) عن حسين بن محمد المروذي ثنا سليمان بن قرم به. ومن طريقه أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (74) وسليمان بن قرم قال ابن معين وغيره: ضعيف. - وقال يزيد بن عطاء بن يزيد الواسطى: عن سماك عن جعيد بن حجير قال: سُرقت من صفوان بن أمية مرسل. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 357) ويزيد بن عطاء قال النسائي وغيره: ضعيف. الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عطاء واختلف عن سعيد: • فقال محمد بن جعفر غُندر: ثنا سعيد عن قتادة عن عطاء عن طارق بن مرقع عن صفوان أنّ رجلا سرق برده فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله، قد تجاوزت عنه، قال "فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب" فقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

أخرجه أحمد (¬1) (3/ 401 و 6/ 465) عن محمد بن جعفر به. ومن طريقه أخرجه النسائي (8/ 61) وفي "الكبرى" (7365) والطحاوي في "المشكل" (2386) والطبراني في "الكبير" (7337) وابن عبد البر (11/ 218) والمزي (13/ 351 - 352) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 116 و 123) • ورواه يزيد بن زُريع البصري عن سعيد فلم يذكر طارق بن المرقع. أخرجه النسائي (8/ 60 - 61) وفي "الكبرى" (7364) - ورواه حماد بن سلمة عن قتادة وقيس وحبيب المعلم وحميد وعمارة عن عطاء عن صفوان. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2385) من طريق حجاج بن منهال البصري ثنا حماد به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1274) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا حماد به. - ورواه الأوزاعي عن عطاء مرسلا. أخرجه النسائي (8/ 61) وفي "الكبرى" (7366) من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي ثني عطاء أنّ رجلا سرق ثوبا، فأُتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بقطعه، فقال الرجل: يا رسول الله، هو له، قال "فهلا قبل الآن؟! " وتابعه حبيب بن الشهيد البصري عن عطاء به. أخرجه البيهقي (8/ 265) من طريق بكار بن الحصيب البصري ثنا حبيب به. الثالث: يرويه عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه: - فقال عبد الملك بن أبي بشير البصري: ثني عكرمة عن صفوان أنه طاف بالبيت وصلى، ثم لفّ رداء له من بُرد فوضعه تحت رأسه، فنام فأتاه لص فاستله من تحت رأسه، فأخذه فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ هذا سرق ردائي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "أسرقت رداء هذا؟ " قال: نعم، قال "اذهبا به فاقطعا يده" قال صفوان: ما كنت أريد أن تقطع يده في ردائي، فقال له "فلو ما قبل هذا؟ " ¬

_ (¬1) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1275) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عطاء عن طارق بن المرقع عن صفوان.

أخرجه النسائي (8/ 61 - 62) وفي "الكبرى" (7367) عن هلال بن العلاء الرقى ثنا حسين ثنا زهير ثنا عبد الملك به. وهلال بن العلاء صدوق، والباقون ثقات، وحسين هو ابن عياش الرقي، وزهير هو ابن معاوية الجُعفي. قال ابن القطان الفاسي: الطريق المذكورة يمكن أن تكون منقطعة، فإنها من رواية عبد الملك المذكور عن عكرمة عن صفوان، وعكرمة لا أعرف أنه سمع من صفوان، وإنما يرويه عن ابن عباس" الوهم والإيهام 3/ 570 - وقال أشعث بن سوّار الكندي: عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان صفوان بن أمية نائما في المسجد، وذكر الحديث. أخرجه الدارمي (2304) والنسائي (8/ 62) وفي "الكبرى" (7368) والطحاوي في "المشكل" (2382) والطبراني في "الكبير" (7327 و 11703) من طرق عن أشعث به. قال النسائي: أشعث ضعيف" قلت: والأول أصح. الرابع: يرويه طاوس واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن طاوس عن أبيه واختلف عنه: • فقال وهيب بن خالد البصري: عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن صفوان أنه قيل له: لا يدخل الجنة إلا من هاجر، قال: فقلت: لا أدخل منزلي حتى آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسأله، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إنّ هذا سرق خميصة لي، لرجل معه، فأمر بقطعه، فقلت: يا رسول الله، فإني قد وهبتها له، قال "فهلاّ قبل أن تأتيني به" قلت: يا رسول الله، إنهم يقولون: لا يدخل الجنة إلا من هاجر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن جهاد ونية، فإذا استنفرتم فانفروا" أخرجه أحمد (3/ 401 و 6/ 465 - 466) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7371) والطحاوي في "المشكل" (2388) من طريق معلى بن أسد العمي ثنا وهيب به. واختلف فيه على وهيب: فقال مسلم بن إبراهيم الأزدي: ثنا وهيب عن عطاء عن ابن طاوس عن أبيه عن صفوان.

أخرجه ابن عبد البر (11/ 219) وقال: وطاوس سماعه من صفوان ممكن لأنه أدرك زمن عثمان. وقد قيل: إنّ طاوس توفي وهو ابن بضع وسبعين سنة، في سنة ست ومائة، قال: فإذا كان سنه هذا فغير ممكن سماعه من صفوان، لأنّ صفوان توفي سنة ست وثلاثين، وقيل: كانت وفاته بمكة عند خروج الناس إلى الجمل" قلت: الكلام الأخير للطحاوي. • ورواه مَعْمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (18939) - ورواه عمرو بن دينار عن طاوس واختلف عنه: • فرواه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار واختلف عنه: فقال أسد بن موسى المصري: عن حماد عن عمرو عن طاوس عن صفوان. أخرجه النسائي (8/ 62) وفي "الكبرى" (7370) عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم المصري ثنا أسد بن موسى به. وقال حجاج بن منهال البصري: ثنا حماد عن عمرو عن طاوس أنّ صفوان بن أمية كان نائما في المسجد، مرسل. أخرجه الطحاوي (2385) عن ابن خزيمة ثنا حجاج به. • ورواه زكريا بن إسحاق المكي عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس أنّ صفوان بن أمية أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل أخرجه الدارقطني (3/ 205 - 206) والحاكم (4/ 380) من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثنا زكريا بن إسحاق به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" • ورواه سفيان بن عيينة واختلف عنه: فقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7326 و 10978) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد به.

ويعقوب بن حميد مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره. ورواه الشافعي في "الأم" (6/ 116) عن سفيان عن عمرو عن طاوس مرسلا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 265) وفي "معرفة السنن" (12/ 399) وأخرجه الطحاوي (2387) عن يونس بن عبد الأعلى المصري والبيهقي (8/ 267) عن أحمد بن شيبان الرملي قالا: ثنا سفيان عن عمرو عن طاوس مرسلا. • ورواه ابن جريج عن عمرو بن دينار مرسلا ولم يذكر طاوسا. أخرجه عبد الرزاق (18938) الخامس: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال مالك (2/ 834 - 835): عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أنّ صفوان بن أمية قيل له: إنّه من لم يهاجر هلك. فقدم صفوان بن أمية المدينة، فنام في المسجد وتوسد رداءه، فجاء سارق فأخذ رداءه، فأخذ صفوان السارق فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الحديث. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (562) وفي "الأم" (6/ 114 و135) عن مالك به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 265) وفي "معرفة السنن" (12/ 399) وأخرجه الطحاوي (2383) من طريق عبد الله بن وهب ثني مالك به. قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث جمهور أصحاب مالك مرسلا" التمهيد 11/ 216 واختلف فيه على مالك: • فقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: عن مالك عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده قال: قيل لصفوان: إنه من لم يهاجر فقد هلك أخرجه الطبراني في "الكبير" (7325) قال ابن عبد البر: ولم يقل أحد فيما علمت في هذا الحديث: عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده غير أبي عاصم"

• وقال شبابة بن سوّار المدائني: عن مالك عن الزهري عن عبد الله بن صفوان عن أبيه أنه نام في المسجد وتوسد رداءه، وذكر الحديث. أخرجه ابن ماجه (2595) وأبو القاسم البغوي (1273) والطحاوي (2384) وابن عبد البر (11/ 216 و 216 - 217) - ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري واختلف عنه: • فقال سعدان بن يحيى اللخمي: ثنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عبد الله بن صفوان بن أمية عن أبيه قال: نمت في المسجد فاستل إزاري من تحتي، وذكر الحديث. أخرجه الطبراني (7338) • وقال رَوح بن عبادة البصري: ثنا محمد بن أبي حفصة ثنا الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أبيه أنّ صفوان بن أمية قيل له: هلك من لم يهاجر، الحديث. أخرجه أحمد (3/ 401 و 6/ 465) - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري مرسلا. أخرجه عبد الرزاق (18926) السادس: يرويه رجاء بن حَيوة الكندي عن صفوان أنّ لصا أتاه وهو نائم، فاستل إزاره من تحته فاستيقظ فأخذه فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر به فقطع، فقال: يا رسول الله، قد أحللته، قال- "هلاّ قبل أن تأتيني به. إنّ الإمام إذا انتهى إليه حد من الحدود أقامه" أخرجه الطبراني (7334) عن الحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا حسين بن محمد المروذي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن رجاء به. ورواته ثقات، لكن ما أظن رجاء بن حيوة سمع من صفوان فإن بين وفاتيهما إحدى وسبعين سنة. وللحديث شاهد عن مجاهد قال: كان صفوان بن أمية من الطلقاء، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأناخ راحلته ووضع رداءه عليها، ثم تنحى ليقضي الحاجة، فجاء رجل فسرق رداءه، فأخذه فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر به أن تقطع يده، قال: يا رسول الله! تقطعه في رداء أنا أهبه له، قال "فهلا قبل أن تأتيني به" أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 230 - 231) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن مجاهد به. ورواته ثقات، ومنصور هو ابن المعتمر.

4077 - حديث عائشة في قصة مجيء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة وفي آخره قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هي أفضل بناتي أصيبت فيّ" قال الحافظ: أخرجه الطحاوي وغيره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج الطحاوي والحاكم بسند جيد عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حقّ زينب ابنته لما أوذيت عند خروجها من مكة: فذكره" (¬2) حسن أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2975) والبزار (كشف 2666) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (53) والطحاوي في "المشكل" (142) والطبراني في "الكبير" (22/ 431 - 432) والحاكم (2/ 200 - 201 و 4/ 43 - 44 و 44) وأبو نعيم في "الصحابة" (7348) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 156 - 157) من طرق عن سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا يحيى بن أيوب ثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد ثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة، خرجت ابنته من مكة مع بني كنانة فخرجوا في أثرها، فأدركها هَبّار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها حتى صرعها، فألقت ما في بطنها وأهريقت دما، فانطلق بها، واشتجر فيها بنو هاشم، وبنو أمية، فقال بنو أمية: نحن أحقّ بها، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فكانت عند هند بنت ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة "ألا تنطلق فتجيء بزينب؟ " فقال: بلى يا رسول الله، قال "فخذ خاتمي هذا، فأعطها أياه" قال: فانطلق زيد، فلم يزل يلطف وترك بعيره حتى أتى راعيا، فقال: لمن ترعى؟ فقال: لأبي العاص بن ربيعة، قال: فلمن هذه الغنم؟ قال: لزينب بنت محمد -عليه السلام-، فسار معه شيئا، ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه، ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم، فانطلق الراعي، فأدخل غنمه، وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل: قالت: وأين تركته؟ قال: مكان كذا وكذا، فسكنت حتى إذا كان الليل خرجت إليه، فقال لها: اركبي بين يدي، قالت: لا، ولكن اركب أنت، فركب وركبت وراءه حتى أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "هي أفضل بناتي أصيبت فيّ" السياق للطحاوي. قال البزار: لا نعلم رواه عن عروة بهذا اللفظ إلا عمر" ¬

_ (¬1) 8/ 106 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب فاطمة) (¬2) 8/ 110 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل عائشة)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: هو خبر منكر، ويحيى ليس بالقوي" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 213 قلت: الحديث إسناده حسن رجاله ثقات غير يحيى بن أيوب الغافقي وهو مختلف فيه: وثق وضعف. وهو كما قال ابن عدي: صدوق لا بأس به. وعمر بن عبد الله وثقه ابن حبان واحتج به الشيخان. 4078 - قوله تعالى {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال - صلى الله عليه وسلم - "هي الرؤيا الصالحة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت، ورواته ثقات إلا أنّ أبا سلمة لم يسمعه من عبادة، وأخرجه الترمذي أيضا من وجه آخر عن أبي سلمة قال: نبئت عن عبادة، وأخرجه أيضا هو وأحمد وإسحاق وأبو يعلى من طريق عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن عبادة، وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنّ هذا الرجل ليس بمعروف، وأخرجه ابن مردويه من حديث ابن مسعود قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله، وفي الباب عن جابر عند البزار، وعن أبي هريرة عند الطبري، وعن عبد الله بن عمرو عند أبي يعلى" (¬1) حسن ورد من حديث عبادة بن الصامت ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن عمرو ومن حديث جابر بن عبد الله بن رئاب ومن حديث جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ومن حديث ابن مسعود ومن حديث قيس بن سعد مرسلا فأما حديث عبادة فله عنه طرق: الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبادة قال: قلت: يا نبي الله، قول الله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]؟ فقال "سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، أو أحد من أمتي، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له" ¬

_ (¬1) 16/ 29 (كتاب التعبير- باب المبشرات)

منهم: 1 - أبان بن يزيد العطار. أخرجه أحمد (5/ 315) والدارمي (2142) والطبري في "تفسيره" (11/ 134 و 136) والهيثم بن كليب (1216/ 2) 2 - عبد الله بن يحيى بن أبي كثير. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 191) وابن عدي (4/ 1532) والواحدي في "الوسيط" (2/ 553) 3 - رجل لم يسم. أخرجه الطبري (11/ 134) - وقال عمران بن داود القطان: عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئت عن عبادة. أخرجه الترمذي (2275) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود - يعني الطيالسي- ثنا عمران به (¬1). وقال: حديث حسن" - ورواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى واختلف عنه: • فرواه وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة عن عبادة. أخرجه أحمد (5/ 315) وابن ماجه (3898) والطبري (11/ 136) وابن بشران (1635) وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن علي بن المبارك به. أخرجه الحاكم (2/ 340) وقال: صحيح الإسناد" • ورواه محمد بن المثنى عن علي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئت أنّ عبادة. ¬

_ (¬1) أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 319) من طريق الترمذي وقال فيه: ثنا حرب بن شداد وعمران القطان.

أخرجه الطبري (11/ 134) وتابعه عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن علي بن المبارك به. أخرجه الطبري (11/ 134) - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن يحيى واختلف عنه: • فرواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عبادة. أخرجه الهيثم بن كليب (1216/ 1) • ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أني جابر بن عبد الله أنّ عبادة سأل. أخرجه الهيثم (1169) - ورواه حرب بن شداد البصري عن يحيى واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 79): ثنا حرب بن شداد ثنا يحيى ثنا أبو سلمة قال: نبئت أنّ عبادة سأل. ومن طريقه أخرجه الترمذي (2275) والبيهقي في "الشعب" (4422) وتابعه عبد الله بن رجاء الغُداني ثنا حرب بن شداد به. أخرجه الحاكم (4/ 391) وقال: صحيح على شرط الشيخين" • وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم: ثنا حرب بن شداد ثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة. أخرجه أحمد (5/ 321) - ورواه أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى واختلف عنه: • فقال الوليد بن مسلم: ثنا أبو عمرو ثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة. أخرجه الطبري (11/ 135) وتابعه عقبة بن علقمة البيروتي أني الأوزاعي به. أخرجه ابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 144 - 145)

• وقال الوليد بن مزيد البيروتي: أنا الأوزاعي أني يحيى ثني أبو سلمة قال: سأل عبادة، مرسل. أخرجه الطبري (11/ 133) - ورواه مَعْمر بن راشد عن يحيى مرسلا. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 296) ورواية من روى عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئت عن عبادة، أصح، والله أعلم. وقال ابن عساكر: كأنه أصح" الثاني: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبّذي عن أيوب بن خالد بن صفوان عن عبادة به وزاد "وهي جزء من أربعة وأربعين جزءا، أو سبعين جزءا من النبوة" أخرجه الطبري (11/ 135) عن محمد بن حميد الرازي ثنا يحيى بن واضح ثنا موسى به. وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد وموسى. الثالث: يرويه صفوان بن عمرو بن هَرْم الحمصي واختلف عنه: - فقال الوليد بن مسلم: ثنا صفوان عن حميد بن عبد الله المزني عن عبادة أنّ رجلا سأله عن هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يُونس: 64] فقال عبادة: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تُرى له، وهو كلام يكلم به ربك -عز وجل- عبده" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1025) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم به. وأخرجه (1026) من طريق عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو وعمرو (¬1) بن عبد الله الأحموس عن حميد بن عبد الله المزني عن عبادة. - وقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: ثنا صفوان ثني حميد بن عبد الرحمن اليزني أنّ رجلا سأل عبادة. ¬

_ (¬1) قال الطبري (11/ 134): حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة ثني يحيى بن سعيد ثنا عمر بن عمرو بن عبد الله الأخموشي عن حميد بن عبد الله المزنى قال: أتى رجل عبادة بن الصامت

أخرجه أحمد (5/ 325) عن أبي المغيرة به. ورواه محمد بن عوف الحمصي عن أبي المغيرة فقال فيه: ثنا حميد بن عبد الله. أخرجه الطبري (11/ 137 - 138) وتابعه بقية بن الوليد عن صفوان ثني حميد بن عبد الله المزني به. أخرجه الهيثم (1217) - ورواه عبد الوهاب بن نجدة عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه: • فقال أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة: ثنا أبي ثنا إسماعيل ثنا صفوان عن حميد بن عبد الله المزني عن عبادة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1025) • وقال ابن أبي عاصم في "السنة" (497): ثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا إسماعيل ثنا صفوان عن حميد بن عبد الرحمن أنّ رجلا سأل عبادة. ومن طريقه أخرجه أبو زكريا بن منده في "فضائل الطبراني" (ص 338) وحميد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد (6/ 447) عن سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء عن هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها فقال "ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت، فهي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له" وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 699) والترمذي (2273 و 3106) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 448) والطبري (11/ 134) وابن أبي حاتم (¬1) في "التفسير" (10460) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 388 - 389) والبيهقي في "الشعب" (4421) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 58 - 59) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (731 و 732) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 639) من طرق عن ابن عيينة به. قال الترمذي: حديث حسن" ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن عطاء بن دينار.

قلت: إسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. واختلف عن ابن المنكدر، فرواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني عنه فلم يرفعه. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (725) - ورواه أبو صالح ذكوان السمان واختلف عنه: • فرواه عاصم بن بَهْدلة عن أبي صالح قال: سمعت أبا الدرداء. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 52) والطبري (11/ 136) والقشيري في "الرسالة" (ص192) عن أبي بكر بن عياش والترمذي (5/ 287) والطبري (11/ 136) عن حماد بن زيد كلاهما عن عاصم به. وإسناده حسن. • ورواه الأعمش عن أبي صالح واختلف عنه: فقال غير واحد: عن الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل (¬1) من أهل مصر عن أبي الدرداء، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2180) والبيهقي في "الشعب" (4420) 2 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 51) وفي "مسنده" (26) والطبري (11/ 135) وابن أبي حاتم (10463) 3 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أحمد (6/ 447 و 452) والطبري (11/ 134) وابن أبي حاتم (10459) وقال يحيى بن هاشم الغساني: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء. ¬

_ (¬1) قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: من هذا الشيخ الذي من أهل مصر؟ قال: لا يعرف" العلل 2/ 89

قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 212) وقال سفيان بن عيينة: عن الأعمش عن أبي صالح عن رجل عن أبي الدرداء. أخرجه أحمد (6/ 445) والطبري (11/ 135) وقال عمار بن محمد الثوري: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه الطبري (11/ 135) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 246) وتابعه أبو إسحاق عبد الرحمن بن عمر الكوفي عن الأعمش به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 101) وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء. أخرجه الطبري (11/ 136) وتابعه سليمان التيمي عن الأعمش وعاصم عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 212) ورواه شعبة عن الأعمش واختلف عنه: فقال الطيالسي (ص 131): ثنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح يحدث عن عطاء بن يسار عن رجل عن أبي الدرداء. وتابعه محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به. أخرجه أحمد (6/ 446 - 447) ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة فلم يذكر عطاء بن يسار. أخرجه الطبري (11/ 133) وقال هشام بن عمار: عن عيسى بن يونس ثنا الأعمش عن أبي صالح عن جابر. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 73 - 74) وقال: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هو أبو صالح عن أبي الدرداء" • ورواه عبد العزيز بن رفيع الأسدي عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء.

أخرجه الحميدي (392) وأحمد (6/ 447) عن سفيان بن عيينة عن عبد العزيز بن رفيع به. وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 699) وابن أبي خيثمة (448) عن الحميدي به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4421) من طريق عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ثنا يعقوب بن سفيان به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 58 - 59) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا الحميدي به. وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (731) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه الترمذي (5/ 287) عن محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به (¬1). وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 646 - 647) من طريق عبد الله بن محمد بن مِسْوَر الزهري ثنا سفيان به. وأخرجه الطبري (11/ 136) عن سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة به. ورواه سفيان أيضا عن عمرو بن دينار عن عبد العزيز بن رفيع به. قال سفيان: ثم لقيت عبد العزيز بن رفيع فحدثنيه عن أبي صالح. أخرجه الحميدي (391) ويعقوب بن سفيان (2/ 699) وابن أبي خيثمة (447 و 448) والسهمي (ص 646 - 647) والبيهقي في "الشعب" (4421) وابن عبد البر (5/ 58 - 59) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 639) وأبو موسى المديني (731) واختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه حاتم بن أبي صغيرة البصري عن عمرو بن دينار أنه سأل رجلا من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء. أخرجه الطبري (11/ 136) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حاتم به. وحديث سفيان بن عيينة أصح. • ورواه أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا. ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري عن ابن أبي عمر فلم يذكر عن رجل. أخرجه الحاكم (4/ 391) وحديث الترمذي أصح.

أخرجه الطبري (11/ 135) وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبري (11/ 137) والبيهقي في "الشعب" (4432) والواحدي في "الوسيط" (2/ 553) من طريق ابن وهب أني عمرو بن الحارث أن دراجا أبو السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن ابن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يُونس: 64] الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادّا، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها أحدا" ودراج مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، والباقون ثقات. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به. أخرجه أحمد (2/ 219 - 220) وابن لهيعة فيه ضعف، لكن لا بأس به في المتابعات. وأما حديث جابر بن عبد الله بن رئاب فأخرجه ابن سعد (3/ 574) وعبد بن حميد (1105) والبزار (كشف 2218) والخطيب في "المتفق (340) من طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قال "هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له" قال الهيثمي: وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف جدا" المجمع 7/ 36 وأما حديث جابر بن عبد الله بن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو جعفر عن جابر قال: أتى رجل من أهل البادية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أخبرني عن قول الله - الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة - فقال "أما قوله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يُونس: 64] فهي الرؤيا الصالحة تُرى للمؤمن فيبشر بها في دنياه، وأما قوله {وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فإنها بشارة المؤمن عند الموت، إنّ الله قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك" أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذكر الموت" وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو القاسم بن منده في كتاب "سؤال القبر" كما في "الدر المنثور" (4/ 375) الثاني: يرويه أبو سفيان عن جابر قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قال "ما سألني عنها أحد: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، وفي الآخرة الجنة"

أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (4/ 375) وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" وأما حديث قيس بن سعد فأخرجه الطبري (11/ 137) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا أبو حذيفة ثنا شبل عن قيس بن سعد أنّ رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها فقال "ما سألني عنها أحد من أمتي منذ أنزلت عليّ قبلك، قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه أو تُرى له" المثنى لم أقف له على ترجمة، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي مختلف فيه، وشبل بن عباد وقيس بن سعد ثقتان. 4079 - عن أبي هريرة في قوله تعالى {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قال: سئل عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "هي الشفاعة" قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد والترمذي" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 484) وأحمد (2/ 441 و 528) وابن أبي عاصم في "السنة" (784) والترمذي (3137) والطبري في "تفسيره" (15/ 145 و 145 - 146) والدولابي في "الكنى" (2066) وابن خزيمة في "التوحيد" (460) والطحاوي في "المشكل" (1020) والآجري في "الشريعة" (1098 و 1099) وتمام في "الفوائد" (ق 58/ ب) واللالكائي في "السنة" (2096) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 195 - 196) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 268) وفي "الحلية" (8/ 372) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 484) وفي "الشعب" (295 و 297) والواحدي في "الوسيط" (3/ 122) من طرق عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة به. وفي لفظ "هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه" قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الطبري: صحيح" قلت: بل ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي. وله شاهد عن جابر مرفوعا "تمد الأرض يوم القيامة مدا لعظمة الرحمن ثم لا يكون ¬

_ (¬1) 14/ 218 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

لبشر من بني آدم إلا موضع قدميه ثم ادعى أول الناس فأخر ساجدا، ثم يؤذن لي فأقوم فأقول: يا رب أخبرني هذا لجبريل وهو عن يمين الرحمن والله ما رآه جبريل قبلها قط أنّك أرسلته إلي، قال: وجبريل ساكت لا يتكلم حتى يقول الله: صدق، ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض فذلك المقام المحمود" أخرجه الحاكم (4/ 570 - 571) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري عن علي بن الحسين عن جابر. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وقد أرسله يونس بن يزيد ومعمر بن راشد عن الزهري" ثم أخرجه من طريق يونس عن الزهري عن علي بن الحسين عن رجل من أهل العلم ولم يسمه أنّ الأرض تمد يوم القيامة وأخرجه من طريق معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. وقد تقدم الكلام عليه في حرف التاء وله شاهد آخر من حديث كعب بن مالك تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر "أكون أنا وأمتي على تل" 4080 - حديث عمران بن حُصين أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الشفع والوتر، فقال: "هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث عمران بن حصين: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ فيه راويا مبهما، وقد أخرجه الحاكم من هذا الوجه فسقط من روايته المبهم فاغتر فصححه" (¬1) ضعيف يرويه قتادة عن عمران بن عصام الضُّبَعي واختلف عنه: - فرواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن همام عن قتادة أني عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين. أخرجه أحمد (4/ 442) والروياني (148) والطبري في "تفسيره" (30/ 172) ¬

_ (¬1) 10/ 330 (كتاب التفسير- سورة {وَالفَجْرِ (1)} [الفَجر: 1])

عن عفان بن مسلم الصفار وأحمد (4/ 438) عن بهز بن أسد العمي و (4/ 437) والترمذي (¬1) (3342) والمزي (22/ 341) عن أبي داود الطيالسي والترمذي (3342) عن عبد الرحمن بن مهدي والطبري (30/ 172) عن عبيد الله بن موسى العبسي والطبراني في "الكبير" (18/ 233) عن هُدبة بن خالد القيسي البصري كلهم عن همام به. • ورواه يزيد بن هارون عن همام واختلف عنه: فقال أحمد (4/ 442): ثنا يزيد بن هارون أنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين. وقال أحمد بن سنان الواسطي: ثنا يزيد بن هارون أنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 506) • ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث البصري عن همام واختلف عنه: فقال أحمد (4/ 442): ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين. وقال أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين. أخرجه الحاكم (2/ 522) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة"

وقال: صحيح الاسناد" • وقال مسلم بن إبراهيم الأزدي: ثنا همام ثنا قتادة عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 232) والواحدي في "الوسيط" (4/ 480) - وقال خالد بن قيس بن رباح الأزدي: ثنا قتادة عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين. أخرجه الروياني (124) والطبري (30/ 172) والطبراني (18/ 232) والواحدي في "الوسيط" (4/ 480) - وقال معمر بن راشد: عن قتادة عن عمران بن حصين قوله. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 370) قال ابن كثير: وهذا منقطع وموقوف. وقال: تفرد به عمران بن عصام، ووقفه على عمران بن حصين أشبه" التفسير 4/ 506 قلت: وعمران بن عصام ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. 4081 - حديث أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} [إبراهيم: 24] قال: "هي النخلة" قال الحافظ: وعند الترمذي والنسائي وابن حبان من حديث أنس: فذكره، تفرد برفعه حماد بن سلمة" (¬1) موقوف صحيح أخرجه الترمذي (3119) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والنسائي في "الكبرى" (11262) والطبري في "تفسيره" (13/ 205) عن النضر بن شميل المازني ¬

_ (¬1) 1/ 156 (كتاب العلم- باب قول المحدث: حدثنا)

وأبو يعلى (4165) وابن حبان (475) عن غسان بن الربيع الموصلي والطبري (13/ 205) عن عبد الله بن سوار البصري والحاكم (2/ 352) عن العلاء بن عبد الجبار العطار وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 2/ 531) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي كلهم عن حماد بن سلمة عن شعيب بن الحَبْحَاب عن أنس قال: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقِنَاع عليه رطب (¬1) فقال {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 24، 25] قال "هي النخلة" {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)} [إبراهيم: 26] قال "هي الحنظل" اللفظ للترمذي. واختلف فيه على حماد بن سلمة: فرواه حجاج بن منهال البصري عن حماد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفا. أخرجه الطبري (13/ 205) والأول أصح لأنّه رواية أكثر، وموسى بن إسماعيل أتقن من حجاج بن منهال، قاله ابن معين. وقال أبو حاتم: كان أيقظ منه. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الترمذي: لا نعلم أحدا رفعه غير حماد بن سلمة" قلت: رواه غير واحد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفا، منهم: 1 - أبو بكر بن شعيب بن الحَبْحَاب البصري. ¬

_ (¬1) ولفظ النسائي وغيره "بسر"، ولفظ ابن حبان "جَزْء"

أخرجه الترمذي (5/ 295) وقال: وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة" 2 - مهدي بن ميمون البصري. أخرجه عبد بن حميد (النكت الظراف 1/ 241) والطبري (13/ 205) 3 - حماد بن زيد. أخرجه الترمذي (5/ 295) والرامهرمزي في "الأمثال" (ص 72) 4 - معمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 342) والطبري (13/ 206) 5 - إسماعيل بن علية. أخرجه الطبري (13/ 204 - 205) وهذا أصح. 4082 - "هي شجرة أخي يونس" قال الحافظ: وجاء في حديث مرفوع في القرع: فذكره" (¬1) 4083 - حديث قتادة بن مِلْحان: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نصوم البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال "هي كهيئة الدهر" قال الحافظ: في حديث قتادة بن ملحان ويقال ابن منهال عند أصحاب السنن بلفظ: فذكره" (¬2) يرويه أنس بن سيرين واختلف عنه: - فرواه همام بن الحارث الكوفي عن أنس بن سيرين واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا همام بن الحارث ثنا أنس بن سيرين عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه قال: فذكره. أخرجه أحمد (5/ 28) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1978) والخطابي في ¬

_ (¬1) 7/ 261 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} [الصافات: 139]) (¬2) 5/ 130 (كتاب الصوم- باب صيام البيض)

"الغريب" (1/ 207) وأبو نعيم في "الصحابة" (5753) والبيهقي (4/ 294) وفي "فضائل الأوقات" (297) والحافظ (¬1) في "الإمتاع بالأربعين" (ص 49) عن رَوح بن عبادة البصري وأحمد (4/ 165 و 5/ 27) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري وأبو القاسم البغوي (1978) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 360) والطبراني في "الكبير" (19/ 15 - 16) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وابن سعد (7/ 43) وأبو القاسم البغوي (1978) عن عفان بن مسلم البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1646) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 389) عن إسحاق بن ادريس الأسواري البصري قالوا: ثنا همام بن الحارث به. • ورواه حَبّان بن هلال البصري عن همام بن الحارث واختلف عنه: فقال إسحاق بن منصور الكوسج أنبا حبان بن هلال ثنا همام عن أنس بن سيرين ثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه. أخرجه ابن ماجه (1/ 545) وتابعه إبراهيم بن مرزوق الأموي البصري عن حبان به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 81) وقال محمد بن معمر القيسي البصري: ثنا حبان ثنا همام ثنا أنس بن سيرين ثني عبد الملك بن قدامة بن ملحان عن أبيه. أخرجه النسائي (4/ 194) وفي "الكبرى" (2739) - ورواه أبو داود الطيالسي عن همام عن أنس عن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه. ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث صحيح"

أخرجه ابن سعد (7/ 43) • ورواه محمد بن كثير العبدي عن همام عن أنس عن ابن ملحان القيسي عن أبيه. أخرجه أبو داود (2449) - ورواه شعبة عن أنس بن سيرين واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شعبة عن أنس بن سيرين سمعت عبد الملك بن منهال عن أبيه. أخرجه أبو داود الطيالسي (ص170) ثنا شعبة به. وعنه أخرجه ابن سعد (7/ 43) وقال: والحديث كأنه واحد ولكن الطيالسي اضطرب في إسناده وفي الحديثين جميعا والحديث ما رواه عفان وهو الثبت" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6345) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (5/ 50) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (5/ 28) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (76) وأبو نعيم في "الصحابة" (6345) والبيهقي (4/ 294) - عن رَوح بن عبادة البصري وأحمد (4/ 165) عن محمد بن جعفر غُندر وابن أبي شيبة في "المسند" (680) وابن ماجه (1707) وأبو القاسم البغوي (5/ 50) والطبراني في "الكبير" (19/ 16 - 17) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن قانع (3/ 81 - 82) وابن حبان (3651) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وأبو نعيم في "الصحابة" (6345) عن سليمان بن حرب البصري

كلهم عن شعبة به. • وقال عبد الله بن المبارك: عن شعبة عن أنس بن سيرين سمعت عبد الملك بن أبي المنهال يحدث عن أبيه. أخرجه النسائي (4/ 194) وفي "الكبرى" (2738) • وقال بهز بن أسد العمي: ثنا شعبة ثني أنس بن سيرين عن عبد الملك رجل من بني قيس بن ثعلبة عن أبيه. أخرجه أحمد (5/ 28) وأبو القاسم البغوي (5/ 49) • وقال خالد بن الحارث البصري: عن شعبة أنبا أنس بن سيرين عن رجل يقال له عبد الملك عن أبيه. أخرجه النسائي (4/ 193) وفي "الكبرى" (2737) قال أبو الوليد الطيالسي: وهم شعبة فيه فقال: عبد الملك بن المنهال" التاريخ الكبير 4/ 1/ 185 وقال ابن ماجه: أخطأ شعبة وأصاب همام" وقال الطبراني: وهم فيه شعبة، والصواب حديث همام" وقال البيهقي: روينا عن ابن معين أنّه قال: هذا خطأ، إنما هو عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي" وقال الحافظ: الصواب ما قاله همام" قلت: وعبد الملك بن قتادة هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال ابن المديني: لم يرو عنه غير أنس بن سيرين. فهو مجهول. 4084 - قوله لصاحب اللقطة "هي لك" وقال له "إذا جاء صاحبها فأدها إليه" سكت عليه الحافظ (¬1). هو من حديث زيد بن خالد أخرجه مالك (2/ 757) والبخاري (فتح 1/ 196 - 197 و 5/ 443 و 6/ 5 - 8 و 8 - 9 و 9 - 10 و 11/ 352 - 353و 13/ 132) ومسلم (1722) وأبو داود (1704 و 1705 و 1706 و 1707 و 1708) والترمذي (1372 و 1373) ¬

_ (¬1) 15/ 38 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش)

4085 - عن أبي بن كعب أنّه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] المطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها زوجها؟ قال "هي للمطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها" قال الحافظ: وقد أخرج الطبري وابن أبي حاتم بطرق متعددة إلى أبي بن كعب: فذكره، وهذا المرفوع وإن كان لا يخلو شيء من أسانيده عن مقال لكن كثرة طرقه تشعر بأنّ له أصلا ويعضده قصة سبيعة المذكورة" (¬1) ضعيف وله عن أبي بن كعب طريقان: الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال: لما نزلت {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطّلاَق: 4] قلت: يا رسول الله، المتوفى عنها زوجها والمطلقة؟ قال "نعم". أخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 143) والهيثم بن كليب (1458) عن موسى بن داود الضبي وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 382) عن عمرو بن خالد الحراني قالا: ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. - ورواه المثني بن الصباح عن عمرو بن شعيب واختلف عنه: • فقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو عن أبي بن كعب قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] للمطلقة ثلاثا وللمتوفى عنها؟ قال "هي للمطلقة ثلاثا وللمتوفى عنها زوجها" أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 116) والدارقطني (3/ 302) • وقال يحيى بن أيوب المصري: عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه ¬

_ (¬1) 10/ 279 (كتاب التفسير: سورة الطلاق)

عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال: قلت: يا رسول الله، أهذه الآية مشتركة؟ قال "أي آية؟ " قلت {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطّلاَق: 4] المطلقة والمتوفى عنها زوجها؟ فقال "نعم" أخرجه الدارقطني (3/ 302) وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح. قال ابن كثير: هذا حديث غريب جدا بل منكر لأنّ في إسناده المثنى بن الصباح وهو متروك الحديث بمرة" التفسير 4/ 382 الثاني: يرويه سفيان بن عيينة عن عبد الكريم بن أبي المُخَارق عن أبي بن كعب قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطّلاَق: 4] قال "أَجَلُ كُلّ حامل أن تضع ما في بطنها" أخرجه الطبري (28/ 143) قال ابن كثير: عبد الكريم هذا ضعيف ولم يدرك أبيا" التفسير 4/ 382 4086 - عن أبي خزامة عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به، هل يرد من قدر الله شيئا؟ قال: "هي من قدر الله تعالى" قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه من طريق أبي خزامة وهو بمعجمة وزاي خفيفة عن أبيه قال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو داود والحاكم" (¬2) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبيه. أخرجه أحمد (3/ 421) وفي "العلل" (1/ 57) عن سفيان به. ومن طريقه أخرجه الخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 156) والبيهقي في "القضاء والقدر" (226) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 89) ¬

_ (¬1) 12/ 241 (كتاب الطب - باب "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء") (¬2) 14/ 391 (كتاب الإيمان والنذور- باب الوفاء بالنذر)

وأخرجه الترمذي (4/ 400) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وابن ماجه (3437) عن محمد بن الصباح الجَرْجَرائي والدولابي في "الكنى" (1/ 26) عن محمد بن منصور الطوسي والعلاء بن هلال الرقي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (943) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ كلهم عن سفيان به (¬1). • وقال غير واحد: ثنا سفيان عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه، منهم: 1 - محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. أخرجه الترمذي (2065) 2 - علي بن المديني. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 270) 3 - سريج بن النعمان البغدادي. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 998) 4 - يحيى بن أبي بكير الكرماني. أخرجه أحمد في "العلل" (1/ 57) والبيهقي في "القضاء والقدر" (226) ¬

_ (¬1) رواه سريج بن يونس عن سفيان فقال: عن ابن أبي خزامة عن أبيه أو عن غيره. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (506) ورواه هارون بن عبد الله الحمّال عن سفيان فقال: عن أبي خزامة، قال سفيان مرة أخرى: عن ابن أبي خزامة عن أبيه. أخرجه أبو القاسم البغوي (506)

5 - حسين بن محمد المروذي. أخرجه أحمد في "العلل" (1/ 57) والبيهقي في "القضاء والقدر" (226) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن ابن عيينة كلا الروايتين، وقال بعضهم: عن أبي خزامة عن أبيه، وقال بعضهم: عن ابن أبي خزامة عن أبيه، وقال بعضهم: عن أبي خزامة، وقد روى غير ابن عيينة هذا الحديث عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه، وهذا أصح، ولا نعرف لأبي خزامة عن أبيه غير هذا الحديث" وقال أحمد: عن أبي خزامة عن أبيه هو الصواب" المسند 3/ 421 وكذا قال ابن معين (أسد الغابة 1/ 395) - وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن الزهري أنّ أبا خزامة حدّثه أنّ أباه حدّثه. أخرجه الحاكم (4/ 199) والبيهقي (9/ 349) وفي "الصغرى" (3924) من طريق بحر بن نصر الخولاني ثنا عبد الله (¬1) بن وهب أني يونس بن يزيد به. ووقع في رواية الحاكم: أنّ أبا خزامة بن يعمر. • ورواه الليث بن سعد عن يونس بن يزيد عن الزهري ثني أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد أنّ أباه أخبره. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 412) عن أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث ثني الليث به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 349) وفي "القضاء والقدر" (225) وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (2/ 996) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صالح به. • ورواه طلحة بن يحيى الزرقي عن يونس بن يزيد فقال: عن أبي خزامة زيد بن الحارث عن أبيه. أخرجه البيهقي (9/ 349) وقال: كذا قال، والأول أصح، وروي عن معمر وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبيه، والأول أصح" ¬

_ (¬1) وهو في "جامعه" (699)

• ورواه عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن يونس بن يزيد واختلف عنه: فقيل: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البغوي في "الصحابة" (507) عن هارون بن عبد الله الحمال ثنا عثمان بن عمر به (¬1). وقال: وأخطأ، وإنما هو عن ابن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد" وقيل: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي خزامة عن الحارث بن هذيم عن أبيه. أخرجه ابن مندة في "الصحابة" (الإصابة 5/ 26) وقيل: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن الحارث بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن شاهين في "الصحابة" (أسد الغابة 1/ 395) قال أبو موسى المديني: وهو وهم" وقال ادريس بن جعفر العطار: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5468) وتابعه يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عثمان بن عمر به. أخرجه أبو القاسم البغوي (942) - وقال عمرو بن الحارث المصري: عن الزهري أنّ أبا خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هريم حدّثه أنّ أباه حدّثه. أخرجه أحمد (3/ 421) عن هارون بن معروف المروزي ثنا ابن (¬2) وهب أنى عمرو بن الحارث به. ورواه أصبغ بن الفرج المصري وعثمان بن صالح السهمي عن ابن وهب فقالا فيه: أنّ أبا خزامة بن يعمر أحد بني الحارث بن سعد حدّثه أنّ أباه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (942) عن هارون الحمال فقال فيه: أخبرني الحارث بن سعد أن أباه أخبره. (¬2) وهو في "جامعه" (699)

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" (10/ 374) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة" (6676) ورواه بحر بن نصر الخَولاني المصري عن ابن وهب فقال: أنّ أبا خزامة بن يعمر حدثه أنّ أباه حدّثه (¬1). أخرجه الحاكم (4/ 199) - وقال محمد بن الوليد الزبيدي: عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه. أخرجه أحمد (3/ 421) عن علي بن عياش الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن الزبيدي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2611) عن محمد (¬2) بن مُصفى الحمصي ثنا بقية ثنا الزبيدي عن الزهري عن أبي خزيمة وهو أحد بني الحارث عن أبيه. -وقال صالح بن كيسان المدني: عن الزهري أنّ أبا خزيمة وهو أحد بني الحارث بن هذيم أخبره عن أبيه. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2610) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح بن كيسان به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 395) - وقال عباد بن إسحاق: عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه. أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (86) ومن طريقه الخرائطي (2/ 998) وعباد بن إسحاق هو عبد الرحمن بن إسحاق القرشي العامري وهو صالح الحديث كما قال أحمد وغيره. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي (9/ 349) وفي "الصغرى" (3924) وفي "القضاء والقدر" (224) وفي "الاعتقاد" (ص 141) ووقع عنده: أنّ أبا خزامة حدّثه أنّ أباه حدّثه، لم يذكر: ابن يعمر. (¬2) رواه إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي عن محمد بن مصفى فقال: عن ابن أبي خزامة أحد بني الحارث عن أبيه. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1820) وإبراهيم بن محمد قال الذهبي في "الميزان": ليس بمعتمد.

- وقال يحيى بن أبي أنيسة الجزري: عن الزهري عن ابن أبي حزامة عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6754) ويحيى بن أبي أنيسة ضعيف. - وقال صالح بن أبي الأخضر: عن الزهري عن عروة عن حكيم بن حزام. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3090) والحاكم (4/ 199 و 402) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه يونس بن يزيد وعمرو بن الحارث بإسناد آخر، وهو المحفوظ" قلت: وصالح قال ابن معين وجماعة: ضعيف. - ورواه معمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (19777) عن معمر عن الزهري مرسلا. وأخرجه الخرائطي (1128) عن أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق به. وتابعه سفيان الثوري عن معمر به. أخرجه الخرائطي (1128) • ورواه وهيب بن خالد البصري عن معمر عن الزهري عن أبي خزامة عن رجل من قومه أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن البختري في "الأمالي" (176) 4087 - "الهدي الصالح والسَّمت الصالح والاقتصاد، جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من وجهين من طريق قابوس بن أبي ظَبْيان عن أبيه عن ابن عباس رفعه: فذكره، وفي الطريق الأخرى "جزء من سبعين جزءا من النبوة" وأخرجه أبو داود وأحمد باللفظ الأول، وسنده حسن. وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس بلفظ "خمسة وأربعين" وسنده ضعيف" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). ¬

_ (¬1) 13/ 123 (كتاب الأدب- باب الهدي الصالح) (¬2) 16/ 17 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين)

له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعا. أخرجه أحمد (1/ 296) عن جعفر بن زياد الأحمر والبخاري في "الأدب المفرد" (791) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي وابن عدي (6/ 2071) عن إدريس بن يزيد الأودي وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (322) عن عبد الملك بن حسين النخعي أربعتهم عن قابوس به. وأخرجه أحمد (1/ 296) عن حسن بن موسى الأشيب وأسود بن عامر الشامي وأبو داود (4776) والبيهقي في "الآداب" (193) والخطيب في "الجامع" (207) والبغوي في "شرح السنة" (3599) عن عبد الله بن محمد النفيلي والطحاوي في "المشكل" (1234) عن بشر بن عمر الزهراني وابن عدي (6/ 2071) عن عبد الرحمن بن عمرو الحراني والبيهقي في "الشعب" (8063) عن أبي الجَوّاب أحوص بن جَوّاب الكوفي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (423) عن شعيب بن حرب المدائني

كلهم عن زهير بن معاوية ثنا قابوس به. - ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن زهير بن معاوية واختلف عنه في لفظه: • فرواه محمد بن عمرو بن النضر عن أحمد بن يونس بلفظ "خمسة وعشرين جزءا" أخرجه البيهقي (10/ 194) وفي "الشعب" (6135) وتابعه أحمد بن نجدة ثنا أحمد بن يونس به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8061) • ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 165 - 166 و 276) عن أحمد بن يونس بلفظ "سبعين جزءا" وتابعه علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أحمد بن يونس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12608) عن علي بن عبد العزيز به. ورواه أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله بن معاذ الرفاء الهروي عن علي بن عبد العزيز بلفظ "خمسة وعشرين جزءا" أخرجه البيهقي في "الشعب" (7645) - ورواه سفيان الثوري عن قابوس واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس موقوفا بلفظ "خمسة وعشرين جزءا" منهم: 1 - وكيع في "الزهد" (323) 2 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه ابن عدي (6/ 2071) 3 - يحيى القطان. أخرجه ابن عدي (6/ 2071) 4 - زيد بن الحباب. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 12 - 13) من طريق عمر بن أحمد الواعظ المعروف بابن شاهين ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا ادريس بن عيسى المخرمي ثنا زيد بن الحباب به.

واختلف فيه على إدريس بن عيسى: فقال أبو نعيم في "الحلية" (7/ 263): ثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان (¬1) ثني ادريس بن عيسى القطان (¬2) ثنا زيد بن الحباب ثنا مِسْعر عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا. 5 - أبو الجواب أحوص بن جواب الكوفي (¬3). أخرجه البيهقي في "الشعب" (8062) • وقال عثمان بن فائد القرشي: عن سفيان عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا بلفظ "خمسة وأربعين جزءا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12609) وعثمان ضعفوه. وقابوس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثاني: يرويه سالم بن أبي الجَعْد عن كريب عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الهدي والسمت والقصد، جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة" وفي لفظ "التؤدة والاقتصاد والتثبت والصمت" أخرجه ابن الأعرابي (ق15 - 16 و34/ أ) وابن عدي (2/ 614) والقضاعي (306) من طريق أبي منصور الحارث بن منصور الزاهد ثنا بحر السقاء عن سفيان الثوري عن الأعمش عن سالم به. قال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد لا أعلم يرويه عن الثوري غير بحر، وعن بحر الحارث بن منصور، والحارث في حديثه اضطراب" قلت: هو مختلف فيه، وبحر بن كَنِيز السقاء ضعفوه. وللحديث شاهد عن عبد الله بن سرجس تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر "التؤدة والاقتصاد وحسن السمت" ... ¬

_ (¬1) هو الباغندي. (¬2) هو المخرمي. (¬3) ولفظ حديثه "بضع وعشرين"

حرف الواو

حرف الواو 4088 - حديث ابن عمر رفعه "وآمروا النساء في بناتهن" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) حسن وله عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن أمية القرشي الأموي واختلف عنه: - فقال سفيان الثوري: عن إسماعيل بن أمية قال: أخبرني الثقة أو من لا أتهم عن ابن عمر أنّه خطب إلى نسيب له بنته، وكان هوى أمّ المرأة في ابن عمر، وكان هوى أبيها في يتيم له، قال: فزوجها الأب يتيمه ذلك، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له، فقال "آمروا النساء في بناتهن" أخرجه عبد الرزاق (10311) عن الثوري به. وأخرجه أحمد (2/ 34) عن عبد الرزاق به. وتابعه معاوية بن هشام القصار عن الثوري به. أخرجه أبو داود (2095) والبيهقي (7/ 115) وفي "المعرفة" (10/ 45) قال ابن التركماني: رواه الثقة عن ابن عمر وليس ذلك بحجة عند أهل الحديث حتى يسمى الثقة" الجوهر النقي 7/ 116 - وقال ابن جريج: أني إسماعيل بن أمية عن غير واحد من المدينة أنّ نعيم بن عبد الله كانت له ابنة، فخطبها عبد الله بن عمر فسمى لها صداقا كثيرا، فأنكحها نعيم يتيما له ¬

_ (¬1) 11/ 98 (كتاب النكاح- باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها)

من بني عدي بن كعب، ليس له مال، فانطلقت أمها، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: قد كان عبد الله ذاكرا ابنتها، فأنكحها أبوها يتيما ليس له مال، وترك عبد الله، وقد سمى لها مالا كثيرا، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر له، فقال: نعم أنكحتها يتيمي، فهو أحق من رفعت يتمه، ووصلته، وقال: لها من مالي مثل الذي سمى لها عبد الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "آمروا النساء في بناتهن" أخرجه عبد الرزاق (10310) الثاني: يرويه مكحول عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه أنّ ابن عمر خطب إلى نعيم بن عبد الله - وكان يقال له النّحام أحد بني عدي - ابنته وهي بكر فقال له نعيم: إنّ في حجري يتيما لي لست مؤثرا عليه أحدا، فانطلقت أم الجارية امرأة نعيم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ابن عمر خطب ابنتي وإنّ نعيما رده وأراد أن ينكحها يتيما له، فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى نعيم فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "أرضها وأرض ابنتها" أخرجه البيهقي (7/ 116) من طريق يونس (¬1) بن محمد المؤدب ثنا محمد بن راشد عن مكحول به. ومكحول مدلس وقد عنعن، وسلمة وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن عبد البر: لا يحتج به، والباقون ثقات. الثالث: يرويه يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه عن ابن عمر أنّه خطب ابنة نعيم بن النحام فذكر الحديث في ذهابه إليه مع زيد بن الخطاب، قال: فقال: إنّ عندي ابن أخ لي يتيم ولم أكن لأنقض لحوم الناس وأثرد لحمي. قال: فقالت أمها من ناحية البيت: والله لا يكون هذا حتى يقضي به علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحبس أيم بني عدي على ابن أخيك سفيه، أو قال: ضعيف، قال: ثم خرجت حتى أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته الخبر، فدعا نعيما، فقصّ عليه كما قال لعبد الله بن عمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنعيم "صل رحمك وأرض ابنتك وأمها فإنّ لهما في أمرهما نصيبا" أخرجه البيهقي في "المعرفة" (10/ 45 - 46) عن أبي صالح بن أبي طاهر العنبري أنا جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر أنا حاتم بن إسماعيل عن الضحاك بن عثمان عن يحيى بن عروة به. ¬

_ (¬1) خالفه كثير بن هشام الكلابي رواه عن محمد بن راشد فلم يذكر سلمة بن أبي سلمة عن أبيه. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (266)

وقال: وهذا إسناد موصول" قلت: رواه أبو الطاهر القاسم بن عبد الله بن مهدى الإخميمي عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري فقال: عن عروة أن ابن عمر أتى عمر بن الخطاب ... أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 370 - 371) والأول أصح، والإخميمي قال الدارقطني: كان لينا، ليس هو بشيء (سؤالات حمزة ص 249 - 250) وللحديث طريق رابعة سيأتي الكلام عليها في المجموعة الثانية: كتاب العتق- باب بيع المدبر والحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن. 4089 - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي سأل: أيّ الصدقة أفضل؟ "وأبيك لَتُنَبَّأَنَّ" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 716") (¬1) 4090 - حديث حذيفة قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كل شيء حتى عن مسح الحصى فقال "واحدة أو دع" قال الحافظ: رواه أحمد" (¬2) يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه: - فقال وكيع: ثنا ابن أبي ليلى عن شيخ يقال له هلال عن حذيفة قال: فذكره. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 411) وأحمد (5/ 385 و 402) - وقال عبد الله بن نمير: عن ابن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي ذر. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 411) - ورواه سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق (2403): عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن عيس بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي ذر. وأخرجه أحمد (5/ 163) عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) 14/ 340 (كتاب الإيمان والنذور- باب لا تحلفوا بآبائكم) (¬2) 3/ 321 (كتاب الصلاة- أبواب العمل في الصلاة- باب مسح الحصى في الصلاة)

وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (864) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (5/ 163) عن مؤمل بن إسماعيل البصري والبزار (¬1) (4021) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 186) عن النعمان بن عبد السلام الأصبهاني ثلاثتهم عن الثوري به. • وقال محمد بن يوسف الفريابي: عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده عن أبي ذر. أخرجه ابن خزيمة (916) والطحاوي في "المشكل" (1429) وابن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه. طريق أخرى: يرويها مجاهد واختلف عنه: - فقال سفيان بن عيينة: عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن أبي ذر قال: فذكره. أخرجه الطيالسي (ص 64) وعبد الرزاق (2404) عن سفيان به. - وقال سفيان بن عيينة أيضاً: عن الأعمش عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر. أخرجه الطيالسي (ص 64) عن سفيان به. قال الدارقطني في "العلل" (6/ 250 - 251): رواه ابن عيينة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر، وخالفه ابن أبي نجيح فرواه عن مجاهد عن أبي ذر مرسلا، وحديث الأعمش أصح" وللحديث شاهد عن معيقيب مرفوعا "لا تمسح الحصى وأنت تصلي، فإن كنت لا بد فاعلا فواحدة" متفق عليه. ¬

_ (¬1) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من حديث ابن أبي ليلى عنه"

4091 - "وإذا قرأ فأنصتوا" قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (1/ 304) من حديث أبي موسى الأشعري" (¬1) 4092 - "وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت صلى الكعبين، واياك وإسبال الإزار فإنّه من المخيلة، وإنّ الله لا يحب المخيلة" قال الحافظ: وأخرج أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث أبي جري بالجيم والراء مصغر، واسمه جابر بن سليم رفعه قال في أثناء حديث مرفوع: فذكره" (¬2) صحيح سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف عند حديث "لا تقل عليك فإنّ عليك السلام تحية الموتى" وله طرق أخرى لم أتكلم عليها هناك وهي: الأول: يرويه سلام بن مسكين البصري ثنا عَقيل بن طلحة السلمي قال: ثني أبو جري الهجيمي قال: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية فنحب أن تعلمنا عملا لعل الله ينفعنا به، قال إلا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إنا المستسقى، ولو تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، واياك وتسبيل الإزار فإنّها من الخيلاء، والخيلاء لا يحبها الله، وإذا سبّك رجل بما يعلمه فيك فلا تسبه بما تعلمه فيه، فإنّه يكون أجر ذلك لك ووباله عليه" أخرجه أحمد (5/ 63) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 206) و"الأوسط" (420) وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (133) وفي "المداراة" (56) وفي "اصطناع المعروف" (24) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1181) والنسائي في "الكبرى" (9699) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3220) وفي "الصحابة" (312 و 1092) وابن حبان (522) وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (323) والطبراني في "الكبير" (6383) وأبو الشيخ في "الأمثال" (235) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 182) وأبو نعيم في "الصحابة" (6731) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3504) والسلفي في "معجم السفر" (184) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1491) والمزي (20/ 237 - 238) من طرق عن سلام بن مسكين به. ¬

_ (¬1) 2/ 385 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم) (¬2) 12/ 369 (كتاب اللباس- باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار)

وإسناده صحيح رواته ثقات. وقال ابن عساكر: حديث حسن غريب" الثاني: يرويه محمد بن سيرين قال: ثنا جابر بن سليم الهجيمي أبو جري قال: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من قومي وعليّ إزار قطن منتشر حواشيه على قدمي وبردة مرتد بها، قال: فلما جئته إذا الناس مجتمعون، قال: فسألت حيث هو قاعد، فأشاروا إليه، فأتيته فقلت: السلام عليك، فقال "السلام عليك" قلت: يا نبي الله علمني خيرا ينفعني الله به، قال "لا تحتقرنّ من الخير والمعروف شيئا ولو أن تصب من دلوك في إناء المستسقى، وأن تلقى أخاك بوجه بشر، وإياك وتسبيل الإزار فإنّها من المخيلة، والمخيلة لا يحبها الله، وإن امرؤ عيرك بما فيك فاعف عنه ولا تعيره بما فيه، فإنّ أجره لك ووزره على من قاله" قال: فلما ذهبت دعاني قال "ولا تسبنّ أحدا" فما سببت من ذلك شاة ولا بعيرا ولا إنسانا. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 66) عن أبي مسلم بشير بن مسلم الحمصي ثنا الربيع بن روح ثنا محمد بن خالد ثنا زياد الجصاص عن ابن سيرين به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة" (27) وأبو القاسم البغوي (310) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 183) من طريق يزيد بن هارون أنا زياد بن أبي زياد الجصاص به. وإسناده ضعيف لضعف زياد الجصاص. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه يونس بن أبي فديك سمع محمد بن سيرين عن الهجيمي قال: فذكر الحديث بطوله. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 206) و"الأوسط" (422) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا يونس به. ويونس ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا موسى بن إسماعيل فهو مجهول. الثالث: يرويه حبيب المعلم عن أبي رجاء العُطَاردي عن سليم بن جابر مرفوعا "يا جابر لا تحقرنّ شيئا من المعروف" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 206) قال: قال الحكم بن المبارك ثنا داود سمع حبيب المعلم به. وأخرجه الخطيب في "المتفق المفترق" (535) من طريق محمد بن أبي بكر المُقَدمي ثنا داود بن يزيد به.

4093 - "واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة" قال الحافظ: حديث صحيح" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "استقيموا ولن تحصوا" 4094 - "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" قال الحافظ: وقد صرّح مسلم (4/ 2245) في روايته من حديث أبي أمامة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره" (¬2) 4095 - "والذي نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بسند صحيح عن أنس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول مرارا: فذكره، وإنّ له يومئذ لتسع نسوة. وله شاهد عند ابن ماجه عن ابن مسعود" (¬3) حديث أنس أخرجه أحمد (3/ 133 و 208 و 238) وفي "الزهد" (ص 10) والبخاري (فتح 5/ 206) وابن ماجه (4147) والترمذي (1215) وأبو يعلى (3059 و 3060 و 3061) وابن البختري في "حديثه" (579) وابن حبان (6349) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 263 و 278) وابن بشران (1073) والبيهقي (6/ 36 و 36 - 37) وفي "الدلائل" (7/ 275) والبغوي في "شرح السنة" (4078) من طرق عن قتادة عن أنس. وحديث ابن مسعود أخرجه ابن ماجه (4148) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج الخولاني ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن علي بن بَذِيمة عن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا "ما أصبح في آل محمد إلا مُد طعام أو ما أصبح في آل محمد مُد من طعام" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 224 قلت: بل إسناده ضعيف لانقطاعه، قال الترمذي والنسائي وابن حبان وغيرهم: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. 4096 - عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: قيل: يا رسول الله، أعطيت عيينة والأقرع مائة مائة، وتركت جعيلا، قال "والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض مثل عيينة والأقرع ولكني أتألفهما وأكل جعيلا إلى إيمانه" ¬

_ (¬1) 5/ 9 (كتاب الصوم- باب فضل الصوم) (¬2) 1/ 128 (كتاب الإيمان- باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان) و16/ 127 (كتاب الفتن- باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه) (¬3) 14/ 73 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)

قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "المغازي" عن محمد بن إبراهيم التيمي مرسلا أو معضلا قال: فذكره" (¬1) 4097 - عن الحسن قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخر ليشهد الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - "والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم" قال الحافظ: رواه ابن المبارك في كتاب "الجهاد" من مرسل الحسن قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (14) عن الربيع بن صَبيح عن الحسن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشا فيهم عبد الله بن رواحة، فغدا الجيش، وأقام عبد الله بن رواحة ليشهد الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى النبي صلاته، قال "يا ابن رواحة، ألم تكن في الجيش؟ " قال: بلى يا رسول الله، ولكني أحببت أن أشهد الصلاة معك، وقد علمت منزلهم، فأروح وأدركهم. قال "والذي نفسي في يده، لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم". الحسن هو البصري، والربيع بن صبيح هو السعدي مختلف فيه، وسعيد بن رحمة راوي كتاب الجهاد عن ابن المبارك ضعفه ابن حبان. 4098 - عن ابن عمر قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد فإذا بقوم يتحدثون ويضحكون، فقال "والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" قال الحافظ: أخرجه سنيد في "تفسيره" بسند واه، والطبراني عن ابن عمر: فذكره" (¬3) ضعيف جدا لم أره من حديث ابن عمر، وإنما هو من حديث عمر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2604) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا الحكم بن مروان الكوفي ثنا سلاّم الطويل عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن عدي بن عدي ¬

_ (¬1) 14/ 55 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر) (¬2) 6/ 354 (كتاب الجهاد- باب الغدوة والروحة في سبيل الله) (¬3) 14/ 102 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا)

الكندي قال: قال عمر بن الخطاب: فذكر حديثا طويلا وفيه: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرّ بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون، فقال "أتضحكون ووراءكم جهنم؟ فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولما أسغتم الطعام والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله -عز وجل-" فنودي: يا محمد، لا تُقْنِط عبادي، إنما بعثتك ميسرا، ولم أبعثك معسرا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سددوا وقاربوا" وأخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (157) عن أبي إسحاق إبراهيم بن راشد الأدمي ثنا الحكم بن مروان الضرير به. ولفظه: وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يتحدثون ويضحكون، فقال "أتضحكون ووراءكم جهنم؟ قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به سلام" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 4099 - "والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" قال الحافظ: ولأبي عوانة وابن خزيمة وأبي نعيم في حديث أنس: فذكره، ثم أمر به فدفن. وأصله في الترمذي دون الزيادة. ووقع في حديث الحسن عن أنس: كان الحسن إذا حدّث بهذا الحديث يقول: يا معشر المسلمين، الخشبة تحنّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقا إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه" وقال: وفي حديث أنس عند ابن خزيمة "فحنّت الخشبة حنين الوالد" وفي روايته الأخرى عند الدارمي "خار ذلك الجذع كخوار الثور" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع" 4100 - "والعن عضلا والقارة هم كلفونا ننقل الحجارة" قال الحافظ: وعند الحارث بن أبي أسامة من مرسل طاوس زيادة في هذا الرجز: فذكره" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 7/ 414 - 415 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام) (¬2) 8/ 397 (كتاب المغازي - باب غزوة الخندق)

أخرجه الحارث (بغية الباحث 691) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق عن ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ... فارحم الأنصار والمهاجرة والعن عضلا والقارة ... هم كلفونا ننقل الحجارة" ورواته ثقات، وأبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد الفزاري. وأخرجه عبد الرزاق (19912) عن مَعْمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه به. وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1429) عن عبد الرزاق به. 4101 - "والله الذي لا إله إلا هو" قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند ابن إسحاق والحاكم: قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فوضعت رجلي على عنقه فقلت: أخزاك الله يا عدو الله، قال: وبما أخزاني؟ هل أعمد رجل قتلتموه؟ ". قال (¬1): وزعم رجال من بني مخزوم أنّه قال له: لقد ارتقيت يا رويع الغنم مرتقى صعبا، قال: ثم احتززت رأسه فجئت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال: فذكره، فحلف له. وفي زيادة المغازي رواية يونس بن بكير من طريق الشعبي عن عبد الرحمن بن عوف نحو الحديث الذي بعده وفيه" فحلف، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ثم انطلق حتى أتاه فقام عنده فقال "الحمد لله الذي أعز الأصم وأهله" ثلاث مرات. وقال: وقد أخرج الحاكم من طريق ابن إسحاق ثني ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس. قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: قال: معاذ بن عمرو بن الجَمُوح: سمعتهم يقولون وأبو جهل في مثل الحرجة: أبو الحكم لا يخلص إليه، فجعلته من شأني فعمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدمه، وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي، قال: ثم عاش معاذ إلى زمن عثمان، قال: ومرّ بأبي جهل معوذ بن عفراء فضربه حتى أثبته وبه رمق، ثم قاتل معوذ حتى قتل، فمرّ عبد الله بن مسعود بأبي جهل فوجده بآخر رمق" (¬2) ¬

_ (¬1) يعني ابن إسحاق. (¬2) 8/ 297 و 297 - 298 (كتاب المغازي- باب قتل أبي جهل)

قال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 1/ 634 - 636): حدثني ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس (¬1). وحدثني (¬2) عبد الله بن أبي بكر أيضا. قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سلمة: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحَرَجة وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه. قال: فلما سمعتها جعلته من شأني، فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنّت قدمه بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مِرْضخة النوى حين يضرب بها. قال: وضربني ابنه عكرمة على عاتقي، فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عامّة يومي، وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها. ثم مرّ بأبي جهل وهو عَقِير، مُعَوّذ بن عَفْراء، فضربه حتى أثبته، فتركه وبه رمق. وقاتل معوذ حتى قتل، فمرّ عبد الله بن مسعود بأبي جهل، حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يلتمس في القتلى، وقد قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني (¬3) - "انظروا، إن خفي عليكم في القتلى، إلى أثر جرح في ركبته، فإني ازدحمت يوما أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جُدْعان ونحن غلامان، وكنت أشفَّ منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبتيه، فجُحِش في إحداهما جحشا لم يزل أثره به" قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فعرفته، فوضعت رجلي على عنقه، وقد كان ضَبَث بي مرّة بمكة فآذاني ولكزني، ثم قلت له: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني، أعْمَدُ من رجل قتلتموه، أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قلت: لله ولرسوله. قال ابن إسحاق (¬4): وزعم رجال من بني مخزوم أنّ ابن مسعود كان يقول: قال لي: ¬

_ (¬1) وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وثور وعكرمة ثقتان. وأخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 454 - 456) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق بطوله. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 84 - 86) من طريق زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق بطوله. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (411) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق به. (¬2) وهذا مرسل. (¬3) وهذا معضل. (¬4) وإسناده ضعيف للرجال الذين لم يسموا، وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا. وله شاهد يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو صريع وهو يذبّ الناس عنه بسيف له فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله، فقال: هل هو إلا رجل قتله قومه، قال: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل فأصبت يده =

لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رُوَيْعِي الغنم، قال: ثم احتززت رأسه ثم جئت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "آللهِ الذي لا إله غيره" قال: وكانت يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: نعم والله الذي لا إله غيره، ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله. 4102 - عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفا على الحَزْوَرَة فقال: "والله إنّك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" قال الحافظ: ثم ساق (أي ابن عبد البر) حديث أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال: فذكره، وهو حديث صحيح أخرجه أصحاب السنن، وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم" (¬1) صحيح ¬

_ = فندر سيفه فأخذته فضربته به حتى قتلته ثم خرجت حتى أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنما أقل من الأرض، فأخبرته فقال "آلله الذي لا إله إلا هو" قال: فرددها ثلاثا، قلت: آلله الذي لا إله إلا هو، قال: فخرج يمشي معي حتى قام عليه، فقال "الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله، هذا كان فرعون هذه الأمة" قال ابن مسعود: فنفلني سيفه. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 232 - 233 و 373 و 14/ 373 - 374) وأحمد (1/ 403 و 444) وأبو داود (2709) والحارث (بغية الباحث 686) والنسائي في "الكبرى" (8670) والطبراني في "الكبير" (8468 و 8469 و 8470 و 8471 و 8472 و8473) وأبو الشيخ في "الأقران" (63) والبيهقي (9/ 62) وفي "الدلائل" (3/ 87 - 88 و88) من طرق عن أبي إسحاق به. قال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 7/ 13 قلت: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه. ورواه أبو وكيع الجراح بن مليح عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. أخرجه الطيالسي (ص 43) ومن طريقه الطبراني (8475) والبيهقي (9/ 92 - 93) وقال: كذا قال: عن عمرو بن ميمون، والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه" واختلف فيه على الطيالسي، فرواه محمد بن يحيى القُطَعي عنه ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1861) وهكذا رواه زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق به. أخرجه الطبراني (8454) ورواية من رواه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود أصح. وهكذا رواه وكيع عن أبيه فقال: عن أبي عبيدة عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 232و 233و 14/ 373 - 374) وله طريق أخرى عن ابن مسعود عند البزار (2008) والطبراني (8476) وفيها أبو بكر الهذلي قال الهيثمي: وهو ضعيف" المجمع 6/ 79 (¬1) 3/ 310 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

يرويه ابن شهاب الزهري ومحمد بن عمرو بن علقمة واختلف عنهما: فأما حديث الزهري - فقال غير واحد: عن الزهري أني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أخبره أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف على راحلته بالحزورة من مكة يقول لمكة: فذكره. منهم: 1 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه أحمد (4/ 305) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 244 - 245) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1555) والطبراني في "مسند الشاميين" (3034) والحاكم (3/ 431) وأبو نعيم في "الصحابة" (4378) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 517 - 518 و 5/ 106 - 107) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 288) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 233) والمزي (15/ 291 - 292) 2 - صالح بن كيسان المدني. أخرجه أحمد (4/ 305) وعبد بن حميد (491) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (621) أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 128) والنسائي في "الكبرى" (4253) وأبو القاسم البغوي (1552) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 97 و 176 - 177) والعسكري (¬1) في "التصحيفات" (1/ 87) وابن والمزي (15/ 291) 3 - عُقيل بن خالد الأيلي. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (678) والدارمي (2513) وابن ماجه (3108) والترمذي (3925) وابن أبي عاصم (622) أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 127) والنسائي في "الكبرى" (4252) وابن وأبو القاسم البغوي (1552) وابن حبان (3708) والعسكري (1/ 87 و 250 - 251) والحاكم (3/ 7) وابن عبد البر (2/ 289 و 6/ 32 - 33) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 336) والمزي (15/ 291 و 292) 4 - عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي. ¬

_ (¬1) وقع عنده: عن عبد الله بن عدي بن الخيار. وقال: الصحيح: ابن الحمراء. وقال الحافظ في "الإصابة" (6/ 163): وهو تصحيف"

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2514) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 558) 5 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه أبو القاسم البغوي (1552) والمزي (15/ 290 - 291) من طريق عبد الله بن وهب عن يونس بن يزيد (¬1). 6 - عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي. أخرجه أبو القاسم البغوي (1555) 7 - معمر بن أبان بن عمران. قاله الدارقطني. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا، وحديث الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي عندي أصح" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن عبد البر: حديث صحيح" وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ" - وقال محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري: عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عدي بن الحمراء. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (457) والحاكم (3/ 280) وابن أخي الزهري مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق عن معمر واختلف عنه: فقال إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري: عن عبد الرزاق (8868) عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلا. ¬

_ (¬1) ورواه أبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (9/ 254)

وتابعه أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي ثنا عبد الرزاق به. أخرجه أبو القاسم البغوي (1553) وقال أحمد (4/ 305): ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وتابعه أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به. أخرجه البزار (كشف 1156) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 518) وقال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري إلا معمر" وقال البيهقي: وهذا وهم من معمر" • ورواه إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشي الصنعاني واختلف عنه: فقال سلمة بن شبيب النيسابوري: عن إبراهيم بن خالد قال: سمعت معمرا عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4254) وقال أحمد (4/ 305): عن إبراهيم بن خالد عن رباح بن زيد القرشي عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن بعضهم. ولم يسمه. وأخرجه أبو القاسم البغوي (1554) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي به. - وقال يعقوب بن عطاء بن أبي رباح: عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قاله الدارقطني (9/ 254) ويعقوب بن عطاء قال ابن معين وغيره: ضعيف. وحديث شعيب بن أبي حمزة ومن تابعه أصح. وإسناده صحيح. قال الحافظ: المحفوظ ما رواه الأكثر عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء" الإصابة 6/ 163 وأما حديث محمد بن عمرو

- فقال غير واحد: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. منهم: 1 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. أخرجه البزار (كشف 1157) 2 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 261 و 3/ 328) وفي "المشكل" (3416 و 4796) 3 - حماد بن سلمة. أخرجه الطحاوي (2/ 261 و 3/ 328) وفي "المشكل" (4795) 4 - خالد بن عبد الله الواسطي. أخرجه أبو يعلى (5954) 5 - أبو ضَمْرة أنس بن عياض المدني. قاله الدارقطني (9/ 255) - وقال غير واحد: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا. منهم: 1 - عثمان بن عمرو بن ساج الجزري. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 156) من طريق سعيد بن سالم القداح عن عثمان بن عمرو به. وسعيد وعثمان مختلف فيهما. 2 - إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. أخرجه الأزرقي (2/ 125) والأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. 3 - إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري. أخرجه السرقسطي في "الغريب" (2/ 544)

4 - يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 473 - 480) قال أبو حاتم وأبو زرعة: حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة خطأ، وهم فيه محمد بن عمرو، ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصحيح" علل الحديث 1/ 280 وقال البيهقي: حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وهم" الدلائل 2/ 518 قلت: ومحمد بن عمرو مختلف فيه. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس أخرجه ابن عبد البر (6/ 33) وفيه طلحة بن عمرو الحضرمي قال أحمد وغيره: متروك الحديث. 4103 - "والله لأغزون قريشا" ثلاثا، ثم سكت، ثم قال "إن شاء الله" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره موصولا ومرسلا" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر فأما حديث ابن عباس فيرويه سِمَاك بن حرب عن عكرمة واختلف عنه: - فرواه مِسْعر بن كِدَام عن سماك واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن مسعر عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا. منهم: 1 - علي بن مسهر الكوفي. أخرجه أبو يعلى (2675) وابن الأعرابي (ق30/ب) وابن حبان (4343) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 68) 2 - الحسن بن قتيبة الخزاعي. أخرجه ابن الأعرابي (ق30/ب و 140/ أ) والخطابي في "شأن الدعاء" (ص 130) ¬

_ (¬1) 14/ 415 (كتاب الإيمان والنذور- باب الاستثناء في الإيمان)

وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 241) والخطيب في "التاريخ" (7/ 404) وفي "المتفق والمفترق" (374) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 68 - 69) 3 - عبد العزيز بن أبان الأموي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 343 - 344) 4 - عبد الله بن داود الخُرَيْبِي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1928) 5 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (241) • وقال غير واحد: عن مسعر عن سماك عن عكرمة مرسلا. منهم: 1 - محمد بن بشر العبدي. أخرجه أبو داود (3286) والبيهقي (10/ 48) 2 - أبو نعيم الفضل بن دُكين. أخرجه الطحاوي (1929) 3 - سفيان بن عيينة. أخرجه عبد الرزاق (16123) - ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن سماك واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. منهم: 1 - الحسن بن شبيب المؤدب. أخرجه أبو يعلى (2674) وابن عدي (2/ 743) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 69) 2 - عمرو بن عون الواسطي. أخرجه الطحاوي (1930) وابن الأعرابي (ق30/ب و 42/ب) والطبراني في "الكبير" (11742) والبيهقي (10/ 47) وفي "الأسماء" (ص 218 - 219) والحافظ (2/ 69)

3 - محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي ابن الأصبهاني. أخرجه الطحاوي (1931) 4 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه البيهقي (10/ 47) • وقال قتيبة بن سعيد البلخي: عن شريك عن سماك عن عكرمة مرسلا. أخرجه أبو داود (3285) والبيهقي (10/ 47 - 48) وتابعه بشار بن موسى الخفاف ثنا شريك به. أخرجه ابن عدي (2/ 743) - وقال سفيان بن مسعود: عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1008) قال أبو حاتم: المرسل أشبه" علل الحديث 1/ 440 وقال ابن عدي: الأصل في هذا الحديث مرسل" وقال أبو نعيم: حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس مشهور ثابت" وقال الحافظ: هذا حديث غريب لم يثبت لأنّ سماكا كان يقبل التلقين، وعابوا عليه أحاديث كان يصلها وهي مرسلة، وصوّب جماعة من الحفاظ منهم أبو حاتم رواية الإرسال" قلت: وقد تكلم غير واحد في رواية سماك عن عكرمة: فقال ابن المديني: رواية سماك عن عكرمة مضطربة. وقال العجلي: كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإنّما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس. وقال شعبة: كانوا يقولون لسماك: عكرمة عن ابن عباس فيقول: نعم، فكنت أنا لا أفعل ذلك به. يعني أنّه كان يقبل التلقين. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 307 - 308) من طريق محمد بن إسحاق البلخي ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به.

وقال: البلخي يروي عن ابن عيينة وأهل العراق المقلوبات ويأتي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات كأنّه كان المتعمد لها، لا يكتب حديثه إلا للاعتبار" 4104 - قال الزبير بن العوام: والله لقد رأيتني أنظر إلى خَدَم هند بنت عتبة وصواحباتها مشمرات هوارب، ما دون إحداهنّ قليل ولا كثير إذ مالت الرماة إلى العسكر حتى كشف القوم عنه وخلوا ظهرنا للجبل فأتينا من خلفنا، وصرخ صارخ: ألا إنّ محمدا قد قتل، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب لوائهم حتى ما يدنو منه أحد. قال الحافظ: وفي حديث الزبير بن العوام عند ابن إسحاق قال: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 2/ 77 - 78) قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عبد الله بن الزبير عن الزبير أنّه قال: فذكره. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ويحيى وأبوه ثقتان، وعبد الله وأبوه صحابيان. وأخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 513) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 227 - 228) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به. وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4257) من طريق جرير بن حازم البصري: سمعت ابن إسحاق به. قال الحافظان العسقلاني (¬2) والبوصيري: إسناده صحيح" المطالب 4/ 394 - مختصر الإتحاف 7/ 19 4105 - عن سالم بن عبد الله أنّ رجلا سأل ابن عمر عن المتعة فقال: حرام، فقال: إنّ فلانا يقول فيها، فقال: والله لقد علم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّمها يوم خيبر وما كنا مسافحين. قال الحافظ: أخرجه أبو عوانة وصححه" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 8/ 353 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد) (¬2) وقال في موضع آخر: إسناده حسن" الفتح 8/ 363 (¬3) 11/ 72 (كتاب النكاح- باب نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة آخرا)

وله عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وعن الزهري غير واحد، منهم: 1 - عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 25) ونصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة" (92) عن يونس بن عبد الأعلى المصري والبيهقي (7/ 202) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قالا: ثنا ابن وهب وهو في "الموطأ" (249) له: أخبرني عمر بن محمد عن ابن شهاب قال: أني سالم بن عبد الله أنّ رجلا سأل عبد الله بن عمر عن المتعة فقال: حرام، قال: فإنّ فلانا يقول فيها، قال: والله لقد علم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّمها يوم خيبر، وما كنا مسافحين. قال الحافظ: إسناده قوي" التلخيص 3/ 155 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. 2 - إسحاق بن راشد الجزري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9291) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا المعافى بن سليمان ثنا موسى بن أعْيَن عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن سالم بن عبد الله قال: أَتى عبد الله بن عمر، فقيل له: إنّ ابن عباس يأمر بنكاح المتعة، فقال ابن عمر: سبحان الله، ما أظن ابن عباس يفعل هذا. قالوا: بلى إنّه يأمر به، فقال: وهل كان ابن عباس إلا غلاما صغيرا إذ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال ابن عمر: نهانا عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كنا مسافحين. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسحاق بن راشد إلا موسى بن أعين" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا المعافى بن سليمان وهو ثقة" المجمع 4/ 265 وقال الحافظ: إسناده قوي" التلخيص 3/ 154 قلت: هاشم بن مرثد مختلف فيه، والباقون ثقات، وإسحاق بن راشد تكلم ابن معين وغيره في روايته عن الزهري.

3 - منصور بن دينار السهمي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13145) عن محمد بن صالح بن الوليد النرسي ثنا وهب بن يحيى بن زمام العلاف ثنا ميمون بن زيد عن عمر بن محمد عن منصور بن دينار عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنّه سئل عن المتعة، فقال: حرام، فقيل: إنّ ابن عباس لا يرى بها بأسا، فقال: أما والله لقد علم ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها يوم خيبر وما كنا مسافحين. قال الهيثمي: وفيه منصور بن دينار وهو ضعيف" المجمع 4/ 265 قلت: هو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، وقواه أبو حاتم وغيره. الثاني: يرويه أبو حنيفة عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن متعة النساء وما كنا مسافحين. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (446) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 238 - 240) ونصر المقدسي (25 و 26 و 56) من طرق عن أبي حنيفة به. وأبو حنيفة ضعفه أحمد والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين. الثالث: يرويه عبد الرحمن بن نعيم الأعرج قال: سأل رجل ابن عمر عن متعة النساء فغضب وقال: ما كنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زانين ولا مسافحين أخرجه سعيد بن منصور (851) عن عبيد الله بن إياد بن لقيط ثنا إياد بن لقيط عن عبد الرحمن بن نعيم به. وأخرجه أحمد (2/ 95 و 103 - 104) وأبو يعلى (5706) من طرق عن عبيد الله بن إياد به. وتابعه صدقة بن أبي عمران الكوفي عن إياد بن لقيط به. أخرجه أبو يعلى (5707) وعبد الرحمن بن نعيم ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحسيني: فيه جهالة. 4106 - "والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2858) والترمذي والنسائي من طريق قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد رفعه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 6 (كتاب الرقاق- باب مثل الدنيا في الآخرة)

4107 - "والله لا تعجز هذه الأمة من نصف يوم" قال الحافظ: حديث ثعلبة الذي أخرجه أبو داود وصححه الحاكم ولفظه: فذكره، ورواته ثقات ولكن رجح البخاري وقفه" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها" 4108 - "والمؤمن من أمنه الناس" قال الحافظ: وزاد ابن حبان والحاكم في "المستدرك" من حديث أنس صحيحا: فذكره" (¬2) صحيح وله عن أنس طريقان: الأول: يرويه حماد بن سلمة واختلف عنه: - فقال حسن بن موسى الأشيب: ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ويونس بن عبيد وحميد عن أنس مرفوعا "المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه". أخرجه أحمد (3/ 154) عن حسن بن موسى به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة" (279) وأخرجه الحاكم (1/ 11) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا حسن بن موسى الأشيب به إلا أنّه لم يذكر علي بن زيد. وقال: على شرط مسلم" وقال المنذري: إسناد أحمد جيد، تابع علي بن زيد حميد ويونس بن عبيد" الترغيب 3/ 354 ¬

_ (¬1) 14/ 136 - 137 (كتاب الرقاق- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين) (¬2) 1/ 60 (كتاب الإيمان- باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)

ولم ينفرد الأشيب به بل تابعه: 1 - أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار القشيري النسوي ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه أبو يعلى (4187) وفي "معجمه" (246) عن أبي نصر التمار به. وأخرجه ابن عدي (2/ 679 - 680) عن أبي يعلى به. وأخرجه أبو طالب العشاري في "حديث أبي القاسم البغوي" (26) وابن عدي (2/ 679 - 680) والقضاعي (130 و 182) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 50 - 51) عن أبي القاسم البغوي وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 23 - 24) عن أحمد بن يحيى الحلواني وعبد الله بن أيوب القربى وابن حبان (¬1) (510) وابن عدي (2/ 679 - 680) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وابن عدي (2/ 679 - 680) عن الحسن بن علي القطان والخرائطي في "المكارم" (1/ 417) عن أبي سهل بنان بن سليمان الدقاق قالوا: ثنا أبو نصر التمار به. ورواه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (341) وفي "الصمت" (28) عن أبي نصر التمار فلم يذكر يونس بن عبيد. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (880) 2 - عبد الصمد بن النعمان. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 23 - 24) ¬

_ (¬1) ولم يسم علي بن زيد.

وقال: غريب من حديث يونس عن أنس، صحيح ثابت من غير رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" ومن هذا الطريق أخرجه البزار (كشف 21) أيضا لكن سقط منه بعض إسناده. قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح إلا علي بن زيد وقد شاركه فيه حميد ويونس بن عبيد" المجمع 1/ 54 قلت: وإسناده صحيح، وحميد هو الطويل. -وقال عفان بن مسلم الصفار البصري: ثنا حماد (¬1) بن سلمة عن علي بن زيد ويونس وحميد عن الحسن مرسلا. أخرجه أحمد (3/ 154) والأول أصح. الثاني: يرويه مبارك بن سُحَيم البصري عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن المؤمن، قال "من أمنه جاره ولا يخاف بوائقه، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده" أخرجه أبو يعلى (3909) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا مبارك به. قال الهيثمي: وفيه مبارك بن فضالة، والأكثر على توثيقه" المجمع 1/ 54 قلت: بل هو مبارك بن سحيم قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ضعيف متروك. 4109 - عن أبي يونس مولى عائشة أنّ رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال: يا رسول الله تدركني الصلاة على صلاة الصبح وأنا جنب، أفأصوم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم" فقال: لست مثلنا يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال "والله إني لأرجو أن كون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي" قال الحافظ: أخرجه هو (أي ابن حبان) ومسلم (1110) والنسائي وابن خزيمة وغيرهم" (¬2) ¬

_ (¬1) وتابعه على هذا الوجه إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن مرسلا. أخرجه الحسين المروزي في البر والصلة (260) (¬2) 5/ 49 (كتاب الصوم- باب الصائم يصبح جنبا)

4110 - عن أم مبشر قالت: قلت: يا رسول الله، ما تتهم بنفسك؟ فإني لا أتهم بإبني إلا الطعام الذي أكل بخيبر- وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات - فقال: "وأنا لا أتهم غيرها، وهذا أوان انقطاع أبهري" قال الحافظ: وللحاكم موصولا من حديث أم مبشر: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 18) عن إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشي الصنعاني ثنا رباح ثنا مَعْمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أمّه أنّ أم مبشر دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي قبض فيه، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله، ما تتهم بنفسك؟ فإنّي لا أتهم إلا الطعام الذي أكل معك بخيبر - كان ابنها مات قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال "وأنا لا أتهم غيره، هذا أوان قطع أبهري" وأخرجه أبو داود (4514) عن أحمد به. قال أبو سعيد بن الأعرابي: كذا قال: عن أمه، والصواب: عن أبيه عن أم مبشر" قلت: أخرجه الحاكم (3/ 219) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ووقع عنده: عن أبيه عن أم مبشر. وقال: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، وإبراهيم بن خالد ورباح بن زيد القرشي لم يخرجا لهما شيئا، ولم يخرجا رواية عبد الله بن كعب بن مالك عن أم مبشر. ولم ينفرد رباح بن زيد به بل قد توبع: فقال أبو داود (4513): ثنا مخلد بن خالد ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن أم مبشر قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: وربما حدّث عبد الرزاق بهذا الحديث مرسلا عن معمر عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وربما حدّث به عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وذكر عبد الرزاق أنّ معمرا كان يحدثهم بالحديث مرّة مرسلا فيكتبونه ويحدثهم مرّة به فيسنده فيكتبونه، وكل صحيح عندنا، قال عبد الرزاق: فلما قدم ابن المبارك على معمر أسند له معمر أحاديث كان يوقفها" قلت: رواه عبد الرزاق في "المصنف" (19815) عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أنّ أم مبشر قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. ¬

_ (¬1) 9/ 195 - 196 (كتاب المغازي- باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته)

4111 - "وأنتم فجزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وإنكم لأعفة صبر، وإنكم ستلقون بعدي أثرة" قال الحافظ: فأخرج الشافعي من رواية محمد بن إبراهيم التيمي أنّ أسيد بن حضير طلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل بيتين من الأنصار، فأمر لكل بيت بوسق من تمر وشطر من شعير، فقال أسيد -رضي الله عنه-: يا رسول الله، جزاك الله عنا خيرا، فقال: فذكره. وقوله "إنكم لأعفة صبر" أخرجه الترمذي والحاكم من وجه آخر عن أنس عن أبي طلحة، وسنده ضعيف" (¬1) حديث محمد بن إبراهيم التيمي أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (408) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم عليه تمر وشعير من بعض القرى، وأنّ أسيد بن الحضير قال له أهل بيتين من بني ظفر: اذكر حاجتنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنّ أسيد بن حضير أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد معه قوما، وأنّه جنأ عليه، فذكر له حاجة أهل بيتين من بني ظفر، وأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لكل أهل بيت وسق من تمر، وشطر من شعير" فقال أسيد بن حضير: يا رسول الله، جزاك الله عنا خيرا. قال يحيى: فزعم محمد بن إبراهيم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "وأنتم فجزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار، فإنكم أعفة صبر، وإنكم سترون بعدي أثرة في الأمر والقسم فاصبروا حتى تلقوني" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 160 - 161) وهو مرسل رواته ثقات. وأما حديث أبي طلحة فأخرجه الطيالسي (ص 273) عن محمد بن ثابت البُنَاني عن أبيه عن أنس قال: دخل أبو طلحة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شكواه الذي قبض فيها، فقال "اقرأ قومك السلام فإنّهم أعفة صبر" وأخرجه البزار (كشف 2804) عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي عن الطيالسي به. ورواه غير واحد عن الطيالسي فقالوا فيه: عن أنس عن أبي طلحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم: ¬

_ (¬1) 8/ 118 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: اصبروا حتى تلقوني)

1 - عبدة بن عبد الله الخزاعي الصّفار البصري. أخرجه الترمذي (3903) 2 - هارون بن عبد الله الحمّال. أخرجه أبو يعلى (3389) 3 - محمد بن أبي بكر المُقَدمي. أخرجه أبو يعلى (1420) 4 - يحيى بن جعفر بن الزبرقان. أخرجه الحاكم (4/ 79) - ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن محمد بن ثابت واختلف عنه: • فقال أحمد (3/ 150): ثنا عبد الصمد ثنا محمد بن ثابت عن أبيه عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي طلحة "أقرئ قومك السلام فإنهم ما علمت أعفة صبر" • وقال عبدة بن عبد الله الخزاعي الصفار البصري: ثنا عبد الصمد ثنا محمد بن ثابت عن أبيه عن أنس عن أبي طلحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الترمذي (3903) والطبراني في "الكبير" (4710) وتابعه يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان البغدادي ثنا عبد الصمد به. أخرجه الحاكم (4/ 79) وقال: صحيح الإسناد" وقال الترمذي: حسن غريب" قلت: بل ضعيف لضعف محمد بن ثابت. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الحسن بن أبي جعفر الجُفْري ثنا ثابت عن أنس عن أبي طلحة مرفوعا "جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا فإنكم ما علمت أعفة صبر" أخرجه الروياني (985) والهيثم بن كليب (1056 و 1057) والطبراني (4709) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 143) من طرق عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا الحسن بن أبي جعفر به. والحسن بن أبي جعفر قال النسائي وغيره: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا شيء.

4112 - "وإنّ الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى" قال الحافظ: ولابن خزيمة من طريق قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 332) ثنا عمران عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في ليلة القدر "إنّها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرون فإنّ الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى" وأخرجه أحمد (2/ 519) عن الطيالسي به. وأخرجه البزار (كشف 1030) وابن خزيمة (2194) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به. قال البزار: لا نعلم روى قتادة بهذا الإسناد إلا حديثين، ولا نعلم بهذا عن أبي هريرة إلا هذا الطريق" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 175 - 176 وقال البوصيري: إسناده حسن" اتحاف الخيرة 3/ 482 قلت: أبو ميمونة قال أبو حاتم: لا يسمى، وقال الدارقطني: مجهول يترك، وقتادة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من أبي ميمونة، وعمران هو ابن داود القطان مختلف فيه. 4113 - حديث ثوبان "وإنّه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنّه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان. وهو طرف من حديث أخرجه مسلم ولم يسق جميعه" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا وضع السيف في أمتي" وانظر أيضا حديث "بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا" في حرف الباء. ¬

_ (¬1) 5/ 163 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬2) 16/ 200 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

4114 - "وإنه ليسمع خفق نعالهم" قال الحافظ: رواه أحمد وأبو داود من حديث البراء بن عازب في أثناء حديث طويل" (¬1) صحيح وهو قطعة من حديث طويل أخرجه عبد الرزاق (6737) وأحمد (4/ 295 - 296) وابنه في "السنة" (1441 و 1442) وابن ماجه (1548) والروياني (389) والطبري في "تفسيره" (13/ 215) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 275) والحاكم (1/ 39) عن يونس بن خَبّاب الكوفي (¬2) والطيالسي (ص 102 - 103) وعبد الرزاق (6324) وابن أبي شيبة (3/ 374 و 380 - 382 و 382 و 10/ 194) وأحمد (4/ 287 - 288و288) وابنه في "السنة" (1438 و 1439 و 1440 و 1443) وهناد في "الزهد" (339) وأحمد بن منيع في "مسنده" وأبو عوانة كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (2/ 432) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1219) وأبو داود (3212 و 4753 و 4754) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (110) والروياني (388 و 392) والطبري (8/ 176 و 177 و 13/ 214 - 215 و 215 و 217 و 218) وفي "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 491 - 493 و 494 و 494 - 497 و 497) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 273 - 274) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (7385 و 8465) والآجري في "الشريعة" (ص 367 - 370 و 370) والطبراني في "الأحاديث الطوال" (25) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 24 - 26) وابن المقرئ في "المعجم" (1255) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص298) وابن منده في ¬

_ (¬1) 3/ 449 (كتاب الجنائز- باب الميت يسمع خفق النعال) (¬2) رواه معمر بن راشد وحماد بن زيد ومهدي بن ميمون الأزدي وعمرو بن قيس الملائى وعباد بن عباد المهلي عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء. وخالفهم شعيب بن صفوان الكوفي فرواه عن يونس بن خباب عن المنهال عن زاذان عن أبي البختري الطائي قال: سمعت البراء. أخرجه الحاكم (1/ 39) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (23) من طريق جعفر بن محمد بن كزال ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا شعيب بن صفوان به. وقال الحاكم: ذكر أبي البختري في هذا الحديث وهم من شعيب بن صفوان لاجماع الأئمة الثقات على روايته عن يونس بن خباب عن المنهال عن زاذان أنه سمع البراء. ثم ذكر حديث عباد بن عباد ومهدي بن ميمون ومعمر عن يونس بن خباب وقال: هذا هو الصحيح المحفوظ من حديث يونس بن خباب"

"الإيمان" (1064) وفي "التوحيد" (850 و 865) والحاكم (1/ 37 - 38 و 38 و 38 - 39 و 39 و 120) واللالكائي (2140) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 56) والبيهقي في "اثبات عذاب القبر" (20 و 21 و 24 و 25 و 26 و 27 و 44) وفي "الشعب" (390) وفي "المدخل" (656) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 106 - 107) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (49) والرافعي في "التدوين" (1/ 61 - 64) عن الأعمش والطيالسي (ص 102 - 103) وابن أبي حاتم (7385) وأبو الشيخ في "الطبقات" (824) وفي "حديثه" (16) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (20) عن عمرو بن ثابت بن هرمز الكوفي وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1444) عن محمد بن سلمة بن كُهيل وابن ماجه (1549) والنسائي (4/ 64) وفي "الكبرى" (2128) والحاكم (1/ 40) عن عمرو بن قيس الملائي (¬1) والطبراني في "الأوسط" (3523) عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي والطبراني في "الأوسط" (7413) وأبو الشيخ في "الطبقات" (824) عن كامل أبي العلاء التميمي السعدي وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (49) عن أيوب أبي المعلى الكوفي والحاكم (1/ 40) عن أبي خالد الدالاني وابن بلبان في "المقاصد السنية" (ص 150 - 152) ¬

_ (¬1) هكذا رواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن عمرو بن قيس عن المنهال عن زاذان عن البراء. وخالفه الحكم بن بشير الكوفي فرواه عن عمرو بن قيس عن يونس بن خباب عن المنهال. أخرجه الطبري (13/ 215) وفي "تهذيب الآثار" (2/ 497 - 500)

عن سوار بن مصعب الهمداني وعن الحسن بن عبيد الله النخعي وبيبي الهرثمية في "جزئها" (106) عن عبيد الله بن الوليد الوصافي وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1444) عن ليث بن أبي سليم والرافعي في "التدوين" (3/ 304 - 305) عن سليمان التيمي كلهم عن المنهال بن عمرو عن زاذان أبي عمر عن البراء بن عازب قال: فذكر الحديث بطوله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا جميعاً بالمنهال بن عمرو وزاذان أبي عمر الكندي" وقال أيضاً: هذه الأسانيد التي ذكرتها كلها صحيحة على شرط الشيخين" وقال البيهقي: هذا حديث كبير صحيح الإسناد رواه جماعة من الأئمة الثقات عن الأعمش" (¬1) قلت: منهم: أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي وأبو معاوية محمد بن خازم الكوفي وعبد الله بن نمير وزائدة بن قدامة الكوفي وسفيان وجرير بن عبد الحميد الرازي وأبو بكر بن عياش وشعبة ومحمد بن فضيل الكوفي. ولم يذكر منهم قوله "وإنّه ليسمع خفق نعالهم" إلا جرير بن عبد الحميد. وإسناده صحيح رواته ثقات إلا أنّ البخاري لم يخرج لزاذان في الصحيح شيئا، ولم يخرج مسلم للمنهال (¬2) شيئا. ¬

_ (¬1) وقال ابن منده: هذا إسناد متصل مشهور وهو ثابت على رسم الجماعة" (¬2) وتابعه محمد بن عتبة عن زاذان عن البراء به. أخرجه الروياني (391) من طريق ابن لهيعة عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن عتبة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وله طريق أخرى عند الطبري في "تهذيب الآثار" (2/ 500 - 501) وفيه عيسى بن المسيب ضعفه ابن معين وغيره. 4115 - "وإني أنهاكم عن كل مسكر" قال الحافظ: وحديث النعمان بن بشير أخرجه أبو داود بسند حسن بلفظ: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الخمر من العصير والزبيب" 4116 - حديث عائشة أنّها استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - إن عاشت بعده أن تدفن إلى جانبه، فقال لها "وأنّى لك بذلك وليس في ذلك الموضع إلا قبري وقبر أبو بكر وعمر وعيسى بن مريم" قال الحافظ: حديث لا يثبت" (¬2) 4117 - حديث العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة، وفيه "وإياكم ومحدثات الأمور فإنّ كل بدعة ضلالة" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه ابن ماجه وابن حبان والحاكم" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" 4118 - "وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار عظمين منهما بعظم، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار" قال الحافظ: وللنسائي من حديث كعب بن مرّة: فذكره، إسناده صحيح، ومثله للترمذي من حديث أبي أمامة، وللطبراني من حديث عبد الرحمن بن عوف ورجاله ثقات" (¬4) حديث كعب بن مرة يرويه شُرَحبيل بن السِّمْط الكندي واختلف عنه: - فقال شعبة: عن عمرو بن مرة سمعت سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط ¬

_ (¬1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل) (¬2) 8/ 67 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان) (¬3) 17/ 10 (كتاب الاعتصام- باب الإقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬4) 6/ 73 (كتاب العتق- باب في العتق وفضله)

قال: قيل لكعب بن مرة أو مرّة بن كعب البهزي: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لله أبوك واحذر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "أيما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلما كان فكاكه من النار يجزي بكل عظم من عظامه عظما من عظامه، وأيما رجل مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي بكل عظمين من عظامهما عظما من عظامه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار تجزي بكل عظم من عظامها عظما من عظامها" أخرجه الطيالسي (ص 166) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 272) وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (614) وأحمد (4/ 234 - 235) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1408) عن محمد بن جعفر غُندر وعبد بن حميد (372) والطبراني في "الكبير" (20/ 318 - 319) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2220) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وأبو داود (¬1) (3967) والواحدي في "الوسيط" (4/ 492) عن حفص بن عمر الحَوْضي والطحاوي في "المشكل" (726) عن وهب بن جرير بن حازم والطبراني في "الكبير" (20/ 319) عن بَدَل بن المُحَبّر البصري قالوا: ثنا شعبة به (¬2). ولم ينفرد شعبة به بل تابعه الأعمش عن عمرو بن مرة به. أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 71 و 5/ 309 - 310) وأحمد (4/ 235 - 236) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا الأعمش به. ¬

_ (¬1) وقال: سالم لم يسمع من شرحبيل، مات شرحبيل بصفين" (¬2) الحديث تقدم الكلام عليه أيضا في حرف الهمزة فانظر "اللهم اسقنا غيثا مغيثا"

وأخرجه ابن ماجه (2522) والنسائي في "الكبرى" (4883) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو معاوية به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (725) عن النسائي به. - ورواه قتادة عن سالم بن أبي الجعد واختلف عنه: • فقال بدل بن المحبر: ثنا شعبة أخبرني قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن ابن السمط قال: قلت لكعب بن مرّة أو مرّة بن كعب السلمي: حدثنا حديثا أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 319) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا عبد الله بن الصباح العطار ثنا بدل بن المحبر به. • وقال هشام الدَّسْتُوائي: عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي (¬1) قال: حاضرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر" فبلغت يومئذ بستة عشر سهما فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من رمى بسهم في سبيل الله -عز وجل- فهو له درجه في الجنة، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة، وأيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإنّ الله -عز وجل- له جاعل وقاء كل عظم من عظامه محررة من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت فإنّ الله -عز وجل- جاعل وقاء كل عظم من عظامها محررة من النار" أخرجه الطيالسي (ص 157) عن هشام به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 272) وفي "الشعب" (4032) وأخرجه أحمد (4/ 113 و 384) وأبو داود (3965) والترمذي (1638) والنسائي في "الكبرى" (4879) وفي "الصغرى" (6/ 23) والطحاوي في "المشكل" (727) وابن حبان (4309) والطبراني في "فضل الرمي" (18) والحاكم (2/ 95 و 121 و 3/ 49 - 50) والقراب في "فضائل الرمي" (17و 20) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 159 - 160) والخطيب في "الموضح" (2/ 284 - 285) والبغوي في "شرح السنة" (2642) وفي "التفسير" (3/ 45) من طرق عن هشام به (¬2). وصرّح قتادة بالتحديث من سالم عند الخطيب. ¬

_ (¬1) زاد الحاكم في روايته: وهو عمرو بن عبسة. (¬2) واختصره بعضهم.

قال الترمذي والطحاوي وابن حبان والحاكم (¬1) والخطيب والبغوي: أبو نجيح هو عمرو بن عبسة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" (¬2) - وراوه منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد واختلف عنه: • فرواه شعبة عن منصور واختلف عنه: فقال بدل بن المحبر: ثنا شعبة أني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ابن السمط قال: قلت لكعب بن مرة أو كعب بن مرة: حدثنا حديثا أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 319) وقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن مرّة بن كعب أو كعب بن مرّة. قال شعبة: قد حدثني به منصور وذكر ثلاثة بينه وبين مرّة بن كعب. أخرجه أحمد (4/ 234 - 235) وابن بشران (657) • وقال سفيان الثوري: عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كعب بن مرّة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4882) والطحاوي في "المشكل" (731) وتابعه مفضل بن مهلهل الكوفي عن منصور به. أخرجه النسائي (4881) والطحاوي (730) ¬

_ (¬1) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وقال أيضاً: صحيح عال" قلت: ومعدان لم يخرج البخاري له شيئا، ولم يخرج مسلم روايته عن عمرو بن عبسة. (¬2) ولم ينفرد هشام به بل تابعه: 1 - شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن قتادة ثنا سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي به. أخرجه البيهقي (9/ 161) 2 - سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به. أخرجه أحمد (4/ 384) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (165) 3 - سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة به إلا أنه اقتصر على ذكر الرمي. أخرجه الطبراني في "فضل الرمي" (17) 4 - الحجاج بن الحجاج البصري عن قتادة به واقتصر على ذكر الرمي. أخرجه القراب في "فضائل الرمي" (19)

• وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال: حدثت عن كعب بن مرّة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4880) والطحاوي في "المشكل" (729) عن حسين بن علي الجعفي والطحاوي (728) عن شجاع بن الوليد الكوفي كلاهما عن زائدة به (¬1). - وقال عبيد بن أبي الجعد الغَطَفاني: عن شرحبيل بن السمط عن مرة بن كعب أو كعب بن مرة. أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (213) عن أبي حُجَيّة الأجلح بن عبد الله الكندي عن عبيد به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6750) من طريق شيبان بن عبد الرحمن أبي معاوية التميمي أخبرني أبو حجية الكندي به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد بن أبي الجعد إلا الأجلح" قلت: وهو مختلف فيه. - وقال غير واحد: عن شرحبيل بن السمط عن عمرو بن عبسة. منهم: 1 - سُليم بن عامر الخَبَائري الحمصي. أخرجه أحمد (4/ 113 و 386) وعبد بن حميد (299) والنسائي في "الكبرى" (4886و4887) والطحاوي في "المشكل" (717) من طرق عن حَرِيْز بن عثمان الحمصي ثني سليم بن عامر أنّ شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: حدثنا حديثا ليس فيه ترديد ولا نسيان، قال عمرو: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضوا بعضو، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل" ¬

_ (¬1) رواه معاوية بن عمرو الأزدي عن زائدة فلم يقل حدثت. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5829)

السياق لأحمد. وأخرجه أبو داود (3966) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (163) والنسائي في "الكبرى" (4885) و "الصغرى" (6/ 23) والطبراني في "مسند الشاميين" (958) عن بقية بن الوليد والطبراني في "مسند الشاميين" (957) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني قالا: ثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن شرحبيل بن السمط أنّه قال لعمرو بن عبسة: يا عمرو حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر نحوه. وسليم بن عامر ما أظنّه أدرك شرحبيل بن السمط. 2 - خالد بن زيد أبو عبد الرحمن الشامي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4884) و"الصغرى" (6/ 24) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر قال: سمعت خالد بن زيد أبا عبد الرحمن الشامي يحدث عن شرحبيل بن السمط عن عمرو بن عبسة قال: قلت: يا عمرو بن عبسة، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه نسيان ولا تنقص. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر نحوه. وخالد بن زيد قال أبو حاتم والمزي: روى عن شرحبيل بن السمط مرسل. 3 - أسد بن وداعة الطائي. أخرجه البيهقي (10/ 272) من طريق الفضل بن محمد الشعراني عن أبي صالح عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح أنّه قال: سمعت أسد بن وداعة الطائي يقول: قال شرحبيل بن السمط وهو أمير على حمص لعمرو بن عبسة السلمي: يا أبا نجيح حدثنا بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه تزيد ولا نسيان، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر نحوه. ورواه مطلب بن شعيب الأزدي وبكر بن سهل الدمياطي عن أبي صالح فلم يذكرا شرحبيل بن السمط. أخرجه الطبراني في "فضل الرمي" (11)

4 - أبو ظَبْية الحمصي. أخرجه أحمد (4/ 386) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثني عبد الحميد ثني شهر ثني أبو ظبية قال: إنّ شرحبيل بن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي فقال: يا ابن عبسه هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه تزيد ولا كذب ولا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك؟ قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر حديثا طويلا وفيه "وأيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق فداء له من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فكل عضو من المعتقة بعضو من المعتقة فداء لها من النار" وأخرجه عبد بن حميد (304) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا عبد الحميد بن بهرام به. وأخرجه الطبراني في "فضل الرمي" (19) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري أنا عبد الحميد بن بهرام به، واقتصر على ذكر الرمي. 5 - القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3189) من طريق ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم أبي عبد الرحمن عن شرحبيل بن السمط عن عمرو بن عبسة مرفوعا "من شاب شيبة في سبيل الله فهو له نور يوم القيامة، ومن رمى العدو بسهم أخطأ أو أصاب كان كعدل رقبة، ومن أعتق رقبة مسلمة فهي فكاكه من النار كل عضو بعضو" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سليمان إلا ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث المصري عن سليمان بن عبد الله أو عبد الرحمن عن القاسم عن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة. أخرجه سعيد بن منصور (2420) عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث به. واختلف فيه على ابن وهب، فرواه عبد الأعلى بن حماد النرسي عن ابن وهب فلم يذكر شرحبيل بن السمط واقتصر على ذكر الرمي. أخرجه ابن ماجه (2812) وتابعه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري عن ابن وهب به. أخرجه الحاكم (2/ 96) والبيهقي (9/ 162)

6 - أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي. أخرجه إسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (50) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة أنّ شرحبيل بن السمط قال: من يحدثنى حديثا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمرو بن عبسة: أنا، وذكر الحديث (¬1). وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الترمذي (1547) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا عمران بن عيينة عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي أمامة وغيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا "أيما امرئ مسلم أعتق امرءا مسلما كان فكاكه من النار يجزي كل عضو منه عضوا منه، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي كل عضو منهما عضوا منه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار يجزي كل عضو منها عضوا منها" وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقال في "العلل الكبير" (2/ 963): وسألت محمدا، قلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من أبي أمامة؟ فقال: ما أرى" وقال أبو حاتم: سالم أدرك أبا أمامة (المراسيل) وعمران بن عيينة مختلف فيه، ضعفه أبو زرعة وغيره، ووثقه ابن حبان، واختلف فيه قول ابن معين. ومحمد بن عبد الأعلى وحصين بن عبد الرحمن ثقتان. واختلف فيه على حصين بن عبد الرحمن: فقال علي بن عاصم الواسطي: أنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن عمرو بن عبسة مرفوعا نحوه. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4031) وقال: سقط من إسناده معدان بن أبي طلحة" قلت: وعلي بن عاصم قال النسائي وغيره: ضعيف. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه الطبراني في "الكبير" (279) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثني جدي إبراهيم بن العلاء ثني عمي ¬

_ (¬1) رواه معمر بن راشد عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن عبسة. أخرجه عبد الرزاق (154)

الحارث بن الضحاك ثني منصور بن المعتمر سمعت محمد بن المنكدر يحدث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه رفعه "أيما امرئ مسلم أعتق امرءا مسلما فهو فكاكه من النار يجزي بكل عظم منه عظما منه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار يجزي بكل عظم منها عظما منها، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهو فكاكه من النار يجزي عظمين منهما عظما منه" قال الهيثمي: وأبو سلمة لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله حديثهم حسن" المجمع 4/ 243 قلت: عمرو بن إسحاق والحارث بن الضحاك لم أر من ترجمهما، وإبراهيم بن العلاء وثقه ابن حبان، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء. 4119 - عن بريدة أنّ امرأة قالت: يا رسول الله، إني تصدقت على أمي بجارية وإنّها ماتت، قال: "وجب أجرك وردها عليك الميراث" قالت: إنّه كان عليها صوم شهر، أفأصوم عنها؟ قال "صومي عنها" قالت: إنّها لم تحج، أفأحج عنها؟ قال "حجي عنها" قال الحافظ: رواه مسلم (1149") (¬1) 4120 - "وجعلت أمتي خير الأمم" قال الحافظ: وفي حديث علي عند أحمد بإسناد حسن أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أعطيت أربعا لم يعطهنّ أحد" 4121 - حديث أنس المرفوع "وجعلت قرة عيني في الصلاة" قال الحافظ: أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح" (¬3) وذكره في موضع آخر وقال: بل صح أنّه قال: فذكره، كما أخرجه النسائي من حديث أنس" (¬4) تقدم الكلام عليه في حرف الحاء فانظر حديث "حبب إليّ النساء والطيب" ¬

_ (¬1) 4/ 436 - 437 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب الحج والنذور عن الميت) (¬2) 9/ 293 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]) (¬3) 14/ 130 (كتاب الرقاق- باب التواضع) (¬4) 3/ 257 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - الليل)

4122 - عن عمرو بن سواد قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا متخلق فقال "وَرْسْ وَرْسْ، حُطْ حُطْ" وغشيني بقضيب بيده في بطني فأوجعني. قال الحافظ: ووقع في شرح شيخنا سراج الدين بن الملقن ما نصّه: هذا الرجل يجوز أن يكون عمرو بن سواد إذ في كتاب "الشفاء" (2/ 899 - 900) للقاضي عياض عنه قال: فذكره، فقال شيخنا: لكن عمرو هذا لا يدرك ذا فإنّه صاحب ابن وهب، انتهى كلامه. وهو معترض من وجهين، أمّا أولا فليست هذه القصة شبيهة بهذه القصة حتى يفسر صاحبها بها، وأما ثانيا ففي الاستدراك غفلة عظيمة لأنّ من يقول: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتخيل فيه أنّه صاحب ابن وهب صاحب مالك، بل إن ثبت فهو آخر وافق اسمه اسمه واسم أبيه اسم أبيه، والفرض أنّه لم يثبت لأنّه انقلب على شيخنا وإنما الذي في "الشفاء": سواد بن عمرو، وقيل: سوادة بن عمرو، أخرج حديثه المذكور عبد الرزاق في "مصنفه" والبغوي في "معجم الصحابة" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (18039) عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن الحسن قال: كان رجل من الأنصار يقال له: سوادة بن عمرو يتخلق كأنّه عرجون، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رآه يعض له، قال: فجاء يوما وهو يتخلق فأهوى له النبي - صلى الله عليه وسلم - بعود كان في يده فجرحه، فقال: القصاص يا رسول الله، فأعطاه العود، وكان على النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصان، قال: فجعل يرفعهما، قال: فنهره الناس، قال: فكشف عنه حتى انتهى إلى المكان الذي جرحه، فرمى بالقضيب وعلقه يقبله، وقال: يا نبي الله، بل أدعها لك، تشفع لي بها يوم القيامة. وأخرجه أيضا (18038) عن مَعْمر عن رجل عن الحسن أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لقى رجلا مختضبا بصفرة، وفي يد النبي - صلى الله عليه وسلم - جريدة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "حط ورس" قال: فطعن بالجريدة في بطن الرجل، وقال "ألم أنهك عن هذا؟ " قال: فأثر في بطنه وما أدماها، فقال الرجل: القود يا رسول الله، فقال الناس: أَمِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقتص؟، فقال: ما بشرة أحد فضّل الله على بشرتي، قال: فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بطنه، ثم قال "اقتص" فقبّل الرجل بطن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: أدعها لك تشفع لي بها يوم القيامة. وهذا مرسل، لكن رواه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1175 - الإصابة 4/ 292 و 293) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 297) وأبو نعيم في "الصحابة" (3557) من طريق عمرو بن سليط عن الحسن عن سوادة بن عمرو وكان يصيب من الخلوق فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 4/ 137 (كتاب الحج- باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب)

قال الحافظ: هذا مرسل لأنّ الحسن البصري لم يسمع من سوادة بن عمرو" قلت: رواه جرير بن حازم البصري عن الحسن قال: حدثني سواد بن عمرو. أخرجه ابن قانع (1/ 297) عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي به. لكن الكديمي متهم. 4123 - "وصلوا عليّ، فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رفعه وقال فيه: فذكره. سنده صحيح، وأخرجه أبو الشيخ في كتاب "الثواب" بسند جيد بلفظ "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليّ نائبا بلغته" (¬1) روي من حديث أبي هريرة ومن حديث عليّ ومن حديث الحسن بن علي ومن حديث الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مرسلا ومن حديث أبي سعيد مولى المهري مرسلا. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 367) وأبو داود (2042) والطبراني في "الأوسط" (8026) والبيهقي في "حياة الأنبياء" (15) وابن فيل في "جزئه" (جلاء الأفهام ص 18) من طرق عن عبد الله بن نافع الصائغ أني ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعا "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ، فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم" قال الطبراني: لم يَصِل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع" وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 106 - الخلاصة 1/ 440 وقال ابن تيمية: وهذا إسناد حسن، فإنّ رواته كلهم ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يقدح في حديثه. قال ابن معين: هو ثقة. وحسبك بابن معين موثقا. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتم: ليس بالحافظ وهو لين تعرف حفظه وتنكر. فإنّ هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه وأنّ الغالب عليه الضبط لكن قد يغلط أحيانا، ثم هذا الحديث مما يعرف من حفظه، ليس مما ينكر، لأنه سنة مدنية، وهو محتاج إليها في فقهه، ومثل هذا يضبطه الفقيه. ¬

_ (¬1) 7/ 297 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم: 16])

وللحديث شواهد من غير طريقه، فإنّ هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا وكل جملة من هذا الحديث رويت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد معروفة" الإقتضاء 2/ 654 - 655 وأما الحديث باللفظ الثاني فأخرجه أبو الشيخ في "الصلاة على النبي" (جلاء الأفهام ص 19) وفي "الثواب" (اللآلئ المصنوعة 1/ 283) عن عبد الرحمن بن أحمد الأعرج ثنا الحسن بن الصباح ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلّي عليّ من بعيد أعلمته" قال ابن القيم: وهذا الحديث غريب جدا" وقال السخاوي: وسنده جيد كما أفاده شيخنا" القول البديع ص 154 قلت: رواته ثقات غير عبد الرحمن بن أحمد الأعرج ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 541) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 113) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير. ولم ينفرد به بل تابعه محمد بن مروان السُّدِّي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليّ نائيا أبلغته" أخرجه العقيلي (4/ 136 - 137) وابن البختري في "حديثه" (735) والبيهقي في "الشعب" (1481) وفي "حياة الأنبياء" (19) والخطيب في "التاريخ" (3/ 292) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1666) من طرق عن العلاء بن عمرو الحنفي ثنا محمد بن مروان به. ووقع في رواية ابن البختري والبيهقي: عن العلاء بن عمرو الحنفي ثنا أبو عبد الرحمن عن الأعمش. وقال البيهقي: أبو عبد الرحمن هذا هو محمد بن مروان السدي فيما أرى، وفيه نظر" وقال العقيلي: لا أصل له من حديث الأعمش، وليس بمحفوظ، ولا يتابع محمد بن مروان السدي إلا من هو دونه" وروى الخطيب عن عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال: سألت ابن نمير عن حديث العلاء بن عمرو هذا فقال: دع ذا، محمد بن مروان ليس بشيء. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1481) والخطيب في "التاريخ" (3/ 291 - 292) وأبو القاسم الأصبهاني (1698) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 302 - 303) من

طريق محمد بن يونس بن موسى القرشي الكُديمي ثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي ثنا محمد بن مروان عن الأعمش به بلفظ "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليّ نائيا وُكل بها ملك يبلغني، وكفي بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدا، أو شفيعا" اللفظ للخطيب قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ومحمد بن مروان السدي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن نمير: كذاب، وقال السعدي: ذاهب، وقال النسائي: متروك، وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا" وقال ابن كثير: في إسناده نظر، تفرد به محمد بن مروان السدي الصغير وهو متروك" التفسير 3/ 515 قلت: والكديمي متهم بوضع الحديث. وأما حديث عليّ فأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 186) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (26) وأبو يعلى (469) عن ابن أبي شيبة ثنا زيد بن الحباب ثنا جعفر (¬1) بن إبراهيم من ولد ذي الجناحين ثنا علي بن عمر عن أبيه عن علي بن حسين أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخل فيها فيدعو فنهاه (¬2) فقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، فإنّ (¬3) تسليمكم يبلغني أينما كنتم" اللفظ لأبي يعلى - ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن جعفر بن إبراهيم واختلف عنه: • فقال محمد بن أحمد بن المؤمل الناقد: ثنا حاتم بن أبي حاتم الجوهري ثنا ابن أبي أويس ثنا جعفر بن إبراهيم الطالبي ثني علي بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين ثني أبي عن جدي علي مرفوعا به وقال فيه "وصلوا عليّ حيث ما كنتم، فإنّ صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث ما كنتم" أخرجه الخطيب في "لموضح" (2/ 52 - 53) ورواه البزار (البحر الزخار 509 - كشف الأستار 707) عن حاتم بن الليث البغدادي -وهو ابن أبي حاتم الجوهري - به إلا أنه وقع عنده: عن عيسى بن جعفر بن إبراهيم الطالبي بدل جعفر بن ابرهيم الطالبي. ¬

_ (¬1) ووقع عند ابن أبي عاصم: ثنا إبراهيم بن جعفر. (¬2) ولفظ البخاري "فدعاه" (¬3) ولفظ ابن أبي عاصم "صلوا عليّ، فإنّ صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث ما كنتم"

• وقال إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة علي النبي" (¬1) (20): ثنا إسماعيل بن أبي أويس عن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عمن أخبره من أهل بلده عن علي بن حسين بن علي أني أبي عن جدي مرفوعا به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عليّ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روي بهذا الإسناد أحاديث صالحة فيها مناكير فذكرنا هذا الحديث لأنّه غير منكر "لا تجعلوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا" قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن إبراهيم الجعفري ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 3 وقال السخاوي: وهو حديث حسن" القول البديع ص155 قلت: جعفر بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 160) وقال: يروي عن علي بن عمر عن أبيه عن علي بن الحسين بنسخة، يعتبر حديثه من غير رواية عن هؤلاء. وعلي بن عمر ذكره ابن حبان في "لثقات" أيضا، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأما حديث الحسن بن علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن نافع أني العلاء بن عبد الرحمن سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب رفعه "صلوا في بيوتكم لا تتخذوا قبورا، ولا تتخذوا بيتي عيدا، صلوا عليّ وسلموا، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم" أخرجه أبو يعلى (6761) عن موسى بن محمد بن حيان البصري ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الله بن نافع به. قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف" المجمع 2/ 247 قلت: هو عبد الله بن نافع القرشي العدوي المدني مولى عبد الله بن عمر قال ابن معين والدارقطني: ضعيف، وقال البخاري وأبو حاتم وابن حبان: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. الثاني: يرويه محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري أخبرني حميد بن أبي زينب عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه رفعه "حيثما كنتم فصلّوا عليّ، فإنّ صلاتكم تبلغني" ¬

_ (¬1) وانظر "لسان الميزان" (2/ 106 - 107)

أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (27) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (119) والطبراني في "الكبير" (2729) و"الأوسط" (367) من طرق عن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن الحسن بن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي مريم" وقال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 498 وقال الهيثمي: وفيه حميد بن أبي زينب لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 162 وقال السخاوي: سنده حسن لكن قيل: إنّ فيه من لم يعرف" القول البديع ص 153 قلت: حميد بن أبي زينب لم أقف له على ترجمة. وخالفه سهيل بن أبي سهيل فرواه عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب مرسلا. أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 298 - 299 و 2/ 656) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي أني سهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى، فقال: هلم إلى العشاء، فقلت: لا أريده، فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ قلت: سلمت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إذا دخلت المسجد فسلم. ثم قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد، وصلوا عليّ، فإنّ صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم" ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء. وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (30) عن إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمد به. وأخرجه عبد الرزاق (6726) عن سفيان الثوري وابن أبي شيبة (3/ 345) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر كلاهما عن محمد بن عجلان المدني عن سهيل عن الحسن بن الحسن به. وسهيل ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 418)، وقال البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 105): سهيل عن حسن بن حسن روى عنه محمد بن عجلان منقطع.

وأما حديث أبي سعيد مولى المهري فأخرجه سعيد بن منصور (الإقتضاء 2/ 656) عن حبَّان بن علي العَنَزي ثني محمد بن عجلان عن أبي سعيد مولى المهري رفعه "لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا عليّ حيثما كنتم، فإنّ صلاتكم تبلغني" وإسناده ضعيف لضعف حبان بن علي. 4124 - عن سلمان: قلت: يا رسول الله، من وصيك؟ قال "وصيي وموضع سري وخليفتي على أهلي وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب" ذكر الحافظ أنّه أخرجه العقيلي وغيره في الضعفاء من طريق جرير بن عبد الحميد عن أشياخ من قومه عن سلمان، ثم ذكر أنّ ابن الجوزي أورده في "الموضوعات" (¬1) موضوع وله عن سلمان طرق: الأول: يرويه العلاء بن عمران عن خالد بن عبيد العَتَكي أبي عصام عن أنس عن سلمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال لعلي بن أبي طالب "هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي". أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 279) وقال: العتكي يروي عن أنس بن مالك نسخة موضوعة ما لها أصل يعرفها من ليس الحديث صناعته أنّها موضوعة، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" ومن طريق ابن حبان أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 375) وقال: لا يصح" قلت: والعتكي ذكره الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص 133) وقال: حدث بمرو عن أنس بأحاديث موضوعة. الثاني: يرويه إسماعيل بن موسى السُّدِّي ثنا عمر بن سعيد البصري عن إسماعيل بن زياد عن جرير بن عبد الحميد الكندي عن أشياخ من قومه قالوا: أتينا سلمان فقلنا له: من وصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وصيه؟ فقال "وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي وخير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب". أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (361) والجورقاني في "الأباطيل" (543) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 374) ¬

_ (¬1) 9/ 216 (كتاب المغازي- باب آخر ما تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -)

وقال الجورقاني: هذا حديث باطل لا أصل له مداره على إسماعيل بن زياد عن جرير بن عبد الحميد الكندي عن أشياخ من قومه، وإسماعيل قال ابن حبان: هو شيخ دجال لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه، وجرير وأشياخ من قومه مجهولون، وجرير هذا ليس هو بجرير بن عبد الحميد الذي روى عن سهيل بن أبي صالح" وقال ابن الجوزي: هذا لا يصح فيه إسماعيل بن زياد قال الدارقطني: متروك، وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: أكثر رواة هذا الحديث مجهولون وضعفاء" وقال الخطيب: جرير بن عبد الحميد كوفي غير مشهور ولم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث" الثالث: يرويه علي بن هاشم عن إسماعيل عن جرير بن شراحيل عن قيس بن ميناء عن سلمان مرفوعا "وصيي علي بن أبي طالب" أخرجه العقيلي (3/ 469) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 375) قال العقيلي: قيس بن ميناء لا يتابع على حديثه وكان له مذهب سوء" وقال ابن الجوزي: هذا لا يصح، قيس بن ميناء من كبار الشيعة ولا يتابع على هذا الحديث، وإسماعيل بن زياد قد ذكرنا القدح فيه" وقال الذهبي: وهذا كذب" الميزان 3/ 398 الرابع: يرويه أسود بن عامر الشامي شاذان ثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس بن مالك قال: قلت لسلمان الفارسي: سل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من وصيه؟ فقال له سلمان: يا رسول الله، من وصيك؟ قال "من كان وصي موسى؟ " قال: يوشع بن نون، قال "فإنّ وصيي ووارثي يقض ديني وينجز موعدي وخير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب". أخرجه القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (1052) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 374) وقال: هذا لا يصح فيه مطر بن ميمون قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث، وفيه جعفر (¬1) وقد تكلموا فيه" وأخرجه ابن حبان (¬2) في "المجروحين" (3/ 5) وابن عدي (¬3) (6/ 2393) من طريق ¬

_ (¬1) قلت: بل هو صدوق يتشيع. (¬2) وقال: مطر بن ميمون كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، يروي عن أنس ما ليس من حديثه في فضل عليّ وغيره، لا تحل الرواية عنه" (¬3) وقال: ومطر إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق"

عبيد الله بن موسى عن مطر عن أنس مرفوعا "إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي: علي بن أبي طالب" اللفظ لابن حبان الخامس: يرويه سِمَاك بن حرب عن أبي سعيد الخدري عن سلمان قال: قلت: يا رسول الله، لكل نبي وصي، فمن وصيك؟ فسكت عني، فلما كان بعد رآني فقال "يا سلمان" فأسرعت إليه قلت: لبيك، قال "تعلم من وصي موسى؟ " قلت: نعم، يوشع بن نون، قال "لم؟ " قلت: لأنّه كان أعلمهم، قال "فإنّ وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب" أخرجه الطبراني في "الكبير" (6063) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي ثنا يحيى بن يعلى عن ناصح بن عبد الله عن سماك به. قال الهيثمي: وفي إسناده ناصح بن عبد الله وهو متروك" المجمع 10/ 114 قلت: ويحيى بن يعلى هو الأسلمي ضعفه ابن معين والبخاري وأبو حاتم وغيرهم، وقال ابن عدي: كوفي من شيعتهم. السادس: يرويه وهب بن كعب بن عبد الله بن سور الأزدي عن سلمان الفارسي أنّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّه ليس من نبي إلا وله وصي وسبطان، فمن وصيك وسبطاك؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرجع شيئا، فانصرف سلمان يقول: يا ويله، يا ويله كلما لقيه ناس من المسلمين قالوا: مالك سلمان الخير؟ فيقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء فلم يردّ عليّ، فخفت أن يكون من غضب، فلما صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر قال "أدن يا سلمان" فجعل يدنو ويقول: أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، فقال "سألتني عن شيء لم يأتني فيه أمر، وقد أتاني أنّ الله -عز وجل- قد بعث أربعة آلاف نبي، وكان أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين، وإنّ وصيي لخير الوصيين، وسبطاي خير الأسباط" أخرجه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 124 - 125) عن عبيد بن عتبة العيذي عن وهب بن كعب به. وعبيد ووهب لم أر من ترجمهما. والحديث ذكره غير واحد في "الموضوعات" منهم: 1 - ابن عراق الكناني (تنزيه الشريعة 1/ 356) 2 - علي القاري (الموضوعات الكبرى ص 377 - الموضوعات الصغرى ص 167) 3 - الشوكاني (الفوائد المجموعة ص 369)

4125 - "وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أنّ لي مالا لعملت مثل ما يعمل فلان فأجرهما سواء" قال الحافظ: وعند الترمذي من حديث أبي كبشة الأنماري أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكر حديثا طويلا فيه استواء العامل في المال بالحق والمتمني في الأجر ولفظه: فذكره، وقال فيه: حديث حسن صحيح" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّما الدنيا لأربعة" 4126 - "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة" قال الحافظ: أخرج أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث رفاعة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر حديثا وفيه: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده" 4127 - "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا، مع كل ألف سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وثلاث حثيات من حثيات ربي" قال الحافظ: أخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره، وفي صحيح ابن حبان أيضا والطبراني بسند جيد من حديث عتبة بن عبد نحوه بلفظ "ثم يشفع كل ألف في سبعين ألفا، ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه" وفيه: فكبّر عمر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ السبعين ألفا يشفعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم، وإني لأرجو أن يكون أدنى أمتي الحثيات" وأخرجه الحافظ الضياء وقال: لا أعلم له علة. قلت: علته الاختلاف في سنده، فإنّ الطبراني أخرجه من رواية أبي سلام حدثني عامر بن زيد أنّه سمع عتبة، ثم أخرجه من طريق أبي سلام أيضا فقال: حدثني عبد الله بن عامر أنّ قيس بن الحارث حدّثه أنّ أبا سعيد الأنماري حدثه: فذكره، وزاد: قال قيس لأبي سعيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وذلك يستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله بقيتهم من أعرابنا" وفي رواية لابن أبي عاصم "قال أبو ¬

_ (¬1) 1/ 177 (كتاب العلم- باب الاغتباط في العلم والحكمة) (¬2) 14/ 201 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

سعيد: فحسبنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ أربعة آلاف ألف وتسعمائة ألف" وقد وقع عند أحمد والطبراني من حديث أبي أيوب نحو حديث عتبة بن عبد وزاد "والخبيئة" بمعجمة ثم موحدة وهمزة وزن عظيمة "عند ربي" وورد من وجه آخر ما يزيد على العدد الذي حسبه أبو سعيد الأنماري، فعند أحمد وأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه بلفظ "أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين ألفا" وفي سنده راويان أحدهما ضعيف الحفظ، والآخر لم يسم. وأخرج البيهقي في "البعث" من حديث عمرو بن حزم مثله وفيه راو ضعيف أيضا، واختلف في سنده وفي سياق متنه. وعند البزار من حديث أنس بسند ضعيف نحوه" (¬1) حديث أبي أمامة له عنه طريقان: الأول: يرويه صفوان بن عمرو بن هَرم الحمصي عن سُليم بن عامر الخبَائِري وأبي اليمان الهَوْزَني عن أبي أمامة مرفوعا "إنّ الله -عز وجل- وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب" فقال يزيد بن الأخنس السلمي: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصْهَب في الذِّبَّان، فقال رسول الله -عز وجل-"كان ربي -عز وجل- قد وعدني سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، وزادني ثلاث حثيات" قال: فما سعة حوضك يا نبي الله؟ قال "كما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع" يشبّر بيده، قال "فيه مثعبان من ذهب وفضة" قال: فما حوضك يا نبي الله؟ قال "أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقة من العسل وأطيب رائحة من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها ولم يسود وجهه أبدا" أخرجه أحمد (5/ 250 - 251) والسياق له، والمؤمل بن إهاب في "جزئه" (7) عن عصام بن خالد الحمصي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1248) وابن حبان (6457 و 7246) عن محمد بن حرب الأبرش وابن أبي عاصم (¬2) في "الآحاد" (1247) وفي "السنة" (588) والطبراني في "الكبير" (7672) وفي "مسند الشاميين" (954) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (3) ¬

_ (¬1) 14/ 202 - 203 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب) (¬2) رواه في الكتابين المذكورين عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم عن الوليد بن مسلم إلا أنّه وقع عنده في "السنة": عن سليم بن عامر عن أبي اليمان، وهر خطأ، والصواب عن سليم بن عامر وأبي اليمان كما تقدم، وهكذا رواه إبراهيم بن دحيم عن أبيه على الصواب كما في "مسند الشاميين" (954)

عن الوليد بن مسلم قالوا: ثنا صفوان بن عمرو به. وإسناده صحيح، وسليم بن عامر قال البخاري في "الكبير": سمع أبا أمامة (¬1). وأبو اليمان الهوزني واسمه عامر بن عبد الله بن لُحي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع، وقد توبع. ولم ينفرد صفوان بن عمرو به بل تابعه معاوية بن صالح الحمصي عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا نحوه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7665) وفي "مسند الشاميين" (1968) وأبو نعيم في "الصحابة" (6607) عن بكر بن سهل الدمياطي والبيهقي في "البعث" (134) عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي قالا: ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح به. الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة رفعه "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، لا حساب عليهم ولا عذاب، وثلاث حثيات من حثيات ربي -عز وجل-" أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 471) عن إسماعيل بن عياش به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (589) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7520) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أحمد (5/ 268) وابن ماجه (4286) والترمذي (2437) والمحاملي (260) والطبراني في "مسند الشاميين" (820) والدارقطني في "الصفات" (50 و51و 52) ومؤمل الشيباني في "الفوائد" (44) والبيهقي في "الأسماء" (ص 416) والذهبي في "السير" (16/ 459 - 460 و460) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. ¬

_ (¬1) انظر "الإصابة" (10/ 338)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الذهبي: إسناده قوي" قلت: إسناده صحيح، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة، وهذه منها فإنّ محمد بن زياد حمصي. ولم ينفرد إسماعيل به بل تابعه: 1 - سليم بن عثمان عن محمد بن زياد عن أبي أمامة. أخرجه الدارقطني في "الصفات" (54) عن أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن عوف ثنا سليم بن عثمان به. وأخرجه ابن عدي (3/ 1164) عن أحمد بن محمد بن عنبسة ثنا سليمان بن سلمة وأحمد بن محمد بن المغيرة ومحمد بن عوف قالوا: ثنا سليم بن عثمان به (¬1). وقال: سليم بن عثمان الفوزي الحمصي روى عن محمد بن زياد الألهاني مناكير، وهذا الحديث لا يحدث به عن محمد بن زياد غير سليم هذا" كذا قال، وقد توبع كما تقدم وكما سيأتي. 2 - بقية بن الوليد عن محمد بن زياد عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7521) من طريق أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصيصي والحكم بن موسى قالا: ثنا بقية به. وأخرجه الدارقطني في "الصفات" (53) من طريق محمد بن عمرو بن حنان الحمصي وأبي عتبة أحمد بن الفرج الحجاز قالا: ثنا بقية ثني ابن زياد عن أبي أمامة أو عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وحديث عتبة بن عبد أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 341 - 342) وعثمان (¬2) الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 37) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنّه سمع أبا سلام قال: حدثني عامر بن زيد البكالي أنّه سمع عتبة بن عبد يقول: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ما حوضك الذي تحدث ¬

_ (¬1) وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1470) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ثنا سليم بن عثمان به. (¬2) سقط من إسناده: عن زيد بن سلام.

عنه؟ قال "هو كما بين البيضاء إلى بصرى، ثم يمدني الله -عز وجل- فيه بكراع فلا يدري بشر ممن خلق أين طرفاه" قال: فكبّر عمر بن الخطاب. فقال: أما الحوض فيزدحم عليه فقراء المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله، ويموتون في سبيل الله -عز وجل-، وأرجو أن يوردني الله -عز وجل- الكراع فأشرب منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّ ربي -عز وجل- وعدني أن يدخل الجنة أمتي سبعين ألفا بغير حساب، ثم يشفع كل ألف بسبعين ألف، ثم يحثي لي بكفيه ثلاث حثيات" وكبّر عمر فقال: إنّ السبعين الألف الأولين يشفعهم الله -عز وجل- في آبائهم وأبنائهم وعشائرهم وأرجو أن يجعلني الله -عز وجل- في أحد الحثيات الأواخر" (¬1) اللفظ ليعقوب ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (732) والبيهقي في "البعث" (275) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 126 - 127) و"الأوسط" (404) و "مسند الشاميين" (2860) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (346) عن أحمد بن خليد الحلبي والبيهقي في "البعث" (274) عن أبي حاتم الرازي والطبري في "التفسير" (13/ 149) عن سليمان بن داود القومسي ثلاثتهم عن أبي توبة الربيع بن نافع به. ولم ينفرد به بل تابعه مُعَمَّر بن يَعْمَر الدمشقي ثنا معاوية بن سلام به. أخرجه ابن حبان (6450 و 7247 و 7414) قال الضياء المقدسي: لا أعلم لهذا الإسناد علة" النهاية لابن كثير ص328 قلت: عامر بن زيد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال": ليس بالمشهور، وقال أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه. ومعمر بن يعمر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع، وقد توبع. ¬

_ (¬1) الحديث فيه طول وسأذكر بقيته في المجموعة الثانية في كتاب بدء الخلق- باب صفة الجنة

والباقون ثقات. وحديث أبي سعيد الأنماري أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 37) عن أبي توبة الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنّه سمع أبا سلام قال: ثني عبد الله بن عامر أن قيسا الكندي حدّث الوليد أنّ أبا سعيد الخير الأنماري (¬1) حدّثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا، ويشفع كل ألف بسبعين ألفا، ثم يحثي لي ثلاث حثيات بكفه" قال قيس: فأخذت بمنكب أبي سعيد فجبذته، فقلت: أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم بأذني ووعاه قلبي. قال عثمان الدارمي: هو قيس بن الحارث الكندي" وتابعه محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي ثنا أبو توبة به، إلا أنه قال: الأنصاري. وزاد: ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنّ ذلك إن شاء الله مستوعب مهاجري أمتي، ويوفيني الله تعالى بشيء من أعرابنا" أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (959) - ورواه أحمد بن خليد الحلبي (¬2) عن أبي توبة فسمى الصحابي: أبو سعد الأنصاري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 304 - 305) عن أحمد بن خليد به. وأخرجه في "الأوسط" (406) وفي "مسند الشاميين" (2863) عن أحمد بن خليد فسمى الصحابي: أبو سعيد الأنماري. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6817) عن الطبراني به. - ورواه محمد بن سهل بن عسكر البخاري (¬3) عن أبي توبة فسمى الصحابي: أبو سعيد الحبراني الأنماري. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (814) عن محمد بن سهل به. ¬

_ (¬1) وقع في المطبوع "الأيادي" وأظنه خطأ من الناسخ أو الطابع والله أعلم. (¬2) زاد في روايته: قال أبو سعد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ذاك إن شاء الله مستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله من أعرابنا". (¬3) زاد في روايته: قال أبو سعيد: فحسب ذلك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ أربع مائة ألف ألف وتسع مائة ألف"

وأخرجه في "الآحاد" (2825) عن محمد بن سهل فسمى الصحابي: أبو سعيد الخير الأنماري. وقال في الكتابين المذكورين: قال أبو توبة: أبو سعيد الحبراني، والحبران بطن من أنمار" ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 137 - 138) ووقع عنده: أبو سعد الخير الأنماري. ولم ينفرد أبو سلام به بل تابعه محمد بن الوليد الزبيدي ثني أبو عمران عبد الله بن عامر اليَحْصَبي أنّ قيس بن الحارث حدّثه أن أبا سعد (¬1) الخير الأنصاري حدّثه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا، يعم ذلك مهاجرينا، ويوفي ذلك طائفة من أعرابنا". أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2211) عن عبد الحميد بن إبراهيم الحمصي والطبراني في "لكبير" (22/ 305) وفي "مسند الشاميين" (1889) عن عمرو بن الحارث الحمصي قالا: ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي به. وحديث أبي أيوب أخرجه أحمد (5/ 413) عن حسن بن موسى الأشيب والطبراني في "الكبير" (3882) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 362 - 363) عن سعيد بن أبي مريم الجمحي قالا: ثنا عبد الله بن لهيعة ثنا أبو قبيل عن عباد بن ناشرة قال: سمعت أبا رهم يقول: سمعت أبا أيوب رفعه "إنّ ربكم -عز وجل- خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب وبين الخبيئة (¬2) عنده لأمتي" فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله أيخبأ (¬3) ذلك ربك -عز وجل-؟ فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم خرج وهو يكبر فقال "إنّ ربي -عز وجل- زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة (¬4) عنده" اللفظ لأحمد ¬

_ (¬1) وعند ابن أبي عاصم: أنّ أبا سعيد. (¬2) ولفظ الطبراني وأبي نعيم "الحثية" (¬3) ولفظهما أيضا "يحثي" (¬4) ولفظهما "والحثية"

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب تفرد به أبو قبيل عن عباد" وقال الهيثمي: وفيه عباد (¬1) بن ناشرة ولم أعرفه، وابن لهيعة ضعفه الجمهور" المجمع 10/ 375 قلت: وعباد بن ناشرة لم يذكره الحافظ في "التهذيب" ولا في "التعجيل" فالله أعلم. وحديث أبي بكر أخرجه أحمد (1/ 6) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأبو يعلى (112) عن أبي داود الطيالسي وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (107) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني قالوا: ثنا المسعودي عن بكير بن الأخنس عن رجل عن أبي بكر مرفوعا "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي فزادني مع كل رجل سبعين ألفا" قال الهيثمي: وفيه المسعودي وقد اختلط، وتابعيه لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 410 قلت: وسماع أبي النضر وأبي داود من المسعودي بعد اختلاطه، وسماع عبد الله بن رجاء منه قبل اختلاطه (¬2). وحديث عمرو بن حزم أخرجه البيهقي في "البعث" (النهاية لابن كثير ص 329) من طريق الضحاك بن نبَراس البصري ثني ثابت البُنَاني عن أبي يزيد المديني عن عمرو بن حزم قال: تغيب عنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا لا يخرج إلا للصلاة المكتوبة ثم يرجع، فلما كان يوم الرابع خرج إلينا، فقلنا: يا رسول الله، احتبست عنا حتى ظننا أنّه قد حدث حدث، قال "إنّه لم يحدث إلا خير، إنّ ربى -عز وجل- وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم، وإني سألت ربي في هذه الثلاثة أيام المزيد فوجدت ربي واجدا ماجدا كريما، ¬

_ (¬1) وفي "المسند": عبد الله. (¬2) لكن الراوي عن عبد الله بن رجاء وهو محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمِي قال الدارقطني: كان يتهم بوضع الحديث، وكذبه موسى بن هارون وأبو داود وعبد الله بن أحمد.

فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين ألفا، قلت: يا رب وتبلغ أمتي هذا، قال: أكمل لك العدد من الأعراب" قال ابن كثير: الضحاك هذا قد تكلموا فيه، وقال النسائي: متروك" قلت: ولم ينفرد به بل تابعه سليمان بن المغيرة البصري عن ثابت به إلا أنّه سمى الصحابي: عامر بن عمير. أخرجه الطبراني (الإصابة 5/ 291 - 292) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني، واختلف في اسم صحابيه فقيل: عمرو بن عمير، وقيل: عمير بن عمرو، وقيل: عمارة بن عمير، وقيل: عمرو بن حزم، وقيل: عمرو بن بلال" المجمع 10/ 410 قلت: هذا الاختلاف في اسم الصحابي إنما هو عن ثابت. فرواه حماد بن سلمة عن ثابت وسمى الصحابي: عمرو بن عمير. ورواه عمارة بن زاذان الصيدلاني عن ثابت وسمى الصحابي: عمارة بن عمير. وتابعه عثمان بن مطر الشيباني عن ثابت به (¬1). وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه حميد الطويل عن أنس مرفوعا "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا" قالوا: زدنا يا رسول الله، قال "لكل رجل سبعون ألفا" قالوا: زدنا يا رسول الله. وكان على كثيب فحثا بيده، قالوا: زدنا يا رسول الله، فقال "هذا" وحثا بيده. قالوا: يا نبى الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا. أخرجه أبو يعلى (3783) عن محمد بن أبي بكر المُقَدّمي ثنا عبد القاهر بن السري ثنا حميد عن أنس به. وعبد القاهر بن السري مختلف فيه، قال ابن معين: لم يكن به بأس، وقال أيضًا: صالح. وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم وقال: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) انظر "أسد الغابة" (4/ 257) - الإصابة (5/ 291 - 292)

وخالفه أبو عاصم العباداني في متنه: قال البزار (كشف 3547): ثنا محمد بن عبد الملك ثنا أبو عاصم العباداني ثنا حميد عن أنس مرفوعا "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا مع كل من السبعين سبعون ألفا" وقال: لا نعلم رواه عن حميد عن أنس إلا أبو عاصم" قلت: إسناده حسن، أبو عاصم قال ابن معين: لم يكن به بأس صالح الحديث، وقال الفلاس: صدوق ثقة، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "لثقات" وقال: كان يخطئ، وضعفه العقيلي. ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وحميد الطويل ثقتان. الثاني: يرويه سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن أنس مرفوعا "وعدني ربي -عز وجل-أن بدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بلا حساب ولا عذاب، مع كل ألف سبعين ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي -عز وجل-" أخرجه تمام (ق71/ ب) من طريق أبي الجُماهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا سعيد بن بشير به. وإسناده ضعيف، سعيد بن بشير مختلف فيه، وتكلم غير واحد في روايته عن قتادة. قال محمد بن عبد الله بن نمير: يروي عن قتادة المنكرات. وقال الساجي: حدّث عن قتادة بمناكير. وقال ابن حبان: يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه. وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس. 4128 - عن سلمان: أتى رجل فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك" قال الحافظ: وله (أي الطبراني) في "الأوسط" عن سلمان: فذكره" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (6114) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا هشام بن لاحق ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال: جاء رجل فسلّم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليكم يا رسول الله، قال "وعليك السلام رحمة الله" ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، قال "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته" ¬

_ (¬1) 13/ 284 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام)

ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وعليك" فقال الرجل: يا رسول الله، أتاك فلان وفلان فحييتهما بأفضل مما حييتني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنّك لن أو لم تدع شيئًا، قال الله {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] فرددت عليك التحية" وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 531) عن عبد الباقي بن قانع البغدادي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 190) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 531) من طريق أبي محمد عبد الله بن السري الأنطاكي ثنا هشام بن لاحق به. قال الهيثمي: وفيه هشام بن لاحق قواه النسائي، وترك أحمد حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 33 وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 2/ 605 قلت: هشام بن لاحق قال أحمد: كان يحدث عن عاصم أحاديث لم يكن به بأس رفع عن عاصم أحاديث لم ترفع أسندها إلى سلمان (العلل 2/ 258) وقال البخاري: مضطرب الحديث عنده مناكير أنكر شبابة أحاديثه، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على رفع حديثه، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: منكر الحديث يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من المقلوبات عن أقوام ثقات. وقواه ابن عدي فقال: أحاديثه حسان وأرجو أنّه لا بأس به. 4129 - عن قَيْلَة قالت: جاء رجل فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك السلام ورحمة الله" وعليه أسمال مليتين قد كانتا بزعفران فنفضتا وبيده عسيب نخلة مقشرة قاعدا القرفصاء. قالت: فلما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق. فقال له جليسه: يا رسول الله، أرعدت المسكينة، فقال ولم ينظر إلى "يا مسكينة عليك السكينة" فذهب عني ما أجد من الرعب. قال الحافظ: وحديث قيلة أخرجه أبو داود والترمذي في "الشمائل" والطبراني وطوله بسند لا بأس به أنها قالت: فذكر الحديث، وفيه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 306 (كتاب الاستئذان- باب الاحتباء باليد)

أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (730) والبخاري في "الأدب المفرد" (1178) وأبو داود (3070 و 4847) والترمذي (2814) وفي "الشمائل" (64 و 120) والحربي في "الغريب" (2/ 392 و 3/ 930) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3492) والطبراني في "الكبير" (3/ 343) وفي "الأحاديث الطوال" (25/ 7 - 11) والخطابي في "الغريب" (1/ 341) وابن منده وابن السكن كما في "الإصابة" (13/ 98 - 99) وأبو نعيم في "الصحابة" (2140 و 7816) والبيهقي في "الآداب" (336 و 337) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (944) والبغوي في "الشمائل" (468) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 246) والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 275 - 279) من طرق عن عبد الله بن حسان العنبري قال: حدثتني جدتاي صفية ودُحَيبَة ابنتا عُلَيبَة وكانت ربيبتي قيلة بنت مخرمة وكانت جدة أبيهما أنها أخبرتهما قالت: فذكرت الحديث وفيه طول (¬1). قال الترمذي: حديث قيلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 12 قلت: عبد الله بن حسان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ: مقبول. وصفية ودحيبة ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وذكرهما الذهبي في "الميزان" في المجهولات. 4130 - حديث أنس قال: كان رجل يمرّ فيقول: السلام عليك يا رسول الله، فيقول له: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه" قال الحافظ: وأخرج ابن السني في كتابه بسند واه من حديث أنس قال: فذكره" (¬2) ضعيف جدًا أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (235) من طريق بقية بن الوليد ثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس قال: كان رجل يمرّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يرعى دواب أصحابه فيقول: السلام عليك يا رسول الله، فيقول له النبي-صلى الله عليه وسلم- " وعليك السلام ¬

_ (¬1) وتقدم الكلام على الحديث أيضًا في حرف الهمزة فانظر حديث "أيغلب أحدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفا" (¬2) 13/ 242 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)

ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه" وقيل: يا رسول الله، تسلم على هذا سلاما ما تسلم على أحد من أصحابك؟ فقال "وما يمنعني من ذلك هو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلًا" وإسناده ضعيف جدًا، نوح بن ذكوان قال أبو حاتم: ليس بشيء مجهول، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا يجب التنكب عن حديثه، وقال الحاكم: روى عن الحسن كل معضلة وله منها صحيفة عن الحسن عن أنس، وقال أبو نعيم: روى عن الحسن المعضلات وله صحيفة عن الحسن عن أنس لا شيء. ويوسف بن أبي كثير قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول. 4131 - عن ابن عباس: جاء رجل إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: سلام عليك، فقال "وعليك ورحمة الله" قال الحافظ: في الطبراني عن ابن عباس: فذكره" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه الطبراني في "الكبير" (12007) و"الأوسط" (5956) عن محمد بن محمد التمار ثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر ثنا نافع أبو هرمز عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء ثلاثة نفر إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال الأول: سلام عليكم، فردّ عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- "وعليكم ورحمة الله" فجاء الثاني فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردّ عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- "وعليكم ورحمة الله وبركاته" وجاء الثالث فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردّ عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- "وعليكم" وأبو الفتى جالس مع النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، زدت فلانا وفلانا ولم تزد ابني شيئًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما وجدنا له من زيادة فرددنا عليه مثل ما قال". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عكرمة إلا نافع أبو هرمز، تفرد به عبد السلام بن مطهر. ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه نافع بن هرمز وهو ضعيف جدًا" المجمع 8/ 33 4132 - حديث أبي ذر الطويل في قصة إسلامه قال: وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر الحديث وفيه: فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، فقال "وعليك ورحمة الله" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2473") (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 284 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام) (¬2) 13/ 239 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)

4133 - عن رجل من بني تميم أنه بلّغ النبي-صلى الله عليه وسلم- سلام أبيه، فقال له "وعليك وعلى أبيك السلام" قال الحافظ: أخرجه النسائي" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "العرافة حق ولا بد للناس من عريف" 4134 - عن زيد بن أرقم قال: بينما أنا عند النبي-صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل رجل من اليهود يقال له: ثعلبة بن الحارث، فقال: السام عليك يا محمد، فقال "وعليكم" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند ضعيف" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (5014) عن أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن موسى القطان ثنا يحيى بن راشد ثنا عبد النور بن عبد الله عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم به. ووقع عنده: السلام عليك يا محمد. قال الهيثمي: وفيه عبد النور بن عبد الله وهو كذاب" المجمع 8/ 42 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (ق 268/ ب) وقال: لا يقيم الحديث وليس من أهله، ثم ذكر له حديثا وقال: وضعه عبد النور. وقال الذهبي في "الميزان": كذاب. 4135 - حديث جابر قال: سلّم ناس من اليهود على النبي-صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليكم، قال "وعليكم" قالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا: قال "بلى، قد رددت عليهم فنجاب عليهم ولا يجابون فينا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2166) والبخاري في "الأدب المفرد" (1110) من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا" (¬3) 4136 - عن علي قال: قلت: يا رسول الله، مالك تَنَوَّق في قريش وتدعنا؟ قال "وعندكم شيء؟ " قلت: نعم، ابنة حمزة. قال الحافظ: أخرجه مسلم (1446) (¬4) ¬

_ (¬1) 13/ 276 (كتاب الاستئذان- باب إذا قال فلان يقرئك السلام) (¬2) 13/ 280 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة) (¬3) 13/ 283 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام) (¬4) 11/ 43 (كتاب النكاح - باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم)

4137 - "وغسل ذراعيه حتى جاوز المرفق" قال الحافظ: وفي البزار والطبراني من حديث وائل بن حُجْر في صفة الوضوء: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 268) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري والطبراني في "الكبير" (22/ 49 - 51) عن بشر بن موسى الأسدي قالا: ثنا محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي ثني عمي سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه عن أمه أم يحيى عن وائل بن حجر قال: شهدت النبي-صلى الله عليه وسلم- وأُتي بإناء فيه ماء، فألقاه على يمينه ثلاثًا ثم غمس يمينه في الماء فغسل بها يساره ثلاثًا، ثم أدخل يمينه في الماء فحفن بها حفنة من الماء، فمضمض واستنشق ثلاثًا، واستنثر ثلاثًا، ثم أدخل كفيه في الإناء فرفعها إلى وجهه فغسل وجهه ثلاثًا، وغسل باطن أذنيه، وأدخل أصبعيه في داخل، ومسح ظاهر رقبته، وباطن لحيته ثلاثًا، ثم أدخل يمينه في الإناء فغسل بها ذراعه اليمنى حتى جاوز المرفق ثلاثًا، ثم غسل يساره بيمينه حتى جاوز المرفق ثلاثًا وذكر الحديث وفيه طول. والسياق للبزار وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن وائل" وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن عبد الجبار قال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وفيه محمد بن حجر وهو ضعيف" المجمع 1/ 232 وقال الحافظ: أخرجه البزار وفيه ضعف" الدراية 1/ 19 قلت: إسناده ضعيف لضعف محمد بن حجر. قال البخاري: فيه بعض النظر، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وذكره العقيلي في "الضعفاء". 4138 - "وفي بُضع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله، أياتي أحدنا شهوته ويؤجر؟ قال "نعم، أرأيتم لو وضعها في حرام" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1006) عن أبي ذر" (¬2) ¬

_ (¬1) 1/ 304 (كتاب الوضوء- باب مسح الرأس كله) (¬2) 1/ 145 (كتاب الإيمان- باب ما جاء أنّ الأعمال بالنية والحسبة)

4139 - "وَفِّى عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار" قال الحافظ: وروى عبد بن حميد بإسناد ضعيف عن أبي أمامة مرفوعا: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أتدرون قوله تعالى {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} [النجم: 37] قال: وفّى عمل يومه بأربع ركعات الضحى" 4140 - حديث أنس: وُقِّتَ لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا يترك أكثر من أربعين يوما. قال الحافظ: أخرجه مسلم، كذا وقت فيه على البناء للمجهول. وأخرجه أصحاب السنن بلفظ "وقت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وأشار العقيلي إلى أنّ جعفر بن سليمان الضُّبَعي تفرد به وفي حفظه شيء، وصرّح ابن عبد البر بذلك فقال: لم يروه غيره وليس بحجة، وتعقب بأن أبا داود والترمذي أخرجاه من رواية صدقة بن موسى عن ثابت، وصدقة بن موسى وإن كان فيه مقال لكن تبين أنّ جعفرا لم ينفرد به وقد أخرج ابن ماجه نحوه من طريق علي بن زيد بن جُدْعان عن أنس، وفي علي أيضًا ضعف، وأخرجه ابن عدي من وجه ثالث من جهة عبد الله بن عمران شيخ مصري عن ثابت عن أنس لكن أتى فيه بألفاظ مستغربة، قال: أن يحلق الرجل عانته كل أربعين يوما، وأن ينتف إبطه كلما طلع، ولا يدع شاربيه يطولان، وأن يقلم أظافره من الجمعة إلى الجمعة. وعبد الله والراوي عنه مجهولان" (¬2) صحيح يرويه أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجَوْني عن أنس، وعنه غير واحد، منهم: 1 - جعفر بن سليمان الضُبَعِي. أخرجه الطيالسي (ص 285) وسنيد (التمهيد 21/ 68) عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أنس قال: وُقِّتَ لنا في تقليم الأظفار وحلق العانة ونتف الإبط وقص الشارب أربعون يوما. ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو عوانة (1/ 190) وأخرجه مسلم (258) والبغوي في "الشمائل" (1109) عن يحيى بن يحيى النيسابوري ¬

_ (¬1) 10/ 228 (كتاب التفسير: سورة النجم) (¬2) 12/ 466 - 467 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

وابن ماجه (295) عن بشر بن هلال الصواف والعقيلي (2/ 208) عن الهيثم بن جميل البغدادي وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3417) عن خلف بن هشام البزاز ومسلم (258) والترمذي (تحفة الأحوذي 2908) والنسائي (¬1) في "الكبرى" (15) والبيهقي (1/ 150) عن قتيبة بن سعيد البلخي وابن المقرئ في "المعجم" (264) عن حميد بن مسعدة البصري قالوا: ثنا جعفر بن سليمان به. ورواه الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي وقَطَن بن نُسير البصري عن جعفر بن سليمان بلفظ: وَقَّت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 68) قال العقيلي: والرواية في هذا الباب متقاربة في الضعف، وفي حديث جعفر نظر" قلت: وثقه ابن معين وابن المديني وغيرهما. 2 - أبو المغيرة صدقة بن موسى الدَّقيقي. أخرجه أحمد (3/ 122 و 203 و 255) وأبو داود (4200) والترمذي (تحفة الأحوذي 2907) وأبو يعلى (4185) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3413 و 3414 و 3415) والعقيلي (2/ 208) والبيهقي (1/ 150) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3196) والمزي (13/ 152) من طرق عن صدقة بن موسى عن أبي عمران عن أنس قال: وَقَّت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" ¬

_ (¬1) رواه في "الصغرى" (1/ 19) عن قتيبة بلفظ: وَقت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قال أبو داود: رواه جعفر بن سليمان عن أبي عمران عن أنس لم يذكر النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهذا أصح" وقال الترمذي: حديث جعفر أصح، وصدقة بن موسى ليس عندهم بالحافظ" وقال العقيلي: هذا لا يتابع على رفعه" قلت: صدقة قال ابن معين وغير واحد: ضعيف. 3 - عبد الله بن عمران البصري. قال ابن عدي (1/ 259 - 260): ثنا الحسين بن الحسن بن سفيان الفارسي أنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثنا أبو خالد إبراهيم بن سالم ثنا عبد الله بن عمران عن أبي عمران الجوني عن أنس قال: وَقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحلق الرجل عانته كل أربعين يوما، وأن ينتف إبطه كلما طلع، ولا يدع شاربيه يطولان، وأن يقلم أظفاره من الجمعة إلى الجمعة، وأن يتعاهد البراجم إذا توضأ فإنّ الوسخ إليها سريع" وقال: حديث منكر، وإبراهيم بن سالم يروي عن عبد الله بن عامر أحاديث مسندة مناكير" 4141 - عن عبيد بن عمير قال: وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصعب بن عمير وهو مُنْجعف على وجهه وكان صاحب لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال الحافظ: وفي "الجهاد" لابن المنذر من مرسل عبيد بن عمير قال: فذكره" (¬1) يرويه وهب (¬2) بن قَطَن المدني عن عبيد بن عمير واختلف عنه: - فرواه سعيد بن رحمة عن ابن المبارك في "الجهاد" (95) عن وهب بن قطن عن عبيد بن عمير قال: وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصعب بن عمير وهو منجحف على وجهه يوم أحد شهيد، وكان صاحب لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ثم إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشهد عليكم أنّكم شهداء عند الله يوم القيامة. ثم أقبل من الناس فقال "يا أيها الناس ائتوهم وزوروهم وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام". ¬

_ (¬1) 8/ 357 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد) (¬2) وقيل: قطن بن وهب.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 183 - 184) من طريق محمد بن سفيان بن موسى الصفار ثنا سعيد (¬1) بن رحمة به. وتابعه معاذ بن عبد الله عن وهب بن قطن عن عبيد بن عمير مرسلًا. أخرجه ابن سعد (3/ 121) عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنا عمر بن صُهْبان عن معاذ بن عبد الله به. وعمر بن صهبان قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. - ورواه عبد الأعلي بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهب واختلف عنه: • فقال سليمان بن بلال المدني: عن عبد الأعلي بن عبد الله عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير عن أبي هريرة. أخرجه الحاكم (2/ 248) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 284) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: كذا قال، وأنا أحسبه موضوعا، وقطن لم يرو له البخاري، وعبد الأعلى لم يخرجا له" • ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الأعلي بن عبد الله واختلف عنه: فرواه عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبِي عن حاتم بن إسماعيل عن عبد الأعلي بن عبد الله عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير عن أبي ذر. أخرجه الحاكم (3/ 200) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 284 - 285) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد ثنا عبد الله بن عبد الوهاب به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: قطن بن وهب صدوق، والباقون ثقات. ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن حاتم بن إسماعيل فلم يذكر أبا ذر. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 107 - 108) • وقال يحيى بن العلاء الرازي: عن عبد الأعلي بن عبد الله عن قطن بن وهب عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات (المجروحين)

أخرجه الطبراني (¬1) في "الأوسط" (3712) عن عمر بن حفص السدوسي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا يحيى بن العلاء به. قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلي بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك" المجمع 6/ 123 قلت: بل هو ثقة كما قال ابن معين والدارقطني وغيرهما. ويحيى بن العلاء قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس وغير واحد: متروك الحديث. 4142 - "وكان أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- ينتظرون الصلاة مع النبي-صلى الله عليه وسلم- فينامون ثم يصلون ولا يتوضئون" قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (1/ 284) وأبي داود: فذكره. فحمل على أنّ ذلك كان وهم قعود لكن في مسند البزار بإسناد صحيح في هذا الحديث "فيضعون جنوبهم فمنهم من ينام ثم يقومون إلى الصلاة" (¬2) قلت: هو من حديث أنس. 4143 - "وكل شراب أسكر فهو حرامًا" قال الحافظ: وحديث ميمونة أخرجه أحمد بسند حسن بلفظ: فذكره" (¬3) حسن أخرجه أحمد (6/ 332 - 333) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (24) وأبو يعلى (7103) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 224) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وأحمد (6/ 332 - 333) وفي "الأشربة" (10) والطبراني في "الكبير" (23/ 439) وابن عدي (3/ 1075) عن عبد الرحمن بن مهدي والطبراني في "الكبير" (23/ 439) ¬

_ (¬1) رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 108) عن الطبراني فقال فيه: عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير. (¬2) 1/ 327 (كتاب الوضوء- باب الوضوء من النوم) (¬3) 12/ 142 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)

عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي قالوا: ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن ميمونة مرفوعا "لا تنتبذوا في الدباء ولا في الجرار ولا في المزفت ولا في المقير، وكل شراب أسكر فهو حرام" اللفظ لأحمد في "الأشربة" قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 58 قلت: زهير بن محمد هو التميمي وهو صدوق فيما يرويه عنه أهل العراق، وهذا منه، لكن خالفه عبيد الله بن عمرو الرقي فرواه عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سليمان بن يسار عن ميمونة به. أخرجه أحمد (6/ 333) وعبيد الله بن عمرو قال أبو حاتم: صالح الحديث ثقة صدوق لا أعرف له حديثا منكرا هو أحب إليّ من زهير بن محمد. وقال علي بن معبد: قيل لعبيد الله بن عمرو: بلغني أنّ عندك من حديث ابن عقيل كثيرا لم تحدث عنه لم هل ألقيته؟ قال: لئن ألقيه أحبّ إليّ من أن يلقيني الله. قال: وزعم أنّه سمع بعض ذلك الكتاب مع رجل لم يثق به. قلت: وابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. لكن الحديث له شواهد كثيرة فيتقوى بها. 4144 - عن أبي أيوب قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحسن والحسين يلعبان بين يديه، فقلت: تحبهما يا رسول الله؟ قال "وكيف لا وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما" قال الحافظ: وفي رواية الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي أيوب قال: فذكره" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (3990) عن أحمد بن مابهرام الأيذجي ثنا الجراح بن مخلد ثنا الحسن بن عنبسة ثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن علي عن عبد الله بن عبد الرحمن الحزمي عن أبيه عن جده عن أبي أيوب قال: فذكره. قال الهيثمي: وفيه الحسن بن عنبسة وهو ضعيف" المجمع 9/ 181 ¬

_ (¬1) 8/ 100 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب الحسن والحسين)

4145 - "ولد لنوح سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم، وولد لحام القبط والبربر والسودان، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي هريرة رفعه: فذكره، وفي سنده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (218) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 107) وابن عدي (7/ 2725) والخطيب في "تالي التلخيص" (43) من طريق محمد بن يزيد بن سنان الجزري عن أبيه ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا به. قال البزار: لا نعلم أسنده عن النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا أبو هريرة بهذا الإسناد، تفرد به يزيد بن سنان، وتفرد به ابنه عنه، ورواه غيره مرسلًا، وإنما جعله من قول سعيد" وقال ابن عدي: لا أعلم روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد غير يزيد بن سنان" (¬2) قلت: وهو ضعيف كما قال أحمد وابن المديني والنسائي وأبو داود والدارقطني. وابنه محمد مختلف فيه. طريق أخرى: قال سليمان بن عمر بن خالد الرقي: ثنا محمد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "ولد نوح سام وحام ويافث، فأما سام فأبو العرب وفارس والروم وأهل مصر وأهل الشام، وأما يافث فأبو الحزر ويأجوج ومأجوج، وأما حام فأبو هذه الجلدة السوداء" ¬

_ (¬1) 16/ 222 (كتاب الفتن- باب يأجوج ومأجوج) (¬2) وخالفه غير واحد رووه عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قوله، منهم: أ- معاوية بن صالح الحمصي. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (25) وابن سعد (1/ 42 - 43) والحاكم (4/ 463) ب- إسماعيل بن عياش. أخرجه الطبري في "تاريخه" (1/ 210) ت- سليمان بن بلال المدني. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 17 - 18) ث- الليث بن سعد. أخرجه ابن عبد الحكم. وهذا أصح، وإسناده صحيح.

أخرجه ابن عدي (3/ 1101) وإسناده ضعيف جدًا، سليمان بن أرقم متروك الحديث، قاله أبو داود وأبو حاتم والترمذي وابن خراش وأبو أحمد الحاكم والدارقطني والنسائي. وأخرجه ابن الجوزي في "تنوير الغبش" (1) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي ثنا حاجب بن الوليد ثنا محمد بن سلمة به. 4146 - "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2315) من حديث ثابت عن أنس رفعه قال: فذكره" (¬1) 4147 - حديث جابر قال: ولدت امرأة من اليهود غلاما ممسوحة عينه والأخرى طالعة ناتئة فأشفق النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يكون هو الدجال" قال الحافظ: روى أحمد من حديث جابر قال: فذكره. وقال: في حديث جابر عند الترمذي ونحوه لمسلم: فقال: أرى حقا وباطلا، وأرى عرشا على الماء. وقال: في حديث جابر "فلست بصاحبه، إنّما صاحبه عيسى بن مريم". وقال: ووقع في حديث جابر: ثم جاء النبي-صلى الله عليه وسلم- ومعه أبو بكر وعمر ونفر من المهاجرين والأنصار وأنا معهم. وقال: ووقع في حديث جابر: رجاء أن يسمع من كلامه شيئًا ليعلم أصادق هو أم كاذب. وقال: وفي حديث جابر: فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء" (¬2) له عن جابر طريقان: الأول: يرويه إبراهيم بن طَهْمان الخراساني عن أبي الزبير عن جابر قال: إنّ امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه طالعة ناتئة فأشفق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يُهَمْهِم، فأذنته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء فاخرج إليه، فخرج من القطيفة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما لها قاتلها الله لو تركته لبين" ثم قال "يا ابن صائد ما ترى؟ " قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء، قال: ¬

_ (¬1) 12/ 5 (كتاب العقيقة- باب تسمية المولود غداة يولد) (¬2) 6/ 513 و 514 و 515 (كتاب الجهاد- باب كيف يعرض الإسلام على الصبي)

فلبس عليه. فقال "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "آمنت بالله ورسله" ثم خرج وتركه، ثم أتاه مرّة أخرى فوجده في نخل له يهمهم فآذنته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما لها قاتلها الله لو تركته لبين" قال: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطمع أن يسمع من كلامه شيئًا فيعلم هو هو أم لا، قال "يا ابن صائد ما ترى؟ " قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء، قال "أتشهد أني رسول الله؟ " قال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "آمنت بالله ورسوله" فلبس عليه، ثم خرج فتركه، ثم جاء في الثالثة أو الرابعة ومعه أبو بكر وعمر في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معه، قال: فبادر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئا، فسبقته أمه إليه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما لها قاتلها الله لو تركته لبين" فقال "يا ابن صائد ما ترى؟ " قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء، قال "أتشهد أني رسول الله؟ " قال: أتشهد أنت أني رسول الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "آمنت بالله ورسله" فلبس عليه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا ابن صائد إنا قد خبأنا لك خبيئا فما هو؟ " قال: الدُّخ الدّخ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اخسأ، اخسأ" فقال عمر: ائذن لي فأقتله يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن يكن هو فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى بن مريم، وإن لا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلًا من أهل العهد" قال: فلم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشفقا أنّه الدجال. أخرجه أحمد (3/ 368) عن محمد بن سابق التميمي ثنا إبراهيم بن طهمان به. ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (26) وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2942) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرطوسي ثنا محمد بن سابق به. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4274) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن سابق به. قال عبد الغني المقدسي: هذا حديث صحيح" وقال ابن كثير: هذا سياق غريب جدًا" النهاية ص 60 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 3 - 4 قلت: محمد بن سابق مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن. الثاني: يرويه أو نَضْرة المنذر بن مالك العبدي عن جابر قال: لقي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ابن

صائد ومعه أبو بكر وعمر، وابن صائد مع الغلمان، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أتشهد أني رسول الله؟ " قال: أتشهد أني رسول الله؟ فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "آمنت بالله وبرسوله، ما ترى؟ " قال: أرى عرشا على الماء، فقال - صلى الله عليه وسلم - "ترى عرش إبليس على البحر، انظر ما ترى" قال: أرى صادقين وكاذبين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لُبِسَ على نفسه" فدعاه. أخرجه مسلم (2926) وابن حبان (6784) من طريق معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت أبي قال: ثنا أبو نضرة عن جابر به. وأخرجه أحمد (3/ 388) من طريق علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي نضرة عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن صائد "ما ترى؟ " قال: أرى عرشا على الماء أو قال على البحر حوله حيات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ذاك عرش إبليس" 4148 - حديث عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب قال: قال لي زيد بن عمرو: إني خالفت قومي واتبعت ملة إبراهيم وإسماعيل وما كانا يعبدان، وكانا يصليان إلى هذه القبلة وأنا انتظر نبيا من بني إسماعيل يبعث ولا أراني أدركه وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنّه نبي، وإن طالت بك حياة فاقرأه مني السلام. قال عامر: فلما أسلمت أعلمت النبي - صلى الله عليه وسلم - بخبره، قال: فردّ عليه السلام وترحم عليه، قال "ولقد رأيته في الجنة يسحب ذيولا" قال الحافظ: رواه محمد بن سعد والفاكهي" (¬1) ضعيف جدًا وله عن عامر بن ربيعة طريقان: الأول: يرويه علي بن عيسى الحكمي عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال: سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من بني عبد المطلب، ولا أراني أدركه فذكر الحديث وقال في آخره: قال عامر بن ربيعة: فلما أسلمت أخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قول زيد بن عمرو وأقرأته منه السلام، فردّ عليه السلام ورحّم عليه وقال "قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا" أخرجه ابن سعد (1/ 161 - 162) عن محمد بن عمر الواقدي ثني علي بن عيسى به. ¬

_ (¬1) 8/ 142 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل)

وأخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 295 - 296) عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا ابن سعد به. وإسناده ضعيف جدًا، الواقدي متروك الحديث. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: لقيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو خارج من مكة يريد حراء، وأنا داخلٌ مكة، فإذا هو قد كان بينه وبين قومه شيء في صدر النهار فذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره: وكنت أُخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقول زيد بن عمرو وأُقرئه منه السلام، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يردّ عليه ويترحّم عليه، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "رأيته في الجنة يسحب ذيولا" أخرجه الفاكهى في "أخبار مكة" (2419) عن أبي سعيد عبد الله بن شبيب الربعي ثني أبو بكر بن شيبة الحزامي ثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن زكريا بن عيسى الشعبي عن ابن شهاب به. وإسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": واه، وعمر بن أبي بكر قال أبو حاتم: ذاهب الحديث متروك الحديث، وزكريا بن عيسى قال أبو حاتم: منكر الحديث. 4149 - حديث ابن عباس: أبطأ جبريل على النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: "ولم لا يبطئ عني وأنتم لا تستنون، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون رواجبكم" قال الحافظ: ولأحمد من حديث ابن عباس: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 243) والطبراني في "الكبير" (12224) وفي "مسند الشاميين" (1525) والخطابي في "الغريب" (1/ 221) والبيهقي (¬2) في "الشعب" (2510) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1573) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن أبي كعب مولى ابن عباس عن ابن عباس عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنّه قيل له: يا رسول الله، لقد أبطأ عنك جبريل-عليه السلام-، فقال "ولم لا يبطئ عني وأنتم حولي لا تستنون، ولا تقلمون أظفاركم، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون رواجبكم". وإسناده ضعيف، أبو كعب فيه جهالة كما في "التعجيل"، وقال أبو زرعة: لا يسمى ¬

_ (¬1) 12/ 457 - 458 (كتاب اللبلس- باب قص الشارب) (¬2) سقط من إسناده عن ابن عباس.

ولا يعرف إلا في هذا الحديث. وثعلبة بن مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وله شاهد مرسل أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 263 - 264 و 2/ 245) عن أبي المحياة يحيى بن يعلى الكوفي عن منصور عن مجاهد أنّ الناس استبطأوا الوحي فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وكيف لا يبطئ وأنتم لا تسوكون أفواهكم، ولا تقلمون أظفاركم، ولا تنقون براجمكم". رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 171) عن وكيع ثنا الأعمش قال: سمعت مجاهدا قال: فذكر نحوه. ورواته ثقات أيضًا. 4150 - "ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله" قال الحافظ: وأخرج مسلم (1838) من طريق محمد بن جعفر غُنْدر عن شعبة عن يحيى الحصين: سمعت جدتي تحدث أنّها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب في حجة الوداع يقول: فذكره" (¬1) 4151 - حديث ابن مسعود أنّ الأعرابي الذي بال في المسجد قال: يا محمد، متى الساعة؟ قال "وما أعددت لها؟ " قال الحافظ: أخرجه الدارقطني" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (1753) عن يوسف بن موسى القطان ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن سمعان المالكي عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: جاء أعرابي إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- شيخ كبير فقال: يا محمد، متى الساعة؟ قال "ما أعددت لها؟ " فقال: لا والذي بعثك بالحق ما أعددت لها من كبير صلاة ولا صيام إلا أني أحب الله ورسوله، قال "فأنت مع من أحببت" قال: فوثب الشيخ فبال في المسجد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "دعوه فعسى أن يكون من أهل الجنة" وصبّ على بوله ماء (¬3). ¬

_ (¬1) 2/ 328 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إمامة العبد والمولى) (¬2) 8/ 49 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمر بن الخطاب) (¬3) قال الهيثمي: وفيه سمعان المالكي وهو مجهول، وقد ضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 280

ورواه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي عن يوسف بن موسى فقال فيه: عن أبي بكر بن عياش ثنا المعلى المالكي. أخرجه الدارقطني (1/ 132) وقال: كذا قال يوسف: المعلى المالكي، والمعلى مجهول" قلت: رواه أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي عن أبي بكر بن عياش ثنا سمعان بن مالك المالكي عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: جاء أعرابي فبال في المسجد، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكانه فاحْتُفِرَ، فصبّ عليه دلو من ماء، فقال الأعرابي: يا رسول الله، المرء يحب القوم ولما يَعْمَلْ عملهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "المرء مع من أحب" أخرجه أبو يعلى (3626) والدارقطني (¬1) (1/ 131 - 132) وتابعه (¬2) يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني عن أبي بكر بن عياش عن سمعان بن مالك الأسدي عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: بال أعرابي في المسجد فأمر به النبي-صلى الله عليه وسلم- فصبّ عليه دلو من ماء، ثم أمر به فحفر مكانه. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 14) قال الدارقطني: سمعان مجهول" وقال أبو زرعة: حديث منكر، وسمعان ليس بالقوي" الجرح والتعديل 2/ 1/ 316 وقال أيضًا: حديث ليس بقوي" علل الحديث 1/ 24 وقال أحمد: حديث منكر" تلخيص الحبير 1/ 37 وقال أبو حاتم: لا أصل له" تلخيص الحبير 1/ 37 وقال البيهقي: ليس بصحيح" السنن الكبرى 2/ 428 وقال الهيثمي: وفيه سمعان بن مالك قال أبو زرعة ليس بالقوي، وقال ابن خراش: مجهول، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 286 ¬

_ (¬1) وقال في "العلل" (5/ 81): وقال أبو هشام الرفاعي في لفظه "فأمر بمكانه فاحتفر" وليست بمحفوظ عن أبي بكر بن عياش" (¬2) وهكذا رواه ابن أبي شيبة وسليمان بن داود الهاشمي عن أبي بكر بن عياش عن سمعان بن مالك كما في "العلل" (5/ 80) للدارقطني، ورواه أحمد بن محمد بن أيوب عن أبي بكر بن عياش عن المعلي بن سمعان الأسدي (علل الدارقطني)

وقال أيضًا: وفيه سمعان بن مالك وهو ضعيف" المجمع 2/ 11 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف سمعان بن مالك" مختصر الاتحاف 1/ 207 4152 - عن أبي أيوب أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به مرّ على إبراهيم فقال: يا محمد مُرْ أمتك أن يكثروا من غراس الجنة، قال "وما غراس الجنة؟ " قال: لا حول ولا قوة إلا بالله" قال الحافظ: وأخرج أحمد والترمذي وصححه ابن حبان عن أبي أيوب: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 418) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حَيْوة أني أبو صخر أنّ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر أخبره عن سالم بن عبد الله أني أبو أيوب الأنصاري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به مرّ على إبراهيم فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد، فقال له إبراهيم: مُرْ أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإنّ تربتها طيبة وأرضها واسعة، قال: "وما غراس الجنة؟ " قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وأخرجه المحاملي (263) والدينوري في "المجالسة" (36 و 1769) والهيثم بن كليب (1114) وابن حبان (821) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (595) وفي "عواليه" (32) والطبراني في "الكبير" (3898) وفي "الدعاء" (1657) وابن شاهين (¬2) في "الترغيب" (345) وأبو نعيم في "الصحابة" (2422) والبيهقي (¬3) في "الشعب" (648) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقري" (10) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 100) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ به. ورواه ابن وهب عن أبي صخر فقال في روايته: عن عبد الله بن عبد الرحمن مولى سالم بن عبد الله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3898) والبيهقي في "الشعب" (649) قال المنذري: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 2/ 445 وقال الحافظ: حديث حسن" وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الرحمن وهو ثقة لم يتكلم فيه أحد ووثقه ابن حبان" المجمع 10/ 97 ¬

_ (¬1) 14/ 303 (كتاب القدر- باب لا حول ولا قوة إلا بالله) (¬2) ووقع في روايته: أبو صخر عن عبد الله بن عمر. (¬3) سقط من إسناده: عن حيوة.

قلت: عبد الله بن عبد الرحمن ترجمه ابن حبان وجماعة ولم يذكروا عنه راويا إلا أبو صخر حميد بن زياد فهو مجهول، وأبو صخر مختلف فيه. وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن ابن مسعود فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13354) وفي "الدعاء" (1658) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا عتيق بن يعقوب الزبيري ثنا عقبة بن علي مولى آل الزبير عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "أكثروا من غرس الجنة، فإنّه عذب ماؤها طيب ترابها، فأكثروا من غراسها لا حول ولا قوة إلا بالله" قال الهيثمي: وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف" المجمع 10/ 98 قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: ربما حدّث بالمنكر عن الثقات. وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه، والعباس الأسفاطي قال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 66) وعتيق ونافع ثقتان. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني (¬1) في "الأوسط" (4182) و"الصغير" (539) عن علي بن الحسن بن المثنى الجهني التُّسْتَري ثنا محمد بن الحارث الخزاز البغدادي ثنا سيار بن حاتم ثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده مرفوعا "رأيت إبراهيم الخليل ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أنّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنّها قيعان، وغراسها قول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله" وقال: لم يروه عن القاسم إلا عبد الرحمن، ولا عنه إلا عبد الواحد، ولم يروه عن عبد الواحد مرفوعا إلا سيار بن حاتم" وقال الدارقطني في "الأفراد": لم يروه عن القاسم إلا عبد الرحمن، ولا عنه إلا عبد الواحد" نتائج الأفكار 1/ 99 وأخرجه الترمذي (3462) عن عبد الله بن أبي زياد القَطَواني ثنا سيار بن حاتم به، ولم يذكر الحوقلة في آخره. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "النتائج" (1/ 98 - 99)

وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود" وقال الحافظ: قلت حسنه لشواهده، ومن ثم قيد الغرابة، وإلا فعبد الرحمن بن إسحاق ضعفوه وهو أبو شيبة الواسطي" النتائج 1/ 100 وقال المنذري: وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الكوفي واه" الترغيب 2/ 425 وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهو ضعيف، رواه الترمذي باختصار "ولا حول ولا قوة إلا بالله" المجمع 10/ 91 4153 - عن الحارث بن حسان البكري قال: خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الحديث وفيه: فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، قال "وما وافد عاد؟ " وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه، فقلت: إن عادا قحطوا فبعثوا قيل بن عنز إلى معاوية بن بكر بمكة يستسقي لهم فمكث شهرا في ضيافته تغنيه الجرادتان، فلما كان بعد شهر خرج لهم فاستسقى لهم فمرّت بهم سحابات فاختار السوداء منها، فنودي: خذها رمادا رمدا لا تبقي من عاد أحدا. قال الحافظ: وقد أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن عن الحارث بن حسان البكري قال: فذكره. وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه بعضه" (¬1) حسن وله عن الحارث بن حسان طرق: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود واختلف عنه: - فقال أبو بكر بن عياش: ثنا عاصم عن الحارث بن حسان البكري (¬2) قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمررت على امرأة (¬3) بالرَّبذة، فقالت: هل أنت حاملي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: نعم، فحملتها حتى قدمت المدينة، فدخلت المسجد فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر، وإذا بلال متقلد السيف، وإذا رايات سود، قلت: ما هذا؟ قالوا: عمرو بن العاص قدم من غزوته، فلما نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من على منبره أتيته ¬

_ (¬1) 10/ 200 (كتاب التفسير: سورة الأحقاف- باب قوله: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} [الأحقاف: 24]) (¬2) زاد يحيى بن آدم في حديثه "أحد بني عامر بن ذهل" (¬3) في حديث يحيى بن آدم "عجوز من بني تميم"

فاستأذنته فأذن لي، فقلت: يا رسول الله، إنّ بالباب امرأة (¬1) من بني تميم، وقد سألتني أن أحملها إليك، قال "يا بلال ائذن لها" فدخلت، فلما جلست قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "هل بينكم وبين تميم شيئًا؟ " قلت: نعم، وكانت لنا الدائرة (¬2) عليهم، فإن رأيت أن تجعل الدهناء بيننا وبينهم حاجزا فعلت، قال: تقول المرأة (¬3): فإلي أين يضطر مضرك يا رسول الله؟ قال: قلت: إنّ مَثَلي مثل ما قال الأول: مِعزى حملت حتفها، وحملتك تكونين عليّ خصما، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وما وافد عاد؟ " قلت: على الخبير سقطت، إنّ عادا قحطت، فبعثت (¬4) من يستسقي لها، فبعثوا رجالا، فمروا على بكر بن معاوية بمكة، فسقاهم الخمر، وتغنتهم الجرادتان شهرا، ثم (¬5) فصلوا من عنده، حتى أتوا جبال مهرة فدعوا، فجاءت سحابات، وكلما جاءت سحابة قال: اذهبي إلى كذا، حتى جاءت سحابة، فنودي: خذها رمادا رِمْدَدَا، لا تدع من عاد أحدا، فسمعه وكتمهم حتى جاءهم العذاب. فأقبل الذين أتاهم فأتى جبال مهرة، فصعد فقال: اللهم إني لم أجئك لأسير فأفاديه، ولا لمريض فأشفيه، فاسق عادا ما كنت مسقيه (¬6)، فرفعت له سحابات، فنودي منها: اختر، فجعل يقول: اذهبي (¬7) إلى بني فلان، اذهبي إلى بني فلان، فمرّت آخرها سحابة سوداء فقال: اذهبي إلى عاد، فنودي منها: خذها رمادا رمددا، لا تدع من عاد أحدا، قال: وكتمهم والقوم عند بكر بن معاوية يشربون، قال: وكره بكر بن معاوية أن يقول لهم من أجل أنّهم عنده، وأنّهم في طعامه، قال: فأخذ في الغناء وذكرهم. أخرجه أحمد (3/ 481) وفي "العلل" (2/ 75) عن أبي بكر بن عياش مختصرا إلى قوله: عمرو بن العاص قدم من غزاة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3328 و 3329) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2093أ) عن أحمد بن جعفر القَطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل به. ¬

_ (¬1) في حديث يحيى "عجوزا" (¬2) في حديث يحيى "الدَبْرَة" (¬3) في حديث يحيى "العجوز" (¬4) في حديث يحيى "فبعثوارجلا منهم يقال له نعيم يستسقي لهم" (¬5) في حديث يحيى "فأقام عنده، ثم ذكر، فقال: إنّ قومي بعثوا بي أستسقي لهم، فقال له بكر: استسق لنا معك" (¬6) زاد في حديث يحيى بن آدم "واسق بكر بن معاوية" (¬7) في حديث يحيى بن آدم "اذهبي أنت إلى فلان، واذهبي أنت إلى بكر بن معاوية"

وهكذا رواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (658) عن أبي بكر بن عياش مختصرا. وأخرجه ابن ماجه (2816) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1666) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3327) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2093أ) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أيضًا (3327) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي والعلاء بن عمرو الحنفي قالا: ثنا أبو بكر بن عياش به مختصرا. وأخرجه أيضًا (3329) عن محمد بن إسحاق بن راهويه ثني أبي ثنا أبو بكر بن عياش به مختصرا. وأخرجه الطبري في "التفسير" (8/ 220 - 221) وفي "التاريخ" (1/ 217 - 218) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو بكر بن عياش به مطولًا. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (821) من طريق يحيى بن آدم الكوفي عن أبي بكر بن عياش به مطولًا. وأخرجه أبو نعميم في "الصحابة" (2093أ) من طريق يحيى بن سعيد الأموي ويحيى الحِمّاني وعبد الحميد بن صالح الكوفي عن أبي بكر بن عياش به مختصرا. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (451) عن جده أحمد بن منيع ثنا أبو بكر بن عياش به مختصرا. - وقال أبو المنذر سلاّم بن سليمان القارئ النَّحْوي: عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان قال: مررت بعجوز بالربذة منقطع بها من بني تميم، فقالت: أين تريدون؟ فقلنا: نريد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: فاحملوني معكم فإنّ لي إليه حاجة، قال: فدخلت المسجد فإذا هو غاصّ بالناس، وإذا راية سوداء تخفق، فقلت: ما شأن الناس اليوم؟ قالوا: هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهًا، وذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (659) وأحمد (3/ 481 - 482) عن عفان بن مسلم البصري ثنا سلام أبو المنذر به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2090) ومن طريق أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 386 - 387) وأبو نعيم في "الصحابة" (2090)

وأخرجه ابن سعد (6/ 35) عن عفان مختصرا إلى قوله: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهًا. ورواه النسائي في "الكبرى" (8607) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عفان به مختصرا. ورواه الطبراني في "الكبير" (3325) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا عفان بن مسلم ومحمد بن مخلد الحضرمي أنا سلام به مطولًا. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابه" (2089) عن الطبراني به. ورواه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 261) عن أبي بكر ثنا سلام بن سليمان به مختصرا. ورواه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 171) من طريق عمار بن هارون ثنا سلام بن سليمان به مختصرا إلى قوله: كنت كعنز حملت حتفا. ورواه الطبراني في "الكبير" (3326) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري عن سفيان بن عيينة عن سلام بن سليمان به مختصرا. • ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن سفيان بن عيينة واختلف عنه: فرواه ابن أبي عاصم (1667) عن ابن أبي عمر عن سفيان عن سلام عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث مختصرا. وخالفه الترمذي (3273) فرواه عن ابن أبي عمر وقال فيه: عن أبي وائل عن رجل من ربيعة ولم يسمه. • ورواه زيد بن الحباب عن سلام بن سليمان فقال فيه: عن أبي وائل عن الحارث بن يزيد البكري. أخرجه أحمد (3/ 482) والترمذي (3274) والطبري في "التفسير" (8/ 221) وفي "التاريخ" (1/ 218 - 219) وأبو القاسم البغوي (453) وأبو نعيم في "الصحابة" (2091) والخطيب في "تالي التلخيص" (14) قال ابن عبد البر: الصحيح فيه عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان (¬1) " الاستيعاب 2/ 231 ¬

_ (¬1) قال المزي: روى عاصم بن أبي النجود عن الحارث بن حسان ولم يدركه، والصحيح: عن عاصم عن أبي وائل عنه" تهذيب الكمال 5/ 223

وقال ابن كثير: حديث غريب جدًا من غرائب الحديث وأفراده" التفسير 4/ 160 قلت: واختلف فيه أبو بكر بن عياش وسلام بن سليمان على عاصم كما تقدم. وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنّه كثير الغلط. وسلام بن سليمان مختلف فيه كذلك، قواه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وقال الساجي: صدوق يهم ليس بمتقن في الحديث. وعاصم قال الذهبي في "الميزان": حسن الحديث. وأبو وائل ثقة مشهور. الثاني: يرويه عنبسة بن الأزهر الذهلي عن سِمَاك بن حرب عن الحارث بن حسان البكري قال: لما كان بيننا وبين إخواننا من بني تميم ما كان، وفدت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوافيته وهو على المنبر وهو يقول "جهزوا جيشا إلى بكر بن وائل" فقلت: يا رسول الله، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد، وذكر الحديث بطوله. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2093ب) وعنبسة وسماك صدوقان. الثالث: يرويه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي عن إياد بن لقيط عن الحارث بن حسان بطوله. قاله المزي في "تحفة الأشراف" (3/ 5) وإسناده ضعيف لضعف أبي جناب. 4154 - "وما يغنى عنه قميصي من الله وإني لأرجو أن يسلم بذلك ألف من قومه" قال الحافظ: وقد أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة هذه القصة، قال: فأنزل الله تعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] قال: فذكر لنا أنّ نبي الله-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أهلكك حب يهود" ¬

_ (¬1) 9/ 406 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80])

4155 - حديث ابن مسعود في قصة الذي سرق فأمر النبي-صلى الله عليه وسلم- بقطعه فرأوا منه أسفا عليه فقالوا: يا رسول الله، كأنك كرهت قطعه، فقال "وما يمنعني؟ لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم، إنه ينبغي للإمام إذا انتهى إليه حدّ أن يقيمه، والله عفو يحب العفو" قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه الحاكم" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (13519) والحميدي (89) وابن أبي شيبة في "مسنده" (204) وأحمد (1/ 391 و 419 و 438) وابن أبي عاصم في "الأوائل" (36) وأبو يعلى (5155 و 5401) والهيثم بن كليب (781 و 782) والطبراني في "الكبير" (8572) وفي "الأوائل" (33) والحاكم (4/ 382 - 383) والبيهقي (8/ 326 و 331) من طرق عن أبي الحارث يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر التيمي عن أبي ماجد الحنفي عن ابن مسعود قال: إنّ أول رجل من المسلمين قطع في الإسلام رجل من الأنصار، فقيل: يا رسول الله، هذا رجل سرق، فكأنما سُفَّ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرماد. فقال بعضهم: يا رسول الله سُفَّ عليك، فقال "وما يمنعني وأنتم أعوان الشيطان على أخيكم" ثم قال "إنّ الله عفو يحب العفو، فلا ينبغي لوالٍ أن يؤتى بحد إلا أقامه" ثم قرأ {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف يحيى الجابر، وأبو ماجد قال أحمد وابن المديني: مجهول لا يعرف، وقال الجوزجاني: غير معروف، وقال البخاري: لا يتابع في حديثه، منكر الحديث، روى حديثين أو ثلاثة كلها مناكير، وقال الترمذي: مجهول، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: مجهول متروك. 4156 - "ومِنْ حق الزوج على زوجته أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه، فإن فعلت لم يقبل منها" قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا في أثناء حديث: فذكره" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 15/ 94 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان) (¬2) 11/ 207 (كتاب النكاح- باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه)

أخرجه البزار (كشف 1464) وأبو يعلى (2455) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس أنّ امرأة من خثعم أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، أخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ فإني امرأة أيم، فإن استطعت وإلا جلست أيما، قال "حق الزوج على الزوجة إن سألها نفسها وهي على ظهر بعير أن لا تمنعه نفسها، ومن حق الزوج على الزوجة أن (¬1) لا تصوم تطوعا إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع" قالت: لا جرم لا أتزوج أبدا. اللفظ للبزار قال الهيثمي: وفيه حسين بن قيس المعروف بحَنَش وهو ضعيف وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 307 قلت: الحديث إسناده ضعيف جدًا. حسين بن قيس متروك الحديث، قاله أحمد والنسائي والدارقطني والساجي، وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث. طريق أخرى: قال هشيم: عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: جاءت امرأة إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، ما حق الزوج على زوجته؟ قال "أن لا تمنع نفسها منه ولو على قتب فإذا فعلت كان عليها إثم" ثم قالت: ما حق الزوج على زوجته؟ قالا "أن لا تعطي شيئا من بيته إلا بإذنه" أخرجه البيهقي (7/ 292 - 293) وقال: تفرد به ليث بن أبي سليم" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم. وللحديث شاهد عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّ امرأة أتته فقالت: ما حق الزوج على امرأته؟ فقال "لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا تعطي من بيته شيئًا إلا بإذنه، فإن فعلت ذلك كان له الأجر وعليها الوزر، ولا تصوم تطوعًا إلا بإذنه، فإن فعلت أثمت ولم تؤجر، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه فإن فعلت لعنتها الملائكة، ملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى تتوب أو ترجع" قيل: وإن كان ظالما؟ قال "وإن كان ظالما". أخرجه الطيالسي (ص 263) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث عن عطاء عن ابن عمر به. ¬

_ (¬1) ولفظ أبي يعلى "أن لا تعطي من بيتها إلا بإذنه، وإن فعلت ذلك كان الإثم عليها والأجر لغيرها"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 292) وأخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4301) عن عبد الواحد بن زياد العبدي البصري ثنا ليث به. وأخرجه عبد بن حميد (813) من طريق قطبة بن عبد العزيز الأسدي عن ليث به. وخالفهم عبد الرحيم بن سليمان الكناني فرواه عن ليث عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عمر. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 303 - 304) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 4302) وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف كما تقدم. 4157 - "وَمَن استجمر فليوتر" قال الحافظ: وليس بواجب لزيادة في أبي داود حسنة الإسناد "قال: ومن لا فلا حرج" (¬1). ضعيف أخرجه أحمد (2/ 371) وأبو داود (35) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 121 - 122) والبيهقي (1/ 94 و 104) وفي "الخلافيات" (367) والبغوي في "شرح السنة" (3204) عن عيسى بن يونس الكوفي والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 6) والدارمي (668 و 2093) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 122) وفي "المشكل" (138) وابن حبان (1410) والحاكم (4/ 137) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل وابن ماجه (337 و 338 و 3498) عن عبد الملك بن الصباح البصري والبيهقي (1/ 94 و 104) عن عمرو بن الوليد الأغضف ¬

_ (¬1) 19/ 267 (كتاب الوضوء- باب لا يستنجي بروث)

قالوا: ثنا ثور بن يزيد عن حُصين الحِمْيَري (¬1) عن أبي سعد الخير (¬2) عن أبي هريرة مرفوعا "من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ وما لاك بلسانه فليبتلع، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن بجمع كثيبا من رمل فليستدبره، فإنّ الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج" اللفظ لأبي داود ووقع في روايته: عن أبي سعيد غير منسوب عن أبي هريرة. وقال: ورواه عبد الملك بن الصباح عن ثور فقال: أبو سعيد الخير. وأبو سعيد الخير هو من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-" قلت: ووقع في حديث عيسى بن يونس عند الطحاوي: عن أبي سعيد غير منسوب. ووقع عند أحمد والبيهقي في "الكبرى" والدارمي في الموضع الثاني وابن حبان والبخاري وابن ماجه في الموضعين الثاني والثالث والطحاوي في شرح المعاني من حديث أبي عاصم: عن أبي سعد الخير. ووقع عند الدارمي في الموضع الأول وكذا ابن ماجه والطحاوي في المشكل والحاكم: عن أبي سعيد الخير. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن حزم: الحصين (¬3) مجهول، وأبو سعيد أو أبو سعد الخير كذلك" المحلى 1/ 129 وقال البيهقي في "المعرفة": حديث حصين الحبراني عن أبي سعيد الخير عن أبي هريرة ليس بالقوي" وقال في "الخلافيات": ليس هذا بمشهور ولم يحتج صاحبي الصحيح بهذا الإسناد" وقال النووي: حديث حسن" الخلاصة 1/ 147 ¬

_ (¬1) وعند البخاري وأبي داود والطحاوي والبيهقي: الحُبْراني. وحبران بطن من حمير (تهذيب الكمال ترجمة حصين) (¬2) زاد أحمد "وكان من أصحاب عمر" (¬3) وقع عنده: ابن الحصين.

وقال الحافظ في "التلخيص" (1/ 103): مداره على أبي سعد الحبراني (¬1) الحمصي وفيه اختلاف، وقيل: إنّه صحابي، ولا يصح، والراوي عنه حصين الحبراني وهو مجهول، وقال أبو زرعة: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في "العلل" (8/ 283") وقال في "التقريب" وكذا الذهبي في "الديوان": حصين مجهول. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. فعلى هذا فالإسناد ضعيف. 4158 - حديث أبي هريرة وابن عباس قالا: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكرا الحديث الطويل وفيه "ومن لبس ثوبا فاختال فيه خسف به من شفير جهنم فيتجلجل فيها لأنّ قارون لبس حلة فاختال فيها فخسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" قال الحافظ: أخرجه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف جدا" (¬2) موضوع أخرجه الحارث (بغية الباحث 205) عن داود بن المُحَبّر بن قَحْذَم أبي سليمان البصري ثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وابن عباس قالا: فذكرا الحديث وفيه طول. قال الهيثمي: هذا حديث موضوع فإنّ داود بن المحبر كذاب" بغية الباحث 1/ 322 وقال الحافظ: هذا حديث موضوع، والمتهم به ميسرة بن عبد ربه" المطالب العالية 2/ 268 و 307 4159 - "ومن منعها -يعني الزكاة- فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا" قال الحافظ: وقد ورد في تعزيره بالمال حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا ولفظه: فذكره، أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم، وأمّا ابن حبان فقال في ترجمة بهز بن حكيم: لولا هذا الحديث لأدخلته في كتاب الثقات، واعتمد النووي ما أشار إليه ابن حبان من تضعيف بهز، وليس بجيد لأنه موثق عند الجمهور حتى ¬

_ (¬1) هكذا وقع عنده. (¬2) 12/ 373 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

قال إسحاق بن منصور عن ابن معين: بهز بن حكيم عن أبيه عن جده صحيح إذا كان دون بهز ثقة. وقال الترمذي: تكلم فيه شعبة وهو ثقة عند أهل الحديث. وقد حسّن له الترمذي عدة أحاديث، واحتج به أحمد وإسحاق والبخاري خارج الصحيح، وعلّق له في الصحيح. وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: وهو عندي حجة لا عند الشافعي" (¬1) حسن أخرجه عبد الرزاق (6824) وابن أبي شيبة (3/ 122) وأحمد (5/ 2 و 4) والدارمي (1684) وأبو داود (1575) والنسائي (5/ 11 و 17) وفي "الكبرى" (2224 و 2229) وابن خزيمة (2266) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 58) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 297) والطبراني في "الكبير" (19/ 410 و 411) والحاكم (1/ 397 - 398) والبيهقي (4/ 105 - 106) وفي "معرفة السنن" (6/ 57 - 58) والخطيب في "التاريخ" (9/ 448) والروياني (913) من طرق عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حَيْدَة عن أبيه عن جده مرفوعا "في كل إبل سائمة في كل أربعين ابنة لبون، لا تفرق إبل عن حسابها، من أعطاها مؤتجرا بها فله أجرها، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر إبله عزمة من عزمات الله، لا يحل لآل محمد منها شيء" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن، بهز بن حكيم صدوق حسن الحديث كما في "الديوان"، وأبوه وثقه العجلي وابن حبان وقال النسائي: ليس به بأس. 4160 - "ومن يعصهما فلا يضرّ إلا نفسه" سكت عليه الحافظ (¬2). ضعيف أخرجه أبو داود (1097 و 2119) والهيثم بن كليب (805) وابن الأعرابي (1524) والبيهقي (3/ 215 و 7/ 146) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ¬

_ (¬1) 17/ 123 (كتاب التوحيد- باب ما جاء في دعاء النبي-صلى الله عليه وسلم- أمته إلى توحيد الله) (¬2) 1/ 67 (كتاب الإيمان- باب حلاوة الإيمان)

وابن أبي عاصم في "السنة" (258) والهثم بن كليب (806) والطبراني في "الكبير" (10499) و"لأوسط" (2551) و"الدعاء" (934) والبيهقي في "الدعوات" (492) والمزي (16/ 489) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري كلاهما عن أبي العوام عمران بن داود القطان عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن ابن مسعود أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تشهد قال "الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنّه لا يضرّ إلا نفسه، ولا يضرّ الله شيئًا" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران" وقال الذهبي: تفرد به قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض" الميزان 4/ 560 وقال النووي: إسناده صحيح" شرح صحيح مسلم 2/ 523 وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 35): لا يصح, لأنّه من رواية أبي عياض وهو مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله" قلت: وعبد ربه مجهول كذلك ولم يرو عنه إلا قتادة. قاله ابن المديني والذهبي (التهذيب، الميزان، الكاشف) وقال الحافظ في "التقريب": مستور (¬1). 4161 - حديث أنس أنّ فارسيا كان طيب المرق صنع للنبي-صلى الله عليه وسلم- طعاما ثم دعاه، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "وهذه لعائشة" قال: لا، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-"لا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2037") (¬2) 4162 - عن محمد بن علي بن حسين قال: قيل للنبي-صلى الله عليه وسلم- حين قدم مكة: أين تنزل؟ قال: "وهل ترك لنا عقيل من طل؟ " قال الحافظ: وروى علي بن المديني عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي بن حسين قال: فذكره، قال علي بن المديني: ما أشك أنّ محمد بن علي بن ¬

_ (¬1) تقدم الكلام على الحديث أيضًا في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ... " (¬2) 11/ 493 (كتاب الأطعمة- باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه)

الحسين أخذ هذا الحديث عن أبيه، لكن في حديث أبي هريرة أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك حين أراد أن ينفر من مني، فيحمل على تعدد القصة" (¬1) مرسل أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 160 - 161) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي قال: فذكره. ورواته ثقات. وحديث أبي هريرة أخرجه البخاري في باب نزول النبي-صلى الله عليه وسلم- مكة. 4163 - حديث جابر مرفوعا في ليلة القدر "وهي ليلة طلقة، بلجة، لا حارة ولا باردة، تنضح كواكبها، ولا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها" قال الحافظ: ولابن خزيمة من حديث جابر مرفوعا في ليلة القدر: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّها صافية بلجة" 4164 - "ووجدت في مساوئ أعمال أمتي النخاعة تكون في المسجد لا تدفن" قال الحافظ: ونحوه حديث أبي ذر عند مسلم (553) مرفوعا قال: فذكره" (¬3) 4165 - حديث أنس قال: مرّ النبي-صلى الله عليه وسلم- في نفر من أصحابه وصبي على الطريق، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني، وسعت فأخذته، فقال القوم: يا رسول الله، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، فقال "ولا الله بطارح حبيبه في النار" قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم" (¬4) صحيح أخرجه أحمد (3/ 104 و 235) والبزار (كشف 3476) وأبو يعلى (3747 و 3748 و 3749) والحاكم (1/ 58) والبيهقي في "الشعب" (6731) من طرق عن حميد الطويل عن أنس قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 4/ 196 - 197 (كتاب الحج- باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها) (¬2) 5/ 163 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) (¬3) 2/ 57 (كتاب الصلاة- باب كفارة البزاق في المسجد) (¬4) 13/ 37 (كتاب الأدب- باب رحمة الولد وتقبيله)

ولفظه "ولا الله لا يلقي حبيبه في النار" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 213 وقال البوصيري: رواته ثقات" إتحاف الخيرة 10/ 418 قلت: وهو كما قالوا. 4166 - "ولا تداووا بحرام" قال الحافظ: ولأبي داود عن أبي الدرداء رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله جعل لكل داء دواء" 4167 - "ولا تستروا الجدر بالثياب" قال الحافظ: في حديث ابن عباس عند أبي داود وغيره: فذكره، وفي إسناده ضعف، وله شاهد مرسل عن علي بن الحسين أخرجه ابن وهب ثم البيهقي من طريقه" (¬2) ضعيف أخرجه أبو داود (1485) من طريق عبد الله بن يعقوب بن إسحاق عمن حدّثه عن محمد بن كعب القرظي ثني عبد الله بن عباس رفعه "لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنّما ينظر في النار، سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم". وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وعبد الله بن يعقوب مجهول الحال كما في "التقريب". وقال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضًا" قلت: رواه جماعة عن محمد بن كعب القرظي، منهم: 1 - أبو المقدام هشام بن زياد المدني عن محمد بن كعب القرظي ثني ابن عباس رفعه "إنّ لكل شيء شرفا، وإنّ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما يجالس بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم، ولا المتحدث، واقتلوا الحية والعقرب ¬

_ (¬1) 17/ 21 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (¬2) 11/ 159 (كتاب النكاح - باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)

وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحبّ أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحبّ أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله وذكر الحديث. أخرجه عبد بن حميد (675) وابن ماجه (959) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1070) وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 359 - 360) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 538) والعقيلي (4/ 340 - 341) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 88 - 89) والطبراني في "الكبير" (10781) وابن عدي (7/ 2564) والحاكم (4/ 270) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (659 و 660 و 2107) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (173) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" (ص203 - 204) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 36 و 2/ 163) وقال العقيلي: ليس لهذا الحديث طريق يثبت" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: هشام متروك" قلت: ولم يسمعه هشام من محمد. انظر طبقات ابن سعد (5/ 370) ومقدمة صحيح مسلم (1/ 18) وضعفاء العقيلي (4/ 339 - 340) 2 - مصادف بن زياد المديني قال: سمعت محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رفعه "إنّ لكل شيء شرفا، وإنّ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنكم تجالسون بينكم بالأمانة، واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا جدركم وذكر الحديث". أخرجه الحاكم (4/ 269 - 270) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري ثنا مصادف به. سكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: محمد بن معاوية كذبه الدارقطني فبطل الحديث" 3 - عيسى بن ميمون المدني ثنا محمد بن كعب القرظي ثنا ابن عباس مرفوعا به. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 97) والعقيلي (3/ 387) وقال: تابع عيسى من هو نحوه في الضعف. وأسند عن ابن معين أنّه قال: عيسى بن ميمون ليس حديثه بشيء، وعن البخاري أنّه قال: منكر الحديث. وقال ابن المنذر: هذا خبر واه، عيسى بن ميمون قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: صاحب مناكير عن محمد بن كعب"

4 - تمام بن بزيع الشقري قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: سمعت ابن عباس رفعه "إنّ لكل مجلس شرفا وذكر الحديث". أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 96) والعقيلي (1/ 170) والخرائطي في "المكارم" (2/ 737) وقال العقيلي: لم يحدث بهذا الحديث عن محمد بن كعب ثقة، رواه هشام بن زياد وعيسى بن ميمون ومصادف بن زياد القرشي وكل هؤلاء متروك، وحدّث به القعنبي عن عبد الملك بن محمد بن أيمن عن عبد الله بن يعقوب عمن حدّثه عن محمد بن كعب ولعله أخذه عن بعض هؤلاء" وقال ابن المنذر: هذا خبر واه، ذكر البخاري أنّ تمام بن بزيع يتكلمون فيه" قلت: تمام بن بزيع قال الدارقطني: متروك، وقال ابن معين: ليس بشيء. 5 - القاسم بن عروة عن محمد بن كعب القرظي ثني ابن عباس رفعه "إنّ لكل شيء شرفا الحديث". أخرجه البيهقي (7/ 272) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا أبي ثني عبد الرحمن الضبي عن القاسم به. وعبد الرحمن هو ابن قيس الضبي كذبه عبد الرحمن بن مهدي وأبو زرعة، وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث، وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث. والقاسم بن عروة لم أقف له على ترجمة، وأحمد بن عبد الجبار وأبوه مختلف فيهما (¬1). وأما حديث علي بن حسين فأخرجه البيهقي (7/ 272) من طريق ابن وهب أني سفيان الثوري عن حكيم بن جبير عن علي بن حسين أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تستر الجدر" وقال: هذا منقطع" قلت: وحكيم بن جبير هو الأسدي ضعفه أحمد ويعقوب بن شيبة وأبو حاتم وغيرهم. ¬

_ (¬1) الحديث تكلمت عليه أيضًا في تحقيقي لكتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي ص 102 فراجعه.

4168 - "ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سنن الله عليهم الموت" قال الحافظ: وفي حديث بُريدة عند الحاكم بسند جيد بلفظ: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لم تظهر الفاحشة في قوم قط" 4169 - "ولا مهدي إلا عيسى" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه عن أنس" (¬2) ضعيف أخرجه ابن ماجه (4039) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا محمد بن إدريس الشافعي ثني محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس مرفوعا "لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى بن مريم" وأخرجه ابن منده في "فوائده" (التهذيب 11/ 441) وابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس" (2/ 116 - 117) والحاكم (4/ 441) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية (ص 175) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 161) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (217 و 409 و 589) والخليلي في "الإرشاد" (108) والقضاعي (898 و 899) والبيهقي في "معرفة السنن" (14/ 476) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 296 - 298) والخطيب في "التاريخ" (4/ 220 - 221) والجورقاني في "الأباطيل" (299) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (524) وابن الجوزي في "العلل" (1447) وابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال" (ص 346) والمزي في "التهذيب" (25/ 147 - 148) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 527 - 528) وفي "معجم الشيوخ" (2/ 367) والسبكي في "الطبقات" (2/ 172) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين" (¬3) (ص 28 - 29 و 29) من طرق عن يونس بن عبد الأعلى به. قال البيهقي: وهذا الحديث إن كان منكرا بهذا الإسناد كان الحمل فيه على محمد بن خالد الجندي فإنه شيخ مجهول لم يعرف بما تثبت به عدالته ويوجب قبول خبره، وقد رواه غير الشافعي عنه" ¬

_ (¬1) 12/ 301 (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون) (¬2) 7/ 305 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب نزول عيسى بن مريم) (¬3) وقال: هذا حديث حسن غريب"

وقال الحاكم: ذكرت هذا الحديث تعجبا، لا محتجا به على الشيخين" وقال أبو بكر النيسابوري: هذا حديث غريب" تهذيب الكمال 25/ 148 وقال أبو نعيم: غريب من حديث الحسن، لم نكتبه إلا من حديث الشافعي" وقال الذهبي: حديث منكر يرويه يونس عن الشافعي" وقال في "الميزان" (4/ 481): تفرد يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي بهذا الحديث وهو منكر جدا" وقال فيه أيضًا (3/ 535): وهو خبر منكر تفرد به يونس عن الشافعي" (¬1) قلت: لم ينفرد يونس به بل تابعه إسماعيل بن يحيى المزني ثنا الشافعي به. أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (1041) ولم ينفرد الشافعي به بل تابعه يحيى (¬2) بن السكن ثنا محمد بن خالد الجندي به. أخرجه الحاكم (4/ 441) والقضاعي (900) والبيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 299 - 300) من طريق أبي سعيد المفضل بن محمد الجندي ثنا صامت بن معاذ ثنا يحيى بن السكن. قال صامت بن معاذ: عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء فدخلت على محدث لهم فطلبت هذا الحديث فوجدته عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلًا. وقال البيهقي: هذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي، قال الحاكم: ومحمد بن خالد رجل مجهول، ثم ذكر رواية صامت بن معاذ. قال البيهقي: فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي، وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك، عن الحسن عن النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو منقطع" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: يحيى بن السكن ضعفه صالح جزرة" قلت: وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ووثقه ابن حبان. ¬

_ (¬1) وقال في "المعجم": ويونس صدوق مقبول، والخبر منكر لم يأت به غير يونس، والظاهر أنه ما سمعه من الشافعي، بل أخبره به مخبر مجهول. وقال أبو الفتح الأزدي: محمد بن خالد منكر الحديث، وقال الحاكم: مجهول. (¬2) وعند القضاعي "زيد"

وقال ابن الجوزي: قال النسائي: هذا حديث منكر. ثم ذكر كلام البيهقي المتقدم. وقال أبو الحسن الآبُري في "مناقب الشافعي": محمد بن خالد الجندي غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل" تهذيب الكمال 25/ 149 - المنار المنيف ص 142 وقال ابن القيم: تفرد به محمد بن خالد، وحديثه لا يصح" المنار المنيف ص 141و 148 وقال القرطبي في "التذكره": إسناده ضعيف" العرف الوردي 2/ 247 طريق أخرى: قال علي بن الحسين الدرهمي: ثنا مبارك أبو سحيم ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا "لن يزداد الزمان إلا شدة، ولا يزداد الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" أخرجه الحاكم (4/ 441 - 442) وإسناده ضعيف جدًا، مبارك أبو سحيم قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ضعيف متروك. 4170 - "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء" قال الحافظ: في أفراد مسلم (2/ 992 - 993) من طريق عامر بن سعد عن أبيه في أثناء حديث: فذكره" (¬1) 4171 - "ولا يستنج أحدكم بأقل من ثلاثة أحجار" قال الحافظ: في حديث سلمان عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، رواه مسلم (262") (¬2) 4172 - عن فاطمة بنت عتبة أنّ أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها هند يبايعان، فلما اشترط "ولا يسرقن" قالت هند: لا أبايعك على السرقة إني أسرق من زوجي، فكفّ حتى أرسل إلى أبي سفيان يتحلل لها منه، فقال: أما الرَّطب فنعم، وأما اليابس فلا. قال الحافظ: أخرجه الحاكم في تفسير الممتحنة من "المستدرك" (¬3). ¬

_ (¬1) 4/ 466 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب إثم من كاد أهل المدينة) (¬2) 1/ 267 (كتاب الوضوء- باب لا يستنجي بروث) (¬3) 11/ 439 (كتاب النفقات- باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه)

يرويه محمد بن عجلان المدني واختلف عنه: - فرواه أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس المدني واختلف عنه: • فقال إسماعيل بن أبي أويس المدني: ثني أخي عن سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن أبيه عن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أنّ أبا حذيفة بن عتبة أتى بها وبهند بنت عتبة رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تبايعه، فقالت: أخذ علينا فشرط علينا، قالت: قلت له: يا ابن عم هل علمت في قومك من هذه العاهات أو الهنات شيئا؟ قال أبو حذيفة: ايهاً فبايعيه فإنّ بهذا يبايع وهكذا يشترط، فقالت هند: لا أبايعك على السرقة، إني أسرق من مال زوجي، فكفّ النبي-صلى الله عليه وسلم- يده وكفت يدها حتى أرسل إلى أبي سفيان فتحلل لها منه، فقال أبو سفيان: أما الرَّطب فنعم، وأما اليابس فلا ولا نعمة، قالت: فبايعناه، ثم قالت فاطمة: ما كانت قبة أبغض إليّ من قبتك ولا أحب أن يبيحها الله وما فيها، ووالله ما من قبة أحبّ إليّ أن يعمرها الله ويبارك فيها من قبتك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وأيضًا والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده" أخرجه الحاكم (2/ 486) من طريقين عن إسماعيل به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: إسماعيل مختلف فيه، وثقه أحمد، وضعفه النسائي، وكذا ابن معين في أكثر الروايات عنه، وعجلان والد محمد بن عجلان صدوق، والباقون ثقات. • وقال يعقوب بن محمد الزهري: ثنا أبو بكر بن أبي أويس عن أبي أيوب مولى القاسم عن محمد بن عجلان عن أبيه عن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها هند تبايعان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما اشترط عليهنّ قالت هند: أو تعلم في نساء قومك من هذه الهنات والعاهات شيء؟ فقال أبو حذيفة: بايعيه فهكذا تشترط. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 364) ويعقوب بن محمد الزهري مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. - ورواه أبو بكر بن عياش عن محمد بن عجلان عن أمه عن فاطمة بنت عتبة. أخرجه ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" (13/ 84) 4173 - عن عليّ قال: ولاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمس الخُمُس فوضعته مواضعه حياته. قال الحافظ: روى أبو داود من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ قال: قلت:

يا رسول الله، إن رأيت أن توليني حقنا من هذا الخمس، الحديث. وله من وجه آخر عنه: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (1/ 84 - 85) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 385) والبزار (626) والنسائي في "مسند علي" (تهذيب الكمال 6/ 491) والمزي (6/ 489 - 491) عن محمد بن عبيد الطنافسي وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 645 - 647) وأبو داود (2984) والعقيلي (1/ 253) والبيهقي (6/ 343 - 344) وفي "المعرفة" (9/ 272) عن عبد الله بن نمير قالا: ثنا هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله قاضي الري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا يقول: اجتمعت أنا والعباس وفاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزيد بن حارثة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأل العباس فقال: يا رسول الله، كبرت سني ورقّ عظمي، وقد ركبني مؤونة فإن رأيت أن تأمر لي بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل، قال "فعل ذاك" ثم قالت فاطمة: يا رسول الله، أنا منك بالمنزل الذي قد علمت، فإن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل، قال "قد فعل ذاك" ثم قال زيد بن حارثة: يا رسول الله، كنت أعطيتني أرضا أعيش فيها، ثم منعتها مني، فإن رأيت أن تردها عليّ، قال "فعل ذاك" فقلت أنا: يا رسول الله، إن رأيت أن توليني حقّنا من الخمس في كتاب الله فأقسمه في حياتك لئلا ينازعنيه أحد بعدك فافعل، قال "قد فعل ذاك" ثم إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التفت إلى العباس فقال "يا أبا الفضل ألا سألتني الذي سألني ابن أخيك؟ " فقال: يا رسول الله، انتهت مسألتي إلى الذي سألتك. قال: فولاّنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقسمته حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ولاية أبي بكر، فقسمته حياة أبي بكر، ثم ولاية عمر، فقسمته حياة عمر. حتى كانت آخر سنة من سنين عمر فإنه أتاه مال كثير فعزل حقنا، ثم أرسل إليّ فقال: هذا حقكم فخذه فاقسمه حيث كنت تقسمه، فقلت: يا أمير المؤمنين بنا عنه العام غناء وبالمسلمين إليه حاجة، فردّه عليهم تلك السنة، ثم لم يدعني إليه أحد بعد عمر حتى قمت مقامي هذا، فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر فقال: يا علي لقد حرمتنا الغداة شيئًا لا يردّ علينا أبدا إلى يوم القيامة، وكان رجلًا داهيا. أخرجه البخاري في ترجمة حسين بن ميمون وقال: وهو حديث لم يتابع عليه" ¬

_ (¬1) 7/ 24 (كتاب فرض الخمس- باب الدليل على أنّ الخمس لنوائب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال البيهقي: قال الحاكم: رواته من ثقات الكوفيين" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح" قلت: رواته ثقات غير حسين بن ميمون قال ابن المديني: ليس بمعروف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث يكتب حديثه، وذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بالقوي، وذكره العقيلي أيضًا في "الضعفاء"، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. - ورواه مُطرف بن طَرِيف الحارثي واختلف عنه: • فقال أبو جعفر الرازي: عن مطرف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا يقول: ولّاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمس الخمس، فوضعته مواضعه حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحياة أبي بكر، وحياة عمر، فأتي بمال، فدعاني، فقال: خذه، فقلت: لا أريده، قال: خذه فأنتم أحق به، قلت: قد استغنينا عنه، فجعله في بيت المال. أخرج أبو داود (2983) والمحاملي (186) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني والحاكم (2/ 128) عن محمد بن سعيد بن سابق الرازي قالا: ثنا أبو جعفر الرازي به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أبو جعفر الرازي مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول أحمد. • وقال أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي: عن مطرف عن رجل يقال له كثير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 280) وقال: وكثير هذا مجهول، ومطرف لم يسمع من ابن أبي ليلى"

4174 - "ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 2/ 87 - 89) من حديث أبي سعيد. 4175 - "ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه" فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله طهرني. وفي لفظ: فلما كان من الغد أتاه. قال الحافظ: وفي حديث بُريدة عند مسلم (1695): فذكره. وقال: وفي رواية بريدة المذكورة: حتى إذا كانت الرابعة قال "فيم أطهرك؟ " وقال: وفي حديث بريدة: فسأل: أبه جنون؟ فأخبر بأنه ليس بمجنون. وفي لفظ: فأرسل إلى قومه فقالوا: ما نعلمه إلا وفيّ العقل من صالحينا. وقال: زاد في حديث بريدة "أشربت خمرا؟ " قال: لا. وفيه: فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريحا. وقال: وقع في حديث بريدة: فحفر له حفيرة" (¬2) 4176 - حديث محجن بن الأدرع الأسلمي قال: بعثني النبي-صلى الله عليه وسلم- لحاجة ثم لقيني وأنا خارج من بعض طرق المدينة فأخذ بيدي حتى أتينا أُحدا ثم أقبل على المدينة فقال "ويل أمها قرية، يوم يدعها أهلها كأينع ما يكون" قلت: يا رسول الله، من يأكل ثمرها؟ قال "عافية الطير والسباع" قال الحافظ: رواه أحمد والحاكم وغيرهما" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة" 4177 - "ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار" قال الحاكم: وفي الحاكم وغيره من حديث عبد الله بن الحارث: فذكره" (¬4) صحيح ¬

_ (¬1) 8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمار وحذيفة) (¬2) 15/ 133 و 134 و 137 (كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة) (¬3) 4/ 462 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب من رغب عن المدينة) (¬4) 1/ 278 (كتاب الوضوء- باب غسل الأعقاب)

يرويه حَيْوة بن شريح المصري عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن حيوة عن عقبة عن عبد الله بن الحارث مرفوعا. منهم: 1 - الليث بن سعد. أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (369) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 496 - 497) وابن خزيمة (163) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 38) والدارقطني (1/ 95) والحاكم (1/ 162) والبيهقي (1/ 70) وفي "المعرفة" (1/ 288) وفي "الصغرى" (105) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 252) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 799) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1516) من طرق عن الليث به. 2 - ابن لهيعة. أخرجه أحمد (1/ 191) والحارث (¬1) في "مسنده" (بغية الباحث 79) عن حسن بن موسى الأشيب وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2484) عن كامل بن طلحة الجَحْدري وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 203) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري (¬2) ثلاثتهم عن ابن لهيعة به. 3 - نافع بن يزيد الكَلاعي المصري (¬3). أخرجه أبو عبيد (361) وابن عبد الحكم (ص 203) عن سعيد بن أبي مريم الجمحي عن الليث بن سعد ونافع بن يزيد عن حيوة به. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4075) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 252) (¬2) رواه الربيع بن سليمان الجيزي عن أبي الأسود قال: ثنا الليث وابن لهيعة قالا: ثنا حيوة به. أخرجه الطحاوي (1/ 38) (¬3) لم يذكر في روايته "وبطون الأقدام"

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 252) من طريق يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا سعيد بن أبي مريم به. 4 - أبو عاصم الشيباني. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (413) - وقال عبد الله بن وهب: ثني حيوة عن عقبة بن مسلم قال: سمعت عبد الله بن الحارث يقول: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار يوم القيامة" ولم يرفعه. أخرجه أحمد وابنه (4/ 190 - 191) عن هارون بن معروف المروزي ثنا ابن وهب به. والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. وقال الحاكم: حديث صحيح" قلت: وهو كما قال. 4178 - "ويل للأمراء، ويل للعرفاء" قال الحافظ: ولأحمد وصححه ابن خزيمة من طريق عباد بن أبي علي عن أبي حازم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) له عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه عباد بن أبي علي البصري عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "ويل للأمراء، وويل للأمناء، وويل للعرفاء، ليتمنين قوم يوم القيامة أنّ ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملا" أخرجه الطيالسي (ص 329) عن هشام الدَّسْتُوائي عن عباد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 97) وأخرجه أحمد (2/ 352 و 521) وأبو يعلى (6217) والحاكم (4/ 91) والبيهقي (10/ 97) والبغوي في "شرح السنة" (2468) من طرق عن هشام به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 16/ 293 (كتاب الأحكام- باب العرفاء للناس)

وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 370): هذا حديث منكر" قلت: عباد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو الحسن بن القطان: لم تثبت عدالته، وقال الحافظ: مقبول. أي حيث يتابع. وتابعه هشام بن حسان عن أبي حازم مولى أبي رُهْم الغفاري عن أبي هريرة به. أخرجه ابن حبان (4483) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 11) من طريق موسى بن أعْيَن الجزري عن مَعْمر عن هشام به. ورواته ثقات، وأبو حازم اسمه دينار وثقه أبو داود وابن حبان وابن عبد البر، لكنّه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه عاصم بن بَهْدلة عن يزيد بن شريك عن أبي هريرة مرفوعا "ليوشكنّ رجل يتمنى أنّه خرّ من الثريا وأنّه لم يَلِ من أمر الناس شيئًا" أخرجه البزار (كشف 1643) عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي والحاكم (4/ 91) عن حماد بن سلمة كلاهما عن عاصم بن بهدلة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن للخلاف في عاصم بن بهدلة، وفي رواية الحاكم ما يدل على سماع يزيد بن شريك من أبي هريرة. وللحديث شاهد عن عائشة مرفوعا "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليأتينّ على أحدهم يوم ودّ أنّه معلق بالنجم لم يَلِ عملا" أخرجه أبو يعلى (4745) عن إسماعيل بن موسى السُّدِّي ثنا عمر بن سعد النصري عن ليث عن مجاهد عن عائشة به. وأخرجه أبو طاهر السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي" (39) من طريق عبيد الله بن الحسين بن جعفر بن أحمد الموصلي ثنا أبو يعلى به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3892) عن علي بن سعيد الرازي ثنا إسماعيل السدي به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ليث إلا عمر بن سعد، تفرد به إسماعيل بن موسى" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن سعد النصري وهو ضعيف" المجمع 5/ 199 - 200 قلت: وليث بن أبي سليم ضعيف أيضًا. واختلف عنه، فرواه هريم بن سفيان الكوفي عن ليث عن أبي إدريس عن ثوبان. أخرجه الروياني (640) 4179 - "ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كفّ يده" قال الحافظ: وقد جاء عن أبي هريرة، قال الأعمش: لا أراه إلا قد رفعه: فذكره، قال أحمد: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا، قال: ووقفه أبو معاوية، يعني عن الأعمش بهذا السند عن أبي هريرة" (¬1) صحيح يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، واختلف عن الأعمش في رفعه ووقفه: - فرواه غير واحد عن الأعمش مرفوعا، منهم: 1 - حفص بن غياث الكوفي. أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (344 و 455) 2 - شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي. أخرجه أبو داود (4249) والطحاوي في "المشكل" (2299) 3 - عمر بن عبيد الطنافسي (¬2). أخرجه ابن بشران في "الأمالي" (353) - ورواه محمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة- قال الأعمش: لا أراه إلا قد رفعه-. أخرجه أحمد (2/ 441) - ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش موقوفًا. ¬

_ (¬1) 16/ 226 (كتاب الفتن- باب يأجوج ومأجوج) (¬2) ساقه بلفظ "ويل للعرب من شر قد اقترب، اللهم لا تدركني إمارة الصبيان"

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 55) والأول أصح. 4180 - حديث أبي هريرة رفعه "ويل للعرب من شر قد اقترب، موتوا إن استطعتم" سكت عليه الحافظ (¬1). حسن أخرجه الحاكم (4/ 439 - 440) عن الفضل بن عبد الجبار المروزي والداني في "الفتن" (53) عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة المروزي قالا: ثنا النضر بن شميل ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعا. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن للخلاف في محمد بن عمرو بن علقمة. قال الذهبي في "الميزان": حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة. 4181 - "ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون" قال الحافظ: وكأنّ المصنف لمح بحديث عبد الله بن عمرو مرفوعا قال: فذكره، وإسناده حسن" (¬2) أخرجه الحسن بن موسى الأشيب في "حديث" (54) عن حَرِيز بن عثمان الرحبي عن حبان بن زيد الشرعبي عن ابن عمرو مرفوعا "ارحموا ترحموا، اغفروا يغفر الله لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون". وأخرجه أحمد (2/ 219) عن الحسن بن موسى به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1055) وفي "مكارم الأخلاق" (47) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحسن بن موسى به. ¬

_ (¬1) 16/ 119 (كتاب الفتن- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ويل للعرب من شر قد اقترب) (¬2) 1/ 119 (كتاب الإيمان- باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر)

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 265 - 266) من طريق الطبراني به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6844) من طريق أحمد بن عبيد بن إسماعيل البصري ثنا بشر بن موسى ثنا الحسن بن موسى به. وأخرجه أحمد (2/ 165) والبخاري في "الأدب المفرد" (380) وعبد بن حميد (320) ويعقوب بن سفيان (2/ 522) والطبراني في "مسند الشاميين" (1055) والبيهقي في "الشعب" (6844 و 10541) والخطيب في "التاريخ" (8/ 265 - 266) والشجري في "أماليه" (1/ 198) وشمس الدين الصالحي في "الأربعين في فضل الرحمة" (ص 53 - 54) من طرق عن حريز بن عثمان به. قال المنذري والعراقي: إسناده جيد (¬1) " الترغيب 3/ 202 - فيض القدير وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حبان بن زيد الشرعبي وثقه ابن حبان" المجمع 10/ 191 قلت: ووثقه يعقوب بن سفيان، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. لكن لا أدري أسمع من ابن عمرو أم لا، فإنّه لم يصرّح بسماعه منه عند جميع من أخرج الحديث ممن ذكرتهم. وللحديث شاهد عن كثير بن مرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر أن يقول: "ويل للأقماع أقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (325 - زوائد نعيم بن حماد) عن سعيد بن سنان الحمصي: سمعت أبا الزاهرية يحدث عن كثير بن مرة به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان. 4182 - "ويل واد في جهنم" قال الحافظ: رواه ابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي سعيد مرفوعا" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 75) وعبد بن حميد (924) والترمذي (2576 و 1364 و 3326) وأبو يعلى (1383) والبيهقي في "البعث" (487) من طريق ابن لهيعة ثنا درّاج أبو السمح ¬

_ (¬1) وقال الشيخ أحمد شاكر والألباني: إسناده صحيح" المسند 11/ 69 - الصحيحة حديث رقم 482 (¬2) 1/ 276 (كتاب الوضوء- باب غسل الرجلين)

عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا: ويل واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره، والصَّعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا يهوي به كذلك فيه أبدا" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة" وتعقبه ابن كثير فقال: قلت: لم ينفرد به ابن لهيعة، ولكن الآفة ممن بعده، وهذا الحديث بهذا الإسناد مرفوعا منكر" التفسير 1/ 117 قلت: تابعه عمرو بن الحارث المصري عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا به. أخرجه الطبري (1/ 378 و 29/ 155) وابن أبي حاتم (803) عن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي وابن حبان (7467) عن حرملة بن يحيى التُّجِيْبي والحاكم (4/ 596) والبيهقي في "البعث" (466) عن بحر بن نصر الخولاني والحاكم (2/ 507) والبيهقي في "البعث" (465) عن أبي عبيد الله الوهبي أحمد بن عبد الرحمن بن وهب أربعتهم عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث به. ورواه هارون بن سعيد الأيلي عن ابن وهب فأوقفه على أبي سعيد. أخرجه الحاكم (2/ 534) والبيهقي في "البعث" (464) والأول أصح. ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه رشدين بن سعد المصري عن عمرو بن الحارث به. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (334 - زوائد نعيم بن حماد) ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4409) قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: دراج مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواه ابن معين، وضعفه أحمد وأبو داود.

4183 - حديث أبي أيوب مرفوعا "الوتر حق، فمن شاء أوتر بخمس، ومن شاء بثلاث، ومن شاء بواحدة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) صحيح يرويه ابن شهاب الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب مرفوعا. منهم: 1 - الأوزاعي. أخرجه الدارمي (1591) وابن ماجه (1190) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 269) والنسائي (3/ 196 - 197) وفي "الكبرى" (1/ 440) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 291) وابن حبان (2410) والطبراني في "الكبير" (3961) والدارقطني (2/ 22 - 23) والحاكم (1/ 302) والبيهقي (3/ 23 - 24) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 259) من طرق عن الأوزاعي عن الزهري به. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين" قلت: وهو كما قال. 2 - سفيان بن حسين الواسطي. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 295) وأحمد (5/ 418) والدارمي (1590) والطحاوي (1/ 291) والهيثم بن كليب (1111) والطبراني (3963) والدارقطني (2/ 23) والحاكم (1/ 303) والبيهقي (3/ 24) من طرق عن سفيان بن حسين به. ولفظ حديثه "أوتر بخمس، فإن لم تستطع فبثلاث، فإن لم تستطع فبواحدة، فإن لم تستطع فأومئ إيماء" وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري كما قال ابن معين وغيره. 3 - بكر بن وائل التيمي. ¬

_ (¬1) 3/ 134 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

أخرجه أبو داود (1422) عن عبد الرحمن بن المبارك العيشي ثنا قريش بن حيان العجلي ثنا بكر بن وائل عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب مرفوعا "الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحبّ أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحبّ أن يوتر بواحدة فليفعل" ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 23) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 258 - 259) وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 188) والطبراني في "الكبير" (3962) وأبو الشيخ في "حديثه" (76) والحاكم (1/ 303) والبيهقي (3/ 23) وفي "معرفة السنن" (4/ 62) والمزي (23/ 591) من طرق عن عبد الرحمن بن المبارك به. وإسناده صحيح. قال الحاكم: لست أشك أنّ الشيخين تركا هذا الحديث لتوقيف بعض أصحاب الزهري إياه، هذا مما لا يعلل مثل هذا الحديث" 4 - محمد بن الوليد الزبيدي. أخرجه الدارقطني (2/ 23) والحاكم (1/ 302) والخطيب في "التاريخ" (8/ 307 - 308 و 14/ 333) من طريق يزيد بن يوسف الحميري عن الزبيدي به. ولفظ حديثه "الوتر حق، فمن شاء أن يوتر بخمسى فليفعل، ومن شاء أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن شاء أن يوتر بواحدة فليفعل" اللفظ للخطيب ولفظ الدارقطني والحاكم "الوتر خمس أو ثلاث أو واحدة" وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن يوسف الحميري. 5 - دُوَيد بن نافع الأموي. أخرجه النسائي (3/ 196) وفي "الكبرى" (1/ 171 و440) والطبراني في "الكبير" (3965) وابن عدي (4/ 1422 - 1423) والدارقطني (2/ 23) من طريق بقية بن الوليد ثني ضُبَارة بن عبد الله بن أبي السُّلَيك ثني دويد بن نافع به. وزاد "فمن شاء أن يوتر بسبع" وضبارة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه. وقال أبو الحسن بن القطان والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": فيه لين.

6 - محمد بن أبي حفصة البصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3967) وابن عدي (6/ 2265) والبيهقي (3/ 24) من طرق عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري به. ولفظ حديثه "الوتر حق، فمن شاء أن يوتر بسبع، ومن شاء أن يوتر بخمس، ومن شاء أن يوتر بثلاث، ومن شاء أن يوتر بواحدة، ومن غُلب فليومئ ايماء" ومحمد بن أبي حفصة مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. 7 - أشعث بن سَوّار الكندي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3964) و"الأوسط" (1965) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا أشعث بن سوار عن الزهري به. ولفظ حديثه "الوتر واجب على كل مسلم، فمن استطاع أن يوتر بخمس فليوتر، ومن لم يستطع أن يوتر بخمس فليوتر بثلاث، ومن لم يستطع أن يوتر بثلاث فليوتر بواحدة، ومن لم يستطع أن يوتر بواحدة فليومئ ايماء" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أشعث إلا أبو معاوية" قلت: وأشعث قال يعقوب بن سفيان والعجلي والنسائي والدارقطني وغيرهم: ضعيف. - وقال غير واحد: عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب موقوفًا. منهم: 1 - شعيب بن أبي حمزة. أخرجه البيهقي (3/ 27) عن أبي بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به. ولفظه الوتر حق، فمن أحبّ أن يوتر بخمس فليفعل ومن لم يستطع إلا أن يومئ برأسه فليفعل" إسناده صحيح. 2 - أبو مُعَيد حفص بن غيلان الهَمْداني. أخرجه النسائي (3/ 197) وفي "الكبرى" (1/ 171 و 441) عن الربيع بن سليمان بن داود ثنا عبد الله بن يوسف ثنا الهيثم بن حميد ثني أبو معيد عن الزهري به.

ولفظه "الوتر حق، فمن أحبّ أن يوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أحبّ أن يوتر بثلاث ركعات فليفعل، ومن أحبّ أن يوتر بواحدة فليفعل" قال النسائي: أبو معيد صالح الحديث" قلت: والباقون كلهم ثقات، فالإسناد حسن. 3 - عبد الله بن بُدَيل الخزاعي. أخرجه الطيالسي (ص 81) عن عبد الله بن بديل عن الزهري به. ولفظه "الوتر حق أو واجب، من شاء أوتر بسبع فمن غلب فليومئ ايماء" وعبد الله بن بديل مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه الدارقطني. 4 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه الدارقطني (2/ 24) عن يزيد بن هارون والحاكم (1/ 303) عن أحمد بن خالد الوهبي كلاهما عن ابن اسحاق عن الزهري به. وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من الزهري. - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: • فقال وهيب بن خالد البصري: عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب مرفوعا "الوتر حق" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 393) ومن طريقه البيهقي (3/ 24) وفي "المعرفة" (779) عن معلي بن أسد العمي والطحاوي (1/ 291) عن سهل بن بكار البصري قالا: ثنا وهيب به.

وإسناده صحيح. وتابعه عدي بن الفضل التيمي البصري عن معمر به. أخرجه الدارقطني (2/ 23) والحاكم (1/ 303) وعدي بن الفضل قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. • وقال عبد الرزاق (4633): عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب موقوفا. ورواه حماد بن زيد واسماعيل بن علية وعبد الأعلي بن عبد الأعلى عن معمر موقوفًا أيضًا. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 99) وقال: والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه" - ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه: • فقال محمد بن حسان الأزرق: ثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب مرفوعا "الوتر حق واجب" أخرجه الدارقطني (2/ 22) والحاكم (1/ 303) وقال الدارقطني: ليس بمحفوظ، لا أعلم تابع ابن حسان عليه أحد" قلت: رواه إبراهيم بن محمد الشافعي عن سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب بلغ به قال: الوتر حق أخرجه الطبراني في "الكبير" (3966) • وقال غير واحد: عن سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب موقوفًا. منهم: 1 - ابن أبي شيبة (2/ 295 و 297) 2 - الحارث بن مسكين المصري. أخرجه النسائي (3/ 197) وفي "الكبرى" (1/ 441) 3 - يونس بن عبد الأعلى المصري. أخرجه الطحاوي (1/ 291)

قال الدارقطني: وهكذا رواه الحميدي وقتيبة وسعيد بن منصور عن سفيان موقوفًا" العلل 6/ 100 وقال النسائي: الموقوف أولى بالصواب" - ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري واختلف عنه: • فقال عبد الله بن وهب: أخبرني يونس عن الزهري أني عطاء بن يزيد أنّه سمع أبا أيوب رفعه "الوتر حق" أخرجه ابن حبان (2407 و 2411) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب به. • ورواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب وعثمان بن عمر عن يونس فوقفاه. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 99) قال الحافظ: وصحح أبو حاتم والذهلي (¬1) والدارقطني في "العلل" والبيهقي وغير واحد وقفه، وهو الصواب" التلخيص 2/ 13 قلت: ذكر الدارقطني في "العلل" الاختلاف على الزهري في رفع الحديث ووقفه ولم يذكر أنّ الموقوف هو الأصح. وأما البيهقي فقال في "المعرفة" (4/ 63): يحتمل أن يكون يرويه أبو أيوب من فتياه مرّة، ومن روايته أخرى" 4184 - حديث بريدة رفعه "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا" وأعاد ذلك ثلاثًا. قال الحافظ: في سنده أبو المنيب وفيه ضعف" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 297) وأحمد (5/ 357) وأبو داود (1419) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 246) والدولابي في "الكنى" (2/ 107 و130) والطحاوي في "المشكل" (1343) وابن عدي (3/ 1252 و 4/ 1637) والحاكم (1/ 305 و 306) والبيهقي (2/ 469 - 470) والخطيب في "التاريخ" (5/ 175) وفي "الكفاية" (ص 589) وابن الجوزي في "العلل" (765) من طرق عن أبي المُنِيب عبيد الله بن عبد الله العتكي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به مرفوعا. ¬

_ (¬1) السنن الكبرى للبيهقي 3/ 24 (¬2) 3/ 140 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب ساعات الوتر)

قال الحاكم: هذا حديث صحيح، وأبو المنيب العتكي مروزي ثقة يجمع حديثه" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قال البخاري: عنده مناكير" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وضعفه بالعتكي (¬1). قلت: أبو المنيب مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وذكره البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي في الضعفاء. 4185 - "الوحدة خير من جليس السوء" قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث أبي ذر مرفوعا بلفظ: فذكره، وسنده حسن لكن المحفوظ أنّه موقوف عن أبي ذر أو عن أبي الدرداء، وأخرجه ابن أبي عاصم" (¬2) موقوف يرويه أبو المُحَجَّل رديني (¬3) البكري واختلف عنه: - فرواه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي المحجل واختلف عنه: • فقال الهيثم بن جميل الأنطاكي: ثنا شريك عن أبي المحجل عن صدقة بن أبي عمران عن عمران بن حِطّان قال: أتيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبيا بكساء أسود وحده، فقلت: يا أبا ذر ما هذه الوحدة؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول "الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر" أخرجه الحاكم (3/ 343) والبيهقي في "الشعب" (4639) من طريق محمد بن الهيثم القاضي ثنا الهيثم بن جميل به. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": لم يصح، ولا صححه الحاكم" قلت: واختلف فيه على الهيثم بن جميل: ¬

_ (¬1) وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 550) في فصل الضعيف. (¬2) 14/ 114 (كتاب الرقاق- باب العزلة راحة للمؤمن من خلاط السوء) (¬3) اختلف في اسم أبيه: فقيل: مُرَّة، وقيل: خالد، وقيل: مخلد. ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال أحمد: ما علمت إلا خيرا. ترجمته في التاريخ الكبير 2/ 1/331 - طبقات ابن سعد 6/ 323 - كنى مسلم ص 186 - الجرح والتعديل 1/ 2/ 516 - ثقات ابن حبان 8/ 246 - تاريخ الدوري 2/ 724 - كنى الدولابي 2/ 107 - كنى ابن عبد البر 2/ 738 - علل عبد الله بن أحمد 1/ 150 و 2/ 119

فقال غير واحد: ثنا الهيثم بن جميل ثنا شريك عن أبي المحجل عن معفس بن عمران بن حطان عن ابن الشنية عن أبي ذر مرفوعا به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 107) عن محمد بن عوف الطائي والخرائطي في "المكارم" (1/ 467 و 2/ 739) والقضاعي (1266) عن سعدان بن يزيد أبي محمد البزار والقضاعي (1267) عن عبد الله بن الوليد قالوا: ثنا الهيثم بن جميل به. • وقال عون بن سلام القرشي: عن شريك عن أبي المحجل عن معفس عن ابن الشنية عن أبي ذر قوله. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1737) وشريك مختلف فيه. - وقال سفيان الثوري: عن أبي المحجل عن ابن عمران بن حطان عن أبيه قال: قال أبو ذر: فذكره. موقوف أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 341) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن سفيان به (¬1). وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (39 و 65) عن ابن أبي شيبة به. ورواه الحسن بن سفيان النسوي عن ابن أبي شيبة فجعله عن أبي الدرداء. أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 84) واختلف فيه على سفيان، فرواه عبد الرزاق عن سفيان عن أبي المحجل عن رجل عن أبي ذر قوله. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العزلة" (158) عن محمد بن عثمان العجلي ثنا أبو أسامة به.

أخرجه الخطابي في "العزلة" (ص 46) من طريق الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ثنا عبد الرزاق أنا سفيان به. وله طريقين آخرين موقوفين على أبي ذر: الأول: يرويه أبو عامر صالح بن رستم البصري: عن حميد بن هلال عن الأحنف قال: جلست إلى أبي ذر وهو يُسَبِّح، فأقبل عليّ فقال: إملاء الخير على خير أليس خيرا؟ قلت: بلى أصلحك الله، ثم أقبل على تسبيحه، ثم قال: والسكوت خير من إملاء الشر أليس كذلك؟ قلت: بلى، ثم قال: وجليس الصالح خير من الوحدة أليس كذلك؟ قلت: بلى، قال: والوحدة خير من جليس السوء أليس كذلك؟ قلت: بلى. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4638) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا سعيد بن عامر ثنا صالح بن رستم به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العزلة" (121) عن زياد بن أيوب الطوسي ثنا سعيد بن عامر به. وصالح بن رستم مختلف فيه، والباقون ثقات. الثاني: يرويه عباد بن عباد المهلبي ثنا يونس بن عبيد أنّ رجلًا أتى أبا ذر فقال: أنت أبو ذر؟ قال: فسكت وسكت، ثم قال: لأن تملي خيرا فيكتب لك خير من السكوت، ثم سكت ساعة، ثم قال: والجليس الصالح خير من السكوت، ثم سكت ساعة، ثم قال: والوحدة خير من جليس السوء. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 468 و 2/ 740) عن الحسن بن عرفة ثنا عباد بن عباد به. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين يونس بن عبيد وبين أبي ذر فإنّه لم يدركه. 4186 - "الورود: الدخول، لا يبقى برّ ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما" قال الحافظ: وروى أحمد والنسائي والحاكم من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 7746) وأحمد (3/ 328 - 329) ¬

_ (¬1) 3/ 367 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

والبخاري في "التاريخ" (تهذيب الكمال 33/ 385) وعبد بن حميد (1106) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1127) عن سليمان بن حرب البصري ثنا غالب بن سليمان أبو صالح عن كثير بن زياد البُرْسَاني عن أبي سمية قال: اختلفنا ههنا (¬1) في الورود فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضنا: يدخلونها جميعًا ثم ينجي الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله فقلت له: إنّا اختلفنا في ذلك الورود، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضنا: يدخلونها جميعًا، فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه وقال: صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "الورود: الدخول، لا يبقى برّ ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إنّ للنار- أو قال لجهنم- ضجيجا من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا" السياق لأحمد ومن طريق أحمد أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 355 - 356) وأخرجه الحاكم (¬2) (4/ 587) والبيهقي في "الشعب" (364) والواحدي في "الوسيط" (3/ 191) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (99) من طرق عن سليمان بن حرب به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: هذا إسناد حسن" وقال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 4/ 427 - المجمع 10/ 360 وقال ابن كثير: غريب ولم يخرجوه" التفسير 3/ 132 قلت: أبو سمية قال الذهبي في "الميزان": مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا كثير بن زياد، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة بعض رواته" إتحاف الخيرة 8/ 110 4187 - عن جابر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول حين أذن لأصحاب العرايا أن يبيعوها بخرصها يقول "الوَسْق والوَسْقَين والثلاثة والأربعة" قال الحافظ: أخرجه الشافعي وأحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، أخرجوه كلهم من طريق ابن إسحاق ثني محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن جابر: فذكره، لفظ أحمد" (¬3) ¬

_ (¬1) زاد عبد والحارث "بالبصرة" (¬2) وقع في إسناده تخليط فما أدري ما وجهه. (¬3) 5/ 293 (كتاب البيوع- باب بيع التمر على رؤوس النخل بالذهب أو الفضة)

أخرجه أحمد (3/ 359 و 359 - 360 و 360) وأبو داود (1662) وأبو يعلى (1781) وابن خزيمة (2469) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 30) وابن حبان (5008) والحاكم (1/ 417) والبيهقي (5/ 311) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن يحيى بن حَبَّان عن عمه واسع بن حَبَّان عن جابر به. ولفظ أبي يعلى "أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخّص في العرايا بالوسق والوسقين والثلاثة والأربعة وقال "في كل جادِّ عشرة أوسق وما بقي عذقا يوضع في المسجد للمساكين" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: فيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 103 قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من محمد بن يحيى عند أحمد وابن حبان فانتفى التدليس، وقد أخرج له مسلم في المتابعات. ومحمد بن يحيى وعمه واسع بن حبان ثقتان أخرج لهما الستة، لكن واسع بن حبان لم يذكر سماعا من جابر فلا أدري أسمع منه أم لا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. 4188 - "الوضوء على الوضوء نور" قال الحافظ: وهو حديث ضعيف" (¬1) وقال السخاوي: ذكره الغزالي في "الإحياء" فقال مخرجه: لم أقف عليه، وسبقه لذلك المنذري (¬2)، وأما شيخنا فقال: إنّه حديث ضعيف رواه رزين في "مسنده" المقاصد ص 451 - 452 4189 - "الوضوء مرّة ومرّتين وثلاثا، فإن نقص من واحدة أو زاد على ثلاث فقد أخطأ" قال الحافظ: رواه نعيم بن حماد من طريق المطلب بن حَنْطب مرفوعا، وهو مرسل رجاله ثقات" (¬3) ¬

_ (¬1) 1/ 244 - 245 (كتاب الوضوء- باب ما جاء في قول الله {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: 6]) (¬2) قال في "الترغيب" (1/ 163): لا يحضرني له أصل من حديث النبي-صلى الله عليه وسلم- ولعله من كلام بعض السلف" (¬3) 1/ 244 (كتاب الوضوء- باب ما جاء في قول الله-عز وجل-: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: 6])

4190 - "الولد للفراش" قال الحافظ: تكملة: حديث "الولد للفراش" قال ابن عبد البر: هو من أصح ما يروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- (¬1). جاء عن بضعة وعشرين نفسا من الصحابة. فذكره البخاري في هذا الباب عن أبي هريرة وعائشة. وقال الترمذي عقب حديث أبي هريرة: وفي الباب عن عمر وعثمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو وأبي أمامة وعمرو بن خارجة والبراء وزيد بن أرقم. وزاد شيخنا عليه: معاوية وابن عمر. وزاد أبو القاسم بن منده في "تذكرته": معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأنس بن مالك وعلي بن أبي طالب والحسين بن علي وعبد الله بن حذافة وسعد بن أبي وقاص وسودة بنت زمعة. ووقع لي من حديث ابن عباس وأبي مسعود البدري وواثلة بن الأسقع وزينب بنت جحش، وقد رقمت عليها علامات من أخرجها من الأئمة، فـ طب علامة الطبراني في "الكبير"، وطس علامته في "لأوسط"، وبز علامة البزار، وص علامة أبي يعلى الموصلي، وتم علامة تمام في "فوائده". وجميع هؤلاء وقع عندهم "الولد للفراش وللعاهر الحجر" ومنهم من اقتصر على الجملة الأولى، وفي حديث عثمان قصة، وكذا عليّ. وفي حديث معاوية قصة أخرى له مع نصر بن حجاج وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال له نصر: فأين قضاؤك في زياد؟ فقال: قضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير من قضاء معاوية. وفي حديث أبي أمامة وابن مسعود وعبادة أحكام أخرى، وفي حديث عبد الله بن حذافة قصة له في سؤاله عن اسم أبيه، وفي حديث ابن الزبير قصة نحو قصة عائشة باختصار، وقد أشرت إليه. وفي حديث سودة نحوه ولم تسم في رواية أحمد بل قال: عن بنت زمعة، وفي حديث زينب قصة ولم يسم أبوها بل فيه: عن زينب الأسدية وبالله التوفيق. ¬

_ (¬1) التمهيد 8/ 180 - 181

وجاء من مرسل عبيد بن عمير وهو أحد كبار التابعين أخرجه ابن عبد البر بسند صحيح إليه" (¬1) صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمر ومن حديث عثمان ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عبد الله بن الزبير ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عمرو بن خارجة ومن حديث البراء يزيد بن أرقم معا ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث ابن عمر ومن حديث معاذ ومن حديث عبادة ومن حديث أنس ومن حديث عليّ ومن حديث الحسين بن علي ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي مسعود الأنصاري ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث عبد الله بن زمعة ومن حديث خزيمة بن ثابت ومن حديث عبيد بن عمير مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا فأما حديث عائشة وأبي هريرة فأخرجهما البخاري في الباب المذكور. وأما حديث عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبيد الله بن أبي يزيد المكي عن أبيه قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى شيخ من بني زهرة من أهل دارنا، فذهبت مع الشيخ إلى عمر بن الخطاب وهو في الحجر فسأله عن ولاد من ولاد الجاهلية، فقال الرجل: أمّا النطفة فمن فلان، وأما الولد فهو على فراش فلان، فقال عمر: صدقت، ولكن قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالولد للفراش. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (516) والحميدي (24) ومسدد في "مسنده" (مصباح الزجاجة 2/ 122) وابن أبي شيبة (4/ 247 و 415 و 10/ 155) وسعيد بن منصور (2129) وإسحاق (المطالب 1732) وأحمد (¬2) (1/ 25) وابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 1732) وزكرويه في "حديث ابن عيينة" (23) كلهم عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد به. ومن طريق الشافعي أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 104) والبيهقي (7/ 402) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 193 - 194) وأخرجه ابن ماجه (2005) عن ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) 15/ 40 - 41 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش) (¬2) وقع عنده: عن يزيد بن أبي زياد عن أبيه.

ومن طريق زكرويه أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 124) وأخرجه أبو يعلى (199) عن زهير بن حرب النسائي ثنا سفيان بن عيينة به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 122 قلت: أبو يزيد ترجمه المزي وغيره ولم يذكروا عنه راويا إلا ابنه عبيد الله، وقد وثقه العجلي وابن حبان. الثاني: يرويه الحجاج بن أرطأة عن الحكم بن عتيبة عن قيس بن أبي حازم عن عمر مرفوعا "الولد للفراش وللعاهر الحجر" أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 604 - 605) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن الحجاج به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد والحجاج. وأما حديث عثمان فيرويه الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب واختلف عنه: - فرواه مهدي بن ميمون الأزدي عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد قال: حدثني رباح (¬1) قال: زوجني أهلي أمة لهم رومية، فوقعت عليها فولدت غلاما أسود مثلي، فسميته عبد الله. ثم وقعت عليها فولدت غلاما أسود مثلي، فسميته عبيد الله، ثم طَبنَ لها غلام لأهلي رومي، يقال له يوحنه، فراطنها بلسانه، فولدت غلاما كأنه وَزَغَة من الوَزَغَات، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: هذا ليوحنه، فرفعنا إلى عثمان، قال مهدي: أحسبه قال: فسألهما فاعترفا، فقال لهما: أترضيان أن أقضي بينكما بقضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى أنّ الولد للفراش. وأحسبه قال: فجلدها وجلده وكانا مملوكين. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 415 و10/ 160) وأحمد (1/ 69) عن يزيد بن هارون الواسطي وأحمد (1/ 59) ¬

_ (¬1) وعند ابن أبي شيبة: رباح الحبشي.

عن بهز بن أسد العمي و (1/ 59) عن أبي محمد شيبان بن فرُّوخ الأُبُلي وأبو داود (2275) والبيهقي (7/ 402) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 104) عن حَبّان بن هلال البصري وأسد بن موسى المصري والبيهقي (7/ 402) والمزي (9/ 51) عن عبد الله بن محمد بن أسماء البصري كلهم عن مهدي بن ميمون به. • ورواه أبو داود الطيالسي (ص 15) عن مهدي بن ميمون فلم يذكر الحسن بن سعد. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 403) - ورواه جرير بن حازم البصري عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب واختلف عنه: • فقال وهب بن جرير بن حازم: ثنا أبي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن رباح قال: فذكره. أخرجه البزار (408) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان إلا من هذا الوجه" • ورواه عفان بن مسلم البصري عن جرير بن حازم فلم يذكر الحسن بن سعد. أخرجه أحمد (1/ 65) وتابعه أبو داود الطيالسي (ص 15) عن جرير بن حازم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 403) والأول أصح، ورواته ثقات غير رباح، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لست أعرفه ولا أباه.

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. - ورواه الحجاج بن أرطأة عن الحسن بن سعد عن أبيه أنّ يحنس وصفية كانا من سبي الخمس، فزنت صفية برجل من الخمس فولدت غلاما فادعاه الزاني يحنس، فاختصما إلى عثمان فرفعهما إلى عليّ بن أبي طالب، فقال عليّ: أقضي فيهما بقضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وجلدهما خمسين خمسين. أخرجه أحمد (1/ 104) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة أنبأ الحجاج به. وأخرجه البزار (816) عن طالوت بن عباد الصيرفي ثنا حماد بن سلمة به مختصرا. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عليّ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وأحسب أنّ الحجاج بن أرطأة أخطأ في إسناده، إنما رواه محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب في إسناد له عن الحسن بن سعد عن رباح عن عثمان" وقال الدارقطني: حديث محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن رباح عن عثمان أصح" العلل 3/ 31 قلت: وهو كما قال، والحجاج بن أرطاة ضعيف. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه سعيد بن منصور (2132) وابن أبي شيبة في "مسنده" (¬1) (310) عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن مغيرة بن مقسم الضبي عن أبي وائل عن عبد الله مرفوعا "الولد للفراش وبفي العاهر الحجر" ومن طريق سعيد أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (212) وتمام في "الفوائد" (1705) ووقع عند أبي الشيخ: عن ابن مسعود. وأخرجه الترمذي في "العلل" (1/ 457) والبزار (1712) والنسائي (6/ 149) وفي "الكبرى" (5680) وأبو يعلى (5148) والهيثم بن كليب (549 و 550 و 551 و 552) وابن حبان (4104) والخطيب في "التاريخ" (11/ 116) من طرق عن جرير به (¬2). قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: إنما هو مغيرة عن أبي وائل مرسلًا أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو قال عبد الله بن حذافة للنبي-صلى الله عليه وسلم-" وقال النسائي: ولا أحسب هذا عن عبد الله بن مسعود، والله تعالى أعلم" ¬

_ (¬1) وأخرجه في "مصنفه" (4/ 416) قال: حُدثت عن جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن أبي وائل عن عبد الله. (¬2) وقع في رواية عثمان بن أبي شيبة عن جرير عند الهيثم بن كليب: عن عبد الله بن مسعود.

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد جرير به بل تابعه شعبة عن مغيرة عن أبي وائل عن عبد الله مرفوعا "الولد للفراش وللعاهر الحجر" أخرجه ابن بشران (937) من طريق علي بن المثنى الطُّهَوي ثنا زيد بن الحباب عن شعبة به. قال الدارقطني في "العلل" (5/ 107): انفرد علي بن المثنى بذلك وأرسله غيره عن شعبة عن مغيرة عن أبي وائل مرسلًا، ولم يذكر عبد الله، ورفعه صحيح" واختلف فيه على أبي وائل: • فقال نعيم بن حماد المروزي: أنبأ هشيم عن سيار عن أبي وائل أن عبد الله بن حذافة بن قيس قال: يا رسول الله، من أبي؟ قال "أبوك حذافة، الولد للفراش وللعاهر الحجر" قال: لو دعوتني لحبشي لاتبعته، فقالت له أمه: لقد عرضتني، فقال: إني أحببت أن أستريح. أخرجه الحاكم (3/ 631) قال الهيثمي: رواه الطبراني، وهو مرسل ورجاله ثقات" المجمع 5/ 15 قلت: نعيم مختلف فيه، وهشيم مدلس وقد عنعن، وسيار هو أبو الحكم. وحديث ابن الزبير سيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعد هذا. وأما حديث ابن عمرو فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث" وسيأتي الكلام عليه أيضًا بعد حديث ابن الزبير. وأما حديث أبي أمامة وحديث عمرو بن خارجة وحديث البراء وزيد بن أرقم فقد تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة مع حديث ابن عمرو. وأما حديث معاوية فأخرجه أبو يعلى (7390) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا أبو تُميلة قال: سمعت محمد بن إسحاق قال: ادّعى نصر بن الحجاج بن علاط السلمي عبد الله بن رباح مولى خالد بن الوليد، فقام عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال: مولاي ولد على فراش مولاي. وقال نصر: أخي أوصاني بمنزله. قال: فطالت خصومتهم فدخلوا معه على معاوية- وفهر تحت رأسه- فادّعيا. فقال معاوية: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "الولد للفراش وللعاهر الحجر"

قال الهيثمي: إسناده منقطع ورجاله ثقات" المجمع 5/ 14 قلت: وأبو تُمَيلة اسمه يحيى بن واضح المروزي. وأما حديث ابن عمر وحديث معاذ فسيأتي الكلام عليهما عند حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب" ولحديث معاذ طريق أخرى يرويها أبو الزبير المكي عن أبي الطفيل الليثي عن معاذ مرفوعا "الولد للفراش" أخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (46) من طريق وهب بن حفص ثنا أحمد بن غصن ثنا أيوب بن سويد ثنا الثوري عن أبي الزبير به ووهب بن حفص أظنه الحراني قال الدارقطني وأبو عروبة الحراني: يضع الحديث. وأيوب بن سويد هو الرّملي قال أحمد: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة. وأما حديث عبادة فأخرجه الهيثم بن كليب وغيره من طريق إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة قال: فذكر حديثا طويلًا وفيه: وقضى أنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر. وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى في مسيل مهزوز ومذينب أن يمسك حتى يبلغ الكعبين" وأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (2/ 68) من طريق رزق الله بن الأسود القرشي ثنا ثابت عن أنس مرفوعا "الولد للفراش وللعاهر الحجر" وقال: رزق الله بن الأسود حديثه منكر غير محفوظ، ولا يحفظ عن ثابت إلا عنه" قلت: تابعه حسان بن سياه عن ثابت عن أنس به. أخرجه ابن عدي (2/ 780) وقال: حسان بن سياه حدث عن ثابت بما لا يتابع عليه" وللحديث طريقين آخرين تقدم الكلام عليهما في حرف الهمزة مع حديث أبي أمامة. وأما حديث علي فقد تقدم الكلام عليه أيضًا مع حديث أبي أمامة. وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5613) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ضرار بن صُرَر أبو نعيم ثنا ابن أبي فُديك عن هشام بن سعد عن

محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أنّ الحسين بن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الولد للفراش" وقال: لم يُرو هذا الحديث عن الحسين بن عليّ إلا بهذا الإسناد، تفرد به ضرار بن صرد" وقال الهيثمي: فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف" المجمع 5/ 15 قلت: كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه البزار (1121) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا عبد العزيز بن عمران عن أبيه عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قضى بالولد للفراش. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك" المجمع 5/ 13 قلت: وأبوه قال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. ويعقوب بن محمد الزهري قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال صالح جزرة: حديثه يشبه حديث الواقدي. ووثقه الحاكم وغيره. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه يحيى بن عباد السعدي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "الولد للفراش وللعاهر الحجر" أخرجه العقيلي (4/ 417) والطبراني في "الكبير" (11434) والدارقطني (2/ 142) والخطيب في "التاريخ" (14/ 144) والمزي (31/ 399) من طريق داود بن شبيب الباهلي البصري ثنا يحيى بن عباد به. وقال العقيلي: يحيى بن عباد مجهول بالنقل لا يقيم الحديث" وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عباد السعدي وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 14 قلت: يحيى بن عباد قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: لا أعرفه.

وخالفه عبد الرزاق فرواه عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرسلًا. أخرجه العقيلي (4/ 417 - 418) وقال: وحديث عبد الرزاق أولى" (¬1) الثاني: يرويه إسحاق بن إبراهيم بن داحة ثنا أبو خداش عبد الرحمن بن طلحة بن يزيد بن عمرو بن الأهتم التميمي ثنا أبان بن الوليد قال: فذكر قصة وفيها: قال ابن عباس: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"الولد للفراش وللعاهر الحجر" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10590) عن أحمد بن حمدان بن موسى الخلال التُّسْتَري ثنا علي بن حرب الجنديسابوري ثنا إسحاق بن إبراهيم به. قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 7/ 252 وأما حديث أبي مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 261) عن الحسن بن علي المعمري ثنا محمد بن سليمان بن أبي رجاء العباداني ثنا أبو معشر عن عيسى بن أسيد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب عن أبي مسعود قال: إني لبين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الحج وإن زبد ناقته ليقع على ظهري، فسمعته يقول "أدوا إلى كل ذي حق حقه، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، ومن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل" قال الهيثمي: وفيه من لا يعرف" المجمع 5/ 15 وأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 83) وتمام في "الفوائد" (1204 و 1205) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي ص 323) من طريق عنبسة بن سعيد القرشي عن حماد مولى بني أمية عن جناح مولى الوليد عن واثلة مرفوعا "الولد للفراش وللعاهر الحجر، وليس للمرأة أن تنتهك شيئا من مالها إلا بإذن زوجها" قال الهيثمي: وفيه جناح مولى الوليد وهو ضعيف" المجمع 5/ 15 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث عبد الله بن زمعة فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4249) عن الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي ثنا الهيثم بن جميل عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة أنه خاصم رجلًا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- في وَلَد وُلِد على فراش أبيه، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "الولد للفراش، واحتجبي منه يا سودة" ¬

_ (¬1) انظر حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب" الآتي بعد حديث.

البالسي لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. وأما حديث خزيمة بن ثابت فأخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 268 - 269) من طريق عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي البالسي عن خُصيف عن أبي صالح عن أسماء بنت يزيد عن خزيمة قال: إني لقائم تحت ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقصع على بجرتها ويذوب على لعابها، فذكر الحديث وفيه: لا وصية لوارث، الولد للفراش وأخرجه العقيلي (3/ 5) عن عبد الله بن أحمد به. قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: عبد العزيز هو الذي يروي عن خصيف إضرب على أحاديثه هي كذب، أو قال: موضوعه" وقال العقيلي: وإنما أنكر أبو عبد الله الإسناد لا المتن، وأما المتن فمعروف بغير هذا الإسناد عن عمرو بن خارجة وأبي هريرة وابن عمر وجماعة من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الولد للفراش" وأما حديث عبيد بن عمير فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 194 - 195) عن عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن القرطبي ثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي ثنا علي بن حرب الطائي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع عبيد بن عمير يقول: نرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما قضى بالولد للفراش من أجل نوح -عليه السلام-. وإسناده صحيح. وأما حديث الحسن البصري فأخرجه أحمد كما في "المجمع" (5/ 13) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" 4191 - حديث عبد الله بن الزبير: كانت لزمعة جارية يطؤها، وكان يظن بآخر أنه يقع عليها، فجاءت بولد يشبه الذي كان يظنّ به، فمات زمعة، فذكرت ذلك سودة للنبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "الولد للفراش واحتجبي منه يا سودة فليس لك بأخ" قال الحافظ: في حديث عبد الله بن الزبير عند النسائي بسند حسن ولفظه: فذكره، ورجال سنده رجال الصحيح إلا شيخ مجاهد وهو يوسف مولى آل الزبير، وقد طعن البيهقي في سنده فقال: فيه جرير وقد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ، وفيه يوسف وهو غير معروف. وتعقب بأنّ جريرا هذا لم ينسب إلى سوء حفظ، وكأنّه اشتبه عليه بجرير بن حازم، وبأنّ يوسف معروف في موالي آل الزبير" (¬1) ¬

_ (¬1) 15/ 39 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة)

أخرجه النسائي (6/ 148 - 149) وفي "الكبرى" (5679) وأبو يعلى (6813) والطحاوي في "المشكل" (4257) وفي "شرح المعاني" (3/ 115) والدارقطني (4/ 240) والحاكم (4/ 96 - 97) والبيهقي (6/ 87) والمزي (32/ 425) والذهبي في "الميزان" (4/ 465) من طرق عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن يوسف بن الزبير مولى لهم عن عبد الله بن الزبير قال: فذكره. ولفظ أبي يعلى والبيهقي "أمّا الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه" قال البيهقي: في رواته من نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ وهو جرير بن عبد الحميد، وفيهم من لا يعرف بسبب يثبت به حديثه وهو يوسف بن الزبير، وقد قيل في غير هذا الحديث: عن مجاهد عن يوسف بن الزبير أو الزبير بن يوسف مولى لآل الزبير" وقال الحاكم والذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد" وقال ابن التركماني: هذا سند صحيح، ويوسف معروف العدالة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وفي "الكاشف" اللذهبي: هو ثقة (¬1)، ولعل يوسف هذا اشتبه على البيهقي بآخر يقال له: يوسف بن الزبير يروي عن أبيه عن مسروق هو وأبوه مجهولان" الجوهر النقي 6/ 87. قلت: أما جرير بن عبد الحميد فهو مجمع على ثقته كما قال أبو القاسم اللالكائي، ولم أر أحدا نسبه إلى سوء الحفظ غير البيهقي، ولما ذكر الحافظ في "التهذيب" ما حكاه صاحب الحافل عن أبي حاتم أنّه قال: تغير قبل موته بسنة فحجبه أولاده. قال الحافظ: وهذا ليس بمستقيم فإنّ هذا إنّما وقع لجرير بن حازم فكأنّه اشتبه على صاحب الحافل. وأما يوسف بن الزبير فذكره ابن حبان في "الثقات" وحده، وقال ابن جرير: مجهول لا يحتج به، وقال الحافظ: مقبول. ولم ينفرد جرير بن عبد الحميد به بل تابعه قيس بن الربيع ومفضل بن مهلهل عن منصور عن مجاهد عن يوسف قال: سمعت ابن الزبير يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه جعل له الميراث، لأنّه ولد على فراش زمعة، وقال لسودة "وأمّا أنت فاحتجي عنه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 265) و"الأوسط" (2727) عن إبرهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا قيس ومفضل به. ¬

_ (¬1) قلت: بل قال: وثق، إشارة إلى توثيق ابن حبان له.

واختلف فيه على منصور: - فقال سفيان الثوري: عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير. ولم يذكر يوسف بن الزبير. أخرجه عبد الرزاق (13820) عن سفيان به. وأخرجه أحمد (4/ 5) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 264) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4256) من طريق الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ثنا عبد الرزاق به. - وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن منصور عن مجاهد عن يوسف بن الزبير أو عن مولى لابن الزبير عن ابن الزبير. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4255) والطبراني (13/ حديث رقم 266) - وقال إسرائيل بن يونس الكوفي: عن منصور عن مجاهد عن مولى لابن الزبير عن سودة بنت زمعة. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (النكت الظراف 4/ 333) 4192 - "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب" قال الحافظ: وفي حديث ابن عمر عند ابن حبان: فذكره" (¬1) أخرجه ابن حبان (5996) عن أبي علي الحسين بن محمد بن مصعب السِّنْجِي (¬2) ثنا محمد بن عمرو بن الهياج ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرْحَبي ثني عبيدة بن الأسود ثنا القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر قال: كانت خزاعة حلفاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت بنو بكر رهط من بني كنانة حلفاء لأبي سفيان، قال: وكانت بينهم موادعة أيام الحديبية، فأغارت بنو بكر على خزاعة في تلك المدة، فبعثوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمدونه، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ممدا لهم في شهر رمضان، فصام حتى بلغ قديدا ثم أفطر، وقال "ليصم الناس في السفر ويفطروا، فمن صام ¬

_ (¬1) 15/ 38 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة) (¬2) ترجمه الذهبي في "السير" فقال: الإمام الحافظ الكبير".

أجزأ عنه صومه، ومن أفطر وجب عليه القضاء" ففتح الله مكة، فلما دخلها، أسند ظهره إلى الكعبة, فقال "كفوا السلاح إلا خزاعة عن بكر" حتى جاءه رجل، فقال: يا رسول الله إنّه قتل رجل بالمزدلفة، فقال "إنّ هذا الحرم حرام عن أمر الله، لم يحل لمن كان قبلي، ولا يحل لمن بعدي، وإنّه لم يحل لي إلا ساعة واحدة، وإنّه لا يحل لمسلم أن يشهر فيه سلاحا، وإنّه لا يختلى خلاه، ولا يعضد شجره، ولا ينفر صيده" فقال رجل: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إلا الإذخر، وإنّ أعتى الناس على الله ثلاثة: من قتل في حرم الله، أو قتل غير قاتله، أو قتل لذحل الجاهلية" فقام رجل، فقال: يا نبي الله، إني وقعت على جارية بني فلان، وإنّها ولدت لي، فأمر بولدي، فليردّ إلي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ليس بولدك، لا يجوز هذا في الإسلام، والمدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم بينة، الولد لصاحب الفراش وبفي العاهر الأثلب" فقال رجل: يا نبي الله، وما الأثلب؟ قال "الحجر، فمن عهر بامرأة لا يملكها، أو بامرأة قوم آخرين، فولدت، فليس بولده، لا يرث ولا يورث، والمؤمنون يد على من سواهم، تتكافأ دماءهم، يجير عليهم أولهم، ويرد عليهم أقصاهم، ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، ولا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها، ولا تسافر ثلاثًا مع غير ذي محرم، ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا تصلوا بعد العصر حتى تغرب الشمس" وأخرجه البزار (كشف 1512) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي به. واقتصر على قوله "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" ورواه محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي عن أبي كريب بهذا الإسناد وساقه بلفظ "الولد للفراش، وللعاهر الأثلب" أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1207) قال البزار: لا نعلم أحدا يرويه عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه سنان بن الحارث لم أعرفه" المجمع 5/ 13 قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 424 و 8/ 299) والأرحبي قال ابن نمير: لا بأس به، وقال أبو حاتم: لا أرى في حديثه إنكارا، وقال الدارقطني: صالح يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف.

والباقون ثقات (¬1). واختلف فيه على مجاهد، فقال الأعمش: سمعت مجاهدا رفعه "إنّ أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 149) عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا الأعمش به. وهذا مرسل رواته ثقات. وللحديث شاهد عن ابن عمرو وآخر عن معاذ فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 145) وابن أبي شيبة (4/ 415 و 14/ 487) وأحمد (2/ 179 و 207 و 212 - 213) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 697) والحربي في "الغريب" (1/ 234) وابن زنجويه في "الأموال" (459) وابن نصر في "السنة" (280) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 182) من طرق عن حسين بن ذكوان المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لما فتح على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة قال "كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر" فأذن لهم حتى صلوا العصر، ثم قال "كفوا السلاح" فلقي من الغد رجل من خزاعة رجلًا من بني بكر بالمزدلفة فقتله، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام خطيبا فقال (¬2) "إنّ أعدى (¬3) الناس على الله من عدا (¬4) في الحرم، ومن قتل غير قاتله، ومن قتل بذحول الجاهلية" فقال رجل: يا رسول الله، ابني فلانا عاهرت بأمه في الجاهلية، فقال "لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الأثلب" قيل: يا رسول الله، وما الأثلب؟ قال "الحجر، وفي الأصابع عشر عشر، وفي المواضح خمس خمس، ولا صلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها، ولا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها، وأوفوا بحلف الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام" السياق لأحمد ¬

_ (¬1) ولم ينفرد عبيدة بن الأسود به بل تابعه سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي عن القاسم بن الوليد به. أخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال" (59) وسليمان بن الحكم قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث، وقواه بعضهم. (¬2) زاد أحمد في الموضع الأول: ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة. (¬3) ولفظ الحارث "أعتى" (¬4) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "قتل"

وإسناده حسن، حسين المعلم ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. وأخرجه أحمد (2/ 187) عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني عن حماد بن سلمة أخبرني حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مختصرا. وإسناده حسن أيضًا. واختلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرسلًا لم يذكر أباه عن جده. أخرجه عبد الرزاق (5800) عن ابن جريج به (¬1). وتابعه عبد الملك بن أبي سليمان العَرزَمي ثنا عمرو بن شعيب به. أخرجه سعيد بن منصور (2128) وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (417) من طريق عمرو بن بكر السكسكي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ مرفوعا "الولد للفراش وللعاهر الأثلب" وإسناده ضعيف جدًا، قال الذهبي في "الميزان": السكسكي واه أحاديثه شبه موضوعة. 4193 - "الولد للفراش وفي فم العاهر الحجر" قال الحافظ: أخرجه أبو أحمد الحاكم من حديث زيد بن أرقم رفعه: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث" ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (10750) عن ابن جريج أخبرني عبد الكريم أنّ عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه عن ابن عمرو به. وأخرجه أحمد (2/ 182) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن نصر في "السنة" (279) عن إسحاق بن راهويه أنبأ عبد الرزاق به. وإسناده حسن، وعبد الكريم هو ابن مالك الجزري. وأخرجه عبد الرزاق (10751) عن المثنى بن الصباح أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (5961) من طريق عبد الله بن طاوس قال: سمعت عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. (¬2) 15/ 38 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش)

4194 - "الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام، يبوء بدمه رجل من أهل بيته" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر حديثا فيه قال: فذكره، ولكن سنده ضعيف جدًا" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 129 و 20/ 38 - 39) من طريق منصور بن عمار الواعظ ومجاشع بن عمرو الأسدي قالا: ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل ثني عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أخبره قال: فذكر حديثا طويلًا، وفيه قال النبي-صلى الله عليه وسلم- "الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام بين يديه رجل من أهل بيته يسل الله سيفه فلا غماد له، واختلف الناس فكانوا هكذا" وشبك بين أصابعه. قال الهيثمي: وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب" المجمع 9/ 190 قلت: ومنصور بن عمار قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال العقيلي: لا يقيم الحديث، وقال ابن عدي: منكر الحديث. وابن لهيعة قال النسائي وغيره: ضعيف. 4195 - "الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث رياء وسمعة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من طريق قتادة عن عبد الله بن عثمان الثقفي عن رجل من ثقيف كان يثني عليه، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه- يقوله قتادة- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. قال البخاري: لا يصح إسناده، ولا يصح له صحبة -يعني لزهير- قال: وقال ابن عمر وغيره عن النبي-صلى الله عليه وسلم- "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب" وهذا أصح. وقد خالف يونس بن عبيد قتادة في إسناده فرواه عن الحسن عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسلًا أو معضلا لم يذكر عبد الله بن عثمان ولا زهيرا. أخرجه النسائي ورجحه على الموصول، وأشار أبو حاتم إلى ترجيحه. وقد وجدنا لحديث زهير بن عثمان شواهد منها: عن أبي هريرة مثله، أخرجه ابن ماجه وفيه عبد الملك بن حسين وهو ضعيف جدًا، وله طريق أخرى عن أبي هريرة أشرت إليها في باب الوليمة حق، وعن أنس مثله أخرجه ابن عدي والبيهقي وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف، وله طريق أخرى ذكر ابن أبي حاتم أنّه سأل أباه عن حديث رواه مروان بن ¬

_ (¬1) 13/ 202 (كتاب الأدب- باب تسمية الوليد)

معاوية عن عوف عن الحسن عن أنس نحوه، فقال: إنّما هو عن الحسن عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسل. وعن ابن مسعود أخرجه الترمذي بلفظ "طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سمعة، ومن سمّع سمّع الله به" وقال: لا نعرفه إلا من حديث زياد بن عبد الله البكائي وهو كثير الغرائب والمناكير. قلت: وشيخه فيه عطاء بن السائب وسماع زياد منه بعد اختلاطه فهذه علته، وعن ابن عباس رفعه "في طعام يوم في العرس سنة، وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعة" أخرجه الطبراني بسند ضعيف. وهذه الأحاديث وإن كان كل منها لا يخلو عن مقال فمجموعها يدلّ على أن للحديث أصلًا" (¬1) روى من حديث زهيبر بن عثمان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث وحشي بن حرب ومن حديث الحسن البصري مرسلًا. فأما حديث زهير بن عثمان فأخرجه أحمد (5/ 28 و 371) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 425) والدارمي (2071) وأبو داود (3745) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1594) والنسائي في "الكبرى" (6596) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (897) والطحاوي في "المشكل" (3021) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 240 و3/ 124) والطبراني في "الكبير" (5306) وأبو نعيم في "الصحابة" (3070) والبيهقي (7/ 260) وابن الأثير في:"أسد الغابة" (2/ 264) والمزي (9/ 410) من طرق عن همام بن يحيى البصري ثنا قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عثمان الثقفي عن رجل أعور من ثقيف، قال قتادة: كان يقال له معروفا، أي يُثنى عليه خيرا، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال فذكره. وتابعه هشام الدستوائي عن قتادة به. أخرجه أبو القاسم البغوي (897) قال البخاري: لم يصح إسناده، ولا يعرف لزهير صحبة" وقال ابن عدي: والذي قاله البخاري كما قال: لا تصح صحبته ولا يعرف له غير هذا الحديث" الكامل 3/ 1078 وقال ابن عبد البر: في إسناده نظر، يقال: إنّه مرسل، وليس لزهير غيره" الاستيعاب 4/ 24 وقال الحافظ: سنده لا بأس به" الإصابة 4/ 22 ¬

_ (¬1) 11/ 150 - 151 (كتاب النكاح- باب حق اجابة الوليمة والدعوة)

قلت: زهير بن عثمان مختلف في صحبته، وقد تفرد عبد الله بن عثمان الثقفي بالرواية عنه. وتفرد الحسن البصري بالرواية عن عبد الله بن عثمان فهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، والحسن وقتادة مدلسان وقد عنعنا، فالإسناد ضعيف. واختلف في هذا الحديث على قتادة: فرواه مَعْمر بن راشد عن قتادة عن الحسن عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (19660) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (1915) وأسلم في "تاريخ واسط" (ص 125) والطبراني في "الأوسط" (2137 و 7389) من طريق أبي مالك عبد الملك بن حسين النخعي عن منصور بن المعتمر عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا مثله. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن منصور إلا عبد الملك بن الحسين" قلت: وهو ضعيف الحديث كما قال الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم. وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (2/ 458) والبيهقي (7/ 260 - 261) من طريق بكر بن خُنيس الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس مرفوعا مثله. قال البيهقي: وليس هذا بقوي، بكر بن خنيس تكلموا فيه" قلت: هو ضعيف كما قال الفلاس ويعقوب بن شيبة والنسائي وغيرهم، وقال الدارقطني وغيره: متروك. طريق أخرى: قال ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 398): سألت أبي عن حديث رواه مروان بن معاوية الفزاري عن عوف عن الحسن عن أنس مرفوعا "الدعوة أول يوم حق، والثاني معروف، وما زاد فهو رياء" فقال: إنّما هو عن الحسن عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسل" وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الترمذي (1097) والطبراني في "الكبير" (10332) وابن عدي (3/ 1049 - 1050) والبيهقي (7/ 260) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود مرفوعا "طعام أول يوم حق، وطعام (¬1) يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سمعة (¬2)، ومن سمّع سمّع الله به" اللفظ للترمذي ¬

_ (¬1) ولفظ ابن عدي "والثاني مثله" (¬2) زاد ابن عدي "ورياء"

وقال: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث زياد بن عبد الله، وزياد كثير الغرائب والمناكير" وقال البيهقي: حديث البكائي غير قوي" وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 195): قال الدارقطني: تفرد به البكائي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود. قلت: وزياد مختلف في الاحتجاج به ومع ذلك فسماعه من عطاء بعد الاختلاط" وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11331) من طريق محمد بن عبيد الله العَرزَمي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "طعام في العرس يوم سنة، وطعام يومين فضل، وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعه" قال الهيثمي: وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك" المجمع 4/ 56 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 3/ 196 وأما حديث وحشي بن حرب فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 136 - 137) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا هوبر بن معاذ ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ثنا وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده مرفوعا "الوليمة حق، والثانية معروف، والثالثة فخر وحرج" قال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 3/ 196 قلت: وهو كما قال، فحرب بن وحشي لم يرو عنه إلا ابنه وحشي كما في "الميزان" فهو مجهول كما قال البزار، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. وأما حديث الحسن فأخرجه النسائي في "الكبرى" (6597) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا يزيد ثنا يونس عن الحسن مرفوعا "الوليمة يوم الأول حق، والثاني معروف، وما فوق ذلك رياء" ورواته ثقات، ويزيد هو ابن زُريع، ويونس هو ابن عبيد. 4196 - "الوليمة حق، والثانية معروف، والثالثة فخر" قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث وحشي بن حرب رفعه: فذكره" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) 11/ 137 (كتاب النكاح- باب الوليمة حق)

4197 - "الوليمة حق وسنة، فمن دعي فلم يجب فقد عصى" قال الحافظ: ولأبي الشيخ والطبراني في "الأوسط" من طريق مجاهد عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3960) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا الصلت بن مسعود الجَحْدري ثنا يحيى بن عثمان التيمي ثنا إسماعيل بن أمية ثني مجاهد عن أبي هريرة قال: الوليمة حق وسنة، فمن دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، والخُرْسُ، والإعْذار، والتَوْكِيْرُ أنت فيه بالخيار. قال: قلت: إني والله لا أدري ما الخرس والإعذار والتوكير؟ قال: الخرس: الولادة، والإعذار: الختان، والتوكير: الرجل يبني الدار وينزل في القوم، فيجعل الطعام، فيدعوهم، فهم بالخيار، إن شاءوا جاءوا، وإن شاءوا قعدوا. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن اسماعيل بن أمية إلا يحيى بن عثمان التيمي، تفرد به الصلت بن مسعود" قلت: ويحيى بن عثمان التيمي قال ابن معين والبخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. 4198 - "الولاء ليس بمنتقل ولا متحول" قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني من طريق سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده رفعه: فذكره، وفي سنده المغيرة بن جميل وهو مجهول" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1321) والدولابي في "الكنى" (2/ 25) والعقيلي (4/ 181 - 182) والطبراني في "الكبير" (10684) من طريق المغيرة بن جميل الكندي ثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ثني أبي عن جدي رفعه "إنّ الولاء ليس بمنتقل ولا بمتحول". قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، والمغيرة ليس بمعروف" وقال العقيلي: المغيرة بن جميل منكر الحديث ولا يعرف هذا الحديث إلا به" وقال الهيثمي: وفيه المغيرة بن جميل وهو ضعيف" المجمع 4/ 231 ¬

_ (¬1) 11/ 137 (كتاب النكاح- باب الوليمة حق) (¬2) 15/ 46 (كتاب الفرائض- باب إثم من تبرأ من مواليه)

قلت: وقال أبو حاتم وعبد الحق الأشبيلي: مجهول. 4199 - "الويل لبني إسرائيل، إنّه لما حرّمت عليهم الشحوم باعوها فأكلوا ثمنها، وكذلك ثمن الخمر عليكم حِرام" قال الحافظ: وروى أحمد والطبراني من حديث ابن عمر مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3830) عن عبد الوارث بن سعيد البصري وأخرجه أحمد (2/ 117) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ثني أبي ثنا عبد العزيز بن صهيب عن عبد الواحد البناني قال: كنت مع ابن عمر فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن إني أشتري هذه الحيطان تكون فيها الأعناب فلا نستطيع أن نبيعها كلها عنبا حتى نعصره، قال: فعن ثمن الخمر تسألني، سأحدثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كنا جلوسا مع النبي-صلى الله عليه وسلم- إذ رفع رأسه إلى السماء ثم أكبّ ونكت في الأرض وقال "الويل لبني إسرائيل" فقال له عمر: يا نبي الله، لقد أفزعنا قولك لبني إسرائيل، فقال "ليس عليكم من ذلك بأس إنّهم لما حرّمت عليهم الشحوم فتواطؤوه (¬2) فيبيعونه فيأكلون ثمنه وكذلك ثمن الخمر عليكم حرام" قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الواحد وقد وثقه ابن حبان" المجمع 4/ 88 وقال البوصيري: رجاله ثقات" إتحاف الخيرة 4/ 272 ... ¬

_ (¬1) 5/ 330 (كتاب البيوع- باب بيع الميتة والأصنام) (¬2) في "المجمع": فيذيبونه.

حرف اللام ألف

حرف اللام ألف 4200 - قالت أم سلمة: يا رسول الله، إني امرأة أشدّ ضفر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة؟ قال "لا" قال الحافظ: رواه مسلم (330) وفي رواية له "للحيضة والجنابة" (¬1) 4201 - عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف في قصة ماعز: قال: فقيل: يا رسول الله، أتصلي عليه؟ قال "لا" قال: فلما كان من الغد قال: "صلوا على صاحبكم" فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس. قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق وهو في "السنن" لأبي قرة من وجه آخر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: فذكره" (¬2) أخرجه عبد الرزاق (13339) عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي بكر أخبرني أيوب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر يوم ضرب ماعز، وطول الأوليين من الظهر حتى كاد الناس يعجزوا عنها من طول القيام، فلما انصرف أمر به أن يرجم، فرجم، فلم يقتل حتى رماه عمر بن الخطّاب بلحيي بعير فأصاب رأسه فقتله، فقال: فاظ حين لماعز نفست، فقيل للنبي-صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، تصلي عليه؟ قال "لا" فلما كان الغد صلى الظهر، فطوّل الركعتين الأوليين كما طولهما بالأمس، أو أدنى شيئًا، فلما انصرف قال "فصلوا على صاحبكم" فصلّى عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- والناس. أبو أمامة واسمه أسعد مختلف في صحبته، والباقون ثقات. 4202 - عن القاسم بن أبي بزة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- طلّق سودة فقعدت له على الطريق فقالت: والذي بعثك بالحق مالي بالرجال حاجة، ولكن أحبّ أن أبعث مع ¬

_ (¬1) 1/ 434 (كتاب الحيض- باب امتشاط المرأة عند غسلها من المحيض) (¬2) 15/ 142 (كتاب الحدود- باب الرجم بالمصلى)

نسائك يوم القيامة فأنشدك بالذي أنزل عليك الكتاب هل طلقتني لموجدة وجدتها عليّ؟ قال "لا" قالت: فأنشدك لما راجعتني، فراجعها، قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال الحافظ: وأخرج ابن سعد بسند رجاله ثقات من رواية القاسم بن أبي بزة مرسلا: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (8/ 54) عن مسلم بن إبراهيم البصري ثنا هشام الدَّستُوائي ثنا القاسم بن أبي بزة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- بعث إلى سودة بطلاقها، فلما أتاها جلست على طريقه بيت عائشة، فلما رأته قالت: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني، ألموجدة وجدتها فّي؟ قال "لا" قالت: فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحبّ أن أبعث في نسائك يوم القيامة. فراجعها النبي-صلى الله عليه وسلم-، قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ورواته ثقات. 4203 - حديث عمر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- لما هجر نساءه وشاع أنّه طلقهّن وأنّ عمر جاءه فقال: أطلقت نساءك؟ قال "لا" قال: فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق نساءه، فنزلت هذه الآية (¬2). قال الحافظ: وقد وقع عند مسلم (1479) من حديث عمر في سبب نزولها: فذكره" (¬3) 4204 - حديث سلمان: سئل - صلى الله عليه وسلم - عن الجراد فقال: "لا أكله ولا أحرمه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، والصواب مرسل. ولابن عدي في ترجمة ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر أنّه - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الضب فقال: فذكره، وسئل عن الجراد فقال مثل ذلك "وهذا ليس ثابتا لأنّ ثابتا قال فيه النسائي: ليس بثقة" (¬4) ¬

_ (¬1) 11/ 225 (كتاب النكاح- باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها) (¬2) يعني قوله تعالى {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83]) (¬3) 9/ 326 (كتاب التفسير: سورة النساء- باب {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء:83]) (¬4) 12/ 41 (كتاب الذبائح- باب أكل الجراد)

حديث سلمان يرويه أبو عثمان (¬1) النّهدي واختلف عنه: - فرواه سليمان التيمي عن أبي عثمان واختلف عنه: • فقال أبو همام محمد بن الزِّبْرقان الأهوازي: ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: سئل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الجراد، فقال "أكثر جنود الله، لا آكله ولا أحرمه" أخرجه أبو داود (3813) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1080) عن محمد بن الفرج البغدادي ثنا أبو همام به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (9/ 257) ومن طريق البغوي أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (241) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6129) والبيهقي (9/ 257) والخطيب في "التاريخ" (14/ 72) من طرق عن محمد بن الفرج به. وأخرجه البزار (2509) عن جميل بن الحسن العتكي أنا محمد بن الزبرقان به. وأخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه" (4) عن خلاد بن أسلم البغدادي ثنا محمد بن الزبرقان به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1294) من طريق زيد بن الحريش الأهوازي ثنا محمد بن الزبرقان به. • وقال غير واحد: عن سليمان التيمي عن أبي عثمان مرسلًا. منهم: 1 - المعتمر بن سليمان التيمي. أخرجه عبد الرزاق (8757) 2 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 329) 3 - محمد بن عبد الله الأنصاري. ¬

_ (¬1) اسمه: عبد الرحمن بن مل.

أخرجه ابن ماسي في "حديث الأنصاري" (7) والبيهقي (9/ 257) - ورواه فائد أبو العوام الجزار عن أبي عثمان واختلف عنه: • فقال زكريا بن يحيى بن عمارة الذارع: ثنا فائد أبو العوام عن أبي عثمان عن سلمان. أخرجه أبو داود (3813) وابن ماجه (3219) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 285) والطبراني (6149) وأبو الشيخ في "العظمة" (1295) والبيهقي (9/ 257) والمزي (23/ 141) قال أبو حاتم: هذا خطأ، الصحيح مرسل ليس فيه سلمان" العلل 2/ 8 • وقال حماد بن سلمة: عن فائد عن أبي عثمان مرسلًا. قاله أبو داود (4/ 165) - وقال الطيالسي (ص 91): ثنا شعبة عمن سمع أبا عثمان مرسلًا. - ورواه عثمان بن غِياث البصري عن أبي عثمان مرسلًا. أخرجه ابن ماسي في "حديث الأنصاري" (90) وحديث ابن عمر أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند عمر 1/ 166 أو 167) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا ثابت بن زهير قال: سمعت نافعا يحدث عن ابن عمر قال: كنت جالسا عند النبي-صلى الله عليه وسلم- فجاءه رجل، فسأله عن الضب؟ فقال "لست بآكله ولا محرمه" قال بشر بن معاذ: ثنا ثابت بن زهير سمعت هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثل ذلك. وأخرجه ابن عدي (2/ 521) عن محمد بن الحباب بن شهريار ثنا بشر بن معاذ به. وزاد "والجراد مثل ذلك" قال بشر: وثنا ثابت ثنا هشام عن أبيه عن عائشة مثل ما قال ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في الضب. قال ابن عدي: وهذا الحديث في الضب حديث نافع عن ابن عمر مشهور، وإنّما الغريب منه قوله "والجراد مثل ذلك" وعن هشام عن أبيه عن عائشة ليس يرويه غير ثابت" قلت: وثابت بن زهير قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني والساجي: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث لا يشتغل به.

4205 - حديث خزيمة بن جزء: قلت: يا رسول الله، ما تقول في الأرنب؟ قال: "لا أكله ولا أحرمه" قل: فإني آكل ما لا تحرمه، ولم يا رسول الله؟ قال "نبئت أنّها تَدْمَى" قال الحافظ: سنده ضعيف، وله شاهد عن عبد الله بن عمرو بلفظ "جيء بها إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فلم يأكلها ولم ينه عنها زعم أنها تحيض "أخرجه أبو داود، وله شاهد عن عمر عند إسحاق بن راهوية في "مسنده" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 249 - 250 و 251) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 206) وابن ماجه (3235 و 3237 و 3245) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1411) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 168 و2/ 847) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (607) والطبراني في "الكبير" (3796) وأبو نعيم في "الصحابة" (2383) والمزي في "التهذيب" (5/ 334 - 335) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي عن محمد بن إسحاق عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية عن حبان بن جزء عن أخيه خزيمة بن جزء قال: قلت للنبي-صلى الله عليه وسلم-: جئت أسألك عن أحناش الأرض؟ قال "سل عمّا شئت" قال: الضب؟ قال "لا آكله ولا أحرمه" قال: فإني آكل ما لم تحرم، ولم؟ قال "فقدت أمة من الأمم ورأيت خلقا رابني" قلت: الأرنب؟ قال "لا آكلها ولا أحرمها" قال: إني آكل ما لم تحرم، ولم؟ قال "نبئت أنها تَدْمَى" قال: الثعلب؟ قال "ومن يأكل الثعلب! " قلت: الضبع؟ قال "ومن يأكل الضبع! " قلت: الذئب؟ قال "يأكل الذئب أحد فيه خير". هكذا رواه أبو تميلة عن ابن إسحاق عن عبد الكريم أبي أمية عن حبان بن جزء عن أخيه. وخالفه عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي فرواه عن ابن إسحاق عن إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية عن حبان عن أخيه، فزاد فيه: إسماعيل بن مسلم. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2384) والمزي في "التهذيب" (5/ 336) - ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق واختلف عنه، فرواه أبو طالب عبد الجبار بن عاصم عن محمد بن سلمة فلم يذكر إسماعيل بن مسلم. أخرجه أبو القاسم البغوي (606) ¬

_ (¬1) 12/ 84 (كتاب الذبائح- باب الأرنب)

• ورواه أبو أحمد حاجب بن الوليد الشامي عن محمد بن سلمة واختلف عنه: • فرواه أبو القاسم البغوي عن حاجب فقال فيه: عن ابن إسحاق عن إسماعيل بن مسلم. أخرجه العسكري في "التصحيفات" (2/ 454 - 455) • ورواه محمد بن بشر بن مطر عن حاجب فلم يذكر إسماعيل بن مسلم. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (990) وحديث عبد الرحمن بن مغراء أصح، فقد رواه غير واحد عن إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية عن حبان عن أخيه، منهم: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه الترمذي (1792) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 134) 2 - صلة بن سليمان الواسطي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2380) 3 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3797) وأبو نعيم في "الصحابة" (2379) 4 - أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي. أخرجه الطبراني (3795) وأبو نعيم في "الصحابة" (2381) 5 - سهل بن زنجلة الرازي. أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (988) 6 - إسماعيل بن عياش. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1412) وأبو نعيم في "الصحابة" (2382) والحديث ذكره البخاري في ترجمة خزيمة بن جزء وقال: لا يتابع عليه" وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية، وقد تكلم بعض أهل الحديث في إسماعيل وعبد الكريم أبي أمية" وقال ابن عبد البر: وهذا حديث قد جاء، إلا أنّه لا يحتج بمثله لضعف إسناده، ولا

يعرج عليه لأنه يدور على عبد الكريم بن أبي المخارق، وليس يرويه غيره، وهو ضعيف متروك الحديث" التمهيد 1/ 161 وقال البيهقي: في إسناده ضعف" السنن 9/ 319 وقال الباوردي وابن السكن: لم يثبت حديثه" الإصابة 3/ 95 وقال ابن الجوزي: لا يصح لأنّ عبد الكريم قد رماه أيوب السختياني بالكذب، وقال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك" العلل 2/ 173 وقال الحافظ في "الإصابة" (3/ 95): مداره على أبي أمية بن أبي المخارق أحد "الضعفاء" وقال في "التلخيص" (4/ 152): ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد الكريم أبي أمية والراوي عنه إسماعيل بن مسلم" وقال البوصيري: إسناده ضعيف. عبد الكريم قال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه" المصباح 3/ 239 ولم ينفرد إسماعيل بن مسلم به بل تابعه حازم بن حسين البصري ثنا عبد الكريم أبو أمية به. أخرجه ابن سعد (7/ 49) أنا محمد بن عمر عن حازم به. لكن محمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك. - ورواه بقية بن الوليد عن عبيدة بن قيس الهاشمي المديني عن شيخ من أهل المدينة حدّثه عن خالد بن جزء عن أخيه خزيمة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2385) وبقية مدلس وقد عنعن. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (3792) ثنا يحيى بن خلف ثنا روح بن عبادة ثنا محمد بن خالد قال: سمعت أبي، خالد بن الحويرث يقول: إنّ عبد الله بن عمرو كان بالصفاج، وإنّ رجلًا جاء بأرنب قد صادها، فقال: يا عبد الله بن عمرو، ما تقول؟ قال: قد جيء بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها، وزعم أنها تحيض. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 321) ولم ينفرد به أبو داود بل تابعه أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف به.

أخرجه المزي في "التهذيب" (8/ 42) وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 846) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ثني محمد بن خالد المخزومي ثني أبي به. وإسناده ضعيف، محمد بن خالد مستور كما في "التقريب"، وأبوه قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت ابن معين عنه فقال: لا أعرفه. قال ابن عدي: وخالد هذا كما قال ابن معين لا يعرف، وأنا لا أعرفه أيضًا وعثمان بن سعيد كثيرا ما يسأل يحيى عن قوم فكان جوابه أن قال: لا أعرفهم، وإذا كان مثل يحيى لا يعرفه لا يكون له شهرة أو يعرف" الكامل 3/ 910 وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث عمر فقد تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما منعك أن تأكل" 4206 - عن خزيمة بن جزء قال: قلت: يا رسول الله، ما تقول في الضب؟ فقال "لا آكله ولا أحرمه" قلت: فإني آكل ما لم تحرم. قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وسنده ضعيف" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 4207 - حديث عبد الله بن سلام في قصة إسلام زيد بن سَعْنَة -بفتح السين المهملة وسكون العين المهملة بعدها نون- أنّه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لك أن تبيعني تمرا معلوما إلى أجل معلوم من حائط بني فلان؟ قال "لا أبيعك من حائط مسمى بل أبيعك أوسقا مسماة إلى أجل مسمى" قال الحافظ: رواه ابن حبان والحاكم والبيهقي" (¬2) أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 301 - 303) وابن حبان (288) والطبراني في "الكبير" (5147 و 13/ 150 - 152) وفي "الأحاديث الطوال" (6) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 81 - 82) والحاكم (3/ 604 - 605) وأبو نعيم في "الدلائل" (48) والبيهقي (6/ 24 و 52) وفي "الدلائل" (6/ 278 - 280) عن أبي عبد الله محمد بن المتوكل العسقلاني وهو ابن أبي السري ¬

_ (¬1) 12/ 85 (كتاب الذبائح- باب الضب) (¬2) 5/ 339 (كتاب السلم- باب السلم في النخل)

وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2082) والطبراني (5147 و 13/ 150 - 152) وأبو الشيخ (ص 81 - 82) وأبو نعيم في "الصحابة" (3000) والمزي (7/ 344 - 347) عن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام قال: إن الله لما أراد هُدَى زيد بن سعنة، قال زيد: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في محمد - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله، فخرج يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال: يا رسول الله، إنّ بقربي قرية بني فلان أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رَغَدا، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث، وأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا، فإن رأيت أن ترسل بشيء تعينهم به. فقال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت: يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما إلى أجل معلوم ومن حائط بني فلان، قال "لا يا يهودي، ولكني أبيعك تمرا معلوما إلى كذا وكذا من الأجل، ولا أسمي من حائط بني فلان" فقلت: نعم. فذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره: فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله. فآمن به وصدقه وبايعه، وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر. قال الوليد بن مسلم: حدثني بهذا كله محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وهو من غرر الحديث، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ثقة" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ما أنكره وأركَّه لا سيما قوله "مقبلا غير مدبر" فإنّه لم يكن في غزوة تبوك قتال" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 240 وقال الحافظ: رجال الإسناد موثقون، وقد صرّح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السري الراوي له عن الوليد وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي: كثير الغلط" (¬1) الإصابة 4/ 55 ¬

_ (¬1) قلت: لم ينفرد به كما تقدم، واختلف فيه على الوليد بن مسلم أيضًا.

وقال المزي: وهو حديث حسن مشهور في دلائل النبوة" قلت: حمزة بن يوسف لم أر من وثقه غير ابن حبان، ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه محمد فهو مجهول، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. ورواه بعضهم عن محمد بن حمزة فأرسله. فقال عبد الله بن سالم الحمصي: ثنا محمد بن حمزة بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده أنّ زيد بن سعنة كان من أحبار اليهود وذكر الحديث. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4330) عن عبد الله بن يوسف التنيسي وأبو نعيم في "الصحابة" (3001) عن الهيثم بن خارجة المروذي قالا: ثنا عبد الله بن سالم به. واختلف فيه على عبد الله بن سالم، فقال بقية بن الوليد: ثنا عبد الله بن سالم ثني محمد بن حمزة عن رجل من أهل بيته عن أبيه عن جده. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1387 - 1388) 4208 - عن رجل من بني ضمرة عن أبيه: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة فقال: "لا أحب العقوق" كأنه كره الاسم، وقال: من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل. قال الحافظ: رواه مالك في "الموطأ" عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه: فذكره، وفي رواية سعيد بن منصور عن سفيان عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن عمه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسأل عن العقيقة وهو على المنبر بعرفة: فذكره، وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أخرجه أبو داود، ويقوى أحد الحديثين بالآخر. قال أبو عمر: لا أعلمه مرفوعا إلا عن هذين. قلت: وقد أخرجه البزار وأبو الشيخ في "العقيقة" من حديث أبي سعيد" (¬1) ¬

_ • فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن الوليد بن مسلم عن محمد بن حمزة بن يوسف عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام. أخرجه ابن ماجه (2281) • ورواه داود بن رشيد الخوارزمي عن الوليد بن مسلم فلم يذكر عبد الله بن سلام. أخرجه أبو يعلى (7496) (¬1) 12/ 4 (كتاب العقيقة- باب تسمية المولود غداة يولد)

أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 500) عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه أنّه قال: فذكره. وأخرجه أحمد (5/ 369) وأبو نعيم في "الصحابة" (7103) والبيهقي (9/ 300) وفي "معرفة السنن" (19144) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 352) من طرق عن مالك به. وتابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم به. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (980) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6571) واختلف فيه على زيد بن أسلم: فرواه سفيان الثوري عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن رجل من قومه (¬1). أخرجه أحمد (5/ 430) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 404) والطحاوي في "المشكل" (1056) ورواه سفيان بن عُيينة عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبيه أو عن عمه. أخرجه أحمد (5/ 430) عن ابن عيينة به. وأخرجه البيهقي (9/ 312) من طريق أحمد بن شيبان الرملي عن ابن عيينة به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1057) عن عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك أبي جعفر بن أبي عقيل المصري عن ابن عيينة به. إلا أنّه قال فيه: عن رجل من بني ضمرة. وتابعه أحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 6569) ثنا ابن عيينة به. وإسناده ضعيف للرجل الضمري الذي لم يسم. وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه. وإسناده حسن وقد تقدم الكلام عليه في حرف الفاء عند حديث "الفرع حق". ¬

_ (¬1) هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس عن الثوري فقالوا: عن رجل من قومه. ورواه وكيع عن الثوري فقال: عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 237)

4209 - "لا إحداد فوق ثلاث" قال الحافظ: وذكر الأثرم أنّ أحمد سئل عن حديث حنظلة عن سالم عن ابن عمر رفعه: فذكره، فقال: هذا منكر، والمعروف عن ابن عمر من رأيه" (¬1) 4210 - حديث ابن عمر: جاء رجل إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: أيّ البقاع خير؟ قال "لا أدري" فأتاه جبريل فسأله، فقال: لا أدري، فقال "سل ربك" فانتفض جبريل انتفاضة. قال الحافظ: أخرجه ابن حبان، وللحاكم نحوه من حديث جبير بن مطعم" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "الأسواق شر البقاع" 4211 - "لا أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا" قال الحافظ: قلت: حديث أبي هريرة أخرجه الحاكم في "المستدرك" والبزار من رواية مَعْمَر عن ابن أبي ذئب عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة، وهو صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر، وذكر الدارقطنىِ أنّ عبد الرزاق تفرد بوصله وأنّ هشام بن يوسف رواه عن معمر فأرسله. قلت: وقد وصله آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب، وأخرجه الحاكم أيضًا فقويت رواية معمر. قال: والحقّ عندي أنّ حديث أبي هريرة صحيح" (¬3) تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا" 4212 - "لا أدري تُبّعا كان لعينا أم لا" قال الحافظ: رواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا، وأخرجه ابن أبي حاتم والحاكم والدارقطني وقال: تفرد به عبد الرزاق" (¬4) تقدم تخريجه في حرف الميم فانظر حديث "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا" 4213 - "لا أدري ذو القرنين كان نبيا أو لا؟ " قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة: قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬5) ¬

_ (¬1) 11/ 413 (كتاب الطلاق- باب تحد المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا) (¬2) 17/ 52 (كتاب الاعتصام- باب ما كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يسأل مما لم ينزل عليه الوحي) (¬3) 1/ 72 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان) (¬4) 10/ 191 (كتاب التفسير- سورة الدخان) (¬5) 7/ 192 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83])

تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا؟ " 4214 - عن عليّ قال: أُهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة مسيرة بحرير، إمّا سداها أو لحمتها، فأرسل بها إليّ، فقلت: ما أصنع بها؟ ألبسها؟ قال: "لا أرضى لك إلا ما أرضى لنفسي، ولكن اجعلها خمرا بين الفواطم" قال الحافظ: روى ابن أبي شيبة من طريق أبي فاختة عن هُبَيرة بن يَرِيْم عن عليّ قال: فذكره. وقد أخرجه أحمد وابن ماجه من طريق أبي إسحاق عن هبيرة فقال فيه "حلّة من حرير" وهو محمول على رواية أبي فاختة -وهو بفاء معجمة ثم مثناة- اسمه سعيد بن علاقة- بكسر المهملة وتخفيف اللام ثم قاف- ثقة" (¬1) رواه ابن أبي شيبة (8/ 346 - 347 و 12/ 66) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة ثني هبيرة بن يريم عن عليّ أنّه أهدي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلة مسيرة بحرير، إمّا سداها أو لحمتها، فأرسل بها إليّ، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ما أصنع بها، ألبسها؟ قال "لا، إني لا أرضى لك ما أكره لنفسي، ولكن اجعلها خمرا بين الفواطم" ورواه ابن ماجه (3596) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (171) عن ابن أبي شيبة به. واختلف على يزيد بن أبي زياد في شيخ أبي فاختة: فرواه غير واحد عن يزيد عن أبي فاختة عن جعدة بن هبيرة عن علي، منهم: 1 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 347 و 12/ 66) والبيهقي في "الشعب" (5699) 2 - عمران بن عيينة الكوفي. أخرجه ابن أبي عاصم (170) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 253 - 254) والطبراني في "الكبير" (24/ 357) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 250) وابن طاهر المقدسي في "إيضاح الاشكال" (213) وابن بشكوال في "الغوامض" (419) 3 - عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي. أخرجه الطحاوي (4/ 254) 4 - خالد بن عبد الله الطحان. ¬

_ (¬1) 12/ 417 (كتاب اللباس- باب الحرير للنساء)

أخرجه البيهقي في "الشعب" (5700) ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. ورواه أبو إسحاق السبيعي عن هبيرة بن يريم قال: سمعت عليا يقول: أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة حرير فبعث بها إليّ فلبستها، فقال لي "إني لا أرضى لك ما أكره لنفسي" فأمرني فشققتها خمرا بين النساء. أخرجه الطيالسي (ص 19) عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت هبيرة به. وأخرجه أحمد (1/ 137) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به. وأخرجه البزار (726) وأبو يعلى (319 و 443) من طرق عن محمد بن جعفر به. وإسناده حسن رواته ثقات غير هبيرة وهو مختلف فيه. ولم ينفرد به شعبة بل تابعه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق به. أخرجه ابن بشكوال (421) 4215 - عن أبي بكرة قال: أُتي النبي-صلى الله عليه وسلم- بمويل فقعد يقسمه، فأتاه رجل وهو على تلك الحال، فذكر الحديث وفيه: فقال أصحابه: ألا تضرب عنقه؟ فقال "لا أريد أن يسمع المشركون أني أقتل أصحابي" قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبري من طريق بلال بن بُقْطُر عن أبي بكرة. وقال: وفي حديث أبي بكرة عند أحمد والطبري: فأتاه رجل أسود طويل مشمر محلوق الرأس، بين عينيه أثر السجود. وقال: وفي حديث أبي بكرة: فقال: يا محمد، والله ما تعدل، وفي لفظ: ما أراك عدلت في القسمة. وقال: وفي حديث أبي بكرة: فغضب حتى احمرت وجنتاه. وقال: وفي رواية بلال بن بقطر عن أبي بكرة "يأتيهم الشيطان من قبل دينهم" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 42) وابن أبي عاصم في "السنة" (960) والهروي في "ذم الكلام" (668) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1101 - 1102) ¬

_ (¬1) 15/ 319 و 321 و 323 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

عن حماد بن سلمة والبزار (كشف 1852) عن عمر بن عبد الرحمن الأبار كلاهما عن عطاء بن السائب عن بلال بن بقطر عن أبي بكرة قال: أُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدنانير، فجعل يقبض قبضة قبضة ثم ينظر عن يمينه كأنه يؤامر أحدا ثم يعطي، ورجل أسود مطموم عليه ثوبان أبيضان، بين عينيه أثر السجود، فقال: ما عدلت في القسمة، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال "من يعدل عليكم بعدي" قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ فقال "لا" ثم قال لأصحابه "هذا وأصحابه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يتعلقون من الإسلام بشيء" عطاء بن السائب صدوق اختلط في آخر عمره، وسماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه (¬1) (المعرفة والتاريخ 3/ 84، المشكل 11/ 168) وبلال بن بقطر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا عطاء بن السائب فهو مجهول. 4216 - عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: كان مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في غزوة الطائف مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عائذ مخنث يقال له: ماتع يدخل على نساء النبي-صلى الله عليه وسلم- ويكون في بيته لا يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أنّه يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال، ولا أنّ له إربة في ذلك، فسمعه يقول لخالد بن الوليد: يا خالد إن افتتحتم الطائف فلا تنفلتنّ منك بادية بنت غيلان بن سلمة فإنها تقبل بأربعة وتدبر بثمان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سمع ذلك منه "لا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع" ثم قال لنسائه "لا تدخلن هذا عليكن" فَحُجِبَ عن بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "المغازي" أن اسم المخنث في حديث الباب ماتع وهو بمثناة وقيل بنون، فروى عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: فذكره" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) وقيل: بعد اختلاطه. (¬2) 11/ 247 - 248 (كتاب النكاح- باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)

أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 160 - 161) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: فذكره. ولم يذكر محمد بن إبراهيم التيمي. وذكر ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 5) أنّ جعفرا المستغفري رواه من طريق ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي به. وهذا مرسل. 4217 - حديث ابن عباس مرفوعا "لا أشتري ما ليس عندي ثمنه" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس في أثناء حديث تفرد به شريك عن سماك واختلف في وصله وإرساله" (¬1) ضعيف يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن سماك بن حرب عن عكرمة واختلف عنه: - فقال غير واحد: ثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- اشترى من عير تبيعا وليس عنده ثمنه، فأُربح فيه، فباعه، فتصدق بالربح على أرامل بني عبد المطلب، وقال "لا أشتري بعدها شيئا إلا وعندي ثمنه" منهم: 1 - وكيع. أخرجه أحمد (1/ 235) وأبو داود (3344) واللفظ له. 2 - سعيد بن سليمان الواسطي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11743) و"الأوسط" (5085) والحاكم (2/ 24) والبيهقي (5/ 356) 2 - محمد بن سعيد الأصبهاني. أخرجه الحاكم (2/ 24) والبيهقي (5/ 356) قال الطبراني: لم يجود هذا الحديث عن شريك إلا سعيد بن سليمان وعمرو بن عون" ¬

_ (¬1) 5/ 450 (كتاب الاستقراض- باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه)

وقال الحاكم: قد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بسماك وشريك، والحديث صحيح ولم يخرجاه" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 110 - وقال عثمان بن أبي شيبة: عن شريك عن سماك عن عكرمة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. أخرجه أبو داود (3344) وتابعه قتيبة بن سعيد البلخي عن شريك به. أخرجه أبو داود. وإسناده ضعيف، شريك مختلف فيه، ولم يعتمد مسلم عليه وإنما أخرج له في المتابعات، وسماك مختلف فيه كذلك وتكلم غير واحد في روايته عن عكرمة. قال الذهبي: سماك عن عكرمة عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة، ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك، ولا ينبغي أن تعد صحيحة، لأنّ سماكا إنّما تكلم فيه من أجلها" السير 5/ 248 4218 - حديث طلحة بن عبيد الله: لا أشك أنّه سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لا نسمع وذلك أنّه كان مسكينا لا شيء له ضيفا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: روى البخاري في "التاريخ" والحاكم في "المستدرك" من حديث طلحة بن عبيد الله شاهدا لحديث أبي هريرة هذا ولفظه: فذكره" (¬1) أخرجه الترمذي (3837) وأبو يعلى (637) والذهبي في "السير" (1/ 37) عن محمد بن سلمة الحرّاني والبزار (932) وأبو يعلى (636) والحاكم (3/ 511 - 512) عن جرير بن حازم البصري كلاهما عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي أنس مالك بن أبي عامر قال: كنت عند طلحة بن عبيد الله، فدخل عليه رجل فقال: يا أبا محمد، ما ندري هذا اليماني أعلم برسول الله منكم. أم هو يقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يقل؟ فقال: والله ما نشك أنّه سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم. إنّا كنا أقواما أغنياء لنا بيوتات وأهلون، وكنا نأتي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار، ثم نرجع، وكان مسكينا لا مال له، ولا ¬

_ (¬1) 1/ 225 (كتاب العلم- باب حفظ العلم)

أهل إنما كانت يده مع يد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يدور معه حيث ما دار، فما نشك أنّه قد علم ما لم نعلم، وسمع ما لم نسمع، ولم نجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له عن طلحة إسنادا إلا هذا الإسناد، ولا نعلم روى هذا الكلام في أبي هريرة إلا طلحة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" كذا قالا، وابن إسحاق مشهور بالتدليس وقد رواه بالعنعنة. وليس هو على شرط الشيخين لأنّ البخاري إنما علق لابن إسحاق، وأما مسلم فقد روى له في المتابعات. 4219 - "لا أشهد إلا على الحق، لا أشهد بهذه" قال الحافظ: ولعبد الرزّاق من طريق طاوس مرسلًا: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (16496) عن ابن جريج قال: أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- مرّ ببشير بن سعد أبي النعمان ومعه ابنه النعمان، فقال: إشهد أني قد نحلته عبدا أو أمة، فقال "ألك ولد غيره؟ " قال: نعم، قال "فنحلتهم ما نحلته؟ قال: لا، قال "فإني لا أشهد إلا على الحق، لا أشهد بهذا" قلت (¬2): أسمعته من أبيك؟ قال: لا. ورواته ثقات إلا أنّه منقطع ومرسل. 4220 - "لا أصافح النساء" قال الحافظ: روى أبو داود في "المراسيل" عن الشعبي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده وقال: فذكره، وعند عبد الرزاق من طريق إبراهيم النخعي مرسلًا نحوه، وعند سعيد بن منصور من طريق قيس بن أبي حازم كذلك" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) 6/ 141 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد) (¬2) القائل ابن جريج. (¬3) 10/ 261 (كتاب التفسير- صورة الممتحنة- باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ} [الممتحنة: 10])

وحديث الشعبي له عنه طريقان: الأول: يرويه شعبة عن مغيرة بن مِقْسَم الضبي عن الشعبي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده، وقال "إني لا أصافح النساء" أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 246) عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة به. وأخرجه ابن سعد (8/ 5) عن وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه محمد بن فضيل الكوفي عن حصين بن عبد الرحمن السلمي عن الشعبي قال: بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النساء وفي يده ثوب قد وضعه على كفه ثم قال "ولا تقتلن أولادكن أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 354) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا ابن فضيل به. وتابعه عبد الله بن إدريس الأودي عن حصين بن عبد الرحمن به. أخرجه ابن سعد (8/ 5) ورواته ثقات. وحديث إبراهيم النخعي أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 288) عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصافح النساء على يده الثوب. وأخرجه ابن سعد (8/ 5) عن وكيع عن سفيان به. وأخرجه أيضًا (8/ 6) عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم به. ورواته ثقات. وحديث قيس بن أبو حازم أخرجه ابن سعد (8/ 6) عن وكيع ويعلي بن عبيد وعبد الله بن نمير قالوا: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أنّ النسوة لما جئن يبايعن النبي-صلى الله عليه وسلم- بسط رداءه فوق يده فبايعهنّ من وراء الرداء، ورجع نسوة لم يبايعهنّ وخشين الشرط، وبايع أُخر من وراء الرداء وقال - صلى الله عليه وسلم - "إنّ في الجنة منكن" وقبض أصابعه كأنّه يقلل. ورواته ثقات.

4221 - حديث جابر رفعه "لا أعفو عمن قتل بعد أخذ الدية" قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وفي سنده انقطاع" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 243) ثنا حماد بن سلمة عن مطر الوراق عن رجل عن جابر رفعه "لا أعافي أحدا قتل بعد أخذه الدية". ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة أنا مطر عن رجل أحسبه الحسن عن جابر. أخرجه أحمد (3/ 363) ورواه موسى بن إسماعيل البصري عن حماد بن سلمة أنا مطر وأحسبه عن الحسن عن جابر. أخرجه أبو داود (4507) ومن طريقه البيهقي (8/ 54) واختلف فيه على مطر الوراق، فرواه سعيد بن أبي عروبة عنه عن الحسن مرسلًا. أخرجه البيهقي (8/ 54) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنا سعيد به. وقال: هذا منقطع" وقال ابن عدي في "الكامل" (6/ 2392): كتب إليّ محمد بن الحسن ثنا عمرو بن علي قال: سألت يحيى عن حديث مطر عن الحسن أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، فقال: حدثنا موسى بن سيار قال: ثنا الحسن أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. فقلت: أريد حديث مطر فحدثني به بعد سنة. وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن قتادة مرسلًا. فأمّا حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (3/ 1261) من طرق عن دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا سويد بن عبد العزيز عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رفعه "لا أعافي رجلًا قتل بعد عفوه وأخذه الدية" وقال: وهذا الحديث عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا لا يرويه عن عبيد الله غير سويد" قلت: وهو متروك الحديث كما قال أحمد، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. ¬

_ (¬1) 15/ 229 (كتاب الديات- باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين)

وأما حديث قتادة فأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (2/ 112) ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن زُرَيْع عن سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول "لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذه الدية" ورجاله ثقات. ولم ينفرد به سعيد بل تابعه مَعْمَر بن راشد عن قتادة به. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 67 - 68) 4222 - عن أبي أمامة مرفوعا "لا أقول إلا ما أقول" قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن" (¬1) حسن أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 257 و 261 و 267) وأحمد بن منيع في "مسنده" (مختصر الإتحاف 10/ 614) والطبراني في "الكبير" (7638) وفي "مسند الشاميين" (1079) والآجري في "الشريعة" (ص 351) واللالكائي في "السنة" (2078 و 2079) من طرق عن حَرِيْز بن عثمان ثنا عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي قال: سمعت أبا أمامة رفعه "ليدخلنّ الجنة بشفاعة الرجل الواحد ليس بنبي مثل الحيين أو أحد الحيين ربيعة ومضر" فقال قائل: إنما ربيعة من مضر، قال "إنما أقول ما أقول" قال السيوطي: إسناده حسن" الحاوي 2/ 16 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 614 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة" المجمع 10/ 381 قلت: وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف" و"المجرد"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان. وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع. وتابعه: 1 - القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي عن أبي أمامة مرفوعا "من المؤمنين من يدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة ومضر" ¬

_ (¬1) 13/ 94 (كتاب الأدب- باب ما ينهى عن التحاسد)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (7919) من طريق محمود بن غيلان المروزي ثنا يزيد بن هارون ثنا الوليد بن جميل عن القاسم به. وأخرجه ابن عدي (7/ 2542) من طريق عبد الرحمن بن خالد القطان ثنا يزيد بن هارون به. وإسناده حسن. 2 - أبو غالب عن أبي أمامة مرفوعا "يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر" أخرجه الطبراني (8058) عن أحمد بن داود المكي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا مبارك بن فَضالة عن أبي غالب به. ومبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن، وأبو غالب مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره. وأحمد ومسلم ثقتان. وأخرجه الطبراني أيضًا (8059) عن أحمد بن موسى الجوهري البغدادي ثنا الحسين بن حريث المروزي ثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر، ويشفع الرجل في أهل بيته، ويشفع على قدر عمله" الحسين بن واقد صدوق، وأبو غالب مختلف فيه، والباقون ثقات. وله شاهد مرسل أخرجه أحمد في "الزهد" (ص 412 - 413) عن حسين بن محمد التميمي ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن رفعه "ليخرجن من النار بشفاعة رجل ما هو نبي أكثر من ربيعة ومضر" وإسناده إلى الحسن صحيح. 4223 - عن عبد الله بن شقيق قلت لعائشة: أكان النبي-صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى؟ قالت: لا، إلا أن يجيء من مغيبه. قال الحافظ: أخرجه مسلم (717") (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 298 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب من لم يصل الضحى)

4224 - حديث علي: لقنني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها: لا إله إلا الله الكريم العظيم، سبحان الله، تبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. تقدم الكلام عليه في حرف اللام. 4225 - حديث عمرو بن القاري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم فخلف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو مغلوب، فقال: يا رسول الله، إنّ لي مالًا وإني أورث كلالة، أفأوصي بمالي؟ الحديث وفيه: قلت: يا رسول الله، أميت أنا بالدار التي خرجت منها مهاجرا؟ قال "لا، إني لأرجو أن يرفعك الله حتى ينتفع بك أقوام" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار والطبراني والبخاري في "التاريخ" وابن سعد" (¬1) يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم واختلف عنه: - فقال وهيب بن خالد البصري: ثنا عبد الله بن عثمان عن عمرو بن القاري عن أبيه عن جده عمرو بن القاري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم فخلّف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب، فقال: يا رسول الله، إنّ لي مالا وإني أورث كلالة أفأوصي بمالي كله أو أتصدق به؟ قال "لا" قال: أفأوصي بثلثيه؟ قال "لا" قال: أفأوصي بشطره؟ قال "لا" قال: أفأوصي بثلثه؟ قال "نعم، وذاك كثير" قال: أي رسول الله أموت بالدار التي خرجت منها مهاجرا؟ قال "إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقوامًا وينفع بك آخرين، يا عمرو بن القاري إن مات سعد بعدي فههنا فادفنه نحو طريق المدينة" وأشار بيده هكذا. أخرجه ابن سعد (3/ 146) وأحمد (4/ 60) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5011) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه البزار (كشف 1383) عن أحمد بن محمد بن عبد الله ثنا عفان به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (5223) عن محمد بن علي بن داود البغدادي ثنا عفان به. ¬

_ (¬1) 6/ 293 (كتاب الوصايا- باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس)

- وقال محمد بن يزيد: عن ابن خثيم عن عبد الله بن عياض عن أبيه عن جده عمرو القاري. قال ابن يزيد: وهو عمرو بن عبد القاري. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2 / 311) وتابعه القاسم بن يحيى بن عطاء بن مُقَدَّم: ثنا ابن خثيم قال: ذكر عبد الله عن أبيه عن جده عمرو بن القاري. أخرجه البخاري في "الكبير" أيضًا. قال الهيثمي: وفيه عياض بن عمرو القاري ولم يجرحه أحد ولم يوثقه" المجمع 4/ 213 قلت: ترجمه البخاري ابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وابن خثيم مختلف فيه. 4226 - "لا بأس ببيع خدمة المُدَبَّر" قال الحافظ: رواه ابن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره، أخرجه الدارقطني، ورجال إسناده ثقات إلا أنّه اختلف في وصله وإرساله" (¬1) مرسل أخرجه الدارقطني (4/ 138) والبيهقي (10/ 311) عن عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرعاقُولي والبيهقي (10/ 311) عن أبي جعفر محمد بن ذريح العكبري قالا: ثنا محمد بن طريف ثنا محمد بن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر مرفوعا "لا بأس ببيع خدمة المدبر إذا احتاج". قال الدارقطني: هذا خطأ من ابن طريف، والصواب عن عبد الملك عن أبي جعفر مرسلا" ¬

_ (¬1) 5/ 327 (كتاب البيوع- باب بيع المدبر)

وقال البيهقي: محمد بن طريف دخل له حديث في حديث لأنّ الثقات إنما رووا عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر أنّ رجلًا أعتق غلاما عن دبر منه ولم يكن له مال غيره، فأمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبيع بتسعمائة أو بسبعمائة. وعن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي جعفر قال: باع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خدمة المدبر. أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا زياد بن الخليل ثنا مسدد ثنا هشيم عن عبد الملك عن عطاء فذكر الحديث، وكذلك رواه أبو داود في "السنن" (3955) عن أحمد بن حنبل عن هشيم عن عبد الملك عن عطاء. وقال مسلم بن الحجاج (¬1): رواية ابن فضيل عن عبد الملك عن عطاء وهم في الإسناد والمتن جميعًا. ثم أخرجه من طريق يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن عبد الملك عن أبي جعفر محمد بن علي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- إنّما باع خدمة المدبر" ولم ينفرد هشيم به بل تابعه يزيد بن هارون ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي جعفر قال: باع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خدمة المدبرة. أخرجه الدارقطني (4/ 138) وهكذا رواه غير واحد عن أبي جعفر مرسلًا، منهم: 1 - الحكم بن عتيبة. أخرجه البيهقي (10/ 312) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا أبو بكر ثنا أبو خالد الأحمر عن شعبة عن الحكم به. 2 - الحجاج بن أرطاة. أخرجه الشافعي في "القديم" (معرفة السنن والآثار 14/ 429) 3 - جابر الجُعفي. أخرجه الدارقطني (4/ 138) ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا حجاج وهيثم بن جميل قالا: ثنا شريك عن جابر به. قال أبو بكر: لم أجد فيه حديثا غير هذا، وأبو جعفر وإن كان من الثقات، فإنّ حديثه مرسل" ¬

_ (¬1) قاله في "التمييز" (ص 198) وزاد: وذلك أنّ عبد الملك إنّما روى هذا الحديث عن أبي جعفر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. فأما ذكر الخدمة، فغلط لا شك فيه إن شاء الله"

ورواه بعضهم عن أبي جعفر موصولا بذكر جابر فيه، فأخرج ابن عدي (5/ 1964) والدارقطني (4/ 137 - 138) من طريق يوسف بن موسى القطان ثنا جرير عن عبد الغفار بن القاسم قال: ذكر عند أبي جعفر أنّ عطاء وطاوس يقولان عن جابر في الذي أعتقه مولاه في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان أعتقه عن دبر، فأمره أن يبيعه ويقضي دينه، فباعه بثمانمائة درهم. قال أبو جعفر: شهدت الحديث من جابر إنما أذن في بيع خدمته. قال الدارقطني: عبد الغفار ضعيف، ورواه غيره عن أبي جعفر مرسلًا" قلت: وقال ابن المديني وأبو داود: عبد الغفار بن القاسم يضع الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث. وقال البيهقي: ووصله أيضًا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن عثمان بن عمير عن أبي جعفر عن جابر، وأبو شيبة ضعيف لا يحتج بأمثاله" 4227 - عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، إنّا كنا نذبح ذبائح في رجب فنأكل ونُطعم من جاءنا فقال "لا بأس به" قال الحافظ: وأخرج أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من طريق وكيع بن عُدُس عن عمه أبي رزين العقيلي قال: فذكره" (¬1) ضعيف - أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 255) وأحمد (4/ 12 و 12 - 13) وفي "العلل" (2279) والنسائي (7/ 151) وفي "الكبرى" (4559) والدولابي في "الكنى" (1/ 29 و 70) والطحاوي في "المشكل" (1060) وابن حبان (5891) والطبراني في "الكبير" (19/ 207) والبيهقي (9/ 312) والخطيب في "الموضح" (2/ 333) من طرق عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن حُدُس أبي مصعب العقيلي عن عمه أبي رزين لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي قال: فذكره. وإسناده ضعيف، وكيع بن حدس لم يرو عنه غير يعلي بن عطاء، قاله ابن المديني. وقال ابن قتيبة: غير معروف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. ¬

_ (¬1) 12/ 15 (كتاب العقيقة- باب العتيرة)

4228 - عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبقيع، أبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال "لا بأس به إذا كان بسعر يومه ولم تفترقا وبينكما شيء" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 255) عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبقيع فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يريد أن يدخل بيت حفصة فقلت: يا رسول الله، إني أبيع الإبل بالبقيع فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا بأس أن تأخذها بسعر يومها ما لم تتفرقا وبينكما شيء" ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 315) وفي "الصغرى" (1922 و 1923) وأخرجه أحمد (2/ 83 - 84 و 139) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 46) والدارمي (2584) وأبو داود (3354) وابن ماجه (2/ 760) والترمذي (1242) والنسائي (7/ 248 و 249) وفي "الكبرى" (6180 و 6181) وابن الجارود (655) والطحاوي في "المشكل" (1248) وابن حبان (4920) والإسماعيلي في "معجمه" (ص 415 - 416) والدارقطني (3/ 23 - 24) والحاكم (2/ 44) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (87) والبيهقي (5/ 284) وفي "معرفة السنن" (8/ 112 - 113) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 292 و 16/ 12 - 13 و 13) من طرق عن حماد بن سلمة به. ولم ينفرد حماد به بل تابعه غير واحد عن سماك به، منهم: 1 - إسرائيل بن يونس عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في حجرة حفصة، فقلت: يا رسول الله، رويدك أسألك، إني أبيع الإبل بالنقيع، فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا كان ذلك من صرف يومكما وافترقتما وليس بينكما شيء فلا بأس" (¬2) أخرجه عبد الرزاق (14550) وأحمد (2/ 33 و 59 و 101 و 154) وأبو داود (3355) ¬

_ (¬1) 5/ 285 (كتاب البيوع- باب بيع الفضة بالفضة) (¬2) وفي لفظ "لا بأس إذا أخذت بسعر يومك" وفي لفظ آخر "إذا أخذت واحدا منهما بالآخر فلا يفارقك وبينك وبينه بيع"

وأبو يعلى (5655) والطحاوي في "المشكل" (1246 و 1247) والبيهقي في "المعرفة" (8/ 113) وابن عبد البر (16/ 14) 2 - أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الذهب بالفضة أو الفضة بالذهب، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بذلك، فقال "إذا بايعت صاحبك فلا تفارقه وبينك وبينه لَبْسٌ" أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 108) والنسائي (7/ 248) وفي "الكبرى" (6175) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 752) 3 - عمار بن رزيق الكوفي عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبقيع فيجتمع عندي من الدراهم فأبيعها من الرجل بالدنانير ويعطينيها للغد، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألته عن ذلك، فقال "إذا بايعت الرجل بالذهب والفضة فلا تفارقه وبينكما لبس" أخرجه البيهقي (5/ 284) 4 - عمر بن عبيد الطنافسي ثنا عطاء بن السائب أو سماك -ولا أعلمه إلا سماكا- عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل. فكنت آخذ الذهب من الفضة، والفضة من الذهب، والدنانير من الدراهم، والدراهم من الدنانير، فسألت النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "إذا أخذت أحدهما وأعطيت الآخر، فلا تفارق صاحبك وبينك وبينه لبس" أخرجه ابن ماجه (2262) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفا" وقال البيهقي: الحديث يتفرد برفعه سماك بن حرب عن سعيد بن جبير من بين أصحاب ابن عمر" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر: حديث ثابت صحيح" وقال أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة فجاءه خالد بن طليق وأبو الربيع السمان وكان خالد الذي سأله فقال: يا أبا بسطام حدثنا بحديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر

في اقتضاء الوَرِق من الذهب والذهب من الورق، فقال شعبة: عن أيوب عن نافع عن ابن عمر ولم يرفعه، وثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر ولم يرفعه، وثنا داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عمر ولم يرفعه، وثنا يحيى بن أبي إسحاق عن سالم عن ابن عمر ولم يرفعه، ورفعه لنا سماك بن حرب وأنا أفرقه" المعرفة للبيهقي 8/ 113 - 114 قلت: اختلف في هذا الحديث على سعيد بن جبير فرواه داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفًا. أخرجه عبد الرزاق (14577) وابن أبي شيبة (6/ 332) وأبو يعلى (5654) وتابعه أبو هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفًا. أخرجه النسائي (7/ 248 - 249) وفي "الكبرى" (6176) قال الحافظ في "الدراية" (2/ 155): والموقوف أرجح" وقال ابن عبد البر: لم يرو هذا الحديث أحد غير سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر مسندًا، وسماك ثقة عند قوم، مضعف عند آخرين، كان ابن المبارك يقول: سماك بن حرب ضعيف الحديث، وكان مذهب علي فيه نحو هذا، وقد روي عن ابن عمر معناه من قوله وفتواه" التمهيد 16/ 14 4229 - حديث عليّ أنّه سئل: هل يركب الرجل هديه؟ فقال: لا بأس به، قد كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يمرّ بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هديه، أي هدي النبي-صلى الله عليه وسلم-. قال الحافظ: أخرجه أحمد، وإسناده صالح" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (1/ 121) عن أسود بن عامر الشامي أنبأ إسرائيل عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن عمه قال: قال علي وسئل: يركب الرجل هديه؟ فقال: لا بأس به، قد كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يمرّ بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هديه وهدي النبي-صلى الله عليه وسلم-، قال: ولا تتبعوا شيئًا أفضل من سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. قال الهيثمي: وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور" المجمع 3/ 227 قلت: هكذا وقع في "المسند" وفي "الفتح الرباني" (13/ 42) وفي "المجمع": ¬

_ (¬1) 4/ 284 - 285 (كتاب الحج- باب ركوب البدن)

محمد بن عبيد الله مصغرا، وأنا أظنه محمد بن عبد الله- مكبرا- بن أبي رافع عن أبيه عبد الله بن أبي رافع عن عمه عبيد الله بن أبي رافع. قال الحافظ في "التهذيب": محمد بن عبد الله بن أبي رافع مولى عليّ عن أبيه عن عمه عبيد الله بن أبي رافع عن علي وعنه إسرائيل حديثه بهذا السياق في "مسند البزار" (2/ 166) قال ابن القطان: لا يعرف" وقال في "التقريب": مجهول الحال. 4230 - حديث البراء وزيد بن أرقم في نحو هذه القصة "قال: بلى يا رسول الله، قال "فإنه كذلك" وفي أول حديثهما أنّه عليه الصلاة والسلام قال لعليّ "لا بد أن أقيم أو تقيم" فأقام عليّ فسمع ناسا يقولون: إنما خلّفه لشيء كرهه منه، فأتبعه فذكر له ذلك، فقال له: الحديث. قال الحافظ: أخرجه ابن سعد، وإسناده قوي" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (3/ 24 - 25) والروياني (412) والطبراني في "الكبير" (5094) وابن عدي (6/ 2408) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن ميمون أبي عبد الله عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعليّ بن أبي طالب "إنّه لا بد من أن أقيم أو تقيم" فخلّفه، فلما فصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غازيا قال ناس: ما خلّف عليًا إلا لشيء كرهه منه. فبلغ ذلك عليّا فأتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى انتهى إليه، فقال له "ما جاء بك يا عليّ؟ " قال: لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناسًا يزعمون أنّك إنما خلّفتني لشيء كرهته مني، فتضاحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال "يا عليّ أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنّك لست بنبي؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال "فإنّه كذلك" السياق لابن سعد. وأخرجه الطبراني (5095) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي القَطَواني الكوفي عن سليمان بن قَرْم عن هارون بن سعد عن ميمون عن البراء وزيد مختصرا. وإسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله. طريق أخرى: قال ابن أبي شيبة (12/ 61) ثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن عطية ¬

_ (¬1) 8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي بن أبي طالب)

عن زيد بن أرقم أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارور من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي" وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1347) عن ابن أبي شيبة به وإسناده ضعيف لضعف عطية العَوْفي. 4231 - حديث جابر بن سَمُرة أنّ رجلًا قال له: أكان وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل السيف؟ قال "لا, بل مثل الشمس والقمر مستديرا" قال الحافظ: أخرجه مسلم (4/ 1823") (¬1) 4232 - عن عائشة قالت: يا رسول الله، في قوله تعالى {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهو الرجل يزني ويسرق وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال "لا، بل هو الرجل يصوم ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجه وصححه الحاكم" (¬2) له عن عائشة طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهَمدَاني واختلف عنه: - فقال مالك بن مِغْول: عن عبد الرحمن بن سعيد عن عائشة أنها قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قوله -عز وجل- {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر؟ قال "لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون" أخرجه الحميدي (275) عن مالك بن مغول به. وأخرجه أحمد (6/ 159 و 205) وابن ماجه (4198) والترمذي (3175) والطبري في "تفسيره" (18/ 33 و 34) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 39 - 40) وابن بطة في "الإبانة" (1175) والحاكم (2/ 393 - 394) والبيهقي في "الشعب" (747) والبغوي في "تفسيره" (5/ 39 - 40) والمزي (17/ 145) من طرق عن مالك بن مغول به. زاد الترمذي وغيره "وهم يخافون أن لا يقبل منهم" قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) 10/ 60 (كتاب التفسير- سورة المؤمنون)

قلت: رواته ثقات إلا أنّ عبد الرحمن بن سعيد لم يدرك عائشة. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي: عبد الرحمن بن سعيد بن وهب لقي عائشة؟ قال: لا (المراسيل) - وقال عمرو بن قيس المُلائي: عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قالت عائشة: فذكرت نحوه. أخرجه الطبري (18/ 33) عن محمد بن حميد الرازي والطبراني في "الأوسط" (3977) عن عمرو بن رافع أبي حُجْر القزويني قالا: ثنا الحكم بن بشير بن سلمان ثنا عمرو بن قيس به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن قيس إلا الحكم بن بشير" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق. ومن فوقه كلهم ثقات. الثاني: يرويه ليث بن أبي سليم عن مغيث عن رجل من أهل مكة عن عائشة قالت: فذكرت نحوه. أخرجه الطبري (18/ 34) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا ابن إدريس (¬1) ثنا ليث به. - ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث واختلف عنه: • فقال إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي: ثنا جرير عن ليث عن رجل عن عائشة. أخرجه أبو يعلى (4917) • وقال الحسين بن داود المِصيصي سُنيد: ثني جرير عن ليث عن عائشة. أخرجه الطبري (18/ 34) • وقال محمد بن أيوب: ثنا جرير عن ليث عن عَمْرة عن عائشة. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 293) ¬

_ (¬1) اسمه: عبد الله.

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. الثالث: يرويه هُشيم عن العوام بن حوشب عن عائشة. أخرجه الطبري (18/ 34) والعوام لم يدرك عائشة. 4233 - حديث أبي ذر: قلت: يا رسول الله، أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت؟ قال "لا، بل هي باقية" قال الحافظ: وهو معترض بحديث أبي ذر عند النسائي حيث قال فيه: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 171) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 311) والبزار (4068) والنسائي في "الكبرى" (3427) وابن خزيمة (2170) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 85) والحاكم (1/ 437 و 2/ 530) والبيهقي (4/ 307) وفي "الشعب" (3398) وفي "فضائل الأوقات" (85) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 213) من طرق عن عكرمة بن عمار اليمامي قال: ثني أبو زُمَيْل سِمَاك الحنفي ثني مالك بن مرثد بن عبد الله الزِّمَّاني عن أبيه قال: سألت أبا ذر، قلت: كنتَ سألتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر؟ قال: أنا كنت أسأل الناس عنها، قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال "بل هي في رمضان" قال: قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال "بل هي إلى يوم القيامة" قال: قلت: في أي رمضان هي؟ قال "التمسوها في العشر الأول أو العشر الأواخر" ثم حدّث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحدّث ثم اهتبلت وغفلته قلت: في أي العشرين هي؟ قال "ابتغوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها" ثم حدّث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحدّث ثم اهتبلت وغفلته، فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشر هي؟ قال: فغضب عليّ غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته أو صاحبته- كلمة نحوها- قال "التمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" وقال البوصيري: حديث حسن" مختصر الإتحاف 4/ 289 - 290 ¬

_ (¬1) 5/ 167 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

قلت: عكرمة بن عمار وثقه ابن معين وجماعة، وأبو زميل وثقه أحمد وغير واحد، ومالك بن مرثد وثقه ابن حبان والعجلي والحافظ في "التقريب"، ومرثد بن عبد الله وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": فيه جهالة، ليس بمعروف. ولم يخرج مسلم له ولا لإبنه شيئًا. طريق أخرى: قال الأوزاعي: ثني مرثد عن أبيه قال: جلست عند أبي ذر عند الجمرة الوسطى، فدنوت منه حتى كادت ركبتي تمس ركبتيه، فقلت: أخبرني عن ليلة القدر، فقال: أنا كنت أسألَ الناس عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر تكون في زمان الأنبياء، ينزل عليهم الوحي، فإذا قبضوا رفعت؟ فقال "بل هي إلى يوم القيامة" فقلت: يا رسول الله، فأخبرني في أي الشهر هي؟ فقال "إنّ الله لو أذن لأخبرتكم بها، فالتمسوها في العشر الأواخر في إحدى السُّبُعين، ولا تسألني عنها بعد مرّتك هذه" قال: وأقبل على أصحابه يحدثهم، فلما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استطلق به الحديث، فقلت: أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرني في أي السبعين هي؟ قال: فغضب عليّ غضبا لم يغضب عليّ مثله، وقال "لا أمّ لك هي تكون في السبع الأواخر" أخرجه ابن إبي شيبة (2/ 511 - 512 و3/ 74) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 212 - 213) عن سفيان الثوري والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 311) عن مصعب بن المقدام وابن حبان (3683) عن الوليد بن مسلم ثلاثتهم عن الأوزاعي به. ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الأوزاعي فقال: ثني مرثد أو أبو مرثد- شك أبو عاصم- عن أبيه عن أبي ذر (¬1). ¬

_ (¬1) ورواه الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي ثني أبو كثير عن أبيه. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 533)

أخرجه البزار (4067) وابن خزيمة (2169) ومرثد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. قال ابن عبد البر: هكذا قال الأوزاعي: عن مرثد بن أبي مرثد، وهو خطأ، وإنما هو مالك بن مرثد عن أبيه، ولم يقم الأوزاعي إسناد هذا الحديث ولا ساقه سياقة أهل الحفظ له" وللحديث شاهد يرويه ابن جُريج قال: حدثت أنّ شيخا من أهل المدينة سأل أبا ذر بمنى، فقال: رفعت ليلة القدر أم هي في كل رمضان؟ فقال أبو ذر: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، رفعت ليلة القدر؟ قال "بل هي في كل رمضان" أخرجه عبد الرزاق (7709) عن ابن جريج به. وإسناده ضعيف. 4234 - "لا تأتوا الكهان" قال الحافظ: أخرجه مسلم (537) من حديثه (أي معاوية بن الحكم السلمي) قال: قلت: يا رسول الله، أمورا كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان فقال: فذكره" (¬1) 4235 - "لا تبادروني بالقيام والقعود فإني قد بدنت" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح ورد من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جبير بن مطعم ومن حديث ابن مسعدة. فأما حديث معاوية فأخرجه الحميدي (603) وأبو عبيد في "الغريب" (1/ 152) وابن أبي شيبة (2/ 328) وأحمد (4/ 92، 98) والدارمي (1321) وأبو داود (619) وابن ماجه (963) وابن الجارود (324) وابن خزيمة (1594) والطحاوي في "المشكل" (5421) وابن حبان (2229 و 2230) والطبراني في "الكبير" (19/ 366 - 367) وفي "مسند الشاميين" (2159) والدارقطني في "العلل" (7/ 63) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 147) والبيهقي (2/ 92) وفي "المعرفة" (4/ 326) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 224 - 225) والبغوي في "شرح السنة" (848) ¬

_ (¬1) 12/ 329 (كتاب الطب- باب الكهانة) (¬2) 2/ 446 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب من استوى قاعدا في وتر من صلاته ثم نهض)

عن محمد بن عجلان المدني (¬1) - والحميدي (602) وابن خزيمة (1594) عن يحيى بن سعيد الأنصاري (¬2) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 188 - 189) والطحاوي (5422) والطبراني (19/ 367) عن أسامة بن زيد الليثي ثلاثتهم عن محمد بن يحيى بن حَبَّان المدني عن عبد الله بن مُحيريز الجمحي قال: سمعت معاوية رفعه "لا تبادروني بالركوع والسجود فإنّه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت، إني قد بدنت" وإسناده صحيح. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان (2231) عن عبد الله بن سعد بن إبراهيم القرشي الزهري والبيهقي (2/ 93) عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر السليطي النيسابوري قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبي عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن أبي ¬

_ (¬1) رواه حوثرة بن محمد البصري عن حماد بن مسعدة عن ابن عجلان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن محيريز. قال الدارقطني في "العلل" (7/ 63): ووهم، والصواب: محمد بن يحيى بن حبان" قلت: رواه يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري عن حماد بن مسعدة على الصواب. أخرجه ابن خزيمة 3/ 45 (¬2) هكذا رواه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وخالفه غير واحد رووه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلًا، منهم: 1 - هشيم. أخرجه أبو عبيد (1/ 152) 2 - عبد الله بن ادريس الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 328) وعمر بن علي ويحيى القطان. قاله الدارقطني في "العلل" (7/ 62 و 63) وقال: الصواب عن يحيى بن سعيد المرسل"

بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبي الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "أيها الناس إني قد بدنت، فلا تسبقوني بالركوع والسجود، ولكني أسبقكم، إنكم تدركون ما فاتكم" وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1579) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا عاصم بن علي ثنا إسحاق الأزرق عن زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا "إني قد بدنت، فلا تبادروني بالقيام في الصلاة والركوع والسجود" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 78 قلت: إسناده صحيح إلا أنّه اختلف فيه على إسحاق بن يوسف الأزرق: فرواه ابن سعد (1/ 420) عن إسحاق الأزرق فلم يذكر جبير بن مطعم. وهكذا رواه وكيع عن سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير بن مطعم مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 329) ورواته ثقات. وأما حديث ابن مسعدة فأخرجه عبد الرزاق (2869) عن ابن جُريج أني عثمان بن أبي سليمان عن ابن مسعدة صاحب الجيوش قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول "إني قد بدنت، فمن فاته الركوع أدركني في بطء قيامي" وأخرجه أحمد (4/ 176) عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر البُرْساني قالا: أنا ابن جريج به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1744) عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي وزهير بن حرب النسائي قالا: ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2 / 446) وأبو نعيم في "الصحابة" (7092) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 91) من طريق حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج به. قال الحافظ: فيه انقطاع بين عثمان وابن مسعدة" الإصابة 6/ 212

4236 - "لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطرق" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2167) والبخاري في "الأدب المفرد" (1103) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) 4237 - "لا تبع ما ليس عندك" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث حكيم بن حزام بلفظ: قلت: يا رسول الله، يأتيني الرجل فيسألني البيع ليس عندي أبيعه منه ثم أبتاعه له من السوق، فقال: فذكره وأخرجه الترمذي مختصرا ولفظه "نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع ما ليس عندي" (¬2) له عن حكيم بن حزام طرق: الأول: يرويه يوسف بن ماهك الفارسي واختلف عنه: - فقال أبو بشر جعفر بن إياس: سمعت يوسف بن ماهك يحدث عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله، الرجل يطلب مني البيع وليس عندي أفأبتاعه له؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تبع ما ليس عندك" أخرجه الطيالسي (ص 193) عن شعبة أني جعفر بن إياس به. وأخرجه البيهقي (5/ 267) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. وأخرجه أبو بكر الشافعي (¬3) في "فوائده" (216) عن محمد بن يونس بن موسى الكديمي عن الطيالسي ثنا شعبة أني جعفر بن إياس: سمعت يوسف بن مهران يحدث عن حكيم بن حزام. فجعله عن يوسف بن مهران. لكن الكديمي ضعيف كما في "لتقريب" واتهمه غير واحد بوضع الحديث. وأخرجه أحمد (3/ 402) وابن ماجه (2187) وأبو بكر الشافعي (217) والخطب في "الموضح" (1/ 348) عن محمد بن جعفر غُندر وأحمد (3/ 402) ¬

_ (¬1) 13/ 277 (كتاب الاستئذان- باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين) (¬2) 5/ 252 (كتاب البيوع- باب بيع الطعام قبل أن يقبض) (¬3) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 349)

عن يحيى بن آدم الكوفي والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (29) عن خالد بن الحارث البصري والطبراني في "الكبير" (3097) عن عمرو بن مرزوق البصري والخطيب في "الموضح" (1/ 348) عن يحيى بن سعيد القطان و (1/ 348 - 349) عن سعيد بن عامر البصري والقاضي وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 318) عن بقية بن الوليد كلهم عن شعبة عن جعفر بن إياس عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام. وخالفهم سيف بن مسكين الأسواري البصري فرواه عن جعفر بن إياس: سمعت يوسف بن مهران يحدث عن حكيم بن حزام. فجعله عن يوسف بن مهران كما قال الكديمي. أخرجه أبو بكر الشافعي (216) والخطيب في "الموضح" (1/ 349) قال المزي: والمحفوظ قول غندر" تحفة الأشراف 3/ 79 قلت: وهو كما قال، وسيف بن مسكين قال الدارقطني في "العلل" (1/ 219): ليس بالقوي. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - هُشيم بن بشير. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 129) وأحمد (3/ 434) والترمذي (1232) والنسائي (7/ 254) وفي "الكبرى" (6206) والطبراني في "الكبير" (3099) والبيهقي (5/ 317) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1035 - 1036)

2 - أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله اليشكري. أخرجه أبو داود (3503) والطبراني (3098) ولم ينفرد جعفر بن إياس به بل تابعه يونس بن عبيد عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله، يأتيني الرجل يسألني البيع ليس عندي ما أبيعه، ثم أبيعه من السوق فقال "لا تبع ما ليس عندك" أخرجه أحمد (3/ 402) عن هشيم بن بشير أنا يونس به. - ورواه أيوب السَّخْتياني عن يوسف بن ماهك واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبيع ما ليس عندي. وفي لفظ "أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تبع ما ليس عندك" أخرجه أحمد (3/ 402) عن إسماعيل بن علية والترمذي (1233) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 3/ 79) والطبراني (3100) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (616) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 264) والبيهقي (5/ 267) عن حماد بن زيد والطبراني (3102 و 3103) والبيهقي (5/ 339) عن حماد بن سلمة والطبراني (3104) عن وهيب بن خالد البصري والنسائي في "الكبرى" (تحفة 3/ 79) والطبراني (3105) عن عبد الوارث بن سعيد البصري والشافعي في "الرسالة" (ص 336 - 337) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (8/ 11 أو 186) والبغوي في "شرح السنة" (2110) عن الثقة ولم يسمه

كلهم عن أيوب به. • وقال مَعْمَر بن راشد: عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن رجل أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لحكيم "لا تبع ما ليس عندك" أخرجه عبد الرزاق (14212) • وقال الحسين بن واقد المروزي: عن أيوب عن عطاء بن أبي رباح عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبيع ما ليس عندي. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 385) عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ثنا محمد بن المظفر ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي ثنا محمد بن عبدة المروزي ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد به. ذكره في ترجمة أبي بكر المروزي ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن عبدة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. - ورواه محمد بن سيرين واختلف عنه: • فقال يزيد بن إبراهيم التُّسْتَري: عن ابن سيرين عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبيع ما ليس عندي. أخرجه الترمذي (1235) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري وابن الأعرابي (ق 85/ أ) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والبيهقي (5/ 339) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري ثلاثتهم عن يزيد بن إبراهيم به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وروى وكيع هذا الحديث عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن أيوب عن حكيم ولم يذكر فيه عن يوسف بن ماهك، ورواية عبد الصمد أصح" قلت: ولم ينفرد يزيد بن إبراهيم به بل تابعه يحيى بن عتيق البصري عن ابن سيرين به.

أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة 3/ 79) والطبراني في "الكبير" (3101) و "الأوسط" (585 و 5139) و"الصغير" (770) وأبو الشيخ في "الأقران" (123) وتمام (ق 59/ أ) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 264) وأبو موسى المديني (¬1) في "اللطائف" (510 و 650 و 653) والمزي (8/ 50) من طريق خالد بن خداش البصري ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق به. قال حماد: وحدثنيه أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام. قال الطبراني: لم يروه عن يحيى إلا حماد بن زيد، تفرد به خالد بن خداش" قلت: وهو صدوق كما قال ابن معين وأبو حاتم وصالح جزرة وغيرهم. وتابعه: 1 - إسماعيل بن مسلمة القَعنَبِي المدني ثنا حماد بن زيد به. أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (848) 2 - سليمان بن حرب البصري. أخرجه أبو موسى المديني (652) 3 - يحكى بن عبد الحميد الحماني. أخرجه أبو موسى (652) • وقال غير واحد: عن ابن سيرين عن حكيم بن حزام. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة 3/ 78) والطبراني في "الكبير" (3137 و 3138) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 348) وفي "تذكرة الحفاظ" (2/ 519) عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي والطبراني (3139) وفي "الأوسط" (2487) عن عبد الله بن عون البصري والطبراني (3140) ¬

_ (¬1) وفي رواية أخرى عنده (511 و 651): ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق وأبي الخيشنة عن ابن سيرين به. وقال: واسم أبي خيشنة: عبد الله بن سعد، وقيل: عبد الله بن سعدي"

عن الربيع بن صَبيح البصري و (3141) عن أبي هلال محمد بن سليم الراسبي و (3143) عن خالد بن دينار التميمي السعدي البصري و (3144) عن يونس بن عبيد البصري و (3145) عن هشام بن حسان الأزدي وفي "الأوسط" (6008) عن أبي كعب صاحب الحرير وأبو الشيخ في "الطبقات" (88) عن أبي قيس كلهم عن ابن سيرين به. قال الترمذي: روى هذا الحديث عوف وهشام بن حسان عن ابن سيرين عن حكيم مرفوعا، وهذا حديث مرسل إنّما رواه ابن سيرين عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم" • وقال عباد بن صهيب البصري: حدثنا عوف وهشام والربيع بن صبيح وهارون وسعيد بن عبد الرحمن عن ابن سيرين قال: نبئت عن حكيم بن حزام. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8414) وعباد بن صهيب قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه. - وقال عامر بن عبد الواحد الأحول: عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة أنّ حكيم بن حزام قال: يا رسول الله، إني أبيع بيوعا كثيرة فما يحل لي منها مما يحرم عليّ؟ فقال "لا تبيعنّ ما لم تقبض" أخرجه الطبراني في "الكبير" (3107) من طريق سالم بن نوح البصري العطار ثنا عمر بن عامر عن عامر الأحول به.

وسالم وعمر وعامر مختلف فيهم، وسيأتي الكلام على ابن عصمة. - ورواه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق (14214): أنا عمر بن راشد أو غيره عن يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله إني أشتري بيوعا فما يحل لي منها وما يحرم علي؟ قال "يا ابن أخي إذا اشتريت منها بيعا فلا تبعه حتى تقبضه" عمر بن راشد هو اليمامي وهو ضعيف كما قال ابن معين وأبو داود وغيرهما. • ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: فقال الطيالسي (ص 187): ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (320) وتابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا هشام به. أخرجه البيهقي (5/ 313) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 332) وقال غير واحد: عن هشام ثني يحيى بن أبي كثير عن رجل أنّ يوسف بن ماهك أخبره أنّ عبد الله بن عصمة أخبره أنّ حكيم بن حزام أخبره قال: فذكره. أخرجه أحمد (3/ 402) ومن طريقه المزي (15/ 309 - 310) عن يحيى القطان والنسائي في "الكبرى" (تحفة 3/ 76) عن النضر بن شميل المازني وعن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير به. وقال معاذ بن فضالة الطُّفاوي: ثنا هشام عن يحيى عن يعلي بن حكيم ثني يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم. أخرجه ابن الجارود (602) قال البيهقي: لم يسمعه يحيى بن أبي كثير من يوسف بن ماهك إنّما سمعه من يعلي بن حكيم عن يوسف"

قلت: وهو كما قال، فقد: - رواه غير واحد عن يحيى بن أبي كثير عن يعلي بن حكيم عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام، منهم: 1 - شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة 3/ 76) وابن الجارود (602) والطبراني في "الكبير" (3108) والبيهقي (5/ 313) وفي "الصغرى" (1918) والمزي (15/ 310) 2 - أبان بن يزيد العطار. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 41) والدارقطني (3/ 8 - 9 و 9) 3 - الأوزاعي. أخرجه - الطحاوي (4/ 41) 4 - همام بن يحيى العَوْذي. أخرجه ابن الجارود (602) والدارقطني (3/ 9) وابن حبان (4983) وقال: هذا خبر غريب" وقال البيهقي: هذا إسناد حسن متصل" قلت: رواته ثقات غير عبد الله بن عصمة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: ليس بالمشهور، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال ابن حزم: متروك، وقال عبد الحق الاشبيلي: ضعيف جدًا، واختلف فيه قول الذهبي، فقال في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان": لا يعرف. الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: - فقال ابن جُريج: أني عطاء أني عبد الله بن عصمة أنّه سمع حكيم بن حزام قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ألم يأتني أو ألم يبلغني أو كما شاء الله من ذلك أنّك تبيع الطعام" قال: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تبع طعاما حتى تشتريه وتستوفيه" أخرجه الشافعي في "الرسالة" (ص 335 - 336) وأحمد (3/ 403) والنسائي (7/ 252) وفي "الكبرى" (6194) والطحاوي (4/ 38) والبيهقي في "المعرفة" (8/ 106) والمزي (15/ 310) من طرق عن ابن جريج به. - وقال خالد الحذاء: عن عطاء عن حكيم بن حزام قال: كنت أشتري الطعام فنهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبيعه حتى أقبضه.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (183) عن خالد الحذاء به. وأخرجه الشافعي في "السنن" (235) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن خالد الحذاء به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (8/ 106) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3132) من طريق وهب بن بقية الواسطى عن خالد بن عبد الله الواسطي عن خالد الحذاء به، ولفظه "أن أبيع ما ليس عندي" - وقال عبد العزيز بن رُفيع الأسدي: عن عطاء عن حزام بن حكيم بن حزام قال: قال حكيم بن حزام: ابتعت طعاما من طعام الصدقة فربحت فيه قبل أن أقبضه فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له فقال "لا تبعه حتى تقبضه" أخرجه (¬1) النسائي (7/ 252) وفي "الكبرى" (6195) واللفظ له والطحاوي (4/ 38) والطبراني (3110) الثالث: يرويه صفوان بن موهب عن عبد الله بن محمد بن صَيفي عن حكيم بن حزام قال: فذكر مثل حديث عطاء عن ابن عصمة. أخرجه الشافعي في "الرسالة" (ص 335 - 336) وأحمد (3/ 403) والنسائي (7/ 252) وفي "الكبرى" (6196) والطبراني في "الكبير" (3096) والبيهقي (5/ 312) وفي "المعرفة" (8/ 106 - 107) والمزي (13/ 214 و 15/ 310) من طرق عن ابن جريج أني عطاء عن صفوان بن موهب به. وصفوان بن موهب وعبد الله بن محمد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ابن صيفي ما روى عنه سوى صفوان بن موهب. قلت: فهو مجهول. 4238 - "لا تبيعوا لحوم الأضاحي والهدي وتصدقوا وكلوا واستمتعوا بجلودها ولا تبيعوا، وإن أطعمتم من لحومها فكلوا إن شئتم" قال الحافظ: أخرجه أحمد في حديث قتادة بن النعمان مرفوعا" (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجوه من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن عبد العزيز بن رفيع، ورواه جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع فلم يذكر حزام بن حكيم. أخرجه المحاملي (305) (¬2) 4/ 304 (كتاب الحج- باب يتصدق بجلود الهدي)

له عن قتادة بن النعمان طرق: الأول: يرويه ابن جريج قال: أُخبرت أنّ أبا سعيد الخدري وقال: وعن سليمان بن موسى عن فلان. وقال: وعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله- ولم يبلغ أبو الزبير هذه القصة كلها- أنّ أبا قتادة أتى أهله فوجد قصعة ثريد من قديد الأضحى فأبي أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قام في حج فقال: "إني كنت أمرتكم أن لا تأكلوا الأضاحي فوق ثلاثة أيام لتسعكم، وإني أحله لكم فكلوا منه ما شئتم، ولا تبيعوا لحوم الهدي والأضاحي فكلوا وتصدقوا واستمتعوا بجلودها، وإن أطعمتم من لحومها شيئًا فكلوه إن شئتم" أخرجه أحمد (4/ 15) عن محمد بن بكر البُرْساني أنا ابن جريج به. هكذا رواه البرساني عن ابن جريج، ورواه حجاج بن محمد المصيصي عنه قال: قال سليمان بن موسى: أخبرني زبيد أنّ أبا سعيد الخدري أتى أهله فوجد قصعة من قديد الأضحى ... فذكر الحديث وقال فيه "واستمتعوا بجلودها ولا تبيعوها" وقال في هذا الحديث عن أبي سعيد عن النبي-صلى الله عليه وسلم-"فالآن فكلوا واتجروا وادخروا" ورواه حجاج بن محمد أيضًا عنه قال: أخبرني أبو الزبير عن جابر. نحو حديث زبيد هذا عن أبي سعيد. أخرجهما أحمد (4/ 15) وقال ابن لَهيعة: ثنا أبو الزبير عن زبيد أنّ أبا سعيد الخدري أخبره أنّه أتى أهله فوجد عندهم قصعة ثريد، ولحم من لحم الأضاحي، فأبى أن يأكله. فأتى قتادة بن النعمان أخوه فحدّثه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحج قال "إني كنت نهيتكم أن لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، وإني أحله لكم، فكلوا منه ما شئتم". أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 5) عن أسد بن موسى المصري والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 186) عن عمرو بن خالد الحراني كلاهما عن ابن لهيعة ثنا أبو الزبير به.

وابن لهيعة ضعيف. الثاني: يرويه شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه وعمه قتادة بن النعمان مرفوعا "كلوا لحوم الأضاحي وادخروا" أخرجه أحمد (3/ 48 و 6/ 384) عن عبد الرحمن بن مهدي وأحمد (4/ 15 و 6/ 384) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185) والحاكم (4/ 232) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي قالا: ثنا زهير بن محمد عن شريك به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: الحديث إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير شريك بن عبد الله بن أبي نمر وهو صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" و"المغني" و"من تكلم فيه وهو موثق". وزهير بن محمد هو التميمي ورواية أهل العراق عنه مستقيمة وهذه منها، وعبد الرحمن بن أبي سعيد لم يخرج له البخاري إلا تعليقا، وقتادة بن النعمان لم يخرج له مسلم شيئًا. الثالث: يرويه القاسم بن محمد التيمي عن عبد الله بن خباب أنّ أبا سعيد الخدري قدم من سفر فقدّم إليه أهله لحمًا من لحوم الأضحى، فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل. فانطلق إلى أخيه لأمه، وكان بدريا، قتادة بن النعمان، فسأله فقال: إنّه حدث بعدك أمر نقضٌ لما كانوا ينهون عنه من أكل لحوم الأضحى بعد ثلاثة أيام" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 8/ 316) وأخرجه أحمد (4/ 15 - 16) والطبراني في "الكبير" (19/ 4) والبيهقي (9/ 292) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن علي بن حسين أبو جعفر وأبي، إسحاق بن يسار عن عبد الله بن خباب مولى بني عدي بن النجار عن أبي سعيد الخدري قال: كان ¬

_ (¬1) رواه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد فلم يذكر عبد الله بن خباب. أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (14/ 56) قال البيهقي: وهذا الحديث إنمّا سمعه القاسم بن محمد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد. كذلك رواه سليمان بن بلال والليث بن سعد عن يحيى بن سعيد. وأخرجه البخاري من حديثهما"

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نهانا عن أن نأكل لحوم نسكنا فوق ثلاث، قال: فخرجت في سفر ثم قدمت على أهلي وذلك بعد الأضحى بأيام، قال: فأتتني صاحبتي بسلق قد جعلت فيه قديدا فقلت لها: أنى لك هذا القديد؟ فقالت: من ضحايانا، قال: فقلت لها: أو لم ينهنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أن نأكلها فوق ثلاث؟ قال: فقالت: إنّه قد رخص للناس بعد ذلك، قال: فلم أصدقها حتى بعثت إلى أخي قتادة بن النعمان وكان بدريا أسأله عن ذلك، قال: فبعث إلي أن كُلْ طعامك فقد صدقت قد أرخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين في ذلك. وإسناده حسن. الرابع: يرويه محمد بن سيرين عن أبي العلانية عن أبي سعيد الخدري قال: أتيت هذه -يعني امرأته- وعندها لحم من لحوم الأضاحي قد رفعته، فرفعت عليها العصا، فقالت: إنّ فلانا أتانا فأخبرنا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "إني كنت نهيتكم أن تمسكوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام فكلوا وادخروا". أخرجه أحمد (6/ 384) ثنا عبد الصمد ثنا يزيد بن إبراهيم ثنا ابن سيرين به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو العلانية هو المرئي البصري اسمه مسلم. 4239 - "لا تتبع النظرة النظرة فإنّ لك الأولى وليست لك الثانية" سكت عليه الحافظ (¬1). حسن روي من حديث علي ومن حديث بريدة فأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سلمة بن أبي الطفيل عن علي مرفوعا "يا علي، إنّ لك كنزا في الجنة، وإنك ذو قَرْنَيها، فلا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة" أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 326 - 327 و 12/ 64) وأحمد (1/ 159) وفي "فضائل الصحابة" (1028) وابنه (1101) والدارمي (2712) والبزار (907) والطحاوي في "المشكل" (1865) وفي "شرح المعاني" (3/ 14 - 15) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 146) وابن حبان (5570) والطبراني في "الأوسط" (678) والكلاباذي في "معاني ¬

_ (¬1) 13/ 262 (كتاب الاستئذان- باب الاستذان من أجل البصر)

الأخبار" (ص 285) والحاكم (3/ 123) وأبو نعيم في "الصحابة" (340 و 341) من طرق عن حماد بن سلمة به (¬1). قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى سلمة عن علي إلا هذا الحديث، ولا رواه عنه إلا محمد بن إبراهيم، ولا نعلم له إسنادا إلا هذا الإسناد" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد" وقال الحاكم (¬2): صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات" المجمع 4/ 277 وقال في موضع آخر: وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" 8/ 63 قلت: ابن إسحاق صدوق يدلى ولم يذكر سماعا من محمد بن إبراهيم، وسلمة بن أبي الطفيل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال ابن خراش: مجهول. ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن النعمان بن سعد عن علي مرفوعا "يا علي، لا تتبع النظرة النظرة وإنّما لك النظرة الأولى" أخرجه البزار (701) عن عباد بن يعقوب الرَّوَاجِنِي ثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق. وأما حديث بريدة فأخرجه وكيع في "الزهد" (486) عن شريك بن عبد الله القاضي عن أبي ربيعة الايادي عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا "لا تتبع النظرة النظرة فإنّما لك الأولى وليست لك الآخرة" وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 324) وأحمد (5/ 351 - 352) وهناد في "الزهد" (1415) عن وكيع به. ¬

_ (¬1) علقه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 77) عن حماد بن سلمة به وقال: حدثني خليفة ثنا عبد الأعلى عن ابن إسحاق عمن سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة عن بلال رفعه "إنّ لك كنزا في الجنة" ولا يصح. (¬2) وقع في روايته: عن سلمة بن أبي الطفيل- أظنه عن أبيه- عن علي.

وأخرجه أحمد (5/ 353) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأبو داود (2149) والبيهقي في "الشعب" (5038) عن إسماعيل بن موسى الفزاري والترمذي (2777) عن علي بن حجر السعدي وابن أبي الدنيا في "الورع" (69) عن علي بن الجعد الجوهري والطحاوي في "المشكل" (1867) وفي "شرح المعاني" (3/ 15) والمزي (33/ 306) عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني والحاكم (2/ 194) والبيهقي (7/ 90) وفي "الشعب" (5039) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وأبي غسان مالك بن إسماعيل النّهدي والروياني (22) عن الأسود بن عامر الشامي ويحيى بن أبي بكير الكرماني كلهم عن شريك به. ورواه أحمد بن عبد الملك الأسدي الحراني عن شريك عن أبي إسحاق وأبي ربيعة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. أخرجه أحمد (5/ 357) وخالفهم علي بن قادم الكوفي فرواه عن شريك عن أبي ربيعة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن علي. فزاد فيه: عن علي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1866) وفي "شرح المعاني" (3/ 15)

والأول أصح، وعلي بن قادم مختلف فيه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: شريك مختلف فيه، ولم يحتج به مسلم وإنما أخرج له في المتابعات، وأبو ربيعة الإيادي لم يخرج له مسلم شيئًا، واختلف فيه: فقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. ولم ينفرد شريك به بل تابعه إسرائيل بن يونس عن أبي ربيعة عن ابن بريدة عن أبيه به. أخرجه الروياني (22) 4240 - حديث ابن مسعود مرفوعا "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (505) ويحيى بن آدم في "الخراج" (254) والحميدي (122) وابن أبي شيبة (13/ 241) وفي "المسند" (255) وأحمد (1/ 377 و 426 و 443) وفي "الزهد" (ص 37) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 54) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 72) والترمذي (2328) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (24) وفي "ذم الدنيا" (229) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1088) وابن أبي عاصم في "الزهد" (202) وأبو يعلى (5200) والهيثم (¬2) بن كليب (811 و 812 و 813 و 816 و 817 و 818) وابن حبان (710) وأبو الشيخ في "الطبقات" (159 و 934) والحاكم (4/ 322) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 116) والبيهقي في "الشعب" (9906) والخطيب في "التاريخ" (1/ 18) وفي "الموضح" (2/ 368) والبغوي في "شرح السنة" (4035) والرافعي في "التدوين" (1/ 109) والمزي (10/ 247) من طرق عن شمر بن عطية الكاهلي عن المغيرة بن سعد بن الأخرم الطائي عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 5/ 401 (كتاب المزارعة- باب فضل الزرع والغرس) (¬2) وقع عنده في بعض المواضع: عن رجل من طي ولم يسمه عن أبيه.

قلت: المغيرة بن سعد وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. وقد تفرد به عن أبيه، وأبوه مختلف في صحبته، ولم يرو عنه إلا ابنه كما في "الميزان". 4241 - "لا تترك هذه الأمة شيئًا من سنن الأولين حتى تأتيه" قال الحافظ: أخرج الطبراني من حديث المستورد بن شداد رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (315) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن المستورد به مرفوعا. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن المستورد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات" المجمع 7/ 261 قلت: ابن لهيعة قال ابن معين وغيره: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال مسلم: تركه ابن مهدي ويحيى بن سعيد ووكيع. وأحمد بن رشدين مختلف فيه، والباقون ثقات. 4242 - حديث بُريدة رفعه "لا تتركنّ في التشهد الصلاة عليّ وعلى أنبياء الله" قال الحافظ: أخرجه البيهقي بسند واه" (¬2) موضوع أخرجه الدارقطني (1/ 355) من طريق سعيد بن عثمان الخزاز ثنا عمرو بن شمر عن جابر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "يا بريدة إذا جلست في صلاتك فلا تتركنّ التشهد والصلاة عليّ، فإنها زكاة الصلاة، وسلم على جميع أنبياء الله ورسله، وسلم على عباد الله الصالحين" وقال: عمرو بن شمر وجابر ضعيفان" ¬

_ (¬1) 17/ 64 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: لتتبعن سنن من كان قبلكم) (¬2) 13/ 423 (كتاب الدعوات- باب هل يصلي على غير النبي-صلى الله عليه وسلم-)

وقال ابن القيم: عمرو بن شمر وجابر لا يحتج بحديثهما، وجابر أصلح من عمرو" جلاء الأفهام ص 505 قلت: عمرو بن شمر متهم بالوضع. قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الحاكم: كثير الموضوعات عن جابر الجُعْفي وغيره، وإن كان جابر الجعفي عند القوم مجروحا، وليس راوي تلك الموضوعات الفاحشات عنه غير عمرو بن شمر فوجب أن يكون الحمل فيها عليه. وقال أبو نعيم: يروي عن جابر الجعفي بالموضوعات المناكير. وقال الجوزجاني: كذاب. 4243 - "لا تتم صلاة أحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء مواضعه ثم يكبر" قال الحافظ: حديث رفاعة في قصة المسىء صلاته أخرجه أبو داود بلفظ: فذكره، ورواه الطبراني بلفظ "ثم يقول: الله أكبر" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "توضأ كما أمرك الله" 4244 - "لا تتمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 6/ 497 و 498) من حديث ابن أبي أوفى موصولا ومن حديث أبي هريرة معلقا. 4245 - "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بهذا اللفظ" (¬3) أخرجه ابن خزيمة (490) عن محمد بن يحيى الذهلى ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 2/ 359 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب إيجاب التكبير) (¬2) 12/ 298 (كتاب الطب- باب ما يذكر في الطاعون) (¬3) 2/ 384 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

وأخرجه ابن حبان (1789 و 1794) وأبو أحمد (¬1) الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (ص 86) عن ابن خزيمة (¬2) به. وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (62) من طريق أحمد بن محمد بن أحمد الحرشي ثنا محمد بن يحيى به. قال ابن حبان: لم يقل في خبر العلاء هذا: "لا تجزئ صلاة" إلا شعبة، ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير" وقال ابن المنذر: إن صحت هذه اللفظة فإنّ جماعة رووا هذا الحديث عن شعبة وغيره لم يذكروا فيه هذه اللفظة" الأوسط 3/ 99 قلت: اختلف على وهب بن جرير في لفظ هذا الحديث، فرواه إبراهيم بن مرزوق الأموي البصري عن وهب بن جرير بلفظ "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 216) وفي "المشكل" (1090) وهكذا رواه غير واحد عن شعبة فقالوا "فهي خداج" منهم: 1 - وكيع. أخرجه أحمد (2/ 478) وأبو عوانة (2/ 140) 2 - محمد بن جعفر غندر. أخرجه أحمد (2/ 457) 3 - سعيد بن عامر الضبعي. أخرجه أبو يعلى (6454) وأبو عوانة (2/ 140) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 216) وفي "المشكل" (1090) 4 - محمد بن أبي عليّ البصري. أخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (173) ¬

_ (¬1) ورواه أبو أحمد أيضًا عن أحمد بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن يحيى به. (¬2) وأخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 427) من طريق أبي طاهر محمد بن الفضل النيسابوري ثنا ابن خزيمة به.

5 - النضر بن شميل المازني. أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (60) 6 - رَوح بن عبادة البصري. أخرجه البيهقي في "القراءة" (61) ورواه جماعة عن العلاء أيضًا بلفظ "فهي خداج" منهم: 1 - سفيان بن عُيينة. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 93) والحميدي (974) وأحمد (2/ 241 - 242) والبخاري في "القراءة" (39) ومسلم (395) والنسائي في "الكبرى" (8013) وأبو عوانة (2/ 141) والبيهقي (2/ 38) وفي "المعرفة" (2/ 355) وفي "القراءة" (63 و 65) 2 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. أخرجه الحميدي (974) والبخاري في "القراءة" (46) والترمذي (2953) وأبو عوانة (2/ 142) وابن حبان (1795) والبيهقي في "القراءة" (70 و 71) 3 - سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري. أخرجه ابن حبان (1788) 4 - عبد العزيز بن أبي حازم المدني. أخرجه الحميدي (974) والبخاري في "القراءة" (42) وأبو عوانة (2/ 141) 5 - أبو غسان محمد بن مطرف المدني. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 216) وفي "المشكل" (1091) والبيهقي في "القراءة" (70) 6 - إسماعيل بن جعفر الأنصاري. أخرجه البخاري في "القراءة" (44) وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (ص 85) والبيهقي في "القراءة" (69) 7 - روح بن القاسم البصري. أخرجه البخاري في "القراءة" (12 و 45) والبيهقي في "القراءة" (68) 8 - أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني.

أخرجه مسلم (1/ 297) والترمذي (5/ 202) والبيهقي (2/ 39 و 375) وفي "القراءة" (76 و 77) 9 - إبراهيم بن طهمان الخراساني. أخرجه البيهقي في "القراءة" (67) 10 - محمد بن يزيد البصري. أخرجه البيهقي في "القراءة" (73) 11 - زهير بن محمد التميمي. أخرجه البيهقي في "القراءة" (74) 12 - محمد بن عجلان المدني. أخرجه البيهقي في "القراءة" (79) 13 - الحسن بن الحر الكوفي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 31) والبيهقي في "القراءة" (78) 14 - عبد الله بن زياد بن سمعان. أخرجه الدارقطني (1/ 312) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 132 - 133) والبيهقي (2/ 40) وفي "القراءة" (75) وهذا أصح. 4246 - "لا تجزعي من الويح، فإنّه كلمة رحمة، ولكن اجزعي من الويل" قال الحافظ: عن عائشة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لها في قصة: فذكره، أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" بسند واه وهو آخر حديث فيه" (¬1) موضوع أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (853) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ويحك" فجزعت، فقال "يا حميراء، لا تجزعي من الويح، فإن الويح كلمة رحمة، ولكن اجزعي من الويل". ¬

_ (¬1) 13/ 171 (كتاب الأدب- باب ما جاء في قول الرجل: ويلك)

عبد الوهاب بن الضحاك هو الحمصي متهم بوضع الحديث. قال أبو داود: كان يضع الحديث. وقال صالح جزرة: عامة حديثه كذب. وقال الحاكم وأبو نعيم: روى أحاديث موضوعة. وقال أبو حاتم: كان يكذب. 4247 - حديث أبي جحيفة أنّ رجلًا ذبح قبل الصلاة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تجزي عنك" قال: إنّ عندي جَذَعَة، فقال "تجزي عنك ولا تجزي بعد". قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والطبراني" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اذبحها ولن تجزي ... " 4248 - "لا تجعلوا بيوتكم قبورا" سكت عليه الحافظ (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "وصلّوا عليّ، فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم" وانظر الحديث الذي بعده. 4249 - "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" قال الحافظ: رواه مسلم (780) من حديث أبي هريرة" (¬3) 4250 - "لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجاته من الحور العين وفي يد كل واحدة منها حلّة خير من الدنيا وما فيها" قال الحافظ: وروى ابن ماجه من طريق شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: ذكر الشهيد عند النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: فذكره" (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 290) وأحمد بن حنبل (2/ 297 و 427 - 428) وابن أبي ¬

_ (¬1) 12/ 110 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم- لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز) (¬2) 5/ 174 (كتاب صلاة التراويح- باب العمل في العشر الأواخر من رمضان) (¬3) 2/ 75 (كتاب الصلاة- باب كراهية الصلاة في المقابر) (¬4) 6/ 355 - 356 (كتاب الجهاد- باب الحور العين وصفتهن)

عمر وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "المصباح" (3/ 164) وابن ماجه (2798) والخطيب في "المتفق والمفترق" (730) والمزي (30/ 337 - 338) من طرق عن عبد الله بن عون البصري عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: ذكر الشهداء عند النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيليهما في براح من الأرض، وفي يد كل واحدة منهما حُلّة، خير من الدنيا وما فيها". قال ابن عدي: كتب إليّ محمد بن الحسن ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى لا يحدث عن شهر بن حوشب، وكان عبد الرحمن يحدث عنه، وقال عمرو بن علي: سمعت معاذ بن معاذ يقول: سألت ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، فقال: ما تصنع بشهر إنّ شعبة قد ترك شهرا" الكامل 4/ 1355 وقال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد قال: سمعت عليا يقول: حدّث ابن عون حديث هلال بن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة: ذكر الشهداء عند النبي-صلى الله عليه وسلم-. فساره شعبة فلم يذكره ابن عون" المعرفة 2/ 98 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه هلال القرشي مولاهم البصري وهو ضعيف" المصباح 3/ 164 قلت: هلال قال ابن معين: ثقة يروي عنه ابن عون فقط، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو داود: لا أعلم روى عنه غير ابن عون. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه ابن عون. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وشهر بن حوشب مختلف فيه. 4251 - "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها أو عليها" قال الحافظ: رواه مسلم (972) من طريق أبي مرثد الغنوي مرفوعا: فذكره" (¬1) 4252 - "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا محدود في الإسلام" قال الحافظ: احتج الحنفية في ردّ شهادة المحدود بأحاديث، قال الحفاظ: لا يصح ¬

_ (¬1) 2/ 70 (كتاب الصلاة- باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية) ، 3/ 467 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر)

منها شيء، وأشهرها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكره، أخرجه أبو داود وابن ماجه، ورواه الترمذي من حديث عائشة نحوه، وقال: لا يصح. وقال أبو زرعة: منكر" (¬1) حسن روي من حديث ابن عمرو ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمر فأما حديث ابن عمرو فأخرجه عبد الرزاق (15364) عن محمد بن راشد المكحولي أنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا ذي عِمْر على أخيه، ولا تجوز شهادة القانع لأهل البيت، وتجوز شهادته لغيرهم" وأخرجه أحمد (2/ 204) عن عبد الرزاق به. ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه غير واحد عن المكحولي به، منهم: 1 - يزيد بن هارون. أخرجه أحمد (2/ 181) 2 - حفص بن عمر الحَوْضي. أخرجه أبو داود (3600) والبيهقي (10/ 200 - 201) وفي "المعرفة" (14/ 316) والبغوي في "شرح السنة" (2511) 3 - أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي. أخرجه أحمد (2/ 225 - 226) والبيهقي (10/ 200) وفي "الصغرى" (4250) 4 - عبد الله بن موسى الكوفي. أخرجه الدارقطني (4/ 243) 5 - الحسين بن الوليد القرشي. أخرجه أحمد (2/ 225 - 226) 6 - بشر بن الوليد الكندي. ¬

_ (¬1) 6/ 185 (كتاب الشهادات- باب شهادة القاذف)

أخرجه ابن عدي (6/ 2209) قال الحافظ: سنده قوي" التلخيص 4/ 198 قلت: وهو كما قال، محمد بن راشد المكحولي وسليمان بن موسى الأموي ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان. ولم ينفرد محمد بن راشد به بل تابعه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن سليمان بن موسى بإسناده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا زان ولا زانية، ولا ذي عمر على أخيه" أخرجه أبو داود (3601) عن محمد بن خلف بن طارق الداري ثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي ثنا سعيد بن عبد العزيز به ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 201) وفي "المعرفة" (14/ 316) ومحمد بن خلف لم أر من وثقه، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع. وتابعه يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا زيد بن يحيى بن عبيد به. أخرجه ابن جميع في "معجمه" (ص 108) عن الحسين بن محمد بن إبراهيم أبي علي والبيهقي في "الصغرى" (4251) عن محمد بن المعافى الصيداوي كلاهما عن يحيى بن عثمان به. وإسناده حسن. ولم ينفرد سليمان بن موسى به بل تابعه: 1 - الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا محدود في الإسلام، ولا ذي غمر على أخيه" أخرجه أحمد (2/ 208) وابن ماجه (2366) والطبري في "تفسيره" (18/ 79) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لتدليس حجاج بن أرطأة، وقد رواه بالعنعنة" المصباح 3/ 54

قلت: قال ابن معين: الحجاج صدوق ليس بالقوي يدلس عن العَرْزَمي عن عمرو بن شعيب. وقال ابن المارك: كان الحجاج يحدثنا عن عمرو بن شعيب بما حمل عن العرزمي عن عمرو، والعرزمي متروك لا نقويه. 2 - المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا موقوف على حد، ولا ذي غمر على أخيه" أخرجه الدارقطني (4/ 244) وابن مردويه في "أماليه" (28) والبيهقي (10/ 155) والمثنى بن الصباح قال ابن سعد وغيره: ضعيف، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 3 - آدم بن فائد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا محدود في الإسلام، ولا محدودة، ولا ذي غمر على أخيه" أخرجه ابن الأعرابي (ق 218/ ب) والدارقطني (4/ 244) والبيهقي (10/ 155) وقال: آدم بن فائد والمثنى بن الصباح لا يحتج بهما، وروي من أوجه ضعيفة عن عمرو، ومن روى من الثقات هذا الحديث عن عمرو لم يذكر فيه المجلود" وقال في "المعرفة" (14/ 266): هذا حديث ضعيف، وآدم والمثنى لا يحتج بهما" وقال الذهبي في "الديوان": آدم بن فائد مجهول. وقال الزيلعي في "نصب الراية" (4/ 83): ضعيف. 4 - عمار بن معاوية الدُّهْني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا ظَنِين، ولا ذي غمر على أخيه، ولا محدود في الإسلام" أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (246) من طريق ثمال بن إسحاق بن أبي حفصة اليمامي ثنا محمد بن جابر عن عمار الدهني به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر اليمامي. وأما حديث عائشة فأخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 153) والترمذي (2298) والطحاوي في "المشكل" (4866) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 476) وابن عدي (7/ 2714) والبيهقي (10/ 155 و 202) والخطيب في "المتفق المفترق" (1792) والبغوي في "شرح السنة" (2510) وابن الجوزي في "العلل" (1266)

عن مروان بن معاوية الفزاري والدراقطني (4/ 244) عن عبد الواحد بن زياد البصري كلاهما عن يزيد بن أبي زياد القرشي الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا مجلود في حد، ولا ذي غمر لأخيه، ولا مجرب عليه شهادة زور، ولا القانع من أهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعف في الحديث، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلا من حديثه، ولا يصح عندي هذا الحديث من قبل إسناده" وقال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: هذا حديث منكر" وقال ابن عدي: ليس بمحفوظ، ويزيد كل رواياته مما لا يتابع عليه في مقدار ما يرويه" وقال الدارقطني: يزيد هذا ضعيف لا يحتج به" وقال البيهقي: يزيد بن أبي زياد ويقال: ابن زياد الشامي هذا ضعيف" وقال ابن الجوزي: يزيد بن زياد ويقال له ابن أبي زياد ضعفوه" وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (4/ 244) والبيهقي (10/ 155) من طريق سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى الدمشقي ثنا عبد الأعلي بن محمد ثنا يحيى بن سعيد ثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر مرفوعا "ألا لا تجوز شهادة الخائن، ولا الخائنة، ولا ذي غمر على أخيه، ولا الموقوف على حد" قال الدارقطني: يحيى بن سعيد هو الفارسي متروك، وعبد الأعلى ضعيف" وقال البيهقي: لا يصح في هذا عن النبي-صلى الله عليه وسلم- شيء يعتمد عليه" 4253 - "لا تجوز وصية لوارث إلا أن يشاء الورثة" قال الحافظ: وروى الدارقطني من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه معلول فقد قيل: إنّ عطاء هو الخراساني" (¬1) ¬

_ (¬1) 6/ 302 (كتاب الوصايا- باب لا وصية لوارث)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه ... " 4254 - عن أسماء بنت عُميس قالت: دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اليوم الثالث من قتل جعفر بن أبي طالب فقال "لا تحدي بعد اليوم" قال الحافظ: وقد ورد في حديث قوي الإسناد أخرجه أحمد وصححه ابن حبان عن أسماء بنت عميس قالت: فذكرته، هذا لفظ أحمد، وفي رواية له ولابن حبان والطحاوي "لما أصيب جعفر أتانا النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "تسلبي ثلاثًا ثم اصنعي ما شئت" ثم ذكر الحافظ أنّ شيخه في شرح الترمذي أجاب بأنّ الحديث شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة وقد أجمعوا على خلافه. ثم ذكر أنّ البيهقي أعل الحديث بالانقطاع فقال: لم يثبت سماع عبد الله بن شداد من أسماء. قال: هذا تعليل مدفوع فقد صححه أحمد لكنّه قال: إنّه مخالف للأحاديث الصحيحة في الإحداد. قلت: وهو مصير منه إلى أنّه يعله بالشذوذ" (¬1) يرويه الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد بن الهاد واختلف عنه: - فقال محمد بن طلحة بن مُصَرِّف: ثنا الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر بن أبي طالب أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "تسلبي ثلاثًا ثم اصنعي ما شئت" وفي لفظ "قالت: دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اليوم الثالث من قتل جعفر فقال: لا تحدي بعد يومك هذا". أخرجه ابن سعد (8/ 282) وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4516) وأحمد بن حنبل (6/ 369 و 438) وابنه (6/ 438) وأحمد بن منيع في "مسنده" (الإتحاف 4517 و 4518) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2808) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 75) وابن حبان (3148) والطبراني في "الكبير" (24/ 139) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 187) والبيهقي (7/ 438) من طرق عن محمد بن طلحة به. قال البيهقي: لم يثبت سماع عبد الله من أسماء، وقد قيل فيه: عن أسماء، فهو مرسل، ومحمد بن طلحة ليس بالقوي" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 17 ¬

_ (¬1) 11/ 412 - 413 (كتاب الطلاق- باب تحد المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا)

قلت: محمد بن طلحة وإن احتج به الشيخان إلا أنّهما لم يخرجا روايته عن عبد الله بن شداد، وهو مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه أبو كامل مظفر بن مدرك وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. - وقال شعبة: ثنا الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لامرأة جعفر بن أبي طالب "إذا كان ثلاثة أيام فالبسي ما شئت، أو إذا كان بعد ثلاثة أيام- شك شعبة-" أخرجه ابن حزم في "المحلى" (11/ 664) من طريق قاسم بن أصبغ ثنا محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به. وقال: ومن طريق حماد بن سلمة ثنا الحجاج بن أرطأة عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن شداد أنّ أسماء بنت عميس استأذنت النبي-صلى الله عليه وسلم- أن تبكي على جعفر فأذن لها ثلاثة أيام، ثم بعث إليها بعد ثلاثة أيام: أن تطهري واكتحلي" قال ابن حزم: هذا منقطع ولا حجة فيه, لأنّ عبد الله بن شداد لم يسمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا" 4255 - "لا تحرِّم الرضعة ولا الرضعتان" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (1451) عن أم الفضل. 4256 - "لا تحرِّم المصة ولا المصتان" قال الحافظ: وحديث المصتان جاء أيضًا من طرق صحيحة لكن قد قال بعضهم: إنّه مضطرب لأنّه اختلف فيه هل هو عن عائشة أو عن الزبير أو عن ابن الزبير أو عن أم الفضل لكن لم يقدح الاضطراب عند مسلم فأخرجه من حديث أم الفضل زوج العباس أنّ رجلًا من بني عامر قال: يا رسول الله، هل تحرِّم الرضعة الواحدة؟ قال "لا" وفي رواية له عنها "لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان ولا المصة ولا المصتان" (¬2). أخرجه مسلم (1450) عن عائشة و (1451) عن أم الفضل. 4257 - "لا تحصي فيحصي الله عليك" سكت عليه الحافظ (¬3). ¬

_ (¬1) 11/ 49 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين) (¬2) 11/ 50 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين) (¬3) 5/ 249 (كتاب البيوع- باب ما يستحب من الكيل)

أخرجه البخاري (فتح 6/ 146) عن أسماء مرفوعا "انفقي ولا تحص فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك" 4258 - "لا تحضر الملائكة جنازة كافر، ولا مضمخ بالزعفران" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث عمار رفعه: فذكره" (¬1) له عن عمار طريقان: الأول: يرويه يحيى بن يَعْمر البصري واختلف عنه: - فقال عطاء الخراساني: عن يحيى بن يعمر عن عمار بن ياسر قال: قدمت على أهلي من سفر فضمخوني بالزعفران، فلما أصبحت أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلّمت عليه فلم يرحب بي ولم يبش بي، وقال "اذهب فاغسل هذا عنك" قال: فغسلته عني فجئت وقد بقي عليّ منه شيء، فسلمت عليه فلم يرحب بي ولم يبش بي، وقال "اذهب فاغسل هذا عنك" فغسلته عني، ثم أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلمت عليه فردّ علي السلام ورحب بي وقال "إنّ الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير، ولا المتضمخ بالزعفران، ولا الجنب" ورخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو ينام أن يتوضأ. أخرجه الطيالسي (ص 90) عن حماد بن سلمة عن عطاء الخراساني به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 203) وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 414) وفي "مسنده" (441) وأحمد (4/ 320) وأبو داود (225 و 4176 و 4601) والترمذي (613) والبزار (1402) وأبو يعلى (1635) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 127) والطبراني في "مسند الشاميين" (3452) والبيهقي (5/ 36) والبغوي في "شرح السنة" (267) من طرق عن حماد بن سلمة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل" وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وعمار قتل بصفين سنة سبع وثلاثين فليس ببعيد أن يلقاه يحيى بن يعمر فقد روى عن عثمان وهو أقدم من عمار، ويحيى ثقة لم يعرف بتدليس فالحديث صحيح كما قال الترمذي" سنن الترمذي 2/ 512 قلت: الصواب قول أبي داود كما سيأتي. ¬

_ (¬1) 12/ 421 (كتاب البلس- باب النهي عن التزعفر للرجال)

- وقال عمر بن عطاء بن أبي الخُوار: عن يحيى بن يعمر عن رجل أخبره عن عمار - زعم عمر أنّ يحيى قد سمى ذلك الرجل ونسيه عمر- قال عمار: تخلقت خلوقا فجئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانتهرني وقال "اذهب يا ابن أم عمار فاغسل عنك" فرجعت فغسلت عني، ثم رجعت إليه فانتهرني أيضًا، قال "ارجع فاغسل عنك" فذكر ثلاث مرات. أخرجه أحمد (4/ 320) وأبو داود (4177) والبيهقي (5/ 36) من طرق عن ابن جُريج أني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أنّه سمع يحيى بن يعمر به. قال البيهقي: والأول أثبت" قلت: الثاني عندي أثبت لأنّ عمر بن عطاء أثبت من عطاء الخراساني. واختلف فيه على عطاء الخراساني، فرواه مَعْمر بن راشد عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (1087) عن معمر به ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2452) لكنّه وصله. - وقال قتادة: عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس مرفوعا "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق" أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 74) وابن عدي (4/ 1459) عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي والبزار (كشف2930) عن أبان بن يزيد العطار كلاهما عن قتادة به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه" وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 1/ 148 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 72 قلت: رواته ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من ابن بريدة. الثاني: يرويه سليمان بن بلال المدني عن ثور بن زيد واختلف عنه: - فقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: ثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن

الحسن بن أبي الحسن عن عمار رفعه "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ" أخرجه أبو داود (4180) - وقال أبو أويس عبد الله بن عبد الله الأصْبَحِي: عن سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن عبد الرحمن السراج عن الحسن بن أبي الحسن عن عمار. أخرجه البيهقي (5/ 36) والحسن لم يسمع من عمار. قاله المنذري (الترغيب1/ 147) والحافظ ابن حجر (الفتح 13/ 310) وللحديث شاهد عن بريدة وآخر عن عبد الرحمن بن سمرة فأما حديث بريدة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 998 و 5628) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 74) والبزار (كشف 2929) والطبراني في "الأوسط" (5229) وابن عدي (4/ 1459) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 183 - 184) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عبد الله بن حكيم عن يوسف بن صهيب عن ابن بريدة عن أبيه رفعه "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: المتخلق، والجنب، والسكران" قال البخاري: لا يصح، وعبد الله بن حكيم هو الداهري" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس بن صهيب إلا عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري، تفرد به سعيد بن سليمان" وقال ابن عبد البر: عبد الله بن حكيم هو أبو بكر الداهري مدني مجتمع على ضعفه" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن حكيم وهو ضعيف" المجمع 5/ 156 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن حكيم الداهري" إتحاف الخيرة 1/ 505 وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5401) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا زكريا بن يحيى الضرير ثنا شبابة بن سوّار ثنا المغيرة بن مسلم عن هشام بن حسان عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن بن سمرة رفعه "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والكافر، والمتضمخ بالزعفران" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن كثير مولى ابن سمرة إلا هشام، ولا عن هشام إلا المغيرة بن مسلم، تفرد به شبابة بن سوار"

وقال الهيثمي: وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح خلا كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة وهو ثقة" المجمع 5/ 156 4259 - عن عكرمة قال: قال عمر: حدثت قوما حديثا فقلت: لا وأبي، فقال رجل من خلفي "لا تحلفوا بآبائكم" فالتفت فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول "لو أنّ أحدكم حلف بالمسيح هلك، والمسيح خير من آبائكم" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" وهو مرسل يتقوى بشواهد" (¬1) يرويه سِمَاك بن حرب عن عكرمة واختلف عنه: - فرواه أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عن سماك عن عكرمة مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة 12) - ورواه إسرائيل بن يونس الكوفي عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر. أخرجه أحمد (1/ 36 و 42) والبزار (203) وتابعه أسباط بن نصر الهَمْداني عن سماك به. أخرجه ابن أبي شيبة (13) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عباس عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: سماك (¬2) مختلف فيه، وقد تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة. 4260 - حديث أبي هريرة "لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله" قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو داود في رواية ابن داسه عنه" (¬3) صحيح أخرجه أبو داود (3248) وأبو يعلى (6048) وفي "معجمه" (233) عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون" ¬

_ (¬1) 14/ 336 (كتاب الأَيمان والنذور- باب لا تحلفوا بآبائكم) (¬2) انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" و"تهذيب الكمال". (¬3) 14/ 335 (كتاب الأَيمان والنذور- باب لا تحلفوا بآبائكم)

وأخرجه ابن حبان (4357) عن أبي يعلى به. وأخرجه النسائي (7/ 5 - 6) وفي "الكبرى" (4710) والطبراني في "الأوسط" (4572) والبيهقي (10/ 29) من طرق عن عبيد الله بن معاذ به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عوف إلا معاذ بن معاذ" قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وعوف هو ابن أبي جميلة. 4261 - "لا تحلفوا بالطواغيت ولا بآبائكم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1648) والنسائي (7/ 7) وابن ماجه (2095) من طريق هشام بن حسان عن الحسن البصري عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا، وفي رواية مسلم وابن ماجه "بالطواغي" (¬1). 4262 - حديث جابر قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأنّ رأسي قطع فأنا أتبعه "وفي لفظ" فقد خرج فاشتددت في أثره، فقال "لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام" وفي رواية "إذا تلاعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يخبر به الناس" قال الحافظ: ثبت عند مسلم (4/ 1776 و 1777) من حديث جابر قال: فذكره" (¬2) 4263 - عن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحفصة: "لا تخبري أحدا أنّ أمّ إبراهيم عليّ حرام" قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] قال الحافظ: وأخرج الضياء في "المختارة" من مسند الهيثم بن كليب ثم من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر: فذكره. وأخرج الطبراني في "عشرة النساء" وابن مردويه، من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمارية بيت حفصة، فجاءت فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله، في بيتي تفعل هذا معي دون نساءك؟ فذكر نحوه. وللطبراني من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: دخلت حفصة بيتها فوجدته يطأ مارية فعاتبته فذكر نحوه. ¬

_ (¬1) 14/ 342 - 343 (كتاب الإيمان والنذور- باب لا يحلف باللات والعزى) (¬2) 16/ 65 (كتاب التعبير- باب النقد في المنام)

وهذه طرق يقوي بعضها بعضا فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا. وقد روى النسائي من طريق حماد عن ثابت عن أنس هذه القصة مختصرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- كان له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم:1] الآية" (¬1) حديث عمر أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 386) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم- لحفصة "لا تخبري أحدا وإنّ أمّ إبراهيم عليّ حرام" فقالت: أتحرّم ما أحل الله لك، قال "فوالله لا أقربها" قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، قال: فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] " قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه "المستخرج". قلت: وهو كما قال. وحديث أبي هريرة أخرجه العقيلي (4/ 155) عن أحمد بن عبد الله بن سليمان الصنعاني والطبراني في "الأوسط" (2337) عن إبراهيم بن محمد بن بَرَّة الصنعاني قالا: ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء أنا موسى بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن عمه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمارية القبطية سُرِّيَّته ببيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي من بين بيوت نساءك: قال "فإنّها عليّ حرام أن أمسّها يا حفصة، واكتمي هذا عليّ" فخرجت حتى أتت عائشة فقالت: يا بنت أبي بكر، ألا أبشرك؟ فقالت: بماذا؟ قالت: وجدت مارية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فقلت: يا رسول الله، في بيتي من بين بيوت نساءك؟ وبي تفعل هذا من بين نساءك؟ فكان أول السرور أن حرّمها على نفسه، ثم قال لي "يا حفصة, ألا أبشرك؟ " فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله. فأعلمني أنّ أباك يلي الأمر من بعده، وأنّ أبي يليه بعد أبيك فذكر الحديث وفيه طول. ¬

_ (¬1) 10/ 282 - 283 (كتاب التفسير- سورة التحريم- باب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك)

قال العقيلي: موسى بن جعفر الأنصاري مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه، ولا يصح إسناده، ولا يعرف إلا به" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم" وقال الذهبي: قلت: هذا باطل، وموسى بن جعفر لا يعرف، وخبره ساقط" الميزان 4/ 201 وقال الحافظ: وعمه لم أقف على اسمه ولا عرفت حاله، ولا رأيت لموسى هذا ذكرا في تاريخ البخاري ولا ثقات ابن حبان" اللسان 6/ 114 وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 8/ 216 وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (12640) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي أنا أبو عوانة عن أبي سنان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قول الله -عز وجل- {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] قال: دخلت حفصة على النبي-صلى الله عليه وسلم- في بيتها وهو يطأ مارية، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة، فإنّ أباك يلي من بعد أبي بكر إذا أنا مت" فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنّها رأت النبي-صلى الله عليه وسلم- يطأ مارية وأخبرتها أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- أخبرها أنّ أبا بكر يلي بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويلي عمر من بعده، فقالت عائشة للنبي-صلى الله عليه وسلم-: من أنبأك هذا؟ قال "نبأني العلم الخبير" فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرّم مارية فحرّمها، فأنزل الله -عز وجل- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ} [التحريم:1] ". قال ابن كثير: إسناده فيه نظر" التفسير 4/ 390 وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، وقد وثقه ابن حبان، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 178 وحديث أنس أخرجه النسائي في "الكبرى" (8907 و 11607) عن إبراهيم بن يونس بن محمد البغدادي المعروف بحَرَمي ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرّمها على نفسه، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] إلى آخر الآية. وإسناده حسن، إبراهيم بن يونس صدوق، والباقون ثقات (¬1). ¬

_ (¬1) وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 11/ 292

ولم ينفرد حماد به بل تابعه سليمان بن المغيرة القيسي ثنا ثابت عن أنس به. أخرجه الحاكم (2/ 493) عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني ثنا محمد بن بكير الحضرمي ثنا سليمان بن المغيرة به. وقال: صحيح على شرط مسلم" 4264 - عن ابن عباس قال: دخلت حفصة على النبي-صلى الله عليه وسلم- بيتها فوجدت معه مارية فقال "لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة، إنّ أباك يلي هذا الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت" فذهبت إلى عائشة فأخبرتها، فقالت له عائشة ذلك والتمست منه أن يحرّم مارية فحرّمها. ثم جاء إلى حفصة فقال "أمرتك أن لا تخبري عائشة فأخبرتها" فعاتبها ولم يعاتبها على أمر الخلافة، فلهذا قال الله تعالى {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} [التحريم: 3]. قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: فذكره. وأخرج الطبراني في "الأوسط" وفي "عشرة النساء" عن أبي هريرة نحوه بتمامه، وفي كل منهما ضعف" (¬1) تقدم الكلام عليهما في الحديث الذي قبله. 4265 - "لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم" قال الحافظ: ولمسلم (2/ 801) من طريق هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة: فذكره" (¬2) 4266 - عن ابن عمر قال: أُتي النبي-صلى الله عليه وسلم- بسكران فضربه، ثم سأله عن شرابه فقال: شربت نبيذ تمر وزبيب، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تخلطوهما فإنّ كل واحد منهما يكفي وحده" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي من طريق النجراني عن ابن عمر" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 11/ 200 (كتاب النكاح- باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها) (¬2) 5/ 137 (كتاب الصوم- باب صوم يوم الجمعة) (¬3) 12/ 169 (كتاب الأشربة- باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكرا)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 178 - 179) عن أبي الأحوص سَلّام بن سليم الكوفي وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (3/ 350) وأحمد (2/ 58) والنسائي في "الكبرى" (5294) وابن عدي (7/ 2756) عن سفيان الثوري وأحمد في "الأشربة" (35) عن شعبة ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن النجراني قال: قلت لعبد الله بن عمر: إنا بأرض ذات تمر وزبيب، هل يخلط التمر والزبيب فننبذهما جميعًا، قال: لا، قلت: لم؟ قال: إنّ رجلًا سكر على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو سكران، فضربه ثم سأله عن شرابه، قال: شربت نبيذا، قال "أي نبيذ؟ " قال: نبيذ تمر وزبيب، قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تخلطوهما فإنّ كل واحد منهما يكفي وحده" السياق لابن أبي شيبة. وإسناده ضعيف لأنّ النجراني مجهول كما قال ابن معين وابن عدي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "لتقريب". ورواه بعضهم عن أبي إسحاق فلم يسمه. قال عبد الرزاق (16976): عن ابن جريج قال: أُخبرت عن أبي إسحاق أنّ رجلًا سأل ابن عمر فقال: فذكره. 4267 - "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من طريق علي بن مدرك عن عبد الله بن بني بنون وجيم مصغر عن أبيه عن علي رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الملائكة لا تدخل بيتا" 4268 - "لا تدخلوا على المُغِيبات، فإنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث جابر رفعه: فذكره، ورجاله موثقون لكن مُجالد بن سعيد مختلف فيه" (¬2) ¬

_ (¬1) 12/ 509 (كتاب اللباس- باب نقش الصور) (¬2) 11/ 244 (كتاب النكاح- باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم)

روى من حديث جابر ومن حديث ابن مسعود فأما حديث جابر فأخرجه أحمد وابنه (3/ 309 و 397) والدارمي (2785) والترمذي (1172) والطحاوي في "المشكل" (110) وابن الأعرابي (ق 185/ ب) من طرق عن مجالد بن سعيد الهَمْداني عن الشعبي عن جابر مرفوعا "لا تلجوا على المغيبات، فإنّ الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم" قلنا: ومنك يا رسول الله؟ قال "ومني، ولكنّ الله أعانني عليه فأسلم" قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه" قلت: مجالد ليس بالفوي وتغير بأخرة وكان يلقن. وقال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف" ضعفاء العقيلي 4/ 233 وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 305) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الملك المعدل ثنا مصبح بن هلقام عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا "لا تلجوا على المغيبات، فإنّ الشيطان يجري مجرى الدم" أحمد بن الحسن ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وقال: كثير الحديث، حسن الحديث. ومصبح بن هلقام ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا أعرفه. وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنّه كثير الخطأ. وعاصم بن بهدلة صدوق، وزر بن حبيش ثقة مشهور. 4269 - "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (4/ 2304) في أثناء حديث طويل، وأفرده أبو داود (1532) من طريق عبادة بن الوليد عن جابر عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬1) 4270 - "لا تديموا النظر إلى المجذومين" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، وسنده ضعيف" (¬2) ¬

_ (¬1) 9/ 416 - 417 (كتاب التفسير- سورة يونس) (¬2) 12/ 266 (كتاب الطب- باب الجذام)

روي من حديث ابن عباس ومن حديث معاذ بن جبل فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: ترويه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب واختلف عنها: - فرواه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان القرشي عن أمه فاطمة بنت الحسين واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 339) ولوين (67): ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن عبد الله القرشي عن أمه عن ابن عباس مرفوعا "لا تحدوا النظر إليهم -يعني المجذومين-" ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (7/ 218) ومن طريق لوين أخرجه ابن عساكر (تراجم النساء ص 272 - 273) والمزي (35/ 258 - 259) وأخرجه أحمد (1/ 299) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 138) وابن ماجه (3543) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي- حديث رقم 44 و 46) وابن شاهين في "الناسخ" (535) والبيهقي (7/ 218 - 219) وابن عساكر (تراجم النساء ص272) من طرق عن ابن أبي الزناد به بلفظ "لا تديموا النظر إلى المجذومين" وفي لفظ "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نديم النظر إلى المجذمين. وقال: لا تديموا النظر إليهم" وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - عبد الله بن سعيد بن أبي هند المدني ثنا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان به. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 320 و 9/ 44) وأحمد (1/ 233) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 138) والحربي في "الغريب" (2/ 428) وأبو بكر المروزي في "حديث ابن معين" (108) والطبري (43 و 45) وابن شاهين (536) والبيهقي (7/ 219) والمزي (35/ 258) من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند به. زاد الطبري في الموضع الثاني "ومن كلمه منكم فليكلمه وبينه وبينه قيد رمح" وعبد الله بن سعيد وثقه أحمد وجماعة وضعفه بعضهم. 2 - ابن وهب في "الجامع" (635) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن

عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين عن ابن عباس مرفوعا "لا تديموا إليهم النظر" يعني المجذومين. • ورواه عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان واختلف عنه: فرواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي عن الأسلمي فقال فيه: عن حسن بن علي وابن عباس. أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (160) ورواه عبد الله بن الحارث المخزومي عن الأسلمي فلم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن عدي (4/ 1473) ورواه فرج بن فضالة الشامي عن الأسلمي واختلف عنه: فقال غير واحد: ثنا فرج بن فضالة عن الأسلمي عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أمه عن الحسين بن علي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو يعلى (6774) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني والدولابي في "الذرية الطاهرة" (161) عن أسد بن موسى المصري وابن عساكر (ص 273) عن منصور بن أبي مزاحم بشير البغدادي قالوا: ثنا فرج بن فضالة به. وقال أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني: أنا الفرج بن فضالة عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت الحسين عن حسين بن علي عن علي بن أبي طالب عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 78) عن أبي إبراهيم الترجماني به ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 273 - 274) وقال: كذا قال. والصواب: محمد بن عبد الله كما في الحديث قبله"

وقال عبيد بن سعيد بن أبان القرشي الأموي: عن فرج بن فضالة عن الأسلمي عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن أمه فاطمة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطبري (47) وفرج بن فضالة والأسلمي ضعيفان. ومحمد بن عبد الله بن عمرو مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: عنده عجائب، وقال في "الكبير": لا يكاد يتابع في حديثه، وقال مسلم: منكر الحديث، واختلف فيه قول النسائي. - ورواه الحسين بن علي بن حسين عن عمته فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن الحسين بن علي. أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (163) من طريق أبي نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا الحسين بن علي بن حسين به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2897) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثني ابن المبارك عن الحسين بن علي عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي. وضرار بن صرد كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني وابن قانع: ضعيف. والحماني وثقه ابن معين وكذبه أحمد، وذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة والعقيلي وغيرهم في "الضعفاء". الثاني: يرويه عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المصري ثنا ابن لَهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا "لا تديموا إلى المجذمين النظر" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11193) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 111) و"الأوسط" (9259) عن الوليد بن حماد الرّملي ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سعدان بن يحيى عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عَريب عن كثير بن مرّة عن معاذ مرفوعا "لا تديموا النظر إلى المجذومين"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن" وقال الهيثمي: الوليد بن حماد لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 101 قلت: الوليد بن حماد ترجمه الذهبي في "السير" (14/ 78) وقال: لا أعلم فيه مغمزا. وصالح بن أبي عريب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والباقون ثقات. 4271 - حديث جابر رفعه "لا تذبحوا إلا مُسِنَّة، إلا أن يَعْسُرَ عليكم، فتذبحوا جَذَعَة من الضأن" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1963) وأبو داود (2797) والنسائي (7/ 192) وغيرهم" (¬1) 4272 - "لا تذهب الأيام والليالي حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" قال الحافظ: ولابن ماجه أيضًا من حديث خالد بن معدان عن أبي أمامة رفعه: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليشربنّ ناس الخمر يسمونها بغير اسمها" 4273 - حديث عائشة "لا تذهب الأيام والليالي حتى تعبد اللات والعزى من دون الله" الحديث، وفيه "ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى بها كل مؤمن في قلبه مثقال حبَّة من إيمان، فيبقى ما لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2907") (¬3) ¬

_ (¬1) 12/ 111 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم- لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز) (¬2) 12/ 150 (كتاب الأشربة- باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه) (¬3) 16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

4274 - "لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له: جهجاه" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2911) من طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (¬1) 4275 - "لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتِل" فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال "الهرج، القاتل والمقتول في النار" قال الحافظ: أخرجه مسلم (4/ 2231 - 2232") (¬2) 4276 - "لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه" سكت عليه الحافظ (¬3). يرويه نصر بن عاصم الليثي واختلف عنه: - فرواه حميد بن هلال العدوي عن نصر بن عاصم واختلف عنه: • فقال سليمان بن المغيرة القيسي البصري: ثنا حميد ثنا نصر قال: سمعت اليشكري يقول: سمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير وأسأله عن الشر، وعرفت أنّ الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه" ثلاث مرات، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "فتنة وشر" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه" ثلاث مرات، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال "هُدْنَةٌ على دَخَنٍ، وجماعةٌ على أقذاءٍ" قال: قلت: يا رسول الله، الهدنة على دخن ما هي؟ قال "لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرات، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "فتنةٌ عمياءُ صمّاءُ عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة وأنت عاضٌّ على جِذْلٍ، خير لك من أن تتبع أحدا منهم" أخرجه الطيالسي (ص 59) عن سليمان بن المغيرة به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 271 - 272) ¬

_ (¬1) 7/ 356 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ذكر قحطان) (¬2) 16/ 143 (كتاب الفتن- باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما) (¬3) 16/ 145 (كتاب الفتن- باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة)

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 9 و 17) وأحمد (23282) وفي "العلل" (1930) وأبو داود (4246) والنسائي في "الكبرى" (8032) وابن حبان (5963) وأبو نعيم (1/ 271 - 272) من طرق عن سليمان بن المغيرة به. • ورواه أبو عامر صالح بن رستم الخَزّاز عن حميد بن هلال واختلف عنه: فرواه رَوح بن عبادة البصري عن أبي عامر الخزاز عن حميد بن هلال ثنا نصر بن عاصم عن عبد الرحمن بن قُرْط عن حذيفة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7339) ورواه سعيد بن عامر الضُّبَعي البصري عن أبي عامر الخزاز فلم يذكر نصر بن عاصم. أخرجه ابن ماجه (3981) والبزار (¬1) (2961) والنسائي في "الكبرى" (8033) والحاكم (1/ 121 و 4/ 432) من طرق عن سعيد بن عامر به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أبو عامر الخزاز مختلف فيه، وعبد الرحمن بن قرط مجهول لم يرو عنه إلا حميد بن هلال، فالإسناد ضعيف. وحديث سليمان بن المغيرة هو المحفوظ كما قال المزي (تهذيب الكمال 17/ 354) - ورواه قتادة واختلف عنه: • فقال مَعمر بن راشد: عن قتادة عن نصر بن عاصم عن خالد بن خالد اليشكري قال: سمعت حذيفة يقول: كان رجال يجيئون فيسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وأنا أسأله عن الشر، فقلت: يا رسول الله، أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله؟ قال "نعم" قلت: فما العصمة يا رسول الله؟ قال "السيف" قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال "نعم، تكون إمارة على أقذاء، وهدنة على دخن" قلت: ثم ماذا؟ قال "ثم ينشأ دعاة الضلالة، فإن كان لله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك، وأخذ مالك، فالزمه، وإلا فَمُت وأنت عاض على جِذْل شجرة" قلت: ثم ماذا؟ قال "ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار، من وقع في ناره وجب أجره وحُطّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره" قلت: ثم ماذا؟ قال "يُنتَجُ المُهر فلا يُركب حتى تقوم الساعة" أخرجه عبد الرزاق (20711) عن معمر به. وأخرجه أحمد (23429) وفي "العلل" (1936) عن عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) وقع عنده: عن حذيفة أو عن رجل عن حذيفة.

وأخرجه أبو داود (4245) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4219) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به. وخالد بن خالد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا نصر بن عاصم، فهو مجهول. • ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد عن حذيفة. أخرجه أحمد (23430) وفي "العلل" (1935) وأبو داود (4244) والحربي في "الغريب" (3/ 1164) والبزار (2959 و 2960) والحاكم (4/ 432 - 433) من طرق عن أبي عوانة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: قتادة مدلس وقد عنعن، وسبيع ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. • ورواه همام بن يحيى العَوْذي البصري عن قتادة عن سبيع بن خالد عن حذيفة، ولم يذكر نصر بن عاصم. أخرجه الطيالسي (ص 58) عن همام به. وتابعه هشام الدَّستوائي عن قتادة به. أخرجه الطيالسي (ص 59 - 60) عن هشام به. وقول من قال: عن نصر بن عاصم أصح. ولم ينفرد به على هذا الوجه بل تابعه صخر بن بدر العجلي عن سبيع بن خالد الضبعي عن حذيفة. أخرجه الطيالسي (ص 59 - 60) وابن أبي شيبة (15/ 8) وأحمد (23425 و 23427 و 23428) وفي "العلل" (1931 و 1933 و 1934) وأبو داود (4247) من طرق (¬1) عن أبي التَّيَاح يزيد بن حميد الضُّبعي البصري ثني صخر بن بدر به. ¬

_ (¬1) رواه شعبة وحماد بن زيد وعبد الوارث بن سيد البصري وحماد بن نجيح عن أبي التياح هكذا. ورواه عبد الله بن شَوذب الخراساني عن أبي التياح فلم يذكر صخر بن بدر. أخرجه نعيم بن حماد المروزي في "الفتن" (34 و 1310) والأول أصح.

ووقع عند الطيالسي وابن أبي شيبة: عن سبيع بن خالد أو خالد بن سبيع. وصخر بن بدر مجهول لم يرو عنه غير أبي التياح. وللحديث طريق أخرى يرويها شعبة قال: حدثني أبو بشر في إسناد له عن حذيفة قال: قلت: يا رسول الله، ما هدنة على دخن؟ قال "قلوب لا تعود على ما كانت" أخرجه أحمد (23426) وفي "العلل" (1932) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به. 4277 - "لا ترفع صوتك في دعائك فتذكر ذنوبك فتعيّر بها" قال الحافظ: روى سعيد بن منصور من طريق صحابي لم يسم رفعه في هذه الآية: فذكره" (¬1) أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 256) عن أصبغ بن الفرج المصري عن ابن وهب ثنا عمرو عن دَرَّاج أنّ شيخا من الأنصار من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- حدّثه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال - ولا تجهر بصلاتك- ذلك في الدعاء لا ترفع صوتك في الدعاء فتذكر ذنوبك فيسمع منك فتعير بها" دراج مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، وعمرو هو ابن الحارث المصري. 4278 - "لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء" يعني في الصلاة. قال الحافظ: قوله "في صلاتهم" (¬2) زاد مسلم من حديث أبي هريرة "عند الدعاء" فإن حمل المطلق على هذا المقيد اقتضى اختصاص الكراهة بالدعاء الواقع في الصلاة، وقد أخرجه ابن ماجه وابن حبان من حديث ابن عمر بغير تقييد ولفظه: فذكره، وأخرجه بغير تقييد أيضًا مسلم في حديث جابر بن سمرة، والطبراني من حديث أبي سعيد الخدري، وكعب بن مالك" (¬3) ورد من حديث أبي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن سَمُرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث كعب بن مالك. فأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 2/ 375 - 376) من طريق سعيد بن أبي ¬

_ (¬1) 10/ 20 (كتاب التفسير: سورة الإسراء- باب ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) (¬2) أي في حديث أنس الذي أخرجه البخاري. (¬3) 2/ 376 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة)

عروبة ثنا قتادة أنّ أنس بن مالك حدّثهم قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم- "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتدّ قوله في ذلك حتى قال "لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (429) من طريق جعفر بن ربيعة المصري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "لينتهينّ أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفنّ أبصارهم" وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه مسلم (428) من طريق المسيب بن رافع الكوفي عن تميم بن طَرَفة عن جابر بن سمرة رفعه "لينتهينّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم" وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (1043) وأبو يعلى (5509) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع" يعني في الصلاة (¬1). قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 126 قلت: طلحة بن يحيى هو ابن النعمان الزرقي الأنصاري وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه ابن معين وعثمان بن أبي شيبة وابن حبان، وقال أحمد: مقارب الحديث، وقال أبو داود: لا بأس به، واحتج به مسلم. ولم ينفرد به بل تابعه سليمان بن بلال المدني ثنا يونس بن يزيد به. أخرجه ابن حبان (2281) والطبراني في "الكبير" (13139) و"الأوسط" (5290) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 582 - 583) وابن جميع في "معجمه" (ص285) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال به (¬2). قال الهيثمي والبوصيري: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 82 - المصباح 1/ 126 ¬

_ (¬1) وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1598) من طريق معاوية بن عمرو العاجي ثنا طلحة بن زيد ثنا يونس بن يزيد به. والعاجي قال الذهبي في "الميزان": واه، تركه الفلاس. (¬2) ورواه هشام بن عبيد الله الرازي عن سليمان بن بلال بلفظ "لينتهينّ أقوام عن رفعهم أبصارهم في الصلاة أو لا ترجع إليهم" أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 524)

قلت: وهو كما قالا إلا أنّ الحافظ قال في "هدي الساري" (2/ 151): إسماعيل بن أبي أويس لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه" واختلف فيه على يونس بن يزيد، فرواه ابن المبارك عنه عن الزهري ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنّ رجلًا من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- حدّثه أنّه سمع النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء أن يلتمع بصره" أخرجه أحمد (5/ 295) والنسائي (3/ 7 - 8) وتابعه ابن وهب أني يونس بن يزيد به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7257) واختلف فيه على الزهري: فرواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (3257) ورواه يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5436) و"الأوسط" (321) من طريق أبي صالح عبد الغفار بن داود الحرّاني ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. واختلف فيه على عبيد الله بن عبد الله: فقال ابن جُريج: أني عبيد الله بن عبد الله أنّ رجلًا حدّثه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه عبد الرزاق (3258) وأما حديث كعب بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 99) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا "لينتهينّ أقوام عن رفعهم أبصارهم إلى السماء أو لتخطفنّ أبصارهم" قال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف" المجمع 2/ 82 - 83 4279 - "لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس" قال الحافظ: واحتج إسحاق بحديث ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لغلمان بني عبد المطلب: فذكره، وهو حديث حسن أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وابن حبان

من طريق الحسن العُرَني عن ابن عباس، وأخرجه الترمذي والطحاوي من طريق الحكم عن مِقْسم عنه، وأخرجه أبو داود من طريق حبيب عن عطاء، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضا ومن ثم صححه الترمذي وابن حبان" (¬1) حسن وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن الحسن العُرَني عن ابن عباس قال: قَدَّمَنا (¬2) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة (¬3) المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب على حُمُرات، فجعل يَلْطَحُ أفخاذنا (¬4) ويقول "أُبَيْنِيَّ (¬5) لا ترموا الجمرة (¬6) حتى تطلع الشمس" أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" (المعرفة للبيهقي 7/ 311) وأبو عبيد في "الغريب" (1/ 128) وابن سعد (¬7) (8/ 207) وأحمد (1/ 234 و 311) وأبو داود (1940) وابن ماجه (3025) والفاكهي في "أخبار مكة" (2695) والنسائي (5/ 220) وفي "الكبرى" (4070) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2175) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 217) وفي "المشكل" (3500 و 3501 و 3502) وابن حبان (3869) والطبراني في "الكبير" (12699 و 12701) وأبو الشيخ في "الأقران" (343) والبيهقي (5/ 131 - 132) وفي "معرفة السنن" (7/ 311) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1942 و 1943) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (211) من طرق عن سلمة بن كهيل به (¬8). ¬

_ (¬1) 4/ 275 - 276 (كتاب الحج- باب من قدم ضعفه أهله بليل) (¬2) ولفظ النسائي وغيره "بعثنا" ولفظ البيهقي في "المعرفة" وغيره "حملنا" ولفظ الطبراني في الموضع الثاني "عجلنا" (¬3) ولفظ أبي عبيد وغيره "من جمع بليل" (¬4) زاد البيهقي "بيده" (¬5) ولفظ ابن سعد وغيره "أي بني" (¬6) ولفظ النسائي وغيره "جمرة العقبة" (¬7) وانظر الطبقات الكبرى: الطبقة الخامسة من الصحابة 1/ 117 (¬8) وهكذا رواه إبراهيم بن طهمان الخراساني عن منصور بن المعتمر عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني عن ابن عباس. أخرجه البيهقي (5/ 132) ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور واختلف عنه: • فقال ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 356 - 357): ثنا جرير عن منصور عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أو عن الحسن العرني عن ابن عباس. • وقال موسى بن هارون البردي: ثنا جرير عن منصور عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3494)

واللفظ لأبي داود وغيره. ورواته ثقات إلا أنّ الحسن بن عبد الله العرني لم يسمع من ابن عباس شيئًا كما قال أحمد (المراسيل) والبخاري (التاريخ الأوسط 1/ 296) الثاني: يرويه الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: رأيت النبي-صلى الله عليه وسلم- بعرفات واقفًا وقد أردف الفضل، فجاء أعرابي فوقف قريبا وأمة خلفه، فجعل الفضل ينظر إليها، ففطن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعل يصرف وجهه، قال: ثم قال "يا أيها الناس ليس البرّ بإيجاف الخيل ولا الإبل فعليكم بالسكينة" قال: ثم أفاض، قال: فما رأيتها رافعة يدها عارية حتى أتى جمعا، قال: فلما وقف بجمع أردف أسامة ثم قال "يا أيها الناس إنّ البر ليس بإيجاف الخيل والإبل فعليكم بالسكينة" قال: ثم أفاض فما رأيتها رافعة يدها عارية حتى أتت مني، فأتانا سواد ضعفى بني هاشم على حُمُرات لهم فجعل يضرب أفخاذنا ويقول "يا بني أفيضوا ولا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس" أخرجه أحمد (1/ 277 و 326 و 344) والسياق له والبخاري في "الصغير" (1/ 294 و 295) وأبو داود (1920) والترمذي (893) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (111) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (818 و 822) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 217) وفي "المشكل" (3492 و 3493 و 3496 و 3497) والطبراني في "الكبير" (12073 و 12078 و 12120 و 12121) و"الأوسط" (7484) وابن عدي (5/ 1782) والبيهقي (5/ 132) من طرق عن الحكم به. قال البخاري: لا ندري الحكم سمع هذا من مقسم أم لا" وقال الترمذي: حسن صحيح" قلت: رواته ثقات إلا أنّ أحمد وشعبة وغيرهما قالوا: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث. وذكرها الحافظ في "التهذيب" (2/ 434) وليس منها هذا الحديث. الثالث: يرويه حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قَدَّم أهله (¬1) وأمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس. أخرجه أبو داود (1941) ¬

_ (¬1) ولفظ أبي داود: ضعفاء أهله بغلس.

عن حمزة الزيات والنسائي (5/ 220) وفي "الكبرى" (4071) والطحاوي في "المشكل" (3498 و 3499) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 26) عن سفيان الثوري كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت به. واللفظ لحديث سفيان. ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت فإنّه كان مدلسًا. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه الربيع بن صَبيح البصري عن عطاء عن ابن عباس قال: قَدَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضعفة أهله ليلة المزدلفة وأمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11354) عن عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا الربيع بن صبيح به. وعاصم بن علي والربيع بن صبيح مختلف فيهما. واختلف فيه على عطاء، فرواه شعبة عن مُشَاش السَّلِيمي عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- أمر ضعفة بني هاشم وصبيانهم أن يرتحلوا من جمع بليل فيقول: ابني أو أُبيني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس" أخرجه أحمد (1/ 212) والبزار (2153) والسياق له والنسائي (5/ 211) وأبو يعلى (6725 و 6734) والطبراني في "الكبير" (18/ 275) والمزي (28/ 6 - 7) من طرق عن شعبة به. قال الترمذي: وهذا حديث خطأ، أخطا فيه مشاش وزاد فيه: عن الفضل بن عباس، وروى ابن جريج وغيره هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس ولم يذكروا فيه: عن الفضل بن عباس" الرابع: يرويه موسى بن عقبة المدني أخبرني كريب عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يأمر نساءه وثقله من صبيحة جمع أن يفيضوا مع أول الفجر بسواد، وأن لا يرموا الجمرة إلا مصبحين. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3503) وفي "شرح المعاني" (2/ 216) والبيهقي (5/ 132) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا فضيل بن سليمان النميري ثني موسى بن عقبة به. وفضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والباقون ثقات.

الخامس: يرويه أبو حنيفة النعمان بن ثابت عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعفة أهله ليلًا من جمع وقال لهم "لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3495) والطبراني في "الكبير" (12390) عن يوسف بن عدي التيمي الكوفي وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 90) عن عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي قالا: ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي حنيفة به. وأبو حنيفة ضعفه أحمد والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين. لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن جابر اليمامي عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9464) عن يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل ثني أبي ثنا محمد بن جابر به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حماد إلا محمد بن جابر وأبو حنيفة، تفرد به عن محمد بن جابر إسحاق بن أبي إسرائيل وعن أبي حنيفة عبد الرحيم بن سليمان" قلت: ومحمد بن جابر قال ابن معين وجماعة: ضعيف. السادس: يرويه شعيب بن شعيب أخو عمرو بن شعيب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهم فرحلوا، فمرّ عليه عبد الله بن عباس، وقثم، وعبيد الله، وكثير بنو العباس، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "أين هؤلاء؟ " فقال عبد الله: يا نبي الله أنرمي قبل أن تطلع الشمس؟ فقال "لا ترموا حتى تطلع الشمس" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (739) عن أبي جعفر محمد بن هارون ثنا محمد بن العباس السمسار ثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير ثني شعيب بن شعيب به. محمد بن هارون ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. ومحمد بن العباس لم أقف له على ترجمة (¬1). ¬

_ (¬1) وتابعه أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2807)

وعمرو بن أبي سلمة هو التنيسي وهو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره. وسعيد بن بشير مختلف فيه كذلك. وشعيب بن شعيب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". 4280 - "لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل" قال الحافظ: وأخرج أحمد والطبري والطبراني من طريق مالك بن يُخَامِر عن معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو رفعوه: فذكره" (¬1) انظر حديث "لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" 4281 - "لا تزال أمتي بخير ما لم يَفْش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا أوشك أن يعمّهم الله بعقاب" قال الحافظ: ولأحمد من حديث عائشة مرفوعا: فذكره، وسنده حسن" (¬2) ضعيف أخرجه أحمد (6/ 333) عن سلمة بن الفضل الأبرش وأبو يعلى (7091) والطبراني في "الكبير" (24/ 23) عن جرير بن حازم البصري كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة عن عبيد الله بن أبي رافع عن ميمونة به مرفوعا. واللفظ لحديث سليمان بن الفضل ولفظ حديث جرير بن حازم "لا تزال أمتي بخير، متماسك أمرها ما لم يظهر فيهم أولاد الزنا، فإذا ظهروا، خفت أن يعمّهم الله بعقاب" ¬

_ (¬1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان ...) (¬2) 12/ 301 (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون)

قال المنذري: رواه أحمد، وإسناده حسن، وفيه ابن إسحاق، وقد صرّح بالسماع" الترغيب 3/ 277 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وابن إسحاق قد صرّح بالسماع فالحديث صحيح أو حسن" المجمع 6/ 257 وقال الحافظ: وفي سنده محمد بن إسحاق وحديثه حسن ولا سيما في المتابعات" بذل الماعون ص 213 قلت: ابن إسحاق مدلس ولم يصرّح بالسماع، ومحمد بن عبد الله مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: عنده عجائب، وقال مسلم: منكر الحديث، واختلف فيه قول النسائي. ومحمد بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال مالك: ليس بثقة، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال يعقوب بن سفيان والدارقطني: ضعيف، وقال الذهبي في "الديوان": ضعفوه. وعبيد الله بن علي بن أبي رافع مختلف فيه، ولم يذكر سماعا من ميمونة فلا أدري أسمع منها أم لا. 4282 - "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم" قال الحافظ: وقد روى ابن حبان والحاكم من حديث سهل بلفظ: فذكره" (¬1) أخرجه ابن خزيمة (2061) عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد به مرفوعا. وزاد: قال: وكان النبي-صلى الله عليه وسلم- إذا كان صائما أمر رجلًا، فأوفى على شيء، فإذا قال: غابت الشمس أفطر. وأخرجه ابن حبان (3510) عن ابن خزيمة به. وأخرجه الحاكم (1/ 434) من طريق عبدان الأهوازي ثنا محمد بن أبي صفوان به. قال ابن خزيمة: هكذا حدثنا به ابن أبي صفوان، وأهاب أن يكون الكلام الأخير عن غير سهل بن سعد لعله من كلام الثوري أو من قول أبي حازم، فأدرج في الحديث" ¬

_ (¬1) 5/ 102 (كتاب الصوم- باب تعجيل الإفطار)

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنّما خرجا بهذا الإسناد للثوري "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" فقط" قلت: رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن مهدي بلفظ "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" منهم: 1 - أحمد (5/ 336) 2 - زهير بن حرب. أخرجه مسلم (2/ 771) 3 - محمد بن بشار. أخرجه الترمذي (699) 4283 - "لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث معاوية رفعه: فذكره، وسنده جيد، وللطبراني عن عبد الله بن سلام نحوه" (¬1) حديث معاوية له عنه طريقان: الأول: يرويه حَرِيز بن عثمان الحمصي ثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن أبي هند البجلي عن معاوية رفعه "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" أخرجه أحمد (4/ 99) والبخاري في "الكنى" (ص 80) والدارمي (2516) وأبو داود (2479) والنسائي في "الكبرى" (8711) وأبو يعلى (7371) والطحاوي في "المشكل" (2634) والطبراني في "الكبير" (19/ 387) وفي "مسند الشاميين" (1064 و 1065) والبيهقي (9/ 17) والمزي (17/ 330 - 331) من طرق عن حريز بن عثمان به. وإسناده ضعيف، أبو هند البجلي قال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال عبد الحق: ليس بالمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "اللسان" (7/ 488): مجهول. الثاني: يرويه مالك بن يَخَامِر الحمصي عن ابن السَّعدي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل" فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن ¬

_ (¬1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان)

العاص: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "إنّ الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفي الناس العمل" أخرجه أحمد (1/ 192) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد يردّه إلى مالك بن يخامر به (¬1). ورواه عمر بن الخطّاب السجستاني عن أبي اليمان فلم يذكر حديث ابن السعدي وقال فيه: عن مالك بن يخامر عن عبد الرحمن بن عوف رفعه قال: الهجرة خصلتان" أخرجه البزار (1054) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه" ولم ينفرد أبو اليمان به بل تابعه: 1 - سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن مالك بن يخامر عن معاوية وعبد الرحمن بن عوف وابن عمرو به. أخرجه الطبري في "تفسيره" (8/ 98) عن أحمد بن الحسن الترمذي والطبراني في "الكبير" (19/ 381) عن الحسن بن جرير الصوري وفي "الأوسط" (59) عن أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك قالوا: ثنا سليمان بن عبد الرحمن به. ورواه أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي عن سليمان بن عبد الرحمن فجعله عن عبد الرحمن بن عوف وحده. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2635) ¬

_ (¬1) قال ابن كثير: هذا الحديث حسن الإسناد" التفسير 2/ 195

2 - محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن مالك بن يخامر عن ابن السعدي مرفوعا "لا تنقطع الهجرة مما دام العدو يقاتل" فقال عبد الرحمن بن عوف ومعاوية وابن عمرو: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ... " أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1649) وأبو نعيم في "الصحابة" (4895) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو السعدي) 3 - عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4895) وأما حديث عبد الله بن سلام فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/حديث رقم 390) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا محمد بن فضيل عن أبي فائد عن ربعي بن حِراش عن عبد الله بن سلام قال: لا أحدثكم إلا عن كتاب منزل أو نبي مرسل، ما من نفس تتوب قبل مرضها الذي تموت فيه بيوم إلا قبل الله توبتها إلى أن تطلع الشمس من مغربها" قال الهيثمي: ولم أعرف أبا فائد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 198 4284 - "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1920) عن ثوبان، وله (156 و 1923) من حديث جابر مثله لكن قال "يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة" (¬1) 4285 - "لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة" سكت عليه الحافظ (¬2). انظر الحديث الذي بعده. 4286 - "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه مسلم (156 و 1923) من حديث جابر. ¬

_ (¬1) 17/ 55 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) (¬2) 16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن) (¬3) 6/ 396 (كتاب الجهاد- باب الجهاد ماض مع البر والفاجر)

4287 - حديث عمران بن حصين رفعه "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم" (¬1) أخرجه أحمد (4/ 429 و 437) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (11و 12) وأبو داود (2484) والدولابي في "الكنى" (2/ 8) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 824 و 825) والطبراني في "الكبير" (18/ 116 - 117) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 177 - 178) والحاكم (4/ 450) واللالكائي في "السنة" (168 و 169) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص 26) من طرق عن حماد (¬2) بن سلمة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عمران بن حصين به مرفوعا. واللفظ للحاكم. ولفظ أبي داود وغيره "حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال" ولفظ أحمد في الموضع الأول "حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى بن مريم-عليه السلام-" ولفظ الرامهرمزي والخطيب "حتى تقوم الساعة" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال لولا عنعنة قتادة. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - عبد الرحمن بن مُوَرِّق عن ابن الشخير عن عمران مرفوعا "إنّ أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون، ثم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون من ناوأهم من أهل الشرك حتى يقاتلون الدجال" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 124 - 125) عن محمد بن حمويه الجوهري الأهوازي ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القُلُوسِي ثنا بكر بن يحيى بن زبان ثنا حسّان بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن مورق به. ¬

_ (¬1) 16/ 190 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان) (¬2) تابعه همام بن يحيى البصري عن قتادة به. أخرجه البزار (3524)

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 95 2 - أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أخيه مطرف عن عمران مرفوعا "لا تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الإسلام ظاهرين علي من ناوأهم حتى يقاتلون الدجال" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 111 - 112) من طريق هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا محمد بن () (¬1) عن الجُرَيري عن أبي العلاء به. ورواه غير واحد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف قال: قال لي عمران: إني لأحدثك بالحديث اليوم ينفعك الله -عز وجل- به بعد اليوم، اعلم أنّ خير عباد الله تبارك وتعالى الحمادون، واعلم أنّه لن تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتلوا الدجال" منهم: (1) - إسماعيل بن علية. أخرجه أحمد (4/ 434) والطبري (2/ 825) (2) - بشر بن المفضل البصري. أخرجه الطبري (2/ 825) (3) - أبو سلمة (¬2). أخرجه الطبري (2/ 825) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو سلمة به. قال الهيثمي: وهو شبه المرفوع، ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 95 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن علية ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه. واختلف فيه على الجريري، فرواه حماد بن زيد عنه فلم يذكر أبا العلاء. أخرجه الروياني (118) 4288 - "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك" قال الحافظ: أخرج الحاكم من رواية عبد الرحمن بن شماسة أنّ عبد الله بن عمرو ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) هكذا في المطبوع وأظنّه أبو أسامة واسمه حماد بن أسامة فإنّه يروي عن الجريري وعنه أبو كريب.

قال: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية. فقال عقبة بن عامر: عبد الله إعلم ما تقول، وأمّا أنا فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (1924) والحاكم (4/ 456 - 457) من طريقين عن عبد الله بن وهب ثنا عمرو بن الحارث ثني يزيد بن أبي حبيب ثني عبد الرحمن بن شِمَاسة المَهْري قال: كنت عند مسلمة بن مخلد، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص. فقال عبد الله: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا ردّه عليهم. فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر: فقال له مسلمة: يا عقبة، اسمع ما يقول عبد الله. فقال عقبة: هو أعلم. وأمّا أنا فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة، وهم على ذلك" فقال عبد الله: أجل. ثم يبعث الله ريحا كريح المسك، مسها مس الحرير، فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبَّة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس، عليهم تقوم الساعة. 4289 - "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة" قال الحافظ: وله (أي مسلم 1924) في حديث عقبة بن عامر: فذكره" (¬2) 4290 - حديث واثلة رفعه "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وإسناده حسن" (¬3) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 178) وفي "مسنده" (المطالب 4160) وابن أبي عاصم في "السنة" (1481 و 1482) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (68) والطبراني في "الكبير" (22/ 85 - 86) وفي "مسند الشاميين" (799) وتمام في "فوائده" (ق 16/ ب) وأبو نعيم في "الصحابة" (37) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/ 127) من طرق عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر أبي الزبير الدمشقي ثنا عبد الله بن عامر اليَحْصَبِي عن واثلة بن الأسقع مرفوعا "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى ¬

_ (¬1) 16/ 190 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان) (¬2) 17/ 56 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) (¬3) 8/ 5 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-)

من رآني وصاحب من صاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحب من صاحب من صاحبني" السياق لابن أبي عاصم. وإسناده صحيح رجاله ثقات. 4291 - "لا تزكوا أنفسكم" قال الحافظ: غَيَّرَ - صلى الله عليه وسلم - اسم جويرية وكان اسمها برّة وقال: فذكره" (¬1) هما حديثان: الأول: حديث ابن عباس قال: كانت جويرية اسمها برّة، فحوّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسمها جويرية. وكان يكره أن يقال: خرج من عند برّة. أخرجه مسلم (2140) الثاني: حديث محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برّة: فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذا الاسم، وسُميت برّة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البرّ منكم" فقالوا: بم نسميها؟ قال "سموها زينب". أخرجه مسلم (2142) 4292 - عن زينب بنت أم سلمة قالت: سُميت برّة فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-"لا تزكوا أنفسكم فإنّ الله أعلم بأهل البرّ منكم" قالوا: ما نسميها؟ قال "سموها زينب" قال الحافظ: وقصة زينب بنت جحش أخرجها مسلم (2142) وأبو داود (4953) في أثناء حديث عن زينب بنت أبي سلمة قالت: فذكره، وفي بعض روايات مسلم "كان اسم زينب بنت جحش برة" (¬2) 4293 - "لا تزوّجوا النساء لحسنهنّ، فعسى حسنهنّ أن يرديهنّ، ولا تزوجوهنّ لأموالهنّ فعسى أموالهنّ أن تطغيهنّ، ولكن تزوجوهنّ على الدين، ولأمة سوداء ذات دين أفضل" قال الحافظ: وقد وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند ابن ماجه رفعه: فذكره" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 114 (كتاب المكاتب- باب ما يجوز من شروط المكاتب) (¬2) 13/ 197 (كتاب الأدب- باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه) (¬3) 11/ 37 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)

أخرجه سعيد بن منصور (505) وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "المصباح" (2/ 97) وعبد بن حميد (328) وابن ماجه (1859) والبزار (2438) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 63) وابن حزم في "المحلى" (11/ 122) والبيهقي (7/ 80) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الافريقي ثنا عبد الله بن يزيد عن ابن عمرو به مرفوعا. إلا أنه قال "ولأمة خرماء سوداء" وإسناده ضعيف لضعف الافريقي. 4294 - "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه فيما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" قال الحافظ: أخرجه مسلم عن أبي برزة الأسلمي رفعه: فذكره، وله شاهد عن ابن مسعود عند الترمذي، وعن معاذ بن جبل عند الطبراني" (¬1) روي من حديث أبي برزة الأسلمي ومن حديث ابن مسعود ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث جابر ومن حديث أنس. فأما حديث أبي برزة فأخرجه الدارمي (543) عن أسود بن عامر الشامي ثنا أبو بكر عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه. وفيما أنففه، وعن جسمه فيما أبلاه" وأخرجه الترمذي (2417) عن الدارمي به (¬2). وأخرجه أبو يعلى (7434) والروياني (1313) والآجري في "أخلاق العلماء" (115) والبيهقي في "المدخل" (494) والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (1) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (425) والمزي في "التهذيب" (10/ 517 - 518) من طرق عن أسود بن عامر أنا أبو بكر بن عياش به. ¬

_ (¬1) وأخرجه الحافظ في "الأمالي الحلبية" (ص30 - 31) من طريق عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي أنا الدارمي به. (¬2) وقال: هذا حديث حسن"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: سعيد بن عبد الله بن جريج ذكره ابن حبان في "الثقات" (1)، وقال أبو حاتم: مجهول، والأعمش مدلس ولم يصرح بالسماع، وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وهو كثير الخطأ كما صرّح بذلك غير واحد. ولم ينفرد أسود بن عامر به بل تابعه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا أبو بكر بن عياش به. أخرجه ابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه" (ص 31) من طريق أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج ثنا الحماني به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (30) عن يحيى الحماني وأحمد بن عمران الأخنسي ثنا أبو بكر بن عياش به. - ورواه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القَلوسي عن الحارث بن محمد الكوفي عن أبي بكر بن عياش واختلف عنه: • فقال أحمد بن زهير التستري: ثنا أبو يوسف القلوسي ثنا الحارث بن محمد الكوفي عن أبي بكر بن عياش عن معروف بن خَرَبُوذ عن أبي الطفيل عامر عن أبي برزة مرفوعا به وزاد "وعن حب أهل البيت" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2212) • وقال أبو بكر بن الباغندي: عن القلوسي عن الحارث بن محمد ثنا أبو بكر بن عياش عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعا "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن حبنا أهل البيت" ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة الحارث بن محمد وقال: أتى بخبر باطل. وهو هذا الحديث. وحديث أسود بن عامر ومن تابعه أصح. ولم ينفرد أبو بكر بن عياش به بل تابعه عبد الله بن نمير عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله عن أبي برزة به مرفوعا. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 232) وللحديث طريق أخرى عند أبي سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (34) وفيها زياد بن

المنذر أبو الجارود الأعمى ونافع بن الحارث ونفيع أبو داود الأعمى، وقد كذبهم غير واحد. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن مسعود مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن ما عمل فيما علم" أخرجه الترمذي (2416) والبزار (1435) وابن نصر في "الصلاة" (846) وأبو يعلى (5271) والدينوري في "المجالسة" (7) والطبراني في "الكبير" (9772) وفي "الصغير" (760) والآجري في "أخلاق العلماء" (116) وابن عدي (2/ 762 - 763) وأبو الشيخ في "الطبقات" (913) والبيهقي في "الزهد" (711) وفي "الشعب" (1647) والخطيب في "التاريخ" (12/ 440) وفي "الموضح" (3312) والشجري في "أماليه" (1/ 55) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2168) من طرق عن أبي محصن حصين بن نمير الهمداني ثنا حسين بن قيس أبو علي الرَّحبي ثنا عطاء به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه" وقال الطبراني: لا يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد" قلت: إسناده ضعيف جدًا، حسين بن قيس قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. الثاني: يرويه الضحاك بن مزاحم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا "والذي نفس محمد بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وجسده فيما أبلاه، وماله فيما كسبه وأين وضعه، وأين أنفقه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7572) عن محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني ثني أبي عن جدي عن نَهْشَل بن سعيد عن الضحاك به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الضحاك عن أبي الأحوص عن ابن مسعود إلا نهشل بن سعيد، تفرد به عامر بن إبراهيم" قلت: وهو ثقة كما قال الفلاس وغيره، لكن نهشل بن سعيد قال أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه: كذاب، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.

وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 60 - 61) والآجري في "أخلاق العلماء" (114) عن أبي سعيد المفضل بن محمد الجندي اليماني أنا صامت بن معاذ الجندي أنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن عدي بن عدي عن الصنابحي عن معاذ مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من اين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه" وأخرجه البيهقي في "المدخل" (493) وفي "الشعب" (1648) والخطيب في "التاريخ" (11/ 441 - 442) وفي "الجامع" (28) وفي "الاقتضاء" (2) وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه" (ص 31 - 32) وفي "الأربعين البلدانية" (ص 70 - 71) من طرق عن المفضل بن محمد الجندي به. قال المنذري: رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح" الترغيب 4/ 396 قلت: ابن أبي رواد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وصامت بن معاذ ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يهم ويغرب. والباقون ثقات. واختلف فيه على سفيان: فرواه قبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان واختلف عنه: • فقال إبراهيم بن زياد الصائغ: ثنا قبيصة ثنا سفيان عن ليث بن أبي سليم عن عدي بن عدي عن الصنابحي عن معاذ- أحسبه رفعه- قال: فذكره. أخرجه البزار (2640) • ورواه هناد في "الزهد" (724) عن قبيصة وجزم بوقفه. وتابعه عمرو بن هشام الحراني ثنا قبيصة به. أخرجه ابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه" (ص 32) وهذا أصح، فقد رواه وكيع في "الزهد" (10) عن سفيان فأوقفه. وتابعه محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان به. أخرجه الدارمي (545) ولم ينفرد سفيان به بل تابعه غير واحد عن ليث عن عدي عن الصنابحي عن معاذ موقوفا، منهم: 1 - عبد الله بن إدريس الأودي. أخرجه أبو خيثمة في "العلم" (89)

2 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه البزار (2641) 3 - عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 346) وابن عبد البر في "الجامع" (1208) 4 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه الخطيب في "الاقتضاء" (3) وخالفهم محمد بن عبد الرحمن الطفاوي فرواه عن ليث عن عدي عن الصنابحي عن معاذ مرفوعا. أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 69) والأول أصح. وليث قال أحمد: ضعيف الحديث جدًا كثير الخطأ، وقال ابن معين ليس حديثه بذاك ضعيف. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11177) و"الأوسط" (9402) عن الهيثم بن خلف الدوري ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم ثني حسين بن الحسن الأشقر ثنا هشيم بن بشير عن أبي هاشم الرماني عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه، ومن أين اكتسبه، وعن حبنا أهل البيت" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هاشم إلا هشيم، ولا عن هشيم إلا حسين بن حسن، تفرد به أحمد بن يزيد" وقال الهيثمي: وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدًا، وقد وثقه ابن حبان مع أنّه يشتم السلف" المجمع 10/ 346 وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (847) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا أبو بكر الحنفي ثنا داود بن الجارود عن عطية العَوّفي عن أبي سعيد رفعه "والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: ماله مما اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه" وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.

وداود بن الجارود لم أقف له على ترجمة ولعله محرف من زياد أبي الجارود والله أعلم. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4707) عن عبد الرحمن بن معاوية العتبي ثنا زهير بن عباد الرؤاسي ثنا عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري عن محمد بن سعيد الشامي عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد" قلت: محمد بن سعيد الشامي هو المصلوب في الزندقة اتهمه أحمد وجماعة بوضع الحديث. وأما حديث جابر فأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1340) من طريق الدارقطني ثنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري ثنا محمد بن جعفر القاضي ثنا محمد بن قتيبة بن سعيد السمرقندي ثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خلال: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما اكتسبه وفيما أنفقه، وعلمه فيما عمل به". ذكره في ترجمة قتيبة بن سعيد السمرقندي ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وأما حديث أنس فأخرجه أبو بكر الشافعي في "الرباعيات" كما في "الميزان" (1/ 534) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 73) والخطيب في "التاريخ" (8/ 44) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (315) وابن الجوزي في "العلل" (1533) والذهبي في "الميزان" (1/ 534) من طريق الحسين بن داود البلخي ثنا شقيق بن إبراهيم البلخي ثنا أبو هاشم الأُبُلي عن أنس مرفوعا "يا ابن آدم، لا تزال قدمك يوم القيامة بين يدي الله-عز وجلّ- حتى تسأل عن أربعة: عن عمرك فيما أفنيته، وعن جسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته، وأين أنفقته" قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والحمل فيه على الحسين البلخي، قال الخطيب: ليس بثقة حديثه موضوع" قلت: وأبو هاشم واسمه كثير بن عبد الله قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف جدًا، شبه متروك.

4295 - "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 221) من حديث ابن عمر. 4296 - "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح، وكانت الناقة ترد من هذا الفج وتصدر عن هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم، وكانت تشرب يوما ويشربون لبنها يوما، فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلًا واحدا كان في حرم الله وهو أبو رِغَال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه" قال الحافظ: وروى أحمد والحاكم بإسناد حسن عن جابر قال: لما مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجر قال: فذكره" (¬2) حسن يرويه أبو الزبير عن جابر، وعن أبي الزبير غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن عثمان بن خُثيم. واختلف عنه: - فرواه مَعْمر بن راشد عن ابن خُثَيْم واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 231 - 232): عن معمر عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره. وأخرجه أحمد (3/ 296) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (8/ 230) والطحاوي في "المشكل" (3755) والحاكم (2/ 320) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن كثير: إسناده صحيح" البداية 5/ 11 وقال أيضًا: وهذا الحديث ليس في شيء من الكتب الستة، وهو (¬3) على شرط مسلم" التفسير 2/ 227 - البداية 1/ 137 ¬

_ (¬1) 15/ 170 (كتاب الحدود- باب البكران يجلدان وينفيان) (¬2) 7/ 190 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: وإلى ثمود أخاهم صالحا) (¬3) قلت: لم يخرج مسلم رواية معمر عن ابن خثيم ولا رواية ابن خثيم عن أبي الزبير.

وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 6/ 194 و7/ 38 قلت: إسناده حسن، وأبو الزبير صرّح بالتحديث من جابر كما سيأتي. • ورواه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر فلم يذكر أبا الزبير. أخرجه الطبري (8/ 230) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8685) والأول أصح. - وقال يحيى بن سليم الطائفي: عن ابن خثيم عن أبي الزبير قال: ثنا جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1455) عن محمد بن أبي عمر العدني وإبراهيم بن أبي يوسف قالا: أنا يحيى بن سليم به وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (148) عن محمد بن أبي عمر العدني ثنا يحيى بن سليم به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 78) وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (2/ 580) من طريق العباس بن الوليد النرسي أنا يحيى بن سليم به. وإسناده حسن. ولم ينفرد يحيى بن سليم به بل تابعه: (1) - مسلم بن خالد الزَّنْجي عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (ص 132 - 133) والبزار (كشف 1844) والطحاوي في "المشكل" (3756) وابن حبان (6197) والحاكم (2/ 340 - 341) من طرق عن الزنجي به. قال البزار: لا نعلمه يُروى هكذا إلا عن ابن خثيم" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: الزنجي فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. (2) - إسماعيل بن عياش عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه ابن أبي حاتم (8686 و10990 و 15866 و 15869 و 15879) وإسماعيل روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ابن خثيم مكي.

- وقال عبد الله بن واقد الهروي: عن ابن خثيم قال: ثنا أبو الطفيل قال: فذكر نحوه. أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/ 67 - 68) وفي "تاريخه" (1/ 231) من طريق محمد بن كثير المصيصي ثنا عبد الله بن واقد به. والأول أصح، ومحمد بن كثير كثير الخطأ. 2 - ابن جُريج. يرويه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج واختلف عنه: - فقال أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق: ثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: ثنا أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره. أخرجه الحاكم (2/ 567 - 568) عن أبي بكر إسماعيل بن محمد الزعفراني ثنا محمد بن الفرج به. والزعفراني لم أقف له على ترجمة، والأزرق ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الخطيب: أحاديثه صحاح ورواياته مستقيمة لا أعلم فيها شيئًا يستنكر، واختلف فيه قول الدارقطني، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق، زاد الحافظ: ربما وهم. - وقال الحسين بن داود المِصيصي سُنيد: ثني حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: قال جابر بن عبد الله. ولم يذكر أبا الزبير. أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/ 67) وفي "تاريخه" (1/ 231) 3 - ابن لَهيعة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9065) عن المقدام بن داود الرُعَيْني ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر به. وإسناده ضعيف لضعف المقدام بن داود وابن لهيعة. 4297 - "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلوا" قال الحافظ: ووقع عند أحمد من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لقد جئتكم بها بيضاء نقية ... " ¬

_ (¬1) 6/ 220 (كتاب الشهادات- باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة)

4298 - "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنّكم إمّا أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل، والله لو كان موسى بين أظهركم ما حلّ له إلا أن يتبعني" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار واللفظ له من حديث جابر قال: نسخ عمر كتابا من التوراة بالعربية فجاء به إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فجعل يقرأ ووجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتغير، فقال له رجل من الأنصار: ويحك يا ابن الخطاب ألا ترى وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وفي سنده جابر الجُعْفي وهو ضعيف. ولأحمد أيضًا وأبي يعلى من وجه آخر عن جابر أنّ عمر أتى بكتاب أصابه من بعض كتب أهل الكتاب فقرأه على النبي-صلى الله عليه وسلم- فغضب "فذكر نحوه دون قول الأنصاري وفيه "والذي نفسي بيده لو أنّ موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني" وفي سنده مُجالد بن سعيد وهو لين. وأخرجه الطبراني بسند فيه مجهول ومختلف فيه عن أبي الدرداء: جاء عمر بجوامع من التوراة. فذكر بنحوه، وسمى الأنصاري الذي خاطب عمر عبد الله بن زيد الذي رأى الأذان وفيه "لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالا بعيدا" وأخرجه أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر فقال: يا رسول الله، إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغيّر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" الحديث وفيه "والذي نفس محمد بيده لو أصبح موسى فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم". وأخرج أبو يعلى من طريق خالد بن عرفطة قال: كنت عند عمر فجاء رجل من عبد القيس فضربه بعصا معه فقال: ما لي يا أمير المؤمنين؟ قال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال، قال: مرني بأمرك، قال: انطلق فامحه فلئن بلغني أنّك قرأته أو أقرأته لأنهكنّك عقوبة، ثم قال: انطلقت فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت فقال لي رسول - صلى الله عليه وسلم - "ما هذا؟ " قلت: كتاب انتسخته لنزداد به علمًا إلى علمنا، فغضب حتى احمرت وجنتاه فذكر قصة فيها "يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي الكلام اختصارا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا" وفي سنده عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف. وهذه جميع طرق هذا الحديث وهي وإن لم يكن فيها ما يحتج به لكن مجموعها يقتضي أنّ لها أصلًا" (¬1) انظر حديث "لقد جئتكم بها بيضاء نقية ... " ¬

_ (¬1) 17/ 309 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: بل هو قرآن مجيد)

4299 - "لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به" فقال عبد الله بن حذافة: من أبي يا رسول الله؟ قال "حذافة بن قيس" فرجع إلى أمه فقالت له: ما حملك على الذي صنعت فقد كنا في جاهلية؟ فقال: إني كنت لأحبّ أن أعلم من هو أبي من كان من الناس. قال الحافظ: وعند أحمد من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬1) حسن أخرجه ابن سعد (4/ 190) وأحمد (2/ 503) عن يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "إنّما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به" فقال عبد الله بن حذافة: من أبي يا رسول الله؟ قال "أبوك حذافة بن قيس" فرجع إلى أمه فقالت: ويحك ما حملك على الذي صنعت فقد كنا أهل جاهلية وأهل أعمال قبيحة؟ فقال لها: إن كنت لأحبّ أن أعلم من أبي من كان من الناس. السياق لأحمد وإسناده حسن رجاله ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث. وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن. 4300 - "لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة" قال الحافظ: وصحح ابن حبان وأخرجه أبو داود وأحمد من حديث زيد بن خالد رفعه: فذكره، وعند البزار من هذا الوجه سبب قوله - صلى الله عليه وسلم - ذلك وأنّ ديكا صرخ فلعنه رجل فقال ذلك" (¬2) صحيح يرويه صالح بن كيسان المدني واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهني به مرفوعا (¬3). ¬

_ (¬1) 16/ 153 (كتاب الفتن- باب التعوذ من الفتن) (¬2) 7/ 161 (كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال) (¬3) ولفظ النسائي وغيره "فإنّه يؤذن بالصلاة" وفي لفظ "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سبّ الديك وقال: إنّه يوقظ للصلاة" وقال بعضهم: يؤذن.

منهم: 1 - مَعْمر بن راشد (¬1). أخرجه عبد الرزاق (20498) وأحمد (4/ 115) والطبراني في "الكبير" (5208) والبيهقي في "الشعب" (4808) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3269) 2 - عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. أخرجه الطيالسي (¬2) (ص 129) وأحمد (5/ 192 - 193) وعبد بن حميد (278) والنسائي في "اليوم والليلة" (945) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2999) وفي "الصحابة" (869) وابن حبان (5731) والطبراني في "الكبير" (5209) وأبو الشيخ في "العظمة" (1247) وابن بشران (341) والبيهقي في "الشعب" (4809 و 4810) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3270) 3 - مالك بن أنس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5212) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 346) - ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي عن صالح بن كيسان واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الدراوردي عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد مرفوعا "لا تسبوا الديك فإنّه يوقظ (¬3) للصلاة" أخرجه أبو داود (¬4) (5101) عن قتيبة بن سعيد البلخي والطبراني في "الكبير" (5210) عن عمرو بن عون الواسطي والبيهقي في "الشعب" (4811) عن الحسين بن حريث المروزي ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه "لعن رجل ديكا صاح عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "لا تلعنه فإنه يدعو للصلاة" (¬2) ورواه الطيالسي أيضًا عن عبد العزيز الماجشون عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه. (¬3) وفي لفظ "يؤذن" (¬4) قال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح" الرياض ص 549 - 550.

والبزار (3769) عن أحمد بن أبان القرشي وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (651) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري كلهم عن الدراوردي به. • وقال ابن وهب: ثني الدراوردي عن صالح بن كيسان مرسلًا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4806) والأول أصح. - وقال سفيان بن عُيينة: ثنا صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله- قال سفيان: لا أدري زيد بن خالد أم لا قال: سبّ رجل ديكا عند النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-"لا تسبوا الديك فإنّه يدعو إلى الصلاة" أخرجه الحميدي (814) - وقال زهير بن محمد التميمي: عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله مرسلًا. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (946) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا زهير بن محمد به. - وقال الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي: ثنا صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس. أخرجه أبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (19) والجفري قال النسائي وغيره: ضعيف. - ورواه سليمان بن بلال المدني عن صالح بن كيسان واختلف عنه: • فقال خالد بن مخلد الكوفي: ثنا سليمان بن بلال ثني صالح بن كيسان عن أبي هريرة. أخرجه عبد بن حميد (1448) • وقال ابن وهب: ثني سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان مرسلًا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4806)

- ورواه إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان واختلف عنه: • فقال محمد بن جعفر الوركاني: ثنا إسماعيل عن صالح بن كيسان عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 875) • وقال إبراهيم بن العلاء الحمصي: ثنا إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود. زاد فيه: عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9796) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 268) وقال: غريب من حديث صالح عن عون عن أبيه عن ابن مسعود، تفرد به إسماعيل. والصحيح رواية صالح عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني. وهذا الحديث مما اضطرب فيه إسماعيل بن عياش من حديث الحجازيين واختلط فيه" - ورواه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن صالح بن كيسان واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا مسلم بن خالد عن صالح بن كيسان عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1763) عن أحمد بن محمد الأزرقي والبيهقي في "الشعب" (4807) عن سويد بن سعيد الهروي (¬1) وصالح بن محمد قالوا: ثنا مسلم بن خالد به. • ورواه عبد الله بن وهب عن مسلم بن خالد واختلف عنه: فرواه حرملة بن يحيى المصري عن ابن وهب كرواية الأزرقي ومن تابعه. ¬

_ (¬1) رواه أبو عمرو بن حازم عن سويد بن سعيد هكذا. ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن سويد بن سعيد فقال: عن عون بن عبد الله عن أبيه عن جده. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5346)

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 277) ورواه بحر بن نصر المصري عن ابن وهب ثني مسلم بن خالد عن صالح بن كيسان مرسلًا. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4806) قال البزار: وهذا الحديث أخطأ فيه مسلم بن خالد، وإنّما الصواب عن صالح بن كيسان عن عبيد الله عن زيد بن خالد" وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: إنّما يُروى عن صالح عن عبيد الله عن عبد الله عن زيد بن خالد عن النبي-صلى الله عليه وسلم-" وقال أبو نعيم: كذا رواه مسلم، وصوابه صالح عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد" قلت: وهو كما قالوا، وإسناده صحيح (¬1). ولم ينفرد صالح بن كيسان به بل تابعه عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد مرفوعا "لا تسبوا الديك فإنّه يؤذن بوقت" أخرجه الطبراني في "الكبير" (5211) و"الأوسط" (3645) عن سعيد بن سيار الواسطي ثنا عمرو بن عون أنا حفص بن سليمان عن عبد العزيز بن رفيع به. وإسناده ضعيف جدًا، حفص بن سليمان هو الأسدي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعا "لا تسبوا الديك فإنّه يدعو إلى الصلاة" أخرجه البزار (كشف 2041) عن رَوح بن عبادة البصري وابن عدي (4/ 1645 - 1646) وأبو الشيخ في "العظمة" (1257) عن يزيد أبي خالد قالا: ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس به. ¬

_ (¬1) قال الدارقطني في "العلل" (5/ 194): والمرسل أشبه بالصواب" وعندي أنّ الموصول أشبه بالصواب.

وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور. ورواه أبو الربيع أشعث بن سعيد السمان عن عباد بن منصور عن عكرمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (4/ 1646) وأبو الربيع قال النسائي وغيره: ليس بثقة. 4301 - "لا تسبوا تُبَّعا فإنّه كان قد أسلم" قال الحافظ: وروى أحمد من حديث سهل بن سعد رفعه: فذكره، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس مثله، وإسناده أصلح من إسناد سهل" (¬1) روي من حديث سهل بن سعد ومن حديث ابن عباس فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أحمد (5/ 340) ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (6/ 148) عن حسن بن موسى الأشيب وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 144) عن الوليد بن مسلم الدمشقي وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 182) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وعثمان بن صالح بن صفوان المصري والطبراني في "الكبير" (6013) و"الأوسط" (3314) عن عبد الله بن يوسف التنيسي وفي "الكبير" (6013) عن سعيد بن أبي مريم والروياني (1113) ¬

_ (¬1) 10/ 191 (كتاب التفسير- سورة الدخان)

عن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي كلهم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي عن سهل بن سعد به مرفوعا. - ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة واختلف عنه: • فرواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب مرفوعا (¬1). أخرجه الطبري في "تفسيره" (26/ 155) وتابعه أحمد بن يوسف عن ابن وهب به. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (660) • ورواه الحسين بن إسرائيل النهرتيري وأحمد بن عيسى المصري عن ابن وهب موقوفًا. أخرجه ابن شاهين (659) قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سهل بن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وعمرو بن جابر مختلف فيه: وثقه العجلي وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 296 حديث رقم 11790) و"الأوسط" (1441) والخطيب في "التاريخ" (3/ 205) من طريق أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة ثنا مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا مؤمل، تفرد به ابن أبي بزة" وقال الهيثمي: وفيه ابن أبي بزة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 76 قلت: ابن أبي بزة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ولست أحدّث عنه (الجرح 1/ 1/ 71) وقال العقيلي: منكر الحديث ويوصل الأحاديث (الضعفاء 1/ 127) وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 37) (¬2) ¬

_ (¬1) وهكذا هو في جامع ابن وهب مرفوعا (5) (¬2) له ترجمة في "اللسان" (1/ 283 - 284)

ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عباد بن موسى القرشي ثنا سفيان الثوري به. أخرجه ابن شاهين (658) وعباد بن موسى ثقة كما في "التقريب". وسماك مختلف فيه وتكلم غير واحد في روايته عن عكرمة. 4302 - "لا تسبوا مضر فإنّه كان قد أسلم" قال الحافظ: ولابن سعد من مرسل عبد الله بن خالد رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن سعد (1/ 58) عن خالد بن خداش البصري أنا عبد الله بن وهب أني سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله بن خالد به مرفوعا. وإسناده معضل لأنّ عبد الله بن خالد الوابصي من أتباع التابعين. 4303 - "لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنّهما كانا مسلمين" قال الحافظ: وروى الزبير بن بكار من وجه آخر مرفوعا: فذكره، وله شاهد عند ابن حبيب من مرسل سعيد بن المسيب" (¬2) 4304 - "لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين" قال الحافظ: وعند البزار والحاكم عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬3) مرسل يرويه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه: - فقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: عن هشام عن أبيه عن عائشة به مرفوعا. أخرجه البزار (كشف 2750) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج -وهو في "حديثه" (120) - ثنا أبو معاوية به. ¬

_ (¬1) 7/ 339 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المناقب) (¬2) 8/ 164 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مبعث النبي-صلى الله عليه وسلم-) (¬3) 10/ 349 (كتاب التفسير- سورة اقرأ- باب حدثنا يحيى بن بكير ...)

وأخرجه الحاكم (2/ 609) من طريق أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ثنا أبو سعيد الأشج (¬1) به. قال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن هشام عن أبيه عن عائشة إلا أبو معاوية، ولا رواه عن أبي معاوية مسندا إلا أبو سعيد" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن كثير: إسناده جيد" البداية والنهاية 3/ 9 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 416 - وقال يونس بن بكير في "زيادات المغازي" (الإصابة 10/ 307): عن هشام عن أبيه قال: سابّ أخ لورقة رجلًا، فتناول الرجل ورقة فسبّه، فبلغ ذلك النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال لأخيه "هل علمت أني رأيت لورقة جنة أو جنتين؟ " فنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سبه. مرسل ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 448) وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام عن أبيه مرسلًا. أخرجه البزار (كشف 2751) قال ابن كثير: وهو أشبه البداية 3/ 9 قلت: وهو كما قال. 4305 - "لا تستعيذوا بالله من الفتن فإنّ فيها حصاد المنافقين" قال الحافظ: قلت: وقد سئل ابن وهب قديما عنه فقال: إنّه باطل" (¬2) وقال في "التهذيب" (6/ 74): قال الساجي: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت ابن وهب وقيل له: إنّ فلانا حدّث عنك عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال "لا تكرهوا الفتن فإنّ فيِها حصاد المنافقين" فقال ابن وهب: أعماه الله إن كان كاذبا. فأخبرني أحمد بن عبد الرحمن أن الرجل عَمِي". ¬

_ (¬1) وخالفه أحمد بن عبد الله بن ميمون الغَطَفاني المعروف بابن أبي الحواري فرواه عن أبي معاوية ولم يذكر عائشة. أخرجه ابن عساكر (63/ 24) (¬2) 2/ 89 (كتاب الصلاة- باب التعاون في بناء المسجد)

4306 - "لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (1/ 48) من حديث أبي أيوب. 4307 - "لا تسلموا تسليم اليهود، فإنّ تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة" قال الحافظ: أخرج النسائي بسند جيد عن جابر رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (340) عن إبراهيم بن المستمر العُرُوقي ثني الصلت بن محمد ثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن ثور قال: حدّث أبو الزبير عن جابر رفعه "لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإنّ تسليمهم بالأكف والرؤوس والإشارة" ورواته ثقات غير إبراهيم بن المستمر قال النسائي: صدوق، وقال أيضًا: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب. وتابعه الحسن بن علي المعمري ثني أبو همام الصلت بن محمد الخاركي به. أخرجه الديلمي كما في "الصحيحة" (4/ 389) ورواه غير إبراهيم (¬3) بن حميد عن ثور بغير هذا السياق: فقال أبو يعلى (1875): ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "تسليم بإصبع واحدة تشير بها فعل اليهود" وأخرجه العقيلي (3/ 223) والطبراني في "مسند الشاميين" (502) وفي "الأوسط" (4434) من طرق عن عثمان بن أبي شيبة به. قال عبد الله بن أحمد: أنكر أبي هذا الحديث جدًا وقال: هذا الحديث موضوع أو كأنّه موضوع" ضعفاء العقيلي 3/ 223 ¬

_ (¬1) 12/ 248 (كتاب الطب- باب الحمى من فيح جهنم) (¬2) 13/ 250 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله) و13/ 255 (كتاب الاستئذان- باب إفشاء السلام) (¬3) وتابعه طلحة بن زيد الرقي عن ثور به وقال فيه: فإنّ تسليمهم إشارة بالأكف والحواجب" أخرجه البيهقي في "الشعب" (8520) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن طلحة بن زيد به. وقال: هذا إسناد ضعيف بمرة، فإنّ طلحة بن زيد متروك الحديث متهم بالوضع، وعثمان بن عبد الرحمن ضعيف"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا أبو خالد الأحمر، تفرد به عثمان بن أبي شيبة، ولا يُروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح" المجمع 8/ 38 قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلسًا (¬1). 4308 - "لا تسلموا على من شرب الخمر، ولا تعودوهم إذا مرضوا، ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا" قال الحافظ: وأخرج سعيد بن منصور بسند ضعيف عن ابن عمر: فذكره، وأخرجه ابن عدي بسند ضعيف عنه عن ابن عمر مرفوعا" (¬2) ضعيف وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه ليث بن أبي سُلَيم واختلف عه: - فقال أبو الأشهب جعفر بن الحارث الواسطي: عن ليث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا "لا تجالسوا شربة الخمر، ولا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم، فإنّ شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودا وجهه، مُدْلِعا لسانه على صدره، يسيل لعابه على بطنه، يقذره كل من رآه" أخرجه ابن عدي (2/ 632) من طريق أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي الخراساني ثنا أبو الأشهب به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1433) قال ابن عدي: أبو مطيع بين الضعف في أحاديثه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيه جماعة ضعفاء، منهم ليث، قال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. ومنهم جعفر بن الحارث، قال ابن معين: ليس بشيء. ومنهم أبو مطيع البلخي، قال أحمد: لا ينبغي أن يروى عنه شيء، وقال ابن معين: ليس بشيء" ¬

_ (¬1) انظر حديث "ليس منا من تشبه بغيرنا" (¬2) 13/ 278 - 279 (كتاب الاستئذان- باب من لم يسلم على من اقترف ذنبا)

قلت: إسناده ضعيف لضعف الحكم وليث، وأما جعفر فمختلف فيه والأكثر على تضعيفه. - وقال الفضيل بن عياض: عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه أبو علي الحداد في "معجمه" كما في "اللآلئ" (2/ 205) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن تميم ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل به. - وقال هلال بن مقلاص: عن ليث عن عبيد الله بن عمر عن ابن عمر مرفوعا. أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "اللآلئ" (2/ 205 - 206) من طريق أبي كريب عن هلال به. - وقال معتمر بن سليمان التيمي: عن ليث قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يجيء يوم القيامة شارب الخمر مسودا وجهه ... أخرجه عبد الرزاق (17074) وليث قال النسائي: ضعيف، وقال أحمد: ضعيف الحديث جدًا كثير الخطأ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: لا يشتغل به هو مضطرب الحديث. الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مات وهو مدمن خمر لقي الله وهو مسود الوجه، مظلم الجوف، لسانه ساقط على صدره، يقذره الناس" أخرجه الشيرازي في "الألقاب" كما في "اللآلي" (2/ 206) من طريق عبيد الله بن محمد بن سليمان بن إبراهيم بن موسى بن زيد بن عبد الله الأزدي أبي القاسم المعروف بابن أبي المدور ثنا حبيب بن رزيق ثنا محمد بن عمران الأنصاري عن نافع به. وحبيب بن رزيق هو كاتب مالك كذبه أبو داود وأبو حاتم وابن عدي، وقال أحمد: ليس بثقة. 4309 - حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قام رجل يصلي فجهر بالقراءة فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تسمعني وأسمع ربك" قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وسنده حسن" (¬1) مرسل ¬

_ (¬1) 14/ 121 (كتاب الرقاق- باب الرياء والسمعة)

أخرجه أحمد (2/ 326) والبزار (كشف 727) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 163) والبيهقي (2/ 162) من طريق جرير بن حازم البصري قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنّ عبد الله بن حذافة السهمي قام يصلي فجهر بصلاته، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-"يا ابن حذافة لا تسمعني وأسمع ربك -عز وجلّ-" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 265 قلت: النعمان بن راشد هو الجزري وقد أخرج له مسلم في المتابعات كما في "من تكلم فيه وهو موثق" للذهبي، وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ذكره البخاري والنسائي والعقيلي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، واختلف فيه قول ابن معين وأكثر الروايات عنه أنّه ضعفه. وخالفه يونس بن يزيد الأيلي فرواه عن الزهري عن أبي سلمة مرسلًا. أخرجه ابن سعد (4/ 190) وهكذا رواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن أبيه عن أبي سلمة مرسلًا. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 82) وهذا أصح. 4310 - "لا تشبهوا باليهود والنصارى، فإنّ تسليم اليهود الإشارة بالاصبع، وتسليم النصارى بالأكف" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره، قال الترمذي: غريب. قلت: وفي سنده ضعف" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليس منا من تشبه بغيرنا" 4311 - "لا تشتروا السمك في الماء فإنّه غَرَر" قال الحافظ: ولأحمد من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 13/ 250 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله) (¬2) 5/ 260 (كتاب البيوع- باب بيع الغرر)

أخرجه أحمد (1/ 388) ثنا محمد بن السماك عن يزيد بن أبي زياد عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود به مرفوعا. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (10491) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (231) وأبو الشيخ في "الطبقات" (1005) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 214) والبيهقي (5/ 340) وفي "المعرفة" (8/ 149) والخطيب في "التاريخ" (5/ 369) قال أبو نعيم: غريب المتن والإسناد لم نكتبه من حديث ابن السماك إلا من حديث أحمد بن حنبل" وقال البيهقي: هكذا روي مرفوعا وفيه ارسال بين المسيب وابن مسعود، والصحيح موقوف على ابن مسعود" وقال الخطيب: رواه زائدة بن قدامة عن يزيد بن أبي زياد موقوفًا على ابن مسعود وهو الصحيح" وقال الهيثمي: شيخ أحمد: محمد بن السماك لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 80 قلت: ابن السماك (¬1) هو محمد بن صَبيح أبو العباس المذكر مولى بني عجل ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 32) وقال: مستقيم الحديث، واختلف فيه قول محمد بن عبد الله بن نمير فمرّة قال: كان صدوقا، ومرّة قال: ليس حديثه بشيء (¬2). وخالفه غير واحد رووه عن يزيد بن أبي زياد عن المسيب عن ابن مسعود موقوفًا، منهم: 1 - هشيم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 258) والخطيب في "التاريخ" (5/ 369) 2 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 575) ¬

_ (¬1) ترجمته في: التاريخ الكبير 1/ 1/ 106 - الجرح والتعديل 3/ 2/290 - تاريخ بغداد 5/ 368 - ميزان الاعتدال 3/ 584 - المغني في الضعفاء 2/ 593 - لسان الميزان 5/ 204 (¬2) ذكره أبو زرعة ابن العراقي في "ذيل الكاشف" (ص 248) وقال: لا أعرف حاله. وذكره الحسيني في "الأكمال" (ص 374) وقال: لا يعرف. وتعقبه الحافظ في "التعجيل" (2/ 182) فراجعه.

3 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه الطبراني (9607) قال الدارقطني في "العلل" (5/ 275 - 276): والموقوف أصح" قلت: وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، والمسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود. 4312 - "لا تشربوا واحدة كما يشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم" قال الحافظ: وأخرج الترمذي بسند ضعيف عن ابن عباس رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف يرويه أبو فروة يزيد بن سنان الجزري الرهاوي واختلف عنه: - فقال وكيع: عن أبي فروة عن ابن لعطاء بن أبي رباح عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم" أخرجه الترمذي (1885) وتمام في "فوائده" (ق 27/ ب) وقال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال ابن القطان الفاسي: ابن عطاء مجهول، وأبو فروة ضعيف" الوهم والايهام 3/ 588 - وقال الفضل بن موسى السيناني: عن أبي فروة عن الزهري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11378) والبيهقي في "الشعب" (5614) وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة. 4313 - عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لأسامة "لا تشفع في حد" وكان إذا شفع شفعه. قال الحافظ: أخرجه ابن سعد" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 12/ 196 و 197 (كتاب الأشربة- باب الشرب بنفسين أو ثلاثة) (¬2) 15/ 100 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 464) عن حفص بن غياث الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه به. وأخرجه ابن سعد (4/ 69) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين الكوفي ثنا حفص بن غياث به. ورواته ثقات. 4314 - "لا تشفع في حد فإنّ الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك" قال الحافظ: في مرسل حبيب بن أبي ثابت الذي أشرت إليه، وفيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لأسامة لما شفع فيها: فذكره. وقال: ساق ابن سعد في ترجمة فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد في "الطبقات" من طريق الأجلح بن عبد الله الكندي عن حبيب بن أبي ثابت رفعه: إنّ فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت حليا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستشفعوا، الحديث. وقال: ووقع في مرسل حبيب بن أبي ثابت الذي أشرت إليه أنها سرقت حليا. وقال: وقع في مرسل حبيب بن أبي ثابت: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشفعه. وقال: وفي مرسل حبيب بن أبي ثابت: فلما أقبل أسامة ورآه النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "لا تكلمني يا أسامة" وقال: ووقع في مرسل حبيب بن أبي ثابت: فاستشفعوا على النبي-صلى الله عليه وسلم- بغير واحد فكلموا أسامة" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (8/ 263) عن عبد الله بن نمير عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت أنّ فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حليّا فاستشفعوا على النبي-صلى الله عليه وسلم- بغير واحد وكلموا أسامة بن زيد ليكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشفعه، فلما أقبل أسامة ورآه النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "لا تكلمني يا أسامة فإنّ الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك. لو كانت ابنة محمد فاطمة لقطعتها". الأجلح هو ابن عبد الله الكندي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره. وعبد الله وحبيب ثقتان. ¬

_ (¬1) 15/ 93 و 95 و 100 و 101 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

4315 - "لا تصحب الملائكة رُفقة فيها جرس" قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي من حديث أم حبيبة أم المؤمنين مرفوعا: فذكره، وأخرجه النسائي من حديث أم سلمة أيضا" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). صحيح ورد من حديث أم حبيبة ومن حديث أم سلمة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث حوط بن عبد العزى ومن حديث عائشة. فأما حديث أم حبيبة فيرويه سالم بن عبد الله بن عمر واختلف عنه: رواه نافع مولى ابن عمر عن سالم واختلف عنه: - فرواه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع واختلف عنه كذلك: • فقال غير واحد: عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبي الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة به مرفوعا. منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (6/ 327 و 426) وأبو داود (2554) وأبو يعلى (7125) والخرائطي في "المساوئ" (854) وابن حبان (4705) والطبراني في "الكبير" (23/ 240) والخليلي (¬3) في "الإرشاد" (30) والمزي (33/ 184 - 185) 2 - محمد بن بشر العبدي. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 228) وإسحاق في "مسنده" (2066) والطبراني في "الكبير" (23/ 240 - 241 و244) 3 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه إسحاق (¬4) (2067) والطبراني (23/ 240 - 241) ¬

_ (¬1) 6/ 482 - 483 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في الجرس) (¬2) 12/ 505 (كتاب اللباس- باب التصاوير) (¬3) لم يذكر في إسناده "عن سالم" (¬4) وسقط من إسناده "عن نافع"

• ورواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن عبيد الله بن عمر فلم يذكر سالما. أخرجه أحمد (6/ 426) - ورواه غير واحد عن نافع عن سالم عن أبي الجراح عن أم حبيبة، مهم: 1 - مالك بن أنس. أخرجه أحمد (6/ 327) والبخاري في "الكنى" (ص 19) والدارمي (2575) والنسائي في "الكبرى" (8811) وابن عبد البر في "الكنى" (1/ 516) والمزي (33/ 185) 2 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه ابن حبان (4700) 3 - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 241) وفي "مسند الشاميين" (107) 4 - جويرية بن أسماء البصري. أخرجه أبو يعلى (7133) 5 - عبيد الله بن الأخنس النخعي. أخرجه إسحاق (2069) - ورواه غير واحد عن نافع عن سالم عن الجراح عن أم حبيبة، منهم: 1 - شعيب بن أبي حمزة الحمصي. أخرجه أحمد (6/ 326 و 427) 2 - همام بن يحيى العَوْذي. أخرجه أبو يعلى (7136) 3 - إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني. أخرجه الطبراني (23/ 240) 4 - الليث بن سعد (¬1). ¬

_ (¬1) رواه أبو صالح عبد الله بن صالح المصري عن الليث واختلف عنه: فرواه مطلب بن شعيب الأزدي عن أبي صالح فقال فيه: عن الجراح. =

أخرجه أحمد (6/ 427) عنه به. - ورواه أيوب السَّخْتياني عن نافع عن الجراح عن أم حبيبة ولم يذكر سالما. أخرجه عبد الرزاق (¬1) (19698) عن مَعْمر بن راشد عن أيوب به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 240) وتابعه موسى بن عقبة المدني عن نافع به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7040) من طريق ابن جريج عن موسى بن عقبة به (¬2). - ورواه عبد الله بن سليمان الطويل عن نافع أنّ سالما أخبره أن أم حبيبة أخبرته، ولم يذكر أبا الجراح. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 241) عن أحمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري ثنا المفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان به. وعبد الله بن سليمان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأحمد بن رشدين وثقه مسلمة، وكذبه أحمد بن صالح المصري، وقال ابن عدي: أنكرت عليه أشياء مما رواه وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه، والباقون كلهم ثقات. ورواه عِرَاك بن مالك المدني عن سالم بن عبد الله عن الجراح عن أم حبيبة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 241) عن الليث بن سعد ¬

_ = أخرجه الطبراني (23/ 240) ورواه علي بن داود القنطري عن أبي صالح فقال فيه: عن أبي الجراح. أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (855) - ورواه عبيد بن حبان عن الليث فقال فيه: عن أبي الجراح. أخرجه ابن عبد البر في "الكنى" (1/ 516) (¬1) رواه إسحاق (2068) عن عبد الرزاق فلم يذكر الجراح. واختلف عن أيوب، فرواه وهيب بن خالد البصري عنه عن نافع عن سالم عن أبي الجراح مرسلًا. أخرجه محمد بن مخلد في "حديثه" (72) (¬2) واختلف عن موسى، فرواه داود بن عبد الرحمن العطار عنه عن نافع عن سالم عن الجراح عن أم حبيبة. أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (38)

والبيهقي (5/ 254) عن بكر بن مضر المصري كلاهما عن جعفر بن ربيعة عن عراك به. وتابعه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن سالم به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 110 - 111) من طريق بحر بن نصر الخولاني ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث ثني بكير به. ورواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن سالم بن عبد الله عن أبي الجراح مولى أم سلمة عن أم سلمة (¬1). أخرجه أحمد (26/ 326) ورواية من رواه عن سالم بن عبد الله عن مولى أم حبيبة عن أم حبيبة أصح. واختلف في الراوي عن أم حبيبة كما تقدم فقيل: أبو الجراح، وقيل: الجراح. قال البخاري في "الكنى": أبو الجراح أكثر وأصح. وقال ابن حبان في "الثقات": من قال: الجراح، فقد وهم. وقال ابن عبد البر في "الكنى": منهم من يقول فيه: الجراح، ومنهم من يقول: أبو الجراح، وهو الصواب. وقد وهم من قال فيه الجراح من رواة مالك وغيره. وذكره الذهبي في "الكاشف" وقال: ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأما حديث أم سلمة فله عنها طرق: الأول: يرويه ابن جريج أخبرني سليمان بن بابَيَه مولى آل نوفل أنّ أم سلمة قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جلجل ولا جرس، ولا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 4) عن عبد الله بن وهب والنسائي (8/ 157) وفي "الكبرى" (9556) واللفظ له ¬

_ (¬1) وفيه اختلاف آخر على سالم سيأتي الكلام عليه في حديث أم سلمة.

عن حجاج بن محمد المصيصي كلاهما عن ابن جريج به. وسليمان بن بابيه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه أبو الزبير المكي عن سليمان بن بابي عن أم سلمة به. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 233) عن سليمان بن سيف الحراني وأبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (56) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 235) عن عبد الرحمن بن يحيى بن زكريا (¬1) قالا: ثنا أيوب بن خالد الحرّاني ثنا الأوزاعي عن أبي الزبير به. وأيوب بن خالد مختلف فيه، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من سليمان. الثاني؛ يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله أنّ سفينة مولى أم سلمة أخبره أنّ أم سلمة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" أخرجه النسائي في "الكبرى" (8813) وأبو يعلى (6945) وفي "معجمه" (83) والخرائطي في "المساوئ " (859) والطبراني في "الكبير" (23/ 307 و 379) وفي "مسند الشاميين" (1785) وتمام (ق 107/أ) والخطيب في "التاريخ" (10/ 110 - 111) من طرق عن الزهري به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثالث: يرويه أبو الأسود عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة مرفوعا "إنّ الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس" أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 415) عن الحسن بن غليب ثنا عمران بن هارون ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود به. ¬

_ (¬1) لكنّه قال في روايته "عبد الله بن باباه عن أم سلمة"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو الأسود اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني. الرابع: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلجل" أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 402) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن موسى بن عبيدة به. وهو في مصنف ابن أبي شيبة (12/ 229) بهذا الإسناد موقوفًا. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (2113) ولفظه "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس" وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه بكير (¬1) بن موسى عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلجل" أخرجه أحمد (2/ 27) والنسائي (8/ 156 - 157 و 157) وفي "الكبرى" (9553 و 9554 و 9555) وأبو يعلى (5446) من طرق عن نافع بن عمر الجُمَحي عن بكير بن موسى به. وإسناده ضعيف، قال الذهبي في "الميزان": أبو بكر بن أبي شيخ، هو بكير بن موسى، عن سالم، لا يعرف، تفرد عنه نافع بن عمر الجمحي. الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر، وعنه غير واحد، منهم: 1 - عبيد الله بن عمر العمري. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (857) عن نصر بن داود ثنا سعد بن عبد الحميد ثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" ¬

_ (¬1) وهو أبو بكر بن أبي شيخ، ويقال له أيضًا: أبو بكر بن موسي. انظر "الميزان" 4/ 503 - "الكاشف" 3/ 314

وإسناده ضعيف جدًا، عبد الرحمن بن عبد الله هو ابن عمر العمري قال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وكذبه أحمد وابن معين. 2 - عبد الله بن عامر الأسلمي. أخرجه الخرائطي (858) عن نصر بن داود ثنا أبو نعيم ثنا الأسلمي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "الملائكة لا تتبع العير إذا كان فيها جرس" وإسناده ضعيف لضعف الأسلمي. 3 - ثابت بن زهير البصري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9178) عن مورع بن عبد الله ثنا داود بن معاذ ثنا ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر إلا ثابت بن زهير، ورواه الناس عن نافع عن سالم عن الجراح عن أم حبيبة" قلت: وثابت بن زهير قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. الثالث: يرويه عاصم بن عمر بن حفص العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7927) وابن عدي (5/ 1871) وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن بشير الأزدي عن أبي الزبير عن أنس مرفوعا "لا تقرب الملائكة عيرا فيها جرس، ولا بيتا فيه جرس" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4696) وفي "مسند الشاميين" (2796) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير به. وأخرجه ابن عدي (3/ 1211) عن محمد بن عبيد الله الخوارزمي ثني أبو زرعة الدمشقي به. وأخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (25) عن عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي ثنا أبو زرعة الدمشقي به.

وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (24) من طريق إبراهيم بن هانئ ثنا محمد بن بكار بن بلال به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا سعيد بن بشير، تفرد به محمد بن بكار" وقال ابن عدي: لا يعرف عن أبي الزبير إلا من حديث سعيد بن بشير عنه، ولا أظنّ أنه يعرف لأبي الزبير عن أنس غيره" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 175 قلت: سعيد بن بشير مختلف فيه: وثقه دحيم وغيره، وضعفه ابن معين وابن المديني والنسائي وغيرهم. وأبو الزبير لم يذكر سماعا من أنس فلا أدري أسمع منه أم لا، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس مشهور وقد رواه بالعنعنة. واختلف فيه على سعيد بن بشير كما سيأتي. الثاني: يرويه يوسف بن ميمون عن الحسن عن أنس قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمع صوت جرس فقال "إنّ الملائكة لا تتبع رفقة فيها جرس" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5564) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا منجاب بن الحارث أنا علي بن مسهر عن يوسف بن ميمون به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحسن إلا يوسف بن ميمون، تفرد به علي بن مسهر" وقال الهيثمي: وفيه يوسف بن ميمون وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 175 وأما حديث حوط بن عبد العزى فأخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 2705) عن عبد الوارث بن سعيد البصري عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة قال: حدثني حوط بن عبد العزى قال: إنّ رفقة أقبلت من مضر وفيها جرس، فأمر النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يقطعوه، فمن ثمة كره الجرس، وقال "إنّ الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4189) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد به مختصرا، ووقع عنده: خوط بن عبد العزى.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1874) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسدد به. ووقع عنده: حويطب بن عبد العزى. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/90 - 91) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد عن عبد الوارث به، ووقع عنده: حوط بن عبد العزى. وأخرجه الطبراني (4190) وأبو نعيم في "الصحابة" (2565) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الوارث به، ووقع عندهما: خوط بن عبد العزى. وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/91) عن إسحاق ثنا عبد الصمد بن الوارث ثنا أبي به، ووقع عنده: حوط بن عبد العزى. وأخرجه البزار (كشف 2068) عن زيد بن أخزم الطائي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به، ووقع عنده: حويطب بن عبد العزى. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (550) عن إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا عبد الوارث بن سعيد به. ووقع عنده: عن حوط أو حويط بن عبد العزى. وقال: لم يروه غير ابن بريدة" وقال البزار: لا نعلم لحويطب إلا هذا الحديث بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 174 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 8/ 317 وأما حديث عائشة فأخرجه الخرائطي (856) عن حماد بن الحسن بن عنبسة ثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن زرارة بن أوفي عن سعد بن هشام عن عائشة مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس" وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 299) عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي عن محمد بن عثمان التَّنُوخي الدمشقي ثنا سعيد بن بشير به بلفظ "رفقة فيها جرس ولا جلد نمر" وسعيد بن بشير مختلف فيه كما تقدم، وقتادة مدلس وقد عنعن، وابن عثمة صدوق، والباقون ثقات.

ولم ينفرد ابن عثمة ومحمد بن عثمان به بل تابعهما الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن بشير به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2720 و 2721) عن دحيم و (2721) عن داود بن رشيد الخوارزمي قالا: ثنا الوليد بن مسلم به. ورواه هشام بن خالد الأزرق عن الوليد بن مسلم: ثنا سعيد بن بشير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جلد نمر" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 319) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا هشام بن خالد الأزرق ثنا الوليد بن مسلم به. وقال: سعيد بن بشير كان رديء الحفظ فاحش الخطأ، يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه" وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2800) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن خالد به. طريق أخرى: قال رَوح بن عبادة البصري: ثنا ابن جريج عن بنانة مولاة عبد الرحمن بن حيان الأنصاري عن عائشة قالت: بينا هي عندها إذ دخل عليها بجارية عليها جلاجل يصوتن، فقالت: لا تدخلوها عليّ إلا أن تقطعوا جلاجلها، فسألتها بنانة عن ذلك، فقالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس، ولا تصحب رفقة فيها جرس" أخرجه أحمد (6/ 242) عن روح بن عبادة به. وأخرجه أبو داود (4231) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا روح به. وبنانة قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف. وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من بنانة. 4316 - "لا تصحب الملائكة رُفقة فيها جلد نمر" قال الحافظ: ولأبي داود: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 12/ 409 (كتاب اللباس- باب لبس القسي)

يرويه قتادة عن زُرارة بن أوفي واختلف عنه: - فقال عمران بن داود القطان: عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه أبو داود (4130) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود ثنا عمران به. قال النووي: حسن، رواه أبو داود بإسناد حسن" الخلاصة 1/ 78 قلت: رواته ثقات غير عمران القطان وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وأبو داود هو الطيالسي. - ورواه هشام الدَّستُوائي عن قتادة بهذا الإسناد بلفظ "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (280) عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي به. وأخرجه أحمد (2/ 385 و 414) والنسائي في "الكبرى" (8810) من طرق عن معاذ بن هشام به. ورواته ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسًا وقد عنعن. - ورواه سعيد بن بشير عن قتادة واختلف عنه كما تقدم في الحديث قبله. وحديث هشام أصح. 4317 - حديث ابن عمر رفعه "لا تصلوا الصلاة في اليوم مرتين" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 278 - 279) وأحمد (2/ 19 و 41) وأبو داود (579) والنسائي (2/ 88) وفي "الكبرى" (933) وابن خزيمة (1641) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 407) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 316) وابن حبان (2396) والطبراني في "الكبير" (13270) والدارقطني (1/ 415 و 416) وابن شاهين في "الناسخ" (259 و 260) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 385 و 9/ 231) والبيهقي (2/ 303) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 244 و 244 - 245) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1279) من طرق عن حسين بن ¬

_ (¬1) 2/ 338 (كتاب الصلاة-أبواب الأذان- باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة)

ذكوان المُعَلّم المُكَتّب عن عمرو بن شعيب ثني سليمان بن يسار مولى ميمونة قال: أتيت على ابن عمر وهو بالبلاط والقوم (¬1) يصلون في المسجد، قلت: ما يمنعك أن تصلي مع الناس أو القوم؟ قال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "لا تصلوا (¬2) صلاة (¬3) في يوم مرتين" قال ابن حبان: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة يحتج بخبره إذا روى عن غير أبيه" وقال الدارقطني: تفرد به حسين المعلم عن عمرو بن شعيب" وقال ابن حزم: وهذا خبر صحيح لا يحل خلافه" المحلى 2/ 351 وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 668): إسناده صحيح" وقال الشيخ أحمد شاكر: الإسناد صحيح" المحلى 2/ 351 قلت: وهو كما قالوا، وعمرو بن شعيب قال ابن معين: إذا حدّث عن سعيد بن المسيب أو سليمان بن يسار أو عروة فهو ثقة عن هؤلاء. ولم ينفرد به بل تابعه عاصم بن سليمان الأحول عن سليمان بن يسار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تعاد الصلاة في يوم مرتين. أخرجه ابن شاهين (261) من طريق ابن المبارك عن عاصم به. وأخرجه (262) من طريق الحسن بن دينار البصري عن عاصم الأحول عن سليمان بن يسار عن رجل قال: كنا نصلي في بيوتنا، ثم نأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنعيد معه الصلاة، فنهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نعيد صلاة مكتوبة في اليوم مرتين. وللحديث شاهد عن خالد بن أيمن مرسلًا. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 317) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا حَبان بن هلال ثنا همام ثنا قتادة عن عامر الأحول عن عمرو بن شعيب عن خالد بن أيمن قال: كان أهل العوالي يصلون في منازلهم ويصلون مع النبي-صلى الله عليه وسلم-، فنهاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن يعيدوا الصلاة في يوم مرتين. وعلقه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 139) عن حبان بن هلال به. وزاد في آخره: قال عمرو: فذكرته لسعيد فقال: صدق. ¬

_ (¬1) وفي لفظ الدارقطني "والناس في صلاة العصر" (¬2) ولفظ النسائي "لا تعاد" (¬3) زاد الدارقطني "مكتوبة"

واختلف فيه على عامر الأحول، فرواه الحارث بن نبهان البصري عنه فلم يذكر عمرو بن شعيب. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (263) والأول أصح، والحارث بن نبهان قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. 4318 - "لا تصلوا بعد الصبح ولا بعد العصر إلا أن تكون الشمس نقية" وفي رواية "مرتفعة" قال الحافظ: رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث "نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة" 4319 - حديث أبي سعيد رفعه "لا تصلوا والأمام يخطب" قال الحافظ: لا يثبت" (¬2) ضعيف أخرجه أبو سعد الماليني كما في "الوهم والإيهام" (2/ 224) من طريق محمد بن أبي مطيع عن أبيه عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر اليمامي والحارث الأعور. 4320 - "لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها" قال الحافظ: وله -أي أحمد- من طريق ليلى امرأة بشير بن الخصاصية أنّه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: فذكره" (¬3) أخرجه أحمد (5/ 224 - 225) وعبد بن حميد (428) والعباس الدوري في "التاريخ" (2/ 60) والطبراني في "الكبير" (1232) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1177) والبيهقي (10/ 75 - 76) من طرق عن عبيد الله بن إياد بن لقيط قال: سمعت أبي يحدث قال: سمعت ليلى امرأة بشير بن الخصاصية- ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماه بشيرا وكان اسمه قبل ذلك زحم- تقول: أخبرني بشير أنّه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أصوم يوم ¬

_ (¬1) 2/ 201 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب لا تتحرى الصلاة قبل غروب الشمس) (¬2) 5/ 63 (كتاب الجمعة- باب إذا رأى الإمام رجلًا جاء وهو يخطب) (¬3) 5/ 137 (كتاب الصوم- باب صوم يوم الجمعة)

الجمعة ولا أكلم ذلك اليوم أحدا، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها أو في شهر، وأما أن لا تكلم أحدا فلعمري لأن تكلم تأمر بمعروف وتنهى عن منكر خير لك من أن تسكت" قال الهيثمي: هكذا رواه الطبراني في "الكبير"، ورواه أحمد عن ليلى امرأة بشير أنّه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم-، وقد قيل إنّها صحابية، ورجاله ثقات" المجمع 3/ 199 وقال في موضع آخر: وليلى لم أجد من ذكرها" المجمع 3/ 158 قلت: ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين (5/ 346) وابن الأثير فى "أسد الغابة" والمزي في "تهذيب الكمال" وقال: يقال: لها صحبة. وإياد وابنه وثقهما ابن معين وغيره. 4321 - عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن فقال: "لا تصيبنّ شيئا بغير إذني فإنّه غلول" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من رواية قيس بن أبي حازم عن معاذ بن جبل" (¬1) ضعيف أخرجه الترمذي (1335) والبزار (2673) والطبراني في "الكبير" (20/ 128) و "الأوسط" (5231) وابن عدي (3/ 948) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن داود بن يزيد الأَوْدي عن المغيرة بن شُبيل عن قيس بن أبي حازم عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن. فلما سرت، أرسل في أثري، فرددت. فقال "أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبنّ شيئا بغير إذني (¬2) فإنّه غلول. ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة لهذا دعوتك فامض لعملك" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن معاذ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي أسامة عن داود الأودي" وقال الطبراني: لم يروه عن المغيرة بن شبيل إلا داود الأودي، تفرد به أبو أسامة" قلت: وداود الأودي ضعيف كما قال ابن معين وأبو داود وغيرهما، فالحديث ضعيف. ¬

_ (¬1) 16/ 290 (كتاب الأحكام- باب هدايا العمال) (¬2) وفي لفظ "علم"

4322 - "لا تضربوا إماء الله" قال الحافظ: فعند أحمد وأبي داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث إياس بن عبد الله بن أبي ذُباب- بضم المعجمة وبموحدتين الأولى خفيفة- رفعه: فذكره، فجاء عمر فقال: قد ذَئِر النساء على أزواجهنّ، فأذن لهم فضربوهنّ، فأطاف بآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساء كثير فقال "لقد أطاف بآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-سبعون امرأة كلهن يشكين أزواجهنّ ولا تجدون أولئك خياركم" وله شاهد من حديث ابن عباس في صحيح ابن حبان، وآخر مرسل من حديث أم كلثوم بنت أبي بكر عند البيهقي" (¬1) حديث إياس بن عبد الله بن أبي ذباب يرويه الزهري وعنه غير واحد، منهم: 1 - مَعْمَر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (17945) عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب مرفوعا "لا تضربوا إماء الله" قال: "فذئر النساء، وساءت أخلاقهنّ على أزواجهنّ، فقال عمر: يا رسول الله، ذئر النساء، وساءت أخلاقهنّ على أزواجهنّ منذ نهيت عن ضربهنّ، قال: فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "فاضربوهنّ" فضرب الناس نساءهم تلك الليلة، فأتى نساء كثير يشتكين الضرب، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أصبح "لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهنّ يشتكين الضرب، وأيم الله لا تجدورن أولئك خياركم" وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (103) وابن حبان (4189) والطبراني في "الكبير" (784) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (939) والبيهقي (7/ 304) من طرق عن عبد الرزاق به. 2 - سفيان بن عُيينة أخرجه الشافعي في "الأم" (5/ 176) والحميدي (876) عن سفيان به. ومن طريق الشافعي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (2346) ومن طريق الحميدي أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 24 - 25) والطبراني في "الكبير" (785) والحاكم (2/ 188 و 191) وأبو نعيم في "المعرفة" (940) وابن بشران (652) ¬

_ (¬1) 11/ 215 (كتاب النكاح- باب ما يكره من ضرب النساء)

وأخرجه الدارمي (2225) وأبو داود (2146) وابن ماجه (1985) وابن أبي الدنيا في "العيال" (484) والنسائي في "الكبرى" (9167) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 416 - 417) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (101) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 663 - 664) وأبو نعيم في "المعرفة" (940) والبيهقي (7/ 305) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 183) من طرق عن سفيان عن الزهري عن عبد الله (¬1) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إياس بن عبد الله نحوه. 3 - محمد بن أبي حفصة البصري. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2716) عن حسين بن حسن المروزي وأبو القاسم البغوي (102) والطبراني في "الكبير" (786) عن عيسى بن سالم الشاشي قالا: ثنا ابن المبارك ثنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر (¬2) عن إياس بن عبد الله نحوه. 4 - محمد بن الوليد الزبيدي. أخرجه ابن قانع (1/ 23 - 24) 5 - سليمان بن كثير البصري. أخرجه ابن أبي عاصم (2717) عن محمد بن المثنى ثنا أبو الوليد ثنا سليمان بن كثير ثنا الزهري عن عبيد الله عن أنس بن عبد الله بن أبي ذباب نحوه. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير (1/ 148 - 149) وقال: وهذا الحديث هو الذي ذكر في إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، فلا أعلم لم فرّق بينهما ابن أبي عاصم وهو قد روى الحديث في الترجمتين" وقال الحافظ في "الإصابة" (1/ 145): الصواب: إياس بن عبد الله، كذلك أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن إياس لا عن أنس" ¬

_ (¬1) هكذا قال الأكثر: عبد الله، وقال بعضهم: عبيد الله. (¬2) ووقع عند الطبراني "بن عتبة"

قلت: وهو كما قال، وقد رواه محمد بن كثير البصري عن سليمان بن كثير على الصواب. أخرجه ابن قانع (1/ 24) والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ في "الإصابة": إسناده صحيح لكن قال ابن السكن: لم يذكر إياس سماعا، وقال البخاري: لا نعرف له صحبة" قلت: اختلف في صحبته، فقال أبو حاتم وأبو زرعة وابن عبد البر: له صحبة. وقال أحمد والبخاري وابن حبان (¬1): لا صحبة له. قال الحافظ في "التهذيب": والراجح صحبته" والله تعالى أعلم (¬2). وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن أم كلثوم بنت أبي بكر مرسلًا فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (1977) والبزار (كشف 1483) وابن حبان (4186) والحاكم (4/ 173) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان عن عطاء عن ابن عباس أنّ الرجال استأذنوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ضرب النساء، فأذن لهم، فضربوهنّ، فبات فسمع صوتا عاليا فقال "ما هذا؟ " قالوا: أذنت للرجال في ضرب النساء فضربوهنّ، فنهاهم، وقال "خيركم خيركم لأهله، وأنا من خيركم لأهلي" اللفظ لابن حبان. وإسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه عند حديث "خيركم خيركم لأهله" وأما حديث أم كلثوم بنت أبي بكر فأخرجه الحاكم (2/ 191) والبيهقي (7/ 304) من طرق عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن حميد بن نافع عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: كان الرجال نهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهنّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخلى بينهم وبين ضربهنّ، ثم قال "لقد طاف الليلة بآل محمد - صلى الله عليه وسلم - سبعون امرأة كلهنّ قد ضربت" ¬

_ (¬1) ذكره في "الثقات" (3/ 12) في "الصحابة" وقال: يقال: إنّ له صحبة" وأعاده في "ثقات التابعين" (4/ 34) وقال: يقال: إنّ له صحبة، ولا يصح ذلك عندي" وذكره في "مشاهير علماء الأمصار" (ص 34) وقال: كان ممن شهد حجة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وعقل عنه" وذكره في موضع آخر (ص 82) وقال: ليس يصح عندي صحبته فلذلك حططناه عن طبقة الصحابة إلى التابعين" (¬2) قال أبو نعيم: تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عبد الله بن عمر" قلت: وهو ثقة وكذا عبيد الله.

قال يحيى: وحسبت أنّ القاسم قال: ثم قيل لهم بعد "ولن يضرب خياركم" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنّه مرسل. 4323 - حديث ابن عمر قال: قدم النبي-صلى الله عليه وسلم-من غزوة فقال "لا تطرقوا النساء" وأرسل من يؤذن الناس أنهم قادمون. قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه". وقال: أخرجه ابن خزيمة عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تطرق النساء ليلًا فطرق رجلان كلاهما وجد مع امرأته ما يكره" وأخرجه من حديث ابن عباس نحوه، وقال فيه: فكلاهما وجد مع امرأته رجلا" (¬1) حديث ابن عمر له عنه طريقان: الأول: يرويه نافع عن ابن عمر، وعن نافع غير واحد، منهم: 1 - عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- أقبل من غزوة فقال "أيها الناس لا تطرقوا النساء ليلًا ولا تعتروهن" وبعث راكبًا إلى المدينة بأنّ الناس داخلون بالغداة. أخرجه البزار (كشف 1485) عن محمد بن عبد الله والخرائطي في "المساوئ" (866) عن محمد بن عبيد الطنافسي كلاهما عن عبيد الله بن عمر به. واختلف فيه على عبيد الله بن عمر، فقال عبد الله بن نمير: ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: أقبل عمر بن الخطّاب من غزوة سرغ حتى إذا بلغ الجُرُف قال: أيها الناس، لا تطرقوا النساء ولا تعتروهن، ثم بعث راكبًا إلى المدينة بأنّ الناس داخلون بالغداة. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 524) ¬

_ (¬1) 11/ 254 و 255 (كتاب النكاح- باب لا يطرق أهله ليلًا)

وتابعه عبد الرزاق (14016) عن عبيد الله بن عمر به. 2 - عمر بن محمد بن زيد العدوي عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم من غزوة قال "لا تطرقوا النساء" وأرسل من يؤذن الناس أنّه قادم الغد. أخرجه البيهقي (9/ 174) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ ابن وهب أني عمر بن محمد به. وإسناده صحيح. 3 - محمد بن عجلان المدني عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نزل العقيق فنهى عن طروق النساء الليلة التي يأتي فيها، فعصاه فتيان فكلاهما رأى ما يكره. أخرجه أحمد (2/ 104) عن أبي معاوية غسان بن المفضل الغلابي البصري ثنا خالد بن الحارث ثنا ابن عجلان به. وأخرجه البزار (كشف 1485) قال: حدثنا بعض أصحابنا عن خالد بن الحارث به. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا "لا تطرقوا النساء بعد صلاة العتمة" أخرجته الهرثمية في "جزئها" (68) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر ثنا ابن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب عن الزهري به. وإسناده حسن، الحسن بن داود ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك صدوقان، والباقون ثقات. ولم ينفرد الحسن بن داود به بل تابعه أحمد بن الفرج الحمصي عن ابن أبي فديك به. أخرجه البزار (كشف 1486) وقال: لا نعلم رواه عن الزهري إلا ابن أبي ذئب، ولا عنه إلا ابن أبي فديك، وهو معروف عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه" وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 1487) والطبراني في "الكبير" (11626) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا تطرقوا النساء ليلًا" قال: فقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قافلا من سفر وذهب رجلان فسبقا بعد قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيا أهليهما فوجد كل واحد مع أهله رجلًا.

قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح. 4324 - "لا تُطرُوني" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 7/ 300) من حديث ابن عباس. 4325 - "لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها فإنّكم إن تفعلوا لم يزل في المسلمين من إذا قال سدد أو وفق وإن عجلتم تشتت بكم السبل" قال الحافظ: وأخرج أبو داود في "المراسيل" من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرفوعا ومن طريق طاوس عن معاذ رفعه: فذكره، وهما مرسلان يقوي بعضهما بعضا، ومن وجه ثالث عن أشياخ الزبير بن سعيد مرفوعا "لا يزال في أمتي من إذا سئل سدد وأرشد حتى يتساءلوا عما لم ينزل" (¬2) حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (8/ 400) عن محمد بن المثنى عن رَوح بن عبادة عن أسامة بن زيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرفوعا "لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها ... " الحديث. وحديث معاذ أخرجه إسحاق في "مسنده" (إتحاف الخيرة 526) وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (8/ 400) والطبراني في "الكبير" (20/ 167) من طريق محمد بن عجلان المدني عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها وقاربوا وسددوا، فإن عجلتم بها قبل نزولها، فإنها سيسيل بكم السيل ههنا وههنا". وإسناده منقطع بين طاوس ومعاذ فإنّه لم يسمع منه. واختلف فيه على طاوس، فقال الصلت بن راشد: سألت طاوسا عن شيء، فقال: أكان هذا؟ فقلت: نعم، قال: فإنّ أصحابنا أخبرونا عن معاذ أنّه قال: فذكره ولم يرفعه. أخرجه إسحاق (إتحاف الخيرة 527) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا حماد بن زيد عن الصلت به. ¬

_ (¬1) 13/ 292 (كتاب الاستئذان- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: قوموا إلى سيدكم) و15/ 169 (كتاب الحدود- باب رجم الحبلى من الزنا) (¬2) 17/ 25 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

قال البوصيري: هذا إسناد حسن" إتحاف الخيرة 1/ 301 قلت: رواته ثقات إلا أنّ طاوسا لم يسمّ أصحابه. وحديث أشياخ الزبير بن سعيد لم أره في "المراسيل" لأبي داود ولم يذكره المزي في "التحفة" 4326 - "لا تعزروا فوق عشرة أسواط" قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه من حديث أبي هريرة بالتعزير بلفظ: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يحل أن يجلد فوق عشرة أسواط ... " 4327 - "لا تغالوا في الكفن فإنّه يسلب سريعا" قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث علي مرفوعا: فذكره" (¬2) أخرجه أبو داود (3154) ومن طريقه البيهقي (3/ 403) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 144) قال: ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجَنْبِي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن علي مرفوعا "لا تغالوا في الكفن فإنّه يسلب سلباً سريعا" قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 953 قلت: عمرو بن هاشم مختلف فيه، قواه ابن معين وابن عدي، وضعفه الأكثرون، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي. قال الحاكم: لم يسمع من علي إنّما رآه رؤية، وقال الدارقطني في "العلل" (4/ 97): لم يسمع منه إلا حرفا ما سمع غيره. قال الحافظ في "التهذيب": كأنه عني ما أخرجه البخاري في الرجم عنه عن علي حين رجم المرأة قال: رجمتها بسنة النبي-صلى الله عليه وسلم-. 4328 - عن أبي الدرداء: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال "لا تغضب" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬3) ¬

_ (¬1) 15/ 193 (كتاب الحدود- باب كم التعزير والأدب) (¬2) 3/ 497 (كتاب الجنائز- باب موت يوم الاثنين) (¬3) 13/ 134 (كتاب الأدب- باب الحذر من الغضب)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2374) عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي وفي "مسند الشاميين" (21) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل كلاهما عن عمر بن حفص الوَصَّابي الحمصي ثنا محمد بن حِمير عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء أنّه قال: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تغضب ولك الجنة" إبراهيم بن محمد قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد، وعمر بن حفص قال ابن المواق: لا يعرف حاله، ومحمد بن حمير هو ابن أُنيس القُضَاعي لا بأس به، والباقون ثقات (¬1). ولم ينفرد محمد بن حمير به بل تابعه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن ثنا إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: فذكره. أخرجه ابن عدي (6/ 2177) والخطيب في "الموضح" (2/ 360) وابن بشكوال في "المبهمات" (83) وقال ابن عدي: هذا الحديث منكر موضوع" قلت: محمد ابن إسحاق كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حبان وغيره: يضع الحديث (تهذيب الكمال 26/ 372) 4329 - "لا تغضب ولك الجنة" قال الحافظ: ففي الطبراني من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله، قل لي قولًا أنتفع به وأقلل؟ قال: فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) قال المنذري: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح" الترغيب 3/ 446 وقال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بإسناد حسن، تخريج الاحياء للحداد 4/ 1801 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وأحد إسنادي الكبير رجاله ثقات" المجمع 8/ 70 (¬2) 13/ 134 (كتاب الأدب- باب الحذر من الغضب)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (6399) ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا علي بن معبد الرقي ثنا خالد بن حيان عن سليمان بن أبي داود عن سالم بن عجلان الأفطس عن عروة بن الزبير عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت لنبي الله - صلى الله عليه وسلم -: يا نبي الله، قل لي قولًا أنتفع به وأقلل لعلي أعقله؟ فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تغضب" فعاوده مرارا يسأله عن ذلك يقول نبي الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تغضب". وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3499) عن الطبراني به. قال الهيثمي: وفيه سليمان بن أبي داود ولم يعرف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 70 قلت: سليمان بن أبي داود هو الحرّاني، واسم أبي داود سالم. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا، وقال أبو زرعة: لين الحديث (الجرح 2/ 1/ 115 - 116 و120) وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. - ورواه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن (¬1) جارية بن قدامة قال: قلت: يا رسول الله، قل لي قولًا ينفعني وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2094) والحاكم (3/ 615) عن مسلمة بن قعنب الحارثي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (329) وابن حبان (5689) والطبراني (2096) وأبو نعيم في "الصحابة" (1654) عن عمرو بن الحارث المصري (¬2) ¬

_ (¬1) وفي حديث عمرو بن الحارث عند ابن حبان والبغوي وحديث أبي أسامة عند الطبراني وحديث شعيب بن إسحاق: عن ابن عمه جارية بن قدامة. (¬2) أخرجه ابن حبان من طريق حرملة بن يحيى المصري والبغوي من طريق أصبغ بن الفرج المصري والطبراني من طريق أحمد بن صالح المصري قالوا: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث به. وأخرجه أبو نعيم من طريق هارون بن سعيد الأيلي ثنا ابن وهب ثني عمرو بن الحارث والليث بن سعد عن هشام به. ورواه ابن وهب في "الجامع" (402) عن عمرو بن الحارث ووقع عنده: عن الأحنف بن قيس عن ابن عم له من بني تميم عن جارية بن قدامة.

والطبراني (2106) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وابن قانع في "الصحابة" (1/ 157) عن داود بن عبد الرحمن العطار المكي وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 267) عن شعيب بن إسحاق الدمشقي كلهم عن هشام به. • وقال وهيب بن خالد البصري: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن بعض عمومته ولم يسمه. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 237) - وقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية بن قدامة ثني عم لي (¬1) أنّه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (5/ 34) وأبو يعلى (6838) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (325) - وقال علي بن مُسهر الكوفي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية بن قدامة أنّ عمه أتى النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطبراني (2097) - ورواه حماد بن سلمة عن هشام واختلف عنه: • فقال أسد بن موسى المصري: ثنا حماد عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عمه أو غيره ذكر جارية بن قدامة أنّه قال: يا رسول الله. أخرجه الطبراني (2093) • وقال موسى بن إسماعيل البصري: ثنا حماد عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عمه أنّه قال: يا رسول الله. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 246) ¬

_ (¬1) وعند أبي يعلي "عم أبي"

• وقال الحسن بن موسى الأشيب: ثنا حماد عن هشام عن أبيه عن الأحنف أو ابن أخي الأحنف أو ابن عم الأحنف عن عمه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو القاسم البغوي (327) - وقال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: عن هشام عن أبيه عن طلحة بن قيس عن الأحنف عن جارية بن قدامة عن ابن عم له قال: قلت: يا رسول الله. أخرجه الطبراني (2099) من طريق أزهر بن جميل ثنا الطفاوي به. ورواه أحمد بن المقدام العجلي عن الطفاوي فلم يذكر طلحة بن قيس، وقال: عن جارية عن ابن عمر. أخرجه أبو القاسم البغوي (326) - وقال أبو خيثمة زهير بن معاوية الكوفي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عم له أنّه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (5/ 372) والبيهقي في "الشعب" (7928) وتابعه صدقة بن عبد الله السمين عن هشام به. أخرجه ابن عبد البر (7/ 246) - وقال عبدة بن سليمان الكلابي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية بن قدامة عن (¬1) ابن عم له من بني تميم سأل النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه هناد في "الزهد" (1299) وابن أبي شيبة (8/ 533) عن عبدة به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1168) عن ابن أبي شيبة به (¬2). وأخرجه الطبراني (2105) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا عبدة به. ¬

_ (¬1) وعند هناد "أنّ" (¬2) رواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن ابن أبي شيبة ثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عم له من بني تميم عن جارية بن قدامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطبراني (2104) عن الحضرمي به. ورواه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 157) عن الحضرمي فقال فيه: عن الأحنف عن جارية عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.

- وقال يحيى بن سعيد القطان: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن (¬1) جارية بن قدامة أنّ رجلًا سأل النبي-صلى الله عليه وسلم-. قال يحيى: قال هشام فيه "قلت: يا رسول الله (¬2) "قال يحيى: وهم، يقولون: لم يدرك النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (3/ 484 و 5/ 34) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/237) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (324) والخرائطي في "المساوئ" (320) وابن حبان (5690) والطبراني (2095) والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 436 و 437) والخطيب في "التاريخ" 3/ 108) وابن بشكوال في "المبهمات" (82) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 314) - ورواه عبد الله بن نمير عن هشام واختلف عنه: • فقال أحمد (5/ 34): ثنا ابن نمير ثنا هشام عن أبيه عن الأحنف عن عم له يقال له جارية بن قدامة أنّه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وتابعه يحيى الحِمَّاني ثنا عبد الله بن نمير به. أخرجه الطبراني (2103) • وقال غير واحد: عن عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن ابن عم له يقال له جارية بن قدامة أنّه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. منهم: 1 - ابن سعد (7/ 56) 2 - ابن أبي شيبة (¬3) (8/ 532 - 533) 3 - شَعْثَم بن أُصَيْل البيوردي. ¬

_ (¬1) زاد أحمد والدارقطني في الموضع الأول "عن عم له يقال له" (¬2) أي أنّ جارية هو القائل. (¬3) اختلف عنه، فقال ابن أبي عاصم (1167): ثنا ابن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن ابن عم له من بني تميم عن جارية بن قدامة أنّه قال: يا رسول الله. وتابعه محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ابن أبي شيبة به. أخرجه الطبراني (2102) عن الحضرمي به. ورواه ابن قانع (1/ 157) عن الحضرمي فقال فيه: عن الأحنف عن جارية عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. ورواه محمد بن وضاح القرطبي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن الأحنف عن ابن عم له جارية بن قدامة. أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (81)

أخرجه العسكري في "التصحيفات" (2/ 517) • وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا أبي عن هشام عن أبيه عن جارية بن قدامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطبراني (2098) قال الحافظ في "الإصابة" (2/ 53): والأول (¬1) أولى، فقد رواه الطبراني من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة، ومن طريق محمد بن كريب عن أبيه: شهدت الأحنف يحدث عن عمه، وعمه جارية بن قدامة، وهو عند ابن عباس أنّه قال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قل لي قولًا ينفعني وأقلل، الحديث" قلت: حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد أخرجه الطبراني (2107) وأبو نعيم في "الصحابة" (1655) وابن عبد البر (7/ 248) من طريق يحيى الحِمَّاني عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن الأحنف عن جارية بن قدامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه أحمد (5/ 370) عن حسين بن محمد المروذي والطبراني (2100) عن أسد بن موسى المصري قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن الأحنف أخبرني ابن عم لي قال: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورواه سليمان بن داود الهاشمي عن ابن أبي الزناد فقال فيه: أخبرني ابن عم لي جارية بن قدامة. أخرجه أبو القاسم البغوي (328) والبيهقي في "الشعب" (7926) ورواته ثقات غير ابن أبي الزناد وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. واختلف عنه، فرواه داود بن عمرو المسيبي عنه عن أبيه عن عروة عن ابن عمر. أخرجه أبو يعلى (5685) عن داود بن عمرو به. قال الحافظ: هذا إسناد حسن (¬2) " المطالب 3/ 147 ¬

_ (¬1) يعني رواية من رواه عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية قال: قلت: يا رسول الله. (¬2) قلت: رواه عباس الدوري وغيره عن داود بن عمرو به. =

وحديث محمد بن كريب أخرجه الطبراني (¬1) (2101) عن محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء ثنا محمد بن كريب عن أبيه قال: شهدت الأحنف بن قيس يحدث عن عمه، وعمه جارية بن قدامة وهو عند ابن عباس قال: يا رسول الله قل لي قولًا ينفعني وأقلل لعلي أعقله، قال "لا تغضب" ثم عاد فقال "لا تغضب". وإسناده ضعيف لضعف محمد بن كريب. ومحمد بن شعيب ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وقال: حدّث عن الرازيين بما لم نجده بالري. وقال أبو نعيم: يروي عن الرازيين بغرائب. وعبد الرحمن بن سلمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وعبد الرحمن بن مغراء مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. وكريب والأحنف ثقتان، وجارية مختلف في صحبته. 4330 - "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنّها في كتاب الله العشاء، وأنّهم يُعْتِمُون بحلاب الابل" قال الحافظ: أخرجه مسلم (644) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمر بلفظ: فذكره، ولابن ماجه نحوه من حديث أبي هريرة وإسناده حسن، ولأبي يعلى والبيهقي من حديث عبد الرحمن بن عوف كذلك، زاد الشافعي (¬2) في روايته في حديث ابن عمر "وكان ابن عمر إذا سمعهم يقولون: العتمة، صاح وغضب" (¬3) صحيح وحديث أبي هريرة له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا تغلبنكم أهل البادية على اسم صلاتكم" ¬

_ = أخرجه البيهقي في "الشعب" (7927) وقال: وهذا وهم ظاهر من داود بن عمرو هذا، والأول هو المحفوظ" (¬1) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1656) عن الطبراني به. (¬2) أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 64) من حديث ابن عمر بدون هذه الزيادة. (¬3) 2/ 184 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب ذكر العشاء والعتمة)

أخرجه أحمد (2/ 433 و 438) عن يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان به. وإسناده صحيح رواته ثقات. وأخرجه ابن ماجه (705) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 1/ 88 قلت: يعقوب بن حميد مختلف فيه، والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي صدوق، وابن عجلان والمقبري ثقتان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7387) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا عمار بن خالد الواسطي ثنا علي بن غراب عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا بغلبنكم أهل البادية على اسم صلاتكم، سماها الله العشاء ويسمونها العَتَمة" ورواته ثقات غير علي بن غراب وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من ابن عجلان. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنّما هي العشاء، وإنّما يقولون العتمة لإعتامهم بالإبل" أخرجه ابن ماجه (705) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا ابن أبي حازم عن عبد الرحمن بن حرملة به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 1/ 88 قلت: يعقوب بن حميد وعبد الرحمن بن حرملة مختلف فيهما، وعبد العزيز بن أبي حازم صدوق. وحديث عبد الرحمن بن عوف له عنه طريقان: الأول: يرويه عبد العزيز بن أبي رَوَّاد واختلف عنه: - فقال عثمان بن عمر بن فارس العبدي: ثنا عبد العزيز بن أبي رواد ثنا رجل من أهل الطائف عن غيلان بن شرحبيل عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعا "لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنّها في كتاب الله العشاء، وإنّما سمتها الأعراب العتمة من أجل إبلهم لحلابها" أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 386) والبزار (1055) وأبو يعلى (868) والطبري في "تفسيره" (18/ 163) والهيثم بن كليب (263)

وتابعه يحيى بن سعيد القطان عن عبد العزيز بن أبي رواد به. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 293/ 1) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 385) والبيهقي (1/ 372) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الرحمن بن عوف لم نكتبه إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه راو لم يسم، وغيلان بن شرحبيل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 314 وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" مختصر الإتحاف 2/ 441 - ورواه وكيع عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن رجل لم يسمه عن عبد الرحمن بن عوف. أخرجه البرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف" (43) - ورواه عبد الله بن سلمة عن عبد العزيز بن أبي رواد ثني شيخ من أهل الطائف يقال له: غيلان عن عبد الرحمن بن عوف. أخرجه البرتي (44) الثاني: يرويه ابن جريج واختلف عنه: - فقال عبد الرزاق (2153): عن ابن جريج قال: أُخبرت عن تميم بن غيلان الثقفي عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعا "يا عبد الرحمن لا تغلبنّ علي اسم صلاتكم فإنّ الله سماها العشاء، وإنّما سماها الأعراب العتمة من أجل إعتام حلب إبلهم" - وقال يحيى بن سعيد بن أبان الأموي: ثنا ابن جريج عن تميم بن غيلان عن عبد الرحمن بن عوف. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 153) وإسناده ضعيف للانقطاع بين ابن جريج وبين تميم بن غيلان. 4331 - "لا تفضلوني على يونس" سكت عليه الحافظ (¬1). ¬

_ (¬1) 7/ 224 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قوله: ونبئهم عن ضيف إبراهيم)

أخرجه البخاري (فتح 7/ 262) من حديث ابن مسعود بلفظ "لا يقولنّ أحدكم إني خير من يونس" 4332 - عن أبي هريرة أنّ رجلًا مرّ بشعب فيه عين عذبة فأعجبه فقال: لو اعتزلت، ثم استأذن النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "لا تفعل، فإنّ مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا" قال الحافظ: وللترمذي وحسنه والحاكم وصححه من طريق ابن أبي ذباب عن أبي هريره: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 446 و 524) والترمذي (1650) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (135) والبزار (كشف 1652) والحاكم (2/ 68) والبيهقي (9/ 160 - 161) وفي "الشعب" (3925) وعبد الغني المقدسي في "السنة" كما في "الصحيحة" (2/ 603) من طرق عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن أبي ذباب عن أبي هريرة أنّ رجلًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ بشعب فيه عيينة ماء عذب فأعجبه طيبه فقال: لو أقمت في هذا الشعب فاعتزلت الناس ولا أفعل حتى استأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك للنبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "لا تفعل، فإنّ مقام أحدكم في سبيل الله خير (¬2) من صلاة ستين عاما خاليًا، ألا تحبون أن ينفر الله لكم ويدخلكم الجنة، اغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة" السياق لأحمد قال الترمذي: حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال المقدسي: هذا إسناد صحيح" وقال الهيثمي: رواته ثقات" المجمع 5/ 280 قلت: هشام بن سعد المدني مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأخرج له مسلم في الشواهد كما قال الحاكم، وابن أبي ذباب واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن سعد لم يخرج له مسلم شيئًا. وللحديث شاهد عن أبي أمامة وآخر عن عمران بن حصين ¬

_ (¬1) 6/ 347 (كتاب الجهاد- باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله) (¬2) ولفظ الترمذي "أفضل من صلاته في بيته سبعين سنة"

فأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 266) والطبراني في "الكبير" (7868) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 77) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص 324) من طريق مُعَان بن رفاعة الشامي ثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية من سراياه، قال: فمرّ رجل بغار فيه شيء من ماء، قال: فحدّث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار، فيقوته ما كان فيه من ماء، ويصيب ما حوله من البقل، ويتخلى من الدنيا. قال: لو أني أتيت النبي-صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فإن يأذن لي فعلت، وإلا لم أفعل، فأتاه فقال: يا نبي الله، إني مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل، فحدثتني نفسي بأن أقيم فيه، وأتخلى من الدنيا، قال: فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية، وإنّما بعثت بالحنيفية السمحة، والذي نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله -عز وجل- خير من الدنيا وما فيها، ومقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة" وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني، ومعان بن رفاعة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث عمران فأخرجه الدارمي (2401) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ثني يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران مرفوعا "مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة الرجل ستين سنة" ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 73 - 74) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد" (ص 64) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (139) والبزار (3509) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5874) وابن الأعرابي (ق 224 / ب) والطبراني في "الكبير" (18/ 168) و"الأوسط" (8703) وابن عدي (4/ 1524) والحاكم (2/ 68) والبيهقي (9/ 161) وفي "الشعب" (3926 و 3927) من طرق عن عبد الله بن صالح به (¬1). قال البزار: لا نعلم يرويه بهذا اللفظ إلا عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقا أحسن من هذا، ولا نعلم رواه عن يحيى إلا أبو صالح، ولا عن هشام إلا يحيى، ولا يعرف إلا من حديث هشام، ويحيى ثقة، وأبو صالح فقد روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه" ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الدينوري في "المجالسة" (3457) لكن وقع عنده: عبد الله بن صالح ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن أيوب.

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا يحيى، تفرد به عبد الله" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال ابن عساكر: حديث حسن" قلت: عبد الله بن صالح ويحيى بن أيوب مختلف فيهما، وهشام بن حسان تكلموا في روايته عن الحسن (¬1). قال أبو داود: أربعة كانوا لا يرون الرواية عن هشام عن الحسن: يحيى بن سعيد وابن علية ويزيد بن زُريع ووهيب. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - إسماعيل بن عبيد الله بن سلمان المكي عن الحسن عن عمران به. أخرجه البزار (3526) والعقيلي (1/ 86) والطبراني (18/ 180) والخطيب في "التاريخ" (10/ 295) من طريق يحيى بن سليم ثنا إسماعيل بن عبيد الله به. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ" وقال الذهبي في "الميزان": إسماعيل بن عبيد الله لا يعرف. 2 - سلم بن بشير عن الحسن عن عمران مرفوعا "مقام رجل في صف في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أخطأ أو أصاب فبعتق رقبة، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة" أخرجه الطبراني (18/ 173) من طريق يوسف بن خالد السمتي عن سلم بن بشير به. قال الهيثمي: وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف" المجمع 5/ 271 قلت: كذبه ابن معين والفلاس، وقال النسائي: متروك الحديث. 4333 - حديث محمد بن عمرو بن حزم قال: كان بالمدينة رجل يصيب الشراب فكان يؤتى به النبي-صلى الله عليه وسلم- فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب، فلما أكثر ذلك منه قال له رجل: لعنك الله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تفعل فإنه يحبّ الله ورسوله" قال: وكان لا يدخل إلى المدينة طرفة إلا ¬

_ (¬1) واختلف في سماع الحسن من عمران، فقال يحيى القطان وابن معين وابن المديني وأبو حاتم والبيهقي: لم يسمع منه، وقال بهز بن أسد والحاكم: سمع منه. وعلى فرض صحة سماع الحسن من عمران فإنه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من عمران.

اشترى منها، ثم جاء فقال: يا رسول الله، هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه جاء به فقال: أعط هذا الثمن، فيقول "ألم تهده إليّ؟ " فيقول: ليس عندي، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه. قال الحافظ: أخرجه الزبير بن بكار في "الفاكهة" (¬1). مرسل أخرجه الزبير بن بكار في "الفكاهة والمزاح" كما في "الاستيعاب" (10/ 375 - 376) و"الإصابة" (10/ 179) قال: ثني يحيى بن محمد ثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير ثنا أبو طوالة الأنصاري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: كان بالمدينة رجل يقال له: نعيمان يصيب الشراب، فكان يؤتى به النبي-صلى الله عليه وسلم- فيضربه بنعله، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم، ويحثون عليه التراب، فلما أكثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-: لعنك الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تفعل فإنّه يحب الله ورسوله" قال: وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طِرفة إلا اشترى منها، ثم جاء به إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هذا هدية لك، فإذا جاء صاحبه فطلب ثمنه من نعيمان جاء به إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال: أعط هذا ثمن هذا، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"أو لم تهده لي؟ " فيقول: يا رسول الله، لم يكن عندي ثمنه، وأحببت أن تأكله، فيضحك النبي-صلى الله عليه وسلم- ويأمر لصاحبه بثمنه. يعقوب بن جعفر لم أر من وثقه، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات، ويحيى بن محمد أظنه محمد بن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن عمرو بن حزم ذكره ابن حبان في ثقات التابعين فالحديث مرسل. 4334 - "لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريناها وراء هذا الحائط" قال الحافظ: ولأبي يعلى عن أبي هريرة: فذكره، وللطبراني في "الأوسط" من حديث أبي ذر نحوه وفيه "يقول أمثلهم لو اعتزلتم الطريق" (¬2). حديث أبي هريرة له طريقان: الأول: يرويه يزيد بن كيسان الكوفي عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "والذي ¬

_ (¬1) 15/ 82 (كتاب الحدود- باب ما يكره من لعن شارب الخمر) (¬2) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط". أخرجه أبو يعلى (6183) عن داود بن رشيد الخوارزمي ثنا خلف بن خليفة ثنا يزيد بن كيسان به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 331 قلت: خلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع داود بن رشيد منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، فالله أعلم. الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى توجد المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد ولا يغيره فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلا فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم" أخرجه الحاكم (4/ 495) من طريق القاسم بن الحكم العرني ثنا سليمان بن أبي سليمان ثنا يحيى بن أبي كثير به. وقال: صحيح الإسناد" وقال الذهبي: قلت: بل سليمان هالك، والخبر شبه خرافة" وحديث أبي ذر أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4857) والحاكم (3/ 343) من طريق سيف بن مسكين الأسواري ثنا المبارك بن فضالة عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر عن أبيه عن جده مرفوعا "إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة"، الحديث وفيه "ويكثر أولاد الزنا حتى إنّ الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان: لو اعتزلتما عن الطريق" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مبارك بن فضالة إلا سيف بن مسكين" وقال الحاكم: تفرد به سيف بن مسكين عن المبارك بن فضالة، والمبارك ثقة" وقال الذهبي: قلت: سيف واه، ومنتصر وأبوه مجهولان" وقال الهيثمي: وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف" المجمع 7/ 325 4335 - "لا تقبل صلاة بغير طهور" قال الحافظ: رواه مسلم وغيره من حديث ابن عمر، وأبو داود وغيره من طريق أبي

المليح بن أسامة عن أبيه، وله طرق كثيرة لكن ليس فيها شيء على شرط البخاري فلهذا اقتصر على ذكره في الترجمة وأورد في الباب ما يقوم مقامه" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يقبل الله صلاة إلا بطهور" 4336 - "لا تقبل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن" قال الحافظ: ولأحمد من طريق عبد الله بن سوادة القشيري عن رجل عن أبيه مرفوعا: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (5/ 78) ثنا عفان ثنا عبد الوارث ثني عبد الله بن سوادة القشيري ثني رجل من أهل البادية عن أبيه- وكان أبوه أسيرا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت محمدا -صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. تابعه مسدد عن عبد الوارث بلفظ "كل صلاة لا يقرأ فيها فاتحة الكتاب فهي خِدَاج لم تقبل" وتابعه أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المِنْقَري عن عبد الوارث بلفظ "تقرأون خلفي القرآن؟ " فقالوا: يا رسول الله نهذّه هذًا، قال "لا تقرءوا إلا بفاتحة الكتاب" أخرجهما البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (162 و 163) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. 4337 - عن عكرمة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي قال للنبي-صلى الله عليه وسلم-: إنّ والدي يؤذي الله ورسوله فذرني حتى أقتله، قال "لا تقتل أباك" قال الحافظ: ووقع في مرسل عكرمة عند الطبري: فذكره" (¬3) مرسل ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 113) ثني أحمد بن منصور الرمادي ثنا إبراهيم بن الحكم ثني أبي عن عكرمة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول كان يقال له: حباب، فسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، فقال: يا رسول الله، إنّ والدي يؤذي الله ورسوله، فذرني حتى أقتله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تقتل أباك عبدَ الله" ثم جاء أيضًا فقال: يا رسول الله، ¬

_ (¬1) 1/ 245 (كتاب الوضوء- باب لا تقبل صلاة بغير طهور) (¬2) 2/ 384 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها) (¬3) 10/ 275 (كتاب التفسير- سورة التوبة- باب قوله: سواء عليهم استغفرت لهم)

إنّ والدي يؤذي الله ورسوله، فذرني حتى أقتله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"لا تقتل أباك" فقال: يا رسول الله، فتوضأ حتى أسقيه من وضوءك لعل قلبه أن يلين، فتوضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه، فذهب به إلى أبيه فسقاه، ثم قال له: هل تدري ما سقيتك؟ فقال له والده: نعم، سقيتني بول أمك، فقال له ابنه: لا والله، ولكن سقيتك وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن الحكم بن أبان. وله شاهد يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول أنه استأذن النبي-صلى الله عليه وسلم- في أن يقتل أباه فقال "لا تقتل أباك" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1967) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثنا محمد بن الفضل ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة به. قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي" المجمع 9/ 318 4338 - حديث ابن عباس "لا تقتل النساء إذا هنّ ارتددن" قال الحافظ: رواه أبو حنيفة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس، أخرجه ابن أبي شيبة والدارقطني، وخالفه جماعة من الحفاظ في لفظ المتن" (¬1) موضوع مرفوعا وضعيف موقوفًا أخرجه الدارقطني (3/ 117 - 118) من طريق عبد الله بن عيسى الجزري ثنا عفان ثنا شعبة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس مرفوعا "لا تقتل المرأة إذا ارتدت" ومن طريقه أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (565) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1596) قال الدارقطني: عبد الله بن عيسى هذا كذاب يضع الحديث على عفان وغيره، وهذا لا يصح عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، ولا رواه شعبة" وقال الجورقاني: هذا حديث باطل" وقد روي عن ابن عباس موقوفًا. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (219) والدارقطني (3/ 118) وأبو نعيم في "مسند ¬

_ (¬1) 15/ 293 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

أبي حنيفة" (ص190) من طرق عن عبد الرزاق (¬1) ثنا سفيان الثوري عن أبي حنيفة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في المرأة ترتد قال: تجبر ولا تقتل. وفي لفظ: لا تقتل ولا تحبس. ورواه عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان عن رجل- ولم يسمه- عن عاصم بلفظ: لا تقتل النساء إذا ارتددن عن الإسلام. أخرجه ابن عدي (7/ 2472 - 2473) وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 139 - 140) وابن عدي (7/ 2472) وأبو نعيم (ص 190) والبيهقي (8/ 203) من طرق عن أبي حنيفة به. زاد ابن أبي شيبة: ولكن يحبسن ويدعين إلى الإسلام فيجبرن عليه. قال وكيع: كان سفيان يسأل عن هذا الحديث بالشام فربما قال: ثنا النعمان عن عاصم، وربما قال: ثنا بعض أصحابنا" الكامل 7/ 2472 وقال عبد الرحمن بن مهدي: سألت سفيان عن حديث عاصم في المرتدة، قلت: أسمعته؟ فقال: أما من ثقة فلا. قال عبد الرحمن: هذا الحديث رواه أبو حنيفة عن عاصم. وقال أحمد بن حنبل: وكان أبو حنيفة يحدثه عن عاصم (¬2). وكذا قال يحيى بن سعيد القطان عن سفيان. الكامل لابن عدي 7/ 2472 وقال الشافعي: خالفنا بعض الناس في المرتدة وكانت حجته شيئًا رواه عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في المرأة ترتد عن الإسلام تحبس ولا تقتل، فكلمني بعض من يذهب هذا المذهب وبحضرتنا جماعة من أهل العلم بالحديث، فسألناهم عن هذا الحديث فما علمت واحدا منهم سكت عن أن قال: هذا خطأ والذي روى هذا ليس ممن يثبت أهل العلم حديثه" سنن البيهقي 8/ 203 - 204 والأم 6/ 159 - 160 وقال الجورقاني: وأبو حنيفة متروك الحديث" قلت: ولم ينفرد أبو حنيفة به بل تابعه أبو مالك النخعي عن عاصم بلفظ: المرتدة عن الإسلام تحبس ولا تقتل. ¬

_ (¬1) أخرجه في "مصنفه" (18731) لكن سقط منه: عن أبي حنيفة. (¬2) العلل لعبد الله بن أحمد 2/ 143 وضعفاء العقيلي 4/ 284، 285 وكامل ابن عدي 7/ 2472 وسنن البيهقي 8/ 203 وتاريخ الخطيب 13/ 417

أخرجه الدارقطني (3/ 118) وأبو مالك قال الفلاس: ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. 4339 - "لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة" قال الحافظ: وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من طريق ربعي عن حذيفة مرفوعا: فذكره، وقيل: الصواب فيه عن ربعي عن رجل من الصحابة مبهم ولا يقدح ذلك في صحته" (¬1) صحيح يرويه منصور بن المعتمر عن ربعي بن حِرَاش واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن ربعي عن حذيفة به مرفوعا. أخرجه أبو داود (2326) والبزار (2855) والنسائي (¬2) (4/ 109 - 110) وفي "الكبرى" (2436) وابن خزيمة (1911) والطحاوي (¬3) في "المشكل" (3768 و 3769) وابن حبان (3458) والبيهقي (4/ 208) من طرق عن جرير به. قال البزار: لا نعلم أحدا قال فيه: عن حذيفة إلا جرير" وقال النسائي: لا أعلم أحدا من أصحاب منصور قال في هذا الحديث: عن حذيفة غير جرير" (¬4) - وقال غير واحد: عن منصور عن ربعي عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-. منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (7337) وأحمد (4/ 314) والبزار (2856) والنسائي (4/ 110) وفي "الكبرى" (2437) والطحاوي (3770) والدارقطني (2/ 161 و 162) وابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 353) ¬

_ (¬1) 5/ 22 (كتاب الصوم- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: إذا رأيتم الهلال فصوموا) (¬2) وزاد "قبله" (¬3) وقال في روايتها "أو تكملوا العدة قبله" (¬4) تحفة الأشراف 3/ 28

2 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 20 - 21) 3 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 438) 4 - عَبيدة بن حُميد التيمي. أخرجه الدارقطني (2/ 161) وقال: كلهم ثقات" - ورواه الحجاج بن أرطأة عن منصور عن ربعي مرسلًا. أخرجه النسائي (4/ 110) وفي "الكبرى" (2438) والدارقطني (2/ 160 - 161) وقال النسائي كما في "تحفة الأشراف" (3/ 28): وحجاج ضعيف لا تقوم به حجة" قلت: والذي قبله أصح، والاختلاف فيه أهو عن حذيفة أو عن صحابي لم يسم لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، وإسناده صحيح رواته ثقات. لكن قال ابن الجوزي: حديث حذيفة هذا ضعفه أحمد" وتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" فقال: هذا وهم منه، فإنّ أحمد إنّما أراد الصحيح قول من قال: عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-، وأنّ تسمية حذيفة وهم من جرير، فظنّ ابن الجوزي أنّ هذا تضعيف من أحمد للحديث، وأنّه مرسل، وليس هو بمرسل، بل متصل، إما عن حذيفة، وإما عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-، وجهالة الصحابة غير قادحة في صحة الحديث، وبالجملة فالحديث صحيح ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح" نصب الراية 2/ 439 4340 - حديث ابن عمر مرفوعا "لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن" قال الحافظ: ضعيف من جميع طرقه" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عمر ومن حديث جابر ¬

_ (¬1) 1/ 424 (كتاب الحيض- باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف)

فأما حديث ابن عمر فأخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (60) ثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئًا من القرآن" وأخرجه الترمذي (131) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (113) عن الحسن بن عرفة به. وأخرجه الدارقطني (1/ 117) عن يعقوب بن إبراهيم البزاز ومحمد بن مخلد الدوري البغدادي وآخرين لم يسمهم والبيهقي (1/ 89 و 309) وفي "معرفة السنن" (1/ 325) وفي "الصغرى" (1000) وفي "الشعب" (1934) وفي "الخلافيات" (317) والخطيب في "التاريخ" (2/ 145) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (209) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (492) والذهبي في "السير" (6/ 117 - 118 و 8/ 285) وفي "معجم الشيوخ" (2/ 121 - 122) وفي "تذكرة الحفاظ" (4/ 1496) عن إسماعيل بن محمد الصفار (¬1) والخطيب في "التاريخ" (2/ 145) عن أبي بكر محمد بن جعفر بن سعيد الجوهري البغدادي كلهم عن الحسن بن عرفة به. ورواه صالح بن أحمد بن أبي مقاتل عن الحسن بن عرفة عن ابن عياش عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. فزاد فيه: عبيد الله بن عمر. أخرجه ابن عدي (4/ 1390 - 1391) وقال: حدثناه عن ابن عرفة جماعة من الشيوخ عن ابن عياش عن موسى عن نافع عن ابن عمر، وليس فيه: عبيد الله، وإنّما سمع صالح أنّ الفريابي حدّث به عن إبراهيم بن العلاء عن ابن عياش عن عبيد الله وموسى بن عقبة فأراد صالح أن يكون الحديث عنده بعلو فقال: ثناه ابن عرفة عن ابن عياش زاد في إسناده عبيد الله. ¬

_ (¬1) هو راوي جزء "الحسن بن عرفة" عنه.

وقال: صالح بن أحمد يسرق الأحاديث ويلزق أحاديث تُعرف بقوم لم يرهم على قوم آخرين لم يكن عندهم وقد رآهم، ويرفع الموقوف ويوصل المرسل ويزيد في الأسانيد" وقال الدارقطني: صالح بن أحمد كذاب دجال يحدّث بما لم يسمعه. ولم ينفرد الحسن بن عرفة به بل تابعه غير واحد عن إسماعيل عن موسى عن نافع عن ابن عمر به، منهم: 1 - علي بن حُجر المروزي. أخرجه الترمذي (131) 2 - هشام بن عمار الدمشقي. أخرجه ابن ماجه (595) وأبو الحسن بن القطان في "زوائد ابن ماجه" (596) 3 - الفضل بن زياد الطستي. أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 300) وعنه العقيلي (1/ 90) 4 - داود بن رشيد الهاشمي. أخرجه الدارقطني (1/ 117) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (165) وابن الجوزي في "التحقيق" (179) 5 - عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 88) 6 - يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني. أخرجه الآجري في "أخلاق أهل القرآن" (77) ورواه سعيد بن يعقوب الطالقاني عن إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. فزاد فيه: عبيد الله بن عمر. أخرجه الدارقطني (1/ 117) والبيهقي في "الخلافيات" (318) وتابعه إبراهيم بن العلاء الزبيدي عن إسماعيل بن عياش به. أخرجه ابن عدي (1/ 294) وابن المقرئ في "المعجم" (98) والدارقطني (1/ 117) وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه غير ابن عياش، وعامة من رواه

عن ابن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر، وزاد في هذا الإسناد عن ابن عياش: إبراهيم بن العلاء وسعيد بن يعقوب فقالا: عبيد الله وموسى بن عقبة، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عبيد الله" قلت: والحديث إسناده ضعيف لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: إنّ إسماعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير. كأنّه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به. وقال: إنّما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام" وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: هذا باطل أُنكره على إسماعيل بن عياش. يعني أنّه وهم من إسماعيل بن عياش" وقال البيهقي: قال البخاري فيما بلغني عنه: إنّما روى هذا ابن عياش عن موسى بن عقبة ولا أعرفه من حديث غيره، وابن عياش منكر الحديث عن أهل الحجاز وأهل العراق" قال البيهقي: وقد روي عن غيره عن موسى بن عقبة وليس بصحيح" (¬1) وقال: الحديث فيه نظر" وقال أيضًا: ليس هذا بالقوي" وقال في "المعرفة": هذا حديث ينفرد به إسماعيل بن عياش، ورواية إسماعيل عن أهل الحجاز ضعيفة لا يحتج بها أهل العلم بالحديث. قاله أحمد وابن معين وغيرهما من الحفاظ" وقال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو عن ابن عمر قوله" العلل 1/ 49 وقال الذهبي: هذا حديث لين الإسناد من قبل إسماعيل إذ روايته عن الحجازيين مضعفة" السير وقال أيضًا: هذا حديث غريب فرد لإسماعيل، وهو ذو مناكير عن الحجازيين، وهذا منها" المعجم ¬

_ (¬1) وقال في "الخلافيات": وهو ضعيف"

وقال الحافظ: وفي إسناده إسماعيل بن عياش وروايته عن الحجازيين ضعيفة وهذا منها" التلخيص 1/ 138 وخالف الشيخ أحمد شاكر كل هؤلاء فقال: إسماعيل بن عياش ثقة، وما تكلم فيه أحد بحجة، وأكثر ما زعموا أنّه يخطئ في روايته عن أهل الحجاز والعراق، ولا بأس بذلك، فإذا علمنا خطأه في حديث احترزنا منه، وكل الرواة يخطئون، فمنهم المكثر ومنهم المقل" سنن الترمذي 1/ 237 قلت: قوله "ولا بأس بذلك" فيه نظر، فقد قال ابن معين: إسماعيل ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإنّ كتابه ضاع، فخلط في حفظه عنهم. فضياع كتابه عن أهل الحجاز هو السبب في ردّ حديثه عنهم، وأئمة الحديث متفقون على ضعف ما رواه عن غير الشاميين، منهم: ابن معين وأحمد وابن المديني والفلاس ودحيم والبخاري والدولابي ويعقوب بن شيبة والجوزجاني والنسائي وأبو أحمد الحاكم والبرقي والساجي. وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وهو ثقة فيما رواه عن الشاميين خاصة. قال ابن عدي: يحتج به في حديث الشاميين خاصة. ولم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه أبو معشر نجيح السندي عن موسى بن عقبة به. أخرجه الدارقطني (¬1) (1/ 118) من طريق محمد بن إسماعيل الحساني عن رجل عن أبي معشر به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وأبو معشر ضعيف. وتابعه المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة به ولم يذكر فيه الحائض. أخرجه الدارقطني (¬2) (1/ 117) من طريق عبد الله بن حماد الآملي ثنا عبد الملك بن مسلمة ثني المغيرة بن عبد الرحمن به. وقال: عبد الملك هذا كان بمصر، وهذا غريب عن مغيرة بن عبد الرحمن وهو ثقة" وقال الحافظ: وصحح ابن سيد الناس طريق المغيرة وأخطأ في ذلك، فإنّ فيها ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (320) (¬2) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (319)

عبد الملك بن مسلمة، وهو ضعيف، فلو سلم منه لصحّ إسناده، وإن كان ابن الجوزي ضعفه بمغيرة بن عبد الرحمن، فلم يصب في ذلك، فإنّ مغيرة ثقة، وكأنّ ابن سيّد الناس تبع ابن عساكر في قوله في "الأطراف": إنّ عبد الملك بن مسلمة هذا هو القعنبي، وليس كذلك، بل هو آخر" التلخيص 1/ 138 وقال في "النكت الظراف" (6/ 240 - 241): قلت: قول ابن عساكر أنّه "القَعْنَبي" خطأ فاحش، وإنّما رواه عبد الله بن حماد عن عبد الملك بن مسلمة المصري، كذا هو عند الدارقطني وابن عدي وغيرهما" قلت: والقعنبي اسمه عبد الله بن مسلمة، وهو مدني نزل البصرة فليس هو إذاً المذكور في سند الحديث وقد نصّ الدارقطني على أنّه مصري، وظن الشيخ أحمد شاكر أنَّ قول الدارقطني: وهو ثقة. يريد به عبد الملك بن مسلمة هذا فصحح إسناد الحديث تبعًا لذلك، والذي يظهر لي أنه يريد بهذا التوثيق مغيرة بن عبد الرحمن وهو الحزامي، وأما عبد الملك بن مسلمة فلم أر من وثقه بل قال فيه أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي حدثني بحديث موضوع، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي هو منكر الحديث، وقال ابن يونس: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن أهل المدينة المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن. وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (6/ 2173) والدارقطني (2/ 87) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 22) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن طاوس عن جابر مرفوعا "لا تقرأ الحائض ولا النفساء من القرآن شيئًا". قال الحافظ: وفيه محمد بن الفضل وهو متروك" التلخيص 1/ 138 قلت: كذبه أحمد والجوزجاني وابن معين والفلاس والنسائي وابن خراش وغيرهم. 4341 - حديث علي رفعه "لا تقض لأحد الخصمين حتى تسمع من الآخر" قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم ثبت لسانه واهد قلبه" 4342 - "لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنّه من صنيع الأعاجم، وانهشوه فإنّه أهنأ وأمرأ" قال الحافظ: حديث أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رفعته: فذكره. ¬

_ (¬1) 16/ 295 (كتاب الأحكام- باب القضاء على الغائب)

قال أبو داود: هو حديث ليس بالقوي. قلت: له شاهد من حديث صفوان بن أمية أخرجه الترمذي بلفظ "انهشوا اللحم نهشا فإنه أهنأ وأمرأ" وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم. وعبد الكريم هو أبو أمية بن أبي المخارق ضعيف، لكن أخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن صفوان بن أمية فهو حسن لكن ليس فيه ما زاده أبو معشر من التصريح بالنهي عن قطع اللحم بالسكين" (¬1) ضعيف روي من حديث عائشة ومن حديث أم سلمة فأما حديث عائشة فأخرجه أبو داود (3778) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 60) وابن عدي (7/ 2518) والبيهقي (7/ 280) وفي "الشعب" (5506) من طرق عن أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعا. ولفظ أبي داود والبيهقي "انهسوه" بالسين. وزاد ابن حبان "فإنّه أشهى" قال أبو داود: ليس هو بالقوي" وقال النسائي: أبو معشر اسمه نجيح وهو ضعيف، ومع ضعفه أيضًا كان قد اختلط، عنده أحاديث مناكير، منها هذا الحديث" الصغرى 4/ 142 - 143، الكبرى 2/ 96 وقال البيهقي: تفرد به أبو معشر المدني وليس بالقوي" (¬2) قلت: ولم يتفرد به بل تابعه يحيى بن هاشم الغساني أنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقطع اللحم بالسكين على المائدة. أخرجه ابن عدي (7/ 2706) وقال: وهذا حديث يعرف بأبي معشر وإن كان ضعيفًا عن هشام بن عروة، سرقه منه يحيى بن هاشم هذا، وهو في عداد من يضع الحديث" وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 285) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا عباد بن كثير عن أبي عبد الله عن عطاء بن يسار عن أم سلمة مرفوعا "لا تقطعوا الخبز بالسكين كما تقطعه الأعاجم، وإذا أراد ¬

_ (¬1) 11/ 478 (كتاب الأطعمة- باب قطع اللحم بالسكين) (¬2) وقال الحافظ: حديث ضعيف" الفتح 1/ 324

أحدكم أن يأكل اللحم فلا يقطعه بالسكين، ولكن ليأخذه بيده فلينهشه بفيه فإنّه أهنأ وأمرأ" قال الهيثمي: وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو ضعيف" المجمع 5/ 37 وأما حديث صفوان بن أمية فله عنه طريقان: الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن عبد الكريم أبي أمية عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال: زوجني أبي في إمارة عثمان، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء صفوان بن أمية وهو شيخ كبير، فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "انهسوا اللحم نهسا، فإنّه أهنأ وأمرأ، أو أشهى وأمرأ" قال سفيان: الشك مني أو منه. أخرجه الحميدي (564) وأحمد (3/ 400 و 6/ 464 - 465) واللفظ له والدارمي (2076) والترمذي (1835) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1276) والطبراني في "الكبير" (7332) والبيهقي في "الآداب" (643) وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الكريم المعلم، منهم أيوب السختياني من قبل حفظه" قلت: عبد الكريم هو ابن أبي المخارق المعلم البصري قال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه. الثاني: يرويه يوسف بن حماد المعني ثنا عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحى عن محمد بن الفضل بن العباس قال: كانت فينا وليمة، فدخل علينا صفوان بن أمية، فأتي بالطعام، فقال: انتهسوا اللحم، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "انتهسوا اللحم فإنه أشهى وأهنى وأمرى" أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 563 - 564) والطبراني (7331) وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن الجمحي. 4343 - "لا تقعدوا على القبور" قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث عمرو بن حزم مرفوعا، وفي رواية له عنه: رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا متكئ على قبر فقال "لا تؤذ صاحب القبر" إسناده صحيح" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 467 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر)

له عن عمرو بن حزم طريقان: الأول: يرويه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنّ النضر بن عبد الله السلمي أخبره عن عمرو بن حزم أنّه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تقعدوا على القبور" أخرجه النسائي (4/ 78) وفي "الكبرى" (2172) عن خالد بن يزيد المصري والمزي في "التهذيب" (29/ 388 - 389) عن عمرو بن الحارث المصري كلاهما عن سعيد بن أبي هلال عن أبي بكر بن حزم به. ولم ينفرد سعيد بن أبي هلال به بل تابعه معاذ بن محمد بن معاذ عن أبي بكر بن حزم به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4971) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا معاذ بن محمد به. والنضر بن عبد الله قال ابن عبد البر: لا أعرف في رواة الموطأ مجهولا غيره، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. الثاني: يرويه بكر بن سوادة المصري أنّ زياد بن نعيم حدّثه أنّ عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قبر فقال "أنزل، لا تؤذ صاحب هذا القبر" أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 201) وأبو نعيم في "الصحابة" (4973) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 215) من طرق عن ابن وهب ثني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة به. ورواته ثقات، لكن لا أدري أسمع زياد (¬1) بن نعيم من عمرو بن حزم أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا بكر بن سوادة به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 200 - 201) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (3/ 61) وأبو نعيم في "الصحابة" (4972 و 5222) والحاكم (3/ 590) ¬

_ (¬1) هو زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي المصري ينسب إلى جده.

ووقع عند الحاكم والطبراني وأبي نعيم في الموضع الثاني: عن عمارة بن حزم. قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وقد وثق" قلت: لا بأس به في المتابعات. وللحديث شاهد عن أبي مرثد مرفوعا "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" أخرجه مسلم (972) 4344 - عن أبي جُرَي الهُجَيمي قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: عليك السلام يا رسول الله، قال "لا تقل عليك، فإنّ عليك السلام تحية الموتى" قال الحافظ: قال النووي في "الأذكار": روينا في سنن أبي داود والترمذي وصححه وغيره بالأسانيد الصحيحة عن أبي جُرَي الهُجَيمي قال: فذكره. قلت: وقوله: بالأسانيد الصحيحة، يوهم أنّ له طرقا إلى الصحابي المذكور، وليس كذلك فإنّه لم يروه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- غير أبي جري، ومع ذلك فمداره عند جميع من أخرجه على أبي تميمة الهجيمي راويه عن أبي جري، وقد أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم" (¬1) صحيح وله عن أبي جري جابر بن سليم الهجيمي طريقان: الأول: يرويه أبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي عن أبي جري جابر بن سليم الهجيمي قال: رأيت رجلًا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه، قلت: (¬2) من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين (¬3)، قال "لا تقل: عليك السلام، فإنّ عليك السلام تحية الميت، قل السلام عليك" قال: قلت: (¬4) أنت رسول الله؟ قال " (¬5) أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه (¬6) عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها (¬7) لك، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فَضَلّت راحلتك فدعوته ردّها ¬

_ (¬1) 13/ 240 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام) (¬2) زاد ابن عبد البر "لا إله إلا الله وعند الطبري "فقلت في نفسي: إنّ هذا لرجل، من هذا؟ " (¬3) ولفظ النسائي والدولابي "ثلاث مرات" (¬4) زاد الطبري وابن عبد البر "السلام عليك يا رسول الله" (¬5) زاد ابن أبي عاصم وغيره "نعم" (¬6) ولفظ الطبري "استجاب لك" ولفظ الطبراني في الموضع الأول "أسهل لك" ولفظ ابن عبد البر "أجابك" (¬7) ولفظ الطبري "استجاب لك" ولفظ ابن عبد البر "سقاك"

عليك" قال: قلت: (¬1) إعهد إليّ (¬2)، قال "لا تسبنّ أحدا" قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة، قال "ولا تحقرنّ (¬3) شيئًا من المعروف (¬4)، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك (¬5)، إنّ ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنّها من المخيلة، وإنّ الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنّما وبال ذلك عليه" أخرجه أبو داود (4084) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (6386) والخطابي في "الغريب" (1/ 691 - 692) والبيهقي (10/ 236) وفي "الآداب" (159) وفي "الشعب" (5731 و 6241 و 7689 و 7717) عن يحيى القطان وابن أبي شيبة (8/ 391 - 392 و 617) وفي "مسنده" (792) وأبو داود (5209) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1183) والبيهقي في "الشعب" (8494) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر والترمذي (2722) والدولابي في "الكنى" (1/ 66 - 67) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (313) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وابن أبي عاصم (1184) والنسائي في "اليوم والليلة" (318) والدولابي (1/ 66 و 2/ 79) والطبراني (6387) عن عيسى بن يونس الكوفي والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 567 - 568) والخرائطي في "المكارم" (1/ 120) عن عبد الواحد بن واصل أبي عبيدة الحداد البصري وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 120 - 121) ¬

_ (¬1) زاد الطبري "بأبي وأمي يا رسول الله" (¬2) زاد الطبري وغيره "عهدًا" ولفظ ابن عبد البر "علمني مما علمك الله" (¬3) ولفظ الطبري والدولابي "لا تزهدنّ في المعروف" (¬4) زاد ابن أبي عاصم في الموضع الأول "تصنعه" (¬5) زاد ابن عبد البر "ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي"

عن سهل بن يوسف الأنماطي كلهم عن أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي ثنا أبو تميمة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. - ورواه سعيد بن إياس الجريري عن أبي السَّليل ضُرَيب بن نُفَير عن أبي تميمة واختلف عنه: • فقال عبد الوارث بن سعيد البصري: ثنا الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة عن جابر بن سليم قال: فذكر قصة السلام فقط. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (317) وتابعه جعفر بن عون الكوفي أنبأ الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة عن جابر بن سليم قال: فذكر قصتي السلام والازار. أخرجه الحاكم (4/ 186) وقال: صحيح الإسناد" • وقال إسماعيل بن علية: ثنا الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة عن رجل من قومه قال: فذكر الحديث مطولًا وفيه زيادات لم تذكر في حديث أبي غفار. أخرجه أحمد (3/ 482 - 483) ومن طريقه ابن الجوزي في "البر والصلة" (409) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 41) عن إسماعيل به. وتابعه يحيى بن يحيى النيسابوري أنا إسماعيل بن علية به. أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (807) ورواه شجاع بن مخلد الفلاس عن إسماعيل فقال: عن الجريري عن أبي العلاء عن أبي تميمة عن الهجيمي به. أخرجه أبو القاسم البغوي (314) • وقال مَعْمر بن راشد: عن الجريري عن أبي تميمة قال: سلّم أبو جري على النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: عليكم السلام، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-"عليكم السلام تحية الموتى، ولكن قل: سلام عليكم"

مرسل، وليس فيه أبا السليل. أخرجه عبد الرزاق (19434) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8493) والخطيب في "أخلاق الراوي" (227) وحديث عبد الوارث بن سعيد أصح. وإسناده صحيح. - ورواه خالد الحذاء عن أبي تميمة عن (¬1) رجل من قومه قال: فذكر قصة السلام. أخرجه الترمذي (2721) والنسائي في "اليوم والليلة" (319 و 320) والطبراني في "الكبير" (6389) وابن السني في "اليوم والليلة" (236) من طرق عن خالد الحذاء به. وإسناده صحيح أيضًا. ورواه الحكم بن فَصِيل الواسطي عن خالد الحذاء مطولًا ولم يذكر قصة السلام. أخرجه أحمد (5/ 377 - 378) ورواه ثابت بن حماد البصري وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعى وشعبة عن خالد الحذاء فقالوا: عن جابر بن سليم. أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (647) - ورواه زيد بن هلال عن أبي تميمة عن سليم بن جابر قال: فذكر الحديث مطولًا ولم يذكر فيه قصة السلام. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 286) والطبراني (6388) عن سليمان بن الحسن العطار البصري ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا سالم أبو جُميع ثنا راشد أبو محمد الحِمَّاني عن زيد بن هلال به. وسليمان بن الحسن وزيد بن هلال لم أر من ترجمهما، ومحمد بن عبد الملك وسالم بن دينار ويقال ابن راشد أبو جميع وراشد بن نجيح الحماني أبو محمد صدوقون، وأبو تميمة ثقة. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (5/ 64) والبيهقي في "الشعب" (5730) ووقع عندهما: عن رجل من بلهجيم قال: قلت: يا رسول الله إلام تدعو؟ قال" أدعو إلى الله وحده الذي إن مسّك ضرّ فدعوته كشف عنك ... فذكر الحديث وليس فيه قصة السلام. وأخرجه النسائي أيضًا في "الكبرى" (9695) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5314) مختصرًا.

- ورواه قرة بن خالد السدوسي واختلف عنه: فقال فهد بن حيان البصري: ثنا قرة بن خالد ثنا أبو تميمة عن جابر بن سليم قال: الحديث بطوله. أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 120 - 121) وفهد بن حيان قال ابن المديني: ذهب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. • وقال غير واحد: عن قرة بن خالد عن قرة بن موسى عن أبي جري، منهم: 1 - أبو داود الطيالسي (ص 167 - 168) ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1185) وأبو القاسم البغوي (1095) وأبو نعيم في "الصحابة" (1531) 2 - أشهل بن حاتم الجُمَحي. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (378) 3 - حماد بن مسعدة البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9692) 4 - أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9692) 5 - وهب بن جرير بن حازم. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1182) 6 - سهل بن تمام بن بَزِيع البصري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6390) عن عباس بن الفضل الأسفاطي ثنا سهل بن تمام به (¬1). 7 - شعبة. أخرجه ابن حبان (521) ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان عن سهل بن تمام فقال فيه: عن قرة بن موسى عن أخت جابر بن سليم عن جابر بن سليم. أخرجه ابن البختري في "حديثه" (249)

• وقال خالد بن الحارث البصري: ثنا قرة بن خالد ثنا قرة بن موسى ثنا مشيختنا عن مسلم بن جابر. أخرجه النسائي (9693) • وقال سهل بن تمام بن بزيع أيضًا: ثنا قرة بن خالد ثنا هارون عن قرة بن موسى عن جابر بن سليم. أخرجه أبو القاسم البغوي (1096) - ورواه عَبيدة (¬1) الهجيمي واختلف عنه (¬2): فرواه أبو الخليل عبد السلام بن غالب الهُجَيمي عن عبيدة واختلف عنه: فقال يزيد بن سنان بن يزيد القزاز: ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن غالب: سمعت عبيدة الهجيمي عن أبي تميمة قال: ثني أبو جري قال: فذكر قصة السلام. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 22 و 66) عن يزيد بن سنان به. ورواه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 205) و"الأوسط" (1/ 118) عن موسى بن إسماعيل فلم يذكر أبا تميمة. وتابعه ابن راشد التمار ثنا موسى بن إسماعيل به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7690) ورواه سهل بن بكار بن بشر البصري عن أبي الخليل عبد السلام واختلف عنه: فقال أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي: ثنا سهل بن بكار ثنا أبو الخليل عبد السلام ثنا عبيدة الهجيمي عن أبي تميمة قال: قال أبو جري: ركبت قعودا لي فأتيت مكة في طلبة فإذا هو جالس - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك" وذكر الحديث. أخرجه الطبراني (6384) عن الكشي به (¬3). ورواه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 142) عن الكشي فلم يذكر أبا تميمة. ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "التقريب": مجهول. وقال في "التعجيل" (1/ 786): ليس هو بمجهول. (¬2) وقد تقدم الكلام على حديثه أيضًا في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ رجلًا ممن وإن قبلكم لبس بردة فتبختر فيها" (¬3) ورواه أبو نعيم في "الصحابة" (1532) عن الطبراني وغيره عن الكشي به.

وتابعه جعفر بن محمد الخلدي عن الكشي به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (71) وابن قدامة في "العلوم" (36) ورواه عثمان بن خُرَّزاد البصري عن سهل بن بكار فلم يذكر أبا تميمة أيضًا. أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 182) وتابعه ابن راشد التمار ثنا سهل بن بكار به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7690) • ورواه يونس بن عبيد عن عبيدة واختلف عنه: فقال عبد العزيز بن عبد الصمد البصري: ثنا يونس بن عبيد عن عبيدة عن أبي جري قال: فذكر الحديث وليس فيه قصة السلام. ولم يذكر عبد العزيز أبا تميمة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/206) والنسائي في "الكبرى" (9691) وأبو الشيخ في "الأمثال" (236) وقال هشيم: ثنا يونس بن عبيد عن عبد ربه الهجيمي عن أبي جري قال: فذكر الحديث مطولًا وليس فيه قصة السلام. أخرجه أحمد (5/ 63) والحسين المروزي (¬1) في "زيادات الزهد" (1017) عن هشيم به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (309) والمحاملي (352) عن زياد بن أيوب البغدادي ثنا هشيم به. ومن طريق المحاملي أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (472) وأخرجه أبو القاسم البغوي (307 و 1093) عن جده أحمد بن منيع ثنا هشيم به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1489) من طريق ابن زُنبور وهو في "حديثه" (12) عن أبي القاسم البغوي به. ورواه سريج بن يونس البغدادي عن هشيم فقال فيه: عن عبدة بن عبد ربه. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 113) والبغوي في "الشمائل" (776) ووقع عندهما: عن عبد الله الهجيمي.

أخرجه أبو القاسم البغوي (¬1) (308) • ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن عبيدة عن أبي تميمة عن أبي جري قال: فذكر الحديث مطولًا ولم يذكر قصة السلام. أخرجه أحمد (¬2) (5/ 63 - 64) عن عفان به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (311) عن أحمد بن زهير بن حرب ثنا عفان به. وأخرجه الطبراني (6385) عن محمد بن العباس المؤدب ثنا عفان (¬3) به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1533) عن الطبراني به. وأخرجه المزي (19/ 270 - 271) من طريق أبي بكر بن ريذة أنا الطبراني به. وتابعه عبيد الله بن محمد بن حفص المعروف بابن عائشة ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه أبو داود (4075) وأبو نعيم في "الصحابة" (2/ 548) - ورواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي تميمة مرسلًا ومطولا ولم يذكر قصة السلام. أخرجه عبد الرزاق (19982) عن معمر بن راشد ويونس بن بكير في "زيادات مغازي ابن إسحاق" (ص 289) عن يونس بن أبي إسحاق وهناد في "الزهد" (841) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. ورواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق عن أبي تميمة أنّه قال للنبي-صلى الله عليه وسلم- أو قال له رجل- على الشك- أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 20) الثاني: يرويه عبد الملك بن الحسن البخاري قال: سمعت سهم بن المعتمر يحدث عن الهجيمي أنّه قدم المدينة فلقي النبي-صلى الله عليه وسلم- في بعض أزقة المدينة فوافقه فإذا هو متزر بإزار قطر قد انتثرت حاشيته وقال: عليك السلام يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "عليك ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (1094) عن سريج فقال فيه: عن عبيدة بن عبد ربه الهجيمي عن سليم بن جابر أو جابر بن سليم. (¬2) سقط من المطبوع من مسند أحمد "عن أبي جري" وأثبته الحافظ في "التعجيل" (1/ 786) (¬3) رواه عمرو بن علي الفلاس عن عفان فلم يذكر أبا تميمة. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 150)

السلام تحية الموتى" فقال: يا رسول الله أوصني، فقال "لا تحقرنّ شيئًا من المعروف أن تأتيه ولو أن تهب صلة الحبل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تلقى أخاك المسلم ووجهك بسط إليه، ولو أن تؤنس الوحشتان بنفسك، ولو أن تهب الشسع" أخرجه النسائي في "الكبرى" (9694) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا خالد بن مخلد ثنا عبد الملك بن الحسن به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 205) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1186) عن ابن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد به مختصرا. قال النسائي: سهم بن المعتمر ليس معروف" 4345 - "لا تقولوا الكَرْمُ ولكن قولوا العِنَبُ والحَبَلَةُ" قال الحافظ: وله (أي مسلم 2248) من حديث وائل بن حُجْر: فذكره" (¬1) 4346 - "لا تقولوا رمضان، فإنّ رمضان اسم من أسماء الله، ولكن قولوا شهر رمضان" قال الحافظ: حديث ضعيف، رواه أبو معشر نجيح المدني عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا، أخرجه ابن عدي في "الكامل" وضعفه بأبي معشر. قال البيهقي: قد روي عن أبي معشر عن محمد بن كعب وهو أشبه، وروي عن مجاهد والحسن من طريقين ضعيفين" (¬2) ضعيف أخرجه ابن عدي (7/ 2517) والبيهقي (4/ 201) والجورقاني في "الأباطيل" (474) من طريق محمد بن أبي معشر ثني أبي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعا. وتابعه الحارث بن عبد الله الحارثي قال: سمعت أبا معشر به. أخرجه الجورقاني (475) قال ابن عدي: لا أعلم يُروى عن أبي معشر إلا بهذا الإسناد" (¬3) وقال البيهقي: وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن عن أبي معشر، وأبو معشر هو ¬

_ (¬1) 13/ 186 (كتاب الأدب- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: إنما الكرم قلب المؤمن) (¬2) 5/ 14 (كتاب الصوم- باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان) (¬3) وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لا أصل له، وأبو معشر اسمه نجيح، كان يحيى بن سعيد يضعفه ولا يحدث عنه ويضحك إذا ذكره، وقال ابن معين: إسناده ليس بشيء"

نجيح السندي ضعفه ابن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه. قال: وقد قيل: عن أبي معشر عن محمد بن كعب من قوله وهو أشبه. ثم أخرجه (4/ 202) من طريق محمد بن بكار بن الريان ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب قوله. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر. قال الجورقاني: هذا حديث باطل، مداره على أبي معشر، واسمه نجيح السندي عن سعيد عن أبي هريرة" وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا "لا يقولنّ أحدكم صمت رمضان ولا صنعت في رمضان كذا وكذا، فإنّ رمضان اسم من أسماء الله ... ولكن قولوا شهر رمضان كما قال ربكم -عز وجل- في كتابه" أخرجه تمام في "فوائده" (ق 18/ ب) أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله الوراق يعرف بابن فطيس ثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد الكوفي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا ناشب بن عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عمر به. وإسناده ضعيف. قال الدارقطني: ناشب بن عمرو ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. وله شاهد آخر عن عائشة مرفوعا "يا حميراء لا تقولي رمضان فإنّه اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولي: شهر رمضان فإنّ رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها" أخرجه ابن النجار كما في "اللآلئ" (2/ 98) وفيه من لا يعرف. 4347 - عن أنس رفعه "لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله" قال الحافظ: أخرجه أبو الحسين بن قانع في "فوائده" والطبراني في "الأوسط" وفي سنده عيسى بن ميمون العطار وهو ضعيف، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ونقل عن أحمد أنّه قال: هو حديث منكر" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 10/ 464 (كتاب فضائل القرآن- باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة)

أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 250) من طريق عبد الباقي بن قانع البغدادي ثنا محمد بن عبد الله مطين ثنا خلف بن هشام ثنا عُبَيْس عن موسى بن أنس عن أبيه أنس رفعه "لا تقولوا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله. ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذلك القرآن كله" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5751) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين ثنا خلف بن هشام البزاز به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن موسى بن أنس إلا عبيس بن ميمون، تفرد به خلف بن هشام، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد" وقال ابن الجوزي: قال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر، وأحاديث عبيس أحاديث مناكير، وقال يحيى: عبيس ليس بشيء، وقال الفلاس: متروك" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك" المجمع 7/ 156 وقال السيوطي: أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه في "التفسير" (¬1). وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه": أفرط ابن الجوزي في إيراد هذا الحديث في الموضوعات ولم يذكر مستنده إلا قول أحمد وتضعيف عبيس، وهذا لا يقتضي وضع الحديث. وقد قال الفلاس في عبيس: هو صدوق يخطئ كثيرا انتهى وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (¬2) وقال: عبيس منكر الحديث وهذا لا يصح وإنّما يروى فيه عن ابن عمر من قوله" اللآلئ 1/ 239 قلت: عبيس ويقال له عبيدة أيضًا كما في "التهذيب" ضعيف الحديث كما قال أبو داود وأبو زرعة والدارقطني، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2390) ثنا خلف بن هشام به. وقال: قال أبي: هذا حديث منكر" وأخرجه العقيلي (3/ 418) عن عبد الله بن أحمد به. ¬

_ (¬1) زاد في "الدر المنثور" (1/ 46): والبيهقي في "الشعب" بسند ضعيف" (¬2) "الشعب" (2346) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أني أبي ثني أبو عبيدة عبيس الخزاز عن موسى بن أنس عن أبيه به.

وأخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (675) من طريق أبي بكر أحمد بن جعفر القَطيعي ثنا عبد الله بن أحمد به. 4348 - "لا تقولوا للمنافق سيدنا" قال الحافظ: فعند أبي داود والمصنف في "الأدب" من حديث بريدة مرفوعا: فذكره، الحديث ونحوه عند الحاكم" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 346 - 347) والبخاري في "الأدب المفرد" (760) وأبو داود (4977) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (364) والنسائي في "اليوم والليلة" (244) والطحاوي في "المشكل" (5987) والمحاملي في "أماليه" (391) وابن السني في "اليوم والليلة" (391) وابن منده في "التوحيد" (283) والبيهقي في "الشعب" (4542) من طرق عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا "لا تقولوا للمنافق سيدنا (¬2)، فإنّه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم" قال المنذري والعراقي: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 579 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1789 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسًا. ولم ينفرد هشام الدَّسْتُوائي به بل تابعه ابن حوط عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "إذا قال الرجل للمنافق سيدا فقد أهان الله" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (186 - زوائد نعيم) ولم ينفرد قتادة به بل تابعه عقبة (¬3) بن عبد الله الاصم ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد، فقد أغضب ربه تبارك وتعالى" أخرجه الحاكم (4/ 311) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 198) والبيهقي في "الشعب" (4854) والخطيب في "التاريخ" (5/ 454) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عقبة ضعيف" ¬

_ (¬1) 6/ 104 (كتاب العتق- باب كراهية التطاول على الرقيق) (¬2) وفي لفظ "سيد" (¬3) ومن هذا الطريق أخرجه ابن عدي (5/ 1917) بلفظ "إذا مدح الفاسق غضب الرب"

4349 - "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان" قال الحافظ: قال ابن المديني: والطفيل أبوه (يعني أبا عوف بن الطفيل) هو الذي روى عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عنه، يعني حديث: فذكره، أخرجه النسائي وابن ماجه" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد" 4350 - "لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وابن عدي من طريق عبد الحميد بن جعفر بن الحكم عن أبيه عن علباء- بكسر المهملة وسكون اللام بعدها موحدة- رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 499) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 77) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 830) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 283) والطبراني في "الكبير" (18/ 84 - 85) وابن عدي (5/ 1956) والحاكم (4/ 495 - 496) وأبو نعيم في "الصحابة" (5586) من طريق علي بن ثابت الجزري ثني عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أبيه عن علباء السلمي به مرفوعا. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن عبد الحميد غير علي بن ثابت" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 13 قلت: عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري صدوق لا بأس به، وأبوه وثقه النسائي وغيره لكنّه لم يذكر سماعا من علباء فلا أدري أسمع منه أم لا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. وتردد فيه ابن حبان، فذكره في التابعين وأعاده في أتباع التابعين. 4351 - حديث عبد الله بن عمرو "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا ردّه عليهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1924") (¬3) قلت: وهو موقوف. ¬

_ (¬1) 13/ 104 (كتاب الأدب- باب الهجرة) (¬2) 16/ 148 (كتاب الفتن- باب إذا بقي في حثالة من الناس) (¬3) 17/ 56 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)

4352 - "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" قال الحافظ: وله (أي مسلم 2949) من حديث ابن مسعود: فذكره، ولأحمد مثله من حديث علباء السلمي- بكسر العين المهملة وسكون اللام بعدها موحدة خفيفة ومد- بلفظ "حثالة" بدل "شرار" وللطبراني من وجه آخر عنه "لا تقوم الساعة على مؤمن" (¬1). حديث علباء تقدم الكلام عليه قبل حديث. 4353 - حديث حذيفة بن أسيد قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من رومان أو ركوبة تضيء منها أعناق الإبل ببصري" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (3032) عن محمد بن رزيق بن جامع المصري ثنا محمد بن هشام السدوسي ثنا أبو عاصم عن الحسن بن فرات ثني أبي قال: سمعت أبا الطفيل قال: حدثني حذيفة بن أسيد به مرفوعا. ومحمد بن رزيق ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن هشام صدوق، والباقون ثقات. 4354 - حديث سمرة "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما لم تحدثوا بها أنفسكم" وفي لفظ "يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون: هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا" الحديث وفيه "وحتى تروا الجبال تزول عن أماكنها". قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني في حديث طويل وأصله عند الترمذي" (¬3) ضعيف وهو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 469 - 470 و 15/ 151 - 152) وأحمد (5/ 16) والبخاري في "خلق الأفعال" (410) وأبو داود (1184) والحربي في "الغريب" (3/ 979) والنسائي (3/ 114) وفي "الكبرى" (1869) والروياني (847) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2752) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 329 و 333) ¬

_ (¬1) 16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن) و16/ 189 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان) و16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد ...) (¬2) 16/ 192 - 193 (كتاب الفتن- باب خروج النار) (¬3) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

وابن حبان (2852) والطبراني في "الكبير" (6799) والحاكم (1/ 329 - 331) والبيهقي (3/ 339) وفي "معرفة السنن" (6/ 141 - 142) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 309) عن زهير بن معاوية الكوفي وأحمد (5/ 17) وابن حبان (2856) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 329) والطبراني في "الكبير" (6798) وأبو نعيم في "الصحابة" (6710) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (35) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 5) عن أبي عَوَانة الوَضاح بن عبد الله اليشكري وابن أبي شيبة (2/ 472) وأحمد (5/ 14 و 16 - 17 و 19) والبخاري في "خلق الأفعال" (411) وابن ماجه (1264) والترمذي (562) والنسائي (3/ 120 و 123) وفي "الكبرى" (1882) والروياني (843) وابن خزيمة (1397) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (529) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 297 - 298) والطحاوي (1/ 333) وابن البختري في "حديثه" (453) وابن حبان (2851) والطبراني (6797) وابن عبد البر (3/ 309 - 310) والحاكم (1/ 334) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 117) والبيهقي (3/ 335 و 339) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 955) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 4) عن سفيان الثوري وأحمد (5/ 23) عن سلام بن أبي مطيع البصري كلهم عن الأسود بن قيس ثنا ثعلبة بن عباد العبدي قال: شهدت يوما خطبة لسَمُرة بن جندب فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي في غرضين لنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر اسودت حتى آضت كأنها تنومة، قال: فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد فوالله ليحدثنّ شأن هذه الشمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -في أمته حديثا، قال: فدفعا إلى المسجد فإذا هو بارز، قال: ووافقنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حين خرج إلى الناس فاستقدم فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا، ثم ركع كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال: فسلم فحمد الله وأثنى عليه وشهد أنّه عبد الله ورسوله ثم قال "أيها الناس أنشدكم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي -عز وجلّ- لما أخبرتموني ذاك فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ، وإن كنتم تعلمون أني بلغت رسالات ربي لما

أخبرتموني ذاك" قال: فقام رجال فقالوا: نشهد أنّك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك، ثم سكتوا، ثم قال "أمّا بعد فإن رجالا يزعمون أنّ كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنّهم قد كذبوا ولكنّها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده فينظر من يُحدث له منهم توبة، وأيم الله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم وأنّه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحي- لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها - وإنّها متى يخرج- أو قال- متى ما يخرج فإنه سوف يزعم أنّه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله، وإنّه سيظهر- أو قال- سوف يظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنّه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالا شديدا ثم يهلكه الله تبارك وتعالى وجنوده حتى إنّ جذم الحائط- أو قال- أصل الحائط لينادي- أو قال- يقول يا مؤمن- أو قال- يا مسلم هذا يهودي- أو قال- هذا كافر تعال فاقتله قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا، وحتى تزول جبال على مراتبها ثم على إثر ذلك القبض". رواه غير واحد هكذا مطولًا، واختصره بعضهم. قال الترمذي: حسن صحيح " وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬1) وقال ابن حزم: لا يصح، لأنه لم يروه إلا ثعلبة بن عباد العبدي، وهو مجهول" المحلى 5/ 151 وقال ابن القطان الفاسي: سكت عنه عبد الحق، وما مثله صُحِّحَ، فإنه حديث يرويه ثعلبة بن عباد عن سمرة، وهو رجل من البصرة، عبدي النسب، لا يعرف بغير هذا، رواه عنه الأسود بن قيس، وهو وإن كان ثقة فإنه قد عُهد يروي عن مجاهيل، قاله ابن المديني، وثعلبة هذا منهم. ولما ذكر ابن حزم هذا الحديث قال في ثعلبة المذكور: إنه مجهول. وهو كما قال" الوهم والإيهام 4/ 196 - 197 ¬

_ (¬1) وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ثعلبة مجهول، وما أخرجا له شيئا"

وقال الحافظ: سنده قوي" وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان" المجمع 7/ 341 - 342 قلت: هو مجهول كما قال ابن حزم وابن القطان الفاسي والعجلي، وذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس. وقال الذهبي في "الميزان": وعنه الأسود بن قيس فقط، وقال في "المجرد": لا يعرف. وقد تقدم الكلام على بعض هذا الحديث عند حديث "بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا". 4355 - "لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة" الحديث قال الحافظ: أخرجه مسلم (2901) من حديث أبي سريحة رفعه: فذكره" (¬1) 4356 - "لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر" الحديث وفيه "واليوم كاحتراق السعفة" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ... " 4357 - "لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد" قال الحافظ: قال النووي: ليس هذا بظاهر لأنّ عند مسلم (1381): فذكره" (¬3) 4358 - حديث أبي هريرة "لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الفضة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1381") (¬4) 4359 - "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله" قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (148): فذكره" (¬5) ¬

_ (¬1) 10/ 194 (كتاب التفسير- سورة الدخان- باب أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين) (¬2) 14/ 140 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان) (¬3) 4/ 459 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب فضل المدينة) (¬4) 17/ 67 (كتاب الاعتصام- باب ما ذكر النبي-صلى الله عليه وسلم- وحض على اتفاق أهل العلم) (¬5) 4/ 207 (كتاب الحج- باب هدم الكعبة)

وذكره في موضع آخر وقال: في حديث أنس في صحيح مسلم: فذكره" (¬1) 4360 - حديث أنس "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله" قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند قوي وهو عند مسلم بلفظ "الله الله" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 268) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد أنا ثابت عن أنس به مرفوعا. وأخرجه مسلم (148) عن زهير بن حرب النسائي ثنا عفان به بلفظ "الله الله". 4361 - حديث ابن مسعود "لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2899") (¬3) 4362 - "لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته (¬4) من أهل الأرض فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا" قال الحافظ: ولأحمد بسند جيد عن عبد الله بن عمرو: فذكره" (¬5) يرويه قتادة واختلف عنه: - فرواه همام بن يحيى العَؤذي عن قتادة واختلف عنه: • فقال عبد الصمد بن عبد الوارث البصري: ثنا همام ثنا قتادة عن الحسن عن ابن عمرو به مرفوعا. أخرجه أحمد (2/ 210) عن عبد الصمد به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (24) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به. وأخرجه الحاكم (4/ 435) من طريق أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان الحسن سمعه من ابن عمرو" ¬

_ (¬1) 17/ 48 (كتاب الاعتصام- باب ما يذكر من ذم الرأي) (¬2) 16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد) (¬3) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد) (¬4) أي أهل الدين والخير. (¬5) 16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

• ورواه عفان بن مسلم البصري عن همام عن قتادة عن الحسن عن ابن عمرو قوله. أخرجه أحمد (2/ 210) والحسن لم يسمع من ابن عمرو كما جزم به ابن المديني وغيره. قاله الحافظ في "الفتح" (15/ 86) فالإسناد منقطع. • وقال عمران بن داوَر القطان: عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن ابن عمرو قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحا لا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى إلا قبضته، ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية، ويبقى عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر يتناكحون في الطرق كما تتناكح البهائم، فإذا كان ذلك اشتدّ غضب الله على أهل الأرض فأقام الساعة. أخرجه الحاكم (4/ 455 - 456) هكذا موقوفًا. وعمران القطان مختلف فيه. - وقال هشام الدَّسْتُوائي: عن قتادة عن أبي مِجلَز عن قيس بن عباد عن ابن عمرو قال: إنّ من آخر أمر الكعبة أنّ الحبش يغزون البيت، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا أثرها شرقية فلا يدع الله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، وعمد كل حي إلى ما كان يعبد آباؤهم من الأوثان فيعبده حتى يتسافدوا في الطرق كما تتسافد البهائم فتقوم عليهم الساعة، فمن أنبأك عن شيء بعد هذا فلا علم له. أخرجه الحاكم (4/ 457) وقال: صحيح الإسناد على شرطهما موقوف" قلت: فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسًا، ولم يحتج البخاري بروايته عن أبي مجلز. 4363 - حديث عبد الله بن عمرو "لا تقوم الساعة حتى يتسافد في الطريق تسافد الحُمُر" قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

يرويه عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عمرو واختلف عنه: - فقال عبد الواحد بن زياد البصري: ثنا عثمان بن حكيم ثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت ابن عمرو رفعه "لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير" قلت: إنّ ذلك لكائن؟ قال "نعم ليكونن" أخرجه البزار (كشف 3408) عن عفان بن مسلم البصري وابن حبان (6767) وأبو يعلى (المطالب 4499) عن إبراهيم بن الحجاج السامي قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد به. قال البزار: لا نعلمه من وجه صحيح إلا عن ابن عمرو بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح" المجمع 7/ 327 قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. - وقال عبدة بن سليمان الكلابي: عن عثمان بن حكيم عن أبي أمامة قال: سمعت ابن عمرو يقول: لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمير. موقوف أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1799) وابن أبي شيبة (15/ 64) عن عبدة به. والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. 4364 - "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السَّعَفَة" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أنس، وأحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 16/ 122 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)

ورد من حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي هريرة فأمّا حديث أنس فأخرجه الترمذي (2332) عن خالد بن مخلد الكوفي وتمام (ق 119/ ب- ظاهرية) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قالا: ثنا عبد الله بن عمر العمري عن سعد بن سعيد الأنصاري عن أنس مرفوعا به وقال في آخره "وتكون الساعة كالضرمة بالنار" قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد" قلت: وهو مختلف فيه لكن لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، والعمري مختلف فيه كذلك وثق وضعف وفي حفظه شيء. وللحديث طريق أخرى عند محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (537) وفيه عبد الله بن شبيب الرَّبَعي قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "أو الخُوصَة" أخرجه أحمد (2/ 537 - 538) والطحاوي في "المشكل" (2986) وابن حبان (6842) والشجري في "أماليه" (2/ 265) من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي ثنا سهيل به. قال ابن كثير: هذا الإسناد على شرط مسلم" النهاية ص 119 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 331 قلت: وهو كما قالا، وهو إسناد حسن لأنّ سهيلا صدوق. الثاني: يرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني عن عبيد الله بن مسلم عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (7/ 2597) ثنا أحمد بن محمد بن عبدويه الجمال ثنا عبد الرحمن بن عمر بن يزيد رسته ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا هشيم عن مجالد به.

وإسناده ضعيف، مجالد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن، وهشيم هو ابن بشير وكان مدلسًا ولم يذكر سماعا من مجالد. 4365 - "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا منهم مسيلمة والعنسي والمختار" قال الحافظ: وروى أبو يعلى بإسناد حسن عن عبد الله بن الزبير تسمية بعض الكذابين المذكورين بلفظ: فذكره" (¬1) أخرجه أبو يعلى (6820) وابن عدي (1/ 58 و 6/ 2182) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 480 - 481) من طريق محمد بن الحسن الأسدي ثنا شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن الزبير به مرفوعا (¬2). قال ابن عدي: وهذا لا أعلم رواه عن شريك إلا محمد بن الحسن هذا" قلت: هو المعروف بالتل وهو كوفي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وشريك هو ابن عبد الله القاضي مختلف فيه كذلك ونسبه إلى سوء الحفظ والغلط غير واحد، ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: كان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة. وأبو إسحاق السبيعي كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من ابن الزبير ولا أدري أَثَبَتَ له السماع منه أم لا. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 513): قلت: من عند قوله "منهم مسيلمة" لعله من قول الراوي. واختلف على أبي إسحاق في هذا الحديث، فرواه قيس بن الربيع عنه عن سبيع السلولي عن ابن الزبير مرفوعا "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا" أخرجه البزار (2225 و 2226) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 321) وقال البزار: لا نعلم أحدا جوده إلا قيس، ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عمن سمع ابن الزبير" قلت: قيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ونسبه جماعة إلى سوء الحفظ (¬3). ¬

_ (¬1) 3/ 430 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام) (¬2) وزاد "وشر قبائل العرب: بنو أمية، وبنو حنيفة، وثقيف" (¬3) لكنه لم ينفرد به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به. =

وسبيع هو السلولي الكوفي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا أبا إسحاق السبيعي فهو مجهول. وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي بكرة ومن حديث الحسن البصري مرسلًا. فأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه إبراهيم بن عقيل بن معقل الصنعاني عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر مرفوعا "إنّ بين يدي الساعة كذابين، منهم: صاحب اليمامة، ومنهم صاحب صنعاء العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال، وهو أعظمهم فتنة" قال: وقال أصحابي: قال "هم قريب من ثلاثين كذابا" أخرجه ابن حبان (6650) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا الحسن بن الصباح البزار ثنا إسماعيل بن عبد الكريم أني إبراهيم بن عقيل به. ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع وهب من جابر شيئًا. الثاني: يرويه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه أحمد (3/ 345) عن موسى بن داود الضبي ثنا ابن لهيعة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. الثالث: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر. أخرجه البزار (كشف 3375) عن يوسف بن موسى القطان ثنا عبد الرحمن بن مَغْراء ثنا مجالد به. وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. وأما حديث أبي بكرة فأخرجه عبد الرزاق (20823) وأحمد (5/ 41 و 47) والحاكم (4/ 541) عن مَعْمر بن راشد ¬

_ = أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 322) وسماع زكريا من أبي إسحاق بعد الاختلاط.

والحاكم (4/ 541) عن شعيب بن أبي حمزة كلاهما عن ابن شهاب الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن أبي بكرة قال: أكثر الناس في مسيلمة قبل أن يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه شيئًا، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيبا، فقال "أما بعد ففي شأن هذا الدجال الذي قد أكثرتم فيه، وإنّه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون بين يدي المسيح" واختلف فيه على الزهري، فرواه غير واحد عنه عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عياض بن مسافع عن أبي بكرة، منهم: 1 - يونس بن يزيد الأيلي. أخرجه ابن حبان (6652) والحاكم (4/ 541) 2 - عُقيل بن خالد الأيلي. أخرجه أحمد (5/ 46) والحاكم (4/ 541) 3 - محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب الزهري. أخرجه أحمد (5/ 46) قال الحاكم: قد احتج مسلم بطلحة بن عبد الله بن عوف، وقد أعضل معمر وشعيب بن أبي حمزة هذا الإسناد عن الزهري، فإنّ طلحة بن عبد الله لم يسمعه من أبي بكرة، إنما سمعه من عياض بن مسافع عن أبي بكرة، هكذا رواه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد عن الزهري. ثم أخرجه عنهما وقال: صحيح على شرح الشيخين" قلت: عياض بن مسافع لم يخرجاه، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الاكمال": لا يعرف. وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 161) عن يزيد بن هارون أنا مبارك عن الحسن رفعه "إنّ بين يدي الساعة كذابين، منهم صاحب اليمامة، ومنهم الأسود العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة" ومبارك هو ابن فضالة وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن.

4366 - "لا تقوم الساعة حتى يُخسف بقبائل من العرب" قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو يعلى والطبراني من حديث صُحَار حديث: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وعند أحمد بإسناد صحيح من حديث صُحَار العبدي رفعه قال "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 41) وفي "مسنده" (739) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1652) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأحمد (3/ 483) والبزار (كشف 3403) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 9) والطبراني في "الكبير" (7404) والشجري في "أماليه" (2/ 268) عن إسماعيل بن علية وأحمد (5/ 31) وأبو القاسم البغوي (3/ 370) والطحاوي في "المشكل" (2406) والحاكم (4/ 445) والداني في "الفتن" (348) عن يزيد بن هارون وأبو يعلى (6834) وأبو القاسم البغوي (1299) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 9) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي والطبر اني (7404) والشجري (2/ 268) عن خالد بن عبد الله الواسطي والداني (343) عن وهيب بن خالد البصري كلهم عن سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عبد الرحمن بن صحار العبدي عن أبيه رفعه "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل" قال: فعرفت أنّه يعني العرب، لأنّ العجم تنسب إلى قراها. ¬

_ (¬1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد) (¬2) 9/ 362 (كتاب التفسير- سورة الأنعام- باب قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)

قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 9 قلت: عبد الرحمن بن صحار ترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا العلاء بن الشخير فهو مجهول كما قال الحسيني في "الاكمال" 4367 - "لا تقوم الساعة حتى يرجع ناس من أمتي إلى الأوثان يعبدونها من دون الله" قال الحافظ: وللطيالسي عن أبي هريرة: فذكره" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 327) عن موسى بن مطير الكوفي عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. قال البوصيري: وموسى بن مطير ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 519 قلت: كذبه ابن معين، وقال النسائي: متروك الحديث. 4368 - حديث ابن مسعود "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها" قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وفي لفظ "رذالها" وأخرج البزار عن أبي بكرة نحوه، وعند الترمذي من حديث أبي هريرة "وكان زعيم القوم أرذلهم، وساد القبيلة فاسقهم" (¬2) له عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر عن ابن مسعود به مرفوعا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين" (148) والبزار (1434) والطبراني في "الكبير" (9771) وابن عدي (2/ 764) وأبو نعيم في "صفة النفاق" (106 و 107) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن حنش عن عطاء به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا ابن مسعود، ولا نعلم له طريقا عنه إلا هذا، وحنش اسمه: حسين بن قيس الرحبي، روى عنه غير واحد فقال: حسين بن قيس، ولا نعلم قال: حنش إلا التيمي" وقال الهيثمي: وفيه حسين بن قيس وهو متروك" المجمع 7/ 327 ¬

_ (¬1) 16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد) (¬2) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن شريح عن إسماعيل بن قيس الرُّعَيْني عن ابن مسعود به مرفوعا. أخرجه الداني في "الفتن" (404) عن علي بن معبد بن شداد العبدي و (406) عن يحيى بن يحيى النيسابوري كلاهما عن عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن شريح به. وإسماعيل بن قيس ذكره ابن الأثير في "اللباب" وقال: نزل مصر وكان يدعى البليغ اللسان، حدّث عنه عبد الرحمن بن شريح المَعَافري. ولم يذكر سماعا من ابن مسعود فلا أدري أسمع منه أم لا. والباقون ثقات. الثالث: يرويه مبارك بن فضالة عن الحسن عن عتي السعدي عن ابن مسعود قال: فذكر حديثا طويلًا وفيه "يا ابن مسعود إنّ من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10556) و"الأوسط" (4858) عن (¬1) أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ثنا سيف بن مسكين الأسواري ثنا مبارك بن فضالة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مبارك بن فضالة إلا سيف بن مسكين" وقال الهيثمي: وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف، وعبد الوارث بن إبراهيم لم أعرفه" المجمع 5/ 209 و 7/ 323 قلت: واختلف فيه على مبارك بن فضالة، فرواه حبيب بن فروخ الحارثي عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قوم منافقوها" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7711) عن محمد بن عبد الرحمن أبي السائب المخزومي ثنا محمد بن يحيى بن كثير ثنا حبيب بن فروخ به. ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن النجار كما في "الميزان" (2/ 258) من طريق ابن قانع ثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مبارك إلا حبيب بن فروخ، تفرد به محمد بن يحيى بن كثير" وقال الهيثمي: وفيه مبارك بن فضالة وهو مدلس، وحبيب بن فروخ لم أعرفه" المجمع 7/ 327 - 328 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (2211) ثنا علي بن حُجْر ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن المستلم بن سعيد عن رميح الجذامي عن أبي هريرة مرفوعا "إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعقّ أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكُرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظامٍ بالِ قُطِعَ سلكه فتتابع" وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" قلت: إسناده ضعيف، رميح الجذامي لا يعرف، قاله ابن القطان الفاسي والذهبي في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 4369 - "لا تقوم الساعة حتى يسيل واد من أودية الحجاز بالنار تضيء له أعناق الإبل بِبُصرَى" قال الحافظ: أخرجه ابن عدي في "الكامل" من طريق عمر بن سعيد التنوخي عن ابن شهاب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمر بن الخطاب يرفعه: فذكره، وعمر ذكره ابن حبان في "الثقات" ولينه ابن عدي والدارقطني" (¬1) أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 379) وابن عدي (5/ 1718) من طريق موسى بن يعقوب الزَّمْعي عن عمر بن سعيد عن ابن شهاب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمر به مرفوعا. قال ابن عدي: عمر بن سعيد بن شريح أحاديثه عن الزهري ليست بمستقيمة. وقال الدارقطني: عمر بن سعيد ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان": لين. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير رواية للضعفاء عنه. ¬

_ (¬1) 16/ 192 (كتاب الفتن- باب خروج النار)

قلت: وموسى بن يعقوب مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. 4370 - حديث أبي هريرة رفعه "لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن، وتهلك الوُعُول، وتظهر التُّحُوت" قالوا: يا رسول الله، وما التحوت والوعول؟ قال "الوعول: وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت: الذين كانوا تحت أقدام الناس ليس يعلم بهم" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق سعيد بن جبير عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وله من طريق أبي علقمة: سمعت أبا هريرة يقول: إنّ من أشراط الساعة: نحوه، وزاد: كذلك أنبأنا عبد الله بن مسعود: سمعته من حبي؟ قال: نعم، قلنا: وما التحوت؟ قال "فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة" قلنا: وما الوعول؟ قال "أهل البيوت الصالحة" (¬1) حديث سعيد بن جبير عن أبي هريرة أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 98) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني زفر بن عبد الرحمن بن أردك عن محمد بن سليمان بن والبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة مرفوعا "والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، الحديث. وأخرجه ابن حبان (6844) عن عمر بن محمد الهمداني ثنا البخاري به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3779) والحاكم (4/ 547) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سعيد بن جبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي أويس" وقال ابن حبان: سمع سعيد بن جبير أبا هريرة وهو ابن عشر سنين إذ ذاك" وقال الحاكم: هذا حديث رواته كلهم مدنيون ممن لم ينسبوا إلى نوع من الجرح" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن سليمان بن والبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 325 قلت: محمد بن سليمان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا زفر بن عبد الرحمن. ¬

_ (¬1) 16/ 121 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)

وزفر قال البخاري وابن أبي حاتم: مستقيم الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". وإسماعيل مختلف فيه. والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (343) عن هارون بن سفيان بن بشير المستملي ثني عبد الله بن يعقوب المزني ثنا زفر بن محمد الفهري عن محمد بن سليمان بن مخرمة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة. وهارون ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وعبد الله لم أر من ترجمه، وزفر قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ومحمد بن سليمان لم أر من ترجمه أيضًا. وأما حديث أبي علقمة عن أبي هريرة فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (3933) عن علي بن عبد الرحمن بن محمد القرشي المخزومي والطبراني في "الأوسط" (752) عن أبي أيوب أحمد بن بشير الطيالسي قالا: ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أني محمد بن الحارث قال: قدم رجل يقال له: أبو علقمة حليف في بني هاشم، فتتابعت إليه أنا وعلي الأزدي، فكان مما حدثنا أن قال: سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنّ من أشراط الساعة أن يظهر الفحش والشح، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، وتظهر ثياب كأفواج السحر يلبسها نساء كاسيات عاريات، ويعلو التحوت الوعول" أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم ورب الكعبة، قلت: وما التحوت الوعول؟ قال "فسول الرجال، وأهل البيوتات الغامضة، يرفعون فوق صالحيهم وأهل البيوتات الصالحة". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا حجاج" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث بن سفيان وهو ثقة" المجمع 7/ 327 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. 4371 - "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لُكع بن لُكع" قال الحافظ: وهو في الصحيح" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 1/ 131 (كتاب الإيمان- باب سؤال جبريل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان)

ورد من حديث حذيفة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي بردة بن نيار ومن حديث عمر ومن حديث أبي ذر ومن حديث أم سلمة فأما حديث حذيفة فأخرجه أحمد (5/ 389) والترمذي (2209) وابن بشران (284) والداني في "الفتن" (407) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 392) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 346) والمزي (15/ 235) عن إسماعيل بن جعفر الأنصاري والترمذي (2209) وأبي عاصم في "الزهد" (196) والمزي (15/ 235) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي وأبو نعيم في "الصحابة" (1861) عن سليمان بن بلال المدني ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو ثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي عن حذيفة به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنّما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو" قلت: هو مولى المطلب بن عبد الله بن حَنْطب وهو مختلف فيه، والأشهلي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه عمرو بن أبي عمرو فقط، له حديث منكر. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 326 و 358) وابن عدي (3/ 909 و 6/ 2101) وتمام (ق 21/ ب) من طرق عن أبي العلاء كامل بن العلاء الكوفي قال: حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رفعه "لا تذهب الدنيا حتى تصير (¬1) للكع بن لكع" وإسناده حسن، أبو العلاء مختلف فيه: وثقه ابن معين العجلي ويعقوب بن سفيان، وضعفه ابن حبان، واختلف فيه قول النسائي، وأبو صالح هو السمان ثقة مشهور. وأما حديث أنس فأخرجه ابن حبان (6721) عن أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ثنا عمي الوليد بن عبد الملك ثنا مخلد بن يزيد عن حفص بن ميسرة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس مرفوعا "لا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع" ¬

_ (¬1) وفي لفظ لابن عدي "حتى يغلب عليها"

وأحمد بن خالد بن عبد الملك قال الدارقطني: ضعيف ليس بشيء ما رأيت أحدا يثني عليه (سؤالات حمزة ص 148) وقال الذهبي في "المغني": واه. ولم ينفرد به بل تابعه أحمد بن علي الأبار ثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬1) (632) وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا حفص، تفرد به مخلد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير الوليد بن عبد الملك بن مسرح وهو ثقة" المجمع 7/ 325 - 326 قلت: رواته كلهم ثقات. وأما حديث أبي بردة فأخرجه أحمد (3/ 466) والبخاري في "الكبير" (1/ 2 / 229) وابن أبي عاصم في "الزهد" (197) والطبراني في "الكبير" (22/ 195) وأبو نعيم في "الصحابة" (6546) من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جميع المكي عن أبي بكر الجهم بن أبي الجهم ثني أبو بردة رفعه "لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 320 قلت: الجهم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحسيني في "الاكمال": مجهول. وأما حديث عمر فأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (195) والطبراني في "الأوسط" (4674 و 7312) من طريق أصبغ بن محمد ابن أخي عبيد الله بن عمرو الرقي عن جعفر بن برقان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر رفعه "من أشراط الساعة أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع (¬2)، وخير الناس مؤمن بين كريمين" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أصبغ بن محمد" وقال أيضًا: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا جعفر بن برقان، ولا عن جعفر إلا أصبغ بن محمد" ¬

_ (¬1) ولفظه "لا تذهب الأيام والليالي حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع" (¬2) وفي لفظ "لا تذهب الدنيا حتى يملكها لكع بن لكع"

قلت: وجعفر بن برقان ضعيف في الزهري، قاله ابن معين وغيره. وأما حديث أبي ذر فيرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن أبي ذر رفعه "لا تقوم الساعة حتى يغلب على الدنيا لكع بن لكع، وخير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين" - أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (192) عن الوليد بن مسلم الدمشقي والطبراني في "الأوسط" (3100) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي كلاهما عن ابن لهيعة عن عقيل بن خالد به. قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلا ابن لهيعة، تفرد به عبد الله بن يوسف، ولا يُروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه" قلت: وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. - وقال شعيب بن أبي حمزة: عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- مرفوعا. أخرجه ابن أبي عاصم (194) عن محمد بن عوف الحمصي أنا أبو اليمان عن شعيب به. ورواته ثقات. - ورواه إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري واختلف عنه: • فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن إبراهيم بن سعد فقال فيه: عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- مرفوعا. أخرجه ابن أبي عاصم (193) وتابعه منصور بن أبي مزاحم البغدادي ثنا إبراهيم بن سعد به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7314) • ورواه أبو كامل مظفر بن مدرك الخراساني عن إبراهيم بن سعد فلم يرفعه أخرجه أحمد (5/ 430)

- ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري عن رجل من قريش مرفوعا. أخرجه عبد الرزاق (20642) وأما حديث أم سلمة فأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 278 - 279) عن عبد الله بن صالح المصري ثنا الليث ثنا يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية حدثتني أم سلمة رفعته "ليأتينّ على الناس زمان يُكذب فيه الصادق، ويُصدق فيه الكاذب، ويخون فيه الأمين، ويؤتمن فيه الخؤون، ويشهد فيه المرء وإن لم يستشهد، ويحلف وإن لم يستحلف، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع، لا يؤمن بالله ورسوله" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 314) و"الأوسط" (8638) عن مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح به. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث" وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف، وقد وثق" المجمع 7/ 284 قلت: هو مختلف فيه، ويحيى بن سليم قال الذهبي في "الميزان": ما علمت أحدا روى عنه سوى الليث، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 4372 - حديث ابن مسعود "لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظًا، والمطر قيضا، وتفيض الأيام فيضا" قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وعن أم الضراب مثله وزاد "ويجترئ الصغير على الكبير، واللئيم على الكريم، ويخرب عمران الدنيا ويعمر خرابها" (¬1) ضعيف وحديث ابن مسعود قطعة من حديث طويل يرويه مبارك بن فضالة عن الحسن عن عتي السعدي عن ابن مسعود، وقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها" وحديث أم الضراب أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6423) عن عبد الغني بن عبد العزيز العسال ¬

_ (¬1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

والقضاعي (949) عن سعيد بن كثير بن عفير المصري قالا: ثنا مؤمل بن عبد الرحمن بن العباس الثقفي عن أبي أمية بن يعلى الثقفي عن أم عيسى عن أم الغراب (¬1) عن عائشة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظا، والمطر قيظا، ويفيض اللئام فيضا، ويغيض الكرام غيضا، وبجترئ الصغير على الكبير، واللئيم على الكريم" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به مؤمل بن عبد الرحمن" وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 7/ 325 قلت: مؤمل بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: لين الحديث ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وأبو أمية واسمه إسماعيل بن يعلى قال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي: متروك الحديث. وأم عيسى وأم الغراب لم أعرفهما. 4373 - "لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله" قال الحافظ: ولمسلم (1/ 131) أيضًا: فذكره، وهو عند أحمد بلفظ "على أحد يقول: لا إله إلا الله" (¬2) 4374 - حديث أبي أمامة قال: خرج النبي-صلى الله عليه وسلم- متوكئا على عصى، فقمنا له، فقال: "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم بعضهم لبعض" قال الحافظ: واحتجوا بحديث أبي أمامة قال: فذكره. وأجاب عنه الطبري بأنّه حديث ضعيف مضطرب السند فيه من لا يعرف. والحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) وعند القضاعي "أم الفرات" (¬2) 16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن) (¬3) 13/ 288 - 289 (كتاب الاستئذان- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: قوموا إلى سيدكم)

يرويه مِسْعر بن كِدَام واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن نمير عن مسعر واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عبد الله بن نمير ثنا مسعر عن أبي العَنبَس عن أبي العَدَبَّس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوكئ على عصا، فقمنا إليه، فقال "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضا" قال: فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا، فقال "اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وارض عنا، وتقبل منا، وأدخلنا الجنة، ونجنا من النار، وأصلح لنا شأننا كله" فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال "قد جمعت لكم الأمر" منهم: 1 - أحمد بن حنبل (5/ 253) ومن طريقه أبو موسى المديني في "اللطائف" (638) والمزي (4/ 309 - 311) 2 - ابن أبي شيبة (8/ 585 - 586 و 10/ 267) وعنه أبو داود (5230) وأخرجه البيهقي في "المدخل" (719) والخطيب في "الجامع" (938) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 34 - 35) والقاضى عياض في "الشفا" (1/ 168) من طريق أبي بكر بن داسة انا أبو داود به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 159 - 160) والطبراني في "الكبير" (8072) وفي "الدعاء" (1442) والبيهقي في "الشعب" (8538) والمزي (4/ 311 - 312) من طرق عن ابن أبي شيبة به. 3 - أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني. أخرجه الطبري في " تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 563) • ورواه سفيان بن وكيع عن عبد الله بن نمير عن سفيان الثوري عن أبي العنبس به. فجعله عن سفيان. أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 196 - 197) وسفيان بن وكيع ضعيف. - ورواه يحيى بن هاشم السمسار عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة.

أخرجه تمام (ق 22 /أ) وقال: ورواه عبد الله بن نمير عن مسعر فجوده كما جوده يحيى بن هاشم" - ورواه يحيى بن سعيد القطان عن مسعر ثنا أبو العدبس عن رجل أظنه أبا خلف ثنا أبو مرزوق قال: قال أبو أمامة. أخرجه أحمد (5/ 256) والروياني (1271) وتابعه المعافى بن عمران (الزهد 83) عن مسعر به. - ورواه سفيان الثوري عن مسعر عن أبي عن أبي عن أبي منهم أبو غالب عن أبي أمامة. أخرجه أحمد (5/ 253) - ورواه محمد بن بشر العبدي عن مسعر واختلف عنه: • فرواه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني عن محمد بن بشر عن مسعر عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن رجل عن أبي أمامة. أخرجه الطبري (2/ 565 - 566) • ورواه أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري عن محمد بن بشر عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8538) - ورواه وكيع عن مسعر واختلف عنه: • فقال أبو كريب: ثنا وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي العدبس عن أبي أمامة. أخرجه الطبري (2/ 565) • وقال علي بن محمد: ثنا وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة. أخرجه ابن ماجه (3836) - ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي أمامة. أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (77)

قال الطبري: خبر أبي أمامة خبر لا يجوز الاحتجاج به في الدين، لوهاء سنده، وضعف نقلته، وذلك أنّ أبا العدبس وأبا مرزوق غير معروف في نقلة الآثار، ولا ثابتي العدالة في رواة الأخبار. هذا مع اضطراب من ناقليه في سنده" قلت: أبو مرزوق ذكره ابن حبان في "المجروحين" (3/ 159) وقال: لا يجوز الاحتجاج به لانفراده عن الأثبات بما خالف حديث الثقات. ثم ذكر له هذا الحديث. وأما أبو العنبس وأبو العدبس فوثقهما ابن معين (تاريخ الدارمي ص 236) 4375 - حديث أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن" قال الحافظ: رواه مسلم (3004") (¬1) ولفظه "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" 4376 - "لا تكثر الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" قال الحافظ: روى البخاري في "الأدب المفرد" وابن ماجه من وجهين عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (¬2) حسن وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنَيْن عن أبي هريرة مرفوعا "لا تكثروا الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (253) عن محمد بن بشار وابن ماجه (4193) عن أبي بشر بكر بن خلف البصري قالا: ثنا أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 232 قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع إبراهيم بن عبد الله من أبي هريرة أم لا فإنه لم يذكر سماعا منه. ¬

_ (¬1) 1/ 218 (كتاب العلم- باب كتابة العلم) و10/ 386 (كتاب فضائل القرآن- باب جمع القرآن) (¬2) 13/ 118 (كتاب الأدب- باب التبسم والضحك)

الثاني: يرويه واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة مرفوعا "أقِلَّ الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (252) عن أبي الربيع سليمان بن داود العتكي الزهراني ثنا إسماعيل بن زكريا ثنا أبو رجاء عن بُرْد عن مكحول عن واثلة به. وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (219) عن نصر بن داود الصاغاني والبيهقي في "الزهد" (818) وفي "الآداب" (534) والرافعي في "التدوين" (1/ 207) عن محمد بن أيوب البجلي والقضاعي (640) عن عبيد الله بن أيوب الخزاز ثلاثتهم عن أبي الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن زكريا عن أبي رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة مرفوعا "كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قَنِعا تكن أشكرَ الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وأقل الضحك ... " وخالفهم أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي فرواه عن أبي الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي رجاء أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (306) والأول أصح. - ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن أبي رجاء محرز بن عبد الله الجزري واختلف عنه: • فرواه سهل بن عثمان بن فارس الكندي عن المحاربي عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (385 و 3408) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 365) • ورواه هناد في "الزهد" (1031و 1148) عن المحاربي فلم يذكر مكحولا.

• ورواه محمد بن إسماعيل الأحمسي عن المحاربي واختلف عنه: فرواه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري عن الأحمسي عن المحاربي عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. أخرجه البيهقي في "الزهد" (818) وفي "الآداب" (1150) وفي "الشعب" (5366) ورواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (3) عن الأحمسي فلم يذكر مكحولا. - ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن أبي رجاء واختلف عنه: • فرواه علي بن محمد الطنافسى عن أبي معاوية عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. أخرجه ابن ماجه (4217) وتابعه أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا أبو معاوية به. أخرجه القضاعي (111 و 639) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2493) وقال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 4/ 240 • ورواه سريج بن يونس البغدادي عن أبي معاوية فلم يذكر مكحولا. أخرجه أبو يعلى (5865) وتابعه أسد بن موسى المصري عن أبي معاوية به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 365) وقال: تفرد به أبو رجاء محرز بن عبد الله عن برد بن سنان" • ورواه مجاهد بن موسى الخوارزمي عن أبي معاوية عن محمد بن راشد عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (7/ 265) وقال: وليس هذا القول بمحفوظ، والحديث غير ثابت" - ورواه أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفى عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 302) والمزي (27/ 278 - 279)

وأبو زهير صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات، لكن قال أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما: لم يسمع مكحول من واثلة، وقال البخاري وغير واحد: سمع منه. الثالث: يرويه الحسن البصري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهنّ أو يعلم من يعمل بهن؟ " فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسًا وقال "اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحبّ للناس ما تحبّ لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" أخرجه أحمد (2/ 310) والترمذي (2305) وابن أبي الدنيا في "الورع" (2) وأبو يعلى (6240) والخرائطي في "المكارم" (227) وفي "اعتلال القلوب" (ص 143) والطبراني في "الأوسط" (7050) وتمام (50) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 295) وابن بشران في "أماليه" (25) والبيهقي في "الشعب" (9096 و 10616) والشجري في "أماليه" (2/ 198) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (991) من طرق عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن أبي طارق السعدي عن الحسن به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، والحسن لم يسمع عن أبي هريرة شيئًا، هكذا روي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وروى أبو عبيدة النّاجي عن الحسن هذا الحديث قوله، ولم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الحسن إلا أبو طارق، تفرد به جعفر بن سليمان" وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن غريب" وقال أبو نعيم: غريب من حديث الحسن، تفرد به جعفر عن أبي طارق" قلت: وأبو طارق قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ولم ينفرد به بل تابعه عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن الحسن عن أبي هريرة به. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (861) من طريق النضر بن شميل المازني ثنا عوف به. والحسن لم يسمع من أبي هريرة كما حكاه الترمذي عن أيوب وغيره، وكذا قاله ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة وعبد الله بن أحمد والحاكم والخطيب وغيرهم.

الرابع: يرويه هشام بن حسان البصري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "يا أبا هريرة ارض بما قسم الله تكن غنيا، وكن ورعًا تكن عبدا لله، وأحبّ للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، والقهقهة من الشيطان، والتبسم من الله" أخرجه الطبراني في "الصغير" (1057) عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن مهدي القاضي الرامهرمزي ثنا محمد بن محمد بن مرزوق ثنا يوسف بن هارون أبو يعقوب العبدي ثنا هشام بن حسان به. وقال: لم يروه عن هشام بن حسان إلا يوسف بن هارون" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 296 الخامس: يرويه عمرو بن هاشم البيروتي قال: أخبرني سليمان بن أبي كريمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "أبا هرّ أحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مؤمنا، واعمل بفرائض الله تكن عابدًا، وارض بقسم الله تكن زاهدا" أخرجه القضاعي (642) من طريق إسماعيل بن أحمد بن أبي حازم ثنا أبي ثنا عمرو بن هاشم به. وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي كريمة. السادس: يرويه سلام بن مسكين البصري ثني أبو طاهر عن أبي هريرة مرفوعا "يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا، وجاور من جاورت من الناس بإحسان تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك فساد القلب" أخرجه البيهقي في "الشعب" (10615) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة" (46) وأبو طاهر ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن عبد البر في "الاستغناء" ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا سلام بن مسكين فهو مجهول، وما أظنه سمع من أبي هريرة. 4377 - عن ابن عمر قال: مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُكْرِعُوا ولكن اغسلوا أيديكم ثم اشربوا بها" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، ولكن في سنده ضعف، ووقع عند ابن ماجه من

وجه آخر عن ابن عمر قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشرب على بطوننا وهو الكرع. وسنده أيضًا ضعيف" (¬1) ضعيف وله عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه ليث عن سعيد بن عامر عن ابن عمر قال: مررنا على بركة، فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تكرعوا ولكن اغسلوا أيديكم، ثم اشربوا فيها، فإنّه ليس إناء أطيب من اليد". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 229) وأبو يعلى (5701) وابن ماجه (3433) والبيهقي في "الشعب" (5629) والمزي (10/ 515) عن محمد بن فضيل الكوفي وأبو يعلى (5779) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والبيهقي في "الشعب" (5629) وفي "لآداب" (682) عن موسى بن أعْيَن الجزري ثلاثتهم عن ليث به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم" المصباح 4/ 48 الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن رجل عن ابن عمر مرفوعا "لا تشربوا الكرع، ولكن ليشرب أحدكم في كفيه". أخرجه أحمد (2/ 137) ثنا علي بن إسحاق أنا عبد الله بن المبارك أنا معمر به. واختلف فيه على معمر، فقال عبد الرزاق (19596): أنا معمر عن ليث عن رجل عن ابن عمر قال: مرّ رسول - صلى الله عليه وسلم - بغدير، فقال "اشربوا ولا تكرعوا، ليغسل أحدكم يديه ثم ليشرب، وأيّ إناء أنقى وأنظف من يديه إذا غسلهما". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (5628) ¬

_ (¬1) 12/ 179 (كتاب الأشربة- باب شرب اللبن بالماء)

وإسناده ضعيف لضعف ليث وللرجل الذي لم يسم. الثالث: يرويه عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشرب على بطوننا، وهو الكرع. ونهانا أن نغترف باليد الواحدة. وقال "لا يلغ أحدكم كلما يلغ الكلب، ولا يشرب باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين سخط الله عليهم، ولا يشرب بالليل في إناء حتى يحركه، إلا أن يكون إناءً مخمرا، ومن شرب بيده، وهو يقدر على إناء، يريد التواضع، كتب الله له بعدد أصابعه حسنات، وهو إناء عيسى بن مريم-عليه السلام-، إذ طرح القدح فقال: أُفَ هذا مع الدنيا". أخرجه ابن ماجه (3431) من طريق بقية بن الوليد الحمصي عن مسلم بن عبد الله عن زياد بن عبد الله عن عاصم بن محمد به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لتدليس بقية بن الوليد، وقد عنعنه" المصباح 4/ 47 قلت: ومسلم بن عبد الله وزياد بن عبد الله مجهولان. قاله الذهبي في "الكاشف" (1/ 333) 4378 - "لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان فإنّها تبير المنافقين" قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم من حديث علي، وفي سنده ضعيف ومجهول" (¬1) ضعيف أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (697) عن أبي صالح عبد الرحمن بن أحمد بن أبي يحيى الزهري ثنا أبو حفص عمر بن زياد الأزدي الزعفراني ثنا إبراهيم بن قتيبة ثنا قيس عن العباس بن ذَرِيح عن شريح بن هانئ عن علي به مرفوعا إلا أنّه قال "فإنّها تبيّن المنافقين" وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 113 - 114) عن أبي الشيخ به. وقال فيه "فإنّها تبير المنافقين" ووقع عنده: عن محمد بن زياد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: موضوع" تنزيه الشريعة 2/ 351 قلت: ليس في إسناده من اتهم بالوضع، فعبد الرحمن بن أحمد ترجمه أبو الشيخ ¬

_ (¬1) 16/ 153 (كتاب الفتن- باب التعوذ من الفتن)

وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وعمر بن زياد وإبراهيم بن قتيبة لم أر من ترجمهما، وقيس هو ابن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والعباس وشريح ثقتان. 4379 - عن ابن عباس أنّ خِذَاما أبا وديعة أنكح ابنته رجلًا، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تكرهوهن" فنكحت بعد ذلك أبا لبابة وكانت ثيبا. قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن ابن جُريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس: فذكره، وروى الطبراني بإسناد آخر عن ابن عباس: فذكر نحو القصة وقال فيه: فنزعها من زوجها وكانت ثيبا فنكحت بعده أبا لبابة" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (10308) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عباس أنّ خذاما أبا وديعة أنكح ابنته رجلًا، فأتت النبي-صلى الله عليه وسلم- فاشتكت إليه أنها أُنكحَت وهي كارهة، فانتزعها النبي-صلى الله عليه وسلم- من زوجها وقال "لا تكرهوهن" فنكحت بعد ذلك أبا لبابة الأنصاري، وكانت ثيبا. قال ابن جريج: أُخبرت أنها خنساء ابنة خذام من أهل قباء. وأخرجه أحمد (3440) عن عبد الرزاق به (¬2). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11456) من طريق أبى سعد محمد بن ميسر الصاغاني عن ابن جريج به. وعطاء الخراساني قال أحمد وابن معين: لم يسمع من ابن عباس. 4380 - عن أبي النعمان الأزدي قال: زوّج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة على سورة من القرآن وقال: "لا تكون لأحد بعدك مهرا" قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور من مرسل أبي النعمان الأزدي قال: فذكره، وهو مع إرساله فيه من لا يعرف" (¬3) مرسل أخرجه سعيد بن منصور (642) ثنا أبو معاوية ثنا أبو عرفجة الفايشي عن أبي النعمان الأزدي قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 11/ 101 (كتاب النكاح- باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة) (¬2) وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص68) من طريق الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري قال: قرأت على عبد الرزاق به. (¬3) 11/ 118 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن)

4381 - "لا تمار أخاك، ولا تمازحه" قال الحافظ: وأخرج (أي الترمذي) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (394) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (123و388) والحربي في "الغريب" (2/ 474) والترمذي (1995) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 344) والقضاعي (936) والخطيب في "الجامع" (1177) والهروي في "ذم الكلام" (ق 17/ ب) ومحمد بن الحسين البزاز في "فوائده" (التدوين للرافعي 4/ 117) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (376) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 633) من طرق عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عكرمة، لم يروه عنه إلا ليث عن عبد الملك" وقال الحافظ: سنده ضعيف" بلوغ المرام قلت: وهو كما قال لضعف ليث بن أبي سليم. 4382 - "لا تمد بسم الله" ذكر الحافظ أنّ الجمهور ضعفوا هذا الحديث (¬2). ضعيف جدًا أخرجه الخطيب في "الجامع" (555) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا مسلمة بن علي عن سنان بن سعيد عن الزهري قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمد بسم الله الرحمن الرحيم. وإسناده ضعيف جدًا، مسلمة بن علي هو الخُشَنِي قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال أبو داود: كان غير ثقة ولا مأمون. ¬

_ (¬1) 13/ 142 (كتاب الأدب- باب الانبساط إلى الناس) (¬2) 9/ 44 (كتاب المغازي- باب عمرة القضاء)

4383 - "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 34) عن ابن عمر. 4384 - "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تَفِلات" قال الحافظ: قال ابن دقيق العيد: في بعض الروايات "وليخرجن تفلات" قلت: هو بفتح المثناة وكسر الفاء أي غير متطيبات ويقال: امرأة تفلة إذا كانت متغيرة الريح، وهو عند أبي داود وابن خزيمة من حديث أبي هريرة، وعند ابن حبان من حديث زيد بن خالد وأوله: فذكره" (¬2) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث زيد بن خالد الجهني ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمر فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشافعي في "السنن" (190) وعبد الرزاق (5121) والحميدي (978) وأبو عبيد في "الغريب" (1/ 264) وابن أبي شيبة (2/ 383) وأحمد (2/ 438 و 475 و 528) والدارمي (1282 و 1283) وأبو داود (565) وابن الجارود (332) وأبو يعلى (5915 و 5933) وابن خزيمة (1679) وابن حبان (2214) والبيهقي (3/ 134) وفي "معرفة السنن" (4/ 237 و 7/ 502) والخطيب في "تاريخه" (6/ 18 - 19) والبغوي في "شرح السنة" (860) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات". قال البغوي: هذا حديث صحيح" قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن. ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه المغيرة بن قيس البصري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (572) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن المغيرة بن قيس به. ¬

_ (¬1) 4/ 448 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب حج النساء) (¬2) 2/ 495 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب انتظار الناس قيام الإمام العالم)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن المغيرة إلا سويد بن عبد العزيز" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. وأما حديث زيد بن خالد فأخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1516) وأحمد بن حنبل (5/ 192 و 193) وأحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1517) والبزار (3772) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1518) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 228) وابن حبان (2211) والطبراني في "الكبير" (5239 و 5240) وابن عدي (4/ 1612) من طرق (¬1) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان (¬2) عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد مرفوعا "لا تمنعوا إماء الله المساجد، وليخرجن تفلات". قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 33 قلت: محمد بن عبد الله بن عمرو بن "هشام" على الصحيح لم أر من وثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وعبد الرحمن بن إسحاق المدني صالح الحديث كما قال أحمد وابن معين وابن خزيمة وابن عدي. وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد (6/ 69 - 70) ثنا الحكم بن موسى ثنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال قال أبي يذكره عن أمه عن عائشة مرفوعا "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات". وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، الحكم بن موسى هو البغدادي القنطري وثقه ابن معين والعجلي وابن سعد وغيرهم، وعبد الرحمن بن أبي الرجال وثقه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم، وأبو الرجال واسمه محمد بن عبد الرحمن بن حارثة وثقه ابن سعد وأبو داود والنسائي وغيرهم، وأمه هي عَمْرة بنت عبد الرحمن وثقها ابن معين وابن المديني والعجلي وغيرهم. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3435) عن الحسن بن علي بن ¬

_ (¬1) رواه أحمد عن ابن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق هكذا، ورواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد (تحفة الأشراف 11/ 329) ورواه إبراهيم بن سعد فجعله عن زينب الثقفية واختلف عنه (المجتبي 8/ 134 والكبرى 5/ 433 وتحفة الأشراف 11/ 329) (¬2) قوله "بن عثمان" هكذا هو عند مسدد وابن حبان والطبراني في الموضع الأول، وعند أحمد في الموضعين وأحمد بن منيع وأبي يعلى "بن هشام" وهو الأصح.

زولاق المصري ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا يحيى بن أيوب، تفرد به عمرو بن الربيع بن طارق" قلت: وهو ثقة كما قال العجلي وغيره، ويحيى بن أيوب صدوق، وابن عجلان ونافع ثقتان، وابن زولاق ذكره بن الأثير في "اللباب" (2/ 81) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وللحديث طريق أخرى ستأتي في الحديث الذي بعده. 4385 - حديث حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر "لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهنّ خير لهن" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن خزيمة" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 76 و 76 - 77) وأبو داود (567) وابن خزيمة (1684 و 3/ 93) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 360) والحاكم (1/ 209) والبيهقي في "سننه" (3/ 131) وفي "الآداب" (903) والبغوي في "شرح السنة" (864) من طرق عن العوام بن حوشب الواسطي ثني حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر به مرفوعا. قال ابن خزيمة: لا أقف على سماع حبيب بن أبي ثابت هذا الخبر من ابن عمر" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعًا بالعوام بن حوشب وقد صح سماع حبيب من ابن عمر" قلت: لكنه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من ابن عمر. وصفه بذلك ابن حبان وابن خزيمة. وقال أبو جعفر النحاس: كان يقول: إذا حدثني رجل عنك بحديث ثم حدثت به عنك كنت صادقا. وذكره الحافظ وسبط ابن العجمي في المدلسين. لكنه لم ينفرد به بل تابعه مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "ائذنوا للنساء بالليل إلى المسجد، وليخرجن تفلات عليهن خلقان شعثات بغير دهن" ¬

_ (¬1) 2/ 495 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب انتظار الناس قيام الامام العالم)

أخرجه عبد الرزاق (5108) عن الثوري عن ليث عن مجاهد به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3471) وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف. وانظر الحديث الذي قبله. 4386 - "لا تمنعوهن المساجد وبيوتهنّ خير لهن" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا تمنعوا نسائكم المساجد" 4387 - "لا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون عسى أن تبتلوا بهم" قال الحافظ: وأخرج سعيد بن منصور من طريق يحيى بن أبي كثير مرسلًا: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الجيم فانظر حديث "الجنة تحت الأبارقة". 4388 - "لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب" قال الحافظ: وتمسكوا بحديث عبد الله بن عُكَيم قال: أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته: فذكره، أخرجه الشافعي وأحمد والأربعة وصححه ابن حبان وحسنه الترمذي، وفي رواية للشافعي ولأحمد ولأبي داود "قبل موته بشهر" قال الترمذي: كان أحمد يذهب إليه ويقول: هذا آخر الأمر، ثم تركه لما اضطربوا في إسناده، وكذا قال الخلال نحوه، وردّ ابن حبان على من ادعى فيه الاضطراب وقال: سمع ابن عكيم الكتاب يقرأ وسمعه من مشايخ من جهينة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- فلا اضطراب، وأعله بعضهم بالانقطاع وهو مردود، وبعضهم بكونه كتاب وليس بعلة قادحة، وبعضهم بأنّ ابن أبي ليلى راويه عن ابن عكيم لم يسمعه منه لما وقع عند أبي داود عنه أنّه انطلق وناس معه إلى عبد الله بن عكيم قال: فدخلوا وقعدت على الباب فخرجوا إليّ فأخبروني. فهذا يقتضي أنّ في السند من لم يسم، ولكن صحّ تصريح عبد الرحمن بن أبي ليلى بسماعه من ابن عكيم فلا أثر لهذه العلة أيضا" (¬3) له عن عبد الله بن عكيم طرق: الأول: يرويه الحكم بن عتيبة قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن ¬

_ (¬1) 2/ 357 (كتاب الصلاة- أبواب مواقيت الصلاة- باب صلاة الليل) (¬2) 6/ 497 (كتاب الجهاد- باب لا تمنوا لقاء العدو) (¬3) 12/ 80 (كتاب الذبائح- باب جلود الميتة)

عبد الله بن عكيم أنّه قال: قُرئ علينا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أرض جهينة وأنا غلام شاب: أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب. أخرجه الطيالسي (ص 183) ثنا شعبة عن الحكم به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4413) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 339) وأخرجه عبد الرزاق (202) وابن سعد (6/ 113) وابن أبي شيبة (8/ 503 و 13/ 53) وأحمد (4/ 310 و 311) وأبو داود (4127) وابن ماجه (3613) والحربي في "الغريب" (1/ 301) والنسائي (7/ 154 - 155) وفي "الكبرى" (4575) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (79) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 826) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1678) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 263) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 468) وفي "المشكل" (3236) وابن حبان (الإحسان 1278) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (156) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 86) والبيهقي (1/ 14) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 162 - 163) وابن طولون في "إعلام السائلين" (ص 82 و 83) والمزي (15/ 320) من طرق عن شعبة به. وساقه بعضهم عن شعبة بلفظ: أتانا كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم- ونحن بأرض جهينة وأنا غلام شاب أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب. قال أبو داود: قال النضر بن شميل (¬1): يسمى إهابا ما لم يدبغ، فإذا دبغ لا يقال له إهاب، إنما يسمى شنا وقربة". ورواه أبو سعيد البصري عن شعبة فقال فيه "إني كنت رخصت لكم في جلود الميتة، فلا تنتفعوا من الميتة بجلد ولا عصب" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (104) من طريق فضالة بن المفضل بن فضالة ثني أبي ثنا يحيى بن أيوب عن أبي سعيد البصري به. وقال: لم يروه عن أبي سعيد البصري إلا يحيى بن أيوب، تفرد به فضالة بن المفضل عن أبيه" قلت: وفضالة بن المفضل ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال أبو حاتم: لم يكن ¬

_ (¬1) وهو أحد رواة هذا الحديث عن شعبة.

بأهل أن يكتب عنه العلم، وسألت عنه سعيد بن عيسى بن تليد فثبطني عنه وقال: الحديث الذي يحدث به موضوع أو نحو هذا. وقد انفرد بقوله "بجلد" ورواه عبد الأحد بن أبي زرارة المصري عن يحيى بن أيوب عن أبي سعيد البصري واسمه شبيب بن سعيد عن شعبة بلفظ "فلا تنتفعوا بعصب ولا إهاب" أخرجه ابن عدي (4/ 1346 - 1347) لم ينفرد شعبة به بل تابعه غير واحد عن الحكم بن عتيبة به، منهم: 1 - منصور بن المعتمر. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 502 - 503) وفي "مسنده" (784) وابن ماجه (3613) والنسائي (7/ 155) وفي "الكبرى" (4576) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 827) وابن شاهين في "الناسخ" (154) وابن حزم في "المحلى" (1/ 157) من طريق (¬1) جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور به. ولفظه "كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب" وفي لفظ "أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" 2 - أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 503) وفي "مسنده" (785) وابن ماجه (3613) والترمذي (1729) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 468) وفي "المشكل" (3238) والمحاملي في "أماليه" (78) والإسماعيلي في "معجمه" (1/ 439 - 440) والبيهقي (1/ 18) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني به. ولفظه مثل حديث منصور بن المعتمر "كتب إلينا، أتانا كتاب النبي" 3 - أبان بن تغلب الكوفي. أخرجه ابن حبان (الإحسان 1277) ولفظه "كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته بشهر" ¬

_ (¬1) وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (499) من طريق خالد بن سلمة الجهني أني الأعمش ومنصور ومسعر عن الحكم بن عتيبة به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 199) بلفظ: في آخر أمره" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7638) ولفظه "أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بأرض جهينة" وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (24) لكنه لم يذكر الزمان والمكان. 4 - الأعمش. أخرجه الترمذي (1729) ولفظه "أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" 5 - الأجلح بن عبد الله الكندي. أخرجه ابن سعد (6/ 113) وعبد بن حميد في "المنتخب" (488) عن يعلي بن عبيد الطنافسي قال: ثنا الأجلح به. ولفظه "كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" 6 - عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الخزاعي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 468) وفي "المشكل" (3237) ولفظه "جاءنا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" 7 - خالد بن كثير الهمداني الكوفي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2121) ولفظه "أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كتب إليهم" 8 - أشعث بن سوّار الكندي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (826) ولفظه "جاءنا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قبل موته بشهر" 9 - معاوية بن ميسرة بن شريح الكوفي". أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (153) ولفظه "أتانا كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم-ونحن بجهينة" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5521) بلفظ "كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بجهينة"

10و 11 - مطر الوراق ومحمد بن جُحَادة الكوفي. أخرجه الطبراني في "الصغير" (618) من طريق داود بن الزبرقان البصري عنهما. ولفظه "كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أرض جهينة" وداود (¬1) بن الزبرقان متروك كما قال أبو زرعة وغيره. 12 - حمزة الزيات. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1050) ولفظه "أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" 13 - أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي (¬2). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2428) ولفظه "أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أرض جهينة قبل وفاته بشهرين" 14 - خالد الحذاء. أخرجه أحمد (4/ 310) وابن شاهين في "الناسخ" (156) وابن الجوزي في "التحقيق" (70) وابن طولون (ص 83) من طريق عباد بن عباد البصري عن خالد الحذاء به. ولفظه "أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-بأرض جهينة وأنا غلام شاب قبل وفاته بشهر أو شهرين ... " لفظ أحمد ولفظ ابن شاهين "قبل موته بشهرين" بدون شك. واختلف فيه على خالد الحذاء: فقيل: عنه عن الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن عكيم قال: كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته بشهر ... " ليس فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 247) وأحمد (¬3) (4/ 310) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن خالد الحذاء به. ¬

_ (¬1) وخالفه هشام بن حسان فرواه عن مطر عن الحكم عن عبد الله بن عكيم. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 351) (¬2) قال ابن معين: أبو شيبة ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. (¬3) ومن طريقه أخرجه ابن طولون (ص 82)

ورواه محمد بن إسماعيل مولي بني هاشم عن عبد الوهاب بن عبد المجيد عن خالد الحذاء عن الحكم أنّه انطلق هو وناس إلى عبد الله بن عكيم- قال الحكم: فدخلوا وقعدت على الباب فخرجوا إلى فأخبروني أنّ عبد الله بن عكيم أخبرهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كتب إلى جهينة قبل موته بشهر" أخرجه أبو داود (4128) ثنا محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 15) وفي "المعرفة" (1/ 247 - 248) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 163) والحازمي في "الاعتبار" (ص 58) ولم ينفرد الثقفي به بل تابعه المعتمر بن سليمان التيمي عن خالد الحذاء عن الحكم به، ليس فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه الطبري في " تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 826) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني والطحاوي في "المشكل" (3240) عن نعيم بن حماد المروزي كلاهما عن المعتمر بن سليمان به. ورواه سَوار بن عبد الله بن سَوار البصري عن المعتمر عن الحذاء عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّه انطلق هو وأناس معه إلى ابن عكيم- قال الحكم: فدخلوا وقعدت على الباب، قال: فخرجوا فأخبروني أنّ ابن عكيم أخبرهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كتب إليهم قبل موته بشهر" فزاد فيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (155) والأول أصح. وقد رواه عبد الوارث بن سعيد البصري أيضًا عن الحذاء فلم يذكر فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 825) • ورواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحنّاط عن خالد الحذاء عن الحكم عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن عكيم.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4415) ورواية من روى الحديث عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم عندي أصح لأنّهم أكثر عددا، وأما رواية خالد الحذاء ففيها اختلاف بين الرواة على الحذاء نفسه مع أنّ أحدهم وهو عباد بن عباد قد ساقه بمثل ما ساقه الأكثرون. والحديث قال الترمذي والحازمي: هذا حديث حسن" وقال أحمد: إسناد جيد. وقال أيضًا: ما أصلح إسناده "التنقيح لابن عبد الهادي 1/ 277 وقال ابن حزم: هذا خبر صحيح" وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: كلا، بل هو حديث مضطرب أو مرسل لأنّ عبد الله بن عكيم ليس صحابيا ولم يسمعه ابن أبي ليلي منه" قلت: أما الاضطراب فهو في رواية خالد الحذاء، وأما رواية الآخرين فليس فيها اضطراب، وأما الإرسال فإنّ ابن عكيم قد أدرك زمان النبي-صلى الله عليه وسلم-لكنّه لم يسمع منه لكنّه سمع كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى جهينة يقرأ وهو غلام شاب وقد صرّح بذلك الحافظ في "التقريب": فقال: وقد سمع كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى جهينة. وقال أبو حاتم: لم يسمع عبد الله بن عكيم من النبي-صلى الله عليه وسلم-وإنما هو كتابه" العلل 1/ 52 وأما الانقطاع بين عبد الرحمن بن أبي ليلى وابن عكيم فاعتماده في ذلك على رواية الحذاء وقد تقدم ما فيها من اختلاف. ولم ينفرد الحكم به بل تابعه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4414) ويزيد قال ابن معين وغيره: ليس بالقوي. الثاني: يرويه شعبة عن. هلال الوزان قال: ثنا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم قال: أتانا كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم- أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا شعر. أخرجه الرافقي في "جزئه" (ق 21/ ب) ثنا محمد بن سليمان المنقري ثنا عمرو بن مرزوق الباهلي ثنا شعبة به. والمنقري لم أعرفه، والباقون كلهم ثقات.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - قيس بن الربيع. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4417) وقيس ضعفه الجمهور. 2 - شريك بن عبد الله القاضي عن هلال الوزان به. ولفظه "جاءنا أو قال: كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. " وفي لفظ "كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى جهينة" أخرجه أحمد (4/ 310 - 311) والنسائي (7/ 155) وفي "الكبرى" (4577) وابن طولون (ص 83) وشريك موصوف بسوء الحفظ لكن لا بأس به في المتابعات. الثالث: يرويه الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن عكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ونحن بأرض جهينة أن لا ينتفع بإهاب الميتة ولا عصبها". أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 827) ثني سعيد بن عثمان التنوخي ثنا علي بن الحسن السامي ثنا سفيان الثوري عن الأعمش به. وأخرجه ابن عدي (5/ 1853) ثنا محمد بن جرير الطبري به. وقال: هذا الحديث عن الثوري باطل ليس بمحفوظ عن الثوري. وقال أيضًا: هذا الحديث من حديث علي بن الحسن باطل ليس له أصل وهو ضعيف جدًا" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4416) عن محمد بن حميد ثنا محمد بن جرير به. الرابع: يرويه علي بن سليمان الكلبي ثنا أبو إسحاق عن عبد الله بن عكيم قال: كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الميتة أن لا ينتفع بعقبها ولا بعصبها ولا جلودها. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 828 - 829) ثني عمران بن بكار الكلاعي ثنا يحيى بن صالح ثنا علي بن سليمان به. وعلي بن سليمان لم أعرفه ويحتمل أن يكون هو الكيساني المترجم في كتاب ابن أبي حاتم.

وأبو إسحاق هو السبيعي وهو مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن عكيم. الخامس: يرويه يزيد بن أبي مريم الدمشقي عن القاسم بن مُخَيْمِرة عن عبد الله بن عكيم ثنا مشيخة لنا من جهينة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كتب إليهم أن لا تستمتعوا من الميتة بشيء. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 167) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2575) والطبراني في "الأوسط" (4523) عن هشام بن عمار (¬1) وابن المنذر في "الأوسط" (2/ 264) والبيهقي (1/ 25 - 26) عن الحكم بن موسى القَنْطري قالا: ثنا صدقة بن خالد ثنا يزيد بن أبي مريم به. ورواه محمد بن المبارك الصوري عن صدقة بن خالد (¬2) به. ولفظه: ثني أشياخ جهينة قالوا: أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو قرئ علينا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن لا تنتفعوا من الميتة بشيء. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 468) وفي "المشكل" (3241) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 827) وقال: في هذا الحديث أنّ ابن عكيم لم يكن شهد ذلك من كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا حضر قراءته على من ذكر فيه أنه قرئ عليه وكان هؤلاء الأشياخ من جهينة لم يسموا لنا فنعرفهم ونعلم أنّهم ممن يؤخذ مثل هذا عنهم لصحبتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو لأحوال فيهم سوى ذلك توجب قبول رواياتهم ولما لم نجد ذلك لم يقم بهذا الحديث عندنا حجة" ¬

_ (¬1) هكذا رواه البخاري وابن أبي عاصم وعبدان بن محمد المروزي عن هشام بن عمار، وخالفهم الحسين بن عبد الله القطان فرواه عن هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم ثنا مشيخة لنا من جهينة. فزاد فيه "الحكم عن عبد الرحمن" أخرجه ابن حبان (1279) ورواه أحمد بن زنجويه بن موسى القطان عن هشام بن عمار ثنا صدقة ثنا يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عكيم أنه حدثهم قال: أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3/ 1742) (¬2) ولم ينفرد صدقة بن خالد به بل تابعه أيوب بن حسان ثنا يزيد بن أبي مريم به. أخرجه البيهقي (1/ 25 - 26)

وخالفه ابن حبان فقال: هذه اللفظة "حدثنا مشيخة لنا من جهينة" أوهمت عالمًا من الناس أنّ الخبر ليس بمتصل، وهذا مما نقول في كتبنا أنّ الصحابي قد يشهد النبي-صلى الله عليه وسلم- ويسمع منه شيئًا ثم يسمع ذلك الشيء عن من هو أعظم خطرا منه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، فمرّة يخبر عما شاهد، وأخرى يروي عمن سمع. ألا ترى أنّ ابن عمر شهد سؤال جبريل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن الإيمان، وسمعه عن عمر بن الخطّاب، فمرّة أخبر بما شاهد، ومرّة روى عن أبيه ما سمع، فكذلك ابن عكيم شهد كتاب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حيث قرئ عليهم في جهينة، وسمع مشايخ جهينة يقولون ذلك، فأدّى مرّة ما شهد، وأخرى ما سمع، من غير أن يكون في الخبر انقطاع" قلت: اختلف فيه على القاسم بن مخيمرة، فرواه هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية أني الحكم بن عتيبة عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عكيم قال: كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بجهينة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6712) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة إلا ابن أبي غنية، تفرد به الوليد بن مسلم" وأخرجه في موضع آخر (6827) من طريق صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم به. وقال مثل قوله الأول وزاد: ورواه الناس عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم" واختلف فيه على الوليد بن مسلم، فقال أبو همام الوليد بن شجاع السكوني: ثنا الوليد بن مسلم ثنا يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عكيم أنه حدثهم. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4418) السادس: يرويه قيس بن الربيع عن أبي فروة عن عبد الله بن عكيم قال: جاءنا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يقبض بشهرين: ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7664) عن محمد بن موسى الاصطخري ثنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي ثنا طلق بن غنام ثنا قيس به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي فروة إلا قيس، ولا عن قيس إلا طلق بن غنام، تفرد به إبراهيم بن إسماعيل"

قلت: وقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. السابع: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عبد الملك بن عمر عن عبد الله بن عكيم قال: أتانا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6486) عن محمد بن عيسى بن شيبة المصري ثنا محمد بن منصور الطوسي ثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر ثنا المسعودي به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير إلا المسعودي، ولا عن المسعودي إلا إسماعيل بن عمر، تفرد به محمد بن منصور الطوسي" قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه كلهم ثقات، إلا أنّ المسعودي كان قد اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع إسماعيل بن عمر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. الثامن: يرويه عُبيدة بن مُعَتِّب الضَّبِّي عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي عن عبد الله بن عكيم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9374) عن هيثم بن خالد المصيصي ثنا عبد الكريم بن المعافى ثنا هشيم عن عبيدة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبيدة إلا هشيم، تفرد به عبد الكبير بن المعافى" قلت: وعبيدة بن معتب قال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال النسائي وغيره: ضعيف. وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن جابر فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 825) وابن شاهين في "الناسخ" (157) والضياء في "المختارة" (تنقيح التحقيق 1/ 279) من طرق عن يحيى بن صالح الوُحَاظِي ثنا عياض بن يزيد الكلبي ثنا عبد الرحمن بن نباتة قال: سمعت ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينتفع من الميتة بعصب أو إهاب. قال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقوي" التمهيد 4/ 165 قلت: يحيى بن صالح وثقه ابن معين وغيره، وعياض بن يزيد ترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا يحيى بن صالح فهو مجهول، وعبد الرحمن بن نباتة لم أقف له على ترجمة.

وللحديث طريق أخرى عند أبي عبد الله الكيساني في "فوائده" (التدوين للرافعي 2/ 350) وفيها عدي بن الفضل التيمي البصري قال ابن معين: والنسائي ليس بثقة. وأما حديث جابر فأخرجه ابن وهب في "مسنده" (تنقيح التحقيق 1/ 281) وفي "الموطأ" (4) عن زَمْعَة بن صالح اليماني عن أبي الزبير عن جابر رفعه "لا تنتفعوا من الميتة بشيء، أو لا تنتفعوا بالميتة" وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 468 - 469) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري ثنا ابن وهب به. وأخرجه الطحاوي (1/ 469) والطبري (2/ 824 - 825) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد والطبري (2/ 824) وابن شاهين في "الناسخ" (158) عن علي بن قادم الكوفي وأبو الشيخ في "الطبقات" (398) عن بكر بن بكار القيسي البصري وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 48) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثلاثتهم عن زمعة بن صالح قال: أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله به. قال ابن قدامة: رواه أبو بكر الشافعي بإسناده عن أبي الزبير عن جابر، وإسناده حسن" المغني 1/ 49 - 50 وقال الحافظ: وزمعة ضعيف" التلخيص 1/ 48 قلت: ضعفه أحمد والبخاري وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان وغيرهم. 4389 - "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث المغيرة بن شعبة: سمعت الصادق المصدوق يقول: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 278 (كتاب القدر- باب رقم 1)

أخرجه الطيالسي (ص330) وابن أبي شيبة (8/ 527) وإسحاق (¬1) في "مسند أبي هريرة" (283) وأحمد (¬2) (2/ 301 و 442 و 461 و 539) والبخاري في "الأدب المفرد" (374) وأبو داود (4942) والترمذي (1924) وابن أبي الدنيا في "العيال" (256) وأبو يعلى (1641 و 6652) والدولابي في "الكنى" (1/ 3) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (918) وابن حبان (462 و 466) والطبراني في "الأوسط" (2474) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (511) وأبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 293 - 294) وابن شاهين في "الأفراد" (4) والحاكم (4/ 248 - 249) والقضاعي (772) والبيهقي (8/ 161) وفي "الآداب" (41) وفي "الشعب" (10538 و 10539 و 10540) والخطيب في "التاريخ" (6/ 171 و 7/ 183) وفي "المدرج" (2/ 876 و 877) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3450) وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب" (1576) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (128) والمزي (34/ 71و 72) وشمس الدين الصالحين في "الأربعين في فضل الرحمة" (ص 34 - 35) من طرق عن منصور بن المعتمر قال: سمعت أبا عثمان مولى المغيرة بن شعبة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره. قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو عثمان هذا مولى المغيرة وليس بالنهدي، ولو كان النّهدي لحكمت بصحته على شرط الشيخين" قلت: أبو عثمان هذا لم أر من وثقه، وقد ذكر الحافظ في "التهذيب" أنّ ابن حبان ذكره في "الثقات" ولم أره فيه، وقال في "التقريب": مقبول. وللحديث شاهد عن أبي رفعه "ما نزعت الرحمة إلا من شقي" أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 52) من طريق محمد بن إسماعيل الرازي نبأنا أبو حاتم محمد بن ادريس نبأنا أبو نعيم نبأنا الأعمش عن حميد عن أنس به. وقال: الحديث بهذا الإسناد باطل لا أعلم جاء به إلا محمد بن إسماعيل الرازي وكان غير ثقة" ¬

_ (¬1) وقع عنده: عن منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة، فلعله تصحف من أبي عثمان. (¬2) أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (241) من طريق أحمد فقال في إسناده: عن أبي عثمان النّهدي، وليس في إسناد أحمد "النّهدي" وإنما وقع عنده: عن أبي عثمان عن أبي هريرة. وليس هو النهدي وإنما هو مولى المغيرة بن شعبة كما جاء مصرّحًا به في بعض الروايات.

4390 - "لا تنفضوا أيديكم في الوضوء فإنها مراوح الشيطان" قال الحافظ: حديث ضعيف أورده الرافعي وغيره، قال ابن الصلاح: لم أجده. وتبعه النووي، وقد أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" وابن أبي حاتم في "العلل" من حديث أبي هريرة" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (348) عن أبي يحيى السكوني وابن حبان في "المجروحين" (1/ 203) وابن عدي (2/ 490) عن هشام بن عمار كلاهما عن البختري بن عبيد قال: أخبرني أبي عن أبي هريرة مرفوعا "إذا توضأتم فلا تنفضوا أيديكم فإنّها مراوح الشيطان، وأشربوا أعينكم الماء" قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، والبختري ضعيف الحديث، وأبوه مجهول" العلل 1/ 36 وقال ابن عدي: روى البختري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قدر عشرين حديثا عامتها مناكير منها هذا الحديث" وقال ابن حبان: البختري يروي عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات مع عدم تقدم عدالته" وقال الذهبي: أنكر ما روى عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: فذكر هذا الحديث" الميزان 1/ 299 وقال أبو نعيم والحاكم والنقاش: روى عن أبيه عن أبي هريرة أحاديث موضوعة. 4391 - "لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه" قيل: ولا الطعام؟ قال "ذاك أفضل أموالنا" قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه عن أبي أمامة رفعه: فذكره" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه" ¬

_ (¬1) 1/ 377 (كتاب الغسل- باب الوضوء قبل الغسل) (¬2) 11/ 208 (كتاب النكاح- باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه).

4392 - "لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" قال الحافظ: وأخرج أحمد والدارمي وعبد بن حميد في "تفسيره" كلهم من طريق أبي هند عن معاوية رفعه: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" 4393 - حديث عبد الله بن السعدي "لا تنقطع الهجرة" سكت عليه الحافظ (¬2). له عن عبد الله بن السعدي طرق: الأول: يرويه عبد الله بن مُحَيْريز المكي عن عبد الله بن السعدي من بني مالك بن حِسْل أنّه قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في ناس من أصحابه، فلما نزلوا قالوا: احفظ لنا رواحلنا حتى نقضي حاجتنا، ثم تدخل، وكان أصغر القوم، فقضى لهم حاجتهم، ثم قالوا له: ادخل، فلما دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال "ما حاجتك؟ " قال: حاجتي أن تحدثني أَنقطعت الهجرة؟ فقال "حاجتك من خير حوائجهم، لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو" أخرجه أحمد (5/ 270) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 27) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 255) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (823) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5836) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1540) والطحاوي في "المشكل" (2633) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 75) وابن السكن في "الصحابة" (الوهم والإيهام 2/ 47) والطبراني في "مسند الشاميين" (2435) والبيهقي (9/ 17 - 18) والخطيب في "الموضح" (2/ 57) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو السعدي) من طرق عن يحيى بن حمزة الدمشقي عن عطاء الخراساني ثني ابن محيريز به. وإسناده حسن إن كان ابن محيريز سمع من عبد الله بن السعدي فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه. أو أخرجه الحارث (بغية الباحث680) وابن أبي عاصم (822) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 206 - 207) وابن عساكر من طرق عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه به. وعثمان بن عطاء قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث. ¬

_ (¬1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان) (¬2) 8/ 229 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم-)

- ورواه بُسْر بن عبيد الله الحضرمي عن ابن محيريز واختلف عنه: • فقال عبد الله بن العلاء بن زَبْر الدمشقي: عن بسر بن عبيد الله عن ابن محيريز عن عبد الله بن وقدان القرشي- وكان مسترضعا في بني سعد بن بكر، وكان يقال له: عبد الله بن السعدي- قال: فذكره. أخرجه ابن أبي عاصم (820) عن هشام بن عمار الدمشقي وابن حبان (4866) وابن عساكر عن عمرو بن عثمان الحمصي قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء به. وأخرجه ابن عساكر من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثني عبد الله بن العلاء ثني بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني وابن محيريز عن عبد الله بن السعد؟ به. وأخرجه ابن قانع (2/ 75 - 76) من طريق الحميدي ثنا الوليد ثنا عبد الله بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن عبد الله بن السعدي. وأخرجه أبو القاسم البغوي (1541) عن داود بن رشيد الهاشممي ثنا الوليد بن مسلم به. وإسناده صحيح إن كان أبو إدريس وابن محيريز سمعا من ابن السعدي. • وقال الوليد بن سليمان بن أبي السائب الدمشقي: ثني بسر بن عبيد الله عن ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي عن محمد بن حبيب (¬1) المصري قال: فذكر الحديث. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 27 - 28) والبزار (¬2) (كشف 1748) والنسائي في "الكبرى" (8710) وأبو القاسم البغوي (1966) وأبو نعيم في "الصحابة" (677) وابن عساكر وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 86) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ¬

_ (¬1) وعند البغوي: الوليد. (¬2) ووقع عنده "عن أبي إدريس الخولاني" بدل "ابن محيريز"

وابن عساكر عن الوليد بن مسلم (¬1) كلاهما عن الوليد بن سليمان به قال النسائي: محمد بن حبيب هذا لا أعرفه" وقال أبو القاسم البغوي: ولا أعلم أحدا ذكر في إسناد هذا الحديث: محمد بن حبيب، غير الوليد بن سليمان" تاريخ ابن عساكر وقال ابن عساكر: أخطأ فيه الوليد بن سليمان، ولم يتابعه أحد على ذكر محمد بن حبيب" وقال أبو الحسن بن جوصا: سمعت محمد بن عوف يقول: لم يقل في هذا الحديث أحد "عن محمد بن حبيب" غير أبي المغيرة، ولم يصنع شيئًا شبّه عليه. وسمعت أبا زرعة ومحمودا -يعني ابن خالد- ينكران ذكر "محمد بن حبيب" في هذا الحديث. وقال محمود: لعله اسم رجل سمع في كتاب أبي المغيرة فشبّه عليه. وقال أبو زرعة: الحديث صحيح مثبت عن عبد الله بن السعدي، رواه الثقات الأثبات، منهم: مالك بن يخامر وأبو إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز وغيرهم، ومحمد بن حبيب زيادة لا أصل له" تاريخ ابن عساكر وقال المزي: هكذا قالا: ونسبة الوهم في ذلك إلى أبي المغيرة لا يستقيم مع متابعة نعيم بن حماد له كما تقدم، وإنما نسبة ذلك إلى الوليد بن سليمان أولى" تحفة الأشراف 6/ 403 وقال ابن السكن: حديث محمد هذا لا يثبت وهو مشهور عن عبد الله بن السعدي، ولا يعرف محمد هذا في الصحابة" تهذيب التهذيب 9/ 107 - الوهم والإيهام 2/ 46 الثاني: يرويه عبد الله بن العلاء بن زَبْر عن بُسْر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني واختلف فيه على ابن زبر: - فقال الوليد بن مسلم: ثني عبد الله بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن عبد الله بن السعدي. ¬

_ (¬1) رواه نعيم بن حماد عنه.

أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 28) عن الحميدي وابن أبي عاصم (825) عن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي والنسائي (7/ 131) وفي "الكبرى" (8707) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 413) عن عيسى بن مساور البغدادي والطحاوي في "المشكل" (2632) عن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي وابن عساكر عن داود بن رشيد الهاشمي وأبو نعيم في "الصحابة" (4185) عن محمد بن عمرو الغزي قالوا (¬1): ثنا الوليد بن مسلم به. - وقال غير واحد: عن عبد الله بن العلاء ثني بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن حَسَّان بن عبد الله الضَّمْرِي عن عبد الله بن السعدي، منهم: 1 - إبراهيم بن عبد الله بن العلاء. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 28) والطبراني في "الأوسط" (68) و"مسند الشاميين" (787) وأبو نعيم في "الصحابة" (4186) وابن عساكر 2 - مروان بن محمد الطاطري. أخرجه ابن أبي عاصم (821) والنسائي (7/ 132) وفي "الكبرى" (6708) وابن عساكر والمزي (6/ 31) 3 - عمرو بن أبي سلمة الدمشقي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8709) والطحاوي في "المشكل" (2631) والطبراني في "مسند الشاميين" (787) وابن عساكر ¬

_ (¬1) ورواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم أيضًا كما تقدم.

4 - زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي. أخرجه ابن عساكر قال النسائي: حسان ليس بالمشهور" وقال الطبراني: لم يروه عن حسان إلا أبو إدريس" قلت: حسان وثقه العجلي وابن حبان، وترجمه ابن أبي حاتم وغير واحد ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا إدريس، ولم يذكر أبو إدريس سماعا منه، ولم يذكر هو سماعا من ابن السعدي فالإسناد ضعيف. قال ابن القطان الفاسي: وعلة هذا الخبر الجهل بحال حسان بن عبد الله، فإنّه لا يعرف إلا برواية أبي إدريس عنه لهذا الحديث عن ابن السعدي. وقال في موضع آخر: حسان بن عبد الله مجهول" الوهم والإيهام 2/ 44 و 45 الثالث: يرويه مالك بن يَخَامِر الدمشقي عن عبد الله بن السعدي مرفوعا "لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل" أخرجه أحمد (1/ 192) وابن أبي عاصم (824) والطبراني في "مسند الشاميين" (1649) وأبو نعيم في "الصحابة" (4895) وابن عساكر من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن مالك بن يخامر به (¬1). ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع مالك بن يخامر من ابن السعدي أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه. 4394 - "لا تنكح اليتيمة حتى تستأمر" سكت عليه الحافظ (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تستأمر اليتيمة في نفسها" 4395 - حديث أم عطية أنّ امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تَنهَكِي، فإنّ ذلك أحظى للمرأة" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث أم عطية: فذكره وقال: إنّه ليس بالقوي. ¬

_ (¬1) انظر حديث "لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" (¬2) 11/ 102 (كتاب النكاح- باب تزويج اليتيمة)

قلت: وله شاهدان من حديث أنس ومن حديث أم أيمن عند أبي الشيخ في كتاب "العقيقة" وآخر عن الضحاك بن قيس عند البيهقي" (¬1) روي من حديث أم عطية الأنصارية ومن حديث أنس ومن حديث الضحاك بن قيس ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث عطية القرظي فأما حديث أم عطية فأخرجه أبو داود (5271) وابن عدي (6/ 2223) والبيهقي (8/ 324) وفي "الشعب" (8278) والخطيب في "الموضح" (2/ 346 - 347) من طريق مروان بن محمد الفزاري ثنا محمد بن حسان الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية أنّ امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا تنهكي، فإنّ ذلك أحظى للمرأة وأحبّ إلى البعل" قال أبو داود: روي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بمعناه وإسناده. ليس هو بالقوي وقد روي مرسلًا، ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف" وقال ابن عدي: محمد بن حسان ليس بمعروف، ومروان الفزاري يروي عن مشايخ غير معروفين منهم هذا محمد بن حسان، وهذا الحديث بهذا الإسناد غريب عن عبد الملك بن عمير لا أعرفه إلا من هذا الطريق" وقال البيهقي في "المعرفة" (13/ 63): محمد بن حسان الكوفي مجهول" وقال الخطيب: محمد بن حسان الكوفي هو محمد بن سعيد بن حسان المصلوب" وكذا قال عبد الغني بن سعيد: هو المصلوب (التلخيص 4/ 83) وقال الحافظ في "التهذيب" (9/ 113): والمصلوب ليس كوفيا وإن جزم البخاري بأنّ المصلوب قالوا فيه محمد بن حسان فلا مانع من اتفاق اسم الراوي وأبيه مع آخر" قال العراقي: الحديث ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 312 - 313 وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن سلام الجُمَحي ثنا زائدة بن أبي الرقاد أبو معاذ عن ثابت البُنَاني عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لأم عطية- ختانة كانت بالمدينة- "إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي، فإنّه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج". أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (578) والدولابي (2/ 122) والطبراني في ¬

_ (¬1) 12/ 460 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

"الأوسط" (2274) و"الصغير" (122) وابن عدي (3/ 1083) والبيهقي (8/ 324) والخطيب في "تاريخه" (5/ 327 و 328) وقال ابن عدي: وهذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد، ولا أعلم يرويه غيره، وزائدة له أحاديث حسان وهي أحاديث إفرادات وفي بعض أحاديثه ما ينكر" وقال الطبراني في " الصغير": لم يروه عن ثابت إلا زائدة، تفرد به محمد بن سلام" وقال في "الأوسط": لم يَرو هذا الحديث عن أنس إلا ثابت، ولا عن ثابت إلا زائدة، تفرد به محمد بن سلام" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 5/ 172 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف زائدة بن أبي الرقاد. قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف. وقال عبيد الله بن عمر القواريري: أُنكر الحديث الذي حدّث به محمد بن سلام الجمحي عن ثابت عن أنس: فذكر هذا الحديث" ثقات ابن شاهين ص 93 الثاني: يرويه إسماعيل بن أبي أمية ثنا أبو هلال الراسبي: سمعت الحسن ثنا أنس قال: كانت ختانة بالمدينة يقال لها: أم أيمن، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا أم أيمن، إذا خفضت فأضجعي يدك، ولا تنهكيه، فإنّه أسنى للوجه وأحظى عند الرجال" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 346 - 347) عن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إسماعيل بن أبي أمية به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 245) عن أبي الشيخ به. وجعفر بن أحمد بن فارس قال أبو الشيخ: كتب الكثير بمكة والبصرة والري وأصبهان، وله مصنفات حسان. وإسماعيل بن أبي أمية لم أعرفه، وأبو هلال واسمه محمد بن سليم مختلف فيه، والحسن هو البصري. وأما حديث الضحاك بن قيس فأخرجه الحاكم (3/ 525) من طريق هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس قال: كانت بالمدينة امرأة تخفض النساء يقال لها: أم عطية، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اخفضي ولا تنهكي، فإنّه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج".

وإسناده ضعيف، العلاء بن هلال الرقى قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. واختلف في هذا الحديث على عبيد الله بن عمرو الرقي، فرواه منصور بن صُقَيْر البغدادي عنه عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس ولم يذكر بين عبيد الله بن عمرو وبين عبد الملك بن عمير أحدا. أخرجه ابن منده في "المعرفة" كما في "التهذيب" (4/ 450) وابن عساكر في "تاريخه" كما في "الصحيحة" (2/ 354) ومنصور بن صقر قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. ورواه علي بن معبد الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن رجل من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8137) وأبو نعيم في "الصحابة" (3898) وتابعه عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمرو به. أخرجه البيهقي (8/ 324) وفي "المعرفة" (13/ 62 - 63) وفي "الصغرى" (3403) والخطيب في "المتفق والمفترق" (767) من طريق المفضل بن غسان الغلابي ثنا عبد الله بن جعفر الرقي به. قال الغلابي: قال ابن معين: الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري" قلت: هذا أصح من الذي قبله، وعلي بن معبد وعبد الله بن جعفر ثقتان. والحديث قال العراقي: ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 312 - 313 وهو كما قال للرجل الذي لم يسم. قال البيهقي: والرجل الذي لم يسمه أراه محمد بن حسان الكوفي" وأما حديث علي فأخرجه الخطيب في "تاريخه" (12/ 291) من طريق أبي غسان عوف بن محمد بن عبد الحميد المدائني ثنا أبو تغلب عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي قال: كانت خفاضة بالمدينة، فأرسل إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي، فإنّه أحسن للوجه، وأرضى للزوج"

ذكره في ترجمة عوف بن محمد هذا ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وأظنه المترجم في "الجرح والتعديل" 3/ 2/ 16 قال أبو حاتم: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 523) وعبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن لم أعرفه، وأبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من علي شيئًا، قاله ابن معين. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسماعيل بن أمية الأموي عن نافع عن ابن عمر قال: دخل على النبي-صلى الله عليه وسلم- نسوة من الأنصار، فقال "يا نساء الأنصار اختضبن غمسا، واخفضنّ ولا تنهكنّ فإنّه أحظى عند أزواجكنّ، وإياكم وكفر المنعمين" أخرجه البزار (كشف 3014) والبيهقي في "الشعب" (8279) من طريق مِنْدَل بن علي العنزي عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية به. قال البيهقي: مندل بن علي ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه مندل بن علي وهو ضعيف" المجمع 5/ 171 - 172 الثاني: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن سالم عن أبيه رفعه "يا معشر نساء الأنصار اختضبن غمسا واخفضنّ ولا تنهكنّ، فإنه أسرى للوجه، وأحظى عند الزوج". أخرجه ابن عدي (3/ 901) من طريق خالد بن عمرو القرشي عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب به. وقال: وهذا الحديث باطل، وعندي أنّ خالد بن عمرو وضعه على الليث" قلت: واتهمه بالوضع أيضًا ابن معين وصالح جزرة وابن حبان وأحمد. وأما حديث عطية القرظي فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (579) عن يحيى بن يوسف الزِّمّي ثنا عبد الله بن عمرو عن عطية القرظي قال: كانت بالمدينة خافضة يقال لها: أم عطية، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أشمي ولا تحفي، فإنّه أسرى للوجه، وأحظى عند الزوج". وإسناده منقطع لأنّ عبيد الله بن عمرو لم يدرك عطية القرظي. 4396 - "لا توتروا بثلاث تشبهوا بصلاة المغرب" قال الحافظ: رواه محمد بن نصر المروزي من طريق عراك بن مالك عن أبي هريرة

مرفوعا وموقوفًا. وقد صححه الحاكم من طريق عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة والأعرج عن أبي هريرة مرفوعا نحوه، وإسناده على شرط الشيخين، وقد صححه ابن حبان والحاكم" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك عن أبي هريرة مرفوعا "لا توتروا بثلاث تشبوا بالمغرب، ولكن أوتروا بخمس أو بسبع أو بتسع أو بإحدى عشرة أو أكثر من ذلك". أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (277) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 184) عن أبي الحسين طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق بن قرة بن نهيك بن مجاهد الهلالي ثنا أبي ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به. ومن طريق ابن نصر أخرجه الحاكم (1/ 304) وتابعه أبو العباس محمد بن يعقوب الاسم ثنا طاهر بن عمرو بن الربيع به. أخرجه الحاكم (1/ 304) والبيهقي (3/ 31) والخطيب في "الموضح" (2/ 178) وطاهر بن عمرو لم أقف له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات. واختلف فيه على عراك بن مالك، فرواه جعفر بن ربيعة المصري عنه عن أبي هريرة موقوفا. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 292) عن بكر بن مضر المصري والبيهقي (3/ 31 - 32) عن الليث بن سعد كلاهما عن جعفر بن ربيعة به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 3/ 133 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

الثاني: يرويه عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "لا توتروا بثلاث، أوتروا بخمس، أو بسبع، ولا تشبهوا بصلاة المغرب". أخرجه ابن حبان (2429) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 292) والدارقطني (2/ 24 - 25) والحاكم (1/ 304) والبيهقي (3/ 31) من طرق عن عبد الله بن وهب ثنا سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن الفضل به. قال الدارقطني: كلهم ثقات" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 14): رجاله كلهم ثقات، ولا يضره وقف من أوقفه" قلت: وهو كما قالوا. ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه عبد الملك بن مسلمة بن يزيد المصري ثنا سليمان بن بلال به. أخرجه الدارقطني (2/ 26 - 27) وعبد الملك قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي منكر الحديث، وقال ابن يونس: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي المناكير الكثيرة عن أهل المدينة. 4397 - حديث أبي سعيد مرفوعا "لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره، وليس على شرط الصحيح" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (3/ 62 و 87) والطحاوي في "المشكل" (3048) عن الأسود بن عامر الشامي وأحمد (3/ 62) والبيهقي في "معرفة السنن" (13/ 311) ¬

_ (¬1) 5/ 329 (كتاب البيوع- باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها)

عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني كلاهما عن شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق وقيل بن وهب عن أبي الوَدَّاك عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في سبي (¬1) أوطاس "لا توطأ حامل (¬2) حتى تضع (¬3)، ولا (¬4) غير حامل (¬5) حتى تحيض (¬6) حيضة" - ورواه محمد بن سعيد بن الأصبهاني عن شريك عن قيس بن وهب ومجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3049) والدارقطني (4/ 112) والبيهقي (¬7) (9/ 124) - ورواه عمرو بن عون الواسطي عن شريك عن قيس بن وهب عن أبي الوداك عن أبي سعيد. أخرجه الدارمي (2300) وأبو داود (2157) والحاكم (2/ 195) والبيهقي (7/ 449) وفي "الصغرى" (2840) والبغوي في "شرح السنة" (2394) وتابعه محمد بن الطفيل الكوفي عن شريك به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1994) وقال: لم يروه عن قيس بن وهب إلا شريك" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر: طريقه صالح حسن يحتج بمثله" التمهيد 18/ 279 وقال الحافظ: إسناده حسن" التلخيص 1/ 171 - 172 قلت: شريك بن عبد الله مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى التدليس ¬

_ (¬1) وفي لفظ لأحمد "غزوة" (¬2) وفي لفظ لأحمد "الحبلى" (¬3) زاد البيهقي "ما في بطنها" (¬4) ولفظ البيهقي "لا يوقع على الأمة" (¬5) وفي لفظ لأحمد "ذات حمل" (¬6) وفي لفظ لأحمد "تستبرئ بحيضة" (¬7) رواه في "المعرفة" (11/ 240) من هذا الطريق ولم يذكر مجالدا.

وإلى الاختلاط، وليس هو على شرط مسلم لأنّ مسلما إنما أخرج له في المتابعات (¬1) كما قال الذهبي في "السير" (8/ 179) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقوى رواية من روى عنه بواسط. وعمرو بن عون أحد رواة هذا الحديث عن شريك واسطي. وقيس بن وهب وأبو الوداك واسمه جبر بن نوف ثقتان. وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن ابن عباس وعن علي وعن أبي هريرة وعن ابن عمر وعن العرباض بن سارية وعن رويفع بن ثابت وعن أبي أمامة وعن حيان الأنصاري وعن الشعبي مرسلًا وعن طاوس مرسلًا وعن مكحول مرسلًا وعن سيد بن جبير مرسلًا فيتقوى بها. فأما حديث جابر فأخرجه الطيالسي (ص 234) عن رباح بن أبي معروف المكي عن عطاء عن جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى أن توطأ النساء الحبالي من السبي. وأخرجه ابن عدي (3/ 1032) عن الحكم بن نافع التنيسي ثنا عبد الله بن الهيثم عن الطيالسي به. وقال: كذا قال لنا: عن جابر، والصواب عن ابن عباس" ثم أخرجه من طريق أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن مَنْجُوف البصري عن الطيالسي ثنا رباح عن عطاء عن ابن عباس به. وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، لكن رباح بن أبي معروف مختلف فيه: ضعفه ابن معين والنسائي والعقيلي وغيرهم، وقواه أبو حاتم وأبو زرعة وابن عمار وابن عدي والعجلي وغيرهم، واحتج به مسلم، واختلف فيه قول ابن حبان. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عمرو بن مسلم الجندي عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى أن توطأ الحامل حتى تضع. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (483) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا سفيان عن عمرو بن مسلم به. وأخرجه الدارقطني (3/ 257) عن أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد (¬2) ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا سفيان بن عُيينة به. ¬

_ (¬1) ولم يخرج روايته عن قيس بن وهب. (¬2) وأخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (261) من طريق محمد بن إسماعيل بن الوراق ثنا يحيى بن محمد بن صاعد به.

ولفظه "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن توطأ حامل حتى تضع، أو حائل حتى تحيض" وقال: قال لنا ابن صاعد: وما قال لنا في هذا الإسناد أحد: عن ابن عباس، إلا العابدي" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: صدوق. وعمرو بن مسلم مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه أحمد والنسائي وغيرهما، واختلف فيه قول ابن معين. وأحمد بن عمرو الخلال لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. الثاني: يرويه الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن النساء الحبالى أن يوطئن حتى يضعن ما في بطونهن، وعن كل ذي ناب من السباع، وعن بيع الخمس حتى يقسم. أخرجه الحاكم (2/ 137) والبيهقي (9/ 125) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي أنا شيبان عن الأعمش به. وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط الشيخين" - ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش واختلف عنه: • فقيل: عن شريك عن الأعمش عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن وطء السبايا وهنّ حبالى حتى يضعن ما في بطونهنّ أو يستبرأن. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3055) من طريق الهيثم بن جميل البغدادي ثنا شريك به. • ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن شريك عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن كل ذي ناب من السباع، وعن قتل الولدان، وعن بيع المغنم حتى يقسم. قال: وأظنه قال: وعن الحبالى أن يوطأن. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 4390) عن يحيى به. وأخرجه أبو يعلى (إتحاف 4391) عن ابن أبي شيبة به. وهذا أصح. ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه عبد الله بن أبي نَجيح المكي عن مجاهد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن بيع المغانم حتى تقسم، وعن الحبالى أن يوطئن

حتى يضعن ما في بطونهنّ، وقال: أتسقي زرع غيرك، وعن أكل لحوم الحمر الانسية، وعن لحم كل ذي ناب من السباع. أخرجه الحاكم (2/ 55 - 56 و 56 و 137) من طريقين عن إبراهيم بن طهمان ثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن ابن أبي نجيح به. وقال: صحيح الإسناد" قلت: إسناده حسن للخلاف في عمرو بن شعيب، والباقون ثقات. ولم ينفرد عمرو بن شعيب به بل تابعه عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي عن ابن أبي نجيح به. أخرجه البيهقي (9/ 125) عن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه به. وإسناده حسن، المغيرة بن عبد الرحمن وأبوه صدوقان، والباقون كلهم ثقات. وأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 370) عن حفص بن غياث الكوفي عن حجاج بن أرطأة عن عبد الله بن زيد عن علي قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن توطأ الحامل حتى تضع، أو الحائل حتى تستبرأ بحيضة. قال الحافظ: في إسناده ضعف وانقطاع" التلخيص 1/ 172 قلت: وهو كما قال، وحجاج قال أحمد وابن معين والدارقطني والحاكم والبيهقي: لا يحتج به، وقد كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من عبد الله بن زيد، واختلف عليه كما سيأتي. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2998) و"الصغير" (262) من طريق بقية بن الوليد عن إسماعيل بن عياش عن الحجاج بن أرطأة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى في وقعة أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع. وقال: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا الحجاج، تفرد به إسماعيل بن عياش، ولا رواه عن إسماعيل إلا بقية" وقال الهيثمي: وفيه بقية والحجاج بن أرطأة وكلاهما مدلس" المجمع 5/ 4 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 1/ 172

قلت: واختلف فيه على إسماعيل بن عياش، فقال سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي: ثنا إسماعيل بن عياش ثنا الحجاج بن أرطأة عن الزهري عن أنس مرفوعا "لا توطأ السبايا حتى يحضن، ولا الحوامل حتى يحضن" أخرجه ابن عدي (1/ 292 و 2/ 645) وتابعه محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي به. أخرجه ابن عدي (2/ 645) وقال: وهذا الحديث لا يحدّث به بهذا الإسناد غير إسماعيل بن عياش عن الحجاج، وإسماعيل ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة، والحجاج بن أرطأة إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وعن غيره، وربما أخطأ في بعض الروايات، فأما أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يكتب حديثه. قلت: إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، والحجاج مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الزهري. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 109) عن النسائي أنبأ محمد بن عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم الحرّاني ثنا أبي عن محمد بن عبد الله أبي مخلد العمي البصري عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى يوم خيبر عن نكاح الحبالى من النساء. وإسناده ضعيف، عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم قال الذهبي في "الميزان": ما عرفت عنه راويا سوى ولده، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وابنه محمد مختلف فيه، ومحمد بن عبد الله العمي مختلف فيه كذلك، والباقون ثقات. وأما حديث العرباض بن سارية فأخرجه أحمد (4/ 127) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا وهب بن خالد الحمصي حدثتني أم حيبة بنت العرباض ثني أبي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرّم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير، ولحوم الحمر الأهلية، والخليسة، والمجثمة، وأن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن. وأخرجه الترمذي (1474 و 1564) والطبراني (18/ 259) والحاكم (2/ 135) وابن بشران (41) والمزي (35/ 338) من طرق عن أبي عاصم به. قال الترمذي: حديث غريب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: أم حبيبة تفرد عنها وهب بن خالد كما في "الميزان" فهي مجهولة. وأما حديث رويفع بن ثابت فقد تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذ دابة من المغنم" وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 370 - 371) وفي "مسنده" (المطالب 1740/ 1) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا القاسم ومكحول عن أبي أمامة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى يوم خيبر أن توطأ الحبالى حتى يضعن. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (7593 و 7772) وفي "مسند الشاميين" (564) وأخرجه أبو يعلى (المطالب 1740/ 2) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي ثنا أبو أسامة به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 300 قلت: قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه هو لم يلق ابن جابر وإنما لقي ابن تميم فظنّ أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف" (¬1) وقد تقدم التنبيه على ذلك في أكثر من موضع. وأما حديث حيان الأنصاري فأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 353 - 354) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2204) والطبراني في "الكبير" (3573) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 78) من طرق عن مروان بن معاوية الكوفي ثنا حميد بن علي الرقاشي عن عمران بن حيان الأنصاري أنّه حدثه عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس يوم خيبر، فأحلّ لهم ثلاثة أشياء، كان نهاهم عنها، وحرّم عليهم ثلاثة أشياء كان الناس يستحلونها. فأحلّ لهم لحوم الأضاحي وزيارة القبور والأوعية. ونهاهم أن يباع سهم من مغنم حتى يقسم، ونهاهم عن النساء يعني أن يوطأن حتى يضعن، ونهاهم أن تباع ثمرة حتى يبدو صلاحها. ¬

_ (¬1) تهذيب التهذيب 6/ 298

قال الهيثمي: وعمران لم يرو عنه غير حميد" قلت: ذكرهما ابن حبان في "لثقات". وأما حديث الشعبي فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو خالد الأحمر عن داود قال: قلت للشعبي: إنّ أبا موسى نهى حين فتح تُسْتَر: لا توطأ الحبالى، ولا يشارك المشركون في أولادهم، فإن الماء يزيد في الولد، أشيء قاله برأيه، أو شيء رواه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أوطاس أن توطأ حامل حتى تضع، أو حائل حتى تستبرأ. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 369) وأبو خالد الأحمر واسمه سليمان بن حيان قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وداود هو ابن أبي هند ثقة مشهور. الثاني: يرويه سفيان الثوري عن زكريا عن الشعبي قال: أصاب المسلمون نساء يوم أوطاس فأمرهم النبي-صلى الله عليه وسلم- أن لا يقعوا على حامل حتى تضع، ولا على غير حامل حتى تحيض حيضة. أخرجه عبد الرزاق (12904) ورواته ثقات، وزكريا هو ابن أبي زائدة وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق (12903) عن مَعْمر بن راشد عن عمرو بن مسلم عن طاوس قال: أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم- مناديا في بعض مغازيه: لا يقعنّ رجل على حامل، ولا حائل حتى تحيض. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 370) عن معتمر بن سليمان عن معمر به. وعمرو بن مسلم هو الجندي وهو مختلف فيه كما تقدم، والباقون ثقات. وأما حديث مكحول فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الرزاق (8706 و 9489) عن محمد بن راشد المكحولي أنّه سمع مكحولا يقول: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن الحبالى أن يقربن، وعن بيع المغانم حتى تقسم، وعن أكل كل ذي ناب من السباع. محمد بن راشد وثقه ابن معين وجماعة، وضعفه ابن حبان وغيره. الثاني: يرويه سفيان الثوري عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن مكحول عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مثله.

أخرجه عبد الرزاق (9490) وإسناده ضعيف لضعف عبد الكريم. الثالث: يرويه سفيان بن عُيينة عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن توطأ الحبالى حتى يضعن، وعن بيع المغانم حتى تقسم، وعن لحوم الحمر الأهلية، وعن كل ذي ناب من السبع. أخرجه سعيد بن منصور (2815) ورواته ثقات. وأما حديث سعيد بن جبير فأخرجه عبد الرزاق (8705) عن مَعْمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن الحبالى أن يوطأن، وعن بيع الغنائم حتى تقسم، وعن أكل كل ذي ناب من السباع، ولحوم الحمر الأهلية. ورواته ثقات. 4398 - عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان بالحديبية قال النبي-صلى الله عليه وسلم- لا توقدوا نارا بليل" فلما كان بعد ذلك قال "أوقدوا واصطنعوا فإنّه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مُدكم" قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" (¬1) صحيح أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6276) وابن أبي شيبة (8/ 669 و 14/ 443) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 6277) وفي "الأدب" (271) وأحمد (3/ 26) عن يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ثني أبي أنّ أبا سعيد الخدري حدّثه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان يوم الحديبية قال: فذكره. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 169) وأخرجه أبو يعلى (984) وعنه أبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 391) عن سفيان بن عُيينة والحاكم (3/ 36) ¬

_ (¬1) 8/ 448 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية)

عن عبد الرحمن بن محمد الحارثي والنسائي في "الكبرى" (8855) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي والفاكهي في "أخبار مكة" (2877) عن محمد بن يحيى الزماني قالوا: ثنا يحيى القطان به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 145 قلت: وهو كما قالا، وأبو يحيى الأسلمي اسمه سمعان ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال النسائي: ليس به بأس. 4399 - "لا تؤذوا خالدا، فإنّه سيف من سيوف الله صبّه الله على الكفار" قال الحافظ: وقد أخرج ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬1) أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (13) والبزار (3365) وأبو يعلى (المطالب 4007/ 2) وابن صاعد في "مسند عبد الله بن أبي أوفى" (8) وابن حبان (7091) والحافظ (¬2) في "الأمالي المطلقة" (2/ 53 - 54) عن عبد الله بن عون الخزاز وعبد الله بن أحمد (13) وابن صاعد (10) والطبراني في "الكبير" (3801) وفي "الصغير" (580) والحاكم (3/ 298) وأبو نعيم في "الصحابة" (2389) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 168) والخطيب في "تاريخه" (12/ 149 - 150) عن أبي الفضل الربيع بن ثعلب البغدادي قالا: ثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدب ثنا إسماعيل بن أبي خالد ¬

_ (¬1) 8/ 102 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب خالد بن الوليد) (¬2) وقال: هذا حديث حسن، وأبو إسماعيل المؤدب ثقة عند الجمهور لكن اختلف قول ابن معين فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح"

عن الشعبي عن ابن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالدَ بن الوليد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "يا خالد لا تؤذ رجلًا من أهل بدر، فلو أنفقت مثل أُحُد ذهبا لم تدرك عمله" فقال: يقعون فِيَّ فأردّ عليهم، فقال "لا تؤذوا خالدا، فإنّه سيف من سيوف الله صبّه الله على الكفار". قال الطبراني: لم يروه عن إسماعيل إلا أبو إسماعيل، تفرد به الربيع" قلت: بل تابعه عبد الله بن عون كما تقدم. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلًا، وهو أشبه" قلت: ورواية عبد الله بن ادريس أخرجها ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 356) وتابعه محمد بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل به أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (12 و 1484) قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: الصحيح حديث ابن إدريس" وللحديث شاهد عن أبي بكر وعن عمر وعن أبي عبيدة بن الجراح وعن أبي هريرة وعن عبد الله بن جعفر وعن أنس بن مالك وعن أبي قتادة وعن قيس بن أبي حازم مرسلًا. فأما حديث أبي بكر فأخرجه أحمد (1/ 8) وفي "فضائل الصحابة" (1480) عن علي بن عياش الحمصي والمروزي في "مسند أبي بكر" (138) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (582) عن داود بن رشيد الهاشمي وأبو نعيم في "الصحابة" (2387) عن محمد بن أبي السري العسقلاني وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (696) والطبراني في "الكبير" (3798) والحاكم (3/ 298) عن علي بن بحر بن بَرِّي القطان قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أنّ

أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد وسيف من سيوف الله سلّه الله على الكفار والمنافقين" واختلف فيه على الوليد بن مسلم، فقال إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري: ثنا الوليد بن مسلم ثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر خالد بن الوليد فقال: فذكر الحديث. فجعله عن وحشي ولم يذكر أبا بكر. أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 167) والأول أصح. والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع" (9/ 348) وقال: رجاله ثقات" قلت: وحشي بن حرب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: لا بأس به، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به ولا بأبيه، وقال الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال الذهبي: ما روى عنه سوى ابنه وحشي. وأما حديث عمر فأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (3/ 886 - 887) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (697 و 1833) والهيثم بن كليب (617) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (50) وأبو نعيم في "الصحابة" (2388 و 5956) وفي "الحلية" (1/ 229) وابن عساكر كما في "الصحيحة" (3/ 241) من طريق ضَمْرة بن ربيعة الفلسطيني أني السيباني عن أبي العجماء السلمي قال: قيل لعمر بن الخطّاب: لو عهدت يا أمير المؤمنين، قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول "لكل أمة أمين، وإنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" ولو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: لما استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول "يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برَتْوَة" ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: لم استخلفته على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول "خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، سلّه الله على المشركين". قال ابن عساكر: كذا قال، وإنما هو أبو العجفاء (¬1) السلمي واسمه هرم بن نسيب، شامي" ¬

_ (¬1) وهكذا وقع عند الهيثم بن كليب.

قلت: اختلف فيه وفي اسمه فقيل: اسمه هَرِم بن نُسَيْب، وقيل نسيب بن هرم، وقيل: هرم بن نُصَيب، ووثقه ابن معين وابن حبان والدارقطني، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم. والسيباني هو يحيى بن أبي عمرو وثقه أحمد وغيره. وأما حديث أبي عبيدة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 124) وأحمد (4/ 90) ثنا حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال: استعمل عمر بن الخطّاب أبا عبيدة بن الجراح على الشام وعزل خالد بن الوليد قال: فقال خالد بن الوليد: بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" قال أبو عبيدة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خالد سيف من سيوف الله -عز وجل- ونعم فتى العشيرة" ومن طريق أحمد أخرجه ابن عساكر كما في "الصحيحة" (4/ 441) وأخرجه أبو القاسم البغوي (583) عن شجاع بن مخلد الفلاس ثنا حسين الجعفي به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة" المجمع 9/ 348 - 349 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (¬1) (3846) ثنا قتيبة ثنا الليث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: نزلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلا، فجعل الناس يمرّون، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من هذا يا أبا هريرة؟ " فأقول: فلان، فيقول "نعم عبد الله هذا" ويقول "من هذا؟ " فأقول: فلان، فيقول "بئس عبد الله هذا" حتى مرّ خالد بن الوليد، فقال "من هذا؟ " فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال "نعم عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله" وقال: هذا حيث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة، وهو عندي حديث مرسل" وقال الحافظ في "الإصابة" (3/ 71): رجاله ثقات" قلت: هشام بن سعد مختلف فيه، ضعفه ابن معين وجماعة، وقواه العجلي وغيره. وخالفه أسامة بن زيد فرواه عن زيد بن أسلم عن أبي صالح وعطاء بن يسار عن أبي هريرة به. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 110)

أخرجه ابن عساكر كما في "الصحيحة" (3/ 239 - 240) من طريق محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أنا إسحاق بن محمد عن أسامة بن زيد به. والطرسوسي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ كثيرا، وقال ابن عدي: هو في عداد من يسرق الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابعونه عليه. وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه أحمد (1/ 204 - 205) ثنا وهب بن جرير ثنا أبي سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدّث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: فذكر الحديث وفيه "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه" ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3799) والحاكم (3/ 298) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (695) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا وهب بن جرير به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (584) عن علي بن مسلم الطوسي ثنا وهب بن جرير به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 349 قلت: وهو كما قالا، ومحمد هو ابن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي، والحسن بن سعد هو ابن معبد الهاشمي. وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3800) والحاكم (3/ 298) من طريق عبد الرزاق عن مَعْمر عن أيوب عن أنس قال: نعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أهل مؤتة على المنبر ثم قال "فأخذ اللواء خالد بن الوليد وهو سيف من سيوف الله-عز وجل-" قال الحاكم: هذا حديث عال صحيح غريب من حديث أيوب" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يسمع أيوب من أنس" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 349 قلت: اختلف فيه على أيوب، فرواه حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس به. أخرجه البخاري (فتح 8/ 102) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (694) وأما حديث أبي قتادة فأخرجه ابن سعد (7/ 395) وأحمد (5/ 299) والنسائي في "فضائل الصحابة" (177) من طرق عن الأسود بن شيبان البصري عن خالد بن شمير عن

عبد الله بن رباح الأنصاري ثنا أبو قتادة الأنصاري قال: فذكر الحديث وفيه "اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به". وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. وأما حديث تيس بن أبي حازم فأخرجه ابن سعد (7/ 395) أنا يعلى ومحمد ابنا عبيد وعبد الله بن نمير قالوا: ثنا إسماعيل عن قيس رفعه "إنّما خالد سيف من سيوف الله صبّه الله على الكفار". ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن إسماعيل عن قيس قال: أُخبرت أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1479) وأبو يعلى (7188) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 349 وقال الحافظ: صحيح الإسناد، لكن رواه أبو إسماعيل المؤدب عن إسماعيل بن أبي خالد فقال: عن الشعبي عن ابن أبي أوفى" المطالب 4/ 277 4400 - حديث ابن عباس أنّ المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجل من المشركين فأبى النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يبيعهم جسد نوفل بن عبد الله بن المغيرة وكان اقتحم الخندق، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا حاجة لنا بثمنه ولا جسده" فقال ابن هشام: بلغنا عن الزهري أنّهم بذلوا فيه عشرة آلاف. سكت عليه الحافظ (¬1). ضعيف ذكره ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 253) بغير إسناد. وقد أخرجه أحمد (2230 و 2442) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 235) والبيهقي (9/ 133) وفي "الدلائل" (3/ 440) من طرق عن الحجاج بن أرطأة عن الحكم بن عتيبة عن مِقسم عن ابن عباس أنّ رجلًا من المشركين قتل يوم الأحزاب فبعث المشركون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبعث إلينا بجسده ونعطيك اثنى عشر ألفا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا خير في جسده ولا في ثمنه" اللفظ البيهقي ¬

_ (¬1) 7/ 92 (كتاب فرض الخمس- باب طرح جيف المشركين في البئر)

ولفظ أحمد في الموضع الأول "ادفعوا إليهم جيفتهم، فإنّه خبيث الجيفة، خبيث الدية" فلم يقبل منهم شيئًا. ولفظه في الموضع الثاني "إنّه لخبيث، خبيث الدية، خبيث الجيفة" فخلى بينهم وبينه. وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: أصيب يوم الخندق رجل من المشركين، وطلبوا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يُجِنُّوه، فقال "لا، ولا كرامة لكم" قالوا: فإنّا نجعل لك على ذلك جُعْلا، قال "وذلك أخبث وأخبث" أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (31) وأحمد وابنه (2319) واللفظ لهما وأحمد أيضًا (3013) والترمذي (1715) وابن المنذر (11/ 235) والطبراني في "الكبير" (12058) والبيهقي (9/ 133) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم، ورواه الحجاج بن أرطأة أيضًا عن الحكم. وقال أحمد بن حنبل: ابن أبي ليلى لا يحتج بحديثه، وقال محمد بن إسماعيل: ابن أبي ليلى صدوق ولكن لا نعرف صحيح حديثه من سقيمه ولا أروي عنه شيئًا، وابن أبي ليلى صدوق فقيه وإنما يهم في الإسناد" قلت: هو ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه، والحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث فيما قاله شعبة وغيره، وليس هذا الحديث منها. 4401 - حديث ابن عباس قال: لما نزلت سورة النساء قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا حبس بعد سورة النساء" قال الحافظ: رواه الطبراني" (¬1) ضعيف أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 97) والعقيلي (3/ 397) والطبراني في "الكبير" (12033) والدارقطني (3/ 68) والبيهقي (6/ 162) عن عمرو بن خالد الحرّاني ¬

_ (¬1) 9/ 307 (كتاب التفسير- سورة النساء- مقدمة السورة)

والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 97) والعقيلي (3/ 397) والطبراني في "الكبير" (12033) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 96 - 97) عن أسد بن موسى المصري والدارقطني (3/ 68) والبيهقي (6/ 162) عن كامل بن طلحة الجَحْدري والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 97) عن سعيد بن أبي مريم والطحاوي أيضًا والطبراني في "الأوسط" (8997) عن عبد الله بن يوسف التنيسي كلهم عن عبد الله بن لَهيعة عن أخيه عيسى بن لهيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. ولفظه عند الدارقطني والبيهقي من طريق عمرو بن خالد "لا حبس عن فرائض الله" وقال البيهقي: وهذا اللفظ إنما يعرف من قول شريح القاضي. ثم أخرجه عنه مسندا. واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه يحيى بن يحيى النيسابوري عنه عمن سمع عكرمة يحدث عن ابن عباس به. أخرجه البيهقي (6/ 162) والأول أصح لأنه رواية الأكثر. قال الدارقطني: لم يسنده غير ابن لهيعة عن أخيه وهما ضعيفان" وقال العقيلي؛ لا يتابع عليه عيسى بن لهيعة ولا يعرف إلا به" وقال الطحاوي: ثنا روح ومحمد بن خزيمة قالا: قال لنا أحمد بن صالح: هذا حديث صحيح وبه أقول" وقال الهيثمي: وفيه عيسى بن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 7/ 2 قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وأخيه عيسى.

4402 - عن ابن عمر رفعه: في الرجل تكون له المرأة فيطلقها ثم يتزوجها آخر فيطلقها قبل أن يدخل بها فترجع إلى الأول، فقال "لا، حتى تذوق العسيلة" قال الحافظ: قال ابن المنذر: أجمع العلماء على اشتراط الجماع لتحل للأول إلا سعيد بن المسيب، ثم ساق بسنده الصحيح عنه قال: يقول الناس: لا تحل للأول حتى يجامعها الثاني، وأنا أقول إذا تزوجها تزويجا صحيحا لا يريد بذلك احلالها للأول فلا بأس أن يتزوجها الأول. وهكذا أخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور. وفيه تعقب على من استبعد صحته عن سعيد. قال ابن المنذر: وهذا القول لا نعلم أحدا وافقه عليه إلا طائفة من الخوارج، ولعله لم يبلغه الحديث فأخذ بظاهر القرآن. قلت: سياق كلامه يشعر بذلك، وفيه دلالة على ضعف الخبر الوارد في ذلك، وهو ما أخرجه النسائي من رواية شعبة عن علقمة بن مرثد عن سالم بن رزين عن سالم بن عبد الله عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر رفعه: فذكره. وقد أخرجه النسائي أيضًا من رواية سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد فقال: عن رزين بن سليمان الأحمري عن ابن عمر نحوه، قال النسائي: هذا أولى بالصواب. وإنما قال ذلك لأنّ الثوري أتقن وأحفظ من شعبة، وروايته أولى بالصواب من وجهين: أحدهما: أنّ شيخ علقمة شيخهما هو رزين بن سليمان كما قال الثوري، لا سالم بن رزين كما قال شعبة، فقد رواه جماعة عن علقمة كذلك منهم غيلان بن جامع أحد الثقات. ثانيهما: أنّ الحديث لو كان عند سعيد بن المسيب عن ابن عمر مرفوعا ما نسبه إلى مقالة الناس الذين خالفهم" (¬1) ضعيف يرويه علقمة بن مرثد الكوفي واختلف عنه: - فقال شعبة: عن علقمة بن مرثد: سمعت سالم بن رزين (¬2) يحدث عن سالم بن عبد الله بن عمر عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في الرجل تكون له المرأة ثم يطلقها، ثم يتزوجها رجل فيطلقها قبل أن يدخل بها فترجع إلى زوجها الأول، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"حتى تذوق العسيلة" أخرجه أحمد (2/ 85) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به. ¬

_ (¬1) 11/ 391 - 392 (كتاب الطلاق- باب إذا طلقها ثلاثًا ثم تزوجت بعد العدة) (¬2) زاد الطبري في روايته: الأحمري.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (13086) والخطيب في "الموضح" (2/ 119 - 120) والمزي في "التهذيب" (9/ 189) وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/13) وابن ماجه (1933) والنسائي (6/ 121) وفي "الكبرى" (5607) والطبري في "التفسير" (2/ 477 - 478) والطبراني في "الكبير" (13086) والبيهقي (7/ 375) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (313) من طرق عن محمد بن جعفر به. - ورواه سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد فلم يذكر سالم بن عبد الله بن عمر ولا سعيد بن المسيب واختلف عنه في شيخ علقمة: فسماه غير واحد: سليمان بن رزين (¬1)، منهم: 1 - عبد الرزاق (11135) 2 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه أحمد بن حنبل (2/ 25 و 62) وأحمد بن منيع (الإتحاف 4484) والطبري (2/ 478) والخطيب في "الموضح" (2/ 117 - 118) 3 - محمد بن كثير العبدي. أخرجه البيهقي (7/ 375) 4 - محمد بن يوسف الفريابي. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 429) والخطيب في "الموضح" (2/ 117) 5 - عبد العزيز بن أبان القرشي. أخرجه الخطيب (2/ 118) 6 - حسين بن حفص الأصبهاني. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" • وسماه وكيع: رزين بن سليمان الأحمري. أخرجه ابن أبي شيبة (¬2) (4/ 274 - 275) وأحمد (2/ 25) والنسائي (6/ 121) وفي ¬

_ (¬1) زاد محمد بن يوسف الفريابي وعبد العزيز بن أبان: الأحمري. (¬2) رواه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن علقمة بن مرثد عن سليمان وقال وكيع مرة: رزين بن سليمان عن ابن عمر. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 429)

"الكبرى" (5608) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 429) والخطيب في "الموضح" (2/ 119) والمزي (9/ 189) • وسماه عبد الرحمن بن مهدي: رزين الأحمري. أخرجه أحمد (2/ 62) عن عبد الرحمن بن مهدي به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 118 - 119) وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2 / 13) والطبري (2/ 478) عن محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 428) عن أحمد بن سنان الواسطي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه البيهقي (¬1) (7/ 375) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري (¬2) قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو عبيد ثنا عبد الرحمن به. قال المزي في "التحفة": زعم أبو القاسم (¬3) أنّ هذه الرواية وهم (¬4)، وليس كذلك، فإنّ جماعة رووه عن سفيان هكذا، وهو أحفظ من شعبة. وتابعه غيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد" وقد تكلم غير واحد في رواية شعبة وصوبوا رواية سفيان. فقال النسائي: حديث سفيان أولى بالصواب" وقال أبو حاتم: هذه الزيادة (¬5) التي زاد غندر عن شعبة في الإسناد ليس بمحفوظ" ¬

_ (¬1) وقال: رواية وكيع وعبد الرحمن عن سفيان أصح، فقد رواه قيس بن الربيع فقال: ثنا علقمة بن مرثد عن رزين الأحمري قال: سمعت ابن عمر يقول أخبرناه أبو محمد جناح بن نذير المحاربي أنا أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا مالك بن إسماعيل ثنا قيس به. قلت: وتابعه غيلان بن جامع الكوفي عن علقمة به قاله المزي في "التهذيب" (9/ 188) و"التحفة" (5/ 344) (¬2) رواه الخطيب في "الموضح" (2/ 118) عن أبي بكر الحيري ووقع عنده: عن ابن رزين الأحمري. (¬3) يعنى ابن عساكر. (¬4) يعني رواية وكيع عن سفيان. (¬5) يعني سالم بن عبد الله عن سعيد بن المسيب.

الجرح (¬1) والتعديل 1/ 2 / 507 - 508 وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يقول في حديث محمد بن جعفر عن شعبة هذا: لا أراه محفوظا. ثم قال: ليس بشيء، سالم ورجل بينه وبين ابن عمر؟ كالمنكر لذلك. قال أحمد: داود عن سعيد بن المسيب خلاف هذا -يعني قوله: تحل للأول وإن لم يدخل بها الثاني -أي فهذا يضعف ذاك الحديث أن يكون فيه سعيد بن المسيب لأنه لو رواه عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يقل بخلافه" الموضح لأوهام الجمع والتفريق 2/ 120 وقال الطبراني: وهم شعبة في هذا الحديث في موضعين: قوله: عن سالم بن رزين، وإنما هو سليمان بن رزين. وزاد في الإسناد: سعيد بن المسيب، رواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن رزين الأحمري عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهو الصواب" المعجم الكبير (12/ 271 - 272) وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة وسئل عن هذين الحديثين فقال: الثوري أحفظ" العلل 1/ 428 قلت: وشيخ علقمة قال البخاري في "الكبير": لا تقوم الحجة بسالم بن رزين ولا برزين لأنه لا يدرى سماعه من سالم ولا من ابن عمر (¬2). وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 4403 - "لا، حتى تميز بينهما" قال الحافظ: حديث فضالة بن عبيد في ردّ البيع في القلادة التي فيها خرز وذهب حتى تفصل، أخرجه مسلم (1591)، وفي رواية أبي داود (3351 و 3352 و 3353): فقلت: إنما أردت الحجارة، فقال، فذكره" (¬3) 4404 - "لا حسد إلا في اثنتين" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 1/ 176 - 177) عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) وانظر "العلل" 1/ 428 (¬2) قلت: صرّح بسماعه من ابن عمر في رواية قيس بن الربيع لكن قيس ضعيف عند الجمهور. (¬3) 5/ 285 (كتاب البيوع- باب بيع الفضة بالفضة) (¬4) 1/ 387 (كتاب الغسل- باب المضمضة والاستنشاق في الجنابة)

4405 - "لا حلف في الإسلام، وأيّما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة" قال الحافظ: رواه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جبير بن مطعم مرفوعا، أخرجه مسلم، ولهذا الحديث طرق، منها: عن أم سلمة مثله، أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" عن أبيه، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على درج الكعبة فقال: أيها الناس فذكر نحوه، أخرجه عمر بن شبة وأصله في "السنن"، وعن قيس بن عاصم أنّه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحلف فقال "لا حلف في الإسلام ولكن تمسكوا بحلف الجاهلية" أخرجه أحمد وعمر بن شبة واللفظ له، ومنها عن ابن عباس رفعه "ما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة وحدّة" أخرجه عمر بن شبة واللفظ له وأحمد وصححه ابن حبان، ومن مرسل عدي بن ثابت قال: أرادت الأوس أن تحالف سلمان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مثل حديث قيس بن عاصم، أخرجه عمر بن شبة، ومن مرسل الشعبي رفعه "لا حلف في الإسلام وحلف الجاهلية مشدود" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: حديث صحيح أخرجه مسلم عن جبير بن مطعم عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وأخرجه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن عبد الله بن أبي أوفى نحوه باختصار" (¬2) صحيح ورد من حديث جبير بن مطعم ومن حديث أم سلمة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث قيس بن عاصم ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث عدي بن ثابت مرسلًا ومن حديث الشعبي مرسلًا فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه مسلم (2530) بلفظ الترجمة. وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو يعلى (6902) والطبري في "التفسير" (5/ 55 - 56) وفي "التهذيب" (مسند عبد الرحمن بن عوف 8) والطبراني في "الكبير" (23/ 375 - 376) من طرق عن وكيع عن داود بن أبي عبد الله عن ابن جُدْعان عن جدته عن أم سلمة مرفوعا "لا حلف في الإسلام، وما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة" قال الهيثمي: وفيه جدة ابن جدعان ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 173 ¬

_ (¬1) 5/ 378 (كتاب الحوالة- باب قول الله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [النساء: 33]) (¬2) 13/ 115 (كتاب الأدب- باب الإخاء والحلف)

قلت: ابن جدعان هو عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان (¬1). قال الذهبي في "الميزان" (2/ 587): عبد الرحمن بن محمد عن جدته، لا يعرفان، تفرد عنه داود بن أبي عبد الله مولى بني هاشم. وداود بن أبي عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال البخاري: مقارب الحديث. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 189 و 207 و 212 - 213) والترمذي (1585) والطبري في "التفسير" (5/ 56) وفي "التهذيب" (12 و 13) والدارقطني (3/ 207) والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 262 - 263) عن حسين بن ذكوان المعلم وأحمد (2/ 205 و 215) والبخاري في "الأدب المفرد" (570) وابن ماجه (2644 و 2659 و 2685) والطبري في "التفسير" (5/ 56) وفي "التهذيب" (17) والطحاوي في "المشكل" (1618 و 5993) والدارقطني (3/ 171) عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وابن أبي شيبة (9/ 287 - 288 و 294) وأحمد (2/ 180) وأبو داود (2571 و 4583) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 87) وابن الجارود (1052) والطبري في "التفسير" (5/ 56) وفي "التهذيب" (14 و 15 و 16) وابن خزيمة (2280) وابن المنذر في "الأوسط" (11/ 257) والطحاوي (1619 و 5992) والبيهقي (6/ 335 - 336 و 8/ 29) والبغوي في "شرح السنة" (2542) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (449) عن محمد بن إسحاق المدني (¬2) ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو قال (¬3): لما فُتح على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مكة قال: فذكر حديثا وفيه "وأوفوا بحلف الجاهلية فإنّ الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام" لفظ أحمد من حديث حسين المعلم. وفي لفظ "جلس النبي-صلى الله عليه وسلم- عام الفتح على درج الكعبة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال "من كان له حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة، ولا هجرة بعد الفتح" ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الكمال" 17/ 393 - "تقريب التهذيب" ص350 (¬2) صرّح بالتحديث من عمرو بن شعيب. (¬3) ولفظ الطبري "إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبة يوم فتح مكة".

اللفظ البخاري من حديث عبد الرحمن بن الحارث (¬1). وفي لفظ "لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة عام- الفتح قام في الناس خطيبا وقال: يا أيها الناس إنّه ما كان من حلف في الجاهلية فإنّ الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا حلف في الإسلام" اللفظ لأحمد وغيره من حديث ابن إسحاق (¬2). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد" قلت: وهو كما قال. وأما حديث قيس بن عاصم فأخرجه أحمد (5/ 61) والطبري في "التفسير" (5/ 55) وفي "التهذيب" (6) وأبو القاسم البغوى في "الصحابة" (1962) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 111) والطبراني في "الكبير" (18/ 337) والدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1378) وأبو نعيم في "من اسمه عطاء" (9) عن هشيم والطيالسي (ص 146) والحميدي (1206) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1166) والطبري في "التفسير" (5/ 55) وفي "التهذيب" (7) والطحاوي (1616 و 5994) وابن حبان (4369) والطبراني (18/ 337) وأبو نعيم في "من اسمه عطاء" (11) عن جرير بن عبد الحميد الرازي كلاهما عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التوأم الضبي عن قيس بن عاصم أنّه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الحلف فقال "ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، ولا حلف في الأسلام" ورواه عباد بن عباد بن حبيب البصري عن شعبة بن الحجاج واختلف عنه: فقال أحمد (5/ 61): ثنا إبراهيم بن زياد البغدادي سَبَلان ثنا عباد بن عباد عن شعبة بن الحجاج عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التوأم عن قيس بن عاصم به. ¬

_ (¬1) ولفظ أحمد نحوه وزاد "ولا حلف في الإسلام" (¬2) ورواه غير واحد عن عمرو بن شعيب مختصرا. انظر حديث "لا يقتل مؤمن كافر، ولا ذو عهد في عهده"

وأخرجه القضاعي (841) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا إبراهيم بن زياد به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 111) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن علي بن مسلم قالا: ثنا إبراهيم بن زياد به. ورواه محمد بن الفضل السقطي عن إبراهيم بن زياد فلم يقل فيه "عن أبيه" أخرجه الطبراني (¬1) (18/ 337) والأول أصح. ومقسم الضبي والد المغيرة وشعبة الضبي ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلا. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 317 و 329) والدارمي (2529) وأبو يعلى (2336) والطبري في "التفسير" (5/ 55) وفي "التهذيب" (4) وابن حبان (4370) والطبراني (11740) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا حلف في الإسلام، وما كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة أو حدّة" لفظ أبي يعلى وغيره. صححه الطبري. وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 8/ 173 قلت: شريك أخرج له مسلم في المتابعات، وهو مختلف فيه، وسماك تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة. لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا حلف في الإسلام، وكل حلف كان في الجاهلية، فلم يزده الإسلام إلا شدة، وما يسرني أنّ لي حمر النعم، وأني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة" أخرجه الطبري في "التفسير" (5/ 55) وفي "التهذيب" (5) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمداني ثنا مصعب بن المقدام عن إسرائيل بن يونس عن محمد بن عبد الرحمن به. وقال: صحيح" ¬

_ (¬1) رواه أبو نعيم في "من اسمه عطاء" (10) عن الطبراني فقال فيه: عن أبيه، فلعله سقط من كتاب الطبراني.

قلت: بل حسن للخلاف في مصعب بن المقدام الخثعمي. وتابعه عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "كل حلف في الجاهلية أو عقد أدركه الإسلام فلا يزيده إلا شدة، ولا حلف في الإسلام" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2411) عن محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا أبي ثنا يونس بن راشد عن عطاء به. وإسناده حسن أيضًا، عمرو بن خالد وعكرمة ثقتان، ويونس وعطاء صدوقان، وشيخ الطبراني وثقه ابن يونس (الوهم والإيهام 3/ 535) وأما حديث ابن أبي أوفى فلم أره في "الأدب المفرد" للبخاري، ولم أقف عليه عند غيره، والله أعلم. وأما حديثي عدي بن ثابت والشعبي فأخرجهما عمر بن شبة في كتاب مكة كما ذكر الحافظ. 4406 - "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة" قال الحافظ: وأخرج (أي البخاري في "الأدب المفرد") من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره، وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 8 و 69) والبخاري في "الأدب المفرد" (ص 199) والترمذي (2033) وابن حبان (193) وفي "روضة العقلاء" (ص 184) وابن عدي (1/ 186 و 4/ 1521) وأبو الشيخ في "الأمثال" (41) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (253) وابن شاهين في "الترغيب" (240) والخطابي في "الغريب" (1/ 618) والحاكم (4/ 293) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص 196) والقضاعي (834 و 835) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 324) والخطيب في "تاريخة" (5/ 301) وابن الجوزي في "العلل" (40) من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن درَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو بن الحارث لم يروه عنه إلا عبد الله" ¬

_ (¬1) 13/ 146 (كتاب الأدب- باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)

وقال أبو سعد الماليني: ما رواه إلا ابن وهب" وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به دراج عن أبي الهيثم، وتفرد عمرو بن الحارث عن دراج، وتفرد ابن وهب عن عمرو" قلت: دراج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلفوا فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وضعف ذلك أحمد وأبو داود، وباقي رجال الإسناد ثقات. وخالفه عبيد الله بن زَحْر فرواه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد موقوفًا. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (565) ثنا سعيد بن عفير ثنا يحيى بن أيوب عن ابن زحر به. وابن زحر مختلف فيه. 4407 - "لا دِعْوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الحجر" قال الحافظ: أخرج أبو داود بسند حسن إلى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قام رجل فقال: يا رسول الله إنّ فلانا ابني عاهرت بأمّه في الجاهلية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو داود وغيره من رواية حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قام رجل فقال لما فتحت مكة. إنّ فلانا ابني، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الأثلب" قيل: ما الأثلب؟ قال: الحجر" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 207) عن يزيد بن هارون أنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكر حديثا وفيه: فقال رجل: يا رسول الله، ابني فلانا عاهرت بأمّه في الجاهلية، فقال "لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الأثلب" قيل: يا رسول الله وما الأثلب؟ قال "الحجر" وأخرجه أبو داود (2274) عن زهير بن حرب النسائي ثنا يزيد بن هارون به. وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 15/ 35 و 40 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة)

ولم ينفرد حسين المعلم به بل تابعه عامر بن عبد الواحد الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رجلًا قال: فلان ابني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" لا دعاوة في الإسلام" أخرجه أحمد (2/ 211) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا عمران القطان ثنا عامر الأحول به. وعمران هو ابن داود مختلف فيه، وعمرو وأبوه صدوقان، وعبد الصمد وعامر ثقتان. 4408 - حديث ابن مسعود "لا رضاع إلا ما شدّ العظم، وأنبت اللحم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود مرفوعا وموقوفًا" (¬1) موقوف صحيح أخرجه أحمد (1/ 432) ثنا وكيع ثنا سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبيه أنّ رجلًا كان في سفر فولدت امرأته فاحتبس لبنها فجعل يمصّه ويمجّه فدخل حلقه فأتى أبا موسى فقال: حرمت عليك، قال: فأتى ابن مسعود فسأله فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشر العظم". وأخرجه أبو داود (2060) ومن طريقه البيهقي (7/ 461) عن محمد بن سليمان الأنباري والدارقطني (4/ 172 - 173) عن إسحاق بن بهلول الأنباري قالا: ثنا وكيع به. واختلف فيه على سليمان بن المغيرة: فرواه النضر بن شميل المازني عن سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبيه عن ابن لعبد الله بن مسعود أنّ رجلًا كان معه امرأته وهو في سفر، فذكر الحديث وقال فيه: فأتاه ابن مسعود فقال: أنت الذي تفتي، ما هذا بكذا وكذا، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"لا رضاع إلا ما شدّ العظم، وأنبت اللحم" فزاد فيه عن ابن لعبد الله بن مسعود. أخرجه الدارقطني (4/ 173) أنا الحسين بن إسماعيل ثنا خلاد بن أسلم ثنا النضر بن شميل به. ¬

_ (¬1) 11/ 51 (كتاب النكاح - باب من قال لا رضاع بعد حولين)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 460 - 461) ورواه عبد السلام بن مطهَّر البصري عن سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبية عن ابن لعبد الله بن مسعود عن ابن مسعود موقوفًا. أخرجه أبو داود (2059) ومن طريقه البيهقي (7/ 461) وإسناده ضعيف، أبو موسى الهلالي وأبوه مجهولان. قاله أبو حاتم (الجرح 4/ 2/ 438) وله عن ابن مسعود موقوفًا أربع طرق: الأول: يرويه مغيرة بن مِقْسَم الكوفي عن إبراهيم عن ابن مسعود قال: لا رضاع إلا ما كان في الحولين ما أنشز العظم وأنبت اللحم. أخرجه سعيد بن منصور (974) عن هشيم و (987) عن خالد بن عبد الله كلاهما عن مغيرة به. ومن طريقه عن هشيم أخرجه البيهقي (7/ 462) وإسناده منقطع بين إبراهيم النخعي وبين ابن مسعود فإنّه لم يسمع منه. الثاني: يرويه سفيان الثوري عن أبي حصين عن أبي عطية الوادعي قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إنّها كانت معي امرأتي فحصر لبنها في ثديها، فجعلت أمصّه ثم أمجّه، فأتيت أبا موسى فسألته، فقال: حرمت عليك، قال: فقام وقمنا معه حتى انتهى إلى أبي موسى، فقال: ما أفتيت هذا؟ فأخبره بالذي أفتاه، فقال ابن مسعود وأخذ بيد الرجل: أرضيعا ترى هذا؟ إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحبر بين أظهركم. أخرجه عبد الرزاق (13895) وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو حصين هو عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي. ولم ينفرد الثوري به بل تابعه أبو بكر بن عياش ثنا أبو حصين به. أخرجه الدارقطني (4/ 173) ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا أبو بكر بن عياش به. وأبو هشام الرفاعي واسمه محمد بن يزيد مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وأبو حاتم، وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه.

الثالث: يرويه أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي عمرو الشيباني قال: قال عبد الله: إنما يحرم من الرضاع ما أثبت اللحم وأنشر اللحم. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 286) وإسناده صحيح، أبو معاوية هو محمد بن خازم الكوفي، وإسماعيل هو ابن أبي خالد، وأبو عمرو الشيباني هو سعد بن إياس. الرابع: يرويه الشافعي أنا مالك عن يحيى بن سعيد أنّ أبا موسى قال في رضاعة الكبير: ما أراها إلا تحرم، فقال ابن مسعود: أبصر ما تفتي به الرجل، فقال أبو موسى: فما تقول أنت؟ فقال ابن مسعود: لا رضاعة إلا ما كان في الحولين، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحبر بين أظهركم. أخرجه البيهقي (7/ 462) وقال: هذا وإن كان مرسلًا فله شواهد عن ابن مسعود" 4409 - حديث أم سلمة "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام" قال الحافظ: صححه الترمذي وابن حبان" (¬1) صحيح أخرجه الترمذي (1152) والنسائي في "الكبرى" (5465) وابن حبان (4224) والطبراني في "الأوسط" (7513) والخطيب في "التاريخ" (7/ 55) من طرق عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري عن هشام (¬2) بن عروة عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام عن أم سلمة مرفوعا "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان (¬3) قبل الفطام" اللفظ للترمذي والنسائي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 11/ 51 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين) (¬2) في سنن الترمذي "عن هشام بن عروة عن أبيه" وفي "تحفة الأشراف" (13/ 61) ليس فيه عن أبيه. (¬3) ولفظ الطبراني "وكان في البدن مثل الطعام" ولفظ الخطيب "وكان في الحولين"

4410 - حديث ابن عباس رفعه "لا رضاع إلا ما كان في الحولين" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني وقال: لم يسنده عن ابن عُيينة غير الهيثم بن جميل وهو ثقة حافظ. وأخرجه ابن عدي وقال: غير الهيثم يوقفه على ابن عباس، وهو المحفوظ" (¬1) موقوف صحيح أخرجه ابن عدي (7/ 2562) والدارقطني (4/ 174) والبيهقي (7/ 462) من طريق أبي الوليد بن بُرْد الأنطاكي ثنا الهيثم بن جميل ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به مرفوعا. قال الدارقطني: لم يسنده عن ابن عيينة غير الهيثم بن جميل وهو ثقة حافظ" وقال ابن عدي: وهذا يعرف بالهيثم بن جميل عن ابن عيينة مسندا، وغير الهيثم يوقفه على ابن عباس، والهيثم بن جميل يغلط الكثير على الثقات كما يغلط غيره وأرجو أنّه لا يتعمد الكذب" وقال ابن القطان الفاسي: والراوي عن الهيثم أبو الوليد بن برد الأنطاكي وهو لا يعرف" نصب الراية 3/ 218 وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وأبو الوليد بن برد هو محمد بن أحمد بن الوليد بن برد وثقه الدارقطني، وقال النسائي: صالح، والهيثم بن جميل وثقه أحمد والعجلي وابن حبان وغير واحد وكان من الحفاظ إلا أنّه وهم في رفع هذا الحديث والصحيح وقفه على ابن عباس" نصب الراية 3/ 219 وقال العراقي في "تقريب الأسانيد": إسناده جيد" طرح التثريب 7/ 132 قلت: هكذا رواه الهيثم بن جميل عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا. وخالفه غير واحد رووه عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس موقوفًا، منهم: 1 - عبد الرزاق (13903) ¬

_ (¬1) 11/ 49 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين)

2 - سعيد بن منصور (980) ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 462) وفي "الصغرى" (2864) وقال: هذا هو الصحيح موقوف" 3 - ابن أبي شيبة (نصب الراية 3/ 219) ولم ينفرد ابن عيية به بل تابعه مَعْمر بن راشد عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس: لا رضاع بعد فصال، سنتين. أخرجه عبد الرزاق (13901) ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (2/ 492) وخالفهما سفيان الثوري فرواه عن عمرو بن دينار عمّن سمع ابن عباس يقول: لا رضاع بعد الفطام. أخرجه عبد الرزاق (13902) وله ثلاثة طرق أخرى عن ابن عباس موقوفة: الأولى: يرويها ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: لا رضاع بعد حولين كاملين. أخرجه الدارقطني (4/ 173 - 174) ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 462) وطلحة بن يحيى هو ابن النعمان بن أبي عياش الزرقي وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه. ورواه سليمان بن بلال المدني عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد بلفظ "قليل الرضاع وكثيره يحرّم في المهد" قال الزهري: يقول: لا رضاع بعد حولين كاملين. أخرجه البيهقي (7/ 458) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا أيوب بن سليمان ثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال به. واختلف فيه على يونس بن يزيد، فرواه ابن المبارك عنه عن الزهري قال: كان ابن عباس يقول: لا رضاع بعد الحولين.

أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 492) ثنا ابن حميد ثنا ابن المبارك به. وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال النسائي: ليس بثقة، وكذبه غير واحد. واختلف فيه على الزهري، فرواه مَعْمر عنه أنّ ابن عمر أو ابن عباس قال: لا رضاع بعد الفصال، الحولين. أخرجه عبد الرزاق (13900) وتابعه ابن أبي ذئب ثنا الزهري عن ابن عباس وابن عمر أنّهما قالا: لا نرى رضاعا بعد الحولين يحرّم شيئًا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 492) الثانية: يرويها مالك في "الموطأ" (2/ 602) عن ثور بن زيد الديلي عن ابن عباس أنّه كان يقول: ما كان في الحولين، وإن كان مصّة واحدة، فهو يحرّم. خالفه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي فرواه عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس. فزاد فيه "عكرمه". أخرجه سعيد بن منصور (972) ومن طريقه البيهقي (7/ 462) الثالثة: يرويها عمرو بن مرة الكوفي عن أبي الضحى قال: سمعت ابن عباس يقول {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] قال: لا رضاع إلا في هذين الحولين. أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 493) ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله عن زيد عن عمرو بن مرة به. وإسناده ضعيف لضعف العلاء بن هلال الرقي، وعبيد الله هو ابن عمرو الرقي وزيد هو ابن أبي أنيسة. 4411 - "لا رقية إلا من عين أو حُمَة أو دم" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أنس" (¬1) يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن العباس بن ذَرِيح عن الشعبي واختلف عنه: - فرواه يزيد بن هارون عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي عن أنس مرفوعا به، وزاد "يَرْقَأ" ¬

_ (¬1) 12/ 304 (كتاب الطب- باب الرقي بالقرآن)

أخرجه أبو داود (3889) وتابعه محمد بن سعيد بن الأصبهاني أنا شريك به. أخرجه الحاكم (4/ 413) وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: شريك إنما أخرج له مسلم في المتابعات كما في "التهذيب" وغيره، ووصفه غير واحد بسوء الحفظ. والعباس بن ذريح لم يخرج له مسلم شيئًا. - ورواه سليمان بن داود العتكي عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي مرسلًا. أخرجه أبو داود (3889) ورواه حصين بن عبد الرحمن السلمي عن الشعبي واختلف عنه في صحابيه وفي رفعه ووقفه. أخرجه البخاري من طريق محمد بن فضيل الكوفي عن حصين عن الشعبي عن عمران بن حصين موقوفًا. وأخرجه مسلم (220) من طريق هشيم عن حصين عن الشعبي عن بريدة بن الحصيب موقوفًا. ولبيان الاختلاف فيه على حصين انظر "فتح الباري" (12/ 262) 4412 - "لا رقية إلا من نفس أو حُمَة أو لدغه" قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث سهل بن حنيف مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 486) وأبو داود (3888) والنسائي في "اليوم والليلة" (257 و 1034) والدولابي (1/ 65) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 329) والطبراني في "الكبير" (5615) والحاكم (4/ 413) والمزي (35/ 172 - 173) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري ثنا عثمان بن حكيم حدثتني جدتي الرَّباب قالت: سمعت سهل بن حنيف يقول: مررنا بسيل فدخلت، فاغتسلت فيه، فخرجت محموما، فَنُمِيَ ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال "مروا أبا ثابت يتعوذ" فقلت: يا سيدي والرقى صالحة؟ فقال "لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغه" ¬

_ (¬1) 12/ 262 (كتاب الطب- باب من اكتوى أو كوى غيره)

قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: الرباب لم أر من وثقها، وفي "التقريب": مقبولة. أي عند المتابعة وإلا فهي لينة الحديث، وذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان". 4413 - "لا رهبانية في الاسلام" قال الحافظ: لم أره بهذا اللفظ، لكن في حديث سعد بن أبي وقاص عند الطبراني "إنّ الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة" (¬1) أخرجه ابن قتيبة في "الغريب" (1/ 444) ثني أبي ثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن سفيان عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس مرفوعا "لا زِمام، ولا خِزام، ولا رهبانية، ولا تبتل، ولا سياحة في الإسلام" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس" (ص 334) وأخرجه عبد الرزاق (15860) عن مَعْمر بن راشد عن ابن طاوس وعن ليث عن طاوس مرفوعا "لا خزام، ولا زمام، ولا سياحة" قال عبد الرزاق: وزاد ابن جريج "ولا تبتل، ولا ترهب في الإسلام" وهو مرسل. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فلم أره بهذا اللفظ من حديثه وإنّما هو من حديث سعيد بن العاص أخرجه الطبراني في "الكبير" (5519) ثنا أحمد بن داود المكي ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا أبو أمية الطائفي ثني جدي عن جده سعيد بن العاص أنّ عثمان بن مظعون قال: يا رسول الله، ائذن لي في الاختصاء، فقال له "يا عثمان إنّ الله وقد أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة والتكبير على كل شرف فإن كنت منا فاصنع كما نصنع" قال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن زكريا وهو ضعيف" المجمع 4/ 252 قلت: هو العبدسي الواسطي ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: مجهول، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يأتي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، إن لم يكن بالمتعمد لها فهو المدلس عن الكذابين. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه الدارمي (2175) عن محمد بن يزيد الحزامي ثنا يونس بن بكير ثني ابن إسحاق ثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن ¬

_ (¬1) 11/ 12 (كتاب النكاح- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: من استطاع الباءة فليتزوج)

أبي وقاص قال: لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء، بعث إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "يا عثمان إني لم أؤمر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي" وذكر الحديث. وإسناده حسن، يونس بن بكير ومحمد بن إسحاق صدوقان، والباقون ثقات. وفي الباب عن عائشة وعن أبي هريرة وعن أنس وعن أبي قِلابة مرسلًا فأما حديث عائشة فأخرجه عبد الرزاق (10375) عن معمر عن الزهري عن عروة وعَمْرة عن عائشة قالت: دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي باذّة الهيئة، فسألتها: ما شأنك؟ فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي-صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له عائشة، فلقي النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال "يا عثمان إنّ الرهبانية لم تكتب علينا، أما لك فيّ أسوة؟ فوالله إنّ أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا" وإسناده صحيح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8319) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. ورواه أحمد (6/ 226) عن عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عروة مرسلًا، ولم يذكر عمرة. ورواه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1787) عن أحمد به. ومن طريقه أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 255 - 256) والهروي في "ذم الكلام" (ق 46 / أ) وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (657) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 245) وفيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف. وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4923) من طريق عبد الله بن وهب ثني ثوابة بن مسعود التنوخي عن جدته عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: مات ابنٌ لعثمان بن مظعون فاشتدّ حزنه عليه حتى اتخذ مسجدًا في داره يتعبد فيه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنها لم تكتب علينا الرهبانية يا عثمان، إن رهبانية أمتي الجلوس في المساجد وانتظار الصلوات والحج والعمرة ... ". وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، وثوابة بن مسعود قال ابن يونس: منكر الحديث (اللسان)، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا ابن وهب.

وجدته لم أعرفها. وأما حديث أبي قلابة فأخرجه ابن سعد (3/ 395) عن عارم بن الفضل البصري أنا حماد بن زيد أنا معاوية بن عياش الجَرْمي عن أبي قلابة أنّ عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه، فبلغ ذلك النبي-صلى الله عليه وسلم- فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه فقال "يا عثمان، إنّ الله لم يبعثني بالرهبانية- مرتين أو ثلاثًا- وإنّ خير الدين عند الله الحنيفية السمحة" معاوية بن عياش لم أر من ترجمه، والباقون ثقات (¬1). 4414 - "لا زكاة في الخضروات" قال الحافظ: رواه الدارقطني من طريق علي وطلحة ومعاذ مرفوعا، وقال الترمذي: لا يصح فيه شيء إلا مرسل موسى بن طلحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-" (¬2) ضعيف روي من حديث علي ومن حديث معاذ ومن حديث محمد بن عبد الله بن جحش ومن حديث طلحة ومن حديث عائشة. فأما حديث علي فأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/ 94 - 95) وفي "المؤتلف" (3/ 1182 - 1183) وابن الجوزي في "العلل" (822) من طريق يعقوب بن سفيان الفارسي ثنا أحمد بن الحارث البصري ثنا الصقر بن حبيب: سمعت أبا رجاء العطاردي يحدّث عن ابن عباس عن علي مرفوعا "ليس في الخضروات صدقة، ولا في العرايا صدقة، ولا في أقل من خمسة أوسق صدقة، ولا في العوامل صدقة، ولا في الجبهة صدقة" وذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/ 375) في ترجمة الصعق بن حبيب وقال: ليس هذا من كلام النبي-صلى الله عليه وسلم- وإنما يعرف هذا بإسناد منقطع فقلب هذا الشيخ على أبي رجاء عن ابن عباس عن علي" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 165): وفيه الصقر بن حبيب وهو ضعيف جدًا" وقال في "الدراية" (1/ 263): إسناده ضعيف" قلت: أحمد بن الحارث البصري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول كشيخه الصقر. ¬

_ (¬1) وسيأتي من حديث جابر أيضًا فانظر حديث "لا يتم بعد احتلام" (¬2) 4/ 92 (كتاب الزكاة- باب العشر فيما يسقى من ماء السماء)

وقال الحافظ في "اللسان": ويحتمل أن يكون هو الغساني فقد ذكر ابن القطان أنّه رآه في عدة نسخ من كتاب الدارقطني: أحمد بن الحارث البصري بالباء الموحدة" فإن كان هو الغساني فهو متروك الحديث كما قال أبو حاتم، وقال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في الضعفاء. والصقر وقيل الصعق بن حبيب قال ابن حبان: يخالف الثقات في الروايات ويأتي بالمقلوبات عن الأثبات، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف. وأما حديث معاذ فأخرجه الترمذي (638) من طريق عيسى بن يونس عن الحسن بن عمارة عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد عن عيسى بن طلحة عن معاذ أَنّه كتب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- يسأله عن الخضروات وهي البقول فقال "ليس فيها شيء" وقال: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح، وليس يصح في هذا الباب عن النبي-صلى الله عليه وسلم- شيء، وإنّما يروى هذا عن موسى بن طلحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، والحسن بن عمارة ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه شعبة وغيره، وتركه ابن المبارك" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 165): الحديث ضعيف" (¬1) وأما حديث محمد بن عبد الله بن جحش فأخرجه الدارقطني (2/ 95 - 96) ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا عبد الله بن شبيب ثني عبد الجبار بن سعيد ثني حاتم بن إسماعيل عن محمد بن أبي يحيى بن أبي كثير مولى بني جحش عن محمد بن عبد الله بن جحش عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه أمر معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: أن يأخذ من كل أربعين دينارا، دينارا، ومن كل مائتي درهم خمسة دراهم، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، ولا فيما دون خمس ذَوْدِ صدقة، وليس في الخضروات صدقة" قال الزيلعي: وهو معلول بابن شبيب، قال ابن حبان في كتاب "الضعفاء": يسرق الأخبار ويقلبها لا يجوز الاحتجاج به بحال انتهى والشيخ في "الإمام" ترك ذكر ابن شبيب ووثق الباقين" نصب الراية 2/ 388 وقال الحافظ في "الدراية" (1/ 263): إسناده ضعيف" وقال في "التلخيص" (2/ 165): ليس فيه سوى عبد الله بن شبيب فقد قيل فيه: إنّه يسرق الحديث" ¬

_ (¬1) وضعفه ابن الجوزي في "التحقيق" (التنقيح لابن عبد الهادي 2/ 1402)

قلت: وقال فيه أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه، وقال الذهبي في "الميزان": واه. وأما حديث طلحة فأخرجه البزار (940) والطبراني في "الأوسط" (5917) وابن عدي (2/ 610) والدارقطني (2/ 96) وتمام في "فوائده" (ق 43/ ب) من طريق الحارث بن نبهان البصري ثنا عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة عن أبيه مرفوعا "ليس في الخضروات صدقه" قال البزار: وهذا الحديث رواه جماعة عن موسى بن طلحة مرسلًا، ولا نعلم أحدا قال فيه عن موسى عن أبيه إلا الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب، ولا نعلم روى عطاء عن موسى بن طلحة عن أبيه إلا هذا الحديث" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن عطاء غير الحارث" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. واختلف فيه على عطاء بن السائب: - فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن موسى بن طلحة عن أنس. أخرجه الدارقطني (2/ 96) من طريق مروان بن محمد السنجاري ثنا جرير به. وقال: مروان السنجاري ضعيف" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 165): فقال فيه أنس بدل قوله عن أبيه ولعله تصحيف منه، ومروان مع ذلك ضعيف جدًا" وقال في "الدراية" (1/ 263): إسناده ضعيف" - ورواه هشام الدَسْتُوائي عن عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة مرسلًا (¬1). أخرجه الدارقطني (2/ 97 - 98) ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب ثنا الدستوائي به. قال ابن عبد الهادي: الحديث مرسل حسن، عبد الوهاب هو ابن عطاء الخفاف، وهو صدوق روى له مسلم في صحيحه، وعطاء بن السائب وثقه أحمد وغيره، وقال ¬

_ (¬1) قال ابن الجوزي في "التحقيق": والصحيح أنّه مرسل عن موسى بن طلحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-" التنقيح 2/ 1403 وكذا صحح المرسل الدارقطني في "العلل" (4/ 205)

الدارقطني: اختلط ولا يحتج من حديثه إلا بما رواه عنه الأكابر شعبة والثوري ووهيب ونظراؤهم، وأما ابن علية والمتأخرون ففي حديثهم عنه نظر" التنقيح 2/ 1407 قلت: ولم ينفرد الدستوائي به بل تابعه غير واحد عن عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة مرسلًا، منهم: 1 - عبد السلام بن حرب المُلائي عن عطاء بن السائب قال: أراد موسى بن المغيرة أن يأخذ من خضر أرض موسى بن طلحة فقال له موسى بن طلحة: إنّه ليس في الخضر شيء، ورواه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فكتبوا بذلك إلى الحجاج، فكتب الحجاج: إنّ موسى بن طلحة أعلم من موسى بن المغيرة. أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (503) ومن طريقه البيهقي (4/ 129) 2 - إسماعيل بن إبراهيم البصري المعروف بابن علية عن عطاء بن السائب قال: فذكر نحو حديث عبد السلام بن حرب. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 602) 3 - خالد بن عبد الله الواسطي. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 204) واختلف فيه على موسى بن طلحة: - فرواه الأعمش عنه عن أبيه مرفوعا "ليس في الخضروات صدقة" أخرجه الدارقطني (2/ 96) من طريق محمد بن معاوية ثنا محمد بن جابر عن الأعمش به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر اليمامي. - ورواه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي عن موسى بن طلحة عن معاذ بن جبل. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 151) والدارقطني في "سننه" (2/ 97) وفي "المؤتلف" (2/ 837 - 838) والحاكم (1/ 401) والبيهقي (4/ 129) من طرق عن عبد الله بن نافع الصائغ ثني إسحاق بن يحيى به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه ابن عبد الهادي فقال: وهو حديث ضعيف وإسحاق تركه غير واحد،

وعبد الله بن نافع هو الصائغ وهو صدوق في حفظه شيء، وقد روى له مسلم في صحيحه، وزعم الحاكم أنّ موسى بن طلحة تابعي كبير لا ينكر أن يدرك أيام معاذ. وفي قوله نظر، وقد ذكر أبو زرعة أنّ رواية موسى عن عمر مرسلة. ومعاذ توفي في خلافة عمر، فرواية موسى عنه أولى بالإرسال" التنقيح 2/ 1406 وقال ابن دقيق العيد في "الإمام": وفي الاتصال بين موسى بن طلحة ومعاذ نظر فقد ذكروا أنّ وفاة موسى سنة ثلاث ومائة وقيل سنة أربع ومائه" نصب الراية 2/ 387 وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 165): فيه ضعف وانقطاع" ولم ينفرد إسحاق بن يحيى به بل تابعه الحكم بن عتيبة وعمرو بن عثمان وعبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن معاذ به. أخرجه الدارقطني (2/ 97) من طريق الحسن بن عمارة عنهم به. والحسن بن عمارة متروك الحديث، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه شعبة عن الثلاثة به. أخرجه الدارقطني (2/ 97 و98) من طريق محمد بن نصر بن حماد البصري ثنا أبي عن شعبة به. ونصر بن حماد كذبه ابن معين، وقال مسلم: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. ورواه بعضهم عن موسى بن طلحة عن معاذ موقوفًا. فقال الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 837): ثنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحناط ثنا إسحاق بن إسرائيل ثنا سفيان عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب عن موسى بن طلحة أنّ معاذا لم يأخذ من الخضر صدقة. وأما حديث عائشة فأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/ 95) وفي "المؤتلف" (2/ 837) من طريق محمد بن عبيد المحاربي ثنا صالح بن موسى عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعا "ليس فيما أنبتت الأرض من الخضر زكاة". قال الحافظ في "الدراية" (1/ 263): إسناده ضعيف" وقال في "التلخيص" (2/ 165): فيه صالح بن موسى وهو ضعيف" وقال الزيلعي: وهو معلول بصالح، قال الشيخ في "الإمام": هو صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: منكر

الحديث جدًا، لا يعجبني حديثه، وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث" نصب الراية 2/ 388 4415 - "لا سمر إلا لمصل أو مسافر" قال الحافظ: وأما حديث: فذكره، فهو عند أحمد بسند فيه راو مجهول" (¬1) ضعيف يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن منصور عن خيثمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود. منهم: 1 - شعبة. أخرجه الطيالسي (ص 48) عن شعبة أني منصور: سمعت خيثمة يحدث عن ابن مسعود رفعه "لا سمر بعد الصلاة إلا لأحد رجلين: لمسافر أو مصل" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 121) وأخرجه أحمد (1/ 412) عن عفان بن مسلم البصري و (1/ 463) عن محمد بن جعفر البصري والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 864) والهيثم بن كليب (820) عن أبي زيد سعيد بن الربيع الهروي والهيثم (821) عن سليمان بن حرب البصري قالوا: ثنا شعبة به. 2 - عمرو بن أبي قيس الرازي. ¬

_ (¬1) 1/ 224 (كتاب العلم- باب السمر في العلم)

أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 286) ولفظه "لا سمر إلا لأحد رجلين: مصل أو مسافر" 3 - مِسعر بن كِدام. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 218) ولفظه "لا سمر بعد العشاء إلا لمصل أو مسافر" - وقال غير واحد: عن منصور عن خيثمة عن رجل لم يسم عن ابن مسعود. منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق (2130) عن سفيان به. وأخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 1861) وأحمد (1/ 444) عن يحيى القطان عن سفيان به. وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1867) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان عن منصور عن خيثمة أخبرني من سمع ابن مسعود. ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سفيان واختلف عنه: • فرواه أحمد بن حازم بن أبي غرزة عن أبي نعيم كرواية عبد الرزاق. أخرجه البيهقي (1/ 452) ورواه أحمد بن موسى الحَمّار عن أبي نعيم فلم يقل فيه: عن رجل. أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (55) 2 - الفضيل بن عياض. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1863) 3 - أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 1860) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 100) وفي "الصلاة" (110) 4 - شيبان بن عبد الرحمن النحوي.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1864) 5 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه أحمد (1/ 379) وابن نصر في "الصلاة" (109) وأبو يعلى (5378) 6 - سفيان بن عُيينة. أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1862) واختلف فيه على سفيان: فقيل: عن سفيان بن عيينة عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت عن زياد بن حدير عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10519) و"الأوسط" (5717) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 198) والخطيب في "تلخيص المتشابة" (2/ 823) من طريق إبراهيم بن يوسف الصيرفي عن ابن عيينة به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عيينة إلا إبراهيم بن يوسف الصيرفي" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه موسى بن إسحاق الأنصاري وابن حبان، وقال مطين: صدوق، وقال النسائي: ليس بالقوي. - وقال حماد بن شعيب الكوفي: عن منصور عن خيثمة عن الأسود عن ابن مسعود. قال البيهقي: وأخطأ فيه" يعني حماد بن شعيب، وحماد قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وحديث الثوري ومن تابعه أصح، لأنّ الثوري من أثبت الناس في منصور (¬1). وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وللحديث شاهد عن عائشة مرفوعا "لا سمر إلا لثلاثة: مصل، أو مسافر، أو عروس" أخرجه سمويه في "فوائده" والضياء في "المختارة" (الصحيحة 5/ 563) من طريق معاوية بن صالح الحمصي عن أبي عبد الله الأنصاري عن عائشة به. ¬

_ (¬1) تهذيب الكمال 28/ 548

وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 48 - 49) عن عبد الله بن صالح كاتب الليث ثني معاوية بن صالح أنّ أبا عبد الله حدّثه عن عائشة قالت: السمر (¬1) في ثلاث: لعروس أو مسافر أو متهجد بالقرآن من الليل. وأبو عبد الله الأنصاري ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا معاوية بن صالح، فهو مجهول. 4416 - "لا شغار في الإسلام، والشغار أن يزوج الرجل الرجل أخته بأخته" قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق عن مَعْمر عن ثابت وأبان عن أنس مرفوعا: فذكره" (¬2) أخرجه عبد الرزاق (10434) عن معمر بن راشد عن ثابت وأبان عن أنس مرفوعا "لا شغار في الإسلام،- والشغار أن يبدل الرجل الرجل أخته بأخته بغير صداق- ولا إسعاد في الإسلام، ولا جلب في الإسلام، ولا جنب". وأخرجه الطبراني (¬3) في "الأوسط" (3023) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به. وتفسير الشغار مدرج من كلام أنس فقد أخرجه عبد الرزاق (10438) عن معمر عن ثابت عن أنس قال: فذكره. وأخرجه أحمد (3/ 165) عن عبد الرزاق ثنا معمر عن ثابت وأبان وغير واحد عن أنس مرفوعا "لا شغار في الإسلام" وأخرجه هو (3/ 197) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1253) عن عبد الرزاق وهو في "مصنفه" (6690) أنا معمر عن ثابت عن أنس قال: أخذ النبي-صلى الله عليه وسلم- على النساء حين بايعنّ أن لا ينحن، فقلنّ: يا رسول الله، إنّ نساء أسعدننا في الجاهلية فنسعدهن في الإسلام؟ قال "لا إسعاد في الإسلام، ولا شغار في الإسلام، ولا عقر في الإسلام، ولا جلب ولا جنب، ومن انتهب فليس منا". وأخرجه ابن ماجه (1855) عن الحسين بن مهدي البصري والحاكم كما في "المصباح" (2/ 104) والبيهقي (7/ 200) ¬

_ (¬1) في المطبوع "السهر" ولعل ما ذكرته هو الصواب. (¬2) 11/ 66 (كتاب النكاح- باب الشغار) (¬3) وقال: لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا معمر"

عن يحيى بن معين وابن حبان (4154) عن محمد بن يحيى الذهلي كلهم عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس مرفوعا "لا شغار في الإسلام" ورواه عبد بن حميد (1256) عن عبد الرزاق بلفظ "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشغار". قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 104 قلت: أما رجال الإسناد فكلهم ثقات إلا أنّ ابن معين قد تكلم في رواية معمر عن ثابت فقال: معمر عن ثابت ضعيف. وقال أيضًا: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. وفي الإسناد الأول أبان وهو ابن أبي عياش وهو متروك. 4417 - "لا شؤم، وقد يكون اليُمن في المرأة والدار والفرس" قال الحافظ: وأما ما أخرجه الترمذي من حديث حكيم بن معاوية قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: فذكره، ففي إسناده ضعف مع مخالفته للأحاديث الصحيحة" (¬1) ضعيف يرويه إسماعيل بن عياش واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم الكناني عن يحيى بن جابر الطائي عن معاوية بن حكيم النّميري عن عمه حكيم بن معاوية به مرفوعا. منهم: 1 - سعيد بن منصور (2296) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 93) 2 - علي بن حُجر السعدي. أخرجه الترمذي (5/ 127) والخطيب في "المتفق والمفترق" (487) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 47) ¬

_ (¬1) 6/ 402 (كتاب الجهاد- باب ما يذكر من شؤم الفرس)

3 - عبد الوهاب بن نجدة الحوطي. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 92) 4 - إسحاق بن إدريس الأسواري البصري. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 92) وفي "تلخيص المتشابه" (1/ 95) 5 - علي بن عياش الحمصي. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 92 - 93) 6 - الحسن بن عرفة العبدي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (489) والخطيب في "الموضح" (1/ 92 - 93) 7 - يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2148) وأبو نعيم في "الصحابة" (1893) والخطيب في "الموضح" (1/ 93) 8 - أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. أخرجه الروياني (932) والطبراني في "مسند الشاميين" (1381) - ورواه الهيثم بن خارجة المروذي عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه: • فرواه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي عن الهيثم بن خارجة كرواية سعيد بن منصور ومن تابعه. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1894 و 7127) والخطيب في "الموضح" (1/ 92) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 279 - 280) • ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن الهيثم بن خارجة ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن معاوية بن حكيم عن عمه مخمر بن معاوية. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1383) - ورواه هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه: • فرواه إسحاق بن أبي حسان عن هشام بن عمار كرواية سعيد بن منصور ومن تابعه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 93)

• ورواه غير واحد عن هشام بن عمار وسموا الصحابي: مخمرا. منهم: 1 - ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1491) 2 - إبراهيم بن أبي داود سليمان الأسدي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (785) 3 - محمد بن صالح بن أبي عصمة. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 94) • ورواه جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي عن هشام بن عمار وسمى الصحابي صخر بن معاوية. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 19 - 20) • ورواه غير واحد عن هشام بن عمار وسموا الصحابي: مخمرا، والراوي عنه: حكيم بن معاوية. منهم: 1 - ابن ماجه (1993) 2 - موسى بن جمهور التِّنِّيسي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8246) 3 - الحسن بن سفيان النسوي. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 94) • ورواه أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي عن هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن معاوية بن حكيم عن عمه مخمر بن معاوية. ولم يذكر يحيى بن جابر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1383) • ورواه أحمد بن المعلى الدمشقي والحسين بن إسحاق التُّسْتَري عن هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا سليمان بن سليم عن حكيم بن معاوية عن عمه مخمر بن حيدة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 336 - 337)

وحديث سعيد بن منصور ومن تابعه أصح. قال أبو حاتم: إنّما هو حكيم بن معاوية" العلل 2/ 299 ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه بقية بن الوليد قال: وجدت في كتابي: ثني أبو سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن معاوية بن حكيم النّميري عن عمه حكيم بن معاوية به. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 93 - 94) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية به. وإسناده ضعيف، معاوية بن حكيم لم يرو عنه إلا يحيى بن جابر فهو مجهول. 4418 - عن لاحق بن ضميرة الباهلي قال: وفدت على النبي-صلى الله عليه وسلم- فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر فقال: "لا شيء له" قال الحافظ: عند أبي موسى المديني في "الصحابة" من طريق عفير بن معدان: سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال: فذكره، الحديث وفي إسناده ضعف" (¬1) وقال في "الإصابة" (9/ 3): أخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ بسند له فيه مجاهيل إلى سليم أبي عامر: سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال: فذكره، وزاد "إنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا يبتغى به وجهه" 4419 - حديث أبي قتادة وقد سئل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن صوم الدهر فقال "لا صام ولا أفطر، وما صام وما أفطر" قال الحافظ: وقوله في حديث أبي قتادة عند مسلم (1162) وقد سئل -يعني النبي-صلى الله عليه وسلم- عن صوم الدهر: فذكره، وفي رواية الترمذي (767) "لم يصم ولم يفطر" وهو شك من أحد رواته" (¬2) 4420 - "لا صدقة إلا عن ظهر غنى" وفي لفظ "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى" سكت عليه الحافظ (¬3). صحيح ¬

_ (¬1) 6/ 368 (كتاب الجهاد- باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا) (¬2) 5/ 125 (كتاب الصوم- باب حق الأهل في الصوم) (¬3) 14/ 384 (كتاب الأَيمان والنذور- باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة)

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث حكيم بن حزام فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان الكوفي عن عطاء عنه مرفوعا "لا صدقة إلا عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" أخرجه أحمد (2/ 230) ثنا يعلي بن عبيد ثنا عبد الملك به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وعطاء هو ابن أبي رباح. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول" أخرجه البخاري (فتح 4/ 37 - 38 و 11/ 429) الثالث: يرويه الأعمش ثنا أبو صالح ثني أبو هريرة رفعه "أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" أخرجه البخاري (فتح 11/ 427 - 428) الرابع: يرويه هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غني ... " أخرجه البخاري (فتح 4/ 38) وأما حديث حكيم بن حزام فأخرجه البخاري (فتح 4/ 38) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن حكيم بن حزام رفعه: فذكر مثل حديث هشام عن أبيه عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (1034) من طريق عمرو بن عثمان بن عبد الله الكوفي: سمعت موسى بن طلحة يحدث أنّ حكيم بن حزام حدّثه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "أفضل الصدقة- أو خير الصدقة- عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول". 4421 - "لا صَرُوْرَة في الإسلام" قال الحافظ: وعن ابن عباس رفعه: فذكره، أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (11595) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا ¬

_ (¬1) 11/ 12 (كتاب النكاح- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: من استطاع الباءة فليتزوج)

حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن عمر بن عطاء بن أبي الخُوار عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1282) عن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث الأنصاري ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن عمر بن عطاء- قال الطحاوي: وهو ابن أبي الخوار- عن عكرمة عن ابن عباس به. ومن طريقه أخرجه القضاعي (842) وأخرجه ابن عدي (5/ 1682) من طريق علي بن خشرم المروزي ثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج أني عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس به. وأخرجه أحمد (1/ 312) والبيهقي (5/ 164) والمزي (21/ 465) عن محمد بن بكر البُرْسَاني وأبو داود (1729) وابن عدي (5/ 164) والحاكم (1/ 448) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر كلاهما (¬1) عن ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء به. ولم يقل أحد منهم في روايته "ابن أبي الخوار" لكن قال البيهقي في روايته: يقال: هو عمر بن عطاء بن وَرَاز. وقال أحمد: كل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن عكرمة فهو ابن وراز، وكل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن ابن عباس فهو ابن أبي الخوار، كان كبيرا. قيل له: أيروي ابن أبي الخوار عن عكرمة؟ قال: لا. من قال ابن أبي الخوار عن عكرمة فقد أخطأ، إنّما روى عن عكرمة ابن وراز، ولم يرو ابن أبي الخوار عن عكرمة شيئًا. وقال ابن معين: عمر بن عطاء الذي يروي عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة ليس هو بشيء، وهو ابن وراز، وهم يضعفونه. كل شيء عن عكرمة فهو ابن وراز، وابن أبي الخوار ثقة. ¬

_ (¬1) واختلف فيه على ابن جريج، فرواه معاوية بن هشام القصّار عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس- أراه رفعه- قال "لا يقولنّ أحدكم إني صرورة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1319) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادى ثنا شعيب بن أيوب الصريفيني ثنا معاوية بن هشام به. وقال: لم يروه عن سفيان مرفوعا إلا معاوية"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: إن كان عمر بن عطاء هو ابن أبي الخوار كما جاء مصرحًا به عند الطبراني فالإسناد صحيح. - ورواه عمرو بن دينار عن عكرمة واختلف عنه: • فرواه محمد بن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3/ 315 و 316) • ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة مرسلًا. أخرجه الطحاوي (1283 و 1284) والقضاعي (843) • ورواه عمر بن قيس- المكي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى أنّ يقال للمسلم صرورة. أخرجه الدارقطني (2/ 294) والبيهقي (5/ 164 - 165) وقال: عمر بن قيس ليس بالقوي" قلت: هو المعروف بسَنْدل وهو متروك كما قال أحمد وغيره. وللحديث شاهد عن جبير بن مطعم رفعه "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، لا صرورة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (1581) من طريق وكيع عن أبيه عن منصور عن كلاب بن علي الوحيدي عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه به. وكلاب بن علي قال الهيثمي: مجهول لا يعرف" المجمع 3/ 178 ورواه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في "مسنديهما" (المطالب 1151) عن جرير بن عبد الحميد الرازي ثنا منصور عن كلاب بن علي عن منصور بن سليمان عن ابن أخي جبير بن مطعم رفعه "لا صرورة في الإسلام" وله شاهد آخر عن مجاهد أنّ نخلة لرجل كانت في حائط، فسأله أن يشتريها منه، فأبى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا صرورة في الإسلام" أخرجه سريج بن يونس في "القضاء" (14) عن وكيع عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به. وهو مرسل رواته ثقات.

4422 - "لا صلاة بحضرة طعام" قال الحافظ: رواه مسلم (560) من طريق القاسم عن عائشة مرفوعا: فذكره، وهو في صحيح ابن حبان (2073 و 2074) بلفظ "لا يصلّي أحدكم بحضرة الطعام" أخرجه مسلم من طريق حاتم بن إسماعيل وغيره عن يعقوب بن مجاهد عن القاسم، وابن حبان من طريق حسين بن علي وغيره عن يعقوب به. وأخرج له ابن حبان أيضًا شاهدا من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). قلت: حديث أبي هريرة لم أره في صحيح ابن حبان بهذا اللفظ، وإنّما أخرج ابن حبان (2072) حديث أبي هريرة في النهي عن الصلاة مع مدافعة الأخبثان ولفظه "لا يصل أحدكم وهو يدافعه الأخبثان" 4423 - "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" قال الحافظ: ضعيف أخرجه الدارقطني من حديث جابر" (¬3) ضعيف روي من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة ومن حديث علي موقوفا. فأما حديث جابر فأخرجه الدارقطني (1/ 419 - 420) ثنا محمد بن مخلد ثنا جنيد بن حكيم ثنا أبو السكين الطائي ثنا محمد بن سكين الشقري المؤذن ثنا عبد الله بن بكير الغنوي عن محمد بن سُوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: فقد النبي-صلى الله عليه وسلم- قوما في الصلاة فقال "ما خلّفكم عن الصلاة؟ " قالوا: لحاء كان بيننا، فقال "لاصلاة لجار المسجد إلا في المسجد". ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (694) وأخرجه العقيلي (4/ 80 - 81) عن محمد بن موسى النهرتيري ¬

_ (¬1) 2/ 384 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم) (¬2) 11/ 156 (كتاب النكاح- باب إجابة الداعي في العرس وغيره) (¬3) 1/ 456 (كتاب التيمم- قول الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النساء: 43])

والدراقطني (1/ 419 - 420) عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي كلاهما عن أبي السكين الطائي زكريا بن يحيى به بلفظ "لا صلاة لمن سمع النداء ثم لم يأت إلا من علة". قال عبد الحق الإشبيلي وأبو الحسن بن القطان الفاسي: حديث ضعيف" الوهم والإيهام 3/ 342 وقال ابن الجوزي: في إسناده مجاهيل" وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 656): في إسناده ضعيفان، أحدهما مجهول" وقال الحافظ في "الدراية" (2/ 293): وفيه محمد بن سكين الشقري وهو ضعيف" وقال في "التلخيص" (2/ 31): مشهور بين الناس وهو ضعيف ليس له إسناد ثابت، أخرجه الدارقطني عن جابر وأبي هريرة وفي الباب عن علي وهو ضعيف أيضًا" وقال السخاوي: إسناده ضعيف" المقاصد ص 467 - 468 وقال الذهبي في "الميزان": محمد بن سكين لا يعرف وخبره منكر، وقال البخاري: في إسناد حديثه نظر. ثم ذكر له هذا الحديث" وقال أبو حاتم: محمد بن سكين مجهول وحديثه هذا منكر" الجرح 3/ 2/283 وذكره ابن حبان في "الثقات". قلت: وعبد الله بن بكير الغنوي وأبو السكين الطائي مختلف فيهما. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدارقطني (1/ 420) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (693) عن أبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار والحاكم (1/ 246) وعنه البيهقي (3/ 57) عن محمد بن الفرج الأزرق قالا: ثنا يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني ثنا سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد".

ورواه إبراهيم بن يعقوب عن يحيى بن إسحاق بلفظ "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له" أخرجه ابن عدي (3/ 1126) قال البيهقي: ضعيف" وقال في "المعرفة": إسناده ضعيف" اللآلئ 2/ 16 وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: سليمان بن داود اليمامي ليس بشيء" وقال ابن القطان الفاسي: وسليمان بن داود اليمامي المعروف بأبي الجمل ضعيف وعامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابع عليه" الوهم والإيهام 3/ 343 وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 656): ضعيف ضعفه الحفاظ" وقال الحافظ في "الدراية" (2/ 293): وفيه سليمان بن داود أبو الجمل وهو ضعيف" وقال السخاوي: إسناده ضعيف" المقاصد ص 467 - 468 وذكره الصغاني في "الموضوعات" وفي "الدر الملتقط" وتعقبه العراقي فقال: أخرجه الحاكم في "مستدركه" من حديث أبي هريرة واعترض غير واحد من الحفاظ على الحاكم في تصحيحه بأنّ إسناده ضعيف. ثم قال: وإن كان فيه ضعف فلا دليل على كونه موضوعا" تنزيه الشريعة لابن عراق 2/ 100 قلت: هو ضعيف فقط، وسليمان بن داود اليمامي لم يتهم بالوضع، بل قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث لا أعلم له حديثا صحيحا. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 94) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (695) أنا محمد بن أيوب بن مشكان ثنا إسحاق بن إبراهيم. بن موسى المقري ثنا صالح بن أبي صالح كاتب الليث ثنا عمر بن راشد عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" قال ابن حبان: عمر بن راشد البخاري يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه" وقال ابن الجوزي: لا يصح، قال أحمد: عمر بن راشد لا يساوي حديثه شيئًا"

وذكره في "الموضوعات" (2/ 93) وذكر قول ابن حبان فيه. وقال ابن حزم: هذا حديث ضعيف، وهو صحيح من قول علي" نصب الراية 4/ 413 وقال السخاوي: إسناده ضعيف" المقاصد ص 467 - 468 قلت: عمر بن راشد البخاري اتهمه غير واحد بوضع الحديث. قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا وزورا. وقال الدارقطني: كان يتهم بوضع الحديث على الثقات. وقال الحاكم: روى عن مالك أحاديث موضوعة. وأما حديث علي موقوفًا فقد تكلمت عليه في كتابي "أربح البضاعة في صلاة الجماعة" فراجعه. 4424 - "لا صلاة لمنفرد خلف الصف" قال الحافظ: أخرجه ابن حبان من حديث علي بن شيبان، وفي صحته نظر" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أَنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده فأمره أنّ يعيد الصلاة" 4425 - "لا صيام بعد الليل" قال الحافظ: وروى الطبراني في "الأوسط" من طريق علي بن أبي طلحة عن عبد الملك عن أبي ذر رفعه قال: فذكره، ذكره في أثناء حديث، وعبد الملك ما عرفته فلا يصح وإن كان بقية رجاله ثقات" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (464) وفي "الأوسط" (3162) ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة (¬3) عن ثور بن يزيد عن علي بن أبي طلحة ¬

_ (¬1) 2/ 354 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب المرأة وحدها تكون صفا) (¬2) 5/ 105 (كتاب الصوم- باب الوصال) (¬3) أخرجه الواحدي في "الوسيط" (1/ 288) من طريق الهيثم بن حميد الدمشقي عن ثور ووقع عنده: عن علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن زيد. وفي نسخة أخرى: عن عبد الله بن ذر.

عن عبد الملك عن أبي ذر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- واصل بين يومين وليلة، فأتاه جبريل فقال: إنّ الله قد قبل وصالك، ولا يحل لأحد بعدك، وذلك بأنّ الله قال {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187] فلا صيام بعد الليل، وأمرني بالوتر بعد الفجر". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158 قلت: وبكر بن سهل الدمياطي قال النسائي: ضعيف. واختلف فيه على ثور بن يزيد، فرواه الوليد بن مسلم عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن من لا يتهم عن عبد الملك عن أبي ذر. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 252) وقال عن أبيه وأبي زرعة: حديث الوليد أصح من حديث يحيى بن حمزة" 4426 - "لا طاعة في معصية الله" قال الحافظ: وعنده (أي أحمد) وعند البزار في حديث عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري: فذكره، وسنده قوي" (¬1) صحيح وله عن عمران بن حصين طرق: الأول: يرويه أيوب السَّخْتياني عن محمد بن سيرين أنّ زيادا استعمل الحكم الغفاري، فقال عمران بن حصين: وددت أني ألقاه قبل أن يخرج، قال: فلقيه، فقال له عمران: أما علمت أو قال: أما سمعت أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا طاعة لأحد في معصية الله؟ " قال: بلى، قال: فذاك الذي أردت أن أقول لك. أخرجه عبد الرزاق (20700) عن مَعْمر بن راشد عن غير واحد منهم أيوب به. وأخرجه أحمد (5/ 67) عن عبد الرزاق به. ورواته ثقات إلا أنّه اختلف في سماع ابن سيرين من عمران بن حصين، فقال أحمد: سمع منه، وقال الدارقطني: لم يسمع منه. ¬

_ (¬1) 16/ 240 - 241 (كتاب الأحكام- باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية)

ولم ينفرد فعمر به بل تابعه: 1 - حماد بن زيد عن أيوب عن ابن سيرين قال: استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان قال: فتمنّاه عمران بن حصين حتى قيل له: يا أبا نجيد ألا ندعوه لك؟ قال: لا، فقام عمران بن حصين فلقيه بين الناس، قال: تذكر يوم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا طاعة لمخلوق في معصية الله؟ " قال: نعم، قال عمران: الله أكبر. أخرجه أحمد (5/ 66) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد به. ورواته ثقات. 2 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين أنّ زيادا استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان، قال: فجعل عمران يتمنّاه، فلقيه بالباب، فقال: لقد كان يعجبني أن ألقاك، هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا طاعة في معصية الله؟ " قال الحكم: نعم، قال: فكبر عمران. أخرجه أحمد (4/ 432) عن عبد الوهاب الثقفي به. ورواته ثقات. ولم ينفرد أيوب به بل تابعه: 1 - سلمة بن علقمة التميمي عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة في معصية الله" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 184) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل ثنا سلمة به. ورواته ثقات. 2 - عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين أنّ الحكم بن عمرو الغفاري وعمران بن حصين التقيا، فقال أحدهما لصاحبه: أليس تذكر يوم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا طاعة لأحد في معصية الله"؟ قال الآخر: نعم، قال: الله أكبر. أخرجه الروياني (1484) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا ابن عون به. وأخرجه الطبراني (18/ 185) عن أحمد بن زهير التُّستري ثنا عمرو بن علي به. ورواته ثقات.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1899) من طريق حماد بن يحيى الأبح عن ابن عون به. 3 - هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة في معصية الله" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 185) عن محمد بن عبد الرحمن المسروقي ثنا عمي موسى بن عبد الرحمن ثنا حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة عن هشام به. ومحمد بن عبد الرحمن المسروقي ترجمه الخطيب في "التاريخ" (5/ 430) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات. ولم ينفرد زائدة بن قدامة الكوفي به بل تابعه يحيى بن سليم الطائفي عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1018) عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن يحيى بن سليم وأخرجه الطبراني (18/ 185) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا يحيى بن سليم به ويعقوب ويحيى مختلف فيهما. ورواه يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى عمران بن حصين ونحن عنده فقال: استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان، فتمنّاه عمران حتى قال له رجل من القوم: ألا ندعوه لك، فقال له: لا، ثم قام عمران فلقيه بين الناس، فقال عمران: إنّك قد وليت أمرًا من أمر المسلمين عظيما، ثم أمره ونهاه ووعظه، ثم قال: هل تذكر يوم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا طاعة لمخلوق في معصية الله تبارك وتعالى"؟ قال الحكم: نعم، قال عمران: الله أكبر. أخرجه أحمد (5/ 66) وإسناده صحيح، وقوله "ونحن عنده" يدل على سماع ابن سيرين من عمران بن حصين. 4 - سَلْم بن أبي الذيال البصري ثنا ابن سيرين أنّ الحكم بن عمرو الغفاري وعمران بن حصين أو أحدهما وأحسبه عمران كان يحدّث أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "لا طاعة في معصية الله" فقال الآخر: الله أكبر، ثلاثًا، أو كما قال.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (3160 و 18/ 184) من طريق معتمر بن سليمان التيمي ثنا سلم به. ومن هذا الطريق أخرجه البزار (3614) والطبراني في "الأوسط" (1374) فقالا فيه: عن عمران بن حصين والحكم بن عمرو مرفوعا به. وقال الطبراني: لم يروه عن سلم إلا معتمر" قلت: وهو ثقة وكذا سلم وابن سيرين. 5 - أشعث بن عبد الملك الحُمْراني عن ابن سيرين قال: استعمل الحكم على خراسان فبلغ ذلك عمران بن حصين وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 184 - 185) من طريق صلة بن سليمان العطار ثنا أشعث به. وصلة بن سليمان كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، أحاديثه عن أشعث منكرة. 6 - حماد بن يحيى أبو بكر الأبح عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" أخرجه القضاعي (873) من طريق محمد بن جعفر الوركاني ثنا حماد بن يحيى به. وحماد بن يحيى مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو زرعة وغيره. 7 - يزيد بن إبراهيم التستري قال: سألت ابن سيرين عن حديث عمران بن حصين فقال: قال عمران للحكم الغفاري وكلاهما من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-: هل تعلم يوما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا طاعة في معصية الله -عز وجلّ-"؟ قال: نعم، قال عمران: الله أكبر الله أكبر. أخرجه الطيالسي (ص 115) عن يزيد بن إبراهيم به. ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (579) ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث البصري عن يزيد بن إبراهيم قال: سألت محمدا عن حديث عمران بن حصين فقال: نبئت أنّ عمران قال للحكم ... وذكر الحديث. أخرجه أحمد (5/ 66) فقوله "نبئت" يدلّ على أنّ ابن سيرين لم يسمع هذا الحديث من عمران بن حصين.

ويزيد بن إبراهيم ثقة، وخالفه هشام بن حسان كما تقدم فرواه عن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى عمران بن حصين ونحن عنده. وقد قال عثمان الدارمي لابن معين: هشام بن حسان أحب إليك في ابن سيرين أو يزيد بن إبراهيم؟ فقال: ثقتان. وقال أبو الوليد الطيالسي: يزيد أثبت عندنا من هشام. الثاني: يرويه سليمان بن المغيرة البصري ثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال: أراد زياد أنّ يبعث عمران بن حصين على خراسان، فأبى عليهم، فقال له أصحابه: أتركت خراسان أن تكون عليها، قال: فقال: إني والله ما يسرني أن أَصْلَى بحرّها وتصلون ببردها إني أخاف إذا كنت في نحور العدو أن يأتيني كتاب من زياد فإن أنا مضيت هلكت وإن رجعت ضربت عنقي، قال: فأراد الحكم بن عمرو الغفاري عليها، قال: فانقاد لأمره، قال: فقال عمران: ألا أحد يدعو لي الحكم؟ قال: فانطلق الرسول، قال: فأقبل الحكم إليه، قال: فدخل عليه، قال: فقال عمران للحكم: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا طاعة لأحد في معصية الله تبارك وتعالى"؟ قال: نعم، فقال عمران: لله الحمد أو الله أكبر. أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (626) وأحمد (5/ 66) والسياق له والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 603) والطبراني في "الكبير" (3150) وأبو نعيم في "الصحابة" (1897) من طرق عن سليمان بن المغيرة به (¬1). وإسناده صحيح إن كان عبد الله بن الصامت سمع من عمران بن حصين فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه. الثالث: يرويه قتادة قال: سمعت أبا مراية العجلي قال: سمعت عمران بن حصين رفعه "لا طاعة في معصية الله-عز وجلّ-" وفي لفظ "لا طاعة لمخلوق في معصية الله -عز وجلّ-" أخرجه الطيالسي (ص 114) وابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 5785) وأحمد (4/ 426 و 427 و 436) والحارث (بغية الباحث 602) والبزار (3599) والروياني (109) والطبراني في "الكبير" (18/ 229) من طرق عن قتادة به. ¬

_ (¬1) رواه محمد بن فضيل عن ليث عن بديل عن عبد الله بن الصامت عن الحكم بن عمرو الغفاري مرفوعا "لا طاعة لبشر في معصية الله" أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1898) وليث ضعيف.

وأبو مراية واسمه عبد الله بن عمرو قال ابن سعد: كان قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". الرابع: يرويه حماد بن سلمة قال: ثنا حميد ويونس وحبيب عن الحسن أنّ زيادا استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على جيش فلقيه عمران بن حصين في دار الإمارة بين البابين، فقال: هل تدري فيم جئتك؟ أما تذكر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما بلغه الذي قال له أميره: قم فقع في النار فقام ليقع فيها فأدرك فأمسك، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لو وقع فيها لدخل النار، لا طاعة في معصية الله قال: بلى، قال: فإنّما أردت أنّ أذكرك هذا الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3159 و 18/ 150 و 171) والحاكم (3/ 443) وأبو نعيم في "الصحابة" (1896) عن علي بن عبد العزيز البغوي والطبراني (18/ 150) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي قالا: ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 209) من طريق ابن عائشة محمد بن عبيد الله التيمي ثنا حماد بن سلمة به. وأخرجه أحمد (5/ 66 - 67) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1017) عن هُدبة بن خالد البصري قالا: ثنا حماد أنا يونس وحميد عن الحسن به. ولم يذكرا حبيبا. وأخرجه البزار (3581) عن محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي البصري ومحمد بن معمر البحراني قالا: ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري مرفوعا "لا طاعة في معصية الله" ولم يذكر حميدا ولا حبيبا.

وقال: لا نعلم أحدا يرويه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- بأحسن من هذا الإسناد" قلت: الحسن هو البصري ولم يسمع من عمران بن حصين، قاله أبو حاتم وابن المديني ويحيى القطان وابن معين والبيهقي. ورواه عن الحسن أيضًا غير من تقدم: 1 - سماك بن حرب. أخرجه البزار (3511) والطبراني (18/ 177) 2 - الحسن بن دينار التميمي. أخرجه الطبراني (18/ 165) 3 - هشام بن حسان البصري. أخرجه الطبراني (18/ 170) وللحديث شاهد عن علي وعن ابن مسعود وعن النواس بن سمعان وعن بلال بن بُقْطر مرسلًا. فأما حديث علي فأخرجه البخاري (فتح 16/ 368) ولفظه "لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف" وأما حديث ابن مسعود فيرويه عبد الله بن عثمان بن خثيم عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود واختلف عنه: - فقال مَعْمر بن راشد: عن ابن خثيم عن القاسم عن ابن مسعود أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "كيف بك يا أبا عبد الرحمن إذا كان عليك أمراء يطفون السنة ويؤخرون الصلاة عن ميقاتها" قال: فكيف تأمرني يا رسول الله؟ قال "تسألني ابن أم عبد كيف تفعل؟ لا طاعة لمخلوق في معصية الله -عز وجلّ-" أخرجه عبد الرزاق (3788) عن معمر به. وأخرجه أحمد (1/ 409) عن عبد الرزاق به. - وقال غير واحد: عن ابن خثيم عن القاسم عن أبيه عن جده. ولفظه "لا طاعة لمن عصى الله" وفي لفظ "لا طاعة لمخلوق في معصية الله"

منهم: 1 - إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني. أخرجه أحمد وابنه (1/ 399 - 400) والبيهقي (3/ 127) والضياء المقدسي في "عواليه" (14) 2 - يحيى بن سليم الطائفي. أخرجه ابن ماجه (2865) 3 - إسماعيل بن عياش. أخرجه ابن ماجه (2865) 4 - فضيل بن سليمان النميري. أخرجه البزار (1988) 5 - داود بن عبد الرحمن العطار. أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (131) والطبراني (10361) وهذا أصح، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه، فقال البخاري وأبو حاتم: سمع أباه، وقال النسائي وغيره: لم يسمع من أبيه. وأما حديث النواس فأخرجه البغوي في "شرح السنة" (2455) من طريق داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس مرفوعا "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وإسناده ضعيف، الزبرقان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا أدري من هو ولا من أبوه، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا شهر بن حوشب فهو مجهول. وأما حديث بلال بن بقطر فأخرجه أحمد (5/ 70) عن عفان بن مسلم البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2919) وأبو نعيم في "الصحابة" (7189) عن هُدبة بن خالد البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة أنا عطاء بن السائب عن بلال بن بقطر أنّ رجلًا من أصحاب

النبي-صلى الله عليه وسلم- استعمل على سجستان، فلقيه رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: تذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث استعمل رجلًا على جيش وعنده نار قد أججت، فقال لرجل من أصحابه: قم فانزها، فقام فنزها، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "لو وقع فيها لدخل النار، إنّه لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى" وإنما أردت أن أذكرك هذا. وإسناده ضعيف، بلال بن بقطر ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا عطاء بن السائب فهو مجهول. 4427 - "لا طاعة لمن عصى الله تعالى" قال الحافظ: وفي حديث عبادة بن الصامت عند أحمد والطبراني: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم ... " 4428 - "لا طاعة لمن لم يطع الله" قال الحافظ: وفي حديث معاذ عند أحمد: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 213) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا حرب بن شداد البصري ثنا يحيى بن أبي كثير ثنا عمرو بن زنيب العنبري أنّ أنس بن مالك حدّثه أنّ معاذا قال: يا رسول الله، أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك، ولا يأخذون بأمرك، فما تأمرني في أمرهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا طاعة لمن لم يطع الله -عز وجلّ-" وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 332 - 333 و 333) وأبو يعلى (4046) والهيثم بن كليب (1335) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. ورواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى بن أبي كثير سمع عمرو بن فلان العنبري سمع أنسا به. فقال فيه: عمرو بن فلان، ولم يسم أباه. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/333) ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه حجاج بن حجاج الباهلي البصري عن عمرو بن زنيب به. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 332) ¬

_ (¬1) 16/ 241 (كتاب الأحكام- باب السمع والطاعة للإمام) (¬2) 16/ 240 (كتاب الأحكام- باب السمع والطاعة للإمام)

قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عمرو بن زنيب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 225 قلت: عمرو بن زنيب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". 4429 - "لا طلاق إلا بعد النكاح، ولا عتق إلا بعد ملك" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن موسى بن هارون ثنا محمد بن المنهال ثنا أبو بكر الحنفي عن ابن أبي ذئب عن عطاء عن جابر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: فذكره. قال الطبراني: لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا أبو بكر الحنفي ووكيع، ولا رواه عن أبي بكر الحنفي إلا محمد بن المنهال" وأخرجه أبو يعلى عن محمد بن المنهال أيضًا وصرّح فيه بتحديث عطاء من ابن أبي ذئب، ولذلك قال أيوب بن سويد عن ابن أبي ذئب ثنا عطاء، لكن أيوب بن سويد ضعيف، وكذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق محمد بن سنان القزاز عن أبي بكر الحنفي وصرّح فيه بتحديث عطاء لابن أبي ذئب وتحديث جابر لعطاء، وفي كل من ذلك نظر، والمحفوظ فيه العنعنة فقد أخرجه الطيالسي في "مسنده" عن ابن أبي ذئب عمن سمع عطاء، وكذلك رويناه في "الغيلانيات" من طريق حسين بن محمد المروذي عن ابن أبي ذئب، وكذلك أخرجه أبو قرة في "السنن" عن ابن أبي ذئب، ورواية وكيع التي أشار إليها الطبراني أخرجها ابن أبي شيبة عنه عن ابن أبي ذئب عن عطاء وعن محمد بن المنكدر عن جابر قال: لا طلاق قبل نكاح. ولرواية ابن المنكدر عن جابر طريق أخرى أخرجها البيهقي من طريق صدقة بن عبد الله قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت: أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: ما أنا ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حدثني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا طلاق لمن لم ينكح، ولا عتق لمن لا يملك" (¬1) له عن جابر طرق: الأول: يرويه ابن أبي ذئب واختلف عنه: - فقال الطيالسي (ص 234): ثنا ابن أبي ذئب ثني من سمع عطاء عن جابر رفعه "لا طلاق لمن لم ينكح، ولا عتاق لمن لم يملك" ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 319) ¬

_ (¬1) 11/ 302 - 303 (كتاب الطلاق- باب لا طلاق قبل نكاح)

وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (597) من طريق حسين (¬1) بن محمد المروذي ثنا ابن أبي ذئب عن رجل عن عطاء عن جابر به. - وقال أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي: ثنا ابن أبي ذئب ثنا عطاء ثني جابر به مرفوعا. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 4470) والطبراني في "الأوسط" (8220) عن محمد بن المنهال التميمي والحاكم (2/ 204) والبيهقي (7/ 319) وفي "الصغرى" (2646) عن محمد بن سنان القزاز قالا: ثنا أبو بكر الحنفي به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث إلا أبو بكر الحنفي ووكيع (¬2)، ولا رواه عن أبي بكر الحنفي إلا محمد بن المنهال" قلت: رواه محمد بن سنان القزاز عن أبي بكر الحنفي أيضًا كما تقدم. وأما رواية وكيع فأخرجها البزار (كشف 1499) عن يوسف بن موسى القطان والحاكم (2/ 420) عن أحمد بن عبد الله بن الحاكم قالا: ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن عطاء ومحمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح" واختلف فيه على وكيع: فرواه ابن أبي شيبة (¬3) (5/ 16) عن وكيع فأوقفه على جابر. ¬

_ (¬1) ورواه حسين بن محمد أيضًا عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن طاوس مرسلًا. أخرجه أبو بكر الشافعي (ص 222) (¬2) ورواه أيضًا أيوب بن سويد الرملي عن ابن أبي ذئب عن عطاء ومحمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا. أخرجه البزار (المطالب 1726/ 2) (¬3) ورواه في "مسنده" (المطالب 1726/ 1) عن وكيع فرفعه. ورواه إبراهيم بن عبد السلام عن ابن أبي شيبة فرفعه، وقال فيه: عن عطاء عن ابن المنكدر عن جابر. أخرجه البيهقي (7/ 319)

الثاني: يرويه أبو معاوية صدقة بن عبد الله الدمشقي قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت: آلله أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: أنا، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حدثني جابر بن عبد الله رفعه "لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتق لمن لا يملك" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (462) وابن المقرئ في "المعجم" (1086) والحاكم (2/ 419 - 420) وابن مردويه كما في "نصب الراية" (3/ 278) والبيهقي (7/ 319) من طريق أبي بكر عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي ثنا صدقة بن عبد الله به. قال الحاكم: صحيح على شرطهما" قلت: عبد الله بن يزيد وصدقة بن عبد الله لم يخرجا لهما شيئًا، وصدقة بن عبد الله قال ابن معين وجماعة: ضعيف. الثالث: يرويه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8292) عن موسى بن زكريا التّستَري ثنا شباب العُصفُري ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا محمد بن مسلم به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم، ولا عن محمد إلا عمرو بن عاصم، تفرد به شباب" قلت: وموسى بن زكريا قال الدارقطني: متروك (سؤالات الحاكم ص 156) وللحديث طريقين آخرين سيأتي الكلام عليهما عند حديث "لا يتم بعد احتلام" 4430 - "لا طلاق إلا لعدة، ولا عتاق إلا لوجه الله" قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره" (¬1) موقوف ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (10941) ثنا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي ثنا أبو حُمَة محمد بن يوسف الزبيدي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد: سمعت محمد بن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال "لا طلاق إلا بعدة، ولا عتق إلا لوجه الله تعالى" ¬

_ (¬1) 6/ 86 (كتاب العتق- باب الخطأ والنسيان في العتاقة)

قال الهيثمي: وفيه أحمد بن سعيد بن فرقد وهو ضعيف" المجمع 4/ 336 قلت: واتهمه الذهبي في "الميزان" بوضع الحديث، وأبو حمة قال ابن القطان الفاسي: لا أعرف حاله، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب، وعبد الله بن محمد لم أعرفه، ومحمد بن عبد الله بن طاوس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وأبوه وجده ثقتان مشهوران. 4431 - "لا طلاق إلا من بعد نكاح، ولا يُتْم إلا بعد احتلام" قال الحافظ: أخرجه البيهقي وأبو داود من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن رُقيش أنّه سمع خاله عبد الله بن أبي أحمد بن جحش يقول: قال علي بن أبي طالب: حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، الحديث لفظ البيهقي، ورواية أبي داود مختصرة، وأخرجه سعيد بن منصور من وجه آخر عن علي مطولًا، وأخرجه ابن ماجه مختصرا، وفي سنده ضعف" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يتم بعد احتلام" 4432 - "لاطلاق لمن لم ينكح" قال الحافظ: قال عبد الرزاق: عن الثوري عن ابن المنكدر عمن سمع طاوسا يحدّث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: فذكره، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن الثوري، وهذا مرسل وفيه راو لم يسم، وقيل فيه: عن طاوس عن ابن عباس، أخرجه الدارقطني وابن عدي بسندين ضعيفين عن طاوس، وأخرجه الحاكم والبيهقي من طريق ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك" ورجاله ثقات إلا أنّه منقطع بين طاوس ومعاذ، وقد اختلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه عامر الأحول ومطر الوراق وعبد الرحمن بن الحارث وحسين المعلم كلهم عن عمرو بن شعيب، والأربعة ثقات وأحاديثهم في "السنن" ومن ثم صححه من يقوي حديث عمرو بن شعيب، وهو قوي لكن فيه علة الاختلاف، وقد اختلف عليه فيه اختلافا آخر فأخرج سعيد بن منصور من وجه آخر عن عمرو بن شعيب أنّه سئل عن ذلك فقال: كان أبي عرض علي امرأة يزوجنيها فأبيت أن أتزوجها وقلت: هي طالق البتة يوم أتزوجها، ثم ندمت فقدمت المدينة، فسألت سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير فقالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"لا طلاق إلا بعد نكاح" وهذا يشعر بأنّ من قال فيه: عن أبيه عن جده سلك الجادة وإلا فلو كان عنده عن أبيه عن جده لما احتاج أن يرحل فيه إلى المدينة ¬

_ (¬1) 11/ 299 (كتاب الطلاق- باب لا طلاق قبل نكاح)

ويكتفي فيه بحديث مرسل، وقد تقدم أنّ الترمذي حكى عن البخاري أنّ حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أصح شيء في الباب" (¬1) حديث طاوس اختلف فيه على طاوس، وسيأتي الكلام على بعض هذا الاختلاف عند حديث عليّ "لا يتم بعد احتلام" وقد ذكرت هناك حديث طاوس مرسلًا، وحديث طاوس عن ابن عباس. وأما حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فسيأتي الكلام عليه عند حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم" (¬2) بقي الكلام على حديث معاذ: قال عبد الرزاق (11455): عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا طلاق قبل النكاح، ولا نذر فيما لا يملك" وأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 1724) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 166) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. - ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد عن ابن جريج واختلف عنه: • فقال علي بن شعيب البزاز: ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ به مرفوعا. أخرجه الدارقطني (4/ 14) • وقال سعيد بن أبي مريم: ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز ثنا ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك" ¬

_ (¬1) 11/ 302 (كتاب الطلاق- باب لا طلاق قبل نكاح) (¬2) وأما حديثه عن سعيد بن المسيب وعروة مرسلًا فأخرجه سعيد بن منصور (1021) عن أبي علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفَرْوي ثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: قدم علينا عمرو بن شعيب فسألته فقال: كان أبي عرض عليّ امرأة يزوجنيها، وذكر الحديث. وعمرو بن شعيب صدوق، والباقون كلهم ثقات. ورواه عبد الرزاق (11462) عن ابن جريج قال: سمعت عمرو بن شعيب يذكر أنّه سأل غير واحد من أشياخ أهل المدينة، وسماهم، فلا أحفظ منهم أحدا، غير أني أرى منهم ابن المسيب، وأبا سلمة، وكلهم قال: لا طلاق قبل النكاح.

أخرجه الحاكم (2/ 419) والبيهقي (7/ 320) وقال الحاكم "صحيح على شرطهما" قلت: لم يخرج الشيخان (¬1) رواية طاوس عن معاذ، وقد قال أبو زرعة: طاوس عن معاذ مرسل، وقال ابن المديني والدارقطني: لم يسمع طاوس من معاذ شيئًا، وقال الشافعي والمزي: لم يلقه. وحديث علي بن شعيب أصح. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المدني عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ به مرفوعا. أخرجه عبد بن حميد (121) ولم ينفرد عمرو بن شعيب به بل تابعه صفوان بن سليم المدني عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتاق لمن لا يملك" أخرجه عبد الرزاق (11458) والطبراني في "الكبير" (20/ 166) و"الأوسط" (89) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 165) قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات إلا أنّ طاوسا لم يلق معاذ بن جبل" المجمع 4/ 334 طريق أخرى: قال يزيد بن عياض المدني: عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن معاذ مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح، وإن سميت المرأة بعينها" أخرجه الدارقطني (4/ 17) وقال: يزيد بن عياض ضعيف" وللحديث شاهد عن ابن عمر وعن ابن عباس وعن المسور بن مخرمة وعن عائشة وعن عمرو بن حزم ¬

_ (¬1) ذكر البخاري في كتاب الزكاة باب العرض في الزكاة أثرا عن معاذ من رواية طاوس عنه وبصيغة الجزم فقال: قال طاوس: قال معاذ. قال الحافظ: هذا التعليق صحيح الإسناد إلى طاوس، لكن طاوس لم يسمع من معاذ فهو منقطع فلا يغتر بقول من قال: ذكره البخاري بالتعليق الجازم فهو صحيح عنده، لأنّ ذلك لا يفيد إلا الصحة إلى من علق عنه وأما باقي الإسناد فلا"

فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (5/ 1873) والحاكم (2/ 419) والخليلي في "الإرشاد" (124) عن يحيى بن محمد بن صاعد والطبراني في "الصغير" (501) وابن عدي (4/ 1391) عن صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البغدادي قالا: ثنا محمد بن يحيى القُطَعي ثنا عاصم بن هلال البارقي عن أيوب السَّخْتياني عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح" لفظ الجميع إلا الخليلي فإنّه ساقه بلفظ "لا طلاق ولا عتق فيما لا يملك" قال الحاكم: صحيح على شرطهما" وقال الطبراني: لم يروه عن أيوب إلا عاصم، تفرد به القطعي" وقال ابن عدي: وهذا الحديث حدثناه ابن صاعد ولا يعرف إلا به سرقه صالح بن أحمد بن أبي مقاتل من ابن صاعد حتى لا يفوته الحديث. وقال أيضًا: قال لنا ابن صاعد وما سمعناه إلا منه: لا أعرف له علة فأذكرها. وحدثناه في أضعاف ما قرأه علينا لم نلقنه إياه ولا سألناه عنه في رقعة ولا أفادنا عنه أحد بانفراده ولا هو ملحق في جانب كتابنا ولا أخرج الكتاب إلا إلى هاشم. قال ابن عدي: هكذا ذكر لنا ابن صاعد، فذكرته لأبي عروبة فأخرج إليّ فوائد القطعي فإذا فيها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح" وبعقبه: ثنا عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم- يوم يقوم الناس لرب العالمين فعلم ما تبين لنا في كتاب أبي عروبة أنّه أدخل لابن صاعد حديثا في حديث- يوم يقوم الناس لرب العالمين- انتهى. وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 210): إسناده ثقات، أخرجه ابن عدي عن ابن صاعد، قال ابن صاعد: غريب لا أعلم له علة. قلت: وقد بيّن ابن عدي علته" (¬1) وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس واختلف عنه: ¬

_ (¬1) والحديث تقدم الكلام عليه أيضًا في حرف الطاء فانظر حديث "طلق ما لا يملك"

- فرواه أبو أمية أيوب بن سليمان الأعور الجزري واختلف عنه: • فقال (¬1) عمرو بن خالد الحراني: ثنا أيوب بن سليمان عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "لا طلاق لمن لا يملك" أخرجه الحاكم (2/ 419) وقال: صحيح على شرطهما" • وقال أحمد (¬2) بن عبد الملك بن واقد الحرّاني: ثنا أيوب بن سليمان قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن رجل ذكر امرأة فقال: يوم أتزوجها فهي طالق البتة، فقال عطاء: لا طلاق لمن لا يملك عقدته، ولا عتق لمن لا يملك رقبته، ذكر ذلك عن ابن عباس وأسنده إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة" (301) والطبراني في "الكبير" (11467) قال الهيثمي: وأيوب لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 335 وقال الحافظ: وفيه من لا يعرف" التلخيص 3/ 211 قلت: أيوب بن سليمان ذكره الدولابي في "الكنى" والخطيب في "المتفق" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وترجمه أبو علي الحراني في "تاريخ الرقة" وقال: حدثنا هلال بن العلاء الرقي قال: أيوب بن سليمان شيخ من أهل تلِّ محرى البليخ جليل. - وقال ابن جريج: أخبرني عطاء عن ابن عباس قال: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 16) وأحمد في مسائل عبد الله (ص 359) والبيهقي (7/ 320) وفي "المعرفة" (11/ 17) من طرق عن ابن جريج به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثاني: يرويه أبو وهب محمد بن مزاحم المروزي عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك" ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (232) لكنّه لم يذكر ربيعة بن أبي عبد الرحمن. (¬2) وتابعه الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا أيوب بن سليمان به. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 113)

أخرجه ابن عدي (4/ 1375) عن ابن أبي داود ثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد ثنا أبو وهب به. وإسناده حسن، صالح مولى التوأمة صدوق اختلط بأخرة، وسماع ابن أبي ذئب منه قبل اختلاطه، ومحمد بن مزاحم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان" وكذا الحافظ في "التقريب": صدوق، والباقون ثقات. الثالث: يرويه سليمان بن أبي سليمان الزهري عن يحيى بن أبي كثير عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "لا نذر إلا فيما أطيع الله فيه، ولا يمين في قطيعة رحم (¬1)، ولا عتاق ولا طلاق فيما لا يملك" أخرجه الطبري في "التفسير" (2/ 409) عن أحمد بن منصور المروزي (¬2) والطبراني في "الكبير" (10933) عن محمد بن أحمد بن أبي خلف والدارقطني (4/ 16) عن الحسن بن عرفة وابن عدي (3/ 1110) عن أحمد بن يحيى قالوا: ثنا عمر بن يونس اليمامى عن سليمان بن أبي سليمان به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 186 قلت: سليمان بن أبي سليمان قال أبو حاتم: شيخ ضعيف، وقال ابن عدي: يروي عن يحيى بن أبي كثير أحاديث ليست بمحفوظة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف. ¬

_ (¬1) ولفظ الطبري "ولا يمين في غضب" (¬2) رواه أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي عن أحمد بن منصور فقال فيه: عن يحيى بن أبي كثير عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس، وقال فيه "لا يمين في غضب" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2050) وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا سليمان، تفرد به عمر بن يونس"

ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه حميد الأعرج عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتق لمن لا يملك، ولا نذر في معصية" أخرجه ابن عدي (2/ 705) من طريق الحسن بن عمارة عن حميد الأعرج به. والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث. وأما حديث المسور بن مخرمة فيرويه هشام بن سعد المدني عن الزهري عن عروة واختلف عنه: - فرواه علي بن الحسين بن واقد المروزي عن هشام بن سعد واختلف عنه: • فقال أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي: ثنا علي بن الحسين بن واقد ثنا هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك" أخرجه (¬1) ابن ماجه (2048) • وقال أحمد بن سعيد المروزي: ثنا علي بن الحسين بن واقد ثني أبي عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن المسور به مرفوعا. أخرجه ابن عدي (7/ 2567) وعنه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 257) • وقال محمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي: ثنا علي بن الحسين بن واقد ثني هشام عن الزهري عن عروة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "لا طلاق لمن لم ينكح ولا عتاق لمن لم يملك" أخرجه ابن عدي (7/ 2567) - ورواه حماد بن خالد الخياط عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 16 و 14/ 224) وأحمد في "مسائل عبد الله" (ص 359) والطحاوي في "المشكل" (2/ 135) والبيهقي (7/ 321) - ورواه بشر بن السري البصري عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة مرسلًا. ¬

_ (¬1) قال البوصيري: هذا إسناد حسن، علي بن الحسين وهشام بن سعد مختلف فيهما" المصباح 2/ 126 وقال الحافظ: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" التلخيص 3/ 211 وقال في "الفتح" (11/ 300): هشام بن سعد أخرجا له في المتابعات ففيه ضعف، وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في مناكيره" قلت: ضعفه ابن معين وجماعة.

قاله الترمذي في "العلل" (1/ 466) والبيهقي (7/ 321) واختلف فيه على الزهري: فرواه يونس بن يزيد الأيلي وإبراهيم بن سعد المدني عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا. فأما حديث يونس فأخرجه الدارقطني (4/ 15) من طريق الوليد بن سلمة الأزدي ثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: بعث النبي-صلى الله عليه وسلم- أبا سفيان بن حرب فكان فيما عهد إليه أن لا يطلق الرجل من لا يتزوج، ولا يعتق من لا يملك" وأما حديث إبراهيم بن سعد فأخرجه الدارقطني (4/ 16) من طريق معمر بن بكار السعدي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أبا سفيان على نجران اليمن على صلاتها وحربها وصدقاتها، وبعث معه راشد بن عبد الله، وكان إذا ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "راشد خير من سليم، وأبو سفيان خير من عرينة" فكان فيما عهد إلى أبي سفيان أوصاه بتقوى الله، وقال "لا يطلق رجل ما لا ينكح، ولا يعتق ما لا يملك، ولا نذر في معصية الله" قال الحافظ: ومعمر ليس بالحافظ، والوليد واه" فتح 11/ 300 قلت: معمر بن بكار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم، ولا يتابع على أكثره. والوليد بن سلمة قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات. وأما حديث عمرو بن حزم فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تبيعا" وهو حديث طويل وفيه "ولا طلاق قبل املاك، ولا عتاق حتى يبتاع" 4433 - "لا طلاق ولا إعتاق في غلاق" قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عائشة بهذا اللفظ، ووقع عند ابن ماجه بلفظ "إغلاق" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 49) وأحمد (6/ 276) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 171 - 172) وأبو داود (2193) وابن ماجه (2046) وأبو يعلى (4444 و 4570) والطحاوي في ¬

_ (¬1) 11/ 306 (كتاب الطلاق- باب الطلاق في إغلاق)

"المشكل" (655) وابن الأعرابي (483) والطبراني في "مسند الشاميين" (500) والدارقطني (4/ 36) والحاكم (2/ 198) والبيهقي (7/ 357 و 10/ 61) وفي "معرفة السنن" (11/ 73) وفي "الصغرى" (2688) والمزي (26/ 62 - 63) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني قال: حدثني ثور بن يزيد الكَلاعي الحمصي وكان ثقة عن محمد (¬1) بن عبيد بن أبي صالح المكي قال: حججت مع عدي بن عدي الكندي فبعثني إلى صفية بنت شيبة بن عثمان حاجب الكعبة أسألها عن أشياء سمعتها من عائشة زوج النبي-صلى الله عليه وسلم- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان فيما حدثتني أنّها سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق (¬2) " قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال، ومحمد بن عبيد لم يحتج به مسلم، وقال أبو حاتم: ضعيف" قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات". واختلف في هذا الحديث على ثور بن يزيد، فقال نعيم بن حماد: ثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي عن ثور بن يزيد عن صفية بنت شيبة عن عائشة به ولم يذكر محمد بن عبيد. أخرجه الحاكم (2/ 198) وسكت عليه. وقال الذهبي: قلت: نعيم صاحب مناكير" قلت: واختلف فيه على محمد بن عبيد أيضًا: فقال إسماعيل بن عياش: عن عطاف بن خالد عن محمد بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/172) عن يحيى بن يحيى النيسابوري أنا إسماعيل بن عياش به. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن ¬

_ (¬1) ووقع عند ابن ماجه "عن عبيد بن أبي صالح" قال المزي في "التهذيب": وهو وهم" قلت: رواه عن ابن أبي شيبة ووقع عند ابن أبي شيبة "عن عبد الله بن أبي صالح" وهو وهم أيضًا. (¬2) ولفظ البخاري وأبي داود والبيهقي في "الصغرى" والمزي "غلاق"

محمد بن عبيد عن صفية بنت شيبة عن عائشة مرفوعا "لا طلاق ولا عتاق في غلاق" ورواه عطاف بن خالد ثني محمد بن عبيد عن عطاء عن عائشة مرفوعا به. قلت: أيهما الصحيح؟ قال: حديث صفية أشبه" العلل 1/ 430 قلت: وهو كما قال، وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ عطاف بن خالد مدني. ولم ينفرد محمد بن عبيد به بل تابعه زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان عن صفية بنت شيبة عن عائشة به. أخرجه الدارقطني (4/ 36) والبيهقي (7/ 357) من طريق قزعة بن سويد الباهلي البصري عن زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان به. وقزعة بن سويد قال البخاري وغيره: ليس بذاك القوي. 4434 - "لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن تكن في شيء ففي المرأه" قال الحافظ: أخرجه ابن حبان عن أنس رفعه: فذكره، وفي صحته نظر لأنه من رواية عتبة بن حميد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس، وعتبة مختلف فيه" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج ابن حبان في "صحيحه" من حديث أنس رفعه: فذكره" (¬2) حسن أخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند علي ص 22) والطحاوي في "المشكل" (2323) وفي "شرح المعاني" (4/ 314) وابن حبان (6123) من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا زهير بن معاوية عن عتبة بن حميد ثني عبيد الله بن أبي بكر أنه سمع أنس بن مالك رفعه "لا طيرة، والطيرة على من يتطير، وإن تك في شيء، ففي الدار والفرس والمرأة" وإسناده حسن، عتبة بن حميد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال أحمد: ضعيف ليس بالقوي ولم يشته الناس حديثه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 6/ 403 (كتاب الجهاد- باب ما يذكر من شؤم الفرس) (¬2) 12/ 323 (كتاب الطب- باب الطيرة)

وللحديث شاهد عن جماعة من الصحابة لكن ليس في حديثهم قوله "والطيرة على من يتطير" (¬1) 4435 - "لا عدوى" قال الحافظ: ثبت هذا الحديث من غير طريق أبي هريرة، فصحّ عن عائشة وابن عمر وسعد بن أبي وقاص وجابر وغيرهم" (¬2) صحيح حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر أخرجهما البخاري (فتح 12/ 264 و 279 و 323 - 324 و 326) وحديث جابر أخرجه مسلم (2222) وحديث عائشة سيأتي الكلام عليه. وحديث سعد أخرجه أحمد (1/ 180) والدورقي في "مسند سعد" (95) وابن أبي عاصم في "السنة" (266 و 267) والبزار (1082) وأبو يعلى (798) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي 17 و 48 و 49) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 307 و 313) وفي "المشكل" (1745) والهيثم بن كليب (153) وابن حبان (6127) والخطيب في "الموضح" (1/ 228) عن هشام الدَّستُوائي (¬3) وأحمد (1/ 174) وأبو داود (3921) وأبو يعلى (766) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 307 و 314) وفي "المشكل" (1746 و 2886) عن أبان بن يزيد العطار ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 21 - 25) (¬2) 12/ 266 (كتاب الطب- باب الجذام) (¬3) رواه إسماعيل بن علية ومحمد بن أبي عدي البصري ومعاذ بن هشام الدستوائي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ويحيي القطان وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ووهب بن جرير بن حازم وعبد الصمد بن عبد الوارث البصري وحفص بن عمر الحوضي وعيسى بن يونس الكوفي ومسلم بن إبراهيم البصري عن هشام عن يحيى عن الحضرمي عن سعيد عن سعد. ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن هشام فلم يذكر الحضرمي بن لاحق. أخرجه أبو عيد في "الغريب" (1/ 25) والهيثم بن كليب (154) والأول هو الصواب (علل الدارقطني 4/ 370)

والطبري (18 و 51) والبيهقي (8/ 140) عن الأوزاعي والطبري (19 و50) عن حجاج بن أبي عثمان الصواف كلهم عن يحيى بن أبي كثير ثني الحضرمي بن لاحق ثني سعيد بن المسيب قال: سألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة فانتهرني، وقال: من حدثك؟ فكرهت أن أحدثه من حدثني، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام، إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار، وإذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عن الحضرمي هذا إلا يحيى بن أبي كثير" قلت: روى عنه أيضًا عكرمة بن عمار. قال صالح بن محمد البغدادي: الحضرمي بن لاحق لا أعلم أحداً روى عنه غير يحيى بن أبي كثير وعكرمة بن عمار" الموضح 1/ 230 وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: لا بأس به. والباقون ثقات. 4436 - "لا عدوى، وإذا رأيت المجذوم ففرّ منه كما تفرّ من الأسد" قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة في "كتاب التوكل" له من حديث عائشة" (¬1) 4437 - "لا عدوى، وقال: فمن أعدى الأول؟ " قال الحافظ: أخرجه الطبري عن عائشة أنّ امرأة سألتها عنه فقالت: ما قال ذلك، ولكنّه قال: فذكرته، قالت: وكان لي مولى به هذا الداء فكان يأكل في صحافي ويشرب في أقداحي وينام على فراشي" (¬2) أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي 82) عن مروان بن الحكم الحرّاني ثنا الخضر بن محمد الحراني ثنا المعافى بن عمران ثنا نافع بن القاسم عن جدته فطيمة قالت: ¬

_ (¬1) 12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام) (¬2) 12/ 265 - 266 (كتاب الطب- باب الجذام)

دخلت على عائشة فسألتها، أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في المجذومين: فروا منهم كفراركم من الأسد؟ فقالت أم المؤمنين: كلا ولكنه قال "لا عدوى، فمن أعدى الأول؟ " وقد كان مولى لي يأكل في صحافي، ويشرب في أقداحي، وينام على فراشي، أصابه ذلك الداء، فلو أقام معي عايشته ما عاش، ولكنه سألني أن أجهزه إلى الغزو فجهزته، وغزا. مروان ونافع وفطيمة لم أر من ترجمهم، والخضر والمعافى ثقتان. 4438 - حديث جابر "لا عدوى ولا صفَر ولا غُول" قال الحافظ: ولمسلم (1745) وابن حبان (6128) من طريق ابن جُريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا بلفظ: فذكره" (¬1) 4439 - عن ابن عباس مرفوعا "لا عدوى ولا طيرَة، ولا هامَةَ ولا صَفَر" قال الحافظ: وأخرج ابن حبان من طريق سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس مثل رواية سعيد بن مِيناء وأبي صالح عن أبي هريرة، وزاد فيه القصة التي في رواية أبي سلمة عن أبي هريرة، وهو في ابن ماجه باختصار" (¬2) يرويه عكرمة عن ابن عباس، وعن عكرمة غير واحد، منهم: 1 - سماك بن حرب. أخرجه أحمد (1/ 269 و 328) وابن ماجه (3539) وابن أبي عاصم في "السنة" (280) وأبو يعلى (2333 و 2582) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي 29 و 30) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 307 - 308 و 308) وفي "المشكل" (2887 و 2888) وابن حبان (6117) والطبراني في "الكبير" (11764) من طرق عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر" فقال له رجل: انا لنأخذ الشاة الجَربَاء فطرَحُها في الغنم فتجرَبُ. قال "فمن أعدى الأول؟ " قال البوصيري: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" المصباح 4/ 78 قلت: سماك مختلف فيه، وقد تكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة. 2 - الحكم بن أبان العدني. أخرجه الطبري (31) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا حسين بن عيسى ¬

_ (¬1) 12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام) (¬2) 12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام)

الحنفي ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم "لا عدوى" فقال أعرابي: يا رسول الله، إنّ الناقة الجرباء لتدخل في الأيْنَق فيجرَبْنَ جميعًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "فمن أعدى الأول؟ ". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11605) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب به. وأخرجه من طريق يحيى الحمَّاني ثنا حسين بن عيسى به. وحسين بن عيسى قال البخاري: مجهول، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، روى عن الحكم بن أبان أحاديث منكرة. وذكره ابن حبان في "الثقات". 3 - يزيد بن أبي زياد الكوفي. أخرجه الطبري (32) عن سفيان بن وكيع ثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا عدوى، ولا طيرة، ولا صفر" قيل: يا رسول الله، إنّ الرجل ليأخذ الشاة الجرباء فيطرحها في مائة شاة فتجربها كلها، قال "فمن أجرب الأول؟ " سفيان ويزيد ضعيفان. 4440 - "لا عليكم أن لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بم يختم له، فإنّ العامل بعمل زمانا من عمره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملا سيئا" قال الحافظ: وفي حديث أنس عند أحمد وصححه ابن حبان: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" 4441 - حديث يزيد بن سلمة الجعفي أنّه قال: يا رسول الله، إن كان علينا أمراء يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعونا الحق الذي لنا أنقاتلهم؟ قال "لا، عليهم ما حُملوا وعليكم ما حُمّلتم" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬2) يرويه سماك بن حرب عن علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي واختلف عنه: - فقال شعبة: عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا ¬

_ (¬1) 14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر) (¬2) 16/ 111 (كتاب الفتن- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: سترون بعدي أمورا تنكرونها)

حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم" أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 59) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/73) ومسلم (1846) من طرق عن شعبة به. ووقع في رواية عند البخاري: يزيد بن سلمة مكان سلمة بن يزيد. - وقال زائدة بن قدامة الكوفى: عن سماك عن علقمة بن وائل عن سلمة بن يزيد الجعفي قال: فذكر الحديث (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (6322) - وقال إسرائيل بن يونس: عن سماك عن علقمة بن وائل عن يزيد بن سلمة الجعفي قال: فذكر الحديث. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 224 - 225) والطبراني (22/ 242 - 243) وأبو نعيم في "الصحابة" (6595) - وقال أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي: عن سماك عن علقمة بن وائل قال: قام سلمة الجعفي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 58 - 59) وحديث شعبة أصح. قال يعقوب بن شيبة: من سمع من سماك قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم. قلت: واختلف في سماع علقمة بن وائل من أبيه. 4442 - "لا عُمْرى فمن أُعْمِر شيئًا فهو له" قال الحافظ: وقد أخرج النسائي من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6597) ووقع عنده: عن يزيد بن سلمة. (¬2) 6/ 167 (كتاب الهبة- باب ما قيل في العمرى والرقبى)

أخرجه أحمد (2/ 357) وابن ماجه (2379) والنسائي (6/ 234 - 235 و 235) وفي "الكبرى" (6584 و 6585) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 92) وفي "المشكل" (5470) وابن حبان (5131) والخطيب في "الموضح" (2/ 383) من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعا. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 57 قلت: بل إسناده حسن. قال الذهبي في "الميزان": محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة. 4443 - "لا غرار في صلاة" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح أخرجه أحمد (2/ 461) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "ولا تسليم" وأخرجه أبو داود (928) عن أحمد به. وأخرجه الحاكم (1/ 264) والبيهقي (2/ 260 - 261) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه البيهقي (2/ 261) من طريق أبي بكر بن داسة ثنا أبو داود به وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3299) من طريق أبي علي اللؤلؤي ثنا أبو داود به (¬2). وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1597) من طريق محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وإسناده صحيح رواته ثقات. - ورواه معاوية بن هشام القصّار الكوفي عن سفيان الثوري وشك في رفعه. فقال أبو داود (929) وأبو يعلى (6206): ثنا أبو كريب محمد بن العلاء ثنا ¬

_ (¬1) 3/ 338 (كتاب الصلاة- أبواب السهو- باب إذا صلّى خمسًا) (¬2) قال النووي في "الخلاصة" (1/ 511): رواه أبو داود بإسناد صحيح"

معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريرة- أراه رفعه- قال "لا غرار في تسليم ولا صلاة" وأخرجه الحاكم (1/ 264) والبيهقي (2/ 261) من طريق إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري ثنا أبو كريب به. - قال أبو داود: ورواه ابن فضيل على لفظ ابن مهدي ولم يرفعه. قلت: حديث عبد الرحمن بن مهدي أصح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، ومسلم لم يخرج رواية سفيان عن أبي مالك، وأبو مالك اسمه سعد بن طارق، وأبو حازم اسمه سلمان الأشجعي. 4444 - "لا قود إلا بالسيف" قال الحافظ: ضعيف، أخرجه البزار وابن عدي من حديث أبي بكرة، وذكر البزار الاختلاف فيه مع ضعف إسناده، وقال ابن عدي: طرقه كلها ضعيفة" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي بكرة ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث علي ومن حديث الحسن البصري مرسلًا. فأما حديث أبي بكرة فيرويه المبارك بن فضالة عن الحسن البصري واختلف عنه: - فقال الحر بن مالك العنبري: ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة به مرفوعا. أخرجه ابن ماجه (2668) والبزار (3663) وقال: لا نعلم أحدا أسنده بأحسن من هذا الإسناد، ولا نعلم أحدا قال: عن أبي بكرة إلا الحر بن مالك ولم يكن به بأس، وأحسبه أخطأ في هذا الحديث، لأنّ الناس يروونه عن الحسن مرسلا" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 1/ 461 وقال البيهقي: الحديث ضعيف" المعرفة 12/ 80 ¬

_ (¬1) 15/ 219 (كتاب الديات- باب إذا قتل بحجر أو بعصا)

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف مبارك بن فضالة وتدليسه" المصباح 3/ 129 قلت: ولم ينفرد الحر بن مالك به بل تابعه الوليد بن محمد بن صالح الأيلي ثنا مبارك بن فضالة به. أخرجه ابن عدي (7/ 2543) والدارقطني (3/ 105 - 106) والبيهقي (8/ 63) - وقال موسى بن داود الضبي: عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. قال يونس: قلت للحسن: عن من أخذت هذا؟ قال: سمعت النعمان بن بشير يذكر ذلك. أخرجه الدارقطني (3/ 106) والبيهقي (8/ 62 - 63) وإسناده ضعيف، مبارك بن فضالة صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن. وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه الطيالسي (ص 108) وابن ماجه (2667) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 60) والبزار (3244) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 184) والرافقي في "جزئه" (ق 20/ أ) والبيهقي (8/ 62) من طرق (¬1) عن جابر بن يزيد الجُعفي عن أبي عازب عن النعمان بن بشير به مرفوعا. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن النعمان بن بشير، ولا نعلم رواه عن النعمان إلا أبو عازب، ولا نعلم رواه عن أبي عازب إلا جابر الجعفي" وقال البيهقي: تفرد به جابر الجعفي وهو ضعيف لا يحتج به" المعرفة 12/ 80 وقال الذهبي: أبو عازب لا يعرف، روى عنه جابر الجعفي وليس بمعتمد مرفوعا "لا قود إلا بالسيف" الميزان 4/ 542 وقال الهيثمي: وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف" المجمع 6/ 291 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 4/ 19 ¬

_ (¬1) رواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي عن جابر عن أبي عازب عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "القود بالسيف، والخطأ على العاقلة" أخرجه الدارقطني (3/ 107) وقال: كذا قال: عن أبي سعيد" قلت: وأبو شيبة ضعفوه.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدارقطني (3/ 87) من طريق عامر بن سيار الرقي ثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعا. - ورواه بقية بن الوليد واختلف عنه: • فقال نعيم بن حماد المروزي: ثنا بقية عن أبي معاذ وهو سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 60) والدارقطني (3/ 88) • ورواه المسيب بن واضح الحمصي عن بقية واختلف عنه: فقال أيوب بن سليمان الصغدي: ثنا المسيب بن واضح: ثنا بقية عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا قود إلا بسلاح" أخرجه الدارقطني (3/ 88) وتابعه عبد الغفار الحمصي ثنا المسيب بن واضح به. أخرجه البيهقي (8/ 63) وقال محمد بن تمام البهراني: ثنا المسيب بن واضح ثنا بقية عن ورقاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا قود إلا بالسلاح" أخرجه ابن عدي (6/ 2384) وقال: هكذا رواه المسيب فقال: بقية عن ورقاء عن الزهري، وورقاء عن الزهري ليس بالمستوي ولم يلق الزهري وإنما يروي بقية هذا الحديث عن سليمان بن أرقم عن الزهري" • وقال محمد بن مُصَفى الحمصي: ثنا بقية ثني سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (3/ 1102) والبيهقي (8/ 63) وابن الجوزي في "العلل" (1323) قال البيهقي: كذا قال: عن أبي سلمة، ورواه غيره عن بقية فقال: عن سعيد بن المسيب" وقال الدارقطني: سليمان بن أرقم متروك" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وسليمان بن أرقم قال أحمد: ليس بشيء

لا يروى عنه الحديث، وقال ابن معين: لا يساوي فلسا، وقال النسائي وأبو داود والدارقطني: متروك" وقال الحافظ في "الدرايه" (2/ 265): إسناده ضعيف" وقال في "التلخيص" (3/ 19): وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك" وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 60) والطبراني في "الكبير" (10044) وابن عدي (5/ 1978) والدارقطني (3/ 88) من طرق عن بقية بن الوليد عن أبي معاذ سليمان الأنصاري ثني عبد الكريم بن أبي المخارق عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا "لا قود إلا بالسيف" قال الدارقطني: أبو معاذ هو سليمان بن أرقم متروك" وقال الهيثمي: وفيه أبو معاذ سليمان بن أرقم وهو متروك" المجمع 6/ 291 وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 19): إسناده ضعيف جدًا" وقال في "الدراية" (2/ 265): إسناده ضعيف" وأما حديث علي فأخرجه الدارقطني (3/ 87 - 88) من طريق معلي بن هلال الكوفي عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعا "لا قود إلا بحديدة، ولا قود في النفس وغيرها إلا بحديدة" وقال: معلي بن هلال متروك" وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 19): وفيه معلي بن هلال وهو كذاب" وقال في "الدراية" (2/ 265): متروك" وأما حديث الحسن مرسلًا فأخرجه عبد الرزاق (17079) عن مَعْمر وابن عُيينة عن عمرو عن الحسن مرفوعا "لا قود إلا بحديدة" وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 354) عن عيسى بن يونس عن أشعث وعمرو عن الحسن مرفوعا "لا قود إلا بالسيف" وأخرجه أحمد في "مسنده" كما في "نصب الراية" (4/ 341) عن هشم ثنا أشعث عن الحسن به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 89)

قال ابن حزم: هذا مرسل، ولا يحل الأخذ بمرسل" المحلى 12/ 57 وقال البيهقي: هذا حديث لم يثبت له إسناد، معلي بن هلال الطحان متروك، وسليمان بن أرقم ضعيف، ومبارك بن فضالة لا يحتج به، وجابر الجعفي مطعون فيه" وقال عبد الحق الاشبيلي: طرقه كلها ضعيفة" التلخيص 3/ 19 وأما ابن التركماني فقال: هذا الحديث قد روي من وجوه كثيرة يشهد بعضها لبعض فأقل أحواله أن يكون حسنا" الجوهر النقي 8/ 63 - 64 قلت: وهذه الوجوه كلها ضعيفة، وبعضها أشدّ ضعفا من بعض، فلا يشهد بعضها لبعض. 4445 - "لا نذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1641) من حديث عمران بن حصين في قصة المرأة التي كانت أسيرة فهربت على ناقة النبي-صلى الله عليه وسلم- فإن الذين أسروا المرأة انتهبوها فنذرت إن سلمت أن تنحرها، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: فذكره. وأخرج ابن أبي شيبة من حديث أبي ثعلبة الحديث دون القصة بنحوه، وأخرجه النسائي من حديث عبد الرحمن بن سمرة مثله" (¬1) حديث عمران بن حصين سيأتي الكلام عليه عند حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم" وحديث أبي ثعلبة تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عرفها حولا" وحديث عبد الرحمن بن سمرة أخرجه النسائي (7/ 27) من طريق زائدة بن قدامة الكوفي ثنا علي بن زيد بن جُدعان عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا "لا نذر في معصية، ولا فيما لا يملك ابن آدم" وقال: علي بن زيد ضعيف، وهذا الحديث خطأ، والصواب: عمران بن حصين" (¬2) 4446 - حديث عائشة "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين" قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن ورواته ثقات لكنه معلول فإنّ الزهري رواه عن أبي سلمة ثم بين أنّه حمله عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة فدلسه ¬

_ (¬1) 14/ 397 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك) (¬2) انظر حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"

بإسقاط اثنين وحسن الظن بسليمان وهو عند غيره ضعيف باتفاقهم، وحكى الترمذي عن البخاري أنّه قال: لا يصح. ولكن له شاهد من حديث عمران بن حصين أخرجه النسائي وضعفه، وشواهد أخرى ذكرتها آنفا، وأخرج الدارقطني من حديث عدي بن حاتم نحوه" (¬1) صحيح ورد من حديث عائشة ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث ابن عباس ومن حديث عدي بن حاتم فأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به مرفوعا. أخرجه أحمد (6/ 247) والنسائي (7/ 24) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 54 - 55) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي وأبو داود (3291) والنسائي (7/ 24) وابن ماجه (2125) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1318) والطحاوي في "المشكل" (2158) عن عبد الله بن وهب والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 2) و"الأوسط" (2/ 197) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 3) عن الليث بن سعد والترمذي (1524) وفي "العلل" (2/ 651) والنسائي (7/ 24 - 25) وابن عساكر (34/ 54 - 55) عن أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي وأبو طالب العشاري في "حديث أبي القاسم البغوي" (22) وعنه الخطيب في "تاريخه" (5/ 126 - 127) عن عثمان بن عمر بن صفوان ¬

_ (¬1) 14/ 398 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك)

وعبد الله (¬1) بن المبارك في "مسنده" (176) كلهم عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به. ورواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: حدّث (¬2) أبو سلمة به. أخرجه النسائي (7/ 25) أنا هارون بن موسى الفَروي ثنا أبو ضمرة به. ورواه عنبسة بن خالد الأيلي عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: أخبرني أبوا سلمة به. أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 4) ثني أبو محمد الأموي عن عنبسة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 69) إلا أنّه قال فيه: حدّث أبو سلمة مكان أخبرني. وهكذا أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1317) عن أحمد بن صالح المصري عن عنبسة فقال فيه: حدّث أبو سلمة. وقال: لا أصل للحديث عن أبي سلمة إذ فيه هذه العلة (يعني قوله: حدّث أبو سلمة") قلت: رواه عُقيل بن خالد الأيني عن الزهري فقال: عن أبي سلمة عن عائشة. أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (278) من طريق محمد بن عُزَيز الأيلي ثني سلامة عن عقيل به. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4782) عن عباد بن موسى الخُتلي وأبو داود (3290) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهلالي والنسائي (7/ 24) عن يحيى بن آدم الكوفي ويعقوب بق سفيان (3/ 3) والبيهقي (10/ 69) عن عبد الله بن عثمان عبدان المروزي كلهم عن ابن المبارك به. ورواه عبدان أيضًا عن ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: بلغني عن أبي سلمة عن عائشة أخرجه البخاري في "الأوسط" (2/ 197) ويعقوب بن سفيان (3/ 3) والبيهقي (10/ 69) (¬2) انظر تحفة الأشراف 12/ 367

وقال: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، وإنما المحفوظ حديث الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة، وحديث يحيى له علة، أخطأ فيه سليمان" الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة به. أخرجه الطيالسي (ص 208) ثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. ولم ينفرد حرب بن شداد البصري به بل تابعه سليمان بن أرقم البصري عن يحيى بن أبي كثير به. أخرجه أبو داود (3292) والترمذي (1525) والنسائي (7/ 25) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 130) وفي "المشكل" (2159) وابن عدي (3/ 1103) وأبو الشيخ في "الأقران" (444) وتمام (ق 116/ أ) والبيهقي (10/ 69) والبغوي في "شرح السنة" (2447) وأبو موسى المديني (¬1) في "اللطائف" (165 و 204 و 366) وابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال" (ص 68 - 70) عن أيوب بن سليمان بن بلال المدني والبيهقي (10/ 69) عن إسماعيل بن أبي أويس (¬2) كلاهما عن أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن موسى بن عقبة ومحمد بن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم به. قال يعقوب بن سفيان (3/ 4) أعطاني ابن أبي أويس كتابا فكتبت منه: ثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن سليمان بن أرقم به. قال: فلم يقض لي سماعه من ابن أبي أويس فقال لي: هذا سماعي من أخي أبي بكر فاحمله عني. ¬

_ (¬1) وليس في إسناده في الموضع الأول: عن سليمان بن بلال، وهذا سقط من إسناد أبي الشيخ. (¬2) رواه الطبراني في "الأوسط" (4601) عن عبيد الله بن محمد العمري عن إسماعيل بن أبي أويس به إلا أنّه لم يذكر موسي بن عقبة. وقال: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة، تفرد به ابن أبي أويس" ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني (165)

فذكرت هذا الحديث لأحمد بن صالح وقلت له: بلغني أنّ ابن سليمان بن بلال روى عن أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن الزهري عن سليمان بن أرقم. قال أحمد: إنّما قيل له ينبغي أن يكون عند الزهري فجعله عن الزهري، وإلا فليس في أصل كتاب أبي بكر: الزهري، ولكنّا نظن أنّ أبا بكر أسقط الزهري" وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وهو أصح من حديث أبي صفوان عن يونس" وقال النسائي: سليمان بن أرقم متروك الحديث، خالفه غير واحد من أصحاب يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، ثم ذكر حديث محمد بن الزبير الحنظلي عن أبيه عن عمران وسيأتي. وقال الطحاوي بعد أن ذكر حديث يونس عن الزهري: هذا الحديث فاسد الإسناد، واستدل على ذلك برواية أيوب بن سليمان بن بلال ثم قال: فعاد هذا الحديث إلى الزهري عن سليمان بن أرقم، وسليمان بن أرقم فليس ممن يقبل أهل الإسناد حديثه" وقال الترمذي أيضًا بعد أن ذكر حديث أبي صفوان عن يونس: هذا حديث لا يصح، لأنّ الزهري لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة. سمعت محمدا يقول: روى غير واحد منهم موسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا. قال محمد: والحديث هو هذا" وقال أبو داود: سمعت أحمد بن شبويه يقول: قال ابن المبارك: حدّث أبو سلمة، فدلّ على أن الزهري لم يسمعه من أبي سلمة، وتصديق ذلك ما حدثنا أيوب بن سليمان. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أفسدوا علينا هذا الحديث، قيل له: وصح إفساده عندك؟ وهل رواه غير ابن أبي أويس؟ قال: أيوب كان أمثل منه، يعني أيوب بن سليمان بن بلال، وقد رواه أيوب" قال أحمد بن شبويه: إنما الحديث حديث علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران بن حصين عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أراد أنّ سليمان بن أرقم وهم فيه، وحمله عنه الزهري وأرسله عن أبي سلمة عن عائشة. وقال البيهقي: حديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة لم يثبت إسناده إنّما ذكره الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، وسليمان بن أرقم متروك، والحديث عند غيره عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير الحنظلي عن أبيه عن عمران بن حصين" السنن الصغرى 4/ 112 - 113

الثالث: يرويه الزهري عن عروة عن عائشة. أخرجه أحمد (6/ 247) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا يونس عن الزهري به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وقد رواه عثمان بن عمر أيضًا عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة وقد تقدم. ولم ينفرد الزهري به بل تابعه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نذر في معصية" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6909) عن محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا فُهير يحيى بن زياد عن ابن جريج عن هشام به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا فهير، تفرد به أيوب الوزان" قلت: وهو ثقة كما قال النسائي وغيره، وشيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، وفهير ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات، لكن ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من هشام بن عروة. الرابع: يرويه الزهري أيضًا أنّه بلغه عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "لا نذر في معصية" أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 5) عن الربيع بن روح الحمصي والنسائي (7/ 24) عن كثير بن عبيد الحمصي قالا: ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري به. ورواه حَيوة بن شريح الحمصي عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن رجل عن القاسم عن عائشة مرفوعا بلفظ "من نذر أن يعصي الله فلا يعصه" أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 2) و"الأوسط" (2/ 197 - 198) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث عمران بن حصين فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن الزبير الحنظلي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن محمد بن الزبير عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين" وفي لفظ "لا نذر في غضب،" وفي لفظ آخر "لا نذر في معصية ولا غضب،" أخرجه أحمد (4/ 443) والنسائي (7/ 27) والروياني (79) والطبراني في "الكبير" (18/ 164) وأبو الشيخ في "الطبقات" (935) والحاكم (4/ 305) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 97) وفي "مسند أبي حنيفة" (ص 47 و 48) والبيهقي (10/ 70) عن سفيان الثوري وأحمد (4/ 439) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 3) و"الأوسط" (2/ 198) والنسائي (7/ 27) والطبراني (18/ 164) وابن عدي (6/ 2209) عن أبي بكر النهشلي وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 47 - 48) عن أبي حنيفة والبزار (3560) عن إبراهيم بن طهمان الخراساني كلهم عن محمد بن الزبير به. - وقال غير واحد: عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2160) وفي "شرح المعاني" (3/ 129) وابن عدي (6/ 2209) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 49) عن جرير بن حازم البصري والنسائي (7/ 26) والطحاوي في "المشكل" (2161) وفي "شرح المعاني" (3/ 129) والطبراني في "الكبير" (18/ 200) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 49) والبيهقي (10/ 70) والخطيب في "التاريخ" (13/ 56) والمزي (9/ 333) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 345 - 346 و 346)

عن حماد بن زيد (¬1) والروياني (125) عن فضيل بن عياض والطحاوي في "المشكل" (2162) وفي "شرح المعاني" (3/ 129) عن عباد بن العوام الواسطي والبيهقي (10/ 70) عن سعيد بن أبي عَروبة كلهم عن محمد بن الزبير به. - ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن محمد بن الزبير واختلف عنه: • فقال الطيالسي (ص 113): ثنا عبد الوارث عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 49) وتابعه محمد بن عبيد بن حساب البصري ثنا عبد الوارث به. أخرجه ابن عدي (6/ 2209) • وقال غير واحد: عن عبد الوارث عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران. أخرجه أحمد (4/ 440) عن عفان بن مسلم البصري والنسائي (7/ 27) والطبراني (18/ 201) عن مسدد والروياني (126) عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الزيادي والبيهقي (10/ 56 - 57 و 70) وفي "الصغرى" (4065) عن عبد الرحمن بن المبارك البصري ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه البزار (3561) ووقع عنده: عن أبيه عن رجل عن عمران.

كلهم عن عبد الوارث به. - ورواه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 3) و"الأوسط" (2/ 198) والنسائي (7/ 26) عن شيبان بن عبد الرحمن النّحوي والنسائي (7/ 25) والطبراني (18/ 201) عن علي بن المبارك الهُنَائي والنسائي (7/ 26) عن عبد الله بن بشر الرقي والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 129) عن أبان بن يزيد العطار وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 49) - عن أحمد بن روح بن القاسم كلهم عن يحيى بن أبي كثير به. • ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: فقال هِقْل بن زياد الدمشقي: عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ثني رجل من بني حنظلة عن أبيه عن عمران. أخرجه ابن عدي (6/ 2210) والبيهقي (10/ 70) وقال بقية بن الوليد: عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران. أخرجه النسائي (7/ 26) والطبراني (18/ 201) وقال الوليد بن مزيد البيروتي: أنبأ الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن رجل من بني حنظلة عن عمران. أخرجه البيهقي (10/ 70)

• وقال مَعْمر بن راشد: عن يحيى بن أبي كثير ثني رجل من بني حنيفة عن عمران. أخرجه الحاكم (4/ 305) وقال: الرجل الذي لم يسمه معمر عن يحيى هو محمد بن الزبير بلا شك فإنّه أراد أن يقول: من بني حنظلة، فقال: من بني حنيفة" وقال: مداره على محمد بن الزبير وليس بصحيح" - ورواه عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن محمد بن الزبير واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران. أخرجه أحمد (4/ 433) عن عبد الوهاب بن عطاء به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2163) وفي "شرح المعاني" (3/ 129 - 130) عن علي بن معبد بن نوح البغدادي والحاكم (4/ 305) عن يحيى بن أبي طالب البغدادي قالا: ثنا عبد الوهاب بن عطاء به. • وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ثنا عبد الوهاب عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران. - وقال إسماعيل بن عُلية: عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران. أخرجه أحمد (4/ 440) وتابعه خالد بن عبد الله الطحان عن محمد بن الزبير به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2164) وفي "شرح المعاني" (3/ 129 - 130) - ورواه محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن الزبير واختلف عنه: • فقال عبد الرحيم بن سليمان الكناني: عن ابن إسحاق عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران. أخرجه الطبراني (18/ 201)

ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق واختلف عنه: فقال محمد بن وهب الحراني: ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران مرفوعا بلفظ "النذر نذران، فما كان من نذر في طاعة الله فذلك لله وفيه الوفاء، وما كان من ندر في معصية الله فذلك للشيطان، ولا وفاء فيه، ويكفره ما يكفر اليمين" أخرجه النسائي (7/ 26) ورواه محمد بن الحارث البزاز عن محمد بن سلمة فلم يذكر عن أبيه. أخرجه ابن عدي (6/ 2209 - 2210) والبيهقي (10/ 70) ومحمد بن الزبير الحنظلي قال ابن معين: ضعيف لا شيء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي في حديثه إنكار، وقال البخاري: منكر الحديث وفيه نظر، وقال النسائي: ضعيف لا يقوم بمثله حجة. وقال ابن عبد البر: حديث لا يصح, لأنّه يدور على محمد بن الزبير الحنظلي، وهو ضعيف، في حديثه مناكير، لا يختلفون في ذلك" التمهيد 6/ 96 الثاني: يرويه شبيب بن شيبة البصري عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين" أخرجه الطبراني (18/ 174) عن إسماعيل بن إسحاق السراج النيسابوري ثنا جُبارة بن مُغَلس ثنا شبيب بن شيبة به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 292 - 293) عن الحسن بن أبي بكر أنا إسماعيل بن إسحاق السراج به. وإسناده ضعيف لضعف شبيب بن شبة. وتابعه: 1 - الأعمش عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في المعصية" أخرجه البزار (3559) من طريق مِندل بن علي العَنَزي عن الأعمش به. ومندل ضعيف. 2 - مبارك بن فضالة عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في معصية، ولا نذر فيما لا يطيق ابن آدم"

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (215) ومبارك مدلس وقد عنعن وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن كريب عن ابن عباس مرفوعا "من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا في معصية الله -عز وجلّ- فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا فأطاقه فليف به". أخرجه البيهقي (10/ 72) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح المصري ثنا هاشم بن محمد الربعي ثنا عنبسة بن خالد الأيلي عن ابن جريج عن ابن أبي هند عن بكير به. ويحيى بن عثمان قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال مسلمة بن القاسم: كان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك، وقال ابن يونس: كان حافظًا للحديث وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره. وهاشم بن محمد الربعي مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه. وعنبسة بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد بن صالح المصري: صدوق. وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن سعيد بن أبي هند. لكنه لم ينفرد به بل تابعه طلحة بن يحيى الأنصاري عن عبد الله بن سعيد به. أخرجه أبو داود (3322) والبيهقي (10/ 45) وقد تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كفارة النذر كفارة اليمين" الثاني: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "إنّ النذر نذران: فما كان لله فكفارته الوفاء به، وما كان للشيطان فلا وفاء له وعليه كفارة يمين" أخرجه البيهقي (10/ 72) من طريق ابن الجارود ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن موسى بن أعْيَن ثنا خطاب عن عبد الكريم به. وقال: ضعيف" قلت: بل صحيح رواته ثقات، وخطاب هو ابن القاسم الحرّاني وثقه ابن معين وابن حبان.

وأما حديث عدي بن حاتم فأخرجه الدارقطني (4/ 158) وفيه محمد بن الفضل بن عطية كذبه ابن معين وغيره. 4447 - "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم" قال الحافظ: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكره، أخرجه أبو داود والنسائي، ورواته لا بأس بهم لكن اختلف في سنده على عمرو، وفي بعض طرقه عند أبي داود "ولا في معصية" (¬1) حسن أخرجه أحمد (2/ 212) عن عبد الله بن بكر السهمي ثنا عبيد الله بن الأخنس أبو مالك الأزدي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم، ولا في معصية الله -عز وجل-، ولا قطيعة رحم، فمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليدعها وليأت الذي هو خير فإنّ تركها كفارتها" وأخرجه أبو داود (3274) عن المنذر بن الوليد الجارودي ثنا عبد الله بن بكر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 33 - 34) قال أبو داود: الأحاديث كلها عن النبي-صلى الله عليه وسلم-"وليكفر عن يمينه" إلا فيما لا يعبأ به" وقال البيهقي: هذه زيادة -أي قوله "فإنّ تركها كفارتها"- تخالف الروايات الصحيحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-" قلت: هكذا ساقه عبد الله بن بكر عن عبيد الله بن الأخنس، وخالفه يحيى بن سعيد القطان فساقه بلفظ "فليكفّر عن يمينه، وليأت الذي هو خير" أخرجه النسائي (7/ 10 و 12) وفي "الكبرى" (4723 و 4734) ولم ينفرد عبيد الله بن الأخنس به بل تابعه: 1 - أبو هبيرة خليفة بن خياط البصري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها فهي كفارتها" أخرجه الطيالسي (ص 299) عن أبي هبيرة به. وأخرجه أحمد (2/ 185) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم و (2/ 210 - 211) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ¬

_ (¬1) 14/ 373 (كتاب الإيمان والنذور- باب اليمين فيما لا يملك)

قالا: ثنا خليفة بن خياط به. وأخرجه الخطيب في "المتفق" (521) من طريق مسلم بن إبراهيم البصري عن خليفة به. وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات. 2 - عبيد الله بن عمر العمري عن عمرو عن أبيه عن جده مرفوعا به وقال "فليتركها، فإنّ تركها كفارتها" أخرجه ابن ماجه (2111) من طريق عون بن عمارة البصري ثنا روح بن القاسم عن عبيد الله بن عمرو به. وإسناده ضعيف لضعف عون بن عمارة. ورواه جماعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لكن ليس فيه "من حلف على يمين" منهم: 1 - مطر الوراق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "ليس على الرجل طلاق فيما لا يملك، ولابيع فيما لا يملك، ولاعتق فيما لا يملك" وفي لفظ "لا يجوز طلاق، ولا عتاق، ولا بيع، ولا وفاء نذر فيما لا يملك" أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 224) وأحمد (2/ 189 و190) وفي "مسائل عبد الله" (ص 358) وأبو داود (2190) والطحاوي في "المشكل" (660) والدارقطني (4/ 14) والبيهقي (7/ 318) من طرق عن مطر به. ومطر مختلف فيه، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال العجلي: صدوق، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. 2 - عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "من طلق ما لا يملك فلا طلاق له، ومن أعتق ما لا يملك فلا عتاق له، ومن نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصية فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحم فلا يمين له" أخرجه أبو داود (2191) والدارقطني (4/ 15) والحاكم (4/ 300) والبيهقي (10/ 33) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الوليد بن كثير ثني عبد الرحمن بن الحارث به (¬1). ¬

_ (¬1) انظر حديث "ما بال القِران! " وحديث "إنّما النذر ما يبتغى به وجه الله"

وأخرجه ابن ماجه (2047) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن الحارث بلفظ "لا طلاق فيما لا يملك" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الرحمن قال أحمد: متروك، وقال أبو حاتم: شيخ" قلت: وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس، فهو حسن الحديث. 3 - عامر بن عبد الواحد الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا عتق له فيما لا يملك، ولا طلاق له فيما لا يملك، ولا يمين فيما لا يملك" وفي لفظ "لا طلاق إلا بعد النكاح" أخرجه عبد الرزاق (11456) وسعيد بن منصور (1020) وابن أبي شيبة (5/ 15 - 16) وأحمد (2/ 190) وفي "مسائل عبد الله" (ص 358) وابن ماجه (2047) والترمذي (1181) وفي "العلل" (1/ 465) والبزار (2472) وابن الجارود (743) والطحاوي في "المشكل" (659) وابن عدي (5/ 1736) والدارقطني (4/ 15) والحاكم (2/ 204 - 205) والبيهقي في "المعرفة" (11/ 16) وفي "الصغرى" (2643 و 2644) من طرق عن عامر الأحول به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقلت: أي حديث في هذا الباب أصح في الطلاق قبل النكاح؟ فقال: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة" قلت: عامر الأحول مختلف فيه، وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه أحمد وغيره. 4 - حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق إلا بعد النكاح، ولا عتق إلا بعد ملك" أخرجه الطيالسي (ص 299) عن حماد بن سلمة عن حبيب المعلم به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 318) وإسناده حسن.

5 - محمد بن إسحاق المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق فيما لا تملكون، ولا عتاق فيما لا تملكون، ولا نذر فيما لا تملكون، ولا نذر في معصية الله" أخرجه أحمد (2/ 207) عن يزيد بن هارون أنا ابن إسحاق به. وأخرجه ابن البختري في "حديثه" (503) من طريق هُريم بن سفيان الكوفي عن ابن إسحاق به. وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب. 6 - يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق لامرئ فيما لا يملك، ولا نذر إلا فيما يبتغى به وجه الله، ولا يمين في قطيعة رحم" أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 430) من طريق أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد به. وإسناده حسن. 7 - أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق لما لا تملكون، ولا عتق فيما لا تملكون، ولا نذر فيما لا تملكون، ولا نذر في قطيعة رحم" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (219) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 295) من طريق حبيب بن هوذة الهلالي ثنا مِندل ثنا إسحاق الشيباني به. وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي. 8 - مقاتل بن سليمان البلخي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك" أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 418) ومقاتل بن سليمان قال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث، وقال النسائي وجماعة: كذاب. 9 - حسين بن ذكوان المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق قبل النكاح"

أخرجه أبو عروبة الحراني في "أحاديثه" (28) وابن عدي (5/ 1873) عن يحيى بن راشد المازني والحاكم (2/ 204 - 205) والبيهقي (7/ 317 - 318) وفي "المعرفة" (11/ 16) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي كلاهما عن حسين المعلم به. وإسناده حسن. 10 - أبو رجاء محمد بن سيف الأزدي. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (857) وللحديث شاهد عن عمران بن حصين وآخر عن كدوم بن قيس فأما حديث عمران فله عنه طريقان: الأول: يرويه منصور بن زاذان عن الحسن عن عمران أنّ امرأة من المسلمين أسرها العدو، وقد كانوا أصابوا قبل ذلك ناقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأت من القوم غفلة، فركبت ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وجعلت عليها نذرا إن الله أنجاها أن تنحرها، فقدمت المدينة فأرادت أن تنحر ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمنعت من ذلك، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "بئس ما جزيتيها" ثم قال "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا في معصية الله". أخرجه أحمد (4/ 429) والبخاري في "الكبير" (2/ 2 / 3) و"الأوسط" (2/ 198) والنسائي في "الكبرى" (8762) والطبراني في "الكبير" (18/ 179) و"الأوسط" (1159) وإسناده منقطع لأنّ الحسن البصري لم يسمع من عمران، قاله يحيى القطان وابن المديني وابن معين وأبو حاتم والبيهقي. الثاني: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي عن عمه أبي المهلب عن عمران قال: كانت امرأة أسرها العدو وكانوا يريحون إبلهم عشاء، فأتت الإبل تريد منها بعيرا تركبه، فكلما دنت من بعير رغا، فتركته حتى أتت ناقة منها فلم ترغ، فركبت عليها، ثم نجت، فقدمت المدينة، فلما رآها الناس قالوا: ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العضباء، قالت: إني نذرت أن أنحرها إن الله -عز وجلّ- أنجاني عليها، قال "بئسما جزيتيها، لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا نذر في معصية الله -عزّ وجلّ-". أخرجه عبد الرزاق (15814) والحميدي (829) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 1)

وأحمد (4/ 430 و 432 و 433 - 434) ومسلم (1641) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب" (8) والنسائي (7/ 18) وفي "الكبرى" (4754) والطبراني في "الكبير" (18/ 190 - 191 و 191 و 191 - 192 و 192) والدارقطني (4/ 182 - 183) والبيهقي (9/ 231 - 232 و 10/ 68 - 69) وفي "المعرفة" (14/ 196) من طرق عن أيوب السَّخْتياني عن أبي قلابة به. وأخرجه الطبراني (18/ 196) من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة به. وأما حديث كردم بن قيس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 191) وفي "مسند الشاميين" (1356) وأبو نعيم في "الصحابة" (5889 و 6712) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن جعفر بن عمرو بن أمية عن إبراهيم بن عمرو قال: سمعت كردم بن قيس قال: خرجت أنا وابن عم لي يقال له: أبو ثعلبة في يوم حار، وعليّ حذاء ولا حذاء له، فقال: أعطني نعلك، فقلت: لا، إلا أن تزوجني ابنتك، فقال: أعطني فقد زوجتكها، فلما انصرفنا بعث إليّ نعلي، وقال: لا زوجة لك عندي، فذكرت ذلك للنبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال "دعها فلا خير لك فيها" فقلت: يا رسول الله، إني حلفت لأنحرّن ذَوْدا من ذودي في مكان كذا وكذا، قال "أوف بنذرك، لا نذر في قطيعة رحم، ولا فيما لا يملك ابن آدم" قال الحافظ: وسند هذا الحديث ضعيف لأنّه من رواية إسماعيل بن عياش وعبد العزيز بن عبيد الله" الإصابة 8/ 278 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 188 قلت: عبد العزيز بن عبيد الله هو ابن حمزة الحمصي قال ابن معين ويعقوب بن سفيان: ضعيف، وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث واهي الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وإسماعيل بن عياش ثقة تكلموا في روايته عن غير الشاميين. وجعفر بن عمرو وثقه العجلي وابن حبان وغيرهما. وإبراهيم بن عمرو لم أقف له على ترجمة. 4448 - "لا نستعين بمشرك" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1817") (¬1) ¬

_ (¬1) 6/ 520 (كتاب الجهاد- باب إنّ الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر)

4449 - حديث الأشعث بن قيس رفعه "لا نقفو أُمنا ولا ننتفي من أبينا" سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث "نحن بنو النضر بن كنانة" 4450 - حديث أبي موسى مرفوعا "لا نكاح إلا بولي" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم، لكن قال الترمذي بعد أن ذكر الاختلاف فيه وأنّ من جملة من وصله إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبيه، ومن جملة من أرسله شعبة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة ليس فيه أبو موسى رواية: ومن رواه موصولا أصح لأّنهم سمعوه في أوقات مختلفة، وشعبة وسفيان وإن كانا أحفظ وأثبت من جميع من رواه عن أبي إسحاق لكنّهما سمعاه في وقت واحد. ثم ساق من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بردة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي؟ قال: نعم، قال: وإسرائيل ثبت في أبي إسحاق. ثم ساق من طريق ابن مهدي قال: ما فاتني الذي فاتني من حديث الثوري عن أبي إسحاق إلا لما اتكلت به على إسرائيل لأنّه كان يأتي به أتم. وأخرج ابن عدي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة وسفيان. وأسند الحاكم من طريق علي بن المديني ومن طريق البخاري والذهلي وغيرهم أنّهم صححوا حديث إسرائيل. ومن تأمل ما ذكرته عرف أنّ الذين صححوا وصله لم يستندوا في ذلك إلى كونه زيادة ثقة فقط بل للقرائن المذكورة المقتضية لترجيح رواية إسرائيل الذي وصله على غيره" (¬2) صحيح يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا، منهم: 1 - إسرائيل بن يونس. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 131 و 14/ 168 - 169) وأحمد (4/ 394 و 413) والدارمي (2188) وأبو داود (2085) والترمذي (1101) والبزار (3105 و 3106) وأبو يعلى (7227) وابن الجارود (702) والروياني (449 و 450 و 508) والطحاوي في "شرح ¬

_ (¬1) 17/ 44 (كتاب الاعتصام- باب ما يذكر من ذم الرأي) (¬2) 11/ 87 (كتاب النكاح- باب من قال لا نكاح إلا بولي)

المعاني" (3/ 8 و 9) وابن حبان (4083) والدارقطني (3/ 218 - 219 و 220) والحاكم (2/ 170) وتمام (1434 و 1435 و 1436) والخليلي في "الإرشاد" (3/ 871) والبيهقي (7/ 107و 109) وفي "المعرفة" (10/ 33) وفي "الصغرى" (2369) والخطيب في "المدرج" (2/ 921) وفي "التاريخ" (2/ 213 - 214 و 13/ 86) وفي "الكفاية" (ص 578) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 88) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 372) من طرق عن إسرائيل به. قال أبو موسى بن المثنى: كان عبد الرحمن بن مهدي يثبت حديث إسرائيل عن أبي إسحاق في النكاح بغير ولي، ويقول: إنّما فاتني من حديث سفيان عن أبي إسحاق ما فاتني اتكالا مني على حديث إسرائيل لأنّه كان يأتي به أتم" (¬1) وقال ابن المديني: حديث إسرائيل صحيح في لا نكاح إلا بولي" (¬2) وقال الذهلي: حديث إسرائيل صحيح عندي" (¬3) وقال الحاكم بعد أن أخرجه من طرق عن إسرائيل: هذه الأسانيد كلها صحيحة" قلت: إسناده على شرط الشيخين، وإسرائيل قال عبد الرحمن بن مهدي: كان يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ سورة الحمد، وقال صالح جزرة: إسرائيل أتقن في أبي إسحاق خاصة (سنن الدارقطني 3/ 220) وقال أبو حاتم: إسرائيل من أتقن أصحاب أبي إسحاق. وقال عيسى بن يونس: كان أصحابنا سفيان وشريك- وعدّ قوما- إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أظي، فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل، فهو أروى عنه مني، وأتقن لها مني، وهو كان قائد جده. 2 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الدارمي (2189) والترمذي (1101) والبزار (3112 و 3116) وابن البختري في "حديثه" (589) وابن الأعرابي (ق 146/ أ) وابن حبان (4078 و 4090) وأبو علي الصواف في "فوائده" (11) والطبراني في "الأوسط" (685 و 7896) والحاكم (2/ 170) ¬

_ (¬1) سنن الدارقطني (3/ 220)، مستدرك الحاكم 2/ 170، ومعرفة السنن للبيهقي 10/ 35، وسنن الترمذي 3/ 400 (¬2) مستدرك الحاكم 2/ 170، وسنن البيهقي 7/ 108 (¬3) مستدرك الحاكم 2/ 170

والبيهقي (7/ 107 - 108) وفي "الصغرى" (2368) والخطيب في "التاريخ" (6/ 40 - 41) وابن عساكر (ترجمة أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحيري ص 387) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 371 - 372 و 372) من طرق عن شريك به. قال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وشريك أخرج له مسلم في المتابعات، وبقية رجاله من رجال الصحيحين، وقد توبع شريك فيه" قلت: وشريك ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه. 3 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه ابن الجارود (703) وابن حبان (4077) وابن عدي (5/ 1790) وابن المقرئ في "المعجم" (123) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 107) وفي "الصغرى" (7/ 107) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 828) من طريق عمرو بن عثمان الرقي ثنا زهير به. قال البيهقي: تفرد به عمرو بن عثمان" وقال ابن عدي: وهذا لم يوصله عن زهير غير عمرو بن عثمان" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث. 4 - قيس بن الربيع. أخرجه البزار (3113) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 9) عن محمد بن الصلت الكوفي والطحاوي (3/ 9) والحاكم (2/ 170) والبيهقي (7/ 108) والخطيب في "الكفاية" (ص 581) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والبيهقي (7/ 108) والخطيب في "المدرج" (2/ 756 - 757) عن شبابة بن سوّار المدائني والخطيب في "المدرج" (2/ 757) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني كلهم عن قيس به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 757) من طريق أحمد بن محمد بن الصلت الحماني ثنا أبو بلال الأشعري ثنا قيس به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5561) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بلال الأشعري به. وزاد "وشهود" وقال: ولم يقل في حديث أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه "وشهود" إلا أبو بلال الأشعري عن قيس" قلت: قاله أيضًا نوح بن ميمون المضروب عن قيس. أخرجه ابن عساكر (ترجمة أحمد بن علي بن الحسن الصيرفي ص 33) وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 120) عن محمد بن خلف التميمي والخطيب في "المدرج" (2/ 756) وفي "الكفاية" (ص 578) عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي قالا: ثنا طلق بن غنام ثنا قيس به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 754 - 755) من طريق الدارقطني ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد النعماني ثنا الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ثنا طلق بن غنام به. وزاد "والسلطان ولي من لا ولي له" قال الدارقطني: هكذا حدثناه من أصل كتابه زاد فيه "والسلطان ولي من لا ولي له "ولم يتابع عليه في حديث أبي موسى" وقال الخطيب: وهذا القول صحيح، ليس في حديث أبي موسى أكثر من قوله - صلى الله عليه وسلم - "لا نكاح إلا بولي" وهذه الزيادة وهم، وليست بمحفوظة بوجه من الوجوه عن أبي موسى" قلت: وقيس ضعيف عند الأكثر، ووثقه بعضهم. 5 - عبد الحميد بن الحسن الهلالي. أخرجه البزار (3115) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا عبد الحميد بن الحسن به. وأخرجه ابن عدي (5/ 1958) عن محمد بن الحسن البصري ثنا أبو كامل به.

وعبد الحميد بن الحسن ضعفه أبو زرعة وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين، والباقون ثقات. 6 - مُطَرِّف بن طَريف الحارثي. أخرجه ابن عدي (1/ 205) من طريق أحمد بن محمد الأزهر ثنا الحسين بن الحسن بن علي بن عاصم ثني علي بن عاصم عن مطرف به. وقال: هذا الحديث من حديث مطرف ليس له أصل، وأحمد بن محمد الأزهر حدّث بمناكير" قلت: وعلي بن عاصم وثقه أحمد، وضعفه ابن معين والجمهور. - ورواه يونس بن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن يونس عن أبيه عن أبي بردة عن أبيه، منهم: 1 - عيسى بن يونس. أخرجه الحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 109) والخطيب في "المدرج" (2/ 925 - 926) 2 - عبد الله بن داود الخُرَيبي. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 926) 3 - أبو قَطَن عمرو بن الهيثم البصري. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 926) 4 - الحسن بن قتيبة المدائني. أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص 578) و"المدرج" (2/ 925) من طريق أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن قتيبة به. وأخرجه البيهقي (7/ 109) عن أبي زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا الحارث بن أبي أسامة به. ورواه الحاكم (2/ 171) عن أحمد بن سلمان الفقيه ولم يذكر أبا إسحاق. ورواه البيهقي (7/ 109) عن الحاكم به.

• وقال غير واحد: عن يونس عن أبي بردة عن أبيه، ولم يذكروا أبا إسحاق، منهم: 1 - أسباط بن محمد القرشي. أخرجه أحمد (4/ 413) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 109) والخطيب في "المدرج" (2/ 923 - 924) 2 - أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد. أخرجه أحمد (4/ 418) وأبو داود (2085) والبيهقي (7/ 109) والخطيب في "المدرج" (2/ 921 و 923) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 87) 3 - قبيصة بن عقبة السُّوَائي. أخرجه ابن الجارود (701) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 109) 4 - الحكم بن مروان الكوفي. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 924) • ورواه شبابة بن سوّار المدائني عن يونس عن أبي بردة مرسلًا. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 924 - 925) • ورواه زيد بن الحباب عن يونس واختلف عنه: فقال غير واحد: عن زيد بن الحباب عن يونس عن أبيه عن أبي بردة عن أبيه، منهم: 1 - عبد الله بن أبي زياد القَطَواني. أخرجه الترمذي (1101) 2 - رزيق (¬1) بن السخت البصري. أخرجه البزار (3114) 3 - عمر بن سهل المصيصي. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 926 - 927) 4 - عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم. ¬

_ (¬1) وقيل: زريق.

أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 926 - 927) ورواه سليمان بن الجراح عن زيد بن الحباب ولم يذكر أبا إسحاق. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 924) وقال: ويشبه أن يكون يونس سمعه من أبي بردة، وسمعه أيضًا من أبي إسحاق عن أبي بردة، فرواه على الوجهين، والله أعلم" - ورواه أبو عَوَانة الوَضْاح بن عبد الله الواسطي واختلف عنه: فقال غير واحد: عن أبي عوانة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، منهم: 1 - الطيالسي (ص 71) 2 - سعيد بن منصور (527) ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 9) 3 - محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري. أخرجه ابن ماجه (1881) 4 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه الترمذي (1101) والسراج في "البيتوتة" (ص 129) والبغوي (¬1) في "شرح السنة" (2261) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 373) 5 - أبو غسان مالك بن إسماعيل الكوفي. أخرجه الطحاوي (3/ 9) 6 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. أخرجه الطحاوي (3/ 9) 7 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه الروياني (509) 8 - سليمان بن أيوب صاحب البصري. أخرجه ابن عدي (1/ 416) ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث حسن"

9 - يحيى بن درُست البصري. أخرجه ابن عدي (1/ 416) 10 - عباس (¬1) بن الوليد النرسي. أخرجه ابن عدي (1/ 416) 11 - إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي. أخرجه ابن عبد البر (19/ 88) • ورواه معلي بن منصور الرازي عن أبي عوانة واختلف عنه: فقال أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي: ثنا معلي بن منصور ثنا أبو عوانة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه. أخرجه الطحاوي (3/ 9) وقال محمد بن شاذان الجوهري: ثنا معلي بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه. أخرجه الحاكم (2/ 171) وابن عبد البر (19/ 88) وتابعه يحيى بن جعفر بن الزبرقان البغدادي أنبأ معلي بن منصور به. أخرجه البيهقي (7/ 107) قال معلى: ثم قال أبو عوانة بعد ذلك: لم أسمعه من أبي إسحاق بيني وبينه إسرائيل" • وقال إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب: ثنا أبي ثنا أبو عوانة عن رقبة بن مصقلة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 389) - ورواه شعبة عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال مالك بن سليمان الهروي: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه. ¬

_ (¬1) وقال: كان محمد بن الفضل جارا لنا يحدثنا هذا الحديث ويقول: إنّ هذا الحديث إنّما حدّث به أبو عوانة عن إسرائيل عن أبي إسحاق.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (584) والخطيب في "التاريخ" (2/ 213 - 214 و 13/ 86) من طرق عن الفضل بن عبد الله الهروي ثنا مالك بن سليمان به. ومالك بن سليمان قال أبو حاتم: لا أعرفه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وضعفه الدارقطني. • وقال غير واحد: عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا، منهم: 1 - محمد بن جعفر غُندر. أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص 580) 2 - وهب بن جرير بن حازم. أخرجه الطحاوي (3/ 9) 3 - أبو داود الطيالسي. أخرجه الترمذي (3/ 400) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو داود أنبأ شعبة قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بردة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي"؟ فقال: نعم. وأخرجه البيهقي (7/ 108) وفي "المعرفة" (10/ 36) من طريق الحسن بن سفيان: سمعت أبا كامل الفضيل بن الحسين يقول: ثنا أبو داود به. قال الحسن بن سفيان: ولو قال: عن أبيه لقال: نعم. قلت: رواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي داود ثنا شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه. أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (304) 4 - النعمان بن عبد السلام الأصبهاني. أخرجه ابن عدي (3/ 1144) عن (¬1) ثنا سليمان الشاذكوني ثنا النعمان بن عبد السلام ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا. قال شعبة: قال سفيان لأبي إسحاق وهو يومئذ معنا: هو عن أبي بردة عن أبيه؟ قال أبو إسحاق برأسه: أي نعم، قال النعمان: فأتيت سفيان الثوري فسألته عن هذا الحديث، ¬

_ (¬1) سقط من الكتاب ما بين ابن عدي والشاذكوني.

فحدثني عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرفوعا مثله، فقلت له: إنّ شعبة يزعم أنّك قلت لأبي إسحاق: هو عن أبي بردة عن أبيه، فقال برأسه: أي نعم. قال: فقال سفيان: ما أنكر هذا. قال ابن عدي: وهذا بهذا التفصيل لم يجمع أحد بين شعبة والثوري فوصل عنهما غير النعمان هذا، وعن النعمان الشاذكوني، وجاء أبو قلابة الرقاشي فرواه عن الشاذكوني فترك التفصيل فجمع بين الثوري وشعبة فوصله عنهما. ثم أخرجه من طريق أبي قلابة ثنا الشاذكوني ثنا النعمان ثنا شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه. ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (2/ 169) وتمام (1432) والبيهقي (7/ 109) وتابعه إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الشاذكوني به. أخرجه الحاكم (2/ 169) وقال: قد جمع النعمان بن عبد السلام بين الثوري وشعبة في إسناد هذا الحديث ووصله عنهما، والنعمان بن عبد السلام ثقة مأمون" وقال البيهقي: تفرد به الشاذكوني عن النعمان بن عبد السلام، والمحفوظ عن شعبة وسفيان غير موصول" قلت: والشاذكوني قال ابن معين: كذاب عدو الله كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. • ورواه يزيد بن زُريع عن شعبة واختلف عنه: فقال غير واحد: عن يزيد بن زريع عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، منهم: 1 - محمد بن موسى الحَرَشي. أخرجه البزار (3111) وأبو علي الصواف في "فوائده" (12) والدارقطني (3/ 220) وابن حزم في "المحلى" (11/ 24) والحرشي مختلف فيه، قواه النسائي وغيره، وضعفه أبو داود. 2 - محمد بن الحصين الجزري (¬1). أخرجه البزار (3111) ¬

_ (¬1) قال الهيثمي: لم أعرفه" المجمع 4/ 284

3 - معمر بن مخلد السروجي. قاله الدارقطني في "العلل" (7/ 207) وقال غير واحد: عن يزيد بن زريع عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا، منهم: 1 - عمرو بن علي الفلاس. أخرجه البزار (3110) 2 - محمد بن المنهال. قاله الدارقطني في "العلل" (7/ 207) 3 - الحسين المروزي. قاله الدارقطني. وقال: وهو المحفوظ" - ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، منهم: 1 - بشر بن منصور السليمي. أخرجه البزار (3108) وابن الجارود (704) والطحاوي (3/ 9) وتمام (1433) وابن حزم (11/ 24) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 405) 2 - جعفر بن عون الكوفي. أخرجه البزار (3109) وبدر بن الهيثم في "حديثه" (10) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 609 - 610) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 374) 3 - عبد الله بن وهب. أخرجه تمام (1431) من طريق الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب به (¬1). 4 - مؤمل بن إسماعيل البصري. أخرجه الروياني (448) ¬

_ (¬1) ورواه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب في "الموطأ" (239) قال: أخبرني سفيان عن أبي إسحاق عن أبي موسى.

5 - خالد بن عمرو الأموي. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 279) 6 - عبد العزيز بن أبان القرشي الأموي (¬1). أخرجه أبو علي الصواف (13) قال الترمذي: وقد ذكر بعض أصحاب سفيان عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، ولا يصح" • وقال غير واحد: عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا، منهم: 1 - عبد الرزاق (¬2) (10475) 2 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه الترمذي في "العلل" (1/ 428) والبزار (3107) والروياني (447) 3 - أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي. أخرجه الطحاوي (3/ 9) 4 - الحسين بن حفص الهمداني. أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص 578 - 580) 5 - وكيع. أخرجه ابن عبد البر (19/ 88) 6 - عبد الله بن المبارك. أخرجه أبو عروبة الحراني في "حديثه" (19) - ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا. ¬

_ (¬1) وزاد في روايتها والسلطان ولي من لا ولي له" وعبد العزيز هذا قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. (¬2) رواه أحمد بن ثابت بن عتاب الرازي فرخويه عن عبد الرزاق فوصله. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 609 - 610) وأحمد بن ثابت قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطهراني يقول: كانوا لا يشكون أن فرخويه كذاب.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 131 و 14/ 168) قال الترمذي بعد أن ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث: ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى مرفوعا "لا نكاح إلا بولي" عنذي أصح، لأنّ سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة، وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث فإنّ رواية هؤلاء عندي أشبه، لأنّ شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد، ومما يدل على ذلك: فذكر حديث الطيالسي عن شعبة المتقدم. قال: فدل هذا الحديث على أنّ سماع شعبة والثوري عن أبي إسحاق هذا الحديث في وقت واحد. وإسرائيل هو ثقة ثبت في أبي إسحاق" وقال في "العلل": قد روى يونس بن أبي إسحاق هذا عن أبيه، وقد أدرك يونس بعض مشايخ أبي إسحاق، وهو قديم السماع، وشريك وإسرائيل هما من أثبت أصحاب أبي إسحاق بعد شعبة والثوري" وقال البخاري وسئل عن حديث إسرائيل: الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل ثقة، وإن كان شعبة والثوري أرسلاه فإنّ ذلك لا يضر الحديث" الكفاية ص 582 - سنن البيهقي 7/ 108 وقال الدارقطني: وإسرائيل من الحفاظ عن أبي إسحاق، ويشبه أن يكون القول قوله وأنّ أبا إسحاق كان ربما أرسله فإذا سئل عنه وصله" العلل 7/ 211 وقال البزار: والحديث لمن زاد إذا كان حافظًا، وإسرائيل حافظ عن أبي إسحاق ولا يدفع عن حديث أبي إسحاق وعن حفظه له، ويونس بن أبي إسحاق ثقة، وشريك وقيس قد تابعا إسرائيل على إسناده وتوصيله، وبشر بن منصور وكان من خيار الناس قد أسنده عن سفيان، وجعفر بن عون قد أسنده أيضًا عن سفيان. ولا نعلم فيما روى جعفر بن عون أحاديث يعد عليه أنّه أخطأ فيها فيعد هذا من خطأه، فالحديث عندنا قد تواصلت به الأخبار في اتصاله ورفعه وإن قصر به مقصر فالخبر ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وقال البغوي: ورواية من أسنده عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه أصح" وقال الذهبي: رواه شعبة والثوري مرسلًا، ولكنهم كانوا يحدثون بالحديث فيرسلونه حتى يقال لهم عمن فيسندونه" المستدرك 2/ 170 ونسب ابن حبان هذا الاختلاف في هذا الحديث على أبي بردة فقال: سمع هذا

الخبر أبو بردة عن أبي موسى مرفوعا، فمرة كان يحدث به عن أبيه مسندا، ومرّة يرسله، وسمعه أبو إسحاق من أبي بردة مرسلًا ومسندا معا، فمرة كان يحدث به مرفوعا، وتارة مرسلًا، فالخبر صحيح مرسلًا ومسندا معا لا شك ولا ارتياب في صحته" ونسب الحاكم هذا الاحنتلاف إلى أصحاب أبي إسحاق فقال: لست أعلم بين أئمة هذا العلم خلافا على عدالة يونس بن أبي إسحاق وأنّ سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيح، ثم لم يختلف على يونس في وصل هذا الحديث ففيه الدليل الواضح أنّ الخلاف الذي وقع على أبيه فيه من جهة أصحابه لا من جهة أبي إسحاق" قلت: ولم ينفرد أبو إسحاق به بل تابعه أبو حصين عثمان بن عاصم الثقفي عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا به. أخرجه الحاكم (2/ 172) من طرق عن أبي شيبة ابن أبي بكر بن أبي شيبة واسمه إبراهيم بن عبد الله بن محمد ثنا خالد بن يزيد الطبيب ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين به. وإسناده حسن، وله شواهد فانظر الحديثين الذين بعده. 4451 - "لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له" قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وفي إسناده حجاج بن أرطاة وفيه مقال، وأخرجه سفيان في "جامعه" ومن طريقه الطبراني في "الأوسط" بإسناد آخر حسن عن ابن عباس بلفظ "لا نكاح إلا بولي مرشد أو سلطان" (¬1) له عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه حجاج بن أرطأة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له" أخرجه أحمد (1/ 250) عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن حجاج به. وأخرجه أبو يعلى (4907) عن عمرو بن محمد الناقد ثنا معمر بن سليمان به. وأخرجه ابن الحطاب في "مشيخته" (42) من طريق موسى بن عبد الرحمن القلاء ثنا معمر بن سليمان به. وأخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن أحمد الشافعي ص 71) عن ابن الحطاب به. ¬

_ (¬1) 11/ 96 (كتاب النكاح- باب السطان ولي)

وأخرجه أبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة" (239) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي ثنا معمر به. واختلف فيه على معمر بن سليمان، فرواه محمد بن الصباح الجرجرائي عن معمر بن سليمان عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس. فقال فيه: عن عطاء، مكان عكرمة (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (11298) عن حميد بن أبي مخلد الواسطي ثنا محمد بن الصباح به. قال الهيثمي: وفيه الحجاج بن أرطأة وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 286 قلت: والأول أصح فقد رواه عبد الله بن المبارك عن حجاج عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي" أخرجه ابن ماجه (1880) وأبو يعلى (2507 و 4692) والبيهقي (7/ 106 - 107) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني والخطيب في "الموضح" (2/ 272) عن عبد الحميد بن صالح البُرْجُمي وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (17) عن المسيب بن واضح الحمصي قالوا: ثنا ابن المبارك به. - ورواه سهل بن عثمان العسكري عن ابن المبارك واختلف عنه: • فقال الحسين بن إسحاق التُسْتَري: ثنا سهل بن عثمان ثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي" فجعله عن خالد الحذاء. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11944) و"الأوسط" (3499) ¬

_ (¬1) ورواه علي بن حجر المروزي عن معمر بن سليمان فقال فيه: عن حجاج عن ابن عباس. أخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 760)

وتابعه عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ثنا سهل بن عثمان به. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 121) قال الطبراني: لم يروه عن ابن المبارك عن خالد الحذاء إلا سهل بن عثمان، ورواه الناس عن ابن المبارك عن الحجاج بن أرطاة" • وقال سعيد بن عثمان الأهوازي (¬1): ثنا سهل بن عثمان ثنا ابن المبارك عن حجاج عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه البيهقي (7/ 109 - 110) وهذا أصح. قال ابن عدي: سألت عبدان عن رواية ابن المبارك هذا الحديث عن خالد الحذاء، فقال: ثنا إبراهيم بن حرب وراق سهل بن عثمان قبل أن يقدم علينا سهل ثنا سهل ثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "لا نكاح إلا بولي" ثم قدم علينا سهل بن عثمان فسألناه عن هذا الحديث، فقال: إنّما حدثناه ابن المبارك عن حجاج بن أرطأة عن عكرمة عن ابن عباس" قلت: وحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، حجاج بن أرطأة مدلس وقد رواه بالعنعنة، وأيضًا لم يسمع حجاج من عكرمة، إنّما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة" المصباح 2/ 103 وقال الحافظ: وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف ومداره عليه، وغلط بعض الرواة فرواه عن ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة، والصواب الحجاج، بدل خالد" التلخيص 3/ 156 الثاني: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل، وأيمّا امرأة أنكحها ولي مسخوط عليه فنكاحها باطل" أخرجه الدارقطني (3/ 221 - 222) والبيهقي (7/ 124) من طريق عدي بن الفضل البصري عن ابن خثيم به. ¬

_ (¬1) وتابعه أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان به. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 121 - 122) وقال: وهو الصحيح"

قال الدارقطني: رفعه عدي بن الفضل ولم يرفعه غيره" وقال البيهقي: كذا رواه عدي بن الفضل وهو ضعيف، والصحيح موقوف" وقال في "الصغرى" (3/ 20): وعديّ بن الفضل غير قوي في الحديث" - ورواه سفيان الثوري عن ابن خثيم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12483) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الرحمن بن مهدي وبشر بن المفضل قالا: ثنا سفيان به. وأخرجه في "الأوسط" (525) ومن طريقه البيهقي في "الصغرى" (2376 و 2377) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري والبيهقي (7/ 124) عن معاذ بن المثنى العنبري قالا: ثنا القواريري ثنا عبد الله بن داود وبشر بن المفضل وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به. ولفظه "لا نكاح إلا بإذن ولي مرشد أو سلطان" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث مسندا عن سفيان إلا ابن داود وبشر وابن مهدي، تفرد به القواريري" وقال البيهقي: تفرد به القواريري مرفوعا، واِلقواريري ثقة، إلا أنّ المشهور بهذا الإسناد موقوف على ابن عباس" وقال في "الصغرى": الصحيح موقوف" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 286 قلت: ورواه مؤمل بن إسماعيل أيضًا عن سفيان مرفوعا. أخرجه أبو الحسن الحمامي في "الفوائد المنتقاة" كما في "الإروء" (6/ 240) • وقال عبد الرزاق (10483): عن سفيان عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بإذن ولي أو سلطان.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 124) وتابعه وكيع عن سفيان به. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 129) ولم ينفرد سفيان به بل تابعه: 1 - جعفر بن الحارث. أخرجه سعيد بن منصور (553) عن إسماعيل بن عياش عن جعفر بن الحارث عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بولي أو سلطان، فإن أنكحها سفيه مسخوط عليه فلا نكاح عليه. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 124) وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ جعفر بن الحارث كوفي نزل واسط، وهو مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه أبو حاتم وغيره. 2 - ابن جُريج. أخرجه الشافعي في "الأم" (5/ 19) عن مسلم بن خالد الزَّنْجي وسعيد بن سالم القداح عن ابن جريج عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بشاهدي عدل وولي مرشد. وقال: وأحسب مسلم بن خالد قد سمعه من ابن خثيم" ومن (¬1) طريقه أخرجه البيهقي (7/ 126) وفي "المعرفة" (10/ 56) وإسناده ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من ابن خثيم، وابن خثيم وسعيد بن سالم مختلف فيهما، ومسلم بن خالد قال أبو داود وغيره: ضعيف، وقواه بعضهم. الثالث: يرويه عبد الله بن أبي نَجيح المكي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "أيّما امرأة ¬

_ (¬1) ومن طريقه أيضًا أخرجه البيهقي (7/ 112) وفي "المعرفة" (10/ 38) وفي "الصغرى" (2375) والبغوي في "شرح السنة" (2264) وأسقطا منه: سعيد بن سالم ومجاهدا وابن جريج. وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوفا"

تزوجت بغير ولي فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، والسلطان ولي من لا ولي له" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (877) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن منصور بن أبي الأسود عن أبي يعقوب عن ابن أبي نجيح به. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد" وقال الهيثمي: وفيه أبو يعقوب غير مسمى فإن كان هو التوأم فقد وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وإن كان غيره فلم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 285 قلت: رواه النَّهَّاس بن قَهْم البصري عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا بلفظ "لا نكاح إلا بولي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6165) من طريق عبد الرحمن بن قيس الضبي ثنا النهاس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس إلا نهاس بن قهم" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. وأخرجه في "الكبير" (11343) و"الأوسط" (4517) من طريق الربيع بن بدر البصري في النهاس بلفظ "البغابا اللاتي يزوجنّ أنفسهن، لا يجوز نكاح إلا بولي وشاهدين ومهر ما قلّ أو كثر" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن النهاس إلا الربيع بن بدر" وقال الهيثمي: والربيع بن بدر متروك" المجمع 4/ 286 وللحديث شاهد عن جابر وآخر عن عائشة. فأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3938) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن العباس بن الوليد الزيتوني ثنا عمرو بن عثمان الرقي ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عيسى بن يونس، ولا عن عيسى إلا عمرو بن عثمان، تفرد به محمد بن العباس" وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن عثمان الرقي وهو متروك وقد وثقه ابن حبان" المجمع 4/ 286

وأما حديث عائشة فتقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها" وانظر الحديث الآتي. 4452 - "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل" سكت عليه الحافظ (¬1). حسن ورد من حديث عائشة ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث الحسن البصري مرسلا. فأما حديث عائشة فيرويه ابن شهاب الزهري وهشام بن عروة عن عروة عن عائشة. فأما حديث الزهري فأخرجه الدارقطني (3/ 225 - 226) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 134) وابن حزم في "المحلى" (11/ 47 - 48) والبيهقي (7/ 124 - 125 و 125 و10/ 148) وفي "معرفة "السنن" (10/ 55 - 56) عن عيسى بن يونس الكوفي (¬2) وابن حبان (4075) عن حفص بن غياث الكوفي والبيهقي (7/ 125) وفي "الصغرى" (2382) عن يحيى بن سعيد الأموي ثلاثتهم عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل، فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" وفي لفظ "أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليها وشاهدي عدل فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر، وإن اشتجروا فالسلطان وليّ من لا وليّ له" ¬

_ (¬1) 11/ 123 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن) (¬2) رواه أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي وسليمان بن عمر بن خالد الرقي وعبد الرحمن بن يونس الرقي عن عيسى بن يونس بهذا الإسناد. وخالفهم المعافى بن سليمان الجزري فرواه عن عيسى بن يونس عن عثمان بن عبد الرحمن قال: سمعت الزهري يحدث عن عروة عن عائشة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9287) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا المعافى به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن عبد الرحمن إلا عيسى بن يونس"

قال ابن حزم: لا يصح في هذا الباب شيء غير هذا السند -يعني ذكر شاهدي عدل - وفي هذا كفاية لصحته" وقال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى الأشدق، فأما ذكر الشاهدين فيه فإنا لم نكتبه إلا بهذا الإسناد" وقال ابن حبان: لا يصح في ذكر الشاهدين غير هذا الخبر" قلت: وإسناده حسن، وابن جريج صرح بالاخبار من سليمان بن موسى كما تقدم في حرف الهمزة (¬1)، وقد رواه جماعة عن ابن جريج فلم يذكروا "شاهدي عدل" (¬2) وقد زادها عيسى بن يونس وحفص بن غياث ويحيى بن سعيد الأموي، وهي زيادة ثقة فوجب قبولها. وأما حديث هشام بن عروة فيرويه غير واحد عنه عن أبيه عن عائشة، منهم: 1 - جعفر بن برقان الرقي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6923) عن محمد بن علي بن حبيب الطرائفي ثنا علي بن جميل الرقي ثنا حسين بن عياش عن جعفر بن برقان عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي وشاهدين" وأخرجه الخطيب في "المتفق" (1830) من طريق أبي محمد جعفر بن أحمد بن مروان الوزّان ثنا علي بن جميل الرقي به بلفظ "لا نكاح إلا بولي، فإن اشتجروا في ذلك فالسلطان وليّ من لا وليّ له" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن جعفر بن برقان عن هشام بن عروة إلا الحسين بن عياش، تفرد به علي بن جميل" قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يضع الحديث وضعا، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال. وقال ابن عدي: حدّث بالبواطيل عن ثقات الناس ويسرق الحديث. وحسين بن عياش هو ابن حازم السلمي أبو بكر الرقي وثقه النسائي وغيره. 2 - يزيد بن سنان بن يزيد أبو فروة الرُّهَاوي. أخرجه الدارقطني (3/ 227) من طريق محمد بن يزيد بن سنان ثنا أبي عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل" ¬

_ (¬1) انظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل" (¬2) انظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل"

ويزيد بن سنان قال أحمد وغير واحد: ضعيف، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وابنه مختلف فيه. 3 - نوح بن دَرَّاج النَّخَعي. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 157) من طريق أبي الفضل العباس بن محمد بن معاذ النيسابوري ثنا سهل بن عمار ثنا البيع بن سعدان ثنا نوح بن دراج عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل" ونوح بن دراج قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عن الثقات، وقال الحاكم: حدّث عن الثقات بالموضوعات، وقال النسائي: متروك الحديث. ورواه غير هؤلاء عن هشام فلم يذكروا الشاهدين (¬1). وأما حديث عمران بن حصين فيرويه قتادة عن الحسن البصري واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن مُحَرّر الجزري عن قتادة واخنلف عنه: • فقال عبد الرزاق (10473): عن عبد الله بن مُحَرّر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 142) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به. وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (7/ 125) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وأخرجه في "معرفة السنن" (10/ 55) عن بقية بن الوليد كلاهما عن عبد الله بن محرر به. قال البيهقي: وعبد الله بن محرر متروك لا تقوم الحجة بروايته" وقال الحافظ: وفي إسناده عبد الله بن محرر وهو متروك" ¬

_ (¬1) انظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير اذن وليّها فنكاحها باطل"

• وقال بكر بن بكار القيسي: ثنا عبد الله بن محرر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن ابن مسعود. أخرجه الدارقطني (3/ 225) من طريق عمر بن شبة النميري ثنا بكر بن بكار به. قال البيهقي: وهذا ليس بشيء" السنن 7/ 125 قلت: وبكر بن بكار مختلف فيه، ضعفه النسائي وغير واحد، وقواه ابن حبان وغيره. - وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب أنّ عمر قال: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل. أخرجه البيهقي (7/ 126) وفي "الصغرى" (2383 و 2384) من طريق محمد بن إسحاق الصَّاغاني ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد به. وقال: هذا إسناد صحيح، وابن المسيب كان يقال له: راوية عمر، وكان ابن عمر يرسل إليه يسأله عن بعض شأن عمر وأمره" وتعقبه ابن التركماني فقال: قلت: عبد الوهاب هو الخفاف قال البخاري والنسائي والساجي: ليس بالقوي، وروى العقيلي بسنده عن أحمد أنّه قال: ضعيف الحديث مضطرب. وسعيد هو ابن أبي عروبة خلط سنة ثنتين وأربعين ومائة، وأقام مخلطا مقدار أربع عشرة سنة، وقال البيهقي في باب العسر يستسعى في نصيب صاحبه: الحفاظ يتوقون في إثبات ما ينفرد به ابن أبي عروبة. وقتادة مشهور بالتدليس وقد عنعن هنا، وابن المسيب رأى عمر وهو صغير فلم يثبت له سماع منه، كذا قال ابن معين، وقال مالك: ولد لنحو ثلاث سنين مضين من خلافة عمر، وأنكر سماعه منه، ولذلك لم يخرج له في الصحيحين عن عمر شيء فكيف يقول البيهقي: هذا إسناد صحيح، وما الذي ينفعه كونه يقال له: راوية عمر وكونه كان يسأل عن بعض شأنه إذا كان يروي عنه مرسلًا ولم يثبت له سماع منه" قلت: عبد الوهاب الخفاف وإن ضعفه أحمد وغيره، فقد وثقه ابن معين والدارقطني والحسن بن سفيان وابن حبان، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال أحمد: كان من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. واحتج به مسلم، وروايته عن سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.

وأما سعيد بن أبي عروبة فهو ثقة مشهور، وثقه ابن معين وجماعة، وإنّما تكلموا فيما رواه بعد اختلاطه، وقد كان من أثبت الناس في قتادة كما قال ابن معين، وقد احتج الشيخان بروايته عن قتادة. وسعيد بن المسيب قال أحمد: قد رأى عمر وسمع منه، وإذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل. وأنكر غير واحد سماعه منه. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه المغيرة بن موسى المزني البصري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي وخاطب وشاهدي عدل" أخرجه ابن عدي (6/ 2356 و 2357) والبيهقي (7/ 125) والخطيب في "التاريخ" (3/ 244) والمغيرة بن موسى مختلف فيه، قال البخاري: منكر الحديث، وقال السليماني: فيه نظر، وذكره العقيلي وغير واحد في الضعفاء، ووثقه ابن حبان وابن عدي. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل، والسلطان ولي من لا ولي له" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6362) وابن عدي (3/ 1101) والخطيب في "التاريخ" (4/ 224) من طرق عن محمد بن سلمة الحراني عن سليمان بن أرقم به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا سليمان بن أرقم، تفرد به محمد بن سلمة" قلت: سليمان بن أرقم قال أبو داود وغير واحد: متروك الحديث. وتابعه عمر بن قيس المكي سَنْدَل عن الزهري به بلفظ "لا تنكح المرأة إلا بإذن ولي" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9369) من طريق الحارث بن منصور الواسطي ثنا عمر بن قيس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا عمر بن قيس، تفرد به الحارث بن منصور" قلت: وَعمر بن قيس قال أحمد وغير واحد: متروك الحديث.

الثالث: يرويه عمر بن قيس أيضًا عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا "لا نكاح لامرأة بغير إذن ولي" أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (240) وأما حديث ابن عباس فقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 521 و522) والدارقطني (3/ 225) من طريق إسحاق بن هشام التمار ثنا ثابت بن زهير ثنا نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل" قال ابن عدي: وهذا الحديث عن نافع ليس يرويه غير ثابت" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث. وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5560) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا قطن بن نسير الذارع ثنا عمرو بن النعمان الباهلي ثنا محمد بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به قطن بن نسير" قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله. وأما حديث الحسن فأخرجه البيهقي (7/ 125) وفي "معرفة السنن" (10/ 55) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا ابن وهب (¬1) أنبأ الضحاك بن عثمان عن عبد الجبار عن الحسن مرفوعا "لا يحل نكاح إلا بولي وصداق وشاهدي عدل" الضحاك بن عثمان صدوق، وعبد الجبار ما عرفته، والباقون ثقات. 4453 - "لا هجرة بعد الفتح" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 6/ 344) من حديث ابن عباس. ¬

_ (¬1) وهو في "الموطأ" (238) له. (¬2) 8/ 229 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم-) و12/ 292 (كتاب الطب- باب ما يذكر في الطاعون) و16/ 326 (كتاب الأحكام- باب بيعة الأعراب)

4454 - عن أبي سعيد قال: كان النبي-صلى الله عليه وسلم- إذا اجتهد في اليمين قال: لا والذي نفس أبي القاسم بيده. قال الحافظ: ولابن أبي شيبة من طريق عاصم بن شميخ عن أبي سعيد: فذكره، ولابن ماجه من وجه آخر في هذا الحديث "كانت يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي يحلف بها: أشهد عند الله، والذي نفسي بيده" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 48) عن وكيع عن عكرمة بن عمار عن عاصم بن شميخ عن أبي سعيد قال: فذكره. وأخرجه أبو داود (3264) عن أحمد به. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (13/ 496) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه البيهقي (10/ 26) من طريق أبي بكر بن داسة ثنا أبو داود به. وعاصم بن شميخ وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال البزار: ليس بالمعروف. وأما حديث ابن ماجه فقد تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده". 4455 - "لا والله، لا يتحدث الناس أنّ محمدا يقتل أصحابه" قال الحافظ: وفي رواية عبد الرزاق عن مَعْمر عن قتادة مرسلًا أنّ الأنصاري كان حليفا لهم من جهينة، وأنّ المهاجري كان من غفار. وقال: وفي مرسل قتادة: فقال رجل منهم عظيم النفاق: ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل: سمّن كلبك يأكلك. وقال: في مرسل قتادة: فقال عمر: مُرْ معاذا أن يضرب عنقه. وقال: وفي مرسل قتادة: فقال: فذكره" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 14/ 327 (كتاب الإيمان والنذور- باب كيف كانت يمين النبي-صلى الله عليه وسلم-؟) (¬2) 10/ 274 و 275 (كتاب التفسير: سورة المنافقين- باب قوله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} [المنافقون: 6] الآية)

وله عن قتادة طريقان: الأول: يرويه معمر بن راشد عن قتادة. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 293) عن معمر عن قتادة قال: اقتتل رجلان أحدهما من جهينة والآخر من غفار، وكانت جهينة حلفاء الأنصار فظهر عليه الغفاري، فقال رجل منهم عظيم النفاق: عليكم صاحبكم عليكم حليفكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل، قال: وهم في سفر حينئذ فجاء رجل من بعض من سمعه إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فأخبره بذلك، فقال عمر: مر معاذا أن يضرب عنقه، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- له "لا والله، لا يتحدث الناس أنّ محمدا يقتل أصحابه" فنزلت فيه {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا} [المنافقون: 7] الآية. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (28/ 114) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة أخرجه الطبري (28/ 113 - 114) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد عن قتادة قال: فذكر نحوه. ورواته ثقات. 4456 - عن جابر: أتى أعرابي النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أخبرني عن العمرة أواجبة هي؟ فقال "لا، وأن تعتمر خير لك" قال الحافظ: رواه الحجاج بن أرطأة عن محمد بن المنكدر عن جابر، أخرجه الترمذي، والحجاج ضعيف" (¬1) ضعيف وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه الحجاج بن أرطأة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: فذكره. أخرجه أحمد (3/ 316) والسياق له وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 114) والدارقطني (2/ 286) ¬

_ (¬1) 4/ 346 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب وجوب العمرة)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي والترمذي (931) وابن خزيمة (4/ 356 - 357) عن عمر بن علي المقدمي والطبري في "تفسيره" (2/ 212) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 180) عن عبد الله بن المبارك والطبراني في "الصغير" (2/ 194) والبيهقي (4/ 349) عن عبد الواحد بن زياد البصري وابن أبي داود (ص 114) والدارقطني (2/ 286) عن سعد بن الصلت الشيرازي والدراقطني (2/ 285) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني و (2/ 286) عن عبد الله بن نمير وابن أبي داود (ص 114) عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي والإسماعيلي في "معجمه" (ص 618) والخطيب في "التاريخ" (8/ 33) عن حفص بن غياث الكوفي كلهم (¬1) عن حجاج بن أرطأة به. ¬

_ (¬1) وخالفهم يحيى بن أيوب المصري فرواه عن ابن جريج والحجاج بن أرطأة عن ابن المنكدر عن جابر موقوفا. أخرجه البيهقي (4/ 349) وقال: هذا هو المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع، وروي عن جابر مرفوعا بخلاف ذلك، وكلاهما ضعيف" وقال في "المعرفة" (7/ 59): رفعه ضعيف" قلت: الذي رفعه أوثق وأثبت من يحيى بن أيوب فالقول قولهم. ورواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الحجاج عن ابن المنكدر مرسلًا. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1764)

قال أبو نعيم: غريب من حديث محمد لم يروه عنه فيما أرى إلا الحجاج" وقال ابن النحاس: وهذا لا حجة فيه, لأنّ الحجاج بن أرطأة يدلس عمن لقيه، وعمن لم يلقه فلا تقوم بحديثه حجة إلا أن يقول: حدثنا أو أخبرنا أو سمعت" الناسخ 1/ 557 وقال ابن عبد البر: انفرد به الحجاج عن ابن المنكدر عن جابر، وما انفرد به الحجاج فلا حجة فيه" التمهيد 19/ 14 وأما الترمذي فقال: حسن صحيح" وتعقبه غير واحد: قال المنذري: وفي تصحيح الترمذي له نظر فإنّ الحجاج لم يحتج به الشيخان في صحيحيهما، وقال ابن حبان: تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد بن حنبل" نصب الراية 3/ 150 وقال الحافظ: ونقل جماعة من الأئمة الذين صنفوا في الأحكام المجردة من الأسانيد، أنّ الترمذي صححه من هذا الوجه، وقد نبّه صاحب "الإمام" على أنّه لم يزد على قوله: حسن، في جميع الروايات عنه إلا في رواية الكروخي فقط، فإنّ فيها: حسن صحيح، وفي تصحيحه نظر كثير من أجل الحجاج، فإنّ الأكثر على تضعيفه والاتفاق على أنّه مدلس. وقال النووي: ينبغي أن لا يغتر بكلام الترمذي في تصحيحه, فقد اتفق الحفاظ على تضعيفه، وقد نقل الترمذي عن الشافعي أنّه قال: ليس في العمرة شيء ثابت أنّها تطوع، وأفرط ابن حبان فقال: إنّه مكذوب باطل" تلخيص الحبير 2/ 226 ولم ينفرد حجاج به بل تابعه أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن ابن المنكدر عن جابر به مرفوعا. أخرجه ابن عدي (7/ 2507) وقال: وهذا يعرف بحجاج بن أرطأة عن ابن المنكدر، وأبو عصمة قد رواه أيضًا عن ابن المنكدر، ولعله سرقه منه" وقال الحافظ: وأبو عصمة كذبوه" التلخيص 2/ 226 الثاني: يرويه عبيد الله بن المغيرة المصري عن أبي الزبير عن جابر قال: قلت: يا رسول الله، العمرة واجبة فريضتها كفريضة الحج؟ قال "لا، وأن تعتمر خير لك"

أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" (ص 114) عن جعفر بن مسافر التِّنِّيسي ومحمد (¬1) بن عبد الرحيم البرقي ويعقوب بن سفيان الفارسي قالوا: ثنا ابن (¬2) عفير عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن المغيرة به. وأخرجه الدارقطني (2/ 286) عن ابن أبي داود به. قال يعقوب بن سفيان: عبيد الله بن المغيرة وهم" وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1015) عن محمد بن عبد الرحيم بن نمير الصدفي المصري والبيهقي (4/ 348 - 349) والذهبي في "الميزان" (4/ 362) وفي "تذكرة الحفاظ" (3/ 872) عن عبد الله بن حماد الآملي قالا: ثنا سعيد بن عفير الأنصاري المصري ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله- ولم ينسب- عن أبي الزبير عن جابر به. قال الطبراني: عبيد الله الذي روى عنه يحيى بن أيوب هذا الحديث هو عبيد الله بن أبي جعفر المصري، ولم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا عبيد الله بن أبي جعفر، تفرد به يحيى بن أيوب، وهو مشهور من حديث الحجاج عن ابن المنكدر عن جابر" وتعقبه الحافظ فقال: وليس كما قال، بل هو عبيد الله بن المغيرة" التلخيص 2/ 226 وقال البيهقي: كذا قال: عن عبيد الله، وهو عبيد الله بن المغيرة، تفرد به عن أبي الزبير، ذكره يعقوب بن سفيان ومحمد بن عبد الرحيم البرقي وغيرهما عن ابن عفير عن يحيى عن عبيد الله بن المغيرة، ورواه الباغندي عن جعفر بن مسافر عن ابن عفير قال: عن يحيى عن عبيد الله بن عمر، وهذا وهم من الباغندي، وقد رواه ابن أبي داود عن جعفر كما رواه الناس، وإنّما يعرف هذا المتن بالحجاج بن أرطأة عن ابن المنكدر عن جابر" وقال الذهبي: هذا غريب عجيب، تفرد به سعيد هكذا عن يحيى بن أيوب" وقال أيضًا: وهذا إسناد صالح، لم يروه عن عبيد الله سوى يحيى، ويحيى يغرب ويأتي بمناكير، وقد احتج مع ذلك به الشيخان" ¬

_ (¬1) هو محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. (¬2) اسمه: سعيد بن كثير بن عفير.

قلت: واختلف فيه على أبي الزبير، فرواه ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر موقوفًا. أخرجه ابن خزيمة (3067) ثنا الأشج ثنا أبو خالد عن ابن جريج به. وإسناده ضعيف، ابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا، والأشج هو عبد الله بن سعيد الكندي، وأبو خالد هو سليمان بن حيان الأحمر. 4457 - "لا وتران في ليلة" قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه النسائي وابن خزيمة وغيرهما من حديث طلق بن علي" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (6724) عن ملازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعا. وأخرجه أحمد (4/ 23) وأبو داود (1439) والترمذي (470) والنسائي (3/ 188) وفي "الكبرى" (1388) وابن خزيمة (1101) وابن المنذر في "الأوسط" (5/ 201) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 342) وابن حبان (2449) وابن حزم في "المحلى" (3/ 76 - 77) والبيهقي (3/ 36) من طرق عن ملازم بن عمرو به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح رواته ثقات" شرح الترمذي 2/ 334 وقال الحافظ: حديث حسن" كشف الستر عن حكم الصلاة بعد الوتر ص30 قلت: وهو كما قال: فملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر ثقتان، وقيس بن طلق مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس ممن تقوم به الحجة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن القطان الفاسي: يقتضي أن يكون خبره حسنًا لا صحيحا، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ولم ينفرد عبد الله بن بدر به بل تابعه: 1 - أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه به. أخرجه الطيالسي (ص 147) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 283) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 342) والطبراني في "الكبير" (8247) ¬

_ (¬1) 3/ 133 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1).

وأيوب بن عتبة هو اليمامي وهو ضعيف كما قال أحمد وابن معين وابن المديني والفلاس ومسلم وغيرهم. 2 - سراج بن عقبة بن طلق بن علي عن قيس بن طلق عن أبيه به. أخرجه أحمد (4/ 23) وسراج وثقه ابن حبان والعجلي وقال ابن معين: لا بأس به. 4458 - "لا وضوء إلا من حَدَث" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه أحمد (2/ 410) وابن ماجه (515) وابن خزيمة (27) عن محمد بن جعفر غنُدر وأحمد (2/ 435) عن يحيى القطان وأحمد (2/ 471) وابن ماجه (515) والترمذي (74) وابن خزيمة (27) عن وكيع وابن ماجه (515) وابن خزيمة (27) عن عبد الرحمن بن مهدي وابن خزيمة (27) عن خالد بن الحارث البصري وتمام (ق 102 / أ) عن وهب بن جرير بن حازم والبيهقي (1/ 117 و 220) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري ¬

_ (¬1) 1/ 327 (كتاب الوضوء- باب الوضوء من غير حدث)

كلهم عن شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا وضوء إلا من حدث (¬1) أو ريح" وخالفهم يحيى بن السكن البصري فرواه عن شعبة عن ادريس الكوفي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. فزاد فيه: عن ادريس الكوفي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6925) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 283) وقال الطبراني: لم يُدخل أحد ممن روى هذا الحديث عن شعبة بين شعبة وسهيل بن أبي صالح ادريس إلا يحيى بن السكن" قلت: الأول أصح، ويحيى بن السكن قال أبو حاتم: ليس بالقوي. والحديث قال الترمذي: حسن صحيح" وقال غيره: هو مختصر من حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجنّ من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" أخرجه مسلم وغيره من طرق عن سهيل (¬2). قال أبو حاتم: هذا وهم، اختصر شعبة متن هذا الحديث فقال "لا وضوء إلا من صوت أو ريح" ورواه أصحاب سهيل عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره باللفظ الثاني" العلل 1/ 47 وأما ابن التركماني فقال: هما حديثان مختلفان" الجوهر النقي 1/ 117 قلت: والذي يظهر لي أنّهما حديث واحد اختصره شعبة كما قال أبو حاتم وغيره. 4459 - حديث أبي رافع: لما ولدت فاطمة حسنًا قالت: يا رسول الله، ألا أعقّ عن ابني بدم؟ قال: "لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة" ففعلت. فلما ولدت حسينا فعلت مثل ذلك. قال الحافظ: أخرجه أحمد" (¬3) ¬

_ (¬1) وفي لفظ "صوت" (¬2) انظر صحيح ابن خزيمة (1/ 18 - 19)، سنن البيهقي (1/ 117) (¬3) 12/ 13 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 235) وأحمد (6/ 390 - 391) وابن أبي الدنيا في "العيال" (53) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2385) والطبراني في "الكبير" (917 و 2576) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 339) والبيهقي (9/ 304) عن شريك بن عبد الله النخعي (¬1) وأحمد (6/ 392) عن عبيد الله بن عمرو الرقي والطبراني في "الكبير" (918 و 2577) والبيهقي (9/ 304) عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني والدولابي في "الذرية الطاهرة" (104) عن فرات بن سلمان الجزري كلهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع قال: لما ولدت فاطمة حسنًا قالت: ألا أعق عن ابني بدم؟ قال "لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين والأوفاض" وكان الأوفاض ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محتاجين في المسجد أو في الصفة. ففعلت ذلك. قال: فلما ولدت حسينا فعلت مثل ذلك (¬2). وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين مرسلًا. أخرجه ابن سعد (160) عن محمد بن عمر ثنا الثوري به. وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (103) عن محمد بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر ثني الثوري به. ورواه ابن سعد (161) أيضًا عن محمد بن عمر فزاد فيه: عن أبي رافع. ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك وكذبه غير واحد. ¬

_ (¬1) رواه أبو الوليد الطيالسي عن شريك فلم يذكر أبا رافع. أخرجه ابن سعد (159) (¬2) واللفظ لحديث شريك.

قال البيهقي: تفرد به ابن عقيل" وقال الهيثمي: حديث حسن" المجمع 4/ 57 قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 4460 - حديث أبي موسى: فأفاق وهي تمسح صدره وتدعو بالشفاء فقال "لا، ولكن أسأل الله الرفيق الأعلى" قال الحافظ: وللطبراني من حديث أبي موسى: فذكره" (¬1) ذكره الهيثمي في "المجمع" (9/ 37) وزاد فيه "الأسعد جبريل وميكائيل واسرافيل" وقال: رواه الطبراني وفيه محمد بن سلام الجمحي وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" 4461 - حديث أبي أيوب في قصة نزول النبي-صلى الله عليه وسلم- عليه قال: فكان يصنع للنبي-صلى الله عليه وسلم- طعاما، فإذا جيء به إليه -أي بعد أن يأكل النبي-صلى الله عليه وسلم- منه- سأل عن موضع أصابع النبي-صلى الله عليه وسلم-، فصنع ذلك مرّة، فقيل له: لم يأكل، وكان الطعام فيه ثوم، فقال: أحرام هو يا رسول الله؟ قال "لا، ولكن أكرهه" قال الحافظ: ففي صحيح مسلم من حديث أبي أيوب: فذكره. وعند ابن خزيمة وابن حبان من وجه آخر أنّ رسول - صلى الله عليه وسلم - أرسل إليه بطعام من خضرة فيه بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأبى أن يأكل، فقال له "ما منعك؟ " قال: لم أر أثر يدك، قال "استحي من ملائكة الله وليس بمحرم" (¬2) صحيح وله عن أبي أيوب طرق: الأول: يرويه أبو زيد (¬3) ثابت بن يزيد الأحول ثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- نزل عليه، فنزل النبي-صلى الله عليه وسلم- في ¬

_ (¬1) 9/ 197 (كتاب المغازي- باب مرض النبي-صلى الله عليه وسلم- ووفاته) (¬2) 2/ 486 - 487 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب ما جاء في الثوم النييء) (¬3) وخالفه عمرو بن أبي قيس الرازي فرواه عن عاصم عن ابن سيرين عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب. أخرجه الدارقطني في "العلل" (6/ 111 و 112) وقال: وقول ثابت أبي زيد أشبه بالصواب"

السُّفْل وأبو أيوب في العلو، قال: فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشي فوق رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتنحوا، فباتوا في جانب، ثم قال للنبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "السفل أرفق" فقال: لا أعلو سقيفة أنت تحتها، فتحول النبي-صلى الله عليه وسلم- في العلو وأبو أيوب في السفل، فكان يصنع للنبي-صلى الله عليه وسلم- طعاما، فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه، فصنع له طعاما فيه ثوم، فلما رُدّ إليه سأل عن موضع أصابع النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقيل له: لم يأكل، ففزع وصعد إليه، فقال: أحرام هو؟ فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "لا، ولكني أكرهه قال: فإني أكره ما تكره، أو ما كرهت. قال: وكان النبي-صلى الله عليه وسلم- يؤتى. أخرجه أحمد (5/ 415) ومسلم (3/ 1623 - 1624) والطبراني في "الكبير" (3984) والدارقطني (¬1) في "العلل" (6/ 111) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 509 - 510) الثاني: يرويه عمرو بن الحارث المصري عن بكر بن سوادة أنّ سفيان بن وهب حدثه عن أبي أيوب أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسل إليه بطعام مع خُضَر فيه بصل أو كراث، فلم ير فيه أثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأبى أن يأكله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما منعك أن تأكل؟ " قال: لم أر أثرك فيه يا رسول الله، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "أستحي من ملائكة الله، وليس بمحرّم" أخرجه ابن خزيمة (1670) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 239) وابن حبان (2092) والطبراني في "الكبير" (3996 و 4077) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث به. وإسناده صحيح، سفيان بن وهب مختلف في صحبته والباقون ثقات. الثالث: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني واختلف عنه: - فقال الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رُهْم السَّمَاعي أنّ أبا أيوب حدّثه أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نزل في بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتبع الماء شفقة أن يخلص الماء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا مشفق، فقلت: يا رسول الله، إنّه ليس ينبغي أن نكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، فأمر النبي-صلى الله عليه وسلم- بمتاعه فنقل، ومتاعه قليل، فقلت: يا رسول الله، كنت ترسل إليّ بالطعام فأنظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت يدي فيه حتى إذا كان هذا الطعام الذي أرسلت به إليّ فنظرت فيه فلم أر فيه أثر أصابعك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أجل إنّ فيه بصلا فكرهت أن آكله من أجل الملك الذي يأتيني، وأمّا أنتم فكلوه" ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث صحيح غريب"

أخرجه ابن سعد (1/ 394 - 395) وابن أبي شيبة (8/ 305) وفي "مسنده" (11) وأحمد (5/ 420) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (579) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 239) والهيثم بن كليب (1134) والطبراني في "الكبير" (3878) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 510) من طرق عن الليث بن سعد به. وتابعه ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به. أخرجه الطحاوي (4/ 239) - ورواه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: • فقال وهب بن جرير بن حازم: ثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي أمامة عن أبي أيوب. أخرجه الطبراني (3855) والحاكم (3/ 460 - 461) وقال: صحيح على شرط مسلم" وتابعه يحيى بن سعيد الأموي ثنا ابن إسحاق به. أخرجه أبو القاسم البغوي (577) وقال: وهو عندي وهم" • وقال عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري: ثنا ابن إسحاق ثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي أمامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطحاوي (4/ 239) • وقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق عن يزيد عن مرثد عن أبي رهم عن أبي أيوب. أخرجه أبو القاسم البغوي (578) قال الدارقطني: وحديث الليث أشبه بالصواب" العلل 6/ 121 قلت: وإسناده صحيح، أبو رهم واسمه أحزاب بن أسيد مختلف في صحبته، والباقون ثقات. الرابع: يرويه سِماك بن حرب عن جابر بن سمرة واختلف عنه: - فرواه شعبة عن سماك واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة عن أبي أيوب الأنصاري

قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إذا أتي بطعام أكل منه وبعث بفضله إليّ، وإنّه بعث إليّ يوما بفضلة لم يأكل منها لأنّ فيها ثوما، فسألته: أحرام هو؟ قال "لا، ولكني أكرهه من أجل ريحه" قال: فإني أكره ما كرهت. منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أحمد (5/ 417) ومسلم (3/ 1623) 2 - محمد بن جعفر غُندر. أخرجه أحمد (5/ 416) ومسلم (2053) 3 - سعيد بن الربيع البصري. أخرجه عبد بن حميد (229) 4 - خالد بن الحارث البصري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6630) وقال غير واحد: عن شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. منهم: 1 - الطيالسي (ص 80) ومن طريقه الترمذي (1807) وقال: حسن صحيح" والحاكم (3/ 460) وقال: صحيح على شرط مسلم" 2 - سعيد بن عامر البصري. أخرجه أحمد (5/ 95) والطحاوي (4/ 239) والبيهقي (3/ 77) وفي "الشعب" (5562) وفي "الآداب" (659) 3 - معاذ بن معاذ العنبري. أخرجه الطبراني (1889) وابن حبان (5110) - ورواه إسرائيل بن يونس عن سماك عن جابر عن أبي أيوب. أخرجه الهيثم بن كليب (1092) والطبراني (3874)

- ورواه غير واحد عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. منهم: 1 - حماد بن سلمة. أخرجه الطيالسي (ص 80) وأحمد (5/ 95 - 96 و 103 و 106) وابن حبان (2094) والطبراني (1972) والحاكم (3/ 460) 2 - أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي. أخرجه أحمد (5/ 94) والطبراني (1986) 3 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه الطبراني (1940) 4 - عمرو بن أبي قيس الرازي. أخرجه الطبراني (2047) الخامس: يرويه خالد بن مَعْدان الحمصي عن جبير بن نفير عن أبي أيوب قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة اقترعت الأنصار أيهم يؤوي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقرعهم أبو أيوب فآوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان إذا أُهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعام أهدى لأبي أيوب، قال: فدخل أبو أيوب يوما فإذا قصعة فيها بصل، فقال: ما هذا؟ فقالوا: أرسل به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فاطلع أبو أيوب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ما منعك من هذه القصعة؟ قال "رأيت فيها بصلا" قال: ولا يحل لنا البصل؟ قال "بلى، فكلوه ولكن يغشاني ما لا يغشاكم" أخرجه أحمد (5/ 414) والنسائي في "الكبرى" (6629) من طريق بقية بن الوليد عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان به. ورواته ثقات إلا أنّ بقية مدلس وقد عنعن. السادس: يرويه واصل الرقاشي عن أبي سَوْرة عن أبي أيوب أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أُتي بطعام نال منه ما شاء الله أن ينال ثم يبعث بسائره إلى أبي أيوب وفيه أثر يده، فأتي بطعام فيه الثوم فلم يطعم منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-شيئًا وبعث به إلى أبي أيوب، فقال له أهله، فقال: ادنوه مني فإني أحتاج إليه، فلما لم ير أثر يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه كفّ يده منه، وأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله بأبي أنت وأمي هذا الطعام لم تأكل منه آكل منه؟ قال "فيه تلك الثومة فيستأذن عليّ جبريل -علية السلام- قال: فآكل منه يا رسول الله؟ قال "نعم فكل"

أخرجه أحمد (5/ 416) عن محمد بن عبيد الطنافسي ثنا واصل به. وإسناده ضعيف لضعف واصل بن السائب الرقاشي وأبي سورة ابن أخي أبي أيوب. 4462 - عن عثمان بن مظعون أنّه قال: يا رسول الله، إني رجل يشقّ عليّ العزوبة فأذن لي في الخصاء، قال "لا، ولكن عليك بالصيام" قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (¬1) أخرجه ابن سعد (3/ 395) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 210) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 272 - 273) عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني ثني عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجُمَحي عن أبيه وعن عمر بن حسين أيضًا عن عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنّه قال: يا رسول الله، إني رجل تشقّ عليّ العزبة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصى؟ قال "لا، ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فإنّه مَجْفَر" وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1792) عن أبي موسى هارون بن عبد الله الحمال ثنا إسماعيل بن أبي أويس به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8320) عن علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4924) عن الطبراني به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3324) من طريق أبي القاسم عبد الله بن يحيى الغساني ثنا إسماعيل بن أبي أويس به. قال العراقي: رواه البغوي والطبراني في معجمي الصحابة بإسناد حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1565 - 1566 قال الهيثمي: وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه ابن معين وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 253 قلت: وإسماعيل مختلف فيه كذلك، وقدامة بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع، وقد توبع. ¬

_ (¬1) 11/ 18 - 19 (كتاب النكاح- باب ما يكره من التبتل)

4463 - عن عائشة قلت: يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهو الذي يسرق ويزني؟ قال "لا، ولكنه الذي يصوم ويتصدق ويصلي ويخاف أن لا يقبله منه" قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن أبيه عن عائشة: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا، بل هو الرجل يصوم ويصلي" 4464 - حديث علي قال: لما نزلت {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ فقال: "لا، ولو قلت نعم لوجبت" فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا} [المائدة: 101]. قال الحافظ: روى الترمذي من حديث علي قال: فذكره. وقد روى أحمد من حديث أبي هريرة، والطبري من حديث أبي أمامة نحو حديث علي هذا، وكذا أخرجه من وجه ضعيف، ومن آخر منقطع عن ابن عباس" (¬2) صحيح ورد من حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث مجاهد مرسلًا. فأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 113) ثنا منصور بن وَرْدان الأسدي ثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البَخْتَري عن علي قال: لما نزلت هذه الآية {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: أفي كل عام؟ فقال "لا، ولو قلت نعم لوجبت" فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] إلى آخر الآية. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخه" (13/ 65) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 121) وابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 57 - 58) والمزي (28/ 558 - 559) ¬

_ (¬1) 14/ 81 (كتاب الرقاق- باب الرجاء مع الخوف) (¬2) 9/ 351 (كتاب التفسير- سورة المائدة- باب قوله: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101])

وأخرجه الترمذي (814 و 3055) والبزار (913) وابن نصر في "السنة" (ص 35 - 36) وأبو يعلى (517) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (749) وابن أبي حاتم في "التفسير" (6875) والدارقطني (2/ 280 - 281) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهو في "حديثه" (4) وابن ماجه (2884) عن محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد الطنافسي والبزار (913) وأبو يعلى (542) والدراقطني (2/ 280 - 281) عن أبي موسى محمد بن المثنى وابن عدي (6/ 2388) عن سعيد بن سليمان الواسطي وأبو علي الطوسي (749) والدارقطني (2/ 280 - 281) عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني والحاكم (2/ 293 - 294) عن مخول بن إبراهيم النهدي كلهم عن منصور بن وردان به. وخالفهم أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني فرواه عن منصور بن وردان ثنا علي بن عبد الأعلى قال: لما نزلت هذه الآية، الحديث. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (7/ 82) والأول أصح. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وأبو البختري لم يسمع من علي" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث علي" وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: عبد الأعلى هو ابن عامر ضعفه أحمد" وقال ابن عدي: ومنصور هو معروف بهذا الحديث وهو يرويه عن علي بن عبد الأعلى بهذا الإسناد وما أظن له غيره"

قلت: الحديث إسناده ضعيف. أبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من علي شيئًا، قاله ابن معين وغيره، وعبد الأعلي بن عامر الثعلبي ضعيف الحديث. قاله أحمد وأبو زرعة، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وذكره البخاري والعقيلي وابن حبان في الضعفاء. وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 220): سنده منقطع" وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي عياض عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله كتب عليكم الحج" فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه، حتى عاد مرتين أو ثلاثًا، فقال "من السائل؟ " فقال: فلان، فقال "والذي نفسي بيده، لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت عليكم ما أطقتموه، ولو تركتموه لكفرتم" فأنزل الله هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] حتى ختم الآية". أخرجه الطبري في "تفسيره" (7/ 82) والسياق له والطحاوي في "المشكل" (1473) والدارقطني (2/ 282) من طرق عن الهجري به. وإسناده ضعيف لضعف الهجري، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن أبي عياض عن أبي هريرة به. أخرجه ابن نصر في "السنة" (ص 35) ثنا علي بن حُجْر ثنا علي بن مُسْهر عن أبي إسحاق به. وإسناده صحيح إن كان أبو عياض واسمه عمرو بن الأسود العنسي سمع من أبي هريرة فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه. الثاني: يرويه الحسين بن واقد المروزي عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "يا أيها الناس، كتب الله عليكم الحج" فقام محصن الأسدي (¬1) فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال "أما إني لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لضللتم، اسكتوا عني ما سكت عنكم، فإنّما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم" فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة:101] إلى آخر الآية. ¬

_ (¬1) وفي رواية وهي التي تلي هذه الرواية "فقام عكاشة بن محصن الأسدي"

أخرجه الطبري (7/ 82) ثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: سمعت أبي يقول: أنا الحسين بن واقد به. وإسناده حسن رجاله ثقات غير الحسين بن واقد وهو حسن الحديث. ولم ينفرد علي بن الحسن بن شقيق به بل تابعه يحيى بن واضح المروزي ثنا الحسين بن واقد به. أخرجه الطبري (7/ 82) ثنا ابن حميد ثنا يحيى بن واضح به. وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال النسائي: ليس بثقة. ولم ينفرد به الحسين بن واقد بل تابعه الربيع بن مسلم القرشي ثنا محمد بن زياد به. أخرجه أحمد (2/ 508) ومسلم (1337) وابن نصر في "السنة" (ص 35) والنسائي (5/ 83) وابن خزيمة (2508) والطحاوي في "المشكل" (1472) وابن حبان (3704 و 3705) والدارقطني (2/ 281 و 281 - 282) والبيهقي (4/ 325 - 326) من طرق عن الربيع بن مسلم به. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبري (7/ 82 - 83) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري والطبراني في "الكبير" (7671) وفي "مسند الشاميين" (955) عن أبي الزنباع روح بن الفرج المصري والطحاوي في "المشكل" (1474) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي قالوا: ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغَمْر ثنا أبو مُطِيع معاوية بن يحيى عن صفوان بن عمرو ثني سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة يقول: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس فقال "كتب عليكم الحج" فقام رجل من الإعراب فقال: أفي كل عام؟ قال: فَعَلاَ كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأسكت وأغضب واستغضب، فمكث طويلًا ثم تكلم فقال: "من السائل؟ " فقال الأعرابي: أنا ذا، فقال "ويحك ماذا يؤمنك أن أقول نعم، ولو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لكفرتم، ألا إنّه إنّما أهلك الذين قبلكم أئمة الحرج، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض، وحرمت عليكم منها موضع خُفِّ لوقعتم فيه" فأنزل الله عند ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] إلى آخر الآية. قال ابن كثير: في إسناده ضعف" التفسير 2/ 106 وقال الهيثمي: إسناده حسن جيد" المجمع 3/ 204

وقال الحافظ: سنده حسن" الفتح 17/ 27 قلت: ابن أبي الغمر ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه والحافظ في "التهذيب" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات، ومعاوية بن يحيى مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] وذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذن في الناس، فقال "يا قوم، كتب عليكم الحج" فقام رجل من بني أسد فقال: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فأغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غضبا شديدا، فقال "والذي نفس محمد بيده لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم، واذن لكفرتم، فاتركوني ما تركتكم، فإذا أمرتكم بشيء فافعلوا، وأما نهيتكم عن شيء فانتهوا عنه" فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة:101] أخرجه الطبري (7/ 83) وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء: محمد بن سعد هو ابن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي قال الخطيب: كان لينا في الحديث، وقال الدارقطني: لا بأس به. وأبوه سعد بن محمد بن الحسن تكلم فيه أحمد. وعمه الحسين بن الحسن بن عطية ضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم والجوزجاني وابن سعد وغيرهم. وأبوه الحسن بن عطية بن سعد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال البخاري: ليس بذاك، وذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث فلا أدري البلية منه أو من أبيه أو منهما معا. وأبوه عطية بن سعد العوفي ضعيف مدلس. الثاني: يرويه عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح ثنا علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكر نحوه. أخرجه الطبري (7/ 83) وعلي بن أبي طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس كما قال دحيم وغيره.

لكن قال الذهبي في "الميزان": أخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد فلم يذكر مجاهدا بل أرسله عن ابن عباس. فإن ثبت ما قاله فالإسناد متصل، لكن أنكر صالح جزرة أن يكون قد سمع التفسير من أحد، فقد سئل كما في "تاريخ بغداد" (11/ 428): عن علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير؟ قال: من لا أحد. وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث مختلف فيه. الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي سنان الدؤلي عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "يا أيها الناس كتب عليكم الحج" قال: فقام الأقرع بن حابس فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال "لو قلتها لوجبت، ولو وجبت لم تعملوا بها أو لم تستطيعوا أن تعملوا بها، الحج مرّة فمن زاد فهو تطوع" أخرجه أحمد (1/ 255 و 290 - 291) والدارمي (1795) والدراقطني (2/ 280) والحاكم (2/ 293) والبيهقي (4/ 326) عن أبي داود سليمان بن كثير الواسطي والبخاري في "الكبير" (4/ 2/320) والنسائي (5/ 83) وفي "الكبرى" (3599) والدراقطني (2/ 280) عن عبد الجليل بن حميد اليحصبي وأحمد (1/ 371/372) عن زَمْعة بن صالح اليماني وأحمد (1/ 370 - 371) والدراقطني (2/ 278 - 279) والحاكم (1/ 470) عن محمد بن أبي حفصة البصري والبخاري في "الكبير" (4/ 2/320) والدارقطني (2/ 279) والحاكم (1/ 470) عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفَهْمي وأحمد (1/ 352) - وعبد بن حميد (677) وأبو داود (1721) وابن ماجه (2886) والدارقطني (2/ 279) وفي "المؤتلف" (3/ 1203) والحاكم (1/ 441 و 2/ 293) والمزي (32/ 87) عن سفيان بن حسين الواسطي

كلهم عن الزهري به. وخالفهم يحيى بن أبي أنيسة الجزري فرواه عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس. أخرجه الدارقطني (2/ 280) وقال: قوله: عن عبيد الله وهم، والصواب عن أبي سنان، ويحيى بن أبي أنيسة متروك" وقال الحاكم في حديث سليمان بن كثير: صحيح على شرط الشيخين" وقال في حديث عبد الرحمن بن خالد بن مسافر: صحيح على شرط البخاري" وقال في حديث سفيان بن حسين: هذا إسناد صحيح وأبو سنان هو الدؤلي ولم يخرجاه فإنّهما لم يخرجا سفيان بن حسين وهو من الثقات الذين يجمع حديثهم" قلت: سليمان بن كثير خرج له الشيخان إلا أنه ضعيف في الزهري. قال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري فإنّه يخطئ عليه. وقال الذهلي: ما روى عن الزهري فإنّه قد اضطرب في أشياء منها. وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا فأما روايته عن الزهري فقد اختلطت عليه صحيفته فلا يحتج بشيء ينفرد به عن الثقات. وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر احتج به البخاري لكن في الإسناد إليه عبد الله بن صالح كاتب الليث مختلف فيه. وسفيان بن حسين ثقة كما قال الحاكم وغيره لكن في غير روايته عن الزهري. قال ابن معين: ثقة في غير الزهري لا يدفع، وحديثه عن الزهري ليس بذاك. وقال أحمد: ليس بذاك في حديثه عن الزهري. وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري فإنّه ليس بالقوي فيه. وكذا قال ابن عدي وابن حبان. وعبد الجليل بن حميد وثقه أحمد بن صالح المصري وغيره، والراوي عنه موسى بن سلمة بن أبي مريم وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول. وزمعة بن صالح هو الجندي ضعيف كما قال أحمد وغيره. ومحمد بن أبي حفصة مختلف فيه: وثقه أبو داود، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين.

وأبو سنان الدؤلي واسمه يزيد بن أمية وثقه أبو زرعة وغيره، ولم يخرج له الشيخان شيئًا. الرابع: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: سأل رجل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الحج كل عام؟ فقال "على كل مسلم حجة، ولو قلت كل عام لكان". أخرجه الطيالسي (ص 348) وأحمد (1/ 292 و 301 و 323 و 325) والدارمي (1796) وابن نصر في "السنة" (ص 35) والدارقطني (2/ 281) من طرق عن سماك به. وسماك صدوق في غير روايته عن عكرمة. وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه (2885) ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: قالوا يا رسول الله، الحج في كل عام؟ قال "لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لم تقوموا بها، ولو لم تقوموا بها عذبتم". قال الحافظ: رجاله ثقات" التلخيص 2/ 220 قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع، ومحمد بن أبي عبيدة بن معان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ثقة، وأبوه مثله" المصباح 3/ 180 قلت: أبو سفيان مختلف فيه، والأعمش مدلس وقد عنعن. وأما حديث مجاهد فأخرجه الطبري (7/ 83 - 84) ثني محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-الحج فقيل: أواجب هو يا رسول الله كل عام؟ قال "لا، لو قلتها لوجبت، ولو وجبت ما أطقتم، ولو لم تطيقوا لكفرتم" ورواته ثقات، محمد بن عمرو هو ابن العباس الباهلي، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وعيسى هو ابن ميمون الجرشي، وابن أبي نجيح اسمه عبد الله. 4465 - "لا يأكلن أحدكم بشماله ويشرب بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله" قال الحافظ: وروى مسلم (3/ 1599) من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم)

4466 - "لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر" قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (77) من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (¬1) 4467 - "لا يبقين بجزيرة العرب دينان" وفي لفظ "أخرجوا اليهود من جزيرة العرب" وقوله "أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به". قال الحافظ: صحّ في مسلم وغيره أنّه - صلى الله عليه وسلم - أوصى عند موته بثلاث: فذكره، ولم يذكر الراوي الثالثة" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 9/ 197 - 199) ومسلم (1637) من طريق سليمان بن أبي مسلم الأحول عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس، اشتدّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه فقال "ائتونى أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا" فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه أَهَجَرَ؟ استفهموه. فذهبوا يردون عليه فقال "دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه" وأوصاهم بثلاث، قال: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم" وسكت عن الثالثة أو قال: فنسيتها. 4468 - "لا يبقى على وجه الأرض بعد مائة سنة ممن هو عليها اليوم أحد" قال الحافظ: الحديث المشهور عن ابن عمر وجابر وغيرهما أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال في آخر حياته: فذكره" (¬3) حديث ابن عمر أخرجه البخاري (فتح 1/ 222 و 2/ 214) ومسلم (2537) وحديث جابر أخرجه مسلم (2538) 4469 - "لا يبقى في المسجد خوْخَة إلا خَوْخَة أبي بكر" سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 2/ 105 - 106) من حديث ابن عباس. ¬

_ (¬1) 1/ 69 (كتاب الإيمان- باب علامة الإيمان حب الأنصار) (¬2) 6/ 290 (كتاب الوصايا- باب الوصايا) (¬3) 7/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب حديث الخضر مع موسى) (¬4) 3/ 155 (كتاب الصلاة- أبواب الاستسقاء- باب الاستسقاء في المسجد الجامع)

4470 - "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس" قال الحافظ: وقد روى الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعا: فذكره" (¬1) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يكون الرجل من المتقين" 4471 - عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- بعث ببراءة مع أبي بكر، فلما بلغ ذا الحليفة قال: "لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي" فبعث بها مع عليّ. قال الحافظ: وأخرج أحمد بسند حسن عن أنس: فذكره. قال الترمذي: حسن غريب" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار" 4472 - "لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم، ولا يغتسل فيه من الجنابة" قال الحافظ: وروى أبو داود النهي عنهما في حديث واحد ولفظه: فذكره" (¬3) صحيح أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (152) وأحمد (2/ 433) وأبو داود (70) والحربي في "الغريب" (3/ 1139) وابن حبان (1257) والبغوي في "شرح السنة" (285) عن يحيى بن سعيد القطان وابن أبي شبة (1480) وابن ماجه (344) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر وأبو عبيد (153) عن بكر بن مضر المصري ثلاثتهم عن محمد بن عجلان المدني قال: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة رفعه: فذكره. واسناده حسن، محمد بن عجلان وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: لا بأس به. ¬

_ (¬1) 5/ 196 (كتاب البيوع- باب تفسير المشبهات) (¬2) 9/ 388 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3]) (¬3) 1/ 361 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم)

طريق أخرى: يرويها ابن عجلان أيضًا عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه أبو عبيد (153) عن بكر بن مضر والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 15) عن حَيوة بن شريح المصري كلاهما عن ابن عجلان به. وإسناده صحيح. ولم ينفرد أبو الزناد به بل تابعه عبد الله بن عياش القِتْبَاني عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "لا يبولنّ أحدكم في الماء الراكد، ولا يغتسل فيه جنب" أخرجه الطحاوي عن إبراهيم بن منقذ العصفري ثني ادريس بن يحيى ثنا عبد الله بن عياش به. وعبد الله بن عياش مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو داود والنسائي: ضعيف. 4473 - "لا يبولن أحدكم في مستحمه، فإنّ عامة الوَسْوَاس منه" قال الحافظ: أخرج أصحاب السنن وصححه ابن حبان والحاكم من طريق أشعث عن الحسن عن عبد الله بن مغفل رفعه: فذكره، قال الترمذي: غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أشعث. وتُعقب بأنّ الطبري أخرجه من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن أيضًا، وهذا التعقب وارد على الإطلاق وإلا فإسماعيل ضعيف" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (978) عن مَعْمر بن راشد أخبرني أشعث عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا "لا يبولنّ أحدكم في مستحمه ثم يتوضأ منه، فإنّ عامة الوسواس منه". وأخرجه أحمد (5/ 56) وعبد بن حميد (505) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (27) عن أحمد به. ¬

_ (¬1) 10/ 209 (كتاب التفسير- سورة الفتح- باب قوله: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18])

وأخرجه البيهقي (1/ 98) وفي "الصغرى" (66) عن أبي بكر بن داسة والخطيب في "الموضح" (1/ 240) عن أبي علي اللؤلؤي قالا: ثنا أبو داود به. وأخرجه الحاكم (1/ 167) والبيهقي (1/ 98) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به. وأخرجه أبو داود (27) وابن ماجه (304) وابن الجارود (35) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 331) والعقيلي (1/ 29) والطبراني في "الأوسط" (3029) والخطيب في "الموضح" (1/ 240) من طرق عن عبد الرزاق به. ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه عبد الله بن المبارك أنبأ معمر أني أشعث بن عبد الله عن الحسن عن عبد الله بن مغفل به. أخرجه أحمد (5/ 56) والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/ 32) و "الكبير" (1/ 1/ 429) والترمذي (21) وفي "العلل" (1/ 103) والنسائي (1/ 33) وفي "الكبرى" (36) والروياني (907) وابن حبان (1255) والحاكم (1/ 167 و 185) من طرق عن ابن المبارك به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أشعث بن عبد الله إلا معمر" وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أشعث بن عبد الله ويقال له أشعث الأعمى" وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه، ويرون أنّ أشعث هذا هو ابن جابر الحُدّاني، وروى معمر فقال: عن أشعث بن عبد الله عن الحسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (¬1) قلت: أشعث هو ابن عبد الله بن جابر الحداني أبو عبد الله الأعمى البصري وقد ينسب ¬

_ (¬1) وقال النووي: حسن" الخلاصة 1/ 156

إلى جده وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما ولم يخرج له البخاري ومسلم شيئًا، وقول العقيلي عنه: في حديثه وهم، تعقبه الذهبي في "الميزان" فقال: ليس بمسلم إليه، وأنا أتعجب كيف لم يخرج له البخاري ومسلم. ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن ذكوان البصري عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البول في المغتسل. أخرجه العقيلي (1/ 29) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن الحسن بن ذكوان به. قال يحيى: قيل له: أسمعته من الحسن؟ قال: لا. وقال العقيلي: ولعله أخذه عن أشعث الحداني" قلت: الحسن بن ذكوان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. واختلف فيه على الحسن البصري فرواه سعيد- ولم ينسب- عنه عن عبد الله بن مغفل موقوفًا. أخرجه البيهقي (1/ 98) من طريق يزيد بن إبراهيم التُّسْتَري ثنا قتادة عن سعيد به. وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، وسعيد لم أعرفه. واختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2669) وسعيد بن بشير مختلف فيه. طريق أخرى: يرويها يزيد بن زُرَيع عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عقبة بن صُهبان عن عبد الله بن مغفل قال: نُهِيَ أو زُجِرَ أن يبال في المغتسل" أخرجه الحاكم (1/ 185) وعنه البيهقي (1/ 98) هكذا رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بصيغة تدل على الرفع: نُهي أو زُجر. وخالفه شعبة فرواه عن قتادة أنّه سمع عقبة بن صهبان يقول: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: البول في المغتسل يُخاف منه الوسواس. موقوف أخرجه ابن أبي شيبة (1180) عن شبابة بن سوَّار الفزاري

والبيهقي (1/ 98) عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري قالا: ثنا شعبة به. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. 4474 - "لا يتحدث الناس أنّ محمدا يقتل أصحابه" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 10/ 274 - 275) من حديث جابر. 4475 - "لا يتفرق بَيِّعان إلا عن رضا" قال الحافظ: وروي الطبري من مرسل أبي قِلابة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، ورجاله ثقات" (¬2) مرسل أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 34) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن عُلية ثنا أيوب عن أبي قلابة رفعه "يا أهل البقيع" فسمعوا صوتا، ثم قال "يا أهل البقيع" فاشرابوا ينظرون حتى عرفوا أنّه صوته، ثم قال "يا أهل البقيع لا يتفرقنّ بيعان إلا عن رضا" ورجاله ثقات كما قال الحافظ إلا أنّه قد اختلف فيه على أبي قلابة، فرواه خالد الحذاء عن أبي قلابة قال: قال أنس: مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أهل البقيع، فقال "يا أهل البقيع" فاشرابوا، فقال "يا أهل البقيع لا يفترقن بيعان إلا عن رضا" أخرجه البيهقي (5/ 271) من طريق الحسن بن مكرم البغدادي ثنا علي بن عاصم أنا خالد الحذاء به. والأول أصح، وعلي بن عاصم هو ابن صهيب الواسطي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وللحديث شواهد سيأتي الكلام عليها عند حديث "لا يفترق اثنان إلا عن رضا" ¬

_ (¬1) 5/ 438 (كتاب الشرب- باب شرب الأعلى إلى الكعبين) و9/ 405 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80]) و12/ 343 (كتاب الطب- باب السحر) (¬2) 5/ 192 (كتاب البيوع- باب ما جاء في قول الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة: 10])

4476 - أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- أمر بدفن الشعر والأظفار وقال: "لا يتلعب به سحرة بني آدم" قال الحافظ: قال أحمد: وروي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- أمر بدفن الشعر والأظفار وقال: فذكره. قلت: وهذا الحديث أخرجه البيهقي من حديث وائل بن حُجْر نحوه" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 32) والبيهقي (¬2) في "الشعب" (6069) من طريق قيس بن الربيع عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بدفن الشعر والأظفار. وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع، وعبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، قاله ابن معين وغيره. 4477 - حديث علي رفعه "لا يتم بعد احتلام، ولا صمت يوم إلى الليل" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬3) له عن علي طرق: الأول: يرويه جويبر بن سعيد البلخي عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن علي واختلف عنه: - فرواه مَعْمر بن راشد واختلف عنه: • فقال عبد الرزاق (11450 و 13897): عن معمر عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي مرفوعا "لا رضاع بعد الفصال، ولا وصال، ولا يتم بعد الحلم، ولا صمت إلى الليل، ولا طلاق قبل النكاح" وأخرجه ابن ماجه (2049) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5293 و1550) وابن عدي (2/ 545) وابن بشران (968) والبيهقي (7/ 461) من طرق عن عبد الرزاق به. • وقال مطرف بن مازن الكناني: عن معمر عن عبد الكريم عن الضحاك عن النزال عن علي مرفوعا به. ¬

_ (¬1) 12/ 467 (كتاب اللباس- باب قص الشارب) (¬2) وقال: هذا إسناد ضعيف" وانظر "الآداب" (ص 383) له أيضًا. (¬3) 8/ 149 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7327) وقال: هكذا روى الحديث مطرف بن مازن عن معمر عن عبد الكريم، وهو ابن أبي المخارق، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن جويبر عن الضحاك" • ورواه سفيان الثوري عن معمر واختلف عنه: فقال عبد الرزاق (11451 و 13898): عن الثوري عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي موقوفًا. وقال أيوب بن سويد الرملي: عن الثوري عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي مرفوعا. أخرجه الدارقطني في "العلل" (4/ 141 - 142) والبغوي في "شرح السنة" (2350) وقال الدارقطني: الموقوف هو المحفوظ" قلت: وأيوب بن سويد قال أحمد وأبو داود وغيرهما: ضعيف. - ورواه هُشيم عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي موقوفًا. أخرجه سعيد بن منصور (1030) وتابعه سعيد- وأظنه ابن محمد الوراق- عن جويبر عن الضحاك عن النزال ومسروق بن الأجدع عن علي موقوفًا. أخرجه البيهقي (7/ 320 و 461) وكذلك رواه حماد بن زيد وإسحاق بن الربيع عن جويبر موقوفًا. قال الدارقطني: وهو المحفوظ" العلل 4/ 142 وقال العقيلي: الموقوف هو الصواب" الضعفاء 4/ 429 وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث معمر فقال: جويبر لا يشتغل به، والحديث عن علي غير مرفوع" تاريخ بغداد 7/ 251 وقال البوصيري: إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف جويبر بن سعيد" المصباح 2/ 126 ولم ينفرد الضحاك بن مزاحم به بل تابعه عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري عن النزال عن علي موقوفا.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 16 و 14/ 224) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الملك به. وإسناده ضعيف لضعف ليث. الثاني: يرويه عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رُقَيش أنّه سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف ومن خاله عبد الله بن أبي أحمد قال: قال علي: حفظت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل" أخرجه أبو داود (2873) عن أحمد بن صالح المصري ثنا يحيى بن محمد المديني ثنا عبد الله بن خالد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 57) وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (658) عن عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مِقْلاص الخزاعي أبي حفص والعقيلي (4/ 428 - 429) عن زكريا بن يحيى الحلواني قالا: ثنا أحمد بن صالح به. ولفظه "لا طلاق إلا من بعد نكاح، ولا عَتاق إلا من بعد ملك، ولا يتم بعد احتلام، ولا وفاء لنذر في معصية، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا وصال في الصيام" وأخرجه الطبراني (¬1) في "الأوسط" (292) عن أحمد بن محمد بن رشدين بن سعد المصري وفي "الصغير" (266) عن إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري قالا: ثنا أحمد بن صالح به. إلا أنّهما لم يذكرا "عن شيوخ من بني عمرو بن عوف" ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه المزي (14/ 293)

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أبي أحمد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد بن صالح" وقال العقيلي: هذا الحديث لا يتابع عليه يحيى بن محمد الجاري" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه العجلي، وقال ابن عدي: ليس بحديثه بأس. وقال البخاري: يتكلمون فيه، وقال الذهبي في "الكاشف": ليس بالقوي. واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات" وقال: يغرب. وذكره في "المجروحين": وقال: كان ممن ينفرد بأشياء لا يتابع عليها على قلة روايته، كأنّه كان يهم كثيرا، فمن هنا وقع المناكير في روايته، يجب التنكب عما انفرد من الروايات، وإن احتج به محتج فيما وافق الثقات لم أر بذلك بأسا. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ. وعبد الله بن خالد ذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة. وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأبوه خالد بن سعيد وثقه ابن حبان، وقال ابن المدينى: لا نعرفه، وقال ابن القطان: مجهول. وسعيد بن عبد الرحمن وثقه أبو زرعة والنسائي وغيرهما. وعبد الله بن أبي أحمد قال ابن سعد وأبو نعيم: له رؤية، وقال أحمد بن صالح المصري والعجلي: هو من كبار التابعين. وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال (الوهم والإيهام 3/ 537) الثالث: يرويه موسى بن عقبة المدني عن أبان بن تغلب عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن علي مرفوعا "لا رضاع بعد فصال، ولا يتم بعد حلم" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6560) و"الصغير" (952) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (124) عن محمد بن سليمان بن هارون الصوفي البغدادي ثنا محمد بن عبيد بن ميمون التبان المديني ثني أبي عن محمد بن جعفر بن أبي كثير عن موسى بن عقبة به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 299)

قال الطبراني: لم يروه عن أبان إلا موسى بن عقبة، ولا عن موسى إلا محمد بن جعفر، ولا عن محمد إلا عبيد التبان، تفرد به محمد بن سليمان" قلت: ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن عبيد قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، واحتج به البخاري. وعبيد بن ميمون ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. والباقون كلهم ثقات. الرابع: يرويه عبد الله بن زياد بن سمعان المدني عن محمد بن المنكدر عن طاوس عن ابن عباس عن علي مرفوعا "لا طلاق إلا من بعد ملك، ولا عتق إلا بعد ملك" أخرجه ابن عدي (4/ 1445) والخطيب في "التاريخ" (9/ 455) وابن الجوزي في "العلل" (1060) وقال: هذا حديث لا يصح، وعبد الله بن زياد بن سمعان قال يحيى: كان كذابا، وقال الدارقطني: هو متروك الحديث، وإنّما رواه ابن المنكدر مرسلًا وهو الصواب، وقد رواه عن ابن المنكدر عن جابر ولا يصح عن جابر" وقال أبو زرعة وأبو حاتم: هذا الإسناد وهم" العلل 1/ 407 قلت: اختلف فيه على ابن المنكدر: - فرواه ابن لَهيعة عن ابن المنكدر عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا ولم يذكر عليا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11004) من طريق عمرو بن خالد الحراني ويحيى بن عبد الله بن بكير قالا: ثنا ابن لهيعة به. قال أبو زرعة وأبو حاتم: هذا الإسناد وهم" العلل 1/ 407 قلت: وابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به. - ورواه سفيان الثوري عن ابن المنكدر عمن سمع طاوسا يحدّث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه قال ... مرسل. أخرجه عبد الرزاق (11457) وابن أبي شيبة (5/ 16 و 14/ 224) وفي "مسنده" (المطالب 1725)

قال أبو زرعة وأبو حاتم: هذا هو الصحيح" العلل 1/ 407 وللحديث شاهد عن جابر مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق لمن لا يملك، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا وصال في صيام، ولا رضاع بعد فطام، ولا يتم بعد حلم، ولا رهبانية فينا" أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 318) والسياق له وابن عدي (3/ 1221) وابن الجوزي في "العلل" (1061) من طريق أبي سعد سعيد بن المَرْزُبان البقال عن يزيد الفقير عن جابر به. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وأبو سعد البقال قال يحيى: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال الفلاس: متروك الحديث" طريق أخرى: قال الطيالسي (ص 243): ثنا اليمان أبو حذيفة وخارجة بن مصعب فأما خارجة فحدثنا عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر، وأما اليمان فحدثنا عن أبي عبس عن جابر رفعه "لا رضاع بعد فصال، ولا يتم بعد احتلام، ولا عتق إلا بعد ملك، ولا طلاق إلا بعد النكاح، ولا يمين في قطيعة، ولا تعرب بعد هجرة، ولا هجرة بعد الفتح، ولا يمين لولد مع والد، ولا يمين لامرأة مع زوج، ولا يمين لعبد مع سيده، ولا نذر في معصية الله" ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 319 - 320) وأخرجه عبد الرزاق (15919) عن مَعْمر بن راشد وابن عدي (2/ 852 - 853) عن أبي عمر حفص بن ميسرة الصنعاني كلاهما عن حرام بن عثمان عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما جابر به. وأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 357) عن إسماعيل بن عياش وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (574) عن مسلم بن خالد الزَّنْجي وابن عدي (2/ 853) وأبو يعلى (المطالب 1766/ 2)

عن مطرف البكري ثلاثتهم عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر. وأخرجه البيهقي (7/ 319) من طريق أبي بكر بن عياش عن حرام بن عثمان عن ابني جابر عبد الرحمن ومحمد عن أبيهما وأبي عتيق عن جابر. وهذه الأسانيد كلها ضعيفة، اليمان هو ابن المغيرة العَنَزِي قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال البخاري وابن حبان: منكر الحديث. وحرام بن عثمان قال مالك وابن معين: ليس بثقة. 4478 - "لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب منه" قال الحافظ: وللحاكم من حديث أبي هريرة: فذكره" (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 139) ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن الدوسي عن عمه عن أبي هريرة مرفوعا "لا يتنفس أحدكم في الأناء إذا كان يشرب منه، ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخره عنه ثم يتنفس". وقال: هذا حديث صحيح الإسناد" وأخرجه ابن ماجه (3427) ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا داود بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد عن الحارث بن أبي ذباب عن عمه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الأناء، فإذا أراد أن يعود، فلينح الأناء ثم ليعد، إن كان يريد" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وعم الحارث اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث" المصباح 4/ 47 قلت: الحارث بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذباب وهو مختلف فيه. وعمه اختلف في اسمه على أربعة أقوال: 1 - عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب. قاله ابن حبان في "الثقات" (5/ 34) والذهبي في "الكاشف" (3/ 457) 2 - عياض بن عبد الله بن أبي ذباب. قاله ابن مندة وذكره في الصحابة (الإصابة 7/ 188 - تهذيب التهذيب 2/ 148) ¬

_ (¬1) 1/ 265 (كتاب الوضوء- باب لا يمسك ذكره يمينه إذا بال)

3 - عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث. قاله البوصيري. 4 - الحارث. ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 254 4479 - "لا يتوارث أهل ملتين" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث جابر ومن حديث أسامة بن زيد ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث عائشة ومن حديث الشعبي مرسلًا ومن حديث الضحاك بن مزاحم مرسلًا. فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (2911) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو رفعه "لا يتوارث أهل ملتين شتى" وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، وحماد هو ابن سلمة. وأخرجه ابن عدي (2/ 816) عن غسان بن الربيع والبغوي في "شرح السنة" (2232) عن حجاج بن منهال البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه غير واحد عن عمرو بن شعيب، منهم: 1 - يعقوب بن عطاء بن أبي رباح. أخرجه سعيد بن منصور (137) وأحمد (2/ 178) عن سفيان بن عُيينة عن يعقوب بن عطاء به. ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6319) ¬

_ (¬1) 15/ 54 (كتاب الفرائض- باب لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم)

ومن طريق أحمد أخرجه المزي (32/ 356) وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6384) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (642) والبيهقي (6/ 218) والخطيب في "التاريخ" (5/ 290 و 8/ 407) من طرق عن ابن عيينة به. قال النسائي: يعقوب بن عطاء ليس بالقوي في الحديث" تحفة الأشراف 6/ 319 قلت: وقال ابن معين وأبو زرعة: ضعيف. 2 - عامر بن عبد الواحد الأحول. أخرجه أحمد (2/ 195) والنسائي في "الكبرى" (6383) وابن عدي (5/ 1736) من طريق شعبة عن عامر به. قال النسائي: عامر الأحول ليس بالقوي في الحديث" تحفة الأشراف 6/ 319 قلت: هو مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. 3 - المثنى بن الصباح. أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (164) عن المثنى بن الصباح به. وأخرجه ابن ماجه (2731) وابن عدي (6/ 2418) من طريق محمد بن رمح المصري أنبا ابن لَهيعة عن خالد بن يزيد عن المثنى بن الصباح به. وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح. 4 - قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو مرفوعا "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، ولا يتوارثون أهل ملتين" أخرجه البيهقي (6/ 218) من طريق ابن وهب ثنا الخليل بن مرة عن قتادة به. قال الحافظ: الخليل بن مرة واه" التلخيص 3/ 84 5 - محمد بن سعيد عن عمرو بن شعيب أخبرني أبي عن جدي عبد الله بن عمرو رفعه "لا يتوارث أهل ملتين، والمرأة ترث من دية زوجها وماله، وهو يرث من ديتها ومالها، ما لم يقتل أحدهما صاحبه عمدا، فإن قتل أحدهما صاحبه عمدا لم ترث من ديته وماله شيئًا، وإن قتل صاحبه خطأ، ورث من ماله، ولم ترث من ديته". أخرجه ابن ماجه (2736)

عن علي بن محمد الطنافسي والدارقطني (4/ 72 - 73) والبيهقي (6/ 221) وفي "المعرفة" (9/ 104) عن إسماعيل بن عبد الله بن ميمون العجلي قالا: ثنا عبيد الله بن موسى ثنا حسن بن صالح عن محمد بن سعيد به. - ورواه محمد بن يحيى الذهلي عن عبيد الله بن موسى واختلف عنه: • فقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري: ثنا محمد بن يحيى عن عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن محمد بن سعيد به. أخرجه الدارقطني (4/ 73) والبيهقي (6/ 221) وفي "المعرفة" (9/ 104) • وقال ابن ماجه (2736): ثنا محمد بن يحيى عن عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن عمر بن سعيد. والأول أصح. قال الذهبي في "الكاشف": عمر بن سعيد عن عمرو بن شعيب وعنه الحسن بن صالح، صوابه محمد" واختلف في محمد بن سعيد هذا: فقال الدارقطني: محمد بن سعيد الطائفي ثقة" وقال عبد الحق في "الأحكام": ومحمد بن سعيد هذا أظنه الصلت وهو متروك عند الجميع" نصب الراية 4/ 330 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، محمد بن سعيد هو المصلوب، قال أحمد: حديثه موضوع، وقال مرّة: عمدا كان يضع الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: كان يضع الحديث" المصباح 3/ 148 - 149 6 - الضحاك بن عثمان بن عبد الله المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكر نحو حديث محمد بن سعيد. أخرجه الدارقطني (4/ 75 - 76) من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي ثنا محمد بن عمر ثنا الضحاك بن عثمان به. ومحمد بن عمر هو الواقدي متروك وكذبه غير واحد.

7 - بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكر نحو حديث محمد بن سعيد. أخرجه الدارقطني (4/ 76) من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح البغدادي ثنا محمد بن عمر ثنا مخرمة بن بكير عن أبيه. ومحمد بن عمر هو الواقدي. 8 - داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين" أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 84) عن الحسن بن المثنى بن معاذ ثنا أبو عمر حفص بن عمر الضرير ثنا حماد بن سلمة عن داود به. وإسناده حسن. 9 - يحيى بن أبي أنيسة الجزري عن عمرو عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذي عهد في عهده، ولا يتوارث أهل ملتين" أخرجه ابن عدي (7/ 2649) ويحيى قال أحمد وغيره: متروك الحديث. 10 - سوار بن مصعب الكوفي. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 86 - 87) واختلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن النبي-صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (9857 و19305) والأول أصح. وأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (2108) والطبراني في "الأوسط" (8461) من طريق أبي محصن حصين بن نمير الواسطي عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين" قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث جابر إلا من حديث ابن أبي ليلى" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن أبي ليلى إلا أبو محصن"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأما حديث أسامة بن زيد فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 370) عن سفيان بن عُيينة عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة مرفوعا "لا تتوارث الملتان المختلفتان" وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. ولم ينفرد ابن عيينة به بل تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم: 1 - هُشيم عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين" قال هشيم: سمعته أو أخبرته عنه. أخرجه سعيد بن منصور (136) وأحمد في "العلل" (1/ 341) عن هشيم به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6381 و 6382) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 266) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (15 - منتقاه للمزي) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (35) والطبراني في "الكبير" (391) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 171) من طرق عن هشيم به. واختلف فيه على هشيم، فرواه علي بن المديني عن هشيم فلم يذكر علي بن الحسين. أخرجه البيهقي في "المعرفة" (9/ 145 - 146) والأول أصح. قال أحمد: لم يسمعه هشيم من الزهري" وقال النسائي: لم يتابع هشيم على قوله: لا يتوارث أهل ملتين" تحفة الأشراف 1/ 56 كذا قال، وقد تابعه ابن عيينة وغيره. 2 - سفيان بن حسين الواسطي عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة به مرفوعا وزاد "ولا يرث مسلم كافرا، ولا كافر مسلما، ثم قرأ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} [الأنفال: 73] " أخرجه أبو بكر الشافعي (44) والحاكم (2/ 240)

وقال: صحيح الإسناد" قلت: قال ابن معين وغيره: سفيان بن حسين ضعيف الحديث عن الزهري. 3 - مالك بن أنس. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 171 - 172) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن مالك. وقال: ولا يصح ذلك لمالك" وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1384) وابن عدي (5/ 1675 - 1676 و 1676) والدارقطني (4/ 69) والبيهقي (10/ 163) وفي "الصغرى" (4202 و 4203) من طرق (¬1) عن عمر بن راشد بن صخرة اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين شتى، ولا تجوز شهادة ملة على ملة، إلا ملة محمد فإنها تجوز على غيرهم" قال البزار: تفرد به عمر بن راشد وهو لين الحديث" التلخيص 3/ 84 وقال الدارقطني: عمر بن راشد ليس بالقوي" وقال البيهقي: عمر بن راشد هذا ليس بالقوي قد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما من أئمة أهل النقل" وقال أيضًا: تفرد به عمر وليس بالقوي" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن راشد وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه العجلي" المجمع 4/ 225 وقال البوصيري: مدار أسانيد هذا الحديث على عمر بن راشد، وهو ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري، وقال ابن حبان: يضع الحديث ولا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه" إتحاف الخيرة 7/ 229 وأما حديث ابن عمر فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 30) من طريق سليمان بن ¬

_ (¬1) رواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني وعلي بن الجعد الجوهري والأسود بن عامر الشامي والحسن بن موسى الأشيب عن عمر بن راشد هكذا، ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن عمر بن راشد فلم يذكر أبا هريرة. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 6773)

الحكم بن عوانة الكلبي عن القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين" وأخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال" (59) من هذا الطريق مطولًا. وسليمان بن الحكم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. لكنه / ينفرد به بل تابعه عُبيدة بن الأسود الكوفي ثنا القاسم بن الوليد به. أخرجه ابن حبان (¬1) (5996) وأما حديث عائشة فأخرجه البخاري في "الكبير" (¬2) (نصب الراية 3/ 395 و 4/ 335) و "الأوسط" (تخريج أحاديث المختصر 1/ 524) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 58 - 59) وابن نصر في "السنة" (282) وأبو يعلى (4757) والدارقطني (3/ 131) والبيهقي (8/ 29 - 30) والخطيب في "الموضح" (2/ 415) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 523 - 524) من طرق عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي البصري ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب قال: سمعت مالك بن محمد بن عبد الرحمن قال: سمعت عَمْرة بنت عبد الرحمن تحدث عن عائشة أنّها قالت: وجدت في قائم سيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كتابا: فذكرت الحديث وفيه: ولا يتوارث أهل ملتين" قال الحافظ: هذا حديث حسن" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير مالك بن أبي الرِّجَال وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد" المجمع 6/ 292 قلت: وقال أبو حاتم: هو أحسن حالًا من أخويه حارثة وعبد الرحمن" الجرح 4/ 1/ 216 وعبيد الله بن عبد الرحمن مختلف فيه ولم يخرج له الشيخان شيئًا. وعبيد الله بن عبد المجيد قال ابن معين وغيره: ليس به بأس. وأما حديث الشعبي فله عنه طريقان: الأول: يرويه سفيان الثوري عن طارق بن عبد الرحمن عن الشعبي مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين مختلفتين" ¬

_ (¬1) انظر حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب" (¬2) سقط من إسناده: عن مالك بن محمد بن عبد الرحمن.

أخرجه عبد الرزاق (9871) وطارق بن عبد الرحمن هو البجلي وثقه ابن معين وجماعة، وتكلم فيه أحمد وغيره. الثاني: يرويه أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا حسن عن عيسى الخياط عن الشعبي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر قالوا: لا يتوارث أهل دينين" أخرجه الدارمي (2995) وعيسى الخياط أظنه عيسى بن أبي عيسى الحفاظ الغفاري قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث. وأما حديث الضحاك فأخرجه سعيد بن منصور (139) عن هشيم أنا جويبر عن الضحاك مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين شتى" وجويبر هو ابن سعيد البلخي ضعفوه. 4480 - حديث سعد رفعه "لا يثبت على لأوائها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا" قال الحافظ: أخرجه مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (1374) عن أبي سعيد و (1377) عن ابن عمر و (1378) عن أبي هريرة. 4481 - "لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله تعالى" قال الحافظ: وأخرج الحاكم عن حبيب بن مسلمة الفهري: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (3536) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا ابن لهيعة ثني ابن هبيرة عن حبيب بن مسلمة الفهري وكان مستجابا أنّه أُمر على جيش فدرب الدروب فلما لقي العدو قال للناس: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن سائرهم إلا أجابهم الله" ثم إنّه حمد الله وأثنى عليه فقال: اللهم احقن دمائنا واجعل أجورنا أجور الشهداء. ¬

_ (¬1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار) (¬2) 13/ 456 (كتاب الدعوات- باب التأمين)

فبينا هم على ذلك إذ نزل الهنباط أمير العدو فدخل حبيب سرادقه. قال الطبراني: الهنباط بالرومية صاحب الجيش" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث" المجمع 10/ 170 قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، واختلفوا في رواية العبادلة ابن وهب وابن المبارك وابن يزيد المقري وابن مسلمة القعنبي عنه فقواها بعضهم، وضعفها آخرون. وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات إلا أنّ ابن هبيرة واسمه عبد الله لم يذكر سماعا من حبيب بن مسلمة فلا أدري أسمع منه أم لا، وحبيب بن مسلمة مختلف في صحبته. 4482 - "لا يجتمعان في النار، مسلم قتل كافرا ثم سدّد المسلم وقارب" قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي والحاكم من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (3/ 1505) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا يجتمعان في النار اجتماعا يضرّ أحدهما الآخر" قيل: من هم يا رسول الله؟ قال "مؤمن قتل كافرا ثم سدّد" 4483 - عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- دخل على شاب وهو في الموت فقال له "كيف تجدك؟ " فقال: أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف" قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (¬2) صحيح أخرجه ابن ماجه (4261) والترمذي (983) وفي "العلل" (1/ 401) والبيهقي في "الآداب" (1147) وفي "الشعب" (970) من طريق سَيَّار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- دخل على شاب وهو في الموت، فقال "كيف تجدك؟ " قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف". ¬

_ (¬1) 6/ 379 (كتاب الجهاد- باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم) (¬2) 14/ 82 (كتاب الرقاق- باب الرجاء مع الخوف)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال المنذري: إسناده حسن فإنّ جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره" الترغيب 4/ 268 قلت: وهو كما قالا، وسيار بن حاتم هو العَنَزي أبو سلمة البصري وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": صالح الحديث، وقال في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وضعفه بعضهم. ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي به، منهم: 1 - يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 292) والبيهقي في "الشعب" (971) والحماني ذكره أبو زرعة والنسائي والعقيلي والبخاري في الضعفاء. 2 - محمد بن أبي الشوارب. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 292) ثنا محمد بن المظفر ثنا عيسى بن سليمان البصري ثنا محمد بن أبي الشوارب. وإسناده حسن، محمد بن المظفر ثقة. له ترجمة في "اللسان" 5/ 383، سير الأعلام 16/ 418 وعيسى بن سليمان ترجمه الخطيب (11/ 174) وقال: كان ثقة. وابن أبي الشوارب هو محمد بن عبد الملك وثقه النسائي وغيره (التهذيب 9/ 316) 3 - الحسن بن عمر بن شقيق الجَرْمي ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت قال: أحسبه، عن أنس. أخرجه أبو يعلى (3417) وعنه ابن السني في "اليوم والليلة" (539) وإسناده حسن، الحسن بن عمر بن شقيق صدوق. قاله البخاري وأبو حاتم وصالح جزرة، وقال أبو زرعة: لا بأس به. وخالفهم عبد السلام بن مُطهَّر البصري فرواه عن جعفر بن سليمان عن ثابت مرسلًا. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1456)

والأول أصح، ولم يتفرد جعفر بن سليمان به بل تابعه حماد بن سلمة عن ثابت قال: أحسبه، عن أنس به. أخرجه أبو يعلى (3303) ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده حسن، الحسن بن عمر صدوق كما تقدم، وحماد وثابت ثقتان. طريق أخرى: يرويها يعلي بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع عن أنس به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 144 - 145) وإسناده ضعيف جدًا، نفيع هو ابن الحارث أبو داود الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه. 4484 - "لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحبّ لله ويبغض لله" قال الحافظ: وله (أي أحمد) عن عمرو بن الجَمُوح بلفظ: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد وابنه (3/ 430) عن الهيثم بن خارجة المروذي ثنا رِشْدين بن سعد عن عبد الله بن الوليد عن أبي منصور مولى الأنصار عن عمرو بن الجموح مرفوعا "لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله، فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من الله، وإنّ أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم". قال الهيثمي: وفيه رشدين بن سعد، وهو منقطع ضعيف" المجمع 1/ 89 قلت: هو رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المَهْري أبو الحجاج المصري وهو ضعيف الحديث، قاله الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن قانع والدارقطني وأبو داود. وعبد الله بن الوليد هو ابن قيس بن الأخْرم التُّجِيبي المصري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. ¬

_ (¬1) 1/ 52 - 53 (كتاب الإيمان- باب الإيمان)

وأبو منصور مولى الأنصار ذكره الحافظ في "التعجيل" وقال: ذكره البخاري (¬1) وذكر أنّه كان قاضي أفريقية، وذكر أنّ حديثه مرسل، يعني أنّه لم يلق عمرو بن الجموح. واختلف على الهيثم بن خارجة في اسم الصحابي، فرواه أحمد بن علي الأبار عن الهيثم بن خارجة وسمى الصحابي: عمرو بن الحَمِق. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (655) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمرو بن الحمق إلا بهذا الإسناد، تفرد به رشدين" 4485 - حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "لا يجوز عطية امرأة في مالها إلا بإذن زوجها" قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (¬2) حسن أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (210) وأحمد (2/ 179 و 207) وأبو داود (3547) والنسائي (5/ 49 و 6/ 236) وفي "الكبرى" (2320 و 6591 و 6592) والبيهقي (6/ 60) عن حسين بن ذكوان المعلم والطيالسي (ص 299) وأحمد (2/ 221) وأبو داود (3546) والنسائي (6/ 236) وفي "الكبرى" (6589 و 6590) والحاكم (2/ 47) والبيهقي (6/ 60) وفي "معرفة السنن" (8/ 268) عن حبيب المعلم وأحمد (2/ 184) وأبو داود (3546) والنسائي (6/ 236) وفي "الكبرى" (6589 و 6590) والطبراني في "الأوسط" (2585) والحاكم (2/ 47) والبيهقي (6/ 60) عن داود بن أبي هند وابن ماجه (2388) عن المثنى بن الصباح كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها" ¬

_ (¬1) في "الكنى" (ص 71) (¬2) 6/ 145 (كتاب الهبة- باب هبة المرأة لغير زوجها)

وفي لفظ "لا يجوز للمرأة أمر في مالها إذا ملك زوجها عصمتها" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد" وأسند إلى محمد بن علي بن حمدان الوراق قال: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئًا؟ فقال: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو وقد صحّ سماع عمرو بن شعيب من أبيه شعيب، وصحّ سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو" وأسند البيهقي إلى الشافعي قال: سمعناه وليس بثابت" قال البيهقي: الطريق في هذا الحديث إلى عمرو بن شعيب صحيح" قلت: وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان كما في "التقريب" فالإسناد حسن. وله شاهد مرسل أخرجه مسدد (المطالب 1544) عن سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن مجاهد قال: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- بعث مناديا فنادى في يوم فتح مكة: لا وصية لوارث، والولد للفراش، ولا تجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها" ورجاله ثقات. 4486 - عن علي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال له: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (78) عن علي فذكره" (¬1) ولفظه: قال علي: والذي فلق الحَبّة وبَرَأ النَّسَمَة إنّه لعهد النبي الأمي-صلى الله عليه وسلم- إليّ "أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق" 4487 - حديث علي قال: والذي فلق الحَبَّة وبَرَأَ النَّسَمَة إنّه لعهد النبي-صلى الله عليه وسلم- أن:- "لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق" قال الحافظ: أخرجه مسلم (78)، وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد" (¬2) حديث أم سلمة أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 77) وأحمد (6/ 292) وفي "الفضائل" (1169) وابن أبي عاصم في "السنة" (1319) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (6/ 292) وفي "زيادات الفضائل" (1102 و 1169) والترمذي (5/ 635) وفي "العلل" (2/ 940) وأبو يعلى (6904 و 6931) والطبراني في "الكبير" (23/ 374 - 375 و 375) والآجري في "الشريعة" (1532) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (1059) وابن شاهين في ¬

_ (¬1) 1/ 70 (كتاب الإيمان- باب علامة الإيمان حب الأنصار) (¬2) 8/ 72 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي بن أبي طالب)

"السنة" (127) وأبو نعيم في "فضائل" الخلفاء" (66) والمزي (15/ 232 و 232 - 233) من طرق عن محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي ثنا أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري ثني مساور الحميري عن أمّه قالت: سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعليّ "لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" قلت: مساور الحميري ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: فيه جهالة، والخبر منكر. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. 4488 - حديث مَعْمر بن عبد الله مرفوعا: "لا يحتكر إلا خاطىء" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1228") (¬1) 4489 - "لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان" قال الحافظ: وروى أحمد بإسناد حسن من حديث أبي بكر الصديق نفسه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- بعثه: فذكره" (¬2) سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي" 4490 - "لا يحرم الحرام الحلال، وإنّما يحرم ما كان بنكاح حلال" قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والطبراني من حديث عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرجل يتبع المرأة حراماً ثم ينكح ابنتها، أو البنت ثم ينكح أمها، قال: فذكره، وفي إسنادهما عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو متروك، وقد أخرج ابن ماجه طرفا منه من حديث ابن عمر "لا يحرم الحرام الحلال" وإسناده أصلح من الأول" (¬3) ضعيف روي من حديث عائشة ومن حديث ابن عمر فأما حديث عائشة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 98 - 99) والطبراني في "الأوسط" (4800 و 7220) وابن عدي (5/ 1808) والدراقطني (3/ 267 و 268) والبيهقي (7/ 169) وفي "الصغرى" (2449 و2450) من طرق عن عثمان بن عبد الرحمن الزهري ¬

_ (¬1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة) (¬2) 2/ 12 (كتاب الصلاة- باب وجوب الصلاة في الثياب) (¬3) 11/ 59 - 60 (كتاب النكاح- باب ما يحل من النساء وما يحرم)

الوقّاصي عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رجل زنا بامرأة، فأراد أن يتزوجها أو ابنتها، قال "لا يحرم الحرام الحلال، إنّما يحرم ما كان بنكاح" وفي لفظ "أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- سئل عن الرجل يتبع المرأة حراما، ثم ينكح ابنتها، أو يتبع الابنة، ثم ينكح أمها، قال "لا يحرم الحرام الحلال" قال ابن عدي: لا يرويه عن الزهري إلا الوقاصي، وعامة أحاديثه مناكير إما إسناده أو متنه منكرا" وقال البيهقي: تفرد به الوقاصي وهو ضعيف، قاله ابن معين وغيره من أئمة الحديث" وقال في "المعرفة" (10/ 115): هذا لا يصح، عثمان هذا ضعيف لا يحل الاعتماد على ما يرويه" وقال الهيثمي: وفيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري وهو متروك" المجمع 4/ 268 - 269. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (2015) والدارقطني (3/ 268) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 163) والبيهقي (7/ 168) وفي "الصغرى" (2448) وفي "المعرفة" (10/ 114 - 115) والخطيب في "التاريخ" (7/ 182) من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا يحرم الحرام الحلال" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري" المصباح 2/ 123 قلت: هو مختلف فيه: وثقه أحمد بن صالح وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. والفروي مختلف فيه كذلك، قواه ابن حبان، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف. 4491 - حديث أم سلمة "لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه" (¬1) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء" ¬

_ (¬1) 11/ 51 (كتاب النكاح - باب من قال لا رضاع بعد حولين)

4492 - "لا يحل الكذب إلا في ثلاث: تحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، وفي الاصلاح بين الناس" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا" (¬1) يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن شهر بن حوشب واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن خثيم عن شهر عن أسماء بنت يزيد مرفوعا. منهم: 1 - سفيان الثوري (¬2). أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 84 - 85) وإسحاق (2293) وأحمد (6/ 459 و 460 - 461) والترمذي (1939) والطحاوي في "المشكل" (2913) والطبراني في "الكبير" (24/ 165 - 166) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 339) والبيهقي في "الشعب" (10587) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1001) 2 - داود بن عبد الرحمن العطار. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (532) وأحمد (6/ 454) وابن أبي الدنيا في "العيال" (575) وفي "المداراه" (163) وفي "الصمت" (499) والخرائطي في "المكارم" (1/ 406) وفي "المساوئ" (161) والطبراني في "الكبير" (24/ 166 - 167) وابن عدي (1/ 54) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 22) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 249 - 250) 3 - زهير بن معاوية الكوفي. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/436) والطبراني في "الكبير" (24/ 166) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (6) 4 - يحيى بن سليم الطائفي. أخرجه الطبراني (24/ 164 - 165) ¬

_ (¬1) 6/ 499 - 500 (كتاب الجهاد- باب الكذب في الحرب) (¬2) هكذا رواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وعبد الرزاق بن همام الصنعاني وبشر بن السري وقبيصة بن عقبة الكوفي وعباد بن موسى أبو عقبة البصري عن سفيان. وخالفهم سفيان بن عقبة السوائي فرواه عن سفيان عن ليث عن شهر عن أسماء. أخرجه الطبري (ص 127) والأول أصح.

5 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي ص 128) والطحاوي في "المشكل" (2915) 6 - الفضل بن العلاء الكوفي. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3540) 7 - إسماعيل بن عياش. أخرجه أبو يعلى (المطالب 2648/ 3) • وقال عبد الله بن واقد الهروي الخراساني: عن ابن خثيم عن أبي الطفيل مرفوعا. أخرجه الطبري (ص 124) والطحاوي (2914) من طريق محمد بن كثير المصيصي ثنا عبد الله بن واقد به. والأول أصح، ومحمد بن كثير مختلف فيه. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خثيم" وقال الطحاوي: مدار الحديث على ابن خثيم، وهو رجل مطعون في روايته منسوب إلى سوء الحفظ وإلى قلة الضبط ورداءة الأخذ" قلت: حديثه في مرتبة الحسن. - ورواه داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن داود عن شهر عن النبي-صلى الله عليه وسلم-مرسلًا. منهم: 1 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. أخرجه الترمذي (4/ 331) 2 - عباد بن العوام الواسطي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (502) 3 - معتمر بن سليمان التيمي. أخرجه الطبري (ص 126)

4 - عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي. أخرجه إسحاق في "مسنده" (2294) والطبري (ص 126 - 127) 5 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه إسحاق (2295) • وقال مسلمة بن علقمة المازني: عن داود عن شهر عن الزبرقان عن النواس بن سمعان. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/436) وأبو يعلى (المطالب 2648/ 1) والطبري (ص 125) والخرائطي في "المساوئ" (162 و 187) وفي "المكارم" (1/ 405) وابن الأعرابي (ق 160/ ب) وابن السني في "اليوم والليلة" (612) والبيهقي في "الشعب" (10586) ومسلمة مختلف فيه. • وقال أبو عاصم عبيد الله بن عامر: عن داود عن شهر عن أبي هريرة. أخرجه الطبري (ص 128) عن محمد بن سنان القزاز ثنا عبيد الله بن عامر به. ومحمد بن سنان مختلف فيه، وعبيد الله بن عامر لم أقف له على ترجمة. وللحديث شاهد من حديث أم كلثوم ابنة عقبة أخرجه مسلم (2605) وغيره. وآخر من حديث عائشة أخرجه الطبري (123) وفيه يحيى بن خليف بن عقبة قال الذهبي في "الميزان": منكر الحديث، ومن أنكر ما عنده: فذكر هذا الحديث. وفيه طلحة بن يحيى بن طلحة مختلف فيه. 4493 - "لا يحل أن يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد" قال الحافظ: سنده قوي لكنّه مرسل أخرجه الحارث بن أبي أسامة من رواية عبد الله بن أبي بكر بن الحارث بن هشام رفعه: فذكره، وله شاهد عن أبي هريرة عند ابن ماجه" (¬1) مرسل ¬

_ (¬1) 15/ 192 - 193 (كتاب الحدود- باب كم التعزير والأدب)

أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 519) عن هُدبة بن خالد البصري ثنا همام ثنا يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة أنّ عبد الله بن أبي بكر بن الحارث بن هشام حدّثه وكان له غلمان في قرية من قرى الروم، فاقتتلوا فضرب كل واحد منهم ثلاثة أسياط، ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يحل لأحد أن يضرب عشرة أسواط إلا في حد" والمهاجر بن عكرمة هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال الخطابي: هو عند الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق مجهول. وعبد الله بن أبي بكر هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي ذكره ابن خلفون في "الثقات" وقال: وثقه ابن عبد الرحيم، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. والباقون ثقات. وأخرجه الحارث أيضًا (518) عن عبد العزيز بن أبان الأموي السعيدي ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة عن عبد الله بن أبي بكر رفعه "لا يحل لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد أكثر من عشرة أسواط إلا في حد" وعبد العزيز بن أبان قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا هشام به. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 117) ومن طريقه البيهقي (8/ 328) قال يعقوب: ورواه بعض من لا يوثق بروايته فقال: إنّ عبد الله بن أبي بكر الصديق حدّثه، وإنّما هو عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم" كذا قال، وإنّما هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما تقدم. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (2602) عن هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عباد بن كثير عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا تعزروا فوق عشرة أسواط" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عباد بن كثير الثقفي قال فيه أحمد بن حنبل: روي أحاديث كذب لم يسمعها، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث وفي حديثه عن الثقات إنكار، وقال النسائي: متروك الحديث" المصباح 3/ 115

4494 - "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن" قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره، الحديث وفيه "وفيهنّ أنزل الله {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6] الآية، وسنده ضعيف" (¬1) ضعيف يرويه عبيد الله بن زَحْر واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعا "لا تبيعوا القينات ولا تشتروهنّ، ولا تعلموهنّ، ولا خير في تجارة فيهنّ وثمنهن حرام. في مثل ذلك أنزلت عليه هذه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} " إلى آخر الآية. وفي لفظ "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن" أخرجه أحمد (5/ 264) والترمذي (1282 و 3195) وفي "العلل" (1/ 511 - 512) والبيهقي (6/ 14) وابن الجوزي في "العلل" (1307) عن بكر بن مُضر المصري وأحمد (5/ 252) والطبري في "تفسيره" (21/ 60) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 442) والطبرانى في "الكبير" (7862) وابن بشران (1502) والبيهقي (6/ 14 - 15) عن خلاد بن عيسى الصفار والطبراني في الكبير (7855) وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص 259 - 260) عن يحيى بن أيوب المصري ثلاثتهم عن عبيد الله بن زحر به. - ورواه أبو المُهلب مُطَّرح بن يزيد الأسدي عن عبيد الله بن زحر واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن مطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة. أخرجه الطبري (21/ 60) ¬

_ (¬1) 13/ 335 (كتاب الاستئذان- باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله)

عن عمرو بن قيس الكلابي والحارث في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3668 و 6794) والروياني (1196) والطبري (21/ 60) والواحدي في "الوسيط" (3/ 441) عن إسماعيل بن عياش والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 113) والطبراني في "الكبير" (7804) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 197 - 198) والبغوي في "تفسيره" (5/ 213) عن مشمعل بن ملحان الطائي وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص 260) عن منصور بن أبي الأسود الكوفي كلهم عن مطرح بن يزيد به. • وقال عاصم بن سليمان الأحول: عن مطرح عن عبيد الله بن زحر عن أبي أمامة. لم يذكر علي بن يزيد ولا القاسم بن عبد الرحمن. أخرجه ابن ماجه (2168) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق8/أ) • ورواه سفيان بن عُيينة عن مطرح بن يزيد واختلف عنه: فرواه محمد بن أبي عمر العدني عن سفيان عن مطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني (7805) ورواه الحميدي (910) عن سفيان فلم يذكر علي بن يزيد. ومطرح بن يزيد قال الذهبي في "الميزان": مجمع على ضعفه. - ورواه ليث بن أبي سليم عن عبيد الله بن زحر واختلف عنه: • فقال موسى بن أعْيَن الجزري: عن ليث عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني (7861) • وقال المعتمر بن سليمان التيمي: عن ليث عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن عائشة أو عن أبي أمامة.

ولم يذكر علي بن يزيد. أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 4/ ب) والروياني (1192) وتابعه عبد الوارث بن سعيد البصري عن ليث إلا أنه قال: عن أبي أمامة وعائشة. أخرجه مسدد في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3667 و 6793) وليث ضعيف أيضًا. - ورواه رقبة بن مَسْقَلة الكوفي عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن أبي أمامة ولم يذكر علي بن يزيد. أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 4 / ب) وابن الجوزي في "العلل" (1306) وحديث بكر بن مضر ومن تابعه أصح (¬1). قال الترمذي: حديث أبي أمامة إنّما نعرفه مثل هذا من هذا الوجه، وقد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد وضعفه. وقال أيضًا: هذا حديث غريب إنّما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة، بن يزيد يضعف في الحديث. سمعت محمدا يقول: القاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف. وقال في "العلل": سألت محمدا عن أحمد هذا الحديث فقال: عبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ذاهب الحديث، والقاسم بن عبد الرحمن ثقة" ¬

_ (¬1) ورواه الفرج بن فضالة عن علي بن يزيد بلفظ "إنّ الله -عز وجل- بعثني رحمة وهدى للعالمين، وأمرني أن أمحق المزامير والكفارات -يعني البرابط- والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية، وأقسم ربي -عز وجلّ- بعزته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفوراً له، ولا يسقيها صبيا صغيرا إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له، ولا يدعها عبد من عبيدي من مخافتي إلا سقيتها اياه من حظيرة القدس، ولا يحل بيعهنّ ولا شراؤهنّ ولا تعليمهنّ ولا تجارة فيهنّ وأثمانهنّ حرام- للمغنيات". أخرجه الطيالسي (ص 154 - 155) والحسن بن موسى الأشيب في "حديثه" (12) وأحمد بن حنبل (5/ 257 و 268) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 5107) والعقيلي (3/ 255) والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 113 - 114 و 89 - 90) والطبراني في "الكبير" (7803) وابن الجوزي في "العلل" (1308) والفرج بن فضالة قال النسائي وغيره: ضعيف. ورواه محمد بن عبيد الله الفزاري العرزمي عن عبيد الله بن زحر بنحو هذا اللفظ. أخرجه أحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 5106) والحارث (إتحاف الخيرة 5/ 434) والعرزمي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وقال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 8/ 122 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهنّ ولا تجارة فيهنّ وثمنهنّ حرام" وقال: إنّما نزلت هذا الآية في ذلك {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} " حتى فرغ من الآية، ثم أتبعها "والذي بعثني بالحق ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا بعث الله -عز وجلّ- عند ذلك شيطانين يرتقدان على عاتقيه ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره- وأشار إلى صدر نفسه- حتى يكون هو الذي يسكت" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7749) وفي "مسند الشاميين" (893) عن محمد بن جعفر بن سفيان الرقي ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا الوليد بن الوليد ثنا ابن ثوبان عن يحيى بن الحارث به. وأخرجه في "الكبير" (7749) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي ثنا الوليد بن الوليد به. وإسناده ضعيف جدًا. قال ابن حبان: الوليد بن الوليد يروي عن ابن ثوبان وثابت بن يزيد العجائب لا يجوز الاحتجاج به فيما يروي. وقال الحاكم: روى عن ابن ثوبان أحاديث موضوعة. وقال أبو نعيم: روى عن ابن ثوبان موضوعات (¬1). ولم ينفرد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به بل تابعه مسلمة بن علي الخُشَني ثني يحيى بن الحارث به. أخرجه ابن عدي (6/ 2315) ومسلمة بن علي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع المغنيات وشراؤهن وأكل ثمنهنّ وكسبهن. أخرجه تمام (ق 106/ أ) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا أبو عمرو ناشب بن عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب به. وإسناده ضعيف لضعف ناشب بن عمرو. ¬

_ (¬1) وخالفهم أبو حاتم فقال: صدوق، ما بحديثه بأس، حديثه صحيح" الجرح 4/ 2 / 19

4495 - "لا يحل ثمن الكلب، ولا حُلْوَان الكاهن، ولا مهر البغي" قال الحافظ: وروى أيضًا (أي أبو داود) بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (¬1) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه عبد الله بن وهب أخبرني معروف بن سويد الجُذَامي أنّ عُلَيَّ بن رباح اللخمي حدّثهم أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره. أخرجه أبو داود (3484) والنسائي (7/ 190) وفي "الكبرى" (4804) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 52) وفي "المشكل" (4653) والطبراني في "الأوسط" (6531) والبيهقي (6/ 6) والمزي (28/ 268) من طرق عن ابن وهب به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن علي بن رباح إلا معروف بن سويد، تفرد به ابن وهب" قلت: ومعروف بن سويد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. الثاني: يرويه القاسم بن الفضل بن معدان الحُدَّاني ثني أبي عن معاوية المهري قال: قال لي أبو هريرة: يا مهري نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب، وكسب الحجام، وكسب المومسة (¬2)، وعن كسب عسب الفحل" أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (138) وأحمد (2/ 332) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا القاسم بن الفضل به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 115) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا القاسم بن الفضل به. وأخرجه الدارمي (2627) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا القاسم بن الفضل به. وأخرجه أحمد (2/ 415) عن عفان بن مسلم البصري عن القاسم بن الفضل ثني أبي عن رجل من مهرة قال: قال أبو هريرة: فذكره. ومعاوية المهري ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ¬

_ (¬1) 5/ 331 (كتاب البيوع - باب ثمن الكلب) (¬2) وفي لفظ "الزمارة"

ولم يذكروا عنه راويا إلا الفضل بن معدان فهو مجهول، ولم يترجمه الحسيني في "الاكمال" ولا الحافظ في "التعجيل". والفضل بن معدان مثله. الثالث: يرويه شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 52) وفي "المشكل" (4654) عن إبراهيم بن أبي داود (¬1) ثنا المقدمي ثنا حميد بن الأسود ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن شريك به. وإسناده حسن، حميد وشريك صدوقان، والباقون ثقات، والمقدمي اسمه محمد بن أبي بكر. الرابع: يرويه محمد بن فضيل الكوفي عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب، وعسب التيس" وقد تقدم الكلام على هذا الطريق عند حديث "نهى عن عسب التيس" الخاص: يرويه هشام بن حسان البصري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن الكلب، وكسب الزمارة. أخرجه البيهقي (6/ 126) عن الحاكم ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا هشام بن حسان به. وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن الحسن هو ابن أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي الهمذاني قال صالح بن أحمد الحافظ: ضعيف، وقال أبو يعقوب بن الدخيل: لم يحمدوا أمره، وقال القاسم بن أبي صالح: يكذب. انظر ترجمته في "اللسان" (3/ 411 - 412) و"سير الأعلام" (16/ 15) ولم ينفرد عبد الوارث بن سعيد به بل تابعه حماد بن زيد عن هشام بن حسان به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 369) عن الحسن بن علي بن المتوكل مولى بني هاشم ¬

_ (¬1) هو إبراهيم بن سليمان بن داود البَرَلُّسي قال ابن يونس: كان أحد الحفاظ المجودين الثقات الأثبات (سير الأعلام 12/ 613)

والبغوي في "شرح السنة" (2038) عن محمد بن غالب التمار تمتام قالا: ثنا خالد بن أبي يزيد القرني ثنا حماد بن زيد به. وإسناده حسن، وخالد بن أبي يزيد قال ابن معين: لم يكن به بأس. السادس: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا، منهم: 1 - حجاج بن أرطأة عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وعَسْب الفحل" أخرجه أحمد (2/ 500) عن محمد (¬1) بن يزيد عن حجاج به. وأخرجه أحمد (2/ 500) أيضًا عن يزيد بن هارون عن حجاج بن أرطأة عن عطاء عن أبي هريرة قال: نُهي عن ثمن الكلب، وكسب الحجام، ومهر البغي" قال: قلت لعطاء: النبي-صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فمن إذا. الحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس. 2 - قيس بن سعد المكي عن عطاء عن أبي هريرة قال: نُهي عن مهر البغي، وعَسْب الفحل، وعن ثمن السنور، وعن الكلب إلا كلب صيد. أخرجه البيهقي (6/ 6) من طريق محمد بن يحيى بن مالك الضبي ثنا محمود بن غيلان ثنا مؤمل ثنا حماد بن سلمة ثنا قيس به. وقال: هكذا رواه قيس بن سعد عن عطاء من هذا الوجه عنه، ورواية حماد عن قيس فيها نظر" قلت: محمد بن يحيى لم أقف له على ترجمة، ومؤمل هو ابن إسماعيل البصري صدوق كثير الخطأ، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات. 3 - المثنى بن الصباح عن عطاء قال: سمعت أبا هريرة رفعه "ثلاث كلهنّ سحت: كسب الحجام سحت، ومهر الزانية سحت، وثمن الكلب إلا كلبا ضاريًا سحت" أخرجه الدارقطني (3/ 73) وقال: المثنى ضعيف" ¬

_ (¬1) أظنه الكلاعي الواسطي.

4 - الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح عن عمه عطاء عن أبي هريرة رفعه "ثلاث كلهنّ سحت: كسب الحجام، ومهر البغي، وثمن الكلب إلا الكلب الضاري" أخرجه الدارقطني (3/ 72) من طريق عبيد بن محمد بن إبراهيم الصنعاني ثني محمد بن عمر بن أبي مسلم ثنا محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا نافع بن عمر عن الوليد بن عبيد الله به. وقال: الوليد بن عبيد الله ضعيف" قلت: وثقه ابن معين وابن حبان، وعبيد بن محمد ومحمد بن عمر قال ابن القطان الفاسي: مجهولان. فالإسناد ضعيف. 5 - رباح بن أبي معروف المكي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "ثمن الكلب من السحت" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4655) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا أبو عامر العَقَدي ثنا رباح به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 339) من طريق الفضل بن موسى البصري مولى بني هاشم أنبأ أبو عامر به بلفظ "من السحت كسب الحجام، وثمن الكلب، ومهر البغي" ورباح مختلف فيه، ضعفه ابن معين والنسائي، وقواه ابن عدي وغيره. 6 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مهر البغي، وعَسْب الفحل، وكسب الحجام، وثمن الكلب. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 243 - 244 و 269 و 14/ 201) وأبو يعلى (6371) وابن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه. - وقال عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي: عن عطاء عن أبي هريرة قال: من السحت ضراب الفحل، ومهر البغي، وكسب الحجام. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 146) عن عبد الله بن نمير عن عبد الملك به. وإسناده صحيح. وتابعه الأعمش عن عطاء قال: قال أبو هريرة: أربع من السحت: ضراب الفحل، وثمن الكلب، ومهر البغي، وكسب الحجام.

أخرجه النسائي في "الكبرى" (4695) - وقال ابن جريج: عن عطاء عن سعيد مولى خليفة عن أبي هريرة قال: ثمن الكلب، ومهر البغي، وكسب الحجام سحت. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2 / 211) ومن طريقه الدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1187 - 1188) عن يحيى بن سعيد القطان والنسائي في "الكبرى" (4696) عن حجاج بن محمد الأعور كلاهما عن ابن جريج به. وتابعه عمرو بن دينار عن عطاء به. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 243 و 269) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4697) عن محمد بن النضر بن مساور المروزي ثنا سفيان به. وعلقه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 211) عن ابن عيينة به. وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1188) من طريق محمد بن سليمان المِصيصي لُوَيْن ثنا سفيان به. قال لوين: وقال سفيان مرّة: عن النبي-صلى الله عليه وسلم-"ومهر البغي، وأجر الحجام سحت" وقال مرّة: نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي. قال لوين: حدثنا به مرّتين عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. والموقوف قال البخاري: أصح. السابع: يرويه وكيع عن طلحة عن أبي هريرة قال: مهر البغي سحت، وعسب الفحل سحت، وكسب الحجام سحت، وثمن الكلب سحت. أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/ 240) وإسناده ضعيف جدًا، طلحة هو ابن عمرو الحضرمي قال أحمد والنسائي: متروك الحديث.

الثامن: يرويه المغيرة بن مِقْسَم الكوفي قال: سمعت عبيد الله بن أبي نُعْم أنه سمع أبا هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كسب الحجام، وكسب البغي، وثمن الكلب. قال: وعسب الفحل. قال: وقال أبو هريرة: هذه من كيسي. أخرجه أحمد (2/ 299) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة عن المغيرة به. وقال: إنّما هو عبد الرحمن بن أبي نعم ولكن غندر كذا قال" وأخرجه النسائي (7/ 274) وفي "الكبرى" (4693 و 6269) عن محمد بن بشار عن بن جعفر به. وقال فيه "وعسب الفحل" بدل "وكسب البغي" وإسناده صحيح. 4496 - "لا يحل دم امرئ مسلم إلا باحدى ثلاث" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 15/ 220) من حديث ابن مسعود. 4497 - "لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرك" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري" (¬2) ضعيف روي من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث أم سلمة. فأما حديث أبي سعيد فأخرجه الترمذي (3727) ثنا علي بن المنذر ثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي "يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" ومن طريقه أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 104 - 105) ¬

_ (¬1) 15/ 77 (كتاب الحدود- باب الضرب بالجريد والنعال) و15/ 106 (كتاب الحدود- باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]) (¬2) 8/ 15 - 16 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

وأخرجه البيهقي (7/ 66) من طريق محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن المنذر به. وأخرجه أبو يعلى (1042) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا ابن فضيل به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وسمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث فاستغربه" وقال البيهقي: وعطية هو ابن سعد العَوْفي غير محتج به" وقال ابن كثير: حديث ضعيف لا يثبت فإنّ سالما هذا متروك، وشيخه عطية ضعيف" التفسير 1/ 501 وقال الحافظ في "تعريف أهل التقديس" (ص 37): عطية العوفي ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح" قلت: وسالم بن أبي حفصة مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الفلاس وغيره، وهو من غلاة الشيعة. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - كثير النَّوَّاء عن عطية به. أخرجه ابن مردويه كما في "الموضوعات" (1/ 367 - 368) لابن الجوزي من طريق إسحاق بن الفيض أنبأ سلمة بن حفص ثنا أبو حفص الكندي عن كثير النواء به. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا صحة له" قلت: وهو كما قال، وكثير النواء ضعفه أبو حاتم والنسائي، وقال ابن عدي: كان غاليا في التشيع مفرطا فيه. وأبو حفص الكندي واسمه أغلب بن تميم قال البخاري وابن حبان ومسلمة بن قاسم: منكر الحديث، زاد ابن حبان: خرج عن حدّ الاحتجاج به لكثرة خطأه، وزاد مسلمة: ضعيف، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في "الضعفاء". وسلمة بن حفص أظنه المترجم في "اللسان" (3/ 67) قال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا عند الاعتبار. 2 - محمد بن عبد الله العوني. أخرجه الكلاباذي (ص 104) من طريق أسيد بن زيد الجَمّال ثنا محمد بن عبد الله به. وأسيد كذبه ابن معين، وقال النسائي: متروك.

3 - مِسْعَر بن كِدَام أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (623) عن محمد بن عبد الله الحضرمي قال: قرأت في كتاب الوليد بن حماد ثنا عبد الله بن الحسن الأحمسي عن عبد الله بن جعفر عن مسعر به. والوليد بن حماد وعبد الله بن الحسن وعبد الله بن جعفر لم أعرفهم. وأما حديث سعد فأخرجه البزار (1197) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن الحسن بن زيد عن خارجة بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: "لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك". وقال: لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى عن خارجة إلا الحسن بن زيد" وقال الهيثمي: خارجة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 115 قلت: خارجة بن سعد لم أقف له على ترجمة ولعله خارجة بن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص المترجم في كتابي البخاري وابن أبي حاتم نسب إلى جده في هذا الحديث والله أعلم. وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما. وأما حديث أم سلمة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "اللآلئ" (1/ 353) و "المطالب" (191) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن ابن أبي غَنِيَّة عن أبي الخطاب مَحْدُوج الذُّهْلِي عن جسرة حدثتني أم سلمة قالت: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى صرحة المسجد فنادى بأعلى صوته "ألا إنّ هذا المسجد لا يحل لجنب ولا حائض إلا للنبي-صلى الله عليه وسلم- وأزواجه وعليا وفاطمة ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا". وأخرجه ابن ماجه (645) عن ابن أبي شيبة ومحمد بن يحيى الذهلى قالا: ثنا أبو نعيم به مختصرا إلى قوله "ولا لحائض" وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (269) والطبراني في "الكبير" (23/ 373 - 374) والبيهقي (7/ 65) والمزي (27/ 271 - 272) من طرق عن أبي نعيم عن ابن أبي غنية عن أبي الخطاب الهَجَري به. وإسناده ضعيف، أبو الخطاب الهجري مجهول كما في "التقريب". ومحدوج الذُّهْلِي قال البخاري: فيه نظر، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، أخطأ من زعم أنّ له صحبة.

وقال ابن حزم: هذا الحديث باطل، أما محدوج فساقط يروي المعضلات عن جسرة، وأبو الخطاب الهجري مجهول" المحلى 2/ 252 ولم ينفرد محدوج به بل تابعه: 1 - إسماعيل بن أمية عن جسرة به. أخرجه البيهقي (7/ 65) من طريق يحيى بن حمزة التمار قال: سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن أمية به. وقال: فيه ضعف" وقال ابن حزم: هذا باطل، عطاء بن مسلم الخفاف منكر الحديث، وإسماعيل مجهول" المحلى 2/ 252 2 - عروة بن فيروز. أخرجه أبو الحسن الحربي في "الفوائد" (78) من طريق عمرو بن عمير الهجري عن عروة به. وعمرو وعروة لم أر من ترجمهما. واختلف عن جسرة، فقال أفلت بن خليفة الكوفي: حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت: سمعت عائشة تقول: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد فقال "وجهوا هذه البيوت عن المسجد" ثم دخل النبي-صلى الله عليه وسلم- ولم يصنع القوم شيئًا رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد فقال "وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب" أخرجه أبو داود (232) عن مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا أفلت به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 442) ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عن عبد الواحد بن زياد، وزاد فيه "إلا لمحمد وآل محمد" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 67) وقال: وعند جسرة عجائب، وقال عروة وعباد بن عبد الله عن عائشة مرفوعا "سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر" وهذا أصح" وقال أبو زرعة: يقولون: عن جسرة عن أم سلمة، والصحيح عن عائشة" العلل 1/ 99 وقال عبد الحق الإشبيلي: ولا يثبت من قبل إسناده" الوهم والإيهام 5/ 327

4498 - "لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل" قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي وحسنه من حديث ثوبان رفعه: فذكره" (¬1) يرويه يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي واختلف عنه: - فقال محمد بن الوليد الزبيدي: ثنا يزيد بن شريح أنّ أبا حَي المؤذن حدّثه أنّ ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حدّثه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال "لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن، فإنّ فعل فقد دخل، ولا يؤم قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم حتى ينصرف، ولا يصلي وهو حَاقِن حتى يتخفف" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1093) عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيدي ثني عمرو بن الحارث ثني عبد الله بن سالم عن محمد بن الوليد به. وقال: أصح ما يروى في هذا الباب هذا الحديث" قلت: إسحاق بن إبراهيم قال ابن معين: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف. وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة. ويزيد بن شريح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به. وأبو حي واسمه شداد بن حي الحمصي وثقه العجلي وابن حبان، وقال الحافظ: صدوق. وعبد الله بن سالم ومحمد بن الوليد ثقتان. ولم ينفرد محمد بن الوليد به بل تابعه حبيب بن صالح الحمصي عن يزيد بن شريح به. أخرجه أحمد (5/ 280) وأبو داود (90) والترمذي (357) والخرائطي في "المساوئ" (815) والبغوي في "شرح السنة" (3/ 129 - 130) ¬

_ (¬1) 13/ 261 (كتاب الاستئذان- باب الاستئذان من أجل البصر)

عن إسماعيل بن عياش (¬1) وأحمد (5/ 280) وابن ماجه (619 و 923) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 355) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (335) والطبراني في "مسند الشاميين" (1113) وأبو الشيخ في "الأقران" (407) والبيهقي (3/ 129) والخطيب في "تلخيص المتشابة" (1/ 235) والمزي (12/ 393) عن بقية بن الوليد وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 84) والطبراني في "مسند الشاميين" (1042) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 183) عن صفوان بن عمرو السَّكْسكي الحمصي ثلاثتهم عن حبيب بن صالح به. قال الترمذي: حديث حسن" - ورواه ثور بن يزيد الحمصي عن يزيد بن شريح واختلف عنه: • فقال أحمد بن علي النميري: ثنا ثور بن يزيد عن يزيد بن شريح عن أبي حي عن أبي هريرة مرفوعا به. أخرجه أبو داود (91) وتابعه منصور بن زاذان عن ثور بن يزيد به. أخرجه البيهقي (3/ 129) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (257) • وقال شعيب بن إسحاق الدمشقي: عن ثور بن يزيد عن يزيد بن شريح عن أبي هريرة. ولم يذكر أبا حي. ¬

_ (¬1) هكذا رواه أبو اليمان الحكم بن نافع ومحمد بن عيسى بن الطباع وعلي بن حجر والحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش مرفرعا. وخالفهم أبو بلال الأشعري فرواه عن إسماعيل بن عياش ولم يرفعه. أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (816) والأول أصح، وأبو بلال مختلف فيه.

أخرجه الحاكم (1/ 168) وقال: إسناده صحيح" • وقال عيسى بن يونس: عن ثور عن شرحبيل بن مسلم عن أبي حي عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (8/ 281) وقال: ووهم في قوله: شرحبيل بن مسلم، وإنما أراد يزيد بن شريح" - ورواه السَّفْر بن نُسَيْر الأزدي واختلف عنه: • فقال معاوية بن صالح الحمصي: ثني السفر بن نسير عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة. أخرجه أحمد (5/ 250 و 260 و 261) وابن ماجه (617) والطبراني في "الكبير" (7507) والبيهقي (3/ 129) وفي "معرفة السنن" (4/ 229) والمزي (11/ 135) من طرق عن معاوية بن صالح به (¬1). • وقال عبد الله بن رجاء الشيبانى: عن السفر بن نسير عن ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7505) قال الهيثمي: عبد الله بن رجاء الشيباني لم أعرفه، والسفر بن نسير ضعيف، ووثقه ابن حبان" المجمع 2/ 79 و 8/ 43. قلت: عبد الله بن رجاء قال أبو حاتم: مجهول (الميزان 2/ 421) والسفر بن نسير قال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وقال الترمذي بعد أن ذكر الاختلاف فيه على يزيد بن شريح: وكأنّ حديث يزيد بن شريح عن أبي حي المؤذن عن ثوبان في هذا أجود إسنادا وأشهر. ¬

_ (¬1) ورواه مَعْن بن عيسى القزّاز المدني عن معاوية بن صالح عن السفر بن نسير عن يزيد بن خمير عن ابن عمرو. قاله الدارقطني في "العلل" (8/ 282) وقال: ووهم فيه، والصحيح عن معاوية بن صالح عن السفر عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة، وعن حبيب بن صالح عن يزيد بن شريح عن أبي حي عن ثوبان"

4499 - "لا يحل لرجل يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن ماجه بهذا اللفظ من حديث ابن عباس وابن عمر، ورجاله ثقات" (¬1) أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (202) عن حسين بن ذكوان المعلم عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن ابن عمر وابن عباس رفعاه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "لا يحل لرجل أن يعطي عطية فيرجع فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده، ومثل من يعطي العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب يأكل حتى إذا شبع قاء ثم يرجع فيه". وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 476) وأحمد (1/ 237 و 2/ 27 و 78) وسمويه في "الفوائد" (56) وأبو داود (3539) وابن ماجه (2377) والترمذي (¬2) (1299 و 2131 و 2132) والنسائي (6/ 222 و 225) وفي "الكبرى" (6517 و 6518 و 6519 و 6520 و 6533 و 6534) وأبو يعلى (2717) وابن الجارود (994) والطحاوي في "المشكل" (5062 و 5063 و 5064 و 5065 و 5066 و 5067) وفي "شرح المعاني" (4/ 79) والخرائطي في "المساوئ" (522) وابن حبان (5123) والطبراني في "الكبير" (13462) وأبو الشيخ في "الأمثال" (328) والدارقطني (3/ 42 - 43) والحاكم (2/ 46) والبيهقي (6/ 179 و 180) وفي "المعرفة" (9/ 66) وفي "الصغرى" (2249) وابن الجوزي في "البر والصلة" (171) من طرق عن حسين المعلم به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فإني لا أعلم خلافا في عدالة عمرو بن شعيب، إنّما اختلفوا في سماع أبيه من جده" قلت: إسناده حسن إلا أنّه اختلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه عامر بن عبد الواحد الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يرجع أحد في هبته إلا والد من ولده، والعائد في هبته كالعائد في قيئه" أخرجه ابن ماجه (2378) والنسائي (6/ 222) وفي "الكبرى" (6516) والطحاوي في "المشكل" (5068) والدراقطني (3/ 43) ¬

_ (¬1) 6/ 138 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد) و15/ 379 (كتاب الحيل- باب في الهبة والشفعة) (¬2) أخرجه في الموضع الثاني من طريق إسحاق الأزرق عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن ابن عمر وحده، واقتصر على الفقرة الثانية من الحديث فقط.

عن سعيد بن أبي عَروبة والبيهقي (6/ 179) عن عبد الوارث بن سعيد البصري كلاهما عن عامر الأحول به. وعامر الأحول مختلف فيه، وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه أحمد وغيره. وقد توبع: قال أحمد بن عيسى التنيسي: ثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير عن مطر وعامر الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. أخرجه البيهقي (6/ 179) وقال: يختمل أن يكون عمرو بن شعيب رواه من الوجهين جميعًا فحسين المعلم حجة، وعامر الأحول ثقة" قلت: حديث حسمن المعلم أصح، لأنّ حسينا أثبت من عامر الأحول. ولم ينفرد عمرو بن شعيب به بل تابعه عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يرجع في هبته إلا الوالد" أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة" (170) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا أسباط ثنا إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار به. وإسماعيل بن مسلم هو أبو إسحاق المكي قال ابن المديني: أجمع أصحابنا على ترك حديثه. واختلف في هذا الحديث على طاوس، فرواه الحسن بن مسلم بن يَنّاق عن طاوس مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (16542) والنسائي (6/ 225) وفي "الكبرى"، (6535) والبيهقي (6/ 179 و 179 - 180) وفي "المعرفة" (9/ 65) وفي "الصغرى" (2251و 2252) عن ابن جُريج وابن أبي شيبة (6/ 477) والنسائي (6/ 223) وفي "الكبرى" (6522) والطحاوي في "المشكل" (5069)

عن إبراهيم بن نافع المخزومي كلاهما عن الحسن بن مسلم به. ورواته ثقات. 4500 - "لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس" سكت عليه الحافظ (¬1). حسن ورد من حديث عمّ أبي حُرَّة الرَّقَاشي ومن حديث أبي حميد الساعدي ومن حديث عمرو بن يَثْربي ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث رجل لم يسم. فأما حديث عم أبي حرة الرقاشي فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 134 - 135) وأحمد (5/ 72 - 73) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1671) وأبو يعلى (1570) وفي "المفاريد" (81 و 82) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (576) والطبراني في "الكبير" (3609) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (4/ 142 - 143) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 741 - 742) والدارقطني (3/ 26) وفي "المؤتلف" (2/ 751) والبيهقي (6/ 100 و 8/ 182) وفي "الشعب" (5105) وأبو طاهر المخلص في "حديثه" (23) وأبو نعيم في "الصحابة" (2287 و 7119) من طرق عن حماد بن سلمة أنا علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي حرة الرقاشي عن عمه قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال: فذكر الحديث وفيه طول وقال فيه "لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه" وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وأما حديث أبي حميد فأخرجه أحمد (5/ 425) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم وعبيد بن أبي قرة البغدادي والبيهقي (9/ 358) وفي "الشعب" (5106) عن أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس المدني ¬

_ (¬1) 4/ 25 (كتاب الزكاة- باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)

ثلاثتهم عن سليمان بن بلال المدني عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حميد مرفوعا "لا يحل للرجل أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفسه" وذلك لشدّة ما حرّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مال المسلم على المسلم. وفي لفظ "لا يحل لامرئ أن يأخذ مال أخيه بغير حقه" وذلك لما حرّم الله مال المسلم على المسلم. ورواه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال فقال فيه: عن عبد الرحمن بن سعد. أخرجه الروياني (1458) والبيهقي (6/ 100) وفي "الصغرى" (2132) وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا سليمان به. أخرجه أبو القاسم البغوي (1899) - ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن سليمان بن بلال واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أبي عامر عن سليمان عن سهيل عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حميد، منهم: 1 - أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3907) وابن حبان (5978) 2 - إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 241) وفي "المشكل" (4/ 41 - 42) 3 - محمد بن المثنى. أخرجه البزار (3717) • وقال أحمد بن عصام الأصبهاني: ثنا أبو عامر ثنا سليمان عن سهيل عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي حميد. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1111) قال البزار: لا نعلم لأبي حميد طريقا غير هذا الطريق، وإسناده حسن" وقال البيهقي: عبد الرحمن هو ابن سعد بن مالك، وسعد بن مالك هو أبو سعيد الخدري" وقال أيضًا: إسناده حسن، وحديث أبي حميد أصح ما في الباب" التلخيص 3/ 46

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 171 قلت: وهو كما قالوا، وعبد الرحمن بن سعد وثقه النسائي والعجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب" وأما حديث عمرو بن يثربي فأخرجه أحمد (4233 و 5/ 113) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 332) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (979) والروياني (1475) والبيهقي (6/ 97) وفي "الصغرى" (2131) والخطيب في "الموضح" (2/ 237) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 278) عن أبي عامر العقدي وابن قانع في "الصحابة" (2/ 207 - 208) والدارقطني (3/ 25 - 26) وأبو نعيم في "الصحابة" (5015) عن زيد بن الحباب كلاهما عن عبد الملك بن الحسن الجاري الأحول ثني عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري: سمعت عمارة بن حارثة الضمري يحدث عن عمرو بن يثربي الضمري قال: شهدت خطبة النبي-صلى الله عليه وسلم- بمنى، فكان فيما خطب به أن قال "ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه" قال: فلما سمعت ذلك قلت: يا رسول الله، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي، فأخذت منها شاة فاجتررتها، عليّ في ذلك شيء؟ قال "إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وازنادا بخبت الجميش فلا تمسّها" - ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الملك بن الحسن واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن حاتم بن إسماعيل كرواية أبي عامر العقدي، منهم: 1 - أبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5014) 2 - سعيد بن عمرو الأشعثي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5014) 3 - أحمد بن حاتم الطويل. أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3906) 4 - أصبغ بن الفرج المصري. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 241) وفي "المشكل" (2823)

5 - عبد الله بن محمد بن علي الحرّاني. أخرجه الخرائطي في "المساوئ" (687) • ورواه محمد بن عباد المكي عن حاتم بن إسماعيل فلم يذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 113) وابن قانع (2/ 208) والدارقطني (3/ 26) والخطيب في "الموضح" (2/ 236 - 237) وقال الدارقطني: أسقط منه ابن أبي سعيد، والأول أصح" قلت: وهو كما قال، وعمارة بن حارثة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا ابن أبي سعيد فهو مجهول. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس في حجة الوداع- فذكر الحديث- وفيه "لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه من طيب نفس، ولا تظلموا، ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" أخرجه البيهقي (6/ 96 - 97) وفي "الدلائل" (5/ 449) من طريقين عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن ثور بن زيد به. وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما، وثور وعكرمة ثقتان. الثاني: يرويه محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته في حجته "ألا وإنّ المسلم أخو المسلم، لا يحل له دمه ولا شيء من ماله إلا بطيب نفسه، ألا هل بلغت؟ " قالوا: نعم، قال "اللهم اشهد" أخرجه الدارقطني (3/ 25) من طريق يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا أبو يوسف عن محمد بن عبيد الله به. وإسناده ضعيف جدًا، محمد بن عبيد الله قال الحاكم: متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة النقل فيه. وأما حديث ابن عمر فأخرجه البيهقي (5/ 152 و 6/ 97) وفي "الدلائل" (5/ 447) من طريق أبي علي الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار ثنا زيد بن الحباب أني موسى بن عبيدة

أني صدقة بن يسار عن ابن عمر- فذكر الحديث في خطبة النبي-صلى الله عليه وسلم-وسط أيام التشريق في حجته وقال فيها "أيها الناس من كانت عنده وديعة فليردها إلى من ائتمنه عليها، أيها الناس إنّه لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا ما طابت به نفسه" ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 1156 و 1618 و 1805 و 3234) وعبد بن حميد (858) والفاكهي في "أخبار مكة" (1897) والطبري في "تفسيره" (10/ 124 - 125) وأخرجه البزار (كشف 1141) والروياني (1416) من طرق أخرى عن موسى بن عبيدة أني صدقة بن يسار وعبد الله بن دينار عن ابن عمر به. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي (¬1). وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسحاق بن عبد الواحد الموصلي ثنا داود بن الزِّبْرِقان ثنا حميد عن أنس مرفوعا "لا يشربنّ أحدكم ماء أخيه إلا بطيبة من نفسه" أخرجه الدارقطني (3/ 25) وإسناده ضعيف جدًا، داود بن الزبرقان قال أبو زرعة وغيره: متروك، وإسحاق بن عبد الواحد مختلف فيه. الثاني: يرويه الحارث بن محمد الفهري عن يحيى بن سعيد عن أنس رفعه "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه" أخرجه الدارقطني (3/ 26) عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ثنا الحارث بن محمد الفهري به. قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 46): وفيه الحارث بن محمد الفهري راويه عن يحيى بن سعيد الأنصاري مجهول" قلت: بل هو ثقة كما قال أبو زرعة (الجرح 1/ 2/ 89) وإعلاله بعبد الله بن شبيب أولى. قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها لا ¬

_ (¬1) انظر حديث "إنّ الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض"

يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات، وقال الذهبي في "الميزان": واه. وأما حديث الرجل الذي لم يسم فأخرجه مسدد (المطالب 1485) عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه حدثني شيخ لقيته بالبحرين عن خطبة النبي-صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أنّه قال "لا يحل من مال امرئ إلا ما أعطى عن طيب نفس" وإسناده صحيح إن كان الشيخ صحابيا. 4501 - "لا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 6/ 14) عن ابن عمر مرفوعا "لا يحلبنّ أحد ماشية امرئ بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزائنه فينتقل طعامه؟ فإنّما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم، فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه" 4502 - حديث جابر مرفوعا "لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار" قال الحافظ: أخرجه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم، واللفظ الذي ذكرته لأبي بكر بن أبي شيبة" (¬2) صحيح وله عن جابر طريقان: الأول: يرويه هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن نِسْطَاس عن جابر مرفوعا "من حلف على منبري آثما تبوأ مقعده من النار" أخرجه مالك (2/ 727) عن هاشم بن هاشم به. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (544) وفي "المسند" (ص 153) عن مالك به. وأخرجه البيهقي (10/ 176) من طريق الشافعي. وأخرجه أحمد (3/ 344) والنسائي في "الكبرى" (6018) وأبو يعلى (1782) وابن حبان (4368) والحاكم (4/ 296 - 297) والبيهقي (7/ 398) من طرق عن مالك به. ¬

_ (¬1) 8/ 10 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب المهاجرين) (¬2) 6/ 213 (كتاب الشهادات- باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين)

ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن نُمَير ثنا هاشم بن هاشم أني عبد الله بن نسطاس أنّه سمع جابرا رفعه "لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 2 - 3) وأبو داود (3246) وابن حزم في "المحلى" (13/ 560 - 561) 2 - مروان بن معاوية الفَزَاري. أخرجه ابن ماجه (2325) 3 - صفوان بن عيسى الزهري. أخرجه ابن ماجه (2325) 4 - مكي بن إبراهيم البَلْخِي. أخرجه الحاكم (4/ 296) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 87) 5 - أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي. أخرجه ابن سعد (1/ 253 - 254) والبيهقي (7/ 398) وابن عبد البر (22/ 87) 6 - أبو بدر شجاع بن الوليد الكوفي. أخرجه البيهقي (10/ 176) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (921) والمزي (16/ 221 - 222) قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عساكر: حسن غريب" قلت: هاشم بن هاشم وثقه ابن معين وغيره، وعبد الله بن نسطاس وثقه النسائي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه هاشم بن هاشم. الثاني: يرويه محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي ثني رجل من جهينة ونحن مع أبي سلمة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله رفعه "أيما امرئ من الناس حلف عند منبري هذا على يمين كاذبة يستحق بها حق مسلم أدخله الله -عز وجلّ- النار وإن على سواك أخضر" أخرجه أحمد (3/ 375) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني سمعت أبي يحدث عن محمد بن عكرمة به.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ومحمد بن عكرمة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لم يرو عنه سوى إبراهيم بن سعد" فهو مجهول. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "ما من عبد أو أمة يحلف عند هذا المنبر على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار" أخرجه ابن سعد (1/ 254) وأحمد (2/ 329 و 518) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا الحسن بن يزيد بن فروخ أبو يونس الضمري المدني قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبا هريرة به. وأخرجه ابن ماجه (2326) والحاكم (4/ 297) من طرق عن أبي عاصم به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 45 قلت: وهو كما قال، والحسن بن يزيد بن فروخ لم يخرج له الشيخان شيئًا. والحديث بهذا الشاهد صحيح. 4503 - حديث جابر "لا يحلف عند منبري" سكت عليه الحافظ (¬1). انظر الحديث الذي قبله. 4504 - عن مجاهد قال: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك قال "لا يخرج معنا إلا مقوى" فخرج رجل على بَكْر ضعيف فوقص فمات فقال الناس: الشهيد الشهيد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا بلال ناد أنّ الجنة لا يدخلها عاص" قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (9294) وسعيد بن منصور (2494) عن سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين خرج إلى تبوك "لا يخرج معنا إلا مُقْو" فخرج رجل على بكر له صعب، فوقص به فمات، فقال الناس: الشهيد الشهيد، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالًا ينادي "ألا لا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يدخلها عاص" ¬

_ (¬1) 16/ 276 (كتاب الأحكام- باب من قضى ولاعن في المسجد) (¬2) 6/ 431 (كتاب الجهاد- باب لا يقال فلان شهيد)

قال مجاهد: لم أسمع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا أشدّ من هذا، وحديث سعد بن معاذ لقد ضم ضمة. ورجاله ثقات. 4505 - "لا يخلون رجل بامرأة فإنّ ثالثهما الشيطان" قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث عامر بن ربيعة" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (15/ 38) وفي "مسنده" (المطالب 2157) وأحمد (3/ 446) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 445) والبزار (3817) والروياني (1341) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 235) وابن عدي (5/ 1869) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه رفعه "من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية، فإن خلعها من بعد عقده إياها في عنقه لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجة، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحل له فإنّ ثالثهما الشيطان إلا محرم، فإنّ الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من ساءته سيئته وسرّته حسنته فهو مؤمن. قال الهيثمي: وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 5/ 223 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله" مختصر الإتحاف 6/ 460 4506 - "لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار، ولا أنا إلا برحمة من الله تعالى" قال الحافظ: عند مسلم (2817) من حديث جابر بلفظ: فذكره" (¬2) 4507 - "لا يُدخل أحدكم الجنة عمله" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 12/ 234) من حديث أبي هريرة. 4508 - "لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يحج بعد العام مشرك، ومن كان بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عهد فعهده إلى مدته" ¬

_ (¬1) 11/ 245 (كتاب النكاح- باب لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ذو محرم) (¬2) 14/ 74 - 75 و 76 (كتاب الرقاق- باب القصد والمداومة على العمل) (¬3) 3/ 277 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب فضل الطهور بالليل والنهار)

قال الحافظ: وروى أحمد من طريق زيد بن يُثَيْع قال: سألت عليا: بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: بأربع: فذكرها، وأخرجه الترمذي من هذا الوجه وصححه" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار" 4509 - "لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مصدّق بسحر، ولا قاطع رحم" قال الحافظ: ومن طريق أبي حَرِيز واسمه عبد الله بن الحسين قاضي سجستان عن أبي بُردة عن أبي موسى رفعه: فذكره، أخرجه ابن حبان والحاكم" (¬2) أخرجه أحمد (4/ 399) وأبو يعلى (7248) والخرائطي في "المساوئ" (272 و 784) وابن حبان (5346 و 6137) والحاكم (4/ 146) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1247) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي قال: قرأت على فضيل بن ميسرة أبي معاذ عن أبي حريز أنّ أبا بردة حدثه عن أبي موسى رفعه "لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع. ومن مات وهو يشرب الخمر، سقاه الله من الغوطة: وهو ماء يسيل من فروج المومسات يؤذي ريحه من في النار" وفي لفظ "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 74 قلت: أبو حريز واسمه عبد الله بن حسين مختلف فيه، وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: صدوق، وضعفه يحيى القطان وأحمد (¬3) وأبو داود والنسائي وسعيد بن أبي مريم والجوزجاني وابن عدي والعقيلي، واختلف فيه قول ابن معين. ولم ينفرد معتمر بن سليمان به بل تابعه: 1 - أبو معشر يوسف بن يزيد البراء. أخرجه أسلم بن سهل في "تاريخ واسط" (ص 161) 2 - أصرم بن حوشب الهمذاني. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني (1237) ¬

_ (¬1) 9/ 145 (كتاب المغازي- حج أبي بكر بالناس في سنة تسع) (¬2) 13/ 19 (كتاب الأدب- باب إثم القاطع) (¬3) وقال: روى معتمر عن فضيل عن أبي حريز أحاديث مناكير.

وللحديث شاهد عن أبي سعيد مرفوعا "لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منان" أخرجه أحمد (3/ 14 و 83) وأبو الشيخ في "الطبقات" (267) وأبو القاسم الأصبهاني (1249) من طرق عن الأعمش عن سعد الطائي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد به. وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. 4510 - "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجل: إنّ الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، فقال "إنّ الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَرُ الحق وغَمْط الناس" قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (91) عن ابن مسعود أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم عن ابن مسعود عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وأخرجه الحاكم بلفظ "المتكبر من بطر الحق وازدرى الناس" (¬2) أخرجه مسلم من طريق علقمة بن قيس الكوفي عن ابن مسعود. وأخرجه أحمد (1/ 399) والهيثم بن كليب (889 و890) والحاكم (1/ 26) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن ابن مسعود مرفوعا "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبَّة من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبَّة من كبر" فقال رجل: يا رسول الله، إني ليعجبني أن يكون ثوبي غسيلا، ورأسي دهينا، وشراك نعلي جديداً، وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه، أفمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال "لا، ذاك الجمال، إنّ الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفه (¬3) الحق وازدرى الناس" قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث عبد العزيز بن مسلم هذا، وقلت له: ورواه الوليد بن عتبة عن حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، قال: المرسل أشبه عندي مع أنّ يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود" العلل 2/ 114 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا برواته" ¬

_ (¬1) 12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جرّ ثوبه من الخيلاء) (¬2) 13/ 102 (كتاب الأدب- باب الكبر) (¬3) وفي لفظ "بطر"

قلت: لم يخرج الشيخان ليحيى بن جعدة شيئًا، وقال ابن معين وغيره: لم يسمع يحيى بن جعدة من ابن مسعود. والأعمش وحبيب مدلسان وقد عنعنا. 4511 - "لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية" قال الحافظ: ففي حديث حفصة أنّها لما سمعت: فذكره، قالت: أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فأجيبت بقوله {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 72] الآية" (¬1) أخرجه مسلم (2496) من طريق ابن جريج أني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مُبَشِّر أنّها سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول عند حفصة "لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها" قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "قد قال الله -عز وجلّ- {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)} [مريم: 72] ". 4512 - "لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة" قال الحافظ: وروى مسلم (2496) أيضًا من حديث أم مبشر أنّها سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره" (¬2) 4513 - "لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية" - قال الحافظ: وعند مسلم من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬3) أخرجه مسلم (2495) عن جابر أنّ عبدا لحاطب جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكو حاطبا، فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كذبت لا يدخلها، فإنّه شهد بدرا والحديبية". 4514 - "لا يدخل رجل على مُغِيْبة إلا ومعه رجل أو اثنان" قال الحافظ: ولمسلم (2173) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره. ذكره في أثناء حديث" (¬4) ¬

_ (¬1) 1/ 207 (كتاب العلم- باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه) و3/ 367 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬2) 8/ 448 - 449 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية) (¬3) 8/ 448 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية) (¬4) 11/ 244 (كتاب النكاح- باب لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ذو محرم)

4515 - حديث عائشة "لا يذهب الليل والنهار حتى نعبد اللات والعزى" وفيه "يبعث الله ريحا طيبة فَتَوَفَّى كل من في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2907 ") (¬1) 4516 - "لا يرث المسلم النّصراني إلا أن يكون عبده أو أمته" قال الحافظ: أخرج النسائي والحاكم من طريق أبي الزبير عن جابر مرفوعا: فذكره، وأعله ابن حزم بتدليس أبي الزبير، وهو مردود فقد أخرجه عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير أنّه سمع جابرا" (¬2) موقوف صحيح أخرجه النسائي في "الكبرى" (6389) وابن عدي (6/ 2231) والدارقطني (4/ 74) والحاكم (4/ 345) والبيهقي (6/ 218) والمزي (26/ 228) من طريق عبد الله بن وهب أني محمد بن عمرو اليافعي عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعا. قال الحاكم: محمد بن عمرو اليافعي صدوق الحديث صحيح" وقال ابن عدي: لا يرويه عن ابن جريج غير محمد بن عمرو" قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، وذكره الساجي في "الضعفاء" ونقل عن ابن معين أنّه قال: غيره أقوى منه، وقال ابن عدي: في حديثه مناكير. وذكر له هذا الحديث، وقال ابن يونس: روى عنه ابن وهب وحده، حدّث بغرائب، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، لا يعرف إلا برواية ابن وهب عنه (الوهم والإيهام 3/ 539) وخالفه عبد الرزاق (9865) فرواه عن ابن جريج أني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره موقوفًا. ومن طريقه أخرجه الدارقطني (4/ 75) والبيهقي (6/ 218) وقال الدارقطني: موقوف وهو المحفوظ" وقال الحافظ في "التهذيب" (9/ 380): رواه عبد الرزاق عن ابن جريج موقوفًا، وهو الصواب" ¬

_ (¬1) 16/ 189 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان) (¬2) 15/ 55 (كتاب الفرائض- باب ميراث العبد النصراني والمكاتب النصراني)

قلت: وهو كما قالا، وإسناده صحيح. - ورواه أشعث بن سوّار الكندي واختلف عنه: • فقال أسباط بن محمد القرشي: عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر موقوفا. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 373) • وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن أشعث عن الحسن عن جابر مرفوعا. أخرجه الدارمي (2997 و 2998) والدراقطني (4/ 75) وأشعث ضعفه أحمد وأبو داود وابن سعد ويعقوب بن سفيان والنسائي والدارقطني وغيرهم. 4517 - "لا يرجع من عندك سائل ولو بشق تمرة" قال الحافظ: رواه البزار من حديث أبي هريرة" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 938) ثنا عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس عن أبيه عن سليمان بن بلال عن كثير عن الوليد عن أبي هريرة مرفوعا "يا عائشة، اشتري نفسك من الله، لا أغني عنك من الله شيئًا، ولو بشق تمرة، يا عائشة لا يرجعنّ من عندك سائل، ولو بِظِلْف محرق" قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف" المجمع 3/ 106 قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": واه. 4518 - "لا يركب الدابة فوق اثنين" قال الحافظ: وأخرج الطبري عن أبي سعيد رفعه: فذكره، وفي سنده لين" (¬2) ضعيف جدًا ¬

_ (¬1) 4/ 27 (كتاب الزكاة- باب اتقوا النار ولو بشق تمرة) (¬2) 12/ 520 (كتاب اللباس- باب الثلاثة على الدابة)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4849) عن عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ثنا محمد بن جامع ثنا محمد بن عثمان القرشي ثنا سليمان بن أبي داود عن عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "لا تمدوا طُنُباَ لِبَدْو، فإنّ في البدو الجفاء، ويد الله على الجماعة، ولا يبالي الله شذوذ من شذ، ولا يركب الدابة فوق اثنين، ولا تضربوا وجوه الدواب، فإنّ كل شيء يسبح بحمده، ولا تسموا أبناءكم وإخوانكم الحكم ولا أبا الحكم، فإنّ الله هو الحكم" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن جامع" قلت: وهو ضعيف كما قال أبو يعلى وابن عدي، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بصدوق، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن عبد البر: متروك الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات". ومحمد بن عثمان القرشي قال الدارقطني: مجهول. وسليمان بن أبي داود قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا. 4519 - "لا يزال البلاء بالمؤمن حتى بلقى الله وليس عليه خطيئة" قال الحافظ: حديث أبي هريرة عند أحمد وابن أبي شيبة بلفظ: فذكره" (¬1) صحيح وله عن أبي هريرة طريقان: الأول؛ يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى الله -عز وجلّ- وما عليه خطيئة" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (494) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد أنا عدي بن عدي عن أبي سلمة به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحماد هو ابن سلمة. ¬

_ (¬1) 12/ 216 (كتاب المرضى- باب أشد الناس بلاء الأنبياء)

ولم ينفرد عدي بن عدي الكندي به بل تابعه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 231) وأحمد (2/ 287 و 450) وهناد في "الزهد" (402) والبخاري في "الأدب المفرد" (ص 174) والترمذي (2399) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (40) وفي "الصبر" (108) والبزار (كشف 761) وأبو يعلى (5912 و 6012) وابن حبان (2913 و 2924) وابن شاهين في "الترغيب" (461) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 122 - 123) والحاكم (1/ 346 و 4/ 314 - 315) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 207) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 91 و 8/ 212) والبيهقي (3/ 374) وفي "الآداب" (1049) وفي "الشعب" (9377) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 182 و 182 - 183) والبغوي في "شرح السنة" (1436) وفي "التفسير" (1/ 130) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (563) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (96) من طرق عن محمد بن عمرو به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال أبو نعيم: مشهور من حديث محمد بن عمرو، رواه عنه جماعة" قلت: إسناده حسن، قال الذهبي في "الميزان": محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة. الثاني: يرويه أبو الحباب سعيد بن يسار المدني عن أبي هريرة مرفوعا "ما يزال المؤمن يصاب في ولده وحامّتِه، حتى يلقى الله وليست له خطيئة" أخرجه مالك (1/ 236) أنّه بلغه عن أبي الحباب به. قال ابن عبد البر: هكذا جاء هذا الحديث في "الموطأ" عند عامة رواته" ورواه معن بن عيسى القزاز عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي الحباب عن أبي هريرة. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 265) والبيهقي في "الشعب" (9376) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 180) وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة، قد رواه أصحاب مالك عنه في "الموطأ" أنّه بلغه عن أبي الحباب ولم يسموا ربيعة، وتفرد به معن بتسمية ربيعة"

وقال ابن عبد البر: لا أحفظه لمالك عن ربيعة عن أبي الحباب إلا بهذا الإسناد، وأما معناه فصحيح محفوظ عن أبي هريرة من وجوه" وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "ما يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة" أخرجه ابن عدي (7/ 2667) عن عبد الله بن محمد بن ناجية البربري ثنا أحمد بن عيسى المقري ثنا يحيى بن راشد عن حميد عن أنس به. وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن راشد المازني. 4520 - حديث أبي هريرة "لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأنّ اليهود والنصارى يؤخرون" قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن خزيمة وغيرهما" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 12) وأحمد (2/ 450) وأبو داود (2353) وابن ماجه (1698) والفريابي في "الصيام" (36 و 37) والنسائي في "الكبرى" (3313) وابن خزيمة (2060) وابن الأعرابي (ق 13/ ب) وابن حبان (3503 و 3509) والحاكم (1/ 431) والبيهقي (4/ 237) وفي "الشعب" (3633) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة به مرفوعا. وفي لفظ "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 71 قلت: بل إسناده حسن، قال الذهبي في "الميزان": محمد بن عمرو حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة. 4521 - "لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فلا يكون له عند الله وجه" قال الحافظ: أخرجه الطبراني والبزار من حديث مسعود بن عمرو مرفوعا" (¬2) ضعيف. ¬

_ (¬1) 5/ 101 - 102 - (كتاب الصوم- باب تعجيل الإفطار) (¬2) 4/ 81 (كتاب الزكاة- باب من سأل الناس تكثرا)

أخرجه البزار (كشف 919) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 64 - 65) والطبراني في "الكبير" (20/ 333) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 21) وفي "الصحابة" (6134 و 6135) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الكريم أبي أمية عن سعيد بن يزيد عن مسعود بن عمرو به مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعبد الكريم بن أبي المُخَارق، وسعيد بن يزيد ما عرفته. 4522 - "لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه عنه انصرف" قال الحافظ: عند أحمد وابن خزيمة من حديث أبي ذر رفعه: فذكره، ومن حديث الحارث الأشعري نحوه وزاد "فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا" وأخرج الأول أيضًا أبو داود والنسائي" (¬1) حسن يشاهده أخرجه أحمد (5/ 172) والدارمي (1430) وأبو داود (909) والنسائي (3/ 8) وفي "الكبرى" (1118) وابن خزيمة (481 و 482) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (551) والطحاوي في "المشكل" (1428) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 401 و 402) وأبو عبد الله الحاكم (1/ 236) والبيهقي (2/ 281 و 282) والخطيب في "الموضح" (2/ 215) والبغوي في "شرح السنة" (734) والمزي (33/ 18 - 19) من طرق عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب الزهري قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث يحدثنا (¬2) في مجلس ابن المسيب وابن المسيب جالس أنّه سمع أبا ذر يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (733) وفي "التفسير" (5/ 31) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري به. وقال: صالح بن أبي الأخضر ضعيف" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا مولى بني ليث، تابعي من أهل المدينة، وثقه الزهري، وروى عنه" قلت: أبو الأحوص لم يرو عنه إلا الزهري، قاله النسائي وغيره. ¬

_ (¬1) 2/ 376 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الالتفات في الصلاة) (¬2) ووقع عند الدارمي: يحدث عن ابن المسيب أنّ أبا ذر قال.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: لا نعرفه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال. وله شاهد من حديث الحارث الأشعري مرفوعا قال: فذكر حديثا وفيه "وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإنّ الله -عز وجلّ- يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت" وهو حديث صحيح وقد تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من فارق الجماعة شبرا" 4523 - "لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا، فإذا تساووا هلكوا" سكت عليه الحافظ (¬1). لم أجده. 4524 - "لا يزال أمر أمتي صالحا" قال الحافظ: ووقع في حديث أبي جحيفة عند البزار والطبراني نحو حديث جابر بن سمرة بلفظ: فذكره" (¬2) حسن وله عن أبي جحيفة طريقان: الأو: يرويه عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمي عند النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: فذكره، وزاد "حتى يمضي اثنا عشر خليفة" ثم قال كلمة وخفض بها صوته، فقلت لعمي وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال: قال يا بني "كلهم من قريش" أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 120) و"الأوسط" (6207) والحاكم (3/ 618) وأبو نعيم في "الرواة عن سعيد بن منصور" (8) عن سعيد بن منصور وأبو الشيخ في "الطبقات" (140) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 176) عن محمد بن بكير الحضرمي ¬

_ (¬1) 16/ 121 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن) (¬2) 16/ 338 (كتاب الأحكام- باب حدثنا محمد بن المثنى)

قالا: ثنا يونس بن أبي يعفور العبدي عن عون به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عون إلا يونس بن أبي يعفور، ولا يُروى عن أبي جحيفة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 190 قلت: يونس وإن أخرج له مسلم إلا أنه مختلف فيه، فقال الدارقطني: ثقة، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال ابن عدي: يكتب حديثه. وقال ابن معين والنسائي: ضعيف. واختلف فيه قول ابن حبان. ولم ينفرد به بل تابعه سهل بن أبي يعقوب عن عون به. أخرجه البزار (كشف 1584) عن محمد بن معمر القيسي وأبي الخطاب زياد بن يحيى قالا: ثنا سهل بن حماد أبو عتاب ثنا سهل بن أبي يعقوب به. وسهل بن أبي يعقوب هذا لم أر من ترجمه، وسهل بن حماد صدوق، والباقون ثقات. الثاني: يرويه أبو خالد الوالبي عن أبي جحيفة. أخرجه البزار (كشف 1585) عن إبراهيم بن زياد الصائغ البغدادي ثنا محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي خالد به. ومحمد بن عبيد والأعمش ثقتان، وإبراهيم بن زياد وأبو خالد الوالبي صدوقان، لكن الأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو خالد لم يذكر سماعا من أبي جحيفة فلا أدري أسمع منه أم لا. والحديث بمجموع الطريقين لا ينزل عن رتبة الحسن، والله أعلم. 4525 - عن عبد الله بن بُسْر أنّ رجلًا قال: إنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به؟ قال "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم، وأخرج ابن حبان نحوه أيضًا من حديث معاذ بن جبل" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله تعالي)

وحديث عبد الله بن بُسر أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 301 و13/ 457) وأحمد (4/ 190) وفي "الزهد" (ص 45) وعبد بن حميد (509) وابن ماجه (3793) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 350 - 351) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1357) والترمذي (2329 و 3375) وابن حبان (814) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 81) والطبراني في "الدعاء" (1854) وفي "مسند الشاميين" (2008 و 2545) وابن المقرىء في "المعجم" (2) والحاكم (1/ 459) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 51) والبيهقي في "الآداب" (1182) وفي "الدعوات" (9) وفي "الشعب" (512) وفي "الأربعين الصغرى" (59) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 90 و 91) عن معاوية بن صالح الحمصي وابن المبارك في "مسنده" (44) وابن أبي الدنيا في "العمر والشيب" (1) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1356) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3556) والطبراني في "مسند الشاميين" (2546) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 111 - 112) والبغوي في "شرح السنة" (1245) وفي "التفسير" (1/ 126 - 127) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1352) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 91 - 92) عن إسماعيل بن عياش وأحمد (4/ 188) والطبراني في "الدعاء" (1855) وفي "مسند الشاميين" (2544) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 91) عن حسان بن نوح الحمصي والطبراني في "مسند الشاميين" (2547) عن صبيح بن محرز الحمصي والطبراني في "الأوسط" (1464) والشجري في "أماليه" (1/ 255) عن الحارث بن يزيد السَّكُوني الحمصي والطبراني في "مسند الشاميين" (1883) عن محمد بن الوليد الزبيدي كلهم عن عمرو بن قيس الكندي السكوني قال: سمعت عبد الله بن بُسر يقول: جاء أعرابيان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال أحدهما: يا رسول الله، أيّ الناس خير؟ قال "من طال عمره وحسن عمله" وقال الآخر: يا رسول الله، إنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فمرني بأمر أتشبث به فقال "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله - عز وجل"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: حديث حسن" قلت: بل صحيح، وعمرو بن قيس وثقه ابن معين وجماعة. وأما حديث معاذ فله عنه طريقان: الأول: يرويه جبير بن نفير واختلف عنه: - فقال عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي: ثني أبي عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يَخَامر قال: سمعت معاذ بن جبل يقول: إنّ آخر كلمة فارقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أحبّ إلى الله أو أفضل؟ قال "أن تمت ولسانك رطب من ذكر الله" أخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (281) والفريابي في "الذكر" (نتائج الأفكار 1/ 92) وابن حبان (818) والطبراني في "مسند الشاميين" (3521) وابن السني في "اليوم والليلة" (2) والبيهقي في "الشعب" (513) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 301) عن الوليد بن مسلم والطبراني في "الكبير" (20/ 107 - 108) وفي "الدعاء" (1852) وفي "مسند الشاميين" (191) والحافظ في "النتائج" (1/ 92) عن عاصم بن علي الواسطي والطبراني في "مسند الشاميين" (192) عن يحيى بن عمرو بن عمارة الدمشقي ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به. قال الحافظ: هذا حديث حسن" قلت: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، ومكحول مدلس ولم يذكر سماعا من جبير بن نفير. والحديث اختلف فيه على عبد الرحمن بن ثابت، فرواه زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن عبد الرحمن بن ثابت وأسقط مكحولا ومالك بن يخامر.

أخرجه البزار (كشف 3059) قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 10/ 74 قلت: حديث الوليد بن مسلم ومن تابعه أصح. ولم ينفرد ثابت بن ثوبان به بل تابعه العلاء بن الحارث الدمشقي عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 108) وفي "الدعاء" (1853) وفي "مسند الشاميين" (2035) عن أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ثنا محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب ثنا جدي عافية بن أيوب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث به. وشيخ الطبراني لينه أبو سعيد بن يونس كما في "اللسان"، ومحمد بن أيوب أظنه المصري المترجم في كتاب ابن أبي حاتم (3/ 2 / 197) قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وعافية بن أيوب قال أبو زرعة: ليس به بأس، والباقون ثقات. ولم ينفرد مكحول به بل تابعه يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 106) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه به. وخالد بن يزيد قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه. - وقال عبد الرحمن بن جبير بن نفيرة عن أبيه عن معاذ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 93) وفي "مسند الشاميين" (2035) عن أحمد بن أبي يحيى الحضرمي المصري ثنا محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب ثني جدي ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به. وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن أبي يحيى ومحمد بن أيوب. وحديث مكحول أصح. الثاني: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: إنّ آخر شيء فارقت عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: يا رسول الله، أيّ شيء أنجى لابن آدم من عذاب الله؟ قال "أن يموت ولسانه رطب من ذكر الله عز وجل"

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 301 - 302) ثنا سلمة بن سعيد ثنا علي بن عمر ثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي ثنا أبو عمرو الزبير بن محمد بن الزبير الرُّهَاوي ثنا قتادة بن الفضيل الحرشي عن ثور بن يزيد به. وعلي بن عمر هو الدارقطني، وأحمد بن عيسى ترجمه الخطيب في "التاريخ" وقال: كان ثقة، والزبير الرهاوي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقتادة الحرشي ذكره ابن شاهين وابن حبان في "الثقات"، وثور وخالد ثقتان، إلا أن أبا حاتم وغيره قالوا: لم يسمع خالد بن معدان من معاذ. 4526 - حديث ابن عباس "لا يزال هذا الدين واصبا ما بقي من قريش عشرون رجلًا" قال الحافظ: أخرجه البزار" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1524) والبزار (كشف 2791) والعقيلي (1/ 71) وابن عدي (1/ 238) من طرق عن نعيم بن حماد ثنا إبراهيم بن أبي حية عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا. قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا تابع إبراهيم على هذا، وليس هو بالقوي، ولا نعلمه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-إلا من هذا الوجه" وقال العقيلي: لا يتابع إبراهيم على هذا الحديث" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن ابن جريج غير إبراهيم بن أبي حية، وهو معروف بنعيم عن إبراهيم" قلت: وإبراهيم قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان والدارقطني في الضعفاء. 4527 - "لا يزني الزاني وهو مؤمن" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري في عدة مواضع من كتابه. ¬

_ (¬1) 16/ 235 (كتاب الأحكام- باب الأمراء من قريش) (¬2) 1/ 67 (كتاب الإيمان- باب حلاوة الإيمان) و2/ 172 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب من ترك صلاة العصر)

4528 - "لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة" قال الحافظ: ولأبي قرة في "السنن" من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، ونحوه لأبي داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وزاد أحمد والطبراني من طريق مجاهد عنه "فيسلبها حليتها ويجردها من كسوتها كأنيّ انظر إليه أُصيلع أُفيدع يضرب عليها بمسحاته أو بمعوله" وللفاكهي من طريق مجاهد نحوه وزاد: قال مجاهد: فلما هدم ابن الزبير الكعبة جئت أنظر إليه: هل أرى الصفة التي قال عبد الله بن عمرو، فلم أرها" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه عبد الرزاق (9177) عن ابن جُريج عن صالح مولى التوأمة أنّه سمع أبا هريرة أنّه رفعه- أظنه قال- "تركوا الحبشة ما تركوا، فإنّه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة" وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من صالح، وصالح اختلط بأخرة، وسماع ابن جريج منه قبل اختلاطه. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (4309) ثنا القاسم بن أحمد البغدادي ثنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن ابن عمرو مرفوعا "اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنّه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة" ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 176) والخطيب في "تاريخه" (12/ 403) وأخرجه الحاكم (4/ 453) من طريق أحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي المُخَرّمي ثنا أبو عامر العَقَدي به. وقال: صحيح الإسناد" ورواه الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة عن أبي عامر العقدي ولم يسم الصحابي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2912) ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن زهير بن محمد فقال فيه: عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت رجلًا من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-، ولم يسمه. أخرجه أحمد (5/ 371) ¬

_ (¬1) 4/ 207 (كتاب الحج- باب هدم الكعبة)

وهكذا رواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني عن موسى بن جبير به. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 277) وموسى بن جبير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. طريق أخرى: قال أحمد (2/ 220): ثنا أحمد بن عبد الملك الحرّاني ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعا "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله" وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (743) من طريق محمد بن مهران الرازي ثنا محمد بن سلمة به. وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن أبي نجيح، وخالفه سفيان بن عُيينة فرواه عن ابن أبي نجيح وجعل قوله: كأني به أُصيلع أفيدع ... ، موقوفًا على ابن عمرو. أخرجه عبد الرزاق (9180) وابن أبي شيبة (15/ 47 - 48) عن سفيان به. وأخرجه الأزرقي (1/ 276) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ثنا سفيان به. وزادوا: قال مجاهد: فلما هدم ابن الزبير الكعبة جئت انظر هل أرى الصفة التي قال عبد الله بن عمرو، فلم أرها. واختلف فيه على سفيان، فقال محمد بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمرو أنّه كان يقول: فذكر نحو حديث ابن إسحاق مرفوعا. وزاد فيه: قال مجاهد: فلما هدم ابن الزبير أخرجه الفاكهي (744) ولم ينفرد ابن أبي نجيح به بل تابعه سليمان بن أبي مسلم الأحول عن مجاهد وغيره أنّ ابن عمرو قال: كأني انظر إليه أُصيلع، أُفيدع، قد علاها بمسحاته. أخرجه عبد الرزاق (9179) عن ابن جريج قال: سمعت سليمان الأحول به. وإسناده صحيح.

4529 - "لا يستلقين أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1662) من حديث جابر" (¬1) 4530 - "لا يسمع النداء في مسجدي ثم يخرج منه إلا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق" قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3854) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا أبو مصعب ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ثني أبي وصفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعا. وأخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق" (60) عن الطبراني به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث موصولا عن أبي هريرة غير صفوان وأبي حازم إلا ابن أبي حازم، تفرد به أبو مصعب" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 5 قلت: علي بن سعيد الرازي مختلف فيه، وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر وعبد العزيز بن أبي حازم صدوقان، والباقون ثقات. واختلف فيه على سعيد بن المسيب، فرواه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد مرسلًا، وفيه قصة. أخرجه عبد الرزاق (1946) عن سفيان بن عيينة ثني عبد الرحمن بن حرملة به. وعبد الرحمن مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش المدني قال: فذكر القصة ولم يذكر المرفوع. أخرجه عبد الرزاق (1945) عن عمر عن إبراهيم به. وعمر ما عرفته، وإبراهيم وثقه ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) 12/ 523 (كتاب اللباس- باب الاستلقاء) (¬2) 2/ 261 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب هل يخرج من المسجد لعلة)

4531 - "لا يسوم المسلم على سوم المسلم" قال الحافظ: وأصرح من ذلك رواية مسلم (2/ 1033 و 3/ 1154) من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (¬1) قلت: لفظه "لا يسم" 4532 - "لا يشربّن أحدكم قائما، فمن نسي فليستقيئ" قال الحافظ: ولمسلم من طريق أبي غطفان عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، وأخرجه أحمد من وجه آخر وصححه ابن حبان من طريق أبي صالح عنه بلفظ "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم لاستقاء" ولأحمد من وجه آخر عن أبي هريرة أنّه - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يشرب قائما، فقال "قه" قال: لمه؟ قال "أيسرك أن يشرب معك الهر؟ " قال: لا، قال "قد شرب معك من هو شر منه الشيطان" وهو من رواية شعبة عن أبي زياد الطحان مولى الحسن بن علي عنه، وأبو زياد لا يعرف اسمه وقد وثقه يحيى بن معين. قال المازري: وأما حديث أبي هريرة ففي سنده عمر بن حمزة ولا يحتمل منه مثل هذا لمخالفة غيره له والصحيح أنه موقوف. وتعقبه الحافظ فقال: وأما تضعيفه لحديث أبي هريرة بعمر بن حمزة فهو مختلف في توثيقه، ومثله يخرج له مسلم في المتابعات، وقد تابعه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة كما أشرت إليه عند أحمد وابن حبان، فالحديث بمجموع طرقه صحيح" (¬2) له عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه مروان بن معاوية الفزاري ثنا عمر بن حمزة أني أبو غطفان المري أنّه سمع أبا هريرة رفعه "لا يشربنّ أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقيء" أخرجه مسلم (2026) وعمر بن حمزة قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أيضًا: صالح ليس بذاك، وقال أيضًا: هو أضعف من عمر بن محمد بن زيد، وقال النسائي: ضعيف، وقال أيضًا: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ليس بذا خير، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. ¬

_ (¬1) 5/ 256 (كتاب البيوع- باب لا يبيع على بيع أخيه) (¬2) 12/ 184 - 185 (كتاب الأشربة- باب الشرب قائما)

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان ممن يخطيء، وقال ابن عدي: يكتب حديثه. الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء" أخرجه عبد الرزاق (19589) عن مَعْمَر بن راشد عن الأعمش به. وأخرجه أحمد (2/ 283) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن حبان (12/ 143) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا أحمد بن حنبل به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2100) عن سلمة بن شبيب النيسابوري والبيهقي (7/ 282) عن أحمد بن منصور الرمادي قالا: ثنا عبد الرزاق به. ورواته ثقات إلا أنّ معمرا قد تكلم في روايته عن الأعمش. فقال الدارقطني: معمر سيىء الحفظ الحديث الأعمش. وقال ابن معين: إذا حدّثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنّ حديثه عنهما مستقيم، فأمّا أهل الكوفة وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئًا. وقال الحافظ: ثقة ثبت فاضل إلا أنّ في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا. الثالث: يرويه معمر عن الزهري عن أبي هريرة مرفوعا "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء" أخرجه عبد الرزاق (¬1) (19588) عن معمر به. ¬

_ (¬1) رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق.

وأخرجه البيهقي (7/ 282) من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق به. واختلف فيه على عبد الرزاق: - فقال أحمد (2/ 283): ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن رجل عن أبي هريرة. وأخرجه ابن حبان (5324) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا أحمد بن حنبل به. - وقال زهير بن محمد البغدادي: ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 2897) والبيهقي (7/ 282) والاول أصح، فقد رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2101) وإسناده منقطع لأنّ الزهري لم يسمع من أبي هريرة. الرابع: يرويه شعبة عن أبي زياد الطحان مولى الحسن بن علي قال: سمعت أبا هريرة يقول: عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّه رأى رجلًا يشرب قائما، فقال له "قه" قال: لمه؟ قال له "أيسرك أن يشرب معك الهر؟ " قال: لا، قال "فإنّه قد شرب معك من هو شرّ منه الشيطان" أخرجه أحمد (2/ 301) والدارمي (2134) والبزار (كشف 2896) والطحاوي في "المشكل" (2102) والبيهقي في "الشعب" (5579) من طرق عن شعبة به. قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 79 قلت: وإسناده صحيح، وأبو زياد الطحان وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. 4533 - حديث أبي سعيد "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث الأشعث بن قيس ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث أسامة بن زيد ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث أسامة بن عمير الهذلي ومن حديث ابن عمر ومن حديث أسامة بن شريك ¬

_ (¬1) 1/ 91 (كتاب الإيمان- باب كفران العشير)

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه الربيع بن مسلم الجُمْحي عن محمد بن زياد القرشي الجمحي سمع أبا هريرة رفعه قال "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" أخرجه الطيالسي (ص 326) عن الربيع بن مسلم به. ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (72) وفي "اصطناع المعروف" (130) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 72) والبيهقي في "الآداب" (252) وفي "الشعب" (8696) وأخرجه أحمد (2/ 258 و 295 و 302 - 303 و 388 و 461 و 492) والبخاري في "الأدب المفرد" (218) وأبو داود (4811) والترمذي (1954) والطبري في "التهذيب" (1/ 72) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص 62) وابن حبان (3407) وفي "روضة العقلاء" (ص 238) وأبو الشيخ في "الأمثال" (110) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 170) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 389 و 9/ 22) وابن بشران (265) والقضاعي (829) والبيهقي (6/ 182) والبغوي في "شرح السنة" (3610) من طرق عن الربيع بن مسلم به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال فإنّ إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد الربيع بن مسلم به بل تابعه شعبة عن محمد بن زياد به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 165) من طريق عباد بن صهيب البصري ثنا شعبة به. وعباد بن صهيب قال ابن المديني: ذهب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه. الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (80) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا علي بن القاسم ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن سهيل به. وعلي بن القاسم لم أر من ترجمه، وأبو قلابة وأبو صالح ثقتان، وعبد العزيز وسهيل صدوقان. الثالث: يرويه عبد الله بن شُبْرُمة الكوفي عن أبي زرعة عمرو بن جرير عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه الخطيب في "الجامع" (499) عن أحمد بن محمد التبعي وأبو عمرو بن منده في "الفوائد" (42) عن محمد بن المغيرة بن سنان الهَمَذاني قالا: ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا شعيب بن صفوان عن عبد الله بن شبرمة به. وشعيب بن صفوان مختلف فيه، قواه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وأحمد بن محمد ومحمد بن المغيرة والقاسم بن الحكم صدوقون، وابن شبرمة وأبو زرعة ثقتان. وأما حديث الأشعث بن قيس فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن شريك العامري عن عبد الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس مرفوعا "أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس" أخرجه الطيالسي (ص 141) عن محمد بن طلحة بن مُصَرِّف الأيامي عن عبد الله بن شريك به. ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (73) وفي "اصطناع المعروف" (131) والطبري في "التهذيب" (1/ 74) والبيهقي (6/ 182) وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (873) وأحمد (5/ 212) والطبري في "التهذيب" (1/ 73) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (79) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 60) والطبراني في "الكبير" (648) والبيهقي في "الشعب" (8699) والخطيب في "الجامع" (500) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 722) وفي "المتفق والمفترق" (258) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 342) من طرق عن محمد بن طلحة به. وإسناده ضعيف، عبد الله بن شريك مختلف فيه، وعبد الرحمن بن عدي مجهول كما في "التقريب". الثاني: يرويه أبو معشر زياد بن كليب الكوفي عن الأشعث مرفوعا "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" أخرجه أحمد (5/ 211) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (79) والخطيب في "تالي التلخيص" (4)

عن سَلْم بن عبد الرحمن الكوفي وأحمد (5/ 212) وهناد في "الزهد" (781) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (79) والقضاعي (830) عن عبد الله بن شبرمة (¬1) كلاهما عن أبي معشر به. وإسناده منقطع بين أبي معشر وبين الأشعث فإنّه لم يدركه. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد (3/ 32 و 73 - 74) وهناد في "الزهد" (780) وعبد بن حميد (894) ولوين في "حديثه" (44) وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (71) وفي "اصطناع المعروف" (129) والترمذي (1955) وأبو يعلى (1122) والطبري في "التهذيب" (1/ 73) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (78) والبيهقي في "الشعب" (8709) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعا "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: بل ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعطية العوفي. ولم ينفرد ابن أبي ليلى به بل تابعه مطرف بن طَريف الكوفي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3606) من طريق يوسف بن عدي التيمي ثنا أسباط بن محمد عن مطرف به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مطرف إلا أسباط، تفرد به يوسف بن عدي" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 8/ 181 قلت: بل ضعيف لضعف عطية العوفي. وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2501) عن محمد بن عبد الله ¬

_ (¬1) رواه محمد بن فضيل في "الدعاء" (11) عن ابن شبرمة به. قال الدارقطني: رواه شعيب بن صفوان عن ابن شبرمة عن أبي زرعة عن أبى هريرة، وخالفه مروان الفزاري ومحمد بن فضيل وأحمد بن بشير رووه عن ابن شبرمة عن أبي معشر عن أشعث بن قيس، وهو الصواب" العلل 11/ 212

الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن جرير مرفوعا "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 181 قلت: وهو كما قال إلا أنّ أبا إسحاق السبيعي كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من جرير، ولا أدري أسمع منه أم لا. وأما حديث أسامة بن زيد فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 71 و200) والطبراني في "الكبير" (425) وابن عدي (5/ 1974) والبيهقي في "الشعب" (8697) من طريق أبي سعيد عبد المنعم بن نعيم البصري ثنا الجُريري عن أبي عثمان النّهدي عن أسامة مرفوعا "أشكر الناس لله أشكرهم للناس" قال الهيثمي: وفيه عبد المنعم بن نعيم وهو ضعيف" المجمع 8/ 181 وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه أحمد (4/ 278 و 375) وابنه (4/ 375) والبخاري في "الكنى" (ص 51) وابن أبي الدنيا في "الشكر" (64) وفي "قضاء الحوائج" (78) وفي "اصطناع المعروف" (136) وابن أبي عاصم في "السنة" (93) والبزار (3282) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (81 و 82) وفي "اعتلال القلوب" (ص 283 - 284) والقضاعي (15 و 30 و 44 و 45 و 377) والبيهقي في "الشعب" (4105 و 8698) والخطيب في "المتفق والمفترق" (355) وفي "تلخيص المتشابه" (1/ 406) من طرق عن أبي وكيع الجراح بن مليح عن أبي عبد الرحمن القاسم بن الوليد الشامي عن الشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولم أسمع أحدا سمى أبا عبد الرحمن الذي روى هذا الحديث عن الشعبي" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 217 - 218 وقال في موضع آخر: وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه" (¬1) المجمع 8/ 182 قلت: هو القاسم بن الوليد كما جاء مسمى في رواية ابن أبي عاصم وفي رواية عند القضاعي، وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وأبو وكيع صدوق، فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) وقال ابن كثير: إسناده ضعيف" التفسير 4/ 523

وقد ذكر البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" أبا عبد الرحمن هذا ولم يسمياه، وذكرا له هذا الحديث وقال البخاري وأبو حاتم: لا يتابع في هذا. كذا قالا، وقد تابعه عبد الحميد البصري عن الشعبي عن النعمان به. أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (111) والواحدي في "الوسيط" (4/ 513) من طريق سوار بن مصعب الهمذاني عن عبد الحميد به. وسوار بن مصعب قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث أسامة بن عمير فأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (77) وفي "اصطناع المعروف" (135) عن إبراهيم بن المستمر العروقي والطبراني في "الكبير" (519) عن محمد بن يحيى بن أبي سمينة البغدادي قالا: ثنا عبد الوهاب بن عيسى التمار الواسطي ثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني ثنا عباد بن سعيد عن مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن جده أسامة بن عمير مرفوعا "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" قال الدارقطني: تفرد به مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن جده" اللسان 3/ 229 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 181 قلت: كلهم معروفون، أبو المليح بن أسامة ثقة كما في "الكاشف" و"التقريب"، ومبشر بن أبي المليح ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 507) وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وعباد بن سعيد ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: روى عن مبشر لا شيء، ويحيى بن أبي زكريا قال أبو داود: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات المقلوبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنّها مقلوبة، لا تجوز الرواية عنه لما أكثر من مخالفة الثقات فيما يروي عن الأثبات. وعبد الوهاب بن عيسى التمار ترجمه ابن أبي حاتم وقال عن أبيه: ليس به بأس. ومحمد بن أبي سمينة وثقه ابن حبان وغيره، وقال أبو حاتم: صدوق. وإبراهيم بن المستمر قال النسائي: صدوق.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/ 574 - 575) عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن محبوب عن جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" قال البرذعي: قال أبو زرعة: باطل، وزور، لا أصل له، ثم جعل يرغب إلى الله في الستر والعافية. عني أبو زرعة إن شاء الله في حديث جويرية أن لا أصل له مرفوعا، وقد رواه جويرية عن نافع عن ابن عمر فقط. رواه عنه جعفر بن سليمان فلا أدري لم يحفظه أبو زرعة أو قال: لا أصل له أصلًا، فأما أنا فإني أحفظه عن ابن عمر موقوفًا" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 174) وأسند عن ابن عدي قال: جعفر بن عبد الواحد منكر الحديث عن الثقات وكان يتهم بوضع الحديث. وعن الدارقطني قال: متروك. وعنه أيضًا قال: كذاب يضع الحديث. وأما حديث أسامة بن شريك فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1594) من طريق إبراهيم بن المعمر الصنعاني ثنا ميمون بن الحكم ثني عبد القدوس بن إبراهيم بن مرداس عن جعفر بن سليمان الضبعي عن زياد بن عِلاقة عن أسامة بن شريك مرفوعا "من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن لا يرحم لا يرحمه الله عز وجل، ومن لا يغفر لا يغفر الله له" إبراهيم وميمون لم أر من ترجمهما، وعبد القدوس ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وجعفر صدوق، وزياد ثقة. 4534 - عن المغيرة بن شعبة مرفوعا "لا يصلي الإمام في الموضع الذي صلّى فيه حتى يتحول" قال الحافظ: رواه أبو داود، وإسناده منقطع" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (616) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا عبد العزيز بن عبد الملك القرشي ثنا عطاء الخراساني عن المغيرة بن شعبة به مرفوعا. ¬

_ (¬1) 2/ 479 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 190) قال أبو داود: عطاء الخراساني لم يدرك المغيرة بن شعبة" قلت: وعبد العزيز بن عبد الملك قال أبو الحسن بن القطان والحافظ في "التقريب": مجهول. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن المغيرة به. أخرجه ابن ماجه (1428) وعثمان بن عطاء قال ابن معين ومسلم والدارقطني: ضعيف الحديث. 4535 - حديث السائب بن خلاد: أنّ رجلًا أمّ قوما فبصق في القبلة فلما فرغ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يصلي لكم" وفيه أنّه قال له "إنّك آذيت الله ورسوله". قال الحافظ: ولأبي داود وابن حبان من حديث السائب بن خلاد: فذكره" (¬1) أخرجه أبو داود (481) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 314) عن أحمد بن صالح المصري وأحمد (4/ 56) عن سريج بن النعمان البغدادي وابن حبان (1636) والمزي (13/ 39) عن حرملة بن يحيى المصري قالوا: ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ بكر بن سوادة الجذامي حدّثه عن صالح بن خَيْوان عن أبي سهلة السائب بن خلاد من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-، أنّ رجلًا أمّ قوما فبصق في القبلة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين فرغ "لا يصلي لكم" فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال "نعم" وحسبت أنّه قال "إنّك آذيت الله ورسوله". صالح بن خيوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: ثقة، وقال عبد الحق الإشبيلي: لا يحتج به، وعاب ذلك عليه ابن القطان الفاسي وصحح حديثه (¬2)، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى بكر. وباقي رجال الإسناد ثقات. ¬

_ (¬1) 2/ 54 (كتاب الصلاة- باب حك البزاق باليد من المسجد) (¬2) الوهم والإيهام 5/ 336

4536 - "لا يصلينّ أحد العصر إلا في بني قريظة" سكت عيه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 3/ 89 و 8/ 412) عن ابن عمر. 4537 - حديث ابن عمر "لا يصيب عبد من الدنيا شيئًا إلا نقص من درجاته وإن كان عند الله كريما" قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا. قال المنذري: وسنده جيد" (¬2) موقوف أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 323) وهناد في "الزهد" (557) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: فذكره، إلا أنّه قال "نقص من درجاته عند الله وإن كان عليه كريما" وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (327) عن محمد بن عبد الله المديني ثنا أبو معاوية به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 306) من طريق هناد به. وقال: رواه اسرائيل عن ثور عن مجاهد مثله" وقال المنذري: رواه ابن أبي الدنيا وإسناده جيد، وروي عن عائشة مرفوعا والموقوف أصح" الترغيب 4/ 163 4538 - "لا يضربنّ أحدكم امرأته ضرب الأمة ثم يضاجعها" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 11/ 214 - 215) عن عبد الله بن زمعة مرفوعا "لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم" 4539 - عن عمران بن حصين قال: كانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل أنّ هذا الرجل الذي خرج يدعى النبوة هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فبعث رجلًا من عظمائهم يقال له قباد وجهّز معه أربعين ألفا، فبلغ النبي-صلى الله عليه وسلم- ذلك ¬

_ (¬1) 1/ 220 (كتاب العلم- باب كتابة العلم) (¬2) 14/ 58 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر) (¬3) 1/ 360 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم)

رجلًا من عظمائهم يقال له قباد وجهّز معه أربعين ألفا، فبلغ النبي-صلى الله عليه وسلم- ذلك ولم يكن للناس قوة وكان عثمان قد جهز عيرا إلى الشام فقال: يا رسول الله، هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية، قال: فسمعته يقول "لا يضر عثمان ما عمل بعدها" قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث عمران بن حصين قال: فذكره، وأخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبد الرحمن بن خباب نحوه" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما على عثمان من عمل بعد اليوم" 4540 - "لا يعلم ما في غد إلا الله" قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن من حديث عائشة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- مرّ بنساء من الأنصار في عرس لهنّ وهن يغنين: وأهدى لها كبشا ... تَبَحْبَحَ في المِرْبدِ وزوجك في النادي ... ويعلم ما في غَدِ فقال: فذكره" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3425) و"الصغير" (343) عن الحسن بن جرير الصوري ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرة عن عائشة به. وقال: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا أبو أويس، تفرد به إسماعيل" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 290 قلت: إسماعيل وأبوه مختلف فيهما. واختلف فيه على يحيى بن سعيد، فرواه مجاشع بن عمرو عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أنس قال: مرّ النبي-صلى الله عليه وسلم- في أول مَقدمه المدينة بعروس ومعها نسوة، وإذا إحداهن تقول: وأهدى لها أكْبُشا ... تَبَحْبَحَ في المِربدِ وزوجك في النادي ... ويعلم ما في غَدِ ¬

_ (¬1) 9/ 174 (كتاب المغازي- باب غزوة تبوك) (¬2) 11/ 109 (كتاب النكاح - باب ضرب الدف في النكاح)

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تقولي هكذا، ولكن قولي: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6194) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ليث بن سعد إلا مجاشع بن عمرو، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب" المجمع 4/ 289 4541 - "لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب" قال الحافظ: وعنده (أي مسلم 283) من طريق أبي السائب عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (¬1) 4542 - حديث جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعا كثيرة: "لا يغزونكم بعد هذا أبدا ولكن أنتم تغزونهم" قال الحافظ: وأخرج البزار بإسناد حسن من حديث جابر: فذكره" (¬2) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1810) ثنا محمد بن عمر بن هَيّاج ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرْحبي ثنا عُبيدة بن الأسود عن مُجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله به. وقال: قد اختلفوا في إسناده، فرواه زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن الحارث بن البرصاء، وقال مجالد عن الشعبي عن جابر، ولا نعلم أحدا رواه عن جابر إلا عبيدة" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 6/ 139 قلت: الحديث إسناده ضعيف، مجالد هو ابن سعيد الهمداني ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن. قال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف" ضعفاء العقيلي 4/ 233 وقال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا" ¬

_ (¬1) 1/ 361 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم) (¬2) 8/ 408 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)

وعبيدة بن الأسود ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا بين السماع وكان فوقه ودونه ثقات. ولم يبين السماع وإنما عنعن ومن فوقه ضعيف. والأرحبي قال أبو حاتم: يحدث عن عبيدة بن الأسود أحاديث غرائب. واختلف فيه على الشعبي كما ذكر البزار، فرواه زكريا بن أبي زائدة عنه عن الحارث بن مالك بن البرصاء قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة يقول "لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة". أخرجه الحميدي (572) وابن سعد (2/ 145) وابن أبي شيبة (14/ 490) وأحمد (3/ 412 و 4/ 343) والترمذي (1611) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (909) والفاكهي في "أخبار مكة" (768 و 769) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 326) وفي "المشكل" (1509) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 169) والطبراني في "الكبير" (3333 و 3334 و 3335 و 3336 و 3337 و 3338) والبيهقي في "سننه" (9/ 214) وفي "الدلائل" (5/ 75) وفي "معرفة السنن" (13/ 397) والحاكم (3/ 627) وأبو نعيم في "الصحابة" (2075) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 413) والمزي (5/ 277) من طرق عن زكريا به. ورواه الشافعي في "سنن حرملة" (معرفة السنن والآثار 13/ 397) عن زكريا به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وهو حديث زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي فلا نعرفه إلا من حديثه" - ورواه عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن الشعبي عن عبد الله بن مطيع بن الأسود عن أبيه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدا، ولا يقتل قرشي بعد هذا العام صبرا أبدا" أخرجه أحمد (4/ 213 و 3/ 412) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 331) وفي "المشكل" (1508) والطبراني في "الكبير" (20/ 292) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 191 - 192) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن محمد بن إسحاق ثني شعبة بن الحجاج عن ابن أبي السفر به. - ورواه زكريا بن أبي زائدة أيضًا عن الشعبي عن عبد الله بن مطيع عن أبيه بلفظ "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدا" يعني عام الفتح.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (763) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا ابن عيينة عن زكريا به. ويعقوب بن حميد مختلف فيه، وخالفه غير واحد رووه عن ابن عيينة بلفظ "لا يقتل قرشي صبراً بعد هذا اليوم أبدا" منهم: 1 - الحميدي (568) 2 - عبد الرزاق (9399) 3 - الشافعي في "سنن حرملة" (معرفة السنن والآثار 13/ 396) 4 - محمد بن أبي عمر العدني. أخرجه البيهقي في "المعرفة" (13/ 396 - 397) وهكذا أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 173 و 14/ 490) وأحمد (3/ 412 و 4/ 213) والبخاري في "الأدب المفرد" (826) والدارمي (2391 و 2392) ومسلم (1782) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 326) وفي "المشكل" (1507) وابن حبان (3718) والطبراني في "الكبير" (20/ 292 - 293 و 293) والحاكم (4/ 275) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 76) من طرق عن زكريا بهذا اللفظ. وهكذا رواه عيسى بن يونس الكوفي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن ابن مطيع عن أبيه مرفوعا بهذا اللفظ. وهو أصح من حديث عبيدة بن الأسود. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 293) و"الأوسط" (6025) 4543 - "لا يفترق اثنان -يعني في البيع- إلا عن رضا" قال الحافظ: وروى الطبري من طريق أبي زرعة بن عمرو أنّه كان إذا بايع رجلًا يقول له: خيرني، ثم يقول: قال أبو هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وأخرجه أبو داود أيضا" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 5/ 192 (كتاب البيوع- باب ما جاء في قول الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة: 10])

أخرجه أحمد (2/ 536) والترمذي (1248) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي وأبو داود (3458) وابن جرير في "تفسيره" (5/ 33 - 34) والعقيلي (4/ 391) والبيهقي (5/ 271) عن مروان بن معاوية الفزاري كلاهما عن يحيى بن أيوب البجلي الكوفي قال: كان أبو زرعة بن عمرو بن جرير إذا بايع رجلًا خيره، قال: ثم يقول: خيرني، ويقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"لا يفترقن اثنان إلا عن تراض" قال الترمذي: هذا حديث غريب" وقال العقيلي: والحديث يُروى بغير هذا الإسناد وغير هذا اللفظ من طريق يثبت" قلت: الحديث إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ويحيى بن أيوب وثقه أبو داود والبزار وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس، واختلف فيه قول ابن معين. ولم ينفرد به بل تابعه طلق بن معاوية النخعي الكوفي عن أبي زرعة به. أخرجه ابن عدي (6/ 2162) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن طلق بن معاوية به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر. واختلف فيه على أبي زرعة، فرواه أبو عتاب عنه عن أبي هريرة قوله. أخرجه عبد الرزاق (8/ 51) عن سفيان الثوري عن أبي عتاب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 83) عن وكيع عن سفيان به. وأبو عتاب (¬1) ما عرفته. وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري وعن أنس بن مالك وعن عبد الله بن أبي أوفى وعن ميمون بن مهران مرسلًا. ¬

_ (¬1) وعند ابن أبي شيبة: أبو غياث.

فأما حديث أبي سعيد فتقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّما البيع عن تراض" وأما حديث أنس فتقدم الكلام عليه عند حديث "لا يتفرق بيعان إلا عن رضا". وأما حديث ابن أبي أوفى فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الله بن مُحَرَّر الجزري أخبرني ثابت أبو الحجاج عن ابن أبي أوفى مرفوعا "البيع عن تراض، والتخيير بعد صفقة" أخرجه عبد الرزاق (14264) وعبد الله بن محرر قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث. الثاني: يرويه سفيان الثوري عن سليمان الشيباني عن ابن أبي أوفى مرفوعا "البيع عن تراض، والخيار بعد الصفقة" أخرجه الطبراني (منتقى ابن مردويه 135) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا إسحاق بن عمرو الرازي ثنا الصَّبَّاح بن محارب عن سفيان به. وعلي بن سعيد مختلف فيه: وثقه مسلمة، وضعفه الدارقطني. وإسحاق بن عمرو هو ابن الحصين الآزاذاني الرازي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. والصباح بن محارب قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق. وسفيان وسليمان ثقتان. الثالث: يرويه عبد السلام بن سالم أبو مسلم عن عبد الله بن سلمان الجعفي عن ابن أبي أوفى. أخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 112) عن محمد بن عوف الحمصي ثنا أبو روح الربيع بن روح الحمصي ثنا عبد السلام به. وعبد السلام بن سالم وعبد الله بن سلمان لم أعرفهما، ومحمد بن عوف والربيع بن روح ثقتان. وأما حديث ميمون بن مهران فأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 83) عن وكيع ثنا قاسم الجعفي عن أبيه عن ميمون بن مهران رفعه "البيع عن تراض، والخيار بعد الصفقة، ولا يحل لمسلم أن يغبن مسلما"

وأخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 32) عن سفيان بن وكيع ثنا أبي عن القاسم بن سليمان الجعفي عن أبيه عن ميمون به. قال ابن حزم: هذا مرسل من أحسن المراسيل" المحلى 9/ 320 قلت: قاسم الجعفي قال ابن نمير: شيخ ليس بمعروف (الجرح 3/ 2/ 124) وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف كأبيه. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته 4544 - "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" قال الحافظ: وعند أبي داود والترمذي مصححا من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره، وشاهده عند سعيد بن منصور بإسناد صحيح من وجه آخر عن ابن مسعود "اقرءوا القرآن في سبع، ولا تقرءوه في أقل من ثلاث" (¬1) تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي، فراجعه. 4545 - "لا يقاد مملوك من مالكه" قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم من طريق ابن عباس عن عمر أنّه قال لرجل أقعد جاريته وقد اتهمها بالفاحشة على النار حتى احترق فرجها: هل رأيت ذلك عليها؟ قال: لا، قال: فاعترفت لك، قال: لا، قال: فضربه، وقال: لولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره، لأقدتها منك. قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بأنّ في إسناده عمر بن عيسى شيخ الليث وهو منكر الحديث. كذا قال فأوهم أنّ لغيره كلاما وليس كذلك فإنّه ذكره في "الميزان" وقال: لا يعرف. لم يزد على ذلك ولا يلزم من ذلك القدح فيما رواه بل يتوقف فيه" (¬2) ضعيف جدًا أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 111 و 112) والطحاوي في "المشكل" (5329) والحاكم (2/ 215 - 216 و 4/ 368) والطبراني في "الأوسط" (8652) وابن عدي (5/ 1713) وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (563) والبيهقي (8/ 36) وأبو موسى المديني ¬

_ (¬1) 10/ 473 (كتاب فضائل القرآن- باب في كم يقرأ القرآن) (¬2) 15/ 197 (كتاب الحدود- باب من أظهر الفاحشة واللطخ والتهمة بغير بينة)

في "اللطائف" (416) من طريق الليث بن سعد عن عمر بن عيسى القرشي عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس أنّه قال: جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب فقالت: إنّ سيدي اتهمني، وأقعدني على النار، حتى احترق فرجي، فقال لها عمر: هل رأى ذلك عليك؟ قالت: لا، قال: فاعترفت له؟ قالت: لا، قال عمر: عليّ به، فأتي به، فلما رأى عمر الرجل قال: أتعذب بعذاب الله -عز وجلّ-؟ قال: يا أمير المؤمنين اتهمتها في نفسها. فقال: هل رأيت ذلك عليها؟ فقال الرجل: لا، قال: فاعترفت لك به؟ قال: لا، قال: والذي نفسي بيده لو لم أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا يقاد مملوك من مالكه، ولا ولد من والده" لأقدتك بها، فبذره فضربه مائة سوط، ثم قال: اذهبي فأنت حرّة لوجه الله -عز وجلّ-، وأنت مولاة الله ورسوله، أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "من حُرق بالنار، أو مُثل به، فهو حر، وهو مولى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -". قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل عمر بن عيسى منكر الحديث" وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن ابن جريج بهذا الإسناد غير عمر بن عيسى، وعن عمر بن عيسى هذا الليث وهو معروف بهذا" وقال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا عمر بن عيسى، تفرد به الليث" قال الحافظ: وهو كما قال" اللسان 4/ 322 وقال العقيلي: عمر بن عيسى مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به. ثم ذكر له هذا الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف إذا انفرد عن الأثبات بالطامات. 4546 - "لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي المليح عن أبيه مرفوعا: فذكره، وإسناده صحيح" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. ¬

_ (¬1) 4/ 20 (كتاب الزكاة- باب لا تقبل صدقة من غلول)

4547 - "لا يقبل الله صلاة إلا بطُهُور، ولا صدقة من غُلُول" قال الحافظ: أخرجه مسلم بلفظ "لا تقبل صدقة من غلول" وأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" عن أبي كامل أحد مشايخ مسلم فيه بلفظ: فذكره، ولأبي داود من حديث أبي المليح عن أبيه مرفوعا "لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور" وإسناده صحيح" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أسامة بن عمير ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث الزبير بن العوام فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطيالسي (ص 255 - 256) وأبو عبيد في "الطهور" (54) وابن أبي شيبة (26) وأحمد (2/ 19 - 20 و 39 و51 و 57 و 73) ومسلم (224) وابن ماجه (272) والترمذي (1) وأبو بكر المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (55) وابن خزيمة (8) والطحاوي في "المشكل" (3299) وابن حبان (3366) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 176) والبيهقي (1/ 42 و 4/ 191) وفي "الصغرى" (19) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 278 - 279) والخطيب في "الفقيه" (1/ 114) وأبو سعد السمان في "معجم الشيوخ" (التدوين للرافعي 1/ 434) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (59) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 424) من طرق عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال: مرض ابن عامر فجعلوا يثنون عليه وابن عمر ساكت فقال: أما إني لست بأغشّهم لك ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "إنّ الله لا يقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غُلُول". وفي لفظ "لا تقبل صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول" وأما حديث أسامة بن عمير فأخرجه الطيالسي (ص 187) عن شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا المليح الهذلي يحدث عن أبيه قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت فسمعته يقول: "إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" ومن طريقها أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 176) والبيهقي (1/ 42) وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (56) وابن أبي شيبة (29) وأحمد (5/ 74 و 75) ¬

_ (¬1) 4/ 20 (كتاب الزكاة- باب لا تقبل صدقة من غلول)

والدارمي (691) وأبو داود (59) وابن ماجه (271) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 304) والبزار (2329) والنسائي (5/ 42) وفي "الكبرى" (2303) وأبو عوانة (1/ 235) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1/ 506) والطحاوي في "المشكل" (3300) وابن الأعرابي (ق 38/ أ) وابن حبان (1705) والطبراني في "الكبير" (505) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 176) والبيهقي (1/ 230) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1731) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 278) والبغوي في "شرح السنة" (157) من طرق عن شعبة به (¬1). وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد شعبة به بل تابعه: 1 - أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله عن قتادة به. أخرجه البزار (2328) والنسائي (1/ 75) وفي "الكبرى" (79 و 172) والطبراني في "الكبير" (506) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 278) 2 - سعيد بن أبي عَروبة. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (900) عن عبد الله بن المبارك ويزيد بن هارون عن سعيد به. ولم ينفرد قتادة به بل تابعه خالد الحذاء عن أبي المليح به. أخرجه الطبراني في "الصغير" (100) من طريق عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الرقاشي ثنا عمر بن حبيب القاضي عن خالد الحذاء به (¬2). وقال: لم يروه عن خالد الحذاء إلا عمر بن حبيب، تفرد به عبد الملك بن محمد الرقاشي أبو قِلابة" قلت: وعمر بن حبيب قال ابن معين وغيره: ضعيف. ¬

_ (¬1) ورواه شبابة بن سوّار المدائني عن شعبة واختلف عنه: فرواه ابن أبي شيبة (29) وعنه ابن ماجه (1/ 100) عن شبابة عن شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه. ورواه محمد بن عبد الله الجهبذ عن شبابة ثنا شعبة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 176 - 177) والأول أصح. (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه أيضًا الخطيب في "تالي التلخيص" (125)

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه كثير بن زيد الأسلمي عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مرفوعا "لا الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" وفي لفظ "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" أخرجه البزار (كشف 252) وأبو عوانة (1/ 236) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 107) وفي "الاقناع" (1) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 297 - 298) عن سليمان بن بلال المدني وابن خزيمة (10) وأبو عوانة (1/ 235 - 236) عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني كلاهما عن كثير بن زيد به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، وقد رواه عن كثير غير سليمان. قلت: وإسناده حسن، كثير بن زيد مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد قواه أحمد وابن عمار وابن عدي وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال الذهبي في "المجرد": صالح، واختلف فيه قول ابن معين. والوليد بن رباح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: حسن الحديث، وقال أبو حاتم: صالح، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" وفي لفظ "لا تقبل صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول" أخرجه أبو عوانة (1/ 236) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 367) والعقيلي (3/ 378) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي وابن خزيمة (9) وابن عدي (6/ 2037) وابن المقريء في "الأربعين" (23) عن غسان بن عبيد الموصلي قالا: ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير به.

قال ابن خزيمة: خبر غريب الإسناد" وقال العقيلي: لا يتابع عكرمة عليه" وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم رفعه إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- غير غسان بن عبيد عن عكرمة بن عمار، وروي عن أبي حذيفة عن عكرمة مرفوعا أيضًا، وغيرهما أوقفوه على أبي هريره" قلت: عكرمة بن عمار ثقة إلا في روايته عن يحيى بن أبي كثير فقد ضعفوه فيها. ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه عون بن حبان البصري عن أبي سلمة به. أخرجه ابن عدي (5/ 1930) من طريق عبد العزيز بن عبد الله القرشي ثنا عون بن حبان به. وقال: وعبد العزيز بن عبد الله هذا عامة ما يرويه لا يتابعه عليه "الثقات" الثالث: يرويه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" أخرجه أبو عوانة (1/ 236) ثنا محمد بن يحيى حدثنا يعلي بن عبيد عن يحيى بن عبيد الله به. وإسناده ضعيف جدًا، يحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين وغيره: لا يكتب حديثه. الرابع: يرويه هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة إلا بوضوء، ولاصدقة من غلول" أخرجه أبو عوانة (1/ 236) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي ثنا الحكم بن موسى ثنا هِقل عن هشام بن حسان به. وإسناده صحيح رواته ثقات. واختلف فيه على هقل بن زياد الدمشقي، فرواه الترجماني عن هقل عن الأوزاعي عن ابن سيرين عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (1/ 204) عن أحمد بن محمد بن حرب الجرجاني ثنا الترجماني به. وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وأحمد بن محمد بن حرب مشهور بالكذب ووضع الحديث"

الخامس: يرويه عباد بن كثير عن أبي أمية عبد الكريم بن أبي المُخَارق قال: حدّث الحسن بن أبي الحسن عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول" أخرجه أبو يعلى (6230) وإسناده ضعيف جدًا، عباد بن كثير هو الثقفي قال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك الحديث. وعبد الكريم قال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث ضعفه أيوب السختياني وتكلم فيه. وأما حديث أبي بكرة فأخرجه ابن ماجه (274) وابن عدي (3/ 931 و 6/ 2332) والمزي (8/ 336) من طريق الخليل بن زكريا البصري ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" قال ابن عدي: الخليل بن زكريا عامة أحاديثه مناكير" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الخليل بن زكريا" المصباح 1/ 41 ولم ينفرد به بل تابعه منهال بن بحر العقيلي القشيري عن هشام بن حسان به. أخرجه ابن عدي (3/ 931 و 6/ 2291 و 2332) من طريق محمد بن عبد العزيز الدينوري ثنا منهال بن بحر به. وقال: وهذا بهذا الإسناد تفرد به الدينوري عن المنهال بن بحر عن هشام، وهو باطل بهذا الإسناد، وقد رواه الخليل بن زكريا عن هشام بهذا الإسناد، والمنهال خير من الخليل بن زكريا" قلت: والدينوري ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: منكر الحديث ضعيف وكان ليس بثقة يأتي ببلايا. واختلف فيه على هشام بن حسان، فرواه عبد الرزاق (9499) عن هشام عن الحسن مرسلًا. وهذا أصح. وأما حديث أنس فأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (57) وابن أبي شيبة (27) وأبو يعلى (4251) وأبو عوانة (1/ 235) والخطيب في "التاريخ" (4/ 321) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس مرفوعا "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"

وأخرجه ابن ماجه (273) وأبو عوانة (1/ 235) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد الكندي عن أنس به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف التابعي، وقد تفرد يزيد بالرواية عنه فهو مجهول" المصباح 1/ 40 قلت: سعد بن سنان ويقال: سنان بن سعد مختلف فيه: وثقه ابن معين والعجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: صالح مقارب الحديث. وقال ابن سعد والنسائي: منكر الحديث، وقال النسائي أيضًا: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: أحاديثه واهية لا تشبه حديث الناس، وقال أحمد: تركت حديثه، وحديثه غير محفوظ، حديث مضطرب. وذكره العقيلي والدارقطني في "الضعفاء". وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البزار (كشف 251) وأبو عوانة (1/ 236) عن محمد بن عبيد الله بن يزيد القردواني الحرّاني ثني أبي ثنا سليمان بن أبي داود الجزري عن مكحول عن رجاء بن حيوة عن أبي سعيد مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬1) (6893) عن محمد بن عبد السلام البيروتي مكحول ثنا محمد بن عبيد الله القردواني به. وقال: لم يروه عن مكحول إلا سليمان بن أبي داود، تفرد به محمد بن عبيد الله بن يزيد عن أبيه" وقال الهيثمي: وفيه عبيد الله بن يزيد القردواني لم يرو عنه غير ابنه محمد" المجمع 1/ 227 قلت: وسليمان بن أبي داود الجزري قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: متروك الحديث. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه واختلف عنه: - فقال إسماعيل بن مسلم المكي: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا "إنّ الله لا يقبل صلاة إلا بطهور، ولاصدقة من غلول" ¬

_ (¬1) وأخرجه في "مسند الشاميين" (2105 و 3569) عن علي بن عبد الله الفرعاني ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد به.

أخرجه ابن عدي (1/ 282) وإسماعيل بن مسلم قال أبو حاتم وغيره: ضعيف الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به. أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (297) والطبراني في "الكبير" (10276) من طريق مسروق بن المرَزُبان الكوفي ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه به. - وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود موقوفًا. أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 285) وقال: وهو الصواب" قلت: وإسناده ضعيف، أبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من أبي عبيدة، وأبو عبيدة قال الترمذي وغيره: لم يسمع من أبيه. الثاني: يرويه أبو السَّفَر سعيد بن يُحْمِد الكوفي عن الأسود عن ابن مسعود مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول، وابدأ بمن تعول" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10205) من طريق عباد بن أحمد العَرْزَمي ثنا عمي عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي السفر به. قال الهيثمي: وفيه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك" المجمع 1/ 227 وأما حديث أبي بكر فأخرجه أبو عوانة (1/ 236 - 237) والعقيلي (2/ 284) من طريق عبد الله بن عمرو الواقعي ثنا زهير بن معاوية عن جابر عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: سمعت أبا بكر الصديق رفعه "لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور، وابدأ بمن تعول" قال العقيلي: لا يتابع على الواقعي بهذا الإسناد من جهة تثبت" وأسند عن ابن المديني قال: الواقعي يضع الحديث" ورواه عمرو بن شَمِر الكوفي عن جابر الجعفي عن الشعبي عن مسروق عن عائشة مرفوعا ولم يذكر أبا بكر. أخرجه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (ص 135) والدارقطني (1/ 355) وقال: عمرو بن شمر وجابر ضعيفان"

وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 206 - 207) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 176) من طرق عن زيد بن الحباب ثنا شعبة عن قتادة عن أبي السوار العدوي عن عمران مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 228 قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، ورواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة، لأنّ شعبة كان لا يسمع منه إلا ما سمعه. وأما حديث الزبير فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6151) عن محمد بن حنيفة الواسطي ثنا وهب بن حفص الحرّاني ثنا أبو قتادة الحرّاني ثنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مرفوعا "لا يقبل الله صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الليث بن سعد إلا أبو قتادة الحراني، ولا يُروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد" قلت: وأبو قتادة الحراني واسمه عبد الله بن واقد قال مسلم والنسائي والجوزجاني: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه. ووهب بن حفص قال ابن حبان: كان شيخا مغفلا يقلب الأخبار ولا يعلم ويخطئ فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وقال الدارقطني: كان ضعيفًا. وقال أبو عروبة الحراني: كذاب يضع الحديث. 4548 - حديث أبي موسى رفعه "لا يقبل الله صلاة رجل في جسده شيء من خَلُوق" قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (4/ 403) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 353) وأبو داود (4178) والبزار (3079 و 3080) وأبو يعلى (7272) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 182 - 183) والمزي في "التهذيب" (9/ 529 - 530) من طرق عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن جديه زيد وزياد- وكانا يختلفان إلى أبي موسى بالبصرة يقرئهم القرآن- سمعا أبا موسى رفعه: فذكره. ¬

_ (¬1) 11/ 143 (كتاب النكاح- باب الوليمة ولو بشاة)

وعند أحمد: عن جده فقط. وإسناده ضعيف. زيد وزياد مجهولان كما في "التقريب"، وقال ابن القطان الفاسي: غير معروفين ولم يذكرا بغير ما في هذا الإسناد روايتهما عن أبي موسى، ورواية الربيع بن أنس عنهما (الوهم والإيهام 3/ 276) وقال الذهبي في "الميزان": زيد نكرة لا يعرف في غير هذا الحديث. وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. والربيع بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأنّ في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا. وأبو جعفر الرازي مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ. 4549 - "لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين" قال الحافظ: وقد روى النسائي من طريق بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعاً: فذكره" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (20115) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (19/ 407 - 408) عن معمر بن راشد وأحمد (5/ 4) عن يحيى بن سعيد القطان وأحمد (5/ 4 - 5) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (987) عن إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم البصري والحسين المروزي (987) عن يزيد بن زريع البصري وابن نصر في "الصلاة" (401) عن النضر بن شميل المازني ¬

_ (¬1) 6/ 379 (كتاب الجهاد- باب وجوب النفير)

والنسائي (5/ 62) وفي "الكبرى" (2216 و 2349) والروياني (917) عن معتمر بن سليمان التيمي وابن نصر (402) عن رَوح بن عبادة البصري وابن بشران (625) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق وابن ماجه (2536) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي والحاكم (4/ 600) عن علي بن عاصم الواسطي وابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 60 - 61) عن عبد الوارث بن سعيد البصري والروياني (918) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 216) عن عبد الله بن بكر السهمي كلهم عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، والله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد أولاء- وضرب إحدى يديه على الأخرى- أن لا آتيك ولا آتي دينك، وإن ي قد جئت امرءا لا أعقل شيئًا إلا ما علمني الله -عز وجلّ- ورسوله وإني أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا إلينا؟ قال "بالإسلام" قال: قلت: يا رسول الله، وما آية الإسلام؟ قال "أن تقول: أسلمت وجهي لله وتخليت وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وكل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران، ولا يقبل الله من مشرك يشرك بعد ما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين، ما لي أمسك بحُجَزكم عن النار ألا إنّ ربي داعي وإنّه سائلي: هل بلغت عبادي وأنا قائل له: ربّ قد بلغتهم ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم إنكم مدعوون ومُفَدَّمة أفواهكم بالفِدَام وإنّ أول ما يبين- وقال رسول الله بيده على فخذه- قال: قلت: يا رسول الله، هذا ديننا؟ قال "هذا دينكم وأينما تحسن يكفك"

قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عبد البر: حديث صحيح وإسناده ثابت معروف" قلت: الحديث إسناده حسن، بهز مختلف فيه، وهو كما قال الذهبي في "الديوان": صدوق حسن الحديث، وقال ابن عدي: إذا حدّث عنه ثقة فلا بأس به. والحديث رواه حماد بن سلمة عن بهز بلفظ "لا يقبل الله توبة عبد أشرك بعد إسلامه" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 419) وابن عدي (2/ 500) ولم ينفرد بهز بن حكيم به بل تابعه أبو قَزَعة سويد بن حجير الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك وذكر الحديث وقال فيه "لا يقبل الله -عز وجل- من أحد توبة أشرك بعد إسلامه" أخرجه أحمد (5/ 2 و 3 و 5) وابن نصر في "الصلاة" (403 و 404) والطبراني في "الكبير" (19/ 425 و 426) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي قزعة به. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه الحجاج بن الحجاج الباهلي ثنا سويد بن حجير به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 426 - 427) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي وعمرو بن خالد الحراني ثنا زهير بن معاوية ثنا محمد بن جُحادة ثني الحجاج الباهلي به. وإسناده صحيح. وخالفهما شبل بن عباد المكي فرواه عن أبي قزعة سويد بن حُجير عن عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية عن أبيه به. أخرجه أحمد (4/ 446 - 447) عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المكي وعن يحيى بن أبي بكير الكرماني (¬1) كلاهما عن شبل بن عباد به. وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ عمرو بن دينار ثقة. ¬

_ (¬1) رواه الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن أبي بكير فقال فيه: سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية عن أبيه. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6076)

ورواه بقية بن الوليد عن سعيد بن سنان عن يحيى بن جابر الطائي عن حكيم بن معاوية عن أبيه به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 425) وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان الحمصي. 4550 - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين دخل مكة قال "لا يقتل أحد إلا من قاتل" إلا نفراً سماهم فقال "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة: منهم عبد الله بن خطل وعبد الله بن سعد" قال الحافظ: روى ابن إسحاق في "المغازي": حدثني عبد الله بن أبي بكر وغيره: فذكره" (¬1) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 61 - 62) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: حدثنا أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين دخل مكة وفرّق جيوشه أمرهم أن لا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا نفرا قد سماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة منهم: عبد الله بن خطل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح" ويونس وابن إسحاق صدوقان، وأبو عبيدة وعبد الله ثقتان. 4551 - "لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده" قال الحافظ: واحتجوا بما وقع عند أبي داود من طريق الحسن عن قيس بن عباد عن على بلفظ: فذكره، وأخرجه أيضًا من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه ابن ماجه من حديث ابن عباس، والبيهقي عن عائشة ومعقل بن يسار، وطرقه كلها ضعيفة إلا الطريق الأولى والثانية فإن سند كل منهما حسن" (¬2) حديث علي تقدم الكلام عليه في حرف الميم، فانظر حديث "المؤمنون تتكافأ دماؤهم" وحديث ابن عمرو أخرجه الطيالسي (ص 299) ومسدد (إتحاف الخيرة 6850) ¬

_ (¬1) 4/ 432 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- دخول الحرم ومكة بغير احرام) (¬2) 15/ 286 (كتاب الديات- باب لا يقتل المسلم بالكافر)

وأحمد (2/ 178 و180 و 191 - 192 و 192 و 194 و 211) وأبو داود (2751 و 4506 و 4531) وابن ماجه (2659) والترمذي (1413) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 87) وابن الجارود (1073) وابن عدي (7/ 2649) والخطابي في "الغريب" (1/ 553) والبيهقي (8/ 28 و 29) وفي "معرفة السنن" (12/ 25) وفي "الخلافيات" (تخريج أحاديث المختصر 1/ 524) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 188 - 189) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يرد أدناهم على أقصاهم، ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، ومن ادعى إلى غير أبيه وانتفى من مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعلبه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل" اللفظ لمسدد. قال الترمذي: حديث حسن" وقال البوصيري: هذا إسناد رواته ثقات" إتحاف الخيرة 7/ 282 قلت: عمرو وأبوه صدوقان فالإسناد حسن (¬1). وحديث ابن عباس أخرجه ابن ماجه (2660) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده" وأخرجه في موضع آخر (2683) بهذا الإسناد بلفظ "المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويردّ على أقصاهم" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، حنش إسمه حسين بن قيس أبو علي الرّحبي ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والنسائي وابن المديني والدارقطني وغيرهم" المصباح 3/ 128 و 134 وحديث عائشة تقدم الكلام عليه عند حديث "لا يتوارث أهل ملتين" وحديث معقل بن يسار أخرجه ابن ماجه (2684) وابن عدي (5/ 1968) والبيهقي (8/ 30) من طريق أنس بن عياض الليثي عن عبد السلام بن أبي الجنوب عن الحسن عن ¬

_ (¬1) تقدم الكلام على بعض طرقه عن عمرو بن شعيب عند حديث "لا حلف في الإسلام"

معقل مرفوعا "لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، والمسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم" قال الحافظ: في سنده ضعف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 524 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد السلام ضعفه ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والبزار وابن حبان" المصباح 3/ 135 4552 - حديث السائب بن يزيد قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن خطل فضربت عنقه صبرا بين زمزم ومقام إبراهيم وقال "لا يقتلن قرشي بعد هذا صبرا" قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" ورجاله ثقات إلا أنّ في أبي معشر مقالا" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (6687) و"الأوسط" (4255) والحاكم (3/ 637) من طريق محمد بن بكار بن الريان البغدادي ثنا أبو معشر عن يوسف بن يعقوب عن السائب بن يزيد قال: فذكره. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن السائب بن يزيد إلا يوسف بن يعقوب، تفرد به أبو معشر" وقال الهيثمي: وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف" المجمع 6/ 175 قلت: ويوسف بن يعقوب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". 4553 - "لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان" قال الحافظ: أخرج البيهقي بسند ضعيف عن أبي سعيد رفعه: فذكره" (¬2) ضعيف جدًا أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 461) والطبراني في "الأوسط" (4600) وابن عدي (6/ 2059) والدارقطني (4/ 206) والبيهقي (10/ 105 - 106) والخطيب في ¬

_ (¬1) 9/ 76 (كتاب المغازي- باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح) (¬2) 16/ 257 (كتاب الأحكام- باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان)

"التاريخ" (6/ 277) من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر العمري عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد به مرفوعا. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، تفرد به القاسم بن عبد الله بن عمر" وقال ابن عدي: لا أعلم رواه عن أبي طوالة غير القاسم هذا، وعامة روايات القاسم مما لا يتابع عليه" وقال البيهقي: تفرد به القاسم العمري وهو ضعيف" وقال الهيثمي: وفيه القاسم بن عبد الله بن عمر وهو متروك كذاب" المجمع 4/ 195 وقال الحافظ: وفيه القاسم العمري وهو متهم بالوضع" التلخيص 4/ 189 قلت: كذبه أحمد، وقال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث. 4554 - "لا يقطع السارق إلا في ثمن المِجَن" قال الحافظ: وأورد الطحاوي حديث سعد الذي أخرجه ابن مالك أيضًا وسنده ضعيف ولفظه: فذكره" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 469) وأحمد (1/ 169) والدورقي في "مسند سعد" (24) وابن ماجه (2586) والبزار (1128) وأبو يعلى (799) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 163) والهيثم بن كليب (98) وابن عدي (4/ 1377) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 57) وفي "الصحابة" (542) من طرق عن وهيب بن خالد البصري ثنا صالح أبو واقد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه به مرفوعا. ولفظ أحمد وغيره "تقطع اليد في ثمن المجن" ولفظ البزار "تقطع اليد في ربع دينار" ولفظ البيهقي "أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قطع في مجن ثمنه خمسة دراهم" واختلف فيه على وهيب، فرواه المعلي بن أسد العمي عن وهيب ثنا محمد بن عجلان عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عامر بن سعد عن أبيه. ¬

_ (¬1) 15/ 113 (كتاب الحدود- باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38])

أخرجه الخطيب في "التلخيص" (1/ 165) والأول أصح. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عامر إلا أبو واقد" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه أبو واقد واسمه صالح بن محمد بن زائدة الليثي وهو ضعيف الحديث، وضعفه ابن حبان وابن عدي والدارقطني وغيرهم" مصباح 3/ 111 4555 - "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2700) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعا" (¬1) 4556 - "لا يقل أحدكم: ربك، ولا يقل: ربي، ولكن ليقل: سيدي ومولاي" قال الحافظ: وهو في الصحيح" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 6/ 104 - 106) ومسلم (2249) عن أبي هريرة. 4557 - "لا يقل أحدكم: زرعت، ولكن ليقل: حرثت، ألم تسمع لقول الله تعالى {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)} [الواقعة: 64] " قال الحافظ: حديث غير قوي أخرجه ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة، ورجاله ثقات إلا أنّ مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي قال فيه ابن حبان: ربما أخطأ. وروى عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي بمثله من قوله غير مرفوع" (¬3) صحيح أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (292) ثنا مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "لا يقولنّ أحدكم: زرعت، وليقل: حرثت" قال محمد: قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قول الله -عز وجلّ- {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)}. ¬

_ (¬1) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله -عز وجلّ-) (¬2) 1/ 131 (كتاب الإيمان- باب سؤال جريل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان) (¬3) 5/ 401 (كتاب المزارعة- باب فضل الزرع)

وأخرجه ابن حبان (5723) عن أبي يعلى به. وأخرجه البزار (كشف 1289) وابن جرير في "تفسيره" (27/ 198) والطبراني في "الأوسط" (8020) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 411) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 267) والبيهقي (6/ 138) وفي "الشعب" (4851 و 4852) من طرق عن مسلم الجرمي قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا مخلد، تفرد به مسلم الجرمي به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مخلد, تفرد به مسلم الجرمي" وقال البيهقي: الحديث غير قوي" وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن أبي مسلم الجرمي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 120 وقال الحافظ في "اللسان" (6/ 32): ليس فيه من ينظر فيه غير مسلم هذا" قلت: وهو ثقة كما قال الخطيب في "تاريخ" (13/ 100) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات فهو إسناد صحيح. وأما قول أبي عبد الرحمن السلمي فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 296) ثنا أبي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: لا تقولوا: زرعنا، ولكن قولوا: حرثنا. وعطاء هو ابن السائب وكان قد اختلط، وحماد هو ابن سلمة واختلف في سماعه من عطاء فقيل: سمع منه قبل أن يختلط، وقيل: سمع منه بعد أن اختلط. 4558 - "لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي" قال الحافظ: وفي الصحيح: فذكره" (¬1) وذكره في موضع آخر وسكت عليه (¬2). أخرجه البخاري (فتح 13/ 183) عن عائشة وعن سهل بن حنيف. 4559 - "لا يقولنّ أحدكم صمت رمضان كله ولا قمته كله" قال الحافظ: ثم أورد (أي النسائي) حديث أبي بكرة مرفوعا: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 1/ 45 (باب كيف كان بدء الوحي) (¬2) 3/ 268 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب عقد الشيطان على قافية الرأس) (¬3) 5/ 14 (كتاب الصوم- باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان)

أخرجه أحمد (5/ 39) وأبو داود (2415) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (409) والبزار (3645) والنسائي (4/ 105) وفي "الكبرى" (2419) وابن خزيمة (2075) وابن حبان (3439) والمزي (29/ 6) عن المُهَلب بن أبي حبيبة البصري وأحمد (5/ 40 و 41 و 48 و 52) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (410) والبزار (3643) عن قتادة (¬1) كلاهما عن الحسن عن أبي بكرة به مرفوعا. والحسن هو البصري وقد أثبت (¬2) علي بن المديني له السماع من أبي بكرة كما قال الحافظ في "الفتح" (6/ 235) لكنّه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أبي بكرة، والمهلب وقتادة ثقتان. 4560 - "لا يقيمنّ أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم يخالف إلى مقعده فيقعد فيه، ولكن يقول تفسحوا" قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه مسلم (2178) من طريق أبي الزبير عن جابر" (¬3) 4561 - "لا يكون الرجل من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس" قال الحافظ: وحسّن الترمذي من حديث عطية السعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬4) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (591) وعبد بن حميد (484) عن أبي النضر ¬

_ (¬1) رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام بن يحيى العوذي عن قتادة، واختلف عن سعيد، فرواه محمد بن جعفر البصري وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف ومحمد بن أبي عدي البصري عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة، ورواه أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي عن سعيد عن رجل عن الحسن عن أبي بكرة. أخرجه البزار (3644) والأول أصح، وأبو بحر ضعفه ابن معين وغيره. (¬2) وقال بهز بن أسد: وسمع من أبي بكرة شيئًا (المراسيل ص 45) (¬3) 3/ 43 (كتاب الجمعة- باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة) و13/ 303 (كتاب الاستئذان- باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا) (¬4) 1/ 54 (كتاب الإيمان- باب الإيمان وقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: بني الإسلام على خمس)

هاشم بن القاسم البغدادي ثنا أبو عقيل الثقفي عن عبد الله بن يزيد عن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي- وكان من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-- مرفوعا "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس" وأخرجه ابن ماجه (4215) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 168 - 169) ومن طريقه المزي (16/ 320) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 158) والترمذي (2451) والدولابي في "الكنى" (2/ 34) وابن أبي حاتم في "التفسير" (8830 و 9245) والطبراني في "الكبير" (17/ 168 - 169) والحاكم (4/ 319) وابن بشران (542) وابن حزم في "الأحكام" (ص 977 - 978) والقضاعي (909 و 910 و 911 و 912) والبيهقي (5/ 335) وفي "الشعب" (5361) من طرق عن أبي النضر هاشم بن القاسم به. ووقع في بعض الروايات: عن ربيعة بن يزيد عن عطية بن قيس. وسقط من إسناد الحاكم: عن عبد الله بن يزيد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عبد الله بن يزيد الدمشقي قال الجوزجاني في "أحوال الرجال" (ص 163): أحاديثه منكرة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والايهام 3/ 608)، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف. - وأبو عقيل الثقفي اسمه عبد الله بن عقيل. 4562 - "لا يمر القتل بذنب إلا محاه" قال الحافظ: وللبزار عن عائشة مرفوعا: فذكره" (¬1) حسن أخرجه البزار (كشف 1545) وأبو الشيخ في "الطبقات" (261) وابن المقرئ في "المعجم" (291) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 36 و 191) من طرق عن عامر بن ¬

_ (¬1) 1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

إبراهيم الأصبهاني ثنا يعقوب بن عبد الله القمي الأشعري ثنا عنبسة بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسنده إلا يعقوب" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 266 قلت: إسناده حسن، يعقوب القمي وثقه الطبراني وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. والباقون ثقات، وعنبسة بن سعيد هو ابن الضُّريس الأسدي. وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن أنس. فأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1544) عن أحمد بن منصور وابن عدي (4/ 1387) عن أبي يعلى قالا: ثنا صالح بن موسى بن عبد الله بن أبي طلحة الطلحي ثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "قتل الرجل صبرا كفارة لما قبله من الذنوب" قال البزار: حديث صالح بن موسى لا يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، وصالح لين الحديث" وقال الهيثمي: وفيه صالح بن موسى بن طلحة وهو متروك" المجمع 6/ 266 وأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (1/ 118) من طريق أصرم بن غياث الخراساني عن عاصم الأحول عن أنس مرفوعا "لا يمر السيف بذنب إلا محاه" وقال: لا يتابع أصرم عليه، وليس له من حديث عاصم أصل، وقد روي بغير هذا بإسناد لين" وأسند عن البخاري قال: أصرم بن غياث منكر الحديث"

4563 - "لا يمش في نعل واحدة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1662) من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا يقول: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬1) ولفظه "لا تمش" 4564 - "لا يمنع عبد زكاة ماله إلا جعل الله له شجاعا أقرع يطوق في عنقه" ثم قرأ مصداقه في كتاب الله {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة من طريق أبي وائل عن عبد الله مرفوعا: فذكره" (¬2) صحيح أخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 49) وفي "السنن المأثورة" (386) والحميدي (93) عن سفيان بن عُيينة قال: سمعت جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين سمعا أبا وائل يخبر عن ابن مسعود رفعه "ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مُثِّل (¬3) له يوم القيامة شجاع أقرع يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه" ثم قرأ علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:180] ومن طريق الشافعي أخرجه الطحاوي في "المشكل" (6147) والبيهقي (4/ 81) وفي "معرفة السنن" (6/ 10) والواحدي في "الوسيط" (1/ 527) ومن طريق الحميدي أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4578) وأخرجه الترمذي (3012) وابن ماجه (1784) عن محمد بن أبي عمر العدني والبزار (1744) عن الحسين بن أبي زيد البغدادي ¬

_ (¬1) 12/ 428 (كتاب اللباس- باب لا يمشي في نعل واحدة) (¬2) 9/ 298 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 180] الآية) (¬3) وفي لفظ "جُعل"

قالا: ثنا ابن عيينة به. وقال الطبري في "تفسيره" (4/ 192): حدثت عن ابن عيينة ثنا جامع وعبد الملك به. ورواه غير واحد عن ابن عيينة فلم يذكروا عبد الملك بن أعين في إسناده، منهم: 1 - أحمد (1/ 377) 2 - مجاهد بن موسى الخوارزمي. أخرجه النسائي (5/ 8 - 9) وفي "الكبرى" (2221 و 11084) 3 - عبد الجبار بن العلاء البصري. أخرجه ابن خزيمة (2256) وخالفهم ابن المديني فرواه عن ابن عيينة عن جامع وعبد الملك عن أبي وائل عن ابن مسعود موقوفًا (¬1). أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1358) والأول أصح. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن جامع بن أبي راشد ولا عن عبد الملك إلا سفيان بن عُيينة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 1/ 538 قلت: وهو كما قالا. واختلف فيه على أبي وائل، فرواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي وائل عن ابن مسعود في قوله تعالى {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] قال: الرجل يكون له المال، فيبخل به في حياته، فإذا مات طوقه ثعبانا ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه، يقول: أنا مالك الذي بخلت به. موقوف. ¬

_ (¬1) وفي سياقه ما يدل على أنه مرفوع فإنه قال فيه: ثم قرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصداقه من كتاب الله: فذكر الآية.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 213) وابن زنجويه في "الأموال" (1357) والطبري (4/ 191 و 191 - 192 و 192) وابن أبي حاتم (4579 و4580) والطبراني في "الكبير" (9122 و 9123 و 9124) والحاكم (¬1) (2/ 298 و 299) من طرق عن أبي إسحاق به. وإسناده صحيح. وتابعه عاصم بن بهدلة عن أبي وائل به. أخرجه ابن أبي حاتم (4581) والطبراني (9125) وإسناده حسن. 4565 - حديث سمرة مرفوعا "لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق" قال الحافظ: قال ابن بطال: رواه وكيع، وقال الترمذي: هو حديث حسن ا. هـ وهو عند مسلم أيضًا" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (5/ 13 - 14) والترمذي (706) والطبري في "تفسيره" (2/ 173) والطبراني في "الكبير" (6982) وابن عدي (6/ 2220) والبغوي في "شرح السنة" (435) من طرق عن أبي هلال عن سوادة بن حنظلة القشيري عن سمرة بن جندب به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث حسن" قلت: أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي مختلف فيه، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه عن سمرة مرفوعا "لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال، ولا بياض الأفق المستطيل هكذا، حتى يستطير هكذا" أخرجه مسلم (2/ 770) ورواه شعبة عن سوادة عن سمرة مرفوعا "لا يغرنكم نداء بلال، ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر أو قال حتى ينفجر الفجر" أخرجه مسلم أيضًا. ¬

_ (¬1) وقال: صحيح على شرط الشيخين" (¬2) 5/ 38 (كتاب الصوم- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال)

4566 - "لا يموت لإحداكنّ ثلاثة من الولد فتحتسبهم إلا دخلت الجنة" قال الحافظ: ولمسلم (4/ 2028) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا: فذكره" (¬1) 4567 - "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا جنة من النار" قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن أبي النضر السلمي رفعه: فذكره" (¬2) أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 235) عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن أبي النضر السلمي رفعه "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار" فقالت امرأة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال "أو اثنان". قال ابن عبد البر: أبو النضر هذا مجهول في الصحابة والتابعين، واختلف الرواة للموطأ فيه فبعضهم يقول: عن أبي النضر السلمي، هكذا قال القعنبي وابن بكير وغيرهما، وبعضهم يقول: عن أبي النضر، وهو الأكثر والأشهر، وكذلك روى يحيى بن معين، وإن كانت النسخ أيضًا قد اختلفت عنه في ذلك، وهو مجهول لا يعرف إلا بهذا الخبر. وقد قيل فيه: عبد الله بن النضر، وقال بعضهم فيه: محمد بن النضر، ولا يصح، وقال بعض المتأخرين فيه: إنّه أنس بن مالك بن النضر، نسب إلى جده، وهذا جهل؛ لأنّ أنس بن مالك ليس بسلمي من بني سلمة، وإنّما هو من بني عدي بن النجار، وزعم قائل هذا أنّ أنس بن مالك يكنى أبا النضر وهذا مما لا يعلم ولا يعرف، وكنية أنس بن مالك أبو حمزة بالإجماع" التمهيد 13/ 87 4568 - "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظنّ بالله" قال الحافظ: وهو عند مسلم (2877) من حديث جابر" (¬3) 4569 - "لا يمين عليك، ولا نذر في معصية الرب، ولا في قطيعة الرحم، ولا فيما لا يملك" ¬

_ (¬1) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب) و3/ 387 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المسلمين) (¬2) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب) (¬3) 16/ 172 (كتاب الفتن- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا) و17/ 156 (كتاب التوحيد باب قول الله تعالي: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28])

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عمر بلفظ: فذكره، وأخرجه أبو داود والنسائي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله" (¬1) أخرجه أبو داود (3272) والحاكم (4/ 300) والبيهقي (10/ 33 و 65 - 66) وفي "المعرفة" (14/ 191) من طرق عن يزيد بن زُريع ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب أنّ أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما صاحبه القسمة، فقال: إن عدت تسألني عن القسمة فكل مال لي في رتاج الكعبة، فقال له عمر: إنّ الكعبة غنية عن مالك، كفر عن يمينك وكلم أخاك، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا يمين عليك، ولا نذر في معصية الرب، وفي قطيعة الرحم، وفيما لا تملك" وإسناده حسن، إن كان سعيد بن المسيب سمع من عمر فإنهم قد اختلفوا في سماعه منه. ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه مطرف بن طريف الكوفي عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر مرفوعا "لا نذر ولا يمين في معصية الله، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا يملك". أخرجه ابن عدي (3/ 986) من طريق ذواد بن علبة عن مطرف به. وقال: وهذا عن مطرف عجيب لا أعلم يرويه عنه غير ذواد بن علبة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سبق الكلام عليه عند حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم" 4570 - "لا يمين في غضب" قال الحافظ: وللطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس رفعه: فذكره، وسنده ضعيف" (¬2) تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا طلاق لمن لم ينكح" 4571 - "لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده مظلمة حتى أقصّه منه حتى اللطمة" قلنا: يا رسول الله، كيف وإنّما نحشر حفاة عراة؟ قال "بالسيئات والحسنات" ¬

_ (¬1) 14/ 397 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك) (¬2) 14/ 373 (كتاب الإيمان والنذور- باب اليمين فيما لا يملك)

قال الحافظ: وأخرج أحمد والحاكم من حديث جابر بن عبد الله عن عبد الله بن أنيس رفعه: فذكره" (¬1) له عن جابر طرق: الأول: يرويه القاسم بن عبد الواحد المكي ثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أنّ جابر بن عبد الله حدّثه قال: بلغني عن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم أسمعه منه، قال: فابتعت بعيرا، فشددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا حتى أتيت الشام (¬2)، فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري. قال: فأرسلت إليه أن جابرا على الباب. قال: فرجع إليّ الرسول فقال: جابر بن عبد الله؟ فقلت: نعم. قال: فرجع الرسول إليه فخرج إليّ فاعتنقني واعتنقته. قال: قلت: حديث بلغني أنّك سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المظالم (¬3) لم أسمعه، فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه. فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "يحشر الله العباد، أو قال: يحشر الله الناس (¬4) - قال: وأومأ بيده إلى الشام- عراة غُرلا بُهما" قلت (¬5): ما بُهْما؟ قال "ليس معهم شيء" قال (¬6): فيناديهم بصوت يسمعه (¬7) مَن بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك أنا الديان (¬8)، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة واحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار يدخل النار واحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة". قال: قلنا: كيف هو، وإنّما نأتي الله تعالى عراة غرلاً بُهْما؟. قال "بالحسنات والسيئات" (¬9) (¬10) ¬

_ (¬1) 14/ 188 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة) (¬2) وفي بعض الروايات "مصر" (¬3) وفي لفظ "القصاص" (¬4) زاد في حديث داود بن الوازع "يوم القيامة في صعيد واحد" (¬5) وفي حديث الطائفي "قال: قلت له: فما البهم؟ قال: سألت عنها جابر بن عبد الله فقال: الذين لا شيء معهم" (¬6) زاد في حديث الطائفي "ثم يجلس الله على كرسيه" (¬7) وفي حديث داود بن الوازع "يسمع الصوت أقصاهم كما يسمع أدناهم" (¬8) زاد في حديث الطائفي "لا ظلم اليوم" (¬9) وفي حديث داود بن الوازع "من أعمالكم" (¬10) زاد الحاكم "وتلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم"

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (851) وأحمد (3/ 495) والبخاري في "الأدب المفرد" (970) وفي "خلق الأفعال" (463) وفي "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 169 - 170) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (249) والحارث في "مسنده" (بغية الباحث 44 و 45) وابن أبي عاصم في "السنة" (514) وفي "الآحاد" (2034) وأبو يعلى كما في "فتح الباري" (17/ 234) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1605) والطحاوي في "المشكل" (3527) والخرائطي في "المساوئ" (643) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 135 - 136) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 331) والحاكم (2/ 437 - 438 و 4/ 574 - 575) وأبو نعيم في "الصحابة" (3999) وأبو ذر الهروي في "فوائده" (2) والبيهقي في "الأسماء" (ص 99 - 100 و 346 - 347) والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (31) وفي "الجامع" (1686) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (565 و 566) وفي "التمهيد" (23/ 232 - 233) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2103) وابن بشكوال في "الغوامض" (738) وابن ناصر الدين الدمشقي في "مجلس في حديث جابر" (ص 29 - 30 و 31 - 32 و 32 - 33 و 33 - 35) والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 392 - 394) والحافظ في "تغليق التعليق" (5/ 355 /-356) عن همام بن يحيى العَوْذِي والروياني (1491) عن محمد بن مسلم الطائفي والطبراني في "الأوسط" (8588) عن داود بن الوازع والخطيب في "الرحلة" (32) وابن بشكوال (737) وابن ناصر الدين (ص 27 - 28) عن عبد الوارث بن سعيد البصري (¬1) أربعتهم عن القاسم بن عبد الواحد به (¬2). ¬

_ (¬1) ولم يسم عبد الله بن أنيس. (¬2) ورواه داود بن عبد الرحمن العطار المكي عن القاسم بن عبد الواحد وسمي عبد الله بن أنيس: عبد الله بن أبي أنيسة. أخرجه محمد بن الربيع الجيزي في "الصحابة الذين دخلوا مصر" (الإصابة 7/ 299) قال ابن ناصر الدين الدمشقي: هذا غير محفوظ، والمشهور الأول" مجلس في حديث جابر ص 39 - 40 وقال الحافظ: وهو خطأ نشأ عن تحريف في اسم أبية" الإصابة 7/ 299

قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: هذا حديث تفرد به القاسم بن عبد الواحد عن ابن عقيل، ولم يحتج بهما الشيخان البخاري ومسلم، ولم يخرجا هذا الحديث في الصحيح بإسناده، وإنّما أشار البخاري إليه في ترجمة الباب، واختلف الحفاظ في الاحتجاج بروايات ابن عقيل لسوء حفظه، ولم يثبت صفة الصوت في كلام الله -عز وجلّ- أو في حديث صحيح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- غير حديثه، وليس بنا ضرورة إلى اثباته" وقال ابن ناصر الدين: هذا حديث حسن مداره على القاسم بن عبد الواحد وقد وثق فيما ذكره الذهبي. وابن عقيل قال الترمذي: صدوق تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه. وحدّث عن البخاري أنّه قال: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه" وقال المنذري والعراقي: رواه أحمد بإسناد حسن" "الترغيب 4/ 404 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 6/ 2690 قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والقاسم بن عبد الواحد وثقه ابن حبان، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: يكتب حديثه، قلت: يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديث سفيان وشعبة. وقال الذهبي في "المجرد": صالح، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والحديث علقه البخاري في موضعين من صحيحه: الأول في باب الخروج في طلب العلم من كتاب العلم وجزم به حيث قال: ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد. والثاني في باب قول الله تعالى {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23] من كتاب التوحيد ولم يجزم به حيث قال: ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول: يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان. قال الحافظ: وادعى بعض المتأخرين أنّ هذا ينقض القاعدة المشهورة، أنّ البخاري حيث يعلق بصيغة الجزم يكون صحيحا، وحيث يعلق بصيغة التمريض يكون فيه علة لأنّه علقه بالجزم هنا -يعني في كتاب العلم- ثم أخرج طرفا من متنه في كتاب التوحيد بصيغة التمريض. وهذه الدعوى مردودة والقاعدة بحمد الله غير منتقضة، ونظر البخاري أدق من أن يعترض عليه بمثل هذا، فإنّه حيث ذكر الارتحال فقد جزم به لأنّ الإسناد حسن، وقد

اعتضد، وحيث ذكر طرفا من المتن لم يجزم به لأنّ لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب، ويحتاج إلى تأويل فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضدت. ومن هنا يظهر شفوف علمه ودقة نظره، وحسن تصرفه، رحمه الله تعالى" فتح الباري 1/ 184 الثاني: يرويه الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان يبلغني عن النبي-صلى الله عليه وسلم- حديثا في القصاص، وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت بعيرا، فشددت عليه رحلا، فسرت حتى وردت مصر، فقصدت إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديث، فقرعت الباب، فخرج إليّ مملوك له، فنظر في وجهي، ولم يكلمني، فقال: أعرابي بالباب، فقال: سله من أنت؟ فقلت: جابر بن عبد الله الأنصاري، فخرج إليّ مولاه، فلما تراءينا اعتنق أحدنا صاحبه، فقال: يا جابر ما جاءك؟ فقلت: حديث بلغني عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في القصاص، ولا أظنّ أحدا ممن مضى، وممن بقي أفهم له منك، قال: نعم يا جابر. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "إنّ الله يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة بُهما، ينادي بصوت رفيع غير فظيع يُسْمِع من بَعُدَ كمن قَرُب، فيقول: أنا الديان. لا تظالم، اليوم، وعزتي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم، ولو لطمة كفّ بكفّ أو يد على يد. ألا وإنّ أشدّ ما أتخوف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط، فلترقب أمتي العذاب، إذا تكافأ النساء بالنساء والرجال بالرجال" قال: والرجل الذي حدّثه عبد الله بن أنيس. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (156) عن الحسن بن جرير الصوري ثنا عثمان بن سعيد الصيداوي ثنا سليمان بن صالح ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحجاج بن دينار به. وأخرجه تمام في "فوائده" (928) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن زامل الأذرعي ثنا أبو علي الحسن بن جرير الصوري به. ووقع عنده "السليم بن صالح" (¬1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تغليق التعليق" (5/ 356 - 357) وقال في "فتح الباري" (1/ 184): إسناده صالح" قلت: سليم بن صالح قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. ¬

_ (¬1) ووقع عنده في موضع آخر (31): سليمان بن صُلْح.

وابن ثوبان مختلف فيه، ضعفه أحمد وغيره، وقال أبو زرعة وغيره: لا بأس به، واختلف فيه قول ابن معين. والحجاج وابن المنكدر ثقتان. وعثمان بن سعيد لم أقف له على ترجمة. والحسن بن جرير ترجمه الذهبي في "السير" ووصفه بالإمام المحدّث. الثالث: يرويه مقاتل بن حيان البلخي عن أبي جارود العبسي أنّ جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه. وزاد فيه "ولأقتصنّ للجَمّاء من القرناء، ولأسألنّ الحجر لم نكب الحجر، ولأسألنّ العود لم خدش صاحبه. في ذلك أنزل عليّ في كتابه {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} [الأنبياء: 47] " أخرجه الخطيب في "الرحلة" (33) من طريق يحيى بن النضر ثنا عيسى غُنْجار عن عمر بن الصبح عن مقاتل بن حيان به. ومن طريقه أخرجه ابن ناصر الدين الدمشقي في "مجلس في حديث جابر" (ص 40 - 41) وقال: هذا أوهى طرق هذا الحديث، وآفته من عمر بن صبح ذاك الكذاب، أحد الوضاعين" قلت: ولم ينفرد به بل تابعه عثمان بن الساج عن مقاتل بن حيان به. أخرجه ابن قدامة في "إثبات صفة العلو" (42) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار أنبأ إسحاق بن بشر أني عثمان بن الساج به. وإسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري قال الذهبي في "الميزان": تركوه، وكذبه ابن المديني، وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب، وقال الدارقطني: كذاب متروك. 4572 - "لا ينبغي لجيفة مسلم أن تبقى بين ظهراني أهله" قال الحافظ: ولأبي داود من حديث حصين بن وحوح مرفوعا: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 427 (كتاب الجنائز- باب السرعة بالجنازة)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت ... " 4573 - "لا ينبغي للمصلي أن يشدّ رحاله إلى مسجد تُبتغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي" قال الحافظ: روى أحمد من طريق شهر بن حوشب قال: سمعت أبا سعيد وذكرت عنده الصلاة في الطور فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وشهر حسن الحديث وإن كان فيه بعض الضعف" (¬1) حسن أخرجه أحمد (3/ 64) ثنا هاشم ثنا عبد الحميد ثني شهر قال: سمعت أبا سعيد الخدري وذكرت عنده صلاة في الطور فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا ينبغي للمطي أن تشدّ رحاله إلى مسجد ينبغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا، ولا ينبغي لامرأة دخلت الإسلام أن تخرج من بيتها مسافرة إلا مع بَعْل أو مع ذي محرم منها، ولا ينبغي الصلاة في ساعتين من النهار: من بعد صلاة الفجر إلى أن ترحل الشمس ولا بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، ولا ينبغي الصوم في يومين من الدهر يوم الفطر من رمضان ويوم النحر" قال الهيثمي: رواه أحمد وشهر فيه كلام وحديثه حسن" المجمع 4/ 3 قلت: وهو كما قال، وعبد الحميد هو ابن بهرام وهو حسن الحديث كذلك، وهاشم هو ابن القاسم البغدادي ثقة مشهور، فالإسناد حسن. 4574 - "لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه" سكت عليه الحافظ (¬2). روي من حديث حذيفة بن اليمان ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عليّ ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث الحسن وقتادة مرسلًا فأما حديث حذيفة فأخرجه أحمد (5/ 405) عن عمرو بن عاصم الكلابي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة رفعه "لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه" قيل: وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق" ¬

_ (¬1) 3/ 307 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة) (¬2) 16/ 163 (كتاب الفتن- باب الفتنة التي تموج كموج البحر)

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 166) وأخرجه ابن ماجه (4016) والترمذي (2254) وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (100) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1271) والبزار (2790) والدينوري في "المجالسة" (3494) وابن حبان في "الثقات" (8/ 481) وابن المقرئ في "المعجم" (1101) والقضاعي (866 و 867) والبيهقي في "الآداب" (1153) وفي "الشعب" (10331) والبغوي في "شرح السنة" (3601) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (650) من طرق عن عمرو بن عاصم به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وقد رواه غير عمرو بن عاصم عن حماد، ولا نعلم رواه عن حماد أوثق من عمرو بن عاصم وبه يعرف" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 138 وقال أيضًا: قد زاد عمرو بن عاصم في الإسناد جندبا وليس بمحفوظ، حدثنا أبو سلمة عن حماد وليس فيه جندب" العلل 2/ 306 وقال الحافظ: هذا حديث حسن" قلت: عمرو بن عاصم وثقه ابن سعد وابن حبان وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهم، وقال النسائي: ليس به بأس، ولم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه غير واحد عن حماد بن سلمة به، منهم: 1 - أبو حفص عمر بن موسى بن سليمان الحادي. أخرجه ابن عدي (5/ 1710) وأبو الشيخ في "الأمثال" (151) وفي "العوالي" (23) والشجري في "أماليه" (2/ 153) وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف بعمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة سرقه منه عمر بن موسى هذا. قال: وعمر بن موسى ضعيف يسرق الحديث ويخالف في الأسانيد والضعف بين في رواياته" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

2 - هُدبة بن خالد القيسي البصري. أخرجه ابن عدي (6/ 2307) عن محمد بن عبد السلام بن النعمان ثنا هدبة به. وقال: وهذا أيضًا ليس عن هدبة إنّما يعرف هذا بعمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة، وقد ادعاه عمر بن موسى الحادي عم الكُديمي وهو ضعيف فرواه عن حماد، ثناه عبدان عنه، وأما الذي قال ابن عبد السلام ثنا هدبة، فقد أُبطل، وكان ممن يستمد من الوراقين يجيء فيأخذ رواية يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة فيقرؤها على ابن عبد السلام هذا بعلو عن هدبة وشيبان وغيرهما فيقرّ لهم به، وكان هذا عند البصريين سمعت جماعة يحكون فيه" 3 - سعيد بن سليمان النشيطي. أخرجه الخطابي في "العزلة" (ص 27) عن ابن داسة ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا سعيد بن سليمان به. وسعيد بن سليمان قال أبو حاتم: لا نرضاه وفيه نظر، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال أبو داود: لا أحدّث عنه. والحديث مداره على علي بن زيد بن جُدعان وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي والدارقطني وغيرهم. والحسن البصري مدلس ولم يذكر سماعا من جندب. وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 3323) عن زكريا بن يحيى الضرير البغدادي ثنا شبابة بن سَوَّار ثنا ورقاء عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عمر رفعه "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قلت: يا رسول الله، كيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق" ورواه أبو الشيخ في "الأمثال" (152) عن البزار به. ورواه (¬1) الطبراني في "الأوسط" (5353) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا زكريا بن يحيى الضرير به. ¬

_ (¬1) ورواه في "الكبير" (13507) أيضًا عن ابن أبي خيثمة ووقع في إسناده: ورقاء بن عمر عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عمر. جعل ابن أبي نجيح مكان عبد الكريم فالله أعلم.

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 168) قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد الكريم، تفرد به ورقاء، ولا يُروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، وإسناد الكبير جيد ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ذكره الخطيب (8/ 457) روى عن جماعة وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد" المجمع 7/ 274 - 275 قلت: والباقون كلهم ثقات، وورقاء هو ابن عمر اليشكري، وعبد الكريم (¬1) هو ابن مالك الجزري. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الخطابي في "العزلة" (ص 27) عن ابن الأعرابي ثنا الفضل بن يوسف الجعفي ثنا إبراهيم بن زياد العجلي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا "ليس لمؤمن أن يذل نفسه" إبراهيم بن زياد العجلي قال أبو حاتم: مجهول (اللسان 1/ 61) وأما حديث علي فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7894) عن محمود بن محمد المروزي ثنا الخضر بن أصرم المروزي ثنا الجارود بن يزيد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عليّ رفعه "ليس للمسلم أن يذل نفسه قالوا: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق" وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، تفرد به الجارود، ولا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق الخضر عن الجارود ولم ينسبا ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 275 وقال الحافظ: وفي إسناده من لا يعرف" الأمالي المطلقة 2/ 168 قلت: والجارود بن يزيد أظنه العامري النيسابوري كذبه أبو حاتم وغيره. وأما حديث أبي بكرة فأخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 773) عن ¬

_ (¬1) ذكر الحافظ في "الأمالي المطلقة" أنّ عبد الكريم هو ابن أبي المُخَارق فإن كان كذلك فالإسناد ضعيف لضعف ابن أبي المخارق هذا.

الخليل بن زكريا الشيباني ثنا حبيب بن الشهيد ثنا الحسن ثني أبو بكرة رفعه "ليس للمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: وكيف يذلها يا رسول الله؟ قال "يتكلف من البلاء ما لا يطيق" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6418) عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث به. والخليل بن زكريا قال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال ابن عدي: عامة حديثه لم يتابعه عليه أحد. واختلف فيه على الحسن كما سيأتي. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 284) من طريق عبد الله بن أبي حسّان عن ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "لا يحل لمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: يا رسول الله، وما إذلاله نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يقوم له" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الداني في "الفتن" (148) من طريق إبراهيم بن عبيد الله الرقي عن محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعا "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: يا رسول الله، وما الإذلال؟ قال "يتعرض للسلطان وليس له منه النصف" ومحمد بن زياد هو اليشكري الطحان الكوفي كذبه أحمد وابن معين والفلاس والجوزجاني وأبو زرعة والنسائي والدارقطني. وأما حديث الحسن وقتادة فأخرجه عبد الرزاق (20721) عن مَعْمر بن راشد عن الحسن وقتادة مرفوعا "لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه" قال: وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء بما لا يطيق" هذا مرسل رواته ثقات. وله طرق أخرى عن الحسن: الأول: قال أبو يعلى (1411): ثنا قَطَن بن نُسَيْر ثنا جعفر بن سليمان ثنا المُعَلّى بن زياد عن الحسن مرفوعا "ليس للمؤمن أن يذل نفسه" قيل: وما إذلاله نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق" قطن بن نسير مختلف فيه: وثقه ابن حبان واحتج به مسلم، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويوصله، وكان أبو زرعة يحمل عليه.

وتابعه إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا جعفر بن سليمان به. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (35) وجعفر بن سليمان الضُّبَعِي صدوق، ومعلي بن زياد القُرْدُوسِي وثقه البزار وأبو حاتم وابن حبان واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: قال ابن وضاح في "البدع" (ص 94): ثنا محمد بن سعيد ثنا أسد بن موسى ثنا أيوب بن خوط ثنا الحسن رفعه "ليس بمؤمن من أذل نفسه" قيل: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض للبلاء الذي لاطاقة له به". أيوب بن خوط قال النسائي: متروك الحديث. الثالث: يرويه شعيب بن أيوب الصريفيني ثنا أبو داود عن سفيان أظنه عن يونس عن الحسن. أخرجه البيهقي في "الشعب" (10330) ورواته ثقات، وأبو داود هو عمر بن سعد الحفري، وسفيان هو الثوري. 4575 - "لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل" قال الحافظ: وعند أحمد والنسائي والطبراني وصححه الحاكم من طريق أبي الزناد عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬1) تقدم الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت كأني في درع حصينة ... " 4576 - "لا ينبغي لنبي أن يقول: أنا خير من يونس بن مَتَّى" قال الحافظ: وقد وقع في حديث عبد الله بن جعفر عند الطبراني بلفظ: فذكره" (¬2) أخرجه أحمد وابنه (1/ 205) وأبو داود (4670) والبزار (2234 و 2235 و 2236) وأبو يعلى (6793) والطبراني في "الكبير" (13/حديث رقم 196) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 497) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن إسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن جعفر به مرفوعا. واللفظ للطبراني. ¬

_ (¬1) 16/ 81 (كتاب التعبير- باب إذا رأى بقرا تنحر) (¬2) 7/ 262 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} [الصافات: 139])

ولفظ البزار "لا ينبغي لعبد" ولفظ أبي يعلى "لا يقولنّ أحد ... " قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد" قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من إسماعيل، وإسماعيل والقاسم ثقتان. وللحديث شاهد عن ابن مسعود وغيره عند البخاري في الباب المذكور، فيتقوى بها. 4577 - "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد". قال الحافظ: وعند مسلم وأصحاب السنن من حديث أبي سعيد: فذكره" (¬1) أخرجه مسلم (338) وأبو داود (4018) وابن ماجه (661) والترمذي (2793) 4578 - "لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلًا أو امرأة في الدبر" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان من حديث ابن عباس" (¬2) يرويه الضحاك بن عثمان بن عبد الله الحزامي عن مَخْرَمَة بن سليمان الأسدي عن كريب بن أبي مسلم الهاشمي عن ابن عباس واختلف عنه: - فرواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الضحاك بن عثمان فرفعه. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 251 - 252) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (83) والترمذي (1165) والبزار (تلخيص الحبير 3/ 181) والنسائي في "الكبرى" (9001) وابن الجارود (729) وأبو يعلى (2378) والخرائطي في "المساوئ" (468) وابن حبان (4203 و 4204 و 4418) وابن عدي (3/ 1130) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 327) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه غير أبي خالد الأحمر" وقال بعد أن ذكر له هذا الحديث وغيره: وأبو خالد الأحمر له أحاديث صالحة ما ¬

_ (¬1) 11/ 252 (كتاب النكاح- باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها) (¬2) 9/ 257 (كتاب التفسير- سورة البقرة- باب: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223])

أعلم له غير ما ذكرت مما فيه كلام، ويحتاج فيه إلى بيان، وإنما أتى هذا من سوء حفظه فيغلط ويخطئ، وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق وليس بحجة" وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس بإسناد أحسن من هذا، تفرد به أبو خالد الأحمر عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب" - ورواه وكيع عن الضحاك بن عثمان فأوقفه (¬1). أخرجه النسائي في "الكبرى" (9002) عن هناد بن السري عن وكيع به. وهذا أصح لأنّ وكيعا أثبت من أبي خالد الأحمر. وإسناده صحيح رواته ثقات. قال الحافظ: وهو أصح عندهم من المرفوع" التلخيص الحبير 3/ 181 طريق أخرى: قال عمر بن يونس: ثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري عن ابن أبي كثير عن طاوس عن ابن عباس رفعه "لا ينظر الله إلى من أتى امرأة في دبرها" أخرجه ابن عدي (3/ 1109) وسليمان بن أبي سليمان قال أبو حاتم: شيخ ضعيف، وقال ابن عدي: يروي عن يحيى بن أبي كثير أحاديث ليست بمحفوظة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف. 4579 - حديث عثمان "لا يَنكح المحرم ولا يُنْكَح" قال الحافظ: أخرجه مسلم (1409") (¬2) 4580 - "لا ينهق الحمار حتى يرى شيطانا أو يتمثل له شيطان، فإذا كان ذلك فاذكروا الله وصلوا علي" قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث أبي رافع رفعه: فذكره" (¬3) ضعيف جدًا ¬

_ (¬1) ولفظه "لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل أتى بهيمة أو امرأة في دبرها" (¬2) 11/ 69 (كتاب النكاح- باب نكاح المحرم) و4/ 423 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب تزويج المحرم) (¬3) 7/ 162 (كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم)

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (314) عن محمد بن أحمد بن المهاجر ثنا محمد بن الحسن بن بيان ثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ثنا محمد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع رفعه "لن ينهق الحمار حتى يرى شيطانا، فإذا كان ذلك فاذكروا الله -عز وجلّ- وصلوا عليّ" وإسناده واه، معمر بن محمد بن عبيد الله قال ابن معين: ما كان بثقة ولا مأمون، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. ومحمد بن عبيد الله قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جدًا ذاهب، وقال الدارقطني: متروك. 4581 - "لا يورد مُمْرِض على مُصح" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 12/ 356) عن أبي هريرة مرفوعا "لا توردوا الممرض على المصح" 4582 - نزلت براءة وقد بعث النبي-صلى الله عليه وسلم- عليا على الحج فقيل: لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال "لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي" ثم دعا عليا فقال "أخرج بصدر براءة وأذن في الناس يوم النحر بمنى إذا اجتمعوا" قال الحافظ: وقد ذكر ابن إسحاق بإسناد مرسل قال: فذكره" (¬2) مرسل أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 545 - 546) قال: حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنيف عن أبي جعفر محمد بن علي أنّه قال: لما نزلت براءة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج، قيل له: يا رسول الله، لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال: فذكر الحديث وزاد "أنّه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد فهو له إلى مدته" وأخرجه الطبري في "تفسير" (9/ 65) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثنا ابن إسحاق به. وابن إسحاق وحكيم بن حكيم صدوقان، وأبو جعفر ثقة. ¬

_ (¬1) 12/ 267 (كتاب الطب- باب الجذام) (¬2) 9/ 145 (كتاب المغازي- حج أبي بكر بالناس في سنة تسع)

4583 - "لا يؤم الغلام حتى يحتلم" قال الحافظ: رواه عبد الرزاق من حديث ابن عباس مرفوعا وإسناده ضعيف" (¬1) موقوف أخرجه عبد الرزاق (3847) عن إبراهيم بن محمد عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا. وأخرجه البيهقي (3/ 225) من طريق يحيى بن آدم الكوفي عن ابن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا. وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وابن حبان. 4584 - حديث أبي هريرة: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به" قال الحافظ: أخرجه الحسن بن سفيان وغيره، ورجاله ثقات، وقد صححه النووي في آخر الأربعين" (¬2) ضعيف يرويه نعيم بن حماد المروزي واختلف عنه: - فقال غير واحد: ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن ابن عمرو به مرفوعا. منهم: 1 - محمد بن الحسن الأعين. أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" (9) والخطيب في "التاريخ" (4/ 369) والهروي في "ذم الكلام" (ق 35/ أ) والبغوي في "شرح السنة" (104) وفي "الشمائل" (1234) والسلفي في "معجم السفر" (1265) وفي "الأربعين البلدانية" (45) 2 - أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي (¬3). أخرجه أبو نعيم في "الأربعين" كما في "جامع العلوم" (ص 393) ¬

_ (¬1) 2/ 326 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إمامة العبد والمولى) (¬2) 17/ 51 (كتاب الاعتصام- باب ما يذكر من ذم الرأي) (¬3) وزاد "لا يزيغ عنه"

3 - جعفر بن محمد بن فضيل. أخرجه البيهقي في "المدخل" (209) - وقال غير واحد: ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس عن ابن عمرو. منهم: 1 - محمد بن مسلم بن واره. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (15) وابن بطة في "الابانة" (279) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (1/ 251) 2 - أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد الثقفي. أخرجه ابن بطة (279) 3 - أحمد بن مهدي. أخرجه أبو القاسم (¬1) الأصبهاني في "الترغيب" (30) - وقال أبو حاتم الرازي وعثمان بن سعيد الدارمي: ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الوهاب الثقفي: سمعت بعض أشياخنا يقول: ثنا هشام بن حسان أو غيره عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس أنّ ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. أخرجه الهروي (ق 35 - 36) قال البيهقي: تفرد به نعيم بن حماد" وقال النووي: حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب "الحجة" بإسناد صحيح" الأربعون النووية وقال ابن رجب: قلت: تصحيح هذا الحديث بعيد جدًا من وجوه، منها: 1 - أنّه حديث يتفرد به نعيم بن حماد، وهو وإن كان وثقه جماعة من الأئمة، وخرّج له البخاري (¬2) فإنّ أئمة الحديث كانوا يحسنون به الظن، لصلابته في السنة، وتشدده في الرد على أهل الأهواء، وكانوا ينسبونه إلى أنّه يَهِم، ويُشَبَّه عليه في بعض الأحاديث، فلما كثر عثورهم على مناكيره، حكموا عليه بالضعف. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عبد الوهاب الثقفي" وجعله عن ابن عمر. (¬2) مقرونا بغيره كما قال المزي في "تهذيب الكمال" (29/ 467)

ثم ذكر تضعيفه عن ابن معين وصالح جزرة والنسائي وأبي عروبة وغيرهم. وقال: وأين كان أصحاب عبد الوهاب الثقفي، وأصحاب هشام بن حسان، وأصحاب ابن سيرين عن هذا الحديث حتى يتفرد به نعيم. 2 - ومنها أنّه قد اختلف على نعيم في إسناده، فروي عنه عن الثقفي عن هشام، وروي عنه عن الثقفي ثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره، وعلى هذه الرواية فيكون شيخ الثقفي غير معروف عينه، وروي عنه عن الثقفي ثنا بعض مشيختنا ثنا هشام أو غيره، فعلى هذه الرواية فالثقفي رواه عن شيخ مجهول، وشيخه رواه عن غير معين، فتزداد الجهالة في إسناده. 3 - ومنها أنّ في إسناده عقبة بن أوس السدوسي البصري وثقه العجلي وابن سعد وابن حبان، وقال ابن عبد البر: هو مجهول. وقال الغلابي في "تاريخه": يزعمون أنّه لم يسمع من ابن عمرو، وإنّما يقول: قال ابن عمرو، فعلى هذا تكون رواياته عن ابن عمرو منقطعة" جامع العلوم ص 394 - 395 4585 - حديث جابر الجُعْفي عن الشعبي مرفوعا "لا يَؤُمَّنَّ أحد بعدي جالسا" قال الحافظ: واعترضه الشافعي فقال: قد علم من احتج بهذا أن لا حجة فيه لأنّه مرسل ومن رواية رجل يرغب أهل العلم من الرواية عنه، يعني جابرا الجعفي" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (4087) عن سفيان الثوري و (4088) عن إسرائيل بن يونس كلاهما عن جابر عن الشعبي مرفوعا "لا يؤمن رجل بعدي جالسا" وأخرجه الدارقطني (1/ 398) ومن طريقه البيهقي (3/ 80) من طريق محمد بن ربيعة الكوفي عن سفيان عن جابر عن الشعبي. وأخرجه البيهقي (3/ 80) من طريق ابن أبي أويس ثني سفيان بن عُيينة عن رجل عن الشعبي. قال الشافعي: الحديث منقطع عن رجل مرغوب الرواية عنه، لا يثبت بمثله حجة على أحد" الرسالة ص 255 - 256 وروى البيهقي من طريق الربيع عن الشافعي قال: قد علم الذي احتج بهذا أن ليست فيه حجة، وأنّه لا يثبت لأنّه مرسل، ولأنّه عن رجل يرغب الناس عن الرواية عنه" ¬

_ (¬1) 2/ 316 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إنّما جعل الإمام ليؤتم به)

وقال ابن حبان: وهذا لو صح إسناده، لكان مرسلًا، والمرسل من الخبر وما لم يرو سيان في الحكم عندنا" الإحسان 5/ 473 - 474 وقال الدارقطني: لم يروه غير جابر الجعفي عن الشعبي وهو متروك، والحديث مرسل لا تقوم به حجة" وقال ابن حزم: الحديث باطل لأنّه رواية جابر الجعفي الكذاب المشهور بالقول برجعة علي - رضي الله عنه -، وهو مرسل مع ذلك" المحلى 3/ 91 وقال البيهقي في "المعرفة" (4/ 146): جابر بن يزيد الجعفي متروك عند أهل العلم بالحديث في روايته، مذموم في رأيه ومذهبه، واختلف في هذا الحديث عليه، فروي عن ابن عيينة عن جابر كما تقدم، ورواه إبراهيم بن طهمان عن جابر عن الحكم قال: كتب عمر: لا يؤمن أحد جالسا بعد النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهذا مرسل موقوف، وراويه عن الحكم ضعيف" وقال ابن عبد البر: حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، إنّما يرويه جابر الجعفي عن الشعبي مرسلًا، وجابر الجعفي لا يحتج بشيء يرويه مسندا، فكيف بما يرويه مرسلًا" التمهيد 6/ 143 وقال أيضًا: هذا حديث مرسل ضعيف، لا يرى أحد من أهل العلم كتابه ولا روايته، وهو حديث انفرد به جابر الجعفي، فرواه عن الشعبي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، وجابر قد تكلم فيه ابن عيينة، ومراسيل الشعبي ليست عندهم بشيء" التمهيد 22/ 320 وقال ابن المنذر: وهذا خبر واه تحيطه العلل، جابر متروك الحديث، والحديث مرسل، وهو مخالف للأخبار الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- كثيرا" الأوسط 4/ 208 - 209 وفي "طرح التثريب" (2/ 340): الحديث ضعيف جدًا، وهو مرسل، وجابر بن يزيد ضعيف جدًا، وروي أيضًا من رواية عبد الملك بن حبيب عمن أخبره عن مجالد عن الشعبي، ومجالد ضعيف وفي السند إليه من لم يسم فلا يصح الاحتجاج به. وقال ابن عبد البر: هو حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، إنّما يرويه جابر الجعفي عن الشعبي، وجابر الجعفي لا يحتج بما يرويه مسندا فكيف بما يرويه مرسلًا. وقال ابن العربي: لا يصح" انتهى من طرح التثريب. وقال الحافظ في "الدراية" (1/ 173): وهذا مع إرساله، من رواية جابر الجعفي أحد الضعفاء" وذكره النووي في "الخلاصة" (2/ 683 - 684) وقال: رواه الدارقطني والبيهقي وضعفاه بأنّه مرسل، والجعفي متفق على ضعفه وتَرْك روايته"

حرف الياء

حرف الياء 4586 - حديث جابر في قصة الرجل الذي جاء ببيضة من ذهب أصابها في معدن فقال: يا رسول الله، خذها مني صدقة فوالله ما لي مال غيرها، فأعرض عنه، فأعاد، فحذفه بها، ثم قال "يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به ثم يقعد بعد ذلك يتكفف الناس، إنّما الصدقة عن ظهر غنى" قال الحافظ: هو عند أبي داود وصححه ابن خزيمة" (¬1) أخرجه عبد بن حميد (1120و 1121) والدارمي (1666) وأبو داود (1673 و 1674) وأبو يعلى (2084) وابن خزيمة (2441) والطحاوي في "المشكل" (4771) وابن حبان (3372) والحاكم (1/ 413) والبيهقي (4/ 154 و181) من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظَّفَري عن محمود بن لَبِيْد عن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه رجل بمثل البيضة من الذهب أصابها في بعض المغازي، فجاء بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من ركنه الأيمن فقال: يا رسول الله، خذها مني صدقة فوالله ما لي غيرها، فأعرض عنه، ثم جاءه عن ركنه الأيسر، فقال مثل ذلك، فجاءه من بين يديه، فقال مثل ذلك، فقال "هاتها" مغضبا، فحذفه بها حذفة ولو أصابه لَعَقَرَهُ أو أوجعه، ثم قال "يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به ثم يقعد بعد ذلك يتكفف الناس، إنّما الصدقة عن ظهر غنى، خذ الذي لك لا حاجة لنا به" فأخذ الرجل ماله فذهب. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عاصم بن عمر، وحديثه في مسلم في المتابعات، وعاصم بن عمر ثقة، ومحمود بن لبيد مختلف في صحبته. ¬

_ (¬1) 5/ 469 (كتاب الاستقراض- باب من ردّ أمر السفيه والضعيف العقل)

4587 - "يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون، فيقول أصحاب الطاعون: نحن شهداء، فيقال: انظروا فإن كان جراحهم كجراح الشهداء تسيل دمًا وريحا كريح المسك فهم شهداء، فيجدونهم كذلك" قال الحافظ: أخرج أحمد بسند حسن عن عتبة بن عبد السلمي رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث العرباض بن سارية أخرجه أحمد أيضًا والنسائي بسند حسن أيضًا بلفظ "يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا -عز وجل- في الذين ماتوا بالطاعون، فيقول الشهداء: أخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول الذين ماتوا على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا. فيقول الله-عز وجل-: انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراح المقتولين فإنّهم منهم، فإذا جراحهم أشبهت جراحهم" زاد الكلاباذي في "معاني الأخبار" من هذا الوجه في آخره "فيلحقون بهم" (¬1) حديث عتبة بن عبد السلمي أخرجه أحمد (4/ 185) والطبراني في "الكبير" (14/ 118 - 119) وفي "مسند الشاميين" (1630) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عتبة بن عبد به مرفوعا. قال المنذري: رواه الطبراني بإسناد لا بأس به، فيه إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبولة، وهذا منها، ويشهد له حديث العرباض" الترغيب 2/ 338 وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام، وحديثه عن أهل الشام مقبول، وهذا منه" المجمع 2/ 314 وقال الحافظ: هذا حديث حسن، رواته موثقون. وإسماعيل بن عياش وإن كان فيه مقال، لكن الجمهور على أنّ روايته عن الشاميين قوية، وهذا منها" بذل الماعون ص 196 - 197. قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع شريح بن عبيد من عتبة بن عبد أم لا، فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، وقد اطلعت على رواياته عن عتبة بن عبد في مسند أحمد وفي معجم الطبراني الكبير فلم أره صرّح بالسماع في شيء منها، بل رأيت في مسند أحمد (4/ 185) حديثا بهذا الإسناد وذكر فيه بين شريح بن عبيد وبين عتبة بن عبد رجلًا مما يقوي أنّه لم يسمع منه، والله أعلم. وأما حديث العرباض بن سارية فأخرجه أحمد (4/ 128 - 129) والطبراني في ¬

_ (¬1) 12/ 303 (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون)

"الكبير" (18/ 250) وفي "مسند الشاميين" (1177) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 221) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال الخزاعي عن العرباض بن سارية مرفوعا "يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى الله -عز وجلّ- في الذين ماتوا من الطاعون، فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا، ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا، فيقضي الله -عز وجلّ- بينهم أن انظروا إلى جراحات المطعنين فإن أشبهت جراحات الشهداء فهم منهم، فينظرون إلى جراح المطعنين فإذا هم قد أشبهت، فيلحقون معهم". وأخرجه أحمد (4/ 128) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 346 - 347) والنسائي (6/ 32) والطبراني في "الكبير" (18/ 250) وفي "مسند الشاميين" (1177) وابن بشران (71) والبيهقي في "الشعب" (9416) من طرق عن بقية بن الوليد ثني بحير بن سعد به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الله عن العرباض، تفرد به خالد" وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وبقية صدوق ليس فيه قادح إلا تدليسه، وقد صرّح بالتحديث في هذه الطريق فأمن تدليسه، وابن أبي بلال المذكور في الإسناد، شامي ثقة" وقال في "التقريب": عبد الله بن أبي بلال مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى خالد بن معدان. 4588 - حديث نافع بن جبير عن ابن عباس رفعه "يأتي المقتول معلقا رأسه بإحدى يديه ملببا قاتله بيده الأخرى، تَشْخُبُ أوداجه دمًا حتى يقفا بين يدي الله" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح وله عن ابن عباس طرق: الأول: يرويه نافع بن جبير بن مُطعم عن ابن عباس رفعه "يأتي المقتول معلقا رأسه بإحدى يديه ملببا قاتله باليد الأخرى تشخُب أوداجه دمًا حتى يرفعا إلى العرش فيقول المقتول لله: ربّ هذا قتلني، فيقول الله للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار" ¬

_ (¬1) 14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (229) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 30) والطبراني في "الكبير" (10742) و"الأوسط" (4229) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أبي عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن نافع بن جبير به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن الفضل إلا أبو أويس، تفرد به إسماعيل" قلت: إسماعيل وأبوه مختلف فيهما، وعبد الله ونافع ثقتان. الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن ابن عباس رفعه "يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة، ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخُب دما، يقول: يا ربّ هذا قتلني، حتى يدنيه من العرش" أخرجه الترمذي (3029) عن الحسن بن محمد الزعفراني والنسائي (7/ 80) وفي "الكبرى" (3468) عن محمد بن رافع النيسابوري قالا: ثنا شَبَابة بن سَوّار ثنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن ابن عباس نحوه ولم يرفعه" قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. الثالث: يرويه سالم بن أبي الجَعْد الكوفي قال: سمعت ابن عباس رفعه "يؤتى بالمقنول يوم القيامة متعلقا بالقاتل، تشخب أوداجه دمًا، حتى ينتهي به إلى العرش فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني" أخرجه الحميدي (488) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1359) عن سفيان بن عيينة ثنا عمار الدهني ويحيى بن عبد الله الجابر أنهما سمعا سالم بن أبي الجعد به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص30 - 31) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به. ورواه أحمد (1/ 222) عن سفيان فلم يذكر يحيى الجابر. وتابعه:

1 - محمد بن الصباح الجرجرائي. أخرجه ابن ماجه (2621) 2 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه النسائي (7/ 78 و 8/ 56 - 57) وفي "الكبرى" (3462 و 7072) وإسناده صحيح. ولم ينفرد سفيان بن عيينة به بل تابعه: 1 - عمار بن رُزيق الضبي عن عمار الدهني به. أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 218 - 219) 2 - عَبيدة بن حُميد الضبي عن عمار الدهني به. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (2/ 96) 3 - سفيان الثوري عن يحيى الجابر به. أخرجه أحمد (1/ 364) 4 - شعبة عن يحيى الجابر به. أخرجه أحمد (1/ 240) 5 - عبد الواحد بن زياد العبدي البصري عن يحيى الجابر به. أخرجه أحمد (1/ 294) 6 - عمرو بن قيس المُلائي عن يحيى الجابر به. أخرجه الطبري (5/ 218) وأبو طاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه" (61) 7 - جرير بن عبد الحميد الرازي عن يحيى الجابر به. أخرجه الطبري (5/ 218) والمخلص (62) وخالفهم همام رواه عن يحيى الجابر عن رجل عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس. أخرجه الطبري (5/ 218) والأول أصح.

4589 - "يأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين" قيل: منهم أو منا يا رسول الله؟ قال "بل منكم" قال الحافظ: وروى أبو داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة رفعه: فذكره، وهو شاهد لحديث "مثل أمتي مثل المطر" (¬1) يرويه عتبة بن أبي حكيم الهَمْداني الشَّعباني واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عتبة بن أبي حكيم ثني عمرو بن جارية اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: آيَّةُ آية؟ قلت: قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "بل أنتم ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مُؤْثَرَة، واعجابَ كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك نفسك، ودع عنك أمر العوام، فإنّ من وراءك أيام الصبر، الصبر فيهنّ مثل قبض على الجمر، للعامل فيهنّ كأجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله" أخرجه أبو عبيد في "الناسخ" (524) وابن ماجه (4014) والطحاوي في "المشكل" (1171) والطبراني في "مسند الشاميين" (754) والداني في "الفتن" (293) عن صدقة بن خالد الدمشقي والطحاوي (1173) وابن أبي حاتم في "التفسير" (6915) والحاكم (4/ 322) والبيهقي (10/ 91 - 92) وفي "الشعب" (7148) وفي "الآداب" (202) وفي "الاعتقاد" (ص252 - 253) والواحدي في "الوسيط" (2/ 239 - 240) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1605) عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي والطبري في "تفسيره" (7/ 97) عن أيوب بن سويد الرملي والداني (295) عن بقية بن الوليد كلهم عن عتبة بن أبي حكيم به. ¬

_ (¬1) 8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-)

زاد أيوب بن سويد في حديثه "قالوا: يا رسول الله، كأجر خمسين عاملا منهم؟ قال: لا، كأجر خمسين عاملا منكم". - ورواه عبد الله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن جارية عن أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة، منهم: 1 - أبو الربيع سليمان بن داود العتكي الزهراني. أخرجه أبو داود (4341) وابن أبي عاصم في "الزهد" (266) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (383) وابن حبان (385) وابن بطة في "الإبانة" (746) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 30) والبيهقي (10/ 91 - 92) وفي "الشعب" (9278) وابن عبد البر فى "التمهيد" (24/ 316) والمزي (21/ 563). 2 - سعيد بن يعقوب الطالقاني. أخرجه الترمذي (3058) والطبراني في "الكبير" (22/ 220) وفي "مسند الشاميين" (753) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (38) والمزي (33/ 54 - 55) 3 - محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 220) وفي "مسند الشاميين" (753) وعبد الغني المقدسي (38). 4 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه ابن وضاح في "البدع" (ص 76 - 77) وابن نصر في "السنة" (ص 9) وابن بطة (746) والداني (294). 5 - عيسى بن نصر. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4156) وفي "التفسير" (2/ 101). 6 - عبد الله بن عثمان عبدان المروزي. أخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (224) وفي "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 426). وعبد الغني المقدسي (19). 7 - سويد بن نصر المروزي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (753).

8 - حبان بن موسى المروزي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (753) 9 - أحمد بن جميل المروزي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (41) وفي "الصبر" (2) وفي "الأمر بالمعروف" (2) • ورواه الوليد بن مسلم عن ابن المبارك فلم يذكر عمرو بن جارية. أخرجه الطبري (7/ 97). • ورواه زهير بن عباد عن ابن المبارك فلم يذكر أبا أمية الشعباني. أخرجه ابن وضاح في "البدع" (ص 71). - ورواه صدقة بن يزيد الخراساني عن عتبة بن أبي حكيم فلم يذكر عمرو بن جارية. أخرجه الطحاوي (1172) والبيهقي في "الشعب" (7147). والأول أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عمرو بن جارية ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا عتبة بن أبي حكيم فهو مجهول (¬1)، وعتبة مختلف فيه، وأبو أمية قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وللحديث شاهد عن ابن مسعود وعن عتبة بن غزوان وعن ابن عمر. فأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1776) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا سهل بن عامر البجلي ثنا ابن نمير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود مرفوعا "إن من وراءكم أيام الصبر، الصبر فيهنّ كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين" قالوا: يا رسول الله، خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال "خمسون منكم". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10394) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي ومحمد بن العباس الأخرم الأصبهاني قالا: ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم به. ¬

_ (¬1) قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، ولا يعرف روى عنه غير عتبة" الوهم والإيهام 3/ 603

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي وثقه ابن حبان" المجمع 7/ 282 قلت: وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث روى أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا يستحق ولا يستوجب تصريح كذبه. وأما حديث عتبة بن غزوان فأخرجه ابن نصر في "السنة" (ص 9) عن أبي حاتم الرازي. والطبراني في "الكبير" (17/ 117) عن بكر بن سهل الدمياطي. قالا: ثنا عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي ثنا خالد بن يزيد بن صبيح المري عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عتبة بن غزوان أخي بني مازن بن صعصعة وكان من الصحابة مرفوعًا "إنّ من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم" قالوا: يا نبي الله، أو منهم، قال "بل منكم". إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عتبة بن غزوان فالإسناد منقطع. وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن وضاح في "البدع" (ص70) ثنا محمد بن يحيي ثنا أسد بن موسى ثني عدي بن الفضل عن محمد بن عجلان عن عبد الرحمن عن ابن عمر مرفوعًا "إنّ من بعدكم أياما، الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم له أجر خمسين منكم" قيل: يا رسول الله، منهم، قال "بل منكم". وإسناده ضعيف لضعف عدي بن الفضل. 4590 - "يأتي على الناس زمان يكون الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره" قال الحافظ: أخرجه النسائي من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 5/ 216 (كتاب البيوع - باب قول الله عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [آل عمران: 130])

أخرجه أحمد (2/ 494) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 469) وأبو داود (3331) وابن ماجه (2278) والنسائي (7/ 215) وأبو يعلى (6233 و6241) وابن عدي (4/ 1647) والحاكم (¬1) (2/ 11) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 254) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (240) والبيهقي (5/ 275 - 276 و276) والخطيب في "الجامع" (1272) والبغوي في "شرح السنة" (2055) والمزي (10/ 417) من طريق سعيد بن أبي خيرة البصري عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعًا. قال الحاكم: قد اختلف أئمتنا في سماع الحسن من أبي هريرة فإن صح سماعه منه فهذا حديث صحيح" قلت: قد صرّح الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 111) بعدم سماع الحسن من أبي هريرة، وهو قول الأكثر، منهم: أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد، وابن المديني، وعبد الله بن أحمد، وأبو حاتم وابنه، وأبو زرعة، والترمذي، والخطيب. وقال الحافظ في "الفتح" (7/ 247): لم يسمع الحسن من أبي هريرة عند الحفاظ النقاد، وما وقع في بعض الروايات مما يخالف ذلك فهو محكوم بوهمه عندهم" وقال في "التلخيص" (1/ 24): لم يسمع منه على الأصح" فعلى هذا فالإسناد ضعيف لانقطاعه، وسعيد بن أبي خيرة ذكره ابن حبان في "الثقات" وحده، وفي "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. طريق أخرى: قال ابن وهب: أخبرني مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (571) ومسلمة بن علي هو الخشني وهو متروك. 4591 - "يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلّم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" قال الحافظ: حديث أبي هريرة عند مسلم (1381): فذكره" (¬2) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده "عن سعيد بن أبي خيرة". (¬2) 4/ 464 (كتاب الحج -فضائل المدينة- باب من رغب عن المدينة).

4592 - "يأتي على الناس زمان يكون خير الناس فيه منزلة من أخذ بعنان فرسه في سبيل الله يطلب الموت في مظانه، ورجل في شعب من هذه الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلا من خير". قال الحافظ: ويؤيد ذلك رواية بَعْجَة بن عبد الله عن أبي هريرة مرفوعًا: فذكره، أخرجه مسلم (1899) وابن حبان (4600) من طريق أسامة بن زيد الليثي عن بعجة" (¬1) 4593 - عن ورقة بن نوفل قال: قلت: يا محمد، أخبرني عن هذا الذي يأتيك؟ قال "يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر". قال الحافظ: في رواية ابن منده في "الصحابة" من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن ورقة بن نوفل قال: فذكره" (¬2) ضعيف جدًا. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 181) والطبراني في "الكبير" (22/ 411) و"الأوسط" (8935) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" وابن السكن في "الصحابة" كما في "الإصابة" (10/ 304) وابن عدي (3/ 1000) وأبو نعيم في "الصحابة" (6517) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 447) من طريق روح بن مسافر البصري عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن ورقة بن نوفل به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا روح بن مسافر". قلت: رواه أيوب بن فرقد عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال ورقة. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (169) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 262) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا أيوب بن فرقد به. والشاذكوني قال ابن معين: يضع الحديث، وروح بن مسافر قال أحمد: متروك الحديث، وقال الحاكم: روى عن الأعمش أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات، وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف. ¬

_ (¬1) 6/ 347 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه). (¬2) 10/ 349 (كتاب التفسير: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]- باب حدثنا يحيى بن بكير).

4594 - "يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف رجل، لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كلهم قد حمل السلاح، لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه ويأكلون من مات منهم". قال الحافظ: روى ابن مردويه والحاكم من حديث حذيفة مرفوعًا: فذكره" (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه ابن عدي وابن أبي حاتم والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه من حديث حذيفة رفعه: قال: فذكره، وهو من رواية يحيى بن سعيد العطار عن محمد بن إسحاق عن الأعمش، والعطار ضعيف جدًا، ومحمد بن إسحاق قال ابن عدي: ليس هو صاحب المغازي بل هو العكاشي قال: والحديث موضوع، وقال ابن أبي حاتم: منكر. قلت: لكن لبعضه شاهد صحيح أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية" وللنسائي من رواية عمرو بن أوس عن أبيه رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاءوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا" وأخرج الحاكم وابن مردويه من طريق عبد الله بن عمر و"إنّ يأجوج ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاث أمم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا" وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن عبد الله بن سلام مثله" (¬2). روي من حديث حذيفة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أوس بن أبي أوس ومن حديث عبد الله بن عمرو ومن حديث عبد الله بن سلام قوله. فأما حديث حذيفة فله عنه طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن شقيق بن سلمة عن حذيفة قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن يأجوج ومأجوج فقال "إنه كل أمة أربع مائة ألف أمة، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه كلٌ قد حمل السلاح" قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ قال "هم ثلاثة أصناف: صنف منهم أمثال الأرز" قلت: وما هو الأرز؟ فقال "شجرة الصنوبر، شجرة بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء، وصنف منهم عرضه وطوله سواء عشرون ومائة ذراع في السماء، هم الذين لا يقوم لهم الجبل ولا حديد، وصنف منهم يفترش أحدهم أذنه ويلتحف بالأخرى ولا يمرون بقليل ولا بكثير ولا بجمل ولا بخنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية" ¬

_ (¬1) 7/ 195 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83]). (¬2) 16/ 221 - 222 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج).

أخرجه المحاملي (321) والطبراني في "الأوسط" (3867) وابن عدي (6/ 2177) واللفظ له والواحدي في "الوسيط" (3/ 166) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 206 - 207) من طرق عن يحيى بن سعيد العطار ثنا محمد بن إسحاق عن الأعمش به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا محمد بن إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يحيى بن سعيد العطار". وقال ابن عدي: هذا الحديث منكر موضوع". وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف" المجمع 8/ 6. قلت: ومحمد بن إسحاق هو العكاشي قال ابن معين وأبو حاتم: كذاب، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال الدارقطني: متروك يضع. الثاني: يرويه منصور بن المُعتمر عن ربعي بن حِرَاش قال: سمعت حذيفة بن اليمان رفعه "أول الآيات: الدجال، ونزول عيسى، ونار تخرج من قعر عدن أبين، تسوق الناس إلى المحشر، تقيل معهم إذا قالوا، والدخان، والدابة، ثم يأجوج ومأجوج". قال حذيفة: قلت: يا رسول الله، وما يأجوج ومأجوج؟ قال "يأجوج ومأجوج أمم كل أمة أربع مائة ألف، لا يموت الرجل منهم حتى يرى ألف عين تطرف بين يديه من صلبه الحديث وفيه طول. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (17/ 87 - 88) ثني عصام بن رواد بن الجراح ثني أبي ثنا سفيان الثوري ثنا منصور بن المعتمر به. وأورد بعضه في (25/ 114) وقال: حدثني محمد بن خلف العسقلاني أنّه سأل روادا عن هذا الحديث هل سمعه من سفيان؟ فقال له: لا، فقلت له: فقرأته عليه؟ فقال: لا، فقلت له: فقرىء عليه وأنت حاضر فأقر به، فقال: لا، فقلت: فمن أين جئت به؟ قال: جاءني به قوم فعرضوه علي وقالوا لي: اسمعه منا فقرءوه علي، ثم ذهبوا فحدثوا به عني. قلت: فعلى هذا فالإسناد ضعيف. ورواه عبد الرحمن بن هانىء الكوفي عن الثوري عن قيس بن مسلم عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: فذكر حديثا طويلًا وفيه سؤاله عن يأجوج ومأجوج. أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (596 و676) وفي إسناده من لا يعرف، وعبد الرحمن بن هانىء قال ابن معين: ليس بثقة، كان يكذب، يروي عن الثوري أحاديث موضوعة.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن حبان (6828) أنا أبو عَروبة ثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود مرفوعًا "إنّ يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية، وإنّ من ورائهم أمما ثلاثة: منسك، وتأويل، وتاريس، لا يعلم عددهم إلا الله" أبو إسحاق هو السبيعي وهو موصوف بالتدليس والاختلاط ولم يذكر سماعا من عمرو بن ميمون، ولم أر أحدا صرّح بسماع زيد بن أبي أنيسة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأما حديث أوس بن أبي أوس فأخرجه النسائي في "الكبرى" (11334) عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني ثنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن ابن عمرو بن أوس عن أبيه عن جده أوس مرفوعًا "إنّ يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا، وشجر يلقحون ما شاءوا، فلا يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا". واختلف فيه على سهل بن حماد البصري، فرواه محمد بن المثنى عنه ثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال: سمعت نافع بن جبير بن مطعم يقول: قال ابن عمرو: فذكره، وهو موقوف. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (17/ 88). وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطيالسي (منحة 2/ 219 - 220) ثنا المغيرة بن مسلم وكان صدوقا مسلما ثني أبو إسحاق عن وهب بن جابر عن ابن عمرو مرفوعًا "إنّ يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وانهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا، وإنّ من ورائهم ثلاث أمم: تاويل وتاربس ومنسك". ومن طريقه أخرجه الطبراني كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 106). قال ابن كثير: هذا حديث غريب بل منكر ضعيف". وقال في "البداية" (2/ 110): وهو حديث غريب جدًا، وإسناده ضعيف، وفيه نكارة شديدة". وقال في "النهاية" (ص 125): وهذا حديث غريب، وقد يكون من كلام ابن عمرو من الزاملتين والله أعلم". وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات" المجمع 8/ 6.

قلت: أبو إسحاق هو السبيعي وكان قد اختلط، والمغيرة بن مسلم هو القَسْمَلي وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره ولم أر من صرّح بسماعه من أبي إسحاق أهو قبل الاختلاط أم بعده. وخالفه شعبة وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه فرواه عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر عن ابن عمرو موقوفًا. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (17/ 88). عن محمد بن جعفر غُندر؟ والحاكم (4/ 490) عن عاصم بن علي الواسطي. قالا: ثنا شعبة به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين". قلت: عاصم بن علي هو ابن عاصم بن صهيب الواسطي احتج به البخاري دون مسلم، وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، ووهب بن جابر وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال ابن المديني والنسائي: مجهول. والحديث رواه مَعْمر بن راشد عن أبي إسحاق فأسقط وهب بن جابر. أخرجه ابن جرير (17/ 89). وحديث شعبة أصح لأنّه روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. وأما حديث عبد الله بن سلام فأخرجه ابن جرير (17/ 88) عن محمد بن عمارة ثنا عبيد الله بن موسى أنا زكريا عن عامر عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن سلام قال: ما مات أحد من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذرء فصاعدا". محمد بن عمارة لم أقف له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات، وزكريا هو ابن أبي زائدة، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي. 4595 - "يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك". قال الحافظ: ولمسلم (2835) من حديث جابر: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 7/ 132 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة).

4596 - حديث ابن عمر قال: لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح رأى الناس يلطمن وجوه الخيل فتبسم إلى أبي بكر فقال "يا أبا بكر، كيف قال حسان؟ " فأنشده قوله: عدمت إن لم تروها ينازعن الأسنة مسرجات تثير النقع موعدها كداء يلطمهن بالخمر النساء فقال "أدخلوها من حيث قال حسان" قال الحافظ: وعند البيهقي بإسناد حسن من حديث ابن عمر قال: فذكره" (¬1) أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (شفاء الغرام 2/ 142 - 143) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 664) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 296) والحاكم (3/ 72) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 66) من طرق عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا معن بن عيسى القزاز ثنا عبد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رجاله ثقات غير عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني فهو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون حتى قال الذهبي: وحديثه يتردد فيه الناقد، أمّا إن تابعه شيخ في روايته فذلك حسن قوي إن شاء الله (السير 7/ 341). 4597 - عن عمر قال: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتصدق فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الترمذي والحاكم من طريق زيد بن أسلم عن أبيه: سمعت عمر يقول: فذكره، تفرد به هشام بن سعد عن زيد، وهشام صدوق فيه مقال من جهة حفظه" (¬2) ¬

_ (¬1) 9/ 70 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي-صلى الله عليه وسلم- الراية يوم الفتح). (¬2) 4/ 37 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غني).

له عن عمر طريقان: الأول: يرويه زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر قال: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله: قال: فأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال "يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ " فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا. أخرجه عبد بن حميد (14) والدارمي (1667) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم به. وأخرجه أبو داود (1678) والترمذي (3675) وابن أبي عاصم في "السنة" (1240) والبزار (270) والحاكم (1/ 414) واللالكائي في "السنة" (2429) والبيهقي (4/ 180 - 181) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 32) وفي "الأربعين على مذهب المتحققين" (3) وفي "فضائل الخلفاء" (47) من طرق عن أبي نعيم (¬1) به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم". قلت: رواته ثقات غير هشام بن سعد المدني فهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقوى أبو داود روايته عن زيد بن أسلم فقال: هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم. الثاني: يرويه عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: فذكر نحوه. أخرجه البزار (159) عن محمد بن عيسى ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا عبد الله بن عمر به. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عمر عن عمر إلا من هذا الوجه، وقد رواه زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" قلت: والفروي والعمري مختلف فيهما. ولم ينفرد به الفروي بل تابعه يحيى بن محمد بن حكيم المدني ثنا عبد الله بن عمر به. أخرجه الدينوري في "المجالسة" (2239) والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (527) ¬

_ (¬1) وتابعه القاسم بن الحكم العُرَني عن هشام بن سعد به. أخرجه ابن شاهين في "السنة" (112)

4598 - "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم، قال "وترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب". قال الحافظ: ولابن حبان من حديث أبي ذر قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬1) صحيح وله عن أبي ذر طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير الحمصي عن أبيه عن أبي ذر مرفوعًا به. أخرجه ابن حبان (685) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به. وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير حرملة بن يحيي التجيبي المصري وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف" و"المغني" و"السير" والحافظ في "التقريب"، وجبير بن نفير سمع أبا ذر كما قال البخاري في "التاريخ الكبير". ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه: 1 - عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2020) والحاكم (4/ 327) والبيهقي في "الشعب" (9861) وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري". قلت: معاوية بن صالح لم يخرج له البخاري في الصحيح شيئًا، وعبد الله بن صالح استشهد به البخاري، وقيل: إنّه روى عنه في الصحيح، وهو مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات. 2 - الليث بن سعد. أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (9/ 157) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام البغدادي عن حجاج بن محمد عن الليث به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب أنّه سمع أبا زينب مولى حازم ¬

_ (¬1) 14/ 50 (كتاب الرقاق - باب الغنى غنى النفس).

الغفاري يقول: سمعت أبا ذر يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا أبا ذر، تقول كثرة المال الغنى؟ " قلت: نعم، قال "تقول قلة المال الفقر؟ " قلت: نعم، قال ذلك ثلاثًا، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الغنى في القلب، والفقر في القلب، من كان الغنى في قلبه لا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا وإنّما يضرّ نفسه شحّها". أخرجه الطبراني في "الكبير" (1643) عن علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن جده عن نعيم بن عبد الله به. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 10/ 237. قلت: علي بن المبارك ذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وإسماعيل بن أبي أويس مختلف فيه، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا إسماعيل بن أبي أويس وأرى في حديثه ضعف وهو مجهول. وعبد الله بن خالد ذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة. وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وخالد بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، ونعيم بن عبد الله وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم، وأبو زينب مولى حازم قال الحافظ في "التقريب": مجهول. الثالث: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي ذر قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم- "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم هو الغنى. ثم قال "ترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم هو الفقر، قال "الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب". أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (76) عن محمد بن يحيي المروزي ثنا ابن حميد ثنا زافر عن إسرائيل عن الأعمش به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي. 4599 - "يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة". قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في "التفسير" بسند صحيح عنه" (¬1) ¬

_ (¬1) 17/ 182 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء).

هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "الصلاة خير موضوع". 4600 - حديث أبي موسى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له "يا أبا موسى لقد أوتيت من مزامير آل داود". قال الحافظ: ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" (¬1). قلت: وأخرجه في "الصحيح" (فتح 10/ 469 - 470). 4601 - قال عبادة: يا أبا هريرة، إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول بالحق ولا نخاف في الله لومة لائم، وعلى أن ننصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة، فهذه بيعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي بايعناه عليها. قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني من وجه آخر عن عبادة أنه جرت له قصة مع أبي هريرة عند معاوية بالشام فقال: فذكره" (¬2). هو قطعة من حديث أخرجه أحمد وغيره من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة، وقد تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون". 4602 - عن أبي هريرة قال: أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد بعث على إحدى الجنبتين خالد بن الوليد وبعث الزبير على الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر -بضم المهملة وتشديد السين المهملة أي الذين بغير سلاح- فقال لي "يا أبا هريرة، اهتف لي بالأنصار" فهتف بهم فجاءوا فأطافوا به فقال لهم "أترون إلى أوباش قريش وأتباعهم؟ ثم قال بإحدى يديه على الأخرى "احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا" قال أبو هريرة: فانطلقنا فما نشاء أن نقتل أحدا منهم إلا قتلناه، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من أغلق بابه فهو آمن". ¬

_ (¬1) 17/ 302 (كتاب التوحيد - باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة). (¬2) 1/ 73 (كتاب الإيمان - باب حدثنا أبو اليمان).

قال الحافظ: وروى أحمد (2/ 538) ومسلم (1780) والنسائي (¬1) من طريق عبد الله بن رباح عن أبي هريرة قال: فذكره" (¬2). 4603 - "يا ابن عباس ركعتان بعد المغرب أدبار السجود". قال الحافظ: وروى الطبري من وجه آخر عن ابن عباس قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وإسناده ضعيف" (¬3). ضعيف. أخرجه الترمذي (3275) والطبري في "تفسيره" (26/ 181) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 230) والطبراني في "الأوسط" (7454) وابن عدي (3/ 1008) والحاكم (1/ 320) والواحدي في "الوسيط" (4/ 171 - 172) من طرق عن محمد بن فضيل الكوفي عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس مرفوعًا "إدبار النجوم الركعتان قبل الفجر، وأدبار السجود الركعتان بعد المغرب". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن فضيل عن رشدين". وقال الحاكم: صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي فقال: قلت: رشدين ضعفه أبو زرعة والدارقطني". وقال ابن كثير: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، ورشدين بن كريب ضعيف، ولعله من كلام ابن عباس موقوفًا عليه". قلت: ورشدين ضعفه غير من تقدم: أحمد وابن معين وابن المديني وابن نمير وأبو حاتم والنسائي والبخاري ويعقوب بن سفيان وابن حبان. وللحديث شاهد عن علي أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3738) ثنا عبد الوارث عن محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: وسألته -يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- عن -إدبار النجوم- و -أدبار السجود- فقال "أدبار السجود: الركعتان بعد المغرب، وإدبار النجوم: الركعتان قبل الغداة" ¬

_ (¬1) في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (10/ 134). (¬2) 7/ 219 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي -صلى الله عليه وسلم- الراية يوم الفتح). (¬3) 10/ 220 (كتاب التفسير - سورة ق - باب قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]).

قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحارث الأعور وتدليس ابن إسحاق" مختصر الاتحاف 2/ 406. وله شاهد آخر عن أبي هريرة، يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أوس بن خالد عن أبي هريرة كما في "المستدرك". وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. 4604 - عن ابن عمر قال: رآني النبي -صلى الله عليه وسلم- أسبلت إزاري فقال: "يا ابن عمر، كل شيء يمس الأرض من الثياب في النار". قال الحافظ: لكن أخرج الطبراني من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر قال: فذكره" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 96) وأبو يعلى (5714) والطحاوي في "المشكل" (4348) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمر بن الخطاب ص 41 - 42). عن عبيد الله بن عمرو الرقي والطبراني في "الكبير" (13433) عن سفيان الثوري كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر قال: كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلّة من حلل السِّيَرَاء أهداها له فيروز، فلبست الإزار فأغرقني طولا وعرضا، فسحبته ولبست الرداء فتقنعت به، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعاتقي، فقال "يا عبد الله، ارفع الإزار، فإنّ ما مست الأرض من الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار". لفظ حديث عبيد الله بن عمرو. ولفظ حديث سفيان "كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبطية، وكسى أسامة بن زيد حلة سيراء، فنظر فرآني أسبلت، فجاء فأخذ بمنكبي، فقال "يا ابن عمر، كل شيء يمس الأرض من الثياب في النار" قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 123. قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ¬

_ (¬1) 12/ 370 (كتاب اللباس - باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار).

4605 - "يا أُبي أُرسل اليّ أن اقرأ القرآن على حرف". قال الحافظ: أخرج النسائي من طريق عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة، فبينما أنا في المسجد إذ سمعت رجلًا يقرؤها يخالف قراءتي، الحديث. ولمسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إنّ هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما فقرءا فحسّن النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنهما، قال: فسقط في نفسي ولا إذ كنت في الجاهلية، فضرب في صدري ففضت عرقا وكأنّما انظر إلى الله فرقا، فقال لي: فذكره. وعند الطبري في هذا الحديث: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمرّ وجهي، فضرب في صدري وقال "اللهم اخسأ عنه الشيطان". وعند الطبري من وجه آخر عن أبي أن ذلك وقع بينه وبين ابن مسعود، وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "كلاكما محسن" قال أبي: فقلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل، قال: فضرب في صدري، الحديث. وبين مسلم من وجه آخر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي المكان الذي نزل فيه ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولفظه: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك القرآن على حرف" الحديث. وبيّن الطبري من هذه الطريق أنّ السورة المذكورة سورة النحل. وقال: في رواية مسلم عن أبي "فرددت إليه أن هوّن على أمتي" وفي رواية له "إنّ أمتي لا تطيق ذلك". ولأبي داود من وجه آخر عن أبي "فقال لي الملك الذي معي: قل على حرفين، حتى بلغت سبعة أحرف". وفي رواية للنسائي من طريق أنس عن أبي بن كعب "إن جبريل وميكائيل أتياني، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده". ولأحمد من حديث أبي بكرة نحوه. وقال: في حديث أبي: ثم أتاه الثانية فقال: على حرفين، ثم أتاه الثالثة فقال: على ثلاثة أحرف، ثم جاءه الرابعة فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا"

وفي رواية للطبري "على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة" وفي أخرى له "من قرأ حرفا منها فهو كما قرأ". وفي رواية أبي داود "ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم نختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب". وللترمذي من وجه آخر "أنّه -صلى الله عليه وسلم- قال: يا جبريل، إني بعثت إلى أمّة أميين، منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط" الحديث. وقال: وفي حديث أبي بكرة عند أحمد "كلها كاف شات، كقولك: هلم وتعال ما لم تختم". وقال: تقدم في حديث أبي بن كعب أنّ جبريل لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عند أضاة بني غفار فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك القرآن على حرف، فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته فإن أمتي لا تطيق ذلك". الحديث أخرجه مسلم" (¬1). حديث أبي بن كعب له عنه طرق: الأول: يرويه ابن عباس عن أبي بن كعب قال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة، فبينا أنا في المسجد جالس إذ سمعت رجلًا يقرؤها يخالف قراءتي، فقلت له: من علّمك هذه السورة؟ فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: لا تفارقني حتى نأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إن هذا خالف قراءتي في السورة التي علمتني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اقرأ يا أبي" فقرأتها، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أحسنت" ثم قال للرجل "اقرأ" فقرأ فخالف قراءتي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أحسنت" ثم قال "يا أُبيّ، إنّه أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلهنّ شاف كاف". أخرجه النسائي (2/ 118) وفي "الكبرى" (1012) عن عمرو بن منصور النسائي ثنا أبو جعفر بن نفيل قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به (¬2). وقال: معقل بن عبيد الله ليس بذاك القوي" ¬

_ (¬1) 10/ 398 و399 و403 (كتاب فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف). (¬2) وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 286 - 287) من طريق جعفر بن محمد الفريابي أنا أبو جعفر النفيلي به.

قلت: ذكره في "الكنى" فقال: صالح (تهذيب التهذيب) وقال في موضع آخر: ليس به بأس (تهذيب الكمال) ووثقه أحمد وابن معين في أكثر الروايات عنه، وقال ابن عدي: حسن الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": هو عند الأكثرين صدوق لا بأس به. والباقون كلهم ثقات فالإسناد حسن، وأبو جعفر اسمه عبد الله بن محمد. الثاني: يرويه حُميد الطويل عن أنس بن مالك واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن حميد عن أبي عن أبي بن كعب قال: ما حكَّ في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرآت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، أقرأتني كذا وكذا، قال "نعم" وقال الآخر: ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال "نعم، إنّ جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني، وقعد ميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف شاف كاف". منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 336) وأحمد (5/ 114 و122) والنسائي (2/ 118 - 119) وفي "الكبرى" (1013). 2 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أبو عبيد (ص 336) وابن أبي شيبة (10/ 517) وعبد بن حميد (164) والهيثم بن كليب (1425) وابن حبان (737). 3 - محمد بن أبي عدي البصري. أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 15). 4 - محمد بن ميمون الزعفراني. أخرجه الطبري (1/ 15). 5 - يحيى بن أيوب المصري. أخرجه الطبري (1/ 15). 6 - بشر بن المفضل البصري. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 122).

7 - المعتمر بن سليمان التيمي. أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 122). 8 - عبد الله بن بكر السهمي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3111). ورواته ثقات. وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 8/ 456. - وقال حماد بن سلمة: عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب. أخرجه أحمد (5/ 114) والطبري (1/ 15 - 16) والطحاوي (3096 و3097) والهيثم (1426 و1427) وابن حبان (742) والطبراني في "الأوسط" (5246) وتمام (1706). وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا حماد بن سلمة". الثالث: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب. وعن عبد الرحمن غير واحد، منهم: أ- عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 516) وأحمد (5/ 127) ومسلم (820) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 128 - 129) والطبري (1/ 16 و16 - 17 و30) وابن حبان (740) والبيهقي (2/ 383 - 384) والبغوي في "شرح السنة" (1227) وفي "الشمائل" (82) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده عن أُبي قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرآ، فحسّن النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما انظر إلى الله عز وجل فرقا، فقال لي "يا أبي، أرسل إليّ: أن اقرأ القرآن على حرف، فَرَدَدْت إليه: أن هوّن على أمتي، فردّ إليّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هوّن على أمتي، فرد إليّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردّة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخّرت الثالثة ليوم يَرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-".

ب- مجاهد بن جبر. رواه الحكم بن عتيبة عن مجاهد واختلف عنه: - فقال محمد بن جُحَادة الكوفي: عن الحكم عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أُبي بن كعب أن جبريل -عليه السلام- أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بِأَضَاة بني غفار فقال: يا محمد، إنّ الله يأمرك أن تقّرىء أمتك هذا القرآن على حرف واحد، فقال -صلى الله عليه وسلم- "أسال الله معافاته ومغفرته، أو معونته ومعافاته، سل لهم التخفيف، فإنهم لن يطيقوا ذلك" فانطلق، ثم رجع فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك هذا القرآن على حرفين، فقال "أسال الله معافاته ومغفرته، أو معونته ومعافاته، سل لهم التخفيف فإنّهم لن يطيقوا ذلك" فانطلق، ثم رجع فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك هذا القرآن على ثلاثة أحرف، قال "أسال الله معافاته ومغفرته، أو معونته ومعافاته، سل لهم التخفيف، فإنّهم لن يطيقوا ذلك" قال: فانطلق، ثم رجع فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرأ هذا القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ حرفا منها فهو كما قرأ". أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 128) والطبري (1/ 17 و19 - 20) وابن حبان (738) والطبراني في "الكبير" (535) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 287 - 288) من طرق عن عبد الوارث بن سعيد البصري عن محمد بن جحادة به. وإسناده صحيح. - ورواه شعبة عن الحكم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبد الرحمن عن أُبي، منهم: 1 - أبو داود الطيالسي في "مسنده" (ص 76). 2 - محمد بن جعفر غُندر. أخرجه أحمد (5/ 127 - 128) وابنه (5/ 128) ومسلم (821) وأبو داود (1478) والفاكهي (¬1) في "أخبار مكة" (2904) والنسائي (2/ 117 - 118) وفي "الكبرى" (1011) 3 - موسى بن داود الضبي. أخرجه الطبري (1/ 17). 4 - شَبَابة بن سَوّار المدائني. أخرجه الطبري (1/ 17) والطحاوي (3117). ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن مجاهد.

5 - معاذ بن معاذ العنبري. أخرجه مسلم (1/ 563). 6 - عبد الرحمن بن زياد الرصاصي. أخرجه الطحاوي (3117). 7 - يحيى بن عباد الضبعي. أخرجه البيهقي (2/ 384). • ورواه حجاج بن محمد الأعور عن شعبة فلم يذكر مجاهدا. أخرجه أبو عبيد (ص 337). • ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبد الرحمن مرسلًا. أخرجه الطبري (1/ 17). وحديث الطيالسي ومن تابعه أصح (¬1). - ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن عن أبي ولم يذكر مجاهدا. أخرجه الطبري (1/ 16 - 17 و17). ومحمد بن عبد الرحمن ضعيف. ت- عبيد الله بن عمر. أخرجه الطبري (1/ 17 - 18) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني هشام بن سعد عن عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أنّه قال: سمعت رجلًا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها قراءة تخالف ذلك وذكر الحديث بطوله. ورواته ثقات غير هشام بن سعد المدني وهو مختلف فيه. ¬

_ (¬1) ولم ينفرد الحكم به بل تابعه بكير بن الأخنس الكوفي عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي مرفوعًا "أنزل القرآن على سبعة أحرف". أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (228) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الجمال ثنا أبو مسعود أنا يحيى بن آدم ثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن بكير به.

ث- زُبَيْد بن الحارث اليامي. أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 128) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 38) من طريق الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا عمر بن سالم الأفطس عن أبيه عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أُبي بن كعب أنّ جبريل عليه السلام أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في أَضَاة بني غفار فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف، فلم يزل يزيده حتى بلغ سبعة أحرف. قال أبو نعيم: غريب من حديث زبيد، تفرد به ابن أعين عن ابن سالم". قلت: عمر بن سالم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والباقون ثقات. ج- عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 252) من طريق عمار بن رزيق الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال أبي: انطلقت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضرب بيده صدري، ثم قال "أعيذك بالله من الشك والتكذيب" قال: ففضت عرقا وكأني انظر إلى ربي فرقا. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن. ح- ورواه سَيَّار أبو الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلي مرسلاً. أخرجه الطبري (1/ 18) من طريق المعتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت عبيد الله بن عمر عن سيار به. ورواته ثقات. الرابع: يرويه سليمان بن صُرَد الخزاعي عن أبي بن كعب قال: قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال "بلى" فقال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ فقال "بلى، كلاكما محسن مجمل" قلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل، فضرب صدري فقال "يا أبي بن كعب إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين، فقال الملك الذي معي: على حرفين، فقلت: على حرفين، فقال: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: غفورا رحيما أو قلت: سميعا عليما أو عليما سميعا فالله كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب".

أخرجه أحمد وابنه (5/ 124) وأبو داود (1477) والطحاوي (3112 و3113) والبيهقي (2/ 384) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 166) من طرق عن همام بن يحيى البصري ثنا قتادة ثني يحيى بن يَعْمَر عن سليمان بن صرد به. ورواته ثقات. - ورواه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه: • فقال إسرائيل بن يونس: عن أبي إسحاق عن صقير العبدي عن سليمان بن صرد عن أُبي. أخرجه أبو عبيد (ص 336) وعبد الله بن أحمد (5/ 124) والطبري (1/ 15) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 165) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 284 - 286) من طرق عن إسرائيل به. ورواته ثقات غير صقير ويقال سقير ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا أبا إسحاق السبيعي، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول. • ورواه العوام بن حوشب الواسطي عن أبي إسحاق واختلف عنه: فرواه يزيد بن هارون الواسطي عن العوام عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد عن أبي. أخرجه أبو عبيد (ص 336) والنسائي في "اليوم والليلة" (670) والخطابي في "الغريب" (1/ 587). ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن العوام فلم يذكر أبيا. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (671). • ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق واختلف عنه: فرواه محمد بن جعفر الوركاني عن شريك عن أبي إسحاق عن سليمان عن أُبي. أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 124). ورواه إسماعيل بن موسى السُّدِّي عن شريك فلم يذكر أبيا. أخرجه الطبري (1/ 14) والطحاوي (3114).

• ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن أبي إسحاق فلم يذكر أبيا. أخرجه الطحاوي (3115) والطبراني في "الأوسط" (1189). وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضًا، وسماع شريك منه قبل اختلاطه، وشريك مختلف فيه واختلف عنه كما تقدم. الخامس: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبش واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل عليه السلام عند أحجار المِرَاء فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لجبريل: إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني والعجوزة الكبيرة والغلام، قال: فمرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف". منهم: 1 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 581) وأحمد (5/ 132) والطبري (1/ 16) وابن حبان (739) 2 - أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه الحربي في "الغريب" (1/ 84) والبزار (2909). 3 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه الهيثم بن كليب (1480). - ورواه حماد بن سلمة عن عاصم واختلف عنه: • فرواه الطيالسي (ص 73) عن حماد عن عاصم عن زر عن أبي (¬1). • ورواه غير واحد عن حماد عن عاصم عن زر عن حذيفة بن اليمان، منهم: 1 - عفان بن مسلم البصري. أخرجه أحمد (5/ 391 و400) والطبراني في "الكبير" (3018). 2 - عبد الصمد بن عبد الوارث البصري. أخرجه أحمد (5/ 405 - 406). ¬

_ (¬1) قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 8/ 453. قلت: عاصم مختلف فيه.

3 - هُدْبة بن خالد البصري. أخرجه البزار (2908). 4 - منصور بن سقير البغدادي. أخرجه الطحاوي (3098). - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن عاصم واختلف عنه: • فرواه الحسن بن موسى الأشيب عن شيبان عن عاصم عن زر عن أبي. أخرجه الترمذي (2944). وتابعه عبيد الله بن موسى العبسي ثنا شيبان به. أخرجه الهيثم بن كليب (1481). وإسناده حسن للخلاف في عاصم. وقال الترمذي: حسن صحيح". • ورواه أبو النضر هاشم بن القاسم البندادي عن شيبان عن عاصم عن زر عن حذيفة. أخرجه أبو عبيد (ص 338). وأما حديث أبي بكرة فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 517) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 7942) وأحمد (5/ 41 و51) والبزار (3622) والطبري (1/ 18 و22) والطحاوي في "المشكل" (3118) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن جبريل -عليه السلام قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف، قال ميكائيل عليه السلام: استزده، فاستزاده، قال: اقرأه على حرفين، قال ميكائيل: استزده، فاستزاده حتى بلغ سبعة أحرف، قال: كل شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب نحو قولك: تعال وأقبل، وهلم واذهب، وأسرع وأعجل". تابعه عبد الوارث بن سعيد البصري عن علي بن زيد به. أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 7941). وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

4606 - حديث سعيد بن أبي راشد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عرض على التنوخي رسول هرقل الإِسلام فامتنع فقال له "يا أخا تنوخ، إليّ كتبت إلى ملككم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير". سكت عليه الحافظ (¬1). هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث: "قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبوك". 4607 - حديث أم سلمة قالت: رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- غلاما لنا يقال له أفلح، إذا سجد نفخ، فقال "يا أفلح ترب وجهك". قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: ضعيف الإسناد" (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "ترب وجهك". 4608 - عن ابن عباس أنّ المشركين سمعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو "يا الله، يا رحمن" فقالوا: كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحد وهو يدعو إلهين، فنزلت" (¬3). قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس، وأخرج عن عائشة بسند آخر نحوه" (¬4). حديث ابن عباس أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/ 182) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين ثني محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ساجدا يدعو "يا رحمن يا رحيم" فقال المشركون: هذا يزعم أنه يدعو واحدا، وهو يدعو مثنى مثنى، فأنزل الله تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110] الآية. الحسين هو ابن داود المصيصي يلقب بِسُنَيْد وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره. ومحمد بن كثير هو المصيصي وهو مختلف فيه كذلك، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه أحمد وغيره. ¬

_ (¬1) 1/ 49 (باب كيف كان بدء الوحي). (¬2) 3/ 328 (كتاب الصلاة - أبواب العمل في الصلاة - باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة). (¬3) يعني قوله تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء:110] الآية. (¬4) 17/ 129 (كتاب التوحيد - باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء:110]).

وعبد الله بن واقد هو الهروي الخراساني وهو ثقة كما قال أحمد وغيره، وكذا أبو الجوزاء واسمه أوس بن عبد الله. وشيخ الطبري لم أقف له على ترجمة. وأما حديث عائشة فأخرجه ابن مردويه وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (5/ 347). 4609 - عن جابر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على أمّ مبشر فقال: "يا أم مبشر، من مات له ثلاثة من الولد دخل الجنة" فقلت: يا رسول الله، واثنان؟، فسكت، ثم قال "نعم واثنان". قال الحافظ: رواه الطبراني من طريق ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر" (¬1). أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (104) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر. 4610 - عن عمرو بن عوف أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع وهو في المسجد كلاما فقال "يا أنس، اذهب إلى هذا القائل فقل له يستغفر لي" فذهب إليه فقال: قل إنّ الله فضلك على الأنبياء بما فضل به رمضان على المشهور، قال: فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر". قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن عدي من طريق كثير بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، وإسناد ضعيف. وروى ابن عساكر من حديث أنس نحوه بإسناد أوهى منه" (¬2). ضعيف جدًا. روي من حديث عمرو بن عوف ومن حديث أنس. فأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه ابن عدي (6/ 2083) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في المسجد فسمع كلاما ¬

_ (¬1) 3/ 364 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب). (¬2) 7/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حديث الخضر مع موسى عليه السلام).

من ورائه فإذا هو بقائل يقول: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سمع ذلك "ألا تضم إليها أختها" فقال الرجل: اللهم ارزقني شوقة الصادقين إلى ما شوقتهم إليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنس بن مالك وكان معه "اذهب يا أنس إليه فقل له: يقول لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استغفر لي" فجاءه أنس فبلغه، فقال الرجل: يا أنس أنت رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إليّ؟ فقال: كما أنت، فرجع فاستثبته فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "قل له نعم" فقال له: اذهب فقل له إنّ الله فضلك على الأنبياء بمثل ما فضل به رمضان على الشهور، وفضل أمتك على الأمم بمثل ما فضل به يوم الجمعة على سائر الأيام، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر: عليه السلام. قال ابن عدي: عامة ما يرويه كثير بن عبد الله لا يتابع عليه". قلت: كذبه الشافعي وأبو داود، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه. وقال ابن كثير في "البداية" (1/ 331): رواه ابن عساكر، وكثير بن عبد الله كذاب". وقال الحافظ في "الإصابة" (3/ 117): كثير بن عبد الله ضعفه الأئمة". وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه الوضاح بن عباد الكوفي ثنا عاصم بن سليمان الأحول ثني أنس بن مالك قال: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا، فقال "يا أنس صه" فقال: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "لو قال أختها" فكأنّ الرجل لقن ما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "يا أنس ضع الطهور وائت هذا المنادي فقل له أن يدعو لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يعينه على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق" فأتيته فقلت: أدع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يعينه الله على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم نبيهم بالحق، فقال: ومن أرسلك؟ فكرهت أن أعلمه، ولم أستاذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: وما عليك رحمك الله بما سألتك؟ فقال: أولا تخبرني من أرسلك؟ فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بما قال، فقال "قل له أنا رسولُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" فقال لي: مرحبا برسول الله، ومرحبا برسوله، أنا أحق أن آتيه، أقرىء رسول الله السلام، وقل له: الخضر يقرئك السلام ويقول لك: إن الله قد فضلك على النبيين كما فضّل شهر رمضان على سائر المشهور، وفضّل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام. فلما وليت عنه سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3095) وابن عساكر وأبو الحسين بن المنادي كما في "الإصابة" (3/ 110 - 116) من طرق عن محمد بن سلام المَنْبِجِي ثنا وضاح بن عباد به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا عاصم الأحول، ولا عن عاصم إلا الوضاح بن عباد، تفرد به محمد بن سلام". وقال أبو الحسين بن المنادي: هذا حديث واه بالوضاح وغيره، وهو منكر الإسناد سقيم المتن". وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه الوضاح بن عباد الكوفي تكلم فيه أبو الحسين بن المنادي، وشيخ الطبراني بشر بن علي بن بشر العمي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 212. الثاني: يرويه أبو خالد مؤذن مسجد مسلية ثنا أبو داود عن أنس فذكر نحوه. أخرجه ابن عساكر كما في "الإصابة" (3/ 119). وأبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه. وقال ابن كثير في "البداية" (1/ 331): رواه ابن عساكر، وأبو داود الأعمى نفيع كذاب وضاع، قال أبو الحسين بن المنادي: وأهل الحديث متفقون على أنّه حديث منكر الإسناد سقيم المتن يتبين فيه أثر الصنعة". الثالث: يرويه حاتم بن أبي رواد عن معاذ بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس قال: فذكر نحوه. أخرجه ابن شاهين كما في "الإصابة" (3/ 119) عن موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك. والدارقطني في "الأفراد" كما في "الإصابة" عن أحمد بن العباس البغوي. كلاهما عن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا حاتم بن أبي رواد به. قال الحافظ: ومحمد بن عبد الله هذا هو أبو سلمة الأنصاري وهو واهي الحديث جدًا".

4611 - "يا أنّة أخرج من المدينة إلى حمراء الأسد وليكن بها منزلك". قال الحافظ: وذكر الباوردي في "الصحابة" من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص أن عائشة قالت لمخنَّث كان بالمدينة يقال له أنّة: ألا تدلنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى، فوصف امرأة تقبل بأربع وتدبر بثمان، فسمعه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: فذكره" (¬1). مرسل وذكره في "الإصابة" (1/ 120) وزاد فيه "لا تدخلن المدينة إلا أن يكون للناس عيد". والحديث أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (69) من طريق محمد بن أحمد بن يحيي القاضي ثنا أبو منصور محمد بن سعد الباوردي ثنا مطين ثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص (¬2) عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص به. وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول النسائي. وأبو بكر واسمه عبد الله بن حفص وثقه النسائي وغيره، ولم يدرك هذه القصة لأنّه تابعي. 4612 - حديث عمران بن حصين أنّه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بمكة ركعتين ويقول: "يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سَفْرٌ". قال الحافظ: وأجيب بأنّ الترمذي روى من حديث عمران بن حصين: فذكره، وكأنه ترك إعلامهم بذلك بمنى استغناء بما تقدم بمكة. قلت: وهذا ضعيف لأنّ الحديث من رواية علي بن زيد بن جُدْعان وهو ضعيف" (¬3). ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 113) والشافعي في "السنن المأثورة" (12) وابن أبي شيبة (2/ 450 و453) وأحمد (4/ 430 و431 و432 و440) وأبو داود (1229) والترمذي (545) وأبو على الطوسي في "مختصر الأحكام" (516) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 337 و365) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 417) والطبراني في "الكبير" (18/ 208 و209) والبيهقي (3/ 135 - 136 و153) وفي "الدلائل" (5/ 105) وفي "معرفة السنن" (4/ 242 - 243) من ¬

_ (¬1) 11/ 248 (كتاب النكاح - باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة). (¬2) اسمه سلام بن سليم. (¬3) 3/ 217 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب الصلاة بمنى).

طرق عن علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نَضْرة قال: سأل شاب عمران بن حصين عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السفر فقال: إنّ هذا الفتى يسألني عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السفر فاحفظوهنّ عني، ما سافرت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سفرا قط إلا صلى ركعتين حتى يرجع، وشهدت معه حنين والطائف فكان يصلي ركعتين، ثم حججت معه واعتمرت فصلى ركعتين، ثم قال "يا أهل مكة أتموا الصلاة فإنا قوم سفر" ثم حججت مع أبي بكر واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين قال: يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر. ثم حججت مع عمر واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين، ثم قال: يا أهل مكة أتموا فإنها قوم سفر. ثم حججت مع عثمان واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين، ثم إنّ عثمان أتم رضي الله عنهم. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح". قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 209) ثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد ثنا الحكم بن موسى ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا ياسين الزيات عن يحيى بن أبي كثير به. وزاد "إلا المغرب". وإسناده ضعيف جدًا، ياسين بن معاذ الزيات متروك الحديث، قاله النسائي وأبو داود، وقال البخاري: منكر الحديث. 4613 - "يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة بُرُد من مكة إلا عُسْفَان". قال الحافظ: أخرجه الدارقطني وابن أبي شيبة من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه وعطاء عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الوهاب" (¬1). ضعيف مرفوعًا صحيح موقوفا أخرجه الطبراني في "الكبير" (11162) والدارقطني (1/ 387) والبيهقي (3/ 137 - 138) وفي "معرفة السنن" (4/ 249) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه وعطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به مرفوعًا. قال البيهقي: هذا حديث ضعيف، إسماعيل بن عياش لا يحتج به، وعبد الوهاب بن مجاهد ضعيف بمرة، والصحيح أنّ ذلك من قول ابن عباس". ¬

_ (¬1) 3/ 220 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب في كم يقصر الصلاة).

وقال في "المعرفة": حديث ابن عباس مرفوعًا ليس بشيء، وإسماعيل بن عياش غير محتج به، ورواياته عن غير أهل الشام ضعيفة، وعبد الوهاب بن مجاهد ضعيف بمرة، والصحيح موقوف". وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 731): إسناده ضعيف جدًا، والصحيح أنّه موقوف على ابن عباس". وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 46): إسناده ضعيف فيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو متروك، رواه عنه إسماعيل بن عياش وروايته عن الحجازيين ضعيفة، والصحيح عن ابن عباس قوله". قلت: وهو كما قالوا، وقد رواه جماعة عن عطاء عن ابن عباس موقوفًا، منهم: 1 - عمرو بن دينار عن عطاء قال: سألت ابن عباس أقصر الصلاة إلى عرفة؟ قال: لا، قلت: إلى مني؟ قال: لا، ولكن إلى جُدة وإلى عسفان وإلى الطائف، فإن قدمت على أهل لك أو على ماشية فأتم الصلاة. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 162) وعبد الرزاق (4297) وابن أبي شيبة (2/ 445) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به. ومن طريق الشافعي أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 347 و364) والبيهقي (3/ 137 و155 - 156) وفي "الصغرى" (573) وفي "المعرفة" (4/ 245 و246). وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "التلخيص" (2/ 46). ولم ينفرد ابن عيينة به بل تابعه رَوْح بن القاسم البصري عن عمرو بن دينار به. أخرجه البيهقي (3/ 156). 2 - ابن جريج عن عطاء قال: سألت ابن عباس فقلت: أقصر الصلاة إلى عرفة أو إلى منى؟ قال: لا، ولكن إلى الطائف، وإلى جدة، ولا تقصروا الصلاة إلا في اليوم التام، ولا تقصر فيما دون اليوم، فان ذهبت إلى الطائف أو إلى جدة أو إلى قدر ذلك من الأرض، إلى أرض لك أو ماشية فاقصر الصلاة، فإذا قدمت فأوف. أخرجه عبد الرزاق (4296) وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 348 - 349). وإسناده صحيح.

3 - ربيعة الجرشي عن عطاء قال: قلت لابن عباس: أقصر إلى عرفة؟ فقال: لا، قلت: أقصر إلى مر؟ قال: لا، قلت: أقصر إلى الطائف وإلى عسفان؟ قال: نعم وذلك ثمانية وأربعون ميلا، وعقد بيده. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 445) عن وكيع ثنا هشام بن الغاز عن ربيعة الجرشي به. وإسناده صحيح. 4 - الأوزاعي عن عطاء قال: قلت لابن عباس أقصر بعرفة؟ قال: لا. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 445) ثنا وكيع عن الأوزاعي به. وإسناده صحيح. 4614 - "يا أيها السائل عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أحدا من المسلمين". قال الحافظ: وعن طلق بن علي رواه ابن أبي شيبة بلفظ: فذكره، وعن صحار العبدي أخرجه الطبراني بنحو هذا". (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 102 - 103) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 5121) ثنا ملازم بن عمرو عن سراج بن عقبة عن عمته خالدة بنت طلق قال: حدثني أبي قال: كنا جلوسا عند نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء صحار عبد القيس فقال: يا رسول الله، ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا؟ قال: فأعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى سأله ثلاث مرات، ثم قام بنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فصلى، فلما قضى الصلاة قال "من السائل عن المسكر؟ يا أيها السائل عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أحدا من المسلمين، فوالذي نفس محمد بيده ما شربه قط رجل ابتغاء لذة سكره فيسقيه الله خمرا يوم القيامة". وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 205) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أحمد في "الأشربة" (32) وفي "المسند" (إتحاف الخيرة 5/ 439). عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري. والطبراني في "الكبير" (8259). عن الحسن بن الربيع الكوفي. ¬

_ (¬1) 12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل).

قالا: ثنا ملازم بن عمرو السحيمي به. قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 70. قلت: وإسناده صحيح، وخالدة بنت طلق وثقها العجلي وابن حبان، وذكرها ابن خلفون في "الثقات" وقال: وثقها ابن صالح. يعني أحمد بن صالح المصري. وحديث صحار العبدي أخرجه الطبراني في "الكبير" (7405) عن أحمد بن رشدين المصري ثني أبي عن أبيه عن جده رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن منصور بن أبي منصور حدّثه أنّ صحار بن صخر العبدي حدثه أنّه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّا بأرض كثيرة أخبازها وبقولها ونشرب النبيذ على ذلك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "اشربوا منه ما لا يذهب العقل والمال". قال الهيثمي: ورشدين بن سعد ضعفه الجمهور، وقد وثق، ومنصور بن أبي منصور مجهول" المجمع 5/ 66. 4615 - "يا أيها الناس إنّ الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51] وقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172] الحديث". قال الحافظ: أخرجه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، وهو من رواية فضيل بن مرزوق وقد قال الترمذي: إنه انفرد به. وهو ممن انفرد مسلم بالاحتجاج به دون البخاري وقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يهم كثيرا ولا يحتج به، وضعفه النسائي، وقال ابن حبان: كان يخطىء على الثقات، وقال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه" (¬1). حسن أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (456) وعبد الرزاق (8839) وإسحاق في "مسند أبي هريرة" (199) وأحمد (2/ 328) والدارمي (2720) ومسلم (1015) والترمذي (2989) وابن أبي الدنيا (¬2) في "إصلاح المال" (5) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2094) وابن عدي (1/ 264) وابن مندة في "التوحيد" (296) وابن بشران (92) والبيهقي (3/ 346) وفي "الشعب" (1118 و1119 و5353 و5354) وفي "الآداب" (620) وأبو محمد ¬

_ (¬1) 11/ 447 (كتاب الأطعمة وقول الله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة:57]). (¬2) ذكره موقوفًا.

البغوي في "شرح السنة" (2028) وابن عساكر (¬1) في "معجم الشيوخ" (247) من طريق فضيل بن مرزوق الكوفي ثني عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعًا وزاد: ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. فأنى يستجاب لذلك؟ ". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وإنما نعرفه من حديث فضيل بن مرزوق". قلت: وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه السفيانان وابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان وابن خراش وغيرهم، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال ابن عدي: له أحاديث حسان وأرجو أنّه لا بأس به، وضعفه النسائي وغيره. 4616 - "يا أيها الناس، إنّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، خيركم عند الله أتقاكم". قال الحافظ: وروى أحمد والحارث وابن أبي حاتم من طريق أبي نَضْرة: حدثني من شهد خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى وهو على بعير يقول: فذكره" (¬2). صحيح يرويه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قُطَعَة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن سعيد الجريري عن أبي نضرة: حدثني من سمع خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وسط أيام التشريق فقال "يا أيها الناس ألا إنّ ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت" قالوا: بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال "أي يوم هذا؟ " قالوا: يوم حرام، ثم قال "أي شهر هذا؟ " قالوا: شهر حرام، ثم قال "أي بلد هذا؟ " قالوا: بلد حرام، قال "فإنّ الله قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم" قال: ولا أدري قال أو أعراضكم أم لا "كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلغت" قالوا: بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال "ليبلغ الشاهد الغائب". أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (239) عن الجريري به. وأخرجه أحمد (5/ 411) عن إسماعيل بن علية عن الجريري به (¬3). ¬

_ (¬1) وقال: صحيح". (¬2) 7/ 336 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب). (¬3) رواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن إسماعيل بن علية ثني الجريري عن أبي نضرة قال: حدثني أبي قال: حدثني من شهد خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... =

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 266. قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وإسماعيل بن علية سمع من الجريري قبل اختلاطه (¬1). وأخرجه الحارث (51) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا سعيد الجريري به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7300). وأخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع" (16) عن أبي بكر يحيي بن محمد بن أبي طالب البغدادي أنا عبد الوهاب الخفاف به. قال البوصيري في "الإتحاف" (2/ 112): هذا إسناد رجاله ثقات إلا سعيد بن إياس اختلط بأخرة ولم يعلم حال عبد الوهاب بن عطاء هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده فيتوقف في حديثه". - وقال أبو قلابة شيبة القيسي: عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال: فذكره. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 100). عن الحسن بن سفيان النسوي. والبيهقي في "الشعب" (4774). عن محمد بن الفضل بن جابر السقطي. قالا: ثنا العلاء بن مسلمة الهذلي البصري ثنا شيبة أبو قلابة به. قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي نضرة عن جابر، لم نكتبه إلا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه". وقال البيهقي: في هذا الإسناد بعض من يجهل". قلت: شيبة القيسي لم أر من ترجمه. ¬

_ = أخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 340) من طريق الحسين بن إسماعيل المَحَاملي ثنا الدورقي به. ومن هذا الطريق أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1045) ووقع عنده: حدثني أو قال. وهو الصواب. (¬1) الحديث ذكره شيخ الإِسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/ 363 - 364) وقال: إسناده صحيح".

- وقال جعفر بن سليمان الضُّبَعِي: عن الجريري عن أبي نضرة قال: ولا أعلمه إلا عن أبي سعيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبة خطبها: إن أباكم واحد، وإنّ دينكم واحد، أبوكم آدم، وآدم خلق من تراب". أخرجه البزار (كشف 2044 و3583) عن يحيي بن محمد بن السكن البصري ثنا حَبّان بن هلال ثنا جعفر بن سليمان به. وقال: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه". وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 84. قلت: وإسناده حسن، يحيى بن محمد صدوق، والباقون ثقات. - وقال أبو المنذر الوراق: عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه "إنّ ربكم واحد، وأباكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4746) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (245) عن أبي يحيى عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا أبو المنذر به. وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا أبو المنذر الوراق، تفرد به سهل بن عثمان، ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد". قلت: وأبو المنذر الوراق واسمه يوسف بن عطية قال أبو حاتم وغيره: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة. 4617 - "يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له". قال الحافظ: أخرجه مسلم (479) وأبو داود (876) والنسائي (2/ 148) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: فذكره (¬1). 4618 - عن أبي سعيد: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر حديثا، فقال "يا أيها الناس، إني فرطكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان، وقال آخر: أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم". ¬

_ (¬1) 16/ 29 (كتاب التعبير - باب المبشرات).

قال الحافظ: أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد: فذكره، ولأحمد والبزار نحوه من حديث جابر" (¬1). حديث أبي سعيد يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل واختلف عنه: - فقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول على المنبر "ما بال أقوام يقولون: إنّ رحم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تنفع يوم القيامة، بلى والله إنّ رحمي لموصولهُ في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم يوم القيامة على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وبقول آخر: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى". أخرجه أحمد (3/ 18 و62) وعبد بن حميد (986) عن زكريا بن عدي الكوفي ثنا عبيد الله بن عمرو به. وتابعه عمرو بن ثابت بن هُرْمز البكري عن عبد الله بن محمد بن عقيل به. أخرجه الطيالسي (ص 294 - 295). - وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد. أخرجه أحمد (3/ 39) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شريك به. وشريك سيء الحفظ. - ورواه أبو عامر عبد الملك بن محمد العَقَدي عن زهير بن محمد التميمي واختلف عنه. • فقال أحمد (3/ 18): ثنا أبو عامر ثنا زهير عن عبد الله بن محمد عن حمزة بن أبي سعيد عن أبيه. • وقال أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي: ثنا أبو عامر عن زهير عن عبد الله بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه. أخرجه أبو يعلى (1238) عن زهير بن حرب به. ¬

_ (¬1) 14/ 175 - 176 (كتاب الرقاق - باب الحشر).

وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابر بن عبد الله رفعه "أنا على الحوض انظر من يرد عليّ، فيؤخذ ناس دوني فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: وما يدريك ما عملوا بعدك، ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم". أخرجه أحمد (3/ 384) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا زكريا بن إسحاق ثنا أبو الزبير به. قال ابن كثير: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم" النهاية ص 194. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 364. قلت: وهو كما قالا. الثاني: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر رفعه "إنكم اليوم على دين، وإنه سيرفع لي أقوام عند الحوض، فأقول: أي رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد ذلك، فلا ترجعوا على أعقابكم القهقرى". أخرجه البزار (كشف 3479) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا يحيى ثنا مجالد به. قال الهيثمي: فيه ضعف" المجمع 10/ 364. قلت: مجالد ليس بالقوي. 4619 - "يا أيها الناس، إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإنّ الله قد حرّم ذلك إلى يوم القيامة". قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق الزهري قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز فتذاكرنا متعة النساء، فقال رجل يقال له: ربيع بن سبرة: أشهد على أبي أنّه حدّث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عنها في حجة الوداع. وقال: والمشهور في تحريمها أنّ ذلك كان في غزوة الفتح كما أخرجه مسلم من حديث الربيع بن سبرة عن أبيه. وفي رواية عن الربيع أخرجها أبو داود أنّه كان في حجة الوداع. وقال: وفي سياق مسلم أنّهم لم يخرجوا من مكة حتى حرمت ولفظه: إنّه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفتح فأذن لنا في متعة النساء فخرجت أنا ورجل من قومي، فذكر قصة

المرأة إلى أن قال: ثم استمتعت منها فلم أخرج حتى حرّمها" وفي لفظ له "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائماً بين الركن والباب وهو يقول بمثل حديث ابن نمير. وكان تقدم في حديث ابن نمير أنّه قال: فذكره، وفي رواية "أمرنا بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة ثم لم نخرج حتى نهانا عنها" وفي رواية له "أمر أصحابه بالتمتع من النساء" فذكر القصة، قال: فكن معنا ثلاثا، ثم أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفراقهن. وفي لفظ "فقال: إنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة". وقال: قال ابن بطال: ويرده قوله -صلى الله عليه وسلم- "فمن كان عنده منهنّ شيء فليخلّ سبيلها". قلت: وهو في حديث الربيع بن سبرة عن أبيه عند مسلم" (¬1). أخرجه مسلم (1406) وأبو داود (2072) من طرق عن الربيع بن سبرة عن أبيه. 4620 - "يا أيها الناس تعلموا، فإنّ العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين". قال الحافظ: أورده ابن أبي عاصم والطبراني من حديث معاوية بلفظ: فذكره، إسناده حسن لأنّ فيه مبهما اعتضد بمجيئه من وجه آخر، وروى البزار نحوه من حديث ابن مسعود موقوفًا، ورواه أبو نعيم الأصبهاني مرفوعًا، وفي الباب عن أبي الدرداء وغيره" (¬2) روي من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث ابن مسعود موقوفًا. فأما حديث معاوية فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 395) عن أحمد بن المعلى الدمشقي (¬3) ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عتبة بن أبي حكيم عمن حدّثه عن معاوية رفعه "يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنّما يخشى الله من عباده العلماء". ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي عاصم في "العلم" كما في "التهذيب" (7/ 95) ¬

_ (¬1) 11/ 70 و72 و73 و77 (كتاب النكاح - باب نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نكاح المتعة آخرا). (¬2) 1/ 170 (كتاب العلم - باب العلم قبل القول والعمل). (¬3) هكذا رواه أحمد بن المعلى عن هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم عمن حدّثه عن معاوية، وخالفه أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي فرواه عن هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم ثني مكحول عمن حدّثه عن معاوية. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (758).

وفيه الذي لم يسم، لكنّه جاء مسمى في رواية أخرى فقال الخطيب في "الفقيه" (1/ 5): أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الحرشي الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم أنا أبو العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أني محمد بن شعيب بن شابور عن عتبة بن أبي حكيم الهمذاني عن مكحول عن معاوية به. وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: مكحول لم يسمع من معاوية. المراسيل ص 212 وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الحلم" (2) والخطيب في "التاريخ" (9/ 127) وابن الجوزي في "العلل" (93) من طريق إسماعيل بن مجالد بن سعيد عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حَيْوة عن أبي هريرة مرفوعًا "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرّ الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه". هكذا رواه إسماعيل بن مجالد عن عبد الملك عن رجاء عن أبي هريرة، وخالفه سفيان الثوري فرواه عن عبد الملك عن رجاء عن أبي الدرداء، فجعله من مسند أبي الدرداء. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2684) والدارقطني في "العلل" (6/ 219 - 220) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 174) والخطيب في "التاريخ" (5/ 201) والعسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد" (ص 107) وابن شاهين في "الترغيب" (242) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1186) من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ثنا سفيان الثوري به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن الحسن". وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري عن عبد الملك، تفرد به محمد بن الحسن". وقال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو كذاب" المجمع 1/ 128. قلت: وخالفه ابن وهب فرواه عن الثوري عن عبد الملك عن رجاء عن أبي الدرداء موقوفًا. أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (903) أنا عبد الرحمن بن يحيي ثنا علي بن محمد ثنا أحمد بن أبي سليمان ثنا سحنون ثنا ابن وهب به.

وهكذا رواه جماعة عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء موقوفا، منهم: 1 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه أبو خيثمة في "العلم" (114) ثنا جرير به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (617). وإسناده ضعيف لانقطاعه. قال الحافظ في "التهذيب": رجاء بن حيوة روايته عن أبي الدرداء مرسلة". 2 - أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 185) أنبأ محمد بن علي الصيرفى ثنا ابن أبي الشوارب ثنا أبو عوانة به. شيخ ابن حبان لم أقف له على ترجمة والباقون كلهم ثقات. 3 - عبيد الله بن عمرو الرقي. أخرجه البيهقي في "المدخل" (385) من طريق هلال بن العلاء بن هلال ثنا أبي عن عبيد الله بن عمرو به. وإسناده ضعيف لضعف العلاء بن هلال الرقي. وقال الدارقطني في "العلل" (6/ 219): الموقوف هو المحفوظ". وأما حديث أنس فأخرجه العسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد". (ص 107) من طريق محمد بن الصلت ثنا عثمان البري عن قتادة عن أنس مرفوعًا "إنّما العلم بالتعلم". وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن مقسم البري. وأما حديث ابن مسعود فيرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عنه قال: إنّ أحدًا لا يولد عالمًا، وإنّما العلم بالتعلم. أخرجه وكيع في "الزهد" (518) وأبو خيثمة في "العلم" (115) وابن أبي شيبة (8/ 730) والبزار (كشف 158 و159) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 301 - 302) والبيهقي في "المدخل" (377) وابن عبد البر في "الجامع" (615 و616) من طريقين عن أبي الأحوص به. وإسناده صحيح.

4621 - "يا أيها الناس، توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة". قال الحافظ: وللنسائي في حديث الأغر المزني رفعه: فذكره، وهو عنده وعند مسلم بلفظ "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة" (¬1). أخرجه مسلم (4/ 2075 - 2076) والنسائي في "اليوم والليلة" (447) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي بردة عن الأغر باللفظ الأول. وأخرجه مسلم (2702) والنسائي (442) من طريق ثابت بن أسلم البُنَاني عن أبي بردة عن الأغر باللفظ الثاني. 4622 - "يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع من الأرض". الحديث وفي آخره "ألا إن ذهاب العلم ذهاب حملته، ثلاث مرات". قال الحافظ: الحديث الذي رواه أبو أمامة قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جمل آدم، فقال: فذكره، أخرجه أحمد والطبراني والدارمي. وقال: وبقيته: فسأله أعرابي فقال: يا نبي الله، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف، وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها أبناءنا ونساءنا وخدمنا؟ فرفع إليه رأسه وهو مغضب فقال "وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يتعلقوا منها بحرف فيما جاءهم به أنبياؤهم" ولهذه الزيادة شواهد من حديث عوف بن مالك وابن عمر وصفوان بن عسال وغيرهم، وهي عند الترمذي والطبراني والدارمي والبزار بألفاظ مختلفة، وفي جميعها هذا المعنى" (¬2). حديث أبي أمامة وحديث ابن عمر تقدم الكلام عليهما في حرف الخاء فانظر حديث "خذوا العلم قبل أن يقبض". وحديث عوف بن مالك يرويه جبير بن نُفير الحمصي واختلف عنه: - فقال الوليد بن عبد الرحمن الجرشي: ثنا جبير بن نفير ثني عوف بن مالك قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فنظر في السماء ثم قال "هذا أوان العلم أن يرفع" فقال له رجل من الأنصار يقال له: زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله وفينا (¬3) كتاب الله وقد علمناه أبناءنا ونسائنا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن كنت ¬

_ (¬1) 13/ 346 (كتاب الدعوات - باب استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم والليلة). (¬2) 17/ 45 و47 - 48 (كتاب الاعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي). (¬3) وفي حديث الليث: وقد أُثبت ووعته القلوب؟

لأظنك من أفقه أهل المدينة" ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل. فلقي جبيرُ بن نفير شدادَ بن أوس بالمصلى فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك، فقال: صدق عوف. ثم قال: وهل تدري ما رفع العلم؟ قلت: لا أدري، قال: ذهاب أوعيته، وهل تدري أيّ العلم أوّل أن يرفع؟ قلت: لا أدري، قال: الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا. أخرجه أحمد (6/ 26 - 27) والبخاري في "خلق الأفعال" (339) والطحاوي في "المشكل" (302) والطبراني في "مسند الشاميين" (56) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 138 و247) وابن عبد البر في "العلم" (1020) وفي "الإستيعاب" (4/ 37 - 38). عن محمد بن حمير الحمصي واللفظ لحديثه. والبخاري في "خلق الأفعال" (337 و338) والبزار (كشف 232) والنسائي في "الكبرى" (5909) والطحاوي (301) وابن حبان (4572) والطبراني في "الكبير" (18/ 43 - 44) وفي "مسند الشاميين" (55) والحاكم (1/ 98 - 99) والبيهقي في "المدخل" (853) والخطيب في "الاقتضاء" (89) والهروي في "ذم الكلام" (ق 10/ ب) عن الليث بن سعد. والطحاوي (303). عن يحيى بن أيوب المصري. ثلاثتهم عن أبي إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي عن الوليد بن عبد الرحمن به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، وقد احتج الشيخان بجميع رواته". قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج البخاري للوليد بن عبد الرحمن في الصحيح شيئًا. - ورواه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه واختلف عنه: • فقال معاوية بن صالح الحمصي: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء" فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول الله،

وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال "ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدبنة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغني عنهم؟ ". قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال، قال: صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلًا خاشعا. أخرجه الدارمي (294) عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية به. وأخرجه الترمذي (2653) عن الدارمي به. وأخرجه الطحاوي (304) والطبراني في "مسند الشاميين" (2022) والحاكم (1/ 99) وأبو نعيم في "الصحابة" (3039) وفي "الإمامة" (65) والبيهقي في "المدخل" (854) من طرق عن عبد الله بن صالح به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث، ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيي بن سعيد القطان، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-". وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، ولعل متوهما أنّ جبير بن نفير رواه مرة عن عوف بن مالك ومرة عن أبي الدرداء فيصير به الحديث معلولا، وليس كذلك فإنّ رواة الإسنادين جميعًا ثقات، وجبير بن نفير الحضرمي من أكابر تابعي الشام، فإذا صح الحديث عنه بالإسنادين جميعًا فقد ظهر أنه سمعه من الصحابيين جميعًا". قلت: الإسناد الأول عندي أصح لأنّ عبد الله بن صالح مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وابن المديني والنسائي وأبو أحمد الحاكم وابن حبان. • ورواه صفوان بن عمرو الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه مرسلًا. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 76) قال: قال علقمة عن صفوان به. قال ابن كثير: هكذا أورده ابن أبي حاتم معلقا من أول إسناده، مرسلًا في آخره". • وقيل: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك كما تقدم في كلام الترمذي.

- ورواه أبو الزاهرية حُدير بن كريب الحمصي عن جبير بن نفير عن زياد بن لبيد مرفوعا. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 234) من طريق عثمان بن سماك الحمصي ثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية به. وسعيد بن سنان هو الشامي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وحديث صفوان بن عسال أخرجه الطبراني في "الكبير" (7398) عن أحمد بن المعلى الدمشقي وعبدان بن أحمد الأهوازي قالا: ثنا هشام بن عمار ثنا مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن صفوان بن عسال قال: حضّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على طلب العلم قبل ذهابه، فقال رجل: كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه أبناءنا؟ فغضب وقال "أو ليس التوراة والإنجيل في يد أهل الكتاب، فهل يغني عنهم شيئًا؟ " وإسناده ضعيف جدًا، مسلمة بن علي هو الخُشَني قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وفي الباب أيضًا عن زياد بن لبيد وعن وحشي بن حرب. فأما حديث زياد بن لبيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه سالم بن أبي الجَعْد الكوفي عن زياد بن لبيد قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا فقال "ذلك عند أوان ذهاب العلم" قلت: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ فقال "ثكلتك أمك زياد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل ولا يعملون بشيء منهما". أخرجه أبو خيثمة في "العلم" (52) وابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 194) وفي "مصنفه" (10/ 536 - 537) وأحمد (18/ 24 - 219 و160) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 344) وابن ماجه (4048) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1999) والطبري في "المنتخب" (ص 575) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (885) والطحاوي في "المشكل" (305) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 234) والطبراني في "الكبير" (5290 و5291) والحاكم (3/ 590) وأبو نعيم في "الصحابة" (3040) وفي "الإمامة" (64) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 274) والمزي (9/ 508). عن الأعمش

وأحمد (4/ 219) وأبو القاسم البغوي (887) والطبراني في "الكبير" (5292) والحاكم (1/ 100). عن عمرو بن مرة الكوفي. كلاهما عن سالم بن أبي الجعد به. قال البخاري: لا أرى سالما سمع من زياد". وقال في "الأوسط" (1/ 120): وهو مرسل لا يصح". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين". وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح" التفسير 2/ 76. وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات إلا أنه منقطع، قال البخاري في "التاريخ الصغير": لم يسمع سالم بن أبي الجعد من زياد بن لبيد، وكذا قال الذهبي في "الكاشف" في ترجمة زياد" المصباح 4/ 194. قلت: وكذا قال الحافظ في "الإصابة" (4/ 33)، وقول الحاكم: على شرط الشيخين، وهم، لأنّ الشيخين لم يخرجا رواية سالم عن زياد. الثاني: يرويه أبو طُوَالة عبد الله بن عبد الرحمن بن مَعْمر الأنصاري عن زياد بن لبيد قال: قلت: يا رسول الله، كيف يقبض العلم ونحن نقرأ القرآن ونعلمه أبناءنا ونساءنا وأزحانا؟ قال "والله إن كنت لأحسبك يا زياد لمن فقهاء المسلمين، ألست تعلم أنّ التوراة والإنجيل أنزلت على اليهود والنصارى فما نفعهم إذ لم يعملوا به". أخرجه الطبراني في "الكبير" (5293) عن محمود بن محمد الواسطى ثنا وهب بن بقية أنا خالد بن عبد الله عن أبي طوالة به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3/ 1205 - 1206) عن الطبراني به. قال الحافظ: وهو منقطع بين أبي طوالة وزياد" الإصابة 4/ 34. وأما حديث وحشي بن حرب فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 137) عن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني ثنا إسحاق بن زيد الخطابي ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده مرفوعًا "يوشك العلم أن يختلس من الناس حتى لا تقدرون منه على شيء" فقال زياد بن لبيد: وكيف يختلس منا العلم وقد قرأنا القرآن وأقرأناه أبناءنا؟ قال "ثكلتك أمك با ابن لبيد هذه التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى ما يرفعون بها رأسا".

قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 1/ 201. قلت: حرب بن وحشي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه وحشي. وابنه وحشي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: لا بأس به، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به، وقال الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. ومحمد بن سليمان هو الحراني المعروف ببومة مختلف فيه. وإسحاق بن زيد ذكره ابن حبان في "الثقات". وابن منده إمام كبير حافظ مجود كما في "السير". 4623 - "يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة، هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي يسمونها الرجيبة". قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن من طريق أبي رملة عن مخنف بن محمد بن سليم قال: كنا وقوفا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرفة فسمعته يقول: فذكره، فقد ضعفه الخطابي، لكن حسنه الترمذي، وجاء من وجه آخر عن عبد الرزاق عن مخنف بن سليم" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "على كل أهل بيت أضحية". 4624 - "يا بني شيبة، كلوا مما يصل اليكم من هذا البيت بالمعروف". قال الحافظ: وروى ابن عائذ من طريق علي بن أبي طلحة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬2). 4625 - "يا بني عبد مناف من وَلِيَ منكم من أمر الناس شيئًا فلا يمنعنّ أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار". قال الحافظ: رواه الشافعي وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة وغيرهما من حديث جبير بن مطعم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬3). صحيح ¬

_ (¬1) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة). (¬2) 9/ 79 (كتاب المغازي - باب دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- من أعلى مكة). (¬3) 4/ 234 (كتاب الحج - باب الطواف بعد الصبح والعصر).

ورد من حديث جببر بن مطعم ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الرحمن بن سابط مرسلًا. فأما حديث جبير بن مطعم فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي الزبير أنَّه سمع عبد الله بن باباه (¬1) يخبر عن جبير بن مطعم به مرفوعًا. منهم: 1 - سفيان بن عيينة. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 131) وفي "اختلاف الحديث" (ص 127) وفي "الرسالة" (ص 325) والحميدي (561) وابن أبي شيبة (14/ 257) وأحمد (4/ 80) والدارمي (1932) والأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 19) وأبو داود (1894) وابن ماجه (1254) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 206) والترمذي (868) والفاكهي في "أخبار مكة" (487) والبزار (3451) والنسائي (1/ 228 و5/ 176) وفي "الكبرى" (1561 و3946) وأبو يعلى (7396 و7415) وابن خزيمة (1280) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (796) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 186) وابن حبان (1552 و1554) والطبراني في "الكبير" (1600) والدارقطني (1/ 423 و2/ 266) والحاكم (1/ 448) والبيهقي (2/ 461 و5/ 92) وفي "الصغرى" (934 و935) وفي "معرفة السنن" (3/ 432) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 44 - 45) والخطيب في "الفقيه" (1/ 109) وفي "الموضح" (1/ 310) والبغوي في "شرح السنة" (780). 2 - ابن جريج. أخرجه عبد الرزاق (9004) وأحمد (4/ 81 و84) وابن خزيمة (1280) والطبراني في "الكبير" (1599) والدارقطني (2/ 266) والخطيب في "الموضح" (1/ 310 - 131 و311). 3 - عمرو بن الحارث المصري. أخرجه الفاكهي (488) وابن حبان (1553) والطبراني (1601). - وقال الجراح بن منهال الجزري: عن أبي الزبير عن نافع بن جبير بن مطعم سمع أباه جبير بن مطعم. ¬

_ (¬1) وسماه بعضهم: بابيه.

أخرجه الدارقطني (1/ 424). والجراح بن منهال قال البخاري ومسلم: منكر الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، زاد أبو حاتم: ذاهب الحديث لا يكتب حديثه، وكذبه غير واحد. - وقال معقل بن عبيد الله الجزري: عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله. أخرجه الدارقطني (1/ 424) عن الحسين بن أحمد بن سعيد الرهاوي ثنا أبو عوانة أحمد بن أبي معشر ثنا عبد الرحمن بن عمرو ثنا معقل به. والحسين بن أحمد وأحمد بن أبي معشر لم أر من ترجمهما، وعبد الرحمن بن عمرو هو الحراني قال أبو زرعة: شيخ. ولم ينفرد معقل به بل تابعه أيوب السختياني عن أبي الزبير وأظنه عن جابر. أخرجه الدارقطني (1/ 424) عن عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي ثنا حفص بن عمرو الرَّبَالي ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب به. قال الحافظ: وهو معلول، فإنّ المحفوظ عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير، لا عن جابر" التلخيص 1/ 190. - وقال ثمامة بن عبيدة البصري: عن أبي الزبير عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6331) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 273) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 121 - 122). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علي بن عبد الله بن عباس إلا أبو الزبير، تفرد به ثمامة". وقال أبو نعيم: تفرد به ثمامة عن أبي الزبير". قلت: وثمامة قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعفه ابن المديني ونسبه إلى الكذب. وذكره البخاري والعقيلي والدولابي وابن الجارود في "الضعفاء". وحديث سفيان بن عيينة ومن تابعه أصح. قال البيهقي: أقام ابن عيينة إسناده، ومن خالفه في إسناده لا يقاومه، فرواية ابن عيينة أولى أن تكون محفوظة". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح".

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (¬1). قلت: إسناده صحيح، وعبد الله بن باباه سمع جبير بن مطعم، إلا أنّ مسلما لم يخرج روايته عن جبير بن مطعم. ولم ينفرد أبو الزبير به بل تابعه عبد الله بن أبي نجيح المكي عن عبد الله بن باباه قال: سمعت جبير بن مطعم به. أخرجه أحمد (4/ 82 و83) ويعقوب بن سفيان (2/ 206) والبزار (3452) والطبراني (1602) والبيهقي (5/ 110) والخطيب في "الموضح" (1/ 309 - 310 و310) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن أبي نجيح به. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وابن أبي نجيح وابن باباه ثقتان. الثاني: يرويه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه. ورواه عن نافع بن جبير غير واحد، منهم: 1 - عمرو بن دينار. أخرجه البزار (3450) والطبراني (1567) والدارقطني (1/ 425). عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير. والدارقطني (1/ 425) عن يزيد بن هارون الواسطي. كلاهما عن إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار به. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي. 2 - عكرمة بن خالد. أخرجه الدارقطني (1/ 424 و2/ 266) من طريق يحيي بن عبد الله بن الضحاك البَابَلُتِّي ثنا عمرو بن قيس عن عكرمة بن خالد به. وإسناده ضعيف لضعف البابلتي. ¬

_ (¬1) وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 272): صحيح".

3 - عطاء بن أبي رباح. أخرجه العقيلي (3/ 72) والدارقطني (1/ 425) من طريق خلاد بن يحيي بن صفوان السُّلمي ثنا عبد الوهاب بن مجاهد ثني عطاء به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي. الثالث: يرويه رجاء صاحب الدكي عن مجاهد أبي الحجاج عن جبير بن مطعم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1603) عن العباس بن حمدان الحنفي ثنا يحيي بن حكيم ثنا الفضل بن قرة بن أخي الحسن بن أبي جعفر ثنا رجاء به. والفضل بن قرة لم أقف له على ترجمة، ورجاء صاحب الدكي أظنه ابن الحارث، فقد قال سريج بن النعمان البغدادي: ثنا أبو الوليد العدني ثنا رجاء أبو سعيد ثنا مجاهد عن ابن عباس به. أخرجه الدارقطني (1/ 425 - 426). ورجاء هو ابن الحارث أبو سعيد ضعفه ابن معين وغيره كما في "الميزان". وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11359) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا حسان بن إبراهيم عن إبراهيم الصائغ ثني عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يا بني عبد مناف إن وليتم هذا الأمر بعدي فلا تمنعت أحدا طاف بهذا البيت أو صلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار". وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وإبراهيم هو ابن ميمون الصائغ. ورواه ابن خزيمة عن ابن أبي الشوارب فقال فيه: عن إبراهيم بن يزيد بن مردانبة عن عطاء عن ابن عباس. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 186). والأول أصح لأنّ إبراهيم الصائغ مذكور في الرواة عن عطاء، وحسان بن إبراهيم مذكور في الرواة عن إبراهيم الصائغ، بخلاف ابن مردانبة فإنّه لم يذكر في الرواة عن عطاء، ولم يذكر حسان بن إبراهيم في الرواة عنه. ولم ينفرد إبراهيم الصائغ به بل تابعه: 1 - ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (501) و"الصغير" (55) من طريق سليم بن مسلم الخشاب ثنا ابن جريج به.

وقال: لم يروه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس إلا سليم بن مسلم". قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وخالفه غير واحد رووه عن ابن جريج عن عطاء مرسلًا، منهم: أ- عبد الرزاق (9003). ب- عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المكي. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 131) وفي "اختلاف الحديث" (ص 127 - 128) وفي "الرسالة" (ص 325 - 326). ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (3/ 433). ت- مسلم بن خالد الزَّنْجي. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 131) وفي "اختلاف الحديث" (ص 127 - 128). ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (3/ 433). 2 - طلحة بن عمرو المكي عن عطاء عن ابن عباس به. أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 387) عن أبي نعيم الفضل بن دكين ثنا طلحة به. وأخرجه الفاكهي (489) من طريق الفضل بن موسى المروزي ثنا طلحة به. وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن عمرو. وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5562) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا عمران بن محمد عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا "يا بني عبد مناف لا أعرفنكم ما منعتم أحدا يطوف بالبيت أن يصلي أي ساعة شاء من ليل أو نهار". وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى". قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث إذا لم يكن في إسناد خبره ضعيف، وقال أبو حاتم صدوق.

وعمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول. وأبوه ضعيف لسوء حفظه وكثرة خطأه. والباقون ثقات. وأما حديث عبد الرحمن بن سابط فأخرجه مسدد (المطالب 1219) عن يحيي بن سعيد القطان ثنا الحسن بن يزيد أبو يونس القوي قال: سمعت عبد الرحمن بن سابط يقول: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة يمشي التفت إلى البيت فقال: والله لا أعلم بيتا وضعه الله تعالى في الأرض أحبّ إليّ منك، ولا بلدة أحب إلي منك، وما خرجت عنك رغبة، ولكن أخرجني الذين كفروا، ثم نادى: يا بني عبد مناف، لا يحل لعبد أن يمنع عدا يطوف بهذا الببت أي ساعة شاء من ليل أو نهار". ورواته ثقات. 4626 - حديث أبي أمامة قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ} [الشعراء: 214] جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بني هاشم ونساءه وأهله فقال: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم، يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة، فذكر حديثا طويلًا. قال الحافظ: عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال: فذكره" (¬1). ضعيف. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7890) ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: فذكره. قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد وهو متروك" المجمع 7/ 86. وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعف علي بن يزيد الألهاني". 4627 - حديث ثوبان قال: ذبح النبي -صلى الله عليه وسلم- أضحيته ثم قال لي: "يا ثوبان أصلح لحم هذه" فلم أزل أطعمه منه حتى قدم المدينة. قال الحافظ: أخرج مسلم (1975) من حديث ثوبان قال: فذكره" (¬2). ¬

_ (¬1) 10/ 118 (كتاب التفسير - سورة الشعراء - باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ (214)} [الشعراء:214]). (¬2) 11/ 485 (كتاب الأطعمة - باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم).

4628 - عن جابر قال: سرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان قوت كل رجل منا تمرة كل يوم، فكان يمصها، وكنا نختبط بقسينا ونأكل، وسرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نزلنا واديًا أفيح، فذكر قصة الشجرتين اللتين التقتا بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تستر بهما عند قضاء الحاجة، وفيه قصة القبرين اللذين غرس في كل منهما غصنا، وفيه: فأتينا العسكر فقال "يا جابر، ناد الوضوء" فذكر القصة بطولها في نبع الماء من بين أصابعه، وفيه: وشكا الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجوع، فقال "عسى الله أن يطعمكم" فأتينا سيف البحر فزجر البحر زجرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار فاطبخنا واشتوينا وأكلنا وشبعنا" وذكر أنه دخل هو وجماعة في عينها، وذكر قصة الذي دخل تحت ضلعها ما يطأطىء رأسه وهو أعظم رجل في الركب على أعظم جمل. قال الحافظ: وقع في أواخر صحيح مسلم (3006) في الحديث الطويل من طريق الوليد بن عبادة بن الصامت أنهم دخلوا على جابر فروأه يصلي في ثوب، الحديث. وفيه قصة النخامة في المسجد، وفيه: أنهم خرجوا في غزاة ببطن بواط، وفيه قصة الحوض، وفيه قيام المأمومين خلف الإمام، كل ذلك مطول، وفيه قال: فذكره" (¬1). 4629 - عن عكرمة قال: أبطأ جبريل في النزول أربعين يوما، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا جبريل، ما نزلت حتى اشتقت إليك" قال: أنا كنت أشوق إليك ولكني مأمور، وأوحى الله إلى جبريل: قل له {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64] ". قال الحافظ: وروى عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: فذكره" (¬2). مرسل. أخرجه ابن أبي حاتم سنين "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 130) من طريق الحكم بن أبان العدني عن عكرمة قال: فذكره. قال ابن كثير: غريب". 4630 - حديث عصمة بن مالك قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض سكك المدينة فانتهى إلى سباطة قوم فقال "يا حذيفة استرني". قال الحافظ: رواه الطبراني" (¬3). ¬

_ (¬1) 12/ 39 (كتاب الذبائح - باب قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96]). (¬2) 10/ 44 (كتاب التفسير: سورة مريم - باب قوله {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64]). (¬3) 1/ 342 (كتاب الوضوء - باب البول عند صاحبه والتستر بالحائط).

أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 179) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي قال: فذكره، وزاد: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبال قائما، ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على الخف وصلّى. قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو منكر الحديث يحدث بالأباطيل" المجمع 1/ 257. 4631 - حديث علي قال: قاتلت يوم بدر شيئًا من قتال ثم جئت فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده "يا حي يا قيوم" فرجعت فقاتلت ثم جئت فوجدته كذلك. قال الحافظ: رواه النسائي والحاكم" (¬1). أخرجه ابن سعد (2/ 26) أنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي أنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب ثني إسماعيل بن عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه محمد بن عمر عن علي بن أبي طالب قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئًا من قتال ثم جئت مسرعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنظر ماذا فعل، فإذا هو ساجد يقول "يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم" لا يزيد عليهما، ثم رجعت إلى القتال، ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك، ثم ذهبت إلى القتال، ثم رجعت وهو ساجد يقول ذلك، ففتح الله عليه. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (611) وأبو يعلى (530) عن محمد بن بشار ثنا عبيد الله بن عبد المجيد به. - ورواه محمد بن المثنى ومحمد بن معمر البحراني عن عبيد الله بن عبد المجيد فقالا فيه: عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه محمد بن عمر عن أبيه عن علي. أخرجه البزار (662). - ورواه محمد بن سنان القزاز عن عبيد الله بن عبد المجيد فقال فيه: عن عبد الله بن محمد بن عمر عن أبيه عن جده عن علي. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 49). وحديث محمد بن المثنى ومحمد بن معمر أصح، ومحمد بن سنان موافق لهما فيما قالاه. ¬

_ (¬1) 8/ 291 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال: 9]).

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 147. قلت: عبيد الله بن عبد المجيد قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوْهَب مختلف فيه، وإسماعيل بن عون لم أر من وثقه، وقد ترجمه الحافظ في "التهذيب" وغيره فلم يذكروا عنه راويا إلا عبيد الله بن عبد الرحمن فهو مجهول، وعبد الله بن محمد بن عمر وثقه الدارقطني وغيره، ومحمد بن عمر بن علي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعمر بن علي وثقه العجلي وابن حبان والدارقطني. 4632 - عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود وناس من أصحابه فأمر قارئا فقرأ فأتى على هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] فبكى حتى ضرب لحياه ووجنتاه فقال "يا رب هذا على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره". قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني وغيرهما" (¬1). أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/16) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5344) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 21 - 22) والطبراني في "الكبير" (19/ 243 - 244) وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" وابن شاهين في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" (9/ 105) وأبو نعيم في "الصحابة" (664) من طريقين عن فضيل بن سليمان البصري النميري ثنا يونس بن محمد بن فضالة الظفري الأنصاري عن أبيه وكان ممن صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاهم في مسجد بني ظفر وذكر الحديث. قال ابن شاهين: لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث". وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 4. قلت: فضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويونس بن محمد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. ¬

_ (¬1) 10/ 476 (كتاب فضائل القرآن - باب البكاء عند قراءة القرآن).

وللحديث شاهد عن لبيبة الأنصاري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] بكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال "يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أر؟ ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 221) ثنا القاسم بن عباد ثنا إسحاق بن بهلول ثنا ابن أبي فُديك عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده به. قال الهيثمي: وعبد الرحمن بن لبيبة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 5. قلت: وشيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة. 4633 - "يا سعد، إن كنت خلقت للجنة فما طال من عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك". قال الحافظ: حديث أبي أمامة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لسعد: فذكره، أخرجه (¬1) بسند لين" (¬2). ضعيف. أخرجه أحمد (5/ 267) والطبراني في "الكبير" (7870) من طريق مُعان بن رفاعة الشامي ثنا علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرنا ورققنا، فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال: يا ليتني مت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "يا سعد، أعندي تتمنى الموت" فردد ذلك ثلاث مرات، ثم قال "يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك، وإن تك خلقت للنار فبئست الشيىء تتعجل إليه". قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 10/ 203. قلت: وهو كما قال. 4634 - حديث المغيرة بن شعبة: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ برداء سفيان بن سهل وهو يقول: "يا سفيان لا تسبل فإنّ الله لا يحب المسبلين". قال الحافظ: وأخرج النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان من حديث المغيرة بن شعبة: فذكره" (¬3). ¬

_ (¬1) سقط من الكتاب ذكر من أخرج الحديث. (¬2) 12/ 235 (كتاب المرضى - باب تمني المريض الموت). (¬3) 12/ 378 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء).

يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه في شيخ عبد الملك بن عمير: - فقال أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي: ثنا شريك عن عبد الملك عن حصين عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذ بحُجْزَة سفيان بن أبي سهل وهو يقول "يا سفيان بن أبي سهل لا تسبل إزارك فإنّ الله لا يحب المسبلين". أخرجه أحمد (4/ 246 و250). وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري عن شريك به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2326). - وقال محمد بن عمر بن مطرف الهاشمي أبو المطرف بن أبي الوزير: عن شريك عن عبد الملك عن حصين بن عقبة عن المغيرة. أخرجه ابن حبان (5442). - وقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا شريك عن عبد الملك عن حصين بن قبيصة عن المغيرة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 423). - وقال موسى بن داود الضَّبِّي: عن شريك عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر عن المغيرة. أخرجه أحمد (4/ 250) وابن منده كما في "النكت الظراف" (8/ 473). وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحماني في "مسنده" (النكت الظراف 8/ 473) عن شريك به. ومن طريقه أخرجه الطبراني (20/ 423) وأبو نعيم في "الصحابة" (3508). - ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن شريك واختلف عنه: • فقال أحمد (4/ 250 و253): ثنا يزيد بن هارون ثنا شريك عن عبد الملك عن حصين بن عقبة عن المغيرة. • وقال العباس بن عبد العظيم البصري: ثنا يزيد بن هارون أنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن قبيصة عن المغيرة.

أخرجه النسائي في "الكبرى" (9704). وتابعه ابن أبي شيبة (8/ 395) عن يزيد بن هارون به. ورواه ابن ماجه (3574) عن ابن أبي شيبة به (¬1). قال الحافظ في "الإصابة" (4/ 208): حصين بن عقبة أصح". قلت: وحصين هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، وشريك مختلف فيه ونسبه غير واحد لسوء الحفظ. 4635 - حديث بشر بن الخَصَاصِية أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا يمشي بين القبور وعليه نعلان سبتيتان فقال "يا صاحب السّبْتِيَّتين ألق نعليك". قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم" (¬2). وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم" (¬3). صحيح. أخرجه الطيالسي (ص 153) ثنا الأسود بن شيبان ئني خالد بن سُمَير ثني بشر بن نهيك قال: حدثنا بشير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشير بن الخصاصية وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سماه بشيرا وكان اسمه قبل ذلك زَحْم. قال: بينما أنا أماشي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخذ بيده أو قال اَخذ بيدي إذ قال لي "يا ابن الخصاصية ما أصبحت تنقم على الله أصبحت تماشي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" قال: قلت: لا أنقم على الله شيئًا بأبي أنت وأمي، كل خير صنع الله بي، كل خير صنع بي، قال: فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبور المشركين فقال "سبق هؤلاء خيرا كثيراً" ثم أتى على قبور المسلمين فقال "أدرك هؤلاء خيراً كثيرًا، أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا" ثم حانت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظرة فإذا رجل يمشي بين القبور في نعلين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا صلحب السبتيتين ألق سبتيتيك" فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رمى بهما. ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 510) وابن حبان (3170) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1175). ¬

_ (¬1) ورواه عبيد بن غنام الكوفي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن حصين بن عقبة. أخرجه الطبراني (20/ 423 - 424). (¬2) 3/ 449 (كتاب الجنائز - باب الميت يسمع خفق النعال). (¬3) 12/ 426 (كتاب اللباس - باب النعال السبتية).

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 396) وأحمد (5/ 83 و224) وابن ماجه (1568) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1651) والنسائي (4/ 78 - 79) وفي "الكبرى" (2175) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 510) والحاكم (1/ 373). عن وكيع وأحمد (5/ 84) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري. وأحمد (5/ 83 - 84) عن يزيد بن هارون الواسطي. والبخاري في "لأدب المفرد" (775) وأبو داود (3230) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 88 - 89) والطبراني في "الكبير" (1230) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 78 - 79) والمزي (8/ 90 - 91). عن سهل بن بكار الدارمي. والبخاري (¬1) في "الأدب المفرد" (829) وابن عبد البر (21/ 78 و79 - 80) عن سليمان بن حرب البصري. والحاكم (1/ 373) والبيهقي (4/ 80) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل. والطبراني في "الكبير" (1230) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1175) والمزي (8/ 90 - 91). عن حجاج بن منهال البصري. وابن سعد (7/ 55) والطبراني في "الكبير" (1230) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1175) والمزي (8/ 90 - 91) عن مسلم بن إبراهيم البصري. وابن حبان (3170) ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: بشير بن الخصاصية، والصواب إثباته فقد أخرجه ابن سعد (7/ 55) عن سليمان بن حرب فأثبته.

عن عبد الرحمن بن مهدي وابن عبد البر (21/ 79 - 80) عن عفان بن مسلم البصري كلهم عن الأسود بن شيبان به. وقال أبو عبيد في "الغريب" (2/ 50) بلغني عن الأسود بن شيبان به. قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت كون مع عبد الله بن عثمان في الجنائز فلما بلغ المقابر حدثته بهذا الحديث فقال: حديث جيد ورجل ثقة. ثم خلع نعليه فمشى بين القبور" الإحسان لابن حبان 7/ 442 - سنن ابن ماجه 1/ 500. قوله "ورجل ثقة" قال الحافظ في "التهذيب" (1/ 340): يعني الأسود بن شيبان. وقال الحاكم: صحيح الإسناد". وقال البيهقي: هذا حديث قد رواه جماعة عن الأسود بن شيبان، ولا يعرف إلا بهذا الإسناد". قلت: وهو إسناد صحيح رجاله ثقات، وخالد بن سمير تفرد بالرواية عنه الأسود بن شيبان لكن وثقه النسائي والعجلي وابن حبان. وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 1070): إسناده حسن". 4636 - عن قَسَامة بن زهير قال: بلغني أنّه -صلى الله عليه وسلم- وضع أصابعه في أذنه ورفع صوته وقال "يا صباحاه". قال الحافظ: وعند الطبري من مرسل قسامة بن زهير قال: فذكره، ووصله مرة أخرى عن قسامة عن أبي موسى الأشعري، وأخرجه الترمذي موصولا" (¬1). يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي واختلف عنه: - فقال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري النحوي: عن عوف عن قَسَامة بن زهير: حدثني الأشعري قال: لما نزل -وأنذر عشيرتك الأقربين- وضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصبعيه في أذنيه فرفع من صوته فقال "يا بني عبد مناف، يا صباحاه" ¬

_ (¬1) 10/ 119 - 120 (كتاب التفسير: سورة الشعراء - باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214]).

أخرجه الترمذي (3186) والطبري في "تفسيره" (19/ 120) عن عبد الله بن أبي زياد الحكم القَطَواني ثنا أبو زيد الأنصاري به. وإسناده حسن، أبو زيد الأنصاري صدوق، والباقون ثقات. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أبي موسى، وقد رواه بعضهم عن عوف عن قسامة بن زهير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، ولم يذكروا فيه عن أبي موسى، وهو أصح، ذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه من حديث أبي موسى". - وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل: ثنا عوف عن قسامة قال: أظنه عن الأشعري. أخرجه الطبري (19/ 120) عن محمد بن بشار ثني أبو عاصم به. ورواته ثقات. - وقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ومحمد بن جعفر غُنْدر: عن عوف عن قسامة قال: بلغني أنّه لما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214]. أخرجه الطبري (19/ 120) عن محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب ومحمد بن جعفر به. وهذا مرسل رواته ثقات. 4637 - "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسدّ من الجائع مسدّها من الشبعان". قال الحافظ: وله (أي أحمد) من حديث عائشة بإسناد حسن: فذكره. ولأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه وأتم منه بلفظ "تقع من الجائع موقعها من الشبعان" (¬1). روي من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق. فأما حديث عائشة فأخرجه أحمد (6/ 79) ثنا محمد بن عبد الله ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: فذكره. وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (378) من طريق أحمد بن أبي سريج الرازي ثنا أبو أحمد الزبيري -وهو محمد بن عبد الله- به. قال البوصيري: إسناده حسن" إتحاف الخيرة 3/ 364. ¬

_ (¬1) 4/ 26 (كتاب الزكاة - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة).

قلت: كثير بن زيد هو الأسلمي مختلف فيه، والمطلب بن عبد الله هو ابن حَنْطب المخزومي ثقة كما قال الدارقطني وغيره إلا أنّه اختلف في روايته عن عائشة، فقال أبو حاتم: روايته عن عائشة مرسلة ولم يدركها، وسئل أبو زرعة: سمع المطلب من عائشة؟ فقال: نرجو أن يكون سمع منها. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (2/ 215) وابن عدي (4/ 1406) من طريق محمد بن عبد الملك الواسطي ثنا صلة بن سليمان ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإنها تسدّ من الجائع مسدّها من الشبعان". قال ابن عدي: هذا الحديث لصلة لا يحدث به غيره ولا أعلم يرويه عن محمد بن عمرو غيره". وقال العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث ولا على كثير من حديثه". قلت: صلة بن سليمان كذبه ابن معين وأبو داود، وقال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث. وأما حديث أبي بكر فأخرجه البزار (1/ 160 و195) وأبو يعلى (85) ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي ثنا زيد بن الحباب العُكْلي عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر مرفوعًا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإها تقيم العوج، وتدفع ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان". وأخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 345) من طريق سهل بن أحمد بن عثمان الواسطي ثنا الوساوسي به. قال البزار: وهذا الحديث إنما حدّث به رجل كان بالبصرة عن زيد بن الحباب وكان متهما فيه يقال: إنه ليس له أصل من هذا الوجه فأمسكنا عن ذكره". وقال أيضًا: وهذا الحديث لا نعلم حدّث به أحد عن زيد بن الحباب إلا محمد بن إسماعيل هذا، ولم يتابعه عليه أحد، ولا يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، ولا يحفظ هذا الكلام بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وحده فلذلك كتباه وبينا العلة فيه". وقال الدارقطني في "العلل" (1/ 222): لم يتابع عليه الوساوسي وهو ضعيف". وقال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدًا" المجمع 3/ 105. قلت: لم ينفرد به بل تابعه غير واحد من الكذابين عن زيد بن الحباب به، منهم: 1 - محمد بن يزيد المستملي. أخرجه ابن عدي (6/ 2285).

وقال: وهذا حديث الوساوسي عن زيد بن حباب سرقه منه محمد بن يزيد وغيره من الضعفاء. وقال: محمد بن يزيد المستملي يسرق الحديث ويزيد فيها ويضع". 2 - محمد بن الوليد بن أبان القلانسي. أخرجه ابن عدي (6/ 2289). وقال: وهذا سرقه القلانسي من الوساوسي وهو حديثه عن زيد، وهكذا سرقه المستملي من الوساوسي. وقال: القلانسي يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون". 4638 - عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر إلى القمر فقال: "يا عائشة، استعيذي بالله من شرّ هذا، هذا الغاسق إذا وقب". قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم من طريق أبي سلمة عن عائشة، وإسناده حسن" (¬1). حسن. أخرجه الطيالسي (ص 208) ثنا ابن أبي ذئب ثني خالي الحارث عن أبي سلمة عن عائشة قالت: أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى القمر فقال "استعيذي بالله من شرّه فإنّه الغاسق إذا وقب". وأخرجه أحمد (6/ 237) والطبري في "تفسيره" (30/ 352) عن يزيد بن هارون الواسطي وإسحاق بن راهويه في "مسند عائشة" (529) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي وأحمد (6/ 206) والطبري (30/ 352) والبغوي في "شرح السنة" (1367) عن وكيع والحربي في "الغريب" (2/ 715) ¬

_ (¬1) 10/ 373 (كتاب التفسير - سورة الفلق).

عن عاصم بن علي الواسطي والطحاوي في "المشكل" (1771) وأبو الشيخ في "العظمة" (677) عن عبد الله بن وهب والحاكم (2/ 540 - 541) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني والطحاوي في "المشكل" (1772) عن أسد بن موسى المصري وأحمد (6/ 61) والنسائي في "اليوم والليلة" (306) والطبري (30/ 352) والطحاوي (1773) وابن السني (648) عن سفيان الثوري وأبو يعلى (4440) عن محمد بن بحر الهجيمي البصري كلهم عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به. وهكذا رواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن ابن أبي ذئب به. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1517) عنه به. وأخرجه الترمذي (3366) عن محمد بن المثنى ثنا عبد الملك بن عمرو به. ورواه أحمد (6/ 215 و252) عن عبد الملك بن عمرو ثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن والمنذر بن أبي المنذر عن أبي سلمة عن عائشة به. فزاد فيه "المنذر بن أبي المنذر". وتابعه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ثنا أبو عامر العقدي به. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (305) وتابعه إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا أبو عامر العقدي به. أخرجه الطحاوي (1773)

وخالف الجميع محمد بن سنان القزاز فرواه عن أبي عامر العقدي عن ابن أبي ذئب عن الحارث عن عائشة، ولم يذكر أبا سلمة. أخرجه الطبري (30/ 352). والأول أصح. قال الترمذي: حسن صحيح". وقال الحاكم: صحيح الإسناد". قلت: الحارث بن عبد الرحمن هو القرشي العامري لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب. قاله ابن معين وابن المديني وغيرهما، ولذلك قال ابن المديني: مجهول، وقواه غيره فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: لا أرى به بأسا، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن معين: مشهور، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق، فهو حسن الحديث، وتابعه المنذر بن أبي المنذر كما تقدم، والمنذر ذكره ابن حبان في "الثقات". وابن أبي ذئب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ثقتان فالإسناد حسن. 4639 - "يا عائشة إياك ومُحَقَّرَات الذنوب، فإن لها من الله طالبا". قال الحافظ: وعند النسائي وابن ماجه عن عائشة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: فذكره، وصححه ابن حبان" (¬1). صحيح. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (577) وأحمد (6/ 151) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (12/ 250) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 245) والطحاوي في "المشكل" (4005) والدينوري في "المجالسة" (1700) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وابن أبي شيبة (13/ 229) وابن ماجه (4243) وابن حبان (5568) عن خالد بن مخلد القَطَواني والطحاوي في "المشكل" (4006) والطبراني في "الأوسط" (2398) وأبو الشيخ في ¬

_ (¬1) 14/ 113 (كتاب الرقاق - باب ما يتقى من محقرات الذنوب).

"الطبقات" (374) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (81) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 168) والقضاعي (955) والبيهقي في "الشعب" (6875) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وأحمد (6/ 70) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم والطحاوي في "المشكل" (4004) عن عبد الرحمن بن مهدي (¬1) وأحمد (6/ 70) والدارمي (2729) عن منصور بن سلمة الخزاعي والطحاوي (4004) عن عبد الله بن محمد الفهمي والطبراني في "الأوسط" (3788) عن إسماعيل بن أبي أويس والحارث (¬2) في "مسنده" (بغية الباحث 1074) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 168) عن محمد بن عمر الواقدي كلهم عن سعيد بن مسلم بن بَانك قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول: حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: فذكره. وفي حديث خالد بن مخلد "ومحقرات الأعمال". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد". وقال أبو نعيم: تفرد به سعيد عن عامر". ¬

_ (¬1) وسمى عوفا: فلان بن الحارث. (¬2) وقع عنده "عن عبد الرحمن بن الحارث عن عائشة" ولعله خطأ من الناسخ، والله تعالى أعلم.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 245. قلت: وهو كما قال، وعوف بن الحارث وثقه ابن حبان واحتج به البخاري. 4640 - حديث ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا عباس افد نفسك وابن أخويك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن عمرو فإنّك ذو مال" قال: إني كنت مسلما ولكنّ القوم استكرهوني، قال "الله أعلم بما تقول، إن كنت ما تقول حقا فإنّ الله يجزيك، ولكن ظاهر أمرك أنّك كنت علينا". قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق" (¬1). يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال يزيد بن هارون الواسطي: قال ابن إسحاق: حدثني من سمع عكرمة عن ابن عباس قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للعباس "يا عباس افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث بن فهر" قال: فأبى، وقال: إني قد كنت مسلما قبل ذلك، وإنّما استكرهوني، قال "الله أعلم بشأنك، إن يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك نفد كان علينا فافد نفسك" وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال: يا رسول الله، احسبها لي من فداي، قال "لا، ذاك شيء أعطاناه الله منك" قال: فإنه ليس لي مال، قال "فأين المال الذي وضعته بمكة حبث خرجت عند أم الفضل وليس معكما أحد غيركما فقلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا؟ " قال: فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها وإني لأعلم أنّك رسول الله. أخرجه أحمد (1/ 353) عن يزيد به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. - وقال محمد بن سلمة الحراني: عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابنا عن مِقْسم عن ابن عباس. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (409) وإسناده كسابقه. - وقال سلمة بن الفضل الأبرش: قال ابن إسحاق: عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) 8/ 324 (كتاب المغازي - باب حدثني خليفة).

أخرجه الطبري في "تاريخه" (2/ 465 - 466). وإسناده ضعيف جدًا، الكلبي واسمه محمد بن السائب قال مسلم وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد. - ورواه أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فقال أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: أنا أحمد بن عبد الجبار أنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير، وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر قالوا: أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 142 - 143). • وقال رضوان بن أحمد الصيدلاني: ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 118 - 119). - ورواه غير واحد عن ابن إسحاق قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. منهم: 1 - إبراهيم بن سعد الزهري. أخرجه ابن سعد (4/ 13 - 14). 2 - هارون بن أبي عيسى الشامي. أخرجه ابن سعد (4/ 13 - 14). 3 - عبد الله بن إدريس الأودي. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 506). 4641 - "يا علي اخلفني في أهلي واضرب وخذ وعظ" ثم دعا نساءه فقال "اسمعنَ لعليّ وأطعن". قال الحافظ: في رواية عطاء بن أبي رباح مرسلًا عند الحاكم في "الإكليل" فقال: فذكره" (¬1). ¬

_ (¬1) 9/ 176 (كتاب المغازي - باب غزوة تبوك).

4642 - عن جابر قال: حملني خالي الحر بن قيس في السبعين راكبًا الذين وفدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار فخرج إلينا معه العباس عمه فقال "يا عمّ خذ لي على أخوالك". قال الحافظ: رواه ابن عساكر بإسناد حسن" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا". 4643 - عن ربعي بن حِرَاش أنّ عثمان خطب إلى عمر بنته فردّه، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما راح إليه عمر قال "يا عمر، ألا أدلك على ختن خير من عثمان، وأدل عثمان على ختن خير منك؟ " قال: نعم يا نبي الله، قال "تزوجني بنتك وأزوج عثمان بنتي". قال الحافظ: ووقع في رواية ربعي بن حراش عن عثمان عند الطبري وصححه هو والحاكم: فذكره. قال الحافظ الضياء: إسناده لا بأس به لكن في الصحيح أنّ عمر عرض على عثمان حفصة فرد عليه: قد بدا لي أن لا أتزوج. قلت: أخرج ابن سعد من مرسل الحسن نحو حديث ربعي، ومن مرسل سعيد بن المسيب أتم منه، وزاد في آخره: فخار الله لهما جميعًا" (¬2). حسن. وحديث عثمان أخرجه الحاكم (3/ 106 - 107) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 159) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (181) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 31 و31 - 32) من طرق عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا عبيد بن الطفيل أبو سيدان ثني ربعي بن حِراش عن عثمان أنّه خطب إلى عمر ابنته فردّه، وذكر الحديث. وإسناده حسن، عبيد صدوق، وعبيد الله وربعي ثقتان. وقال الحاكم: صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي فقال: ما في الصحيحين بخلاف هذا من أن عمر هو الذي عرضها على عثمان فامتنع". قال الحافظ: ويحتمل في الجمع بينهما أن يكون عثمان خطب أولًا إلى عمر فردّه كما في رواية ربعي، وسبب رده يحتمل أن يكون من جهتها وهي أنّها لم ترغب في التزوج ¬

_ (¬1) 8/ 221 - 222 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة). (¬2) 11/ 80 - 81 (كتاب النكاح - باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير).

عن قرب من وفاة زوجها، ويحتمل غير ذلك من الأسباب التي لا غضاضة فيها على عثمان في رد عمر له، ثم لما ارتفع السبب بادر عمر فعرضها على عثمان رعاية لخاطره كما في حديث الباب، ولعل عثمان بلغه ما بلغ أبا بكر من ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- لها فصنع كما صنع من ترك إفشاء ذلك ورد على عمر بجميل". وأما حديث الحسن فأخرجه ابن سعد (8/ 82 - 83) أنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت بعض بناته عند عثمان فتوفيت فلقيه عمر فرآه حزينا ورأى من جزعه فقال له وعرض عليه حفصة، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: لقيت عثمان فرأيت من جزعه فعرضت عليه حفصة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- "ألا أدلك على ختن هو خير من عثمان، وأدل عثمان على ختن هو خير له منك؟ " قال: بلى يا رسول الله، فتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- حفصة، وزوج بنتا له عثمان. ورواته ثقات، ويونس هو ابن عبيد. وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن سعد (8/ 83) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أيّمت حفصة من زوجها، وأيّم عثمان من رقية، فمرّ عمر بعثمان وهو كئيب حزين فقال: هل لك في حفصة فقد فرطت عدتها من فلان؟ فلم يحر إليه شيئًا. قال: فذهب عمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال "خيرا من ذلك، زوجني حفصة وأزوجه أم كلثوم أختها" قال: فتزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حفصة، وزوج عثمان أم كلثوم. زاد حماد بن زيد في حديثه: قال سعيد: فخار الله لهما جميعًا، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحفصة خيرا من عثمان، وكانت بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان خيرا من حفصة بنت عمر. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 81) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان. 4644 - حديث عمر قال: اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برأي وما ألوت عن الحق، وفيه قال: فرضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبيت حتى قال لي "يا عمر، تراني رضيت وتأبى". قال الحافظ: أخرجه البزار" (¬1). حسن ¬

_ (¬1) 6/ 273 (كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد).

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (11/ 315 - 316) والطبراني في "الكبير" (82) والبيهقي في "المدخل" (217). عن علي بن عبد العزيز البغوي. والبزار (148) وأبو يعلى (المقصد العلي 63) والدولابي في "الكني" (2/ 69 - 70) واللالكائي في "السنة" (208) والهروي في "ذم الكلام" (ق 31/ ب). عن أبي موسى محمد بن المثنى البصري والهروي (ق 31/ب) عن يحيى بن حكيم المُقَوّم البصري والقطيعي في زيادات "فضائل الصحابة" (558) وفي "جزء الألف دينار" (303) وأبو نعيم في "الصحابة" (213) عن محمد بن يونس الكُدَيمي وأبو الشيخ في "الأقران" (211) وابن حزم في "الأحكام" (ص 1022 - 1023) عن محمد بن بشار البصري وأبو الشيخ في "الأقران" (211) عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس. قالوا: ثنا يونس (¬1) بن عبيد الله أبو عبد الرحمن العُمَيْري ثنا مبارك بن فضالة ثنا عبيد الله بن عمر أني نافع عن ابن عمر عن عمر قال: يا أيها الناس اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برأيي اجتهادا فوالله ما آلو عن الحق وذلك يوم أبي جندل والكتاب بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل مكة فقال "اكتبوا باسم الله الرحمن الرحيم" فقالوا: ترانا صدقناك بما تقول؟ ولكنّك تكتب باسمك اللهم. فرضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبيت حتى قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "تراني أرضى وتأبى أنت" قال: فرضيت. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه ولم يشارك مبارك في روايته عن عبيد الله في هذا الحديث أحدا، وقد رواه غير عمر". قلت: مبارك بن فضالة صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من عبيد الله بن عمر عند ¬

_ (¬1) وعند أبي يعلى "يونس بن عبيد أبو عبيد الترجماني" وهو خطأ.

أبي يعلى فانتفى التدليس، ويونس بن عبيد الله قال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، فالإسناد حسن. 4645 - عن عمرو بن العاص قال: بعث إليّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرني أن آخذ ثيابي وسلاحي، فقال "يا عمرو، إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك" قلت: إني لم أسلم رغبة في المال، قال "نِعْم المال الصالح للمرء الصالح". قال الحافظ: وروى أحمد والبخاري في "الأدب" وصححه أبو عوانة وابن حبان والحاكم من طريق عُلَي بن رباح عن عمرو بن العاص قال: فذكره" (¬1). صحيح أخرجه أحمد (4/ 197) عن عبد الرحمن بن مهدي وابن أبي شيبة (7/ 17 - 18) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 6344) وأحمد (4/ 202) وفي "فضائل الصحابة" (1745) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (43) وأبو يعلى (7336) وأبو بكر الخلال في "الحث على التجارة" (54) وابن حبان (3211) عن وكيع وابن قانع في "الصحابة" (2/ 213 - 214) عن الليث بن سعد وأحمد (4/ 197) والبخاري في "الأدب المفرد" (299) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (14) والحاكم (2/ 2) وأبو نعيم في "الصحابة" (4995) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقري" (31) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وأبو عبيد في "الغريب" (1/ 93 - 94) والقضاعي (1315) والبغوي في "شرح السنة" (2495) عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ¬

_ (¬1) 9/ 137 - 138 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات السلاسل).

وابن حبان (3210) عن أبي أحمد محمد عبد الله الزبيري والطحاوي في "المشكل" (6057) عن شعيب بن الليث بن سعد وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 163) والطبراني في "الأوسط" (3213 و9008) والحاكم (2/ 236) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري والطحاوي في "المشكل" (6056) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي. كلهم عن موسى بن عُلَي بن رباح اللخمي: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص قال: بعث إليّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمرني أن آخذ علي ثيابي وسلاحي ثم آتيه. ففعلت. فأتيته وهو يتوضأ، فصعّد إليّ البصر ثم طأطأ، ثم قال "يا عمرو، إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله، وأزعَبُ لك زَعْبَةَ من المال صالحة". قلت: إني لم أسلم رغبة في المال: إنما أسلمت رغبة في الإِسلام فأكون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال "يا عمرو، نِعْم (¬1) المال الصالح للمرء الصالح". وخالفهم عبد الله بن المبارك فرواه عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص به. فزاد فيه عن أبي قيس. أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 199) عن أحمد بن محمد بن الحسين ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس ثنا جدي ثنا ابن المبارك به. والأول أصح فقد صرّح علي بن رباح بالسماع من عمرو بن العاص (¬2). ¬

_ (¬1) وفي لفظ "نِعِما". (¬2) وأما ابن حبان فقال: سمع هذا الخبر عُلَي بن رباح عن عمرو بن العاص، وسمعه من أبي قيس مولى عمرو عن عمرو، فالطريقان جميعًا محفوظان" الإحسان 8/ 7.

والحديث قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". قلت: وهو كما قال. 4646 - عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيط فمرّ بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، فقال "يا غلام هل من لبن" قلت: نعم، ولكني مؤتمن. قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن حبان من طريق عاصم عن زر عن ابن مسعود" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّك لغلام معلم". 4647 - "يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره". قال الحافظ: وفي حديث علي عند الترمذي والحاكم في حديث العقيقة عن الحسن والحسين: فذكره، قال: فوزناه فكان درهما أو بعض درهم" (¬2). أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 235) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب قال: عَقَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن بشاة وقال "يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة" فوزنوه فكان وزنه درهما أو بعض درهم. وأخرجه الترمذي (1519) عن محمد بن يحيى القُطَعي ثنا عبد الأعلى به. وقال: هذا حديث حسن غريب، وإسناده ليس بمتصل، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب". وقال البيهقي: وهذا منقطع" السنن 9/ 304. قلت: اختلف في هذا الحديث على ابن إسحاق، فرواه يعلي بن عبيد الطنافسي عنه عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي. أخرجه الحاكم (4/ 237) وسكت عليه. وقال البيهقي: لا أدري محفوظ هو أم لا". قلت: فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسًا. ¬

_ (¬1) 8/ 10 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب المهاجرين). (¬2) 12/ 13 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة).

4648 - عن أبي هريرة قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشا فاجتمعوا فعمّ وخصّ إلى أن قال: "يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها". قال الحافظ: أخرجه مسلم (204) من طريق موسي بن طلحة عن أبي هريرة" (¬1). 4649 - عن عبد الرحمن بن وعلة قال:. سألت ابن عباس عن بيع الخمر فقال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- صديق من ثقيف أو دوس فلقيه يوم الفتح براوية خمر يهديها إليه، فقال "يا فلان، أما علمت أنّ الله حرّمها" فأقبل الرجل على غلامه فقال: بعها، فقال "إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها". قال الحافظ: رواه أحمد (1/ 244)، وأخرجه مسلم (1579) من وجه آخر عن ابن وعلة نحوه" (¬2). 4650 - حديث أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل رجلًا من أصحابه "يا فلان هل تزوجت؟ " قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، قال "ليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] الحديث". قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة والترمذي" (¬3). ضعيف أخرجه أحمد (3/ 221) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (297) والترمذي (2895) من طرق عن سلمة بن وَرْدان المدني قال: سمعت أنس بن مالك قال: سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلًا من أصحابه فقال "يا فلان هل تزوجت؟ " فقال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، فقال "أليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص:1]؟ " قال: بلى، قال "ثلث القرآن" قال "أليس معك {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]؟ " قال: بلى، قال "ربع القرآن" قال "أليس معك" {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)} [الزلزلة: 1]؟ " قال: بلى، قال "ربع القرآن" قال "أليس معك آية الكرسي؟ " قال بلى، قال "ربع القرآن، تزوج، تزوج، تزوج". قال الترمذي: هذا حديث حسن". ¬

_ (¬1) 13/ 28 (كتاب الأدب - باب تبل الرحم ببلالها). (¬2) 9/ 348 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93]). (¬3) 11/ 119 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن).

وقال الهيثمي: رواه أحمد، وسلمة ضعيف" المجمع 7/ 147. قلت: وكذا قال أحمد وأبو داود والنسائي والعجلي والدارقطني: هو ضعيف. 4651 - عن نافع بن كيسان الثقفي عن أبيه أنّه كان يتجر في الخمر، وأنّه أقبل من الشام فقال: يا رسول الله، إني جئتك بشراب جيد، فقال "يا كيسان إنها حرمت بعدك" قال: فأبيعها؟ فقال "إنّها حرّمت وحرّم ثمنها". قال الحافظ: رواه أحمد" (¬1). حسن أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (50) ومن طريقه الروياني (681) وابن بشكوال في "الغوامض" (45) عن ابن لهيعة وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2034) عن عثمان بن صالح السهمي وأحمد (4/ 335 - 336) وأبو نعيم في "الصحابة" (5876) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 506) عن قتيبة بن سعيد البلخي وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2641) عن الوليد بن مسلم الدمشقي والطبراني في "الكبير" (19/ 195) و"الأوسط" (3149) وأبو نعيم في "الصحابة" (5877) عن شعيب بن يحيى المصري وابن بشكوال في "الغوامض" (45) عن يحيي بن عبد الله بن بكير المصري ¬

_ (¬1) 9/ 348 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93]).

كلهم عن ابن لهيعة (¬1) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أنّ نافع بن كيسان الدمشقي حدّثه أن أباه كيسان حدّثه أنّه كان يتجر بالخمر فذكر الحديث. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن كيسان إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة". قلت: وهو ضعيف، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما. وتابعه محمد بن عبد الله الطائفي عن نافع بن كيسان به. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 387) والطبراني في "الكبير" (19/ 196) وأبو نعيم في "الصحابة" (5878) والخطيب في "المتفق والمفترق" (174) من طريق يحيي بن أبي كثير عن إسماعيل بن أبي خالد الفدكي عن محمد بن عبد الله الطائفي به. قال الهيثمي: وفيه نافع بن كيسان وهو مستور" المجمع 4/ 88. قلت: اختلف في صحبته: فذكره طائفة في الصحابة، وذكره جماعة في التابعين. وللحديث طريق أخرى يرويها عامر بن يحيى المَعَافري أنّ رجلًا حدثه أن كيسان حدّثه. أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة" (8/ 320) هكذا. ورواه ابن وهب في "الموطأ" (51) عن عمرو بن الحارث المصري أن عامر بن يحيى المعافري حدثه أنّ رجلين من أهل مكة، وذكر الحديث مرسلًا. وللحديث شواهد فيتقوى بها، منها: ما أخرجه مسلم (1579) من طريق عبد الرحمن بن وعلة أنّه سأل ابن عباس عما يعصر من العنب؟ فقال ابن عباس: إنّ رجلًا أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- راوية خمر. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "هل علمت أن الله قد حرّمها؟ " قال: لا. فسارّ انسانا. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "بم ساررته؟ " فقال: أمرته ببيعها؟ فقال "إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها" قال: ففتح المزاد حتى ذهب ما فيها. ومنها عن تميم الداري وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "أشعرت أنّها قد حرّمت بعدك". وذكر الهيثمي أيضًا شواهد أخرى فانظرها في "المجمع" (4/ 88 و89 و90) ¬

_ (¬1) وعلقه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 233) عن ابن لهيعة به.

4652 - "يا معاذ، إني والله لأحبك فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك". قال الحافظ: ثبت عن معاذ بن جبل أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: فذكره، أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1). صحيح وله عن معاذ طريقان: الأول: يرويه عقبة بن مسلم التُّجِيْبي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن حَيْوة بن شريح قال: سمعت عقبة بن مسلم يقول: ثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصُّنَابحي عن معاذ أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيده يوما، فقال "يا معاذ، إني والله لأحبك" فقال معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، فقال "أوصيك يا معاذ، لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك". وأوصى بذلك معاذُ الصنابحيَّ، وأوصى بذلك الصنابحيُّ أبا عبد الرحمن، وأوصى بذلك أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم. أخرجه إسحاق في "مسنده" (نتائج الأفكار 2/ 282) وأحمد (5/ 244 - 245) وعبد بن حميد (120) وأبو داود (1522) والبزار (2661) والنسائي في "اليوم والليلة" (109) وابن خزيمة (751) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 228) وابن حبان (2020 و2021) والطبراني في "الكبير" (20/ 60) وفي "الدعاء" (654) والحاكم (1/ 273 و3/ 273 - 274) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 241 و5/ 130) والبيهقي في "الدعوات" (88) وفي "السنن الصغرى" (18) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 432) والشجري في "أماليه" (1/ 239) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1290) والمؤيد الطوسي في "الأربعين" (ص 100) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرىء" (49) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 351) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 281 - 282). عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري. ¬

_ (¬1) 13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة).

وأحمد (5/ 247) والبخاري في "الأدب المفرد" (690) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2095) والهيثم بن كليب (1343) والطبراني في "الدعاء" (654) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (81) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل والنسائي (3/ 45 - 46) عن عبد الله بن وهب وابن السني في "اليوم والليلة" (118) عن يحيي بن يعلى الأسلمي القطواني والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 350) عن الحكم بن عبدة خمستهم عن حيوة بن شريح به. - ورواه ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم فلم يذكر الصنابحي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 125) من طريق سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثنا ابن لهيعة به. وابن لهيعة ضعيف، والصحيح الأول. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين". وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد". وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 69 - الخلاصة 1/ 468. وقال المؤيد الطوسي: حديث عزيز حسن". وقال الحافظ: هذا حديث صحيح. وتعقب الحاكمَ على قوله "على شرطهما" فقال: أمّا صحيح فصحيح، وأما الشرط ففيه نظر، فإنهما لم يخرجا لعقبة، ولا البخاري لشيخه، ولا أخرجا من رواية الصنابحي عن معاذ شيئًا". قلت: وهو كما قال، والصنابحي اسمه عبد الرحمن بن عُسَيْلَة. الثاني: يرويه ضمضم بن زرعة الحمصي عن شريح بن عبيد عن معاذ قال: فذكر نحوه.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 111) وفي "مسند الشاميين" (1650) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم به. وأخرجه في "الكبير" أيضًا عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم به. وكلا الاسنادين ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا حملوه على أن يحدّث فحدّث، وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وسألت عمرو بن عثمان عنه فذمه. وإبراهيم بن محمد الحمصي قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد. وعبد الوهاب بن الضحاك متهم بوضع الحديث. 4653 - "يا معاذ لا تكن فتانا". قال الحافظ: ولأحمد في حديث معاذ بن رفاعة: فذكره" (¬1). وقال أيضًا: أخرجه أحمد من رواية معاذ بن رفاعة عن رجل من بني سلمة يقال له سليم أنّه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله، إنّا نظل في أعمالنا فنأتي حين نمسي فنصلي فيأتي معاذ بن جبل فينادي بالصلاة فنأتيه فيطول علينا. الحديث، وفيه أنّه استشهد بأحد، وهذا مرسل لأنّ معاذ بن رفاعة لم يدركه، وقد رواه الطحاوي والطبراني من هذا الوجه عن معاذ بن رفاعة أنّ رجلًا من بني سلمة فذكره مرسلًا" (¬2). أخرجه أحمد (5/ 74) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب ثنا عمرو بن يحيي عن معاذ بن رفاعة الأنصاري عن رجل من بني سلمة يقال له سليم أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنّ معاذ بن جبل يأتينا بعدما ننام ونكون في أعمالنا بالنهار فينادي بالصلاة فنخرج إليه فيطول علينا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا معاذ بن جبل لا تكن فتانا، إمّا أن تصلي معي، واما أن تخفف على قومك" ثم قال "يا سليم، ماذا معك من القرآن؟ " قال: إني أسال الله الجنة وأعوذ به من النار، والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وهل تصير دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار". ثم قال سليم: سترون غدا إذا التقى القوم إن شاء الله. ¬

_ (¬1) 2/ 337 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا طول الإمام). (¬2) 2/ 335 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا طول الإمام).

قال: والناس يتجهزون إلى أحد فخرج وكان في الشهداء رحمة الله ورضوانه عليه. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 443) ووقع عنده: أن رجلًا من بني سلمة. وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/ 249) من طريق موسى بن إسماعيل عن عمرو بن يحيى المازني وقال فيه: عن رجل من بني سلمة. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 409) والطبراني في "الكبير" (6391) وأبو نعيم في "الصحابة" (3451) وابن بشكوال في "الغوامض" (302) من طريق سليمان بن بلال المدني عن عمرو بن يحيي وقال فيه: أن رجلًا من بني سلمة. قال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات، ومعاذ بن رفاعة لم يدرك الرجل الذي من بني سلمة لأنّه استشهد بأحد، ومعاذ تابعي" المجمع 2/ 27. وقال الحافظ: وهو منقطع فإنّ معاذ بن رفاعة لم يدركه، والإسناد الذي فيه: أنّ رجلًا من بني سلمة، مع إرساله أصح" الإصابة 4/ 248. 4654 - حديث ابن مسعود أن عمر قال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر أن يؤم بالناس؟ فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟، فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. قال الحافظ: ووقع في حديث ابن مسعود عند أحمد والنسائي من طريق عاصم عن زر بن حبيش عنه: فذكره، وسنده حسن. وله شاهد من حديث سالم بن عبيد أخرجه النسائي أيضًا، وآخر من طريق رافع بن عمرو الطائي أخرجه الإسماعيلي في "مسند عمر" بلفظ: فأيكم يجترىء أن يتقدم أبا بكر؟ فقالوا: لا، أينا. وأصله عند أحمد وسنده جيد" (¬1). صحيح وحديث ابن مسعود أخرجه ابن سعد (2/ 224 و3/ 178 - 179) وابن أبي شيبة (2/ 330 - 331 و14/ 567) وأحمد (1/ 21 و396) وفي "فضائل الصحابة" (190) ويعقوب بن سفيان (1/ 454) وابن أبي عاصم في "السنة" (1193) ومحمد بن عاصم في "جزئه" (11) والنسائي (2/ 58) وفي "الكبرى" (853) والحاكم (3/ 67) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (185) والبيهقي (8/ 152) وفي "المدخل" (56) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 128 - 129) ¬

_ (¬1) 15/ 166 (كتاب الحدود - باب رجم الحبلى من الزنا).

عن حسين بن علي الجعفي وأحمد (1/ 21 و405) وفي "الفضائل" (190) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5676) وأبو نعيم في "الحلية " (4/ 188) وابن عبد البر (22/ 129) عن معاوية بن عمرو الأزدي والبيهقي في "المدخل" (56) عن محمد بن كثير الثقفي الصنعاني ثلاثتهم عن زائدة بن قدامة الكوفي عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال: فأتاهم عمر فقال: يا معاشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. قال الحاكم: صحيح الإسناد". قلت: إسناده حسن للخلاف في عاصم. ولم ينفرد زائدة به بل تابعه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن عاصم به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 188) وفي "فضائل الخلفاء" (185) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا شيبان وزائدة عن عاصم به. واسماعيل قال ابن عدي وغيره: ضعيف. ولم ينفرد عاصم به بل تابعه إسماعيل بن أبي خالد عن زر عن ابن مسعود به. أخرجه ابن عبد البر (22/ 127) وفي "الاستيعاب" (6/ 390 - 391) من طريقين عن أبي بكر محمد بن أحمد بن يزيد أبي العوام الرياحي ثني أبي ثنا محمد بن يزيد الواسطي ثنا إسماعيل بن أبي خالد به. وإسناده حسن، محمد بن أحمد قال الدارقطني: صدوق (سير الأعلام 13/ 7) وأبوه وثقه الخطيب (التاريخ 5/ 227) والباقون ثقات. وحديث سالم بن عبيد أخرجه عبد بن حميد (365) وابن ماجه (1234) ويعقوب بن سفيان (1/ 454 - 455) والترمذي في "الشمائل" (379) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1299) والنسائي في "الكبرى" (7119 و11219) وابن خزيمة (1541 و1624) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1057) والطبراني في "الكبير" (6367) وأبو نعيم في "الصحابة" (3433 و3434) والواحدي في "الوسيط" (2/ 498) من طرق عن سلمة بن نبيط

الكوفي عن نعيم بن أبي هند عن نُبَيْط بن شَريط عن سالم بن عبيد قال: أُغمي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه فأفاق فقال "حضرت الصلاة؟ " قالوا: نعم، فقال "مروا بلالًا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل للناس أو بالناس" وذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره: واجتمع المهاجرون يتشاورون فقالوا: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا في هذا الأمر. فقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فقال عمر: من له مثل هذا {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] من هما؟ ثم بسط يده فبايعه وبايعه الناس بيعة حسنة جميلة. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 183. وقال البوصيري: سنده صحيح" إتحاف الخيرة 3/ 321. وقال في "مصباح الزجاجة" (1/ 146): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات". قلت: وهو كما قالا. وحديث رافع بن عمرو أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (3) من طريق أبي محمد أنس بن أبي أنيسة الرُّهاوي ثنا الوليد بن مسلم عن يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير عن رافع بن عمرو الطائي عن أبي بكر الصديق أنّ عمر قال للأنصار يوم السقيفة: أتعلمون أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: نعم، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يؤم أبا بكر؟ قالوا: لا، أينا. وإسناده ضعيف، الوليد وعبد الملك مدلسان وقد عنعنا، ويزيد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وأنس الرهاوي لم أقف له على ترجمة. 4655 - عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [النور: 4] الآية قال سعد بن عبادة: أهكذا أنزلت؟ فلو وجدت لكاع متفخذها رجل لم يكن لي أن أحركه ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟ " قالوا: يا رسول الله، لا تلمه فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته. فقال سعد: والله إني لأعلم يا رسول الله إنها لحق وأنها من عند الله ولكني عجبت.

قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد واللفظ له وأبي داود والحاكم: فذكره" (¬1). أخرجه الطيالسي (ص 347 - 348) عن عباد بن منصور البصري قال: ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره. وزاد: فبينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذلك إذ جاء هلال بن أمية الواقفي وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم فقال: فذكر قصة اللعان. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 394 - 395) وفي "معرفة السنن" (11/ 167) وفي "الصغرى" (2755 و2756). ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أحمد (1/ 238 - 239) وأبو داود (2256) وأبو يعلى (2740) والبيهقي (7/ 395 و409 - 410) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 205) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 478 - 479) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 180 - 181). 2 - النضر بن شميل المازني. أخرجه الطبري في "تفسيره" (18/ 82 - 83). قال الهيثمي: مداره على عباد بن منصور وهو ضعيف" المجمع 5/ 11 - 12. قلت: ضعفه ابن معين والجمهور، وقواه البخاري والعجلي. - ورواه أيوب السَّخْتياني عن عكرمة واختلف عنه: • فقال حماد بن زيد: ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر قصة سعد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (8226) عن الحسن بن أحمد الكِرماني ثنا أبو الربيع ثنا حماد (¬2) به. وإسناده حسن، الحسن بن أحمد صدوق، والباقون ثقات، وأبو الربيع اسمه سليمان بن داود الزهراني. ¬

_ (¬1) 11/ 232 (كتاب النكاح - باب الغيرة). (¬2) ومن طريق حماد أخرجه ابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه في "تفاسيرهم" (فتح الباري 11/ 368).

ولم ينفرد حماد به بل تابعه جرير بن حازم البصري عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر قصة اللعان. أخرجه الطبري (18/ 83 - 84) والحاكم (2/ 202) والبيهقي (7/ 395) وفي "معرفة السنن" (11/ 133 - 134) من طريق حسين بن محمد المَرُّوْذِي ثنا جرير بن حازم به. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه بهذه السياقة إنّما أخرجا حديث هشام بن حسان عن عكرمة (¬1) مختصرا". قلت: وهو كما قال. • ورواه إسماعيل بن علية عن أيوب عن عكرمة مرسلًا قال: فذكر قصتي سعد واللعان. أخرجه الطبري (18/ 82) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية به. ورواته ثقات. وتابعه مَعْمر بن راشد عن أيوب عن عكرمة مرسلًا في ذكر القصتين. أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (12444) وفي "تفسيره" (3/ 53 - 54). ورواته ثقات. قال الترمذي: سألت محمدا قلت: روى عباد بن منصور هذا الحديث عن عكرمة عن ابن عباس مثل حديث هشام، وروى أيوب عن عكرمة أنّ هلال بن أمية مرسلًا. فأي الروايات أصح؟ فقال: حديث عكرمة عن ابن عباس هو محفوظ، ورآه حديثا صحيحا" العلل 1/ 474. 4656 - عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال "يا معشر الأنصار حمِّروا وصفِّروا وخالفوا أهل الكتاب". قال الحافظ: ولأحمد بسند حسن عن أبي أمامة قال: فذكره، وأخرج الطبراني في "الأوسط" نحوه من حديث أنس" (¬2). حسن ¬

_ (¬1) يعني عن ابن عباس في قصة اللعان (فتح 11/ 368). (¬2) 12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب).

أخرجه أحمد (5/ 264 - 265) ثنا زيد بن يحيي ثنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر ثني القاسم قال: سمعت أبا أمامة يقول: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال "يا معشر الأنصار حمِّروا وصفِّروا وخالفوا أهل الكتاب" قال: فقلنا: يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "تسرولوا وأتزروا وخالفوا أهل الكتاب" قال: فقلنا يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-"فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب" قال: فقلنا: يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "قصّوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7924) من طريق سليمان بن موسى الخبائري ثنا زيد بن يحيي بن عبيد الدمشقي ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ثني القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: فذكر الحديث. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5987) من طريق عيسى بن هلال الحمصي ثنا زيد بن عبيد به. وسند أحمد حسن كما قال الحافظ: فزيد بن يحيي وعبد الله بن العلاء ثقتان، والقاسم بن عبد الرحمن صدوق. وأما حديث أنس فأظنه الذي أخرجه الطبراني في "الأوسط" (142) عن أحمد بن يحيي بن خالد بن حيان الرقي ثنا يحيي بن بكير ثني عبد الله بن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أنس قال: كنا يوما عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدخلت عليه اليهود، فرآهم بيض اللحى، فقال "ما لكم لا تغيرون" فقيل: إنّهم يكرهون. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-"لكنَّكم غَيِّرُوا، وإياي والسّواد". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سعد بن إسحاق إلا ابن لهيعة". قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. 4657 - "يا معشر التجار، إنّ البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة" قال الحافظ: وفي "السنن" من حديث قيس بن أبي غَرَزَة بفتح المعجمة والراء والزاي مرفوعا: فذكره" (¬1). صحيح ¬

_ (¬1) 5/ 219 - 220 (كتاب البيوع - باب ما يكره من الحلف في البيع).

يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة الكوفي قال: سمعت قيس بن أبي غرزة يقول: كنا نُسمى على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السماسرة، فمرّ بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمانا باسم هو أحسن منه فقال "يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة". أخرجه عبد الرزاق (15961) وابن أبي شيبة (7/ 21) وأحمد (6/ 4 و280) وأبو دواد (3326) وابن ماجه (2145) والترمذي (3/ 505) والطحاوي في "المشكل" (2079 و2080 و2081) وابن البختري في "حديثه" (559) وابن الأعرابي في "معجمه" (ص 228 - 229) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 345) والطبراني في "الكبير" (18/ 355) و"الأوسط" (4482) وأبو نعيم في "الصحابة" (5698) والبيهقي (5/ 265 - 266) وفي "الصغرى" (1857) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (801) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 439) والمزي (24/ 75) عن الأعمش والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 144) والنسائي (7/ 14 - 15 و217) وفي "الكبرى" (4742 و6055) والطبراني في "الكبير" (18/ 358) و"الأوسط" (4016) والحاكم (2/ 5) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 125 - 126) وفي "الصحابة" (5698) عن منصور بن المعتمر وأحمد (4/ 6) والنسائي (7/ 14) وفي "الكبري" (4741) وابن قانع (2/ 345) والحاكم (2/ 5) والطبراني في "الكبير" (18/ 354 و354 - 355) عن مغيرة بن مِقْسَم الكوفي والطيالسي (ص 167) وعبد الرزاق (15962) وأحمد (4/ 6) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (565) وفي "الصحابة" (1963) والطحاوي في "المشكل" (2080 و2081) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 344 - 345 و345) والطبراني في "الكبير" (18/ 355 و355 - 356 و356) وابن عدي (2/ 814) والحاكم (5/ 2 - 6) وفي "علوم الحديث" (ص 158) والبيهقي (5/ 266) عن حبيب بن أبي ثابت والحميدي (438) وأحمد (4/ 6) وأبو داود (3327) والترمذي (1208) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1014 و1015) والنسائي في "الكبري" (4740) وابن الجارود (557) والطبراني في "الكبير" (18/ 356 و357) والحاكم (2/ 5) والخطيب في "تاريخه" (5/ 75)

عن عاصم بن بهدلة والحميدي (438) وأحمد (4/ 6) وأبو داود (3327) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1014 و1015) والنسائي في "الكبرى" (4740) وابن الجارود (557) والطبراني في "الكبير" (18/ 357) والحاكم (2/ 5) والخطيب في "تاريخه" (5/ 75) عن جامع بن أبي راشد الكوفي والحميدي (438) وأبو داود (3327) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1014 و1015) والنسائي في "الكبرى" (4739 و4740) وابن الجارود (557) والطبراني في "الكبير" (18/ 357) والحاكم (2/ 5) والجورقاني في "الأباطيل" (508) عن عبد الملك بن أَعْيَن الكوفي والطبراني في "الصغير" (130) و"الأوسط" (1254) والخطيب (5/ 203 - 204) عن ميمون أبي حمزة الكوفي والطبراني في "الكبير" (18/ 357) و"الأوسط" (5480) عن الحكم بن عتيبة و (18/ 358) عن حبيب بن حسان وعن عبيدة بن مُعَتِّب الكوفي وعن يزيد الفخم وعن حبيب بن زيد الأنصاري كلهم عن أبي وائل به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح". وقال أيضًا وكذا الجورقاني: هذا حديث صحيح". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لما قدمت ذكره من تفرد أبي وائل بالرواية عن قيس بن أبي غرزة". وقال في "المعرفة": قيس بن أبي غرزة ليس له راو غير أبي وائل".

قلت: لم ينفرد به أبو وائل بل تابعه: 1 - قيس بن أبي حازم. قال الخطيب (5/ 75): أنا أبو بكر البرقاني أنا الدارقطني ثنا أحمد بن محمد بن عمار القطان ثنا عبد الله بن محمد بن أيوب ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن قيس بن أبي غرزة به. قال الدارقطني: حديث إسماعيل عن قيس تفرد به عبد الله بن أيوب ولم نكتبه إلا عن شيخنا هذا وكان من الثقات". واختلف فيه على عبد الله بن محمد بن أيوب، فرواه محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن عمار العطار عنه ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل عن قيس بن أبي غرزة، لم يذكر قيس بن أبي حازم. أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 63) عن العطار به. 2 - زيد بن وهب الكوفي. روى الخطيب (7/ 287) من طريق المحاملي ثنا الحسن بن أيوب المدائني ثنا عبد الله بن سلمة ثنا الأعمش عن يزيد بن وهب عن قيس بن أبي غرزة به. وإسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن سلمة هو الأفطس وهو متروك، قاله النسائي وأبو حاتم وغيرها. 4658 - عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى النساء وأنا معهن، فقال: "يا معشر النساء، إنّكنّ أكثر حطب جهنم" فناديت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكنت عليه جريئة، لم يا رسول الله؟ قال "لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير". قال الحافظ: أخرجه البيهقي والطبراني وغيرهما من طريق شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد" (¬1). حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 168) وابن عساكر (ترجمة أسماء بنت يزيد بن السكن ص 33) من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج والنساء في جانب المسجد، ¬

_ (¬1) 3/ 120 (كتاب العيدين - باب موعظة الإمام النساء يوم العيد).

وأنا فيهن، فسمع ضوضاءهنّ فقال "يا معشر النساء، أنتنّ أكثر حطب جهنم" قالت: فناديت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكنت جريئة على كلامه، فقلت: يا رسول الله، بماذا؟ قال "إنّكنّ إذا أُعطيتنّ لم تشكرن، وإذا ابتلبتنّ لم تصبرنّ، وإذا أمسك عنكنّ شكوتنّ. وإياكنّ وكفر المنعمين" فقلت: يا رسول الله، وما المنعمون؟ قال "المرأة تكون تحت الرجل قد ولدت الولدين والثلاثة، فتقول: ما رأيت منك خيرا قط". وإسناده حسن، داود العطار ثقة، وابن خثيم وشهر صدوقان. ولم ينفرد داود العطار به بل تابعه يحيى بن سليم الطائفي عن ابن خثيم به. أخرجه الطبراني (24/ 168). 4659 - عن سعيد بن أبي سندر الأسلمي عن رجل من قومه قال: كان معنا رجل يقال له أحمر كان شجاعا وكان إذا نام غط فإذا طرقهم شيء صاحوا به فيثور مثل الأسد، فغزاهم قوم من هذيل في الجاهلية فقال لهم ابن الأثوع -وهو بالثاء والعين المهملة- لا تعجلوا حتى انظر فإن كان أحمر فيهم فلا سبيل إليهم فاستمع فإذا غطيط أحمر فمشى إليه حتى وضع السيف في صدره فقتله وأغاروا على الحي، فلما كان عام الفتح وكان الغد من يوم الفتح أتى ابن الأثوع الهذلي حتى دخل مكة وهو على شركه فرأته خزاعة فعرفوه فأقبل خراش بن أمية فقال: أخرجوا عن الرجل فطعنه بالسيف في بطنه فوقع قتيلا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا معشر خزاعة ارفعوا أيديكم عن القتل، ولقد قتلتم قتيلا لأدينه". قال الحافظ: قال ابن إسحاق في "المغازي": حدثني سعيد بن أبي سندر الأسلمي عن رجل من قومه قال: فذكره. قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب قال: لما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- ما صنع خراش بن أمية قال "إنّ خراشا لقتال" يعيبه بذلك" (¬1). الحديث في سيرة ابن هشام (المجلد الثاني ص 414 - 415) عن ابن إسحاق به. وسعيد بن أبي سندر لم أعرفه. وله شاهد عن أبي شريح الخزاعي أخرجه ابن إسحاق أيضًا بإسناد حسن. وانظر الإرواء 7/ 276 - 279 ¬

_ (¬1) 15/ 226 (كتاب الديات - باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين).

4660 - "يا معشر قريش إنّكم أهل هذا الأمر ما لم تحدثوا، فإذا غيرتم بعث الله عليكم من يلحاكم كما يلحى القضيب". قال الحافظ: فعند أحمد وأبي يعلى من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عم أبيه عبد الله بن مسعود ولم يدركه، هذه رواية صالح بن كيسان عن عبيد الله، وخالفه حبيب بن أبي ثابت فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود الأنصاري ولفظه "لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته" الحديث أخرجه أحمد، وفي سماع عبيد الله من أبي مسعود نظر مبني على الخلاف في سنة وفاته، وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار أخرجه الشافعي والبيهقي من طريقه بسند صحيح إلى عطاء ولفظه "قال لقريش: أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذه الجريدة" (¬1). أخرجه أحمد (1/ 458) وابن أبي عاصم في "السنة" (1500) وأبو يعلى (5024) والخطيب في "التاريخ" (10/ 176 - 177) من طرق عن إبراهيم بن سعد المدني عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ ابن مسعود قال: بينا نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قريب من ثمانين رجلًا من قريش ليس فيهم إلا قرشي لا والله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ، فذكروا النساء فتحدثوا فيهنّ فتحدث معهم حتى أحببت أن يسكت، قال: ثم أتيته فتشهد ثم قال "أما بعد يا معشر قريش فإنّكم أهل هذا الأمر ما لم تعصوا اله فإذا عصيتموه بعث إليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب" لقضيب في يده، ثم لحا قضيبه فإذا هو أبيض يصلد. ورواته ثقات إلا أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك ابن مسعود. قال المزي: روى عبيد الله بن عبد الله عن عم أبيه عبد الله بن مسعود مرسل" تهذيب الكمال. والحديث رواه حبيب بن أبي ثابت واختلف عنه: - فقال الأعمش: عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن الحارث عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقريش: "لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أحداثا فيسلط عليكم شرار خلقه فيلتحوكم كما يلتحى القضيب". ¬

_ (¬1) 16/ 233 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش).

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1118) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو يحيى الحِمّاني عن الأعمش به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 262 - 263) من طرق عن أبي كريب به، والسياق له. وتابعه حمزة بن حبيب الزيات عن حبيب بن أبي ثابت به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 262) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا الوليد بن عقبة الشيباني ثنا حمزة الزيات به. - وقال شعبة: عن حبيب بن أبي ثابت عن عبيد الله بن القاسم أو القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود. أخرجه أحمد (4/ 118) عن محمد بن جعفر غُنْدر ثنا شعبة به. - ورواه سفيان الثوري عن حبيب واختلف عنه: • فقال معاوية بن هشام الكوفي: ثنا سفيان عن حبيب عن القاسم بن الحارث عن عبد الله (¬1) بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود. أخرجه أحمد (¬2) (5/ 274). • وقال أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري: عن سفيان عن حبيب عن القاسم بن الحارث عن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود. أخرجه أحمد (¬3) (5/ 274). وتابعه الحسين بن حفص الأصبهاني ثنا سفيان به. أخرجه الحاكم (4/ 502 - /503). • ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سفيان واختلف عنه: فرواه أحمد (¬4) (5/ 274 و274 - 275) عن أبي نعيم فقال: عن عبد الله بن عتبة. ¬

_ (¬1) هكذا في "المسند": عبد الله، وفي "تعجيل المنفعة": عبيد الله. (¬2) انظر "تعجيل المنفعة" 2/ 126 و127. (¬3) انظر "تعجيل المنفعة" 2/ 126 و127. (¬4) انظر "تعجيل المنفعة" 2/ 126 و127.

وتابعه ابن أبي شيبة عن أبي نعيم به. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1119). ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي نعيم فقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 262). قال الحافظ: هذا جميع ما أورده أحمد لهذا الحديث، وقصد بذلك بيان الاختلاف على شعبة وعلى سفيان، وسفيان أحفظ من شعبة، ولا سيما في الأسماء، والقاسم بن الحارث هذا هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام نسب إلى جد أبيه، والذي وقع لشعبة أنّه القاسم بن عبيد الله الصواب فيه: القاسم عن عبيد الله، فعبيد الله شيخه، لا أبوه" التعجيل 2/ 126 - 127. وقال الحاكم لما ذكره: صحيح الإسناد". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث وهو ثقة" المجمع 2/ 193. قلت: القاسم ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راوبا إلا حبيب بن أبي ثابت فهو مجهول، وذكره الذهبي في "الميزان" وقال: غير معروف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وأما حديث عطاء بن يسار فأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 278) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك، عن ابن أبي ذئب عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لقريش "أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم مع الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما نلحى هذه الجريدة -يشير إلى جريدة في يده-". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة" (1/ 155). وشريك صدوق، والباقون ثقات. 4661 - دعائه -صلى الله عليه وسلم- "يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك". سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح ¬

_ (¬1) 17/ 148 (كتاب الاعتصام - باب مقلب القلوب).

ورد من حديث النواس بن سمعان ومن حديث أنس ومن حديث بلال ومن حديث شهاب الجرمي ومن حديث عائشة ومن حديث أم سلمة ومن حديث أسماء ومن حديث عروة بن الزبير مرسلًا. فأما حديث النواس فأخرجه أحمد (4/ 182) وابن ماجه (199) وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 62) وابن أبي عاصم في "السنة" (226 و237 و796) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1224) والنسائي في "الكبرى" (7738) والطبري في "التفسير" (3/ 188) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 188 - 190) وابن حبان (943) والطبراني في "مسند الشاميين" (582) وفي "الدعاء" (1262) والآجري في "الشريعة" (734) والدارقطني في "الصفات" (43) وابن بطة في "الإبانة" (المختار 202) وابن منده في "الرد على الجهمية" (68) وفي "التوحيد" (275 و511) والحاكم (1/ 525 و2/ 289 و4/ 321) والبيهقي في "الإعتقاد" (ص 152) وفي "الأسماء" (ص 188 و428) والخطيب في "التاريخ" (8/ 406 - 407) والبغوي في "شرح السنة" (89) وفي "التفسير" (1/ 322 - 323) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (263) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (539) من طرق (¬1) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي قال: سمعت بسر بن عبيد الله الحضرمي يقول: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: حدثني النواس بن سمعان رفعه "ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه". وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك". وقال "والميزان بيد الرحمن، يرفع (¬2) أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القامة". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". وقال ابن منده: حديث ثابت، رواه الأئمة المشاهير ممن لا يمكن الطعن علي واحد منهم". وقال البوصيري: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 1/ 27. قلت: وهو كما قالوا إلا أن الشيخين لم يخرجا رواية أبي إدريس عن النواس. ¬

_ (¬1) رواه مسلمة بن علي الخشني عن عبد الرحمن بن يزيد قال: حدثني رجل عن النواس. أخرجه ابن أبي زمنين في "السنة" (19) ومسلمة متروك. (¬2) وفي لفظ: يرفعه ويخفضه.

واختلف فيه على بسر بن عبيد الله، فرواه الوليد بن سليمان بن أبي السائب الدمشقي عن بسر عن أبي إدريس عن نعيم بن همار. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (228) وفي "الآحاد" (1278) وأبو نعيم في "الصحابة" (6397) من طرق عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا الوليد بن سليمان به. قال أبو نعيم: كذا قال الوليد: عن نعيم بن همار، وقال غيره: عن النواس بن سمعان بدل نعيم". قلت: حديث عبد الرحمن بن يزيد أصح، فقد رواه الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي أنّ أبا إدريس الخولاني حدثهم أن النواس حدثهم به. أخرجه ابن منده في "التوحيد" (512) والبيهقي في "القضاء والقدر" (316) من طريق عبد الله بن سالم الحمصي عن محمد بن الوليد الزبيدي ثنا الوليد به. وقال ابن منده: هذا إسناد متصل صحيح". وأما حديث أنس فيرويه الأعمش واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقالوا: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال "نعم، إن القلوب ببن أصبعين من أصابع الله يقلبها". أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 209) وفي "الإيمان" (55) وأحمد بن حنبل (3/ 112) وأحمد بن منيع (مصباح الزجاجة 4/ 139) والترمذي (2140) وابن أبي عاصم في "السنة" (232) وأبو يعلى (3687و3688) والطبري (3/ 188) وابن منده في "التوحيد" (519) والحاكم (1/ 526) والبيهقي في "القضاء والقدر" (382) والبغوي في "شرح السنة" (88) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير وأحمد (3/ 257) وابن منده في "التوحيد" (516) والبيهقي في "الشعب" (742) عن عبد الواحد بن زياد العبدي وابن منده في "التوحيد" (517 و518) والبيهقي (¬1) في "القضاء والقدر" (383) ¬

_ (¬1) ووقع في روايته: عن أبي سفيان ويزيد الرقاشي عن أنس.

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي ثلاثتهم عن الأعمش به. قال الترمذي: حديث حسن". وقال الحاكم: إسناده صحيح". قلت: أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع صدوق كما قال الذهبي في "سير الأعلام"، ولم يذكر سماعا من أنى، ولم أر أحدا صرح بسماعه منه إلا ما قاله أبو حاتم: يحتمل (المراسيل ص 100). والباقون ثقات إلا أنّ ابن حبان قال في "الثقات": كان الأعمش يدلس عن أبي سفيان. - ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. أخرجه أبو يعلى (2318) والطبري (3/ 188) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 41) والدارقطني في "الصفات" (41) وابن منده في "الرد على الجهمية" (69) وفي "التوحيد" (514) والبيهقي في "الشعب" (741) والجورقاني في "الأباطيل" (38) من طرق عن سفيان به. قال الجورقاني: هذا حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات أثبات". وقال ابن منده: هذا حديث ثابت باتفاق". قلت: إسناده على شرط مسلم، وقد أخرج البخاري لأبي سفيان مقرونا بغيره. - ورواه فضيل بن عياض عن الأعمش واختلف عنه: • فقال محمد بن زنبور المكي: ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس. أخرجه الآجري في "الشريعة" (731) والدارقطني في "الصفات" (40) وتابعه محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي ثنا فضيل به. أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (المختار 206) • وقال سويد بن سعيد الحَدَثاني: ثنا فضيل بن عياض ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.

أخرجه ابن منده في "التوحيد" (515) والأول أصح. قال الترمذي: وحديث أبي سفيان عن أنس أصح". - ورواه غير واحد عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس، منهم: 1 - عبد الله بن نمير. أخرجه ابن ماجه (3834) والدارقطني في "الصفات" (42). 2 - إبراهيم بن عيينة الكوفي. أخرجه الآجري (732). 3 - سليمان التيمي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1261) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (317). وهذا محفوظ أيضًا عن الأعمش. قال البخاري في "الأدب المفرد" (683): ثنا الحسن بن الربيع ثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي سفيان ويزيد عن أنس قال: فذكره. وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (264) من طريق جعفر بن محمد بن شاكر البغدادي ثنا الحسن بن الربيع به إلا أنه قال: عن أبي سفيان وغيره. - وقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن ثابت البُنَاني عن أنس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (759) وأبو الشيخ في "العوالي" (28). وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل وقيس. وأما حديث بلال فأخرجه عبد بن حميد (359) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". ورواته ثقات إلا أنه منقطع. قال أبو الفضل بن عمار الشهيد في "علل أحاديث مسلم" (ص 66): عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق بلالًا.

واختلف فيه على شعبة، فرواه محمد بن جعفر غُنْدر عن شعبة فلم يذكر بلالًا. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 210) وفي "الإيمان" (58). وأما حديث شهاب الجرمي فأخرجه الترمذي (3587) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 337 و2/ 330) وأبو نعيم في "الصحابة" (3741) من طريق سعيد بن سفيان الجَحْدَري ثنا أبو معدان عبد الله بن معدان أخبرني عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه عن جده قال: دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، ووضع يده اليمني على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة وهو يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه". قلت: سعيد بن سفيان مختلف فيه، وأبو معدان قال ابن معين: صالح، وعاصم وأبوه ثقتان. - ورواه محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن محمد بن حمران ثنا أبو معدان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن جده، منهم: 1 - معلي بن أسد العَمِّي: أخرجه الطبراني في "الكبير" (7232) وفي "الدعاء" (¬1) (1263) وابن عدي (6/ 2252). 2 - عقبة بن مُكْرم البصري. أخرجه ابن قانع (1/ 337). 3 - خليفة بن خياط. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3740). • وقال سيار (¬2): ثنا محمد بن حمران ثنا صفوان عن عاصم عن أبيه عن جده. ¬

_ (¬1) ووقع فيه: ثنا أبو معدان واسمه عامر بن مرة مكي. (¬2) وفي "المطالب": شبابة. وأظنه: شباب، وهو لقب خليفة بن خياط، والله أعلم.

أخرجه أبو يعلى (المطالب 539 - إتحاف الخيرة 1991) ومحمد بن حمران مختلف فيه، قواه أبو زرعة وغيره، وتكلم فيه ابن المديني وغيره. وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه الحسن البصري عن عائشة قالت: دعوات كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر يدعو بها "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر تدعو بهذا الدعاء، فقال "إنّ قلب الآدمي بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإذا شاء أزاغه، وإذا شاء أقامه". أخرجه أحمد (6/ 91) والنسائي في "الكبري" (7737) والآجري (321) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (21) والهروي في "الأربعين" (26) من طرق عن حماد بن زيد ثنا يونس والمعلي بن زياد وهشام عن الحسن به. ومن هذا الطريق أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (1305، المختار 205) لكنّه يذكر هشاما. قال العراقي: إسناده جيد" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1569. كذا قال، وقد قال المزي في "التهذيب" (6/ 97): لم يصح للحسن سماع من عائشة. الثاني: يرويه علي بن زيد بن جُدْعان واختلف عنه: - فقال حماد بن سلمة: ثنا علي بن زيد عن أم محمد القرشية عن عائشة. أخرجه أحمد (6/ 250 - 251) والدارمي في "الرد على المريسي" (ص 61) وابن أبي عاصم في "السنة" (231 و240) وأبو يعلى (4669) والخرائطي (¬1) في "اعتلال القلوب" (ص 41) والطبراني في "الدعاء" (1259) والآجري (733) وابن بشران (1117) من طرق عن حماد به. وتابعه همام بن يحيى البصري عن علي بن زيد به. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 210) وفي "الإيمان" (57). - وقال مبارك بن فضالة: عن علي بن زيد عن ابن أبي مليكة عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1553) من طريق إبراهيم بن بسطام الزعفراني ثنا المعلي بن الفضل القشيري ثنا مبارك بن فضالة به. ¬

_ (¬1) وقع عنده: حماد بن زيد.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن مبارك إلا معلى، تفرد به إبراهيم". قلت: رواه النضر بن شميل المازني عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عمن سمع عائشة. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1369). وحديث حماد أصح، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. الثالث: يرويه صالح بن محمد بن زائدة المدني عن أبي سلمة عن عائشة قالت: ما رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه في السماء إلا قال "يا مصرف القلوب ثبث قلبي على طاعتك". أخرجه أبو يعلى (4824) وابن عدي (4/ 1377). وصالح قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث. الرابع: يرويه قتادة عن أبي حسان الأعرج عن عائشة قالت: فذكرت الحديث بنحو حديث الحسن البصري. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2701). عن العباس بن الوليد الخلال والخطيب في "تالي التلخيص" (165) عن عباس بن عبد الله الترقفي قالا: ثنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقتادة مدلس وقد عنعن. وأما حديث أم سلمة فله عنها طرق: الأول: يرويه شهر بن حوشب قال: دخلت على أم سلمة فقلت: أخبريني بأكثر ما كان يدعو به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء، فقال "إن قلب ابن آدم ببن أصبعي الرحمن عز وجل، ما شاء أقام، وما شاء أزاغ". أخرجه الطيالسي (ص 224) عن أبي كعب عبد ربه بن عبيد صاحب الحرير عن شهر بن حوشب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 209 - 210) وفي "الإيمان" (56) وأحمد (6/ 315)

وفي "السنة" (222) والترمذي (3522) وابن أبي عاصم (230 و239) وأبو يعلى (6919 و6986) والطبراني في "الكبير" (23/ 334) وفي "الأوسط" (2402) وفي "الدعاء" (1257) والمزي (16/ 482 - 483 و483) من طرق عن أبي كعب به. وأخرجه إسحاق (1879) وأحمد (6/ 294 و301 - 302) وعبد بن حميد (1534) والدارمي في "الرد على المريسي" (ص 62) والطبري (3/ 187 و187 - 188 و189) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 191) وابن أبي حاتم في "التفسير" (سورة آل عمران 145) وابن الأعرابي (1667) والآجري (729) والطبراني في "الكبير" (23/ 338) وفي "الأوسط" (9428) وفي "الدعاء" (1258) وابن بطة في "الإبانة" (1304) من طرق عن شهر به. وقال الترمذي: حديث حسن". وهو كما قال. وزاد أحمد (¬1) في رواية عنده: قالت: قلت: يا رسول الله، ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي، قال "بلى، قولي: اللهم رب محمد النبي محمد النبي اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا". قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 176 وهو كما قال. الثاني: يرويه الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة رفعته "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ولا دبن إلا دينك" قلت: يا رسول الله، قلوب العباد بيد الله؟ قال "نعم، ببن أصبعين من أصابع الله، فإذا أراد أن يقلّب قلبَ عبد قَلَّبَه". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5326) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ثنا جميع بن محمد عن عباد بن راشد عن الحسن به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عباد بن راشد إلا جميع بن محمد، تفرد به الصدائي". قلت: جميع بن محمد لم أقف له على ترجمة، وعباد بن راشد مختلف فيه، والباقون ثقات. وأخرجه الآجري (730) والطبراني في "الكبير" (23/ 366) من طريق الوليد بن مسلم ثنا سالم الخياط قال: سمعت الحسن يحدث عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ¬

_ (¬1) 6/ 301 - 302

يكثر أن يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء، فقال "يا أم سلمة إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع رب العالمين، إذا شاء أقامه، وإذا شاء أزاغه". وإسناده ضعيف لضعف سالم بن عبد الله الخياط. الثالث: يرويه عطاء بن عجلان البصري عن أبي نَضْرة عن أبي هريرة عن أم سلمة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاة المغرب يدخل فيصلي ركعتين ثم يقول فيما يدعو "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" فقلت: يا رسول الله، أتخشى على قلوبنا من شيء؟ قال "ما من إنسان إلا قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإن استقام أقامه، وإن زاغ أزاغه". أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (658) وعطاء بن عجلان كذبه ابن معين والفلاس، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث أسماء فأخرجه الطبري (¬1) (3/ 187) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو حديث أم سلمة. وإسناده حسن. وأما حديث عروة فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 405) من طريق عبد الرزاق أنا مَعْمَر عن هشام عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" قالت له أم سلمة: ما أكثر ما تقول: يا مقلب القلوب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء". ورواته ثقات. 4662 - "يا نساء المؤمنين تهادوا ولو بِفِرْسِن شاة، فإنّه يُثبت المودة ويذهب الضغائن". قال الحافظ: رواه الطبراني من حديث عائشة" (¬2). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5937) عن محمد بن محمد التمار البصري ثنا شيبان بن فَرُّوخ ثنا الطيب بن سلمان قال: سمعت عَمْرة تقول: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. ¬

_ (¬1) رواه الطبري أيضًا عن أبي كريب عن وكيع عن عبد الحميد عن شهر عن أم سلمة. (¬2) 6/ 125 (كتاب الهبة - باب رقم 1).

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرة بنت أرطأة -وهي العدوية بصرية، وليس بعمرة بنت عبد الرحمن- إلا الطيب بن سلمان المؤدب، ويُكنى أبا حذيفة، بصري ثقة". قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ضعيف. ومحمد التمار ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وشيبان بن فروخ قال أبو داود وغيره: صدوق. 4663 - حديث ابن عباس مرّ يهودي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال "يا يهودي حدثنا" فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه؟ وأشار أبو جعفر -يعني أحد رواته- بخنصره أولًا ثم تابع حتى بلغ الإبهام. قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند الترمذي: فذكره، قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح، ووقع في مرسل مسروق عند الهروي مرفوعًا نحو هذه الزيادة" (¬1). أخرجه الترمذي (3240) والطبري في "تفسيره" (24/ 26) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 184 - 185) وابن أبي عاصم في "السنة" (545) وابن منده في "الرد على الجهمية" (65) عن محمد بن الصلت الكوفي وأحمد (1/ 251 و324) وابنه في "السنة" (494) عن حسين بن حسن الأشقر قالا: ثنا أبو كدينة عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: فذكره، وزاد في آخره "فأنزل الله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] ". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وأبو كدينة اسمه يحيى بن المهلب. قال: رأيت محمد بن إسماعيل روى هذا الحديث عن الحسن بن شجاع عن محمد بن الصلت". ¬

_ (¬1) 17/ 169 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]).

ولم ينفرد أبو كدينة به بل تابعه عمران بن عيينة الكوفي عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: فذكر نحوه. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (493). وعطاء بن السائب صدوق اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع أبي كدينة وعمران بن عيينة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وخالفهما حماد بن سلمة فرواه عن عطاء بن السائب عن أبي السائب وعن أبي الضحى عن مسروق مرسلًا. أخرجه ابن منده في "الرد على الجهمية" (66) أنا أبو عمرو مولى بني هاشم ثنا محمد بن عبد الوهاب العسقلاني ثنا آدم ثنا حماد بن سلمة به. وحماد بن سلمة ممن روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه في قول الجمهور، وأبو عمرو مولى بني هاشم هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني الأصبهاني يعرف بابن ممك قال أبو نعيم: حسن المعرفة بالحديث (أخبار أصبهان 1/ 122) وقال الذهبي: محدّث رحال صدوق (السير 15/ 306) ومحمد بن عبد الوهاب لم أجده، وآدم هو ابن أبي إياس ثقة مشهور. 4664 - "يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحلّ هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه، فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة، فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الدين يستخرجون كنزه". قال الحافظ: ووقع هذا الحديث عند أحمد من طريق سعيد بن سمعان عن أبي هريرة بأتم من هذا السياق ولفظه: فذكره" (¬1). صحيح أخرجه الطيالسي (ص 312 - 313) عن ابن أبي ذئب أني سعيد بن سمعان قال: سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة وهو يطوف بالبيت فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 52 - 53) وأحمد (2/ 291 و312 و328 و351) والفاكهي في "أخبار مكة" (763 و1033) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2911) وابن حبان (6827) والحاكم (4/ 452 - 453) من طرق عن ابن أبي ذئب به. ¬

_ (¬1) 4/ 207 (كتاب الحج - باب هدم الكعبة).

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين". وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ما خرجا لابن سمعان شيئًا ولا روى عنه غير ابن أبي ذئب، وقد تكلم فيه". وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 298. قلت: وإسناده صحيح، وسعيد بن سمعان وإن لم يخرج له الشيخان فقد وثقه العجلي والنسائي وابن حبان والدارقطني، ولم أر أحدا تكلم فيه إلا الأزدي، والأزدي متكلم فيه، وروى عنه غير ابن أبي ذئب: أبو سعيد سابق بن عبد الله الجزري الرقي كما في "التهذيب". والحديث أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 278) عن جده ثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج أني رجل عن سعيد بن سمعان (¬1) أنّه سمع أبا هريرة يحدث أبا قتادة رفعه: فذكره. وسعيد بن سالم وعثمان بن عمرو بن ساج مختلف فيهما. 4665 - "يُبعث صاحب النخامة يوم القيامة وهي في وجهه". قال الحافظ: وفي رواية لابن خزيمة من حديث ابن عمر مرفوعًا: فذكره" (¬2). أخرجه ابن خزيمة (1313) عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا شبابة ثنا عاصم بن محمد عن محمد بن سُوقة عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا "يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه". وأخرجه ابن حبان (333) عن عبد الرحمن بن زياد الكناني ثنا الحسن بن محمد بن الصباح به. هكذا رواه ابن خزيمة والكناني عن الحسن بن محمد بن الصباح عن شبابة بن سوّار عن عاصم بن محمد به. وخالفهما البزار (كشف 413) فرواه عن الحسن بن محمد بن الصباح ثنا شبابة بن سوّار ثنا عاصم بن عمر به. فسمى شيخ شبابة: عاصم بن عمر. ¬

_ (¬1) في المطبوع "إسماعيل" ولعله خطأ. (¬2) 2/ 54 (كتاب الصلاة - باب حك البزاق باليد من المسجد).

ولم ينفرد الحسن بن محمد بن الصباح به بل تابعه يحيى بن أيوب عن شبابة بن سوّار عن عاصم بن محمد. على الوجه الأول. أخرجه ابن الأعرابي (ق 237/ ب). وتابع شبابة على الوجه الثاني أبو أحمد حسين بن محمد المرُّوذي. قال ابن خزيمة (1312): ثنا الجوهري ثنا حسين بن محمد أبو أحمد عن عاصم بن عمر به. واختلف فيه على محمد بن سوقة، فرواه جماعة عنه عن نافع عن ابن عمر موقوفًا. أخرجه ابن خزيمة (1312) من طريق مروان بن معاوية الفزاري وعبد الله بن نمير ويعلي بن عبيد الطنافسي عن محمد بن سوقة به. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 365) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن محمد بن سوقة به. 4666 - حديث جابر رفعه "يُبعث كل عبد على ما مات عليه". قال الحافظ: أخرجه مسلم (2878) (¬1). 4667 - "يَبعث الله الناس فيكسوني ربي حلة خضراء فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود" قال الحافظ: ووقع في صحيح ابن حبان من حديث كعب بن مالك مرفوعًا: فذكره" (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أكون أنا وأمتي على تل". 4668 - "يبعثون على نياتهم". قال الحافظ: أخرجه مسلم (2882 و2884) من حديث عائشة وأم سلمة" (¬3) ¬

_ (¬1) 14/ 172 (كتاب الرقاق - باب الحشر) و16/ 132 (كتاب الفتن - باب إذا أنزل الله بقوم عذابا). (¬2) 2/ 236 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الدعاء عند النداء). (¬3) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي).

4669 - عن عبد الله بن عمرو رفعه "يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة". قال الحافظ: رفع هذا لا يثبت، وقد أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" بسند جيد عن عبد الله بن عمرو موقوفا، وقد ورد عنه ما يعارضه، فأخرج أحمد ونعيم بن حماد من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو رفعه "الآبات خرزات منظومات في سلك، إذا انقطع السلك تبع بعضها بعضا" وأخرج الطبراني من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو رفعه "إذا طلعت الشمس من مغربها خرّ ابليس ساجدا ينادي: إلهي، مرني أن أسجد لمن شئت" (¬1). الموقوف أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1849 و1979) وابن أبي شيبة (15/ 179) عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي خيثمة (¬2) عن ابن عمرو قال: فذكره. وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (713) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسماعيل بن أبي خالد به. وأبو خيثمة مما عرفته. وأما حديث "الآيات خرزات منظومات في سلك". فأخرجه أحمد (2/ 219) عن مؤمل بن إسماعيل البصري والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 144) عن رَوح بن عبادة البصري قالا: ثنا حماد ثنا علي بن زيد عن خالد بن الحويرث عن ابن عمرو به مرفوعا. - ورواه يزيد بن هارون الواسطي واختلف عنه: • فقال ابن أبي شيبة (15/ 63): ثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن خالد بن الحويرث عن ابن عمرو. وتابعه: 1 - أحمد بن سنان القطان الواسطي. ¬

_ (¬1) 14/ 140 (كتاب الرقاق - باب حدثنا أبو اليمان). (¬2) وقع عند نعيم في الموضع الأول: عن خيثمة.

أخرجه أبو الشيخ (¬1) في "الأمثال" (264) 2 - شعيب (¬2). أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (89) • وقال سعيد بن مسعود المروزي: ثنا يزيد بن هارون أنبأ ابن عون عن خالد بن الحويرث عن ابن عمرو. أخرجه الحاكم (4/ 473 - 474) وخالد بن الحويرث مجهول، قال ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن عدي: إذا كان يحيى لا يعرفه فلا يكون له شهرة ولا يعرف. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. لكن للحديث شاهد صحيح يتقوى به، أخرجه الحاكم (4/ 546) عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك الزاهد ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعاً "الأمارات خرزات" الحديث. قال الحاكم: صحيح الإسناد". قلت: وهو كما قال، فابن السماك قال الخطيب: كان ثقة ثبتا، وقال الدارقطني: كان من الثقات، ووثقه عمر بن أحمد الواعظ وابن الفضل القطان. وحنبل بن إسحاق قال الخطيب: كان ثقة ثبتا، وقال الدارقطني: صدوق. وموسى بن إسماعيل هو التبوذكي وهو ثقة، وكذا حماد وحميد. وأما حديث "إذا طلعت الشمس من مغربها خرّ إبليس ساجدا ينادي". فأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 111) و"الأوسط" (94) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ثنا ابن لهيعة عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو به مرفوعا. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن سعيد". ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن خالد بن الحارث. (¬2) أظنه: ابن يوسف النسائي.

وقال ابن كثير: وهذا غريب جدا، ورفعه فيه نكارة، ولعله من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فكان يحدث منهما أشياء غرائب" الفتن ص 136. وقال في "التفسير" (2/ 195): هذا حديث غريب جداً، وسنده ضعيف، ولعله من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك، فأما رفعه فمنكر". وقال الهيثمي: وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق وهو ضعيف" المجمع 8/ 8. قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأما إسحاق بن إبراهيم فهو ابن العلاء بن الضحاك بن زبريق الحمصي الزبيدي وهو مختلف فيه، وثقه مسلمة، وقال ابن معين: لا بأس به، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال أبو داود: ليس هو بشيء. 4670 - حديث أبي بكرة: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين فجاء سهم أو ضربني رجل بسيف؟ قال "يبوء بإثمه وإثمك". قال الحافظ: أخرجه مسلم (2887) (¬1) 4671 - "ينبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان". قال الحافظ: أخرجه مسلم عن أبي هريرة مرفوعا" (¬2) أخرجه مسلم (2944) عن أنس مرفوعا "يتبع الدجال من يهود أصبهان شعون ألفا عليهم الطيالسة". 4672 - حديث النواس بن سمعان في قصة الدجال "يتبعه الدجال وعليهم الطيالسة". قال الحافظ: وقد ثبت عند مسلم من حديث النواس بن سمعان في قصة الدجال: فذكره" (¬3). قلت: أخرجه مسلم (2944) من حديث أنس. 4673 - "يتعاقبون فيكم ملائكة". سكت عليه الحافظ (¬4). أخرجه البخاري (فتح 2/ 173 - 176) من حديث أبي هريرة. ¬

_ (¬1) 16/ 137 (كتاب الفتن - باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا ترجعوا بعدي كفارا). (¬2) 17/ 194 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة). (¬3) 12/ 389 (كتاب اللباس - باب التقنع). (¬4) 11/ 165 (كتاب النكاح - باب حسن المعاشرة مع الأهل).

4674 - "يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة". قال الحافظ: ثبت في الحديث الآخر عند مسلم وغيره: فذكره" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان". والحديث لم أره عند مسلم. 4675 - حديث أبي أيوب قال: قلت: يا رسول الله، هذا السلام فما الإستئناس؟ قال: "يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبيرة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت". قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف من حديث أبي أيوب قال: فذكره" (¬2). ضعيف جدا أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 607) ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن واصل بن السائب عن أبي سَوْرَة عن أبي أيوب الأنصاري قال: قلت: يا رسول الله، هذا السلام فما الاستئناس؟ قال: "يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت". وأخرجه ابن ماجه (3707) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4065) عن عبيد بن غنام الكوفي. وابن أبي حاتم في "تفسيره" (14348) عن أبيه. قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به. ورواه القاسم بن مالك الكوفي عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب بلفظ "الاستئناس أن تدعو الخادم حتى يستأنس أهل البيت الذين تستأذن عليهم". قال ابن كثير: هذا حديث غريب" التفسير 3/ 281. وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف. أبو سورة قال فيه البخاري: منكر الحديث يروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليه" مصباح الزجاجة 4/ 110. ¬

_ (¬1) 16/ 63 (كتاب التعبير - باب القيد في المنام). (¬2) 13/ 243 (كتاب الاستئذان - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27]).

قلت: وقال فيه البخاري أيضاً: لا يعرف له سماع من أبي أيوب" علل الترمذي 1/ 115. وقال الترمذي: يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جدا. وقال الساجي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات". وواصل بن السائب هو الرقاشي أبو يحيى البصري قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 4676 - "يجتمع الخضر وإلياس كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويفترقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله". قال الحافظ: وروى الدارقطني في "الأفراد" من طريق عطاء عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، في إسناده محمد بن أحمد بن زبد بمعجمة ثم موحدة ساكنة وهو ضعيف، وروى ابن عساكر من طريق هشام بن خالد عن الحسن بن يحيي عن ابن أبي روّاد نحوه وزاد "ويشربان من ماء زمزم شربة تكفيهما إلى قابل" وهذا معضل، ورواه أحمد في "الزهد" بإسناد حسن عن ابن أبي روّاد وزاد "إنّهما يصومان رمضان ببيت المقدس" وروى الطبري من طريق عبد الله بن شوذب نحوه" (¬1). ضعيف أخرجه العقيلي (1/ 224) وابن عدي (2/ 740) وإبراهيم بن محمد المزكي في "فوائده" تخريج الدارقطني (اللآلىء 1/ 166 - 167 واللسان 2/ 206 والإصابة 3/ 120) وابن عساكر كما في "البداية والنهاية" (1/ 333) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 195 و195 - 196) وفي "مثير الغرام" (ص 194) من طرق عن محمد بن أحمد بن زيد (¬2) المزاري ثنا عمرو بن عاصم ثنا الحسن بن رزين ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يلتقي الخضر وإلياس في كل موسم، فإذا أرادا أن يتفرقا، تفرقا على هذه الكلمات: بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله، ولا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله، ما تكن من نعمة فمن الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فمن قالها إذا أمسى آمن من الحرق، والغرق، والشرق، حتى يصبح، ومن قالها إذا أصبح ثلاث مرات آمن من الحرق والغرق والشرق حتى يمسي". ¬

_ (¬1) 7/ 245 - 246 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حديث الخضر مع موسي (1) عليه السلام). (¬2) وقيل: ابن زبدة، وقيل: ابن زبدا.

واختلف فيه على الحسن بن رزين، فرواه محمد بن كثير العبدي عنه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس موقوفا. أخرجه العقيلي (1/ 225) وقال: الحسن بن رزين بصري مجهول في الرواية ولا يتابع عليه مسندا ولا موقوفا". وقال ابن عدي: لا أعلم يروي هذا عن ابن جريج بهذا الإسناد غير الحسن بن رزين هذا وليس بالمعروف، وهو من رواية عمرو بن عاصم عنه، وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر. وقال: حدّث الحسن بن رزين عن ابن جريج بما ليس بمحفوظ عن ابن جريج". وقال الدارقطني في "الأفراد" (¬1): هذا حديث غريب من حديث ابن جريج لم يحدّث به غير الحسن بن رزين". وقال ابن المنادي (¬2): هذا حديث واه بالحسن بن رزين". ولم ينفرد به بل تابعه مهدي بن هلال البصري ثني ابن جريج فذكره بلفظ "يجتمع البري والبحري إلياس والخضر كل عام بمكة، قال ابن عباس: بلغنا أنّه يحلق أحدهما رأس صاحبه، ويقول أحدهما للآخر: قل بسم الله الخ، وزاد: قال ابن عباس: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما من عبد فالها في كل يوم إلا أمن من الحرق والغرق والشرق وكل شيء يكرهه حتى يمسي، وكذلك حتى يصبح". أخرجه ابن الجوزي في "الواهيات" (الإصابة 3/ 120 - اللآلىء 1/ 167) من طريق أحمد بن عمار ثنا محمد بن مهدي ثنا مهدي بن هلال به. وقال: أحمد بن عمار متروك عند الدارقطني، ومهدي بن هلال مثله، وقال ابن حبان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات". وقال الحافظ في "الإصابة": الحديث واه جدا". وحديث عبد العزيز بن أبي روّاد له عنه طريقان: الأول: يرويه علي بن الحسين بن ثابت الدوري عن هشام بن خالد عن الحسن بن يحيى الخُشَنِي عن ابن أبي روّاد قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس، ويحجان في كل سنة، ويشربان من ماء زمزم شربة واحدة تكفيهما إلى مثلها من قابل. ¬

_ (¬1) الإصابة 3/ 120 - البداية والنهاية 1/ 333. (¬2) الإصابة 3/ 120 - البداية والنهاية 1/ 333.

أخرجه ابن عساكر (البداية 1/ 333 - الإصابة 3/ 125). والحسن بن يحيي مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. الثاني: يرويه ضَمْرة بن ربيعة عن السري بن يحيي عن ابن أبي روّاد قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس، ويوافيان الموسم في كل عام. أخرجه أحمد وابنه في "زوائد "الزهد" (الإصابة 3/ 121 و125). وحديث عبد الله بن شوذب أخرجه الطبري في "تاريخه" (1/ 365) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ثنا محمد بن المتوكل ثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال: الخضر من ولد فارس، وإلياس من بني إسرائيل، يلتقيان في كل عام بالموسم. 4677 - حديث علي رفعه "يجزىء عن الجماعة إذا مرّوا أن بسلم أحدهم، ويجزىء عن الجلوس أن يردّ أحدهم". قال الحافظ: أخرجه أبو داود والبزار، وفي سنده ضعف، لكن له شاهد من حديث الحسن بن علي عند الطبراني، وفي سنده مقال، وآخر مرسل في "الموطأ" عن زيد بن أسلم" (¬1). ضعيف روي من حديث علي ومن حديث الحسن بن علي ومن حديث أبي سعيد. فأما حديث علي فأخرجه أبو داود (5210) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي ثنا سعيد بن خالد الخزاعي ثني عبد الله بن الفضل عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي به مرفوعا. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "سننه" (9/ 48 - 49) وفي "الآداب" (281) وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (781) ومن طريقه المزي في "التهذيب" (10/ 411) عن محمد بن بشر ثنا الحسن بن علي الحلواني به. ولم ينفرد الجدي به بل تابعه يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن سعيد بن خالد به. ¬

_ (¬1) 13/ 242 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام).

أخرجه البزار (534) وأبو يعلى (441) وابن السني في "اليوم والليلة" (224) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 290). قال الدارقطني في "العلل" (4/ 22): الحديث غير ثابت، تفرد به سعيد بن خالد المدني عن عبد الله بن الفضل، وسعيد بن خالد ليس بالقوي". وقال ابن عبد البر: حديث حسن لا معارض له. وسعيد بن خالد هذا، هو الخزاعي، مدني، ليس به بأس عند بعضهم، وقد ضعفه جماعة منهم: أبو زرعة وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة، وجعلوا حديثه هذا منكرا، لأنه انفرد فيه بهذا الإسناد. على أنّ عبد الله بن الفضل لم يسمع من عبيد الله بن أبي رافع، بينهما الأعرج في غير ما حديث، فالله أعلم، وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكرهم". قلت: القول ما قاله الدارقطني فقد قال البخاري: سعيد بن خالد فيه نظر، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن يخطىء حتى فحش خطأه لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وأما حديث الحسن بن علي فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2730) ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا كثير بن يحيي ثنا حفص بن عمر الرقاشي ثنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي عن أبيه عن جده قال: قيل: يا رسول الله، القوم يأتون الدار فيستأذن واحد منهم أيجزىء عنهم جميعا؟ قال "نعم" قيل: فيرد رجل من القوم أيجزىء عن الجميع؟ قال "نعم" قيل: القوم يقرون فيسلم واحد منهم أيجزىء عن الجميع؟ قال "نعم" قيل: فيردّ رجل من القوم أيجزىء من الجميع؟ قال "نعم". قال الهيثمي: وفيه كثير بن يحيي وهو ضعيف" المجمع 8/ 35. قلت: بل هو صدوق كما قال أبو زرعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وهو كثير بن يحيي بن كثير أبو مالك البصري. واختلف عيه في هذا الحديث، فرواه محمد بن علي الأهوازي عنه ثنا حفص بن عمرو بن زريق القرشي المدني ثنا عبد الرحمن بن الحسن عن أبيه عن جده عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: فذكر الحديث. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (234) عن محمد بن خالد الراسبي ثنا محمد بن علي الأهوازي به. وإسناده من شيخ ابن السني إلى جد عبد الرحمن بن الحسن لم أعرفهم إلا كثير بن

يحيي وهو صدوق كما تقدم، واختلف فيه على زيد بن أسلم، فرواه عباد بن كثير عنه عن عطاء بن يسار عن ابن عباس مرفوعا. أخرجه أبو محمد الجوهري في "حديث ابن حيويه" كما في "الإرواء" (3/ 243) وعباد بن كثير متروك كما في "التقريب". ورواه مالك في "الموطأ" (2/ 959) عن زيد بن أسلم مرسلا. وتابعه ابن جريج عن زيد بن أسلم به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 291) وتابعه معمر بن راشد عن زيد بن أسلم به. أخرجه عبد الرزاق (19443) وهذا أصح. 4678 - قصة أبي لبابة حيث قال: إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي كله صدقة لله ورسوله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "يجزىء عنك الثلث". قال الحافظ: رواه أحمد" (¬1). يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب أن الحسين بن السائب بن أبي لبابة أخبره أنّ أبا لبابة بن عبد المنذر لما تاب الله عليه قال: يا رسول اللأ إنّ من توبتي أن أهجر دار قومي وأساكنك وأني أنخلع من مالي صدقة لله ولرسوله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يجزىء عنك الثلث". أخرجه أحمد (3/ 452 - 453 و502) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جريج به. الحسين بن السائب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المراسيل، والباقون ثقات. - وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن ابن شهاب أني بعض بني السائب بن أبي لبابة أنّ أبا لبابة حين ارتبط فتاب الله عليه قال: فذكر نحوه، وزاد "من مالك". أخرجه البيهقي (10/ 67) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبا ابن وهب أني يونس به. ¬

_ (¬1) 9/ 186 (كتاب المغازي - حديث كعب بن مالك).

وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 386) من طريق الليث بن سعد ثني يونس به. - وقال إسماعيل بن أمية الأموي: عن الزهري عن عبد الرحمن بن أبي لبابة أنّ أبا لبابة أخبره أنّه لما رضي عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. أخرجه الدارمي (1665) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم ثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1896) من طريق علي بن ميمون الرقي ثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن أبي لبابة أنّه أخبره أنّ أبا لبابة لما رضي عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة الأموي. - وقال أسامة بن زيد الليثي: عن الزهري ثني بعض بني السائب بن أبي لبابة عن أبي لبابة. أخرجه ابن أبي عاصم (1898) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد الله بن موسى عن أسامة بن زيد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4510) عن أحمد بن عمرو الخلال ثنا يعقوب بن حميد به. - ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه: • فقال عبيد الله بن عمر القواريري: ثنا سفيان عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أو أبو لبابة أو من شاء الله أنّه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. أخرجه أبو داود (3319) عن عبيد الله بن عمر القواريري به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 68) • وقال سعيد بن منصور (988): ثنا سفيان عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أنّ أبا لبابة قال: يا رسول الله، - ورواه محمد بن حرب الأبرش عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري واختلف عنه: • فقال الربيع بن روح الحمصي: ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة أنّ جده حدّثه أنّ أبا لبابة حين تاب الله عليه

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 385) عن الربيع بن روح به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 181) • وقال محمد بن مُصَفى الحمصي: ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة أنّ جده أو عن جده -الشك من ابن أبي عاصم- أنّ أبا لبابة لما تاب الله عليه أخرجه ابن أبي عاصم (1899) عن محمد بن مصفى به. • ورواه كثير بن عبيد المَذْحِجِي عن محمد بن حرب واختلف عنه: فقال ابن أبي عاصم (1897): ثنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري ثني بعض بني السائب بن أبي لبابة قال: فزعم حسين أنّ أبا لبابة قال: وقال محمد بن عبيد الله بن الفضل الكَلاعي: ثنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة أنّ جده أبا لبابة حين تاب الله عليه أخرجه ابن حبان (3371) - ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري واختلف عنه: • فقال عبد الله بن المبارك: عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن الحسين بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه قال: لما تاب الله على أبي لبابة أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 385 - 386) والطبراني في "الكبير" (4509) وأبو نعيم في "الصحابة" (1207 و3489) • وقال سعدان بن يحيي اللخصي: عن ابن أبي حفصة عن الزهري عن حشين بن السائب بن أبي لبابة أو غيره. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 386) - ورواه معمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: • فرواه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن الزهري مرسلا. أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/ 15) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور به. ورواته ثقات.

وتابعه أبو سفيان محمد بن حميد المَعْمَرِي عن معمر عن الزهري به. أخرجه الطبري في "تفسيره" (9/ 221) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين ثني أبو سفيان به. • ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أني ابن كعب بن مالك قال: كان أبو لبابة أخرجه أبو داود (3320) عن محمد بن المتوكل العسقلاني (¬1) ثنا عبد الرزاق به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 68) - وقال عثمان بن حفص بن عمر بن خلدة الأنصاري: عن ابن شهاب أنّه بلغه أنّ أبا لبابة أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 481) عن عثمان بن حفص به. - وقال إبراهيم بن إسماعيل بن علية البصري: عن إسماعيل بن علية عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه وعن ابن أبي لبابة عن أبيه. قاله ابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 83). 4679 - "يجمع الناس في صعيد واحد فيقال: يا محمد، فأقول لبيك وسعديك والخير في يديك، والمهدي من هديت، وعبدك بين بديك، وبك وإليك، تباركت وتعاليت، سبحانك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك". قال الحافظ: في النسائي ومصنف عبد الرزاق ومعجم الطبراني من حديث حذيفة رفعه: فذكره، زاد عبد الرزاق "سبحانك رب البيت" فذلك قول {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قال ابن منده في كتاب "الإيمان": هذا حديث مجمع على صحة إسناده وثقة رجاله" (¬2). موقوف صحيح أخرجه الطيالسي (ص 55) وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 387) وأسد بن موسى في "الزهد" (61) ومسدد (المطالب 4561/ 1 - الاتحاف 7735) وابن أبي شيبة (11/ 484) وابن أبي عمر (المطالب 4565/ 2 - الاتحاف 7736) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (194) والحارث (1129) والبزار (2926) والنسائي في "الكبرى" (11294) وأبو يعلى (المطالب 4565/ 4 - الاتحاف 8/ 105) والطبري في "تفسيره" (5/ 144 و145) والآجري في ¬

_ (¬1) رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق (المصنف 5/ 406) فلم يذكر ابن كعب بن مالك. (¬2) 14/ 231 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار).

"الشريعة" (1092 و1093) وابن منده في "الإيمان" (929 و930 و931) وابن أبي زمنين في "السنة" (99) والحاكم (2/ 363 - 364) واللالكائي (2086 و2095) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 278) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي ثنا صلة بن زفر قال: سمعت حذيفة يقول: فذكره موقوفا. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين". وقال ابن منده: هذا إسناد مجمع على صحته وقبول رواته". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 377. وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 8/ 387. قلت: وهو كما قالوا، فقد رواه عن أبي إسحاق جماعة منهم شعبة والثوري ومعمر وإسرائيل وأبو الأحوص وأبو بكر بن عياش ويونس بن أبي إسحاق وشريك بن عبد الله النخعي، وشعبة والثوري ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه. وخالفهم عبد الله بن المختار البصري فرواه عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة مرفوعا. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (789) واللالكائي (2094) من طريق حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار به. قال أبو حاتم: لا يرفع هذا الحديث إلا عبد الله بن المختار، والموقوف أصح" العلل 2/ 217. قلت: تابعه ليث بن أبي سليم عن أبي إسحاق به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1062) والحاكم (4/ 573) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 349) من طريق موسى بن أعْيَن الجَزَري عن ليث به. لكن ليث قال ابن معين وغيره: ضعيف. 4680 - حديث حذيفة وأبي هريرة معا "يَجمع الله الناس يوم القيامة فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة". قال الحافظ: أخرجه مسلم (195). وقال: وفي رواية حذيفة "لست بصاحب ذاك". وقال: وفي رواية حذيفة وأبي هريرة معا "هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم"

وقال: ووقع في رواية حذيفة المقرونة "لست بصاحب ذاك، إنما كنت خليلا من وراء وراء". وقال: وفي رواية حذيفة المقرونة "اعمدوا إلى موسى". وقال: وقع في حديث حذيفة المقرون بحديث أبي هريرة بعد قوله "فيأتون محمدا فيقوم فيؤذن له. وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبي الصراط يمينا وشمالا فيمرّ أولكم كالبرق". وقال: وفي حديث حذيفة وأبي هريرة معا "فيمر أولهم كمرّ البرق، ثم كمرّ الريح، ثم كمرّ الطير وشدّ الرجال، تجري بهم أعمالهم". وقال: وفي رواية حذيفة وأبي هريرة معا "وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به" (¬1). 4681 - حديث أم بلال بنت هلال عن أبيها رفعه "يجوز الجَذَع من الضأن أضحية". قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (¬2). أخرجه أحمد (6/ 368) عن علي بن بحر البغدادي. وابن ماجه (3139) وأبو نعيم في "الصحابة" (6551) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والطحاوي في "المشكل" (5723) عن عبد الله بن وهب. وابن قانع في"الصحابة" (3/ 203) عن هارون بن موسى الفَرْوي. أربعتهم عن أبي ضَمْرة أنس بن عياض المدني ثني محمد بن أبي يحيي مولى الأسلميين عن أمه قالت: حدثتني أم بلال بنت هلال عن أبيها رفعه "يجوز الجذع من الضأن أضحية". ¬

_ (¬1) 14/ 225 و226 و227 و228 و229 و232 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار). و14/ 249 و249 - 250 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم). (¬2) 12/ 111 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز).

قال الحافظ في "الإصابة" (10/ 254): سنده حسن". قلت: اختلف فيه على أنس بن عياض: فقيل: عنه عن محمد بن أبي يحيي عن أمه عن أم بلال ليس فيه عن أبيها. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 164) عن إبراهيم بن حمزة الزبيري. والبيهقي (9/ 271) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي. قالا: ثنا أنس بن عياض به. وتابعه يحيي بن سعيد القطان عن محمد بن أبي يحيي عن أمه عن أم بلال مرفوعا "ضحوا بالجذع من الضأن فإنّه جائز". أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 6495) وأحمد (6/ 368) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3395) والطبراني في "الكبير" (4/ 164) والبيهقي (9/ 271) وابن السكن كما في "الإصابة" (13/ 113) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 307) قال ابن حزم: حديث أم بلال هو عن أم محمد بن أبي يحيى ولا يدرى من هي عن أم بلال وهي مجهولة ولا ندري لها صحبة أم لا" المحلى 8/ 21. وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 19. قلت: أم محمد بن أبي يحيي لم أر من روى عنها إلا ابنها فهي مجهولة، وذكرها الحافظ في "التقريب": وقال: مقبولة. أي عند المتابعة وإلا فلينة الحديث، وأم بلال بنت هلال قال العجلي: تابعية ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة من الثانية ويقال لها صحبة، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف. 4682 - "يجيء الدجال فيصعد أُحدا فيتطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه: ترون إلى هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد، ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها ملكا مصلتا سيفه، فيأتي سبخة الجرت فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة فذلك يوم الخلاص". قال الحافظ: وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد والحاكم رفعه: فذكره" (¬1) ¬

_ (¬1) 16/ 207 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال).

أخرجه أحمد (4/ 338) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس فقال "يوم الخلاص وما يوم الخلاص، يوم الخلاص وما يوم الخلاص، يوم الخلاص وما يوم الخلاص" ثلاثا، فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال "يجيء الدجال فيصعد أحدا" الحديث. وأخرجه حنبل بن إسحاق في "الفتن" (13) عن حجاج بن المنهال البصري ثنا حماد به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 308. قلت: وهو كما قال، إلا أنّه قد اختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه موسى بن إسماعيل البصري عنه عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع. أخرجه الحاكم (4/ 543) وقال: صحيح على شرط مسلم". قلت: وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ كلا من الجريري والحذاء ثقتان، وكذا باقي رجال الاسنادين إلا أنه يخشى من الانقطاع بين عبد الله بن شقيق وبين محجن بن الأدرع فإني لم أر أحدا صرح بسماعه منه، ويقوي الانقطاع أنّ عبد الله (¬1) بن شقيق يروي عن محجن بن الأدرع بواسطة وهو رجاء بن أبي رجاء الباهلي. انظر مسند أحمد 4/ 338 و5/ 32. وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله قال: أشرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فلق من أفلاق الحرّة ونحن معه فقال "نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كلل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، وأكثر من يخرج إليه النساء، وذلك يوم التخليص، وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكبير خبث الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود، على كل رجل منهم ساج وسيف محلى فتضرب رقبته بهذا الضرب الذي عند مجتمع السيول. ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال، ولا من نبي إلا وقد حذّر أمته ولأخبرنكم بشيء ما أخبره نبي أمته قبلي" ثم وضع يده على عينه ثم قال "أشهد أنّ الله عز وجل ليس بأعور". أخرجه أحمد (3/ 292) ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ثنا زهير عن زيد بن أسلم عن جابر به. ¬

_ (¬1) رواه أبو بشر جعفر بن إياس عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء عن محجن. انظر حديث "خير دينكم أيسره" في حرف الخاء.

وإسناده منقطع. قال ابن معين: لم يسمع زيد بن أسلم من جابر، وقال علي بن الحسين بن الجنيد: زيد بن أسلم عن جابر مرسل. طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط" (2186): ثنا أحمد بن زهير التُّسْتَري ثنا جعفر بن النضر الواسطي ثنا علي بن عاصم عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن جابر مرفوعا "يا أهل المدينة، اذكروا يوم الخلاص" قالوا: وما يوم الخلاص؟ قال "يقبل الدجال حتى ينزل بذباب فلا يبقى بالمدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر، ولا منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، وبخلص المؤمنون. فذلك يوم الخلاص". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سعيد الجريري إلا علي بن عاصم". قلت: هو الواسطي ذكره البخاري والعقيلي وأبو زرعة وابن حبان والنسائي في الضعفاء. 4683 - "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى". قال الحافظ: وفي حديث الباب وما بعده دلالة على ضعف الحديث الذي أخرجه مسلم (4/ 2120) من رواية غيلان بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه رفعه: فذكره، فقد ضعفه البيهقي وقال: تفرد به شداد أبو طلحة. وقد أخرج أصل الحديث مسلم (4/ 2119) من وجه آخر عن أبي بردة بلفظ "إذا كان يوم القيامه دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فداؤك من النار" قال البيهقي: ومع ذلك فضعفه البخاري وقال: الحديث في الشفاعة أصح" (¬1). قلت: شداد هو ابن سعيد أبو طلحة الراسبي البصري وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وليس له عند مسلم غير هذا الحديث كما قال المزي في "تهذيب الكمال". قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": قلت: لكنه في الشواهد. 4684 - "يحبس أهل الجنة بعدما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا ويدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل". قال الحافظ: ولأصل الحديث شاهد من مرسل الحسن أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عنه قال: بلغي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬2). مرسل ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 457) ونسبه لابن أبي حاتم أيضا. ¬

_ (¬1) 14/ 188 - 189 (كتاب الرقاق - باب القصاص يوم القيامة). (¬2) 14/ 191 (كتاب الرقاق - باب القصاص يوم القيامة).

4685 - "يُحشر الناس حفاة عراة بُهْمَا". سكت عليه الحافظ (¬1). تقدم تخريجه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأخد من أهل الجنة أن يدخل الجنة". 4686 - "يحشر الناس حفاة عراة فيقول الله تعالى: "ألا أرى خليلي عريانا؟ فيكسى إبراهيم ثوبا أبيض فهو أول من يكسى"". قال الحافظ: وفي مرسل عبيد بن عمر عند جعفر الفريابي: فذكره" (¬2). 4687 - "يحشر الناس حفاة عراة كما بدئوا". قال الحافظ: ووقع في حديث أم سلمة عند ابن أبي الدنيا: فذكره" (¬3) أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 237) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (119) وفي "القبور" (70) عن سعيد بن سليمان الواسطي عن عبد الحميد بن سليمان ثنا محمد بن أبي موسى عن عطاء بن يسار عن أم سلمة مرفوعا "يحشر الناس حفاة عراة كلما بدئوا" قلت: يا رسول الله، هل ينظر بعضنا إلى بعض؟ قال "شغل الناس" قلت: وما شغلهم؟ قال "تنشر الصحف فيها مثاقيل الدر ومثاقيل الخردل". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (837) عن أحمد بن يحيي الحلواني ثنا سعيد بن سليمان به. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد بن سليمان". وقال البوصيري: إسناده صحيح" مختصر الاتحاف 10/ 579. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن أبي موسى وهو ثقة" المجمع 10/ 332. قلت: ترجمه البخاري (¬4) وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا ¬

_ (¬1) 1/ 131 (كتاب الإيمان - باب سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان). (¬2) 14/ 173 (كتاب الرقاق - باب الحشر). (¬3) 14/ 173 (كتاب الرقاق - باب الحشر). (¬4) قال البخاري: محمد بن أبي موسى ويقال ابن أبي عياش عن عطاء بن يسار عن سودة، قاله أبو أويس".

تعديلا، وعبد الحميد بن سليمان هو الخزاعي لم يخرج له الشيخان شيئاً، وهو ضعيف كما قال ابن المديني وغيره، وقال ابن معين وغيره ت ليس بثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. 4688 - "يحشر الناس على أرض عفراء كقرصة النقي" سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه البخاري (فتح 4/ 163) من حديث سهل بن سعد. 4689 - "يحشر الناس على ثلاثة أصناف: صنف على الدواب، وصنف على أقدامهم، وصنف على وجوههم" فقيل: فكيف يمشون على وجوههم؟ الحديث. قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند البزار: فذكره" (¬2). يرويه علي بن زيد بن جدعان واختلف عنه: - فقال حماد بن سلمة: عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة مرفوعا يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف: ركبانا، ومشاة، وعلى وجوههم" فقال رجل: يا رسول الله، ويمشون على وجوههم، قال "الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم". أخرجه الطيالسي (ص 334) عن حماد به. وأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (129) وأحمد (2/ 354 و363) والترمذي (3142) من طرق عن حماد به. وزادوا فيه "أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك" قال الترمذي: هذا حديث حسن". - وقال بشر بن المفضل البصري: ثنا علي بن زيد ثني أوس بن أوس عن أبي هريرة مرفوعا. ¬

_ = قلت: أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 34) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 161) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن محمد بن أبي عياش عن عطاء بن يسار عن سودة بنت زمعة مرفوعا "يبعث الناس حفاة عراة غرلا، قد ألجمهم العرق، فبلغ شحوم الأذان" فقلت: يا رسول الله، واسوءتاه ينظر بعضنا إلى بعض، قال "يشغل الناس عن ذلك، لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه" قال ابن كثير: إسناده جيد" قلت: أبو أويس قال النسائي وغيره: ليس بالقوي. (¬1) 11/ 480 (كتاب الأطعمة - باب النفخ في الشعير). (¬2) 10/ 109 (كتاب التفسير: سورة الفرقان - باب قوله: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} [الفرقان: 34]).

أخرجه إسحاق (128) أنا بشر بن المفضل به. ورواه غير واحد عن بشر بن المفضل فقالوا فيه: أوس بن أبي أوس، منهم: 1 - محمد بن هشام السدوسي. أخرجه ابن أبي داود في "البعث" (22). 2 - محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي. أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 453 - 454). 3 - أبو حفص عمرو بن علي الفلاس. أخرجه الخطيب أيضا (1/ 454). 4 - زياد بن يحيى الحساني. أخرجه الخطيب كذلك. قال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس: أوس بن أبي اوس هو أوس بن خالدا" (¬1). - وقال منصور بن زاذان الواسطي: عن علي بن زيد عن أبي خالد عن أبي هريرة قال: يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف موقوف. أخرجه الطبري في "تفسيره" (19/ 12 - 13). وأبو خالد هو أوس بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا علي بن زيد، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال له ثلاثة أحاديث عن أبي هريرة منكرة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وعلي بن زيد قال ابن معين وغير واحد: ضعيف. وإنّما حسّن الترمذي الحديث لشواهده. فمن شواهده: 1 - حديث أنس أنّ رجلاً قال: يا نبي الله، يحشر الكافر على وجهه؟ قال "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ ". أخرجه البخاري (فتح 14/ 170 - 171) ¬

_ (¬1) وكذلك قال أبو حاتم (الجرح 1/ 305/1) والمزي (التهذيب 3/ 388). وفرق بينهما ابن حبان في "الثقات" (4/ 43 و44) والذهبي في "الميزان" (1/ 277). والصواب أنّهما واحد.

2 - حديث معاوية بن حيدة مرفوعا "إنّكم محشورون -ونحا بيده نحو الشام- رجالا وركبانا، وتجرون علي وجوهكم". وقد تقدم في حرف الهمزة. 3 - حديث أبي ذر قال: حدثني الصادق المصدوق أنّ الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج: فوج طاعمين كاسين راكبين، وفوج يمشون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم" وقد تقدم في حرف الهمزة أيضا. 4690 - عن أم قيس بنت محصن وهي أخت عكاشة أنّها خرجت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى البقيع فقال "يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كأنّ وجوههم القمر ليلة البدر" فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا، قال "وأنت" فقام آخر فقال: وأنا، قال "سبقك بها عكاشة" قال: قلت لها: لِمَ لَمْ يقل للآخر؟ فقالت: أراه كان منافقا. قال الحافظ: أخرجه الطبراني ومحمد بن سنجر في "مسنده" وعمر بن شبة في "أخبار المدينة" من طريق نافع مولى حمنة عن أم قيس بنت محصن" (¬1) ضعيف أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 91 - 92 و92) والطبراني في "الكبير" (25/ 181 - 182) من طرق عن أبي عاصم سعد بن زياد مولى سليمان بن علي ثني نافع مولى حمنة بنت شجاع حدثتني أم قيس بنت محصن قالت: لو رأيتني ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخذ بيدي في سكة من سكك المدينة كل البشر فيه حتى أتينا البقيع فقال "يا أم قيس، يبعث من هذه القبور سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، كان وجوههم القمر ليلة البدر" قالت: فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا. قال "وأنت" فقام آخر فقال: يا رسول الله، وأنا. قال "سبقك عكاشة". قال: فقلت لها: ما له لم يقل للآخر؟ قالت: أراه كان منافقا. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 13 قلت: سعد بن زياد ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 378) وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالمتين، ونافع مولى حمنة بنت شجاع ذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 470) وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ¬

_ (¬1) 14/ 205 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب).

4691 - "يَحشر الله العباد، -وأومأ بيده نحو الشام- عراة حفاة غُرلا بُهْمَا" قلنا: وما بُهْمَا؟ قال "ليس معهم شيء". قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن أنيس عند أحمد والحاكم بلفظ: فذكره" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن يدخل الجنّة". 4692 - "يَحشر الله الناس يوم القيامة عراة" قال الحافظ: أخرجه المصنف (أي البخاري) في "الأدب المفرد" وأحمد وأبو يعلى في "مسنديهما" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله؟ قلت: نعم. فخرج فاعتنقني، فقلت: حديث بلغني عنك أنّك سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه. فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره. وله طريق أخرى أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" وتمام في "فوائده" من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان يبلغني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث في القصاص وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت بعيرا فسرت حتى وردت مصر، فقصدت إلى باب الرجل فذكر نحوه، وإسناده صالح، وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب في "الرحلة" من طريق أبي الجارود العنسي عن جابر قال: بلغني حديث في القصاص، فذكر الحديث نحوه وفي إسناده ضعف" (¬2) تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن بدخل الجنّة". 4693 - "يحمل الناس على الصراط فينجي الله من شاء برحمته ثم يؤذن في الشفاعة للملائكة والنبيين والشهداء والصديقين فيشفعون ويخرجون". قال الحافظ: وفي حديث أبي بكرة عند ابن أبي عاصم والبيهقي مرفوعا: فذكره" (¬3). ¬

_ (¬1) 14/ 176 (كتاب الرقاق - باب الحشر). (¬2) 1/ 183 - 184 (كتاب العلم - باب الخروج في طلب العلم). (¬3) 14/ 252 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم).

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 177 - 178) وأحمد وابنه (4315) والبخاري في "الكنى" (ص 37) وابن أبي عاصم في "السنة" (837 و838) والبزار (3671 و3697) والدولابي في "الكنى" (1/ 195) والطبراني في "الصغير" (929) من طرق عن سعيد بن زيد قال: سمعت أبا سليمان العصري يقول: ثني عقبة بن صُهْبان قال: سمعت أبا بكرة رفعه "يحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار، فينجي الله برحمته من يشاء، ثم إنّه يؤذن في الشفاعة للملائكة والنبيين والشهداء والصديقين، فيشفعون ويخرجون من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان". قال أبو سليمان العصري: فلقيت أبا بكرة في جنازة فسألته عن هذا الحديث فحدثني كما حدثني. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير أبي بكرة بهذا اللفظ، وإسناد هذا الحديث كلهم بصريون". وقال الطبراني: لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 359. قلت: سعيد بن زيد هو ابن درهم الأزدي وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وأبو سليمان العصري واسمه كعب بن شبيب (¬1) قال ابن معين: ثقة (الجرح والتعديل 4/ 2 / 380) ولم يخرج له الشيخان شيئا، وعقبة بن صهبان وثقه أبو داود وغيره. 4694 - عن ابن عباس مرفوعا "يحول بين المؤمن وبين الكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى" قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف" (¬2) أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (4/ 45) عن ابن عباس قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] قال: "يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى" قال ابن كثير: لا يصح لضعف إسناده" التفسير 2/ 298 ¬

_ (¬1) البحر الزخار 9/ 139، الكنى للدولابي 1/ 195. (¬2) 14/ 317 (كتاب القدر - باب {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24]).

4695 - "يختصم الشهداء والمتوفون على الفرش في الذين يتوفون من الطاعون فيقول: انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراح المقتولين فإنّهم معهم ومنهم، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم" قال الحافظ: وفي حديث العرباض بن سارية عند النسائي وأحمد، ولأحمد من حديث عتبة بن عبد نحوه مرفوعا: فذكره" (¬1) انظر حديث "يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون" 4696 - "يخرج أقوام من أمتي بمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقنلهم عليّ بن أبي طالب" قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من طريق عامر بن سعد قال: قال عمار لسعد: أما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره، قال: إي والله" (¬2). أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1329) ثنا محمد بن مسلم بن واره ثنا يحيى بن قزعة ثنا عمر بن أبي عائشة المديني قال: سمعت ابن مسمار مولى آل سعد بن أبي وقاص يذكر عن عامر بن سعد أنّ عمار بن ياسر قال لسعد بن أبي وقاص: مالك لا تخرج فتقاتل مع علي بن أبي طالب، أما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال فيه؟ قال "يخرج قوم من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم علي بن أبي طالب ثلاثا" قال: صدقت والله لقد سمعته ولكني أحببت العزلة حتى أجد سيفا يقطع الكافر وينبو عن المؤمن. وأخرجه أبو محمد الفاكهي في "الفوائد" (119) عن أبي يحيي عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة المكي ثنا يحيى بن قزعة به. وأخرجه ابن بشران (1044) عن أبي محمد الفاكهي به. قال الهيثمي: رواه الطبراني في"الكبير، و"الأوسط" (3647) وفيه عمر بن أبي عائشة ذكره الذهبي في "الميزان" وذكر له هذا الحديث وقال: هذا حديث منكر" المجمع 6/ 235. قلت: وباقي رجاله كلهم ثقات، وابن مسمار اسمه بكير. 4697 - حديث عبد الله بن عمرو رفعه "يخرج الدجال" إلى أن قال "ثم ينفخ في الصور أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: أخرجوا بعث النار" وفيه "فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فذاك يوم يجعل الولدان شيبا" ¬

_ (¬1) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل). (¬2) 15/ 325 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف).

قال الحافظ: وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم (2940) رفعه: فذكره. وقال: أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو في أشراط الساعة إلى أن ذكر النفخ في الصور، إلى أن قال "ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون - ثم يقال: أخرجوا بعث النار. فذكره، قال: نذاك يوم يجعل الولدان شيبا" (¬1) 4698 - حديث عبد الله بن عمرو رفعه "يخرج الدجال في أمتي" الحديث، وفيه "فيبعث الله عيسى بن مريم فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبة من خير أو إيمان إلا قبضته" وفيه "فيبفى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان، ثم ينفخ في الصور". قال الحافظ: أخرجه مسلم (2940) (¬2) 4699 - "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما" قال الحافظ: وله (أي مسلم 2940) عن عبد الله بن عمرو: فذكره، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو بلفظ "يخرج -يعني الدجال- فيمكث في الأرض أربعين صباحا يرد فيها كل منهل إلا الكعبة والمدينة وبيت المقدس" (¬3) قلت: رواية الطبراني ذكرها الهيثمي في "المجمع" (7/ 350) بلفظ "ما شبّه عليكم منه فإنّ الله عز وجل ليس بأعور يخرج فيكون في الأرض أربعين صباحا يرد منها كل منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة". قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم". 4700 - "يخرج في آخر الزمان قوم". قال الحافظ: وفي حديث أبي برزة عند النسائي: فذكره" (¬4). هو قطعة من حديث طويل أخرجه النسائي (7/ 109 - 110) وغيره، وقد تقدم في حرف الهاء فانظر حديث "هم شرار الخلق والخليقة". ¬

_ (¬1) 14/ 181 (كتاب الرقاق - باب إن زلزلة الساعة شيء عظيم). (¬2) 16/ 189 (كتاب الفتن - باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان). (¬3) 16/ 220 (كتاب الفتن - باب لا يدخل الدجال المدينة). (¬4) 15/ 315 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل الخوارج).

4701 - "يخرج قوم هلكى لا يفلحون، قائدهم امرأة في الجنة" قال الحافظ: وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة من طريق عمر بن الهَجَنَّع عن أبي بكرة وقيل له: ما منعك أن تقاتل مع أهل البصرة يوم الجمل؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره" (¬1). ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 265 - 266) وفي "مسنده" (المطالب 1/ 4411) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 205) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن عبد الجبار بن عباس عن عطاء بن السائب عن عمر بن الهجنع عن أبي بكرة قال: قيل له: ما منعك أن تكون قاتلت على بصيرتك يوم الجمل؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "يخرج قوم هلكى لا يفلحون، قائدهم امرأة، قال: هم في الجنة". وأخرجه البزار (3688) والعقيلي (3/ 196) وابن الأعرابي (ق 77 / أ) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 412 - 413) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 10) وأبو منصور بن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (ص 119 - 120) من طرق عن أبي نعيم الفضل بن دكين به. قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن أبي بكرة، وعمر بن الهجنع لا نعلم روى عنه غير عطاء، وقد رواه بعضهم عن عطاء فقال: عن بلال بن بقطر عن أبي بكرة، ولا نعلم أحدا تابع عبد الجبار على روايته وهو كوفي روى عنه جماعة". وقال العقيلي: لا يتابع عمر بن الهجنع على هذا الحديث ولا يعرف إلا به، وعبد الجبار بن العباس من الشيعة". وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه عبد الجبار فإنه كان من كبار الشيعة، قال أبو نعيم الفضل بن دكين: لم يكن بالكوفة أكذب منه". وقال ابن كثير: هذا حديث منكر جدا" البداية والنهاية 6/ 212. قلت: عمر بن الهجنع ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، ولم يُذكر عبد الجبار بن عباس فيمن روى عنه قبل اختلاطه. ¬

_ (¬1) 16/ 165 - 166 (كتاب الفتن - باب حدثنا عثمان بن الهيثم).

وعبد الجبار مختلف فيه. وتابعه عامر بن السِّمْط الكوفي عن عطاء بن السائب عن عمر بن عبد الله بن هجنع عن أبي بكرة مرفوعا "تكون بعدي فتنة قائدتهم امرأة، لا يفلحون". أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 487). وعامر بن السمط ثقة لكنه لم يُذكر فيمن روى عن عطاء قبل الإختلاط. 4702 - "يخرج مسيح الضلالة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما فيلقى المؤمنون منه شدة شديدة". قال الحافظ: وأخرج البزار بسند جيد عن أبي هريرة: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول: فذكره" (¬1). صحيح أخرجه البزار (كشف 3396) ثنا علي بن المنذر ثنا محمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول: "يخرج الأعور الدجال، مسيح الضعلة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس، وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما، الله أعلم ما مقدارها؟ فيلقى المؤمنون شدة شديدة، ثم ينزل عيسى بن مريم من السماء فيؤم الناس فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله المسيح الدجال، وظهر المؤمنون". فاحلف إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا القاسم الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- قال "إنّه لحق، وأما إنّه قريب، فكل ما هو آن قريب". قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة" المجمع 7/ 349. قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا لكليب بن شهاب الجرمي شيئا. ولم ينفرد ابن فضيل به بل تابعه: 1 - عبد الواحد بن زياد البصري. أخرجه إسحاق في "مسنده" (262). ¬

_ (¬1) 16/ 215 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال).

2 - صالح بن عمر الواسطي. أخرجه ابن حبان (6812). 4703 - "يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان" قال الحافظ: قال الداودي: ثبت في حديث الشفاعة: فذكره" (¬1). أخرجه البخاري (فتح 17/ 252 - 254) من حديث أنس. 4704 - "يد الله فوق يد المعطِي، ويد المعطِي فوق يد المعطَى، ويد المعطَى أسفل من الأيدي". قال الحافظ: وللطبراني بإسناد صحيح عن حكيم بن حزام مرفوعا: فذكره، وللطبراني من حديث عدي الجذامي مرفوعا مثله" (¬2) حديث حكيم بن حزام أخرجه أحمد (3/ 402) عن يزيد بن هارون الواسطي والطبراني في "الكبير" (3095) عن عاصم بن علي الواسطي والحاكم (3/ 484) عن عبد الله بن وهب ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المال فألحفت فقال "يا حكيم، ما أكثر مسئلتك، يا حكيم، إنّ هذا المال خضرة حلوة، وإنّما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس، ويد الله فوق يد المعطِي، ويد المعطِي فوق يد المعطَى، وأسفل الأيدي يد المعطَى". قال الحاكم: صحيح الإسناد". قلت: رجاله ثقات إلا أنّه يخشى من الانقطاع بين مسلم بن جندب وبين حكيم بن حزام فقد قال الذهبي: لا أحسب رواية مسلم عن حكيم وأبي هريرة إلا منقطعة" معرفة القراء 1/ 66 ¬

_ (¬1) 16/ 241 (كتاب الأحكام - باب السمع والطاعة للإمام). (¬2) 4/ 40 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غني).

وأما حديث عدي الجذامي فأخرجه سعيد بن منصور كما في "الإصابة" (6/ 408) ومن طريقه الطبراني (17/ 110) قال: ثنا حفص بن ميسرة عن عبد الرحمن بن حرملة عن عدي الجذامي أنّه لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره فقال: يا رسول الله، كانت لي امرأتان فاقتتلتا فرميت إحداهما فقتلتها، فقال "اعقلها ولا ترثها" فكأني انظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ناقة حمراء جدعاء وهو يقول "يا أيها الناس تعلموا فينما الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطِي الوسطى، ويد المعطَى السفلى، فتعففوا ولو بحزم الحطب ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت". هكذا رواه حفص بن ميسرة العقيلي عن عبد الرحمن بن حرملة عن عدي الجذامي. وخالفه غير واحد رووه عن عبد الرحمن بن حرملة ثني رجل من جذام عن رجل منهم يقال له عدي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله، منهم: 1 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه أبو يعلى (6859) والطبراني في "الكبير" (17/ 110) وسقط من إسناد أبي يعلى "ثني رجل من جذام" 2 - محمد بن يحيى المازني. أخرجه عبد الرزاق (17802) عنه به. ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (17/ 111) وأبو نعيم في "الصحابة" (5501). 3 - يحيى بن أيوب المصري. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 294). - ورواه محمد بن فليح بن سليمان الخزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب أنّ رجلاً من جذام يقال له عدي كان بين امرأتين له أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5502). 4705 - "يد المعطي العليا" قال الحافظ: حديث طارق المحاربي عند النسائي قال: قدمنا المدينة فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول: فذكره، ولابن أبي شيبة والبزار من طريق ثعلبة بن زهدم مثله" (¬1). صحيح ¬

_ (¬1) 4/ 40 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى).

ورد من حديث طارق المحاربي ومن حديث ثعلبة بن زَهْدَم الحنظلي ومن حديث أبي رِمْثَة. فأما حديث طارق المحاربي فأخرجه النسائي (5/ 45 - 46) وفي "الكبرى" (2311 و7043) وابن حبان (3341 و6562). عن الفضل بن موسى المروزي السِّيْنَاني وأبو يعلى في "المفاريد" (109) عن سنان بن هارون الكوفي والدراقطني (3/ 44 - 45) عن عبد الله بن نمير والحاكم (2/ 611 - 612) عن يونس بن بكير الشيباني كلهم عن يزيد بن زياد بن أبي الجَعْد عن أبي صخرة جامع بن شداد عن طارق المحاربي قال: فذكر حديثا وقال فيه: فلما كان من الغد دخلنا المدينة، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول "يد المعطي العلبا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، وأدناك أدناك" فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلانا في الجاهلية، فخذ لنا بثأرنا، فرفع يديه حتى رأينا بياض إبطيه، فقال "ألا لا يجني والد على ولده". قال الحاكم: صحيح الإسناد". قلت: وهو كما قال، وجامع بن شداد سمع من طارق المحاربي كما قال البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 240 - 241). والحديث تقدم أيضا في حرف الراء فانظر حديث "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب بمنى على بعير وعليه برد أحمر". وأما حديث ثعلبة بن زهدم فأخرجه (¬1) يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 86) ثني قبيصة ثنا سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال: ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (634) وهناد في "الزهد" (963) عن قبيصة به.

قدمنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- نفر من بني تميم. قال: انتهينا إليه وهو يقول "يد المعطط العليا، ابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك". فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلانا في الجاهلية. فهتف النبي -صلى الله عليه وسلم- "ألا إنّها لا تجني نفس على أخرى". ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 345). وأخرجه البزار (كشف 917) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (272) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 125) والطبراني في "الكبير" (1384) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1362) من طرق عن قبيصة بن عقبة الكوفي به. ولم ينفرد قبيصة به بل تابعه غير واحد عن سفيان، منهم: 1 - محمد بن يوسف الفريابي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1384) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1362). 2 - بشر بن السري البصري. أخرجه النسائي (8/ 47) وفي "الكبرى" (7037). 3 - معاوية بن هشام الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 212) والنسائي (8/ 47) وفي "الكبرى" (7038). واختلف فيه على أشعث: • فقال شعبة: عن الأشعث بن أبي الشعثاء (¬1) قال: سمعت الأسود بن هلال يحدث عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع، ولم يسمه. أخرجه الطيالسي (ص 177) ثنا شعبة به. ومن طريقه أخرجه النسائي (8/ 47 - 48) وفي "الكبرى" (7039) وأخرجه النسائي (8/ 48) وفي "الكبرى" (7040) عن أبي عتّاب سهل بن حماد البصري وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1176) وأبو نعيم في "الصحابة" (7183) ¬

_ (¬1) في بعض الروايات أشعث بن سليم وهو ابن أبي الشعثاء.

عن محمد بن جعفر غندر قالا: ثنا شعبة به. • وقال أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي: عن الأشعث عن أبيه عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعته وهو يكلم الناس يقول: فذكر الحديث. أخرجه أحمد (4/ 64 - 65 و5/ 377) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1175) والنسائي (8/ 48) وفي "الكبرى" (7041) وتابعه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن الأشعث به. أخرجه هناد في "الزهد" (962) والنسائي (8/ 48) وفي "الكبرى" (7042) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 248). وأما حديث أبي رمثة فأخرجه أحمد (4/ 163) عن يزيد بن هارون الواسطي و (2/ 226) عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري وعن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي والدولابي في "الكنى" (1/ 29) عن أبي داود الطيالسي والطبراني في "الكبير" (22/ 283 - 284) عن حجاج بن نُصير البصري والبيهقي في "الشعب" (7460) عن عبد الله بن رجاء البصري والحاكم (4/ 150 - 151) عن جعفر بن عون الكوفي كلهم عن المسعودي عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب ويقول "يد المعطي العليا، أمك وأباك، وأختك وأباك، وأدناك فأدناك" قال: فدخل نفر من بني ثعلبة بن يربوع فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، هؤلاء النفر اليربوعيون الذين قتلوا فلانا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ألا لا تجني نفس على أخرى" مرتين.

وإسناده صحيح رواته ثقات، والمسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله كان قد اختلط وسماع عبد الله بن رجاء وجعفر بن عون وعمرو بن الهيثم منه قبل اختلاطه. ولم ينفرد المسعودي به بل تابعه عبد الملك بن عمير الكوفي ثنا إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده ناس من ربيعة يختصمون في دم، فقال "اليد العليا أمك وأبوك، وأختك وأخوك، وأدناك أدناك" قال: فنظر فقال "من هذا معك أبا رمثة؟ " قلت: ابني، قال: "أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" وذكر قصة الخاتم. أخرجه أحمد (2/ 226) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا حماد بن سلمة عن عبد الملك به. وإسناده صحيح. طريق أخرى: قال حماد بن سلمة: عن عاصم بن بهدلة عن أبي رمثة قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده ناس من ربيعة يختصمون في دم وهو يقول "اليد العليا خير من اليد السفلى، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك" ثم قال "من هذا معك يا أبا رمثة؟ " فقلت: ابني، فقال "أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" فنظرت فإذا في نغض كتفه مثل بعرة البعير أو بيضة الحمام، فقلت: ألا أداويك من هذا فإنّا أهل بيت يتطبب، فقال "يداويها الذي وضعها". أخرجه أحمد (2/ 226) عن يونس بن محمد المؤدب والطبراني في "الكبير" (22/ 278) والسياق له عن حجاج بن منهال البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده حسن إن كان عاصم سمع من أبي رمثة. 4706 - "يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام" وفي رواية "بأربعين سنة" سكت عليه الحافظ (¬1). صحيح ¬

_ (¬1) 6/ 20 - 21 (كتاب التعبير - باب رؤيا الصالحين).

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي سعيد ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث عثمان بن عمرو بن أبي العاص ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث عبيد بن عمير مرسلا. فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم -خمسمائة سنة-". أخرجه أحمد (2/ 296 و451) والخطيب في "الموضح" (2/ 351) عن يزيد بن هارون وأحمد (2/ 343) عن حماد بن سلمة وهناد في "الزهد" (589) وابن حبان (676) عن عبدة بن سليمان الكلابي والترمذي (2354) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي وابن أبي شيبة (13/ 246) وابن ماجه (4122) وابن عبد البر في "الجامع" (1352) عن محمد بن بشر العبدي وابن المقرىء في "المعجم" (240) والخطيب في التاريخ" (7/ 225) وفي "الموضح" (2/ 209) عن زائدة بن قدامة الكوفي والترمذي (2353) والنسائي في "الكبرى" (11348) وأبو يعلى (6018) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 91) وابن بشران (84) والبيهقي في "البعث" (408) وفي "الشعب" (9897) والخطيب في "التاريخ" (5/ 34) عن سفيان الثوري (¬1) ¬

_ (¬1) هكذا رواه قبيصة بن عقبة الكوفي ومؤمل بن إسماعيل البصري والأسود بن عامر الشامي وخلاد بن يحيي الكوفي ومحمد بن يوسف الفريابي وثابت بن محمد العابد الكوفي عن سفيان بهذا اللفظ. =

كلهم عن محمد بن عمرو به. ورواه محمد بن صبيح بن السماك الكوفي عن محمد بن عمرو بلفظ "بمائة عام" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 212) وقال: كذا رواه ابن السماك عن محمد، ورواه ابن السماك عن الثوري عن محمد وقال "بنصف يوم مقداره خمسمائة سنة" قلت: حديث يزيد بن هارون ومن تابعه أصح، وإسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح". وقال أيضاً: هذا حديث حسن صحيح". الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا. أخرجه أحمد (2/ 512 - 513) وسمويه في "الفوائد" (27) وقاسم المطرز في "الفوائد" (88 و89) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 308 - 307) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 59) والبيهقي في "البعث" (409) من طرق عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش. قال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه إلا أبو بكر". قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنّه كثير الغلط، ورواية الأعمش عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على الاتصال كما في "الميزان" فالإسناد حسن. الثالث: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نضرة المنذر بن مالك واختلف عنه: - فقال سعيد (¬1): عن الجريري قال: سمعت أبا نضرة عن شتير (¬2) بن نهار عن أبي هريرة مرفوعا "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم" وتلا {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47]. ¬

_ = ورواه يوسف بن أسباط الشيباني عن سفيان بلفظ "بمائة عام". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 250). ويوسف بن أسباط موصوف بكثرة الغلط، قال البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 385): قال صدقة: دفن يوسف كتبه فكان بعد يقلب عليه فلا يجيء به كما ينبغي. (¬1) وفي بعض نسخ المسند: شعبة. (¬2) قال الدارقطني: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": نكرة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

أخرجه أحمد (2/ 519) ثنا سليمان بن داود أنا سعيد به. وتابعه حماد بن سلمة عن الجريري به. أخرجه البيهقي في "البعث" (407) من طريق أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ثنا حماد بن سلمة به. ورواه داود بن شبيب القرشي عن حماد بن سلمة فقال: عن شمير بن نهار عن أبي هريرة. أخرجه البيهقي في "البعث" (406). - ورواه إسماعيل بن علية عن الجريري واختلف عنه: • فقال علي بن المديني: ثنا إسماعيل ثنا الجريري عن أبي نضرة عن شتير بن نهار عن أبي هريرة قوله. أخرجه الشجري في "أماليه" (2/ 205) • وقال الحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1476): أنا إسماعيل أنا الجريري عن أبي نضرة عن رجل عن أبي هريرة قوله. - وقال عدي بن الفضل البصري: عن الجريري عن أبي نضرة عن عقيل بن سمير عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8860) عن مقدام بن داود الرعيني ثنا أسد بن موسى ثنا عدي بن الفضل به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا عدي بن الفضل، تفرد به أسد بن موسى". قلت: وعدي بن الفضل قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. الرابع: يرويه محمد بن زيد عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 99 - 100) من طريق عبد الملك بن أبي كريب عن سفيان الثوري عن محمد بن زيد به. وقال: هذا حديث غريب من حديث الثوري عن محمد بن زيد ويقال: هو العبدي تفرد به عبد الملك".

قلت: عبد الملك هذا لم أر من ترجمه. وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان: الأول: يرويه ابن وهب أني أبو هانىء سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإنّ لي خادما، قال: فأنت من الملوك. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد، إنّا والله ما نقدر على شيء. لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم. إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسّر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "إنّ فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا" قالوا: فإنّا نصبر لا نسأل شيئا. أخرجه مسلم (2979) وتابعه حيوة بن شريح المصري ثنا أبو هانىء به، إلا أنّه قال "بسبعين أو أربعين خريفا" أخرجه ابن حبان (678) الثاني: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ابن عمرو قال: بينا أنا جالس في المسجد ونفر جلوس، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد نصف النهار، فانطلق إليهم فجلس معهم، فلما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس إليهم قمت إليه، فأدركت من حديثه وهو يقول "بشر فقراء المهاجرين، إنّهم ليدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما". أخرجه الدارمي (2847) والبيهقي في "البعث" (411) والطبراني في "مسند الشاميين" (2025). عن عبد الله بن صالح المصري وابن حبان (677) عن ابن وهب قالا: ثني معاوية بن صالح به. وإسناده صحيح.

وأما حديث أي سعيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعا "فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة" أخرجه الترمذي (2351) عن محمد بن موسى البصري ثنا زياد بن عبد الله عن الأعمش عن عطية به. وأخرجه ابن ماجه (4123) عن ابن أبي شيبة ثنا بكر بن عبد الرحمن عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". قلت: بل ضعيف لضعف عطية العوفي. الثاني: يرويه المعلي بن زياد القُرْدوسي عن العلاء بن بشير المزني عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة". أخرجه أحمد (63/ 3 و96) وفي "الزهد" (ص 47 - 48) وأبو داود (3666) والسياق له وأبو يعلى (1151) والطبراني في "الأوسط" (8861) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 351 - 352) وفي "الشعب" (10010) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 191 - 192 و192) والمزي (22/ 476 - 478) من طرق عن المعلي بن زياد به. والعلاء بن بشير ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا المعلي بن زياد، وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير المعلى، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ولم ينفرد به بل تابعه زيد بن الحواري العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد به وزاد "قلنا: ومن هم يا رسول الله؟ قال "هم الذين إذا كان مهلكا بعثوا فيه، وإذا كان مغنما بعثوا غيرهم، الذين يحجبون عن الأبواب". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (84) وزيد العمي قال النسائي وغيره: ضعيف. وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 324) وعبد بن حميد (1117) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني عمرو بن جابر أبو زرعة الحضرمي قال: سمعت جابر بن عبد الله رفعه "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا"

وأخرجه الترمذي (2355) عن العباس بن محمد الدوري والبيهقي في "البعث" (415) عن السري بن خزيمة الأبِيْوَردي قالا: ثنا عبد الله بن يزيد المقري به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن". قلت: بل ضعيف لضعف عمرو بن جابر الحضرمي. قال ابن حبان: ينفرد عن جابر بأشياء ليست من حديثه، لا يحل الاحتجاج بخبره ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب. وقال النسائي: ليس بثقة. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذِي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "ألا أبشركم يا معشر الفقراء، إنّ فقراء المسلمبن يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام". أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 244) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1477) وعبد بن حميد (797) وابن ماجه (4124) والبزار (كشف 3094) وابن عبد البر في "الجامع" (1351) والمزي (4/ 264) من طرق عن موسى بن عبيدة به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعلته موسى بن عبيدة". وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي" المصباح 4/ 217. الثاني: يرويه الوضين بن عطاء الدمشقي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا" قالوا: من هم يا رسول الله؟ صفهم لنا. قال "هم الشعثة رؤوسهم، الدنسة ثيابهم، الذين لا يؤذن لهم على السدات، ولا ينكحون المتنعمات، توكل بهم مشارق الأرض ومغاربها، يَعطون كل الذي عليهم، ولا يُعطون كل الذي لهم". أخرجه الطبراني في "الكبير" (13223) وفي "مسند الشاميين" (649) والإسماعيلي

في "معجمه" (1/ 367 - 368) من طريق علي بن بحر القطان ثنا قتادة بن الفضيل الرهاوي: سمعت أبا حاضر يحدث عن الوضين به. وأبو حاضر قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 4/ 2/ 362). وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه ابن عدي (69412) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا ابن أبي الخوار ثنا مغيرة بن زياد ثنا إسماعيل بن عبيد بن عبد الله قال: سمعت أم الدرداء تروي عن أبي الدرداء رفعه "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا". وإسناده ضعيف، ابن أبي الخُوار واسمه حميد بن حماد قال أبو داود وابن قانع: ضعيف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ليس بالمشهور، وقال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير، وقال الدارقطني: يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. ومغيرة بن زياد هو الموصلي مختلف فيه. وأما حديث عثمان بن عمرو بن أبي العاص فأخرجه المحاملي في "أماليه" (405) عن محمد بن خلف الحدادي المقرىء ثنا الهذيل بن عمير بن التعريف الهمذاني ثنا يعقوب القمي عن حفص بن حميد عن أبي المرقع قال: أتينا عثمان بن عمرو بن أبي العاص فسألناه أن يحدثنا بما حدّث به اخواننا من أهل الكوفة، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "يدخل ففراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام، المقهورون المستأثر عليهم المتقى بهم ما يكره". ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 79). وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 255) من طريق عامر بن إبراهيم الأصبهاني عن يعقوب القمي به، لكنّه قال "بأربعين عاما". وأبو المرقع لم أقف له على ترجمة، وحفص بن حميد هو أبو عبيد القمي قال ابن معين: صالح، وقال ابن المديني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويعقوب بن عبد الله القمي صدوق. وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا". وأما حديث عبيد بن عمير فأخرجه هناد في "الزهد" (590) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير رفعه "يجيء فقراء المهاجرين يوم

القيامة على أكوارهم التي هاجروا عليها، فيقال لهم: انطلقوا، فادخلوا الجنة، فيذهبون ليدخلوا الجنة، فيقول لهم الملائكة: انتظروا حتى تحاسبوا، فيقولون: وهل أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا عليه!! فينظرون فيما قالوا، فلا يجدونهم تركوا شيئاً إلا كوارهم التي هاجروا عليها، فيدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام". واختلف فيه على الأعمش فرواه وكيع في "الزهد" (143) وعنه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (13/ 444 - 445) عن الأعمش عن حكيم بن جبير عن مجاهد عن عبيد بن عمير قوله. وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 272) وإسناده ضعيف لضعف حكيم بن جبير الأسدي. وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن البختري في "حديثه" (311) عن هيذام بن قتيبة المروزي ثنا الوليد بن صالح ثنا عطّاف بن خالد وأبو معشر مثله عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا "إنّ الله يُدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم" قالوا: يا رسول الله، فما نصف يوم؟ قال "خمسمائة عام". وإسناده صحيح، والوليد بن صالح هو النَّخَّاس الضبي، وعطاف بن خالد هو المخزومي، وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، وأبو حازم هو سلمة بن دينار المدني. 4707 - عن جرير قال: لما دنوت من المدينة أنخت ثم لبست حلتي فدخلت فرماني الناس بالحدق فقلت: هل ذكرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: نعم ذكرك بأحسن ذكر، فقال "يدخل عليكم رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك". قال الحافظ: وروى أحمد وابن حبان من طريق المغيرة بن شبيل عن جرير قال: فذكره" (¬1). صحيح وله عن جرير بن عبد الله طرق: الأول: يرويه يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة بن شبيل بن عوف عن جرير بن ¬

_ (¬1) 8/ 132 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر جرير بن عبد الله).

عبد الله قال: لما دنوت من مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنخت راحلتي وحللت عيبتي فلبست حلتي فدخلت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فسلم عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله هل ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أمري شيئا؟ قال: نعم ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال "إنّه سيدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن وإنّ على وجهه لمسحة ملك" فحمدت الله على ما أبلاني. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 152 - 153) وأحمد (4/ 360) والطبراني في "الكبير" (2483) وابن بشران (634). عن أبي نعيم الفضل بن دُكين وأحمد (4/ 359 - 360) عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري والنسائي في "الكبرى" (8304) وابن خزيمة (1798) وابن حبان (7199) والحاكم (1/ 285) والبيهقي (3/ 222) وفي "الدلائل" (5/ 346 - 347) عن الفضل (¬1) بن موسى السِّيْنَاني وأحمد (4/ 364) عن إسحاق بن يوسف الأزرق والحاكم (1/ 285) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 346 - 347) عن شبابة بن سوّار المدائني وأبو نعيم في "الصحابة" (1609) عن عبد العزيز بن أبان القرشي وابن خزيمة (1797) عن سلم بن قتيبة الفريابي كلهم عن يونس بن أبي إسحاق به. قال أبو قطن: فقلت له: سمعته من المغيرة بن شبيل؟ قال: نعم. ¬

_ (¬1) والسياق له.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين". قلت: لم يخرج الشيخان للمغيرة بن شبيل شيئا، ولم يخرج البخاري ليونس بن أبي إسحاق شيئا، ويونس صدوق، والمغيرة ثقة لكنّه لم يذكر سماعا من جرير فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه سفيان بن عيينة قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: سمعت جرير بن عبد الله رفعه "يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك" فطلع جرير بن عبد الله. أخرجه الحميدي (800) عن سفيان به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2523) والنسائي في "الكبرى" (8302) والطبراني في "الكبير" (2258) من طرق عن سفيان به. وإسناده صحيح رواته ثقات. الثالث: يرويه قابوس بن أبي ظَبيان الكوفي عن أبيه عن جرير قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس يوما، فقال "قد جاءكم من خبر ذي يمن من على وجهه مسحة ملك". أخرجه الطبراني في "الكبير" (2498) عن البزار ثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ثنا سويد بن عمرو الكلبي ثنا أبو كدينة يحيى بن المهلب عن قابوس به. ورواته ثقات غير قابوس بن أبي ظبيان وهو مختلف فيه، وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. 4708 - "يدخل من أهل القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله بما عصوا الله واجترءوا على معصيته وخالفوا طاعته، فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على الله ساجدا كما أثني عليه قائما فيقال لي: ارفع رأسك". قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني بسند حسن رفعه: فذكره" (¬1). أخرجه الطبراني في "الصغير" (103) عن أحمد بن محمد بن مقاتل الرازي ثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغراء ثنا عيسى الجهني عن عبد الله بن ميسرة الزراد عن مجاهد أنّه سمع عبد الله بن عمرو رفعه قال: فذكره. ¬

_ (¬1) 14/ 252 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم).

وزاد "وسل تعطه واشفع تشفع". قال المنذري: رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير" بإسناد حسن" الترغيب 4/ 436 - 437. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وإسناده حسن" المجمع 10/ 376. قلت: أحمد بن محمد بن مقاتل ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والحسين بن عيسى قال أبو حاتم: صدوق (الجرح)، وعبد الرحمن بن مغراء مختلف فيه، وعيسى الجهني لم أقف له على ترجمة، وعبد الملك ومجاهد ثقتان. 4709 - "يَدْرُسُ الإِسلام كما يدرس وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوزة الكبيرة ويقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها". قال الحافظ: وحديث حذيفة بن اليمان عند ابن ماجه: فذكره" (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وصححه الحاكم عن حذيفة رفعه: فذكره" (¬2). صحيح يرويه أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي عن ربعي بن حِرَاش عن حذيفة واختلف عنه: - فقال أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة مرفوعا به وزاد بعد قوله: ولا صدقة "وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية" أخرجه ابن ماجه (4049) والبزار (2838) والحاكم (4/ 473 و545) وقال: صحيح على شرط مسلم". وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 194. - ورواه محمد بن فضيل في "الدعاء" (15) عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة موقوفا. ¬

_ (¬1) 16/ 197 - 198 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد). (¬2) 17/ 48 (كتاب الإعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي).

وأخرجه الحاكم (4/ 505) من طريق واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن فضيل به. وقال: صحيح على شرط مسلم". - ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن أبي مالك واختلف عنه: • فرواه مسدد في "مسنده" (المصباح 4/ 194) عن أبي عوانة مرفوعا. • ورواه أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري عن أبي عوانة موقوفا. أخرجه البزار (2839) والمرفوع هو الصواب. 4710 - "يرحم الله المحلقين". قال الحافظ: قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: حلق رجال يومئذ وقصّر آخرون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، قالوا: والمقصرين، الحديث، وفي آخره: قالوا: يا رسول الله لم ظاهرت للمحلقين دون المقصرين؟ قال: لأنهم لم بشكوا" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستغفر لأهل الحديبية، للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين مرّة". 4711 - أنّ بلالا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتسحر فقال: الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت، قال "يرحم الله بلالا، لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا حتى تطلع الشمس". قال الحافظ: رواه عبد الرزاق بإسناد رجاله ثقات" (¬2). مرسل أخرجه عبد الرزاق (7608) عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: جاء بلال إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- يتسحر فقال: الصلاة يا رسول الله، قال: فثبت كما هو يأكل، ثم أتاه فقال: الصلاة وهو على حاله، ثم أتاه الثالثة فقال: الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "يرحم الله بلالا، لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا حتى تطلع الشمس" ¬

_ (¬1) 6/ 275 (كتاب الصلح - باب الشروط في الجهاد). (¬2) 5/ 37 (كتاب الصوم - باب قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]).

ورجاله ثقات، وحكيم بن جابر هو ابن طارق بن عوف الأحمسي. واختلف فيه على إسماعيل بن أبي خالد، فرواه سوار بن مصعب الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن علي بن أبي طالب قال: دخل علقمة بن علاثة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعا له برأس وجعل يأكل معه، فجاءه بلال فدعاه إلى الصلاة فلم يجب، فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله، ثم جاء فقال: الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يرحم الله بلالا، لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس" فقال عليّ: لولا أنّ بلالا حلف لأكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يقول له جبريل ارفع يديك". أخرجه البزار (573) وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن إسماعيل عن قيس إلا سوار بن مصعب وهو لين الحديث". وقال الهيثمي: وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف" المجمع 3/ 152. 4712 - عن سلمة بن الأكوع أنّه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وعطس عنده رجل فقال له: "يرحمك الله" ثم عطس أخرى فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الرجل مزكوم". قال الحافظ: قال النووي في "الأذكار": روينا في صحيح مسلم (2993) وأبي داود (5037) والترمذي (2743) عن سلمة بن الأكوع: فذكره. هذا لفظ رواية مسلم. وأما أبو داود والترمذي فقالا: قال سلمة: عطس رجل عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا شاهد، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يرحمك الله" ثم عطس الثانية أو الثالثة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يرحمك الله، هذا رجل مزكوم" اهـ كلامه ونقلته من نسخة عليها خطه بالسماع عليه. والذي نسبه إلى أبي داود والترمذي من إعادة قوله -صلى الله عليه وسلم- للعاطس يرحمك الله ليس في شيء من نسخهما كما سأبينه فقد أخرجه أيضاً أبو عوانة وأبو نعيم في مستخرجيهما والنسائي (223) وابن ماجه (3714) والدارمي (2664) وأحمد (4/ 46) وابن أبي شيبة (8/ 685) وابن السني (249) وأبو نعيم أيضاً في عمل اليوم والليلة، وابن حبان في صحيحه (603)، والبيهقي في الشعب كلهم من رواية عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه وهو الوجه الذي أخرجه منه مسلم وألفاظهم متفاوتة، وليس عند أحد منهم إعادة يرحمك الله في الحديث. وكذلك ما نسبه إلى أبي داود والترمذي أن عندهما ثم عطس الثانية أو الثالثة فيه نظر فإنّ لفظ أبي داود "أنّ رجلاً عطس" والباقي مثل سياق مسلم سواء إلا أنّه لم يقل أخرى، ولفظ الترمذي مثل ما ذكره النووي إلى قوله: ثم عطس فإنّه ذكره

بعده مثل أبي داود سواء، وهذه رواية ابن المبارك عنده. وأخرجه من رواية يحيي القطان فأحال به على رواية ابن المبارك فقال نحوه إلا أنّه قال له في الثانية أنت مزكوم، وفي رواية شعبة قال يحيي القطان، وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي قال له في الثالثة أنت مزكوم، وهؤلاء الأربعة رووه عن عكرمة بن عمار وأكثر الروايات المذكورة ليس فيها تعرض للثالثة. ورجح الترمذي رواية من قال في الثالثة على رواية من قال في الثانية. وقد وجدت الحديث من رواية يحيى القطان يوافق ما ذكره النووي وهو ما أخرجه قاسم بن أصبغ في مصنفه وابن عبد البر (17/ 326) من طريقه قال: حدثنا محمد بن عبد السلام: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا يحيي القطان: حدثنا عكرمة فذكره بلفظ "عطس رجل عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس فقال له في الثالثة "أنت مزكوم" هكذا رأيت فيه ثم عطس فشمته. وقد أخرجه الإِمام أحمد (4/ 50) عن يحيي القطان ولفظه "ثم عطس الثانية والثالثة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "الرجل مزكوم". وهذا اختلاف شديد في لفظ هذا الحديث لكن الأكثر على ترك ذكر التشميت بعد الأولى. وأخرجه ابن ماجه (3714) من طريق وكيع عن عكرمة بلفظ آخر قال "يشمت العاطس ثلاثا فما زاد فهو مزكوم" وجعل الحديث كله من لفظ النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأفاد تكرير التشميت وهي رواية شاذة لمخالفة جميع أصحاب عكرمة بن عمار في سياقه ولعل ذلك من عكرمة المذكرر لما حدث به وكيعا فإنّ في حفظه مقالا، فإن كانت محفوظة فهو شاهد قوى لحديث أبي هريرة" (¬1). 4713 - عن أم سلمة قالت: عطس رجل عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الحمد لله، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- "يرحمك الله" وعطس آخر فقال: الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه، فقال "ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة". قال الحافظ: أخرج أبو جعفر الطبري في "التهذيب" بسند لا بأس به عن أم سلمة: فذكره" (¬2). 4714 - حديث ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب امرأة من قومه يقال لها: سودة، وكان لها خمسة صبيان أو ستة من بعل لها مات، فقالت له: ما يمنعني منك إلا أن لا تكون أحبّ البرية إليّ إلا أني أكرمك أن تضغو هذه الصبية عند رأسك، فقال: "يرحمك الله، إنّ خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش". ¬

_ (¬1) 13/ 228 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله). (¬2) 13/ 223 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس).

قال الحافظ: وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد أيضا من طريق شهر بن حوشب حدثني ابن عباس: فذكره، الحديث وسنده حسن، وله طريق أخرى أخرجها قاسم بن ثابت في "الدلائل" من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس باختصار القصة" (¬1). حسن أخرجه أحمد (1/ 318 - 319) وأبو يعلى (2686) والطبراني في "الكبير" (13014) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "لإصابة" (12/ 325) وأبو نعيم في "الصحابة" (7696) والحافظ في "تغليق التعليق" (4/ 482 - 483) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري ثنا شهر بن حوشب ثني عبد الله بن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب امرأة من قومه يقال لها سودة وكانت مصبية وكانت لها خمسة صبية أو ستة من بعل لها مات، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما يمنعك مني؟ " قالت: والله يا نبي الله ما يمنعني منك إلا أن تكون أحب البرية إليّ ولكني أكرمك أن تضغو هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية، قال "أما يمنعك مني شيء غير ذلك؟ " قالت: لا والله، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يرحمك الله، إنّ خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل في ذات يده". وإسناده حسن، شهر بن حوشب صدوق، وعبد الحميد بن بهرام ثقة. قال الحافظ: هذا حديث حسن، وقد قوى الإمام أحمد حديث شهر بن حوشب إذا كان من رواية عبد الحميد بن بهرام عنه، وحسّن الترمذي حديثا غير هذا، تفرد به عبد الحميد عن شهر عن ابن عباس. وله طريق أخرى أخرجها قاسم بن ثابت في "الدلائل" من طريق الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "خير من ركب الإبل نساء قريش، أشفقه على ولد، وأعطفه على زوج في ذات يده" تغليق التعليق 4/ 483. 4715 - "يرد عليّ الحوض أطولكن يدا". قال الحافظ: ومن حديث ميمونة أم المؤمنين في "الأوسط" للطبراني ولفظه: فذكره" (¬2). ضعيف جدا ¬

_ (¬1) 11/ 440 (كتاب النفقات - باب حفظ المرأة زوجها في ذات يده). (¬2) 14/ 264 (كتاب الرقاق - باب في الحوض).

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2318) عن إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني ثنا فديك بن سليمان ثنا مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن الزهري عن يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت: دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن جلوس، فقال "أولكنّ ترد عليّ الحوض أطولكن يدا" فجعلنا نقدر أذرعنا أيتنا أطول يدا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ليس ذاك أعني، إنّما أعني أصنعكنّ يدا". وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا مسلمة، تفرد به فديك بن سليمان". وقال الهيثمي: وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف" المجمع 9/ 248. قلت: هو الخشني قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 4716 - حديث ابن عمر "يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل؟ " فقال: والذي بعثك بالحق ما من مرّة يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما خلق الله من أحد أحبّ إليّ منه بعدك، فقال أبو بكر: وأنا والذي بعثك بالحق كذلك". قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عمر عند الطبراني: فذكره" (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (13383) وابن عدي (4/ 589) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر حدثني أبي وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا بكر الصديق نال من عمر شيئا، ثم قال: استغفر لي يا أخي، فتصمّت عمر، فقال له ذلك مرارا، فتصمّت عمر، فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- وانتهوا إليه وجلسوا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل؟ " فقال: والذي بعثك بالحق نبيا ما من مرّة يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما من خلق الله بعدك أحد أحبّ إليّ منه، فقال أبو بكر: وأنا والذي بعثك بالحق ما من أحد بعدك أحبّ إليّ منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تؤذوني في صاحبي، فإنّ الله عز وجل بعثني بالهدى ودين الحق فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، ولولا أنّ الله عز وجل سماه صاحبا لاتخذته خليلا، ولكن أخوة الله، ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبي قحافة". قال ابن عدي: وهذا لم يروه عن عبيد الله وعن عبد الله جميعا غير عبد الرحمن بن عبد الله العمري" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 45. ¬

_ (¬1) 8/ 21 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو كنت متخذا خليلا).

قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر لم يخرج له صاحبا الصحيح شيئا، بل هو كذاب كما قال أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 4717 - "يستجاب لأحدكم ما لم يقل دعوت فلم يستجب لي" قال الحافظ: أخرجه مالك" (¬1). أخرجه مالك (1/ 213) ومن طريقه البخاري (فتح 13/ 390). 4718 - حديث أم سلمة مرفوعا "يستعمل عليكم أمراء بعدي، فمن كره فقد برىء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع" سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه مسلم (1854). 4719 - "يسروا ولا تعسروا" سكت عليه الحافظ (¬3). أخرجه البخاري (فتح 1/ 172) من حديث أنس. 4720 - "يسعك طوافك لحجك وعمرتك" قال الحافظ: وروى مسلم (2/ 879) من طريق طاوس عن عائشة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: فذكره" (¬4) 4721 - "يسلم الراكب على الراجل، والراجل على الجالس، والأقل على الأكثر، فمن أجاب كان له، ومن لم يجب فلا شيء عليه" قال الحافظ: حديث عبد الرحمن بن شبل بكسر المعجمة وسكون الموحدة بعدها لام بزيادة أخرجه عبد الرزاق وأحمد بسند صحيح بلفظ: فذكره" (¬5). أخرجه عبد الرزاق (19444) عن معمر بن راشد عن يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس ما سمعت من ¬

_ (¬1) 13/ 340 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]). (¬2) 16/ 163 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر). (¬3) 17/ 19 (كتاب الإعتصام - باب الإقتداء بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-). (¬4) 4/ 241 (كتاب الحج - باب طواف القارن). (¬5) 13/ 251 (كتاب الاستئذان - باب يسلم الماشي على القاعد).

رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجمعهم فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تعلموا القرآن، فإذا تعلمتموه فلا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به". ثم قال: "إنّ التجار هم الفجار" قالوا: يا رسول الله، أليس قد أحلّ الله البيع وحرّم الربا، قال "بلى، ولكنّهم يحلفون ويأثمون" ثم قال: "إنّ الفساق هم أهل النار" قالوا: يا رسول الله، ومن الفساق؟ قال: "النساء" قالوا: أو ليس بأمهاتنا، وبناتنا، وأخواتنا؟ قال "بلى، ولكنّهنّ إذا أعطين لم يشكرنّ، وإذا ابتلين لم يصبرنّ. ثم ليسلم الراكب على الراجل، والراجل على الجالس، والأقل على الأكثر، من أجاب السلام كان له، ومن لم يجب فلا شيء له". وأخرجه أحمد (3/ 444) وعبد بن حميد في "المنتخب" (314) عن عبد الرزاق به (¬1). هكذا رواه معمر عن يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل. وخالفه غير واحد رووه عن يحيي بن أبي كثير ثنا زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل، فزادوا في إسناده عن أبي راشد الحبراني. منهم: 1 - علي بن المبارك الهُنَائي. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (992) ثنا سعيد بن الربيع ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير بالفقرة الأخيرة منه. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8477) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا علي بن المبارك به. 2 - همام بن يحيى البصري. أخرجه أحمد (3/ 444). 3 - أبان بن يزيد العطار. أخرجه أحمد وغيره. واختلف فيه على يحيى بن أبي كثير أيضا (¬2). ¬

_ (¬1) تقدم الكلام على هذا الحديث في حرف الهمزة فانظر حديث "اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه". (¬2) انظر حديث "اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه".

4722 - "يسلم الرجال على النساء، ولا يسلم النساء على الرجال". قال الحافظ: وأخرج أبو نعيم في "عمل اليوم والليلة" من حديث واثلة مرفوعا: فذكره، وسنده واه" (¬1). ضعيف جدا أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 190) وابن السني في "اليوم والليلة" (244) والجورقاني في "الأباطيل" (669 و670) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا بشر بن عون ثنا بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة بن الأسقع به مرفوعا. قال ابن حبان: روى بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال". وقال الجورقاني: هذا حديث منكر شبيه بالباطل، قال أبو حاتم: بكار بن تميم وبشر بن عون مجهولان". وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "العلل المتناهية 2/ 234 وقال ابن طاهر في "تكملة الإكمال": بشر بن عون أحاديثه نسخة موضوعة" اللسان 2/ 28. 4723 - "يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم". قال الحافظ: وقد اجتمعا في حديث فَضَالة عند البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وصححه والنسائي وصححه ابن حبان بلفظ: فذكره" (¬2). صحيح أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (996) والنسائي في "اليوم والليلة" (338) وابن حبان (497) والطبراني في "الكبير" (18/ 312) وابن السني (217) عن عبد الله بن وهب وأحمد (9/ 16) والبخاري في "الأدب المفرد" (998 و999) والدارمي (2637) والترمذي (2705) والطبراني في "الكبير" (18/ 312) ¬

_ (¬1) 13/ 270 (كتاب الاستئذان - باب تسليم الرجال على النساء). (¬2) 13/ 252 (كتاب الاستئذان - باب يسلم الضمير على الكبير).

عن حيوة بن شريح المصري وأحمد (6/ 20) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 183) عن ابن لهيعة ثلاثتهم عن أبي هانىء حميد بن هانىء الخولاني أنّ أبا علي عمرو بن مالك المصري الجَنْبي حدّثه عن فضالة بن عبيد رفعه "يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم، والقليل على الكثير". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح". قلت: وهو كما قال. 4724 - "يسمع عنده كدوي النحل" ذكر الحافظ أنّه من حديث عمر ولم يتكلم عليه بشيء (¬1). ضعيف أخرجه أحمد (1/ 34) ثنا عبد الرزاق أني يونس بن سليم قال: أملى عليّ يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا" ثم قال "لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنة" ثم قرأ علينا {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} [المؤمنون: 1] حتى ختم العشر". ومن طريقه أخرجه الحاكم (1/ 535 و2/ 392) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 54 - 55) ولم ينفرد أحمد به بل تابعه غير واحد عن عبد الرزاق به منهم: 1 - إسحاق بن راهوية. أخرجه النسائي في "الكبرى" (1439) والطحاوي في "المشكل" (4100 و4101 و4102) والعقيلي (4/ 460 - 461) وأبو نعيم في "الدلائل" (172). 2 - زهير بن محمد بن قمير المروزي. أخرجه البزار (301). ¬

_ (¬1) 1/ 22 (باب كيف كان بدء الوحي).

3 - محمد بن أبان البلخي. أخرجه الترمذي (5/ 326). 4 - الحسين بن مهدي الأبلي. أخرجه البزار (301). 5 - محمد بن حماد الأبيوردي. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 54 - 55) والواحدي في "الوسيط" (3/ 283) والمزي (32/ 509 - 510). 6 - أبو عبد الله مهنا بن يحيى. أخرجه ابن عدي (7/ 2632). 7 - إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدَّبَري. أخرجه الحاكم (1/ 535) عن أبي عبد الله محمد بن علي الصنعاني عن الدبري به. واختلف فيه على الدبري، فرواه العقيلي (4/ 460) عنه عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن الزهري به. ليس فيه عن يونس بن يزيد الأيلي. وتابعه أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر الأعرابي ثنا الدبري أنا عبد الرزاق (المصنف 6038) به. وهكذا رواه غير واحد عن عبد الرزاق به، منهم: 1 - عبد بن حميد. أخرجه في "المنتخب" (15) وعنه الترمذي (3173). 2 - يحيى بن موسى البلخي. أخرجه الترمذي (3173). وقال: الحديث الأول أصح، سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وابن المديني وإسحاق بن راهويه عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري هذا الحديث. قال الترمذي: ومن سمع من عبد الرزاق قديما فإنهم إنّما يذكرون فيه عن يونس بن

يزيد وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه يونس بن يزيد فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد وربما لم يذكره، وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل". وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا اللفظ إلا عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الإسناد". وقال النسائي: هذا حديث منكر، لا نعلم أحدا رواه كير يونس بن سليم، ويونس بن سليم لا نعرفه". وقال العقيلي: لا يتابع يونس بن سليم الصنعاني على حديثه ولا يعرف إلا به". وقال الحاكم: صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي فقال: قلت: سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا فقال: أظنه لا شيء". قلت: وقال عبد الرزاق أيضاً: هو خير (¬1) من عمرو بن برق، فقال أحمد بن حنبل: فلما ذكر هذا عند ذلك، علمت أن ذا ليس بشيء" التاريخ الصغير 2/ 258 - 259. وقال ابن عدي: يونس بن سليم ليس بالمعروف". وقال ابن معين: ما أعرفه، وقال الذهبي في "الكاشف": واه، وقال في "الديوان": ينفرد بحديث منكر، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحده. 4725 - "يسمعون كما تسمعون ولكن لا يجيبون" قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن مسعود مثله بإسناد صحيح، ومن حديث عبد الله بن سيدان نحوه، وفيه "قالوا: يا رسول الله، وهل يسمعون؟ قال: فذكره، وفي حديث ابن مسعود "ولكنّهم لا يجيبون" (¬2). حديث ابن مسعود أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (884) عن أبي الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان الحضرمي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن أشعث بن سوّار عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: كنا عند ابن مسعود في بيت المال قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على القليب قليب بدر فقال "يا فلان، يا فلان هل وجدتم وما وعد ربكم ¬

_ (¬1) وفي "علل أحمد" (1/ 117 و2/ 178 و243): هو أمثل. (¬2) 8/ 305 (كتاب المغازي - باب قتل أبي جهل).

حقاً؟ " قالوا: يا رسول الله، هل يسمعون؟ قال "ما أنتم لأسمع لما أقول منهم، ولكنّهم اليوم لا يجيبون". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10320) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الأشل عن أشعث بن سوار به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 91. قلت: أشعث إنّما أخرج له مسلم في المتابعات كما قال المزي (3/ 270) وهو ضعيف كما قال أبو داود وجماعة، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين. وأبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن ميمون، وقد اختلط بأخرة أيضا. وحديث عبد الله بن سيدان أخرجه الطبراني في "الكبير" (6715) عن عبد الوارث بن ابراهيم أبي عبيدة العسكري ثنا يونس بن موسى الشامي ثنا الحسين بن حماد ثنا عبيد الله بن الغسيل عن عبد الله بن سيدان عن أبيه قال: أشرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل القليب فقال "يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ " فقالوا: يا رسول الله، وهل يسمعون؟ قال "يسمعون كما تسمعون ولكن لا بجيبون". قال الهيثمي: وعبد الله بن سيدان مجهول" المجمع 6/ 91. 4726 - "يسمونهم محمدا ثم يلعنونهم" قال الحافظ: أخرجه (أي الطبري) من طريق الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس رفعه: فذكره، وهو حديث أخرجه البزار وأبو يعلى أيضاً وسنده لين" (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: قال الطبري: وهو ضعيف لأنّه من رواية الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس" (¬2). أخرجه الطيالسي (المطالب 1/ 2816) عن الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس مرفوعا "تسمونهم محمدا ثم تلعنوهن". ومن طريقه أخرجه البزار (كشف 1987) وأبو يعلى (3386) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 743) وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (47) وابن عدي (2/ 623) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 80) والحاكم (4/ 293) وأبو القاسم ¬

_ (¬1) 13/ 193 (كتاب الأدب - باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي). (¬2) 13/ 201 (كتاب الأدب - باب من سمي بأسماء الأنبياء).

الأصبهاني في "الترغيب" (598) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (212). وأخرجه عبد بن حميد (1264) والطبري (مسند طلحة 742) والعقيلي (1/ 258 - 259) والحسين بن بكير في "فضائل التسمية بأحمد" (20) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 286) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (455) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه" (3) من طرق عن الحكم بن عطية العيشي البصري عن ثابت البُنَاني عن أنس به مرفوعا. قال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحكم، وهو بصري لا بأس به حدّث عن ثابت بأحاديث وتفرد بهذا". وقال الحاكم: تفرد به الحكم بن عطية عن ثابت". وقال الذهبي: قلت: الحكم وثقه بعضهم وهو لين". قلت: وثقه ابن معين، وضعفه النسائي وغيره. قال ابن القطان الفاسي: فالحديث من أجله حسن" الوهم والإيهام 4/ 616. 4727 - عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وذكر سدرة المنتهى "يسير الراكب في ظل الفيء منها مائة سنة أو يستظل بظلها الراكب مائة سنة". قال الحافظ: في حديث أسماء بنت يزيد عند الترمذي ولفظها: فذكره" (¬1). حسن أخرجه هناد في "الزهد" (115) عن يونس بن بكير الشيباني ثنا محمد بن إسحاق ثني يحيي بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر سدرة المنتهى فقال "يسير في ظل الفَنَن منها الراكب مائة سنة أو قال يستظل في ظل الفنن منها مائة راكب -شك يحيى- فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال". وأخرجه الترمذي (2541) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3141) وأبو يعلى كما في "النهاية" لابن كثير (365) والطبري في "التفسير" (27/ 54 - 55) والطبراني في "الكبير" (24/ 87 - 88) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (435) والحاكم (2/ 469) والبغوي في "التفسير" (6/ 259) من طرق عن يونس بن بكير به. ¬

_ (¬1) 14/ 215 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار).

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". قلت: إسناده حسن، يونس ومحمد صدوقان، ويحيى وعباد ثقتان. وليس الحديث على شرط مسلم لأنّ مسلما لم يخرج ليحيى بن عباد شيئا. 4728 - "يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" قال الحافظ: لابن ماجه من حديث ابن محيريز عن ثابت بن السمط عن عبادة بن الصامت رفعه: فذكره، ورواه أحمد بلفظ "ليستحلنّ طائفة من أمتي الخمر" وسنده جيد، ولكن أخرجه النسائي من وجه آخر عن ابن محيريز فقال عن رجل من الصحابة" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليشربنّ ناس الخمر يسمونها بغير اسمها". 4729 - "يشمت العاطس ثلاثا فإن زاد فإن شئت فشمته وان شئت فلا" قال الحافظ: قال النووي: وأما الذي روينا في سنن أبي داود والترمذي عن عبيد بن رفاعة الصحابي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، فهو حديث ضعيف قال فيه الترمذي: هذا حديث غريب وإسناده مجهول. قلت: إطلاقه عليه الضعف ليس بجيد إذ لا يلزم من الغرابة الضعف وأما وصف الترمذي إسناده بكونه مجهولا فلم برد جميع رجال الإسناد فإنّ معظمهم موثقون وإنّما وقع في روايته تغيير اسم بعض رواته وإبهام اثنين منهم وذلك أنّ أبا داود والترمذي أخرجاه معا من طريق عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن ثم اختلفا فأما رواية أبي داود ففيها عن يحيي بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة عن أبيها، وهذا إسناد حسن والحديث مع ذلك مرسل كما سأبينه، وعبد السلام بن حرب من رجال الصحيح، ويزيد هو أبو خالد الدالاني وهو صدوق في حفظه شيء، ويحيى بن إسحاق وثقه يحيي بن معين، وأمه حميدة روى عنها أيضا زوجها إسحاق بن أبي طلحة وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، وأبوها عبيد بن رفاعة ذكروه في الصحابة لكونه ولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وله رؤية. قاله ابن السكن، قال: ولم يصح سماعه، وقال البغوي: روايته مرسلة وحديثه عن أبيه عند الترمذي والنسائي وغيرهما، وأما رواية الترمذي ففيها عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها، كذا سماه عمر ولم يسم أمه ولا أباها وكأنّه لم يمعن النظر فمن ثم قال: إنّه إسناد مجهول، وقد تبين أنّه ليس ¬

_ (¬1) 12/ 150 (كتاب الأشربة - باب ما جاء فيمن يستحل الخمر).

بمجهول وأنّ الصواب يحيي بن إسحاق لا عمر فقد أخرجه الحسن بن سفيان وابن السني وأبو نعيم وغيرهم من طريق عبد السلام بن حرب فقالوا: يحيى بن إسحاق، وقالوا: حميدة بغير شك. وهو المعتمد" (¬1). أخرجه أبو داود (5036) عن هارون بن عبد الله البغدادي ثنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن يحيي بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيها رفعه "تشمت العاطس ثلاثا، فإن شئت أن تشمته فشمته، وإن شئت فكف". ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 539). هكذا رواه هارون بن عبد الله عن مالك بن إسماعيل فقال فيه: عن أمه حميدة أو عبيدة على الشك. ورواه جمعة بن عبد الله البلخي عن مالك بن إسماعيل فقال فيه: عن أمه حميدة - ولم يشك. أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "النكت الظراف" (7/ 225). واختلف فيه على عبد السلام بن حرب المُلائي، فرواه إسحاق بن منصور السلولي الكوفي عنه عن يزيد بن عبد الرحمن عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها. فسمى شيخ يزيد بن عبد الرحمن عمرا ولم يسم أمه ولا أبيها. أخرجه الترمذي (2744) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (651). وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسناده مجهول". ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكَين عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني وهو يزيد بن عبد الرحمن عن يحيي بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه حمنة عن أبيها رفاعة بن رافع. فسمى أم يحيى بن إسحاق حمنة، وسمى أبوها رفاعة. أخرجه ابن السني (252) ¬

_ (¬1) 13/ 229 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله).

4730 - حديث أبي هريرة "يشمته واحدة واثنتين وثلاثا، وما كان بعد ذلك فهو زكام" قال الحافظ: أخرج البخاري في "الأدب المفرد" من طريق محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: يشمته واحدة واثنتين وثلاثا، وما كان بعد ذلك فهو زكام" هكذا أخرجه موقوفا من رواية سفيان بن عيينة عنه، وأخرجه أبو داود من طريق يحيي القطان عن ابن عجلان كذلك، ولفظه "شمت أخاك" وأخرجه من رواية الليث عن ابن عجلان وقال فيه: لا أعلمه إلا رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال أبو داود: ورفعه موسى بن قيس عن ابن عجلان أيضا" (¬1) يرويه محمد بن عجلان المدني عن سعيد المقبري عن أبي هريرة واختلف عن ابن عجلان: - فرواه غير واحد عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا. منهم: 1 - محمد بن عبد الرحمن بن مجبر البصري. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2000) وابن عدي (6/ 2197). وابن مجبر قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. 2 - موسى بن موسى الأنصاري. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1998) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا موسى به. وموسى هذا لم أر من ترجمه. 3 - موسى بن قيس الحضرمي. قاله أبو داود (5/ 290) وموسى هذا وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به. - ورواه الليث بن سعد عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة - قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. ¬

_ (¬1) 13/ 227 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله).

أخرجه أبو داود (5035) والطبراني في "الدعاء" (1999) وابن السني في "اليوم والليلة" (250) والبيهقي في "الشعب" (8916) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 327) من طرق عن الليث به. وإسناده صحيح. - ورواه يحيى القطان عن ابن عجلان موقوفا. أخرجه أبو داود (5034) والبيهقي في "الشعب" (8915) وابن عبد البر (17/ 327) وتابعه حماد بن مسعدة البصري أنا ابن عجلان به. أخرجه ابن عبد البر (17/ 327) وإسناده صحيح. - ورواه سفيان بن عيينة عن ابن عجلان واختلف عنه: • فرواه قتيبة بن سعيد البلخي عن سفيان موقوفا. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (939). • ورواه إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان فقال فيه: عن أبي هريرة يبلغ به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2001). 4731 - "يصبح على كل سُلامَى من أحدكم صدقة" قال الحافظ: ولمسلم (720) من حديث أبي ذر مرفوعا: فذكره" (¬1). 4732 - "يصلي قائما، فإن نالته مشقة فجالسا، فإن نالته مشقة صلّى نائما" قال الحافظ: ويدل للجمهور أيضاً حديث ابن عباس عند الطبراني بلفظ: فذكره" (¬2). ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4009) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا محمد بن يحيي بن فياض الزِّمَّاني ثنا حلبس بن محمد الضبعي ثنا ابن جريج عن عطاء ونافع عن ابن عباس مرفوعا "يصلي المريض قائما، وذكر الحديث وزاد فيه: يومىء برأسه، فإن نالته مشقة سَبّح" ¬

_ (¬1) 4/ 50 و51 (كتاب الزكاة - باب على كل مسلم صدقة). (¬2) 3/ 242 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب).

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا حلبس، تفرد به محمد بن يحيي بن فياض". وقال الهيثمي: حلبس بن محمد لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 2/ 149. قلت: حلبس بن محمد ترجمه ابن عدي في "الكامل" (2/ 862) وقال: منكر الحديث عن الثقات، وقال الذهبي في "الميزان": متروك الحديث. وعلي بن سعيد مختلف فيه، والباقون ثقات. 4733 - "يطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب" قال الحافظ: وأخرج البزار من حديث سعد بن أبي وقاص رفعه قال: فذكره، وسنده قوي، وذكر الدارقطني في "العلل" أنّ الأشبه أنّه موقوف، وشاهد المرفوع من مرسل صفوان بن سليم في "الموطأ" (¬1). ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا روي من حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الله بن أبى أوفى. فأما حديث سعد فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (144) وفي "الصمت" (472) وأبو يعلى (711) وفي "المعجم" (167) قالا: ثنا داود بن رشيد ثنا علي بن هاشم بن البريد: سمعت الأعمش ذكره عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه رفعه "على كل خلة يطبع أو يطوى المؤمن إلا الخيانة والكذب". وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (75) عن أبي يعلى به. وأخرجه البزار (1139) وابن عدي (1/ 44) وأبو الشيخ (75) وابن شاهين في "جزء من حديثه" (36) والقضاعي (589 و591) والبيهقي (10/ 197) وفي "الشعب" (4469) من طرق (¬2) عن داود بن رشيد الخوارزمي به. ¬

_ (¬1) 13/ 121 (كتاب الأدب - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 119]). (¬2) رواه حاتم بن يونس الجرجاني عن داود بن رشيد عن علي بن هاشم عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (76). وقال: أخطأ فيه حاتم، والصحيح عن أبي إسحاق".

قال البزار: وهذا الحديث يروى عن سعد من غير وجه موقوفا، ولا نعلم أحداً أسنده إلا علي بن هاشم عن الأعمش عن أبي إسحاق بهذا الإسناد". وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن الأعمش عن أبي إسحاق غريب، لا أعلمه رواه عن الأعمش غير علي بن هاشم ولا عن علي غير داود". قلت: رواه غير داود بن رشيد عن علي بن هاشم: قال الدورقي في "مسند سعد" (65): ثنا عبد الرحمن بن عبد الله ثني علي بن هاشم بن البريد: سمعت الأعمش ذكره عن مصعب بن سعد عن أبيه به. هكذا قال عبد الرحمن بن عبد الله: عن علي بن هاشم عن الأعمش عن مصعب بن سعد عن أبيه ولم يذكر أبا إسحاق (¬1). والأول أصح لأنّ داود بن رشيد ثقة والزيادة من الثقة مقبولة. قال المنذري والهيثمي: رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" الترغيب 3/ 595 - المجمع 1/ 92. قلت: أبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس وقد عنعن. لكنه لم ينفرد به بل تابعه سلمة بن كهيل الكوفي عن مصعب بن سعد عن أبيه به مرفوعا. أخرجه ابن عدي (1/ 240 - 241) وابن شاهين في "جزء من حديثه" (34 و35) والبيهقي في "الشعب" (4470) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي عن سلمة به. وأبو شيبة متروك الحديث، قاله النسائي وغيره. وخالفه شعبة وسفيان فروياه عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه موقوفا. فأما حديث شعبة (¬2) فأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (828) والخلال في "السنة" (1524) وابن بطة في "الإبانة" (909) والبيهقي (10/ 197). ¬

_ (¬1) وهكذا رواه حمزة الزيات عن الأعمش فلم يذكر أبا إسحاق. قاله الدارقطني في "العلل" (4/ 329). (¬2) رواه ابن المبارك وعمرو بن مرزوق البصري ومحمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه. وخالفهم جرير بن حازم البصري فرواه عن شعبة عن سعد ولم يذكر سلمة بن كهيل ولا مصعب بن سعد. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (509). والأول أصح.

وأما حديث سفيان فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 592 و11/ 18) وفي "الإيمان" (81) والخلال (1525 و1528) والدارقطني في "العلل" (4/ 331) وابن بطة في "الإبانة" (906 و907) من طريقين عن سفيان به (¬1). وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (490) من طريق ابن المبارك أنبأ سفيان وشعبة به. قال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب". وقال البيهقي: هذا موقوف وهو الصحيح". وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث علي بن هاشم فقال: هذا يروى عن سعد موقوف" العلل 2/ 328 - 329. قلت: والموقوف إسناده صحيح. وأما حديث أبي أمامة فله عنه طريقان: الأول: يرويه وكيع قال: سمعت الأعمش قال: حُدثت عن أبي أمامة رفعه "يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 593) وفي "المسند" (إتحاف الخيرة 221) وفي "الإيمان" (82) وأحمد (5/ 252) وابن أبي عاصم في "السنة" (114). وإسناده ضعيف لانقطاعه. قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع" إتحاف الخيرة 1/ 166. الثاني: يرويه بقية بن الوليد ثني طلحة القرشي عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "إنّ المؤمن ليطبع على خلال شتى: على الجود والبخل وحسن الخلق، ولا يطبع المؤمن على الكذب، ولا يكون المؤمن كذابا". أخرجه ابن عدي (1/ 44). وقال: وطلحة القرشي هو الذي يروي عنه بقية هو طلحة بن زيد أبو مسكين الرقي ضعيف". قلت: وقال أحمد وابن المديني وأبو داود: طلحة بن زيد يضع الحديث. ¬

_ (¬1) رواه يحيى القطان ووكيع عن سفيان به.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (115) والطبراني في "الكبير" وابن عدي (1/ 44 و4/ 1630) والقضاعي (590) والبيهقي في "الشعب" (4471) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دِثَار عن ابن عمر مرفوعا "يطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب". قال ابن عدي: وهذا الحديث للوصافي عن محارب عن ابن عمر هو الذي يرويه ولا يتابع عليه وهو ضعيف جدا يتبين ضعفه على حديثه". وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عبيد الله بن الوليد وهو ضعيف" المجمع 1/ 93. وأما حديث ابن أبي أوفى فأخرجه ابن بشران (887) والبيهقي في "الشعب" (4886) من طريق سريج بن النعمان البغدادي ثنا سعيد بن زَرْبي عن ثابت البُنَاني عن ابن أبي أوفى مرفوعا "المؤمن يطبع على كل خلق إلا الكذب والخيانة". قال البيهقي: سعيد بن زربي من الضعفاء". وأما حديث صفوان بن سليم الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه مالك (2/ 990) عنه أنّه قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال "لا". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (4472). قال ابن عبد البر: لا أحفظ هذا الحديث مسندا بهذا اللفظ من وجه ثابت وهو حديث حسن" التمهيد 16/ 253. 4734 - "يطلع عليكم أهل اليمن كأنّهم السحاب هم خير أهل الأرض" قال الحافظ: وعن جبير بن مطعم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني" (¬1). حسن أخرجه الطيالسي (ص 127) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطريق بين مكة والمدينة، فقال "يوشك أن بطلع عليكم من أهل اليمن كأنّها قطع سحاب ¬

_ (¬1) 9/ 163 (كتاب المغازي - باب قدوم الأشعرين وأهل اليمن).

أو قطعة سحاب، هم خيار من في الأرض" فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، ثم قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، ثم قال "إلا أنتم" كلمة ضعيفة. وأخرجه البزار (3428) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به. وتابعه يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب به. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 183 - 184) وأحمد (4/ 84) والحارث (بغية الباحث 1037) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2258) والبزار (3429) وأبو يعلى (7401) والطبراني في "الكبير" (1549) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 353). وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم لجبير بن مطعم طريقا غير هذا الطريق". قلت: وهو طريق حسن فإنّ رواته ثقات غير الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامرى خال ابن أبي ذئب فإنّه صدوق كما في "الميزان" و"التقريب" (¬1). ولم ينفرد به بل تابعه الحارث بن أبي ذباب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه به. أخرجه أحمد (4/ 82) والطبراني في "الكبير" (1550) من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن أبي ذباب به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 4735 - "يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله" قال الحافظ: أخرجه الترمذي من رواية علي بن علي الرفاعي عن الحسن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، قال الترمذي: لا يصح لأنّ الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي بن علي الرفاعي عن الحسن عن أبي موسى انتهى وهو عند ابن ماجه وأحمد من هذا الوجه مرفوعا، وأخرجه البيهقي في "البعث" بسند حسن عن عبد الله بن مسعود موقوفا" (¬2) يرويه علي بن علي الرفاعي عن الحسن البصري واختلف عنه: - فرواه وكيع عن علي بن علي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 330. (¬2) 14/ 194 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب).

• فقال أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني: ثنا وكيع عن علي بن علي عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا به. أخرجه الترمذي (2425). وقال: ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة". • وقال غير واحد: ثنا وكيع عن علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى مرفوعا. منهم: 1 - أحمد في "مسنده" (4/ 414) ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (19). 2 - ابن أبي شيبة. أخرجه ابن ماجه (4277). 3 - يوسف بن موسى القطان. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (282) • ورواه الحسن بن قَزَعة الباهلي عن وكيع واختلف عنه: فقال البزار (3073): أنا الحسن بن قزعة أنا وكيع عن علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى مرفوعا. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد عن أبي موسى". وقال الطبري في "تفسيره" (29/ 59): ثنا الحسن بن قزعة ثنا وكيع ثنا علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى قوله. - ورواه علي بن الجعد الجوهري عن علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى موقوفا. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (283). وتابعه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم 395) عن علي بن علي به. قال الدارقطني: الموقوف هو الصحيح" العلل 7/ 251. وقال الترمذي: ولا يصح هذا الحديث من قبل أنّ الحسن لم يسمع من أبي موسى"

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع. الحسن لم يسمع من أبي موسى، قاله ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة" المصباح 4/ 254. وقال ابن كثير: وقد وقع في مسند أحمد التصريح بسماعه منه والله أعلم، وقد يكون الحديث عنده عن أبي موسى وأبي هريرة والله أعلم" الفتن ص 294. قلت: رواه عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي عن الحسن قال: سمعت أبا موسى الأشعري. أخرجه ابن أبي الدنيا كما في "الفتن" لابن كثير (ص 294) عن أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ثنا عقبة به. وهذا لا حجة فيه لأنّ عقبة الأصم قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الفلاس: كان ضعيفا واهي الحديث ليس بالحافظ، وقال أبو داود ويعقوب بن سفيان: ضعيف. وقد تتبعت الأحاديث التي رواها الحسن عن أبي موسى في مسند أحمد فلم أره صرّح في واحد منها بالسماع منه، والله أعلم. وللحديث شاهد عن ابن مسعود موقوفا وآخر عن قتادة قوله وعنه أيضا مرسلا. فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبري (29/ 59) عن مجاهد بن موسى الخوارزمي ثنا يزيد ثنا سَليم بن حيان عن مروان الأصفر عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان معاذير وخصومات، والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي. وإسناده صحيح رواته ثقات. وأما قول قتادة فيرويه معمر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى {تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18] قال: تعرضون ثلاث عرضات: فأما عرضتان ففيهما الخصومات والمعاذير، وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 314) عن معمر به. وأخرجه الطبري (29/ 60) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به. ورواته ثقات.

وأما حديث قتادة مرسلاً فأخرجه الطبري (29/ 59 - 60) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قوله {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)} [الحاقة: 18] ذكر لنا أنّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول "يعرض الناس ثلاث عرضات يوم القيامة: فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال، وأما العرضة الثالثة فتطير الصحف في الأيدي". رواته ثقات. 4736 - "يعرفني الله نفسه فأسجد له سجدة يرضى بها عني، ثم أمتدحه بمدحة يرضى بها عني، ثم يؤذن لي في الكلام، ثم تمر أمتي على الصراط وهو منصوب بين ظهراني جهنم، فيمرورن". قال الحافظ: وفي حديث أبي بن كعب عند أبي يعلى رفعه: فذكره" (¬1). أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (734) وأبو يعلى (المطالب 4557) والطبراني كما في "النهاية" لابن كثير (ص 236) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 307 - 308) والدارقطني في "الصفات" (5) من طرق عن عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب به مرفوعا. وتمامه "أسرع من الطرف والسهم، ثم أسرع من أجود الخيل، حتى يخرج الرجل منها حبوا، وهي الأعمال، وجهنم تسأل المزيد حتى يضع الجبار قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط، وأنا على الحوض" قيل: وما الحوض يا رسول الله؟ قال "والذي نفسي بيده إنّ شرابه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك، وآنيته كثر من عدد النجوم، لا يشرب منه إنسان فيظما أبدا، ولا يصرف فيروى أبدا". عبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. 4737 - "يعطى كل مسلم رجلا من اليهود والنصارى فيقال: هذا فداؤك من النار". قال الحافظ: حديث أبي موسى في صحيح مسلم (2767): فذكره" (¬2). 4738 - "يعظم أهل النار في النار حتى إنّ بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". ¬

_ (¬1) 14/ 231 و232 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار). (¬2) 10/ 218 (كتاب التفسير: سورة ق - باب قوله {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30]).

قال الحافظ: وفي حديث ابن عمر عند أحمد من رواية مجاهد عنه مرفوعا: فذكره، وللبيهقي في "البعث" من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس "مسيرة سبعين خريفا" (¬1). أخرجه أحمد (2/ 26) وعبد بن حميد (808) والطبراني في "الكبير" (13482) و"الأوسط" (2431) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (65) من طرق عن أبي يحيي عمران بن زيد التغلبي الطويل ثني أبو يحيي القتات عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "وإنّ غلظ جلده سبعون ذراعا، وإنّ ضرسه مثل أحد". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي يحيى إلا عمران". وقال الهيثمي: في أسانيدهم أبو يحيي القتات وهو ضعيف وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه" المجمع 10/ 391. قلت: أبو يحيى القتات والراوي عنه مختلف فيهما. 4739 - "يعقّ عن الغلام ولا يُمس رأسه بدم" قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه من رواية أيوب بن موسى عن يزيد بن عبد الله المزني أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وهذا مرسل فإنّ يزيد لا صحبة له، وقد أخرجه البزار من هذا الوجه فقال: عن يزيد بن عبد الله المزني عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك فقالوا: إنّه مرسل" (¬2). أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1052) عن يونس بن عبد الأعلى المصري. وأبو نعيم في "الصحابة" (4776) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري. والطبراني في"الكبير" (13 / حديث رقم 475) عن عبد العزيز بن مقلاص المصري. وحرملة بن يحيي التجيبي والطبراني في "الأوسط" (335) ¬

_ (¬1) 14/ 214 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار). (¬2) 12/ 11 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة).

عن أحمد بن صالح المصري وابن قانع في "الصحابة" (2/ 188) عن أحمد بن عيسى المصري قالوا: ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن أيوب بن موسى عن يزيد بن عبد المزني عن أبيه به مرفوعا. - ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن ابن وهب واختلف عنه: • فقال ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1108): ثنا يعقوب بن حميد ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث أن أيوب بن موسى حدّثه عن يزيد بن عبد المزني عن أبيه. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 517). • ورواه ابن ماجه (3166) عن يعقوب بن حميد فلم يذكر عن أبيه. قال الحافظ في "التهذيب" (6/ 457): سقط قوله "عن أبيه" من كتاب ابن ماجه". وقال البوصيري: إسناده حسن لأنّ يعقوب بن حميد مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين" المصباح 3/ 231. قلت: الأول (¬1) أصح، وقد أعلّ بالإرسال، وبجهالة يزيد بن عبد. قال البخاري: عبد المزني والد يزيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- روى عنه ابنه يزيد، أراه مرسلا، في العقيقة" التاريخ الكبير 3/ 2/ 119. وقال أبو حاتم نحوه. الجرح 3/ 1/ 93. ويزيد بن عبد لم يرو عنه إلا أيوب بن موسى فهو مجهول. قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال، ووهم من ذكره في الصحابة وإنّما روى عن أبيه. وليس هو على شرط البخاري ومسلم لأنّهما لم يخرجا له شيئا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. ¬

_ (¬1) قال المزي: وهو الصحيح" تهذيب الكمال 32/ 200. ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه رشدين بن سعد المصري عن عمرو بن الحارث به. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4775).

4740 - عن أنس رفعه "يعق عنه من الإبل والبقر والغنم". قال الحافظ: أخرجه الطبراني وأبو الشيخ" (¬1). موضوع أخرجه الطبراني في "الصغير" (229) عن إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي ثنا عبد الملك بن معروف الخياط الواسطي ثنا مسعدة بن اليسع عن حريث بن السائب عن الحسن عن أنس مرفوعا "من ولد له غلام فَلْيَعُقَّ عنه من الإبل أو البقر أو الغنم". وقال: لم يروه عن حريث إلا مسعدة، تفرد به عبد الملك بن معروف". وقال الهيثمي: فيه مسعدة بن اليسع وهو كذاب" المجمع 4/ 58. قلت: قال أبو داود: ليس بشيء كان من الكذابين، وقال أبو حاتم: ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به يكذب على جعفر بن محمد عندي، وقال أحمد: ليس بشيء خرقنا حديثه وتركنا حديثه منذ دهر، وقال الذهبي: هالك. وشيخ الطبراني قال الدارقطني: ليس بالقوي. وعبد الملك بن معروف ترجمه بحشل في "تاريخ واسط" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. واختلف فيه على حريث بن السائب، فرواه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي عن حريث عن الحسن أنّ أنسا كان يعق عن ولده الجزر. أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (64) عن الحسين بن محمد السعدي ثنا مسلم به. وهذا أصح. 4741 - عن ابن عمر قال: اجتمع اليهود والمسلمون فعطس النبي -صلى الله عليه وسلم- فشمته الفريقان جميعا، فقال للمسلمين "يغفر الله لكم ويرحمنا وإياكم" وقال لليهود "يهديكم الله ويصلح بالكم". قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الشعب" وقال: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن أبيه عن نافع، وعبد الله ضعيف" (¬2). ضعيف ¬

_ (¬1) 12/ 10 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة). (¬2) 13/ 233 (كتاب الأدب - باب إذا عطس كيف يشمت؟).

أخرجه البيهقي في "الشعب" (8909) من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد ثني أبي عن نافع عن ابن عمر به. وقال: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه، وهو ضعيف". 4742 - "يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض وتنحاز منهم المسلمون فيظهرون على أهل الأرض فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم فيهز آخر حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم فيقولون: قد قتلنا أهل السماء، فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم دواب كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا". قال الحافظ: وعند عبد بن حميد من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (¬1). حسن أخرجه أحمد (3/ 77) وابن ماجه (4079) وأبو يعلى (1144 و1351) وابن حبان (6830) والطبري في "تفسيره" (16/ 21 و17/ 90) والحاكم (2/ 245 و4/ 489 - 490) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "يُفتح يأجوج ومأجوج على الناس كما قال الله {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] فيغشون الناس. وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى إنّ بعضهم ليمرّ بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوا يبسا، حتى إنّ من بعدهم ليمرّ بذلك النهر فيقول: قد كان هاهنا ماء مرّة. حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء. قال: ثم يهزّ أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء، فترجع إليه متخضبة دما للبلاء والفتنة، فبينما هم على ذلك بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يشتري لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو؟ قال: فتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه قد أطابها على أنّه مقتول، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي: يا معشر المسلمين، ألا أبشروا فإنّ الله قد كفاكم عدوكم. فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويسرحون مواشيهم فلا يكون لها رعي إلا لحومهم فتشكر كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط" ¬

_ (¬1) 16/ 226 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج).

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". وقال ابن كثير: وهو إسناد جيد" النهاية ص 124. وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 200. قلت: بل هو حسن للخلاف المعروف في ابن إسحاق وقد أخرج له مسلم في المتابعات. 4743 - عن ليلى امرأة بشير بن الخصاصية قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة فمنعني بشير وقال: إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذا وقال: "يفعل ذلك النصارى، ولكن صوموا كما أمركم الله تعالى، أتموا الصيام إلى الليل فإذا كان الليل فأفطروا". قال الحافظ: حديث بشير بن الخصاصية وقد أخرجه أحمد والطبراني وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم في "تفسيرهما" بإسناد صحيح إلى ليلى امرأة بشير بن الخصاصية قالت: فذكره، لفظ ابن أبي حاتم" (¬1). أخرجه الطيالسي (ص 153 - 154) عن عبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي عن أبيه عن ليلى امرأة بشير بن الخصاصية عن بشير به. وأخرجه أحمد (5/ 225) وعبد بن حميد في "المنتخب" (429) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1689) والطبراني في "الكبير" (1231) من طرق عن عبيد الله بن إياد بن لقيط به. قال البوصيري: رواه الطيالسي بسند الصحيح" إتحاف الخبرة 3/ 440. وقال الهيثمي: ليلى لم أجد من ذكرها، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158. قلت: ليلى ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين 5/ 346 ولم يذكر عنها راويا إلا إياد بن لقيط، وإياد وابنه عبيد الله ثقتان احتج بهما مسلم في "صحيحه". 4744 - حديث أبي سعيد "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فانّ منزلك عند آخر آية تقرؤها". قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان" (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 105 (كتاب الصوم - باب الوصال). (¬2) 17/ 186 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء).

تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعه. 4745 - "يقبض الله العلماء ويقبض العلم معهم، فتنشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نزو العير على العير، ويكون الشيخ فيهم مستضعفا". قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد الخدري، وسنده ضعيف" (¬1). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1913) عن أحمد بن طاهر بن حرملة المصري ثنا أحمد بن الربيع النوفلي ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم ثنا حجاج بن رشدين عن أبيه عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا "يقبض الله عز وجل العلماء قبضا، ويقبض العلم معهم، فينشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نزو العير على العير، ويكون الشيخ فيهم مستضعفا". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن الحارث إلا رشدين، تفرد به الحجاج بن رشدين". وقال الهيثمي: وفيه حجاج بن رشدين بن سعد، عن أبيه، والحجاج ضعفه ابن عدي، ولم يوثقه أحد، وأبوه اختلف في الاحتجاج به، وأكثر على تضعيفه" المجمع 1/ 201. قلت: وأحمد بن طاهر بن حرملة كذبه الدارقطني وابن عدي وأحمد بن الحسن المدائني (اللسان). 4746 - "يقتل المحرم الحيّة والذئب" قال الحافظ: حديث مرسل أخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وأبو داود من طريق سعيد بن المسيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، ورجاله ثقات" (¬2). مرسل يرويه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب مرفوعا. ¬

_ (¬1) 17/ 47 (كتاب الاعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي). (¬2) 4/ 407 (كتاب الحج - أبواب المحصر - باب ما يقتل المحرم من الدواب).

منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 208). 2 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55). 3 - محمد بن أبي يحيى. أخرجه عبد الرزاق (8384). 4 - يحيى بن أيوب المصري. أخرجه البيهقي (5/ 210). 5 - يزيد بن عياض الليثي. أخرجه البيهقي (5/ 210). 6 - حفص بن ميسرة العقيلي. أخرجه البيهقي (5/ 210). - ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55) والأول أصح، وابن حرملة مختلف فيه. 4747 - "يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة" فذكر الحديث في المهدي. قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه عن ثوبان رفعه قال: فذكره" (¬1). يرويه أبو قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه: - فرواه خالد الحذاء عن أبي قلابة واختلف عنه: • فقال سفيان الثوري: عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان مرفوعا "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يُقتَلْهُ قوم". ¬

_ (¬1) 16/ 194 (كتاب الفتن - باب خروج النار).

ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال "إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي". أخرجه ابن ماجه (4084) عن محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف السلمي والبيهقي في "الدلائل" (6/ 515) عن إبراهيم بن سويد الشبامي ويعقوب بن حميد بن كاسب وأبي جعفر محمد بن مسعود النيسابوري كلهم عن عبد الرزاق عن الثوري به. ورواه أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق فلم يذكر أبا أسماء الرحبي. أخرجه الداني في "الفتن" (548). والأول أصح. قال البيهقي: تفرد به عبد الرزاق عن الثوري". وقال ابن كثير: وهذا إسناد قوي صحيح" الفتن ص 30. وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 204. قلت: وهو كما قالا، وأبو قلابة سمع من أبي أسماء، وأبو أسماء سمع من ثوبان. ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه الحسين بن حفص الهمداني عن الثوري به. أخرجه الحاكم (4/ 463 - 464). وقال: صحيح على شرط الشيخين". قلت: هو على شرط مسلم وحده لأنّ البخاري لم يخرج للحسين بن حفص ولا لأبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي في الصحيح شيئا. • وقال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا فإنّ فيها خليفة الله المهدي. موقوف

أخرجه الحاكم (4/ 502) وعنه البيهقي في "الدلائل" (6/ 516) قال: أنا الحسين بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء به. وقال: صحيح على شرط الشيخين". قلت: لم يخرج الشيخان رواية يحيي بن أبي طالب عن عبد الوهاب بن عطاء، ولم يخرج مسلم رواية عبد الوهاب عن خالد الحذاء، ولم يخرج البخاري لأبي أسماء في الصحيح شيئا. - ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي قلابة واختلف عنه: • فقال كثير بن يحيى: ثنا شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا "إذا أقبلوا برايات السود من عقب خراسان فأتوها ولو حبوا فإنّ فيها خليفة الله المهدي". أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 516). وقال: ليس بالقوي". قلت: علي بن زيد قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال أحمد وغيره: ليس بالقوي. • وقال وكيع: عن شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن ثوبان مرفوعا به ولم يذكر أبا أسماء. أخرجه أحمد (5/ 277) عن وكيع به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1445). قال الذهبي في "الميزان" (3/ 128): قلت: أراه منكرا، وقد رواه الثوري العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن أبي قلابة فقال: عن أبي أسماء عن ثوبان". 4748 - "يقتل عمارا الفئة الباغية". قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره" (¬1). انظر الحديث في حرف التاء "تقتل عمارا الفئة الباغية" ¬

_ (¬1) 16/ 151 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة).

4749 - عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنة فمرّ رجل فقال: "يقتل هذا يومئذ ظلما" قال: فنظرت فإذا عثمان. قال الحافظ: روى أحمد من طريق كليب بن وائل عن ابن عمر قال: فذكره. إسناده صحيح" (¬1). أخرجه أحمد (2/ 115) وفي "فضائل الصحابة" (24) وابنه في زوائده على "فضائل الصحابة" (796) وأبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عمر" (28) والترمذي (2708) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 274 و275) والمزي (12/ 157). عن الأسود بن عامر الشامي شاذان وابن الأعرابي (ق 48/ أ) وابن عساكر (ص 275) عن جندل بن والق الكوفي قالا: ثنا سنان بن هارون التميمي عن كليب بن وائل عن ابن عمر به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عمر". قلت: سنان بن هارون مختلف فيه، ضعفه النسائي وغيره، وقواه العجلي وغيره، وكليب بن وائل وثقه ابن معين وغيره، وقال البخاري: سمع ابن عمر. 4750 - حديث الخوارج "يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم". سكت عليه الحافظ (¬2). أخرجه البخاري (فتح 17/ 191 - 192) من حديث أبي سعيد. 4751 - عن جابر قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله، هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك في أحد وإنّ عمّهما أخذ مالهما، قال "يقضي الله في ذلك" فنزلت آية الميراث، فأرسل إلى عمهما فقال "أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن فما بقي فهو لك". قال الحافظ: أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: فذكره" (¬3) ¬

_ (¬1) 8/ 37 - 38 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو كنت متخذا خليلا). (¬2) 17/ 148 (كتاب الإعتصام - باب إن لله مائة اسم إلا واحدة). (¬3) 9/ 312 (كتاب التفسير - سورة النساء - باب {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النِّساء: 11]). و15/ 15 (كتاب الفرائض - باب ميراث البنات).

أخرجه أحمد (3/ 352) والترمذي (2092) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 395) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4892) والخطابي في "المعالم" (3/ 315) والحاكم (4/ 333 - 334 و342) والبيهقي (6/ 216) وفي "الصغرى" (2286) عن عبيد الله بن عمرو الرقي وابن ماجه (2720) عن سفيان بن عيينة وأبو داود (2892) وأبو يعلى (2039) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 395) وابن أبي حاتم (4930) والدارقطني (4/ 79) والبيهقي (6/ 229) عن داود بن قيس المدني وفي رواية عن داود بن قيس وغيره من أهل العلم وفي رواية عن داود بن قيس ويزيد بن عياض والدراقطني (4/ 79) عن فرات بن سليمان وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 96 - 97) عن عمرو بن ثابت البكري كلهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر قال: فذكره. • ورواه مسدد عن بشر بن المفضل عن عبد الله بن محمد بن عقيل فقال فيه "ابنتا ثابت بن قيس بن شماس". أخرجه أبو داود (2891) والبيهقي (6/ 229). • ورواه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن بشر بن المفضل فقال فيه "هاتان ابنتا ثابت بن قيس أو قالت سعد بن الربيع" على الشك. أخرجه الدارقطني (4/ 78) ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 83) • ورواه أيوب بن سليم الأعور عن بشر بن المفضل مختصرا. أخرجه الدارقطني (4/ 79) قال أبو داود: أخطأ بشر فيه إنّما هما ابنتا سعد بن الربيع، وثابت بن قيس قتل يوم اليمامة"

ولما ذكر رواية داود بن قيس قال: وهذا هو أصح" وقال الخطابي: وقولها "وهاتان ابنتا ثابت بن قيس قد قتل معك يوم أحد" غلط من بعض الرواة وإنما هي امرأة سعد بن الربيع وابنتاه، قتل سعد بأحد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبقي ثابت بن قيس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى شهد اليمامة في عهد أبي بكر الصديق". وقال البيهقي: قوله ثابت بن قيس خطأ إنما هو سعد بن الربيع". وأما إسناد الحديث فقال الحاكم: صحيح الإسناد". قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. 4752 - "يقول إبراهيم: يا رباه، حَرَّقْتَ بنيّ، فيقول: أخرجوا" قال الحافظ: وعند أبي عوانة والبيهقي وابن حبان في حديث حذيفة: فذكره" (¬1). صحيح أخرجه أبو عوانة (1/ 175) وابن حبان (7378) من طريق سريج بن يونس البغدادي ثنا مروان بن معاوية ثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حِرَاش عن حذيفة مرفوعا "يقول إبراهيم يوم القيامة: يا ربّاه، فيقول الرب جل وعلا: يا لبيكاه، فيقول إبراهيم: يا ربّ، حرقت بنيّ، فيقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة أو شعيرة من إيمان". وإسناده صحيح، وأبو مالك اسمه سعد بن طارق. وله شاهد من حديث عبد الله بن سلام أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 396) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو داود ثنا شعبة عن منصور عن خرشة بن الحر قال: قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال: ألا أحدثك حديثا هو في كتاب الله؟ فذكر قوما يخرجون من النار يقول إبراهيم: يا رب حرقت بني، فيخرجون منها. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 381. قلت: وإسناده صحيح. 4753 - "يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن عن ذكري وعن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه" ¬

_ (¬1) 14/ 252 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم).

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، ورجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف" (¬1). انظر حديث "يقول الله تعالى: من شغله ذكري". 4754 - "يقول العاطس: الحمد لله على كل حال". قال الحافظ: وللنسائي من حديث عليّ رفعه: فذكره، وابن السني من حديث أبي أيوب مثله" (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال" 4755 - "يقول الله عز وجل: المجاهد في سبيلي هو علي ضامن إن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة". قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث عبادة بلفظ: فذكره، الحديث وصححه الترمذي" (¬3). حسن أخرجه الترمذي (1620) عن محمد بن عبد الله بن بَزِيع البصري ثنا المعتمر بن سليمان ثني مرزوق أبو بكر عن قتادة عن أنس مرفوعا "قول الله عز وجل: المجاهد في سبيل الله هو علي ضامن، إن قبضته أورثته الجنة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة". وقال: صحيح غريب من هذا الوجه". قلت: مرزوق أبو بكر الباهلي صدوق كما في "التقريب" والباقون كلهم ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا. وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "تكفل الله لمن جاهد في سببله، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته: بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة". أخرجه البخاري (فتح 7/ 28) والنسائي (6/ 15) ¬

_ (¬1) 10/ 442 (كتاب فضائل القرآن - باب فضل القرآن على سائر الكلام). (¬2) 13/ 222 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس). (¬3) 6/ 348 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله).

وهو عند مسلم (1876) بلفظ "تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي، وإيمانا بي، وتصديقا برسلي. فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة". 4756 - "يقول الله: أنى يعجزني ابن آدم وقد خلقتك من قبل من مثل هذه، فإذا بلغت نفسك إلى هذه -وأشار إلى حلقه- قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة". قال الحافظ: ووقع في طريق بُسر بن جِحَاش -وهو بضم الموحدة وسكون المهملة وأبوه بكسر الجيم وتخفيف المهملة وآخره شين معجمة- عند أحمد وابن ماجه وصححه واللفظ لابن ماجه قال: بزق النبي -صلى الله عليه وسلم- في كفه ثم وضع أصبعه السبابة وقال: فذكره، وزاد في رواية أبي اليمان "حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا وتصدقوا بكذا" (¬1). أخرجه ابن سعد (7/ 427) وأحمد (4/ 210 و210 - 211) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 123) وابن ماجه (2707) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (869 و870) وابن أبي الدنيا في "التواضع" (245) والخرائطي في "المساوىء" (579 و580) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 76) والطبراني في "الكبير" (1193) وفي "مسند الشاميين" (1080) والحاكم (2/ 502 و4/ 323) وابن بشران في "الأمالي" (646) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1200 و1202) والبيهقي في "الشعب" (3198) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1655) وفي "الحجة" (221) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد" (39 و40) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 215) والمزي (4/ 71 - 72) من طرق عن حَرِيز بن عثمان الرحبي ثني عبد الرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر بن جحاش أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصق يوما على كفه، ووضع عليها أصبعه ثم قال: يقول الله: يا ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدّلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت نفسك هذه -وأشار إلى حلقه- قلت: أتصدق، وأنّى أوان الصدقة". قال الحاكم: صحيح الإسناد". وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 143. وقال عبد الغني المقدسي: حديث حسن". قلت: عبد الرحمن بن ميسرة وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان. ¬

_ (¬1) 6/ 303 (كتاب الوصايا - باب الصدقة عند الموت).

وجبير بن نفير لم يذكر سماعا من بسر بن جحاش فلا أدري أسمع منه أم لا. ولم ينفرد حريز به بل تابعه ثور بن يزيد الرحبي عن عبد الرحمن بن ميسرة به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1194) وفي "مسند الشاميين" (469) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثنا أبي عن أبيه ثني ثور بن يزيد به. وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1201) عن الطبراني به. وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن محمد بن يحيى. 4757 - حديث عمر رفعه "يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين". ذكر الحافظ أنّ البخاري ذكره في كتاب "خلق أفعال العباد" (¬1). انظر الحديث الآتي. 4758 - حديث ابن عمر رفعه "يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين". قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند لين" (¬2) روي في من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث حذيفة بن اليمان ومن حديث حكيم بن حزام ومن حديث أنس ومن حديث عمرو بن مرة مرسلا. فاما حديث أبي سعيد فأخرجه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (3359) والترمذي (2926) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1/ 149 - 150) وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (ص 135 و161) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره للمقريزي ص 156) والبزار كما في "فضائل القرآن" لابن كثير (ص 54) والعقيلي (4/ 49) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 277) والطبراني في "الدعاء" (1851) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 1/ 224 - 225 و225 - 226 و226) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 106) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (26 و27) والبيهقي في "الأسماء" (ص 307) و"الإعتقاد" (ص 101 - 102) و"الشعب" (1860) وابن الأنباري في "الوقف والابتداء" كما ¬

_ (¬1) 17/ 269 (كتاب التوحيد - باب ذكر الله بالأمر). (¬2) 13/ 383 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة).

في "اللآلىء" (2/ 342 - 343) والشجري في "أماليه" (1/ 78) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (350) من طرق عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب". وقال العقيلي: لا يتابع الهمداني عليه". وقال البزار: تفرد به محمد بن الحسن ولم يتابع عليه". وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، ومحمد بن الحسن ليس بالقوي" العلل 2/ 82. وقال الذهبي: حسنه الترمذي فلم يحسن" الميزان 3/ 515. وقال الحافظ في "أماليه": هذا حديث حسن" اللآلىء 2/ 342. قلت: الحديث إسناده ضعيف، محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ضعفه أحمد وأبو داود ويعقوب بن سفيان وابن حبان، وقال النسائي: متروك، وكذبه بعضهم. لكنّه لم ينفرد به بل تابعه الحكم بن بشير النّهدي الكوفي عن عمرو بن قيس به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4/ 581) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا الحكم بن بشير به. ومحمد بن حميد الرازي كذبه أبو زرعة وابن وارة وابن خراش وإسحاق بن منصور الكوسج وصالح جزرة والنسائي، وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدّث الأستاذ عن محمد بن حميد فإنّ أحمد قد أحسن الثناء عليه، فقال: إنّه لم يعرفه ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلا. وفي "المجروحين" لابن حبان 2/ 204 ما يدل على أنّ رجع عن الثناء عليه. وعطية هو ابن سعد العوفي وهو ضعيف مدلس وقد عنعن. وأما حديث عمر بن الخطاب فأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 174 - 175) وفي "الكبير" (1/ 2 / 115) والطبراني في "الدعاء" (1850). عن أبي نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي والطبراني في "الدعاء" (1850) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 250) وابن

شاهين في "الترغيب" (153) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (215) والقضاعي (1455) وابن عساكر في "تاريخه" (7/ 375 - 376) وفي "معجم الشيوخ" (301) والمزي (13/ 197) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 996). عن يحيي بن عبد الحميد الحِمّاني وهو في "مسنده" كما في "الفتح" (10/ 442). والطبراني في "الدعاء" (1850) والبيهقي في "الشعب" (567 و3786) وفي "فضائل الأوقات" (194). عن عثمان بن زفر الكوفي (¬1) قالوا: ثنا صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده مرفوعا "يقول الله عز وجل: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين". قال ابن حبان: هذا موضوع ما رواه إلا صفوان بن أبي الصهباء بهذا الإسناد، وعطية عن أبي سعيد" المجروحين 1/ 376. والحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 165) وذكر كلام ابن حبان المتقدم. وتعقبه الحافظ فقال: لم يصب واستند إلى ذكر ابن حبان لصفوان في "الضعفاء" (¬2) ولم يستمر ابن حبان على ذلك بل ذكر صفوان في كتاب "الثقات"، وذكره البخاري في "التاريخ" ولم يحك فيه جرحا، وذكره ابن شاهين في "الثقات" وكذا ابن خلفون وقال: أرجو أن يكون صدوقا، ووثقه ابن معين، وشيخه ثقة" اللآلىء 2/ 342. وأما حديث جابر فأخرجه القضاعي (584) والبيهقي في "الشعب" (568) والأصبهاني في "الترغيب" (1364) من طرق عن أبي سفيان سعيد بن يحيي الحميري عن الضحاك بن حمرة عن أبي الزبير (¬3) عن جابر مرفوعا "قال الله جل وعز: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين". الضحاك بن حمرة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. ¬

_ (¬1) أخرجاه من طرق عنه. (¬2) قال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الاثبات ما لا أصل له من حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من الروايات". (¬3) وقع عند البيهقي يزيد بن خمير مكان أبي الزبير، وأسقطه الأصبهاني.

وأما حديث حذيفة فأخرجه محمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (41 - منتقاه للمزي) عن أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي البغدادي ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عن حذيفة مرفوعا "قال الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني". ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 313). وقال: غريب، تفرد به أبو مسلم عن ابن عيينة". قلت: أبو مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن عدي: حدّث بالمناكير عن الثقات ويسرق الحديث. وأما حديث حكيم بن حزام فأخرجه أبو الشيخ (¬1) في "طبقات الأصبهانيين" (305) عن أحمد بن محمود بن صبيح الأصبهاني ثنا عامر بن أسيد ثنا محمد بن الصباح البزار ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام مرفوعا "قال الله تعالى: إذا شغل عبدي بذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين". وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 38) عن أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمود بن صبيح به. أخرجاه في ترجمة عامر بن أسيد بن واضح الواضحي ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة". وأما حديث عمرو بن مرة فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 237) ثنا ابن نمير عن موسى بن مسلم عن عمرو بن مرة مرفوعا "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين". وهو مرسل رجاله ثقات. 4759 - حديث أبي ذر رفعه "يقول الله تعالى: من عمل حسنة فجزاؤه عشر أمثالها" وفيه "ومن تقرب إليه شبرا" الحديث وفي آخره "ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن أتانى بقُرَاب الأرض خطيئة لم يشرك بي شيئا جعلتها له مغفرة" قال الحافظ: أخرجه مسلم (2687) (¬2) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 256). (¬2) 17/ 296 (كتاب التوحيد - باب ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وروايته عن ربه).

4760 - حديث أبي ذر رفعه "يقول الله: من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد". قال الحافظ: أخرجه مسلم (2687) (¬1). 4761 - "يقول الله لآدم: يا آدم، أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك، قم فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم". قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي الدنيا من مرسل الحسن قال: فذكره" (¬2). أظنه الحديث الذي أخرجه الطبري في "التفسير" و"التهذيب" من طريق عوف الأعرابي عن الحسن قال: فذكر حديثا طويلا إلا أن الطبري لم يسقه بتمامه. وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهاء فانظر حديث "هل تدرورن أي يوم ذاك؟ ". 4762 - حديث عائشة: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل البطيخ بالرطب، فيقول: يكسر حرّ هذا ببرد هذا، وبردَ هذا بحرّ هذا". قال الحافظ: عند أبي داود من حديث عائشة بلفظ: فذكره" (¬3). أخرجه أبو داود (3836) عن سعيد بن نُصير ثنا أبو أسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 281) وفي "الشعب" (5592). وسعيد بن نصير هو البغدادي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. ومن فوقه كلهم ثقات، لكن لم أر الزيادة التي في آخر الحديث "يكسر حر هذا" إلا من هذا الطريق، وقد رواه جماعة عن هشام بن عروة فلم يذكروا فيه هذه الزيادة، منهم: 1 - سفيان بن عيينة. أخرجه الحميدي (255) وابن أبي داود في "مسند عائشة" (21). 2 - سفيان الثوري. أخرجه الترمذي (1843) وفي "الشمائل" (189) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف 2/ 148) وابن حبان (5246) والبغوي في "الشمائل" (987) وفي "شرح السنة" (2894) ¬

_ (¬1) 14/ 109 (كتاب الرقاق - باب من هم بحسنة أو بسيئة). (¬2) 14/ 179 (كتاب الرقاق - باب إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم). (¬3) 11/ 506 - 507 (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة).

3 - إبراهيم بن حميد الرؤاسي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6722) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (57). 4 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 215) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 103) والبيهقي في "الشعب" (5591) وفي "الآداب" (665). 5 - محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أبو الشيخ (ص 216). 6 - يحيى بن هاشم الكوفي. وزاد "والقثاء بالملح" أخرجه أبو الشيخ (ص 216) والبغوي في "الشمائل" (989). وقال: يحيى بن هاشم ضعيف". 7 - قيس بن الربيع الكوفي. أخرجه أبو الشيخ (ص 215). 8 - عيسى بن يونس الكوفي. أخرجه ابن حبان (5247). 9 - صالح بن بيان السيرافي. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (9/ 7). 10 - داود بن نصير الطائي. أخرجه أبو الشيخ (ص 216) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 367) من طريق محمد بن خلف الحداد ثنا إسحاق بن منصور ثنا داود الطائي به. واختلف فيه على إسحاق بن منصور، فرواه أحمد بن يحيي الصوفي عنه فجعله عن عروة مرسلا. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6723) وفي "مجلسين من املاءه" (32). والأول أصح لأنّ الذي وصل الحديث وهو محمد بن خلف ثقة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب". قلت: هو حسن باعتبار إسناد الترمذي فإنّه رواه من طريق معاوية بن هشام القصار

عن سفيان الثوري، ومعاوية صدوق حسن الحديث، وإسناد غير الترمذي كالحميدي صحيح (¬1). وكذا صحح إسناده الحافظ في "الفتح" (11/ 506). ولم ينفرد هشام بن عروة به بل تابعه ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة به. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6727) عن محمد بن مسلم بن وارة عن محمد بن عبد العزيز الرملي المعروف بابن الواسطي عن عبد الله بن يزيد بن الصلت عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن الزهري به. وقال: ليس هو بمحفوظ من حديث الزهري" تحفة الأشراف 12/ 101. قلت: اختلف فيه على محمد بن عبد العزيز الرملي، فرواه محمد بن يحيي الذهلي عنه فلم يذكر الزهري. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (191). وتابعه صالح بن مسمار السُّلمي عن الرملي به. أخرجه أبو الشيخ (ص 216 - 217). وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن يزيد بن الصلت، والرملي مختلف فيه. 4763 - حديث أبي هريرة "يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع". سكت عليه الحافظ (¬2). تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع". ¬

_ (¬1) واختلف فيه على هشام بن عروة، فرواه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عنه عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكل البطيخ بالرطب". أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 182) عن البزار (2240) ثنا إبراهيم بن مالك البغدادي ثنا عمرو بن عبد الغفار به. والفقيمي قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث. واللفظ المذكور للطبراني، ولفظ البزار "يأكل القثاء بالرطب". • ورواه وكيع عن هشام عن أبيه مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 323 - 324) (¬2) 5/ 245 (كتاب البيوع - باب ما ذكر في الأسواق).

4764 - "يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من السماء من رزقه فيصبحون مشركين يقولون: مطرنا بنوء كذا". قال الحافظ: ولأحمد من رواية نصر بن عاصم الليثي عن معاوية الليثي مرفوعا: فذكره" (¬1). أخرجه الطيالسي (ص 178) عن عمران بن داود القطان عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن معاوية الليثي مرفوعا "يصبح الناس مجدبين فيأتيهم الله برزق من عنده فيصبحون مشركين فيقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا". وأخرجه أحمد (3/ 429) عن الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (940) والبزار (كشف 663) وأبو نعيم في "الصحابة" (6072) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 214) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 329) عن عمرو بن مرزوق البصري ثنا عمران القطان به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2216) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 77) والطبراني في "الكبير" (19/ 430) وفي "الأوسط" (2549) وأبو نعيم في "الصحابة" (6072) والواحدي في "الوسيط" (4/ 240 - 241) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (81) من طرق عن عمرو بن مرزوق به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران". قلت: وهو مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن، ونصر بن عاصم وثقه النسائي وغير واحد لكن لم يذكر سماعا من معاوية الليثي فلا أدري أسمع منه أم لا. 4765 - "يكون بعد المهدي القحطافي، والذي بعثني بالحق ما هو دونه" قال الحافظ: وأخرج أيضا (أي نعيم بن حماد في "الفتن") من طريق عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكره، ضعيف الإسناد" (¬2). ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 177 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82]). (¬2) 7/ 356 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر قحطان).

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1221) عن رشدين بن سعد المصري والوليد بن مسلم الدمشقي عن ابن لهيعة قال: حدثني عبد الرحمن بن قيس الصدفي عن أبيه عن جده به مرفوعا. وأخرجه في موضع آخر (1209) عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "القحطاني بعد المهدي، وما هو دونه". وإسناده ضعيف لضعف رشدين وابن لهيعة، والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وعبد الرحمن بن قيس ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ونعيم بن حماد مختلف فيه. 4766 - "يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف". قال الحافظ: وللترمذي من حديث عائشة مرفوعا: فذكره، ولابن أبي خيثمة من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي عن أبيه عن جده رفعه "يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف" الحديث، وورد فيه أيضا عنه عن علي وعن أبي هريرة عند ... (¬1) وعن عثمان عند ... (¬2) وعن ابن مسعود وابن عمر وابن عمرو وسهل بن سعد عند ابن ماجه، وعن أبي أمامة عند أحمد، وعن عبادة عند ولده، وعن أنس عند البزار، وعن عبد الله بن بسر وسعيد بن أبي راشد عند الطبراني في "الكبير"، وعن ابن عباس وأبي سعيد عنده في "الصغير"، وفي أسانيدها مقال غالبا لكن يدل مجموعها على أنّ لذلك أصلا" (¬3). حديث عائشة أخرجه الترمذي (2185) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا صيفي بن ربعي عن عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا به وزاد "قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال "نعم إذا ظهر الخبث". وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (521) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد" (36) والداني في "الفتن" (341) والشجري في "أماليه" (2/ 269) والمزي (13/ 248) من طرق عن أبي كريب به. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه". ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) بياض في المطبوع. (¬3) 9/ 362 (كتاب التفسير - سورة الأنعام - باب {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59]).

قلت: عبد الله بن عمر هو ابن حفص العمري وهو مختلف فيه، قواه أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وابن معين وابن عدي والعجلي وغيرهم، وضعفه يحيى القطان وابن المديني والبخاري والنسائي وابن حبان وغيرهم. وصيفي بن ربعي قال أبو حاتم: صالح الحديث ما أرى بحديثه بأسا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء. والباقون ثقات. طريق أخرى: قال ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (4): ثني الحسن بن محبوب ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن عائشة مرفوعا "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف" قالت عائشة: يا رسول الله، وهم يقولون: لا إله إلا الله. قال "إذا ظهرت القيان، وظهر الربا، وشربت الخمر، ولبس الحرير كان ذا عند ذا". وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. وحديث ربيعة الجرشي أخرجه ابن أبي خيثمة (الإصابة 3/ 269) من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "يكون في آخر أمتي الخسف والقذف والمسخ". وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (766) عن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا علي بن بحر ثنا قتادة بن الفضيل قال: سمعت هشام بن الغاز به. وزاد: قالوا: بم يا رسول الله؟ قال "باتخاذهم القينات وشربهم الخمور". وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 52) والطبراني في "الكبير" (3410) من طريقين عن علي بن بحر بن بَرّي القطان ثنا قتادة بن الفضيل بن قتادة الجرشي قال: سمعت هشام بن الغاز يحدث عن أبيه عن جده أنّه قال: فذكره، وزاد "قلت: فيم يا رسول الله؟ قال: باتخاذهم القينات وشربهم الخمور". وعلي بن بحر وثقه ابن معين وجماعة، وقتادة بن الفضيل ذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات" وقال ابن شاهين: كان ثقة، وهشام بن الغاز وثقه ابن سعد وغيره، والغاز بن ربيعة ذكره ابن حبان في "الثقات". وحديث علي أخرجه الترمذي (2210) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (5) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 206 - 207) والطبراني في "الأوسط" (472) وابن بشران (1248) والداني في "الفتن" (320) والخطيب في "التاريخ" (3/ 157 - 158) والشجري

في "أماليه" (2/ 265) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1239) وابن الجوزي في "العلل" (1421) من طرق عن أبي فضالة الفرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد (¬1) بن علي عن علي مرفوعا "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء" فقيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال "إذا كان المغنم دُوَلا، والأمانة مَغْنَما، والزكاة مَغْرَما، وأطاع الرجل زوجته وعقّ أمّه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأُكرم الرجل مخافة شرّه، وشُربت الخمور، ولُبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عليّ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة، والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه". وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى إلا فرج بن فضالة". وقال البرقاني عن الدارقطني: هذا باطل. قلت: من جهة الفرج؟ قال: نعم" تاريخ بغداد 12/ 396. طريق أخرى: قال ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (6): ثنا عبد الجبار بن عاصم أبو طالب ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن التميمي عن عباد بن أبي علىّ عن عليّ مرفوعا "يمسخ طائفة من أمتي قردة، وطائفة خنازير، وبخسف بطائفة، ويرسل على طائفة الريح العقيم بأنهم شربوا الخمر، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، وضربوا بالدفوف". عبد الرحمن التميمي لم أعرفه، وعباد بن أبي علي ذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا، وعبد الجبار وإسماعيل ثقتان. وحديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه كثير بن زيد الأسلمي عن الوليد بن رباح الدوسي عن أبي هريرة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف". أخرجه ابن حبان (6759) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيدي عن كثير بن زيد به. ¬

_ (¬1) ووقع عند الترمذي وحده: عن محمد بن عمر بن علي. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي فى "التلبيس" (ص 261)

وإسناده حسن، وكثير بن زيد سمع من الوليد بن رباح، والوليد بن رباح سمع من أبي هريرة. قاله البخاري (علل الترمذي 2/ 677) الثاني: يرويه سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "والذي بعثني بالحق لا تنقضي الدنيا حتى يقع بهم الخسف، والمسخ، والقذف" قالوا: ومتى ذاك يا نبي الله؟ قال "إذا رأيت النساء ركبن السروج، وكثرت القينات، وشُهد بشهادات الزور، وشرب المصلون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة، واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فاستدفروا واستعدوا، وأومأ بيده فوضعها على جبهته يستر وجهه". أخرجه البزار (كشف 3405) والطبراني في "الأوسط" (5057) والحاكم (4/ 437) والشجري (2/ 265). وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا سليمان بن داود اليمامي". وقال البزار: سليمان لا يتابع على حديثه، وليس بالقوي". وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو متروك" المجمع 8/ 10. وقال الذهبي: سليمان هو اليمامي ضعفوه، والخبر منكر" تلخيص المستدرك 4/ 437. الثالث: يرويه حسان بن أبي سنان عن رجل عن أبي هريرة مرفوعا "يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير" قالوا: يا رسول الله، أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله؟ قال "بلى، ويصومون ويصلون ويحجون" قال: فما بالهم؟ قال "اتخذوا المعازف والدفوف والقينات فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير". أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (8) عن عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا سليمان بن سالم أبو داود ثنا حسان بن أبي سنان به. وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن سالم هو الحراني قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا. وللحديث طريق رابعة تقدم الكلام عليها عند حديث "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها". وحديث عثمان لم أقف عليه الآن.

وحديث ابن مسعود أخرجه ابن ماجه (4059) عن نصر بن علي الجهضمي والبزار (1457) عن محمد بن معمر البحراني قالا: ثنا أبو أحمد ثنا بشير بن سلمان عن سيار عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف" لفظ البزار. ولفظ ابن ماجه "بين يدي الساعة مسخ". قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد". وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، وسيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب، قاله أحمد" المصباح 4/ 198. قلت: اختلف في سيار الذي يروي عن طارق بن شهاب وعنه بشير بن سلمان: فقيل: هو أبو الحكم (¬1)، قاله البخاري (التاريخ الكبير 2/ 2 / 161) وابن أبي حاتم (الجرح 2/ 1/ 255) وابن حبان (الثقات 6/ 421) وأبو أحمد الحاكم (الكنى 4/ 19) ومسلم (الكنى ص 102) والدولابي (الكنى 1/ 154) وابن عبد البر (الكنى 1/ 561). وقيل: هو أبو حمزة (¬2)، قاله أحمد (العلل 1/ 125 و233 - المسند 1/ 442) وأبو داود (تهذيب الكمال 12/ 316) والدارقطني (العلل 5/ 116). قال الحافظ في "التقريب": وهو الصواب. وحديث ابن عمر أخرجه الترمذي (2152) عن محمد بن بشار. وابن ماجه (4061) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى. قالا: ثنا أبو عاصم ثنا حيوة بن شريح أني أبو صخر ثني نافع أنّ رجلاً أتى ابن عمر فقال: إنّ فلانا يقرؤك السلام، قال: إنّه بلغني أنّه قد أحدث، فإن كان قد أحدث، فلا تقرئه مني السلام فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "يكون في أمتي أو في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف" وذلك في أهل القدر. ¬

_ (¬1) وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. (¬2) ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 421).

وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي" (ص 207) وابن البختري في "الأمالي" (173) من طريق ابن المبارك عن حيوة به. ولفظه "سيكون في أمتي مسخ، وذلك في قدرية وزنديقية" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأبو صخر اسمه حميد بن زياد" قلت: سئل أحمد عنه فقال: ليس به بأس، واختلف فيه قول ابن معين، والباقون ثقات. وأخرجه الترمذي (2153) من طريق رشدين بن سعد المصري عن أبي صخر بلفظ "يكون في أمتي خسف ومسخ، وذلك في المكذبين بالقدر". ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (2/ 108) أيضا بنحوه وزاد "والزنديقية". وأخرجه ابن عدي (5/ 685 و4/ 1469) من طريق ابن لهيعة عن أبي صخر بلفظ "سيكون في أمتي مسخ وقذف" يعني الزنادقة والقدرية. وهكذا رواه ابن وهب عن أبي صخر بهذا اللفظ إلا أنه قال: الزنديقية والقدرية. أخرجه أحمد (2/ 136 - 137) وابن بطة في "الإبانة" (1518 و1607 و1885) وابن بشران (1487) واللالكائي (1135). ورواه سعيد بن أبي أيوب المصري عن أبي صخر بلفظ "إنّه سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر". أخرجه أحمد (2/ 90) وفي "السنة" (917) وأبو داود (4613) والحاكم (1/ 84) والبيهقي (10/ 205) وفي "الدلائل" (6/ 548) وفي "القضاء والقدر" (416 و417). وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". وحديث ابن عمرو أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 42) وأحمد (2/ 163) وابن ماجه (4062) والبزار (2376) وابن عدي (6/ 2135) وأبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (17 و21) والحاكم (4/ 445) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (13 و14) من طرق عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي الزبير عن ابن عمرو مرفوعا "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف". قال الحاكم: إن كان أبو الزبير سمع من ابن عمرو فإنّه صحيح على شرط مسلم". وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات غير أنّه منقطع، أبو الزبير واسمه محمد بن

مسلم بن تدرس لم يسمع من ابن عمرو. قاله ابن معين، وقال أبو حاتم: مرسل لم يلقه" المصباح 4/ 198. وحديث سهل بن سعد أخرجه عبد بن حميد (452) وابن ماجه (4060) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (1) والروياني (1043) والطبراني في "الكبير" (5810) والخطيب في "التاريخ" (10/ 272 - 273) من طرق عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم المدني عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد مرفوعا "يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ" قيل: يا رسول الله، متى؟ قال "إذا ظهرت المعازت والقينات واستحلت الخمر". قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم" المصباح 4/ 198. وحديث أبي أمامة أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 329) عن إسحاق بن منصور الكوسج أنا الفضل بن دكين ثنا صدقة بن موسى عن فرقد السبخي ثنا أبو منيب الشامي عن أبي عطاء عن عبادة بن الصامت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وحدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وحدثني عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وحدثني سعيد بن المسيب أو حدثت عنه عن ابن عباس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "والذي نفس محمد بيده ليبيتنّ ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر، وكلهم الربا، ولبسهم الحرير". وأخرجه أحمد (5/ 259) عن سيار بن حاتم البصري عن جعفر بن سليمان عن فرقد قال: حدثني عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة. وحدثني قتادة عن سعيد بن المسيب. وحدثني به إبراهيم النخعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (3) عن عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا جعفر بن سليمان ثنا فرقد السبخي ثني قتادة عن سعيد بن المسيب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وحدثني عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة مرفوعا "يبيت قوم من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو فيصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير وليصيبهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة ببني فلان خسف الليلة ببني فلان، وليرسلنّ عليهم حاصبا حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على من فيها وعلى دور فيها، وليرسلنّ عليهم

الريح العقيم التي أهلكت عاد لشربهم الخمر وكلهم الربا واتخاذهم القينات ولبسهم الحرير" (¬1). وأخرجه أيضا (14) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا علي بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد عن علي بن ثابت عن فرقد السبخي عن أبي أمامة قال: يبيت قوم على شرب الخمور وضرب القيان فيصبحون قردة. ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1233). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7997) من طريق الصعق بن حزن البصري ثنا فرقد السبخي عن عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة مرفوعا "ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحنّ قردة وخنازير". وفرقد السبخي قال النسائي وغير واحد: ضعيف. وحديث عبادة تقدم. وحديث أنس أخرجه البزار (كشف 3404) وأبو يعلى (3945) والداني في "الفتن" (338) من طريق مبارك بن سحيم أبي سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا "سيكون في هذه الأمة خسف، ومسخ، ورجف، وقذف". قال البزار: مبارك له مناكير لا يتابع عليها وما سمع شيئا من مولاه". وقال الهيثمي: وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك" المجمع 8/ 10. طريق أخرى: قال ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (7): ثنا أبو عمرو هارون بن عمر القرشي ثنا الحصيب بن كثير عن أبي بكر الهذلي عن قتادة عن أنس مرفوعا "ليكوننّ في هذه الأمة خسف وقذت ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف". ¬

_ (¬1) وأخرجه الطيالسي (ص 155) عن جعفر بن سليمان عن فرقد عن عاصم بن عمرو عن أبي أمامة به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 295 - 296). وأخرجه أبو نعيم أيضا والخرائطي في "المساوىء" (283) من طريقين عن عبيد الله بن عمر القواريري -وهو الجشمي- ثنا جعفر بن سليمان عن فرقد ثنى عاصم بن عمرو عن أبي أمامة به. وتابعه محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا جعفر بن سليمان به. أخرجه الحاكم (4/ 515) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم لجعفر فأما فرقد فإنهما لم يخرجاه". قلت: وفرقد ضعيف كما تقدم.

أبو بكر الهذلي قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. وحديث عبد الله بن بسر أخرجه الطبراني كما في "المجمع" (8/ 11). ولفظه "إنّه يكون في آخر هذه الأمة قوم بينا هم في شرب الخمر وضرب المعازف حتى [] (¬1) الله عليهم فيعودوا قردة وخنازير". قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم". وحديث سعيد بن أي راشد أخرجه البزار (كشف 3402) وأبو القاسم البغوي (975) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 264) والطبراني (¬2) في "الكبير" (5537) وابن عدي (5/ 1782) وأبو نعيم في "الصحابة" (3275). عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني. وابن عساكر (40/ 336 - 337). عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج. قالا: ثنا عمرو بن مجمع عن يونس بن خباب عن عبد الرحمن بن سابط عن سعيد بن أبي راشد مرفوعا "يكون في أمتي خسف، ومسخ، وقذف". قال ابن عدي: وهذا الحديث ليونس بن خباب بإسناده لا أعلم يرويه عن يونس غير عمرو بن مجمع، على أن يونس بن خباب ضعيف مثله، ولعمرو غير ما ذكرت وعامة ما يرويه لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا". وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن مجمع وهو ضعيف" المجمع 8/ 11. قلت: واختلف فيه على عبد الرحمن بن سابط، فرواه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 164) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (9) والداني (347). وتابعه ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا. ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) رواه من طريقين عن أبي كريب ووقع عنده في الطريق الأول: عن عبد الرحمن بن راشد، ووقع عنده في الطريق الثاني: عبد الرحمن بن سائب.

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1716) والداني (347). وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الصغير" (168) عن أحمد بن محمد الجَمَّال الأصبهاني ثنا علي بن يونس الأصبهاني ثنا أبو داود الطيالسي ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي ثنا فرقد السبخي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس مرفوعا "ليبيتنّ قوم من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو، ويصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير" (¬1). وقال: لم يروه عن قتادة إلا فرقد، ولا عن فرقد إلا جعفر، ولا عن جعفر إلا أبو داود، تفرد به علي بن يونس". ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 125 - 126) عن الطبراني به وقال: غريب من حديث قتادة عن سعيد، تفرد به علي بن يونس عن أبي داود". قلت: رواه عبيد الله بن عمر الجشمي عن جعفر بن سليمان عن فرقد عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلا، وقد تقدم. ورواه صدقة بن موسى عن فرقد ثني سعيد بن المسيب أو حدثت عنه عن ابن عباس. وقد تقدم أيضا. وفرقد ضعيف. وحديث أبي سعيد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6901) و"الصغير" (973) عن محمد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي ثنا محمد بن صدقة الجيلاني ثنا محمد بن خالد الوهبي ثنا زياد بن أبي زياد الجصاص عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا "يكون في هذه الأمة خسف، ومسخ، وقذف في متخذي القيان، وشاربي الخمر، ولابسي الحرير". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن زياد الجصاص إلا محمد بن خالد الوهبي، تفرد به محمد بن صدقة". وقال الهيثمي: وفيه زياد الجصاص وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 11. وفي الباب عن جابر وعن عمران بن حصين. فأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (484) ثنا حاتم ثنا الحسن بن ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 296) عن القاضي أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجمال ثنا علي بن يونس به.

جعفر ثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعا "يكون في آخر أمتي مسخ وقذف وخسف، ويبدأ بأهل المظالم". وإسناده ضعيف لضعف المنكدر بن محمد. وأما حديث عمران فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (2) والروياني (142) والداني (340) والشجري (2/ 259 و272). عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي والترمذي (2212) عن عباد بن يعقوب الكوفى قالا: ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن هلال بن يساف عن عمران مرفوعا "يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف" قيل: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال "إذا ظهرت المعازف، وكثرت المغنيات، وشربت الخمور". قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن الأعمش عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل، وهذا حديث غريب". قلت: عبد الله بن عبد القدوس قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو داود: ضعيف الحديث، وقواه بعضهم. 4767 - "يكون قوم في أواخر الزمان يخضبون كحواصل الحمام لا يجدون ريح الجنة". قال الحافظ: ولأبى داود وصححه ابن حبان من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، وإسناده قوي إلا أنّه اختلف في رفعه ووقفه وعلى تقدير ترجيح وقفه فمثله لا يقال بالرأي فحكمه الرفع" (¬1) انظر الحديث الذي بعده. 4768 - حديث ابن عباس رفعه "يكون قوم يخضبون بالسواد لا يجدون ريح الجنة" سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح ¬

_ (¬1) 7/ 310 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما ذكر عن بني إسرائيل). (¬2) 12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب).

وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يَريحون رائحة الجنة". أخرجه أحمد (1/ 273) عن حسين بن محمد المروذي وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني وابن سعد (1/ 441) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 384) وأبو يعلى (2603) وأبو عمرو الداني في "الفتن" (319) والبيهقي في "الشعب" (5997) عن عبد الله بن جعفر الرقي وأبو داود (4212) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي والنسائي (8/ 119) وفي "الكبرى" (9346) عن عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي والطبراني في "الكبير" (12254) والبيهقي (7/ 311) وفي "الآداب" (822) والبغوي في "شرح السنة" (3180) عن عمرو بن خالد الحراني والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 199) والطبراني (12254) عن جندل بن والق التغلبي والطحاوي في "المشكل" (3699) عن علي بن معبد بن شداد الرقي والبيهقي في "الشعب" (5997) عن العلاء بن هلال الرقي وابن شاهين في "الناسخ" (618) والشجري في "أماليه" (2/ 250) عن أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي

وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 55) عن هاشم بن الحارث الرمادي كلهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به. وخالفهم عبد الجبار بن عاصم أبو طالب النسائي فرواه عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (618) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 55) والأول أصح. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمتهم به عبد الكريم بن أبي المُخَارِق أبو أمية البصري. قال أيوب السَّخْتياني: والله إنّه لغير ثقة، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء يشبه المتروك، وقال الدارقطني: متروك" وتعقبه الحافظ فقال: قلت: وأخطأ في ذلك فإنّ الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرج له في "الصحيح" القول المسدد ص 55. قلت: وهو كما قال، والحديث إسناده صحيح رواته ثقات. الثاني: يرويه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "يكون في آخر الزمان قوم بخضبون (¬1) بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3815) عن هشام الدَّسْتُوائي والحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 199) واللفظ له عن أبي حمزة كلاهما عن عبد الكريم به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق. 4769 - "يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله نفعا". قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي بكرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، ¬

_ (¬1) ولفظ الطبراني "يسودون أشعارهم".

ونعت أباه وأمه، قال: فسمعنا بمولود ولد في اليهود فذهبت أنا والزبير بن العوام فدخلنا على أبويه فإذا النعت فقلنا: هل لكما من ولد؟ قالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ثم ولد لنا غلام أضر شيء وأقله نفعا" الحديث قال البيهقي: تفرد به علي بن زيد بن جُدْعَان وليس بالقوي" (¬1). وذكره في موضع آخر وقال: وللترمذي عن أبي بكرة مرفوعا: فذكره" (¬2). ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 116) عن حماد بن سلمة وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 139 - 140) وأحمد (5/ 40 و49 - 50 و51 - 52) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (9 و40) والترمذي (2248) والبزار (3628) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (24 و25) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا "يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه" ثم نعت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه فقال "أبوه طوال ضرب اللحم كأنّ أنفه منقار، وأمه فرضاخية طويلة اليدين" فقال أبو بكرة: فسمعنا بمولود في اليهود بالمدينة، فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أضر شيء وأقله منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه، قال: فخرجنا من عندهما فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة له وله همهمة فتكشف عن رأسه فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عيناي ولا ينام قلبي. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير أبي بكرة، ولا نعلم له إسنادا غير هذا الإسناد، ولا نعلم حدّث به إلا حماد بن سلمة وحده". وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة". قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. 4770 - رواية رفاعة الجهني "ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لا يسأل عن عبادي غيري". ¬

_ (¬1) 17/ 91 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة). (¬2) 6/ 513 (كتاب الجهاد - باب كيف يعرض الإسلام على الصبي).

ذكر الحافظ أنّه عند النسائي (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده". 4771 - "ينزل عيسى بن مريم مصدقا بمحمد على ملته" قال الحافظ: وللطبراني من حديث عبد الله بن مغفل: فذكره" (¬2). أخرجه العقيلي (4/ 133) عن محمد بن إبراهيم بن جناد. والطبراني في "الأوسط" (4577) عن عبدان بن أحمد الأهوازي. قالا: ثنا عمرو بن العباس الرازي ثنا محمد بن مروان العقيلي ثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا "ما أهبط الله إلى الأرض منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال، وقد قلت فيه قولا لم يقله أحد قبلي، إنّه آدم جَعْد ممسوح عين اليسار، على عينه ظَفَرَة غليظة، وإنّه يبرىء الأكمه والأبرص، ويقول: أنا ربكم، فمن قال: ربي الله، فلا فتنة عليه، ومن قال: أنت ربي فقد افْتُتِن، يلبث فيكم ما شاء الله، ثم ينزل عيسى بن مريم مصدقا لمحمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى مِلّته إماما مهديا وحكما عدلا، فيقتل الدجال". قال العقيلي: لا يتابع محمد بن مروان عليه". وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد إلا محمد بن مروان، تفرد به عمرو بن العباس". وقال الهيثمي: ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر" المجمع 7/ 336. قلت: عمرو بن العباس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف. ومحمد بن مروان مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه العقيلي وغيره. والحسن وهو البصري مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن مغفل. ¬

_ (¬1) 3/ 272 - 273 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب الدعاء والصلاة من آخر الليل). (¬2) 7/ 302 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب نزول عيسى بن مريم).

4772 - حديث علىّ مرفوعا "ينضح بول الغلام، ويغسل بول الجارية" قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي من طريق هشام عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عنه. قال قتادة: هذا ما لم يطعما الطعام. وإسناده صحيح، ورواه سعيد عن قتادة فوقفه وليس ذلك بعلة قادحة" (¬1). تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنما يغسل من بول الأنثى". 4773 - "يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله" قال الحافظ: وفي رواية الطبراني من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: فذكره" (¬2). ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10278) من طريق محمد بن مُصَفى الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل: من أكرم الناس؟ قال "يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله". ومن هذا الطريق أخرجه ابن المظفر في "غرائب شعبة" (الضعيفة للألباني 1/ 341 - العلل للدارقطني 5/ 321 مع الهامش) ووقع عنده: عن بقية ومعاوية بن حفص عن شعبة. وإسناده ضعيف لأنّ أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. واختلف فيه على شعبة: فرواه غير واحد عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: افتخر رجل عند ابن مسعود، فقال: أنا فلان بن فلان ابن الأشياخ الكرام، فقال ابن مسعود: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله. أخرجه الطبري في "تفسيره" (23/ 81) عن محمد بن جعفر غُنْدَر والطبراني في "الكبير" (8916) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ¬

_ (¬1) 1/ 338 (كتاب الوضوء - باب بول الصبيان). (¬2) 7/ 228 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت).

ومحمد بن كثير العبدي وعمرو بن مرزوق البصري كلهم عن شعبة به. قال الدارقطني: وهذا أصح" العلل 6/ 321. وقال ابن كثير: وهذا صحيح عن ابن مسعود" التفسير 4/ 17. قلت: وهو كما قالا، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك الجُشَمي. 4774 - حديث ابن عباس: قالوا: يا رسول الله، من السيد؟ قال: "يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله" قالوا: فما في أمتك سيد؟ قال "رجل أُعطي مالا حلالا، ورزق سماحة". قال الحافظ: رواه الطبراني، وإسناده ضعيف" (¬1). ضعيف جدا أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7002) عن محمد بن نصر الهمداني ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى اللخمي ثنا نافع السلمي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، من السيد؟ قال "ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم" قالوا: فما في أمتك سيد؟ قال "بلى، رجل أُعطي مالا حلالا، ورزق سماحة، فأدنى الفقير وقلت شكاته في الناس". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عباس إلا عطاء، ولا رواه عن عطاء إلا نافع أبو هرمز، تفرد به سعيد بن يحيى اللخمي". وقال الهيثمي: وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك" المجمع 8/ 202. 4775 - "يوشك أن تَدَاعى عليكم الأمم كما تداعى الأكَلَه على قَصْعَتها". سكت عليه الحافظ (¬2). صحيح ¬

_ (¬1) 7/ 228 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت). (¬2) 16/ 223 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج).

ورد من حديث ثوبان ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ثوبان فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو أسماء عمرو بن مرثد الرَّحبي عن ثوبان مرفوعا "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها" قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال "أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوَهْن" قلنا: وما الوهن؟ قال "حب الحياة (¬1)، وكراهية الموت". أخرجه أحمد (5/ 278) وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (5) والطبراني في "الكبير" (1452) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (51) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 182) من طرق عن مبارك بن فضالة ثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي الحمصي أنا أبو أسماء به. وإسناده حسن، مبارك ومرزوق صدوقان، وأبو أسماء ثقة. الثاني: يرويه أبو عبد السلام عن ثوبان به مرفوعا. أخرجه أبو داود (4297) وابن أبي عاصم في "الزهد" (268) والروياني (654) والطبراني في "مسند الشاميين" (600) والبغوي في "شرح السنة" (4224) والمزي (13/ 46 - 47) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ثني أبو عبد السلام به. وأبو عبد السلام ذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 563)، وقد قيل: هو صالح بن رستم الدمشقي، وفرق البخاري وغيره بينهما. الثالث: يرويه أبو عزرة عن ثوبان. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 60) عن إبراهيم بن موسى الرازي عن الأعمش عن أبي عزرة به. أخرجه في ترجمة أبي عزرة هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الرابع: يرويه عمرو بن عبيد التميمي العبشمي عن ثوبان. أخرجه الطيالسي (ص 133) عن أبي الأشهب جعفر بن الحارث الواسطي عن عمرو بن عبيد به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ "الدنيا"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (9887) والخطيب في "المتفق" (1160). وقال: عمرو بن عبيد حدث عن ثوبان، ولم يذكر في الحديث سماعه منه، روى عنه أبو الأشهب جعفر بن الحارث، ولا يحفظ له غير هذا الحديث الواحد، ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبي الأشهب كرواية الطيالسي عنه". قلت: أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2 / 253) عن عبيدة ثنا عبد الصمد به. وعمرو بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو الأشهب وثقه يزيد بن هارون وغيره. الخامس: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن الأزهر الألهاني عن ثوبان. أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (269) عن هشام بن عمار أنا يحيى بن حمزة أنا ثور به. والأزهر الألهاني ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. السادس: يرويه عمرو بن قيس المُلائي الكوفي عن رجل -قال: حسبت أنه عمرو بن مرة- عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان. أخرجه ابن الأعرابي (2228) عن أبي الحسن علي بن داود القنطري ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد عن علي بن زرارة الحضرمي الكوفي عن عمرو بن قيس به. وإسناده ضعيف، قال أحمد وغيره: سالم لم يسمع من ثوبان. وعلي بن زرارة أظنه المترجم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 187) قال أبو حاتم: ضعيف. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن صالح هو المصري كاتب الليث مختلف فيه. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه شبيل بن عوف الأحمسي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لثوبان "كيف أنت يا ثوبان إذ تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام يصيبون منه" قال ثوبان: بأبي وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال "لا، أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن" قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال "حبكم الدنيا، وكراهيتكم القتال". أخرجه أحمد (2/ 359) عن أبي جعفر محمد بن جعفر المدائني أنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد الله عن شبيل به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في ""الزهد" (270) عن أحمد بن محمد بن نَيزك البغدادي أنا محمد بن جعفر به. قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 7/ 287. قلت: أبو جعفر المدائني وعبد الصمد بن حبيب مختلف فيهما، وحبيب بن عبد الله قال الذهبي وغيره: مجهول، وشبيل ثقة. الثاني: يرويه قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "يوشك أن تداعى الأمم على أمتي كما تداعى على الثريد أكَلَتُهُ". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7211) عن محمد بن سعيد بن جابان الجنديسابوري ثنا محمود بن غيلان ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن مسلم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا عبد العزيز، ولا عن عبد العزيز إلا مؤمل، تفرد به محمود". قلت: شيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، والباقون ثقات. وعبد العزيز بن مسلم هو القَسْمَلي، واختلف عنه: فرواه عيسى بن إبراهيم البِرَكِي عن عبد العزيز عن ضرار بن عمرو عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 340). وقال: وهذا أصح". 4776 - "يوشك أن تستحل أمتي فروج النساء والحرير". قال الحافظ: وقع في "الزهد" لابن المبارك من حديث علي بلفظ: فذكره" (¬1). 4777 - "يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبنّ به كله. قال: فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون". ¬

_ (¬1) 12/ 154 (كتاب الأشربة - باب ما جاء فيمن يستحل الخمر).

قال الحافظ: وأخرج مسلم (2895) أيضا عن أبي بن كعب قال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره" (¬1). 4778 - "يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم". قال الحافظ: ولمسلم (2913) عن جابر أيضا مرفوعا: فذكره، قالوا: بم ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك" (¬2). قلت: هو عن جابر قوله. 4779 - "يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ فيها" قال الحافظ: وأخرج أبو داود من حديث أبي بكرة أنّه كان يكره الحجامة يوم الثلاثاء وقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره" (¬3). ضعيف أخرجه أبو داود (3862) ومن طريقه البيهقي (9/ 340) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي. وأخرجه العقيلي (1/ 150) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1730) عن عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي ثنا موسى بن إسماعيل. وأخرجه المزي (35/ 296) من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي ثنا موسى بن إسماعيل (¬4). ثنا أبو بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة حدثتني عمتي كَيِّسَة بنت أبي بكرة أنّ أباها كان ينهي أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ. قال العقيلي: لا يتابع بكار بن عبد العزيز على هذا الحديث وليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت". ¬

_ (¬1) 16/ 194 (كتاب الفتن - باب خروج النار). (¬2) 7/ 90 (كتاب فرض الخمس - باب إثم من عاهد ثم غدر). (¬3) 12/ 256 (كتاب الطب - باب أية ساعة يحتجم). (¬4) واختلف عن موسي بن إسماعيل، فرواه الحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص 99) عن أبيه عن موسي بن إسماعيل عن بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة. وهكذا رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن بكار إلا أنه أوقفه على أبي بكرة. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 534).

وقال البيهقي: إسناده ليس بالقوي". وقال البوصيري: رواه أبو داود وسكت عليه فهو عنده حديث صالح، وأبو بكرة بن بكار مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات، وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وضعفه بأبي بكرة بكار بن عبد العزيز، وليس له دليل على وضعه، وإنّما حقه أن يذكر في مطلق الضعف" كتاب الحجامة ص 75 و76. قلت: الحديث إسناده ضعيف. كيسة بنت أبي بكرة لم يرو عنها إلا بكار بن عبد العزيز كما في "الميزان" فهي مجهولة، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف حالها. وبكار بن عبد العزيز مختلف فيه. واختلف عنه، فقال خالد بن خِداش البصري: ثنا بكار بن عبد العزيز قال: أرسلني أبي إلى عمتي كَيّسة، فقال لها: هل تحفظين ما كان أبو بكرة يقول في الحجامة يوم الثلاثاء؟ قالت: أحفظه كأنه أمس، كان ينهى عنها أشدّ النهي، ويقول: فيها ساعة لا يرقأ فيها الدم. موقوف. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1973). 4780 - "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة" قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (¬1). وقال في موضع آخر: وثبت مثله في حديث جابر رفعه: فذكره" (¬2). صحيح أخرجه أبو داود (1048) والنسائي (3/ 81) وفي "الكبرى" (1697) والطبراني في "الدعاء" (184) والحاكم (1/ 279) والبيهقي (19/ 250) وفي "فضائل الأوقات" (252) وفي "الشعب" (2715) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 20) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 411) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ الجُلاح مولى عبد العزيز أخبره أنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن حدّثه عن جابر مرفوعا "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، فيها ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" ¬

_ (¬1) 3/ 19 (كتاب الجمعة - باب فضل الجمعة). (¬2) 14/ 133 (كتاب الرقاق - باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: بعثت أنا والساعة كهاتين).

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بالجلاح أبو كثير ولم يخرجاه" (¬1). وقال الحافظ: هذا حديث صحيح". قلت: إسناده صحيح إلا أنه اختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف في حرف الهمزة عند حديث "إنّ النّهار ثنتا عشرة ساعة". 4781 - (يوم الجمعة فيه طبعت طينة آدم، وفي آخر ثلاث ساعات منه ساعة من دعا الله فيها استجيب له". قال الحافظ: وهو في مسند أحمد من طريق علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة مرفوعا، وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف، وعلي لم يسمع من أبي هريرة" (¬2). ضعيف أخرجه أحمد (2/ 311) ثنا هاشم ثنا الفرج بن فضالة ثنا علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة قال: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: لأي شيء سمي يوم الجمعة؟ قال: "لأنّ فيها طبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة، والبعثة، وفبها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله عز وجل فيها استجيب له". قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 164. قلت: الفرج بن فضالة ليس من رجال الصحيح وهو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي والدارقطني وغيرهم، وعلي بن أبي طلحة مختلف فيه ولم يسمع من أبي هريرة كما قال الحافظ فالإسناد ضعيف. 4782 - "يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده". قال الحافظ: رواه الحاكم وغيره من طريق عامر بن لدين عن أبي هريرة مرفوعا" (¬3). أخرجه أحمد (2/ 303) وابن خزيمة (2161) والحاكم (1/ 437) عن عبد الرحمن بن مهدي ¬

_ (¬1) وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 755): إسناده صحيح". (¬2) 3/ 69 (كتاب الجمعة - باب الساعة التي في يوم الجمعة). (¬3) 5/ 139 (كتاب الصوم - باب صوم يوم الجمعة).

وأحمد (2/ 532) عن حماد بن خالد الخياط والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 79) والبيهقي في "الشعب" (3584) وفي "فضائل الأوقات" (287) عن عبد الله بن وهب وابن خزيمة (2166) والحاكم (1/ 437) عن زيد بن الحباب والبخاري في "الكنى" (ص 15) عن عبد الله بن صالح المصري كلهم عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن عامر بن لُدَين الأشعري أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره. وخالفهم أسد بن موسى المصري فرواه عن معاوية بن صالح ثني أبو بشر مؤذن دمشق عن عامر بن لدين الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. لم يذكر أبا هريرة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2512) والبزار (كشف 1069) وابن شاهين في "الصحابة" كما في "أسد الغابة" (3/ 138). وقال البزار: لا نعلم أسند عامر بن لدين إلا هذا". وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن" المجمع 3/ 199. قلت: الأول أصح. قال الحافظ في "الإصابة" (7/ 29): هكذا أورده ابن شاهين من طريق أسد بن موسى وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنّما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر عن أبي هريرة قال: سمعت". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه إلا أنّ أبا بشر هذا لم أقف على اسمه وليس ببيان بن بشر ولا بجعفر بن أبي وحشية". وقال الذهبي: قلت: أبو بشر مجهول".

وقال ابن خزيمة: أبو بشر هذا شامي ليس بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية صاحب شعبة وهشيم". قلت: وثقه العجلي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وعامر بن لدين الأشعري ذكره بعضهم في الصحابة لرواية أسد بن موسى والصحيح أنّه من التابعين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحكى الحافظ في"التعجيل" و"الإصابة" توثيقه عن العجلي، ولم أره في كتابه "تاريخ الثقات". 4783 - "يوم الحج الأكبر يوم النحر" قال الحافظ: وفي رواية الترمذي من حديث علي مرفوعا وموقوفا: فذكره، ورجح الموقوف" (¬1). موقوف صحيح أخرجه الترمذي (3088) ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبي عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن يوم الحج الأكبر فقال "يوم النحر". وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (9226) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو المُقْعَد ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق به. هكذا رواه محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا، وخالفه جماعة رووه عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوفا، منهم: 1 - سفيان بن عيينة. أخرجه الترمذي (3089) والطبري في "تفسيره" (10/ 70) 2 - سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 2/ 267) ومن طريقه أخرجه الطبري (10/ 72) لكنّه أسقط منه الحارث. وأخرجه (10/ 69) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن الثوري فأثبته. ¬

_ (¬1) 9/ 391 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب وأذان من الله ورسوله).

3 - مالك بن مِغْوَل. أخرجه الطبري (10/ 70). 4 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 2 / 266) عنه به. واختلف على معمر فيه، فرواه محمد بن ثور الصنعاني عنه عن أبي إسحاق عن علي ولم يذكر الحارث. أخرجه الطبري (10/ 72) والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة. 5 - شتير. أخرجه الطبري (10/ 70). 6 - الأجلح بن عبد الله الكندي. أخرجه الطبري (10/ 69). 7 - عنبسة (¬1). أخرجه الطبري (10/ 69). قال الترمذي: هذا الحديث أصح من حديث محمد بن إسحاق لأنّه روي من غير وجه هذا الحديث عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوفا، ولا نعلم أحدا رفعه إلا ما روي عن محمد بن إسحاق". قلت: وهو كما قال إلا أنّ إسناد الحديث ضعيف لضعف الحارث الأعور، لكنه لم ينفرد به عن علي بل تابعه: 1 - يحيى بن الجزار الكوفي. أخرجه الطبري (10/ 70) من طريقين عن شعبة عن الحكم قال: سمعت يحيى بن الجزار يحدث عن علي أنّه خرج يوم النحر على بغلة بيضاء يريد الجبانة فجاءه رجل فأخذ بلجام بغلته فسأله عن الحج الأكبر فقال: هو يومك هذا، خلّ سبيلها. ¬

_ (¬1) أظنه ابن سعيد بن الضريس.

وإسناده صحيح، وقد سمع يحيى بن الجزار هذا الحديث من علي. قاله شعبة (انظر التهذيب 11/ 192). والحكم هو ابن عتيبة. 2 - الشعبي. أخرجه الطبري (10/ 71) ثني يعقوب ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن علي قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر. وإسناده منقطع. قال الحاكم: لم يسمع الشعبي من علي إنما رآه رؤية. وقال الدارقطني: لم يسمع منه إلا حرفا واحدا ما سمع غيره. 4784 - "يوم عرفة ويوم النحر وأيام مني عبدنا أهل الإِسلام" قال الحافظ: رواه أصحاب السنن عن عقبة بن عامر مرفوعا" (¬1). صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 104 و4/ 21) وأحمد (4/ 152) والدارمي (1771) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 195) وأبو داود (2419) والترمذي (773) والفريابي في "العيدين" (11) والنسائي (5/ 203) وفي "الكبرى" (2829 و4181) والروياني (200 و 203) وابن خزيمة (2100) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر (1/ 346 و347) والطحاوي في "شرح المعاني" (71/ 2) وفي "المشكل" (4/ 111) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (17) وابن حبان (3603) والطبراني في "الكبير" (17/ 291) والحاكم (1/ 434) والبيهقي (4/ 298) وفي "فضائل الأوقات" (216) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 126 و21/ 163 و23/ 69 - 70) والشجري في "أماليه" (2/ 64) والبغوي في "شرح السنة" (1796) من طرق عن موسى بن عُلي بن رباح قال: سمعت أبي أنّه سمع عقبة بن عامر رفعه "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإِسلام، وهي أيام أكل وشرب". قال الترمذي: حسن صحيح". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". قلت: وهو كما قالا. وقد تقدم في حرف الهمزة "أيام في عيدنا أهل الإِسلام". ¬

_ (¬1) 5/ 142 (كتاب الصوم - باب صوم يوم عرفة).

4785 - "يوم يقوم الناس لرب العالمين، قال: مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى أن تغرب". قال الحافظ: وأخرج أبو يعلى وصححه ابن حبان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وأخرجه أحمد وابن حبان نحوه من حديث أبي سعيد، والبيهقي في "البعث" من طريق عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة "يحشر الناس قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء فيلجمهم العرق من شدة الكرب" (¬1). صحيح وحديث أبي هريرة أخرجه أبو يعلى (6025) وابن حبان (7333) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (29 و30) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة، فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب". وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبري في "تفسيره" (72/ 29) ابن حبان (7334) عن عمرو بن الحارث المصري وأحمد (3/ 75) وأبو يعلى (1390) وعبد الغني المقدسي (31) عن ابن لهيعة كلاهما عن درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال -يوم كان مقداره خمسين ألف سنة- فقيل: ما أطول هذا اليوم؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "والذي نفسي بيده إنّه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يليها في الدنيا". دراج أبو السمح مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود. 4786 - "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه" ¬

_ (¬1) 14/ 184 - 185 (كتاب الرقاق - باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}).

قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر عند مسلم (190): فذكره" (¬1). 4787 - "يوتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها". قال الحافظ: حديث ابن مسعود رفعه في قوله تعالي -وجيء يومئذ بجهنم- قال: فذكره، أخرجه مسلم (2842) والترمذي" (¬2). 4788 - "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد". قال الحافظ: وقد روى الحاكم من حديث أبي سعيد أن عمر لما قال هذا قال له علي بن أبي طالب: إنّه يضر وينفع، وذكر أنّ الله لما أخذ المواثيق على ولد آدم كتب ذلك في رقّ وألقمه الحجر، قال: وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره، وفي إسناده أبو هارون العبدي وهو ضعيف جدا" (¬3). موضوع أخرجه الحاكم (1/ 457 - 458) والبيهقي في "شعب الإيمان" (3749) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العَمّي عن أبي هارون الجدي عن أبي سعيد قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبلك ما قبلتك، ثم قبله، فقال له علي بن أبي طالب: بلى، يا أمير المؤمنين إنّه يضر وينفع. قال: بم؟ قال: بكتاب الله عز وجل، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] خلق الله آدم، ومسح على ظهره، فقررهم بأنّه الرب، وأنّهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثقيهم، وكتب ذلك في رقّ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان. فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه، فالقمه ذلك الرق، فقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة. وإني أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد" فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع. فقال عمر: أعوذ بالله أن أعش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. قال الحاكم: ليس هو من شرط الشيخين فإنّهما لم يحتجا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي". ¬

_ (¬1) 14/ 194 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب). (¬2) 10/ 331 (كتاب التفسير - سورة والفجر). (¬3) 4/ 208 (كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود).

وقال الذهبي: قلت: أبو هارون ساقط". وقال البيهقي: أبو هارون العبدي غير قوي". قلت: كذبه حماد بن زيد وابن معين وابن علية وعثمان بن أبي شيبة والجوزجاني وصالح جزرة. 4789 - حديث خباب رفعه "يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب أو قال البناء". قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه، وأخرج له شاهدا عن أنس بلفظ "إلا البناء فلا خير فيه" (¬1). له عن خباب طرق: الأول: يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق السبيعي عن حارثة بن مُضَرِّب قال: أتينا خبابا نعوده وقد (¬2) اكتوى سبع كيات (¬3) فقال: لقد تطاول مرضي (¬4)، ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تمنوا الموت" لتمنيت، وقال (¬5) "يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب أو قال في البناء". أخرجه الترمذي (2483) واللفظ له عن علي بن حجر المروزي وابن ماجه (4163) والطبراني في "الكبير" (3670) عن إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي والطبراني (3670 و3675) والقضاعي (1046) عن محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي ابن الأصبهاني والطبراني (3675) عن محمد بن الطفيل الكوفي كلهم عن شريك به. ¬________ (¬1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان - باب ما جاء في البناء). (¬2) زاد القضاعي "وفي بيته حائط يبنى". (¬3) زاد الطبراني "في بطنه". (¬4) ولفظ ابن ماجه "سقمي". (¬5) زاد الطبراني والقضاعي "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول".

ورواه الأسود بن عامر الشامي عن شريك فلم يذكر قوله "يؤجر الرجل". أخرجه أحمد (5/ 109). قال الترمذي: حسن صحيح". قلت: شريك مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس. وقال ابن حبان: كان في آخر أمره يخطىء فيما يروي، تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة" الثقات 6/ 444. وليس في رواة هذا الحديث عن شريك من هو واسطي، فعليّ بن حجر مروزي، والأسود بن عامر شامي نزل بغداد، والباقون كوفيون. وقد رواه غير واحد عن أبي إسحاق فلم يذكروا قوله "يؤجر الرجل" منهم: 1 - معمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (20635) والطبراني (3668). 2 - شعبة. أخرجه الطيالسي (ص 141) وأحمد (110/ 5) والترمذي (970) والطبراني (3669) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 144). 3 - يونس بن أبي إسحاق. أخرجه ابن سعد (3/ 166). 4 - إسرائيل بن يونس. أخرجه أحمد (5/ 111 و6/ 395 - 396) والطبراني (3671) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 145). 5 - الأعمش. أخرجه البزار (2135) والطبراني (3672) وأبو الشيخ في "الأقران" (81) والحاكم (3/ 383) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 144 - 145). وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

وهو كما قال. الثاني: يرويه عبيد الله بن زَحْر الإفريقي عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن خباب رفعه "ما أنفق المؤمن من نفقة إلا أجر فيها إلا النفقة في هذا التراب" أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (238) والبزار (2121 و2139) والطبراني في "الكبير" (3620). وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. الثالث: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب وقد اكتوى فقال: لولا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، قال: وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "إنّ المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب". أخرجه البزار (2125) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو معاوية عن إسماعيل به (¬1). ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (10232). وقال: رفعه غريب بهذا الإسناد". وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رفعه عن إسماعيل عن قيس من أوله إلى آخره إلا أبو معاوية، وقد روى غير واحد صدر الحديث عن إسماعيل عن قيس عن خباب أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن ندعو بالموت، وأما أنّ المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب، فلا نعلم أحدا جمعها إلا أبو معاوية". قلت: جمعها أيضا إسماعيل بن مجالد. قال الطبراني (3645): ثنا عبدان بن أحمد ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد ثنا أبى عن بيان بن بشر وابن أبي خالد عن قيس قال: دخلنا على نجاب نعوده وقد اكتوى فقال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ندعو بالموت، ولولا ذلك لدعوت، وهو يعالج حائطا له فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "إنّ المسلم يؤجر في نفقته كلها إلا ما يجعله في التراب". وإسناده ضعيف لضعف عمر بن إسماعيل بن مجالد. ¬

_ (¬1) وأخرجه هناد في "الزهد" (722) عن أبي معاوية به. وأخرجه ابن حبان (3243) من طرقي يزيد بن خالد بن يزيد بن مَوْهَب ثنا أبو معاوية به.

ورواه إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خباب مرفوعا "كل نفقة ينفقها العبد يؤجر فيها إلا البنيان". أخرجه الطبراني في "الكبير" (3641). وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ إسماعيل بن أبي خالد كوفي. ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم فجعلوا قوله "المسلم يؤجر في كل شيء خلا ما يجعل في هذا التراب" موقوفا على خباب، منهم: 1 - وكيع. أخرجه أحمد (5/ 109) عن وكيع به. ورواه غير واحد عن وكيع فلم يذكروا قوله "المسلم يؤجر" منهم: أ- يحيى بن موسى البلخي. أخرجه البخاري (فتح 14/ 25). ب- إسحاق بن راهوية. أخرجه مسلم (2681). ت- يحيى بن عبد الحميد الحماني. أخرجه الطبراني (3637). 2 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أحمد (5/ 110 - 111) والهيثم بن كليب (1001). 3 - محمد بن يزيد الواسطي. أخرجه أحمد (5/ 111). 4 - سفيان بن عيينة. أخرجه الحميدي (154) ومسلم (¬1) (2681) والهيثم بن كليب (1002) وابن حبان (2999) والطبراني (3633) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 146). ¬

_ (¬1) لم يذكر في روايته قوله "المسلم يؤجر".

5 - شعبة. أخرجه البخاري (فتح 12/ 233 - 234) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (247) وأبو القاسم (¬1) البغوي في "الجعديات" (702) والهيثم بن كليب (1003) والبيهقي (3/ 377) وفي "الشعب" (10231). 6 - زيد بن أبي أنيسة الجزري. أخرجه الطبراني (3632). - ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد فلم يذكروا قوله "المسلم يؤجر في كل شيء" منهم: 1 - يحيى القطان. أخرجه أحمد (5/ 112 و6/ 395) والبخاري (فتح 13/ 400) والنسائي (4/ 4)، والطبراني (3634). 2 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه ابن سعد (3/ 166). 3 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه البخاري (فتح 16/ 349). 4 - عبد الله بن ادريس الكوفي. أخرجه مسلم (2681) والطبراني (3636). 5 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه مسلم (2681). 6 - عبد الله بن نمير. أخرجه مسلم (2681) 7 - معتمر بن سليمان التيمي. أخرجه مسلم (2681). ¬

_ (¬1) لم يذكر في روايته قوله "المسلم يؤجر".

8 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه مسلم (2681). 9 - عبد الله بن المبارك. أخرجه الطبراني (3637). وأما حديث أنس فأخرجه الترمذي (2482) عن محمد بن حميد الرازي ثنا زافر بن سليمان عن إسرائيل عن شبيب بن بشر عن أنس مرفوعا "النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه". وقال: هذا حديث غريب". قلت: إسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد. ورواه الحسن بن عرفة عن زافر بن سليمان واختلف عنه: - فقال ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (230): ثنا الحسن بن عرفة ثنا زافر عن إسرائيل عن شبيب عن أنس به. وتابعه عبد الله بن ميمون بن الأصبغ ثنا الحسن بن عرفة به. أخرجه ابن عدي (3/ 1087). - وقال عبد الله بن أبي سفيان وعلي بن إبراهيم بن المعتصم: ثنا الحسن بن عرفة ثنا زافر عن إسرائيل عن شبيب بن بشر مرسلا. أخرجه ابن عدي (3/ 1088). وزافر بن سليمان مختلف فيه: وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وذكره البخاري وأبو زرعة والنسائي والعقيلي وابن حبان في الضعفاء. 4790 - "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا". قال الحافظ: أخرجه مسلم (673) من رواية أبي مسعود الأنصاري مرفوعا" (¬1). ¬

_ (¬1) 2/ 311 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم). و10/ 427 (كتاب فضائل القرآن - باب القراء من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-).

4791 - "يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله". سكت عليه الحافظ (¬1). أخرجه مسلم (673) من حديث أبي مسعود الأنصاري ولفظه "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله". 4792 - "اليد المعطية هي العليا، والسائلة هي السفلى". قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث عطية السعدي: فذكره" (¬2). أخرجه عبد الرزاق (20055) عن معمر بن راشد عن سماك بن الفضل عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا "اليد المنطية خير من اليد السفلى". وأخرجه أحمد (¬3) (4/ 226) وعبد بن حميد (485) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1264) والبزار (كشف 916) والطبراني في "الكبير" (17/ 166) من طرق عن عبد الرزاق به. وسماك بن الفضل هو الخولاني اليماني الصنعاني وثقه النسائي وغيره، ولم ينفرد بهذا الحديث عن عروة بن محمد بل تابعه: 1 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي قال: ثني عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده عطية بن سعد قال: وفدت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفر من بني سعد، وكنت أصغرهم فخلفوني في رحالهم، فأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقضوا حوائجهم، فقال "بقي أحد؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، غلام بقي في رحالنا، فأمرهم أن يدعوني فأتيته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما أنطاك الله فلا تسأل الناس شيئا، فإنّ اليد العليا هي المنطية وإنّ اليد السفلى هي المنطاة، وإنّ الله هو المسؤول والمنطي". فكلمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلغتنا. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1268) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين" (2) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 307 - 308) والطبراني في "الكبير" (17/ 166 - 167) واللفظ له وفي "مسند الشاميين" (603) وأبو نعيم في "الصحابة" (4/ 2214) والبيهقي (4/ 198) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. ¬

_ (¬1) 5/ 156 (صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان). (¬2) 4/ 40 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى). (¬3) رواه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 308) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به.

وعبد الرحمن بن يزيد وثقه ابن معين وغيره. 2 - عبد الله بن نعيم القَيْنِي الشامي عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده أنّه قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وفد قومه فلما دخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "هل قدم عليكم أحد غيركم؟ " قالوا: نعم فتى منا خلفناه في رحالنا، قال "فأرسلوا إليه"، فلما دخلت عليه وهم عنده استقبلني فقال "إنّ البد المنطية هي العليا، وإنّ السائلة هي السفلى، وما استغنيت فلا تسأل، فإنّ مال الله مسؤول ومنطى". أخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 169) ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص ثني أبي ثنا ابن وهب أني عاصم بن عبد الله بن نعيم عن أبيه به. وعبد الله بن نعيم ذكره ابن حبان في "الثقات" ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير، وقال ابن معين: مظلم (¬1)، وقال الذهبي في "الديوان": ليس بشيء. وعروة بن محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأبوه قيل: إنّ له صحبة، والصحيح أنّ الصحبة لأبيه. قاله المزي في "التهذيب" وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره البغوي في "الصحابة" وقال: لا أحسب لمحمد صحبة، وفي "التقريب": صدوق ووهم من زعم أنّ له صحبة. 4793 - "اليقين الإيمان كله، والصبر نصف الإيمان". قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" والبيهقي في "الزهد" من حديثه (أي ابن مسعود) مرفوعا ولا يثبت رفعه" (¬2). أخرجه ابن الأعرابي (ق 57 / ب) وتمام (ق 75/ أ) والقضاعي (158) والحافظ في "تغليق التعليق" (2/ 22 - 23). عن محمد بن عيسى بن السكن بن أبي قماش. وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 34) والحافظ في "اللسان" (5/ 152) وفي "تغليق التعليق" (2/ 23). عن عبد الله بن صالح ¬

_ (¬1) قال النباتي: يعني أنّه ليس بمشهو" تهذيب التهذيب 6/ 57. (¬2) 1/ 54 (كتاب الإيمان - باب الإيمان).

وابن شاهين في "الترغيب" (270) عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي والخطيب في "التاريخ" (13/ 226) وابن الجوزي في "العلل" (1364) عن مطيع بن عبد الله بن مطيع والشجري في "أماليه" (1/ 127 و2/ 194) وأبو الحسن بن صخر في "فوائده" (تغليق التعليق 2/ 23). عن عبد الله بن إسحاق بن حماد المدائني والبيهقي في "الشعب" (9265) عن جعفر بن محمد بن سليمان الخلال قالوا: ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا محمد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد الأيامي عن أبي وائل عن ابن مسعود به مرفوعا. ورواه أبو همار البكراوي عن ابن كاسب فقال: عن زبيد عن مرّة عن ابن مسعود. أخرجه اللالكائي في "السنة" (1682). قال البيهقي: تفرد به يعقوب عن المخزومي، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع". وقال في "الزهد": تفرد به يعقوب بن حميد عن محمد بن خالد هذا. ثم حكى عن الحافظ أبي علي النيسابوري أنّه قال: هذا حديث منكر، لا أصل له من حديث زبيد ولا من حديث الثوري" التغليق 2/ 23 - اللسان 5/ 152. وقال أبو نعيم والخطيب وابن الجوزي: تفرد به المخزومي عن سفيان الثوري". وقال ابن الجوزي أيضاً: ومحمد بن خالد مجروح، وقال يحيى والنسائي: يعقوب بن حميد ليس بشيء". وقال الحافظ: ويعقوب بن حميد قد ضعف، ومحمد بن خالد ما عرفته، وفي طبقته محمد بن خالد المخزومي. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما رفع وأسند، فهو هو. وقول ابن الجوزي: وهو مجروح، لم يذكر من جرحه. وفي الجملة رفع الحديث خطأ".

وقال العراقي: سنده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 603. قلت: ابن كاسب مختلف فيه، ومحمد بن خالد المخزومي ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 59) على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ابن كاسب فهو مجهول. وقد ورد الحديث عن ابن مسعود موقوفا. أخرجه وكيع في "الزهد" (203) عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة قال: قال ابن مسعود: فذكره. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (47 و9266). وأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (تغليق التعليق 2/ 21 - 22) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (817) والخلال في "السنة" (1509) والطبراني في "الكبير" (8544) والحاكم (2/ 446) والشجري في "أماليه" (2/ 194) والحافظ في "تغليق التعليق" (2/ 22) من طرق عن الأعمش به. قال الحاكم: صحيح الإسناد". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 57. وقال الحافظ: هذا موقوف صحيح". وقال البيهقي: وقد روي هذا من وجه آخر غير قوي مرفوعا". 4794 - "اليمين علي نية المستحلف". قال الحافظ: أخرجه مسلم (1653) عن أبي هريرة مرفوعا، وفي لفظ له "يمينك على ما يصدقك به صاحبك" (¬1) ... ¬

_ (¬1) 15/ 361 (كتاب الحيل - باب في ترك الحيل).

أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري تحقيق نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة (المجمُوعة الثَّانية) (1) مؤسَّسَة الريَّان مؤسَّسَة السَّماحة للطباعَة وَالنشر والتوزيع

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري

جميع الحقوق محفوظة للمُؤلف لا يسمح بإعَادة نشر هذا الكتاب أو أي جزء منه بأي شكل من الأشكال أو حفظه ونسخه في أي نظام ميكانيكي أو إلكتروني يمكن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه ولا يسمح باقتباس أي جزء من الكتاب أو ترجمته إلى أي لغة أخرى دون الحصول على إذن خطي مسبق من المؤلف الطّبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م مؤسَّسَة السَّماحة للطباعَة وَالنشر والتوزيع مؤسَّسَة الريَّان للطباعة والنَّشر والتَّوزيع بيروت - لبنان - هاتف: 651327 - فاكس: 655383 - ص ب: 5136/ 14 رمز بريدى: 11052020 - بريد الكتروني: [email protected]

المجموعة الثانية

المجموعة الثانية وتشتمل على ألف وأربعمائة وسبعة وثمانين حديثاً (1487) مرتبة على حسب ورودها في الأصل

كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 1 - (4795) قال الحافظ: ثبت عن عائشة أنَّه لم يره كذلك إلا مرَّتين" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى فانظر حديث: "لم أره -يعني جبريل- على صورته التي خُلق عليها إلا مرتين" 2 - (4796) قال الحافظ: فإن قيل: المحمود لا يشبه بالمذموم، إذ حقيقة التشبيه إلحاق ناقص بكامل، والمشبه الوحي وهو محمود، والمشبه به صوت الجرس، وهو مذموم لصحة النهي عنه والتنفير من مرافقه ما هو معلق فيه، والإعلام بأنّه لا تصحبهم الملائكة، كما أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما فكيف يشبه ما فعله الملك بأمر ينفر منه الملائكة" (¬2) الحديث تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى فانظر حديث: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" 3 - (4797) قال الحافظ: وبين أحمد في حديث ابن مسعود أنَّ الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خلق عليها، والثانية عند المعراج" (¬3) أخرجه أحمد (1/ 407) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 247) والطبراني في "الكبير" (10547) وأبو الشيخ في "العظمة" (364) من طرق عن محمد بن طلحة بن مُصَرِّف الكوفي عن الوليد بن قيس عن إسحاق بن أبي الكَهْتَلة -قال محمد: أظنه عن ابن مسعود (¬4) - أنَّه قال: إنَّ محمداً -صلى الله عليه وسلم- لم ير جبريل في صورته إلا ¬

_ (¬1) 1/ 22 (¬2) 1/ 22 (¬3) 1/ 26 (¬4) وعند أبي الشيخ: عن ابن مسعود بغير شك.

مرَّتن، أما مرَّة فإنّه سأله أن يريه نفسه في صورته، فأراه صورته فسدَّ الأفق، وأمّا الأخرى فإنَّه صعد معه حين صعد به، وقوله - {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} - قال: فلما أحسَّ جبريل ربَّه عاد في صورته وسجد، فقوله - {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} - قال: خَلْقَ جبريل عليه السلام. قال ابن كثير: غريب" التفسير 4/ 253 قلت: إسحاق بن أبي الكهتلة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن طلحة مختلف فيه، والوليد بن قيس السَّكُوني وثقه ابن معين وغيره. 4 - (4798) قال الحافظ: ويؤيده أنّ في رواية أبي الأسود في "مغازيه" عن عروة أنّه قال: "كيف أقرأ" وفي رواية عبيد بن عمير عند ابن إسحاق: "ماذا أقرأ" وفي مرسل الزهري في دلائل البيهقي "كيف أقرأ" (¬1) حديث عروة أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 145) من طريق عبد الله بن لَهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني عن عروة. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحديث عبيد بن عمير أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" كما في "البداية والنهاية" (3/ 11 - 13) قال: ثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد كيف كان بدو ما ابتدىء به رسول -صلى الله عليه وسلم- من النبوة حين جاءه جبريل، فقال عبيد: فذكر الحديث وفيه طول. ووقع في: "ما أقرأ" وإسناده إلى عبيد بن عمير حسن. وقد تقدم في المجموعة الأولى فانظر حديث: "أتاني جبريل بنمط هن ديباج ... " وحديث الزهري أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 142) من طريق إسماعيل بن أبي ¬

_ (¬1) 1/ 26

أويس ثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال: قال الزهري: فذكر الحديث. وذكره ابن كثير في "البداية" (3/ 13) فجعله عن الزهري عن سعيد بن المسيب. وابن أبي أويس مختلف فيه، والباقون ثقات. 5 - (4799) قال الحافظ: وقد صرّح به في "دلائل النبوة" لأبي نعيم بسند حسن إلى عبد الله بن شداد في هذه القصة قال: فأتت به ورقة ابن عمها فأخبرته بالذي رأى" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 292) عن علي بن مُسْهر الكوفي عن أبي إسحاق سليمان الشيباني عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: نزل جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: اقرأ، قال: "وما أقرأ؟ " قال: فضمه، ثم قال له: اقرأ، قال: "وما أقرأ؟ " قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق، فأتى خديجة فأخبرها بالذي رأى، فأتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له، فقال لها: هل رأى زوجك صاحبه في حضر؟ قالت: نعم، قال: فإنّ زوجك نبي سيصيبه من أمته بلاء. وأخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 299 - 300) وفي "التفسير" (30/ 252) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي ثنا سليمان الشيباني ثنا عبد الله بن شداد به. ورواته ثقات. 6 - (4800) قال الحافظ: قوله: (في المدة) يعني مدة الصلح بالحديبية وسيأتي شرحها في المغازي، وكانت في سنة ست، وكانت مدتها عشر سنين كما في السيرة، وأخرجه أبو داود من حديث ابن عمر، ولأبي نعيم في مسند عبد الله بن دينار: "كانت أربع سنين" وكذا أخرجه الحاكم في البيوع في "المستدرك" والأول أشهر" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7931) وابن عدي (5/ 1871) والحاكم (2/ 60) ¬

_ (¬1) 1/ 29 (¬2) 1/ 36

والبيهقي (9/ 222) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن عاصم بن عمر بن حفص العُمَري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كانت الهدنة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين أهل مكة بالحديبية أربع سنين. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عاصم بن عمر إلا عبد الله بن نافع الصائغ". وقال الحاكم: صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل ضعيف فإنّ عاصماً ضعفوه وهو أخو عبيد الله بن عمر". وقال البيهقي: عاصم بن عمر ضعيف جداً يأتي بما لا يابع عليه، ضعفه ابن معين والبخاري وغيرهما من الأئمة". وقال الحافظ: وهو مع ضعف إسناده منكر مخالف للصحيح" الفتح 6/ 269. 7 - (4801) قال الحافظ: وقد صرّح بذلك أبو سفيان يوم أُحُد في قوله: يومٌ بيوم بدر، والحرب سِجَال، ولم يردّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بل نطق النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك في حديث أوس بن حذيفة الثقفي لما كان يحدث وقد ثقيف، أخرجه ابن ماجه وغيره" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الطاء فانظر حديث: "طرأ عليّ حزبي من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه" 8 - (4802) قال الحافظ: فائدة: قيل في هذا دليل على جواز قراءة الجنب للآية أو الآيتين، وبإرسال بعض القرآن إلى أرض العدو، وكذا بالسفر به. وأغرب ابن بطال فادعى أنّ ذلك نُسخ بالنهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو، ويحتاج إلى إثبات التاريخ بذلك" (¬2) قلت: حديث النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو أخرجه البخاري من حديث ابن عمر (كتاب الجهاد - باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو 6/ 474) ... ¬

_ (¬1) 1/ 39 (¬2) 1/ 43

كتاب الإيمان

كتاب الإيمان باب الإيمان وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بُني الإِسلام على خمس، وهو قول وفعل ويزيد وينقص" 9 - (4803) قال الحافظ: قوله: (قول وفعل ويزيد وينقص) ... ووهم ابن التين فظنّ أنّ قوله: وهو إلى آخره مرفوع لما رآه معطوفاً، وليس ذلك مراد المصنف وإن كان ذلك ورد بإسناد ضعيف" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي هريرة ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث واثلة بن الأَسْقَع ومن حديث ابن عمر فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا: "الإيمان قول وعمل، يزيد ويثقص، وهو قول وعمل، ومن قال غير ذلك فهو مبتدع". أخرجه ابن عدي (1/ 203 - 204) عن أحمد بن محمد بن حرب المُلْحَمي الجُرْجاني ثنا ابن حميد عن جرير عن الأعمش به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (273). قال ابن عدي: وهذا الحديث باطل، وأحمد بن محمد بن حرب يتعمد الكذب ويلقن فيتلقن". ¬

_ (¬1) 1/ 52

وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيه آفتان: أحمد بن محمد بن حرب قال ابن عدي وابن حبان: كان كذاباً يضع الحديث، وابن حميد كذبه أبو زرعة وابن وارة وغيرهما" الثاني: يرويه نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني ثني الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "الإيمان يزيد وينقص" أخرجه الجُوْرقاني في "الأباطيل" (24) من طريق علي بن سراج ثنا جامع بن سوادة ثنا مُطَرِّف بن عبد الله ثنا نافع به. وقال: هذا حديث حسن غريب، تفرد به عن الأعرج نافع بن أبي نعيم، قال ابن معين: هو ثقة، تفرد به عن نافع مطرف بن عبد الله. وقال أبو حاتم: صدوق" قلت: جامع بن سوادة قال الدارقطني في "غرائب مالك": ضعيف (اللسان 2/ 93) وأما حديث معاذ فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى فانظر حديث: "الإسلام يزيد ولا ينقص" وأما حديث واثلة فأخرجه ابن عدي (6/ 2327) عن أحمد بن عامر بن عبد الواحد ثني عمر بن حفص الدمشقي ثني أبو الخطاب معروف الخياط ثنا واثلة رفعه: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، لا يكون قولاً بلا عمل، ولا عملاً بلا قول، وعليكم بالسنة فالزموها" وقال: وهذا الحديث لمعروف عن واثلة منكر جداً، ومعروف هو مولى واثلة، وهذا الحديث لا يتابع معروف عليه" وقال الحافظ في "التهذيب": أورد ابن عدي في ترجمة معروف عدة أحاديث منكرة من رواية عمر بن حفص المعمر والبلية فيها منه لا من معروف" وقال في "اللسان": عمر بن حفص الدمشقي الخياط المعمر شيخ أعتقد أنَّه وضع على معروف الخياط أحاديث، وقد زعم أنّه بلغ مائة وستين سنة" وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو إسحاق الثعلبي في "تفسيره" (تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 270) من طريق علي بن عبد العزيز عن حبيب بن عيسى بن فروخ عن إسماعيل بن عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: قلنا: يا رسول الله، إنّ الإيمان يزيد وينقص، قال: "نعم يزيد حتى يدخل صاحبه الجنة، وينقص حتى يدخل صاحبه النار" حبيب وإسماعيل لم أرَ من ترجمهما.

باب أمور الإيمان

10 - (4804) قال الحافظ: وقد ورد معنى قول ابن عمر عند مسلم من حديث النَّوَّاس مرفوعاً، وعند أحمد من حديث وابصة" (¬1) حديث النواس أخرجه مسلم (2553) من طريق جُبَير بن نُفَير عن النواس قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم؟ فقال:"البرُّ حسن الخلق، والإثم ما حَاكَ في صدرك، وكرهت أن يطّلع عليه الناس" وحديث وابصة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "استفت قلبك وإن أفتوك". باب أمور الإيمان 11 - (4805) قال الحافظ: قوله: بِضْع، هو عدد مبهم مقيد بما بين الثلاث إلى التسع كما جزم به ابن القزاز ... ويرجح ما قاله القزاز ما اتفق عليه المفسرون في قوله تعالى: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42] وما رواه الترمذي بسند صحيح أنّ قريشاً قالوا ذلك لأبي بكر، وكذا رواه الطبري مرفوعاً" (¬2) ورد من حديث ابن عباس ومن حديث نِيَار بن مُكْرِم ومن حديث عكرمة مرسلاً ومن حديث قتادة مرسلاً ومن حديث الشعبي مرسلاً ومن حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مرسلا فأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تفسيره" (17/ 21) عن موسى بن هارون البَرْدي والحربي في "الغريب" (2/ 394) عن محمد بن إسحاق المُسَيبي قالا: ثنا مَعْن بن عيسى القزاز ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس (¬3) قال: لما نزلت: {الم (1) غُلِبَتِ ¬

_ (¬1) 1/ 54 (¬2) 1/ 57 (¬3) رواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري فلم يسم ابن عباس وإنما قال: عن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. =

الرُّومُ (2)} الآية [الروم: 1، 2]، ناحب (¬1) أبو بكر قريشاً، ثم أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: إني قد ناحبتهم، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هلّا احتطت فإنّ البضع ما بين الثلاث إلى التسع". - ورواه إبراهيم بن المنذر الحزامي عن معن بن عيسى واختلف عن الحزامي في شيخ معن: • فسماه محمد بن علي بن زيد المكي عن الحزامي: عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2990) • وسماه مَسْعدة بن سعد العطار المكي عن الحزامي: عبد الله بن عبد العزيز الليثي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9142) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الله بن عبد العزيز، ولا رواه عن عبد الله بن عبد العزيز إلا معن ومحمد بن خالد بن عَثْمة" قلت: رواه محمد بن خالد بن عثمة عن عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي ثنا الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس به. أخرجه الترمذي (3191) والطحاوي في "المشكل" (2991) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 324) وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس" قلت: الجمحي مجهول، والليثي ضعيف. وخالفهما عُقَيل بن خالد الأَيْلي فرواه عن الزهري عن عبيد الله مرسلاً، وفيه: "فكل ما دون العشر بضع" أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 332 - 333) وهذا أصح. ¬

_ = أخرجه الطحاوي (2989) من طريق نُعيم بن حماد المروزي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا يونس به. ونعيم مختلف فيه. (¬1) يعني راهن.

وأما حديث نيار بن مكرم فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7262) عن محمد بن راشد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد المِصِّيصي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم مرفوعاً: "البضع: ما بين الثلاث إلى التسع". وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا حجاج". قلت: إبراهيم بن عبد الله بن خالد قال ابن حبان: يسوِّي الحديث ويسرقه ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم (المجروحين). وقال الحاكم: روى عنه جماعة من أهل الشام أحاديث موضوعة (المدخل إلى الصحيح). وخالفه إبراهيم المقسمي فرواه عن حجاج بن محمد وقال فيه: عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن نيار. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (651). واختلف فيه على ابن أبي الزناد: • فرواه محمد بن سليمان المصيصي لُوَين عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن نيار قال: لما نزلت: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} [الروم: 1، 2] خرج بها أبو بكر إلى المشركين فقالوا: هذا كلام صاحبك، قال: الله أنزل هذا، وكانت فارس قد غلبت الروم ... فذكر قصة المناحبة وفيها: قال أبو بكر: البضع ما بين الثلاث إلى التسع. موقوف. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (7/ 442) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 173) والواحدي في "الوسيط" (3/ 428) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 374). • ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن ابن أبي الزناد بهذا الإسناد إلا أنّه جعل قوله: البضع ما بين الثلاث إلى التسع، من كلام مشركي قريش لأبي بكر. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 139 - 140) عن إسماعيل به. وأخرجه الترمذي (3194) عن البخاري به. وتابعه سُرَيج (¬1) بن النعمان الجوهري اللؤلؤي عن ابن أبي الزناد به. أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (112، 152) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6464) إلا أنه لم يسقه بتمامه.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن غريب من حديث نيار بن مكرم لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد". قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وأما حديث عكرمه فأخرجه الحسين بن داود المصيصي المعروف بِسُنَيد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 423) عن حجاج بن محمد المصيصي عن أبي بكر بن عبد الله عن عكرمة أنّ الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الأرض، فذكر الحديث وفيه: ثم جاء أبو بكر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: "ما هكذا ذكرت، إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع ... " وأخرجه الطبري (21/ 17 - 18) عن القاسم بن الحسن عن سنيد به. قال ابن كثير: هذا سياق غريب وبناء عجيب". قلت: أبو بكر بن عبد الله هو ابن أبي سَبْرَة قال أحمد وابن عدي: يضع الحديث. وأما حديث قتادة فله عنه طريقان: الأول: يرويه مَعْمر بن راشد عن قتادة قال: لما نزلت: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم: 3] فبلغنا أنّ المسلمين والمشركين حيث تخاطروا بينهم قبل أن ينزل تحريم القمار، فضربوا بينهم أجلاً، فجاء ذلك الأجل ولم يكن ذلك، قال: فذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "لو ضربتم أجلاً آخر فإنّ البضع يكون بين الثلاث إلى التسع والعشر" فزادوهم في الخطار ومدوا لهم في الأجل، قال: فظهروا في تسع سنين، ففرح المؤمنون يومئذ بالقمار الذي أصابوا من المشركين ... أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 101). ورواته ثقات. الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} [الروم: 1، 2] قال: غلبتهم فارس على أدنى الأرض {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم: 3] الآية، قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدّق المسلمون ربهم، وعلموا أنّ الروم سيظهرون على فارس، فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص خمس قلائص وأجلوا بينهم خمس سنين، فَوَلِي قمار المسلمين أبو بكر، وولي قمار المشركين أُبيّ بن خلف وذلك قبل أن يُنهى عن القمار، فحلّ الأجل ولم يظهر الروم على فارس، وسأل المشركون قمارهم، فذكر ذلك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- للنبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا دون العشر فإنّ البضع ما بين الثلاث إلى العشر ... "

باب أي الإسلام أفضل

أخرجه الطبري (21/ 19) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد عن سعيد به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 333 - 334) من طريق العباس بن الوليد البيروتي ثنا يزيد بن زُرَيْع به. ورواته ثقات. وأما حديث الشعبي فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 101) عن رجل عن الشعب في قال: فذكر مثل حديث معمر عن قتادة. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فأخرجه الطبري (21/ 20) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: كانت فارس قد غلبت الروم، ثم أديل الروم على فارس، وذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنّ الروم ستغلب فارساً" فقال المشركون: هذا مما يتخرص محمد، فقال أبو بكر: تناحبونني؟ -والمناحبة المجاعلة- قالوا: نعم، فناحبهم أبو بكر، فجعل السنين أربعاً أو خمساً، ثم جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ البضع فيما بين الثلاث إلى التسع ... ". وإسناده إلى ابن زيد صحيح. باب أيّ الإسلام أفضل 12 - (4806) قال الحافظ: وقد سأل هذا السؤال أيضاً أبو ذر، رواه ابن حبان، وعمير بن قتادة، رواه الطبراني" (¬1). حديث أبي ذر هو قطعة من حديث تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أركعت ركعتين". وحديث عمير بن قتادة هو قطعة من حديث تقدم الكلام عليه أيضاً في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنّ من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقاً". ¬

_ (¬1) 1/ 61

باب إطعام الطعام من الإسلام

باب إطعام الطعام من الإسلام 13 - (4807) قال الحافظ: قوله: (أنّ رجلاً) لم أعرف اسمه، وقيل: إنّه أبو ذر، وفي ابن حبان أنّه هانىء بن مرثد والد شريح سأل عن معنى ذلك فأجيب بنحو ذلك" (¬1). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "مِنْ مُوْجبات الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام". 14 - (4808) قال الحافظ: ويدل على ذلك أنّه عليه الصلاة والسلام حثّ عليهما أول ما دخل المدينة كما رواه الترمذي وغيره مصححاً من حديث عبد الله بن سلام" (¬2). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أطعموا الطعام وأفشوا السلام". باب من الدين الفرار من الفتن 15 - (4809) قال الحافظ: ولها شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم، ومن حديث أم مالك البَهْزية عند الترمذي" (¬3). حديث أبي هريرة أخرجه الحاكم (4/ 514) من طريق معاوية بن عمرو الأزدي ثنا زائدة عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن نافع بن سرجس عن أبي هريرة مرفوعاً: "غشيتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أنجي الناس فيه رجل صاحب شاهقة يأكل من رسل غنمه أو رجل آخذ بعنان فرسه من وراء الدرب يأكل من سيفه". وقال: صحيح الإسناد". قلت: ابن خثيم مختلف فيه، والباقون ثقات، ونافع بن سرجس لم يذكر سماعاً من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا، وزائدة هو ابن قُدامة. - ورواه مَعْمر بن راشد عن ابن خثيم واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 1/ 62 (¬2) 1/ 62 (¬3) 1/ 76

• فرواه عبد الرزاق (20731 و20762) عن معمر عن ابن خثيم عن نافع بن سرجس عن أبي هريرة موقوفاً. ومن طريقه أخرجه الحاكم (4/ 232 و465). وقال: موقوف صحيح الإسناد". • ورواه عبد الله بن المبارك عن معمر قال: حدثني ابن خثيم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. أخرجه نُعيم بن حماد في "الفتن" (220 و512 و731). وأما حديث أم مالك البهزية فله عنها طريقان: الأول: يرويه طاوس واختلف عنه: - فقال ليث بن أبي سليم: عن طاوس عن أم مالك مرفوعًا: "خير الناس في الفتنة رجل معتزل في ماله يعبد ربه ويؤدي حقه، ورجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله يخيفهم ويخيفونه". أخرجه أحمد (6/ 419) والطبراني في "الكبير" (25/ 150 و150 - 151) وأبو نعيم في "الصحابة" (8043) من طرق عن ليث به. وليث ضعيف، لكنه لم ينفرد به بل تابعه رجل لم يسم عن طاوس عن أم مالك به. أخرجه الترمذي (2177) عن عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا محمد بن جُحَادة عن رجل به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 390). - ورواه ابن طاوس عن أبيه مرسلاً. أخرجه نعيم بن حماد (219 و511 و730) عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن ابن طاوس به. وأخرجه الداني في "الفتن" (157) من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا ابن المبارك به. وأخرجه عبد الرزاق (20760) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه الحاكم (4/ 446 و464)

باب من قال إن الإيمان هو العمل

لكن زاد في إسناده: عن ابن عباس. وقال: صحيح على شرط الشيخين". الثاني: يرويه مكحول عن أم مالك قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أعظم الناس أجراً؟ قال: "رجل أخذ برأس فرسه فيأتي العدوّ يخيفهم ويخيفونه". أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1262 و3507) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن النعمان بن المنذر عن مكحول به. وسويد قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة. باب من قال إنّ الإيمان هو العمل 16 - (4810) قال الحافظ: قوله: (وقال عدة) أي جماعة من أهل العلم منهم أنس بن مالك، روينا حديثه مرفوعاً في الترمذي وغيره، وفي إسناده ضعف" (¬1). ضعيف يرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه: - فقال معتمر بن سليمان التيمي: عن ليث عن بشر عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: {لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)} [الحجر: 92، 93] قال: "عن قول لا إله إلا الله" أخرجه الترمذي (3126). وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث ليث بن أبي سليم". وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث به. أخرجه أبو يعلى (4058) والطبري (¬2) في "تفسيره" (14/ 67). - وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن ليث عن بشير بن نَهِيك عن أنس. أخرجه الطبراني (14/ 67) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 2/ 559) والحكيم الترمذي (تفسير القرطبي 10/ 60) ¬________ (¬1) 1/ 84 (¬2) وقع عنده: عن بشر.

باب علامة المنافق

وشريك سيء الحفظ. - ورواه حفص بن غياث الكوفي عن ليث عن بشر عن أنس موقوفاً. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 86). - ورواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ليث عن بشير عن أنس موقوفاً. أخرجه الطبري (14/ 67). وإسناده ضعيف لضعف ليث، وبشر أو بشير مجهول. باب علامة المنافق 17 - (4811) قال الحافظ: على أنّ في رواية مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ما يدل على إرادة عدم الحصر، فإنّ لفظه: "مِن علامة المنافق ثلاث" وكذا أخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد الخدري" (¬1). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2974) عن إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي ثنا محمد بن أبان الواسطي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رفعه: "مِن أعلام المنافق: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمنته خانك". وقال: لم يروه عن زيد إلا ابنه عبد الرحمن، ولا يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه". وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 108. قلت: وشيخ الطبراني قال الدارقطني: ليس بالقوي (سؤالات الحاكم). باب الصلاة من الإيمان 18 - (4812) قال الحافظ: وكذا لأحمد بسند صحيح عن ابن عباس، وللبزار والطبراني ¬

_ (¬1) 1/ 97

من حديث عمرو بن عوف "سبعة عشر" وكذا للطبراني عن ابن عباس" (¬1). حديث ابن عباس الأول تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم-يصلي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه". وحديث ابن عباس الثاني أخرجه الطبري في "تفسيره" (2/ 2 - 3) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1327) والطبراني في "الكبير" (12498) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 575) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت أخبرني سعيد بن جبير أو عكرمة -شك محمد بن أبي محمد- عن ابن عباس قال: لما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة، وصرفت في رجب على رأس سبعة عثر شهراً من مقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذكر الحديث. ومحمد بن أبي محمد ذكره ابن حبان في "الثقاث" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول تفرد عنه ابن إسحاق. وحديث عمرو بن عوف أخرجه البزار (كشف 417) والطبراني في "الكبير" (17/ 18) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة فصلّى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهراً، ثم حولت إلى الكعبة". وكثير كذبه الشافعي وأبو داود، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. 19 - (4813) قال الحافظ: ومن الشذوذ أيضاً رواية: "ثلاثة عشر شهراً" ورواية: "تسعة أشهر أو عشرة أشهر" ورواية: "شهرين" ورواية: "سنتين" وهذه الأخيرة يمكن حملها على الصواب، وأسانيد الجميع ضعيفة" (¬2) قلت: رواية ثلاثة عشر شهراً يرويها معاذ بن جبل، وحديثه أخرجه الطبري (2/ 4) عن محمد بن المثنى البصري ثنا أبو داود عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ أنّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فصلّى نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهراً. ورواته ثقات إلا أنّ عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي كان قد اختلط بأخرة، وسماع أبي داود الطيالسي منه بعد الاختلاط. ¬

_ (¬1) 1/ 104 (¬2) 1/ 104

ورواية تسعة أشهر أو عشرة أشهر يرويها أنس بن مالك، وحديثه أخرجه الطبري (2/ 3 - 4) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا أبو عاصم ثنا عثمان بن سعد الكاتب ثنا أنس قال: صلّى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر، فبينما هو قائم يصلي الظهر بالمدينة، وقد صلّى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إلى الكعبة، فقال السفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. ورواه عبد الله بن إسحاق الجوهري عن أبي عاصم بلفظ: "أشهراً". أخرجه ابن خزيمة (1/ 224 - 225). وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن سعد. ورواية شهرين يرويها البراء بن عازب، وحديثه أخرجه ابن ماجه (1010) عن علقمة بن عمرو الدارمي ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء قال: صلّينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهراً، وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وهذه الزيادة التي رواها ابن ماجه (يعني: وصرفت القبة ... إلخ) رواها أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن سلام عن أبي إسحاق به" المصباح 1/ 123. قلت: لم أرَ الحديث في "مسند الطيالسي" من هذا الوجه، وأبو بكر بن عياش كثير الخطأ. ورواية سنتين لم أقف عليها. 20 - (4814) قال الحافظ: قوله: (فخرج رجل) هو عباد بن بشر بن قيظي كما رواه ابن منده من حديث تُوَيْلَة بنت أسلم" (¬1). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الصاد فانظر حديث: "صلّيت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة ... " 21 - (4815) قال الحافظ: ذكر القتل لم أره إلا في رواية زهير، وباقي الروايات إنما فيها ذكر الموت فقط، وكذلك روى أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم صحيحا عن ابن عباس" (¬2). ¬

_ (¬1) 1/ 104 - 105 (¬2) 1/ 106

باب اتباع الجنائز من الإيمان

أخرجه الطيالسي (ص 349) وأحمد (1/ 295 و304 - 305 و322 و347) والدارمي (1238) وأبو داود (4680) والترمذي (2964) وابن نصر في "الصلاة" (338) والطبري (2/ 17) وابن حبان (1717) والطبراني في "الكبير" (11729) وابن بطة في "الإبانة" (1071) والحاكم (2/ 269) واللالكائي في "السنة" (1507) والبيهقي في "الشعب" (2535) والواحدي في "الوسيط" (1/ 226 - 227) من طرق عن سِمَاك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما وجّه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله، فكيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. [البقرة:14]. قال الترمذي: حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: صحيح الإسناد". قلت: سماك مختلف فيه، وتكلم غير واحد في روايته عن عكرمة. لكن للحديث شاهد من حديث البراء أخرجه البخاري في الباب وغيره فيتقوى به. 22 - (4816) قال الحافظ: وفيه بيان ما كان في الصحابة من الحرص على دينهم والشفقة على إخوانهم، وقد وقع لهم نظير هذه المسألة لما نزل تحريم الخمر، كما صحّ من حديث البراء أيضاً فنزل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} إلى قوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 9] وقوله تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30] " (¬1). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنَّه لما نزل تحريم الخمر في قبيلتين ... ". باب اتباع الجنائز من الإيمان 23 - (4817) قال الحافظ: وقد بين المراد الحديث الآخر المصحح عند ابن حبات وغيره من حديث ابن عمر في المشي أمامها" (¬2) ¬

_ (¬1) 1/ 106 (¬2) 1/ 117

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال سفيان بن عيينة: ثنا الزهري غير مرّة أشهد لك عليه قال: أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. أخرجه الحميدي (607) وابن أبي شيبة (3/ 277) وأحمد (2/ 8) عن سفيان به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 731) عن الحميدي به. وأخرجه ابن حبان (3047) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا يعقوب بن سفيان به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 85) من طريق محمد بن إسماعيل ثنا الحميدي به. وأخرجه الطيالسي (ص 250) وأبو داود (3179) وابن ماجه (1482) والترمذي (1007) والنسائي (4/ 46) وفي "الكبرى" (2071) وأبو يعلى (5421 و5482 و5532) والروياني (1388) وابن المنذر في "الأوسط" (3035) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 479) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (9) وابن حبان (3045 و3046) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخته" (8) والدارقطني (2/ 70) وابن شاهين في "الناسخ" (327) ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي" (63) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 308) والخليلي في "الإرشاد" (1/ 351) والبيهقي (4/ 23) وفي "معرفة السنن" (5/ 268) وفي "الصغرى" (1056) وأبو القاسم الحنائي في "فوائده" (ق 35/ أ) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 85 - 86 و86 و87) والخطيب في "التاريخ" (2/ 492) والبغوي في "شرح السنة" (1488) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (218) من طرق عن سفيان به. قال الحميدي: فقيل لسفيان: فيه "وعثمان"؟ قال: لا أحفظه، قيل له: فإنّ بعض الناس لا يقوله إلا عن سالم، فقال: حدثناه الزهري غير مرّة أشهد لك عليه، وقيل له: فإنّ ابن جريج يقوله كما تقوله، ويزيد فيه "عثمان"، فقال سفيان: لم أسمعه ذكر عثمان". وقال يحيى بن أكثم المروزي: قلت لابن عيينة: إنّ ابن علية حدثنا عن ابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة. قال: ما أحسبه إلا كما حدثك، إني وقتَ الحديث كنت علقت بشيء من قول قوم" حديث جعفر الخلدي لابن مخلد. وقال علي بن المديني: قلت لسفيان: إنّ معمراً وابن جريج يخالفانك في هذا -يعني أنهما يرسلان الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: استقرّ الزهري حدثنيه سمعته من فِيْه يعيده ويبديه عن سالم عن أبيه. قال ابن المديني: فقلت له: إنّ معمراً وابن جريج يقولان

فيه "وعثمان" قال: فصدقهما، فقال: لعله قد قاله هو ولم أكتبه لذلك إني كنت أميل إذ ذاك إلى الشيعة" سنن البيهقي 4/ 23. وذكر حميد بن الربيع عن سفيان نحو ذلك. الإرشاد 1/ 351. وقال النسائي: هذا الحديث خطأ، وهم فيه ابن عيينة، خالفه مالك رواه عن الزهري مرسلاً" وقال النووي: رواه الثلاثة بأسانيد صحيحة" الخلاصة 2/ 999 وقال ابن الجوزي في "التحقيق": هذا إسناد صحيح" تنقيح التحقيق 2/ 1305 قلت: وهو كما قالا، إلا أنّه اختلف فيه على الزهري كما سيأتي. ولم ينفرد سفيان به فقد رواه همام بن يحيى العَوْذي عن منصور (¬1) وبكر بن وائل الكوفي وزياد بن سعد وسفيان كلهم يذكر أنّه سمعه من الزهري عن سالم عن أبيه قال: فذكره. أخرجه الترمذي (1008) وابن الأعرابي (770) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا همام به. وأخرجه النسائي (4/ 46) وفي "الكبرى" (2072) والطبراني في "الأوسط" (6092) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 817) والبيهقي (4/ 24) وفي "معرفة السنن" (5/ 270) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا همام به، وزاد "وعثمان". وقال النسائي وغيره: بكر وحده لم يذكر عثمان". وقال النسائي أيضاً: وهذا خطأ، والصواب مرسل". وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن منصور بن المعتمر وبكر بن وائل إلا همام، ولا رواه عن همام إلا أبو عبد الرحمن المقرىء وعمرو بن عاصم الكلابي". وقال الخليلي: وفي هذا الحديث كلام كثير لأنّ هذا يتفرد به ابن عيينة عن ¬

_ (¬1) هكذا عند الجميع إلا الطبراني فوقع عنده: منصور بن المعتمر. ووقع عند البخاري في "الكبير" (4/ 349/1): منصور، ولم ينسبه، وقال: وكان منصور يطلب مع ابن عيينة وكان ابن عيينة لا يتطغ أن يسمع بذكره. وقال أبو حاتم: هو منصور بن دينار (الجرح والتعديل 4/ 1/ 171) وقال ابن حبان: هو منصور بن عبد الله (الثقات 7/ 477)

النبي -صلى الله عليه وسلم-، والحفاظ استقصوا على سفيان في هذا، حتى إنّ حميد بن الربيع قال: حضرت ابن عيينة وقيل له: إنّ معمراً وابن جريج يخالفانك فيه ولا يسنداه، فقال: الزهري حدثنيه، سمعته من فِيه، يعيده ويبديه مراراً، لست أحصيه، عن سالم عن أبيه. وهذا همام أقدم من ابن عيينة يجمع بين هؤلاء عن الزهري، وعند الحفاظ أنّ كلّ من رواه مسنداً دلّس به. ومن حديث بكر بن وائل لا يعرف إلا من حديث همام عنه، وإنّما رواه عن همام عمرو بن عاصم الكلابي البصري. ومن حديث عبد الله بن يزيد المقرىء عن همام ضعيف جداً". وقال البيهقي: تفرد به همام وهو ثقة، وقد وصله واستقر على وصله ولم يختلف عليه فيه ابن عيينة وهو حجة ثقة". وتابعه العباس بن الحسن الخِضْرمي عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة". أخرجه الطبراني في "الكبير" (13134) عن عمرو بن خالد الحراني وابن عدي (5/ 1666) وابن عبد البر (12/ 94) والخطيب في "المتشابه" (1/ 517) عن محمد بن سلمة الحراني كلاهما عن العباس بن الحسن به. والعباس بن الحسن قال أبو حاتم: مجهول، وقال أبو عَروبة الحراني: لا شيء، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي عن الزهري نسخة أكثرها مستقيمة. وتابعه ضمضوم الزبيدي عن الزهري به. أخرجه ابن المقرىء في "المعجم" (813) وتابعه أيضاً زيد بن أبي أنيسة الجزري عن الزهري به. أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (174) - وقال غير واحد: عن الزهري عن سالم أنّ ابن عمر كان يمشي بين يدي الجنازة، قال: وإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمشي بين يديها وأبا بكر وعمر وعثمان. قال الزهري: وكذلك السنة.

أخرجه ابن حبان (3048) عن شعيب بن أبي حمزة الحمصي والسياق له. والطبراني في "الكبير" (13136) وابن عبد البر (12/ 88) عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق التيمي وموسى بن عقبة المدني وابن عبد البر (12/ 87 - 88) عن يحيى بن سعيد الأنصاري والخطيب في "المدرج" (1/ 335) عن النعمان بن راشد الجزري كلهم عن الزهري به. ولفظ غير شعيب: وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... ولم يذكروا قول الزهري. قال ابن عبد البر: هذا الحديث ظاهره مرسل عن سالم أو عن ابن شهاب، إلا أنّه يقول: عن سالم أنّ ابن عمر كان يمشي أمام الجنازة. قال: وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمامها. فالأغلب الظاهر عندي أنّ سالماً يقول ذلك، وابن شهاب كما قال مالك في حديثه عن ابن شهاب، وقد يحتمل أن يكون قوله: قال -يعني ابن عمر، فيكون مسنداً- والله أعلم" قلت: في رواية هشام الدَّسْتُوائي عن الزهري ما يدل على أنّ القائل هو ابن عمر فيكون مسنداً. أخرجه ابن عبد البر (12/ 91 - 92) من طريق أبي زرعة وهب الله بن راشد المصري ثنا هشام الدستوائي عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنّه كان يمشي أمام الجنازة ويقول: مشى أمامها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان. - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: • فرواه يحيى بن اليمان العجلي عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مشي أمام الجنازة وأبو بكر وعمر. أخرجه ابن عبد البر (12/ 87)

• ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن معمر عن الزهري أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة. أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 337) • وتابعه عبد الرزاق عن معمر. رواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (المصنف 6259) عن معمر عن الزهري قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر يمشون بين يدي الجنازة. قال معمر: وأخبرني الزهري قال: أخبرني سالم أنّ أباه كان يمشي بين يدي الجنازة. ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 382) عن الدبري واقتصر على الموقوف منه. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 336) من طريق الطبراني ثنا الدبري بتمامه. وتابعه عبد بن حميد ثنا عبد الرزاق به. أخرجه الترمذي (1009) ورواه محمد بن أبي السري واسمه المتوكل العسقلاني عن عبد الرزاق فلم يفصل المرسل عن الموقوف المتصل. فقال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أنّه كان يمشي أمام الجنازة، وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر كانوا يمشون أمامها. قال ابن أبي السري: وهذا قول الزهري: وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى آخره. أخرجه ابن عبد البر (12/ 93) - ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن عقيل عن الزهري عن سالم أنّ ابن عمر كان يمشي بين يدي الجنازة، وأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمشي بين يديها وأبو بكر وعمر وعثمان. أخرجه أحمد (2/ 140) والطحاوي (1/ 480) عن الليث بن سعد والطحاوي (1/ 480) والخطيب في "المدرج" (1/ 335 - 336) عن يحيى بن أيوب المصري والطحاوي (1/ 479)

عن سَلاَمة بن رَوْح الأيلي ثلاثتهم عن عقيل به. • ورواه عبد الله بن لَهيعة عن عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13135) و"الأوسط" (6359) وحديث الليث ومن تابعه أصح، وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. - ورواه محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري عن الزهري واختلف عنه: • فقال إبراهيم بن سعد المدني: ثني ابن أخي الزهري عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة. أخرجه أحمد (2/ 122) وأبو يعلى (5464) وابن المنذر (5/ 380 - 381) وتمام (538) وابن عبد البر (12/ 91) وتابعه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن ابن أخي الزهري به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 117) • وقال عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي: عن ابن أخي الزهري عن الزهري عن سالم وابن عمر أنّهما كانا يمشيان أمام الجنازة، قال: قد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي بين يديها وأبو بكر وعمر وعثمان، وكذلك السنة في اتباع الجنازة. أخرجه ابن عبد البر (12/ 94) - ورواه ابن جريج واختلف عنه: • فقال حجاج بن محمد المِصِّيصى. قرأت على ابن جريج ثني زياد بن سعد أنّ ابن شهاب قال: ثني سالم عن ابن عمر أنّه كان يمشي بين يدي الجنازة، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمامها. أخرجه أحمد (2/ 37 و140) عن حجاج به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (13133) والخطيب في "المدرج" (1/ 332 و333) قال أحمد: هذا الحديث. وإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنّما هو عن الزهري مرسل، وحديث سالم فعل ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنّه وهم".

وأخرجه ابن عبد البر (12/ 89 - 90) والخطيب في "المدرج" (1/ 332) من طريق يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي ثنا حجاج بن محمد به. قال ابن عبد البر: وهذا يحتمل أن يكون ابن شهاب هو الذي يرسله، ويحتمل أن يكون سالم يرسله، ويحتمل أن يكون مسنداً. قال: ورواه جعفر بن محمد بن خالد الأنطاكي عن حجاج عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة. فأسنده ووصله كرواية ابن عيينة ومن تابعه" قلت: وكذلك رواه أحمد بن صالح المصري عن حجاج بن محمد فأسنده ووصله كرواية ابن عيينة ومن تابعه. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (329) • ورواه غير واحد عن ابن جريج فلم يذكروا زياد بن سعد واختلفوا عنه في سياق المتن: فقال عبد الرزاق ومحمد بن بكر البُرْساني: أنا ابن جريج قال: قال الزهري: ثني سالم أنّ ابن عمر كان يمشي بين يدي الجنازة، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمامها. أخرجه أحمد (2/ 37) عنهما. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 334) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وهكذا رواه: 1 - أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج أخبرني ابن شهاب به. أخرجه أبو يعلى (5519). 2 - موسى بن طارق اليماني عن ابن جريج به. أخرجه الخطيب (1/ 333 - 334). ورواه الشافعي في "مسنده" (ص 360) عن مسلم بن خالد الزَّنجي وغيره عن ابن جريج عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (5/ 269) وهكذا رواه إسماعيل بن علية عن ابن جريج به. أخرجه محمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي" (63) وقال جعفر بن عون الكوفي: أنا ابن جريج عن الزهري عن سالم قال: كان ابن عمر يمشي أمام الجنازة ويقول: قد مشى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان أمامها. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (5/ 269) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني ومحمد بن عبد الوهاب الفَرَّاء كلاهما عن جعفر بن عون به. ومن طريق الصاغاني أخرجه الخطيب في"المدرج" (1/ 330) ووقع عنده: "ويقال" بدل "ويقول". وأخرجه ابن عبد البر (12/ 90) من طريق الحسن بن الصَّبَّاح البزاز عن جعفر بن عون بلفظ: رأيت ابن عمر يمشي أمام الجنازة، وذكر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة. وقال: هكذا رواه جعفر بن عون عن ابن جريج فلم يذكر زياد بن سعد، والقول قول حجاج، وهو من أثبت الناس في ابن جريج، ولم يسمعه ابن جريج من ابن شهاب إنّما رواه عن زياد بن سعد عنه كما قال حجاج" - ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري واختلف عنه: • فقال ابن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم أنّ ابن عمر كان يمشي أمام الجنازة، قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك وأبو بكر وعمر وعثمان. أخرجه الطحاوي (1/ 479) وتابعه شيب بن سعيد الحَبَطي عن يونس به وزاد: وكذلك السنة في اتباع الجنائز. أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 335) • وقال عبد الله بن لَهيعة: عن يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13135) و"الأوسط" (6359) • وقال غير واحد: عن يونس عن الزهري عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة.

أخرجه ابن ماجه (1483) والترمذي (1010) وفي "العلل" (1/ 406) وأبو يعلى (3608) والطحاوي (1/ 482) عن محمد بن بكر البُرْساني والطبراني في "الأوسط" (106) عن بكر بن مُضر المصري والطحاوي (1/ 481) وأبو القاسم الحنائي في "فوائده" (ق 35/ ب) وابن عبد البر (2/ 92) عن أبي زرعة وهب الله بن راشد المصري وزاد في حديثه: "وخلفها" وكذلك هي في رواية البرساني عند الطحاوي. ثلاثتهم عن يونس به. قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه محهمد بن بكر، وإنّما يروى هذا الحديث عن يونس عن الزهري أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة. قال الزهري: وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة، وهذا أصح". وقال ابن عبد البر: وهذا خطأ لا شك فيه، لا أدري ممن جاء؟ وإنّما رواية يونس لهذا الحديث عن الزهري عن سالم مرسلاً، وبعضهم يرويه عنه عن الزهري عن سالم عن أبيه مسنداً، والذين يروونه عنه مرسلاً أكثر وأحفظ. وأما قوله: وخلفها، فلا يصح في هذا الحديث، وهي لفظة منكرة فيه، لا يقولها أحد من رواته". قلت: لم ينفرد يونس به بل تابعه ابن أخي الزهري عن الزهري عن أنس قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة. أخرجه تمام (537) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن ابن أخي الزهري به. - ورواه مالك في "الموطأ" (1/ 225) عن الزهري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة، والخلفاء هلمّ جرّا، وعبد الله بن عمر. مرسل.

ورواه الشافعي في "القديم" (معرفة السنن 5/ 270) عن مالك به. وأخرجه الطحاوي (1/ 480) والبيهقي في "معرفة السنن" (5/ 270) والخطيب في "المدرج" (1/ 337) من طرق عن مالك به. قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في "الموطأ" مرسل، عند الرواة عن مالك للموطأ، وقد وصله عن مالك قوم، منهم: يحيى بن صالح الوُحاظي وعبد الله بن عون الخَرَّاز وحاتم بن سالم القزاز" قلت: وحديث الوحاظي أخرجه ابن المقرىء في "المعجم" (298 و698) وابن شاهين في "الناسخ" (328) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 277) والخليلي (1/ 267) وابن عبد البر (12/ 83 و83 - 84 و84) من طرق عن يعقوب بن سفيان الفارسي ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. قال الخليلي: الوحاظي ثقة، يروي عنه الأئمة، وروى حديثاً عن مالك لا يتابع عليه. ثم ذكر له هذا الحديث، وقال: وهذا منكر من حديث مالك، والمحفوظ من حديث ابن عيينة عن الزهري، وقيل: إنّ سفيان أخطأ فيه" وحديث الخزاز أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (1/ 314) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن خالد البَرَاثي ثنا عبد الله بن عون الخزاز ثنا مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. وأخرجه ابن عبد البر (12/ 84 و85) من طريقين عن البراثي به. وإسناده صحيح، لكن قال ابن عبد البر: الصحيح فيه عن مالك الإرسال، ولكنّه قد وصله جماعة ثقات من أصحاب ابن شهاب، منهم: ابن عيينة ومعمر ويحيى بن سعيد وموسى بن عقبة وابن أخي ابن شهاب وزياد بن سعد وعباس بن الحسن الجزري على اختلاف عن بعضهم. وقد تقدم ذكر رواياتهم والاختلاف فيها. وأما حديث القزاز فلم أقف عليه.

باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر

باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر 24 - (4818) قال الحافظ: وقد روي في معنى أثر ابن أبي مُليكة حديث عن عائشة مرفوع، رواه الطبراني في "الأوسط" لكن إسناده ضعيف" (¬1). ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6534) عن محمد بن رُزَيْق بن جامع المصري ثنا يوسف بن الصباح العطار المصري ثنا بقية بن الوليد ثنا عمر بن المغيرة عن الحسن بن أبي جعفر عن أيوب السَّخْتِيَاني عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت: ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبوح به: أنّ أحداً على إيمان جبريل وميكائيل عليه السلام. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا الحسن بن أبي جعفر، ولا عن الحسن إلا عمر بن المغيرة، تفرد به بقية" وقال الهيثمي: وفيه الحسن بن أبي جعفر الجُفْري وهو متروك لا يحتج به" المجمع 1/ 64 قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث، وقال البخاري في "التاريخ الكبير": منكر الحديث. وعمر بن المغيرة قال البخاري: منكر الحديث مجهول (اللسان) 25 - (4819) قال الحافظ: ورواه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص أيضاً مرفوعاً" (¬2) يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعي واختلف عنه: - فقال مَعْمَر بن راشد: عن أبي إسحاق عن عمر بن سعد قال: أخبرنا سعد بن أبي وقاص رفعه: "قتل المسلم كفر وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" أخرجه عبد الرزاق (20224) عن معمر به. ¬

_ (¬1) 1/ 119 (¬2) 1/ 120

وأخرجه أحمد (1/ 176) وعبد بن حميد (138) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الدارقطني في "العلل" (4/ 358) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه ابن نصر في "الصلاة" (1098) والنسائي (7/ 111) وفي "الكبرى" (3567) والطحاوي في "المشكل" (845) والطبراني في "الكبير" (324) والداني في "الفتن" (102) من طرق عن عبد الرزاق به. - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن محمد بن سعد عن أبيه، منهم: 1 - زكريا بن أبي زائدة الكوفي. أَخرجه أحمد (1/ 178) والبخاري في "الأدب المفرد" (429) وفي "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 88 - 89) وابن نصر (1099) والطحاوي (844) وابن بطة في "الإبانة" (989) والخطيب في "التاريخ" (3/ 111) 2 - أبو خيثمة زهير بن معاوية الجُعْفي. أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (552). 3 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه أحمد (1/ 183) والبزار (1171) وأبو يعلى (720) والخرائطي (¬1) (553) والقضاعي (880). 4 - شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه ابن ماجه (3941). 5 - روح بن مسافر البصرى. أخرجه الطبراني (325). 6 - عمرو بن ثابت البكري. أخرجه البزار (1172). وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سعد إلا ابنه محمد، ولا عن محمد إلا أبو إسحاق" ¬

_ (¬1) وقع عنده موقوفاً على سعد.

باب سؤال جبربل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان

ولما ساقه من طريق إسرائيل قال: صحيح، ولا نعلمه يُروى عن سعد إلا عن محمد عن أبيه". وقال البخاري: عن محمد بن سعد أصح". وقال الدارقطني: الصواب حديث محمد بن سعد" العلل 4/ 358 وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 166 قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن. 26 - (4820) قال الحافظ: والسبب فيه ما أوضحه مسلم من حديث أبي سعيد في هذه القصة قال: "فجاء رجلان يحتقّان" أي يدّعى كل منهما أنّه المحق "معهما الشيطان فنسِّيتها" (¬1) أخرجه مسلم (2/ 826 - 827) من طريق أبي نَضْرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد قال: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تُبان له، فلما انقضين أمر بالبناء فقوّض، ثم أبينت له أنّها في العشر الأواخر فأمر بالبناء فأعيد، ثم خرج على الناس فقال: "يا أيها الناس إنّها كانت أُبينت لي ليلة القدر وافي خرجت لأخبركم بها فجاء رجلا يحتقّان معهما الشيطان فنسِّيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" باب سؤال جبربل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان 27 - (4821) قال الحافظ: وقد أخرجه مسلم من حديث عمر بن الخطاب. وفي سياقه فوائد زوائد أيضاً، وانّما لم يخرجه البخاري لاختلاف فيه على بعض رواته، فمشهوره رواية كَهْمَس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يَعْمَر عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب، رواه عن كهمس جماعة من الحفاظ، وتابعه مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة، وتابعه سليمان التيمي عن يحيى بن يعمر، وكذا رواه عثمان بن غياث عن عبد الله بن بريدة، لكنّه قال: عن يحيى بن يعمر ¬

_ (¬1) 1/ 121

وحميد بن عبد الرحمن معاً عن ابن عمر عن عمر، زاد فيه حميد، وحميد له في الرواية المشهورة ذكر لا رواية، وأخرج مسلم هذه الطرق ولم يسق منها إلا متن الطريق الأولى وأحال الباقي عليها، وبينها اختلاف كثير سنشير إلى بعضه. فأما رواية مطر فأخرجها أبو عوانة في "صحيحه" وغيره، وأما رواية سليمان التيمي فأخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" وغيره، وأما رواية عثمان بن غياث فأخرجها أحمد في "مسنده"، وقد خالفهم سليمان بن بريدة أخو عبد الله فرواه عن يحيى بن يعمر عن عبد الله بن عمر قال: بينما نحن عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجعله من مسند ابن عمر لا من روايته عن أبيه، أخرجه أحمد أيضاً. وكذا رواه أبو نعيم في "الحلية" من طريق عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر، وكذا روي من طريق عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر، أخرجه الطبراني. وفي الباب عن أنس أخرجه البزار والبخاري في "خلق أفعال العباد" وإسناده حسن، وعن جرير البجلي أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"، وفي إسناده خالد بن يزيد وهو العُمَري ولا يصلح للصحيح، وعن ابن عباس وأبي عامر الأشعري أخرجهما أحمد وإسنادهما حسن. وفي كل من هذه الطرق فوائد سنذكرها إن شاء الله تعالى في أثناء الكلام على حديث الباب. وإنما جمعت طرقها هنا وعزوتها إلى مخرجيها لتسهيل الحوالة عليها فراراً من التكرار المباين لطريق الاختصار" (¬1). حديث عمر أخرجه مسلم (8) من طريق كَهْمَس بن الحسن البصري ومطر الوراق وعثمان بن غِياث البصري ثلاثتهم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عمر عن عمر. وأخرجه من طريق سليمان التيمي عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر. ولم يسق متنه إلا من طريق كهمس بن الحسن. وهذا لفظه: قال عمر: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديدُ بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد، ¬

_ (¬1) 1/ 123 - 124

أخبرني عن الإِسلام. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلاً" قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسؤول عنها باعلم من السائل" قال: فأخبرني عن أمارتها. قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاءَ الشاءِ يتطاولون في البنيان". قال: ثمّ انطلق، فلبثت مليّاً ثم قال لي:"يا عمر، أتدري من السائل؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنّه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". ورواية مطر الوراق انظرها في "الإيمان" (10) لابن منده، وانظر حديث: "أن تسلم وجهك لله ... " وحديث: "قال موسى: يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا ... " في المجموعة الأولى. ورواية عثمان بن غياث انظرها في مسند أحمد (1/ 27) وسنن أبي داود (4696) و"السنة" لابن أبي عاصم (129) و"الإيمان" لابن منده (9) و"الشعب" (19) و"الدلائل" (7/ 69 - 70) للبيهقي ورواية سليمان التيمي انظرها في "السنة" لابن أبي عاصم (131) و"الصحيح" لابن خزيمة (1 و3065) و"الصحيح" لابن حبان (173) و"الإيمان" لابن منده (11 و12 و13 و14) و"السنة" للالكائي (1037) و"المدخل" (315) و"الاعتقاد" (ص 206 - 207) للبيهقي. ورواية سليمان بن بريدة انظرها في مسند أحمد (1/ 52 - 53 و53) وفي "السنة" (908) لابنه، وسنن أبي داود (4697) و"السنة" لابن نصر (368 و369) و"الحلية" لأبي نعيم (8/ 202). ورواية عطاء الخراساني انظرها في "السنة" لابن نصر (373) و"الحلية" (6/ 207). ورواية عطاء بن أبي رباح انظرها في "الكبير" للطبراني (13581). وأما حديث أنس فانظره في المجموعة الأولى مع رواية مطر الوراق. وأما حديث جرير فأخرجه الآجري في "الشريعة" (380) وابن عدي (3/ 886) من طرق عن يوسف بن سعيد بن مسلم المِصِّيصي ثنا خالد بن يزيد القَسْري البجلي ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في صورة شاب فقال: يا محمد، ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه

ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه" قال: صدقت، قال: فعجبوا من تصديقه النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: فأخبرني ما الإسلام؟ قال: "أن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم شهر رمضان" قال: صدقت، قال: فأخبرني عن "الإحسان؟ قال: "الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك" قال: صدقت. وذكر الحديث إلى قوله: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم". قال ابن عدي: وهذا الحديث عن إسماعيل لا يرويه غير خالد بن يزيد القسري. قال: وخالد بن يزيد هذا أحاديثه كلها لا يتابع عليها، إسناداً ولا متناً، ولم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال لهم فيه قول، ولعلهم غفلوا عنه، وقد رأيتهم تكلموا في من هو خير من خالد هذا، فلم أجد بداً من أن أذكره، وأن أبين صورته عندي، وهو عندي ضعيف، إلا أنّ أحاديثه إفرادات، ومع ضعفه كان يكتب حديثه". قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو ظَبْيان حُصين بن جُنْدَب الكوفي عن ابن عباس أنّ جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- في هيئة رجل شاحب مسافر حتى وضع يده على ركبتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما الإسلام؟ فقال: "تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت" قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: "نعم" قال: صدقت، قال: فتعجبنا من سؤاله إياه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه إياه، ثم قال: ما الإحسان؟ قال: "تخشى الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فإنّه يراك" قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: "نعم" قال: صدقت، قال: فأخبرني ما الإيمان؟ قال: "الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر خيره وشره" قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: "نعم" قال: صدقت، قال: فمتى الساعة؟ قال: "والذي نفسي بيده ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن لها أشراط: إذا رأيت الأَمَة ولدت ربّتها، ورأيت الحفاة العراة العالة -يعني العرب- وَلُوا الناس" قال: صدقت، ثمّ ولّى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عليّ بالرجل" فنظر فلم ير شيئاً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تدرون من هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا جبربل جاء ليعلمكم دينكم، ما جاءني في صورة قط إلا عرفته غير هذه المرّة". أخرجه البزار (كشف 24) عن أحمد بن معلى الآدمي ثنا جابر بن إسحاق ثنا سلام أبو المنذر عن عاصم عن أبي ظبيان به.

أحمد بن المعلى لم أقف له على ترجمة، وجابر بن إسحاق أظنه المباهلي قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وسلام بن سليمان وعاصم بن أبي النَّجُود صدوقان، وأبو ظبيان وثقه ابن معين وغيره. الثاني: يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه: - فرواه عبد الحميد بن بهرام الفزاري وسَيّار أبو الحكم العَنَزي عن شهر عن ابن عباس. أخرجه أحمد (1/ 318 - 319 و4/ 129 - 130 و164) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا عبد الحميد ثني شهر ثني ابن عباس قال: فذكر الحديث بطوله. قال البوصيري: سنده حسن" إتحاف الخيرة 1/ 76 ومختصر الإتحاف 1/ 63 قلت: وهو كما قال. وأخرجه الحارث (بغية الباحث 9) عن أبي الحسن عاصم بن علي الواسطي ثنا الحكم بن فَصِيْل ثنا سيار أبو الحكم عن شهر عن ابن عباس به. وسنده حسن أيضاً. - ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر عن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في مجلس فيه أصحابه جاءه جبريل في غير صورته، وذكر الحديث بطوله. أخرجه أحمد (4/ 129 و164) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي أنا شعيب ثنا عبد الله بن أبي حسين به. وسنده حسن أيضاً. 28 - (4822) قال الحافظ: وجاء عن ابن مسعود قال: أوتي نبيكم -صلى الله عليه وسلم- علم كل شيء سوى هذه الخمس" وعن ابن عمر مرفوعاً نحوه أخرجهما أحمد" (¬1) صحيح وحديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 85 - 86) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمداً يحدث عن ابن عمر رفعه: "أوتيت مفاتيح ¬

_ (¬1) 1/ 132

باب فضل من استبرأ لدينه

كل شيء إلا الخمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} [لقمان: 34] ". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13344) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. ورواه ابن وهب عن عمر بن محمد بلفظ: "مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: فذكر الآية. أخرجه البخاري (فتح 10/ 132) وقد روي عن ابن عمر قوله. قال الطيالسي (ص 249): ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: أُتي لنبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] إلى آخرها. وإسناده صحيح. باب فضل من استّبرأ لدينه 29 - (4823) قال الحافظ: فائدة: ادعى أبو عمرو الداني أنّ هذا الحديث لم يروه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير النعمان بن بشير، فإن أراد من وجه صحيح فمسلم، وإلا فقد رويناه من حديث ابن عمر وعمار في "الأوسط" للطبراني، ومن حديث ابن عباس في "الكبير" له، ومن حديث واثلة في "الترغيب" للأصبهاني. وفي أسانيدها مقال" (¬1) حديث ابن عمر أخرجه ابن الأعرابي (1528) والطبراني في "الصغير" (32) والرامهرمزي في "الأمثال" (¬2) (4) ¬

_ (¬1) 1/ 134 - 135 (¬2) ذكر محقق الكتاب أنّ في إحدى نسختي الكتاب اللتان اعتمد عليهما في تحقيق الكتاب: عن عبد الله بن عمر، وفي النسخة الأخرى: عبيد الله بن عمر.

عن إبراهيم بن محمد الشافعي (¬1) والطبراني في "الأوسط" (2889) عن سعد بن زُنْبُور قالا: ثنا عبد الله بن رجاء المكي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما شبهات، فمن اتّقاها كان أَنْزَه لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات أوشك أن يقع في الحرام، كالمُرْتِعِ حول الحِمَى يوشك أن يُواقع الحمى وهو لا يشعر". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الله بن رجاء، وقد رواه أيضاً عبد الله بن رجاء عن عبد الله بن عمر". وقال أحمد: هذا منكر، لعل عبد الله بن رجاء توهّم. ثم حسّن أحمد أمر عبد الله" الميزان 2/ 421 وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سعد بن زنبور قال أبو حاتم: مجهول، ورواه في "الصغير" وإسناده حسن" المجمع 4/ 74 قلت: سعد بن زنبور وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات". - ورواه أحمد بن شبيب بن سعيد الحَبَطي عن عبد الله بن رجاء واختلف عنه: • فرواه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن أحمد بن شبيب عن عبد الله بن رجاء عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1923) وقال: قال أبو زرعة: وهو الصحيح" وتابعه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا أحمد بن شبيب به. أخرجه البيهقي في "الزهد" (861) ¬

_ (¬1) رواه أبو جعفر حمدون بن أحمد السمسار البغدادي وأحمد بن محمد الشافعي المكي عن إبراهيم بن محمد الشافعي فقالا: عن عبيد الله بن عمر. ورواه عبيد بن عبد الواحد بن شريك البغدادي البزار عن إبراهيم بن محمد الشافعي فقال: عن عبد الله بن عمر. أخرجه البيهقي في "الزهد" (861) وتابعه أبو حاتم الرازي ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي به. أخرجه البيهقي (861)

• ورواه محمد بن غالب تَمْتَام عن أحمد بن شبيب فقال: عن عبيد الله بن عمر. أخرجه البيهقي (862) وقال: ويشبه أن تكون رواية أبي حاتم عن إبراهيم بن محمد وأحمد بن شبيب عن ابن رجاء عن عبد الله بن عمر أصح من رواية من قال: عبيد الله" وحديث عمار أخرجه إسحاق في "مسنده" (إتحاف الخيرة 3721) عن أبي تُميلة يحيى بن واضح الأنصاري ثنا موسى بن عبيدة الرَّبَذِي عن عبد الله بن عبيدة وغيره عن عمار مرفوعاً: "الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشتبهات، فمن توقاهنّ كان أتقى لدينه، ومن واقعهنّ أوشك أن يواقع الكبائر، كالمرتعي إلى جانب الحمى، أوشك أن يواقعه، ولكل ملك حِمَى، وحمى الله حدوده" ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1756) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 236) وقال الطبراني: لا يُروى عن عمار إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمار، لم يروه إلا موسى" وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف" المجمع 4/ 73 وقال في موضع آخر: وهو متروك" 10/ 293 وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: هذا إسناد ضعيف. زاد البوصيري: لضعف موسى بن عبيدة" المطالب 2/ 102 وإتحاف الخيرة 4/ 219 قلت: واختلف عنه، فقال محمد بن الزِّبْرِقان الأهوازي: ثنا موسى بن عبيدة أخبرني سعد بن إبراهيم عمّن أخبره عن عمار. أخرجه أبو يعلى (1653) وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (10824) عن محمد بن جعفر الرازي ثنا الوليد بن شجاع بن الوليد ثني أبي ثنا سابق الجزري أنّ عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب أخبره عن عبد الرحمن بن الحارث عن ابن عباس رفعه: "الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبين ذلك شبهات، فمن أوقع بهنّ فهو قَمِنٌ أن يأثم، ومن اجتنبهنّ فهو أوفر لدينه، كمرتع إلى جنب حمى أوشك أن يقع فيه، ولكل ملك حمى، وحمى الله الحرام". قال الهيثمي: وفيه سابق الجزري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 294 قلت: سابق هو ابن عبد الله البربري، سكن الرقة، ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 433) ووثقه الدارقطني في "العلل" (2/ 75)

باب أداء الخمس من الإيمان

وشيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "التاريخ" وقال: ما علمت من حاله إلا خيراً. والوليد بن شجاع وأبوه لا بأس بهما، وعمرو مختلف فيه، وعبد الرحمن بن الحارث أظنه ابن هشام القرشي المخزومي وهو ثقة. وحديث واثلة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "استفت قلبك وإن أفتوك". باب أداء الخمس من الإيمان 30 - (4824) قال الحافظ: وفي هذا دليل على أنّ ابن عباس لم يبلغه نسخ تحريم الانتباذ في الجرار، وهو ثابت من حديث بُريدة بن الحُصَيب عند مسلم وغيره" (¬1). أخرجه مسلم (1977) من طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه: " ... ونهيتكم عن النبيذ إلا في سِقَاء، فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكراً" باب ما جاء أنّ الأعمال بالنية والحسبة 31 - (4825) قال الحافظ: وأمّا الحج فإنّما ينصرف إلى فرض من حج عن غيره لدليل خاص، وهو حديث ابن عباس في قصة شُبْرُمة" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أحججت عن نفسك؟ " ... ¬

_ (¬1) 1/ 138 (¬2) 1/ 144

كتاب العلم

كتاب العلم باب قول المحدث: حدثنا 32 - (4826) قال الحافظ: وأضعف من ذلك قول من زعم أنَّ ذلك لكونها [أي النخلة] خلقت من فضلة طين آدم، فإنّ الحديث في ذلك لم يثبت" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أطعموا نساءكم الولد الرطب ... " 33 - (4827) قال الحافظ: وأصرح منه رواية ابن عباس عند أحمد والحاكم ولفظها: فأناخ بعيره على باب المسجد، فعقله ثم دخل. وقال: وقال في رواية كُرَيب عن ابن عباس عند الطبراني: "أتتنا كتبك وأتتنا رسلك" وقال: تنبيه: لم يذكر الحج في رواية شريك هذه، وقد ذكره مسلم وغيره، فقال موسى في روايته: "وإنّ علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، قال: صدق" وأخرجه مسلم أيضاً وهو في حديث أبي هريرة وابن عباس أيضاً. وقال: ووقع في رواية عبيد الله بن عمر عن المقبري عن أبي هريرة التي أشرف إليها قبل من الزيادة في هذه القصة أنّ ضِمَاماً قال بعد قوله: وأنا ضمام بن ثعلبة، فأمّا هذه الهناة فوالله إن كنا لنتنزه عنها في الجاهلية -يعني الفواحش- فلما أن ولّى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فقه الرجل" قال: وكان عمر بن الخطاب يقول: ما رأيت أحسن ¬

_ (¬1) 1/ 156

مسألة ولا أوجز من ضمام. ووقع في آخر حديث ابن عباس عند أبي داود: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام" (¬1) حديث ابن عباس تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف النون فانظر حديث ابن عباس أنَّ رجلاً قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنشدك الله، آلله أرسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن ندع اللات والعزى؟ قال: "نعم" وحديث أبي هريرة أخرجه النسائي (4/ 100) وفي "الكبرى" (2404) وابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 168 - 169) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ثنا أبو عمارة حمزة بن الحارث بن عمير قال: سمعت أبي يذكر عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، جاء رجل من أهل البادية، قال: أيّكم ابن عبد المطلب؟ قالوا: هذا الأَمْغَر المُرتَفِق. فقال: إني سائلك فمشتد عليك في المسألة. قال: "سل عمّا بدا لك" قال: أسألك بربّك وربّ من قبلك، وربّ من بعدك، آلله أرسلك؟ قال: اللهم نعم" قال: فأنشدك به، آلله أمرك أن تصلي خمس صلوات في كل يوم وليلة؟ قال: "اللهم نعم" قال: فأنشدك به، آلله أمرك أن تأخذ من أموال أغنيائنا فتردّه على فقرائنا؟ قال: "اللهم نعم" قال: فأنشدك به، آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من اثني عشر شهراً؟ قال: "اللهم نعم" قال: فأنشدك به، آلله أمرك أن يحجّ هذا البيت من استطاع إليه سبيلاً؟ قال: "اللهم نعم" قال: فإنه آمنت وصدّقت، وأنا ضمام بن ثعلبة. قال ابن عبد البر: حديث ثابت حسن صحيح" قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد عبد الله بن عمر به بل تابعه: 1 - أخوه عبد الله بن عمر العُمَري. قاله الدارقطني في "العلل" (8/ 150 - 151) 2 - الضحاك بن عثمان بن عبد الله القرشي. قاله الدارقطني أيضاً. وقال: ووهموا فيه على سعيد، والصواب ما رواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك. ¬

_ (¬1) 1/ 159 و161 و162

باب من قعد حيث ينتهي به المجلس

وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد: عن الليث عن ابن عجلان عن المقبري، وقد سمعه الليث من المقبري وهو صحيح عنه". وقال المزي: المحفوظ حديث سعيد المقبري عن شريك بن أبي نمر عن أنس" تحفة الأشراف 9/ 481 ومن هذا الطريق أخرجه البخاري في الباب المذكور. باب من قعد حيث ينتهي به المجلس 34 - (4828) قال الحافظ: وله شاهد من حديث أنس، أخرجه البزار والحاكم. وقال: في حديث أنس: فإذا ثلاثة نفر يمرون، فلما رأوا مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- أقبل إليه اثنان منهم، واستمر الثالث ذاهباً. وقال: وقد بيّن أنس: في روايته له سبب استحياء هذا الثاني فلفظه عند الحاكم: ومضى الثاني قليلاً، ثم جاء فجلس. وقال: ووقع في حديث أنس: فاستغنى فاستغنى الله عنه" (¬1) أخرجه البزار (كشف 3237) عن محمد بن المثنى البصري ثنا خلف بن موسى ثنا أبي عن قتادهَ عن أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعظ أصحابه، فإذا ثلاثة نفر يمرّون، فجاء أحدهم فجلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومضى الثاني قليلاً، ثم جلس، ومضى الثالث على وجهه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ألا أنبئكم بهؤلاء الثلاثة، أمّا الذي جاء فجلس إلينا فإنّه تاب، فتاب الله عليه، وأمّا الذي مضى قليلاً ثم جلس، فإنّه استحيا، فاستحيا الله منه، وأما الذي مضى على وجهه فإنّه أستغنى، فاستغنى الله عنه" وأخرجه الحاكم (4/ 255) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا خلف بن موسى بن خلف به. قال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلا موسى" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 1/ 165 و166 و167

باب الاغتباط في العلم والحكمة

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" مجمع 10/ 231 قلت: خلف بن موسى صدوق، وأبوه مختلف فيه: وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، وقتادة مدلس وقد عنعن. وفي الباب أيضاً عن أبي حُنَيس الغفاري عند ابن أبي عاصم في "السنة" (2768) والدولابي في "الكنى" (1/ 26) وأبي نعيم في "الصحابة" (6770 و6771) باب الاغتباط في العلم والحكمة 35 - (4829) قال الحافظ: ولأحمد من حديث يزيد بن الأخنس السلمي: "رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النّهار، ويتبع ما فيه" (¬1) يرويه زيد بن واقد الدمشقي واختلف عنه: - فقال الهيثم بن حميد الغساني: حدثني زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن يزيد بن الأخش مرفوعاً: "لا تنافس بينكم إلا في اثنتين: رجل آتاه الله عز وجل قرآناً فهو يقوم به بالليل والنهار، ويتّبع ما فيه، فيقول رجل: لو أنّ الله أعطاني مثل ما أعطى فلاناً فأقوم به كلما يقوم به، ورجل أعطاه الله مالاً فهو ينفقه ويتصدق به فيقول الرجل: لو أنّ الله أعطاني كما أعطى فلاناً فأتصدق به" فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت النّجدة تكون في الرجل؟ قال: ليست هما بعدل، إنّ الكلب لَيَهِرُّ من وراء أهله" أخرجه أحمد (4/ 104 - 105) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 475) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي والفريابي في "فضائل القرآن" (107) والطبراني في "الكبير" (22/ 239) وفي "الأوسط" (2292) وفي "الصغير" (125) وفي "مسند الشاميين" (1212) وأبو الشيخ في "الأمثال" (199) والخطابي في "الغريب" (1/ 194) وأبو نعيم في "الصحابة" (6606) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي والبيهقي في "الشعب" (1820) ¬

_ (¬1) 1/ 176

باب الخروج في طلب العلم

عن مروان بن محمد الطاطري قالوا: ثنا الهيثم بن حميد به. قال الطبراني: لا يُروى عن يزيد بن الأخنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الهيثم" قلت: وإسناده حسن. - وقال محمد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيع الدمشقي: ثنا زيد بن واقد عن مكحول عن كثير بن مرّة أنّ يزيد بن الأخنس حدثهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 232 - 233) ومحمد بن عيسى ليس به بأس، والباقون ثقات. باب الخروج في طلب العلم 36 - (4830) قال الحافظ: ووهم ابن بطال فزعم أنّ الحديث الذي رحل فيه جابر إلى عبد الله بن أُنيس هو حديث الستر على المسلم، وهو انتقال من حديث إلى حديث، فإنّ الراحل في حديث الستر هو أبو أيوب الأنصاري، رحل فيه إلى عقبة بن عامر الجهني، أخرجه أحمد بسند منقطع، وأخرجه الطبراني من حديث مسلمة بن مُخَلَّد قال: أتاني جابر فقال لي: حديث بلغني أنّك ترويه في الستر: فذكره. وقد وقع ذلك لغير من ذكره، فروى أبو داود من طريق عبد الله بن بريدة أنّ رجلاً من الصحابة رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر في حديث" (¬1) حديث عقبة بن عامر له عنه طرق: الأول: يرويه ابن جريج واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عيينة عن ابن جريج واختلف عنه: • فقال الحميدي (384) وأحمد بن حنبل (4/ 153) وأحمد بن منيع (المطالب 3093/ 1): حدثنا سفيان ثنا ابن جريج قال: سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث عطاء بن أبي رباح يقول: خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر وهو بمصر يسأله عن حديث سمعه من ¬

_ (¬1) 1/ 184

رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لم يبق أحد سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غيره وغير عقبة، فلما قدم أتى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري وهو أمير مصر فأُخبر به فعجل فخرج إليه فعانقه ثم قال: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يبق أحد سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غيري وغير عقبة فأبعث من يدلني على منزله، قال: فبعث معه من يدله على منزل عقبة، فأُخبر عقبة به فعجل فخرج إليه فعانقه وقال: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك في ستر المؤمن، قال عقبة: نعم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ستر مؤمناً في الدنيا على خزية ستره الله يوم القيامة" فقال له أبو أيوب: صدقت، ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعاً إلى المدينة، فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر. وأخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 7 - 8) والخطيب في "الرحلة" (34) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به. وأخرجه الروياني (159) عن أبي موسى المثرودي ثنا سفيان به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سعد وقيل: أبي سعيد الأعمى" إتحاف الخيرة 1/ 268 قلت: ذكره الحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التقريب" وقالا: مجهول. • وقال محمد بن الصَّبَّاح: ثنا سفيان عن ابن جريج قال: سمعت شيخاً من أهل المدينة يحدث عطاء أنّ أبا أيوب رحل إلى مصر إلى عقبة بن عامر ... أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 64) - ورواه محمد بن بكر البُرْساني عن ابن جريج قال: وركب أبو أيوب إلى عقبة بن عامر إلى مصر ... أخرجه أحمد (4/ 159) - ورواه البرساني أيضاً عن ابن جريج عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد رفعه: "من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله عز وجل في الدنيا والآخرة، ومن نجّى مكروباً فكّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله عز وجل في حاجته" أخرجه أحمد (4/ 104) عن البرساني به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 84) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به.

وأخرجه ابن جميع في "المعجم" (ص 369) والخطيب في "التاريخ" (13/ 155 - 156) والذهبي في "سير الأعلام" (6/ 334 و9/ 422) من طريق نصر بن علي الجَهْضَمي أنا البرساني به. وقال الذهبي: هذا حديث جيد الإسناد، ومسلمة له صحبة" وقال أيضاً: هذا حديث غريب فرد" ولم ينفرد البرساني به بل تابعه يحيى بن أبي كثير ثنا ابن جريج به. أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (117) وابن جريج مدلس وقد عنعن. الثاني: يرويه عياش بن عباس المصري عن واهب بن عبد الله المَعَافري قال: قدم رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار على مسلمة بن مخلد فألفاه نائماً، فقال: أيقظوه، فقالوا: بل تنزل حتى يستيقظ، قال: لست فاعلاً، فأيقظوا مسلمة، فخرج فقال: أنزل، قال: لا، حتى ترسل إلى عقبة. قال: فأرسل إليه فأتاه، فقال: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من وجد مسلماً على عورة فستره فكأنما أحيا موءودة من قبرها؟ " فقال عقبة: أنا أبو حماد قد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك. أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 182) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثنا يحيى بن أيوب عن عياش بن عباس به. وقال: ولم يسمّ يحيى بن أيوب الرجل. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 312 - 313) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح به. وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 63) من طريق يعقوب بن سفيان الفارسي ثنا أبو صالح به. وأبو صالح مختلف فيه، ويحيى بن أيوب صدوق، وعياش وواهب ثقتان. الثالث: يرويه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الأفريقي قال: حدثني مسلم بن يسار أنّ رجلاً من الأنصار ركب من المدينة إلى عقبة بن عامر وهو بمصر حتى لقيه فقال له: أنت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله يوم القيامة"؟ فقال: نعم، قال: فكبّر الأنصاري وحمد الله ثم انصرف.

أخرجه الخطيب في "الرحلة" (35) من طريق أبي على بشر بن موسى الأسدي ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا عبد الرحمن بن زياد به. وإسناده ضعيف لضعف الأفريقي. الرابع: يرويه عبد الله بن عون البصري عن مكحول قال: ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة بن مخلد وهو أمير بمصر فذكر شيئاً كان بينه وبين البواب فسمع صوته فأذن له فدخل، فقال: إني لم أجئك زائراً، إنّما جئتك لحاجة، أتذكر كذا وكذا، أتذكر يوم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من علم من أخيه شيئاً فستره ستره الله بها يوم القيامة"؟ قال: نعم، فانصرف. أخرجه أحمد بن حنبل (4/ 104) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 450 و451) والطبراني في "مسند الشاميين" (3494) وأبو نعيم في "الصحابة" (6060) من طرق عن ابن عون به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 134 وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 1/ 150 قلت: لكنّه منقطع لأنّ مكحولاً لم يسمع من عقبة بن عامر ولا من مسلمة بن مخلد. الخامس: يرويه عبد الملك بن فارع أنّ أبا صيّاد حدّثه أنّه كان عند مسلمة يوماً نصف النهار، إذ دخل عليه رجل على راحلة له فاستأذن على مسلمة، فقال: يا مسلمة، فأمر مسلمة بن مخلد جارية له فقال: انظري من هذا؟ فقالت: شيخ قدم على راحلة له، فقال: ادعوا لي مسلمة، فقالت: أدعو لك الأمير؟ فدخلت إليه فأخبرته، فقال: ارجعي إليه فسليه، من أنت؟ فرجعت، فقالت: أنا فلان، فقام مسلمة سريعاً، وكان الرجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ستر عورة مؤمن" وإني شككت فيها وكان أقرب القوم إليه يومئذ عقبة بن عامر فأحببت أن أسأله عنها لأتثبت، قم معي يا مسلمة إليه، قال: بل أرسل إليه فيأتيني، فقال: لقد أعجبك سلطانك فمر أبا صياد ينطلق معي إلى عقبة، فلما رآه عقبة رحّب به وأخذ بيده، فقال الرجل: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ستر عورة مؤمن ستره الله من حرّ يوم القيامة" فقال عقبة: هكذا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو يعلى (المطالب 3094 - الإتحاف 452) عن هارون بن معروف المروزي ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا سعيد -هو ابن أبي أيوب- ثني عبد الله بن الوليد عن عبد الملك بن فارع به.

وأخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (119) عن أبي يعلى به. وإسناده ضعيف، عبد الله بن الوليد هو ابن قيس المصري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وعبد الملك بن فارع -وفي بعض النسخ: فائد- ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأبو صيّاد لم أر من ترجمه. وحديث مسلمة بن مُخَلَّد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8129) عن موسى بن هارون الحمّال ثنا شيبان بن فَرُّوخ ثنا عبد الله بن محمد -يعني ابن عائشة- ثنا يحيى بن أبي الحجاج عن أبي سِنَان عن رجاء بن حَيْوة قال: سمعت مسلمة بن مخلد يقول: بينا أنا على مصر إذ أتى الآذِنُ البوّاب فقال: إنّ أعرابياً على بعير على الباب يستأذن. فقلت: من أنت؟ قال: جابر بن عبد الله الأنصاري. قال: فأشرفت عليه، فقلت: أنزل إليك أو تصعد؟ قال: لا تنزل ولا أصعد. حديث بلغني عنك أنّك ترويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ستر المؤمن، جئت أسمعه. قلت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ستر على مؤمن فكأنما أحيا موءودة" فضرب بعيره راجعاً. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن رجاء بن حيوة إلا أبو سنان، تفرد به ابن عائشة" قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي سنان عيسى بن سنان الحنفي، ويحيى بن أبي الحجاج مختلف فيه. وحديث ابن بريدة عن الصحابي الذي لم يسم أخرجه الدارمي (577) عن يزيد بن هارون الواسطي ثنا الجُرَيري عن عبد الله بن بريدة أنّ رجلاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر، فقدم عليه يمدّ لناقة له، فقال: مرحباً، قال: أما إني لم آتك زائراً، ولكن سمعت أنا وأنت حديثاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجوت أن يكون عندك منه علم، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا. وأخرجه الخطيب في "الرحلة" (39) من طريق الحسن بن علي -أظنه الحُلْواني- عن يزيد بن هارون به. والجريري كان قد اختلط، وسماع يزيد بن هارون منه بعد الاختلاط.

باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب

باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب 37 - (4831) قال الحافظ: وفي مسند أحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ ذلك كان من طلوع الشمس إلى العصر، والمأذون له فيه القتال لا قطع الشجر" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب" باب إثم من كذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- 38 - (4832) قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر بلفظ: "بُني له بيت في النار" (¬2) صحيح أخرجه الشافعي في "الرسالة" (1092) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 761) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 484) وأحمد بن حنبل (4742 و5798 و6309) وهناد في "الزهد" (1386) وعبد بن حميد (738) وأحمد بن الفرات في "جزئه" (عواليه للذهبي 9) والبزار (كشف 210) وأبو يعلى (5444) والطحاوي في "المشكل" (397) والطبراني في "الكبير" (13153 و13154) وفي "الأوسط" (8029) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (50 و51 و52) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 262) وأبو عبد الله الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص 91 - 92) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 138) وفي "المستخرج على مسلم" (23) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 80) وابن الجوزي في "الموضوعات" (92) والضياء المقدسي في "عواليه" (17) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 175 و299) من طرق عن عبيد الله بن عمر العُمَري عن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده رفعه: "إنّ الذي يكذب عليّ يُبنى له بيت في النار" وفي لفظ: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ (¬3) مقعده من النار" ¬

_ (¬1) 1/ 208 - 209 (¬2) 1/ 211 (¬3) وفي لفظ: "بني الله له بيتاً في النار".

قال أبو نعيم: مشهور من حديث عبيد الله" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" إتحاف الخيرة 1/ 281 قلت: إسناده صحيح على شرط الشيحين. ولم ينفرد أبو بكر بن سالم به بل تابعه قدامة بن موسى الجمحي عن سالم عن أبيه به. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 418) وابن الجوزي في "الموضوعات" (93) 39 - (4833) قال الحافظ: [تنبيه]: رتب المصنف أحاديث الباب ترتيباً حسناً، لأنّه بدأ بحديث عليّ وفيه مقصود الباب، وثنى بحديث الزبير الدالّ على توقي الصحابة وتحرزهم من الكذب عليه، وثلَّث بحديث أنس الدال على أنّ امتناعهم إنما كان من الإكثار المفضي إلى الخطأ، لا عن أصل التحديث، لأنهم مأمورون بالتبليغ. وختم بحديث أبي هريرة الذي فيه الإشارة إلى استواء تحريم الكذب عليه، سواء كانت دعوى السماع منه في اليقظة أو في المنام. وقد أخرج البخاري حديث: "من كذب عليّ أيضاً" من حديث المغيرة، وهو في الجنائز. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو في أخبار بني إسرائيل، ومن حديث واثلة بن الأسقع وهو في مناقب قريش، لكن ليس هو بلفظ الوعيد بالنار صريحاً. واتفق مسلم معه على تخريج حديث عليّ، وأنس، وأبي هريرة، والمغيرة. وأخرجه مسلم من حديث أبي سعيد أيضاً. وصح أيضاً في غير الصحيحين من حديث عثمان بن عفان، وابن مسعود، وابن عمرو، وأبي قتادة، وجابر، وزيد بن أرقم، وورد بأسانيد حسان من حديث طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد، وأبي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، ومعاذ بن ججل، وعقبة بن عامر، وعمران بن حصين، وابن عباس، وسلمان الفارسي، ومعاوية بن أبهي سفيان، ورافع بن خديج، وطارق الأشجعي، والسائب بن يزيد، وخالد بن عرفطة، وأبي أمامة، وأبي قرصافة، وأبي موسى الغاففي، وعائشة، فهؤلاء ثلاثون نفساً من الصحابة. وورد أيضأ عن نحو من خمسين غيرهم بأسانيد ضعيفة، وعن نحو من عشرين آخرين بأسانيد ساقطة. وقد اعتنى جماعة من الحفاظ بجمع طرقه، فأول من وقفت على كلامه في ذلك علي بن المديني، وتبعه يعقوب بن شيبة، فقال: روى هذا الحديث من عشرين وجهاً عن الصحابة من الحجازيين وغيرهم، ثم إبراهيم الحربي وأبو بكر البزار فقال كل منهما: إنّه ورد من حديث أربعين من الصحابة، وجمع طرقه في ذلك العصر أبو محمد يحيى بن

محمد بن صاعد فزاد قليلاً، وقال أبو بكر الصيرفي شارح رسالة الشافعي: رواه ستون نفساً من الصحابة؛ وجمع طرقه الطبراني فزاد قليلاً، وقال أبو القاسم بن منده: رواه أكثر من ثمانين نفساً. وقد خرّجها بعض النيسابوريين فزادت قليلاً. وقد جمع طرقه ابن الجوزي في مقدمة كتاب الموضوعات فجاوز التسعين، وبذلك جزم ابن دحية، وقال أبو موسى المديني: يرويه نحو مائة من الصحابة، وقد جمعها بعده الحافظان يوسف بن خليل، وأبو علي البكري، وهما متعاصران فوقع لكل منهما ما ليس عند الآخر. وتحصل من مجموع ذلك كله رواية مائة من الصحابة على ما فصّلته من صحيح، وحسن، وضعيف، وساقط مع أنّ فيها ما هو في مطلق ذم الكذب عليه من غير تقييد بهذا الوعيد الخاص. ونقل النووي أنه جاء عن مائتين من الصحابة، ولأجل كثرة طرقه أطلق عليه جماعة أنه متواتر، ونازع بعض مشايخنا في ذلك قال: لأنّ شرط المتواتر استواء طرفيه وما بينهما في الكثرة، وليست موجودة في كل طريق منها بمفردها. وأجيب: بأنّ المراد بإطلاق كونه متواتراً رواية المجموع عن المجموع، من ابتدائه إلى انتهائه في كل عصر، وهذا كاف في إفادة العلم. وأيضاً فطريق أنس وحدها قد رواها عنه العدد الكثير، وتواترت عنهم، نعم وحديث عليّ رواه عنه ستة من مشاهير التابعين وثقاتهم، وكذا حديث ابن مسعود، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، فلو قيل في كل منهما إنّه متواتر عن صحابته لكان صحيحاً، فإنّ العدد المعين لا يشترط في المتواتر، بل ما أفاد العلم كفى. والصفات العلية في الرواة تقوم مقام العدد أو تزيد عليه كما قررته في "نكت علوم الحديث" وفي شرح "نخبة الفكر" وبيّنت هناك الرد على من ادعى أنّ مثال المتواتر لا يوجد إلا في هذا الحديث، وبيّنت أنّ أمثلته كثيرة؛ منها حديث: "من بني لله مسجداً" و"المسح على الخفين"، و"رفع اليدين" و"الشفاعة" و"الحوض" و"رؤية الله في الأخرة" و"الأئمة من قريش" وغير ذلك، والله المستعان. وأما ما نقله البيهقي عن الحاكم، ووافقه أنّه جاء من رواية العشرة المشهورة قال: وليس في الدنيا حديث أجمع العشرة على روايته غيره، فقد تعقبه غير واحد لكن الطرق عنهم موجودة فيما جمعه ابن الجوزي ومن بعده، والثابت منها ما قدمت ذكره، فمن الصحاح: علىّ والزبير، ومن الحسان: طلحة وسعد وسعيد وأبو عبيدة. ومن الضعيف المتماسك طريق عثمان. وبقيتها ضعيف وساقط" (¬1) ¬

_ (¬1) 1/ 213 - 214

ورد حديث: "من كذّب عليّ" من رواية أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبىّ بن كعب وأسامة بن زيد وأنس وأوس بن أوس والبراء بن عازب وبريدة بن الحُصَيب وجابر بن سَمُرة وجابر بن عابس العبدي وجابر بن عبد الله وجُنْدع الأنصاري وجهجاه الغفاري وحذيفة بن أسيد وحذيفة بن اليمان وخالد بن عُرْفُطة ورافع بن خَديج وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت والسائب بن يزيد وسعد بن المِدْحَاس وسفينة وسلمان الفارسي وسلمة بن الاْكوع وسليمان بن صُرَد وصهيب وطارق بن أشيم وعبد الله بن أبي أوفى وعبد الله بن جَرَاد وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن زُغْب الأيادي وابن عباس وابن عمر وابن عمرو وابن مسعود وعبد الله بن يزيد الخَطْمي وعتبة بن عبد السلمي وعتبة بن غَزْوان والعُرْس بن عَميرة وعفان بن حبيب وعقبة بن عامر وعمار بن ياسر وعمران بن حُصين وعمرو بن حريث وعمرو بن الحَمِق وعمرو بن عَبَسَة وعمرو بن عوف وعمرو بن مرة الجهني وقيس بن سعد وكعب بن قُطْبة ومرة البَهْزي ومعاذ بن جبل ومعاوية بن حَيْدة ومعاوية بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة والمقداد بن الأسود ونُبَيط بن شَريط وواثلة بن الأسقع وأبي عقيل لاحق بن مالك ويزيد بن أسد القَسْري ويزيد بن خالد العصري ويعلي بن مرة وأبي أمامة وأبي ذر وأبي رافع وأبي رِمْثة وأبي سعيد وأبي العُشَراء الدارمي عن أبيه وأبي قتادة وأبي قِرْصافة جَندَرَة بن خَيْشَنَة وأبي كَبْثة الأَنْماري وأبي موسى الأشعري وأبي موسى الغافقي وأبي ميمون الكردي وأبي هريرة ورجل من أسلم من الصحابة وصحابي لم يسم وصحابي آخر لم يسم وحفصة أم المؤمنين وعائشة أم المؤمنين وأم أيمن والحسن مولى عبد الرحمن مرسلاً والحسن البصري مرسلا وسعيد بن جبير مرسلاً وعبد الله بن الحارث مرسلاً. أخرج البخاري منها ثمانية أحاديث، وهي: (1) حديث علي. أخرجه في الباب المذكور. (2) حديث الزبير. أخرجه في الباب المذكور أيضاً. (3) حديث أنس. أخرجه في الباب المذكور أيضاً. (4) حديث سلمة بن الأكوع.

أخرجه في الباب المذكور أيضاً. (5) حديث ابن عمرو. أخرجه في الأنبياء - باب ما ذكر عن بني إسرائيل. (6) حديث المغيرة بن شعبة. أخرجه في الجنائز - باب ما يكره من النياحة على الميت. (7) حديث واثلة بن الأسقع. أخرجه في المناقب - باب حدثنا أبو معمر. وهو بلفظ: "إنّ من أعظم الفِرَى أن يدّعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُرِي عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل" (8) حديث أبي هريرة. أخرجه في الباب الأول مع حديث علي. وأما: (9) حديث أبي بكر فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن بُسر الحُبْرَاني واختلف عنه: - فرواه أبو شيخ جارية بن هرم الفُقَيْمي عن عبد الله بن بسر واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا جارية ثنا عبد الله بن بسر قال: سمعت أبا كبشة الأنماري وكانت له صحبة يحدث عن أبي بكر رفعه: "من كذب علي متعمداً أو قصّر شيئاً مما أمرت فليتبوأ مقعده من النار" وفي لفظ: "من تعمد عليّ كذباً أو ردّ شيئاً قلته فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 857) وأبو يعلى (¬1) في "المعجم" (265) والطبراني ¬

_ (¬1) وأخرجه في "المسند" (73) أيضاً عن عمرو بن مالك، لكن وقع عنده: ثنا جارية بن هرم ثني عبد الله بن دارم ثنا عبد الله بن بسر به. وأخرجه الذهبي في "الميزان" (1/ 386) من طريق أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحِيْرِي ثنا أبو يعلى به. ومن هذا الطريق أخرجه الجُوْزقاني في "الأباطيل" (13) لكنّه لم يذكر عبد الله بن دارم.

في "الأوسط" (2859) وابن عدي (1/ 21 و2/ 597) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1572) وابن الجوزي في "الموضوعات" (46) عن عمرو بن مالك الرَّاسِبي والعقيلي (1/ 203) وابن عدي (2/ 597) عن يحيى بن بِسْطَام المصغر البصري وابن عدي (2/ 597) عن عمر بن يحيى الأيلي وعن الوضاح بن حسان الأنباري والخطيب في "التاريخ" (12/ 51) عن موسى بن هارون المستملي وابن عدي (2/ 597) وأبو نعيم فىٍ "أخبار أصبهان" (2/ 2) والخطيب في "التاريخ" (12/ 51) وابن الجوزي (45) والحافظ في "اللسان" (4/ 251 - 252) عن علي بن قرين البصري قالوا. ثنا جارية به. قال العقيلىٍ: لا يتابع جارية عليه" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي كبشة عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن مالك" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وقال الذهبي: هذا حديث منكر" الميزان 1/ 386 وقال الهيثمي: وفيه جارية بن هرم وهو متروك الحديث" المجمع 1/ 142 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد الله بن بسر الحبرانى الحمصي ضعفه يحيى القطان وابن معين والترمذي وأبو حاتم والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات" فما أجاد" إتحاف الخيرة 1/ 286 قلت: وجارية بن هرم ضعفه ابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والساجي وابن عدي والدارقطني وغيرهم، وذكره ابن حبان في "الثقات" فما أجاد.

• وقال محمد بن إسحاق البلخي: ثنا جارية ثنا عبد الله بن بسر عن أبي راشد الحُبْرَاني عن أبي كبشة قال: سمعت أبا بكر. أخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (69) - ورواه عمار بن هارون البصري قال: ثنا تَليد بن سليمان عن أبي الجَحَّاف أنّه سمع عبد الله بن بسر يحدث أنّ أبا بكر رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (2) وعمار بن هارون قال أبو حاتم: متروك الحديث، وتليد كذبه أحمد وابن معين. وأبو الجحاف اسمه داود بن سويد التميمي. الثاني: يرويه أبو ياسر عمار بن هارون البصري ثنا القاسم بن عبد الله بن عمر العُمَري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (1) والخطيب في "الموضح" (2/ 24) وابن الجوزي (47) من طرق عن عمار بن هارون به. والقاسم بن عبد الله قال أحمد: كذاب كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم وغير واحد: متروك الحديث. وأما: (10) حديث عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو الغصن دُجَين بن ثابت اليربوعي البصري عن أسلم مولى عمر عن عمر رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه أحمد (1/ 41 - 47) وأبو يعلى (259 و260) والطحاوي في "المشكل" (380) والعقيلي (2/ 46) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 294) والطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (3) وابن عدي (3/ 972 - 973 و973) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (327) وأبو نعيم في "الصحابة" (872) والقضاعي فى "مسند الشهاب" (563) والخطيب في "التاريخ" (4/ 107 و7/ 54 - 55) والطيوري "حديثه" (308) وابن الجوزي (48 و49) من طرق عن دجين به. قال الهيثمي: وفيه دجين بن ثابت وهو ضعيف ليس بشيء" المجمع 1/ 143

وقال البوصيري: مدار هذا الحديث على دجين أبي الغصن وهو ضعيف" إتحاف الخيرة 1/ 284 الثاني: يرويه أشعث بن سوّار الكندي عن الشعبي عن قَرَظة بن كعب عن عمر مرفوعاً به. أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (5) وابن الجوزي (50) من طريق أحمد بن يحيى الأحول ثنا عبد الله بن إدريس ثنا أشعث به. وإسناده ضعيف لضعف أشعث. الثالث: يرويه يحيى بن عبيد الله التيمي عن أبيه عن أبي هريرة قال: مرّ بي عمر وأنا أحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: انظر ما تحدث يا أبا هريرة، أما كنت معنا في بيت فلان؟ قلت: بلى، قال: فسمعت ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" قال: نعم، سمعته، قال: فأنت أعلم وما تحدث. أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذبّ عليّ" (4) وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله. وأما: (11) حديث عثمان بن عفان فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو الزِّنَاد عبد الله بن ذكوان المدني عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت عثمان رفعه: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الطيالسي (ص 14) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه به. وأخرجه أحمد (1/ 65) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 209) والبزار (383) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 471 و472) والطحاوي في "المشكل" (382) والطبراني في "طرق حديث من كذب علىّ" (6) وابن عدي (1/ 17) والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص 92) وابن بشران (1164) وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (21) وابن الجوزي (51) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه به. وعبد الرحمن مختلف فيه، وقد ضعفه الجمهور، وعبد الله وعامر ثقتان. الثاني: يرويه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن محمود بن لَبيد عن عثمان رفعه: "من تعمد عليّ كذباً فليتبوأ بيتاً في النار"

أخرجه أحمد (1/ 70) عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي (53) وأخرجه البزار (384) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 490) والطحاوي في "المشكل" (381) والطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (7) وأبو نعيم في "المستخرج " (22) والخطيب في "التاريخ " (2/ 221) وابن الجوزي (54) من طرق عن أبي بكر الحنفي به. وأخرجه ابن الأعرابي (2139) من طريق أبي عمران حفص بن عمر الرازي ثنا عبد الحميد بن جعفر به. قال البزار: ولا نعلم سمع محمود بن لبيد عن عثمان وإن كان قديماً" قلت: حديثه عن عثمان في صحيح مسلم، واختلف في صحبته، فأثبتها له البخاري وغيره، ونفاها غير واحد، ووثقه يعقوب بن سفيان وغيره، والباقون ثقات، فالإسناد صحيح. الثالث: يرويه محمد بن كعب القُرَظي عن أبان بن عثمان عن عثمان رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب علي" (8) والقضاعي (562) وابن الجوزي (52) من طرق عن محمد بن حميد الرازي ثنا زيد بن الحُبَاب ثنا أبو مودود عن محمد بن كعب به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، وأبو مودود اسمه عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي وثقه أحمد وغير واحد. وأما: (12) حديث طلحة بن عبيد الله فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله ثني أبي عمر ثني أبي معاوية ثني (¬1) أبي يحيى ثني أبي معاوية ثني أبي إسحاق ثني طلحة بن عبيد الله رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 175 - 176) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (56) عن أبي الحسن محمد بن عمر به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناد الحاكم: ثني أبي يحيى.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 24 - 25) ومن طريقه ابن الجوزي (62) عن ابن شاذان به. أخرجه الخطيب في ترجمة أبي الحسن محمد بن عمر ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وعمر بن معاوية بن يحيى عن أبيه عن جده لم أرَ من ترجمهم. ومعاوية بن إسحاق وثقه أحمد وغيره. وإسحاق بن طلحة ذكره ابن حبان في "الثقات". الثاني: يرويه سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن مرسى بن طلحة بن عبيد الله ثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه به مرفوعاً. أخرجه الحربي في "الغريب" (2/ 724) وأبو يعلى (631) والطحاوي في "المشكل" (386) والطبراني في "الكبير" (204) وفي "طرق حديث من كذب علي" (24) وابن عدي (3/ 1133) وأبو نعيم في "الصحابة" (399) وابن الجوزي (63) من طرق عن سليمان بن أيوب به. قال ابن عدي: هذا الحديث فرد بهذا الإسناد لا يتابع سليمان بن أيوب عليه أحد" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 1/ 143 قلت: أيوب بن سليمان ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وسليمان بن عيسى ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وموسى بن طلحة وثفه العجلي وغيره. وأما: (13) حديث سعد بن أبي وقاص فله عنه طريقان: الأول: يرويه عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رفعه: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن الجوزي (71) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد ثنا فضل بن سهل الأعرج ثنا سليمان بن داود الهاشمي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عامر بن سعد به.

ورواته ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. الثاني: يرويه مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" ذكره الدارقطني في "العلل" (4/ 331) من رواية محمد بن عبد الواحد ثنا أبو بكر محمد بن السري التمار ثنا عباس الدوري ثنا أبو داود الحَفَري عن سفيان الثوري عن سلمة بن كُهَيل عن مصعب بن سعد به. وقال: هذا لا يصح عن مصعب بن سعد ولا عن سلمة بن كهيل ولا عن الثوري، ولعل هذا الشيخ دخل عليه حديث في حديث" وذكره الخطيب في "التاريخ" (5/ 319) عن البرقاني قال: سئل الدارقطني عن حديث حدّث به محمد بن عبد الواحد ... فذكره. ومحمد بن السري ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: يروي المناكير والبلايا ليس بشيء. وأما: (14) حديث سعيد بن زيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الواحد بن زياد البصري ثني صدقة بن المثنى النخعي ثني جدي رِياح بن الحارث قال: كما عند المغيرة بن شعبة وهو في المسجد، فجاء سعيد بن زيد فأوسع له المغيرة فجلس معه على السرير، فجاء شاب من أهل الكوفة يقال له: قيس بن علقمة فشتم وشتم، فقال سعيد: يا مغيرة من يسب هذا الرجل؟ قال: يسب علياً، فقال: يا مغيرة ألا أرى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يشتمون عندك، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنّ كذبا عليّ ليىس ككذب على أحد، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (90) والبزار (1275) وأبو يعلى (966) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (965) والطحاوي في "المشكل" (390) والهيثم بن كليب (206 و215 و216) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (33) وابن عدي (1/ 22) والحاكم في "المدخل" (ص 93) وأبو نعيم في "الضعفاء" (ص 51 - 52) والبيهقي في "حديث الجويباري" (14) والخطيب في "الكفاية" (ص 79) وابن الجوزي (72) من طرق عن عبد الواحد بن زياد به. قال أبو علي صالح بن محمد البغدادي: هذا حديث تفرد به عبد الواحد" مسند الهيثم بن كليب 1/ 250.

وصححه الدارقطني (العلل 4/ 420) وهو كذلك فإنّ إسناده صحيح رواته ثقات. الثاني: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم المكي عن أبيه عن قيس بن أبي علقمة عن سعيد بن زيد رفعه: "إنّ كذبا عليّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه البزار (1276) عن عمرو بن مالك الراسبي البصري ثنا يوسف بن خالد ثنا عبد الله بن عثمان به. وقال: وفي هذا الحديث علتان إحداهما: أنّ ابن خثيم لا نعلم روى عن أبيه غير هذا الحديث، وفي أبن أبي علقمة لا نعلم له ذكراً إلا في هذا الحديث" قلت: وعمرو بن مالك ضعفه أبو يعلى وغيره، ويوسف بن خالد أظنه السمتي كذبه ابن معين وغيره. وأما: (15) حديث أبي عبيدة بن الجراح فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (34) عن عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرازي ثنا الهيثم بن خالد ثنا عبد الله بن عبد الرحمن (¬1) وأخرجه تمام (¬2) (874) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 228 - 229) والخطيب في "التاريخ" (10/ 282) وابن الجوزي (73) من طريق عبد الله بن عمرو البصري الواقفي (¬3) قالا: ثنا هشام بن سعد عن جعفر بن عبد الله بن أسلم عن أسلم مولى عمر بن الخطاب ثنا ميسرة بن مسروق العبسي ثنا أبو عبيدة بن الجراح رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" إسناده ساقط، الهيثم بن خالد هو ابن يزيد القرشي المِصِّيصي ضعفه الدارقطني، وعبد الله بن عمرو البصري قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بشيء، ضعيف الحديث، كان لا يصدق. ¬

_ (¬1) هو الواقعي كما في ترجمة الهيثم بن خالد من "تهذيب الكمال". وفي ترجمة المثنى بن سعيد الضُّبعي من "تهذيب الكمال": الواقفي. (¬2) سقط من إسناده: عن أسلم. (¬3) وعند الخطيب: الواقعي.

وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وميسرة بن مسروق لم أر من ترجمه. وأما: (16) حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه ابن الجوزي (70) من طريق ابن مردويه ثنا أحمد بن يحيى بن محمد أنبأ علي بن الحسن البزاز ثنا محمد بن سلمة ثنا عمر بن عبد العزيز ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن الزهري عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وإسناده ضعيف، عمر بن عبد العزيز هو مولى سليمان بن داود الهاشمي قال الخطيب: مجهول وله أحاديث مناكير لا يتابع عليها (المتفق والمفترق 3/ 1844) ومحمد بن سلمة هو البزاز الفرغاني ترجمه الخطيب في "المتفق" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأما: (17) حديث أبي بن كعب فأخرجه ابن الجوزي (101) من طريق ابن مردويه ثني أحمد بن محمد بن يحيى ثني علي بن إسحاق بن محمد ثنا محمد بن سلمة الفرغاني ثنا عمر بن عبد العزيز ثنا شيبان النَّحْوي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن سلمة تقدما في الحديث الذي قبله. وأما: (18) حديث أسامة بن زيد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (426) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (70) وابن عدي (7/ 2556) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 112) وابن عساكر (ترجمة أحمد بن عيسى بن علي الرازي) وابن الجوزي (157 و158) من طريق علي بن ثابت الجَزَري عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أسامة بن زيد رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وفي لفظ: "من قال عليّ ما لم أقل ... " وإسناده ضعيف جداً، الوازع بن نافع هو العقيلي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث.

وأما: (19) حديث أوس بن أوس فأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 314) وابن قتيبة في "تعبير الرؤيا" (ص 91) والخرائطي في "المساوىء" (260) والطبراني في "الكبير" (591) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (149) وابن عدي (1/ 24) والقضاعي (558) وابن الجوزي (171) من طرق عن إسماعيل بن عياش ثني عبد الرحمن بن عبد الله بن مُحيريز عن أبيه عن أوس بن أوس رفعه: "من كذب على نبيه، أو على عينيه، أو على والديه، لم يَرِحْ رائحة الجنة" قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه غير إسماعيل بن عياش" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 1/ 148 قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راوياً إلا إسماعيل بن عياش فهو مجهول. وأما: (20) حديث البراء بن عازب فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من كذب عليّ ليضل به الناس ... " وأما: (21) حديث بريد ة فأخرجه الروياني (34) والطحاوي في "المشكل" (378 و379) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (146) وابن عدي (4/ 1371 - 1372 و1372) وتمام (745) والعسكري في "التصحيفات" (2/ 463 - 464) وابن شاهين في "الناسخ" (550) وابن الجوزي (41 و42 و160) من طرق عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن صالح بن حيان عق ابن بريدة عن أبيه قال: كان حيّ من بني كنانة من المدينة على ميلين، فأتاهم رجل وعليه حلة، فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كساني هذه الحلّة، وأمرني أن أحكم في أموالكم ونساءكم بما أرى، وكان قد خطب امرأة منهم فأبوا أن يزوجوه، قال: ثم انطلق فنزل على تلك المرأة، فأرسل القوم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسولاً، فأخبره، فقال: "كذب عدو الله" وأرسل رجلاً وقال: "إن وجدته حيّاً فاضرب عنقه؟ ولا أراك تجده حياً، وإن وجدته ميتاً فأحرقه بالنار" قال: فجاء فوجده قد لدغته أفعى فمات. فذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"

إسناده ضيف لضعف صالح بن حيان. وأما: (22) حديث جابر بن سموة فأخرجه ابن الجوزي (106) من طريق محمد بن سلمة البزاز ثنا عمر بن عبد العزيز ثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك بن حرب عق جابر رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" إسناده ضعيف لضعف الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهَمْدانى، وعمر بن عبد العزيز مجهول كما تقدم في حديث عبد الرحمن بن عوف. وأما: (23) حديث جابر بن عابس فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (174) وأبو نعيم في "الصحابة" (1540) وابن الجوزى (107) من طريق علي بن المديني ثنا حصين بن نمير ثني أبي عن أبيه عن جابر بن عابس (¬1) رفعه: "من قال عليّ ما لم أقل ليكذب عليّ فليتبوأ مقعده في النار" قال الحافظ في "الإصابة" (2/ 41) إسناده مجهول" قلت: حصين بن نمير هو الواسطي وثقه أبو زرعة وغيره. وأبوه وجده لم أر من ترجمهما. وأما: (24) حديث جابر بن عبد الله فله عنه طرق: الأول: يروبه أبو الزبير محمد بن مسلم المكى عن جابر رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه أحمد (3/ 303) عن هُشَيم أنا أبو الزبير به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ" (92) وابن الجوزي (104) وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 763) والدارمي (237) وابن ماجه (33) وأبو يعلى (1847 و1952) والطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (92) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 59) والقضاعي (551) وابن الجوزى (104) من طرق عن هشيم به. ¬

_ (¬1) وعند الطبراني وأبي نعيم: حابس.

وتابعه: 1 - مِسْعر بن كِدَام عن أبي الزبير به. أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 757) 2 - شعبة. أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1065) من طريق محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا بَدَل بن المُحَبَّر ثنا شعبة به. وقال: هذا حديث منكر عجيب، ما أتى به سوى الكديمي، وليس بعمدة" قلت: وأبو الزبير مدلس وقد عنعن. الثاني: يرويه يزيد بن صهيب الفقير عن جابر به مرفوعاً. أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (93) وابن الجوزي (104) من طريق أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعى ثنا إسماعيل بن شعيب السمان ثنا منصور بن دينار عن يزيد الفقير به. ومحمد ومنصور مختلف فيهما، وإسماعيل ويزيد ثقتان. الثالث: يرويه سويد بن سعيد الحَدَثَاني ثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جده عن جابر به مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (6/ 2059) وابن الجوزي (105) وإسناده ضعيف لضعف القاسم بن محمد بن عبد الله. والرابع: تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى مع حديث البراء بن عازب. وأما: (25) حديث جُنْدع الأنصاري فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1730) وابن الجوزي (162) من طريق أبي علي الحسن بن سهل بن سعيد العسكري ثنا عبد الملك بن المهرجان العسكري ثنا آدم ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن لعبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن جندع رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" الحسن بن سهل ترجمه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 610) والحافظ في "اللسان" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعبد الملك بن المهرجان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن عبد الله بن الحارث ما عرفته، والباقون ثقات، وآدم هو ابن أبي إياس.

وأما: (26) حديث جَهْجَاه الغِفَاري فأخرجه ابن الجوزي (161) من طريق زيد بن الحُبَاب العُكْلِي عن موسى بن عبيدة عن الأغر عن عطاء بن يسار عن جهجاه رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الزَّبَذِي. وأما: (27) حديث حذيفة بن أسيد فأخرجه ابن الجوزي (103) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الهيثم بن خالد بن يزيد ثنا عبد الله بن عبد الرحمن ثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وإسناده ضعيف لضعف الهيثم بن خالد. وأما: (28) حديث حذيفة بن اليمان فيرويه منصور بن المعتمر عن رِبْعي بن حِرَاش عن حذيفة، وعن منصور: (أ) شريك بن عبد الله القاضي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5603) وفي "طرق حديث من كذب علي" (91) وابن الجوزي (102) من طريق أبي بلال الأشعري ثنا شريك عن منصور عن ربعي عن حذيفة رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" اللفظ لابن الجوزي. وأبو بلال واسمه مرداس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد، وضعفه الدارقطني ولينه الحاكم كما في "اللسان" وشريك مختلف فيه. وتابعه: (ب) شعبة عن منصور به. أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (2/ 488) من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري عن يحيى القطان عن شعبة به. وإسناده صحيح.

وأما: (29) حديث خالد بن عُرْفُطة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 760 - 761) وفي "مسنده" (869) عن محمد بن بشر العبدي ثنا زكريا بن أبي زائدة ثنا خالد بن سلمة أنا مسلم مولى خالد بن عرفطة أنّ خالد بن عرفطة ذكر المختار فقال: كذاب، وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وأخرجه أحمد وابنه (5/ 292) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (647) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (591) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4100) وفي "طرق حديث من كذب علي" (148) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن الجوزي (184) من طريق أحمد بن جعفر القَطِيعى ثنا عبد الله بن أحمد به. وأخرجه ابن عدي (3/ 893) عن أبي العلاء الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 260 - 261) والبزار (كشف 213) وأبو يعلى (6868) والطحاوي في "المشكل" (417) والطبراني في "الكبير" (4100) وفي "طرق حديث من كذب علي" (148) والحاكم (3/ 280) والخطيب في "التاريخ" (8/ 68) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 713) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 103) من طرق عن محمد بن بشر به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن خالد إلا بهذا الإسناد". وقال أبو القاسم البغوي: وما حدث به غير محمد بن بشر العبدي فيما أعلم". وقال الهيثمي: وفيه مسلم مولى خالد بن عرفطة لم لرو عنه إلا خالد بن سلمة" المجمع 1/ 143 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول. وأما: (30) حديث رافع بن خَديج فله عنه طريقان: الأول: يرويه بقية بن الوليد ثني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثني أبو مُدْرِك ثني

عَبَاية بن رافع بن خديج عن رافع بن خديج قال: مرّ علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً ونحن نتحدث، فقال: "ما تحدثون؟ " فقلنا: ما سمعنا منك يا رسول الله، قال: "تحدثوا وليتبوأ مقعده من كذب عليّ من جهنم" ومضى لحاجته، وسكت القوم، فقال: "ما شأنهم لا بتحدثون؟ " قالوا: للذي سمعناه منك يا رسول الله. قال: "إني لم أرد ذلك، إنّما أردت من تعمّد ذلك" فتحدثنا، قال: قلت: يا رسول الله، إنّا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: "اكتبوا ذلك ولا حرج" أخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 1/ 7 - 8) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (331) والسياق له والطبراني في "الكبير" (4410) وفي "مسند الشاميين" (227) وفي "طرق حديث من كذب علي" (147) والقضاعي (556) والخطيب في "تقييد العلم" (ص 73) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن مدرك الأزدي) وابن المقير (¬1) في "حديثه" (81) من طرق عن بقية به. قال الهيثمي: وفيه أبو مدرك روى عن رفاعة بن رافع وعنه بقية ولم أرّ من ذكره" المجمع 1/ 151 قلت: ذكره ابن عبد البر في "الاستغناء" (2/ 1324) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" في من اسمه عبد الله بن مدرك الأزدي، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وعبد الرحمن بن ثابت مختلف فيه، وبقية وعباية ثقتان. ولم ينفرد أبو مدرك به بل تابعه سعيد بن مسروق الثوري عن عباية سمع رافعاً رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الحميد بن محمود السُّلمي ص 45) من طريق أحمد بن هارون بن روح البرديجي ثنا عبد الحميد بن محمود بن خالد الدمشقي حدثني أبي عن أبيه ثني عبد الله بن علي عن داود بن عيسى عن سعيد بن مسروق به. الثاني: يرويه يعقوب بن محمد الزهري ثنا رفماعة بن الهُرَيْر ثنا جدي عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه رفعه: "لا تكذبوا عليّ، فليس كذبا عليّ ككذب على أحد" أخرجه الطبراني في "الكبير" (4377) وابن الجوزي (128 و129) وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن محمد ورفاعة بن الهرير. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: ثنى أبو مدرك.

وأما: (31) حديث زيد بن أرقم فله عنه طريقان: الأول: تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "موعدكم حوضي" الثاني: يرويه موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب وزيد بن أرفم مرفوعاً: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8179) وأبو نعيم في "الصحابة" (2974) من طريق عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا موسى بن عثمان به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا موسى بن عثمان، تفرد به عبد الرحمن بن صالح" كذا قال، وقد تابعه: (أ) إبراهيم بن محمد بن ميمون الكندي الكوفي. أخرجه ابن الجوزي (124) (ب) أبو نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي. إلا أنّه لم يذكر البراء بن عازب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5055) وموسى بن عثمان قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث جداً. وأما: (32) حديث زيد بن ثابت فأخرجه ابن الجوزي (122) من طريق الفضل بن سُخَيت السندي ثنا الفضل بن منصور التيمي ثنا محمد بن جابر اليمامي عن محمد بن المنكدر عن زيد بن ثابت رفعه: "الكذب والغيبة يفطران الصائم، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" قال زيد: فأمسكنا عن الحديث والمسألة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما لكم لا تسألون؟ ما لكم لا تعلمون؟ " قلنا: يا رسول الله، قلت: من كذب عليّ متعمداً، ولسنا نقدر أن نحدث عنك كما نسمع منك، نزيد وننقص، فقال: "ليس ذاك أردت، من تقول عليّ ما لم أقل يريد بذلك شيني ونقضا للإسلام فليتبوأ مقعده من النار"

الفضل بن سخيت قال ابن معين: كذاب. وأما: (33) حديث السائب بن يزيد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6679) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (137) وابن الجوزي (155) من طرق عن نُعيم بن حماد المروزي ثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". نعيم مختلف فيه، وحاتم ومحمد ثقتان. وأما: (34) حديث سعد بن المدحاس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (5502) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (175) وابن الجوزي (172) من طرق عن أبي علقمة نصر (¬1) بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة الحضرمي عن أبيه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن سعد بن المدحاس رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" نصر بن خزيمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه لم أرَ من ترجمه، والباقون ثقات. وأما: (35) حديث سفينة فأخرجه ابن عدي (2/ 497) وابن المقرىء في "المعجم" (203) وابن الجوزي (111) من طريق النضر بن طاهر البصري ثنا بُرَيْه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده رفعه: "من كذب علب متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وإسناده ضعيف لضعف النضر بن طاهر البصري، وبريه وأبوه مختلف فيهما. وأما: (36) حديث سلمان الفارسي فله عنه طريقان: الأول: يرويه عطاء بن السائب عن أبي البَخْتري عن سلمان رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 653) والخطيب في "التاريخ" (8/ 339) وفي ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الكمال" (12/ 22)

"تلخيص المتشابه" (1/ 490 - 491) وابن الجوزي (90) ميت طريق خازم أبي محمد الجِهْبذ ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا محمد بن فضل عن عطاء به. وإسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي البختري واسمه سعيد بن فيروز وبين سلمان فإنّه لم يدركه. وعطاء اختلط بأخرة، وسماع ابن فضيل منه بعد الاختلاط. الثاني: يرويه هلال الوزان عن سميد بن المسيب عن سلمان رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ بيتاً في النار، ومن ردّ حديثاً بلغه عني فليتبوأ بيتاً في النار" أخرجه الطبراني في "الكبير" (6163) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (167) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 584) عن أبي عمر بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز البصري ثنا إسحاق بن إبراهيم بن غالب السلمي أبو أيوب ثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو بكر العبدي عن إسحاق بن يونس بن سعد عن هلال الوزان به. قال الهيثمي: وإسناده من قبل هلال الوزان لم أجد من ذكرهم" المجمع 1/ 147 قلت: بكر القزاز ذكره الإسماعيلي في "المعجم" ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً، وإسحاق بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 119) وقال: يغرب. ومحمد بن عبد الرحمن وشيخه لم أر من ترجمهما. وأما: (37) حديث سليمان بن صُرَد فأخرجه ابن الجوزي (193) من طريق محمد بن سلمة الفَرْغَاني ثنا عمر بن عبد العزيز ثنا يونس بن إسحاق عن ابن أبي ليلى أو أبى ليلى عن أبي عُكَّاشة عن رفاعة عن سليمان بن ورد رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" عمر بن عبد العزيز هو مولى سليمان بن داود الهاشمي وهو مجهول كما تقدم عند الكلام على حديث عبد الرحمن بن عوف. وأما: (38) حديث صهيب فأخرجه البزار (2100) عن محمد بن موسى الحَرَشي ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي ثنا عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن صيفي بن صهيب عن أبيه رفعه: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن صهيب إلا من هذا الوجه"

وأخرجه البزار أيضاً (2101) والحاكم (3/ 401) وابن الجوزي (81) من طرق عن سيار بن حاتم البصري ثنا جعفر بن سليمان به. ولم يسق البزار لفظه. ولفظ الحاكم: "من كذب علي متعمداً كُلّف يوم القيامة أتى يعقد طرفي شعيرة ولن يعقدها" ولفظ ابن الجوزي: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، وكلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يقدر على ذلك" • ورواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن جعفر بن سليمان فقال فيه: عن ابن صهيب عن صهيب. أخرجه الهثم بن كليب (986 و987) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 19) • ورواه غير واحد عن جعفر بن سليمان فقالوا، عن بعض ولد صهيب عن صهيب، منهم (أ) عبد الرزاق (10445). ومن طريقه أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (134) (ب) قَطَن بن نُسَير البصري. أخرجه ابن عدي (1/ 17) وابن الجوزي (80) (ت) أبو ظَفَر عبد السلام بن مُطَهَّر الأزدي. أخرجه ابن الجوزي (80) - ورواه الحسن بن أبي جعفر الجُفْري عن عمرو بن دينار فقال: أنَّ بني صهيب قالوا لصهيب ... أخرجه الطبراني في "الكبير" (7302) وفي "طرف حديث من كذب علي" (135) قال الهيثمي: وفيه عمرو بن دينار قَهْرَمان آل الزبير وهو متروك الحديث" المجمع 1/ 147 و4/ 131 وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: عمرو ضعيف" وأما: (39) حديث طارق بن أشْيَم فأخرجه البزار (2774) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1356) والطبراني في "الكبير" (8181) وفي "طرق حديث من كذب

علي" (151) وابن الجوزي (186) من طرق عن سريج بن النعمان الجوهري ثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". قال الهيثمي: وفيه خلف بن خليفة وثقه ابن معين وغيره، وضعفه بعضهم" المجمع 1/ 147 قلت: هو صدوق تغير قبل موته واختلط، ولم أرَ أحداً صرّح بسماع سريج بن النعمان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. وأبو مالك اسمه سعد بن طارق بن أشيم وثقه أحمد وغيره. وأما: (40) حديث ابن أبي أوفى فأخرجه ابن الجوزي (169) من طريق ابن قانع ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا سَلْم بن قادم ثنا مكي بن إبراهيم عن فائد أبي العوام عن ابن أبي أوفى رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" فائد ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويعقوب بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. وأما: (41) حديث عبد الله بن جراد فأخرجه ابن الجوزي (197) من طريق محمد بن هارون الفلاس ثنا إبراهيم بن زياد سَبَلان ثنا يعلي بن الأشدق عن عبد الله بن جراد رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" يعلي بن الأشدق قال البخاري: لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ليس بشيء ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: هو عندي لا يصدق، ليس بشيء. وأما: (42) حديث عبد الله بن الزبير فله عنه طريقان: الأول: يرويه يعقوب بن محمد الزهري ثنا الزبير بن خبيب عن أبيه عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه رفعه: السنن كذب عليّ ... " أخرجه ابن الجوزي (166) وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن محمد.

واختلف فيه على عامر بن عبد الله بن الزبير، فرواه جامع بن شداد المحاربي عن عامر عن أبيه عن جده. أخرجه البخاري (فتح 1/ 210 - 221) وهذا أصح. الثاني: يرويه عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير رفعه: "من حدّث عني كذباً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (58) عن المقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا النضر بن عبد الجبار ثنا نافع بن يزيد عن ابن الهاد عن عمر بن عبد الله به. المقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة. - ورواه الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد واختلف عنه: • فقال يحيى بن عبد الله بن بكير المصري: ثني الليث عن ابن الهاد عن عمر بن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير. أخرجه ابن عدي (1/ 27) والحاكم في "المدخل" (ص 109) وابن بكير مختلف فيه، والباقون ثقات. • ورواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث وزاد فيه: عن الزبير. أخرجه الدارمي (239) والطحاوي في "المشكل" (389) وعبد الله بن صالح مختلف فيه. وأما: (43) حديث عبد الله بن زغب فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (170) وأبو نعيم في "الصحابة" (4169) عن سليمان بن عبد الحميد البَهْراني الحمصي وابن الجوزي (195) عن عمرو بن إسحاق بن العلاء الحمصي قالا: ثنا أبو علقمة نصر بن خزيمة أنّ أباه حدّثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عبد الله بن زغب رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... "

وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد عند الكلام على حديث سعد بن المدحاس فانظره. وأما: (44) حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: قال العباس: يا رسول الله، لو اتخذنا لك عريشاً تكلم الناس من فوقه، ويسمعون، فقال: "لا أزال هكذا يصيبني كبارهم ويطئون عقبي حتى يريحني الله منهم، فمن كذب عليّ فموعده النار" أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده" (290) عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا عمر بن عبيد الله العدوي ثنا سفيان بن حبيب عن سعيد بن أبي عَروبة عن أيوب السَّخْتِيَاني عن عكرمة به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي (150) والكديمي قال موسى بن هارون: كذاب يضع الحديث، وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعا. الثاني: يرويه سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فإنّه من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، ومن كذب في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 763) وأحمد (1/ 293 و323 و327) والدارمي (238) والترمذي (2950 و2951) والنسائي في "الكبرى" (8084 و8085) وأبو يعلى (2338 و2721) والطبري في "تفسيره" (1/ 34) والطحاوي في "المشكل" (392 و393) والطبراني في "الكبير" (12393 و12394) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (55 و56 و57) وابن عدي (1/ 26) وابن بشران (1573) والخطيب في "أخلاق الراوي" (1584) والقضاعي (554) والبغوي في "شرح السنة" (117 و118 و119) وابن الجوزي (151 و152) والحافظ في "العجاب في بيان الأسباب" (ص 51 - 52) من طرق عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن سعيد بن جبير به. قال الترمذي في الموضع الأول: حسن صحيح". وقال في الموضع الثاني: حسن". وقال الحافظ: حديث حسن".

قلت: عبد الأعلي بن عامر قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أحمد وغيره: ضعيف الحديث، وذكره البخاري والنسائي والعقيلي وابن حبان في الضعفاء. الثالث: يرويه عطاء عن ابن عباس رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 130) عن أحمد بن بندار الشعار ثنا أبو حامد المُلْحَمِي ثنا عبد الملك بن مسعود بن خالد ثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي ثنا ابن جريج عن عطاء به. وإسناده ضعيف لضعف أبي حامد أحمد بن جعفر بن محمد بن سعيد الملحمي (طبقات الأصبهانيين 4/ 128 وأخبار أصبهان 1/ 128 وتاريخ بغداد 4/ 64 - 65 واللسان 1/ 144) وأما: (45) حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر رفعه "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 238) وابن الجوزي (91) من طريق أبي القاسم بدر بن الهيثم ثنا أبو بكر إبراهيم بن محمد البصري الشيباني ثنا سعيد بن سلام البصري ثنا عبد الله بن عمر العُمَري عن نافع به. سعيد بن سلام أظنه العطار الأعور كذبه أحمد ومحمد بن عبد الله بن نمير، وقال أبو زرعة وغيره: منكر الحديث. الثاني: يرويه زيد بن أسلم عن ابن عمر به مرفوعاً. أخرجه ابن الجوزي (94) من طريق إسماعيل بن بهرام الخزاز ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. الثالث: تقدم الكلام عليه في الحديث رقم 38. وأما: (46) حديث ابن مسعود فله عنه طرق: الأول: يرويه سِمَاك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رفعه: "إنّكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"

أخرجه الطيالسي (ص 45) وابن أبي شيبة (8/ 759) وأحمد (1/ 389 و401 و436) وابن ماجه (30) والبزار (2015) وأبو يعلى (3504) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (578) والهيئم بن كليب (284 و285 و286 و287 و288 و289) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (43 و44 و45 و46 و47) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (314 و322) والقضاعي (561) والبيهقي (3/ 180) والخطيب في "التاريخ" (3/ 50) وابن الجوزي (75 و79) من طرق عن سماك به. قال الترمذي: حسن صحيح" قلت: سماك صدوق، وعبد الرحمن ثقة اختلفوا في سماعه من أبيه، وأثبت له أبو حاتم وغير واحد السماع من أبيه. الثاني: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن عاصم عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود. أخرجه الطيالسي (ص 48) وأحمد (1/ 405) والبزار (1815) وأبو يعلى (5251) والطحاوي في "المشكل" (391) والهيثم بن كليب (643 و644 و645 و646) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (35) والقطيعي (324) وابن الجوزي (78) عن حماد بن سلمة وأحمد (1/ 402) وابن الجوزي (76) عن جرير بن حازم البصري وابن أبي شيبة في "مسنده" (284) عن زائدة بن قدامة الكوفي وأحمد (1/ 405) وأبو يعلى (5307) والهيثم (642) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (36) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي وأحمد (1/ 454) والبزار (1814) والهيثم (647) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (8) وأبو الشيخ في "العوالي" (20) والقطيعي (326) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي والترمذي (2659) والهيثم (647) وابن البختري في "حديثه" (322) وابن الأعرابي (845) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (37) والقضاعي (547) والخطيب في "التاريخ" (4/ 263) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (684).

عن أبي بكر بن عياش وابن الأعرابي (1155) عن زهير بن معاوية الكوفي وابن المقرىء في "المعجم" (951) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني) عن الأعمش والدارقطني في "العلل" (5/ 62) عن سفيان الثوري كلهم عن عاصم به. وإسناده حسن. - ورواه غير واحد عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود. أخرجه الهيثم (598) والقطيعي (325) والخطيب في "التاريخ" (14/ 307 - 308) عن أبان بن يزيد العطار. والبزار (1721) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (41) والخطيب في "التاريخ" (13/ 439). عن الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهَمْداني والطبراني (¬1) في "طرق حديث من كذب عليّ" (40) والغطريفي (46) والشاموخي في "حديثه" (2) عن الهيثم بن جهم بن حسان بن المنذر المؤذن ثلاثتهم عن عاصم به. ¬

_ (¬1) رواه الطبراني عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثنا عثمان بن الهيثم بن الجهم ثني أبي به. ورواه الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل العباداني عن أبي خيفة ثنا عثان بن الهيثم ثنا عاصم عن زر عن ابن مسعود. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 272) عن الحسن بن سعيد وقال: كذا حدثناه، وإنما هو عثمان عن أبيه، والحسن بن سعيد في حديثه وروايته لين".

وإسناده حسن. - ورواه عمرو بن أبي قيس الرازي عن عاصم عن زر وأبي وائل عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (39) عن عبيد (¬1) العجل ثنا محمد بن حميد ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حجد الرازي. الثالث: يرويه مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3388) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (42) من طريق أبى حمزة محمد بن ميمون السكري عن جابر الجُعْفي عن عامر الشعبي عن مسروق به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا جابر، ولا عن جابر إلا أبو حمزة". قلت: وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي. الرابع: يرويه حماد بن أبي سليمان الكوفي عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (2/ 707) من طريق أحمد بن عيسى زَنْجَة ثنا القاسم بن الحكم ثنا أبو حنيفة عن حماد به. ومن طريقه أخرجه الرافعي في "التدوين" (1/ 196) وأحمد بن عيسى ترجمه الخليلي في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، والقاسم وحماد صدوقان، وإبراهيم وعلقمة ثقتان، وأبو حنيفة ضعفه النسائي والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين. الخامس: تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى مع حديث البراء بن عازب. وأما: (47) حديث عبد الله بن يزيد الخطمي فأخرجه ابن الجوزي (179) من طريق إبراهيم بن موسى الفراء ثنا عبد الله بن سلمة الأفطس عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القُرَظي عن عبد الله بن يزيد رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " ¬

_ (¬1) هذا لقبه وأسمه. الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي.

وإسناده واه، عبد الله بن سلمة الأفطس متروك الحديث، قاله الفلاس وأبو حاتم. وأما: (48) حديث عشة بن عبد فأخرجه ابن الجوزي (97) من طريق سليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي ثنا نصر بن خزيحة عن أبيه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن عتبة بن عبد رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " سليمان بن عبد الحميد وثقه ابن حبان وغيره، ونصر بن خزيمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه لم أر من ترجمه، والباقون ثقات. وأما: (49) حديث عتبة بن غزوان فأخرجه العقيلي (3/ 438) والطبراني في "الكبير" (17/ 117) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (172) والحاكم (3/ 162) وابن الجوزي (96) من طرق عن عبد الرحمن عمرو بن جَبَلة الباهلي ثنا عمر بيت الفضل السلمي عن غزوان بن عتبة بن غزوان عن أبيه (¬1) رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " قال العقيلي: لا يعرف غزوان بن عتبة بن غزوان إلا بهذا الحديث، ولا يتابع عليه" وقال الحافظ: وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك" الإصابة 6/ 379 وأما: (50) حديث العُرْس بن عَميرة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 139) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (156) وابن عدي (1/ 27 و7/ 2696) وأبو نعيم في "الصحابة" (5564) من طريق أحمد بن علي الأفطح ثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الممصري ثني أبي (¬2) عن العرس رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " قال ابن عدي: وهذا الحديث عن العرس بن عميرة لا يُروى إلا من هذا الطريق" قلت: أحمد بن علي الأفطح ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 50) وقال: يروي عن يحيى بن زهدم عن أبيه عن العرس بن عميرة بنسخة مقلوبة، البلية فيها من يحيى بن زهدم، وأما هو في نفسه إذا حدّث عن الثقات فصدوق. ¬

_ (¬1) زاد العقيلي: عن جده. (¬2) زاد ابن عدي في الموضع الثاني: عن أبيه.

وذكر يحيى بن زهدم في "المجروحين" (3/ 114) وقال: روى عنه أحمد بن علي الأفطح والمصريون عنه عن أبيه عن العرس بن عميرة نسخة موضوعة لا يحل كتابتها إلا على جهة التعجب ولا الاحتجاج به مما يحل لأهل الصناعة والسبر. وذكره ابن عدي في "الكامل" وقال: أرجو أنَّه لا بأس به. وأما: (51) حديث عفان بن حبيب فأخرجه ابن الجوزي (196) من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مسلمة الأهوازي ثنا عبد الله بن محمد بن دينار الأهوازي ثنا محمد بن عبد الملك الطوسي ثنا داود بن عفان بن حبيب عن أبيه رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " قال الحافظ في "اللسان" (5/ 70): شيخ محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي ومن فوقه لا يعرفون. وأما: (52) حديث عقبة بن عامر فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو عُشَّانة حي بن يُؤمِن المَعَافِري أنَّه سمع عقبة رفعه: "من كذب عليّ ما لم أقل فليتبوأ بيتاً من جهنم" أخرجه أحمد (4/ 201) والروياني (236) وابن حبان (1052 و2555) والطبراني في "الكبير" (17/ 301) وابن الجوزي (86) من طرف عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث أنَّ أبا عشانة حدّثه به. وإسناده صحيح رواته ثقات. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه عبد الله بن لَهيعة عن أبي عشانة به. أخرجه أحمد (4/ 159) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (195) والطبراني في "الكبير" (17/ 305 - 306) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (144) وابن الجوزي (87) من طرق عن ابن لهيعة به. وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات. الثاني: يرويه هشام بن أبي رُقَيَّة اللخمي قال: سمعت مسلمة بن مُخَلَّد وهو قائم على المنبر يخطب وهو يقول: يا أيها الناس، أما لكم في العَصْب والكتّان ما يغنيكم عن

الحرير وهذا رجل فيكم يخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قم يا عقبة، فقام عقبة بن عامر وأنا أسمع فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". وأشهد أني سمعته يقول: "من لبس الحرير في الدنيا حُرِمَه أن يلبسه في الآخرة" أخرجه أحمد (4/ 156) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 506 - 507) وأبو يعلى (1751) وابن حبان (5436) والطبراني في "الكبير" (17/ 327) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (145) وابن الجوزي (88) من طرق عن عبد الله بن وهب ثنا عمرو بن الحارث أنّ هشام بن أبي رقية حدَّثه به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 144 قلت: وإسناده صحيح، وهشام وثقه يعقوب بن سفيان والعجلي وابن حبان. ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه يحيى بن أيوب المصري عن عمرو بن الحارث به. أخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 506 - 507) عن عمرو بن الربيع بن طارق الهلالي أنبأ يحيى بن أيوب به. وأخرجه يعقوب بن سفيان أيضاً (2/ 506) عن سعيد بن أبي مريم الجُمَحي أنا يحيى بن أيوب ثني الحسن بن ثوبان وعمرو بن الحارث عن هشام به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 275 - 276) وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (416 و4821) وفي "شرح المعاني" (4/ 251) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا ابن أبي مريم به. وأخرجه في "المشكل" أيضاً (416) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا ابن أبي مريم به. وإسناده حسن. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 198) من طريق عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنَّ هشام بن أبي رقية أخبره ... وابن لهيعة ضعيف. وأما: (53) حديث عمار بن ياسر فأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 292) وأبو يعلى

(1636) والطحاوي في "المشكل" (396) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (49) وابن عدي (5/ 1832) والقضاعي (555) والخطيب في "الموضح" (2/ 274) وفي "التاريخ" (2/ 83 - 84) وابن الجوزي (82 و83) عن يونس بن بكير الشيباني والخطيب في "الموضح" (2/ 274) عن علي بن هاشم بن البَرِيد الكوفي قالا: ثنا علي بن الحَزَوَّر (¬1) عن أبي مريم قال: سمعت عمار بن ياسر يقول لأبي موسى الأشعري: أنشدك الله ألم تسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" فسكت أبو موسى ولم يقل شيئاً. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه علي بن الحزور ضعفه البخاري وغيره، ويقال له: علي بن أبي فاطمة" المجمع 1/ 146 وقال في موضع آخر: وفيه علي بن أبي فاطمة وهو علي بن الحزور وهو متروك" المجمع 7/ 246 وأما: (54) حديث عمران بن حُصين فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن المبارك عن أبي هلال محمد بن سليم عن حميد بن هلال عن عمران رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 224 - 225) وابن الجوزي (114) من طريق يحيى بن المختار بن منصور بن إسماعيل النيسابوري ثنا محمد بن مكي المروزي أنبأ ابن المبارك به. يحيى بن المختار قال الخطيب: كان صدوقاً. وحكى توثيقه عن أبي بكر الخلال، ومحمد بن مكي ذكره ابن حبان في "الثقات". ومحمد بن سليم مختلف فيه. ¬

_ (¬1) رواه غير واحد عن يرنس بن بكير قال: ثنا علي بن الحزور. ورواه غير واحد عنه قال: ثنا علي بن أبي فاطمة. وهو هو.

وابن المبارك وحميد بن هلال ثقتان، لكن حميداً لم يذكر سماعاً من عمران فلا أدري أسمع منه أم لا. الثاني: يرويه هشام بن حسان البصري عن محمد بن سيرين عن عمران رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه البزار (3612) والروياني (146) عن أبي النضر (¬1) مطر بن محمد بن الضحاك (¬2) السكري (¬3) ثنا عبد المؤمن بن سالم بن ميمون المِسْمَعي ثنا هشام بن حسان به. وأخرجه العقيلي (3/ 93) والطبراني في "الكبير" (18/ 186 - 187) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (157) وأبو الشيخ في "الطبقات" (606) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 223) وابن الجوزي (115) من طرق عن مطر بن محمد به. قال البزار: وهذا الحديث لم نسمعه إلا من مطر عن عبد المؤمن، ولم نسمع أحداً يحدث عن عبد المؤمن هذا غيره، ولا يروى عن عمران عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه" وقال العقيلي: لا يحفظ هذا الحديث عن عمران إلا عن عبد المؤمن بن سالم، فأما المتن ففيه عن جماعة من الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسانيد صحاح" وقال الهيثمي: وفيه عبد المؤمن بن سالم ولم يرو عنه غير مطر بن محمد" قلت: مطر بن محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء ويخالف. وعبد المؤمن بن سالم ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه. وأما: (55) حديث عمرو بن حريث فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى مع حديث البراء بن عازب. وأما: (56) حديث عمرو بن الحمق فأخرجه ابن الجوزي (187) من طريق محمد بن سلمة الفَرْغاني عن عمر بن عبد العزيز أنبأ يونس بن أبي إسحاق عن ابن أبي ليلى عن أبي عُكاشة عن عمرو بن الحمق رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " ¬

_ (¬1) هكذا وقع عند أبي نعيم، ووقع عند ابن الجوزي: أبو النصر. (¬2) وقع عند الطبراني وحده: بن جناح. (¬3) وقع عند الطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ": الضبي.

وعمر بن عبد العزيز مجهول كما تقدم عند الكلام على حديث عبد الرحمن بن عوف. وأما (57) حديث عمرو بن عَبَسَة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى مع حديث البراء بن عازب. وأما: (58) حديث عمرو بن عوف فأخرجه ابن الجوزي (156) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " وكثير بن عبد الله كذبه الشافعي وأبو داود، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وأما: (59) حديث عمرو بن مرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3698) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (152) وابن الجوزي (159) من طريق الهيثم بن عدي العطائي ثنا الضحاك بن زمل السكسكي عن أبي أسماء السكسكي عن عمرو بن مرة رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمرو بن مرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به الهيثم بن عدي" قلت: كذبه البخاري وابن معين وأبو داود والعجلي وغيرهم. وأما: (60) حديث قيس بن سعد فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث "كل مسكر خمر" وأما: (61) حديث كعب بن قطبة فأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 378) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (173) وأبو موسى المديني في "الصحابة" (أسد الغابة 4/ 476 - 487) وابن الجوزي (189) من طريق علي بن الحسين بن إِشْكاب البغدادي ثنا إسحاق الأزرق ثنا سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن كعب بن قطبة (¬1) رفعه: "ليس كذب علي ككذب على أحد، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" ¬

_ (¬1) وقع عند ابن قانع: علقمة.

قال الحافظ: وسنده صحيح، إلا أنَّه اختلف في صحابيه، فرواه إسحاق الأزرق عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة هكذا، وخالفه أبو نعيم فقال: عن سعيد عن علي بن ربيعة عن المغيرة بن شعبة، أخرجه البخاري في الأدب عن أبي نعيم، وفيه قصة النّوح على قرظة بن كعب، وكذا أخرجه مسلم والترمذي من طرق عن سعد بن عبيدة. وأخرجه ابن قانع من طريق إسحاق الأزرق فقال: كعب بن علقمة. وهو وهم، ولعل سبب الوهم ذكر قرظة بن كعب، فلعله صحف وقلب" الإصابة 8/ 304 وأما: (62) حديث مرّة البهزي فأخرجه ابن الجوزي (191) من طريق سليمان بن عبد الحميد الحمصي ثنا نصر بن خزيمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال: قال عمرو بن تميم: إنّ مرة البهزي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب عليّ فإنّه يتبوأ بيتاً في جهنم" سليمان بن عبد الحميد وثقه ابن حبان وغيره، ونصر بن خزيمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه لم أرَ من ترجمه، وعمرو بن تميم ما عرفته، ونصر ومحفوظ ابنا علقمة ثقتان، وابن عائذ اسمه عبد الرحمن مختلف في صحبته. وأما: (63) حديث معاذ بن جبل فله عنه طريقان: الأول: يرويه خَصِيب بن جحدر عن النعمان بن نعيم عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه ابن الجوزي (84) وخصيب بن جحدر كذبه ابن معين وغير واحد. الثاني: يرويه عبيد الله بن جرير بن جَبَلة العتكي ثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهَرَوي ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلِمَة قال: قال معاذ: يا معشر العرب، اعلموا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب علي متعمداً ... " أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1224) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (169) وتمام (875) والخطيب في "التاريخ" (5/ 378 - 379) وابن الجوزي (85) من طرق عن عبيد الله بن جرير به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا أبو زيد، تفرد به عبيد الله"

قلت: وثقه ابن حبان والخطيب البغدادي، وعبد الله بن. سلمة مختلفب فيه، والباقون ثقات. وأما: (64) حديث معاوية بن حيدة فأخرجه ابن المقرىء في "المعجم" (838) وابن الجوزي (154) من طريق علي بن قرة بن حبيب ثنا أبو حبيب القنوي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " علي بن قرة وأبو حبيب القنوي لم أرَ من ترجمهما. وأما: (65) حديث معاوية بن أبي سفيان فله منه طريقان: الأول: يرويه شعبة واختلف عنه: - فقال رَوْح بن عبادة البصري: ثنا شعبة عن أبي الفيض عن معاوية رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه أحمد بن حنبل (4/ 100) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 479) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 480) والطحاوي في "المشكل" (395) والطبراني في "الكبير" (19/ 392 - 393) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" وأبو نعيم في "الصحابة" (6068) والخطيب في "التاريخ" (4/ 130 و7/ 19 و8/ 402) وابن الجوزي (153) قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 143 وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات، واسم أبي الفيض: موسي بن أيوب" الإتحاف 1/ 280 قلت: وهو كما قالا، ولم ينفرد روح به بل تابعه عمرو بن حَكَّام الأزدي ثنا شعبة به. أخرجه ابن الجوزي (153) - ورواه محمد بن عبد الله بن عمار المَوْصلي عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة واختلف عن ابن عمار: • فقال عبيد (¬1) العجل: ثنا محمد بن عمار ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي الفيض عن رجل عن معاوية. ¬

_ (¬1) واسمه الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي كما تقدم.

أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (69) • وقال محمد بن محمد بن سليمان البَاغَنْدي: ثني محمد بن عبد الله بن عمار قال: جئت يوماً إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: أين كنت؟ قلت: كنت عند رجل يقال له: روح بن عبادة وكتبت عنه عن شعبة عن أبي الفيض عن معاوية رفعه "من كدب عليّ ... " فقال: أخطأ، وتكلم في روح، ثم قال: ثنا شعبة عن رجل عن أي الفيض عن معاوية مرفوعاً مثله. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 402) قال الدارقطني في "العلل" (7/ 66) وروح وهم فيه، والقول قول من قال: عن رجل عن أبي الفيض". الثاني: يرويه عتبة بن أبي حكيم الهَمْداني ثنا القاسم أبو عبد الرحمن قال: كنت قاعداً عند معاوية فبعث إلى عبد الله بن عمرو فقال: ما أحاديث بلغني عنك تحدّث بها؟ لقد هممت أن أنفيك من الشام، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (67) عن الحسن بن علي المَعْمَري ثنا عمرو بن عثمان الحمصي ثنا بقية ثني عتبة به. وعتبة مختلف فيه: وثقه الطبراني وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وأما: (66) حديث المقداد بن الأسود فأخرجه ابن الجوزي (89) من طريق سليماد بن عبد الحميد البَهْراني ثنا نصر بن خزيمة أنّ أباه حدّثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بق عائذ قال: قال المقداد: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كذب عليّ ... " وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد فانظر حديث مرّة البهزي. وأما: (67) حديث نبيط بن شريط فأخرجه الطبراني في "الصغير" (67) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (168) عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريح الأشجعي ثني أبي عن أبيه عن نبيط بن شريط رفعه: "من كذب عليّ ... " ومن طريقه أخرجه القضاعي (566)

وأخرجه تمام (1524) عن أبي علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي ثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة أحمد بن محمد بن عبد الله البيروتي) وأخرجه ابن الجوزي (188) من طريق محمد بن جعفر بن أيوب القاضي ثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ولده عنه" قلت: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: لا يحل الاحتجاج به فإنّه كذاب. وأما: (68) حديث لاحق بن مالك فأخرجه ابن الجوزي (200) من طريق محمد بن طلحة بن محمد ثنا هرم بن السقر عن بلال بن الأسعر عن المِسْور بن مَخْرَمة عن أبي عقيل لاحق بن مالك أخي بني عقيل قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تكذبوا عليّ، فإنّ من يكذب عليّ يلج النار" وأخرجه أبو موسى المديني في "الذيل" (الإصابة 9/ 4) من طريق الأصمعي عن هرم بن السقر به. قال ابن الجوزي: ما عرفنا لاحقاً في الصحابة" قلت: وهرم وبلال لم أرَ من ترجمهما. وأما: (69) حديث يزيد بن أسد القسري فأخرجه الخطيب في "المتفق" (1684) وابن الجوزي (194) من طريق محمد بن أبي يعقوب الدينوري ثنا أحمد بن صالح المكي (¬1) ثنا يحيى بن سعيد بن خالد بن عبد الله القسري عن أبيه عن جده خالد بن عبد الله القسري عن أبيه عن جده يزيد بن أسد رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " واختلف فيه على أحمد بن صالح، فرواه سهل بن ديزويه الرازي عنه قال: حدثني ¬

_ (¬1) هكذا الإسناد عند ابن الجوزي، ووقع عند الخطيب: أحمد بن صالح ثنا يحيى بن يحيى بن سعيد بن خالد بن عبد الله القسري عن أبيه عن جده يزيد بن أسد. وقال: أحمد بن صالح هو المصري".

خالد بن يحيى بن سعيد بن خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري عن أبيه عن جده يزيد بن أسد. أخرجه الخطيب في "المتفق" (1757) وأما: (70) حديث يزيد بن خالد العصري فأخرجه ابن مردويه في "طرق حديث من كذب عليّ" (الإصابة 10/ 345) ومن طريقه ابن الجوزي (199) من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلة الباهلي ثني سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن خالد العصري ثني أبي عن جدي رفعه: "من كذب عليّ ... " قال الحافظ في "الإصابة": وعبد الرحمن متروك" وأما: (71) حديث يعلي بن مرّة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى مع حديث البراء بن عازب. وأما: (72) حديث أبي أمامة فله عنه طرق: الأول: يرويه جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة رفعه: "من كذب عليّ ... " أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (141) والخطيب في "التاريخ" (6/ 46) وفي "المتفق" (116) وابن الجوزي (173) وجعفر بن الزبير قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. الثانى: يرويه شهر بن حوشب قال: دعا أمير من الاْمراء أبا أمامة، فلما جاء قال: حدثني عن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حديثاً ليس فيه تزيّد، فغضب الشيخ وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من حدّث عني حديثاً كاذباً متعمداً تبوّأ مقعده من النار". أخرجه الطبراني في "الكبير" (7557) وابن الجوزي (174 و175) عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (145) عن سعيد بن سليمان النشيطي

قالا: ثنا سَلْم بن زُرَير ثنا بُريد بن أبي مريم السَّلولي عن شهر به. عبيد الله وبريد ثقتان، وسلم وشهر مختلف فيهما، وسعيد ضعفه أبو حاتم وغيره. الثالث: يرويه أبو غالب عن أبي أمامة رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (142) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا قطن بن عبد الله الحرّاني عن أبي غالب به. والشاذكوني قال ابن معين: كذاب عدو الله كان يضع الحديث. الرابع: يرويه مكحول عن أبي أمامة رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده بين عيني جهنم" فشقّ ذلك على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، إنّا نحدّث عنك بالحديث فنزيد وننقص، فقال: "ليس ذاكم أعنيكم، إنما أعنيكم الذي يكذب عليّ يريد عيبي وشين الإسلام" قالوا: يا رسول الله، ولجهنم عينان؟ قال: "ألم تسمعوا الله يقول: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [الفرقان: 12] فهل تراهم إلا بعينين؟ " أخرجه الطبراني في "الكبير" (7599) وفي "مسند الشاميين" (3434) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (143) والحاكم في "المدخل" (ص 96) وأبو نعيم في "المستخرج" (33) والجُوْرقاني في "الأباطيل" (87) من طريق محمد بن الفضل بن عطية الخراساني عن الأحوص بن حكيم عن مكحول به. قال الحاكم: وهذا حديث باطل، في رواته جماعة ممن لا يحتج بهم إلا أنّ الحمل فيه على محمد بن الفضل بن عطية فإنّه ساقط" وقال الجورقاني: هذا حديث باطل لا أصل له، قال عبد السلام بن عاصم: سمعت إسحاق بن سليمان وسئل عن حديث من حديث محمد بن الفضل بن عطية فقال: تسألوني عن حديث الكذابين. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن محمد بن الفضل بن عطية فقال: ليس بشيء. وقال أبو حفص عمرو بن علي: محمد بن الفضل متروك الحديث كذاب"

وأما: (73) حديث أبي ذر فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (171) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلَة الباهلي ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن جابر ثني أبي عن جدي قال: سمعت أبا ذر رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " وأخرجه ابن الجوزي (98) من طريق أبي يحيى زكريا المنقري ثني عبد الرحمن بن عمرو به إلا أنَّه لم يذكر سعيد بن عبد الرحمن. وعبد الرحمن بن عمرو كذبه أبو حاتم، وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث. وأما: (74) حديث أبي رافع فأخرجه ابن الجوزي (183) من طريق سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه رفعه: "من كذب عليّ ... " وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وأما: (75) حديث أبي رمثة فأخرجه ابن عدي (6/ 2291) وابن الجوزي (182) من طريق محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكي ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي رمثة رفعه: "من كذب عليّ ... " قال ابن عدي: وهذا ما رواه غير محمد بن عبد العزيز هذا" قلت: ذكره الخليلي في "تاريخ قزوين" وقال: لم يكن بذاك القوي، وقال الذهبي في "الميزان": منكر الحديث ضعيف وكان ليس بثقة يأتي ببلايا. وأما: (76) حديث أبي سعيد فله عنه طرق: الأول: يرويه هَمَّام بن يحيى العَوْذِي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رفعه: "لا تكتبوا عني شيئاً إلا القرآن، فمن كتب عني شيئاً فليمحه" وقال: "حدثوا عني، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 762) وأحمد (39/ 3 و46 و56) ومسلم (3004) وأبو يعلى (1209) والطحاوي في "المشكل" (452) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (84) وابن الجوزي (146)

الثاني: يرويه أبو هارون عمارة بن جُوَين العبدي عن أبي سعيد رفعه: "من كذب عليَّ ... " أخرجه عبد الرزاق (20493) ومسدد (المطالب 3121) وابن الأعرابي (1401) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (88 و89) والخطيب في "التاريخ" (2/ 184) وفي "تالي التلخيص" (17) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (346) وابن الجوزي (147 و148) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 395) من طرق عن أبي هارون به. وأبو هارون كذبه حماد بن زيد وابن معين والجوزجاني. الثالث: يرويه أبو مسلمة سعيد بن يزيد البصري عن أبي نَضْرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد رفعه: "من كذب عليّ ... " أخرجه أحمد (3/ 44) وأبو يعلى (1229) والطحاوي في "المشكل" (400) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (83) والقطيعي (313) وتمام (559) وابن الجوزي (149) من طرق عن شعبة (¬1) عن أبي مسلمة به. وإسناده صحيح. الرابع: يرويه عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد رفعه: "من كذب عليَّ ... " أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 762) وأحمد (393) وأبو سعيد الأشج في "حديثه" (55) وابن ماجه (37) والطحاوي (401) وابن الأعرابي (1376 و1584 و2074) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (86 و87) وتمام (95) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 193 - 194) وفي "مسانيد فراس بن يحيى" (35) والقضاعي (565) والخطيب في "التاريخ" (2/ 192) من طرق عن عطية به. وإسناده ضعيف لضعف عطية. الخامس: يرويه يزيد بن صهيب الفقير عن أبي سعيد مرفوعاً به. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 481) عن عبيد بن سعيد القرشي ثنا منصور بن دينار عن يزيد الفقير به. وأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (90) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) ووقع عند الطبراني: سعيد.

وأخرجه ابن المقرىء في "المعجم" (1135) والخطيب في "التاريخ" (11/ 220) من طريق عثمان بن أبي شيبة عن عبيد بن سعيد به. وإسناده صحيح. وأما: (77) حديث أبي العشراء الدارمي عن أبيه فأخرجه تمام في "حديث أبي العشراء" (37) عن أبي أيوب سليمان بن أحمد الملطي أنّ محمد بن عبد الله السوسي حدّثه قال: حدثنا أبو عمر الضرير ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه رفعه: "من كذب عليّ ... " وإسناده ضعيف، أبو العشراء قال البخاري: في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر، وقال ابن سعد وغيره: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو ولا من أبوه. وأما: (78) حديث أبي قتادة فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن مَعْبَد بن كعب بن مالك قال: سمعت أبا قتادة يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول على هذا المنبر: "إياكم وكثرة الحديث عني، فمن قال عليّ فليقل حقاً أو صدقاً، ومن تقول عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" وفي لفظ: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 761) وابن ماجه (35) عن يحيى بن يعلي التيمي والدارمي (243) وابن الجوزي (99) عن أحمد بن خالد الوهبي والطحاوي (414) عن يونس بن بكير الشيباني والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (95) والحاكم (1/ 111) وابن الجوزي (99) عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحنّاط

وأحمد بن الفرات في "جزئه" (انتقاء الذهبي 8) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 333 - 334) عن محمد بن عبيد الطنافسي (¬1) كلهم عن ابن إسحاق به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من معبد بن كعب فانتفى التدليل، ومعبد وثقه العجلي وابن حبان واحتج به الشيخان، ولم يخرج مسلم رواية ابن إسحاق عنه. ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه عُقَيل بن خالد الأيلي عن معبد بن كعب بن مالك أنّه سمع أبا قتادة رفعه: "يا أيها الناس إياكم وكثرة الحديث، ومن حدّث عني فلا يقول إلا صدقاً -أو قال: حقاً، أو قال إحداهما- ومن افترى عليّ فليتبوأ بيتاً في النار" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (413) عن محمد بن عُزَيْز بن عبد الله بن زياد بن عُقيل الأيلي ثنا سَلاَمة بن رَوْح عن عقيل به. ومحمد بن عزيز وسلامة بن روح مختلف فيهما، وعقيل ومعبد ثقتان. الثاني: يرويه أبو محمد بن معبد بن أبي قتادة عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: خرج علينا أبو قتادة ونحن نقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، فقال: شاهت الوجوه، أتدرون ما تقولون؟ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 310) وأحمد بن منيع (المطالب 3124 - الإتحاف 478) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي محمد بن معبد به. وأبو محمد بن معبد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 433 - 434) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر عنه راوياً إلا حماد بن سلمة فهو مجهول (¬2). ¬

_ (¬1) رواه أحمد (5/ 297) وهناد في "الزهد" (1388) عن محمد بن عبيد فقالا فيه: ثني ابن كعب بن مالك. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في (99) ورواه أحمد بن يونس الضبي عن محمد بن عبيد فقال: ثني ابن كعب وغيره. (¬2) انظر "الاستغناء" لابن عبد البر 2/ 1243 - 1244.

الثالث: يرويه عتاب بن محمد بن شوذب ثني كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قلت لأبي قتادة: حدثني بشيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أخشى أن يزلّ لساني بشيء لم يقله رسول -صلى الله عليه وسلم-، إني سمعته يقول: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (96) وابن عدي (1/ 17) واببن الجوزي (100) عن أبي حاتم داود بن حماد بن الفَرَافِصَة البلخي والطبراني (96) والحاكم (1/ 111 - 112) عن يحيى بن موسى البلخي قالا: ثنا عتاب به. وعتاب وكعب ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً، وذكرهما ابن حبان في "الثقات" وقال عن عتاب: مستقيم الحديث. الرابع: يرويه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن أَسِيد بن أبي أسِيد البَرَّاد عن أمه قالت: قلت لأبي قتادة: مالك لا تحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يحدث عنه الناس؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب عليّ فليسهل لجنبه مضجعاً من النار" وجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك ويمسح الأرض بيده. أخرجه الشافعي في "الرسالة" (1093) والبخاري في "الأدب المفرد" (904) والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (97) من طرق عن الدراوردي به. وأسيد ذكره ابن حبان في "الثقاث" وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. وأمه ما عرفتها، والدراوردي صدوق. الخامس: يرويه محمد بن عمر الواقدي ثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن أبي قتادة رفعه: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن جميع في "معجمه" (ص 111) والواقدي متهم بالكذب.

وأما: (79) حديث أبي قرصافة فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 49) عن أبي سليمان أيوب بن علي بن هَيْصَم بن أيوب بن مسلم بن خَيْشَنة الكناني ثنا زياد بن سيار قال: أخبرتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة أنّها سمعت جدها أبا قرصافة رفعه: "حدثوا عني بما تسمعون مني، ولا يحل لرجل أن يكذب عليّ، من كذب عليّ بني الله له بيتاً في جهنم يرتع فيه". تابعه إسحاق بن الضيف الطائفي ثنا أيوب بن علي به. أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (16) وابن الجوزي (181) - ورواه محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني عن أيوب بن علي بن هيصم واختلف عنه. • فرواه الطبراني في "الكبير" (2516) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (155) عن محمد بن الحسن كرواية الدولابي. • ورواه ابن عدي (1/ 28) عن محمد بن الحسن فقال فيه: حدثتنا عزة بنت أبي قرصافة عن أبيها. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي (180) قال ابن عدي: وهذا الحديث عن أبي قرصافة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يروى إلا من هذا الطريق". - ورواه عبد الله بن سليمان بن الأشعث السِّجِسْتَاني عن أيوب بن علي فقال فيه: حدثتني عزة بنت أبي قرصافة عن أبيها. أخرجه ابن بشران في "الأمالي" (943) قال الهيثمي: وإسناده لم أر من ترجمهم" المجمع 1/ 148 قلت: أيوب بن علي بن هيصم ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وقال عن أبيه: شيخ. وزياد بن سيار ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعزة ذكرها ابن حبان في "الثقات".

وأما: (80) حديث أبي كبشة الأنماري فأخرجه العقيلي (2/ 329) وابن الجوزي (163) من طريق عبد الله بن جعفر المقدسي الخزاعي ثنا عبد الرحمن بن حجوة عن عمر بن رُؤْبة عن أبي كبشة رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " قال العقيلي: عبد الرحمن بن حجوة عن عمر بن رؤبة حديثه غير محفوظ، وليس بمشهور بالنقل، والرواية في هذا الباب ثابتة من غير هذا الوجه" وأما: (81) حديث أبي موسى الأشعري فأخرجه خيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص 75 - 76) والطبراني في "الأوسط" (5755) وفي "طرق حديث من كذب عليّ" (59) والخطيب في "الموضح" (1/ 430 - 431) وابن الجوزي (176) من طريق أحمد بن يحيى الأحول ثنا خالد بن نافع الأشعري عن سعيد بن أبي بُرْدة عن أبي بردة (¬1) عن أبي موسى رفعه: "من كذب عليّ متعمداً ... " قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد بن أبي بردة إلا خالد بن نافع" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه، وقال أبو داود: متروك الحديث. وأما ابن حبان فذكره في "الثقات". وأما: (82) حديث أبي موسى الغافقي فيرويه عمرو بن الحارث المصري واختلف عنه: - فقال الليث بن سعد: عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون الحضرمي أنّ أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث على المنبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحاديث، فقال أبو موسى: إنّ صاحبكم هذا لحافظ أو هالك، إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان آخر ما عهد إلينا أن قال: "عليكم بكتاب الله، وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني، فمن قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن حفظ عني شيئاً فليحدثه". رواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الليث بن سعد. أخرجه أحمد (4/ 334) والدولابي في "الكنى" (1/ 57) والحاكم في "المدخل" ¬

_ (¬1) سقط من إسناد الخطب: عن أبي بردة.

(ص 105 - 156) وأبو نعيم في "الصحابة" (6011) وفي "الضعفاء" (ص 50 - 51) وفي "المستخرج على مسلم" (18) وابن المقير في "حديثه" (1363). - ورواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث واختلف عنه. • فرواه عمر بن حفص الشيباني عن ابن وهب كرواية الليث بن سعد. أخرجه البزار (كشف 216) وتابعه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ ابن وهب به. أخرجه الحاكم (1/ 113) قال البزار: لا نعلم لهذا الحديث إلا هذا الإسناد" وقال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم يحتج بهم، فأما أبو موسى مالك بن عبادة الغافقي فإنّه صحابي سكن مصر، وهذا الحديث من جملة ما خرجناه عن الصحابي إذا صحّ إليه الطريق" • ورواه غير واحد عن ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث أنّ يحيى بن ميمون حدّثه أنّ وداعة الحَمْدِي حدّثه أنّه كان بجنب مالك بن عبادة أبي موسى الغافقي وعقبة بن عامر يقص، وذكر الحديث. أخرجه الدولابي (1/ 57) والطحاوي (412) عن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 208) عن محمد بن يحيى الصدفي وابن عدي (1/ 26) عن حرملة بن يحيى التُّجِيْبِي وأحمد بن صالح المصرى أربعتهم عن ابن وهب به. • ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن أبي نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي عن ابن وهب واختلف عنه: فقال الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (158): ثنا محمد بن عبد الله

الحضرمي ثنا ضرار بن ورد ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون ثني وهب قاضي أهل مصر عن وداعة الحمدي عن أبي موسى الغافقي. وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" (19) عن الطبراني به. وأخرجه أيضاً عن محمد بن عبد الله المكاتب ثنا الحضرمي به. • وقال أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: ثنا الحضرمي ثنا ضرار بن صرد ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون عن أبي موسى. أخرجه ابن الجوزي (178) وضرار بن صرد كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث. - ورواه عبد الله بن لَهيعة عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون عن أبي وداعة عن مالك بن عتاهية رفعه: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2454) عن عقبة بن مُكْرَم بن أفلح البصري ثنا عبد الغفار بن داود ثنا ابن لهيعة به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 30) ووقع عنده: عن أبي وداعة الحمدي قال: كنت إلى جنب مالك بن عبادة أبي موسى الغافقي وعقبة بن عامر يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذكر الحديث. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (15) من طريق جعفر بن محمد بن فضيل الرَّسْعَني عن عبد الغفار بن داود ووقع عنده: عن وداعة الغافقي قال: كنت بجنب مالك بن عتاهية الغافقي وعقبة بن عامر إلى جنبه يحدّث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر الحديث. وتابعه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 67 - 68) عن عبد الغفار بن داود به، إلا أنه قال: بجنب مالك بن عبادة الغافقي. وابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به، ووداعة الحمدي الغاففي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راوياً إلا يحيى بن ميمون فهو مجهول. وأما: (83) حديث أبي ميمون الكردي فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6209) عن محمد بن علي الصائغ ثنا أحمد بن عمر العلّاف الرازي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عن

أبي خَلْدَة قال: سمعت ميمون الكردي وهو عند مالك بن دينار، فقال مالك بن دينار: ما للشيخ لا يحدث عن أبيه؟ فإنّ أباك قد أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمع منه، قال: كان أبي لا يحدثنا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مخافة أن يزيد، أو ينقص، وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7101) عن الطبراني به. وأخرجه ابن الجوزي (201) من طريق ابن مردويه ثنا الطبراني به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي خلدة إلا أبو سعيد مولى بني هاشم، ولا يُروى عن أبي ميمون الكردي إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: "إسناده حسن إن شاء الله" المجمع 1/ 148 قلت: أحمد بن عمر العلاف أظنه المذكور في ثقات ابن حبان (8/ 22) والباقون كلهم ثقات، وأبو سعيد اسمه عبد الرحمن بن عبد الله البصري، وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار التميمي السعدي. وأما: (84) حديث الأسلمي من الصحابة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6215) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا أبو حمزة الثُّمَالي ثابت بن أبي صفية ثني سالم بن أبي الجَعْد ثني عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: انطلقت مع أبي إلى صهر لنا من أسلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعته يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ارحنا بها يا بلال الصلاة" قلت: أسمعت ذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فغضب وأقبل على القوم يحدثهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلاً إلى حي من العرب، فلما أتاهم قال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرني أن أحكم في نساءكم بما شئت، فقالوا: سمعاً وطاعةً لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعثوا رجلاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: إنّ فلاناً جاءنا فقال: إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرني أن أحكم في نساءكم بما شئت، فإن كان أمرك فسمعاً وطاعةً، وإن كان غير ذلك فأحببنا أن نعلمك، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعث رجلاً من الأنصار وقال: "اذهب إلى فلان فاقتله واحرقه بالنار" فانتهى إليه وقد مات وقُبِر، فأمر به فَنُبِشَ، ثم أحرقه بالنار، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" ثم أقبل عليّ فقال: تراني كذبت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هذا. وأخرجه ابن الجوزي (202) من طريق يوسف بن موسى القطان ثنا أبو نعيم به.

وأخرجه مسدد (الإتحاف 1310) عن عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن أبي حمزة به (¬1). ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 444) قال الهيثمي: وفيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف واهي الحديث" المجمع 1/ 145 قلت: رواه عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد مختصراً. أخرجه أحمد (5/ 371) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: دخلت مع أبي على صهر لنا من الأنصار فحضرت الصلاة فقال: يا جارية ائتيني بِوَضوء لعلّي أصلّي فأستريح، فرآنا أنكرنا ذاك عليه فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قم يا بلال فأرحنا بالصلاة" ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7149) وأخرجه الدارقطني في "العلل" (4/ 121 - 122) من طريق أحمد بن سنان القطان ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه أبو داود (4986) عن محمد بن كثير العبدي أنا إسرائيل به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 383) وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 443) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني أنا إسرائيل به. وإسناده صحيح. وأما: (85) حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (5/ 412) وغيره من طريق شعبة ثني عمرو بن مرّة قال: سمعت مرّة الهمداني قال: حدثني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكر حديثاً طويلاً وفيه " ... ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ... " وإسناده صحيح، وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف التاء فانظر حديث: "تزوجوا الودود الولود ... " وأما: (86) حديث الصحابي الآخر الذي لم يسم فأخرجه أحمد بن منيع (المطالب 3082 - الإتحاف 485) والطبري في "تفسيره" (18/ 187) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (14999) ¬

_ (¬1) واختلف فيه على أبي حمزة. انظر "تاريخ بغداد" 10/ 444

والقطيعي في "جزء الألف دينار" (335) وأبو نعيم في "الصحابة" (7204) والجورقاني (88) وابن الجوزي (204) من طريق أصبغ بن زيد الوراق عن خالد بن كثير عن خالد بن دُرَيك عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رفعه: "من تقوّل عليّ ما لم أقل أو ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ بين عيني جهنم مقعداً" قيل: يا رسول الله، وهل لها عينان؟ قال "نعم، الم تسمعوا إلى قول الله عز وجل {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)} [الفرقان: 12] فكففنا عن الحبديث حتى أنكر ذلك من شأننا، فقال لنا: "ما لي لا أسمعكم تحدثون" قلنا: يا رسول الله، وكيف نتحدث وقد قلت ونحن لا نقيم الحديث تقدم ونؤخر ونزيد وننقص؟ قال: "ليس ذلك عنيت إنّما عنيت من أراد عيبي وشين الإِسلام" قال البوصيرى: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 1/ 157 قلت: لم يذكر خالد بن دريك سماعاً من الصحابي فلا أدري أسمع منه أم لا. قال الجورقانى: هذا حديث باطل، وخالد بن دريك شامي عسقلاني من أهل الرملة روى عن ابن محيريز ولم يسمع شيئاً من أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-" وأما: (87) حديث حفصة أم المؤمنين فأخرجه ابن الجوزي (206) من طريق عبد الرحمن بن عمرو الباهلي حدثتنا أمّ حبيبة بنت حبيب الهذلية قالت: سمعت سمسمة بنت حسان الهلالية قالت: سمعت حفصة بنت عمر رفعته: "من كذب علي متعمداً ... " عبد الرحمن بن عمرو أظنه ابن جبلة الباهلي كذبه أبو حاتم، وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث. وأما: (88) حديث عائشة أمّ المؤمنين فأخرجه الطحاوي (394) وابن الجوزي (205) عن بشر بن بكر التِّنِّيسي والطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (176) عن عمر بن عبد الواحد الدمشقي قالا: ثنا الأوزاعي ثنا حصن حدثني أبو سلمة حدثتني عائشة رفعته: "من كذب عليّ متعمداً ... "

ورواته ثقات غير حصن قال أبو حاتم ويعقوب بن سفيان: لا أعلم أحداً روى عنه غير الأوزاعي. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، ولا روى عنه غير الأوزاعي (الوهم 4/ 521) وذكره ابن جان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به. وأما: (89) حديث أم أيمن فأخرجه ابن الجوزي (207) من طريق محمد بن علي بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه ثني بشر بن عاصم ثني أبو إسحاق السَّبِيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أمّ أيمن مرفوعاً: "من كذب عليّ متعمداً ... " علي بن عبيد الله بن محمد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وابنه لم أر من ترجمه، وبشر بن عاصم ما عرفته، وأبو إسحاق السبيعي كان مدلساً ولم يذكر سماعاً من سعيد بن جبير، وكان قد اختلط أيضاً. وأما: (90) حديث الحسن مولى عبد الرحمن مرسلاً فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 52) عن أبي الشيخ ثنا ابن أبي عاصم ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد ثني إبراهيم بن أدهم ثني الحسن مولى عبد الرحمن رفعه: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" قيل: نسمع منك الحديث فنزيد فيه وننقص منه فهو كذب عليك؟ قال: "لا، ولكن من كذب عليّ فقال: أنا كذاب، أنا ساحر، أنا مجنون" ورواته ثقات غير الحسن مولى عبد الرحمن. واختلف فيه على بقية، فقال يزيد بن عبد ربه الحمصي: ثنا بقية ثني إبراهيم بن أدهم ثني أعين مولى مسلم بن عبد الرحمن رفعه: فذكره. أخرجه ابن منده في "مسند إبراهيم بن أدهم" (35) عن خيثمة بن سليمان الأَطْرابُلسي ثنا عمران بن بكار ثنا يزيد بن عبد ربه به. ومن طريقه أخرجه الجورقاني (89) وقال: هذا حديث باطل وإسناده منقطع، وبقية ضعيف الحديث لا يحتج بحديثه، وأعين مولى مسلم بن عبد الرحمن مجهول" قلت: بقية ثقة إذا حدث عن الثقات من أهل الشام وصرّح بالسماع منهم.

وأما: (91) حديث الحسن البصري فأخرجه عبد الرزاق (20494) عن مَعْمر بن راشد عن الحسن رفعه: "حدثوا عني ولا حرج، ولكن من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: لم يسمع معمر من الحسن شيئاً، ولم يره، بينهما رجل، ويقال إنّه عمرو بن عبيد (المراسيل). وأما: (92) حديث سعيد بن جبير فأخرجه عبد الرزاق (20495) عن معمر بن راشد عن رجل عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى قرية من قرى الأنصار فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسلني إليكم وأمركم أن تزوجوني فلانة، فقال رجل من أهلها: جاءنا هذا بشيء ما نعرفه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنزلوا الرجل وأكرموه حتى آتيكم بخبر ذلك، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فأرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً والزبير فقال: "اذهبا فإن أدركتماه فاقتلاه، ولا أراكما تدركاه" فذهبا فوجداه قد لدغته حيّة فقتلته، فرجعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبراه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 284) من طريق أحمد بن منصور الرَّمادي ثنا عبد الرزاق به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. وأما: (93) حديث عبد الله بن الحارث فأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 284 - 285) من طريق يحيى بن بِسْطام البصري ثني عمر بن فرقد البزار ثنا عطاء بن السائب عن عبد الله بن الحارث أنّ جُدْجُد الجندعي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرّبه، فأتى اليمن فعشق فيهم امرأة فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرني أن تبعثوا إليّ بفتاتكم، فقالوا: عهدنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحرّم الزنا، ثم بعثوا رجلاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً فقال: "ائته فإن وافقته حيّاً فافتله، وإن وجدته ميتاً فحرّقه بالنار" قال: فخرج جدجد من الليل يستسقي من الماء فلدغته أفعى فقتلته، فقدم عليّ فوافقه وهو ميت فحرّقه بالنار، فمن ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" وإسناده ضعيف لضعف عمر بن فرقد، ويحيي بن بسطام مختلف فيه.

باب السمر في العلم

باب السمر في العلم 40 - (4834) قال الحافظ: قوله: في آخر حياته، جاء مقيداً في رواية جابر أنَّ ذلك كان قبل موته -صلى الله عليه وسلم- بشهر" (¬1). أخرجه مسلم (2538) من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول قبل أن يموت بشهر: "تسألوني عن الساعة؟ وإنّما علمها عند الله. وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة" باب من خصّ بالعلم قوماً دون قوم 41 - (4835) قال الحافظ: لأنّ مثل هذا الحديث وقع لأبي هريرة كما رواه مسلم، وصحبته متأخرة عن نزول أكثر الفرائض، وكذا ورد نحوه من حديث أبي موسى، رواه أحمد بإسناد حسن. وقال: بدليل أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا هريرة أن يبشر بذلك الناس، فلقيه عمر فدفعه وقال: ارجع يا أبا هريرة، ودخل على أثره فقال: يا رسول الله، لا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناس، فخلهم يعملون. فقال: "فخلّهم" أخرجه مسلم" (¬2) حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (31) من طريق أبي كثير يزيد اليمامي ثني أبو هريرة قال: فذكر الحديث وفيه: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا هريرة، اذهب بنعليّ هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة" فكان أول من لقيت عمر، فقال: ما هاتان النّعلان يا أبا هريرة؟ فقلت: هاتان نعلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني بهما: من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه بشّرته بالجنة. فضرب عمر بيده بين ثدييّ فخررت لإستي، فقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأجهشت بكاء، وركبني عمر، فإذا هو على أثري، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما لك يا أبا هريرة؟ " قلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديىّ ضربة خررت لإستي، قال: ¬

_ (¬1) 1/ 222 (¬2) 1/ 237 و239

ارجع، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عمر، ما حملك على ما فعلت؟ " قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستقيناً بها قلبه، بشّره بالجنة؟ قال: "نعم" قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتّكل الناس عليها فخلّهم يعملون، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فخلّهم". وحديث أبي موسى أخرجه أحمد (4/ 402 و411) والطحاوي في "المشكل" (4003) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا أبو عمران الجَوْني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أنّه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفر من قومه، فقال: "أبشروا وبشروا من وراءكم أنّه من قال: لا إله إلا الله صادقاً بها دخل الجنة" فخرجوا يبشّرون الناس، فلقيهم عمر بن الخطاب فبشروه، فردَّهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من ردّكم؟ " فقالوا: ردّنا عمر، فقال: "لِمَ رددتهم يا عمر؟ " قال: إذاً يتكل الناس يا رسول الله. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 16 قلت: وإسناده صحيح، وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب. 42 - (4836) قال الحافظ: وروى البزار بإسناد حسن من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن لمعاذ في التبشير فلقيه عمر فقال: لا تعجل، ثم دخل فقال: يا نبي الله، أنت أفضل رأياً، إن الناس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها. قال: فردّه" (¬1) أخرجه البزار (كشف 8) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن ثني أبي عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال يوماً من الأيام: "من قال: لا إله إلا الله وجبت له الجنة" فاستأذنه معاذ ليخرج بها إلى الناس فيبشرهم، فأذن له، فخرج فرحاً مستعجلاً، فلقيه عمر فقال: ما شأنك؟ فأخبره، فقال له عمر: كما أنت، لا تعجل، ثمّ دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله، أنت أفضل رأياً، إنّ الناس إذا سمعوا بها اتكلوا عليها فلم يعملوا، قال: "فردَّه" فردَّه. وقال: وهذا لا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه" قلت: وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية بن سعد العوفي. ¬

_ (¬1) 1/ 237

ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن عطية بلفظ: "من قال: لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة" ولم يذكر قصة عمر. أخرجه البزار (كشف 7) وابن عدي (7/ 2545) من طريق الوليد بن القاسم بن الوليد الهَمْدَاني ثنا إسماعيل به. وقال البزار: ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا الوليد" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه أحمد، وضعفه ابن معين، واختلف فيه قول ابن حبان. 43 - (4837) قال الحافظ: رواه أحمد بسند صحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرني من شهد معاذاً حين حضرته الوفاة يقول: سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثاً لم يمنعني أن أحدثكموه إلا مخافة أن تتكلوا: فذكره" (¬1) يرويه عمرو بن دينار المكي عن جابر واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه: • فقال الحميدي (369) وأحمد (5/ 236) وأبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي في "حديثه" (ق 19/ أ): ثنا سفيان ثنا عمرو قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أخبرني من شهد معاذ بن جبل حين حضرته الوفاة يقول: اكشفوا عني سِجْفَ القُبَّة حتى أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يمنعني أن أحدثكم إلا أن تتكلوا عن العمل، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه أو يقيناً من قلبه دخل الجنة ولم تمسه النار" ومن طريق الحميدي أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 41) وابن منده في "الإيمان" (111) ومن طريق أحمد أخرجه ابن منده (111) وأخرجه ابن منده (111) عن الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح الزعفراني ومحمد بن عباد المكي ¬

_ (¬1) 1/ 237

وأبي خيثمة زهير بن حرب النسائي وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 312) عن أبي نعيم الفضل بن دكين كلهم عن سفيان به. • وقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: عن سفيان عن عمرو عن جابر أنَّ معاذاً لما حضرته الوفاة قال ... أخرجه ابن حبان (200) وحديث الحميدي ومن تابعه أصح. - ورواه غير واحد عن عمرو عن جابر عن معاذ، ولم يذكروا بين جابر ومعاذ واسطة، منهم: 1 - سعيد بن زيد بن درهم الأزدي. أخرجه عبد بن حميد (118) والهيثم بن كليب (1333) والطبراني في "الكبير" (20/ 40) وابن منده (112) من طرق عن سعيد بن زيد قال: سمعت عمرو بن دينار يقول: ثنا جابر قال: قال معاذ في مرضه الذي توفي فيه: لولا أن تتكلوا لحدثتكم حديثاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "من مات وفي قلبه لا إله إلا الله موقناً دخل الجنة" وعند ابن منده وحده: عن جابر عن معاذ أنَّه قال في مرضه ... قال البوصيري: إسناده صحيح" إتحاف الخيرة 1/ 132 قلت: سعيد بن زيد مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره. 2 - حاتم بن أبي صغيرة القشيري. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 161) والطبراني (20/ 40 - 41) وابن منده (113) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 93 - 94) من طرق عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: لما حُضر معاذ بن جبل قال: ارفعوا عني سِجْفَ القبة فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من مات وهو يعبد الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة" قال ابن منده: وهذا إسناد صحيح أخرجه النسائي، وهو ثابت على رسم الجماعة. وقيل: عن عمرو عن جابر: شهدت معاذاً. وحديث ابن عيينة أولى"

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله رجال الصحيح" الإتحاف 1/ 131 3 - محمد بن مسلم الطائفي. أخرجه الطبراني (20/ 40) عن موسى بن هارون الحمّال ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: إنّ معاذ بن جبل قال وهو مريض: اكشفوا عني سجف القبة أحدثكم حديثاً لولا حالي التي أنا عليها لم أحدثكم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من مات يقول: لا إله إلا الله يقيناً من نفسه دخل الجنة". محمد بن مسلم صدوق، والباقون ثقات. - وقال طلحة بن عمرو المكي: أخبرني عمرو بن دينار أنّ جابر بن عبد الله أخبره أنَّه حضر معاذ بن جبل حين حضره الموت فقال معاذ. اكشفوا عني سجف القبة ... أخرجه الطبراني (20/ 41) وطلحة بن عمرو قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وحديث ابن عيينة أصح لأنّه من أثبت الناس في عمرو بن دينار. 44 - (4838) قال الحافظ: ورواه النسائي من طريق عبد الرحمن بن سَمُرَة الصحابي المشهور، أنّه سمع ذلك من معاذ أيضاً" (¬1) أخرجه الحميدي (370) ومسدد (الإتحاف 28 و29) وابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 31) وأحمد بن حنبل (5/ 229) وأحمد بن منيع (الإتحاف 32) والبخاري في "الكبير" (2/ 4/ 252) وابن ماجه (3796) والبزار (2621 و2622 و2623 و2624) والنسائي في "اليوم والليلة" (1136 و1137 و1138 و1139) وابن خزيمة في "التوحيد" (518) والهيثم بن كليب (1336 و1337) وابن حبان (203) وابن الأعرابي (374) والطبراني في "الكبير" (20/ 45 و46) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (272) والحاكم (1/ 8) والبيهقي في "الشعب" (127 و128) والمزي (30/ 291) من طرق عن حميد بن هلال العَدَوي البصري عن هِصَّان بن كأهل عن عبد الرحمن بن سمرة عن معاذ رفعه: "ما من نفس تموت تشهد (¬2) أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا (¬3) غفر الله له" ¬

_ (¬1) 1/ 238 (¬2) وفي لفظ: "لا تشرك بالله شيئاً" (¬3) وفي لفظ: "إلا دخل الجنة"

باب الحياء في العلم

قال الحاكم: هذا حديث صحيح، وقد تداوله الثقات، ولم يخرجاه جميعاً بهذا اللفظ، والذي عندي والله أعلم أنّهما أهملاه لهصان بن كاهل ويقال: ابن كاهن، فإنَّ المعروف بالرواية عنه حميد بن هلال العدوي فقط، وقد ذكر ابن أبي حاتم أنّه روى عنه قرة بن خالد أيضاً، وقد أخرجا جميعاً عن جماعة من الثقات لا راوي لهم إلا واحد فيلزمهما بذلك إخراج مثله" وقال الذهبي: قلت: هصان وثقه ابن حبان" وقال في "الكاشف": هصان ثقة. قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن المديني: مجهول. باب الحياء في العلم 45 - (4839) قال الحافظ: ولهذا قالت لها عائشة كما ثبت في صحيح مسلم: فضحت النساء. وقال: في مسلم من حديث أنس أنّ ذلك وقع لعائشة أيضاً" (¬1) أخرجه مسلم (310) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ثني أنس قال: جاءت أم سُليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت له وعائشة عنده: يا رسول الله، المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه. فقالت عائشة: يا أم سليم، فضحت النساء، تَرِبَتْ يمينك، فقال لعائشة: "بل أنت فضربت يمينك، نعم، فلتغتسل يا أم سليم إذا رأَت ذاك". ... ¬

_ (¬1) 1/ 239 و240

كتاب الوضوء

كتاب الوضوء باب ما جاء في قول الله عز وجل: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} 46 - (4840) قال الحافظ: وروي في معناه حديث مرفوع أخرجه أحمد وابن ماجه بإسناد لين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص" (¬1). ضعيف أخرجه أحمد (2/ 221) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لَهيعة عن حُيَي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّ بسعد وهو يتوضأ فقال: "ما هذا الَسَّرَف يا سعد؟ " قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: "نعم، وإن كنت على نهر جار". وأخرجه ابن ماجه (425) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا قتيبة به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2533) من طريق يعقوب بن إبراهيم المخرمي ثنا قتيبة به. وأخرجه أبو يعلى (مصباح الزجاجة 1/ 62) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا أبو رجا ثنا ابن لهيعة به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حيي بن عبد الله وابن لهيعة" المصباح 1/ 62 قلت: حيي مختلف فيه، وابن لهيعة ضعيف. ¬

_ (¬1) 1/ 244

باب فضل الوضوء والغر المحجلون من آثار الوضوء

باب فضل الوضوء والغرّ المحجلون من آثار الوضوء 47 - (4841) قال الحافظ: وله (أي مسلم) من حديث حذيفة نحوه" (¬1). أخرجه مسلم (248) من طريق ربعي بن حِرَاش عن حذيفة رفعه: "إنّ حوضي لأبعد من أيلة إلى عدن، والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه" قالوا: يا رسول الله، وتعرفنا؟ قال: "نعم، تَرِدون علي غُرّاً محجّلين من آثار الوضوء، ليست لأحد غيركم" باب إسباغ الوضوء 48 - (4842) قال الحافظ: فائدة: الماء الذي توضأ به -صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ كان من ماء زمزم، أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات مسند أبيه بإسناد حسن من حديث علي بن أبي طالب" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهاء فانظر حديث: "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف" باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة 49 - (4843) قال الحافظ: والإشارة إلى تضعيف الحديث الذي فيه أنَّه -صلى الله عليه وسلم- كان يغسل وجهه بيمينه" (¬3). صحيح وهو من حديث علي وله عنه طريقان: ¬

_ (¬1) 1/ 246 (¬2) 1/ 251 (¬3) 1/ 251

الأول: يرويه عبد خير الهمداني قال: جلس عليٌّ بعدما صلَّى الفجر في الرَّحبة، ثم قال لغلامه: ائتني بطهور، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست. قال عبد خير: ونحن جلوس ننظر إليه، فأخذ بيمينه الإناء فأكفأه على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، ثم أخذ ييده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، فعله ثلاث مرات. قال عبد خير: كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى، فعل ذلك ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فغسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق، ثم غسل يده اليسرى ثلاث مرات إلى المرفق، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها الماء، ثم رفعها بما حملت من الماء، ثم مسحها بيده اليسرى، ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما مرّة، ثم صبّ بيده اليمنى ثلاث مرات على قدمه اليمنى، ثم غسلها بيده اليسرى، ثم صبّ بيده اليمنى على قدمه اليسرى، ثم غسلها بيده اليسرى ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى فغرف بكفه فشرب، ثم قال: هذا طهور نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا طهوره. أخرجه أحمد (1/ 135) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا زائدة بن قدامة عن خالد بن علقمة ثنا عبد خير به. وأخرجه البزار (791) وأبو يعلى (286) وابن الجارود (68) وابن خزيمة (147) والدارقطني (1/ 90 و105) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه الدارمي (707) وأبو داود (112) والنسائي (5811) وفي "الكبرى" (94) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 35) وابن حبان (1056 و1079) والدارقطني (1/ 90 و105) والبيهقي (47/ 1 و48 و58 و59 و74) من طرق عن زائدة به. قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي، ولا نعلم أحداً أحسن له سياقاً ولا أتم كلاماً من زائدة" قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات. الثاني: يرويه ابن عباس قال: دخل عليّ بيتي، وقد بال، فدعا بوَضوء، فجئناه بقَعْب يأخذ المُدَّ حتى وضع بين يديه، فقال: ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقلت: فداك أبي وأمي. قال: فغسل يديه، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم أخذ بيميه الماء فصكّ به وجهه حتى فرغ من وضوءه.

باب ما يقول عند الخلاء

أخرجه ابن خزيمة (153) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية ثنا محمد بن إسحاق ثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولاني عن ابن عباس به. وأخرجه ابن حبان (1080) عن ابن خزيمة به. هكذا رواه الدورقي عن ابن علية فقال: ثم أخذ بيمينه. وخالفه أحمد (1/ 82) فرواه عن ابن علية وقال: ثم أخذ بيديه فصكّ بهما وجهه. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 74) وأخرجه أبو داود (117) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق فقال: ثم أدخل يديه في الإناء جميعاً فأخذ بها حفنة من ماء فضرب بها على وجهه. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 53 - 54) وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 32 و34 - 35) من طريق عبدة بن سليمان الكوفي عن ابن إسحاق فقال: أخذ حفنة هي ملء الكفين من ماء بيديه جميعاً فصك بهما وجهه. وأخرجه المزي (9/ 19) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي ثنا ابن إسحاق به مختصراً. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ومحمد بن طلحة وعبيد الله بن الأسود ويقال: ابن الأسد ثقتان. باب ما يقول عند الخلاء 50 - (4844) قال الحافظ: والكلام هنا في مقامين، أحدهما: هل يختص هذا الذكر بالأمكنة المعدة لذلك، لكونها تحضرها الشياطين كما ورد في حديث زيد بن أرقم في السنن ... " (¬1) صحيح يرويه قتادة واختلف عنه: - فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 1/ 255

• فقال غير واحد: عن سعيد عن قتادة عن قاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم مرفوعاً "إنّ هذه الحُشُوْشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإذا أراد أحدكم أنْ يدخل الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخُبث والخَبائث". أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 1 و10/ 452) وابن ماجه (1/ 108) والنسائي في "اليوم والليلة" (78) والطبراني في "الدعاء" (5115) عن عبدة بن سليمان الكلابي وأحمد (4/ 373) عن أسباط بن محمد القرشي وابن ماجه (1/ 108) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري وأحمد (4/ 373) والحاكم (1/ 187) والخطيب في "التاريخ" (13/ 301) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي والنسائي في "اليوم والليلة" (77) والطبراني في "الكبير" (5115) وفي "الدعاء" (363) والحاكم (1/ 187) عن يزيد بن زُرَيْع البصري وأبو يعلى (7218) عن محمد بن بكر البُرْسَاني والخطيب في "التاريخ" (13/ 301) عن علي بن عاصم الواسطي كلهم عن سعيد بن أبي عروبة به. قال الحاكم: الإسناد صحيح على شرط الصحيح" • وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية: ثني سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (76) والطبراني في "الكبير" (5100) وفي "الدعاء" (362) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (404)

• وقال رَوْح بن عُبادة البصري: عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 154 - 155) وابن عدي (1/ 207) عن أحمد بن العباس بن عيسى بن هارون الهاشمي ثنا يحيى بن حبيب بن عربي ثنا روح به. قال ابن حبان: أحمد بن العباس لا يحتج به بحال" وقال ابن عدي: أحمد بن العباس حدّث عن يحيى بن حبيب بأحاديث بإسناد واحد منكر بذلك الإسناد" - ورواه شعبة عن قتادة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن شعبة عن قتادة قال: سمعت النضر بن أنس يحدث عن زيد بن أرقم. أخرجه الطيالسي (ص 93 - 94) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (69) والبيهقي (1/ 96) وأخرجه أحمد (4/ 373) وابن ماجه (296) والترمذي في "العلل" (1/ 82 - 83) والنسائي في "اليوم والليلة" (75) وابن خزيمة (69) عن عبد الرحمن بن مهدي وأحمد (4/ 369) وابن ماجه (296) والترمذي في "العلل" (1/ 82 - 83) والنسائي في "اليوم والليلة" (75) وابن خزيمة (69) والخطيب في "التاريخ" (4/ 287) عن محمد بن جعفر البصري وأحمد (4/ 369) عن حجاج بن محمد الأعور وأبو داود (6) والطبراني في "الكبير" (5099) وفي "الدعاء" (361) والحاكم (1/ 187) عن عمرو بن مرزوق البصري وابن خزيمة (69) وابن حبان (1408) عن خالد بن الحارث البصري

وأبو يعلى (7219) عن النضر بن شميل المازني وابن خزيمة (69) عن محمد بن أبي عدي البصري والدينوري في "المجالسة" (3488) عن يزيد بن هارون الراسطي كلهم عن شعبة به. وقال الحاكم: الإسناد على شرط الصحيح" وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 149 قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. • وقال عيسى بن يونس الكوفي: عن شعبة عن قتادة عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم. أخرجه ابن حبان (1406) - ورواه مَعْمَر بن راشد عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (355) وشرف الدين المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء" (ص 159) من طريق عبد الرزاق أنبأ معمر به. ورواته ثقات إلا أنّ الدارقطني قال: معمر سيء الحفظ لحديث قتادة. وقال البيهقي: حديث معمر وهم" السنن الكبرى 1/ 96 - ورواه عدي بن أبي عِمَارة البصري قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس (¬1). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2824) وفي "الدعاء" (356) وابن السني في "اليوم والليلة" (20) من طريق قَطَن بن نُسَير أبي عبّاد الذَّارع ثنا عدي به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة عن أنس إلا عدي، تفرد به قطن" ¬

_ (¬1) ولفظه: "إنّ هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: بسم الله إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ومن الشيطان الرجيم" قال الطبراني: لم يقل أحد ممن روى هذا الحديث عن قتادة في متنه: بسم الله، إلا عدي بن أبي عمارة"

وقال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" وقال: تفرد به عدي عن قتادة. وعدي بن أبي عمارة بصري مختلف فيه، ذكره العقيلي في "الضعفاء" وابن حبان في "الثقات". نتائج الأفكار 1/ 195 و196 وقال في "اللسان" (4/ 161): ومن أغلاط عدي أنّه روى عن قتادة عن أنس في القول عند دخول الخلاء، وإنما رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم، وقيل: عن النضر بن أنس عن أبيه، والأول أصح" قلت: حديث قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم، وحديث قتادة عن قاسم بن عوف عن زيد بن أرقم، كلاهما محفوظين. وقد رواه أبو الجُمَاهر محمد بن عثمان التوخي عن سعيد بن بشير عن قتادة على الوجهين. أخرجه ابن بشران (781) من طريق عبيد بن عبد الواحد البزار ثنا أبو الجماهر ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5114) وفي "الدعاء" (364) وفي "مسند الشاميين" (2694) عن الحسن بن جرير الصوري ثنا أبو الجماهر ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن قاسم بن عوف عن زيد بن أرقم. وذكر الترمذي أنه سأل البخاري عن هاتين الروايتين فقال: يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعاً" السنن (1/ 11) والعلل (1/ 84) وللحديث طريق اخرى يرويها إبراهيم بن حميد الطويل ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أنس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6698) وفي "الدعاء" (360) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه" (88) وفي "الصغير" (888) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا صالح بن أبي الأخضر، تفرد به إبراهيم بن حميد" قلت: وإسناده ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر.

باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال

باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال 51 - (4845) قال الحافظ: وقد كان إذا بال توضأ" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 1/ 255) من حديث ابن عباس. و (1/ 250 - 251 و296) من حديث أسامة بن زيد. و (1/ 297 و318 - 319 و6/ 441 و9/ 190 و12/ 382 و383) من حديث المغيرة بن شعبة. و (1/ 340 - 341) من حديث حذيفة. 52 - (4846) قال الحافظ: وثبت أنّه شرب فضل وضوئه" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 12/ 183 - 184) من حديث علي. وانظر الحديث المتقدم برقم (49) باب الاستنثار في الوضوء 53 - (4847) قال الحافظ: وهو يرد على من لم يوجب المضمضة أيضاً، وقد ثبت الأمر بها أيضاً في سنن أبي داود بإسناد صحيح" (¬3). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الباء فانظر حديث: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً". باب الاستجمار وتراً 54 - (4848) قال الحافظ: واتفقوا على أنّه لو غمس يده لم يضرّ الماء، وقال إسحاق وداود والطبري: ينجس، واستدل لهم بما ورد من الأمر بإراقته، لكنّه حديث ضعيف أخرجه ابن عدي" (¬4) ضعيف ¬

_ (¬1) 1/ 265 (¬2) 1/ 265 (¬3) 1/ 273 (¬4) 1/ 274

باب غسل الرجلين

أخرجه ابن عدي (6/ 2371 - 2372) عن محمد بن شعيب الزعفراني ثنا أحمد بن عصام ثنا المعلي بن الفضل ثنا الربيع بن صَبيح عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثم ليتوضأ، فإن غمس يده في الإناء من قبل أن يغسلها فليهريق ذلك الماء" وقال: وقوله في هذا المتن: "فليهريق ذلك الماء" منكر لا يحفظ" قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف الربيع بن صبيح، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. باب غسل الرجلين 55 - (4849) قال الحافظ: وأصرح من ذلك رواية مسلم عن أبي هريرة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً لم يغسل عقبه فقال ذلك" (¬1) أخرجه مسلم (242) من طريق محمد بن زياد القرشي عن أبي هريرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً لم يغسل عقبيه فقال: "ويل للأعقاب من النار". 56 - (4850) قال الحافظ: وقد قال في حديث عمرو بن عَبَسَة الذي رواه ابن خزيمة وغيره مطولاً في فضل الوضوء: "ثم يغسل قدميه كما أمره الله" (¬2) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى عند حديث: "تطلع الشمس بين قرني شيطان" وقد أخرجه مسلم وغيره. باب غسل الأعقاب 57 - (4851) قال الحافظ: وفي ابن ماجه عن أبي رافع مرفوعاً نحوه بإسناد ضعيف" (¬3) ضعيف جداً أخرجه ابن ماجه (449) والدارقطني (1/ 83) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي ¬

_ (¬1) 1/ 276 (¬2) 1/ 276 (¬3) 1/ 277 - 278

باب غسل الرجلين في النعلين

وابن عدي (6/ 2443) والبيهقي (1/ 57) عن زكريا بن يحيى الضرير قالا: ثنا مُعَمَّر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ثني أبي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا توضأ حَرَّكَ خَاتَمَه. قال الدارقطني: معمر وأبوه ضعيفان، ولا يصح هذا" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف معمر وأبيه، قال البخاري: معمر منكر الحديث" المصباح 1/ 65 قلت: معمر قال ابن معين: ما كان بثقة ولا مأمون، وقال أيضاً: ليس بشيء، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. وأبوه قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، ذاهب، وقال ابن معين: ليس بثقة. باب غسل الرجلين في النعلين 58 - (4852) قال الحافظ: وأشار بذلك إلى ما روي عن عليّ وغيره من الصحابة أنهم مسحوا على نعالهم في الوضوء ثم صلوا. وروي في ذلك حديث مرفوع أخرجه أبو داود وغيره من حديث المغيرة بن شعبة، لكن ضعفه عبد الرحمن بن مهدي وغيره من الأئمة" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 188) وأحمد (4/ 252) وعبد بن حميد (398) ومسلم في "التمييز" (79) وأبو داود (159) وابن ماجه (559) والترمذي (99) وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2097) والنسائي في "الكبرى" (130) وابن خزيمة (198) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (81) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 465) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 97) وابن حبان (1338) والطبراني في "الكبير" (20/ 415) وابن حزم في "المحلى" (2/ 11) والبيهقي (1/ 283 - 284 و284) من طرق عن سفيان الثوري عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثَرْوان الأودي عن هُزَيل بن شُرَحبيل عن المغيرة بن شعبة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الجوربين والنعلين. ¬

_ (¬1) 1/ 278

قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح" قلت: أبو قيس مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو حاتم، واختلف فيه قول أحمد. وهزيل وثقه ابن سعد وغير واحد، فالإسناد حسن. لكنه أعلَّ بانفراد أبي قيس به عن هزيل عن المغيرة في المسح على الجوربين والنعلين، فخالف بذلك جميع من روى الحديث عن المغيرة فإنهم قالوا فيه: مسح على الخفين. قال مسلم: هذا خبر ليس بمحفوظ المتن فقد رواه جماعة عن المغيرة فقالوا: مسح على خفيه، فكل هؤلاء قد اتفقدا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل. ومن خالف خلاف بعض هؤلاء بين لأهل الفهم من الحفظ في نقل هذا الخبر، وتحمل ذلك. والحمل فيه على أبي قيس أشبه، وبه أولى منه بهزيل لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخباراً غير هذا الخبر، سنذكرها في مواضعها إن شاء الله. فأما في خبر المغيرة في المسح فقال ابن المبارك: عرضت هذا الحديث على الثوري فقال: لم يجيء به غيره، فعسى أن يكون وهماً" (¬1). وقال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي (¬2) لا يحدث بهذا الحديث لأن المعروف عن المغيرة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين" وقال النسائي: ما نعلم أنّ أحداً تابع أبا قيس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين" وقال المفضل بن غسان: سألت ابن معين عن هذا الحديث فقال: الناس كلهم يروونه على الخفين غير أبي قيس" (¬3) وقال علي بن المديني: حديث المغيرة في المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة إلا أنّه قال: ومسح على الجوربين، وخالف الناس" (3) ¬

_ (¬1) قال أبو محمد يحيى بن منصور: رأيت مسلم بن الحجاج ضعف هذا الخبر وقال: أبو قيس وهزيل لا يحتملان هذا مع مخالقهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة فقالوا: مسح على الخفين. وقال: لا نترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس وهزيل" سنن البيهقي 1/ 284 (¬2) قال أبو قدامة السرخسي: قال عبد الرحمن بن مهدي لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هزيل ما قبلته منك، فقال سفيان: الحديث ضعيف أو واه أو كلمة نحرها" سنن البيهقي 1/ 284 (¬3) سنن البيهقي 1/ 284

وقال أحمد: ليس يُروى هذا إلا من حديث أبي قيس. وقال: أبَى عبد الرحمن بن مهدي أن يحدث به يقول: هو منكر لا يرونه إلا من حديث أبي قيس" العلل 2/ 293 وقال الدارقطني: لم يروه غير أبي قيس، وهو مما يغمز عليه به لأنّ المحفوظ عن المغيرة المسح على الخفين" العلل 7/ 112 وقال البيهقي: حديث منكر، ضعفه سفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد وابن معين وابن المديني ومسلم، والمعروف عن المغيرة حديث المسح على الخفين" معرفة السنن 2/ 212 وقال النووي: ضعيف ضعفه الحفاظ، وهؤلاء هم أعلام أئمة الحديث، وإن كان الترمذي قال: حديث حسن، فهؤلاء مقدمون عليه، بل كل واحد من هؤلاء لو انفرد قُدم على الترمذي باتفاق أهل المعرفة" المجموع وذكره في "الخلاصة" (1/ 129) في فصل الضعيف وقال: اتفق الحفاظ على تضعيفه، ولا يقبل قول الترمذي إنّه حسن صحيح" وضعفه ابن العربي في "العارضة" (1/ 149) وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: ما روياه ليس فيه مخالفة معارضة لما رواه الآخرون وإنما هو أمر زائد على ما ذكروه. ومنهم من قال: بل هو حديث آخر غير حديث المسح على الخفين. قال ابن دقيق العيد في "الإمام": ومن يصححه يعتمد بعد تعديل أبي قيس على كونه ليس مخالفاً لرواية الجمهور مخالفة معارضة بل هو أمر زائد على ما رووه ولا يعارضه ولا سيما وهو طريق مستقل برواية هزيل عن المغيرة لم يشارك المشهورات في سندها" نصب الراية 1/ 185 وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي": إنهما لم يخالفا الناس مخالفة معارضة بل رويا أمراً زائداً على ما رووه بطريق مستقل غير معارض فيحمل على أنّهما حديثان، وبهذا صحح الحديث كما مر" وقال ابن مفلح في "المبدع" (1/ 165 - 166) بعد أن ذكر كلام أبي داود: وهذا لا يصلح مانعاً لجواز رواية اللفظين. وقال عن الحديث: رواته ثقات وتكلم فيه جماعة"

وقال ملا علي القاري في "شرح المشكاة": قيل: المعروف من رواية المغيرة المسح على الخفين، وأجيب بأنّه لا مانع من أنْ يروى المغيرة اللفظين وقد عضده فعل الصحابة" وقال السهارنفوري في "بذل المجهود" (2/ 33) بعد ذكر كلام أبي داود: قلت: وهذا إذا كان حكاية فعل واحد وأما إذا كان حكاية فعلين مختلفين وقعا في وقتين فحينئذ لا يضره الرواية المعروفة عن المغيرة في المسح على الخمين بل يقال إنّ المغيرة رآه -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين في وقت فرواه كما رأى ورآه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه مسح على الجوربين في وقت آخر فرواه أيضاً كما رأى كيف" وقال الشيخ أحمد شاكر: وليس الأمر كما قال هؤلاء الأئمة (¬1)، والصواب صنيع الترمذي في تصحيح هذا الحديث، وهو حديث آخر غير حديث المسح على الخفين، وقد روى الناس عن المغيرة أحاديث المسح في الوضوء، فمنهم من روى المسح على الخفين، ومنهم من روى المسح على العمامة، ومنهم من روى المسح على الجوربين وليس شيء منها بمخالف للآخر إذ هي أحاديث متعددة وروايات عن حوادث مختلفة، والمغيرة صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو خمس سنين فمن المعقول أنْ يشهد من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقائع متعددة في وضوئه ويحكيها فيسمع بعض الرواة منه شيئاً ويسمع غيره شيئاً آخر، وهذا واضح بديهي" وقال الألباني بعد أن ذكر كلام الترمذي: وهو كما قال فإن رجاله كلهم ثقات رجال البخاري في صحيحه محتجاً بهم، وقد أعله بعض العلماء بعلة غير قادحة منهم أبو داود فقد قال عقبه: فذكر كلامه، ثم قال: وهذا ليس بشيء لأنّ السند صحيح ورجاله ثقات كما ذكرنا وليس فيه مخالفة لحديث المغيرة المعروف في المسح على الخفين فقط بل فيه زيادة عليه، والزيادة من الثقة مقبولة كما هو مقرر في المصطلح، فالحق أنّ ما فيه حادثة أخرى غير الحادثة التي فيها المسح على الخفين" إرواء الغليل 1/ 138 قلت: ومما يقوي ما ذهب إليه هؤلاء العلماء الأفاضل أنّ أبا قيس الأودي قد روى عن هزيل بن شرحبيل الفعلين عن المغيرة بن شعبة. فقال الطبراني في "الكبير" (20/ 414 - 415): ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم عن سفيان عن أبي في عن هزيل عن المغيرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين. وقد رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن سفيان على الوجهين (المنتخب لعبد بن حميد 398 ومختصر الأحكام للطوسي 81) ¬

_ (¬1) يعني الذين ضعفوا الحديث.

طريق أخرى: قال الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 703 - 704): ثنا عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن مرداس الواسطي أبو بكر قال: سمعت أحمد بن سنان يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: عندي عن المغيرة بن شعبة ثلاثة عشر حديثاً في المسح على الخفين. فقال أحمد الدورقي: ثنا يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن أبي العالية عن فضالة بن عمرو الزهراني عن المغيرة بن شعبة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. قال: فلم يكن عنده فاغتم. وعبد الرحمن بن محمد لم يذكر فيه الإسماعيلي جرحاً ولا تعديلاً، ولم أر من ترجمه غير الإسماعيي، وفضالة بن عمرو ويقال ابن عمير ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات، وأحمد بن سنان هو ابن أسد الواسطي، وأحمد الدورقي هو ابن إبراهيم بن كثير، وأبو العالية اسمه رفيع بن مهران. وللحديث شاهد عن أبي موسى قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الجوربين والنعلين". أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2 / 333) وابن ماجه (560) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 97) والعقيلي (3/ 383 - 384) والبيهقي (1/ 284 - 285) من طريق أبي سنان عيسى بن سنان الحنفي عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب عن أبي موسى به. قال أبو داود: ليس بالمتصل ولا بالقوي" السنن 1/ 113 وقال العقيلي: الأسانيد في الجوربين والنعلين فيها لين" وقال البيهقي: الضحاك بن عبد الرحمن لم يثبت سماعه من أبي موسى، وعيسى بن سنان ضعيف لا يحتج به. وقال ابن معين: عيسى بن سنان ضعيف" قلت: وضعفه أيضاً أحمد والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وقواه العجلي وغيره. والضحاك بن عبد الرحمن وثقه العجلي وغيره. واختلف في سماعه من أبي موسى: فقال البخاري في "التاريخ الكبير": سمع أبا موسى. وروى له حديثاً بين فيه سماعه منه. وقال أبو حاتم: روى عن أبي موسى مرسل. وقال المنذري: لم يلق أبا موسى.

باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا

باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً 59 - (4853) قال الحائظ: قوله: "سبعاً" أي سبع مرار، ولم يقع في رواية مالك التتريب ولم يثبت في شيء من الرواية عن أبي هريرة إلا عن ابن سيرين على أنّ بعض أصحابه لم يذكره. ورُوي أيضاً عن الحسن وأبي رافع عند الدارقطني، وعبد الرحمن والد السُّدِّي عند البزار" (¬1) قلت: يعني عن أبي هريرة. باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين القُبُل والدُّبُر 60 - (4854) قال الحافظ: وفي معناه مس الذكر مع صحة الحديث فيه، إلا أنّه ليس على شرط الشيخين، وقد صححه مالك وجميع من أخرج الصحيح غير الشيخين" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من مسّ ذكره فليتوضأ" باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره 61 - (4855) قال الحافظ: روي مسلم من حديث ابن عمر كراهه ذكر الله بعد الحدث لكنه على غير شرط المصنف" (¬3) قلت: لعله يريد حديث ابن عمر أنّ رجلاً مرَّ ورسوله الله -صلى الله عليه وسلم- يبول، فسلّم. فلم يردّ عليه. أخرجه مسلم (370) ¬

_ (¬1) 1/ 286 (¬2) 1/ 291 (¬3) 1/ 300

باب مسح الرأس كله

وفي الباب عن المهاجر بن فُنْفُذ وقد تقدم حديثه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر". باب مسح الرأس كله 62 - (4856) قال الحافظ: ولم ينقل عنه أنّه مسح بعض رأسه إلا في حديث المغيرة أنّه مسح على ناصيته وعمامته" (¬1) أخرجه مسلم (1/ 230 و231) 63 - (4857) قال الحافظ: وقال الزمخشري: لفظ: "إلى" يفيد معنى الغاية مطلقاً، فأما دخولها في الحكم وخروجها فأمر يدور مع الدليل، فقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187] دليل عدم الدخول: النهي عن الوصال" (¬2) حديث النهي عن الوصال أخرجه البخاري (فتح 5/ 106 - 112) عن أنس وعن ابن عمر وعن أبي سعيد وعن عائشة وعن أبي هريرة. 64 - (4858) قال الحافظ: وقيل: إنّ محمد بن الحسن إنما رأى ذلك في حديث: قطع المحرم الخفين إلى الكعبين إذا لم يجد النعلين" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 4/ 429) من حديث ابن عمر قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال: "لا يلبس القميص، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البُرْنُس ولا ثوبا مَسَّه زَعْفَران ولا وَرْسٌ. وإنْ لم يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين". باب وضوء الرجل مع امرأته 65 - (4859) قال الحافظ: وأشهر الأحاديث في ذلك من الجهتين حديث الحكم بن ¬

_ (¬1) 1/ 301 (¬2) 1/ 304 (¬3) 1/ 305

عمرو الغفاري في المنع، وحديث ميمونة في الجواز، أما حديث الحكم بن عمرو فأخرجه أصحاب السنن، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، وأغرب النووي فقال: اتفق الحفاظ على تضعيفه. وأما حديث ميمونة فأخرجه مسلم، لكن أعله قوم لتردد وقع في رواية عمرو بن دينار حيث قال: علمي والذي يخطر على بالي أن أبا الشعثاء أخبرني: فذكر الحديث، وقد ورد من طريق أخرى بلا تردد، لكن راويها غير ضابط. وقد خولف" (¬1) حديث الحكم بن عمرو النفاري يرويه أبو حاجب سوادة بن عاصم البصري واختلف عنه: - فقال عاصم بن سليمان الاْحول: سمعت أبا حاجب يحدث عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُتوضأ من فضل وَضوء المرأة. أخرجه الطيالسي (ص 176) عن شعبة عن عاصم به. رواه يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي هكذا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 191) ورواه غير واحد عن الطيالسي فسموا الصحابي: الحكم بن عمرو الغفاري، منهم: 1 - أحمد بن حنبل (5/ 66). ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التحقيق" (22) والمزي في "التهذيب" (7/ 129) 2 - محمد بن بشار البصري. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 185) وأبو داود (82) وابن ماجه (373) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 276) والترمذي (64) والطوسي في "مختصر الأحكام" (52) وابن حزم في "المحلى" (1/ 283 - 284) والبيهقي (1/ 191) 3 - محمود بن غيلان المروزي (¬2). أخرجه الترمذي (64) ¬

_ (¬1) 1/ 312 (¬2) زاد في حديثه: "أو قال: بِسُؤْرِهَا"

4 - عمرو بن علي الفلاس. أخرجه النسائي (1/ 146) وابن حبان (1260) 5 - زيد بن أخزم الطائي (¬1). أخرجه الدارقطني (1/ 53) 6 - محمد بن المثنى البصري. أخرجه الطوسي (52) 7 - علي بن مسلم الطوسي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (478) وابن منده في "الصحابة" (الإتحاف 1/ 496) ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه غير واحد عن شعبة وسموا الصحابي: الحكم بن عمرو. أخرجه أحمد (4/ 213) والبيهقي (1/ 191) عن وهب بن جرير بن حازم البصري وأحمد (4/ 213) وأبو القاسم البغوي (478) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 24) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي والطبراني في "الكبير" (3156) وأبو نعيم في "الصحابة" (1900) عن الربيع بن يحيى الأُشناني كلهم عن شعبة به. ولفظ حديث وهب بن جرير: "نهى أنْ يتوضأ الرجل من سُؤْر المرأة" ولفظ حديث عبد الصمد وعبد الوهاب: "نهى أنْ يَتوضا الرجلُ بفضل المرأة أو بسؤر المرأة" لا يدري أبو حاجب أيهما قال. ¬

_ (¬1) زاد في حديثه: "أو قال: شرابها"

ولفظ حديث الربيع: "نهى أنْ يتوضأ بفضل المرأة" قال الترمذي: حديث حسن" قلت: إسناده صحيح، وسوادة بن عاصم سمع الحكم بن عمرو (انظر مصنف ابن أبي شيبة 1/ 33 - 34) ورواه قيس بن الربيع الكوفي عن عاصم بلفظ: "نهى عن سؤر المرأة" أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (182) والطحاوي (1/ 24) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 209 - 215) وأبو نعيم في "الصحابة" (1901) من طرق عن قيس به. وقيس مختلف فيه. - ورواه سليمان التيمي عن أبي حاجب عن رجل من بني غفار من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتوضأ الرجل من فضل طهور المرأة. أخرجه مسدد (الإتحاف 985) وابن أبي شيبة (1/ 33) وفي "مسنده" (942) وأحمد (5/ 66) والترمذي (63) وفي "العلل" (1/ 133) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2922) وأبو يعلى (الإتحاف 986) والدولابى في "الكنى" (1/ 142) والطوسي (53) والطبراني في "الكبير" (3154 و3157) والدارقطني (1/ 53) والبيهقي (1/ 191 و191 - 192) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 40) من طرق عن التيمي به. وإسناد صحيح، وأبو حاجب صرح بالسماع من الصحابي عند الطوسي. - ورواه عمران بن حُدَيْر البصري عن سوادة فأوقفه على الحكم بن عمرو. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 33 - 34) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 185) والدولابي في "الكنى" (1/ 142) والبيهقي (1/ 192) من طرق عن عمران عن سوادة قال: اجتمع ناس على الحكم الغفاري بالمربد فسألوه عن فضل طهور المرأة فنهاهم. وإسناده صحيح. وحديث ميمونة أخرجه مسلم (323) من طريق ابن جُريج أخبرني عمرو بن دينار قال: أكبر علمي، والذي يخطر على بالي أنّ أبا الشعثاء أخبرني أنّ ابن عباس أخبره أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بفضل ميمونة.

باب الوضوء بالمد

باب الوضوء بالمُد 66 - (4860) قال الحافظ: وحمله الجمهور على الاستحباب لأنّ أكثر من قدّر وضوءه وغُسله -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة قدرهما بذلك. ففي مسلم عن سفينة مثله، ولأحمد وأبي داود بإسناد صحيح عن جابر مثله، وفي الباب عن عائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وغيرهم" (¬1) صحيح ورد من حديث سفينة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عَقيل بن أبي طالب ومن حديث عائشة ومن حديث أم سلمة ومن حديث مجاهد مرسلاً ومن حديث المسيب بن دارم مرسلاً فأما حديث سفينة فأخرجه مسلم (326) من طريق أبي ريحانة عبد الله بن مَطَر البصري عن سفينة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصَّاع ويتطهر بالْمُدِّ. وأما حديث جابر فله عنه طرق: الأول: يرويه سالم بن أبي الجَعْد الكوفي عن جابر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه الطيالسي (ص 239) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 50) والبيهقي (1/ 195) عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي وأحمد (3/ 303) وأبو داود (93) والبغوي في "شرح السنة" (280) عن هُشيم بن بشير الواسطي وأبو عبيد في "الطهور" (104) عن خالد بن عبد الله الواسطي ¬

_ (¬1) 1/ 317

وفي "الأموال" (1570) عن علي بن عاصم الواسطي وابن أبي شيبة (1/ 65) وعنه عبد بن حميد (1114) عن محمد بن فضيل الكوفي (¬1) كلهم عن يزيد بن أبي زياد الكوفي عن سالم به. ويزيد ليس بالقوي. الثاني: يرويه زيد بن أسلم عن عبيد الله بن مِقْسَم عن جابر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع. فقال له ابن الحنفية: إنّ شعري كثير، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر شعراً منك وأطيب. أخرجه الطيالسي (ص 248) عن خارجة بن مصعب الخراساني عن زيد بن أسلم به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (515) وخارجة قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. الثالث: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه عبد بن حميد (1070) وابن ماجه (269) من طريق الربيع بن بدر التميمي ثنا أبو الزبير به. والربيع بن بدر متروك الحديث. ¬

_ (¬1) ولفظ حديثه: "يُجزىء من الوضوء المد، ومن الجنابة الصاع" فقال رجل: ما يكفينا يا جابر، فقال: قد كفى من هو خير منك وأكثر شعراً. ورواه أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي عن ابن فضيل فقال: عن حصين ويزيد بن أبي زياد. أخرجه البيهقي (1/ 195) ورواه هارون بن إسحاق الهمداني عن ابن فضيل فلم يذكر يزيداً. أخرجه الحاكم (1/ 161) وقال: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا لهارون بن إسحاق شيئاً.

وتابعه: 1 - عثمان بن عبد الرحمن القرشي ثنا أبو الزبير به. أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 309) وعثمان بن عبد الرحمن كذبه ابن معين وأبو حاتم. 2 - الربيع بن صَبيح البصري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4377) من طريق الوليد بن مسلم عن الربيع بن صبيح عن أبي الزبير عن جابر رفعه: "الغسل بالصاع، والوضوء بالمد" والوليد مدلس وقد عنعن، والربيع ضعفه ابن سعد وغير واحد. الرابع: يرويه فهر بن بشير الرقي ثنا عمر بن موسى عن عمرو بن دينار عن جابر قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد رطلين، ويغتسل بالصاع ثمانية أرطال. أخرجه ابن عدي (5/ 1673) وقال: عمر بن موسى الوجيهي في عداد من يضع الحديث متناً وإسناداً" الخامس: يرويه مُخَوَّل بن راشد الكوفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن جابر قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1982) عن أحمد بن عمرو القَطِراني ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا سعيد بن عامر الضُّبَعِي ثنا شعبة عن مخول به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا سعيد بن عامر" قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، والقطراني ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "سير الأعلام"، ومحمد بن يحيى هو ابن عبد الكريم بن نافع وثقه الدارقطني وغيره، والضبعي وثقه ابن سعد وغيره، ومخول وثقه النسائي وغير واحد. وخالفه الحجاج بن أرطاة فرواه عن أبي جعفر مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 66) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن الحجاج به. والأول أصح، والحجاج ضعيف. وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن مسلم بن كيسان المُلَائي عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع.

أخرجه البزار (1587) وإسناده ضعيف لضعف مسلم الملائي. الثاني: يرويه ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11258) عن محمد بن العباس المؤدب ثنا داود بن مهران الدَّبَّاغ ثنا باود بن عبد الرحمن العطار عن ابن جريج. ورواته ثقات. ورواه أحمد في "المسند" (2628 - شاكر) عن داود بن مهران بغير هذا السياق. فقال: ثنا داود بن مهران ثنا دود العطار عن ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال: قال رجل: كم يكفيني من الوضوء؟ قال: مد، قال: كم يكفيني للغسل؟ قال: صاع، فقال الرجل: لا يكفيني، قال: لا أمّ لك، قد كفى من هو خير منك، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وتابعه عمر بن الخطاب السِّجِسْتاني ثنا داود بن مهران به. أخرجه البزار (كشف 255) وقال: لا نعلمه من حديث عبيد الله إلا من رواية داود" قلت: رواه سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع ابن عباس يقول: يجزىء الصاع للجنب. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 65 - 66) وإسناده صحيح. الثالث: يرويه خُصيف بن عبد الرحمن الجزري عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: "يجزىء في الوضوء مد، وفي الغسل صاع" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7551) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 10 - 11 و322 - 323) من طرق عن محمد بن سليمان المِصِّيصي لُوَيْن ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي مولى مسلمة بن عبد الملك عن خصيف به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن خصيف إلا عبد العزيز بن عبد الرحمن، تفرد به لوين"

وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي وقد أجمعوا على ضعفه" المجمع 1/ 219 وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1588) من طريق إسرائيل بن يونس الكوفي عن مسلم بن كيسان الملائي عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان. وأما حديث أنس فأخرجه البخاري في الباب المذكور من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر قال: سمعت أنساً يقول: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد؟ ويتوضأ بالمد. طريق أخرى: قال البزار (كشف 257): ثنا أبو كامل ثنا القناد واسمه إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل ثنا قتادة عن أنس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. وقال: لا نعلم رواه هكذا إلا أبو إسماعيل، ولم يكن به بأس، حدّث عنه عفان وغيره، وحديث: "يغتسل بالصاع" خطأ، رواه قتادة عن صفية عن عائشة، ورواه قتادة عن معاذة عن عائشة" قلت: هكذا وقع عند البزار: إبراهيم بن سليمان، ورواه حفص بن عمر الحَوْضي عنه فسماه: إبراهيم بن عبد الملك. أخرجه العقيلي (1/ 58) وقال: إبراهيم يهم في الحديث" وتابعه الفيض بن وثيق الثقفي ثنا إبراهيم بن عبد الملك به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (926) وقال: لم يروه عن قتادة عن أنس إلا أبو إسماعيل" وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3491) وابن عدي (2/ 639) من طريق المُعَافى بن سليمان الجَزَري ثنا حكيم بن نافع ثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رفعه: "الغسل صاع، والوضوء مد" قال الطبراني: لم يروه عن موسى بن عقبة إلا حكيم بن نافع، تفرد به المعافى بن سليمان" وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر"

قلت: حكيم بن نافع هو الرقي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان. والباقون ثقات. وأما حديث عقيل فأخرجه ابن ماجه (270) من طريق بكر بن يحيى بن زَبَّان البصري ثنا حِبَّان بن علي عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن أبيه عن جده رفعه: "يجزىء من الوضوء مد، ومن الغسل صاع" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حبان ويزيد" المصباح 1/ 40 وأخرجه ابن عدي (4/ 1516) من طريق عبد الله بن فروخ الخراساني عن أبي جَنَاب عن ابن عقيل بن أبي طالب عن أبيه. وقال: هذا الحديث غير محفوظ" قلت: إسناده ضعيف لضعف أبي جناب الكلبي، وابن فروخ مختلف فيه. وأما حديث عائشة فله عنها طرق: الأول: يرويه قتادة واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن قتادة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. وفي لفظ: بقدر المد، وبقدر الصاع. وفي لفظ آخر: بنحو المد، وبنحو الصالح. أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (101) وأحمد (6/ 121 و234 و238 - 239) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين" (3) وأبو داود (92) وابن ماجه (268) وأبو يعلى (4858) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 49) والخطيب في"المتفق" (1407) عن همام بن يحيى العَوْذي وإسحاق في "مسند عائشة" (1270) وأحمد (6/ 234) والنسائي (1/ 147) والطحاوي (2/ 49) عن سعيد بن أبي عَروبة وأحمد (6/ 121 و249) والطحاوي (2/ 49) والبيهقي (1/ 195) وفي "الصغرى" (147)

عن أبان بن يزيد العطار وأبو عبيد في "الأموال" (1571) والدارقطني (1/ 94) عن هشام الدَّسْتُوائى وابن قتيبة في "الغريب" (1/ 161 - 162) عن شعبة كلهم عن قتادة به. وصرّح قتادة بالتحديث من صفية في حديث أبان العطار. وإسناده صحيح. - وقال شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي: عن قتادة عن الحسن عن أمه عن عائشة. أخرجه أحمد (6/ 280) والنسائي (1/ 147) وابن الأعرابي (2239) والطبراني في "الأوسط" (9312) قال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو قتادة عن صفية بنت شيبة عن عائشة مرفوعاً، وهذا أشبه" العلل 1/ 26 - ورواه حماد بن سلمة عن قتادة واختلف عنه: • فقال الهيثم بن جميل البغدادي: عن حماد عن قتادة عن معاذة عن عائشة. أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (102) وفي "الأموال" (1572) • وقال بهز بن أسد البصري: ثنا حماد أنا قتادة عن معاذة عن صفية عن عائشة. أخرجه أحمد (6/ 218 - 219) - ورواه إبراهيم بن عبد الملك البصري عن قتادة عن أنس. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 12) قال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو قتادة عن صفية بنت شيبة عن عائشة مرفوعاً" العلل 1/ 12 الثاني: يرويه مسلم بن كيسان الأعور المُلَائى واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن مسلم عن إبراهيم عن عائشة قالت: كان غسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الجنابة صاعاً من ماء.

أخرجه إسحاق (1688) وتابعه سفيان الثوري عن مسلم به. أخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه" (58) - وقال أبو الأحوص سَلّام بن سليم الكوفي: عن مسلم عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع. أخرجه الطحاوي (2/ 49) - وقال إسرائيل بن يونس الكوفي: عن مسلم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه البزار (1587) ومسلم قال أبو زرعة وغير واحد: ضعيف الحديث. الثالث: يرويه يونس بن عبيد البصري عن الحسن البصري أنّ رجلاً حدثهم قال: دخلت على عائشة فقلت: يا أم المؤمنين ما كان يقضي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غسله؟ قال: فدعت بإناء حزرته صاعاً من صاعكم هذا. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 65) عن إسماعيل بن علية عن يونس به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم بسم. الرابع: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء قال: قالت عائشة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه أحمد (6/ 133) عن أبي المغيرة النضر بن إسماعيل الكوفي ثنا ابن أبي ليلى به. وأخرجه الطوسي في "مختصر الأحكام" (567) عن الحسن بن عرفة العبدي ثنا النضر بن إسماعيل به. وإسناده ضعيف لضعف النضر بن إسماعيل وشيخه. الخامس: يرويه شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة قال: دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة، فسألها أخوها عن غسل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدعت بإناء نَحْوٍ من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب. أخرجه البخاري (فتح 1/ 379)

السادس: يرويه ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه الطحاوي (2/ 49) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا الحِمَّاني ثنا ابن عُيينة عن الزهري به. وفهد بن سليمان ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، والحماني واسمه يحيى بن عبد الحميد مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. والباقون ثقات. السابع: يرويه المبارك بن فَضالة قال: حدثتني أمى عن معاذة عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. أخرجه الطحاوي (2/ 50) عن محمد بن العباس بن الربيع ثنا أسد ثنا المبارك بن فضالة به. ومحمد بن العباس لم أقف له على ترجمة، وأم المبارك لم أعرفها. وأسد هو ابن موسى المصري وثقه النسائي، والمبارك صدوق، ومعاذة هي بنت عبد الله العدوية وثقها ابن معين وغيره. الثامن: يرويه إبراهيم بن مهاجر الكوفي عن صفية عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بمد من ماء، ويغتسل بصاع. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 66) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن حجاج عن إبراهيم به. وأخرجه الطحاوي (2/ 49) من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني أنا عبد الرحيم بن سليمان به. وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة. لكنه لم يتفرد به بل تابعه عباد بن العوام الواسطي عن إبراهيم بن مهاجر به. أخرجه ابن المقرىء في "الأربعين" (25) وفي "المعجم" (1220) عن علي بن إبراهيم بن مطر السكري ثنا داود بن رشيد ثنا عباد بن العوام به. ورواته ثقات غير إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه.

باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان

وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 365) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جمهور بن منصور ثنا سنان بن هارون البُرْجُمي عن أشعث بن عبد الملك عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. وبهذا الإسناد أخرجه في "الأوسط" (5594) لكن سمى شيخ جمهور: سيف بن محمد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أشعث إلا سيف بن محمد، تفرد به جمهور بن منصور" قلت: سنان مختلف فيه، وسيف كذبه ابن معين وغيره. وأما حديث مجاهد فأخرجه الفضل بن دكين في "الصلاة" (64) عن سفيان الثوري عن يونس بن خَبّاب عن مجاهد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع. وإسناده ضعيف لضعف يونس بن خباب الكوفي. وأما حديث المسيب بن دارم فأخرجه الفضل بن دكين (66) عن أبي خَلْدة خالد بن دينار السعدي عن المسيب بن دارم أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بالصاع. والمسيب بن دارم ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه غير أبي خلدة، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان 67 - (4861) قال الحافظ: وأخرج مسلم التوقيت من حديث علي، كما تقدم من حديث صفوان بن عسّال. وفي الباب عن أبي بكرة، وصححه الشافعي وغيره" (¬1) حديث علي أخرجه مسلم (276) من طريق شريح بن هانىء الكوفي قال: أتيت عائشة أسالها عن المسح على الخفين. فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله فإنّه كان يسافر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فسألناه فقال: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أيام ولياليهنّ للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم. وحديث صفوان بن عسال تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نمسح على الخفين ... " ¬

_ (¬1) 1/ 322

وحديث أبي بكرة أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 29 - مختصر المزني 1/ 47 - 48) ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 108 و109) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 135 و136 - 137) والبغوي في "شرح السنة" (237) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. وأخرجه ابن ماجه (556) والبزار (3621) وابن الجارود (87) والدولابي في "الكنى" (2/ 109) وابن خزيمة (192) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 82) والعقيلي (4/ 208) وابن حبان (1324 و1328) وابن عدي (6/ 2452) والدارقطني (1/ 194) والبيهقي (1/ 281) وفي "الخلافيات" (995) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 154 - 155 و155) وابن الجوزي في "التحقيق" (264) والمزي في "تهذيب الكمال" (28/ 582) من طرق عن عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا المهاجر بن مخلد أبو مخلد مولى البكرات عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهنّ وللمقيم يوماً وليلة، إذا تطهير فلبس خفيه، أنْ يمسح عليهما. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه وإسناده حسن" وقال البخاري: حديث أبي بكرة حسن" علل الترمذي 1/ 176 وقال البغوي: حديث صحيح" وصححه الشافعي والخطابي أيضاً كما في "التلخيص" (1/ 157) وقال زكريا بن يحيى الساجي: مهاجر أبو مخلد هذا صدوق ومعروف، وليس قول من قال فيه مجهول بشيء" التمهيد 11/ 155 وقال العقيلي: لا يتابع مهاجر على هذه الرواية" قلت: مهاجر مختلف فيه: قال ابن معين: صالح، وقال العجلي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: لين الحديث، ليس بذاك، وليس بالمتقن، يكتب حديثه. وعبد الوهاب وعبد الرحمن ثقتان. - ورواه زيد بن الحُبَاب العُكْلي عن عبد الوهاب الثقفي واختلف عنه: • فرواه ابن أبي شيبة (1/ 179) عن زيد بن الحباب عن عبد الوهاب عن المهاجر عن عبد الرحمن عن أبيه.

باب من لم يتوضأ من لحم الشاة

• ورواه الحسن بن علي بن عفان العامري عن زيد بن الحباب عن عبد الوهاب عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن عن أبيه. أخرجه البيهقي (1/ 276) والأول أصح. واختلف فيه على المهاجر، فرواه وهيب بن خالد البصري عن المهاجر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. أخرجه العقيلي (4/ 208) باب من لم يتوضأ من لحم الشاة 68 - (4862) قال الحافظ: ... وأما ما فوقها فلعله يثير إلى استثناء لحوم الإبل؛ لأنّ من خصه من عموم الجواز علله بشدة زهومته، فلهذا لم يقيده بكونه مطبوخاً، وفيه حديثان عند مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (360) من حديث جابر بن سَمُرة أنّ رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إنْ شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ" قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: "نعم، فتوضأ من لحوم الإبل" قال: أصلي في مَرَابض الغنم؟ قال: "نعم" قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال "لا". 69 - (4863) قال الحافظ: ورويناه من طرق كثيرة عن جابر مرفوعاً وموقوفاً على الثلاثة مفرقاً ومجموعاً" (¬2) صحيح وله عن جابر طرق: الأول: يرويه محمد بن المنكدر المدني عن جابر، وعن ابن المنكدر غير واحد، منهم: ¬

_ (¬1) 1/ 322 (¬2) 1/ 323

1 - ابن جريج قال: أخبرنا ابن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قُرِّب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبز ولحم، ثم دعا بوَضوء فتوضأ، ثم صلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه فأكل، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. قال: ثم دخلت مع أبي بكر فقال: هل من شيء؟ فوالله ما وجده، فقال: أين شاتكم؟ فأُتي بها فاعتقلها، ثم حلب لنا فصنع لنا حيساً فأكلنا، ثم قمنا إلى الصلاة ولم يتوضأ، ثم دخلت مع عمر فوضعت هاهنا جَفْنَة فيها خبز ولحم، وهاهنا جفنة فيها خبز ولحم، فأكل عمر ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. أخرجه عبد الرزاق (639) عن ابن جريج به. وأخرجه أحمد (3/ 322) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 109) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري أنا عبد الرزاق به. وأخرجه ابن حبان (1130) من طريق إسحاق بن راهويه أخبرنا عبد الرزاق به. وأخرجه الشافعي في "سنن حرملة" (معرفة السنن 1/ 446) وأحمد (3/ 322) وأبو داود (191) وابن حزم (1/ 330) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 445 - 446) وفي "الكبرى" (1/ 56) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 275) من طرق عن ابن جريج به. وإسناده صحيح، لكن أعله الشافعي بأنّ ابن المنكدر لم يسمعه من جابر، إنما سمعه من عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر. قال البيهقي: وهذا الذي قاله الشافعي محتمل، وذلك لأنّ صاحبي الصحيح لم يخرجا هذا الحديث من جهة ابن المنكدر عن جابر في الصحيح مع كون إسناده من شرطهما، ولأنّ عبد الله بن محمد بن عقيل قد رواه أيضاً عن جابر، ورواه عنه جماعة، إلا أنّه قد روي عن حجاج بن محمد وعبد الرزاق ومحمد بن بكر عن ابن جريج عن ابن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله: فذكروا هذا الحديث. فإن لم يكن ذكر السماع فيه وَهْماً من ابن جريج فالحديث صحيح على شرط صاحبي الصحيح، والله أعلم" معرفة السنن 1/ 446 قلت: هذا الذي ذهب إليه الشافعي لعله أخذه عن شيخه سفيان بن عيينة. فقد قال أحمد في "المسند" (3/ 307): ثنا سفيان: سمعت ابن المنكدر غير مرة

يقول: عن جابر، وكأني سمعته مرة يقول: أخبرني من سمع جابراً، وظننته سمعه من ابن عقيل، وابن المنكدر وعبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر: فذكر الحديث. قال الشيخ أحمد شاكر: فهذا الإسناد يُفهم منه أنّ سفيان سمعه من ابن المنكدر وابن عقيل كلاهما عن جابر، ثم شك في أنّ ابن المنكدر سمعه من جابر، ولكن غيره لم يشك، واليقين مقدم على الشك" سنن الترمذي 1/ 117 2 - مَعْمَر بن راشد قال: أنا ابن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكر الحديث بطوله. أخرجه عبد الرزاق (639 و640 و651) عن معمر به. وأخرجه ابن المنذر (1/ 109) عن الدَّبَري أنا عبد الرزاق به. وأخرجه ابن حبان (1130) من طريق إسحاق بن راهويه أخبرنا عبد الرزاق به. وأخرجه أيضاً (1132 و1136) من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر به. وإسناده صحيح. 3 - سفيان بن عيينة. أخرجه ابن أبي عمر (الإتحاف 907) وابن ماجه (489) والترمذي (80) وفي "الشمائل" (171) وأبو يعلى (2017) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (67) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 86) والبيهقي (1/ 154 - 155) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 277) والبغوي في "شرح السنة" (2849) وفي "الشمائل" (945). وإسناده صحيح. 4 - رَوح بن القاسم البصري. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 65 و67) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البَرَلُّسِي ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا روح به. وأخرجه ابن حبان (1139) من طريق بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زريع به. وإسناده صحيح. 5 - يونس بن عبيد البصري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4971)

6 - أسامة بن زيد الليثي. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 445 - 446) وفي "الكبرى" (1/ 156) 7 - علي بن زيد بن جُدْعان. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 47) وفي "مسنده" (الإتحاف 908) وأحمد (3/ 304) وأبو يعلى (1963) والحسن بن محمد الخلال في "الأمالي" (79) 8 - أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. أخرجه أبو يعلى (2098) 9 - عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجِشُون. أخرجه ابن عبد البر (12/ 274 - 275) 10 - عبد الوارث بن سعيد التميمي. أخرجه الحارث (99) وابن عبد البر (12/ 276 - 277) 11 - عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي. أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (1/ 445 - 446) 12 - أبو علقمة عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي فروة المديني. أخرجه ابن حبان (1135) 13 - أيوب السَّخْتِياني. أخرجه ابن حبان (1137) 14 - جرير بن حازم البصري. أخرجه أحمد بن منيع (الإتحاف 909) وأبو يعلى (الإتحاف 911) وابن حبان (1138 و1145). 15 - سهيل بن أبي صالح. أخرجه ابن عدي (4/ 1461) • وخالفهم مالك (الموطأ 1/ 27) فرواه عن ابن المنكدر مرسلاً. قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في "الموطأ" عند جميع الرواة فيما علمت مرسلاً، ورواه عمر بن إبراهيم الكردي وخالد بن يزيد العمري والقدامي كلهم عن مالك

عن ابن المنكدر عن جابر مسنداً، وكلهم ضعيف لا يحتج بروايته عن مالك، ولا عن غيره لضعفهم، والصواب فيه عن مالك ما في "الموطأ" مرسلاً، وقد رواه ثقات عن ابن المنكدر عن جابر مسنداً" التمهيد 12/ 273 قلت: رواية عبد الله بن محمد القدامي عند ابن عدي (4/ 1570) • ورواه محمد بن ثابت البناني عن ابن المنكدر عن جابر عن عمرة بنت حزم. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3493) والطبراني في "الكبير" (24/ 339) وأبو نعيم في "الصحابة" (7759) وابن بشكوال في "الغوامض" (189 و190) من طريق يحيى بن أيوب المصري عن محمد بن ثابت به. ومحمد بن ثابت ضعفوه. الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر قال: مشيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى امرأة من الأنصار، فذبحت له شاة، وأُتينا بالطعام فأكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأكلنا، ثم قمنا إلى الظهر لم يتوضأ أحد منا، ثم أتينا ببقية الشاة فتعشينا منها وحضرت العصر فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقمنا فصلينا لم يمس أحد منا ماء. أخرجه الطيالسي (ص 233) والحميدي (1266) وأحمد (3/ 374 - 375 و381 و387) وابن أبي عمر (الإتحاف 906) وابن ماجه (489) والترمذي (80) وفي "الشمائل" (171) وأبو يعلى (2517) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (67) والطحاوي (1/ 65 و67) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 86) وابن عبد البر (3/ 333 - 334) والخطيب في "التاريخ" (4/ 14) والبغوي في "شرح السنة" (2849) وفي "الشمائل" (945) وابن بشكوال في "الغوامض" (188) من طرق عن ابن عقيل به. وابن عقيل مختلف فيه: وثقه العجلي، وضعفه ابن معين والجمهور. الثالث: يرويه عمرو بن دينار المكى عن جابر. أخرجه عبد الرزاق (648 و649) وابن أبي شيبة (1/ 48 - 49) وابن ماجه (489) والطحاوي (1/ 67) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 86) والبيهقي (1/ 157) من طرق عن عمرو مرفوعاً وموقوفاً على أبي بكر وعمر. وإسناده صحيح. الرابع: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر موقوفاً على أبي بكر وعمر. أخرجه عبد الرزاق (681) وابن أبي شيبة (1/ 48 - 49) والطحاوي (1/ 67) والبيهقي (1/ 157) من طرق عن أبي الزبير به.

وإسناده صحيح رواته ثقات. ورواه بكار الليثي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً وموقوفاً على أبي بكر وعمر. أخرجه الطيالسي (ص 242) الخامس: يرويه أبو نعيم وهب بن كيسان المدني عن جابر موقوفاً على أبي بكر. أخرجه مالك (1/ 27) عن وهب به. ومن طريقه أخرجه الطحاوي (1/ 67) والبيهقي (1/ 157) وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 49) عن إسماعيل بن علية عن أيوب عن وهب به. وإسناده صحيح. السادس: يرويه عطاء بن أبي رباح عن جابر موقوفاً على أبي بكر. أخرجه عبد الرزاق (647 و664) والطحاوي (1/ 67) من طرق عن عطاء به. وأخرجه مسدد (الإتحاف 905) من طريق هشام بن عروة عن وهب به. وإسناده صحيح. - ورواه الأوزاعي عن عطاء عن جابر، واختلف عنه في رفعه ووقفقه: • فرواه نصر بن الحجاج الدمشقي عن الأوزاعي مرفوعاً. أخرجه تمام (1755) • ورواه الوليد بن مسلم الدمشقي عن الأوزاعي موقوفاً من فعل أبي بكر. أخرجه الطحاوي (1/ 68) • ورواه عقبة بن علقمة البيروتي عن الأوزاعي قال: كان مكحول يتوضأ مما مست النار، حتى لقي عطاء فأخبره عن جابر أنَّ أبا بكر أكل ذراعاً أو كتفاً، ثم صلى ولم يتوضأ. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 352 - 353 و12/ 278) السابع: يرويه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية عن سليمان بن قيس عن جابر موقوفاً على أبي بكر. أخرجه الطحاوي (1/ 67) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا أبو داود ثنا أبو عَوَانة عن أبي بشر به.

باب هل يمضمض من اللبن

ورواته ثقات إلا أنّ أبا بشر لم يسمع من سليمان. وأبو داود هو الطيالسي، وأبو عوانة هو الوَضَّاح اليشكري. الثامن: يرويه سعيد بن الحارث المدني عن جابر موقوفاً. أخرجه البخاري (11/ 512 - 513) 70 - (4864) قال الحافظ: وبين النسائي من حديث أم سلمة أنّ الذي دعاه إلى الصلاة هو بلال" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث أم سلمة أنّها قَرَّبَت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- جَنْباً مشوياً فأكل منه ... 71 - (4865) قال الحافظ: واستدل البخاري في الصلاة بهذا الحديث على أنّ الأمر بتقديم العَشَاء على الصلاة خاص بغير الإِمام الراتب، وعلى جواز قطع اللحم بالسكين. وفي النهي عنه حديث ضعيف في سنن أبي داود" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا تقطعوا اللحم بالسكين ... " باب هل يمضمض من اللبن 72 - (4866) قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه من حديث أم سلمة وسهل بن سعد مثله، وإسناد كل منهما حسن" (¬3) حديث أم سلمة أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 57) وفي "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 72) عن خالد بن مخلد القَطَواني عن موسى بن يعقوب الزَّمْعي قال: أنبأني أبو عبيدة بن عبد الله بن زَمْعة عن أبيه عن أم سلمة مرفوعاً: "إذا شربتم اللبن فمضمضوا منه فإنّ له دسما" وأخرجه ابن ماجه (499) عن ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) 1/ 323 (¬2) 1/ 324 (¬3) 1/ 325

باب الوضوء من النوم

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 310 - 311) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أيضاً (23/ 310) من طريق سعيد بن أبي مريم المصري ثنا موسى بن يعقوب به. قال البوصيري: رجاله ثقات" المصباح 1/ 72 قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في موسى بن يعقوب. وحديث سهل بن سعد أخرجه ابن ماجه (500) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده مرفوعاً: "مضمضوا من اللبن، فإنّ له دسماً" وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (90) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 283) من طريقين عن أبي مصعب به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد المهيمن قال فيه البخاري: منكر الحديث" المصباح 1/ 72 قلت: وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ضعيف. باب الوضوء من النوم 73 - (4867) قال الحافظ: قال ابن المنذر: وبه أقول لعموم حديث صفوان بن عسَّال -يعني الذي صححه ابن خزيمة وغيره- ففيه: إلا من غائط أو بول أو نوم" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنّ بالمغرب باباً مفتوحاً للتوبة ... " باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله 74 - (4868) قال الحافظ: وفي "الأفراد" للدارقطني من حديث جابر أنّ الحائط كان لأم مبشر الأنصارية" (¬2) ¬

_ (¬1) 1/ 326 (¬2) 1/ 329

75 - (4869) قال الحافظ: وتعقب بهذه الزيادة، وقد ورد مثلها من حديث أبي بكرة عند أحمد والطبراني ولفظه: "وما يعذبان في كبير، بلى" وقال: ويؤيده أنّ في حديث أبي بكرة عند أحمد وابن ماجه: "أما أحدهما فيعذب في البول" ومثله للطبرانى عن أنس. وقال: وفي حديث أبي بكرة عند أحمد والطبراني أنّه الذي أتى بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال: ويقوي كونهما كانا مسلمين رواية أبي بكرة عند أحمد والطبراني بإسناد صحيح: "يعذبان وما يعذبان في كبير، وبلى وما يعذبان إلا في الغيبة والبول" (¬1) حديث أبي بكرة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير" وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه عيسى بن طهمان الخُشَمي عن أنس قال: مَرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرين لبني النجَّار يعذبان بالنميمة والبول، فأخذ سَعْفة فشقّها فوضع على هذا القبر شِقَّاً وعلى هذا القبر شقاً، وقال: "لا يزال يخفف عنهما ما دامتا رطبتين" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7676) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (127) من طريق عبيد بن عبد الرحمن التيمي البزار ثنا عيسى بن طهمان به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عيسى بن طهمان إلا عبيد بن عبد الرحمن" قلت: سئل عنه أبو حاتم فقال لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة. وتابعه عبيد بن الصباح الكوفي ثنا عيسى بن طهمان به. أخرجه البيهقي (127) وعبيد بن الصباح مختلف فيه: قال البزار: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره المقيلي في "الضعفاء". وعيسى بن طهمان وثقه أحمد وغير واحد. ¬

_ (¬1) 1/ 329 و330 و331 و333

باب صب الماء على البول في المسجد

الثاني: يرويه خُليد بن دَعْلَج السَّدُوسي عن قتادةّ عن أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَرّ برجل يعذب في قبره من النميمة، ومر برجل يعذب في قبره من البول" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1058) والبيهقي (128) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2233) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي ثنا خليد به. قال الهيثمي: وفيه خليد بن دعلج وهو متروك" المجمع 8/ 93 قلت: هو ضعيف فقط. 76 - (4870) قال الحافظ: ورد في صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة: "يعذبان عذاباً شديداً في ذنب هين" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "ائتوني بجريدتين" 77 - (4871) قال الحافظ: وأما ما رواه مسلم (4/ 2307) في حديث جابر الطويل المذكور في أواخر الكتاب، أنّه الذي قطع الغصنين، فهو في قصة أخرى غير هذه. وقال: وفي حديث جابر أنه -صلى الله عليه وسلم- أمر جابراً بقطع غصنين من شجرتين كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستتر بهما عند قضاء حاجته، ثم أمر جابراً فألقى الغصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان -صلى الله عليه وسلم- جالساً. وأنّ جابراً سأله عن ذلك فقال: "إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتى أن يُرَفَّهَ عنهما ما دام الغصنين رطبين" (¬2). باب صب الماء على البول في المسجد 78 - (4872) قال الحافظ: وكذا رواه ابن ماجه أيضاً من حديث واثلة بن الأسقع. وأخرجه أبو موسى المديني في "الصحابة" من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار قال: اطلع ذو الخويصرة اليماني وكان رجلاً جافياً، فذكره تاماً بمعناه وزيادة، وهو مرسل، وفي إسناده أيضاً مبهم، بين محمد بن إسحاق وبين محمد بن عمرو بن عطاء، وهو عنده من طريق الأصم عن أبي زرعة الدمشقي عن ¬________ (¬1) 1/ 330 (¬2) 1/ 331

أحمد بن خالد الوهبي عنه. وهو في جمع مسند ابن إسحاق لأبي زرعة الدمشقي من طريق الشاميين عنه بهذا السند، لكن قال في أوله: اطلع ذو الخويصرة التميمي وكان جافياً" (¬1) حديث واثلة أخرجه ابن ماجه (530) عن محمد بن عبد الله الأنصاري والطبراني في "الكبير" (22/ 77 - 78) عن علي بن غُراب الفزاري كلاهما عن عبيد الله بن أبي حميد الهُذَلي أنا أبو المليح الهذلي عن واثلة قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا تُشرك في رحمتك إيانا أحداً. فقال: "لقد حَظَرْتَ واسعاً، ويحك! أو ويلك" قال: فَشَجَ يبول، فقال أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: مَهْ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعوه" ثم دعا بِسَجْلٍ من ماء فصبّ عليه. وعبيد الله بن أبي حميد قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وحديث سليمان بن يسار أخرجه أبو موسى المديني في "الذيل" (أسد الغابة 2/ 173 والإصابة 2/ 214 - 215) ولفظه: اطلع ذو الخويصرة اليماني، وكان أعرابياً جافياً، على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، فلما نظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقبلاً قال: "هذا الرجل الذي بال في المسجد" فلما وقف على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أدخلني الله تعالى وإياك الجنة ولا أدخلها غيرنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الله، ويحك، احتظرت واسعاً" ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل، فأكشف الرجل فبال في المسجد، فصاح به الناس وعجبوا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل بال في المسجد، فلما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- كلام الناس خرج، فقال: "مه" فقالوا: يا رسول الله، بال في المسجد، قال: "يسروا" يقول: علموه. فأمر رجلاً ليأتي بسجل من ماء فصبه على مباله. قال الحافظ: هذا مرسل، وفي إسناده انقطاع أيضاً" ¬

_ (¬1) 1/ 336

باب يهريق الماء على البول

باب يهريق الماء على البول 79 - (4873) قال الحافظ: واحتجوا فيه بحديث جاء من ثلاث طرق: أحدها موصول عن ابن مسعود أخرجه الطحاوي لكن إسناده ضعيف، قاله أحمد وغيره. والآخران مرسلان أخرج أحدهما أبو داود من طريق عبد الله بن معقل بن مُقَرِّن، والآخر من طريق سعيد بن منصور من طريق طاوس، ورواتهما ثقات. وهو يلزم من يحتج بالمرسل مطلقاً، وكذا من يحتج إذا اعتضد مطلقاً. والشافعي إنما يعتضد عنده إذا كان من رواية كبار التابعين وكان من أرسل إذا سمى لا يسمى إلا ثقة. وذلك مفقود في المرسلين المذكورين على ما هو ظاهر من سنديهما" (¬1) حديث ابن مسعود تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "وما أعددت لها؟ " وحديث عبد الله بن معقل بن مقرن أخرجه أبو داود في "السنن" (381) وفي "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 265) عن موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكِي ثنا جرير بن حازم قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن عبد الله بن معقل بن مقرن قال: صلى أعرابي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه القصة، قال فيه: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خذوا ما بال عليه" من التراب فألقوه وأهريقوا على مكانه ماء" ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 132) والبيهقي (2/ 428) قال أبو داود: وهو مرسل، ابن معقل لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-" وقال الدارقطني: عبد الله بن معقل تابعي، وهو مرسل" قلت: ورواته ثقات. وحديث طاوس له عنه طريقان: الأول: يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس قال: بال أعرابي في المسجد، فأرادوا أن يضربوه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "احفروا مكانه، واطرحوا عليه دلواً من ماء، علموا، ويسروا، ولا تعسروا" ¬

_ (¬1) 1/ 338

أخرجه عبد الرزاق (1659) وسعيد بن منصور (تلخيص الحبير 1/ 37) عن ابن عيينة به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 14) من طريق إبراهيم بن بشار الرَّمَادي ثنا ابن عيينة به. وإسناده إلى طاوس صحيح. الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه قال: بال أعرابي في المسجد، فهمّ به القوم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "احفروا مكانه، واطرحوا عليه دلواً من ماء، علموا، ويسروا، ولا تعسروا". أخرجه عبد الرزاق (1662) عن معمر به. وإسناده كسابقه. وفي الباب عن أنس وله عنه طريقان: الأول: يرويه سالم بن أبي الجَعْد الكوفي عن أنس قال: فذكر مثل حديث ابن مسعود. أخرجه أبو يعلى (3627) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا أبو بكر بن عياش ثنا منصور عن سالم به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 286 قلت: أبو هشام الرفاعي مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغير واحد، وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه. وأبو بكر بن عياش مختلف فيه كذلك لكن الأكثر على توثيقه، وصرّح غير واحد بأنه كثير الغلط. ومنصور بن المعتمر وسالم بن أبي الجعد ثقتان. الثاني: يرويه عبد الجبار بن العلاء البصري عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن أنس أنّ أعرابياً بال في المسجد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "احفروا مكانه، ثم صبوا عليه ذنوباً من ماء". أخرجه الدارقطني (علل ابن الجوزي 545 - نصب الراية 1/ 212 - تلخيص الحبير 1/ 37) عن أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد ثنا عبد الجبار به. وقال: وهم عبد الجبار على ابن عيينة؛ لأنّ أصحاب ابن عيينة الحفاظ رووه عنه عن يحيى بن سعيد فلم يذكر أحد منهم الحفر، وإنما روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "احفروا مكانه" مرسلاً، فاختلط على عبد الجبار المتنان"

باب بول الصبيان

باب بول الصبيان 80 - (4874) قال الحافظ: وفي حديث زينب بنت جحش عند الطبراني "أنه جاء وهو يحبو والنبي -صلى الله عليه وسلم- نائم، فصعد على بطنه ووضع ذكره في سرته فبال" فذكر الحديث بتمامه" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنما يُغسل من بول الأنثى" باب أبوال الإبل والدواب والغنم 81 - (4875) قال الحافظ: ووقع عند عبد الرزاق من حديث أبي هريرة بإسناد ساقط أنهم من بني قرارة" (¬2) أخرجه عبد الرزاق كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 49) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجال من بني فزارة قد ماتوا هزلاً، فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى لقاحه فشربوا منها حتى صحوا، ثم عمدوا إلى لقاحه فسرقوها، فطُلِبوا، فأتى بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقطع أيديهم أرجلهم وسمر أعينهم. قال أبو هريرة: ففيهم نزلت هذه الآية: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} [المائدة: 3] فترك النبي -صلى الله عليه وسلم- سمر الأعين بعد. والأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وغيرهما، وقال البزار: كان يضع الحديث. 82 - (4876) قال الحافظ: وروى الطبري وغيره من حديث جرير بن عبد الله البجلي أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه في آثارهم، لكن إسناده ضعيف. والمعروف أن جريراً تأخر إسلامه عن هذا الوقت بمدة، والله أعلم" (¬3) ضعيف أخرجه الطبري (6/ 207) ¬

_ (¬1) 1/ 338 (¬2) 1/ 350 (¬3) 1/ 353

عن عمرو بن هاشم والطبراني في "الكبير" (2509) عن بكار ابن أخي موسى بن عبيدة كلاهما عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن محمد بن إبراهيم عن جرير قال: قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- قوم من عُرَينة حفاة مضرورين، فأمر بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما صحُّوا واشتدوا قتلوا رعاء اللقاح، ثم خرجوا باللقاح عامدين بها إلى أرض قومهم. قال جرير: فبعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفر من المسلمين حتى أدركناهم بعدما أشرفوا على بلاد قومهم، فقدمنا بهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وسَمَلَ أعينهم، وجعلوا يقولون: الماء، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: النار، حتى هلكوا. قال: وكره الله سَمْلَ الأعين، فأنزل هذه الآية: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} [المائدة: 3]، إلى آخر الآية. قال ابن كثير: هذا حديث غريب، وفي إسناده الربذي وهو ضعيف" التفسير 2/ 49 وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف" المجمع 6/ 294 83 - (4877) قال الحافظ: قال ابن شاهين عقب حديث عمران بن حُصَين في النهي عن المثلة: هذا حديث ينسخ كل مثلة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا نذر أحدكم أن يحج" 84 - (4878) قال الحافظ: ولأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بالعطش على من عطش آل بيته في قصة رواها النسائي" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى فانظر حديث رقم (2421): عَطَّشَ الله من عطش آل محمد الليلة" 85 - (4879) قال الحافظ: إذنه -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة في مرابض الغنم ثابت عند مسلم من حديث جابر بن سَمُرَة" (¬3) ¬

_ (¬1) 1/ 354 (¬2) 1/ 354 (¬3) 1/ 355

باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء

أخرجه مسلم (360) من طريق جعفر بن أبي ثور الكوفي عن جابر بن سمرة أنّ رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: "إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا توضأ" قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: "نعم، فتوضأ من لحوم الإبل" قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: "نعم" قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: "لا". باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء 86 - (4880) قال الحافظ: ولهذا نصر قول التفريق بالقُلَّتيْن، وإنما لم يخرجه البخاري لاختلاف وقع في إسناده، لكن رواته ثقات، وصححه جماعة من الأئمة، إلا أن مقدار القلتين لم يتفق عليه" (¬1) صحيح ورد من حديث ابن عمر ومن حديث خالد بن كثير مرسلاً ومن حديث يحيى بن يَعْمر مرسلاً فأما حديث ابن عمر فله عنه طرق: الأول: يرويه عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام واختلف عنه: - فرواه حماد بن سلمة عن عاصم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن حماد عن عاصم قال: كنا في بستان لنا أو بستان لعبيد الله بن عبد الله بن عمر، فحضرت الصلاة، صلاة الظهر، فقام إلى بير البستان فتوضأ منه وفيه جلد بعير ميت فقلت: أتتوضأ منه وهذا فيه؟ فقال عبيد الله: أخبرني أبي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان الماء قلتين لم ينجس" أخرجه أبو داود (65) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 16) والدارقطني (1/ 23) والبيهقي (1/ 262) وفي "معرفة السنن" (2/ 89) وفي "الخلافيات" (949) وأبو الحسن بن سلمة في زياداته على سنن ابن ماجه (1/ 173) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكِي والشافعي في "القديم" كما في "معرفة السنن" (2/ 88) ¬

_ (¬1) 1/ 356

عن الثقة والدارقطني (1/ 23) وأبو الحسن بن سلمة (1/ 173) عن عبيد الله بن محمد العائشي والدارقطنى (1/ 23) عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي وعن بشر بن السري البصري وعن العلاء بن عبد الجبار الأنصاري كلهم عن حماد بن سلمة به. قال البيهقي: وهذا إسناد صحيح موصول" معرفة السنن 2/ 89 قلت: عاصم صدوق، وحماد وعبيد الله بن عبد الله ثقتان، فالإسناد حسن. • وروإه غير واحد عن حماد بهذا الإسناد إلا أنهم قالوا فيه: "قلتين أو ثلاثاً" أخرجه أبو عبيد (¬1) في "الطهور" (156) عن زيد بن الحباب العُكْلي (¬2) وأحمد (2/ 23) وابن ماجه (518) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 732) وابن الجوزي في "التحقيق" (8) عن وكيع وعبد بن حميد (818) وأبو الحسن بن سلمة (1/ 173) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي والدارقطني (1/ 22) عن كامل بن طلحة الجَحْدري ¬

_ (¬1) رواه في "الغريب" (2/ 236) فلم يقل: "أو ثلاثاً" (¬2) واختلف عنه، فرواه سفيان بن وكيع عنه عن حماد بن سلمة عن رجل عن سالم عن أبيه. أخرجه الطبري (2/ 734) وسفيان بن وكيع ضعيف.

والحاكم (1/ 134) والبيهقي (1/ 262) وفي "معرفة السنن" (2/ 88) عن إبراهيم بن الحجاج السامي وعن هُدبة بن خالد البصري كلهم عن حماد به. • ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن حماد بهذا الإسناد لكن اختلف عنه في لفظه: فرواه الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح الزعفراني عن يزيد فقال: "قلتين أو ثلاثاً" أخرجه الدارقطني (1/ 22) وابن الجوزي في "التحقيق" (9) وتابعه مجاهد بن موسى عن يزيد به. أخرجه الطبري (2/ 733) ورواه أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي عن يزيد فلم يقل "أو ثلاثاً" أخرجه الدارقطني (1/ 22) • ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بهذا الإسناد لكن اختلف عنه في لفظه: فرواه أحمد (2/ 107) عن عفان فقال: "قلتين أو ثلاثاً" ورواه غير واحد عن عفان فلم يقولوا: "أو ثلاثاً" منهم: 1 - محمد بن يحيى الذهلي. أخرجه ابن الجارود (46) 2 - محمد بن إسماعيل الصائغ. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 270) 3 - الحسن بن محمد الزعفراني. أخرجه الدارقطني (1/ 23) • ورواه يحيى بن حسان التِّنِّيسي عن حماد فأوقفه على ابن عصر ولم يقل: "أو ثلاثاً" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 16) • ورواه أبو داود الطيالسي (ص 264) عن حماد عن عاصم قال: كنا مع ابن لابن عمر -ولم يسمه- ولم يقل: "أو ثلاثاً"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (948) وفي "الصغرى" (195) - ورواه إسماعيل بن علية عن عاصم بن المنذر عن رجل عن ابن عمر موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (1506) عن ابن علية به. وأخرجه الطبري (2/ 729) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية به. قال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول وسئل عن حديث حماد بن سلمة حديث عاصم بن المنذر بن الزبير، فقال: هذا جيد الإسناد، قيل له: فإنّ ابن علية لم يرفعه. قال يحيى: وإن لم يحفظه ابن علية، فالحديث حديث جيد الإسناد، وهو أحسن من حديث الوليد بن كثير. يعني يحيى: في قصة الماء لا ينجسه شيء" تاريخ الدوري 4/ 240 - الخلافيات 3/ 179 - معرفة السنن 2/ 89 - ورواه حماد بن زيد عن عاصم بن المنذر عن أبي بكر بن عبيد الله عن عبد الله بن عمر موقوفاً. انظر سنن أبي داود 1/ 53 والتمهيد لابن عبد البر 1/ 329 الثاني: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- وسئل عن الماء يكون بأرض الفلاة وما ينوبه من السباع والدواب (¬1)، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان الماء قدر قلتين لم يحمل الخبث" أخرجه أبو داود (64) والطبري (2/ 732) عن يزيد بن زُرَيع البصري وأحمد (2/ 26 - 27) والدارمي (737) وابن ماجه (517) والطبري (2/ 734) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 15) وفي "المشكل" (2646) والحاكم (1/ 133) والبيهقي في "معرفة السنن" (2/ 88) وفي "الخلافيات" (945) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن ماجه (1/ 172) والطبري (2/ 732) عن عبد الله بن المبارك ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "والكلاب" قال البيهقي: وهو غريب".

وأحمد (2/ 12) والترمذي (67) والدارقطني (1/ 19) وابن الجوزي في "التحقيق" (6) عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي والحاكم (1/ 133) والبيهقي (1/ 261) وفي "الخلافيات" (944) عن أحمد بن خالد الوهبي وسمويه في "الفوائد" (21) وأبو داود (64) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 16) والبيهقي (1/ 261) وفي "الخلافيات" (947) عن حماد بن سلمة وأبو يعلى (5590) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 15) عن عباد بن عباد المهلبي والطبري (2/ 732) عن سلمة بن الفضل الأبرش والدارقطني (1/ 19) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي و (1/ 21) عن سعيد بن زيد بن درهم الأزدي وعن سفيان الثوري وعن زائدة بن قدامة الكوفي والطبري (2/ 732) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (56) والدارقطني (1/ 19) والبيهقي (1/ 261) وفي "معرفة السنن" (2/ 87) والبغوي في "شرح السنة" (282) وفي "التفسير" (5/ 104) عن جرير بن عبد الحميد الرازي

كلهم عن ابن إسحاق به. وإسناده حسن، محمد بن جعفر وعبيد الله بن عبد الله ثقتان، وابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث من محمد بن جعفر في رواية يزيد بن زريع عند الطبري وفي رواية سعيد بن زيد عند الدارقطني فانتفى التدليس. - ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق فقال: عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة (1502) وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن ابن إسحاق به (¬1). أخرجه ابن أبي شيبة (1502) وهذا إسناد حسن أيضاً. - ورواه عبدا الوهاب بن عطاء العجلي عن ابن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (8/ 476 و477) والدارقطنى (1/ 21) وقال ابن حبان: وهذا خطأ فاحش، إنما هو محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه". - ورواه إسماعيل بن عياش عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة. أخرجه الدارقطني (1/ 21) والبيهقي في "الخلافيات" (977) من طريق محمد بن وهب السلمي ثنا ابن عياش به. قال الدارقطني: كذا رواه محمد بن وهب عن ابن عياش بهذا الإسناد، والمحفوظ عن ابن عياش عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه" وكذا قال البيهقي. وهو كما قالا، ورواية ابن عياش عن المدنيين ضعيفة. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه سمويه في "الفوائد" (23) إلا أنه وقع عنده: عن عبيد الله.

- ورواه مغيرة بن سقلاب الحراني عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "إذا كان الماء قلتين من قلال هجر لم ينجسه شيء" أخرجه ابن عدي (6/ 2358) والبيهقي في "الخلافيات" (955 و956) وقال ابن عدي: وقوله في متن هذا الحديث: "من قلال هجر" غير محفوظ، ولم يذكر إلا في هذا الحديث من رواية مغيرة هذا عن ابن إسحاق" وقال البيهقي: المغيرة بن سقلاب ضعيف، والمحفوظ عن ابن إسحاق ما مضى" يعني رواية يزيد بن زريع ومن تابعه، وهو كما قال. الثالث: يرويه الوليد بن كثير القرشي المخزومي وعنه: أ- أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: وروي عن أبي أسامة على ثلاثة أوجه: • فرواه جماعة عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. • ورواه جماعة عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن عباد بن حمعفر المخزومي عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. • ورواه بعضهم عن أبي أسامة فجمع بين محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عباد بن جعفر. فممن رواه عن أبي أسامة على الوجه الأول: 1 - أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني. أخرجه أبو داود (63) وابن الأعرابي (1409) والدارقطني (1/ 14 - 15) 2 - هناد بن السري. أخرجه النسائي (1/ 42) وفي "الكبرى" (50) والطحاوي في "المشكل" (2645) والدارقطني (1/ 14 - 15) والجورقاني في "الأباطيل" (321) وقال: هذا حديث حسن" قلت: إسناده صحيح رواته ثقات. 3 - الحسين بن حريث الخزاعي.

أخرجه النسائي (1/ 42) وفي "الكبرى" (50) والطحاوي في "المشكل" (2645) والدارقطني (1/ 14 - 15) والجورقاني في "الأباطيل" (321) 4 - الحسن بن علي بن عفان العامري. أخرجه ابن الأعربي (1408) والحاكم (1/ 132) والبيهقي (1/ 260) وفي "الصغري" (193) وفي "الخلافيات" (936) 5 - إسحاق بن راهويه. أخرجه الدارقطني (1/ 14 - 15) والحاكم (1/ 132) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا جميعاً بجميع رواته ولم يخرجاه، وأظنهما والله أعلم لم يخرجاه لخلاف فيه على أبي أسامة على الوليد بن كثير" قلت: كان إسحاق بن راهويه يقول: غلط أبو أسامة في عبد الله بن عبد الله، وإنما هو عبيد الله. واستدل بما رواه عن عيسى بن يونس عن الوليد بن كثير وفيه: عن عبيد الله بن عمر (¬1)، وسيأتي. وهذا لا يضر لأنّ عبيد الله وعبد الله ثقتان، والباقون أيضاً ثقات فالإسناد صحيح، إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر، ولا رواية محمد بن جعفر عن الأخوين عبيد الله وعبد الله. 6 - عبد بن حميد في "المنتخب" (817) ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (7) 7 - يعقوب بن إبراهيم الدورقي. أخرجه الدارقطني (1/ 13 - 14) 8 - أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أبي السَّفر الكوفي. أخرجه الدارقطني (1/ 13 - 14) 9 - محمد بن عَبَادة الواسطي. أخرجه الدارقطني (1/ 13 - 14) ¬

_ (¬1) معرفة السنن 2/ 86 - 87

10 - حاجب بن سليمان المَنْبِجِي. أخرجه الدارقطني (1/ 13 - 14) ونظام الملك الطوسي في "مجلسين من أماليه" (7) 11 - هارون بن عبد الله الحَمَّال. أخرجه الدارقطني (1/ 14 - 15) 12 - أحمد بن جعفر الوكيعي. أخرجه الدارقطني (1/ 14 - 15) 13 - عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري العنبري. أخرجه ابن الجارود (45) 14 - محمد بن سليمان القيراطي. أخرجه ابن الجارود (45) 15 - موسى بن عبد الرحمن المسروقي. أخرجه الطبري (2/ 730 - 731) وابن خزيمة (92) 16 - يحيى بن حسان التِّنَّيْسِي (¬1). أخرجه الدارمي (738) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 15) وفي "المشكل" (2644) 17 - محمد بن عبد الله بن المبارك المُخَرِّمي (¬2). أخرجه ابن خزيمة (92) 18 - أبو الأزهر حوثرة بن محمد البصري (¬3). 19 - ابن أبي شيبة (¬4) (14/ 160) 20 - عبد الله بن محمد (¬5). ¬

_ (¬1) وقال في روايته: عن عبيد الله بن عبد الله. (¬2) وقال في روايته: عن عبيد الله. (¬3) وقال في روايته: عن عبيد الله. (¬4) وقال في روايته: عن عبيد الله. (¬5) وقال في روايته: عن عبيد الله. وأظنه المُسْنَدي، أو ابن أبي شيبة.

أخرجه سمويه (22) وممن رواه عن أبي أسامة على الوجه الثاني: 1 - عبد الله بن الزبير الحميدي. أخرجه الدارقطني (1/ 15) والمحاكم (1/ 133) والبيهقي (1/ 260) وفي "الخلافيات" (938) 2 - محمد بن عثمان بن كرامة العجلي. أخرجه الدارقطني (1/ 16 - 17) والحاكم (1/ 133) والبيهقي في "الخلافيات" (938) 3 - الحسن بن علي بن محمد الحُلْواني. أخرجه أبو داود (63) وابن الأعرابي (1409) 4 - أحمد بن زكريا بن سفيان الواسطي. أخرجه الدارقطني (1/ 15) 5 - محمد بن حسان الأزرق. أخرجه الدارقطني (1/ 16) 6 - يعيش بن الجهم. أخرجه الدارقطني (1/ 16) 7 - أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي. أخرجه الدارقطني (1/ 16) 8 - علي بن شعيب البَزَّاز. أخرجه الدارقطنى (1/ 16) 9 - محمد بن الفضيل البلخي. أخرجه الدارقطني (1/ 18) 10 - أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار الضرير. أخرجه ابن الجارود (44) وابن الأعرابي (65)

11 - محمد بن عثمان الوراق. أخرجه ابن الجارود (44) 12 - سفيان بن وكيع. أخرجه الطبري (2/ 731) 13 - حجاج بن حمزة الرازي. أخرجه ابن الجارود (44) وابن أبي حاتم في "العلل" (96) وقال: سألت أبي عن حديث حجاج بن حمزة هذا فقال: محمد بن عباد بن جعفر ثقة، ومحمد بن جعفر بن الزبير ثقة، والحديث لمحمد بن جعفر بن الزبير أشبه" وقال ابن منده: هو الصواب" نصب الراية 1/ 106 وقال أبو داود: عن محمد بن عباد بن جعفر هو الصواب" السنن 1/ 52 وقال البيهقي: والحديث محفوظ عن الوليد بن كثير عنهما جميعاً -يعني محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عباد بن جعفر-" الخلافيات 3/ 156 وكذا قال الحاكم (1/ 133) والدارقطني (1/ 17) وهو كما قالوا، فقد رواه غير واحد عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عباد بن جعفر، منهم: 1 - شعيب بن أيوب الصَّرِيفيني. أخرجه الحاكم (1/ 133) عن أبي علي محمد بن علي الإسفراييني ثنا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي ثنا شعيب بن أيوب ثنا أبو أسامة ثنا الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه به. وأخرجه البيهقي (1/ 261) وفي "معرفة السنن" (2/ 86) وفي "الخلافيات" (942) عن الحاكم به. وأخرجه الدارقطني (1/ 18) عن أبي بكر أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني ثنا شعيب بن أيوب به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 260 - 261) وفي "الخلافيات" (943) قال الحاكم: قد صح وثبت بهذه الرواية صحة الحديث، وظهر أنّ أبا أسامة ساق

الحديث عن الوليد بن كثير عنهما جميعاً فإن شعيب بن أيوب ثقة مأمون، وكذلك الطريق إليه" 2 - أحمد بن عبد الحميد الحارثي. أخرجه البيهقي (1/ 261) وفي "معرفة السنن" (2/ 85) وفي "الصغرى" (193) وفي "الخلافيات" (935) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. وأخرجه الدارقطني (1/ 17) عن أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عُقْدة أنبأ أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة ثنا الوليد بن كثير عن محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 261) وفي "معرفة السنن" (2/ 85) 3 - عثمان بن أبي شيبة. أخرجه الحاكم (1/ 132) والبيهقي (1/ 261) من طريق إسماعيل بن قتيبة النيسابوري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. ورواه أبو داود (63) عن عثمان بن أبي شيبة فقال فيه: عن محمد بن عباد بن جعفر. ورواه ابن الأعرابي (1409) عن أبي داود به. ورواه الدارقطني (1/ 15) عن محمد بن مخلد بن حفص الدوري ثنا أبو داود به. وأخرجه البيهقي (1/ 261) من طريق أبي بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار ثنا أبو داود به. 4 - أبو بكر بن أبي شيبة. رواه الحسن بن سفيان عنه على الوجهين. أخرجه ابن حبان (1249 و1253) عنه به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1503) فقال فيه: عن محمد بن جعفر بن الزبير.

وأخرجه الدارقطني (1/ 15) عن موسى بن إسحاق الأنصاري والحاكم (1/ 132) والبيهقي (1/ 261) عن إسماعيل بن قتيبة النيسابوري قالا: ثنا ابن أبي شيبة به. ب- الثقة [ولم يسم]. قال الشافعي في "الأم" (1/ 3 - 4) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 106): أنا الثقة عن الوليد بن كثير عن محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعاً: "إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجساً أو خبثاً" ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 16) والحاكم (1/ 133) والبيهقي في "معرفة السنن" (2/ 84) وفي "الخلافيات" (940) وقال الحاكم: وهكذا رواه الشافعي في "المبسوط" عن الثقة، وهو أبو أسامة بلا شك" وقال البيهقي: هذا الثقة هو أبو أسامة، فإنّ الحديث مشهور به" ت- عيسى بن يونس الكوفي. واختلف عنه: • فقيل: عن عيسى بن يونس عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. قاله ابن الجارود (ص 26) وابن منده (نصب الراية 1/ 106) • ورواه إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس فلم يقل: عن أبيه. قاله البيهقي في "معرفة السنن" (2/ 86 - 87) ث- عباد بن صهيب البصري. أخرجه الدارقطني (1/ 18 - 19) والبيهقي في "الخلافيات" (946) وعباد مختلف فيه: قال أحمد: لا بأس به، وقال أبو داود: صدوق. وذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: تركوه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث ترك حديثه.

واختلف في هذا الحديث على عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فرواه أبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (266) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبيد الله به. ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 23) والبيهقي في "المعرفة" (2/ 90) والأسلمي كذبه ابن معين وغيره. الرابع: يرويه زائدة بن قدامة الكوفي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر، واختلف عن زائدة في رفعه ووقفه: - فرواه محمد بن كثير المِصِّيصي عن زائدة فرفعه. أخرجه الدارقطني (1/ 23) والبيهقي (1/ 262) وفي "الخلافيات" (951) - ورواه معاوية بن عمرو الأزدي عن زائدة فوقفه. أخرجه الدارقطني (1/ 24) والبيهقي (1/ 262) وقال الدارقطني: وهو الصواب" قلت: وهو كما قال، فقد رواه عبد السلام بن حرب الكوفي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر موقوفاً. أخرجه ابن المنذر (1/ 261) وإسناده ضعيف لضعف ليث. وأما حديث خالد بن كثير فأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (157) عن عباد بن العوام الواسطي عن واصل مولى أبي عيينة عن خالد بن كثير رفعه: "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثاً" وقال: لا يعلم عباد بن العوام سمع من واصل غير هذا" قلت: وهما ثقتان، وخالد بن كثير صدوق. واختلف عن واصل، فرواه مهدي بن ميمون الأزدي عن واصل عن خالد بن كثير عن أبي إسحاق الهَمْداني قال: قال عمر بن الخطاب: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.

ذكره البيهقي في "الخلافيات" (965) وأبو إسحاق عن عمر مرسل (¬1). وأما حديث يحيى في يَعْمَر فأخرجه الدارقطني (1/ 24) والبيهقي (1/ 263) وفي "معرفة السنن" (2/ 91) وفي "الخلافيات" (953) عن حجاج بن محمد المصيصي وأبو أحمد الحاكم (تلخيص الحبير 1/ 18) والبيهقي (1/ 264) وفي "معرفة السنن" (2/ 91) عن أبي قرة موسى بن طارق اليماني كلاهما عن ابن جريج أخبرني محمد بن يحيى أنَّ يحيى بن عقيل أخبره أنّ يحيى بن يعمر أخبره أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجساً ولا بأساً" ومحمد بن يحيى مجهول كما في "التلخيص" (1/ 19) 87 - (4881) قال الحافظ: وقول الزهري هذا ورد فيه حديث مرفوع قال الشافعي: لا يثبت أهل الحديث مثله، لكن لا أعلم في المسألة خلافاً، يعني في تنجيس الماء إذا تغير أحد أوصافه بالنجاسة. والحديث المشار إليه أخرجه ابن ماجه من حديث أبي أمامة وإسناده ضعيف، وفيه اضطراب أيضاً" (¬2) ضعيف يرويه راشد بن سعد المَقْرائي الحمصي واختلف عنه: - فقال رِشْدين بن سعد المصري: عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة مرفوعاً: "إنّ الماء لا ينجسه شيء، إلا ما غَلَبَ على ريحه وطعمه ولونه" أخرجه ابن ماجه (521) والطبراني في "الكبير" (7503) عن العباس بن الوليد الدمشقي وابن ماجه (521) ¬

_ (¬1) والأول أصح، فقد رواه هشام بن حسان البصري عن واصل عن خالد بن كثير عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 705) (¬2) 1/ 356

عن محمود بن خالد الدمشقي والبيهقي (1/ 259) وفي "معرفة السنن" (2/ 82) وفي "الخلافيات" (982) عن أبي الاْزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 716 - 717) عن أبي شرحبيل عيسى بن خالد الحمصي (¬1) قالوا: ثنا مروان بن محمد الطاطري عن رشدين به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (748) وابن عدي (3/ 1015 - 1016) والدارقطني (1/ 28) والبيهقي في "الخلافيات" (983) وابن الجوزي في "التحقيق" (14) عن محمد بن يوسف الغَضِيْضِي والطبري (2/ 717) عن محمد بن يزيد (¬2) قالا: ثنا رشدين به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن صالح إلا رشدين، تفرد به محمد بن يوسف" كذا قال، وقد. تابعه مروان بن محمد كما تقدم. وقال الدارقطني: لم يرفعه غير رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح وليس بالقوي" وقال ابن الجوزي: هذا لا يصح. وأعله بمعاوية بن صالح وبرشدين بن سعد. ولم ينفرد به معاوية بن صالح كما سيأتي، وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين والعجلي والنسائي وأبو زرعة وابن سعد. وقال أبو حاتم: رشدين ليس بالقوي، والصحيح مرسل" العلل 1/ 44 ¬

_ (¬1) رواه علي بن السراج المصري عن أبي شرحبيل فجعله عن ثوبان. أخرجه الدارقطني (1/ 28) وابن الجوزي في "التحقيق" (23) (¬2) لعله يوسف، تصحف إلى يزيد.

وقال الزيلعي: وهذا الحديث ضعيف، فإن رشدين بن سعد جرحه النسائي وابن حبان وأبو حاتم" نصب الراية 1/ 94 وقال الحافظ: وفيه رشدين بن سعد وهو متروك" التلخيص 1/ 15 والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 69) في فصل الضعيف، وقال: والضعف في الاستثناء فقط، وأوله صحيح سبق". ولم ينفرد معاوية بن صالح به بل تابعه ثور بن يزيد الحمصي عن راشد بن سعد عن أبي أمامة به. أخرجه ابن عدي (2/ 797) والبيهقي (1/ 260) من طريق أبي أمية محمد بن إبراهيم الطَّرسوسي ثنا حفص بن عمر ثنا ثور به. وقال ابن عدي: وهذا الحديث ليس يوصله عن ثور إلا حفص بن عمر" وقال البيهقي: الحديث غير قوي" قلت: حفص بن عمر هو الأُبُلي كذبه أبو حاتم والساجي، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. - ورواه بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد واختلف عنه: • فقال عطية بن بقية بن الوليد: ثنا أبي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن أبي أمامة. أخرجه البيهقي (1/ 259 - 260) وفي "الخلافيات" (981) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 486 - 487) وقال: هذا حديث غريب فيه علتان: عنعنة بقية، وضعف ابنه" قلت: عطية ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء ويغرب، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه ومحله الصدق وكانت فيه غفلة. • وقال كثير بن عبيد الحذاء: ثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 99) وفي "مسند الشاميين" (418)

باب البول في الماء الدائم

وتابعه خالد بن خَلِي الحمصي ثنا بقية عن ثور به. أخرجه الطبري (2/ 716) قال الهيثمي: وخالد بن معدان لم يسمع من معاذ، وبقية مدلس" المجمع 1/ 214 - ورواه الأحوص بن حكيم الحمصي عن راشد بن سعد واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن الأحوص عن راشد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً، منهم: 1 - عيسى بن يونس الكوفي. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 16) وابن عدي (3/ 1016) والدارقطني (1/ 29) 2 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه الدارقطني (1/ 28) 3 - أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب. أخرجه الدارقطني (1/ 28) 4 - إبراهيم بن محمد الأسلمي. أخرجه عبد الرزاق (¬1) (264) • ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الأحوص عن أبى عون وراشد قولهما. أخرجه الدارقطني (1/ 29) والأحوص مختلف فيه، قواه ابن المديني وغيره، وضعفه أحمد وغير واحد. باب البول في الماء الدائم 88 - (2884) قال الحافظ: وكذا أخرجه مسلم من حديث جابر" (¬2) ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن عامر بن سعد. وأظنه تصحف من راشد فقد ذكره الزيلعي في "نصب الراية" (1/ 95) والحافظ في "الدراية" (1/ 25) على الصواب. (¬2) 1/ 360

باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة

أخرجه مسلم (281) من طريق الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن يُبال في الماء الراكد. 89 - (4883) قال الحافظ: لكن الفصل بالقلتين أقوى لصحة الحديث فيه" (¬1) تقدم برقم 86 باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة 90 - (4884) قال الحافظ: واستدل للأولين بحديث أخرجه الترمذي من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه وقال: حسن، لكن ضعفه غيره. وقال العقيلي: لا يُروى من وجه يثبت" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 156) عن أبي الربيع أشعث بن سعيد السمان وعمر بن قيس المكى قالا: ثنا عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربعة عن أبيه قال: أظلمت مرة ونحن في سفر فاشتبهت علينا القبلة، فصلى كل رجل منا حياله، فلما انجلت إذا بعضنا قد صلى لغير القبلة وبعضنا قد صلى للقبلة، فذكرنا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "مضت صلاتكم" ونزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]. وأخرجه البيهقي (2/ 11) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. وأخرجه ابن ماجه (1020) عن يحيى بن حكيم المُقَوِّمى البصري والدارقطني (1/ 272) عن يعقوب بن إسماعيل كلاهما عن الطيالسي ثنا أشعث به. ولم يذكرا عمر بن قيس وأخرجه الترمذي (345 و2957) والطبري في "تفسيره" (1/ 503 و503 - 504) ¬

_ (¬1) 1/ 361 (¬2) 1/ 362

وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (322) والعقيلي (1/ 31) وابن أبي حاتم في "التفسير" (1120) والدارقطني (1/ 272) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 179 - 180) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 20) من طرق عن أشعث بن سعيد به. قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث يضعف في الحديث" وقال أيضاً: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أشعث عن عاصم" وقال العقيلي: ليس يُروى من وجه يثبت متنه" قلت: إسناده ضعيف لضعف أشعث وعمر وعاصم. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عباس فإما حديث جابر فأخرجه الدارقطني (1/ 271) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 158 - 159) والبيهقي (2/ 11 - 12) والواحدي في "الوسيط" (1/ 194 - 195) وفي "أسباب النزول" (ص20) من طريق أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة منا: قد عرفنا القبلة، هي هاهنا قِبَل الشمال، فصلوا وخطوا خطا، وقال بعضنا: القبلة هاهنا قِبَل الجنوب، وخطوا خطا، فلما أصبحوا وطلعت الشمس، أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فسكت وأنزل الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] أي حيث كنتم. قال البيهقي: لم نعلم لهذا الحديث إسناداً صحيحاً قوياً، وذلك لأنّ عاصم بن عبيد الله بن عمر العُمَري ومحمد بن عبيد الله العَرْزَمي ومحمد بن سالم الكوفي كلهم ضعفاء، والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح لما فيه من الوجادة وغيرها، وفي حديثه أيضاً نزول الآية في ذلك، وصحيح عن عبد الملك العرزمي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أنّ الآية إنما نزلت في التطوع خاصة حيث توجه بك بعيرك وقد مضى ذكره". وقال ابن القطان الفاسي: علة هذا الحديث الانقطاع فيما بين أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري وأبيه، والجهل بحال أحمد المذكور، وما مُسَّ به أيضاً عبيد الله بن الحسن العنبري من المذهب، على ما ذكر ابن أبي خيثمة وغيره" الوهم والإيهام 3/ 359 قلت: أحمد بن عبيد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "اللسان": لم تثبت عدالته.

ومن فوقه كلهم ثقات. ولم ينفرد عبد الملك العرزمي به بل تابعه محمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء به. أخرجه البيهقي (2/ 11) من طريق الحارث بن نَبْهان البصري عن محمد بن عبيد الله به. والحارث ومحمد متروكان. - ورواه محمد بن يزيد الواسطي واختلف عنه: • فرواه داود بن عمرو الضبي عن محمد بن يزيد عن محمد بن سالم عن عطاء عن جابر. أخرجه الحارث (بغية الباحث 136) والدارقطني (1/ 271) والحاكم (1/ 206) والبيهقي (2/ 10) وقال الحاكم: هذا حديث محتج برواته كلهم غير محمد بن سالم فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح" وقال الذهبي: قلت: هو أبو سهل واه" وقال الدارقطني: كذا قال: عن محمد بن سالم، وقال غيره: عن محمد بن يزيد عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء، وهما ضعيفان" • ورواه موسى بن مروان الرقي عن محمد بن يزيد الواسطي عن محمد بن عبيد الله عن عطاء عن جابر. أخرجه البيهقي (2/ 10) وقال: تفرد به محمد بن سالم ومحمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء وهما ضعفان" قلت: محمد بن سالم هو أبو سهل الهَمْداني وهو متروك الحديث كما قال مسلم والنسائي والدارقطني. ومحمد بن عبيد الله متروك أيضاً كما تقدم. وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (248) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين بن سعد المصري ثنا هشام بن سلام البصري ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إسماعيل بن عبد الله السَّكُوني عن إبراهيم بن أبي عَبْلة عن أبيه عن معاذ قال: صلينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم غيم في سفر إلى غير القبلة، فلما قضى الصلاة وسلم، تَجَلَّت الشمس. فقلنا: يا رسول الله، صلينا إلى غير القبلة. فقال: "قد رُفعت صلاتكم بحقّها إلى الله عز وجل"

باب السواك

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا إسماعيل بن عبد الله، ولا عن إسماعيل إلا أبو داود، تفرد به هشام بن سلام" قلت: وإسناده ضعيف، أحمد بن محمد مختلف فيه، وهشام وإسماعيل لم أر من ترجمهما، وأبو عبلة واسمه شِمْر بن يقظان ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو داود وإبراهيم ثقان. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 159) من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث سرية فأخذتهم ضبابة فلم يهتدوا إلى القبلة فصلوا لغير القبلة، ثم استبان لهم بعدما طلعت الشمس أنهم صلوا لغير القبلة، فلما جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثوه، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] والكلبي واسمه محمد بن السائب متهم. قال ابن كثير: وهذه الأسانيد فيها ضعف ولعله يشدّ بعضها بعضها" باب السواك 91 - (4885) قال الحافظ: ويستفاد منه مشروعية السواك على اللسان طولاً، أما الأسنان فالأحبّ فيها أن تكون عَرْضَاً، وفيه حديث مرسل عند أبي داود، وله شاهد موصول عند العقيلي في "الضعفاء" (¬1). ضعيف روي من حديث بهز ومن حديث عائشة ومن حديث عطاء بن أبي رباح مرسلاً فأما حديث بهز فيرويه يحيى بن صعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب واختلف عنه: - فقال ثُبيت (¬2) بن كثير البصري الضبي: عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن بهز قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستاك عرضاً، ويشرب مَصّاً، ويتنفس ثلاثاً، ويقول: "هو أهنأ وأمرأ وأبرأ" ¬

_ (¬1) 1/ 369 (¬2) وقيل: نبيت بالنون.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (225) والعقيلي في "الصحابة" كما في "التمهيد" (1/ 394 - 395) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 105) وابن حبان في "المجروحين" (1277) والطبراني في "الكبير" (1242) وابن عدي (7/ 2639) وابن شاهين في "الأفراد" (57 و58) والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 324 - 325) وأبو نعيم في "الصحابة" (1277) والبيهقي (1/ 40) من طرق عن يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي ثنا أبو عدي اليمان (¬1) بن عدي الحمصي ثنا ثبيت (¬2) به. قال ابن حبان: ثبيت منكر الحديث على قلته، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد" وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم رؤى بهز غير هذا، وهو منكر" وقال ابن عدي: ثبيت غير معروف، واليمان أرجو أنه لا بأس به" وقال البيهقي: وقد روي في الاستياك عرضاً حديث لا أحتج بمثله: فذكره" وقال ابن شاهين: هذا حديث غريب الإسناد حسن المتن، وأما بهز فلا أعرف له صحبة، ولا أعرف له غير هذا الحديث" وقال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقائم" (¬3) الاستيعاب 1/ 51 وقال الهيثمي: وفيه ثبيت بن كثير وهو ضعيف" المجمع 2/ 100 و5/ 80 وقال الحافظ: وفي إسناده ثبيت بن كثير وهو ضعيف، واليمان بن عدي وهو أضعف منه" التلخيص 1/ 65 والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 88) في فصل الضعيف. - وقال علي بن ربيعة الفرشي المدني: عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن ربيعة بن أكثم قال: فذكره. أخرجه العقيلي (3/ 229) وفي "الصحابة" (التمهيد 1/ 394) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (987) والبيهقي في (1/ 40) والخطيب في "المتفق" (1120) من طريق عمر بن علي بن أبي بكر الكندي ثنا علي بن ربيعة به. ¬

_ (¬1) رواه سليمان بن سلمة الخَبَائِري عن اليمان بن عدي فقال: عن معاوية القشيري، بدل بهز. الصحابة، لأبي نعيم 1/ 441 - الإصابة 1/ 276 - 277 (¬2) رواه عباد بن يوسف الحمصي عن ثبيت فقال: عن القشيري، بدل بهز. (الصحابة لأبي نعيم 1/ 44 - الإصابة 1/ 276) (¬3) قال الحافظ في "الإصابة" (1/ 277:): هو كما قال".

قال العقيلي: لا يصح، وعلي بن ربيعة مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يتابعه إلا من هو دونه" وقال ابن عبد البر: هذان الحديثان، حديث بهز وحديث ربيعة بن أكثم، ليس لإسناديهما عن سعيد أصل، وليسا بصحيحين من جهة الإسناد عندهم" التمهيد 1/ 395 وقال الحافظ: إسناده ضعيف جداً" التلخيص 1/ 65 قلت: علي بن ربيعة ضعفه أبو حاتم فقال: هو مثل يزيد بن عياض في الضعف. ويزيد كذبه مالك وغير واحد. وأما حديث عائشة فأخرجه أبو نعيم في "السواك" كما في "التلخيص" (1/ 65 - 66) و"طرح التثريب" (2/ 69) ولفظه: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستاك عرضاً ولا يستاك طولاً. قال الحافظ: وفي إسناده عبد الله بن حكيم وهو متروك" وقال العراقي: إسناده ضعيف" وأما حديث عطاء فأخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف" (13/ 304) عن محمد بن الصَّبَّاح عن سفيان عن هُشيم عن محمد بن خالد القرشي عن عطاء رفعه: "إذا شربتم فاشربوا مصاً، وإذا استكتم فاستاكوا عرضاً" ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 40) قال ابن القطان الفاسي: محمد بن خالد لا يعرف حاله، ولا يعرف روى عنه غير هشيم، وبذلك ذُكر في كتب الرجال من غير مزيد" الوهم والإيهام 2/ 42 وقال الذهبي في "الميزان": محمد بن خالد القرشي عن عطاء مرسلاً: "إذا شربتم فاشربوا مصاً" تفرد به عنه هشيم، ولا يعرف حاله" وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. قلت: وهشيم مدلس وقد عنعن. والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 87) في فصل الضعيف.

باب فضل من بات على الوضوء

باب فضل من بات على الوضوء 92 - (4886) قال الحافظ: وقد ورد في الباب حديث عن معاذ بن جبل أخرجه أبو داود، وحديث عن علي أخرجه البزار، وليس واحد منهما على شرط البخاري" (¬1) حديث معاذ تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "ما من مسلم يبيت على ذكر وطهارة فيتعار من الليل ... " وأما حديث علي فلم أره عند البزار من حديثه وإنما هو من حديث ابن عمر، وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم عند حديث: "من بات طاهراً بات في شعاره ملك ... " ... ¬

_ (¬1) 1/ 371

كتاب الغسل

كتاب الغسل باب من بدأ بالحلاب أو الطيب عند الغسل 93 - (4887) قال الحافظ: ورواه أبو داود مرفوعاً عن عائشة بإسناد ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه أبو داود (256) عن محمد بن جعفر بن زياد الوَرَكاني ثنا شريك عن قيس بن وهب عن رجل من بني سُواءة بن عامر عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يغسل رأسه بالخِطْمي وهو جنب، يجتزىء بذلك ولا يصبّ عليه الماء. ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 182) وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. باب غسل المذي والوضوء منه 94 - (4888) قال الحافظ: ولأبي داود وابن خزيمة من حديث سهل بن حُنَيف أنه وقع له نحو ذلك وأنه سأل عن ذلك بنفسه" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 91 و14/ 265 - 266) وفي "مسنده" (53) وأحمد (3/ 485) وعبد بن حميد (468) والدارمي (729) وأبو داود (210) وابن ماجه (506) ¬

_ (¬1) 1/ 384 (¬2) 1/ 395

باب عن اغتسل عريانا وحده في خلوة

والترمذي (115) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1913) وابن خزيمة (291) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (100) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 47) وابن حبان (1103) والطبراني في "الكبير" (5593 و5594 و5595) وفي "الأوسط" (4208) والبيهقي (2/ 410) والمزي (10/ 547) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني سعيد بن عبيد بن السَّبَّاق عن أبيه عن سهل بن حنيف قال: كنت ألقى من المَذْي شدّة، وكنت أكثر من الاغتسال، فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: "إنما يجزيك من ذلك الوضوء" قلت: يا رسول الله، فكيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: "يكفيك بأن تأخذ كفّاً من ماء فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه". قال أبو بكر بن أبي داود: هذه سنة تفرد بها أهل المدينة" تهذيب الكمال 10/ 547 وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرف إلا من حديث ابن إسحاق في المذي مثل هذا" قلت: إسناده حسن إن كان عبيد بن السباق سمع من سهل، فإنه لم يذكر منه سماعاً، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه. باب عن اغتسل عرياناً وحده في خلوة 95 - (4889) قال الحافظ: ويدل أيضاً على أنه لا يجوز النظر لغير من استثنى ومنه الرجل للرجل، والمرأة للمرأة، وفيه حديث في صحيح مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (338) من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه رفعه: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة ... " باب إذا احتلمت المرأة 96 - (4890) قال الحافظ: وأخرج مسلم من حديث أنس قال: جاءت أم سُليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت له وعائشة عنده، فذكر نحوه" (¬2) ¬

_ (¬1) 1/ 401 (¬2) 1/ 403

أخرجه مسلم (310) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ثنى أنس قال: جاءت أم سُليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت له، وعائشة عنده: يا رسول الله! المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه. فقالت عائشة: يا أم سليم! فضحت النساء، تربت يمينك. فقال لعائشة: "بل أنت، فتربت يمينك، نعم، فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذاك" 97 - (4891) قال الحافظ: وروى أحمد من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن جدته أم سليم، وكانت مجاورة لأم سلمة، فقالت أم سليم: يا رسول الله، فذكر الحديث. وقال: وفي رواية أحمد من حديث أم سليم أنها قالت: يا رسول الله، إذا رأت المرأة أنّ زوجها يجامعها في المنام أتغتسل؟. وقال: وقد روى أحمد من حديث أم سليم في هذه القصة أنّ أم سلمة قالت: يا رسول الله، وهل للمرأة ماء؟ فقال: "هن شقائق الرجال" (¬1) أخرجه أحمد (6/ 377) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا الأوزاعي ثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن جدته أم سليم قالت: كانت مجاورة أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت تدخل عليها، فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت أم سليم: يا رسول الله، أرأيت إذا رأت المرأة أنّ زوجها يجامعها في المنام أتغتسل؟ فقالت أم سلمة: تربت يداك يا أم سليم، فضحت النساء عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت أم سليم: إنَّ الله لا يستحي من الحق وإنا إنْ نسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عما أشكل علينا خير من أن نكون منه على عمياء، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم سلمة: "بل أنت تربت يداك، نعم يا أم سليم عليها الغسل إذا وجدت الماء" فقالت أم سلمة: يا رسول الله! وهل للمرأة ماء؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فأنّى يشبهها ولدها، هنّ شقائق الرجال" ورواته ثقات إلا أنه اختلف فيه على الأوزاعي، فرواه محمد بن كثير المِصِّيصي عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله عن أنس. أخرجه الدارمي (770) والأول أصح، ومحمد بن كثير مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 1/ 403 و404

98 - (4892) قال الحافظ: وروى أحمد من حديث ابن عمر نحو هذه القصة" (¬1) أخرجه أحمد (5636 - شاكر) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا عبد الجبار بن عمر الأيلي ثنا يزيد بن أبي سُمَيَّة: سمعت ابن عمر يقول: سألتْ أم سليم، وهي أم أنس بن مالك، النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، ترى المرأة في المنام ما يرى الرجل؟ فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأت المراة ذلك وأنزلت فلتغتسل" وأخرجه أبو يعلى (5759) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الجبار بن عمر. 99 - (4893) قال الحافظ: وقد سألت عن هذه المسألة أيضاً خولة بنت حكيم عند أحمد والنسائي وابن ماجه، وفي آخره: "كما ليس على الرجل غسل إذا رأى ذلك فلم ينزل" وسهلة بنت سهيل عند الطبراني، وبُسرة بنت صفوان عند ابن أبي شيبة. وقال: وروى أحمد من حديث خولة بنت حكيم في نحو هذه القصة: "ليس عليها غسل حتى تنزل كما ينزل الرجل" (¬2) حديث خولة بنت حكيم أخرجه ابن سعد (8/ 158) وابن أبي شيبة (1/ 80 - 81) وإسحاق (2147) وأحمد (6/ 409) وابن ماجه (602) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3266) والطبراني في "الكبير" (24/ 240 - 241 و241) من طريق سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جُدْعان عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل فقال: "ليس عليها غسل حتى تُنزل الماء، كما أنّ الرجل ليس عليه غسل حتى يُنزل" وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب عن خولة نحوه. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3265) والطبراني في "الكبير" (24/ 240) وفي "مسند الشاميين" (2406) من طريق إسماعيل بن عياش ثني عطاء به. ¬

_ (¬1) 1/ 404 (¬2) 1/ 404 و404 - 405

وإسناده ضعيمف لضعف رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين. - ورواه شعبة عن عطاء الخراساني واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن شعبة عن عطاء عن سعيد بن المسيب عن خولة. وقال بعضهم: أنّ خولة. أخرجه أحمد (6/ 409) وابن أبي عاصم (3264) والنسائي (1/ 95) وفي "الكبرى" (204) عن حجاج بن محمد المِصِّيصي وأحمد (6/ 409) عن محمد بن جعفر غُندر والطبراني في "الكبير" (24/ 240) وفي "مسند الشاميين" (2405) وأبو نعيم في "الصحابة" (7597) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 93) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي قالوا: ثنا شعبة به. • ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة فأرسله. أخرجه الدارمي (768) وحديث سهلة بنت سهيل أخرجه الطبراني فى "الكبير" (24/ 292) عن عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثني أبي ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هُبيرة عن سهيل أنها قالت: يا رسول الله، تغتسل إحدانا إذا احتلمت؟ قال "نعم إذا رأت الماء" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7667) عن الطبراني به. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 154) من طريق أبي بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني وأبي نعيم قالا: ثنا الطبراني به. وأخرجه المستغفري (الإصابة 12/ 319) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري عن ابن لهيعة به. واسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحديث بسرة بنت صفوان أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 81) عن محمد بن بشر العبدي

باب عرق الجنب

ثنا عبد الله بن عامر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاءت امرأة يقال لها: بسرة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، إحدانا ترى أنها مع زوجها في المنام؟ فقال: "إذا وجدت بللاً فاغتسلي يا بسرة" وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن المؤمل عن عمرو بن شعيب به. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 202 - الإتحاف 992) عن محمد بن بشر العبدي ثنا عبد الله بن المؤمل به. وعبد الله بن المؤمل مختلف فيه. باب عرق الجنب 100 - (4894) قال الحافظ: وكان سبب ذهاب أبي هريرة أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا لقي أحداً من أصحابه ماسحه ودعا له، هكذا رواه النسائي وابن حبان من حديث حذيفة" (¬1) صحيح أخرجه النسائي (1/ 119) وفي "الكبرى" (265) عن إسحاق بن راهويه أنبأ جرير عن الشيباني عن أبي بُردة عن حذيفة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا لقي الرجل من أصحابه ماسحه ودعا له. قال: فرأيته يوماً بُكرة فَحِدْتُ عنه، ثم أتيته حين ارتفع النهار. فقال: "إني رأيتك فَحِدْتَ عني" فقلت: إني كنت جنباً فخشيت أن تمسّني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ المسلم لا يَنْجُس" وأخرجه ابن حبان (1258 و1370) عن عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق به. وإسناده صحيح، وجرير هو ابن عبد الحميد، والشيباني هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، وأبو بردة هو ابن أبي موسى. ... ¬

_ (¬1) 1/ 406

كتاب الحيض

كتاب الحيض باب امتشاط المرأة عند غسلها من المحيض 101 - (4895) قال الحافظ: وقد ورد الأمر بالاغتسال صريحة في هذه القصة فيما أخرجه مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر، ولفظه: "فاغتسلي ثم أهلي بالحج" (¬1) أخرجه مسلم (1213) من طريق ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكر الحديث وفيه: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاغتسلي ثم أَهِلْي بالحج". باب حدثنا الحسن بن مدرك 102 - (4896) قال الحافظ: ثم ذكر حديث ابن عباس في الفأرة التي جرّت الفتيلة حتى ألقتها على الخُمْرَة التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قاعداً عليها، الحديث" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا نمتم فاطفئوا سراجكم ... " ... ¬

_ (¬1) 1/ 433 (¬2) 1/ 447

كتاب التيمم

كتاب التيمم باب التيمم وقول الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 4] 103 - (4897) قال الحافظ: ساق أبو عبيد البكري في "معجمه" حديث ابن عمر قال: بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها ما أهلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عند المسجد، الحديث" (¬1) أخرجه مسلم (1186) 104 - (4898) قال الحافظ: مدار حديث جابر هذا على هشيم بهذا الإسناد، وله شواهد من حديث ابن عباس وأبي موسى وأبي ذر ومن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، رواها كلها أحمد بأسانيد حسان. وقال: لفظ رواية عمرو بن شعيب: "ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر" وقال: ويؤيده رواية عمرو بن شعيب بلفظ: "وكان من قبلي إنما كانوا يصلون في كنائسهم" وقال: ويؤيده ما أخرجه البزار من حديث ابن عباس نحو حديث الباب وفيه: "ولم يكن من الأنبياء أحد يصلي حتى يبلغ محرابه" ¬

_ (¬1) 1/ 448

وقال: وفي رواية عمرو بن شعيب: "فأينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت" وقال: وقد وقع في حديث ابن عباس: "وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي لمن لا يشرك بالله شيئاً" وفي حديث عمرو بن شعيب: "فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله" (¬1) حديث ابن عباس له عنه طريقان: الأول: يرويه مجاهد بن جبر المكي واختلف عنه: - فرواه يزيد بن أبى زياد القرشي الهاشمي عن مجاهد ومِقْسم عن ابن عباس مرفوعاً: "أعطيت خمساً ولا أقوله فخراً: بُعثت إلى إلأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، ونصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي إلى يوم القيامة، وهي نائلة إن شاء الله من لم يشرك بالله شيئاً" رواه ابن أبي شيبة (11/ 432 - 433) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 1051) عن محمد بن فضيل الكوفي عن يزيد به. ورواه عبد بن حميد (643) وابن أبي عاصم في "السنة" (824) عن ابن أبي شيبة به. ورواه الآجري في "الشريعة" (1046) عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي ثنا ابن أبي شيبة به. ورواه يوسف بن موسى القطان عن ابن فضيل فلم يذكر مقسماً. أخرجه البزار (كشف 3460) وهكذا رواه غير واحد عن يزيد فلم يذكروا مقسماً، منهم: 1 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه البزار أيضاً. 2 - عَبيدة بن حُميد الكوفي. ¬

_ (¬1) 1/ 453 و454 و455

قاله الدارقطنى في "العلل" (6/ 258) 3 - أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي. قاله العقيلي (2/ 28) 4 - عَبْثَر بن القاسم الكوفي. قاله العقيي أيضاً. • ورواه علي بن عاصم الواسطي عن يزيد كرواية ابن أبي شيبة. أخرجه أحمد (1/ 250) • ورواه عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي عن يزيد فلم يذكر مجاهداً. أخرجه أحمد (1/ 301) قال ابن كثير: إسناده جيد" التفسير 2/ 255 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث" المجمع 8/ 258 وقال البوصيري: رجاله ثقات" إتحاف الخيرة 1/ 524 قلت: يزيد بن أبي زياد قال أبو حاتم وغير واحد: ليس بالقوي. لكنه لم ينفرد به بل تابعه: 1 - الحكم بن عُتيبة عن مجاهد عن ابن عباس به. أخرجه البزار (كشف 3460) والطبراني في "الكبير" (11047) من طريق حصين بن نمير الواسطي ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم به. قال البزار: حديث الحكم لا نعلم رواه إلا ابن أبي ليلى عنه" قلت: وابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن قال أحمد وابن معين: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. 2 - سلمة بن كُهيل الكوفي عن مجاهد عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11085) عن سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ثني أبي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل به. وإسناده واه، إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل قال الدارقطني: متروك الحديث.

وابنه تكلم فيه أبو زرعة وغيره. - ورواه سلمة بن كهيل أيضاً عن مجاهد عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13522) بالإسناد السابق إلا أنه سقط منه: "ثني أبي" وإسناده كالذي قبله. - ورواه خازم بن خزيمة البصري عن مجاهد عن أبي هريرة. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4488) والعقيلي (2/ 27) عن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب والعقيلي (2/ 26 - 27) عن عبد الجبار بن عمر الأيلي كلاهما عن خازم بن خزيمة به. وخازم بن خزيمة قال العقيلي: يخالف في حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه بروايته عن الثقات. - ورواه مزاحم بن زُفَر الكوفي واختلف عنه: • فقال عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: عن مزاحم عن مجاهد عن أبي هريرة. أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 401) • وقال محمد بن فليح الخزاعي: عن عبد الله العُمَري عن مزاحم عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري. قاله العقيلي (2/ 27) - ورواه واصل بن حيان الأحدب الكوفي عن مجاهد عن أبي ذر. أخرجه الطيالسي (ص 64) عن شعبة عن واصل به. وأخرجه أحمد (5/ 161 - 162) والبزار (4077) واللالكائي في "السنة" (1449) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 526) من طرق عن شعبة به. - ورواه الأعمش عن مجاهد واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي ذر، منهم: 1 - أبو عوانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 9/ 63) وأحمد (5/ 148) والدارمي (2470) والسراج في "مسنده" (تخريج أحاديث المختصر 1/ 525) وابن حبان (6462) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 525) 2 - محمد بن إسحاق المدني. أخرجه أحمد (5/ 145) 3 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه أبو داود (489) وابن صاعد في زيادات الزهد لابن المبارك (1069 و1620) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 277) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 473) 4 - أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه الحاكم (2/ 424) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان رواية مجاهد عن عبيد بن عمير ولا رواية عبيد بن عمير عن أبي ذر. 5 - مِنْدَل بن علي العَنَزي. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 435 - 436) 6 - روح بن مسافر البصري. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 256) • ورواه وكيع عن الأعمش عن مجاهد مرسلاً. أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في "زيادات الزهد" (1068 و1618) وتابعه الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن الأعمش به. أخرجه الحسين المروزي (1619)

• ورواه قُطْبة بن عبد العزيز الكوفي عن الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر. قاله الدارقطني. - ورواه عمر بن ذر الكوفي عن مجاهد مرسلاً. أخرجه الحارث (942) عن عبد العزيز بن أبان القرشي ثنا عمر بن ذر به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 117) وعبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين وغيره. - وقد روي عن عمر بن ذر أيضاً عن مجاهد عن أبي ذر كما في "الضعفاء" (2/ 28) للعقيلي و"العلل" (6/ 257) للدارقطني. - ورواه خُصيف بن عبد الرحمن الجَزَري عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري. أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (87) من طريق أبي الفضل صالح بن مقاتل بن صالح الأعور ثني أبي ثنا سليمان بن داود القرشي ثنا خصيف به. وإسناده ضعيف لضعف صالح بن مقاتل وأبيه. الثاني: يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: "أعطيت خمساً لم يعطهنّ أحد قبلى من الأنبياء: جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، ولم يكن نبي من الأنبياء يصلي حتى يبلغ محرابه، وأعطيت الرعب مسيرة شهر يكون بيني وبين المشركين مسيرة شهر، فيقذف الله الرعب في قلوبهم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الجن والإنس، وكانت الأنبياء يعزلون الخُمُس فتجيء نار فتأكله، وأمرت أنا أن أقسمها في فقراء أمتي، ولم يبق نبي إلا قد أُعطي سُؤْلَهُ وأخّرت دعوتي شفاعة لأمتي" أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 473 - 474) والذهبي في "الميزان" (2/ 111) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي عن سالم أبي حماد عن السدي به. قال الذهبي: سالم، لم يغمزه أحد، وله حديث منكر" يعني هذا الحديث، والنكارة في قوله: "وكانت الأنبياء" إلى "فقراء أمتي" وسالم قال أبو حاتم: شيخ مجهول لا أعلم روى عنه غير عبيد الله بن موسى. وترجمه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وسمى أباه عبد الله.

وحديث أبي موسي يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي واختلف عنه: - فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه مرفوعاً: "أعطيت خمساً لم يعطهنّ نبي كان قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي، وأعطيت الشفاعة، فإنه ليس من نبي إلا قد سأل شفاعته، وإني أخرت شفاعتي، جعلتها لمن مات لا يشرك بالله شيئاً" أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 433) وفي "مسنده" (إتحاف الخيرة 1053) والروياني (485) وتابعه حسين بن محمد المَرُّوذي ثنا إسرائيل به. أخرجه أحمد (4/ 416) قال ابن كثير: إسناده صحيح" التفسير 2/ 255 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنه كان مدلساً. - ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلاً. أخرجه أحمد (4/ 416) والأول أصح. وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أخرجه أحمد (2/ 222) وابن أبي عمر في "مسنده" (إتحاف الخيرة 1050) والطحاوي في "المشكل" (4489) واللالكائي (1451) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى وانصرف إليهم، فقال لهم: "لقد أعطيت الليلة خمساً ما أعطيهنّ أحد قبلي: أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملىء منه رعباً، وأحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها، كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهوراً أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبِيَعهم، والخامسة هي ما هي؟ قيل لي: سل فإنّ كل نبي قد سأل، فأخّرث مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله)

قال المنذري والبوصيري: إسناده صحيح" الترغيب 4/ 433 - الإتحاف 1/ 523 وقال ابن كثير: إسناده جيد قوي" التفسير 2/ 255 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 367 قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب. 105 - (4899) قال الحافظ: وأما قول أهل الموقف لنوح كما صح في حديث الشفاعة: "أنت أول رسول إلى أهل الأرض" فليس المراد به عموم بعثته، بل إثبات أولية رسالته" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 7/ 182 - 183) من حديث أبي هريرة. 106 - (4900) قال الحافظ: قوله: "نصرت بالرعب" زاد أبو أمامة: "يقذف في قلوب أعدائي". وقال: وقد أكد في رواية أبي أمامة بقوله: "وجعلت لي الأرض كلها ولأمتي مسجداً وطهوراً" وقال: وفي رواية أبي أمامة عند البيهقي: "فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد ماء وجد الأرض طهوراً ومسجداً" وعند أحمد: "فعنده طهوره ومسجده" (¬2) له عن أبي أمامة طريقان: الأول: يرويه سليمان التيمي عن سَيَّار عن أبي أمامة رفعه: "إنّ الله تعالى فضلني على الأنبياء" أو قال: "أمتي على الأمم بأربع: أرسلني إلى الناس كافة، وجعل الأرض كلها لي ولأمتي مسجداً وطهوراً، فاينما أدرك رجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وطهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر يسير بين يدي، يقذت في قلوب أعدائي، وأحلت لي الغنائم" أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 1046) وأحمد بن حنبل (5/ 248 و256) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 1048) والترمذي (1553) والروياني (1260) وإبراهيم الهاشمي في "أماليه" (73) والطبراني في "الكبير" (8001 و8002) والآجري في "الشريعة" (1048) والبيهقي (1/ 212) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 222) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في ¬

_ (¬1) 1/ 453 (¬2) 1/ 453 و454

"المشيخة الكبرى" (410) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (547) والمزي (12/ 318) من طرق عن سليمان التيمي به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وسيار هذا يقال له: سيار مولى بني معاوية" قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. الثاني: يرويه بشر بن نمير البصري عن القاسم عن أبي أمامة رفعه: "أعطيت أربعاً لم يعطهنَّ نبي قبلي: نُصرت بالرعب من مسير شهر، وبُعثت إلى كل أبيض وأسود، وأُحلت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض طهوراً" أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 1047) عن عبد الوارث بن سعيد البصري عن بشر بن نمير به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7931) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد به. وإسناده واه، بشر بن نمير قال ابن معين وغيره: ليس بئقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. 107 - (4901) قال الحافظ: واحتج من خص التيمم بالتراب بحديث حذيفة عند مسلم بلفظ "وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء" (¬1) أخرجه مسلم (522) من طريق رِبْعي بن حِرَاش عن حذيفة مرفوعاً، وأوله: "فُضِّلنا على الناس بثلاث: جُعلت صفوفنا كصفوت الملائكة ... " 108 - (4902) قال الحافظ: وفي حديث علي: "وجعل التراب لي طهوراً" أخرجه أحمد والبيهقي بإسناد حسن" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أعطيت أربعاً لم يعطهنّ أحد من أنبياء الله ... " ¬

_ (¬1) 1/ 454 (¬2) 1/ 454

باب الصعيد الطيب وضوء المسلم

باب الصعيد الطيب وضوء المسلم 109 - (4903) فيال الحافظ: قوله: "كنا في سفر مع النبي -صلى الله عليه وسلم-" اختلف في تعيين هذا السفر، ففي مسلم من حديث أبي هريرة أنه وقع عند رجوعهم من خيبر قريب من هذه القصة. وقال: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم: أنّ بلالاً هو الذي كلأ لهم الفجر. وذكر فيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أولهم استيقاظاً كما في قصة أبي قتادة" (¬1) أخرجه مسلم (680) وأبو داود (435 و436) من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قَفَلَ من غزوة خيبر سار ليله حتى إذا أدركه الكَرَى عَرَّس، وقال لبلال: "اكْلَأْ لنا الليل" فصلى بلال ما قُدّر له، ونام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مُواجه الفجر، فغلبت بلالاً عيناه وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولَهم استيقاظاً ... وذكر الحديث. وعند أبي داود: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة" 110 - (4904) قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث عمرو بن أمية شبيهاً بقصة عمران، وفيه أنّ الذي كلأ لهم الفجر ذو مِخْبَر، وأخرجه من طريق ذي مخبر أيضاً. وأصله عند أبي داود. وقال: ففي الطبراني من رواية عمرو بن أمية: قال ذو مخبر: فما أيقظني إلا حرّ الشمس، فجئت أدنى القوم فأيقظته، وأيقظ الناس بعضهم بعضاً حتى استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم-" (¬2) حديث عمرو بن أمية أخرجه أحمد (4/ 139 و5/ 287 - 288) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا حَيْوة أخبرني عياش بن عباس أنّ كليب بن صُبْح حدّثه أنّ الزِّبْرِقان حدّثه عن عمرو بن أمية الضَّمْرِي قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس لم يستيقظوا وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ بالركعتين فركعهما ثم أقام الصلاة فصلى. ¬

_ (¬1) 1/ 464 و465 (¬2) 1/ 465

وأخرجه المزي (9/ 284) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو داود (444) والبيهقي (1/ 404) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 255 - 256) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرىء به. ورواته ثقات غير الزبرقان، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" والذهبي في "الميزان" ولم يذكروا عنه راوياً إلا كليب بن صبح، فهو مجهول، وحيوة هو ابن شريح المصري. وحديث ذي مخبر له عنه طريقان: الأول: يرويه حَرِيز بن عثمان الحمصي ثني يزيد بن صليح ثني ذو مخبر (¬1) ابن أخي النجاشي وكان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كنا معه في سفر فأسرع السير حين انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له قائل: يا رسول الله، قد انقطع الناس وراءك، فحبس وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه، فقال لهم: "هل لكم أن نَهْجَعَ هَجْعَةً" أو قال له قائل، فنزل ونزلوا، فقال: "من يكلؤنا الليلة" فقلت: أنا جعلني الله فداءك، فأعطاني خِطَام ناقته فقال: "هاك لا تكوننّ لكع" قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبخطام ناقتي فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما يرعيان، فإني كذاك انظر إليهما حتى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حرّ الشمس على وجهي، فاستيقظت فنظرت يميناً وشمالاً فإذا أنا بالراحلتن مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخطام ناقتي فأتيت أدنى القوم فأيقظته، فقلت له: أصليتم؟ قال: لا. فأيقظ الناس بعضهم بعضاً حتى استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا بلال هل لي في الميضأة" يعني الإداوة، قال: نعم جعلني الله فداءك، فأتاه بوضوء فتوضأ لم يلت منه التراب، فأمر بلالاً فأذن، ثم قام النبي -صلى الله عليه وسلم- فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل: يا نبي الله، أفرطنا، قال: "لا، قبض الله عز وجل أرواحنا وقد ردّها إلينا وقد صلينا" أخرجه أحمد (4/ 90 - 91) ومن طريقه أبو نعيم (¬2) في "الصحابة" (2627) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأبو داود (445) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 178) عن حجاج بن محمد المِصِّيصي ¬

_ (¬1) وقال بعضهم: مخمر. (¬2) لكن وقع عنده: يزيد بن صبيح.

وأبو داود (446) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2666) عن الوليد بن مسلم الدمشقي وابن أبي عاصم (2665) عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي كلهم عن حريز به. واختلف على حريز في شيخه: • فسماه مبشر بن عبيد الحلبي: يزيد بن صالح. أخرجه أبو داود (445) وابن الأثير (2/ 178) - ورواه بقية بن الوليد عن حريز واختلف عن بقية في شيخ حريز: • فسماه محمد بن المُصَفى الحمصي: صالح الرَّحبي. أخرجه ابن أبي عاصم (2664) • وسماه إسماعيل بن إبراهيم التُّرْجُماني: صليح الرحبي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2632) وشيخ حريز هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وقال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الحافظ: مقبول. الثاني: يرويه داود بن أبي هند البصري عن العباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ثنا ذو مخمر قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض غزواته ومعه نفر من الحبشة. قال: فسروا من الليل ما سروا، ثم نزلوا، فأتاني النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا ذا مخمر" قلت: لبيك رسول الله وسعديك. قال: "خذ برأس ناقتي هذه واقعد هاهنا ولا تكوننّ لكعاً الليلة" قال: فأخذت برأس الناقة فغلبتني عيني فنمت، وانسلت الناقة، فلم أستيقظ إلا بحرّ الشمس، وأتاني النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا ذا مخبر" قلت: لبيك رسول الله وسعديك، كنت والله لكعاً كما قلت. قال: فتنحينا عن ذلك المكان وتوضأنا وصلى بنا، فلما قضى الصلاة دعا الله عز وجل أن يردّ الناقة. قال: فجاءت بها إعصار ريح يسوقها، فلما كان من الغد حين برق الفجر أمر بلالاً فأذن، ثم أمره فأقام، ثم صلى بنا، فلما قضى الصلاة قال: "هذه صلاتنا بالأمس" ثم ائتنف صلاة يومه ذلك.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 464 - 465) والطبراني في "الكبير" (4228) وأبو نعيم في "الصحابة" (2631) عن قيس بن حفص الدارمي وأبو نعيم (2631) عن عمرو بن مالك قالا: ثنا مسلمة بن علقمة المازني ثنا داود بن أبي هند به. وإسناده ضعيف، العباس بن عبد الرحمن ترجمه البخاري في كتابه وغيره ولم يذكروا عنه راوياً إلا داود بن أبي هند، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. ومسلمة بن علقمة مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. 111 - (4905) قال الحافظ: ولابن حبان في "صحيحه" من حديث ابن مسعود أنه كلأ لهم الفجر" (¬1) حديث ابن مسعود تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم عند حديث: "من يكلؤنا؟ " لكن ليس فيه أنّ ابن مسعود هو الذي كلأ لهم الفجر وإنما هو بلال، والله أعلم. 112 - (4906) قال الحافظ: ولأبي داود من حديث ابن مسعود: "تحوّلوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة" (¬2) قلت: هو من حديث أبي هريرة وقد تقدم قريباً برقم (109) ... ¬

_ (¬1) 1/ 465 (¬2) 1/ 466

كتاب الصلاة

كتاب الصلاة باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء 113 - (4907) قال الحافظ: ومحصله أنّ الشق الأول كان لاستعداده لنزع العلقة التي قيل له عندها: "هذا حظ الشيطان منك" والشق الثاني كان لاستعداده للتلقي الحاصل له في تلك الليلة. وقد روى الطيالسي والحارث في مسنديهما من حديث عائشة أنّ الشق وقع مرة أخرى عند مجيء جبريل له بالوحي في غار حراء، والله أعلم. ومناسبته ظاهرة، وروى الشق أيضاً وهو ابن عشر أو نحوها في قصة له مع عبد المطلب، أخرجها أبو نعيم في "الدلائل"، وروي مرة أخرى خامسة ولا تثبت" (¬1) ورد حديث الشق عن أنس بن مالك وعن أبي ذر وعن مالك بن صَعْصَعَة وعن عتبة بن عبد وعن أُبيّ بن كعب وعن شداد بن أوس وعن عائشة وعن حليمة السعدية وعن نفر من الصحابة لم يسموا وعن ابن غَنْم وعن أبي هريرة وعن يحيى بن جَعْدة مرسلاً. فأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال: سمعت ابن مالك يقول: فذكر حديث الإسراء بطوله. وفيه: فشق جبريل ما بين نحوه إلى لَبَّتِهِ حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء ¬

_ (¬1) 2/ 5

زمزم بيده حتى أنقى جوفه، ثم أُتِي بِطَسْت من ذهب فيه تَوْر من ذهب محشواً إيماناً وحكمة، فحشا به صدره ولَغَادِيْدَهُ -يعني عروق حلقه- ثم أطبقه ... أخرجه البخاري (فتح 7/ 258 - 267) الثاني: يرويه ثابت بن أسلم البُنَاني عن أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشقّ عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَهُ، ثم أعاده في مكانه ... أخرجه مسلم (1/ 147) الثالث: يرويه يعقوب بن عبد الرحمن بر عبد الله الزهري عن أبيه عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن أنس قال: أُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث ليال، قال: خذوا خيرهم وسيدهم، فأخذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فعُمِدَ به إلى زمزم فشقّ جوفه، ثم أُتي بتور من ذهب فغسل جوفه ثم ملىء حكمة وإيماناً. أخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 373) من طريق يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا ابن وهب ثني يعقوب بن عبد الرحمن به. وعبد الرحمن بن هاشم لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. الرابع: يرويه ميمون بن سِيَاه عن أنس قال: لما كان حين نبىء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان ينام حول الكعبة، وكانت قريش تنام حولها، فأتاه ملكان: جبريل وميكائيل، فقالا: بأيهم أمرنا؟ فقالا: أمرنا بسيدهم، ثم ذهبا، ثم جاءا من القبلة، وهم ثلاثة، فألفوه وهو نائم، فقلبوه لظهره، وشقوا بطنه، ثم جاءوا بماء من ماء زمزم، فغسلوا ما كان في بطنه من شك أو شرك أو جاهلية أو ضلالة، ثم جاءوا بطست من ذهب، ملىء إيماناً وحكمة، فملىء بطنه وجوفه إيماناً وحكمة، ثم عُرِج به إلى السماء الدنيا ... وذكر حديث المعراج. أخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 307 - 309) عن محمد بن حميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة وحَكّام بن سَلْم عن عَنْبَسَة عن أبي هاشم الواسطي عن ميمون به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، وميمون بن سياه مختلف فيه. وأما حديث أبي ذر فأخرجه البخاري في الباب المذكور. وأما حديث مالك بن صعصعة فأخرجه البخاري أيضاً (فتح 8/ 201 - 216) وأما حديث عتبة بن عبد فأخرجه أحمد (4/ 184 - 185) والدارمي (13) والعباس

الدوري في "التاريخ" (2/ 389 - 390) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1369 و1370) وفي "الأوائل" (27) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 8499) والطبراني في "الكبير" (7/ 131) وفي "مسند الشاميين" (1181) والحاكم (¬1) (2/ 616) وأبو نعيم في "الدلائل" كما في "البداية والنهاية" (2/ 275 - 276) وابن بشران (630 و858) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 7 و7 - 8) وابن عساكر (1/ 376 - 377) من طرق عن بقية بن الوليد ثني بَحِير بن سعد عن خالد بن مَعْدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد أنه حدثهم أنّ رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: "كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بَهْم لنا، ولم نأخذ معنا زاداً، فقلت: يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا، فشقا بطني ثم استخرجا قلبي، فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد، فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذراها في قلبي، وذكر الحديث. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم" وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام": صحيح" وقال الهيثمي: إسناد أحمد حسن" المجمع 8/ 222 وقال البوصيري: حديث حسن" الإتحاف 9/ 16 قلت: عبد الرحمن بن عمرو السلمي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وابن سعد في "الطبقات" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وقال الحافظ: مقبول. أي إذا توبع وإلا فلين الحديث. وأما حديث أبيّ بن كعب فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو ضَمْرة أنس بن عياض المدني عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس قال: كان أُبيّ بن كعب يحدث أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فُرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ... " ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، والبيهقي رواه عن الحاكم فأثبته.

أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 106) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 122 و143 - 144) وأبو يعلى (المسند 3614 - إتحاف الخيرة 8500) والهيثم بن كليب (1429) وابن عساكر (ص 374) من طرق عن أبي ضمرة به. وإسناده صحيح إلا أنّ الليث بن سعد رواه عن يونس فقال فيه: عن أنس قال: كان أبو ذر يحدث. أخرجه البخاري (فتح 2/ 4 - 9) وتابعه. 1 - عبد الله بن وهب أخبرني يونس به. أخرجه مسلم (163) 2 - عبد الله بن المبارك. أخرجه البخاري (فتح 4/ 239 و7/ 184 - 185) 3 - عَنْبَسَة بن خالد الأيلي. أخرجه البخاري (فتح 7/ 184 - 185) • ورواه أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان الأموي عن يونس فجعله عن أنس. أخرجه ابن عساكر (ص 374) الثاني: يرويه معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أُبىّ بن كعب حدثني أبي محمد بن معاذ عن معاذ عن محمد عن أُبيّ بن كعب أنّ أبا هريرة كان جريئاً على أن يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالساً وقال: "لقد سألت أبا هريرة: إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهراً، إذا بكلام فوق رأسي، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم، فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إليّ يمشيان، حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسّاً، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه، فأضجعاني بلا قصر ولا هصر، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغلّ والحسد، فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثم نبذها وطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الزُّجّ، يشبه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى وقال: اغد وأسلم، فرجعت بها أغدو به رقة إلى الصغير ورحمة للكبير"

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 139) ومن طريقه ابن عساكر (ص 375 - 376) قال الهيثمي: ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان" المجمع 8/ 223 وقال البوصيري: هذا حديث حسن، ومعاذ بن محمد وأبو محمد وجده معاذ ذكرهم ابن حبان في "الثقات" الإتحاف 9/ 17 • ورواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عن معاذ بن محمد فلم يذكر محمداً الراوي عن أُبيّ بن كعب. أخرجه ابن حبان (7155) والحاكم (3/ 510) وابن عساكر (ص 374 - 375) وتابعه عبد الله بن معاوية الدِّيْنَوري ثنا معاذ بن محمد به. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (166) وقال: تفرد به معاذ بن محمد" وقال ابن المديني: حديث مدني، وإسناده مجهول كله ولا نعرف محمداً ولا أباه ولا جده" تهذيب التهذيب 10/ 194 وأما حديث شداد بن أوس فله عنه طريقان: الأول: يرويه مكحول عن شداد قال: فذكر حديثاً طويلاً وفيه: "فبينما أنا ذات يوم في بطن واد مع أتراب لي من الصبيان، إذ أنا برهط ثلاثة معهم طَسْت من ذهب ملآن من ثلج، فأخذوني من بين أصحابي ... فعمد إليّ أحدهم، فأضجعني إلى الأرض اضجاعاً لطيفاً، ثم شقّ ما بين صدري إلى منتهى عانتي، وأنا انظر فلم أجد لذلك مسّاً، ثم أخرج أحشاء بطني فغسلها بذلك الثلج فأنعم غسليا، ثم أعادها مكانها، ثم قام الثاني فقال لصاحبه: تنح، ثم أدخل يده في جوفي، فأخرج قلبي وأنا انظر، فصدعه وأخرج منه مضغة سوداء، ورمى بها، ثم قال بيده يمنة منه كأنه يتناول شيئاً، فإذا أنا بالخاتم في يده من نور يخطف أبصار الناظرين دونه، فختم قلبي، فامتلأ نوراً وحكمة، ثم أعاده مكانه، فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهراً، ثم قام الثالث فنحى صاحبيه، فأمرّ يده بين ثديي ومنتهى عانتي، فالتأم ذلك الشق بإذن الله تعالى ... " أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 8501) والطبري في "تاريخه" (2/ 160 - 165) وابن عساكر (ص 380 - 383) من طريق محمد بن يعلى الكوفي ثنا عمر بن صبح عن ثور بن يزيد الشامي عن مكحول به.

قال ابن عساكر: مكحول لم يدرك شداداً) وقال ابن كثير: عمر بن صبح هذا متروك كذاب متهم بالوضع" البداية 2/ 275 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن صبح" الإتحاف 9/ 21 الثاني: يرويه عُبادة بن نُسَي الكندي قالا: سمعت أبا العجفاء يقول: حدثني شداد بن أوس قال: فذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن عساكر (ص 377 - 379) من طريق محمد بن عائذ الدمشقي أخبرني الوليد بن مسلم ثنا صاحب لنا عن عبد الله بن مسلم أنه حدثه قال: ثني عبادة بن نسي به. وقال: هذا حديث غريب وفيه من يجهل" وأما حديث عائشة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو وخديجة ... وأما حديث حليمة السعدية فله عنها طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن إسحاق عن جَهْم بن أبي الجهم مولى الحارث بن حاطب عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حدثتني (¬1) حليمة بنت الحارث السعدية قالت: فذكرت حديثاً طويلاً وفيه: قالت: فلم يزل كذلك معنا، فكان ذات يوم خلف بيوتنا في بَهْم لنا هو وأخوه يلعبان إذ جاء أخوه يسعى، فقال: ذاك أخي القرشي قد قتل، فجئنا نبادره أنا وأبوه، فتلقانا منتقع اللون، فجعلنا نضمه إلينا أنا مرة وأبوه مرة، نقول له: ما لك يا بني؟ فيقول: "لا أدري أتاني رجلان فصرعاني فشقا بطني فجعلا يسوطانه" ... أخرجه الطبراني في "الكبرى" (24/ 212 - 215) وأبو نعيم في "الصحابة" (7564) وفي "الدلائل" (94) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي (¬2). ¬

_ (¬1) وعند أبي يعلى وغيره: عن. (¬2) هكذا رواه محمد بن سعيد ابن الأصبهاني عن المحاربي، ورواه هارون بن إدريس الأصم عن المحاربي فقال فيه: عن الجهم بن أبي الجهم مولى عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر قال: كانت حليمة ابنة أبي ذؤيب السعدية تحدث. أخرجه الطبري (2/ 158 - 160)

وأبو يعلى (7163) وابن حبان (6335) والطبراني في "الكبير" (24/ 212 - 215) وأبو نعيم في "الصحابة" (7564) وفي "الدلائل" (94) وابن عساكر (ص 74 - 76) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة والطبراني (24/ 212 - 215) وأبو نعيم في "الصحابة" (7564) عن زياد بن عبد الله البكائي أربعتهم عن ابن إسحاق وأبو سعد النيسابوري في "شرف المصطفى" (110) عن أبي عمرو نصر بن زياد بن عبد الله به. قال الذهبي في "تاريخ الإِسلام": رجاله ثقات" المجمع 8/ 221 - ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن جهم بن أبي الجهم مولى (¬1) عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر قال: كانت حليمة ابنة أبي ذؤيب السعدية تحدث. أخرجه السرقسطي في "غريب الحديث" (1/ 426 - 427) والطبري (2/ 158 - 160) وتابعه محمد بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق به. أخرجه الطبري (2/ 158 - 160) - ورواه عبد الله بن إدريس الأودي عن ابن إسحاق ثنا جهم عن عبد الله بن جعفر أو عمن حدثه عن عبد الله بن جعفر قال: قالت حليمة. أخرجه إسحاق (إتحاف الخيرة 8497) - ورواه جرير بن حازم البصري عن ابن إسحاق ثني جهم عن عبد الله بن جعفر أو عمن حدثه عن عبد الله بن جعفر مرسلاً. أخرجه إسحاق (الإتحاف 8496) وابن حبان (14/ 249) - ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فقال أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي: ثنا يونس (المغازي ص 48 - 50) عن ابن إسحاق ثني جهم قال: حدثني من سمع عبد الله بن جعفر يقول: حُدثت عن حليمة. ¬

_ (¬1) وعند السرقسطي: مولى الحارث بن حاطب الجُمَحي.

أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 132 - 136) وابن عساكر (ص 76 - 79) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 68) • وقال هناد بن السري: ثنا يونس ثنا ابن إسحاق عن جهم عن عبد الله بن جعفر قال: كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية تحدث. أخرجه الطبري (2/ 158 - 160) وإسناده ضعيف، جهم بن أبي جهم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات. الثاني: يرويه محمد بن زكريا الغَلَّابي ثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ثني أبي عن أبيه سليمان بن علي عن أبيه علي بن عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس قال: كانت حليمة بنت أبي ذؤيب تحدث قالت: فذكرت الحديث وفيه: "قال: بينا أنا الساعة قائم على إخوتي، إذ أتاني رهط ثلاثة، بيد أحدهم إبريق فضة، وفي يد الثاني طست من زُمُرُّدَة خضراء مِلؤها ثلج، فاخذوني فانطلقوا بي إلى ذروة الجبل، فأضجعوني على الجبل إضجاعاً لطيفاً، ثم شق من صدري إلى عانتي، وأنا انظر إليه، فلم أجد لذلك حسّاً ولا ألماً، ثم أدخل يده في جوفي، فأخرج أحشاء بطني، فغسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها، ثم أعادها. وقام الثاني فقال للأول: تنح، فقد أنجزت ما أمرك الله به، فدنا مني فأدخل يده في جوفي، فانتزع قلبي وشقه، فأخرج منه نكتة سوداء مملوءة بالدم، فرمى بها، فقال: هذا حظ الشيطان منك يا حبيب الله، ثم حشاه بشيء كان معه، وردّه مكانه، ثم ختمه بخاتم من نور، فأنا الساعة أجد برد الخاتم في عروقي ومفاصلي، وقام الثالث فقال: تنحيا، فقد أنجزتما ما أمر الله فيه، ثم دنا الثالث مني، فأمرّ يده ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي ... أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 139 - 145) وقال: محمد بن زكريا هذا متهم بالوضع" ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 384 - 388) وقال: هذا حديث غريب جداً، وفيه ألفاظ ركيكة لا تشبه الصواب، ويعقوب بن جعفر غير مشهور في الرواية، والمحفوظ من حديث حليمة ما تقدم قبل من رواية عبد الله بن جعفر"

وأما حديث النفر من الصحابة الذين لم يسموا فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إني عبد الله وخاتم النبيين" وأما حديث ابن غَنْم فأخرجه الدارمي (54) عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخَوْلاني عن ابن غَنْم قال: نزل جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشق بطنه، ثم قال جبريل: قلب وكيع فيه أذنان سميعتان، وعينان بصيرتان، محمد رسول الله المقفى العاشر، خلقك قيم، ولسانك صادق، ونفسك مطمئنة. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 389) وعبد الله بن صالح مختلف فيه، وابن غنم واسمه عبد الرحمن مختلف في صحبته، والباقون ثقات. ومعاوية هو ابن صالح الحمصي، وأبو إدريس اسمه عائذ الله بن عبد الله. وأما حديث أبي هريرة فسيأتي بعد حديث. وأما حديث يحيى بن جعدة فرواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن يونس بن بكير (المغازي ص 51) عن أبي سنان الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة رفعه: "إنّ ملكين جاءاني في صورة كركيين، معهما ثلج وماء بارد، فشرح أحدهما صدري، ومج الآخر منقاره، فغسله" ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 146) وقال: هذا مرسل" قلت: والعطاردي مختلف فيه، وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، وأبو سنان اسمه سعيد بن سنان. 114 - (4908) قال الحافظ: وأما ما أخرجه ابن إسحاق والبيهقي من طريقه في حديث الإسراء: "فإذا أنا بآدم تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين، فيقول: روح طيبة ونفس طيبة، اجعلوها في عليين. ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول: روح خبيثة ونفس خبيثة، اجعلوها في سجين" وسنده ضعيف" (¬1) موضوع ¬

_ (¬1) 2/ 6

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 365 - 370) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 110) والحارث (27) والطبري في "تفسيره" (15/ 11 - 14 و14) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 13) والآجري في "الشريعة" (1027) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 390 - 396 و396) من طرق عن أبي هارون عُمارة بن جُوين العبدي عن أبا سعيد الخدري مرفوعاً: "أتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل له أذنان مضطربتان وهو البراق، وذكر الحديث وفيه طول (¬1). قال الذهبي: هذا حديث غريب عجيب، وأبو هارون ضعيف، وبسياق مثل هذا الحديث صار أبو هارون متروكاً" تاريخ الإِسلام 2/ 181 وقال البوصيري: هذا حديث مداره على أبي هارون العبدي، وهو ضعيف" الإتحاف 1/ 182 قلت: كذبه حماد بن زيد وابن معين والجوزجاني وغيرهم، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 115 - (4909) قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند الطبراني والبزار: "فإذا عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة، إذا نظر عن يمينه استبشر، وإذانظر عن شماله حزن" وسنده ضعيف" (¬2) يرويه أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرِّيَاحي واختلف عن أبي جعفر: - فرواه حجاج بن محمد المِصِّمصي عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية عن أبي هريرة أو غيره -شك أبو جعفر- في قول الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} الآية [الإسراء: 1]، قال: جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه ميكائيل، فقال جبريل لميكائيل: ائتني بطَسْت من ماء زمزم كيما أطهر قلبه، وأشرح له صدره، قال: فشقّ عن بطنه، فغسله ثلاث مرات ... وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/ 6 - 11) وابن عدي (3/ 1025) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 396 - 403) ¬

_ (¬1) رواه ابن إسحاق في "السيرة" قال: حدثني من لا أتهم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به (سيرة ابن هشام 1/ 403 - 407) (¬2) 2/ 6

باب إذا كان الثوب ضيقا

- ورواه أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية أو غيره -شك أبو جعفر- عن أبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 55) والطبري (15/ 11) وتابعه عيسى بن عبد الله التميمي عن أبي جعفر به. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 20 - 21) - ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية عن أبي هريرة. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 397 - 403) قال البزار: وهذا لا نعلمه يُروى إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه" وقال الذهبي: تفرد به أبو جعفر الرازي وليس هو بالقوي، والحديث منكر يشبه كلام القصاص إنما أوردته للمعرفة لا للحجة" تاريخ الإِسلام 2/ 182 وقال ابن كثير: وأبو جعفر الرازي قال فيه أبو زرعة الرازي: يهم في الحديث كثيراً. وقد ضعفه غيره أيضاً ووثقه بعضهم، والظاهر أنه سيء الحفظ ففيما تفرد به نظر. وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة، وفيه شيء من حديث المنام في رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري، ويشبه أن يكون مجموعاً من أحاديث شتى أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء، والله أعلم" التفسير 3/ 21 باب إذا كان الثوب ضيقاً 116 - (4910) قال الحافظ: وعند أحمد وأبي داود التصريح بذلك من حديث أسماء بنت أبي بكر ولفظه: "فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رؤوسهم كراهية أن يرين عورات الرجال" (¬1) أخرجه عبد الرزاق (5109) عن مَعْمَر بن راشد قال: أخبرني عبد الله بن مسلم أخو الزهري عن مولاة لأسماء بنت أبي بكر عن أسماء مرفوعاً: "من كان منكنّ يؤمنّ بالله ¬

_ (¬1) 2/ 19

واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى نرفع رؤوسنا" كراهية أن يرين عورات الرجال، لقصر أُزْرهم، وكانوا إذ ذاك يَتَرَدَّوْن هذه النمر. ورواه إسحاق (2226) وأحمد (6/ 348) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو داود (851) ومن طريقه البيهقي (2/ 241) عن محمد بن المتوكل العسقلاني والطبراني في "الكبير" (24/ 97) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري كلاهما عن عبد الرزاق به. إلا أنهما قالا: عن مولى لأسماء عن أسماء. وهكذا رواه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن معمر فقال: عن مولى لأسماء. أخرجه أحمد (6/ 348) واختلف فيه على معمر، فرواه إبراهيم بن خالد الصنعاني عن روح عن معمر عن الزهري عن بعضهم عن مولاة لأسماء عن أسماء. أخرجه أحمد (6/ 348) - ورواه سفيان بن عيينة واختلف عنه: • فقال الحميدي (327): ثنا سفيان ثنا أخو الزهري أخبرني من سمع أسماء تقول ... وتابعه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به. أخرجه الطبراني (24/ 98) • وقال سُرَيج بن النعمان البغدادي: ثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن أسماء. أخرجه أحمد (6/ 348 - 349) • وقال إسحاق (2225): أنا سفيان عن الزهري أو أخيه عبد الله بن مسلم -قال: وكان عنده، قال: لا أدري من أيهما سمعه- حدّث عن عروة عن أسماء. - ورواه النعمان بن راشد الجزري عن الزهري عن مولى لأسماء عن أسماء. أخرجه الطبراني (24/ 98) من طريق جرير بن حازم البصري: سمعت النعمان به.

باب من صلى في فروج حرير ثم نزعه

• ورواه عفان بن مسلم البصري عن وهيب بن خالد عن النعمان بن راشد وإختلف عن عفان: فرواه أحمد (6/ 348) عن عفان ثنا وهيب ثني النعمان عن ابن أخي الزهري عن مولى لأسماء عن أسماء. ورواه محمد بن العباس المؤدب عن عفان ثنا وهيب عن النعمان عن عبد الله بن مسلم عن مولى لأسماء عن أسماء. أخرجه الطبراني (24/ 98) ومولى أسماء قال المزي: إن لم يكن عبد الله بن كيسان فلا أدري من هو (التهذيب 35/ 85) وقال الحافظ: يحتمل أنه عبد الله بن كيسان (التقريب) قلت: فإن ثبت أنه هو فالإسناد صحيح، والله أعلم. باب من صلى في فروج حرير ثم نزعه 117 - (4911) قال الحافظ: ويدل على ذلك حديث جابر عند مسلم بلفظ: "صلى في قَبَاء ديباج، ثم نزعه وقال: نهاني عنه جبريل" (¬1) أخرجه مسلم (2070) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً يقول: لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً قَبَاءً من ديباج أهدي له، ثم أوشك أن نزعه، فأرسل به إلى عمر بن الخطاب. فقيل له: قل أوشك ما نزعته يا رسول الله! فقال: "نهاني عنه جبريل" ... باب الصلاة على الفراش 118 - (4912) قال الحافظ: وفيه أنّ الصلاة إلى النائم لا تكره، وقد وردت أحاديث ضعيفة في النهي عن ذلك، وهي محمولة إن ثبتت على ما إذا حصل شغل الفكر به" (¬2) ¬

_ (¬1) 2/ 31 (¬2) 2/ 38

روي من حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث مجاهد مرسلاً فأما حديث ابن عباس فيرويه غير واحد عن محمد بن كعب القرظى عن ابن عباس مرفوعاً قال: فذكر حديثاً طويلاً وفيه: ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث ... وقد تقدم الكلام على هذا الحديث في المجموعة الأولى في حرف الواو عند حديث: "ولا تستروا الجدر بالثياب". وتكلمت عليه في تحقيقي لكتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي عند حديث: "خير المجالس ما استقبل به القبلة" وأضيف هنا أنّ أبا داود أخرج الحديث (694) من طريق عبد الله بن يعقوب بن إسحاق المدني عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي ثني ابن عباس رفعه: "لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث" ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 279) وقال: وهذا أحسن ما روي في هذا الباب، وهو مركسل. ورواه هشام بن زياد أبو المقدام عن محمد بن كعب وهو متروك" وقال في "معرفة السنن" (3/ 198): وهذا أمثل ما ورد فيه، وهو مرسل من قِبَل محمد بن كعب، ويذكر من أوجه كلها ضعيف" وقال الخطابي: هذا حديث لا يصح لضعف سنده، وعبد الله بن يعقوب لم يسم من حدثه عن محمد بن كعب، وإنما رواه عن محمد بن كعب رجلان كلاهما ضعيفان: تمام بن بَزِيع وعيسى بن ميمون" معالم السنن وقال ابن القطان الفاسي: لم يصح للجهل براويين من رواته: عبد الله بن يعقوب لا يعرف أصلاً، وكذلك عبد الملك بن محمد بن أيمن" الوهم والإيهام 3/ 50 وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 527) في فصل الضعيف وقال: اتفقوا على ضعفه، وفي إسناده مجهول" وأما حديث ابن عمر فيرويه محمد بن غالب الأنطاكي عن أبان بن سفيان المقدسي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي الإنسان إلى نائم أو متحدث. أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (424) وقال: هذا حديث باطل، تفرد به أبان بن سفيان، وهو كذاب لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار"

وقال ابن حبان: هذا الخبر موضوع وكيف ينهى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة إلى النائم وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة. لا يجوز الاحتجاج بأبان بن سفيان هذا والرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص" المجروحين 1/ 99 وتعقبه الذهبي في "الميزان" فقال: قلت: حكمك عليه بالوضع بمجرد ما أبديت حكم فيه نظر" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، تفرد به أبان بن سفيان وهو كذاب، وقال الدارقطني: متروك" العلل 1/ 434 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5242) عن محمد بن الفضل السَّقَطِي ثنا سهل بن صالح الأنطاكي ثنا شجاع بن الوليد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه: "نُهيت أن أصلي خلف المتحدثين والنيام" وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا شجاع بن الوليد، تفرد به سهل بن صالح" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عمرو بن علقمة واختلف في الاحتجاج به" قلت: سهل بن صالح وشجاع بن الوليد ومحمد بن عمرو صدوقون، ومحمد بن الفضل وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ثقتان، فالإسناد حسن. وأما حديث مجاهد فله عنه طريقان: الأول: يرويه ليث بن أبي سليم عن مجاهد يرفعه: "لا يأتم بنائم ولا متحدث" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 257) عن إسماعيل بن علية عن ليث به. وإسناده ضعيف لضعف ليث. الثاني: يرويه أبو أمية عبد الكريم بن أبي المُخَارق عن مجاهد يرفعه: "نُهيت أن أصلي خلف النيام والمتحدثين" أخرجه عبد الرزاق (2491) عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم به. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 257) عن وكيع ثنا سفيان -هو الثوري- عن عبد الكريم به. إسناده ضعيف لضعف عبد الكريم. قال ابن المنذر: هذا خبر واه، عبد الكريم قال ابن معين: ضعيف، قال أيوب: ليس بثقة، قال ابن معين: ثنا هشام بن يوسف عن معمر قال: قال لي أيوب: عبد الكريم غير ثقة فلا تحمل عنه.

باب الصلاة في النعال

وذكر لأحمد بن حنبل حديث عبد الكريم فقال: قد ضربنا عليه فاضرب عليه" الأوسط 5/ 97 باب الصلاة في النعال 119 - (4913) قال الحافظ: وورد في كون الصلاة في النعال من الزينة المأمور بأخذها في الآية حديث ضعيف جداً أورده ابن عدي في "الكامل"، وابن مردويه في "تفسيره" من حديث أبي هريرة، والعقيلي من حديث أنس" (¬1) ضعيف روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن عبد الله فاما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة، وعن عطاء: 1 - كُرْز بن وَبْرَة الحارثي. أخرجه ابن عدي (6/ 2171) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 356 - 357 و357) وابن الجوزي في "الموضوعات" (960) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن كرز عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال ذات يوم: "خذوا زينة الصلاة" قالوا: يا رسول الله، وما زينة الصلاة؟ قال: "البسوا نعالكم فصلوا فيها" ومحمد بن الفضل كذبه ابن معين والجوزجاني والفلاس والنسائي وابن خراش وغيرهم. 2 - زمام. أخرجه أبو الشيخ في "تفسيره" (اللآلىء 2/ 18) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 265) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثنا عاصم بن مهجع عن عبد الواحد بن زياد عن زمام عن عطاء عن أبي هريرة به. وزمام (¬2) هذا ما عرفته، والباقون ثقات. ¬

_ (¬1) 2/ 40 (¬2) وعند أبي الشيخ: رباح، ولعله الصواب، وأظنه ابن أبي معروف المكي فإنه معروف بالرواية عن عطاء، وهو مختلف فيه: فواه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف في قول ابن حبان.

الثاني: يرويه محمد بن عجلان المدني عن صالح مولى التَوْأَمة عن أبي هريرة به. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 339) من طريق أبي طاهر سهل بن عبد الله بن الفرخان ثنا محمد بن المُصَفى ثنا بقية بن الوليد عن ابن عجلان به. وإسناده ضعيف، فيه عنعنة بقية فإنه كان مدلساً، وصالح مولى التوأمة كان قد اختلط، ولم أر أحداً صرّح بسماع ابن عجلان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. واختلف فيه على بقية: فقيل: عن بقية ثني علي القرشي ثني محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (434) وقال: قال أبي: هذا حديث منكر، وعلي القرشي مجهول" وأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (3/ 142 - 143) وابن حبان (¬1) في "المجروحين" (172/ 2) والإسماعيلي في "معجمه" (1/ 383 - 384) وتمام (889 و890) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 88) والخطيب في "أخلاق الراوي" (911) وفي "تلخيص المتشابه" (1/ 374 - 375 و375) وابن الجوزي في "الموضوعات" (961) من طرق عن عباد بن جويرية البصري عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31] قال: "صلوا في نعالكم" قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، ولا يعرف إلا بعباد بن جويرية، ولا يتابع عليه. قال أحمد والبخاري: هو كذاب" قلت: تابعه أبو عبد الله يحيى بن عبد الله الدمشقي عن الأوزاعي به. أخرجه ابن بشران (253) عن أبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدعاء ثنا يحيى بن عبد الله به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 287) عن الحسن بن أبي بكر أنا أحمد بن محمد القطان به. ويحيى بن عبد الله لم أقف له على ترجمة، ويعقوب بن إسحاق ترجمه الخطيب في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أنس.

باب قول الله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}

ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن أنس به. أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 210) قال ابن كثير: في صحته نظر" قلت: سعيد بن بشير فيه ضعف، وقتادة مدلس وقد عنعن. وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (6/ 2171) والسهمي (ص 357) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن كرز بن وبرة الحارثي عن عطاء عن جابر رفعه: "خذوا زينة الصلاة" قالوا: وما زينة الصلاة؟ قال: "البسوا نعالكم وصلوا فيها" ومحمد بن الفضل تقدم أنه كذاب. باب قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] 120 - (4914) قال الحافظ: ومن حديث عثمان بن طلحة عند أحمد والطبراني بإسناد قوي، ومن حديث أبي هريرة عند البزار، ومن حديث عبد الرحمن بن صفوان قال: فلما خرج سألت من كان معه فقالوا: صلى ركعتين عند السارية الوسطى. أخرجه الطبراني بإسناد صحيح. ومن حديث شيبة بن عثمان قال: لقد صلى ركعتين عند العمودين. أخرجه الطبراني بإسناد جيد" (¬1) حديث عثمان بن طلحة أخرجه الطيالسي (ص 195) عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عثمان بن طلحة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في الكعبة. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4932) والبيهقي (2/ 328 - 329) وأخرجه أحمد (3/ 410) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 272) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (612) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 256) والطبراني في "الكبير" (8398) وأبو نعيم في "الصحابة" (4932) من طرق عن حماد بن سلمة به. ولفظ أحمد: "أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل البيت فصلى ركعتين وجاهك حين تدخل بين الساريتين" ولفظ أبي نعيم نحوه. ¬

_ (¬1) 2/ 47

ولفظ ابن أبي عاصم والطبراني كلفظ الطيالسي. قال البيهقي: تفرد به حماد بن سلمة، وفيه إرسال بين عروة وعثمان " وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 294 وحديث أبى هريرة أخرجه البزار (كشف 1162) عن إبراهيم بن راشد الأدمي ثنا زيد بن عوف ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: لما كان يوم الفتح بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أم عثمان بن طلحة أن ابعثي إليّ بمفتاح الكعبة، فقالت: لا واللات والعزى لا أبعث به إليك، فقال قائل: أبعث إليها قسراً، فقال ابنها عثمان: يا رسول الله! إنها حديثة عهد بكفر، فابعثني إليها حتى آتيك به، قال: فذهب إليها فقال: يا أُمّتَاه! إنه قد جاء أمر غير الذي كان، وإنه إن لم تعطني المفتاح قتلت، قال: فأخرجته فدفعته إليه، فجاء به يسعى، فلما دنا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثر، فابتدر المفتاح من يده، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فجثا عليه بثوبه، فأخذه ثم جاء إلى الباب أحسبه قال: ففتحه، ثم قام عند أركان البيت وأرجائه يدعو، ثم صلى ركعتين بين الأسطوانتين. قال الهيثمي: وفيه زيد بن عوف، وهو ضعيف" المجمع 3/ 295 وحديث عبد الرحمن بن صفوان يرويه يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي عن مجاهد واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن يزيد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البيت، فلما خرج سألت من كان معه، فقالوا: صلى ركعتين عند السارية الوسطى عن يمينها، ورأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلتزم البيت ما بين الحجر والبيت، ورأيت الناس يلتزمون ما بين البيت إلى الحجر. أخرجه ابن سعد (5/ 461) وأحمد (3/ 431) وأبو داود (1898) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 141) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (781) والبزار (كشف 1163) وابن خزيمة (3017) وأبو نعيم في "الصحابة" (4600) والبيهقي (2/ 328 و5/ 92) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 463) والمزي (17/ 187 - 188) من طرق عن جرير به. وتابعه عَبيدة بن حُميد الكوفي ثني يزيد به. أخرجه أحمد (3/ 430) - وقال خالد بن عبد الله الطحان: عن يزيد عن مجاهد عن صفوان بن عبد الرحمن أو عبد الرحمن بن صفوان. أخرجه ابن خزيمة (4/ 334)

- وقال أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي: عن يزيد عن مجاهد عن ابن صفوان أنّ عبد الرحمن بن صفوان قال. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 156 - 157) - ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن يزيد واختلف عنه: • فرواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (727) عن ابن فضيل فقال فيه: عن ابن عبد الرحمن أو صفوان بن عبد الرحمن. • ورواه علي بن المنذر الكوفي عن ابن فضيل فقال فيه: عن عبد الرحمن أو صفوان بن عبد الرحمن. أخرجه ابن خزيمة (4/ 334) • ورواه الحميدي عن ابن فضيل فقال فيه: عن ابن صفوان أنّ عبد الرحمن بن صفوان قال. أخرجه ابن قانع (2/ 156) وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وحديث شيبة بن عثمان له عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن مسلم بن هُرْمُز المكي عن عبد الرحمن بن الزجاج قال: قلت لشيبة بن عثمان: يا أبا عثمان إنهم يزعمون أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل الكعبة فلم يصلِّ فيها، فقال: كذبوا، لقد صلى ركعتين بين العمودين ثم ألصق بهما بطنه وظهره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7190) عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الله بن مسلم به. قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن الزجاج ولم أجد من ترجمه" المجمع 3/ 295 قلت: إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن مسلم بن هرمز. الثاني: يرويه مسافع الحجبي واختلف عنه: - فقال العلاء بن أخضر العجلي الرام: ثنا مسافع (¬1) الحجبي ثني أبي عن جدي أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي خلف الأسطوانة الوسطى من البيت ركعتين، وفي البيت -أو قال: الكعبة- ثلاث أساطين. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8397) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا محمد بن عمر بن علي المُقَدَّمي ثنا العلاء بن أخضر به. ¬

_ (¬1) هو ابن عبد الله بن شيبة بن عثمان.

باب ما جاء في القبلة

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 3/ 296 قلت: العلاء بن أخضر ذكره الحافظ في "اللسان" ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعبد الله بن شيبة لم أقف له على ترجمة. - وقال أبو بشر: عن مسافع بن شيبة عن أبيه قال: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- الكعبة فصلى فيها ركعتين ... أخرجه ابن قانع (1/ 335) عن حامد بن محمد بن شعيب البلخي ثنا القواريري ثنا محمد بن حُمران ثنا أبو بشر به. وأبو بشر ما عرفته، ومحمد بن حمران القيسي صدوق، والباقون ثقات. باب ما جاء في القبلة 121 - (4915) قال الحافظ: وفي الترمذي من حديث عامر بن ربيعة ما يوافق قول الأولين لكن قال: ليس إسناده بذاك" (¬1) تقدم الكلام عليه في باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة. باب حك البزاق باليد من المسجد 122 - (4916) قال الحافظ: وحديث العُرْجون رواه أبو داود من حديث جابر" (¬2) أخرجه مسلم (4/ 2303 - 2304) وأبو داود (485) والبيهقي (2/ 294) من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله قال: أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا وفي يده عُرْجُون ابنِ طَابٍ، فرأى في قبلة المسجد نُخَامة فحكها بالعرجون، ثم أقبل علينا فقال: "أيكم يحب أن يُعرض الله عنه"؟ وذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 2/ 50 (¬2) 2/ 54

باب لا يبصق عن يمينه في الصلاة

باب لا يبصق عن يمينه في الصلاة 123 - (4917) قال الحافظ: وفي حديث طارق المحاربي عند أبي داود ما يرشد لذلك، فإنه قال فيه: "أو تلقاء شمالك إن كان فارغاً وإلا فهكذا وبزق تحت رجله ودلك" ولعبد الرزاق من طريق عطاء عن أبي هريرة نحوه" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 180) وعبد الرزاق (1688) وابن أبي شيبة (2/ 364) وفي "مسنده" (821) وأحمد (6/ 396) وأبو داود (478) وابن ماجه (1021) والترمذي (571) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1322) والبزار (كشف 2079) والنسائي (2/ 40) وفي "الكبرى" (805) وابن خزيمة (876 و877) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 44) وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (354) والطبراني في "الكبير" (8165 و8166 و8168 و8169 و8170 و8171 و8172) وفي "الأوسط" (3331) والحاكم (1/ 256) وأبو نعيم في "الصحابة" (3938) وابن حزم في "المحلى" (4/ 30 - 31) والبيهقي (2/ 292) وفي "الشعب" (10661) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 71) عن منصور بن المعتمر الكوفي والطبراني في "الكبير" (8167) عن زائدة بن قدامة الكوفي كلاهما عن رِبْعي بن حِراش ثنا طارق بن عبد الله المحاربي رفعه: "إذا كنت في صلاة فلا تبزق (¬2) تجاه (¬3) وجهك ولا عن يمينك، ولكن ابزق (¬4) تجاه (¬5) يسارك إذا ¬

_ (¬1) 2/ 56 (¬2) وفي لفظ: "تبصق" (¬3) وفي لفظ: "بين يديك"، وفي لفظ آخر: "أمامك" (¬4) في لفظ: "ابصق" وفي رراية، لأحمد وغيره: "وابصق خلفك وعن شمالك" هذه رواية يحيى القطان عن سفيان الثوري عن منصور، وقد انفرد بقوله: "خلفك" (¬5) وفي لفظ: "تلقاء"، وفي لفظ آخر: "عن".

باب كفارة البزاق في المسجد

كان فارغاً، وإلا (¬1) فتحت قدمك (¬2) اليسرى" (¬3). قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما أصلته من تفرد التابعي عن الصحابي" قلت: وهو كما قالا. وحديث أبي هريرة أخرجه عبد الرزاق (1680) عن ابن جريج عن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: إذا صليت فإنك تناجي ربك، فلا تبصق أمامك ولا عن يمينك، ولكن عن شمالك، فإن كان عن شمالك ما يشغلك فابصق تحت قدمك. وهو موقوف بإسناد صحيح. باب كفارة البزاق في المسجد 124 - (4918) قال الحافظ: وعند أبي داود من حديث عبد الله بن الشِّخِّير أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فبصق تحت قدمه اليسرى ثم دلكه بنعله" إسناده صحيح وأصله في مسلم" (¬4) أخرجه مسلم (554) وأبو داود (482 و483) باب دفن النخامة في المسجد 125 - (4919) قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث أبي أمامة في هذا الحديث: "فإنه يقوم بين يدي الله وملكه عن يمينه وقرينه عن يساره" (¬5) ضعيف ¬

_ (¬1) وفي لفظ لأحمد والنسائي: "إلا فهكذا، ودلك تحت قدمه" (¬2) زاد عبد الرزاق: "وأشار برجله، ففحص الأرض" وزاد أحمد: "وادلكه" (¬3) زاد ابن خزيمة: "ثم قل به" قال منصور: يعني ادلكه بالأرض. وزاد الطبراني في رواية: ثم قال: "هكذا" ومسح بالأرض. (¬4) 2/ 58 (¬5) 2/ 58

باب إذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه

أخرجه الطبراني في "الكبير" (7808) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا سهل بن عثمان ثنا المحاربي عن مُطَّرح بن يزيد عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فاستفتح الصلاة، فرأى نخاعة في القبلة، فخلع نعله ثم مشى إليها فحتها، ففعل ذلك ثلاث مرات، فلما قضى صلاته أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه في مقام عظيم بين يدي رب عظيم، يسال أمراً عظيماً الفوز بالجنة والنجاة من النار، وإن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه يقوم بين يدي الله مستقبل ربه، وملكه عن يمينه، وقرينه عن يساره، فلا يتفلنَّ أحدكم بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره تحت قدمه اليسرى، ثم ليعرك فليشدد عركه فإنما يعرك أذني الشيطان، والذي بعثني بالحق إذا تكشف بينكم وبينه الحجب أو يؤذن في الكلام شكاً مما يلقى من ذلك" وإسناده ضعيف لضعف مطرح بن يزيد الأسدي وعلي بن يزيد الألهاني. باب إذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه 126 - (4920) قال الحافظ: وكأنه أشار إلى ما في طرق الحديث المذكور وهو ما رواه مسلم من حديث جابر بلفظ: "وليبصق عن يساره وتحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا، ثم طوى بعضه على بعض" ولابن أبي شيبة وأبي داود من حديث أبي سعيد نحوه. وفسّره في رواية أبي داود بأن يتفل في ثوبه ثم يرد بعضه على بعض. والحديثان صحيحان لكنهما ليسا على شرط البخاري" (¬1) صحيح وحديث جابر تقدم قبل ثلاثة أحاديث. وحديث أبي سعيد له عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح عن أبي سعيد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعجبه العَرَاجين يُمسكها بيده، فدخل يوماً المسجد وفي يده منها واحدة، فرأى نُخامة في قبلة المسجد، فحتّها به حتى أنقاها، ثم أقبل على الناس مُغْضَباً، فقال: "أيحب أحدكم أن يستقبله الرجل فيبصقَ في وجهه، إنّ أحدكم إذا ¬

_ (¬1) 2/ 59

قام إلي الصلاة فإنما يستقبل به ربَّهُ، والملك عن يمينه، فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره تحت قدمه اليسرى، فإن عجلت به بادرة، فليقل هكذا" وتفل في ثوبه، وردّ بعضه ببعض. أخرجه الحميدي (729) وابن أبي شيبة (2/ 363 - 364) وأحمد (3/ 9 و24) وأبو داود (480) وأبو يعلى (993) وابن خزيمة (880) وابن حبان (2270 و2271) والحاكم (1/ 257) من طرق عن ابن عجلان به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم" قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلماً أخرج لابن عجلان في المتابعات ولم يحتج به (تهذيب التهذيب). الثاني: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: أتيت أبا سعيد فاجده يقوّم عراجين، فقلت: يا أبا سعيد ما هذه العراجين التي أراك تقوّم؟ قال: هذه عراجين جعل الله لنا فيها بركة، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبها ويتخصر بها فكنّا نقوّمها ونأتيه بها، فرأى بصاقاً في قبلة المسجد وفي يده عرجون من تلك العراجين فحكه وقال: "إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه فإنّ ربه أمامه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فإنْ لم يجد مبصقاً ففي ثوبه أو نعله" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 65) والبزار (كشف 620) وابن خزيمة (1660) وغيرهم من طريق فُليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة به. وفليح مختلف فيه، وسعيد وأبو سلمة ثقتان. الثالث: يرويه أبو نَضْرَة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد فَبَصرَ بنخامة في قبلة المسجد فاستبانها بعود كان معه، أو قَصَبَة، ثم أقبل على القوم يحرفون الغضب في وجهه، فقال: "من صاحب هذا؟ " فسكت القوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيحبّ أحدكم إذا قام في مصلاه أن يستقبله رجل فينخعَ في وجهه؟ " قالوا: يا رسول الله، ما نحبّ ذلك، قال: "فإنّ الله بين أيديكم، فلا يُواجهنّ أحدكم بشيء من الأذى بين يديه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه" أخرجه أبو يعلى (1081) عن وهب بن بقية الواسطي أنا خالد عن الجُرَيْري عن أبي نضرة به. ¬

_ (¬1) هو قطعة عن حديث طويل تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ النهار ثنتا عشرة ساعة".

باب القسمة وتعليق القنو في المسجد

ورواته ثقات، والجريري واسمه سعيد بن إياس كان قد اختلط، وقد احتج الشيخان برواية خالد بن عبد الله الواسطي عنه. الرابع: يرويه حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى نخامة في قبلة المسجد فحكّها بحصاة، ثم نهى أن يبزق الرجل عن يمينه أو أمامه، ولكن يبزق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى. أخرجه مسلم (548) 127 - (4921) قال الحافظ: واستدلوا له بحديث عن أم سلمة عند النسائي" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف التاء فانظر حديث "تَرِّب وجهك" باب القسمة وتعليق القنو في المسجد 128 - (4922) قال الحافظ: روى ابن أبي شيبة من طريق حميد بن هلال مرسلاً أنه كان مائة ألف وأنه أرسل به العلاء بن الحضرمي من خَرَاج البحرين. قال: وهو أول خراج حمل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 85 - 86) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 503) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 123 - 124) عن عمرو بن عاصم الكلابي كلاهما عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: بعث العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثمانمائة (¬3) ألف من خراج البحرين، وكان (¬4) أول خراج قدم به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر به فنثر على حصير في المسجد، وأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة فصلى، ثم جاء إلى المال فمثل عليه قائماً فلم يعط ساكتاً ولم يمنع سائلاً، فجعل الرجل يجيء فيقول: أعطني، فيقول: "خذ قبضة" (¬5) ثم يجيء الرجل فيقول: أعطني، فيقول: ¬

_ (¬1) 2/ 60 (¬2) 2/ 62 (¬3) وعند يعقوب "بثمانين ألفاً" (¬4) وعند يعقوب: "ما أتاه مال أكثر منه لا قبل ولا بعد" (¬5) وعند يعقوب: "فما كان يومئذ عدد ولا وزن ما كان إلا قبضاً"

باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية

"خذ قبضتين" ويجيء الرجل فيقول: أعطني، فيقول: "خذ ثلاث قبضات" فجاء العباس فقال: يا رسول الله أعطني من هذا المال، فإني أعطيت فداي وفداء عقيل يوم بدر، ولم يكن لعقيل مال، قال: فأخذ يبسط خميصة كانت عليه، وجعل يحثي من المال، فحثى فيها ثم قام به فلم يطق حمله، فقال: يا رسول الله! احمل علي، فنظر إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتبسم حتى بدا ضاحكه، وقال: "أنقص من المال وقم بقدر ما تطيق" فلما ولى العباس قال: أما إحدى اللتين وعدنا الله فقد أنجز لنا إحداهما، ونحن ننتظر الأخرى، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} [الأنفال: 70] إلى آخر الآية، فقد أنجزها الله لنا ونحن ننتظر الأخرى (¬1). السياق لابن أبي شيبة. - ورواه أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال واختلف عنه: • فرواه ابن سعد (4/ 15 - 16) عن هاشم عن سليمان عن حميد مرسلاً. • ورواه موسى بن سهل بن كثير الحرفي الوشاء عن هاشم عن سليمان عن حميد عن أبي بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه. أخرجه الحاكم (3/ 329 - 330) وتابعه الحسين بن الحارث الأهوازي ثنا هاشم به. أخرجه الحاكم (3/ 330) وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال. باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية 129 - (4923) قال الحافظ: ولمسلم من حديث جُنْدَب أنه -صلى الله عليه وسلم- قال نحو ذلك قبل أن يتوفى بخمس، وزاد فيه: "فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك" (¬2) ¬

_ (¬1) زاد يعقوب: "فما زال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماثلاً على ذلك المال حتى ما بقي منه درهم، وما بعث إلى أهله بدرهم. قال: ثم أتى الصلاة فصلى" (¬2) 2/ 70

باب الصلاة في مواضع الإبل

أخرجه مسلم (532) من طريق عبد الله بن الحارث النجراني قال: حدثني جندب قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإنّ الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك". باب الصلاة في مواضع الإبل 130 - (4924) قال الحافظ: كأنه يشير إلى أنَّ الأحاديث الواردة في التفرقة بين الإبل والغنم ليست على شرطه لكن لها طرق قوية، منها: حديث جابر بن سَمُرَة، وحديث البراء بن عازب عند أبي داود، وحديث أبي هريرة عند الترمذي، وحديث عبد الله بن مغفل عند النسائي، وحديث سَبْرَة بن معبد عند ابن ماجه، وفي معظمها التعبير بمعاطن الإبل، ووقع في حديث جابر بن سمرة والبراء: "مبارك الإبل" ومثله في حديث سليك عند الطبراني، وفي حديث سبرة وكذا في حديث أبي هريرة عند الترمذي: "أعطان الإبل" وفي حديث أسيد بن حضير عند الطبراني: "مناخ الإبل" وفي حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد: "مرابد الإبل" (¬1) صحيح ورد من حديث جابر بن سمرة ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبد الله بن مغفل ومن حديث سَبْرة بن معبد ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث طلحة بن عبيد الله. فأما حديث جابر بن سمرة فتقدم في باب من لم يتوضأ من لحم الشاة، وباب أبوال الإبل والدواب والغنم. وأما حديث البراء فيرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن عبد الله الرازي قاضي الري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 2/ 73

• فقال الأعمش: سمعت عبد الله بن عبد الله يحدث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الوضوء من لحوم الإبل، فقال: "توضئوا منها" وسئل عن لحوم الغنم، فقال: "لا توضئوا منها" وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل، فقال: "لا تصلوا في مبارك الإبل، فإنها من الشياطين" وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم، فقال: "صلوا فيها فإنها بركة". أخرجه الطيالسي (ص 100) وعبد الرزاق (1596) وابن أبي شيبة (1/ 384 و14/ 149) وأحمد (4/ 288 و303) وأبو داود (184) وابن ماجه (494) والترمذي (81) وفي "العلل" (1/ 151) وابن الجارود (26) وابن خزيمة (32) والطوسي في "مختصر الأحكام" (68) وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 138) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 384) وابن حبان (1128) وابن حزم في "المحلى" (1/ 328) والبيهقي (1/ 159 و2/ 449) وفي "معرفة السنن" (1/ 453 - 454) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 350) والخطيب في "الموضح" (2/ 185 - 186) من طرق (¬1) عن الأعمش به. قال إسحاق بن راهويه: صح في هذا الباب حديثان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حديث البراء، وحديث جابر بن سمرة" سنن الترمذي 1/ 125 وقال أحمد بن حنبل: حديث صحيح" الأوسط لابن المنذر 1/ 140 - التمهيد 4/ 349 وقال ابن خزيمة: لم نر خلافاً بين علماء أهل الحديث أنّ هذا الخبر صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه" وقال ابن المنذر: والوضوء من لحوم الإبل يجب، لثبوت حديثي البراء وجابر وجودة إسنادهما" وقال ابن حزم: عبد الله بن عبد الله الرازي ثقة" وقال في موضع آخر: إسناده في غاية الصحة" 4/ 34 قال: وهو كما قالوا، وعبد الله بن عبد الله وثقه أيضاً أحمد والعجلي وابن حبان وابن نمير وغيرهم. ¬

_ (¬1) رواه سفيان الثوري وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير وعبد الله بن إدريس الأودي ومُحَاضر بن المُوَرِّع الهَمْداني عن الأعمش هكذا. ورواه مَعْمر بن راشد عن الأعمش عن رجل عن عبد الرحمن عن البراء. أخرجه عبد الرزاق (1597)

• وقال عُبيدة بن مُعَتِّب الضبي: عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ذي الغرة. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2667) وعبد الله بن أحمد (¬1) في "زيادات المسند" (4/ 67 و5/ 112) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 950 - المطالب 157) وأبو نعيم في "الصحابة" (2622) وابن الأثير في "أسد الغاية" (2/ 175 - 176) قال الترمذي: ذو الغرة لا يدرى من هو" العلل 1/ 153 قلت: وعبيدة بن معتب قال ابن معين وأبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. • وقال شعبة: عن عبد الله بن عبد الله عن أبي ليلى عن البراء. أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 86) - وقال أبو حمزة محمد بن ميمون السكري: عن جابر بن يزيد الجُعْفى عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سليك الغطفاني. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1281) والطبراني في "الكبير" (6713) وابن عدي (3/ 1304 - 1305) وأبو نعيم في "الصحابة" (3648) وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن جابر غير أبي حمزة" وقال أبو نعيم: صوابه ابن أبي ليلى عن البراء" قلت: وجابر الجعفي كذبه ابن معين وغير واحد. - وقال محمد بن عمران بن أبي ليلى: ثنا أبي عن ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن يعيش الجهني -يعرف بذي الغرة-. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2623) قال: ثنا جعفر بن محمد بن عمرو في جماعة قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن عمران به. وأخرجه ابن عبد البر (3/ 351) من طريق شيبان بن عبد الله بن شيبان ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن عمران ثنا ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جابر بن سمرة. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده في الموضع الأول وكذا أبو يعلى: عن عبيدة بن معتب، ومن طريق عبد الله أخرجه أبو نعيم وابن الأثير، فاثبته أبو نعيم، وأسقطه ابن الأثير.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. - ورواه الحجاج بن أرطاة واختلف عنه: • فقال عباد بن العوام الواسطي: أنا الحجاج ثنا عبد الله بن عبد الله مولى بني هاشم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير. أخرجه أحمد (4/ 352) وابن ماجه (496) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 383 - 384) وابن أبي حاتم في "العلل" (38) والطبراني في "الكبير" (559) وتابعه أبو العوام عمران بن دَاوَر القطان عن الحجاج به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (560) وفي "الأوسط" (7403) • وقال حماد بن سلمة: عن الحجاج عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أسيد بن حضير. أخرجه أحمد (4/ 352) والحارث (البغية 98) والطبراني في "الكبير" (558) من طرق عن حماد به. وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة. قال الترمذي: روى الحجاج بن أرطاة هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير. وحديث الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء أصح. وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أسيد، فخالف حماد أصحاب الحجاج وأخطأ فيه. وروى عبيدة الضبي هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ذي الغرة، وذو الغرة لا يُدرى من هو، وحديث الأعمش أصح" السنن 1/ 123 - 124 والعلل 1/ 152 - 153 وقال أبو حاتم: الصحيح ما رواه الأعمش عن عبد الله عن عبد الرحمن عن البرء، والأعمش أحفظ" العلل 1/ 25 وقال البيهقي: هذا حديث قد أقام الأعمش إسناده عن عبد الله بن عبد الله، وأفسده الحجاج بن أرطاة فرواه عن عبد الله عن عبد الرحمن عن أسيد، وأفسده عبيدة الضبي فرواه عن عبد الله عن عبد الرحمن عن ذي الغرة. والحجاج وعبيدة ضعيفان.

والصحيح حديث الأعمش، قاله الترمذي وغيره من الحفاظ" معرفة السنن 1/ 454 - 455 وقال البوصيري: المحفوظ في هذا الحديث الأعمش عن عبد الله عن عبد الرحمن عن البراء" المصباح 1/ 71 قلت: وهو كما قالوا. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه هشام بن حسان البصري ثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا حضرت الصلاة فلم تجدوا إلا مرابض الغنم وأعطان الإبل، فصلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 385 و14/ 150) وأحمد (2/ 451 و491) والدارمي (1398) وابن ماجه (768) والترمذي (348) وابن خزيمة (795) والطوسي (325) وأبو عوانة (1/ 402) والطحاوي (1/ 384) وابن حبان (1384 و1700 و1701 و2314 و2317) وابن حزم (4/ 34) والبيهقي (2/ 449) والبغوي في "شرح السنة" (503) من طرق عن هشام به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه أبو بكر بن عياش عن أبي حَصِين عن أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (349) وفي "العلل" (1/ 247) وابن خزيمة (¬1) (796) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمداني ثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وسألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: رواه إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً" وأما حديث عبد الله بن مغفل فأخرجه الطيالسي (ص 123) والشافعي في "الأم" (1/ 80) وعبد الرزاق (1602) وابن أبي شيبة (1/ 384 و14/ 149) وأحمد (4/ 85 و86 و5/ 54 و55 و56 - 57) وابن ماجه (769) والنسائي (2/ 44) وفي "الكبرى" (814) والروياني (898) وأبو يعلى (الإتحاف 1663) والطحاوي (1/ 384) وابن حبان (1702) ¬

_ (¬1) سقط منه عن أبي حصين.

والبيهقي (2/ 449) وفي "معرفة السنن" (3/ 406 - 407) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 293) والبغوي في "شرح السنة" (504) من طرق (¬1) عن الحسن البصري عن عبد الله بن مغفل مرفوعاً: "صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في اعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين" لفظ ابن أبي شيبة وغيره. ولفظ أحمد وأبي يعلى: "لا تصلوا في عطن الإبل فإنها من الجن خلقت، ألا ترون عيونها وهبابها (¬2) إذا نفرت، وصلوا في مُرَاح (¬3) الغنم فإنها هي أقرب من الرحمة" وفي لفظ لأحمد: "إذا حضرت الصلاة وأنتم في مرابض الغنم فصلوا، وإذا حضرت وأنتم في أعطان الإبل فلا تصلوا، فإنها خلقت من الشياطين" قال ابن حزم: إسناده في غاية الصحة" المحلى 4/ 34 وقال النووي: حديث حسن رواه البيهقي بإسناد حسن" الخلاصة 1/ 317 قلت: الحسن مدلس ولم يذكر سماعاً من ابن مغفل. - ورواه قتادة واختلف عنه: • فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قادة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل. أخرجه أحمد (5/ 55) وعبد بن حميد (501) والمحاملي (85) والبيهقي (2/ 448) • ورواه مَعْمر عن قتادة مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (1595) وأما حديث سبرة بن معبد فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 385 و14/ 150) وأحمد (3/ 404 و405) وابن ماجه (770) وإبن أبي عاصم في "الآحاد" (2570 و2571) وأبو يعلى (940) والطبراني في "الكبير" (6543 و6544 و6545 و6553) والدارقطني (1/ 275 و276) والبيهقي (2/ 449) والبغوي في "شرح السنة" (502) والمزي (18/ 307) ¬

_ (¬1) رواه يونس بن عبيد البصري وعبيد الله بن طلحة بن عبد الله بن طلحة وأبو سفيان بن العلاء ومبارك بن فضالة وعمرو بن عبيد وأشعث عن الحسن عن ابن مغفل به. وخالفهم مَعْمر بن راشد فرواه عن الحسن مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (1595) (¬2) ولفظ أبي يعلى: "هيأتها" (¬3) ولفظ أبي يعلى: "مرابد"

من طرق عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُصلى في أعطان الإبل، ورخص أن يُصلى في مُرَاح الغنم. وإسناده ضعيف لضعف عبد الملك بن الربيع. وأما حديث ابن عمرو فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في مرابض الغنم ... " وأما حديث ابن عمر فيرويه عطاء بن السائب عن محارب بن دِثَار عن ابن عمر، واختلف عنه في رفعه ووقفه: - فرواه أبو النضر يحيى بن كثير البصري عن عطاء مرفوعاً بلفظ: "توضؤوا من لحوم الإبل، ولا توضئوا من لحوم الغنم" ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 28) - ورواه محمد بن إسحاق المدني عن عطاء موقوفاً، وصرح ابن إسحاق بالتحديث من عطاء. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 139) وابن أبي حاتم في "العلل" (48) وقال عن أبيه: حديث ابن إسحاق أشبه موقوف" - ورواه بقية بن الوليد فرفعه، لكن اختلف عنه في شيخه: • فقال يزيد بن عبد ربه الحمصي: ثنا بقية عن خالد بن يزيد بن عمر بن هُبيرة الفزاري عن عطاء بن السائب قال: سمعت محارب بن دِثَار يقول: سمعت ابن عمر رفعه: "توضئوا من لحوم الإبل، ولا تتوضئوا من لحوم الغنم، وتوضئوا من ألبان الإبل، ولا توضئوا من ألبان الغنم، وصلوا في مُرَاح الغنم، ولا تصلوا في مَعَاطن الإبل" أخرجه ابن ماجه (497) قال البوصيري: هذا إسناد فيه بقية وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة، وشيخه خالد مجهول الحال" المصباح 1/ 72 • وقال نصير بن كثير الكشي الجرجاني: ثنا بقية ثنا عبيد أو عتبة بن قيس الهاشمي ثني عطاء به. أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 477) وعبيد أو عتبة لم أر من ترجمه.

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا

• وقال محمد بن مُصَفى الحمصي: عن بقية ثني فلان قد سماه عن عطاء به. قاله أبو حاتم (العلل 1/ 28) وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 94 - 95) من طريق الربيع بن بدر التميمي عن الجُرَيري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً: "إذا أدركتك الصلاة وأنت في مرابض الغنم فصل، وإذا أدركتك وأنت في أعطان الإبل فاخرج منها" وإسناده واه، الربيع بن بدر قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما حديث طلحة فأخرجه الحميدي (الإتحاف 944 و945 - المطالب 155/ 3 و4) عن معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت ليثاً يحدث عن مولى لموسى بن طلحة أو عن ابن لموسى بن طلحة عن أبيه عن جده طلحة رفعه: "لا يُصلى في أعطان الإبل" وقال: "أتوضأ من لحوم الإبل، ولا أصلي في أعطانها" وأخرجه أبو يعلى (632) عن إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرة البصري ثنا معتمر بن سليمان به. ولفظه: "كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ من ألبان الإبل ولحومها، ولا يصلي في أعطانها، ولا يتوضأ من لحوم الغنم وألبانها، ويصلي في مرابضها" ورواه إسحاق (الإتحاف 946 - المطالب 1/ 155) عن معتمر بن سليمان فلم يقل: عن أبيه. وقال: ذكره المعتمر لغيري عن أبيه عن جده. قال البوصيري: مدار طرق هذه الأسانيد على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" الإتحاف 1/ 477 باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً 131 - (4925) قال الحافظ: ويؤيده قوله في رواية مسلم من طريق جُنْدَب: "كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد" (¬1) تقدم قبل حديث. ¬

_ (¬1) 2/ / 79

باب من بنى لله مسجدا

باب من بنى لله مسجداً 132 - (4926) قال الحافظ: ووقع في رواية أنس عند الترمذي: "صغيراً أو كبيراً" (¬1) أخرجه الترمذي (319) والدولابي في "الكنى" (2/ 45) والطوسي في "مختصر الأحكام" (300) من طرق عن نوح بن قيس الحُدَّاني عن أبي عمرو عبد الرحمن الحداني الحفاظ مولى قيس عن زياد النُّمَيري عن أنس مرفوعاً: "من بنى لله مسجداً في الدنيا، صغيراً كان أو كبيراً، بنى الله له بيتاً في الجنة" وإسناده ضعيف لضعف زياد بن عبد الله النميري، وعبد الرحمن مولى قيس مجهول كما في "التقريب". 133 - (4927) قال الحافظ: زاد ابن أبي شيبة في حديث الباب من وجه آخر عن عثمان: "ولو كَمِفْحَصِ قَطَاة" وهذه الزيادة أيضاً عند ابن حبان والبزار من حديث أبى ذر، وعند أبي مسلم الكَجِّي من حديث ابن عباس، وعند الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس وابن عمر، وعند أبي نعيم في "الحلية" من حديث أبي بكر الصديق، ورواه ابن خزيمة من حديث جابر بلفظ: "كمفحص قطاة أو أصغر" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة" 134 - (4928) قال الحافظ: وروى البيهقي في "الشعب" من حديث عائشة نحو حديث عثمان، وزاد: قلت: وهذه المساجد التي في الطرق؟ قال: نعم. وللطبراني نحوه من حديث أبي قِرْصَافة، وإسنادهما حسن" (¬3) حديث عائشة أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 131 - 132) ومسدد (المطالب 365/ 1) وابن أبي شيبة (3133) وابن أبي عمر (المطالب 365/ 2) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 332) والبزار (كشف 404) والطحاوي في "المشكل" (1556) والعقيلي (4/ 3) والطبراني في "الأوسط" (6582) والبيهقي في "الشعب" (2678) والخطيب في "تلخيص ¬

_ (¬1) 2/ 91 (¬2) 2/ 91 (¬3) 2/ 91

المتشابه" (1/ 152 - 153) والواحدي في "الوسيط" (2/ 484) من طرق عن كثير بن عبد الرحمن العامري الكوفي المؤذن قال: حدثني عطاء بن أبي رباح قال: حدثتنا عائشة رفعته: "من بنى مسجداً لله (¬1) بنى الله له بيتاً في الجنة" قلت: يا رسول الله! وهذه المساجد التي في طريق مكة؟ قال: "وتلك" قال العقيلي: كثير المؤذن لا يتابع عليه، وهذا يُروى بغير هذا الإسناد بإسناد أصلح من هذا" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا كثير بن عبد الرحمن" قلت: تابعه المثنى بن الصَّبَّاح اليماني عن عطاء عن عائشة مرفوعاً: "من بنى مسجداً لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتاً في الجنة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7001) من طريق هشام بن عمار الدمشقي ثنا محمد بن عيسى بن سُميع عن المثنى به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن المثنى إلا محمد بن عيسى، تفرد به هشام بن عمار، ولم يروه عن عطاء عن عائشة إلا كثير بن عبد الرحمن الكوفي والمثنى بن الصباح" قلت: وهما ضعيفان. وحديث أبي قرصافة أخرجه الطبراني في "الكبير" (2521) وأبو نعيم في "الصحابة" (6961) من طريق أيوب بن علي بن الهَيْصَم الكناني ثنا زياد بن سيار عن عزة بنت عياض بن أبي قرصافة قالت: سمعت أبا قرصافة رفعه: "ابنوا المساجد، وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة" قال رجل: يا رسول الله! وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: "نعم، وإخراج القمامة منها مهور الحور العين" قال الهيثمي: في إسناده مجاهيل" المجمع 2/ 9 وقال الألباني: أيوب وزياد وعزة ليس لهم ذكر في شيء من كتب الرجال" الضعيفة 4/ 170 قلت: أيوب بن علي ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وقال عن أبيه: شيخ. وزياد بن سيار ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعزة ذكرها ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) زاد أبو عبيد وابن أبي عمر والواحدي: "ولو قدر مفحص قطاة"

135 - (4929) قال الحافظ: وقد روى أحمد من حديث واثلة بلفظ: "بنى الله له في الجنة أفضل منه" وللطبراني من حديث أبي أمامة بلفظ: "أوسع منه" (¬1) حديث واثلة أخرجه أحمد بن حنبل وابنه (3/ 490) وأحمد بن منيع (الإتحاف 1375) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 71) والطبراني في "الكبير" (22/ 88 - 89) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2298) من طرق عن أبي عبد الملك الحسن بن يحيى الخُشَني عن بشر بن حيان الخشني قال: أتانا واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجداً فوقف علينا فسلم: ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من بنى لله مسجداً يُصلى فيه بنى الله له بيتاً في الجنة أفضل منه" والحسن بن يحيى مختلف فيه: قواه دحيم وغيره، وضعفه النسائي وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين. وبشر بن حيان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وحديث أبي أمامة أخرجه الطبراني في "الكبير" (7889) من طريق صدقة بن خالد الدمشقي ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً: "من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة أوسع منه" وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. وفي الباب عن ابن عمرو وعن سلمان وعن أسماء بنت يزيد فأما حديث ابن عمرو فأخرجه مسدد (الإتحاف 1365) وأحمد (2/ 112) وأبو يعلى (الإتحاف 1366) من طريق حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "من بنى لله مسجداً بُني له بيت أوسع منه في الجنة" اللفظ لأحمد وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة. وأما حديث سلمان فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 188) عن يعقوب بن إسحاق ثنا أبي ثنا القاسم بن الفضل ثنا أبان بن فيروز عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعاً: "من بنى لله مسجداً في الدنيا بنى الله له أوسع منه في الجنة" ¬

_ (¬1) 2/ 92

باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد

وإسناده واه، أبان هو ابن أبي عياش قال الفلاس وغيره: متروك الحديث. وأما حديث أسماء بنت يزيد فأخرجه أحمد (6/ 461) عن سويد بن عمرو الكلبي ثنا أبان العطار ثني يحيى بن أبي كثير عن محمود بن عمرو عن أسماء بنت يزيد مرفوعاً: "من بنى لله مسجداً فإنّ الله يبني له بيتاً أوسع منه في الجنة" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 185 - 186) و"الأوسط" (8454) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكي ثنا أبان بن يزيد به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى إلا أبان، تفرد به موسى بن إسماعيل، ولا يُروى عن أسماء إلا بهذا الإسناد" كذا قال: إنّ موسى بن إسماعيل تفرد به، وقد تابعه سويد بن عمرو كما تقدم. ومحمود بن عمرو هو ابن يزيد بن السكن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: ضعيف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة. والباقون ثقات، لكن يحيى مدلس وقد عنعن. باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد 136 - (4930) قال الحافظ: ونظير ما جنح إليه ما قاله ابن مسعود لأم يعقوب في قصة الواشمة: مالي لا ألعن من لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في كتاب الله. ثم استدل على كونه في كتاب الله بقوله تعالى. {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7] " (¬1) أخرجه البخاري (فتح 12/ 500). باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان 137 - (4931) قال الحافظ: ورواه البيهقي بإسناد حسن من حديث ابن بُريدة عن أبيه فسماها "أم محجن" وأفاد أنّ الذي أجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سؤاله عنها أبو بكر الصديق. ¬

_ (¬1) 2/ 97

باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد

وقال: وفي حديث بريدة المتقدم. كانت مولعة بلقط القذى من المسجد" (¬1) أخرجه البيهقي (4/ 48) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا مهران بن أبي عمر ثنا أبو سنان سعيد بن سنان الشيباني عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّ على قبر جديد حديث عهد بدفن ومعه أبو بكر، فقال: "قبر من هذا؟ " فقال أبو بكر: يا رسول الله! هذه أم محجن كانت مولعة بلقط القذى من المسجد، فقال: "أفلا آذنتموني" فقالوا: كنت نائماً فكرهنا أن نهيجك، قال: "فلا تفعلوا فإن صلاتي على موتاكم نور لهم في قبورهم" قال: فصفّ أصحابه فصلى عليها. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد. واختلف فيه على علقمة بن مرثد، فرواه يحيى بن أبي أنيسة الجزري عن علقمة بن مرثد عن رجل من أهل المدينة قال: كانت امرأة من أهل المدينة يقال لها: مِحْجَنَة، وكانت تقمّ المسجد، فتفقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأُخبر أنها قد ماتت، فقال: "ألا آذنتموني بها؟ " فخرج فصلى عليها وكبر أربعاً. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7854) ويحيى بن أبي أنيسة قال أحمد وغير واحد: متروك الحديث. باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد 138 - (4932) قال الحافظ: ولمسلم من حديث أبي الدرداء: "جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي" وللنسائي من حديث عائشة: "فأخذته فصرعته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي" (¬2) حديث أبي الدرداء أخرجه مسلم (542) من طريق أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله الخَوْلاني عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمعناه يقول: "أعوذ بالله منك" ثم قال. "ألعنك بلعنة الله" ثلاثاً، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا ¬

_ (¬1) 2/ 99 (¬2) 2/ 101

باب رفع الصوت في المسجد

رسول الله! قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك. قال: "إنّ عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك. ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر. ثلاث مرات، ثم أردت أن آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة" وحديث عائشة: أخرجه إسحاق في "مسنده" (1453) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقاً حتى يراه الناس" وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11439) عن إسحاق به. ورواته ثقات غير أبي بكر بن عياش، وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وقد احتج البخاري بروايته عن حصين بن عبد الرحمن السلمي. باب رفع الصوت في المسجد 139 - (4933) قال الحافظ: ووردت أحاديث في النهي عن رفع الصوت في المساجد لكنها ضعيفة، أخرج ابن ماجه بعضها فكأنّ المصنف أشار إليها" (¬1) انظر حديث: "جنبوا مساجدكم صيانكم ومجانينكم ... " في المجموعة الأولى. باب الاستلقاء في المسجد 140 - (4934) قال الحافظ: وفي قوله عن حديث النهي: ليس في الكتب الصحاح، إغفال فإنّ الحديث عند مسلم في اللباس من حديث جابر" (¬2) أخرجه مسلم (3/ 1662) من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً رفعه: " ... ولا تضع إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت" ¬

_ (¬1) 2/ 107 (¬2) 2/ 109

باب سترة الإمام سترة من خلفه

باب سُتْرة الإمام سُترة من خلفه 141 - (4935) قال الحافظ: واستدل به على أنّ مرور الحمار لا يقطع الصلاة فيكون ناسخاً لحديث أبي ذر الذي رواه مسلم في كون مرور الحمار يقطع الصلاة، وكذا مرور المرأة والكلب الأسود" (¬1) أخرجه مسلم (510) من طريق عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر مرفوعاً: "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثلُ آخرة الرَّحْل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود" قلت: يا أبا ذر! ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي! سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما سألتني فقال: "الكلب الأسود شيطان" باب الصلاة بين السواري في غير جماعة 142 - (4936) قال الحافظ: وفيه نظر لورود النهي الخاص عن الصلاة بين السواري، كما رواه الحاكم عن حديث أنس بإسناد صحيح، وهو في السنن الثلاثة، وحسنه الترمذي" (¬2) ورد من حديث أنس ومن حديث قرة بن إياس المزني فأما حديث أنس فأخرجه عبد الرزاق (2489) عن سفيان الثوري عن يحيى بن هانىء ثني عبد الحميد بن محمود قال: كنت مع أنس بن مالك، فوقفنا بين السواري، فتأخرنا، فلما صلينا قال أنس: إنا كنا نتقي هذا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 181) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 369) وأحمد (3/ 131) وأبو داود (673) والترمذي (229) والنسائي (2/ 73) وفي "الكبرى" (895) وابن خزيمة (1568) والطوسي في ¬

_ (¬1) 2/ 118 (¬2) 2/ 124

باب يرد المصلي من مر بين يديه

"مختصر الأحكام" (212) وابن حبان (218) والحاكم (1/ 210 و218) والبيهقي (3/ 104) والمزي (16/ 459) من طرق عن سفيان به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: حديث صحيح" قلت: وهو كما قالا، ويحيى بن هانىء هو ابن عروة المرادي، وعبد الحميد بن محمود هو المِعْوَلي. وأما حديث قرة بن إياس فأخرجه الطيالسي (ص 144) عن هارون بن مسلم أبي مسلم البصري ثنا قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نُطرد طرداً أن نقوم بين السواري في الصلاة. وأخرجه ابن ماجه (1002) والبزار (3312) والروياني (950) والدولابي في "الكنى" (2/ 113) والبيهقي (3/ 104) والمزي (30/ 105) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه ابن ماجه (1002) وابن خزيمة (1567) وابن حبان (2219) والطبراني في "الكبير" (19/ 21) والحاكم (1/ 218) عن أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة الشّعِيري والبزار (3313) وابن خزيمة (1567) وابن حبان (2219) والطبراني (19/ 21) عن يحيى بن حماد البصري قالا: ثنا هارون بن مسلم أبي مسلم به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة إلا هارون، ولا نعلم أسند قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه غير هذا الحديث" وقال الحاكم: إسناده صحيح" قلت: هارون قال أبو حاتم: مجهول، وقتادة مدلس وقد عنعن. باب يرد المصلي من مرّ بين يديه 143 - (4937) قال الحافظ: ونحوه لمسلم من حديث ابن عمر: "فإنّ معه القرين" (¬1) ¬

_ (¬1) 2/ 130

باب إثم المار بين يدي المصلي

أخرجه مسلم (506) من طريق صدقة بن يسار الجَزَري عن ابن عمر مرفوعاً: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحداً يمرّ بين يديه، فإن أبى فليقاتله، فإنّ معه القرين" باب إثم المار بين يدي المصلي 144 - (4938) قال الحافظ: وفي ابن ماجه وابن حبان من حديث أبي هريرة: "لكان أن يقف مائة عام خير له من الخطوة التي خطاها" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 115) وعنه ابن ماجه (946) عن وكيع وعبد بن حميد (1452) - عن عمر بن سعد الحَفَري والطحاوي في "المشكل" (87) عن علي بن قادم الخزاعي وابن حبان (2365) عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي وابن خزيمة (2/ 14) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدني وأحمد (2/ 371) وابن خزيمة (814) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري كلهم عن عبيد الله (¬2) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوْهَب عن عمه عبيد الله بن عبد الله (¬3) بن موهب عن أبي هريرة مرفوعاً: "لو يعلم أحدكم ما له في أن يمشي بين يدي ¬

_ (¬1) 2/ 132 (¬2) وفي حديث أبي أحمد الزبيري: عبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن. (¬3) وفي حديث أبي أحمد: عبد الرحمن.

باب الصلاة خلف النائم

أخيه معترضاً، وهو يناجي ربه، لكان أن يقف في ذلك المقام مائة عام أحبّ إليه من الخطوة التي خطا" قال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح" الترغيب 1/ 377 قلت: عبيد الله (¬1) بن عبد الرحمن مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه. وذكره العقيلي وابن الجوزي في "الضعفاء" وقال يعقوب بن شيبة: فيه ضعف، وقال النسائي: ليس بذاك القوي. واختلف فيه قول ابن معين. وعمه وثقه ابن حبان، وقال أحمد والجوزجانى: لا يعرف، وقال الشافعي: لا نعرفه، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول. باب الصلاة خلف النائم 145 - (4939) قال الحافظ: وكأنه أشار أيضاً إلى تضعيف الحديث الوارد في النهي عن الصلاة إلى النائم، فقد أخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن عباس، وقال أبو داود: طرقه كلها واهية، يعني حديث ابن عباس، انتهى. وفي الباب عن ابن عمر أخرجه ابن عدي، وعن أبي هريرة أخرجه الطبراني في "الأوسط" وهما واهيان أيضاً" (¬2) تقدم الكلام على هذه الأحاديث في باب الصلاة على الفراش. ¬

_ (¬1) واختلف عنه، فرواه سفيان الثوري عنه قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يقول: سمعت أبا هريرة. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 150) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 299) من طريق أبي قتيبة سلم بن قتية الشَّعيري ثنا سفيان به. وقال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا أبو قتيبة" قلت: وحديث وكيع ومن تابعه أصح. (¬2) 2/ 134

باب من قال لا يقطع الصلاة شيء

باب من قال لا يقطع الصلاة شيء 146 - (4940) قال الحافظ: والجملة المترجم لها أوردها في الباب صريحاً من قول الزهري، ورواها مالك في "الموطأ" عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه من قوله، وأخرجها الدارقطني مرفوعة من وجه آخر عن سالم، لكن إسنادها ضعيف، ووردت أيضاً مرفوعة من حديث أبي سعيد عند أبي داود، ومن حديث أنس وأبي أمامة عند الدارقطني، ومن حديث جابر عند الطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد كل منهما ضعف" (¬1) روي من حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة فأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (1/ 367 - 368) وابن الجوزي في "العلل" (761) من طريق إبراهيم بن يزيد الخُوْزِي ثنا سالم بن عبد الله عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر قالوا: "لا يقطع صلاة المسلم شيء، وادرأ ما استطعت" قال ابن الجوزي: هذا الحديث ليس بصحيح، قال أحمد النسائي: إبراهيم الخوزي متروك، وقال ابن معين: ليس بشيء" وقال في "التحقيق": هذا الحديث ضعيف، ثم ذكر كلام النسائي وابن معين" تنقيح التحقيق 2/ 954 وقال الحافظ في "الدراية" (1/ 178): إسناده ضعيف". قلت: رواه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قوله. أخرجه مالك (1/ 156) وعبد الرزاق (2366) وابن أبي شيبة (1/ 280) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 463) والطبراني في "مسند الشاميين" (3173 و3174) والبيهقي (2/ 278 و278 - 279) وتابعه عبيد الله بن عمر العُمَري عن سالم به. أخرجه الطحاوي (1/ 463) والدارقطني (1/ 368) وهذا أصح. ¬

_ (¬1) 2/ 135

قال البيهقي: الصحيح موقوف" وأما حديث أبي سعيد فيرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني عن أبي الودّاك جبر بن نوف عن أبي سعيد، واختلف عن مجالد في رفعه ووقفه: - فرواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم فإنه شيطان" أخرجه ابن أبي شيبة (2855) وأبو داود (719) والدارقطني (1/ 368) والبيهقي (2/ 278) والبغوي (550) وابن الجوزي في "العلل" (762) وتابعه مُحاضر بن المُورِّع الهَمْداني ثنا مجالد به. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 106) - ورواه عبد الرحمن بن زياد البصري عن مجالد موقوفاً. أخرجه أبو داود (720) والبيهقي (2/ 278) وإسناده ضعيف لضعف مجالد. قال ابن الجوزي: هذا الحديث ليس بصحيح، قال أحمد: مجالد ليس بشيء، وقال ابن حبان: يقلب أسانيد فيرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به" وقال في "التحقيق": هذا الحديث ضعيف، فيه مجالد وقد ضعفه ابن معين والنسائي والدارقطني ... " تنقيح التحقيق 2/ 954 وقال الحافظ في "الدراية" (1/ 178): وفي إسناده مجالد وهو لين" وأما حديث أنس فأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (8) ومحمد بن المظفر في زياداته على "مسند عمر بن عبد العزيز" للباغندي (9) والبيهقي (2/ 277 - 278) من طريق أبي عمرو إدريس بن يحيى الخَوْلاني عن بكر بن مضر عن صخر بن عبد الله بن حرملة أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بالناس، فمرّ بين أيديهم حمار، فقال عياش بن أبي ربيعة: سبحان الله سبحان الله سبحان الله، فلما سلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من المُسَبِّح آنفاً سبحان الله" قال: أنا يا رسول الله، إني سمعت أنّ الحمار يقطع الصلاة، قال: "لا يقطع الصلاة شيء" قال ابن الجوزي في "التحقيق": هذا الحديث ضعيف، فيه صخر بن عبد الله قال

ابن عدي: يحدث عن الثقات بالأباطيل، عامة ما يرويه منكر أو من موضوعاته. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وتعقبه ابن عبد الهادي فقال: وصخر بن عبد الله بن حرملة الراوي عن عمر بن عبد العزيز لم يتكلم فيه ابن عدي ولا ابن حبان، بل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: هو صالح. وإنما ضعف ابن عدي صخر بن عبد الله الكوفي المعروف بالحاجبي، وهو متأخر عن ابن حرملة، روى عن مالك والليث وغيرهما" تنقيح التحقيق 2/ 954 و955 وقال الحافظ: إسناده حسن" الدراية 1/ 178 وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" (2/ 49): وهو إنما يرويه صخر بن عبد الله بن حرملة، وهو مجهول الحال لا يعرف روى عنه غير بكر بن مضر" قلت: ذكره ابن خلفون في الثقات"، وقال العجلي: ثقة. والباقون ثقات. واختلف فيه على بكر بن مضر، فرواه الوليد بن مسلم الدمشقي عنه عن صخر بن عبد الله قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يحدث عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي يوماً بأصحابه، وذكر الحديث. أخرجه الباغندي (10) والأول أصح، والوليد مدلس وقد عنعن. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7688) والدارقطني (1/ 368) من طريق عُفَير بن مَعْدان الحمصي عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء" قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 62 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" الدراية 1/ 178 قلت: وهو كما قال لضعف عفير بن معدان. وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7770) من طريق حفص بن عمرو الرَّبالي ثنا يحيى بن ميمون ثنا جرير بن حازم عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائماً يصلي، فذهبت شاة تمرّ بين يديه، فشاغلها

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى ألزقها بالحائط، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديثَ عن محمد بن المنكدر إلا جرير بن حازم، تفرد به يحيى بن ميمون". قلت: هو ابن عطاء بن زيد القرشى كذبه الفلاس والبخاري، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (1/ 321) والدارقطني (1/ 368 - 369) وابن الجوزي في "العلل" (763) من طريق إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة كلب ولا حمار ولا امرأة، وادرأ ما مرّ أمامك ما استطعت، إن أبى إلا أن تلاطمه فلاطمه، فإنما تلاطم شيطاناً" قال ابن حبان: هذا حديث منكر رواه ابن أبي فروة فقلب إسناد هذا الخبر ومتنه جميعاً، إنما هو عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إذا كما أحدكم يصلي فلا يدعنّ أحداً يمرّ بين يديه، فإن أبي فليقاتله فإنما هو شيطان" فجعل مكان أبي سعيد أبا هريرة، وقلب متنه، وجاء بشيء ليس فيه اختراعاً من عنده، فضمه إلى كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قوله: لا يقطع الصلاة امرأة ولا كلب ولا حمار. والأخبار الصحيحة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بإعادة الصلاة إذا مرّ بين يديه الحمار والكلب والمرأة" المجروحين 1/ 132 وقال ابن الجوزي: هذا الحديث ليس بصحيح" وقال في "التحقيق": هذا الحديث ضعيف، ابن أبي فروة قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه، وقال ابن معين: كذاب، وقال الفلاس: متروك الحديث" تنقيح التحقيق 2/ 954 147 - (4941) قال الحافظ: وكأنها أشارت بذلك إلى ما رواه أهل الحراق عن أبي ذر وغيره في ذلك مرفوعاً، وهو عند مسلم وغيره من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذر، وقيد الكلب في روايته بالأسود، وعند ابن ماجه من طريق الحسن البصري عن عبد الله بن مغفل، وعند الطبراني من طريق الحسن أيضاً عن الحكم بن عمرو نحوه من غير تقييد، وعند مسلم من حديث أبي هريرة كذلك، وعند أبي داود من

حديث ابن عباس مثله، لكن قيد المرأة بالحائض، وأخرجه ابن ماجه كذلك وفيه تقيد الكلب أيضاً بالأسود" (¬1) حديث أبي ذر تقدم قبل خمسة أحاديث. وحديث عبد الله بن مغفل يرويه قتادة واختلف عنه: - فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعاً: "يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار" أخرجه أحمد (4/ 86 و5/ 57) وابن ماجه (951) وابن حبان (2386) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري وأحمد (4/ 86) عن محمد بن جعفر غُنْدر والروياني (880) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 458) عن معاذ بن معاذ العنبري كلهم عن سعيد به. • وقال سفيان بن حبيب البصري: عن سعيد عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس. أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (284) عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا سفيان بن حبيب به. • وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا سعيد عن قتادة عن أنس. أخرجه القطيعي (285) عن الكديمي ثنا الأنصاري به. ¬

_ (¬1) 2/ 135 - 136

والكديمي كذبه أبو داود وغيره واتهمه ابن حبان وغير واحد بوضع الحديث. - ورواه مَعْمر بن راشد عن قتادة عن الحسن مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (2351) - ورواه شعبة عن قتادة ثنا جابر بن زيد عن ابن عباس مرفوعاً: "يقطع الصلاة الكلب والمرأة الحائض" أخرجه أحمد (1/ 347) عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به. وأخرجه أبو داود (703) وابن ماجه (949) والنسائي (2/ 50) وابن خزيمة (832) والطحاوي (1/ 458) وابن حبان (2387) والطبراني في "الكبير" (12824) وابن عدي (5/ 2021 و7/ 2591) والبيهقي (2/ 274) من طرق عن يحيى القطان به (¬1). وقال يحيى القطان: لم يرفع هذا الحديث أحد عن قتادة غير شعبة، وأنا أفرقه" - ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن قتادة واختلف عنه: • فرواه يحيى القطان عن هشام عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس موقوفاً. أخرجه النسائي (2/ 50) وابن عدي (5/ 2021 و7/ 2591) • ورواه عفان بن مسلم البصري عن هشام عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن جابر بن زيد عن ابن عباس موقوفاً. أخرجه ابن عدي (5/ 2021) - ورواه سلم بن أبي الذَّيَّال البصري عن قتادة قال: قال ابن عباس: موقوف. أخرجه ابن أبي شيبة (2874) عن معتمر بن سليمان التيمي عن سلم به. وحديث الحكم بن عمرو أخرجه الطبراني في "الكبير" (3161) من طريق محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا عمر بن رُدَيح ثنا حوشب عن الحسن عن الحكم بن عمرو مرفوعاً: "يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة" وإسناده ضعيف لأنّ الحسن البصري مدلس وقد عنعن، ولم أرَ أحداً صرح بسماعه من الحكم. ¬

_ (¬1) وعند ابن ماجه والطبراني: "الكلب الأسود"

ومحمد وعمر صدوقان، وحوشب أظنه ابن عقيل الجرمي وثقه أحمد وغير واحد. وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم (511) من طريق يزيد بن الأصم العامري عن أبي هريرة مرفوعاً: "يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرَّحْل" وحديث ابن عباس يرويه عكرمة واختلف عنه: - فرواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة واختلف عن هشام: • فقال معاذ بن هشام الدستوائي: ثني أبي عن يحيى عن عكرمة عن ابن عباس -قال: وأحسبه أسند ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقطع الصلاة الحمار والكلب والمرأة الحائض واليهودي والنصارى والمجوس والخنزير" قال: "ويكفيك إذا كانوا منك على قدر رمية بحجر لم يقطعوا عليك صلاتك" أخرجه عبد بن حميد (576) عن معاذ بن هشام به. وأخرجه أبو داود (704) والطحاوي (1/ 458) وابن عدي (6/ 2426) والبيهقي (2/ 275) من طرق عن معاذ بن هشام به. قال أبو داود: في نفسي من هذا الحديث شيء، كنت أذاكر به إبراهيم وغيره فلم أر أحداً جاء به عن هشام ولا يعرفه، ولم أر أحداً جاء به عن هشام، والمنكر فيه ذكر المجوسي، وفيه: "على قذفة بحجر" وذكر الخنزير وفيه نكارة" وقال ابن عدي: وهذا عن يحيى غير محفوظ بهذا المتن" قلت: رواته ثقات، لكنه مشكوك في رفعه، والصحيح موقوف كما سيأتي. • ورواه أبو داود الطيالسي عن هشام الدستوائي عن يحيى عن عكرمة قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (2876) - ورواه سليمان التيمي عن أبيه وعكرمة وأبي الشعثاء عن ابن عباس قوله. أخرجه عبد الرزاق (2354) عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 103) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وإسناده صحيح. 148 - (4942) قال الحافظ: وللنسائي من حديث عائشة: "فأخذته فصرعته فخنقته" ولا

باب مواقيت الصلاة

يقال قد ذكر في هذا الحديث أنه جاء ليقطع صلاته لأنا نقول قد بيّن في رواية مسلم سبب القطع، وهو أنه جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهه" (¬1) تقدم قبل تسعة أحاديث. باب مواقيت الصلاة 149 - (4943) قال الحافظ: قال ابن بطال: في هذا الحديث دليل على ضعف الحديث الوارد في أنّ جبريل أمّ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في يومين لوقتين مختلفين لكل صلاة ... " (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: "لما أصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- من الليلة التي أسري به ... " باب الصلوات الخمس كفارة 150 - (4944) قال الحافظ: لم أره في شيء من طرقه عند أحد من الأئمة الستة وأحمد بلفظ: "ما تقول" إلا عند البخاري، وليس هو عند أبي داود أصلاً، وهو عند ابن ماجه من حديث عثمان لا من حديث أبي هريرة" (¬3) حديث عثمان يرويه عامر بن سعد بن أبي وقاص واختلف عنه: - فقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري: أنا ابن أخي ابن شهاب محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري عن عمه محمد بن مسلم الزهري أخبرني صالح بن عبد الله بن أبي فروة أنّ عامر بن سعد أخبره أنه سمع أبان بن عثمان يقول: قال عثمان: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أرأيت لو كان بفناء أحدكم نهر يجري يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما كان يبقى من درنه قالوا: لا شيء، قال: "إنّ الصلوات تُذهب الذنوب كما يُذهب الماء الدرن" ¬

_ (¬1) 2/ 136 (¬2) 2/ 146 (¬3) 2/ 152

أخرجه أحمد (1/ 71 - 72) وعبد بن حميد (56) عن يعقوب بن إبراهيم به. وأخرجه المزي (13/ 66) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه به. وأخرجه ابن ماجه (1397) ويعقوب بن سفيان (9/ 411) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 71 - 72) والبزار (356) وابن نصر في "الصلاة" (84 و85) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 12) والطحاوي في "المشكل" (4962) والبيهقي في "الشعب" (2556) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 227 و227 - 228) والمزي (13/ 66) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عثمان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وهذا الحديث أرفع حديثاً في هذا الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، المصباح 2/ 12 قلت: ابن أخي الزهري مختلف فيه: قواه أحمد وغير واحد، وضعفه الدارقطني وغيره، والباقون ثقات. قال الدارقطني في "العلل" (4/ 344): تفرد به ابن أخي الزهري عن الزهري، فإن كان ضبطه فالحديث حديثه" - وقال عبد الله بن وهب: أخبرني مَخْرَمة بن بكير عن أبيه عن عامر بن سعد قال: سمعت سعداً وناساً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفي الذي هو أفضلهم، ثم عُمّر الآخر بعده أربعين ليلة ثم توفي، فذكروا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضيلة الأول على الآخر فقال: "ألم يكن الآخر يصلي؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، وكان لا بأس به. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فما يدريكم ما بلغت به صلاته؟ إِنما مثل الصلاة كمثل نهر جار بباب رجل غَمْر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون يبقى من درنه؟ لا تدرون ما بلغت به صلاته" أخرجه أحمد وابنه (1/ 177) والدورقي في "مسند سعد" (40) وابن خزيمة (310) والطبراني في "الأوسط" (6472) وابن شاهين في "الترغيب" (50) والحاكم (1/ 200) والبيهقي في "الشعب" (2557) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 221) من طرق عن ابن وهب به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عامر بن سعد عن أبيه إلا بكير بن عبد الله بن الأشج، ولا رواه عن بكير إلا مخرمة، تفرد به ابن وهب، ورواه ابن أخي الزهري عن عمه عن صالح بن عبد الله بن أبي فروة عن عامر بن سعد عن أبان بن عثمان عن أبيه"

باب وقت العصر

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنهما لم يخرجا مخرمة بن بكير، والعلة فيه أن طائفة من أهل مصر ذكروا أنه لم يسمع من أبيه لصغر سنه، وأثبت بعضهم سماعه منه" وقال ابن عبد البر: هذا حديث انفرد به ابن وهب، لم يروه أحد غيره فيما قال جماعة من العلماء بالحديث" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 297 قلت: وهو كما قال، ورواته ثقات، وقد احتج مسلم برواية ابن وهب عن مخرمة عن أبيه، مع أنّ مخرمة لم يسمع من أبيه كما قال أحمد وغيره، وإنما يروي من كتب أبيه. وقال ابن حبان: يحتج بروايته من غير روايته عن أبيه لأنه لم يسمع من أبيه. وقد رجح أبو حاتم رواية ابن أخي الزهري على رواية مخرمة فقال: وهو عندي أشبه (العلل 1/ 131) وكأنّ الدارقطني أيضاً يميل إلى تقوية رواية ابن أخي الزهري (العلل 4/ 344) لكن في "الموطأ" (1/ 174) عن مالك أنه بلغه عن عامر بن سعد عن أبيه قال: فذكر الحديث. قال الدارقطني: يقال: إنّ مالكاً أخذه من مخرمة بن بكير" العلل 4/ 344 وقال ابن عبد البر: وأظنّ مالكاً أخذه من كتب بكير بن الأشج وأخبره به عنه مخرمة ابنه أو ابن وهب" التمهيد 24/ 220 باب وقت العصر 151 - (4945) قال الحافظ: وكأنّ المؤلف لما لم يقع له حديث على شرطه في تعيين أول وقت العصر وهو مصير ظل كل شيء مثله استغنى بهذا الحديث الدال على ذلك بطريق الاستنباط، وقد أخرج مسلم عدة أحاديثَ مصرحة بالمقصود" (¬1) قلت: أخرجه مسلم (613) من حديث بُريدة و (614) من حديث أبي موسى. ¬

_ (¬1) 2/ 165

باب من ترك العصر

فحديث بريدة أخرجه من طريق سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ رجلاً سأله عن وقت الصلاة فقال له: "صلِّ معنا هذين" فلما زالت الشمس أمر بلالاً فأذن، ثم أمره فأقام الظهر، ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية ... وحديث أبي موسى أخرجه من طريق أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه: فذكر الحديث، وفيه: ثم أمره فأقام بالعصر والشمس مرتفعة ... باب من ترك العصر 152 - (4946) قال الحافظ: وكذا أخرجه أحمد من حديث أبي الدرداء" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من ترك صلاة مكتوبة حتى تفوته". باب فضل صلاة العصر 153 - (4947) قال الحافظ: وروى ابن مردويه من حديث أبي الدرداء مرفوعاً نحوه" (¬2) ضعيف جداً أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (128) والبزار (كشف 3253) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 79) ومحمد بن عثمان في "العرش" (86) والطبري في "تفسيره" (15/ 139) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 322 - 324 و324 - 325) والعقيلي (2/ 93) والطبراني في "الأوسط" (8630) وفي "الدعاء" (135) وفي "السنة" (إتحاف السادة المتقين 5/ 164) والدارقطني في "النزول" (73) وفي "المؤتلف" (3/ 1151 - 1152) وابن بطة في "الإبانة" (الرد على الجهمية 3/ 215 - 217) وابن منده في "التوحيد" (884) واللالكائي (756) وابن الجوزي في "العلل" (21) من طرق عن الليث بن سعد عن زيادة بن محمد الأنصاري عن محمد بن كعب القُرَظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء مرفوعاً: "إنّ الله ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل، فيفتح الذكر في الساعة الأولى الذي لم يره غيره، فيمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن، وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر، وهي مسكنه لا يسكنها معه من بنى آم غير ثلاثة ¬

_ (¬1) 2/ 171 (¬2) 2/ 175

باب وقت المغرب

وهم النبيون والصديقون والشهداء، ثم يقول: طوبى لمن دخلك، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته فيقول: قومي بعزتي، ثم يطلع على عباده فيقول: هل من مستغفر فأغفر له، ألا من سائل يسألني فأعطيه، ألا من داع يدعوني فأجيبه، حتى تكون صلاة الفجر، ولذلك يقول الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] يشهده الله وملائكته، ملائكة الليل والنهار". قال البزار: لا نعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا أبو الدرداء، ولا نعلم أسند فضالة عنه إلا هذا، ولا نعلم روى عن زيادة غير الليث" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث بن سعد" وقال العقيلي: والحديث في نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثابت فيه أحاديث صحاح، إلا أنّ زيادة هذا جاء في حديثه بألفاظ لم يأت بها الناس، ولا يتابعه عليها منهم أحد" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث من عمل زيادة بن محمد، لم يتابعه عليه أحد، قال البخاري: هو منكر الحديث، وقال ابن حبان: هو منكر الحديث جداً يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك" وقال الذهبي: فيه ألفاظ منكرة لم يأت بها غير زيادة" الميزان 2/ 98 وقال ابن كثير: تفرد بهذا الحديث زيادة" التفسير 3/ 54 وقال الهيثمي: وفيه زيادة بن محمد الأنصاري وهو منكر الحديث" المجمع 10/ 155 وقال العراقي: الحديث منكر" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 873 وقال ابن منده: هذا إسناد حسن مصري" كذا قال. باب وقت المغرب 154 - (4948) قال الحافظ: واستدل بهذه الأحاديث على ضعف حديث أبي بصرة بالموحدة ثم المهملة رفعه في أثناء حديث: "ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد" والشاهد النجم" (¬1) ¬

_ (¬1) 2/ 182

باب وقت العشاء إلى نصف الليل

أخرجه مسلم (830) من طريق أبي تميم عبد الله بن مالك الجَيْشاني عن أبي بَصْرة الغِفَاري قال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العصر بالمُخَمَّص فقال: "إنّ هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد" والشاهد النجم. باب وقت العشاء إلى نصف الليل 155 - (4949) (قال الحافظ: في هذه الترجمة حديث صريح أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في بيان أول الأوقات وآخرها، وفيه: "فإذا صليتم العشاء فإنه وقت إلى نصف الليل" (¬1) أخرجه مسلم (612) من طريق أبي أيوب يحيى بن مالك الأزدي عن ابن عمرو مرفوعاً: "إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول، ثم إذا صليتم الظهر فإنه وقت إلى أن يحضر العصر، فإذا صليتم العصر فإنه وقت إلى أن تصفر الشمس، فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق، فإذا صليتم العشاء فإنه وقت إلى نصف الليل" 156 - (4950) قال الحافظ: وأما وقت الجواز فيمتد إلى طلوع الفجر لحديث أبي قتادة عند مسلم: "إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى" (¬2) أخرجه مسلم (681) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي قتادة مرفوعاً: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط ... " باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس 157 - (4951) قال الحافظ: وزاد مسلم من حديث عمرو بن عَبَسَة: "وحينئذ يسجد لها الكفار" (¬3) ¬

_ (¬1) 2/ 191 (¬2) 2/ 191 (¬3) 1/ 200

باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر والفجر

أخرجه مسلم (832) من طريق أبي أمامة صُدَي بن عجلان الباهلي عن عمرو بن عبسة مرفوعاً: "صلِّ صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار ... " باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر والفجر 158 - (4952) قال الحافظ: وبقي خامس وهو الصلاة وقت استواء الشمس، وكأنه لم يصح عند المؤلف على شرطه فترجم على نفيه. وفيه أربعة أحاديث: حديث عقبة بن عامر وهو عند مسلم ولفظه: "وحين يقوم قائم الظهيرة حتى ترتفع" وحديث عمرو بن عَبَسَة وهو عند مسلم أيضاً ولفظه: "حتى يستقل الظل بالرمح فإذا أقبل الفيء فصل" وفي لفظ لأبي داود: "حتى يعدل الرمح ظله" وحديث أبي هريرة وهو عند ابن ماجه والبيهقي ولفظه: "حتى تستوى الشمس على رأسك كالرمح فإذا زالت فصل" وحديث الصُّنَابحي وهو في "الموطأ" ولفظه: "ثم إذا استوت قارنها، فإذا زالت فارقها" وفي آخره: "ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في تلك الساعات" وهو حديث مرسل مع قوة رجاله. وفي الباب أحاديث أخر ضعيفة" (¬1) حديث عقبة بن عامر أخرجه مسلم (831) من طريق عُلي بن رباح المصري قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: ثلاث ساعات كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا أن نصلي فيهنَّ أو أن نقبر فيهنَّ موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائمُ الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تَضَيَّفُ الشمس للغروب حتى تغرب. والأحاديث الثلاثة الأخرى مع أحاديث أخرى تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف التاء فانظر حديث: "تطلع الشمس بين قرني شيطان" 159 - (4953) قال الحافظ: وجاء فيه حديث عن أبي قتادة مرفوعاً أنه -صلى الله عليه وسلم- كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة" في إسناده انقطاع، وقد ذكر له البيهقي شواهد ضعيفة إذا ضُمت قوي الخبر" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 2/ 202 (¬2) 2/ 202

روي من حديث أبي قتادة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد. فأما حديث أبي قتادة فأخرجه أبو داود (1083) والعيسوي في "الفوائد" (49) والبيهقي (4/ 462 و3/ 193) وفي "معرفة السنن" (3/ 438) وفي "الصغرى" (932) من طرق عن حسان بن إبراهيم الكِرْماني ثنا ليث عن مجاهد عن أبي الخليل عن أبي قتادة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة، وقال: "إنّ جهنم تُسجر إلا يوم الجمعة" قال أبو داود: هو مرسل، مجاهد أكبر من أبي الخليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة" وقال العيسوي: غريب من حديث مجاهد عن أبي الخليل عن أبي قتادة، تفرد عنه ليث بن أبي سليم" وقال الحافظ: وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" التلخيص 1/ 189 وأما حديث أبي هريرة فيرويه سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة، وعن سعيد غير واحد، منهم: 1 - إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 175) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي أخبرني إسحاق بن عبد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة نصف النهار حتى تزول الشمس إلا يوم الجمعة. وأخرجه البيهقي (2/ 464) وفي "معرفة السنن" (3/ 437) والبغوي في "شرح السنة" (779) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به. قال البيهقي: إسناده ضعيف" قلت: إبراهيم بن محمد كذبه يحيى القطان وابن معين وغيرهما. وإسحاق بن عبد الله قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 2 - عبد الله المدني. أخرجه البيهقي (2/ 464) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا أبو خالد الأحمر عن شيخ من أهل المدينة يقال له: عبد الله عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً: "تحرم الصلاة إذا انتصف النهار كل يوم إلا يوم الجمعة"

باب الأذان بعد ذهاب الوقت

قال البيهقي: إسناده ضعيف" قلت: عبد الله المدني مجهول. 3 - سعيد بن مسلم بن بَانَك المدني. أخرجه الحارث (بغية 203) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا سعيد بن مسلم سمع المقبري يخبر عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة. والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال البخاري وغير واحد: متروك الحديث. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (3/ 438) من طريق عطاء بن عجلان البصري عن أبي نَضْرة العبدي أنه حدثه عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة. وقال: في إسناده من لا يحتج به" قلت: عطاء بن عجلان كذبه ابن معين والفلاس، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 273) في فصل الضعيف وقال: كل طرقه ضعيفة". باب الأذان بعد ذهاب الوقت 160 - (4954) قال الحافظ: قوله: سرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة. كان ذلك في رجوعه من خيبر، كذا جزم به بعض الشراح معتمداً على ما وقع عند مسلم من حديث أبي هريرة" (¬1) تقدم الكلام عليه في كتاب التيمم - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم. 161 - (4955) قال الحافظ: وقد روى أبو داود وابن المنذر من حديث عمران بن حُصين في نحو هذه القصة: "فأمر بلالاً فأذن فصلينا ركعتين، ثم أمره فأقام فصلى الغداة" ¬

_ (¬1) 2/ 206

باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت

وقال: رواه النسائي من حديث عمران بن حصين أيضاً أنهم قالوا: يا رسول الله؟ ألا نقضها لوقتها من الغد؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينهاكم الله عن الربا ويأخذه منكم" (¬1) أخرجه أبو داود (443) وابن المنذر في "الأوسط" (1127 و1136) من طريق الحسن البصري عن عمران مختصراً. ولم أره عند النسائي من هذا الطريق. وأخرجه البخاري (فتح 1/ 464 - 470) من طريق أبي رجاء عمران بن مِلحان العُطَاردي عن عمران مطولاً. باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت 162 - (4956) قال الحافظ: وقد وقع عند أحمد والنسائي من حديث أبي سعيد أنّ ذلك كان قبل أن يُنزل الله في صلاة الخوف: {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239]. وقال: وفي حديث أبي سعيد: الظهر والعصر والمغرب، وأنهم صلوا بعد هوي من الليل" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 295) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبري ثني عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الخندق فشغلنا عن صلوات، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأقام لكل صلاة إقامة، وذلك قبل أن ينزل عليه: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239]. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 251) وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (1) وفي "الأم" (1/ 175) وفي "الرسالة" (506) ومسدد (الإتحاف 2051) وابن أبي شيبة (4746 و14/ 272 - 273 و419 - 420) وفي "مسنده" (الإتحاف 2052) وأحمد بن حنبل (3/ 25 و49 و67 - 68) وأحمد بن منيع (الإتحاف 2053) والدارمي (1532) والنسائي (2/ 15) وفي "الكبرى" ¬

_ (¬1) 2/ 207 - 208 (¬2) 2/ 209

(1625) وأبو يعلى (1296) وابن خزيمة (996 و1703) وابن المنذر في "الأوسط" (1187) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 321) وابن حبان (2890) والدارقطني في "العلل" (11/ 300 - 301) وابن حزم في "المحلى" (3/ 168 - 169) والبيهقي (1/ 402) وفي "معرفة السنن" (2/ 239) وفي "الصغرى" (677) والخطيب في "الفقيه" (251) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 235 و235 - 236) وفي "الاستذكار" (1/ 112 - 113) والبغوي في "شرح السنة" (436) من طرق (¬1) عن ابن أبي ذئب به (¬2). قال ابن سيد الناس: هذا إسناد صحيح جليل" زهر الربى على المجتبى 2/ 16 قلت: وهو كما قال. • ورواه مَعْمر بن راشد عن ابن أبي ذئب فلم يذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد. أخرجه عبد الرزاق (4233) • ورواه أبو الجَوَّاب أحوص بن جواب الكوفي عن سفيان الثوري عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلاً. أخرجه الدارقطني في "العلل" (11/ 301) والأول أصح. قال الدارقطني: والصحيح قول يحيى القطان ومن تابعه "العلل" 11/ 300 163 - (4957) قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند الترمذي والنسائي أنّ المشركين شغلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أربع صلوات يوم الخندق حتى ذهب من الليل ما شاء الله" (¬3) ¬

_ (¬1) رواه يحيى القطان ويزيد بن هارون الواسطي وأبو خالد سليمان بن حيّان الأحمر ومحمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدني وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وحجاج بن محمد الأعور وعبد الله بن وهب وبشر بن عمر الزهراني وعثمان بن عمر بن فارس العبدي وعمار بن عبد الجبار الخراساني عن ابن أبي ذئب. (¬2) ولفظ الشافعي: حُبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب بهوي من الليل حتى كُفينا، وذلك قول الله تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] قال: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً، فأمره فأقام الظهر فصلاها، فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها، ثم أقام العصر فصلاها كذلك، ثم أقام المغرب فصلاها كذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كذلك أيضاً. قال: وذلك قبل أن ينزل الله في صلاة الخوف: {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239]. ولفظ ابن أبي شيبة وغيره: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء ... (¬3) 2/ 209

له عن ابن مسعود طريقان: الأول: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن أبي الزبير عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: شغلنا المشركون عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأذن وأقام، فصلينا الظهر، ثم أقام فصلينا العصر، ثم أقام فصلينا المغرب، ثم أقام فصلينا العشاء، ثم قال: "ما في الأرض عصابة يذكرون الله عز وجل غيركم" أخرجه الطيالسي (ص 44) وأحمد (1/ 423) والنسائي (1/ 239 - 240 و2/ 16) وفي "الكبرى" (1589 و1627) والطبراني في "الكبير" (10283) وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (138 و139) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 207) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 237) وفي "الاستذكار" (1/ 113) عن هشام الدَّسْتُوائي والبيهقي (1/ 407) عن الأوزاعي وابن أبي شيبة (4745 و14/ 272 و422) وفي "مسنده" (309) وأحمد (1/ 375) والترمذي (179) والنسائي (2/ 15) وفي "الكبرى" (1626) وابن المنذر في "الأوسط" (1186) والبيهقي (1/ 403) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 236 - 237) عن هُشيم وأبو الشيخ (140) عن يونس بن يزيد الأيلي أربعتهم عن أبي الزبير به. قال الترمذي: حديث ابن مسعود ليس بإسناده بأس، إلا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه" وقال ابن المنذر: حديث أبي عبيدة عن أبيه غير ثابت لأنه لم يلقاه ولم يسمعه منه" وقال البيهقي: أبو عبيدة لم يدرك أباه، وهو مرسل جيد" والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 300 - 301) في فصل الضعيف وقال: وهو منقطع لأنّ أبا عبيدة لم يدرك أباه"

قلت: وأبو الزبير مدلس وقد عنعن. - ورواه حرب بن أبي العالية صاحب السقط عن أبي الزبير فلم يذكر نافع بن جبير. أخرجه أبو الشيخ (91) والأول أصح. الثاني: يرويه زُبَيد بن الحارث الأيامي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود قال: شغل المشركون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلوات: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء حتى ذهب ساعة من الليل، ثم أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأذن وأقام. ثم صلى الظهر، ثم أمره فأذن وأقام فصلى العصر، ثم أمره فأذن وأقام فصلى المغرب، ثم أمره فأذن وأقام فصلى العشاء. أخرجه أبو يعلى (2628) قال: قرىء على بشر بن الوليد أخبركم أبو يوسف عن يحيى بن أبي أُنيسة عن زبيد به. وإسناده واه، يحيى بن أبي أنيسة قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن المديني وغيره: لا يكتب حديثه. وللحديث شاهد عن جابر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- شُغِلَ يومُ الخندق عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمر بلالاً فأذن وأقام، فصلى الظهر، ثم أمره فأذن وأقام، فصلى العصر، ثم أمره فأذن وأقام، فصلى المغرب، ثم أمره فأذن وأقام، فصلى العشاء، ثم قال: "ما على وجه الأرض قوم يذكرون الله غيركم" أخرجه البزار (كشف 365) عن محمد بن مَعْمر البحراني ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن عبد الكريم بن أبي المُخَارق عن مجاهد عن جابر به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1307) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي ثنا محمد بن معمر به. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا مؤمل، ولا نعلمه يُروى عن جابر بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وقد رواه بعضهم عن عبد الكريم عن مجاهد عن أبي عبيدة عن عبد الله" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا مؤمل" وقال الهيثمي: وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف" المجمع 2/ 4

باب من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها

باب من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها 164 - (4958) قال الحافظ: في رواية أبي داود من حديث عمران بن حُصين في هذه القصة: "من أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحاً فليقض معها مثلها" (¬1) قلت: هو من حديث أبي قتادة وقد أخرجه مسلم (681) وأبو داود (438) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي قتادة مطولاً. وأخرجه البخاري (فتح 2/ 206 - 207) من طريق عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه مختصراً. باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء 165 - (4959) قال الحافظ: قوله: عن مائة سنة؛ لأنّ بعضهم كان يقول: إنّ الساعة تقوم عندما تقضي مائة سنة، كما روى ذلك الطبراني وغيره من حديث أبي مسعود البدري، وردّ ذلك عليه علي بن أبي طالب" (¬2) أخرجه أبو يعلى (467) عن أبي كُدَينة يحيى بن المهلب الكوفي والطبراني في "الكبير" (17/ 248 - 249) عن زهير بن معاوية الجُعْفي كلاهما عن مُطَرِّف بن طَرِيف الكوفي عن المنهال بن عمرو عن نعيم بن دجاجة قال: كنا عند عليّ فجاءه عقبة أبو مسعود، فقال له علي: أما أراك تفتي الناس؟ فقال: أما إني أحدثهم أنّ الآخرة شر، فقال: حدثنا ما سمعت من النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في المائة، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يأتي على الناس مائة سنة وفي الأرض عين تطرف" فقال علي: أخطأت، إنما قال: لمن هو يومئذ على وجه الأرض، وهل الرخاء والفرح إلا بعد المائة. ¬

_ (¬1) 2/ 211 (¬2) 2/ 215

وأخرجه أحمد (1/ 93) عن إبراهيم بن طهمان الخراساني وعن ورقاء بن عمر اليشكري والنسائي في "مسند علي" (تهذيب الكمال 29/ 484) عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي والطبراني في "الأوسط" (5855) عن فضيل بن عياض والمزي (29/ 483 - 484) عن أبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأَبَّار كلهم عن منصور بن المعتمر عن المنهال بن عمرو عن نعيم بن دجاجة به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 140) عن سفيان بن وكيع ثنا جرير عن منصور به. - ورواه أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي عن جرير واختلف عنه: • فرواه عبد الله بن أحمد (1/ 140) عن أبي خيثمة كرواية سفيان بن وكيع. • ورواه أبو يعلى (584) عن أبي خيثمة ثنا جرير عن منصور عن عبد الملك عن نعيم بن دجاجة به. والأول أصح. ومداره على نعيم بن دجاجة، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن سعد: قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. ***

أبواب الأذان

أبواب الأذان 166 - (4960) قال الحافظ: وفي البيهقي من حديث جابر مرفوعاً النهي عن ذلك لكن سنده ضعيف" (¬1) ضعيف روي من حديث جابر ومن حديث أنس فأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (1/ 316 - 317) والبيهقي (1/ 433) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا جعفر بن زياد عن محمد بن سُوْقَة عن محمد بن المُنْكَدِر عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكون الإمام مؤذناً. قال ابن عدي: هذا الحديث لا يتابع إسماعيل أحد عليه، وهو ضعيف" وقال البيهقي: هذا حديث إسناده ضعيف بمرة، إسماعيل بن عمرو بن نجيح أبو إسحاق الكوفي حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وجعفر بن زياد ضعيف" قلت: إسماعيل ضعفه أيضاً أبو حاتم والعقيلي والدارقطني وابن عقدة. وجعفر بن زياد أظنه الأحمر وهو صدوق. وتابعه معلي بن هلال الطحان عن محمد بن سوقة به. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 17) وابن الجوزي في "العلل" (670) وقال: هذا حديث لا يصح، فيه معلى وقد رماه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والسعدي بالكذب، وقال ابن المبارك: كان يضع الحديث، وقال أحمد: متروك الحديث حديثه موضوع كذب، وقال ابن معين: هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث" ¬

_ (¬1) 2/ 217

باب الإقامة واحدة

وقال الزيلعي: حديث ضعيف" نصب الراية 1/ 293 وقال الحافظ: إسناده واه" الدراية 1/ 121 وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 1056) وابن الجوزي في "العلل" (669) من طريق القاسم بن الحكم بن كثير الكوفي ثنا سلام (¬1) عن زيد العَمِّي عن قتادة عن أنس مرفوعاً: "يكره للمؤذن أن يكون إماماً" قال ابن عدي: وهذا منكر عن قتادة عن أنس، ولعل البلاء فيه من سلام أو منه ومن زيد معاً" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: سلام وزيد ليسا بشيء، وقال البخاري والنسائي: سلام متروك، وقال ابن حبان: وزيد يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها" وقال الزيلعي: حديث ضعيف، قال ابن عدي ... ، وقال النسائي: سلام متروك" نصب الراية 1/ 293 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" الدراية 1/ 121 باب الإقامة واحدة 167 - (4961) قال الحافظ: وروى الدارقطني وحسنه في حديث لأبي محذورة: "وأمره أن يقيم واحدة واحدة" (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 237) عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا أبو يحيى جعفر بن محمد بن الحسن الرازي ثنا يزبد بن عبد العزيز ثنا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن أبي محذورة عن أبيه عن جده أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا أبا محذورة فعلمه الأذان، وأمره أن يؤذن في محاريب مكة: الله أكبر الله أكبر مرتين، وأمره أن يقيم واحدة واحدة. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 258) وإسناده ضعيف، يزيد بن عبد العزيز ما عرفته، وإسماعيل بن عياش ضعيف فيما يرويه عن غير الشاميين، وهذا منها فإنّ إبراهيم مكي. ¬

_ (¬1) هو ابن سَلْم الطويل. (¬2) 2/ 224

قال الحافظ: هذا حديث غريب، وإسماعيل بن عياش حمصي من كبار المحدثين، لكن في روايته عن غير الشاميين ضعف" 168 - (4962) قال الحافظ: وهذا الحديث حجة على من زعم أنّ الإقامة مثنى مثل الأذان، وأجاب بعض الحنفية بدعوى النسخ وأنّ إفراد الإقامة كان أولاً ثم نسخ بحديث أبي محذورة، يعني الذي رواه أصحاب السنن، وفيه تثنية الإقامة" (¬1) له عن أبي محذورة طرق: الأول: يرويه همام بن يحيى العَوْذي عن عامر بن عبد الواحد الأحول أن مكحولاً حدثه أنّ عبد الله بن مُحيريز حدثه أنّ أبا محذورة حدثه قال: علمني (¬2) النبي -صلى الله عليه وسلم- الأذان تسع عشرة كلمة (¬3)، والإقامة سبع عشرة كلمة. الأذان: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله لا الله" والإقامة (¬4): "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 203) وفي "مسنده" (828) وأحمد (3/ 409) وأبو داود (502) وابن ماجه (709) والترمذي (192) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (792) وابن الجارود (162) وأبو عوانة (1/ 330 - 331) وابن المنذر في "الأوسط" (1163) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 130 و135) وابن حبان (1681) والطبراني في "الكبير" (6728) وفي "مسند الشاميين" (2160) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 265 - 266) ¬

_ (¬1) 2/ 224 (¬2) وفي حديث سعيد بن عامر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرًا نحواً من عشرين رجلاً فأذنوا، فأعجبه صوت أبي محذورة، فعلمه الأذان. (¬3) زاد موسى بن داود في حديثه: بعد فتح مكة. (¬4) وفي حديث عبد الصمد: "والإقامة مثنى مثنى لا يرجع".

عن عفان بن مسلم الصفار والدارمي (1200) وأبو عوانة (1/ 330 - 331) والطحاوي (1/ 131 و135) والطبراني (6728) وفي "مسند الشاميين" (2160 و3557) والبيهقي (1/ 416) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 328 - 329) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 265 - 266) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وأبو عوانة (1/ 330 - 331) والطحاوي (1/ 130 - 131 و135) والدارقطني (1/ 238) عن موسى بن داود الضبي والنسائي (2/ 5) وفي "الكبرى" (1594) عن عبد الله بن المبارك وأحمد (6/ 401) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري والدارمي (1199) وأبو داود (502) وابن خزيمة (377) وأبو عوانة (1/ 330 - 331) والبيهقي (1/ 416 - 417) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 327 - 328) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 266) عن سعيد بن عامر الضُّبعي والدارمي (1200) وأبو داود (502) والطحاوي (1/ 135) والطبراني (6728) وفي "مسند الشاميين" (2160) والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 328 - 329) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 265 - 266) عن حجاج بن منهال البصري والطحاوي (1/ 131 و135) والطبراني (6728) وفي "مسند الشاميين" (2160) وابن حزم في "المحلى" (3/ 199) والحافظ في "النتائج" (1/ 328 - 329) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 265 - 266) عن أبي عمر حفص بن عمر الحَوْضي والطحاوي (1/ 130 - 131 و135)

عن محمد بن سنان العَوَقي وأبو نعيم في "الصحابة" (3566) عن العباس بن الفضل أبي عثمان الأزرق كلهم عن همام به (¬1). قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحافظ: حديث صحيح" قلت: عامر الأحول مختلف فيه، قواه أبو حاتم وغيره، وضعفه أحمد وغيره. ولم ينفرد همام به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن عامر الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة قال: علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة. أخرجه الطبراني (6730) وفي "مسند الشاميين" (2162 و3559) وفي "الأوسط" (3115) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عمرو بن هاشم البيروتي ثنا عبدة بن سليمان عن سعيد به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد إلا عبدة، تفرد به عمرو" قلت: وإسناده ضعيف لضعف بكر بن سهل، وعمرو بن هاشم مختلف فيه. ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن عامر الأحول فذكر الأذان ولم يذكر الإقامة. أخرجه مسلم (379) والنسائي (2/ 5) وفي "الكبرى" (1595) وأبو عوانة (1/ 330 - 331) والطبراني (6729) وفي "مسند الشاميين" (2161 و3558) والدارقطني (1/ 243 - 244) والبيهقي (1/ 392 - 393) وفي "معرفة السنن" (2/ 229 - 230) من طرق عن معاذ بن هشام عن أبيه به. قال أبو عوانة: هذا لفظ هشام، وزاد همام في حديثه ذكر الإقامة فتركته لأنّ هشاماً أحفظ وأتقن منه، ولأنّ إجماع أهل الحرمين على خلاف زيادته". ¬

_ (¬1) وخالفهم أبو داود الطيالسي (ص 193) فرواه عن همام عن عامر الأحول عن مكحول عن ابن أبي محذورة عن أبيه به. وحديث الجماعة أصح.

قلت: رواه عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة وأبوه عن ابن محيريز فلم يذكرا الإقامة. فأما حديث عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة فأخرجه الشافعي في "الأم" (7311) وأحمد (3/ 409) وأبو داود (503) وابن ماجه (708) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (791) والفاكهي في "أخبار مكة" (1310) والنسائي (2/ 5 - 6) وفي "الكبرى" (1596) وابن خزيمة (379) والطحاوي (1/ 130) وابن حبان (1680) والطبراني (6731) والدارقطني (1/ 233 - 234) وابن حزم في "المحلى" (3/ 199 - 200) والبيهقي (1/ 393) وفي "معرفة السنن" (2/ 227 - 228) والبغوي في "شرح السنة" (407) وإسماعيل الأصبهاني في "الدلائل" (22) من طرق عن ابن جريج قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك به (¬1). قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 89 قلت: عبد العزيز بن عبد الملك قال ابن المديني: بنو أبي محذورة الذين يحدثون عن جدهم كلهم ضعيف ليس بشيء (سؤالات محمد بن عثمان ص 119) وأما حديث عبد الملك بن أبي محذورة فأخرجه أبو داود (505) عن محمد بن داود الإسكندراني ثنا زياد بن يونس عن نافع بن عمر الجُمَحِي عن عبد الملك. وعبد الملك ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". واختلف عنه كما سيأتي. الثاني: يرويه ابن جريج قال: أخبرني عثمان بن السائب قال: أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حنين خرجت عاشر عشرة من أهل مكة نطلبهم فسمعناهم يؤذنون بالصلاة، فقمنا نؤذن نستهزىء بهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت" فأرسل إلينا ¬

_ (¬1) قال الشافعي في "الأم" (1): سمعت إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة يحدث عن أبيه عن ابن محيريز عن أبي محذورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى ما حكى ابن جريج. وسمعه يقيم فيقول: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. وحسبتني سمعته يحكي الإقامة خبراً كما يحكي الأذان. ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 234) والبيهقي (1/ 419) وفي "معرفة السنن" (2/ 229 و249 - 250) وإبراهيم بن عبد العزيز ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء وذكره أبو العرب في "الضعفاء".

فأذّنّا رجل رجل، وكنت آخرهم. فقال حين أذنت: "تعال" فأجلسني بين يديه، فمسح على ناصيتي وبَرَّك عليّ ثلاث مرات، ثم قال: "اذهب فأذّن عند البيتِ الحرام" قلت: كيف يا رسول الله؟، فعلمني كما تؤذنون الآن بها: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حي علي الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأولى من الصبح. قال: وعلمني الإقامة مرتين: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي علي الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. قال ابن جريج: أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة. أخرجه عبد الرزاق (1779) عن ابن جريج وأخرجه أحمد (3/ 408) عن عبد الرزاق وأخرجه أبو داود (501) والفاكهي (1311) وابن خزيمة (385) وابن المنذر (1170) والطبراني (6734) والدارقطني (1/ 234 - 235 و235) والبيهقي (1/ 393 - 394 و418 و422) وفي "معرفة السنن" (2/ 263) والمزي (10/ 196 - 197) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه النسائي (2/ 7) وفي "الكبرى" (1597) والدارقطنى (1/ 234 - 235) والبيهقي (1/ 418) والحازمي في "الاعتبار" (ص 69 - 70) عن حجاج بن محمد المِصِّيصي وأبو داود (501) والفاكهي (1311) وابن خزيمة (385) والطحاوي (1/ 130 و134) والبيهقي (1/ 422) وفي "معرفة السنن" (2/ 263) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني وابن خزيمة (385) والطحاوي (1/ 135 و137) والبيهقي (4/ 417 - 418) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (12/ 135 - 136) عن روح بن عبادة البصري

والفاكهي (1309) عن أبي قرة موسى بن طارق اليماني وأحمد (3/ 408) عن محمد بن بكر البُرْسَاني (¬1) كلهم عن ابن جريج به. قال الحازمي: هذا حديث حسن على شرط أبي داود والترمذي والنسائي" وقال ابن القطان الفاسي: السائب وابنه وأم عبد الملك بن أبي محذورة كلهم غير معروف" الوهم والإيهام 4/ 148 الثالث: يرويه محمد بن جابر اليمامي عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال: سألت أبا محذورة كيف كنت تؤذن للنبي -صلى الله عليه وسلم-؟ أي شيء كنت تجعل آخر أذانك؟ قال: كنت أثني الأذان وأثني الإقامة وأجعل آخر أذاني لا إله إلا الله. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 307 - 308) والطبراني (6740) وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر. 169 - (4963) قال الحافظ: وقد أنكر أحمد على من ادعى النسخ بحديث أبي محذورة واحتج بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رجع بعد الفتح إلى المدينة وأقر بلالاً على إفراد الإقامة وعلمه سعد القرظ فأذن به بعده كما رواه الدارقطني والحاكم" (¬2) ضعيف وحديث سعد القَرَظ يرويه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد بن عائذ القرظ واختلف عنه: - فقال الحميدي: ثنا عبد الرحمن بن سعد ثني عبد الله بن محمد بن عمار، وعمار وعمر ابنا حفص بن عمر بن سعد عن عمار بن سعد عن أبيه سعد القرظ أنه سمعه يقول: إنّ هذا الأذان أذان بلال الذي أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإقامته، وهو: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، ثم يرجع فيقول: أشهد ¬

_ (¬1) لم يذكر هو ولا روح في روايتهما: السائب أبا عثمان. (¬2) 2/ 225

أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والإقامة واحدة ويقول: قد قامت الصلاة، مرة واحدة. قال سعد بن عائذ: وقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا سعد إذا لم تر بلالاً معي فأذن" ومسح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال: "بارك الله فيك يا سعد، إذا لم تر بلالاً معي فأذن" قال: فأذن سعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقُبَاء ثلاث مرات، قال: فلما استأذن بلال عمر بن الخطاب في الخروج إلى الجهاد في سبيل الله، قال له عمر: إلى من أدفع الأذان يا بلال؟ قال: إلى سعد، فإنه قد أذن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقباء، فدعا عمر سعدًا فقال: الأذان إليك وإلى عَقِبِك من بعدك، وأعطاك عمر العَنَزَة التي كان يحمل بلال للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: امش بها بين يدي، كما كان بلال يمشي بها بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى تركزها بالمصلى، ففعل. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 280 - 281) عن الحميدي ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 394) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 646 - 647) وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1164) والدارقطني (1/ 236) والسياق له وأبو نعيم في "الصحابة" (3185) والبيهقي (1/ 415 - 416) وفي "معرفة السنن" (2/ 226) من طرق عن الحميدي به. - وقال يعقوب بن حميد بن كاسب المدني: ثنا عبد الرحمن بن سعد عن عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعن عمار وعمر ابني حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن أجدادهم عن سعد القرظ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5450 و5452 و5453 و5454) عن علي بن سعيد الرازي ثنا يعقوب بن حميد به (¬1). ¬

_ (¬1) رواه محمد بن علي الصائغ المكي عن يعقوب بن حميد فقال فيه: عن أجدادهم عن بلال. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1013 و1071 و1072 و1073) عن الصائغ به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 257) وقال: هذا حديث غريب"

- وقال يعقوب بن محمد الزهري: ثنا عبد الرحمن بن سعد عن عمار بن حفص عن أبيه عن جده عن سعد القرظ. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 253) - ورواه هشام بن عمار الدمشقي عن عبد الرحمن بن سعد واختلف عنه: • فقال ابن ماجه (¬1) (731 و1277 و1287): ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد ثني أبي عن أبيه عن جده. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف أولاد سعد القرظ: عمار وسعد وعبد الرحمن" المصباح 1/ 90 و92 • وقال أبو يحيى محمد بن سعيد الخُرَيْمي الدمشقي: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد عن أبيه أنه حدثه عن آبائه. أخرجه ابن عدي (4/ 1622) • ورواه الحسن بن سفيان النسوي عن هشام بن عمار واختلف عنه: فقال ابن عدي (4/ 1622): ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد ثني أبي عن جدي. وقال محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري: ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد ثني أبي عن جده. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3184) - وقال إسحاق بن إسماعيل الطالقاني: ثنا عبد الرحمن بن سعد عن عبد الله بن محمد وعمار وعمر ابني حفص عن آبائهم عن بلال. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1076) وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن سعد. ¬

_ (¬1) وتابعه يحيى بن محمد بن أبي صفير الحلبي ثنا هشام بن عمار به. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1170 و1171 و1172 و1173 و1174) عن يحيى بن محمد به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 342) وفي "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 257) وقال: حديث حسن".

باب فضل التأذين

باب فضل التأذين 170 - (4964) قال الحافظ: وقع بيان الغاية في رواية لمسلم من حديث جابر فقال: "حتى يكون مكان الرَّوْحَاء" وحكى الأعمش عن أبي سفيان راويه عن جابر: "أنّ بين المدينة والروحاء ستة وثلاثين ميلاً" هذه رواية قتيبة عن جرير عند مسلم، وأخرجه عن إسحاق عن جرير ولم يسق لفظه، ولفظ إسحاق في "مسنده": "حتى يكون بالروحاء وهي ثلاثون ميلاً من المدينة" فأدرجه في الخبر، والمعتمد رواية قتيبة" (¬1) أخرجه مسلم (388) عن قتيبة بن سعيد البلخي وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ثلاثتهم عن جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً: "إنّ الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة، ذهب حتى يكون مكانَ الروحاء" قال الأعمش: فسألته عن الروحاء فقال: هي من المدينة ستةٌ وثلاثون ميلاً. ثم أخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي غريب محمد بن العلاء الهَمْداني قالا: ثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه. باب رفع الصوت بالنداء 171 - (4965) قال الحافظ: وقد روي نحو هذا من حديث ابن عباس مرفوعاً، أخرجه الدارقطني، وفيه إسحاق بن أبي يحيى الكعبي وهو ضعيف عند الدارقطني وابن عدي، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. ثم غفل فذكره في "الثقات" (¬2) ضعيف جداً أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 137) والدارقطني (1/ 239) وابن شاهين في ¬

_ (¬1) 2/ 226 (¬2) 2/ 228

باب ما يقول إذا سمع المنادي

"الترغيب" (564) من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا إسحاق بن أبي يحيى الكعبي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤذن يطرب، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الأذان سهل سمح، فإن كان أذانك سهلاً سمحاً وإلا فلا تؤذن" قال ابن حبان: ليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإسحاق الكعبي ينفرد عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، ويأتي عن الأئمة المرضيين ما هو من حديث الضعفاء والكذابين، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار" وقال الذهبي في "الميزان": إسحاق الكعبي هالك يأتي بالمناكير عن الأثبات، وهذا الحديث من أوابده" باب ما يقول إذا سمع المنادي 172 - (4966) قال الحافظ: ... يشير إلى حديث عمر بن الخطاب الذي عند مسلم وغيره. وقال: أخرج مسلم من حديث عمر بن الخطاب نحو حديث معاوية، وإنما لم يخرجه البخاري لاختلاف وقع في وصله وإرساله كما أشار إليه الدارقطني، ولم يخرج مسلم حديث معاوية لأنّ الزيادة المقصودة منه ليست على شرط الصحيح للمبهم الذي فيها لكن إذا انضم أحد الحديثين إلى الآخر قوي جداً. وفي الباب أيضاً عن الحارث بن نوفل الهاشمي وأبي رافع وهما في الطبراني وغيره، وعن أنس في البزار وغيره" (¬1) حديث عمر أخرجه مسلم (385) من طريق عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه مرفوعاً: "إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أنّ محمداً رسول الله، قال: أشهد أنّ محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، من قلبه دخل الجنة" ¬

_ (¬1) 2/ 231 و234

وحديث الحارث بن نوفل وأبى رافع تقدم الكلام عليهما في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنَّه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول كما يقول المؤذن" وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه مبارك بن فضالة عن الحسن البصري عن أنس مرفوعاً: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما يقول" أخرجه البزار (كشف 361) عن أحمد بن محمد بن المعلى الآدمي ثنا حفص بن عمار الطاحي ثنا مبارك بن فضالة به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (449) عن البزار به. وأخرجه أيضاً عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا أحمد بن محمد بن المعلى به بلفظ: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول. وهكذا رواه عبد الله بن محمد بن يونس السِّمْنَاني عن أحمد بن محمد بن المعلى وزاد: فإذا بلغ حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. إلا أنه جعله عن الحسن مرسلاً. أخرجه ابن عدي (2/ 799) وقال: لا أعرف لحفص بن عمار هذا أنكر من هذا الحديث بهذا الإسناد الذي رواه" وقال البزار: لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه، تفرد به حفص الطاحي ولم يتابع عليه" وقال الذهبي في "الميزان": حفص بن عمار مجهول" قلت: ومبارك والحسن مدلسان وقد عنعنا. الثاني: يرويه مالك عن الزهري عن أنس مرفوعاً: "إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 378) عن محمد بن المظفر البغدادي ثنا أحمد بن إبراهيم بن حبيب الرازي ثنا محمد بن عبد الرحيم بن عمر بن شماخ ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مالك به. وإسناده ضعيف لصعف محمد بن عبد الرحيم، والمحفوظ عن مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد (انظر لسان الميزان 5/ 257 - نتائج الأفكار 1/ 355)

باب الدعاء عند النداء

باب الدعاء عند النداء 173 - (4967) قال الحافظ: ويؤيده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم بلفظ: "قولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، ثم سلوا الله لي الوسيلة" وقال: ووقع ذلك في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم بلفظ: "فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله" الحديث، ونحوه للبزار عن أبي هريرة" (¬1) أخرجه مسلم (384) من طريق عبد الرحمن بن جبير المصري عن ابن عمرو مرفوعاً: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة" وحديث أبي هريرة أخرجه عبد الرزاق (3120) وابن أبي شيبة (11/ 504) وإسحاق (365) وأحمد (2/ 265 و365) والترمذي (3612) وإسماعيل (¬2) القاضي في "الصلاة على النبي" (46 و47) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (41 و72) وأبو يعلى (6414) والمزي (24/ 198) من طرق عن ليث بن أبي سليم عن كعب عن أبي هريرة مرفوعاً: "صلوا عليّ، فإنّ صلاة عليّ زكاة لكم، وسلوا الله لي الوسيلة" قالوا: وما الوسيلة؟ قال: "أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل وأرجو أن أكون أنا هو" قال الترمذي: هذا حديث غريب إسناده ليس بالقوي، وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحداً روى عنه غير ليث" قلت: كعب قال أبو حاتم: لا يعرف مجهول، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول. وليث ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وابن سعد والنسائي وغيرهم، واختلف عنه: فرواه ذَوّاد بن عُلبة الحارثي عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة. أخرجه البزار (كشف 363) وابن عدي (3/ 985) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1668) ¬

_ (¬1) 2/ 235 (¬2) وقع عنده في الموضع الثاني: عن كعب مرسلاً، ليس فيه عن أبي هريرة، لكن ذكر محقق الكتاب أنه في نسخة ثبت ذكر أبي هريرة.

وذواد قال ابن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ليس بالمتن ذهب حديثه. 174 - (4968) قال الحافظ: ووقع في الطحاوي من حديث ابن مسعود: "وجبت له" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (9790) وفي "الدعاء" (433) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا عثمان بن سعيد ثنا عمر أبو حفص عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً: "ما من مسلم يقول حين يسمع النداء بالصلاة فيكبر المنادي فيكبر، ويشهد أن لا إله إلا الله فيشهد، ويشهد أن محمداً رسول الله فيشهد، ثم يقول: اللهم أعط محمداً الوسيلة واجعل في الأعلين درجته، وفي المصطفين محبته، وفي المقربين ذكره، إلا وجبت له الشفاعة يوم القيامة" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 333 قلت: عثمان بن سعيد هو ابن مرّة القرشي المُّرِّي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وعمر أبو حفص ما عرفته، والباقون ثقات. 175 - (4969) قال الحافظ: وزعم بعضهم أنّ المراد بالاستهام هنا الترامي بالسهام وأنه أخرج مخرج المبالغة واستأنس بحديث لفظه: "لتجالدوا عليه بالسيوف" (¬2) ضعيف روي من حديث أبي سعيد ومن حديث عمر فأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد (3/ 29) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا دَرَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعاً: "لو يعلم الناس ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ودراج أبو السمح مختلف فيه، واختلف في ما يرويه عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو، فقواه ابن معين، وضعفه أحمد وأبو داود. ¬

_ (¬1) 2/ 236 (¬2) 2/ 237

باب الأذان بعد الفجر

وأما حديث عمر فأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (566) والخطيب في "المؤتلف" (الإصابة 12/ 92) وإسماعل الأصبهاني في "الترغيب" (282) والمستغفري في "الصحابة" وأبو موسى المديني (الإصابة 12/ 92 - اللسان 3/ 170 - التهذيب 12/ 273) من طريق صالح بن سليمان القراطيسي ثنا غياث بن عبد الحميد السَّدُوسي عن مَطَر الوراق عن الحسن بن أبي الحسن عن أبي وقاص عن عمر مرفوعاً: "اللهم اغفر للمؤذنين، اللهم اغفر للمؤذنين، اللهم اغفر للمؤذنين" قلت: يا رسول الله، تركتنا نتجالد على الأذان بالسيوف، قال: "كلا يا عمر، إنه يأتي على الناس زمان يتركون الأذان على ضعفائهم وتلك لحوم حرمها الله على النار: لحوم المؤذنين" قال الحافظ في "اللسان": حديث غريب" وقال في "الإصابة": وصالح بن سليمان هذا ضعيف" قلت: وغياث وأبو وقاص مجهولان، ومطر مختلف فيه، والحسن مدلس وقد عنعن. باب الأذان بعد الفجر 176 - (4970) قال الحافظ: ولشعبة فيه إسناد آخر، فإنه رواه أيضاً عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة، فذكره على الشك أيضاً، أخرجه أحمد عن غُنْدَر عنه، ورواه أبو داود الطيالسي عنه جازماً بالأول، ورواه أبو الوليد عنه جازماً بالثاني، وكذا أخرجه ابن خزيمة وابن المنذر وابن حبان من طرق عن شعبة، وكذلك أخرجه الطحاوي والطبراني من طريق منصور بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن. وادعى ابن عبد البر وجماعة من الأئمة بأنه مقلوب وأنّ الصواب حديث الباب" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 231) عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن قال: حدثتني عمتي أُنيسة قالت: كان بلال وابن أم مكتوم يؤذنان للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" فكنا نحبس ابن أم مكتوم عن الأذان فنقول: كما أنت حتى نتسحر، ولم يكن بين أذانيهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا. ¬

_ (¬1) 2/ 242 - 243

باب الأذان قبل الفجر

وأخرجه ابن سعد (8/ 364) عن الطيالسي به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7525) والبيهقي (1/ 382) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به. وأخرجه ابن سعد (8/ 364) وأحمد (6/ 433) وابن خزيمة (405) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 138) والطبراني في "الكبير" (24/ 191) وأبو نعيم في "الصحابة" (7520) والبيهقي (1/ 382) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 32) والمزي (35/ 134 - 135) من طرق عن شعبة به. منهم من ساقه كسياق الطيالسي، ومنهم من قلبه جعل ابن أم مكتوم مكان بلال، وبلال مكان ابن أم مكتوم، ومنهم من رواه على الشك: قال: إنّ بلالاً أو ابن أم مكتوم. ورواه منصور بن زاذان الواسطي عن خبيب فلم يشك: قال: "إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا" قالت: وإن كانت المرأة ليبقى عليها من سحورها فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري. أخرجه أحمد (6/ 433) عن هُشيم الواسطي ثنا منصور به. ومن طريقه أخرجه المزي (35/ 134) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3490) والنسائي (2/ 10) وفي "الكبرى" (1604) وابن خزيمة (404) والطحاوي (1/ 138) وابن حبان (3474) والطبراني (24/ 191) من طرق عن هشيم به. وإسناده صحيح. باب الأذان قبل الفجر 177 - (4971) قال الحافظ: حديث زياد بن الحارث عند أبي داود يدل على الاكتفاء فإنّ فيه: "أنه أذن قبل الفجر بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه استاذنه في الإقامة فمنعه إلى أن طلع الفجر فأمره فأقام" لكن في إسناده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (1817 و1833) وابن سعد (1/ 326 - 327) وابن أبي شيبة ¬

_ (¬1) 2/ 244

(1/ 116) وفي "مسنده" (الإتحاف 5702) وأحمد (4/ 169) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 344) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 214 - 215) وأبو داود (514 و1630) وابن ماجه (717) ويعقوب بن سفيان (2/ 495 - 496) والترمذي (199) والحارث (الطالب 3817) وجعفر الفريابي في "الدلائل" (38 و39) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (183) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (887 و888) وابن المنذر في "الأوسط" (1217) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 142) وابن الأعرابي (ق 243/ أ) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 235) والطبراني في "الكبير" (5285 و5286 و5287) والدارقطني (2/ 137) وابن شاهين في "الناسخ" (169 و170 و171) وأبو نعيم (¬1) في "الحلية" (7/ 114 - 115) وفي "الصحابة" (3041 و3042 و3043) وفي "الدلائل" (321) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 265 - 266) والقضاعي (526) والبيهقي (1/ 380 - 381 و399 و4/ 173 - 174 و10/ 96) وفي "معرفة السنن" (2/ 234 - 235) وفي "الدلائل" (4/ 125 - 127 و5/ 355 - 357) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 85 - 86) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 715) واسماعيل الأصبهاني في "الدلائل" (10) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ص 301 - 303 و303) والحازمي في "الاعتبار" (ص 68) وابن الجوزي في "التحقيق" (411) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 269) والمزي (9/ 445 - 448) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الأفريقي عن زياد بن نعيم الحضرمي عن زياد بن الحارث الصُّدَائي قال: فذكر حديثاً طويلاً وفيه: فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر ناحية المشرق إلى الفجر، فيقول: "لا" حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتبرز، ثم انصرف إليّ وقد تلاحق أصحابه، فقال: "هل من ماء يا أخا صُدَاء؟ " فقلت: لا، إلا شيء قليل لا يكفيك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اجعله في إناء ثم ائتني به" ففعلت فوضع كفه في الماء، فرأيت بين كل إصبعين من أصابعه عيناً تفور، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أني أستحيي من ربي لسقينا واستقينا، ناد في أصحابي: من له حاجة في الماء" فناديت فيهم، فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأراد بلال أن يقيم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ أخا صداء أذن، ومن أذن فهو يقيم" قال الترمذي: حديث زياد إنما نعرفه من حديث الأفريقي. والأفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى القطان وغيره، وقال أحمد: لا أكتب حديث الأفريقي. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده في "الحلية" و"أخبار أصبهان": عن زياد بن نعيم. وعنه أخرجه الخطيب في "السابق واللاحق" (ص 120)

قال: ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث" وقال ابن المنذر، حديث الأفريقي غير ثابت" وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 297) في فصل الضعيف. وقال ابن حزم: والأثر المروي: "إنما يقيم من أذن" إنما جاء من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو هالك" المحلى 3/ 196 وقال ابن السكن: في إسناده نظر" الإصابة 4/ 27 وقال البوصيري: مدار إسناد الحديث على الأفريقي، وهو ضعف، ضعفه يحيى القطان وأحمد وابن معين والترمذي والنسائي وغيرهم" الإتحاف 6/ 178 وخالف في ذلك ابن عساكر والحازمي والشيخ أحمد شاكر. فأما ابن عساكر والحازمي فقالا: حديث حسن" وأما الشيخ أحمد شاكر فقال: حديث صحيح، ورواته ثقات، ولم يتكلموا فيه إلا من أجل الأفريقي، وقد رجحنا أنه ثقة" سنن الترمذي 1/ 76 و386 - المحلى 3/ 196 وقال أيضاً: الأفريقي ليس ضعيفاً بل هو ثقة، وكان البخاري يقوي أمره كما حكاه عنه الترمذي" المحلى 3/ 196 وذكر في موضع آخر توثيق أحمد بن صالح المصري وسحنون للأفريقي (سنن الترمذي 1/ 76) ولم يذكر من ضعفه وهم الجمهور، وإليك ما قالوه في الأفريقي هذا: 1 - البخاري. ذكره في "الضعفاء" (ص 70) وقال: في حديثه بعض المناكير" ولم يخرج له في الصحيح شيئاً. 2 - أحمد بن حنبل. قال أبو طالب عن أحمد: ليس بشيء" وقال المروي عن أحمد: منكر الحديث" وقال أحمد بن الحسن الترمذي عن أحمد: لا أكتب حديثه" 3 - ابن معين. قال الدارمي وغيره عن ابن معين: ضعيف" وقال ابن طهمان عن ابن معين: ضعيف الحديث"

وقال ابن محرز عن ابن معين: ليس بذاك القوي" 4 - عبد الرحمن بن مهدي. قال محمد بن يزيد المستملي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أما الأفريقي فما ينبغي أن يروى عنه حديث" 5 - علي بن المديني. قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن ابن المديني: كان أصحابنا يضعفونه، وأنكر أصحابنا عليه أحاديث، تفرد بها لا تعرف" 6 - أبو زرعة الرازي. قال البرذعي عن أبي زرعة: ليس بالقوي. وقال عنه أيضاً: يقارب يحيى بن عبيد الله وغيره. وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: ضعيف. 7 - أبو حاتم. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: يكتب حديثه ولا يحتج به. 8 - النسائي. ذكره في "الضعفاء" وقال: ضعيف" 9 - الجوزجاني. ذكره في "أحوال الرجال" وقال: غير محمود في الحديث" 10 - صالح بن محمد الغدادي. قال عبد المؤمن بن خلف النسفي: سألت صالح بن محمد عن الأفريقي فقال: ضعيف" 11 - يعقوب بن شيبة. قال محمد بن أحمد بن يعقوب: ثنا جدي قال: الأفريقي ضعيف" 12 - عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال محمد بن محمد بن داود الكرجي: ثنا ابن خراش قال: الأفريقي متروك" 13 - زكريا بن يحيى الساجي. قال محمد بن علي الأيادي: ثنا الساجي قال: الأفريقي فيه ضعف"

14 - ابن حبان. ذكره في "المجروحين" فقال: كان يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي عن الأثبات ما ليس من حديثهم" 15 - البزار. قال في "مسنده": لم يكن بالحافظ، وإذا انفرد بحديث لا يحتج به، وله مناكير" كشف الأستار 2/ 441 16 - الدارقطني. قال في "العلل" (1/ 236): ضعيف" وقال في "السنن" (1/ 379): ضعيف لا يحتج به" 17 - أبو أحمد الحاكم. قال في "الكنى" (1/ 276): ليس بالقوي عندهم" 18 - ابن عدي. قال في "الكامل": عامة حديثه وما يرويه لا يتابع عليه" 19 - ابن خزيمة. قال: لا يحتج به" 20 - ابن القطان الفاسي. قال في "الوهم والإيهام" (2/ 149): الحق فيه أنه ضعيف بكثرة رواية المنكرات وهو أمر يعتري الصالحين كثيراً لقلة نقدهم للرواة، ولذلك قيل: لم تر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث" 21 - الذهبي. قال في "تلخيص المستدرك" (4/ 319): ضعيف" 22 - الحافظ ابن حجر. قال في "التقريب": ضعيف في حفظه" ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن زياد بن نعيم بل تابعه بكر بن سَوَادة المصري عن زياد بن نعيم عن زياد الصدائي به.

باب الأذان للمسافرين

أخرجه الباوردي في "الصحابة" كما في "الإصابة" (4/ 27) من طريق عبد الله بن سليمان عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة به. وعبد الله بن سليمان ما عرفته، والباقون ثقات. - ورواه عبد الله بن لهيعة واختلف عنه: • فقال حسن بن موسى الأشيب: ثنا ابن لهيعة ثنا بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن حِبان بن بُح الصدائي قال: فذكر أطرافاً من الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (635) وأحمد (4/ 168 - 169) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (500) والطبراني في "الكبير" (3575) وأبو نعيم في "الصحابة" (2276 و2277) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 76 - 77) وتابعه سعيد بن أبي مريم الجُمَحي عن ابن لهيعة به. أخرجه ابن عبد الحكم (ص 213) • وقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم الحضرمي عن حيان بن بح قال: فذكر قصة الأذان والإقامة. أخرجه أبو نعيم (2275) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 178 - (4972) قال الحافظ: وله شاهد في صحيح مسلم من حديث سَمُرَة بن جُنْدَب" (¬1) أخرجه مسلم (1094) من طريق سوادة بن حنظلة القشيري عن سمرة رفعه: "لا يغرّق أحدَكم نداءُ بلال من السحور، ولا هذا البياض حتى يستطير" باب الأذان للمسافرين 179 - (4973) قال الحافظ: لعله يشير إلى حديث جابر الطويل في صفة الحج وهو عند ¬

_ (¬1) 2/ 244

مسلم (1218) وفيه: "أن بلالاً أذن وأقام لما جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الظهر والعصر يوم عرفة" (¬1) 180 - (4974) قال الحافظ: في "السنن" بإسناد صحيح من حديث أبي المليح عن أبيه أنهم مطروا يوماً فرخص لهم" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 187) وعبد الرزاق (1924) وابن سعد (7/ 44) وابن أبي شيبة (2/ 233 - 234 و234) وأحمد (2415 و74 و75) والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 2/ 21) وأبو داود (1057 و1058 و1059) وابن ماجه (936) والنسائي (2/ 86) وفي "الكبرى" (927) وابن خزيمة (1657 و1658 و1863) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (995) وابن حبان (2079 و2081 و2083) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 11 و12) والطبراني في "الكبير" (496 و497 و498 و499 و500 و501) وأبو الشيخ في "الأقران" (346) والحاكم (1/ 293) وأبو نعيم في "الصحابة" (780 و178 و782) والبيهقي (3/ 71) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 273) من طرق (¬3) عن أبي المليح بن أسامة الهذلي عن أبيه قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحنين (¬4) فأصابنا مطر، فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن صلوا في رحالكم. وفي رواية: لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم (¬5) الحديبية وأصابتنا (¬6) سماء لم تَبُلَّ أسافل نعالا، فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن صلوا في رحالكم. قال الحاكم: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) 2/ 251 (¬2) 2/ 253 (¬3) رواه قتادة وعباد بن منصور وأبو بكر الهذلي وعامر بن عبيدة الباهلي وزياد بن أبي المليح وأبو معاوية العباداني وأبو بشر الحلبي وسعيد بن زَرْبي عن أبي المليع عن أبيه. ورواه خالد الحذاء واختلف عنه، فرواه إسماعيل بن علية وسعان بن حبيب البصري وسفيان الثوري وخالد بن عدالله الطحان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح عن أبيه. ورواه هشيم الواسطي وعبد الوهاب بن عطاء العجلي وبشر بن المفضل البصري عن خالد الحذاء عن أبي المليح عن أبيه. (¬4) في حديث عاد بن منصور: "في سفر" وفي حديث أبي معاوية العباداني: "خيبر". (¬5) وفي لفظ: "زمن الحديبية" وفي لفظ آخر: "بالحديبية" وفي حديث هشيم: "عام الحدييبة أو حنين". (¬6) وفي لفظ: "ومطرنا" زاد سفيان بن حيب وأبو بشر الحلبي وزياد بن أبي المليح: "في يوم جمعة" وهي رواية عن قتادة أيضاً.

باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا

وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 657 قلت: وهو كما قالا. باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا 181 - (4975) قال الحافظ: وقد ورد فيه حديث مرفوع أخرجه الترمذي والبيهقي من حديث أبي هريرة، وفي إسناده ضعف" (¬1) ضعيف يرويه الوليد بن مسلم الدمشقي عن معاوية بن يحيى الصَّدَفي عن الزهري واختلف عن الوليد: - فقال علي بن حجر السَّعْدي: ثنا الوليد عن معاوية عن الزهري عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يؤذن إلا متوضىء" أخرجه الترمذي (200) - وقال هشام بن عمار الدمشقي: ثنا الوليد عن معاوية عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه البيهقي (1/ 397) وقال: هكذا رواه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف" قلت: وخالفه يونس بن يزيد الأيلي فرواه عن الزهري قال: قال أبو هريرة: لا ينادي بالصلاة إلا متوضىء. أخرجه الترمذي (201) وتابعه الأوزاعي عن الزهري به. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 211) قال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول، والزهري لم يسمع من أبي هريرة" ¬

_ (¬1) 2/ 255

باب قول الرجل فاتتنا الصلاة

وقال البيهقي: والصحيح الموقوف" قلت: وإسناده ضعيف لانقطاعه. وذكره افووي في "الخلاصة" (1/ 280) في فصل الضعيف. 182 - (4976) قال الحافظ: قال العلماء: في ذلك فائدتان: إحداهما أنه قد يكون أرفع لصوته، وفيه حديث ضعيف أخرجه أبو الشيخ من طريق سعد القَرَظ عن بلال" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بلالاً أن يجعل إصبعيه في أذنيه". باب قول الرجل فاتتنا الصلاة 183 - (4977) قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أبي قتادة في قصة نومهم عن الصلاة، قلت: يا رسول الله، فاتتنا الصلاة" (¬2) أخرجه أحمد (5/ 302) ومسلم (681) وأبو داود (438) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي قتادة في حديث طويل. باب لا يسعى إلى الصلاة 184 - (4978) قال الحافظ: وحديث: "فعليه بالصوم فإنه له وُجَاء" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 11/ 7 - 10) من حديث ابن مسعود. 185 - (4979) قال الحافظ: وحديث: "فعليك بالمرأة" قاله لأبي طلحة في قصة صفية" (¬4) أخرجه البخاري (فتح 6/ 533 و13/ 189) من حديث أنس. ¬

_ (¬1) 2/ 256 (¬2) 2/ 256 (¬3) 2/ 258 (¬4) 2/ 258

باب قول الرجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما صلينا

186 - (4980) قال الحافظ: وردت فيه أحاديث كحديث جابر عند مسلم: "إنّ بكل خطوة درجة" (¬1). أخرجه مسلم 6641) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي قال: سمعت جابر بن عبد الله قال. كانت ديارنا نائية عن المسجد، فاردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد، فنهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن لكم بكل خطوة درجة". باب قول الرجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما صلينا 187 - (4981) قال الحافظ: ويدخل في هذا ما في الطبراني من حديث جُنْدَب في قصة النوم عن الصلاة فقالوا: يا رسول الله! سهونا فلم نصل حتى طلعت الشمس" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (1722) عن أحمد بن موسى بن يزيد السامي ثنا أحمد بن عبيد الله الغُدَافي ثنا النضر بن منصور عن سهل الفزاري عن أبيه عن جندب قال: سافرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سفراً فأتاه قوم فقالوا: يا رسول الله! سهونا عن الصلاة فلم نصل حتى طلعت الشمس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "توضؤوا وصلوا، إنّ هذا ليس بالسهو، إنّ هذا من الشيطان، فإذا أخذ أحدكم مضجعه من الليل فليقل: بسم الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" قال الهيثمي: وفيه سهل بن فلان الفزاري وهو مجهول" المجمع 1/ 323 وقال الذهبي في "الميزان": سهل بن فلان الفزاري عن أبيه عن جندب مجهول" زاد الحافظ في "اللسان": وأبوه كذلك، والحديثان اللذان يرويهما عن أبيه منكران. قلت: وهو بقاف ومهملتين" وشيخ الطبراني قال الذهبي في "تاريخ الإِسلام": لا أعرفه. والنضر بن منصور أبو عبد الرحمن الكوفي قال أبو حاتم: مجهول يروي أحاديث منكرة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا أعرفه، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. ¬

_ (¬1) 2/ 258 (¬2) 2/ 264

أبواب صلاة الجماعة والإمامة

أبواب صلاة الجماعة والإمامة باب وجوب صلاة الجماعة 188 - (4982) قال الحافظ: وأما حديث ابن مسعود فأخرجه مسلم (652)، وفيه الجزم بالجمعة" (¬1) ولفظه: "لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أُحَرِّق على رجال يتخلفون عن الجماعة". باب فضل صلاة الجماعة 189 - (4983) قال الحافظ: وأما غير ابن عمر فصح عن أبي سعيد وأبي هريرة كما في هذا الباب، وعن ابن مسعود عند أحمد وابن خزيمة، وعن أُبيّ بن كعب عند ابن ماجه والحاكم، وعن عائشة وأنس عند السراج. وورد أيضاً من طرق ضعيفة عن معاذ وصهيب وعبد الله بن زيد وزيد بن ثابت وكلها عند الطبراني. واتفق الجميع على خمس وعشرين سوى رواية أُبيّ فقال: أربع أو خمس على الشك. وسوى رواية لأبي هريرة عند أحمد قال فيها: سبع وعشرون، وفي إسنادها شريك القاضي وفي حفظه ضعف. وفي رواية لأبي عوانة: بضعاً وعشرين" (¬2) ¬

_ (¬1) 2/ 268 (¬2) 2/ 272

حديث ابن مسعود يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمي واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً، منهم: 1 - عطاء بن السائب. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 479) وفي "مسنده" (الإتحاف 1740) وأحمد (1/ 376) عن محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "فضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضع وعشرون درجة" وأخرجه أبو يعلى (4995) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البزار (2068) وأبو يعلى (5076 و5190) والطبراني في "الكبير" (10103) من طرق عن ابن فضيل به. قال البزار. لا نعلم أسند عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن ابن مسعود إلا هذا الحديث" قلت: وعطاء كان قد اختلط، وسماع ابن فضيل منه بعد الاختلاط. 2 - إبراهيم بن مسلم الهَجَري. أخرجه أحمد (1/ 382) والهيثم بن كليب (699) وأبو الشيخ في "الطبقات" (547) من طرق عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "إنّ فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة" وإبراهيم قال ابن معين وغيره: ضعيف. 3 - خليفة بن حصين البصري. أخرجه الهيثم (700) والطبراني (10102) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا قيس بن الربيع عن الأغر بن الصَّبَّاح عن خليفة بن حصين عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "صلاة الرجل في جماعة تفضل على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة" وإسناده ضعيف لضعف يحيى وقيس. - ورواه أبو حَصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فقال محمد بن الصلتْ بن الحجاج الأسدي: ثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين

عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "صلاة الرجل في جماعة تفضل على صلاته وحده بضعاً وعشرين درجة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10104) و"الأوسط" (5408) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت ثني عمي محمد بن الصلت به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي حصين إلا قيس، ولا عن قيس إلا محمد بن الصلت، تفرد به أحمد بن الحجاج" قلت: وهو ضعيف كما في "الميزان" (1/ 89)، وقيس ضعفه ابن معين والجمهور. • ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 480) - ورواه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعى عن أبي الأحوص عن ابن مسعود واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فرواه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن أبي إسحاق مرفوعاً بلفظ. "بخمس وعشرين" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10098) وأبو مريم قال ابن المديني وغيره: يضع الحديث. • ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق موقوفاً. أخرجه عبد الرزاق (2003) وتابعه أبو الأحوص سلّام بن سُليم الكوفي عن أبي إسحاق به. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 481) - ورواه قتادة واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن قتادة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرين ضعفاً كلها مثل صلاته" أخرجه أحمد (1/ 376 و452 و465) والبزار (2058) والطبراني في "الكبير" (10101) عن سعيد بن أبي عَروبة

والهيثم (701) عن هشام الدَّسْتُوائي و (702) عن أبان بن يزيد العطار ثلاثتهم عن قتادة به. • ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة عن مورّق العجلي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "صلاة الجميع تفضل صلاة الرجل وحده خمساً (¬1) وعشرين صلاة كلها مثل صلاته" أخرجه أحمد (1/ 437 و452) والبزار (2059) وأبو يعلى (5000) والهيثم (703 و705) والطبراني في "الكبير" (10099) و"الأوسط" (2618) وتمام (933) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 237) من طرق عن همام به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة عن مورق إلا همام" - ورواه شعبة واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن شعبة عن قتادة عن عقبة بن وَسَّاج عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً. منهم: 1 - محمد بن جعفر غُندر. أخرجه أحمد (¬2) (1/ 437) والبزار (2057) وابن خزيمة (1470) 2 - يحيى القطان. أخرجه ابن خزيمة (1470) وابن المنذر في "الأوسط" (1888) والهيثم (704) 3 - خالد بن الحارث البصري. قاله الدارقطني في "العلل" (9/ 44) ¬

_ (¬1) ولفظ أبي يعلى وحده: "بضعاً" (¬2) سقط من إسناده: "عن قتادة" وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10100) من طريقه فأثبته.

4 - رَوح بن عُبادة البصري. قاله الدارقطني. • ورواه حجاج بن محمد الأعور عن شعبة عن عقبة بن وساج عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه أحمد (1/ 437) وتابعه عمرو بن مرزوق البصري على وقفه كما في "العلل" للدارقطني إلا أنه قال فيه: عن شعبة عن قتادة عن عقبة. - ورواه سليمان التيمي عن قتادة واختلف عنه: • فرواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن قتادة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً. • ورواه أزهر بن سعد السمان عن سليمان التيمي عن قتادة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً. انظر العلل للدارقطني 9/ 45 - ورواه أشعث بن أبي الشعثاء سليم المحاربي عن أبي الأحوص عن أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/ 328 و454 و525) عن شريك بن عبد الله النخعي وابن شاهين في "الترغيب" (62) عن أبي عَوانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي كلاهما عن أشعث به. قال الدارقطني: والصحيح حديث أبي الأحوص عن ابن مسعود" العلل 9/ 45 وحديث أُبيّ بن كعب تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الصاد فانظر حديث: "صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ... " وحديث عائشة أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 324) من طريق محمد بن إسحاق السراج ثنا محمد بن بشار بُنْدار ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبد الرحمن بن عمار عن القاسم عن عائشة مرفوعاً: "صلاة الرجل في الجمع تفضل على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة"

وأخرجه النسائي (2/ 80) وفي "الكبرى" (913) عن عبيد النّه بن سعيد اليشكري ثنا يحيى بن سعيد به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 386) من طريق محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا يحيى بن سعيد به. وقال: غريب من حديث القاسم، لم يروه فيما أعلم إلا عبد الرحمن بن عمار" وقال الخطيب: عبد الرحمن بن عمار وهو ابن أبي زينب مدني عزيز غريب الحديث" قلت: وثقه أحمد وغيره، والباقون ثقات، فالإسناد صحيح. وحديث أنس له عنه طرق: الأول: يرويه حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عن أنس مرفوعاً: "تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ أو صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين صلاة" أخرجه البزار (كشف 459) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد به. وقال: لا نعلم رواه عن عاصم عن أنس إلا حماد بن سلمة" قلت: وإسناده حسن، أبو قلابة صدوق، والباقون ثقات. ولم ينفرد حجاج بن المنهال به بل تابعه الملاحفي ثنا حماد بن سلمة ثنا عاصم الأحول عن أنس مرفوعاً: "صلاة الجمع تزيد على صلاة الرجل وحده ببضع وعشرين درجة" أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (424) والملاحفي هذا ما عرفته. الثاني: يرويه عبد السلام بن شعيب بن الحَبْحَاب البصري عن أبيه عن أنس مرفوعاً: "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين" أخرجه البزار (كشف 460) عن عبد السلام به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2199) من طريق وهب بن يحيى بن زمام العلاف ثنا عبد السلام به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعيب إلا ابنه عبد السلام"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وأبوه وثقه أحمد وغيره. الثالث: يرويه أبان بن أبي عياش عن أنس مرفوعاً: "فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده أربعة وعشرين جزءاً" أخرجه الحارث (158) عن داود بن المُحَبَّر الطائي ثنا محمد بن سعيد عن أبان به. وداود كذبه أحمد وصالح جزرة، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث غير ثقة. وأبان قال النسائي وغيره: متروك الحديث. وحديث معاذ أخرجه البزار (2667) والطبراني في "الكبير" (20/ 139) من طريق عبد الحكيم بن منصور الواسطي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ مرفوعاً: "تفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرين صلاة" قال البزار: وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، وقد أدرك عمر" وقال الهيثمي: وفيه عبد الحكيم بن منصور وهو ضعيف" المجمع 2/ 39 قلت: كذبه ابن معين، وقال النسائي: متروك الحديث. وحديث صهيب أخرجه الطبراني في "الكبير" (7305) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي وابن شاهين في "الترغيب" (67) عن عثمان بن سعيد الحمصي قالا: ثنا جابر بن غانم ثني ابن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "صلاة في الجماعة مثل خمس وعشرين صلاة في الوحدة، والصلاة تطوعاً حيث لا يراه أحد مثل خمس وعشرين صلاة على أعين الناس" قال الهيثمي: وفيه من لم يسم" المجمع 2/ 38 وحديث عبد الله بن زيد أخرجه أبو يعلى (المطالب 420 - الإتحاف 1747) والطبراني في "الأوسط" (5063) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد مرفوعاً: "إنَّ الله وملائكته يصلون على الذين يَصِلون الصفوف، وما بين صلاة الفذ والجماعة خمس وعشرون درجة"

باب احتساب الآثار

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن زيد إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف" المجمع 2/ 38 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة" مختصر الإتحاف 2/ 415 وحديث زيد بن ثابت أخرجه الطبراني في "الكبير" (4936) من طريق الربيع بن بدر التميمي عن الجُرَيري عن أبي نَضْرَة عن زيد بن ثابت مرفوعاً: "صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده أربعاً وعشرين سهماً إلى صلاته خمساً وعشرين" قال الهيثمي: وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف" المجمع 2/ 39 قلت: وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 190 - (4984) قال الحافظ: ولأحمد من حديث ابن مسعود بإسناد رجاله ثقات نحوه وقال في آخره: "كلها مثل صلاته" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. باب احتساب الآثار 191 - (4985) قال الحافظ: وللترمذي من حديث أبي سعيد: "فلم ينتقلوا" (¬2) أخرجه الترمذي (3226) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 565 - 566) عن محمد بن وزير الواسطي ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان الثوري عن أبي سفيان السعدي عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12] فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ آثاركم تكتب" فلم ينتقلوا. وأخرجه ابن عدي (4/ 1437) من طريق إسحاق بن بهلول ثنا إسحاق الأزرق به. وأخرجه الحاكم (2/ 428 - 429) وعنه البيهقي في "الشعب" (2630) من طريق جعفر بن محمد ابن بنت إسحاق بن يوسف الأزرق ثني جدي به (¬3). ¬

_ (¬1) 2/ 274 (¬2) 2/ 281 (¬3) ووقع عند الحاكم: الثوري عن أبي سفيان سعد بن طريف. وهو خطأ، والصواب ما ذكرته.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" (22/ 154) من طريق ابن المبارك عن سفيان الثوري به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري، وأبو سفيان هو طَرِيف السعدي" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح عجيب من حديث الثوري" قلت: أبو سفيان طريف السعدي قال أحمد وابن المديني وابن معين وأبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث. - ورواه عبد الرزاق عن الثوري واختلف عنه: • فرواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (1982) عن الثوري عن طريف عن أبي نضرة عن أبي سعيد. • ورواه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري عن عبد الرزاق عن الثوري عن سعد بن طريف عن أبي نضرة عن أبي سعيد. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 510 - 511) وفي "أسباب النزول" (ص 208 - 209) والأول أصح. - ورواه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نضرة واختلف عنه: • فرواه شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد. أخرجه البزار كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 566) من طريق عثمان بن عمر بن فارس العبدي (¬1) ثنا شعبة به. وتابعه عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي عن الجريري به. أخرجه البزار أيضاً. قال ابن كثير: وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية، والسورة بكمالها مكية فالله أعلم" • ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن ¬

_ (¬1) خالفه أبو النضر هاشم بن القاسم الغدادي رواه عن شعبة فجعله عن جابر. أخرجه ابن المنذر في "الاوسط" (1248)

عبد الله قال: خلت القاع حول المسجد. فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لهم: "إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد" قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا دلك، فقال: "يا بني سلمة! ديارَكم تكتبْ آثارُكم، دياركم تكتب آثاركم" أخرجه مسلم (665) وهكذا رواه كَهْمَس بن الحسن البصري عن أبي نضرة عن جابر به. أخرجه مسلم أيضاً. 192 - (4986) قال الحافظ: وأشار البخاري بهذا التعليق إلى أنّ قصة بنى سلمة كانت سبب نزول هذه الآية، وقد ورد مصرحاً به من طريق سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس، أخرجه ابن ماجه وغيره، وإسناده قوي" (¬1) يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن سماك بن حرب واختلف عنه: - فقال وكيع: ثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: كانت الأنصارُ بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يقتربوا، فنزلت: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12] قال: فثبتوا. أخرجه ابن ماجه (785) والطبري في "تفسيره" (22/ 154) وتابعه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن إسرائيل به. أخرجه الطبري وإسناده ضعيف لأنّ سماك بن حرب مختلف فيه، وقد تكلم ابن المديني وغيره في رواية عن عكرمة. - وقال محمد بن يوسف الفريابي: ثنا إسرائيل عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12310) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم المصري ثنا الفريابي به. والأول أصح. ¬

_ (¬1) 2/ 281

باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة

قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف" المجمع 7/ 97 باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة 193 - (4987) قال الحافظ: فأما إظلال المغازي فرواه ابن حبان وغيره من حديث عمر، وأما عون المجاهد فرواه أحمد والحاكم من حديث سهل بن حُنَيف ... وأما إرفاد الغارم وعون المكاتب فرواهما أحمد والحاكم من حديث سهل بن حنيف المذكور، وأما التاجر الصدوق فرواه البغوي في "شرح السنة" من حديث سلمان، وأبو القاسم التيمي من حديث أنس" (¬1) حديث عمر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من جهز غازياً حتى يستقل ... " وحديث سهل بن حُنَيف أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 351 و7/ 13 و250) وفي "مسنده" (62) وأحمد (3/ 487) وعبد بن حميد (471) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (93 و94) وأبو يعلى (الإتحاف 5894 و6862) والطحاوي في "المشكل" (3818 و3819) وابن أبي حاتم في "العلل" (972) والمحاملي في "أماليه" (431) والطبراني في "الكبير" (5590 و5591) وابن شاهين في "الترغيب" (446) والحاكم (2/ 89 - 90 و217) وأبو نعيم في "الصحابة" (3287) والبيهقي (10/ 320) وفي "الشعب" (3972) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (606) وأبو الفرج المقرىء في "الأربعين في الجهاد" (55) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد" (27) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 268) والحافظ في "الأمالي" (2/ 104 - 105) من طرق عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف عن أبيه مرفوعاً: "من أعان مجاهداً في سبيل الله، أو غارماً في عسرته، أو مكاتباً في رقبته أظله الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عساكر: حسن غريب" وقال الحافظ: حديث حسن" ¬

_ (¬1) 2/ 284

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن سهل بن حنيف ولم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن" المجمع 4/ 241 وقال في موضع آخر: وعبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن" المجمع 5/ 283 وقال البوصيري: مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن المديني وابن خزيمة وغيرهم" الإتحاف 6/ 280 و7/ 288 قلت: ضعفه الجمهور، وقواه بعضهم. وعبد الله بن سهل قال الحسيني في "الإكمال": ليس بالمشهور، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرف حاله. وحديث سلمان موقوف ذكره الحافظ في الباب وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 469) وحديث أنس أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (794) من طريق يحيى بن شبيب اليمامي ثنا حميد عن أنس مرفوعاً: "التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة" ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي" (2/ 109) وقال: هذا حديث غريب، تفرد به يحيى بن شبيب، وهو منكر الحديث، متهم عند الأئمة" 194 - (4988) قال الحافظ: وحديث تحسين الخلق أخرجه الطبراني من حديث أبي هريرة بإسناد ضعيف" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6502) وابن عدي (6/ 2432) والحافظ في "الأمالي" (2/ 110) من طريق أبى العباس مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن أبي أمية بن يعلى عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعاً: "أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام: يا خليلي حسّن خلقك ولو مع الكفار، تدخل مداخل الأبرار، وإن كلمتي سبقت لمن حَسُن خلقه أن أظله تحت عرشي وأسقيه من حظيرة قدسي وأدنيه من جواري" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد المقبري إلا أبو أمية بن يعلى، تفرد به مؤمل بن عبد الرحمن، ولا يُروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد" ¬

_ (¬1) 2/ 284

باب إذا أقيمت الصلاة إفلا صلاة إلا المكتوبة

وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن أبي أمية بن يعلى وإن كان ضعيفاً غير مؤمل هذا، ومؤمل عامة حديثه غير محفوظة" وقال الحافظ: هذا حديث غريب، واسم أبي أمية إسماعيل، وهو ضعيف" وقال المنذري: سنده ضعيف" إتحاف الخيرة 10/ 384 وقال الهيثمي: وفيه مؤمل بن عبد الرحمن وهو ضعيف" المجمع 8/ 20 قلت: ولم ينفرد به بل تابعه كادح بن رحمة الكوفي عن أبي أمية بن يعلى به. أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1204) وأبو أمية بن يعلى قال البخاري: سكتوا عنه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف الحديث ليس بقوي، وقال ابن معين: ليس بثقة. باب إذا أقيمت الصلاة إفلا صلاة إلا المكتوبة 195 - (4989) قال الحافظ: ويؤيده ما رواه البخاري في "التاريخ" والبزار وغيرهما من رواية محمد بن عمار عن شريك بن أبي نمر عن أنس مرفوعاً في نحو حديث الباب، وفيه: "نهى أن يصليا إذا أقيمت الصلاة" (¬1) يرويه شريك بن عبد الله بن أبي نمر واختلف عنه: - فقال محمد بن عمار الأنصاري المدني: عن شريك عن أنس قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أقيمت الصلاة ورأى ناساً يصلون ركعتي الفجر فقال: "صلاتان معاً" ونهى أن تصليا إذا أقيمت الصلاة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 186) والبزار (كشف 517) وقال: لا نعلمه عن أنس إلا بهذا الإسناد" قلت: محمد بن عمار هو ابن حفص بن عمر بن سعد القَرَظ قال ابن معين وغيره: ليس به بأس. - وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي: عن شريك عن أبي سلمة عن عائشة. ¬

_ (¬1) 2/ 289

أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4117) - ورواه سفيان الثوري عن شريك عن أبي سلمة مرسلاً. أخرجه مسدد (المطالب 257) وتابعه إسماعيل بن جعفر المدني عن شريك به. ذكره البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 186) وقال: والمرسل أصح" وقال الحافظ: صحيح إلا أنه مرسل" المطالب 1/ 137 وقال البوصيري: ورجاله ثقات إلا أنه مرسل" الإتحاف 2/ 333 196 - (4990) قال الحافظ: ويدل على ذلك أيضاً حديث قيس بن عمرو الذي أخرجه أبو داود وغيره أنه صلى ركعتي الفجر بعد الفراغ من صلاة الصبح، فلما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سأله لم ينكر عليه قضاءهما بعد الفراغ من صلاة الصبح متصلاً بها" (¬1) له عن قيس طرق: الأول: يرويه سعد بن سعيد بن قيس الأنصاري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن قيس. ورواه عن سعد بن سعيد غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن نمير. قال ابن أبي شيبة (2/ 254 و14/ 239) وأحمد (5/ 447): ثنا عبد الله بن نمير ثنا سعد بن سعيد ثني محمد بن إبراهيم عن قيس بن عمرو قال: رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أصلاة الصبح مرتين" فقال الرجل: إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما فصليتهما الآن، فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه ابن ماجه (1154) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2156) عن ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) 2/ 291

وأخرجه ابن قانع (2/ 350) عن محمد بن بشر أخي خطاب ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني (18/ 367) عن عيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الدارقطني (1/ 384 - 385) عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الحاكم (1/ 275) من طريق إسماعيل بن قتيبة السلمي ثنا ابن أبي شيبة به. إلا إنه وقع عنده: عن قيس بن قَهْد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 367) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5699) وابن الأثير (4/ 438) والمزي (24/ 74) وأخرجه أبو داود (1267) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 483) والخطيب في "الفقيه" (298) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5699) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي به. قال الدارقطني: قيس هذا هو جد يحيى بن سعيد" يعني أخو سعد بن سعيد. 2 - سفيان بن عُيينة. قال الشافعي في "الأم" (1/ 131): أنا سفيان، وقال الحميدي (868): ثنا سفيان ثنا سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن قيس جد سعد قال: أبصرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أصلي ركعتين بعد الصبح فقال: "ما هاتان الركعتان يا قيس؟ " فقلت: يا رسول الله! إني لم أكن صليت ركعتي الفجر فهما هاتان الركعتان، فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي (2/ 456) وفي "معرفة السنن" (3/ 424) ومن طريق الحميدي أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4139) وابن قانع (2/ 350) والطبراني (18/ 367) والبيهقي (2/ 456) وفي "الصغرى" (749) وأخرجه ابن خزيمة (2/ 164) عن أبي الحسن عمر بن حفص الشيباني

والطحاوي (4138) عن حامد بن يحيى البلخي والبيهقي (2/ 456) عن إبراهيم بن بشار الرَّمَادي قالوا: ثنا سفيان به. ووقع في حديث الرمادي: عن قيس بن قهد. 3 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. قال الترمذي (422): ثنا محمد بن عمرو السَّوَّاق البلخي ثنا عبد العزيز بن محمد عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن قيس قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقيمت الصلاة، فصليت معه الصبح، ثم انصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- فوجدني أصلي، فقال: "مهلاً يا قيس! أصلاتان معاً؟ " قلت: يا رسول الله، إني لم أكن ركعت ركعتي الفجر، قال: "فلا إذن" ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب المدني عن عبد العزيز بن محمد فقال فيه: أنّ قيساً. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2157) قال الترمذي: حديث محمد بن إبراهيم لا نعرفه مثلَ هذا إلا من حديث سعد بن سعيد، وإنما يروى هذا الحديث مرسلاً. قال: وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري. قال: وقيس هو جدّ يحيى بن سعيد الأنصاري، ويقال: هو قيس بن عمرو، ويقال: هو قيس بن قهد. وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل: محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيس. وروى بعضهم هذا الحديث عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج فرأى قيساً. وهذا أصح من حديث عبد العزيز عن سعد بن سعيد" وقال الطحاوي: فأما حديث سعد بن سعيد، وإن كان سعد بن سعيد ليس عند الناس كواحد من أخويه يحيى وعبد ربه وهم يتكلمون في حديثه، فإنه ذكره عن محمد بن

إبراهيم التيمي عن قيس جده، ومحمد بن إبراهيم فإنما حديثه عن أبي سلمة وأمثاله من التابعين، لا يعرف له لقاء لأحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فدخل هذا الحديث في الأحاديث المنقطعة التي لا يحتج أهل الإسناد بمثلها" وقال البيهقي: قال بعض الرواة فيه: قيس بن عمرو، وقال بعضهم: قيس بن قهد، وقيس بن عمرو أصح، قال ابن معين: هو قيس بن عمرو بن سهل جد يحيى بن سعيد بن قيس" قلت: هذا حديث انفرد به سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم، وسعد مختلف فيه. وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه أحمد وغيره، ومحمد ثقة مشهور، وقيس اختلف في اسم أبيه كما رأيت. الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن جده قيس بن قهد أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الصبح ولم يكن صلى ركعتي الفجر، فلما سلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلم معه، ثم قام فركع ركعتي الفجر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر إليه، فلم ينكر ذلك عليه. أخرجه ابن خزيمة (1116) وابن المنذر في "الأوسط" (1094 و2751) والطحاوي (4137) عن الربيع بن سليمان المرادي ثنا أسد بن موسى ثنا الليث بن سعد ثني يحيى بن سعيد به. ووقع عند ابن خزيمة: عن جده قيس بن عمرو. ورواه ابن حبان (1563 و2471) عنه فقال: عن جده قيس بن قهد. ورواه ابن حبان (2471) أيضاً عن ابن المنذر به. وأخرجه ابن حبان (1563 و2471) وابن قانع (2/ 350) من طرق عن الربيع بن سليمان به. ورواه أبو بكر عبد الله بن محمد النيسابوري وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم عن الربيع بن سليمان فقالا: عن جده، ولم يسمياه. أخرجه الدارقطني (1/ 383 - 384) عن أبي بكر النيسابوري به. وأخرجه الحاكم (1/ 274 - 275) وعنه البيهقي (2/ 483) عن أبي العباس الأصم به. ولم ينفرد الربيع بن سليمان به بل تابعه نصر بن مرزوق المصري.

رواه ابن خزيمة (1116) عنه فقال: عن جده قيس بن عمرو. ورواه أبو بكر النيسابوري عنه فقال: عن جده، ولم يسمه. أخرجه الدارقطني (1/ 383 - 384) قال ابن خزيمة: خبر غريب غريب" وقال الطحاوي: هذا الحديث مما ينكره أهل العلم بالحديث على أسد بن موسى، منهم إبراهيم بن أبي داود، فسمعته يقول: رأيت هذا الحديث في أصل الكتب موقوفاً على يحيى بن سعيد. ومما ينكره أهل الأنساب أيضاً، ويزعمون أن يحيى بن سعيد أيضاً ليس قيس جده قيسَ بن قهد، وإنما هو قيس بن عمرو بن سهل، منهم محمد بن عيسى بن فليح سمعته يقول: يحيى بن سعيد إنما جده قيس بن عمرو بن سهل ليس قيسَ بن قهد، وقد ذكر ذلك محمد بن إسحاق في أنساب الأنصار" وقال الحاكم: إسناده صحيح، وقيس بن قهد الأنصاري صحابي، والطريق إليه صحيح على شرطهما" وقال ابن منده: غريب، تفرد به أسد موصولاً، وقال غيره: عن الليث عن يحيى أنَّ جده، مرسل" الإصابة 8/ 204 قلت: أسد بن موسى وثقه النسائي وغيره، واستشهد به البخاري، ولم يخرج له مسلم شيئاً، واختلف عنه في قيس كما تقدم، فقيل: ابن قهد، وقيل: ابن عمرو، ومنهم من لم ينسبه. وقد اختلف في قيس هذا اختلافاً كثيراً (¬1). وسعيد بن قيس الأنصاري لم يخرج له الشيخان شيئاً، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وسميا جده: عمروا. وذكره ابن حبان في "الثقات" وسمى جده: قهداً. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (9/ 186): يقولون: إنّ سعيداً والد يحيى بن سعيد لم يسمع من أبيه قيس شيئاً" ¬

_ (¬1) انظر "الإصابة" (8/ 203 - 204 و207 - 208) "الاستيعاب" (9/ 186) "الثقات" لابن حبان (3/ 339) "تهذيب الكمال" (24/ 72 - 73) "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 142) "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/ 2312)

الثالث: يرويه ابن جريج قال: سمعت عبد ربه بن سعيد أخو يحيى بن سعيد يحدث عن جده قال: خرج إلى الصبح فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصبح، ولم يكن ركع ركعتي الفجر، فصلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم قام حين فرغ ميت الصبح فركع ركعتي الفجر، فمرّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما هذه الصلاة؟ " فأخبره، فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم- ومضى ولم يقل شيئاً. أخرجه عبد الرزاق (4016) عن ابن جريج به. وأخرجه أحمد (5/ 447) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4145) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير قال: قال حماد بن سلمة: أخبرني عبد ربه بن سعيد أنّ جده فاتته ركعتا الفجر، مرسل. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (5/ 29) عن هُدْبة بن خالد البصري عن حماد فقال: عن عبد ربه عن جده أنه فعل ذلك ... ورواته ثقات لكن ما أظن عبد ربه سمع من جده، والله أعلم. الرابع: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن قيس بن قهد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رآه يصلي ركعتين بعد صلاة الغداة، فقال: "ما هاتان الركعتان يا قيس؟ " قال: لم أكن ركعتهما قبل الصلاة، فسكت عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطحاوي (4141) من طريق علي بن يونس ثنا جرير بن عبد الحميد عن إسماعيل به. وقال: وأهل الحديث ينكرون هذا الحديث ولا يعرفونه، ولا يعرفون علي بن يونس" الخامس: يرويه أيوب بن سويد الرَّمْلي ثنا ابن جريج عن عطاء عن قيس بن قهد جد يحيى بن سعيد الأنصاري قال: دخلت المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الصبح، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة قمت فركعتهما، فمرّ بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أصلي فقال: "يا قيس، ما هذه الصلاة؟ " قلت: بأبي وأمي يا رسول الله دخلت وأنت تصلي ولم أكن ركعت الركعتين، فصليت معك ثم صليتهما الآن، فلم ينكر ذاك على ولو كان منكراً لأنكره. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 267) وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن سويد. واختلف فيه على عطاء: • فقال هُشيم الواسطي: أنا عبد الملك عن عطاء أنّ رجلاً، مرسل.

باب حد المريض أن يشهد الجماعة

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 254 و14/ 239) ورواته ثقات، وعبد الملك هو ابن أبي سيمان العَرْزَمي. وتابعه قيس بن سعد المكي عن عطاء به. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1972) باب حد المريض أن يشهد الجماعة 197 - (4991) قال الحافظ: ووقع في مرسل الحسن عند ابن أبي خيثمة أنّ أبا بكر أمر عائشة أن تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصرف ذلك عنه فأرادت التوصل إلى ذلك بكل طريق فلم يتم" (¬1) لم أقف عليه 198 - (4992) قال الحافظ: ويؤيده حديث سالم بن عبيد في صحيح ابن خزيمة بلفظ: خرج بين بريدة ورجل آخر" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر أن يؤم الناس" 199 - (4993) قال الحافظ: في رواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس فيهذا الحديث: فلما أحسَّ الناس به سبحوا، أخرجه ابن ماجه وغيره بإسناد حسن. وقال: في رواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس: فابتدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- القراءة من حيث انتهى أبو بكر" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه أبا بكر أن يصلي بالناس. ¬

_ (¬1) 2/ 294 (¬2) 2/ 295 (¬3) 2/ 309

باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول

باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول 200 - (4994) قال الحافظ: وكذا وقع لعبد الرحمن بن عوف حيث صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفه الركعة الثانية من الصبح فإنه استمر في صلاته إماماً لهذا المعنى. وقصة عبد الرحمن عند مسلم من حديث المغيرة بن شعبة" (¬1) أخرجه مسلم (1/ 230 - 231 و317 - 318) من طريق عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه قال: فذكر حديثاً وفيه: فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف وقد ركع بهم ركعة، فلما أحسّ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب يتأخر، فأومأ إليه، فصلى بهم، فلما سلم قام النبي -صلى الله عليه وسلم- وقمت، فركعنا الركعة التي سبقتنا. باب إنما جعل الإمام ليؤتم به 201 - (4995) قال الحافظ: واستدل بقوله في رواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس: وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القراءة من حيث بلغ أبو بكر. هذا لفظ ابن ماجه، وإسناده حسن" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه أبا بكر أن يصلي بالناس. 202 - (4996) قال الحافظ: وتعقب بصلاته -صلى الله عليه وسلم- خلف عبد الرحمن بن عوف، وهو ثابت بلا خلاف" (¬3) تقدم قبل حديث. 203 - (4997) قال الحافظ: وقد سمى منهم في الأحاديث أنس كما في الحديث الذي بعده عند الإسماعيلي، وجابر كما تقدم، وأبو بكر وجابر كما في حديث جابر، وعمر كما في رواية الحسن مرسلاً عند عبد الرزاق. ¬

_ (¬1) 2/ 295 و297 - 298 (¬2) 2/ 315 (¬3) 2/ 316

باب متى يسجد من خلف الإمام

وقال: وفي مرسل الحسن: ولم يبلغ بها الغاية" (¬1) ضعيف جداً أخرجه عبد الرزاق (4081) عن سفيان بن عيينة، قال: أخبرني عمرو بن عبيد عن الحسن أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- اشتكى، فدخل عليه عمر ونفرٌ معه يعودونه، فحضرت الصلاة فصلى بهم قاعداً وهم قيام، وأشار إليهم بيده أن اجلسوا، فلما فرغ قال: "إنّ فارس إنما تفضلت عليهم ملوكهم؛ لأنهم يجلسون ويقام لهم، فلا تفعلوا ذلك" وأشار بيده إلى ورائه من غير أن يرفعهما إلى عاتقه. وإسناده واه، قال الفلاس وأبو حاتم والنسائي: عمرو بن عبيد متروك الحديث. باب متى يسجد من خلف الإمام 204 - (4998) قال الحافظ: ووقع في حديث عمرو بن حريث عند مسلم: فكان لا يحني أحد منا ظهره حتى يستتم ساجداً" (¬2) أخرجه مسلم (475) من طريق الوليد بن سَريع الكوفي عن عمرو بن حُريث قال: صليت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- الفجر فسمعته يقرأ: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} [التكوير: 15 - 16]. وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يَسْتَتِمَّ ساجداً. 205 - (4999) قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أنس: "حتى يتمكن النبي -صلى الله عليه وسلم- من السجود" (¬3) له عن أنس طرق: الأول: يرويه معتمر بن سليمان اليمي قال: سمعت أبي يحدث عن رجل حدثه عن أنس قال: كنا إذا رفعنا رؤوسنا من الركوع خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- لم نزل قياماً حتى نجرى النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سجد وأمكن وجهه من الأرض ثم نسجد بعد ذلك. أخرجه مسدد (المطالب 430 - الإتحاف 1553) عن معتمر به. ¬

_ (¬1) 2/ 319 (¬2) 2/ 324 (¬3) 2/ 324

باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة

وأخرجه أبو يعلى (4082) عن عبد الأعلي بن حماد النَّرْسي ثنا معتمر به. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي" الإتحاف 2/ 221 الثاني: يرويه الأعمش قال: قال أنس والبراء بن عازب: كنا لا نحني ظهورنا حتى ننظر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ساجداً. أخرجه أبو يعلى (4007) عن نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمي ثنا عَثَّام بن علي عن الأعمش به. قال الهيثمي: الحديث منقطع بين الأعمش وأنس" المجمع 2/ 77 قلت: وهو منقطع أيضاً بين الأعمش والبراء. الثالث: يرويه سعيد بن الفضل البصري عن حميد عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد أحد منا حتى نراه قد سجد. أخرجه البزار (كشف 472) عن الحسين بن سلمة بن أبي كبشة البصري ثنا سعيد به. وقال: لا نعلم رواه عن حميد عن أنس إلا سعيد" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: أعرفه منكر الحديث. باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة 206 - (5000) قال الحافظ: ووقع عند أحمد من حديث بُرَيدة بإسناد قوي: "فقرأ اقتربت الساعة" (¬1) حسن أخرجه أحمد (5/ 355) عن زيد بن الحُبَاب العُكْلي ثني حسين بن وافد ثنا عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: إن معاذ بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء فقرأ فيها اقتربت الساعة، فقام رجل من قبل أن يفرغ فصلى وذهب فقال له معاذ ¬

_ (¬1) 2/ 335

قولاً شديداً، فأتى للرجل النبي -صلى الله عليه وسلم- فاعتذر إليه فقال: إني كنت أعمل في نخل فخفت على الماء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلِّ بالشمس وضحاها ونحوها من السور". وأخرجه أحمد في موضع آخر (5/ 354) عن زيد بن الحباب بلفظ: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها من السور. وأخرجه الترمذي (¬1) (309) والطوسي في "مختصر الأحكام" (291) عن عبدة بن عبد الله الخزاعى البصري ثنا زيد بن الحباب به. وقال الترمذي: حديث حسن" ولم ينفرد زيد بن الحباب به بل تابعه علي بن الحسن بن شقيق المروزي عن حسن بن واقد باللفظين. أخرجه أبو يعلى (الإتحاف 1593) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا علي بن الحسن باللفظ الأول. ومن هذا الطريق أخرجه السراج في "مصنفه" كما في "الإتحاف" (2/ 234) قال البوصيري: إسناده صحيح" الإتحاف 2/ 234 - مختصر الإتحاف 2/ 383 وأخرجه النسائي (2/ 134) وفي "الكبرى" (1071) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق أنا أبي باللفظ الثاني. وتابعه أحمد بن عبد المؤمن الخراساني ثنا علي بن الحسن به. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 214) وإسناده حسن. 207 - (5001) قال الحافظ: رواه أحمد والنسائي وأبو يعلى وابن السكن بإسناد صحيح عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: كان معاذ يؤم قومه فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله، الحديث. وقال: وزاد في حديث أنس: "لا تطوّل بهم" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (600) (¬2) 2/ 335 و337

أخرجه أحمد (3/ 124) عن إسماعيل بن علية ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: كان معاذ بن جبل يؤم قومه، فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله، فدخل المسجد ليصلي مع القوم، فلما رأى معاذاً طول تجوز في صلاته ولحق بنخله يسقيه، فلما قضى معاذ الصلاة قيل له: إنّ حراماً دخل المسجد فلما رآك طولت تجوز في صلاته ولحق بنخله يسقيه، قالا: إنه لمنافق! أتعجّل عن الصلاة من أجل سقي نخله؟ قال: فجاء حرام إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ عنده فقال: يا نبي الله، إني أردت أن أسقي نخلا لي، فدخلت المسجد لأصلي مع القوم، فلما طول تجوزت في صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه فزعم أني منافق، فأقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- على معاذ فقال: "أفتان أنت؟ أفتان أنت؟ لا تطول بهم، اقرأ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}، ونحوهما" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المبهمات" (ص 51) وأخرجه البزار (كشف 481) والنسائي في "الكبرى" (1674) وأبو يعلى (1594) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (290) وابن السكن (الإصابة 2/ 224) وأبو نعيم في "الصحابة" (2253) وابن بشكوال في "الغوامض" (301) من طرق عن إسماعيل بن علية به. قال البزار: لا نعلم رواه عن عبد العزيز إلا إسماعيل" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 71 وقال الحافظ: حديث صحيح" الإصابة 2/ 224 قلت: وهو كما قال. 208 - (5002) قال الحافظ: ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم صلاة الخوف مرتين كما أخرجه أبو داود عن أبي بكرة صريحاً، ولمسلم عن جابر نحوه" (¬1) يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فقال أشعث بن عبد الملك الحُمْراني: عن الحسن عن أبي بكرة قال: صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في خوفٍ الظهر بعضهم خلفه وبعضهم بإزاء العدو، فصلى بهم ركعتين ثم سلم، فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلوا خلفه فصلى بهم ركعتين ثم سلم، فكانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعاً، ولأصحابه ركعتين ركعتين. ¬

_ (¬1) 2/ 338

أخرجه أحمد (5/ 39) والبزار (3658) والنسائي (2/ 79 و3/ 146) وفي "الكبرى" (910 و1943) وابن حزم في "المحلى" (4/ 320) والبيهقي (3/ 86) عن يحيى القطان وأحمد (5/ 49) عن رَوح بن عُبادة البصري وأبو داود (1248) والسياق له ابن حزم (4/ 320) والبيهقي (3/ 260) وفي "معرفة السنن" (5/ 32) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 273 - 274) عن معاذ بن معاذ البصري والنسائي (3/ 145) وفي "الكبرى" (1939) عن خالد بن الحارث البصري وابن حبان (2881) والدارقطني (2/ 61) والبيهقي (3/ 259 - 260) وفي "الصغرى" (672) عن سعيد بن عامر الضُّبَعِي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 315) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني كلهم عن أشعث به. قال البزار: وهذا الكلام يُروى عن جابر وعن أبي بكرة، وحديث أبي بكرة أحسن إسناداً فذكرناه عن أبي بكرة لحسن إسناده إلا أن يزيد فيه جابر كلاماً" وقال البيهقي: سماع الحسن من أبي بكرة صحيح" وقال ابن حزم: صح سماع الحسن من أبي بكرة" قلت: لكنه مدلس وقد عنعن. واختلف على أشعث في سياق المتن. فقال عمرو بن خليفة البكراوي: ثنا أشعث عن الحسن عن أبي بكرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بالقوم في صلاة الخوف صلاة المغرب ثلاث ركعات، ثم انصرف، وجاء الآخرون فصلى بهم ثلاث ركعات، فكانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ست ركعات، وللقوم ثلاث ثلاث.

أخرجه ابن خزيمة (1368) والدارقطني (2/ 61) والحاكم (1/ 337) والبيهقي (3/ 260) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال البيهقي: رواه عمرو بن خليفة عن أشعث في المغرب مرفوعاً ولا أظنه إلا واهماً في ذلك" وقال في "معرفة السنن" (5/ 32): وهو وهم، والصحيح هو الأول" قلت: وهو كما قال، وعمرو بن خليفة لم يخرج له الشيخان شيئاً. ولم ينفرد أشعث به بل تابعه أبو حُرَّة واصل بن عبد الرحمن البصري عن الحسن عن أبي بكرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بأصحابه صلاة الخوف فصلى ركعتين ... أخرجه الطيالسي (ص 118) عن أبي حرة به. ومن طريقه أخرجه البزار (3659) والطحاوي (1/ 315) وقال البزار: هذا حديث عزيز عن الحسن ما رواه إلا أشعث وأبو حرة، لا أعلم رواه غيرهما، وأبو حرة بصري صالح الحديث" قلت: وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وتكلم أحمد وابن معين في روايته عن الحسن: فقال أحمد: حديثه عن الحسن يقولون لم يسمعه من الحسن. وقال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف، يقولون لم يسمعه من الحسن. ورواه الطيالسي عنه أيضاً عن الحسن عن أبي موسى. أخرجه الطحاوي (1/ 311) - ورواه غير واحد عن الحسن عن جابر، منهم: 1 - قتادة. أخرجه النسائي (3/ 145) وفي "الكبرى" (1940) وابن المنذر في "الأوسط" (2349) والدارقطني (2/ 61) والبيهقي (3/ 86 و259) من طرق عن حماد بن سلمة عن قتادة به. ورواته ثقات إلا أنّ قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا.

باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء

2 - يونس بن عبيد البصري. أخرجه ابن خزيمة (1353) من طريق إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن عن جابر. وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (5/ 31) من طريق الربيع بن سليمان المهادي أنا الشافعي أنا الثقة ابن علية أو غيره عن يونس به. ورواه ابن أبي شيبة (2/ 464) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي عن يونس عن الحسن قال: نُبئت عن جابر. ورواه عمرو بن علي الفلاس عن عبد الأعلى فقال: حدث جابر. أخرجه النسائي (3/ 146) وفي "الكبرى" (1942) وتابعه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ثنا عبد الأعلى به. أخرجه البيهقي (3/ 259) 3 - عنبسة بن سعيد القطان. أخرجه الدارقطني (2/ 60) والحسن قال ابن المديني: لم يسمع من جابر. وفي حديث يونس بن عبيد ما يدل على ذلك. وللحديث طرق عن جابر، منها: ما أخرجه مسلم (843) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنّ جابراً أخبره أنه صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإحدى الطائفتين ركعتين، ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع ركعات، وصلى بكل طائفة ركعتين. باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء 209 - (5003) قال الحافظ: وللطبراني من حديث عدي بن حاتم: "والعابر السبيل" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من أمّنا فليتم الركوع والسجود" ¬

_ (¬1) 2/ 341

باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي

باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي 210 - (5004) قال الحافظ: زاد عبد الرزاق من مرسل عطاء: أو تتركه فيضيع" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (3722) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنه بلغه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لأخفف الصلاة إذ أسمع بكاء الصبي خشية أن تفتتن أمه" ورواته ثقات لكن ليس فيه اللفظ الذي ذكره الحافظ. باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها 211 - (5005) قال الحافظ: ففى حديث النعمان عند مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك عندما كاد أن يكبر" (¬2) أخرجه مسلم (436) من طريق سِمَاك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسوّي صفوفنا حتى كأنما يسوّي بها القِدَاح، حتى رأى أنا قد عَقَلنا عنه، ثم خرج يوماً فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلاً بادياً صدرُه من الصف فقال: "عباد الله! لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ بين وجوهكم". ... ¬

_ (¬1) 2/ 344 (¬2) 2/ 348 - 349

أبواب صفة الصلاة

أبواب صفة الصلاة باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى 212 - (5006) قال الحافظ: ويرجح الأول حديث وائل بن حُجْر عند أبي داود بلفظ: "رفع يديه مع التكبير" (¬1) له عن وائل طريقان: الأول: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عبد الجبار بن وائل بن حجر واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن المسعودي عن عبد الجبار عن أهل بيته عن أبيه وائل بن حجر أنه كان حين قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رآه يرفع يديه مع التكبير، ويضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، ويسجد بين كفيه. أخرجه الطيالسي (¬2) (ص 137) عن المسعودي. وأحمد (4/ 316) عن وكيع بن الجراح وأبو داود (725) عن يزيد بن زُرَيع البصري والطبراني في "الكبير" (22/ 32 - 33) ¬

_ (¬1) 2/ 360 (¬2) ولفظ حديثه: "أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلم عن يمينه وعن شماله".

عن عمرو بن مرزوق البصري وعن عمرو بن علي الفلاس والبيهقي (2/ 26) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي والسياق له. كلهم عن المسعودي به. - ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن المسعودي عن عبد الجبار عن أبيه. أخرجه الطبراني (22/ 32) وتابعه أسد بن موسى المصري ثنا المسعودي به. أخرجه الطبراني (22/ 32) والأول أصح لأنّ المسعودي كان قد اختلط، وسماع وكيع ويزيد بن زريع وعمرو بن مرزوق منه قل الاختلاط. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الثاني: يرويه شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البَخْتري عن عبد الرحمن اليَحْصِبي عن وائل بن حجر أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان يكبر إذا خفض وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلم عن يمينه وعن يساره. أخرجه الطيالسي (ص 137) عن شعبة به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 42) وأبو نعيم في "الصحابة" (6481) وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 298) وأحمد (4/ 316) عن محمد بن جعفر غُنْدر ثنا شعبة به. وأخرجه أحمد (4/ 316) عن وكيع ثنا شعبة به. وأخرجه الدارمي (1255) عن سهل بن حماد البصري ثنا شعبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 41) من طريق حفص بن عمر الحَوْضي ثنا شعبة به. وأخرجه البيهقي (2/ 26) من طريق يزيد بن هارون الواسطي أنبأ شعبة به. وفي حديث وكيع ويزيد بن هارون: "يرفع يديه مع التكبير" قال الحافظ: حديث حسن" نتائج الأفكار 2/ 54

باب إلى أين يرفع يديه

قلت: رواته ثقات غير عبد الرحمن اليحصبي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز. باب إلى أين يرفع يديه 213 - (5007) قال الحافظ: وعند أبي داود من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر بلفظ: "حتى حاذتا أذنيه" ... ويؤيده رواية أخرى عن وائل عند أبي داود بلفظ: "حتى كانتا حيال منكبيه وحاذى بإبهاميه أذنيه" صحيح وله عن وائل بن حجر طريقان: الأول: يرويه عاصم بن كليب بن شهاب الجَرْمي عن أبيه عن وائل قال (¬1): قلت: لأنظرنّ (¬2) إلى صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف يصلي، قال (¬3): فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستقبل القبلة فكبر (¬4) فرفع (¬5) يديه (¬6) حتى حاذتا أذنيه (¬7) ثم (¬8) أخذ (¬9) شماله بيمينه (¬10)، فلما أراد ¬

_ (¬1) زاد أبو كريب عن ابن إدريس عند الترمذي: "قدمت المدينة" وفي حديث الأشج عن ابن إدريس عند ابن خزيمة: "أتيت المدينة" وفي حديث ابن فضيل: "كنت فيمن أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-" وفي حديث شجاع بن الوليد: بَقَيْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬2) وفي حديث محمد بن جعفر عن شعبة عد أحمد وحديث أبي الأحرص: "صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وفي حديث علي بن محمد عن ابن إدريس وحديث بشر بن معاذ عن بشر بن المفضل عند ابن ماجه: "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي". (¬3) زاد زائدة في حديثه: "فنظرت إليه". (¬4) زاد محمد بن جعفر عن شعبة عند ابن خزيمة: "حين دخل في الصلاة". (¬5) وفي حديث مؤمل عن الثوري عند الطحاوي: "يرفع يديه حيال أذنيه". (¬6) وفي حديث الأشج عن ابن إدريس: "فرأيت إبهاميه بحذاء أذنيه". (¬7) ولفظ حديث عبد الواحد بن زياد: "منكبيه". (¬8) وفي حديث ابن فصيل: "ثم ضرب بيمينه على شماله فأمسكها". (¬9) وفي حديث عبد الله بن الوليد عن الثوري عند أحمد: "ورأيته ممسكاً يمينه على شماله في الصلاة" وبي حديث الفريابي عن الثوري: "يضع يده اليمنى على اليسرى" وفي حديث زائدة: "ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرُّسْغ والساعد". (¬10) زاد مؤمل عن الثوري عند ابن خزيمة والبيهقي: "ثم وضعهما على صدره" وعند أبي الشيخ: "عند صدره" ومؤمل صدوق إلا أنه كثير الخطأ، قال ابن معبن: مؤمل ليس بحجة في سفيان.

أن يركع رفعهما مثل ذلك (¬1)، ثم وضع يديه (¬2) على ركبتيه (¬3)، فلما (¬4) رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك (¬5)، فلما (¬6) سجد (¬7) وضع رأسه بذلك المنزل من بين يديه (¬8)، ثم (¬9) جلس فافترش (¬10) رجله اليسرى (¬11) ووضع (¬12) يده (¬13) اليسرى على فخذه (¬14) ¬

_ (¬1) زاد أبو الوليد الطائي عن زائدة عند ابن حبان، وعبيدة بن حميد وأبو عوانة عند الخطيب: "ثم ركع". (¬2) وفي حديث أبي عوانة وحديث أبي غسان عن زهير وحديث أسد بن موسى والطيالسي عن أبي الأحوص عند الطبراني: "كفيه" وفي حديث أسد بن موسى عن قيس بن الربيع عند الطبراني: "راحتيه". (¬3) زاد أسود بن عامر عن شعبة عند أحمد: "وجافى في الركوع". وزاد أبو بلال الأشعري وأسد عن قيس: "وفرج بين أصابعه". (¬4) وفي حديث عبد الله بن الوليد عن الثوري: "ثم حين قال سمع الله لمن حمده رفع يديه" ونحوه في حديث جرير عند الدارقطني. وفي حديث عبد الرزاق عن الثوري: "ثم إذا قال سمع الله لمن حمده رفع". (¬5) زاد هاشم بن القاسم عن شعبة عند أحمد: "وخوى في ركوعه وخوى في سجوده". (¬6) وفي حديث مسلم بن إبراهيم عن شجة عند الطبراني: "ولما أن سجد جافى عضديه عن إبطيه". ونحوه في حديث وهب بن جرير عن شعبة عند ابن خزيمة. وفي حديث النضر بن شميل عن شعبة عند الخطيب: "ثم جد فجافى بين يديه". (¬7) وفي حديث وكيع عن الثوري عند أحمد والبيهقي: "سجد ويداه قريبتان من أذنيه". وفي حديث يحيى بن آدم وأبي نعيم وعبد الرزاق وحسين بن حفص عن النووي: "إذا سجد جعل يديه حذاء أذنيه". وكذا هو في حديث زهير، ورواه غير واحد عن زائدة. وفي حديث أبي عوانة عند الخطيب: "فرضع رأسه بين كفيه". وفي حديث الأشج عند ابن إدريس عند ابن خزيمة: "ثم هوى، فسجد فصار رأسه بين كفيه مقدار حين افتتح الصلاة" وفي حديث أسد بن موسى عن قيس عند الطبراني: "فلما سجد وضع جبينه بين كفيه ونصب أصابع رجليه، فلما رفع ثنى رجله اليسرى ورفع أصابع رجله اليمنى" (¬8) زاد أبو عوانة: "ثم صلى ركعة أخرى مثلها" (¬9) وفي حديث أسد ويوسف عن أبي الأحوص وحديث هاشم عن شعبة: "فلما قعد يتشهد". وفي حديث محمد بن عبد الله بن يزيد عن ابن عيينة عند النسائي: "وإذا جلس في الركعتين". (¬10) وفي حديث ابن عيينة: "أضجع". وفي حديث محمد بن جعفر عن شعبة: "وجافى وفرش فخذه اليسرى من اليمنى". (¬11) زاد أسد بن موسى عن أبي الأحوص عند الطبراني: "بالأرض ثم قعد عليها". وزاد أبو كريب عن ابن إدريس والرمادي عن ابن عيينة: "ونصب رجله اليمنى". (¬12) وفي حديث الفريابي عن الثوري عند النساني والطبراني: "ووضع ذراعيه على فخذيه". (¬13) وفي لفظ: "كفه". (¬14) وفي حديث زهير وعبد الواحد وعبد الرزاق عن الثوري: "ركبته". وفي حديث زائدة: "فخذه وركبته".

اليسرى (¬1) وحدّ (¬2) مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وقبض (¬3) ثنتين (¬4) وحلّق حلقة، ورأيته يقول هكذا، وحلّق (¬5) بِشْر الإبهام والوسطى وأشار (¬6) بالسَبَّابة (¬7). أخرجه الطيالسي (ص 137) وعبد الرزاق (2522) والحميدي (885) وابن أبي شيبة (1/ 233 و234 و390) وأحمد (4/ 316 و316 - 317 و317 و318 - 319 و319) والبخاري في "رفع اليدين" (54 و67 و128) وأبو داود (726 و727) وابن ماجه (867 ¬

_ (¬1) زاد الحميدي عن ابن عيينة: "وبسطها". (¬2) وفي حديث عبد الله بن الوليد عن الثوري عند أحمد، وحدبث الرمادي عن ابن عيينه عند الطبراني، وحديث أبي عوانة عند الخطيب: "ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى". وفي حديث عبد الرزاق عن الثوري: "وذراعه اليمنى". (¬3) وفي حديث أسد عن قيس: "وعقد الخنصر والتي تليها". ولفظ حديث مسدد عن خالد الطحان: "ثم عقد الخنصر والبنصر". (¬4) زاد زائدة في حديثه: "من أصابعه". (¬5) وفي حديث عبد الرزاق عن الثوري: "ووضع الإبهام على الوسطى حلق بها". وفي حديث أبي عوانة عند الخطيب: "ووضع أصبعه الوسطى على مفصل الإبهام". (¬6) ولفظ حديث زائدة: "ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها". قال ابن خزيمة: ليس في شيء من الأخبار "يحركها" إلا في هذا الخبر، زائدة ذكره". قلت: انفرد زائدة من بين سائر الرواة عن عاصم بقوله: "يحركها"، وهي رواية شاذة فلا ينبغي أن يعول عليها، والمحفوظ في هذا الحديث عن عاصم "أشار". (¬7) ولفظ ابن فضيل: "بالسَبَّاحة" وزاد الفريابي عن الثوري عند النسائي، والنضر بن شميل عن شعبة عند الخطيب: "يدعو بها". وزاد زائدة: "ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد فرأيت الناس عليهم جل الثاب تحرك أيديهم من تحت الثياب". ولفظ الشافعي والحميدي عن ابن عيينة: "ثم أتيتهم في الشتاء فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس" وزاد زهير في حديثة عند أحمد: "قال عاصم: وحدثني عبد الجبار عن بعض أهله أنّ وائلاً قال: أتيته مرة أخرى وعلى الناس ثياب فيها البرانس وفيها الأكسية فرأيتهم يقولون هكذا تحت الثياب". وهكذا رواه الوليد بن شجاع السَّكُوني عن عاصم ثني عبد الجبار بن وائل عن بعض أهله أنَّ وائل بن حجر قال: ثم أتيته مرة أخرى وعلى الناس ثياب الشتاء ... أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 438 - 439) من طريق موسى بن هارون البزاز ثنا حمدون بن عاد ثنا شجاع بن الوليد به. قال موسى بن هارون: اتفق زهير بن معاوية وشجح بن الوليد فرويا صفة الصلاة عن عاصم أنّ أباه أخبره أنّ وائلاً أخبره، ثم فصل ذكر رفع الأيدي من تحت الثياب، فروياه عن عاصم عن عبد الجبار عن بعض أهله عن وائل. وهذه الرواية مضبوطة اتفق عليها زهير وشجاع، فهما أثبت له رواية ممن روى رفع الأيدي من تحت الثياب عن عاصم عن أبيه عن وائل. وقد رواه غير واحد فجعلوه عن عاصم عن أيه عن وائل، وذاك عندنا وهم ممن وهم فيه"

و180 و912) والترمذي (292) والنسائي (2/ 97 - 98 و167 و187 - 188 و3/ 29 - 30 و30 و31 - 32) وفي "الكبرى" (689 و746 و963 و1186 و1187 و1188 و1191) وابن الجارود (208) وابن خزيمة (457 و477 و478 و479 و480 و641 و697 و698 و713 و714) والطوسي في "مختصر الأحكام" (276) وابن المنذر في "الأوسط" (1257 و1289 و1438 و1512 و1535) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 196 و223 و230 و255 و257 و259) وابن حبان (1860 و1945) والطبراني في "الكبير" 22/ 33 و34 و35 و35 و35 - 36 و36 و37 و37 - 38 و38 و39) وفي "الأوسط" (1726 و5481) وفي "الدعاء" (637) وأبو الشيخ في "الطبقات" (237) وابن المقرىء في "الأربعين" (42) والدارقطني (1/ 290 - 129 و292 و295) وابن حزم في "المحلى" (4/ 174) والبيهقي (2412 و27 - 28 و28 و35 و72 و111 و112 و131 و132) وفي "معرفة السنن" (2/ 408 - 409) والخطيب في "المدرج" (1/ 425 - 426 و426 و426 - 427 و427 - 428 و428 و429 - 435 و430 و430 - 431 و431 - 432 و432 و432 - 433 و433 و434 و434 - 435 و435 و436 و436 - 437 و437 - 438 و438 - 439) وفي "الموضح" (2/ 433) والبغوي في "شرح السنة" (563) من طرق (¬1) عن عاصم بن كليب به. ¬

_ (¬1) رواه عن عاصم: سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وزائدة بن قدامة الكوفي وشعبة وقيس بن الربيع الأسدي وعبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي وأبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي وزهير بن معاوية الجُعْفي وعبد الله بن إدريس الأودي وبشر بن المُفضَّل البصري وخالد بن عبد الله الطحان الواسطي وعنبسة بن سعيد الأسدي ومحمد بن فضيل الكوفي وغيلان بن جامع الكوفي وأبو عوانة الرضاح بن عبد الله الواسطي وموسى بن أبي كثير وعبد الراحد بن زياد البصري وصالح بن عمر الواسطي وعَبيدة بن حُميد الكوفي وأبو بدر شجاع بن الوليد الكوفي. ورواه عن الثوري: عبد الرزاق ووكيع وأبو نعيم الفضل بن دكين ويحيى بن آدم الكوفي وعبد الله بن الوليد العدني ومحمد بن يوسف الفِرْيابي ومؤمل بن إسماعيل البصري وحسن بن حفص الهَمْداني. ورواه عن ابن عيينة: الشافعي والحميدي وإبراهيم بن بشار الرَّمَادي وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعلي بن شعيب السمسار ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء وقتيبة بن سعيد البلخي وعبد الجبار بن العلاء البصري وعبد الله بن محمد الزهري. ورواه عن زائدة: عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ومعاوية بن عمرو الأزدي وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وعبد الله بن رجاء الغُدَاني وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي. ورواه عن شعبة: محمد بن جعفر البصري وأبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي وأسود بن عامر الشامي ومسلم بن إبراهيم الأزدي وأبو الوليد الطيالسي ووهب بن جرير بن حازم والنضر بن شميل المازني. ورواه عن أبي الأحوص: أسد بن موسى المصري ويوسف بن عدي التيمي وأبو داود الطيالسي ومحمد بن سليمان المِصيصي لُوَين. =

واللفظ لأبي داود من حديث بشر بن المفضل. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 356 و426 - 427 و427 و428 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 113 قلت: وهو كما قالوا. واختلف فيه على عاصم: - فرواه جعفر بن زياد الأحمر عن عاصم عن وائل. أخرجه الطبراني (22/ 38) - ورواه هُشيم الواسطي عن عاصم عن علقمة بن وائل بن حجر عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ركع فرج أصابعه، وإذا سجد ضم أصابعه. أخرجه ابن خزيمة (594 و642) وابن المنذر (1439) وابن حيان (1920) والطبراني (22/ 19) والحاكم (1/ 224 و227) والبيهقي (2/ 112) وقال الحاكم: صحح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 135 قلت: هشيم مدلس وقد عنعن، ولم يخرج مسلم روايته عن عاصم بن كليب، وإنما أخرج له من روايته عن عاصم الأحول. - ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن عاصم واختلف عنه: ¬

_ = ورواه عن زهير: أسود بن عامر وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي. ورواه عن ابن إدريس: أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني وعلي بن محمد الطنافسي وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وعلي بن خشرم المروزي وابن أبي شيبة وأحمد بن ناصح المِصِّيصي وسَلْم بن جُنَادة الكوفي. ورواه عن بشر بن المفضل: بشر بن معاذ الضرير ومسدد وهارون بن إسحاق وإسماعيل بن مسعود الجَحْدري. ورواه عن خالد الطحان: مسدد ويحيى الحِمَّاني ووهب بن بقية الواسطي. ورواه عن قيس بن الربيع: أسد بن موسى المصري والحماني وحسن بن عطية وأبو بلال الأشعري. ورواه عن عبد الواحد بن زياد: مسدد ويونس بن محمد البغدادي وصالح بن عبد الله الترمذي.

• فرواه غير واحد عن شريك عن عاصم عن أبيه عن وائل قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه، قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى (¬1) صدورهم في افتتاح الصلاة وعليهم برانس وأكسية. أخرجه أبو داود (728) والخطيب في "المدرج" (1/ 441 - 442) والبغوي في "شرح السنة" (564) عن عثمان بن أبي شيبة والطحاوي (1/ 196 - 197) عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني والطبراني (22/ 39 و40) والخطيب (1/ 442) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني و (22/ 40) عن عمار بن مطر الرُّهَاوي أربعتهم عن شريك به. قال موسى بن هارون البزاز: وهذا حديث لا إسناده حُفظ ولا متنه ضبط، فأما الإسناد فإنما رواه عاصم عن عبد الجبار بن وائل عن بعض أهله عن وائل. وأما قوله: إلى نحورهم أو صدورهم، فلا أعلم أحداً ذكره في حديث عاصم، وإنما هو قال: أتيتهم في الشتاء وعليهم الأكسية والبرانس، فجعلوا يرفعون أيديهم من تحت الثياب. وإنما هذا التخليط في الإسناد وفي المتن من شريك، كان بأخرة قد ساء حفظه، ولم يكن -رحمه الله- بأثبت الناس قبل أن يسوء حفظه" المدرج للخطيب 1/ 443 • ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن شريك بهذا الإسناد بلفظ: "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه" أخرجه الدارمي (1326) عن يزيد به. وأخرجه أبو داود (838) وابن ماجه (882) والترمذي (268) والنسائي (2/ 163 و186) وفي "الكبرى" (676 و740) وابن خزيمة (626 و629) والطوسي (251) وأبو ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "إلى نحورهم" أو قال: "إلى صدورهم".

القاسم البغوي في "الصحابة" (1259) وابن المنذر (1429) والطحاوي (1/ 255) وابن حبان (1912) وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (321) والطبراني (22/ 39 - 40) والدارقطني (1/ 345) والبيهقي (2/ 98) وفي "الصغرى" (411) وفي "المعرفة" (3/ 16 - 17) والخطيب في "الموضح" (2/ 433) والبغوي في "شرح السنة" (642) والحازمي في "الاعتبار" (ص 80) من طرق عن يزيد به. قال يزيد بن هارون: لم يرو شريك عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث" سنن الترمذي 2/ 57 وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحداً رواه مثل هذا عن شريك" وقال النسائي: لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون" وقال الدارقطني: تفرد به يزيد عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به" وقال البيهقي: هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي، وإنما تابعه هَمَّام من هذا الوجه مرسلاً، هكذا ذكره البخاري وغيره من الحفاظ المتقدمين" وقال الحازمي: هذا حديث حسن على شرط أبي داود والترمذي والنسائي" قلت: ما قاله الدارقطني والبيهقي أولى. والحديث الذي أشار إليه البيهقي أخرجه هو (2/ 99) وفي "المعرفة" (3/ 17) وأبو داود (736 و839) وفي "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 344 - 345) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255) من طرق (¬1) عن همام بن يحيى البصري ثنا شقيق أبو الليث قال: حدثني عاصم بن كليب عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه. قال الطحاوي: وشقيق أبو ليث هذا لا يعرف" • ورواه إسحاق بن يوسف الأزرف عن شريك عن عاصم عن أبيه عن وائل قال: فذكره مطولاً، وقال في آخره: وحدثني علقمة بن وائل عن وائل قال: أتيته في الشتاء -يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليهم الأكسية والبرانس ... ¬

_ (¬1) رواه عفان بن مسلم الصفار وحجاج بن منهال الأنماطي وحَبَّان بن هلال الباهلي عن همام هكذا، ورواه عباس بن الفضل الأزرق عن همام ثنا شقيق عن عاصم بن شييم [وعند ابن قانع: شتيم] عن أبيه. أخرجه ابن قانع (1/ 350) وأبو نعيم في "الصحابة" (3789) وعباس الأزرق كذبه ابن معين، وقال البخاري: ذهب حديثه.

أخرجه الخطيب في "المدرج" (1/ 440) من طريق موسى بن هارون ثني محمد بن بشر ثنا تميم بن المنتصر أنا إسحاق الأزرق به. قال موسى بن هارون: وقد وهم شريك إذ ذكر في آخر الحديث علقمة بن وائل، والصواب قال: وحدثني عبد الجبار ابنه، فجعل شريك مكان عبد الجبار بن وائل علقمة بن وائل" • ورواه وكيع عن شريك عن عاصم عن علقمة بن وائل عن وائل قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النساء فرأيت أصحابه يرفعون أيديهم في ثيابهم في الصلاة. أخرجه أحمد (4/ 316) وأبو داود (729) والخطيب في "المدرج" (1/ 441) والبغوي في "شرح السنة" (565) • ورواه غير واحد عن شريك عن عاصم عن أبيه عن خاله الفَلَتان بن عاصم الجرمي قال: أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشتاء وهم يصلون في البرانس والأكسية يرفعون أيديهم فيها. أخرجه ابن المنذر (1256) عن سعيد بن منصور الخراساني والطبراني في "الكبير" (18/ 336) عن زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه وأبو الشيخ في "الطبقات" (719) وتمام (607) والخطيب في "المدرج" (1/ 444) عن إبراهيم بن عبد الله الهروي ثلاثتهم عن شريك به. - ورواه عباد بن العوام الواسطي عن عاصم عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- انظر إليه كيف يصلي ... أخرجه ابن السكن (الإصابة 5/ 92) قال الحافظ: قلت: رجاله موثقون، إلا أنّ أبا داود قال: عاصم بن كليب عن أبيه عن جده ليس بشيء" الثاني: يرويه عبد الجبار بن وائل بن حجر عن (¬1) أبيه أنه أبصر النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قام ¬

_ (¬1) وفي حديث فطر بن خليفة عند ابن قانع: سمعت أبي. قال البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 69): ولا يصح.

إلى الصلاة رفع يديه حتى (¬1) كانتا بحيال منكبيه، وحاذى (¬2) بإبهاميه أذنيه، ثم كبر (¬3). أخرجه أحمد (4/ 136 و318) وأبو داود (724 و737) واللفظ له والنسائي (2/ 94 و95 و112 - 113) وفي "الكبرى" (953 و956 و1004) وابن المنذر (1255) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 181 - 182) والطبراني (23/ 22 و24 و24 - 25 و25 و29 و32) والبيهقي (2/ 24 - 25) والبغوي في "شرح السنة" (562 و566) من طرق (¬4) عن عبد الجبار به. - ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عبد الجبار واختلف عنه، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف في الحديث الذي قبله. قال النسائي: عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، والحديث في نفسه صحيح" وكذا قال ابن معين وأبو حاتم وغيرهما: لم يسمع من أبيه. - ورواه محمد بن جُحَادة الكوفي عن عبد الجبار واختلف عنه: • فقال عبد الوارث بن سعيد البصري: ثنا محمد بن جحادة ثني عبد الجبار بن وائل بن حجر قال: كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، قال: فحدثني وائل بن علقمة عن أسود وائل بن حجر قال: صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان إذا كبر رفع يديه، قال: ثم التحف، ثم أخذ شماله بيمينه، وأدخل يديه في ثوبه، فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما، وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع رفع يديه ثم سجد ووضع وجهه بين كفيه، وإذا رفع رأسه من السجود أيضاً رفع يديه، حتى فرغ من صلاته. أخرجه أبو داود (723) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2619) والطحاوي (1/ 257) وابن حبان (1862) والطبراني (22/ 28) وابن حزم (4/ 125 - 126) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 227) من طرق عن عبد الوارث به. قال أبو داود: روى هنا الحديث همام عن ابن جحادة لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود" ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "أسفل من أذنيه". (¬2) وفي حديث فطر عند الطبراني: "حتى يحاذي طرف إبهاميه شحمة أذنه". (¬3) زاد أبو إسحاق في حديثه: "ثم وضع ساعده اليمنى على ساعده اليسرى" وفي لفظ له: "وضع يده اليمنى في الصلاة على اليسرى" وزاد في رواية عنه: "قريباً من الرسغ". (¬4) رواه فطر بن خليفة والحسن بن عبيد الله النخعي وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعي عن عبد الجبار.

وقال ابن حبان: محمد بن جحادة من الثقات المتقنين، وأهل الفضل في الدين، إلا أنه وَهِم في اسم هذا الرجل، إذ الجواد يعثر فقال: وائل بن علقمة، وإنما هو: علقمة بن وائل" قلت: عند الطبراني: علقمة بن وائل، وهو الصواب. • ورواه همام بن يحيى عن محمد بن جحادة واختلف عنه: فرواه حجاج بن منهال البصري عن همام ثنا محمد بن جحادة عن عبد الجبار عن أبيه (¬1). أخرجه أبو داود (736 و839) وابن المنذر (1432) والطبراني (22/ 27 - 28) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (182) والبيهقي (2/ 98 - 99) وتابعه أبو عمر حفص بن عمر الحَوْضي ثنا همام به. أخرجه الطبراني (22/ 27 - 28) والبيهقي (2/ 98 - 99) ورواه عفان بن مسلم الصفار عن همام ثنا محمد بن جحادة ثني عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل ومولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل. أخرجه أحمد (4/ 317 - 318) ومسلم (401) وابن حزم (4/ 156) والبيهقي (2/ 28 و71) وفي "معرفة السنن" (2/ 339 و409) والجورقاني في "الأباطيل" (395) وهذا أصح. - ورواه محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه أم يحيى عن وائل قال: فذكر الحديث وفيه طول. أخرجه الحريى في "الغريب" (3/ 980) والطبراني (22/ 49 - 51) والبيهقي (¬2) (2/ 99) ومحمد بن حجر قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وذكره العقيلي في الضعفاء. ¬

_ (¬1) وقال في حديثه: "فلما أراد أن يسجد وقعت ركبتاه على الأرض قبل أن تقعا كفاه" (¬2) ساقه الطبراني مطولاً، واقتصر البيهقي على الهوي إلى الجود على الركبتين، والحربي على رفع اليدين. وسيأتي الحديث أيضاً بعد حديث.

باب وضع اليمنى على اليسرى

باب وضع اليمنى على اليسرى 214 - (5008) قال الحافظ: وفي حديث وائل عند أبي داود والنسائي: "ثم وضع يده اليمنى على ظهر كله اليسرى والرُّسْغ من الساعد" وصححه ابن خزيمة وغيره، وأصله في صحيح مسلم بدون الزيادة" (¬1) تقدم في الحديث الذي قبله. 215 - (5009) قال الحافظ: وقد روى ابن خزيمة من حديث وائل أنه وضعهما على صدره، والبزار عند صدره، وعند أحمد في حديث هُلْب الطائي نحوه -وهلب بضم الهاء وسكون اللام بعدها موحدة- وفي زيادات المسند من حديث علي أنه وضعهما تحت السرة، وإسناده ضعيف" (¬2) حديث وائل له عنه طربقان: الأول: يرويه مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل. وقد تقدم قبل حديث. الثاني: يرويه محمد بن حجر الحضرمي ثنا سعيد بن عبد الجبار بن وائل عن أبيه عن أمه عن وائل قال: حضرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهض إلى المسجد فدخل المحراب ثم رفع يديه بالتكبير ثم وضع يمينه على يساره على صدره. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 49 - 51) وابن عدي (6/ 2166) والبيهقي (2/ 30 و99) قال ابن التركماني: محمد بن حجر قال الذهبي: له مناكير، وأم عبد الجبار هي أم يحيى لم أعرف حالها ولا اسمها" الجوهر النقي 2/ 30 قلت: محمد بن حجر ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: لا يجوز الاحتجاج به. ¬

_ (¬1) 2/ 366 (¬2) 2/ 366

وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو أحمد الحاكم في "الكنى": ليس بالقوي عندهم. وحديث هلب الطائي أخرجه أحمد (5/ 226) عن يحيى بن سعيد القطان عن سفيان ثني سِمَاك عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ينصرف عن يمينه وعن يساره، ورأيته يضع هذه على صدره -وصف يحيى اليمنى على اليسرى فوق المفصل-. رواه محمد بن بشار البصري عن يحيى القطان فلم يقل: على صدره. أخرجه الطوسي في "مختصر الأحكام" (234) وهكذا رواه غير واحد عن سفيان فلم يقولوا: على صدره، منهم: 1 - عبد الرزاق (3207) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 165) 2 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (860) وفي "مصنفه" (1/ 390) وأحمد (5/ 226) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2494) والدارقطني (1/ 285) والبيهقي (2/ 29) 3 - محمد بن كثير العبدي. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 199) والطبراني (22/ 165) وأبو نعيم في "الصحابة" (6564) 4 - عبد الرحمن بن مهدي. أخرجه الدارقطني (1/ 285) 5 - عبد الصمد بن حسان المَرْوَرُّوذي. أخرجه ابن قانع (3/ 199) وأبو نعيم (6564) وهكذ رواه غير واحد عن سماك فلم يقولوا: على صدره، منهم: 1 - أبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي. أخرجه ابن ماجه (809) والترمذي (252) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" 5/ 226 - 227 و227) والطبراني (22/ 165) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 414) والمزي (23/ 494 - 495) 2 - شعبة. أخرجه ابن أبي عاصم (2495)

3 - أسباط بن نصر الهَمْداني. أخرجه الطبراني (22/ 165) 4 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه ابن قانع (3/ 199) 5 - حفص بن جُميع الكوفي. أخرجه الطبراني (22/ 165) 6 - شريك بن عبد الله النخعي. أخرجه أحمد وابنه (5/ 226) وابن أبي عاصم (2493) وابن قانع (3/ 199 - 200) والطبراني (22/ 166) والمزي (23/ 495) قال الترمذي: حديث حسن" وقال ابن عبد البر: حديث صحيح" الاستيعاب 11/ 14 قلت: سماك مختلف فيه، وقبيصة وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير سماك، وقال النسائي: مجهول. وفي الباب عن طاوس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشدّ بينهما على صدره وهو في الصلاة. أخرجه أبو داود (759) وفي "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 237) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا الهيثم بن حميد عن ثور بن يزيد عن سليمان بن موسى عن طاوس به. وإسناده إلى طاوس حسن. وحديث علي يرويه عبد الرحمن إسحاق الواسطي ويقال الكوفي واختلف عنه: - فقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن زياد بن زيد السُّوَائي عن أبي جُحيفة عن علي قال: إنّ من السنّة في الصلاة وضع الأكف على الأكف تحت السرة. أخرج عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 110) وفي "المسائل" (ص 72 - 73) والدارقطني (1/ 286) والبيهقي (2/ 31) والمزي (9/ 473) وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن عبد الرحمن بن إسحاق به.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 391) وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 94) قال البيهقي: في إسناده ضعف، عبد الرحمن بن إسحاق جرحه أحمد وابن معين والبخاري وغيرهم" وقال في "معرفة السنن" (2/ 341): لم يثبت إسناده، تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق وهو متروك" وقال ابن القطان الفاسي: زياد بن زيد لا يعرف، وعبد الرحمن بن إسحاق قال أحمد وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري. فيه نظر" الوهم والإيهام 5/ 26 - 27 وقال ابن الجوزي في "التحقيق": وهذا لا يصح، قال أحمد: عبد الرحمن بن إسحاق ليس بشىء، وقال ابن معين: متروك" وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/ 786): زياد بن زيد السوائي قال فيه أبو حاتم: مجهول" والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 358 - 359) في فصل الضعيف وقال: اتفقوا على تضعيفه لأنه من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، منكر الحديث، مجمع على ضعفه" - ورواه حفص بن غياث الكوفي عن عبد الرحمن بن إسحاق واختلف عنه: • فرواه محمد بن محبوب البُنَاني عن حفص عن عبد الرحمن عن زياد بن زيد عن أبي جحيفة عن علي. أخرجه أبو داود (756) • ورواه أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني عن حفص عن عبد الرحمن عن النعمان بن سعد عن علي. أخرجه الدارقطني (1/ 286) والبيهقي (2/ 31) - ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سَيَّار أبي الحكم عن أبي وائل عن أبي هريرة. أخرجه أبو داود (758) وابن المنذر (3/ 94) والدارقطني (1/ 284) من طرق عن عبد الواحد به. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق"

باب الخشوع في الصلاة

باب الخشوع في الصلاة 216 - (5010) قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أبي سعيد الخدري أنّ بعض الصحابة تعمد المسابقة لينظر هل يعلم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أو لا، فلما قضى الصلاة نهاه عن ذلك" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (3/ 43) عن حسين بن محمد المَرُّوذي ثنا أيوب بن جابر عن عبد الله بن عِصْمة الحنفي عن أبي سعيد قال: صلى رجل خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل يركع قبل أن يركع ويرفع قبل أن يرفع، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة قال: "من فعل هذا؟ " قال: أنا يا رسول الله، أحببت أن أعلم تعلم ذلك أم لا، فقال: "اتقوا خِدَاج الصلاة، إذا ركع الإمام فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4513) من طريق قتيبة بن سعيد البلخي ثنا أيوب بن جابر به. ووقع عنده: عبد الله بن عُصَم. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن عصم إلا أيوب بن جابر، تفرد به قتيبة" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وأيوب بن جابر هو ابن سيار الحنفي قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم والجوزجاني والعقيلي وابن حبان وغيرهم. وعبد الله بن عصمة وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان. باب ما يقول بعد التكبير 217 - (5011) قال الحافظ: والسكتة التي بين الفاتحة والسورة ثبت فيها حديث سَمُرة عند أبي داود وغيره" (¬2) ¬

_ (¬1) 2/ 368 (¬2) 2/ 372

يرويه الحسن البصري عن سمرة بن جندب، وعن الحسن غير واحد، منهم: 1 - يونس بن عبيد البصري. رواه عنه غير واحد، منهم: أ - إسماعيل بن علية. قال أحمد (5/ 21): ثنا إسماعيل ثنا يونس عن الحسن قال: قال سمرة: حفظت سكتتين في الصلاة: سكتة إذا كبر الإِمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من قراءة فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع. قال: فأنكر ذلك عليه عمران بن حُصين، فكتبوا إلى أُبَي في ذلك إلى المدينة، قال: فصدّق سمرة. وأخرجه أبو داود (777) وابن ماجه (845) والدارقطني (1/ 336) والبيهقي (2/ 196) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 41 - 42) من طرق عن ابن علية به. وعند الدارقطني: حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سكتتين في الصلاة، سكتة إذا كبر الإِمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من قراءة فاتحة الكتاب. ولم يذكر السورة. وقال: الحسن مختلف في سماعه من سمرة، وقد سمع منه حديثاً واحداً، وهو حديث العقيقة فيما زعم قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد" ب- هُشيم بن بَشير الواسطي. قال أحمد (5/ 22 - 23): ثنا هشيم أنا يونس عن الحسن عن سمرة أنه كان إذا صلى بهم سكت سكتتين: إذا افتتح الصلاة، وإذا قال ولا الضالين سكت أيضاً هنية، فأنكروا ذلك عليه فكتب إلى أُبيّ بن كعب فكتب إليهم أُبي أنّ الأمر كما صنع سمرة. وأخرجه الدارقطني (1/ 336) من طريق الحسن بن عرفة العبدي ثنا هشيم به. وهو موقوف على سمرة من فعله. ت - يزيد بن زُرَيع البصري. قال أحمد (5/ 11 - 12 و23): ثنا عفان ثنا يزيد بن زريع ثنا يونس عن الحسن عن سمرة كان إذا كبر سكت هنية، وإذا فرغ من قراءة السورة سكت هنية، فأنكر ذلك عليه عمران بن حُصين، فكتبوا إلى أُبىّ بن كعب، فكتب أبي يصدقه.

وهذا موقوف أيضاً. ث - عبد الوارث بن سعيد البصري. أخرجه ابن حزم في "المحلى" (4/ 934) من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو المُقْعد ثنا عبد الوارث بن لعيد ثنا يونس عن الحسن أنّ سمرة صلى فكبر، ثم سكت ساعة، ثم قرأ، فلما ختم السورة سكت ساعة، ثم كبر فركع. فقال له عمران بن حصين: ما هذا؟ فقال له سمرة: حفظت ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فكتب في ذلك إلى أُبيّ بن كعب فصدق سمرة. ج - عبيد الله بن تمام البصريِ. أخرجه ابن المقرىء في "المعجم" (182) 2 - حُميد الطويل. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 276) وأحمد (5/ 15 و20 و21) والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (179) والدارمي (1246) وابن المنذر في "الأوسط" (1340) والطبراني في "الكبير" (6942) والدارقطني (1/ 309) والبيهقي في "معرفة السنن" (3/ 90 - 91) والطيوري في "حديثه" (390) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 21 - 22) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن سمرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسكت سكتتين: إذا دخل في الصلاة، وإذا فرغ من القراءة، فأنكر ذلك عمران بن حصين، فكتبوا إلى أبيّ بن كعب، فكتب إليهم أن قد صدق سمرة. قال ابن المنذر: في إسناده مقال، يقال: إنّ الحسن لم يسمعه من سمرة" وقال الحافظ: حديث حسن" 3 - أشعث بن عبد الملك الحُمْراني. أخرجه أبو داود (778) من طريق خالد بن الحارث البصري عن أشعث عن الحسن عن سمرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يسكت سكتتين: إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلها. 4 - منصور بن زاذان الواسطي. قال أحمد (5/ 22 - 23): ثنا هشيم أنا منصور عن الحسن عن سمرة، فذكر مثل حديث هشيم عن يونس. 5 - قتادة. رواه عنه سعيد بن أبي عَروبة، وعن سعيد غير واحد، منهم:

أ - عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: سكتتان حفظتهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنكر (¬1) ذلك عمران بن حصين، وقال: حفظنا سكتة، فكتبنا إلى أُبيّ بن كعب بالمدينة، فكتب أُبيّ (¬2): أن حفظ سمرة. قال سعيد: فقلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد ذلك: وإذا قرأ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]. قال. وكان يعجبه (¬3) إذا فرغ من القراءة أن يسكت حتى يترادّ إليه نَفَسُه. أخرجه أبو داود (780) وابن ماجه (844) والترمذي (251) وابن حبان (1807) والبيهقي (2/ 196) والحافظ في "النتائج" (2/ 22) من طريقين عن عبد الأعلى به. قال الترمذي: حديث حسن" وقال ابن حبان: الحسن لم يسمع من سمرة شيئاً، وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر، واعتمادنا فيه على عمران دون سمرة" قلت: اختلف في سماع الحسن من سمرة، فقيل: سمع منه، وقيل: لم يسمع منه، وقيل: سمع منه حديثان، وهما: حديث العقيقة، وحديث النهي عن المثلة. وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه مدلس ولم يذكر سماعاً من سمرة. وسماع الحسن من عمران بن حصين مختلف فيه أيضاً، فقال الحاكم: سمع منه، وقال ابن المديني ويحيى القطان وابن معين وأبو حاتم والبيهقي: لم يسمع منه. ووقع في رواية ابن حبان: قال الحسن: فذكرت ذلك لعمران بن حصين. رواه ابن حبان عن أبي يعلى عن محمد بن المثنى عن عبد الأعلى. ولم أر هذا اللفظ إلا عند ابن حبان. وقد رواه أبو داود والترمذي عن محمد بن المثنى فقالا: فأنكر ذلك عمران بن حصين. وكذلك رواه سائر الرواة عن سعيد بن أبي عروبة كما سيأتي، وسائر الرواة عن الحسن كما تقدم. ¬

_ (¬1) وعند ابن حبان: فذكرت ذلك لعمران بن حصين. (¬2) وعند ابن حبان: إليّ. (¬3) ولفظ ابن ماجه: يعجبهم.

وهذا هو المحفوظ، وأما لفظ ابن حبان فهو شاذ. وقوله في هذه الرواية: فكتبنا إلى أُبيّ بن كعب، شاذ أيضاً، انفرد به عبد الأعلى عن سعيد، وخالفه سائر الرواة عن سعيد فقالوا: فكتبوا، وقال بعضهم: فكتبا. وكذلك رواه سائر الرواة عن الحسن بهذا اللفظ الأخير. ب - محمد بن جعفر غُنْدر. قال أحمد (5/ 7): ثنا محمد بن جعفر ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سكتتان في صلاته، وقال عمران بن حصين: أنا ما أحفظهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فكتبوا في ذلك إلى أُبى بن كعب يسألونه عنه، فكتب أبي أنّ سمرة قد صدق. ت - يزيد بن زُريع البصري. أخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام" (178) وأبو داود (779) والطبراني في "الكبرى" (6875 و6876) والحاكم (1/ 215) والبيهقي (2/ 195 - 196) وفي "الصغرى" (543) من طرق عن يزيد بن زريع ثنا سعيد ثنا قتادة عن الحسن أنَّ سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا، فحدث سمرة أنه حفظ عن رِسول الله -صلى الله عليه وسلم- سكتتين: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة (¬1) {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فحفظ ذلك سمرة، وأنكر عليه عمران بن حصين، فكتبا في ذلك إلى أُبي بن كعب، فكان في كتابه إليهما أو في رده عليهما أن سمرة قد حفظ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا يتوهم متوهم أنّ الحسن لم يسمع من سمرة فإنه قد سمع منه" قلت: لكنه مدلس وقد عنعن، وقتادة مدلس وقد عنعن أيضاً. ث - مكي بن إبراهيم البلخي. أخرجه البيهقي (2/ 196) وفي "معرفة السنن" (3/ 91) من طريق إسماعيل بن محمد بن أبي كثير الفسوي أنبأ مكي بن إبراهيم ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له سكتتان، فقال عمران بن حصين: ما أحفظهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكتبوا فيه إلى أُبيّ بن كعب، فكتب أبي أنّ سمرة قد حفظ. ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "من قراءة السورة".

قلنا لقتادة: ما السكتتان؟ قال: سكتة حين يكبر، والأخرى حين يَفْرُغُ من القراءة عند الركوع. ثم قال: الأخرى -يعني المرة الأخرى- سكتة حين يكبر، وسكتة إذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ج - عباد بن العوام الواسطي ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سكتتان. أخرجه الطبراني (687) ح - رَوح بن عُبادة البصري. أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1023) من طريق محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا روح به. وذكر نحو حديث مكي بن إبراهيم. وقال: حديث حسن" (¬1) 6 - قال عوف بن أبي جميلة الأعرابي: بلغني عن الحسن عن سمرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسكت سكتتين في الصلاة: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة السورة. أخرجه الروياني (867) عن محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا هَوْذَة بن خليفة ثنا عوف به. ومما تقدم من الروايات السابقة رأينا أنّ مدار هذا الحديث على الحسن البصري (¬2)، وأنه لم يذكر سماعاً من سمرة في جميع هذه الروايات، فالحديث منقطع حتى يتبين السماع. ولهذا قال الجصاص في "أحكام القرآن" (4/ 217): حديث السكتتين غير ثابت" 218 - (5012) قال الحافظ: ويؤيده ورود وصف الماء بالبرودة في حديث عبد الله بن أبي أوفى عند مسلم" (¬3) ¬

_ (¬1) ولم ينفرد سعيد بن أبي عروبة به بل تابعه سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2652). (¬2) واختلف عنه، فرواه ابن أبي شيبة (1/ 275) عن حفص بن غياث الكوفي عن عمرو عن الحسن مرسلاً. بلفظ: "كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث سكتات: إذا افتتح التكبير حتى يقرأ الحمد، وإذا فرغ من الحمد حتى يقرأ السورة، وإذا فرغ من السورة حتى يركع. (¬3) 2/ 372

باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة

أخرجه مسلم (1/ 346 - 347) من طريق مَجْزَأَة بن زاهر الكوفي قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: "اللهم لك الحمد، ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبَرَد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ" 219 - (5013) قال الحافظ: وورد فيه أيضاً حديث: "وجهت وجهي" إلى آخره، وهو عند مسلم من حديث علي لكن قيده بصلاة الليل، وأخرجه الشافعي وابن خزيمة وغيرهما بلفظ: "إذا صلى المكتوبة" (¬1) أخرجه مسلم (771) من طريق يعقوب بن أبي سلمة المَاجِشُون عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ... " وأخرجه أبو داود (761) وابن خزيمة (464) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عن موسى بن عمبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة ... وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 91 - 92) من طريق ابن جريج عن موسى بن عقبة بلفظ: "أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا افتتح الصلاة قال ... " باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة 220 - (5014) قال الحافظ: وورد في ذلك حديث أخرجه سعيد بن منصور من مرسل محمد بن سيرين ورجاله ثقات، وأخرجه البيهقي موصولاً وقال: المرسل هو المحفوظ، وفيه أنّ ذلك سبب نزول قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2] " (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: "كانوا يلتفتون في صلاتهم ... ". ¬

_ (¬1) 2/ 373 (¬2) 2/ 374

باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة

باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة 221 - (5015) قال الحافظ: ولمسلم من حديث جابر بن سَمُرَة: "أو لا ترجع إليهم" (¬1) أخرجه مسلم (428) من طريق تميم بن طَرَفَة الطائي عن جابر بن سمرة مرفوعاً: "لينتهينّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم". باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها 222 - (5016) قال الحافظ: وله شاهد من حديث أبي قتادة عند أبي داود والنسائي، ومن حديث أنس عند ابن حبان" (¬2) حديث أبي قتادة أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 1556) وأحمد بن حنبل (5/ 308) وأحمد بن منيع (الإتحاف 155) وعبد بن حميد (188) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا سليمان التيمي قال: حُدِّثت عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه رفعه: "هل تقرؤون خلفي؟ " قالوا: نعم، قال: "فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب" وأخرجه أبو يعلى (الإتحاف 1559) عن زهير بن حرب النسائي ثنا يزيد بن هارون به. وأخرجه البيهقي (2/ 166) من طريق مالك بن يحيى السوسي ثنا يزيد بن هارون به. قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع" الإتحاف 2/ 223 ورواه محمد بن عبد الله العصار الجرجاني عن يزيد بن هارون فلم يقل: حدثت. أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 160) والأول أصح. وأما حديث أنس فيرويه أبو قِلَابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه: - فرواه أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي قلابة واختلف عنه: • فقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى ¬

_ (¬1) 2/ 376 (¬2) 2/ 385

بأصحابه، فلما قضى صلاته، أقبل عليهم بوجهه، فقال: "أتقرؤون في صلاتكم خلف الإِمام، والإمام يقرأ؟ " فسكتوا. فقالها ثلاث مرات، فقال قائل، أو قائلون: إنا لنفعل. قال: "فلا تفعلوا, وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه" أخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام" (167) وأبو يعلى (2805) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 218) وابن حبان (1844 و1852) والطبراني في "الأوسط" (2701) والدارقطني (1/ 340) والبيهقي (2/ 166) وفي "القراءة خلف الإِمام" (139 و140 و141 و142 و143 و144 و145 و146 و175) والخطيب في "التاريخ" (13/ 175 - 176) من طرق عن عبيد الله بن عمرو به. قال البخاري: لا يصح أنس" التاريخ الكبير 1/ 1/ 207 وقال ابن عدي: وهذا خطأ عن أيوب، أخطأ عليه عبيد الله بن عمرو" الكامل 3/ 990 وقال البيهقي: هذا ليس بمحفوظ، تفرد بروايته عن أنس عبيد الله بن عمرو الرقي وهو ثقة إلا أنّ هذا إنما يعرف عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 110 • ورواه إسماعيل بن علية عن أيوب واختلف عنه: فرواه سليمان بن عمر الأقطع الرقي عن إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس. أخرجه البيهقي في "القراءة" (ص 74) ورواه مؤمل بن هشام اليشكري عن إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً. قال إسماعيل: عن خالد الحذاء: قلت لأبي قلابة: من حدثك هذا؟ قال: محمد بن أبي عائشة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 207) والبيهقي (2/ 166) وفي "القراءة" (158) وتابعه أحمد (العلل 2733 و2734) ثنا إسماعيل به. • ورواه الربيع بن بدر التميمي عن أيوب عن الأعرج عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (9893) والدارقطني (1/ 340) والبيهقي في "القراءة" (152 و153 و154) من طرق عن الربيع بن بدر به. قال ابن عدي: وهذا أخطأ فيه الربيع بن بدر على أيوب فقال: عن الأعرج عن أبي هريرة"

وقال البيهقي: قال أبو علي الحافظ. أخطأ فيه الربيع بن بدر على أيوب، إنما هو عن أبي قلابة" وقال الدارقطني: الربيع بن بدر ضعيف" • ورواه سلّام بن سليمان أبو المنذر المزني عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (9/ 64) وفي "السنن" (1/ 340) وقال: ولا يثبت" • ورواه غير واحد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً، منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (2765) 2 - حماد بن سلمة البصري. أخرجه البخاري فىِ "الكبير" (1/ 1/ 207) وفي "القراءة" (168) والبيهقي (2/ 166) وفي "القراءة" (149 و150) 3 - حماد بن زيد البصري. أخرجه البيهقي في "القراءة" (148) 4 - عبد الوارث بن سعيد البصري. أخرجه البيهقي في "القراءة" (151) - ورواه خالد الحذاء عن أبي قلابة واختلف عنه: • فرواه سفيان الثوري عن خالد عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه عبد الرزاق (2766) وابن أبي شيبة (1/ 374) وأحمد (4/ 236 و5/ 60 و410) والبيهقي (2/ 166) وفي "القراءة" (155 و156) وتابعه شعبة عن خالد به. أخرجه أحمد (5/ 81) والبيهقي (¬1) في "القراءة" (157) ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن محمد بن أبي فلان.

• ورواه يزيد بن زُريع البصري عن خالد فقال: عن محمد بن أبي عائشة عمن شهد ذاك. أخرجه مسدد (الإتحاف 1554 و1829) والبخاري في "القراءة" (35) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 45) وتابعه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن خالد به. أخرجه ابن أبي عمر (الإتحاف 1555 و1830) قال البيهقي في "السنن": هذا إسناد جيد" وقال في "القراءة": هذا حديث صحيح احتج به ابن خزيمة في جملة ما احتج به في هذا الباب" وقال الحافظ في "التلخيص" (1/ 231): إسناده حسن" وقال البوصيري في "الإتحاف" (2/ 342): هذا إسناد جيد" قلت: رواته كلهم ثقات. • ورواه هُشيم الواسطي عن خالد عن أبي قلابة مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 374) وحديث الثوري ومن تابعه أصح لأنّ أبا قلابة صرح في رواية إسماعيل عن خالد أنّ محمد بن أبي عائشة حدثه بهذا الحديث. فقول الدارقطني في "العلل" (9/ 65): والمرسل الصحيح، ليس بصحيح. وقال ابن حبان: سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان جميعاً محفوظان" كذا قال: سمعه من أنس، وخالفه البخاري وغيره كما تقدم. 223 - (5017) قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث رِفَاعة بن رافع: "وإذا قمت فتوجهت فكبر ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ، وإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك" الحديث.

باب الجهر في المغرب

ووقع فيه في بعض طرقه: "ثم اقرأ إن كان معك قرآن، فان لم يكن فأحمد الله وكبر وهلل" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف التاء فانظر حديث: "توضأ كما أمرك الله". باب الجهر في المغرب 224 - (5018) قال الحافظ: ولم أر حديثاً مرفوعاً فيه التنصيص على القراءة بشيء من قصار المفصل إلا حديثاً في ابن ماجه عن ابن عمر نص فيه على الكافرون والإخلاص. ومثله لابن حبان عن جابر بن سَمُرَة. فأما حديث ابن عمر فظاهر إسناده الصحة إلا أنه معلول. قال الدارقطني: أخطأ فيه بعض رواته. وأما حديث جابر بن سمرة ففيه سعيد بن سماك وهو متروك، والمحفوظ أنه قرأ بهما في الركعتين بعد المغرب" (¬2) حديث ابن عمر أخرجه ابن ماجه (833) عن أحمد بن بُديل اليامي ثنا حفص بن غياث ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13395) وأبو الشيخ في "الطبقات" (920) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 268 - 269) والخطيب في "التاريخ" (4/ 50) والمزي (1/ 272 - 273) من طرق عن أحمد بن بديل به. قال الخطيب: هذا الحديث أُنكر على أحمد بن بديل، قال النضر بن محمد: ذكرت هذا الحديث لأبي زرعة الرازي فقال: من حدثك؟ قلت: ابن بديل، قال: شر له. قال البرقاني: قال لنا الدارقطني: تفرد به حفص بن غياث عن عبيد الله" قلت: أحمد بن بديل مختلف فيه: قال النسائي: لا بأس به، وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. ¬

_ (¬1) 2/ 386 (¬2) 2/ 391

باب القراءة في الفجر

وقال ابن عدي: حدث عن حفص بن غياث وغيره أحاديث أنكرت عليه، وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه. وقال الدارقطني: فيه لين. ومن فوقه كلهم ثقات. وحديث جابر بن سمرة أخرجه ابن حبان (1841) وفي "الثقات" (6/ 367) والبيهقي (2/ 391 و3/ 201) من طريق أبي قِلَابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرَّقاشي ثني أبي ثني سعيد بن سِمَاك بن حرب ثني أبي قال: لا أعلمه إلا عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة: الجمعة والمنافقين. قال ابن حبان: المحفوظ عن سماك أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم-" يعني مرسل. وسعيد بن سِماك قال أبو حاتم: متروك الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". ومحمد بن عبد الله ثقة، وعبد الملك وسماك صدوقان. وفي الباب عن عبد الله بن يزيد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ في المغرب: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 358) وفي "مسنده" (الإتحاف 1856) عن وكيع (¬1) عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الله بن يزيد به. وأخرجه عبد بن حميد (493) عن أبي نعيم الفضل بن دكين ثنا إسرائيل به. وإسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجعفي. باب القراءة في الفجر 225 - (5019) قال الحافظ: حديث جابر بن سمرة في قراءته في الصبح بـ قَ، أخرجه مسلم. ¬

_ (¬1) رواه يعقوب بن حميد بن كاسب المدني عن وكيع فقال فيه: عن عامر عن ابن عمر. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 214) وحديث ابن أبي شيبة أصح.

وفي رواية له بـ الصافات، وفي أخرى عند الحاكم بـ "الواقعة" (¬1) أخرجه مسلم (458) من طريق زائدة بن قدامة الكوفي ثنا سِمَاك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} [ق: 1]، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفاً. وأخرجه من طريق زهير بن معاوية الكوفي عن سماك قال: سألت جابر بن سمرة عن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: كان يخفف الصلاة ولا يصلي صلاة هؤلاء. قال: وأنبأني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الفجر بـ قَ والقرآن، ونحوها. وأخرجه عبد الرزاق (2720) عن إسرائيل بن يونس الكوفي عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول ... كان يقرأ في الفجر: الواقعة ونحوها من السورة. وأخرجه أحمد (5/ 104) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1914 و1929) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (5/ 104) وابن خزيمة (531) وابن حبان (1823) والحاكم (1/ 240) من طرق عن إسرائيل به. وأخرجه البيهقي (3/ 119) من طريق سفيان الثوري عن سماك به. وأما الرواية التي بالصافات فلم أرها عند مسلم من حديث جابر بن سمرة ولا من حديث غيره. وإنما هي من حديث ابن عمر، أخرجه أحمد (2/ 26 و157) والنسائي (2/ 74) وفي "الكبرى" (900 و11432) وأبو يعلى (5445 و5553) وابن خزيمة (1606) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2860) وابن المنذر في "الأوسط" (2029) والطحاوي في "زوائد السنن المأثورة" (119) وابن حبان (1817) والطبراني في "الكبير" (13194) والبيهقي (3/ 118) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 8) من طرق (¬2) عن ابن أبي ذئب عن خاله ¬

_ (¬1) 2/ 394 (¬2) رواه وكيع وحماد بن خالد الخياط وخالد بن الحارث البصري وعثمان بن عمر العبدي ويزيد بن هارون الواسطي وشَبَابة بن سَوّار المدائني وعلي بن الجعد الجوهري وآدم بن أبي إياس العسقلاني عن ابن أبي ذئب بهذا الإسناد. وخالفهم أبو داود الطيالسي (ص 250) فرواه عن ابن أبي ذئب عن الزهري أو غيره -شك أبو داود- عن سالم عن ابن عمر. والأول أصح.

باب جهر الإمام بالتأمين

الحارث بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمرنا بالتخفيف، وإن كان ليؤمنا بـ الصافات (¬1). وإسناده حسن، الحارث صدوق، وابن أبي ذئب وسالم ثقتان. باب جهر الإمام بالتأمين 226 - (5020) قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق أبي عثمان عن بلال أنه قال: يا رسول الله، لا تستبقني بآمين. ورجاله ثقات لكن قيل: إنّ أبا عثمان لم يلق بلالاً، وقد روي عنه بلفظ: أنّ بلالاً قال. وهو ظاهر الإرسال، ورجحه الدارقطني وغيره على الموصول" (¬2) يرويه عاصم بن سليمان الأحول عن أبي عثمان عبد الرحمن بن مَل النَّهْدي واختلف عنه: - فقال محمد بن فضيل الكوفي: ثنا عاصم عن أبي عثمان قال: قال بلال: يا رسول الله، لا تسبقني بآمين. أخرجه أحمد (6/ 12) عن ابن فضيل به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 23 و56) وتابعه عبد الواحد بن زياد البصري ثنا عاصم به. أخرجه البيهقي (2/ 23) - ورواه غير واحد عن عاصم عن أبي عثمان عن بلال أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تسبقني بآمين. أخرجه البزار (1375) عن المغيرة بن مسلم القَسْمَلي والطبراني في "الكبير" (¬3) (1125) ¬

_ (¬1) زاد أبو يعلى: في صلاة الفجر. (¬2) 2/ 405 (¬3) وأخرجه في "الأوسط" (7239) من هذا الطريق لكن وقع عنده: عن بلالاً أنه قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تسبقني بآمين"

عن القاسم بن مَعْن الكوفي والبيهقي (2/ 22 - 23) عن عباد بن عباد المهلبي ثلاثتهم عن عاصم به. - ورواه شعبة عن عاصم واختلف عنه: • فرواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة فقال: قال بلال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تسبقني بآمين. أخرجه أحمد (6/ 15) • ورواه آدم بن أبي إياس العسقلاني عن شعبة فقال: عن بلال أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تسبقني بآمين" أخرجه الحاكم (1/ 219) والبيهقي (2/ 56) وتابعه رَوْح بن عُبادة البصري ثنا شعبة به. أخرجه الحاكم (1/ 219) والبيهقي (2/ 56) - ورواه سفيان الثوري عن عاصم واختلف عنه: • فرواه عبد الرزاق (2636) عن سفيان فقال: قال بلال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تسبقني بآمين. ومن طريقه أخرجه الطبراني (1124) والبيهقي (2/ 56) • ورواه وكيع عن سفيان فقال: عن بلال أنه قال: يا رسول الله، لا تسبقني بآمين. أخرجه أبو داود (937) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 189) • ورواه علي بن قادم الكوفي عن سفيان فقال: عن بلال قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تسبقني بآمين" أخرجه الهيثم بن كليب (976) قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد ولم يسنده، ورواه غير واحد وأسنده، ولا نعلم روى أبو عثمان عن بلال غير هذا الحديث" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

باب إتمام التكبير في الركوع

وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 382) في فصل الضعيف. قلت: رواته ثقات، وفي سنده ومتنه اضطراب كما تقدم، وما أظنّ أبا عثمان النهدي سمع من بلال. ولم يخرج الشيخان رواية أبي عثمان عن بلال. 227 - (5021) قال الحافظ: ولأبي داود وصححه ابن حبان من حديث وائل بن حجر نحو رواية الزُّبيدي" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث رقم (13). باب إتمام التكبير في الركوع 228 - (5022) قال الحافظ: وقد جاء بهذا اللفظ العام أيضاً من حديث أبي هريرة في الباب، ومن حديث أبي موسى الذي ذكرناه عند أحمد والنسائي، ومن حديث ابن مسعود عند الدارمي والطحاوي، ومن حديث ابن عباس في الباب الذي بعده، ومن حديث ابن عمر عند أحمد والنسائي، ومن حديث عبد الله بن زيد عند سعيد بن منصور، ومن حديث وائل بن حجر عند ابن حبان، ومن حديث جابر عند البزار" (¬2) حديث أبي موسى هو عن عليّ، وقد أخرجه البخاري في الباب المذكور من طريق عمران بن حُصين عن علي. وحديث ابن مسعود له عنه طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه وعلقمة عن ابن مسعود قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود، ويسلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، حتى يُرى بياضُ خده. ورأيت أبا بكر وعمر يفعلان ذلك. ¬

_ (¬1) 2/ 407 (¬2) 2/ 413

أخرجه الطيالسي (ص 36) وابن أبي شيبة (1/ 299) وأحمد (1/ 386 و394 و426 - 427) والدارمي (1252) والبزار (1609) والنسائي (2/ 161 و182 و3/ 52 - 53) وفي "الكبرى" (670 و728 و1242) وأبو يعلى (5128 و5334) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2607) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 220 و268) والهيثم بن كليب (355 و429 و431) والطبراني في "الكبير" (10172) والدارقطني (1/ 357) وابن حزم في "المحلى" (4/ 180) والبيهقي (2/ 177) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 50) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي وابن أبي شيبة (1/ 239 - 240) وفي "مسنده" (174) والترمذي (253) وأبو يعلى (¬1) (5101) وابن المنذر في "الأوسط" (1372) والبغوي في "شرح السنة" (612) عن أبي الأحوص سلّام بن سليم الكوفي وأحمد (3972 و4224 - شاكر) والبزار (1610) والطحاوي (¬2) (1/ 268) والهيثم (355 و430) والبيهقي (2/ 177) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 180) وفي "الاستذكار" (2/ 216) عن إسرائيل بن يونس الكوفي والهيثم (429) عن شريك بن عبد الله النخعي كلهم (¬3) عن أبي إسحاق به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحافظ: حديث صحيح" قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه وعلقمة. (¬2) لم يذكر هو ولا الهيثم في الموضع الثاني: علقمة. (¬3) وخالفهم الجراح بن مليع الرُؤَاسي فرواه عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود وعبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود. أخرجه أحمد (4225 شاكر) والأول أصح.

ولم ينفرد عبد الرحمن بن الأسود به بل تابعه إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني (10032) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي عن الحكم عن إبراهيم به. بإسناده ضعيف لضعف أبي شيبة. الثاني: يرويه ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن ابن مسعود قال: أول من نقص التكبير الوليد بن عقبة، فقال ابن مسعود: نقصوها نقصهم الله لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكبر كلما ركع، وكلما سجد، وكلما رفع رأسه. أخرجه ابن أبي عمر (الإتحاف 1899) والبزار (1928) والهيثم (873 و874) من طريق إسرائيل بن يونس الكوفي عن ثوير به. قال الهيثمي: وفيه ثوير بن أبي فاختة وهو ضعيف" المجمع 2/ 131 وحديث ابن عمر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "الله أكبر كلما وضع ورفع" وحديث وائل بن حجر تقدم الكلام عليه في باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى حديث رقم 212 وحديث جابر أخرجه الطيالسي (ص 236) عن زَمْعَة بن صالح اليماني عن عمرو بن دينار عن جابر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكبر إذا خفض، وإذا رفع، وإذا ركع. وأخرجه البزار (كشف 534) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 235 - 236) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا زمعة به. وقال البزار: لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، تفرد به زمعة، وقد حدّث عنه جماعة" وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو، تفرد به زمعة" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 131 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح، الإتحاف 2/ 366 قلت: وهو كما قال.

باب وضع الأكف على الركب في الركوع

باب وضع الأكف على الركب في الركوع 229 - (5023) قال الحافظ: وقد ورد ذلك عن ابن مسعود متصلاً في صحيح مسلم (1/ 379 - 380) وغيره من طريق إبراهيم عن علقمة والأسود أنهما دخلا على عبد الله فذكر الحديث، قال: فوضعنا أيدينا على ركبنا فضرب أيدينا ثم طبق بين يديه ثم جعلهما بين فخذيه، فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) 230 - (5024) قال الحافظ: وقد روى ابن المنذر عن ابن عمر بإسناد قوي قال: إنما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة، يعني التطبيق" (¬2) صحيح أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1396) عن علان بن المغيرة ثنا عمرو الناقد ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره. وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" (ص 86) من طريق عثمان بن خُرَّزَاذ الأنطاكي ثنا عمرو الناقد عن إسحاق الأزرق عن ابن عون عن ابن سيرين أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ركع فطبق، قال ابن عون: فسمعت نافعاً يحدث عن ابن عمر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما فعله مرة. وقال: هذا حديث غريب يعد في أفراد عمرو الناقد عن إسحاق" قلت: وإسناده صحيح. 231 - (5025) قال الحافظ: أورد سيف في "الفتوح" من رواية مسروق أنه سألها عن ذلك فأجابت -يعني عائشة- بما محصله أنّ التطبيق من صنيع اليهود، وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عنه لذلك، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينزل عليه ثم أمر في آخر الأمر بمخالفتهم" (¬3) ¬

_ (¬1) 2/ 416 (¬2) 2/ 416 - 417 (¬3) 2/ 417

باب أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يتم ركوعه بالإعادة

باب أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يتم ركوعه بالإعادة 232 - (5026) قال الحافظ: ووقع في حديث رفاعة بن رافع عند ابن أبي شيبة في هذه القصة: دخل رجل فصلى صلاة خفيفة لم يتم ركوعها وسجودها. وقال: وللحديث طريق أخرى من غير رواية أبي هريرة أخرجها أبو داود والنسائي من رواية إسحاق بن أبي طلحة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمرو ومحمد بن عجلان وداود بن قيس كلهم عن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع. فمنهم من لم بسم رفاعة قال: عن عم له بدري، ومنهم من لم يقل عن أبيه، ورواه النسائي والترمذي من طريق يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه عن جده عن رفاعة، لكن لم يقل الترمذي: عن أبيه. وفيه اختلاف آخر نذكره قريبًا. وقال: وللنسائي من رواية إسحاق بن أبي طلحة: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس ونحن حوله. وهذا الرجل هو خلاد بن رافع جد علي بن يحيى راوي الخبر، بينه ابن أبي شيبة عن عباد بن العوام عن محمد بن عمرو عن علي بن يحيى عن رفاعة أنّ خلاداً دخل المسجد. وروى أبو موسى في "الذيل" من جهة ابن عيينة عن ابن عجلان عن علي بن يحيى بن عبد الله بن خلاد عن أبيه عن جده أن دخل المسجد. وفيه أمران: زيادة عبد الله في نسب علي بن يحيى، وجعل الحديث من رواية خلاد جدّ علي. فأما الأول فوهم من الراوي عن ابن عيينة، وأما الثاني فمن ابن عيينة لأنّ سعيد بن منصور قد رواه عنه كذلك لكن بإسقاط عبد الله، والمحفوظ أنه من حديث رفاعة، كذلك أخرجه أحمد عن يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي شيبة عن أبي خالد الاْحمر، كلاهما عن محمد بن عجلان.

وأما ما وقع عند الترمذي: "إذا جاء رجل كالبدوي فصلى فأخفّ صلاته" فهذا لا يمنع تفسيره بخلاد لأنّ رفاعة شبهه بالبدوي لكونه أخف الصلاة أو لغير ذلك. وقال. قوله. فصلى، زاد النسائي من رواية داود بن قيس: "ركعتين" وفي الرواية المذكورة: "وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرمقه في صلاته. زاد في رواية إسحاق بن أبي طلحة "ولا ندري ما يعيب منها" وعند ابن أبي شيبة من رواية أبي خالد: "يرمقه ونحن لا نشعر" ... " (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف التاء فانظر حديث: "توضأ كما أمرك الله". 233 - (5027) قال الحافظ: لكن كلام الطحاوي كالصريح في الوجوب عندهم فإنه ترجم مقدار الركوع والسجود ثم ذكر الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره في قوله: "سبحان ربي العظيم ثلاثاً في الركوع وذلك أدناه" (¬2) ضعيف أخرجه الطيالسي (ص 46) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني عن إسحاق بن يزيد الهذلي عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: "من قال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه، وذلك أدناه، ومن قال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده، وذلك أدناه" ومن طريقه أخرجه أبو داود (886) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 60 - 61) وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 96) وابن أبي شيبة (1/ 250 - 251) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 33 و405) وأبو داود (886) وابن ماجه (895) والترمذي (261) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 232) والهيثم بن كليب (898) والطبراني في "الدعاء" (541) والدارقطني (1/ 343) والبيهقي (2/ 86 و110) والبغوي في "شرح السنة" (621) من طرق عن ابن أبي ذئب به. قال البخاري: مرسل، ولا يصح" وقال أبو داود والبيهقي: هذا مرسل، عون لم يدرك ابن مسعود" ¬

_ (¬1) 2/ 419 - 420 (¬2) 2/ 422

باب الدعاء في الركوع

وقال الترمذي: حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله لم يلق ابن مسعود" وقال الحافظ: حديث غريب" وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 397 - 398) في فصل الضعيف وقال: إسناده منقطع" قلت: وإسحاق بن يزيد قال الحافظ في "التقريب": مجهول. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمر بن شيبة بن أبي كثير مولى معقل بن سنان الأشجعي سمع عون بن عبد الله يخبر عن ابن مسعود به. أخرجه الهيثم (899) من طريق عبد الله بن وهب أخبرني حَيْوة سمعت عمر بن شيبة به. وعمر ذكره ابن حبان في "الثقات" وخالفه محمد بن أبان المدني رواه عن عون بن عبد الله قال: كان ابن مسعود إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 33 و405) عن أبي معمر عبد الله بن معمر المُقْعَد ثنا عبد الوارث ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن أبان به. باب الدعاء في الركوع 234 - (5028) قال الحافظ: وحجة المخالف الحديث الذي أخرجه مسلم (479) من رواية ابن عباس مرفوعاً وفيه: "فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" (¬1) باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع 235 - (5029) قال الحافظ: أخرجه مسلم (479) من حديث ابن عباس في أثناء حديث وفي آخره: "ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً" (¬2) قلت: هو قطعة من الحديث السابق. ¬

_ (¬1) 2/ 424 (¬2) 2/ 425

باب فضل اللهم ربنا لك الحمد

باب فضل اللهم ربنا لك الحمد 236 - (5030) قال الحافظ: ويقويه حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم (404) وغيره، ففيه: "وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، يسمع الله لكم" (¬1) باب حدثنا معاذ بن فَضالة 237 - (5031) قال الحافظ: وللطبراني من حديث أبي أيوب: "أيهم يرفعها" وقال: وللطبراني من حديث أبي أيوب: "فسكت الرجل ورأى أنه قد عجم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على شيء كرهه، فقال: "من هو فإنه لم يقل إلا صواباً" فقال الرجل: أنا يا رسول الله قلتها أرجو بها الخير" وقال: وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني: "ثلاثة عشر" (¬2) أخرجه مسدد (المطالب 3402 - الإتحاف 8113) عن بشر بن المُفَضَّل البصري ثنا الجُرَيري عن أبي الورد عن أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب قال: قال رجل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صاحب الكلمة؟ " قال: فسكت الرجل، ورأى أنه قد هجم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على شيء كرهه، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من هو؟ فإنه لم يقل إلا صواباً" فقال الرجل: أنا قلتها يا رسول الله، أرجو بها الخير، قال -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لقد رأيت ثلاثة عشر ملكاً يبتدرون كلمتك أيهم يرفعها إلى الله عز وجل-". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (691) عن مسدد به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4088) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد به. وأخرجه المزي (34/ 261) من طريق أبي بكر محمد بن عبد الله بن رِبْذَة الأصبهاني أنا الطبراني به. ¬

_ (¬1) 2/ 427 (¬2) 2/ 429 و430

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (691) عن خليفة بن خياط البصري ثنا بشر بن المفضل (¬1) به. قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 96 وقال البوصيري: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن والبيهقي" الإتحاف 8/ 306 قلت: أبو الورد بن ثمامة بن حزن وأبو محمد الحضرمي ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في "الكنى" ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً. وقال ابن المديني. لا نعرف أبا محمد هذا في شيء من الحديث إلا أنّ أبا الورد روى عنه ثلاثة أحاديث. وقال الحافظ في "التقريب": أبو الورد مقبول، وأبو محمد قيل: هو أفلح، وإلا فمجهول. 238 - (5032) قال الحافظ: ولأبي داود من حديث عامر بن ربيعة قال: "من القائل الكلمة فإنه لم يقل بأساً؟ " فقال: أنا قلتها لم أرد بها إلا خيراً" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: "لقد رأيت اثْنَي عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها" 239 - (5033) قال الحافظ: وقع عند مسلم من حديث أنس: "لقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها" أخرجه مسلم (600) من طريق حماد بن سلمة أنا قتادة وثابت وحميد عن أنس أنّ رجلاً جاء فدخل الصف وقد حَفَزَهُ النَّفَس فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: "أيكم المتكلم بالكلمات؟ " فَأَرَمَّ القوم. فقال: "أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأساً" فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: "لقد رأيت اثْنَي عشر ملكاً يبتدرونها أيّهم يرفعها" ¬

_ (¬1) تابعه سنان بن هارون البُرْجُمي عن الجريري به. (¬2) أخرجه الهيثم بن كليب (1147).

باب الاطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع

باب الاطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع 240 - (5034) قال الحافظ: وقد شرع في الاعتدال ذكر أطول كما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عباس بعد قوله: "حمداً كثيراً طيباً ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد" زاد في حديث ابن أبي أوفى: "اللهم طهّرني بالثلج" إلخ، وزاد في حديث الآخرين: "أهل الثناء والمجد" إلخ" (¬1) حديث عبد الله بن أبي أوفى أخرجه مسلم (1/ 346 - 347) من طريق مَجْزَأَة بن زاهر الكوفي قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: "اللهم لك الحمد، ملء السماء وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهّرني بالثلج والبَرَد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الوسخ". وحديث أبي سعيد أخرجه مسلم (477) من طريق قَزَعَة أبي الغادية البصري عن أبي سعيد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال: "ربنا لك الحمد، ملء السموات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ". وحديث ابن عباس أخرجه مسلم (478) من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" 241 - (5035) قال الحافظ: واستدل لذلك أيضاً بحديث حذيفة في مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ في ركعة بالبقرة أو غيرها ثم ركع نحواً مما قرأ ثم قام بعد أن قال: ربنا لك الحمد، قياماً طويلاً قريبًا مما ركع" (¬2) أخرجه مسلم (772) من طريق صِلَة بن زُفَر العَبْسي عن حذيفة قال: صليت مع ¬

_ (¬1) 2/ 432 (¬2) 2/ 432

النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: "سبحان ربي العظيم" فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: "سمع الله لمن حمده" ثم قام طويلاً، قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: "سبحان ربي الأعلى" فكان سجوده قريباً من قيامه. 242 - (5036) قال الحافظ: فقد ثبت أنه قرأ في الصبح بـ الصافات، وثبت في "السنن" عن أنس أنهم حزروا في السجود قدر عشر تسبيحات، فيحمل على أنه إذا قرأ بدون الصافات اقتصر على دون العشر، وأقله كما ورد في "السنن" أيضاً ثلاث تسبيحات" (¬1) حديث القراءة بـ الصافات تقدم في باب القراءة في الفجر. وحديث أنس أخرجه أحمد (3/ 162 - 163) عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني أخبرني أبي عن وهب بن مانوس عن سعيد بن جبير عن أنس قال: ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا الغلام -يعني عمر بن عبد العزيز-. قال: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات. ومن طريقه أخرجه المزي (14/ 273) وأخرجه أبو داود (888) والنسائي (2/ 178) وفي "الكبرى" (721) والطبراني في "الدعاء" (543) والبيهقي (2/ 110) من طرق عن عبد الله بن إبراهيم به. وعبد الله بن إبراهيم قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه وثقه ابن معين وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس. ووهب بن مانوس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وحديث ثلاث تسبيحات ورد من حديث حذيفة ومن حديث السعدي عن أبيه أو عن ¬

_ (¬1) 2/ 432

عمه ومن حديث جبير بن مطعم ومن حديث عبد الله بن أَقْرَم ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث التميمي ومن حديث محمد بن علي بن الحسين مرسلاً. فأما حديث حذيفة فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 248) عن حفص بن غياث الكوفي عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن صِلَةَ بن زُفَر عن حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى. قلت: أما يخفض وبحمده؟ قال: نعم إن شاء الله ثلاثاً. وأحرجه الطبراني في "الدعاء" (542 و592) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه البزار (2921) وابن خزيمة (604 و668) وابن المنذر في "الأوسط" (1409) والطبراني في "الدعاء" (542 و592) والدارقطني (1/ 341) من طرق (¬1) عن حفص بن غياث عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. واختلف عنه: فقال محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى: ثني أبي عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن صلة عن حذيفة. أخرجه البزار (2923) وأما حديث السعدي عن أبيه أو عن عمه فأخرجه أبو داود (885) عن مسدد ثنا خالد بن عبد الله ثنا سعيد الجُرَيري عن السعدي عن أبيه أو عن عمه قال: رمقت النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثاً. ¬

_ (¬1) رواه محمد بن المثنى ومسدد وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن أبان الواسطي وسَلْم بن جُنَادة الكوفي ونعيم بن حماد المروزي وسعيد بن سليمان الواسطي وأبو الشعثاء علي بن الحسن الحضرمي عن حفص بن غياث بهذا الإسناد. وخالفهم سحيم واسمه محمد بن القاسم الحراني فرواه عن حفص بن غياث عن مُجَالد عن الشعبي عن صلة عن حذيفة. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 235) والأول أصح.

وأخرحه أبو نعيم في "الصحابة" (7117) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا خالد بن عبد الله به. ورواه خلف بن الوليد العَتَكِي عن خالد بن عبد الله فقال: عن السعدي عن أبيه عن عمه. أخرجه أحمد (5/ 271) والسعدي قال المنذري في "مختصره": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف. وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه البزار (كشف 537) والطبراني في "الكبير" (1572) وفي "الدعاء" (534 و586) والدارقطني (1/ 342) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثلاثاً. قال البزار: لا نعلمه عن جبير إلا من هذا الوجه، وعبد العزيز صالح، وليس بالقوي روى عنه أهل العلم" قلت: إسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي. قال ابن معين: ضعيف لم يحدث عنه إلا ابن عياش. وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث، واهي الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وأما حديث عبد الله بن أقرم فأخرجه الدارقطني (1/ 343) عن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام المخزومي ثنا إبراهيم بن سلمان عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم عن أبيه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً. وإسناده واه، عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

وأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق: الأول: يرويه بشر بن رافع الحارثي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي عبيدة بن عبد الله أنّ ابن مسعود كان إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده، ثلاثاً فزيادة، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده، ثلاثاً فزيادة، قال أبو عبيدة: وكان أبي يذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوله. أخرجه عبد الرزاق (2880) عن بشر بن رافع به. وأخرجه ابن المنذر (1473) والطبراني في "الدعاء" (540) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وإسناده ضعيف لضعف بشر بن رافع. الثاني: يرويه عامر الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود قال: إنّ من السنة أن يقول الرجل في ركوعه: سبحان ربي العظيم (¬1)، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى (¬2)، ثلاثاً. أخرجه البزار (1947) والطبراني في "الدعاء" (539 و587) والدارقطني (1/ 341 - 342) من طريق أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني عن السَّرِي بن إسماعيل عن الشعبي به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن مسروق عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، والسري بن إسماعيل هذا فليس بالقوي" وقال الهيثمي: وفيه السري بن إسماعيل وهو ضعيف عند أهل الحديث" المجمع 2/ 128 الثالث: يرويه عون بن عبد الله الهُذَلي عن ابن مسعود مرفوعاً: "من قال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تمّ ركوعه، وذلك أدناه، ومن قال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده، وذلك أدناه" وقد تقدم قبل ثمانية أحاديث، ولعله مراد الحافظ بقوله: وأقله كما ورد في "السنن" أيضاً ثلاث تسبيحات. ¬

_ (¬1) زاد الدارقطني: "وبحمده". (¬2) زاد الدارقطني: "وبحمده".

وأما حديث أبي بكرة فأخرجه البزار (3686) عن محمد بن صالح بن العوام ثنا عبد الرحمن بن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده عن أبي بكرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسبح في ركوعه سبحان ربى العظيم ثلاثاً وفي سجوده سبحان ربى الأعلى ثلاثاً. وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبد الرحمن بن بكار معروف نسبه، صالح الحديث" قلت: محمد بن صالح بن العوام قال الهيثمي: لم أجد من ترجمه (المجمع 1/ 232) ولعله محمد بن صالح بن أبي العوام الصائغ المترجم في "تاريخ بغداد" (5/ 361). وعبد الرحمن بن بكار لم أر من ترجمه. وبكار بن عبد العزيز ذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه غير واحد. وعبد العزيز بن أبي بكرة وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال (الوهم 3/ 282) وأما حديث أبي مالك الأشعري فأخرجه الطبراني في "الكبير" (3422) عن محمد بن صالح بن الوليد النَّرْسي ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي مالك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى، فلما ركع قال: "سبحان الله وبحمده" ثلاث مرات، ثم رفع رأسه. شيخ الطبراني لم أرَ من ترجمه، وعبد الحميد وشهر صدوقان، والباقون ثقات، ويحيى بن حسان هو التِّنِّيسي. وأما حديث عقبة بن عامر فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "اجعلوها في ركوعكم" وأما حديث التميمي فأخرجه البيهقي (2/ 111) من طريق علي بن المديني ثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي ثنا سعيد الجُرَيري عن رجل من بنى تميم أحسن الثناء عليه عن أبيه قال: صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فسألته عن قدر ركوعه وسجوده قال: قدر ما يقول الرجل: سبحان الله وبحمده ثلاث مرات. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وأما حديث محمد بن علي فأخرجه عبد الرزاق (2894) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للحطابة وسألوه فقال: "ثلاث تسبيحات ركوعاً، وثلاث تسبيحات سجوداً" للحطابة يعني قوماً جاءوه.

باب يهوي بالتكبير حين يسجد

وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 249) عن حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر عن أبيه قال: جاءت الحطابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نزال سفراً أبداً فكيف نصنع بالصلاة؟ قال: "سبحوا ثلاث تسبيحات ركوعاً، وثلاث تسبيحات سجوداً" وأخرجه البيهقي (2/ 86) من طريق عبيس بن مرحوم العطار عن حاتم به. باب يهوي بالتكبير حين يسجد 243 - (5037) قال الحافظ: وفيه حديث عن أبي هريرة رواه أصحاب السنن، وعورض بحديث عنه أخرجه الطحاوي" (¬1) حديث أبي هريرة الأول أخرجه أحمد (2/ 381) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 139) والدارمي (1327) وأبو داود (840) والسرقسطي في "الغريب" (3/ 992) والنسائي (2/ 163) وفي "الكبرى" (678) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 254) وفي "المشكل" (182) والدارقطني (1/ 344 - 345 و345) وتمام (720) وابن حزم في "المحلى" (4/ 178) والبيهقي (2/ 99 و100) وفي "المعرفة" (3/ 17 - 18) والبغوي في "شرح السنة" (643) والحازمي في "الاعتبار" (ص 79) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي ثني محمد بن عبد الله بن حسن عن أبي الزِّنَاد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل وليضع يديه ثم ركبتيه". وأخرجه أبو داود (841) والترمذي (269) والنسائي (2/ 163) وفي "الكبرى" (677) والبيهقي (2/ 100) والمزي (25/ 471) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن محمد بن عبد الله بن الحسن بلفظ: "يَعْمَدُ أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل". قال البخاري: لا يتابع محمد بن عبد الله عليه، ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا". وقال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه". وكذا قال الحازمي. وقال النووي في "الخلاصة" (1/ 403): إسناده جيد". قلت: الدراوردي صدوق، والصائغ مختلف فيه، والباقون ثقات، وأبو الزناد اسمه عبد الله بن ذكران، والأعرج اسمه عبد الرحمن بن هرمز. ¬

_ (¬1) 2/ 433

باب السجود على سبعة أعظم

وحديث أبي هريرة الثاني تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ... " 244 - (5038) قال الحافظ: وعند الحنفية والشافعية الأفضل أن يضع ركبتيه ثم يديه. وفيه حديث في السنن أيضاً عن وائل بن حُجْر" (¬1) تقدم الكلام عليه في باب إلى أين يرفع يديه، حديث رقم 213. باب السجود على سبعة أعظم 245 - (5039) قال الحافظ: وأضعف من هذا استدلالهم بحديث: "سجد وجهي" (¬2) أخرجه مسلم (771) من حديث علي. باب التشهد في الآخرة 246 - (5040) قال الحافظ: وإنما اختلف ذلك في حديث ابن عباس، وهو من أفراد مسلم. وقال: وفي حديث ابن عباس عند مسلم وأصحاب السنن "وأشهد أنّ محمداً رسول الله" ومنهم من حذف "وأشهد" ورواه ابن ماجه بلفظ ابن مسعود" (¬3) أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 101) وفي "الرسالة" (743) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 61 - 62) وأحمد (1/ 292) ومسلم (403) وأبو داود (974) وابن ماجه (900) والترمذي (290) والنسائي (2/ 193) وفي "الكبرى" (762) وابن خزيمة (705) وأبو عوانة (2/ 248 و248 - 249 و249) وابن المنذر في "الأوسط" (1518) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 263) وابن حبان (1952 و1953 و1954) والطبراني في "الكبير" (10996) وأبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (103 و104) والدارقطني (1/ 350) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 329 - 330) والبيهقي (2/ 140 و377) وفي ¬

_ (¬1) 2/ 434 (¬2) 2/ 440 (¬3) 2/ 457 و459

"الدعوات" (80) وفي "المعرفة" (3/ 54 و55) وفي "الصغرى" (441 و442) والبغوي في "شرح السنة" (679) من طرق عن الليث بن سعد عن أبي الزبير عن (¬1) سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام (¬2) عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علبنا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول (¬3) الله" 247 - (5041) قال الحافظ: زاد ابن أبي شيبة من رواية أبي عبيدة عن أبيه "وحده لا شريك له" وسنده ضعيف، لكن ثبتت هذه الزيادة في حديث أبي موسى عند مسلم ... وفي حديث ابن عمر عند الدارقطني إلا أنّ سنده ضعيف. وقد روى أبو داود من وجه آخر صحيح عن ابن عمر في التشهد "أشهد أن لا إله إلا الله" قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له. وهذا ظاهره الوقف" (¬4) حديث أبي موسى أخرجه مسلم (404) من طريق حِطّان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى لكن ليست فيه الزيادة التي ذكرها الحافظ. ومن هذا الطريق أخرجه أبو داود (973) والنسائي (2/ 193) وفي "الكبرى" (761) والدارقطني (1/ 351 - 352) وذكروا فيه هذه الزيادة، وهي زيادة انفرد بها سليمان التيمي عن قتادة عن أبي غلاب يونس بن جبير عن حطان. وقال الدارقطني: وهذا إسناد متصل حسن" وحديث ابن عمر له عنه طرق: الأول: يرويه خارجة بن مصعب الخراساني عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التشهد: التحيات الطيبات الزاكيات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله. ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-. ¬

_ (¬1) وعند أبي الشيخ: عن طاوس وحده. (¬2) وفي لفظ: "سلام". (¬3) وعند ابن ماجه وحده: "عبده ورسوله". (¬4) 2/ 459.

أخرجه ابن عدي (3/ 926) والدارقطني (1/ 351) وقال: موسى بن عبيدة وخارجة ضعيفان" قلت: خارجة قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال ابن خراش وغيره: متروك الحديث. الثاني: يرويه شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية قال: سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التشهد: "التحيات لله، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" قال ابن عمر. زدت فيها: وبركاته "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله" قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له "وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله". أخرجه أبو داود (971) والترمذي في "العلل" (1/ 224 - 225) وأبو يعلى وسمويه كما في "تنقيح التحقيق" (2/ 904) والبزار (تلخيص الحبير 1/ 267) عن نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمي ثني أبي ثنا شعبة به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (2/ 139) وأخرجه ابن عدي (2/ 574) عن أبي يعلى به. ومن طريق سمويه أخرجه الخطيب في "المتفق" (1643) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 173) وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 263 - 264) وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (222) والدارقطني (1/ 351) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 180) والبيهقي (2/ 139) والحافظ في "النتائج" (2/ 173) من طرق عن نصر بن علي به. قال الدراقطني: هذا إسناد صحيح، وقد تابعه (¬1) على رفعه ابن أبي عدي عن شعبة، ووقفه (¬2) غيرهما" وقال أبو نعيم: تفرد به نصر عن أبيه" ¬

_ (¬1) وتابعه أيضاً خارجة بن مصعب عن شعبة. أخرجه أبو بكر الشافعي (221) وابن عدي (2/ 574) وخارجة متروك كما تقدم. (¬2) رواه معاذ بن معاذ العنبري عن شعبة فلم يرفعه. أخرجه الطحاوي (1/ 264)

وقال الحافظ: حديث صحيح" قلت: رواته ثقات إلا أنّ أحمد والبخاري قد تكلما في هذا الحديث. فقال أبو طالب أحمد بن حميد: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فأنكره، وقال: لا أعرفه، وقال: قال يحيى القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد، قال: لم يسمع منه شيئاً، إنما ابن عمر يرويه عن أبي بكر الصديق، علّمنا التشهد، ليس فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-" الكامل 2/ 574 - تهذيب الكمال 5/ 8 - 9. وقال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: روى شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر، وروى سيف عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود، وهو المحفوظ عندي" العلل 1/ 226 قال الحافظ: وليس هذا بقادح لأنّ في سياقهم اختلافاً يشعر بأنه عند مجاهد على الوجهين" الثالث: يرويه قتادة حدثني عبد الله بن بأبي المكي قال: صليت إلى جنب ابن عمر بمكة، فلما صلى ضرب بيده على فخذي فقال: ألا أعلمك تحية الصلاة كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا؟ فتلا هؤلاء الكلمات: "التحيات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله" أخرجه أحمد (2/ 68) والطحاوي (1/ 263) والطبراني في "الأوسط" (2646) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 174 - 175) من طريق أبان بن يزيد العطار ثنا قتادة به. قال الحافظ: حديث صحيح" وهو كما قال. 248 - (5042) قال الحافظ: قوله: وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، لم تختلف الطرق عن ابن مسعود في ذلك، وكذا هو في حديث أبي موسى وابن عمر ... وجابر وابن الزبير عند الطحاوي وغيره" (¬1) وقال: وحديث جابر تفرد به أيمن بن نابل عن أبي الزبير عنه، وحكم الحفاظ ¬

_ (¬1) 2/ 459

البخاري وغيره على أنه أخطأ في إسناده وأن الصواب رواية أبي الزبير عن طاوس وغيره عن ابن عباس" (¬1) حديث أبي موسى وابن عمر تقدما. وحديث جابر أخرجه الطيالسي (ص 240) عن أيمن بن نابل الحَبَشي عن أبي الزبير عن جابر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التشهد: "بسم الله وبالله، التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أسأل الله الجنه وأعوذ بالله من النار". ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 141) والحافظ في "النتائج" (2/ 177). وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 292 و295) ومسلم في "التمييز" (58) وابن ماجه (902) والترمذي في "العلل" (1/ 227) والنسائي (2/ 193 - 194 و3/ 37) وفي "الكبرى" (763 و1204) وأبو يعلى (2232) والطحاوي (1/ 264) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (103) وابن عدي (1/ 423 و423 - 424) والحاكم (1/ 266 - 267 و267) والبيهقي (2/ 142) وفي "المعرفة" (3/ 56) والحافظ في "النتائج" (2/ 177 - 178) من طرق (¬2) عن أيمن بن نابل به. ¬

_ (¬1) 2/ 460 (¬2) رواه المعتمر بن سيمان التيمي وأبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ومحمد بن بكر البُرْسَاني وبكر بن بكار وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر ورَوح بن عُبادة البصري عن أيمن. • ورواه عن المعتمر بن سليمان: محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ومحمد بن زياد الزيادي وعبد الله بن الصباح الهاشمي. واختلف عن محمد بن عبد الأعلى: فرواه النسائي عنه بهذا الإسناد، ورواه عبد الله بن قحطبة الصليحي عن محمد بن عبد الأعلى ثنا المعتمر بن سليمان ثنا أبي عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه الحاكم (1/ 267) وقال: سمعت أبا علي الحافظ يوثق ابن قحطبة إلا أنه أخطأ فيه، فإنه عند المعتمر عن أيمن بن نابل كما تقدم ذكرنا له". • ورواه عن أبي عاصم: عمرو بن علي الفلاس وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي وأبو قِلَابة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي. وخالفهم حميد بن الربيع الخزاز فرواه عن أبي عاصم ثنا ابن جريج وسفيان عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه ابن عدي (2/ 696) وقال: وهذا الحديث عن ابن جريج والثوري عن أبي الزبير باطلان ليس يرويهما عن أبي عاصم غير حميد بن الربيع، وإنما يروي أبو عاصم هذا الحديث عن أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر، وحميد بن الربيع كان يسرق الحديث، وقال ابن معين: كذاب" • ورواه وكيع عن أيمن بن نابل فلم يسم الصحابي، قال: عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (5/ 363).

قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هو غير محفوظ. هكذا يقول أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر، وهو خطأ. والصحيح ما رواه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس (¬1)، وهكذا رواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي (¬2) عن أبي الزبير مثل رواية الليث بن سعد" وقال في "السنن" (2/ 83): روى أيمن بن نابل المكي هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر، وهو غير محفوظ" وقال النسائي: لا نعلم أحداً تابع أيمن بن نابل على هذه الرواية, وأيمن عندنا لا بأس به، والحديث خطأ" وقال ابن المنذر: ويقال: إنّ أيمن غلط فيه، ولم يوافق عليه، فهو غير ثابت من جهة النقل" الأوسط 3/ 212 وقال الدارقطني: المحفوظ ما رواه الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس" تنقيح التحقيق 2/ 905 وقال أيضاً: أيمن ليس بالقوي (¬3)، خالف الناس، ولو لم يكن إلا حديث التشهد، وخالفه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث وزكريا بن خالد عن أبي الزبير" تهذيب الكمال 3/ 450 وقال البيهقي: تفرد به أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر" وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 433 - 434) في فصل الضعيف وقال: قال الحفاظ: هو ضعيف. وممن ضعفه: البخاري، والترمذي، والنسائي، والبيهقي وآخرون" وقال الحافظ: ورجاله ثقات إلا أنّ أيمن بن نابل راويه عن أبا الزبير أخطأ في إسناده، وخالفه الليث وهو من أوثق الناس في أبي الزبير فقال: عن أبي الزبير عن طاوس وسعيد بن جبير عن ابن عباس. قال حمزة الكناني: قوله: عن جابر، خطأ، ولا أعلم أحداً قال في التشهد: "بسم الله وبالله" إلا أيمن" التلخيص الحبير 1/ 265 - 266 ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم وغيره وقد تقدم. (¬2) أخرجه مسلم (1/ 303) عن ابن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد الرحمن بن حميد ثني أبو الزبير عن طاوس عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن. (¬3) وضعفه ابن حبان أيضاً، ووثقه ابن معين والجمهور.

وقال في "النتائج" (2/ 178 - 179): هذا حديث حسن ... وجرى الحاكم (¬1) على ظاهر الإسناد فقال: صحيح، فقد احتج البخاري (¬2) بأيمن بن نابل، ومسلم بأبي الزبير. قلت: وهذا هو الذي يجري على طريقة الفقهاء إذا كان الكل ثقات لاحتمال أن يكون عند أبي الزبير على الوجهين ولا سيما مع اختلاف السياقين وقبولهم زيادة الثقة مطلقاً" وقال مسلم: هذه الرواية من التشهد، والتشهد غير ثابت الإسناد والمتن، والثابت ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد، وكل واحد من هذين عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن. ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد: بسم الله وبالله. فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث، بخلاف الليث وعبد الرحمن إياه دخل الوهم أيضاً في زيادته في المتن، فلا يثبت ما زاد فيه. وقد روي التشهد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أوجه عدة صحاح فلم يذكر في شيء منه بما روى أيمن في روايته قوله: بسم الله وبالله. ولا ما زاد في آخره من قوله: أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار. والزيادة في الأخبار لا يلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم". وحديث ابن الزبير أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 323) و"الأوسط" (3140) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد قال: سمعت أبا الورد يقول: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: إنّ تشهد النبي -صلى الله عليه وسلم-: بسم الله وبالله خير الأسماء، التحيات لله، الطيباتُ الصلوات، أشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً، وإنّ الساعة آتية لا ريب فيها، السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، اللهم اغفر لي واهدني. هذا في الركعتين الأوليين. - ورواه سعيد بن أبي مريم الجُمَحي عن ابن لهيعة واختلف عنه: ¬

_ (¬1) قال الحاكم: صحيح من شرط البخاري، وأيمن بن نابل ثقة احتج به البخاري". وتعقبه النووي في "الخلاصة" (1/ 434) فقال: وأما قول الحاكم في "المستدرك": إنّ حديث جابر صحيح. فمردود عليه، فالذين ضعفوه أجلُّ منه وأتقن". (¬2) أخرج له البخاري حديثاً واحداً متابعة كما قال الحافظ في "هدي الساري".

• فرواه أبو قرة محمد بن حميد عن سعيد أنا ابن لهيعة ثني الحارث بن يزيد أنّ أبا أسلم المؤذن حدثه أنه سمع عبد الله بن الزبير يقول. أخرجه الطحاوي (1/ 265) • ورواه محمد بن مسكين اليمامي عن سعيد ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد أنّ أبا الورد حدثه أنه سمع عبد الله بن الزبير يقول. أخرجه البزار (كشف 562) وهذا أصح. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن الزبير مرفوعاً إلا بهذا الإسناد، وأبو الورد لم يرو عنه إلا الحارث" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغير واحد. 249 - (5043) قال الحافظ: وقد وافقه على هذا اللفظ أبو سعيد الخدري وساقه بلفظ ابن مسعود، أخرجه الطحاوي" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 293) عن إسماعيل بن علية عن خالد عن أبي المتوكل قال: سألنا أبا سعيد عن التشهد فقال: التحيات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. قال أبو سعيد: كنا لا نكتب شيئاً إلا القرآن والتشهد. وإسناده صحيح، وخالد هو الحذاء، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود. وأخرجه الخطيب في "تقييد العلم" (ص 93) من طريق بشر بن المُفَضّل البصري وأبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط كلاهما عن خالد الحذاء به. وأخرجه الطحاوي (1/ 264) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا موسى بن ¬

_ (¬1) 2/ 460

باب التسليم

هارون البُرْدي ثنا سهل بن يوسف الأنماطي ثنا حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: كنا نتعلم التشهد كما نتعلم السورة من القرآن، ثم ذكر التشهد. البردي صدوق، والباقون ثقات، وحميد هو الطويل. باب التسليم 250 - (5044) قال الحافظ: تنبيه: لم يذكر عدد التسليم، وقد أخرج مسلم من حديث ابن مسعود ومن حديث سعد بن أبي وقاص التسليمتين" (¬1) حديث ابن مسعود أخرجه مسلم (581) من طريق مجاهد عن أبي مَعمر أنّ أميراً كان بمكة يسلم تسليمتين فقال ابن مسعود: أَنّى عَلِقها؟ إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله. وحديث سعد أخرجه مسلم (582) من طريق عامر بن سعد عن أبيه قال: كنت أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسلم عن يمينه وعن يساره حتى أرى بياض خده. 251 - (5045) قال الحافظ: وذكر العقيلي وابن عبد البر أنّ حديث التسليمة الواحدة معلول، وبسط ابن عبد البر الكلام على ذلك" (¬2) روي من حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث سَمُرَة بن جُنْدَب ومن حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث ابن عمر ومن حديث الحسن البصري مرسلاً ومن حديث عطاء بن يسار مرسلاً. فأما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأول: يرويه زهير بن محمد التميمي عن هشام بن عروة عن أييه عن عائثسة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه، يميل إلى الشق الأيمن شيئاً". أخرجه الترمذي (296) وابن خزيمة (729) والطوسي في "مختصر الأحكام" (279) وابن المنذر في "الأوسط" (1541) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 275) وابن حبان (1995) والطبراني في "الأوسط" (974) وابن المقرىء في "المعجم" (1052) والدارقطني ¬

_ (¬1) 2/ 467 (¬2) 2/ 467

(1/ 357 - 358) والحاكم (1/ 230 - 231) والبيهقي (2/ 179) من طرق عن أبي حفص عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي عن زهير بن محمد به. قال الترمذي: وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل: زهير بن محمد أهل الشام يروون عنه مناكير، ورواية أهل العراق عنه أشبه وأصح. قال محمد: وقال أحمد بن حنبل: كأنّ زهير بن محمد الذي كان وقع عندهم ليس هو هذا الذي يُروى عنه بالعراق، كانه رجل آخر, قلبوا اسمه" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، هو عن عائشة موقوف" العلل 1/ 148 وقال الطحاوي: هذا حديث أصله موقوف على عائشة، هكذا رواه الحفاظ، وزهير بن محمد وإن كان رجلاً ثقة فإن رواية عمرو بن أبي سلمة عنه تضعف جداً. هكذا قال يحيى بن معين فيما حكى له عنه غير واحد من أصحابنا ... وزعم أن فيها تخليطاً كثيراً" وقال البيهقي: تفرد به زهير بن محمد" وقال ابن عبد البر: هذا حديث معلول لا يصححه أهل العلم بالحديث، ولم يرفعه أحد إلا زهير بن محمد وحده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورواه عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره، وزهير بن محمد ضعيف عند الجميع، كثير الخطأ لا يحتج به. وذكر يحيى بن معين هذا الحديث فقال: عمرو بن أبي سلمة وزهير بن محمد ضعيفان لا حجة فيهما" الاستذكار 2/ 212 و214 وخالفهم الحاكم فقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بعمرو بن أبي سلمة وزهير بن محمد" وتعقبه النووي في "الخلاصة" (1/ 445 - 446) فذكر الحديث في فصل الضعيف وقال: ولا يقبل تصحيح الحاكم له، وليس في الاقتصار على تسليمة واحدة شيء ثابت" قلت: لم يخرج الشيخان رواية عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد، ولا رواية زهير بن محمد عن هشام بن عروة، وزهير بن محمد مختلف فيه، وقد تكلم غير واحد من أهل العلم بالحديث في رواية أهل الشام عنه، منهم: أحمد والبخاري والعجلي وأبو حاتم وابن عدي.

وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه أيضاً، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الملك بن محمد الصنعاني (¬1) ثنا زهير بن محمد به. أخرجه ابن ماجه (919) والطبراني في "الأوسط" (6742) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا زهير بن محمد" قلت: واختلف عنه، فرواه الوليد بن مسلم الدمشقي عنه فأوقفه على عائشة. قاله الساجي (تهذيب التهذيب 8/ 44) واختلف فيه على هشام أيضاً، فرواه وهيب بن خالد البصري عن هشام عن أبيه أنه كان يسلم واحدة: السلام عليكم. أخرجه ابن خزيمة (731) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا معلي بن أسد العَمِّي ثنا وهيب به. وهذا أصح، وإسناده صحيح. الثاني: يرويه زُرارة بن أوفى العامري عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة فيحمد الله ويذكره ويدعو ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة فيجلس فيذكر الله ويدعو ثم يسلم تسليمة يسمعنا ... " أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1317) ومسلم (746) والنسائي (3/ 198 - 199) وغيرهم. وأما حديث أنس فله عنه طرق: الأول: يرويه جرير بن حازم البصري عن أيوب عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سلّم تسليمة. أخرجه ابن أبي شبة (1/ 301) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا جرير به. وأخرجه البزار (كشف 566) عن محمد بن عبد الله المُخَرِّمي ثنا يونس بن محمد به بلفظ: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ويسلمون تسليمة. وإسناده منقطع، قال أحمد وأبو حاتم: أيوب لم يسمع من أنس. وقال ابن عبد البر: ولم يسمع أيوب من أنس عندهم شيئاً" الاستذكار 2/ 214 ¬

_ (¬1) من صنعاء دمشق، وهو مختلف فيه: وثقه أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، وضعفه ابن حبان.

الثاني: يرويه حميد الطويل عن أنس واختلف عنه في رفعه ووقفه: - فقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: عن حميد عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم تسليمة واحدة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8468) عن أبي المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي ثنا عبد الوهاب الثقفي به. وأخرجه البيهقي (2/ 179) وفي "المعرفة" (973) من طريقين عن معاذ بن المثنى به. قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن حميد إلا عبد الوهاب، تفرد به الحجبي" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 145 - 146 وقال الحافظ: رجاله ثقات" الدراية 1/ 159 قلت: وهو كما قالا. - وقال عبد الله بن بكر السهمي: ثنا حميد قال: صليت مع أنس فكان يسلم تسليمة واحدة: السلام عليكم. أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1546) وتابعه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن حميد قال: كان أنس يسلم واحدة. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 301) الثالث: يرويه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري عن أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سلّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1696) عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي ثنا سليمان بن سلمة الخَبَائري ثنا بقية بن الوليد ثنا الزبيدي به. وإسناده واه، الخبائري قال أبو حاتم: متروك الحديث لا يشتغل به، وقال ابن الجنيد: كان يكذب، وقال ابن حبان: ليس بشيء. وأما حديث سمرة فأخرجه العقيلي (2/ 58) وابن عدي (3/ 1001) والدارقطني (1/ 358 - 359) والبيهقي (2/ 179) من طريق نعيم بن حماد المروزي ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة عن أبيه عن الحسن عن سمرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسلم في الصلاة تسليمة قبالة وجهه، فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره.

وأخرجه ابن عدي (3/ 1001) من طريق أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة حدثني أبي وحفص المنقري عن الحسن عن سمرة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم تسليمة بلقاء وجهه. قال العقيلي: الحديث في تسليمة أسانيدها لينة" قلت: إسناده ضعيف لضعف روح بن عطاء. وأما حديث سلمة بن الأكوع فأخرجه ابن ماجه (920) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 336) عن محمد بن الحارث القرشي المصري مؤذن مسجد مصر ثنا يحيى بن راشد البصري عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح رأسه مرة وصلى فسلم مرة. ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي (2/ 179) قال الحافظ: إسناده ضعيف" الدراية 1/ 159 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن راشد" المصباح 1/ 114 وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن ماجه (918) والروياني (1085 و1099) والطبراني في "الكبير" (5703) والدارقطني (1/ 359) من طرق عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه. وفي لفظ: تسليمة واحدة عن يمينه. قال الحافظ: إسناده ضعيف" الدراية 1/ 159 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد المهيمن قال فيه البخاري: منكر الحديث" المصباح 1/ 114 قلت: وكذا قال أبو حاتم، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ضعيف. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه الطحاوي (1/ 266) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم في آخر الصلاة تسليمة واحدة: السلام عليكم. هكذا رواه الدراوردي عن مصعب بن ثابت فقال: يسلم تسليمة واحدة.

وخالفه عبد الله بن المبارك فرواه عن مصعب بن ثابت فقال: يسلم تسليمتين. أخرجه الطحاوي (1/ 267) والبيهقي (2/ 178) وتابعه محمد بن عمرو بن علقمة عن مصعب بن ثابت به. أخرجه الطحاوي (1/ 267) وابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 213) وهو الصواب. ومصعب بن ثابت هو ابن عبد الله بن الزبير ضعفه ابن معين وغير واحد. لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن جعفر المَخْرَمي عن إسماعيل بن محمد فقال: يسلم تسليمتين. أخرجه مسلم (582) وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 510) من طريقين عن بقية بن الوليد عن الزُّبيدي عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سلم بتسليمة. وبقية مدلس وقد عنعن. وأما حديث الحسن البصري فله عنه طريقان: الأول: يرويه وكيع عن الربيع عن الحسن أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يسلمون تسليمة واحدة. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 300 - 301) وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن صَبيح البصري. الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي أخبرني الصلت بن دينار قال: سمعت الحسن يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان يسلمون تسليمة واحدة. والصلت بن دينار قال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وأما حديث عطاء بن يسار: فأخرجه الحارث (بغية الباحث 182) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا سعيد بن مسلم بن بانَك عن أبي مالك الحميري عن عطاء بن يسار أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلّم عن يمينه تسليمة واحدة. والواقدي متروك الحديث.

باب الذكر بعد الصلاة

باب الذكر بعد الصلاة 252 - (5046) قال الحافظ: وأخرجه جعفر الفريابي في كتاب "الذكر" له من حديث أبي ذر نفسه. وقال: وفي رواية محمد بن أبي عائشة المذكورة: "ذهب أصحاب الدثور بالأجور" وكذا لمسلم من حديث أبي ذر. وقال: ولمسلم في حديث أبي ذر: "أوَليس قد جعل لكم ما تتصدقون، إنّ بكل تسبيحة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة" الحديث. وقال: ولجعفر الفريابي في حديث أبي ذر: "إثر كل صلاة" وقال: قوله: ونكبر أربعاً وثلاثين، .. ونحوه لابن ماجه من حديث أبي ذر. وقال: وروى جعفر الفريابي من رواية حرام بن حكيم عن أبي ذر، وقال فيه: فقال أبو ذر: يا رسول الله، إنهم قد قالوا مثل ما نقول، فقال: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" ونقل الخطيب أنّ حرام بن حكيم يرسل الرواية عن أبي ذر، فعلى هذا لم يصح بهذه الزيادة إسناد إلا أن هذين الطريقين يقوى بهما مرسل أبي صالح" (¬1) له عن أبي ذر طرق: الأول: يرويه بشر بن العلاء بن زَبْر الدمشفي أنه سمع حرام (¬2) بن حكيم يحدث عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله، ذهب بالأجور أصحاب الدثور، نصلي ويصلون، ونصوم ويصومون، ولهم فضول أموال يتصدقون بها، وليس لنا ما نتصدق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا ذر، ألا أعلمك كلمات تقولهنّ، تلحق من سبقك، ولا يدركك إلا من أخذ بعملك؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: "تكبر دبر (¬3) كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتسبح ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" ¬

_ (¬1) 2/ 471 و472 و475. (¬2) وعند الطبراني: "حكيم بن حزام". (¬3) ولفظ الخطيب: "على إثر".

فأخبر (¬1) الآخرين بذلك، فأتوا (¬2) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، إنهم قد قالوا مثل ما قلنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وعلى كل نفس في كل يوم صدقة، ففضل بصرك للمنقوص بصره لك صدقة، وفضل سمعك للمنقوص له سمعه صدقة، وفضل شدة ذراعيك للضعيف لك صدقة، وفضل شدة ساقيك للملهوف صدقة، وإرشادك الضال لك صدقة، وإرشادك سائلاً أين فلان؟ فأرشدته لك صدقة، ورفعك العظام والحجر عن طريق المسلمين صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة، ومباضعتك أهلك لك صدقة". أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (810) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثني بشر بن العلاء به. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 111) من طريق جعفر بن محمد الفِرْيابي ثنا هشام بن عمار به. وقال: وقيل: إن حرام بن حكيم يرسل الرواية عن أبي ذر" يعني: لم يسمع منه. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 79) من طريق محمد بن المبارك الصُّوْري أنا يحيى بن حمزة به. وبشر بن العلاء ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان ولم يذكروا عنه راوياً إلا يحيى بن حمزة، والباقون ثقات. الثاني: يرويه بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي عن أبيه عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! سبق أهل الأموال الدَّثْر بالأجر، يقولون كما نقول، وينفقون ولا ننفق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفلا أدلك على عمل إذا أنت قلته أدركت من قبلك وفُتّ من بعدك إلا من قال مثل قولك، تسبح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وتكبر أربعاً وثلاثين. أخرجه الحميدي (133) والحسين بن الحسن المروزي في "زيادات الزهد" (1157) عن سفيان بن عيينة عن بشر بن عاصم به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1558) عن عبد الله بن أحمد ثنا الحميدي به. ¬

_ (¬1) ولفظ الخطيب: "فأخذ الآخرون" (¬2) وعند الخطيب: "فقال أبو ذر"

وأخرجه ابن ماجه (927) عن الحسين بن الحسن المروزي به. وأخرجه ابن خزيمة (748) عن عبد الجبار بن العلاء البصري ثنا سفيان به. وتابعه عمر بن سعيد بن أبي حسين القرشي عن بشر بن عاصم به. أخرجه أحمد (5/ 158) عن عبد الله بن الحارث المخزومي عن عمر بن سعيد به. ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني عن عمر بن سعيد أخبرني بشر بن عاصم أنَّ أباه أخبره أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر ... أخرجه البزار (4054) والأول أصح. وعاصم بن سفيان ترجمه ابن سعد والبخاري وابن أبي حاتم ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". والباقون ثقات. الثالث: يرويه محمد بن الوليد الزُّبيدي ثنا الحسن بن جابر أن عاصم بن حميد حدثه أنّ أبا ذر قال: قلت: يا رسول الله، غلبنا الأغنياء نصلي ويصلون، ونزكي ويزكون، ونصوم ويصومون، ونغزو ويغزون، ويتصدقون ولا نجد ما نتصدق به، سبقونا سبقاً بعيداً، فقال: "سآمركم بأمر إن شاء الله تدرك به من سبقك ولا يدركك أحد ممن بعدك إلا من عمل بمثل عملك، تكبر الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتسبحه ثلاثاً وثلاثين، وتحمده ثلاثاً وثلاثين، وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له". أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1879) من طريقين عن عبد الله بن سالم الحمصي عن الزبيدي به. والحسن بن جابر هو اللخمي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المجرد": مستور. وعاصم بن حميد هو السَّكُوني وثقه الدارقطني وغيره وما أظنه سمع أبا ذر، والله أعلم. الرابع: يرويه الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البَخْتَري عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالأجر، يصلون ويصومون ويحجون، قال: "وأنتم تصلون وتصومون وتحجون" قلت: يتصدقون ولا نتصدق، قال: "وأنت فيك صدقة، رفعك العظم عن الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة, وبيانك عن الأرتمِ صدقة، ومباضعتك امرأتك صدقة" قلت: يا رسول الله، نأتي شهوتنا ونؤجر!

قال: "أرأيت لو جعلته في حرام أكان تأثم؟ " قلت: نعم، قال: "فتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير" أخرجه أحمد (21363 و21469) والبيهقي (6/ 82) وفي "الشعب" (..) من طرق عن الأعمش به. - ورواه شجة عن عمرو بن مرة واختلف عنه: • فرواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة عن عمرو عن أبي البختري عن أبي ذر. أخرجه أحمد (21427) • ورواه الطيالسي (ص 64) عن شعبة فلم يذكر أبا ذر. والأول أصح. وإسناده منقطع لأنَّ أبا البختري واسمه سعيد بن فيروز الطائي قال أبو حاتم: لم يدرك أبا ذر. الخامس: يرويه يحيى بن يَعْمَر البصري عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر أنَّ ناساً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله! ذهب أهل الدُّثُور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: "أوَليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إنّ بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضْعِ أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله! أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام كان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". أخرجه مسلم (1006) 253 - (5047) قال الحافظ: وسمى منهم أبو الدرداء عند النسائي وغيره من طرق عنه. وقال: زاد في حديث أبي الدرداء المذكور: "ويذكرون كما نذكر" وقال: وقع في رواية جعفر الفريابي من حديث أبي الدرداء: "ويحجون كما نحج" وقال: قوله: ونكبر أربعاً وثلاثين، جاء مثله في حديث أبي الدرداء عند النسائي، وكذا عنده من حديث ابن عمر بسند قوي، ومثله لمسلم من حديث كعب بن عُجْرة" (¬1) ¬

_ (¬1) 2/ 471 و473

حديث أبي الدرداء يرويه أبو عمر الصيني عن أبي الدرداء، وعن أبي عمر غير واحد، منهم: 1 - الحكم بن عتيبة الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 235) وفي "مسنده" (42) وأحمد بن حنبل (6/ 446) وفي "العلل" (789) وأحمد بن منيع (الإتحاف 2022 و2023) والبخاري في "الكنى" (ص 55) والنسائي في "اليوم والليلة" (150) وأبو يعلى (الإتحاف 2026) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (160) والطبراني في "الدعاء" (710) والمزي (34/ 110 - 111 و111 - 112) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 260) عن شعبة (¬1) وأحمد (5/ 196) والنسائي في "اليوم والليلة" (تحفة الأشراف 8/ 237 - 238) والطبراني في "الدعاء" (711) والحافظ في "النتائج" (2/ 259 - 260) عن مالك بن مِغْول الكوفي والنسائي في "اليوم والليلة" (151) عن زيد بن أبي أنيسة الجَزَري ثلاثتهم عن الحكم عن أبي عمر (¬2) الصيني عن أبي الدرداء أنه كان إذا نزل به ضيف، قال: يقول له أبو الدرداء: أمقيم فنسرِّح أو ظاعنٌ فَنَعْلِف؟ قال: فإن قال له ظاعن، قال له: ما أجد لك شيئاً خيراً من شيء أمرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلنا: يا رسول الله! ذهب الأغنياء بالأجر يحجون ولا نحج، ويجاهدون ولا نجاهد، وبكذا وبكذا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: ¬

_ (¬1) رواه وكيع وآدم بن أبي إياس ومحمد بن جعفر المصري وعلي بن الجَعْد الجوهري وسليمان بن حرب البصري وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وهاشم بن القاسم البغدادي ويحيى بن أبي بكير الكرماني وحسن بن موسى الأشيب عن شعبة. واختلف عن وكيع، فرواه ابن أبي شيبة عنه بهذا الإسناد. ورواه محمد بن يوسف البيكندي عنه ثنا شعبة عمن سمع أبا عمر الصيني عن أبي الدرداء. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 55 - 56) والأول أصح. (¬2) في حديث زيد بن أبي أنبسة: عن أبي عمر، وهكذا هو في "تغليق التغليق" 5/ 144 وفي "تحفة الأشراف" (8/ 238): عن عمرو، وفي "فتح الباري" (13/ 384): عن عمر.

أن تكبروا الله أربعاً وثلاثين، وتسبحوه ثلاثاً وثلاثين، وتحمدوه ثلاثاً وثلاثين في دبر كل صلاة". السياق لحديث شعبة. وفي حديث مالك بن مغول: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله! ذهب الأغنياء بالدنيا والآخرة، نصلي ويصلون، ونصوم ويصومون، ويتصدقون ولا نتصدق، قال: "ألا أدلك على شيء إن أنت فعلته لم يسبقك أحد كان قبلك ولم يدركك أحد بعدك إلا من فعل الذي تفعل ... " وفي حديث زيد بن أبي أنيسة: وينفقون في سبيل الله، ولا نجد ما ننفق. ورواته ثقات غير أبي عمر الصيني قال أبو زرعة: لا نعرفه إلا برواية هذا الحديث عن أبي الدرداء (الجرح والتعديل 4/ 2/ 407) وقال الحافظ في "التقريب": وروايته عن أبي الدرداء مرسلة. واختلف عن الحكم، فرواه ليث بن أبي سليم عنه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نزل بأبي الدرداء رجل فقال أبو الدرداء: أمقيم فنسرح أو ظاعن فنعلف؟ ... الحديث. أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1159) والبخاري في "الكنى" (ص 56) والطبراني في "الدعاء" (714) وقال البخاري: والأول أصح" وهو كما قال، وليث قال النسائي وغيره: ضعيف. 2 - يونس بن خَبَّاب الكوفي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (713) من طريق إبراهيم بن محمد الحضرمي ثنا محمد بن فضيل عن عمرو بن ثابت عن يونس بن خباب عن أبي عمر عن أبي الدرداء. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن محمد الحضرمي وعمرو (¬1) بن ثابت البكري ويونس بن خباب الكوفي. 3 - ميمون بن أبي شبيب الرَّبعي. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (712) من طريق فردوس الأشعري ثنا مسعود بن ¬

_ (¬1) وخالفه شعبة رواه عن يونس بن خباب عن أبي عمر الصيني عن رجل عن أبي الدرداء. أخرجه أحمد في "العلل" (789)

سليمان ثنا حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن نشيط أبي عمر عن أبي الدرداء نحوه، وزاد: "وقيل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" قال الهيثمي: وفيه مسعود بن سليمان وهو مجهول" المجمع 10/ 100 - 101 4 - عبد العزيز بن رُفيع الأسدي. واختلف عنه: - فقال سفيان الثوري: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء قال: قلت: يا رسول الله! ذهب أهل الأموال بالدنيا والآخرة، يصومون كما نصوم، ويصلون كما نصلي، ويجاهدون كما نجاهد، ويتصدقون ولا نتصدق. قال: "أفأدلك على أمر إن فعلته أدركت من سبقك، ولم يدركك من بعدك، إلا من فعل كما فعلت، تسبح الله ثلاثاً وثلاثين دبر كل صلاة مكتوبة، وتحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وتكبر أربعاً وثلاثين". أخرجه عبد الرزاق (3187) عن الثوري به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (708) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 235 و13/ 453) وفي "المسند" (42) وأحمد بن منيع (الإتحاف 2524) والبخاري في "الكنى" (ص 56) والنسائي في "اليوم والليلة" (149) من طرق عن الثوري به. - وقال شريك بن عبد الله النخعي: عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل من أهل الشام يقال له: أبو عمر عن أم الدرداء قالت: نزل بأبي الدرداء ضيف ... أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (148) والطبراني في "الدعاء" (707) وتابعه إسرائيل بن يونس الكوفي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمر الضبي (¬1) به. أخرجه البزار (كشف 3095) - وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي الدرداء. ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "التقريب" في ترجمة أبي عمر الصيني: وَوَهِمَ من قال فيه: الضبي".

علقه البخاري في "صحيحه" (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة) وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 453) والنسائي في "اليوم والليلة" (147) وأبو يعلى (الإتحاف 2025) والحافظ في "تغليق التعليق" (5/ 143 - 144) وتابعه أبو الأحوص سلَّام بن سليم الكوفي عن عبد العزيز به. أخرجه الطيالسي (ص 132) وابن أبي شيبة (13/ 453) والطبراني في "الدعاء" (709) قال الحافظ: وفي سماع أبي صالح من أبي الدرداء نظر" الفتح 13/ 383 وذكر ابن معين هذا الاختلاف في هذا الحديث وقال: الحديث حديث الحكم عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء" تاريخ الدوري 2/ 717 وحديث ابن عمر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أُمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ... " وحديث كعب بن عُجرة أخرجه مسلم (596) من طرق عن الحكم بن عتيبة الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة مرفوعاً: "مُعَقِّبَات لا يَخيب قائلهنَّ أو فاعلهنَّ دبرَ كلِّ صلاة مكتوبة: ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة" 254 - (5048) قال الحافظ: وللبزار من حديث ابن عمر: صدَّقوا تصديقنا وآمنوا إيماننا. وقال: ويشهد له قوله في حديث ابن عمر عند البزار: "أدركتم مثل فضلهم" وقال: لم أر في شيء من طرق الحديث كلها التصريح بإحدى عشرة إلا في حديث ابن عمر عند البزار، وإسناده ضعيف. وقال: وقد روى الحديث البزار من حديث ابن عمر وفيه: فرجع الفقراء، فذكره موصولاً. لكن قد قدمت أنَّ إسناده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 244) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1477) وعبد بن حميد (797) وابن ماجه (4124) والبزار (كشف 3094) وابن عبد البر في "جامع ¬

_ (¬1) 2/ 471 و472 و475

بيان العلم" (1351) من طرف عن موسى بن عبيدة الرَّبَذِي عن عبد الله بن ديار عن ابن عمر قال: شكا فقراء المسلمين ما فُضِّل به أغنياؤهم فقالوا: يا رسول الله! هؤلاء إخواننا آمنوا إيماننا وصلوا صلاتنا وصاموا صيامنا، لهم علينا فضل في الأموال يتصدقون ويَصِلون الرَّحِم ونحن فقراء لا نجد ذلك، قال: "أفلا أخبركم بشيء إن صنعتموه أدركتم مثل فضلهم؟ قولوا دبر كل صلاة: الله أكبر إحدى عشرة مرة، والحمد لله إحدى عشرة مرة، وسبحان الله إحدى عشرة مرة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له إحدى عشرة مرة، تدركوا مثل فضلهم" فبلغ ذلك الأغنياء فقالوا مثل ما أمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءوه فقالوا: يا رسول الله! إخواننا يقولون مثل ما نقول، قال: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ألا أبشركم يا معشر الفقراء؟ إنَّ فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام". قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعلته موسى بن عبيدة" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة" المصباح 4/ 217 وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف" المجمع 10/ 101 255 - (5049) قال الحافظ: ومثله لأبي داود من حديث أم الحكم" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف السين فانظر حديث: "سبقكما يتامى بدر" 256 - (5050) قال الحافظ: وقد وجدت لرواية العشر شواهد، منها: عن علي عند أحمد، وعن سعد بن أبي وقاص عند النسائي، وعن عبد الله بن عمرو عنده وعند أبي داود والترمذي، وعن أم سلمة عند البزار، وعن أم مالك الأنصارية عند الطبراني" (¬2) حديث علي أخرجه ابن سعد (2518) وأحمد (1/ 104 و106 - 107) والطحاوي في "المشكل" (4099) عن حماد بن سلمة والحميدي (44) وأحمد (1/ 79) عن سفيان بن عيينة ¬

_ (¬1) 2/ 472 (¬2) 2/ 474

وأحمد (1/ 84 و93 و108) والنسائي (6/ 110) وفي "الكبرى" (5573) والحاكم (2/ 185) والبيهقي في "الدلائل" (3/ 16) وفي "الشعب" (9954) والبغوي في "شرح السنة" (4050) عن زائدة بن قدامة الكوفي ثلاثتهم عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما زَوَّجه فاطمة بعث معه بِخَمِيلةٍ وَوِسادة من أَدَمٍ حشوُها ليف وَرَحَيَيْن وسِقاءٍ وجَرَّتين، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سَنَوْتُ حتى لقد اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستَخْدِميه، فقالت: وأنا والله قد طَحَنْتُ حتى مَجَلَتْ يداي. فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "ما جاء بك أي بُنَيَّةُ؟ " قالت: جئت لأسلم عليك. واستحيت أن تسأله وَرَجَعَتْ، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحيبت أن أسأله. فأتياه جميعاً فقال علي: يا رسول الله! والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسَعَةٍ فأَخْدِمْنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُّفَّة تَطْوَى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم" فرجعا فأتاهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد دخلا في قَطِيْفَتِهما إذا غطيا رؤوسهما تكشَّفت أقدامُهما وإذا غطيا أقدامَهما تكشفت رؤوسُهما، فثارا، فقال: "مكانَكُما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ " قالا: بلى. فقال: "كلمات عَلَّمَنِيْهِنَّ جبريل عليه السلام: تسبحان في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدان عشراً، وتكبران عشراً، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين". قال: فوالله ما تركتهنَّ منذ علمنيهنَّ رسول الله. فقال له ابن الكَوَّاء: ولا ليلةَ صِفِّين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا لية صفين. اللفظ لحديث حماد بن سلمة. - ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء بن السائب واختلف عنه. • فرواه يوسف بن موسى القطان عن ابن فضيل عن عطاء عن أبيه عن علي. أخرجه البزار (757) وتابعه واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن فضيل به. أخرجه ابن ماجه (4152) • ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 8160) وفي "مصنفه" (10/ 232 - 233) عن ابن فضيل عن عطاء عن أبيه مرسلاً.

والأول أصح. قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه بألفاظ مختلفة، ولا نعلم يُروى بهذا اللفظ إلا عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 100 قلت: وسفيان وزائدة سمعا من عطاء أيضاً قبل اختلاطه، وابن فضيل سمع منه بعد الاختلاط، وهو صدوق، وأبوه السائب وثقه ابن معين وغيره، وقال البخاري في "الكبير" (2/ 2 / 154): سمع علياً. فالإسناد حسن. وحديث سعد أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (79) عن المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعاً: أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشراً، وشبح عشراً، ويحمد عشراً، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان, وإذا أوى إلى فراشه كبر أربعاً وثلاثين، وحمد ثلاثاً وثلاثين، وسبح ثلاثاً وثلاثين، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان. وأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ " ومن طريقه أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (153) والخطيب في "التاريخ" (13/ 216 - 217) والمزي في "التهذيب" (6/ 206 - 207) والذهبي في "السير" (11/ 551) والحافظ في "النتائج" (2/ 270) وتابعه حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا مبارك بن سعيد به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (724) قال الحافظ: هذا حديث حسن من هذا الوجه، والمبارك بن سعيد ثقة عند ابن معين وغيره" قلت: خالفه يعلي بن عبيد الطنافسي فرواه عن موسى الجهني عن موسى عن أبي زرعة عن أبي هريرة قوله.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (154) وقال: الصواب حديث يعلى، وموسى الثاني لا أعرفه" تحفة الأشراف 3/ 321 وحديث ابن عمرو أخرجه عبد الرزاق (3189 و3190) والحميدي (583) وابن أبي شيبة (10/ 233 - 234) وأحمد (2/ 160 - 161 و204 - 205) والبخاري في "الأدب المفرد" (1216) وعبد بن حميد (356) وأبو داود (1502 و5065) والمجن ماجه (926) والترمذي (3410 و3411 و3486) وابن أبي عاصم في "السنة" (40) والبزار (2404 و2405 و2406 و2479) والنسائي (3/ 62 - 63 و66) وفي "الكبرى" (1127 و1278) وفي "اليوم والليلة" (813 و819) والطبري في "التفسير" (29/ 140) والطحاوي في "المشكل" (4088 و4089 و4090 و4091 و4092 و4093) وابن حبان (843 و2012 و2018) وفي "الثقات" (8/ 229) والطبراني في "الدعاء" (726 و727 و728) وفي "من اسمه عطاء" (15) وفي "الأوسط" (2977 و5604 و6211 و7481) وابن عدي (3/ 1130) وابن السني في "اليوم والليلة" (741) والحاكم (1/ 547) ومحمد بن مخلد في "حديثه" (17) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 203) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 64) والبيهقي (2/ 253) وفي "الدعوات" (280 و281) وفي "الشعب " (605) والخطيب في "التاريخ" (8/ 176 - 177) والبغوي في "شرح السنة" (1268) وابن الفاخر الأصبهاني في "موجبات الجنة" (171) والحافظ في "النتائج" (2/ 265 - 266 و268 - 269 و269) من طرق (¬1) عن عطاء بن السائب قال: أخبرني أبي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: "خَصلتان (¬2) لا يُحْصِيهِمَا (¬3) عبدٌ (¬4) إلا دخل الجنة، ¬

_ (¬1) رواه سفيان الثوري وسفيان بن عينة ومعمر بن راشد وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والأعمش ومِسْعر بن كِدَام وإبراهيم بن طهمان الخراساني وزائدة بن قدامه الكوفي وأبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي وعاصم بن علي السَّدُوسي وأبو بكر النهشلي وأبو إسحاق الخميسي وورقاء بن عمر اليشكري وإسماعيل بن أبي خالد وإسماعيل بن علية وجرير بن عبد الحمد الرازي ومحمد بن فضيل الكوفي وأبان بن صالح ومالك بن مِغْول وموسى بن أعْيَن الجَزَري وأبو الأجلح وأبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم اليمي وأيوب السَّخْتِيَاني عن عطاء. وخالفهم العرام بن حوشب الشيباني فرواه عن عطاء وأوقفه على ابن عمرو. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (820) والأول أصح. (¬2) وفي لفظ: "خلتان"، ولفظ حديث إسماعيل بن أبي خالد: "خير كثير ومن يفعله قليل". (¬3) ولفط معمر وغيره: "من حافظ عليهما" ولفظ النهئسلي عند الطحاوي: "لا يجمعهما" ولفظ مالك بن مغول عند الطبراني في "الأوسط": "لا يواظب عليهما" (¬4) ولفظ حديث موسى بن أعين عند الطحاوي: "رجل" ولفظ حديث الثوري وغيره: "رجل مسلم" وزاد أبان بن صالح عند الطحاوي والطبراني في "الأوسط": "مسلم في يومه وليلته".

وهما يسير، ومن (¬1) يعمل بهما قليل (¬2)، يسبح الله أحدُكم في دبر كل صلاة (¬3) عشراً، ويحمَدُه عشراً، ويكبرُهُ عشراً، فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسائة في الميزان, وإذا (¬4) أوى إلى فراشه (¬5) يسبح (¬6) ثلاثاً وثلاثين، ويحمدُ ثلاثاً وثلاثين، وبكبر أربعاً وثلاثين (¬7)، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فأيكم يعمل (¬8) في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ " قال عبد الله بن عمرو: ورأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَعْقِدُهُنَّ (¬9) بيده. ¬

_ (¬1) ولفظ حديث أبان عند الطحاوي: "قليل من يحافظ عليهما" (¬2) زاد الثوري عند عبد الرزاق وغيره، وابن عيينة عند الحميدي، وابن فضيل عند ابن أبي شيبة وغيرهم: "قالوا: وما هما يا رسول الله؟ قال" وزاد ابن فضيل أيضاً وحماد بن زيد عند النسائي وغيرهما: "الصلوات الخمس" (¬3) زاد أحمد في حديث جرير والطحاوي في حديث إسماعيل بن أبي خالد: "مكتوبة" (¬4) وفي لفظ: "إذا أخذ مضجعه" وفي لفظ آخر: "فإذا وضع جنبه" (¬5) زاد الطحاوي في حديث النهشلي: "من الليل" (¬6) وفي حديث الثوري عن عبد الرزاق وغيره، ونحوه في حديث جابر عند البزار وغيره، وحديث ابن علية عند الترمذي وغيره، وحديث مسعر عند الطبراني في "الأوسط": "كبر الله وحمده وسبحه مائة" (¬7) وفي حديث شعبة عند أحمد: عطاء لا يدري أيتهن أربع وثلاثون. وفي حديث ابن عيينة عند الحميدي: قال سفيان. إحداهنّ أربعاً وثلاثين. (¬8) ولفظ حديث ابن فصيل عند ابن أبي شيبة، وحديث مالك بن مغول عد الطبراني في "الأوسط": يذنب، ولفظ حديث حماد بن سلمة عند ابن السني: "يخطىء". (¬9) في حديث الثوري عند عبد الرزاق: "يعدّ هكذا، وعدّ بأصابعه" وفي حديث ابن فضيل عند ابن أبي شيبة: "يعدهنّ في يده" وفي حديث معمر عند عبد الرزاق: "يعدهنّ هكذا بأصابعه". وفي حديث شعبة عند الحاكم والبيهقي: "يعقد التسبيح" وكذا في حديث الأعمش عند أبي داود وغيره. رواه عبيد الله بن عمر بن مرة القراريري ومحمد بن قدامة المِصِّيصي ويوسف بن عدي الكوفي ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني رمحمد بن عبد الله بن بَزِيع البصري والحسين بن محمد الذارع وأحمد بن المقدام العجلي وعلي بن عثام بن علي الكوفي كلهم عن عَثّام بن علي عن الأعمش. زاد محمد بن قدامة عند أبي داود: بيمينه. وزاد أحمد بن المقدام عند ابن حبان: يده. قال الترمذي هذا حديث حن غريب من هذا الوجه من حديث الأعمى عن عطاء بن السائب" وقال الطبراني: لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من حديث عطاء بن السائب، وهو غريب من حديث الأعمش، ولم يروه عن الأعمش إلا عثام بن علي وأبو بكر بن عياش" وقال البزار: ولا نعلم أسند الأعمش عن عطاء بن السائب إلا هذا الحديث، ولا رواه عن الأعمش إلا عثام بن علي" قلت: رواه عبد الله بن فَرُّوخ الخراساني عن الأعمش بلفظ: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يسبح. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (8/ 229)

قال: فقيل: يا رسول الله، وكيف لا يُحصيها (¬1)؟ قال: "يأتي أحدكم الشيطانُ، وهو في (¬2) صلاته، فيقول: اذكر (¬3) كذا، اذكر كذا (¬4)، ويأتيه عند منامه فَيُنَوِّمُهُ" (¬5) السياق لابن حبان من حديث حماد بن زيد. قال إسحاق بن أبي إسرائيل: صلينا مع حماد بن زيد صلاة العصر، فَتَكَابَّ عليه أصحاب الحديث، فقال لهم: قد حدثتكم حديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو في التسبيح فأيكم عمل به؟ أشهد لا حدثتكم شهراً" المشكل 10/ 286 وقال عبيد الله القواريري: سمعت حماد بن زيد يقول: قدم علينا عطاء بن السائب البصرة فقال لنا أيوب: ائتوه فاسألوه عن حديث التسبيح، يعني هذا الحديث" مسند أحمد 2/ 205 والمشكل 10/ 285 - 286 وقال عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي: ثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب السَّخْتِيَاني حدثنا عن عطاء بن السائب بهذا الحديث قبل أن يقدم علينا عطاء البصرة، فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب: قد قدم صاحب حديث التسبيح فاذهبوا فاسمعوه منه" الإحسان لابن حبان 5/ 362 والدعاء للطبراني 2/ 1134 والنتائج للحافظ 2/ 267 - 268 قال الحافظ: قلت: فدل هذا على أنَّ عطاء حدَّث به قديماً، بحيث حدث به عنه أيوب في حياته، وهو من أقرانه أو أكبر منه، لكن في كون هذا حكماً من أيوب بصحة هذا الحديث نظر؛ لأنّ الظاهر أنه قصد لهم على علو الإسناد، ووالد عطاء الذي تفرد بهذا الحديث لم يخرج له الشيخان، لكنه ثقة، ولحديثه شاهد (¬6) بسند قوي، فلذلك صححته، والله أعلم" وقال أيضاً: هذا حديث صحيح، وقول الشيخ: إن عطاء بن السائب مختلف فيه من ¬

_ (¬1) وفي حديث ابن عيينة عند الحميدي: "لا يحافظ عليهما" وفي حديث جرير عند أحمد وغيره: "كيف من يعمل بها قليل" وفي حديث شعبة عند أحمد وغيره: "كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل". (¬2) وفي حديث عمر عند عبد بن حميد: "في آخر صلاته فيذكر الحوائج فيقول له: اذكر حاجة كذا اذكر حاجة كذا حتى ينصرف ولم يذكر". (¬3) زاد الثوري وغيره: "حاجة". (¬4) زاد عبد الرزاق في حديث: "حتى ينصرف ولم يذكر" وفي حديث ابن عيينة عند الحميدي: "حتى يقوم ولم يقلها" وفي حديث ابن علية عند الطبري: "حتى ينفتل ولعله لا يعقل". (¬5) زاد عبد الرزاق في حديث الثوري: "ولم يذكر" وزاد أحمد والبزار في حديث جرير: "فلا يقولها" وزاد أحمد في حديث شعبة: "قبل أن يقولها" ولفظ ابن علية عند الطبري: "فلا يزال ينومه حتى ينام". (¬6) وهو حديث سعد المتقدم.

أجل اختلاطه، لا أثر لذلك, لأنّ شعبة والثوري وحماد بن زيد سمعوا منه قبل اختلاطه، وقد اتفقوا على أنّ الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قبل، وهذا من ذاك". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح". قلت: إسناده حسن، عطاء بن السائب صدوق اختلط، وسماع الثوري وشعبة وابن عيينة وأيوب والحمادان وزائدة بن قدامة والأعمش منه قبل الاختلاط، وأبوه السائب ثقة. وحديث أم سلمة (¬1) أخرجه البزار (كشف 3096) وأبو يعلى (4292) والطبراني في "الدعاء" (725) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن حسين بن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم سُليم وهي تصلي في بيتها، فقال: "يا أم سليم، إذا صليت المكتوبة فقولي: سبحان الله عشراً، والحمد لله عشراً، والله أكبر عشراً، ثم سلي ما شئت، فإنه يقول لك: نعم، نعم، نعم، ثلاثاً". قال البزار: لا نعلم يروي عن حسين إلا عبد الرحمن بن إسحاق" وقال الهيثمي والبوصيري: وعبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي ضعيف" المجمع 10/ 101 - 102 والإتحاف 8/ 338 قلت: وحسين بن أبي سفيان ضعيف أيضاً، وقد خولف في سياق المتن: فقال عكرمة بن عمار اليمامي: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: جاءت أم سليم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله! علمني كلمات أدعو بهن، قال: "تسبحين الله عز وجل عشراً، وتحمدينه عشراً، وتكبرينه عشراً، ثم سلي حاجتك فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت". أخرجه أحمد (3/ 120) عن وكيع ثني عكرمة به. وأخرجه ابن خزيمة (850) عن عبد الله بن هاشم العبدي والنسائي (3/ 44) وفي "الكبرى" (1222) عن عبيد بن وكيع بن الجراح وابن حبان (2011) وابن خزيمة (850) ¬

_ (¬1) هكذا في المطبوع، والصواب أم سليم.

عن محمد بن أبان بن وزير البلخي كلهم عن وكيع به. وقالوا في روايتهم: علمني كلمات أدعو بهنَّ في صلاتي. وهكذا رواه عبد الله بن المبارك عن عكرمة. أخرجه الترمذي (481) والحاكم (1/ 255 و317 - 318) وقال الترمذي: حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: وهو كما قال، فقد أخرج مسلم رواية وكيع عن عكرمة، ورواية عكرمة عن إسحاق. وقال الحافظ: سنده قوي" النتائج 2/ 273 - 274 وحديث أم مالك الأنصارية أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 494 - 495) وفي "مسنده" (الإتحاف 2020) عن محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء بن السائب عن يحيى بن جَعْدة عن رجل حدثه عن أم مالك قال: جاءت أم مالك بعكة سمن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً فعصرها، ثم رفعها إليها فرجعت فإذا هي مملوءة، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: أنزل فيّ شيء يا رسول الله؟ قال: "وما ذاك يا أم مالك؟ " قالت: رددت عليّ هديتي، قال: فدعا بلالاً فسأله عن ذلك فقال: والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هنيئاً لك يا أم مالك! هذه بركة عجّل الله ثوابها" ثم علمها أن تقول في دبر كل صلاة: سبحان الله عشرًا، والحمد لله عشراً، والله أكبر عشراً" وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3405) عن ابن أبي شيبة به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (500) وفي "الصحابة" (8044) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 389) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 145 - 146) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (8045) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" (7/ 283) ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (7/ 284) عن محمد بن عمران الأخنسي ثنا ابن فضيل به.

باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي" الإتحاف 2/ 421 وقال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب ثقة ولكنه اختلط، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 309 و10/ 102 وقال الحافظ: والراوي له عن عطاء إنما سمع منه بعد الاختلاط" النتائج 2/ 273 257 - (5051) قال الحافظ: وثبت مثله عند البزار من حديث عبد الرحمن بن عوف بسند ضعيف لكن في القول إذا أصبح وإذا أمسى" (¬1) أخرجه البزار (1051) قال: حدثنا بعض أصحابنا ثنا محمد بن سليمان بن مَسْمُول ثنا أبو بكر بن أبي سَبْرة عن عبد المجيد بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده رفعه: "من قال في يوم إذا أصبح وإذا أمسى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، غفرت له ذنوبه وإن كانت كثر من زبد البحر". وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى سهل بن عبد الرحمن عن أبيه إلا هذا الحديث" وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وهو متروك" المجمع 10/ 113 قلت: اتهمه أحمد وابن عدي وابن حبان بوضع الحديث. ومحمد بن سليمان ضعفه النسائي وغيره، وشيخ البزار لا يعرف. باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام 258 - (5052) قال الحافظ: وفي مسلم (883) عن السائب بن يزيد أنه صلى مع معاوية الجمعة قتنفل بعدها فقال له معاوية: إذا صليت الجمعة فلا تَصِلْها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج. فإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك" (¬2) وزاد: أن لا تُوصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج. ¬

_ (¬1) 2/ 476 (¬2) 2/ 479

باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث

باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث 259 - (5053) قال الحافظ: حكم رحبة المسجد وما قرب منها حكمه ولذلك كان -صلى الله عليه وسلم- إذا وجد ريحها في المسجد أمر بإخراج من وجدت منه إلى البقيع كما ثبت في مسلم عن عمر" (¬1) أخرجه مسلم (567) ص طريق مَعدان بن أبي طلحة الشامي أن عمر بن الخطاب قال: إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل والثوم. لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً. ... ¬

_ (¬1) 2/ 489

كتاب الجمعة

كتاب الجمعة 260 - (5054) قال الحافظ: وقيل: لأنّ خلق آدم جمع فيه، ورد ذلك من حديث سلمان، أخرجه أحمد وابن خزيمة وغيرهما في أثناء حديث، وله شاهد عن أبي هريرة ذكره ابن أبي حاتم موقوفاً بإسناد قوي، وأحمد مرفوعاً بإسناد ضعيف" (¬1) حديث سلمان يرويه إبراهيم النخعي واختلف عنه: - فرواه مغيرة بن مِقْسم الضبي واختلف عنه: • فقال أبو عوانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي: عن مغيرة عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عن علقمة عن قَرْثَع الضبي عن سلمان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون ما يوم الجمعة؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ثم قال: "أتدرون ما يوم الجمعة؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: قلت في الثالثة أو الرابعة: هو اليوم الذي جمع فيه أبوك (¬2) أو أبوكم، قال: " (¬3) إني أخبركم عن يوم الجمعة. ما من مسلم يتطهر، ثم يمشي إلى المسجد، ثم ينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كانت له كفارة ما بينها وبين الجمعة التي قبلها ما اجتنبت المَقْتَلَة" أخرجه أحمد (5/ 440) والنسائي في "الكبرى" (1665 و1725) والخطيب في "الموضح" (1/ 167) عن عفان بن مسلم البصري ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 320 - 321) والطبرانى في "الكبير" (6089) والبيهقي في "الشعب" (2724) ¬

_ (¬1) 3/ 3. (¬2) ولفظ الخطيب: "آدم". (¬3) زاد الطبراني: "لا".

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي (¬1) والمروزي في "الجمعة" (50) والبزار (2525) عن خالد بن يوسف بن خالد السَّمْتي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 368) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني كلهم عن أبي عوانة به. ورواه يحيى بن حماد البصري عن أبي عوانة فرفع قوله: هو اليوم الذي جمع فيه بين أبويكم" أخرجه النسائي في "الكبرى" (1665 و1725) والبيهقي في "الشعب" (2725) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (915) • ورواه غير واحد عن مغيرة فلم يذكروا علقمة، منهم: 1 - هُشيم بن بَشير الواسطي. أخرجه أحمد (5/ 439) 2 - خالد بن عبد الله الواسطي. أخرجه المروزي (49) 3 - جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه الطبري في "تاريخه" (1/ 114 - 115) وأوقف هشيم قوله: هو اليوم الذي جمع فيه أبوك. ورفعه خالد وجرير. • ورواه أبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن سلمان. وأوقف قوله: هو اليوم ... أخرجه الطبري (1/ 115) والخطيب في "التاريخ" (11/ 431) ¬

_ (¬1) رواه يعقوب بن سفيان ومحمد بن محمد التمار البصري عن أبي الوليد. ورواه إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري ومحمد بن سليمان الباغندي عن أبي الوليد فلم يذكرا أبا معشر. أخرجه الطحاوي (1/ 368)

• ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن مغيرة عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة مرسلاً. وأوقف قوله: هو اليوم ... أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (458) • ورواه إسحاق بن منصور الكَوْسَج عر أبي كُدينة يحيى بن المهلب عن مغيرة واختلف عن إسحاق: فرواه أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني عن إسحاق عن أبي كدينة عن مغيرة عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن سلمان. ورفع قوله: هو اليوم ... أخرجه الطبري (1/ 115) ورواه ابن أبي شيبة عن إسحاق عن أبي كدينة عن مغيرة عن إبراهيم عن القرثع عن سلمان. ورفع قوله: هو اليوم ... أخرجه الطبراني في "الكبير" (6090) - ورواه منصور بن المعتمر الكوفي واختلف عنه: • فرواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن منصور عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن قرثع ثنا سلمان. ورفع قوله: هو اليوم ... أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 365) وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور به. ورفع قوله: هو اليوم ... أخرجه البزار (2526) والنسائي (3/ 85) وفي "الكبرى" (1664 و1724) وابن خزيمة (1732) والطبراني في "الكبير" (6091) والحاكم (1/ 277) من طرق (¬1) عن جرير به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، واحتج الشيخان بجميع رواته غير قرثع" ¬

_ (¬1) رواه عثمان بن أبي شيبة ويوسف بن موسى القطان وإسحاق بن راهويه وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ويحيى بن المغيرة الرازي عن جرير. وخالفهم محمد بن حميد الرازي فرواه عن جرير ولم يذكر علقمة. أخرجه الطبري (1/ 114 - 115) والأول أصح.

باب فرض الجمعة

قلت. وثقه العجلي، وضعفه ابن حبان. • ورواه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري عن منصور عن إبراهيم عن القرثع عن سلمان. ورفع قوله: هو اليوم ... أخرجه الطبري (1/ 116) والواحدي في "الوسيط" (4/ 296) • ورواه عمرو بن أبي قيس الرازي عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن سلمان. ورفع قوله: هو اليوم ... أخرجه الطبراني في "الأوسط" (825) - ورواه الأعمش عن إبراهيم عن القرثع عن سلمان. ورفع قوله: هو اليوم ... أخرجه الطبري (1/ 115 - 116) والطبراني في "الكبير" (6092) من طريق حسن بن عطية بن نجيح القرشي عن قيس عن الأعمش به. واختلف فيه على الأعمش، فرواه مَعْمر عن الأعمش عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (5561) وحديث أبي هريرة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: "يوم الجمعة فيه طبعت طينة آدم ... " باب فرض الجمعة 261 - (5055) قال الحافظ: ولا يمنع ذلك أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه بالوحى وهو بمكة فلم يتمكن من إقامتها ثم، فقد ورد فيه حديث عن ابن عباس عند الدارقطني" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى مصعب بن عمير أن جَمِّع بهم" ¬

_ (¬1) 3/ 6

باب فضل الغسل يوم الجمعة

باب فضل الغسل يوم الجمعة 262 - (5056) قال الحافظ: ولعل البخاري أشار بذكر النساء إلى ما سيأتي قريباً في بعض طرف حديث نافع وإلى الحديث المصرح بأن لا جمعة على امرأة ولا صبي لكونه ليس على شرطه وإن كان الإسناد صحيحاً، وهو عند أبي داود من حديث طارق بن شهاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورجاله ثقات، لكن قال أبو داود: لم يسمع طارق من النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه رآه. وقد أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق طارق عن أبي موسى الأشعري" (¬1) مرسل صحابي أخرجه الطبراني في "الكبير" (8206) و"الأوسط" (5675) عن ابن أبي شيبة والدارقطني (2/ 3) والبيهقي (3/ 183) عن إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الكوفي وابن منده في "الصحابة" ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 34) عن محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الكوفي الخزاز قالوا: ثنا إسحاق بن منصور ثنا هُرَيْم بن سفيان عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن قيس بن مسلم عن طارف بن شهاب رفعه: "الجمعة واجبة على كل مسلم إلا عبد (¬2) أو مريض أو امرأة أو صبي" - ورواه العباس بن عبد العظيم العنبري عن إسحاق بن منصور السَّلُولي واختلف عنه: • فرواه عبيد (¬3) بن محمد العجل عن العباس بن عبد العظيم فقال فيه: عن طارق بن شهاب عن أبي موسى. ¬

_ (¬1) 3/ 7. (¬2) وفي لفظ: "مملوك" وفي لفظ آخر: "عبد مملوك". (¬3) له ترجمة في "سير الأعلام" (14/ 90).

أخرجه الحاكم (1/ 288) والبيهقي في "معرفة السنن" (4/ 329 - 330) وفي "فضائل الأوقات" (263) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا جميعاً على الاحتجاج بهريم بن سفيان ولم يخرجاه". وقال الحافظ: قلت: وفي هذه الزيادة (¬1) نظر، والظاهر أنه وهم، فقد أخرج الشيخان من رواية سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعري حديثاً في الحج. وأخرجا من رواية أبي العُمَيس عن قيس بن مسلم عن طارق عن أبي موسى حديثاً آخر في الصوم. فلعل بعض رواته ممن دون عباس دخل عليه حديث في حديث" تخريج أحاديث المختصر 2/ 35 • ورواه أبو داود (1067) عن العباس بن عبد العظيم فلم يذكر أبا موسى. ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 172) وفي "المعرفة" (4/ 330) وهذا أصح. قال أبو داود: طارق بن شهاب قد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه شيئاً" وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسل، وهو مرسل جيد" وقال أيضاً: رواه عبيد العجل عن العباس بن عبد العظيم فوصله بذكر أبي موسى فيه وليس بمحفوظ، فقد رواه غير العباس أيضاً عن إسحاق دون ذكر أبي موسى فيه" وقال أيضاً: هذا الحديث وإن كان فيه إرسال فهو مرسل جيد، فطارق من خيار التابعين وممن رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يسمع منه" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن طارق إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق بن منصور" وقال ابن منده: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقال الخطابي: وليس إسناد هذ الحديث بذاك، وطارق بن شهاب لا يصح له سماع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه قد لقي النبي -صلى الله عليه وسلم-" المعالم 1/ 644 ¬

_ (¬1) يعني قوله: عن أبي موسى.

باب فضل الجمعة

وقال النووي. وهذا الذي قاله أبو داود لا يقدح في صحة الحديث, لأنه إن ثبت عدم سماعه يكون مرسل صحابي وهو حجة" الخلاصة 2/ 757 قلت: وهو كما قال، وإسناده إلى طارق صحيح. باب فضل الجمعة 263 - (5057) قال الحافظ: ويدل عليه أن في مرسل طاوس عند عبد الرزاق: "كفضل صاحب الجَزُور على صاحب البقرة" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (5564) عن مَعْمر بن راشد وابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه رفعه: "إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فكتبوا الناس على قدر رواحهم، فإذا قعد الإمام طُويت الصحف وانقطعت الفضائل، فمن جاء حينئذ فإنما يأتي لحق الصلاة، ففضلهم كفضل صاحب الجزور على صاحب البقرة وعلى صاحب الشاة" ورواته ثقات. 264 - (5058) قال الحافظ: وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند ابن خزيمة: "فيقول بعض الملائكة لبعض: ما حبس فلاناً؟ فتقول لهم: إن كان ضالاً فاهده، وإن كان فقيراً فأغنه، وإن كان مريضاً فعافه" (¬2) أخرجه ابن خزيمة (1771) والبيهقي (3/ 226 - 227) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (951) من طريق همام بن يحيى العَوْذي ثنا مَطَر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "تُبعث الملائكة على أبواب المسجد يوم الجمعة يكتبون مجيء الناس، فإذا خرج الإمام طويت الصحف، ورفعت الأقلام، فتقول الملائكة بعضهم لبعض: ما حبس فلاناً؟ فتقول الملائكة: اللهم إن كان ضالاً فاهده، وإن كان مريضاً فاشفه، وإن كان عائلاً فأغنه" قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 784 قلت: مطر هو ابن طهمان الوراق وهو مختلف فيه: قواه العجلي وغير واحد، وتكلم فيه النسائي وغيره. ¬

_ (¬1) 3/ 17 (¬2) 3/ 19

باب الدهن للجمعة

وهمام ثقة، وعمرو وأبوه صدوقان. 265 - (5059) قال الحافظ: وله شاهد من حديث أبي سعيد أخرجه حميد بن زنجويه في "الترغيب" له بلفظ: "فكمهدي البدنة إلى البقرة إلى الشاة إلى علية الطير إلى العصفور" الحديث. ونحوه في مرسل طاوس عند سعيد بن منصور" (¬1) ضعيف أخرجه أبو بكر المروزي في "الجمعة" (45) عن سعيد بن يحيى الأموي ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد أخبرني إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إذا كان يوم الجمعة كان على أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فكمهدي الندب إلى البدنة إلى البقرة إلى الشاة إلى عِلْيَة الطير إلى العصفور، فإذا خرج الإمام طويت الصحف، وكان من جاء بعد خروج الإمام كمن أدرك الصلاة ولم تفته" وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري. باب الدهن للجمعة 266 - (5060) - قال الحافظ: في حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود "أو يمس من طيب امرأته" وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو المذكور من الزيادة "ويلبس من صالح ثيابه" وقال: في حديث عبد الله بن عمرو المذكور "ثم لم يتخطَّ رقاب الناس" وقال: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو "فمن تخطى أو لغا كانت له ظهراً" (¬2) حسن أخرجه أبو داود (347) وابن خزيمة (1810) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 368) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (949) من طرق عن عبد الله بن وهب أخبرني أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "من اغتسل يوم الجمعة، ومسَّ من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخطَّ رقاب ¬

_ (¬1) 3/ 19 (¬2) 3/ 22 و23

الناس، ولم يلغُ عند الموعظة، كانت كفارة لما بينهما، ومن لغا وتخطَّى رقاب الناس كانت له ظهراً" وإسناده حسن. قال النووي: رواه أبو داود بإسناد حسن، إلا أنّ فيه أسامة بن زيد الليثي، وفي الاحتجاج به خلاف" الخلاصة 2/ 785 قلت: قواه ابن عدي وغير واحد. 267 - (5061) قال الحافظ: قوله: ثم يخرج، زاد في حديث أبي أيوب عند ابن خزيمة: "إلى المسجد" وقال: وفي حديث أبي أيوب: "فيركع إن بدا له" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 420) والمروزي في "الجمعة" (37) وابن خزيمة (1775) والطبراني في "الكبير" (4006 و4007 و4008) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (931) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن إبراهيم التيمي عن عمران بن أبي يحيى عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي أيوب مرفوعاً: "من اغتسل يوم الجمعة، ومسّ من طيب إن كان عنده، ولبس من أحسن ثبابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فيركع إن بدا له، ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامُهُ حتى يصلي، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى" قال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" الترغيب 1/ 486 - المجمع 2/ 171 قلت: عمران بن أبي يحيى ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وابن إسحاق صدوق، ومحمد بن إبراهيم وعبد الله بن كعب ثقتان. 268 - (5062) قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي الدرداء: "ثم يمشي وعليه السكينة" وقال: وفي حديث أبي الدرداء: "ولم يتخط أحداً ولم يؤذه" وقال: في حديث أبي الدرداء: "ثم يركع ما قضي له" (¬2) أخرجه أحمد (5/ 198) عن مكي بن إبراهيم البلخي ثنا عبد الله بن سعيد عن ¬

_ (¬1) 3/ 22 (¬2) 3/ 22

حرب بن قيس عن أبي الدرداء مرفوعاً: "من اغتسل يومَ الجمعة، ولبس ثيابه، ومسَّ طيباً إن كان عنده، ثم مثى إلى الجمعة، وعليه السكينة، ولم يتخط أحداً ولم يؤذه، ركع ما قُضِي له، ثم انتظر حتى ينصرفَ الإمام غفر له ما بين الجمعتين" قال المنذري: رواه أحمد والطبراني من رواية حرب عن أبي الدرداء ولم يسمع منه" الترغيب 1/ 486 وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" عن حرب بن قيس عن أبي الدرداء، وحرب لم يسمع من أبي الدرداء" المجمع 2/ 171 269 - (5063) قال الحافظ: ولابن حبان من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة: "غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من التي بعدها" وهذه الزيادة أيضاً في رواية سعيد عن عمارة عن سليمان، لكن لم يقل: "من التي بعدها" وأصله عند مسلم من حديث أبي هريرة باختصار، وزاد ابن ماجه في رواية أخرى عن أبي هريرة: "ما لم تغش الكبائر" ونحوه لمسلم" (¬1) هما حديثان عن أبي هريرة: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: "من اغتسل يومَ الجمعة فأحسن غسله ولبس من صالح ثيابه وممق من طيب بيته أو دهنه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من التي بعدها" أخرجه ابن حبان (2780) من طريق إسماعيل بن جعفر المدني عن سهيل به. وأخرجه مسلم (857) من طريق رَوْح بن القاسم البصري عن سهيل بلفظ: "من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلى ما قُدر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام" الثاني: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: "الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهنَّ، ما لم تُغْش الكبائر" أخرجه مسلم (233) واللفظ له وابن ماجه (1086) ¬

_ (¬1) 3/ 23

باب السواك يوم الجمعة

270 - (5064) قال الحافظ: وقد بيّنه أحمد من حديث نبيشة الهذلي بلفظ: "فإن لم يجد الإمام خرج صلى ما بدا له" (¬1) أخرجه أحمد (5/ 75) عن علي بن إسحاق المروزي أنا عبد الله أنا يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني قال: كان نبُيْشة الهُذَلي يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ المسلم إذا اغتسل يومَ الجمعة، ثم أقبل إلى المسجد لا يؤذي أحداً، فإن لم يجد الإمام خرج، صلى ما بدا له، وإن وجد الإمام قد خرج، جلس، فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه، إنْ لم يُغفر له في جمعته تلك ذنوبُه كُلُّها أن تكون كفارة للجمعة التي قبلها" قال المنذري: وعطاء لم يسمع من نبيشة فيما أعلم" الترغيب 1/ 487 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ أحمد وهو ثقة" المجمع 2/ 171 قلت: عبد الله هو ابن المبارك، ويونس بن يزيد هو الأيلي ثقتان، وعطاء صدوق لكن ما أظنه سمع من نبيشة، والله أعلم. باب السواك يوم الجمعة 271 - (5065) قال الحافظ: ويتأيد بقوله في حديث أم حبيبة عند أحمد بلفظ: "لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضئون" (¬2) أخرجه أحمد (¬3) (6/ 325) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكَانة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبي الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة أنها حدثته قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، كما يتوضئون" ومن طريقه أخرجه المزي (34/ 185 - 186) وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 19) وأبو يعلى (7127 و7143) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1566) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 97 ¬

_ (¬1) 3/ 23 (¬2) 3/ 26 - 27 (¬3) أخرجه في موضع آخر (6/ 428 - 429) بهذا الإسناد وزاد فيه: عن زينب بنت جحش.

باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة

قلت: ابن إسحاق صدوق، وأبو الجراح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي إذا توبع. والباقون ثقات. واختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه عبيد بن يعيش الكوفي (¬1) عنه فلم يذكر أبا الجراح. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 19) والأول أصح. 272 - (5066) قال الحافظ: وقد ورد من حديث علي عند البزار ما يدل على أنه لأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فِيْهِ لكنه لا ينافي ما تقدم" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف التاء فانظر حديث: "تسوكوا" باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة 273 - (5067) قال الحافظ: ورد من حديث ابن مسعود التصريح بمداومته -صلى الله عليه وسلم- على ذلك أخرجه الطبراني ولفظه: "يديم ذلك" وأصله في ابن ماجه بدون هذه الزيادة، ورجاله ثقات لكن صوب أبو حاتم إرساله" (¬3) له عن ابن مسعود طرق: الأول: يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود، وعنه: 1 - أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي الهَمْداني. ¬

_ (¬1) 3/ 27 (¬2) 3/ 29 (¬3) هكذا وقع عند البخاري: عبيد بن يعيش عن ابن إسحاق، وأظنه عبيد بن يعيش عن يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق.

واختلف عنه: - فقال عمرو بن قيس المُلائي: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} [السجدة] و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان] يُديم ذلك" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6655) وفي "الصغير" (986) وفي "مسند الشاميين" (515) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه" (125) عن محمد بن بشر بن يوسف الأموي الدمشقي ثنا دُحَيم عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد عن عمرو بن قيس به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 483) وقال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن قيس إلا ثور، ولا عن ثور إلا الوليد بن مسلم، تفرد به دحيم، ولا كتبناه إلا عن محمد بن بشر" وقال الحافظ: هذا حديث حسن، رواته ثقات، ولهذه الزيادة شاهد من حديث ابن عباس بلفظ: كل جمعة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12422) وقال الهيثمي: رجاله موثقون" المجمع 2/ 168 قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضاً، ولم يُذكر عمرو بن قيس في الرواة عنه قبل الاختلاط، والوليد بن مسلم ممن يدلس تدليس التسوية، ولم يذكر ثور سماعاً من عمرو. ومحمد بن بشر ذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الدارقطني: صالح (سؤالات السهمي ص 80) وقوله: "يديم ذلك" لم أر هذه الزيادة إلا في هذه الرواية (¬1). ولم ينفرد عمرو بن قيس به بل تابعه: أ - محمد بن عياش بن عمرو العامري. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10085) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرة ثنا عبد الله بن عبد المجيد ثنا محمد بن عياش به. ¬

_ (¬1) وحديث ابن عباس الذي ذكره الحافظ في محمد بن زكريا الغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث.

ومحمد بن عياش ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: شيخ كوفي لا أعلم روى عنه غير عبيد الله الحنفي. ولم يذكر في الرواة عن أبي إسحاق قبل الاختلاط. ب- محمد بن عبيد الله العَرْزَمي. قاله الدارقطني في "العلل" (5/ 331) والعرزمي متروك الحديث. - وقال حجاج بن نُصير البصري: ثنا شعبة: قال أبو إسحاق أخبرني عن أبي فروة. - قال شعبة: فلقيته فحدثني أبو فروة - عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 183) وقال: غريب من حديث شعبة عن أبي فروة واسمه عروة (¬1) بن الحارث، وتفرد به عنه حجاج بن نصير" قلت: وحجاج قال النسائي وغير واحد: ضعيف. وقال الدارقطني: وخالفه أصحاب شعبة: غُندر ومعاذ وابن مهدي وغيرهم فرووه عن شعبة عن أبي فروة عن أبي الأحوص مرسلاً" العلل 5/ 330 - ورواه ميسرة بن حبيب النَّهْدي وشريك بن عبد الله الكوفي عن أبي إسحاق عن أبي فروة عن أبي الأحوص مرسلاً. قاله الدارقطني. 2 - أبو فروة الهمداني: واختلف عنه: - فرواه غير واحد عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، منهم: ¬

_ (¬1) وكذا قال الحزي في "تحفة الأشراف" (7/ 123) والدارقطني في "الأفراد" (هامش مسند البزار 5/ 431): اسمه عروة بن الحارث. وقال الدراقطي في "العلل" (5/ 329): اسمه مسلم بن سالم الجهني. وكذا قال المزي في "التهذيب" في ترجمة عمرو بن أبي قيس الرازي. وأخرج الحديث في ترجمة مسلم بن سالم. والصواب الأول لأنّ في رواية ابن عيينة الآتية: عن أبي فروة الهمداني، والهمداني هو عروة بن الحارث.

أ - عمرو بن أبي قيس الرازي. أخرجه ابن ماجه (824) عن إسحاق بن منصور الكَوْسَج أنبأ إسحاق بن سليمان أنبأ عمرو بن أبي قيس به. وأخرجه المزي (27/ 517) من طريق محمد بن سعيد بن سابق الرازي ثنا عمرو بن أبي قيس به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 104 قلت: عمرو بن أبي قيس صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. ب - عمران بن عيينة الكوفي. أخرجه البزار (2066) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وإبراهيم بن يوسف الصيرفي قالا: ثنا عمران بن عيينة به. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى من حديث أبي فروة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد حسن. ت - حمزة الزيات. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 183 - 184) ث - مِسْعر بن كِدَام الكوفي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10116) و"الأوسط" (6689) و"الصغير" (887) من طريق عبد الله بن سليمان بن يوسف العبدى ثنا أبو إسحاق الفَزَاري عن مسعر به. وقال: لم يروه عن مسعر إلا أبو إسحاق الفزاري، تفرد به عبد الله بن سليمان" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: ليس بذاك المعروف. ج - عبد الله بن الأجلح الكِنْدي. قاله الدإرقطني في "العلل" (5/ 329) ح - سليمان التيمي. قاله الدارقطني. خ - محمد بن جابر السُّحَيْمي. قاله الدارقطني.

د - أبو مالك النخعي. قاله ابن أبي حاتم (العلل 1/ 204) ذ - بكر بن بكار. أخرجه الحافظ في "النتائج" (1/ 483) - ورواه غير واحد عن أبي فروة عن أبي الأحوص مرسلاً، منهم: أ - سفيان بن عيينة. أخرجه عبد الرزاق (2731) ب - حجاج بن أرطأة. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 140) ت - سفيان الثوري. قاله الدارقطني. ث - زهير بن معاوية الكوفي. قاله الدارقطني. ج - زائدة بن قدامة الكوفي. قاله الدارقطني. وقال: وحديث أبي الأحوص القول فيه قول من أرسله" وقال أبو حاتم: وهم عمرو بن أبي قيس وأبو مالك النخعي في هذا الحديث فقالا: عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، ورواه الخلق فكلهم قالوا: عن أبي فروة عن أبي الأحوص قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل" العلل 1/ 204 الثاني: يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1593) والطبراني في "الأوسط" (7197) من طريق أبي نعيم عبد الرحمن بن هانىء النخعي ثنا سليمان بن يسير عن إبراهيم النخعي به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا سليمان بن يسير، تفرد به أبو نعيم النخعي" قلت: كذبه ابن معين، وضعفه أبو داود وغير واحد، وقواه أبو حاتم وغيره.

وسليمان بن يسير ضعفه الفلاس وأحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم. الثالث: يرويه ابن جريج قال: أُخبرت عن ابن مسعود. أخرجه عبد الرزاق (5238) وإسناده ضعيف لانقطاعه. وله طريق رابعة سيأتي الكلام عليها في الحديث الذي بعده. 274 - (5068) قال الحافظ: أخرجه مسلم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله، وكذا ابن ماجه والطبراني من حديث ابن مسعود، وابن ماجه من حديث سعد بن أبي وقاص، والطبراني في "الأوسط" من حديث علي" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه مسلم (879) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} [السجدة] و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان] وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الجمعة سورةَ الجمعة والمنافقين. وحديث ابن مسعود تقدم في الحديث الذي قبله. وحديث سعد أخرجه ابن ماجه (822) والبزار (1158) وأبو يعلى (813) والعقيلي (1/ 218) وابن عدي (2/ 610) من طرق عن الحارث بن نَبهان البصري ثنا عاصم بن بَهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} [السجدة] و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان]. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعيد إلا من هذا الوجه" وقال العقيلي: وهذا الحديث لا يتابع الحارث عليه، إسناده منكر والمتن معروف بغير هذا الإسناد" وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه فيما أعلمه عن عاصم غير الحارث بن نبهان" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، الحارث بن نبهان متفق على تضعيفه" المصباح 1/ 104 ¬

_ (¬1) 3/ 29.

باب من أين تؤتى الجمعة

قلت: وخالفه الحسين بن واقد المروزي فرواه عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1720) عن عليّ بن الحسن بن شقيق المروزي والبيهقي (3/ 201) عن عليّ بن الحسين بن واقد المروزي. كلاهما عن الحسين بن واقد به. وهذا أصح، وإسناده حسن. ورواه عبد الملك بن الوليد بن معدان البصري عن عاصم عن زر وأبي وائل عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1842) وعبد الملك ضعفه أبو حاتم وغير واحد. وحديث علي أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3003) و"الصغير" (267) عن إسماعيل بن نُميل الخلال البغدادي ثنا محمد بن بكار بن الريان ثنا حفص بن سليمان الغاضري عن منصور بن حيان عن أبي هياج الأسدي عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي بن أبي طالب أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} [السجدة] وفي الركعة الثانية: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان]. وقال: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن بكار" قلت: وإسناده واه، حفص بن سليمان قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال مسلم: متروك. باب من أين تؤتى الجمعة 275 - (5069) قال الحافظ: وقد وقع في حديث ابن عباس عند أبي داود أنّ هذا كان مبدأ الأمر بالغسل للجمعة" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 37

باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا" باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة 276 - (5070) قال الحافظ: ولأبي داود من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: "ومن تخطى رقاب الناس كانت له ظهراً" (¬1) تقدم الكلام عليه في باب الدهن للجمعة. باب الخطبة على المنبر 277 - (5071) قال الحافظ: وأخرجه ابن سعد من رواية سعيد بن سعد الأنصاري عن ابن عباس نحو هذا السياق ولكن لم يسمه" (¬2) هكذا وقع في المطبوع: سعيد بن سعد الأنصاري عن ابن عباس، وهو خطأ، والصواب: سعد بن سعيد الأنصاري عن عباس، يعني بن سهل بن سعد. والحديث تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "ألا تعجبون من حنين هذه الخشبة" 278 - (5072) قال الحافظ: وجاء في صانع المنبر أقوال أخرى، أحدها: اسمه إبراهيم، أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي نَضْرة عن جابر، وفي إسناده العلاء بن مسلمة الرواس وهو متروك" (¬3) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5207) عن محمد بن الفضل السَّقَطي ثنا العلاء بن مسلمة الهُذَلي البصري ثنا شبة أبو قِلَابة عن الجُرَيري عن أبي نَضْرَة عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب إلى جذع نخلة، يسند ظهره إليها، فقيل له: يا رسول الله إن الإِسلام قد انتهى ¬

_ (¬1) 3/ 43 (¬2) 3/ 48 (¬3) 3/ 48

وكثر الناس، وتأتيك الوفود من الآفاق فلو أمرت بِصَنْعة شيء لتشخص عليه، فقال لرجل: "أتصنع المنبر؟ " فقال: نعم، قال: "ما اسمك؟ " قال: فلان، قال: "لست صاحبه" فدعا آخر فقال: "أتصنع المنبر؟ " فقال: نعم، فقال مثل مقالة هذا، فقال: نعم إن شاء الله، قال: "ما اسمك؟ " قال: إبراهيم، قال: "خذ في صنعته" فلما صنعه صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحنّت الجذع جذع النخلة حنين الناقة، فسمع صوتها أهل المسجد، أو قال: أهل المدينة، فنزل فالتزمها فسكنت، فقال: "والذي نفسي بيده، لو تركتها لحنّت إلى يوم القيامة، أو لحنت ما تركتها" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا شيبة أبو قلابة" وقال الهيثمي: ولم أجد من ذكر شيبة ولا الراوي عنه" المجمع 2/ 182 وقال الحافظ: وفيه العلاء بن مسلمة الرواس وقد كذبوه" الإصابة 1/ 20 قلت: بل هو الهذلي البصري كما جاء مصرحًا به في الإسناد، وهو غير الرواس البغدادي المتهم بوضع الحديث. وقد ذكر الحافظ في "التهذيب" الرواس البغدادي ثم ذكر بعده الهذلي البصري تمييزًا بينهما، ولم يذكر في الهذلي جرحًا ولا تعديلاً، وقال في "التقريب": مقبول. وشيبة أبو قلابة لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. واختلف عن الجريري كما سيأتي في كتاب أحاديث الأنبياء -باب علامات النبوة في الإِسلام- حديث رقم 781 279 - (5073) قال الحافظ: ثانيها: باقُول -بموحدة وقاف مضمومة- رواه عبد الرزاق بإسناد ضعيف منقطع، ووصله أبو نعيم في "المعرفة" لكن قال: باقوم، آخره ميم، وإسناده ضعيف أيضاً" (¬1) ضعيف يرويه صالح مولى التَوْأَمَة واختلف عنه: - فقال عبد الرزاق (5244): عن رجل من أسلم عن صالح مولى التوأمة أنّ باقول مولى العاص بن أمية صنع للنبي -صلى الله عليه وسلم- منبره من طرفاء ثلاث درجات، فلما قدم معاوية المدينة زاد فيه، فكسفت الشمس حينئذ. ¬

_ (¬1) 3/ 48

ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (333) وهو مرسل بإسناد ضعيف. - وقال إسحاق بن إدريس: ثنا أبو إسحاق عن صالح عن باقوم أنه صنع، فذكره. أخرجه ابن السكن (الإصابة 1/ 224) وقال: أبو إسحاق أظنه إبراهيم بن أبي يحيى، وصالح هو مولى التوأمة، ولم يقع لنا إلا من هذا الوجه، وهو ضعيف" قلت: إبراهيم متهم بالكذب. - وقال عمرو بن مالك الراسبي: ثنا محمد بن سليمان بن مَسْمُول عن أبي بكر بن عبد الله السَبْرِي ثنا صالح مولى التوأمة ثني باقوم مولى سعيد بن العاص قال: صنعت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- منبرًا من طرفاء الغابة، ثلاث درجات، المقعد ودرجتين. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1286) قال الحافظ: هكذا أورده موصولاً، وهو ضعيف أيضاً" الإصابة 1/ 224 قلت: السبري قال أحمد وغيره: يضع الحديث. وعمرو بن مالك ومحمد بن سليمان ضعيفان. وترجم ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 54) لباقول وقال: إسناد حديثه لين ليس بالقائم". 280 - (5074) قال الحافظ: ثالثها: صُباح، ذكره ابن بشكوال بإسناد شديد الانقطاع" (¬1) قال ابن بشكوال في "الغوامض" (335): قرأت بخط ابن حيان قال: ذكر عبد الله بن حنين المحدث الأندلسي في كتابه في الرجال عن عمر بن عبد العزيز قال: عمل منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- صباح غلام العباس بن عبد المطلب. 281 - (5075) قال الحافظ: رابعًا: قَبيصة أو قُبيصة المخزومي مولاهم، ذكره عمر بن شبة في "الصحابة" بإسناد مرسل" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 3/ 48 (¬2) 3/ 48

باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد

قال الحافظ في "الإصابة" (8/ 134 - 135): قبيصة المخزومي يقال: هو الذي صنع المنبر، ذكره بعض المغاربة، كذا في "التجريد"، وقد ذكر ذلك ابن فتحون فقال: ذكر عمر بن شبة عن محمد بن يحيى -هو أبو غسان المدني- عن سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب، وذكر ابن بشكوال في "المبهمات" (335) قال: قرأت بخط أبي مروان بن حيان قال: ذكر عبد الله بن حنين الأندلسي عن المطلب، يعني ابن عبد الله بن حَنْطَب أنّ الذي عمل المنبر قبيصة المخزومي. قلت: وكذا ذكر الزبير بن بكار في "أخبار المدينة" من روايته عن محمد بن الحسن بن زَبالة عن سفيان بن حمزة لكنه قدم الصاد على الباء، وكذا هو في ذيل ابن الأثير على "الاستيعاب" انتهى 282 - (5076) قال الحافظ: في الأحاديث الصحيحة أنه كان يستند إلى الجذع إذا خطب" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 7/ 414 - 416) من حديث ابن عمر ومن حديث جابر. باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد 283 - (5077) قال الحافظ: واختلف في أول من قالها، فقيل: داود عليه السلام، رواه الطبراني مرفوعاً من حديث أبي موسى الأشعري، وفي إسناده ضعف" (¬2) ضعيف جدًا أخرجه الطبراني في "الأوائل" (40) عن جعفر بن سليمان النوفلي المدني ثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي ثنا عبد العزيز بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عن أبيه عن بلال بن أبي بُرْدة عن أبي موسى مرفوعاً: "أول من قال أما بعد: داود النبي عليه السلام، وهو فصل الخطاب" وإسناده واه، عبد العزيز بن أبي ثابت قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) 3/ 49 (¬2) 3/ 53

باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب

باب إذا رأى الإِمام رجلاً جاء وهو يخطب 284 - (5078) قال الحافظ: وأما ما رواه الدارقطني من حديث أنس قال: دخل رجل من قيس المسجد، فذكر نحو قصة سليك ... وقال: والجواب أنّ الدارقطني الذي أخرجه من حديث أنس قد ضعفه وقال: إنّ الصواب أنه من رواية سلمان التيمي مرسلًا أو معضلًا" (¬1) ضعيف أخرجه الدارقطني (2/ 15) من طريق عيد بن محمد العبدي ثنا معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس قال: دخل رجل من قيس، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قم فاركع ركعتين" وأمسك عن الخطبة حتى فرغ من صلاته. وقال: أسنده هذا الشيخ عبيد بن محمد العبدي عن معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس، ووهم فيه، والصواب عن معتمر عن أبيه مرسل، كذا رواه أحمد بن حنبل وغيره عن معتمر" ثم أخرجه عن أبي بكر عبد الله بن محمد النيسابوري ثنا عبد الله بن أحمد ثني أبي ثنا معتمر عن أبيه قال: جاء رجل والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب فقال: "يا فلان أصليت؟ " قال: لا، قال: "فصل" ثم انتظره حتى صلى. وقال في "العلل": عبيد بن محمد بصري ليس بشيء" اللسان 4/ 123 باب رفع اليدين في الخطبة 285 - (5079) قال الحافظ: وفيه إشارة إلى أن حديث عُمارة بن رؤيبة الذي أخرجه مسلم في إنكار ذلك ليس على إطلاقه" (¬2) أخرجه مسلم (874) من طريق حصين بن عبد الرحمن السُّلَمي عن عمارة بن رُؤَيْبَة قال: رأى بشرَ بن مروان على المنبر رافعًا يديه، فقال: قبّح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا. وأشار بإصبَعِهِ المسبّحة. ¬

_ (¬1) 3/ 60 (¬2) 3/ 64

باب الإنصات يوم الجمعة

باب الإنصات يوم الجمعة 286 - (5080) قال الحافظ: رواه أبو داود وابن خزيمة من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرًا" (¬1) تقدم الكلام عليه في باب الدهن للجمعة. باب الساعة التي في يوم الجمعة 287 - (5081) قال الحافظ: وفي حديث أبي لُبَابة عند ابن ماجه: "ما لم يسأل حراماً" وفي حديث سعد بن عبادة عند أحمد: "ما لم يسأل إثمًا أو قطيعة رحم" (¬2) ضعيف وحديث أبي لبابة أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) وفي "مسنده" (مصباح الزجاجة 1/ 129) وأحمد (3/ 430) وابن ماجه (1084) والطبري في "تاريخه" (1/ 113) والطبراني في "الكبير" (4511) وأبو الشيخ في "العظمة" (1182) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 366) وفي "الصحابة" (2722) وابن بشران (814 و1328) والبيهقي في"فضائل الأوقات" (250) وفي "الشعب" (2712) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (903) عن زهير بن محمد التميمي والطبراني في "الكبير" (4512) وأبو نعيم في "الصحابة" (2723) عن عمرو بن ثابت البكري كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري عن أبي لبابة بن عبد المنذر رفعه: "إنّ يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله العبدُ فيها شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مُقَرَّب، ولا أرض، ولا سماء، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر إلا وهنّ مشفقون من يوم الجمعة" ¬

_ (¬1) 3/ 66 (¬2) 3/ 67

قال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 1/ 129 وقال المنذري: رواه أحمد وابن ماجه، وفي إسنادهما عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ممن احتج به أحمد وغيره، وبقية رواته ثقات مشهورون" الترغيب 1/ 490 قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه: قواه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين والجمهور. وحديث سعد بن عبادة يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل أيضًا واختلف عنه: - فرواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل واختلف عنه: • فقال علي بن معبد الرقي: ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن شرحبيل عن سعيد بن سعد بن عبادة عن سعد بن عبادة رفعه: "إنّ في الجمعة خمس خلال: فيه خلق آدم، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها ربه شيئًا إلا أعطاه الله اياه، ما لم يسأل إثمًا أو قطيعة، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا جبل، ولا أرض، ولا ريح، إلا مشفق من يوم القيامة". أخرجه الطبري (1/ 113) • ورواه عبيد بن هشام الحلبي عن عبيد الله بن عمرو فلم يذكر سعيد بن سعد بن عبادة. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3123) • ورواه عمرو بن قِسط وإسماعيل بن زرارة الرقيان عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عمل عن شرحبيل بن سعد بن عبادة عن سعد بن عبادة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5376) • ورواه زكريا بن عدي التيمي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده عن سعد بن عبادة. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 699/ 2) - وقال إبراهيم بن محمد الأسلمي: ثني عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد عن أبيه عن جده أنّ رجلًا من الأنصار جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 185) - ورواه زهير بن محمد التميمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل واختلف عنه:

• فقال أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي: أنا زهير عن عبد الله بن محمد عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد عن أبيه عن جده عن سعد بن عبادة. أخرجه عبد بن حميد (309) • وقال المعافى بن سليمان الجَزَري: ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد عن أبيه عن جده سعد بن عبادة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (2713) • ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن زهير واختلف عنه: فرواه أحمد (5/ 284) عن أبي عامر ثنا وهو عن عبد الله بن محمد عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد عن أبيه عن جده عن سعد بن عبادة. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3124) وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (921) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا عبد الملك بن عمرو به. وتابعه: 1 - محمد بن معمر القيسي ثنا أبو عامر به. أخرجه الطبري (1/ 114) 2 - مسدد في "مسنده" (المطالب 699/ 1) 3 - علي بن حرب الطائي الموصلي. أخرجه الخطيب في "المتفق" (1207) ورواه محمد بن المثنى عن أبي عامر فلم يقل فيه: عن أبيه. أخرجه البزار (3738) وقال: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإسناده صالح" قلت: مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل. قال أحمد: منكر الحديث. وقال يعقوب بن شيبة: في حديثه ضعف شديد جداً.

وقال ابن سعد: كان منكر الحديث لا يحتجون بحديثه. وقال ابن عيينة: كان في حفظه شيء فكرهت أن ألقه. وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه. وقال أيضًا: ضعيف الحديث. وقال أيضًا: ليس بذاك. وقال أيضًا: ضعيف في كل أمره. وقال ابن المديني: كان ضعيفاً. وقال أبو حاتم: لين الحديث، ليس بالقوي ولا ممن يحتج بحديثه. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بذاك المتين المعتمد. وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ، كان يحدث على التوهم فيجيء بالخبر على غير سننه فلما كثر ذلك في أخباره وجب مجانبتها والاحتجاج بضدها. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. 288 - (5082) قال الحافظ: وللطبراني في "الأوسط" في حديث أنس: "وهي: قدر هذا، يعني قبضة" (¬1) أخرجه الطبراني (¬2) في "الأوسط" (136) وفي "الدعاء" (185) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا ابن لَهيعة عن موسى بن وردان عن أنس مرفوعاً: "ابتغوا الساعة التي تُرجى في الجمعة ما بين صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس، وهي قَدْرُ هذا، يعني قَبْضَتَهُ" وقال: لم يرو هذا الحديث عن موسى بن وردان إلا ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. ¬

_ (¬1) 3/ 68 (¬2) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "النتائج" (2/ 412) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه".

لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن أبي حميد المدني عن موسى بن وردان عن أنس به إلا أنه لم يقل: وهي قدر هذا، يعني قبضته. أخرجه الترمذي (489) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 176 - 177) وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 43) والغوي في "شرح السنة" (1051) وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير هذا الوجه، ومحمد بن أبي حميد يضعف، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه، ويقال له: حماد بن أبي حميد، ويقال هو: أبو إبراهيم الأنصاري، وهو منكر الحديث" قلت: وموسى بن وردان مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. 289 - (5083) قال الحافظ: الثامن والعشرون: من حين يفتتح الإِمام الخطبة حتى يفرغها، رواه ابن عبد البر من طريق محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً، وإسناده ضعيف" (¬1) ضعيف جداً أخرجه محمد بن مخلد في "حديث ابن السماك" (39) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 21) من طريق أبي ذر محمد بن عُثيم الحضرمي عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً: "إنّ في الجمعة لساعة لا يسأل العبد فيها ربه شيئًا إلا أعطاه إياه" قيل: يا رسول الله! أي ساعة هي؟ قال: "من حين يقوم الإمام في خطبته إلى أن يفرغ من خطبته" وإسناده واه، محمد بن عثيم قال ابن معين: كذاب، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال الحاكم: يروي عن أبيه عن ابن عمر المعضلات. وعبد الرحمن البيلماني قال أبو حاتم: لين، وقال الدارقطني: ضعيف. ¬

_ (¬1) 3/ 71

290 - (5084) قال الحافظ: ... وروى الطبراني من حديث ميمونة بنت سعد نحوه مرفوعاً بإسناده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 37) عن أحمد بن النضر العسكري ثنا إسحاق بن زريق الرَّسْعَني ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الحميد بن يزيد عن آمنة بنت عمر بن عبد العزيز عن ميمونة بنت سعد أنها قالت: أفتنا يا رسول الله عن صلاة الجمعة، قال: "فيها ساعة لا يدعو العبد فيها ربه إلا استجاب له" قلت: أي ساعة هي يا رسول الله؟ قال: "ذلك حين يقوم الإِمام" قال الهيثمي: وفي إسناده مجاهيل" المجمع 2/ 167 قلت: العسكري وثقه ابن المنادي (تاريخ بغداد 5/ 185 - 186) والرسعني ذكره ابن حبان في "الثقات". وعثمان بن عبد الرحمن هو ابن مسلم الحراني الطرائفي وهو صدوق إلا أنه يروي عن ضعفاء ومجهولين. وعبد الحميد بن يزيد ما عرفته. وآمنة لم أر من ترجمها. 291 - (5085) قال الحافظ: رواه ابن جرير من طريق صفوان بن سليم عن أبي سلمة عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ: "فالتمسوها بعد العصر" وذكر ابن عبد البر أنّ قوله: "فالتمسوها" إلى آخره مدرج في الخبر من قول أبي سلمة. ورواه ابن منده من هذا الوجه وزاد: "أغفل ما يكون الناس" (¬2) أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 44) من طريق محمد بن جرير الطبري ثني عمرو بن محمد العثماني ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي عن سليمان بن بلال عن الثقة عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد رفعه: "الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس" وقال: الصحيح في هذا ما جاء عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأما عن أبي سلمة عن أبي سعيد أو جابر فلا" ¬

_ (¬1) 3/ 71 (¬2) 3/ 71

قلت: اختلف في هذا الحديث على أبي سلمة، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف في المجموعة الأولى في حرف الهمزة عند حديث: "إنّ النهار ثنتا عشرة ساعة" والكلام الذي ذكره الحافظ ونسبه لابن عبد البر إنما قاله ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 301) على حديث أبي سلمة عن جابر مرفوعاً: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه، فالتمسوها آخر ساعة في العصر" قال ابن عبد البر: وقد قيل: إنّ قوله في هذا الحديث: "فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" هو من قول أبي سلمة" وقد تقدم الكلام على حديث جابر هذا في المجموعة الأولى في حرف الياء. 292 - (5086) قال الحافظ: ورواه الترمذي من طريق موسى بن وردان عن أنس مرفوعاً بلفظ: "بعد العصر إلى غيبوبة الشمس" وإسناده ضعيف" (¬1) تقدم قبل ثلاثة أحاديث. 293 - (5087) قال الحافظ: ... رواه عبد الرزاق عن عمر بن ذر عن يحيى بن إسحاق بن أبي طلحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً وفيه قصة" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (5578) عن عمر بن ذر الكوفي عن يحيى بن إسحاق عن عبد الله بن أبي طلحة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في صلاة العصر يوم الجمعة والناس خلفه، إذ سَنَحَ كلب يمرّ بين أيديهم، فخرّ الكلب فمات قبل أن يمر، فلما أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- توجه على القوم، وقال: "أيكم دعا على هذا الكلب؟ " فقال رجل: أنا دعوت عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: "دعوت عليه في ساعة يستجاب فيهنّ الدعاء". ورواته ثقات، ويحيى بن إسحاق هو ابن عبد الله بن أبي طلحة. واختلف فيه على عمر بن ذر، فقال خالد بن عبد الرحمن المخزومي: ثنا عمر بن ذر عن إسحاق بن عبد الله قال: فذكره. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2729) والأول أصح. ¬

_ (¬1) 3/ 71 (¬2) 3/ 72

294 - (5088) قال الحافظ: ورواه ابن عساكر من طريق محمد بن سلمة الأنصاري عن أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعاً بلفظ: "وهي بعد العصر" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (5584) عن ابن جُريج ثنا العباس عن محمد بن مسلمة الأنصاري عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة مرفوعاً: "إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه، وهي بعد العصر" وأخرجه أحمد (2/ 272) عن عبد الرزاق به. وأخرجه العقيلي (4/ 140) والطبراني في "الدعاء" (179) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 239) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني عن ابن جريج به. وقال: لا يتابع محمد بن مسلمة على هذا الحديث" وقال العقيلي: والرواية في فضل الساعة التي في يوم الجمعة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير هذا الوجه، وأما التوقيت فالرواية فيه لينة، والعباس رجل مجهول لا نعرفه، ومحمد بن مسلمة أيضًا مجهول، وأما العصر فالرواية فيه لينة" وقال ابن عدي: محمد بن مسلمة هذا ليس بالمعروف" الكامل 6/ 2270 وقال الذهبي في "الميزان": محمد بن مسلمة الأنصاري وعباس لا يعرفان" وتعقبه الحافظ في "اللسان" فقال: عباس معروف وهو ابن عبد الرحمن بن سيار. كذا قال، وقال أبو حاتم: هو ابن عبد الرحمن بن حميد القرشي من بني أسد بن عبد العزى المكي (الجرح 3/ 1/ 211) وسماه البخاري: عباس بن عبد الله بن عثمان بن حميد من بني أسد بن عبد العزى القرشي المكي. وقال الهيثمي: هو ابن عبد الرحمن بن ميناء (المجمع 2/ 165) ¬

_ (¬1) 3/ 72

295 - (5089) قال الحافظ: رواه الطبراني في "الأوسط" والدارقطني في "العلل" والبيهقي في "الشعب" و"فضائل الأوقات" من طريق زيد بن علي بن الحسين بن علي حدثتني مرجانة مولاة فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: حدثتني فاطمة عن أبيها، فذكر الحديث، وفيه: "قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أي ساعة هي؟ قال: "إذا تدلى نصف الشمس للغروب" فكانت فاطمة إذا كان يوم الجمعة أرسلت غلامًا لها يقال له: زيد ينظر لها الشمس، فإذا أخبرها أنها تدلت للغروب أقبلت على الدعاء إلى أن تغيب. في إسناده اختلاف على زيد بن علي، وفي بعض رواته من لا يعرف حاله. وقد أخرج إسحاق بن راهويه في "مسنده" من طريق سعيد بن راشد عن زيد بن علي عن فاطمة لم يذكر مرجانة وقال فيه: "إذا تدلت الشمس للغروب" وقال فيه: تقول لغلام يقال له: أربد: اصعد على الظراب فإذا تدلت الشمس للغروب فأخبرني، والباقي نحوه، وفي آخره: ثم تصلي، يعني المغرب" (¬1) ضعيف جداً يرويه الأصبغ بن زيد الجُهَني واختلف عنه: - فرواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأصبغ واختلف عنه: • فقال إسحاق بن راهويه (2109): أنا المحاربي ثنا الأصبغ عن سعيد بن راشد عن زيد عن (¬2) علي عن فاطمة مرفوعاً: "أن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يدعو بخير إلا استجيب له" فقالت فاطمة: يا رسول الله! وأية ساعة هي؟ فقال: "إذا تدلت الشمس للغروب حتى تغرب" فكانت فاطمة تقول لغلام يقال له: أربد: اصعد على الظراب فإذا رأيت الشمس قد تدلت للغروب فأخبرني، فيخبرها، فكانت تقوم إلى مسجدها فلا تزال تدعو حتى تغرب الشمس، ثم تصلي. • وقال علي بن عبد الله الكوفي: ثنا المحاربي ثني الأصبغ ثني زيد بن علي ثني علي حدثتني مرجانة مولاة علي حدثتني فاطمة. ¬

_ (¬1) 3/ 73 (¬2) في "المطالب" (695): بن. قال الحافظ: قلت: زيد لم يدرك فاطمة، وسعيد بن راشد واه".

باب إذا نقر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6436) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن فاطمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به المحاربي" وقال الهيثمي: مرجانة لم تدرك فاطمة وهي مجهولة، وفيه مجاهيل غيرها" المجمع 2/ 166 • وقال حسين بن عبد الأول الكوفي: ثنا المحاربي ثنا الأصبغ عن سعيد بن أبي راشد عن زيد بن علي عن مرجانة عن فاطمة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (2716) • وقال أحمد بن عمر الوكيعي: عن المحاربي عن الأصبغ عن سعيد بن أبي راشد عن زيد بن علي عمن حدثه عن فاطمة. أخرجه البيهقي (2717) - ورواه سَلْم بن قتيبة الخراساني عن الأصبغ عن سعيد عن زيد بن علي عن أبيه عن فاطمة. أخرجه البيهقي (2718) وسعيد ذكر الحافظ في "اللسان" (3/ 27 - 28) أنه ابن راشد المازني السماك قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث. باب إذا نقر الناس عن الإِمام في صلاة الجمعة 296 - (5090) قال الحافظ: ومثله في حديث ابن عباس عند البزار، وفي حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"، وفي مرسل قتادة عند الطبري وغيره" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه البزار (كشف 2273) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثنا إسحاق بن محمد ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فقدم دِحْية بن خليفة يبيع سلعة له، فما بقي في المسجد أحد إلا خرج، إلا نفر والنبي -صلى الله عليه وسلم- قائم، قال: فأنزل الله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} الآية. ¬

_ (¬1) 3/ 75

وقال: لا نعلمه بتمامه إلا بهذا الإسناد" قلت: وإسناده واه، عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال الذهبي: واه. وإسحاق بن محمد هو الفَرْوي وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف. وإبراهيم بن إسماعيل هو ابن أبي حبيبة وثقه أحمد والعجلي، وضعفه البخاري والجمهور. وحديث أبي هريرة أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (8/ 165) ولفظه: قدمت عِيْرٌ المدينة يوم الجمعة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم على المنبر يخطب، فانفض أكثر من كان في المسجد، فأنزل الله فيهم هذه الآية: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} الآية [الجمعة: 11]. وحديث قتادة أخرجه الطبري (28/ 104) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس يوم الجمعة، فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة، فقال: "كم أنتم؟ " فعدوا أنفسهم فإذا اثنا عشر رجلًا وامرأة، ثم قام في الجمعة الثانية فجعل يخطبهم، فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت عصابة، فقال: "كم أنتم؟ " فعدوا أنفسهم، فإذا اثنا عشر رجلًا وامرأة، ثم قام في الجمعة الثالثة فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة، فقال: "كم أنتم؟ " فعدوا أنفسهم، فإذا اثنا عشر رجلًا وامرأة، فقال: "والذي نفسي بيده لو اتّبع آخرُكم أولكم لالتهب عليكم الوادي نارًا" وأنزل الله عز وجل: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} الآية [الجمعة: 11]. هذا مرسل بإسناد صحيح. 297 - (5091) قال الحافظ: ووقع عند الطبري من طريق السُّدِّي عن أبي مالك ومُرّة فرقهما أنّ الذي قدم بها من الشام دحية بن خليفة الكلبي" (¬1) مرسل وحديث أبي مالك أخرجه الطبري (29/ 103) عن محمد بن حميد الرازي ثنا مهران عن سفيان عن إسماعيل السدي عن أبي مالك قال: قدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من ¬

_ (¬1) 3/ 75

الشام، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يسبقوا إليه، قال: فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد. ومهران هو ابن أبي عمر الرازي، وسفيان هو الثوري، وأبو مالك اسمه غزوان وهو تابعي ثقة. وحديث مرة أخرجه الطبري (28/ 103) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا ابن يمان ثنا سفيان عن السُّدِّي عن مرة قال: جاء دحية الكلبي بتجارة والنبي -صلى الله عليه وسلم- قائم في الصلاة يوم الجمعة، فتركوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وخرجوا إليه، فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}. وأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (878) من طريق ابن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن سفيان به. وإسناده حسن، وسفيان هو الثوري، ومرة هو ابن شراحيل الهمداني تابعي ثقة. 298 - (5092) قال الحافظ: ولابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس: جاءت عير لعبد الرحمن بن عوف" (¬1) ضعيف وتمامه: تحمل الطعام، فخرجوا من الجمعة، بعضهم يريد أن يشتري، وبعضهم يريد أن ينظر إلى دحية، وتركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا على المنبر، وبقي في المسجد اثنا عشر رجلًا وسبع نسوة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو خرجوا كلهم لاضطرم المسجد عليهم نارا" (¬2) وإسناده ضعيف لأنّ الضحاك وهو ابن مزاحم لم يسمع من ابن عباس. 299 - (5093) قال الحافظ: ووقع في تفسير الطبري وابن أبي حاتم بإسناد صحيح إلى قتادة قال: قال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كم أنتم؟ " فعدوا أنفسهم فإذا هم اثنا عشر رجلًا وامرأة. وفي تفسير إسماعيل بن أبي زياد الشامي: وامرأتان. ¬

_ (¬1) 3/ 75 (¬2) الدر المنثور 8/ 165

ولابن مردويه من حديث ابن عباس: وسبع نسوة. لكن إسناده ضعيف" (¬1) حديث قتادة تقدم قبل حديث. وحديث ابن عباس تقدم في الذي قبله. 300 - (5094) قال الحافظ: وله شاهد عند عبد بن حميد عن الحسن مرسلاً، ورجال إسناده ثقات" (¬2) مرسل ولفظه: بينا النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة إذ قدمت عير المدينة فانفضوا إليها وتركوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم يبق معه إلا رهط، منهم: أبو بكر وعمر، فنزلت هذه الآية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى معي أحد منكم لسال بكم الوادي نارا" (¬3) ووقفت له عن الحسن على طريقين: الأول: يرويه مَعْمر بن راشد عن الحسن في قوله تعالى: {انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11] أنّ أهل المدينة أصابهم جوع وغلا سعرهم، فقدمت عير والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فسمعوا بها، فخرجوا إليها والنبي -صلى الله عليه وسلم- قائم كما هو، فأنزل الله تعالى: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو اتبع آخرهم أولهم التهب عليهم الوادي نارا". أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 292) ومن طريقه ابن بشكوال في "الغوامض" (877) عن معمر به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه الأوزاعي ثني داود بن علي أنه سمع الحسن بن أبي الحسن يقول: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس يوم الجمعة أقبل شاءٌ وشيءٌ من سمن، فجعل الناس يقومون إليها حتى لم يبق إلا قليل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو تتابعتم لتأجج الوادي عليكم نارا" ¬

_ (¬1) 3/ 76 (¬2) 3/ 76 (¬3) الدر المنثور 8/ 166 - 167

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 479) عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي ثنا الأوزاعي به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (2758) ورواته ثقات غير داود بن علي بن عبد الله بن عباس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء، وقال الذهبي: ليس حديثه بحجة. ***

أبواب صلاة الخوف

أبواب صلاة الخوف 301 - (5095) قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث ابن مسعود ولفظه: ثم سلم فقام هؤلاء أي الطائفة الثانية فقضوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا ثم ذهبوا ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا" (¬1) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (4245) وأحمد (1/ 409) والنسائي في "الإغراب من حديث وسفيان" (151) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 311) عن سفيان الثوري وابن أبي شيبة (2/ 462) وفي "مسنده" (346) وأحمد (1/ 375 - 376) وأبو داود (1244) وأبو يعلى (5353) والطبري (5/ 254) والدارقطني (2/ 61 - 62) عن محمد بن فضيل الكوفي وأبو داود (1245) والطبري (5/ 254) عن شريك بن عبد الله النخعي والطبري (5/ 254) عن عبد الواحد بن زياد البصري والبيهقي (3/ 261) ¬

_ (¬1) 3/ 82 - 83

عن عبد السلام بن حرب المُلَائي والطحاوي (1/ 311) عن عبد الملك بن الحسين النخعي كلهم عن خُصيف بن عبد الرحمن الجَزَري ثنا أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، فقاموا صفين، فقام صف خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، وصف مستقبل العدو (¬1)، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصف الذين يلونه ركعة، ثم قاموا فذهبوا، فقاموا مقام أولئك مستقبل العدو، وجاء أولئك فقاموا مقامهم، فصلى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعة، ثم سلم، ثم قاموا فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبل العدو، ورجع أولئك إلى مقامهم، فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا (¬2). والسياق لحديث ابن فضيل. قال البيهقي: وهذا الحديث مرسل، أبو عبيدة لم يدرك أباه، وخصيف الجزري ليس بالقوي" وذكره النووي في "الخلاصة" (2/ 746 - 747) في فصل الضعيف، وقال: وهو ضعيف منقطع، خصيف ضعيف. وأبو عبيدة لم يدرك أباه" قلت: خصيف مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه أحمد وغيره. وذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: تركه جماعة من أئمتنا، واحتج به جماعة آخرون. وكان خصيف شيخاً صالحًا فقيهاً عابداً إلا أنه كان يخطىء كثيرًا فيما يروي، وينفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه، وهو صدوق في روايته إلا أنّ الإنصاف في أمره قبول ما وافق الثقات من الروايات وترك ما لا يتابع عليه وإن كان له مدخل في الثقات، وهو ممن أستخير الله فيه. ¬

_ (¬1) زاد الثوري في حديثه: وهم في صلاة كلهم، قال: فكبر وكبروا جميعاً. وفي حديث شريك عند أبي داود: قال: فكبر نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وكبر الصفان جميعًا. وفي حديث عبد السلام: فكبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصفين خلفه. (¬2) زاد عبد الملك في حديثه: وكانوا في غير القبلة. وعبد الملك قال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث.

باب يحرس بعضهم بعضا في صلاة الخوف

باب يحرس بعضهم بعضاً في صلاة الخوف 302 - (5096) قال الحافظ: وفي الباب عن حذيفة وعن زيد بن ثابت عند أبي داود والنسائي وابن حبان، وعن جابر عند النسائي" (¬1) حديث حذيفة له عنه طرق: الأول: يرويه أسود بن هلال المحاربي عن ثعلبة بن زَهْدَم الحنظلي قال: كنا مع سعيد بن العاص بطَبرِسْتَان (¬2) فقال: أيكم شهد صلاة الخوف مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال حذيفة: أنا، قال: فقام (¬3) صف خلفه وصف موازي العدو، قال: فصلى (¬4) بهم (¬5) ركعة، ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء (¬6) فصلى بهم ركعة ثم (¬7) انصرف. أخرجه عبد الرزاق (4249) عن سفيان الثوري عن أشعث بن أبي (¬8) الشعثاء عن أسود بن هلال به. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 461 - 462) وأحمد (5/ 399) وأبو داود (1246) والنسائي (1363) وفي "الكبرى" (1917 و1918) وابن خزيمة (1343) وابن المنذر في "الأوسط" (2338) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 310) والبيهقي (3/ 261) وفي "معرفة السنن" (5/ 22 - 23) من طرق (¬9) عن الثوري به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 3/ 85 (¬2) زاد النسائي في حديث وكيع: ومعنا حذيفة بن اليمان. (¬3) في حديث يحيى القطان عند النسائي وابن خزيمة والبيهقي في "المعرفة": فقام حذيفة فصف الناس خلفه صفين. (¬4) وفي حديث يحيى القطان عند أبي داود: فصلى بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة [ولم يقضوا]. وهذه الزيادة التي بين المعكوفتين عند النسائي وابن خزيمة والبيهقي في "المعرفة" أيضًا. (¬5) وفي حديث عبد الرحمن بن مهدي عند أحمد: بالذين يلونه. وفي حديث يحيى القطان عند النسائي وابن خزيمة والبيهقي في "المعرفة": بالذين خلفه. (¬6) زاد أحمد وغيره: وجاء أولئك. (¬7) وعند أحمد وغيره: ثم سلم عليهم، وعند ابن المنذر: ثم سلم بهم. (¬8) اسمه: سليم. (¬9) رواه يحيى القطان ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي ومؤمل بن إسماعيل البصري وقَبيصة بن عقبة الكوفي وحسين بن حفص الهَمْداني وعبد الله بن الوليد العدني عن الثوري.

الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن أبي إسحاق ثني من شهد سعيد بن العاص في غزوة يقال لها: ذات الخشب ومعه حذيفة، فقال سعيد: أيكم شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فأمرهم حذيفة فلبسوا السلاح، ثم قال: إن هاجكم هيج فقد حل لكم القتال، قال: فصلى بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرف هؤلاء فقاموا مقام أولئك، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى، ثم سلم عليهم. أخرجه عبد الرزاق (4248) عن معمر به. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. الثالث: يرويه عطية بن الحارث ثني محمد بن دهاث قال: غزوت مع سعيد بن العاص فسأل الناس: من شهد منكم صلاة الخوف مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ... الحديث. أخرجه الطحاوي (1/ 310) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي ثنا عفان ثنا عبد الواحد ثنا عطية به. ومحمد بن دهاث لم أقف له على ترجمة، وعطية بن الحارث هو أبو رَوْق الهمداني وهو صدوق، والباقون ثقات، وعفان هو ابن مسلم الصفار، وعبد الواحد هو ابن زياد العبدي. وحديث زيد بن ثابت أخرجه عبد الرزاق (4250) عن سفيان الثوري عن الرُّكَيْن بن الربيع بن عُميلة الفزاري عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: سألته عن صلاة الخوف، قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بهم فقام صف خلفه، وصف موازي العدو، فصلى بهم ركعة، قال: ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء فصلى بهم ركعة، ثم (¬1) انصرف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4919) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 461) وأحمد (5/ 183) والنسائي (3/ 136) وفي "الكبرى" (1919) وابن خزيمة (1345) وابن المنذر (2339) والطحاوي (1/ 310) وابن حبان (2870) والبيهقي (3/ 262 - 263) وفي "معرفة السنن" (5/ 24) من طرق عن الثوري به. زاد ابن حبان: فكان للنبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتان، ولكل طائفة ركعة. ¬

_ (¬1) ولفظ الطحاوي وابن حبان والبيهقي: ثم سلم.

والقاسم بن حسان هو العامري الكوفي وثقه أحمد بن صالح المصري والعجلي وابن حبان. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله. وقال الحافظ: مقبول. وسفيان والركين ثقتان. وحديث جابر أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 462) وأحمد (3/ 298) وابن خزيمة (1347) وابن حبان (2869) عن محمد بن جعفر غُندر والنسائي (3/ 142) وفي "الكبرى" (1933) عن حجاج بن محمد المِصِّيصي وابن خزيمة (1347) عن محمد بن بكر البُرْساني وابن المنذر (2343) عن محمد بن أبي عدي البصري كلهم عن شعبة عن الحكم عن يزيد الفقير عن جابر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم صلاة الخوف، فقام صف بين يديه وصف خلفه، فصلى بالذي خلفه ركعة وسجدتين، ثم تقدم هؤلاء حتى قاموا في مقام أصحابهم، وجاء أولئك حتى قاموا مقام هؤلاء، فصلى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعة وسجدتين، ثم سلم. فكانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتان ولهم ركعة. وأخرجه ابن خزيمة (1348) من طريق رَوح بن عُبادة البصري ثنا شعبة ثنا الحكم ومِسْعَر بن كِدَام عن يزيد الفقير عن جابر به إلا أنه لم يقل: ثم سلم وإسناده صحيح، والحكم هو ابن عتيبة، ويزيد هو ابن صهيب. وأخرجه الطيالسي (ص 247) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن يزيد بن صهيب الفقير قال: سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر أقصر هما؟ قال جابر: إن الركعتين في السفر ليستا بقصر إنما القصر ركعة عند القتال، قال: ثم أنشأ يحدث أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند القتال إذ حضرت الصلاة، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصف طائفة خلفه وقامت طائفة وجوهها قِبَل وجوه العدو، فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين، ثم

باب صلاة الطالب والمطلوب

إنّ الذين صلوا خلفه انطلقوا فقاموا مقام أولئك، فجاء أولئك فصلوا خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين، ثم إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلموا أولئك، فكانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين وللقوم ركعة. ومن طريقه أخرجه الطحاوي (1/ 310) والبيهقي (3/ 263). وأخرجه النسائي (3/ 142) وفي "الكبرى" (1934) وابن خزيمة (1364) عن يزيد بن زُريع البصري والبيهقيِ (3/ 263) عن جعفر بن عون الكوفي كلاهما عن المسعودي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 463 - 464) عن وكيع ثنا المسعودي ومسعر به مختصرا. وإسناده صحيح، والمسعودي اختلط بأخرة، وسماع يزيد بن زريع وجعفر بن عون ووكيع منه قبل اختلاطه. باب صلاة الطالب والمطلوب 303 - (5097) قال الحافظ: أخرج أبو داود في صلاة الطالب حديث عبد الله بن أنيس إذ بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سفيان الهذلي قال: فرأيته وحضرت العصر فخشيت فوتها فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومىء إيماء. وإسناده حسن" (¬1) له عن عبد الله بن أنيس طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن جعفر بن الزبير واختلف عنه: - فقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق ثني محمد بن جعفر بن الزبير عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: دعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنه قد بلغني أنّ خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بِعُرَنَة فأته فاقتله" قلت: يا رسول الله! انعته لي حتى أعرفه، قال: "إذا رأيته وجدت له اقشعريرة" قال: فخرجت متوشحا بسيفي حتى ¬

_ (¬1) 3/ 89

وقعت عليه وهو بعرنة مع ظُعُن يرتاد لهنّ منزلًا وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الاقشعريرة، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومىء برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل، أنا في ذلك. قال: فمشيت معه شيئًا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظَعائِنَه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآني فقال: "أفلح الوجه" قلت: قتلته يا رسول الله، قال: "صدقت" قال: ثم قام معي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل بيته فأعطاني عصا فقال: "أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس" قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمرني أن أمسكها، قالوا: أو لا ترجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتسأله عن ذلك، قال: فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله! لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: "آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذٍ يوم القيامة" فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فَضُمَّت معه في كفنه ثم دفنا جميعًا. أخرجه أحمد (3/ 496) وأبو يعلى (905) وابن خزيمة (983) وأبو نعيم في "الدلائل" (445) من طريقين عن إبراهيم بن سعد به. وتابعه عبد الوارث بن سعيد البصري ثنا ابن إسحاق به. أخرجه أبو داود (¬1) (1249) وابن خزيمة (982). - ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق فقال: عن عبد الله (¬2) بن عبد الله بن أنيس عن أبيه. أخرجه البيهقي (3/ 256) وفي "الدلائل" (4/ 42 - 43). - ورواه عبد الله بن إدريس الأودي عن ابن إسحاق فقال: عن بعض ولد عبد الله بن أنيس عن عبد الله بن أنيس. أخرجه أحمد (3/ 496) - ورواه محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أنيس. ¬

_ (¬1) قال النووي في "الخلاصة" (2/ 750): بإسناد حسن". (¬2) هكذا في "الدلائل"، وفي "الكبرى": عبيد الله بالتصغير.

أخرجه الطبري في "التاريخ" (3/ 156 - 157) ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. الثاني: يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن كعب عن عبد الله بن أنيس قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوماً "من لي من خالد بن نبيح" -وخالد بن نبيح رجل من هذيل- وهو يومئذٍ بعرنة قِبَلَ عرفة- قال عبد الله بن أنيس: أنا يا رسول الله، والذي أكرمك ما هبت شيئاً قط، فخرج عبد الله بن أنيس حتى أتى جبال عرفة فلقيه قبل أن تغيب الشمس. قال ابن أنيس: فلقيت رجلًا رُعبت منه، فعرفته حين رعبس منه أنه الذي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: من الرجل؟ فقلت: باغ حاجة، هل من مبيت؟ قال: نعم، فالحق. قال: فخرجت في أثره، فصليت العصر، ركعتين خفيفتين، وأشفقت أن يراني، ثم لحقته، فضربته بالسيف، ثم خرجت حتى غشيت الجبل، فمكثت فيه حتى إذا هدأ الناس عني خرجت حتى قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته الخبر. قال محمد بن كعب القرظي: فأعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِخْصَرَة فقال: "تَخَصَّر بها حتى تلقاني بها يوم القيامة، وأقالُّ الناس يوم القيامة المتخصرون" قال محمد بن كعب: فلما توفي عبد الله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه، وكُفِّن عليها ودفنت معه. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2031) عن يعقوب بن حميد بن كاسب المدني والفاكهي في "أخبار مكة" (2727) والسياق له عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (¬1) قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به. وإسناده حسن إن كان محمد بن كعب سمع من عبد الله بن أنيس فإنه لم يذكر سماعا منه ولم أر أحداً صرح بسماعه منه. ... ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 5 - 6) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 189 - 190) من طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن ابن متوبه الأصبهاني ثنا ابن أبي عمر به.

كتاب العيدين

كتاب العيدين باب الحراب والدرق يوم العيد 304 - (5098) قال الحافظ: وللطبراني من حديث أم سلمة أنّ إحداهما كانت لحسان بن ثابت" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 264 - 265) من طريق علي بن ثابت الجَزَري عن الوازع عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت: دخلت علينا جارية لحسان بن ثابت يوم فطر ناشرة شعرها معها دف تغني، فزجرتها أم سلمة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعيها يا أم سلمة فإنّ لكل قوم عيدا، وهذا يوم عيدنا" قال الهيثمي: وفيه الوازع بن نافع وهو متروك" المجمع 2/ 206 باب الخروج إلى المصلى بغير منبر 305 - (5099) قال الحافظ: وروى ابن سعد بإسناد صحيح إلى نافع قال: كان اسم كثير بن الصلت قليلًا، فسماه عمر كثيرًا. ورواه أبو عوانة فوصله بذكر ابن عمر ورفعه بذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، والأول أصح" (¬2) ¬

_ (¬1) 3/ 92 (¬2) 3/ 102

يرويه عبيد الله بن عمر العُمَري عن نافع مولى ابن عمر واختلف عنه: - فقال سليمان بن بلال المدني: عن عبيد الله عن نافع أن كثير بن الصلت كان اسمه قليلا فسماه عمر بن الخطاب كثيرا. أخرجه ابن سعد (5/ 14) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال به. وإسناده صحيح، وأبو بكر اسمه عبد الحميد. - وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي: عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ كثير بن الصلت كان اسمه قليلًا فسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا، وأنّ مطيع بن الأسود كان اسمه العاص فسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مطيعا، وأنّ أم عاصم بن عمر كان اسمها عاصية فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميلة، وكان يتفاءل بالاسم. أخرجه أبو عوانة (الإصابة 8/ 222 - تهذيب الكمال 24/ 128) عن أبي قيس مسرور بن نوح ثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي ثني عبد الرحمن بن المغيرة ثني الدراوردي به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5860). قال الحافظ: استغربه ابن منده، وفي سنده راو ضعيف، والأول أصح" الإصابة 8/ 222 قلت: إسناده حسن، مسرور بن نوح قال الحاكم: ثقة مأمون، صاحب غرائب (سؤالات مسعود 136) وإبراهيم بن المنذر وثقه ابن معين وغيره، وعبد الرحمن بن المغيرة هو ابن عبد الرحمن الحزامي قال الدارقطني: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". والدراوردي صدوق، وعبيد الله ونافع ثقان. - وقال يحيى بن سعيد القطان: عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير اسم عاصية، وقال: "أنت جميلة" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (820) ومسلم (2139) وأبو داود (4952) والترمذي (2838) والبيهقي في "الآداب" (609) وتابعه حماد بن سلمة عن عبيد الله بهذا الإسناد أنّ أم عاصم كان يقال لها عاصية، فسماها النبي -صلى الله عليه وسلم- جميلة.

باب المشي والركوب إلى العيد

أخرجه ابن أبي شيبة (الإصابة 12/ 177) والدارمي (2700) ومسلم (3/ 1687) وابن ماجه (3733) وابن منده في "الصحابة" (الإصابة 12/ 177) وأبو نعيم في "الصحابة" (7551) من طرق عن حماد به. باب المشي والركوب إلى العيد 306 - (5100) قال الحافظ: وفي الحديث عن جابر بن سَمُرَة عند مسلم، وعن سعد بن أبي وقاص عند البزار، وعن البراء عند الطبراني في "الأوسط" (¬1) حديث جابر بن سمرة أخرجه مسلم (887) من طريق سِمَاك بن حرب الكوفي عن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيدين غيرَ مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة. وحديث سعد أخرجه البزار (1116) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعِي ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي قال: حدثني مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى العيد بغير أذان ولا إقامة، وكان يخطب خطبتين قائمًا يفصل بينهما بجلسة. وإسناده واه، عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. ومحمد بن عبد العزيز هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وحديث البراء أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1317) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا عُبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن الشعبي عن البراء أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في يوم أضحى بغير أذان ولا إقامة، فخطب الرجال، ثم قام إلى النساء، فخطبهنَّ وحثهنَّ على الصدقة، حتى كثر مع بلال المتاع". وقال: لم يَرو هذا الحديث عن القاسم إلا عبيدة، تفرد به عبد الله بن عمر" ¬

_ (¬1) 3/ 104

باب فضل العمل في أيام التشريق

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عمر بن أبان ولم أعرفه" المجمع 2/ 203 قلت: هو عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي الأموي قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبيدة بن الأسود صدوق، والباقون ثقات. باب فضل العمل في أيام التشريق 307 - (5101) قال الحافظ: وللترمذي من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة "يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" لكن إسناده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (1728) والترمذي (758) وابن الأعرابي (938) وابن عدي (7/ 2522 - 2523) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (174) وفي "الشعب" (3480) والخطيب في "التاريخ" (11/ 208) والبغوي في "شرح السنة" (1126) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (368) والمزي (27/ 482 - 483) والذهبي في "الميزان" (4/ 100) من طرق عن مسعود بن واصل العَقَدي ثنا النَّهَّاس بن قَهْم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً: "ما من أيام أحبُّ إلى الله أن يُتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيامُ كلِّ يوم منها بصيام سنة، وقيامُ كلِّ ليلة منها بقيام ليلة القدر". قال الترمذي. هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس. وسألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا. وقد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً شيء من هذا. وقد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قبل حفظ" وقال ابن عدي: لا أعلم رواه عن قتادة غير النهاس بن قهم، وعن النهاس بن قهم مسعود بن واصل" ¬

_ (¬1) 3/ 114

باب موعظة الإمام النساء يوم العيد

وقال البغوي: إسناده ضعيف" قلت: وهو كما قال لضعف مسعود والنهاس. باب موعظة الإِمام النساء يوم العيد 308 - (5102) قال الحافظ: روى الطبراني من وجه آخر عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء المذكورة أنها كانت في النسوة اللاتي أخذ عليهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أخذ، الحديث" (¬1) حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" (14/ 181) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن يونس قالا: ثنا يزيد أبو عبد الله الشيباني قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية أنها كانت في النسوة اللاتي أخذ عليهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أخذ، وكانت معها خالتها عليها خواتيم من ذهب وسواران من ذهب، فجعل يصرف بصره عنها حتى إذا فرغ قال: "ما هذه أيسرك أن يحليك الله حليا من نار؟ " قالت: أعوذ بالله من النار، فنزعت خواتيمها فرمت بها بين يديها وعالجت سواريها فلم تستطع، فعمدت إليه فقضمته عنها فرمت بها في مكان لا ندري ما فعل، قالت: فقلت: يا رسول الله! نحن النساء لا بد لنا أن نتزين لبعولتنا، فأذن لنا في خرصين من ذهب، فأبى عليّ وقال: "ما على إحداكنّ أن تتخذ خرصين من فضة، ثم تتخذ شعرتين من زعفران فتمرّ به بين إصبعيها ثم تصفره، فإذا هو مثل الذهب". وإسناده حسن، شهر صدوق، والباقون ثقات، ويزيد هو ابن عبد الله مولى الصهباء بنت هبيرة. وانظر حديث "إني لا أصافح النساء" في المجموعة الأولى. باب اعتزال الحيض المصلى 309 - (5103) قال الحافظ: ... وقد ورد هذا مرفوعاً بإسناد لا بأس به أخرجه أحمد ¬

_ (¬1) 3/ 120

وأبو يعلى وابن المنذر من طريق امرأة من عبد القيس عن أخت عبد الله بن رواحة به، والمرأة لم تسم، والأخت اسمها عمرة صحابية" (¬1) أخرجه الطيالسي (ص 226) عن شعبة عن محمد بن النعمان عن طلحة اليامي عن امرأة من عبد القيس عن أخت عبد الله بن رواحة مرفوعاً: "وجب الخروج على ذات نطاق -يعني في العيدين-" وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 163) وفي "الصحابة" (7757) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 202) من طريق (¬2) يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه إسحاق (2421) وأحمد (6/ 358) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 251) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3420 و3421) وأبو يعلى (7152) والطبراني في "الكبير" (24/ 339) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 163) وفي "الصحابة" (7758) والبيهقي (3/ 306) والخطيب في "المتفق" (1451) من طرق عن شعبة به. قال البخاري: كأنه مرسل" قلت: لم يذكر طلحة بن مُصَرِّف اليامي سماعًا من المرأة التي لم تسم، ولم تذكر المرأة سماعًا من أخت (¬3) عبد الله بن رواحة. ومحمد بن النعمان قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات". وخالفه الحسن بن عبيد الله النخعي فرواه عن طلحة اليامي قال: قال أبو بكر الصديق: حق على كل ذات نطاق الخروج إلى العيدين. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 182) عن حفص بن غياث الكوفي عن الحسن بن عبيد الله به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3422) عن ابن أبي شيبة به. وهذا أصح. ¬

_ (¬1) 3/ 123 (¬2) رواه علي بن مسلم الطوسي عن الطيالسي فقال: عن رجل عن أخت عبد الله بن رواحة. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 63) وهو وهم، والصواب: عن امرأة. (¬3) اسمها عمرة كما عند ابن أبي عاصم وغيره.

باب من خالف الطريق إذا رجع إلى العيد

باب من خالف الطريق إذا رجع إلى العيد 310 - (5104) قال الحافظ: له شواهد من حديث ابن عمر وسعد القَرَظ وأبي رافع وعثمان بن عبيد الله التيمي وغيرهم يعضد بعضها بعضًا" (¬1) حديث ابن عمر أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (216) عن عبد الله بن عمر العُمَري عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج إلى العيد من طريق ويرجع من طريق أخرى. ومن طريقه أخرجه أحمد وابنه (2/ 109) والبيهقي (3/ 309). وأخرجه أبو داود (1156) وابن ماجه (1299) وأبو الشيخ في "العوالي" (5) والحاكم (1/ 296) والبيهقي (3/ 309) من طرق عن عبد الله العمري به. وعبد الله العمري مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وحديث سعد القَرَظ يرويه هشام بن عمار الدمشقي عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد واختلف عنه، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف في المجموعة الأولى في حرف الهمزة عند حديث: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بلالًا أن يجعل إصبعيه في أذنيه. وحديث أبي رافع أخرجه ابن ماجه (1300) من طريق مِنْدل بن علي العَنَزي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأتي العيد ماشيًا، ويرجع في غير الطريق الذي ابتدأ فيه. قال البوصيري: هذا إسناد فيه مندل ومحمد بن عبيد الله وهما ضعيفان" المصباح 1/ 153 قلت: محمد بن عبيد الله قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث جداً، ذاهب. وحديث عثمان بن عبيد الله التيمي أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 207) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي ثني معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن جده أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجع من المصلى يوم عيد فسلك على التمارين من أسفل السوق حتى إذا كان عند مسجد الأعرج الذي هو عند موضع البركة التي بالسوق قام فاستقبل فج أسلم فدعا ثم انصرف. ¬

_ (¬1) 3/ 125

ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 309) والأسلمي متهم بالكذب. 311 - (5105) قال الحافظ: أجر الخطأ يكتب في الرجوع أيضاً كما ثبت في حديث أبي بن كعب عند الترمذي وغيره" (¬1). أخرجه مسلم (663) من طريق أبي عثمان عبد الرحمن بن مَل النَّهْدي عن أبي بن كعب قال: كان رجل، لا أعلم رجلًا أبعدَ من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارًا تركبُهُ في الظلماء وفي الرمضاء. قال: ما يسرني أنّ منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد جمع الله لك ذلك كله" ... ¬

_ (¬1) 3/ 126

أبواب الوتر

أبواب الوتر 312 - (5106) قال الحافظ: وروى الطحاوي من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة، وأخبر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله. وإسناده قوي" (¬1) حسن وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفصل بين الشفع والوتر بتسليم (¬2) يسمعناه. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 278 - 279) عن علي بن بحر القطان وابن حبان (2434) والطبراني في "مسند الشاميين" (648) عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيم الدمشقي. قالا: ثنا الوليد بن مسلم عن الوَضين بن عطاء قال: أخبرني سالم بن عبد الله به. واللفظ لحديث دحيم. وإسناده ضعيف، الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، والوضين مختلف فيه: وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره. الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة (¬3)، ويُسمعناها. ¬

_ (¬1) 3/ 134 - 135 (¬2) ولفظ الطحاوي: بتسليمة. (¬3) وفي لفظ: بتسليم.

باب القنوت قبل الركوع وبعده

أخرجه أحمد (2/ 76) وابن الأَعرابي (1674) وابن حبان (2433 و2435) والطبراني في "الأوسط" (757) والخطيب في "التاريخ" (12/ 314) من طرق عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري عن إبراهيم الصائغ عن نافع به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم الصائغ إلا أبو حمزة السكري" قلت: وإسناد حسن، إبراهيم بن ميمون الصائغ صدوق، وأبو حمزة ونافع ثقتان. 1312 - (5106) قال الحافظ: ولم يتمسك في دعوى ذلك إلا بالنهي عن البُتَيْرَاء" (¬1) ضعيف أخرجه ابن عبد البر في "التمهد" (13/ 254) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج ثنا أبي ثنا الحسن بن سليمان قُبَّيْطة ثنا عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن البتيراء أن يصلي الرجل ركعة واحدة يوتر بها. وقال: هو عثمان بن محمد بن أبي ربيعة بن عبد الرحمن، قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم" وكذا قال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" (2/ 57) (¬2) وقال الدارقطني في "غرائب مالك": ضعيف" اللسان 4/ 153 باب القنوت قبل الركوع وبعده 313 - (5107) قال الحافظ: وقد روى مسلم من حديث البراء نحو حديث أنس هذا" (¬3) أخرجه مسلم (678) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا البراء بن عازب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الصبح والمغرب. ¬

_ (¬1) 3/ 139 (¬2) وانظر: "الوهم والإيهام" (3/ 153 - 154) (¬3) 3/ 144

أبواب الاستسقاء

أبواب الاستسقاء باب تحويل الرداء في الاستسقاء 314 - (5108) قال الحافظ: وتُعقب بأنّ الذي جزم به يحتاج إلى نقل، والذي رده ورد فيه حديث رجاله ثقات، أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جابر. ورجح الدارقطني إرساله" (¬1) يرويه إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي واختلف عنه: - فقال محمد بن يوسف بن عيسى ابن الطباع: ثني عمي إسحاق بن عيسى ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: استسقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحوّل رداءه ليتحول القحط. أخرجه الحاكم (1/ 326) عن أبي جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ثنا محمد بن يوسف به. وأخرجه البيهقي (3/ 351) عن الحاكم به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": غريب عجيب صحيح" قلت: إسناده حسن، إسحاق بن عيسى صدوق، والباقون ثقات. - ورواه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثلج أبو بكر الكاتب عن جده عن إسحاق بن عيسى فلم يذكر جابرا. ¬

_ (¬1) 3/ 152

أخرجه الدارقطني (2/ 66) ومن طريقه البيهقي (3/ 351) وهو مرسل بإسناد حسن. 315 - (5109) قال الحافظ: وكذا في حديث أبي هريرة عند ابن ماجه حيث قال: فصلى بنا ركعتين بغير أذان ولا إقامة" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 326) عن وهب بن جرير بن حازم البصري ثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدث عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه قال: خرج نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً يستسقي، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا ودعا الله وحوّل وجهه نحو القبلة رافعاً يده، ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2201 و2208) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه ابن ماجه (1268) وابن خزيمة (1409 و1422) وأبو عوانة (3/ 32 - 33) وابن المنذر في "الأوسط" (2219) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 325) والبيهقي (3/ 347) من طرق عن وهب بن جرير به. قال ابن خزيمة: في القلب من النعمان بن راشد، فإنّ في حديثه عن الزهري تخليط كثير" وقال البيهقي: تفرد به النعمان بن راشد عن الزهري" وقال في "الخلافيات": رواته ثقات" تلخيص الحبير 2/ 98 وقال النووي: والنعمان مضطرب الحديث، كثير الغلط" الخلاصة 2/ 876 وقال الحافظ: إسناده حسن" الدراية 1/ 226 وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 150 قلت: النعمان بن راشد مختلف فيه: قال ابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وضعفه يحيى القطان وغير واحد. وقال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك. ¬

_ (¬1) 3/ 153

وقال ابن حبان: ربما أخطأ على الزهري. والباقون ثقات. 316 - (5110) قال الحافظ: وقد أخرج الدارقطني من حديث ابن عباس أنه يكبر فيهما سبعًا وخمسًا كالعيد، وأنه يقرأ فيهما بسبح وهل أتاك. وفي إسناده مقال، لكن أصله في "السنن" بلفظ: ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد" (¬1) أخرجه الدارقطني (6612) والحاكم (1/ 326) والبيهقي (3/ 348) من طريق سهل بن بكار البصري ثنا محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن طلحة قال: أرسلني مروان إلى ابن عباس أسأله عن سنة الاستسقاء، فقال: سنة الاستسقاء سنة الصلاة في العيدين، إلا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلب رداءه، فجعل يمينه على يساره، ويساره على يمينه، وصلى ركعتين، وكبر في الأولى سبع تكبيرات، وقرأ: سبح اسم ربك الأعلى، وقرأ في الثانية: هل أتاك حديث الغاشية، وكبر فيها خمس تكبيرات. وأخرجه البزار (كشف 659) والطبراني في "الدعاء" (2204 و2205) والبيهقي (3/ 348) من طريق رَوح بن عُبادة البصري ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: سألت ابن عباس عن السنة في الاستسقاء فقال: مثل السنة في العيدين، خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستسقي فصلى ركعتين بغير أذان ولا إقامة، وكبر فيهما ثنتي عشرة تكبيرة، سبعاً في الأولى، وخمسًا في الآخرة، وجهر بالقراءة، ثم انصرف فخطب واستقبل القبلة وحول رداءه، ثم استسقى. قال البزار: لا نعلمه بهذا الإسناد عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال البيهقي: محمد بن عبد العزيز هذا غير قوي" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وللحديث طريق أخرى لكن بغير هذا السياق، وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الخاء فانظر حديث: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- متبذلًا متواضعًا ... ¬

_ (¬1) 3/ 153

باب قول الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}

باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82] 317 - (5111) قال الحافظ: في حديث أبي سعيد عند النسائي: مُطِرنا بِنَوْء المِجْدَح" (¬1) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 274) والحميدي (751) وأحمد (3/ 7) عن سفيان بن عُيينة ثنا عمرو بن دينار أخبرني عتاب بن حنين قال: سمعت أبا سعيد الخدري رفعه "لو حبس الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة منهم به كافرين يقولون: مطرنا بِنَوْءِ كذا وكذا أو مطرنا بنوء المِجْدَح" (¬2) ومن طريق أحمد أخرجه المزي (19/ 290) وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 55) والنسائي (1343) وفي "الكبرى" (1836) والطحاوي في "المشكل" (5218) وابن حبان (6130) من طرق عن ابن عيينة به. وأخرجه الدارمي (2765) والنسائي في "اليوم والليلة" (926) وأبو يعلى (1312) من طريق حماد بن سلمة أنا عمرو بن دينار به. وقال في روايته "عشر سنين". قال سفيان بن عيينة: لا أدري من عتاب" قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. ... ¬

_ (¬1) 3/ 177 (¬2) زاد عبد الرزاق: "يعني الدَّبَران".

أبواب الكسوف

أبواب الكسوف باب الصلاة في كسوف الشمس 318 - (5112) قال الحافظ: وقد ثبت في حديث جابر عند مسلم مثله وقال فيه: إنّ في كل ركعة ركوعين" (¬1) أخرجه مسلم (904) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر قال: كَسَفَت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحرِّ، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوا من ذاك. فكانت أربعَ ركعات وأربعَ سجدات ... 319 - (5113) قال الحافظ: وقد أخرج عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي قِلَاية أنه -صلى الله عليه وسلم- كان كلما ركع ركعة أرسل رجلاً ينظر هل انجلت" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ... " باب الصدقة في الكسوف 320 - (5114) قال الحافظ: زاد النسائي في حديث سمرة: وشهد أنه عبد الله ورسوله" (¬3) ¬

_ (¬1) 3/ 180 (¬2) 3/ 180 (¬3) 3/ 184

انظر حديث: "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظاما" في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف. 321 - (5115) قال الحافظ: واستدل به على أنّ لصلاة الكشوف هيئة تخصها من التطويل الزائد على العادة في القيام وغيره ومن زيادة ركوع في كل ركعة. وقد وافق عائشة على رواية ذلك عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ومتفق عليهما، ومثله عن أسماء بنت أبي بكر كما تقدم في صفة الصلاة، وعن جابر عند مسلم، وعن علي عند أحمد، وعن أبي هريرة عند النسائي، وعن ابن عمر عند البزار، وعن أم سفيان عند الطبراني، وفي رواياتهم زيادة رواها الحفاظ الثقات فالأخذ بها أولى من إلغائها، وبذلك قال جمهور أهل العلم من أهل الفتيا. وقد وردت الزيادة في ذلك من طرق أخرى: فعند مسلم من وجه آخر عن عائشة وآخر عن جابر أنّ في كل ركعة ثلاث ركوعات. وعنده من وجه آخر عن ابن عباس أن في كل ركعة أربع ركوعات. ولأبي داود من حديث أبي بن كعب والبزار من حديث علي أنّ في كل ركعة خمس ركوعات. ولا يخلو إسناد منهما عن علة، وقد أوضح ذلك البيهقي وابن عبد البر، ونقل صاحب الهدي عن الشافعي وأحمد والبخاري أنهم كانوا يعدون الزيادة على الركوعين في كل ركعة غلطا من بعض الرواة، فإنّ أكثر طرق الحديث يمكن رد بعضها إلى بعض، ويجمعها أنَّ ذلك كان يوم مات إبراهيم عليه السلام، وإذا اتحدت القصة تعين الأخذ بالراجح، وجمع بعضهم بين هذه الأحاديث بتعدد الواقعة وأن الكسوف وقع مرارًا فيكون كل من هذه الأوجه جائزًا، وإلى ذلك نحا إسحاق لكن لم تثبت عنده الزيادة على أربع ركوعات" (¬1) حديث جابر تقدم قبل حديثين. وله طريق أخرى تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف الصاد عند حديث: "صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات" وحديث علي له عنه طريقان: الأول: يرويه الحكم بن عتيبة الكوفي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 3/ 185

- فقال زهير بن معاوية الكوفي: ثنا الحسن بن الحر ثنا الحكم بن عتيبة عن رجل يدعى حنشا قال: كَسَفَت الشمس فصلى عليّ بالناس فقرأ يس أو نحوها، ثم ركع نحوا من قدر السورة، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر، ثم ركع قدر قراءته أيضاً، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام أيضاً قدر السورة، ثم ركع قدر ذلك أيضاً، حتى ركع أربع ركعات، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد، ثم قال في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى، ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس، ثم حدثهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذلك فعل. أخرجه أحمد (1/ 143) وابن خزيمة (1388 و1394) وابن المنذر (2911) والطحاوي (1/ 328) والبيهقي (3/ 330) من طرق عن زهير به. - ورواه سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن الحكم بن عتيبة فلم يرفعه. وقال: عن حنش بن ربيعة الكناني. أخرجه عبد الرزاق (4936) وابن أبي سنة (2/ 472) وابن المنذر (2894 و2905) والطحاوي (1/ 334) والطبراني في "الدعاء" (2235) والبيهقي (3/ 330) وتابعه منصور بن المعتمر الكوفي عن الحكم به. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 191). وقال: والموقوف أصح" وقال البيهقي: وحنش هذا غير قوي في الحديث" معرفة السنن 5/ 151 وقال ابن المديني: حنش بن ربيعة الذي روى عنه الحكم بن عتيبة لا أعرفه. وقال البخاري: يتكلمون في حديثه. وقال ابن حبان: كان كثير الوهم في الأخبار، ينفرد عن علي عليه السلام بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج به. الثاني: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن عبد الأعلي بن عامر الثعلبي عن محمد بن علي بن الحنفية وعبد الرحمن بن أبي ليلى قالا: كسفت الشمس على عهد علي فقام فركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم فعل في الثانية مثل ذلك، ثم سلم، ثم قال: ما صلاها أحد بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غيري. أخرجه البزار (628 و639) وابن المنذر (2907) من طرق عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا إسرائيل به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا عبد الأعلى، ولا عن عبد الأعلى إلا إسرائيل" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وحديث أبى هريرة أخرجه النسائي (3/ 113) وفي "الكبرى" (1868) عن محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم الكُريزي ثني إبراهيم سَبَلان ثنا عباد بن عباد المُهَلَّبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام فصلى للناس فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود، وهو دون السجود الأول، ثم قام فصلى ركعتن وفعل فيهما مثلَ ذلك، ثم سجد سجدتين يفعل فيهما مثلَ ذلك حتى فرغ من صلاته. ثم قال: "إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عز وجل، وإلى الصلاة" قال ابن عبد البر: حديث لين" التمهيد 3/ 314 وقال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 861 قلت: وهو كما قال، وإبراهيم هو ابن زياد البغدادي، ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن. وحديث ابن عمر أخرجه البزار (كشف 668) وابن خزيمة (1400) والحاكم (1/ 331) عن مسلم بن خالد الزَّنْجي والبزار (668) عن عدي بن الفضل التيمي كلاهما عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أنّ الشمس انكسفت لموت عظيم من العظماء، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فصلى بالناس فأطال القيام حتى قيل لا يركع من طول القيام، ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع من طول الركوع، ثم رفع فأطال القيام نحوا من قيامه الأول، ثم ركع فأطال الركوع كنحو ركوعه الأول، ثم رفع رأسه فسجد، ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك، فكانت أربع ركعات وأربع سجدات، ثم أقبل على الناس

فقال: "أيها الناس! إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة" هذا لفظ البزار. ولفظ الحاكم وابن خزيمة: أنّ الشمس كسفت يوم مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فظن الناس أنما انكسفت لموته، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أيها الناس! إنما الشمس والقمر آيتان" ... فذكر لحديث وزاد: "وإلى ذكر الله وادعوا وتصدقوا" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". وقال الهيثمي: رواه البزار من طريقين في إحداهما مسلم بن خالد وهو ضعيف وقد وثق، وفي الأخرى عدي بن الفضل وهو متروك" المجمع 2/ 208 قلت: وهو كما قال؛ لكنهما لم ينفردا به فقد تابعهما: 1 - داود بن عبد الرحمن العطار عن إسماعيل بن أمية به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2219 و2227) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا داود العطار به. وإسناده صحيح. 2 - يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية به. أخرجه الطحاوي (1/ 327) وحديث أم سفيان أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3402) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (الإصابة 13/ 221) والطبراني في "الكبير" (25/ 161 - 162) وأبو نعيم في "الصحابة" (7961) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 340) من طريق حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن موسى بن عبد الرحمن عن أم سفيان أنّ يهودية كانت تدخل على عائشة فتتحدث، فإذا قامت قالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فلما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرته بذلك فقال: "كذبت إنما ذلك لأهل الكتاب" فكسفت الشمس فقال: "أعوذ بالله من عذاب القبر" ثم كبر فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم ركع ركعين وسجد سجدتين يقوم فيهما مثل قيامه، ويركع مثل ركوعه. قال الهيثمي: وموسى بن عبد الرحمن هذا التابعي لم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات" المجمع 2/ 211

قلت: موسى بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا يعلي بن عطاء فهو مجهول. وحديث أبي بن كعب أخرجه أبو داود (1182) والحاكم (1/ 333) عن عبد الله بن أبي جعفر الرازي وأبو داود وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 134) والطبراني في "الأوسط" (5915) وفي "الدعاء" (2237) وابن عدي (5/ 1701) والبيهقي (3/ 329) والمزي (21/ 396) عن عمر بن شقيق بن أسماء الجَرْمي كلاهما عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم فقرأ بسورة من الطُّول، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطول، وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ في الكسوف عشرَ ركعات في أربع سجدات إلا أبي بن كعب، ولا يُروى عن أبي بن كعب إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر الرازي" وقال البيهقي: هذا إسناد لم يحتج بمثله صاحبًا الصحيح" وقال الحاكم: الشيخان قد هجرا أبا جعفر الرازي ولم يخرجا عنه، وحاله عند سائر الأئمة أحسن الحال، وهذا الحديث فيه ألفاظ، ورواته صادقون" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: خبر منكر، وعبد الله بن أبي جعفر ليس بشيء، وأبوه فيه لين" وقال ابن عبد البر: وأما حديث أبي بن كعب فإنما يدور على أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، وليس هذا الإسناد عندهم بالقوى" التمهيد 3/ 307 وذكره النووي في "الخلاصة" (2/ 858) في فصل الضعيف وقال: رواه أبو داود بإسناد فيه ضعيف، ولم يضعفه" قلت: أبو جعفر الرازي مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغير واحد، وضعفه ابن حبان وغيره.

باب طول السجود في الكسوف

وقال النسائي والعجلي: ليس بالقوي، وقال الفلاس وابن خراش: سيء الحفظ. وقال أبو زرعة: يهم كثيرًا، وقال الساجي: ليس بمتقن. باب طول السجود في الكسوف 322 - (5116) قال الحافظ: ونحوه عند النسائي عن أبي هريرة" (¬1) تقدم في الحديث الذي قبله. 323 - (5117) قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي في حديث سَمُرَة: كأطول ما سجد بنا في صلاة قط" (¬2) انظر حديث: "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظامًا ... " في المجموعة الأولى. 324 - (5118) قال الحافظ: رواه مسلم في حديث جابر بلفظ: "وسجوده نحو من ركوعه" وقال: وقع في حديث جابر الذي أشرت إليه عند مسلم تطويل الاعتدال الذي يليه السجود ولفظه: ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد" (¬3) تقدم قبل حديثين. باب صلاة الكسوف جماعة 325 - (5119) قال الحافظ: في حديث جابر عند أحمد بإسناد حسن "فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب: شيئًا صنعته في الصلاة لم تكن تصنعه" (¬4) أخرجه أحمد (5/ 137 - 138) عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر قال: بينما نحن صفوفًا خلف ¬

_ (¬1) 3/ 193 (¬2) 3/ 193 (¬3) 3/ 193 (¬4) 3/ 194

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الظهر أو العصر إذ رأيناه يتناول شيئاً بين يديه وهو في الصلاة ليأخذه، ثم تناوله ليأخذه، ثم حيل بينه وبينه، ثم تأخر وتأخرنا، ثم تأخر الثانية وتأخرنا، فلما سلم قال أبي بن كعب: يا رسول الله! رأيناك اليوم تصنع في صلاتك شيئًا لم تكن تصنعه، قال: "إنه عرضت عليّ الجنة بما فيها من الزهرة فتناولت قطفًا من عنبها لآتيكم به ولو أخذته لأكل منه من بين السماء والأرض ولا يتنقصونه فحيل بيني وبينه، وعرضت عليّ النار فلما وجدت حرّ شعاعها تأخرت، وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن ائتمن أفشين، وإن سألن أحفين، إن أعطين لم يشكرن، ورأيت فيها لحي بن عمرو يجر قُصْبَهُ، وأشبه من رأيت به معبد بن أكثم" قال معبد: أي رسول الله يخشى عليّ من شبهه فإنه والد؟ قال: "لا، أنت مؤمن وهو كافر، وهو أول من جمع العرب على الأصنام" ثم أخرجه أحمد (5/ 138) عن أحمد بن عبد الملك ثنا عبيد الله بن عمرو ثنا عدالله بن محمد عن الطفيل بن أُبي عن أبيه مرفوعاً مثله. وأخرجه أحمد أيضًا (3/ 352 - 353) عن زكريا بن عدي الكوفي وحسين بن محمد المَرُّوْذي قالا: ثنا عبيد الله بن عمرو عن عدالله بن محمد بن عقيل عن جابر. وأخرجه الحاكم (4/ 604 - 605) من طريق هلال بن العلاء بن هلال الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6125) من طريق ابن أبي شيبة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف كما تقدم في كتاب الجمعة - باب الساعة التي في يوم الجمعة. وللحديث طريق أخرى عند الطيالسي (ص 241) ومسلم (904) وغيرهما، لكن بغير هذا السياق. 326 - (5120) قال الحافظ: في حديث عقبة بن عامر عند ابن خزيمة: "أهوى بيده ليتناول شيئًا" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 3/ 195

أخرجه ابن خزيمة (890) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شِمَاسة أنه سمع عقبة بن عامر يقول: صلينا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً فأطال القيام، ثم رأيته هوى بيده ليتناول شيئًا، فلما سلم قال: "ما من شيءٍ وُعدتموه إلا قد عُرض عليّ في مقامي هذا حتى لقد عُرضت عليّ النار وأقبل إليّ منها شرر حتى حاذاني مكاني هذا، فخشيت أن يغشاكم" وإسناده صحيح. وأخرجه الروياني (193) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري ثنا عمي ابن وهب به، وساقه مطولاً. ورواه أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب فلم يذكر ابن لهيعة، وساقه مطولاً. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 315 - 316) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشدين بن سعد المصري ثنا أحمد بن صالح به. وأحمد بن محمد بن الحجاج مختلف فيه، والباقون ثقات. وكذلك رواه عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي عن ابن لهيعة بهذا الإسناد مطولاً. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3221) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن شماسة إلا يزيد بن أبي حبيب" قلت: والدمياطي قال النسائي: ضعيف. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 196) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري عن ابن لهيعة به. 327 - (5121) قال الحافظ: ويؤيده حديث جابر عند مسلم: "ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل" وقال: ولمسلم من حديث جابر: "لقد جيىء بالنار حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لَفْحِهَا" وفيه: "ثم جيىء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي" وزاد فيه: "ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 195 و196

أخرجه مسلم (2/ 623 - 624) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء عن جابر. وقد تقدم في المجموعة الأولى في حرف الصاد عند حديث "صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات" 328 - (5122) قال الحافظ: ولعبد الرزاق من طريق مرسلة "أردت أن آخذ منها قطفًا لأريكموه فلم يقدر" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (4926) عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: أخبرني غير عبيد بن عمير يقول: عرضت الجنة والنار على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في صلاته يوم كسفت الشمس، فتأخر عن مصلاه وراءه حتى أنّ الناس ليركب بعضهم على بعض، ويقول: "أي ربِّ وأنا، أيّ ربِّ وأنا" ثم عاد يسير حتى رجع في مصلاه فرأى إذ عرضت عليه النار أبا خزاعة عمرو بن لُحَي يجر قُصْبَهُ، قال: وكانوا زعموا يسرق الحاج بِمِحْجَن له، ويقول: أي ربّ لا أسرق إنما يسرق مِحْجَني، قال: وصاحبة الهرة امرأة، ربطتها فلم تطعمها ولم ترسلها ولم تسقها فتأكل وتشرب حتى ماتت هزالًا، وإذا رجع عرضت عليه الجنة فذهب يمشي حتى رجع في مصلاه، ثم قال: "أردت أن آخذ منها قطفًا لأريكموه فلم يقدر" ورواته ثقات غير الذي لم يسم. 329 - (5123) قال الحافظ: ولأحمد من حديث جابر "فحيل بيني وبينه" وقال: ووقع في حديث جابر ما يدل على أنّ المرئي في النار من النساء من اتصف بصفات ذميمة ذكرت ولفظه: "وأكثر من رأيت فيها من النساء اللاتي إن أؤتمن أفشين، وإن سُئلن بخلن، وإن سَألن ألحفن، وإن أعطين لم يشكرن" الحديث" (¬2) تقدم قبل ثلاثة أحاديث. 330 - (5124) قال الحافظ: وفي حديث سَمُرَة عند ابن خزيمة: "لقد رأيت منذ قمت أصلى ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم" (¬3) ¬

_ (¬1) 3/ 195 (¬2) 3/ 195 و196 (¬3) 3/ 196

باب لا تنكسف الشمس بالموت أحد ولا لحياته

انظر حديث: "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظامًا ... " في المجموعة الأولى. باب لا تنكسف الشمس بالموت أحد ولا لحياته 331 - (5125) قال الحافظ: وفي الباب ما لم يذكره: عن جابر عند مسلم، وعن عبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير وقبيصة وأبي هريرة كلها عند النسائي وغيره، وعن ابن مسعود وسَمُرَة بن جُنْدَب ومحمود بن لَبيد كلها عند أحمد وغيره، وعن عقبة بن عامر وبلال عند الطبراني وغيره. فهذه عدة طرق غالبها على شرط الصحة وهي تفيد القطع عند من اطلع عليها من أهل الحديث بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيجب تكذيب من زعم أنّ الكسوف علامة على موت أحد أو حياة أحد" (¬1) حديث جابر تقدم. وحديث ابن عمرو له عنه طريقان: الأول: يرويه عطاء بن السائب عن أبيه عن ابن عمرو قال: كَسَفَت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬2)، فصلى (¬3) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال -قال شعبة: وأحسبه قال في السجود نحو ذلك- وجعل يبكي في سجوده وينفخ ويقول: "ربّ لم تَعِدْني هذا، وأنا أستغفرك. لم تعدني هذا وأنا فيهم" فلما صلى قال: "عرضت عليّ الجنة حتى لو مددت يدي تناولت من قطوفها، وعرضت عليّ النار فجعلت أنفخ خشية أن يغشاكم حرُّها، ورأيت فيها سارق بَدَنَتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورأيت فيها أخًا بني دُعْدُع سارق الحجيج، فإذا فُطِنَ له قال: هذا عملُ المِحْجَن، ورأيت فيها امرأة طويلة سوداءَ تعذبُ في هرة ربطتها فلم تُطعمها ولم تَسْقِها، ولم تدعها تأكل من خَشَاش الأرض حتى ماتت. وإنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا انكسفت إحداهما أو قال فعل أحدهما شيئًا من ذلك فاسعوا إلى ذكر الله" أخرجه عبد الرزاق (4938) وابن أبي شيبة (2/ 467) وأحمد (2/ 159) وأبو داود ¬

_ (¬1) 3/ 199 (¬2) زاد عبد الرزاق في حديث الثوري: يوم مات إبراهيم ابنه. (¬3) ولفظ حديث الثوري عند عبد الرزاق: فقام بالنص فقيل: لا يركع، وركع فقيل: لا يرفع، ورفع فقيل: لا يسجد، وسجد فقيل: لا يرفع، وجلس فقيل: لا يسجد، وسجد فقيل: لا يرفع، ثم قام في الثانية ففعل مثل ذلك، وتجلت الشمس.

(1194) والترمذي في "الشمائل" (307) والنسائي (3/ 112 - 113 و120 - 121) وفي "الكبرى" (1867 و1883) وابن خزيمة (901 و1389 و1392 و1393) وابن المنذر (1588 و2899) والطحاوي (1/ 329) وابن حبان (2829 و2838) والطبراني في "الدعاء" (2245) والحاكم (1/ 329) والبيهقي (2/ 252 و3/ 324) والبغوي في "الشمائل" (280) من طرق (¬1) عن عطاء بن السائب به. وإسناده حسن، عطاء صدوق اختلط بأخرة، وسماع شعبة والثوري منه قبل اختلاطه، وأبوه وثقه ابن معين وغيره. وقد ذكر النووي هذا الحديث في "الخلاصة" (1/ 498) في فصل الضعيف، ولم يصب في ذلك. الثاني: يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي عن عبد الله بن السائب عن ابن عمرو مرفوعاً: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فعليكم بذكر الله والصلاة" أخرجه الطحاوي (1/ 331) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق به. وإسناده ضعيف، أبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضًا، وسماع أبي بكر بن عياش منه ليس بذاك القوي كما قال أبو حاتم "العلل" (1/ 35) وحديث النعمان تقدم في المجموعة الأولى في حرف الهمزة عند حديث: "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ... " وحديث قبيصة تقدم مع حديث النعمان. وحديث أبي هريرة تقدم قبل تسعة أحاديث. وحديث ابن مسعود أخرجه البزار (1554) وابن خزيمة (1372) وابن المنذر (2888) من طريق أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: كسفت الشمس على عهد ¬

_ (¬1) رواه شعبة وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد الرازي وففيل بن عياض ومحمد بن فضيل الكوفي وخالد بن عبد الله الواسطي وعبد العزيز بن عبد الصمد البصري ومسعود بن سعد الجعفي عن عطاء بن السائب. والسياق لحديث شعبة عند النسائي.

رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة أو فصلوا" وأبو بحر ضعفه ابن معين وغيره، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عروبة به. ولفظه: انكسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "إنهما آيتان من آيات الله فصلوا حتى تنجلي" ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى ركعتين. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2239) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن حرب الواسطي ثنا عبد الوهاب بن عطاء به. وهذا إسناد حسن. ولم ينفرد حماد به بل تابعه حبيب بن حسان بن أبي الأشرس عن الشعبي وإبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1591) من طريق أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني ثنا حبيب بن حسان به. • ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن حبيب بن حسان فلم يذكر إبراهيم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10065) • ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن حبيب بن حسان واختلف عنه: فرواه يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزِّبْرِقان البغدادي عن أبي أحمد فقال فيه: عن إبراهيم والشعبي. أخرجه البيهقي (3/ 341) ورواه أحمد بن منصور الرَّمَادي عن أبي أحمد ولم يذكر إبراهيم. قال أبو أحمد: كان سفيان حدثنيه عن حبيب بن حسان عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً ثم حدثناه حبيب. أخرجه البزار (1597) وحبيب بن حسان قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. وحديث سمرة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف عند حديث: "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظامًا ... "

وله طريق أخرى عند البزار (كشف 670) وفيها يوسف بن خالد السمتي كذبه ابن معين وغيره. وحديث محمود بن لبيد أخرجه أحمد (5/ 428) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: كَسَفَت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل، ألا وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما كذلك فافزعوا إلى المساجد" ثم قام فقرأ فيما نرى بعض -الر كتاب- ثم ركع، ثم اعتدل، ثم سجد سجدتين، ثم قام ففعل مثل ما فعل في الأولى. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 207 قلت: عبد الرحمن بن سليمان صدوق، ويحيى وعاصم ثقتان، ومحمود مختلف في صحبته. وحديث عقبة بن عامر أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 292) وفي "الدعاء" (2216) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري ثنا سعيد بن أسد بن موسى ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن عقبة قال: لما توفي إبراهيم كسفت الشمس، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة" قال الهيثمي: وسعيد بن أسد بن موسى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 211 قلت: لم ينفرد الدراوردي به بل تابعه عبد الله بن وهب قال: سمعت موسى بن علي به. أخرجه الروياني (205) عن أبي محمد الوفاء بن سهيل بن عبد الرحمن التُّجِيبي ثنا ابن وهب به. والوفاء بن سهيل ذكره الدارقطني في "المؤتلف" وغيره ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلاً، والباقون ثقات. وحديث بلال تقدم مع حديث النعمان.

باب الجهر بالقراءة في الكسوف

باب الجهر بالقراءة في الكسوف 332 - (5126) قال الحافظ: وقد ورد الجهر فيها عن عليّ مرفوعًا وموقوفًا، أخرجه ابن خزيمة وغيره" (¬1) تقدم في باب الصدقة في الكسوف. 333 - (5127) قال الحافظ: ذكر الشافعي (¬2) تعليقاً عن ابن عباس أنه صلى بجنب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكسوف فلم يسمع منه حرفًا. ووصله البيهقي من ثلاثة طرق أسانيدها واهية" (¬3) أخرجه البيهقي (3/ 335) من طريق زيد بن الحباب العُكْلي ثني ابن لهيعة ثني يزيد بن أبي حبيب ثني عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة الكسوف فلم نسمع له صوتا. وأخرجه الطحاوي (1/ 332) من طريق عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 334 - (5128) قال الحافظ: وهكذا الجواب عن حديث سمرة عند ابن خزيمة والترمذي لم يسمع له صوتًا أنه إن ثبت لا يدل على نفي الجهر" (¬4) انظر حديث: "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظامًا ... " في المجموعة الأولى. ... ¬

_ (¬1) 3/ 204 (¬2) في "الأم" (1/ 215) (¬3) 3/ 204 (¬4) 3/ 204

أبواب سجود القرآن

أبواب سجود القرآن 335 - (5129) قال الحافظ: وفي مصنف ابن أبي شيبة عن أبي هريرة: سجدوا في النجم إلا رجلين من قريش" (¬1) انظر حديث: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سجد في سورة النجم وسجدنا معه. في المجموعة الأولى. ... ¬

_ (¬1) 3/ 206

أبواب التقصير

أبواب التقصير 336 - (5130) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم وأبي داود "إلا ومعها أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو ذو محرم منها" أخرجاه من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه" (¬1) أخرجه مسلم (1340) وأبو داود (1726) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد مرفوعاً: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرًا يكونُ ثلاثةَ أيام فصاعدًا إلا ومعها أبوها أو ابنها أو زوجها أو أخوها أو ذو محرم منها" باب يقصر إذا خرج من موضعه 337 - (5131) قال الحافظ: رواه أبو يعلى والطبراني بإسناد جيد عن أبي هريرة أنه سافر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومع أبي بكر وعمر فكلهم كان يصلي ركعتين من حين يحرج من المدينة إلى مكة حتى يرجع إلى المدينة في السير وفي المقام بمكة" (¬2) أخرجه الطيالسي (ص 336) عن أبي الحسن حبيب بن يزيد الأنماطي ثنا عمرو بن هَرِم قال: سئل جابر بن زيد عن الصلاة في مواقيتها فقال: زعم أبو هريرة أنه صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة في المسير والمقام بمكة إلى أن رجعوا ركعتين ركعتين. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (2/ 808) وأخرجه أبو يعلى (5862) من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى ¬

_ (¬1) 3/ 222 (¬2) 3/ 225

باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلاة وقبلها

بني هاشم عن حبيب بن أبي حبيب عن عمرو بن هرم عن جابر بن زيد قال: كان أبو هريرة يقول: سافرت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومع أبي بكر وعمر. كلهم صلى حين خرج من المدينة إلى أن يرجع إلها ركعتين في المسير والمُقام بمكة. وأخرجه ابن عدي (2/ 807) عن أبي يعلى به وأخرجه ابن عدي أيضاً من طريق داود بن شبيب الباهلي ثنا حبيب بن أبي حبيب به. وقال: تفرد حبيب برواية هذا الحديث عن عمرو بن هرم عن جابر بن زيد، وأرجو أنه لا بأس بحبيب" وقال البوصيري: رواه الطيالسي ورجاله ثقات" مختصر الإتحاف 2/ 3 وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 156 قلت: حبيب مختلف فيه، وعمرو وجابر ثقتان، لكن لا أدري أسمع جابر من أبي هريرة أم لا، فإنه لم يذكر سماعا منه، ولم أرا أحدًا صرح بسماعه منه، والله أعلم. باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلاة وقبلها 338 - (5132) قال الحافظ: ورد ذلك في حديث أبي قتادة عند مسلم (681) في قصة النوم عن صلاة الصبح ففيه "ثم صلى ركعتين قبل الصبح ثم صلى الصبح كما كان يصلي" وله (1/ 471 - 472) من حديث أبي هريرة في هذه القصة أيضاً: "ثم دعا بماء فتوضأ ثم صلى ثم سجد سجدتين -أي ركعتين- ثم أقيمت الصلاة فصلى صلاة الغداة" الحديث، ولابن خزيمة والدارقطني من طريق سعيد بن المسيب عن بلال في هذه القصة: "فأمر بلالا فأذن ثم توضأ فصلوا ركعتين ثم صلوا الغداة". ونحوه للدارقطني من طريق الحسن عن عمران بن حُصين" (¬1). حديث بلال أخرجه البزار (1361) وابن خزيمة (998) والطبراني (1079) والدارقطني (1/ 381) من طريق عبد الصمد بن النعمان البغدادي ثنا أبو جعفر الرازي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن بلال أنهم ناموا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر حتى ¬

_ (¬1) 3/ 232

طلعت الشمس، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالًا حين قاموا فأذن، ثم صلى ركعتين، ثم أقام بلال، فصلى بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما طلعت الشمس. قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير عبد الصمد عن أبي جعفر عن يحيى عن سعيد بن المسيب مرسلاً" وقال الهيثمي: رجاله موثقون" المجمع 1/ 322 قلت: عبد الصمد وأبو جعفر مختلف فيهما، وسعيد لم يسمع من بلال (المجمع 4/ 113 - التهذيب 4/ 88) وحديث عمران بن حُصين يرويه الحسن البصري واختلف عنه. - فرواه غير واحد عن الحسن عن عمران بن حصين، منهم: 1 - يونس بن عبيد البصري. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (75) وأحمد (4/ 431) وأبو داود (443) والبزار (3531) والطحاوي (1/ 400) والطبراني في "الكبير" (18/ 152 - 153) والدارقطني (1/ 383) والحاكم (1/ 274) والبيهقي في "معرفة السنن" (2/ 240 و3/ 133 - 134) من طرق (¬1) عن يونس عن الحسن عن عمران أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في مسير له فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحرّ الشمس، فارتفعوا قليلاً حتى استقلت الشمس، ثم أمر مؤذنًا فأذّن فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر. اللفظ لحديث خالد الطحان. قال الشافعي: هذا حديث ثابت" معرفة السنن 2/ 135 وقال البزار: وهذا الحديث يروى عن عمران وغيره، ولا نعلم لعمران طريقاً أحسن من هذا الطريق لأنّ يونس بن عبيد حسّن إسناده" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما قدمنا ذكره من صحة سماع الحسن عن عمران، وإعادته الركعتين لم يخرجاه" وكذا قال بهز بن أسد العمي: سمع الحسن من عمران بن حصين. وقال ابن معين وابن المديني وأبو حاتم ويحيى القطان والبيهقي: لم يسمع منه. ¬

_ (¬1) رواه خالد بن عبد الله الطحان وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن يونس بن عبيد.

2 - هشام بن حسان البصري. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (إتحاف الخيرة 2045) وأحمد (4/ 441) والبزار (3564) وابن خزيمة (994) وابن المنذر في "الأوسط" (1185) والطحاوي (1/ 400) وابن حبان (1461 و2650) والطبراني في "الكبير" (8/ 168 - 169) والدارقطني (1/ 385 - 386 و387) والبيهقي (2/ 217) من طرق (¬1) عن هشام عن الحسن عن عمران قال: سرينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما كان من آخر الليل عَرَّسْنا فلم نستيقظ حتى أيقظنا حرّ الشمس، فجعل الرجل منا يقوم دَهِشا إلى طَهوره، قال: فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسكنوا، ثم ارتحلنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ، ثم أمر بلالاً فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أقام فصلينا، فقالوا: يا رسول الله، ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ قال: "أينهاكم ربكم تبارك وتعالى عن الربا ويقبله منكم؟ " (¬2). قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه بهذا اللفظ إلا عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقًا عن عمران إلا هذا الطريق، وقد روي نحو كلامه ومعناه من وجوه بألفاظ مختلفة". قلت: هشام ثقة تكلموا في روايته عن الحسن (¬3). 3 - سعيد بن راشد السماك المازني البصري. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5961) من طريق كثير بن يحيى البصري ثنا سعيد بن راشد ثنا الحسن عن عمران قال: سرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فعرَّس بنا تعريسة في آخر الليل، فاستيقظنا وقد طلعت الشمس فقال: "الرحيل الرحيل" فارتحلنا حتى إذا كانت الشمس في كبد السماء نزل فأمر بلالاً فأذن وصلى كلُّ رجل منا ركعتين، ثم صلى بنا، فقلنا: يا رسول الله، أنعيد من الغد لوقتها؟ قال: "نهانا الله عن الربا ويقبلُهُ منا؟ " قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد بن راشد إلا كثير بن يحيى" وقال الهيثمي: وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف" المجمع 1/ 322 ¬

_ (¬1) رواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي ورَوح بن عُبادة البصري ويزيد بن هارون الواسطي وزائدة بن قدامة الكوفي ومكي بن إبراهيم البلخي وعبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن هشام. وفي حديث زائدة بن قدامة عند أحمد والبيهقي: عن الحسن أن عمران بن حصين حدثه. (¬2) زاد ابن حبان: "إنما التفريط في اليقظة" (¬3) انظر ترجمة هشام بن حسان في "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب".

باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب

قلت: بل هو صدوق، وسعيد بن راشد السماك قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث. 4 - إسماعيل بن مسلم المكي. أخرجه عبد الرزاق (2241) والطبراني في "الكبير" (18/ 175) والدارقطني (1/ 387) وإسماعيل ضعفوه. - ورواه أبو حُرَّة واصل بن عبد الرحمن البصري عن الحسن مرسلاً. أخرجه الطيالسي (ص 112) والأول أصح، وأبو حرة قال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف يقولون: لم يسمعه من الحسن. وقال البخاري: تكلموا في روايته عن الحسن. باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب 339 - (5133) قال الحافظ: في حديث علي عند الدارقطني: "على جنبه الأيمن مستقبل القبلة بوجهه" (¬1) ضعيف أخرجه الدارقطني (2/ 42 - 43) والبيهقي (2/ 307 - 308) من طريق حسن بن حسين العُرَني ثنا حسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب مرفوعاً: "يصلي المريض قائمًا إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعداً، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ، وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيًا ورجلاه مما يلي القبلة". وإسناده ضعيف لضعف حسن العرني. وذكر النووي الحديث في "الخلاصة" (1/ 341) في فصل الضعيف. وذكره الحافظ في "التلخيص" (2/ 226) وقال: حسن العرني متروك" ¬

_ (¬1) 3/ 242

أبواب التهجد

أبواب التهجد باب ترك القيام للمريض 340 - (5134) قال الحافظ: وقد حكى ابن بطال عن تفسير بقي بن مخلد قال: قالت خديجة للنبي -صلى الله عليه وسلم- حين أبطأ عنه الوحي: أنّ ربك قد قلاك، فنزلت -والضحى-. وقد تعقبه ابن المنير ومن تبعه بالإنكار لأنّ خديجة قوية الإيمان لا يليق نسبة هذا القول إليها لكن إسناد ذلك قوي، أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكامه" والطبري في "تفسيره" وأبو داود في "أعلام النبوة" له كلهم من طريق عبد الله بن شداد بن الهاد وهو من صغار الصحابة، والإسناد إليه صحيح. وأخرجه أبو داود أيضًا من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، لكن ليس عند أحد منهم أنها عبرت بقولها: شيطانك، وهذه اللفظة المستنكرة في الخبر. وفي رواية إسماعيل وغيره "ما أرى صاحبك" بدل "ربك" والظاهر أنها عنت بذلك جبريل. وأغرب سُنيد بن داود فيما حكاه ابن بشكوال فروى في "تفسيره" عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ عائشة قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، وغلط سنيد في ذلك فقد رواه الطبري عن أبي كُرَيب عن وكيع فقال فيه: قالت خديجة، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي معاوية عن هشام" (¬1) مرسل ¬

_ (¬1) 3/ 250 - 251

وحديث عبد الله بن شداد بن الهاد أخرجه الطبري في "تفسيره" (30/ 23) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سليمان الشيباني عن عبد الله بن شداد أنّ خديجة قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما أرى ربك إلا قد قلاك، فأنزل الله: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 1 - 3]. وأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (304) من طريق إسماعيل القاضي ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد به. وأخرجه (1/ 348) من طريق أبي داود ثنا عبد الله بن الجراح عن جرير عن الشيباني عن عبد الله بن شداد به. وقال في روايته: "ما أرى صاحبك إلا قد وَدَّعَك وقَلَاك" قال الحافظ: هذا طريق مرسل ورواته ثقات" الفتح 10/ 339 قلت: وهو كما قال، وعبد الله بن شداد ليست له صحبة، قال العجلي والخطيب البغدادي وابن خلفون: هو من كبار التابعين. وحديث هشام بن عروة أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض" (305) من طريق أبي داود ثنا محمد بن سوَّار المصري ثنا عَبْدة (¬1) وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 256) من طريق ابن أبي حاتم أنا أبو سعيد الأشج أنا أبو معاوية (¬2) وأخرجه الطبري (30/ 232) عن أبي كريب (¬3) محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا وكيع ثلاثتهم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أبطأ جبريل عليه السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَجَزَع جزءاً شديداً، فقالت خديجة، قد قلاك ربك لما يرى جزعك، فأنزل الله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 1 - 3]. وهذا مرسل رواته ثقات. ¬

_ (¬1) هو ابن سليمان الكلابي. (¬2) هو محمد بن خازم الضرير. (¬3) رواه سُنيد بن داود عن وكيع فقال فيه: فقالت عائشة. أخرجه ابن بشكوال (306) وهذا خطأ من سنيد لأنّ عائشة لم تكن ولدت بعد.

واختلف فيه على هشام، فرواه يونس بن بكير الشيباني في "المغازي" (ص 135) عن هشام عن أبيه عن خديجة قالت ... ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 60) وقال: في هذا الإسناد انقطاع" قلت: عروة بن الزبير لم يدرك خديجة، وحديث عبدة بن سليمان ومن تابعه أصح. 341 - (5135) قال الحافظ: روى الحاكم من طريق بس سرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أسلم قال: قالت امرأة أبي لهب لما مكث النبي -صلى الله عليه وسلم- أياماً لم ينزل عليه الوحي: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد قلاك، فنزلت -والضحى-. رجاله ثقات" (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 526 - 527) عن إسحاق بن محمد الهاشمي ثنا محمد بن علي بن عفان العامري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} -إلى- {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)} قال: فقيل لامرأة أبي لهب: إنّ محمدًا قد هجاك، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس في الملأ فقالت: يا محمد، على ما تهجوني، قال: فقال: "إني والله ما هجوتك، ما هجاك إلا الله" فقالت: هل رأيتني احمل حطبًا أو رأيت في جيدي حبلًا من مسد؟ ثم انطلقت، فمكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أياماً لا ينزل عليه، فأتته فقالت: يا محمد، ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك، فأنزل الله عز وجل: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح كما حدثناه هذا الشيخ إلا أني وجدت له علة. أخبرناه أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن يزيد بن زيد قال: لما نزك ({تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} فذكر الحديث مثله حرفًا بحرف". قلت: ويزيد بن زيد قال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير أبي إسحاق. وقال الذهبي في "الميزان": لا نعرفه. ¬

_ (¬1) 3/ 251

باب تحريض النبي -صلى الله عليه وسلم- على صلاة الليل

باب تحريض النبي -صلى الله عليه وسلم- على صلاة الليل 342 - (5136) قال الحافظ: قال الكرماني: ولو كان كذلك ... حيث قال: "فصلوا في بيوتكم فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 17/ 28) من حديث زيد بن ثابت. باب قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- الليل 343 - (5137) قال الحافظ: وللنسائي من حديث أبي هريرة: حتى تَزْلَعَ قدماه. وقال: وفي حديث أبي هريرة عند البزار: فقيل له: تفعل هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك" (¬2) صحيح وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب بن شهاب الجَرْمي عن أبيه عن أبي هريرة قال: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى قط، ولقد كان يصلي حتى تَزْلَعَ رجلاه. أخرجه محمد بن عاصم في "جزئه" (51) عن أبي سفيان صالح بن مهران الأصبهاني ومحمد بن المغيرة عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان به. ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (3/ 94 - 95) وأخرجه النسائي (3/ 178 - 179) وفي "الكبرى" (1326) والدولابي في "الكنى" (1/ 200) عن عمرو بن علي الفلاس قال: ثنا صالح بن مهران وكان ثقة ثنا النعمان بن عبد السلام بهذا الإسناد بلفظ: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي حتى تزلع قدماه. وفي لفظ: حتى تتورم قدماه. ¬

_ (¬1) 3/ 254 (¬2) 3/ 257

ولم يذكر صلاة الضحى. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 347) من طريق الحسين بن إسماعيل المَحَاملي ثنا عمرو بن علي به. وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (207) عن جعفر بن محمد الفِرْيابي ثنا عمرو بن علي به وزاد: فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: "أفلا أكون عبداً شكورا" وإسناده صحيح. ورواه وكيع عن سفيان واقتصر على قصة الضحى. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 407) وأحمد (2/ 446 و478) والنسائي في "الكبرى" (477) وإسناده صحيح. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي حتى تَرِم قدماه، فقيل له: أتفعل هذا وقد جاءك: إنّ الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: "أفلا أكونُ عبداً شكورا" أخرجه الترمذي في "الشمائل" (249) وابن خزيمة (1184) عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني وابن خزيمة (1184) والبيهقي في "الشعب" (1414) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي كلاهما عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن. ورواه نصر بن حريش الصامت عن المُشْمَعِل بن مِلْحان الطائي عن محمد بن عمرو بلفظ: لما نزلت هذه الآية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قام فصلى حتى انتفخت قدماه وتعبّد حتى صار كالشَّنِّ البالي، فقالوا: يا رسول الله! تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكورا" أخرجه البيهقي في "الشعب" (1415)

ونصر بن حريش قال الدارقطني: ضعيف. الثالث: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: يا رسول الله! تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: "أفلا أكون عبداً شكورا" أخرجه الترمذي في "الشمائل" (250) عن يحيى بن عيسى الرَّمْلي وابن ماجه (1420) عن يحيى بن يمان العجلي وابن نصر في "الصلاة" (226) وتمام (1156) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 86) عن سفيان الثوري (¬1) وابن الأعرابي (131 و2113 و2125) وتمام (1156) عن شعبة أربعتهم عن الأعمش به. وإسناده صحيح. - ورواه وكيع عن الأعمش واختلف عنه: • فرواه إبراهيم بن عبد الله العبسي عن وكيع في "نسخته" (37) عن الأعمش عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. وتابعه: 1 - عبد الله بن هاشم العبدي الطوسي عن وكيع في "الزهد" (147) عن الأعمش به. 2 - ابن أبي شيبة (2/ 475) • ورواه أحمد في "الزهد" (ص 24) عن وكيع عن الأعمش عن أبي صالح مرسلاً. ¬

_ (¬1) رواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي ومحمد بن يوسف الفربابي عن سفيان هكذا. وخالفهما محمد بن كثير العبدي فرواه عن سفيان ولم يذكر أبا هريرة. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (310) وقال: قال أبي: المرسل أشبه"

باب طول القيام في صلاة الليل

- ورواه مُحَاضر بن المُوَرِّع الهَمْداني عن الأعمش فقال فيه: عن أبي هريرة أو عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن نصر (227) - ورواه جابر بن نوح الحِمّاني عن الأعمش فقال: عن أبي هريرة وأبي سعيد. قاله الدارقطني في "العلل" (8/ 173) - ورواه زائدة بن قدامة الكوفي وأبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله اليشكري عن الأعمش فقالا: عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. قاله الدارقطني. وقال: وهذا من الأعمش كان والله أعلم كان يشك فيه". باب طول القيام في صلاة الليل 344 - (5138) قال الحافظ: وروى مسلم (772) من حديث حذيفة أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة فقرأ البقرة وآل عمران والنساء في ركعة، وكان إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، أو سؤال سأل، أو تعوُّذ تعوَّذ، ثم ركع نحوا مما قام، ثم قام نحوا مما ركع، ثم سجد نحوا مما قام" (¬1) باب قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالليل من نومه 345 - (5139) قال الحافظ: وقوى محمد بن نصر هذا القول بما أخرجه من حديث جابر أن نسخ قيام الليل وقع لما توجهوا مع أبي عبيدة في جيش الخبط وكان ذلك بعد الهجرة، لكن في إسناده علي بن زيد بن جُدْعَان وهو ضعيف" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 3/ 261 (¬2) 3/ 264

باب عقد الشيطان على قافية الرأس

أورده ابن نصر في "قيام الليل" (مختصره للمقريزي ص 9 - 10) بدون إسناد. ولفظه: عن جابر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثهم في جيش وأمّر عليهم أبا عبيدة، وقد كان كتب عليهم قيام الليل فكانوا يقومون حتى انتفخت أقدامهم فأصابهم في ذلك الوجه جوع شديد. قال: ووضع الله عنهم قيام الليل. وأخرجه البزار (كشف 717) عن بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان وزيد بن أخزم الطائي قالا: ثنا بشر بن عمر ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي المتوكل عن جابر قال: كُتب علينا قيام الليل {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} [المزمل: 1، 2] فقمنا حتى انتفخت أقدامنا، فأنزل الله تبارك وتعالى الرخصة {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} [المزمل: 20] إلى آخر السورة. وقال: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد" قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. باب عقد الشيطان على قافية الرأس 346 - (5140) قال الحافظ: وقد ورد الأمر بصلاة الركعتين الخفيفتين عند مسلم من حديث أبي هريرة" (¬1) أخرجه مسلم (768) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاتَه بركعتين خفيفتين" باب الدعاء والصلاة من آخر الليل 347 - (5141) قال الحافظ: وفي الباب عن علي وابن مسعود وعثمان بن أبي العاص وعمرو بن عَبَسَة عند أحمد، وعن جبير بن مطعم ورِفَاعة الجُهَني عند النسائي، وعن أبي الدرداء وعُبادة بن الصامت وأبي الخطاب غير منسوب عند الطبراني، وعن عقبة بن عامر وجابر وجَدِّ عبد الحميد بن سلمة عند الدارقطني في "كتاب السنة". ¬

_ (¬1) 3/ 269

وقال: وفي حديث عثمان بن أبي العاص "ينادي منادٍ: هل من داع استجاب له؟ " الحديث" (¬1) حديث علي له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فرواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني عن أبيه عن ابن إسحاق واختلف عن يعقوب: • فقال غير واحد: عن يعقوب عن أبيه عن ابن إسحاق ثني عمي عبد الرحمن بن يسار عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن عليّ رفعه: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل الأول، فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله تعالى إلى السماء الدنيا فلم يزل هناك حتى يطلع الفجر، فيقول قائل: ألا سائل يُعطى، ألا داع يُجاب، ألا سقيم يَسْتَشْفِي فَيُشفى، ألا مذنب يستغفر فيغفر له". أخرجه أحمد (1/ 120) عن يعقوب به. وأخرجه عبد الله الدارمي (1493) عن محمد بن يحيى الذهلي وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (133) عن عمرو بن محمد الناقد والبزار (478) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وعن الفضل بن سهل الأعرج والطبراني في "الأوسط" (1260) عن الحسن بن بكر المروزي والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 43) عن علي بن معبد بن نوح المصري ¬

_ (¬1) 3/ 272

كلهم عن يعقوب به. • ورواه علي بن المديني عن يعقوب فلم يذكر أبا رافع. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 462) والدارقطني في "النزول" (2) • ورواه أحمد بن منصور الرَّمَادي عن يعقوب واختلف عنه: فرواه البزار (478) عن أحمد بن منصور كرواية أحمد بن حنبل ومن تابعه. ورواه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري عن أحمد بن منصور واختلف عنه: فرواه الدارقطني (1) عن أبي بكر النيسابوري كرواية أحمد بن حنبل إلا أنه لم يسم عم ابن إسحاق. ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (29) ورواه عبيد الله بن أحمد بن علي عن أبي بكر النيسابوري وسمى عم ابن إسحاق: موسى بن يسار، ولم يذكر أبا رافع. أخرجه اللالكائي (748) - ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق واختلف عنه: • فرواه عقبة بن مُكْرَم الكوفي عن يونس عن ابن إسحاق عن عمه عبد الرحمن بن يسار عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي. أخرجه أبو يعلى (6576) - ورواه عبيد بن يعيش المَحَاملي عن يونس فسمى عم ابن إسحاق: موسى بن يسار. أخرجه اللالكائي (749) - ورواه محمد بن حميد الرازي عن إبراهيم بن المختار الرازي عن ابن إسحاق واختلف عن ابن حميد: • فرواه عبد الله الدارمي (1491) عن ابن حميد كرواية أحمد بن حنبل ومن تابعه. • ورواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن ابن حميد فلم يذكر أبا رافع. أخرجه ابن بطة في "للإبانة" (الرد على الجهمية 170)

- ورواه أبو داود سليمان بن سيف الحراني عن سعيد بن بزيع عن ابن إسحاق واختلف عن سليمان: • فرواه البزار (477) عن سليمان كرواية أحمد بن حنبل ومن تابعه. • ورواه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصالحي عن سليمان فلم يذكر أبا رافع. أخرجه الدارقطني (2) والخطيب في "التاريخ" (4/ 255) وقول من قال: عن ابن إسحاق ثني عمي عبد الرحمن بن يسار عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن علي أصح. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن إسحاق" وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 165 والمجمع 1/ 221 قلت: وهو كما قالا. الثاني: يرويه محمد بن خلف وكيع القاضي ثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: حدثني عم أبي الحسين بن موسى عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن علي رفعه "إنّ الله ينزل في كل ليلة جمعة من أول الليل إلى آخره، السماء الدنيا، وفي سائر الليالي في الثلث الآخر من الليل، فيأمر ملكاً ينادي: هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، يا طالب الخير أقبل، ويا طالب الشر أقصر" أخرجه الدارقطني (3) عن علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي ثنا محمد بن خلف به. ومحمد بن إسماعيل ترجمه الخطيب في التاريخ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً. وحديث ابن مسعود له عنه طريقان: الأول: يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود مرفوعاً: "إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله إلى السماء الدنيا، ثم تفتح أبواب السماء، ثم يبسط يده فيقول: هل من سائل يُعطى سؤله، فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر"

أخرجه أحمد (1/ 388 و403) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري ثنا عبد العزيز بن مسلم ثنا أبو إسحاق الهَمْداني عن أبي الأحوص به. ورواته ثقات إلا أنَّ أبا إسحاق كان مدلسًا ولم يذكر سماعًا من أبي الأحوص، وكان قد اختلط أيضًا، ولم يُذكر عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي في من روى عنه قبل الاختلاط. - ورواه إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، منهم: 1 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه أحمد (1/ 446) والآجري في "الشريعة" (714) والدارقطني (8 و9) وعبد الغني المقدسي (26) 2 - علي بن عاصم الواسطي. أخرجه الدارقطني (11) 3 - خالد بن عبد الله الطحان. أخرجه عثمان الدارمي (130) 4 - شريك بن عبد الله النخعي. أخرجه اللالكائي (757) - ورواه جرير بن عبد الله الضبي عن إبراهيم عن أبي الأحوص مرسلاً. أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 319 - 320) - ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن إبراهيم واختلف عنه: • فرواه هارون بن إسحاق الهَمْداني وعلي بن المنذر الطَّريقي عن ابن فضيل عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. أخرجه الآجري (713) • ورواه يوسف بن موسى القطان عن ابن فضيل فلم يذكر ابن مسعود. أخرجه ابن خزيمة (1/ 319 - 320) - ورواه جعفر بن عون الكوفي عن إبراهيم واختلف عنه: • فرواه عباس بن محمد الدوري عن جعفر عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود.

أخرجه ابن بطة (165) وتابعه أبو أمية محمد بن إبراهيم الطَّرَسُوسي عن جعفر به. أخرجه الدارقطني (10) • ورواه محمد بن يحيى الذهلي عن جعفر فلم يذكر ابن مسعود. أخرجه ابن خزيمة (1/ 319 - 320) • ورواه أبو بكر عبد الله بن محمد النيسابوري عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه عن جعفر بن عون واختلف عن أبي بكر: فرواه الدارقطني (10) عن أبي بكر عن محمد عن جعفر عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً. ورواه عبيد الله بن أحمد بن علي عن أبي بكر فأوقفه على ابن مسعود. أخرجه اللالكائي (765) وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري. الثاني: يرويه عون بن عبد الله بن عتبة الهُذَلي عن ابن مسعود قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد إذ جاء رجل من بني سليم يقال له: عمرو بن عتبة، وكان تابع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإِسلام وهو بمكة، ثم لم ير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قدم المدينة، فجاءه فقال: يا رسول الله! علمني مما أنت به عالم وأنا به جاهل وأتني بما ينفعني ولا تطول فأيّ صلاة الليل والنهار سليمة، فذكر الحديث وقال في آخره: أيّ صلاة المتطوعين أفضل؟ قال: "حين يذهب ثلث الليل" أو قال: "حين ينتصف الليل، فتلك الساعة التي ينزل فيها الرحمن إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مذنب يستغفرني فأغفر له، هل من سائل يرغب إليّ فأعطيه سؤله، أم هل من عان يرعن إليّ فأفك عانه، حتى إذا فرق الفجر صعد الرحمن عز وجل العلي الأعلى". أخرجه الدارقطني (12) عن أبي بكر النيسابوري ثنا يزيد بن سنان ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني المقبري عن عون بن عبد الله به. ورواته ثقات إلا أنَّ عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود. وحديث عثمان بن أبي العاص أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 8304) وأحمد (4/ 22 و217 و218) وابن أبي عاصم في "السنة" (520) والبزار (كشف 3155)

وأبو يعلى (الإتحاف 8305) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 321 - 322) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1801) والطبراني في "الكبير" (8373 و8375) وفي "الدعاء" (137 و138) والدارقطني (72) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص مرفوعاً: "ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة فيقول: هل من داع فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له" اللفظ لابن خزيمة. وفي لفظ لأحمد وغيره: "إنّ في الليل ساعة تُفتح فيها أبواب السماء ينادي مناد: هل من سائل فأعطيه، هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له. وإنّ داود خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله أحد شيئًا إلا أعطاه إلا أن يكون ساحرًا أو عشارا" قال البزار: لا نعلمه عن عثمان بن أبي العاص إلا بهذا الإسناد" وقال البوصيري: مداره على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، واختلف في سماع الحسن من عثمان بن أبي العاص" الإتحاف 8/ 415 - 416 قلت: واختلف فيه على علي بن زيد، فرواه عدي بن الفضل التيمي عنه عن الحسن عن كلاب بن أمية عن عثمان بن أبي العاص. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (140) وعدي بن الفضل قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. وحديث عمرو بن عَبَسَة أخرجه أحمد (4/ 385) والدارقطني (66، 67) وابن بطة (172) وابن مندة في "التوحيد" (883) واللالكائي (761) من طرق (¬1) عن حَرِيز بن عثمان الرَّحَبِي ثنا سُليم بن عامر الكَلَاعي عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بعكاظ، فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال: "حر وعبد" ومعه أبو بكر وبلال، فقال لي: "ارجع حتى يمكِّنَ الله عز وجل لرسوله" فأتيته بعد، فقلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك ¬

_ (¬1) رواه يزيد بن هارون الواسطي ويحيى بن أبي بكير الكِرْماني وعبد الصمد بن النعمان البزاز وعلي بن عياش الحمصي عن حريز. واختلف فيه على يزيد بن هارون: فرواه أحمد بن حنبل وأحمد بن منصور الرَّمَادي وأحمد بن سنان الواسطي عن يزيد عن حريز عن سليم عن عمرو بن عبسة. ورواه إبراهيم بن خالد الكلبي عن يزيد عن حريز عن سليم عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 14 - 15) والأول أصح.

شيئًا تعلمه وأجهله لا يضرك وينفعني الله عز وجل به: هل من ساعة أفضل من ساعة؟ وهل من ساعة يُتقى فيها؟ فقال: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إنّ الله عز وجل يتدلى في جوف الليل فيغفر إلا ما كان من الشرك والبغي ... " وذكر الحديث. ورواته ثقات إلا أنَّ أبا حاتم قال: سليم بن عامر لم يدرك عمرو بن عبسة. طريق أخرى: قال الطبراني في "الدعاء" (133) وفي "مسند الشاميين" (1847): ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زِبْريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزُّبيدي ثنا لقمان بن عامر الوَصَّابي عن سويد بن جبلة السلمي عن عمرو بن عبسة أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل لله تعالى من ساعة يُبتغى ذكرها؟ قال: "نعم، جوف الليل الآخر، يدنو ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا والصلاة محضورة مشهودة حتى تطلع الشمس". وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف التاء عند حديث: "تطلع الشمس بين قرني شيطان". وله طريق ثالثة عند عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (28) وفيها محمد بن يونس الكُدَيمي وهو متهم. وحديث جبير بن مطعم أخرجه أحمد (4/ 81) والدارمي (1488) وابن أبي عاصم (519) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1199) والبزار (3439) والنسائي في "اليوم والليلة" (487) والروياني (1453 و1454) وأبو يعلى (7408 و7409) وابن خزيمة (1/ 315 - 316) والطبراني في "الكبير" (1566) وفي "الدعاء" (136) والآجري (715 و716) والدارقطني (4 و5) وابن مندة (880) واللالكائي (758 و759) والبيهقي في "الأسماء" (ص 566 - 567) والطيوري في "حديثه" (25) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعاً "ينزل الله عز وجل في كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له، حتى يطلع الفجر" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن جبير بن مطعم إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدًا سمى الصحابي غير حماد بن سلمة" وقال البوصيري: رواته ثقات" الإتحاف 10/ 30 وأخرجه ابن عدي (2/ 678) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 51) من طريق عبد الأعلي بن حماد النَّرْسي ثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن عمرو بن دينار به.

وإسناده صحيح، لكن اختلف فيه على نافع بن جبير، فرواه القاسم بن عباس القرشي عن نافع بن جبير عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي عاصم (516) والنسائي في "اليوم والليلة" (486) وابن خزيمة (1/ 310) وابن مندة (879) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني عن القاسم بن عباس به. • ورواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله. أخرجه عبد الله بن أحمد (1197) والبزار (3440) وابن نصر في "قيام الليل" (النكت الظراف 2/ 418) وابن خزيمة (1/ 316 - 317) من طرق عن سفيان به. قال ابن خزيمة: ليس رواية سفيان بن عيينة مما توهن رواية حماد بن سلمة؛ لأنّ جبير بن مطعم هو رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد يشك المحدث في بعض الأوقات في بعض رواة الخبر، ويستيقن في بعض الأوقات، وربما شك سامع الخبر من المحدث في اسم بعض الرواة، فلا يكون شك من شك في اسم بعض الرواة مما يوهن من حفظ اسم الراوي. وحماد بن سلمة قد حفظ اسم جبير بن مطعم في هذا الإسناد. وإن كان ابن عيينة شك في اسمه فقال: عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. وخبر القاسم بن عباس إسناد آخر، نافع بن جبير عن أبي هريرة، وغير مستنكر لنافع بن جبير مع جلالته ومكانه من العلم أن يروي خبرًا عن صحابي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن جماعة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضاً. ولعل نافعًا إنما روى خبر أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عن أبيه لزيادة المعنى في خبر أبي هريرة؛ لأن في خبر أبي هريرة: "فلا يزال كذلك حتى ترجّل الشمس" وليس في خبره عن أبيه ذكر الوقت (¬1)، إلا أنّ في خبر ابن عيينة "حتى يطلع الفجر" وبين طلوع الفجر وبين ترجل الشمس ساعة طويلة. فلفظ خبره الذي روى عن أبيه، أو عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- غير مسمى بلفظ غير لفظ خبره الذي روى عن أبي هريرة، فهذا كالدال على أنهما خبران لا خبرًا واحدًا" وقال علي بن المديني: قلت لسفيان -يعني ابن عيينة-: فإنّ حمادا يقول فيه: عن ¬

_ (¬1) بل هو يه كما تقدم.

نافع بن جبير عن أبيه. فقال: لم يحفظ، حديث عمرو بن دينار بهذا الحديث عن نافع بن جبير عن رجل. قال محمد بن يحيى الذهلي: ويؤيد هذا رواية ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس. فصار الحديث عن نافع بن جبير عن أبيه واهيًا" النكت الظراف 2/ 418 وقال حمزة بن محمد الكناني: لم يقل فيه أحد: عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن أبيه، غير حماد بن سلمة. ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أشبه بالصواب، تحفة الأشراف 2/ 418 قلت: الذي قاله ابن خزيمة أولى لأنّ حماد بن سلمة لم ينفرد به كما تقدم. وحديث رفاعة الجهني تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف عند حديث: "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده" وحديث أبي الدرداء تقدم في باب فضل صلاة العصر. وحديث عبادة بن الصامت أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6076) والآجري (717) وعبد الرحمن الصابوني (64) من طريق عبد الرحمن بن المبارك العَيْشي ثنا فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى بن الوليد عن عبادة مرفوعاً: "ينزل ربناء عز وجل كلّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيبَ له، ألا ظالم لنفسه يدعوني فأغفرَ له، ألا مُقَتَّر عليه رزقه يدعوني فأرزقَه، ألا مظلوم يدعوني فأنصرَه، ألا عانٍ يدعوني فأفُكَّ عنه"، قال: "فيكون كذلك حتى يصبح الصبح، فيعلو ربنا عز وجل على كرسيه". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرحمن بن المبارك" وقال الذهبي: إسحاق ضعيف، لم يدرك جد أبيه" العلو 1/ 532 وقال الهيثمي: إسحاق بن يحيى لم يسمع من عبادة، ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة" المجمع 10/ 154 قلت: وفضيل بن سليمان قال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وحديث أبي الخطاب أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 26 - 27) وعبد الله بن أحمد (1089) والطبراني في "الكبير" (22/ 370) وابن بطة (180) وأبو نعيم في "الصحابة" (6763) من طريق إسرائيل بن يونس الكوفي عن ثوير بن أبي فاختة عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: أبو الخطاب أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوتر، فقال: "أحبّ أن أوتر نصف

باب فضل الطهر بالليل والنهار

الليل، إنّ الله عز وجل يهبط من السماء العليا إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مذنب؟ هل من مستغفر؟ هل من داع؟ حتى إذا طلع الفجر ارتفع" وإسناد واه، ثوير قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. وحديث عقبة بن عامر تقدم مع حديث رفاعة الجهني. وحديث جابر أخرجه الدارقطني (7) وعبد الغني المقدسي (30) من طريق إبراهيم بن الحسين الهمذاني ثنا محمد بن إسماعيل الجعفري ثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر مرفوعًا: "إنّ الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا لثلث الليل فيقول: ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيب له، أو ظالم لنفسه يدعوني فأغفر له، ألا مقتر عليه فأرزقه، ألا مظلوم يستنصر فأنصره، ألا عانٍ يدعوني فأفك عنه، فيكون ذلك مكانه حتى بصلى الفجر، ثم يعلو ربنا عز وجل إلى السماء العليا على كرسيه" وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن سلمة بن أسلم. وحديث جد عبد الحميد بن سلمة أخرجه الدارقطني (74) من طريق علي بن عاصم الواسطي أنا عثمان البتي عن عبد الحميد عن أبيه عن جده مرفوعًا "يهبط الله عز وجل ثلث الليل إلى سماء الدنيا فيبسط يده: ألا داع يدعوني فأستجيب له، ألا تائب يتوب فأتوب عليه، ألا مستغفر فأغفر له، حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر صعد". وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم، وعبد الحميد وأبوه مجهولان. باب فضل الطهر بالليل والنهار 348 - (5142) قال الحافظ: ووقع في حديث بُريدة عند أحمد والترمذي وغيرهما "خشخشة" وقال: عند الترمذي وابن خزيمة من حديث بريدة في نحو هذه القصة: ما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها. وقال: وقد وقع في حديث بريدة المذكور: "يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ " وقال: وزاد بريدة في آخر حديثه: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بهذا" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 3/ 276 و277

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 28 - 29 و150) وأحمد (5/ 354 و360) وفي "الفضائل" (713 و1731) والترمذي (3689) وابن أبي عاصم في "السنة" (1304) وابن خزيمة (1209) وابن حبان (7086 و7087) والآجري في "الشريعة" (938 و1384) والحاكم (1/ 313 و3/ 285) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 150) والبيهقي في "الشعب" (2461) والخطيب في "التاريخ" (11/ 370 - 371) والطيوري في "حديثه" (79) والبغوي في "شرح السنة" (1012) من طرق عن الحسين بن واقد المروزي أخبرني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي: بريدة قال: أصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬1) فدعا بلالًا فقال: "يا بلال، بمَ سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خَشْخَشَتَكَ أمامي، دخلت البارحة الجنَّة فسمعت خشخشتك أمامي، فأتيت على قصر مُرَبَّع مشرف من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لرجل (¬2) من العرب. فقلت: أنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل (¬3) من أمة محمد، قلت: أنا محمد، لمن هذا لقصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب" (¬4) فقال بلال: يا رسول الله! ما أذّنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حَدَثٌ قط إلا توضأت عندها ورأيت أنّ لله عليّ ركعتين (¬5)، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بهما" السياق للترمذي. وقال: هذا حديث صحيح غريب" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" قلتُ: الحسين بن واقد صدوق استشهد به البخاري، فالإسناد حسن. 349 - (5143) قال الحافظ: ومن بات طاهرًا عرجت روحه فسجدت تحت العرش كما رواه البيهقي في "الشعب" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص" (¬6) أخرجه البيهقي في "الشعب" (2527) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً. ¬

_ (¬1) زاد الخطيب وابن خزيمة والبيهقي: "يوماً" (¬2) ولفظ الخطيب: "لفتى" (¬3) زاد أحمد والآجري: "من المسلمين" (¬4) زاد أحمد والآجري: "فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر، فقال: يا رسول الله، ما كنت لأغار عليك" (¬5) زاد البغوي: "فأركعهما" وزاد ابن أبي شيبة في الموضع الثاني: "اصليهما" (¬6) 3/ 277

باب فضل من تعار من الليل فصلى

باب فضل من تعار من الليل فصلى 350 - (5144) قال الحافظ: وقعت لعبد الله بن رواحة في هذه الأبيات قصة أخرجها الدارقطني من طريق سلمة بن وَهْرَام عن عكرمة قال: كان عبد الله بن رواحة مضطجعًا إلى جنب امرأته فقام إلى جاريته، فذكر القصة في رؤيتها إياه على الجارية وجحده ذلك والتماسها منه القراءة لأنّ الجنب لا يقرأ، فقرأ هذه الأبيات فقالت: آمنت بالله وكذبت بصري. فأعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- فضحك حتى بدت نواجذه" (¬1) ضعيف يرويه زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهْرَام عن عكرمة، واختلف عن زمعة: - فرواه أبو نعيم الفضل بن دُكَين عن زمعة عن سلمة عن عكرمة مرسلاً. أخرجه الدارقطني (1/ 120) - ورواه عمار بن رزيق عن زمعة عن سلمة عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الدارقطني (1/ 121) وأبو نعيم في "الصحابة" (4115) - ورواه إسماعيل بن عياش عن زمعة واختلف عنه: • فرواه يحيى بن عثمان السمسار عن إسماعيل بن عياش عن زمعة عن سلمة عن عكرمة عن ابن عباس عن عبد الله بن رواحة. أخرجه الدارقطني (1/ 120) وقال: إسناده صالح، وغيره لا يذكر ابن عباس" كذا قال، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة. - ورواه الحسن بن عرفة العبدي عن إسماعيل بن عياش فلم يذكر ابن عباس. أخرجه الدارقطني (1/ 120) وإسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وسلمة بن وهرام مختلف فيه. ¬

_ (¬1) 3/ 283

باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع

باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع 351 - (5145) قال الحافظ: وحملوا الأمر الوارد بذلك في حديث أبي هريرة عند أبي داود وغيره على الاستحباب" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 415) وأبو داود (1261) والترمذي (420) وابن خزيمة (1120) وابن حبان (2468) وقاسم المطرز في "الفوائد" (84) والبيهقي (3/ 45) والبغوي في "شرح السنة" (887) من طرق عن عبد الواحد بن زياد العبدي ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا صلى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح فليضطجع على جنبه الأيمن" قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقال النووي: إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم، شرح صحيح مسلم 2/ 389 وقال أيضاً: رواه أبو داود والترمذي بأسانيد صحيحة، الرياض ص 388 - الخلاصة 1/ 536 وقال زكريا الأنصاري في "فتح العلام": إسناده على شرط الشيخين" عون المعبود 4/ 139 قلت: وهو كما قالوا إلا أنّ السيوطي حكى في "تدريب الراوي" (1/ 235) عن البيهقي أنه قال: خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا، فإنّ الناس إنما رووه من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لا من قوله، وانفرد عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ. ولم أر من رواه عن الأعمش إلا عبد الواحد بن زياد. ورواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وسهيل بن أبي صالح عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: فذكره من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-. فأما حديث محمد بن إبراهيم التيمي فأخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (406) والبيهقي (3/ 45) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق ثني محمد بن إبراهيم عن أبي صالح السمان قال: سمعت أبا هريرة يقول: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفصل بين ركعتيه من الفجر وبين الصبح بضجعة على شقه الأيمن. ¬

_ (¬1) 3/ 285 - 286

باب ما يقرأ في ركعتي الفجر

وإسناده حسن. وأما حديث سهيل فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 33) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1456) من طريق أبي كُدينة يحيى بن المهلب الكوفي عن سهيل به وزاد: على شقه الأيمن، ثم يجلس. وإسناده حسن. قال البيهقي: وهذا أولى أن يكون محفوظًا لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس" باب ما يقرأ في ركعتي الفجر 352 - (5146) قال الحافظ: وأورد البيهقي فيه حديثاً مرفوعاً من مرسل سعيد بن جبير، وفي سنده راو لم يسم" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 244) عن وكيع ثنا مِسْعر عن شيخ من الأنصار -قال مسعر: أراه عثمان- عن سعيد بن جبير قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ربما أطال ركعتي الفجر. وأخرجه البيهقي (3/ 44) من طريق عبد الرحمن بن بشر النيسابوري ثنا وكيع به. ورواته ثقات غير الذي لم يسم. ... ¬

_ (¬1) 3/ 289

أبواب التطوع

أبواب التطوع باب صلاة الضحى في الحضر 353 - (5147) قال الحافظ: وورد مثلها لأبي الدرداء فيما رواه مسلم، ولأبي ذر فيما رواه النسائي" (¬1) حديث أبي الدرداء أخرجه مسلم (722) من طريق أبي مرة مولى أم هانىء عن أبي الدرداء قال: أوصاني حبيبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث لن أدعهنّ ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر. وحديث أبي ذر له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن أبي حرملة مولى حويطب عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال: أوصاني حبيبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة لا أدعهنّ إن شاء الله تعالى أبدا: أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر. أخرجه أحمد (5/ 173) والنسائي (4/ 187) وفي "الكبرى" (2712) وابن خزيمة (1083) عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري وابن المنذر في "الأوسط" (2614) عن محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري ¬

_ (¬1) 3/ 300

كلاهما عن محمد بن أبي حرملة به. ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع عطاء بن يسار من أبي ذر أم لا فإنه لم يذكر سماعًا منه، ولم أر أحدًا صرح بسماعه منه. الثاني: يرويه كثير بن زيد المدني عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن أبي ذر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9091) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن المطلب إلا كثير بن زيد، تفرد به سفيان بن حمزة" قلت: والمطلب بن عبد الله لم يسمع من أبي ذر. 354 - (5148) قال الحافظ: ومن فوائد ركعتي الضحى أنها تجزىء عن الصدقة التي تصبح على مفاصل الإنسان وفي كل يوم وهي ثلاثمائة وستون مفصلًا كما أخرجه مسلم من حديث أبي ذر وقال فيه: "ويجزىء عن ذلك ركعتا الضحى" (¬1) أخرجه مسلم (720) من طريق أبي الأسود الدُّؤَلي عن أبي ذر مرفوعاً: "يصبح على كل سُلَامَى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء عن ذلك ركعتان يركعُهُما من الضحى" ... ¬

_ (¬1) 3/ 300

أبواب العمل في الصلاة

أبواب العمل في الصلاة باب ما ينهى من الكلام في الصلاة 355 - (5149) قال الحافظ: روى ابن أبي شيبة من مرسل ابن سيرين أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ردّ على ابن مسعود في هذه القصة السلام بالإشارة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنّ رجلاً سلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فردّ عليه إشارة" باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة للرجال 356 - (5150) قال الحافظ: قال عياض: كأنه أخذه من حديث معاوية بن الحكم الذي أخرجه مسلم ففيه: فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم" (¬2) أخرجه مسلم (537) من طريق عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْلَ أمِّيَاه! ما شأنكم تنظرون إليّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، وذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 3/ 315 (¬2) 3/ 318

باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة

باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة 357 - (5151) قال الحافظ: وله (يعني مسلم) في حديث جابر: "عُرض عليّ كل شيء تولجونه" وقال: في حديث جابر: "حتى تناولت منها قِطْفًا فقصرت يدي عنه" وقال: في حديث جابر عند مسلم ولفظه: "لقد جيىء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها" وفيه: "ثم جيىء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي" (¬1) تقدم في أبواب الكسوف. باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة 358 - (5152) قال الحافظ: وفي الباب عن أبي هريرة في "الأوسط" للطبراني، وعن زيد بن ثابت عند البيهقي، وعن أنس وبُريدة عند البزار، وأسانيد الجميع ضعيفة" (¬2) حديث أبي هريرة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (244) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين بن سعد المصري ثنا عبد المنعم بن بشير الأنصاري ثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني عن محمد بن كعب القُرَظي عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليبدأ فَلْيُسَوِّ موضع سجوده، ولا يدعه حتى إذا أهوى ليسجد نفخ، ثم سجد، فليسجد أحدكم على جمرة خير من أن يسجد على نفخته" وقال: لا يُروى هذا الحديث عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو مودود" وقال الهيثمي: وفيه عبد المنعم بن بشير وهو منكر الحديث" المجمع 2/ 83 قلت: ذكره الخليلي في "الإرشاد" (1/ 158) فقال: هو وضاع على الأئمة. ¬

_ (¬1) 3/ 325 و326 (¬2) 3/ 328

وحديث زيد بن ثابت له عنده طريقان: الأول: يرويه خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن النفخ في السجود، وعن النفخ في الشراب. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4870) من طريق خالد بن إلياس المدني عن عبد الله بن ذكران أبي الزِّنَاد عن خارجة به. قال الهيثمي: وفيه خالد بن إلياس وهو متروك" المجمع 2/ 83 الثاني: يرويه عبد الله بن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النفخ في السجود، والنفخ في الطعام. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1505) من طريق مُعلي بن عبد الرحمن الواسطي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن عبد الله بن خارجة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الحميد إلا معلى" قلت: كذبه الدارقطني، وقال ابن المديني: يضع الحديث. والحديث ذكره البيهقي في "السنن" (2/ 252) وقال: ضعيف بمرة" وذكره النووي في "الخلاصة" (1/ 498) وقال: ضعيف جدًا" وحديث أنس أخرجه البزار (كشف 548) من طريق عثمان بن فرقد العطار ثنا جَلْد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس مرفوعاً: "ثلاثة من الجفاء: أن ينفخ الرجل في سجوده، أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته" قال البزار: ذهب عني الثالثة. قال الهيثمي: وفيه جلد بن أيوب وهو ضعيف" المجمع 2/ 83 وحديث بريدة أخرجه البزار (كشف 547) عن عبد الله بن داود الخُرَيبي والطبراني في "الأوسط" (5995) عن أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد قالا: ثنا سجد بن عبيد الله الثقفي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً: "ثلاث من الجفاء: أن يبول الرجل قائماً، أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو ينفغ في سجوده"

قال البزار: لا نعلم رواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه إلا سعيد، ورواه عن سعيد: عبد الله بن داود وعبد الواحد بن واصل" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عبيدة الحداد" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح" المجمع 2/ 83 قال: إسناده صحيح، إلا أنه اختلف فيه على عبد الله بن بريدة: • فرواه كَهْمَس بن الحسن البصري عن عبد الله بن بريدة قال: كان يقال: أربع من الجفاء: أن تمسح جبهتك قبل أن تنصرف، أو تبول قائمًا، أو تسمع المنادي ثم لا تجيبه، أو تنفخ في سجودك. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 124 و2/ 60 - 61 و265) عن وكيع عن كهمس به. وإسناده صحيح. • ورواه قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود قال: أربع من الجفاء: أن يبول الرجل قائمًا، وصلاة الرجل والناس يقرون بين يديه وليس بين يديه شيء يستره، ومسح الرجل التراب عن وجهه وهو في صلاته، وأن يسمع المؤذن فلا يجيبه في قوله. أخرجه البيهقي (2/ 285) من طريق جعفر بن عون الكوفي أنبأ سعيد عن قتادة به. وقال: قال البخاري: هذا حديث منكر يضطربون فيه". ***

أبواب السهو

أبواب السهو باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة 359 - (5153) قال الحافظ: ومثله لمسلم من حديث أبي سعيد" (¬1) أخرجه مسلم (571) من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفرعًا: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كلم صلى ثلاثًا أم أربعًا فليطرح الشك وَلْيَبْنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتمامًا لأربع كانتا ترغيما للشيطان" 360 - (5154) قال الحافظ: وفي حديث معاوية عند النسائي، وعقبة بن عامر عند الحاكم جميعًا نحو هذه القمة بهذه الزيادة" (¬2) حديث معاوية أخرجه الشافعي في "القديم" كما في "معرفة السنن والآثار" (2/ 276) عن رجل لم يسم. وأحمد (4/ 100) والنسائي (3/ 28 - 29) وفي "الكبرى" (594 و1183) والمزي (27/ 62 - 63) عن الليث بن سعد والطبراني في "الكبير" (19/ 337) عن سليمان بن بلال المدني ¬

_ (¬1) 3/ 334 (¬2) 3/ 334

والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 263) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 439) والطبراني (9/ 336) والحازمي في "الاعتبار" (ص 115 - 116) عن يحيى بن أيوب المصري والطحاوي (1/ 439) والطبراني (19/ 336) عن عبد الله بن لَهيعة كلهم عن محمد بن عجلان المدني عن محمد بن يوسف مولى عثمان عن أبيه يوسف عن معاوية بن أبي سفيان أنه صلى إمامهم (¬1) فقام في الصلاة وعليه جلوس، فسبّح الناس فتمّ على قيامه، ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد أن أتمّ الصلاة (¬2)، ثم قعد على المنبر فقال: سمعت (¬3) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من نسي من صلاته شيئًا فليسجد مثلَ هاتين السجدتين" وإسناده حسن، محمد بن يوسف وثقه أبو زرعة وابن حبان والدارقطني، وقال أحمد بن صالح المصري: ثبت. وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن التركماني: سنده جيد" الجوهر النقي 2/ 334 - ورواه عبد الله بن وهب واختلف عنه: • فقال غير واحد: ثنا ابن وهب أخبرني مَخْرَمة بن بكير عن أبيه عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان قال: سمعت أبي يحدث أنّ معاوية صلى بهم فقام في الركعتين وعليه الجلوس فسبح الناس به، فأبى أن يجلس، حتى إذا جلس للتسليم سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل هذا. أخرجه البخاري في "الكبير" (11/ 263) والدارقطني (1/ 375) عن أحمد بن عيسى المصري والدارقطني (1/ 375) عن عيسى بن إبراهيم المصري ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "بهم" زاد الطبراني في حديث يحيى بن أيوب وابن لهيعة: فنسي. (¬2) وفي حديث يحيى بن أيوب وابن لهيعة عند الطبراني: قبل التسليم. (¬3) وفي حديث يحيى بن أيوب وابن لهيعة: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع.

وعن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري قالوا: ثنا ابن وهب به. • وقال أحمد بن صالح المصري: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله أنّ محمد بن عجلان حدثه أنّ محمد بن يوسف حدثه عن أبيه أنّ معاوية صلى بهم ... أخرجه الطبراني (19/ 337) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين بن سعد المصري ثنا أحمد بن صالح به. - ورواه ابن جريج واختلف عنه: • فقال رَوح بن عُبادة البصري: ثنا ابن جريج أخبرني محمد بن يوسف عن أبيه عن معاوية. أخرجه أحمد (4/ 100) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عبد الرحمن بن عوف 77) والطبراني (19/ 335) • وقال عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد المكي: عن ابن جريج ثني أبو بكر عن محمد بن عجلان عن محمد بن يوسف عن أبيه يوسف أنه رأى معاوية ... أخرجه الطبراني (19/ 337) - ورواه أبو صالح عبد الله بن صالح الجهني المصري واختلف عنه: • فقال علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المخزومي: ثنا عبد الله بن صالح ثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير أن محمد بن عجلان مولى فاطمة حدثه عن محمد بن يوسف حدثه عن أبيه أنّ معاوية صلى بهم ... أخرجه الطحاوي (1/ 49) وتابعه بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح به. أخرجه الطبراني (19/ 336) • وقال يحيى بن عثمان بن صالح السهمي: ثنا أبو صالح الجهني ثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن العجلان مولى فاطمة حدثه أنّ محمد بن يوسف حدثه عن أبيه أنّ معاوية. أخرجه البيهقي (2/ 334 - 335) وفي "معرفة السنن" (2/ 276 - 277)

باب إذا صلى خمسا

وحديث عقبة بن عامر أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 35) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 198 - 199) وابن المنذر في "الأوسط" (1668) والطبراني في "الكبير" (17/ 313) عن الليث بن سعد وابن عبد الحكم (ص 199) وابن المنذر (1668) والطبراني (17/ 314) والحاكم (1/ 325) والبيهقي (2/ 344) عن بكر بن مضر المصري كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمع عبد الرحمن بن شِمَاسة المَهْري يقول: صلى بنا عقبة بن عامر الجهني فقام وعليه جلوس، فقال الناس: سبحان الله! سبحان الله! فلم يجلس ومضى على قيامه، فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتين وهو جالس، فلما سلم قال: إني سمعتكم آنفاً تقولون: سبحان الله! لكيما اجلس، لكن السنة الذي صنعت. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: هو على شرط مسلم وحده لأنّ البخاري لم يخرج لعبد الرحمن بن شماسة. باب إذا صلى خمسًا 361 - (5155) قال الحافظ: وإنما سمى النبي -صلى الله عليه وسلم- سجود السهو ترغيمًا للشيطان في حالة الشك كما في حديث أبي سعيد عند مسلم. وقال: قال ابن حزم: التحري في حديث ابن مسعود يفسره حديث أبي سعيد، يعني الذي أخرجه مسلم بلفظ: "وإذا لم يدر أصلى ثلاثًا أو أربعًا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن" (¬1) تقدم قبل حديث. باب إذا سلم في ركعتين أو في ثلاث سجد سجدتين 362 - (5156) قال الحافظ: نعم ورد التسليم في ثلاث فيه في حديث عمران بن حُصين عند مسلم. ¬

_ (¬1) 3/ 336 و338

وقال: ولم تختلف الرواة في حديث عمران في قصة الخرباق أنها العصر" (¬1) أخرجه مسلم (574) من طريق أبي المهلب الجَرْمي البصري عن عمرانَ بن حصين أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى العصر فسلم في ثلاث ركعات، ثم دخل منزله، فقام إليه رجل يقال له الخِرْبَاق، وكان في يديه طول فقال: يا رسول الله! فذكر له صنيعه، وخرج غضبان يجرّ رداءه حتى انتهى إلى الناس، فقال: "أصدق هذا" قالوا: نعم. فصلى ركعة، ثم سلم، ثم سجد سجدتين، ثم سلم. 363 - (5157) قال الحافظ: وأما ذو اليدين فتأخر بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بمدة لأنه حدث بهذا الحديث بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أخرجه الطبراني وغيره، وهو سلمي واسمه الخرباق على ما سيأتي البحث فيه" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2655 و2656) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 77) والحسن بن سفيان "الإصابة" (3/ 222) والعقيلي (4/ 250) والطبراني في "الكبير" (4224) وابن عدي (6/ 2394) وأبو نعيم في "الصحابة" (2611) والبيهقي (2/ 366 - 367 و367) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 238 - 239) وفي "التمهيد" (1/ 367 و367) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 180) من طرق عن أبي سليمان مَعْدي بن سليمان السعدي البصري صاحب الطعام ثنا شُعيث بن مُطير عن أبيه مطير -ومطير حاضر يصدق مقالته- قال: كيف كنت أخبرتك؟ قال: يا أبتاه، أخبرتني أنك لقيك ذو اليدين بذي خُشُب فأخبرك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم إحدى صلاتي العشي، وهي العصر، فصلى ركعتين، وخرج سَرَعان الناس وهم يقولون: أقصرت الصلاة؟ أقصرت الصلاة؟ فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتبعه أبو بكر وعمر وهما مبتديه، فلحقه ذو اليدين فقال: يا رسول الله! أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: "ما قصرت ولا نسيت" ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال: "ما يقول ذو اليدين؟ " فقالا: صدق يا رسول الله، فرجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثاب الناس، فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو. قال ابن التركماني: سنده ضعيف لأن معدي بن سليمان متكلم فيه، قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال النسائي: ضعيف الحديث، وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن ¬

_ (¬1) 3/ 338 و339 (¬2) 3/ 339

باب يكبر في سجدتي السهو

الثقات والملزقات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وشعيث لم أقف على حاله، ووالده مطير قال فيه ابن الجارود: سمع ذا اليدين روى عنه ابنه شعيث لم يكتب حديثه، وفي "الضعفاء" للذهبي: لم يصح حديثه" الجوهر 2/ 368 قلت: ومعدي قال فيه البخاري: منكر الحديث ذاهب. وشعيث قال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرفه. ومطير قال البخاري: لم يثبت حديثه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. باب يكبر في سجدتي السهو 364 - (5158) قال الحافظ: وقع في حديث عمران بن حُصين عند مسلم: فقام إليه رجل يقال له الخِرْباق وكان في يده طول. وقال: وفي حديث عمران أنه سلم من ثلاث ركعات وأنه دخل منزله لما فرغ من الصلاة" (¬1) تقدم قبل حديث. 365 - (5159) قال الحافظ: وروى معاوية بن حُدَيج قصة أخرى في السهو ووقع فيها الكلام ثم البناء، أخرجها أبو داود وابن خزيمة وغيرهما. وكان إسلامه قبل موت النبي -صلى الله عليه وسلم- بشهرين" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 36 - 37) وأحمد (6/ 401) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 210) وأبو داود (1023) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2452) والنسائي (2/ 16 - 17) وفي "الكبرى" (1628) وابن خزيمة (1052) والطحاوي (1/ 448) وابن قانع (763) والحاكم (1/ 261) والبيهقي (2/ 359) من طرق عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أنّ سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن حديج أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى يوما، فسلم وانصرف وقد بقي عليه من الصلاة ركعة، فأدركه رجل فقال: نسيت من الصلاة ¬

_ (¬1) 3/ 342 (¬2) 3/ 344

ركعة، فرجع فدخل المسجد، وأمر بلالاً فأقام الصلاة، فصلى بالناس ركعة. فأخبرت بذلك الناس، فقالوا: أتعرف الرجل؟ فقلت: لا، إلا أن أراه، فمرّ بي، فقلت: هو هذا، فقالوا: هذا طلحة بن عبيد الله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان لسويد ولا لمعاوية شيئًا، وسويد ثقة كما قال النسائي وغيره لكنه لم يذكر سماعا من معاوية فلا أدري أسمع منه أم لا، ومعاوية مختلف في صحبته. وأخرجه ابن أبي عاصم (2453) وابن خزيمة (1053) وابن حبان (2674) والطبراني (19/ 431 - 432) والحاكم (1/ 261 و323) والبيهقي (2/ 359 - 360) من طريق يحيى بن أيوب المصري عن يزيد بن أبي حبيب به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" 366 - (5160) قال الحافظ: وورد على وفقه حديث ثوبان عند أحمد، وإسناده منقطع" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 33) عن المُعَلَّى بن منصور الرازي أنا الهيثم بن حميد عن عبيد الله بن عبيد عن زهير الحمصي عن ثوبان مرفوعاً: "لكل سهو سجدتان" وأخرجه الروياني (658) عن محمد بن إسحاق الصاغاني أنا معلى الرازي به. وإسناده ضعيف، قال الدارقطني: زهير بن سالم العنسي في حمصي منكر الحديث، لم يسمع من ثوبان. - ورواه إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكَلَاعي واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عيد عن زهير بن سالم العنسي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن ثوبان مرفوعاً: "لكل سهو سجدتان بعد التسليم" منهم: 1 - الطيالسي (ص 134) ومن طريقه المزي (9/ 407) ¬

_ (¬1) 3/ 345

2 - عبد الرزاق (¬1) (3533) 3 - الربيع بن نافع الحلبي. أخرجه أبو داود (1038) والبيهقي (2/ 337) 4 - عثمان بن أبي شيبة. أخرجه أبو داود (1038) وابن ماجه (1219) والبيهقي (2/ 337) 5 - شجاع بن مخلد الفلاس. أخرجه أبو داود (1038) والبيهقي (7/ 337) 6 - هشام بن عمار الدمشقي. أخرجه ابن ماجه (1219) • ورواه الحكم بن نافع الحمصي عن إسماعيل بن عياش فقال فيه: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ثوبان. أخرجه أحمد (5/ 280) وتابعه عمرو بن عثمان الحمصي عن إسماعيل بن عياش به. أخرجه أبو داود (1038) والبيهقي (2/ 337) وقال: هذا إسناد فيه ضعف" وقال في "معرفة السنن" (3/ 278): وهذا حديث تفرد به إسماعيل بن عياش، وليس بالقوي" وذكره النووي في "الخلاصة" (2/ 642) في فصل الضعيف وقال: في إسناده ضعيفان" قلت: فيه ضعيف واحد وهو زهير بن سالم، والباقون ثقات، وإسماعيل بن عياش ثقة فيما يرويه عن الشاميين كما قال ابن معين وغير واحد. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (1412) لكن وقع عنده: إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ثوبان.

باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثا أو أربعا سجد سجدتين وهو جالس

باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثاً أو أربعاً سجد سجدتين وهو جالس 367 - (5161) قال الحافظ: وأما داخلها فهو معارض بحديث أبي سعيد الذي عند مسلم" (¬1) تقدم قبل سبعة أحاديث. باب إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع 368 - (5162) قال الحافظ: ثبت في مسلم (835) عن أبي سلمة أنه سأل عائشة عنهما فقالت: كان يصليهما قبل العصر فشغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلى صلاة أثبتها -أي داوم عليها- ومن طريق عروة عنها: ما ترك ركعتين بعد العصر عندي قط" (¬2) ... ¬

_ (¬1) 3/ 346 (¬2) 3/ 349

كتاب الجنائز

كتاب الجنائز باب فضل من مات له ولد فاحتسب 369 - (5163) قال الحافظ: في حديث عتبة بن عبد السلمي عند ابن ماجه بإسناد حسن نحو حديث الباب، لكن فيه "إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل" (¬1) صحيح وله عن عتبة بن عبد طريقان: الأول: يرويه حَرِيز بن عثمان الحمصي عن شُرحبيل بن شُفْعَة الرَّحَبي قال: سمعت عتبة بن عبد رفعه: "ما من رجل مسلم يُتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث إلا تَلَقَّوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل" أخرجه أحمد (4/ 183 و184) وابن ماجه (1604) ويعقوب بن سفيان (2/ 343) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 266) والطبراني في "الكبير" (17/ 125) وفي "مسند الشاميين" (1070) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (170) والبيهقي في "البعث والنشور" (236) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2291) والمزي (12/ 424 - 425) من طرق عن حريز بن عثمان به. قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 3/ 75 قلت: بل إسناده صحيح، وشرحبيل ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) 3/ 363

الثاني: يرويه ضمضم بن زرعة الحمصي عن شريح بن عبيد عن عتبة بن عبد. أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 119) وفي "مسند الشاميين" (1631) عن محمد بن إسماعيل بن عياش وفي "الكبير" (7/ 119) عن عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي كلاهما عن إسماعيل بن عياش ثنا ضمضم بن زرعة به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن إسماعيل بن عياش، وعبد الوهاب بن الضحاك متروك. 370 - (5164) قال الحافظ: رواه النسائي بإسناد صحيح من حديث معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعاً في أثناء حديث: "ما يسرك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى بفتح لك" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أتحبه؟ " 371 - (5165) قال الحافظ: وللنسائي من حديث أبي ذر: "إلا غفر الله لهما بفضل رحمته" (¬2) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 353 و5/ 348 - 349) وأحمد (5/ 151 و153 و159 و164) والبخاري في "الأدب المفرد" (150) والدارمي (2408) والبزار (3909 و3910 و3911 و3912 و3913 و3914) والنسائي (4/ 21 و6/ 40) وفي "الكبرى" (2002 و4394) وأبو عوانة (5/ 98 - 99 و99 - 100 و100 و100 - 101 و101) وابن حبان (2940 و4643 و4644 و4645) والطبراني في "الكبير" (1644 و1645) و"الأوسط" (966 و3348 و3746 و5542 و7178) و"الصغير" (895) والحاكم (2/ 86) والبيهقي (9/ 171) وفي "الشعب" (3967 و9292) والخطيب في "التاريخ" (9/ 355 - 356) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 104) والمزي (3/ 172 - 173) من ¬

_ (¬1) 3/ 363 (¬2) 3/ 363

طرق (¬1) عن الحسن البصري قال: حدثني صعمعة بن معاوية عم الأحنف بن قيس قال: لقيت أبا ذر بالرَّبَذَة وقد أورد رواحِلَ له، فسقاها، ثم أصدرها وقد علّق قِربة في عنق راحلة له منها، ليشرب منها، ويسقي أصحابه، وذلك خلق من أخلاق العرب، فقلت: يا أبا ذر: ما مالُكَ؟ قال: مالي عملي، قلت: يا أبا ذر ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من (¬2) أنفق زوجين من ماله في سبيل الله، ابتدرته (¬3) حَجَبَةُ (¬4) الجنة" (¬5) قلت: يا أبا ذر ما هذان الزوجان؟ فقال: إن كان رجالاً، فرجلان، وإن كانت خيلًا، ففرسان، وإن كانت إبلًا، فبعيران، حتى عدّ أصناف المال كلَّه، قلت: إيهٍ يا أبا ذر، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من مسلمين يموت لهما (¬6) ثلاثةُ أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما (¬7) الله الجنة بفضل رحمته إياهم" (¬8). السياق لحديث قرة بن خالد عند ابن حبان وأحمد وأبي عوانة. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. 372 - (5166) قال الحافظ: وروى الترمذي وابن أبي حاتم من طريق السُّدِّي: سمعت ¬

_ (¬1) رواه يونس بن عبيد البصري وهشام بن حسان القردوسي وعمران بن داود القطان وقرة بن خالد السدوسي وجرير بن حازم البصري وأبو حَرِيز عبد الله بن الحسين الأزدي وحبيب بن الشهيد الأزدي وحميد الطويل وأبو حُرّة واصل بن عبد الرحمن البصري والمفضل بن لاحق الرَّقاشي وعنبسة بن أبي رائطة الغَنوي والمبارك بن فضالة وأشعث بن عبد الملك الحمراني وعامر بن عبد الواحد البصري وثابت البناني وسالم الخياط وعمرو بن صالح والحسن بن ذكوان البصري ومنصور بن زاذان الواسطي عن الحسن البصري. (¬2) وفي حديث أبي حريز عند البخاري والبزار (3915): "ما من رجل أعتق مسلمًا إلا جعل الله عز وجل كل عضو منه فكاكه لكل عضو منه". (¬3) وفي لفظ: "استقبلته" وفي حديث عامر بن عبد الواحد عند أبي عوانة والخطب: "إلا دعته حجبة الجنة: هلم، هلم". (¬4) وفي لفظ لابن حبان: "خزنة". (¬5) زاد أحمد وغيره في حديث يونس، والطبراني في حديث عمران القطان وحديث عمرو بن صالح: "كلهم يدعوه إلى ما عنده". (¬6) وفي لفظ: "بينهما". (¬7) ولفظ النسائي وغيره: "إلا غفر الله لهما". (¬8) زاد المزي وحده: "قلت: زدني. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له عشر أمثالها، إلى ما شاء الله، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب له شيئاً، فإن عملها كتبت سيئة أو يَمْحاها الله عز وجل".

مرة يحدث عن عبد الله بن مسعود قال: يردونها أو يلجونها ثم يصدرون عنها بأعمالهم. قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لشعبة: إنّ إسرائيل يرفعه. قال: صدق وعمدًا أدعه. ثم رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل مرفوعاً" (¬1) حسن أخرجه أحمد (1/ 435) وأبو يعلى (5282) عن عبد الرحمن بن مهدي والدارمي (2813) والترمذي (3159) وأبو يعلى (5089) والحاكم (2/ 375 و4/ 586) والواحدي في "الوسيط" (3/ 191) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (98) عن عبيد الله بن موسى الكوفي كلاهما عن إسرائيل بن يونس الكوفي عن السُّدِّي قال: سألت مُرَّة الهمداني عن قول الله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فحدثني أنّ ابن مسعود حدثهم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَرِدُ الناس النار ثم يصدُرون منها بأعمالهم، فأولُهم كَلَمْح البرق، ثم كالريح، ثم كَحُضْر الفرس، ثم كالراكب في رحله، ثم كشدِّ الرجل، ثم كمشيه". قال الترمذي: حديث حسن" وقال الحاكم: صحح على شرط مسلم" قلت: إسناده حسن، السدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن صدوق لم يخرج مسلم روايته عن مرة، والباقون ثقات. ورواه شعبة عن إسرائيل فلم يرفعه. أخرجه أحمد (1/ 433) والترمذي (5/ 317) والطبري (16/ 111) والحاكم (4/ 587) عن عبد الرحمن بن مهدي والترمذي (3160) والطبري (6/ 111) عن يحيى بن سعيد القطان ¬

_ (¬1) 3/ 367

والحاكم (4/ 587) عن سعيد بن عامر الضُّبَعِي ثلاثتهم عن شعبة به. قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لشعبة: إسرائيل حدثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: نعم هو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو كلاماً هذا معناه. هكذا رواه أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي. ورواه محمد بن بشار ومحمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قلت لشعبة: إنّ إسرائيل حدثني عن السدي عن مرة عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال شعبة: وقد سمعته من السدي مرفوعًا ولكني عمدًا أدعه" فثبت بما قاله عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة أن الحديث عن السدي مرفوع ليس بموقوف. وقد رواه أسباط بن نصر الهَمْداني عن السدي فلم يرفعه. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 132) والأول أصح لأنَّ إسرائيل أثبت من أسباط. - ورواه داود بن الزِّبْرِقان البصري واختلف عنه: • فرواه الحسين بن داود المِصِّيصي سُنيد عن داود بن الزبرقان قال: سمعت السدي يذكر عن مرة الهمداني عن ابن مسعود {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قال: داخلها. أخرجه الطبري (16/ 110) • ورواه علي بن حجر السعدي عن داود بن الزبرقان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مرة الهمداني أنّ ابن مسعود سئل عن قول الله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} قال: داخلها. أخرجه الحاكم (4/ 587) وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: داود تركه أبو داود" قلت: وتركه يعقوب بن شيبة وأبو زرعة، وكذبه الجوزجاني.

باب الثياب البيض للكفن

باب الثياب البيض للكفن 373 - (5167) قال الحافظ: روى مسلم والترمذي من حديث عائشة أنهم نزعوها عنه" (¬1) أخرجه مسلم (2/ 650) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أُدرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في حُلّة يمنية كانت لعبد الله بن أبي بكر، ثم نزعت عنه ... باب الحنوط للميت 374 - (5168) قال الحافظ: وقال ابن المنير في الحاشيةِ: قد قال -صلى الله عليه وسلم- في الشهداء: "زملوهم بدمائهم" مع قوله: "والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله" (¬2) الحديث الأول: أخرجه البخاري (فتح 3/ 455) من حديث جابر بلفظ: "ادفنوهم في دمائهم". والحديث الثاني أخرجه البخاري أيضاً (فتح 6/ 360) من حديث أبي هريرة. باب زيارة القبور 375 - (5169) قال الحافظ: وممن حمل الإذن على عمومه للرجال والنساء عائشة، فروى الحاكم من طريق ابن أبي مُليكة أنه رآها زارت قبر أخيها عبد الرحمن، فقيل لها: أليس قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ قالت: نعم، كان نهى ثم أمر بزيارتها" (¬3) صحيح أخرجه الحاكم (1/ 376) عن أبي بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى معاذ بن المثنى ثنا محمد بن المنهال الضرير ثنا يزيد بن زُريع ثنا بِسْطام بن مسلم عن أبي التَّيَّاح ¬

_ (¬1) 3/ 378 (¬2) 3/ 379 (¬3) 3/ 391

يزيد بن حميد عن عبد الله بن أبي مُليكة أنّ عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن زيارة القبور، قالت: نعم كان نهى ثم أمر بزيارتها. وأخرجه البيهقي (4/ 78) عن الحاكم به. وقال: تفرد به بسطام بن مسلم البصري" وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: صحيح" قلت: وهو كما قال. وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1247) عن رَوح بن عُبادة البصري ثنا بسطام بن مسلم عن أبي التياح عن ابن أبي مليكة عن عائشة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخص في زيارة القبور وفي أكل لحوم الأضاحي، وكانوا لا يأكلونها إلا ثلاثًا، فقال: "كلوا وأطعموا ما بدا لكم وأرخص في نبيذ التمر" وأخرجه ابن ماجه (1570) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن روح بن عبادة مختصراً في الرخصة في زيارة القبور. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، بسطام بن مسلم وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود وغيرهم، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم" المصباح 2/ 42 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد أبو التياح به بل تابعه ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن زيارة القبور ثم رخص فيها -أحسبه قال- فإنها تذكر الآخرة. أخرجه البزار (كشف 862) عن يحيى بن حكيم المقوِّم ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ثنا ابن جريج به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 3/ 58 ورُوي عن ابن جريج بغير هذا السياق: قال عبد الرزاق (6711): أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنا ابن أبي مليكة قال: رأيت عائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر، ومات بالحُبشي وقُبر بمكة. - ورواه عيسى بن يونس الكوفي واختلف عنه: • فقال ابن أبي شيبة (3/ 343 - 344): ثنا عيسى بن يونس عن أسامة عن ابن جريج

عن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بالحُبشي فدفن بمكة، فلما قدمت عائشة أتت قبره، فقالت: وكنا كندماني جَذيمة حِقْبَة ... من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكًا ... لطول اجتماع لم نَبِتْ ليلة معا ثم قالت: أما والله! لو حضرتك لدفنتك حيث مت، ولو شَهدتك ما زرتك. • ورواه الحسين بن حريث المروزي عن عيسى بن يونس فلم يذكر أسامة. أخرجه الترمذي (1055) قال النووي في "الخلاصة" (2/ 1034): إسناده على شرط الصحيحين" - ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن ابن أبي مليكة قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر على ستة أميال من مكة، فحملناه حتى جئنا به إلى مكة، فدفناه، فقدمت علينا عائشة بعد ذلك فعابت ذلك علينا، ثم قالت: أين قبر أخي؟ فدللناها عليه، فوضعت في هودجها عند قبره فصلت عليه. أخرجه عبد الرزاق (6539) عن مَعْمر بن راشد عن أيوب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 361) من طريق يحيى بن أبي كثير عن ابن أبي مليكة نحوه. 376 - (5170) قال الحافظ: وصرّح به في مرسل يحيى بن أبي كثير عند عبد الرزاق ولفظه: "قد أصيبت بولدها" وقال: في مرسل يحيى بن أبي كثير المذكور: فسمع منها ما يكره فوقف عليها. وقال: وفي مرسل يحيى بن أبي كثير المذكور: قال: "اذهبي إليك فإنّ الصبر عند الصدمة الأولى" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق" (6668) عن مَعْمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير قال: بلغني أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّ بامرأة قد أُصيبت بولدها، فسمع منها ما يكره، فوقف عليها يعظها، فقالت ¬

_ (¬1) 3/ 391 و392

له: إذهب إليك، فليس في صدرك ما في صدري، فولّى عنها، فقيل لها: ويحك، ما تدرين من وقف عليك، هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاتبعته فقالت: يا رسول الله! ما عرفتك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذهبي إليك فإنما الصبر عند الصدمة الأولى" رواته ثقات. 377 - (5171) قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أبي هريرة أنها قالت: يا عبد الله! إني أنا الحَرَّي الثكلي، ولو كنتَ مصابًا عذرتني. وقال: وفي رواية أبي يعلى المذكورة: قال: فهل تعرفينه؟ قالت: لا. وقال: في رواية أبي هريرة المذكورة: فقالت: أنا أصبر، أنا أصبر" (¬1) أخرجه أبو يعلى (6067) عن صالح بن مالك الخوارزمي ثنا أبو عبيدة الناجي ثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبقيع على امرأة جاثمة على قبر تبكي، فقال لها: "يا أمة الله اتقي الله واصبري" فقالت: يا عبد الله إني الحَرَّى الثكلى. فقال: "يا أمة الله اتقي الله واصبري" قالت: يا عبد الله لو كنتَ مصابًا عذرتني. فقال: "يا أمة الله اتقي الله واصبري" قالت: يا عبد الله، قد أسمعتَ فانصرف عني. قال: فمضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتبعه رجل من أصحابه فوقف على المرأة فقال لها: ما قال لك الرجل الذاهب؟ قالت: قال لي: كذا وكذا، قال: فهل تعرفينه؟ قالت: لا، قال: ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فوثَبت سرعة وهي تقول: أنا أصبر! أنا أصبر يا رسول الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصبر عند الصدمة الأولى، الصبر عند الصدمة الأولى" قال الهيثمي: وفيه بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجي وهو ضعيف" المجمع" 3/ 2 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي عبيدة بكر بن الأسود" مختصر الإتحاف 2/ 101 قلت: وقد توبع على بعضه: قال البزار (كشف 791): ثنا أحمد بن منصور ثنا فهد بن حيان ثنا عمران عن محمد عن أبي هريرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصبر عند الصدمة الأولى" ¬

_ (¬1) 3/ 391 و392

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه"

وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (273) من طريق سليمان بن سيف الحراني ثنا فهد بن حيان به. قال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه" قلت: وإسناده ضعيف لضعف فهد بن حيان. وعمران هو ابن داوَر القطان. 378 - (5172) قال الحافظ: وزاد عبد الرزاق فيه من مرسل الحسن "والعَبْرَة لا يملكها ابن آدم" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (6667) عن مَعْمَر بن راشد عن أيوب قال: سمعت الحسن رفعه: "الصبر عند الصدمة الأولى، والعَبْرَة لا يملكها ابن آدم، صبابة المرء إلى أخيه" ورواته ثقات. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه" 379 - (5173) قال الحافظ: وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإن توليت فإنما عليك إثم الإريسيين" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 1/ 42) من حديث أبي سفيان. 380 - (5174) قال الحافظ: وشاهده حديث النعمان بن بشير مرفوعاً، أخرجه البخاري في "تاريخه" وصححه الحاكم" (¬3) ضعيف أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 8) عن يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا أبو إسماعيل السكوني قال: سمعت مالك بن أدّا قال: سمعت النعمان بن بشير رفعه: "انه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب، الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإنّ أعمالكم تعرض عليهم" ¬

_ (¬1) 3/ 392 (¬2) 3/ 394 (¬3) 3/ 396

وأخرجه الحاكم (4/ 307) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن صالح الوحاظي به. وقال في روايته: "مثل الذباب تمور في جوها" وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: فيه مجهولان" قلت: هما أبو إسماعيل السكوني ومالك بن أدا. قال أبو حاتم: أبو إسماعيل السكوني مجهول، ومالك بن أدا مجهول" الجرح 4/ 2/ 336 وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 381 - (5175) قال الحافظ: وفي مسند البزار من حديث أبي هريرة قال: ثقل ابن لفاطمة فبعثت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر نحو حديث الباب" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 807) عن محمد بن بشار بُندار ثنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان ثنا إسماعيل بن مسلم عن عُمارة بن القَعْقَاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: ثقل ابن فاطمة -رضي الله عنها-، فبعثت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تدعوه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ارجع فإنّ له ما أخذ وله ما أبقى، وكلٌّ لأجل بمقدار" فلما احتُضِرَ بعثتْ إليه، فقال لنا: "قوموا" فلما جلس جعل يقرأ: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84)} [الواقعة: 83، 84] حتى قبض، فدمعت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال سعد: يا رسول الله! تبكى وتنهى عن البكاء! قال: "إنما هي رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء". قال البزار: لا نعلم رواه عن عمارة عن أبي زرعة إلا إسماعيل، وليس بالحافظ" قلت: ضعفه ابن معين وابن المديني والفلاس والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان والدارقطني وغيرهم. وأخطأ في قوله: ابن فاطمة، وإنما هو: ابن زينب، كما في حديث أسامة بن زيد. 382 - (5176) قال الحافظ: ويؤيده ما رواه الطبراني في ترجمة عبد الرحمن بن عوف ¬

_ (¬1) 3/ 397

في "المعجم الكبير" من طريق الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: اسْتُعِزّ بأمامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه تقول له، فذكر نحو حديث أسامة وفيه مراجعة سعد في البكاء وغير ذلك. وقال: وقع في حديث عبد الرحمن بن عوف أنها راجعته مرتين وأنه إنما قام في ثالث مرة ... " (¬1) أخرجه البزار (1012) عن أحمد بن الوليد البزار ثنا محمد بن العلاء ثنا الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: بعثت ابنة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ ابنتي مغلوبة، فقال للرسول: "قل لها: إنّ لله ما أخذ ولله ما أبقى" ثم بعثت إليه الثانية، فردّ عليها مثل ذلك، ثم بعثت إليه الثالثة فجاءها في ناس من أصحابه، فأخرجت إليه الصبية ونفسها تقعقع في صدرها، فرقّ عليها فذرفت عيناه، ففطن به بعض أصحابه وهم ينظرون إليه حين ذرفت عيناه، فقال: "ما لكم تنظرون؟ رحمة يضعها الله حيث يشاء، إنما يرحم الله من عباده الرحماء". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (284) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي ثني محمد بن العلاء بن حسين النبقي المطلبي ثني الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: استعز بأمامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقول له: إنّ ابنتي قد استعز بها، فبعث إلى ابنته ... قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم أجد من ذكره" المجمع 3/ 18. قلت: ومحمد بن العلاء لم أقف له على ترجمة، وقال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 86). 383 - (5177) قال الحافظ: وحكى ابن قدامة في "المغني" عن الشافعي أنه يكره لحديث جبر بن عَتيك في "الموطأ" فأنّ فيه: "فإذا وجب فلا تبكين باكية" (¬2) ¬

_ (¬1) 3/ 398 (¬2) 3/ 401

باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الدال فانظر حديث: "دعهنّ فإذا وجبت فلا تبكينّ باكية". باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة 384 - (5178) قال الحافظ: أخرجه سيد بن منصور ومسدد وابن سعد والبيهقي في "الدلائل"، كلهم من طريق سعيد بن مسروق عن عباية بن رافع قال: كانت أم أنس تحت أبي طلحة، فذكر القصة شبيهة بسياق ثابت عن أنس وقال في آخره: فولدت له غلامًا، قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم قد ختم القرآن (¬1). مرسل أخرجه ابن سعد (8/ 434) عن سعيد بن منصور ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عَباية بن رافع قال: كانت أم أنس تحت أبي طلحة فولدت منه غلامًا ومرض، فانطلق أبو طلحة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمات الغلام، فسجّته أمه، فلما جاء أبو طلحة قال لها: ما فعل ابني؟ قالت: صالح. فأتته بتحفتها التي كانت تتحفه فأصاب منها، ثم طلبت منه ما تطلب المرأة من زوجها فأصاب منها، ثم قالت: ما رأيت ما صنع ناس من جيرتنا، كانت عندهم عاريّة فطلبوها فأبوا أن يردوها، فقال: بئس ما صنعوا! فقالت: هذا أنت، كان ابنك عاريّة من الله وإنّ الله قد قبضه إليه، فقال لها: والله لا تغلبيني الليلة على الصبر. فغدا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم بارك لهما في ليلتهما" قال: فولدت له غلامًا. قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبعة بنين كلهم قد ختم القرآن. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 198 - 199) من طريق مسدد ثنا أبو الأحوص به. ورواته ثقات، وأبو الأحوص اسمه سلّام بن سليم الكوفي. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنا بك لمحزونون" 385 - (5179) قال الحافظ: وأما لفظه فثبت في قصة موت إبراهيم من حديث أنس عند ¬

_ (¬1) 3/ 414

مسلم وأصله عند المصنف كما في هذا الباب، وعن عبد الرحمن بن عوف عند ابن سعد والطبراني، وأبي هريرة عند ابن حبان والحاكم، وأسماء بنت يزيد عند ابن ماجه، ومحمود بن لَبيد عند ابن سعد، والسائب بن يزيد وأبي أمامة عند الطبراني. وقال: وفي رواية محمود بن لبيد، فقال: "إنما أنا بشر" وقال: في حديث محمود بن لبيد: "ولا نقول ما يسخط الرب" وقال: وفي آخر حديث محمود بن لبيد: وقال: "إنَّ له مرضعا في الجنة" (¬1) حديث عبد الرحمن بن عوف تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين ... " وحديث أبي هريرة أخرجه ابن حبان (3160) عن هُدْبة بن خالد القيسي والحاكم (1/ 382) عن موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكي قالا: ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: لما توفي (¬2) ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صاح أسامة بن زيد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس هذا منا (¬3)، ليس لصارخ (¬4) حظ، القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول ما يُغضب الرب" اللفظ لابن حبان. وإسناده حسن، ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وحديث أسماء بنت يزيد يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثيم المكي عن شهر بن حوشب عن أسماء، وعن ابن خثيم غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن المَخْرَمي. ¬

_ (¬1) 3/ 416 و417 (¬2) زاد الحاكم: إبراهيم. (¬3) ولفظ الحاكم. "مني". (¬4) ولفظ الحاكم: "بصائح حق".

أخرجه ابن سعد (1/ 143) عن محمد بن عمر الواقدي ثني عبد الله بن جعفر عن ابن خثيم عن شهر عن أسماء قالت: لما مات إبراهيم دمعت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال المُعَزي: يا رسول الله أنت أحق من عرف لله حقه! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يُسخط الرب، لولا أنه وعدٌ صادق ووعدٌ جامع وأنّ الآخر لاحق بالأول لَوَجِدنا عليك يا إبراهيم أشدّ من وَجْدِنا، وإنا بك لمحزونون". والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال البخاري وغيره: متروك الحديث. 2 - يحيى بن سليم الطائفي. أخرجه ابن ماجه (1589) عن سويد بن سعيد الحَدَثاني ثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم به. قال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 2/ 47 قلت: سويد بن سعيد ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بثقة، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن معين: ليس بشيء. 3 - مسلم بن خالد الزَّنْجي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8824) عن مقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا خالد بن نزار ثنا مسلم بن خالد عن ابن خثيم به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن خثيم إلا مسلم بن خالد" كذا قال، وقد توبع كما تقدم، وهو ومقدام ضعيفان. وحديث محمود بن لبيد أخرجه ابن سعد (1/ 142 - 143) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين أنا عبد الرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سمع ذلك، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد، أيها الناس إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد" ودمعت عيناه، فقالوا: يا رسول الله تبكي وأنت رسول الله! قال: "إنما أنا بشر، تدمع العين، ويخشع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون" ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وقال: "إنّ له موضعًا في الجنة".

وإسناده حسن، عبد الرحمن هو ابن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري المعروف بابن الغسيل قال النسائي وغيره: ليس به بأس، والفضل وعاصم ثقتان، ومحمود بن لبيد مختلف في صحبته. وحديث السائب بن يزيد أخرجه الطبراني في "الكبير" (6667) عن محمد بن نصر الصائغ ثنا محمد بن إسحاق المسيبي ثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن يزيد بن خُصيفة عن أبيه عن السائب بن يزيد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما هلك ابنه ذرفت عين النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقيل: يا رسول الله بكيت! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ العين تذرف، وإنّ الدمع يغلب، وإنّ القلب يحزن، ولا نعصي الله عز وجل". قال الهيثمي: وفيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف" المجمع 3/ 18 قلت: وأبوه ضعيف أيضاً. وحديث أبي أمامة أخرجه الطبراني في "الكبير" (7899) عن أحمد بن الحسين الحذاء ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد الملك عن القاسم عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين تُوفي إبراهيم وعيناه تدمعان، فقال: يا نبي الله تبكي على هذا السخل! والذي بعثك بالحق لقد دفنت اثنى عشر ولدًا في الجاهلية كلهم أشب منه كلهم أدسه في التراب أحياء، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "فما ذاك بأن كانت الرحمة ذهبت منك، يحزن القلب وتدمع العين على إبراهيم ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا على إبراهيم لمحزونون". قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع" 3/ 18 قلت: هو أبو عبد الملك الراوي عن القاسم. 386 - (5180) قال الحافظ: رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 136) عن الواقدي عن يعقوب بن أبي صعصعة عن عبد الله بن أبي صعصعة قال: لما ولد له إبراهيم تنافست فيه نساء الأنصار، أيتهنَّ ترضعه، فدفعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد من بني عدي بن النجار، وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجَعْد من بني عدي بن النجار أيضاً. فكانت ترضعه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتيه في بني النجار" (¬1) قلت: الواقدي متهم بالكذب. ¬

_ (¬1) 3/ 416

باب من قام لجنازة يهودي

باب من قام لجنازة يهودي 387 - (5181) قال الحافظ: أخرجه الحاكم من طريق قتادة عن أنس مرفوعاً فقال: "إنما قمنا للملائكة" ونحوه لأحمد من حديث أبي موسى" (¬1) حديث أنس أخرجه النسائي (4/ 39) وفي "الكبرى" (2055) عن إسحاق بن راهويه أنبا النضر ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن جنازة مرّت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام، فقيل: إنها جنازةُ يهودي، فقال: "إنما قمنا للملائكة" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8109) عن موسى بن هارون الحَمَّال ثنا إسحاق بن راهويه أنا النضر بن شميل به. وأخرجه الحاكم (1/ 357) من طريق أبي عمار الحسين بن حريث المروزي ثني النضر بن شميل به. وتابعه أبو عباد يحيى بن عباد البصري ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5729) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا حماد بن سلمة" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال النووي: إسناده صحيح على شرط مسلم" الخلاصة 2/ 1007 قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلساً. وحديث أبي موسى أخرجه أحمد (4/ 391) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري و (4/ 413) والحازمي في "الاعتبار" (ص 122 - 123) عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي والروياني (492) عن جرير بن عبد الحميد الرازي ¬

_ (¬1) 3/ 424

ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه مرفوعاً: "إذا مرت بكم جنازة يهودي أو نصراني أو مسلم فقوموا لها فلستم لها تقومون إنما تقومون لمن معها من الملائكة" وإسناده ضعيف لضعف ليث. واختلف عنه، فرواه حسان بن إبراهيم الكِرْماني عنه عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه. أخرجه الحازمي (ص 121) ورواه ليث أيضاً عن مجاهد عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبرة عن رجل قال: حدثني أبو موسى الأشعري أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أبصر جنازة قام، وإن كان يهوديًا أو نصرانيًا، وقال: "يقوم لمن معها من الملائكة" أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (341) ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن ليث فلم يذكر: عن رجل. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 489) 388 - (5182) قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث الحسن بن علي قال: إنما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تأذيا بريح اليهودي. زاد الطبراني من حديث عبد الله بن عياش: "فآذاه ريح بخورهما" وللطبراني والبيهقي من وجه آخر عن الحسن "كراهية أن تعلو رأسه" (¬1). حديث الحسن بن علي يرويه محمد بن علي بن الحسين، وعنه غير واحد، منهم: 1 - ابن جريج. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 488) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني وابن شاهين في "الناسخ" (344) عن عبد الرزاق الصنعاني ¬

_ (¬1) 3/ 424

كلاهما عن ابن جريج قال: سمعت محمد بن علي عن الحسن وابن عباس أو أحدهما أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّت به جنازة يهودي، فقام لها وقال: "آذاني ريحها" ورواته ثقات إلا أنّ محمد بن علي لم يدرك الحسن بن علي، وما أظنه سمع من ابن عباس. 2 - الحجاج بن أرطاة. قال أحمد (1/ 200): ثنا عفان أنا حماد عن الحجاج بن أرطأة عن محمد بن علي عن الحسن بن علي أنه مرّ بهم جنازة فقام القوم ولم يقم، فقال الحسن: ما صنعتم، إنما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تأذيًا بريح اليهودي. وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة. 3 - جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 358) والنسائي (4/ 139) وفي "الكبرى" (2054) وابن شاهين في "الناسخ" (343) عن حاتم بن إسماعيل المدني والروياني في "الذرية الطاهرة" (126) والبيهقي في "معرفة السنن" (5/ 279) عن سليمان بن بلال المدني كلاهما عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان الحسن بن علي جالسًا، فمرّ عليه بجنازة، فقام الناس حين طلعت الجنازة، فقال الحسن بن علي: إنما أمرّ على النبي -صلى الله عليه وسلم- بجنازة يهودي، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على طريقها جالسًا، فكره أن يعلو رأسه جنازة يهودي فقام. رواته ثقات. وحديث عبد الله بن عياش أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4408) عن الطبراني ثنا عبد الله بن شعيب الرجاني ثنا محمد بن مَعْمر البَحْراني ثا أبو عامر العَقَدي ثنا أبو عمرو السَّدُوسي عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال: ما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتلك الجنازة إلا أنها كانت يهودية فآذاه ريح بخورها، فقام حتى جازته. قال الهيثمي: وفيه أبو عمرو السدوسي ولم يرو عنه غير أبي عامر العقدي، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 28

باب السرعة بالجنازة

قلت: أبو عمرو السدوسي هو سعيد بن سلمة بن أبي الحسام (¬1) وهو مختلف فيه. باب السرعة بالجنازة 389 - (5183) قال الحافظ: وفي المسألة مذهبان آخران مشهوران فالجمهور على أنّ المشي أمامها أفضل، وفيه حديث لابن عمر أخرجه أصحاب السنن، ورجاله رجال الصحيح إلا أنه اختلف في وصله وإرساله" (¬2) تقدم الكلام عليه في كتاب الإيمان - باب اتباع الخائز من الإيمان باب قول الميت وهو على الجنازة: قدموني 390 - (5184) قال الحافظ: ورد في حديث السؤال في القبر: "فيضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء إلا الثقلين" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 3/ 449 و479 - 483) من حديث أنس. باب الصفوف على الجنازة 391 - (5185) قال الحافظ: ولابن حبان من حديث عمران بن حُصين: فقام وصفوا خلفه وهم لا يظنون إلا أنّ جنازته بين يديه. أخرجه من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قِلَابة عن أبي المهلب عنه. ولأبي عوانة من طريق أبان وغيره عن يحيى: فصلينا خلفه ونحن لا نرى إلا أنّ الجازة قدامنا" (¬4) صحيح ¬

_ (¬1) انظر "تهذيب الكمال" (10/ 477 و34/ 131) و"تهذيب التهذيب" (4/ 41 و12/ 181) (¬2) 3/ 427 (¬3) 3/ 429 (¬4) 3/ 432

أخرجه الطيالسي (ص 114) وأحمد (4/ 446) والبيهقي (4/ 50) عن حرب بن شداد البصري وابن حبان (3102) والطبراني في "الكبير" (18/ 199) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 332) عن الأوزاعي كلاهما عن يحيى بن أبي كثير ثني أبو قِلَابة ثني أبو المهلب ثني عمران بن حصين رفعه: "إنّ أخاكم النجاشي قد مات (¬1) فصلوا عليه" فقام (¬2) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصففنا (¬3) خلفه، فكبر (¬4) عليه أربعاً، وما نحسب الجنازة إلا (¬5) بين يديه. اللفظ لابن عبد البر. وإسناده صحيح، وأبو قلابة اسمه عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المهلب مختلف في اسمه، وهو عم أبي قلابة. وأخرجه مسلم (953) من طريق أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي قلابة مختصرا. 392 - (5186) قال الحافظ: قال المهلب: وكأنه لم يثبت عنده قصة معاوية الليثي، وقد ذكرت في ترجمته في الصحابة أنّ خبره قوي بالنظر إلى مجموع طرقه" (¬6) قلت: لم أر لمعاوية الليثي إلا حديثًا واحدًا ذكر في ترجمته في كتب الصحابة وكذلك في "الكبير" للبخاري و"الكبير" للطبراني. وهو "يصبح الناس مجدبين، فيأتيهم الله برزق من عنده فيصبحون مشركين يقولون: مطرنا بنوء كذا" وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى. 393 - (5187) قال الحافظ: ويؤيده حديث مجمع بن جارية في قصة الصلاة على ¬

_ (¬1) زاد ابن حبان: "فقوموا" (¬2) ولفظ أحمد: فصف. (¬3) ولفظ الطيالسي: فصففنا عليه كما يصف على الميت وصلينا عليه كما يصلى على الميت. (¬4) ولفظ أحمد: فصلى. (¬5) زاد أحمد: موضوعة. (¬6) 3/ 432

النجاشي، قال: فصفنا خلفه صفين وما نرى شيئًا" أخرجه الطبراني وأصله في ابن ماجه" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 362) وأحمد (4/ 64 و5/ 376) عن معاوية بن هشام القَصَّار عن سفيان عن حُمران بن أعْيَن عن أبي الطفيل عن ابن جارية الأنصاري مرفوعاً: "إن أخاكم النجاشي قد مات" فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى البقيع وأصحابه فصففنا خلفه وتقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلوا عليه. ووقع عند أحمد: عن فلان بن جارية الأنصاري. وأخرجه ابن ماجه (1536) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2125) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 64) عن ابن أبي شيبة به. ووقع عند ابن ماجه: عن مُجَمِّع بن جارية الأنصاري. ووقع عند عبد الله بن أحمد: عن فلان بن جارية الأنصاري. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 76) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي والطبراني في "الكبير" (19/ 446) عن عبيد بن غنام الكوفي وابن عدي (2/ 843) عن أبي العلاء الكوفي وأبي يعلى المَوْصلي قالوا: ثنا ابن أبي شيبة به. ووقع عندهم جميعًا: عن ابن جارية الأنصاري. وأخرجه الطبراني (19/ 446) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به. وأخرجه المزي (7/ 308) من طريق أبي بكر أحمد بن جعفر القَطِيعي ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي به. ¬

_ (¬1) 3/ 432

باب سنة الصلاة على الجنازة

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 234 - 235) من طريق محمد بن خلف الحَدَّادي ثنا معاوية بن هشام به. ووفع عنده: عن ابن جارية الأنصاري. وأخرجه ابن عدي (2/ 843) وأبو نعيم في "الصحابة" (7073) من طريق عَبْثَر بن القاسم الكوفي عن سفيان به. ووقع عندهما: عن ابن جارية. وإسناده ضعيف لضعف حمران بن أعين. باب سنة الصلاة على الجنازة 394 - (5188) قال الحافظ: وهذا اللفظ عند مسلم من حديث ثوبان" (¬1) أخرجه مسلم (946) من طريق مَعْدان بر أبي طلحة اليَعْمَري عن ثوبان مرفوعاً: من صلى على جنازة فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط مثلُ أُحُد" 395 - (5189) قال الحافظ: وفيه حديث مرفوع عن ابن عباس رواه ابن عدي، وإسناده ضعيف" (¬2) أخرجه ابن عدي (7/ 2640) عن محمد بن عبيد الله بن فضيل ثنا يمان بن سعيد ثنا وكيع بن الجراح ثنا معاني بن عمران عن مغيرة بن زياد عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً: "إذا فجأتك الجنازة وأنت على غير وضوء فتيمم". وقال: وهذا مرفوع غير محفوظ، والحديث موقوف على ابن عباس. قال الحسن بن شعبة الأنصاري ثنا اليمان بن سعيد المصيصي ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. ولا أعلم أنّ أحدًا وصل هذا عن وكيع عن الثوري غير يمان" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف. وقال الذهبي في "الميزان": ضعفه الدارقطني وغيره ولم يترك. ¬

_ (¬1) 3/ 433 (¬2) 3/ 434

باب فضل اتباع الجنائز

باب فضل اتباع الجنائز 396 - (5190) قال الحافظ: وقد ورد مثله مرفوعاً من حديث جابر أخرجه البزار بإسناد فيه مقال، وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" من حديث أبي هريرة مرفوعاً بإسناد ضعيف" (¬1) تقدم الكلام عليهما في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أميران وليسا بأميرين، من تبع جنازة ... " 397 - (5191) قال الحافظ: وفي رواية عند أحمد والطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عمر: قالوا: يا رسول الله، مثل قراريطنا هذه؟ قال: "لا، بل مثل أحد" (¬2) صحيح وله عن ابن عمر طرق: الأول: يرويه أبو عبد الله سالم البراد قال: سمعت ابن عمر رفعه: "من صلى (¬3) على جنازة فله قيراط" قالوا: يا رسول الله، مثل قيراطنا هذا؟ قال: "لا، بل مثل أحد أو أعظم من أحد" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 321) وأحمد (2/ 16 و31 - 32 و144) والبخاري في "الكبير" (2/ 9/ 102) والدولابي في "الكنى" (2/ 56) والخطيب في "الموضح" (2/ 143) من طرق (¬4) عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت سالمًا البراد به. قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 4/ 342 - المجمع 3/ 30 قلت: وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 3/ 436 (¬2) 3/ 438 (¬3) وفي لفظ: "من تبع جنازة حتى يصلى عليها" (¬4) رواه محمد بن بشر العبدي ويحيى القطان ويعلي بن عبيد الطنافسي وعبد الله بن المبارك ويزيد بن هارون الواسطي عن إسماعيل بن أبي خالد. ورواه وكيع عن إسماعيل عن سالم عن ابن عمر موقوفًا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 320) والأول أصح.

الثاني: يرويه إسماعيل بن أمية المكي عن نافع عن ابن عمر رفعه "من صلَّى على جنازة فله قيراط، ومن قعد حتى يدفن فله قيراطان" فقالوا: مثلُ قراريطنا هذه؟ قال: "لا، بل مثلُ أحد" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8482) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا أمية بن بِسْطام ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا إسماعيل بن أمية، تفرد به يحيى بن سليم" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، واختلف فيه قول النسائي. ولم ينفرد به بل تابعه عمران بن عيينة الكوفي ثنا إسماعيل بن أمية به. أخرجه البزار (كشف 827) الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه. أخرجه البزار (كشف 828) وليث ضعيف. 398 - (5192) قال الحافظ: وقع لي حديث الباب من رواية عشرة من الصحابة غير أبي هريرة وعائشة: من حديث ثوبان عند مسلم، والبراء وعبد الله بن مغفل عند النسائي، وأبي سعيد عند أحمد، وابن مسعود عند أبي عوانة، وأسانيد هؤلاء الخمسة صحاح، ومن حديث أبي بن كعب عند ابن ماجه، وابن عباس عند البيهقي في "الشعب"، وأنس عند الطبراني في "الأوسط"، وواثلة بن الأسقع عند ابن عدي، وحفصة عند حميد بن زنجويه في "فضائل الأعمال"، وفي كل من أسانيد هؤلاء الخمسة ضعف" (¬1) حديث ثوبان تقدم قبل ثلاثة أحاديث. وحديث البراء أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 321) وأحمد وابنه (4/ 294) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 122) والنسائي (4/ 44) وفي "الكبرى" (2067) والروياني (426 و427) والطحاوي في "المشكل" (1264) والطبراني في "الأوسط" (1685 و7994) من ¬

_ (¬1) 3/ 439

طرق عن أبي زبيد عَبْثَر بن القاسم الكوفي عن بُرْد أخي يزيد بن أبي زياد عن المسيب بن رافع قال: سمعت البراء بن عازب رفعه "من تبع جنازة حتى يصلى عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان، والقيراطُ مثلُ أُحُد" قال يعقوب بن سفيان: عبثر ثقة، ويقال: لم يسمع المسيب من أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من البراء" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن المسيب بن رافع إلا برد، تفرد به عبثر، ولا يُروى عن البراء إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد صحيح. وحديث عبد الله بن مغفل أخرجه أحمد (5/ 57) والنسائي (4/ 45) وفي "الكبرى" (2568) والرويانى (878 و887) والخطيب في "الموضح" (2/ 95) عن أشعث بن عبد الملك الحُمْراني وأحمد (4/ 86) والطحاوي في "المشكل" (1270) عن مبارك بن فضالة كلاهما عن الحسن البصري عن عبد الله بن مغفل مرفوعاً: "من صلى على جنازة فله قيراط، فإن انتظر حتى يُفرغ منها فله قيراطان" وإسناده ضعيف لأنّ الحسن البصري مدلس ولم يذكر سماعًا من عبد الله بن مغفل. وحديث أبي سعيد له عنه طريقان: الأول: يرويه عمرو بن يحيى المازني الأنصاري عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبي سعيد مرفوعاً: "من أتى الجنازة عند أهلها، فمشى معها حتى يصلي عليها، فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن، فله قيراطان مثل أحد" أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 321) وأحمد (3/ 27) والطحاوي في "المشكل" (1258) عن سليمان بن بلال المدني وأحمد (3/ 27 و96 - 97) وابن المنذر في "الأوسط" (3017) والطحاوي في "المشكل" (1259) عن وهيب بن خالد البصري

كلاهما عن عمرو بن يحيى به. قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 29 قلت: محمد بن يوسف ذكره ابن حبان في "الثقات"، لكنه لم يذكر سماعًا من أبي سعيد فلا أدري أسمع منه أم لا، والباقون ثقات. الثاني: يرويه فضيل بن مرزوق الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعاً: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى يجتها فله قيراطان، والقيراط مثلُ أحد" أخرجه البزار (كشف 824) وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. وحديث ابن مسعود له عنه طريقان: الأول: يرويه عاصم بن بَهْدلة عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود مرفوعاً: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظرها حتى يقضى قضاءها أو تدفن فله قيراطان" أخرجه البزار (1811) وابن شاهين في "الترغيب" (407) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري ثنا شعبة عن عاصم به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه" قلت: رواه محمد بن جعفر غُندر ويحيى القطان ومسلم بن إبراهيم الأزدي وغيرهم عن شعبة موقوفاً. قاله الدارقطني في "العلل" (5/ 74) وكذلك رواه الجراح بن مليح الكوفي عن عاصم موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 320) قال الدارقطني: وكذلك رواه زائدة وأبو عوانة وأبو بكر بن عياش عن عاصم موقوفاً، وهو الصواب" الثاني: يرويه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ثنا المهاجر أبو مخلد عن أبي العالية عن ابن مسعود مرفوعاً: "من صلى على جنازة مسلم ثم رجع فله قيراط، ومن انتظر حتى تدفن ويفرغ من شأنها فله قيراطان" قالوا: يا رسول الله! ما القيراط؟ قال: "أثقل في الميزان من جبلكم هذا" يعني أحد"

أخرجه ابن عدي (6/ 2452) والمهاجر مختلف فيه، وعبد الوهاب وأبو العالية رفيع الرِّيَاحي ثقتان. وحديث أبي بن كعب أخرجه الطبراني في "الأوسط" (558) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا أبو معمر القَطِيعي ثنا جرير عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن زِر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعاً: "من صلى على جنازة، فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، ومن أكل من هذه البقلة فلا يقربنَ مسجدنا" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الشيباني إلا جرير" قلت: وإسناده صحيح، وأبو معمر اسمه إسماعيل بن إبراهيم بن معمر، وجرير هو ابن عبد الحميد الرازي، والشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان. وتابعه الحجاج بن أرطأة عن عدي بن ثابت به. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 320) وأحمد بن حنبل (5/ 131) وأحمد بن منيع وأبو يعلى في "مسنديهما" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 37) وابن ماجه (1541) والطحاوي في "المشكل" (1267) والمحاملى (472) والهيثم بن كليب (1482) من طرق عن الحجاج به. وحديث ابن عباس له عنه طريقان: الأول: يرويه العلاء بن الحارث الحضرمي عن عبد الله بن الحارث سمع ابن عباس رفعه: "من صلى على جنازة فانصرف قبل أن يفرغ منها كان له قيراط، فإن انتظر حتى يفرغ منها، كان له قيراطان، والقيراط مثل أحد في ميزانه يوم القيامة" ثم قال: "أتعجب من قولي: مثل أحد! حق لعظمة ربنا أن يكون قيراط مثل أحد، ويومه كألف سنة". أخرجه البيهقي في "الشعب" (8808) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا بن سعيد الدمشقي ثنا الهيثم بن حمد عن العلاء بن الحارث به. ومحمد بن سعيد أظنه ابن الفضل المترجم في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 266) والهيثم بن حميد هو الغساني الدمشقي وهو صدوق، والباقون ثقات. الثاني: يرويه نافع أبو هرمز عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً: "يوضع في ميزانه قيراطان، كل قيراط مثل أحد" يعني من تبع الجنازة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11363)

قال الهيثمي: وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك" المجمع 3/ 30 وحديث أنس له عنه طرق: الأول: يرويه عبد الوارث بن سعيد البصري عن شعيب بن الحَبْحَاب عن أنس مرفوعاً: "من صلى على جنازة كتب له قيراط، فإن انتظر حتى يُقضى قَضاها كتب له قيراطان" أخرجه أبو يعلى (4169) عن عمر بن شبة النميري ثنا أبو بكر بن مروان بن الحكم بن يزيد بن عمير الأُسَيِّدي ثنا عبد الوارث به. وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (9/ 293) عن أحمد بن محمد بن الأزهر السِّجْزي ثنا عمر بن شبة به. وقال فيه: "ومن تبعها إلى القبر فله قيراطان، والقيراط أعظم من جبل أحد" وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 385) من طريق أبي علي الحسن بن علي المَعْمَري ثنا عمر بن شبة ثنا أبو بكر بن مروان بن الحكم وكان ثقة وفوق الثقة ثنا عبد الوارث بن سعيد به. قال أبو علي المعمري: هكذا قال هذا الشيخ، وأُراه وهم فيه، وذلك أن عبيد الله بن عمر حدثنا قال حدثنا عبد الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن عثمان بن سعيد عن أبي هريرة موقوفاً. وقد رواه حماد بن زيد عن شعيب فقال: عن أبي الليث مولى كثير بن الصلت عن أبي هريرة موقوفاً. ورواه عبد الكبير بن شعيب عن أبيه عن كثير مولى ابن الصلت عن أبي هريرة ورفعه" الثاني: يرويه يزيد بن أبان الرَّقَاشي عن أنس مرفوعاً: "ما من مسلم يشهد جنازة امرىء مسلم إلا كان له قيراط من الأجر، فإن قعد حتى يُسوّى عليها كان له قيراطان من الأجر، كلُّ قيراط مثلُ أحد" أخرجه أبو يعلى (4095) عن الفضل بن الصَّبَّاح ثنا أبو عبيدة عن محتسب ثني يزيد الرقاشي به. وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي. ومحتسب هو ابن عبد الرحمن الأعمى مختلف فيه، وأبو عبيدة اسمه واصل بن عبد الواحد الحداد، والفضل بن الصباح هو البغدادي السمسار.

باب من انتظر حتى تدفن

الثالث: يرويه روح بن عطاء بن أبي ميمونة عن أبيه عن أنس مرفوعاً: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، أحدهما مثل أحد" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7124) وابن عدي (3/ 1002) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء بن أبي ميمونة إلا ابنه" قلت: وهو ضعيف الحديث كما قال ابن معين، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال البزار: ليس بالقوي، وقواه بعضهم. وحديث واثلة بن الأسقع إخرجه ابن عدي (6/ 2327) من طريق معروف بن عبد الله الخياط الدمشقي ثنا واثلة بن الأسقع رفعه: "من شهد جنازة ومشى أمامها وجلس حتى يأخذ بأربع زوايا السرير وجلس حتى تدفن كتب له قيراطان من أجر أخفهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من جبل أحد" وقال: هذا الحديث لمعروف عن واثلة منكر جداً" وحديث حفصة لم أقف عليه. باب من انتظر حتى تدفن 399 - (5193) قال الحافظ: ولأحمد في حديث أبي سعيد الخدري: "فمشى معها من أهلها" (¬1) تقدم في الحديث الذي قبله. 400 - (5194) قال الحافظ: لكن الحديث الذي أوردناه عن البراء في ذلك ضعيف. وقال: وعند مسلم في حديث ثوبان: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القيراط. وقال: وكذا في حديث ثوبان عند مسلم، والبراء عند النسائي، وأبي سعيد عند أحمد. وقال: وفي رواية أبي بن كعب عند ابن ماجه: "القيراط أعظم من أحد هذا". ¬

_ (¬1) 3/ 440

باب أين يقوم من المرأة والرجل

وقال: وفي حديث واثلة عند ابن عدي: "كتب له قيراطان من أجر أخفهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من جبل أحد" (¬1) تقدمت هذه الأحاديث كلها في الباب الذي قبله. باب أين يقوم من المرأة والرجل 401 - (5195) قال الحافظ: وأشار المصنف إلى تضعيف ما رواه أبو داود والترمذي من طريق أبي غالب عن أنس بن مالك أنه صلى على رجل فقام عند رأسه، وصلى على امرأة فقام عند عجيزتها. فقال له العلاء بن زياد: أهكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل؟ قال: نعم" (¬2) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 286) عن همام بن يحيى العَوْذي ثنا أبو غالب قال: شهدت أنساً وصلَّى على رجل فقام عند رأس السرير، ثم أتي بامرأة من قريش فصلَّى عليها، فقام قريبًا من وسط السرير، فكان فيمن حضر جنازته العلاء بن زياد العدوي، فلما رأى اختلاف قلنا: أبا حمزة أهكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم من المرأة والرجل كما قمت؟ قال: نعم. فأقبل علينا وقال: احفظوا. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 33) وفي "معرفة السنن" (5/ 322) وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 312) وأحمد (3/ 118) عن وكيع بن الجراح وابن ماجه (1494) والترمذي (1034) عن سعيد بن عامر الضُّبَعِي وأحمد (3/ 204) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 491) عن يزيد بن هارون الواسطي والطحاوي (1/ 491) ¬

_ (¬1) 3/ 441 (¬2) 3/ 445

باب التكبير على الجنازة أربعا

عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي وابن المنذر في "الأوسط" (3121) عن حجاج بن منهال البصري كلهم عن همام به. ووقع في حديث وكيع عند أحمد: حدثني همام عن غالب. قال أحمد: هكذا قال وكيع: غالب، وإنما هو أبو غالب. قلت: وقع عند ابن أبي شيبة: عن أبي غالب، على الصواب، وسماه نافعًا. ووقع في حديث يزيد بن هارون: ثنا أبو غالب الخياط .. وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره، فالإسناد صحيح. وقال الترمذي: حديث حسن" ولم ينفرد همام به بل تابعه عبد الوارث بن سعيد البصري عن نافع أبي غالب قال: فذكر الحديث مطولاً. أخرجه أبو داود (3194) والبيهقي (4/ 33) عن داود بن معاذ العَتَكي والطحاوي (1/ 491 و495) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني قالا: ثنا عبد الوارث بن سعيد به. وإسناده صحيح. باب التكبير على الجنازة أربعاً 402 - (5196) قال الحافظ: روى مسلم عن زيد بن أرقم أنه يكبر خمسا ورفع ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 445

باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة

أخرجه مسلم (957) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان زيد يكبر على جنائزنا أربعاً، وإنه كبر على جنازة خمساً، فسألته فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكبرها. باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة 403 - (5197) قال الحافظ: تنبيه: ليس في حديث الباب بيان محل قراءة الفاتحة، وقد وقع التصريح به في حديث جابر، أخرجه الشافعي بلفظ: "وقرأ بأم القرآن بعد التكبيرة الأولى" أفاده شيخنا في شرح الترمذي وقال: إنّ سنده ضعيف" (¬1) أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 239) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كبر على الميت أربعًا وقرأ بأم القرآن بعد التكبيرة الأولى. ومن طريقه أخرجه الحاكم (1/ 358) والبيهقي (4/ 39) والأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وغيرهم. باب الصلاة على القبر بعدما يدفن 404 - (5198) قال الحافظ: ساق ابن حبان من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت نحو هذه القصة وفيها: "ثم أتى القبر فصففنا خلفه وكبر عليه أربعًا" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 275 - 276 و299 و360) وأحمد (4/ 388) والبخاري في "الأوسط" (117) وابن ماجه (1528) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1970) والنسائي (4/ 70) وفي "الكبرى" (2149) وأبو يعلى (937) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 494) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 228 - 229 و229) وابن حبان (3083 و3087 و3092) والطبراني في "الكبير" (22/ 239 - 240 و240) والحاكم (3/ 591) وأبو نعيم في "الصحابة" (6594) والبيهقي (4/ 35 و48) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 480) من ¬

_ (¬1) 3/ 447 (¬2) 3/ 448

باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر

طرق عن عثمان بن حكيم بن سهل بن حُنيف الأنصاري ثنا خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما وردنا البقيع، إذا هو بقبر جديد، فسأل عنه، فقل: فلانة، فعرفها، فقال: "ألا آذنتموني بها؟ " قالوا: يا رسول الله! كنت قائلًا صائماً فكرهنا أن نؤذنك، فقال: "لا تفعلوا، لا يموتنَّ فيكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به، فإنّ صلاتي عليه له رحمة" قال: ثم أتى القبر، فصفنا خلفه، وكبر عليه أربعاً. ورواته ثقات لكن ما أظن خارجة سمع من عمه. قال البخاري: إن صح قول موسى بن عقبة: أنّ يزيد بن ثابت قتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر، فإنّ خارجة لم يدرك يزيد" وقال ابن عبد البر: لا أحسبه سمع منه" الاستيعاب 11/ 63 وقال الحافظ: وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة" الإصابة 10/ 341 واختلف عن خارجة: قال البخاري في "الأوسط" (118): ثني يحيى بن سليمان ثنا ابن وهب أخبرني مَخْرَمة عن أبيه عن عبيد الله بن مقسم عن خارجة بن زيد قال: قال زيد بن ثابت: توفيت مولاة لنا ... باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر 405 - (5199) قال الحافظ: وورد ذكر الثلاثة في هذه القصة عن أنس أيضاً عند الترمذي وغيره" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 325) وعبد بن حميد (1164) وأبو يعلى (3568) عن عبيد الله بن موسى الكوفي وأبو داود (3136) والترمذي (1016) عن أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي ¬

_ (¬1) 3/ 455

وابن سعد (3/ 14 - 15) وأحمد (3/ 128) وأبو داود (3136) وابن الأعرابي (1649) والطبراني في "الكبير" (2938) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 226) عن زيد بن الحباب العُكْلي وابن سعد (3/ 14 - 15) والحاكم (1/ 365) والبيهقي (4/ 10 - 11) عن رَوح بن عُبادة البصري وأحمد (3/ 128) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 226) عن صفوان بن عيسى القرشي وأبو داود (3135) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 502) وفي "المشكل" (4050 و4912 و4917) والدارقطني (4/ 117) والحاكم (1/ 365 - 366 و2/ 120) عن عبد الله بن وهب وابن سعد (3/ 14 - 15) وأبو داود (3137) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 502 - 503) وفي "المشكل" (4913) والدارقطني (4/ 116 - 117 و117) والحاكم (1/ 365 و3/ 196) والبيهقي (4/ 10 - 11) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي والشافعي في "الأم" (1/ 237) ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (5/ 252) عن بعض أصحابه وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 229 - 230) عن أحمد بن خالد كلهم عن أسامة بن زيد الليثي قال: حدثني ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك قال: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على (¬1) حمزة يوم أُحُد، فوقف عليه فرآه قد (¬2) مُثّل به، فقال: "لولا أن تجد (¬3) صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية (¬4)، حتى يحشرَ يومَ القيامة من بطونها" (¬5) ¬

_ (¬1) زاد ابن سعد: "عمه". (¬2) زاد غير واحد: "جُدِعَ" وعند أبي يعلى وحده: "جدع أنفه". (¬3) وفي لفظ للطحاوي والحاكم: "تجزع". (¬4) ولفظ أحمد من حديث زيد بن الحباب: "العاهة". (¬5) وفي لفظ: "من بطون السباع والطير".

قال: ثم دعا بِنَمِرَة فكفنه فيها، فكان إذا مُدّت على رأسه بدت رجلاه، وإذا مدت على رجليه بدا رأسه (¬1). قال: فأكثر القتلى وقلت الثياب. قال: فكُفن الرجل والرجلان والثلاثة في الثوب الواحد، ثم يدفنون في قبر واحد، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عنهم: " (¬2) أيهم كثرهم قرآنا؟ " فيقدمه إلى (¬3) القبلة. قال: فدفنهم (¬4) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم (¬5) يصلِّ عليهم (¬6). السياق للترمذي وقال: حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث أنس إلا من هذا الوجه. وقد خولف أسامةُ بن زيد في رواية هذا الحديث، فروى الليث بن سعد (¬7) عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله. وروى مَعْمر (¬8) عن الزهري عن عبد الله (¬9) بن ثعلبة عن جابر. ولا نعلم أحدًا ذكره عن الزهري عن أنس إلا أسامة بن زيد. وسألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: حديث الليث أصح" ¬

_ (¬1) زاد عبد بن حمد وغيره: "فخمر رأسه" وزاد ابن الأعرابي وغيره: "فقال: مدوها على رأسه، واجعلوا على رجليه إذخر". (¬2) ولفظ ابن أبي شيبة: "انظروا أيهم أكثر جمعاً للقرآن فقدموه في اللحد". (¬3) وفي لفظ: "في اللحد". (¬4) وفي حديث ابن وهب: "لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم". (¬5) وفي حديث عثمان بن عمر: "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره -يعني حمزة-". قال الدارقطني: لم يقل هذا اللفظ غير عثمان بن عمر، وليست بمحفوظة". (¬6) زاد أبو يعلى وغيره: "وقال: أنا شهيد عليكم اليوم". (¬7) ومن هذا الطريق أخرجه البخاري في الباب المذكور، وفي الأبواب الثلاثة التي بعده، وفي باب الصلاة على الشهيد، وفي باب اللحد والشق في القبر، وفي المغازي باب من قتل من المسلمين يوم أُحد. (¬8) رواه عبد الرزاق عن معمر هكذا. أخرجه أحمد (5/ 431) والبيهقي (4/ 11) ورواه ابن المبارك عن معمر فلم يذكر جابرًا. أخرجه النسائي (4/ 64 - 65 و6/ 25) وفي "الكبرى" (2129 و4356) (¬9) ويقال له: ابن أبي صعير.

وقال في "العلل" (1/ 411): سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: حديث أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أنس غير محفوظ، غلط فيه أسامة بن زيد". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد أخرج البخاري وحده حديث الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصل عليهم. ليس فيه هذه الألفاظ المجموعة التي تفرد بها أسامة بن زيد الليثي عن الزهري" (¬1). قلت: لم يخرج مسلم رواية أسامة بن زيد عن الزهري، واختلف في أسامة: فوثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وقد خولف في روايته عن الزهري كما تقدم في كلام الترمذي، ومن الخلاف على الزهري في هذا الحديث مما لم يذكره الترمذي: - رواية سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابن أبي صعير مرفوعاً. أخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 237) والبيهقي (4/ 11) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 229). وتابعه محمد بن إسحاق المدني عند أحمد (1/ 435 و432) وعبد الرحيم بن سليمان الكناني عند أبي نعيم في "الصحابة" (4036) وعمرو بن الحارث المصري وصالح بن كيسان المدني عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (176 و177) وغيرهم. - ورواية عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه. أخرجه ابن سعد (3/ 13) وابن أبي شيبة (3/ 325 و5/ 340) والطحاوي في "المشكل" (4051) والطبراني في "الكبير" (9/ 82 - 83) والبيهقي (4/ 11) قال الحافظ: وابن عبد العزيز ضعيف، وأخطأ في قوله: عن أبيه" الفتح 3/ 453 - ورواية الأوزاعي عن الزهري عن جابر. أخرجه ابن سعد (3/ 562 - 563) والبيهقي (4/ 34) ¬

_ (¬1) وقال النووي في "الخلاصة" (2/ 946): إسناده حسن".

باب إذا أسلم الصبي فمات

- ورواية سليمان بن كثير العبدي عن الزهري حدثني من سمع جابرًا. أخرجه الذهلي في "الزهريات" (الفتح 3/ 456) وللإستزادة من معرفة الخلاف على الزهري في هذا الحديث انظر "هدي الساري" و" فتح الباري" (كتاب الجنائز - باب الصلاة على الشهيد) والأبواب التي بعده، و"الجهاد" لابن أبي عاصم 2/ 475 - 487 باب إذا أسلم الصبي فمات 406 - (5200) قال الحافظ: فقيل: أسلم العباس قبل الهجرة وأقام بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- له في ذلك لمصلحة المسلمين، روى ذلك ابن سعد من حديث ابن عباس، وفي إسناده الكلبي وهو متروك" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف القاف فانظر حديث: "قد عرفت أنّ رجالاً من بني هاشم قد أخرجوا كرها ... " 407 - (5201) قال الحافظ: ويدل عليه حديث أنس في قصة الحجاج بن علاط كما أخرجه أحمد والنسائي" (¬2) أخرجه عبد الرزاق (9771) عن مَعْمر بن راشد عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: لما افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر قال الحجاج بن عِلَاط: يا رسول الله! إنّ لي بمكة مالًا، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حِلّ إن أنا نِلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم، فقال: اجمعي لي ما كان عندك، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد -صلى الله عليه وسلم- وأَصحابه، فإنهم قد استُبِيحوا، وأُصِيبَتْ أَموالهم، وفشا ذلك بمكة، فانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحاً وسرورًا، قال: وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب، فقعَدَ وجَعَلَ لا يستطيع أَن يقوم. قال معمر: فأَخبرني عثمان الجَزَري عن مِقْسم قال: فأَخذ ابنًا له يشبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقال له: قُثم، فاستلقى، فوضعه على صدره، وهو يقول: ¬

_ (¬1) 3/ 462 (¬2) 3/ 462

حِبِّي قثم، شبيه ذي الأَنف الأشَم ... نبيّ ربِّ ذي النعم، برغم أَنف من رغم قال ثابت: قال أَنس: ثم أَرسل غلامًا له إِلى الحجاج: ماذا جئت به؟ وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به، قال: فقال الحجاج بن علاط: اقرأ على أبي الفضل السلام، وقُلْ له: فَلْيَخْلُ في بعض بيوته لآتيه، فإنّ الخبر على ما يسرّه، قال: فجاءَه غلامه، فلما بلغ باب الدار قال: أبشر، يا أبا الفضل، قال: فوثب العباس فرحاً، حتى قبَّل بين عينيه، فأخبره بما قال الحجاج، فأعتقه، قال: ثم جاءَه الحجاج، فأخبره أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد افتتح خيبر، وغنم أموالهم، وجرت سهام الله تبارك وتعالى في أموالهم، واصطفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفية ابنة حُيَيّ، فأَخذها لنفسه، وخيّرها بين أن يعتقها وتكون زوجه، أو تلحق بأَهلها، فاختارت أن يعتاقها وتكون زوجه، ولكني جئت لما كان لي هاهنا، أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأْذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأذن لي أن أقول ما شئت، وأخف عني ثلاثاً، ثم اذكر ما بدا لك، قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع، فدفعته إليه، ثم انشمر به، فلما كان بعد ثلاث أَتى العباسُ امرأة الحجاج، فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أن قد ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يُخزيك الله يا أبا الفضل! لقد شقَّ علينا الذي بلغك، قال: أجل فلا يخزيني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله تبارك وتعالى خيبر على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، جرت سهام الله تعالى في أموالهم، واصطفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفية لنفسه، فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به، قالت: أظنك والله صادقاً، قال: فإني والله صادق، والأَمر على ما أخبرتك، قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش، وهم يقولون إذا مرّ بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج بن علاط أنّ خيبر فتحها الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صفية لنفسه، وقد سألني أن أُخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاءَ ليأخذ ماله، وماله من شيء هاهنا، ثم يذهب، قال: فردّ الله تبارك وتعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون ممن كان دخل بيته مُكْتَئِبًا، حتى أَتَوا العباس فأخبرهم الخبر، وسُرّ المسلمون، وردّ الله تبارك وتعالى ما كان مِنْ كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (2/ 215) وأحمد (3/ 138 - 139) وابن أبي عمر (الإتحاف 6285) وعبد بن حميد (1288) عن عبد الرزاق به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8646) عن إسحاق بن راهويه به. وأخرجه البزار (كشف 1816) وأبو يعلى (3479) وابن حبان (4530) والطبراني في

"الكبير" (3196) وأبو نعيم في "الصحابة" (1942) والبيهقي (9/ 150 - 151) وفي "الدلائل" (4/ 268) من طرق عن عبد الرزاق به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 507 - 509) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (4/ 266 - 267) عن محمد بن ثور الصنعاني وابن قانع في "الصحابة" (1/ 196) عن عبد الله بن المبارك كلاهما عن معمر به. قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا معمر، ولا روى الحجاج إلا هذا" وقال ابن كثير: إسناده على شرط الشيخين" البداية والنهاية 4/ 217 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 154 قلت: رواته ثقات إلا أنّ ابن معين تكلم في رواية معمر عن ثابت، فقال: معمر عن ثابت ضعيف. وقال أيضاً: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنّ حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا. وقال: وحديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. 408 - (5202) قال الحافظ: وروى ابن سعد من حديث ابن عباس أنه -يعني العباس- هاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بخيبر" (¬1) معضل أخرجه ابن سعد (4/ 17) عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني حدثني أبي عن ابن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس أن جده عباسًا قدم هو وأبو هريرة في ركب يقال لهم: ركب أبي شِمْر فنزلوا الجُحْفَة وهم عامدون النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك يوم فتح خيبر، قال: فقسم النبي -صلى الله عليه وسلم- للعباس وأبي هريرة في خيبر. ¬

_ (¬1) 3/ 462

باب ثناء الناس على الميت

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 126) وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما، وابن عباس بن عبد الله ما عرفته. باب ثناء الناس على الميت 409 - (5203) قال الحافظ: وللحاكم أيضاً من حديث جابر: فقال بعضهم: لنعم المرء، لقد كان عفيفًا مسلمًا. وفيه أيضاً: فقال بعضهم: بئس المرء، كان إن كان لفظّا غليظًا" (¬1) ضعيف أخرجه الحاكم (2/ 268) من طريق المعافي بن عمران المَوْصلي ثنا مصعب بن ثابت عن محمد بن كعب القُرَظي عن جابر بن عبد الله قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة فينا في بني سلمة وأنا أمشي إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: نِعْم المرء ما علمنا إن كان لعفيفًا مسلماً إن كان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنت الذي تقول" قال: يا رسول الله! ذاك بدا لنا والله أعلم بالسرائر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت" قال: وكنا معه في جنازة رجل من بني حارثة أو من بني عبد الأشهل، فقال رجل: بئس المرء ما علمنا إن كان لفظًا غليظًا إن كان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنت الذي تقول" قال: يا رسول الله! الله أعلم بالسرائر فأما الذي بدا لنا منه فذاك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت" ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: مصعب ليس بالقوي" قلت: وكذلك قال أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطني. وقال أحمد: أراه ضعيف الحديث، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أيضاً: ليس بشيء. 410 - (5204) قال الحافظ: رواه أحمد من حديث أبي قتادة بإسناد صحيح أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يصلِّ على الذي أثنوا عليه شرًّا وصلى على الآخر" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 3/ 471 (¬2) 3/ 472

أخرجه أحمد (5/ 299 - 300 و300) والحارث (بغية الباحث 275) وابن حبان (3057) والحاكم (1/ 364) من طرق عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري حدثني أبي حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دُعي لجنازة سأل عنها، فإن أُثني عليها خيرًا، قام فصلى عليها، وإن أثني عليها غير (¬1) ذلك قال لأهلها: "شأنكم بها" ولم يصل عليها. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال المنذري والهيثمي: رواته رواة الصحيح" الترغيب 4/ 347 - المجمع 3/ 3 - 4 قلت: إسناده صحيح إلا أنَّ الشيخين لم يخرجا رواية سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي قتادة. 411 - (5205) قال الحافظ: وقع في تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] في البقرة عند ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة أنّ أبي بن كعب ممن سأل عن ذلك. وقال: وقد وقع ذلك في حديث مرفوع غيره عند ابن أبي حاتم في "التفسير"، وفيه أنّ الذي قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما قولك وجبت؟ هو أبي بن كعب" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنّ بعضكم على بعض لشهيد". 412 - (5206) قال الحافظ: زاد ابن حبان والترمذي من طريق سعيد المَقْبري عن أبي هريرة: "أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير" وفي رواية ابن حبان: "يقال لهما: منكر ونكير" زاد الطبراني في "الأوسط" من طريق أخرى عن أبي هريرة: "أعينهما مثل قدور النحاس، وأنيابهما مثل صياصي البقر، وأصواتهما مثل الرعد" ونحوه لعبد الرزاق من مرسل عمرو بن دينار وزاد: "يحفران بأنيابهما ويطآن في أشعارهما، معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل مِنَى لم يقلوها" ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "شرًا" (¬2) 3/ 473 و474

وأورد ابن الجوزي في "الموضوعات" حديثاً فيه: "أنّ فيهم رومان وهو كبيرهم". وقال: وزاد ابن حبان من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة: "فإذا كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل المعروف من قبل رجليه، فيقال له: اجلس، فيجلس، وقد مثلت له الشمس عند الغروب". وقال: وللترمذي في حديث أبي هريرة: "ويقال له: نم، فينام نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك". ولابن حبان من حديث أبي هريرة: "ويقال له: على اليقين كنت، وعليه من، وعليه تبعث إن شاء الله" ولابن ماجه من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح: "فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله. فتفرج له فرجة قِبَل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له: انظر إلى ما وقال الله" وللترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة: "فيفسح له في قبره سبعين ذراعًا، وينور له كالقمر ليلة البدر" زاد ابن حبان من وجه آخر عن أبي هريرة: "فيزداد غبطة وسرورًا فيعاد الجلد إلى ما بدأ منه وتجعل روحه في نسم طائر بعلق في شجر الجنة" وفي حديث أبي هريرة عند الترمذي: "وأما المنافق" وفي حديث أبي هريرة عند ابن ماجه: "وأما الرجل السوء" وللطبراني من حديث أبي هريرة: "وإن كان من أهل الشك" وزاد في حديث أبي هريرة: "ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذا كفرت فإنّ الله أبدلك هذا، ويفتح له باب إلى النار، فيزداد حسرة وثبورا، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه" وفي حديث أبي هريرة عند البزار: "يسمعه كل دابة إلا الثقلين" (¬1) حديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا قُبِرَ أحدكم ¬

_ (¬1) 3/ 480 و481 و483

-أو الإنسان- أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فهو قائل ما كان يقول. فإن كان مؤمناً قال: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقولان: إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك، ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ذراعاً، ويُنور له فيه، ثم يقال له: ثم، فيقول: دعوني أرجع إلى أهلي فأخبرَهم. فيقال له: ثم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله عز وجل من مضجعه ذلك. وإن كان منافقًا قال: لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون شيئًا، وكنت أقوله، فيقولان: إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك، ثم يقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه، فلا يزال فيها معذبًا حتى يبعثه الله عز وجل من مضجعه ذلك". أخرجه الترمذي (1071) واللالكائي (2139) والبيهقي في "عذاب القبر" (56) عن بشر بن المُفَضَّل البصري وابن أبي عاصم في "السنة" (890) وابن حبان (3117) والآجري في "الشريعة" (858) واللالكائي (2137 و2138) والبيهقي (56) عن يزيد بن زُريع (¬1) البصري قالا: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ثنا سعيد المقبري به. قال الترمذي: حسن غريب" قلت: وهو كما قال، فعبد الرحمن بن إسحاق المدني صالح الحديث، والباقون ثقات. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وإسناده حسن أيضاً، وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة ¬

_ (¬1) رواه بشر بن معاذ العَقَدي ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّمي وعبيد الله بن عمر القواريري وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن يزيد بن زريع هكذا. ورواه الحارث (بغية الباحث 280) عن أحمد بن يزيد عن يزيد بن زريع فقال فيه: عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة. والأول أصح.

عند حديث: "إنّ الميت ليسمع خَقْق نعالهم إذا ولوا مدبرين" وفي حرف العين عند حديث: "عذاب القبر" الثالث: يرويه محمد بن عمرو بن عطاء القرشي عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً: "الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح قال: أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب. أخرجي حميدة، وأبشري برَوْح وريحان وربِّ غيرِ غضبان، قال: فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقولون: مرحباً بالنفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب. ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان. قال: فلا يزال يقال لها ذلك حتى يُنتهى بها إلى السماء التي فيها الله تبارك وتعالى. فإذا كان الرجل السوء قال: أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث. أخرجه ذميمة، وأبشري بـ -حميم وغساق. وآخر من شكله أزواج- قال: فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيقال: من هذا؟ فيقال: هذا فلان، فيقال: لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، أخرجي ذميمة فإنا لا نفتح لك أبواب السماء، فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر. فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإِسلام، فيقال: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله، فتفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: انظر إلى ما وقال الله، ثم تفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء. ويجلس الرجل السوء في قبره فزعًا مشغوفًا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته. فيفرج قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك. ثم تفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: هذا مقعدك. على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مختصر الإتحاف 2176) عن شبابة بن سوّار المدائني عن ابن أبا ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء به. وأخرجه ابن ماجه (4262 و4268) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أحمد (2/ 364 - 365 و6/ 140) وفي "السنة" (1449) والنسائي في "الكبرى" (11442) والطبري في "التفسير" (8/ 177) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 276 - 277) والخلال في "السنة" (4/ 68) والآجري في "الشريعة" (923) وابن منده في "الإيمان" (1068) والبيهقي (30 و35) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (96) من طرق عن ابن أبي ذئب به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 250 و252 قلت: وهو كما قال. الرابع: يرويه أبو حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة -أحسبه رفعه- قال: "إنّ المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين فودّ لو خرجت -يعني نفسه- والله يحب لقاءه، وإنّ المؤمن يُصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض، فإذا قال: تركت فلاناً في الدنيا، أعجبهم ذلك، وإذا قال: إنّ فلاناً قد مات، قالوا: ما جيىء به إلينا. وإنّ المؤمن يُجلس في قبره فيسأل من ربه؟ فيقول: ربي الله، فيقول: من نبيك؟ فيقول: نبيي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال: فما دينك؟ قال: ديني الإِسلام، فيفتح له باب في قبره، فيقول أو يقال: انظر إلى مجلسك، ثم يرى القبر فكأنما كانت رقدة. فإذا كان عدو الله نزل به الموت وعاين ما عاين فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبدا. والله يبغض لقاءه، فإذا جلس في قبره أو أجلس يقال له: من ربك؟ فيقول: لا أدري، فيقال: لا دريت، فيفتح له باب من جهنم، ثم يضرب ضربة يسمع كل دابة إلا الثقلين، ثم يقال له: نم كما ينام المنهوش -فقلت لأبي هريرة: ما المنهوش؟ قال: الذي ينهشه الدواب والحيات- ثم يضيق عليه قبره" أخرجه البزار (كشف 874) عن سعيد بن بحر القراطيسي ثنا الوليد بن القاسم ثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم به. وقال: لا نعلم رواه عن يزيد هكذا إلا الوليد" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات خلا سعيد بن بحر القراطيس في فإني لم أعرفه" المجمع 3/ 53 قلت: ترجمه الخطيب في "التاريخ" (9/ 93) وقال: كان ثقة. وتابعه أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الصدائي عن الوليد بن القاسم به ولم يشك في رفعه.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1447) والحسين بن علي الصدائي وثقه ابن خراش وغيره. والوليد بن القاسم هو الهمداني وهو مختلف فيه: وثقه أحمد، وضعفه ابن معين، واختلف فيه قول ابن حبان. وخالفه يحيى بن سعيد القطان فرواه عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة موقوفًا. أخرجه عبد الله بن أحمد (1446) وإسناده صحيح. لكن رواه فضيل بن غزوان الكوفي عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه البيهقي (28) عن الحاكم ثني أبو الحسن محمد بن عبد الله العمري ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن المنذر ثنا محمد بن فضيل حدثني أبي به. وأبو الحسن العمري ما عرفته، والباقون كلهم ثقات، ومحمد بن إسحاق هو الصاغاني، وعلي بن المنذر هو الأودي. الخامس: يرويه موسى بن جبير الحذّاء أنه سمع أبا أمامة بن سهل بن حُنيف ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدثان عن أبي هريرة قال: شهدنا جنازة مع نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنه يسمع الآن خَفْق نعالكم أتاه منكر ونكير أعينهما مثلُ قدور النحاس وأنيابهما مثل صَياصي البقر وأصواتهما مثلُ الرعد فيجلسانه فيسألانه: ما كان بعبد وما كان نبيه، فإن كان ممن يعبد الله قال: كنت أعبد الله، ونبيي محمد -صلى الله عليه وسلم- جاءنا بالبينات فآمنا واتبعنا، فذلك قول الله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} فيقال له: على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث، ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته، وإن كان من أهل الشك قال: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلتُهُ، فيقال: على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث، ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئًا وتؤمر الأرض حتى تختلف أضلاعه" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4626) عن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة عن موسى بن جبير به. وأخرجه ابن مردويه (تخريج أحاديث الإحياء للحداد 16/ 264) عن الطبراني به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي أمامة بن سهل ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان إلا موسى بن جبير، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما. وحديث عمرو بن دينار أخرجه عبد الرزاق (6738) عن مَعْمر بن راشد عن عمرو بن دينار أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمر: "كيف بك يا عمر بفَتَّاني القبر إذا أتياك يحفران بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما، أعينهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرعد القاصف، معهما مزربة لو اجتمع عليها أهل مني لم يُقِلّوها" قال عمر: وأنا على ما أنا عليه اليوم؟ قال: "وأنت على ما أنت عليه اليوم" قال: إذًا أكفيهما إن شاء الله. وأخرجه ابن أبي زمنين في "السنة" (80) من طريق أسد بن موسى المصري عن محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار مرسلاً. واختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه عبد الرزاق (6740) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أخبرني محمد بن قيس ... عن أبي الدرداء قوله. وأما الحديث الذي فيه أنّ فيهم رومان وهو كبيرهم فأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1774) من طريق أبي الحسن علي بن محمد بن عامر النهاوندي ثنا بكر بن سهل ثنا محمد بن أبي السري ثنا الوليد بن مسلم ثنا عتبة بن ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبيه رفعه: "فتانوا القبر أربعة: منكر، ونكير، وناكور، وسيدهم رومان". وقال: هذا حديث موضوع لا أصل له ثم هو مقطوع لأنّ ضمرة من التابعين. وقد روي لنا عن ضمرة نفسه. ثم أخرجه من طريق أبي نعيم في "الحلية" (6/ 104) ثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد الحمصي ثنا عثمان بن سعيد عن عتبة بن ضمرة عن أبيه قال: فتان القبر ثلاثة: أنكر، وناكور، وسيدهم رومان" 413 - (5207) قال الحافظ: زاد ابن ماجه من حديث جابر: "فيجلس فيمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي" وفي حديث جابر عند عبد الرزاق: "وأما المنافق" (¬1) ¬

_ (¬1) 3/ 480 و481

له عن جابر طريقان: الأول: يرويه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً: "إذا أُدخل المؤمن قبره فأتاه ملكان فانتهراه، فيقوم يَهُبُّ كما يَهُبُّ النائم فيسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي، والإِسلام ديني، ومحمد نبيي، فيقولان له: صدقت، كذلك كنت، فيقال: أفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، فيقول: دعوني حتى آتي أهلي، فيقولان له: اسْكُنْ" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (892) عن يوسف بن يعقوب الصفار ثنا أبو بكر بن عياش به. وأخرجه البيهقي في "عذاب القبر" (215) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا يوسف الصفار به. وأخرجه أحمد (3/ 331) عن الأسود بن عامر شاذان ثنا أبو بكر بن عياش به مختصراً. وأخرجه ابن ماجه (4272) وابن أبي عاصم (893) عن إسماعيل بن حفص الأُبُلي ثنا أبو بكر بن عياش به بلفظ: "إذا أدخل الميت القبر مُثلت له الشمس عند الغروب، فيجلس فيمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي" وأخرجه ابن حبان (3116) عن عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي وعبد الله بن قَحْطَبة بن مرزوق قَالا: ثنا إسماعيل بن حفص به (¬1). قال البوصيري: هذا إسناد حسن إن كان أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع سمع من جابر، وإسماعيل بن حفص مختلف فيه" المصباح 4/ 252 قلت: ذكر شعبة وغيره أن أبا سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وكان شعبة يرى أنَّ أحاديث أبا سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان بن قيس اليشكري، وسليمان ثقة. قال أبو حاتم: روى أبو سفيان عن جابر وهو قد سمع منه وأكثره من صحيفة سليمان اليشكري. ¬

_ (¬1) واختلف فيه على أبي بكر بن عياش، فرواه محمد بن عبد الله بن نمير عنه فأوقفه على جابر. أخرجه أبو يعلى (2316)

واختلف في أبي سفيان: فقال أحمد وغيره: ليس به بأس، وقال ابن معين: لا شيء. وقال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عنه. وأبو بكر بن عياش مختلف فيه أيضا ووصف بكثرة الغلط. وإسماعيل بن حفص وثقه ابن حبان، وقال مسلمة بن القاسم: لا بأس به. الثاني: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: إنّ هذه الأمة تُبتلى في قبورها، فإذا دخل المؤمن قبره، وتولى عنه أصحابه، أتاه ملك شديدُ الانْتِهار، فقال: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول المؤمن: أقول: إنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبده، فيقول له الملك: اطلع إلى مقعدِك الذي كان لك من النار، فقد أنجاك الله منه، وأبدلك مكانه مقعدك الذي ترى من الجنة، فيراهما كلتيهما، فيقول المؤمن: أُبشِّر أهلي؟ فيقال له: أسكن فهذا مقعدك أبداً. والمنافق إذا نولى عنه أصحابه يقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دَرَيْتَ، انظر مقعدك الذي كان لك من الجنة، قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار. وقال جابر: يُبعث كل عبد على ما مات عليه، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه. أخرجه عبد الرزاق (6744 و6746) عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير به. وهو موقوف بإسناد صحيح. لكن رواه أحمد كما في "تفسير ابن كثير" (¬1) (2/ 532) عن يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج مرفوعاً. وقال في آخره: قال جابر: فسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه" قال ابن كثير: إسناده صحيح على شرط مسلم" وكذلك رواه عبد الله بن لهيعة عن أبي الزبير فرفعه. ¬

_ (¬1) ولم أره في المسند بهذا الإسناد.

أخرجه أحمد (3/ 346) وفي "السنة" (1450) والطبراني في "الأوسط" (9072) وابن أبي زمنين (81) والبيهقي (216) من طرق عن ابن لهيعة به. 414 - (5208) قال الحافظ: ولأحمد من حديث عائشة: "ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ " وقال: ولأحمد من حديث عائشة: "ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله" وفي حديث عائشة عند أحمد: "وأما الرجل السوء" وزاد في حديث عائشة: "ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذا كفرت فإن الله أبدلك هذا، ويفتح له باب إلى النار" وحديث عائشة عند أحمد أيضًا بلفظ: "وأما فتنة القبر فبي تفتنون، وعني تسألون" (¬1) صحيح أخرجه إسحاق (1170) وأحمد (6/ 139 - 140) وفي "السنة" (1448) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 885) والخلال في "السنة" (1179) وابن منده في "الإيمان" (1067) والبيهقي في "عذاب القبر" (29) وعبد الغني في "أخبار الدجال" (95) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة أنها أخبرته قالت: جاءت يهودية فاستطعمت على بابي، فقالت: أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر. قالت: فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله! ما تقول هذه اليهودية؟ قال: "وما تقول؟ " قلت: تقول: أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر. قالت عائشة: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر، ثم قال: "أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا قد حذر أمته وسأحذركموه تحذيرًا لم يحذره نبي أمته، إنه أعور، والله عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مؤمن. فأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون، فإذا كان الرجل الصالح أُجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: في الإِسلام، فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمد رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، جاءنا بالبينات من عند الله عز وجل ¬

_ (¬1) 3/ 481 و483

فصدقناه. فيفرج له فرجة قِبَل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: انظر إلى ما وقال الله عز وجل، ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له: هذا مقعدك منها، ويقال: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله. وإذا كان الرجل السوء أُجلس في قبره فزعًا مشعوفًا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلت كما قالوا، فتفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عز وجل عنك، ثم يفرج له فرجة قِبَل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، ويقال له: هذا مقعدك منها، كنت على الشك، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله، ثم يعذب". قال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 4/ 365 قلت: وهو كما قال، وذكوان هو مولى عائشة. 415 - (5209) قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي سعيد: "فإن كان مؤمناً قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله، فيقال له: صدقت" زاد أبو داود "فلا يسأل عن شيء غيرها" وقال: وفي حديث أبي سعيد عند سعيد بن منصور: "فيقال له: نم نومة عروس، فيكون في أحلى نومة نامها أحد حتى يبعث" وقال: وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: "كان هذا منزلك لو كفرت بربك" وقال: وفي حديث أبي سعيد من وجه آخر عند أحمد: "ويفسح له في قبره" وقال: وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: "وإن كان كافرًا أو منافقًا" بالشك. وقال: وفي حديث أبي سعيد: "فإن كان مؤمناً" فذكره، وفيه: "وإن كان كافرًا" وقال: ووقع عند أحمد من حديث أبي سعيد: "لا دريت ولا اهتديت" وقال: زاد في حديث أبي سعيد: "ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذا كفرت فإن الله أبدلك هذا. ويفتح له باب إلى النار" وقال: وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: "يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 3/ 481 و482 و483

أخرجه أحمد (3/ 3 - 4) وفي "السنة" (1456) عن أبى عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا عباد بن راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جنازة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده، قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمناً قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، فيقول: صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار فيقول: هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذ آمنت فهذا منزلك، فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له: أسكن، ويفسح له في قبره. وإن كان كافراً أو منافقًا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا، فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت به فإنّ الله عز وجل أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين" فقال بعض القوم: يا رسول الله! ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذلك. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27]. ومن طريق أحمد أخرجه البيهقي في "عذاب القبر" (32) والواحدي في "الوسيط" (3/ 30 - 31) وأخرجه البزار (كشف 872) والطبري في "التفسير" (3/ 214) عن الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة الأزدي ومحمد بن مَعْمر البَحْرَاني قالا: ثنا أبو عامر به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (891) عن ابن أبي كبشة به. قال البزار: لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 364 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 48 قلت: إسناده حسن للخلاف في عباد بن راشد. وخالفه مسلمة بن علقمة البصري فرواه عن داود بن أبي هند وأوقفه على أبي سعيد. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1460) عن أحمد بن أيوب بن راشد الضبي ثنا مسلمة به.

وأحمد بن أيوب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، ومسلمة مختلف فيه، وداود وأبو نضرة المنذر بن مالك ثقتان. 416 - (5210) قال الحافظ: وفي حديث البراء الطويل: "فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له باباً في الجنة، وألبسوه من الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له فيها مدّ بصره" وقال: وفي حديث البراء: "وإن الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، فذكره وفيه: فيأتيه منكر ونكير" الحديث أخرجه أحمد هكذا. وقال: وفي حديث البراء: "فينادي منادٍ من السماء: أفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "وإنه ليسمع خفق نعالهم" 417 - (5211) قال الحافظ: وفي مرسل عبيد بن عمير عند عبد الرزاق: "لا دريت ولا أفلحت" (¬2) قلت: هو عن طاوس قوله. أخرجه عبد الرزاق (3/ 591) 418 - (5212) قال الحافظ: وقد جاء في عذاب القبر غير هذه الأحاديث، منها: عن أبي هريرة وابن عباس وأبي أيوب وسعد وزيد بن أرقم وأم خالد في الصحيحين أو أحدهما، وعن جابر وأبي سعيد عند ابن مردويه، وعمر وعبد الرحمن بن حسنة وعبد الله بن عمرو عند أبي داود، وابن مسعود عند الطحاوي، وأبي بكرة وأسماء بنت يزيد عند النسائي، وأم مبشر عند ابن أبي شيبة، وعن غيرهم" (2) حديث أبي هريرة أخرجه البخاري (فتح 3/ 485) ومسلم (1/ 413) في الاستعاذة من عذاب القبر. ¬

_ (¬1) 3/ 481 و482 و483 (¬2) 3/ 483

وحديث ابن عباس أخرجه البخاري (فتح 3/ 485) من طريق طاوس عن ابن عباس قال: مرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على قبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير" ... وله حديث آخر عند مسلم (590) في الإستعاذة من عذاب القبر. وحديث أبي أيوب أخرجه البخاري (فتح 3/ 484) ومسلم (2869) في عذاب اليهود في قبورها. وحديث سعد أخرجه البخاري (6/ 376 و13/ 429 و433 و436) في التعوذ من عذاب القبر. وحديث زيد بن أرقم أخرجه مسلم (2722) في الاستعاذة من عذاب القبر. وحديث أم خالد أخرجه البخاري (فتح 3/ 485 و13/ 428) في التعوذ من عذاب القبر. وحديث جابر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّ على قبرين من بني النجار هلكًا في الجاهلية، فسمعهما يعذبان في البول والنميمة. وحديث أبي سعيد أخرجه الآجري في "الشريعة" (877) عن جعفر بن محمد الفِرْيابي أنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي سعيد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال". وإسناده صحيح، وشيبان هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف. ولأبي سعيد حديث آخر في عذاب القبر تقدم في المجموعة الأولى في حرف العين فانظر حديث: قوله -معيشة ضنكا- قال: "عذب القبر". وحديث عمر أخرجه البخاري (فتح 3/ 405) ومسلم (2/ 639) في عذاب الميت في قبره بسبب النياحة. وله حديث آخر في التعوذ من عذاب القبر أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 374 و10/ 189) وأحمد (145 و388) والبخاري في "الأدب المفرد" (670) وأبو داود (1539) وابن ماجه (3844) والنسائي (8/ 224) وفي "الكبرى" (7879 و7915) وفي "اليوم والليلة" (134) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 848) والحاكم (1/ 530).

عن إسرائيل بن يونس الكوفي وابن أبي شيبة (10/ 189) والبزار (354) والنسائي (8/ 235 و239) وفي "الكبرى" (7917 و7934) والطبري (849 و850) وأبو محمد الفاكهي في "فوائده" (54) وابن حبان (1524) والبيهقي في "عذاب القبر" (185) عن يونس بن أبي إسحاق الكوفي كلاهما عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي عن عمرو بن ميمون عن عمر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ بالله من الجبن والبخل وعذاب القبر وفتنة الصدر. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: اختلف فيه على أبي إسحاق: - فرواه زكريا بن أبي زائدة الكوفي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. أخرجه النسائي (8/ 225) وفي "الكبرى" (7916 و8882) وفي "اليوم والليلة" (133) - ورواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون حدثني أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه النسائي (8/ 235) وفي "الكبرى" (7878 و7918) وفي "اليوم والليلة" (135) - ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون مرسلاً. أخرجه النسائي (8/ 235) وفي "الكبرى" (7919) وفي "اليوم والليلة" (136) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 852) وتابعه: 1 - شعبة عن أبي إسحاق به. أخرجه الطبري (851 و852) 2 - مِسْعَر بن كِدَام. قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 188)

وقال: والمتصل صحيح" وخالفه أبو حاتم وأبو زرعة فقالا: الثوري أحفظهم. وقال أبو حاتم: أبو إسحاق كبر وساء حفظه بأخرة فسماع الثوري منه قديمًا. وقال أبو زرعة: تأخر سماع زهير وزكريا من أبي إسحاق" العلل 2/ 166 و187 وحديث عبد الرحمن بن حسنة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الباء فانظر حديث: بال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالساً. وحديث ابن عمرو أخرجه أحمد (6734 و6749) والبخاري في "الأدب المفرد" (656 و680) والنسائي (8/ 237) وفي "الكبرى" (7932) والبيهقي في "عذاب القبر" (208 و209) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم اني أعوذ بك من الكسل، والهَرَم، والمَغْرم، والمأثم، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار" وإسناده حسن، الليث ويزيد ثقتان، وعمرو وأبوه صدوقان. وحديث ابن مسعود أخرجه مسلم (2723) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النَّخَعِي عن ابن مسعود قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له. اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر، وفتنة الدنيا وعذاب القبر" وحديث أبي بكرة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر" وحديث أسماء بنت يزيد لم أقف عليه. وحديث أم مبشر أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 374 - 375 و10/ 193 - 194) وأحمد (6/ 362) وهناد في "الزهد" (349) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت: دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية، فسمعهم وهم يعذبون، فخرج وهو يقول: "استعيذوا بالله من عذاب القبر" قلت: يا رسول الله، وإنهم ليعذبون في قبورهم؟ قال: "نعم، عذاباً تسمعه البهائم"

باب ما قيل في أولاد المشركين

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (901) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 103) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (856) عن محمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبَري ثنا هناد به. وأخرجه ابن أبي عاصم (901) عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبو معاوية به. وأخرجه ابن حبان (3125) عن أبي يعلى وهو في "مسنده" كما في (مختصر الإتحاف 2397) عن محمد بن عبد الله بن نمير به. وأخرجه البيهقي (95) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا محمد بن عبد الله بن نمير به. ورواته ثقات غير أبي سفيان طلحة بن نافع فهو مختلف فيه، وكان الأعمش يدلس عنه كما تقدم عند الحديث رقم 413 باب ما قيل في أولاد المشركين 419 - (5213) قال الحافظ: وأما حديث: "هم من آبائهم أو منهم" فذاك ورد في حكم الحربي" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 6/ 487 - 488) من حديث الصعب بن جَثَّامة. 420 - (5214) قال الحافظ: رابعها: خدم أهل الجنة، وفيه حديث عن أنس ضعيف أخرجه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أولاد المشركين خدم أهل الجنة" 421 - (5215) قال الحافظ: سابعها ... أخرجه البزار من حديث أنس وأبي سعيد، وأخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل" (¬3) ¬

_ (¬1) 3/ 489 (¬2) 3/ 489 (¬3) 3/ 489

روي من حديث أنس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث معاذ ومن حديث أبي هريرة ومن حديث الأسود بن سريع فأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 2177) وأبو يعلى (4224) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 128) عن جرير بن عبد الحميد الرازي والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 203 - 204) وفي "القضاء والقدر" (646) عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي كلاهما عن ليث بن أبي سليم عن عبد الوارث عن أنس مرفوعاً: "يؤتي بأربعة يوم القيامة: بالمولود، والمعتوه، ومن مات في الفترة، وبالشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول الله تبارك وتعالى لعنق من جهنم: ابرزي، فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلًا من أنفسهم، فإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كتب عليه الشفاء: يا رب! أتدخلناها ومنها كنا نَفْرَق، ومن كتب له السعادة، فيمضي فيقتحم فيها مسرعًا، قال: فيقول الله: قد عصيتموني، وأنتم لرسلي أشدّ تكذيبًا ومعصية، قال: فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار" وإسناده ضعيف لضعف ليث وعبد الوارث الأنصاري. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البزار (كشف 2176) والطبري في "تفسيره" (16/ 238) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2126) وابن عبد البر في "التمهيد" (18/ 127) من طرق عن فضيل بن مرزوق الكوفي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً: "يؤتى بالهالك في الفترة، والمعتوه، والمولود، فيقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول، ويقول المعتوه: أي ربِّ لم تجعل لي عقلًا أعقل به خيرًا ولا شرًّا، ويقول المولود: لم أدرك العمل، قال: فترفع لهم نار فيقول لهم: رِدُوها، أو قال: ادخلوها، فيدخلها من كان في علم الله سعيداً" إن لو أدرك العمل. قال: ويمسك عنها من كان في علم الله شقيًا، إن لو أدرك العمل، فيقول تبارك وتعالى: "إياي عصيتم، فكيف برسلي بالغيب". قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلا من حديث فضيل" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 83 - 84) و"الأوسط" (7951) و"مسند الشاميين" (2205) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 127 و9/ 305 - 306) وابن عبد البر

في "التمهيد" (18/ 129 - 130) من طريق عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس الخَوْلاني عن معاذ مرفوعاً: "يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلًا، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيرًا، فيقول الممسوخ العقل، يا رب لو آتيتني عقلًا ما كان من آتيته عقلًا بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك في الفترة: يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من آتاه عهد بأسعد مني، ويقول الهالك صغيرًا: يا رب لو آتيتني عمرًا ما كان من آتيته عمرًا بأسعد بعمره مني، فيقول الرب سبحانه: فإني آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك با رب! فيقول: اذهبوا فادخلوا النار، قال: ولو دخلوها ما ضرتهم، قال؛ فتخرج عليهم قَوَانِصُ يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعًا فيقولون: خرجنا وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوانص ظننا أنها أهلكت ما خلقت من شيء، فيأمرهم الثانية فيقولون مثل قولهم، ثم الثالثة فيقول الرب سبحانه: قبل أن أخلقكم علمت ما أنتم عليه وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تصيرون، ضميهم، فتأخذهم النار". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس بن ميسرة إلا عمرو بن واقد، ولا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: لا يعرف هذا الحديث مسنداً متصلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي إدريس عن معاذ إلا من حديث يونس بن ميسرة، تفرد به عنه عمرو بن واقد" قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أسد بن موسى في "الزهد" (97) عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً: "أربعة كلهم يُدْلي بحجة وعذر يوم القيامة: الشيخ الذي أدرك الإِسلام هَرِما، والأصم الأبكم، والمعتوه، ورجل مات في الفترة. فيقول الله عز وجل: إني مرسل إليكم رسولاً، فأطيعوه، فيأتيهم الرسول فيؤجج لهم نارًا ليقتحموها، فمن اقتحمها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يقتحمها حقت عليه كلمة العذاب" وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (413) عن الحسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان. لكنه لم ينفرد به بل تابعه الحسن البصري عن أبي رافع عن أبي هريرة به. أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (42) وأحمد (4/ 24) والبزار (كشف 2175) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 555) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 203) وفي "القضاء

والقدر" (645) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (ص 87) من طريق معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي عن أبيه عن قتادة عن الحسن به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد" وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح" قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. واختلف عن قتادة، فرواه مَعْمر بن راشد عن قتادة عن أبي هريرة قوله. أخرجه الطبري (51/ 541) وأما حديث الأسود بن سريع فيرويه معاذ بن هشام الدستوائي واختلف عنه: - فقال إسحاق بن راهويه في "مسند أبي هريرة" (41): أنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع مرفوعاً: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في الفترة، فأما الأصم فيقول: رب، لقد جاء الإِسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإِسلام والصبيان يحذفوني بالبَعَر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإِسلام وما أعقل، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطبعنه، فيرسل إليهم رسولًا أن أدخلوا النار، قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردًا وسلامًا". وأخرجه ابن حبان (7357) والطبراني في "الكبير" (841) وأبو نعيم في "الصحابة" (911) من طرق عن إسحاق به. وتابعه علي بن المديني ثنا معاذ بن هشام به. أخرجه أحمد (4/ 24) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 202) وفي "القضاء والقدر" (644) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (78) قال الذهبي: قتادة لم يلق الأحنف ولا سمع منه" تذكرة الحفاظ 3/ 100 - ورواه محمد بن المثنى البصري عن معاذ بن هشام فقال فيه: عن قتادة عن الحسن عن الأسود. أخرجه البزار (¬1) (كشف 2174) ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1100) لكن سقط منه: عن الحسن.

باب موت يوم الاثنين

- ورواه عبد الله بن عمر (¬1) عن معاذ بن هشام فقال فيه: عن قتادة عن الأسود بن سريع. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 255) ورواته ثقات إلا أن قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. باب موت يوم الاثنين 422 - (5216) قال الحافظ: ولا يعارضه حديث جابر في الأمر بتحسين الكفن، أخرجه مسلم" (¬2) أخرجه مسلم (943) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابرًا رفعه: "إذا كفّن أحدكم أخاه فليحسن كفنه" باب ما جاء في قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- 423 - (5217) قال الحافظ: رواه مسلم (968) من حديث فضالة بن عبيد أنه أمر بقبر فسُوِّي، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بتسويتها" (¬3) ... ¬

_ (¬1) أظنه الأموي الذي يقال له: مشكدانه. (¬2) 3/ 497 (¬3) 3/ 500

كتاب الزكاة

كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة 424 - (5218) قال الحافظ: وقع في قصة ثعلبة بن حاطب المطولة ففيها: "لما أنزلت آية الصدقة بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- عاملاً، فقال: ما هذه إلا جزية وأخت الجزية" لكنه حديث ضعيف لا يحتج به" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2253) والطبري في "التفسير" (10/ 189 - 195) وأبو القاسم الغوي في "الصحابة" (267) وابن أبي حاتم في "التفسير" (10408) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 124) والطبراني في "الكبير" (7873) وفي "الأحاديث الطوال" (20) والباوردي وابن السكن وابن شاهين كما في "الإصابة" (2/ 19) وأبو نعيم في "الصحابة" (1404) والبيهقي في "الشعب" (4048) وفي "الدلائل" (5/ 289 - 292) وابن عبد البر في "الإستيعاب" (2/ 91) والواحدي في "الوسيط" (2/ 513) وفي "أسباب النزول" (ص 145 - 146) وأبو محمد البغوي في "التفسير" (3/ 124 - 126) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 283 - 284) من طرق عن مُعَان بن رفاعة السَّلَامي عن أبي عبد الملك علي بن يزيد الألهاني أنه أخبره عن القاسم أبي عبد الرحمن أنه أخبره عن أبي أمامة الباهلي أنّ ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ادعُ الله أن يرزقني مالًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" ثم قال مرة أخرى: "أما ترضى أن تكون مثل نبي الله؟ فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي الجبال ¬

_ (¬1) 4/ 8 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة).

ذهبًا وفضة لسالت" فقال: والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالًا لأوتين كل ذي حق حقه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم ارزق ثعلبة مالًا" فاتخذ غنمًا فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديًا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما، ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلوات إلا يوم الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة، فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما فعل ثعلبة؟ " فقالوا: يا رسول الله اتخذ غنمًا وضاقت عليه المدينة، وأخبروه بخبره فقال: "يا ويح ثعلبة" ثلاثًا، وأنزل الله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] الآية وأنزل الله عليهم فرائض الصدقة، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلين على الصدقة رجلًا من جهينة ورجلًا من بني سليم، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين وقال لهما: "مرا بثعلبة وفلان -رجل من بني سليم- فخذا صدقاتهما" فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية، ما أدري ما هذا انطلقا حتى تفرغا، ثم تعودان إلى، فانطلقا وأخبرا السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهم بها، فلما رأوها قالا: ما يجب هذا عليك وما نريد أن نأخذ هذا منك، قال: بل خذوه فإنّ نفسي بذلك طيبة، فأخذوها منه، فلما فرغا مرّا بثعلبة، فقال: أروني كتابكما أنظر فيه، فقال: ما هذا إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي، فانطلقا حتى أتيا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما رآهما قال: "يا ويح ثعلبة" قبل أن يكلمهما، ودعا للمسلمين بالبركة، وأخبروه بالذي صنع السلمي، فأنزل الله عز وجل: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} [التوبة: 75] إلى قوله: {وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة: 77] وعند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من أقارب ثعلبة، فسمع ذلك، فخرج حتى أتى ثعلبة، فقال: ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا، فخرج ثعلبة، حتى أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسأله أن يقبل منه صدقته فقال: "إنّ الله منعني أن أقبل منك صدقتك" فجعل يحثو التراب على رأسه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا عملك، قد أمرتك فلم تطعني" فلما أبى أن يقبل منه شيئًا رجع إلى منزله، وقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقبل منه شيئًا، ثم أتى أبا بكر -رضي الله عنه- حين استخلف فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وموضعي في الأنصار، فاقبل صدقتي، فقال: لم يقبلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أقبلها؟ فقبض أبو بكر، وأبى أن يقبلها، فلما ولي عمر بن الخطاب، أتاه فقال: يا أمير المؤمنين اقبل صدقتي، فقال: لم يقبلها منك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أبو بكر، فأنا أقبلها منك؟ ولم يقبلها، وقبض عمر ثم ولي عثمان، فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال: لم يقبلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أبو بكر ولا عمر، وأنا أقبلها منك؟ فلم يقبلها منه عثمان وهلك ثعلبة في خلافة عثمان. قال البيهقي: في إسناد هذا الحديث نظر"

قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. ومعان بن رفاعة مختلف فيه: وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وللحديث شاهد عن ابن عباس أخرجه ابن مردويه كما في "الإصابة" (2/ 19) وفيه عطية العوفي وهو ضعيف أيضاً. 425 - (5219) قال الحافظ: وادعى ابن خزيمة في "صحيحة" أنّ فرضها كان قبل الهجرة، واحتج بما أخرجه من حديث أم سلمة في قصة هجرتهم إلى الحبشة، وفيها أنّ جعفر بن أبي طالب قال للنجاشي في جملة ما أخبره يه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام. وقال: وقد أخرج البيهقي في "الدلائل" حديث أم سلمة المذكور من طريق المغازي لابن إسحاق من رواية يونس بن بكير عنه، وليس فيه ذكر الزكاة. وابن خزيمة أخرجه من حديث ابن إسحاق لكن من طريق سلمة بن الفضل عنه، وفي سلمة مقال" (¬1) أخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 334 - 338) قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن مُسلم الزهريّ عن أبي بكْرِ بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخْزوميّ، عن أمّ سَلَمة بنت أبي أُميَّة بن المُغيرة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: لما نزلنا أرضَ الحبشة، جاوَرْنا بها خير جارِ النجاشي، أمِنَّا على ديننا، وعبدْنا الله تعالى لا نُؤْذَى ولا نَسمع شيئاً نكرهه؛ فلما بلغ ذلك قريشًا، ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشيّ فينا رجلَيْن منهم جَلْدَين، وأن يُهْدوا للنجاشِيّ هَدايا مما يُستطرف من مَتاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدَم، فجمعوا له أدَما كثيرًا، ولم يتركوا من بَطارقته بطريقًا إلا أهْدَوْا له هديَّة، ثم بعثوا بذلك عبدَ الله بن أبي رَبيعة، وعمْرو بن العاص، وأمروهما بأمرهم، وقالوا لهما: ادفعا إلى كلّ بطريق هديَّته قبل أن تكلما النجاشيّ فيهم، ثم قدّما إلى النجاشيّ هَداياه، ثم سَلاه أن يُسَلِّمهم إليكما قبل أن يكلِّمهم. قالت: فخَرجا حتى قدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دار، عند خير جار، فلم يبقَ من بطارقته بِطْرِيقٌ إلا دَفَعا إليه هديَّته قبل أن يُكلِّما النجاشي، وقالا لكل بطريق منهم: إنه قد ضَوَى إلى بَلَد الملك منَّا غلْمانٌ سفهاء، فارقوا دينَ قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مُبتدع، لا نعْرفه نحن ولا أنتم، وقد بَعَثنَا إلى الملك فيهم أشرافُ قومهم ليردّهم إليهم، فإذا كلّمنا الملكَ فيهم، فأشيرُوا عليه بأن يُسْلِمَهُمْ إلينا ولا يكلِّمهم، فإن قومَهم أعْلَى بهم عَيْنا، وأعلم بما ¬

_ (¬1) 4/ 8 - 9 و9.

عابوا عليهم؛ فقالوا لهما: نعم. ثم إنهما قدّما هداياهما إلى النجاشيّ فقبلها منهما، ثم كلَّماه فقالا له: أيها الملك، إنه قد ضَوى إلى بلدك منا غِلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدينٍ ابتدعوه، لا نَعْرفه نحن ولا أنت، وقد بَعَثنَا إليك فيهم أشرافُ قومهم من آباتهم وأعمامهم وعشائرهم لتردّهم إليهم، فهم أعْلَى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت: ولم يكن شيء أبغضَ إلى عبد الله بن أبي رَبيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع كلامَهم النجاشي. قالت: فقالت بطارقته حوله: صَدَقا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم. قالت: فغضب النجاشيّ، ثم قال: لاها الله، إذن لا أسلمهم إليهما، ولا يُكاد قومٌ جاوروني، ونزلوا بلادي، واختاروني على مَنْ سواي، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما، ورددتُهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منَعتُهم منهما، وأحسنتُ جوارهم ما جاوروني. قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضُهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول: والله ما عَلِمْنا، وما أمرنَا به نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- كائنًا في ذلك ما هو كائن. فلما جاءوا، وقد دعا النجاشيّ أساقفتَه، فنشروا مَصاحفهم حولَه سألهم فقال لهم: ما هذا الدينُ الذي قد فارقتم فيه قومَكم، ولم تدخلوا به في ديني، ولا في دين أحد من هذه الملل؟ قالت: فكان الذي كلَّمه جعفر بن أبي طالب (رضوان الله عليه)، فقال له: أيها الملك، كنَّا قوماً أهلَ جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منَّا الضعيفَ؛ فكنَّا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبَه وصدقه وأمانَتَه وعفافَه، فدعانا إلى الله لنوحِّده ونعبدَه، ونخلَع ما كنَّا نعبد نحنُ وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرَنَا بصِدْقِ الحَديث، وأداء الأمانة، وصلة الرَّحم، وحُسْن الجوار، والكَفّ عن المَحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقولِ الزور، وأكل مال اليتيم، وقَذْف المُحْصنات؛ وأمَرنا أن نعبد الله وحدَه، لا نُشركُ به شيئًا، وأمرَنا بالصَّلاة والزكاة (¬1) والصيام -قالت: فعدّد عليه أمورَ الإِسلام- فصدّقناه وآمنَّا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحدَه، فلم نشرك به شيئًا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحلَلْنا ما أحلَّ لنا، فعدا علينا قومُنا، فعذّبونا، وفَتنونا عن ديننا، ليردُونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنَّا نستحلُّ من الخبَائث، فلما قَهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ¬

_ (¬1) وكذلك وقع في رواية إبراهيم بن سعد المدني وجرير بن حازم البصري وسلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق.

ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترْناك على مَنْ سواك؛ وَرَغِبْنا في جوارك، ورَجوْنا أن لا نُظلم عندك أيها الملك. قالت: فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم؛ فقال له النجاشيّ: فاقرأه عليّ؛ قالت: فقرأ عليه صدرًا من: {كهيعص (1)} [مريم: 1]. قالت: فبكى والله النجاشيُّ حتى اخضلَّت لحيتُه، وبكت أساقفتُه حتى أخْضلوا مَصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم؛ ثم قال لهم النجاشيّ: إنّ هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مِشكاةٍ واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يُكادون. قالت: فلما خرَجا من عنده، قال عمرو بن العاص: والله لآتينَّه غدًا عنهم بما أستأصل به خَضْرَاءهم. قالت: فقال عبد الله بن أبي ربيعة، وكان أتْقَى الرجلَيْن فينا: لا نفعل، فإنّ لهم أرْحامًا، وإنْ كانوا قد خالفونا؛ قال: والله لأُخبرَّنه أنهم يزعمون أنّ عيسى بنَ مريم عَبْدٌ. قالت: ثم غدا عليه من الغد فقال له: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى بن مَرْيم قولًا عظيماً، فأرسل إليهيم فسَلْهم عما يقولون فيه. قالت: فأرسل إليهم ليسألهم عنه. قالت: ولم ينزل بنا مثلُها قطُّ. فاجتمع القوم، ثم قال بعضُهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله ما قال الله، وما جاءنا به نبيُّنا، كائنًا في ذلك ما هو كائن. قالت: فلمَّا دخلوا عليه، قال لهم: ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟ قالت: فقال جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاءنا به نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-، يقول: هو عبدُ الله ورسولُه وروحه وكَلِمتُهُ ألْقاها إلى مَرْيم العذراء البَتول. قالت: فضرب النجاشيُّ بيده إلى الأرض، فأخذ منها عوداً، ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلتَ هذا العودَ، قالت: فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال؛ فقال: وإن نخرتم والله، اذهبوا فأنتم شُيومٌ بأرضي -والشُّيوم: الآمنون- من سَبَّكم غَرِم، ثم قال: من سَبَّكُم غَرِم، ثم قال: من سبَّكم غَرم. ما أُحبّ أنّ لي دَبرًا من ذهب، وأني آذيت رجلًا منكم، ردّوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها، فوالله ما أخذ الله مني الرّشوة حين ردّ عليّ مُلْكي، فآخذَ الرّشوَة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه. قالت: فخرجا من عنده مَقْبوحَين مردودًا عليهما ما جاءا به، وأقمنا عنده بخير دار، مع خير جار. قالت: فوالله إنَا لعَلى ذلك، إذ نزل به رجلٌ من الحبشة ينازعه في مُلْكه، قالت: فوالله ما علمتُنا حَزِنَّا حزْنا قطُّ كان أشدَّ علينا من حُزْنٍ حَزنَّاه عند ذلك، تَخَوُّفًا أن يَظْهر ذلك الرجلُ على النجاشيّ، فيأتي رجلٌ لا يعرف مِنْ حَقِّنا ما كان النَّجاشِيُّ يَعْرف منه. قالت: وسار إليه النجاشيُّ، وبينهما عرضُ النيل، قالت: فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ رجلٌ يخرج حتى يحضُر وَقيعَة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزبير بن العوَّام: أنا، قالوا: فأنت. وكان من أحدث القوم سنًّا. قالت: فنفخوا له قِرْبةً فجعلها في صَدره، ثم سَبَح عليها حتى خرج

باب إثم مانع الزكاة

إلى ناحية النيل التي بها مُلْتقي القوم، ثم انطلق حتى حَضَرهم. قالت: فدعونا الله تعالى للنجاشيّ بالظهور على عدوّه، والتَّمْكين له في بلاده. قالت: فوالله إنَّا لعَلى ذلك مُتوقِّعون لِما هو كائن، إذ طلع الزُّبير وهو يسعى، فلمع بثَوْبه وهو يقول: ألا أبْشروا، فقد ظفر النجاشيّ، وأهلك الله عدوه، ومكن له في بلاده. قالت: فوالله ما علمتنا فَرِحْنا فرْحةً قطّ مثلَها، قالت: ورجع النجاشي، وقد أهلك الله عدوَّه، ومكَّنَ له في بلاده، واستوسق عليه أمر الحبشة، فكنا عنده في خير مَنْزل، حتى قدمْنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة. وأخرجه أحمد (1/ 201 - 203 و5/ 290 - 292) وابن خزيمة (2260) والطبراني في "الكبير" (1479) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 115 - 116) وفي "الدلائل" (194) وفي "الصحابة" (1447) والبيهقي (9/ 9) وفي "الدلائل" (2/ 301 - 304) من طرق (¬1) عن ابن إسحاق به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرّح بالسماع" المجمع 6/ 27 قلت: وإسناده حسن، لكن اختلف فيه على الزهري: قال أبو نعيم: أرسله مَعَمر ويونس عن الزهري، ولم يوصله عنه إلا محمد بن إسحاق، ورواه محمد بن عائذ عن محمد بن شعيب بن شابور عن عثمان (¬2) بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس ... ، القصة بطولها" ومعمر ويونس أثبت من ابن إسحاق فقولهما أولى بالصواب. وكذلك رواه عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 349) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 117). باب إثم مانع الزكاة 426 - (5220) قال الحافظ: في حديث ثوبان عند ابن حبان: "يتبعه فيقول: أنا كنزك الذي تركته بعدك، فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيمضغها ثم يتبعه سائر جسده" (¬3) حسن ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن سعد الزهري ويونس بن بكير الشيباني وسلمة بن الفضل الأبرش وجرير بن حازم البصري وزياد بن عبد الله البكائي وعبد الرحمن بن بشير الدمشقي عن ابن إسحاق. (¬2) قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث. (¬3) 4/ 13

أخرجه البزار (كشف 882) والحسن بن سفيان وأبو يعلى (المطالب 2/ 974) والروياني (610) والطبري (10/ 124) وابن خزيمة (2255) وابن حبان (3257) والطبراني في "الكبير" (1408) والحاكم (1/ 388 - 389) وأبو نعيم في (الحلية) (1/ 181) عن يزيد بن زُرَيع البصري والحاكم (1/ 388 - 389) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف كلاهما عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجَعْد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان مرفوعاً: "من ترك بعده كنزًا مُثَل له شُجَاعا أقرع يوم القيامة له زَبِيْبَتَان يتبعه، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا كنزك الذي خلفت بعدك، فلا يزال يتبعه حتى يُلْقِمَهُ بده فَيَقْضَمُها ثم يتبعه سائر جسده" قال البزار: لا نعلم له طريقاً إلا هذا الطريق، وإسناده حسن" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 64 قلت: قتادة مدلس وقد عنعن. وله شاهد من حديث أبي هريرة فيتقوى به، وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه القَعْقَاع بن حكيم المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: "يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعًا أقرع ذا زبيبتين يتبع صاحبه وهو يتعوذ منه، فلا يزال يتبعه حتى يلقمه أصبعه" أخرجه أحمد (2/ 379) والنسائي في "الكبرى" (11217) وابن خزيمة (2254) وابن حبان (3258) والحاكم (1/ 389) من طرق عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن القعقاع به. وإسناده صحيح. الثاني: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "فذكر الحديث وفيه: ويأتي الكنز شجاعًا أقرع، فيلقى صاحبه، فيفرّ منه صاحبه، ثم يستقبله ويفرّ منه، ويقول: ما لي ولك؟ فيقول: أنا كنزك، فيلقم يده" أخرجه ابن حبان (3261) عن الفضل بن الحباب الجُمَحي ثنا القَعْنَبي ثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء به.

وإسناده حسن. الثالث: يرويه شعيب بن أبي حمزة الحمصي ثني أبو الزِّنَاد مما حدثه عبد الرحمن الأعرج مما ذكر أنه سمع أبا هريرة يحدث به رفعه: "يكون كنز أحدهم يوم القيامة شجاعًا أقرع يفر منه صاحبه، ويطلبه أنا كنزك، فلا يزال به حتى يلقمه أصبعه" أخرجه البخاري (فتح 9/ 393) والنسائي في "الكبرى" (11216) واللفظ له. الرابع: يرويه مَعْمَر عن همام عن أبي هريرة. أخرجه البخاري (فتح 15/ 365) وانظر الحديث الذي بعده. 427 - (5221) قال الحافظ: ولمسلم في حديث جابر: "يتبع صاحبه حيث ذهب وهو يفرّ منه، فإذا رأى أنه لا بد منه أدخل بده في فِيْه فجعل يقضمها كما يقضم الفحل" وللطبراني في حديث ابن مسعود: "ينقر رأسه" (¬1) حديث جابر أخرجه مسلم (988) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابرًا رفعه: فذكر الحديث، وفيه: "ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شُجَاعًا أقرعَ، يتبعه فاتحًا فاه، فإذا أتاه فرّ منه، فيناديه: خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني، فإذا رأى أن لا بدّ منه، سلك يده في فِيه فَيَقْضَمُهَا قَضْمَ الفَحْل". وحديث ابن مسعود تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا يمنع عبد زكاة ماله ... " 428 - (5222) قال الحافظ: في حديث ابن مسعود عند الشافعي والحميدي: ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر الآية. ونحوه في رواية الترمذي: "قرأ مصداقه: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] " (¬2) انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) 4/ 13 (¬2) 4/ 13

باب الصدقة من كسب طيب

باب الصدقة من كسب طيب 429 - (5223) قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند البزار: "فيتلقاها الرحمن بيده" (¬1) له عن عائشة طريقان: الأول: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعاً: "إن الرجل ليتصدق بالصدقة من الكسب الطيب ولا يقبل الله إلا الطيب، فيتلقاها الرحمن تبارك وتعالى بيده فيربيها كما يربي أحدكم فَلُوَّه ووصيفه -أو قال- فصيله" أخرجه البزار (كشف 931) عن يحيى بن المعلي بن منصور الرازي والطبراني في "الأوسط" (4240) عن العباس بن الفضل الأسفاطي قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن يحيى بن سعيد به. قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا أبو أويس" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا أبو أويس، تفرد به ابنه إسماعيل" وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 3/ 112 وقال أيضًا: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 111 قلت: إسماعيل بن أبي أويس وأبوه مختلف فيهما، والباقون ثقات. الثاني: يرويه ثابت بن أسلم البُنَاني عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً: "إنّ الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله حتى يكون مثل أُحُد" أخرجه إسحاق (957) وأحمد (6/ 251) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت به. وأخرجه ابن حبان (3317) عن عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق به. وإسناده صحيح. ولم ينفرد حماد به بل تابعه عباد بن منصور الناجي عن القاسم به. ¬

_ (¬1) 4/ 12

باب فضل صدقة الشحيح الصحيح

أخرجه الحارث (بغية الباحث 294) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا عباد به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 186) وعباد لا بأس به في المتابعات. باب فضل صدقة الشحيح الصحيح 430 - (5224) قال الحافظ: قوله: جاء رجل، لم أقف على تسميته، ويحتمل أن يكون أباذر، ففي مسند أحمد عنه أنه سأل أيّ الصدقة أفضل؟. لكن في الجواب جهد من مقل أو سؤال فقير. وكذا روى الطبراني من حديث أبي أمامة أنّ أبا ذر سأل فأجيب" (¬1) حديث أبي ذر هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أركعت ركعتين" وحديث أبي أمامة تقدم الكلام عليه مع حديث أبي ذر. باب صدقة العلانية 431 - (5225) قال الحافظ: وقد اختلف في سبب نزول الآية الكريمة، فعند عبد الرزاق بإسناد فيه ضعف إلى ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب، كان عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا، وبالنهار واحدا، وفي السر واحدا، وفي العلانية واحدا. وذكره الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس أيضًا وزاد: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "أما إنّ ذلك لك" (¬2) ضعيف جدًا أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 108) عن عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا ¬

_ (¬1) 4/ 27 (¬2) 4/ 31

باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر

وَعَلَانِيَةً} قال: نزلت في علي، كانت معه أربعة دراهم، فأنفق بالليل درهما، وبالنهار درهماً، وسرًا درهماً، وعلانية درهما. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (11164) والواحدي في "الوسيط" (1/ 392) وفي "أسباب النزول" (ص 50) قال الهيثمي: وفيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف" المجمع 6/ 324 قلت: كذبه سفيان الثوري، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: كان يروي عن أبيه ولم يره، ويجيب في كل ما يسأل وإن لم يحفظ فاستحق الترك. واختلف عنه، فرواه يحيى بن اليمان العجلي عنه عن أبيه قوله، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2883) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 50) وأما رواية الكلب في فذكرها الواحدي في "أسباب النزول" (ص 50) لكنها عن الكلبي قوله، والكلبي متهم بالكذب. 432 - (5226) قال الحافظ: وقيل: نزلت في أصحاب الخيل الذين يربطونها في سبيل الله، أخرجه ابن أبي حاتم من حديث أبي أمامة" (¬1) قلت: هو عن أبي أمامة قوله: (أسباب النزول للواحدي ص 50 - الدر المنثور 2/ 100) باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر 433 - (5227) قال الحافظ: روى أحمد والطبراني من طريق صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن يزيد بن الأخنس السلمي أنه أسلم فأسلم معه جميع أهله إلا امرأة واحدة أبت أن تسلم فأنزل الله تعالى على رسوله -صلى الله عليه وسلم-: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 4/ 31 (¬2) 4/ 34

باب زكاة الورق

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (933) عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن يزيد بن الأخنس أنه لما أسلم أسلم معه جميع أهله إلا امرأة واحدة أبت أن تسلم، فأنزل الله عز وجل: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} ... وذكر الحديث. وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد، وبقية مدلس وقد عنعن، وعبد الرحمن بن جبير ما أظنه أدرك يزيد بن الأخنس. باب زكاة الوَرِق 434 - (5228) قال الحافظ: وقد حكى ابن عبد البر عن بعض أهل العلم أنّ حديث الباب لم يأت إلا من حديث أبي سعيد الخدري. قال: وهذا هو الأغلب، إلا أنني وجدته من رواية سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، ومن طريق محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن جابر، انتهى ورواية سهيل في "الأموال" لأبي عبيد، ورواية محمد بن مسلم في "المستدرك"، وقد أخرجه مسلم من وجه آخر عن جابر. وجاء أيضاً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة وأبي رافع ومحمد بن عبد الله بن جحش، أخرج أحاديث الأربعة الدارقطني. ومن حديث ابن عمر أخرجه ابن أبي شيبة وأبو عبيد أيضًا" (¬1) صحيح وحديث أبي هريرة له عنه طريقان: الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، وليس فيما دور خمس ذَوْد صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة" أخرجه عبد الرزاق (7249) عن مَعْمر بن راشد عن سهيل به. ¬

_ (¬1) 4/ 52

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 124) وأحمد (2/ 402 و403) وابن زنجويه في "الأموال" (1610 و1915) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 35) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 135) من طرق عن ابن المبارك عن معمر به. قال ابن عبد البر: إسناده حسن" وقال الزيلعي: هذا سند صحيح" نصب الراية 2/ 384 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 70 قلت: سهيل صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه المثنى بن الصَّبَّاح اليماني عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي (6/ 2418) والمثنى ضعيف. وحديث جابر له عنه طرق: الأول: يرويه عمرو بن دينار المكي واختلف عنه: - فقال محمد بن مسلم الطائفي: عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعاً: "لا صدقة فيما دون خمسة أواق، ولا فيما دون خمسة أوسق، ولا فيما دفن خمس ذَوْد" أخرجه عبد الرزاق (7251) عن محمد بن مسلم به. وأخرجه أحمد (3/ 296) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن خزيمة (2305) عن محمد بن يحيى الذهلي والعقيلي (4/ 134) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري كلاهما عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن ماجه (1794) وابن خزيمة (2304 و2305) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 35) وفي "المشكل" (1483) والطبراني في "الأوسط" (8478 و9053) والحاكم (1/ 401 - 402) والبيهقي (4/ 128) وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 136) والخطيب في "المتفق" (1481) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 88) من طرق عن محمد بن مسلم به. ورواه داود بن عمرو بن زهير الضبي المسيبي عن محمد بن مسلم فقال فيه: عن جابر وأبي سعيد.

أخرجه ابن خزيمة (2305) والدارقطني (2/ 94) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 353 - 354) والبيهقي (4/ 128) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 91) وقال ابن خزيمة: في القلب من هذا الإسناد، ليس هذا الخبر مما سمعه عمرو بن دينار من جابر" وقال العقيلي: لا يتابع محمد بن مسلم عليه" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر: غريب غير محفوظ، وهذه سنة جليلة تلقاها الجميع بالقبول" وقال الحافظ: حديث حسن" وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" المصباح 2/ 88 قلت: محمد بن مسلم مختلف فيه، وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه أحمد. - وخالفه ابن جريج فقال: أخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت عن غير واحد عن جابر موقوفاً. أخرجه عبد الرزاق (7250) عن ابن جريج به. وأخرجه ابن خزيمة (2306) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به. وقال: وهذا هو الصحيح، لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابن جريج أحفظ من عدد مثل محمد بن مسلم" - ورواه أبو جعفر عن عمرو بن دينار عن جابر موقوفاً. أخرجه ابن زنجويه (1918) عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي عن ابن المبارك عن أبي جعفر به. وأبو جعفر أظنه الرازي، وهو مختلف فيه. وحديث ابن جريج أصح. الثاني: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر، واختلف عنه في رفعه ووقفه:

- فرواه غير واحد عن أبي الزبير مرفوعاً، منهم: 1 - عياض بن عبد الله القرشي. أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (185) ومسلم (980) والدارقطني (2/ 93) والبيهقي (4/ 120) 2 - حماد بن سلمة. أخرجه الطحاوي (2/ 35) 3 - زيد بن أبي أنيسة الجزري. أخرجه ابن عدي (7/ 268) والدارقطني (2/ 98) - ورواه ابن جريج عن أبي الزبير موقوفاً. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1427) وتابعه أشعث بن سَوّار الكندي عن أبي الزبير به. أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (447) وابن أبي شيبة (3/ 137) والأول أصح. الثالث: يرويه ابنا جابر عن جابر مرفوعاً. أخرجه عبد الرزاق (7256) عن مَعْمر بن راشد عن ابن أبي نَجيح وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأيوب وحرام بن عثمان عن ابني جابر به. وأخرجه البيهقي (4/ 120 - 121) من طريق نعيم بن حماد المروزي ثنا محمد بن ثور عن معمر به، إلا أنه لم يذكر حرام بن عثمان. وأخرجه ابن عدي (2/ 852) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن حرام بن عثمان عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما. وحديث ابن عمرو يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وعن عمرو غير واحد، منهم: 1 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 117 و124 و133 و137 و138 و144) وفي "مسنده" (المطالب 915) عن علي بن هاشم بن البريد الكوفي عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن

عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "ليس في أقل من خمس ذَوْد شيء، ولا في أقل من أربعين من الغنم شيء، ولا في أقل من ثلاثين من البقر شيء، ولا في أقل من عشرين مثقالًا شيء، ولا في أقل من مائتي درهم شيء، ولا في أقل من خمسة أوسق شيء، والعُشْر في التمر والزبيب والحنطة والشعير، وما سقط سيحا ففيه العشر، وما سقي بالغرب ففيه نصف العشر" وأخرجه الدارقطني (2/ 93) من طريق محمد بن الفضل بن سلمة (¬1) ثنا ابن أبي شيبة به. وابن أبي ليلى قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث. 2 - محمد بن عبيد الله العَرْزَمي. أخرجه ابن زنجريه (1895 و1916) عن أبي نعيم عبد الرحمن بن هانىء النخعي أنا العرزمي عن عمرو عن أبيه عن جده مرفوعاً: "ليس في بقلة زكاة، وإنما الزكاة في أربع: في الحنطة والشعير والتمر والزبيب، وليس فيما دون خمسة أوساق شيء، والوسق ستون صاعًا، وليس فيما دون مائتي درهم شيء، ولا فيما دون عشرين مثقالاً ذهباً شيء، ولا فيما دون خمس ذود شيء" والنخعي كذبه ابن معين، وقال أحمد: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك. والعرزمي قال النسائي وغيره: متروك الحديث. 3 - يحيى بن أبي أنيسة الجزري. أخرجه يحيى بن آدم (446) ويحيى بن أبي أنيسة قال أحمد وغيره: متروك الحديث. وحديث عائشة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (341 و5119) والدارقطني (2/ 128 و129 و153) من طرق عن صالح بن موسى الطلحي ثنا منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: جرت السنة من نبي الله -صلى الله عليه وسلم- بصداق النساء اثنتا عشرة أوقية، الأوقية أربعون درهمًا، وذلك ثمانون وأربع مائة، وجرت السنة من نبي الله -صلى الله عليه وسلم- في غسل الجنابة صاع، والصاع ثمانية أرطال، والوضوء مُدّ، والمد رَطلان، وجرت السنة منه في العشرات ليس فيما دون خمسة أوسق زكاة، والوسق ستون صاعاً بهذا الصالح فذلك ثلاثمائة صاع. ¬

_ (¬1) أظنه الوصيفي المترجم في "تاريخ بغداد" (3/ 153).

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن منصور إلا صالح بن موسى" وقال الدارقطني: لم يروه عن منصور بهذا الإسناد غير صالح بن موسى، وهو ضعيف الحديث" وقال الحافظ: وفي إسناده صالح بن موسى وهو ضعيف" التلخيص 2/ 169 وكذلك قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 70) وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي أيضًا: لا يكتب حديثه. وحديث أبي رافع أخرجه الطبراني في "الكبير" (933) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ويحيى بن زكريا الساجي قالا: ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو أسامة ثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي رافع عن أبيه مرفوعاً: "ليس فيما دون خمسة أوصاق صدقة، ولا فيما دون خمس ذَوْد صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة" ابن أبي رافع أظنه عبيد الله، فإن كان هو فالإسناد صحيح. وحديث محمد بن عبد الله بن جحش تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا زكاة في الخضروات" وحديث ابن عمر يرويه نافع مولى ابن عمر واختلف عنه: - فقال ليث بن أبي سليم: عن نافع عن ابن عمر مرفرعًا: "ليس فيما دون خمس من الإبل ولا خمس أواق ولا خمسة أوساق صدقة" أخرجه يحيى بن آدم (444) وابن أبي شيبة (3/ 124) وأحمد (2/ 92) والبزار (كشف 887 و888) والطحاوي (2/ 35) والطبراني في "الأوسط" (697) والبيهقي (4/ 121) من طرق عن ليث به. وليث ضعفه أحمد وابن معين وابن سعد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. - ورواه أيوب بن موسى القرشي عن نافع عن ابن عمر قوله. أخرجه أبو عبيد (ص 579) عن محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن أيوب بن موسى به. وأخرجه الطحاوي (2/ 35) عن فهد بن سليمان المصري ثنا محمد بن كثير به.

باب لا يجمع بين مفترق ولا يفرق بين مجتمع

ورواته ثقات غير محمد بن كثير فهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره. باب لا يجمع بين مفترق ولا يفرق بين مجتمع 435 - (5229) قال الحافظ: وفي الباب عن علي عند أصحاب السنن وعن سويد بن غَفَلة قال: أتانا مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- فقرأت في عهده فذكر مثله، أخرجه النسائي. وعن سعيد بن أبي وقاص أخرجه البيهقي" (¬1) حديث علي تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة عند حديث: "إنّ في كل ثلاثين بقرة تبيعا" وحديث سويد بن غفلة له عنه طريقان: الأول: يرويه هلال بن خبّاب الكوفي عن ميسرة أبي صالح ثنا سويد بن غفلة قال: أتانا مُصَدِّقُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتيته فجلست إليه فسمعته يقول: إنّ في عهدي أن لا نأخذ راضعَ لبن، ولا نجمعَ بين متفرق، ولا نفرق بين مجتمع. فأتاه رجل بناقة كَوْمَاء فقال: خذها، فأبى. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 481) وابن أبي شيبة (3/ 126) وأحمد (4/ 315) وابن زنجويه في "الأموال" (1518) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 227) والنسائي (5/ 21) وفي "الكبرى" (2237) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1167) والدارقطني (2/ 104) وأبو نعيم في "الصحابة" (3547 و3549) والبيهقي (4/ 101) والخطيب في "التاريخ" (4/ 38 - 39) عن هُشيم بن بَشير الواسطي وأبو داود (1579) والطبراني في "الكبير" (6473) والبيهقي (4/ 101) والمزي (29/ 197 - 198) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي والدراقطني (2/ 104) ¬

_ (¬1) 4/ 56

عن عباد بن العوام الواسطي ثلاثتهم (¬1) عن هلال بن خباب به. وهلال ثقة إلا أنه تغير بأخرة، وميسرة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وسويد مخضرم وثقه ابن معين وغيره. الثاني: يرويه شريك بن عبد الله النخعي عن عثمان بن أبي زرعة الثقفي عن أبي ليلى الكندي عن سويد بن غفلة قال: جاءنا مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذت بيده وقرأت في عهده: لا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع، خشية الصدقة. فأتاه رجل بناقة عظيمة مُلَمْلَمَةٍ فأبى أن يأخذها، فأتاه بأخرى دونها فأخذها، وقال: أيّ أرض تقلني، وأيّ سماء تظلني، إذا أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أخذت خيار إبل رجل مسلم. أخرجه ابن سعد (5/ 68) وابن زنجويه (1556) وأبو داود (1580) وابن ماجه (1801) ويعقوب بن سفيان (1/ 226 - 227) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1166) والطبراني في "الكبير" (6474) والدارقطني (2/ 105) وأبو نعيم في "الصحابة" (3546) والبيهقي (4/ 101 و106) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 492) من طرق (¬2) عن شريك به. قال يحيى بن آدم: ثم سمعت شريكًا بعد يذكر هذا الحديث عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة، فذكرته لوكيع فقال: إنما سمعناه منه عن عثمان" قلت: وشريك سيء الحفظ. وحديث سعد بن أبي وقاص أخرجه أبو عبيد (ص 484 و486) وابن زنجويه (1522 و1529) والبيهقي (4/ 106) والخطيب في "المدرج" (1/ 338 و339) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وابن عدي (4/ 1467) والدارقطني (2/ 104) والخطيب (1/ 338 - 339) ¬

_ (¬1) واللفظ لحديث هشيم، زاد أبو عوانة في حديثه: وكان إنما يأتي المياه حين تَرِدُ الغنم، فيقول: أدوا صدقات أموالكم، قال: فعمد رجل منهم إلى ناقة كوماء فأبى أن يقبلها، قال: إني أحب أن تأخذ خير إبلي، وقال: فأبى أن يقبلها، قال: فخطم له أخرى دونها، فأبى أن يقبلها، ثم خطم له أخرى دونها فقبلها، وقال: إني آخذها وأخاف أن يجد عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول لي: عمدت إلى رجل فتخيرت عليه إبله. (¬2) رواه أبو نعيم الفضل بن دكين وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ومحمد بن الصَّبَّاح البزاز ووكيع ويحيى الحِمَّاني عن شريك.

عن الوليد بن مسلم الدمشقي وابن عدي (4/ 1467) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري كلهم (¬1) عن عبد الله بن لَهيعة قال: كتب إليّ يحيى بن سعيد أنه سمع السائب بن يزيد يقول: صحبت سعد بن أبي وقاص زماناً فما سمعته يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثاً واحدًا، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق في الصدقة. والخليطان ما اجتمع على الفحل والمرعى والحوض" قال أبو عبيد: قال أبو الأسود: وكل شيء حدث به ابن لهيعة عن يحيى فإنما هو كتاب كتب به إليه" وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه عن يحيى بن سعيد غير ابن لهيعة" قلت: هذا الحديث معلول. قال العقيلي (2/ 295): ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحسن بن علي قال: سمعت ابن أبي مريم يقول: لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئًا، ولكن كتب إليه يحيى، وكان فيما كتب إليه يحيى هذا الحديث، يعني حديث السائب بن يزيد: صحبت سعد بن أبي وقاص كذا وكذا سنة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثاً أحدًا، وكتب في عقبه على إثره: "لا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق في الصدقة" وظن ابن لهيعة أنه من حديث سعد، إنه يعني بقوله: إلا حديثًا واحدًا "لا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق" وإنما كان هذا كلام مبتدأ من المسائل التي كتب بها إليه. ومن طريق العقيلي أخرجه الخطيب (1/ 340 - 341) وقال: ومتنه لا يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو كلام يحيى بن سعيد" وأسند عن ابن معين قال: هذا باطل (¬2)، إنما هذا من قول يحيى بن سعيد: "لا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق" كذا حدث به ليث بن سعد وغيره" ¬

_ (¬1) ورواه مروان بن محمد الطَاطَري عن ابن لهيعة أيضًا كما في "العلل" (1/ 218) لابن أبي حاتم. (¬2) وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل عدي، ولا أعلم أحداً رواه غير ابن لهيعة، ويُروى من كلام سعد فقط" العلل 1/ 219

باب الاستعفاف عن المسألة

ورواية ليث أخرجها أبو عبيد (ص 486) عن عبد الله بن صالح المصري عن ليث عن يحيى بن سعيد قال: الخليطان ما اجتمع على الراعي والحوض والفحل. وأخرجه ابن زنجويه (1530) عن أبي عبيد به. وأخرجه الهيثم بن كليب (62) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو عبيد به. وأخرجه الخطيب (1/ 343) من طريق عبد الله بن إسحاق البغوي أنا علي بن عبد العزيز به. وعبد الله بن صالح مختلف فيه (¬1). ورواه سليمان بن بلال وحماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن السائب بن يزيد عن سعد ولم يذكرا متناً، واختلفا، فذكر سليمان عن السائب أنه سمع من سعد حديثًا واحداً، وذكر حماد عن السائب أنه لم يسمع من سعد شيئاً. وحديث سليمان أخرجه الخطيب (1/ 342) ولفظه: عن السائب قال: صحبت سعد بن أبي وقاص من المدينة إلى مكة كذا وكذا من سنة غير أنه قد أكثر فلم أسمعه يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثًا واحداً. وحديث حماد أخرجه ابن سعد (3/ 144) والدورقي في "مسند سعد" (134) والدارمي (284) وابن ماجه (29) والعقيلي (2/ 296) والخطيب (1/ 342 - 343) ولفظه: عن السائب قال: خرجت مع سعد إلى مكة فما سمعته يحدث حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى رجعنا إلى المدينة. باب الاستعفاف عن المسألة 436 - (5230) قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث حكيم بن حزام أنه ممن خوطب ببعض ذلك ولكنه ليس أنصارياً إلا بالمعنى الأعم" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 4/ 38) من طريق هشام بن عروة عن أبيه من حكيم بن حزام. ¬

_ (¬1) ورواه عبد الله بن وهب عن الليث بن سعد كرواية سليمان بن بلال الآتية. أخرجه الحاكم (3/ 497) وإسناده صحيح. (¬2) 4/ 77.

باب من أعطاه الله شيئا من غير مسألة

باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة 437 - (5231) قال الحافظ: ويؤيده حديث سَمُرَة في السنن: "إلا أن يسأل ذا سلطان" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 121) وأحمد (5/ 19 و22) وابن زنجويه في "الأموال" (2100) وأبو داود (1639) والنسائي (5/ 75) وفي "الكبرى" (2380) وابن حبان (3397) والطبراني في "الكبير" (6767) والخطابي في "الغريب" (1/ 144) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 97) والبيهقي (4/ 197) وفي "الشعب" (3235) والمزي (10/ 93 - 94) عن شعبة (¬2) وابن زنجويه (2101 و2102) والروياني (844) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 17) والطبراني في "الكبير" (6766) وفي "الأوسط" (5857) عن سفيان الثوري (¬3) ¬

_ (¬1) 4/ 80. (¬2) رواه أبو داود الطيالسي وغير واحد عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن عقبة عن سمرة. ورواه سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن شعبة أيضاً بهذا الإسناد، ورواه عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة. أخرجه الطبراني (6892) وسويد قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. (¬3) رواه عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن يوسف الفريابي وفضيل بن عياض وقبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان. ورواه وكيع عن سفيان واختلف عنه: فرواه غير واحد عن وكيع عن سفيان عن عبد الملك عن زيد عن سمرة، منهم: أ- أحمد (5/ 19) ب- أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني. أخرجه الطبري (18) ت- محمود بن غيلان المروزي. أخرجه الترمذي (681) والنسائي (5/ 75) وفي "الكبرى" (2381) والبغوي في "شرح السنة" (1624) ورواه ابن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن معبد بن خالد عن زيد بن عقبة عن سمرة. أخرجه الطبراني (6768) والأول أصح.

وأحمد (5/ 10) والطبراني في "الكبير" (6770) عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي والطبراني (6769) والخطابي (1/ 144) عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي والطبري (19 و20) والطبراني (6772) عن زائدة بن قدامة الكوفي وابن حبان (3386) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 362) عن داود بن نُصير الطائي كلهم عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت زيد بن عقبة الفزاري يقول: سمعت بن جُنْدَب رفعه "المسائل كَدٌّ (¬1) يَكُدُّ (¬2) بها الرجل وجهه (¬3)، فمن شاء أبقى (¬4) على وجهه, ومن شاء ترك، إلا أن يسأل رجلٌ ذا سلطان (¬5)، أو يسأل في شيء لا يجد منه بُدّاً" (¬6) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قالا. - ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه: • فرواه محمد بن حميد الرازي وسفيان بن وكيع عن جرير كرواية شعبة ومن تابعه. أخرجه الطبري (16) ¬

_ (¬1) ولفظ حديث شعبة وحده: "كُدوح". (¬2) ولفظ حديث شعبة: "يَكْدح". (¬3) زاد زائدة عد الطبري: "وخدوش". (¬4) وفي حديث شعبة عند النسائي: "كدح وجهه". (¬5) زاد قبيصة وحده: "أو ذا محرم ". (¬6) زاد أبو كريب وحده: "قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مسألة الرجل شَيْن يوم القيامة في وجهه، خدوش، أو كدوح".

باب خرص التمر

• ورواه ابن أبي شيبة (3/ 308) عن جرير فقال: عن عقبة أو فلان بن عقبة الفزاري. وعن طريقه أخرجه الطبراني (6771) والأول أصح. باب خرص التمر 438 - (5232) قال الحافظ: وكذا رواه إبراهيم الحربي في "الهدايا" من حديث علي" (¬1) لم أقف عليه. 439 - (5233) قال الحافظ: وتعقب بأنّ الحاكم أخرج في "المستدرك" عن ابن عباس أنّ كسرى أهدى للنبي -صلى الله عليه وسلم- بغلة فركبها بحبل من شعر ثم أردفني خلفه، الحديث ... " (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 541) من طريق عبد الملك بن عمير الكوفي عن ابن عباس قال: أهدي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بغلة أهداها له كسرى، فركبها بحبل من شعر، ثم أردفني خلفه، ثم سار بي ملياً، ثم التفت، فقال: "يا غلام" قلت؛ لبيك يا رسول الله، قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، نعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ... " وذكر الحديث، وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا سألت فاسأل الله" * * * ¬

_ (¬1) 4/ 88 (¬2) 4/ 88

أبواب صدقة الفطر

أبواب صدقة الفطر باب صدقة الفطر 440 - (5234) قال الحافظ: وإنما احتج الشافعي بما رواه من طريق محمد بن علي الباقر مرسلاً نحو حديث ابن عمر وزاد فيه: "ممن تمونون" وأخرجه البيهقي من هذا الوجه فزاد في إسناده ذكر عليّ، وهو منقطع أيضاً. وأخرجه من حديث ابن عمر، وإسناده ضعيف أيضاً" (¬1) حديث علي يرويه جعفر بن محمد الصادق واختلف عنه: - فقال الشافعي في "الأم" (2/ 53) وفي "السنن المأثورة" (377): أنا إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر على الحرِّ والعبد والذكر والأنثى ممن تمونون. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 161) وفي "معرفة السنن" (6/ 186 - 187) وإبراهيم بن محمد هو الأسلمي كذبه يحيى القطان ويحيى بن معين وغيرهما. - وقال حاتم بن إسماعيل المدني: عن جعفر بن محمد بن أبيه عن علي قال: فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على كل صغير أو كبير، حر أو عبد، ممن يمونون، صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من زبيب، عن كل إنسان. أخرجه البيهقي (4/ 161) ¬

_ (¬1) 4/ 111

وقال: وهو مرسل" وقال في "المعرفة" (6/ 187): وهو منقطع" وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 184): وفيه انقطاع" وقال الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 413): وهذا الإنقطاع هو بين محمد بن علي وجه أبيه علي بن أبي طالب" - وقال علي بن موسى الرضا: عن أبيه عن جده عن آبائه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر على الصغير والكبير، والذكر والأنثى ممن تمونون. أخرجه الدارقطني (2/ 140) من طريق محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري ثنا إسماعيل بن همام ثني علي بن موسى به. قال الزيلعي: وهو مرسل، فإنّ جد علي بن موسى هو جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجعفر لم يدرك الصحابة" نصب الراية 2/ 413 قلت: وإسماعيل بن همام هو ابن عبد الرحمن بن ميمون البصري ترجمه الحافظ في "اللسان" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، والراوي عنه لم أر من ترجمه. وحديث ابن عمر أخرجه الدارقطني (2/ 141) والبيهقي (4/ 161) من طريق القاسم بن عبد الله بن عامر بن زرارة ثنا عمير بن عمار الهمذاني ثنا الأبيض بن الأغر ثني الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر قال: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصدقة الفطر عن الصغير والكبير، والحر والعبد ممن تمونون. قال البيهقي: إسناده غير قوي" وقال الدارقطني: رفعه القاسم وليس بقوي، والصواب موقوف" ثم أخرجه من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا حفص بن غياث قال: سمعت عدة منهم الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر أنه كان يعطي صدقة الفطر عن جميع أهله، صغيرهم وكبيرهم عمن يعول، وعن رقيقه وعن رقيق نسائه. 441 - (5235) قال الحافظ: واستدل بقوله في حديث ابن عباس "طهرة للصائم" على أنها تجب على الفقير كما تجب على الغني. وقد ورد ذلك صريحاً في حديث أبي هريرة عند أحمد، وفي حديث ثعلبة بن أبي صعير عند الدارقطني" (¬1) ¬

_ (¬1) وقال في روايته: وكان معمر يقول: عن أبي هريرة، ثم قال بعد: عن الأعرج عن أبي هريرة.

حديث أبي هريرة أخرجه عبد الرزاق (5761 و5817) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: زكاة الفطر على كل حر وعبد، ذكر وأنثى، صغير وكبير، غني وفقير، صاع من تمر، أو نصف صاع من قمح. قال معمر: وبلغني أنّ الزهري كان يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه أحمد (¬1) (2/ 277) عن عبد الرزاق به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 37) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 45) والدارقطني (2/ 149 - 150) والبيهقي (4/ 164) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الهيثمي: وهو موقوف صحيح، ورفعه لا يصح" (المجمع 3/ 80) قلت: رواه عبد الله بن المبارك عن معمر فلم يذكر الأعرج وقال في روايته: أظنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 37) وهذا الاختلاف من معمر كما دلت على ذلك رواية أحمد المتقدمة. وحديث ثعلبة بن أبي صُعَير يرويه الزهري واختلف عنه: - فرواه حماد بن زيد عن النعمان بن راشد عن الزهري واختلف عن حماد: • فقال إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي: ثنا حماد عن النعمان عن الزهري ذكر ثعلبة بن صعير عن أبيه به، أو عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن أبيه مرفوعاً: "أدوا صدقة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، أو نصف صاع من بُرٍّ، عن كل صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حرٍّ أو عبد" أخرجه الدارقطني (2/ 147) • ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن حماد فقال: عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير أو عن ثعلبة عن أبيه إلا أنه لم يذكر التمر والشعير وقال: صاعاً من برّ، وزاد: والغني والفقير، فأما الغني فيزكيه الله، وأما الفقير فيردّ الله عليه أكثر مما أعطى. أخرجه الدارقطني (2/ 147 - 148) • ورواه سليمان بن حرب البصري عن حماد فقال: عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه. ¬

_ (¬1) وقال في روايته: وكان معمر يقول: عن أبي هريرة، ثم قال بعد: عن الأعرج عن أبي هريرة.

وقال فيه: "أدوا صاعاً من قمح أو قال: من بُرٍّ" ولم يذكر الشعير، وزاد فيه ذكر الغني والفقير. أخرجه الدارقطني (2/ 148) وتابعه خالد بن خِدَاش البصري عن حماد به وجزم بالصاع بأنه من قمح. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 122) والدارقطني (2/ 148) وأبو نعيم في "الصحابة" (6867) • ورواه سليمان بن داود العَتَكِي عن حماد فقال: عن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه. وقال فيه: "صاع من بُرٍّ أو قمح" ولم يذكر الشعير، وزاد: غني أو فقير. أخرجه أبو داود (1619) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (628 و2603) والبيهقي (4/ 167 - 168) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 289) • ورواه مسدد عن حماد واختلف عنه: فرواه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 36) عن مسدد فقال: عن ثعلبة بن صعير عن أبيه. وقال فيه: "صاع من بُرٍّ" ولم يذكر القمح والشعير. ورواه أبو داود (1619) عن مسدد فقال: عن ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه. وقال فيه: "صاع من بُرٍّ أو قمح" وقال: "أما غنيكم ... وأما فقيركم ... " ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 167 - 168) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 289) ورواه أحمد بن داود المكي عن مسدد فقال: عن ابن أبي صعير عن أبيه. وقال فيه مثل ما قال أبو داود. أخرجه الدارقطني (2/ 148) ورواه عارم أبو النعمان محمد بن الفضل البصري عن مسدد فقال: عن ابن صعير عن أبيه. وقال فيه: "صاعاً من قمح أو بُرٍّ"

وزاد فيه "أو فقير حر أو مملوك فأما الغني ... وأما الفقير .... " أخرجه يعقوب (¬1) بن سفيان في "المعرفة" (1/ 253) ورواه يوسف بن يعقوب القاضي عن مسدد فقال: عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه. وقال فيه مثل ما قال أبو داود. أخرجه البيهقي (4/ 167) وتابعه إبراهيم بن أبي داود سليمان الأسدي عن مسدد به. أخرجه الطحاوي (2/ 45) وفي "المشكل" (3411) • ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد واختلف عنه: فرواه أحمد (5/ 432) عن حماد فقال: عن ابن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه. وقال فيه: "صاعاً من قمح أو صاعاً من بُرٍّ" وذكر أنّ الشك فيه من حماد. وزاد "غني أو فقير" ورواه علي بن عبد الرحمن المصري عن عفان فقال: عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه. وقال فيه: "صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو نصف صاع من بُرٍّ أو قال: قمح" وزاد "غني أو فقير" أخرجه الطحاوي (2/ 45) وفي "المشكل" (3410) وتابعه الحسن بن المثنى العنبري عن عفان به. أخرجه ابن قانع (1/ 122) والنعمان بن راشد مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه يحيى القطان والجمهور، وقال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك، وقال ابن حبان: ربما أخطأ على الزهري. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 163 - 164) ووقع عنده: عن ابن أبي صعير عن أبيه.

وقال مهنا: ذكرت لأحمد حديث ثعلبة بن أبي صعير في صدقة الفطر نصف صاع من بر، فقال: ليممر بصحيح ... قلت: من قِبَل من هذا؟ قال: من قبل النعمان بن راشد ليس هو بقوي في الحديث. وضعف حديث ابن أبي صعير. وسألته عن ابن أَبي صعير أمعروف هو؟ قال: من يعرف ابن أبي صعير، ليس هو بمعروف" تنقيح التحقيق 2/ 1449 - ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن بكر بن وائل عن الزهري واختلف عن همام: • فرواه عبد الله بن يزيد المقرىء عن همام فقال: عن ثعلبة بن عبد الله أو قال: عبد الله بن ثعلبة مرفوعاً. وقال فيه: "صاع تمر أو صاع شعير عن كل رأس، أو صاع بُرٍّ أو قمح بين اثنين" أخرجه أبو داود (1620) ورواه عمرو بن عاصم الكلابي عن همام فقال: عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري عن أبيه. وقال فيه: "صاع قمح" ولم يشك. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (629 و2602) والطبراني في "الكبير" (1389) والدارقطني (2/ 148) وابن الأثير (1/ 288) من طريقين (¬1) عن عمرو بن عاصم به. • ورواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التَّبَوْذَكي عن همام واختلف عنه: فرواه غير واحد عن أبي سلمة فقال: عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن أبيه. منهم: 1 - البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 36) وقال في حديثه: "صاع تمر أو صاع شعير" 2 - محمد بن يحيى النيسابوري الذهلي في "العلل" كما في سنن البيهقي (4/ 168) وقال مثل البخاري. وعنه أخرجه أبو داود (1620) وابن خزيمة (2410) ¬

_ (¬1) رواه محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي والحسن بن علي الحُلْواني عن عمرو بن عاصم هكذا. ورواه عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب البصري عن عمرو بن عاصم بلفظ: "فأمر بصدقة الفطر صاعاً من بر أو صاعاً من شعير عن كل واحد" ولم يذكر ما بعده. أخرجه ابن قانع (1/ 122)

3 - فهد بن سليمان بن يحيى. ولفظه كالذي قبله. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3412) 4 - السَّرِي بن خزيمة بن معاوية الأبِيْوَرْدِي. وذكر مثل الذي قبله وزاد: "صاع من تمر أو مدين من قمح" أخرجه الحاكم (3/ 279) ورواه محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي عن أبا سلمة فقال: عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه. وقال في حديثه: "صاع تمر أو صاع شعير" أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (1396) ورواه محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد عن أبي سلمة واختلف عنه: فرواه الطحاوي في "المشكل" (3413) عن محمد بن إبراهيم فقال: عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن أبيه. ورواه علي بن محمد بن أحمد المصري عن محمد بن إبراهيم فقال: عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه. أخرجه الدارقطني (2/ 148) - ورواه بحر بن كَنِيْز السَّقَّاء عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن أبيه. أخرجه الحسن بن سفيان (الإصابة 2/ 22) وأبو نعيم في "الصحابة" (1/ 492) وبحر ضعفوه. - ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابن أبي صعير عن أبي هريرة رواية أنه قال: زكاة الفطر على الغني والفقير. ثم قال: أخبرت عن الزهري. أخرجه الدارقطني (2/ 148) من طريق نعيم بن حماد المروزي ثنا سفيان به. وإسناده منقطع، ونعيم مختلف فيه.

- ورواه ابن جريج عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة رفعه: "أدوا صاعاً من بُرٍّ أو قمح بين اثنين، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على كل أحد صغير أو كبير" أخرجه عبد الرزاق (5785) عن ابن جريج به. وأخرجه أحمد (5/ 432) عن عبد الرزاق به. وأخرجه البخارى في "الكبير" (3/ 1/ 36) وأبو داود (1621) والدارقطني (2/ 150) من طرق عن عبد الرزاق به. ووقع عند أحمد وأبي داود: "عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري" قال الزيلعي: وهذا سند صحيح قوي" نصب الراية 2/ 407 قلت: ابن جريج مدلس وقد عنعن. - ورواه يحيى بن جُرْجَة المكي عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير رفعه: "إنّ صدقة الفطر مُدَّان من بُرٍّ عن كل إنسان، أوصاع مما سواه من الطعام" أخرجه الدارقطني (2/ 148 - 149) وابن شاهين (الإصابة 2/ 22) - ورواه سليمان بن أرقم البصري عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت رفعه: "من كان عنده فليتصدق بنصف صاع من بر، أو صاع من شعير، أو صاع من تمر، أو صاع من دقيق، أو صاع من زبيب، أو صاع من سلت" أخرجه الدارقطني (2/ 150) وقال: لم يروه بهذا الإسناد وهذه الألفاظ غير سليمان بن أرقم، وهو متروك الحديث" - ورواه غير واحد عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلاً. منهم: 1 - سفيان بن حسين الواسطي. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 170 - 171) عن هُشيم بن بَشير الواسطي عن سفيان به. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 212) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن هشيم قال: إن لم أكن سمعته من الزهري فأخبرني سفيان بن حسين عن الزهري.

ولفظ حديثه: "عن الصغير والكبير والحر والمملوك نصف صاع من بُرٍّ أو صاع من تمر أو شعير" وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري كما قال ابن معين وغير واحد. 2 - محمد بن أبي حفصة البصري. أخرجه أبو داود (تحفة 13/ 212) وقال: روي مسنداً، وهذا أصح" قلت: وابن أبي حفصة مختلف فيه: وثقه أبو داود، وضعفه النسائي، وقال ابن معين: هو مثل النعمان بن راشد في الزهري. 3 - إبراهيم (¬1). أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 37) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني وموسى بن إسماعيل البصري قالا: ثنا إبراهيم. 4 - عُقيل بن خالد الأَيْلي. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3415) من طريق حَيوة بن شريح المصري ثنا عقيل عن الزهري أنه سمع سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة يقولون: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بزكاة الفطر صاعاً من تمر أو بمدين من حنطة. أخرجه الطحاوي (2/ 46) وفي "المشكل" (3415) • ورواه يحيى بن أيوب المصري عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة والقاسم وسالم قالوا: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صدقة الفطر بصاع من شعير أو مدين من قمح. أخرجه الطحاوي (2/ 46) وفي "المشكل" (3416) • وتابعه عبد الله بن لَهيعة عن عقيل به. أخرجه الطحاوي (2/ 46) وفي "المشكل" (3417) ¬

_ (¬1) أظنه ابن سعد الزهري.

5 - عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفَهْمي. أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (378) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة 13/ 212) والطحاوي (2/ 45 و46) وفي "المشكل" (3414) من طرق عن الليث بن سعد عن عقيل بن خالد وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر مدين من حنطة. قال الشافعي: خطأ حديث المدين" قلت: إسناده إلى سعيد صحيح. وقد رجح هذا المرسل غير واحد، منهم: - أبو داود كما تقدم - وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/ 2937) قال: وهو الصواب" - والدارقطني في "العلل" (7/ 41) قال: وأصحها عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلاً" - وابن السكن كما في "الإصابة" (6/ 30) قال: الصواب أنه مرسل" ورجح الذهلي رواية بكر بن وائل فقال: لم يُقم هذا الحديث غير بكر بن وائل، قد أصاب الإسناد والمتن" سنن البيهقي 4/ 168 كذا قال، وقد اختلف عنه في إسناده كما تقدم. وبسبب هذا الاختلاف في إسناد هذا الحديث، وفي متنه أيضاً قال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 137): حديث مضطرب لا يثبت" ***

كتاب الحج

كتاب الحج باب وجوب الحج وفضله 442 - (5236) قال الحافظ: قال ابن المنذر: لا يثبت الحديث الذي فيه ذكر الزاد والراحلة" (¬1) ضعيف روي من حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن مسعود ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث علي ومن حديث عائشة ومن حديث الحسن البصري مرسلاً ومن حديث عبد الرحمن بن سابط مرسلاً. فأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه قتادة واختلف عنه: - فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عن سعيد: • فقال علي بن العباس بن الوليد البجلي: ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ثنا ابن أبي زائدة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قال: قيل: يا رسول الله! ما السبيل؟ قال: "الزاد والراحلة" أخرجه الدارقطني (2/ 216) والحاكم (1/ 441 - 442) ¬

_ (¬1) 4/ 122

وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان لعلي بن سعيد شيئاً، ولم يخرجا رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي عروبة، وابن أبي عروبة كان قد اختلط، ولم أر أحداً صرح بسماع ابن أبي زائدة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده. • وقال غير واحد: عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن البصري مرسلاً. منهم: 1 - يزيد بن زُريع البصري. أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/ 17) 2 - جعفر بن عون الكوفي. أخرجه البيهقي (4/ 330) 3 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي. أخرجه محمد بن يحيى القطعي في "كتاب المناسك عن سعيد بن أبي عروبة" (1) قال البيهقي: هذا هو المحفوظ عن قتادة عن الحسن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً" وقال في "الصغرى" (2/ 134): وهذا أصح" وهو كما قال؛ لأن يزيد بن زريع وعبد الأعلى السامي سمعا من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه. وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 221): وسنده صحيح إلى الحسن" كذا قال، وقتادة مدلس وقد عنعن. - ورواه حماد بن سلمة عن قتادة واختلف عن حماد: • فقال أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني: عن حماد عن قتادة عن أنس. أخرجه الدارقطني (2/ 216) والحاكم (1/ 442) وقال: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، وأبو قتادة لم يخرج له مسلم شيئاً، وقد تكلموا فيه: قال البخاري: تركوه، منكر الحديث.

وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أيضاً: متروك الحديث. وكذا قال مسلم والجوزجاني. وقال أبو حاتم: تكلموا فيه، منكر الحديث، وذهب حديثه. • وقال حجاج بن منهال البصري: ثنا حماد عن قتادة عن الحسن مرسلاً. أخرجه الطبري (4/ 17) وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا حماد عن قتادة وحميد عن الحسن مرسلاً. أخرجه الطبري (4/ 17) وهذا أصح من حديث أبي قتادة. - ورواه مَعْمر بن راشد عن قتادة مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 127) الثاني: يرويه يونس بن عبيد البصري عن الحسن البصري واختلف عن يونس: - فرواه حصين بن مخارق الكوفي عن يونس عن الحسن عن أنس. أخرجه الدارقطني (2/ 218) وحصين ذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: متروك. - ورواه غير واحد عن يونس عن الحسن مرسلاً. منهم: 1 - هُشيم بن بَشير الواسطي. أخرجه سعيد بن منصور (نصب الراية 3/ 8) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة 13/ 174) وفي "مسائل أحمد" (ص 97) وعبد الله بن أحمد في "مسائل أحمد" (ص 197) 2 - سفيان الثوري. أخرجه وكيع في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 386) وابن أبي شيبة (4/ 90) والبيهقي (4/ 327) وفي "معرفة السنن" (7/ 19) وفي "الصغرى" (1456) 3 - خالد بن عبد الله الواسطي.

أخرجه سعيد بن منصور (3/ 8 - 9) 4 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 90) 5 - إسماعيل بن علية. أخرجه الطبري (4/ 16) 6 - بشر بن المُفَضَّل البصري. أخرجه الطبري (4/ 16) 7 - داود بن الزِّبْرقان البصري. أخرجه الدارقطني (2/ 218) وهذا أصح. وأما حديث ابن عمر فيرويه إبراهيم بن يزيد الخُوزي عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عمر قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قال: "السبيل إلى الحج: الزاد والراحلة" فقيل له: وما الحاج؟ قال: "الشَّعِث التَّفِل" وسئل: أي الحج أفضل؟ قال: "العَج والثَّج" وفي لفظ: قام رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! ما يوجب الحج؟ قال: "زاد وراحلة" ... أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص 78) وابن أبي شيبة (4/ 90) وابن ماجه (2896) والترمذي (813 و2998) والفاكهي في "أخبار مكة" (797) والطبري (4/ 16) والعقيلي (3/ 332) وابن عدي (1/ 228) والدارقطني (2/ 217) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 106) والبيهقي (4/ 327 و330) وفي "معرفة السنن" (7/ 18 - 19) وفي "الصغرى" (1454) وفي "الشعب" (3688) وفي "القضاء والقدر" (309) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 586) والواحدي في "الوسيط" (1/ 468) والبغوي في "التفسير" (1/ 386) وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وإبراهيم الخوزي تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه" وقال أيضاً هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم الخوزي" وقال البيهقي: هذا الحديث يعرف بإبراهيم الخوزي وقد ضعفه أهل العلم بالحديث.

ثم أسند عن ابن معين قال: إبراهيم الخوزي روى حديث محمد بن عباد هذا ليس بثقة" قلت: وقال أحمد والنسائي: الخوزي متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث. ولم ينفرد به بل تابعه جرير بن حازم البصري عن محمد بن عباد به. أخرجه الدارقطني (2/ 218) من طريق محمد بن الحجاج المُصَفِّر البغدادي ثنا جرير به. قال البيهقي: ومحمد بن الحجاج متروك" السنن 4/ 330 وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال مسلم: تركوه، وقال أبو داود: غير ثقة، وقال النسائي: متروك الحديث. - ورواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير المكي واختلف عنه: • فرواه محمد بن عبد الوهاب عن محمد بن عبد الله عن ابن جريج عن محمد بن عباد عن ابن عمر. أخرجه الدارقطني (2/ 217) - ورواه عبد العزيز بن عبد الله العامري عن محمد بن عبد الله فلم يذكر ابن جريج. أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3860) وتابعه عبد الله بن نافع الصائغ عن محمد بن عبد الله به. أخرجه ابن عدي (6/ 2226) وابن المقرىء في "الأربعين" (63) ومن هذا الوجه أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 386) قال ابن عدي: غريب من هذا الطريق" وقال البيهقي: محمد بن عبد الله أضعف من إبراهيم بن يزيد" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وحديث ابن عباس له عنه طريقان: الأول: يرويه يزيد بن مروان الخلال ثنا داود بن الزِّبْرِقان عن عبد الملك عن عطاء

عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله! ما السبيل؟ قال: "زاد وراحلة" أخرجه الدارقطني (2/ 218) ويزيد بن مروان قال ابن معين: كذاب، وقال عثمان الدارمي: وهو ضعيف قريب مما قال ابن معين. الثاني يرويه حصين بن مخارق الكوفي عن محمد بن خالد عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله! الحج كل عام؟ قال: "لا، بل حجة" قيل: فما السبيل إليه؟ قال: "الزاد والراحلة" أخرجه الدارقطني (2/ 218) وحصين متروك كما تقدم. - ورواه ابن جريج واختلف عنه: • فقال سويد بن سعيد الحَدَثاني: ثنا هشام بن سليمان القرشي عن ابن جريج أخبرني ابن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الزاد والراحلة" يعني قوله: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]. أخرجه ابن ماجه (2897) وسويد ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: ليس بثقة، وقال البخاري: فيه نظر. وتابعه يحيى بن حسان الكوفي ثنا هشام بن سليمان به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11596) والمزي (21/ 465 - 466) • وقال أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي: ثنا هشام بن سليمان وعبد المجيد عن ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قوله. أخرجه الدارقطني (2/ 218) والبيهقي (4/ 331) وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عطاء بن وَرَاز. وحديث ابن عمرو أخرجه الدارقطني (2/ 215) من طريق أحمد بن أبي نافع ثنا عفيف عن ابن لَهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "السبيل إلى البيت: الزاد والراحلة"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأحمد بن أبور نافع المَوْصلي مختلف فيه. ولم ينفرد ابن لهيعة به بل تابعه محمد بن عبيد الله العَرْزمي عن عمرو بن شعيب به. أخرجه الدراقطني (2/ 215 و218) من طرق عن العرزمي به. والعرزمي متروك الحديث. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الدارقطني (2/ 216) من طريق بهلول بن عبيد الكندي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قال: قيل: يا رسول الله! ما السبيل؟ قال: "الزاد والراحلة" وبهلول بن عبيد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب، وقال أبو زرعة: ليس بشيء منكر الحديث حسبك به ضعفاً، وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: يسرق الحديث لا يجوز الإحتجاج به بحال. وحديث جابر أخرجه الدارقطني (2/ 215) من طريق عبد الملك بن زياد النَّصِيبي ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبي الزبير أو عمرو بن دينار عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قام رجل فقال: يا رسول الله! ما السبيل؟ قال: "الزاد والراحلة" ومحمد بن عبد الله بن عبيد متروك كما تقدم. وحديث علي أخرجه الترمذي (812) والبزار (861) والطبري (4/ 16 - 17 و17) والعقيلي (4/ 348) وابن أبي حاتم (3859 مكتبة الباز- 1016 مكتبة الدار - تفسير ابن كثير 1/ 386) وابن عدي (7/ 2580) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (250) والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 130) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 386) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 434) والبيهقي في "الشعب" (3692) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1077) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1152) وفي "مثير الغرام" ص (63) من طرق عن أبي هاشم هلال بن عبد الله الخراساني مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم البابلي ثنا أبو إسحاق الهَمْداني عن الحارث عن علي مرفوعاً: "من ملك زاداً وراحلة تبلّغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً. وذلك أن الله يقول في كتابه {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} " قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له إسناداً عن علي إلا هذا الإسناد، ولا نعلم يُروى عن علي إلا من هذا الوجه" وقال ابن عدي: ليس الحديث بمحفوظ" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح" قلت: هلال بن عبد الله قال البخاري: منكر الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضاً. والحارث بن عبد الله الأعور كذبه أبو خيثمة وابن المديني، وذكره غير واحد في الضعفاء. وحديث عائشة أخرجه العقيلي (3323) والدارقطني (2/ 217) والبيهقي (4/ 330) وفي "الصغرى" (1455) من طريق عتاب بن أعين الكوفي نزيل الري عن الثوري عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن عائشة في قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قال: سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: "السبيل: الزاد والراحلة" قال العقيلي: عتاب بن أعين في حديثه وهم" وقال البيهقي في "معرفة السنن" (7/ 19): ليس بمحفوظ" قلت: وهو كما قال، فقد رواه وكيع وأبو داود عمر بن سعد الحَفَري عن الثوري عن يونس عن الحسن مرسلاً. وهذا أصح، وقد تقدم. وأما حديث الحسن البصري فله عنه طريقان: الأول: يرويه منصور بن زاذان الواسطي عن الحسن. أخرجه سعيد بن منصور (نصب الراية 3/ 8) عن هُشيم بن بَشير الواسطي ثنا منصور به. ورواته ثقات. وأخرجه الطبري (4/ 16) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير عن منصور به.

باب فضل الحج المبرور

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد. الثاني: يرويه هشام بن حسان البصري عن الحسن واختلف عن هشام: - فرواه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 127) عن هشام عن الحسن مرفوعاً. وتابعه سفيان بن عيينة عن هشام به. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 90) - ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام عن الحسن قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 90) ورواته ثقات لكن يسلم في رواية هشام عن الحسن فقيل: لم يسمع منه. وأما حديث عبد الرحمن بن سابط فأخرجه الفاكهي (798) من طريق عباد بن كثير البصري عن ليث عن ابن سابط قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت قول الله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} ما السبيل يا رسول الله الذي قال الله؟ قال: "من الرجال زاد وراحلة، ومن النساء زاد وراحلة ومحرم" وإسناده واه، عباد بن كثير قال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك الحديث. وأخرجه ابن أبي عمر في "الإيمان" (37) من طريق ابن جريج قال: حُدِّثت عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط رفعه: "من كان عنده زاد وراحلة فلم يحج، ولم يحبسه مرض حابس، أو سلطان جائز، أو حاجة ظاهرة، فليمت يهودياً، أو نصرانياً، أو ميتة جاهلية" وإسناده ضعيف للذي لم يسم. باب فضل الحج المبرور 443 - (5237) قال الحافظ: وهو من أقوى الشواهد لحديث العباس بن مِرْدَاس المصرح بذلك. وله شاهد من حديث ابن عمر في تفسير الطبري" (¬1) حديث العباس بن مرداس أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 2 - 3) وأبو داود (5234) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 295 - 296) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1391 والفاكهي في "أخبار مكة" (2735) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1861) ¬

_ (¬1) 4/ 126

والعقيلي (4/ 10) والمحاملي في "الدعاء" (66) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 276 - 277) والطبراني (القول المسدد ص 50) وابن عدي (6/ 2094) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 386) وأبو نعيم في "الصحابة" (5330) والبيهقي (5/ 118) وفي "فضائل الأوقات" (198) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 122 - 123) وابن أبي الصقر في "مشيخته" (77) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وابن أبي عاصم (1390) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 14 - 15) وأبو يعلى (1578) وفي "المفاريد" (90) وابن عدي (6/ 2094) وأبو نعيم في "الصحابة" (5330) وابن عساكر (ترجمة العباس بن مرداس ص 230 - 231 و 231) وفي "فضل يوم عرفة" (9) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1163) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 169 - 170) والمزي (14/ 251) عن إبراهيم بن الحجاج السامي الناجي وابن ماجه (3013) والطبراني (القول المسدد ص 50) وابن عدي (6/ 2094) والخطيب في "المتفق" (1145) وابن عساكر (ص 231 - 232) وابن الجوزي (1163) وفي "مثير الغرام" (ص 204) وابن بلبان في "المقاصد السنية" (ص 274 - 275) عن أيوب بن محمد الهاشمي الصالحي وأبو داود (5234) والخرائطي في "المساوىء" (658) والطبراني (القول المسدد ص 50) عن عيسى بن إبراهيم الشَّعيري البَرَكي وأبو نعيم في "الصحابة" (5330) وابن عساكر (ص 232) عن عبد العزيز بن أبان الأموي والطبري في "التفسير" (2/ 294) عن إسماعيل بن سيف العجلي وأبو القاسم البغوي (1861) عن محمد بن مخلد الحضرمي وابن عبد البر (1/ 123 - 124)

عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي الأموي قالوا: ثنا (¬1) عبد القاهر بن السري السلمي ثني ابن (¬2) كنانة بن العباس بن مرداس عن أبيه عن جده العباس بن مرداس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا عشية يوم عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، فأكثر الدعاء، فأوحى الله إليه: إني قد فعلت، إلا ظُلْمَ بعضِهم لبعض، وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها، فقال: "يا رب إنك قادر على أن تُثيب هذا المظلومَ خيراً من مظلمته، وتغفرَ لهذا الظالم"، فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء، فأجابه الله تعالى: إني قد غفرت لهم، قال: فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله! تبسمت في ساعة لم تكن تتبسم فيها، قال: "تبسمت من عدو الله إبليس، إنه لما علم أنّ الله تعالى قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور، ويحثو على رأسه التراب" قال ابن عدي: لم يحدث بهذا الحديث عن عبد الله بن كنانة بن العباس غير عبد القاهر بن السري" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، قال ابن حبان: كنانة منكر الحديث جداً، ولا أدري التخليط منه أو من ابنه أو من أيهما كان فقد سقط الاحتجاج به" (¬3) وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد الله بن كنانة قال البخاري: لم يصح حديثه. ولم أر من تكلم فيه بجرح ولا توثيق" المصباح 3/ 203 قلت: عبد الله بن كنانة قال الذهبي في "المجرد": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً. وذكره العقيلي في "الضعفاء" وأسند عن البخاري قال: ولم يصح. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ¬

_ (¬1) وقال ابن أبي الشوارب: أخبرنا. (¬2) سماه أيوب بن محمد الهاشمي وعبد العزيز بن أبان: عبد الله. وسماه ابن أبي عاصم في روايته عن إبراهيم بن الحجاج: نعيم. ووقع في بعض الروايات: ابن لكنانة. (¬3) في "المجروحين": بما روى لعظيم ما أتى من المناكير عن المشاهير".

وعبد القاهر بن السري مختلف فيه. وحديث ابن عمر يرويه نافع عن ابن عمر، وعن نافع: 1 - عبد العزيز بن أبي رَوَّاد المكي. أخرجه الطبري (2/ 295) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 199) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1162) عن بشار بن بكير الحنفي والحسن بن سفيان في "مسنده" (القول المسدد ص 51) وأبو نعيم (8/ 199) وابن الجوزي (1162) عن عبد الرحيم بن هارون الغساني كلاهما عن عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة، فقال: "أيها الناس إنّ الله تطوّل عليكم في مقامكم هذا، فقبل من محسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ووهب مسيئكم لمحسنِكم إلا التَّبِعات فيما بينَكم، أفيضوا على اسم الله" فلما كان غداة جمع قال: "أيها الناس إنّ الله قد تطول عليكم في مقامكم هذا، فقبل من محسنكم، ووهب مسيئكم لمحسنكم، والتبعات بينكم عوّضها من عنده، أفيضوا على اسم الله" فقال أصحابه: يا رسول الله! أفضت بنا بالأمس كئيباً حزيناً، وأفضت بنا اليوم فرحاً مسروراً، قال: "إني سألت ربي بالأمس شيئاً لم يَجُدْ لي به، سألته التبعات فأبى عليّ، فلما كان اليوم أتاني جبريل قال: إنّ ربك يقرئك السلام ويقول: التبعات ضَمِنْتُ عِوَضَهَا من عندي" قال أبو نعيم: غريب، تفرد به عبد العزيز عن نافع ولم يتابع عليه" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، تفرد به عبد العزيز ولم يتابع عليه. قال ابن حبان: كان يحدث على التوهم والحسبان، فبطل الاحتجاج به. وقد رواه عنه اثنان: عبد الرحيم بن هارون، قال الدارقطني: متروك الحديث يكذب. والثاني: بشار بن بكير وهو مجهول". وقال الحافظ: قلت: لم أجد للمتقدمين في بشار بن بكير كلاماً" القول المسدد ص 51

قلت: لم أقف له على ترجمة، وعبد الرحيم بن هارون قال أبو حاتم: مجهول لا أعرفه. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر بحديثه إذا حدث عن الثقات من كتابه فإنّ فيما حدث من حفظه بعض المناكير. وابن أبي رواد مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه علي بن الجنيد وغيره. وقال ابن حبان: روى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة. 2 - مالك بن أنس. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 124) من طريق يحيى بن عنبسة القرشي ثنا مالك به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1164) وقال: هذا الحديث لا يصح، فيه يحيى بن عنبسة، قال ابن حبان: هو دجال يضع الحديث" وفي الباب عن عُبادة بن الصامت وعن زيد أبي عبد الله وعن أنس فأما حديث عبادة فأخرجه عبد الرزاق (8831) عن مَعْمر عمن سمع قتادة يقول: ثنا خِلَاس بن عمرو عن عبادة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة: "أيها الناس إنّ الله تطول عليكم في هذا اليوم، فيغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم، ووهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، اندفعوا بسم الله" فإذا كان بجمع قال: "إنّ الله قد غفر لصالحكم، وشفع صالحكم في طالحكم، تنزل المغفرة فتعمهم، ثم تفرق المغفرة في الأرضين، فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده، وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم، فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل، يقول: كنت استفزهم حقباً من الدهر، ثم جاءت المغفرة فغشيتهم، فيتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور" ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (القول المسدد ص 52) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1166) وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

قال الحافظ: رجاله ثقات أثبات معروفون إلا الواسطة الذي بين معمر وقتادة، ومعمر قد سمع من قتادة غير هذا ولكن بين هنا أنه لم يسمعه إلا بواسطة" قلت: لم يذكر خلاس سماعاً من عبادة، وما أظنه سمع منه، والله أعلم. وحديث زيد أبي عبد الله أخرجه ابن منده في "الصحابة" (القول المسدد ص 52 - 53) وأبو نعيم في "الصحابة" (3524) والخطيب (¬1) في "تلخيص المتشابه" (1/ 171) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدني ثنا صالح بن عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده قال: وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة فقال: "يا أيها الناس إن الله عز وجل قد تطول عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، وغفر لكم ما كان بينكم، ادفعوا على بركة الله" قال الحافظ: وفي رواة هذا الحديث من لا يعرف حاله" القول المسدد ص 53 قلت: صالح بن عبد الله بن صالح قال أبو حاتم: مجهول (الجرح والتعديل 2/ 1/ 407) وقال الخطيب: صالح وعبد الرحمن مجهولان (تلخيص المتشابه 1/ 171) وحديث أنس أخرجه أحمد بن منيع (المطالب 1268/ 1) وأبو يعلى (4106) وابن عساكر في "فضل يوم عرفة" (8) من طريق صالح بن بشير المُرِّي عن يزيد الرَّقَاشي عن أنس مرفوعاً: "إنّ الله تطوّل على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً أقبلوا يضربون إليَّ من كل فج عميق، فاشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشَفَعْت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنِهم، وأعطيت محسنيهم جميع ما سألوني غيرَ التبعات التي بينَهم، فإذا أفاض القوم إلى جَمْع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله، يقول: يا ملائكتي، عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب، فأشهدُكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنِهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سألني، وكلفت عنهم التبعات التي بينهم" وإسناده ضعيف لضعف صالح ويزيد. قال الهيثمي: وفيه صالح المري وهو ضعيف" المجمع 3/ 257 وقال البوصيري: مداره على يزيد الرقاشي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 4/ 357 ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن أبيه.

باب مهل أهل مكة للحج والعمرة

باب مهل أهل مكة للحج والعمرة 444 - (5238) قال الحافظ: ووقع في حديث عائشة عند النسائي: "ولأهل الشام ومصر الجُحْفَة" (¬1) صحيح أخرجه أبو داود (1739) والنسائي (5/ 94 و95) وفي "الكبرى" (3633 و3636) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 118) وابن الأعرابي (2335) وابن عدي (1/ 408) والدارقطني (2/ 236) والبيهقي (5/ 28) وفي "معرفة السنن" (7/ 95) وابن عبد البر في "التمهيد" (15/ 142) والخطيب في "التاريخ" (12/ 373 - 374 و14/ 47 - 48) من طرق عن المعافى بن عمران المَوْصلي عن أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقت لأهل المدينة ذا الحُلَيفة، ولأهل الشام ومصرَ الجُحْفَةَ، ولأهل العراق ذاتَ عِرْق، ولأهل اليمن يَلَمْلَم. قال ابن عدي: قال لنا يحيى بن صاعد: كان أحمد بن حنبل ينكر هذا الحديث مع غيره على أفلح بن حميد، فقيل له: يروي عنه غير المعافى؟ فقال: المعافى بن عمران ثقة. قال ابن عدي: وأفلح بن حميد أشهر من ذاك، وقد حدث عنه ثقات الناس ... وهو عندي صالح، وأحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة كلها، وهذا الحديث ينفرد به معافى عنه. وأنكر أحمد على أفلح في هذا الحديث قوله: "ولأهل العراق ذات عرق" ولم ينكر الباقي من إسناده ومتنه شيئاً" وقال الذهبي: هو صحيح غريب" الميزان 1/ 274 وقال الحافظ: تفرد به المعافى بن عمران عن أفلح عن القاسم عن عائشة، والمعافى ثقة" التلخيص 2/ 229 قلت: إسناده صحيح، وما أنكره أحمد بن حنبل على أفلح بن حميد قد رواه غير واحد من الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬2). ¬

_ (¬1) 4/ 128 (¬2) انظر "نصب الراية" (3/ 12 - 51) و"الإرواء" (4/ 176 - 180) وانظر الأحاديث التالية.

445 - (5239) قال الحافظ: وقيل له قرن الثعالب لكثرة ما كان يأوي إليه من الثعالب، فظهر أنّ قرن الثعالب ليس من المواقيت، وقد وقع ذكره في حديث عائشة في إتيان النبي -صلى الله عليه وسلم- الطائف يدعوهم إلى الإِسلام وردهم عليه، قال: "فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب" الحديث، ذكره ابن إسحاق في السيرة النبوية" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 7/ 123 - 124) 446 - (5240) قال الحافظ: ووقع في مرسل عطاء عند الشافعي" ولأهل نجد قرن، ولمن سلك نجدا من أهل اليمن وغيرهم قرن المنازل" (¬2) مرسل أخرجه الشافعي في "الأم" (2/ 117) عن سعيد بن سالم القَدَّاح أنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل المغرب الجُحْفَة، ولأهل المشرق ذات عِرْق، ولاْهل نجد قَرْنا، ومن سلك نجداً من أهل اليمن وغيرهم قرن المنازل، ولأهل اليمن يَلَمْلَم. قال الشافعي: أنا مسلم بن خالد وسعد بن سالم عن ابن جريج قال: فراجعت عطاء فقلت: إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- زعموا لم يوقت ذات عرق ولم يكن أهل المشرق حينئذٍ، قال: كذلك سمعنا أنه وقت ذات عرق أو العقيق لأهل المشرق. وأخرجه البيهقي (5/ 27 - 28) وفي "معرفة السنن" (7/ 93 - 94) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به. واختلف فيه على عطاء، فرواه الحجاج بن أرطأة عن عطاء عن جابر بن عبد الله. أخرجه إسحاق (المطالب 1177) وأحمد (2/ 181) وأبو يعلى (2222) والطحاوي (2/ 119) والدارقطني (2/ 235 و236) والبيهقي (5/ 28) ورواه الحجاج أيضاً عن عطاء عن جرير بن عبد الله البجلي. أخرجه إسحاق (نصب الراية 3/ 14) والمرسل أصح، والحجاج ضعيف. ¬

_ (¬1) 4/ 128 (¬2) 4/ 128

باب ميقات أهل المدينة

قال البيهقي: الصحيح عن عطاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد رواه الحجاج بن أرطأة وضعفه ظاهر عن عطاء فوصله" باب ميقات أهل المدينة 447 - (5241) قال الحافظ: وقد ثبت ذلك من حديث ابن عباس كما في الباب الذي قبله، ومن حديث جابر عند مسلم، ومن حديث عائشة عند النسائي، ومن حديث الحارث بن عمرو السهمي عند أحمد وأبي داود والنسائي" (¬1) حديث جابر أخرجه مسلم (1183) من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً يُسأل عن المُهَل؟ فقال: سمعت (أحسبه رفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-) فقال: "مُهَل أهل المدينة من ذي الحُلَيفة، والطريقُ الآخر الجُحْفَة، ومهلُّ أهل العراق من ذات عرق، ومهل أهل نجد من قرن، ومهل أهل اليمن من يلملم" وحديث عائشة تقدم الكلام عليه قبل حديث. وحديث الحارث بن عمرو تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من شاء عتر" باب ذات عرق لأهل العراق 448 - (5242) قال الحافظ: وقد وقع ذلك في حديث جابر عند مسلم إلا أنه مشكوك في رفعه، أخرجه من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً يسأل عن المهل، فقال: سمعت (أحسبه رفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-) فذكره، وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه بلفظ: فقال: سمعت -أحسبه يريد النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد أخرجه أحمد من رواية ابن لهيعة، وابن ماجه من رواية إبراهيم بن يزيد كلاهما عن أبي الزبير فلم يشكا في رفعه. ووقع في حديث عائشة وفي حديث الحارث بن عمرو السهمي كلاهما عند أحمد وأبي داود والنسائي. وهذا يدل على أنّ للحديث أصلاً فلعل من ¬

_ (¬1) 4/ 130

قال إنه غير منصوص لم يبلغه ورأى ضعف الحديث باعتبار أنّ كل طريق لا يخلو عن مقال، ولهذا قال ابن خزيمة: رويت في ذات عرق أخبار لا يثبت شيء منها عند أهل الحديث. وقال ابن المنذر: لم نجد في ذات عرق حديثاً ثابتاً، انتهى لكن الحديث انتهى بمجموع الطرق يقوى كما ذكرنا" (¬1) حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، وحديث عائشة، وحديث الحارث بن عمرو تقدموا في الحديث الذي قبله. وحديث ابن لهيعة أخرجه أحمد (3/ 336) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير قال: سألت جابراً عن المهل، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مُهَل أهل المدينة من ذي الحُلَيفة، ومهل أهل الطريق الأخرى من الجُحْفَة، ومهل أهل العراق من ذات عِرْق، ومهل أهل نجد من قَرْن، ومهل أهل اليمن من يَلَمْلَم" وأخرجه البيهقي (5/ 27) من طريق عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة به. وابن لهيعة ضعيف. وحديث إبراهيم بن يزيد أخرجه ابن ماجه (2915) من طريق وكيع ثنا إبراهيم بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "مهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ومهل أهل الشام من الجحفة، ومهل أهل اليمن من يلملم، ومهل أهل نجد من قرن، ومهل أهل المشرق من ذات عرق" ثم أقبل بوجهه إلى الأفق، ثم قال: "اللهم أقبل بقلوبهم" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن يزيد الخوزي قال فيه أحمد والنسائي وعلي بن الجنيد: متروك، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال ابن المديني وابن سعد: ضعيف. وراه مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر فلم يذكر مهل أهل الشام ولم يقل: ثم أقبل بوجهه إلى آخره، والباقي نحوه" المصباح 3/ 187 449 - (5243) - قال الحافظ: وقع ذلك في حديث لأنس عند الطبراني، وإسناده ضعيف" (¬2) ضعيف جداً ¬

_ (¬1) 4/ 133 (¬2) 4/ 133

باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب

أخرجه الطبراني في "الكبير" (721) وابن عدي (7/ 2577) من طريق إبراهيم بن سويد المديني ثني هلال بن زيد بن يسار ثنا أنس بن مالك أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقت لأهل المدائن العقيق، ولأهل البصرة ذات عرق، ولأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة. قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ" قلت: هلال بن زيد ذكره البخاري في "الضعفاء" فقال: في حديثه مناكير. وقال النسائي وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي أيضاً: ليس بثقة. باب غسل الخَلوق ثلاث مرات من الثياب 450 - (5244) قال الحافظ: ووقع عند الطبراني في "الأوسط" وابن أبي حاتم أنّ الآية نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- حنيئذٍ قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] " (¬1) يرويه إبراهيم بن طهمان الخراساني واختلف عنه: - فقال غسان بن سليمان الهروي: ثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن صفوان بن أمية أنه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- متضمخاً بالزعفران، عليه جبة، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ قال: فأنزل الله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أين السائل عن العمرة؟ " فقال: ها أنا ذا، فقال له: "ألق عنك ثيابك، ثم اغتسل واستنشق ما استطعت، ثم ما كنت صانعاً في حجك فاصنه في عمرتك" أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (1761) - ورواه محمد بن سابق التميمي عن إبراهيم بن طهمان واختلف عنه: • فقال أحمد بن علي البربهاري: ثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلي بن أمية عن أبيه قال: فذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1836) • ورواه جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ عن محمد بن سابق فلم يذكر يعلى بن أمية. ¬

_ (¬1) 4/ 137 و139

باب الطيب عند الإحرام

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 251) وتابعه عبيد الله بن إسماعيل البغدادي ثنا محمد بن سابق به. أخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر" (58) قال ابن كثير: هذا حديث غريب وسياق عجيب، والذي ورد في الصحيحين (¬1) عن يعلي بن أمية في قصة الرجل الذي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بالجعرانة فقال: كيف ترى في رجل أحرم بالعمرة وعليه جبة وخلوق؟ فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم جاءه الوحي، ثم رفع رأسه فقال: "أين السائل؟ " فقال: ها أنا ذا، فقال: "أما الجبة فانزعها، وأما الطيب الذي بك فاغسله، ثم ما كنت صانعاً في حجك فاصنعه في عمرتك" ولم يذكر فيه الغسل والاستنشاق ولا ذكر نزول هذه الآية، وهو عن يعلي بن أمية لا صفوان بن أمية" التفسير 1/ 231 باب الطيب عند الإحرام 451 - (5245) قال الحافظ: وأخرجه الطبراني وابن عدي في "الكامل" من وجه آخر عن ابن عباس مرفوعاً، وإسناده ضعيف" (¬2) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الكبير" (10806) من طريق يوسف بن خالد السمتي ثنا زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس أنه كان لا يرى بالهميان للمحرم بأساً. وروى ذلك ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. والسمتي كذبه ابن معين والفلاس، وقال النسائي: متروك الحديث. باب ما يلبس المحرم من الثياب 452 - (5246) قال الحافظ: ويؤيده ما رواه ابن سعد والحاكم في "الإكليل" أنّ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الباب المذكور. (¬2) 4/ 140

باب التلبية

خروجه -صلى الله عليه وسلم- من المدينة كل يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة" (¬1) قلت: ذكره ابن سعد في "الطبقات" (2/ 173) بدون إسناد. وكذلك ذكر ابن القيم في "زاد المعاد" (2/ 102 - 106) وابن كثير في "حجة الوداع" (ص 26 - 29) أن خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة للحج كان يوم السبت. باب التلبية 453 - (5247) قال الحافظ: ... أخرجه الطحاوي من حديث ابن عمر وابن مسعود وعائشة وجابر وعمرو بن معد يكرب" (¬2) حديث ابن عمر وحديث عائشة أخرجهما البخاري في الباب المذكور. وحديث ابن مسعود أخرجه مسلم (1283) من طريق كثير بن مدرك الأشجعي عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال ابن مسعود ونحن بجَمْع: سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام: "لبيك اللهم لبيك" وأخرجه أحمد (1/ 410) والبزار (1901) والنسائي (5/ 125) وفي "الكبرى" (3732) وأبو يعلى (5027) والطحاوي (2/ 124) والهيثم بن كليب (482) من طرق عن حماد بن زيد عن أبان بن تغلب عن أبي إسحاق الهَمْداني عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: كانت تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي إسحاق إلا من حديث أبان بن تغلب" قلت: وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضاً، ولم أر أحداً ذكر أبان بن تغلب في من روى عن أبي إسحاق قبل الاختلاط. وحديث جابر أخرجه مسلم (1218) وحديث عمرو بن معد يكرب أخرجه البزار (¬3) (كشف 1093) والطحاوي (2/ 124 - 125) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 216 - 217) والطبراني في "الأوسط" (2303) ¬

_ (¬1) 4/ 150 (¬2) 4/ 153 (¬3) سقط من إسناده: عن أبي طلق العائذي.

و"الصغير" (157) وابن عدي (4/ 1352) وأبو نعيم في "الصحابة" (5070) والخطيب في "التاريخ" (5/ 281 - 282) من طرق (¬1) عن محمد بن فلاد بن زَبَّار الكلبي ثنا شَرَقي بن قُطَامي أنا أبو طلق العائذي قال: سمعت شرحبيل بن القعقاع يقول: سمعت عمرو بن معد يكرب يقول: لقد رأيتنا منذ قريب، ونحن إذا حججنا قلنا: لبيك تعظيماً إليك عُذرا ... هزي زَبيد قد أتتك قسرا يقطعن خَبْتا وجبالا وَعْرا ... قد جعلوا الأنداد خلوا صفرا ولقد رأيتنا وقوفاً ببطن مُحَسِّر نخاف أن يتخطفنا الجن، فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ارتفعوا عن بطن عُرَنَة، فإنهم إخوانكم إذ أسلموا" وعلمنا التلبية: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" قال البزار: إسناده ليس بالثابت، وإنما يحتمل إذا لم نعرف غيره" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن شرقي بن القطامي إلا محمد بن زياد بن زبار الكلبي" وقال الهيثمي: فيه شرقى بن قطامي وهو ضعيف" المجمع 3/ 222 قلت: ومحمد بن زياد بن زبار قال ابن معين: لا شيء، وقال صالح جزرة: ليس بذاك. ورواه عمرو بن شَمِر الكوفي عن أبي طوق عن شرحبيل بن القعقاع عن عمرو بن معد يكرب. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 332 - 333) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2486) والطبراني في "الكبير" (17/ 46 - 47) وأبو نعيم في "الصحابة" (5068 و5069) ¬

_ (¬1) رواه أبو أمية محمد بن إبراهيم الطَّرَسُوسي والعباس بن أبي طالب ولمحمد بن علي الخزار وأحمد بن محمد بن عباد الجوهري البغدادي ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة عن محمد بن زياد بن زبار بهذا الإسناد. ورواه أحمد بن محمد بن الصلت البغدادي عن محمد بن زياد حن شرقي عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت عمرو بن معد يكرب. أخرجه ابن منده (الإصابة 7/ 146) قال الحافظ: وابن الصلت متروك".

باب من أهل في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-

وإسناده واه. قال ابن حبان: لست أعرف أبا طوق هذا من هو، وعمرو بن شمر كان رافضياً يكذب، والخبر ما أراه بمحفوظ" الثقات 4/ 365 454 - (5248) قال الحافظ: ويدل على الجواز ما وقع عند النسائي من طريق عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: كان من تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: فذكره" (¬1) تقدم في الحديث الذي قبله. 455 - (5249) قال الحافظ: وفي حديث جابر الطويل في صفة الحج: حتى استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، إلخ، قال: وأهلّ الناس بهذا الذي يهلون به فلم يردّ عليهم شيئاً منه ولزم تلبية. وأخرجه أبو داود (1813) من الوجه الذي أخرجه منه مسلم (1218) قال: والناس يزيدون: ذا المعارج ونحوه من الكلام، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يسمع فلا يقول لهم شيئاً" وفي رواية البيهقي (5/ 45) "ذا المعارج وذا الفواضل" (¬2) باب من أهل في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- 456 - (5250) قال الحافظ: كما بينه مسلم من حديث جابر" (¬3) انظر الحديث الذي قبله. باب التمتع والقران والإفراد 457 - (5251) قال الحافظ: ولمسلم من ححديث عمران بن حُصين: "جمع بين حج وعمرة" (¬4) ¬

_ (¬1) 4/ 153 (¬2) 4/ 153 (¬3) 4/ 160 (¬4) 4/ 171

أخرجه مسلم (2/ 899) من طريق مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عمران بن حُصين قال: إعلم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع بين حج وعمرة، ثم لم ينزل فيها كتاب، ولم ينهنا عنهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. 458 - (5252) قال الحافظ: وجابر كما أخرجه مسلم" (¬1) تقدم قبل حديث. 459 - (5253) قال الحافظ: ثم روى -يعني البيهقي- حديث ابن عباس نحو حديث مجاهد عن عائشة وأعله بداود العطار، وقال: إنه تفرد بوصله عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه ابن عيينة عن عمرو فأرسله لم يذكر ابن عباس" (¬2) يرويه عمرو بن دينار المكي عن عكرمة واختلف عن عمرو: - فقال داود بن عبد الرحمن العطار: عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: اعتمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعاً: عمرة من الحديبية، وعمرة القضاء في ذي القعدة من قابل، وعمرة الثالثة من الجِعْرَانة، والرابعة التي مع حجته. أخرجه أحمد (1/ 246 و321) والدارمي (1865) وأبو داود (1993) وابن ماجه (3003) والترمذي (816) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 149 - 150) وابن حبان (3946) والطبراني في "الكبير" (11629) والحاكم (3/ 50) والبيهقي (5/ 12) من طرق عن داود العطار به. قال الترمذي: حديث حسن غريب" وقال أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي: ليس أحد يقول في هذا الحديث: عن ابن عباس، إلا داود العطار" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن التركماني: سنده صحيح" الجوهر النقي 5/ 14 قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 4/ 171 (¬2) 4/ 171 - 172

- ورواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس. أخرجه الترمذي (3/ 172) والفاكهي في "أخبار مكة" (2888) وهذا أصح. قال ابن معين: سفيان بن عيينة أحب إلى في عمرو بن دينار من داود العطار. وقال أيضاً: ابن عيينة أثبت في عمرو من داود العطار. 460 - (5254) قال الحافظ: ثم روى -يعني البيهقي- حديث الصُّبَي بن معبد أنه أهل بالحج والعمرة معاً فأُنكر عليه، فقال له عمر: هُديت لسنة نبيك، الحديث. وهو في "السنن" وفيه قصة" (¬1) صحيح رواه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي عن الصبي بن معبد: فأما حديث أبي وائل فأخرجه الطيالسي (ص 12) وأحمد (1/ 37) وابن ماجه (2/ 989 - 990) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 145 و 145 - 146 و146) والبيهقي (4/ 352) والرافعي في "التدوين" (1/ 80) عن الأعمش والطيالسي (ص 12) وأحمد (1/ 37) وأبو داود (1798 و1799) والنسائي (5/ 113 - 114 و114) وفي "الكبرى" (3699 و3700) وابن خزيمة (3069) والطحاوي (2/ 145) والبيهقي (4/ 354) عن منصور بن المعتمر الكوفي والطيالسي (ص 12) وأحمد (1/ 14 و53) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان" (143) والطحاوي (2/ 145) عن الحكم بن عتيبة الكوفي ¬

_ (¬1) 4/ 172

وأحمد (1/ 34) عن سَيَّار أبي الحكم العَنَزي والطحاوي (2/ 145) عن عاصم بن بَهْدَلَة الكوفي كلهم (¬1) عن أبي وائل قال: حدثني الصبي بن معبد قال: كنت رجلاً أعرابياً نصرانياً، فأسلمت، فأتيت رجلاً من عشيرتي يقال له: هُذَيم بن ثُرْمُلة (¬2)، فقلت له: يا هناه، إني حريص على الجهاد، وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبين عليّ، فكيف لي بأن أجمعهما؟ قال: اجمعهما واذبح ما استيسر من الهدي. فأهللت بهما معاً، فلما أتيت العُذَيب لقيني سلمان بن ربيعة وزيد بن صَوحان وأنا أهل بهما جميعاً فقال أحدهما للآخر: ما هذا بأفقه من بعيره، قال: فكأنما ألقي عليّ جبل حتى أتيت عمر بن الخطاب، فقلت له: يا أمير المؤمنين، إني كنت رجلاً أعرابياً نصرانياً، واني أسلمت، وأنا حريص على الجهاد، وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبين عليّ، فأتيت رجلاً من قومي فقال لي: اجمعهما واذبح ما استيسر من الهدي، وإني أهللت بهما معاً، فقال لي عمر -رضي الله عنه-: هديت لسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-. السياق لحديث منصور. قال الدارقطني: وهو حديث صحيح، وأحسنها إسناداً حديث منصور والأعمش عن أبي وائل عن الصبي عن عمر" العلل 2/ 166 وقال ابن عبد البر: وهو حديث كوفي جيد الإسناد، ورواه الثقات الأثبات عن أبي وائل عن الصبي بن معبد عن عمر" التمهيد 8/ 212 قلت: وهو كما قالا. - ورواه عبدة بن أبي لبابة الأسدي واختلف عنه: • فقال سفيان بن عيينة: عن عبدة قال: سمعت أبا وائل يقول: سمعت الصبي ... أخرجه الحميدي (18) وأحمد (1/ 35) وفي "العلل" (1/ 245) وزكرويه في "حديث سفيان بن عيينة" (30) وابن ماجه (2970) وابن حبان (3910 و3911) والبيهقي (5/ 16) ¬

_ (¬1) ورواه عن أبي وائل أيضاً: حماد بن أبي سليمان وحبيب بن أبي ثابت وعمرو بن مرة والمغيرة بن مسلم وسلمة بن كهيل وحبيب بن حسان وثوير بن أبي فاختة ويزيد بن أبي زياد (العلل للدرقطني 2/ 164) (¬2) هكذا وقع عند أبي داود، ووقع عند النسائي: عبد الله.

• وقال بُرْد بن سنان الدمشقي: عن عبدة عن زِر بن حُبيش عن الصبي. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 192 - 193) والإسماعيلي في "معجمه" (1/ 332 - 334) • ورواه الأوزاعي عن عبدة واختلف عنه: فقال بشر بن بكر التِّنِّيسي: عن الأوزاعي ثني عبدة ثني شقيق ثني رجل من تغلب يقال له: ابن معبد ... أخرجه الطحاوي (2/ 145) وهكذا رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ومحمد بن مصعب القُرْقُساني عن الأوزاعي (علل الدارقطني 2/ 166) وقال الوليد بن مزيد البيروتي: عن الأوزاعي عن عبدة عن مسروق عن الصبي (علل الدراقطني) - ورواه مجاهد بن جبر المكي واختلف عنه: • فقال ابن جريج: أخبرني حسن بن مسلم عن مجاهد وغيره عن أبي وائل عن الصبي. أخرجه النسائي (5/ 114) وفي "الكبرى" (3701) • ورواه عمر بن ذر وأبان بن صالح عن مجاهد فلم يذكرا أبا وائل. قاله الدارقطني في "العلل" (2/ 16) وأما حديث أبي إسحاق السبيعي فأخرجه أسلم في "تاريخ واسط" (ص 177) من طريق إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي إسحاق عن الصبي. وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن. 461 - (5255) قال الحافظ: ونحوه في رواية الباقر عن جابر في الخبر الطويل عند مسلم" (¬1) تقدم قبل حديثين. ¬

_ (¬1) 4/ 175

باب دخول مكة نهارا أو ليلا

باب دخول مكة نهاراً أو ليلاً 462 - (5256) قال الحافظ: وأما الدخول ليلًا فلم يقع منه -صلى الله عليه وسلم- إلا في عمرة الجِعْرَانة، فإنه -صلى الله عليه وسلم- أحرم من الجعرانة ودخل مكة ليلاً فقضى أمر العمرة ثم رجع ليلاً فأصبح بالجعرانة كبائت. كما رواه أصحاب السنن الثلاثة من حديث محرش الكعبي" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ركب من الجعرانة ... " باب فضل الحرم 463 - (5257) قال الحافظ: روى النسائي في "التفسير" أن الحارث بن عامر بن نوفل قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص: 57] فأنزل الله عز وجل رداً عليه: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا} [القصص: 57] الآية" (¬2) ضعيف وهو من حديث ابن عباس وله عنه طريقان: الأول: يرويه حجاج بن محمد المِصِّيصي عن ابن جريج واختلف عن حجاج: - فقال الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح الزعفراني: ثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مُليكة قال: قال عمرو بن شعبب: عن ابن عباس -ولم يسمعه منه- أنّ الحارث بن عامر بن نوفل الذي قال: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}. أخرجه النسائي في "الكبرى" (11385) - ورواه الحسين بن داود المصيصي المعروف بِسُنَيد عن حجاج فلم يذكر عمرو بن شعيب. أخرجه الطبري (20/ 94) ¬

_ (¬1) 4/ 180 (¬2) 4/ 194

باب كسوة الكعبة

وإسناده ضعيف لانقطاعه. الثاني: يرويه محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جُنَادة العوفي ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} قال: هم أناس من قريش قالوا لمحمد -صلى الله عليه وسلم-: إن نتبعك يتخطفنا الناس، فقال الله: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا}. أخرجه الطبري (20/ 94) وابن أبي حاتم (17007) عن محمد بن سعد به. وهذا إسناد ضعيف كما تقدم مراراً في المجموعة الأولى. باب كسوة الكعبة 464 - (5258) قال الحافظ: وحكى الفاكهي في "كتاب مكة" أنه -صلى الله عليه وسلم- وجد فيها يوم الفتح ستين أوقية، فقيل له: لو استعنت بها على حربك، فلم يحركه" (¬1) ذكره محقق كتاب "أخبار مكة" للفاكهي (5/ 235) نقلاً عن الحافظ في "فتح الباري". 465 - (5259) قال الحافظ: ورواه الواقدي عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعاً، أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" عنه" (¬2) أخرجه الحارث (بغية الباحث 390) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا مَعْمر بن راشد عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سب أسعد الحميري، وقال: هو أول من كسا البيت" قال الحافظ: تفرد به الواقدي، وهو ضعيف" المطالب 2/ 61 وقال البوصيري: رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 4/ 340 قلت: كذبه أحمد والنسائي، وقال إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث (¬3). ¬

_ (¬1) 4/ 202 (¬2) 4/ 203 (¬3) ورواه الواقدي أيضاً عن حزام بن هشام عن ابيه قال: فذكره. أخرجه أبو هلال العسكري في "الأوائل" (9)

باب هدم الكعبة

وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 249) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن همام بن منبه عن أبي هريرة به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص 255). والأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وغيرهم. باب هدم الكعبة 466 - (5260) قال الحافظ: ورواه يحيى الحماني في "مسنده" من وجه آخر عن عليّ مرفوعاً" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (755) والحاكم (1/ 448) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 131 - 132) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا حصين بن عمر الأحمسي ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: سمعت عليا يقول: حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني انظر إلى حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجرا حجرا. فقلت له: شيء تقوله برأيك أو سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ولكني سمعته من نبيكم -صلى الله عليه وسلم-. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الحارث وإبراهيم، لم يروه عن الأعمش إلا حصين بن عمر" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: حصين واه، ويحيى الحماني ليس بعمدة" قلت: تابعه جُبَارة بن المُغَلِّس الكوفي ثنا حصين بن عمر به. أخرجه ابن عدي (2/ 804) وجبارة قال النسائي: ضعيف. ¬

_ (¬1) 4/ 206

باب إغلاق البيت

باب إغلاق البيت 467 - (5261) قال الحافظ: ولأحمد من حديث ابن عباس: حدثني أخي الفضل وكان معه حين دخلها أنه لم يصلّ في الكعبة" (¬1) صحيح وله عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه عمرو بن دينار المكي عن ابن عباس كان يخبر أنّ الفضل بن عباس أخبره أنه دخل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- البيت، وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصلِّ في البيت حين دخله، ولكن حين خرج فنزل، ركع ركعتين عند باب البيت. أخرجه عبد الرزاق (9057) عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار به. وأخرجه أحمد (1/ 212) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 289 - 295) عن إسحاق بن إبراهم الدَّبَري أنا عبد الرزاق به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 389) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني ثنا ابن جريج به. وإسناده صحيح. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه: 1 - حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن الفضل أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام في الكعبة فسبح وكبر ودعا الله عز وجل واستغفر ولم يركع ولم يسجد. أخرجه أحمد (1/ 210 و214) والطبراني (18/ 290) من طرق عن حماد به. وإسناده صحيح. 2 - محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن الفضل أنه دخل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الكعبة وبلال على الباب، فقال: لم يصل، وقال بلال: صلى. ¬

_ (¬1) 4/ 210

باب من كبر في نواحي الكعبة

أخرجه الطبراني (18/ 290) ومحمد بن عبد الله قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. الثاني: يرويه محمد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن أبي نَجيح عن عطاء بن أبي رباح أو مجاهد عن عبد الله بن عباس ثني الفضل بن عباس وكان معه حين دخلها أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يصلِّ في الكعبة، ولكنه لما دخلها وقع ساجداً بين العمودين، ثم جلس يدعو. أخرجه أحمد (1/ 211) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق به. وأخرجه الطبراني (18/ 270) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن ابن إسحاق به، إلا أنه قال: عن عطاء ومجاهد. وإسناده حسن. 468 - (5262) قال الحافظ: أخرجه مسلم من حيث ابن عباس أنّ أسامة بن زيد أخبره أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصلِّ فيه ولكنه كبر في نواحيه" (¬1) أخرجه مسلم (1330) من طريق عطاء بن أبي رباح: سمعت ابن عباس يقول: أخبرني أسامة بن زيد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها, ولم يصلِّ فيه حتى خرج، فلما خرج ركع في قُبُل البيت ركعتين وقال: "هذه القبلة" باب من كبر في نواحي الكعبة 469 - (5263) قال الحافظ: وقد روى أحمد من طريق ابن عباس عن أخيه الفضل نفي الصلاة فيها" (¬2) تقدم قبل حديث. 470 - (5264) قال الحافظ: وقد وقع عند الدارقطني من طريق ضعيفة ما يشهد لهذا الجمع" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 4/ 211 (¬2) 4/ 214 (¬3) 4/ 215

باب استلام الركن بالمحجن

روي من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس فأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (2/ 51) والبيهقي (2/ 329) من طريق خالد بن عبد الله الطحان عن ابن أبي ليلى عن عكرمة بن خالد عن يحيى بن جَعْدة عن ابن عمر قال: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- البيت، ثم خرج وبلال خلفه، فقلت لبلال: هل صلى؟ قال: لا، قال: فلما كان الغد دخل فسألت بلالاً: هل صلى؟ قال: نعم، صلى ركعتين، استقبل الجزعة وجعل السارية الثانية عن يمينه. قال البيهقي: في ثبوت الحديث نظر" وقال السهيلي: إسناده حسن" نصب الراية 2/ 322 قلت: بل ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12347) والدارقطني (2/ 52) والبيهقي (2/ 329) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري ثني حبيب بن أبي ثابت ثني سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البيت فصلى بين الساريتين ركعتين، ثم خرج فصلى بين الباب والحجر ركعتين، ثم قال: "هذه القبلة" ثم دخل مرة أخرى فقام فيه يدعو، ثم خرج ولم يصل. قال البيهقي: في ثبوت الحديث نظر" قلت: عبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. باب استلام الركن بالمحجن 471 - (5265) قال الحافظ: وله -يعني مسلم- من حديث ابن عمر أنه استلم الحجر بيده ثم قبله، ورفع ذلك" (¬1) أخرجه مسلم (2/ 924) من طريق نافع قال: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده، ثم قبّل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله. ¬

_ (¬1) 4/ 219

باب أين يصلي الظهر يوم التروية؟

باب أين يصلي الظهر يوم التروية؟ 472 - (5266) قال الحافظ: وقع في حديث جابر الطويل في صفة الحج عند مسلم (1218) "فلما كان يوم التروية توجهوا إلى مني فأهلوا بالحج وركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر" الحديث" (¬1) 473 - (5267) قال الحافظ: وله عن ابن عمر أنه كان يحب إذا استطاع أن يصلي الظهر بمنى يوم التروية، وذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر بمنى" (¬2) حسن أخرجه أحمد (الفتح الرباني 12/ 110 - 111) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني نافع عن ابن عمر به. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون ثقات. 474 - (5268) قال الحافظ: وقد تقدم التصريح في حديث جابر عند مسلم (1218) بأنه صلى الظهر والعصر وما بعد ذلك إلى صبح يوم عرفة بمنى" (¬3) باب التهجير بالرواح يوم عرفة 475 - (5269) قال الحافظ: في حديث جابر الطويل عند مسلم (1218) أنّ توجهه -صلى الله عليه وسلم- منها كان بعد طلوع الشمس، ولفظه: فضربت له قبة بنمرة فنزل بها حتى زاغت الشمس أمر بالقصوى فرحلت فأتى بطن الوادي" (¬4) ¬

_ (¬1) 4/ 254 (¬2) 4/ 254 (¬3) 4/ 255 (¬4) 4/ 257 - 258

باب الوقوف على الدابة بعرفة

باب الوقوف على الدابة بعرفة 476 - (5270) قال الحافظ: وأصرح منه حديث جابر الطويل عند مسلم (1218) ففيه: ثم ركب إلى الموقف فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس" (¬1) باب قصر الخطبة بعرفة 477 - (5271) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم الأمر باقتصار الخطبة في أثناء حديث لعمار أخرجه في الجمعة" (¬2) أخرجه مسلم (869) من طريق أبى وائل شقيق بن سلمة الأسدي عن عمار مرفوعاً "إنّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنةٌ من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصُروا الخطبة، وإنّ من الببان سحرا". باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما 478 - (5272) قال الحافظ: واختار الطحاوي ما جاء عن جابر يعني في حديثه الطويل الذي أخرجه مسلم (1218) أنه جمع بينهما بأذان واحد وإقامتين" (¬3) باب متى يصلي الفجر بجمع؟ 479 - (5273) قال الحافظ: وهذه الزيادة مرفوعة في حديث جابر الطويل في صفة الحج عند مسلم (1218) " (¬4) ¬

_ (¬1) 4/ 259 (¬2) 4/ 261 (¬3) 4/ 272 (¬4) 4/ 278

باب متى يدفع من جمع؟

باب متى يدفع من جمع؟ 480 - (5274) قال الحافظ: وأوضح من ذلك ما وقع في حديث جابر الطويل عند مسلم (1218) "ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله تعالى وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً فدفع قبل أن تطلع الشمس" (¬1) باب التلبية والتكبير غداة النحر 481 - (5275) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (1298) أيضاً من حديث أم الحصين قالت: فرأيت أسامة بن زيد وبلالاً في حجة الوداع وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم- والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة" (¬2) باب فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي 482 - (5276) قال الحافظ: قال أحمد: حدثنا عبد الوهاب ثنا مُجالد عن الشعبي قال: سألت ابن عمر قلت: الجزور والبقرة تجزىء عن سبعة؟ قال: يا شعبي، ولها سبعة أنفس. قال: قلت: فإن أصحاب محمد يزعمون أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنّ الجزور عن سبعة والبقر عن سبعة. قال: فقال ابن عمر لرجل: أكذلك يا فلان؟ قال: نعم، قال: ما شعرت بهذا" (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2318 - الإتحاف 6506) عن عبد الله بن نمير ثنا مجالد عن عامر قال: سألت عبد الله بن عمر عن البقرة والبعير يجزىء عن سبعة أنفس؟ فقال: وكيف؟ أو لها سبعة أنفس؟ قلت: إنّ أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين ¬

_ (¬1) 4/ 279 (¬2) 4/ 280 (¬3) 4/ 282

باب ركوب البدن

بالكوفة أفتوني. فقال القوم: نعم، قد قال ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر، فقال ابن عمر: ما شعرت. قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد" مختصر الإتحاف 7/ 90 483 - (5277) قال الحافظ: روى مسلم (2/ 956) من طريق أخرى عن جابر في أثناء حديث قال: فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أحللنا أن نُهدي ونجمع النفر منا في الهدية" (¬1) باب ركوب البدن 484 - (5278) قال الحافظ: جاء هذا مرفوعاً أخرجه البزار من حديث عبد الله بن الزبير" (¬2) ضعيف يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه أبو صالح عبد الله بن صالح المصري واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري عن محمد بن عروة بن الزبير عن عبد الله بن الزبير مرفوعاً "إنما سُمي البيت العتيق لأنّ الله عز وجل أعتقه من الجبابرة، فلم يظهر عليه جبار قط" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 201) عن عبد الله بن صالح وأخرجه الترمذي (3170) عن البخاري وغير واحد قالوا: ثنا عبد الله بن صالح وأخرجه الطبري في "التفسير" (17/ 151 - 152) عن محمد بن سهل البخاري وابن الأعرابي (2243) عن علي بن داود القنطري ¬

_ (¬1) 4/ 282 (¬2) 4/ 284

والحاكم (2/ 389) والبيهقي في "الشعب" (3721) عن الفضل الشعراني والبيهقي في "الدلائل" (1/ 125) عن محمد بن إسماعيل السلمي قالوا: ثنا عبد الله بن صالح به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" قلت: محمد بن عروة لم يخرج له البخاري شيئاً، وعبد الله بن صالح مختلف فيه. • ورواه أحمد بن منصور الرَّمَادي عن عبد الله بن صالح فقال فيه: عن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير. أخرجه البزار (2215) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا عن ابن الزبير عنه، ولا نعلم له طريقاً عن ابن الزبير إلا هذا الطريق" • ورواه مطلب بن شعيب الأزدي عن عبد الله بن صالح فقال فيه أيضاً: عن عبد الله بن عروة. إلا أنه أوقفه على ابن الزبير. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ الحديث رقم 262) - رواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الليث بن سعد عن عُقيل بن خالد عن الزهري مرسلاً. أخرجه الترمذي (5/ 325) - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري أنّ ابن الزبير قال: موقوف. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3/ 37) - ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً.

باب من ساق البدن معه

قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 274) وصالح ضعيف. وحديث قتيبة عن الليث أصح، والله أعلم. باب من ساق البدن معه 485 - (5279) قال الحافظ: لكن في حديث جابر الطويل في صفة الحج عند مسلم (1218) "ثم رجع إلى الحجر فاستلمه ثم خرج من باب الصفا" (¬1) باب لا يعطي الجزار من الهدي شيئا 486 - (5280) قال الحافظ: وقع عند مسلم (1218) في حديث جابر الطويل فإنّ فيه "ثم انصرف -صلى الله عليه وسلم- إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنة" (¬2) باب الحلق والتقصير عند الإحلال 487 - (5281) قال الحافظ: وأخرج الحاكم في "الإكليل" في آخر قصة غزوة حنين أنّ الذي حلق رأسه -صلى الله عليه وسلم- في عمرته التي اعتمرها من الجِعْرانة أبو هند عبد بني بياضة" (¬3) وقال في "الإصابة" (12/ 81): وذكر الحاكم في "الإكليل" أنه حلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عمرة الجعرانة" ولم يسق سنده. ¬

_ (¬1) 4/ 288 (¬2) 4/ 303 (¬3) 4/ 314

باب الزيارة يوم النحر

باب الزيارة يوم النحر 488 - (5282) قال الحافظ: قال ابن القطان الفاسي: هذا الحديث مخالف لما رواه ابن عمر وجابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه طاف يوم النحر نهاراً" (¬1) حديث ابن عمر أخرجه مسلم (1308) من طريق نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفاض يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنى. وحديث جابر أخرجه مسلم (1218) أيضاً وفيه: ثم ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر. باب الفتيا على الدابة عند الجمرة 489 - (5283) قال الحافظ: في حديث أسامة بن شريك عند الطحاوي وغيره: كان الأعراب يسألونه" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث أسامة بن شريك: قالوا: يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله؟ قال: "أحسنهم خلقاً" 490 - (5284) قال الحافظ: وعند الدارقطني من حديث ابن عباس السؤال عن الحلق قبل الرمي، وكذا في حديث جابر وفي حديث أبي سعيد عند الطحاوي. وفي حديث علي عند أحمد السؤال عن الإفاضة قبل الحلق، وفي حديثه عند الطحاوي السؤال عن الرمي والإفاضة معاً قبل الحلق. وفي حديث أسامة بن شريك عند أبي داود السؤال عن السعي قبل الطواف" (¬3) حديث ابن عباس أخرجه البخاري في باب الذبح قبل الحلق وفي باب إذا رمى بعدما أمسى، من طرق عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) 4/ 315 (¬2) 4/ 318 (¬3) 4/ 319

باب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت

وحديث جابر علقه البخاري في باب الذبح قبل الحلق. وحديث أبي سعيد أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 237) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان الأسدي ثنا عمر بن علي المُقَدَّمي عن الحجاج عن عبادة بن نُسَي ثني أبو زبيد قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بين الجمرتين عن رجل حلق قبل أن يرمي، قال: "لا حرج" وعن رجل ذبح قبل أن يرمي، قال: "لا حرج" ثم قال: "عباد الله، وضع الله عز وجل الحرج والضيق، وتعلموا مناسككم فإنها من دينكم" وأخرجه الطبري في "التهذيب" (مسند ابن عباس 1/ 227 - 228) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا عمر بن علي به. وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة، وأبو زبيد قال أبو حاتم: لا أعرفه (العلل 1/ 277) واختلف فيه على المقدمي، فرواه محمد بن إبراهيم بن صُدْران الأزدي عنه فلم يذكر أبا زبيد. أخرجه الطبري (1/ 228) وتابعه العلاء بن هلال الرقي ثنا عمر بن علي به. أخرجه الطبري (1/ 228) وحديث علي تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهاء فانظر حديث "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف" وحديث أسامة بن شريك تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الطاء فانظر حديث "طف ولا حرج" باب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت 491 - (5285) قال الحافظ: روى أحمد وأبو داود والنسائي والطحاوي واللفظ لأبي داود من طريق الوليد بن عبد الرحمن عن الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي قال: أتيت عمر فسألته عن المرأة تطوف بالبيت يوم النحر ثم تحيض، قال: ليكن آخر عهدها بالبيت، فقال الحارث: كذلك أفتاني.

وفي رواية أبي داود: هكذا حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) أخرجه ابن سعد (5/ 512) وابن أبي شيبة في "مسنده" (575) وفي "مصنفه" (الجزء المفقود ص 150 - 151) وأحمد (3/ 416) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 263) وأبو داود (2004) والنسائي في "الكبرى" (4185) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 232) والطبراني في "الكبير" (3353) وأبو نعيم في "الصحابة" (2084) من طرق عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن يعلي بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن الحارث بن عبد الله بن أوس قال: فذكره. وزاد: فقال له عمر: أرِبتَ عن يديك: سألتني عن شيء سألتَ عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكيما أخالف. ولفظ أبي داود وغيره: كذلك أفتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولفظ الطحاوي: هكذا حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال الحافظ: إسناده صحيح" الإصابة 2/ 161 قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع الوليد بن عبد الرحمن الجرشي من الحارث بن عبد الله أم لا فإنه لم يذكر سماعاً منه ولم أر أحداً صرح بسماعه منه، والله أعلم. ... ¬

_ (¬1) 4/ 335

أبواب العمرة

أبواب العمرة باب وجوب العمرة وفضلها 492 - (5286) قال الحافظ: واستدل الأولون بما ذكر في هذا الباب وبقول صبي بن معبد لعمر: رأيت الحج والعمرة مكتوبين على فأهللت بهما، فقال له: هديت لسنة نبيك. أخرجه أبو داود" (¬1) تقدم في باب التمتع والقران والإفراد. باب كم اعتمر النبي -صلى الله عليه وسلم- 493 - (5287) قال الحافظ: ولم يَعُد عمرة الجِعْرانة لخفائها عليه كما خفيت على غيره كما ذكر ذلك محرش الكعبي فيما أخرجه الترمذي" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ركب من الجعرانة ... " باب عمرة في رمضان 494 - (5288) قال الحافظ: رواه أحمد بن منيع في "مسنده" بإسناد صحيح عن ¬

_ (¬1) 4/ 346 (¬2) 4/ 348

باب قول الله تعالى -وأتوا البيوت من أبوابها-

سعيد بن جير عن امرأة من الأنصار يقال لها: أم سنان، أنها أرادت الحج، فذكر الحديث نحوه دون ذكر قصة زوجها" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "اعتمري في شهر رمضان ... " باب قول الله تعالى -وأتوا البيوت من أبوابها- 495 - (5289) قال الحافظ: ورواه عبد بن حميد من مرسل قتادة كما قال البراء، وكذلك أخرجه الطبري من مرسل الربيع بن أنس نحوه" (¬2) مرسل وحديث قتادة أخرجه الطبري (2/ 187 - 188) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة قوله - {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة: 189]- الآية. قال قتادة: كان هذا الحي من الأنصار في الجاهلية إذا أهلّ أحدهم بحج أو عمرة لا يدخل دارا من بابها إلا أن يتسور حائطاً تسوراً، وأسلموا وهم كذلك، فأنزل الله تعالى ذكره في ذلك ما تسمعون، ونهاهم عن صنيعهم ذلك، وأخبرهم أنه ليس من البر صنيعهم ذلك، وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها. ورواته ثقات، ويزيد هو ابن زُريع البصري، وسعيد هو ابن أبي عَروبة. وحديث الربيع بن أنس أخرجه الطبري أيضاً (2/ 188) قال: حُدثت عن عمار بن الحسن ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في هذه الآية قال: كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها، وذلك أن يستوروها، فكان إذا أحرم أحدهم لا يدخل البيت إلا أن يتسوره من قبل ظهره، وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل ذات يوم بيتاً لبعض الأنصار، فدخل رجل على أثره ممن قد أحرم، فأنكروا ذلك عليه، وقالوا: هذا رجل فاجر، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لم دخلت من الباب وقد أحرمت؟ " فقال: رأيتك يا رسول الله دخلتَ فدخلتُ على أثرك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إني أحمس" ¬

_ (¬1) 4/ 352 (¬2) 4/ 370

وقريش يومئذٍ تدعى الحمس، فلما أن قال ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- قال الأنصاري: إنّ ديني دينك، فأنزل الله - {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة: 189]- الآية. وإسناده ضعيف لانقطاعه، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه، وابنه قال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، وقال عن الربيع بن أنس: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر الرازي عنه؛ لأنّ في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً. ***

أبواب المحصر وجزاء الصيد

أبواب المحصر وجزاء الصيد باب من قال ليس على المحصر بدل 496 - (5290) قال الحافظ: في حديث ناجية بن جندب الأسلمي، قلت: يا رسول الله، أبعث معي بالهدي حتى أنحره في الحرم، ففعل. أخرجه النسائي من طريق إسرائيل عن مجزأة بن زاهر عن ناجية. وأخرجه الطحاوي من وجه آخر عن إسرائيل لكن قال: عن ناجية عن أبيه" (¬1) صحيح يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن مَجْزَأَة بن زاهر الأسلمي واختلف عن إسرائيل: - فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: أنبأ إسرائيل عن مجزأة قال: حدثني ناجية بن جندب الأسلمي أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- حين صُدّ الهدي فقال: يا رسول الله، أبعث به معي فأنا أنحره، قال: "وكيف؟ " قال: آخذ به في أودية لا يقدر عليه. قال: فدفعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق به حتى نحوه في الحرم. أخرجه النسائي في "الكبرى" (4135) عن أحمد بن سليمان الجَزَري ثنا عبيد الله بن موسى به. وإسناده صحيح. - وقال عمرو بن محمد العَنْقَزي: ثنا إسرائيل عن مجزأة بن زاهر عن أبيه عن ناجية. ¬

_ (¬1) 4/ 382

باب قول الله تعالى -فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية-

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6452) وإسناده صحيح. - ورواه مُخَوَّل بن إبراهيم بن مخول بن راشد النَّهْدي عن إسرائيل واختلف عن مخول: • فقيل: عن مخول عن إسرائيل عن مجزأة عن أبيه عن ناجية. أخرجه الطبري (2/ 224) عن الفضل بن سهل ثنا مخول به. ومن هذا الطريق أخرجه ابن منده في "الصحابة" (الإصابة 10/ 124 - 125) • وقال إبراهيم بن أبي داود سليمان الأسدي: ثنا مخول عن إسرائيل عن مجزأة عن ناجية عن أبيه. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 242) باب قول الله تعالى -فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية- 497 - (5291) قال الحافظ: جاءت هذه السنة من رواية جماعة من الصحابة غير كعب، منهم: عبد الله بن عمرو بن العاص عند الطبري والطبراني، وأبو هريرة عند سعيد بن منصور، وابن عمر عند الطبري، وفضالة الأنصاري عمن لا يتهم من قومه عند الطبري أيضاً" (¬1) حديث ابن عمرو أخرجه الطبري (2/ 234) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري أنا ابن لَهيعة عن مَخْرَمة عن أبيه قال: سمعت عمرو بن شعيب يقول: سمعت شعيباً يحدث عن ابن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكعب بن عجرة: "أيؤذيك دوابُّ رأسك؟ " قال: نعم، قال: "فاحلقه وافتد إما بصوم ثلاثة أيام، وإما أن نطعم ستة مساكين، أو نسك شاة" ففعل. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحديث أبي هريرة أخرجه سعيد بن منصور ¬

_ (¬1) 4/ 384

باب الإطعام في الفدية نصف صاع

وحديث ابن عمر لم أره عند الطبري. وحديث فضالة الأنصاري أخرجه الطبري (2/ 233 - 234) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري ثني عمي عبد الله بن وهب ثني الليث عن ابن مسافر عن ابن شهاب عن فضالة بن محمد الأنصاري أنه أخبره عمن لا يتهم من قومه أنّ كعب بن عجرة أصابه أذى في رأسه، فحلق قبل أن يبلغ الهدي محله، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بصيام ثلاثة أيام. وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وفضالة بن محمد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا الزهري فهو مجهول. باب الإطعام في الفدية نصف صاع 498 - (5292) قال الحافظ: وكذا في حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. باب ما يقتل المحرم من الدواب 499 - (5293) قال الحافظ: وقد وقع في حديث أبي سعيد عند أبي داود نحو رواية شيبان وزاد: السَّبُع العادي، فصارت سَبْعاً" (¬2) ضعيف أخرجه عبد الرزاق (8385) وابن أبي شيبة (النسخة المفقددة ص 400) وأحمد (3/ 3 و79 - 80) وابنه (3/ 79 - 80) وأبو داود (1848) وابن ماجه (3089) والترمذي (838) والطوسي في "مختصر الأحكام" (770) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 166) والبيهقي (5/ 210) وفي "معرفة السنن" (7/ 477 - 478) من طرق عن يزيد بن أبي زياد الكوفي ثنا عبد الرحمن بن أبي نُعم البجلي عن أبي سعيد مرفوعاً "يقتل المحرم: الحية، والعقرب، ويرمي الغراب ولا يقتله، ويقتل الكلب العقور، والفويسقة، والحدأة، والسبع العادي" ¬

_ (¬1) 4/ 389 (¬2) 4/ 407

قيل له: لم قيل لها الفويسقة؟ قال: لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استيقظ لها وقد أخذت الفتيلة لتحرق بها البيت. قال الترمذي: هذا حديث حسن" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد ضعيف وإن أخرج له مسلم فإنما أخرج له مقروناً بغيره، ومع ضعفه فقد اختلط بأخرة" المصباح 3/ 213 قلت: ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم. 500 - (5294) قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند ابن خزيمة وابن المنذر زيادة ذكر الذئب والنمر على الخمس المشهورة فتصير بهذا الاعتبار تسعاً، لكن أفاد ابن خزيمة عن الذهلي أنّ ذكر الذئب والنمر من تفسير الراوي للكلب العقور" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الخاء فانظر حديث "خمس قتلهنَّ حلال للمحرم". 501 - (5295) قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (2789) في صفة بدء الخلق "وخلق الدواب يوم الخميس" (¬2) 502 - (5296) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند ابن ماجه: قيل له: لم قيل للفأرة فويسقة؟ فقال: لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- استيقظ لها وقد أخذت الفتيلة لتحرق بها البيت" (¬3) تقدم قبل حديثين. 503 - (5297) قال الحافظ: جاء في حديث أبي سعيد عند أبي داود إن صح حيث قال فيه "ويرمي الغراب ولا يقتله" (¬4) تقدم قبل ثلاثة أحاديث. ¬

_ (¬1) 4/ 407 (¬2) 4/ 408 (¬3) 4/ 408 (¬4) 4/ 409

باب لا يعضد شجر الحرم

باب لا يعضد شجر الحرم 504 - (5298) قال الحافظ: وفي مرسل عطاء بن يزيد عند سعيد بن منصور "فلا يستن بي أحد فيقول: قتل فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1459) من طريق عمرو بن دينار عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي قال: إنّ رجلين من خزاعة قتلا رجلاً من هذيل بالمزدلفة، فأتوا إلى أبي بكر وعمر يستشفعون بهما على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الله تبارك وتعالى حرّم مكة ولم يحرّمها الناس، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار، ثم هي حرام بحرام الله عز وجل إلى يوم القيامة، فلا يستنّ بي أحد فيقول: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قتل بها، وإني لا أعلم أحداً أعتى على الله عز وجل من ثلاثة: رجل قتل بها، أو رجل قتل بِذُحُول الجاهلية، ورجل قتل غير قاتله، وأيم الله ليودَيَنَّ هذا القتيل" وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنَّ أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله ... " باب لا يحل القتال بمكة 505 - (5299) قال الحافظ: ووقع في مرسل مجاهد عند عمر بن شبة الجمع بين الثلاثة" (¬2) له عن مجاهد طرق: الأول: يرويه أيوب السَّخْتِيَاني واختلف عنه: - فقال حماد بن زيد: عن أيوب عن أبي الخليل عن مجاهد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قدم يوم الفتح والأنصاب بين الركن والمقام، فجعل يكفئها لوجوهها، ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيباً فقال: "ألا إنّ مكة حرام أبداً إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ¬

_ (¬1) 4/ 415 (¬2) 4/ 420

غير أنها أحلت لي ساعة من النهار، لا يختلى خلاها, ولا ينفر صيدها, ولا يعضد شجرها, ولا تلتقط لقطتها إلا أن تُعَرَّف" فقام العباس فقال: يا رسول الله! إلا الإذخر لصاغتنا وبيوتنا وقبورنا، فقال: "إلا الإذخر إلا الإذخر" أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 489 - 490) - ورواه مَعْمر بن راشد عن أيوب فلم يذكر أبا الخليل. أخرجه عبد الرزاق (9192) الثاني: يرويه ابن جريج قال: أخبرني حسن بن مسلم عن مجاهد نحوه، وقال فيه "إنه للقين وللبيوت" أخرجه عبد الرزاق (9189) عن ابن جريج به. وأخرجه الفاكهي (1445) من طريق هشام بن سليمان المخزومي عن ابن جريج به. للثالث: يرويه الأعمش عن مجاهد. أخرجه سعيد بن منصور (فتح الباري 4/ 418) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش. الرابع: يرويه داود بن شابور المكي عن مجاهد. أخرجه سعيد بن منصور (فتح الباري 4/ 418) عن سفيان بن عيينة عن داود. واختلف فيه على مجاهد، فرواه غير واحد عنه موصولاً. - فقال منصور بن المعتمر الكوفي: عن مجاهد بن طاوس عن ابن عباس. أخرجه البخاري (فتح 4/ 418 - 420) - وقال عبد الكريم بن مالك الجَزَري: عن مجاهد قال: سمعت عكرمة مولى ابن عباس يذكر هذا عن ابن عباس. أخرجه عبد الرزاق (9191) والفاكهي (2/ 248) - وقال يزيد بن أبي زياد الكوفي: عن مجاهد عن ابن عباس. أخرجه أبن أبي شيبة (14/ 496 - 497) والفاكهي (1447)

باب تزويج المحرم

باب تزويج المحرم 506 - (5300) قال الحافظ: وصح نحوه عن عائشة وأبي هريرة. وجاء عن ميمونة نفسها أنه كان حلالاً، وعن أبي رافع مثله وأنه كان الرسول إليها" (¬1) حديث عائشة له عنها طرق: الأول: يرويه المغيرة بن مِقْسَم الضبي واختلف عنه: - فرواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن المغيرة واختلف عن أبي عوانة: • فقال مُعَلى بن أسد العَمِّي: ثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض نسائه وهو محرم، واحتجم وهو محرم. أخرجه البزار (كشف 1443) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 269) وفي "المشكل" (5798) وتمام (ق 8/ ب) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 118) والبيهقي (7/ 212) من طرق عن معلى بن أسد به. وتابعه إبراهيم بن الحجاج النِّيْلي ثنا أبو عوانة به. أخرجه ابن حبان (4132) قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي الضحى إلا مغيرة" • ورواه مسدد في "مسنده" (الإتحاف 4369) عن أبي عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق مرسلاً. • ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة عن المغيرة عن شِبَاك عن أبي الضحى عن مسروق مرسلاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5408) - ورواه حسن بن صالح بن حي الكوفي عن مغيرة عن شِباك عن أبي الضحى عن مسروق مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة 70) ¬

_ (¬1) 4/ 423

وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن مغيرة به. قاله أبو علي الحافظ. سنن البيهقي 7/ 212 - 213 وقال: هذا هو المحفوظ، ورواية من رواه موصولاً خطأ" وقال البيهقي: الموصول ليس بمحفوظ" الثاني: يرويه أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مُليكة عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة وهو محرم. أخرجه الترمذي في "العلل" (1/ 381) والطبراني في "الأوسط" (2185 و6177) عن علي بن نصر بن علي الجَهْضَمِي والبيهقي (7/ 212) عن علي بن الحسن بن موسى النيسابوري والنسائي في "الكبرى" (5409) والبيهقي (7/ 212) عن عمرو بن علي الفلاس قالوا: ثنا أبو عاصم به. قال الفلاس: قلت لأبي عاصم: أنت أمليته علينا من الرقعة ليس فيه عن عائشة، قال: دعوا عائشة حتى أنظر فيه. قال الفلاس: فسمعت بعض أصحابنا يقول: قال أبو عاصم: فنظرت فيه فوجدته مرسلاً" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عثمان بن الأسود إلا أبو عاصم" وقال البيهقي: رواه جماعة عن أبي عاصم موصولاً، وإنما يُروى عن ابن أبي مليكة مرسلاً، وذكر عائشة فيه وهم، قال الترمذي: سألت البخاري عن هذا الحديث فقال: يروون هذا الحديث عن ابن أبي مليكة مرسلاً" قلت: وهو الصواب كما دلت عليه رواية الفلاس. الثالث: يرويه أيوب السَّخْتِيَاني عن عكرمة عن عائشة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج وهو محرم. أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (117) عن أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا حماد عن أيوب به.

باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام

وإسناده صحيح، وعكرمة قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 49): سمع عائشة. وقد رواه غير واحد عن حماد وهو ابن زيد فجعلوه عن ابن عباس، منهم: 1 - مسدد. أخرجه أبو داود (1844) 2 - قتيبة بن سعيد البلخي. أخرجه الترمذي (843) 3 - عباس بن الوليد النَّرْسي. أخرجه الدارقطني (3/ 263) وحديث أبي هريرة أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 270) وفي "المشكل" (5799) وابن عدي (3/ 909 و6/ 2101) والدارقطني (3/ 263) عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني والطبراني في "الأوسط" (8987) عن عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي نزيل مصر قالا: ثنا كامل أبو العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ميمونة وهو محرم. وإسناده حسن. وحديث ميمونة أخرجه مسلم (1411) وحديث أبي رافع تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة وهو حلال ... " باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام 507 - (5301) قال الحافظ: ويؤيده أنّ حديث عمرو بن حريث أنه خطب الناس وعليه عمامة سوداء، أخرجه مسلم أيضاً" (¬1) ¬

_ (¬1) 4/ 433

باب الحج والنذور عن الميت

أخرجه مسلم (1359) من طريق جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس وعليه عمامة سوداء. 508 - (5302) قال الحافظ: قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي شريح وغيره: إنها لم تحل له إلا ساعة من نهار" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 4/ 413 - 416) باب الحج والنذور عن الميت 509 - (5303) قال الحافظ: وللسؤال عن قصة الحج من حديث ابن عباس أصل آخر أخرجه النسائي من طريق سليمان بن يسار عنه، وله شاهد من حديث أنس عند البزار والطبراني والدارقطني" (¬2) حديث ابن عباس أخرجه النسائي (5/ 88) وفي "الكبرى" (3614) عن عثمان بن عبد الله بن خُرَّزَاذ الأنطاكي ثنا علي بن حكيم الأودي ثنا حميد بن عبد الرحمن الرُؤَاسي ثنا حماد بن زيد عن أيوب السَّخْتِيَاني عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس أنّ امرأة سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبيها مات ولم يحج؟ قال: "حجي عن أبيك" قال حمزة الكناني: هذا حديث غريب، تفرد به علي بن حكيم" النكت الظراف 4/ 467 قلت: رواته ثقات إلا أنّ المشهور عن الزهري في لفظ الحديث ما رواه مالك وغيره عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس قال: جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع، قالت: يا رسول الله، إنّ فريضة الله أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يستوي على الراحلة فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: "نعم". أخرجه البخاري وغيره. ¬

_ (¬1) 4/ 433 (¬2) 4/ 437

باب حج المرأة عن الرجل

باب حج المرأة عن الرجل 510 - (5304) قال الحافظ: روى كُريب عن ابن عباس عن حصين بن عوف الخثعمي قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أبي أدركه الحج. أخرجه ابن ماجه" (¬1) ضعيف وله عن حصين بن عوف طريقان: الأول: يرويه محمد بن كريب الهاشمي عن أبيه عن ابن عباس قال: أخبرني حصين بن عوف قال: قلت: يا رسول الله! إنّ أبي أدركه الحج ولا يستطيعُ أن يحج إلا معترضاً. فصمت ساعة، ثم قال "حج عن أبيك" أخرجه ابن ماجه (2908) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2521) والطبراني في "الكبير" (3549) وأبو نعيم في "الصحابة" (2185 و2201) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر والعقيلي (4/ 127) والطبراني (3548) وأبو نعيم (2185 و2202) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني كلاهما عن محمد بن كريب به. قال البوصيري: إسناده ضعيف، محمد بن كريب قال فيه أحمد: منكر الحديث يجيء بعجائب عن حصين بن عوف ويسند الأحاديث، وقال البخاري: منكر الحديث فيه نظر. وضعفه ابن معين والنسائي وأبو زرعة وابن نمير والدارقطني وغيرهم" المصباح 3/ 187 الثاني: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذِي عن أخيه عبد الله عن حصين بن عوف قال: قلت: يا رسول الله! إنّ أبي شيخ كبير ضعيف وقد عمل شرائع الإِسلام كلها غير الحج ولا يستمسك على بعير أفأحج عن أبي؟ فقال: "أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه؟ " قلت: نعم، قال: "فدين الله أحق أن يقضى" ¬

_ (¬1) 4/ 439

باب حج النساء

أخرجه الطبراني (3550) وأبو نعيم (2184 و2199 و2200) من طرق عن موسى بن عبيدة به. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. 511 - (5305) قال الحافظ: روى عطاء الخراساني عن أبي الغوث بن حصين الخثعمي أنه استفتى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حجة كانت على أبيه. أخرجه ابن ماجه. وقال: وأما ما وقع في الرواية الأخرى أنه أبو الغوث بن حصين فإنّ إسنادها ضعيف، ولعله كان فيه عن أبي الغوث حصين فزيد في الرواية ابن أو أنّ أبا الغوث أيضاً كان مع أبيه حصين فسأل كما سأل أبوه وأخته" (¬1) ضعيف أخرجه ابن ماجه (2905) عن هشام بن عمار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي الغوث بن حصين -رجل من الفُرُع- أنه استفتى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حجة كانت على أبيه مات ولم يحج، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حج عن أبيك" وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وكذلك الصيام في النذر، يقضى عنه" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6945) من طريق صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عثمان بن عطاء وشعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني عن أبي الغوث: فذكر الحديث مطولاً. قال الحافظ: عطاء الخراساني لم يسمع من أبي الغوث" الإصابة 11/ 293 قلت: وعثمان ضعيف، وشعيب صدوق. باب حج النساء 512 - (5306) قال الحافظ: روى الدارقطني من طريق إبراهيم الصائغ عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً في امرأة لها زوج ولها مال ولا يأذن لها في الحج فليس لها أن تنطلق إلا بإذن زوجها" (¬2) حسن ¬

_ (¬1) 4/ 439 و440 (¬2) 4/ 448 - 449

باب من نذر المشي إلى الكعبة

أخرجه أبو محمد الفاكهي في "فوائده" (87) ومن طريقه البيهقي (5/ 223 - 224) عن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي والطبراني في "الأوسط" (4259) و"الصغير" (1/ 210) والدراقطني (2/ 323) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 142) والبيهقي في "معرفة السنن" (7/ 501) عن محمد بن أبي يعقوب الكِرْماني وابن عدي (2/ 782) عن يحيى بن أيوب المَقَابري وابن حبان (2720) عن محمد بن عبد الله بن بَزِيع البصري قالوا: ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني ثنا إبراهيم الصائغ ثنا نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في امرأة لها زوج ولها مال ولا يأذن لها في الحج "ليس لها أن تنطلق ألا بإذن زوجها, ولا يحل للمرأة أن تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم تَحْرُمُ عليه" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا إبراهيم الصائغ، ولا عن إبراهيم إلا حسان بن إبراهيم" وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن إبراهيم الصائغ غير حسان هذا" وقال البيهقي: تفرد به حسان بن إبراهيم" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 215 قلت: حسان بن إبراهيم وإبراهيم بن ميمون الصائغ صدوقان، فالإسناد حسن. باب من نذر المشي إلى الكعبة 513 - (5307) قال الحافظ: ولأبي داود من طريق قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ عقبة بن عامر سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال إنّ أخته نذرت أن تمشي إلى البيت وشكا إليه ضعفها" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "مُر أختك فلتختمر ... " ¬

_ (¬1) 4/ 451

[أبواب] فضائل المدينة

فضائل المدينة باب حرم المدينة 514 - (5308) قال الحافظ: وقد وقع ذلك في حديث عبد الله بن سلام عند أحمد والطبراني" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 450 - 451) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 408) من طرق عن فضيل بن سليمان النُّمَيري ثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن عبيد الله بن خُنيس الغفاري عن عبد الله بن سلام قال: ما بين عَيْر (¬2) وأُحُد حرام، حَرَّمَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما كنتُ لأقطعَ منه شجراً ولا أصيد طيراً. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 303 قلت: فضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وعبيد الله بن خنيس ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راوياً إلا محمد بن أبي يحيى فهو مجهول. ولم يذكر سماعاً من عبد الله بن سلام فلا أدري أسمع منه أم لا. 515 - (5309) قال الحافظ: كذا في حديث رافع بن خَديج وأبي سعيد وجابر، وكلها عند مسلم. وكذا رواه أحمد من حديث عبادة الزرقي، والبيهقي من حديث ¬

_ (¬1) 4/ 453 (¬2) ولفظ أحمد: كَذا.

عبد الرحمن بن عوف، والطبراني من حديث أبي اليَسَر وأبي حسن وكعب بن مالك كلهم بلفظ "ما بين لابتيها" (¬1). حديث رافع بن خديج أخرجه مسلم (1361) بلفظ "إنَّ إبراهيم حرَّم مكة، وإني أحرِّم ما بين لابَتَيها -يعني المدينة-" وحديث أبي سعيد أخرجه مسلم (2/ 1003) بلفظ "إني حرمت ما بين لابتي المدينة كما حرَّم إبراهيم مكة" وحديث جابر أخرجه مسلم (1362) بلفظ "إنَّ إبراهيم حرَّم مكة، وإني حرمت ما بين لابتيها, لا يقطع عِضَاهُهَا ولا يُصاد صيدها" وحديث عبادة الزرقي يرويه أبو ضَمْرة أنس بن عياض المدني واختلف عنه في صحابي الحديث: - فقال علي بن المديني: ثني أبو ضمرة ثني عبد الرحمن بن حرملة عن يعلى بن عبد الرحمن بن هُرْمُز أنَّ عبد الله بن عباد الزرقي أخبره أنه كان يصيد العصافير في بئر إهاب وكانت لهم، قال: فرآني عبادة بن الصامت وقد أخذت العصفور فينزعه مني فيرسله ويقول: أي بني إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرَّم ما بين لابتيها كما حرَّم إبراهيم مكة. أخرجه أحمد (5/ 317 - 318) وتابعه الحارث بن الخضر العطار أنا أبو ضمرة به. أخرجه البزار (2728) - ورواه غير واحد عن أبي ضمرة فقالوا: عن عبادة، ولم يقولوا ابن الصامت. وقالوا: وكان عبادة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم: 1 - محمد بن سلام البِيْكَنْدِي. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 93) 2 - الحميدي. ¬

_ (¬1) 4/ 454

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 317) ومن طريقه البيهقي (5/ 198) 3 - محمد بن عباد المكي. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 329) 4 - أبو مروان محمد بن عثمان بن خالد العثماني. أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 329) - ورواه إبراهيم بن المنذر الحِزَامي عن أبي ضمرة واختلف عنه: • فقال موسى بن هارون الحَمَّال: ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا أنس بن عياض عن عبد الرحمن بن حرملة عن يعلي بن عبد الرحمن أنَّ عبد الله بن عبادة الزرقي أخبره ... عن عبادة. قال موسى بن هارون: من قال: إنَّ هذا عبادة بن الصامت فقد وهم، هذا عبادة الزرقي، صحابي" أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4844) • وهكذا رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1979) عن الحزامي فقال فيه: عن عبادة، إلا أنه سمى شيخ أبي ضمرة: عبد الله بن عبد الرحمن. • وقال عبد الله بن الصقر السكري: ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا أبو ضمرة عن ابن حرملة عن يعلي بن عبد الرحمن عن عبادة الزرقي وكان من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. لم يذكر: عبد الله بن عبادة الزرقي. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 193) وإسناده ضعيف؛ يعلي بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راوياً إلا عبد الرحمن بن حرملة فهو مجهول. وعبد الله بن عباد الزرقي قال الحسيني في "الإكمال" و"التذكرة": مجهول، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرف حاله. وحديث عبد الرحمن بن عوف أخرجه البزار (1008) والبيهقي (5/ 198) من طرق عن أبي ثابت عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: اصطدت طيراً

بالقنبلة فخرجت به في يدي فلقيني أبي عبد الرحمن بن عوف فقال: ما هذا في يدك؟ قلت: طير اصطدته بالقنبلة، فعرك أذني عركاً شديداً واستنزعه من يدي فأرسله فقال: حرَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صيد ما بين لابتيها. وإسناده واه، عمران بن عبد العزيز قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، ينفرد بالأشياء التي لا يتابع عليها، وجب التنكب عن أخباره وترك الإحتجاج بآثاره. وحديث أبي اليسر أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 171) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ثني أبي ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن عُمارة بن غَزِيَّة عن رجل عن أبي اليسر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حرَّم ما بين لابتي المدينة. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. وحديث أبي حسن أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/ 77) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي قال عمرو بن يحيى: حدثني عن يحيى بن عمارة عن جده أبي حسن قال: دخلت الأسواق فأخذت دبستين، قال: وأمهما ترشرش عليهما، وأنا أريد أن آخذهما، قال: فدخل عليّ أبو حسن فنزع متيخة فضربني بها ... فقال لي: ألم تعلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرَّم ما بين لابتي المدينة؟! ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6741) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 395) من طريق محمد بن فليح بن سليمان الخزاعي ثني عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي الحسن المازني عن أبيه عن عمارة بن أبي الحسن قال: أخذنا بالأسواق فرخي دبسي إذ دخل أبو الحسن صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ له متيخة وضربه بها. عمارة مختلف في صحبته، وعمرو وأبوه ثقتان، والدراوردي صدوق، ومحمد بن فليح مختلف فيه. وحديث كعب بن مالك أخرجه الطبراني في "الأوسط" (263) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشدين بن سعد المصري ثنا روح بن صلاح ثنا سعيد بن أبي أيوب عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرم ما بين لابتي المدينة أن يصاد وحشُها. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد بن أبي أيوب إلا روح بن صلاح"

وقال الهيثمي: وفيه خارجة بن عبد الله بن كعب ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 304 قلت: أحمد بن رشدين وروح بن صلاح مختلف فيهما. 516 - (5310) قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند أحمد "وأنا أحرم المدينة ما بين حرتيها" (¬1). أخرجه أحمد (3/ 336 و393) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة أنا أبو الزبير أخبرني جابر رفعه "مثلُ المدينة كالكِيرِ، وحرَّم إبراهيم مكة، وأنا أحرم المدينة، وهي كمكةَ حرام ما بين حَرَّتَيها وحِمَاها كلها, لا يُقطع منها شجرةٌ، إلا أن يَعْلِفَ رجل منها, ولا يقربها إن شاء الله الطاعونُ ولا الدجالُ، والملائكة يحرسونها على أنقابها وأبوابها, ولا يحل لأحد أن يحمل فيها سلاحاً لقتال". وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. 517 - (5311) قال الحافظ: ويجوز أخذ العلف لحديث أبي سعيد في مسلم (1374) "ولا يُخْبط فيها شجرة إلا لِعَلْف" ولأبي داود من طريق أبي حسان عن علي نحوه" (¬2) حديث علي تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "المؤمنون تتكافأ دماؤهم ... " 518 - (5312) قال الحافظ: وفي حديث جابر عند مسلم (1362) "لا يُقطع عِضَاهُهَا ولا يُصاد صيدها" ونحوه عنده عن سعد" (¬3) حديث جابر تقدم قبل حديثين. وحديث سعد أخرجه مسلم (1363) من طريق عامر بن سعد عن أبيه مرفوعاً "إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يُقطع عضاهُها أو يُقتل صيدُها" ¬

_ (¬1) 4/ 454 (¬2) 4/ 455 (¬3) 4/ 455

باب من رغب عن المدينة

519 - (5313) قال الحافظ: .... بخلاف غيره من المذنبين بأن يفديه من النار بيهودي أو نصراني كما رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري" (¬1) أخرجه مسلم (2767) من طريق أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه مرفوعاً: "إذا كان يومُ القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم، يهودياً أو نصرانياً، فيقول: هذا فِكاكلك من النار" باب من رغب عن المدينة 520 - (5314) قال الحافظ: وله من حديث حذيفة بن أسيد "أنهما يفقدان الناس يقولان: ننطلق إلى بني فلان، فيأتيانهم فلا بجدان أحداً فيقولان: ننطلق إلى المدينة، فينطلقان فلا يجدان بها أحداً، فينطلقان إلى البقيع فلا يريان إلا السباع والثعالب" (¬2). هو عن حذيفة بن أسيد قوله، أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 282) عن أبي داود الطيالسي ثنا المسعودي أخبرني فرات عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال: آخر الناس محشراً رجلان من مزينة، يفقدان الناس ... ورواته ثقات إلا أن المسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله كان قد اختلط، وسماع الطيالسي منه بعد الاختلاط. وفرات هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز، وأبو الطفيل اسمه عامر بن واثلة. 521 - (5315) قال الحافظ: وروى مسلم من حديث حذيفة أنه لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عمن يخرج أهل المدينة من المدينة" (¬3) أخرجه مسلم (4/ 2217) من طريق عبد الله بن يزيد بن زيد الخَطْمي عن حذيفة قال: أخبرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهلَ المدينة من المدينة؟ ... ¬

_ (¬1) 4/ 457 (¬2) 4/ 463 (¬3) 4/ 463

كتاب الصوم

كتاب الصوم باب فضل الصوم 522 - (5316) قال الحافظ: وللنسائي من حديث عائشة "وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الصاد فانظر حديث "الصيام جنة من النار" 523 - (5317) قال الحافظ: وأخرج أحمد هذه الزيادة من حديث بشير بن الخَصَاصِيَة" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (1235) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن جُري بن كليب عن بشير بن الخصاصية. قال: وحدثنا أصحابنا عن أبي هريرة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يروي عن ربه تعالى: "الصوم جنة يجن بها عبدي من النار، والصوم لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، والذي نفسي بيده لخُلوف فم الصائم عند الله عز وجل يوم القيامة أطيب من ريح المسك" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3291) من طريق شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة مختصراً. ¬

_ (¬1) 5/ 6 (¬2) 5/ 7

باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟

ورواته ثقات غير جري بن كليب فهو مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن المديني: مجهول، لا أعلم روى عنه غير قتادة وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه. 524 - (5318) قال الحافظ: روى الحسن بن سفيان في "مسنده" والبيهقي في "الشعب" من حديث جابر في أثناء حديث مرفوع في فضل هذه الأمة في رمضان، "وأما الثانية فإنّ أخلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك" قال المنذري: إسناده مقارب" (¬1) ضعيف أخرجه ابن شاهين في"فضائل شهر رمضان" (19) والبيهقي في "الشعب" (3331) وفي "فضائل الأوقات" (36) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1820) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا الهيثم بن الحواري عن زيد العَمِّي عن أبي نَضْرة قال: سمعت جابر بن عبد الله رفعه "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي: أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة فإنّ الله عز وجل يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي، أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعاً" فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر؟ فقال:؛ لا، ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وُفُّوا أجورهم" وإسناده ضعيف لضعف زيد العمي. باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟ 525 - (5319) قال الحافظ: ونحوه للبيهقي من حديث ابن مسعود، وقال فيه "فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب الشهر كله" (¬2) ضعيف ¬

_ (¬1) 5/ 7 (¬2) 5/ 15

باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا

أخرجه حميد بن زنجويه في "الترغيب" (لسان الميزان 6/ 143) والبيهقي في "الشعب" (3334) وفي "فضائل الأوقات" (51) من طريق نَاشِب بن عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان عن رِبْعي بن حِرَاش عن ابن مسعود مرفوعاً "إذا كان أولُ ليلة من شهر رمضان فتّحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب واحد الشهرَ كله، وغلقت أبواب النار فلم بفتح منها باب واحد الشهرَ كله، وغُلّت عتاةُ الجن، ونادى مناد من السماء كلَّ ليلة إلى انفجار الصبح: يا باغي الخير يمِّم وأبشر، ويا باغي الشر أقصر وأبصر، هل من مستغفر يغفر له، هل من تائب يتوب عليه، هل من داع يستجاب له، هل من سائل يعطى سؤله؟، ولله عند كل فطر من شهر رمضان كل ليلة عتقاء من النار، ستون ألفاً، فإذا كان يوم الفطر أعتق مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفاً ستين ألفاً". وإسناده ضعيف لضعف ناشب بن عمرو. باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً 526 - (5320) قال الحافظ: وقد وقعت هذه الزيادة أيضاً في حديث عُبادة بن الصامت عند الإِمام أحمد من وجهين، وإسناده حسن" (¬1) له عن عبادة طرق: الأول: يرويه عبد الله بن محمد بن عَقيل بن إبي طالب عن عمر بن عبد الرحمن عن عبادة أنه قال: يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة القدر؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هي في رمضان، التمسوها في العشر الأواخر فإنها وتر، في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر ليلة، فمن قامها إيماناً واحتساباً (¬2) غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" أخرجه أحمد (5/ 318 و321 و324) والهيثم بن كليب (1288 و1289) والطبراني في "الكبير" (الخصال المكفرة ص 57) وابن مردويه (الخصال المكفرة ص 58) والخطيب في "الموضح" (2/ 294) والشجري في "أماليه" (2/ 43) من طرق عن ابن عقيل به. قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق" المجمع 3/ 175 ¬

_ (¬1) 5/ 17 (¬2) زاد أحمد في الموضع الأول "ثم وفقت له".

وقال ولي الدين العراقي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن، يرويه عمر بن عبد الرحمن، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ليس بابن عوف. وقال الطبراني: أظنه ابن الحارث بن هشام" طرح التثريب 4/ 163 - الرسائل المنيرية 2/ 271. قلت: أما ابن عقيل فهو مختلف فيه، لكن ضعفه الجمهور، وأما عمر بن عبد الرحمن فذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راوياً إلا ابن عقيل، وكذلك لما ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما لم يذكرا عنه راوياً إلا ابن عقيل، ولم يحكيا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول. الثاني: يرويه بَحير بن سعد الحمصي عن خالد بن مَعْدان عن عبادة رفعه "ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهنّ ابتغاء حِسْبتهنَّ، فإنَّ الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلةُ وتر، تسعٍ أو سبعٍ أو خامسةٍ أو ثالثةٍ أو آخرِ ليلة" وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بَلْجَة كأنَّ فيها قمراً ساطعاً ساكنةٌ ساجيةٌ، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يُرمى به حتى يُصح، وإنَّ أَمارتَها أنَّ الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاع مثلَ القمر ليلةَ البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذٍ" أخرجه أحمد (5/ 324) عن حَيْوة بن شريح الحمصي وابن نصر في "قيام رمضان" (ص 232 - 233 و238) عن إسحاق بن راهويه كلاهما عن بقية بن الوليد ثني بحير به. قال ابن كثير: وهذا إسناد حسن، وفي المتن غرابة، وفي بعض ألفاظه نكارة" التفسير 4/ 531 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 175 قلت: وهو كما قال، إلا أن فيه انقطاعاً بين خالد بن معدان وعبادة بن الصامت. قال أبو حاتم: لم يصح سماع خالد بن معدان من عبادة" المراسيل ص 52 الثالث: يرويه محمد بن عبادة بن الصامت عن أبيه رفعه "ليلة القدر في رمضان من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي ليلة وتر لثالثة أو خامسة أو سابعة أو تاسعة، ومن أمارتها أنها ليلة بلجة صافية ساكنة لا حارة ولا باردة، كأنّ فيها قصر، ولا يحل لنجم أن يرمى به في تلك الليلة حتى الصباح، ومن أمارتها أن الشمس تطلع صبيحتها مستوية لا شعاع لها، كأنها القمر ليلة البدر، وحرّم الله على الشيطان أن يخرج معها"

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا رأيتم الهلال فصوموا

أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 386) والبيهقي في "الشعب" (3420) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت معاوية بن يحيى عن الزهري عن محمد بن عبادة به. قال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف" قلت: معاوية بن يحيى هو الصَّدَفِي قال أبو داود وغير واحد: ضعيف. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا رأيتم الهلال فصوموا 527 - (5321) قال الحافظ: وله شاهد من وجه آخر أخرجه إسحاق بن راهويه من رواية سِمَاك عن عكرمة، ومنهم من وصله بذكر ابن عباس فيه" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 72) عن وكيع عن سفيان عن سماك عن عكرمة قال: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 397) من طريق أحمد بن عمر الوكيعي عن وكيع وزاد فيه: عن ابن عباس. وقال: تابعه أحمد بن عاصم الطبراني عن وكيع، ورواه إسحاق بن راهويه عن وكيع فلم يجاوز به عكرمة، وكذلك رواه يحيى القطان عن الثوري لم يذكر فيه ابن عباس" قلت: وسماك مختلف فيه، وتكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة. 528 - (5322) قال الحافظ: وله شواهد من حديث حذيفة عند ابن خزيمة، وأبي هريرة وابن عباس عند أبي داود والنسائي وغيرهما، وعن أبي بكرة وطلق بن علي عند البيهقي، وأخرجه من طريق أخرى عنهم وعن غيرهم" (¬2) حديث حذيفة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال ... " وحديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الباب المذكور من طريق محمد بن زياد المدني عن أبي هريرة بلفظ "فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" ¬

_ (¬1) 5/ 21 (¬2) 5/ 21 - 22

ومن هذا الطريق أخرجه النسائي (4/ 107) وابن حبان (3442) بلفظ "فاقدروا ثلاثين" وفي لفظ للنسائي والبيهقي (4/ 20) "فعدوا ثلاثين" وأخرجه مسلم (1581) من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة بلفظ "فصوموا ثلاثين يوماً" وعنده أيضاً من طريق عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة بلفظ "فعدوا ثلاثين" وبهذا اللفظ أخرجه ابن خزيمة (1908) وابن حبان (3443 و3459) وغيرهما من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة. وحديث ابن عباس سيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعده. وحديث أبي بكرة أخرجه الطيالسي (ص 118) عن عمران بن دَاوَر القطان عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة رفعه "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوماً" وأخرجه أحمد (5/ 42) عن الطيالسي به وزاد "والشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد" وأخرجه البزار (3646) والبيهقي (4/ 206) من طرق عن الطيالسي به. ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الكبير" (المجمع 3/ 145) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الوجه، ولا حدث به عن قتادة إلا عمران القطان" قلت: وهو مختلف فيه، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. وحديث طلق بن علي أخرجه مسدد في "مسنده" (الإتحاف 2928) عن محمد بن جابر اليمامي عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه رفعه "جعل الله الأهلة مواقيت، فإذا رأيتم الهلال صوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة" وأخرجه أحمد (4/ 23) والطحاوي في "المشكل" (3777) وفي "شرح المعاني" (1/ 437 - 438) والطبراني في "الكبير" (8237 و8238) والدارقطني (2/ 163) والبيهقي (¬1) (4/ 208) من طرق عن محمد بن جابر به. زاد البيهقي وغيره "ثلاثين" ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن محمد بن جابر.

قال الدارقطني: محمد بن جابر ليس بالقوي ضعيف" قلت: تابعه موسى بن عمير عن قيس بن طلق عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن نتقدم قبل رمضان بصوم يوم حتى يروا الهلال أو تفي العدة، ثم لا نفطر حتى يروه أو تفي العدة" أخرجه الطبراني (8258) عن أحمد بن عمرو الزئبقي البصري ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا عبد الرحمن بن عوف بن حبان ثني أبي عن موسى بن عمير به. قال الهيثمي: وفيه من لا أعرفه" المجمع 3/ 148 529 - (5323) قال الحافظ: ويؤيد ذلك قوله في الرواية الأخرى "فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا العدة ثلاثين، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً" أخرجه أحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة وأبو يعلى من حديث ابن عباس هكذا، ورواه الطيالسي من هذا الوجه بلفظ "ولا تستقبلوا رمضان بصوم يوم من شعبان" وروى النسائي من طريق محمد بن حنين عن ابن عباس بلفظ "فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" (¬1) حديث ابن عباس هذا ذكره الحافظ هنا من طريقين: الأول: رواية سِمَاك بن حرب عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس رفعه "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فان حال بيكم وبينه سحابة أو ظلمة فأكملوا العدة: عدة شعبان، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً، ولا تَصِلوا رمضان بيوم من شعبان" وفي لفظ: "فإن حال دونه غَيَاية فأكملوا العدة، والشهر تسع وعشرون" وفي لفظ: "فأكملوا ثلاثين يوماً" وفي لفظ: "فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين، ثم صوموا, ولا تصوموا قبله يوماً" أخرجه الطيالسي (ص 348) وابن أبي شيبة (3/ 20) وأحمد (1/ 226 و258) والدارمي (1690) وأبو داود (2327) والترمذي (688) والنسائي (4/ 110 و126 - 127) وفي، الكبرى" (2439 و2440 و2499) وأبو يعلى (2355) وابن خزيمة (1912) والطوسي في "مختصر الأحكام" (635) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 436) وفي "المشكل" (3767) وابن حبان (3590 و3594) والطبراني في "الكبير" (11754 و11755 و11756 و11757) والدارقطني (2/ 157 - 158) والحاكم (1/ 424 - 425) ¬

_ (¬1) 5/ 23

والبيهقي (4/ 207 و208) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 35 و36 و36 - 37) والشجري في "أماليه" (2/ 37 و44) والبغوي في "شرح السنة" (1716) من طرق (¬1) عن سماك به. قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عبد البر: حديث صحيح" قلت: سماك مختلف فيه، وقد تُكلم في روايته عن عكرمة. قال الذهبي في "سير الأعلام" (5/ 248): سماك عن عكرمة عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة، ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك، ولا ينبغي أن تعد صحيحة؛ لأنّ سماكاً إنما تكلم فيه من أجلها" ولم ينفرد به بل تابعه أشعث بن سوَّار الكندي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "لا تصوموا قبل رمضان، وصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه غياية فأكملوا ثلاثين" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11706) و"الأوسط" (5736) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا صالح بن زياد السوسي ثنا خلف بن تميم ثنا أبو الأحوص عن أشعث به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أشعث إلا أبو الأحوص، ولا عن أبي الأحوص إلا خلف بن تميم، تفرد به صالح بن زياد" قلت: إسناده ضعيف لضعف أشعث، وقد رواه ابن أبي شيبة وغيره عن أبي الأحوص فقالوا: عن سماك، وهو الصواب. الثاني: رواية محمد بن حُنَين عن ابن عباس. رواها عمرو بن دينار المكي واختلف عنه: - فقال ابن جريج: عن عمرو بن دينار أنه سمع محمد بن حنين يقول: كان ابن عباس ينكر أن يُتَقَدَّمَ في صيام رمضان إذا لم يروا الهلال، هلال شهر رمضان، ويقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا لم تروا الهلال، فأكملوا ثلاثين يوماً" ¬

_ (¬1) رواه شعبة وزائدة بن قدامة الكوفي وأبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي وحازم بن الوليد البجلي وأبو يونس حاتم بن أبي صغيرة والحسن بن صالح بن حي والوليد بن أبي ثور عن سماك.

أخرجه عبد الرزاق (7302) عن ابن جريج به. وأخرجه أحمد (¬1) (1/ 367) عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر البُرْساني قالا: أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار به. وأخرجه ابن الجارود (375) عن محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف السلمي قالا: ثنا عبد الرزاق به. وتابعه زكريا بن إسحاق المكي ثنا عمرو بن دينار أنّ محمد بن حنين أخبره أنه سمع ابن عباس رفعه "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فعدوا ثلاثين" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 436) وفي "المشكل" (3764 م) والبيهقي (4/ 207) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 37) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 420 - 421) من طرق عن رَوح بن عُبادة البصري ثنا زكريا بن إسحاق به. - ورواه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار فلم يذكر محمد بن حنين. أخرجه النسائي (4/ 109) وفي "الكبرى" (2434) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 436) وابن المقرىء في "المعجم" (249) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 352) - ورواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه: • فرواه أحمد (1/ 221) عن سفيان عن عمرو عن محمد بن حنين عن ابن عباس. وتابعه. 1 - إبراهيم بن بشار الرَّمَادي ثنا سفيان به. أخرجه الطحاوي (1/ 436) وفي "المشكل" (3765) 2 - محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء. أخرجه النسائي (¬2) (4/ 109) وفي "الكبرى" (2435) • ورواه غير واحد عن سفيان فقالوا فيه: عن محمد بن جبير، منهم: ¬

_ (¬1) ووقع عنده "محمد بن جبير" (¬2) وأخرجه النسائي أيضاً (4/ 109) عن ابن المقرىء فلم يذكر: محمد بن حنين. ولم يخرجه في "الكبرى" ولا ذكره المزي في "التحفة".

1 - الشافعي في "السنن المأثورة" (341) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 302) ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3764) والبيهقي في "معرفة السنن" (6/ 235 و236) والشجري في "أماليه" (2/ 37) 2 - الحميدي (513) 3 - أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي. أخرجه أبو يعلى (2388) 4 - أبو قدامة عبيد الله بن سعيد السَّرخسي. أخرجه الدارمي (1693) قال المزي: وقع في بعض نسخ سنن النسائي المتأخرة "محمد بن حنين" وهو خطأ، والصواب "محمد بن جبير"، وهو ابن مطعم. هكذا وقع في الأصول القديمة من كتاب النسائي، وكذلك هو في مسند أحمد وغيره" تهذيب الكمال 25/ 120 - 121 كذا قال، والصواب عندي أنه محمد بن حنين (¬1)، فقد ذكر غير واحد أنه يروي عن ابن عباس وعنه عمرو بن دينار، منهم: 1 - الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 371) 2 - الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 420 - 421) 3 - ابن ماكولا في "الإكمال" (2/ 27) وهكذا وقع في رواية ابن جريج وزكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار بأنه محمد بن حنين، واختلف عن ابن عيينة كما تقدم. 530 - (5324) قال الحافظ: وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس ما يشهد له" (¬2) أخرجه مسلم (1087) من طريق كُريب بن أبي مسلم القرشي أنّ أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام. قال: فقدمت الشام، فقضيت حاجتها، واستُهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت ¬

_ (¬1) انظر "النكت الظراف" 5/ 230 - 231 "تهذيب التهذيب" 9/ 136 (¬2) 5/ 24

باب المباشرة للصائم

الهلال ليلةَ الجمعة، ثم قدمت المدينهَ في آخر الشهر، فسألني ابن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاويةُ، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باب المباشرة للصائم 531 - (5325) قال الحافظ: فيه حديثان مرفوعان فيهما ضعف، أخرج أحدهما أبو داود من حديث أبي هريرة، والآخر أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص" (¬1) صحيح ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث عائشة فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي العَنْبس عن الأغر عن أبي هريرة أنَّ رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المباشرة للصائم فرخص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ، والذي نهاه شاب. أخرجه أبو داود (2387) وإبن عدي (1/ 415) والبيهقي (4/ 231 - 332) وفي "معرفة السنن" (6/ 281) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري والبيهقي (4/ 232) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة كلاهما عن إسرائيل به وإسناده صحيح، أبو العنبس واسمه الحارث بن عبيد بن كعب وثقه ابن معين وابن حبان، والأغر هو أبو مسلم المديني وثقه العجلي والبزار وغيرهما. ¬

_ (¬1) 5/ 53

الثاني: يرويه عباد بن صهيب البصري عن عثمان البُرِّي عن سعيد المَقْبُري عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سأله الشاب عن القبلة نهاه، وإذا سأله الشيخ رخص له، وقال: "إنّ الشاب ليس كالشيخ" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8416) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا سعيد المقبري، ولا عن المقبري إلا عثمان البري، تفرد به عباد" وقال الهيثمي: وفيه عباد بن صهيب وهو متروك" المجمع 3/ 166 وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 185 و220 - 221) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 174) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 137) من طرق (¬1) عن ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن قيصر بن أبي حزرة التُّجِيْبي عن ابن عمرو (¬2) قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فجاء شاب فقال: يا رسول الله، أُقَبِّلُ وأنا صائم؟ قال: "لا" فجاء شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال: "نعم" قال: فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد علمت لم نظر بعضكم إلى بعض، إنَّ الشيخ يملك نفسه" وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث عائشة فأخرجه البيهقي (4/ 232) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني أبان البجلي عن أبي بكر بن حفص عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص في القُبْلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب وقال: "الشيخ يملك إربه، والشاب يفسد صومه" وإسناده ضعيف لانقطاعه، قال أبو حاتم: لم يسمع أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد من عائشة. ¬

_ (¬1) رواه موسى بن داود الضبي وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وعمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة. (¬2) وقع عند ابن عبد الحكم: عن ابن عمر. وقال: وخالف أسد بن موسى في هذا الحديث فقال: ابن عمرو. وكأني رأيت المصريين يقولون: هو ابن عمر".

باب اغتسال الصائم

باب اغتسال الصائم 532 - (5326) قال الحافظ: أما أنس فرواه الترمذي من طريق أبي عاتكة عن أنس مرفوعاً، وضعفه" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الترمذي (726) من طريق الحسن بن عطية بن نجيح القرشي ثنا أبو عاتكة عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: اشتكت عيني، أفأكتحل وأنا صائم؟ قال: "نعم" وقال: حديث أنس حديث ليس إسناده بالقوي، ولا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب شيء، وأبو عاتكة يضعف" قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث. باب إذا جاع في رمضان 533 - (5327) قال الحافظ: وفي مرسل ابن المسيب عند الدارقطني: ويحثي على رأسه التراب. وقال: وقد وقع في مرسل ابن المسيب عند سعيد بن منصور: أصبت امرأتي ظهراً في رمضان. وقال: وفي حديث سعيد قال: لا أقدر. وقال: وأما ما رواه الدارقطني من طريق شريك عن إبراهيم بن عامر عن سعيد بن المسيب في هذه القصة مرسلاً أنه قال في جواب قوله: هل تستطيع أن تصوم؟ إني لأدع الطعام ساعة فما أطيق ذلك. ففي إسناده مقال. وقال: وورد ذكر البدنة في مرسل سعيد بن المسيب عند مالك في "الموطأ" عن ¬

_ (¬1) 5/ 56

عطاء الخراساني عنه، وهو مع إرساله قد رده سعيد بن المسيب وكذب من نقله عنه كما روى سعيد بن منصور عن ابن علية عن خالد الحذاء عن القاسم بن عاصم، قلت لسعيد بن المسيب: ما حديث حدثناه عطاء الخراساني عنك في الذي وقع على امرأته في رمضان أنه يعتق رقبة أو يهدي بدنة؟ فقال: كذب، فذكر الحديث. وهكذا رواه الليث عن عمرو بن الحارث عن أيوب عن القاسم بن عاصم، وتابعه همام عن قتادة عن سعيد. وقال: وعند الدارقطني من طريق داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب مرسلاً: فأتى رجل من ثقيف. وقال: وكذا هو عند مالك وعبد الرزاق في مرسل سعيد بن المسيب، وفي مرسله عند الدارقطني الجزم بعشرين صاعاً. وقال: ونحوه في مرسل سعيد بن المسيب من رواية داود بن أبي هند عنه عند الدارقطني. وقال: وفي مرسل سعيد من رواية داود بن أبي هند عنه: والله ما لعيالي من طعام" (¬1) مرسل وله عن سعيد بن المسيب طرق: الأول: يرويه داود بن أبي هند قال: سمعت سعيد بن المسيب أن رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال: "هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ " قال: لا، قال: "فهل تستطيع أن تُهدي هدياً إلى البيت؟ " قال: لا، قال: "فاجلس" فأتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رجل بِعَرَق بعشرين صاعاً من طعام، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خذ هذا فأطعمه عنك" قال: يا نبي الله، والله ما لعيالي من طعام، قال: "فأطعمه عيالك" أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 245) عن إبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي ثنا عمر بن شبة ثنا عبد الوهاب ثنا داود به. وإسناده إلى سعيد صحيح إن كان عبد الوهاب هو الثقفي، وإن كان الخفاف فالإسناد حسن. الثاني: يرويه عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب أنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضرب نحوه، وينتف شعره، ويقول: هلك الأبعدُ. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ¬

_ (¬1) 5/ 66 و67 و68 و69 و70 و71 و72 و73.

"وما ذاك؟ " فقال: أصبت أهلي وأنا صائم في رمضان، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل تستطيعُ أن تُعتق رقبة؟ " فقال: لا، فقال: "هل تستطيع أن تُهدي بَدَنَة؟ " قال: لا، قال: "فاجلس" فأُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعَرَق تمر". فقال: "خذ هذا فتصدق به" فقال: "ما أحد أحوجَ مني، فقال: "كُلْهُ، وصم يوماً مكان ما أصبت". قال عطاء: فسألت سعيد بن المسيب: كم في ذلك العرق من التمر؟ فقال: ما بين خمسة عشر صاعاً إلى عشرين. رواه مالك (1/ 297) عن عطاء به. ورواه الشافعي في "الأُم" (2/ 84) عن مالك به. وأخرجه البيهقي (4/ 227) وفي "معرفة السنن" (6/ 266 - 267) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 209) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي عن مالك به. وأخرجه عبد الرزاق (7458) عن مَعْمَر بن راشد و (7459) عن ابن جريج كلاهما عن عطاء الخراساني قال: سمعت ابن المسيب به. (¬1) وأخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 246) من طريق همام بن يحيى العَوْذي أنبأ قتادة أنّ محمد بن عتيق وسعيد بن يزيد حدثاه قالا: قلنا لسعيد بن المسيب: إنّ عطاء الخراساني حدثنا عنك بالذي وقع على أهله في رمضان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "أعتق رقبة" قال: كذب عطاء، إنما قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تصدق، تصدق، تصدق" قال: ما أجد شيئاً، قال: فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكتل فيه قريب من عشرين صاعاً فقال: "تصدق بهذا". محمد بن عتيق ما عرفته، وسعيد بن يزيد قال ابن المديني: شيخ بصري لا أعرفه. والباقون ثقات. واختلف فيه على عطاء الخراساني: ¬

_ (¬1) قال ابن عبد البر: قوله في هذا الحديث "هل تستطيع أن تهدي بدنة؟ " غير محفوظ في الأحاديث المسندة الصحاح، وذكر البدنة هو الذي أنكر على عطاء في هذا الحديث" التمهيد 21/ 8.

فقال عبد الجبار بن عمر الأيلي: أخبرني يحيى بن سعيد وعطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 245) والبيهقي (4/ 226) من طريق سعيد بن أبي مريم المصري ثنا عبد الجبار به. ورواه عبد الله بن وهب عن عبد الجبار فلم يذكر عطاء الخراساني. أخرجه ابن ماجه (1/ 534) والأول أصح، وعبد الجبار بن عمر قال أبو داود: غير ثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال الدارقطني: متروك. الثالث: يرويه إبراهيم بن عامر بن مسعود القرشي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويله، وينتف شعره، فقال: يا رسول الله، وقعت بأهلي في رمضان، فقال: "أعتق رقبة" قال: لا أجده، قال: "فصم شهرين متتابعين" قال: لا أستطيع، قال: "أطعم ستين مسكيناً" قال: لا أجد، فأُتي النبي-صلى الله عليه وسلم- بمكتل فقال: "تصدق بهذا" فقال: يا نبي الله، ما بين لابتيها قوم أفقر منا، قال: "أطعمه أهلك" أخرجه أحمد (2/ 208) والدارقطني (2/ 190) وفي "العلل" (10/ 238 و243 - 244 و244) والبيهقي (4/ 225 و226) وابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 10) من طرق عن إبراهيم بن عامر به. وإسناده إلى سعيد صحيح. الرابع: يرويه القاسم بن عاصم البصري عن سعيد بن المسيب أنّ رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر أنه وقع على امرأته في رمضان، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أمر به صاحب الظهار. أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 245) من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة عن القاسم به. وأخرجه سعيد بن منصور (التمهيد 21/ 8) وأبو داود في "المراسيل" (تحفة 13/ 209) من طريق إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن القاسم بن عاصم قال: قلت لسعيد بن المسيب: حديث حدثناه عنك عطاء الخراساني، قال: ما هو؟ قلت: في الذي وقع على امرأته في رمضان ... وذكر الحديث. وإسناده إلى سعيد صحيح. - ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن القاسم بن عاصم واختلف عنه:

• فقال أبو صالح عبد الله بن صالح المصري: ثني الليث عن عمرو بن الحارث عن أيوب عن القاسم بن عاصم أنه قال لسعيد بن المسيب: إنّ عطاء بن أبي رباح حدثني أنّ عطاء الخراساني حدثه عنك في الرجل الذي أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أفطر في رمضان أنه أمره بعتق رقبة قال: لا أجدها، قال: "فاهد جزوراً" قال: لا أجدها، قال: "فتصدق بعشرين صاعاً من تمر" فقال له سعيد: كذب الخراساني، إنما قلت: فقال: "تصدق، تصدق". أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 247) • ورواه حماد بن زيد عن أيوب فلم يذكر عطاء بن أبي رباح. ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 9) وهذا أصح. الخامس: يرويه المطلب بن أبي وَدَاعة السهمي عن سعيد بن المسيب قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أصبت امرأتي في رمضان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تب إلى الله واستغفره، وتصدق واقض يوماً مكانه" أخرجه سعيد بن منصور (التلخيص الحبير 2/ 207) عن عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي عن محمد بن عجلان عن المطلب به. ورواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن ابن عجلان فقال فيه: إني أفطرت يوماً من رمضان. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 104 - 105) وتابعه يحيى القطان عن ابن عجلان به. أخرجه مسدد (المطالب 1057) والمطلب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. السادس: يرويه طلق بن حبيب العَنَزي عن سعيد بن المسيب قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول الله، إني وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم ... أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة 13/ 258) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن طلق به.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 245) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش قال: سمعت طلق بن حيب به. وطلق صدوق، والباقون ثقات. السابع: يرويه سفيان الثوري عن حببب بن أبي ثابت عن سعيد بن المسيب قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني واقعت امرأتي في رمضان ... رواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (المصنف 7460) عن سفيان به. ورواه أحمد بن يوسف السلمي عن عبد الرزاق ثنا سفيان عن الأعمش وحبيب بن أبي ثابت عن طلق بن حبيب عن سعيد بن المسيب. أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 244) وهكذا رواه مؤمل بق إسماعيل البصري ثنا سفيان به. أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 244) ورواه مهران بن أبي عمر الرازي عن سفيان ثني إبراهيم بن عامر وحبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن المسيب. أخرجه ابن خزيمة (1951) وابن عدي (6/ 2454) والدراقطني في "العلل" (10/ 339) الثامن: يرويه قتادة عن سعيد بن المسيب أنّ الرجل الذي وقع على أهله في رمضان في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سلمان بن صخر -أحد بني بياضة- فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تصدق" أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/ 12) من طريق أبي الجُمَاهر محمد بن عثمان الدمشقي: سمعت سعيد بن بشير يقول: عن قتادة به. وقال: أظن هذا وهماً، لأنّ المحفوظ أنه ظاهر من امرأته ثم وقع عليها, لا أنه كان ذلك منه في رمضان" قلت: سعيد مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن. التاسعة يرويه عطاء بن يسار عن سعيد بن المسيب أنّ رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أفطرت في رمضان متعمداً ... أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/ 345) من طريق شداد بن حكيم البلخي عن زفر عن أبي حنيفة عن عطاء به.

ورواته ثقات غير أبي حنيفة فقد ضعفه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم، واختلف فيه قول ابن معين. العاشر: يرويه رجل لم يسم عن سعيد بن المسيب في الذي يقع على أهله في رمضان قال: قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أعتق رقبة" قال: لا أجد، قال: "فتصدق بشيء" قال: لا أعلمه إلا قال: "فاقض يوماً مكانه" أخرجه عبد الرزاق (7466) عن مَعْمر بن راشد عن أيوب السَّخْتِيَاني عن رجل عن ابن المسيب به. ورواته ثقات غير الذي لم يسم. 534 - (5328) قال الحافظ: وفي حديث ابن عمر: فقال: والذي بعثك بالحق ما ملكت رقبة قط. وقال: وفي حديث ابن عمر: قال: والذي بعثك بالحق ما أشبع أهلي. وقال: وقد بين ابن عمر في حديثه ذلك فزاد فيه: إلى من أدفعه؟ قال: "إلى أفقر من تعلم" أخرجه البزار والطبراني في "الأوسط". وقال: ووقع في حديث ابن عمر المذكور: ما بين حرتيها" (¬1) أخرجه أبو يعلى (5725) عن سهل بن زَنْجَلة الرازي ثنا الصَّبَّاح بن محارب عن هارون بن عنترة عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أفطرت يوماً من رمضان، قال: "من غير عذر ولا سفر؟ " قال: نعم، قال: "بئس ما صنعت" قال: أجل، فما تأمرني؟ قال: "أعتق رقبة قال: والذي بعثك بالحق ما ملكت رقبة قط، قال: "فصم شهرين متتابعين" قال: فلا أستطيع ذلك، قال: "فأطعم ستين مسكيناً" قال: والذي بعثك بالحق ما أُشبع أهلي. قال: فأُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بمِكْتَل فيه تمر فقال: "تصدق بهذا على ستين مسكيناً" قال: إلى من أدفعه؟ قال: "إلى أفقر من تعلم" قال: والذي بعثك بالحق ما بين قُتْرَيها أهلُ بيت أحوجُ منا، قال: "فتصدق به على عيالك". ¬

_ (¬1) 5/ 67 - 68 و68 و73

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8180) عن موسى بن هارون الحمّال ثنا سهل بن زنجلة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حبيب إلا هارون، تفرد به الصباح بن محارب" وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات المجمع 3/ 168 - مختصر الإتحاف 4/ 279 قلت: الصباح صدوق، وحبيب مدلس وقد عنعن. 535 - (5329) قال الحافظ: وفي حديث سعد قال: لا أقدر" (¬1) أخرجه البزار (1107) والدارقطني (2/ 208 - 209) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، إني هلكت، أفطرت في شهر رمضان متعمداً، قال: "أعتق رقبة" قال: لا أجد، قال: "صم شهرين متتابعين" قال: لا أقدر، قال: "فأطعم ستين مسكيناً" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه إلا الواقدي، والواقدي فقد تكلم فيه أهل العلم" قلت: كذبه أحمد والنسائي، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث. وتابعه أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني عن أبي بكر بن إسماعيل به. أخرجه الدارقطني (2/ 208 - 209) من طريق عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثنا ابن أبي أويس ثني أبي به. وعبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الإحتجاج به. 536 - (5330) قال الحافظ: وفي مرسل الحسن عند سعيد بن منصور: بتمر من تمر الصدقة" (¬2) مرسل أخرجه عبد الرزاق (7463) عن مَعْمر بن راشد عن الحسن وقتادة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رقبة، ثم بدنة، ثم ذكر نحو حديث الزهري. ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 5/ 68 (¬2) 5/ 70

537 - (5331) قال الحافظ: ووقع في مرسل عطاء بن أبي رباح وغيره عند مسدد: فأمر له ببعضه" (¬1) مرسل أخرجه مسدد (المطالب 1056) عن حماد بن زيد عن عبد الرحمن السراج عن عطاء وعمرو بن شعيب قالا: إنّ رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هلكت! قال -صلى الله عليه وسلم-: "وما أهلكك؟ " قال: وقعت على امرأتي في رمضان. قال: وأُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحمار عليه تمر فأمر له ببعضه فقال: "خذ هذا فتصدق به" قال: يا رسول الله، ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، قال: فضحك -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجده، ثم قال: "أطعمه أهلك، ويوم مكان يوم، واستغفر الله تعالى" وإسناده صحيح، وعبد الرحمن هو ابن عبد الله السراج. وخالفه الحجاج بن أرطأة فرواه عن عطاء وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أخرجه أحمد (2/ 208) والدارقطني في "العلل" (10/ 246) والبيهقي (¬2) (4/ 226) والأول أصح، وحجاج ضعيف. 538 - (5332) قال الحافظ: حديث علي عند الدارقطني "تطعم ستين مسكيناً، لكل مسكين مد" وفيه: فأُتي بخمسة عشر صاعاً فقال: "أطعمه ستين مسكيناً" وقال: في حديث علي: "وكله أنت وعيالك فقد كفر الله عنك" ولكنه حديث ضعيف لا يحتج بما انفرد به" (¬3) ضعيف أخرجه الدارقطني (2/ 208) عن أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عُقْدَة وعمر بن الحسن بن علي الشيباني المعروف بابن الأشُناني قالا: ثنا المنذر بن محمد بن المنذر ثني أبي ثني أبي ثني محمد بن الحسن بن علي بن الحسين ثني أبي عن أبيه عن جده عن علي أنّ رجلاً أتى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هلكت، فقال: "وما أهلكك؟ " قال: أتيت أهلي في رمضان، قال: "هل تجد رقبة؟ " قال: لا، قال: "فصم شهرين متتابعين" قال: لا أطيق الصيام، قال: "فأطعم ستين مسكيناً لكل مسكين ¬

_ (¬1) 5/ 71 (¬2) لم يذكر في روايته: عن عطاء. (¬3) 5/ 71 و74

باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر

مداً" قال: ما أجد، فأمر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمسة عشر صاعاً، قال: "أطعمه ستين مسكيناً" قال: والذي بعثك بالحق ما بالمدينة أهل بيت أحوج منا، قال: "فانطلق فكله أنت وعيالك، فقد كفر الله عنك" قال الحافظ: الحديث ضعيف لأن في إسناده من لا تعرف عدالته" التلخيص 2/ 208 قلت: المنذر بن محمد بن المنذر قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال أيضاً: ضعيف (لسان الميزان 6/ 90) 539 - (5333) قال الحافظ: ووقعت الزيادة أيضاً في مرسل سعيد بن المسيب ونافع بن جبير والحسن ومحمد بن كعب" (¬1) مرسل سعيد والحسن تقدما. ومرسل نافع بن جبير أخرجه عبد الرزاق (7462) عن ابن جريج عن نافع بن جبير أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "تصدق وصم يوماً مكانه" ومرسل محمد بن كعب أخرجه عبد الرزاق (7461) عن أبي معشر نجيح المدني عن محمد بن كعب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصوم يوماً مكانه حين أمره بالكفارة. واختلف فيه على أبي معشر، فرواه يزيد بن هارون الواسطي عن أبي معشر عن محمد بن كعب القُرَظي عن أبي هريرة. أخرجه الدارقطني (2/ 191) وفي "العلل" (10/ 246) وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن أبي معشر به. قاله الدارقطني في "العلل" (10/ 235) وقال في "السنن": أبو معشر هو نجيح وليس بالقوي". باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر 540 - (5334) قال الحافظ: ووقع عند مسلم في حديث جابر: فلما بلغ كُرَاع الغَميم" (¬2) ¬

_ (¬1) 5/ 75 (¬2) 5/ 83

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر

أخرجه مسلم (1114) من طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جابر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقَدَح من ماء فرفعه، حتى نظر الناس إليه، ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إنَّ بعض الناس قد صام، فقال: "أولئك العصاة، أولئك العصاة" 541 - (5335) قال الحافظ: ووقع في مسلم من حديث أبي سعيد اختلاف من الرواة في ضبط ذلك" (¬1) أخرجه مسلم (1116) من طرق عن قتادة عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لستَّ عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يَعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. وقال بعضهم: لثمانَ عشرة خلت. وقيل: في ثنتي عشرة. وقيل: لسبعَ عشرة أو تسع عشرة. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر 542 - (5336) قال الحافظ: كنزول آية السرقة في قصة سرقة رداء صفوان" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهاء فانظر حديث "هلا قبل أن تأتيني به". 543 - (5337) قال الحافظ: وزعم مغلطاي أنه أبو إسرائيل، وعزا ذلك لمبهمات الخطيب، ولم يقل الخطيب ذلك في هذه القصة، وإنما أورد حديث مالك عن حميد بن قيس وغيره أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً قائماً في الشمس فقالوا: نذر أن لا يستظل ولا يتكلم ولا يجلس ويصوم، الحديث. ثم قال: هذا الرجل هو أبو إسرائيل القرشي العامري، ثم ساق بإسناده إلى أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: ¬

_ (¬1) 5/ 84 (¬2) 5/ 87

باب متي يحل فطر الصائم

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة فنظر إلى رجل من قريش يقال له: أبو إسرائيل فقالوا: نذر أن يصوم ويقوم في الشمس، الحديث" (¬1) حديث حميد بن قيس تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "ما بال هذا؟ " وحديث ابن عباس أخرجه البخاري (فتح 14/ 401 - 402) باب متي يحل فطر الصائم 544 - (5338) قال الحافظ: وقد جاء أنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يراجع بعد ثلاث، وهو عند أحمد من حديث عبد الله بن أبي حَدْرَد في حديث أوله: كان ليهودي عليه دين" (¬2) أخرجه أحمد (3/ 423) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ثنا حاتم بن إسماعيل المدني ثنا عبد الله بن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم، فاستعْدَى عليه، فقال: يا محمد، إنَّ لي على هذا أربعة دراهم، وقد غلبني عليها، فقال: "أعطه حقه" قال: والذي بعثك بالحق ما أقدرُ عليها، قال: "أعطه حقه" قال: والذي نفسي بيده ما أقدرُ عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تُغْنمنا شيئاً، فأرجع فأقضه، قال: "أعطه حقه" قال: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قال ثلاثاً لم يُرَاجَع، فخرج به ابن أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابةٌ، وهو مُتَّزِرٌ بِبُرْد، فنزع العمامة عن رأسه، فاتزر بها، ونزع البردة، فقال: اشتر مني هذه البردة، فباعها منه بأربعة دراهم، فمرت عجوز، فقالت: مالك يا صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فأخبرها، فقالت: ها دونك هذا، ببرد عليها طرحته عليه. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 211) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. واختلف فيه على عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، فقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا سَحْبَل (¬3) بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبيه عن أبي حدرد الأسلمي قال ... ¬

_ (¬1) 5/ 88 - 89 (¬2) 5/ 100 (¬3) هو لقب عبد الله.

باب تعجيل الإفطار

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4509) و"الصغير" (655) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا قتيبة به. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي حدرد إلا بهذا الإسناد، تفرد به قتيبة" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا محمد بن أبي يحيى لم أجد له رواية عن الصحابة، فيكون مرسلاً صحيحاً" المجمع 4/ 129 - 130 قلت: ما أظن محمد بن أبي يحيى سمع من ابن أبي حدرد أو أبي حدرد، والله أعلم. باب تعجيل الإفطار 545 - (5339) قال الحافظ: زاد أبو ذر في حديثه "وأخروا السحور" أخرجه أحمد" (¬1) ضعيف أخرجه أحمد (5/ 147 و172) عن موسى بن داود الضبي ثنا ابن لَهيعة عن سالم بن غَيْلان عن سليمان بن أبي عثمان عن عدي بن حاتم الحمصي عن أبي ذر أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبلال "أنت يا بلال تؤذن إذا كان الصبح ساطعاً في السماء، فليس ذلك بالصُّبْح، إنما الصبح هكذا معترضاً" ثم دعا بسَحُوره فتسحر، وكان يقول: "لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور، وعجلوا الفطر" وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 140) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري ثنا ابن لهيعة به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو يعلى كما في "الإتحاف" (3/ 438) قال البوصيري: ومدار إسناده على سليمان بن أبي عثمان التُّجِيبي وهو مجهول" قلت: ذكره البخاري في "الكبير" فقال: عن حاتم بن عدي روى عنه سالم بن غيلان، إسناده مجهول. ¬

_ (¬1) 5/ 101

باب الوصال

وقال أبو حاتم: هؤلاء مجهولون. وإبن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. ولم ينفرد به: فمال أحمد (5/ 171): ثنا يحيى بن غيلان ثنا رِشدين بن سعد ثني عمرو بن الحارث. قال: وحدثني رشدين عن سالم بن غيلان التجيبي حدثه أنَّ سليمان بن أبي عثمان حدثه عن حاتم بن أبي عدي أو عدي بن حاتم الحمصي عن أبي ذر. ورشدين ضعيف كما قال ابن سعد وغير واحد. باب الوصال 546 - (5340) قال الحافظ: ونحوه في مرسل الحسن عند سعيد بن منصور" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 83) عن إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الوصال في الصيام، فقالوا: إنك تواصل، فقال: "إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" أو نحو هذا. ورواته ثقات، ويونس هو ابن عبيد البصري. باب التنكيل لمن أكثر الوصال 547 - (5341) قال الحافظ: ووقعت أيضاً كذلك عند سعيد بن منصور وابن أبي شيبة من مرسل الحسن بلفظ: "إني أبيت عند ربي" (¬2) انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) 5/ 106 (¬2) 5/ 110

باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع

باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع 548 - (5342) قال الحافظ: وأشار بذلك إلى حديث يروى عن سلمان في النهي عن التكلف للضيف، أخرجه أحمد وغيره بسند لين" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف النون فانظر حديث "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتكلف للضيف". باب صوم يوم الجمعة 549 - (5343) قال الحافظ: وله شاهد من حديث جُنَادة بن أبي أمية عند النسائي بإسناد صحيح بمعنى حديث جويرية" (¬2) أخرجه النسائي في "الكبرى" (2773) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 155) والطبراني في "الكبير" (2175) وأبو نعيم في "الصحابة" (1662) عن الليث بن سعد وابن أبي شيبة (3/ 44) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2297) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (332) والطبراني (2173 و2174) والحاكم (3/ 608) وأبو نعيم في "الصحابة" (1663) والمزي (5/ 511) عن محمد بن إسحاق المدني (¬3) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 209) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 79) والطبراني (2176) وأبو نعيم (1662) ¬

_ (¬1) 5/ 114 (¬2) 5/ 137 (¬3) رواه عبد الله بن نمير ويزيد بن هارون الواسطي وأحمد بن خالد الوهبي ويحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق. ووقع في رواية يزيد بن هارون: عن حذافة الأزدى. ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق فلم يذكر أبا الخير. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 232 و2/ 1/ 97) والنسائي في "الكبرى" (2774).

باب صوم يوم عرفة

عن عبد الله بن لَهيعة (¬1) ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليَزَني الحِمْيري عن حذيفة الأزدي البارقي عن جنادة بن أبي أمية الأزدي أنهم ولجوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم ثمانية يوم الجمعة، فدعا بطعام فأكل وقال "كلوا، قالوا: إنا صيام، قال: "أصمتم أمس؟ " قلنا: لا، قال: "فتصومون غداً؟ " قلنا: لا، فأمرهم فأفطروا، ثم رقى المنبر، ودعا بماء فشرب. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الحافظ: هذا الخبر صحيح" الإصابة 2/ 100 قلت: لم يخرج مسلم لحذيفة الأزدي شيئاً، وهو مجهول كما قال الذهبي في "الميزان" و"المغني" و"الديوان". باب صوم يوم عرفة 550 - (5344) قال الحافظ: وأصحها حديث أبي قتادة أنه يكفر سنة آتية وسنة ماضية، أخرجه مسلم وغيره" (¬2) أخرجه مسلم (1162) من طريق عبد الله بن معبد الزِّمَّاني عن أبي قتادة مرفوعاً: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده" وفي لفظ: "يكفر السنة الماضية والباقية" 551 - (5345) قال الحافظ: روى النسائي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ما ¬

_ (¬1) رواه أسد بن موسى المصري وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي عن ابن لهيعة بهذا الإسناد. ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن لهيعة فلم يذكر حذيفة الأزدي. أخرجه أبو نعيم (1662) واختلف عن يزيد بن أبي حيب، فرواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عنه عن أبي الخير عن جنادة عن حذيفة الأزدي. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (425) من طريق محمد بن عمر الأسلمي ثنا عبد الحميد به. وحديث الليث أصح، ومحمد بن عمر كذبه أحمد وغيره. (¬2) 5/ 140.

يدل على أنه كان الرسول بذلك، ويقوي ذلك أنه كان ممن جاء عنه أنه أرسل إما أمه وإما خالته" (¬1) يرويه أيوب السَّخْتِيَاني واختلف عنه: - فقال سفيان بن عيينة: عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: أتيت ابن عباس يوم عرفة فوجدته يأكل رمانا، فقال: ادن فكل، لعلك صائم، إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يصم هذا اليوم. أخرجه الحميدي (512) وأحمد (1/ 349) والنسائي في "الكبرى" (2814) - ورواه إسماعيل بن علية عن أيوب واختلف عن إسماعيل: • فقال أحمد بن حرب المَوْصلي: ثنا ابن علية عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: أتيت ابن عباس بعرفة وهو يأكل رمانا وقال: أفطر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفة، فبعثت إليه أم الفضل بلبن فشربه. أخرجه النسائي (2815) • وقال ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة ص 180) وأحمد (1/ 217): ثنا إسماعيل ثنا أيوب قال: لا أدري أسمعته من سعيد بن جبير أم نُبِّئْتُه عنه قال: فذكره، وزاد: وقال: لعن الله فلاناً، عَمَدوا إلى أعظم أيام الحج، فمحوا زينته، وإنما زينة الحج التلبية. - ورواه وهيب بن خالد البصري عن أيوب واختلف عن وهيب: • فقال سهل بن بكار الدارمي: ثنا وهيب ثنا أيوب عن سعيد بن جبير قال: أتيت على ابن عباس وهو يأكل رمانا بعرفة فحدث أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفطر بعرفة. أخرجه البيهقي (4/ 283 - 284) • وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا وهيب ثنا أيوب عن رجل عن سعيد بن جبير ... أخرجه أحمد (1/ 278) - وقال مَعْمر بن راشد: عن أيوب عن سعيد بن جبير أنه رأى ابن عباس مفطرا بعرفة يأكل رمانا. ¬

_ (¬1) 5/ 141

باب صوم يوم عاشوراء

أخرجه عبد الرزاق (7816) - وقال محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي: عن حماد (¬1) بن زيد عن أيوب عن عكرمة وسعيد عن ابن عباس أنه أفطر بعرفة أُتي برمان فأكله فقال: حدثتني أم الفضل أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أفطر بعرفة أتي بلبن فشربه. أخرجه النسائي (2819) وليس في هذه الروايات ما يدل على أنَّ ابن عباس هو الذي أُرسل باللبن إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم. باب صوم يوم عاشوراء 552 - (5346) قال الحافظ: وروى مسلم (1133) من طريق الحكم بن الأعرج: انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه فقلت: أخبرني عن يقوم عاشوراء، قال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائماً. قلت: أهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصومه؟ قال: نعم" (¬2) 553 - (5347) قال الحافظ: ولأحمد من طريق شبيل بن عوف عن أبي هريرة نحوه، ¬

_ (¬1) رواه غير واحد عن حماد فلم يذكروا سعيداً، وبينوا في روايتهم أنَّ الذي أتى باللبن هو أُم الفضل. أخرجه أحمد (6/ 338) عن عفانا بن مسلم البصري و (6/ 340) عن بَهْز بن أسد البصري والنسائي في "الكبرى" (2817) عن عبيد الله بن عمر القواريري والبيهقي (4/ 284) عن سليمان بن حرب البصري وعن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني والطبراني في "الكبير" (25/ 17) عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري عارم كلهم من حماد به. (¬2) 5/ 148.

وزاد فيه "وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي، فصامه نوح شكراً" (¬1). ضعيف أخرجه أحمد (2/ 359) عن أبي جعفر محمد بن جعفر المدائني ثنا عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي عن أبيه عن شيل عن أبي هريرة قال: مرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بإناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا من الصوم؟ " قالوا: هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصامه نوح وموسى شكراً لله تعالى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا أحق بموسى، وأحق بصوم هذا اليوم" فأمر أصحابه بالصوم. قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ولبعضه شاهد في الصحيح" التفسير 2/ 447 قلت: عبد الصمد مختلف فيه، وأبوه مجهول كما في "الميزان". وروي عن أبي هريرة قوله. أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1868) وفيه ضرار بن عمرو الملطي قال أبو زرعة وابن عدي: منكر الحديث. ... ¬

_ (¬1) 5/ 151

[أبواب] صلاة التراويح

صلاة التراويح باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر 554 - (5348) قال الحافظ: وروي مرفوعاً عنه، أخرجه أبو داود" (¬1) موقوف صحيح يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيْعي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، واختلف عن أبي إسحاق في رفعه ووقفه: - فقال موسى بن عقبة المدني: عن أبي إسحاق عن سعيد عن ابن عمر قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أسمع عن ليلة القدر، فقال: "هي في كل رمضان" أخرجه أبو داود (1387) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 84) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 256) والبيهقي (4/ 307) من طرق عن سعيد بن أبي مريم الجُمَحي ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير أنا موسى بن عقبة به. - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن سعيد عن ابن عمر قوله، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 75) والطبري في "تفسيره" (30/ 259) 2 - شعبة. أخرجه الطحاوي (3/ 84) ¬

_ (¬1) 5/ 167

3 - أبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي. أخرجه الطحاوي (3/ 84) 4 - حسن بن صالح بن حي الكوفي. أخرجه الطحاوي (3/ 84) وهذا أصح. قال الحافظ: وإسناده صحيح" الفتح 5/ 167 وهو كما قال. 555 - (5349) قال الحافظ: وحجتهم حديث واثلة أنّ القرآن نزل لأربع وعشرين من رمضان" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنزلت التوراة لست مضين من رمضان". 556 - (5350) قال الحافظ: رواه الترمذي من حديث أبي بكرة، وأحمد من حديث عبادة بن الصامت" (¬2) صحيح وحديث أبي بكرة أخرجه الطيالسي (ص 118) عن عيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن الغَطَفاني عن أبيه قال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة، فقال أبو بكرة: أما أنا فلست ملتمسها إلا في العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سمعته يقول: "التمسوها في العشر الأواخر لتاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو خامسة تبقى أو ثالثة تبقى أو آخر ليلة". وأخرجه البزار (3681) عن يحيى بن حكيم المُقَوِّم عن الطيالسي به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3408) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 76) وأحمد (5/ 36 و39 و40) والترمذي (794) والنسائي ¬

_ (¬1) 5/ 169 (¬2) 5/ 170

في "الكبرى" (3403 و3404) وابن خزيمة (2175) وابن حبان (3686) والحاكم (1/ 438) والواحدي في "الوسيط" (4/ 535 - 536) من طرق عن عيينة به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكرة إلا من حديث عيينة عن أبيه عن أبي بكرة" وقال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قالا. وحديث عبادة تقدم الكلام عليه في كتاب الصيام - باب من صام رمضان إيماناً وإحتساباً. 557 - (5351) قال الحافظ: رواه الحارث بن أبي أسامة من حديث عبد الله بن الزبير" (¬1) ضعيف أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 332) عن كثير بن هشام الكلابي ثنا جعفر بن برقان قال: سمعت رجلاً من قريش يقول: كان عبد الله بن الزبير يقول: هي الليلة التي لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يومها أهل بدر. قال: يقول الله عز وجل {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [الأنفال: 41]. قال جعفر: بلغني أنها ليلة ست عشرة أو سبع عشرة. وإسناده ضعيف للذى لم يسم. 558 - (5352) قال الحافظ: رواه سعيد بن منصور من حديث أنس بإسناد ضعيف" (¬2) 559 - (5353) قال الحافظ: رواه ابن أبي عاصم من حديث أنس بإسناد ضعيف" (¬3) أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (8/ 572) ولفظه: "التمسوا ليلة القدر في أول ليلة من رمضان، وفي تسعة، وفي إحدى عشرة، وفي إحدى وعشرين، وفي آخر ليلة من رمضان" ¬

_ (¬1) 5/ 170 (¬2) 5/ 170 (¬3) 5/ 170

560 - (5354) قال الحافظ: رواه ابن مردويه في "تفسيره" عن أنس بإسناد ضعيف" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 561 - (5355) قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث ابن مسعود بإسناد فيه مقال، وعبد الرزاق من حديث علي بإسناد منقطع، وسعيد بن منصور من حديث عائشة بإسناد منقطع أيضاً" (¬2) حديث ابن مسعود أخرجه أبو داود (1384) عن حكيم بن سيف الرقي أنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً "اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين" ثم سكت. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 310) وأخرجه البزار (1648) عن الحسين بن علي بن جعفر الأحمر ثنا حكيم بن سيف به. وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي إسحاق بهذا الإسناد إلا زيد بن أبي أنيسة" قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضاً، ولم يُذكر زيد بن أبي أنيسة فيمن روى عن أبي إسحاق قبل الإختلاط. وحديث علي موقوف أخرجه عبد الرزاق (7696) وحديث عائشة لم أقف عليه. 562 - (5356) قال الحافظ: ولأحمد من حديث النعمان بن بشير "سابعة تمضي أو سابعة تبقى" قال النعمان: فنحن نقول: ليلة سبع وعشرين، وأنتم تقولون: ليلة ثلاث وعشرين" (¬3) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 394 - 395) وأحمد (4/ 272) وأبو داود في "التفرد" (تهذيب الكمال 29/ 487) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 196) والفريابي في "الصيام" (155 و156) والنسائي (3/ 165) وفي "الكبرى" (1299) والطبراني في "مسند الشاميين" (2063) ¬

_ (¬1) 5/ 170 (¬2) 5/ 170 - 171 (¬3) 5/ 171

والحاكم (1/ 440) والمزي (29/ 487) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي ثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري أنه سمع النعمان بن بشير يقول على منبر حمص: قمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، قال: وكنا ندعو السحور الفلاح، فأما نحن فنقول ليلة السابعة ليلة سبع وعشرين، وأنتم تقولون ليلة ثلاث وعشرين السابعة، فمن أصوب نحن أو أنتم. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وتعقبه الذهبي فقال: كذا قال، ومعاوية إنما احتج به مسلم، وليس الحديث على شرط واحد منهما بل هو حسن" قلت: معاوية ونعيم ثقتان، فالإسناد صحيح. 563 - (5357) قال الحافظ: رواه أحمد من حديث معاذ بن جبل" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (22043) والطبراني في "الكبير" (20/ 92) وفي "مسند الشاميين" (1160) من طرف عن بقية بن الوليد ثني بَحِير بن سعد عن خالد بن مَعْدان عن أبي بَحْرِيَّة عن معاذ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن ليلة القدر، فقال: "هي في العشر الأواخر: في السابعة، أو في الخامسة، أو في الثالثة" وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 581) ونسبه لأحمد وابن نصر. ولم أره في "قيام رمضان" لابن نصر. وذكره البوصيري في "مختصر الإتحاف" (4/ 293) ونسبه لأحمد بن منيع وأبي يعلى. وقال: بسند رجاله ثقات. ولم أره في "المقصد العلي" للهيثمي. وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 175): رجاله ثقات" قلت: وإسناده صحيح، وأبو بحرية اسمه عبد الله بن قيس السَّكُوني الحمصي. ¬

_ (¬1) 5/ 171

باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس

564 - (5358) قال الحافظ: وفي حديث عُبادة عند أحمد "من قامها إيماناً واحتساباً ثم وفقت له" (¬1) تقدم الكلام عليه في باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس 565 - (5359) قال الحافظ: وفي رواية أبي نَضْرَة عن أبي سعيد عند مسلم "فجاء رجلان يختصمان معهما الشيطان" ونحوه في حديث الفَلَتان عند ابن إسحاق، وزاد أنه لقيهما عند سدة المسجد فحجز بينهما" (¬2) حديث أبي سعيد أخرجه مسلم (2/ 826 - 827) من طريق أبي نَضَرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد قال: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تُبَان له، فلما انقضين أمر بالبناء فَقُوِّض، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فأعيد، ثم خرج على الناس فقال: "يا أيها الناس، إنها كانت أبينت لي ليلةُ القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقّان معهما الشيطان، فنسّيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" وحديث الفلتان تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إِنّ الدجال أشبه الناس به". باب العمل في العشر الأواخر من رمضان 566 - (5360) قال الحافظ: وصرح به في حديث علي عند ابن أبي شيبة والبيهقي من طريق عاصم بن ضَمْرة عنه. وقال: وقد وقع في رواية عاصم بن ضمرة المذكورة: شدّ مئزره واعتزل النساء" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله ... " ¬

_ (¬1) 5/ 172 (¬2) 5/ 173 (¬3) 5/ 174

أبواب الاعتكاف

أبواب الاعتكاف باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد 567 - (5361) قال الحافظ: رواه مسلم من وجه آخر من حديث أنس بالإفراد" (¬1) أخرجه مسلم (2174) من طريق ثابت بن أسلم البُنَاني عن أنس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مع إحدى نسائه فمرَّ به رجل فدعاه، فجاء، فقال: "يا فلان هذه زوجتي فلانة" فقال: يا رسول الله! من كنت أظنّ به فلم أكن أظنَّ بك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم" 568 - (5362) قال الحافظ: وقد وقعت في الحديث لتعظيم الأمر وتهويله وللحياء من ذكره كما في حديث أم سليم" (¬2) لعله يريد حديث أم سليم الذي أخرجه مسلم (311) أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذا رأت ذلك المرأة فلتغسل" قالت أم سليم: واستحييت من ذلك. ... ¬

_ (¬1) 5/ 184 (¬2) 5/ 185

كتاب البيوع

كتاب البيوع باب قوله -أنفقوا من طيبات ما كسبتم- 569 - (5363) قال الحافظ: وقد ورد فيه حديث عن ابن عمرو عند الطيالسي وغيره" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يجوز عطية امرأة في مالها إلا بإذن زوجها". باب كسب الرجل وعمله بيده 570 - (5364) قال الحافظ: وفي الباب من حديث سعيد بن عمير عن عمه عند الحاكم، ومن حديث رافع بن خديج عند أحمد، ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند أبى داود" (¬2) حديث سعيد بن عمير عن عمه، وحديث رافع بن خديج، هما حديث واحد، يرويه أبو بكر وائل بن داود التيمي واختلف عنه: - فرواه سفيان الثوري عن وائل بن داود واختلف عن سفيان: • فقال الأسود بن عامر الشامي: ثنا سفيان عن وائل عن سعيد بن عمير عن عمه قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الكسب أفضل؟ قال: "كسب مبرور" ¬

_ (¬1) 5/ 205 (¬2) 5/ 209

أخرجه الحاكم (2/ 10) والبيهقي (5/ 263) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووائل بن داود ثقة، وقد ذكر ابن معين أنّ عم سعيد بن عمير: البراء بن عازب" قلت: وكذلك ذكر يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 101 و180) أنّ سعيد بن عمير هو ابن أخي البراء بن عازب. وقال: لا بأس به، كوفي. • ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين وقَبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان فلم يذكرا: عن عمه. وساقاه بلفظ: "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور" أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 179 - 180) - ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن وائل بن داود واختلف عن المسعودي: • فقال يزيد بن هارون الواسطي: ثنا المسعودي عن وائل عن عَبَاية بن رفاعة بن رافع بن خَديج عن جده رافع بن خَديج قال: قيل: يا رسول الله! أي الكسب أطيب؟ قال: "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور" أخرجه أحمد (4/ 141) والطبراني في "الكبير" (4411) والبيهقي (5/ 263 - 264) • وقال معاوية بن عمرو الأزدي: أنبأ المسعودي عن وائل عن عباية بن رافع بن خديج عن أبيه. أخرجه الحاكم (2/ 10) • ورواه أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي عن المسعودي واختلف عن إسماعيل: فرواه أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزِّبْرِقان البغدادي عن إسماعيل فقال فيه: عن عباية بن رافع بن خديج عن أبيه رافع بن خديج. أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (2426) ورواه البزار (كشف 1257) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي المعروف بصاعقة عن إسماعيل فقال فيه: عن عبيد بن رفاعة عن أبيه.

ورواه محمود بن علي الأصبهاني عن صاعقة فقال فيه: عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7914) وتابعه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (307) عن صاعقة به. قال يعقوب بن سفيان: المسعودي يخالف في هذا الحديث ويغلط" المعرفة 3/ 180 وقال البيهقي: وقول المسعودي خطأ" السنن 5/ 263 قلت: المسعودي كان قد اختلط، وسماع يزيد بن هارون منه بعد الاختلاط، ولم يُذكر معاوية بن عمرو ولا إسماعيل بن عمر فيمن روى عن المسعودي قبل الإختلاط. - ورواه شريك بن عبد الله النخعي عن وائل بن داود واختلف عن شريك: • فقال الأسود بن عامر الشامي: ثنا شريك عن وائل عن جُميع بن عمير عن خاله. أخرجه أحمد (3/ 466) عن الأسود به. ورواه العباس بن محمد الدوري عن الأسود فقال: عن خاله أبي بردة. أخرجه الحاكم (2/ 10) والبيهقي (5/ 263) وقال: هكذا رواه شريك، وغلط فيه في موضعين: أحدهما: في قوله: جميع بن عمير، وإنما هو سعيد بن عمير، والآخر في وصله، وإنما رواه غيره عن وائل مرسلاً" • ورواه محمد بن سعيد ابن الأصبهاني عن شريك واختلف عنه: فقال أحمد بن موسى بن إسحاق الحمّار: ثنا ابن الأصبهاني ثنا شريك عن وائل عن خاله عن أبي بردة. وقال بشر بن موسى الأسدي: ثنا ابن الأصبهاني ثنا شريك عن وائل عن التيمي عن خاله عن أبي بردة. أخرجهما ابن قانع في "الصحابة" (3/ 205) • ورواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن شريك فقال: عن خاله أبي بردة بن نيار. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 197 - 198) • ورواه سويد بن عمرو الكلبي عن شريك فقال: عن جميع بن عمير عن عمه. أخرجه البزار (3798)

باب آكل الربا وشاهده وكاتبه

• ورواه محمد بن أبان الواسطي عن شريك عن عبد الله بن عيسى عن جميع بن عمير أو عمير بن جميع عن خاله أبي بردة بن نيار. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 204) والطبراني (22/ 197) - ورواه أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب عن وائل بن داود عن سعيد بن عمير ابن أخي البراء عن البراء. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 443) - ورواه غير واحد عن وائل بن داود عن سعيد بن عمير مرسلاً، منهم: 1 - محمد بن عبيد الطنافسي. أخرجه البيهقي (5/ 263) 2 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (4/ 469) 3 - مروان بن معاوية الفزاري. أخرجه أبو عبيد أيضاً. قال أبو حاتم: المرسل أشبه" العلل 2/ 443 وقال البخاري: أسنده بعضهم، وهو خطأ" التاريخ الكبير 2/ 1/ 502 وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسلاً" وحديث ابن عمرو تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه". باب آكل الربا وشاهده وكاتبه 571 - (5365) قال الحافظ: وأخرجه الطبري من حديث أنس نحوه مرفوعاً" (¬1) ضعيف جداً ¬

_ (¬1) 5/ 217

باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا

أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1401) من طريق حصين بن مخارق الكوفي عن حمزة الزيات عن أبان عن أنس مرفوعاً: "يأتي آكل الربا يوم القيامة مخبلاً يجر شقه" ثم قرأ: {لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]. وإسناده واه، حصين بن مخارق فكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: متروك. وأبان هو ابن أبي عياش قال النسائي وغيره: متروك الحديث. باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا 572 - (5366) قال الحافظ: حديث المصراة" (¬1) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة (باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل). 573 - (5367) قال الحافظ: وكما في حديث الذي يخدع في البيوع" (¬2) أخرجه البخاري من حديث ابن عمر (باب ما يكره من الخداع في البيع). باب ما ذكر في الأسواق 574 - (5368) قال الحافظ: وروى -يعني مسلم- من حديث حفصة شيئاً منه، وروى الترمذي من حديث صفية نحوه. وقال: زاد الترمذي في حديث صفية "ولم ينج أوسطهم" وزاد مسلم في حديث حفصة "فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم" (¬3) حديث حفصة أخرجه مسلم (2883) من طريق عبد الله بن صفوان بن أمية المكي قال: أخبرتني حفصة رفعته "لَيَؤُمَّنَّ هذا البيت جيش يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم، وينادي أولُهم آخرَهم، ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريدُ الذي يخبر عنهم" ¬

_ (¬1) 5/ 236 (¬2) 5/ 236 (¬3) 5/ 242 و243

باب الكيل على البائع والمعطي

وحديث صفية أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 46) وإسحاق (2089) وأحمد (6/ 336 - 337 و337) وابن ماجه (4064) والترمذي (2184) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3122) والفاكهي (761) وأبو يعلى (7069 و7116) والطبراني في "الكبير" (24/ 76) وأبو نعيم في "الصحابة" (7448) والمزي (27/ 523 - 524) من طرق عن سفيان الثوري عن سلمة بن كُهيل عن أبي إدريس المُرْهِبي عن مسلم بن صفوان عن صفية أم المؤمنين مرفوعاً: "لا ينتهي الناسُ عن غزو هذا البيت، حتى يغزوه جيش، حتى إذا كانوا بِبَيْدَاء من الأرض، خُسف بأولهم وآخرهم، ولم ينج أوسَطُهُمْ" قلت: يا رسول الله! أرأيت المُكْرَه منهم؟ قال: "يبعثهم الله على ما في أنفسهم" قال سفيان: قال سلمة: فحدثني عبيد بن أبي الجَعْد عن مسلم نحو هذا الحديث. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" وقال الحافظ في "التهذيب": وهو معلول" ولم يذكر علته. وقال في "التقريب": مسلم بن صفوان مجهول. باب الكيل على البائع والمعطي 575 - (5369) قال الحافظ: وله شاهد مرسل أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الحكم قال: قدم لعثمان طعام، فذكر نحوه بمعناه" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 363) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وابن أبي غَنِيَّة عن عبد الملك بن أبي غنية عن الحكم قال: قدم لعثمان طعام على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "اذهبوا بنا إلى عثمان نعينه على بيع طعام" فقام إلى جنبه وعثمان يقول: في هذه الغرارة كذا وكذا وأبيعها بكذا وكذا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سميت فكل" ورواته ثقات، وابن أبي غنية اسمه يحيى بن عبد الملك بن حميد. ¬

_ (¬1) 5/ 248

باب بيع المنابذة

باب بيع المنابذة 576 - (5370) قال الحافظ: وقد روى مسلم النهي عن بيع الحصاة من حديث أبي هريرة" (¬1) أخرجه مسلم (1513) من طريق عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الحصاة، وعن بيع الغَرَر. باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل 577 - (5371) قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من الصحابة نحو حديث الباب وفيه "فإن ردَّها ردّ معها صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر" (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 596) وفي "مسنده" (الإتحاف 3725) وأحمد بن حنبل (4/ 314) وابن أبي عمر (¬3) (الإتحاف 3724) وأحمد بن منيع (الإتحاف 3726) والحارث (بغية الباحث 428 و1428) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 8 و11) وأبو نعيم في "الصحابة" (7248) والبيهقي (5/ 319) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 433) من طرق عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل (¬4) من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن تُتَلَقى الأجلاب، وأن يبع حاضر لباد، فمن اشترى مُصَرَّاة فهو بخير النظرين، فإن حلبها ورضيها فهي له، وإن ردَّها ردَّ معها صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر" (¬5) قال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 4/ 419 وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 5/ 263 (¬2) 5/ 267 (¬3) سقط من إسناده: عن الحكم. (¬4) وفي بعض الروايات: عن رجلين. (¬5) الشك من الحكم كما في مسند أحمد (4/ 314)

واختلف فيه على الحكم: - فرواه الحسن بن عمارة الكوفي عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن علي. - ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن أبي هريرة. ذكر ذلك الدارقطني في "السنن" (3/ 75) وفي "العلل" (11/ 77) وقال: وقول شعبة أصح" وهو كما قال، والحسن وإبراهيم متروكان. 578 - (5372) قال الحافظ: ولم ينفرد أبو هريرة برواية هذا الأصل، فقد أخرجه أبو داود من حديث ابن عمر، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عنه، وأبو يعلى من حديث أنس، وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" من حديث عمرو بن عوف المزني، وأخرجه أحمد من رواية رجل من الصحابة لم يسم. وقال ابن عبد البر: هذا الحديث مجمع على صحته وثبوته من جهة النقل" (¬1) حديث ابن عمر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنْ ردَّها ردّ معها مثل أو مثلي لبنها قمحاً" وله طريق أخرى عند الطبراني في "الكبير" (المجمع 4/ 108) وفيها ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وحديث أنس أخرجه الحارث (بغية الباحث 429) والبزار (كشف 1274) وأبو يعلى (2766 و2767) والبيهقي (9/ 315) من طرق عن إسماعيل بن مسلم المكى عن الحسن عن أنس مرفوعاً: "لا تلامسوا, ولا تناجشوا, ولا تبايعوا الغَرَر، ولا يبيعنَّ حاضر لِبَاد، ومن اشترى مُحَفَّلَة فليحلُبها ثلاثة أيام، فإن ردَّها فليردَّها بصاع من تمر". قال الهيثمي والبوصيري: فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف" المجمع 4/ 81 - الإتحاف 4/ 224 وخالفه عوف بن أبي جميلة الأعرابي فرواه عن الحسن مرسلاً. أخرجه البيهقي (5/ 319) ¬

_ (¬1) 5/ 268

وقال: هذا هو المحفوظ مرسل" وتابعه مَعْمَر بن راشد عمن سمع الحسن مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (14860) وحديث عمرو بن عوف لم أقف عليه. وحديث الرجل الذي لم يسم تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. 579 - (5373) قال الحافظ: حديث النهي عن بيع الدين بالدين أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث ابن عمر، وهو حديث ضعيف باتفاق المحدثين" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 1416/ 1) وفي "مصنفه" (6/ 598) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وأحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب 1416/ 2) عن أبي سعيد (¬2) الصغاني والبزار (كشف 1280 - الإتحاف 4/ 268) عن بُهلُول بن مُوَرِّق أبي غسان البصري وأبو عبيد في "الغريب" (1/ 20 و206) والبيهقي (5/ 290 و341) والبغوي في "شرح السنة" (2091 و 2108) عن زيد بن الحُبَاب العُكْلي والطحاوي (4/ 21) وفي "المشكل" (795) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني والبيهقي (5/ 290) عن محمد بن عمر الواقدي ¬

_ (¬1) 5/ 268 - 269 (¬2) هكذا وقع في "المطالب" وفي "الإتحاف" أيضاً، وأظنه أبو سعد محمد بن مُيَسَّر الصاغاني.

وعن عبيد الله بن موسى الكوفي وابن أبي عمر (الإتحاف 3720) عن وكيع (¬1) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (577) عن أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي كلهم عن موسى بن عبيدة الرَّبَذِي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشِّغَار، وعن بيع المجر، وعن بيع الغَرَر، وعن بيع كَالِىء بكالىء وعن بيع آجل بعاجل. قال: والمَجْر: ما في الأرحام. والغَرَر: أن تبيع ما ليس عندك. وكالىء بكالىء: دين بدين. والآجل بالعاجل: أن يكون لك على الرجل ألف درهم فيقول رجل: أعجل لك خمسمائة ودع البقية. والشغار: أن ينكح المرأة بالمرأة ليس بينهما صداق. اللفظ لحديث بهلول بن مورق. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا التمام إلا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر" وقال البيهقي: وهذا الحديث بهذا اللفظ تفرد به موسى بن عبيدة" ثم أسند عن ابن معين قال: فأنكر على موسى هذا وكان من أسباب تضعيفه" وقال الحفاظ الهيثمي والعسقلاني والبوصيري: موسى بن عبيدة ضعيف" المجمع 4/ 80 - المطالب 2/ 97 - الإتحاف 4/ 269 وقال الحافظ في "بلوغ المرام" والبوصيري في "الإتحاف" (4/ 218): إسناده ضعيف" - ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي شيبة (6/ 597) عنه موقوفاً.

• فقال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري: عن الدراوردي عن موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر. أخرجه ابن عدي (6/ 2335) والبيهقي (5/ 290) وقال ابن عدي: وهذا معروف بموسى عن نافع" وتابعه عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي عن الدراوردي عن أبي عبد العزيز الربذي عن نافع عن ابن عمر. أخرجه البيهقي (5/ 290) وقال: أبو عبد العزيز الربذي هو موسى بن عبيدة" • وقال الخَصِيب بن ناصح الحارثي: ثنا الدراوردي عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. أخرجه الدارقطني (3/ 71) عن أبي الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب الكيساني ثنا الخصيب به. وأخرجه الحاكم (2/ 57) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم أنا الربيع بن سليمان ثنا الخصيب به. وقال: صحيح على شرط مسلم" وأخرجه البيهقي (5/ 290) عن الحاكم به. وأخرجه عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بِشْرَان البغدادي أنا أبو الحسن علي بن محمد المصري به. ووقع عنده: عن موسى، غير منسوب. وقال: موسى هذا هو ابن عبيدة الربذي، وشيخنا أبو عبد الله -يعني الحاكم- قال في روايته: عن موسى بن عقبة، وهو خطأ، والعجب من أبي الحسن الدارقطني شيخ عصره روى هذا الحديث في كتاب السنن عن أبي الحسن علي بن محمد المصري هذا فقال: عن موسى بن عقبة، وشيخنا أبو الحسين رواه لنا عن أبي الحسن المصري في الجزء الثالث من سنن المصرىِ فقال: عن موسى، غير منسوب" وقال الحافظ: صححه الحاكم على شرط مسلم فَوَهِم، فإنّ راويه موسى بن

عبيدة الربذي لا موسى بن عقبة، قال أحمد بن حنبل: لا تحل عندي الرواية عنه، ولا أعرف هذا الحديث عن غيره. وقال أيضاً: ليس في هذا حديث يصح. وقال الشافعي: أهل الحديث يوهنون هذا الحديث. قال الحافظ: وقد جزم الدارقطني في "العلل" بأنَّ موسى بن عبيدة تفرد به، فهذا يدل على أنَّ الوهم في قوله: موسى بن عقبة، من غيره" التلخيص الحبير 3/ 26 - ورواه حمزة بن عبد الواحد فقال: عن موسى بن عقبة. أخرجه الدارقطني (3/ 72) عن أبي الحسن علي بن محمد المصري ثنا مِقْدام بن داود ثنا ذؤيب بن عمامة ثنا حمزة بن عبد الواحد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وأخرجه الحاكم (2/ 57) من طريق محمد بن إسماعيل بن مهران النيسابوري ثنا مقدام بن داود الرُّعيني به. وأخرجه البيهقي (5/ 290) عن أبي الحسين بن بِشْران أنا أبو الحسن علي بن محمد المصري به. ووقع عنده: عن موسى، غير منسوب. وقال: ولم ينسب شيخنا أبو الحسين عن أبي الحسن المصري فقال: عن موسى، وهو ابن عبيدة بلا شك، وقد رواه أبو الحسن الدارقطني عن أبي الحسن المصري فقال: عن موسى بن عقبة، ورواه شيخنا أبو عبد الله بإسناد آخر عن مقدام بن داود فقال: عن موسى بن عقبة، وهو وهم، والحديث مشهور بموسى بن عبيدة مرة عن نافع عن ابن عمر، ومرة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: ذؤيب واه" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره الدارقطني في "الضعفاء". ومقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة. ولم ينفرد موسى بن عبيدة به بل تابعه: 1 - إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال:

نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الكالىء، وهو بيع الدين بالدين، وعن بيع المجر، وهو بيع ما في بطون الإبل، وعن الشغار. أخرجه عبد الرزاق (14440) والأسلمى كذبه يحيى القطان وابن معين وغيرهما. 2 - محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمعه ينهى عن بيع المجر. ذكره البيهقي (5/ 341) وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. 580 - (5374) قال الحافظ: حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده في مانع الزكاة "فإنا آخذوها وشطر ماله" وهو في "السنن" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث "ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله" 581 - (5375) قال الحافظ: وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في الذي يسرق من الجَرِين يغرم مثليه. وهو في "السنن" (¬2) حسن يرويه عمرو بن شعيب واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رجلاً من مزينة أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف (¬3) ترى يا رسول الله في حَرِيْسَةِ (¬4) الجبل؟ قال: "هي (¬5) ومثلُها ¬

_ (¬1) 5/ 269 (¬2) 5/ 269 (¬3) في حديث عبد الرحمن بن الحارث عند أحمد "فمن أخذها من مرتعها؟ نال: عوقب وغُرّم مثلَ ثمنها، ومن استطلقها من عِقَال أو استخرجها من حِفْشٍ، وهي المَظَالُّ، فعليه القطع" (¬4) في حديث ابن إسحاق عند أحمد "الحريسة التي توجد في مراتعها؟ " وفي حديث الوليد بن كثير عند ابن ماجه "الشاة الحريسة" (¬5) في حديث عبيد الله بن عمر عند الطبراني في "الأوسط": هي عليه ومثلها وجلدات نكالاً". وفي حديث ابن إسحاق عند أحمد والبغوي "فيها ثمنها مرتين وضربُ نكال، وما أخذ من عطنه ففيه القطع، إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك ثمن المجن" =

والنَّكَال، ليس في شيء من الماشية قطع إلا ما آواه المُرَاح، فبلغ ثمن المِجَن، ففيه قطع اليد، وما لم يبلغ ثمن المجن، ففيه غرامته (¬1) وجَلَدَات نكال" قال: يا رسول الله! كيف (¬2) ترى في الثمر المعلق؟ قال: "هو (¬3) ومثلُه معه والنكال، وليس في شيء من الثمر المعلق قطع إلا ما آواه الجَرِبن (¬4)، فما أخذ من الجرين فبلغ ثمن المجن، ففيه القطع، وما لم يبلغ ثمن المجن، ففيه غرامته (¬5) وجلدات نكال" قال: فكيف (¬6) ترى فيما يوجد في (¬7) الطريق الميتاء، وفي القرية المسكونة؟ قال: "عرفه (¬8) سنة، فإن جاء باغيه فادفعه إليه وإلا فشأنك به، فإن جاء طالبها يوماً من الدهر فأدها إليه، وما كان (¬9) في الطريق غير الميتاء، والقرية غير المسكونة، ففيه وفي الرِّكاز الخُمُس" ¬

_ = وفي حديث عبيد الله بن الأخنس عند النسائي والبيهقي "ولا تقطع في حرية الجبل، فإذا آوى المراح قطعت في ثمن المجن" وفي حديث الوليد بن كثير عند ابن ماجه "ثمنها ومثلُه معه والنكال" (¬1) وفي حديث عمرو بن الحارث وهشام بن سعد عند النسائي وغيره "غرامة مثليه" (¬2) في حديث ابن إسحاق عند أحمد والحربي والبغوي: فالثمار وما أخذ منها في أكمامها؟. (¬3) في حديث ابن عجلان عند أبي داود والنسائي وابن عبد البر "من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خُبنة فلا شيء عليه، ومن خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة، ومن سرق منه شيئاً بعد أن يؤويه الجرين فبلغ ثمن الجن فعليه القطع، ومن سرق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة" ونحوه في حديث ابن إسحاق عند أحمد والبغوي، وفسر العقوبة فقال: "وضرب نكال" وفي حديث عبيد الله بن الأخنس عند النسائي والبيهقي "لا تقطع اليد في ثمر معلق، فإذا ضمه الجرين قطعت في ثمن المجن". (¬4) في حديث عبد الرحمن بن الحارث عند أحمد "أوى إلى مِزبَدِ أو كسر عنها باباً" (¬5) وفي حديث عمرو بن الحارث وهشام بن سعد عند النسائي والبيهقي "غرامة مثليه" (¬6) في حديث ابن عجلان عند أبي داود: وسئل عن اللقطة فقال: "ما كان منها في طريق الميتاء أو القرية الجامعة فعرفها سنة، فإن جاء طالبها فادفعها إليه، وإن لم يأت فهي لك، وما كان في الخراب يعني ففيها وفي الركاز الخمس" ونحوه في حديث ابن إسحاق عند أحمد. وفي حديث عبيد الله بن عمر عند البيهقي: ثم سأله عن اللقطة فقال: "اعرف عددها ووعاءها وعفاصها وعرفها عاماً، فإن جاء صاحبها فعرف عددها وعفاصها فادفعها إليه وإلا فهي لك" (¬7) في حديث ابن إسحاق وغيره "في السبيل العامر" وفي حديث عبيد الله بن الأخنس عند النسائي "ما كان في طريق مأتي أو في قرية عامرة". (¬8) وفي لفظ "عرفها حولاً" (¬9) في حديث ابن إسحاق عند أحمد وابن زنجويه والبغوي "فما يوجد في الخرب العادي" وفي حديث الوليد بن كثير عند البيهقي "في القرية الخراب العادي" وفي حديث داود بن شابور ويعقوب بن عطاء "في خربة جاهلية" =

قال: كيف ترى في ضالة الغنم؟ قال: "طعام مأكول لك، أو لأخيك، أو للذئب، احبس (¬1) على أخيك ضالته" قال: يا رسول الله! كيف ترى في ضالة الإبل؟ قال: "مالك لها، معها سِقاؤها وحذاؤها, ولا يخاف (¬2) عليها الذئب، تأكل الكلأ (¬3)، وتَرِد الماء، دعها (¬4) حتى يأتي طالبها" (¬5) أخرجه النسائي (8/ 79) وفي "الكبرى" (5827 و7447) وابن الجارود (827) والطحاوي (4/ 135 - 136) وفي "المشكل" (4730) والدارقطني (4/ 236) والسياق له والبيهقي (4/ 152 - 153 و8/ 278) عن عمرو بن الحارث المصري وهشام بن سعد المدني معاً والحاكم (4/ 381) عن عمرو بن الحارث وحده وابن أبي شيبة (3/ 244 و6/ 460) عن هشام بن سعد وحده وأبو عبيد في "الأموال" (861) وأبو داود (1710 و4390) والترمذي (1289) والنسائي (8/ 78 - 79) والبيهقي في "معرفة السنن" (14/ 134) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 211) عن محمد بن عجلان المدني وأبو عبيد في "الأموال" (860) وابن أبي شيبة (6/ 82 و450 و9/ 470) وفي "مسنده" ¬

_ = وفي حديث عبد الله بن الأخنس عند النسائي "وما لم يكن في طريق سيأتي ولا في قرية عامرة" وفي حديث عبد الرحمن بن الحارث عند أحمد "فالكنز نجده في الخرب وفي الآرام؟ " (¬1) في حديث عبد الله بن الأخنس عند أبي داود "خذها قط" وفي حديث ابن إسحاق عند أحمد وأبي داود، وحديث الوليد بن كثير عند البيهقي "فاجمعها حتى يأتيها باغيها". (¬2) في حديث الوليد بن كثير عند البيهقي "لا يأكلها الذئب". (¬3) وفي حديث الوليد بن كثير وغيره "الشجر". وفي حديث هشام بن سعد عند ابن أبي شيبة "المرعي". (¬4) زاد الوليد بن كثير في حدثه عند البيهقي "مكانها". (¬5) في حديث ابن إسحاق عند أحمد والبغوي "باغيها".

(الإتحاف 4703) وإسحاق في "مسنده" (نصب الراية 3/ 466 - 467) وأحمد (6683 و6891 و6936 - شاكر) وابن زنجويه في "الأموال" (1259) وأبو داود (1713) والحربي في "الغريب" (2/ 481 - 482) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 173) والبغوي في "شرح السنة" (2211). عن محمد بن إسحاق المدني (¬1) وأبو داود (1712) والنسائي (5/ 33 و8/ 78) وفي "الكبرى" (2273 و5828 و7445) والبيهقي (8/ 263) عن عبيد الله بن الأخنس الكوفي (¬2) وأحمد (6746) عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي (¬3) وأبو داود (1711) وابن ماجه (2596) والبيهقي (6/ 190) عن الوليد بن كثير المخزومي والحميدي (597) والحاكم (2/ 65) والبيهقي (4/ 155) عن داود بن شابور المكي ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح وأبو داود (1708) والطبراني في "الأوسط" (2671) والبيهقي (6/ 197) عن عبيد الله بن عمر بن حفص العمري المدني وابن أبي شيبة (10/ 26) عن حجاج بن أرطاة وابن زنجويه (1257) ¬

_ (¬1) ولم يذكر سماعاً من عمرو بن شعيب. (¬2) رواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري عن عبيد الله بن الأخنس فزاد فيه: عن أبي ثعلبة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5829) والأول أصح. (¬3) هو والراوي عنه عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيهما.

عن محمد بن عبد الله العَرْزَمي والطبراني في "الأوسط" (530) والدارقطني (3/ 194 - 195) عن سفيان بن حسين الواسطي (¬1) والحربي في "الغريب" (1/ 70) عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي كلهم عن عمرو بن شعيب به. قال الترمذي: حديث حسن" وقال الحاكم: هذه سنة تفرد بها عمرو بن شعيب بن محمد عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد قال إمامنا إسحاق بن راهويه: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر" قلت: عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، فالإسناد حسن. - ورواه المثنى بن الصَّبَّاح اليماني عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (18597) والمثنى قال النسائي وغيره: متروك الحديث. - ورواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب واختلف عنه: • فرواه إسماعيل بن علية عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرسلاً. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 163) وفي "الأموال" (859) • ورواه عبد الرزاق (18597) عن ابن جريج أخبرني عمرو بن شعيب خبراً رفعه إلى ابن عمرو. - ورواه الشافعي في "الأم" (6/ 135) عن مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عمرو بن شعيب مرسلاً. ¬

_ (¬1) رواه عنه سويد بن عبد العزيز السلمي. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا سويد" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

باب بيع الشعير بالشعير

ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 263) وهو في "الموطأ" (التمهيد 19/ 210) ليس فيه عمرو بن شعيب. وحديث عمرو بن الحارث ومن تابعه أصح. باب بيع الشعير بالشعير 582 - (5376) قال الحافظ: كالحديث الآخر "إلا يداً بيد" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 5/ 201 - 202) من حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم. وأخرجه مسلم (3/ 1211) من حديث عبادة بن الصامت. و (1588) من حديث أبي هريرة. باب بيع الذهب بالورق يداً بيد 583 - (5377) قال الحافظ: وأصرح منه حديث عُبادة بن الصامت عند مسلم (3/ 1211) بلفظ "فإذا اختلفت الأصناف فبيعوا كيف شئتم" (¬2). باب بيع المزابنة 584 - (5378) قال الحافظ: وأخرجه مسلم من حديث جابر كذلك" (¬3) أخرجه مسلم (1536) من طريق عطاء بن أبي رباح عن جابر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المُخَابرة والمُحَاقلة والمُزَابنة، وعن بيع الثمرة حتى تُطْعِم، ولا تباع إلا بالدراهم والدنانير، إلا العرايا. قال عطاء: فسر لنا جابر قال: أما المخابرةُ فالأرض البيضاءُ يدفعها الرجل إلى الرجل فينفق فيها، ثم يأخذ من الثمر. ¬

_ (¬1) 5/ 282 (¬2) 5/ 287 (¬3) 5/ 288

باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة

وزعم أنّ المزابنة بيع الرطب في النخل بالتمر كيلاً والمحاقلة في الزرع على تحو ذلك، يبيع الزرع القائمَ بالحبِّ كيلاً. باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة 585 - (5379) قال الحافظ: ومنع الكوفيون وأحمد مطلقاً لحديث سمُرَة المخرج في السنن, ورجاله ثقات إلا أنه اختلف في سماع الحسن من سمرة. وفي الباب عن ابن عباس عند البزار والطحاوي، ورجاله ثقات أيضاً إلا أنه اختلف في وصله وإرساله، فرجح البخاري وغير واحد إرساله، وعن جابر عند الترمذي وغيره، وإسناده لين، وعن جابر بن سمرة عند عبد الله في "زيادات المسند"، وعن ابن عمر عند الطحاوي والطبراني" (¬1) تقدم الكلام على هذه الأحاديث في المجموعة الأولى في حرف النون فانظر حديث "النهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة". 586 - (5380) قال الحافظ: واحتج للجمهور بحديث عبد الله بن عمرو أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يجهز جيشاً وفيه "فابتاع البعير بالبعيرين بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" أخرجه الدارقطني وغيره، وإسناده قوي" (¬2) حسن وله عن ابن عمرو طريقان: الأول: يرويه ابن جريج عن عمرو بن شعيب واختلف عن ابن جريج: - فقال عبد الله بن وهب: أخبرني ابن جريج أنّ عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه عن ابن عمرو أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يجوز جيشاً، قال ابن عمرو: وليس عندنا ظهر، قال: فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبتاع ظهراً إلى خروج المصدق، فابتاع ابن عمرو البعير بالبعيرين وبالأبعرة إلى خروج المصدق بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ¬

_ (¬1) 5/ 324 (¬2) 5/ 324

أخرجه الدارقطني (3/ 69) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 287 - 288) وقال: صحيح" قلت: عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. - ورواه عبد الرزاق (14144) عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرسلاً. والأول أصح. الثاني: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال جرير بن حازم البصري: عن ابن إسحاق عن أبي سفيان عن مسلم بن جبير عن عمرو بن الحَريش قال: سألت ابن عمرو فقلت: إما بأرض ليس بها دينار ولا درهم، وإنما نبايع بالإبل والغنم إلى أَجل، فما ترى في ذلك؟ قال: على الخبير سقطت: جهز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيشاً على إبل من إبل الصدقة، حتى نَفِدَتْ، وبقي ناس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اشتر لنا إبلاً من قَلَائصَ من إبل الصدقة إذا جاءت، حتى نؤديها إليهم" فاشتريت البعير بالإثنين والثلاث قلائص، حتى فرغتُ، فأدّى ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إبل الصدقة. أخرجه أحمد (6593 - شاكر) والدارقطني (3/ 69) - ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني عن أبيه عن ابن إسحاق واختلف عن يعقوب: • فقال أحمد (7025): ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني أبو سفيان الحَرَشِي، وكان ثقة فيما ذكر أهل بلاده، عن مسلم بن جبير مولى ثقيف، وكان مسلم رجلاً يؤخذ عنه، وقد أدرك وسمع، عن عمرو بن حريش الزُّبيدي عن ابن عمرو. • ورواه سعيد بن محمد الجَرْمي عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق ثني سفيان بن جبير الحرشي مولى ثقيف وكان ثقة عن عمرو بن الحريش عن ابن عمرو. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 322 - 323) وانظر: تحفة الأشراف 6/ 370 - تهذيب الكمال 21/ 583

وحديث أحمد أصح، لكن قال الحسيني في "الإكمال" وأبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": كذا وقع: أبو سفيان الحرشي عن مسلم بن جبير، والصواب: مسلم بن جبير عن أبي سفيان. - ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن ابن إسحاق عن أبي سفيان عن مسلم بن كثير عن عمرو بن حريش عن ابن عمرو. قاله البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 323) وأبو الحسن بن القطان في "الوهم والإيهام" (5/ 163) والمزي في "التهذيب" (21/ 583) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 193) وقوله: عن مسلم بن كثير، وهم، والصواب: مسلم بن جبير، كما قال غير واحد. - ورواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق واختلف عن حماد. • فرواه غير واحد عن حماد عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مسلم بن جبير عن أبي سفيان عن عمرو بن الحريش عن ابن عمرو. منهم: 1 - أبو عمر حفص بن عمر الحَوْضي (¬1). أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 323) وأبو داود (3357) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 60) والدارقطني (3/ 70) والبيهقي في "معرفة السنن" (8/ 50) 2 - عبد الواحد بن غياث البصري (¬2). أخرجه البيهقي (5/ 287) 3 - عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي. أخرجه المزي (21/ 584) ¬

_ (¬1) رواه البخاري وأبو داود ويوسف بن موسى القطان وإبراهيم بن أبي داود البرلسي عن الحوضي هكذا. ورواه عثمان بن سعيد الدارمي عن الحوضي فلم يذكر عمرو بن الحريش. أخرجه الحاكم (2/ 56 - 57) وقال: صحيح على شرط مسلم" كذا قال، ومسلم لم يخرج لمسلم بن جبير ولا لأبي سفيان شيئاً. وقول البخاري ومن تابعه أصح. (¬2) رواه يوسف بن يعقوب القاضي عن عبد الواحد هكذا، ورواه الخلاف بن عبد الجبار العطار وأبو القاسم البغوي عن عبد الواحد فلم يذكرا مسلم بن جبير. أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 155)

4 - الخَصِيب بن ناصح الحارثي. أخرجه الطحاوي (4/ 60) • ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق عن أبي سفيان الحرشي عن عمرو بن الحريش عن ابن عمرو. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 323) • ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مسلم بن أبي سفيان عن عمرو بن الحريش عن ابن عمرو. قاله ابن القطان (الوهم والإيهام 5/ 163) وقال: وهو حديث ضعيف. ثم بعد أن ذكر الخلاف فيه على ابن إسحاق وعلى حماد بن سلمة قال: فاعلم بعد هذا الاضطراب أنَّ عمرو بن حريش مجهول الحال (¬1)، ومسلم بن جبير لم أجد له ذكراً، ولا أعلمه في غير هذا الإسناد (¬2)، وكذلك مسلم بن كثير مجهول الحال أيضاً إذا كان عن أبي سفيان، وأبو سفيان فيه نظر (¬3). وأما الاضطراب الذي فيه فإنه تارة يقول: أبو سفيان عن مسلم بن جبير، وتارة: مسلم بن جبير عنه، وتارة: أبو سفيان عن مسلم بن كثير (¬4). ¬

_ (¬1) وكذا قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "المغني": لا يعرف. (¬2) قال أبو حاتم: هو مصري (العلل 1/ 390) وذكره الذهبي في "الميزان" وقال: لا يدرى من هو. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. (¬3) وثقه ابن معين كما سيأتي، والذهبي في "الكاشف". ولم يعرفه أبو حاتم فإنه قال: إن لم يكن الشامي الذي روى عن بحير بن ريسان وعنه يحيى بن أبي كثير فلا أدري من هو (العلل 1/ 390) وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. ولم يجيء مسمى في جميع الروايات المتقدمة. (¬4) الرواية الأولى هي الصواب إن شاء الله، فقد اتفق عليها جرير بن حازم وإبراهيم بن سعد كما تقدم. وكذا عبد الأعلى البصري، إلا أنه قال: عن مسلم بن كثير، فوهم. ولم يضبط حماد بن سلمة إسناده، فإنه قدّم فيه وأخر، وزاد فيه: عن يزيد بن أبي حبيب. وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث من أبي سفيان كما تقدم في رواية إبراهيم بن سعد. قال الحافظ: وتترجح رواية إبراهيم بن سعد على رواية حماد باختصاصه بابن إسحاق، وقد تابع جريرُ بن حازم إبراهيمَ، كما تقدم، فهي الراجحة" التعجيل 2/ 256

باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها؟

وذكر ابن أبي حاتم فقال: أبو سفيان (¬1): مسلم بين كثير، عن عمرو بن حريش، روى عنه ابن إسحاق. فبحسب هذا الإضطراب فيه، لم يتحصل من أمره شيء يجب أن يعتمد عليه، ولكن مع هذا فإنَّ عثمان الدارمي قال: قلت لابن معين: ابن إسحاق عن أبي سفيان، ما حال أبي سفيان هذا؟ فقال: ثقة مشهور. وقال ابن أبي حاتم فيه (¬2): عن مسلم بن كثير، عن عمرو بن حريش: هذا حديث مشهور. فالله أعلم أن كان الأمر هكذا، وقد استقل تعليل الحديث بغيره، فهو لا يصح". باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها؟ 587 - (5381) قال الحافظ: وأما ما رواه مسلم من طريق ثابت عن أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- ترك صفية عند أم سليم حتى انقضت عدتها فقد شك حماد راويه عن ثابت في رفعه" (¬3) أخرجه مسلم (1365) من طريق حماد بن سلمة ثنا ثابت عن أنس قال: فذكر الحديث وفيه: ووقعت في سهم دِحْيَةَ جارية جميلة، فاشتراها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سُليم تُصَنِّعُها له وتهيئها. (قال: وأحسبه قال) وتعتد في بيتها. وهي صفيةُ بنتُ حيي. ... ¬

_ (¬1) في كتاب ابن أبي حاتم: أبو سفيان روى عن مسلم بن كثير. (¬2) هو كلام ابن معين، رواه ابن أبي حاتم من طريق عثمان الدارمي عن ابن معين. (¬3) 5/ 328 - 329

كتاب الإجارة

كتاب الإجارة باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب 588 - (5382) قال الحافظ: وادعى بعضهم نسخه بالأحاديث الواردة في الوعيد على أخذ الأجرة على تعليم القرآن، وقد رواها أبو داود وغيره" (¬1) تكلمت عليها في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعها. 589 - (5383) قال الحافظ: زاد البزار في حديث جابر: فقالوا لهم: قد بلغنا أنّ صاحبكم جاء بالنور والشفاء، قالوا: نعم. وقال: وفي حديث جابر عند البزار: فقال رجل من الأنصار: أنا أرقيه. وقال: ووقع في حديث جابر: ثلاث مرات" (¬2) أخرجه البزار (كشف 1285) عن عمر بن إسماعيل بن مُجَالد بن سعيد الهَمْداني ثنا أبي عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال: خرجت سرية من سرايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمروا ببعض قبائل العرب، فقالوا لهم: قد بلغنا أنّ صاحبكم قد جاء بالنور والشفاء، قالوا: نعم قد جاء بالشفاء والنور، قالوا: فإنّ عندنا رجلاً يتخبطه الشيطان، فهذه حاله، فقال رجل من الأنصار: ائتوني به، فقرأ عليه فاتحة الكتاب ثلاث مرات، فبرأ الرجل، فساقوا إليهم غنماً، فقال بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما يحل لك أن تأخذ على القرآن أجراً، فقال بعضهم: إنها ¬

_ (¬1) 5/ 359 (¬2) 5/ 362 و363

هذه كرامة أكرمت بها, وليس هو أجراً للقرآن، فذبح وأكل بعض صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن لم يأكل قالوا: حتى نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رجعنا، فلما رجعوا، قال الذي أهدي له الغنم: يا رسول الله! إنا مررنا ببني فلان، وإنهم قالوا: إنّ صاحبكم قد جاء بالشفاء والنور، فقلنا: نعم قد جاء بالشفاء والنور، فقالوا: إنّ عندنا من يتخبطه الشيطان، قلت: ائتوني به، فقرأت عليه بفاتحة الكتاب ثلاث مرات، فبرأ، فساقوا إلينا غُنَيمة، فقال بعض أصحابي: لا يحل لك أن تأكل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما علمك أنها رقية؟ " قال: قلت: علمت أن أرقي من كلام الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أصاب برقية باطل، فقد أصبت برقية حق، فكل وأطعم أصحابك" قال الهيثمي: وفيه عمر بن إسماعيل بن مجالد، وهو متروك" المجمع 4/ 95 قلت: كذبه ابن معين، وأبوه صدوق، وجده ليس بالقوي. وخالفه زكريا بن أبي زائدة الكوفي فرواه عن الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأسلمت على يده، فلما رجعت من عنده مررت بأعرابي (¬1) موثق في الحديد، فقال بعضهم: يا أعرابي معك شيء تداوي به صاحبنا، فإنّ صاحبكم قد جاء بخير؟ يعنون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فرقيته ثلاثة أيام بأم الكتاب كل يوم غدوة وعشية فبرىء، فجمعوا إلي مائة من الشاة، قلت: ما أريدها حتى آتي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته، فأخبرته بذلك، فقال: "كُلْها بسم الله، فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 53) وأحمد (5/ 210 - 211) وأبو داود (3896) والطبراني في "الكبير" (17/ 190) والحاكم (1/ 559 - 560) وأبو نعيم في "الصحابة" (7116) وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 367) والمزي (8/ 14) من طرق عن زكريا به. وتابعه عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن الشعبي به. أخرجه أحمد (5/ 211) والنسائي في "اليوم والليلة" (1032) وفي "الكبرى" (7534) وأبو داود (3420 و3897 و3901) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 126) وابن السني في "اليوم والليلة " (630) من طرق عن شعبة عن ابن أبي السفر به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد". ... ¬

_ (¬1) زاد الطبراني "مجنون"

كتاب الحوالة

كتاب الحوالة باب الحَوَالة، وهل يرجع في الحوالة؟ 590 - (5384) قال الحافظ: ورواه ابن ماجه من حديث ابن عمر بلفظ: "فإذا أحلت على مليء فأتبعه" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 71) وابن ماجه (2404) والترمذي (1309) والبزار (كشف 1299) وابن الجارود (599) والطحاوي في "المشكل" (954 و2754 و2755) والمخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه" (56) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 12) والبيهقي (6/ 70) والخطيب في "التاريخ" (6/ 396 و12/ 48) من طرق عن هُشيم بن بَشير الواسطي أنا يونس بن عبيد عن (¬2) نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "مَطْلُ الغني ظلم، وإذا أُحِلْتَ على مليء فاتْبَعْه، ولا تبع بيعتين في واحدة" قال البزار: لا نعلم رواه عن نافع إلا يونس، ولا عنه إلا هشيم" وقال الطحاوي: حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: قال لي يحيى بن معين في حديث يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر "مطل الغني ظلم" قال يحيى: قد سمعته عن هشيم، ولم يسمعه يونس من نافع. قال ابن أبي داود: قلت ليحيى: لم يسمع يونس من نافع شيئاً؟ قال: بلى، ولكن هذا الحديث خاصة لم يسمعه يونس من نافع" وقال الحافظ: رجاله ثقات" تخريج أحاديث المختصر 2/ 219 ¬

_ (¬1) 5/ 371 (¬2) في رواية المعلي بن منصور الرازي عن هشيم عند الطحاوي (2755): ثنا.

وقال البوصيري: رجاله ثقات غير أنه منقطع، قال أحمد: لم يسمع يونس بن عبيد من نافع شيئاً، إنما سمع من ابن نافع عن أبيه، وقال ابن معين (¬1) وأبو حاتم: لم يسمع من نافع شيئاً" المصباح 3/ 62 - 63 ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - أبو أمية إسماعيل بن يعلى البصري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "مطل الغني ظلم" أخرجه ابن عدي (1/ 309) وأبو أمية قال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي: متروك الحديث. 2 - جرير بن حازم البصري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "مطل الغني ظلم، وإذا أُتْبع أحَدُكم على مليء فليتبعه" أخرجه ابن عدي (6/ 2157) من طريق محمد بن الحجاج المصفر البغدادي ثنا جرير به. ومحمد بن الحجاج قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: سكتوا عنه. ... ¬

_ (¬1) المراسيل لابن أبي حاتم ص 249.

كتاب المزارعة

كتاب المزارعة باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه 591 - (5385) قال الحافظ: نعم ما أكل من زرع الكافر يثاب عليه في الدنيا كما ثبت من حديث أنس عند مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (2808) من طريق قتادة عن أنس مرفوعاً: "إن الكافر إذا عمل حسنة أُطعم بها طُعمة من الدنيا ... " 592 - (5386) قال الحافظ: وأخرج مسلم هذا الحديث عن جابر من طرق منها بلفظ "سبع" بدل "بهيمة" وفيها "إلا كان له صدقة فيها أجر" ومنها أم مبشر أو أم معبد على الشك، وفي أخرى: أم معبد، بغير شك، وفي أخرى: امرأة زيد بن حارثة. وهي واحدة لها كنيتان، وقيل: اسمها خليدة. وفي أخرى: عن جابر عن أم مبشر، جعله من مسندها" (¬2) أخرجه مسلم (1552) من طريق عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعاً: "ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أُكل منه له صدقة، وما سُرِق منه له صدقة، وما أكل السَّبُغٌ منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يَرْزَؤُهُ أحد إلا كان له صدقة" وأخرجه من طريق الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟ " ¬

_ (¬1) 5/ 400 (¬2) 5/ 401

فقالت: بل مسلم، فقال: "لا يغرس مسلم غرساً، ولا يزرع زرعاً، فيأكلَ منه إنسان ولا دابة ولا شيء، إلا كانت له صدقة" وأخرجه من طريق ابن جريج عن أبي الزبير بلفظ: "فيأكل منه سَبُعٌ أو طائر أو شيء، إلا كان له فيه أجر" وأخرجه من طريق عمرو بن دينار المكي أنه سمع جابراً يقول: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أم معبد حائطاً، فقال: "يا أم معبد! من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟ " فقالت: بل مسلم، قال: "فلا يغرس المسلم غرساً، فيأكلَ منه إنسان ولا دابة ولا طير، إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة" وأخرجه من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. فقيل: عن جابر هكذا. وقيل: عن جابر عن أم مبشر. وقيل: عن جابر عن امرأة زيد بن حارثة. وقيل: عن جابر -قال: ربما قال عن أم مبشر وربما لم يقل-. 593 - (5387) قال الحافظ: ولحديث عمرو بن عوف شاهد قوي أخرجه أبو داود من حديث سعيد بن زيد، وله من طريق ابن إسحاق عن يحيى بن عروة عن أبيه مثله مرسلاً، وزاد: قال عروة: فلقد خبرني الذي حدثني بهذا الحديث أنّ رجلين اختصما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- غرس أحدهما نخلاً في أرض الآخر، فقضى لصاحب الأرض بأرضه، وأمر صاحب النخل أن يخرج نخله منها. وفي الباب عن عائشة، أخرجه أبو داود الطيالسي، وعن سَمُرَة عند أبي داود والبيهقي، وعن عُبادة وعبد الله بن عمرو عند الطبراني، وعن أبي أسيد عند يحيى بن آدم في كتاب "الخراج" وفي أسانيدها مقال، لكن يتقوى بعضها ببعض" (¬1) حديث سعيد بن زيد أخرجه أبو داود (3073) والترمذي (1378) والحربي في "الغريب" (3/ 1007) والبزار (1256) والنسائي في "الكبرى" (5761) وأبو يعلى (957) والبيهقي (6/ 99 و142) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 281) من طرق عن ¬

_ (¬1) 5/ 416

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ثنا أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْقٍ ظالمٍ حقٌ" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد رواه بعضهم عن هشام عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً" وقال البزار: وهذا الحديث قد رواه جماعة عن هشام عن أبيه مرسلاً، ولا نحفظ أحداً قال: عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد، إلا عبد الوهاب عن أيوب" وقال الدارقطني: تفرد به عبد الوهاب الثقفي عن أيوب" العلل 4/ 414 قلت: إسناده صحيح، إلا أنه اختلف فيه على هشام. - فرواه غير واحد عن هشام عن أبيه مرسلاً، منهم: 1 - مالك (الموطأ 2/ 743) وعنه الشافعي (اختلاف مالك والشافعي 7/ 214) وأخرجه البيهقي (6/ 143) وفي "معرفة السنن" (9/ 7) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به. 2 - يحيى بن سعيد الأنصاري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5762) 3 - الليث بن سعد. أخرجه النسائي في "الكبرى" (5762) 4 - عبد الله بن إدريس الأودي. أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (272) والبيهقي (6/ 142) 5 - سفيان بن عيينة. أخرجه يحيى بن آدم (267) والبيهقي (6/ 142) 6 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (704) 7 - سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (704) وفي "الغريب" (1/ 295) والبغوي في "شرح السنة" (2167) 8 - قيس بن الربيع الأسدي. أخرجه يحيى بن آدم (266) 9 - يزيد بن عبد العزيز الأسدي. أخرجه يحيى بن آدم (268) 10 - مَعْمَر بن راشد. رواه عبد الرزاق (التمهيد 22/ 280) 11 - وكيع بن الجراح (¬1). ¬

_ (¬1) ورواه وكيع أيضاً عن هشام بن عروة عن ابن أبي رافع عن جابر مرفرعاً "من أحيا أرضاً ميتة فله فيها أجر، وما أكلت العافية فهو له صدقة" أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 74) عن وكيع به. وأخرجه في "مسنده" (الإتحاف 3976) ووقع عنده: عن ابن رافع عن جابر. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 282) وقال: ليس في حديث جابر هذا "فهي له" وإنما فيه "فله فيها أجر" وهما عندي حديثان عند هشام، أحدهما عن أبيه، والآخر عن عبيد الله بن أبي رافع، ولفظهما مختلف، فهما حديثان" ولم ينفرد وكيع به بل تابعه: أ - أنس بن عياض المدني. أخرجه البيهقي (6/ 148) ب- أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (702) وفي "الغريب" (1/ 297) والبيهقي (6/ 148) والبغوي (1651) ت - أبو عقيل عبد الله بن عقيل الكوفي. أخرجه أحمد (3/ 326 - 327) ث - يحيى القطان. أخرجه أحمد (3/ 313) والنسائي في "الكبرى" (5756) وأبو يعلى (الإتحاف 3978) وابن حبان (5203) ج- حماد بن سلمة. أخرجه ابن حبان (5202) ح- أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه أحمد (3/ 381) والدارمي (2610) خ- عبد الرحمن بن أبي الزَّنّاد. أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1050) د- عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة. =

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 74) قال الدارقطني: والمرسل عن عروة أصح" العلل 4/ 416 وقال ابن عبد البر: وهو أصح ما قيل فيه" التمهيد 22/ 280 - ورواه غير واحد عن هشام عن أبيه عن عائشة، منهم: 1 - أبو يوسف القاضي في "الخراج" (ص 70) 2 - أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني. أخرجه أبو يعلى (نصب الراية 4/ 288) 3 - عبد الله بن الأجلح الكندي. أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1187) - ورواه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن هشام عن أبيه عن ابن عمرو. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (605) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن هشام عن أبيه عن ابن عمرو إلا مسلم" قلت: وهو ضعيف كما قال أبو داود وغيره. - ورواه سفيان الثوري عن هشام واختلف عنه: • فرواه محمد بن يوسف الفِرْيابي عن سفيان عن هشام عن أبيه مرسلاً. أخرجه ابن زنجويه (1053) • ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن سفيان عن هام عن أبيه قال: حدثني من لا أتهم أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ... أخرجه الدارقطني في "العلل" (4/ 416) - ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن هشام (¬1) عن أبيه عمن لا يتهم. ¬

_ = أخرجه ابن عبد البر (22/ 281) وفي حديث أبي معاوية وكذا في حديث أبي أسامة عند أحمد "فهي له" وشيخ هشام هو: عبيد الله وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج الأنصاري. (¬1) ورواه غير واحد عن هشام عن وهب بن كيان عن جابر مرفوعاً "من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وما أكلت العوافي منها فهو له صدقة" وفي لفظ "فله فيها أجر" =

قاله الدارقطني (4/ 415) - ورواه محمد بن إسحاق المدني عن هشام ويحيى ابني عروة عن عروة أنَّ رجلين من الأنصار اختصما في أرض، غرس أحدهما فيها نخلاً، والأرض للآخر. فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالأرض لصاحبها، وأمر صاحب النخل أن يُخرج نخله، وقال: "من أحيا أرضاً ميتة فهي لمن أحياها, وليس لعرق ظالم حق" قال: فلقد أخبرني الذي حدثني بهذا الحديث أنه رأى النخل وهي عُمٌّ تقلع أصولها بالفؤوس. قال ابن إسحاق: العم الشباب، وليس لعرق ظالم حق، قال: أن تأتي أرض غيرك فتزرع فيها. أخرجه ابن زنجويه (1054) عن يعلي بن عبيد الطنافسي أنا ابن إسحاق به. وأخرجه الدارقطني (3/ 35 - 36) من طريق إسحاق بن بهلول الأنباري ثنا يعلى به. ورواه غير واحد عن ابن إسحاق فلم يذكروا هشام بن عروة، منهم: 1 - أبو يوسف القاضي في "الخراج" (ص 70) 2 - أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط. أخرجه يحيى بن آدم (274) والبيهقي (6/ 99 و142) وفي "معرفة السنن" (8/ 305) 3 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. ¬

_ = أخرجه الترمذي (1379) والنسائي في "الكبرى" (5757) وأبو يعلى (2195) وابن حبان (5205) والطبراني في "الأوسط" (4776) عن أيوب السَّختياني وأحمد (3/ 338) والبيهقي (6/ 148) وابن عبد البر (22/ 281) عن حماد بن زيد وأحمد (3/ 304) والنسائي في "الكبرى" (5758) عن عباد بن عباد المهلبي ثلاثتهم عن هشام به. وسقط من إسناد ابن حبان "عن أيوب" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" وقال ابن حبان: وقد سمع هشام هذا الخبر من وهب بن كيسان وعبد الله بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن جابر، وهما طريقان محفوظان" وكذا قال ابن عبد البر.

أخرجه يحيى بن آدم (275) والبيهقي (6/ 99) 4 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه أبو داود (3074) وابن عبد البر في "التمهيد" (22/ 282) 5 - عباد بن العوام الواسطي. أخرجه أبو عبيد (¬1) في "الأموال" (707) عن عباد به. 6 - جرير بن حازم البصري. ووقع في حديثه: فلقد خبرني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكثر ظني أنه أبو سعيد الخدري. أخرجه أبو داود (3075) والبيهقي (6/ 99) وابن عبد البر (22/ 283) قال الحافظ في "بلوغ المرام": إسناده حسن" قلت: ابن إسحاق مدلس وقد عنعن. واختلف فيه على عروة أيضاً: - فرواه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن المدني عن عروة واختلف عنه: • فرواه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "من أعمر أرضاً ليست لأحد فهو أحق" أخرجه البخاري في الباب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5759) • ورواه حَيْوَة بن شريح المصري عن أبي الأسود عن عروة مرسلاً بلفظ: "من أحيا أرضاً مواتاً ليست لأحد فهي له، ولا حق لعرق ظالم" أخرجه النسائي في "الكبرى" (5760) - ورواه الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً: "العباد عباد الله، والبلاد بلاد الله، فمن أحيا من موات الأرض شيئاً فهو له، وليس لعرق ظالم حق" ¬

_ (¬1) وخالفه سريج بن يونس البغدادي فرواه في كتاب "القضاء" (13) عن عباد بن العرام ثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن عروة عن أبيه به.

أخرجه الطيالسي (ص 253 - 254) عن زَمْعة بن صالح اليماني عن الزهري به. ومن طريقه أخرجه البزار (نصب الراية 4/ 171) وابن عدي (3/ 1086) والدارقطني (4/ 217) والبيهقي (8/ 142) وابن عبد البر (22/ 283) وقال ابن عدي: ومن أحيا مواتاً قد رواه عن الزهري غير زمعة، وأما قوله: "العباد عباد الله، والبلاد بلاد الله" يقوله زمعة" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، إنما يرويه من غير حديث الزهري عن عروة مرسلاً" العلل 1/ 474 وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4114) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا الأوزاعي وسفيان بن حسين عن الزهري عن عروة حدثتني عائشة رفعته "من أحيا أرضاً مواتاً فهي له" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا سويد بن عبد العزيز" قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره. - ورواه نافع بن عمر الجُمَحي عن ابن أبي مُليكة عن عروة واختلف عن نافع: • فقال عبد الله بن المبارك: أنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عروة قال: أشهد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى أنّ الأرضَ أرضُ الله، والعباد عبادُ الله، ومن أحيا مواتاً فهو أحق به. جاءنا بهذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين جاءوا بالصلوات عنه. أخرجه أبو داود (3076) والبيهقي (6/ 142) وابن عبد البر (22/ 283) • وقال رَوَّاد بن الجراح العسقلاني: ثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عروة عن عائشة مرفوعاً: "من أحيا مواتاً فهي له، وليس لعرق ظالم حق" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7263) • وقال موسى بن داود الضبي: ثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عروة عن عبد الملك بن مروان عن مروان بن الحكم مرفوعاً: "الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، فمن أحيا أرضاً ميتة فهو أحق بها" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7263)

باب في الشرب

وحديث سمرة أخرجه أبو يوسف (¬1) القاضي في "الخراج" (ص 71) ويحيى بن آدم (290) والطيالسي (ص 122) وابن أبي شيبة (7617) وأحمد (5/ 12 و21) وأبو داود (3077) والنسائي في "الكبرى" (5763) وابن الجارود (1015) والروياني (814) والطحاوي (3/ 268) والطبراني في "الكبير" (6863 و6864 و6865 و6866 و6867) وفي "مسند الشاميين" (2640) والبيهقي (6/ 142 و148) من طرق (¬2) عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعاً: "من أحاط حائطاً على أرض فهي له" وإسناده ضعيف لأنّ الحسن مدلس وقد عنعن، هذا على فرض صحة سماعه من سمرة، وإلا فالعلماء مختلفون في سماعه منه، فمنهم من قال: سمع منه، ومنهم من قال: لم يسمع منه. وحديث عبادة قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى في مسيل مهزور ... ". وحديث ابن عمرو أخرجه أبو يوسف القاضي (ص 70) عن الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "من أحيا أرضاً مواتاً فهي له" وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة. وحديث أبي أسيد أخرجه يحيى بن آدم (276) عن عبد السلام بن حرب المُلَائي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن أبي أسيد مرفوعاً: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لعرق ظالم حق". وإسناده واه، ابن أبي فروة قال النسائي وغيره: متروك الحديث. باب في الشرب 594 - (5388) قال الحافظ: وروى أحمد من طريق أبي ميمونة عن أبي هريرة: قلت: يا رسول الله! أخبرني عن كل شيء خلق من الماء، إسناده صحيح" (¬3) ¬

_ (¬1) ولم يرفعه. (¬2) رواه شعبة وهشام بن حسان البصري وسعيد بن أبي عَروبة وسعيد بن بشير الأزدي وسلام بن أبي مطيع البصري وعمر بن إبراهم العبدي عن قتادة. ورواية شعبة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنه كان لا يسمع منه إلا ما سمع، فانحصرت علة الحديث في عنعنة الحسن. (¬3) 5/ 426

باب سكر الأنهار

أخرجه أحمد (2/ 295 و323 - 324 و493) وابن أبي الدنيا في "التهجد" (8) وابن نصر (¬1) في "قيام الليل" (ص 40) وابن أبي حاتم في "التفسير" (13642) وابن حبان (508 و2559) والحاكم (4/ 129 و160) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 59) والبيهقي في "الأسماء" (ص 483) وفي "الشعب" (8374) من طرق عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال. قلت: يا رسول الله! إني إذا رأيتك طابت نفسي، وقَرَّت عيني، فأنبئني عن كل شيء، فقال: "كل شيء خلق من ماء" قال: قلت: يا رسول الله! أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة، قال: "أَفْشِ السلام، وأطعم الطعام، وصِلِ الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخُلِ الجنة بسلام". قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، خلا أبا ميمونة، وهو ثقة" المجمع 5/ 16 قلت: أبو ميمونة قال أبو حاتم: لا يسمى، وقال الدارقطني: مجهول يترك. وقتادة مدلس وقد عنعن. باب سكر الأنهار 595 - (5389) قال الحافظ: وقد جاءت هذه القصة من وجه آخر، أخرجها الطبري والطبراني من حديث أم سلمة. وقال: وقع في رواية أم سلمة عند الطبري والطبراني الجزم بذلك وأنها نزلت في قصة الزبير وخصمه" (¬2) يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار واختلف عن سفيان: - فقال الحميدي (300): ثنا سفيان ثنا عمرو أخبرني سلمة رجل من ولد أم سلمة أنّ الزبير بن العوام خاصم رجلاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقضى النبي -صلى الله عليه وسلم- للزبير، فقال الرجل: إنما قضى له لأنه ابن عمته، فأنزل الله عز وجل: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] الآية. ¬

_ (¬1) ووقع عنده: عن هلال بن أبي ميمونة، وهو خطأ. (¬2) 5/ 432 و434

وأخرجه الطبري في "تفسيره" (5/ 159) عن عبد الله بن عمير الرازي عن الحميدي وزاد: عن أم سلمة. وهذا هو الصواب، ولعل ذكر أم سلمة سقط من الناسخ أو الطابع من مسند الحميدي، لأنَّ الحميدي أخرج الحديث في مسند أم سلمة، والله أعلم. - وقال يعقوب بن حميد بن كاسب المدني: ثنا سفيان عن عمرو عن سلمة رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 294 - 295) - وقال حماد بن يحيى بن هانىء البلخي: ثنا سفيان ثني عمرو عن أبي سلمة عن أم سلمة. أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 94) - ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سفيان عن عمرو عن سلمة رجل من آل أبي سلمة مرسلاً، ولم يذكر أم سلمة. أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 1/ 521) وإسناده ضعيف، سلمة هو ابن عمرو بن أبي سلمة (مسند أبي يعلى 12/ 391) وقيل: سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة (تهذيب التهذيب 4/ 148) ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين (6/ 399) فهو لم يدرك أم سلمة، فالإسناد منقطع، أو معضل إن كانت الرواية الراجحة هي: عن سلمة، ليس فيها عن أم سلمة. ***

كتاب الإستقراض

كتاب الإستقراض باب استقراض الإبل 596 - (5390) قال الحافظ: ووقع في ترجمة بكر بن سهل في معجم الطبراني الأوسط عن العِرْباض بن سارية ما يفهم أنه هو، لكن روى النسائي والحاكم الحديث المذكور وفيه ما يقتضي أنه غيره وأنّ القصة وقعت لأعرابي ووقع للعرباض نحوها" (¬1) صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (893 و894) وأحمد (4/ 127) وابن ماجه (2286) ويعقوب بن سفيان (2/ 346) والنسائي (7/ 256) وفي "الكبرى" (6212) والطبراني في "الكبير" (18/ 255) وفي "الأوسط" (3279) وفي "مسند الشاميين" (2007) والحاكم (2/ 30) والبيهقي (5/ 351) والمزي (11/ 92) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي قال: سمعت سعيد بن هانىء يقول: سمعت العرباض بن سارية يقول: بِعْتُ من النبي -صلى الله عليه وسلم- بَكْراً، فأتيته أتقاضاه، فقلت: يا رسول الله، اقضني ثمن بكري، فقال: "أجل، لا أقضِيكَهَا إلا نجيبة" (¬2)، قال: فقضاني، فأحسن قضائي. قال: وجاءه أعرابي فقال: يا رسول الله! اقضني بَكْري، فأعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ جملاً قد أسنَّ، فقال: يا رسول الله! هذا خير من بكري، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ خير القوم خيرهم قضاء" ¬

_ (¬1) 5/ 453 - 454 (¬2) هكذا وقع عند النسائي، ووقع عند أحمد ومن طريقه المزي: لُجَيْنِيَّة، ووقع عند الحاكم: لحينه، ووقع عند البيهقي: بختية، ووقع عند يعقوب: بحسنة.

باب إذا وجد ماله عند مفلس

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن العرباض إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. باب إذا وجد ماله عند مفلس 597 - (5391) قال الحافظ: أخرجه ابن حبان من حديث ابن عمر، وإسناده صحيح. وأخرجه أحمد وأبو داود من حديث سَمُرَة، وإسناده حسن" (¬1) حديث ابن عمر أخرجه البزار (كشف 1301) عن سلمة بن شبيب النيسابوري ثنا الحسن بن محمد بن أَعْيَن ثنا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "إذا أفلس الرجل فوجد رجل ماله -يعني عند مفلس- بعينه فهو أحق به" وأخرجه ابن حبان (5039) عن عمران بن موسى السِّجِسْتاني ثنا سلمة بن شبيب به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 144 قلت: فليح مختلف فيه، احتج به الشيخان، ووثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وأبو داود وغيرهم. والباقون ثقات. وحديث سمرة له عنه طريقان: الأول: يرويه قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعاً: "من وجد عَيْنَ ماله عند رجل فهو أحقُّ به، ويَتْبَعُ البَيِّعُ من باعه" وفي لفظ: "من وجد متاعه عند مفلس بعينه، فهو أحقُّ به" أخرجه أحمد (5/ 10 و13) وأبو داود (3531) والنسائي (7/ 276) وفي "الكبرى" (6277) وابن الجارود (1026) والروياني (830) والطبراني في "الكبير" (6860 و6861) والدارقطني (3/ 28) والبيهقي (6/ 51 و100 - 101) وفي "معرفة السنن" (8/ 296) والمزي (29/ 66 - 67) من طرق عن قتادة به. ¬

_ (¬1) 5/ 461

وإسناده ضعيف لأنّ قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. الثاني: يرويه حجاج بن أرطاة عن سعيد بن عبيد بن زيد بن عقبة عن أبيه عن سمرة مرفوعاً: "إذا سُرِقَ من الرجل متاع، أو ضاع له متاع، فوجده بيد رجل بعينه، فهو أحقّ به، ويَرجع المشتري على البائع بالثمن" أخرجه سريج بن يونس في "القضاء" (20) وأحمد (5/ 18) والدارقطني (3/ 29) عن يزيد بن هارون الواسطي وابن أبي شيبة (7/ 181) وأحمد (5/ 13) ومسدد وابن أبي عمر وأبو يعلى في "مسانيدهم" كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 45) وابن ماجه (2331) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 165) والطبراني (6781) والبيهقي (6/ 51) والمزي (10/ 445) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي كلاهما عن حجاج بن أرطاة به. وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة. ***

كتاب اللقطة

كتاب اللقطة باب ضالة الإبل 598 - (5392) قال الحافظ: عند أبي داود والترمذي والنسائي والطحاوي والدارقطني من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في ضالة الشاة "فاجمعها حتى يأتيها باغيها" (¬1) تقدم الكلام عليه في كتاب البيوع - باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل. باب كيف تعرف لقطة أهل مكة؟ 599 - (5393) قال الحافظ: وأما الحديث فقد صححه مسلم من رواية عبد الرحمن بن عثمان التيمي" (¬2) أخرجه مسلم (1724) من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب المدني عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لُقَطَة الحاج. ... ¬

_ (¬1) 6/ 8 (¬2) 6/ 12

كتاب المظالم

كتاب المظالم باب لا يظلم المسلمُ المسلمَ ولا يسلمه 600 - (5394) قال الحافظ: ولمسلم في حديث أبي هريرة "ولا يَحْقِرُهُ" وهو بالمهملة والقاف، وفيه: "بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم" (¬1) أخرجه مسلم (2564) من طريق أبي سعيد مولى عامر بن كُريز عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا تحاسدوا, ولا تناجشوا, ولا تباغضوا, ولا تدابروا, ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً. المسلم أخو المسلم، لا يظلمُه، ولا يخذُلُه، ولا يَحْقِرُهُ. التقوى هاهنا" ويشير إلى صدره ثلاث مرات "بِحَسْبِ امرىء من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم. كلُّ المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه" 601 - (5395) قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند مسلم "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" وقال: في حديث أبي هريرة عند الترمذي "ستره الله في الدنيا والآخرة" (¬2) أخرجه مسلم (2699) من طريق أبي صالح ذكوان السَّمَّان عن أبي هريرة مرفوعاً: "من نفَّس عن مؤمن كُرْبَةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... " ¬

_ (¬1) 6/ 22 (¬2) 6/ 22

باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما

602 - (5396) قال الحافظ: وفيه حديث عن سويد بن حنظلة في أبي داود في قصة له مع وائل بن حجر" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (569) وأحمد (4/ 79) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 140) وأبو داود (3256) وابن ماجه (2119) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1156) والطحاوي في "المشكل" (1874) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 290) والطبراني في "الكبير" (6464 و6465) والحاكم (4/ 299 - 300) وأبو نعيم في "الصحابة" (3527 و3530) والبيهقي (10/ 65) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 488) والمزي (12/ 247) من طرق عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن جدته عن أبيها سويد بن حنظلة قال: خرجنا نريد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدوٌّ له، فتحرَّجَ القومُ أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي، فَخَلَّى سبيله، فأتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته أنَّ القوم تحرّجوا أن يحلفوا وحلفت أنه أخي، قال: "صدقت، المسلم أخو المسلم" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: جدة إبراهيم لا تعرف، وإسرائيل وإبراهيم ثقتان. ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه أبوه يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى به إلا أنه جعل الأشعث بن قيس مكان وائل بن حجر. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3529). باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً 603 - (5397) قال الحافظ: ولمسلم في حديث جابر نحو الحديث، وفيه "إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصرة" (¬2) أخرجه مسلم (2584) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر قال: اقتتل غلامان، غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر: يَالَ المهاجرين! ونادى الأنصاري: يَالَ الأنصار! فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما هذا دعوى أهل الجاهلية؟ " قالوا: لا يا رسول الله! إلا أنَّ غلامين اقتتلا فَكَسَعَ أحدهما الآخر. قال: "فلا ¬

_ (¬1) 6/ 23 (¬2) 6/ 23

باب إثم من ظلم شيئا من الأرض

بأس، ولْيَنْصُرِ الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فَلْيَنْهَهُ، فإنه له نصر. وإن كان مظلوماً فلينصُرْهُ". باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض 604 - (5398) قال الحافظ: ولأبي عوانة والجوزقي في حديث أبي هريرة "جاء به مقلده" (¬1) لم أقف عليه. باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه 605 - (5399) قال الحافظ: في حديث أبي شريح عند مسلم في حق الضيف وجائزته يوم وليلة والجائزة تفضل لا واجبة" (¬2) أخرجه مسلم (48) من طريق سعيد المَقْبُري عن أبي شريح مرفوعاً: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزتَهُ" قالوا: وما جائزتُهُ؟ يا رسول الله! قال: "يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه". باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره 606 - (5400) قال الحافظ: روى ابن ماجه والبيهقي من طريق عكرمة بن سلمة أنّ أخوين من بني المغيرة أعتق أَحَدَهما إن غرز أحد في جداره خشباً، فأقبل مُجَمِّع بن جارية ورجال كثير من الأنصار فقالوا: نشهد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الحديث، فقال الآخر: يا أخي قد علمت أنك مقضي لك علي وقد حلفت فاجعل أسطواناً دون جداري فاجعل عليه خشبك" (¬3) ¬

_ (¬1) 6/ 29 (¬2) 6/ 33 (¬3) 6/ 36

باب أفنية الدور والجلوس على الصعدات

أخرجه أحمد (3/ 479 - 480 و480) والبخاري في "الكبير" (4/ 1/ 408 - 409) وابن ماجه (2336) والطحاوي في "المشكل" (2409 و2410) والطبراني في "الكبير" (19/ 446 - 447 و447) وأبو نعيم في "الصحابة" (6155) والبيهقي (6/ 69 و157) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 68) والمزي (20/ 253) من طرق عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنَّ هشام بن يحيى أخبره أنَّ عكرمة بن سلمة بن ربيعة أخبره به (¬1). وقال فيه: "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره" وإسناده ضعيف، هشام بن يحيى هو ابن العاص بن هشام المخزومي قال الحافظ في "التقريب": مستور. وعكرمة بن سلمة قال الحافظ: مجهول. 607 - (5401) قال الحافظ: وروى إسحاق في "مسنده" والبيهقي من طريقه عن يحيى بن جَعْدة أحد التابعين قال: أراد رجل أن يضع خشبة على جدار صاحبه بغير إذنه فمنعه، فإذا من شئت من الأنصار يحدثون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهاه أن يمنعه، فجبر على ذلك" (¬2) أخرجه البيهقي (6/ 69) من طريق إسحاق بن راهويه أنبأ روح ثنا زكريا بن إسحاق المكي عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: فذكره. ورواته ثقات. باب أفنية الدور والجلوس على الصعدات 608 - (5402) قال الحافظ: وقد ورد بلفظ "الصُّعُدات" من حديث أبي هريرة عند ابن حبان، وهو عند أبي داود بلفظ: "الطرقات"، وزاد في المتن "وإرشاد السبيل، وتشميت العاطس إذا حمد" ومن حديث عمر عند الطبري، وزاد في المتن "وإغاثة الملهوف" (¬3) ¬

_ (¬1) ووقع عند الجمع: مجمع بن يزيد. (¬2) 6/ 36 (¬3) 6/ 37

باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء

حديث أبي هريرة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "ما لكم ولمجالس الصعدات" وحديث عمر أخرجه أبو داود (4817) والبزار (338) والطحاوي في "المشكل" (165) من طريق عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم قال: سمعت إسحاق بن سويد يحدث عن ابن حجير (¬1) العدوي قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أتى علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن جلوس على الطريق، فقال: "إياكم والجلوس على (¬2) هذه الطرق، فإنها مجالس الشيطان، فإن كنتم لا محالةَ، فأدوا حقَّ الطريق" ثم مضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أدوا حق الطريق" ولم أسأله ما هو، فلحقته، فقلت: يا رسول الله! إنك قلت كذا وكذا، فما حق الطريق؟ قال: "حق الطريق: أن تردَّ السلام، وتغضَّ البصر، وتكف الأذى، وتهدي الضال، وتعين الملهوف" السياق للطحاوي. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أسنده إلا جرير بن حازم عن إسحاق بن سويد، ولا رواه عن جرير مسنداً إلا ابن المبارك. وروى هذا الحديث حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد مرسلاً" قلت: ورواه إسماعيل بن علية عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يَعْمَر مرسلاً. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (2/ 124) وتابعه حماد بن سلمة عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر به. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (166) قال الدارقطني: وهو أشبه بالصواب" العلل 2/ 251 باب إذا اختلفوا في الطريق المِيْتَاء 609 - (5403) قال الحافظ: شاهده في مسلم من حديث عبد الله بن الحارث عن ابن عباس" (¬3) ¬

_ (¬1) وقع عند البزر: ابن حجيرة. قال الحافظ في "التقريب": مستور. (¬2) وفي لفظ "في الصعدات" (¬3) 6/ 43

باب من قاتل دون ماله

قلت: هكذا وقع: عن ابن عباس، وهو خطأ، والصواب: عن أبي هريرة. وهو عند البخاري في الباب من طريق عكرمة عن أبي هريرة. 610 - (5404) قال الحافظ: ومثله لابن ماجه من حديث ابن عباس" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا اختلفتم في الطريق الميتاء فاجعلوها سبعة أذرع". باب من قاتل دون ماله 611 - (5405) قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث ابن عمر نحوه، وكأنَّ البخاري أشار إلى ذلك في الترجمة لتعبيره بلفظ قاتل، وروى الترمذي وبقية أصحاب السنن من حديث سعيد بن زيد نحوه وفيه ذكر الأهل والدم والدين" (¬2) حديث ابن عمر أخرجه ابن أبي شيبة ومسدد في "مسنديهما" (مصباح الزجاجة 3/ 110 - 111) وابن ماجه (2581) من طريق يزيد بن سنان الجَزَري عن ميمون بن مِهْران عن ابن عمر مرفوعاً "من أُتي عند ماله، فقوتل فقاتل فقتل، فهو شهيد" قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، يزيد بن سنان ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو حاتم وأبو داود والنسائي ويعقوب بن سفيان والعقيلي والدارقطني وغيرهم" وحديث سعيد بن زيد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "من قتل دون ماله فهو شهيد" 612 - (5406) قال الحافظ: ويرد عليه ما وقع في حديث أبي هريرة عند مسلم (140) بلفظ: "أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطه" قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "فاقتله" قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد" قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "فهو في النار" (¬3) ... ¬

_ (¬1) 6/ 43 (¬2) 6/ 48 (¬3) 6/ 49

كتاب الرهن

كتاب الرهن باب الرهن في الحضر 613 - (5407) قال الحافظ: رواه أحمد وابن ماجه والطبراني وغيرهم من طريق عكرمة عن ابن عباس، وأخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه فقالا: بعشرين، ولعله كان دون الثلاثين فجبر الكسر تارة وألغى أخرى" (¬1) صحيح يرويه عكرمة عن ابن عباس، وعن عكرمة غير واحد، منهم: 1 - هشام بن حسان الأزدي عن عكرمة عن ابن عباس قال: قُبِضَ النبي -صلى الله عليه وسلم- ودرعه مرهونة عند رجل من يهود، على ثلاثين (¬2) صاعاً من شعير، أخذها رزقاً (¬3) لعياله. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 18) وأحمد (2109 و3409 - شاكر) والدارمي (2585) والترمذي (1214) والنسائي (7/ 267) وفي "الكبرى" (6247) وأبو يعلى (2695) والطبراني في "الأوسط" (5859) والبيهقي (6/ 36) من طرق عن هشام به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) 6/ 66 (¬2) وفي لفظ "عشرين" (¬3) وفي لفظ "طعاماً"

2 - هلال بن خبَّاب الكوفي عن عكرمة عن ابن عباس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- التفت إلى أُحُد فقال: "والذي نفس محمد بيده، ما يسرُّني أن أحداً يُحَوَّلُ لآل محمد ذهباً أُنفقه في سبيل الله، أموتُ يومَ أموتُ أدع منه دينارين، إلا دينارين أُعِدُّهما لِدَيْن إن كان" فمات وما ترك ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا وليدَة، وترك درعَه (¬1) مرهونةً عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير. أخرجه ابن سعد (2/ 317) وأحمد (2724 و2743) وعبد بن حميد (598) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي" (ص 76) وابن ماجه (4239) والطبراني في "الكبير" (11899 و11901) عن ثابت بن يزيد الأحول وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 211 - 212) والبزار (كشف 3682) وأبو يعلى (2684) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 1/ 238) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (831) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 342) عن عباد بن العوام الواسطي والطبري (1/ 239) عن أبي محمد ثلاثتهم عن هلال بن خباب به. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا هلال عن عكرمة عن ابن عباس، وهلال بصري مشهور" وقال الطبري: هذا خبر عندنا صحيح سنده" وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت من غير وجه، لم يروه عن عكرمة فيما أعلم إلا هلال بن خباب" (¬2) وقال المنذري: إسناده جيد قوي" الترغيب 2/ 57 وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 326 ¬

_ (¬1) زاد ابن شبة: التي كان يقاتل فيها. (¬2) كذا قال، وقد توبع كما تقدم وكما سيأتي.

وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات" المصباح 3/ 74 قلت: وهو كما قال. 3 - نُسير بن ذُعْلُوق الكوفي عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- درع مرهونة عند يهودي، فما وجد ما يفكها حتى مات. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11797) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يحيى الحماني ثنا قيس بن الربيع عن نسير به. وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع، والحماني مختلف فيه. 4 - حصين بن عبد الرحمن الكوفي عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب، فقال لعبد الله بن عمر "ما كان محمد قائلاً لربه لو مات وهذه عنده؟ " فقسمها قبل أن يقوم، ثم قال: "ما يسرني أنَّ لأصحاب محمد مثل هذا الجبل -وأشار بيده إلى أُحُد- ذهباً وفضة فينفقها في سبيل الله ويترك منها ديناراً" فقال ابن عباس: قُبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم قُبض ولم يدع ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمة، ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من شعير كان يأكل منه ويطعم منه عياله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11697) عن جَبْرون بن عيسى البَلَوي المغربي ثنا يحيى بن سليمان الحُفْري (¬1) ثنا فضيل بن عياض عن حصين به. وجبرون قال المنذري: لم أقف فيه على جرح ولا تعديل (الترغيب 3/ 178) ويحيى بن سليمان ذكره ابن الأثير في "اللباب" (1/ 375) وابن ماكولا في "الإكمال" (2/ 244) والذهبي في "المشتبه" (1/ 167) والحافظ في "التبصير" (1/ 340) ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً. والباقون ثقات. ... ¬

_ (¬1) وقيل: الجفري.

كتاب العتق

كتاب العتق باب أي الرقاب أفضل 614 - (5408) قال الحافظ: وقد روى ابن حبان والطبراني وغيرهما من طريق أبي إدريس الخَوْلاني وغيره عن أبي ذر حديثاً طويلاً فيه أسئلة كثيرة وأجوبتها تشتمل على فوائد كثيرة، منها: سؤاله عن أي المؤمنين أكمل وأي المسلمين أسلم، وأي الهجرة والجهاد والصدقة والصلاة أفضل، وفيه ذكر الأنبياء وعددهم وما أنزل عليهم، وآداب كثيرة من أوامر ونواهي وغير ذلك" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أركعت ركعتين". باب إذا أعتق نصيباً في عبد 615 - (5409) قال الحافظ: وقد وقع ذكر الاسْتِسْعَاء في غير حديث أبي هريرة، أخرجه الطبراني من حديث جابر، وأخرجه الييهقي من طريق خالد عن أبي قلابة عن رجل من بني عذرة" (¬2) حديث جابر أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7020) عن محمد بن إسحاق بن ¬

_ (¬1) 6/ 75 (¬2) 6/ 84

باب أم الولد

موسى المروزي ثنا محمد بن حرب المروزي ثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن مطر الوراق عن ابن نَهيك عن جابر مرفوعاً "من أعتق شقيصاً من رقيق فإن عليه أن يعتق بقيته، فإن لم يكن له مال اسْتَسْعَى العبد في ثمنه" قال الهيثمي: وفيه محمد بن إسحاق المروزي وهو ضعيف" المجمع 4/ 249 قلت: ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ومحمد بن حرب أظنه ابن مقاتل، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. وعلي بن الحسين وأبوه صدوقان، ومطر الوراق مختلف فيه، وابن نَهِيك اسمه بشير السَّدوسي وثقه أحمد وغير واحد. واختلف عنه، فرواه النضر بن أنس بن مالك عنه عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في الباب المذكور. وهذا أصح. وحديث العذري تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنَّ رجلاً منهم أعتق مملوكاً له عند موته ... ". باب أم الولد 616 - (5410) قال الحافظ: وقد ورد الحديث عن عائشة أيضاً عند ابن حبان مثله، وهو عند مسلم لكن ليس فيه ذكر الأمة" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 115 - 116) والحميدي (271) وابن سعد (2/ 316 - 317) لإسحاق (1623 و1624) وأحمد (6/ 136 - 137 و185 و187) وهناد في "الزهد" (733) وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 200) والترمذي في "الشمائل (388) وابن حبان (6368 و6606) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (884) وفي "الطبقات" (2/ 272) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 249 - 250) والبيهقي في "الدلائل" (7/ 274) وفي ¬

_ (¬1) 6/ 90

باب بيع المدبر

"معرفة السنن" (14/ 479) وفي "الشعب" (9953) من طرق عن عاصم بن بَهْدلة عن زِر بن حُبيش عن عائشة أنَّ إنساناً سألها عن ميراث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: عن ميراث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسألني لا أبا لك! توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يدع ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمة، ولا شاة ولا بعيراً (¬1). وفي لفظ: ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفراء ولا بيضاء، ولا شاة ولا بعيراً، ولا أمة، ولا ذهباً ولا فضة. وإسناده حسن، وعند الحميدي وابن حبان في الموضع الثاني وكذا عند أبي الشيخ في "الطبقات" أنَّ السائل لعائشة هو زر بن حبيش. والحديث أخرجه مسلم (1635) من طريق مسروق عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ديناراً ولا درهماً، ولا شاة ولا بعيراً، ولا أوصى بشيء. باب بيع المدبر 617 - (5411) قال الحافظ: وروى الحارث في "مسنده" بإسناد حسن أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سماه صالحاً وكان اسمه الذي يعرف به نعيماً" (¬2) أخرجه أحمد (2/ 97 و5720 - شاكر) والحارث (بغية الباحث 484) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 369) وابن السكن في "الصحابة" (المطالب 2/ 160) وابن المقري في "فوائده" (تعجيل المنفعة 1/ 262) وأبو نعيم في "الصحابة" (3831) من طرق عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن إبراهيم بن صالح بن عبد الله -واسمه الذي يعرف به نعيم بن النَّحَّام، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سماه صالحاً- أنه أخبره أنَّ عبد الله بن عمر قال لعمر بن الخطاب: أخطب عليَّ ابنة صالح، فقال: إنَّ له يتامى، ولم يكن ليُؤْثرنا عليهم. فانطلق عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب، فانطلق زيد إلى صالح، فقال: إنَّ عبد الله بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى، ولم أكن لأُتْرِبَ لحمي وأرفعَ لحمَكُم، أُشهدكم أني قد أنكحتُها فلاناً. وكان هَوَى أمِّها إلى عبد الله بن عمر، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا نبي الله! خطب عبد الله بن عمر ابنتي، فأنكحها أبوها يتيماً في حَجْرِهِ، ولم يؤامرها، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى صالح، فقال: "أنكحت ابنتك ولم ¬

_ (¬1) زاد ابن حبان في "الموضع الثاني: ولا أوصي بشيء. (¬2) 6/ 92

تُؤَامِرْها؟ " فقال: نعم، فقال: "أشيروا على النساء في أنفسهن" وهي بِكْرٌ، فقال صالح: فإنما فعلتْ هذا لِمَا يُصْدِقُها ابن عمر، فإنَّ له في مالي مثلَ ما أعطاها. قال الهيثمي: وهو مرسل، ورجاله ثقات" المجمع 4/ 278 وقال الحافظ: وهو مرسل صحيح الإسناد، وإبراهيم لم يدرك السماع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقال: إنه ولد على عهده" المطالب 2/ 160 وبنحوه قال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (5/ 92) وقال الحافظ في "التعجيل" (1/ 263): والمراد يكون حديث إبراهيم بن صالح عن ابن عمر مرسلاً أنه لم يدرك القصة التي رواها يزيد بن أبي حبيب عنه عن ابن عمر؛ لأنها كانت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان إبراهيم إذ ذاك طفلاً، ولم يذكر في سياق الحديث أنّ ابن عمر أخبره بذلك، وأما إدراكه ابن عمر فلا شك فيه .. " قلت: رواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب فوصله. قال الطحاوي (4/ 368 - 369): ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثني سعيد بن أبي مريم أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن إبراهيم بن نعيم بن عبد الله ابن النحام أخبره أن أباه أخبره عن ابن عمر أنه قال لعمر: اخطب عليّ ابنة عبد الله بن النحام، فقال له: إنّ له بني أخ ولم يكن لينكحك ويتركهم. فذهب ابن عمر إلى زيد بن الخطاب فكلمه، فخطب عليه، فقال ابن النحام: ما كنت لأترب لحمي ودمي وأرفع لحمكم. فأنكحها ابن أخيه، وكان هوى الجارية وأمها ابن عمر. فذهبت المرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته أنَّ أباها أنكحها ولم يؤامرها، فأجاز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نكاحها. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشيروا على النساء في أنفسهن" فكانت الجارية بكراً. فقال ابن النحام: يا رسول الله، إنما يكرهونه من أجل أنه لا مال له، فإنَّ له في مالي مثل ما أعطاهم ابن عمر. والأول أصح، وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني وغيره: لا يحتج به. وإبراهيم بن صالح ذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين وقال: يروي المراسيل.

باب كراهية التطاول على الرقيق

وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحسيني في "التذكرة": فيه نظر. وللحديث طرق أخرى تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى - حديث رقم 4088. باب كراهية التطاول على الرقيق 618 - (5412) قال الحافظ: وما ذكره المصنف يحتاج إلى تأويل الحديث الوارد في النهي عن إطلاق السيد على المخلوق وهو في حديث مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أبيه عند أبي داود والنسائي والمصنف في "الأدب المفرد"، ورجاله ثقات، وقد صححه غير واحد" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف السين فانظر حديث "السيد الله". 619 - (5413) قال الحافظ: وقوله عليه الصلاة والسلام في أشراط الساعة "أن تلد الأمة ربها" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 1/ 123 - 132) ... ¬

_ (¬1) 6/ 104 (¬2) 6/ 105

كتاب الهبة

كتاب الهبة باب من أهدى إلى صاحبه 620 - (5414) قال الحافظ: رواه ابن سعد من طريق رُمَيثة المذكورة وهي رميثة بالمثلثة مصغرة عن أم سلمة قالت: كلمني صواحبي وهُنَّ: فذكرتهن، وكنا في الجانب الثاني، وكانتّ عائشة وصواحبها في الجانب الآخر، فقلن: كلمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنَّ الناس يهدون إليه في بيت عائشة ونحن نحب ما تحب، الحديث. وقال: وقد اختلف على هشام فيه اختلافاً آخر، فرواه حماد بن سلمة عنه عن عوف بن الحارث عن أخته رميثة عن أم سلمة أنَّ نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- قلن لها: إنَّ الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، الحديث أخرجه أحمد، ويحتمل أن يكون لهشام فيه طريقان، فإنَّ عبدة بن سليمان رواه عنه بالوجهين، أخرجه الشيخان من طريقه بالإسناد الأول ... " (¬1) أخرجه إسحاق (1952) وأحمد (6/ 293) والنسائي (7/ 64) وفي "الكبرى" (8898) وأبو يعلى (7024) وابن حبان (7109) والطبراني (¬2) في "الكبير" (23/ 362) والحاكم (4/ 9 - 10) والمزي (35/ 176 - 177) من طرق عن هشام بن عروة عن عوف بن الحارث بن الطفيل عن أخته رميثة أم عبد الله بن محمد بن أبي عتيق عن أم سلمة قالت: كلمني صواحبي أن أكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر الناس فيُهْدُون له حيثُ كان، فإنهم يتحرون بهديته يومَ عائشة، وإنا نحب الخير كما تحبه عائشة. فقلت: يا رسول الله! إنَّ صواحبي كلمنني أن أكلمك لتأمرَ الناس أن يُهدوا لك ¬

_ (¬1) 6/ 133 و136 (¬2) وأخرجه في موضعين آخرين (23/ 406 - 407 و407) ولم يذكر رميثة.

باب الهبة للولد

حيث كنت، فإنَّ الناس يتحرون بهداياهم يومَ عائشة وإنا نحب الخير كما تحبه عائشة. قالت: فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يراجعني، فجاءني صواحبي، فاخبرتُهنَّ أنه لم يكلمني. فقلن: لا تدعيه، ما هذا حين تدعينه. قالت: ثم دار، فكلمته، فقلت: إنَّ صواحبي قد أمرنني أن أكلمك أن تأمر الناس فليُهدوا لك حيث كنت، فقالت له مثلَ تلك المقالة مرتين أو ثلاثاً، كلُّ ذلك يسكت عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل الوحي على وأنا في بيت (¬1) امرأة من نسائي غير عائشة" فقلت: أعوذ بالله أن أسؤك في عائشة. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رميثة ذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات. باب الهبة للولد 621 - (5415) قال الحافظ: ولمسلم في حديث جابر. وقال: وفي حديث جابر: "فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق" (¬2) أخرجه مسلم (1624) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر قال: قالت امرأة بشير: انْحَل ابني غلامك، وأشهد لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنّ ابنة فلان سألتني أن أنحل ابنها غلامي وقالت: أشهد لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أَلَهُ إخوة؟ " قال: نعم، قال: "أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته؟ " قال: لا، قال: "فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق". باب من لم يقبل الهدية لعلة 622 - (5416) قال الحافظ: وقد ثبت حديث عبد الله بن عمرو في لعن الراشي والمرتشي. أخرجه الترمذي وصححه. وفي رواية: والرائش والراشي" (¬3) حسن ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ثوب" وفي لفظ آخر "لحاف". (¬2) 6/ 139 و141 (¬3) 6/ 148

أخرجه الطيالسي (ص 300) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني قال: حدثني خالي الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمرو قال: لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرَّاشِي والمُرْتَشِي. ومن طريقه أخرجه محمد بن خلف في "أخبار القضاة" (1/ 46) والبيهقي (10/ 138 - 139) وأخرجه عبد الرزاق (¬1) (14669) وابن أبي شيبة (6/ 549 - 500 و588) وأحمد (2/ 164 و190 و194 و212) وأبو داود (4580) وابن ماجه (2313) والترمذي (1337) وابن الجارود (586) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2864) والطحاوي في "المشكل" (5657 و5658) ومحمد بن خلف (1/ 46) وابن حبان (5077) والحاكم (4/ 102 - 103) والبيهقي في "معرفة السنن" (14/ 242 - 243) وفي "الشعب" (5114) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2493) من طرق (¬2) عن ابن أبي ذئب به. وفي لفظ "لعنة الله على الراشي والمرتشي" قال الترمذي: حسن صحيح" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري صدوق، وابن أبي ذئب وأبو سلمة ثقتان، فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) سقط من سنده: عن أبي سلمة. (¬2) رواه عبد الله بن وهب وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ومَعْمر بن راشد ووكيع بن الجراح وحجاج بن محمد الأعور ويزيد بن هارون الواسطي وأبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي وعلي بن الجعد الجوهري وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي ويحيى القطان وعبد الله بن مسلمة القَعْنَبي عن ابن أبي ذئب هكذا. ورواه ابن جريج عن ابن أبي ذئب فجعله عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وساقه بلفظ "الراشي والمرتشي في النار" أخرجه الطبراني في "الصغير" (58) عن أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي ثنا علي بن بحر بن بَرِّي ثنا هشام بن يوسف الصنعاني أنبأ ابن جريج به. وقال: لم يروه عن ابن جريج إلا هشام بن يوسف، تفرد به علي بن بحر". وقال المنذري: رواته ثقات معروفون" الترغيب 3/ 180 وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 199 وقال الحافظ في "اللسان" في ترجمة أحمد بن سهل الأهوازي: حديث غريب جداً" قلت: انفرد بهذا اللفظ، وبقوله: ابن أبي ذباب.

باب حدثني إبراهيم بن موسى ...

باب حدثني إبراهيم بن موسى ... 623 - (5417) قال الحافظ: وترجم أبو داود في "السنن" باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد يجوز له أن يحكم، وساق قصة خزيمة بن ثابت في سبب تسميته ذا الشهادتين، وهي مشهورة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه" 624 - (5418) قال الحافظ: قال ابن التين: وقد يكون ذلك خاصاً بالفيء كما وقع في قصة أبي قتادة حيث قضى له بدعواه وشهادة من كان عنده السَّلَب" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 7/ 58) ... ¬

_ (¬1) 6/ 166 (¬2) 6/ 166

كتاب الشهادات

كتاب الشهادات باب إذا زكى رجل رجلًا كفاه 625 - (5419) قال الحافظ: واحتج بحديث قَبيصة الذي أخرجه مسلم فيمن تحل له المسألة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحِجَا فيشهدون له" (¬1) أخرجه مسلم (1044) من طريق كنانة بن نعيم العدوي عن قَبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحمَّلت حَمَالَة فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسالُه فيها، فقال: "أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمُرَ لك بها" ثم قال: "يا قبيصةُ! إنَّ المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلَّت له المسألة حتى يصيبَها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قِواماً من عيش -أو قال: سداداً من عيش- ورجل أصابته فاقة حتى يقومَ ثلاثة من ذوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة. فحلت له المسألة، حتى يصيب قواماً من عيش -أَو قال: سداداً من عيش- فما سواهنَّ من المسألة يا قبيصةُ سحتا يأكلُها صاحبها سحتا" 626 - (5420) قال الحافظ: يحتمل أن يفسر المثني بمحجن بن الأدرع الأسلمي وحديثه بذلك عند الطبراني وأحمد وإسحاق، وعند إسحاق فيه زيادة من وجه آخر قد يفسر منها المثني عليه بأنه عبد الله ذو النجادين" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الخاء فانظر حديث "خير دينكم أيسره" ¬

_ (¬1) 6/ 202 (¬2) 6/ 204

باب اليمين على المدعى عليه

ولم أذكر الحديث هناك بتمامه، ولفظه: قال محجن بن الأدرع: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيدي فصعد على أُحُد فأشرف على المدينة فقال: "ويل أمها قرية يدعها أهلها خير ما تكون أو كأخير ما تكون فيأتيها الدَّجَّال فيجد على كل باب من أبوابها ملكاً مصلتاً جناحيه فلا يدخلها" قال: ثم نزل وهو آخذ بيدي، فدخل المسجد وإذا هو برجل يصلي، فقال لي: "من هذا؟ " فأتيت عليه فأثنيت عليه خيراً، فقال: "اسكت لا تسمعه فتهلكه" قال: ثم أتى حجرة امرأة من نسائه فنفض يده من يدي قال: "إن خير دينكم أيسره، إنَّ خير دينكم أيسره" باب اليمين على المدعى عليه 627 - (5421) قال الحافظ: وقد روى نحو هذه القصة وائل بن حُجْر، وزاد فيها "ليس لك إلا ذلك" أخرجه مسلم وأصحاب السنن" (¬1) أخرجه مسلم (139) من طريق علقمة بن وائل بن حجر عن أبيه قال: كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتاه رجلان يختصمان في أرض، فقال أحدهما: إنَّ هذا انْتَزَى على أرضي يا رسول الله في الجاهلية، قال: "بينتك" قال: ليس لي بينة، قال: "يمينه" قال: إذن يذهب بها، قال: "ليس لك إلا ذاك" قال: فلما قام ليحلف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من اقتطع أرضاً ظالماً لقي الله وهو عليه غضبان". باب من أمر بإنجاز الوعد 628 - (5422) قال الحافظ: ورواه أيضاً أبو ذر وأبو هريرة وعتبة بن النُّدَر -بضم النون وتشديد الدال المعجمة المفتوحة بعدها راء- وجابر وأبو سعيد، ورفعوه كلهم، وجميعاً عند ابن مردويه في "التفسير"، وحديث عتبة وأبي ذر عند البزار أيضاً، وحديث جابر عند الطبراني في "الأوسط" (¬2) ¬

_ (¬1) 6/ 211 (¬2) 6/ 219

تقدم الكلام على هذه الأحاديث في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل جبريل: أيُّ الأجلين قضى موسى؟ " 629 - (5423) قال الحافظ: وقد أخرج أبو نعيم من حديث ابن عباس مرفوعاً أنَّ جبريل سماه بذلك" (¬1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 316) عن سعدان بن جعفر المروزي (¬2) وفي "الصحابة" (4256) عن حاتم بن العلاء (¬3) كلاهما عن عبد المؤمن بن خالد المروزي قال: سمعت عبد الله بن بُريدة يحدث عن ابن عباس أنه قال: انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده جبريل، فقال له جبريل: إنه كائن حبر هذه الأمة فاستوص به خيراً. قال أبو نعيم: تفرد به عبد المؤمن بن خالد، وهو حديثه" وقال الذهبي: حديث منكر، تفرد به سعدان بن جعفر عن عبد المؤمن" سير الأعلام 3/ 339 كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وإسناده حسن إن كان ابن بريدة سمع من ابن عباس، والله أعلم. وله شاهد عن ابن عمر مرفوعاً "إن حبر هذه الأمة ابن عباس" رواه محمد بن يزيد الرُّهَاوي عن كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر (سير الأعلام 3/ 339) قال الذهبي: كوثر بن حكيم واه". ... ¬

_ (¬1) 6/ 219 (¬2) رواه عنه أحمد بن منصور وقال: ثقة أمين. (¬3) هو حاتم بن يوسف بن خالد بن نصير الجلاب، يقال له: حاتم بن العلاء، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة.

كتاب الصلح

كتاب الصلح باب فضل الإصلاح بين الناس 630 - (5424) قال الحافظ: ووقع عند مسلم من حديث أبي ذر تفسيره بذلك وأنَّ في الإنسان ثلاثمائة وستين مفصلاً" (¬1) أخرجه مسلم (1007) من حديث عائشة مرفوعاً: "إنه خُلق كلُّ إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مَفْصِل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجراً عن طريق الناس، أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس، وأَمَرَ بمعروف، أو نهى عن منكر، عَدَدَ تلكَ الستين والثلاثمائة السُّلامى فإنه يمشي يومئذٍ وقد زحزح نفسه عن النار" ... ¬

_ (¬1) 6/ 237

كتاب الشروط

كتاب الشروط باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة 631 - (5425) قال الحافظ: وصح من حديث جابر أيضاً النهي عن بيع الثُّنْيا، أخرجه أصحاب السنن, وإسناده صحيح" (¬1) أخرجه مسلم (3/ 1175) من طريق أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي الزبير وسعيد بن مِيْنَاء عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المحاقلة والمزابنة والمُعَاوَمَة والمخابرة وعن الثُّنْيا ورخص في العرايا. 632 - (5426) قال الحافظ: وورد النهي عن بيع وشرط. وقال: وأما حديث النهي عن بيع وشرط ففي إسناده مقال" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف النون فانظر حديث "نهى عن ربح ما لم يضمن". باب الشروط في الجهاد 633 - (5427) قال الحافظ: وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من حديث المغيرة بن شعبة نفسه بإسناد صحيح، وأخرجه ابن حبان" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 6/ 242 (¬2) 6/ 242 (¬3) 6/ 266 - 267

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2133 و4289 - الإتحاف 5816 و6280) عن وكيع عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة أنه كان قائماً على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسيف وهو متلثم، فجعل عروة يتناول لحية النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يكلمه، فقال له المغيرة: لتكفنَّ يدك أو لا ترجع إليك يدك. والمغيرة متقلد سيفاً، فقال عروة: من هذا يا رسول الله؟ قال: "هذا ابن أخيك المغيرة" قال: أجل يا غدر، ما غسلت رأسي من غدرتك. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 404) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 373) وأخرجه ابن حبان (4583) عن ابن خزيمة ثنا أبو عمار (¬1) ثنا وكيع به. قال الحافظ: هذا إسناد في نهاية الصحة" المطالب 4/ 410 وقال البوصيري: إسناده صحيح" الإتحاف 6/ 236 قلت: إسناده على شرط الشيخين، وإسماعيل هو ابن أبي خالد، وقيس هو ابن أبي حازم. 634 - (5428) قال الحافظ: وفي مرسل علي بن زيد عند ابن أبي شيبة: فقال عروة: أي قوم، إني قد رأيت الملوك، ما رأيت مثل محمد وما هو بملك ولكن رأيت الهدي معكوفاً وما أراكم إلا ستصيبكم قارعة، فانصرف هو ومن اتبعه إلى الطائف" (¬2) مرسل أخرجه أبو يعلى (1598) عن حَوْثَرة بن أشرس البصري ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان أنَّ عروة بن مسعود الثقفي قال لقومه زمن الحديبية: أيْ قومِ، إني قد رأيت الملوك وكلمتهم، فابعثوني إلى محمد فأكلمَهُ. فأتاه بالحُدَيْبِيَة. فجعل عروة يكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتناول لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والمغيرةُ بن شعبة شاكٍ في السلاح على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له المغيرة: كفَّ يدك من قبل أن لا تصل إليك، فرفع عروة رأسه فقال: أنت هو والله، إنك لفي غَدْرتك ما خرجت منها بعد، فرجع عروة إلى قومه فقال: أي قوم، إني قد رأيت الملوك وكلمتهم ما رأيت مثل محمد قطُّ، ما هو بملك، ولقد رأيت ¬

_ (¬1) اسمه: الحسين بن حريث الخزاعي. (¬2) 6/ 268

الهدي معكوفاً يأكل وبره، وما أراكم إلا ستصيبُكُم قارعة. فانصرف ومن معه من قومه فصعِد سور الطائف فشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله، فرماه رجل من قومه بسهم فقتله. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلَ صاحب يس" قال الهيثمي: رواه أبو يعلى مرسلاً، وإسناده حسن" المجمع 9/ 386 وقال الحافظ: هذا مرسل أو معضل، وأصله في البخاري أيضاً من حديث المِسْوَر ومروان دون ما في آخره، والذي في آخر هذا خطأ، إنما رمي بالسهم عقب غزوة الطائف بعد أن رحل النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم، فجاء إليه عروة فأسلم، ورجع إليهم فقتلوه، ثم أسلموا بعد" المطالب 4/ 411 قلت: علي بن زيد قال ابن معين والنسائي والجوزجاني والدارقطني وابن المديني: ضعيف. وقال ابن سعد وأبو حاتم وابن خزيمة: لا يحتج به. 635 - (5429) قال الحافظ: وأخرجه الحاكم من حديث علي نفسه، ووقع في مغازي ابن عائذ في حديث ابن عباس وغيره أنه كان سنتين" (¬1) حديث علي أخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 634 - 636) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القُرَظي عن علقمة بن قيس النخعي عن علي قال: ثم دعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم" فقال سهيل: لا أعرف هذا, ولكن اكتب: باسمك اللهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اكتب باسمك اللهم" فكتبتها. ثم قال: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو" فقال سهيل بن عمرو: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبد الله سهيلَ بن عمرو، اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، يأمن فيهن الناس ... " وذكر الحديث وفيه طول. هكذا رواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق فوصله، وخالفه يونس بن بكير الشيباني فرواه عن ابن إسحاق ثنا بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب مرسلاً. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 147) ¬

_ (¬1) 6/ 269

وإسناده ضعيف لضعف بريدة بن سفيان (¬1). وحديث ابن عباس أخرجه ابن عائذ في "المغازي" (نصب الراية 3/ 389) عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنَّ مدة الصلح كانت إلى سنتين. وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء الخراساني. 636 - (5430) قال الحافظ: وأما ما وقع في كامل ابن عدي ومستدرك الحاكم و"الأوسط" للطبراني من حديث ابن عمر أنَّ مدة الصلح كانت أربع سنين فهو مع ضعف إسناده منكر مخالف للصحيح" (¬2) تقدم الكلام عليه في باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث رقم 6. 637 - (5431) قال الحافظ: وكذلك أخرجه عمر بن شبة من حديث سلمة بن الأكوع فيما يتعلق بهذا الفصل من هذه القصة" (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 440 - 441) والطبري في "التفسير" (26/ 96 - 97) وفي "التاريخ" (2/ 629) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: فذكر الحديث في قصة الحديبية وفيه: وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً وطلحة، فكتب عليٌّ بينهم: فذكر عقد الصلح. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وقد تقدم الكلام على الحديث أيضاً في المجموعة الأولى في حرف القاف فانظر حديث "قد سهل لكم من أمركم" 638 - (5432) قال الحافظ: زاد ابن إسحاق عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان سبعين بدنة كان فيها جمل لأبي جهل في رأسه بُرَةٌ من فضة ليغيظ به المشركين وكان غَنَمَهُ منه في غزوة بدر" (¬4) حسن ¬

_ (¬1) تقدم الكلام على الحديث في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: كنت كاتب النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديببة ... (¬2) 6/ 269 (¬3) 6/ 269 (¬4) 6/ 275

أخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (2/ 320) ثني عبد الله بن أبي نجيح ثني مجاهد عن ابن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهدى عام الحديبية في هداياه جملاً لأبي جهل، في رأسه بُرَةٌ من فضة، يغيظ بذلك المشركين. ومن طريقه أخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 638) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 152) وإسناده حسن. وأخرج البيهقي في "الدلائل" (4/ 151 - 152) من طريق يحيى بن أبي بكير الكِرْماني ثنا زهير بن محمد ثنا محمد بن عبد الرحمن عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: نُحر أو نَحر يوم الحديبية سبعين بَدَنة، فيها جمل أبي جهل، فلما صُدَّت عن البيت حنَّت كما تحن إلى أولادها. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. 639 - (5433) قال الحافظ: قوله: فأنزل الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} [الفتح: 24] كذا هنا، وظاهره أنها نزلت في شأن أبي بصير، وفيه نظر، والمشهور في سبب نزولها ما أخرجه مسلم من حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث أنس بن مالك أيضاً، وأخرجه أحمد والنسائي من حديث عبد الله بن مغفل بإسناد صحيح أنها نزلت بسبب القوم الذين أرادوا من قريش أن يأخذوا من المسلمين غرة فظفروا بهم فعفا عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزلت الآية" (¬1) حديث سلمة بن الأكوع أخرجه مسلم (1807) وحديث أنس وعبد الله بن مغفل تقدما في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" ... ¬

_ (¬1) 6/ 280

كتاب الوصايا

كتاب الوصايا باب الوصايا 640 - (5434) قال الحافظ: وأقوى ما يرد على هؤلاء ما احتج به الشافعي من حديث عمران بن حُصين في قصة الذي أعتق عند موته ستة أعبد له لم يكن له مال غيرهم فدعاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فجزأهم ستة أجزاء فأعتق اثنين وأرقَّ أربعة" (¬1) أخرجه مسلم (1668) 641 - (5435) قال الحافظ: وأخرج مسلم في حديث ابن عباس: وأوصى بثلاث: أن تجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، الحديث" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 9/ 197 - 199) 642 - (5436) قال الحافظ: ومن أكاذيب الرافضة ما رواه كثير بن يحيى وهو من كبارهم عن أبي عَوَانة عن الأجلح عن زيد بن علي بن الحسين قال: لما كان اليوم الذي تُوفي فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر قصة طويلة فيها: فدخل عليٌّ فقامت عائشة فأكبَّ عليه فأخبره بألف باب مما يكون قبل يوم القيامة يفتح كل باب منها ألف باب. وهذا مرسل أو معضل، وله طريق أخرى موصولة عند ابن عدي في كتاب الضعفاء من حديث عبد الله بن عمرو بسند واه" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 6/ 288 (¬2) 6/ 292 (¬3) 6/ 292

باب الوصية بالثلث

وحديث ابن عمرو أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 14) وابن عدي (2/ 856) عن أبي يعلى ثنا كامل بن طلحة ثنا ابن لهيعة ثني حُيَي بن عبد الله المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه: "ادعوا لي أخي" فدعوا له أبا بكر، فأعرض عنه، ثم قال: "ادعوا لي أخي" فدعوا له عمر، فأعرض عنه، ثم قال: "ادعوا لي أخي" فدعوا له عثمان، فأعرض عنه، ثم قال: "ادعوا لي أخي" فدعي له علي بن أبي طالب، فستره بثوبه وأكبَّ عليه، فلما خرج من عنده قيل له: ما قال؟ قال: علمني ألف باب، كل باب يفتح ألف باب. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل" (347) من طريق حمزة بن يوسف السهمي أنا ابن عدي به. قال ابن عدي: هذا حديث منكر، ولعل البلاء فيه من ابن لهيعة فإنه شديد الإفراط في التشيع، وقد تكلم فيه الأئمة ونسبوه إلى الضعف" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ابن لهيعة ذاهب الحديث، قال أبو زرعة: ليس ممن يحتج به. وقال ابن معين: وكامل بن طلحة ليس بشيء" قلت: كامل بن طلحة صدوق، والبلاء فيه من ابن لهيعة فإنه ضعيف كما قال ابن معين وغيره. باب الوصية بالثلث 643 - (5437) قال الحافظ: أول من أوصى بالثلث في الإِسلام البراء بن معرور أوصى به للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان قد مات قبل أن يدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة بشهر، فقبله النبي -صلى الله عليه وسلم- ورده على ورثته. أخرجه الحاكم وابن المنذر من طريق يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن جده" (¬1) ذكره الذهبي في "سير الأعلام" (1/ 268) من طريق يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه عن أبيه أنَّ البراء بن معرور أوصى بثلثه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان أوصى بثلث في سبيل الله، وأوصى بثلث لولده. فقيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فرده على الورثة. فقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد مات. فسأل عن قبره، فأتاه، فصفَّ عليه، وكبر، وقال: "اللهم اغفر له، وارحمه، وأدخله الجنة، وقد فعلت" ¬

_ (¬1) 6/ 299

وأخرجه البيهقي (6/ 276) من طريق نعيم بن حماد المروزي ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة سأل عن البراء بن معرور فقالوا: توفي وأوصى بثلثه لك، قال: "قد رددت ثلثه على ولده" وذكر الحديث. وأخرجه ابن سعد (3/ 620) عن محمد بن عمر الواقدي ثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه عن أبيه قال أول من صلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة البراء بن معرور، انطلق بأصحابه فصفَّ عليه وقال: "اللهم اغفر له، وارحمه، وارض عنه، وقد فعلت" وهذا مرسل، ويحبى بن عبد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد عن أبي قتادة أنَّ البراء بن معرور أوصى للنبي -صلى الله عليه وسلم- بثلث ماله يضعه شاء، فردَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- على ولده. أخرجه الطبراني في "الكبير" (1185 و3279) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا حماد بن سلمة ثنا محمد بن معبد أو أبو محمد بن معبد عن أبي قتادة. قال الهيثمي: وتابعيه لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 213 قلت: أبو محمد بن معبد بن أبي قتادة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. واختلف عن حماد بن سلمة، فرواه عفان بن مسلم الصفار عن حماد عن أبي بن معبد مرسلاً. أخرجه ابن سعد (3/ 619) ***

كتاب الجهاد

كتاب الجهاد 644 - (5438) قال الحافظ: وقد روى النسائي من حديث سَبْرة بن الفَاكِه في أثناء حديث طويل قال: "فيقول الشيطان يخاطب الإنسان: تجاهد فهو جهد النفس والمال" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 293) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 187 - 188) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1043 و2675) وفي "الجهاد" (13) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 303 - 304) والطبراني في "الكبير" (6558) وأبو نعيم في "الصحابة" (3590) عن محمد بن فضيل الكوفي وأحمد (3/ 483) والنسائي (6/ 19) وفي "الكبرى" (4342) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1188) وابن حبان (4593) والبيهقي في "الشعب" (3941) والواحدي في "الوسيط" (2/ 354 - 355) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (839) وأبو الفرج المقرىء في "الأربعين في الجهاد" (ص 48 - 49) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 324 - 325) والمزي (10/ 202 - 203) عن أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي وأبو نعيم في "الصحابة" (1535) والبيهقي في "الشعب" (3942) عن محمد بن عجلان المدني ثلاثتهم عن أبي جعفر موسى بن المسيب الثقفي أخبرني سالم بن أبي الجَعْد عن (¬2) ¬

_ (¬1) 6/ 343 (¬2) في حديث ابن عجلان: حدثني.

باب فضل الجهاد والسير

سبرة (¬1) بن أبي الفاكه مرفوعاً: "إنَّ الشيطان قعد لابن آدم بأَطْرُقِهِ (¬2): فقعد له بطريق الإِسلام، فقال له: أتسلمُ وتذرُ دينك، ودين آبائك، وآباء أبيك؟ قال: فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجرُ وتذرُ أرضَك وسماك (¬3)، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطِّوَل؟ قال: فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: هو جَهْدُ النفس والمال، فتقاتلُ فتقتلُ (¬4)، فتُنكح المرأةُ، ويقسم المال (¬5). قال: فعصاه فجاهد. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فمن (¬6) فعل ذلك منهم، فمات، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، أو قتل كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، وإن عُقر كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، أو قَعَصَتْهُ دابة كان حقاً على الله أن يدخله الجنة" السياق لحديث أبي عقيل الثقفي. قال العراقي: إسناده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1552 وقال الحافظ: إسناده حسن" الإصابة 4/ 120 قلت: وهو كما قال. باب فضل الجهاد والسير 645 - (5439) قال الحافظ: وقد ورد على الإحتمال الأول عند أحمد عن جابر، وعند الحاكم في "الإكليل" عن كعب بن مالك" (¬7) حديث جابر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مكث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم ... " ¬

_ (¬1) وقيل: سبرة بن الفاكه. وفي حديث ابن عجلان: جابر بن سبرة الأسدي. وقيل عنه أيضاً: جابر بن أبي سبرة. قال أبو نعيم: وهو وهم، إنما صوابه: سبرة بن فاكه. (¬2) وفي لفظ: بطرقه. (¬3) زاد ابن عجلان في حديثه: ومولدك وتضيع عيالك. (¬4) وفي حديث ابن عجلان: فيهراق دمك. (¬5) وفي حديث ابن فضيل: ميراثك. (¬6) ولفظ حديث ابن فضيل "ضمن الله لمن فعل ذلك الجنة إن قتل في سبيل الله أو مات حرقاً أو غرقاً أو أكله السباع" ولفظ حديث ابن عجلان "فحق على الله من فعل ذلك فخرَّ من دابته فمات فقد وقع أجره على الله، وإن لسعته الدابة فمات، فقد وقع أجره على الله، وإن قتل قعصاً فحق على الله أن يدخله الجنة". (¬7) 6/ 344.

باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله

وحديث كعب بن مالك تقدم الكلام عليه أيضاً في حرف الهمزة فانظر حديث "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم". 646 - (5440) قال الحافظ: وأخرج الطبراني نحو هذا الحديث من حديث سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه، وقال في آخره "لم يبلغ العشر من عمله" (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 195 - 196) والحاكم (2/ 73) من طريق عبد الله بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن خير بن نعيم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث سرية، فجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله! إنَّ زوجي يخرج في هذه السرية وإني كنت أصلي بصلاته وأصوم بصومه وأتعبد بعبادته، فدلني على عمل أدرك به عمله، فقال: "فهل تستطيعين أن تقومي فلا تفتري وتصومي فلا تفطري وتذكري فلا تغفلي؟ " قالت: يا رسول الله! وهل يستطيع ذاك أحد؟ فقال: "لو طقت ذاك والذي نفسي بيده لم يبلغ العشر من ذلك" قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: سهل بن معاذ مختلف فيه، ضعفه ابن معين، ووثقه العجلي، واختلف فيه قول ابن حبان. وخير صدوق، وابن وهب وسعيد ثقتان. ولم ينفرد خير به بل تابعه زَبَّان بن فائد المصري عن سهل به. أخرجه أحمد (3/ 439) والطبراني (20/ 196) وأبو الفرج المقرىء في "الأربعين في الجهاد" (12) من طريق رِشْدين بن سعد المصري عن زبان به. ورشدين وزبان ضعيفان. باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله 647 - (5441) قال الحافظ: في رواية مالك من طريق عطاء بن يسار مرسلاً، ووصله الترمذي والنسائي وابن حبان من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: خير الناس منزلاً. وفي رواية للحاكم: أيُّ الناس أكمل إيماناً؟. ¬

_ (¬1) 6/ 345

وقال: وفي حديث ابن عباس "معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، يعتزل شرور الناس" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "ألا أخبركم بخير الناس؟ رجل ممسك بعنان فرسه" ورواية الحاكم (2/ 71) هي من حديث أبي سعيد، وهي عند البخاري في الباب بلفظ: أيُّ الناس أفضل؟. 648 - (5442) قال الحافظ: أخرجه أبو داود بإسناد صحيح عن أبي أمامة بلفظ: "بما نال من أجر وغنيمة" (¬2). صحيح أخرجه أبو داود (2494) والطبراني في "الكبير" (7492) والحاكم (2/ 73) والبيهقي (9/ 166) عن إسماعيل بن عبد الله بن سَمَاعة الدمشقي وابن أبي عاصم في "الجهاد" (51) عن هِقْل بن زياد الدمشقي وابن السني في "اليوم والليلة" (161) عن عمر بن عبد الواحد الدمشقي والروياني (1265) والطبراني في "الكبير" (7491) و"الأوسط" (3118) و"مسند الشاميين" (1596) عن عمرو بن هاشم البيروتي أربعتهم عن الأوزاعي ثني سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة مرفوعاً "ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازياً في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو برده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل" ¬

_ (¬1) 6/ 346 و347 (¬2) 6/ 348

قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. وقد أعل الحديث بالوقف. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه الهقل وعمرو بن هاشم عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب عن أبي أمامة مرفوعاً: "ثلاثة كلهم ضامن على الله" ورواه الوليد وغيره عن الأوزاعي عن سليمان عن أبي أمامة موقوف. قال أبي: هقل أحفظ، والحديث موقوف أشبه" العلل 1/ 309 وعندي أنَّ المرفوع أشبه، فقد اتفق على رفعه عن الأوزاعي: إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وهقل بن زياد، وعمر بن عبد الواحد، وعمرو بن هاشم. وإسماعيل بن عبد الله قال أبو حاتم: كان من أجل أصحاب الأوزاعي وأقدمهم. وهقل بن زياد قال أحمد: لا يكتب حديث الأوزاعي عن أوثق من هقل. وقال أبو مُسْهر: ما كان هاهنا أحد أثبت في الأوزاعي من هقل. وقال ابن عمار الموصلي: الهقل من أوثق أصحاب الأوزاعي. وعمر بن عبد الواحد قال مروان بن محمد الطاطري: نظرنا في كتب أصحاب الأوزاعي فما رأينا أحداً أصح حديثاً عن الأوزاعي من عمر بن عبد الواحد. ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه: 1 - أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة ثني سليمان بن حبيب سمع أبا أمامة رفعه "ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش كُفِي، وإن مات دخل الجنة: من دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1094) عن هشام بن عمار الدمشقي ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة به. وأخرجه ابن حبان (499) عن محمد بن المعافى العابد ثنا هشام بن عمار به. وعثمان مختلف فيه، ولا بأس به في المتابعات. 2 - أبو عمرو كلثوم بن زياد قاضي دمشق. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7493) وفي "مسند الشاميين" (1597) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا كلثوم به.

باب درجات المجاهدين في سبيل الله

وكلثوم مختلف فيه، ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبكر بن سهل قال النسائي: ضعيف. باب درجات المجاهدين في سبيل الله 649 - (5443) قال الحافظ: زاد الترمذي من حديث أبي سعيد "لو أنَّ العالمين اجتمعوا في إحداهنَّ لوسعتهم" (¬1) أخرجه عبد الملك بن حبيب في "وصف الفردوس" (43) وأحمد (3/ 29) والترمذي (2532) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (189) وأبو يعلى (1398) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (231 و232) والبيهقي في "البعث" (ص 169) عن عبد الله بن لَهيعة وأبو نعيم في "صفة الجنة" (231) عن عمرو بن الحارث المصري كلاهما عن دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعاً: "إنَّ للجنة مائةَ درجة، لو أنَّ العالمين اجتمعوا في إحداهنَّ لوسعتهم" قال الترمذي: هذا حديث غريب" قلت: دراج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. واختلف في ما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواه ابن معين، وضعفه أحمد وأبو داود. باب تمني الشهادة 650 - (5444) قال الحافظ: ورواه الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري وفيه "ولو ¬

_ (¬1) 6/ 352

باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا

خرجت ما بقي أحد فيه خير إلا انطلق معي، وذلك يشقُّ عليَّ وعليهم" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (3464) عن إسماعيل بن قيراط الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن ابن معانق الدمشقي عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً: "من أقام الصلاة وآتى الزكاة ومات يعبد الله لا يشرك به شيئاً فإنَّ حقاً على الله عز وجل أن يدخله الجنة هاجر أو قعد في مولده" فقال رجل: يا رسول الله! إن حدثت بها الناس يطمئنوا إليها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الله أعد للمجاهدين في سبيله مائةَ درجة، بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض، فلو كان عندي ما أتقوى به وأقوي المسلمين أو بأيديهم ما ينفقون به ما انطلقت سرية إلا كنت صاحبها, ولكن ليس ذاك بيدي ولا بأيديهم، ولو خرجت ما بقي أحد فيه خير إلا انطلق معي، وذلك يشق عليِّ وعليهم، فلوددت أن أغزو فأقتل ثم أحيا ثم أغزو فأقتل ثم أحيا فأقتل" وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن يوسف الرَّحَبي. باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا 651 - (5445) قال الحافظ: وروينا في فوائد ابن أبي الحديد بإسناد ضعيف عن معاذ بن جبل أنه قال: يا رسول الله! كل بني سلمة يقاتل، فمنهم من يقاتل رياء، الحديث" (¬2) لم أقف عليه. باب من اغبرت قدماه في سبيل الله 652 - (5446) قال الحافظ: زاد أحمد من حديث أبي هريرة "ساعة من نهار" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 6/ 356 (¬2) 6/ 368 (¬3) 6/ 370

أخرجه أحمد (5/ 225 - 226) عن الوليد بن مسلم الدمشقي ثنا ابن جابر أنَّ أبا المُصَبِّح الأوزاعيَّ حدثهم قال: بينا نسير في درب قَلَمْيَةَ إذ نادى الأميرُ مالك بن عبد الله الخَثْعمي رجلاً يقول فرسه في عِراض الجبل (¬1): يا أبا عبد الله (¬2)، ألا تركب؟ قال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل ساعة من نهار، فهما حرامٌ على النار" وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2871) عن الحسين بن الحسن المروزي ثنا الوليد بن مسلم به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2077) عن سريج بن يونس البغدادي ثنا الوليد بن مسلم به. (¬3) وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (609) من طريق صدقة بن خالد الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن العلاء أنهما سمعا أبا المصبح المَقْرائي به. أخرجه أيضاً من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دُحَيم ثنا الوليد بن مسلم به. وإسناده صحيح. ورواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم فجعله من مسند مالك بن عبد الله الخثعمي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 297) وفي "مسند الشاميين" (¬4) (780) عن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6007) عن الطبراني به. والأول أصح. ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه ابن المبارك في "الجهاد" (33) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ثني أبو مصبح به. ¬

_ (¬1) ولفظ ابن قانع: الخيل. (¬2) وهو جابر بن عبد الله كما سيأتي. (¬3) وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 55) عن أبي القاسم البغوي به. (¬4) وأخرجه في موضع آخر (609) بهذا الإسناد فجعله عن أبي عبد الله.

- ورواه حصين بن حرملة المهري عن أبي المصبح فسمى الصحابي: جابر بن عبد الله. قال أبو يعلى (2075): ثنا جعفر بن حميد ثنا ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم عن حصين بن حرملة عن أبي المصبح عن جابر بن عبد الله مرفوعاً: "ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار" • ورواه غيرِ واحد عن ابن المبارك فلم يقولوا: "ساعة من نهار"، منهم: 1 - سعيد بن رحمة المِصِّيصي (كتاب الجهاد لابن المبارك 32) 2 - أبو داود الطيالسي (¬1) (ص 243 - 244) ومن طريق أخرجه البيهقي (9/ 162) 3 - حسن بن الربيع البجلي. أخرجه أحمد (3/ 367) 4 - حبان بن موسى المروزي. أخرجه ابن حبان (4604) والطبراني في "مسند الشاميين" (755) 5 - سويد بن نصر المروزي. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (755) 6 - المسيب بن واضح السلمي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (113) ووقع في حديث حبان بن موسى وغيره القصة التي ذكرها الوليد بن مسلم في حديثه مطولة: قال أبو المصبح: بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة (¬2) عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مرَّ مالكٌ بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقول بغلاً له، فقال له مالك: أيْ أبا عبد الله اركب، فقد حملك الله، فقال جابر: أُصلح دابتي، وأستغني عن قومى، وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من اغبرَّت قدماه في سبيل الله، حرَّمه الله على النار" فأعجب مالكاً ¬

_ (¬1) وقع في روايته: عتبة بن حكيم عن حرملة، وهو خطأ. (¬2) وفي لفظ: صائفة.

قولُهُ، فسار حتى إذا كان حيث يُسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته: يا أبا عبد الله اركب، فقد حملك الله، فعرف جابر الذي أراد برفع صوته، وقال: أصلح دابتي، وأستغني عن قومي، وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أغبرت قدماه في سبيل الله، حرَّمه الله على النار" فوثب الناس عن دوابهم، فما رأينا يوماً أكثرَ ماشياً منه. وإسناده لا بأس به في المتابعات، فعتبة وثقه الطبراني وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، وحصين ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". - ورواه الأوزاعي واختلف عنه: • فقال الوليد بن مَزْيد البيروتي: ثنا الأوزاعي ثني أبو مصبح قال: قيل لأبي عبد الله بأرض الروم: يا أبا عبد الله ألا تركب، فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل حرمهما الله على النار" قال: وأصلح دابتي واستغني عن عشيرتي. فما رُؤي يوماً أكثر ماشياً منه. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2805) وأبو نعيم في "الصحابة" (6887) والبيهقي في "الشعب" (3933) وإسناده صحيح. • وقال عباد بن جويرية البصري: عن الأوزاعي عن ابن يسار ثني مصبح بن أبي مصبح أنَّ أباه أبا مصبح قال: قيل لأبي عبد الله ... أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6888) والأول أصح، وعباد بن جويرية قال أحمد: كذاب. 653 - (5447) قال الحافظ: وأخرج ابن حبان من حديث جابر أنه كان في غزاة فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكر نحو حديث الباب، قال: فتواثب الناس عن دوابهم فما رؤي أكثر ماشياً من ذلك اليوم" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. ¬

_ (¬1) 6/ 370

باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا}

باب فضل قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169] 654 - (5448) قال الحافظ: روى الترمذي من حديث جابر أيضاً أنَّ الله لما كلم والد جابر وتمنى أن يرجع إلى الدنيا ثم قال: يا ربِّ بلغ من ورائي فأنزل الله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169] الآية" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ ". باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا 655 - (5449) قال الحافظ: ولمسلم من حديث ابن مسعود رفعه في الشهداء قال: "فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: نريد أن تردَّ أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى" (¬2). أخرجه مسلم (1887) من طريق مسروق قال: سألنا ابن مسعود عن هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} [آل عمران: 169] قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديلُ معلقةٌ بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا ربِّ! نريد أن تردَّ أرواحَنَا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجةٌ تُركوا". 656 - (5450) قال الحافظ: ولابن أبي شيبة من مرسل سعيد بن جبير أنَّ المخاطب بذلك حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير" (¬3) مرسل ¬

_ (¬1) 6/ 372 (¬2) 6/ 372 - 373 (¬3) 6/ 373

باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 321 - 322) عن وكيع ثنا سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أُحد قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة، فقال الله: أنا أبلغ عنكم، فنزلت: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ} - إلى قوله: {الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 170]. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2945) من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم واسمه عبد الرحمن بن عبد الله عن سالم الأفطس به. قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنه مرسل" المجمع 6/ 329. باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم 657 - (5451) قال الحافظ: في حديث جابر عند مسلم قال: جاء النعمان بن قَوْقَل فقال: يا رسول الله! أرأيت إذا صليت المكتوبات، الحديث" (¬1) أخرجه مسلم (15) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع الواسطي عن جابر قال: أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- النعمانُ بن قَوْقَل فقال: يا رسول الله! أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرَّمت الحرام وأحللت الحلال أأدخلُ الجنة؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نعم". باب من حبسه العذر عن الغزو 658 - (5452) قال الحافظ: ولابن حبان وأبي عوانة من حديث جابر: "إلا شركوكم في الأجر" بدل قوله: "إلا كانوا معكم" وقد رواه مسلم من حديث جابر بلفظ: "حبسهم المرض" (¬2) أخرجه مسلم (1911) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة، فقال: "إنَّ بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، حبسهم المرض" وفي لفظ عنده أيضاً: "إلا شركوكم في الأجر" ¬

_ (¬1) 6/ 381 (¬2) 6/ 387

باب فضل الصوم في سبيل الله

باب فضل الصوم في سبيل الله 659 - (5453) قال الحافظ: ويؤيده أنَّ النسائي أخرج الحديث المذكور عن عقبة بن عامر، والطبراني عن عمرو بن عَبَسَة، وأبو يعلى عن معاذ بن أنس، فقالوا جميعاً في رواياتهم "مائة عام" (¬1) حديث عقبة بن عامر أخرجه النسائي (4/ 145) وفي "الكبرى" (2562) وأبو يعلى (1767) والطبراني في "الكبير" (17/ 335) وفي "مسند الشاميين" (896) من طرق عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي ثني أبو عمرو يحيى بن الحارث الذِّمَاري عن القاسم أبي عبد الرحمن أنه حدثه عن عقبة بن عامر رفعه: "من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام" وإسناده حسن إن كان القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي سمع من عقبة بن عامر، فإنه لم يذكر سماعاً منه، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه. طريق أخرى: قال الطبراني في "مسند الشاميين" (3493): ثنا عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه أنه سمع مكحولاً يحدث عن عقبة بن عامر مرفوعاً: "من صام يوماً في سبيل الله، بعدت منه جهنم مائة سنة" وإسناده ضعيف. قال الحاكم: مكحول لم يسمع من عقبة بن عامر ولم يره (سؤالات مسعود السجزي ص 180) وعبد الرحمن بن ثابت مختلف فيه، وغسان بن الربيع ذكره ابن حبان في "الثقات"، واختلف فيه قول الدارقطني، وعبد الله بن محمد لم أقف له على ترجمة، وثابت بن ثوبان ثقة. وحديث عمرو بن عَبَسَة أخرجه عبد الرزاق (9684) وعبد بن حميد (303) والطبراني في "الأوسط" (3273) وفي "مسند الشاميين" (290 و1257 و3498 و3499) والخطيب في "تالي التلخيص" (188) من طرق عن مكحول عن عمرو بن عبسة مرفوعاً: "من صام يوماً في سبيل الله، بَعَّدَ الله وجهه عن النار مسيرة مائة عام". قال المنذري: إسناده لا بأس به" الترغيب 2/ 86. ¬

_ (¬1) 6/ 388

باب الجهاد ماض مع البر والفاجر

قلت: إسناده إلى مكحول صحيح، إلا أنَّ مكحولاً لم يسمع من عمرو بن عبسة. وحديث معاذ بن أنس أخرجه أبو يعلى (1486) من طريق عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن زَبَّان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعاً: "من صام يوماً في سبيل الله متطوعاً في غير رمضان، بَعُدَ من النار مائة عام سير المُضَمَّر المجيد". وإسناده ضعيف لضعف زبان بن فائد. باب الجهاد ماض مع البر والفاجر 660 - (5454) قال الحافظ: هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه بنحوه أبو داود وأبو يعلى مرفوعاً وموقوفاً عن أبي هريرة، ولا بأس برواته، إلا أنَّ مكحولاً لم يسمع من أبي هريرة. وفي الباب عن أنس، أخرجه سعيد بن منصور وأبو داود أيضاً، وفي إسناده ضعف" (¬1) ضعيف وحديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (594 و2533) والطبراني في "مسند الشاميين" (1512 و1988 و3461) والدارقطني (2/ 57) واللالكائي في "السنة" (2299) والبيهقي (3/ 121 و8/ 185) وفي "معرفة السنن" (4/ 214) وابن الجوزي في "العلل" (719) عن العلاء بن الحارث الدمشقي والدراقطني (2/ 56) وابن الجوزي (718) عن يزيد بن يزيد بن جابر الدمشقي كلاهما عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعاً: "الجهاد واجب عليكم مع كل أمير، براً كان أو فاجراً، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم، براً كان أو فاجراً، وإن عمل الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم، براً كان أو فاجراً، وإن عمل الكبائر" قال الدارقطني: مكحول لم يسمع من أبي هريرة، ومن دونه ثقات" وقال البيهقي: وهذا إسناد صحيح، إلا أنَّ فيه إرسالاً بين مكحول وأبي هريرة" ¬

_ (¬1) 6/ 396

وحديث أنس أخرجه أبو عبيد في "الإيمان" (27) وسعيد بن منصور (2367) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي نُشْبَة عن أنس مرفوعاً: "ثلاث من أصل الإيمان: الكف عن من قال لا إله إلا الله، لا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الإِسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار كلها" وأخرجه أبو داود (2532) عن سعيد بن منصور به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 156) وفي "القضاء والقدر" (196) وأخرجه في "الإعتقاد" (ص 243 - 244) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا سعيد بن منصور به. وأخرجه أبو يعلى (4311 و4312) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (217) واللالكائي (2301) والمزي (32/ 254) من طرق عن أبي معاوية به. قال المنذري في "مختصره": يزيد بن أبي نشبة في معنى المجهول. وقال عبد الحق الأشبيلي: يزيد بن أبي نشبة هو رجل من بني سليم، لم يرو عنه إلا جعفر بن برقان" نصب الراية 3/ 377 قلت: هو مجهول كما قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب". وفي الباب عن علي وجابر قال الطبراني في "الأوسط" (4772): ثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي ثنا سعدان بن زكريا الدورقي ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي عن سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب عن علي. وابن جريج عن أبي الزبير عن جابر. قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بني الإِسلام على ثلاثة: أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب، ولا تشهدوا عليهم بشرك، ومعرفة المقادير خيرُها وشرُّها من الله، والجهاد ماض إلى يوم القيامة مُذْ بعث الله محمدا إلى آخر عصابة من المسلمين، لا يَنقضُ ذلك جورُ جائر، ولا عدل عادل"

باب اسم الفرس والحمار

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الثوري والأوزاعي وابن جريج إلا إسماعيل بن يحيى التيمي" قلت: وهو كذاب كما قال الدارقطني وغيره (اللسان 1/ 441 - 442) باب اسم الفرس والحمار 661 - (5455) قال الحافظ: ووقع ذلك في حديث طويل ذكره ابن حبان في ترجمة محمد بن مزيد في "الضعفاء" وفيه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- غنمه من خيبر وأنه كلم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر له أنه كان ليهودي وأنه خرج من جده ستون حماراً لركوب الأنبياء فقال: ولم يبق منهم غيري وأنت خاتم الأنبياء، فسماه يعفورا، وكان يركبه في حاجته ويرسله إلى الرجل فيقرع بابه برأسه فيعرف أنه أرسل إليه، فلما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء إلى بئر أبي الهيثم بن التهان فتردى فيها فصارت قبره. قال ابن حبان: لا أصل له وليس سنده بشيء" (¬1) موضوع ذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/ 308 - 309) عن أبي جعفر محمد بن مزيد مولى بني هاشم عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي عن عبد الله بن حبيب الهُذَلي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي منظور -وكانت له صحبة- قال: لما فتح الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال وأربعة أزواج خفاف وعشرة أواقي ذهب وففة وحمار أسود، قال: فكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- الحمار فقال له: "ما اسمك؟ " وذكر الحديث بطوله. قال ابن حبان: وهذا حديث لا أصل له، وإسناده ليس بشيء، ولا يجوز الإحتجاج بهذا الشيخ -يعني محمد بن مزيد-" وأخرجه أبو موسى المديني (أسد الغابة 6/ 304 - الإصابة 12/ 32) وقال: هذا حديث منكر جداً إسناداً ومتناً، لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه" ¬

_ (¬1) 6/ 399 - 400

باب ما يذكر من شؤم الفرس

وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع فلعن الله واضعه، فإنه لم يقصد إلا القدح في الإِسلام والاستهزاء به" الموضوعات 2/ 27 وقال الذهبي: خبر باطل" الميزان 4/ 34 وقال الحافظ: خبر واه" الإصابة 12/ 32 باب ما يذكر من شؤم الفرس 662 - (5456) قال الحافظ: ومثله في حديث سعد بن أبي وقاص الذي أخرجه أبو داود لكن قال فيه: "إن تكن الطيرة في شيء" (¬1). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا عدوى". 663 - (5457) قال الحافظ: وكذا في حديث جابر عند مسلم" (¬2) أخرجه مسلم (2227) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً رفعه "إنْ كان في شيء ففي الرَّبْع والخادم والفرس". باب سهام الفرس 664 - (5458) قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث مُجَمِّع بن جارية في حديث طويل في قصة خيبر قال: فأعطى للفارس سهمين وللراجل سهماً. وفي إسناده ضعف" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إي والذي نفسي بيده إنه لفتح" ¬

_ (¬1) 6/ 401 (¬2) 6/ 401 (¬3) 6/ 408

باب بغلة النبي -صلى الله عليه وسلم- البيضاء

باب بغلة النبي -صلى الله عليه وسلم- البيضاء 665 - (5459) قال الحافظ: وقد وقع في مسلم من حديث العباس أنَّ البغلة التي كانت تحته في حين أهداها له فروة بن نُفاثة، وهذا هو الصحيح" (¬1) أخرجه مسلم (1775) من طريق كثير بن عباس بن عبد المطلب قال: قال عباس: شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فلم نفارقه، وركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بغلة له بيضاءَ، أهداها له فروة بن نفائة الجذامي، وذكر الحديث وفيه طول. باب غزو النساء 666 - (5460) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند مسلم: كان يغزو بهنَّ فيداوين الجرحى، الحديث" (¬2) أخرجه مسلم (1812) من طريق يزيد بن هُرْمُز المدني عن ابن عباس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغزو بالنساء فيداوين الجرحى ويُحْذَيْن من الغنيمة. 667 - (5461) قال الحافظ: ولأبي داود من طريق حَشْرَج بن زياد عن جدته أنهنَّ خرجن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في حنين، وفيه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سألهنَّ عن ذلك فقلن: خرجنا نغزل الشعر، ونعين في سبيل الله، ونداوي الجرحى، ونناول السهام، ونسقي السويق" (¬3) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 525 و14/ 466) وأحمد (5/ 271 و6/ 371) وأبو داود (2729) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3294) والنسائي في "الكبرى" (8879) والطبراني في "الكبير" (25/ 137) وأبو نعيم في "الصحابة" (7933) والبيهقي (6/ 332 - 333) وابن ¬

_ (¬1) 6/ 415 (¬2) 6/ 418 (¬3) 6/ 418

باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو

الأثير في "أسد الغابة" (7/ 334) والمزي (6/ 505) من طرق عن رافع بن سلمة بن زياد الأشجعي ثني حشرج بن زياد الأشجعي عن جدته أم أبيه قالت: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاة خيبر، وأنا سادسة ستِّ نسوة، فبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ معه نساءً، فأرسل إلينا فأتيناه، فرأينا على وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغضب، فقال لنا: "ما أخرجكنَّ وبأمر من خرجتنَّ؟ " قلنا: خرجنا يا رسول الله معك نناول السِّهام، ونسقي السَّوِيق، ونداوي الجرحى، ونَغْزِل الشَّعَر، نعين به في سبيل الله، قال: "قمن فانصرفن" قالت: فلما فتح الله لرسوله خيبر أسهم لنا كسهام الرجال. قال: فقلت لها: يا جدة ما الذي أسهم لكنَّ؟ قالت: التمر. قال الخطابي: إسناده ضعيف لا تقوم الحجة بمثله" معالم السنن 3/ 171 وقال ابن حزم: هذا إسناد مظلم، رافع وحشرج مجهولان" المحلى 7/ 541 قال ابن القطان الفاسي: وأصاب في ذلك" الوهم والإيهام 3/ 261 وقال عبد الحق الإشبيلي: حشرج لا أعلم روى عنه إلا رافع بن سلمة بن دينار" الوهم والإيهام 3/ 260 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال في "المغني": تابعي لا يدري خبره ولا من هو، وقال في "الديوان": مجهول. باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو 668 - (5462) قال الحافظ: وله حديث مرفوع عند ابن ماجه، لكن جزم أبو حاتم بأنه مرسل" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى في مسيل مهزور ومذينب ... " ¬

_ (¬1) 6/ 419

باب فضل رباط يوم في سبيل الله

باب فضل رباط يوم في سبيل الله 669 - (5463) قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن أبي هريرة مرفوعاً: "وانتظار الصلاة فذلكم الرباط" وهو في "السنن" عن أبي سعيد" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (251) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ " قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط" وحديث أبي سعيد أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/ 77 - 78) وأبو يعلى (1102) وابن خزيمة (177 و357 و1562 و1694) والعقيلي (2/ 223) وابن حبان (402) والحاكم (1/ 191 - 192) والبيهقي (2/ 16) من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثنا سفيان ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد مرفوعاً "ألا أدلكم على شيء يكفر الخطايا، ويزيد في الحسنات؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إسباغُ الوضوء -أو الطهور- في المكاره، وكثرةُ الخُطا إلى هذا المسجد، والصلاة بعد الصلاة. وما من أحد يخرج من بيته متطهراً حتى يأتي المسجد، فيصلي مع المسلمين، أو مع الإِمام، ثم ينتظر الصلاة التي بعدها، إلا قالت الملائكة: اللهم اغفر له. اللهم ارحمه. فإذا قمتم إلى الصلاة فاعْدِلُوا صفوفكم، وسُدُّوا الفرج، فإذا كبر الإِمام فكبروا، فإني أراكم من ورائي، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد. وخير صفوف الرجال المُقَدَّم، وشرُّ صفوف الرجال المُؤَخَّر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشر صفوف النساء المقدم. يا معشر النساء، إذا سجد الرجال فاحفظن أبصاركنَّ من عورات الرجال" فقلت لعبد الله بن أبي بكر: ما يعني بذلك؟ قال: ضيق الأُزُر. قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: هذا باطل، ليسى هذا من حديث عبد الله بن أبي بكر، إنما هذا حديث ابن عقيل، وأنكره أبي أشد الإنكار، وقال: ليس بشيء -يعني حديث عبد الله بن أبي بكر، قال: هذا حديث ابن عقيل" ¬

_ (¬1) 6/ 426

وقال ابن خزيمة: هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم، فإن كان أبو عاصم قد حفظه فهذا إسناد غريب. والمشهور في هذا المتن: عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد لا عن عبد الله بن أبي بكر" وقال أبو حاتم: هذا وهم، إنما هو الثوري عن ابن عقيل، وليس لعبد الله بن أبي بكر معنى" العلل 1/ 30 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو غريب من حديث الثوري فإني سمعت أبا علي الحافظ يقول: تفرد به أبو عاصم النبيل عن الثوري". وكذا قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا أبو عاصم" قلت: وهو ثقة كما قال ابن سعد وغيره، لكن قال ابن محرز: قيل لابن معين: أبو عاصم النبيل وعبد الرزاق وقَبيصة وأبو حذيفة -يعني في سفيان- قال: هؤلاء ضعاف. وأما حديث ابن عَقيل فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 7 و2/ 385) وفي "مسنده" (الإتحاف 767) وأحمد (3/ 3 و16) وعبد بن حميد (984) والدارمي (704 و705) وابن ماجه (427 و776) والحارث (153) وأبو يعلى (1355) وابن خزيمة (1/ 90 - 91) وابن شاهين في "الترغيب" (65) وعبد الملك بن بشران في "الأمالي" (609) والبيهقي (2/ 16) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 989 - 995) من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد به. وابن عقيل مختلف فيه، وثقه العجلي، وضعفه ابن معين والجمهور. والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (3/ 222 - 223) من هذا الطريق وقال: ابن عقيل ضعيف. 670 - (5464) قال الحافظ: وفي "المستدرك" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنَّ الآية نزلت في ذلك، واحتج بأنه لم يكن في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزو في رباط" (¬1). ¬

_ (¬1) 6/ 426

باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب

باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب 671 - (5465) قال الحافظ: وقد روى عبد الرزاق من طريق مكحول في قصة سعد هذه زيادة مع إسار لها فقال: قال سعد: يا رسول الله! أرأيت رجلاً يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه، أيكون نصيبه كنصيب غيره؟ " فذكر الحديث" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (9691) عن محمد بن راشد المكحولي عن مكحول به، وزاد: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثكلتك أمك يا بن أم سعد، وهل تُرزقون وتنصرون إلا بضعفائكم" وإسناده إلى مكحول حسن. باب التحريض على الرمي 672 - (5466) قال الحافظ: في حديث أبي هريرة في نحو هذه القصة عند ابن حبان والبزار "وأنا مع ابن الأدرع" واسم ابن الأدرع مِحْجَن، وقع ذلك من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في هذا الحديث عند الطبراني، قال فيه: "وأنا مع محجن بن الأدرع"، ومثله في مرسل عروة، أخرجه السراج عن قتيبة عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عنه، وهو صحابي معروف له حديث آخر في "الأدب المفرد" للبخاري وفي أبي داود والنسائي وابن خزيمة، وقيل: اسم ابن الأدرع سلمة، حكاه ابن منده. قال: والأدرع لقب واسمه ذكوان. وقال: وقد وقع في رواية حمزة بن عمرو عند الطبراني: فقالوا: من كنت معه فقد غلب" (¬2) حديث أبي هريرة أخرجه البزار (كشف 1702) وأبو يعلى (6119) وابن حبان (4695) والحاكم (2/ 94) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ¬

_ (¬1) 6/ 429 (¬2) 6/ 431 - 432 و432

أبي هريرة قال: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوم من أسلم يرمون، فقال: "ارموا بني إسماعيل فإنَّ أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع ابن الأدرع" فأمسك القوم قِسِيَّهُمْ فقالوا: يا رسول الله! من كنت معه غلب. قال: "ارموا وأنا معكم كُلِّكُمْ". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 268 قلت: وهو كما قال، ومحمد بن عمرو أخرج له مسلم في المتابعات. وحديث حمزة بن عمرو أخرجه الطبراني في "الكبير" (2988) عن الحسن بن علي المَعْمَري ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري ثنا سلممان بن راشد النصري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للأسلميين: "ارموا يا بني إسماعيل فإنَّ أباكم كان رامياً، وأنا مع محجن بن الأدرع" فأمسك القوم، قال: "ما لكم؟ " قالوا: من كنت معه فقد غلب. قال: "فارموا وأنا معكم كلكم" قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف" المجمع 5/ 268 قلت: ذكره ابن أبي حاتم في كتابه فقال: سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث. وحديث عروة فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وحديث محجن بن الأدرع الذي أشار إليه الحافظ تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الخاء فانظر حديث "خير دينكم أيسره" وانظر أيضاً حديث "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة، وخير دينكم اليسرة" وله حديث آخر أخرجه أحمد (4/ 338) وأبو داود (985) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2385) والنسائي (3/ 45) وفي "الكبرى" (1224 و7665) وابن خزيمة (724) والطبراني في "الكبير" (20/ 296) وفي "الدعاء" (616) والحاكم (1/ 267) وأبو نعيم في "الصحابة" (6207) والبيهقي في "الدعوات" (87) وفي "الأسماء" (ص 78) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (19) والمزي (27/ 267 - 268) من طريق عبد الوارث بن سعيد البصري ثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بُريدة ثني حنظلة بن علي أنَّ محجن بن الأدرع حدثه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد وهو يقول: اللهم إني أسالك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد

باب الأجير

ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. قال: فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد غفر له، قد غفر له، قد غفر له". وإسناده صحيح (¬1). 673 - (5467) قال الحافظ: اسم قائل ذلك منهم: نضلة الأسلمي، ذكره ابن إسحاق في "المغازي" عن سفيان بن فروة الأسلمي عن أشياخ من قومه من الصحابة قالوا: بينا محجن بن الأدرع يناضل رجلاً من أسلم يقال له: نضلة، فذكر الحديث وفيه: فقال نضلة وألقى قوسه من يده: والله لا أرمي معه وأنت معه. وقال: في رواية ابن إسحاق: فقال نضلة: لا نغلب من كنت معه" (¬2) قلت: سفيان بن فروة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعاً من سفيان. ونضلة لعله أبو برزة الأسلمي، والله أعلم. باب الأجير 674 - (5468) قال الحافظ: حديث سلمة: كنت أجيراً لطلحة أسوس فرسه" أخرجه مسلم، وفيه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أسهم له" (¬3) أخرجه مسلم (1807) من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع ثني أبي قال: فذكر حديثاً طويلاً وقال فيه: وكنت تَبِيْعاً لطلحة بن عبيد الله، أسقى فرسه، وأَحُسُّهُ، وأخدُمُهُ. وقال فيه: أعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمين: سهم الفارس وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعاً. ¬

_ (¬1) واختلف فيه على ابن بريدة، فرواه مالك بن مِغْول عن ابن بريدة عن أبيه. وقد تقدم الكلام على حديثه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث "لو علمت أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمع قراءتي لحبرتها تحبيراً" وانظر حديث رقم 1227 في هذه المجموعة. (¬2) 6/ 432 (¬3) 6/ 465

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: نصرت بالرعب مسيرة شهر

675 - (5469) قال الحافظ: والذي قاتل الأجير هو يعلي بن أمية نفسه كما رواه مسلم من حديث عمران بن حُصين" (¬1) أخرجه مسلم (1673) من طريق زُرارة بن أوفى العامري عن عمران بن حُصين قال: قاتَلَ يعلي بن مُنْيَةَ أو ابن أمية رجلاً فعضَّ أحدهما صاحبه، فانتزع يده من فمه، فنزع ثَنِيَّتَهُ. فاختصما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أيعض أحدكم كما يعض الفحل؟ لا دية له". باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: نصرت بالرعب مسيرة شهر 676 - (5470) قال الحافظ: ووقع في الطبراني من حديث أبي أمامة "شهرا أو شهرين"، وله من حديث السائب بن يزيد "شهرا أمامي وشهرا خلفي" (¬2) حديث أبي أمامة تقدم الكلام عليه في كتاب التيمم - باب التيمم وحديث السائب بن يزيد أخرجه الطبراني في "الكبير" (6674) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يزيد بن خُصَيفة أنه أخبره عن السائب بن يزيد رفعه "فضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة، وادخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي" قال الهيثمي: وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك" المجمع 8/ 259 باب من أخذ بالركاب ونحوه 677 - (5471) قال الحافظ: وقد روى مسلم من حديث العباس في غزوة حنين قال: وأنا آخذ بركاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الحديث" (¬3) تقدم في باب بغلة النبي -صلى الله عليه وسلم- البيضاء. ¬

_ (¬1) 6/ 466 (¬2) 6/ 469 (¬3) 6/ 473

باب لا تمنوا لقاء العدو

باب لا تمنّوا لقاء العدو 678 - (5472) قال الحافظ: ولسعيد بن منصور من طريق أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً نحوه، لكن بصيغة الأمر عطفاً على قوله: "وسلوا الله العافية، فإن بليتم بهم فقولوا: اللهم" فذكره، وزاد "وغضوا أبصاركم واحملوا عليهم على بركة الله" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الجيم فانظر حديث "الجنة تحت الأبارقة" باب الكذب في الحرب 679 - (5473) قال الحافظ: ويقويه ما أخرجه أحمد وابن حبان من حديث أنس في قصة الحجاج بن علاط الذي أخرجه النسائي وصححه الحاكم في استئذانه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول عنه ما شاء لمصلحته في استخلاص ماله من أهل مكة وأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإخباره لأهل مكة أنَّ أهل خيبر هزموا المسلمين وغير ذلك مما هو مشهور فيه" (¬2) تقدم الكلام عليه في كتاب الجنائز - باب إذا أسلم الصبي فمات. باب كيف يعرض الإسلام على الصبي؟ 680 - (5474) قال الحافظ: وللبزار والطبراني في "الأوسط" من حديث زيد بن حارثة قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- خبأ له سورة الدخان" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى لكن لا أدري في أي حرف هو. ¬

_ (¬1) 6/ 497 - 498 (¬2) 6/ 500 (¬3) 6/ 513

باب إذا غنم المشركون مال المسلم

681 - (5475) قال الحافظ: وفي مرسل عروة عند الحارث بن أبي أسامة "إن يكن هو الدجال" وقال: وفي مرسل عروة "فلا يحل لك قتله" (¬1) مرسل أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 787) عن الحكم بن موسى القَنْطَري ثنا عباد بن عباد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بابن صَيَّاد قام إليه في أصحابه، وقال لهم: "إني أُخبىء له خَبيئاً، وإني أخبىء له سورة الدخان" قال: فسأل عه أمه فقالت: هو يلعب مع الصبيان، قالت: ولدته أعور مختوناً. قال: فدعي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال له: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آمنت بالله ورسله" قال: ثم قال: "أتشهد أني رسول الله؟ " قال: فردَّ عليه مثل قوله، قال: فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد خبأت لك خبيئاً فما هو؟ " قال: دُخْ، قال: "اخسأ" فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظر ما ترى" قال: أرى عصاراً وعرشاً على الماء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لُبِّسَ عليه" قال: فقال عمر: ألا أقتله يا رسول الله؟ قال: "لا، إن يكن الدجال فلا تُسَلَّط على قتله، وإن لا يكن الدجال فلا يحل قتلُهُ" قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 544 قلت: وهو كما قال. باب إذا غنم المشركون مال المسلم 682 - (5476) قال الحافظ: واحتجوا بحديث عن ابن عباس مرفوع بهذا التفصيل أخرجه الدارقطني، وإسناده ضعيف جداً" (¬2) ضعيف روي من حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: ¬

_ (¬1) 6/ 514 (¬2) 6/ 522

الأول: يرويه الحسن بن عُمارة الكوفي عن عبد الملك بن ميسرة الزَّرَّاد عن طاوس عن ابن عباس مرفوعاً: "فيما أحرز العدو فاستنقذه المسلمون منهم أو أخذه صاجه قبل أن يقسم فهو أحق، فإن وجده وقد قسم، فإن شاء أخذه بالثمن" أخرجه الدارقطني (4/ 114 - 115) من طريق يزيد بن هارون الواسطي أنا الحسن بن عمارة به. وقال: الحسن بن عمارة متروك" ورواه القاسم بن الحكم العُرَني الكوفي عن الحسن بن عمارة بلفظ: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني وجدت بعيري في المغنم كان أخذه المشركون، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انطلق فإن وجدت بعيرك قبل أن يقسم فخذه، وإن وجدته قد قسم فأنت أحق به بالثمن إن أردته" أخرجه البيهقي (9/ 111) وقال: هذا الحديث يعرف بالحسن بن عمارة عن عبد الملك بن ميسرة، والحسن بن عمارة متروك لا يحتج به. ورواه أيضاً مسلمة (¬1) بن علي الخُشَني عن عبد الملك، وهو أيضاً ضعيف. وروي بإسناد آخر مجهول عن عبد الملك، ولا يصح شيء من ذلك" الثاني: يرويه الحسن بن عمارة أيضاً عن الحكم بن عتيبة عن مِقْسَم عن ابن عباس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عبد وبعير أحرزهما العدو ثم ظفر بهما، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصاحبهما "إن أصبتَهما قبل القسمة فهما لك بغير شيء، وإن أصبتهما بعد القسمة فهما لك بالقيمة" أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (13/ 285) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنا الشافعي قال: قال أبو يوسف ثنا الحسن بن عمارة به. وقال: هكذا وجدته عن أبي يوسف عن الحسن بن عمارة. ورواه غيره عن الحسن بن عمارة عن عبد الملك الزراد عن طاوس عن ابن عباس مرفوعاً في بعير واحد. وهذا الحديث يعرف بالحسن بن عمارة، وهو متروك لا يحتج به" وقال الحافظ: وفيه الحسن بن عمارة، وهو واه" الدراية 2/ 129 ¬

_ (¬1) قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال أبو داود: غير ثقة ولا مأمون.

وأما حديث ابن عمر فيرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وعن ابن شهاب: 1 - إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. أخرجه الدارقطني (4/ 113) من طريق عمر بن عبد الواحد الدمشقي عن إسحاق بن عبد الله. ولفظه: "من وجد ماله في الفيء قبل أن يقسم فهو له، ومن وجده بعدما قسم فليس له شيء" قال الدارقطني: إسحاق بن أبي فروة متروك" وقال البيهقي: إسحاق متروك لا يحتج به" الكبرى 9/ 111 وقال الحافظ: الطريق ضعيفة جداً" الدراية 2/ 129 2 - يونس بن يزيد الأَيْلي. أخرجه الدارقطني (4/ 114) من طريق أبي السكن محمد بن يحيى بن السكن البصري ثنا رِشْدين عن يونس. ولفظه: "وما أحرزه العدو، ووجده صاحبه قبل أن يقسم فهو له" قال الدارقطني: رشدين ضعيف" وقال الحافظ: الطريق ضعيفة جداً" الدراية 2/ 129 قلت: رشدين هو ابن سعد قال الفلاس وغيره: ضعيف الحديث. وأبو السكن البصري لم أر من ترجمه. 3 - ياسين بن معاذ الزيات. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8439) وابن عدي (7/ 2642) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن ياسين الزيات. ولفظه: "من أدرك ماله في الفيء قبل أن يقسم فهو له، ومن أدركه بعد أن يقسم فهو أحق به بالثمن" وفي لفظ: "فليس له شيء"

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ياسين، تفرد به سويد بن عبد العزيز" وقال البيهقي: ياسين متروك لا يحتج به" وقال الحافظ: الطريق ضعيفة جداً" الدراية 2/ 129 قلت: وسويد قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. ***

كتاب فرض الخمس

كتاب فرض الخمس 683 - (5477) قال الحافظ: وأما ما نقله عن أهل السير فأخرجه ابن إسحاق بإسناد حسن يحتج بمثله عن عبادة بن الصامت، قال: فلما اختلفنا في الغنيمة وساءت أخلاقنا انتزعها الله منا فجعلها لرسوله فقسمها على الناس عن سواء -أي على سواء-، ساقه مطولاً. وأخرجه أحمد والحاكم من طريقه وصححه ابن حبان من وجه آخر ليس فيه ابن إسحاق" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخُمُس ... " 684 - (5478) قال الحافظ: روى ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عياش أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أغرم حمزة ثمن الناقتين" (¬2) 685 - (5479) قال الحافظ: روى أبو داود من طريق مَعْمَر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: فذكر قصة بني النضير فقال في آخره: وكانت نخل بني النضير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاصة أعطاها إياه، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} [الحشر: 6] الآية، قال: فأعطى أكثرها للمهاجرين وبقي منها صدقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي في أيدي بني فاطمة" (¬3) ¬

_ (¬1) 7/ 4 (¬2) 7/ 7 (¬3) 7/ 9

باب من لم يخمس الأسلاب

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "ما كادكم أحد بمثل ما كادتكم قريش" باب من لم يخمس الأسلاب 686 - (5480) قال الحافظ: حديث حاطب بن أبي بَلْتَعَة أنه قتل رجلاً يوم أحد، فسلم له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سَلَبه. أخرجه البيهقي" (¬1) ضعيف أخرجه البيهقي (6/ 308) عن الحاكم أخبرني أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر الخفاف ثنا محمد بن المنذر بن سعيد الهَرَوي ثنا أبو الزبير علي بن الحسن بن مسلم المكي ثني هارون بن يحيى بن هارون بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة المدني ثني أبو ربيعة الحراني عن عبد الحميد بن أبي أنس عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك أنه سمع حاطب بن أبي بلتعة يقول: إنه طلع على النبي -صلى الله عليه وسلم- في أُحُد وهو يشتد، وفي يد علي بن أبي طالب الترس فيه ماء، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغسل وجهه من ذلك الماء، فقال له حاطب: من فعل بك هذا؟ قال: "عتبة بن أبي وقاص، هشم وجهي، ودق رباعيتي بحجر رماني" قلت: إني سمعت صائحاً يصيح على الجبل: قتل محمد، فأتيت وكان قد ذهب روحي، قلت: أين توجه عتبة؟ فأشار إلى حيث توجه، فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه، فهبطت فأخذت رأسه وسَلَبه وفرسه وجئت بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسلم ذلك إليَّ ودعا لي فقال: "رضي الله عنك، رضي الله عنك" وإسناده ضعيف لضعف هارون بن يحيى (ضعفاء العقيلي 4/ 361 - اللسان 6/ 183). 687 - (5481) قال الحافظ: حديث جابر أنَّ عَقيل بن أبي طالب قتل يوم مؤتة رجلاً فنفله النبي -صلى الله عليه وسلم- درعه" (¬2) أخرجه البيهقي (6/ 309) من طريق شريك بن عبد الله النخعي عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر قال: بارز عقيل بن أبي طالب رجلاً يوم مؤتة فنفله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفه وترسه. ¬

_ (¬1) 7/ 56 (¬2) 7/ 56

باب الجزية والموادعة

شريك وشيخه مختلف فيهما. باب الجزية والموادعة 688 - (5482) قال الحافظ: حديث بُريدة وغيره "فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى الإِسلام، فإن أجابوا وإلا فالجزية" (¬1) أخرجه مسلم (1731) من طريق سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهنَّ ما أجابوك فأقبل منهم وكفَّ عنهم، ثم ادعهم إلى الإِسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكفَّ عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فان أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكفَّ عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمَّةَ الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك"، وذكر الحديث باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم 689 - (5483) قال الحافظ: ووقع مثله في حديث أبي هريرة عند الترمذي" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "من قتل نفسا معاهداً له ذمة الله وذمة رسوله" ¬

_ (¬1) 7/ 68 (¬2) 7/ 80

باب إذا قالوا صبأنا

باب إذا قالوا صبأنا 690 - (5484) قال الحافظ: وأول هذا الأثر أخرجه مسلم من طريق بريدة مرفوعاً في حديث طويل" (¬1) تقدم قبل حديث. باب إثم الغادر للبر والفاجر 691 - (5485) قال الحافظ: وله -يعني مسلم- من حديث أبي سعيد "يرفع له بقدر غدرته" وله من حديثه من وجه آخر "عند استه" (¬2) أخرجه مسلم (1738) من طريق المُسْتَمر بن الرَّيَّان البصري ثنا أبو نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعاً: "لكل كادر لواء يوم القيامة يُرفع له بقدر غَدْرِه، ألا ولا غادر أعظمُ غدراً من أمير عامة" وأخرجه من طريق خليد بن جعفر البصري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "لكل غادر لواء عند اسْتِهِ يوم القيامة". ... ¬

_ (¬1) 7/ 84 (¬2) 7/ 93

كتاب بدء الخلق

كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس والقمر بحسبان 692 - (5486) قال الحافظ: وأخرج أبو يعلى معناه من حديث أنس، وفيه "ليراهما من عبدهما كما قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] " وأخرجه الطيالسي من هذا الوجه مختصراً" (¬1) له عن أنس طرق: الأول: يرويه يزيد بن أبان الرَّقَاشي عن أنس مرفوعاً "الشمس والقمر ثوران عَقيران في النار" أخرجه الطيالسي (ص 281) ومسدد في "مسنده" (المطالب 4546/ 2) وأبو يعلى (4116) والطحاوي في "المشكل" (184) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 293) وابن عدي (3/ 969) وأبو الشيخ في "العظمة" (640) وابن الجوزي في "الموضوعات" (291) وفي "العلل" (30) عن دُرُسْت بن زياد البصري وأبو الشيخ (639) عن حماد بن سلمة كلاهما عن يزيد الرقاشي به. ¬

_ (¬1) 7/ 108

باب ذكر الملائكة

قال البوصيري: مداره على يزيد الرقاشي وهو ضعيف" الإتحاف 10/ 448 وقال ابن كثير: هذا حديث ضعيف، لأنَّ يزيد الرقاشي ضعيف، والذي رواه البخاري في الصحيح بدون هذه الزيادة. ثم قال البخاري: ثنا مسدد ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا عبد الله الداناج ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً: "الشمس والقمر يكوران يوم القيامة" التفسير 4/ 475 قلت: أخرجه غير واحد من هذا الطريق بلفظ "الشمس والقمر ثوران في النار عقيران يوم القيامة" وفي لفظ "ثوران مكوران" منهم: البزار (تفسير ابن كثير 4/ 475) والطحاوي (183) وتمام (1534) والبيهقي في "البعث" (اللآلى المصنوعة 1/ 82) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (76 و77) واللفظ الأول للبزار، واللفظ الثاني للباقين. الثاني: يرويه قتادة عن أنس مرفوعاً "الشمس والقمر ثوران عقيران في النار، إن شاء أخرجهما، وإن شاء أمرهما، من النار خُلقا وإلى النار أو من النار يصيران" أخرجه عبد الغني المقدسي (79) من طريق رِشدين بن سعد المصري ثني جرير بن حازم عن قتادة به. وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. الثالث: يرويه ثابت بن أسلم البُنَاني عن أنس مرفوعاً "الشمس والقمر نوران في النار عقيران" أخرجه الأزدي في "الضعفاء" (اللسان 4/ 184 - التعجيل 2/ 90) من طريق العلاء بن الحجاج البصري عن ثابت به. وضعف العلاء. باب ذكر الملائكة 693 - (5487) قال الحافظ: وروى الترمذي من حديث أبي سعيد مرفوعاً "وزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل، الحديث" (¬1) موضوع ¬

_ (¬1) 7/ 114

روي من حديث أي سيد ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس فأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه عطاء بن عجلان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعاً "وزيراي من السماء: جبريل وميكائيل، ومن أهل الأرض: أبو بكر وعمر" أخرجه إبراهيم الهاشمي في "الأمالي" (36) والآجري في "الشريعة" (1327) والحاكم (2/ 264) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (834) وفي "تاريخ دمشق" (ترجمة عمر بن الخطاب ص 57) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن عساكر: حسن غريب" قلت: عطاء بن عجلان كذبه ابن معين والفلاس. الثاني: يرويه عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً "ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 158 - 159) والترمذي (3680) وعبد الله بن أحمد في زيادات "فضائل الصحابة" (152) والآجري (1326) وابن عدي (2/ 517) من طريق تَليد بن سليمان الكوفي عن أبي الجَحَّاف داود بن أبي عوف عن عطية عن أبي سعيد به (¬1). قال البخاري: تكلم ابن معين في تليد ورماه" وقال الترمذي: حسن غريب" وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف بأبي الجحاف عن عطية، وعن أبي الجحاف تليد ... وقد رواه عن عطية غير أبي الجحاف: موسى بن عمير (¬2) وغيره" قلت: تليد كذبه أحمد وابن معين، وعطية ضعيف مدلس. ¬

_ (¬1) رواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهشيم بن أبي ساسان عن تليد هكذا، ورواه أحمد في "فضائل الصحابة" (105 و153) عن تليد عن أبي الجحاف مرسلاً. وقال: هو مرسل عن تليد عن أبي الجحاف فقط. (¬2) هو القرشي الكوفي قال أبو حاتم: كذاب.

ولم ينفرد أبو الجحاف به بل تابعه سَوّار بن مصعب الكوفي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً "إنَّ لي وزيرين من أهل السماء ... " أخرجه أبو القاسم البغوي في "حديث أبي الجهم" (85) وفي "الجعديات" (2113) وابن عدي (3/ 1292) وابن شاهين في "السنة" (145) والحاكم (2/ 264) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (91) وابن عساكر (ترجمة عمر بن الخطاب ص 56 - 57) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 320 - 321) وسوار قال الحاكم في "المدخل" (ص 146): روى عن عطية بن سعد الموضوعات, وقال أبو حاتم: متروك الحديث لا يكتب حديثه ذاهب الحديث. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه مجاهد بن جبر المكي عن ابن عباس مرفوعاً "إنَّ لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما من أهل الأرض فأبو بكر وعمر" أخرجه البزار (كشف 2491) عن محمد بن معاوية البغدادي ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مِغول عن ليث عن مجاهد به. وأخرجه ابن عساكر (ترجمة عمر بن الخطاب ص 56) من طريق أحمد بن جميل المروزي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه عن مجاهد به. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه وعبد الرحمن لين الحديث" قلت: كذبه ابن معين وأبو داود وابن عمار الموصلي (تاريخ بغداد 10/ 236 و237) وتابعه: 1 - معلي بن هلال الطحان. أخرجه الآجري (1328) وابن عساكر (ص 55 و55 - 56) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 159) ومعلى كذبه أحمد وابن معين وابن عيينة والنسائي ويحيى القطان وسفيان الثوري والجوزجاني وابن المبارك والدارقطني وغيرهم. وقال النسائي أيضاً وغير واحد: يضع الحديث.

52 - عمر بن أبي معروف المكي. أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 185 و230 - 231) وابن عدي (5/ 1691) والخطيب في "المتفق" (1023) وعمر بن أبي معروف قال ابن عدي: ليس يعرف، منكر الحديث. الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً "إنَّ الله تعالى أيدني بأربعة وزراء نقباء" قلنا: يا رسول الله! من هؤلاء الأربعة؟ قال: "اثنان من أهل السماء، واثنان من أهل الأرض" فقلنا: من الإثنان من أهل السماء؟ قال: "جبريل وميكائيل" قلنا: من الإثنان من أهل الأرض؟ قال: "أبو بكر وعمر" أخرجه العقيلي (4/ 141) والطبراني في "الكبير" (11422) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 160) والخطيب في "التاريخ" (3/ 298) وابن عساكر (ص 54 - 55) من طريق محمد بن مجيب الثقفي الصائغ الكوفي عن وهيب المكي عن عطاء به. قال الخطيب: تفرد بروايته محمد بن مجيب بهذا الإسناد. ثم أسند عن ابن معين قال: محمد بن مجيب كان كذاباً عدواً لله" وقال العقيلي: لا يتابع محمد بن مجيب عليه" وأما حديث أنس فأخرجه ابن سمعون في "الأمالي" (79) من طريق الخليل بن زكريا ثنا محمد بن ثابت حدثني أبي ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "وزيراي من أهل السماء: جبريل وميكائيل، ووزيراي من أهل الأرض: أبو بكر وعمر" والخليل بن زكريا كذبه قاسم المطرز، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال الذهبي في "الكاشف": متهم. ومحمد بن ثابت ضعفوه. 694 - (5488) قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث ابن عباس أنه الذي نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فخيره بين أن يكون نبياً عبداً أو نبياً ملكاً، فأشار إليه جبريل أن تواضع فاختار أن يكون نبياً عبداً" (¬1) ¬

_ (¬1) 7/ 114

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الباء فانظر حديث "بل عبداً نبياً" 695 - (5489) قال الحافظ: ولابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وزاد "وهو على مثل البيت الحرام لو سقط لسقط عليه" ومن حديث عائشة نحوه بإسناد صالح، ومن حديث عبد الله بن عمرو نحوه بإسناد ضعيف" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 49) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة عن سعيد بن سالم أخبرني ابن جريج عن صفوان بن سليم عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس مرفوعاً "البيت الذي في السماء يقال له: الضراح، وهو مثل بناء هذا البيت الحرام، ولو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبداً" ومن طريقه أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 184) ورواته ثقات غير سعيد بن سالم القداح وهو صدوق. ولم ينفرد به بل تابعه أبو حذيفة إسحاق بن بشر البخاري ثنا ابن جريج به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12185) وإسحاق بن بشر كذبه ابن المديني وغيره، وابن جريج مدلس وقد عنعن. وخالفه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي فرواه عن صفوان بن سليم عن كريب مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (8874) والأسلمي قال يحيى القطان ويحيى بن معين: كذاب. وحديث عائشة أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (7/ 628 - 629) ولفظه: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة: إنَّ أحداً لا يدخله ليلاً ولكن نخليه لك نهاراً، فدخل عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت، فقال: "إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلاً، إنَّ هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء، يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة" ¬

_ (¬1) 7/ 115

وحديث ابن عمرو أخرجه ابن مردويه أيضاً كما في "الدر المنثور" (7/ 628) ولفظه "إنَّ البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، والحرم حرم بحياله إلى العرش، وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم" وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3706) عن ابن عمرو موقوفاً. 696 - (5490) قال الحافظ: وروى ابن مردويه أيضاً وابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة مرفوعاً نحو حديث علي وزاد "في السماء نهر يقال له: ابن الحيوان، يدخله جبريل كل يوم فينغمس ثم يخرج فينتفض فيخرّ عنه سبعون ألف قطرة، يخلق الله من كل قطرة ملكاً فهم الذين يصلون فيه ثم لا يعودون فيه" وإسناده ضعيف" (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" (اللآلىء المصنوعة 1/ 91) والعقيلي (2/ 59 - 60) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (تفسير ابن كثير 4/ 239) وابن عدي (3/ 1004) وابن مردويه في "تفسيره" (اللآلىء 1/ 91) والواحدي في "الوسيط" (4/ 184) وابن الجوزي في "الموضوعات" (303 و304) من طرق عن هشام بن عمار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا رَوح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً "في السماء الدنيا بيت يقال له: البيت المعمور، حيال هذه الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له: الحيوان، يدخل فيه جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة، ثم يخرج فينتفض انتفاضة، فيخر عنه سبعون ألف قطرة، فيخلق الله عز وجل من كل قطرة ملكاً، ثم يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور، فيصلون فيه، ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبداً، فيولى عليهم أحدهم، ثم يؤمر أن يقف بهم من السماء موقفاً يسبحون الله فيه إلى يوم القيامة" قال العقيلي: لا يتابع روح بن جناح على هذا الحديث، ولا يحفظ من حديث الزهري إلا عن روح بن جناح هذا" وقال ابن عدي: لا يعرف هذا الحديث إلا بروح بن جناح عن الزهري" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يتهم به إلا روح بن جناح فإنه يعرف به ولم يتابعه عليه أحد، قال ابن حبان: روح يروي عن الثقات ما إذا سمعه من ليس بمتبحر في هذه ¬

_ (¬1) 7/ 115 - 116

باب ما جاء في صفة الجنة

الصناعة شهد له بالوضع. وقال عبد الغني الحافظ: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، ليس له أصل عن الزهري، ولا عن سعيد، ولا عن أبي هريرة، ولا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذه الطريق ولا من غيرها" وقال الحاكم أبو أحمد: هذا حديث منكر لا نعلم له أصلاً من حديث أبي هريرة، ولا من حديث سعيد، ولا من حديث الزهري" تهذيب الكمال 9/ 235 وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً، تفرد به روح بن جناح هذا، وهو القرشي الأموي مولاهم أبو سعيد الدمشقي، وقد أنكر عليه هذا الحديث جماعة من الحفاظ، منهم: الجوزجاني (¬1) والعقيلي والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيرهم" قلت: وله شاهد أوهى منه. أخرجه ابن عدي (3/ 1047) وأبو الشيخ في "العظمة" (317) من طريق زياد بن المنذر الكوفي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً "إن في الجنة لنهراً ما يدخله جبريل عليه السلام من دخلة فيخرج فينتفض إلا خلق الله عز وجل من كل قطرة تقطر منه ملكاً" وزياد بن المنذر قال ابن معين: كذاب عدو الله، ليس يسوى فلساً. 697 - (5491) قال الحافظ: وجاء من وجه آخر عن أنس مرفوعاً أنه في السماء الرابعة" (¬2) لم أقف عليه. باب ما جاء في صفة الجنة 698 - (5492) قال الحافظ: وروي هذا عن قتادة موصولاً، قال: عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعاً، ولا يصح إسناده" (¬3) أخرجه ابن الأعرابي (204 و205) عن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي ثنا عبد الرزاق بن عمر البزيعي ثنا عبد الله بن المبارك عن شعبة عن قتادة عن أبي نَضْرة عن أبي ¬

_ (¬1) أحوال الرجال ص 157 - 158 (¬2) 7/ 116 (¬3) 7/ 127

سعيد مرفوعاً {فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [البقرة: 25] قال: "من الحيض، والغائط، والنخامة، والبزاق" ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (363) والحاكم وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 63) ووقع عند أبي نعيم: ثنا عبد الرزاق بن عمر وكان من خيار الناس. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه ابن كثير فقال: هذا حديث غريب، وهذا الذي ادعاه الحاكم فيه نظر، فإنَّ عبد الرزاق بن عمر قال فيه أبو حاتم: لا يجوز الإحتجاج به" وقال الذهبي: أخطأ فيه عبد الرزاق بن عمر فقال: ثنا ابن المبارك عن شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد" الميزان 2/ 609 وقال الحافظ: إسناده لا بأس به" تغليق التعليق 3/ 499 قلت: رواته ثقات غير عبد الرزاق بن عمر، ذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم أعاده في "المجروحين" فقال: يقلب الأخبار ويسند المراسيل لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. 699 - (5493) قال الحافظ: وأخرج الطبري نحوه عن أم سلمة مرفرعاً" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (27/ 188) والعقيلي (2/ 138) والطبراني في "الكبير" (23/ 367) وفي "الأوسط" (3165) وابن عدي (3/ 1111 - 1112 و1112) من طريق عمرو بن هاشم البيروتي ثنا سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن حسان عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: فذكرت حديثاً طويلاً، وفيه: قلت: يا رسول الله! أخبرني عن قوله: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37)} [الواقعة: 37] قال: "هُنَّ اللواتي قُبضن في دار الدنيا عجائز رُمْصاً شُمْطاً، خلقهن الله بعد الكِبَر فجعلهنَّ عذارى. قال: عُرُبَا: مُعَشِّقَاتٍ مُحَبِّبَاتٍ، أتراباً: على ميلاد واحد" قال العقيلي: سليمان بن أبي كريمة يحدث بمناكير، ولا يتابع على كثير من حديثه، منها: فذكر له هذا الحديث، وقال: ولا يتابع عليه ولا يعرف إلا به" ¬

_ (¬1) 7/ 130

وقال ابن عدي: هذا الحديث منكر، وسليمان بن أبي كريمة عامة أحاديثه مناكير" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا سليمان بن أبي كريمة، تفرد به عمرو بن هاشم" وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف" المجمع 10/ 418 700 - (5494) قال الحافظ: روى أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعاً في صفة أدنى أهل الجنة منزلة "وإنَّ له من الحور العين لإثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا" وفي سنده شهر بن حوشب وفيه مقال" (¬1) أخرجه أحمد (2/ 537) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا سُكَين بن عبد العزيز ثنا الأشعث الضرير عن شهر بن حَوْشب عن أبي هريرة مرفوعاً: "إِنَّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن له لسبع درجات، وهو على السادسة، وفوقه السابعة، وإنَّ له لثلاثمائة خادم، ويُغْدى عليه ويُرَاح كلَّ يوم ثلاثمائة صَحْفَةٍ" -ولا أعلمه إلا قال: "من ذهب- في كل صحفة لون ليس في الأخرى، وإنه لَيَلَذُّ أولَه كما يَلَذُّ آخره، ومن الأشربة ثلاثُمائة إناء، في كل إناء لون ليس في الآخر، وانه ليلذ أوله كما يلذ آخره، وإنه ليقول: يا ربِّ! لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم، لم ينقص ذلك مما عندي شيء، وإنَّ له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة، سوى أزواجِهِ من الدنيا، وإنَّ الواحدة منهنَّ ليأخذ مَقْعَدُها قَدْرَ ميل من الأرض" ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (450) وأخرجه أبو نعيم أيضاً (229) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي عن سكين بن عبد العزيز مختصراً. قال ابن كثير: غريب، وفيه انقطاع" النهاية ص 369 وقال الهيثمي: رجاله ثقات على ضعف في بعضهم" المجمع 10/ 400 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 655 قلت: سكين وشهر مختلف فيهما، وأشعث هو ابن عبد الله بن جابر الحُدَّاني وثقه النسائي وغيره. ¬

_ (¬1) 7/ 133

ولم يصب ابن كثير في دعوى الإنقطاع فإنَ شهر بن حوشب قد سمع من أبي هريرة كما في "سير الأعلام" (4/ 373) 701 - (5495) قال الحافظ: ولأبي يعلى في حديث الصور الطويل من وجه آخر عن أبي هريرة في حديث مرفوع: "فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله وزوجتين من ولد آدم" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنَّ الله خلق الصور فأعطاه إسرافيل ... " 702 - (5496) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند مسلم في صفة أدنى أهل الجنة "ثم يدخل عليه زوجتاه" (¬2) أخرجه مسلم (188) من طريق النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد مرفوعاً "إن أدنى أهل الجنة منزلة ... " فذكر حديثاً طويلاً وفيه "ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين" 703 - (5497) قال الحافظ: ونحوه لأحمد من حديث أبي سعيد وزاد: "ينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة" (¬3) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (236 و258 - زوائد نعيم) وأحمد (3/ 75) والترمذي (2562) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (220 و281) وأبو يعلى (1386) والطبري في "التفسير" (26/ 175 - 176) وابن أبي داود في "البعث" (81) وابن حبان (7397) والحاكم (2/ 426 - 427 و475) والبيهقي في "البعث" (301 و339) والبغوي في "شرح السنة" (4381) من طريق أبي السَّمْح دَرَّاج بن سمعان عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو عن أبي سعيد مرفوعاً "إنَّ الرجل في الجنة لَيتكىءُ سبعين سنة قبل أن يَتَحَوَّل، ثم تأتيه امرأته، فتضرب على مَنكبه، فينظر وجهَهُ في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتُضيء ما بين المشرق والمغرب، فتسلمُ عليه فيردُّ السلام، ويسألها: من أنت؟ فتقول: أنا المزيد. وإنه ليكون عليها سبعون ثوباً، أدناه مثل النعمان من طوبى، فينفذُها بصرُهُ حتى ¬

_ (¬1) 7/ 133 (¬2) 7/ 133 (¬3) 7/ 134

يرى مُخَّ ساقها من وراء ذلك، وإنَّ عليهنَّ التيجان، وإن أدنى لؤلؤة فيها لَتُضيء ما بين المشرق والمغرب" قال رجل: يا رسول الله! وما طوبى؟ قال: "شجرة من الجنة" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: دراج صاحب عجائب" وقال العراقي والهيثمي: إسناده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 6/ 2772 - المجمع 10/ 419 قلت: دراج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه فضلك الرازي وغيره. واختلف فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وضعف ذلك أحمد وأبو داود. 704 - (5498) قال الحافظ: وقد فسره جابر في حديثه عند مسلم بقوله: "يُلهمون التسبيح والتكبير كما يُلهمون النَّفَس" (¬1) أخرجه مسلم (2835) من طريقين عن جابر مرفوعاً "يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولا يتغوطون ولا يَمْتَخِطون ولا يبولون، ولكن طعامهم ذاك جشاء كَرَشْح المسك، ويلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النَّفَس" 705 - (5499) قال الحافظ: وشاهد ذلك في حديث عتبة بن عبد السلمي عند أحمد والطبراني وابن حبان" (¬2) أخرجه أحمد (4/ 183 - 184) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني ثنا مَعْمَر عن يحيى بن أبي كثير عن عامر بن زيد البِكالي أنه سمع عتبة بن عبد السُّلَمي يقول: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن الحوض، وذكر الجنة، ثم قال الأعرابي: فيها فاكهة؟ قال: "نعم، وفيها شجرة تُدْعى طوبى" فذكر شيئاً لا أدري ما هو. قال: أيَّ شجر أرضنا تشبه؟ قال: "ليست تشبه شيئاً من شجر أرضك" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أتيت الشام؟ " فقال: لا، قال: "تشبه شجرة بالشام تُدعى الجَوْزَة، تنبت على ساق واحد ويَنْفَرِش أعلاها" قال: ما عظم أصلها؟ قال: "لو ارتحلت جَذَعَةً من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر تَرْقُوَتُها ¬

_ (¬1) 7/ 134 (¬2) 7/ 136

باب صفة أبواب الجنة

هَرَماً" قال: فيها عنب؟ قال: "نعم" قال: فما عظم العُنْقُود؟ قال: "مسيرةُ شهر للغراب الأبْقَع ولا يَفْتُرُ": فما عظم الحبة؟ قال: "هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيماً؟ " قال: نعم، قال: "فسلخ إهابه فأعطاه أمك قال: اتخذي لنا منه دلواً؟ " قال: نعم. قال الأعرابي: فإنَّ تلك الحبة لتشبعني وأهلَ بيتي؟ قال: "نعم وعامةَ عشيرتك" ورواه عبد الرزاق في "أماليه" (132) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (733) والطبراني في "الكبير" (17/ 128) وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 320 - 321) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 538) ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه أبو سلام ممطور ثني عامر بن زيد أنه سمع عتبة بن عبد يقول: فذكر الحديث مطولاً. وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي ... " باب صفة أبواب الجنة 706 - (5500) قال الحافظ: وقد وردت هذه العدة لأبواب الجنة في عدة أحاديث، مها ... وعن عمر عند أحمد وأصحاب السنن, وعن عتبة بن عبد عند الترمذي وابن ماجه" (¬1) حديث عمر أخرجه مسلم (234) من طريق عقبة بن عامر عن عمر مرفوعاً "ما منكم من أحد يتوضأ فَيُبلِغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً عبد الله ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانيةُ، يدخل من أيها شاء" وحديث عتبة تقدم الكلام عليه في كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب. وانظر حديث "إنَّ السيف محاء للخطايا" في المجموعة الأولى. 707 - (5501) قال الحافظ: وورد في صفة أبواب الجنة أنَّ ما بين المصراعين مسيرة ¬

_ (¬1) 7/ 139

أربعين سنة من حديث أبي سعيد ومعاوية بن حَيْدَة ولقيط بن عامر، وأحاديث الثلاثة عند أحمد وهي مرفوعة" (¬1) حديث أبي سعيد أخرجه أحمد (3/ 29) وعبد بن حميد (926) وأبو يعلى (1275) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (177) والبيهقي في "البعث" (238) عن عبد الله بن لَهيعة وأبو نعيم أيضاً (177) عن عمرو بن الحارث المصري كلاهما عن دَرّاج أبي السمح عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو عن أبي سعيد مرفوعاً "ما بين مِصْراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة" قال ابن القيم: هذه النسخة ضعيفة" حادي الأرواح ص 59 يعني: دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. واختلف فيها وفي دراج كما تقدم قبل ثلاثة أحاديث. وحديث معاوية بن حيدة أخرجه أحمد (5/ 3) وعبد بن حميد (411) والروياني (937) والطبراني في "الكبير" (19/ 424) من طرق عن حماد بن سلمة قال: سمعت الجُرَيْري يحدث عن حكيم بن معاوية عن أبيه مرفوعاً "أنتم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وكرمها على الله عز وجل، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ" • ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن الجريري واقتصر على المقطع الأول من الحديث فقط. أخرجه الحاكم (4/ 84) واختلف عن الجريري في مسيرة ما بين المصراعين: • فقال علي بن عاصم الواسطي عن الجريري "مسيرة سبع سنين" أخرجه ابن عدي (2/ 500) والبيهقي في "البعث" (239) ¬

_ (¬1) 7/ 139

وتابعه إسحاق بن شاهين الواسطي عن خالد بن عبد الله الواسطي عن الجريري. أخرجه الروياني (929) وابن أبي داود في "البعث" (61) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (178) • ورواه وهب بن بقية الواسطي عن خالد بن عبد الله واختلف عنه في لفظه: فرواه أبو يعلى عن وهب بن بقية بلفظ "سبع سنين" أخرجه ابن حبان (7388) ورواه غير واحد عن وهب بن بقية بلفظ "سبعين عاما"، منهم: 1 - ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1475) 2 - موسى بن إسحاق. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 205) 3 - عبدان بن أحمد الأهوازي. أخرجه أبو نعيم أيضاً (6/ 205) ولعل حديث حماد بن سلمة أصح لأنه سمع من الجريري قبل اختلاطه. وحديث لقيط بن عامر لم أره باللفظ الذي ذكره الحافظ، وإنما هو بلفظ "سبعين عاماً". أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/ 13 - 14) وفي "السنة" (1120) قال: كتب إليَّ إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري: كتبت إليك بهذا الحديث وقد عرفته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عني، حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي ثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي -من بني عمرو بن عوف- عن دَلْهَم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المُنْتَفِق العقيلي عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر. قال دلهم: وحدثنيه أبي: الأسود عن عاصم بن لقيط أنَّ لقيطاً خرج وافداً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .... فذكر حديثاً طويلاً. وفيه "وإنَّ الجنة لثمانية أبواب ما منهنَّ بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً" وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 249 - 250) عن إبراهيم بن حمزة به.

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 7 - 8) عن معاذ بن المثنى العنبري وأحمد بن يحيى بن إسحاق قالا: ثنا إبراهيم بن حمزة به. وأخرجه الدارقطني في "الرؤية" (191) من طريق محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا إبراهيم بن حمزة به. ورواه الحسن بن علي الحُلْواني عن إبراهيم بن حمزة فلم يذكر عبد الرحمن بن المغيرة، وقال فيه: ثنا عبد الملك بن عياش السمعي. والباقي مثله إلا أنه وقع عند المزي في "تحفة الأشراف" (8/ 334): دلهم عن أبيه عن أبيه عن عمه لقيط. أخرجه أبو داود (3266) ورواه مصعب بن إبراهيم بن حمزة عن أبيه كرواية عبد الله بن أحمد إلا أنه قال: دلهم عن جده عن لقيط. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 211 - 215، تهذيب الكمال 17/ 334) • وكذلك رواه إبراهيم بن المنذر الحزامي عن عبد الرحمن بن المغيرة فقال: دلهم عن جده عن عمه لقيط بن عامر. وعن أبيه عن عاصم بن لقيط أنَّ لقيط بن عامر. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (536 و649) عن إبراهيم بن المنذر به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6440) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 211 - 215، تهذيب الكمال 17/ 334) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (168) وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 366 - 367) من طرق عن إبراهيم بن المنذر به. • ورواه يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري عن عبد الرحمن بن المغيرة فقال: عن دلهم عن أبيه (¬1) عن عمه لقيط بن عامر. أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (271) والحاكم (4/ 560 - 564) وقال: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن النحاس في "الرؤية" (7) إلا أنه لم يقل: عن أبيه.

باب صفة النار

وقال الذهبي: قلت: يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ضعيف" قلت: وعبد الرحمن بن عياش ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا عبد الرحمن بن المغيرة فهو مجهول. ودلهم انفرد عنه عبد الرحمن بن عياش، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان"و"المغني": لا يعرف، وقال في "الديوان": مجهول. باب صفة النار 708 - (5502) قال الحافظ: زاد الترمذي من حديث أبي سعيد "لكل جزء منها حرُّها" (¬1) ضعيف أخرجه الترمذي (2590) وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (148) والبزار (النهاية لابن كثير ص 286 - 287) وأبو يعلى (1334) وأبو نعيم في "مسند فراس بن يحيى" (43) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (51) من طرق عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً "ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، لكل جزء منها حرُّها" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد" قلت: إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. وشيبان هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، وفراس هو ابن يحيى الخارفي. 709 - (5503) قال الحافظ: ونحوه للحاكم وابن ماجه عن أنس وزاد "فإنها لتدعو الله أن لا يعيدها فيها" (¬2) ضعيف وله عن أنس طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن نُفيع أبي داود عن أنس مرفوعاً: "إِنَّ ناركم ¬

_ (¬1) 7/ 143 (¬2) 7/ 143

هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها، وإنها لتدعو الله عز وجل أن لا يعيدها فيها" أخرجه ابن ماجه (4318) عن محمد بن عبد الله بن نمير قال: ثنا أبي ويعلى قالا: ثنا إسماعيل به (¬1). واختلف عن يعلى وهو ابن عبيد الطنافسي، فرواه إسحاق بن إسماعيل الطالقاني عنه فأوقفه على أنس. أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (155) وهكذا رواه عبدة بن سليمان الكلابي عن إسماعيل موقوفاً. أخرجه هناد في "الزهد" (234) ونفيع هو ابن الحارث الكوفي قال ابن معين: يضع ليس بشيء، وقال الحاكم: روى عن أنس أحاديث موضوعة، وكذبه الجوزجاني والساجي. الثاني: يرويه بكر بن بكار القيسي ثنا جسر بن فرقد ثنا الحسن عن أنس مرفوعاً "ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، ولولا أنها غمست في الماء مرتين ما استمتعتم بها، وأيم الله إن كانت لكافية، وإنها لتدعو الله أو تستجير الله أن لا يعيدها في النار أبداً" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: جسر واه، وبكر قال النسائي: ليس بثقة" الثالث: يرويه زائدة بن أبي الرُّقَاد الباهلي عن زياد النُّميري عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر ناركم فقال: إنها لجزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، وما وصلت إليكم حتى نُضحت مرتين بالماء لتضيء لكم، ونار جهنم سوداء مظلمة" أخرجه البزار (كشف 3489) عن أحمد بن مالك القشيري ثنا زائدة به. وإسناده ضعيف لضعف زائدة وزياد. ¬

_ (¬1) قال المنذري: إسناده واه" الترغيب 4/ 461

باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم

باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم 710 - (5504) قال الحافظ: واحتج ابن حزم بأنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "وكان النبي يبعث إلى قومه" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 1/ 455) من حديث جابر بن عبد الله. 711 - (5505) قال الحافظ: وثبت التصريح بذلك في حديث "وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الإنس والجن" فيما أخرجه البزار" (¬2). تقدم الكلام عليه في كتاب التيمم - باب التيمم. باب خير مال المسلم غنم 712 - (5506) قال الحافظ: زاد النسائي والحاكم من حديث جابر "ونباح الكلاب" (¬3) حسن وله عن جابر طرق: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عطاء بن يسار عن جابر مرفوعاً "إذا سمعتم نُبَاح الكلاب ونُهَاق الحمير من الليل فتعوذوا بالله، فإنها ترى ما لا ترون، وأقلوا الخروج إذا هدأت الرِّجْلُ، فإنَّ الله عز وجل يَبُثُّ في ليله من خلقه ما شاء، وأجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله عليها، فإن الشيطان لا يفتح باباً أُجيف وذكر اسمُ الله عليه، وأوكوا الأسقيةَ، وغطوا الجِرَارَ، وأكفئوا الآنية" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 420 - 421) وأحمد (3/ 306) والبخاري في "الأدب المفرد" (1234) وعبد بن حميد (1157) وأبو داود (5103) وأبو يعلى (2221 و2327) وابن خزيمة (2559) وابن حبان (5517 و5518) والطبراني في "الدعاء" (2008) والحاكم (1/ 445 و4/ 283 - 284) والبغوي في "شرح السنة" (3060) من طرق عن ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) 7/ 154 (¬2) 7/ 154 (¬3) 7/ 162

باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البغوي: حسن صحيح" قلت: إسناده حسن إن كان عطاء بن يسار سمع من جابر فإنه لم يذكر سماعاً منه ولم أر أحداً صرح بسماعه منه، ولم يخرج مسلم روايته عن جابر، وابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث من محمد بن إبراهيم عند أبي يعلى وابن حبان، ولم يحتج به مسلم وإنما أخرج له في المتابعات. الثاني: يرويه سعيد بن أبي هلال المصري عن سعيد بن زياد عن جابر مرفوعاً "يا معشر أهل الإِسلام أقلوا الخروج بعد هدوِّ الرِّجْل، فإنَّ لله دواب يبثهنَّ في الأرض، فمن سمع نباح كلب أو نهاق حمار فليستعذ باللهِ من الشيطان، فإنهنَّ يرين ما لا ترون" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1233) وأبو داود (5104) والنسائي في "اليوم والليلة" (942) من طريق الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد به. ورواته ثقات غير سعيد بن زياد الأنصاري قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه سعيد بن أبي هلال، وقال أبو حاتم والحافظ في "التقريب": مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. الثالث: يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ثني شُرَحبيل عن جابر مرفوعاً "أقلوا الخروج هَدَاة، فإنَّ لله عز وجل خلقاً يبثهم، فإذا سمعتم نباح الكلب أو نهاق الحمر فاستعيذوا بالله من الشيطان" أخرجه أحمد (3/ 355 - 356) والبخاري في "الأدب المفرد" (1235) وأبو داود (5104) من طرق عن الليث بن سعد قال: قال يزيد بن الهاد به. وإسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد الخَطْمي. وله شاهد من حديث أبي بكرة عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 158) وفيه الخليل بن زكريا الشيباني وهو متروك. باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه 713 - (5507) قال الحافظ: ويؤيد كونها كافرة ما أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"

وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" من حديث عائشة، وفيه قصة لها مع أبي هريرة، وهو بتمامه عند أحمد" (¬1) حسن أخرجه الطيالسي (ص 199) عن أبي عامر صالح بن رستم الخَزَّاز ثنا سَيَّار أبو الحكم عن الشعبي عن علقمة قال: كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة، فقالت: يا أبا هريرة! أنت الذي تحدث أنَّ امرأة عُذبت في هِرَّةٍ لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها؟ فقال أبو هريرة: سمعته منه -يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت عائشة: أتدري ما كانت المرأة؟ قال: لا، قالت: إنَّ المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، إنَّ المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانظر كيف تحدث. وأخرجه قاسم بن ثابت السرقسطي في "غريب الحديث" (627) من طريق محمود بن غيلان المروزي ثنا الطيالسي به. وأخرجه البزار (كشف 3506) من طريقين عن أبي عامر الخزاز به. وقال: لا نعلم روى علقمة عن أبي هريرة إلا هذا" قلت: وإسناده حسن، أبو عامر الخزاز حسن الحديث، والباقون ثقات. ... ¬

_ (¬1) 7/ 167

كتاب أحاديث الأنبياء

كتاب أحاديث الأنبياء 714 - (5508) قال الحافظ: ووقع في ذكر عدد الأنبياء حديث أبي ذر مرفوعاً أنهم مائة ألف وأربعة وعسثرون ألفاً، الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر، صححه ابن حبان" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أركعت ركعتين". باب خلق آدم وذريته 715 - (5509) قال الحافظ: والمراد بالخليفة آدم، أسنده الطبري من طريق ابن سابط مرفوعاً" (¬2) لم أره في تفسير الطبري. باب وإنّ إلياس لمن المرسلين 716 - (5510) قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أنه كان سريانيا" (¬3) تقدم قبل حديث. ¬

_ (¬1) 7/ 171 (¬2) 7/ 172 (¬3) 7/ 184

باب ذكر إدريس

باب ذكر إدريس 717 - (5511) قال الحافظ: وأخرج الحاكم في "المستدرك" من حديث أنس أنَّ إلياس اجتمع بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأكلا جميعاً، وأنَّ طوله ثلاثمائة ذراع، وأنه قال إنه لا يأكل في السنة إلا مرة واحدة. أورده الذهبي في ترجمة يزيد بن يزيد البلوي وقال: إنه خبر باطل" (¬1) موضوع أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/ 617) من طريق يزيد بن يزيد البلوي ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلاً، فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفورة المثاب لها، فأشرفت فإذا رجل طوله أكثر من ثلاث مائة ذراع، فقال لي: من أنت؟ قلت: أنس بن مالك خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: أين هو؟ قلت: هو ذا يسمع كلامك، قال: فأته وأقرأه مني السلام وقيل له: أخوك إلياس يقرئك السلام، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان، فقال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني إنما آكل في كل سنة يوماً وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت، فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس، فأكلا وأطعماني وصليا العصر، ثم ودعه، ثم رأيته مرَّ على السحاب نحو السماء" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الذهبي في "الميزان": حديث باطل ما استحيا الحاكم من الله يصحح مثل هذا" وقال في "تلخيص المستدرك": هذا موضوع قبح الله من وضعه، وما كنت أحسب ولا أجوز أنَّ الجهل يبلغ بالحاكم إلى أن يصحح هذا، وهذا مما افتراه يزيد البلوي" 718 - (5512) قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أنَّ إدريس كان نبياً رسولاً وأنه أول من خط بالقلم" (¬2) تقدم قبل حديث. ¬

_ (¬1) 7/ 184 (¬2) 7/ 185 - 186

باب قول الله تعالى {ويسألونك عن ذي القرنين}

باب قول الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} 719 - (5513) قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً في قصة ذي القرنين وأنه سار حتى بلغ مطلع الشمس، ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شيء فبنى السدين. وفي إسناده ضعف" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث "كان من الروم فأعطي ملكاً ... ". باب قول الله تعالى {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} 720 - (5514) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد "والله إن جادل بهنَّ إلا عن دين الله" (¬2) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنا أول من تنشق عنه الأرض" 721 - (5515) قال الحافظ: في صحيح مسلم (162) في حديث الإسراء الطويل من رواية ثابت عن أنس في ذكر يوسف "أُعطي شطر الحسن" وزاد أبو يعلى من هذا الوجه "أعطي يوسف وأمه شطر الحسن" (¬3) الرواية الثانية أخرجها الحاكم (2/ 570) من طريق عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة أنبأ ثابت عن أنس مرفوعاً به. وقال: صحيح على شرط مسلم" 722 - (5516) قال الحافظ: وفي حديث علي عند الطبري بإسناد حسن "فناداها جبريل فقال: من أنت؟ قال: أنا هاجر أم ولد إبراهيم، قال: فإلى من وكلكما؟ قالت: إلى الله تعالى؟ قال: وكلكما إلى كاف" ¬

_ (¬1) 7/ 194 (¬2) 7/ 201 (¬3) 7/ 202

باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل}

وقال: وفي حديث علي "ففحص الأرض بأصبعه فنبعت زمزم" وقال: وفي حديث علي "فجعلت تحبس الماء، فقال: دعيه فإنها رواء" وقال: وفي حديث علي عند الطبري والحاكم "رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلمه فقال: يا إبراهيم! ابن علي ظلي أو على قدري ولا تزد ولا تنقص وذلك حتى يقول الله - {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} [الحج: 26]- الآية" وقال: ومن حديث علي "كان إبراهيم يبني كل يوم سافاً" (¬1) قلت: هو عن علي موقوفاً. أخرجه الطبري في "التفسير" (1/ 551) والحاكم (2/ 551) وقال: صحيح الإسناد. باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} 723 - (5517) قال الحافظ: في حديث أبي هريرة "وأنا مع ابن الأدرع" (¬2) تقدم الكلام عليه في كتاب الجهاد - باب التحريض على الرمي. باب قول الله عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا} [طه: 9, 10] 724 - (5518) قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو يعلى بإسناد حسن عن ابن عباس في حديث الفتون الطويل في قدر ثلاث ورقات وهو في تفسير طه عنده وعند ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه وغيرهم ممن خرج التفسير المسند" (¬3) حسن أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (الإتحاف 7748) عن يزيد بن هارون الواسطي أنبأ أصبغ بن زيد الجُهَني ثنا القاسم بن أبي أيوب ثنا سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل لموسى {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] فسألته عن الفتون فقال: فذكر حديثاً طويلاً في ثلاث عشرة صفحة. ¬

_ (¬1) 7/ 210 و215 و216 (¬2) 7/ 224 (¬3) 7/ 238

باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى}

وقال في آخره: رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11326) وأبو يعلى (2618) والطبري في "التفسير" (16/ 164 - 167) وابن أبي حاتم في "التفسير" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 153) من طرق عن يزيد بن هارون به. قال ابن كثير: وهو موقوف من كلام ابن عباس وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره، وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضاً" التفسير3/ 153 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أصبغ بن زيد والقاسم بن أبي أيوب وهما ثقتان" المجمع 7/ 66 وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح، القاسم بين أبي أيوب وثقه ابن سعد وأبو داود وذكره ابين حبان في الثقات، وأصبغ بن زيد وثقه أحمد وابن معين والنسائي، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين" الإتحاف 8/ 124 قلت: بل إسناده حسن لأنَّ أصبغ بن زيد مختلف فيه. باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)} 725 - (5519) قال الحافظ: وزاد مسلم من رواية أبي الزبير عن جابر "ورأيت جبريل فإذا أقرب الناس به شبهاً دِحْية" (¬1) أخرجه مسلم (167) من طريق الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً "عُرض عليَّ الأنبياء فإذا موسى ضَرْبٌ من الرجال كأنه من رجال شَنُؤءَةَ، ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شَبَهاً عروةُ بن مسعود، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم -يعني نفسه- ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دِحْيَةُ" باب وفاة موسى 726 - (5520) قال الحافظ: وورد التصريح بأنَّ الشهداء ممن استثنى الله، أخرجه ¬

_ (¬1) 7/ 239 - 240

إسحاق بن راهويه وأبو يعلى من طريق زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة" (¬1) هو الحديث المعروف بحديث الصور وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنَّ الله خلق الصور فأعطاه إسرافيل ... " 727 - (5521) قال الحافظ: وحديث عبد الله بن سلام عند الطبراني" (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (812) وأبو يعلى (7493) وابن حبان (6478) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 399) واللالكائي في "السنة" (1456) من طرق عن عمرو بن عثمان الكلابي ثنا موسى بن أَعْيَن عن مَعْمر بن راشد عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شَغَاف عن عبد الله بن سلام مرفوعاً "أنا سيدُ ولدِ آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأول شافع ومُشَفَّع، لواء الحمد بيدي يوم القيامة، تحتي آدم فمن دونه" وإسناده ضعيف لضعف عمرو بن عثمان. وللحديث شواهد (¬3). 728 - (5522) قال الحافظ: وقد وقع في مرسل الحسن في كتاب "البعث" لابن أبي الدنيا في هذا الحديث "فلا أدري أكان ممن استثنى الله أن لا تصيبه النفخة أو بعث قبل" (¬4) مرسل أخرجه الطبري في "التفسير" (24/ 31) عن محمد بن حمد الرازي ثنا جرير عن عطاء عن الحسن مرفوعاً "كأني أنفض رأسي من التراب أولَ خارج فألتفت فلا أرى أحداً إلا موسى متعلقاً بالعرش، فلا أدري أممن استثنى الله أن لا تصيبه النفخة أو بعث قبلي" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حمد، وجرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط. ¬

_ (¬1) 7/ 255 (¬2) 7/ 255 (¬3) انظر حديث "أنا أول من تنشق عنه الأرض" في المجموعة الأولى. والصحيحة للألباني 4/ 99 - 100 (¬4) 7/ 256

باب قول الله تعالى: {وإلى مدين أخاهم شعيبا}

باب قول الله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} 729 - (5523) قال الحافظ: وروى ابن حبان في حديث أبي ذر الطويل: أربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ومحمد" (¬1) تقدم قبل عشرة أحاديث. باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} 730 - (5524) قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (3005) من حديث صهيب في قصة أصحاب الأخدود أنَّ امرأة جيء بها لِتُلقى في النار أو لتكفر ومعها صبي يرضع فتقاعست فقال لها: يا أمه اصبري فإنك على الحق" (¬2) 731 - (5525) قال الحافظ: ورواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أبي هريرة عمران بن حُصين. وقال: وفي حديث عمران بن حصين "وكانت أمه تأتيه فتناديه فيشرف عليها فيكلمها، فأتته يومًا وهو في صلاته" وقال: وفي حديث عمران بن حصين أنها جاءته ثلاث مرات تناديه في كل مرة ثلاث مرات" وقال: وفي حديث عمران بن حصين "فغضبت فقالت: اللهم لا يموتن جريج حتى ينظر في وجوه المومسات" وقال: في حديث عمران بن حصين: أنها كانت بنت ملك القرية. وقال: وفي حديث عمران "فما شعر حتى سمع بالفؤوس في أصل صومعته، فجعل يسألهم: ويلكم ما لكم؟ فلم بجيبوه، فلما رأى ذلك أخذ الحبل فتدلى" وقال: وفي حديث عمران "فجعلوا يضربونه ويقولون: مراء تخادع الناس بعملك" وقال: وفي حديث عمران "قال: فتولوا عني، فتولوا عنه فصلى ركعتين" ¬

_ (¬1) 7/ 260 (¬2) 7/ 288

وقال: وفي حديث عمران "ثم انتهى إلى شجرة فأخذ منها غصنا ثم أتى الغلام وهو في مهده فضربه بذلك النصن فقال: من أبوك؟ " (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 224 - 225) و"الأوسط" (7494) عن محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء قال: قال المفضل بن فضالة: تذاكرنا البِرَّ عند أبي حرب بن أبي الأسود الديلي فقال أبو حرب: تذاكرْنا البِرِّ عندَ عِمرانَ بن حُصَيْنِ فقال: تذاكرْنا البِرَّ عندَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فأنشأ يحدِّثنا. قال: "إِنه كان فيمن قبلكلم من الأمم رجل مُتَعَبِّدٌ صاحب صَوْمَعَةِ يقالُ له: جُرَيْجٌ، فكانت له امرأة -أو أُمٌّ- فكانت تأتيهِ فتناديهِ فيشرِفُ عليها فيكلمُها، فأتتْه يوما -وهو في صلاِتهِ مُقبِلْ عليها، فنادته" فَحَكَاها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ووضع يدَهُ على جبهتِهِ "فجعلت تناديهِ رافعةً رأسَها إليه، واضعةً يدَها على جبهتِها: أي جُرَيْجٌ، أي جُرَيج، ثلاثَ مراتٍ، كل مرةٍ ثلاث مرارٍ، كل ذلك يقولُ جُرَيْجٌ: أيْ ربِّ أُمِّي أمْ صلاتي؟ فغضبتْ فقالتْ: اللهمَّ لا يموتن جُرَيْجٌ حتى ينظرَ في وجوهِ المُوْمِسات. قال: وبلغتْ بنتُ مَلِكِ القريةِ فحملت فوَلَدَتْ غلاماً، فقالوا لها: مَن فعل هذا بكِ، مَن صاحِبُكِ؟ قالت: هو صاحبُ الصَومَعَةِ جُرَيج، فما شَعَرَ حتى سمع بالفُؤوسِ في أصلِ صَوْمَعَتِهِ، فجعل يسألُهم: وَيْلَكُمْ مالَكُمْ؟ فلم يُجيبوهُ، ولما رأى ذلك أخذ الحَبْلَ فتدلَّى، فجعلوا يَجِئُوْنَ أَنفَهُ ويضربونَهُ، ويقولون: مُراءٍ، تخَادِعُ الناسَ بعملِكَ. قال: ويْلَكم مالكم؟ قالوا: ابنةُ صاحبِ القريةِ بنتُ الملك التي أحبلتها، قال: فما فعلت، قالوا: ولدتْ غلاماً، قال: الغلام حي هو؟ قالوا: نعم، قال: فتولوا عني، فتولوا فصلي ركعتين، ثم انتهى، ثم مشى إلى شجرة فأخذ منها غصناً، ثم أتى الغلام وهو في مهده فضربه بذلك الغصن وقال: يا طاغية، من أبوك؟ قال: أبي فلان الراعي، قالوا: إن شئت بنينا لك صومعتك بذهب، وإن شئت بفضة. قال: أعيدوها كما كانت" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مفضل بن فضالة إلا زهير، ولا يُروى عن عمران بن حصين إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه المفضل بن فضالة وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، فإسناده حسن" المجمع 8/ 145 قلت: إسناده ضعيف لضعف المفضل بن فضالة البصري، وعبد الرحمن بن سلمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومحمد بن شعيب قال أبو ¬

_ (¬1) 7/ 288 و289 و290

الشيخ: حدث عن الرازيين بما لم نجده بالري، وقال أبو نعيم: يروي عن الرازيين بغرائب. 732 - (5526) قال الحافظ: وفي مرسل الحسن عند ابن المبارك في "البر والصلة" أنه سألهم أن ينظروه فأنظروه أي في المنام من أمره أن يطعن في بطن المرأة فيقول: أيتها السخلة من أبوك؟ ففعل فقال: راعي الغنم" (¬1) هو عن الحسن قوله، أخرجه الحسين المروزي في "البر والصلة" (53) عن الفضل بن موسى المروزي ثنا حزم بن مهران قال: سمعت الحسن يقول: فذكره. 733 - (5527) قال الحافظ: وعند ابن أبي شيبة من مرسل محمد بن المنكدر ما يشهد له" (¬2) مرسل أخرجه هناد في "الزهد" (971) عن حفص بن غياث الكوفي عن محمد بن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر رفعه "إذا دعت أحدكم أمه وهو في الصلاة فليجب، وإذا دعاه أبوه فلا يجب" ورواته ثقات. 734 - (5528) قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر ومالك بن صَعْصَعَة في قصة الإسراء أنه لقيهم بالسموات" (¬3) حديث أبي ذر أخرجه البخاري (فتح 2/ 4 - 9) وحديث مالك بن صعصعة أخرجه البخاري أيضاً (فتح 7/ 112 - 114) 735 - (5529) قال الحافظ: قال الدمياطي: وقال ذلك أيضاً عن أكثم بن أبي الجون وأنه قال: يا رسول الله! هل يضرني شبهه؟ قال: "لا، أنت مسلم وهو كافر" حكاه عن ابن سعد، والمعروف في الذي شبه به -صلى الله عليه وسلم- أكثم بن عمرو بن لحي جد خزاعة لا الدجال، كذلك أخرجه أحمد وغيره" (¬4) انظر حديث "إن الدجال أشبه الناس به" في المجموعة الأولى. ¬

_ (¬1) 7/ 290 (¬2) 7/ 291 (¬3) 7/ 297 (¬4) 7/ 298

736 - (5530) قال الحافظ: وقصة خالد بن سنان أخرجها الحاكم في "المستدرك" من حديث ابن عباس، ولها طرق جمعتها في ترجمته في كتابي في الصحابة" (¬1) رويت قصة خالد بن سنان من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث سباع بن زيد ومن حديث عمارة بن حزن بن شيطان ومن حديث أنس ومن حديث الشعبي مرسلاً ومن حديث الأوزاعي مرسلاً فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه سالم بن عجلان الأفطس عن سعيد بن جبير واختلف عن سالم: - فقال قيس بن الربيع الأسدي: عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ذكر خالد بن سنان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "ذاك نبي ضيعه قومه" أخرجه البزار (كشف 2361) عن يحيى بن معلي بن منصور الرازي ثنا محمد بن الصلت ثنا قيس بن الربيع به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12250) وابن عدي (6/ 2069) عن أحمد بن يحيى بن زهير التُّسْتَري وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 178) عن عمر بن أحمد السني قالا: ثنا يحيى بن معلي بن منصور به. ولفظه عندهم: جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فبسط لها ثوبه فقال: "مرحباً بابنة نبي ضيعه قومه" قال البزار: لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وكان قيس بن الربيع ثقة في نفسه إلا أنه كان رديء الحفظ، وكان له ابن يدخل في أحاديثه ما ليس منها، ورواه الثوري عن سالم عن سعيد بن جبير مرسلاً، وأسنده قيس، ولم نسمع أحداً يحدث به عن محمد بن الصلت إلا يحيى، وإنما يحفظ هذا الحديث من حديث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنَّ ابنة خالد بن سنان دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مرحباً بابنة نبي ضبعه قومه" كشف الأستار 3/ 110 - البداية والنهاية 2/ 211 ¬

_ (¬1) 7/ 299

وقال ابن عدي: وهذا الحديث لم يوصله فقال فيه: عن ابن عباس غير قيس بن الربيع، وعن قيس محمد بن الصلت" وقال الهيثمي: قلت: ثبت أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الأنبياء إخوة لِعلَّات، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، ليس بيني وبينه نبي" فدلنا هذا على نكارة هذا الحديث" كشف الأستار 3/ 110 وقال في "المجمع" (8/ 214): وفيه قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ولكن ضعفه أحمد مع ورعه وابن معين، وهذا الحديث معارض للحديث الصحيح "الأنبياء إخوة لعلات ... " وقال الحافظ: وقيس ضعيف من قبل حفظه" الإصابة 3/ 181 قلت: ضعفه الجمهور. - وقال سفيان الثوري: عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "مرحباً بابنة نبي ضيعه قومه" أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 421) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ثنا سفيان به. وأخرجه الحافظ في "الإصابة" (3/ 178) من طريق عبد الرزاق في "أماليه" ثنا سفيان به. وقال: ورجاله ثقات إلا أنه مرسل" قلت: وهو أصح من الموصول. الثاني: يرويه أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة البصري عن عكرمة عن ابن عباس أنَّ رجلاً من عبس يقال له: خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفىء عنكم نار الحرتين، فقال له رجل من قومه: والله يا خالد ما قلت لنا قط إلا حقاً فما شأنك وشأن نار الحرتين تزعم أنك تطفئها، فخرج خالد ومعه أناس من قومه فيهم عمارة بن زياد فأتوها فإذا هي تخرج من شق جبل، فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها، فقال: إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي، فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضاً، فاستقبلها خالد فجعل يضربها بعصاه وهو يقول: بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أنى لا أخرج منها وثيابي بيدي حتى دخل معها الشق فأبطأ عليهم، فقال لهم عمارة بن زياد: والله إنَّ صاحبكم لو كان حياً لقد خرج إليكم بعد، قالوا: فادعوه باسمه، قال: فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه، فدعوه باسمه فخرج وهو آخذ برأسه، فقال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي فقد والله

قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فأنبشوني فإنكم تجدوني حياً، فدفنوه، فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقلنا: انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه، فقال لهم عمارة: لا تنبشوه لا والله لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا، وقد كان قال لهم خالد: إنَّ في عكن امرأته لوحين فإن أشكل عليهم أمر فانظروا فيهما فإنكم ستجدون ما تسألون عنه، قال: ولا يمسهما حائض، فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما إليهم وهي حائض، فذهب ما كان فيهما من علم. قال أبو يونس: قال سِمَاك بن حرب: سئل عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ذاك نبي أضاعه قومه" قال أبو يونس: قال سماك بن حرب: إنَّ ابن خالد بن سنان أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "مرحباً بابن أخي" أخرجه أبو يعلى (البداية والنهاية 2/ 211 - 212) عن معلي بن مهدي الموصلي ثنا أبو عوانة عن أبي يونس به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11793) والحاكم (2/ 598 - 599) وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (27) من طرق عن معلي بن مهدي به. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" وقال ابن كثير: هذا السياق موقوف على ابن عباس، وليس فيه أنه كان نبياً، والمرسلات التي فيها أنه نبي لا يحتج بها هاهنا، والأشبه أنه كان رجلاً صالحاً له أحوال وكرامات، فإنه إن كان في زمن الفترة فقد ثبت في صحيح البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ أولى الناس بعيسى ابن مريم أنا لأنه ليس بيني وبينه نبي" وإن كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبياً لأنَّ الله تعالى قال: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} " [القصص: 46] البداية 2/ 212 وقال في موضع آخر: لا يصح" 2/ 271 وقال الهيثمي: وفيه المعلي بن مهدي ضعفه أبو حاتم قال: يأتي أحياناً بالمناكير. قلت: وهذا منها" المجمع 8/ 214 قلت: ولم يخرج البخاري للمعلى شيئاً. وتابعه سليمان بن أيوب صاحب البصري ثنا أبو عوانة به. أخرجه عمر بن شبة (2/ 421 - 423)

وسماك بن حرب مختلف فيه، وحديثه مرسل، والمرسل ليس بحجة. الثالث: يرويه الكلبي في "تفسيره" (الإصابة 3/ 178) عن أبي صالح عن ابن عباس قال: دخلت ابنة خالد بن سنان على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "مرحباً بابنة نبي ضيعه قومه" وأخرجه عمر بن شبة (2/ 423) من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه به. ومن طريق الكلبي أخرجه المخلص في "الفوائد" (الضعيفة 1/ 299) وزاد: عن عائشة. والكلبي قال الجوزجاني: كذاب ساقط، وقال الحاكم وأبو نعيم: أحاديثه عن أبي صالح موضوعة. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن سعد (1/ 296) عن محمد بن عمر الواقدي ثني علي بن مسلم الليثي عن المَقْبُري عن أبي هريرة قال: قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: إنه قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواشٍ هي معاشنا، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الله حيث كنتم فلن يَلِتكم من أعمالكم شيئاً ولو كنتم بصَمْدٍ وجازان" وسألهم عن خالد بن سنان، فقالوا: لا عقب له، فقال: "نبي ضيعه قومه" ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان. والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال إسحاق بن راهويه وغيره: يضع الحديث. وأما حديث سباع بن زيد فأخرجه ابن شاهين في "الصحابة" (الإصابة 3/ 182 و4/ 118 - 119) من طريق الحسين بن محمد بن علي الأزدي ثنا عائذ بن حبيب العبسي عن أبيه ثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكروا له قصة خالد بن سنان، فقال: "ذاك نبي ضيعه قومه" وإسناده ضعيف، الحسين بن محمد وحبيب بن الملاح والد عائذ لم أر من ترجمهما، والمشيخة العبسيون مجهولون. وأما حديث عمارة في حَزن فأخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (26) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 711 - 713) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 263) من طريق محمد بن عمير بن هشام أبي بكر الرازي الحافظ ثني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبيدي ثني جدي إبراهيم بن العلاء ثنا أبو محمد القرشي الهاشمي ثنا

هشام بن عروة عن أبيه (¬1) عن أبي بن عمارة عن أبيه عمارة بن حَزْن بن شيطان قال: فذكر قصة خالد بن سنان مطولة. وقال في آخرها: فلما بعث الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- أتته مَحَيَّاة بنت خالد، فانتسبت له، فبسط لها رداءه وأجلسها عليه وقال: "ابنة أخي، نبي ضيعه قومه" قال الخطيب: في إسناده نظر" قلت: أبو محمد القرشي ما عرفته، وأبي بن عمارة لم أر من ترجمه. وأخرجه عمر بن شبة (2/ 430 - 433) من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي بن عمارة بن مالك بن جزء بن شيطان بن حديم ... قال: فذكره. وأما حديث أنس فأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 420 - 421) عن يوسف بن عطية الصفار ثنا ثابت عن أنس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يبايع النساء، فجاءته امرأة تبايعه فسألها "بنت من أنت؟ " فقالت: أنا بنت خالد بن سنان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذه بنت نبي ضيعه قومه، أمرهم إذا هم دفنوه أن ينبشوا عنه فإنه سيخرج حياً، فلم يفعلوا، فهذه ابنة نبي ضيعه قومه" وإسناده واه، يوسف بن عطية قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث الشعبي فأخرجه عمر بن شبة (2/ 425 - 426) عن أحمد بن معاوية ثنا إسماعيل بن مُجالد ثنا مجالد عن الشعبي: فذكر قصة خالد بن سنان. وقال في آخره: إنَّ رجلاً من ولده سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "نبي ضيعه قومه" وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. وأما حديث الأوزاعي فأخرجه عمر بن شبة (2/ 426) عن محمد بن يحيى الكناني ثني عبد العزيز بن عمران عن هلال والحارث عن الأوزاعي قال: قدمت بنت خالد بن سنان فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] فقالت: يا رسول الله! إني لأسمع كلاماً كنت أسمعه من أبي، قال: "إن أباك كان نبياً أضاعه قوصه، فما أوصاكم به عند موته؟ " قالت: قال لنا: إنكم إذا دفنتموني أقبل عير أشهب يقول عانة من الحمر حتى ¬

_ (¬1) سقط من إسناد ابن الأثير والنقاش.

باب نزول عيسى ابن مريم

يتمعك عند قبري، فإذا رأيتم ذلك انحتوني أخبركم بما مضى من أمر الدنيا وما بقي إلى يوم القيامة، فلما دفناه جاء ذلك العير في تلك الحمير فتمعك عند قبره، فهم بعضنا بنحته، فقال قيس بن زهير: إذاً تكون سُبَّةً عينا فاتركوه، فتركناه. وإسناده واه، عبد العزيز بن عمران هو القرشي الزهري المدني قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث. باب نزول عيسى ابن مريم 737 - (5531) قال الحافظ: وعند أحمد من حديث عائشة "ويمكث عيسى في الأرض أربعين سنة" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 134) وأحمد (24467) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (996) وابن حبان (6822) وابن منده في "الإيمان" (1056) وابن أبي زمنين في "أصول السنة" (114) والداني في "الفتن" (687) من طرق عن يحيى بن أبي كثير ثني الحضرمي بن لاحق أنَّ ذكوان أبا صالح السَّمَان أخبره أن عائشة أخبرته قالت: دخل عليَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، فقال: "ما يبكيك؟ " فقلت: يا رسول الله! ذكرت الدجال، قال: "فلا تبكي، فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه، وإن أمت فإن ربكم ليس بأعور، وإنه (¬2) يخرج معه يهود أصبهان، فيسير حتى ينزل بضاحية المدينة، ولها يومئذٍ سبعة أبواب، على كل باب ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها، فينطلق حتى يأتي لُدّاً، فينزل عيسى ابن مريم فيقتله، ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة أو قريباً من أربعين سنة إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الحضرمي بن لاحق وهو ثقة" المجمع 7/ 338 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عكرمة بن عمار اليمامي: كان فقيهاً، وقال الحافظ في "التقريب": لا بأس به. ويحيى وذكوان ثقتان، فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) 7/ 302 (¬2) وفي لفظ "إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة".

738 - (5532) قال الحافظ: وروى مسلم من حديث ابن عمرو في مدة إقامة عيسى بالأرض بعد نزوله أنها سبع سنين" (¬1) أخرجه مسلم (2940) من طريق يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي: سمعت ابن عمرو رفعه "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين -لا أدري أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً- فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروةُ بن مسعود، فيطلبُهُ فيهلكُه، ثم يمكث الناسُ سبعَ سنين ... " 739 - (5533) قال الحافظ: وروى نعيم بن حماد في كتاب "الفتن" من حديث ابن عباس أنَّ عيسى إذ ذاك يتزوج في الأرض ويقيم بها تسع عشرة سنة" (¬2) ضعيف أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1616) عن يحيى بن سعيد العطار عن سليمان بن عيسى قال: بلغني أنَّ عيسى ابن مريم إذا قتل الدجال رجع إلى بيت المقدس فيتزوج إلى قوم شعيب ختن موسى، وهم جذام، فيولد له فيهم، ويقيم تسعة عشر سنة، لا يكون أمير، ولا شرطي، ولا ملك. وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن سعيد العطار. 740 - (5534) قال الحافظ: وعند أحمد من حديث جابر في قصة الدجال ونزول عيسى "وإذا هُم بعيسى، فيقال: تقدم يا روح الله، فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنذركم المسيح". 741 - (5535) قال الحافظ: ولابن ماجه في حديث أبي أمامة الطويل في الدجال قال: "وكلهم أي المسلمون ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح قد تقدم ليصلي بهم إذ نزل عيسى فرجع الإِمام ينكص ليتقدم عيسى، فيقف عيسى بين كتفيه ثم يقول: تقدم فإنها لك أقيمت" (¬4) ¬

_ (¬1) 7/ 304 (¬2) 7/ 304 (¬3) 7/ 304 (¬4) 7/ 304 - 305

باب ما ذكر عن بني إسرائيل

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنه لم تكن فتنة في الأرض .. " 742 - (5536) قال الحافظ: في حديث آخر عند مسلم "فيقال له: صلِّ لنا، فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أمراء، تكرمة لهذه الأمة" (¬1) أخرجه مسلم (156) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً رفعه "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراءُ. تَكْرِمَةَ الله هذه الأمة". باب ما ذكر عن بني إسرائيل 743 - (5537) قال الحافظ: وقد نص عليه في حديث عرفجة في صحيح مسلم حيث قال "فاضربوا عنق الآخر" (¬2) أخرجه مسلم (1852) من طريقين عن عَرْفَجَة رفعه "إنه ستكون هَنَاتٌ وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمةِ وهي جميع فاضربوه بالسيف، كائناً من كان" حديث أبرص وأقرع وأعمى 744 - (5538) قال الحافظ: وقد ورد في حديث آخر بسند واه أنهم يحجون مع عيسى ابن مريم" (¬3) قلت: روي ذلك عن محمد بن كعب القرظي قال ابن كثير في "النهاية" (ص 119): قال محمد بن كعب القرظي: في الكتب المنزلة أنَّ أصحاب الكهف يكونون في حوارييه وأنهم يحجون معه. ذكره القرطبي في الملاحم من آخر كتابه "التذكرة في أحوال الآخرة" ¬

_ (¬1) 7/ 305 (¬2) 7/ 307 (¬3) 7/ 315

حديث الغار 745 - (5539) قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند ابن حبان والبزار أنهم خرجوا يرتادون لأهليهم. وقال: وفي حديث أبي هريرة "فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم" وقال: وفي حديث أبي هريرة "فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجراً فسخطه ولم يأخذه" وقال: وفي حديث أبي هريرة "فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال" وقال فيه: "فأعطيته ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا الأجر الأول" وقال: وفي حديث أبي هريرة "فزال ثلث الحجر" وقال: ووقع كذلك في حديث أبي العالية عن أبي هريرة عند الطبراني في "الدعاء" بلفظ "إنه لا يحل لك أن تفض خاتمي إلا بحقه" وقال: أخرجه الطبراني في "الدعاء" بإسناد حسن عن أبي هريرة، وهو في صحيح ابن حبان. وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن أبي هريرة" (¬1) حسن وله عن أبي هريرة طرق: الأول: يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي قال: سمعت خِلَاساً يقول: قال أبو هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ذهب ثلاثة نفر رادةَ لأهلهم، قال: فأخذهم مطر، فلجؤوا إلى غار، قال: فوقع عليهم -أحسبه، قال- من فم الغار حجر: فسدَّ عليهم فم الغار، ووقع متجاف عنهم، قال: فقال النفر بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله تعالى، فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله لله عز وجل، عسى أن يُخرجكم من مكانكم، قال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت برّاً بوالديّ، وإني أرحتُ غنمي ليلة، وكنت أحلب لأبويَّ فآتيهما مضطجعان على فراشهما، حتى أسقيهما بيدي، وإني أتيتهما ليلة من تلك الليالي، وجئت بشرابهما، فوجدتهما قد ناما، وإني جعلتُ أرغب لهما من نومهما، وكره أن أوقظهما، وأكره أن أرجع بالشراب، فيستيقظان فلا يجداني عندهما، ¬

_ (¬1) 7/ 317 و318 و319 و321

فقمت مكاني قائماً على رؤوسهما كذلك حتى أصبحتُ. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فَافْرِج عنا. قال: فزال -أو كلمة نحوها- ثلث الحجر انفراجاً، قالوا للآخرة ايهاً -أي قل-. قال: فقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حُبّاً شديداً وإني -أحسبه قال- خطبتها إلى أهلها فمنعونيها، حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها، ثم دعوت بها فخلوت بها، فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة، فقالت: لا يحلُّ لك أن تفُتَّ الخاتم إلا بحقه، فانقبضت إليَّ نفسي، ووفرت حقَّها عليها ونفسها. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فَافْرِجْ عنا. قال: فزال -أو كلمة نحوها- انفراجاً. وقالوا للثالث: إيها -أي: قل-، قال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أني عمل لي عامل على صاعٍ من طعام، فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه، فاحتبس عليَّ طويلاً من الدهر، وإني عمدت على صاعه أحرثه، حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير، وشاء كثير، ومال كثير، وإنّ ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام، وإني قلت له: إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالاً كثيراً، وشاءاً كثيراً، وبقراً كثيراً، فخذ هذا كله، فإنه من ذلك الصاع. فقال لي: أتسخر؟ قلت له: لا والله، ولكنه الحق، فانطلق به يسوق المال أجمع، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، فانفلق الحجر فوقع وخرجوا يتماشون" أخرجه البزار (كشف 1866) عن يحيى بن حبيب بن عربي البصري ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عوفاً به. وأخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (48) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا يحيى بن حبيب به. قال البزار: لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا المعتمر" قلت: رواته ثقات، وخلاس هو ابن عمرو الهَجَري، قال أحمد: لم يسمع خلاس من أبي هريرة شيئاً. الثاني: يرويه عمران بن دَاوَر القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة، قال: قال رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم، فأصابتهم السماء، فلجؤوا إلى جبل، فوقعت عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم مكانكم إلا الله؛ ادعوا الله بأوثق أعمالكم. فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني، فطلبتها، فأبت علي، فجعلت لها جعلاً، فلما قَرَّبَتْ نفسها، تركتها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، وخشية عذابك، فافرج عنا، فزال ثلث الجبل.

فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان، وكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا أتيتهما، وهما نائمان، قمت قائماً حتى يستيقظا، فإذا استيقظا، شَرِبَا، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافْرِجْ عنا، فزال ثلثُ الحجر. فقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً يوماً فعمل لي نصفَ النهار، فأعطيته أجره فَتَسَخطَهُ ولم يأخذه، فَوَفَّرْتُهَا عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء يطلب أجره فقلت: خذ هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا. قال: فزال الحجر وخرجوا يتماشون" أخرجه الطيالسي (ص 269) عن عمران به. ومن طريقه أخرجه البزار (كشف 1869) والروياني (1359) وأبو سعيد النقاش (40) وتابعه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أنا عمران به. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 462) و"الأوسط" (931) عن عمرو بن مرزوق يه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (13) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 73 - 74) وابن حبان (971) والطبراني في "الدعاء" (193) وفي "الأوسط" (2475) والقطيعي في "جزء الألف دينار" (186) وأبو سعيد النقاش (40 و41) من طرق عن عمرو بن مرزوق به. قال أبو حاتم: الحديث صحيح" العلل 2/ 442 وقال ابن حبان: سعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة؛ لأنه بها نشأ" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن إلا عمران" قلت: وهو مختلف فيه، والباقون ثقات، لكن قتادة مدلس وقد عنعن. واختلف عنه، فرواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة عن صاحب لهم عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 462) و"الأوسط" (929) وتابعه سليمان التيمي عن قتادة ثنا صاحب لنا عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 462 - 463) و"الأوسط" (930) الثالث: يرويه داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن رهطاً ثلاثة انطلقوا فأصابتهم سماء، فلجأوا إلى غار، فبينما هم فيه إذ

انفلتت صخرة من قلة الجبل تدهده حتى ضمت على باب الغار، فقال القوم بعضهم لبعض: كف المطر وعفا الأثر، ولم يركم أحد سوى الله عز وجل، فلينظر كل رجل منكم أفضل عمل عمله قط فليذكره ثم ليدع الله تعالى، فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت باراً بوالدي وأني كنت آتيهما بغبوقهما فأغبقهما وأني أتيتهما ليلة بغبوقهما فوجدتهما قد دخلا مضاجعهما وناما فكرهت أن أوقظهما من نومهما، وكرهت أن أرجع بغبوقهما من قبل أن أغبقهما، فلم يزل ذلك دأبي حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم إنما حملني على ذلك مخافتك، فافرج عنا، قال: فقالت الصخرة، فتفرجت حتى دخل عليهم الضوء، فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة وهويتها وأنفقت مالي فيها حتى إذا ظفرت بها وقعدت منها مقعد الرجل من المرأة قالت: أي إنه لا يحل لك أن تفض خاتمي إلا بحقه فقمت عنها، فإن كنت تعلم أنه إنما حملني على ذلك مخافتك فافرج عنا، فانفرجت الصخرة حتى لو شاء القوم أن يخرجوا لخرجوا. فقال آخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجراء فعملوا لي عملاً فوفيتهم أجورهم إلا رجلاً واحداً ترك أجره حتى كان منه أضعاف المال، فجاء بعد، يطلب أجره فقلت له: هاك دونك نمام أجرك، فإن كنت تعلم أن ما حملني على ذلك مخافتك فافرج عنا، فقالت الصخرة، فتدهدهت فانطلقوا معانقين" أخرجه الطبراني في "الدعاء" (194) وفي "الأوسط" (4594) وابن عدي (4/ 1515) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 152) من طريق داهر بن نوح الأهوازي ثنا عبد الله بن عرادة عن داود به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عبد الله بن عرادة، تفرد به داهر بن نوح" (¬1) قلت: ذكره الدارقطني في "العلل" (1/ 174) فقال: ليس بقوي في الحديث، وقال ابن حبان في "الثقات". ربما أخطأ، وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام": لا يعرف. وعبد الله بن عرادة قال ابن معين وغيره: ضعيف. وتابعه أبو النضر يحيى بن كثير البصري ثنا عاصم الأحول وداود بن أبي هند به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 222 - 223) ويحيى بن كثير قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث جداً. ¬

_ (¬1) وكذا قال ابن عدي.

والحديث بمجموع طرقه وبشواهده الآتية بعده لا ينزل عن رتبة الحسن، والله أعلم. 746 - (5540) قال الحافظ: وفي حديث أْنس عند أحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني "فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون منه خصاصية" وقال: وفي حديث أنس "فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم" وقال: وقع في حديث أنس "فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فانطلق وترك أجره" وقال: وفي حديث أنس "فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال" وقال فيه: "فأعطيته ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا الأجر الأول" وقال: وفي حديث أنس "فزال ثلث الحجر" وقال: وفي حديث أنس "كراهية أن أردَّ وسنهما" وقال: جاء بإسناد صحيح عن أنس، أخرجه الطبراني في "الدعاء"، ومن وجه آخر حسن" (¬1) صحيح وله عن أنس طرق: الأول: يرويه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن قتادة عن أنس، واختلف عن أبي عوانة: - فقال غير واحد: عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعاً "إن ثلاثة نفر فيما سَلَفَ من الناس، انطلقوا يَرْتَادون لأهلهم، فأخذتهم السماء، فدخلوا غاراً، فسقط عليهم حجر مُتَجَافِ حتى ما يرون منه حَصَاصَةً، فقال بعضهم لبعض: فقد وقع الحجرُ وعفا الأثرُ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم. قال: فقال رجل منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه قد كان لي والدان , فكنت أحلُبُ لهما في إنائهما فآتيهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤوسهما كراهية أن أردَّ سِنَتَهما (¬2) في ¬

_ (¬1) 7/ 317 و318 و319 و322 (¬2) وفي لفظ "وسنهما"

رؤوسهما، حتى يستيقظا متى استيقظا، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافةَ عذابك، ففرِّج عنا. فزال ثلُثُ الحجر. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً على عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان، فَزَبَرْتُهُ، فانطلق فترك أجره ذلك، فجمعته وثَمَّرْتُه حتى كان منه كلُّ المال، فأتاني يطلب أجره، فدفعت إليه ذلك كلَّه، ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاءَ رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، فزال ثلثا الحجر. وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة، فجعل لها جُعْلاً، فلما قَدَرَ عليها وَفَّرَ (¬1) لها نفسها، وسلَّم لها جُعْلها، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاءَ رحمتك، ومخافةَ عذابك، ففرج عنا، فزال الحجرُ، وخرجوا مَعانِيقَ يتماشَوْنَ" أخرجه الطيالسي (ص 269) عن أبي عوانة به. ومن طريقه أخرجه الروياني (1360) وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (42) وأخرجه أحمد (3/ 142 - 143) وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (6) وأبو يعلى (2938) عن يحيى بن حماد الشيباني والبزار (كشف 1868) عن هلال بن يحيى بن مسلم البصري وابن أبي حاتم في "العلل" (2832) والطبراني في "الدعاء" (192) وأبو سعيد النقاش (42) عن مسدد وابن أبي حاتم (2832) عن أبي ربيعة فهد بن عوف العامري البصري أربعتهم عن أبي عوانة به. قال أبو حاتم: الحديث صحيح" العلل 2/ 442 ¬

_ (¬1) وفي لفظ "ووفر" وفي لفظ آخر "وفرت"

وقال البزار: لا نعلم أحداً حدث به إلا أبو عوانة عن قتادة عن أنس" قلت: قد توبع كما سيأتي. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 140 وقال البوصيري: سنده صحيح" الإتحاف 10/ 12 قلت: قتادة مدلس وقد عنعن. - ورواه غير واحد عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس موقوفاً، منهم: 1 - أبو بحر عبد الواحد بن غياث البصري. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (3/ 143) وأبو يعلى (2937) 2 - سعيد بن أبي الربيع (¬1) السَّمَّان. أخرجه أبو يعلى (2937) 3 - بهز بن أسد العَمِّي. أخرجه أحمد (3/ 143) والأول أصح لأنَّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة. ولم ينفرد أبو عوانة به بل تابعه جرير بن حازم البصري عن قتادة عن أنس به مرفوعاً. أخرجه تمام (399) عن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ ثنا أبو طالب بن نصر الحافظ ثنا أبو حمزة إدريس بن يونس ثنا محمد بن سعيد بن جدار ثنا جرير بن حازم به. وإسناده ضعيف، قال ابن القطان الفاسي: محمد بن سعيد مجهول، وأبو حمزة إدريس بن يونس بن يناق الفراء لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 341) وقال ابن معين: جرير بن حازم عن قتادة ضعيف. الثاني: يرويه الهيثم بن جميل الأنطاكي ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن ثنا أنس مرفوعاً به. ¬

_ (¬1) اسمه أشعث.

أخرجه البزار (كشف 1870) وابن الأعرابي (1149) والطبراني في "الدعاء" (200) وابن عدي (1/ 273) وتمام (396) والخطيب في "التاريخ" (6/ 208 و208 - 209) من طرق عن الهيثم بن جميل به. قال البزار: لم يَرو هذا الحديث أحد عن مبارك عن الحسن عن أنس إلا الهيثم" قلت: وهو ثقة، ومبارك صدوق، فالإسناد حسن. الثالث: يرويه الحسين بن عبيد الله التميمي ثنا حُبَيْب بن النعمان ثني أنس مرفوعاً به. أخرجه الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 624) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 161) وقال: حبيب بن النعمان ليس بالمعروف، وحسين بن عبيد الله في عداد المجهولين" 747 - (5541) قال الحافظ: وفي حديث علي عند البزار "تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل الله يفرج عنكم" وقال: ووقع في حديث علي "وترك واحد منهم أجره وزعم أن أجره أكثر من أجور أصحابه" وقال: وقع في حديث علي عند الطبراني "من مخافتك وابتغاء مرضاتك" وقال: وفي حديث على "فانصدع الجبل حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا" وقال: وفي حديث علي "أبوان ضعيفان فقيران ليس لهما خادم ولا راع ولا ولي غيري، فكنت أرعي لهما بالنهار وآوي إليهما بالليل" وقال: وفي حديث علي "فإنَّ الكلأ تناءى علي" وقال: ووقع في حديث علي "ثم جلست عند رؤوسهما بإنائي كراهية أن أؤرقهما أو أوذيهما" وقال: ووقع في حديث علي "فقال: أذكرك الله أن تركب مني ما حرَّم الله عليك، قال؟ فقلت: أنا أحق أن أخاف ربي" وقال: أخرجه الطبراني في "الدعاء" عن علي بإسناد ضعيف" (¬1) ¬

_ (¬1) 7/ 317 و318 و319 و320 و321 و322

يرويه حنش بن الحارث بن لقيط النخعي عن أبيه عن علي، واختلف عن حنش: - فقال عبد الصمد بن النعمان البغدادي البزاز: عن حنش عن أبيه عن علي مرفوعاً "إنَّ ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة لهم فأووا إلى جبل فسقط عليهم فقالوا: يا هؤلاء يعني بعضهم لبعض تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل الله أن يفرج عنكم، فقال أحدهم: اللهم إنه كانت له امرأة صديقة أطيل الاختلاف إليها حتى أدركت حاجتي منها فقالت: اذكرك الله أن تركب مني ما حرم الله عليك، فقلت: أنا أحق أن أخاف، فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا. قال: فانصدع الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج. وقال الثاني: اللهم إنه كان أجراء يعملون عملاً أحسبه قال: فأخذ كل واحد منهم أجره وترك واحد أجره وزعم أنّ أجره أكثر من أجور أصحابه، فعزلت أجره من مالي حتى كان خيراً وماشية فأتاني بعدما افتقر وكبر فقال: أذكرك الله في أجرتي فإني أحوج ما كنت إليه، فانطلقت فوق ببت فأريته ما أنمى الله من أجره في المال والماشية في الغائط -يعني في الصحاري- فقلت: هذا لك، فقال: لِمَ تسخر بي؟ أصلحك الله، كنت أريد على أقل من هذا فتأبى علي، فدفعت إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك، فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا. فانصدع الجبل عنهم ولم يستطيعوا أن يخرجوا. وقال الثالث: يا رب إنه كان لي أبوان كبيران فقيران ليس لهما خادم ولا راعٍ ولا والٍ غيري أرعى لهما بالنهار وآوي إليهما بالليل وإن الكلاء تباعد فتباعدت بالماشية فأتيتهما يعني ليلة بعدما ذهب من الليل وناما فحلبت يعني في الإناء ثم جلست عند رؤوسهما بالإناء كراهية أن أوقظهما حتى يستيقظا من قبل أنفسهما اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من مخافتك وابتغاء مرضاتك ففرج عنا. فانصدع الجبل وخرجوا" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 280) وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (12) والبزار (906) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 73 - 74) وابن الأعرابي (320) وتابعه أشعث بن شعبة المِصِّيصي ثنا حنش به. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2184) والطبراني في "الدعاء" (187) وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" (43) والخليلي في "الإرشاد" (2/ 552) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا بهذا الإسناد، وقد رواه غير واحد عن حنش عن أبيه عن علي موقوفاً، وأسنده عبد الصمد بن النعمان وأشعث بن شعبة عن حنش عن أبيه عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-"

وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 8/ 143 قلت: عبد الصمد بن النعمان وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق. وقال الدارقطني وغيره: ليس بالقوي. وأشعث بن شعبة وثقه أبو داود وابن حبان، وقال أبو زرعة: لين. وحنش وثقه ابن سعد وغيره. وأبوه وثقه العجلي وابن حبان وتبعهما الحافظ في "التقريب". - ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن حنش عن أبيه عن علي موقوفاً. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2 / 280) وابن أبي حاتم (2184) والطبراني في "الدعاء" (188) وأبو سعيد النقاش (43) والخليلي (2/ 552 - 553) وقال: وليس هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد" وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: فأيهما أصح؟ (يعني حديث أشعث أو حديث أبي نعيم) قال: أبو نعيم أثبت" 748 - (5542) قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن أبي أوفى عند الطبراني في "الدعاء" "استأجرت قوماً كل واحد منهم بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: والله لقد عملت عمل اثنين، والله لا آخذ إلا درهماً، فذهب وتركه، فبذرت من ذلك النصف درهم" وقال: ووقع في حديث عبد الله بن أبي أوفى "أنه دفع إليه عشرة آلاف درهم" وقال: وفي حديث ابن أبي أوفى "وكرهت أن أوقظهما من نومهما فيشق ذلك عليهما" وقال: وقال في حديث ابن أبي أوفى "مالاً ضخماً" وقال: زاد في حديث ابن أبي أوفى "وجلست منها مجلس الرجل من المرأة" وقال: وفي حديث ابن أبي أوفى "فلما جلست منها مجلس الرجل من المرأة أذكرت النار فقمت عنها"

وقال: أخرجه الطبراني في "الدعاء" بإسناد ضعيف" (¬1) أخرجه الطبراني في "الدعاء" (196) وتمام (397) من طريق سويد بن سعيد الحَدَثاني ثنا مفضل بن عبد الله عن جابر بن يزيد عن عبد الرحمن بن الحارث المرادي عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً "خرج ثلاثة نفر يمشون، فبينما هم يعبدون الله عز وجل فأووا إلى كهف، فَخَرَّت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الغار، فقال بعضهم لبعض: يا عباد الله! والله لا ينجيكم مما وقعتم فيه إلا أن تصدقوا الله عز وجل فهاتوا ما عملتم خالصاً، فإنما ابتليتم بالذنوب. فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني طلبت حبيبة لحسنها وجمالها، وأعطيت فيها مالاً ضخماً حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها فرقاً منك، اللهم ارفع عنا هذه الصخرة، فانصدعت حتى نظروا إلى الضوء، ثم قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استاجرت قوماً يحرث كل رجل منهم بنصف درهم فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: والله لقد عملت عمل اثنين والله لا آخذ إلا درهماً، فذهب وترك ما في يدي، فبذرت من ذلك النصف درهم فأخرج الله عز وجل من ذلك رزقاً كثيراً فجاء صاحب النصف درهم فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك خوفاً منك فارفع عنا هذه الصخرة، فانفرجت حتى نظر بعضهم إلى بعض. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقعب من لبن، فخفت أن أضعه فتقع فيه هامة وكرهت أن أوقظهما من نومهما فيشق ذلك عليهما فلم أزل كذلك حتى استيقظا فشربا، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت حتى سهل لهم طريقهم حتى خرجوا سالمين، ثم قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: من صدق الله نجا" وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (196) من طريق جَنْدل بن وَالِق التَّغْلِبي ثنا عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد به. وإسناده ضعيف لضعف سويد بن سعيد ومفضل بن عبد الله الكوفي وجابر بن يزيد الجعفي، وعمرو بن شمر متهم بالوضع. 749 - (5543) قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الدعاء" عن عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد ضعيف" (¬2) ¬

_ (¬1) 7/ 318 و318 - 319 و320 و321 (¬2) 7/ 322

أخرجه الطبراني في "الدعاء" (201) وفي "الأوسط" (6679) وابن عدي (5/ 1802) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا عمرو بن خليف أبو صالح ثنا رَوّاد (¬1) بن الجراح ثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عمرو مرفوعاً "إنَّ ثلاث نفر ممن كان قبلكم خرجوا يمتارون لأهلهم، فاصابتهم السماء، فلجأوا إلى غار في الجبل" وذكر الحديث. وعمرو بن خليف متهم بالوضع (الكامل 5/ 1802 - 1803 والمجروحين 2/ 80) وفي الباب عن عائشة أيضاً عند العقيلي (3/ 196 - 197) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 540 - 541) وفيه عمرو بن واقد الدمشقي وهو متروك. 750 - (5544) قال الحافظ: ووقعت لي تسمية القريتين المذكورتين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً في "المعجم الكبير" للطبراني، قال فيه: "إنَّ اسم القرية الصالحة: نصرة، واسم القرية الأخرى: كفرة" (¬2) ضعيف أخرجه أبو يعلى (المطالب 3273) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 76) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الأفريقي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحُبُلي عن ابن عمرو قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنَّ الله جل وعز لا يتعاظمه ذنب غفره، إنَّ رجلاً ممن كان قبلكم قتل ثمانياً وتسعين نفساً، فأتى راهباً فقال: إني قتلت ثمانياً وتسعين نفساً فهل تجد لى من توبة؟ فقال له: قد أسرفت، فقام إليه فقتله، ثم أتى راهباً آخر فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل تجد لي من توبة؟ قال: لا، قد أسرفت. فقام إليه فقتله، ثم أتى راهباً آخر فقال: إني قتلت مائة نفس هل تجد لي من توبة؟ فقال: قد أسرفت وما أدري، ولكن هاهنا قريتان: قرية يقال لها: نصرة، والأخرى يقال لها: كفرة، أما نصرة فيعملون عمل الجنة لا يثبت فيها غيرهم، وأما كفرة فيعملون عمل أهل النار لا يثبت فيها غيرهم، فانطلق إلى نصرة فإن ثبت فيها وعملت مثل أهلها فلا شك في توبتك. فانطلَقَ يريدها حتى إذا كان بين القريتين أدركه الموت، فسألت الملائكة ربها عنه، فقال: انظروا إلى أيّ ¬

_ (¬1) وعند ابن عدي: ثنا آدم ورواد. (¬2) 7/ 325

القريتين كان أقرب فاكتبوه من أهلها، فوجدوه أقرب إلى نصرة بقيد أنملة، فكتب من أهلها" وإسناده ضعيف لضعف الأفريقي. 751 - (5545) قال الحافظ: وفي حديث سلمان الفارسي عند أبي عوانة في صحيحه "فقال الله له: كن، فكان كأسرع من طرفة العين" وقال: وقد وقع في حديث سلمان "مما تلافاه عندها إن غفر له" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 14/ 97 و17/ 251) ... ¬

_ (¬1) 7/ 333 و334

[كتاب] المناقب

المناقب باب المناقب 752 - (5546) قال الحافظ: ولابن سعد من مرسل أبي جعفر الباقر "ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم" (¬1) مرسل وله عن أبي جعفر الباقر طريقان: الأول: يرويه جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه رفعه "قسم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما، ثم قسم النصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث منها، ثم اختار العرب من الناس، ثم اختار قريشاً من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبد المطلب" أخرجه ابن سعد (1/ 20) عن أبي ضَمْرَة أنس بن عياض الليثي المدني أنا جعفر بن محمد به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي رفعه "إنَّ الله اختار فاختار العرب، ثم اختار منهم كنانة، أو النضر بن كنانة، ثم اختار منهم قريشاً، ثم اختار منهم بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم" أخرجه ابن سعد (1/ 20) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 167) من طرق عن حماد به. ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 7/ 339

باب ما جاء في أسماء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

753 - (5547) قال الحافظ: في حديث جابر عند مسلم "والإيمان في أهل الحجاز" (¬1) أخرجه مسلم (53) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً رفعه "غِلَظُ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز". باب ما جاء في أسماء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 754 - (5548) قال الحافظ: وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند مسلم والمصنف في "التاريخ" وعن حذيفة عند المصنف في "التاريخ" والترمذي وابن سعد، وعن ابن عباس وأبي الطفيل عند ابن عدي، ومن مرسل مجاهد عند ابن سعد. وقال: وفي حديث حذيفة "أحمد ومحمد والحاشر والمقفى ونبي الرحمة" وكذا في حديث أبي موسى إلا أنه لم يذكر الحاشر" (¬2) حديث أبي موسى أخرجه مسلم (2355) من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبي موسى قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمي لنا نفسه أسماءً، فقال: "أنا محمد، وأحمد، والمُقَفِّي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة" وحديث حذيفة أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 457) وفي "مسنده" (الإتحاف 8483) والبزار (2912) عن إسرائيل بن يونس الكوفي وابن سعد (1/ 104) وأحمد (5/ 405) والترمذي فى "الشمائل" (ص 297) والدولابي في "الكنى" (1/ 3) وابن حبان (6315) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية 1/ 20) عن حماد بن سلمة كلاهما عن عاصم بن بَهْدَلَة عن زِر بن حُبيش عن حذيفة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سِكَّة من سِكَكِ المدينة "أنا محمدٌ، وأحمدُ، والحاشِرُ، والمُقَفِّي، ونبي الرحمة" ¬

_ (¬1) 7/ 343 (¬2) 7/ 366

لفظ حديث حماد. ولفظ حديث إسرائيل "ونبي التوبة" وإسناده حسن، عاصم صدوق، والباقون ثقات. - ورواه أبو بكر بن عياش عن عاصم واختلف عنه: • فرواه أحمد بن عمر الوكيعي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن حذيفة. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1011) وتابعه سليمان بن داود الشاذكوني ثنا أبو بكر بن عياش به. أخرجه الآجري (1010) • ورواه الأسود بن عامر الشامي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل عن حذيفة. أخرجه أحمد (5/ 405) والبزار (2887) وابن عساكر (1/ 21) وتابعه محمد بن طَرِيف الكوفي عن أبي بكر بن عياش به. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (361) وابن الأعرابي (303) والبغوي في "شرح السنة" (3631) وفي "الشمائل" (151) وابن عساكر (1/ 21) وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2301) و"الصغير" (1/ 58 - 59) عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن يحيى بن مهران السَّوْطي ثنا أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا سلمة بن نُبيط عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعاً "أنا أحمد، ومحمد، والحاشر، والمقفي، والخاتم" ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 99) وابن عساكر (1/ 22) قال الطبراني: لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، ولم يروه عن الضحاك إلا سلمة بن نبيط، تفرد به أبو نعيم" قلت: وإسناده ضعيف لأنَّ الضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس، والسوطي ترجمه الخطيب في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وحديث أبي الطفيل أخرجه الآجري (1015) وابن عدي (3/ 1273) وأبو نعيم في "الدلائل" (20) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 154) وابن عساكر (1/ 21) من طرق عن أبي

باب خاتم النبوة

يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي ثنا سيف بن وهب عن أبي الطفيل مرفوعاً "إنَّ لي عند ربي عشرة أسماء" قال أبو الطفيل: قد حفظت منها ثمانية: محمد، وأحمد، وأبو القاسم، والفاتح، والخاتم، والماحي، والعاقب، والحاشر. قال أبو يحيى التيمي: وزعم سيف أنَّ أبا جعفر قال له: إنَّ الإسمين الباقيين: طه، ويس. وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن إبراهيم وسيف بن وهب. وحديث مجاهد أخرجه ابن سعد (1/ 105) عن عبد الله بن نمير عن مالك بن مِغْول عن أبي حصين عن مجاهد مرفوعاً "أنا محمد، وأحمد، أنا رسول الرحمة، أنا رسول الملحمة، أثا المقفي، والحاشر، بعثت بالجهاد ولم أبعث بالزراع". وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 632) عن محمد بن سابق التميمي ثنا مالك بن مغول به. ورواته ثقات، وأبو حَصين اسمه عثمان بن عاصم الأسدي. باب خاتم النبوة 755 - (5549) قال الحافظ: وقد وقفت على مستند القاضي وهو حديث عتبة بن عبد السُّلَمي الذي أخرجه أحمد والطبراني وغيرهما عنه أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف كان بدء أمرك؟ فذكر القصة في ارتضاعه في بني سعد وفيه أنَّ الملكين لما شقا صدره قال أحدهما للآخر: خطه فخاطه وختم عليه بخاتم النبوة" (¬1) تقدم برقم 113 756 - (5550) قال الحافظ: ويؤيده ما وقع في حديث شداد بن أوس عند أبي يعلى و"الدلائل" لأبي نعيم أنَّ الملك لما اخرج قلبه وغسله ثم أعاده ختم عليه بخاتم في يده من نور فامتلأ نوراً وذلك نور النبوة والحكمة. ¬

_ (¬1) 7/ 372

وقال: وفي حديث شداد بن أوس في "المغازي" لابن عائذ في قصة شثق صدره وهو في بلاد بني سعد بن بكر "وأقبل وفي يده خاتم له شعاع فوضعه بين كتفيه وثدييه" الحديث" (¬1) تقدم برقم 113 757 - (5551) قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند أبي داود الطيالسي والحارث بن أبي أسامة و"الدلائل" لأبي نعيم أيضاً؛ أنَّ جبريل وميكائيل لما تراءيا له عند المبعث هبط جبريل فسلقني لحلاوة القفا ثم شق عن قلبي فاستخرجه ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده مكانه ثم لأمه ثم ألقاني وختم على ظهري حتى وجدت مس الخاتم في قلبي، وقال: اقرأ، الحديث" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو وخديجة ... 758 - (5552) قال الحافظ: ووقع مثله في حديث أبي ذر عند أحمد والبيهقي في "الدلائل" وفيه "وجعل خاتم النبوة ببن كتفي كما هو الآن" (¬3) أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 194) والدارمي (14) وابن أبي الدنيا في "هواتف الجنان" (3) والبزار (4048) والطبري في "التاريخ" (2/ 304 - 305) والعقيلي (1/ 183) والخطابي في "الغريب" (1/ 675 - 676) وأبو نعيم في "الدلائل" (167) واللالكائي في "السنة" (1405) وإسماعيل الأصبهاني في "الدلائل" (2) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية 1/ 372 - 373) من طرق عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ثنا جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي أخبرني عمر بن عروة بن الزبير قال: سمعت عروة بن الزبير يحدث عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، كيف علمت أنك نبي حين علمت ذلك واستيقنت أنك نبي؟ قال: "يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة، فوقع أحدهما على الأرض، وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: هو هو، قال: فزنه برجل، قال: فَوُزِنْتُ برجل فرجَحْتُهُ، ثم قال: زنه بعشرة، فوزناني بعشرة فوزنتهم، ¬

_ (¬1) 7/ 373 (¬2) 7/ 373 (¬3) 7/ 373

ثم قال: زنه بمائة، فوزناني بمائة فرجحتهم، ثم قال: زمنه بألف، فوزناني بألف فرجحتهم، فجعلوا ينثرون عليَّ من كفة الميزان. قال: فقال أحدهما للآخر: لو وزنته بأمته رجحها. ثم قال أحدهما لصاحبه: أخرج قلبه -أو قال: شق قلبه- فشق قلبي فأخرج منه مغمزَ الشيطان وعَلَقَ الدم، فطرحهما، ثم قال أحدهما للآخر: اغسل بطنه غسل الإناء، واغسل قلبه غسل المُلاء، ودعا بالسكينة كأنها درَهْرَهَة بيضاء فأدخلت قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خِط بطنَه، فخاطا بطني وجعلا الخاتم بين كتفي، [فما هو إلا أن] (¬1) وليا عني فكأنما أعاين الأمر معاينة" قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع عروة من أبي ذر" وقال العقيلي: لا يتابع جعفر بن عبد الله بن عثمان عليه" قلت: وثقه أحمد وابن حبان، وعمر بن عروة بن الزبير هكذا وقع عند الأكثرين، ووقع عند البخاري: عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي ذر، ووقع عند الدارمي وأبي نعيم: عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي ذر. وعلى كل الأحوال فهو منقطع لأنَّ عروة بن الزبير لم يسمع من أبي ذر، فإنَّ عروة ولد سنة ثلاث وعشرين، وقيل: سنة تسع وعشرين، وتوفي أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين. 759 - (5553) قال الحافظ: في حديث عبد الله بن سَرْجِس عند مسلم أنه كان إلى جهة كتفه اليسرى. وقال: وعن عبد الله بن سرجس: نظرت خاتم النبوة جمعاً عليه خِيْلان. وقال: ووقع في حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم: إنَّ خاتم النبوة كان بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى" (¬2) أخرجه مسلم (2346) من طريق عاصم بن سليمان الأحول عن عبد الله بن سَرْجِس قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكلت معه خبزاً ولحماً -أو قال: ثريداً- قال: فقلت له: أَسْتَغْفَرَ لك النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، ولك. ثم تلا هذه الآية {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] ¬

_ (¬1) وعند أبي نعيم "كما هو الآن". (¬2) 7/ 373 و374

قال: ثم دُرْتُ خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغِضِ كتفه اليسرى جُمْعاً، عليه خِيلاَنٌ كأمثال الثَّآلِيلِ. 760 - (5554) قال الحافظ: عند مسلم عن جابر بن سَمُرة "كأنه بيضة حمامة" ووقع في رواية ابن حبان من طريق سِمَاك بن حرب "كبيضة نعامة" ونبه على أنها غلط" (¬1) أخرجه مسلم (4/ 1823) من طريق إسرائيل بن يونس وحسن بن صالح بن حي وشعبة ثلاثتهم عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: رأيت خاتماً في ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه بيضة حمام. ومن طريق إسرائيل أخرجه ابن حبان (6297) بلفظ "بيضة النعامة" واللفظ الأول قال الهيثمي في "موارد الظمآن" (ص 514): هو الصواب" 761 - (5555) قال الحافظ: وعند ابن حبان من حديث ابن عمر "مثل البندقة من اللحم" (¬2) أخرجه ابن حبان (6302) من طريق رجاء بن مُرَجَّى الحافظ ثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عمر قال: كان خاتم النبوة في ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل البُنْدُقَةِ من لحمٍ عليه مكتوب محمد رسول الله. قال الهيثمي: اختلط على بعض الرواة خاتم النبوة بالخاتم الذي كان يختم به الكتب. وقال الحافظ: البعض هو إسحاق فهو ضعيف" موارد الظمآن ص 514 قلت: لم أر من ضعفه، بل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "الكبير": معروف الحديث، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً. 762 - (5556) قال الحافظ: وعند الترمذي "كبضعة ناشزة من اللحم" (¬3) صحيح وهو من حديث أبى سعيد الخدري وله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو نَضْرة المنذر بن مالك العبدىِ العوفي قال: سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم النبوة فقال: كان بَضْعة ناشزة. ¬

_ (¬1) 7/ 374 (¬2) 7/ 374 (¬3) 7/ 374

أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 85) عن أبي الهيثم بشر بن وضاح البصري ثنا بشير عن أبي نضرة به. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (21) عن محمد بن بشار البصري ثنا بشر بن الوضاح ثنا أبو عقيل الدَّوْرَقي عن أبي نضرة قال: سألت أبا سعيد عن خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كان في ظهره بضعة ناشزة. ومن طريقه أخرجه البغوي فىٍ "الشمائل" (182) وأخرجه الطبري في "التاريخ" (3/ 180) عن محمد بن المثنى البصري ثنا بشر بن الوضاح به. وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (286) من طريق عمرو بن سليم القرشي البصري ثنا بشر بن وضاح به. وإسناده صحيح، وأبو عقيل اسمه بشير بن عقبة. الثاني: يرويه عتاب سمع أبا سعيد يقول: كان خاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كتفيه لحمة ناتئة. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 85) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 28) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا عبد الله بن ميسرة ثنا عتاب به. وأخرجه أحمد (3/ 69) عن سريج بن النعمان البغدادي ثنا أبو ليلى عبد الله بن ميسرة عن غياث البكري قال: كنا نجالس أبا سعيد بالمدينة فسألته عن خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان بين كتفيه، فقال بأصبعه السبابة هكذا: لحم ناشز بين كتفيه -صلى الله عليه وسلم-. وإسناده واه، عبد الله بن ميسرة هو الحارثي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وعتاب ترجمه البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال في ترجمة بشر بن وضاح: وقال بعضهم غياث، ولا يصح غياث. 763 - (5557) قال الحافظ: وعند قاسم بن ثابت من حديث قرة بن إياس "مثل السلعة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في رهط من مزينة ... ¬

_ (¬1) 7/ 374

باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-

764 - (5558) قال الحافظ: وفي حديث عباد بن عمرو عند الطبراني "كأنه ركبة عنز على طرف كتفه الأيسر" ولكن سنده ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 82) والحسن بن سفيان في "الصحابة" والطبراني في "الصحابة" وابن منده في "الصحابة" والخطيب كما في "الإصابة" (7/ 184) والدارقطني في "المؤتلف" (3/ 1525) وأبو نعيم في "الصحابة" (4871 و5553) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني ثني بشر بن صُحَار بن عِيَاذ (¬2) بن عبد عمرو الأزدي أخبرني المعارك بن بشر بن عياذ [وغير واحد من أعمامي] (¬3) عن عياذ (¬4) بن عمرو وكان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن مَنْكبيه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره أن يرى الخاتم، فسويته عليه، فقال: "من فعل هذا؟ " قلت: أنا، قال: "تحوَّل إليَّ" فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي فأمَرَّها على وجهي وصدري، وقال: "إذا أتانا سبي فأتني" فأتيته فأمر لي بِجَذَعة، وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر، كأنها ركبة عنز. قال الحافظ: في سنده من لا يعرف" الإصابة 7/ 184 قلت: بشر بن صحار ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، والمعارك بن بشر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راوياً إلا بشر بن صحار، فهو مجهول. باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- 765 - (5559) قال الحافظ: وفي "الشمائل" من حديث هند بن أبي هَالَة أنه أزهر اللون. وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إن انفرقت عقيقته أي شعر رأسه الذي على ناصيته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه. ¬

_ (¬1) 7/ 374 (¬2) وقال بعضهم: عباد. (¬3) ما بين المعكوفتين لم يذكره البخاري في روايته. (¬4) وقال بعضهم: عباد.

وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة في صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الترمذي وغيره: فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره. وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة الذي أخرجه الترمذي في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنَّ فيه أنه كان شثن الكفين والقدمين أي غليظهما في خشونة. وهكذا وصفه علي من عدة طرق عنه عند الترمذي والحاكم وابن أبي خيثمة وغيرهم. وكذا في صفة عائشة له عند ابن أبي خيثمة" (¬1) حديث هند بن أبي هالة له عنه طريقان: الأول: يرويه الحسن بن علي بن أبي طالب عن هند بن أبي هالة، وعن الحسن بن علي غير واحد، منهم: 1 - ابن لأبي هالة التميمي. قال ابن سعد (1/ 422 - 423) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 31) والحربي في "الغريب" (1/ 42 و2/ 859): أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسَّان النَّهْدي، أخبرنا جُميع بن عمر بن عبد الرحمن العِجلي، حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي، وكان وصّافاً، عن حلية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخماً مفخّماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذّب، عظيم الهامة، رَجِل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا، يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجّ الحواجب سوابغ في غير قُرُن، بينهما عرق يُديره الغضب، أقنى العِرْنين، له نور تعلوه يحسِبه من لم يتأمله أشمّ، كثّ اللحية، ضليع الفم، مفلّج الأسنان، دقيق المَسرُبة، كأنّ عُنُقَه جِيد دُمية في صفاء الفضة، معتدل الخَلق، بادن متماسك، سَواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللّبّة والسرة بشعر يجري كالخطّ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القَصَب، شثن الكفّين والقدمين، سائل الأطراف، خُمْصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قَلْعاً، يخطو تكفّؤاً، ويمشي هَوْناً، ذريع ¬

_ (¬1) 7/ 377 و381 و384 و387

المِشية، إذا مشى كأنما ينحطّ من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، يعني جُلّ نظره الملاحظةُ، يسبق أصحابه، يبدر من لقيّ بالسلام. قال: قلت: صِفْ لي منطقه، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، متواصلاً للأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلّم في غير حاجة، طويل السّكْتِ، يفتتح الكلام، ويختِمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلام، فَضْلٌ لا فُضُولَ ولا تقصيرَ، دَمِثاً ليس بالجافي ولا المَهين، يعظم النّعمة وإن دقّت لا يذمّ منها شيئاً، لا يذم ذَوَاقاً ولا يمدحه، لا تُغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحقَّ لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفّه كلّها وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غضّ طرفه، جُلّ ضحكه التبسّم، ويفترّ عن مثل حَبّ الغمام. قال: فكتمتها الحسين بن علي زماناً، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مُدخَله ومجلسه ومُخرجه وشكله فلم يَدَعْ منه شيئاً. قال الحسين: سألت أبي عن دخول النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء، جزءاً لله، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزّأ جزءه بينه وبين الناس، فيسرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدّخر عنهم شيئاً، وكان من سيرته في جزء الأُمة إيثار أهل الفضل ناديَه وقَسْمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول: لِيُبْلِغ الشّاهِدُ الغائِبَ وَأبْلِغُوني حاجَةَ مَنْ لا يَستطيعُ إبْلاغي حاجَتَهُ، فَإنّهُ مَنْ أبْلَغَ سُلْطاناً حاجَةَ منْ لا يسْتَطيع إبْلاغَها إيّاهُ ثَبت الله قدَمَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ. لا يُذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون رُوّاداً ولا يفترقون إلا عن ذَواق، ويخرجون أدلة. قال: فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يخزُن لسانه إلا ممّا يعينُهم ويُؤلّفهم ولا يفرقهم، أو قال ينفرهم، ويكرمِ كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذَر الناسَ ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بَشرَه ولا خُلْقَه، ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس، ويحسّن الحسن ويقويه، ويقبّح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحقّ ولا يجوزه الدينُ، يلُونَه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة.

قال: فسألته عن مجلسه، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، لا يوطنُ الأماكن ويَنهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسهُ أن أحداً أكرم عليه منه، مَن جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ومَن سأله حاجة لم يردّه إلا بها أو بميسور من القول، قد وَسِعَ الناسَ منه بسطه وخلقه، فصار لهم أباً وصاروا في الحق عنده سواء، مجلسه مجلس حلم وحَياءٍ وصبر وأمانة لا تُرفع فيه الأصوات ولا تُؤبّن فيه الحُرَم ولا تُنْثى فلتاته متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقّرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير, ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون أو يحوطون الغريب. قال قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟ قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، دائم البِشْر، سهل الخُلق، ليّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يَدْنَسُ منه ولا يجنب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المِراء، والإكثار، ومما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث، كان لا يذمّ أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلّم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلّموا ولا يتنازعون عنده، من تكلّم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده، حديث أَوَّلِيَّتِهم يَضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجّبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأردفوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافىء، ولا يقطع عن أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته كيف كان سكوته، قال: كان سكوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، على أربع: على الحلم، والحذر، والتقرير، والتفكر. فأما تقريره ففي تسوية النظر والاستماع من الناس، وأما تَذَكّره أو تَفكّره ففيما يبقى ويفنى، وجَمَعَ الحلم والصبر وكان لا يُغضبه شيء ولا يستنفره، وجُمع له الحذر في أربع: أخذِه بالحسنى ليقتديَ به، وتركه القبيح ليتناهى عنه، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمَّتَه، والقيام فيما جَمَعَ لهم الدنيا والآخرة. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 195) عن الحربي به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 286 - 292) والمزي في "تهذيب الكمال" (1/ 218 - 220) من طريق عبد الله بن جعفر بن درَسْتُوْيَه النحْوي ثنا يعقوب بن سفيان به. وأخرجه ابن قتيبة في "الغريب" (1/ 487 - 489) والعقيلي (1/ 973 و4/ 385) والطبراني في "الكبير" (22/ 155 - 156) وفي "الأحاديث الطوال" (29) والحاكم (3/ 640) وأبو نعيم في "الدلائل" (565) وفي "الصحابة" (6553) والبيهقي في "الشعب" (1362) وفي "الدلائل" (1/ 214 - 215) من طرق عن أبي غسان النهدي به.

ووقع عند ابن قتيبة وحده: ثنا رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة عن ابن أبي هالة التميمي. ولم ينفرد أبو غسان به بل تابعه سعيد بن حماد الأنصاري المصري ثنا جميع به. أخرجه يعقوب بن سفيان (البداية 6/ 31) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 286 - 292) واختلف فيه على جميع: - فرواه عبيد بن إسماعيل الهَبَّاري عن جميع فلم يذكر: عن ابن لأبي هالة. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" (582) - ورواه ابن أبي الوزير (¬1) عن جميع عن رجل من ولد أبي هالة من أهل مكة عن أبيه قال: قال الحسن بن علي ... أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (الإتحاف 8504) - ورواه عمرو بن محمد العَنْقَزِي عن جميع عن يزيد بن عمر عن أبيه عن الحسن بن علي ... علقه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 242) عنه. وأخرجه العقيلي (3/ 197 و4/ 385) من طريق عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي ثنا العنقزي به. • ورواه عبد الرحيم بن مُطَرِّف الرُؤاسي عن العنقزي واختلف عنه: فرواه عمرو بن خالد القرشي عن الرؤاسي فقال: عن يزيد بن فلان التميمي. أخرجه ابن أبي عمر (الإتحاف 8505) ومن طريقه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (325) ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1232) عن الرؤاسي فقال: عن رجل من بني تميم -قال بعض أصحابنا: يقال له: يزيد بن عمرو التميمي-. قال العقيلي: يزيد بن عمر التميمي عن أبيه عن الحسن بن علي ولا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله. ¬

_ (¬1) أظنه إبراهيم بن عمر بن مطرف الهاشمي، والله أعلم.

وأسند عن البخاري قال: يزيد بن عمر التميمي عن أبيه عن الحسن بن علي في حديثه نظر. وقال أيضاً: لا أراه يصح. قال العقيلي: وهو هذا الحديث. وقد روي من غير هذا الوجه بأسانيد فيها لين" - ورواه سفيان بن وكيع عن جميع واختلف عن سفيان: • فقال الترمذي في "الشمائل" (7 و215): ثنا سفيان بن وكيع ثنا جميع بن عمر أخبرني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة .. ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (457) وفي "شرح السنة" (3705) والقاضي عياض في "الشفا" (1/ 198 - 208) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 31 و5/ 417 - 418) وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1022) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا سفيان بن وكيع به. وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (2/ 145 - 151) وابن عدي (2/ 589) عن عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان الطائي ثنا سفيان بن وكيع به. وأخرجه أبو الشيخ (17 و582) عن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل الأصبهاني ثنا سفيان بن وكيع به. ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل" (459) وفي "شرح السنة" (3706) وأخرجه ابن عساكر (1/ 292 - 293) والمزي (1/ 214 - 216) من طريق أبي علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني الهَرَوي ثنا سفيان بن وكيع به. وقال محمد بن هارون الروياني: ثنا سفيان بن وكيع ثنا جميع عن رجل من بني تميم عن عمرو بن يزيد بن عمر عن أبيه عن الحسن بن علي ... أخرجه ابن عساكر (1/ 295 - 298) وإسناده واه، سفيان بن وكيع قال أبو زرعة: لا يشتغل به كان يتهم بالكذب، وذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بشيء. وجميع قال أبو داود: أخشى أن يكون كذاباً.

والرجل التميمي ذكره الحافظ في "التقريب" في فصل الكنى فيمن يكنى أبا عبد الله وقال: مجهول. وأشار ابن عساكر إليه فقال: في بعض نقلته جهالة. وقال المزي: في إسناد الحديث بعض من لا يعرف (تهذيب الكمال 30/ 315) وتكلم غير واحد في هذا الحديث، فقال البخاري في"الكبير" في ترجمة هند بن أبي هالة: يُتكلم في حديثه. وقال في ترجمته من الضعفاء: يتكلمون في إسناده. وتعقبه أبو حاتم فقال: روى عن هند قوم مجهولون فما ذنبه أدخله البخاري في كتاب الضعفاء. قال ابن أبي حاتم: فسمعت أبي يقول: يحول من هناك" الجرح والتعديل 4/ 2/ 116 وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود ذكر حديث ابن أبي هالة فقال: أخشى أن يكون موضوعاً" السؤالات 1/ 281 وقال أبو زرعة: فيه كلام أخاف أن لا يصح" الضعفاء 2/ 551 وقال ابن حبان: إسناده ليس له في القلب وقع" الثقات 2/ 145 2 - أصبغ بن نُباتة. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (552) من طريق نصر بن مزاحم المنقري عن عمرو بن سعيد الأسدي عن سعد بن طريف عن أصبغ بن نباتة عن الحسن بن علي قال: قلت لهند بن أبي هالة: صف لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كأني انظر إليه، قال: نعم، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسن الوجه يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر. وإسناده تالف، نصر بن مزاحم قال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك الحديث، لا يكتب حديثه. وسعد بن طَرِيف قال الفلاس وأبو داود وأبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: كذاب، وقال ابن حبان: يضع الحديث. وأصبغ بن نباتة قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. 3 - علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. قال ابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (61): أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن

يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بابن أخي طاهر العلوي ثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين قال: قال الحسن بن علي: سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان وصافاً وأنا أرجو أن يصف لي منه شيئاً أتعلق به قال: فذكر الحديث بطوله. ومن طريقه أخرجه القاضي عياض (1/ 199 - 208) وابن عساكر (1/ 288 - 290) وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 285 - 288) عن الحاكم ثنا أبو محمدى الحسن بن محمد بن يحيى به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (1/ 288 - 290) والمزي (1/ 217 - 218) وأخرجه الذهبي في "تاريخ الإِسلام" (2/ 317) من طريق أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم التاجر أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى به. قال ابن عساكر: غريب" قلت: الحسن بن محمد بن يحيى ترجمه الذهبي في "الميزان" وبين أنه كذاب متهم. واختلف عن شيخ شيخه، فقال أبو أحمد إسماعيل بن يزيد الأصبهاني: ثنا أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثني مغيث مولى جعفر بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال الحسن بن علي ... أخرجه ابن عدي (7/ 2594) عن صالح بن أبي عصمة الدمشقي ثنا إسماعيل بن يزيد به. وابن أبي عصمة لم أر من ترجمه، وإسماعيل بن يزيد أظنه ابن حريث بن مُرْدَانْبِه القطان قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان": حسن الحديث. وعلي بن جعفر ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: ما هو من شرط كتابي, لأني ما رأيت أحداً لينه، نعم ولا من وثقه. ومغيث قال الذهبي في "الميزان": ضعفه الساجي، إنما هو مُعَتِّب. وقال في ترجمة معتب: قال أبو الفتح الأزدي: كذاب. وقيل: اسمه مغيث، وله حديث باطل.

الثاني: يرويه يعقوب التيمي عن عبد الله بن عباس أنه قال لهند بن أبي هالة التميمي وكان صادقاً وكان وصافاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صف لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلعلك أن تكون أثبتنا به معرفة، قال: كان بأبي هو وأمي طويل الصمت, دائم الفكر، متواتر الأحزان، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم فصل ولا تقصير، إذا حدث أعاد، وإذا وعظ جد وماد، وإذا خولف أعرض وأشاح، يتروح إلى حديث أصحابه، يعظم النعمة وإن دقَّت، ولا يذم ذوَّاقاً، ويبسم عن مثل حب الغمام. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1230 و1231) وأبو نعيم في "الصحابة" (6554) وابن بشران (1020) وابن عساكر (1/ 287 - 288) من طرق عن أبي بشر إسماعيل بن مسلمة بن قَعْنَب المدني ثني إسحاق بن صالح المخزومي عن يعقوب التيمي به. قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث ابن عباس عن هند" قلت: وإسحاق بن صالح ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر عنه راوياً إلا إسماعيل بن مسلمة، فهو مجهول. ويعقوب أظنه ابن أبي سلمة الماجشون، والله أعلم. وحديث علي تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث "كان أبيض مُشرباً بياضه بحمرة" وحديث عائشة تقدم الكلام عليه أيضاً في حرف اللام فانظر حديث "لم يكن أحد يماشيه من الناس ... " 766 - (5560) قال الحافظ: وفي حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-: رجل بين رجلين جسمه ولحمه أحمر. وفي لفظ: أسمر إلى البياض، أخرجه أحمد، وسنده حسن. وقال: وفي حديث يزيد الفارسي المتقدم قريباً عن ابن عباس: جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره" (¬1) حسن ¬

_ (¬1) 7/ 377 و382

أخرجه ابن سعد (1/ 417) وابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 8507) وفي "مصنفه" (11/ 56 و515) وأحمد (1/ 361 - 362) والترمذي في "الشمائل" (393) وأبو يعلى (الإتحاف 8508) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 229 - 330) من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النوم زَمَنَ ابن عباس -قال: وكان يزيد يكتب المصاحف- قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النوم، قال ابن عباس: فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "إنَّ الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي، فمن رآني في النوم فقد رآني" فهل تستطيع أن تَنْعَت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟ قال: قلت: نعم، رأيت رجلاً بين الرجلين، جسمَه ولحمَه، أسمرَ إلى البياض، حسنَ المَضْحَك، أكحلَ العينين، جميلَ دوائِرِ الوجه، قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأ نَحْرَه. قال: فقال ابن عباس: لو رأيتَه في اليقظة ما استطعتَ أن تنعتَه فوقَ هذا. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 272 قلت: يزيد قال أبو حاتم: لا بأس به، وعوف وثقه أحمد وغيره، فالإسناد حسن. 767 - (5561) قال الحافظ: وكذا في حديث أبي الطفيل عند مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (2340) من طريق سعيد بن إياس الجُريري عن أبي الطفيل قال: قلت له: أرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، كان أبيضَ، مليحَ الوجه. وفي لفظ: كان أبيض مليحاً مُقَصَّداً. 768 - (5562) قال الحافظ: وفي حديث سُرَاقة عند ابن إسحاق: فجعلت أنظر إلى ساقه كأنها جُمَّارة" (¬2) صحيح أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 395) وابن هشام في "السيرة" (1/ 489 - 490) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1200) وأبو نعيم في "الدلائل" (236) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 207) ¬

_ (¬1) 7/ 377 (¬2) 7/ 378

عن محمد بن إسحاق المدني (¬1) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1029 و1031) وأبو القاسم البغوي (1200) والطبراني في "الكبير" (6602) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 487 - 489) والمزي (17/ 380 - 381) عن موسى بن عقبة المدني والطبراني (6603) عن صالح بن كيسان المدني ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري ثنا عبد الرحمن بن مالك بن جُعْشُم المُدْلِجي أنَّ أباه أخبره أنَّ سراقة بن مالك بن جعشم أخبره قال: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة مُهاجراً إلى المدينة، جعلت قريش فيه مئة ناقة لمن رده عليهم: قال: فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجلٌ منَّا، حتى وقف علينا، فقال: والله لقد رأيت رَكبَة ثلاثة مرّوا عليّ آنفاً، إني لأراهم محمداً وأصحابه، قال: فأومأت إليه بعيني: أن اسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان، يبتغون ضالة لهم؛ قال: لعله، ثم سكت. قال: ثم مكثت قليلاً، ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي، فقيد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي، فأخرج لي من دُبُر حجرتي، ثم أخذت قِداحي التي أستقسم بها، ثم انطلقت، فلبست لَأمتي، ثم أخرجت قداحى، فاستقسمت بها؛ فخرج السهم الذي أكره "لا يضرّه". قال: وكنت أرجو أن أردّه على قريش، فآخذ المئة الناقة. قال: فركبت على أثره، فبينما فَرسي يشتدّ بي عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن إدريس الأودي وزياد بن عبد الله البكائي وعبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري وصدقة بن سابق الزمن ويحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق بهذا الإسناد مطولاً. ورواه غير واحد عن ابن إسحاق بهذا الإسناد مختصراً، منهم: 1 - يعلى بن عبيد الطنافسي. أخرجه أحمد بن حنبل (4/ 175) ب- يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أحمد بن حنبل (4/ 175) وأحمد بن منيع (مصباح إلى جاجة 4/ 106 - 107) ت- عبد الله بن نمير. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 106) وابن ماجه (3686) وابن أبي عاصم (1032) وأبو يعلى (مصباح 4/ 107) ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق فلم يذكر مالك بن جعشم. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (1/ 206 - 207) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 331 - 332)

السهم الذي أكره "لا يضرّه". قال: فأبيت إلا أن أتبعه. قال: فركبت في أثره، فبينا فرسي يشتدّ بي، عثر بي، فسقطتُ عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره "لا يضره"، قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره. فلما بدا لي القوم ورأيتهم، عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دخان كالإعصار. قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد مُنع مني، وأنه ظاهر. قال: فناديت القوم: فقلت: أنا سُراقة بن جُعْشُم: انظروني أكلمكم، فوالله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: "قل له: وما تبتغي منا؟ " قال: فقال ذلك أبو بكر، قال: قلت: تكتب لي كتاباً يكون آية بيني وبينك. قال: "اكْتُبْ له يا أبا بكر" قال: فكتب لي كتاباً في عَظْم، أو في رقعة، أو في خَزَفة، ثم ألقاه إليّ، فأخذته، فجعلته في كِنانتي، ثم رجعت، فسكتُّ فلم أذكر شيئاً مما كان حتى إذا كان فتحُ مكة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفرغ من حُنين والطائف، خرجت ومعي الكتاب لألقاه، فلقيته بالجعرانة. قال: فدخلت في كَتِيبة من خيل الأنصار. قال: فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك، ماذا تريد؟ قال: فدنوت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته، والله لكأني انظر إلى ساقه في غَرْزه كأنها جُمَّارة. قال: فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لي، أنا سُراقة بن جُعشم؛ قال: فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يوم وفاء وبرّ، ادْنُهْ" قال: فدنوت منه، فأسلمت. ثم تذكرت شيئاً أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنه فما أذكره، إلا أني قلت: يا رسول الله، الضالة من الإبل تَغْشَى حياضي، وقد ملأتها لإبلي، هل لي من أجر في أن أسقيها؟ قال: "نعم، في كلّ ذات كبد حرّى أجر" قال: ثم رجعت إلى قومي، فسقتُ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صَدقتي. - ورواه غير واحد عن الزهري بهذا الإسناد ولم يذكروا قول سراقهّ: فجعلت انظر إلى ساقه كأنها جمارة. منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (5/ 392 - 394) وأحمد (4/ 175 - 716) وابن أبي عاصم (1030) وأبو القاسم البغوي (1200) وابن حبان (6280) والطبراني (6601) والحاكم (3/ 6 - 7) 2 - عُقيل بن خالد الأَيْلي. أخرجه البخاري (فتح 8/ 239 - 242)

3 - عبد الرحمن بن إسحاق القرشي العامري. أخرجه مسدد (مصباح الزجاجة 4/ 106) • ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابن سراقة بن مالك أو ابن أخي سراقة عن سراقة. أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2851) 769 - (5563) قال الحافظ: ولأحمد من حديث محرش الكعبي في عمرة الجعرانة أنه قال: فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ركب من الجعرانة ... " 770 - (5564) قال الحافظ: وقع في زيادات عبد الله بن أحمد في "المسند" من طريق علي: أبيض مشرب شديد الوضح. وقال: ووقع في حديث علي عند الترمذي وابن أبي خيثمة: ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط، كان جعداً رَجِلاً. وقال: ووقع في حديث علي عند أبي عبيد في "الغريب": وكان في وجهه تدوير" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة. 771 - (5565) قال الحافظ: ولمسلم من حديث جابر بن سَمُرَة: فقد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين فماذا لم يدهن تبين (¬3). أخرجه مسلم (2344) من طريق سِمَاك بن حرب الكوفي أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شَمِطَ مُقَدَّمُ رأسه ولحيته، وكان إذا ادَّهن لم يتبين، وإذا شَعِثَ رأسه تبين ... ¬

_ (¬1) 7/ 378 (¬2) 7/ 378 و382 (¬3) 7/ 380

772 - (5566) قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث عائشة قالت: ما شانه الله بيضاء (¬1). صحيح أخرجه الحاكم (2/ 608) عن أبي جعفر محمد بن صالح بن هانىء بن زيد الوراق ثنا الحسين بن الفضل ثنا محمد بن كُنَاسة ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة: هل شاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ما شانه الله ببيضاء. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد محفوظ عن هشام" قلت: وهو كما قال، والحسين بن الفضل هو ابن عمير البجلي الكوفي، وشيخه هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي. 773 - (5567) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند ابن سعد: رحب الصدر" (¬2) أخرجه ابن سعد (1/ 415) عن محمد بن عمر الواقدي ثني عبد الملك عن سعيد بن عبيد بن السَّبَّاق عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شَثْن القدمين والكفين، ضخم الساقين، عظيم الساعدين، ضخم المنكبين، بعيد ما بين المنكبين، رحب الصدر، رَجِل الرأس، أهدب العينين، حسن الفم، حسن اللحية، تام الأذنين، رَبْعة من القوم، لا طويلاً ولا قصيراً، أحسن الناس لوناً، يقبل معاً ويدبر معاً، لم أر مثله ولم أسمع بمثله. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية 1/ 233) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا ابن سعد به. والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث. 774 - (5568) قال الحافظ: ووقع مثله في حديث جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه عند الطبراني بإسناد قوي" (¬3) صحيح ¬

_ (¬1) 7/ 381 (¬2) 7/ 381 (¬3) 7/ 382

أخرجه الطيالسي (ص 175) وأحمد (4/ 161) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 317) والدارمي (1374) وابن خزيمة (1638) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 221) والطبراني في "الكبير" (22/ 235 - 236) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 256 - 257) عن شعبة وأحمد (4/ 161) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1463) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري والطبراني في "الكبير" (22/ 236) و"الأوسط" (4395) و"الصغير" (1/ 217) وفي "مسند الشاميين" (2483) عن غيلان بن جامع الكوفي ثلاثتهم عن يعلي بن عطاء قال: سمعت جابر بن يزيد بن الأسود السُّوَائي يحدث عن أبيه أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح، قال: وإذا رجلان حين صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قاعدان في ناحية لم يصليا، قال: فدعاهما، فجيء بهما ترعد فرائصهما، قال: "ما منعكما أن تصليا؟ " قالا: صلينا في رحالنا، قال: "فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الإِمام فصليا فإنها لكما نافلة" قال: فقام الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم، قال: فأخذت بيده فمسحت بها وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب ريحاً من المسك. السياق للدارمي. وإسناده صحيح (¬1). 775 - (5569) قال الحافظ: وفي حديث جابر بن سَمُرَة عند مسلم (2329) في أثناء حديث قال: فمسح صدري فوجدت ليده بردًا أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤْنَةِ عطار" (¬2) 776 - (5570) قال الحافظ: وروى مسلم حديث أنس في جمع أم سُليم عرقه -صلى الله عليه وسلم- وجعلها إياه في الطيب، وفي بعض طرقه: وهو أطيب الطيب" (¬3) ¬

_ (¬1) انظر حديث "إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة ... " في المجموعة الأولى. (¬2) 7/ 382 (¬3) 7/ 383

أخرجه مسلم (2331) من طريق ثابت بن أسلم البُنَاني عن أنس قال: دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ عندنا، فَعَرِقَ، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تَسْلُتُ العرق فيها، فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أم سُليم! ما هذا الذي تصنعين؟ " قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب. 777 - (5571) قال الحافظ: وفي حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" "إلا اختار أيسرهما ما لم يكن لله فيه سخط" وقال: وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس وفيه "وما انتقم لنفسه إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله، فإن انْتُهِكَت حرمة الله كان أشدّ الناس غضباً لله" (¬1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9148) و"الصغير" (1100) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام ثنا عبيد الله بن محمد الجحشي ثنا عمي عمر بن محمد عن محمد بن عجلان عن حميد الطويل عن أنس قال: خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر شين، ما دريت شيئاً قط وافقه، ولا شيئاً قط خالفه، رضاءً من الله بما كان، وإن كان بعض أزواجه لتقول: لو فعلت كذا وكذا، مالك فعلت كذا وكذا؟ فيقول: "دعوه، فإنه لا يكون إلا ما أراد الله" وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انتقم لنفسه من شيء قط إلا أن تنتهك لله حرمة، فإذا انتهكت لله حرمة كان أشدّ الناس غضباً لله، وما عرض عليه أمران قط إلا أختار أيسرَهما ما لم يكن لله فيه سَخَطٌ، فإن كان لله فيه سخط كان أبعدَ الناس منه. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا عمر بن محمد الجحشي، تفرد به عبيد الله بن محمد الجحشي" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 9/ 16 وقال في موضع آخر: مصعب بن إبراهيم لم أعرفه" المجمع 5/ 117 778 - (5572) قال الحافظ: ووقع عند مسلم في حديث: حتى رأينا عفرة إبطيه" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 6/ 148) من حديث أبي حميد الساعدي. ¬

_ (¬1) 7/ 386 (¬2) 7/ 389

باب علامات النبوة في الإسلام

باب علامات النبوة في الإِسلام 779 - (5573) قال الحافظ: وحديث نبع الماء جاء من رواية أنس عند الشيخين وأحمد وغيرهم من خمسة طرق، وعن جابر بن عبد الله من أربعة طرق، وعن ابن مسعود عند البخاري والترمذي، وعن ابن عباس عند أحمد والطبراني من طريقين، وعن أبي ليلى والد عبد الرحمن عند الطبراني. وقال: في حديث ابن عباس عند الطبراني: فجاءوا بشن فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده عليه ثم فرق أصابعه فنبع الماء من أصابع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل عصا موسى" (¬1) حديث جابر أخرجه البخاري في الباب المذكور. وحديث ابن عباس تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الدال فانظر حديث "دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بلالاً بماء ... " وحديث أبي ليلى أخرجه الطبراني في "الكبير" (6420) عن الحسن بن علي الفَسَوي ثنا بشار بن موسى الخَفَّاف ثنا خالد بن نافع الأشعري ثنا عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة فأصابنا عطش شديد، فشكونا ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "هل فضل ماء في إداوة؟ " فأتاه رجل بفضلة ماء في إداوة، فحفر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأرض حفرة ووضع عليها نطعاً، ووضع كفه على الأرض، ثم قال لصاحب الإداوة "صب الماء على كفي واذكر اسم الله" ففعل، قال أبو ليلى: قد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى روى القوم وسقوا كلهم. وإسناده ضعيف لضعف خالد بن نافع. 780 - (5574) قال الحافظ: وعن أبي قتادة عند مسلم، وعن أنس عند البيهقي في "الدلائل"، وعن زياد بن الحارث الصُّدَائي عنده، وعن حبان بن بُحّ -بضم الموحدة وتشديد المهملة- الصدائي أيضاً" (¬2) حديث أبي قتادة أخرجه مسلم (681) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي ¬

_ (¬1) 7/ 395 - 396 و396 (¬2) 7/ 396

قتادة قال: فذكر حديثاً طويلاً، وفيه: قال: فانتهينا إلى الناس حين امتدَّ النهار وحَمِيَ كلُّ شيء وهم يقولون: يا رسول الله! هلكنا، عطشنا، فقال: "لا هُلْكَ عليكم" ثم قال: "أطلقوا لي غمَرِي" قال: ودعا بالمِيْضَأة فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبُّ وأبو قتادة يسقيهم, فلَم يَعْدُ أن رأى النَاسُ ماء في الميضأة تكابُّوا عليها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أحسنوا المَلأ، كلكم سَيَرْوَى" قال: ففعلوا، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبُّ وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغيرُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... وحديث أنس له في "الدلائل" للبيهقي روايتان: الأولى: رواية سعيد بن سليم (¬1) الضُّبَعي ثنا أنس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جهز جيشاً إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر أمَّرهما والناس كلهم، قال لهم: "أجِدَّوا السير فإنَّ بينكم وبين المشركين ماءً إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شقَّ على الناس وغُلبتم عطشاً شديداً أنتم ودوابكم وركابكم" وتخلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثمانيةٍ هو تاسعهم فقال لأصحابه "هل لكم أن نعرِّس قليلاً ثم نلحقَ بالناس؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. فعرسوا فما أيقظهم إلا حرُّ الشمس. فاستيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستيقظ أصحابه، فقال لهم: "قوموا واقضوا حاجتكم" ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل مع أحد منكم ماء؟ " وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه أبو يعلى (4238) عن شيبان بن فَرُّوخ الأُبلي ثنا سعيد بن سليم به. وأخرجه ابن عدي (3/ 1238) عن أبي يعلى به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 134 - 135) عن أبي سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ ابن عدي به. قال ابن عدي: وسعيد بن سليم من أصحاب أنس الذين يروون عنه ممن ليس هم معروفين ولا حديثهم بالمعروف الذي يتابعه أحد عليه، وهو في عداد الضعفاء الذين يروون عن أنس" وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن سليم وثقه ابن حبان وقال: يخطىء وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 301 ¬

_ (¬1) ويقال: سليمان.

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن سليم" الإتحاف 8/ 108 الثانية: يرويها إبراهيم بن طهمان الخراساني عن يحيى بن سيد أنه حدثه أنَّ أنساً أتاهم بِقُبَاء فسألهم عن بئر هناك، قال: فدللته عليها، فقال: لقد كانت هذه وإنَّ الرجل لينضح على حماره فينزح فنستخرجها له، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بذَنوب فسقي، فإما أن يكون توضأ منه أو تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر، قال: فما نزحت بعد. قال: فما برحته فرأيته بال، ثم جاء فتوضأ، ومسح على خفيه، ثم صلى. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 136) عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو حامد الشَّرْقي ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان به. وإسناده صحيح، وأبو حامد اسمه أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري. وحديث زياد بن الحارث وحبان بن بح تقدما برقم 177 781 - (5575) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند الدارمي: فأمر أن يحفر له ويدفن" (¬1) له عن أبي سعيد طرق: الأول: يرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني عن أبي الوَدَّاك جبر بن نوف عن أبي سعيد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب إلى جذع، فأتاه رجل رومي، فقال: أصنع لك منبراً تخطب عليه، فصنع له هذا الذي ترون، فلما قام عليه يخطب حنَّ الجذع حنين الناقة إلى ولدها، فنزل إليه فضمه إليه فسكن، فأمر به أن يدفن ويحفر له. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 486) وفي "مسنده" (المطالب 733/ 1) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن مجالد به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (308) واللالكائي في "السنة" (1476) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (126) وأخرجه الدارمي (37) واللالكائي (1476) وإسماعيل الأصبهاني (126) من طرق عن أبي أسامة به. ¬

_ (¬1) 7/ 415

وتابعه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد به. أخرجه أبو يعلى (1067) وإسناده ضعيف لضعف مجالد. الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خشبة يقوم إليها، فجاء رجل فأمره أن يجعل له كرسيا، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم-يخطب عليه، فحنَّت الخشبة التي كان يقوم عندها حتى سمع أهل المسجد حنينها، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى احتضنها، فسكنت. أخرجه البزار (كشف 635) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي ثنا أبي عن عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى به. وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعطية. الثالث: يرويه سعيد بن إياس الجُريري عن أبي نَضْرة العبدي ثني أبو سعيد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة، فقال له الناس: يا رسول الله! قد كثر الناس وإنهم ليحبون أن يروك فلو اتخذت منبراً تقوم عليه فيراك الناس، قال: "نعم، من يجعل لنا هذا المنبر؟ " فقام إليه رجل فقال: "تجعله؟ " قال نعم، ولم يقل: إن شاء الله. قال: "ما اسمك؟ " قال: فلان، قال: "اقعد" فقعد، ثم عاد فقال: "من يجعل لنا هذا المنبر؟ " فقام إليه رجل فقال: أنا، قال:"تجعله؟ " قال: نعم، ولم يقل: إن شاء الله، قال: "ما اسمك؟ " قال: فلان، قال: "اقعد" ثم عاد فقال: "من يجعل لنا هذا المنبر؟ " فقام إليه رجل فقال: أنا، فقال: "تجعله"؟ فقال: نعم إن شاء الله، قال: "ما اسمك؟ " قال: إبراهيم، قال: "اجعله" فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر المسجد، فلما صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر فاستوى عليه حنت النخلة حتى أسمعتني وأنا في آخر المسجد. قال: فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المنبر فاعتنقها، فلم يزل حتى سكنت، ثم عاد إلى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"إنَّ هذه النخلة إنما حنت شوقاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما فارقها، فوالله لو لم أنزل إليها فأعتنقها لما سكنت إلى يوم القيامة" أخرجه عبد بن حميد (873) عن علي بن عاصم الواسطي عن الجريري به. وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم، وقد خولف كما تقدم عند الحديث رقم 278 782 - (5576) قال الحافظ: وفي حديث أبي بن كعب عند أحمد والدارمي وابن ماجه: فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدع وانشق.

وفي حديثه: فأخذ أبي بن كعب ذلك الجذع لما هدم المسجد فلم يزل عنده حتى بَلِيَ وعاد رُفَاتا" (¬1) أخرجه الشافعي (البداية والنهاية 6/ 125 - 126) وابن سعد (1/ 251 - 252) وأحمد (5/ 137) والدارمي (36) وابن ماجه (1414) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (5/ 138 و138 - 139) وأبو يعلى (مصباح الزجاجة 2/ 16) والطحاوي في "المشكل" (4176) والهيثم بن كليب (1445 و1446) واللالكائي في "السنة" (1474 و1475) وأبو نعيم في "الدلائل" (306) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 67) من طرق عبد الله بن محمد بن عَقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي إلى جذع إذ كان المسجدُ عريشاً، وكان يخطب إلى ذلك الجِذْع، فقال رجل من أصحابه: هل لك أن نجعل لك شيئاً تقوم عليه يومَ الجمعة، حتى يراك الناس وتُسمِعَهم خُطبتك؟ قال: "نعم" فصنع له ثلاثَ درجات، فهي التي على المنبر، فلما صُنع المنبرُ وضعوه في موضعه الذي هو فيه، فلما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقوم إلى المنبر مرَّ إلى الجذع الذي كان يخطب إليه، فلما جاوز الجذع خارَ حتى تصدَّع وانشقَّ، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما سمع صوت الجذع، فمسحه بيده حتى سَكَنَ، ثم رجع إلى المنبر، فكان إذا صلى، صلى إليه. فلما هُدمِ المسجد وغُيِّر، أخذ ذلك الجذعَ أُبيُّ بن كعب، وكان عنده في بيته حتى بَلِيَ، فأكلته الأَرَضَةُ، وعاد رُفَاتا. قال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 2/ 16 قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف عند الجمهور. 783 - (5577) قال الحافظ: وقع صريحاً في حديث أبي أمامة في قصة خروج الدجال ونزول عيسى وفيه "وراء الدجال سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لدّ فيقتله وينهزم اليهود فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء فقال: يا عبد الله للمسلم، هذا يهودي فتعال فاقتله إلا الغَرْقَد فإنها من شجرهم" أخرجه ابن ماجه مطولاً، وأصله عند أبي داود، ونحوه في حديث سَمُرَة عند أحمد بإسناد حسن، وأخرجه ابن منده في كتاب "الإيمان" من حديث حذيفة بإسناد صحيح" (¬2) ¬

_ (¬1) 7/ 416 (¬2) 7/ 423

حديث أبي أمامة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنه لم تكن فتنة في الأرض ... " وحديث سمرة تقدم أيضاً في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً ... " وحديث حذيفة أخرجه ابن منده في "الإيمان" (1033) من طريق أحمد بن مهدي بن رُسْتُم الأصبهاني ثنا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن رِبعي بن حِرَاش عن حذيفة مرفوعاً "أنا أعلم بما مع الدجال، معه نهران، أحدهما نار تأجج في عين من يراه، والآخر ماء أبيض من أدركه منكم فليغمض وليشرب من الذي يراه ناراً فإنه ماء بارد، وإياكم والآخر فإنه فتنة. واعلموا أنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه من كتب ومن لا يكتب، وإنّ إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة، وإنه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية فيق، وكل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن، وإنه يقتل من المسلمين ثلثاً ويهزم ثلثاً ويبقى ثلثاً فيحجز بينهم الليل فيقول بعض المؤمنين: ما تنتظرون أن تلحقوا بإخوانكم في مرضاة ربكم، من كان عنده فضل طعام فليعد به على أخيه، وصلوا حين ينفجر الفجر، وعجلوا الصلاة ثم أقبلوا على عدوكم، فلما قاموا يصلون نزل عيسى ابن مريم، أمامهم فصلى بهم، فلما انصرف قال: هكذا وفرجوا بيني وبين عدو الله. قال: فيذوب يعني ذوب الملح، فيسلط الله عليهم المسلمين فيقتلونهم، حتى إنّ الحجر والشجر لينادي: يا عبد الله يا عبد الرحمن يا مسلم هذا يهودي فاقتله ... " وذكر الحديث وفيه طول. واختلف فيه على سعيد بن سليمان الواسطي: فقال محمد بن شاذان الجوهري: ثا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة الأشجعي ثنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حازم الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة. أخرجه الحاكم (4/ 490 - 492) وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: لم يخرج مسلم رواية سعيد بن سليمان عن خلف بن خليفة، وخلف كان قد اختلط، ولم أر أحداً صرح بسماع سعيد منه أهو قبل الإختلاط أم بعده. والحديث أخرجه مسلم (4/ 2249) من طريق يزيد بن هارون الواسطي عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة مختصراً إلى قوله: "يقرؤه كل مؤمن، كاتبٍ وغير كاتب" وأخرجه البخاري (فتح 16/ 213 - 214) من طريق عبد الملك بن عمير الكوفي عن ربعي عن حذيفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الدجال: "إنَّ معه ماءً وناراً، فناره ماء بارد، وماؤه نار"

باب سؤال المشركين أن يريهم النبي -صلى الله عليه وسلم- آية

784 - (5578) قال الحافظ: وروى ابن حبان من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه" (¬1) لم أقف عليه. باب سؤال المشركين أن يريهم النبي -صلى الله عليه وسلم- آية 785 - (5579) قال الحافظ: وقد ورد انشقاق القمر أيضاً من حديث علي وحذيفة وجبير بن مُطعِم وابن عمر وغيرهم" (¬2) حديث علي ذكره القاضي عياض في "الشفا" (1/ 398) من رواية أبي حذيفة الأرْحَبي عن علي قال: انشق القمر ونحن مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأبو حذيفة واسمه سلمة اختلف في اسم أبيه، ووثقه يعقوب بن سفيان وغيره. وحديث حذيفة أخرجه الطبري في "تفسيره" (27/ 86) من طريق إسماعيل بن علية أنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: نزلنا المدائن، فكنا منها على فرسخ، فجاءت الجمعة، فحضر أبى، وحضرت معه، فخطبنا حذيفة، فقال: ألا إنَّ الله يقول: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر: 1] ألا وإنَّ الساعة قد اقتربت، ألا وإنَّ القمر قد انشق، ألا وإنَّ الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإنَّ اليوم المضمار، وغدا السباق، فقلت لأبي: أتستبق الناس غداً؟ فقال: يا بني إنك لجاهل، إنما هو السباق بالأعمال، ثم جاءت الجمعة الأخرى، فحضرنا، فخطب حذيفة، فقال: ألا إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر: 1] ألا وإنَّ الساعة قد اقتربت، ألا وإنَّ القمر قد انشق، ألا وإنَّ الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإنَّ اليوم المضمار، وغداً السباق، ألا وإنَّ الغاية النار، والسابق من سبق إلى الجنة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 280 - 281) من طريق همام بن يحيى العَوْذي عن عطاء به. وأخرجه الطبري (27/ 86) من طريق شعبة عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: كنت مع أبي بالمدائن فخطب أميرهم -وكان عطاء يرى أنه حذيفة ... ¬

_ (¬1) 7/ 437 (¬2) 7/ 444

وإسناده حسن، عطاء صدوق اختلط بأخرة، وسماع شعبة منه قبل الاختلاط، وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن حبيب. وحديث جبير بن مطعم يرويه حصين بن عبد الرحمن السُّلَمي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن حصين عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الحاكم (2/ 472) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 268) عن هشيم بن بَشير الواسطي والبيهقي (2/ 268) عن إبراهيم بن طهمان الخراساني واللالكائي في "السنة" (1468) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (2/ 171 - 172) عن ورقاء والبزار (3436) والطبراني في "الكبير" (1560) عن أبي جعفر الرازي أربعتهم عن حصين به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج الشيخان لجبير بن محمد شيئاً، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". - وقال غير واحد: عن حصين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه به. وزاد: فرقة على هذا الجل، وفرقة على هذا الجبل. وفي لفظ: حتى رأيت حِرَاء بين شقتيه. أخرجه البزار (3435) والفاكهي في "أخبار مكة" (2431) عن حصين بن نمير الواسطي وأحمد (4/ 81 - 82) والترمذي (3289) والدينوري في "المجالسة" (2620) والطبراني (1559) والبيهقي (2/ 268)

باب حدثنا محمد بن المثنى ...

عن سليمان بن كثير العبدي والطبري (27/ 86) عن خارجة بن مصعب الخراساني ثلاثتهم عن حصين به. قال الذهبي في "تاريخ الإِسلام" (1/ 133 - 134): والأول أصح" قلت: وهو كما قال. - ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن حصين واختلف عنه: • فرواه أحمد بن بُدَيل اليامي عن ابن فضيل عن حصين عن جبير عن أبيه عن جده. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (393) والخطيب في "تاريخه" (13/ 95) • ورواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي عن ابن فضيل عن حصين عن محمد بن جبير عن أبيه. أخرجه ابن أبي حاتم (النكت الظراف 2/ 415) وابن حبان (6497) وتابعه أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا ابن فضيل به. أخرجه الطبري (27/ 86) • ورواه علي بن المنذر الطريقين عن ابن فضيل عن حصين عن سالم بن أبي الجَعْد عن محمد بن جبير عن أبيه. أخرجه الطبراني (1561) وحديث ابن عمر أخرجه مسلم (2801) باب حدثنا محمد بن المثنى ... 786 - (5580) قال الحافظ: وله شاهد من حديث حكيم بن حزام" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 7/ 446

باب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-

يرويه أبو حَصين عثمان بن عاصم الأسدي واختلف عنه: - فقال أبو بكر بن عياش: عن أبي حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن حكيم بن حزام أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه يشتري له أضحية بدينار، فاشترى أضحية فأربح فيها ديناراً فاشترى أخرى مكانها، فجاء بالأضحية والدينار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "ضح بالشاة وتصدق بالدينار" أخرجه الترمذي (1257) والطبراني في "الكبير" (3133) وقال الترمذي: حديث حكيم بن حزام لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحبيب بن أبي ثابت لم يسمع عندي من حكيم بن حزام" - وقال سفيان الثوري: عن أبي حصين عن شيخ من أهل المدينة عن حكيم بن حزام أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث معه بدينار يشتري له أضحية، فاشتراها بدينار، وباعها بدينارين، فرجع فاشترى له أضحية بدينار، وجاء بدينار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتصدق به النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودعا له أن يبارك له في تجارته. أخرجه أبو داود (3386) والطبراني في "الكبير" (3134) والدارقطني (3/ 9) والبيهقي (6/ 112 - 113) وفي "معرفة السنن" (8/ 326 و327) وفي "الصغرى" (2151) من طرق عن سفيان به. قال الخطابي: هو غير متصل لأنَّ فيه مجهولاً لا يدرى من هو" وقال البيهقي: ضعيف من أجل هذا الشيخ" التلخيص الحبير 3/ 5. باب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- 787 - (5581) قال الحافظ: وقع مثل هذا الشك في حديث ابن مسعود وأبي هريرة عند مسلم، وفي حديث بريدة عند أحمد، وجاء في أكثر الطرق بغير شك منها عن النعمان بن بشير عند أحمد" (¬1) حديث ابن مسعود أخرجه مسلم (4/ 1963) من طريق عبد الله بن عون البصري عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن عَبيدة السلماني عن ابن مسعود مرفوعاً "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: "ثم يتخلف من بعدهم خَلْفٌ تسبق شهادة أحدهم يمينَهُ، ويمينُهُ شهادتَه" ¬

_ (¬1) 8/ 7

وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم (2534) من طريق عبد الله بن شقيق البصري عن أبي هريرة مرفوعاً "خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم" والله أعلم أذكر الثالث أم لا. قال: "ثم يَخْلُفُ قوم يحبون السَّمَانَة، يشهدون قبل أن يُستشهدوا" وحديث بريدة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الخاء فانظر حديث "خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم" وحديث النعمان أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 177) وأحمد (4/ 276) ومحمد بن عاصم في "جزئه" (9) وابن أبي عاصم في "السنة" (1518) والبزار (3245) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 152) وفي "المشكل" (2467) وأبو نعيم في "الإمامة" (4) عن زائدة بن قدامة الكوفي وأحمد (4/ 267) عن حماد بن سلمة والبزار (3246) عن ورقاء بن عمر اليشكري وأحمد (4/ 277 - 278) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 152) عن أبي بكر بن عياش وابن حبان (6727) عن زيد بن أبي أنيسة الجَزَري (¬1) كلهم عن عاصم بن بهدلة عن خيثمة بن عبد الرحمن عن النعمان مرفوعاً "خير الناس قرني الذي أنا فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الدين يلونهم (¬2)، ثم يأتي (¬3) قوم تسبق شهادتُهم أيمانَهم، وأيمانُهم شهادتَهم" ¬

_ (¬1) رواه أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني عن زيد هكذا. ورواه عبد الله بن عمرو الرقي عن زيد واختلف عنه: فرواه عبد الله بن جعفر الرقى عن عبد الله كرواية أبي عبد الرحيم. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1144) ورواه هلال بن العلاء بن هلال عن أبيه عن عبد الله عن زيد عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن النعمان. أخرجه البزار (3287) والأول أصح، والعلاء بن هلال ضعفه أبو حاتم وغيره. (¬2) زاد حماد بن سلمة وأبو بكر بن عياش في حديثهما "ثم الذين يلونهم". (¬3) وفي لفظ للطحاوي "يخلف".

باب مناقب المهاجرين

وأخرجه أحمد (4/ 267) والحارث (بغية الباحث 1036) والبزار (3247) وتمام (274) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 78 و4/ 125) وفي "الصحابة" (6375) من طريق أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن عاصم عن الشعبي وخيثمة عن النعمان به. وزاد "ثم الذين يلونهم" قال البزار: ولا نعلم أحداً جمع خيثمة والشعبي إلا شيبان، وهذا الحديث رواه عن عاصم جماعة، وكل من رواه عن عامم رواه عن خيثمة عن النعمان إلا شيبان" قلت: وإسناده حسن. باب مناقب المهاجرين 788 - (5582) قال الحافظ: وقد ورد في هذا الأخير حديث عن عائشة عند الترمذي، وآخر عن عبد الله بن الزبير عند البزار وصححه ابن حبان وزاد فيه: وكان اسمه قبل ذلك عبد الله بن عثمان" (¬1) حديث عائشة له عنها طريقان: الأول: يرويه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن عمه إسحاق بن طلحة عن عائشة أنَّ أبا بكر دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أنت عتيق الله من النار" فيومئذٍ سمي عتيقاً. أخرجه ابن وهب في "الجامع" (86) عن إسحاق بن يحيى به. وأخرج الترمذي (3679) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 309) عن مَعْن بن عيسى القَزَّاز والطبراني في "الكبير" (9) والجياني في "الألقاب" (ص 74 - 75) عن إسماعيل بن أبي أويس كلاهما عن إسحاق بن يحيى به. واختلف عن إسحاق بن يحيى: ¬

_ (¬1) 8/ 8

• فقال الواقدي: أنا إسحاق بن يحيى عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن أبيه عن عائشة أنها سئلت: لم سمي أبو بكر عتيقاً؟ فقالت: نظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "هذا عتيق الله من النار" أخرجه ابن سعد (3/ 169 - 170) وتابعه سعيد بن سليمان الواسطي ثنا إسحاق بن يحيى به. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 238 - 239) وأبو نعيم في "الصحابة" (60) • وقال شبابة بن سَوَّار المدائني: عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال: بينا عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أبي خير من أبيك. فقالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما، إنَّ أبا بكر دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار" قالت: فمن يومئذٍ سمي عتيقاً. ودخل طلحة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أنت ياطلحة ممن قضى نحبه" (¬1) أخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 3873) عن شبابة به. وأخرجه الحاكم (2/ 415 - 416) من طريق الحسين بن الفضل البجلي ثنا شبابة به. وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل إسحاق بن يحيى متروك، قاله أحمد" وقال الحافظ: إسحاق فيه ضعف، وإن كان موسى سمعه من عائشة بنت طلحة أو من أم كلثوم وإلا فهو منقطع أيضاً" وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة" مختصر الإتحاف 9/ 135 ولما خرجه الترمذي قال: حديث غريب" ومداره على إسحاق بن يحيى بن طلحة قال أحمد والفلاس والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. ¬

_ (¬1) انظر حديث "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه".

الثاني: يرويه صالح بن موسى الطلحي عن معاوية (¬1) بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنَّ أبا بكر مرَّ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا" قالت: واسمه الذي سماه أهله: عبد الله بن عثمان. أخرجه ابن سعد (3/ 170) وأبو يعلى (4899) والدولابي في "الكنى" (1/ 6) والطبراني في "الكبير" (10) وابن عدي (4/ 1387) والحاكم (3/ 61 - 62) وأبو نعيم في "الصحابة" (59) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (6/ 364 - 365) والجياني (ص 73 - 74) من طرق عن صالح بن موسى به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: صالح ضعفوه، والسند مظلم" وقال الهيثمي: وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف" المجمع 9/ 41 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف صالح بن موسى" مختصر الإتحاف 9/ 138 قلت: ذكره البخاري في "الضعفاء" فقال: منكر الحديث. وذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أيضاً هو والنسائي: لا يكتب حديثه. وحديث عبد الله بن الزبير أخرجه البزار (2213) والدولابي في "الكنى" (1/ 6 و7) وابن الأعرابي (409) وابن حبان (6864) والطبراني في "الكبير" (7) وأبو الشيخ في "الطبقات" (953) وأبو نعيم في "الصحابة" (61) والجياني (ص 72 - 73) من طرق (¬2) عن حامد بن يحيى البلخي ثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر إلى أبي بكر فقال: "هذا عتيق الله من النار" فيومئذٍ سمي عتيق، وكان اسمه قبل ذلك عبد الله بن عثمان. ¬

_ (¬1) ووقع عند بعضهم: مرسى. (¬2) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (8/ 17) عن رجل لم يسمه عن حامد بن يحيى فقال فيه: عن زياد بن سعد عن ابن عجلان عن عامر بن عبد الله عن أبيه. والأول أصح.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه بهذا الإسناد إلا حامد عن ابن عيينة" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 40 قلت: وإسناده صحيح. 789 - (5583) قال الحافظ: ووقع مثله في حديث حبشي بن جنادة، أخرجه ابن عساكر" (¬1) أخرجه ابن شاهين وابن مردويه وابن عساكر كما في "الدر المنثور" (¬2) ولفظه: عن حُبْشي بن جُنادة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! لو أنَّ أحداً من المشركين رفع قدمه لأبصرنا. قال: "يا أبا بكر لا تحزن إنَّ الله معنا" وفيه حصين بن مخارق بن ورقاء أبو جنادة ذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: متروك. وحكى الذهبي في "الميزان" عنه أنه قال: يضع الحديث. وذكره ابن حبان في "المجروحين" في الكنى (3/ 155) وقال: لا يجوز الرواية عنه ولا الإحتجاج به إلا على سبيل الإعتبار. 790 - (5584) قال الحافظ: ووجدت له آخر عن ابن عباس، أخرجه الحاكم في "الإكليل" (¬3) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يروبه إبراهيم بن راشد الآدمي ثنا أبو بكر الكليبي ثنا أبو بكر الهُذَلي عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن عساكر (¬4) وإسناده واه، أبو بكر الهذلي قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات. ¬

_ (¬1) 8/ 11 (¬2) وانظر هامش كتاب السنة لابن شاهين ص 61 - 62 (¬3) 8/ 12 (¬4) انظر هامش كتاب السنة لابن شاهين ص 62 وهامش فضائل الخلفاء لأبي نعيم ص 35

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر

الثاني: يرويه يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ثني أبي عن سليمان عن أبيه علي عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" أخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (2) وفيه من لا يعرف. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر 791 - (5585) قال الحافظ: ولمسلم (532) من حديث جُنْدَب: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول قبل أن يموت بخمس ليال" (¬1) ولفظ الحديث "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإنَّ الله تعالى قد اتخذني خليلاً ميتاً اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، اني أنهاكم عن ذلك" 792 - (5586) قال الحافظ: زاد الطبراني من حديث معاوية في آخر هذا الحديث بمعناه "فإني رأيت عليه نوراً" (¬2) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فرواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: • فقال سعيد بن يحيى اللخمي: ثنا ابن إسحاق عن الزهري عن أيوب بن بشير قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان رفعه "صبوا عليَّ من سبع قِرَب من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس فأعهدَ إليهم" قال: فخرج عاصباً رأسه حتى صَعِدَ المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إنَّ عبداً من عباد الله خُير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله" فلم يَلْقَنْها إلا أبو بكر، فبكى فقال: نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "على رِسْلِكَ، أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن أبي قُحَافَة، انظروا هذه الأبوابَ الشوارع في المسجد فسدُّوها إلا ما كان من باب أبي بكر، فإني رأيت عليه نوراً" ¬

_ (¬1) 8/ 12 (¬2) 8/ 15

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7013) عن محمد بن نصر الهمداني ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا محمد بن إسحاق، تفرد به سعيد بن يحيى، ولا يروى عن معاوية إلا بهذا الإسناد" قلت: تابعه أحمد بن خالد الوهبي ثنا ابن إسحاق عن الزهري عن أيوب بن بشير بن النعمان الأنصاري ثني معاوية قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى صعد المنبر وذكر قتلى أُحُد فصلى عليهم وأكثر الصلاة ثم قال: "إنَّ عبداً من عباد الله ... " فذكر الحديث إلى قوله: ابن أبي قحافة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 342) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي قالا: ثنا أحمد بن خالد به. قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 42 - 43 قلت: ابن إسحاق مدلس وقد عنعن. • ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن الزهري عن أيوب بن بشير مرسلاً. وليس فيه "فإني رأيت عليه نوراً" أخرجه الطبري في "التاريخ" (3/ 190 - 191) وتابعه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق به. أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 649) • ورواه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن ابن إسحاق ثني أيوب بن بشير مرسلاً. فذكر نحو حديث سلمة بن الفضل. أخرجه أبو يعلى (4579) • ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق واختلف عنه: فرواه أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن أيوب بن بشير مرسلاً.

وزاد فيه: ثم قال: "يا معشر المهاجرين! إنكم قد أصبحتم تزيدون، والأنصار على هيئتها لا تزيد، وإنهم عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 177 - 178) ورواه عقبة بن مُكْرَم الكوفي عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن الزهري وأيوب بن بشير عن عروة بن الزبير عن عائشة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه "صبوا عليَّ من سبع قرب من ماء من آبار شتى" ففعلوا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5524) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب بن بشير إلا محمد بن إسحاق، تفرد به يونس بن بكير" - ورواه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري عن أيوب بن بشير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال -واشتد وجعه- "أهريقوا عليَّ من سبع قرب لم تحلل أوكيتهنَّ لعلي أعهد إلى الناس، وسدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر" أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 408) قال: قال إسحاق: ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي به. إسحاق هو ابن إبراهيم بن العلاء الزُّبيدي المعروف بزِبْرِيق، وعمرو بن الحارث هو الحمصي. قال الذهبي في "الميزان": تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم زبريق ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة، وابن زبريق ضعيف. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1808) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ثنا أبي به. - ورواه غير واحد عن الزهري أخبرني أيوب بن بشير عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر الحديث بطوله وليس فيه "فإني رأيت عليه نوراً" أخرجه ابن سعد (2/ 228) عن يونس بن يزيد الأَيْلي ومَعْمَر بن راشد ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 381) والطحاوي في "المشكل" (3549) والطبراني في "مسند الشاميين" (3219) وأبو نعيم في "الصحابة" (7185)

عن شعيب بن أبي حمزة الحمصي والطحاوي (3548) عن عُقيل بن خالد الأيلي كلهم عن الزهري به. وهذا أصح. وإسناده صحيح. 793 - (5587) قال الحافظ: وأخرج النسائي من طريق العلاء بن عَرَار -بمهملات- قال: فقلت لابن عمر: أخبرني عن علي وعثمان، فذكر الحديث وفيه: وأما علي فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد سدَّ أبوابنا في المسجد وأقرَّ بابه. ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء، وقد وثقه ابن معين وغيره" (¬1) صحيح أخرجه عبد الرزاق (20408) وأحمد في "فضائل الصحابة" (1012) عن مَعْمَر بن راشد والنسائي في "خصائص علي" (104) عن شعبة و (105) عن زهير بن معاوية الجُعْفي و (106) عن إسرائيل بن يونس الكوفي أربعتهم عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيْعي عن العلاء بن عَرَار قال: سألت ابن عمر وهو في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن علي وعثمان، فقال: أما علي فلا تسألني عنه، ¬

_ (¬1) 8/ 15

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو كنت متخذا خليلا

وانظر إلى (¬1) منزله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ليس في المسجد بيت غير بيته، وأما عثمان فإنه أذنب ذنباً عظيماً يوم التقى الجمعان، فعفا الله عنه، وغفر له، وأذنب فيكم ذنباً دون ذلك فقتلتموه. السياق لحديث إسرائيل. قال الحافظ: سنده صحيح، ورجاله رجال الصحيح، إلا العلاء وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره" القول المسدد ص 23 قلت: وهو كما قال، وأبو إسحاق كان قد اختلط، وسماع شعبة منه قبل اختلاطه. - ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق واختلف عن عبيد الله: • فرواه عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو كرواية معمر ومن تابعه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1188) والمزي (22/ 528 - 529) • ورواه الوليد بن صالح النخاس عن عبيد الله بن عمرو فقال فيه: عن العيزار بن حريث عن ابن عمر. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3558) والأول أصح. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو كنت متخذاً خليلاً 794 - (5588) قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند مسلم "وقد اتخذ الله صاحبكم خليلاً" (¬2) أخرجه مسلم (2383) من طريق أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود مرفوعاً "لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخد الله عز وجل صاحبكم خليلاً" ¬

_ (¬1) زاد شعبة في حديثه: قرب. (¬2) 8/ 18

795 - (5589) قال الحافظ: وأما الخامس فيحتمل أن يفسر بشُقْران، فقد ذكر ابن السكن في "كتاب الصحابة" عن عبد الله بن داود أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ورثه من أبيه هو وأم أيمن" (¬1) معضل أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (3/ 312) عن زيد بن أخزم الطائي قال: سمعت ابن داود يقول: شقران وأم أيمن مما ورث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبيه. وهذا معضل لأنَّ عبد الله بن داود الخُرَيبي من أتباع التابعين. 796 - (5590) قال الحافظ: وقد أخرجه أحمد من حديث بريدة بلفظ "حراء" وإسناده صحيح، وأخرجه أبو يعلى من حديث سهل بن سعد بلفظ "أحد" وإسناده صحيح" (¬2) حديث بريدة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "اسكن حراء" وحديث سهل بن سعد أخرجه عبد الرزاق (20401) عن مَعْمر بن راشد عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: ناشد عثمان الناس يوماً فقال: أتعلمون أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد أُحُداً، وأبو بكر وعمر وأنا، فارتج أُحد وعليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اثبت أُحد! ما عليك إلا نبي، وصدِّيق، وشهيدان" وأخرجه أحمد (5/ 331) عن عبد الرزاق به. وأخرجه أبو يعلى (7518) عن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ثنا عبد الرزاق به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 55 وقال البوصيري: ورواته ثقات" الإتحاف 9/ 215 قلت: وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 8/ 20 (¬2) 8/ 38

797 - (5591) قال الحافظ: وأخرج مسلم (2417) من حديث أبي هريرة ما يؤيد تعدد القصة فذكر أنه كان على حراء ومعه المذكورون هنا وزاد معهم غيرهم" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى مع حديث بريدة المتقدم. 798 - (5592) قال الحافظ: وقع في حديث ابن مسعود في نحو هذه القصة فقال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فأعبرها يا أبا بكر" فقال: إليَّ الأمر من بعدك، ثم يليه عمر، قال "كذلك عبرها الملك" أخرجه الطبراني، لكن في إسناده أيوب بن جابر وهو ضعيف" (¬2) ضعيف أخرجه محمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد" (14 - منتقاه للمزي) والطبراني في "الكبير" (10243) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (173) واللالكائي (2483) من طريق أيوب بن جابر الِيمامي عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود مرفوعاً "إني رأيتني الليلة يا أبا بكر على قليب فنزعت ذَنوباً أو ذَنوبين، ثم جئت يا أبا بكر فنزعت ذنوباً أو ذنوبين وإنك لضعيف يرحمك الله، ثم جاء عمر فنزع منه حتى استحالت غرباً فعبرها يا أبا بكر" فقال: إليَّ الأمر بعدك، ثم يليه عمر، قال: "بذلك عبرها الملك" وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن جابر. والحديث ذكره الحافظ في موضع آخر (16/ 72) وقال: قوله: فعبرها يا أبا بكر، إلى آخره، هذه الزيادة منكرة" قلت: ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة فلم يذكر هذه الزيادة. أخرجه أحمد (8808) وفي "فضائل الصحابة" (149) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا زائدة به. وإسناده حسن، وهو أصح من حديث أيوب بن جابر. 799 - (5593) قال الحافظ: وقد وقع عند أحمد من حديث سَمُرَة أنَّ رجلاً قال: يا ¬

_ (¬1) 8/ 38 (¬2) 8/ 39

باب مناقب عمر بن الخطاب

رسول الله! رأيت كأنَّ دلواً من السماء دليت فجاء أبو بكر فشرب شرباً ضعيفاً، ثم جاء عمر فشرب حتى تضلع، الحديث" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، رأيت كأنَّ دلواً دُلِّي من السماء .. باب مناقب عمر بن الخطاب 800 - (5594) قال الحافظ: وأما لقبه فهو الفاروق باتفاق، فقيل: أول من لقبه به النبي -صلى الله عليه وسلم-، رواه أبو جعفر بن أبي شيبة في "تاريخه" من طريق ابن عباس عن عمر، ورواه ابن سعد من حديث عائشة" (¬2) ضعيف روي من حديث عمر ومن حديث عائشة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أيوب بن موسى مرسلاً فأما حديث عمر فأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (192) وفي "الحلية" (1/ 40) من طريق أبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (¬3) ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا محمد بن أبان عن إسحاق بن عبد الله عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: سألت عمر: لأي شيء سميت الفاروق؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، وخرجت بعده بثلاثة أيام، فذكر الحديث وفيه طول. وقال في آخره: فسماني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ الفاروق، وفرق الله بين الحق والباطل. وإسناده واه، إسحاق بن عبد الله هو ابن أبي فروة قال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة، وقال يعقوب بن سفيان وغيره: لا يكتب حديثه، وكذبه ابن معين وغيره. ¬

_ (¬1) 8/ 40 (¬2) 8/ 41 (¬3) وهو في "تاريخه" كما في "الإصابة" (7/ 76)

وقال الذهبي في "تاريخ الإِسلام" (2/ 107): إسناده ضعيف" وأما حديث عائشة فأخرجه ابن سعد (3/ 270 - 271) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/ 662) عن محمد بن عمر الواقدي أنا أبو حَزْرة يعقوب بن مجاهد عن محمد بن إبراهيم عن أبي عمرو ذكوان قال: قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي عليه السلام. ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 151) والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقاله ابن المديني وغيره: يضع الحديث. وأما حديث أبي الدرداء فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أسكن حراء" وأما حديث أيوب بن موسى فأخرجه ابن سعد (3/ 270) وعمر بن شبة (2/ 662) عن أحمد بن محمد الأزرقي المكي أنا عبد الرحمن بن حسن عن أيوب بن موسى رفعه "إنَّ الله عز وجل جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرق الله به بين الحق والباطل" ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن الأثير (4/ 151) وعبد الرحمن بن حسن هو ابن القاسم بن عقبة بن الأزرق الأزرقي ترجمه الحسيني في "التذكرة" والحافظ في "التعجيل" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأيوب بن موسى أظنه المكي، والله أعلم. 801 - (5595) قال الحافظ: في حديث أنس عند الترمذي "قصر من ذهب" (¬1) صحيح وله عن أنس طرق: الأول: يرويه حميد الطويل عن أنس مرفوعاً "دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، قلت: لمن؟ قالوا: لعمر بن الخطاب. فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته" فقال عمر: عليك يا رسول الله أغار. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 27) وأحمد (3/ 107 و179 و263) وفي "فضائل ¬

_ (¬1) 8/ 42

الصحابة" (715) والترمذي (3688) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (173) والحارث (970) والباغندي في "جزئه" (64) وابن أبي عاصم في "السنة" (1301) والنسائي في "الكبرى" (8127) وأبو يعلى (3860) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3012) والطحاوي في "المشكل" (1957 و1958 و1959 و1960) والدينوري في "المجالسة" (197) وابن حبان (6887) والآجري في "الشريعة" (937 و1377 و1378 و1379) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (62) واللالكائي (2478) وأبو نعيم في "الصحابة" (196 و197) وفي "صفة الجنة" (414) وفي "عوالي الحارث" (12) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 351 و2/ 162) والخطيب في "الموضح" (2/ 54 - 55) وابن القيسراني في "العلو" (ص 78 - 79) وأبو عبد الله الرازي في "المشيخة" (41) والجلابي في "جزئه" (21) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 161) من طرق عن حميد به (¬1). قال الترمذي: حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. الثاني: يرويه أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجَوْني عن أنس مرفوعاً "دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لفتى من قريش، فظننت أنه لي، فقلت: من هو؟ فقالوا: عمر بن الخطاب. فيا أبا حفص، فلولا ما أعلم من غيرتك لدخلته" فقال عمر: من كنت أغار عليه يا رسول الله، فإني لم أكن أغار عليك. أخرجه أبو يعلى (4182) عن أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز القشيري التمار ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران به. وأخرجه ابن حبان (54) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطحاوي (1961) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا أبو نصر التمار به. ¬

_ (¬1) رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني ويحيى القطان ومحمد بن أبي عدي البصري وعبد الله بن بكر السهمي ويزيد بن هارون الواسطي وعبد العزيز بن عبد الله الماجشون وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر وأبو بكر بن عياش وأنس بن عياض المدني وأبو شهاب عبد ربه بن نافع الحفاظ ومحمد بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن طلحة بن مُصَرِّف اليامي وخارجة بن مصعب الخراساني عن حميد. زاد أبو بكر بن عياش في حديثه: وهل رفعني الله تعالى إلا بك وهداني، وهل منَّ الله عليَّ إلا بك. قال: وبكى.

وأخرجه أحمد (3/ 191) عن بهز بن أسد العَمِّي وأبو يعلى (3736) عن إبراهيم بن الحجاج السامي قالا: ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني وحميد عن أنس. وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 8) من طريق حجاج بن المنهال البصري ثنا حماد به مختصراً. وإسناده صحيح. الثالث: يرويه زائدة بن قدامة الكوفي ثنا حميد الطويل والمختار بن فلفل عن أنس به. وليس فيه قول عمر. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل" (451) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن محمد القرشي ثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة به. وإسناده حسن، عبد الله بن عمر صدوق، والباقون ثقات. الرابع: يرويه قتادة ثنا أنس رفعه "بينما أنا أسير في الجنة فينا أنا بقصر، فقلت: لمن هذا يا جبريل ورجوت أن يكون لي؟ قال: لعمر. ثم سرت ساعة فإذا أنا بقصر خير من القصر الأول، فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ ورجوت أن يكون لي، قال: لعمر. وإنَّ فيه لمن الحور العين يا أبا حفص وما منعني أن أدخله إلا غيرتك" قال: فاغرورقت عينا عمر، ثم قال: أما عليك فلم أكن لأغار. أخرجه أحمد (3/ 269) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (679) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 259) عن همام بن يحيى العَوْذي والطبراني في "الأوسط" (9281) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (4) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 259) والخطيب في "الموضح" (2/ 129 - 130 و130) عن مِسْعر بن كِدَام الكوفي كلاهما عن قتادة به. وإسناده صحيح.

802 - (5596) قال الحافظ: في حديث جابر عند مسلم "إنهنَّ يطلبن النفقة" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى في حرف الهاء فانظر حديث "هنَّ حولي كما ترى يسألنني النفقة" 803 - (5597) قال الحافظ: وروى البزار نحوه من حديث ابن عباس وقال فيه: فنزل جبريل فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} [الأنفال: 64] " (¬2) له عن ابن عباس طريقان: الأول: يرويه أبو هاشم الرُّمَّاني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أسلم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسعة وثلاثون رجلاً وامرأة، ثم إنَّ عمر أسلم فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} [الأنفال: 64]. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12470) والآجري في "الشريعة" (1353) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 136) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 146) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني به. قال الهيثمي: وفيه إسحاق بن بشر الكاهلي وهو كذاب" المجمع 7/ 28 قلت: وقال أبو زرعة وابن عدي وابن حبان: يضع الحديث. وقد روي الحديث عن سعيد بن جبير مرسلاً: قال ابن أبي حاتم في "التفسير" (5/ 1728): ثنا أبي ثنا يحيى الحِمَّاني ثنا جرير ثنا يعقوب القُمِّي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: لما أسلم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة وثلاثون رجلاً وست نسوة ثم أسلم عمر فنزلت {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} [الأنفال: 64]. قال ابن كثير: وقد روي عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير أنَّ هذه الآية نزلت حين أسلم عمر وكمل به الأربعون، وفي هذا نظر، لأنَّ هذه الآية مدنية وإسلام عمر كان بمكة بعد الهجرة إلى أرض الحبشة وقبل الهجرة إلى المدينة" التفسير 2/ 324 الثاني: يرويه النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم من، وأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} [الأنفال: 64] ¬

_ (¬1) 8/ 45 (¬2) 8/ 47

أخرجه البزار (كشف 2495) والطراني (11659) والآجري (1348) والحاكم (3/ 85) وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن ابن عباس" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه النضر أبو عمر وهو متروك" المجمع 9/ 65 قلت: وهو كما قال. 804 - (5598) قال الحافظ: وزعم ابن بشكوال أنه أبو موسى الأشعري أو أبو ذر، ثم ساق من حديث أبي موسى: قلت: يا رسول الله! المرء يحب القوم ولما يلحق بهم. ومن حديث أبي ذر: فقلت: يا رسول الله! المرء يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم" (¬1) صحيح وحديث أبي موسى أخرجه البخاري (فتح 13/ 179) وحديث أبي ذر أخرجه أحمد (5/ 156 و166) والبخاري في "الأدب المفرد" (351) والدارمي (2790) وأبو داود (5126) والحارث (1107) والبزار (3950 و3951) وابن حبان (556) وابن بشكوال في "الغوامض" (1/ 401) من طرق عن سليمان بن المغيرة القيسي ثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله! الرجل يحب القوم ولا يستطع أن يعمل كعملهم، قال: "أنت يا أبا ذر مع من أحببت" قال: فإني أحب الله ورسوله، قال: "فإنك مع من أحببت" قال: فأعادها أبو ذر، فأعادها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأحسن من هذا الإسناد" قلت: وهو إسناد صحيح. ولم ينفرد سليمان بن المغيرة به بل تابعه قتادة عن حميد بن هلال به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2715) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة به. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقتادة مدلس وقد عنعن. ¬

_ (¬1) 8/ 49

805 - (5599) قال الحافظ: وهذا ورد من حديث أبى سعيد الخدري مرفوعاً ولفظه: قيل: يا رسول الله! وكيف يحدث؟ قال: "تتكلم الملائكة على لسانه" رويناه في فوائد الجوهري" (¬1) باطل أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6722) عن محمد لجن أبي زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا محمد بن مهاجر عن أبي سعيد خادم الحسن بن أبي الحسن عن الحسن عن أبي سعيد مرفوعاً "من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحبّ عمر فقد أحبني، وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة، وباهى بعمر خاصة، وإنه لم يبعث نبياً إلا كان في أمته مُحدَّث، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر" قالوا: يا رسول الله! كيف يُحَدَّث؟ قال: "تتكلم الملائكة على لسانه" وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي سعيد إلا الحسن، ولا رواه عن الحسن إلا أبو سعيد خادمه، ولا رواه عن أبي سعيد إلا محمد بن مهاجر، تفرد به إسماعيل بن عياش" وقال الهيثمي: وفيه أبو سعيد خادم الحسن البصري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 69 قلت: أبو سعيد خادم الحسن ترجمه ابن عبد البر في "الكنى" (3/ 1536) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وترجمه الذهبي في "الميزان" في أبي سعد وقال: لا يدرى من ذا وخبره باطل. ثم ذكر له هذا الحديث. طريق أخرى: قال ابن عدي (1/ 191): ثنا محمد بن حمدون ثنا أحمد بن بكر أبو سعيد البالسي ثنا حجاج بن محمد الأعور ثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد مرفوعاً "من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحبَّ عمر فقد أحبني، عمر معي حيث حللت، وأنا مع عمر حيث حلَّ، وعمر معي حيث أحببت، وأنا مع عمر حيث أحبَّ" قال ابن عدي: وهذا الحديث منكر بإسناده، لا أعلم رواه غير أحمد بن بكر هذا عن حجاج، وأحمد بن بكر روى أحاديث مناكير عن "الثقات". ¬

_ (¬1) 8/ 50

باب مناقب عثمان بن عفان

باب مناقب عثمان بن عفان 806 - (5600) قال الحافظ: ثبت ذلك أيضاً عن عثمان نفسه فيما رواه البزار بإسناد جيد أنه عاتب عبد الرحمن بن عوف فقال له: لم ترفع صوتك عليَّ؟ فذكر الأمور الثلاثة، فأجابه عثمان بمثل ما أجاب به ابن عمر، قال في هذه: فشمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير لي من يميني" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (380) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 253 و253 - 254) من طريق سلَّام بن سليمان أبي المنذر القارىء عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: رفع عثمان صوته على عبد الرحمن بن عوف، فقال له عبد الرحمن: لأي شيء ترفع صوتك علي وقد شهدتُ بدراً ولم تشهد، وبايعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم تبايع، وفررتَ يوم أُحد ولم أفر، فقال عثمان: أما قولك: شهدتُ بدراً ولم أشهد، فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلَّفني على ابنته فضرب لي بسهم وأعطاني أجري، وأما قولك: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم أبايع، فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني إلى أناس من المشركين، فقد علمت ذلك، فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال: "هذه لعثمان بن عفان" فشمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير من يميني، وأما قولك: فررت يوم أحد ولم أفر، فإنَّ الله تبارك وتعالى قال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 155] فلم تعيرني بذنب قد عفا الله لي عنه؟. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعيد بن المسيب عن عثمان إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن علي بن زيد إلا سلام أبو المنذر" وقال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 9/ 85 قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعَان، وسلام مختلف فيه. باب مناقب علي بن أبي طالب 807 - (5601) قال الحافظ: وله شاهد صحيح من حديث ابن مسعود عند الحاكم" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 60 (¬2) 8/ 76

باب مناقب الزبير بن العوام

قلت: هو عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه الحاكم (3/ 135) باب مناقب الزبير بن العوام 808 - (5602) قال الحافظ: وكان قتل الزبير في شهر رجب سنة ست وثلاثين، انصرف من وقعة الجمل تاركاً للقتال فقتله عمرو بن جُرْمُوز التميمي غيلة، وجاء إلى علي متقرباَ إليه بذلك فبشره بالنار، أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما وصححه الحاكم من طرق بعضها مرفوع" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الباء فانظر حديث "بشر قاتل ابن صفية بالنار" 809 - (5603) قال الحافظ: ومن حديث أنس: وقى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لما أراد بعض المشركين أن يضربه" (¬2) ضعيف أخرجه ابن عساكر (¬3) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي عن صفوان بن عمرو حدثني من سمع أنس بن مالك يقول: بينما طلحة يوم أحد، وذكر الحديث. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. باب مناقب الحسن والحسين 810 - (5604) قال الحافظ: ونحوه قوله في خطبة يوم النحر "أليس ذو الحجة" (¬4) أخرجه البخاري (فتح 4/ 323 - 324) من حديث أبي بكرة. ¬

_ (¬1) 8/ 83 (¬2) 8/ 84 (¬3) انظر هامش كتاب السنة لابن شاهين (ص 243) (¬4) 8/ 97

باب قول الله عز وجل: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}

811 - (5605) قال الحافظ: قول علي في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-: لم أر قبله ولا بعده مثله. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث "كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة". باب قول الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] 812 - (5606) قال الحافظ: زعم ابن التين أنه ثابت بن قيس بن شماس، وقد أورد ذلك ابن بشكوال من طريق أبي جعفر بن النحاس بسند له عن أبي المتوكل الناجي مرسلاً، ورواه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن"، ولكن سياقه يشعر بأنها قصة أخرى لأنَّ لفظه: أنَّ رجلاً من الأنصار عبر عليه ثلاثة أيام لا يجد ما يفطر عليه ويصبح صائماً حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له: ثابت بن قيس" (¬2) مرسل أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 3758) وابن أبي الدنيا في "قري الضيف" (11) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 399) وابن بشكوال في "الغوامض" (442 و443) من طرق عن إسماعيل بن مسلم العبدي ثنا أبو المتوكل الناجي قال: إنَّ رجلاً من المسلمين عَبَر صائماً ثلاثة أيام يمشي فلا يجد ما يفطر عليه، فيصبح صائماً، حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له: ثابت بن قيس، فقال لأهله: إني أجيء الليلة بضيف لي، فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه فليطفه، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون، فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا. فلما أمسى ذهب، فوضعوا طعامهم، فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته، ثم جعلوا يضربون بأيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون، حتى شبع ضيفهم، وإنما كان طعامهم ذلك خبزة هي قوتهم. فلما أصبح ثابت غداً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا ثابت! لقد عجب الله البارحة منكم ومن صنيعكم" قال: فنزلت فيه هذه الآية {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]. ورواته ثقات، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود. ¬

_ (¬1) 8/ 97 (¬2) 8/ 120

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: اقبلوا من محسنهم

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: اقبلوا من محسنهم 813 - (5607) قال الحافظ: ومنه حديث: مسح على العصائب" (¬1) أخرجه أبو عييد في "الغريب" (1/ 187) وأحمد (5/ 277) عن يحيى بن سعيد القطان عن ثور عن راشد بن سعد عن ثوبان قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية فاصأبهم البرد، فلما قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم- شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العَصائبِ والتَّساخِين. وأخرجه أبو داود (146) عن أحمد به. وأخرجه البيهقي (1/ 62) عن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار والبغوي في "شرح السنة" (234) عن أبي علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي قالا: ثنا أبو داود به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (477) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه الحاكم (1/ 169) عن أحمد بن جعفر القَطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل به. وأخرجه البغوي (233) من طريق علي بن عبد العزيز المكي أنا أبو عبيد به. وأخرجه الحربي في "الغريب" (1/ 301 و3/ 1033) والروياني (642) والطبراني في "مسند الشاميين" (477) من طرق عن يحيى القطان به. وأخرجه أبو عبيد (1/ 187) عن محمد بن الحسن الشيباني عن ثور به. ومن طريقه أخرجه البغوي (233) قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) 8/ 122

وتعقبه الزيلعي فقال: وفيه نظر، فإنه من رواية ثور بن يزيد عن راشد بن سعد به، وثور لم يرو له مسلم، بل انفرد به البخاري، وراشد بن سعد لم يحتج به الشيخان. وقال أحمد: لا ينبغي أن يكون راشد سمع من ثوبان لأنه مات قديماً، وفي هذا القول نظر، فإنهم قالوا: إنَّ راشداً شهد مع معاوية صفين، وثوبان مات سنة أربع وخمسين، ومات راشد سنة ثمان ومائة، ووثقه ابن معين وأبو حاتم والعجلي ويعقوب بن شيبة والنسائي. وخالفهم ابن حزم فضعفه، والحق معهم" نصب الراية 1/ 165 وقال الذهبي: إسناده قوي، وخرجه الحاكم فقال: على شرط مسلم، فأخطأ فإنَّ الشيخين ما احتجا براشد، ولا ثور من شرط مسلم" سير الأعلام 4/ 491 وقال الحافظ: إسناده منقطع، وضعفه البيهقي، وقال البخاري: حديث لا يصح" الدراية 1/ 72 قلت: رواته ثقات إلا محمد بن الحسن، وقد توبع، واختلف في سماع راشد بن سعد المَقْرائي من ثوبان: فقال البخاري: سمع من ثوبان (التاريخ الكبير 2/ 1/ 393) وقال أحمد (العلل 1/ 133 و2/ 172) وأبو حاتم والحربي (تهذيب التهذيب 3/ 226): لم يسمع من ثوبان. وقد ذكر البخاري في "التاريخ" ما يدل على أنَّ راشداً كان معاصراً لثوبان. فقال: قال حيوة: ثنا بقية عن صفوان بن عمرو: ذهبت عين راشد يوم صفين. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 385) عن حيوة بن شريح به. وفي روايته تصريح بقية بالسماع من صفوان. وإسناده صحيح. ومعركة صفين كانت سنة ست وثلاثين، وتوفي ثوبان سنة أربع وخمسين. ولعل من لم يثبت السماع لراشد من ثوبان أنهم لم يروه ذكر سماعاً منه، وكذلك أنا لم أقف له على رواية بين فيها السماع من ثوبان. ولذلك قال الحافظ: ثقة كثير الإرسال. والله تعالى أعلم.

باب مناقب سعد بن معاذ

باب مناقب سعد بن معاذ 814 - (5608) قال الحافظ: ويؤيده حديث: إنَّ جبريل قال: من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واستبشر به أهلها. أخرجه الحاكم" (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 205) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الله بن كعب بن مالك أنه قال: الذي رمى سعد بن معاذ يوم الخندق حبان بن قيس بن العرقة أحد بني عامر بن لؤي، فلما أصابه قال: خذها وأنا ابن العرقة، فقال سعد: عرق الله وجهك في النار، ثم عاش سعد بعدما أصابه سهم نحواً من شهر حتى حكم في بني قريظة بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجع إلى مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم انفجر كلمه فمات ليلاً، فأتى جبريل عليه الصلاة والسلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له عرش الرحمن، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سعد فوجده قد مات. وهذا مرسل لأنَّ عبد الله بن كعب تابعي. وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه. وخالفه محمد بن عمرو بن علقمة فرواه عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتاه ملك، أو قال: جبريل، حين استيقظ فقال: من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء؟ قال: "لا أعلم إلا أن سعداً أمسى دَنِفاً، ما فعل سعد؟ " قالوا: يا رسول الله! قد قبض، وجاءه قومه فاحتملوه إلى ديارهم، قال: فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح ثم خرج ومعه الناس فبتَّ الناس مشياً حتى إنَّ شسوع نعلهم لتنقطع من أرجلهم وإنَّ أرديتهم لتقع عن عواتقهم، فقال له رجل: يا رسول الله! قد بَتَتَّ الناسَ، فقال: "إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة" أخرجه ابن سعد (3/ 423 - 424) وأحمد في "الفضائل" (1489) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا محمد بن عمرو به. وهذا مرسل أيضاً بإسناد حسن. وله شاهد يرويه معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 8/ 124

- فقال ابن إسحاق: ثني معاذ بن رفاعة قال: حدثني من شئت من رجال قومي أنَّ جبريل عليه السلام أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قبض سعد بن معاذ من جوف الليل معتجراً بعمامة من استبرق، فقال: يا محمد! من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ قال: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سريعاً يجرُّ ثوبه إلى سعد، فوجده قد مات. أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 250 - 251) عن زياد بن عبد الله البكائي والبيهقي في "الدلائل" (4/ 29) عن يونس بن بكير الشيباني كلاهما عن ابن إسحاق به. - وقال يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد: عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبد الله قال: جاء جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: من هذا العبد الصالح الذي مات، ففتحت له أبواب السماء، وتحرك له العرش؟ قال: فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا سعد بن معاذ، قال: فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قبره وهو يدفن، فبينما هو جالس إذ قال: "سبحان الله" مرتين، فسبّح القوم، ثم قال: "الله أكبر، الله أكبر" فكبر القوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجبت لهذا العبد الصالح شُدِّد عليه في قبره، حتى كان هذا حين فُرِّج عنه" أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 29) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد. وإسناده صحيح. وتابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن معاذ بن رفاعة عن جابر به. أخرجه الحاكم (3/ 206) من طريق يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن يحيى بن سعيد به. وأخرجه أحمد (3/ 327) عن محمد بن بشر العبدي والنسائي في "الكبرى" (8224) والحاكم (3/ 206) عن الفضل بن موسى السِّيناني كلاهما عن محمد بن عمرو بن علقمة ثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ويحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة عن جابر.

باب مناقب عبد الله بن سلام

وقال الحاكم: سنده صحيح" وقال الذهبي: قلت: صحيح" قلت: هو حسن فقط، قال الذهبي في "الميزان": محمد بن عمرو شيخ مشهور حسن الحديث. والباقون ثقات. باب مناقب عبد الله بن سلام 815 - (5609) قال الحافظ: وكان اسم عبد الله بن سلام في الجاهلية: الحصين، فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم-: عبد الله، أخرجه ابن ماجه" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 664 - 665) عن أبي المُحَيَّاة يحيى بن يعلى التيمي عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني ابن أخي عبد الله بن سلام عن عبد الله بن سلام قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس اسمي عبد الله بن سلام، فسماني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن سلام. وأخرجه أحمد (5/ 451) وعبد بن حميد (498) وابن ماجه (3734) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2079) وأبو يعلى (7498) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1636) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن سلام ص 98) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه (ص 97 - 98) من طريق أبي عمرو بن حمدان وأبي بكر بن المقرىء قالا: ثنا أبو يعلى به. وأخرجه (ص 98) من طريق عيسى بن علي الوزير عن أبي القاسم البغوي به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 357 و398) وتمام (1624) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه" (105) من طرق عن ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) 8/ 129

وتابعه علي بن سعيد الكندي ثنا أبو المحياة به مطولاً. أخرجه الترمذي (3256 و3803) والطبري في "التفسير" (13/ 76 و26/ 10) عن الكندي به. ومن طريق الترمذي أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 264 - 265) وقال الترمذي في الموضع الأول: حديث حسن غريب" وقال في الموضع الثاني: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث عبد الملك بن عمير" قلت: ابن أخي عبد الله بن سلام قال الحافظ في "التقريب": مجهول. والحديث اختلف فيه على عبد الملك بن عمير: فقال أبو داود الطيالسي: ثنا شعيب بن صفوان ثنا عبد الملك بن عمير أنَّ محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: قال عبد الله: فذكره مختصراً. أخرجه الطبري (13/ 176 و26/ 10) عن الحسين بن علي الصُّدَائي ثنا أبو داود به. وأخرجه البخاري في "الأوسط" (1/ 339) عن عبدة بن عبد الله الخزاعي ثنا أبو داود ثنا شعيب بن صفوان ثنا عبد الملك بن عمير: استأذن محمد بن يوسف على الحجاج فقال: أتعلم حديثا حدثه أبوك عبدَ الملك أمير المؤمنين عن جدك عبد الله بن سلام حيث حصر عثمان؟ قال: علمت، قال عبد الله بن سلام: فذكره. وشعيب بن صفوان هو الثقفي قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وعبد الملك مدلس وقد عنعن. ومحمد بن يوسف ذكره ابن حبان في "الثقات". وللحديث شاهد مرسل أخرجه ابن عساكر (ص 98 - 99) من طريق ابن سعد أنا محمد بن عمر ثنا نجيح أبو معثمر عن المَقْبُري وأبي وهب مولى أبي هريرة قالا: كان اسم عبد الله بن سلام الحصين، فسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله. محمد بن عمر هو الواقدي كذبه أحمد وغيره، لكنه لم ينفرد به بل تابعه يونس بن بكير الشيباني عن أبي معشر عن سعيد المقبري قال: فذكر الحديث مطولاً. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 261 - 262) وابن عساكر (ص 105 - 107) وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر.

وله شاهد آخر مرسل عند ابن عساكر (ص 109 - 110) من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. وفيه الواقدي. 816 - (5610) قال الحافظ: جاءت من حديث ابن عباس عند ابن مردويه، ومن حديث عبد الله بن سلام نفسه عند الترمذي، وأخرجه ابن مردويه أيضاً من طرق عنه، وعند ابن حبان من حديث عوف بن مالك أيضاً أنها نزلت في عبد الله بن سلام نفسه" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه الطبري (26/ 10) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس: قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [فصلت: 52] الآية، قال: كان رجل من أهل الكتاب آمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنا نجده في التوراة، وكان أفضل رجل منهم، وأعلمهم بالكتاب، فخاصمت اليهود النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أترضون أن يحكم بيني وبينكم عبد الله بن سلام؟ أتؤمنون؟ " قالوا: نعم، فأرسل إلى عبد الله بن سلام، فقال: "أتشهد أني رسول الله مكتوباً في التوراة والإنجيل" قال: نعم، فأعرضت اليهود، وأسلم عبد الله بن سلام، فهو الذي قال الله جل ثناؤه: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأحقاف: 10] يقول: فآمن عبد الله بن سلام. وهذا الإسناد ضعيف كما تقدم مراراً، وهذه الآية مكية، وعبد الله بن سلام إنما أسلم في المدينة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها. وحديث عبد الله بن سلام أخرجه الترمذي (3256 و3803) والطبري (13/ 76 و26/ 10). وقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله. وحديث عوف بن مالك أخرجه أحمد (6/ 25) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني ثنا صفوان ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نُفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر اليهود، أروني اثني عشر رجلاً يشهدون أنه لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله يُحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضبَ الذي غضب عليه" قال: فأسكتوا ما جاء به منهم أحد، ثم ردَّ عليهم فلم يجبه أحد، ثم ¬

_ (¬1) 8/ 130

باب تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة

ثلث فلم يجبه أحد، فقال: "أبيتم فوالله إني لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا النبي المصطفى (¬1) آمنتم أو كذبتم" ثم انصرف وأنا معه حتى إذا كدنا أن نخرج نادى رجل من خلفنا: كما أنت محمد. قال: فأقبل فقال ذلك الرجل: أيُّ رجل تعلمون فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا: والله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك ولا أفقه منك ولا من أبيك قبلك ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد له بالله إنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، قالوا: كذبت، ثم ردوا عليه قوله وقالوا فيه شراً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كذبتم، لن يقبل قولكم، أما آنفاً فَتُثْنون عليه من الخير ما أثنيتم، ولما آمن أكذبتموه وقلتم فيه ما قلتم فلن يقبل قولكم" قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا وعبد الله بن سلام، وأنزل الله عز وجل فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10]. وأخرجه أبو يعلى (الإتحاف 7816) والطبري (26/ 11 - 12) وابن حبان (7162) والطبراني في "الكبير" (18/ 46 - 47) وفي "مسند الشاميين" (948) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن سلام ص 107 - 108) من طرق عن أبي المغيرة به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 106 وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 7/ 437 قلت: وهو كما قال، وصفوان هو ابن عمرو الحمصي. وقول الحاكم: على شرطهما، وهم؛ لأنَّ الشيخين لم يخرجا رواية أبي المغيرة عن صفوان، ولم يخرج البخاري لصفوان ولا لعبد الرحمن ولا لجبير في الصحيح شيئاً. باب تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة 817 - (5611) قال الحافظ: وعند الطبراني في "الكبير" من حديث أبي هريرة "بيت من لؤلؤة مجوفة" وأصله في مسلم" (¬2) لم أقف عليه. ¬

_ (¬1) وعند غير أحمد "المُقَفِّي". (¬2) 8/ 138

باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل

818 - (5612) قال الحافظ: ومما نبه عليه -يعني السبكي- أنه وقع عند الطبراني من رواية أبي يونس عن عائشة أنها وقع لها نظير ما وقع لخديجة من السلام والجواب، وهي رواية شاذة، والعلم عند الله تعالى" (¬1) لم أقف عليه. [الحديث في سلام الله على عائشة] باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل 819 - (5613) قال الحافظ: وفي حديث زيد بن حارثة عند أبي يعلى والبزار وغيرهما قال: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً من مكة وهو مردفي فذبحنا شاة على بعض الأنصاب فأنضجناها فلقينا زيد بن عمرو، فذكر الحديث مطولاً وفيه: فقال زيد: إني لا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه. وقال: وفي حديث زيد بن حارثة المذكور أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لزيد بن عمرو "ما لي أرى قومك قد شَنِفوا عليك؟ " قاله: خرجت أبتغي الدين فقدمت على الأحبار فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به. وقال: ووقع في حديث زيد بن حارثة: قال لي شيخ من أحبار الشام: إنك لتسألني عن دين ما أعلم أحداً يعبد الله به إلا شيخاً بالجزيرة، قال: فقدمت عليه، فقال: إنَّ الذي قد ظهر ببلادك وجميع من رأيتهم في ضلال. وفي رواية الطبراني من هذا الوجه: وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج فارجع وصدقه وآمن به، قال زيد: فلم أحس بشيء بعد" (¬2) حسن أخرجه الحربي في "الغريب" (2/ 751، 790 و801 و827) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (257) والبزار (1331) والنسائي في "الكبرى" (8188) وأبو يعلى (7212) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (818) والطبراني في "الكبير" (4663 و4664) والحاكم (3/ 216 - 217) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 125 - 126 و126 - 127) وإسماعيل ¬

_ (¬1) 8/ 140 (¬2) 8/ 143 و144

الأصبهانى في "الدلائل" (90) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 295) والذهبي في "سير الأعلام" (1/ 220 - 222) والمزي (10/ 38 - 40) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن أُسامة بن زيد، عن أبيهِ زَيْد بنِ حارِثة، قال: خرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مُرْدِفي إلى نُصبٍ مِن الأَنْصابِ، فَذَبحنا له شاة، ثم صنعناها في الإرَة، فلمَّا نَضِجت استخرجناها فجعلناها في سفرتنا، ثم ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناقته وهو مردفي، فلما كنا بأعلى مكة لقيه زيد بن عمرو بن نفيل، فحيَّا أحدُهما صاحبه بتحيَّة الجاهلية، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما لي أرى قومك قد شَنِفوكَ وكَرِهوكَ؟ " فقال: والله، إنَّ ذلك منهم لبغير ما نائرة مني إليهم، إلا أني أراهم في ضلال، فخرجت أبغي هذا الدين، حتى قدمت على أحبار خيبر، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به. فقلت: والله، ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت، حتى قدمت علي أحبار الشام، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت: والله، ما هذا بالدِّين الذي خرجت أبتغي، فقال حبر من أحبار الشام: إنك لتسأل عن دينٍ ما نعلم أحداً يعبد الله به إلا شيخاً بالجزيرة. فخرجت حتى قدمت عليه فأخبرته بالذي خرجت له، فقال لي: إن كل من رأيت في ضلال، وأنك لتسأل عن دين الله وملائكته، وقد خرج في أرضك نبي، أو هو خارج، فارجع فصدقه وآمن به. فرجعت ولم أُحسَّ نبياً بعد. قال: فأنَاخَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ناقتَه، فوضع السُّفْرَة بينَ يديهِ، فقال: ما هذا؟ قال: شاة ذَبَحناها لنُصُب كذا وكذا. فقال زيد بن عمرو: إني لا آكل شيئاً ذبح لغير الله. ثم تفرقا. قال: ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يبعث يوم القيامة أمةً وحده" قال البزار: وهذا الحديث لا تعلم رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا زيد بن حارثة بهذا الإسناد" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث" المجمع 9/ 417 وقال الذهبي: في إسناده محمد لا يحتج به، وفي بعضه نكارة بينة" قلت: محمد بن عمرو ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: حسن الحديث، أخرج له الشيخان متابعة. وأبو سلمة ويحيى ثقتان، فالإسناد حسن. وقول الحاكم: على شرط مسلم، وهم، لأنَّ مسلماً لم يخرج رواية أبي سلمة ويحيى عن أسامة.

820 - (5614) قال الحافظ: وروى البغوي في "الصحابة" من حديث جابر نحو هذه الزيادة" (¬1) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2844) وابن عساكر (البداية والنهاية 2/ 241) من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن مُجالد عن الشعبي عن جابر قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن زيد بن عمرو بن نفيل، فقيل: يا رسول الله، إنه كان يستقبل الكعبة في الجاهلية ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم. ويسجد. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يحشر ذاك أمة وحده، بيني وبين عيسى ابن مريم عليه السلام" وأخرجه أبو يعلى (2047) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (819) عن سريج بن يونس البغدادي ثنا إسماعيل عن مجالد به. قال ابن كثير: إسناده جيد قوي" البداية 2/ 241 قلت: بل ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. واختلف عنه، فرواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عنه عن الشعبي مرسلاً. أخرجه ابن سعد (3/ 381) وله شاهد عن أسماء بنت أبي بكر قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري. قال: وكان يصلي إلى الكعبة ويقول: إلهي إله إبراهيم، ودين دين إبراهيم، وكان يحيى الموءودة، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، ادفعها إليَّ أكفك مئونتها، فإذا ترعرعت قال: الآن إن شئت فخذها, وإن شئت فدعها، أنا أكفيك مئونتها. قال: وسئل عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يبعث يوم القيامة أمة وحدة، بيني وبين عيسى ابن مريم عليه السلام" أخرجه ابن سعد (3/ 380 - 381) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8187) والحاكم (3/ 440) وأبو نعيم في "الصحابة" (2843) من طرق عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء به. ¬

_ (¬1) 8/ 146

باب أيام الجاهلية

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وهو كما قال. والحديث عند البخاري في الباب معلقاً عن الليث بن سعد عن هشام به لكنه لم يذكر المرفوع فيه. باب أيام الجاهلية 821 - (5615) قال الحافظ: ويؤيد ذلك حديث ابن عباس في قصة أبي إسرائيل الذي نذر أن يمشي ولا يركب ولا يستظل ولا يتكلم فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يركب ويستظل ويتكلم" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 14/ 401 - 402) 822 - (5616) قال الحافظ: وقد جاء من حديث أنس ذكر هذه الثلاثة، وهي: الطعن والنياحة والاستسقاء، أخرجه أبو يعلى بإسناد قوي" (¬2) حسن أخرجه أبو يعلى (3911) عن عبد الأعلي بن حماد النَّرْسي و (3912) عن نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمي قالا: ثنا زكريا بن يحيى ثنا هشيم قال: سمعت عبد العزيز بن صهيب يحدث عن أنس رفعه "ثلاث لا يزلن في أمتي حتى تقوم الساعة: النياحة، والمفاخرة في الأنساب، والأنواء" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 12 قلت: زكريا بن يحيى هو ابن عمارة الذارع وهو صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. ¬

_ (¬1) 8/ 149 (¬2) 8/ 161

باب ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من المشركين بمكة

واختلف على زكريا بن يحيى، فرواه محمد بن المثنى البصري عنه وقال: ليس به بأس، ولم يذكر هشيماً. أخرجه البزار (كشف 799) والأول أصح. باب ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من المشركين بمكة 823 - (5617) قال الحافظ: حديث علي أخرجه البزار من رواية محمد بن علي عن أبيه أنه خطب فقال: من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت؟ قال: أما إني ما بارزني أحد إلا أنصفت منه ولكنه أبو بكر، لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذته قريش يجؤه فهذا وهذا يتلقاه ويقولون له: أنت تجعل الآلهة إلهاً واحداً، فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويدفع هذا ويقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، ثم بكى علي، ثم قال: أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون أفضل أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال علي: والله لساعة من أبي بكر خير منه، ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا يعلن بإيمانه" (¬1) أخرجه البزار (761) عن عبد الله بن أبي ثمامة الأنصاري ثنا الحسن بن عبد الله المقري العجلي ثنا حسان بن إبراهيم الكِرْماني ثنا إبراهيم بن محمد الصائغ عن محمد بن عَقيل قال: خطبنا علي بن أبي طالب فقال: أيها الناس أخبروني بأشجع الناس؟ قالوا أو قال: قلنا: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أما إني ما بارزت أحداً إلا انتصفت منه، ولكن أخبروني بأشجع الناس، قالوا: لا نعلم، فمن؟ قال: أبو بكر، إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عريشاً فقلنا: من يكون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلاً يهوي إليه أحد من المشركين فوالله ما دنا منه إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه فهذا أشجع الناس. فقال علي: ولقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذته قريش فهذا يجأه وهذا يتلتله وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلهاً واحداً. قال: فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويجأ هذا ويتلتل هذا وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله. ¬

_ (¬1) 8/ 170

باب ذكر الجن

ثم رفع عليٌّ بردة كانت عليه فبكى حتى اخضلَّت لحيته، ثم قال: أنشدكم بالله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال: ألا تجيبوني فوالله لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل كتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه. وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (237) عن أبي الشيخ ثنا البزار به. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 9/ 46 قلت: محمد بن عقيل هو ابن أبي طالب قال الحافظ في "التقريب": مقبول. وإبراهيم بن محمد الصائغ هكذا وقع عند البزار وأظنه ابن ميمون، وثقه ابن معين وغيره. وحسان بن إبراهيم الكِرْماني قال أبو زرعة: لا بأس به. وعبد الله بن أبي ثمامة والحسن بن عبد الله لم أر من ترجمهما. باب ذكر الجن 824 - (5618) قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم من طريق زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: هبطوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ القرآن ببطن نخل فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، وكانوا سبعة أحدهم زوبعة" (¬1) يرويه سفيان الثوري عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِر بن حُبيش واختلف عن سفيان: - فرواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان واختلف عنه: • فقال ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 8519): ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: هبطوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، قالوا: صه، وكانوا سبعة أحدهم زوبعة، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29] الآية إلى {ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف: 32] ¬

_ (¬1) 8/ 171

وأخرجه الحاكم (¬1) (2/ 456) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 228) من طريق عبدان الأهوازي ثنا ابن أبي شيبة به. وتابعه أحمد بن منيع (الإتحاف 8518) ثنا أبو أحمد الزبيري به. وأخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 55) عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي ثنا أحمد بن منيع به. • ورواه غير واحد عن أبي أحمد الزبيري فلم يذكروا ابن مسعود، منهم: 1 - أحمد بن إسحاق الأهوازي. أخرجه البزار (1846) 2 - محمد بن بشار بُندار. أخرجه الطبري (26/ 31 و33) 3 - عمرو بن علي الفلاس. أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 55) - ورواه عبد العزيز بن أبان الأموي عن سفيان فوصله. قاله الدارقطني في "العلل" (5/ 54) وعبد العزيز كذبه ابن معين وغيره. - ورواه يحيى القطان عن سفيان فأرسله. أخرجه الطبري (26/ 31 و33) وتابع وكيع ويحيى بن يمان العجلي عن سفيان به. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (253) والمرسل أصح، والله أعلم. 825 - (5619) قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند مسلم أنَّ البعر زاد دوابهم" (¬2) ¬

_ (¬1) وقال: صحيح الإسناد" قلت: عاصم صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. (¬2) 8/ 173

باب انشقاق القمر

أخرجه مسلم (450) من طريق علقمة بن قيس قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن؟ فذكر الحديث وقال فيه: "لكم كلُّ عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفرَ ما يكونُ لحماً، وكلُّ بعْرة علف لدوابَّكم". باب انشقاق القمر 826 - (5620) قال الحافظ: وقد جاءت هذه القصة من حديث ابن عباس وهو أيضاً ممن لم يشاهدها، ومن حديث ابن مسعود وجبير بن مطعم وحذيفة وهؤلاء شاهدوها" (¬1) حديث ابن عباس وحديث ابن مسعود أخرجهما البخاري في الباب المذكور. وحديث جبير بن مطعم وحديث حذيفة تقدم الكلام عليهما في باب سؤال المشركين أن يريهم النبي -صلى الله عليه وسلم- آية، رقم 785. باب قصة أبي طالب 827 - (5621) قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق من حديث ابن عباس بسند فيه من لم يسم أنَّ أبا طالب لما تقارب منه الموت بعد أن عرض عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لا إله إلا الله فأبى، قال: فنظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه فأصغى إليه فقال: يا ابن أخي، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها. وهذا الحديث لو كان طريقه صحيحاً لعارضه هذا الحديث الذي هو اْصح منه فضلاً عن أنه لا يصح" (¬2) ضعيف أخرجه ابن هشام في "السيرة" (1/ 417 - 418) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق ثني العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن بعض أهله عن ابن عباس قال: مشوا ¬

_ (¬1) 8/ 181 (¬2) 8/ 194

إلى أبي طالب فكلموه، وهم أشراف قومه: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وأبو سفيان بن حرب، في رجال من أشرافهم، فقالوا: يا أبا طالب، إنك منا حيث قد علمت، وقد حضرك ما ترى، وتخوفنا عليك، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك، فادعُه، فخذ له منا، وخذ لنا منه، ليكفَّ عنا، ونكف عنه، وليدعنا وديننا، وندعه ودينه، فبعث إليه أبو طالب، فجاءه، فقال: يا ابن أخي، هؤلاء أشراف قومك، قد اجتمعوا لك، ليعطوك، وليأخذوا منك. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عم، كلمة واحدة تُعطونيها تملكون بها العرب، وتَدين لكم بها العجم" فقال أبو جهل: نعم وأبيك، وعشر كلمات، قال: "تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه" قال: فصفقوا بأيديهم، ثم قالوا: أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً، إنَّ أمرك لعجب! قال: ثم قال بعضهم لبعض: إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئاً مما تريدون، فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم، حتى يحكم الله بينكم وبينه. قال: ثم تفرقَوا. فقال أبو طالب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والله يا ابن أخي، ما رأيتك سألتهم شططا. قال: فلما قالها أبو طالب طمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إسلامه، فجعل يقول له: "أي عم، فأنت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة" قال: فلما رأى حرصَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه، قال: يا ابن أخي، والله لولا مخافة السُّبَّة عليك وعلى بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعاً من الموت لقلتها, لا أقولها إلا لأسرّك بها. قال: فلما تقارب من أبي طالب الموت نظر العباس إليه يحرك شفتيه، قال: فأصغى إليه بإذنه، فقال: يا ابن أخي، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لم أسمع" ورواه يونس بن بكير في "المغازي" (ص 238) عن ابن إسحاق به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 346) وقال: هذا إسناد منقطع ولم يكن أسلم العباس في ذلك الوقت، وحين أسلم سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حال أبي طالب فقال ما في الحديث الثابت: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم، هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" رواه البخاري ومسلم" وقال الذهبي: هذا لا يصح، ولو كان سمعه العباس يقولها لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال:

هل نفعت عمك بشيء؟، ولما قال علي بعد موته: يا رسول الله! إنَّ عمك الشيخ الضال قد مات" تاريخ الإِسلام 2/ 149 وقال أيضاً: إسناده ضعيف لأنَّ فيه مجهولاً، وأيضاً فكان العباس ذلك الوقت على جاهليته، ولهذا إن صح الحديث لم يَقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- روايته وقال له: "لم أسمع" وقد تقدم أنه بعد إسلامه قال: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ فلو كان العباس عنده علم من إسلام أخيه أبي طالب لما قال هذا ولما سكت عند قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هو في ضحضاح من النار" ولقال: إني سمعته يقول: لا إله إلا الله، ولكن الرافضة قوم بهت" 2/ 151 وقال ابن كثير: إنَّ في السند مبهماً لا يعرف حاله، وهو قوله: عن بعض أهله، وهذا إبهام في الإسم والحال، ومثله يتوقف فيه لو انفرد، والخبر عندي ما صح لضعف سنده" البداية والنهاية 3/ 123 و125. 828 - (5622) قال الحافظ: وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عند أحمد: فقال أبو طالب: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت لأقررت بها عينك. وأخرج ابن إسحاق من حديث ابن عباس نحوه. وقل: ولأحمد من طريق أبي حازم عن أبي هريرة في قصة أبي طالب: قال: فأنزل الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] " (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (25) من طريق أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمه: "قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة" قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك. فأنزل الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] وحديث ابن عباس تقدم في الذي قبله. حديث الإسراء 829 - (5623) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد الخدري عند ابن إسحاق "فلما فرغت مما كان في بيت المقدس أتى بالمعراج" فذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 8/ 195

وقال: وفي حديث أم هانىء عند ابن أسحاق وأبي يعلى نحو ما في حديث أبي سعيد هذا. وقال: ووقع في حديث أم هانىء عند ابن سعد "فخيل لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته" وقال: وفي حديث أم هانىء أيضاً أنهم قالوا له: كم للمسجد باب؟ قال: "ولم أكن عددتها، فجعلت أنظر إليه وأعدها باباً باباً" وفيه عند أبي يعلى أنَّ الذي سأله عن صفة بيت المقدس هو المُطْعم بن عدي والد جبير بن مطعم وفيه من الزيادة: فقال رجل من القوم: هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: "نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيراً لهم فهم في طلبه، ومررت بإبل بني فلان انكسرت لهم ناقة حمراء" قالوا: فأخبرنا عن عدتها وما فيها من الرعاة، قال: "كنت عن عدتها مشغولاً" فقام فأتى الإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاء ثم أتى قريشاً فقال: "هي كذا وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان" فكان كما قال" (¬1) حديث أبي سعيد تقدم برقم 114 وحديث أم هانىء له عنها طرق: الأول: يرويه أبو صالح باذام مولى أم هانىء قالت: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغلس، فجلس وأنا على فراشي فقال: "شعرت أني نمت الليلة في المسجد الحرام فأتاني جبريل عليه السلام فذهب بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل، مضطرب الأذنين، فركبته فكان يضع حافره مدَّ بصر، إذا أخذ بي في هبوط طالت يده وقصرت رجلاه، وإذا أخذ بي في صعود طالت رجلاه وقصرت يداه، وجبريل لا يفوتني حتى انتهينا إلى ببت المقدس، فأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها، فنشر لي رهط من الأنبياء منهم: إبراهيم، وموسى، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم فصليت بهم وكلمتهم، وأتيت بإناءين أحمر وأبيض، فشربت الأبيض، فقال لي جبريل: شربت اللبن وتركت الخمر، ولو شربت الخمر لارتدت أمتك، ثم ركبته فأتيت المسجد الحرام فصليت به الغداة" قالت: فتعلقت بردائه أنشدك الله يا ابن عم أن تحدث هذا قريشاً، فيكذبك من صدقك، فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدي، فارتفع عن بطنه، فنظرت إلى عكنه فوق إزاره كأنه طي ¬

_ (¬1) 8/ 197 و200

القراطيس، وإذا نور ساطع عند فؤاده كاد يخطف بصري، فخررت ساجدة، فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج، فقلت لجاريتي نبعة: ويحك اتبعيه فانظري ماذا يقول وماذا يقال له. فلما رجعت نبعة أخبرتني أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انتهى إلى نفر من قريش في الحطيم، فيهم: المطعم بن عدي بن نوفل، وعمرو بن هشام، والوليد بن المغيرة، فقال: "إني صليت الليلة العشاء في هذا المسجد، وصليت به الغداة، وأتيت فيما بين ذلك بيت المقدس، فنشر لي رهط من الأنبياء منهم: إبراهيم، وموسى، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم فصليت بهم وكلمتهم" فقال عمرو بن هشام كالمستهزىء به: صفهم لي. قال: "أما عيسى عليه السلام ففوق الربعة ودون الطويل، عريض الصدر ظاهر الدم، جعد الشعر، تعلوه صهبة، كأنه عروة بن مسعود الثقفي. وأما موسى عليه السلام فضخم، آدم، طوال، كأنه من رجال شنوءة، متراكب الأسنان، مقلّص الشفة، خارج اللّثة، عابس. وأما إبراهيم عليه السلام فوالله إنه لأشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً" قال: فضجوا وأعظموا ذلك. قال: فقال المطعم بن عدي بن نوفل: كل أمرك قبل اليوم كان أَمَماً غير قولك اليوم، فأنا أشهد أنك كاذب نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس نصعد شهراً، وننحدر شهراً، تزعم أنك أتيته في ليلة، واللات والعزى لا أصدقك، وما كان هذا الذي تقول قط، وكان للمطعم بن عدي حوض على زمزم أعطاه إياه عبد المطلب، فهدمه وأقسم باللات والعزى لا يسقى منه قطرة أبداً. فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: يا مطعم، بئس ما قلت لابن أخيك، جبهته وكذبته، أنا أشهد أنه صادق، فقالوا: يا محمد صف لنا بيت المقدس، قال: "دخلته ليلاً وخرجت منه ليلاً" فأتاه جبريل عليه السلام فصوره في جناحه، فجعل يقول: "باب منه كذا في موضع كذا، وباب منه كذا في موضع كذا" وأبو بكر يقول: صدقت، صدقت، قالت نبعة: فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يومئذٍ "يا أبا بكر إني قد أسميتك الصديق" قالوا: يا مطعم، دعنا نسأله عما هو أغنى لنا من بيت المقدس، يا محمد، أخبرنا عن عيرنا فقال: "أتيت على عير بني فلان بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم، فانطلقوا في طلبها، فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد، وإذا قدح ماء فشربت منه، فاسألوهم عن ذلك" قالوا: هذا والإله آية "ثم انتهيت إلى عير بني فلان فنفرت مني الإبل، وبرك منها جمل أحمر عليه جوالق مخيط ببياض، لا أدري أكسر البعير أم لا، فاسألوهم عن ذلك، قالوا: هذه والإله آية "ثم انتهيت إلى عير بني فلان في التنعيم يقدمها جمل أورق، ها هي ذه تطلع عليكم من الثنية" فقال الوليد بن المغيرة:

ساحر، فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال، فرموه بالسحر وقالوا: صدق الوليد بن المغيرة فيما قال، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60] قلت لأم هانىء: ما الشجرة الملعونة في القرآن؟ قالت: الذين خُوّفوا فلم يزدهم التخويف إلا طغياناً وكفراً. أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (المطالب 4231 - الإتحاف 8543 - تفسير ابن كثير 3/ 22) وفي "معجمه" (10) عن محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ثنا ضَمْرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن أبي صالح مولى أم هانىء به. ومن طريقه أخرجه الضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (52) والذهبي في "تاريخ الإِسلام" (2/ 156 - 157) وقال: وهو حديث غريب، الوساوسي ضعيف تفرد به" قلت: هو شيخ أبي يعلى ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: قال لي البزار: كان يضع الحديث، وحديثه يدل على ذلك. وقال الدارقطني في "العلل": ضعيف. ورواه ابن إسحاق كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 22) عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح باذام عن أم هانىء مختصراً. وأخرجه الطبري (15/ 2) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل الأبرش ثنا ابن إسحاق به. قال ابن كثير: الكلبي متروك بمرة ساقط" قلت: رواه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق فأسقط منه الكلبي وشيخه. أخرجه ابن هشام في "السيرة" (1/ 402 - 403) عن زياد عن ابن إسحاق قال: بلغني عن أم هانىء. الثاني: يرويه عبد الأعلي بن أبي المُساور الزهري عن عكرمة عن أم هانىء قالت: بات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به في بيتي، ففقدته من الليل فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن جبريل أتاني فأخذ بيدي فأخرجني فإذا على البيت دابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليها، ثم انطلق حتى انتهى بي إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خَلقه خَلقي ويشبه خلقي خُلقه، وأراني موسى آدم طويلاً سبط الشعر شبهته برجال أزد شنوءة، وأراني عيسى ابن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة

شبهته بعروة بن مسعود الثقفي، وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت" فأخذت بثوبه فقلت: أني أذكرك الله، إنك تأتي قوماً يكذبونك وينكرون مقالتك، فأخاف أن يسطوا بك، قالت: فضرب ثوبه من يدي، ثم خرج إليهم فأتاهم وهم جلوس، فأخبرهم ما أخبرني، فقام جبير بن مطعم فقال: يا محمد لو كنت شاباً كما كنت ما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا، فقال رجل من القوم: يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: "نعم والله وجدتهم قد أضلوا بعيراً لهم، فهم في طلبه" فقال: هل مررت بإبل لبني فلان؟ قال: "نعم في مكان كذا وكذا، قد انكسرت لهم ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها"، قالوا: فأخبرنا عدتها وما فيها من الرعاة، قال: "قد كنت عن عدتها مشغولاً" فقام فأتي بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة، ثم أتى قريشاً فقال: "سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاة فلان وفلان، وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاة ابن أبي قحافة وفلان وفلان، وهي مصبحتكم بالغداة على الثنية" قال: فغدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم ما قال، فاستقبلوا الإبل، فسألوا: هل ضل لكم بعير؟ قالوا: نعم. فسألوا الآخر: هل انكسرت لكم ناقة حمراء؟ قالوا: نعم، قالوا: فهل كانت عندكم قصعة؟ قال أبو بكر: أنا والله وضعتها، فما شربها أحد ولا هراقوه في الأرض، وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذٍ الصديق. أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 432 - 434) قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور متروك كذاب" المجمع 1/ 76 الثالث: يرويه أبو مرة مولى عقيل عن أم هانىء قالت: أُسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأوّل قبل الهجرة بسنة، من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حُمِلْتُ عَلى دَابّةٍ بَيْضَاءَ بَيْنَ الحِمَارِ وَبَيْنَ البَغْلَةِ في فَخِذيْهَا جَنَاحَانِ تَحْفِزُ بِهِمَا رِجلَيهَا فَلَمّا دَنَوْتُ لأركَبهَا شَمَسَتْ فَوَضَع جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى مَعْرَفَتِهَا ثمّ قَالَ: ألا تَسْتَحْيينَ يَا بُرَاقُ مِمّا تَصْنَعِينَ؟ وَالله مَا رَكِبَ عَلَيْكِ عَبْدٌ لله قَبْلَ مُحَمّد أكْرَمُ عَلَى الله مِنْهُ! فَاسْتَحْيَتْ حَتّى ارْفَضّتْ عَرَقاً ثُم قَرّتْ حَتّى رَكِبتُهَا فَعَمِلَتْ بأذُنَيهَا وَقُبِضَتِ الأرْضُ حَتّى كانَ مُنْتَهَى وَقْع حَافِرِهَا طَرَفُهَا وَكانَتْ طَوِيلَةَ الظَهْرِ طَوِيلَةَ الأُذُنَيْنِ، وَخَرَجَ مَعِي جِبْرِيلُ لا يَفُوتُنِي وَلا أفُوتهُ حَتّى انْتَهَى بي إلى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَانتَهَى البُرَاقُ إلى مَوْقِفِهِ الَذي كَانَ يَقِفُ فَرَبَطَهُ فِيهِ، وَكَانَ مربط الأنبياء قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: وَرَأَيْتُ الأنبِيَاءَ جُمِعُوا لي فَرَأيتُ إبراهِيمَ وَمُوسَى وَعيسَى فَظَنَنتُ أنّهُ لابُدّ من أن يَكُونَ لَهُمْ إمَامْ فَقَدّمَنِي جِبْرِيلُ حَتّى صَليت بَيْنَ أيْدِيهِم وَسَألتُهُمْ فَقَالُوا: بُعِثْنَا بِالتّوْحِيد" وقال

بعضهم: فُقد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، تلك الليلة فتفرّقت بنو عبد المطّلب يطلبونه ويلتمسونه، وخرج العبّاس بن عبد المطّلب حتى بلغ ذا طوى فجعل يصرخ: يا محمد يا محمد! فأجابه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لَبّيْكَ! قال: يا ابن أخي عَنّيْت قومك منذ الليلة فأين كنت؟ قال: أتَيتُ من بَيْتِ المَقْدس، قال: في ليلتك! قال: نَعَمْ، قال: هل أصابك إلا خير؟ قال: مَا أصَابَني إلا خَيْرٌ، وقالت أمّ هانىء ابنة أبي طالب: ما أُسري به إلا من بيتنا، نام عندنا تلك الليلة صلّى العشاء ثمّ نام، فلمّا كان قبل الفجر أنبهناه للصبح، فقام فلمّا صلّى الصبح قال: "يا أم هانىء لقد صليت معكم العشاء كما رأيت بهذا الوَادي ثُمَّ قَدْ جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت الغداة معكم" ثمّ قام ليخرج فقلت: لا تحدِّث هذا الناسَ فيكذبوك ويؤذوك، فقال: "والله لأحدثنهم" فأخبرهم، فتعجبوا وقالوا: لم نسمع بمثل هذا قطّ! وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لجبريل "يا جبريل إن قومي لا يصدقونني، قال: يصدقك أبو بكر وهو الصديق، فأتيت ناساً كثيراً كانوا قد صلوا وسلموا وقمت في الحجر فخيل إلى بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا انظر إليه، فقال بعضهم: كم للمسجد من باب؟ ولم أكن عددت أبوابه، فجعلت انظر إليها وأعدها باباً باباً وأعلمهم وأخبرتهم عن عيرات لهم في الطريق وعلامات فيها فوجدوا ذلك كما أخبرتهم" وأنزل الله عز وجل، عليه {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قال: كانت رؤيا عين رآها بعينه. أخرجه ابن سعد (1/ 213 - 215) عن محمد بن عمر الواقدي ثني إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان عن أبي مرة به. والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال إسحاق بن راهويه وغيره: يضع الحديث. 830 - (5624) قال الحافظ: في رواية عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة عن أنس عند البيهقي في "الدلائل " أنه مرَّ بشيء يدعوه متنحياً عن الطريق فقال له جبريل: سر، وأنه مرَّ على عجوز فقال: "ما هذه؟ " فقال: سر، وأنه مرَّ بجماعة فسلموا فقال جبريل: اردد عليهم. وفي آخره: فقال له: الذي دعاك إبليس، والعجوز الدنيا، والذين سلموا إبراهيم وموسى وعيسى. وقال: وفي رواية عبد الرحمن بن هاشم عن أنس: ثم بعث له آدم فمن دونه فأمهم تلك الليلة. أخرجه الطبراني" (¬1) أخرجه الطبري (15/ 6) والطحاوي في "المشكل" (5009) ¬

_ (¬1) 8/ 199 و199 - 200

عن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي والبيهقي في "الدلائل" (2/ 361 - 362) عن أبي علي عبد العزيز بن عمران بن مقلاص قالا: ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن أنس قال: لما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبراق فكأنها أَمَرَّتْ ذَنَبَها، فقال لها جبريل: مَهْ يا براق! فوالله إنْ ركبك مثلُهُ، وسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقال: "ما هذه يا جبريل؟ " قال: سِرْ يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير، فإذا شيء يدعوه متنحياً عن الطريق يقول: هلم يا محمد، فقال له جبريل: سِرْ يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير، فلقيه خلق من الخلق، فقالوا: السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام يا حاشر، فقال له جبريل: أردد السلام يا محمد، فردَّ السلام، ثم لقيه الثانية فقال له مثل مقالته الأولى، ثم الثالثة كذلك حتى انتهى إلى بيت المقدس، فعرض عليه الماء والخمر واللبن، فتناول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللبن، فقال له جبريل: أصبت الفطرة، ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك، ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك، ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام فأمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، ثم قال له جبريل: أما العجوز التي رأيت على جانب الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز، وأما الذي أراد أن تميل إليه فذلك عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه، وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم وموسى وعيسى" قال ابن كثير: في بعض ألفاظه نكارة وغرابة" التفسير3/ 5 قلت: عبد الرحمن بن هاشم لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات. 831 - (5625) قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند الطبراني والبزار: أنه مرَّ بقوم يزرعون ويحصدون، كلما حصدوا عاد كما كان، قال جبريل: هؤلاء المجاهدون، ومرَّ بقوم ترضخ رؤوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت، قال: هؤلاء الذين تثاقل رؤوسهم عن الصلاة، ومرَّ بقوم على عوراتهم رقاع يسرحون كالأنعام، قال: هؤلاء الذين لا يؤدون الزكاة، ومرَّ بقوم يأكلون لحماً نيئاً خبيثاً ويدعون لحماً نضيجاً طيباً، قال: هؤلاء الزناة، ومرَّ برجل جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها ثم هو يضم إليها غيرها، قال: هذا الذي عنده الأمانة لا يؤديها وهو يطلب أخرى، ومرَّ

بقوم تقرض ألسنتهم وشفاههم، كلما قرضت عادت، قال: هؤلاء خطباء الفتنة، ومرَّ بثور عظيم يخرج من ثقب صغير يريد أن يرجع فلا يستطيع، قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة فيندم فيريد أن يردها فلا يستطيع. وفي حديث أبي هريرة عند البزار والحاكم أنه صلى ببيت المقدس مع الملائكة وأنه أتى هناك بأرواح الأنبياء فأثنوا على الله، وفيه قول إبراهيم: لقد فضلكم محمد" (¬1) تقدم برقم 115 832 - (5626) قال الحافظ: وعند مسلم (172) من رواية عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه "ثم حانت الصلاة فأممتهم" (¬2) وتمامه "لقد رأيتُني في الحِجْر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُربة ما كُربت مثله قط، فرفعه الله لي انظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْبٌ جَعْد كأنه من رجال شَنُوْءَةَ، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شَبَهاً عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد! هذا مالك صاحب النار فسلم عليه، فالتفت إليه فبدأني بالسلام" 833 - (5627) قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الأوسط": "ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمداً" وفيه "ثم مرَّ بقوم بطونهم أمثال البيوت، كلما نهض أحدهم خرَّ، وأنَّ جبريل قال له: هم آكلوا الربا، وأنه مرَّ بقوم مشافرهم كالإبل يلتقمون حجراً فيخرج من أسافلهم وأنَّ جبريل قال له: هؤلاء أكلة أموال اليتامى" (¬3) ¬

_ (¬1) 8/ 199 (¬2) 8/ 200 (¬3) 8/ 200

باب المعراج

باب المعراج 834 - (5628) قال الحافظ: وفي أم هانىء عند الطبراني أنه بات في بيتها قال: ففقدته من الليل فقال: "إنَّ جبريل أتاني" (¬1) تقدم قبل أربعة أحاديث. 835 - (5629) قال الحافظ: وقد وقع في مرسل الحسن عند ابن إسحاق أنَّ جبريل أتاه فأخرجه إلى المسجد فأركبه البراق" (¬2) مرسل أخرجه ابن هشام في "السيرة" (1/ 397 - 399) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق قال: حُدثت عن الحسن رفعه "بينا أنا نائم في الحجر إذ جاءني جبريل، فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئاً، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئاً، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلست، فأخذ بعضدي، فقمت معه، فخرج بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار، في فخذيه جناحان يحْفِز بهما رجليه، يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته" وذكر الحديث وفيه طول. وأخرجه الطبري (15/ 3) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل الأبرش قال: قال ابن إسحاق: ثني عمرو بن عبد الرحمن عن الحسن به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، وعمرو بن عبد الرحمن ما عرفته. 836 - (5630) قال الحافظ: وثبت شق الصدر أيضاً عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (¬3). تقدم برقم 113 ¬

_ (¬1) 8/ 202 (¬2) 8/ 202 (¬3) 8/ 203

837 - (5631) قال الحائظ: عند مسلم من حديث أنس: فأخرج علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك" (¬1) تقدم مع الحديث الذي قبله. 838 - (5632) قال الحافظ: وعند الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس في صفة البراق "لها خد كخد الإنسان، وعرف كالفرس، وقوائم كالإبل، وأظلاف وذنب كالبقر، وكأنّ صدره ياقوتة حمراء" (¬2) أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الدلائل" (201) من طريق محمد بن إبراهيم بن داود ثني الحسن بن كليب بن المعلى ثنا يزيد بن أبي حبيب ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر حديثاً طويلاً. وفيه "لأنّ الله سخر لي البراق، وهو خير من الدنيا بحذافيرها، وهي دابة من دواب الجنة، وجهه وجه آدمي، وحوافره حوافر الخيل، وذنبه ذنب البقر، فوق الحمار ودون البغل ... " محمد بن إبراهيم بن داود أظنه الجرباذقاني، قال أبو الشيخ: شيخ ثقة (الطبقات 4/ 94) والحسن بن كليب مختلف فيه: قال الدارقطني: ضعيف الحديث (تاريخ بغداد 7/ 406)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 180) وقال: يخطىء ويغرب. والباقون ثقات. 839 - (5633) قال الحافظ: ونحوه في حديث أبي سعيد عند ابن إسحاق. وقال: في حديث أبي سعيد عند ابن إسحاق والبيهقي في "الدلائل" ولفظه: "فإذا أنا بدابة كالبغل، مضطرب الأذنين، يقال له: البراق، وكانت الأنبياء تركبه قبلي، فركبته" فذكر الحديث، قال: "ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس، فصليت، ثم أتيت بالمعراج" وفي رواية ابن إسحاق: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لما فرغت مما كان في بيت ¬

_ (¬1) 8/ 203 (¬2) 8/ 204

المقدس أتى بالمعراج فلم أر قط شيئاً كان أحسن منه، وهو الذي يمدُّ إليه الميت عينيه إذا حضر، فأصعدني صاحبي فيه حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء" الحديث. وقال: وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي "حتى أتيت بيت المقدس فأوثقت دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها" وفيه: "فدخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين" وقال: في حديث أبي سعيد في ذكر الأنبياء عند البيهقي "إلى باب من أبواب السماء يقال له: باب الحفظة، وعليه ملك يقال له: إسماعيل، وتحت يده اثنا عشر ألف ملك" وقال: وقد وقع في حديث أبي سعيد عند البيهقي ما يؤيده ولفظه "فإذا أنا بآدم تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول: روح طيبة ونفس طيبة، اجعلوها في عليين. ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول: روح خبيثة ونفس خبيثة، اجعلوها في سجين" وقال: وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي "فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله، قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب" وقال: وفي حديث أبي سعيد "قال موسى: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم على الله، وهذا أكرم على الله مني" زاد الأموي في روايته "ولو كان هذا وحده هان عليَّ ولكن معه أمته وهم أفضل الأمم عند الله" وقال: وفي حديث أبي سعيد "فأقبلت راجعاً فمررت بموسى ونعم الصاحب كان لكم، فسألني: كم فرض عليك ربك؟ " الحديث. وقال: في حديث أبي سعيد "فإذا أنا بإبراهيم خليل الرحمن مسنداً ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال" وقال: وفي حديث أبي سعيد "يغشاها الملائكة" وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي "على كل ورقة منها ملك"

وقال: وفي حديث أبي سعيد "فإذا فيها عين تجري يقال لها: السلسبيل، فينشق منها نهران، أحدهما الكوثر، والآخر يقال له: نهر الرحمة" وقال: وزاد ابن إسحاق في حديث أبي سعيد، "إلى يوم القيامة" وقال: وفي رواية أبي سعيد عند الأموي والبيهقي أنهم دخلوا معه البيت المعمور وصلوا فيه جميعاً" وقال: وفي حديث أبي سعيد عند ابن إسحاق في قصة الإسراء: فصلى بهم -يعني الأنبياء- ثم أتي بثلاثة آنية: إناء فيه لبن، وإناء فيه خمر، وإناء فيه ماء، فأخذت اللبن" الحديث. وفي مرسل الحسن عنده نحوه لكن لم يذكر إناء الماء. وقال: وفي حديث أبي سعيد أنه عرض عليه الجنة وأنَّ رمانها كأنه الدلاء، وإذا طيرها كأنها البخت، وأنه عرضت عليه النار فإذا هي لو طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها" (¬1) حديث أبي سعيد تقدم برقم 114 ومرسل الحسن تقدم قبل ثلاثة أحاديث. 840 - (5634) قال الحافظ: ومن الأخبار الواهية في صفة البراق ما ذكره الماوردي عن مقاتل وأورده القرطبي في "التذكرة" ومن قبله الثعلبي من طريق ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: الموت والحياة جسمان، فالموت كبش لا يجد ريحه شيء إلا مات، والحياة فرس بلقاء أنثى وهي التي كان جبريل والأنبياء يركبونها، لا تمر بشيء ولا يجد ريحها شيء إلا حيي. ومنها أنَّ البراق لما عاتبه جبريل قال له معتذراً: إنه مسَّ الصفراء اليوم، وأنَّ الصفراء صنم من ذهب كان عند الكعبة وأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرَّ به فقال: تباً لمن يعبدك من دون الله، وأنه -صلى الله عليه وسلم- نهى زيد بن حارثة أن يمسه بعد ذلك وكسره يوم فتح مكة" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 205 و206 و207 و208 و209 و210 و211 و213 و214 و215 و217 (¬2) 8/ 205

قلت: مقاتل هو ابن سليمان البلخي كذبه وكيع بن الجراح والفلاس والنسائي وابن حبان وغيرهم. وابن الكلبي واسمه محمد بن السائب كذبه الجوزجاني وابن حبان، وقال الحاكم وأبو نعيم: أحاديثه عن أبي صالح موضوعة. 841 - (5635) قال الحافظ: وفي رواية كعب "فوضعت له مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب حتى عرج هو وجبريل" (¬1) أخرجه الواسطي في "فضائل بيت المقدس" كما في "الدر المنثور" (5/ 226) 842 - (5636) قال الحافظ: وفي رواية لأبي سعد في "شرف المصطفى" أنه أتى بالمعراج من جنة الفردوس وأنه منضد باللؤلؤ، عن يمينه ملائكة وعن يساره ملائكة" (¬2) 843 - (5637) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد: فلما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- المسجد الأقصى قام يصلي، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه. وقال: وفي حديث ابن عباس عند أحمد: فلما أتى المسجد الأقصى قام يصلي، فلما انصرف جيء بقدحين، في أحدهما لبن وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن. الحديث" (¬3) أخرجه أحمد وابنه (2324 - شاكر) عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: ليلةَ أُسري بنبي الله -صلى الله عليه وسلم- ودخل الجنة، فسمع من جانبها وَجْساً، قال: "يا جبريل، ما هذا؟ " قال: هذا بلال المؤذن، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حين جاء إلى الناس "قد أفلح بلال، رأيت له كذا وكذا" قال: فلقيه موسى فرحَّب به وقال: مرحباً بالنبي الأمي، قال: فقال: "وهو رجل آدمُ طويل سَبْطٌ شَعْرُه، مع أذنيه أو فوقهما، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى عليه السلام، قال: فمضى، فلقيه عيسى، فرحَّب به، وقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عيسى، قال: ¬

_ (¬1) 8/ 206 (¬2) 8/ 206 (¬3) 8/ 207 و215

فمضى، فلقيه شيخٌ جليلٌ مَهيبٌ، فرحَّب به وسلم عليه، وكلهم يسلم عليه، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، قال: فنظر في النار، فإذا قوم يأكلون الجِيَفَ، فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس، ورأى رجلاً أحمرَ أزرقَ جَعْداً شَعِثاً، إذا رأيته، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عاقرُ الناقة، قال: فلما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المسجد الأقصى قام يصلي، فالتفتَ ثم التفتَ، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقَدَحَيْن، أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن، وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح: أصبتَ الفطرة". قال ابن كثير والسيوطي وأحمد شاكر: إسناده صحيح" تفسير القرآن العظيم 3/ 14 - الدر المنثور 5/ 214 - مسند أحمد 4/ 93 قلت: قابوس هو ابن أبي ظَبيان وهو مختلف فيه: وثقه يعقوب بن سفيان، وضعفه أبو حاتم وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين. 844 - (5638) قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند البزار "فإذا عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة" وقال: وفي حديث أبي هريرة عند ابن عائذ والطبراني "فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله، قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب" وقال: في حديث أبي هريرة عند الطبري والبزار، قال عليه الصلاة والسلام: "كان موسى أشدهم عليَّ حين مررت به وخيرهم لي حين رجعت إليه" وقال: وفي حديث أبي هريرة عند الطبري "فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي" وقال: وفي حديث أبي هريرة عند البزار أنه رأى هناك أقواماً بيض الوجوه، وأقواماً في ألوانهم شيء، فدخلوا نهراً فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصت ألوانهم فقال له جبريل: هؤلاء من أمتك خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً" وقال: وفي حديث أبي هريرة عند ابن عائذ في حديث المعراج بعد ذكر إبراهيم قال: "ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة آنية مغطاة، فقال جبربل: يا محمد، ألا تشرب مما سقاك ربك؟ فتناولت أحدها فإذا هو عسل، فشربت منه قليلاً، ثم تناولت الآخر

باب هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة

فإذا هو لبن، فشربت منه حتى رويت، فقال: ألا تشرب من الثالث؟ قلت: قد رويت، قال: وفقك الله" وفي رواية البزار من هذا الوجه أنَّ الثالث كان خمراً، لكن وقع عنده أنَّ ذلك كان ببيت المقدس وأنَّ الأول كان ماء ولم يذكر العسل. وقال: ووقع في حديث أبي هريرة عند الطبري لما ذكر سدرة المنتهى "يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن ومن لبن لم يتير طعمه ومن خمر لذة للشاربين ومن عسل مصفى" (¬1) تقدم برقم 115 845 - (5639) قال الحافظ: ويؤيده حديث عبد الرحمن بن هاشم عن أنس وفيه "وبعث له آدم فمن دونه من الأنبياء" وقال: في رواية عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة عن أنس عند البيهقي "فعرض عليه الماء والخمر واللبن، فأخذ اللبن، فقال له جبريل: أصبت الفطرة، ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك، ولو شربت الخمر لغويت وغوت أمتك" (¬2) تقدم برقم 830 846 - (5640) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس "يغشاها الملائكة" (¬3) لم أره من حديث ابن عباس، وإنما هو من حديث أبي هريرة، وقد تقدم قبل حديث. باب هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة 847 - (5641) قال الحافظ: وفي "مسند أبي بكر الصديق" لأبي بكر بن علي شيخ النسائي من مرسل الحسن في قصة نسج العنكبوت نحوه" (¬4) ضعيف ¬

_ (¬1) 8/ 208 و209 و211 و214 و215 (¬2) 8/ 209 و215 (¬3) 8/ 213 (¬4) 7/ 237

أخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق" (73) عن بشار بن موسى الخَفَّاف ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجَوْني ثنا المعلي بن زياد عن الحسن قال: انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه، فجاء العنكبوت فَنَسَجَتْ على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكانوا إذا رأوا على باب الغار نَسْجَ العنكبوت قالوا: لم يدخله أحد، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قائماً يصلي، وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر للنبي -صلى الله عليه وسلم-: فِدَاك أبي وأمي هؤلاء قومك يطلبونك أما والله ما على نفسى أبكى، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحزن إنَّ الله معنا" وإسناده ضعيف لضعف بشار بن موسى. وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب. 848 - (5642) قال الحافظ: وسماه أبو نعيم في "الدلائل" من حديث زيد بن أرقم وغيره: سراقة بن جعشم" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 1741) والفاكهي في "أخبار مكة" (2416) عن أبي سهل بشر بن معاذ العَقَدي البصري وابن سعد (1/ 228 - 230) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 257) والعقيلي (3/ 422 - 423) والطبراني في "الكبير" (20/ 443) والعيسوي في "الفوائد" (50) وأبو نعيم في "الدلائل" (229) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 481 - 482) والخطيب في "تالي التلخيص" (214) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي والطبراني (20/ 443) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي والخطيب في "تالي التلخيص" (215) وابن عساكر (البداية والنهاية 3/ 181 - 182) عن عمرو بن علي الفلاس قالوا: ثنا أبو عمرو عون بن عمرو القيسي ويلقب عوين ثني أبو مصعب المكي قال: ¬

_ (¬1) 8/ 237

أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وأنس بن مالك يذكرون أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الغار أمر الله شجرة فخرجت في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- تستره، وأنَّ الله بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الله حمامتين وحشيشتين فأقبلتا يدفان حتى وقعتا بين العنكبوت وبين الشجرة، وأقبلت فتيان قريش من كل بطن منهم رجل، معهم عصيهم وقسيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدر مائتي ذراع قال الدليل -وهو سراقة بن مالك بن جُعْشم المدلجي-: هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله، فقال الفتيان: أنت لم تخطىء منذ الليلة. حتى إذا أصبحن قال: انظروا في الغار، فاستبقه القوم حتى إذا كانوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- قدر خمسين ذراعاً، فإذا الحمامتان، فرجع، فقالوا: ما ردّك أن تنظر في الغار؟ قال: رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار، فعرفت أن ليس فيه أحد. فسمعها النبي -صلى الله عليه وسلم- فعرف أنَّ الله قد درأ عنهما بهما، فسمَّت عليهما -أي برك عليهما- وأحدرهما الله إلى الحرم فأفرخا كما ترى. السياق لحديث عمرو بن علي. قال البزار: لا نعلم رواه إلا عوين بن عمرو، وهو بصري مشهور، وأبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عوين" وقال العقيلي: لا يتابع عوين بن عمرو عليه، وأبو مصعب رجل مجهول" وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً من هذا الوجه" البداية 3/ 182 وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 6/ 53 قلت: عون بن عمرو قال ابن معين: لا شيء، ووثقه عثمان بن صالح الأنطاكي (الأمر بالمعروف للخلال ص 170) وأبو مصعب المكي قال الذهبي: لا يعرف (اللسان 4/ 388) 849 - (5643) قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند ابن عائذ في هذه القصة: ثم يسرح عامر بن فهيرة فيصبح في رعيان الناس. وقال: وفي حديث ابن عباس عند ابن عائذ: وركب سراقة، فلما أبصر الآثار على غير الطريق وهو وجل أنكر الآثار فقال: والله ما هذه بآثار نعم الشام ولا تهامة، فتبعهم حتى أدركهم. وقال: وفي حديث ابن عباس مثله وزاد: وأنا لكم نافع غير ضار، وإني لا أدري لعل الحي -يعني قومه- فزعوا لركوبي وأنا راجع ورادهم عنكم.

وقال: وفي حديث ابن عباس: وعاهدهم أن لا يقاتلهم ولا يخبر عنهم وأن يكتم عنهم ثلاث ليال. وقال: وفي حديث ابن عباس أنّ سراقة قال لهم: وإنّ إبلي على طريقكم فاحتلبوا من اللبن وخذوا سهماً من كنانتي أمارة إلى الراعي. وقال: وكذا في حديث ابن عباس عند ابن عائذ ولفظه: ومكث في بني عمرو بن عوف ثلاث ليال واتخذ مكانه مسجداً فكان يصلي فيه، ثم بناه بنو عمرو بن عوف فهو الذي أسس على التقوى" (¬1) أخرجه ابن عائذ كما في "تاريخ الإِسلام" للذهبي (2/ 232 - 233) عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس. وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء. 850 - (5644) قال الحافظ: في مرسل عمر بن إسحاق عند ابن أبي شيبة: فكفَّ ثم قال: هلما إلى الزاد والحملان، فقالا: "لا حاجة لنا في ذلك" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 502) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: لما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر إلى المدينة تبعهما سُرَاقَة بن مالك، فلما رآهما قال: هذان فر قريش لو رددت على قريش فرها، قال: فطف فرسه عليهما، فساخت الفرس، قال: فادع الله أن يخرجها ولا أقربكما، قال: فخرجت فعادت حتى فعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، ثم قال: هل لك إلى الزاد والحملان، قالا: "لا نريد، ولا حاجة لنا في ذلك اغن عنا نفسك" قال: كفيتكما. وأخرجه ابن سعد (1/ 232) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن ابن عون به. عمير بن إسحاق هو القرشي وهو مختلف فيه: قواه النسائي وغيره، وذكره العقيلي وغيره في "الضعفاء". وقال أبو حاتم وغير واحد: لم يرو عنه غير عبد الله بن عون. ¬

_ (¬1) 8/ 238 و241 و242 و245 (¬2) 8/ 242

851 - (5645) قال الحافظ: ووقع للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر في سفرهم ذلك قضايا، منها: نزولهم بخيمتي أم معبد، وقصتها أخرجها ابن خزيمة والحاكم مطولة" (¬1) رويت قصة أم معبد من حديث حبيش بن خالد ومن حديث أبي معبد الخزاعي ومن حديث سليط الأنصاري ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث قيس بن النعمان ومن حديث أسماء بنت أبي بكر فأما حديث حبيش بن خالد فيرويه حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن خويلد بن ربيعة الخزاعي القُدَيدي عن أبيه واختلف عن حزام: - فقال غير واحد: عن حزام بن هشام عن أبيه عن جده أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حين أُخْرجَ من مكة مهاجراً إلى المدينة، هو وأَبو بكر، ومولى أبي بكر: عامر بن فُهَيْرَةَ، ودليلهما اللَّيثيُّ: عبد الله بن الأرُيْقَط، مَرُّوا على خَيْمَتي أُمّ مَعبد الخُزَاعِية -وكانت بَرْزَةً جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحماً، وتمراً، ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك، وكان القوم مُرْمِلين مُسْنِتِين. فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم نَحْرَها. فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى شاة في كِسْر الخيمة، فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: شاة خلَّفها الجهد عن الغنم. قال: "أبها من لبن؟ " قالت: هي أجهد من ذلك. قال "أتأذنين لي أن أحلبها" قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها. فدعا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمسح بيده ضرعها، وسمى الله تعالى، ودعا لها في شاتها، فَتَفَاجَّتْ عليه ودرَّت واجترَّت. ودعا بإناء يُرْبِضُ الرهط، فحلب فيه ثجاً حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أرَاضُوا، ثم حلب فيه ثانياً بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها، وارتحل عنها. فقلَّ ما لبثتْ حتى جاءها زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً عِجَافاً يَتَسَاوَكن هُزْلاً ضُحاً، مُخُّهُنَّ قليل. فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد، والشاء عازب حِيَالٌ، ولا حَلوب في البيت؟ فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رأيت رجلاً ظاهرَ الوضاءة، أبلجَ الوجه، حسنَ الخَلق، لم تَعِبْه نُحْلة، ولم تُزْرِ به صَعْلة، وسيم قسيمٌ، في عينه دَعَجٌ، وفي أشفاره غَطَفٌ، وفي صوته صَهَلٌ، وفي عنقه سَطَعٌ، وفي لحيته كَثاثةٌ، أَزَجُّ أقرن. إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه ¬

_ (¬1) 8/ 252

البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب. حلو المنطق، فصل، لا نزرٌ ولا هزرٌ. كأنّ منطقه خرزاث نظم ينحدرن. ربعةً لا بأس من طول، ولا تَقْتَحِمُه عين من قصر، غصناً بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يَحُفُّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، مَحفودٌ مَحشودٌ، لا عابس ولا مُفْند -صلى الله عليه وسلم-. فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً. فأصبح صوتٌ بمكة عالياً يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول: جزى الله ربُّ الناسِ خيرَ جَزَائِه ... رفيقيْنِ قَالاَ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ هما نَزَلاَها بالهُدَى واهتدت به ... فقد فاز من أمسى رفيقَ محمّد فَيَا لقُصَي ما زَوَى الله عنكُم ... به من فَعَال لا تُجَارى وسؤدد لِيَهن بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهدِ دعاها بشاةٍ حائل فتحلبت ... له بصريح ضرَّةُ الشاة مُزْبِد فغادرها رهناً لديها بحالبٍ ... يُرَدّدُها في مصدر ثم مورد فلما سمع حسان بن ثابت الأنصاري، شاعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، شَبَّب يجاوب الهاتف، وهو يقول: لقد خاب قومٌ زال عنهم نبيّهُمْ ... وقُدِّسَ من يَسْري إليهم ويَغْتَدِي تَرَحَّلَ عن قوم فضَّلت عقولهمْ ... وحلّ على قوم بنور مُجَدَّدِ هداهم به بعد الضلالة ربُّهُمْ ... وأرشدهم، مَنْ يتبع الحق يرشد وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا ... عمى، وهُداة يهتدون بمهتد وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عليهم بأسعُد نبيٌّ يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كلِّ مسجد وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في اليوم أو في ضحا الغد لِيهْنِ أبا بكر سعادةُ جده ... بصحبته. من يُسعد الله يَسعد ليهن بني كعب مقامُ فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد أخرجه الطبراني في "الكبير" (3605) وفي "الأحاديث الطوال" (30) والآجري في "الشريعة" (1020) والحاكم (3/ 11) واللالكائي "السنة" (1433) وأبو نعيم في

"الصحابة" (2266 و7002) وفي "الدلائل" (238) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 277 - 280 و281) وابن عبد البر في "الإستيعاب" (13/ 299 - 300) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3704) وفي "الشمائل" (456) وإسماعيل الأصبهاني في "الدلائل" (53) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (السيرة النبوية 1/ 280 و282 - 284) عن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو الخزاعي الربعي وأبو نعيم في "الصحابة" (2265) عن يحيى بن نضلة المدني والطبري في "المنتخب" (11/ 577 - 580) وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (1102) واللالكائي (1436) والبيهقي (1/ 277 - 280) وابن عبد البر (13/ 290 - 298) وإسماعيل الأصبهاني (55 و56) وابن عساكر (ص 277 - 279 و280 - 282 و284) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 451 - 452) عن أيوب بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي (¬1) ¬

_ (¬1) رواه أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي عن عمه أيوب بن الحكم بهذا الإسناد. - ورواه سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الكعبي الخزاعي عن أخيه أيوب بن الحكم واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سليمان بن الحكم عن أخيه أيوب عن حزام بن هشام عن أبيه عن جده، منهم: 1 - مسلم بن قتية المروزي. أخرجه ابن قتيبة في "الغريب" (1/ 462 - 465) 2 - الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز. أخرجه الحاكم (3/ 9 - 10) والبيهقي (1/ 281) وقال الحاكم: صحيح الإسناد" 3 - أبو زيد عبد الواحد بن يوسف بن أيوب بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الكعبي الخزاعي. أخرجه البيهقي (1/ 276 - 280) • ورواه غير واحد عن سليمان بن الحكم فلم يذكروا "عن جده" منهم: 1 - أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (505) ومن طريقه ابن عساكر (ص 277 - 279) 2 - محمد بن هارون الروياني. أخرجه اللالكائي (1434 و1435) وإسماعيل الأصبهاني (54) وابن عساكر (ص 284) 3 - يحيى بن محمد بن صاعد. =

ثلاثهم عن حزام بن هشام عن أبيه عن جده به. - وقال عبد الرحمن بن محمد بن شعبة: ثنا حزام بن هشام ثنا أبي عن جده عن أخته أم معبد واسمها عاتكة بنت خالد الخزاعية. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3485 و3486) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة" (7769) - وقال غير واحد: عن حزام بن هشام عن أبيه عن أم معبد، منهم: 1 - أبو الأشعث حفص بن يحيى التيمي. أخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 421) وابن السكن (الإصابة 13/ 290 - 291) 2 - أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 116) وابن السكن (الإصابة 13/ 291) 3 - محمد بن عمر الواقدي. أخرجه ابن سعد (8/ 289) ومدار هذا الحديث علي حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه، فأما حزام فقال ابن محرز عن ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما هشام فذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأما حديث أبي معبد فأخرجه ابن سعد (1/ 230 - 232) والطبري في "المنتخب" (11/ 580 - 581) والحاكم (3/ 11) وأبو نعيم في "الصحابة" (7001) والبيهقي (تاريخ الإِسلام للذهبي 2/ 310) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 184) وفي "التاريخ" (7/ 306) وابن عساكر (ص 270 - 273 و273 - 276 و276 و276 - 277) من طرق (¬1) ¬

_ = أخرجه ابن عساكر (ص 277 - 279) 4 - محمد بن هارون بن حميد ابن المُجَدَّر البغدادي. أخرجه ابن عساكر (ص 277 - 279) (¬1) رواه الحسن بن مكرم البزار والعباس بن محمد الدوري ومحمد بن المثنى البزاز وعبد الله بن محمد بن الحسن القيسي وأبو إسحاق إبراهيم القارىء الكوفي والحسن بن محمد بن الصَّبَّاح الزعفراني وعبد الرحمن بن عيسى السوسي عن أبي أحمد السكري بهذا الإسناد. =

عن أبي أحمد بشر بن محمد بن أبان السكري الواسطي ثنا عبد الملك بن وهب المَذْحِجي ثنا الحر بن الصَّيَّاح النخعي عن أبي معبد قال: فذكر الحديث بطوله. قال البخاري: هذا مرسل، وأبو معبد مات قبل النبي -صلى الله عليه وسلم-" الإصابة 12/ 21 يعني أنَّ الحر بن الصياح لم يدرك أبا معبد. قال المزي: الحر بن الصياح عن أبي معبد مرسل. وقال الحافظ: أرسل الحر بن الصياح عن أبي معبد. وقد قيل: إن عبد الملك بن وهب هو سليمان بن عمرو النخعي الكذاب المعروف. قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 392): سمعت أبي وذكر هذا الحديث، فقال: يشبه أن يكون من حديث سليمان بن عمرو النخعي, لأنَّ سليمان بن عمرو هو ابن عبد الله بن وهب النخعي، فترك سليمان وجعل عبد الملك لأنَّ الناس كلهم عبيد الله، ونسب إلى جده وهب، والمذحج قبيلة من نخع، فيحتمل أن يكون هكذا لأنَّ الحر بن الصياح ثقة روى عنه شعبة والثوري والحسن بن عبيد الله النخعي وشريك، فلو أنَّ هذا الحديث عن الحر كان أول ما يسأل عنه، فأين كان هؤلاء الحفاظ عنه" وقال في: "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 373): سمعت أبي يقول: قال بعض أصحابنا: إنَّ عبد الملك بن وهب هذا معمول عن اسمه، وهو سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي نسبة إلى جده وهب، وسماه عبد الملك والناس معبدون عبيد الله" وأبو أحمد السكري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وأما حديث سليط الأنصاري فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6510) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني ثنا محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جده قال: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة معه أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم الطريق فمرَّ بأم معبد الخزاعية ... وذكر الحديث بنحو سياق حديث حبيش بن خالد. ¬

_ = ورواه عمرو بن زرارة الكلابي عن أبي أحمد السكري فقال فيه: عن أبي معبد عن أم معبد. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7770) وتابعه عباد بن الوليد الغُبَري عن أبي أحمد السكري به. أخرجه ابن عدي (2/ 450)

ورواه أبو نعيم في "الصحابة" (3630) عن الطبراني به. - ورواه محمد بن يونس بن موسى القرشي الكُدَيْمي عن عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز مولى العباس بن عبد المطلب واختلف عنه: • فرواه محمد بن أحمد بن علي بن مخلد عن الكديمي كرواية محمد بن علي الصائغ. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (البداية والنهاية 3/ 194) • ورواه أبو بكر الشافعي (1100) عن الكديمي ثنا عبد العزيز بن يحيى ثا محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري ثني أبي عن أبيه عن جده أبي سليط. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 269 - 270) والكديمي كذبه أبو داود وموسى بن هارون، وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعا. وعبد العزيز بن يحيى قال الحافظ في "التقريب": متروك. وأما حديث جابر فأخرجه البزار (كشف 1742) عن محمد بن معمر القيسي ثنا يعقوب بن محمد ثنا عبد الرحمن بن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله ثنا أبي عن أبيه عن جابر قال: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر مهاجرين فدخلا الغار، فإذا في الغار جحر، فألقمه أبو بكر عقبه حتى أصبح مخافة أن يخرج على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه شيء، فأقاما في الغار ثلاث ليال، ثم خرجا حتى نزلا بخيمات أم معبد، فأرسلت إليه أم معبد: إني أرى وجوهاً حساناً، وإنَّ الحيَّ أقوى على كرامتكم مني، فلما أمسوا عندها، بعثت مع ابن لها صغير بشفرة وشاة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اردد الشفرة وهات لي فَرَقا" -يعني القدح-" فأرسلت إليه أن لا لبن فيها ولا ولد، قال: "هات لي فرقاً" فجاءته بفَرَق فضرب ظهرها فاجترَّت، ودرَّت، فحلب، فملأ القدح فشرب، وسقى أبا بكر، ثم حلب فبعث به إلى أم معبد. قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وعبد الرحمن بن عقبة لا نعلم حدث عنه إلا يعقوب" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 6/ 55 قلت: يعقوب بن محمد هو الزهري قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أيضاً: واهي الحديث.

وقال صالح جزرة: حديثه يشبه حديث الواقدي. وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابع عليها. وقال الذهبي: ما هو بحجة. وأما حديث قيس بن النعمان فأخرجه البزار (كشف 1743) عن محمد بن معمر القيسي ثنا هشام بن عبد الملك ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط قال: سمعت إياد بن لقيط يحدث عن قيس بن النعمان قال: لما انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر يستخفيان نزلا بأبي معبد، فقال: والله ما لنا شاة، وإنَّ شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فما تلك الشاة؟ " فأتى بها، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبركة عليها، ثم حلب عُسّاً، فسقاه، ثم شربوا، فقال: أنت الذي يزعم قريش أنك صابىء؟ قال: "إنهم ليقولون" قال: أشهد أنَّ ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك، قال: "لا، حتى تسمع أنا قد ظهرنا" فاتبعه بعد. قال البزار: لا نعلم روى قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا هذا, ولا نعلمه بهذا اللفظ إلا عنه، وهو يخالف سائر الأحاديث في قصة أم معبد، ولكن هذا حدث به عبيد الله بن إياد" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 58 قلت: وإسناده حسن، محمد بن معمر صدوق، والباقون ثقات، وإياد بن لقيط سمع قيس بن النعمان (المطالب العالية 2256) ورواه غير محمد بن معمر عن هشام بن عبد الملك فلم يكنوا أبا معبد (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 343 - 344) وأبو نعيم في "الصحابة" (5691) عن محمد بن محمد التمار البصري والبيهقي في "الدلائل" (2/ 497) عن محمد بن غالب بن حرب تَمْتَام والحاكم (3/ 8 - 9) عن أبي بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغي النيسابوري قالوا: ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي به. وهكذا رواه جعفر بن حميد الكوفي عن عبيد الله بن إياد فلم يكنِّ أبا معبد. ¬

_ (¬1) قالوا: مَرَّا بعبد يرعى غنماً.

أخرجه أبو يعلى (البداية 3/ 194) وتابعه عاصم بن علي الواسطي ثنا عبيد الله بن إياد به. أخرجه الطبراني (18/ 343 - 344) وأبو نعيم (5691) قال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ في "الإصابة" (8/ 216): سنده صحيح" قلت: وهو كما قالا. وأما حديث أسماء فأخرجه ابن هشام في "السيرة" (1/ 487 - 488) عن زياد بن عبد الله البكائي وأبو بكر الشافعي (1101) عن إبراهيم بن سعد الزهري كلاهما عن محمد بن إسحاق قال: حُدِّثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجتُ إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قلت: لا أدري والله أين أبي، قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشاً خبيثاً، فلطم خدي لطمة طرح منها قُرطي، ثم انصرفوا. فمكثنا ثلاث ليال. وما ندري أين وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب، وإنَّ الناس ليتبعونه، يسمعون صوته وما يرونه، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول: جزى الله ربّ الناس خيرَ جزائه ... رفيقين حلاَّ خيمتي أمّ معبدِ هما نزلا بالبر ثم تَرَوَّحا ... فأفلح من أمسى رفيقَ محمد ليهنِ بني كعب مكانُ فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد قالت أسماء: فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وَجْه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنَّ وجهه إلى المدينة، وكانوا أربعة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر الصديق، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وعبد الله بن أرقط دليلهما. وإسناده ضعيف لانقطاعه. 852 - (5646) قال الحافظ: وأخرج البيهقي في "الدلائل" من طريق عبد الرحمن بن أبي

ليلى عن أبي بكر الصديق شبيهاً بأصل قصتها في لبن الشاة المهزولة دون ما فيها من صفته -صلى الله عليه وسلم- لكنه لم يسمها في هذه الرواية ولا نسبها فاحتمل التعدد" (¬1) أخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (126) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 491 - 492) من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن أبي بكر الصديق قال: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب، فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى بيت منتحياً فقصد إليه، فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة، فقالت: يا عبد الله! إنما أنا امرأة، وليس معي أحد، فعليكما بعظيم الحي إذا أردتم القِرى، قال: فلم يجبها وذلك عند المساء، فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها، فقالت له: يا بني انطلق بهذه العنز والشفرة إلى هذين الرجلين فقل لهما: تقول لكما أمي: اذبحا هذه وكلا وأطعمانا، فلما جاء، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "انطلق بالشفرة وجئني بالقدح" قال: إنها قد عزبت وليس لها لبن، قال: "انطلق" فانطلق فجاء بقدح فمسح النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرعها، ثم حلب حتى ملأ القدح، ثم قال: "انطلق به إلى أمك" فشربت حتى رويت، ثم جاء به فقال: "انطلق بهذه وجئني بأخرى" ففعل بها كذلك، ثم سقى أبا بكر، ثم جاء بأخرى ففعل بها كذلك، ثم شرب النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: فبتنا ليلتنا، ثم انطلقنا فكانت تسميه المبارك وكثرت غنمها حتى جلبت جَلْباً إلى المدينة، فمرَّ أبو بكر الصديق فرآه ابنها فعرفه، فقال: يا أمه إنَّ هذا الرجل الذي كان مع المبارك، فقامت إليه، فقالت: يا عبد الله من الرجل الذي كان معك؟ قال: وما تدرين من هو؟ قالت: لا، قال: هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت: فأدخلني عليه، قال: فأدخلها عليه، فأطعمها وأعطاها. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك أبا بكر. 853 - (5647) قال الحافظ: وفي حديث أبي أيوب عند الحاكم وغيره أنه أنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفل ونزل هو وأهله في العلو، ثم أشفق من ذلك فلم يزل يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تحول إلى العلو ونزل أبو أيوب إلى السفل" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا, ولكن أكرهه" ¬

_ (¬1) 8/ 252 (¬2) 8/ 253

باب مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المدينة

باب مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المدينة 854 - (5648) قال الحافظ: وأخرج الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة عن أنس: فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدف وهنَّ يقلن: نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الدال فانظر حديث "دعوا الناقة فإنها مأمورة" باب كيف آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه 855 - (5649) قال الحافظ: وعند أحمد من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه" (¬2) لم أره عند أحمد من هذا الطريق، ولعل الحافظ يريد ما رواه هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن جده قال: فينا نزلت هذه الآية {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في كِتَابِ اللهِ} [الأنفال: 75] قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد آخى بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فلم نشك أنا نتوارث، لو هلك كعب وليس له من يرثه، فظننت أني أرثه، ولو هلكت كذلك يرثني، حتى نزلت هذه الآية {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75] أخرجه البزار (981) والحاكم (4/ 344 - 345) والسياق له من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن هشام عن أبيه إلا ابن أبي الزناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: ابن أبي الزناد ضعفه الجمهور. 856 - (5650) قال الحافظ: وعند ابن سعد: وآخى بين أبي الدرداء وعوف بن مالك. وسنده ضعيف" (¬3) ¬

_ (¬1) 8/ 263 (¬2) 8/ 272 (¬3) 8/ 273

باب حدثني حامد بن عمر

ضعيف أخرجه ابن سعد (4/ 280) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا أبو سنان عن بعض أصحابه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- آخى بين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك الأشجعي. وإسناده ضعيف للذي لم يسم. باب حدثني حامد بن عمر 857 - (5651) قال الحافظ: ووقع في حديث ثوبان أن تحفهم حين يدخلون الجنة زيادة كبد النون، والنون هو الحوت. ويقال هو الحوت الذي عليه الأرض والإشارة بذلك إلى نفاد الدنيا. وفي حديث ثوبان زيادة وهي أنه ينحر لهم عقب ذلك نون الجنة الذي كان يأكل من أطرافها وشرابهم عليه من عين تسمى سلسبيلاً" (¬1) أخرجه مسلم (315) من طريق أبي أسماء عمرو بن مَرْثَد الرَّحَبي أنَّ ثوبان حدثه قال: فذكر حديثاً طويلاً وفيه: قال اليهودي: فما تُحْفَتُهُمْ حين يدخلون الجنة؟ قال: "زيادة كبد النُّون" قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها" قال: فما شرابهم عليه؟ قال: "من عين فيها تسمى سلسبيلاً" باب إتيان اليهود النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة 858 - (5652) قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق أيضاً عن الزهري: سمعت رجلاً من مزينة يحدث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنَّ أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة فقالوا: غداً انطلقوا إلى هذا الرجل فاسألوه عن حد الزاني، فذكر الحديث" (¬2) ¬

_ (¬1) 8/ 275 (¬2) 8/ 277

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الزاي فانظر حديث: زنى رجل من اليهود بامرأة .. 859 - (5653) قال الحافظ: ووقع عند ابن حبان قصة إسلام جماعة من الأحبار كزيد بن سعنة مطولاً" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا أبيعك من حائط مسمى ... " 860 - (5654) قال الحافظ: وروى البيهقي أنَّ يهودياً سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ سورة يوسف فجاء ومعه نفر من يهود فأسلموا كلهم" (¬2) موضوع أخرجه البيهقي في "الدلائل" من طريق محمد بن مروان السُّدِّي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح قال: قال ابن عباس: إنَّ حبرا من أحبار اليهود دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، وكان قارئاً للتوراة، فوافقه وهو يقرأ سورة يوسف كما أنزلت على موسى في التوراة، فقال له الحبر: يا محمد! من علمكها؟ قال: "الله علمنيها" قال: فتعجب الحبر لما سمع منه، فرجع إلى اليهود، فقال لهم: أتعلمون والله أنَّ محمداً ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة، قال: فانطلق بنفر منهم حتى دخلوا عليه فعرفوه بالصفة ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه، فجعلوا يستمعون إلى قراءته لسورة يوسف، فتعجبوا منه وقالوا: يا محمد! من علمكها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "علمنيها الله" ونزل {لَقَدْ كَانَ في يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)} [يوسف: 7] يقول لمن سأل عن أمرهم وأراد أن يعلم علمتهم، فأسلم القوم عند ذلك. محمد بن مروان كذبه جرير بن عبد الحميد وعبد الله بن نمير، وقال صالح جزرة: يضع الحديث. ومحمد بن السائب الكلبي كذبه سليمان التيمي وليث بن أبي سليم والجوزجاني وابن حبان، وقال الحاكم: أحاديثه عن أبي صالح موضوعة. ... ¬

_ (¬1) 8/ 277 (¬2) 8/ 277

كتاب المغازي

كتاب المغازي باب غزوة العشيرة 861 - (5655) قال الحافظ: روى أبو يعلى من طريق أبي الزبير عن جابر أنَّ عدد الغزوات إحدى وعشرون، وإسناده صحيح، وأصله في مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (1813) وأبو يعلى (2239) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا رَوح بن عُبادة ثنا زكري ابن إسحاق ثنا أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول: غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إحدى وعشرين غزوة. هذا لفظ أبي يعلى. ولفظ مسلم: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسع عشرة غزوة. قال جابراً: لم أشهد بدراً ولا أُحداً، منعني أبي، فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة قط. باب قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} إلى قوله: {شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 9 - 13] 862 - (5656) قال الحافظ: وأخرجه ابن عائذ من طريق أبي الأسود عن عروة، وعند ابن أبي شيبة من مرسل علقمة بن وقاص في نحو قصة المقداد: فقال سعد بن معاذ: لئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرنَّ معك ولا نكون كالذين ¬

_ (¬1) 8/ 283

قالوا لموسى: فذكره، وفيه: ولعلك خرجت لأمر فأحدث الله غيره فامض لما شئت، وصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعاد من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت. قال: وإنما خرج يريد غيمة ما مع أبي سفيان فأحدث الله له القتال" (¬1) حديث عروة أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 119) من طريق عبد الله بن لَهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة عن عروة. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأخرجه البيهقي أيضاً (3/ 31 - 35) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثني يزيد بن رومان عن عروة. وإسناده حسن. وحديث علقمة بن وقاص تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إني أخبرت عن عِير أبي سفيان .. " 863 - (5657) قال الحافظ: وعند ابن عائذ في حديث عروة: فقال سعد بن معاذ: لو سرت بنا حتى تبلغ البرك من غمد ذي يمن. ووقع في مسلم أنَّ سعد بن عبادة هو الذي قال ذلك، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من مرسل عكرمة، وفيه نظر لأنَّ سعد بن عبادة لم يشهد بدراً وإن كان يعد فيهم لكونه ممن ضرب له بسهمه" (¬2) حديث عروة تقدم في الحديث الذي قبله. وقول سعد بن عبادة أخرجه مسلم (1779) من حديث أنس. وحديث عكرمة أخرجه عبد الرزاق (9727) عن مَعْمر بن راشد أخبرني أيوب عن عكرمة: فذكر قصة بدر. وفيها: فقام سعد بن عبادة فقال: يا نبي الله! لكأنك تعرض بنا اليوم لتعلم ما في نفوسنا، والذي نفسي بيده لو ضربت أكبادها حتى برك الغماد من ذي يمن لكنا معك. ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 8/ 289 (¬2) 8/ 290

864 - (5658) قال الحافظ: ولأحمد من حديث عتبة بن عبد بإسناد حسن: قال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا نقول كما قالذينو إسرائيل ولكن انطلق أنت وربك إنا معكم" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 183 و184) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 349 - 350) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (162) والطبراني في "الكبير" (17/ 123 و124) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 39) من طرق عن أبي عبد الله الحسن بن أيوب الحضرمي ثني عبد الله بن ناسج (¬2) الحضرمي وكان قد أدرك أبا بكر وعمر فمن دونهما، قال: ثني عتبة بن عبد السلمي قال: أمر (¬3) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقتال، فرمى رجل من أصحابه بسهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَوْجَبَ هذا" وقالوا حين أمرهم بالقتال: إذاً يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما من المقاتلين. قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 2/ 281 - المجمع 7/ 14 قلت: الحسن بن أيوب قال أحمد: ما أرى به بأساً، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبد الله بن ناسج قال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرف حاله. 865 - (5659) قال الحافظ: ووقع عند مسلم من حديث أنس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال هذا الكلام أيضاً يوم أُحُد" (¬4) أخرجه مسلم (1743) من طريق ثابت بن أسلم البُناني عن أنس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول يوم أُحد: "اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض". 866 - (5660) قال الحافظ: وله من حديث أبي هريرة عن عمر: لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول الله! أي جمع يهزم؟ فذكر نحوه" (¬5) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9117) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا ¬

_ (¬1) 8/ 290 (¬2) وقيل: نَاسِح. (¬3) وفي لفظ: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه "قوموا فقاتلوا" (¬4) 8/ 291 (¬5) 8/ 291 - 292

إبراهيم بن المنذر ثنا عبد العزيز بن عمران ثني محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة قال: أنزل الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، أي جمع؟ وذلك قبل بدر. قال: فلما كان يومُ بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آثارهم مُصْلِتا بالسيف يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] وكانت ليوم بدر، فأنزل الله عز وجل فيهم {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ} [المؤمنون: 64] الآية. وأنزل الله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28] الآية. ورماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوسعتهم الرمية، وملئت أعينهم وأفواههم، حتى إنَّ الرجل ليقتل وهو يُقْذى عينيه ما رماه، فأنزل الله {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال: 17] وأنزل الله في إبليس {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 48]. وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر: غر هؤلاء دينهم، فأنزل الله {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} [الأنفال: 49]. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي هريرة عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بن المنذر" قلت: وإسناده واه، عبد العزيز بن عمران هو القرشي الزهري المدني قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. وللحديث شاهد عن أنس أنَّ عمر بن الخطاب قال: لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]، قلت: أيّ جمع هذا؟ فلما كان يومُ بدر رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبيده السيف مُصْلَتا وهو يقول: "سيهزم الجمع ويولون الدبر" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3841) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن معمر عن قتادة عن أنس به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا معمر، ولا عن معمر إلا عبد المجيد، تفرد به محمد بن إسماعيل الأنصاري" قلت: وإسناده ضعيف، وفيه علل: الأولى: علي بن سعيد وعبد المجيد بن عبد العزيز مختلف فيهما.

باب قتل أبي جهل

الثانية: محمد بن إسماعيل لم أقف له على ترجمة. الثالثة: معمر قال الدارقطني: سيء الحفظ الحديث قتادة. الرابعة: قتادة مدلس وقد عنعن. باب قتل أبي جهل 867 - (5661) قال الحافظ: وقد أخرج ذلك ابن إسحاق من حديث عائشة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم". باب شهود الملائكة بدراً 868 - (5662) قال الحافظ: ووقع عند البيهقي من طريق ابن محمد بن جبير بن مطعم أنه سمع علياً يقول: هبت ريح شديدة لم أر مثلها، ثم هبت ريح شديدة، وأظنه ذكر ثالثة، فكانت الأولى جبريل، والثانية ميكائيل، والثالثة إسرافيل، وكان ميكائيل عن يمين النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيها أبو بكر وإسرافيل عن يساره وأنا فيها" (¬2) ضعيف أخرجه أبو يعلى (489) والحاكم (3/ 68 - 69) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 55) من طريق محمد بن خالد بن عَثْمة الحنفي ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي ثني أبو الحويرث أنَّ محمد بن جبير بن مطعم حدثه أنه سمع علياً خطب الناس فقال: بينما أنا أمتح من قليب بدر إذ جاءت ريح شديدة لم أر مثلها قط، ثم ذهبت، ثم جاءت ريح شديدة لم أر مثلها قط إلا التي كانت قبلها -وأظنه ذكر: ثم جاءت ريح شديدة- قال: فكانت الريح الأولى جبريل عليه السلام نزل في ألف من الملائكة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت الريح الثانية ميكائيل نزل في ألف من الملائكة عن يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان أبو بكر عن يمينه، وكانت الريح الثالثة إسرافيل نزل في ألف من الملائكة عن ميسرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا في الميسرة، فلما ¬

_ (¬1) 8/ 303 (¬2) 8/ 315

باب حدثني خليفة ...

هزم الله أعداءه حملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فرسه فجمزت بي فوقعتُ على عقبي فدعوت الله فأمسكَتْ، فلما استويت عليها طعنت بيدي هذه في القوم حتى اختضب هذا، وأشار إلى إبطه. قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل منكر عجيب، وأبو الحويرث عبد الرحمن قال مالك: ليس بثقة، وموسى فيه شيء" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 77 وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي الحويرث، واسمه: عبد الرحمن بن معاوية" مختصر الاتحاف 7/ 12 قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارمي وابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة، وكذا قال ابن المديني. وذكره العقيلي والنسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بثقة. وقال الدوري عن ابن معين: ليس يحتج بحديثه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال أبو أحمد الحاكم وابن عبد البر: ليس بالقوي عندهم. وقال الذهبي في "المجرد": لين. وموسى بن يعقوب مختلف فيه كذلك: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره. باب حدثني خليفة ... 869 - (5663) قال الحافظ: وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم حديث مرفوع في ذلك" (¬1) أخرجه مسلم (957) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان زيد يكبر على جنائزنا أربعاً, وإنه كبّر على جنازة خمساً، فسألته، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكبرها. ¬

_ (¬1) 8/ 319

870 - (5664) قال الحافظ: وروى ابن أبي خيثمة من وجه آخر مرفوعاً أنه كان يكبر أربعاً وخمساً وستاً وسبعاً وثمانياً حتى مات النجاشي فكبر عليه أربعاً، وثبت على ذلك حتى مات" (¬1) 871 - (5665) قال الحافظ: وعند أبي نعيم في "الدلائل" بإسناد حسن من حديث ابن عباس: كان فداء كل واحد أربعين أوقية، فجعل على العباس مائة أوقية، وعلى عقيل ثمانين، فقال له العباس: أللقرابة صنعت هذا؟ قال: فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ في أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ الله في قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ} [الأنفال: 70] الآية، فقال العباس: وددت لو كنت أخذت مني أضعافها لقوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ} " (¬2) أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (410) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا جرير عن شعيب (¬3) عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر أسر سبعون، فجعل عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-أربعين أوقية ذهباً، وجعل على عمه العباس مائة، وعلى عقيل ثمانين، فقال العباس: أللقرابة صنعت بي هذا؟ والذي يحلف به العباس لقد تركتني فقير قريش ما بقيت، قال: "كيف تكون فقير قريش وقد استودعت أم الفضل بنادق الذهب ثم أقبلت إليّ وقلت لها: إن قتلت تركتك غنية ما بقيتِ، وإن رجعتُ فلا يهمنك شيء" فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، ما أخبرك بهذا إلا الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ في أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى} [الأنفال: 70] إلى قوله تعالى: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] فقال حين نزلت: يا نبي الله لوددت أنك كنت أخذت مني أضعافها فآتاني الله خيراً منه. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، وجعفر هو ابن أبي المغيرة القُمِّي وثقه أحمد وغيره، وقال ابن منده: ليس بالقوي في سعيد بن جبير. وجرير هو ابن عبد الحميد الرازي. 872 - (5666) قال الحافظ: وكذلك أوردها الفاكهي بإسناد حسن مرسل وفيه أنَّ المطعم ¬

_ (¬1) 8/ 320 (¬2) 8/ 324 (¬3) هكذا وقع عند أبي نعيم، وهو تصحيف، والصواب: أشعث وهو ابن إسحاق القمي.

باب تسمية من سمي من أهل بدر

أمر أربعة من أولاده فلبسوا السلاح وقام كل واحد منهم عند ركن من الكعبة، فبلغ ذلك قريشاً فقالوا له: أنت الرجل الذي لا تخفر ذمتك" (¬1) باب تسمية من سُمَي من أهل بدر 873 - (5667) قال الحافظ: وروى البيهقي في "الدلائل" من حديث محمد بن مسلمة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثة أيام" (¬2) ضعيف جداً أخرجه أبو محمد الفاكهي في "الفوائد" (75) عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مَسَرَّة المكي ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا إبراهيم بن جعفر بن محمد بن مسلمة عن أبيه عن جده عن محمد بن مسلمة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى بني النضير، وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (3/ 360) وأخرجه ابن عساكر (¬3) من طريق أبي القاسم البغوي ثنا ابن أبي مسرة به. وإسناده واه، يعقوب بن محمد الزهري قال أحمد: ليس بشيء، ليس يسوى شيئاً. وقال أبو زرعة: منكر الحديث، واهي الحديث. وقال صالح جزرة: حديثه يشبه حديث الواقدي. باب قتل كعب بن الأشرف 874 - (5668) قال الحافظ: ووجدت في فوائد عبد الله بن إسحاق الخراساني من مرسل عكرمة بسند ضعيف إليه لقتل كعب سبباً آخر وهو أنه صنع طعاماً وواطأ جماعة من اليهود أنه يدعو النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الوليمة فإذا حضر فتكوا به، ثم دعاه فجاء ومعه ¬

_ (¬1) 8/ 326 (¬2) 8/ 333 (¬3) انظر هامش فوائد الفاكهي ص 233

بعض أصحابه فأعلمه جبريل بما أضمروه بعد أن جالسه، فقام فستره جبريل بجناحه فخرج، فلما فقدوه تفرقوا فقال حينئذٍ: "من ينتدب لقتل كعب؟ " وقال: وفي مرسل عكرمة: فقال محمد بن مسلمة: هو خالي. وقال: وفي مرسل عكرمة: فقالوا: يا أبا سعيد إنَّ نبينا أراد منا الصدقة وليس لنا مال نصدقه. وقال: وفي مرسل عكرمة: وائذن لنا أن نصيب منك فيطمئن إلينا، قال: قولوا ما شئتم، وعنده: أما مالي فليس عندي اليوم ولكن عندي التمر. وقال: زاد ابن سعد من مرسل عكرمة: أو لا نأمنك، وأيّ امرأة تمتنع منك لجمالك؟ وقال: وفي مرسل عكرمة: ولكنا نرهنك سلاحنا مع علمك بحاجتنا إليه، قال: نعم. وقال: وعند الخراساني في مرسل عكرمة: فلما كان في القائلة أتوه ومعهم السلاح فقالوا: يا أبا سعيد، فقال: سامعاً دعوت. وقال: وبين الحميدي في روايته عن سفيان أنَّ الغير الذي أبهمه سفيان في هذه القصة هو العبسي وأنه حدثه بذلك عن عكرمة مرسلاً. وقال: وفي مرسل عكرمة: أخذت بثوبه فقالت: أذكرك الله أن لا تنزل إليهم، فوالله إني لأسمع صوتاً يقطر منه الدم. وقال: وكذا في مرسل عكرمة: ومعه رجلان من الأنصار. وقال: وفي مرسل عكرمة: فقال: يا أبا سعيد، أدن مني رأسك أشمه وأمسح به عيني ووجهي. وقال: وفي مرسل عكرمة: فقال: هذا عطر أم فلان، يعني امرأته. وقال: وفي مرسل عكرمة: فبزق فيها ثم ألصقها فالتحمت. وقال: وفي مرسل عكرمة: فأصبحت يهود مذعورين، فأتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: قتل

سيدنا غيلة، فذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- صنيعه وما كان يحرض عليه ويؤذي المسلمين" (¬1) مرسل وله عن عكرمة طريقان: الأول: يرويه أيوب السَّخْتِيَاني عن عكرمة أنه أشرف عليهم فكلموه وقال: ما ترهنون عندي؟ أترهنوني أبناءكم؟ وأراد أن يسلفهم تمراً، قالوا: إنا نستحي أن يُعيَّر أبناؤنا فيقال: هذا رهينة وسن، وهذا رهينة وسقين! قال: فترهنوني نساءكم؟ قالوا: أنت أجمل الناس ولا نأمنك، وأيُّ امرأة تمتنع منك لجمالك؟ ولكنا نرهنك سلاحنا وقد علمت حاجتنا إلى السلاح اليوم! قال: نعم، ائتوني بسلاحكم واحتملوا ما شئتم، قالوا: فأنزل إلينا نأخذ عليك وتأخذ علينا، فذهب ينزل، فتعلقت به امرأته وقالت: أرسل إلى أمثالهم من قومك يكونوا معك، قال: لو وجدني هؤلاء نائماً ما أيقظوني، قالت: فكلمهم من فوق البيت، فأبى عليها فنزل إليهم تفوح ريحه، فقالوا: ما هذه الريح يا فلان؟ قال: عطر أم فلان، لامرأته، فدنا بعضهم يشم رأسه، ثم اعتنقه وقال: اقتلوا عدو الله! فطعنه أبو عبس في خاصرته وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف فقتلوه، ثم رجعوا فأصبحت اليهود مذعورين، فجاؤوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: قتل سيدنا غيلة! فذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- صنيعه وما كان يحض عليهم ويحرض في قتالهم ويؤذيهم، ثم دعاهم إلى أن يكتبوا بينه وبينهم صلحاً. أحسبه قال: وكان ذلك الكتاب مع علىّ بعد. أخرجه ابن سعد (2/ 33 - 34) أنا محمد بن حميد عن معمر عن أيوب به. ورواته ثقات، ومحمد بن حميد أظنه اليشكري، والله أعلم. الثاني: يرويه سفيان بن عيينة ثنا العبسي عن عكرمة قال: قالت له امرأته: إني لأسمع صوتاً أجد منه ريح الدم، قال: إنما هو أبو نائلة أخي، لو وجدني نائماً أيقظني، وإنَّ الكريم لو دعي إلى طعنة لأجابها، وسمى الذين أتوه مع محمد بن مسلمة وعباد بن بشر وأبو عبس بن جبر والحارث بن معاذ. أخرجه الحميدي (1251) عن سفيان به. والعبسي ما عرفته. ¬

_ (¬1) 8/ 340 و341 و342 و343

باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق

باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق 875 - (5669) قال الحافظ: والذي سماه عبد الله هو عبد الله بن أنيس وذلك فيما أخرجه الحاكم في "الإكليل" من حديثه مطولاً وأوله: إنَّ الرهط الذين بعثهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عبد الله بن أبي الحقيق ليقتلوه وهم: عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة، وحليف لهم، ورجل من الأنصار، وأنهم قدموا خيبر ليلاً، فذكر الحديث. وقال: وفي حديث عبد الله بن أنيس في "الإكليل": أسود بن حرام. وقال: في حديث عبد الله بن أنيس عند الحاكم: فلم يدعوا باباً إلا أغلقوه. وقال: في حديث عبد الله بن أنيس: فقالت امرأته: يا أبا رافع! هذا صوت عبد الله بن عتيك، فقال: ثكلتك أمك وأين عبد الله بن عتيك؟ وقال: وفي حديث عبد الله بن أنيس قال: توجهنا من خيبر فكنا نكمن النهار ونسير الليل، وإذا كمنا بالنهار أقعدنا منا واحداً يحرسنا، فإذا رأى شيئاً يخافه أشار إلينا، فلما قربنا من المدينة كانت نوبتي فأشرف إليهم فخرجوا سراعاً، ثم لحقتهم فدخلنا المدينة فقالوا: ماذا رأيت؟ قلت: ما رأيت شيئاً لكن خشيت أن تكونوا أعييتم فأحببت أن يحملكم الفزع" (¬1) أخرجه الطبري في "التاريخ" (2/ 497 - 499) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي وعباس بن عبد العظيم العنبري قالا: ثنا جعفر بن عون ثنا إبراهيم بن إسماعيل ثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنَّ أباه حدثه عن أمه ابنة عبد الله بن أنيس أنها حدثته عن عبد الله بن أنيس أنَّ الرهط الَّذين بعثهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ابن أبي الحُقَيْق ليقتلوه: عبد الله بن عَتِيك، وعبد الله بن أنيس، وأبو قَتادة، وحليف لهم، ورجل من الأنصار؛ وأنهم قَدِموا خَيبَر ليلاً. قال: فعَمَدْنا إلى أبوابهم نغلقها من خارج، ونأخذ المفاتيح، حتى أغلقنا عليهم أبوابهم، ثم أخذنا المفاتيح فألقيناها في فقير، ثم جئنا إلى المَشْرَبة التي فيها ابن أبي الحقيق، فظهرت عليها أنا وعبد الله بن عتيك وقعد أصحابنا في الحائط، فاستأذن عبد الله بن ¬

_ (¬1) 8/ 343 و344 - 345 و346 و347

باب غزوة أحد

عتيك؛ فقالت امرأة ابن أبي الحقيق: إنّ هذا لصوت عبد الله بن عَتيك. قال ابنُ أبي الحقيق: ثكلتك أمك! عبد الله بن عتيك بيثرب؛ أين هو عندك هذه الساعة! افتحي لي؛ إن الكريم لا يرد عن بابه هذه الساعة. فقامت ففتحت؛ فدخلت أنا وعبد الله على ابن أبي الحقيق، فقال عبد الله بن عتيك: دونك، قال: فشهرت عليها السيف، فأذهب لأضربها بالسيف فأذكر نهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل النساء والولدان، فأكف عنها، فدخل عبد الله بن عتيك على ابن أبي الحقيق. قال: فأنظر إليه في مشربة مظلمة إلى شدة بياضه، فلما رآني ورأى السيف، أخذ الوسادة فاتقاني بها، فأذهب لأضربه فلا أستطيع، فوخزته بالسيف وخزا، ثم خرج إليّ عبد الله بن أنيس، فقال: أقتله؟ قال: نعم، فدخل عبد الله بن أنيس فذفف عليه. قال: ثم خرجت إلى عبد الله بن عَتيك؛ فانطلقنا، وصاحت المرأة وابياتاه وابَيَاتاه! قال: فسقط عبدُ الله بن عتيك في الدرجة، فقال: وارجلاه وارجلاه! فاحتمله عبد الله بن أنيس؛ حتى وضعه إلى الأرض. قال: قلت: انطلق، ليس برجلك بأس. قال: فانطلقنا؛ قال عبد الله بن أنيس: جئنا أصحابنا فانطلقنا، ثم ذكرت قوسِي أني تركتها في الدرجة؛ فرجعت إلى قوسي؛ فإذا أهل خيبر يموج بعضهم في بعض؛ ليس لهم كلام إلا من قتل ابن أبي الحقيق؟ من قتل ابن أبي الحقيق؟ قال: فجعلت لا انظر في وجه إنسان، ولا ينظر في وجهي إنسان إلا قلت: من قتل ابن أبي الحقيق؟ ثم صعدت الدرجة والناس يظهرون فيها، وينزلون، فأخذت قوسي من مكانها، ثم ذهبت فأدركت أصحابي، فكنا نكمن النهار ونسير الليل، فإذا كمنا بالنهار أقعدنا منا ناطوراً ينظر لنا، فإن رأى شيئاً أشار إلينا، فانطلقنا حتى إذا كنا بالبيضاء كنت أنا ناطورهم، فأشرت إليهم فذهبوا جمْزا وخرجت في آثارهم، حتى إذا اقتربنا من المدينة أدركتهم، قالوا: ما شأنك؟ هل رأيت شيئاً؟ قلت: لا، إلا أني قد عرفت أن قد بلغكم الإعياء والوَصَبُ، فأحببت أن يحملكم الفزع. وإسناده ضعيف، إبراهيم بن إسماعيل ما عرفته، وإبراهيم بن عبد الرحمن لم أر من ترجمه، وابنة عبد الله بن أنيس لم تسم. باب غزوة أحد 876 - (5670) قال الحافظ: وقد وقع في مرسل أيوب بن بشر من رواية الزهري عنه عند ابن أبي شيبة: خرج عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر، ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم" (¬1) ¬

_ (¬1) 8/ 352

باب إذ همت طائفتان منكم أن أن تفشلا والله وليهما

مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 177 - 178) وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى. باب إذ همت طائفتان منكم أن أن تفشلا والله وليهما 877 - (5671) قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق السُّدِّي أنَّ ابن قمئة لما رمى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكسر رباعيته وشجه في وجهه وتفرق الصحابة منهزمين وجعل يدعوهم فاجتمع إليه منهم ثلاثون رجلاً، فذكر بقية القصة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث "لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم". باب ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون 878 - (5672) قال الحافظ: ووقع عند مسلم (1763) من طريق ابن عباس عن عمر في قصة بدر قال: فلما كان يوم أحد قتل منهم سبعون وفروا، وكسرت رباعية النبي -صلى الله عليه وسلم- وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [آل عمران: 165] الآية" (¬2) باب ما أصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجراح يوم أحد 879 - (5673) قال الحافظ: زاد سعيد بن منصور من مرسل عكرمة "يقتله رسول الله بيده" (¬3) ¬

_ (¬1) 8/ 364 (¬2) 8/ 368 (¬3) 8/ 375

باب الذين استجابوا لله والرسول

قلت: رواه عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قوله. أخرجه البخاري في الباب المذكور. باب الذين استجابوا لله والرسول 880 - (5674) قال الحافظ: وقد سمى منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمار بن ياسر، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، وحذيفة، وابن مسعود. أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس. وعند ابن أبي حاتم من مرسل الحسن: ذكر الخمس الأولين. وعند عبد الرزاق من مرسل عروة: ذكر ابن مسعود" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه الطبري في "التفسير" (4/ 177) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي الحسن بن عطية بن سعد العوفي عن أبيه عن ابن عباس قال: إنَّ الله جل وعز قذف في قلب أبي سفيان الرعب، يعني: يوم أحد بعدما كان منه ما كان، فرجع إلى مكة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أبا سفيان قد أصاب منكم طرفاً وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب" وكانت وقعة أحد في شوال، وكان التجار يقدمون المدينة في ذي القعدة، فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة، وإنهم قدموا بعد وقعة أحد، وكان أصاب المؤمنين القرح، واشتكوا ذلك إلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، واشتد عليهم الذي أصابهم، وإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ندب الناس لينطلقوا معه، ويتبعوا ما كانوا متبعين، وقال: إنما يرتحلون الآن، فيأتون الحج ولا يقدرون على مثلها حتى عام مقبل، فجاء الشيطان فخوف أولياءه فقال: إنَّ الناس قد جمعوا لكم، فأبى عليه الناس أن يتبعوه، فقال: إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد لأحضض الناس، فانتدب معه أبو بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وسعد، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو عبيدة بن الجراح في سبعين رجلاً، فساروا في طلب أبي سفيان، فطلبوه حتع بلغوا الصفراء، فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)} [آل عمران: 172]. ¬

_ (¬1) 8/ 377

باب غزوة الرجيع

وإسناده ضعيف لضعف سعد بن محمد بن الحسن والحسين بن الحسن بن عطية والحسن بن عطية بن سعد وعطية بن سعد العوفي. وحديث الحسن أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (4512) عن أبيه ثنا موسى بن إسماعيل ثنا مبارك عن الحسن قال: إنَّ أبا سفيان وأصحابه أصابوا من المسلمين ما أصابوا ورجعوا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أبا سفيان قد رجع، وقد قذف الله في قلبه الرعب، فمن ينتدب في طلبه؟ " فقام النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتبعوهم، فبلغ أبا سفيان أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلبه، فلقي عيرا من التجار فقال: ردوا محمداً ولكم من الجعل كذا كذا، وأخبروهم أني قد جمعت لهم جموعاً, وأني راجع إليهم. فجاء التجار فأخبروا بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حسبنا الله" فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [آل عمران: 172]. ورواته ثقات غير مبارك بن فضالة وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعاً من الحسن. وحديث عروة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الراء فانظر حديث "رأيت كأني في درع حصينة". باب غزوة الرجيع 881 - (5675) قال الحافظ: وكان قتل سفيان المذكور على يد عبد الله بن أنيس، وقصته عند أبي داود بإسناد حسن" (¬1) تقدم برقم 303 882 - (5676) قال الحافظ: وقد روى البغوي في ترجمة أبي براء عامر بن مالك العامري من طريق عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: حدثني عمي عامر بن الطفيل فذكر حديثاً" (¬2) ضعيف قال الحافظ في "الإصابة" (5/ 283): روى البغوي والطبري في ترجمة عامر بن ¬

_ (¬1) 8/ 382 (¬2) 8/ 391

باب مرجع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأحزاب

مالك ملاعب الأسنة من طريق عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: حدثني عمي عامر بن الطفيل عن عامر بن مالك: فذكر حديثاً. ولم يسق لفظه. وبين أبو نعيم في "الصحابة" (4/ 2062) أنَّ الراوي عن ابن بريدة هو: عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي وهو ضعيف كما قال أبو داود ويعقوب بن سفيان، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الفلاس: كان ضعيفاً واهي الحديث ليس بالحافظ. وانظر حديث "افش السلام، وأطعم الطعام" في المجموعة الأولى. باب مرجع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأحزاب 883 - (5677) قال الحافظ: وفي مرسل يزيد بن الاسم عند ابن سعد: فقال له جبريل: عفا الله عنك، وضعت السلاح ولم تضعه ملائكة الله" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (2/ 75 - 76) وابن أبي شيبة (14/ 426 - 427) عن كثير بن هشام الكلابي أنا جعفر بن برقان أنا يزيد بن الأصم قال: لما كشف الله الأحزاب ورجع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته فأخذ يغسل رأسه أتاه جبريل، فقال: عفا الله عنك، وضعت السلاح ولم تضعه ملائكة الله، إئتنا عند حصن بني قريظة، فنادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس أن ائتوا حصن بني قريظة، ثم اغتسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتاهم عند الحصين. ورواته ثقات. 884 - (5678) قال الحافظ: وفي رواية أبي الأسود عن عروة عند الحاكم والبيهقي: وبعث علياً على المقدمة ودفع إليه اللواء، وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أثره" (¬2) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 14) من طريق عبد الله بن لَهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة عن عروة قال: فذكر الحديث في قصة ¬

_ (¬1) 8/ 417 (¬2) 8/ 417

باب غزوة ذات الرقاع

الخندق، وفيه: فرجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلبس لَأْمَته وأذن بالخروج، وأمرهم أن يأخذوا السلاح، ففزع الناس للحرب، فبعث علي بن أبي طالب على المقدمة، ودفع إليه اللواء وأمره أن ينطلق حتى يقف بهم، إلى حصن بني قريظة، ففعل، وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على آثارهم ... وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. باب غزوة ذات الرقاع 885 - (5679) قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث أبي بكرة أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف" (¬1) تقدم الكلام عليه برقم 208 باب غزوة الحديبية 886 - (5680) قال الحافظ: ووقع عند ابن أبي شيبة من حديث مجمع بن جارية: كانوا ألفاً وخمسمائة" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إيْ والذي نفسي بيده إنه لفتح" 887 - (5681) قال الحافظ: ووقع عند ابن سعد في حديث معقل بن يسار: زهاء ألف وأربعمائة" (¬3) أخرجه ابن سعد (2/ 99 و100) ومسلم (1858) من طريق الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل بن يسار قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية وكان يبايع الناس وأنا أرفع بيدي غصناً من أغصان الشجرة عن رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبايعهم على أن لا يفروا ولم يبايعهم على الموت، فقلنا لمعقل: كم كنتم يومئذٍ؟ قال: ألفاً وأربعمائة رجل. ¬

_ (¬1) 8/ 427 (¬2) 8/ 445 (¬3) 8/ 446

888 - (5682) قال الحافظ: وفي حديث ابن الأكوع عند ابن أبي شيبة: ألفاً وسبعمائة" (¬1) أخرجه ابن سعد (2/ 102 - 103) وابن أبي شيبة (14/ 438) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الحديبية فنحر مائة بدنة ونحن سبع (¬2) عشرة مائة، ومعهم عدة السلاح والرجال والخيل، وكان في بدنه جمل، فنزل الحديبية، فصالحه قريش على أنَّ هذا الهدي محله حيث حبسناه. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبذي. 889 - (5683) قال الحافظ: ثم وجدته موصولاً عن ابن عباس عند ابن مردويه" (¬3) ضعيف أخرجه الطبري في "التفسير" (26/ 87) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي الحسن بن عطية بن سعد العوفي عن أبيه عن ابن عباس قال: كان أهل البيعة تحت الشجرة ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين. وهذا الإسناد ضعيف كما بينت ذلك قبل ثمانية أحاديث. 890 - (5684) قال الحافظ: وفي رواية أبي الأسود عن عروة في دلائل البيهقي أنه أمر بسهم فوضع في قعر البئر فجاشت بالماء" (¬4) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 112) من طريق عبد الله بن لَهيعة ثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة قال: قال عروة: فذكر خروج النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: وخرجت قريش من مكة فسبقوه إلى بَلْدَح، وإلى الماء، فنزلوا عليه، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قد سبق نزل إلى الحديبية وذلك في حر شديد، وليس بها إلا بئر ¬

_ (¬1) 8/ 446 (¬2) ولفظ ابن سعد: بضع. (¬3) 8/ 446 (¬4) 8/ 448

واحدة، فأشفق القوم من الظماء والقوم كثير، فنزل فيها رجال يَمِيْجُونَهَا، ودعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدلو من ماء، فتوضأ في الدلو، ومضمض فاه، ثم مجَّ به وأمران يصبَّ في البئر، ونزع سهماً من كنانته، فألقاه في البئر ودعا الله تبارك وتعالى، ففارت بالماء، حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفتيها. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 429 - 433) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا هشام بن عروة عن أبيه به. ورواته ثقات. 891 - (5685) قال الحافظ: وروى البيهقي في "الدلائل" من مرسل الشعبي قال: كان أول من انتهى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دعا الناس إلى البيعة تحت الشجرة أبو سنان الأزدي" (¬1) مرسل وله عن الشعبي طريقان: الأول: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس إلى البيعة كان أول من انتهى إليه أبو سنان الأسدي، فقال: أبسط يدك أبايعك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "على ما تبايعني؟ " فقال أبو سنان: على ما في نفسك. أخرجه الحسن بن علي الحُلْواني (الاستيعاب 11/ 313 - الإصابة 11/ 181) وابن سعد (2/ 100) وأبو نعيم في "الصحابة" (6828) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 137) من طرق (¬2) عن إسماعيل به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه عاصم بن سليمان الأحول عن الشعبي قال: أتاني عامري وأسدي -يعني كانا متفاخرين- فقلت: كان لبني أسد ست خصال، ما كانت لحي من العرب، كان ¬

_ (¬1) 8/ 454 (¬2) رواه سفيان بن عيينة وأبو أسامة حماد بن أسامة ووكيع وهُشيم عن إسماعيل عن الشعبي. واختلف عن سفيان: فرواه الحميدي عنه عن إسماعبل عن الشعبي كما عند البيهقي، ورواه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (288) عن سفيان فلم يذكر الشعبي.

باب غزوة خيبر

أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد الله بن وهب الأسدي، قال: يا رسول الله! أبْسُط يدك أبايعك، قال: "على ماذا؟ " قال: على ما في نفسك، قال: "وما في نفسي؟ " قال: فتح أو شهادة، قال: "نعم" فبايعه. قال: فخرج الناس يبايعون على بيعة أبي سنان. أخرجه أبو أحمد الحاكم (الإصابة 11/ 181) وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (81) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 217) وفيه يعقوب بن محمد الزهري قال أبو زرعة: واهي الحديث. وعبد العزيز بن عمران الأعرج قال ابن معين: ليس بثقة. 892 - (5686) قال الحافظ: وروى مسلم (1808) أيضاً من حديث أنس أنَّ رجالاً من أهل مكة هبطوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبل التنعيم ليقاتلوه فأخذهم فعفا عنهم فأنزل الله الآية" (¬1) أخرجه مسلم من طريق ثابت بن أسلم البُناني عن أنس أنَّ ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جبل التنعيم متسلحين يريدون غِرَّةَ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فأخذهم سلماً، فاستحياهم، فأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] 893 - (5687) قال الحافظ: وكذا رواه مسلم من حديث معقل بن يسار" (¬2) تقدم قبل خمسة أحاديث. باب غزوة خيبر 894 - (5688) قال الحافظ: وعند ابن عائذ من حديث ابن عباس: أقام بعد الرجوع من الحديبية عشر ليال" (¬3) ¬

_ (¬1) 8/ 455 (¬2) 8/ 455 (¬3) 9/ 3

895 - (5689) قال الحافظ: وعند أحمد والحاكم من حديث أبي هريرة أنه سباع بن عُرْفُطَة، وهو أصح" (¬1) صحيح أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (83) عن سفيان بن عيينة ثنا عثمان بن أبي سليمان: سمعت عراك بن مالك: سمعت أبا هريرة يقول: قدمت المدينة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر، ورجل من بني غفار يؤم الناس، فسمعته يقرأ في صلاة الصبح في الركعة الأولى بسورة مريم، وفي الثانية بويل للمطففين، وكان لرجل عندنا له مكيالان، يأخذ بأحدهما، ويعطي بالآخر. فقلت: ويل لفلان. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (3614) عن إسماعيل بن يبيح المزني ثنا الشافعي به. وأخرجه البخاري في "الأوسط" (52) عن علي بن المديني ثنا سفيان به. وأخرجه ابن حبان (7156) من طريق عبد الجبار بن العلاء العطار ثنا سفيان به. وإسناده صحيح. - ورواه خُثيم بن عراك بن مالك الغفاري واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن خثيم عن أبيه عن أبي هريرة، منهم: 1 - الفضل بن موسى السِّيناني. أخرجه البخاري في "الأوسط" (53) 2 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 160) 3 - فضيل بن سليمان النُّمَيري. أخرجه البزار (كشف 2281) 4 - رَوح بن القاسم التميمي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3679) ¬

_ (¬1) 9/ 4

وسموا الرجل الغفاري: سباع بن عُرْفُطَة. زاد روح بن القاسم في حديثه: ثم أتيناه، فلحقنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد فتح خيبر، فاستأذن الناس أن يقسم من الغنائم فأذنوا له، فقسم لنا. وإسناده صحيح. ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (3/ 36 - 37) وقال: صحيح" • ورواه وهيب بن خالد البصري عن خثيم واختلف عن وهيب: فرواه عفان بن مسلم البصري عن وهيب كرواية السيناني ومن تابعه. أخرجه أحمد (2/ 345 - 346) ورواه أحمد بن إسحاق الحضرمي عن وهيب ثنا خثيم عن أبيه عن نفر من قومه أنَّ أبا هريرة ... أخرجه ابن سعد (4/ 327 - 328) وتابعه سليمان بن حرب البصري ثنا وهيب به. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 198 - 199) ورواه الطيالسي (ص 338) عن وهيب عن خثيم أنَّ أبا هريرة ونفراً من قومه أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... والأول أصح. 896 - (5690) قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أبي طلحة في نحو هذه القصة: حتى إذا كان عند السحر وذهب ذو الزرع إلى زرعه، وذو الضرع إلى ضرعه، أغار عليهم" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 270 - 271) عن عفان بن مسلم البصري ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: إني لرديف أبي طلحة، قال: وأبو طلحة إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: وإني لأرى قدمي لتمس قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فأمهلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى خرج أهل الزرع إلى زروعهم، وأهل المواشي إلى مواشيهم، قال: كبَّر، ثم أغار عليهم، ثم قال: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" ¬

_ (¬1) 9/ 7

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4705) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا سليمان بن المغيرة القيسي ثنا ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فلو قلت: إنَّ ركبتي تمس ركبته، فسكت عنهم حتى إذا كان عند السحر وذهب ذو الضرع إلى ضرعه، وذو الزرع إلى زرعه أغار عليهم، وقال: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري (فتح 3/ 90) عن مسدد ثنا حماد -هو ابن زيد- عن عبد العزيز بن صهيب وثابت عن أنس. ولم يذكر أبا طلحة. وأخرجه أيضاً (9/ 8) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس. ولم يذكر أبا طلحة. وأخرجه مسلم (3/ 1427) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر ... 897 - (5691) قال الحافظ: في حديث علي عند ابن أبي شيبة: أرمد، وفي حديث جابر عند الطبراني في "الصغير": أرمد شديد الرمد، وفي حديث ابن عمر عند أبي نعيم في "الدلائل": أرمد لا يبصر. وقال: وعند الحاكم من حديث علي نفسه: قال: فوضع رأسي في حجره ثم بزق في ألية راحته فدلك بها عيني" (¬1) حديث علي أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 62 - 63 و14/ 464 - 465) عن علي بن هاشم بن البريد الكوفي ثنا ابن (¬2) أبي ليلى عن المنهال (¬3) والحكم (¬4) وعيسى (¬5) عن ¬

_ (¬1) 9/ 16 و17 (¬2) اسمه محمد بن عبد الرحمن. (¬3) هو المنهال بن عمرو الأسدي. (¬4) هو الحكم بن عتيبة. (¬5) هو عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان عليٌّ يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل. فقال الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك فإنه يسهر معه. فسألت أبي فقلت: إنَّ الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئاً استنكروه، قال: وما ذاك؟ قال: يخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك، ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا، فهل سمعت في ذلك شيئاً؟ فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده. فسمر عنده فقال: يا أمير المؤمنين! إنَّ الناس قد تفقدوا منك شيئاً، قال: وما هو؟ قال: تخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل، وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا، قال: وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قال: بلى، والله قد كنت معكم، قال: فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرار" فأرسل إليَّ فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: "اللهم اكفه الحر والبرد" قال: فما آذاني بعد حر ولا برد. وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (871) عن محمد بن عبيد المحاربي و (872) عن عبد الله بن محمد (¬1) وإسماعيل الأصبهاني في "الدلائل" (244) عن سهل بن عثمان العسكري قالوا: ثنا علي بن هاشم به. ورواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي بن هاشم فلم يذكر المنهال بن عمرو. أخرجه الحاكم (3/ 37) وقال: صحيح الإسناد" ¬

_ (¬1) أظنه ابن أبي شيبة.

كذا قال، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أحمد وابن معين: ضعيف الحديث، وقال الجوزجاني: واهي الحديث سيء الحفظ، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. واختلف عن علي بن هاشم، فرواه عباد بن يعقوب الرَّوَاجني عن علي بن هاشم عن عبد الملك بن سليمان عن أبي فروة (¬1) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر وأصحابه فجاء منكسفاً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما لي أراكم تنهزمون، أما إني سأبعث إليهم رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح عليه" وذكر الحديث. أخرجه الآجري في "الشريعة" (1494) وأبو نعيم في "الصحابة" (333) وعباد بن يعقوب قال الدارقطني: شيعي صدوق، وقال ابن حبان: كان رافضياً داعية إلى الرفض ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك، وقال ابن عدي: فيه غلو في التشيع وروى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم. وتابعه أبو نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي ثنا علي بن هاشم به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6421) و"الأوسط" (5785) وضرار بن صرد قال ابن معين: كذاب، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث. وحديث ابن أبي شيبة ومن تابعه أصح. • ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن أبي ليلى فلم يذكر عيسى بن عبد الرحمن. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 212 - 213) وتابعه عبيد الله بن موسى الكوفي عن ابن أبي ليلى به. أخرجه البزار (496) والنسائي في "خصائص علي" (14) والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة" (1084) • ورواه عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه فلم يذكر المنهال والحكم. أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (391) ¬

_ (¬1) اسمه مسلم بن سالم الجهني.

• ورواه أحمد (1/ 99 و133) وفي "الفضائل" (950) عن وكيع عن ابن أبي ليلى فلم يذكر الحكم وعيسى. ورواه عثمان بن أبي شيبة عن وكيع فلم يذكر المنهال وعيسى. أخرجه ابن ماجه (117) قال البوصِيري: هذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد، وهو ضعيف الحفظ لا يحتج بما ينفرد به" المصباح 1/ 20 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ" المجمع 9/ 124 وللحديث طريق أخرى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجها النسائي في "الخصائص" (151) والطبراني في "الأوسط" (2307) من طريق هاشم بن مخلد الثقفي ثنا أيوب بن إبراهيم الثقفي عن إبراهيم الصائغ عن أبي إسحاق الهَمْداني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنَّ علياً خرج علينا في حر شديد، وعليه ثياب الشتاء، وخرج علينا في الشتاء، وعليه ثياب الصيف، وذكر الحديث عن أبيه عن علي. قال الطبراني: لم يروه عن أبي إسحاق إلا إبراهيم، ولا يُروى عن إبراهيم إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف، أيوب بن إبراهيم قال الذهبي في "الميزان": مجهول روى عنه هاشم بن مخلد فقط. وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضاً، ولم أر أحداً صرح بسماع إبراهيم بن ميمون الصائغ منه أهو قبل الإختلاط أم بعده. وتابعه عبد الكبير بن دينار المروزي وعيسى بن يزيد عن أبي إسحاق به. ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" (3/ 279) وقال: ويقال: إنَّ أبا إسحاق لم يسمعه من عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإنما أخذه من ابنه محمد عن المنهال بن عمرو به. وحديث جابر أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (5/ 424) والحاكم (3/ 38) من طريق فضيل بن عبد الوهاب القناد ثنا جعفر بن سليمان عن الخليل بن مرة عن عمرو بن دينار عن جابر قال: لما كان يوم خيبر بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً فجبن، فجاء محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله! لم أرَ كاليوم قط، قتل محمود بن مسلمة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإنكم لا تدرون ما تبتلون معهم، وإذا لقيتموهم فقدلوا: اللهمَّ أنت ربنا وربهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تقتلهم أنت، ثم الزموا الأرض جلوساً، فإذا غشوكم فانهضوا وكبِّروا" ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأبعثنَّ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبانه، لا يولي الدبر، يفتح الله على يديه" فتشرف لها الناس وعليٌّ يومئذ أرمد، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سِرْ" فقال: يا رسول الله! ما أبصر موضعاً، فتفل في عينيه، وعقد له، ودفع إليه الراية، فقال علي: يا رسول الله! على ما أقاتلهم؟ فقال: "على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقهما، وحسابهم على الله عز وجل" قال: فلقيهم ففتح الله عليه. وإسناده ضعيف لضعف الخليل بن مرة. وحديث ابن عمر ذكره الهيثمي في ""المجمع" (9/ 123) من طريقين: الأول: عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! إنَّ اليهود قتلوا أخي، قال: "لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه فيمكنك من قاتل أخيك" فاستشرف لذلك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبعث إلى علي فعقد له اللواء، فقال: يا رسول الله! إني أرمد كما ترى -وهو يومئذٍ رمد- فتفل في عينيه فما رمدت بعد يومه، فمضى. قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه أحمد بن سهل بن علي الباهلي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" قلت: أخرجه ابن سمعون في "الأمالي" (52) من طريق هُشيم عن العوام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر. وهشيم وحبيب مدلسان وقد عنعنا. الثاني: يرويه جميع بن عمير قال: قلت لعبد الله بن عمر: حدثني عن علي، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" فكأني أنظر إليها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو يحتضنها، وكان علي بن أبي طالب أرمد من دخان الحصين، فدفعها إليه، فلا والله ما تتامت الخيل حتى فتحها الله عليه. قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه جميع بن عمير وهو ضعيف، وقد وثق"

898 - (5692) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما" (¬1) أخرجه أحمد (3/ 16) وفي "فضائل الصحابة" (987) وأبو يعلى (1346) والخطيب في "تالي التخليص" (321) من طرق عن إسرائيل بن يونس الكوفي ثنا عبد الله بن عِصْمَة العجلي قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراية فهزَّها، ثم قال: "من يأخُذها بحقها؟ " فجاء الزبير فقال: أنا، فقال: "أَمِطْ" ثم قام رجل آخر فقال: أنا، فقال: "أَمِطْ" ثم قام آخر قال: أنا، فقال: "أمط" فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لا يفرُّ بها. هاك يا علي" فقبضها ثم انطلق حتى فتح الله فَدَكَ وخيبر، وجاء بعَجْوتها وقَدِيْدِها. قال ابن كثير: إسناده لا بأس به، وفيه غرابة" البداية 4/ 185 وقال البوصيري: رواته ثقات" الإتحاف 9/ 251 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عصمة وهو ثقة يخطىء" المجمع 9/ 124 قلت: وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات": وقال: يخطىء كثيراً. وأعاده في "المجروحين" وقال: منكر الحديث جداً على قلة روايته، يروي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم، حتى يسبق إلى القلب أنها موهومة أو موضوعة. 899 - (5693) قال الحافظ: وللحاكم من حديث جابر أنَّ علياً حمل الباب يوم خيبر وأنه جُرِّب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً" (¬2) ضعيف أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 212) والخطيب في "تلخيص المشابه" (1/ 482) من طريق إسماعيل بن موسى السُّدِّي ثنا مطلب بن زياد عن ليث بن أبي سليم عن أبي جعفر محمد بن علي قال: دخلت عليه فقال: حدثنا جابر بن عبد الله أنَّ علياً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسملمون عليه فافتتحوها، وأنه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً. ¬

_ (¬1) 9/ 17 (¬2) 9/ 18

قال البيهقي: تابعه فضيل بن عبد الوهاب عن المطلب بن زياد، وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر: ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً فكان جهدهم أن أعادوا الباب" وتابعه محمد بن حسان السَّمْتي ثنا المطلب بن زياد بن زهير به. أخرجه الخطيب (1/ 481 - 482) وإسناده ضعيف، المطلب بن زياد هو الثقفي مختلف فيه، وليث بن أبي سليم قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف. 900 - (5694) قال الحافظ: وخالف ذلك أهل السير، فجزم ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي بأنَّ الذي قتل مرحباً هو محمد بن مسلمة، وكذا روى أحمد بإسناد حسن عن جابر" (¬1) أخرجه ابن هشام في "السير" (2/ 333 - 334) وأحمد (3/ 385) والحارث (694) وأبو يعلى (1861) والطبري في "التاريخ" (3/ 10 - 11) والحاكم (3/ 436 - 437) والبيهقي (9/ 131) وفي "الدلائل" (4/ 215) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني أبو ليلى عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل أخو بني حارثة عن جابر قال: خرج مَرْحَبٌ اليهودي من حصنهم، قد جمع سلاحه، يَرْتَجِزُ وهو يقول: قد عَلِمَت خيبرُ أني مرحبُ ... شاكي السلاحِ بطلٌ مُجَرَّبُ أطعُنُ أحياناً وحينا أضربُ ... إذا الليوثُ أَقبلتْ تَحَرَّبُ إنَّ حِمايَ لَلحِمي لا يُقربُ ... يحجم عن صولتي المجرب وهو يقول: من يبارز؟ فأجابه كعب بن مالك، فقال: قد علمت خيبر أني كعبُ ... مُفَرِّجُ الغَمَّى جريء صلب إذ شبَّت الحرب تلتها الحرب ... معي حسام كالعقيق عَضْب نطؤكم حتى يذل الصعب ... نعطي الجزاء أو يفيء النَّهبُ بكف ماضٍ ليس فيه عَتْبُ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لهذا" قال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول الله، أنا والله الموتورُ الثائرُ، قُتل أخي بالأمس، فقال: "فقم إليه، اللهم أعنه" ¬

_ (¬1) 9/ 18

باب الشاة التي سمت للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخيبر

قال: فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة عُمْريَّةٌ من شجر العُشَر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع صاحبه بسيفه ما دونه منها، حتى بَرَزَ كلُّ واحد منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم، ما فيها فَنَنٌ، ثم حمل مرحب على محمد بن مسلمة، فضربه، فاتقاه بالدَّرَقَةِ، فوقع سيفُه فيها، فعضَّت به فأمسَكَتْهُ، وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 149 - 150 قلت: ابن إسحاق صدوق أخرج له مسلم في المتابعات، وأبو ليلى وثقه أبو زرعة وغيره، فالإسناد حسن إن كان أبو ليلى سمع من جابر، فإنه لم يذكر منه سماعاً، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه، والله أعلم. 901 - (5695) قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود من حديث جابر في النهي عن الدفن ليلاً فهو محمول على حال الاختيار لأنَّ في بعضه: إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك" (¬1) أخرجه مسلم (943) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً يحدث أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب يوماً فذكر رجلاً من أصحابه قبض فكفِّن في كفن غير طائل، وقُبر ليلاً، فزجر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك. وقال: "إذا كَفَّن أحدكم أخاه فليحسن كفنه" باب الشاة التي سُمَّت للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخيبر 902 - (5696) قال الحافظ: وروى البيهقي من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة أنَّ امرأة من اليهود أهدت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاة مسمومة فأكل فقال لأصحابه: "أمسكوا فإنها مسمومة" وقال لها: "ما حملك على ذلك؟ " قالت: أردت إن كنت نبياً فيطلعك الله، وإن كنت كاذباً فأريح الناس منك. قال: فما عرض لها. ¬

_ (¬1) 9/ 34

ومن طريق أبي نَضْرَة عن جابر نحوه فقال: فلم يعاقبها. وروى عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن الزهري عن أبي بن كعب مثله وزاد: فاحتجم على الكاهل. قال: قال الزهري: فأسلمت فتركها. قال معمر: والناس يقولون: قتلها. وأخرج ابن سعد عن شيخه الواقدي بأسانيد متعددة له هذه القصة مطولة، وفي آخره: قال: فدفعها إلى ولاة بشر بن البراء فقتلوها. قال الواقدي: وهو الثبت. وأخرج أبو داود من طريق يونس عن الزهري عن جابر نحو رواية معمر عنه، وهذا منقطع لأنَّ الزهري لم يسمع من جابر" (¬1) حديث أبي هريرة يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال سفيان بن حسين الواسطي: عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنَّ امرأة من اليهود أهدت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاة مسمومة، فقال لأصحابه: "أمسكوا فإنها مسمومة" فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ " قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبياً فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذباً أريح الناس منك. قال: فما عرض لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن سعد (2/ 201) عن سعيد بن سليمان الواسطي أنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به. وأخرجه أبو داود (4509) والبيهقي (8/ 46) وفي "الدلائل" (4/ 259 - 260) والخطيب (¬2) في "التاريخ" (7/ 372 - 373) من طرق عن سعيد بن سليمان به. • ورواه داود بن رشيد الهاشمي عن عباد بن العوام فلم يذكر أبا هريرة. أخرجه أبو داود (4509) والبيهقي (8/ 46) وإسناده ضعيف، سفيان بن حسين قال أحمد: ليس بذاك في حديثه عن الزهري. وقال ابن معين: حديثه عن الزهري ليس بذاك، وقال أيضاً: ضعيف الحديث عن الزهري. ¬

_ (¬1) 9/ 38 (¬2) لم يذكر في إسناده: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.

وقال يعقوب بن شيبة: في حديث ضعف ما روى عن الزهري. وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري. - وقال شعيب بن أبي حمزة الحمصي: عن الزهري قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أنَّ يهودية من أهل خيبر سمَّت شاة مصلية ثم أهدتها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- منها الذراع فأكل منها، وأكل الرهط من أصحابه معه، ثم قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ارفعوا أيديكم" وأرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليهودية فدعاها، فقال لها: "أسممت هذه الشاة؟ " فقالت: نعم، ومن أخبرك؟ فقال: "أخبرتني هذه في يدي الذراع" فقالت: نعم، قال: "فماذا أردت إلى ذلك؟ " قالت: قلت: إن كان نبياً لم يضره، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولما يعاقبها، وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة، حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن والشفرة، وهو من بني ثمامة وهم حي من الأنصار. أخرجه الدارمي (69) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي أنا شعيب به. ورواته ثقات. وتابعه يونس بن يزيد الأَيْلي عن الزهري به. أخرجه أبو داود (4510) والبيهقي (8/ 46) وفي "الدلائل" (4/ 262) من طريق ابن وهب أخبرني يونس به. قال الخطابي: حديث جابر ليس بذاك المتصل لأنَّ الزهري لم يسمع من جابر شيئاً" المعالم 4/ 648 قلت: إسناده إلى الزهري صحيح. - ورواه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري ابن أخي الزهري عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن جابر. أخرجه ابن سعد (2/ 201 - 203) عن محمد بن عمر الواقدي ثني محمد بن عبد الله به. والواقدي متهم بالكذب كما تقدم مراراً. - ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 70) من طريق أحمد بن بكر البَالِسي ثنا زيد بن الحُبَاب ثنا ابن أبي ذئب به.

وإسناده ضعيف لضعف البالسي. - ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مرسلاً. وقال الزهري في آخره: فأسلمت فتركها النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال معمر: وأما الناس فيقولون: قتلها النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه عبد الرزاق (19814) عن معمر به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 260 - 261) ورواته ثقات. - ورواه موسى بن عقبة المدني عن الزهري مرسلاً. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 263 - 264) وأما حديث جابر فيرويه عبد الملك بن أبي نَضْرَة العبدي البصري عن أبيه واختلف عنه: - فقال عثمان بن جَبَلَة المروزي: أخبرني عبد الملك عن أبيه عن جابر أنَّ يهودية أهدت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إما شاة مسمومة، وإما بَرَقاً مسموطاً مسموماً، فلما قربته إليه وبسط القوم أيديهم، قال: "أمسكوا، فإنَّ عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة" فدعا صاحبتها، فقال: "أسممت هذا؟ " قالت: نعم، قال: "ما حملك عليه؟ " قالت: أحببت إن كنت كاذباً أن أريح الناس منك، وإن كنت رسولاً أنك سَتُطْلَعُ عليه، فلم يعاقبها. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 260) من طريق خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة المروزي أخبرني أبي عن جدي به. وخلف بن عبد العزيز ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعبد الملك بن أبي نضرة قال الدارقطني: لا بأس به، والباقون ثقات. - وقال أبو عتاب سهل بن حماد الدلال: ثنا عبد الملك عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به. وزاد: فبسط يده وقال: "كلوا باسم الله قال: فأكلنا وذكرنا اسم الله، فلم يضر أحداً منا. أخرجه البزار (كشف 2424)

وقال: لا نعلم يُروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 295 وقال ابن كثير في "البداية" (4/ 211): وفيه نكارة وغرابة شديدة" قلت: النكارة في الزيادة المذكورة. وحديث الواقدي أخرجه ابن سعد (2/ 201 - 203) عن الواقدي قال: ثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أبي هريرة. وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبرَة عن يونس بن يوسف عن سعيد بن المسيب وحدثني عمر بن عقبة عن شعبة عن ابن عباس زاد بعضهم على بعض قالوا: لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر واطمأنَّ جعلت زينب بنت الحارث أخي مرحب، وهي امرأة سلَّام بن مِشْكَم تسأل: أيُّ الشاة أحبُّ إلى محمد؟ فيقولون: الذراع! فعمدت إلى عنز لها فذبحتها وَصَلَتْها ثم عَمَدَت إلى سُمّ لا يُطْني، وقد شاورت يهود في سموم، فأجمعوا لها على هذا السم بعينه، فسمت الشاة وأكثرت في الذراعَين والكتف، فلمّا غابت الشمس وصلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، المغرب بالناس انصرف وهي جالسة عند رجليه، فسأل عنها فقالت: يا أبا القاسم هديّة أهديتها لك! فأمر بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأخذت منها فوضعت بين يديه وأصحابُه حُضُور أوْ مَن حَضَرَ منهم، وفيهم بشر بن البراء بن مَعْرور، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ادنوا فتعشوا" وتناول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذراع فانتهش منها، وتناول بشر بن البراء عظماً آخر فانتهش منه، فلما ازدرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقمته ازدرد بشر بن البراء ما في فيه وأكل القوم منها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ارفعوا أيديكم فإنّ هذه الذراع، وقال بعضهم فإنّ كتف الشاة، تُخبرني أنّها مسمومة" فقال بشر: والّذي أكرمك لقد وجدتُ ذلك من أُكْلتي التي أكلتُ حين التقمتُها فما منعني أن ألفظها إلا إنّي كرهت أن أُبْغِض إليك طعامَك، فلمّا أكلتَ ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ورجوتُ أن لا تكون ازدردتَها وفيها بَغْيٌ! فلم يقُم بشر من مكانه حتى عاد لونُه كالطّيْلَسان وماطله وجعُه سنةً لا يتحوّل إلا ما حُوّلَ ثمّ مات؛ وقال بعضهم: فلمْ يَرِمْ بشر من مكانه حتى توفّي؛ قال: وطُرح منها لكلبٍ فأكل فلم يَتْبَعْ يَدَه حتى مات؛ فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت الحارث فقال: "ما حَمَلكِ على ما صنعتِ؟ " فقالت: نلتَ من قومي ما نلت! قتلتَ أبي وعمّي وزوجي فقلتُ إن كان نبيّاً فستُخبره الذراعُ، وقال بعضهم وإن كان مَلِكاً استرحنا منه ورجعت اليهوديّة كما كانت؛ قال: فدفعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلى وُلاة بشر بن البراء فقتلوها، وهو الثبت، واحتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، على كاهله من أجْل

باب عمرة القضاء

الذي أكل، حَجمَه أبو هند بالقرْن والشّفْرة، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أصحابه فاحتجموا أوْساط رؤوسهم وعاش رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي قُبض فيه جعل يقول في مرضه: "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلتها يوم خيبر عِداداً حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري" وهو عرق في الظهر. وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهيداً. الواقدي قال أحمد وغيره: كذاب، وقال إسحاق وابن المديني: يضع الحديث. باب عمرة القضاء 903 - (5697) قال الحافظ: وأخرج الحاكم في "المستدرك" من حديث ميمونة في هذه القصة: فأتاه حويطب بن عبد العزى وكأنه كان دخل في أوائل النهار فلم يكمل الثلاث إلا في مثل ذلك الوقت من النهار الرابع الذي دخل فيه بالتلفيق، وكان مجيئهم في أول النهار قرب مجيء ذلك الوقت" (¬1) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 269) عن هارون بن أبي عيسى الشامي وابن حبان (4/ 31) والطبراني في "الكبير" (11401) والحافظ في "التغليق" (4/ 140) عن إبراهيم بن سعد الزهري والحاكم (4/ 31) والبيهقي في "الدلائل" (4/ 330) عن يونس بن بكير الشيباني كلهم عن محمد بن إسحاق المدني (¬2) ثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح ومجاهد بن جبر عن ابن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة بنت الحارث في (¬3) سفرته في هذه العمرة (¬4)، وكان الذي زوجه العباس بن عبد المطلب، فأقام ¬

_ (¬1) 9/ 45 (¬2) وعلقه البخاري في الباب عن ابن إسحاق. (¬3) ولفظ ابن حبان: في عمرة القضاء. (¬4) زاد الطحاوي والطبراني: وهو حرام.

باب غزوة مؤتة

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاثاً فأتاه حويطب بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد وُدٍّ (¬1) في نفر من قريش (¬2)، وكانت قريش قد وكلته بإخراج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة، فقالوا: قد انقضى أجلك فاخرج عنا, فقال لهم: "وما عليكم لو تركتموني فعرست بين أظهركم وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموه" فقالوا: لا حاجة لنا بطعامك فأخرج عنا، فخرج وخلَّف أبا رافع مولاه على ميمونة، حتى أتاه بها بِسَرِف فبنى عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هنالك. السياق للبيهقي، ولم يذكر الحاكم في روايته: عن أبان بن صالح. وقال: صحيح على شرط مسلم" قلت: ابن إسحاق صدوق أخرج له مسلم في المتابعات، ومن فوقه كلهم ثقات، فالإسناد حسن. وقد رواه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق فجعل قوله: فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة ... إلى آخر الحديث، من كلام ابن إسحاق. أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 372) عن البكائي به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "التغليق" (4/ 139 - 140) وتابعه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به. أخرجه الطبري في "التاريخ" (3/ 24 - 25) • ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن إسحاق فلم يذكر هذه الزيادة، وأسقط من إسناده: ابن أبي نجيح. أخرجه النسائي في "الكبرى" (3202) باب غزوة مؤتة 904 - (5698) قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث أبي اليَسَر الأنصاري قال: أنا دفعت الراية إلى ثابت بن أقرم لما أصيب عبد الله بن رواحة فدفعها إلى خالد بن الوليد وقال له: أنت أعلم بالقتال مني. ¬

_ (¬1) زاد الطبراني: بن نصر بن مالك بن حسل. (¬2) زاد الطحاوي والطبراني والحاكم: في اليوم الثالث.

وقال: وعند الطبراني من حديث أبي اليسر الأنصاري أنَّ أبا عامر الأشعري هو الذي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمصابهم" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 167 - 168) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني ثابت بن دينار ثنا سالم بن أبي الجَعد قال: قال أبو اليَسَر الأنصاري: كنت جالساً عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتاه أبو عامر الأشعري فقال: بعثني في كذا وكذا ثم أتيت مؤتة، فلما صفَّ القوم ركب جعفر فرسه ولبس الدرع وأخذ اللواء حتى أتى القوم، ثم نادى: من يبلغ هذه صاحبها؟ فقال رجل من القوم: أنا، فبعث بها ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل، فتحدرت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دموعاً، فصلى بنا الظهر ثم دخل ولم يكلمنا، ثم أقيمت العصر فخرج فصلى، ثم دخل ولم يكلمنا، ففعل كذلك في المغرب والعشاء، فدخل ولا يكلمنا، وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه، فخرج علينا في الفجر في الساعة التي كان يخرج فيها، وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس، فجلس بيننا وقال: "ألا أخبركم عن رؤيا رأيتها، دخلت الجنة فرأيت جعفراً ذا جناحين مضرجين بالدماء، وزيد مقابله، وابن رواحة معهم كأنه يعرض عنهم، وسأخبركم عن ذلك: إنَّ جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه وزيد كذلك، وابن رواحة صرف وجهه" قال الهيثمي: وفيه ثابت بن دينار أبو حمزة وهو ضعيف" المجمع 6/ 161 وأخرجه ابن سعد (2/ 129 - 130) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام، فلما رجعت مررت على أصحابي وهم يقاتلون المشركين بمُؤتَة، قلت: والله لا أبرح اليومَ حتى انظر إلى ما يصير إليه أمرهم، فأخذ اللواءَ جعفر بن أبي طالب ولبس السلاحَ، ثمّ حمل جعفر حتّى إذا هَمّ أن يخالطَ العدوّ رجع فوحّش بالسلاح ثمّ حمل على العدوّ وطاعن حتّى قُتل، ثمّ أخذ اللواء زيد بن حارثة وطاعن حتى قُتل، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وطاعن حتى قُتِل، ثم انهزم المسلمون أسوَأ هزيمةٍ رأيتُها قط حتى لم أرَ اثنين جميعاً، ثمّ أخذ اللواءَ رجلٌ من الأنصار ثمّ سعى به حتّى إذا كان أمامَ الناس رَكَزه ثمّ قال: إليّ أيّها الناس! فاجتمع إليه الناس حتّى إذا كثروا مشي باللواء إلى خالد بن الوليد فقال له خالد: لا آخذه منك أنت أحَقّ به؛ فقال الأنصاري: والله ما أخذته إلا لك! فأخذ خالد اللواء ثمّ حمل على القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمةٍ رأيتها قط حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاؤوا، وقال: فأتيت رسول لله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته فشقَّ ذلك عليه، فصَلّى الظّهرَ ثمّ دخل، ¬

_ (¬1) 9/ 53 و54

وكان إذا صلّى الظهر قام فركع ركعتين ثمّ أقبل بوجهه على القوم فشقّ ذلك على الناس، ثمّ صلّى العصر ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى المغرب ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى العَتَمة ففعل مثل ذلك، حتى إذا كان صلاة الصبح دخل المسجد ثمّ تبسّم، وكان تلك الساعة لا يقوم إليه إنسانٌ من ناحية المسجد حتى يصلّي الغداة، فقال له القوم حين تبسّم: يا نبيّ الله بأنفسنا أنت! ما يعلم إلا الله ما كان بنا من الوجد منذ رأينا منك الذي رأينا! قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "كان الذي رأيتم مني أنه أحزنَني قتل أصحابي حتى رأيتهم في الجنّة إخواناً على سُرُرٍ متقابلين، ورأيت في بعضهم إعراضاً كأنه كره السيفَ، ورأيت جعفراً مَلَكاً ذا جناحَينِ مُضَرّجاً بالدماء مصبوغَ القوادِمِ" وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى. وأما الرواية الأولى فأخرجها أبو نعيم في "الصحابة" (1355) من طريق أبي إسحاق محمد بن إبراهيم الفَزَاري عن أبي حمزة الثُّمَالي عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر قال: لما دفعت الراية إلى ابن رواحة فأصيب دفعها إلى ثابت بن أقرم الأنصاري، فدفعها ثابت إلى خالد بن الوليد وقال: أنت أعلم بالقتال مني. قال الحافظ: رواه ابن منده بإسناد ضعيف" الإصابة 2/ 6 قلت: أبو حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية، واسمه دينار، ويقال: سعيد، قال ابن معين ويعقوب بن سفيان والدارقطني: ضعيف، وقال أحمد: ضعيف الحديث ليس بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث. 905 - (5699) قال الحافظ: وقد روى البيهقي في "الدلائل" من مرسل عاصم بن عمر بن قتادة أنَّ جناحي جعفر من ياقوت" (¬1) أخرجه الواقدي في "المغازي" (2/ 762) عن محمد بن صالح التمار عن عاصم بن عمر بن قتادة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لما قتل زيد أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان فحبَّب إليه الحياة، وكرَّه إليه الموت، ومنَّاه الدنيا، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا، ثمّ مضى قُدماً حتى استشهد" فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا له وقال: "استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة، وهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة" ... ¬

_ (¬1) 9/ 57

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 369) من طريق الحسين بن الفرج البغدادي ثنا الواقدي به. والواقدي متهم كما تقدم. 906 - (5700) قال الحافظ: وجاء في جناحي جبريل أنهما لؤلؤ، أخرجه ابن منده في ترجمة ورقة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: "يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ ... " 907 - (5701) قال الحافظ: وقد روى أحمد وأبو داود من حديث عوف بن مالك أنَّ رجلاً من أهل اليمن رافقه في هذه الغزوة فقتل رومياً وأخذ سَلَبه، فاستكثره خالد بن الوليد، فشكاه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬2) أخرجه أحمد (6/ 27 - 28) ومسلم (1753) وأبو داود (2719 و2720 و2721) من طريق جبير بن نفير الحمصي عن عوف بن مالك قال: خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مَدَدِىٌ من أهل اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فأتخذه كهيئة الدَّرْق، ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سَرْجٌ مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يُفْرِي المسلمين، فقعد له المددي خلف صخرة، فمَرَّ به الرومي فَعَرْقَبَ فرسه، فخرَّ، وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله عز وجل للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه السلب. قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد! أما علمت أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى بالسَلَب للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته، قلت: لتردنه عليه أو لأعرفنكها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأبى أن يردَّ عليه. قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقصصت عليه قصة المددي، وما فعل خالد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا خالد! ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله! لقد استكثرته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا خالد! رُدَّ عليه ما أخذت منه" قال عوف: فقلت له: دونك يا خالد ألم أفِ لك؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وما ذاك؟ " ¬

_ (¬1) 9/ 57 (¬2) 9/ 57

باب أين ركز النبي -صلى الله عليه وسلم- الراية يوم الفتح

فأخبرته، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا خالد! لا تردَّ عليه، هل أنتم تاركوا لي أمرائي؟ لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره". باب أين ركز النبي -صلى الله عليه وسلم- الراية يوم الفتح 908 - (5702) قال الحافظ: والساعة المذكورة وقع عند أحمد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنها استمرت من صبيحة يوم الفتح إلى العصر" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب" 909 - (5703) قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند مسلم: يطعن في عينيه بسية القوس. وفي حديث ابن عمر عند الفاكهي وصححه ابن حبان: فيسقط الصنم ولا يمسه. وللفاكهي وللطبراني من حديث ابن عباس: فلم يبق وثن استقبله إلا سقط على قفاه" (¬2) حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (1780) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة قال: فذكر الحديث في فتح مكة وقال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه، وفي يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوس، وهو آخذ بِسِيَةِ القوس، فلما أتى على الصنم جعل يَطْعُنُهُ في عينه ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل" وحديث ابن عمر له عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن نافع الصائغ عن عاصم بن عمر العُمَري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما دخل مكة وجد بها ثلاثَ مائة وستين صنماً، فأشار بعصا إلى كل صنم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً" فسقط الصنم ولم يمسه. أخرجه ابن حبان (6522) والطبراني (13643) من طريق محمد بن إسحاق المسيبي ثنا عبد الله بن نافع به. ¬

_ (¬1) 9/ 76 (¬2) 9/ 77

وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر. الثاني: يرويه القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص القرشي العَدَوي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل مكة وجد بها ثلاثماثة وستين صنماً، فأشار إلى كل صنم بعصاً، وقال: "جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً" فكان لا يشير إلى صنم إلا سقط من غير أن يمسَّه بعصا. أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 72) وقال: إسناده ضعيف" قلت: القاسم بن عبد الله قال أحمد: كذاب كان يضع الحديث، ترك الناس حديثه. وقال أبو حاتم وغير واحد: متروك الحديث. وحديث ابن عباس له عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه: - فقال جرير بن حازم البصري: عن ابن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن علي بن عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة صنم وستون صنماً قد شدَّ لهم إبليس أقدامهم بالرصاص فجاء ومعه قضيبه، فجعل يهوي به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا" حتى أَمَرَّ به عليها كلها. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10656) و"الصغير" (1152) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 71 - 72) من طرق عن وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 176 وقال أيضاً: وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 51 قلت: إسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث من عبد الله بن أبي بكر فانتفى التدليس، والباقون ثقات. - وقال يحيى بن سعيد الأموي: ثنا ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن علي بن عبد الله بن عباس عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه. أخرجه البزار (كشف 1825) وقال: لا نعلم أسند عبد الله بن أبي بكر غير هذا"

باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}

قلت: لم أر من ترجمه. - ورواه عثمان بن عمرو بن ساج الجَزَري عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن علي بن عبد الله بن عباس مرسلاً. أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 120 - 121) وعثمان مختلف فيه. الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح على راحلته، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا" فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه، ولا أشار إلى قفاه إلا وقع لوجهه، حتى ما بقي منها صنم إلا وقع. أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 416 - 417) قال: حدثني من أثق به من أهل الرواية في إسناد له عن الزهري به. وأخرجه الأزرقي (1/ 121) من طريق عبد العزيز بن عمران الأعرج عن محمد بن عبد العزيز عن الزهري به. وعبد العزيز بن عمران قال ابن معين: ليس بثقة. الثالث: يرويه محمد بن عمر الواقدي عن ابن أبي سَبْرَة عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الأزرقي (1/ 121 - 122) والواقدي كذبه أحمد وغيره. باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25] 910 - (5704) قال الحافظ: ولهذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب كما قال ضِمام بن ثعلبة لما قدم: أيكم ابن عبد المطلب؟ " (¬1) تقدم برقم 33 ¬

_ (¬1) 9/ 92

باب غزوة ذات السلاسل

باب غزوة ذات السلاسل 911 - (5705) قال الحافظ: وروى إسحاق بن راهريه والحاكم من حديث بريدة أنَّ عمرو بن العاص أمرهم في تلك الغزوة أن لا يوقدوا ناراً، فأنكر ذلك عمر، فقال له أبو بكر: دعه فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يبعثه علينا إلا لعلمه بالحرب، فسكت عنه" (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 42 - 43) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر، فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا ناراً، فغضب عمر وهمَّ أن ينال منه، فنهاه أبو بكر وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (4/ 400) عن الحاكم به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس، ولم يذكر سماعاً من المنذر بن ثعلبة. وأحمد بن عبد الجبار العُطَاردي مختلف فيه، والباقون ثقات. باب غزوة سيف البحر 912 - (5706) قال الحافظ: وفي حديث عبادة بن الصامت عند ابن إسحاق: ثم أمر بأجسم بعير معنا فحمل عليه أجسم رجل منا فخرج من تحتهما وما مست رأسه" (¬2) حسن أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 632 - 633) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن ¬

_ (¬1) 9/ 137 (¬2) 9/ 142

باب وفد عبد القيس

إسحاق ثني عُبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده عبادة بن الصامت قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية إلى سِيْف البحر، عليهم أبو عبيدة بن الجراح، وزوّدهم جرابا من تمر، فجعل يقوتهم إياه حتى صار إلى أن يعدّه عليهم عدا، ثم نَفِد التمر حتى كان يعطي كلَّ رجل منهم كل يوم تمرة. فقسمها يوماً بيننا، فنقصت تمرة عن رجل، فوجدنا فقدَها ذلك اليوم، فلما جَهَدنا الجوع أخرج الله لنا دابة من البحر، فأصبنا من لحمها وَوَدَكها، أقمنا عليها عشرين ليلة حتى سمنا وابتللنا، وأخذ أميرنا ضلعاً من أضلاعها فوضعها على طريقه، ثم أمر بأجسم بعير معنا فحمل عليه أجسم رجل منا فجلس عليه، فخرج من تحتها وما مسَّت رأسه. فلما قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرناه خبرها، وسألناه عما صنعنا في ذلك من أكلنا إياه، فقال: "رزق رزقكموه الله" وإسناده حسن، زياد وابن إسحاق صدوقان، وعبادة بن الوليد وأبوه ثقتان. باب وفد عبد القيس 913 - (5707) قال الحافظ: كان في سنة الوفود وكان عددهم حينئذٍ أربعين رجلاً كما في حديث أبي حيوة (¬1) الصناحي الذي أخرجه ابن ماجه" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وفد عبد القيس ... باب قدوم الأشعريين 914 - (5708) قال الحافظ: وجدت في كتاب "الصحابة" لابن شاهين من طريق إياس بن عمير الحميري أنه قدم وافداً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفر من حمير، فقالوا: أتيناك لنتفقه في الدين، الحديث" (¬3). أخرجه ابن شاهين في "الصحابة" كما في "أسد الغابة" (5/ 302) و"الإصابة" (10/ 129) من طريق زكريا بن يحيى بن سعيد الحميري عن إياس بن عمرو الحميري أنّ ¬

_ (¬1) هكذا وقع في المطبوع، وهو خطأ، والصواب: أبو خيرة الصباحي. (¬2) 9/ 147 (¬3) 9/ 160

باب حجة الوداع

نافع بن زيد الحميري قدم وافداً على النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفر من حمير، فقالوا: أتيناك لنتفقه في الدين، ونسأل عن أول هذا الأمر، فقال: "كان الله ولا شىء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم خلق القلم، فقال: اكتب ما هو كائن، ثم خلق السموات والأرض وما فيهن، واستوى على عرشه". قال الحافظ: فيه عدة مجاهيل". باب حجة الوداع 915 - (5709) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد الخدري ما يوهم أنه -صلى الله عليه وسلم- حج قبل أن يهاجر غير حجة الودل ولفظه ... (¬1) وعند الترمذي من حديث جابر: حج قبل أن يهاجر ثلاث حجج، وعن ابن عباس مثله، أخرجه ابن ماجه والحاكم" (¬2) حديث أبي سعيد ما عرفته، وحديث جابر وابن عباس تقدم الكلام عليهما في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حج حجتين قبل أن يهاجر ... " 916 - (5710) قال الحافظ: وقد ثبت من حديث جبير بن مطعم أنه رآه في الجاهلية واقفاً بعرفة وأنَّ ذلك من توفيق الله له" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 4/ 262) حديث كعب بن مالك 917 - (5711) قال الحافظ: ومثله في زيادات المغازي ليونس بن بكير من مرسل الحسن" (¬4) 918 - (5712) قال الحافظ: وفي حديث مُجَمِّع بن جارية عند ابن مردويه: مرارة بن ربعي، وهو خطأ، وكذا ما وقع عند ابن أبي حاتم من مرسل الحسن من تسميته ¬

_ (¬1) بياض في المطبوع. (¬2) 9/ 166 - 167 (¬3) 9/ 170 - 171 (¬4) 9/ 177

ربيع بن مرارة، وهو مقلوب. وذكر في هذا المرسل أنَّ سبب تخلفه أنه كان له حائط حين زهي فقال في نفسه: قد غزوت قبلها فلو أقمت عامي هذا، فلما تذكر ذنبه قال: اللهم إني أشهدك أني قد تصدقت به في سبيلك، وفيه أنَّ الآخر -يعني هلالاً- كان له أهل تفرقوا ثم اجتمعوا فقال: لو أقمت هذا العام عندهم، فلما تذكر قال: اللهم لك عليَّ أن لا أرجع إلى أهل ولا مال" (¬1) حديث مجمع أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (4/ 309) عنه قال: الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربعي. وحديث الحسن أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (10086) عن أبيه ثنا موسى بن إسماعيل ثنا مبارك قال: سمعت الحسن يقول: لما غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبوك تخلف كعب بن مالك وهلال بن أمية وربيع بن مرارة أو مرارة بن الربيع، قال: أما أحدهم فكان له حائط حين زها قد فشت فيه العمرة والصفرة، قال: قد غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلو أقمت عامي هذا في هذا الحائط فأصبت منه، فلما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه دخل حائطه فقال: ما خلفني عن رسول الله وما استبق المؤمنون من الجهاد في سبيل الله إلا ضن بك أيها الحائط، اللهم إني أشهدك أني قد تصدقت به في سبيلك. وأما الآخر فكان قد تفرق عنه من أهله ناس واجتمعوا له فقال: قد غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغزوت، فلو أني أقمت العام في أهلي، فلما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قال: ما خلفني عن رسول الله وما استبق إليه المؤمنون في الجهاد في سبيل الله إلا ضن بكم أيها الأهل، اللهم إنَّ لك عليَّ ألا أرجع إلى أهلي ومالي حتى أعلم ما تقضي في، وأما الآخر فقال: اللهم إن لك عليَّ أن تقطع نفسي أو ألحق بالقوم. فأنزل الله تعالى: {لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] إلى قوله: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا} [التوبة: 118] الآية. وإسناده إلى الحسن البصري حسن، مبارك هو ابن فضالة صدوق يدلس، وقد صرح بالسماع من الحسن فانتفى التدليس، وأبو حاتم وموسى بن إسماعيل التَّبوذكي ثقتان. 919 - (5713) قال الحافظ: قالت عائشة: مسروراً تَبْرُقُ أساريرُ وجهه" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 15/ 59) ¬

_ (¬1) 9/ 181 (¬2) 9/ 186

باب كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى كسرى وقيصر

باب كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى كسرى وقيصر 920 - (5714) قال الحافظ: ووقع في ترجمة عبد الله بن عيسى في كامل ابن عدي من طريقه عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قصة اتخاذ الخاتم، وفيه: وبعث كتاباً إلى كسرى بن هرمز، بعث به مع عمر بن الخطاب. كذا قال، وعبد الله ضعيف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبري في "التاريخ" (4/ 281 - 283) عن محمد بن موسى الحَرَشي ثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى الخزاز ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يكتب إلى الأعاجم كتباً يدعوهم إلى الله عز وجل؛ فقال له رجل: يا رسولَ الله؛ إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مَختوماً، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُعمل له خاتم من حديد، فجعله في إصبعه، فأتاه جبريل، فقال له: انبذه من إصبعك، فنبذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إصبعه، وأمر بخاتم آخر يُعمل له، فعمل له خاتم من نُحاس؛ فجعله في إصبعه، فقال له جبريل عليه السلام: انبذه من إصبعك، فنبذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إصبعه، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخاتم من وَرِق، فصنع له خاتم من ورق فجعله في إصبعه، فأقرّه جبريل، وأمر أن ينقش عليه: "محمد رسول الله"، فجعل يتختّم به، ويكتب إلى من أراد أن يكتب إليه من الأعاجم، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر. فكتب كتاباً إلى كسرى بن هرمز، فبعثه مع عمر بن الخطاب، فأتى به عمر كسرى فقرىء الكتاب، فلم يلتفت إلى كتابه، فقال عمر: يا رسول الله، جعلني الله فداءك! أنت على سرير مرمول باللِّيف، وكسرى بن هرمز على سرير من ذهب، وعليه الدّيباج! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة! ". فقال: جعلني الله فداءك! قد رضيت. وكتب كتاباً آخر، فبعث به مع دحِيْة بن خليفة الكلبي إلى هرقل ملك الروم يدعوه إلى الإِسلام، فقرأه وضمه إليه، ووضعه عنده؛ فكان الخاتم في إصبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتختّم به حتى قبضه الله عز وجل، ثم استخلف أبو بكر فتختّم به حتى قبضه الله عز وجل، ثم ولي عمر بن الخطاب بعد فجعل يتختّم به حتى قبضه الله، ثم ولي من بعده عثمان بن عفان، فتختّم به ستّ سنين، فحفر بئراً بالمدينة شِرْباً للمسلمين، فقعد على رأس البئر، فجعل ¬

_ (¬1) 9/ 191

باب مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفاته

يعبث بالخاتم، ويُديره بإصبعه، فانسلّ الخاتم من إصبعه فوقع في البئر، فطلبوه في البئر؛ ونزحوا ما فيها من الماء، فلم يقدروا عليه، فجعل فيه مالاً عظيماً لمن جاء به، واغتمّ لذلك غمًّا شديداً، فلما يئس من الخاتم أمر فصنِع له خاتم آخر مثله، خلقه من فضّة، على مثاله وشبهه، ونقش عليه: "محمد رسول الله" فجعله في إصبعه حتى هلك، فلما قتل ذهب الخاتم من يده فلم يُدْر من أخذه. وأخرجه ابن عدي (4/ 1565) عن خالد بن نصر القرشي ثنا محمد بن موسى الحرشي به. وإسناده ضعيف لضعف الخزاز. 921 - (5715) قال الحافظ: ويحتمل أن يكون ابن المسيب سمعه من عبد الله بن حذافة صاحب القصة، فإنَّ ابن سعد ذكر من حديثه أنه قال: فقرأ عليه كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذه فمزقه" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "اللهم مزق ملكه". باب مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفاته 922 - (5716) قال الحافظ: وله شاهدان مرسلان أخرجهما إبراهيم الحربي في "غرائب الحديث" له: أحدهما: من طريق يزيد بن رومان، والآخر: من رواية أبي جعفر الباقر" (¬2) حديث يزيد بن رومان لم أقف عليه. وحديث أبي جعفر أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 73) قال: حُدِّثت عن سفيان بن عيينة عن العلاء بن أبي العباس عن أبي جعفر رفعه: "ما زالت أكلة خيبر تُعادُّني، فهذا أوان قطعت أبْهَرِي" ورواته ثقات إلا الذي لم يسم. ¬

_ (¬1) 9/ 191 (¬2) 9/ 195

923 - (5717) قال الحافظ: وقال عياض: يحتمل أن تكون هي قوله: "ولا تتخذوا قبري وثناً" فإنها ثبتت في "الموطأ" مقرونة بالأمر بإخراج اليهود" (¬1) حسن ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحميدي (1025) وأحمد (2/ 246) عن سفيان بن عيينة عن حمزة بن المغيرة الكوفي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وأخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 47) عن الحميدي به. وأخرجه العقيلي في "التاريخ الكبير" (التمهيد 6/ 44) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 317) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 44) من طرق عن الحميدي به. وأخرجه ابن سعد (2/ 241 - 242) والبخاري في "الكبير" (2/ 1/ 47) وأبو يعلى (6681) والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (51) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 43) من طرق عن سفيان به. قال البزار: وحديث سهيل هذا إنما يجيء من هذا الطريق، لم يحدث به إلا ابن عيينة عن حمزة بن المغيرة عن سهيل" وقال أبو نعيم: غريب من حديث حمزة، تفرد به عنه سفيان" وقال البوصيري: رجاله ثقات" الإتحاف 4/ 164 قلت: إسناده حسن. قال عثمان الدارمي: سألت ابن معين عن حمزة بن المغيرة الذي يروي عن ابن عيينة: "لا تجعلوا قبري وثناً" ما حاله؟ فقال: ليس به بأس" تاريخ الدارمي ص 98 - 99 وسهيل صدوق، وسفيان وأبو صالح ذكوان ثقتان. وحديث أبي سعيد يرويه زيد بن أسلم واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 9/ 200

- فقال عمر بن صُهْبَان المدني: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعاً: "اللهم إني أعوذ بك أن يتخذ قبري وثنا، فإنَّ الله تبارك وتعالى اشتد غضبه على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" أخرجه البزار (كشف 440) عن سليمان بن يوسف الحراني ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ثنا عمر بن صهبان به. وقال: لا نحفظه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن صهبان وقد اجتمعوا على ضعفه" المجمع 2/ 28 قلت: هو متروك الحديث كما قال النسائي وأبو حاتم والدارقطني. ومن طريق البزار أخرج ابن عبد البر الحديث في "التمهيد" (6/ 42 - 43) ووقع عنده: عمر بن محمد عن زيد بن أسلم. وقال: عمر بن محمد هو من ثقات أشراف أهل المدينة، روى عنه مالك والثوري وسليمان بن بلال وغيرهم، وهو عمر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب" كذا قال، وإنما هو عمر بن محمد بن صهبان، وبالله التوفيق. - وقال مالك في "الموطأ" (1/ 172): عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار رفعه: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتدَّ غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وأخرجه ابن سعد (2/ 240 - 241) عن مَعْن بن عيسى القَزَّاز أنا مالك به. - ورواه مَعْمر بن راشد عن زيد بن أسلم مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (1587) عن معمر به. وتابعه محمد بن عجلان المدني عن زيد بن أسلم به. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 345) وقول مالك أصح، والله أعلم. 924 - (5718) قال الحافظ: قال عياض: ويحتمل أن يكون ما وقع في حديث أنس أنها قوله: "الصلاة وما ملكت أيمانكم" (¬1) ¬

_ (¬1) 9/ 200

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: "كانت عامة وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم". 925 - (5719) قال الحافظ: ولمسلم من حديث جندب أنَّ ذلك كان قبل موته بخمس" (¬1) تقدم برقم 129 و791 926 - (5720) قال الحافظ: وقد وقع عند الطبراني من حديث العباس أنهم أذابوا قُسطاً أي بزيت فلدوه به" (¬2) أخرجه أحمد (1/ 209) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 452 و509 - 510) والبزار (كشف 1566) وأبو يعلى (6704) والطحاوي "المشكل" (1932) وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (249) وابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 161) من طرق عن قيس بن الربيع الأسدي عن عبد الله بن أبي السَّفَر عن أرقم بن شُرحبيل عن ابن عباس عن العباس قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده نساؤه فاستترن مني إلا ميمونة، فَدُقَّ (¬3) له سَعْطَةٌ فَلُدَّ، فقال: "لا يبقينَّ في البيت أحد إلا لُدَّ إلا العباس، فإنه لم تصبه يميني" ثم قال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس" فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إنَّ أبا بكر إذا قام ذلك المقام بكى. فقالت له، فقال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس" فصلى أبو بكر، ثم وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خِفَّةً، فخرج، فلما رآه أبو بكر، تأخر فأومأ إليه بيده: أي مكانك. فجاء فجلس إلى جنبه، فقرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حيث انتهى أبو بكر. قال البزار: لا نعلم هذا إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف قيس بن الربيع. وقد رواه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي عن أرقم. شرحبيل فلم يذكر العباس. انظر حديث: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه أبا بكر أن بالناس. في المجموعة الأولى. ... ¬

_ (¬1) 9/ 207 (¬2) 9/ 213 (¬3) وفي لفظ: فأخذن سُكّاً فدققنه، ثم لددنه به.

كتاب التفسير

كتاب التفسير سورة البقرة باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183] 927 - (5721) قال الحافظ: ولمسلم من حديث جابر بن سَمُرَة نحو هذه الرواية" (¬1) أخرجه مسلم (1128) من طريق جعفر بن أبي ثور الكوفي عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدُنا عنده، فلما فرض رمضان، لم يأمرنا, ولم ينهنا, ولم يتعاهدْنا عنده. باب {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] 928 - (5722) قال الحافظ: قال الشافعي: فوجدنا حديثين أحدهما ثابت وهو حديث خزيمة بن ثابت ... قال الحافظ: فمن الأحاديث الصالحة الإسناد حديث خزيمة بن ثابت، أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان، وحديث أبي هريرة، أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان أيضاً" (¬2) ¬

_ (¬1) 9/ 245 (¬2) 9/ 257

حديث خزيمة بن ثابت له عنه طرق: الأول: يرويه عبد الله بن شداد الأعرج عن رجل عن خزيمة بن ثابت أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يأتي الرجل امرأته في دبرها. أخرجه أحمد (5/ 213) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن عبد الله بن شداد به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8995) عن محمد بن بشار البصري ثنا عبد الرحمن به. ولفظه عنده: "إتيان النساء في أدبارهن حرام" وأخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 160) من طريق محمد بن غالب التمار تَمْتَام عن عبد الرحمن به. ولفظه عنده: "لا تأتوا النساء في أدبارهنَّ إنَّ الله لا يستحي من الحق" وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم. الثاني: يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه رفعه: "إنَّ الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن" أخرجه الحميدي (436) وأحمد (5/ 213) عن سفيان بن عيينة ثني يزيد بن عبد الله به. ومن طريق الحميدي أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (465) والبيهقي (7/ 197) وأخرجه النسائي (8982) وابن الجارود (728) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 43) وفي "المشكل" (6131) والطبراني في "الكبير" (3716) من طرق عن سفيان به. قال البخاري: وهو وهم" التاريخ الكبير 4/ 2/ 256 وقال الشافعي: غلط سفيان في حديث ابن الهاد" السنن الكبرى للبيهقي 7/ 197 وقال البيهقي: أخطأ ابن عيينة في إسناد الحديث فإنَّ مدار الحديث على هرمي بن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل إلا من حديث ابن عيينة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأ" وقال أبو حاتم: هذا خطأ، أخطأ فيه ابن عيينة، إنما هو ابن الهاد عن عبد الله بن علي بن السائب عن عبيد الله بن محصن عن هرمي عن خزيمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" العلل 1/ 403 قلت: اختلف فيه على ابن الهاد كما سيأتي.

الثالث: يرويه حميد بن قيس الأعرج عن هَرَمِي عن خزيمة بن ثابت رفعه: "استحيوا فإنَّ الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهنَّ" أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 257) والبيهقي (7/ 197) عن وهيب بن خالد الباهلي صاحب الكرابيس والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 257) عن حبيب بن الشهيد البصري كلاهما عن حميد الأعرج به. وتابعه عمرو بن شعيب عن هرمي بن عبد الله عن خزيمة بن ثابت أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تؤتى المرأة من قِبَل دبرها" أخرجه النسائي (8988) عن زكريا بن يحيى السِّجْزِي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا معاذ بن هشام ثني أبي عن علي بن الحكم عن عمرو بن شعيب به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3733) من طريق عبد الله بن لَهيعة عن عمرو بن شعيب به. وأخرجه البيهقي (7/ 197 - 198) من طريق مثنى بن الصَّبَّاح اليماني عن عمرو بن شعيب به. • ورواه الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب فقال: عن عبد الله بن هرمي عن خزيمة. أخرجه أحمد (5/ 213) وابن ماجه (1924) والطبراني في "الكبير" (3734 و3735) والبيهقي (7/ 197) من طرق عن حجاج به (¬1). وقال البيهقي: غلط حجاج بن أرطاة في اسم الرجل فقلب اسمه اسم أبيه" قلت: وحجاج ضعيف كما قال ابن سعد وغيره. - ورواه عبد الله بن علي بن السائب القرشي واختلف عنه: • فقال عمر بن عبد الله مولى غُفْرة بنت رباح: عن عبد الله بن علي بن السائب أنه ¬

_ (¬1) رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن حجاج فلم يذكر عمرو بن شعيب. أخرجه أحمد (5/ 213)

أخبره عن عبد الله بن حصين بن محصن عن عبد الله بن هرمى عن خزيمة بن ثابت رفعه: "إنَّ الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن" أخرجه الطبراني في "الكبير" (3737) من طريق محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي ثنا عمر مولى غفرة به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 257) عن عبد الله بن صالح المصري عن الليث عن عمر مولى غفرة عن عبد الله بن علي بن السائب عن عبيد الله بن حصين عن عبد الله بن هرمي عن خزيمة به. وأخرجه الخرائطي في "المساوىء" (462) عن علي بن داود القنطري ثنا عبد الله بن صالح به. ورواه مطلب بن شعيب الأزدي عن عبد الله بن صالح فقال: عن عبيد بن حصين. أخرجه الطبراني (3736) ورواه يحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن الليث فقال: عن عبد الله بن الحصين. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 43) قال البخاري: ولا يصح عبد الله" وعمر مولى غفرة مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وقال أبو حاتم وغيره: يكتب حديثه، واختلف فيه قول ابن معين. • وقال محمد بن علي بن شافع بن السائب الشافعي: كنت مع محمد بن كعب القرظي، فسأله رجل: يا أبا حمزة، ما ترى في إتيان النساء في أدبارهن؟ فأعرض أو سكت، وقال: هذا شيخ من قريش فاسأله -يعني عبد الله بن علي بن السائب- فقال عبد الله: اللهم قذر، ولو كان حلالاً. قال: حدثني ولم يكن سمع في ذلك شيئاً، ثم أخبرني عبد الله بن علي أنه لقي عمرو بن أُحيحة بن الجُلاح فسأله عن ذلك، فقال: أشهد لسمعت خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهادتَه بشهادة رجلين يقول: أتى رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني آتي امرأتي من دبرها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نعم" قالها مرتين أو ثلاثاً، قال: ثم فَطِنَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "في أيِّ الخُرْبتين، أوفي أيِّ الخُرْزتين، أو في أي الخُصْفتين، أما من دبرها في قُبُلها فنعم، وأما في دبرها إنَّ الله تعالى ينهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهنَّ" أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2086) والنسائي (8992 و8993 و8994)

والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 43 - 44) وفي "المشكل" (6132) والطبراني في "الكبير" (3744) وفي "الأوسط" (6349) وأبو الطاهر الذهلي في "فوائده" (تلخيص الحبير 3/ 179 - 180) وأبو نعيم في "الصحابة" (2359) والبيهقي (7/ 196) من طرق عن محمد بن علي بن شافع به. ورواه الشافعي في "الأم" (5/ 84) عن عمه محمد بن علي بن شافع فقال: عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح أو عن عمرو بن فلان بن أحيحة. قال الشافعي: أنا شككت. ومن طريقه أخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 375 - 376) والبيهقي (7/ 196) وفي "معرفة السنن" (10/ 161 - 162) وفي "الصغرى" (2485) والخطيب في "التاريخ" (3/ 197) والبغوي في "التفسير" (1/ 219) قال الشافعي: عمي ثقة، وعبد الله بن علي ثقة، وقد أخبرني محمد (¬1) عن الأنصاري (¬2) المحدِّث به أنه أثنى عليه خيراً، وخزيمة مما لا يشك عالم في ثقته" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن أحيحة إلا عبد الله بن علي بن السائب" وقال الحافظ: في هذا الإسناد عمرو بن أحيحة وهو مجهول الحال" تلخيص الحبير 3/ 179 قلت: ترجمه الذهبي في "الكاشف" وقال: صحابي، له حديث عن خزيمة لم يصح" وكذا قال المزي في "التهذيب": له صحبة" ولم يثبت ذلك عند الحافظ فقال في "التقريب": مقبول، ووهم من زعم أنَّ له صحبة" • ورواه سعيد بن أبي هلال المصري عن عبد الله بن علي بن السائب واختلف عن سعيد: فقال عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث أنَّ سعيد بن أبي هلال حدثه أنَّ عبد الله بن علي بن السائب حدثه أنَّ حصين بن محصن حدثه أنَّ هَرَميا حدثه أنَّ خزيمة بن ثابت حدثه رفعه: "إنَّ الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن" ¬

_ (¬1) يعني عمه. (¬2) يعني عمرو بن أحيحة.

أخرجه ابن حبان (4200) من طريق حرملة بن يحيى التُّجِيْبِي ثنا ابن وهب به. وأخرجه البيهقي (7/ 196) من طريق أحمد (¬1) بن عيسى المصري عن ابن وهب فقال: أنَّ هرمي الخَطْمي حدثه. وأخرجه النسائي (8989) عن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفى عن ابن وهب فقال: أنَّ هرمي بن عمرو الخطمي حدثه. وتابعه أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب به. أخرجه الطبرانى (3738) وقال خالد بن يزيد الجُمَحي: عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن علي عن هرمي بن عبد الله (¬2) عن خزيمة. أخرجه النسائي (8991) وقال حسان مولى محمد بن سهل: عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن علي عن هرمي بن عمرو الخطمي عن خزيمة. أخرجه أحمد (5/ 214) عن عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا حَيْوة وابن لهيعة قالا: ثنا حسان به. ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب" (6/ 33 - 34) وأخرجه النسائي (8990) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء عن أبيه ثنا حيوة وذكر آخر قالا: أنا حسان به. وأخرجه الخرائطي (464) عن العباس بن عبد الله الترقفي ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا حيوة ثنا حسان به (¬3). وأخرجه الطبراني (3739) عن هارون بن ملول المصري ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا حَيْوة وابن لهيعة به. ووقع عنده: عن هرمي بن عبد الله. ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (578) ووقع عنده: هارون بن عمرو الخطمي. (¬2) وفي "تحفة الأشراف" (3/ 127): عمرو. (¬3) ووقع عنده: هرمي بن عمر.

ومن طريقه أخرجه الضياء المقدسي في "حديث المقرىء" (8) وأخرجه الطحاوي (3/ 44) من طريقين عن عبد الله بن يزيد المقرىء عن حيوة وابن لهيعة ووقع عنده: عن هرمي بن علي. وأخرجه من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي أنا حيوة به. ومن طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري أنا ابن لهيعة به. - ورواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد واختلف عنه: • فقال الليث بن سعد: عن ابن الهاد عن هرمي بن عبد الله عن خزيمة. أخرجه النسائي (8983) • وقال عبد العزيز بن أبي حازم المدني: عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن الحصين عن هرمي بن عبد الله عن خزيمة. أخرجه الطبراني (3742) • ورواه غير واحد عن ابن الهاد عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الوائلي عن هرمي بن عبد الله الواقفي عن خزيمة. منهم: 1 - عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي. أخرجه الخرائطي (461) والطبراني (3743) والبيهقي (7/ 197) 2 - زهير بن محمد التميمي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (981) 3 - أبو مصعب عبد السلام بن حفص المدني. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 256) والنسائي (8985) والطبراني (3741) وقال البخاري: ولا يصح" • ورواه إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن الهاد فقال: أنَّ عبيد الله بن الحصين الوائلي حدثه. أخرجه أحمد (5/ 215) والنسائي (8984) وابن حبان (4198)

وعبيد الله بن عبد الله بن الحصين وثقه أبو زرعة وابن حبان: واختلف عنه: • فقال الليث بن سعد: ثني عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الأنصاري ثم الوائلي عن هرمي بن عبد الله الوائلي عن خزيمة. أخرجه الطحاوي (3/ 44) من طريق سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثني الليث به. • وقال الوليد بن كثير المخزومي: ثنا عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الخطمي عن عبد الملك بن عمرو بن قيس الخطمي عن هرمي بن عبد الله قال: سمعت خزيمة. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 253) وفي "المسند" (16) والبخاري في"الكبير" (4/ 2/ 256) والدارمي (2219) وأحمد بن الفرات في "جزئه" (3) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2087) والنسائي (8986) والطبراني (3740) والبيهقي (7/ 196 - 197) وتابعه محمد بن إسحاق المدني ثني عبيد الله بن عبد الله بن الحصين به. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 256) والدارمي (1148) والنسائي (8987) من طرق عن ابن إسحاق به. وعبد الملك بن عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وهرمي بن عبد الله مختلف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال الحافظ: مستور. وحديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً: "استحيوا من الله حق الحياء، لا تأتوا النساء في أدبارهن" أخرجه النسائي (9010) والطبراني في "مسند الشاميين" (269) وتمام (809) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني ثنا سعيد بن عبد العزيز عن الزهري به. قال حمزة الكناني: هذا حديث منكر، ولعل عبد الملك بن محمد الصنعاني سمعه من سعيد بن عبد العزيز بعد اختلاطه، قال: وهو باطل من حديث الزهري، والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك" تلخيص الحبير 3/ 180

باب {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}

قلت: عبد الملك بن محمد مختلف فيه: وثقه الراوي عنه سليمان بن عبد الرحمن، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته، وقال الذهبي: ليس بحجة. وقد رواه يونس بن يزيد الأَيْلي عن الزهري قال: كان أبو سلمة بن عبد الرحمن ينهى عن ذلك. أخرجه الطحاوي (3/ 45) وإسناده صحيح. الثاني: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "ملعون من أتى امرأة في دبرها" أخرجه البغوي في "التفسير" (1/ 219) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مسلم بن خالد عن العلاء به. وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزَّنْجي. وله طريقين آخرين تقدم الكلام عليهما في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من أتى حائضاً أو كاهناً فقد كفر" باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] 929 - (5723) قال الحافظ: ولمسلم عن ابن مسعود نحو حديث علي" (¬1) أخرجه مسلم (628) من طريق مرَّة بن شراحيل الهَمْداني عن ابن مسعود قال: حبس المشركون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة العصر حتى احمرَّت الشمس أو اصفرت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً" أو قال: "حشا الله أجوافهم وقبورهم ناراً" 930 - (5724) قال الحافظ: التاسع: الصبح والعشاء للحديث الصحيح في أنهما أثقل الصلاة على المنافقين" (¬2) ¬

_ (¬1) 9/ 261 (¬2) 9/ 263

أخرجه البخاري (فتح 2/ 281 - 282) من حديث أبي هريرة. 931 - (5725) قال الحافظ: روى مسلم (629) وأحمد (6/ 73 و178) من طريق أبي يونس عن عائشة أنها أمرته أن يكتب لها مصحفاً، فلما بلغت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} قال: فأملت عليَّ -وصلاة العصر- قالت: سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) 932 - (5726) قال الحافظ: روى ابن المنذر من طريق نافع أنَّ حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفاً: فذكر مثله وزاد: كما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولها" (¬2) له عن حفصة طرق: الأول: يرويه نافع مولى ابن عمر واختلف عنه: - فقال عبيد الله بن عمر العُمَري: عن نافع أنَّ حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفاً وقالت: إذا بلغت هذه الآية: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأها، فلما بلغها أمرته فكتبها: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر، وقوموا لله قانتين. قال نافع: فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو (¬3). أخرجه الطبري في "التفسير" (2/ 563) وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 96) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وإسماعيل القاضي كما في "التمهيد" (4/ 281) والبيهقي (1/ 462) عن حماد بن زيد والطبري (2/ 563) وابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 281 - 282) عن حماد بن سلمة (¬4) ¬

_ (¬1) 9/ 264 (¬2) 9/ 264 (¬3) ولفظ ابن أبي داود: الواوان، ولفظ البيهقي: فرأيت الواو معلقة. (¬4) رواه أسد بن موسى المصري عن حماد بن سلمة هكذا. - ورواه حجاج بن منهال البصري عن حماد بن سلمة واختلف عنه: • فرواه المثنى بن إبراهيم الآملي عن حجاج بن منهال كرواية أسد بن موسى. =

ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر به. قال البيهقي: وهذا مسند (¬1) إلا أنَّ فيه إرسالاً من جهة نافع، ثم أكده بما أخبر عن رؤيته" وقال ابن عبد البر: هذا إسناد صحيح جيد" قلت: رواته ثقات إلا أنَّ أبا حاتم قال: رواية نافع عن حفصة في بعضه مرسل. وقال فيه: فلما بلغها جاءها فكتبت بيدها: الآية. أخرجه عبد الرزاق (2202) عن ابن جريج أخبرني نافع أنَّ حفصة. - وقال محمد بن إسحاق المدني: ثني أبو جعفر محمد بن علي ونافع مولى ابن عمر أنَّ عمرو بن نافع (¬2) مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: فاستكتبتني حفصة مصحفاً وقالت لي: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها، فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها، فقالت: اكتب: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)}. أخرجه أبو يعلى (7129) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 172) وابن حبان (6323) عن إبراهيم بن سعد الزهري وابن أبي داود (ص 97) والبيهقي (1/ 462 - 463) عن أحمد بن خالد الوهبي كلاهما عن ابن إسحاق به. ¬

_ = أخرجه الطبري (2/ 556) ورواه ابن أبي داود (ص 96) عن عمه وإسحاق بن إبراهيم قالا: ثنا حجاج به. • ورواه محمد بن بشار البصري عن حجاج بن منهال فقال: عن نافع عن ابن عمر عن حفصة. أخرجه ابن أبي داود (ص 96) (¬1) يعني: مرفوع. (¬2) هكذا عند أبي يعلى وابن حبان وابن أبي داود، وعند الباقين: رافع. وكذا في "المطالب" (3554) و"الإتحاف" (1183) بعد أن نسباه لأبي يعلى.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 320 قلت: عمرو وثقه العجلي وابن حبان، وابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث من محمد ونافع فانتفى التدليس، والباقون ثقات. - ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق التيمي عن نافع قال: أنَّ عمرو بن رافع أو ابن نافع -على الشك- مولى عمر بن الخطاب أخبره أنه كتب مصحفاً لحفصة بنت عمر فقالت: إذا بلغت آية الصلاة فآذني حتى أملي عليك كيف سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما بلغت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} قالت: {والصلاة الوسطى وصلاة العصر}. أخرجه ابن أبي داود (ص 96 - 97) عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل ثني أخي عن سليمان عن عبد الرحمن بن عبد الله به. وإسماعيل هو ابن أبي أويس مختلف فيه، وأخوه هو أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس، وسليمان هو ابن بلال ثقتان، وعبد الرحمن بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيراً. الثاني: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن عمرو بن رافع قال: كان في مصحف حفصة -حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وصلاة العصر-. أخرجه مسدد (الإتحاف 1182) عن يحيى القطان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به. وأخرجه الطبري (2/ 563) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي ثنا محمد بن عمرو به. وأخرجه ابن أبي داود (ص 97) من طريق يزيد بن هارون الواسطي ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة أخبرني عمرو بن نافع مولى عمر بن الخطاب قال: فذكره. هكذا ذكره مختصرا ولم يرفعه. - ورواه زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع واختلف عنه: • فقال سعيد بن أبي هلال المصري: عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع قال: دعتني حفصة فكتبت لها مصحفاً، فقالت: إذا بلغت آية الصلاة فأخبرني، فلما كتبت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} قالت: وصلاة العصر، أشهد أني سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 292)

عن عبد الله بن صالح المصري والطبري (2/ 563) عن عبد الله بن عبد الحكم المصري وشعيب بن الليث بن سعد ثلاثتهم عن الليث بن سعد ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به. وتابعه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم به. أخرجه ابن عبد البر (4/ 280 - 281) • ورواه مالك (1/ 139) عن زيد بن أسلم فلم يرفعه. وأخرجه أبو عبيد (ص 292) والنسائي في "حديث مالك" (تهذيب الكمال 22/ 22 - 23) والطحاوي (1/ 172) وابن أبي داود (ص 97) والبيهقي (1/ 462) والمزي (22/ 22 - 23) من طرق عن مالك به. الثالث: يرويه عبد الله بن يزيد الأزدي عن سالم بن عبد الله أنَّ حفصة أمرت إنساناً أن يكتب لها مصحفاً، وقالت: إذا بلغت هذه الآية: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} فآذني، فما بلغ آذنها، فقالت: اكتب: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. أخرجه الطبري (2/ 563) وابن أبي داود (ص 95 - 96) عن محمد بن بشار البصري ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر عن عبد الله بن يزيد به. وإسناده ضعيف، عبد الله بن يزيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راوياً إلا أبا بشر جعفر بن أبي وحشية فهو مجهول. وقد رواه هُشيم بن بَشير الواسطي عن أبي بشر فلم يسمه. أخرجه أبو عبيد (ص 292 - 293) وابن أبي شيبة (2/ 503 - 504) عن هشيم أنا أبو بشر عن رجل عن سالم بن عبد الله بن حفصة به. واختلف عن هشيم، فرواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عنه فلم يذكر عن رجل. أخرجه الطبري (2/ 556)

الرابع: يرويه أبو رافع وكان مولى لحفصة قال: استكتبتني حفصة مصحفاً وقالت: إذا أتيت على هذه الآية فأعلمني حتى أمليها عليك كما أقرئتها، فلما أتيت على هذه الآية: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} أتيتها، فقالت: اكتب: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. أخرجه البخاري في "الكبير" (13/ 281 - 282) والطبري (2/ 562 و564) من طريق عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا أبو عامر عن عبد الرحمن بن قيس عن ابن أبي رافع عن أبيه به. وأبو عامر هو صالح بن رستم الخَزَّاز مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وعبد الرحمن بن قيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وابن أبي رافع ما عرفته، وقد ذكر البخاري هذا الحديث في ترجمة عبد الرحمن بن أبي رافع. وتابعه حسن بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن أبي رافع مولى عمر بن الخطاب عن حفصة. أخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 330) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا سعيد بن يحيى عن جده عن أبي رافع به. ويعقوب بن محمد قال الذهبي في "المغني": ضعفه أبو زرعة وغيره، وهو الحق، ما هو بحجة. وسعيد بن يحيى هو ابن حسن بن عثمان الزهري. 933 - (5727) قال الحافظ: ولمسلم من حديث ابن مسعود: "ملأ الله أجوافهم أو قبورهم ناراً، أو حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا" (¬1) تقدم قبل ثلاثة أحاديث. 934 - (5728) قال الحافظ: ولابن حبان من حديث حذيفة: "ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً أو قلوبهم" (¬2) ¬

_ (¬1) 9/ 265 (¬2) 9/ 265

سورة آل عمران

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الشين فانظر حديث: "شغلونا عن صلاة العصر". ... سورة آل عمران باب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64] 935 - (5729) قال الحافظ: وفي مرسل سعيد بن المسيب عند ابن أبي شيبة: فقال: هو نبي. وقال: ووقع في مرسل سعيد بن المسيب عند ابن أبي شيبة أنَّ هرقل لما قرأ الكتاب قال: هذا كتاب لم أسمعه بعد سليمان عليه السلام" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى كسرى ... باب {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} [آل عمران: 188] 936 - (5730) قال الحافظ: ألزم الإسماعيلي البخاري أن يصحح حديث بُسرة بنت صفوان في نقض الوضوء من مس الذكر، فإنَّ عروة ومروان اختلفا في ذلك فبعث مروان حرسيه إلى بسرة فعاد إليه بالجواب عنها فصار الحديث من رواية عروة عن رسول مروان عن بسرة، ورسول مروان مجهول الحال فتوقف عن القول بصحة الحديث جماعة من الأئمة لذلك" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من مسَّ ذكره فليتوضأ" ... ¬

_ (¬1) 9/ 285 و287 (¬2) 9/ 301

سورة النساء

سورة النساء باب {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19] 937 - (5731) قال الحافظ: وجاء مثله مرفوعاً صححه ابن حبان من حديث عائشة" (¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4761) وابن حبان (4029) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 451) من طرق عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دُحَيم ثنا محمد بن شعيب عن عمر بن محمد بن زيد العمري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3] قال: "أن لا تجوروا". وإسناده صحيح إلا أنَّ ابن أبي حاتم حكى عن أبيه أنه قال: هذا حديث خطأ، الصحيح عن عائشة موقوف" باب {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] 938 - (5732) قال الحافظ: يقال: نزلت في مقيس بن ضبابة وكان أسلم وأخوه هشام فقتل هشاماً رجل من الأنصار غيلة فلم يعرف، فأرسل إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يأمرهم أن يدفعوا إلى مقيس دية أخيه، ففعلوا، فأخذ الدية وقتل الرسول ولحق بمكة مرتداً فنزلت فيه، وهو ممن أهدر النبي -صلى الله عليه وسلم- دمه يوم الفتح، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير" (¬2) مرسل أخرجه ابن أبي حاتم (5816) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ثنا يحيى بن عبد الله ثني ابن لَهيعة ثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قوله: {وَمَنْ ¬

_ (¬1) 9/ 314 (¬2) 9/ 326

باب {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}

{يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} قال: نزلت في مقيس بن ضبابة الكناني، وذلك أنه أسلم وأخوه هشام بن ضبابة، وكان بالمدينة فوجد مقيس أخاه هشاماً ذات يوم قتيلاً في الأنصار في بني النجار، فانطلق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بذلك، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من قريش من بني فهو ومعه مقيس إلى بني النجار ومنازلهم يومئذٍ بقباء أن ادفعوا إلى مقيس قاتل أخيه إن علمتم ذلك وإلا فادفعوا إليه الدية، فلما جاءهم الرسول قالوا: السمع والطاعة لله وللرسول، والله ما نعلم له قاتلاً ولكن نؤدي الدية، فدفعوا إلى مقيس مائة من الإبل دية أخيه، فلما انصرف مقيس والفهري راجعين من قباء إلى المدينة وبينهما ساعة، عمد مقيس إلى الفهري رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقتله، وارتدَّ عن الإِسلام، وركب جملاً منها وساق معه البقية ولحق بمكة وهو يقول في شعر له: قتلت به فهراً وحملت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع وأدركت ثأري واضطجعت موسدا ... وكنت إلى الأوثان أول راجع فنزلت فيه بعد قتل النفس وأخذ الدية وارتد عن الإِسلام ولحق بمكة كافرا {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا}. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وقد ثبت أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أهدر دم مقيس يوم فتح مكة، وقد تقدم الحديث في ذلك في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أما كان فيكم رجل يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عنه فيقتله". باب {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] 939 - (5733) قال الحافظ: وأما المقتول فروى الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وأخرجه عبد بن حميد من طريق قتادة نحوه، واللفظ للكلبي أنَّ اسم المقتول: مرداس بن نهيك، من أهل فدك، وأنَّ اسم القاتل: أسامة بن زيد، وأنَّ اسم أمير السرية: غالب بن فضالة الليثي، وأنَّ قوم مرداس لما انهزموا بقي هو وحده وكان ألجأ غنمه بجبل، فلما لحقوه قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد، فلما رجعوا نزلت الآية. وكذا أخرج الطبري من طريق السُّدَّي نحوه. وفي آخر رواية قتادة: لأنَّ تحية المسلمين السلام بها يتعارفون.

وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن لَهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال: أنزلت هذه الآية: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ} في مرداس، وهذا شاهد حسن" (¬1) حديث ابن عباس فيه الكلبي واسمه محمد بن السائب كذبه الجوزجاني وغيره. - وقد صح عن الكلبي أنه قال: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، فلا ترووه. وحديث قتادة أخرجه الطبري (5/ 223 - 224) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد عن قتادة، قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ في سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94] الآية، قال: هذا الحديث في شأن مرداس رجل من غطفان، ذكر لنا أنَّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- بعث جيشاً عليهم غالب الليثي إلى أهل فدك، وبه ناس من أهل غطفان وكان مرداس منهم، ففرَّ أصحابه، فقال مرداس: إني مؤمن وإني غير متبعكم، فصبحته الخيل غدوة، فلما لقوه سلم عليهم مرداس، فتلقوه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقتلوه، وأخذوا ما كان معه من متاع، فأنزل الله عز وجل في شأنه: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} لأنَّ تحية المسلمين السلام، بها يتعارفون، وبها يحيى بعضهم بعضاً. وإسناده إلى قتادة حسن. وحديث السُّدَّي أخرجه الطبري (5/ 224) عن محمد بن الحسين بن أبي الحُنين الحنيني ثنا أحمد بن المفضَّل القرشي الأموي ثنا أسباط بن نصر عن السدي في هذه الآية قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية عليها أسامة بن زيد إلى بني ضمرة، فلقوا رجلاً منهم يُدعى مرداس بن نهيك معه غنيمة له وجمل أحمر، فلما رآهم أوى إلى كهف جبل، واتبعه أسامة، فلما بلغ مرداس الكهف وضع فيه غنمه، ثم أقبل إليهم فقال: السلام عليكم، أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، فشدَّ عليه أسامة فقتله من أجل جمله وغنيمته، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث أسامة أحبَّ أن يثني عليه خيراً، ويسأل عنه أصحابه، فلما رجعوا لم يسألهم عنه، فجعل القوم يحدِّثون النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقولون: يا رسول الله! لو رأيت أسامة ولقيه رجل، فقال الرجل: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فشدَّ عليه فقتله، وهو معرض عنهم، فلما أكثروا عليه رفع رأسه إلى أسامة فقال: "كيف أنت ولا إله إلا الله؟ " قال: يا رسول الله! إنما قالها متعوذاً، تعوَّذ بها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هلا شققت عن قلبه فنظرت إليه؟ " قال: يا رسول الله! إنما قلبه بضعة من جسده، فأنزل الله عز وجل خبر هذا، وأخبره إنما قتله من أجل جمله وغنمه، فذلك حين يقول: {تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ ¬

_ (¬1) 9/ 327

سورة المائدة

الدُّنْيَا} فلما بلغ {فَمَنَّ الله عَلَيْكُمْ} يقول: فتاب الله عليكم، فحلف أسامة أن لا يقاتل رجلاً يقول: لا إله إلا الله بعد ذلك الرجل وما لقي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه. وإسناده إلى السدي حسن أيضاً. وحديث جابر أخرجه ابن أبي حاتم (5828) عن إبراهيم بن عتيق الدمشقي ثنا مروان بن محمد الطَاطَري ثنا ابن لَهيعة ثني أبو الزبير عن جابر قال: أنزلت هذه الآية: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} في مرداس. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. ... سورة المائدة باب قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] 940 - (5734) قال الحافظ: أخرجه البيهقي بسند منقطع أنها نزلت يوم التروية ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفناء الكعبة، فأمر الناس أن يروحوا إلى منى، وصلى الظهر بها" (¬1) ... سورة الأنعام 941 - (5735) قال الحافظ: والثابت في الحديث أنَّ الصور قرن ينفخ فيه" (¬2). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف القاف فانظر حديث: "قرن ينفخ فيه" ... ¬

_ (¬1) 9/ 340 (¬2) 9/ 358

سورة النحل

سورة النحل 942 - (5736) قال الحافظ: وهو عند أحمد والترمذي من حديث أنس مرفوع" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إن الملائكة قالت: يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ ... " ... سورة بني إسرائيل باب قوله: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1] 943 - (5737) قال الحافظ: والذي اقترح على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصف لهم بيت المقدس هو المطعم بن عدي، أخرجه أبو يعلى من حديث أم هانىء" (¬2) تقدم برقم 829 ... سورة كهيعص 944 - (5738) قال الحافظ: ومن طريق أبي أمامة مرفوعاً مثله وأتم منه" (¬3) ضعيف أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (36) والدولابي في "الكنى" (1/ 13) والطبري في "التفسير" (16/ 100 و19/ 44 - 45) والطبراني في "الكبير" (7731) وفي "مسند الشاميين" (1589) والبيهقي في "البعث" (474) من طرق عن محمد بن زياد بن زَبَّار الكلبي ثني ¬

_ (¬1) 9/ 456 (¬2) 10/ 6 - 7 (¬3) 10/ 42

سورة الحج

شَرَقي بن قُطَامي ثني لقمان بن عامر قال: جئت أبا أمامة صُدَي بن عجلان الباهلي فقلت: حدثني حدثنا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فدعا لي بطعام، ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو أنَّ صخرة زِنَةَ عشر عشراوات قُذف بها من شَفير جهنم ما بلغت قَعْرها سبعين خريفا، ثم تنتهي إلى غَيّ وأَثام" قلت: وما غي وأثام؟ قال: "بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار، وهما اللذان ذكر الله في كتابه" {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)} [مريم: 59] وقوله في الفرقان: {وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)} [الفرقان: 68]. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (17) من طريق شَبَابة بن سَوَّار المدائني أخبرني الوليد بن حصين الشامي أخبرني لقمان بن عامر عن أبي أمامة به. والوليد بن حصين هو شرقي بن قطامي، وشرقي لقبه، وقطامي لقب أبيه. قال ابن كثير: هذا حديث غريب، ورفعه منكر" التفسير 3/ 128 وقال ابن رجب: في إسناده ضعف" التخويف من النار ص 74 قلت: إسناده ضعيف لضعف شرقي بن قطامي. قال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث، وقال إبراهيم الحربي: تكلم فيه، وقال الساجي: ضعيف، وقال ابن عدي: في بعض ما رواه مناكير، وكذبه شعبة وغيره. ... سورة الحج باب {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11] 945 - (5739) قال الحافظ: وروى ابن مردويه من حديث أبي سعيد بإسناد ضعيف أنها نزلت في رجل من اليهود أسلم فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالإِسلام فقال: لم أصب في ديني خيراً" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 10/ 58

سورة النور

أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (6/ 14) من طريق عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد قال: أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالإِسلام، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أقلني، فقال: "إنَّ الإِسلام لا يقال" فقال: لم أصب في ديني هذا خيراً، ذهب بصري ومالي ومات ولدي، فقال: "يا يهودي! الإِسلام يُسْبِك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة" ونزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ}. وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. ... سورة النور باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [النور: 12] 946 - (5740) قال الحافظ: وابن عباس وابن عمر وحديثهما عند الطبراني وابن مردويه، وأبو هريرة وحديثه عند البزار، وأبو اليَسَر وحديثه باختصار عند ابن مردويه. وقال: وعند البزار من حديث أبي هريرة: فأصابت عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق. وقال: وكذا في حديث ابن عمر وهو ضعيف. وقال: ووقع في حديث ابن عمر خلاف ما في الصحيح أنَّ سبب توجهها لقضاء حاجتها أنَّ رحل أم سلمة مال فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها، قالت عائشة: فقلت إلى أن يصلحوا رحلها قضيت حاجتي فتوجهت ولم يعلموا بي فقضيت حاجتي فانقطعت قلادتي فأقمت في جمعها ونظامها، وبعث القوم إبلهم ومضوا ولم يعلموا بنزولي، وهذا شاذ منكر. وقال: ووقع في حديث ابن عمر خلاف ذلك فإنَّ فيه: فجئت فاتبعتهم حتى أعييت فقمت على بعض الطريق فمرَّ بي صفوان. وهذا السياق ليس بصحيح لمخالفته لما في الصحيح وأنها أقامت في منزلها إلى أن أصبحت.

وقال: ووقع في حديث ابن عمر بيان سبب تأخر صفوان ولفظه: سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعله على الساقة فكان إذا رحل الناس قام يصلي ثم اتبعهم فمن سقط له شيء أتاه به. وفي حديث أبي هريرة: وكان صفوان يتخلف عن الناس فيصيب القدح والجراب والإداوة. وقال: وفي حديث ابن عمر: فلما رآني ظنَّ أني رجل فقال: يا نومان قم فقد سار الناس. وقال: وفي حديث أبي هريرة: فغطى وجهه عنها ثم أدنى بعيره منها. وقال وأما القول فوقع في حديث ابن عمر: فقال عبد الله بن أبي: فجر بها وربِّ الكعبة. وأعانه على ذلك جماعة وشاع ذلك في العسكر. وقال: ووقع في حديث ابن عمر: فشاع ذلك في العسكر، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما قدموا المدينة أشاع عبد الله بن أبي ذلك في الناس، فاشتدَّ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال: وفي حديث ابن عمر: وكنت أرى منه جفوة ولا أدري من أيِّ شيءٍ. وقال: وفي حديث ابن عمر: فأخذتني الحمى وتقلص ما كان مني. وقال: في حديث ابن عمر: وكان إذا أراد أن يستشير أحداً في أمر أهله لم يعد علياً وأسامة، لكن وقع في رواية الحسن العُرَني عن ابن عباس عند الطبراني أنه -صلى الله عليه وسلم- استشار زيد بن ثابت فقال: دعها فلعل الله يحدث لك فيها أمراً. وأظنُّ في قوله ابن ثابت تغيير وأنه كان في الأصل ابن حارثة. وقال: وروى الطبري من حديث ابن عمر قال: قال أسامة: ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك، الآية. وقال: وفي حديث ابن عمر: إنما طلبت به ذحول الجاهلية. وقال: ووقع في حديث ابن عمر: وقام سعد بن معاذ فسلَّ سيفه. وقال: وكذا في حديث أبي هريرة: فقالت: نحمد الله، لا نحمدك. وقال: وكذا في حديث ابن عباس: ولا نحمدك ولا نحمد أصحابك.

وقال: وفيه تثبيت أبي بكر الصديق في الأمور لأنه لم ينقل عنه في هذه القصة مع تمادي الحال فيها شهراً كلمة فما فوقها إلا ما ورد عنه في بعض طرق الحديث أنه قال: والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية فكيف بعد أن أعزنا الله بالإِسلام؟ وقع ذلك في حديث ابن عمر عند الطبراني. وقال: وفي حديث ابن عمر عند الطبراني بلفظ أشنع من ذلك" (¬1) حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 123 - 124) عن سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل ثني أبي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل عن الحسن العُرَني عن ابن عباس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهن، فسافر بعائشة بنت أبي بكر، وكان لها هودج، وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه، فعرَّس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة، فتباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- والناس قد ارتحلوا، وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه ولا يعلمون إلا أنها فيه، فساروا، وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا، فجلست مكانها، فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن المعطل، وكان لا يقرب النساء، فتقرب منها، وكان معه بعير له، فلما رآها حملها، وقد كان يراها قبل الحجاب وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه عائشة وأكثروا القول، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فشقَّ عليه حتى اعتزلها، واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره، فقال: يا رسول الله! دعها لعل الله أن يحدث لك فيها، فقال علي بن أبي طالب: النساء كثير، فحمل النبي -صلى الله عليه وسلم-عليها، وخرجت عائشة ليلة تمشي في نساء فعثرت أم مسطح، فقالت: تعس مسطح، فقالت عائشة: بئس ما قلت، تقولين هذا لرجل من أصحاب رسول الله؟ فقالت: إنك لا تدرين ما يقولون، وأخبرتها الخبر، فسقطت عائشة مغشياً عليها، ثم نزل القرآن بعذرها في سورة النور: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} حتى بلغ: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11] ونزل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إلى قوله: {وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] وكان أبو بكر يعطي مسطحاً ويبره ويصله، وكان ممن أكثر على عائشة، فحلف أبو بكر أن لا يعطيه شيئاً فنزلت هذه الآية: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ} [النور: 22] فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأتيها ويبشرها، فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله، فقالت: لا بحمدك ولا بحمد صاحبك. قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك" المجمع 9/ 237 ¬

_ (¬1) 10/ 69 و71 و74 و75 و77 و78 و80 و82 و85 و88 و89 و93 و97 و98

قلت: وابنه إبراهيم ضعفه محمد بن عبد الله بن نمير وغيره. وأبوه يحيى قال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وحديث ابن عمر أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 124 - 129 و143) من طريق إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه أثلاثاً، فمن أصابته القرعة أخرج بهنَّ معه، فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى، فلما غز ابني المصطلق أقرع بينهنَّ فأصابت القرعة عائشة وأم سلمة، فأخرج بهما معه، فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها، وكانت عائشة تريد قضاء حاجة، فلما أنزلوا إبلهم، قالت عائشة: فقلت في نفسي إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي، قالت: فنزلت من الهودج فأخذت ماء في السطل ولم يعلموا بنزولي فأتيت خربة وانقطعت قلادتي فاحتبست في رجعها ونظامها، وبعث القوم إبلهم ومضوا وظنوا أني في الهودج لم أنزل، قالت عائشة: فرجعت ولم أر أحداً، قالت: فاتبعتهم حتى أعييت فقلت في نفسي إن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي، قالت: فقمت على بعض الطريق، فمرَّ بي صفوان بن المعطل السلمي، وكان رفيق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعله على الساقة فجعله، فكان إذا رحل الناس أقام يصلي ثم اتبعهم، فما سقط منهم من شيء حمله حتى يأتي به أصحابه، قالت عائشة: فلما مرَّ بي ظنَّ أني رجل فقال: يا نومان قم فإنَّ الناس قد مضوا، قالت: فقلت: إني لست رجلاً أنا عائشة، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عني، فقال: يا أمة قومي فاركبي، فإذا ركبت فائذنيني، قالت: فركبت فجاء حتى حل العقال ثم بعث خمله فأخذ بخطام الجمل، فقال ابن عمر: فما كلمها كلاماً حتى أتى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عبد الله بن أبي بن سلول المنافق: فجر بها وربِّ الكعبة، وأعانه على ذلك حسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة وحمنة، وشاع ذلك في العسكر، وبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- مما قالوا، حتى رجعوا إلى المدينة، وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول هذا الحديث في المدينة، واشتدَّ ذلك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت عائشة: فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب فحملت معي السطل وفيه ماء، فوقع السطل منها، فقالت: تعس مسطح، قالت لها عائشة: سبحان الله تتعسين رجلاً من أهل بدر وهو ابنك، قالت لها أم مسطح: إنه سال بك السيل وأنت لا تدرين، وأخبرتها الخبر، قالت: فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلص ما كان بي ولم أبعد المذهب، قالت عائشة: وقد كنت أرى من النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك جفوة، ولم أدر من أي شيء هي؟ فلما حدثتني أم مسطح فعلمت أنَّ جفوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أخبرتني أم

مسطح، قالت عائشة: فقلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله أتأذن لي أن أذهب إلى أهلي؟ قال: "اذهبي" فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر قال لها أبو بكر: ما لك؟ قالت: أخرجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بيته، قال لها أبو بكر: فأخرجك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآويك، أنا والله لا آويك حتى يأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يؤويها، فقال لها أبو بكر: والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط، فكيف وقد أعزنا الله بالإِسلام؟ فبكت عائشة وأم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن، وبكى معهم أهل الدار، وبلغ ذاك النبي -صلى الله عليه وسلم- فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال: "أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني؟ " فقام إليه سعد بن معاذ فسلَّ سيفه فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه، إن يك من الأوس أتيتك برأسه، وإن يك من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه، فقام سعد بن عبادة فقال: كذبت والله ما تقدر على قتله إنما طلبتنا بذحولٍ كانت بيننا وبينكم في الجاهلية، فقال هذا: يا للأوس، وقال هذا: يا للخزرج، فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا، فقام أسيد بن حضير فقال: فيم الكلام؟ هذا رسول الله يأمرنا بأمره فسفد عن رغم أنف من رغم، ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر، فصعد إليه أبو عبيدة بن الجراح فاحتضنه، فلما سرِّي عنه أومأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس جميعاً، ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9] بالسيف إلى آخر الآيات، فصاح الناس: رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن، فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصالحوا، ونزل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المنبر، وانتظر الوحي في عائشة، وبعث إلى علي وأسامة وبريرة، وكان إذا أراد أن يستشير امرءاً لم يعد علياً وأسامة بعد موت أبيه زيد، فقال لعلي: "ما تقول في عائشة؟ فقد أهمني ما قال الناس فيها" فقال له: يا رسول الله! قد قال الناس وقد حلَّ لك طلاقها، وقال لأسامة: "ما تقول أنت؟ " قال: سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم في هذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، فقال لبريرة: "ما تقولين يا بريرة؟ " قالت: والله يا رسول الله ما علمت على أهلك إلا خيراً، إلا إنها امرأة نؤوم تنام حتى تجيء الداجن فتأكل عجينها، وإن كان شيء من هذا ليخبرنك الله، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أتى منزل أبي بكر، فدخل عليها فقال لها: "يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي حتى أستغفر الله لك" قالت: والله لا أستغفر الله منه أبداً، إن كنت فعلته فلا غفر الله لي، وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف -وذهب اسم يعقوب من الأسف- إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون - فبينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكلمها إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخذت النبي -صلى الله عليه وسلم- نعسة، فقام أبو بكر لعائشة: قومي فاحتضني رسول الله، فقالت: لا والله لا أدنو منه، فقام أبو بكر فاحتضن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسرِّي عنه وهو يبتسم فقال: "عائشة قد أنزل الله عذرك" قالت: بحمد الله لا بحمدك، فتلا عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة

النور إلى الموضع الذي انتهى خبرها وعذرها وبراءتها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قومي إلى البيت" فقامت وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من البراءة لعائشة، ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعث إلى عبد الله بن أبي المنافق، فجيء به فضربه النبي -صلى الله عليه وسلم- حدين، وبعث إلى حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش فضربوا ضرباً وجيعاً ووجىء في رقابهم. قال ابن عمر: إنما ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- حدين, لأنه من قذف أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فعليه حدان. فبعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة، فقال: أخبرني عنك وأنت ابن خالتي ما حملك على ما قلت في عائشة؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي، وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها، وأما عبد الله بن أبي فمنافق وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت، ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا، والله إنك لرجل لا وصلتك بدرهم أبداً ولا عطفت عليك بخير أبداً، ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله، فنزل القرآن: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} الآية، فلما قال: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ} [النور: 22] بكى أبو بكر فقال: أما إذ نزل القرآن بأمري فيك لأضاعفنَّ لك النفقة وقد غفرت لك، فإنَّ الله أمرني أن أغفر لك، وكانت امرأة عبد الله بن أبي منافقة معه فنزل القرآن: {الْخَبِيثَاتُ} يعني امرأة عبد الله {لِلْخَبِيثِينَ} يعني عبد الله {وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} يعني عبد الله لامرأته {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} يعني عائشة وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- {وَالطَّيِّبُونَ} يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- {لِلطَّيِّبَاتِ} يعني لعائشة وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور: 26] إلى آخر الآيات. قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي وهو كذاب" المجمع 9/ 240 قلت: ذكره الحاكم في "المدخل" فقال: روى عن ابن أبي ذئب أحاديث موضوعة. وذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: كان يروي الموضوعات عن الثقات. وذكره الدارقطني في "الضعفاء" فقال: متروك، كذاب. وحديث أبي هريرة أخرجه البزار (كشف 2663) وأبو يعلى (6125) والطبراني (23/ 129) من طرق عن عمرو بن خليفة البكراوي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هُريرة، قال: كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفراً أقرع بينَ نِسائِه، فأصابَ عائِشةَ القُرعةُ في غزوة بني المُصْطَلق، فلما كان في جوفِ الليل، انطلقت عائِشة لِحاجةٍ، فانحلَّت

قِلادَتها، فذَهبت في طَلبها، وكانَ مِسطَح يتيماً لأبي بكرٍ، وفي عيالِه، فلما رَجعتْ عائِشة لم تَر العَسكر، قال: وكانَ صفوانُ بن المُعَطّل السلمي يتخلَّف عنِ الناسِ، فيُصيب القدح والجِراب، والإداوَة، أحسبه قال: فَيحملُه، قال: فنظر فإذا عائِشة، فغطى -أحسبه قال- وَجهه عَنها، ثَم أدْنى بَعيره منها، قال: فانتهى إلى العَسكر، فقالوا قولاً -أو قالوا فيه- قال: ثم ذكر الحديث حتى انتهى، قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجيء، فيقومُ على الباب فيقول: "كيفَ تيكُم؟ " حتى جاءَ يوماً، فقال: "أبشري يا عائشة! فقد أنزلَ الله عُذرك" فقالت: بحمدِ الله لا بحمدِك، قال: وأَنزل في ذلك عشر آيات: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11]. قال: فحدَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِسْطحاً، وحَمْنَة، وحَسّان. قال البزار: لا نَعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 230 وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 6/ 146 قلت: عمرو بن خليفة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما كان في بعض روايته بعض المناكير. ولم يذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما. وحديث أبي اليَسَر: أخرجه الطبراني (23/ 124) من طريق إسماعيل بن يحيى التيمي ثنا أبو معشر المديني عن محمد بن قيس عن أبي اليسر الأنصاري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة: "يا عائشة! قد أنزل الله عذرك" فقالت: بحمد الله ولا بحمدك، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عند عائشة فبعث إلى عبد الله بن أبي فضربه حدين، وبعث إلى مسطح وحمنة فضربهم. قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب" المجمع 6/ 280 947 - (5741) قال الحافظ: وأورده ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير مرسلاً بإسناد واه. وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير: فاسترجع ونزل عن بعيره وقال: ما شأنك يا أم المؤمنين؟ فحدثته بأمر القلادة.

وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير: وقذفها عبد الله بن أبي فقال: ما برئت عائشة من صفوان ولا برىء منها، وخاض بعضهم، وبعضهم أعجبه. وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير أنَّ سعد بن معاذ ممن قال ذلك. وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم والحاكم في "الإكليل": فنزلت ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا} [النور: 11] إلى قوله: {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)} [النور: 26]. وقال: وقد ورد أنه قدف صريحاً، ووقع ذلك في مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم وغيره" (¬1) مرسل أخرجه ابن أبي حاتم (14207) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ثني ابن لَهيعة ثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] وذلك أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- انطلق غازياً، وانطلق معه بعائشة، ومع النبي -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ رفيق يقال له: صفوان بن المعطل من بني سليم، وكان إذا سار النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلاً مكث صفوان في مكانه حتى يصبح، فإن سقط من المسلمين شيء من متاعهم حمله إلى المعسكر، فعرفه، فإذا جاء صاحبه دفعه إليه، وإن عائشة لما نودي بالرحيل ذات ليلة ركبت الرَّحل، فدخلت هودجها، ثم ذكرت حلياً لها كانت نسيته في المنزل، فنزلت لتأخذه، ولم يشعر بها صاحب البعير، فانبعث، فسار مع المعسكر، فلما وجدت عائشة حليها فإذا البعير قد ذهب، فأخذت تمشي على إثر المعسكر وهي تبكي، وأصبح صفوان بن المعطل في المنزل، ثم سار على إثر النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو بعائشة قد غطت وجهها وهي تبكي، فقال صفوان: من هذه؟ ثم نزل عن بعيره، فحملها على بعيره، ونزل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ففقدوا عائشة ولم يجدوها، ومكثوا ما شاء الله، إذ جاء صفوان قد حملها على بعيره، فقذفها عبد الله بن أبي المنافق، وحسان بن ثابت، ومِسْطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش الأسدية، فقال عبد الله بن أبي: ما برئت عائشة من صفوان، وما برىء صفوان منها، وخاض الناس في ذلك، وقال بعضهم: قد كان كذا وكذا، وقال بعضهم: كذا، وعرض بالقوم، وبعضهم أعجبه ذلك، فنزلت ثمانية عشرة آية ¬

_ (¬1) 10/ 69 و77 و77 - 78 و85 و94

متواليات بتكذيب من قذف عائشة، وببراءتها ويؤدب فيها المؤمنين، فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} [النور: 11] وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وله طريق أخرى يرويها ابن إسحاق في "المغازي" عن الزهري عن سعيد بن جبير. أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 297) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق ثنا الزهري به. وابن إسحاق قال ابن معين: ضعيف الحديث عن الزهري" تاريخ الدارمي. 948 - (5742) قال الحافظ: وأورده الحاكم في "الإكليل" من رواية مقاتل بن حيان مرسلاً أيضاً. وقال: وفي مرسل مقاتل بن حيان: فيحمله فيقدم به فيعرفه في أصحابه. وكذا في مرسل سعيد بن جبير نحوه. وقال: هكذا وقع في جميع الروايات إلا في مرسل مقاتل بن حيان فإنّ فيه أنه ركب معها مردفاً لها، والذي في الصحيح هو الصحيح. وقال: وقع في مرسل مقاتل بن حيان أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بلغه قول أهل الإفك وكان شديد المغيرة قال: "لا تدخل عائشة رحلي" فخرجت تبكي حتى أتت أباها فقال: أنا أحق أن أخرجك، فانطلقت تجول لا يؤويها أحد حتى أنزل الله عذرها. وإنما ذكرته مع ظهور نكارته لإيراد الحاكم له في "الإكليل" وتبعه بعض من تأخر غير متأمل لما فيه من النكارة والمخالفة للحديث الصحيح من عدة أوجه فهو باطل. وقال: وفي مرسل مقاتل بن حيان عند الحاكم في "الإكليل" بلفظ: فرماها عبد الله بن أبي" (¬1) 949 - (5743) قال الحافظ: وهو أبو مويهبة الذي روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص حديثاً في مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووفاته، أخرجه أحمد وغيره" (¬2) ¬

_ (¬1) 10/ 69 و75 و77 و78 و98 (¬2) 10/ 72

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إني أوتيت مفاتيح خزائن الأرض ... " 950 - (5744) قال الحافظ: عند سعيد بن منصور من مرسل أبي صالح: فقالت: وما تدرين ما قال؟ قالت: لا والله. فأخبرتها بما خاض فيه الناس، فأخذتها الحمى" (¬1) 951 - (5745) قال الحافظ: وروى الطبري أيضاً من طريق ابن إسحاق حدثني أبي عن بعض رجال بني النجار أنَّ أبا أيوب قالت له أم أيوب: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله، قال: فعائشة والله خير منك، قالت: فنزل القرآن: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} الآية. وللحاكم من طريق أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب نحوه، وله من طريق أخرى: قال: قالت أم الطفيل لأبي بن كعب: فذكر نحوه" (¬2) حديث أبي أيوب له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن إسحاق بن يسار المدني ثني أبي عن بعض رجال بني النجار أنَّ أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى وذلك الكذب، أكنت أنت يا أم أيوب فاعلة ذلك؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منك. قال: فلما نزل القرآن ذكر الله من قال في الفاحشة ما قال: ثم قال: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)} [النور: 12] أي فقولوا كما قال أبو أيوب وصاحبته. أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 302) والطبري في "التفسير" (18/ 96) وفي "التاريخ" (2/ 617) وابن أبي حاتم (14221 و14225) من طرق عن ابن إسحاق به. وإسناده حسن إن كان الرجال الذين لم يسموا من الصحابة. الثاني: يرويه أفلح مولى أبي أيوب أنَّ أم أيوب قالت لأبي أيوب: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ وذكر الحديث. ¬

_ (¬1) 10/ 80 (¬2) 10/ 85

أخرجه الواقدي كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 273) قال: حدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أفلح به. والواقدي تقدم مراراً أنه يضع الحديث. وحديث أبي بن كعب أخرجه الواقدي أيضاً في "المغازي" (2/ 434 - 435) عن إبراهيم بن يحيى عن أم سعد بنت سعد بن ربيع قالت: قالت أم الطفيل لأبي بن كعب: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ الحديث. وله شاهد من حديث عائشة قالت: فذكرت حديث الإفك بطوله، وقالت فيه: وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته بقول أهل الإفك، فقال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، قالت: فأنزل الله عز وجل: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)}. أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 74 - 78) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 185) من طريقين عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت عطاء بن أبي مسلم الخراساني يحدث عن الزهري عن عروة بن الزبير أنَّ عائشة حدثته بحديث الإفك. وأخرجه الطبراني أيضاً من طريق إسحاق بن راهويه (مسند عائشة 729) أنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء الخراساني عن الزهري عن علقمة بن وقاص وعروة بن الزبير عن عائشة. وأخرجه أيضاً هو وابن عدي (6/ 2092) من طريق يعقوب بن كعب الحلبي ثنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء الخراساني عن الزهري عن عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص عن عائشة. وإسناده حسن. 952 - (5746) قال الحافظ: وقع ذلك في رواية أبي أويس عن الحسن بن زيد وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيرهما مرسلاً، أخرجه الحاكم في "الإكليل" (¬1). ... ¬

_ (¬1) 10/ 98

سورة الشعراء

سورة الشعراء باب {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)} [الشعراء: 87] 953 - (5747) قال الحافظ: وشاهده عندهما أيضاً من حديث أبي سعيد. وقال: في حديث أبي سعيد: "فينادى: إنَّ الجنة لا يدخلها مشرك" وقال: وفي حديث أبي سعيد: "فيحول في صورة قبيحة وريح منتنة في صورة ضبعان" (¬1) أخرجه البزار (كشف 94) وأبو يعلى (1049 و1406) وابن حبان (252 و645) والحاكم (4/ 587 - 588) من طرق عن المعتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد مرفوعاً: "لَيَأْخُذَنَّ رجل بيد أبيه يوم القيامة فَلَيُقَطِّعَنَّهُ ناراً يريد أن يدخله الجنة. قال: فَيُنَادَى أنَّ الجنة لا يدخلها مشرك، إنَّ الله قد حرم الجنة على كل مشرك، قال: فيقول: أي ربَّ، أبي. قال: فَيُحَوَّلُ في صورة قبيحة وريح منتنة، قال: فيتركه" قال: فكان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرون أنه إبراهيم، ولم يزدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك. قال البزار: لا نعلم رواه إلا التيمي، ولا عنه إلا ابنه، وهو حديث غريب" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 118 قلت: رواته ثقات إلا أنَّ البخاري لم يخرج رواية قتادة عن عقبة بن عبد الغافر، وقتادة مدلس أيضاً ولم يذكر سماعاً من عقبة. واختلف عن سليمان التيمي، فرواه السري بن يحيى الشيباني عن سليمان التيمي فلم يذكر قتادة وجعله عن عقبة بن عبد الغافر قوله. ¬

_ (¬1) 10/ 116

سورة القصص

أخرجه البزار (كشف 95) عن سلمة بن شبيب النيسابوري ثنا محمد بن منيب ثنا السري به. وقال: وأحسب أنَّ السري أسقط قتادة بينه وبين عقبة". ... سورة القصص باب قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] 954 - (5748) قال الحافظ: وفي رواية مجاهد عند الطبري: "أجادل عنك بها" وقال: ووقع في رواية مجاهد: قال: يا ابن أخي، ملة الأشياخ" (¬1) مرسل وله عن مجاهد طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن أبي نَجيح المكي عن مجاهد: قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} قال: قول محمد -صلى الله عليه وسلم- لأبي طالب: "قل كلمة الإخلاص أجادل عنك بها يوم القيامة" قال: يا ابن أخي ملة الأشياخ. أخرجه الطبري (20/ 92 - 93) وابن أبي حاتم (17001) عن وقاء بن عمر اليشكري والطبري (20/ 92 - 93) عن عيسى بن ميمون المكي كلاهما عن مجاهد به. ورواته ثقات. ¬

_ (¬1) 10/ 124

سورة لقمان

الثاني: يرويه ابن جريج عن مجاهد به. أخرجه الطبري (20/ 93) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود عن حجاج بن محمد عن ابن جريج. وإسناده ضعيف، القاسم بن الحسن لم أقف له على ترجمة، والحسين بن داود هو الملقب بِسُنَيد مختلف فيه، وقد يسلم في روايته عن حجاج بن محمد، وابن جريج قال ابن معين وغيره: لم يسمع من مجاهد. 955 - (5749) قال الحافظ: وفي رواية الشعبي عند الطبري: فقال له ذلك مراراً. وقال: وفي رواية الشعبي عند الطبري: قال: لولا أن يكون عليك عار لم أبال أن أفعل" (¬1) أخرجه الطبري (20/ 93) وفيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف، وقد تقدم الكلام على الحديث في المجموعة الأولى لكن لا يحضرني الآن في أي حرف هو. 956 - (5750) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي حازم عن أبي هريرة عند مسلم والترمذي والطبري: قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت لأقررت بها عينك" (¬2) تقدم برقم 828 ... سورة لقمان 957 - (5751) قال الحافظ: هذا اللفظ أخرجه ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة عن ابن مسعود نحوه" (¬3) قلت: هو عن ابن مسعود قوله، وقد ذكره الحافظ أيضاً في كتاب الإيمان, باب سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان. ... ¬

_ (¬1) 10/ 124 (¬2) 10/ 124 (¬3) 10/ 132

سورة حم السجدة

سورة حم السجدة 958 - (5752) قال الحافظ: فقد ورد ما يؤيده من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (2968) في أثناء حديث وفيه: "ثم يلقى الثالث فيقول: يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسولك، ويثني ما استطاع، فيقول: الآن نبعث شاهداً عليك، فيفكر في نفسه: من الذي يشهد عليَّ؟ فيختم على فِيهِ وتنطق جوارحه" (¬1) ... سورة حم عسق باب قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبَى} [الشورى: 23] 959 - (5753) قال الحافظ: ذكر الواحدي عن ابن عباس قال: لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة كانت تنوبه نوائب وليس بيده شيء، فجمع له الأنصار مالاً فقالوا: يا رسول الله! إنك ابن أختنا وقد هدانا الله بك وتنوبك النوائب وحقوق وليس لك سعة، فجمعنا لك من أموالنا ما تستعين به علينا، فنزلت. وهذه من رواية الكلبي ونحوه من الضعفاء" (¬2) قلت: ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص 213) بدون إسناد. والكلبي واسمه محمد بن السائب متهم بالكذب. ... سورة حم الدخان 960 - (5754) قال الحافظ: وروى الطبري من حديث رِبْعي عن حذيفة مرفوعاً في ¬

_ (¬1) 10/ 178 (¬2) 10/ 184 - 185

سورة الفتح

خروج الآيات والدخان، قال حذيفة: يا رسول الله! وما الدخان؟ فتلا هذه الآية. قال: "أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فيخرج من منخريه وأذنيه ودبره" وإسناده ضعيف أيضاً. وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي سعيد نحوه، وإسناده ضعيف أيضاً، وأخرجه مرفوعاً بإسناد أصلح منه" (¬1). حديث حذيفة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: "يأجوج أمة، ومأجوج أمة ... " وحديث أبي سعيد تقدم في حرف الهمزة فانظر حديث: "إن ربكم أنذركم ثلاثاً ... " ... سورة الفتح باب {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] 961 - (5755) قال الحافظ: وفي مرسل جبير بن نفير بإسناد صحيح عند الدارمي: "ليس بوهن ولا كسل، ليختن قلوباً غلفا، ويفتح أعيناً عميا، ويسمع آذاناً صماً، ويقيم ألسنة عوجاء حتى يقال: لا إله إلا الله وحده" (¬2) مرسل أخرجه الدارمي (9) عن حَيْوة بن شريح الحمصي ثنا بقية بن الوليد ثنا بَحِير بن سعد عن خالد بن مَعْدان عن جبير بن نفير مرفرعاً: "لقد جاءكم رسول إليكم ليس بوهن ولا كسل، ليحيى قلوباً غُلفا، ويفتح أعينا عُميا، ويسمع آذاناً حيث، ويقيم السنة العوجاء، حتى يقال: لا إله إلا الله وحده" وإسناده إلى جبير صحيح. ... ¬

_ (¬1) 10/ 194 (¬2) 10/ 208

سورة الحجرات

سورة الحجرات باب {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] 962 - (5756) قال الحافظ: وقد أخرج ابن المنذر من طريق محمد بن عمرو بن علقمة أنَّ أبا بكر الصديق قال مثل ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا مرسل، وقد أخرجه الحاكم موصولاً من حديث أبي هريرة نحوه" (¬1) يرويه محمد بن عمرو بن علقمة واختلف عنه: - فقال سعيد بن عامر الضُّبَعي: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ} [الحجرات: 3] قال أبو بكر الصديق: والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله، لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل .. أخرجه الحاكم (2/ 462) عن علي بن عبد الله الحكيمي ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا سعيد بن عامر به. وأخرجه البيهقي في "المدخل" (653) عن الحاكم به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: الحكيمي ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومحمد بن عمرو صدوق أخرج له مسلم في المتابعات، ولم يخرج مسلم رواية سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو، والباقون ثقات. - ورواه عباد بن العوام الواسطي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلاً. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1431) من طريق إبراهيم بن مجشِّر البغدادي ثنا عباد بن العوام به. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن مجشر. ¬

_ (¬1) 10/ 213

باب قوله: {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم}

963 - (5757) قال الحافظ: وأخرجه ابن مردويه من طريق طارق بن شهاب عن أبي بكر قال: لما نزلت: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآية، قال أبو بكر: قلت: يا رسول الله، آليت أن لا أكلمك إلا كأخي السرار" (¬1) ضعيف جداً أخرجه البزار (56) وابن عدي (2/ 803) والحاكم (3/ 74) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 219) وفي "الوسيط" (4/ 151) من طرق عن حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق عن طارق بن شهاب عن أبي بكر به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- متصلاً إلا عن أبي بكر، وحصين بن عمر قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وأما من فوق حصين فمخارق مشهور، ومن فوقه فيستغنى عن صفتهم لجلالتهم " وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: حصين واه" وقال الهيثمي: وفيه حصين بن عمر الأحمسي وهو متروك" المجمع 7/ 108 قلت: وهو كما قالا. باب قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ} [الحجرات: 5] 964 - (5758) قال الحافظ: وقد ساق محمد بن إسحاق قصة وقد بني تميم في ذلك مطولة بانقطاع، وأخرجها ابن منده في ترجمة ثابت بن قيس في "المعرفة" من طريق أخرى موصولة" (¬2) قلت: قصة وفد بني تميم ساقها ابن إسحاق بدون إسناد كما في "السيرة" لابن هشام (2/ 560 - 567) و"الدلائل" للبيهقي (5/ 313 - 315) وقد رويت القصة أيضاً من حديث جابر، وقد تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف الذال فانظر حديث: "ذاك الله تبارك وتعالى" ... ¬

_ (¬1) 10/ 213 (¬2) 10/ 215

سورة ق

سورة ق باب قوله: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] 965 - (5759) قال الحافظ: وفي حديث أبي بن كعب عند أبي يعلى: "وجهنم تسأل المزيد حتى يضع فيها قدمه، فيزوي في بعضها إلى بعض وتقول: قط قط" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: "يعرفني الله نفسه فأسجد له سجدة ... " 966 - (5760) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: "فيلقى في النار أهلها فتقول: هل من مزيد، ويلقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يأتيها عز وجل فيضع قدمه عليها فتنزوي فتقول: قدنى قدني" (¬2) حسن يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه: - فقال حماد بن سلمة: عن عطاء عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد مرفوعاً: "افتخرت الجنة والنار، فقالت النار: يا ربِّ يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: أيّ ربِّ يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين، فيقول الله تبارك وتعالى للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي وَسِعَتْ كلَّ شيء، ولكلِّ واحدة منكم مِلْؤُها، فيلقى في النار أهلها، فتقول: هل من مزيد؟ قال: ويلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ وبلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها تبارك وتعالى فيضع قدمه عليها، فَتُزْوَى فتقول: قَدِي قَدِي (¬3)، وأما الجنة فيبقى فيها أهلها ما شاء الله أن يبقى، فينشىء الله لها خلقاً ما يشاء" أخرجه أحمد (3/ 13 و78) وعبد بن حميد (908) وابن أبي عاصم في"السنة" ¬

_ (¬1) 10/ 217 (¬2) 10/ 217 (¬3) وفي لفظ: قدني قدني.

سورة والذاريات

(540) وأبو يعلى (1313) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 211 - 212 و214 و224 - 225) وابن حبان (7454) من طرق عن حماد به. وإسناده حسن، عطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، وسماع حماد بن سلمة منه قبل الإختلاط كما قال الطحاوي وغيره، وحماد وعبيد الله ثقتان. - ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء عن عبيد الله بن عتبة عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 159 - 160) والآجري في "الشريعة" (920) وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء به. أخرجه ابن خزيمة (1/ 215) وقال: قال محمد بن يحيى الذهلي: الحديث عن أبي هريرة مستفيض، فاما عن أبي سعيد فلا" قلت: محمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد سمعاً من عطاء بعد الإختلاط. ... سورة والذاريات 967 - (5761) قال الحافظ: وله شاهد مرفوع أخرجه البزار وابن مردويه بسند لين عن عمر" (¬1) موضوع أخرجه البزار (299) والخطيب في"الأسماء المبهمة" (ص153) من طريق سعيد بن سلام العطار ثنا أبو بكر بن أبي سَبْرَة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: جاء صَبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن -الذاريات ذروا- قال: هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن -الحاملات وقرا- قال: هي السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن -المقسمات أمرا- قال: هي الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن -الجاريات يسرا- قال: هي السفن، ¬

_ (¬1) 10/ 221

سورة والنجم

ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله ما قلته، قال: ثم أمر به فضرب مائة وجعله في بيت ... وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" وابن مردويه في "التفسير" وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (الدر المنثور 7/ 614 - هامش البحر الزخار 1/ 424) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه، وإنما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب لأنَّ أبا بكر لين الحديث، وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث، وإنما ذكرت هذا الحديث إذ لم أحفظه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه فذكرته وبينت العلة فيه" وقال الدارقطني: غريب من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب، تفرد به أبو بكر بن أبي سبرة المديني عنه" وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروك" المجمع 7/ 112 - 113 قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال. وقال أحمد: ليس بشيء، كان يضع الحديث ويكذب. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث. وسعيد بن سلام العطار كذبه محمد بن عبد الله بن نمير، وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث. ... سورة والنجم 968 - (5762) قال الحافظ: ووقع في صحيح مسلم ما يؤيد هذه التفرقة في حديث مرفوع فيه: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" وأخرجه ابن خزيمة أيضاً من حديث أبي أمامة، ومن حديث عبادة بن الصامت" (¬1) أخرجه مسلم (4/ 2245) من طريق الزهري أخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه ¬

_ (¬1) 10/ 231

سورة اقتربت الساعة

أخبره بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم حذَّر الناس الدجال: "إنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه من كره عملَهُ أو يقرؤه كل مؤمن". وقال: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت". وحديث أبي أمامة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنه لم تكن فتنة في الأرض ... ". وحديث عبادة تقدم أيضاً في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنذركم المسيح". ... سورة اقتربت الساعة 969 - (5763) قال الحافظ: وقال عبد الرزاق: عن معمر عن قتادة عن أنس: فذكر الحديث المرفوع وفي آخره تلا الآية إلى قوله: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (¬1) [القمر: 2] أخرجه البخاري في هذا الموضع من طريقين عن قتادة عن أنس. ... سورة الرحمن 970 - (5764) قال الحافظ: وللمرفوع شاهد عن ابن عمر أخرجه البزار، وآخر عن عبد الله بن منيب أخرجه الحسن بن سفيان والبزار وابن جرير" (¬2) حديث ابن عمر أخرجه البزار (كشف 2268) عن محمد بن المثنى البصري ثنا محمد بن الحارث ثنا محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلماني عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ} [الرحمن: 29] قال: "يغفر ذنبا ويكشف كربا" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن الحارث الحارثي ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وعبد الرحمن بن البيلماني. وحديث عبد الله بن منيب أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2316) والبزار (2266) ¬

_ (¬1) 10/ 239 (¬2) 10/ 247

سورة الحشر

والطبري في "التفسير" (27/ 135) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 116 - 117) والطبراني في "الأوسط" (6615) وأبو نعيم في "الصحابة" (4529) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 402) من طريق عمرو بن بكر السكسكي ثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني عن أبيه عن منيب بن عبد الله الأزدي عن أبيه عبد الله بن منيب قال: تلا علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ} قلنا: يا رسول الله، وما ذاك الشأن؟ قال: "يغفر ذنباً، ويفرِّج كربا، ويرفع قوماً، ويضع آخرين" قال البزار: لا نعلم أسند عبد الله بن منيب إلا هذا" وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن منيب الأزدي إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 7/ 117 قلت: إسناده واه، عمرو بن بكر قال ابن حبان: روى عن الثقات الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج به (المجروحين 2/ 78 - 79) وقال أيضاً: لا شيء في الحديث (1/ 112) وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير عن الثقات. وقال الذهبي في "الميزان": واه، أحاديثه شبه موضوعة. ... سورة الحشر باب قوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الحشر: 9] 971 - (5765) قال الحافظ: في حديث أنس عند ابن أبي الدنيا: "فجعلت تتلمظ ويتلمظ هو حتى رأى الضيف أنهما يأكلان" وقال: في حديث أنس: فصلى معه الصبح" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 10/ 257

سورة الممتحنة

أخرجه ابن أبي الدنيا في "قرى الضيف" (10) عن داود بن عمرو بن زهير الضبي ثنا محمد بن الحسن الأسدي ثنا سعيد بن مسلم عن عبد الوارث عن أنس في قوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} قال: نزلت في رجل من الأنصار أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- معه ضيفاً من أضيافه، فأتى به منزله، فقالت له امرأته: ما هذا؟ قال: هذا ضيف لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: والذي بعث محمداً بالحق ما أمسى عندنا إلا قرص، فذلك القرص لي، أو لك، أو للضيف، أو للخادم، قال: أثردي هذا القرص، وآدميه بسمن ثم قربيه، وأمري الخادم يطفىء السراج، وجعلت تتلمظ هي وهو حتى رأى الضيف أنهما يأكلان، وأصبح، فصلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أين صاحب الضيف؟ " ثلاث مرات، والرجل ساكت، قال: أنا صاحب الضيف. قال: "حدثني جبريل أنَّ الله تعالى عز وجل ضحك حين قلت لخادمك: أطفىء السراج" ونزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وإسناده ضعيف، عبد الوارث قال البخاري: مجهول (علل الترمذي 1/ 366) وقال أبو زرعة: منكر الحديث (سؤالات البرذعي 2/ 381) وضعفه الدارقطني (اللسان 4/ 85) ... سورة الممتحنة باب {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] 972 - (5766) قال الحافظ: وعند الطبري من طريق معمر عن الزهري عن عروة: "فإني غافر لكم" وقال: وفي مغازي ابن عائذ من مرسل عروة: "اعملوا ما شئتم فسأغفر لكم" (¬1). مرسل وله عن عروة بن الزبير طريقان: الأول: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 10/ 259

- فقال مَعْمر بن راشد: عن الزهري عن عروة في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، قال: كتب إلى كفار قريش كتاباً ينصح لهم فيه فأطلع الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فأرسل علياً والزبير، فقال: "اذهبا فإنكما ستدركان امرأة بمكان كذا وكذا فأتياني بكتاب معها" فانطلقا حتى أدركاها، فقالا: الكتاب الذي معك، قالت: ما معي كتاب، قالا: والله لا ندع عليك شيئاً إلا فتشناه أو تخرجينه، قالت: أو لستما مسلمين؟ قالا: بلى، ولكنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أنَّ معك كتاباً فقد أيقنت أنفسنا أنه معك، فلما رأت جدّهما أخرجت كتاباً من قرونها فرمت به، فذهبا به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى كفار قريش، فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أنت كتبت هذا الكتاب؟ " قال: نعم، قال: "وما حملك على ذلك؟ " قال: أما والله ما ارتبت في الله منذ أسلمت ولكني كنت امرءاً غريباً فيكم أيها الحي من قريش، وكان لي بمكة مال وبنون فأردت أن أدفع عنهم بذلك، فقال عمر: ائذن لي يا نبي الله فأضرب عنقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مهلاً يا ابن الخطاب إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم" أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (3/ 286 - 287) عن معمر به. وأخرجه الطبري في "التفسير" (28/ 60) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به. - وقال إسحاق بن راشد الجَزَري: عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أنه حدث أنَّ أباه كتب إلى كفار قريش كتاباً, فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علياً والزبير فقال: "انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب، فائتياني به" وذكر الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3066) و"الأوسط" (8223) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسحاق بن راشد به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا إسحاق بن راشد، تفرد به عبيد الله بن عمرو" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 304 قلت: الأول أصح، وإسحاق بن راشد قال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك. الثاني: يرويه محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا: لما أجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأمر في السير

باب {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات}

إليهم، فذكروا الحديث وفيه: "وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/ 398 - 399) والطبري في "التاريخ" (3/ 48 - 49) وفي "التفسير" (28/ 58 - 59) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 14 - 16) من طرق عن ابن إسحاق به. وإسناده حسن. باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] 973 - (5767) قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني أنه بايعهن بواسطة عمر" (¬1) قلت: هو من حديث أم عطية، وقد أخرجه ابن سعد وغيره من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية عن جدته أم عطية. وأخرجه البخاري في باب -إذا جاءك المؤمنات يبايعنك- من طريق حفصة بنت سيرين عن أم عطية. لكن ليس فيه أنه بايعهن بواسطة عمر. 974 - (5768) قال الحافظ: وقد جاء في أخبار أخرى أنهنّ كنَّ يأخذن بيده عند المبايعة من فوق ثوب، أخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" عن الشعبي" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حيث: "لا أصافح النساء". ... سورة ن باب {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} [القلم: 13] 975 - (5769) قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم: "الضعفاء ¬

_ (¬1) 10/ 261 (¬2) 10/ 261

المغلوبون" وله من حديث سراقة بن مالك: "الضعفاء المغلوبون"، ولأحمد في حديث حذيفة: "الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبه له" (¬1) حديث ابن عمرو تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر" وحديث سراقة أخرجه الطبراني في "الكبير" (6589) و"الأوسط" (3181) والحاكم (3/ 619) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (76) عن عبد الله بن صالح المصري وابن قانع في "الصحابة" (1/ 317) والبيهقي في "الشعب" (7820) عن محمد بن سنان العَوَقي والحاكم (1/ 60 - 61) والبيهقي في "الشعب" (7821) عن زيد بن الحُبَاب العُكْلي ثلاثتهم عن موسى بن عُلي بن رباح اللخمي قال: سمعت أبي يحدث عن سراقة بن مالك بن جُعْشُم رفعه: "ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ المغلوبون الضعفاء, وأهل النار كل جعظرى جوَّاظ مستكبر" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سراقة إلا بهذا الإسناد، تفرد به موسى" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال المنذري والهيثمي والعسقلاني: إسناده حسن" الترغيب 3/ 564 - "المجمع 10/ 265 - القول المسدد ص 39 قلت: هو معلول بالإنقطاع: قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء: ثنا موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول: بلغني عن سراقة بن مالك ... أخرجه أحمد (4/ 175) عن المقرىء به. ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (90) ¬

_ (¬1) 10/ 289

سورة قل أوحي إلى

وحديث حذيفة أخرجه أحمد (5/ 407) وابنه عبد الله في "السنة" (1462) وتمام (1481)، والبيهقي في "عذاب القبر" (115) وابن الجوزي (¬1) في "الموضوعات" (1767) من طريق عحمد بن جابر اليمامي عن عمرو بن مرة عن أبي البَخْتري عن حذيفة قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جنازة، فلما انتهينا إلى القبر، قعد على شَفَتِه، فجعل يردُّ بصرَه فيه، ثم قال: "يُضغط المؤمنُ فيه ضغطةَ تزول منها حَمائِلُه، ويُملأ على الكافر نارا" ثم قال: "ألا أخبركم بشرِّ عباد الله؟ الفَظُّ، المستكبر. ألا أخبركم بخير عباد الله؟ الصيف، المُستضعَفُ، ذو الطِّمْرَين، لو أقسم على الله لأبرَّ الله قسمه" وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر، وأبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من حذيفة. قال الهيثمي: وفيه محمد بن جابر وهو ضعيف" المجمع 3/ 46 وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج الإحياء 4/ 487 ... سورة قل أوحي إلى 976 - (5770) قال الحافظ: ووقع في رواية عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال الزبير أو ابن الزبير: كان ذلك بنخلة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العشاء. وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال: قال الزبير: فذكره وزاد: فقرأ: {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] وكذا أخرجه ابن أبي حاتم، وهذا منقطع" (¬2) يرويه سفيان بن عيينة واختلف عنه: ¬

_ (¬1) وقال: هذا حديث لا يصح. قال ابن معين: محمد بن جابر ليس بشيء، وقال أحمد: لا يحدث عنه إلا من هو شرُّ منه" وتعقبه الحافظ في "القول المسدد" (ص 39) فقال: قلت: وأبو البختري لم يدرك حذيفة، ولكن مجرد هذا لا يدل على أنَّ المتن موضوع فإنَّ له شواهد ... " وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص 462): محمد بن جابر واه، وأبو البختري لم يدرك حذيفة". (¬2) 10/ 301

سورة المزمل

- فقال عبد الرزاق في "التفسير" (3/ 323): عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال الزبير: كان ذلك بنخلة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العشاء. وهذا منقطع لأنَّ عمرو بن دينار لم يدرك الزبير بن العوام. - وقال أحمد في "المسند" (1/ 167): ثنا سفيان قال: قال عمرو: سمعت عكرمة {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] وقرىء على سفيان: عن الزبير قال: بنخلة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي العشاء الآخرة {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)} [الجن: 19]. وهذا منقطع أيضاً لأنَّ عكرمة لم يسمع من الزبير. ... سورة المزمل 977 - (5771) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم حديث سعد بن هشام عن عائشة فيما يتعلق منها بقيام الليل وقولها فيه: فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضته" (¬1) أخرجه مسلم (746) من طريق زُرارة بن أوفي العامري عن سعد بن هشام بن عامر: فذكر حديثاً طويلاً وقال فيه: فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ألست تقرأ: يا أيها المزمل؟ قلت: بلى، قالت: فإنَّ الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء، حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة. ... سورة عبس 978 - (5772) قال الحافظ: وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنَّ الذي كان يكلمه أبي بن خلف" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 10/ 302 (¬2) 10/ 319

سورة البروج

أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (3/ 348) عن مَعْمر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} [عبس: 1] قال: جاء ابن أم مكتوم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يكلم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله تعالى عليه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}. قال: فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يكرمه. وأخرجه أبو يعلى (3123) عن محمد بن مهدي الأُبُلي ثنا عبد الرزاق به (¬1). ومحمد بن مهدي ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات. وأخرجه الطبري (30/ 51) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة به. ورواته ثقات. ... سورة البروج 979 - (5773) قال الحافظ: وأخرج مسلم والترمذي وغيرهما من حديث صهيب قصة أصحاب الأخدود مطولة، وفيه قصة الغلام الذي كان يتعلم من الساحر، فمرَّ بالراهب فتابعه على دينه، فأراد الملك قتل الغلام لمخالفته دينه فقال: إنك لن تقدر على قتلي حتى تقول إذا رميتني: بسم الله ربِّ الغلام، ففعل، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فخدَّ لهم الملك الأخاديد في السكك وأضرم فيها النيران ليرجعوا إلى دينه. وفيه قصة الصبي الذي قال لأمه: اصبري فإنك على الحق، صرَّح برفع القصة بطولها حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب. ومن طريقه أخرجه مسلم والنسائي وأحمد، ووقفها معمر عن ثابت، ومن طريقه أخرجها الترمذي. وعنده في آخره: يقول الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)} [البروج: 4] إلى {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)} [البروج: 8] " (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (482) وأحمد (4/ 332 و333 و6/ 16 - 18) ¬

_ (¬1) زاد ابن كثير بعد أن نسبه لأبي يعلى: عن أنس. التفسير 4/ 470 (¬2) 10/ 326

والدارمي (2446) ومسلم (3005) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (287) والبزار (2090) والنسائي في "الكبرى" (8633 و11661) وأبو يعلى (نتائج الأفكار 2/ 317) والطبري في "التفسير" (30/ 133 - 134) والهيثم بن كليب (992) وابن حبان (2027 و4758) والطبراني في "الكبير" (7320) وفي "الدعاء" (664) وابن السني في "اليوم والليلة" (117) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 155) والقضاعي (1483) والبيهقي (9/ 153) وفي "القضاء والقدر" (142) والواحدي في "الوسيط" (4/ 459 - 460) والبغوي في "التفسير" (7/ 227 - 229) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 316) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا ثابت البُنَاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله قال: "كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كَبِرَ قال للملك: إني قد كبرت، فأبعث إليَّ غلاماً أعلمه السحر. فبعث إليه غلاماً يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، واهب. فقعد إليه وسمع كلامه. فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أَعْلَمُ الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم! إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بُني! أنت اليوم أفضلُ مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله، فشفاه الله. فأتى الملكَ فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل بعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل، فقال: إني لا أشفي أحداً، وإنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلَّ على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى. فدعا بالمنشار، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى. فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك:

ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرْقُور، فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهمَّ! اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله، ربِّ الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحدٍ، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله، ربِّ الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صُدْغِهِ، فوضع يده في صدغه في موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، أمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأُتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حَذَرُك، قد آمن الناس. فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخُدَّت، وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحْمُوهُ فيها. أو قيل له: اقْتَحِمْ. ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أُمَّه! اصبري، فإنك على الحق" وأخرجه عبد الرزاق (9751) وفي "التفسير" (3/ 362 - 364) عن مَعْمر بن راشد عن ثابت البُنَاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى العصر همس -والهمس في قول بعضهم يحرك شفتيه كأنه يتكلم بشيء - فقيل له: يا نبي الله! إنك إذا صليت العصر همست، فقال: "إنَّ نبياً من الأنبياء كان أُعجب بأمته، فقال: من يقوم لهؤلاء؟ فأُوحي إليه: أنْ خيِّرهم بين أن انتقم منهم، أو أسلط عليهم عدوهم، فاختاروا النقمة، فسلط الله عليهم الموت، فمات منهم في يوم سبعون ألفاً" قال: وكان إذا حدَّث بهذا الحديث حدَّث بهذا الآخر، قال: وكان ملك من الملوك، وكان لذلك الملك كاهن يتكهنُّ له، وذكر الحديث بطوله. وأخرجه الترمذي (3340) وابن أبي عاصم (289) والبزار (2091) والطبراني (7319) من طرق عن عبد الرزاق به. قال الترمذي: حسن غريب" وقال ابن كثير: وهذا السياق ليس فيه صراحة أنَّ سياق هذه القصة من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي: فيحتمل أن يكون من كلام صهيب الرومي فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى، والله أعلم" 4/ 494

كذا قالا، وقد قال البزار بعد تخريجه: وهذا الكلام لا نعلم يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا صهيب، ولا نعلم رواه إلا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب" وقال ابن أبي عاصم: رواه معمر مرفوعاً" وقد صرح حماد بن سلمة برفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو من أثبت الناس في ثابت البناني (¬1). وأما معمر فقال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف. وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. وقد رواه سليمان بن المغيرة والأعمش عن ثابت فلم يذكرا قصة أصحاب الأخدود. فأما حديث سليمان بن المغيرة فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 319 - 320) وأحمد (4/ 333) والحربي في "الغريب" (3/ 1108) وابن أبي عاصم (288) والبزار (2089) وابن نصر في "الصلاة" (209) والنسائي في "اليوم والليلة" (614) وابن حبان (1975) والإسماعيلي في "المعجم" (1/ 437 - 438) والبيهقي (9/ 153) وفي "الشعب" (2914) من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن عن صهيب قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى همس شيئاً لا يخبرنا به، قلنا: يا رسول الله! إنك مما إذا صليت همست شيئاً لا نفهمه، قال: "فطنتم لي؟ " قلت: نعم، قال: "ذكرت نبياً من الأنبياء أعطي جنوداً من قومه فقال: من يكافىء هؤلاء، قال: فقيل له: اختر لقومك إحدى ثلاث: إما أن يسلط عدواً من غيرهم، أو الجوع، أو الموت، قال: فعرض ذلك على قومه، فقالوا: أنت نبي الله فاختر لنا، قال: فقام إلى الصلاة. قال: وكانوا مما إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة، فصلى فقال: اللهم إن تسلط عليهم من غيرهم فلا، أو الجوع فلا, ولكن الموت، قال: فسلط علبهم الموت، فمات منهم سبعون ألفاً في ثلاثة أيام. قال: فهمسي الذي تسمعون أني أقول: اللهم بك أحاول، وبك أصاول، ولا حول ولا قوة إلا بك" رواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي وصفان بن مسلم الصفار وهُدبة بن خالد القيسي وأبو داود الطيالسي وبهز بن أسد العَمِّي وعبد الرحمن بن إبراهيم وسعيد بن سليمان الواسطي عن سليمان بن المغيرة هكذا. ¬

_ (¬1) انظر حديث: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا ... " في المجموعة الأولى.

سورة والضحى

ورواه محمد بن الحسن العجلي عن سليمان بن المغيرة فذكر قصة الأخدود بطولها. أخرجه العقيلي (4/ 55) ورواه علي بن عبد الحميد المَعْني عن سليمان بن المغيرة فلم يذكر صهيباً. أخرجه العقيلي (4/ 55) والأول أصح. وأما حديث الأعمش فأخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (480) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا الأعمش عن ثابت عن عبد الرحمن عن صهيب قال: فذكر نحو حديث سليمان بن المغيرة. ... سورة والضحى باب قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 3] 980 - (5774) قال الحافظ: ووجدت الآن في الطبراني بإسناد فيه من لا يعرف أنَّ سبب نزولها وجود جرو كلب تحت سريره -صلى الله عليه وسلم- لم يشعر به، فأبطأ عنه جبريل لذلك، وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريره مشهورة، لكن كونها سبب نزول هذه الآية غريب بل شاذ مردود بما في الصحيح، والله أعلم" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 3790 - الإتحاف 7894) عن أبي نعيم الفضل بن دكين ثنا حفص بن سعيد القرشي الأعور حدثتني أمي عن أمها وكانت خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: إنَّ جرواً دخل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدخل تحت السرير فمات، فمكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال: "يا خولة، ما حدث في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ جبريل لا يأتيني، فما حدث في بيت نبي الله -صلى الله عليه وسلم-؟ " فقالت: يا نبي الله، ما ¬

_ (¬1) 10/ 339

أتى علينا يوم خير منا اليوم، قال: فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برديه فلبسهما وخرج، فقلت في نفسي: لو هيأت البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السرير، فإذا بشيء ثقيل، فلم أزل أهيئه حتى بدا لي الجرو ميتاً، فأخذته بيدي فألقيته خلف الدار، فجاءني النبي -صلى الله عليه وسلم- ترعد لحيته، وكان إذا نزل عليه استبطنته الرعدة، فقال: "يا خولة دثريني" فأنزل الله عليه: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} إلى قوله: {فَتَرْضَى} فقام من نومه فوضعت له ماءً فتطهر ولبس برديه. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3443) عن ابن أبي شيبة به. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في"أسد الغابة" (7/ 94 - 95) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 249) وعنه أبو نعيم في "الصحابة" (7610) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم به. وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 508) وفي "أسباب النزول" (ص 256) من طريق أبي عبد الرحمن محمد بن يونس ثنا أبو نعيم به. قال ابن عبد البر: ليس إسناد هذا الحديث مما يحتج به" الاستيعاب 12/ 309 وقال الهيثمي: وأم حفص لم أعرفها" المجمع 7/ 138 وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" مختصر الإتحاف 8/ 443 قلت: حفص بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راوياً إلا الفضل بن دكين، فهو مجهول. 981 - (5775) قال الحافظ: وقع في رواية أخرى عند الحاكم: فقالت خديجة، وأخرجه الطبري أيضاً من طريق عبد الله بن شداد: فقالت خديجة: ولا أرى ربك. ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه: فقالت خديجة لما ترى من جزعه. وهذان طريقان مرسلان ورواتهما ثقات" (¬1) تقدم الكلام على هذين الحديثين المرسلين في أبواب التهجد - باب ترك القيام للمريض. ... ¬

_ (¬1) 10/ 339

سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}

سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق] باب حدثنا يحيى بن بكير 982 - (5776) قال الحافظ: وأما مطلق ما يدل على نبوته فتقدمت له أشياء مثل تسليم الحجر كما ثبت في صحيح مسلم. وقال: وكذلك تسليم الحجر عليه وهو عند مسلم من حديث جابر بن سَمُرَة" (¬1) أخرجه مسلم (2277) من طريق سِمَاك بن حرب الكوفي عن جابر بن سمرة رفعه: "إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن" 983 - (5777) قال الحافظ: وما في الحديث نكرة موصوفة: أي أول شيء، ووقع صريحاً في حديث ابن عباس عند ابن عائذ" (¬2) 984 - (5778) قال الحافظ: وصرح بذلك ابن أبي شيبة في مرسل عبد الله بن شداد" (¬3) تقدم الكلام عليه في باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. 985 - (5779) قال الحافظ: وفي رواية مرسلة عند البيهقي في "الدلائل" أنها ذهبت إلى عداس وكان نصرانياً فذكرت له خبر جبريل فقال: هو أمين الله بينه وبين النبيين. ثم ذهبت إلى ورقة" (¬4) مرسل أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 143 - 145) من طريق الليث بن سعد عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري قال: فذكر الحديث وقال فيه: ثم انطلقت مكانها حتى أتت غلاماً لعتبة بن ربيعة بن عبد شمس نصرانياً من أهل نينوى يقال له: عداس، ¬

_ (¬1) 10/ 345 (¬2) 10/ 345 (¬3) 10/ 347 (¬4) 10/ 349

سورة {أرأيت}

فقالت له: يا عداس أذكرك بالله إلا ما أخبرتني هل عندك علم من جبريل؟ فقال عداس: قدوس قدوس، ما شأن جبريل يُذكر بهذه الأرض التي أهلها أهل الأوثان! أخبرني بعلمك فيه، قال: فإنه أمين الله بينه وبين النبيين وهو صاحب موسى وعيسى عليه السلام. فرجعت خديجة من عنده فجاءت ورقة بن نوفل ... 986 - (5780) قال الحافظ: وقد وقع في حديث عبد الله بن عدي في السنن: "ولولا أني أخرجوني منك ما خرجت" يخاطب مكة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "والله إنك لخير أرض الله ... " ... سورة {أَرَأَيْتَ} [الماعون] 987 - (5781) قال الحافظ: وأخرجه البزار والطبراني من حديث ابن مسعود مرفوعاً صريحاً" (¬2) لم أره عندهما إلا باللفظ الذي ذكره الحافظ قبل وهو: كنا نعد الماعون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عارية الدلو والقدر. ... سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس] 988 - (5782) قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أنس نحوه مرفوعاً، وإسناده ضعيف" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الشيطان واضع خَطْمَه على قلب ابن آدم" ¬

_ (¬1) 10/ 350 (¬2) 10/ 361 (¬3) 10/ 373

989 - (5783) قال الحافظ: قال البزار: وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قرأهما في الصلاة. قلت: هو في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر، وزاد فيه ابن حبان من وجه آخر عن عقبة بن عامر: "فإن استطعت أن لا تفوتك قراءتهما في صلاة فافعل" (¬1) صحيح لكنه ليس في صحيح مسلم، وله عن عقبة بن عامر طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: سمعت عقبة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أعلمك من خير سورتين يقرؤهما الناس؟ " قلت: بلى، فقرأ عليَّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] ثم انتهى إلى الناس وقد أقيمت الصلاة، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرأ بهما، ثم قال لي: "اقرأهما كلما نمت وقمت" أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (289) والسياق له. عن سهل بن عثمان العسكري والنسائي في "اليوم والليلة" (889) وفي "الكبرى" (7844) عن يحيى بن آدم الكوفي قالا: ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد به. وإسناده حسن، سهل بن عثمان وأبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن الشامي مولى معاوية بن أبي سفيان صدوقان، والباقون ثقات. وقد سمع القاسم بن عبد الرحمن من عقبة كما دلت عليه هذه الرواية خلافاً لمن قال: إنه لم يسمع من أحد من الصحابة سوى أبي أمامة. ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه صدقة بن خالد الدمشقي وبشر بن بكر التِّنِّيسي قالا: ثنا ابن جابر به -يعني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر-. وقالا في روايتهما: فلما أقيمت الصلاة صلاة الصبح قرأ بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (759) وابن سمعون في "الأمالي" (233) من طريق هشام بن عمار الدمشقي ثنا صدقة بن خالد به. ¬

_ (¬1) 10/ 374

وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (125) عن الربيع بن سليمان المرادي ثنا بشر بن بكر به. - ورواه الوليد بن مسلم الدمشقي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن الوليد بن مسلم ثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني القاسم بن عبد الرحمن عن عقبة قال: بينا أنا أقود برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نقب من تلك النقاب إذ قال لي: "يا عقبة! ألا تركب" قال: فأجللت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أركب مركبه، ثم قال: "يا عقيب! ألا تركب" قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وركبت هنية، ثم ركب، ثم قال: "يا عقيب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس" وذكر الحديث. أخرجه أحمد (4/ 144) عن الوليد بن مسلم به. وأخرجه النسائي (8/ 222) وفي "الكبرى" (7843) عن محمود بن خالد الدمشقي وابن خزيمة (1/ 267) عن أبي الخطاب زياد بن يحيى الحسَّاني و (534) عن أبي عمار الحسين بن حريث الخزاعي وعلي بن سهل الرملي وأبو يعلى (1736) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي والطبراني في "مسند الشاميين" (596) عن عمرو بن عثمان الحمصي والطحاوي في "المشكل" (124) عن محمد بن عبد العزيز الواسطي قالوا: ثنا الوليد بن مسلم به. وإسناده حسن. • وقال دُحَيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي: ثنا الوليد بن مسلم ثنا هشام بن الغاز عن يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة.

أخرجه الروياني (273) والطبراني (17/ 335 - 336) والأول أصح، ويحتمل أن يكون عند الوليد بن مسلم من طريقين، والله أعلم. ولم ينفرد عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به بل تابعه العلاء بن الحارث الحضرمي عن القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية عن عقبة قال: كنت أقود برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناقته في السفر، فقال لي: "يا عقبة! ألا أعلمك خير سورتين قُرئتا" فعلمني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] قال: فلم يرني سُررت بهما جداً، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة، التفت إليَّ فقال: "يا عقبة! كيف رأيت؟ " أخرجه أحمد (4/ 149 - 150 و153) وأبو داود (1462) والنسائي (1/ 221 - 222) وفي "الكبرى" (7848) وابن خزيمة (535) والطبراني (17/ 334 - 335) وفي "مسند الشاميين" (1987) والحاكم (1/ 240) والبيهقي (¬1) (2/ 394) من طرق (¬2) عن معاوية بن صالح الحمصي عن العلاء بن الحارث به. وإسناده حسن. الثاني: يرويه مكحول عن عقبة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ بهما في صلاة الصبح. أخرجه النسائي (8/ 221) وفي "الكبرى" (2849) عن محمد بن بشار البصري ثنا عبد الرحمن ثنا معاوية عن العلاء بن الحارث عن مكحول به. ورواته ثقات إلا أنه منقطع، قال الحاكم: مكحول لم يسمع من عقبة بن عامر ولم يره (سؤالات مسعود ص 180) وعبد الرحمن هو ابن مهدي، ومعاوية هو ابن صالح. الثالث: يرويه عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحمصي عن أبيه عن عقبة قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المعوذتين: أمن القرآن هما؟، فأمَّنا بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر. وفي لفظ: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمَّهم بالمعوذتين في صلاة الفجر. ¬

_ (¬1) وقع عنده: العلاء بن كثير، وقال: كذا قال: العلاء بن كثير، وقال ابن وهب عن معاوية عن العلاء بن الحارث، وهو أصح" (¬2) رواه عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب وعبد الله بن وهب وأسد بن موسى وعبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح.

أخرجه أبو يعلى (1734) والنسائي (2/ 122 و8/ 221) وفي "الكبرى" (1024 و7851) وابن خزيمة (536) والطبراني (17/ 337 - 338) والحاكم (1/ 240) والبيهقي (2/ 394) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي واللفظ الأول له. والروياني (244) وابن خزيمة (1/ 268) وابن حبان (1818) عن زيد بن أبي الزرقاء المَوْصلي واللفظ الثاني له. قالا: ثنا سفيان عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به. قال ابن خزيمة: أصحابنا يقولون: الثوري أخطأ في هذا الحديث. وأنا أقول: غير مستنكر لسفيان أن يروي هذا عن معاوية وعن غيره" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد تفرد به أبو أسامة عن الثوري، وأبو أسامة ثقة معتمد" كذا قال، وقد توبع أبو أسامة كما تقدم، ولم يخرج البخاري لمعاوية ولا لشيخه ولا لشيخ شيخه في الصحيح شيئاً. ولم ينفرد عبد الرحمن بن جبير به بل تابعه خالد بن مَعْدان الحمصي عن جبير بن نفير عن عقبة أنه قال: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهديت له بغلة شهباء فركبها، فأخذ عقبة يقودها له، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعقبة: "اقرأ" فقال: وما أقرأ يا رسول الله؟ قال: "اقرأ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] " فأعادها عليه حتى قرأها، فعرف أني لم أفرح بها جداً، فقال: "لعلك تهاونت بها، فما قمت تصلي بشيء مثلها" أخرجه أحمد (4/ 149) والنسائي (8/ 221) وفي "الكبرى" (7842) والطحاوي في "المشكل" (126) والطبراني (17/ 337) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا بَحير بن سعد عن خالد بن معدان به. وإسناده صحيح. الرابع: يرويه هشام بن الغاز الجُرَشي عن سليمان بن موسى عن عقبة قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فلما طلع الفجر أذن وأقام، ثم أقامني عن يمينه، فقرأ بالمعوذتين، فلما

انصرف قال: "كيف رأيت؟ " قلت: قد رأيت يا رسول الله، قال: "فاقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت" أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 366 - 367) عن وكيع عن هشام بن الغاز به. وإسناده منقطع، قال البخاري: سليمان لم يدرك أحداً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- (علل الترمذي 1/ 313) الخامس: يرويه معبد بن هلال العنزي عن رجل من آل معاوية يفقهونه عن عقبة قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقال: "أعجزت يا عقبة؟ " قلت: لا، فسار ما شاء الله، ثم قال لي: "يا عقبة، أعجزت؟ " قلتَ: نعم يا رسول الله، فنزل وقال: "اركب" قلت: على مركبك يا رسول الله؟ قال: "نعم" فصلى بنا الغداة فقرأ بـ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] فلما سلم أقبل عليَّ فقال: "أسمعت يا عقبة؟ يا عقبة أسمعت؟ " أخرجه ابن الضريس (288) عن عبد الرحمن بن المبارك العَيْشي ثنا عبد الوارث عن الجريري عن معبد به. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم بسم، والباقون ثقات، وعبد الوارث بن سعيد سمع من الجريري قبل الاختلاط. السادس: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران أنه سمع عقبة يقول: تبعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو راكب، فجعلت يدي على قدمه، فقلت: يا رسول الله، أقرئني إما من سورة هود، وإما من سورة يوسف، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عقبةُ بنَ عامر، إنك لن تقرأ سورة أحبَّ إلى الله، ولا أبلغَ عنده من أن تقرأ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] فإن استطعت أن لا تفوتك في صلاة فافعل" أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 271) وأحمد (¬1) (4/ 155 و159) والدارمي (3442) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 198) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (282) والنسائي (2/ 122 و8/ 223) وفي "الكبرى" (1025 و7839 و7840) والروياني (259) وابن حبان (795 و1842) واللفظ له والطبراني (17/ 311 و311 - 312 و312) ¬

_ (¬1) وقع عنده في رواية (4/ 149): الليث ثني يزيد بن أبي حبيب ثنا هاشم عن أبي عمران أسلم عن عقبة. وهي خطأ، والله أعلم.

والحاكم (2/ 540) والبيهقي في "الشعب" (2331) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1213) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. وله طريق سابعة تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف القاف فانظر حديث: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} تعوذ بهنَّ ... ". ***

كتاب فضائل القرآن

كتاب فضائل القرآن باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- 990 - (5784) قال الحافظ: وعند الحاكم نحوه من حديث سَمُرَة، وإسناده حسن" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2315) والروياني (817 و826) والحاكم (2/ 230) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (8 و9) من طرق عن حجاج بن منهال البصري ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن قتادة عن سمرة بن جندب قال: عرض القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث عرضات. قال (¬2): فيقولون: إنَّ قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري بعضه وبعضه على شرط مسلم" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 151 قلت: رواته ثقات إلا أنَّ قتادة كان مدلساً ولم يذكر سماعاً من الحسن، والحسن اختلف في سماعه من سمرة، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه كان مدلساً أيضاً ولم يذكر سماعاً من سمرة. ¬

_ (¬1) 10/ 420 (¬2) وفي رواية الروياني الثانية: قال حماد.

باب فضل سورة البقرة

باب فضل سورة البقرة 991 - (5785) قال الحافظ: وفي حديث معاذ لما أمسك الجني: وآية ذلك لا يقرأ أحد منكم خاتمة سورة البقرة فيدخل أحد منا بيته تلك الليلة. أخرجه الحاكم" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهاء فانظر حديث: "هو عمل الشيطان فارصده" باب فضل {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الإخلاص] 992 - (5786) قال الحافظ: وقد أخرج أحمد والنسائي من حديث أبي مسعود الأنصاري مثل حديث أبي سعيد هذا" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من قرأ: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ (1)} فكأنما قرأ ثلث القرآن". باب من لم يتغن بالقرآن 993 - (5787) قال الحافظ: ويؤيده حديث: "فإن لم تبكوا فتباكوا" وهو في حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي عوانة" (¬3) انظر حديث: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" في المجموعة الأولى. باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه 994 - (5788) قال الحافظ: وكذا أخرجه الترمذي من حديث علي" (¬4) ¬

_ (¬1) 10/ 432 (¬2) 10/ 436 (¬3) 10/ 447 (¬4) 10/ 452

باب استذكار القرآن وتعاهده

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 503) والدارمي (3340) ومحمد بن سحنون في "آداب المتعلمين" (ص 69 - 70) والترمذي (2909) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 153) والبزار (698) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (136) والفريابي في "فضائل القرآن" (19) والآجري في "أخلاق حملة القرآن" (16) وابن عدي (4/ 1614) وتمام (212) والقضاعي (1241) وأبو الفضل الرازي في"فضائل القرآن" (38 و39) والخطيب في "التاريخ" (10/ 459) والشجري في "الأمالي" (1/ 72) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ثنا النعمان بن سعد عن علي مرفوعاً: "خيركم (¬1) من تعلم القرآن وعلمه" قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، والنعمان بن سعد قال الذهبي في "الديوان": مجهول. ويغني عنه حديث عثمان الذي أخرجه البخاري في الباب بلفظه. باب استذكار القرآن وتعاهده 995 - (5789) قال الحافظ: ووقع في حديث عقبة بن عامر بلفظ: "تفلتا" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف التاء فانظر حديث: "تعلموا القرآن وغنوا به وأفشوه". باب إثم من راءى بقراءة القرآن 996 - (5790) قال الحافظ: وقد وقع في حديث حذيفة نحو حديث أبي سعيد من ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "خياركم" (¬2) 10/ 458

باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم

الزيادة: "لا يجاوز تراقيهم، ولا تعيه قلوبهم" (¬1) سيأتي الكلام عليه في كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف. باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم 997 - (5791) قال الحافظ: وهو كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 9/ 277 - 278) من حديث عائشة. ... ¬

_ (¬1) 10/ 477 (¬2) 10/ 478

كتاب النكاح

كتاب النكاح 998 - (5792) قال الحافظ: ووقع في مرسل سعيد بن المسيب عند عبد الرزاق أنَّ الثلاثة المذكورين هم: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعثمان بن مظعون" (¬1) مرسل أخرجه عبد الرزاق (10374) عن المثنى بن الصَّبَّاح اليماني أنَّ عمرو بن شعيب أخبره عن سعيد بن المسيب أنَّ نفراً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو، لما تبتَّلوا وجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، وهمُّوا بالخصاء، وأجمعوا لقيام الليل، وصيام النهار، بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدعاهم، فقال: "أمَّا أنا فأنا أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح. باب تزويج الثيبات 999 - (5793) قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من حديث كعب بن عُجرة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: فذكر نحو حديث جابر، وقال فيه: "وتعضها وتعضك" (¬2) صعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 149 - 150) عن يوسف بن يعقوب القاضي ثنا ¬

_ (¬1) 11/ 4 (¬2) 11/ 23

باب الأكفاء في الدين

محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا عمرو بن النعمان ثني موسى بن دهقان ثني الربيع بن كعب بن عجرة عن أبيه قال: كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا فلان، تزوجت؟ " فقال: لا، فقال لي: "تزوجت؟ " فقلت: نعم، فقال: "ابكراً أم ثيباً؟ " قلت: لا، بل ثيباً، فقال: "فهلا بكراً تعضها وتعضك" قال الهيثمي: لم أجد من ترجم الربيع، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف، وقد وثقهم ابن حبان" المجمع 4/ 259 قلت: إسناده ضعيف لضعف موسى بن دهقان البصري. باب الأكفاء في الدين 1000 - (5794) قال الحافظ: وقد وقع في مرسل يبيح بن جَعْدة عند سعيد بن منصور: "على دينها ومالها، وعلى حسبها ونسبها" (¬1) مرسل أخرجه سعيد بن منصور (502) عن أبي الأحوص سلَّام بن سليم الكوفي ثنا منصور عن حبيب بن أبي ثابت أو مجاهد عن يحيى بن جَعْدة رفعه: "تنكح المرأة على أربع خلال: على دينها، وعلى جمالها، وعلى مالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين تريت يداك" ورواته ثقات، ومنصور هو ابن المعتمر الكوفي. ورواه مسدد في "مسنده" (الإتحاف 4126) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء ويحيى بن جعدة قولهما. وإسناده صحيح. 1001 - (5795) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم الحديث من طريق عطاء عن جابر وليس فيه ذكر الحسب، اقتصر على الدين والمال والجمال. وقال: في حديث جابر: "فعليك بذات الدين" (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 36 (¬2) 11/ 37

باب ما يتقى من شؤم المرأة

أخرجه مسلم (715) من طريق عطاء بن أبي رباح أخبرني جابر قال: تزوجت امرأة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلقيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا جابر! تزوجت؟ " قلت: نعم، قال: "بكر أم ثيب؟ " قلت: ثيب، قال: "فهلا بكراً تلاعبها؟ " قلت: يا رسول الله! إنَّ لي أخوات فخشيت أن تدخل بيني وبينهن، قال: "فذاك إذن. إنَّ المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك" وأخرجه البخاري (فتح 11/ 22 - 25) من طريق عامر الشعبي عن جابر. و (11/ 24 - 25) من طريق محارب بن دِثَار عن جابر. 1002 - (5796) قال الحافظ: وقد سمي من المجيبين أبو ذر فيما أخرجه ابن حبان من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عنه" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " ولم أذكر الحديث هناك بتمامه، وأنا أذكره هنا: ثم سألني عن رجل من قريش، فقال: "هل تعرف فلاناً؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فكيف تَراه وتُراه؟ " قلت: إذا سأل أُعطي، وإذا حضر أُدخل. ثم سألني عن رجل من أهل الصفة، فقال: "هل تعرف فلاناً؟ " قلت: لا والله ما أعرفه يا رسول الله، قال: فما زال يُحَلِّيه وينعَتُهُ حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول الله، قال: "فكيف تَراه أو تُراه؟ " قلت: رجل مسكين من أهل الصفة، فقال: "هو خير من طِلَاع الأرض من الآخر" قلت: يا رسول الله، أفلا يُعطى من بعض ما يُعطى الآخر؟ فقال: "إذا أُعطي خيراً فهو أهلُه، وإن صرف عنه فقد أعطي حسنة" باب ما يتقى من شؤم المرأة 1003 - (5797) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2742) من حديث أبي سعيد في أثناء حديث: "واتقوا النساء، فإنَّ أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" (¬2) ¬

_ (¬1) 11/ 38 (¬2) 11/ 40

باب لا يتزوج أكثر من أربع

باب لا يتزوج أكثر من أربع 1004 - (5798) قال الحافظ: وقد وقع ذلك لغَيْلان بن سلمة وغيره كما خرج في كتب السنن" (¬1) روي من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث الحارث بن قيس ومن حديث نوفل بن معاوية ومن حديث عروة بن مسعود ومن حديث عكرمة مرسلاً فأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو الشيخ في "حديثه" (124) والدارقطني (3/ 271 - 272) والبيهقي (7/ 183) وفي "معرفة السنن" (10/ 137) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 197 - 198) من طرق عن سيف بن عبيد الله الجَرْمي ثنا سَرَّار بن مُجَشِّر أبو عبيدة العنزي عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر أنَّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر (¬2) نسوة (¬3)، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمسك (¬4) منهن أربعاً، فلما كان زمان عمر طلقهن (¬5) فأمره (¬6) عمر أن يرتجعهن، وقال: لو من لورثتهنَّ منك، ولأمرت بقبرك يرجم كما رجم قبر أبي رغال. اللفظ للدارقطني. قال البيهقي: قال أبو علي الحافظ: تفرد به سرار بن مجشر وهو بصري ثقة" وقال الدارقطني في "العلل": تفرد به سيف بن عبيد الله الجرمي عن سرار، وسرار بن مجشر أبو عبيدة ثقة من أهل البصرة" الوهم والإيهام 3/ 499 - 500 وقال الحافظ: ورجال إسناده ثقات" (¬7) التلخيص 3/ 169 وقال في "تخريج أحاديث المختصر": وسرار وثقه الفلاس، والراوي عنه وثقه البزار وابن السكن وقالا: إنه تفرد بهذا الحديث عن سرار، وتفرد به سرار عن أيوب. ولم أر هذا الحديث في "السنن" للنسائي (¬8) ولا ذكره أصحاب الأطراف" ¬

_ (¬1) 11/ 41 (¬2) وفي رواية للبيهقي: تسع. (¬3) زاد الدارقطني والبيهقي في رواية عندهما: فأسلم وأسلمن معه. (¬4) ولفظ البيهقي: يختار. (¬5) زاد البيهقي: وقسم ماله. (¬6) ولفظ البيهقي: فقال له عمر: لترجعن في مالك وفي نساءك. (¬7) وقال في "الإصابة" (8/ 67): وفي إسناد مقال" (¬8) أخرجه البيهقي من طريقه.

قلت: رواته ثقات كما قالوا، لكني أشك في سماع سرار من أيوب، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 306) فيمن يروي عن أتباع التابعين، وقال: ولست أحفظ له من تابعي سماعاً صحيحاً. وقد رواه غير أيوب عن سالم. قال الطبراني في "الكبير" (13221): ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ثني أبي عن أبيه عن النعمان بن المنذر عن سالم عن أبيه أنَّ غيلان بن سلمة كان تحته عشرة نسوة في الجاهلية، فأسلم وأسلمن، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اختر منهن أربعاً" وإسناده ضعيف لضعف شيخ الطبراني. - ورواه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: • فقال بحر بن كَنِيز السقاء: عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر أنَّ رجلاً من ثقيف يقال له: غيلان بن سلمة أسلم وله عشر نسوة، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يختار منهنَّ أربعاً ويدع ستاً. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 263) وفي "الأوسط" (7490) وأبو نعيم في "الصحابة" (5631) وبحر ضعيف. • ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه: فقال غير واحد: عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، منهم: 1 - إسماعيل بن علية البصري. أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (4/ 317) وفي "مسنده" (الإتحاف 4121 و4360) وأحمد (2/ 13 و14) عن إسماعيل بن علية به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5627) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وأخرجه أبو يعلى (5437) وعنه ابن حبان (4156) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا إسماعيل به. وأخرجه أبو نعيم (5627) والبيهقي (7/ 181) من طريق إسحاق بن راهويه (¬1) أنا إسماعيل به. ¬

_ (¬1) وهو في "مسنده" كما في "الإصابة" (8/ 65)

وأخرجه الشافعي في "الأم" (5/ 43) عن الثقة -ابن علية أو غيره- عن معمر به. وأخرجه البيهقي (7/ 181) وفي "معرفة السنن" (10/ 135) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2288) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 195) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنا الشافعي أنا الثقة -قال الربيع: أحسيه إسماعيل بن علية- عن معمر به. ولفظ حديث إسماعيل: أنَّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسرة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اختر منهن أربعاً" فلما كان في عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله بين بَنِيْه. فبلغ ذلك عمر، فلقيه، فقال: إني أظنُّ الشيطان فيما يَسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك، ولعلك أن لا تمكث إلا قليلاً، وايْمُ الله لَتُرجِعَنَّ نساءك، ولَتَرجعنَّ في مالك، أو لأورثُهنَّ، ولآمرنَّ بقبرك فيرجم كما رُجم قبر أبي رِغَال. 2 - محمد بن جعفر البصري غُندر. أخرجه أحمد (2/ 14 و44) عن محمد بن جعفر به. وأخرجه ابن ماجه (1953) عن يبيح بن حكيم المُقَوِّم ثنا محمد بن جعفر به. وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (572) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا محمد بن جعفر به. وأخرجه البيهقي (7/ 181) عن طريق إسحاق بن راهويه أنبأ محمد بن جعفر به. ساقه أحمد في الموضع الأول مطولاً، واقتصر الباقون على المرفوع منه فقط. 3 - سعيد بن أبي عَروبة البصري. أخرجه أحمد (2/ 83) والترمذي (1128) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 254) والدارقطني (3/ 269 - 270) والحاكم (2/ 192) وأبو نعيم في "الصحابة" (5626) والبيهقي (7/ 149 و182) وفي "الصغرى" (2469) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 55) والخطيب في "المبهمات" (ص 363) وابن الفاخر الأصبهاني في "أماليه" (8 و9) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 344) والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 223) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 79) عن طرق عن سعيد به. واقتصروا على المرفوع منه فقط.

4 - عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي البصري. أخرجه أحمد (2/ 44) والطحاوي (3/ 252) ولم يذكر الموقوف. 5 - يزيد بن زُريع البصري. أخرجه عبد بن حميد (الإتحاف 4362) 6 - سفيان الثوري. أخرجه البيهقي (7/ 182) وابن عبد البر (12/ 55) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن سفيان به. وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (363) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به. ولم يذكر الموقوف. 7 - عيسى بن يونس الكوفي. أخرجه إسحاق في "مسنده" (الإصابة 8/ 65 و66) وابن حبان (4158) والحاكم (2/ 193) وأبو نعيم (5627) وساقه إسحاق مطولاً كما ذكر الحافظ في "الإصابة" 8 - عبد الرحمن بن محمد المحاربي. أخرجه الحاكم (2/ 192) ولم يذكر الموقوف. 9 - مروان بن معاوية الفزاري. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 317) وفي "مسنده" (الإتحاف 4121 و4360) عن مروان به. وأخرجه الدارقطني (3/ 269) من طريق الحسن بن عرفة العبدي ثنا مروان به. ولم يذكر الموقوف. 10 - الفضل بن موسى السِّيناني المروزي. أخرجه أبو جعفر النحاس في "الناسخ" (309) وابن حبان (4157) والحاكم (2/ 193) من طريقين عن الفضل به.

ولم يذكر الموقوف. 11 - يحيى بن أبي كثير اليمامي. أخرجه أبو نعيم (5629) عن أبي بكر محمد بن حميد بن سهل ثنا هارون بن علي بن الحكم المزوق المقرىء ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس عن يحيى بن عبد العزيز عن يحيى بن أبي كثير به. ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف" (170) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 197) واختلف فيه على أحمد بن محمد بن عمر: فقال محمد بن محمد بن سليمان الباغَنْدي: ثنا أحمد بن محمد بن عمر (¬1) ثني أبي ثنا عمر بن يونس ثنا يحيى بن أبي كثير به (¬2). أخرجه الحاكم (2/ 193) ولم يذكر الموقوف. قال الترمذي: هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا حديث غير محفوظ,. إنما روى هذا معمر بالعراق (¬3)، وقد روي عن معمر عن الزهري هذا الحديث مرسلاً، وهذا أصح. وإنما حديث الزهري عن سالم عن أبيه أنَّ رجلاً من ثقيف طلق نساءه، فقال له عمر: لتراجعن نساءك أو لأرجمنّ قبرك كما رجم قبر أبي رغال" السنن 3/ 426 - العلل 1/ 445 - 446 ¬

_ (¬1) قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: أحمد بن محمد كذاب، قاله ابن صاعد، وعمر بن يونس لم يدرك يحيى بن أبي كثير". (¬2) ورواه قاسم بن زكريا المُطَرِّز عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس ثنا عمر بن يونس ثنا يحيى بن عبد العزيز الجاري ثنا يحيى بن أبي كثير به. أخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (221) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (170) وتابعه: أ- محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد بن عمر به. أخرجه أبو موسى أيضاً. ب- عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط الرملي. أخرجه ابن عدي (1/ 182) (¬3) قال أبو حاتم: ما حدث معمر بالبصرة ففيه أغاليط" الجرح والتعديل 4/ 1/ 257.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث معمر هذا، فقال: هو وهم" العلل 1/ 401 وقال مسلم في "التمييز": أهل اليمن أعرف بحديث معمر من غيرهم، فإنه حدث بهذا الحديث عن الزهري عن سالم عن أبيه بالبصرة، وقد تفرد بروايته عنه البصريون (¬1)، فإن حدَّث به ثقة من غير أهل البصرة صار الحديث حديثاً، وإلا فالإرسال أولى" (¬2) سنن البيهقي 7/ 182 - تخريج أحاديث المختصر 2/ 196 قال الحافظ: وقد أخذ ابن حبان والحاكم والبيهقي بظاهر هذا الحكم فأخرجوه من طرق عن معمر من حديث أهل الكوفة وأهل خراسان وأهل اليمامة عنه، ولا يفيد ذلك شيئاً، فإنّ هؤلاء كلهم إنما سمعوا منه بالبصرة، وإن كانوا من غير أهلها، والاعتبار بحديثه بالبلدين لا بأهلهما كما صرح به أبو حاتم وغيره، وعلى ذلك يتنزل كلام مسلم. وعلى تقدير تسليم أنهم سمعوا منه بغيرها، فحديثه الذي حدث به في غير بلده مضطرب, لأنه كان يحدث في بلده من كتبه على الصحة، وأما إذ رحل فحدث من حفظه بأشياء وهم فيها، اتفق على ذلك أهل العلم به كابن المديني والبخاري وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة وغيرهم، وقد قال الأثرم عن أحمد: هذا الحديث ليس بصحيح. وأعله بتفرد معمر بوصله وتحديثه به في غير بلده هكذا" التلخيص 3/ 168 - 169، تخريج أحاديث المختصر 2/ 196 - 197 وقال الطحاوي: إنما أتي معمر في هذا الحديث لأنه كان عنده عن الزهري في قصة غيلان حديثان، هذا أحدهما، والآخر عن سالم عن أبيه أنَّ غيلان بن سلمة طلق نساءه ¬

_ (¬1) وكأنّ مسلماً رحمه الله لم يقف عليه من رواية غير البصريين. (¬2) قال الحاكم: وقد حكم الإِمام مسلم بن الحجاج أنَّ هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة، فإن رواه عنه ثقة خارج البصريين حكمنا بالصحة. فوجدت الثوري والمحاربي وعيسى بن يونس وثلاثتهم كوفيون حدثوا به عن معمر موصولاً. وأخرجه أيضاً من طريق يحيى بن أبي كثير والفضل بن موسى عن معمر كما تقدم. وقال الحافظ في "الإصابة" (8/ 66): وقد كشف مسلم في "التمييز" عن علته وبينها بياناً شافياً، فقال: إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان، أحدهما مرفوع، والآخر موقوف، فأدرج عمر المرفوع على إسناد الموقوف، فأما المرفوع فرواه عقيل عن الزهري قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أنَّ غيلان أسلم وتحته عشر نسوة، الحديث. وأما الموقوف فرواه الزهري عن سالم عن أبيه أنَّ غيلان طلق نساءه في عهد عمر، وقسم ميراثه بين بنيه، الحديث".

وقسم ماله، فبلغ ذلك عمر، فأمره أن يرتجع نساءه وماله وقال: لو من على ذلك لرجمت قبرك كما رجم قبر أبي رغال في الجاهية. فأخطأ معمر فجعل إسناد هذا الحديث الذي فيه كلام عمر للحديث الذي فيه كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففسد هذا الحديث من جهة الإسناد" شرح معانى الآثار 3/ 253 وقال الذهبي: ومع كون معمر ثقة ثبتاً، فله أوهام، لا سيما لما قدم البصرة لزيارة أمه، فإنه لم يكن معه كتبه، فحدث من حفظه، فوقع للبصريين عنه أغاليط، وحديث هشام وعبد الرزاق عنه أصح, لأنهم أخذوا عنه من كتبه" سير الأعلام 7/ 12 وقال ابن عبد البر: الحديث معلول، وليس إسناده بالقوي، ويقولون: إنه من خطأ معمر (¬1)، ومما حدث به بالعراق من حفظه، وصحيح حديثه ما حدث به باليمن من كتبه" التمهيد 12/ 54 و58 وقال في "الاستيعاب" (9/ 107): ولم يتابع معمر على هذا الإسناد" كذا قال، وقد تابعه بحر السقاء كما تقدم، وإن كان ضعيفاً. وذهب آخرون إلى تصحيح حديث معمر هذا: فقال ابن القطان الفاسي: حديث الزهري عن سالم عن أبيه من رواية معمر في قصة غيلان صحيح، ولم يَعتلّ عليه مَن ضعفه بأكثر من الاختلاف على الزهري، فاعلم ذلك" الوهم والإيهام 3/ 500 وسأذكر بقية كلامه بعد ذكر الاختلاف على الزهري. وقال ابن كثير: الحديث رجاله ثقات على شرط الشيخين" التفسير 1/ 451 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 6/ 277 و288 ومما يقوي ما ذهب إليه هؤلاء الأعلام من تصحيح هذا الحديث ثلاثة أمور: الأول: أنَّ سفيان الثوري إنما سمع من معمر بصنعاء. قال العجلي: معمر بن راشد بصري، سكن اليمن، رجل صالح، يروى عنه ابن ¬

_ (¬1) قال أحمد: معمر أخطأ بالبصرة في هذا الإسناد، ورجع باليمن جعله منقطع" مسائل صالح بن أحمد ص 330 وقال ابن عدي: وهذا الحديث مما أخطأ فيه معمر بالبصرة" الكامل 1/ 182

المبارك، سكن صنعاء وتزوج بها، رحل إليه سفيان الثوري وسمع منه هناك، وسمع هو من سفيان" الثقات ص 435 وقال أحمد: كان سفيان -يعني الثوري- ذهب إلى اليمن، أراه كانت معه تجارة، وما أراه إلا أراد معمراً" سؤالات أبي داود ص 241 الثاني: أنَّ معمر بن راشد كان يحدث باليمن من حفظه خلافاً لمن زعم أنه كان يحدث بها من كتبه. قال هشام بن يوسف الصنعاني: أقام معمر عندنا عشرين سنة ما رأينا له كتاباً. يعني كان يحدثهم من حفظه" سير الأعلام 7/ 8 الثالث: أنَّ الشيخين البخاري ومسلم احتجا برواية عبد الأعلى السامي ويزيد بن زريع عن معمر، واحتج البخاري برواية سفيان الثوري ومحمد بن جعفر عن معمر، واحتج مسلم برواية إسماعيل بن علية وعيسى بن يونس عن معمر. ومع ذلك فقد أعلاّ حديث معمر هذا: وخلاصة ما ذكره الشيخان في حديث معمر هذا أنه حديثان (¬1): الأول: المرفوع في إسلام غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "اختر منهن أربعاً" والصواب عندهما أنه عن الزهري قال: حُدِّثت عن محمد بن سويد الثقفي على ما ذكره البخاري (سنن الترمذي 3/ 426) أو عن عثمان بن محمد بن أبي سويد على ما ذكره مسلم (الإصابة 8/ 66) أنَّ غيلان بن سلمة أسلم. والثاني: الموقوف في قصة عمر مع غيلان، والصواب عندهما أنه عن الزهري عن سالم عن أبيه. وسيأتي ذكر الاختلاف على الزهري في هذا الحديث، وقد ذكرت في ابتداء كلامي على حديث معمر أنه اختلف على معمر فيه، فرواه إسماعيل بن علية ومن تابعه عنه عن الزهري عن سالم عن أبيه. وأنا أذكر هنا من رواه عنه عن الزهري مرسلاً. ¬

_ (¬1) وكذا ذكر الطحاوي كما تقدم.

فممن رواه عنه كذلك: 1 - سفيان بن عيينة: أخرجه الطحاوي (3/ 253) عن أحمد بن داود المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا ابن عيينة عن معمر عن الزهري مرسلاً. ويعقوب بن حميد هو ابن كاسب المدني وهو مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره. 2 - عبد الرزاق الصنعاني. أخرجه الدارقطني (3/ 270) عن أحمد بن منصور الرَّمَادي والطحاوي (3/ 253) عن يعقوب بن حميد بن كاسب وأبو نعيم في "الصحابة" (5628) والبيهقي (7/ 182) عن إسحاق بن راهويه وابن منده في "معرفة الصحابة" ومن طريقه الحافظ (¬1) في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 197) عن أحمد بن يوسف السلمي أربعتهم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنَّ غيلان بن سلمة أسلم ... ، مرسل. قال يعقوب بن شيبة: حدثنا أحمد بن شبويه حدثنا عبد الرزاق قال: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة أنه أسلم وعنده عشر نسوة" التمهيد 12/ 55 قلت: رواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (12621) عن معمر عن الزهري مرسلاً. ¬

_ (¬1) وذكره في "الإصابة" (8/ 65 - 66) أيضأ من طريق ابن منده وقال: إنه موصول. والظاهر أنَّ ما في "الإصابة" هو الصواب، فقد قال أبو نعيم في "الصحابة" (4/ 2271): رواه بعض المتأخرين عن أحمد بن يوسف السلمي عن عبد الرزاق عن معمر متصلاً، وهو وهم؛ لأنَّ الأثبات والأعلام رووه عن عبد الرزاق مرسلاً"

ثم قال: ذكره عن سالم عن ابن عمر. فهذا يدل على أنه عند عبد الرزاق عن معمر متصلاً، والله أعلم. قال الحاكم: والذي يؤدي إليه اجتهادي أنَّ معمر بن راشد حدَّث به على الوجهين، أرسله مرة، ووصله مرة، والدليل عليه أنَّ الذين وصلوه عنه من أهل البصرة فقد أرسلوه أيضاً، والوصل أولى من الإرسال فإنَّ الزيادة من الثقة مقبولة" • ورواه مالك (2/ 586) عن الزهري أنه قال: بلغني أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل من ثقيف أسلم وعنده عشر نسوة حين أسلم الثقفي: "أمسك منهن أربعاً، وفارق سائرهنَّ" ورواه الشافعي في "الأم" (5/ 43) وسعيد بن منصور (1868) عن مالك به. وأخرجه البيهقي (7/ 182) وفي "معرفة السنن" (10/ 136) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به. وأخرجه الطحاوي (3/ 253) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 400) والدارقطني (3/ 270) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 362) من طرق (¬1) عن مالك به. قال الطحاوي: هذا هو أصل هذا الحديث، كما رواه مالك عن الزهري، وكما رواه عبد الرزاق وابن عيينة عن معمر عن الزهري" وقال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: هذا المرسل أصح من حديث معمر المتصل" قلت: لأنَّ مالكاً أثبت في الزهري من معمر. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء. وقال الحسين بن الحسن الرازي: سألت ابن معين فقلت: من أثبت أصحاب الزهري في الزهرى؟ فقال: مالك، قلت: ثم من؟ قال: معمر. وقال الفلاس: أثبت من روى عن الزهري ممن لا يختلف فيه مالك بن أنس. وقال أبو حاتم: مالك أثبت أصحاب الزهري، وأقوى من معمر. ¬

_ (¬1) رواه يحيى بن سلام البصري عن مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5630) قال ابن عبد البر: أخطأ فيه يحيى بن سلام على مالك، ولم يتابع عنه على ذلك" التمهيد 12/ 54 قلت: هو صدوق إلا أنه كثير الوهم.

• ورواه يونس بن يزيد الأَيْلي واختلف عنه: فقال عثمان بن عمر العبدي: أنبأ يونس عن الزهري عن محمد بن أبي سويد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لغيلان ... أخرجه البيهقي (7/ 182) وقال ابن وهب: عن يونس عن الزهري عن عثمان (¬1) بن محمد بن أبي سويد. أخرجه الدارقطني (3/ 270) وقال الليث بن سعد: ثنا يونس عن الزهري قال: بلغني عن عثمان بن أبي سويد. أخرجه الدارقطني (3/ 270) • وقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد قال: بلغنا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لغيلان بن سلمة ... أخرجه الطحاوي (3/ 253) والبيهقي (7/ 182) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني عقيل به. قال الطحاوي: فبين عقيل في هذا عن الزهري مخرج هذ الحديث، وأنه إنما أخذه عما بلغه عن عثمان بن محمد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاستحال أن يكون الزهري عنده في هذا شيء عن سالم عن أبيه، فيدع الحجة به ويحتج بما بلغه عن عثمان بن محمد بن أبي سويد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" وأجاب ابن القطان الفاسي عن هذا الذي ذكره الطحاوي فقال: ولا بعد في أن يكون عند الزهرى في هذا كل ما روي عنه، وإنما اتجهت تخطئتهم رواية معمر هذه من حيث الاستبعاد أن يكون الزهري يرويه بهذا الإسناد الصحيح عن سالم عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يحدث به على تلك الوجوه الواهية. تارة يرسله من قِبَلِه. وتارة عن عثمان بن محمد بن أبي سويد. وتارة يقول: بلغنا عن عثمان هذا. وتارة عن محمد بن سويد الثقفي. ¬

_ (¬1) قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف البتة" الوهم والإيهام 3/ 498

وهذا عندي غير مستبعد أن يحدث به على هذه الوجوه كلها، فيعلق كل واحد من الرواة عنه منها بما تيسر له حفظه، فربما اجتمع كل ذلك عند أحدهم أو أكثره أو أقله" الوهم والإيهام 3/ 498 • وقال شعيب بن أبي حمزة الحمصي: عن الزهري قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أنَّ غيلان بن أسلم أسلم ... قاله البخاري (سنن الترمذي 3/ 426، علل الترمذي 1/ 445 - 446) وقال: وهذا أصح، وإنما روى الزهري عن سالم عن أبيه أنَّ عمر قال لرجل من ثقيف طلق نساءه: لتراجعن نساءك أو لأرجمنك كما رجم النبي -صلى الله عليه وسلم- قبر أبي رغال" وتعقبه ابن القطان الفاسي فقال: وأما هذا الذي قاله البخاري فإنه قد روي من غير رواية الزهري أنَّ عمر قال ذلك له في حديث واحد ذكر فيه تخيير النبي -صلى الله عليه وسلم- إياه حين أسلم. ثم ذكر حديث سرار بن مُجَشِّر عن أيوب المتقدم وقال: فهذا أيوب يرويه عن سالم كما رواه الزهري عنه في رواية معمر، وزاد إلى سالم نافعاً" الوهم والإيهام 3/ 498 - 499 وقال ابن كثير بعد أن ذكر كلام البخاري: وهذا التعليل فيه نظر، فقد جمع الإِمام أحمد في روايته لهذا الحديث بين هذين الحديثين (¬1) بهذا السند، فليس ما ذكره البخاري قادحاً. ثم ذكر حديث سرار عن أيوب" التفسير 1/ 450 - سبل السلام 3/ 1013 وأما حديث ابن عباس فأخرجه الحارث (بغية الباحث 477) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن ابن عباس قال: أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يختار منهن أربعاً ويفارق سائرهن. قال: وأسلم صفوان بن أمية وعنده ثمان نسوة، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمسك منهنَّ أربعاً ويفارق سائرهنَّ. وأخرجه ابن البختري في "حديثه" (451) عن أحمد بن الخليل البُرْجُلَاني البغدادي ثنا الواقدي به. وأخرجه الدارقطني (3/ 269) عن ابن البختري به. ¬

_ (¬1) يعني المرفوع والموقوف.

وأخرجه البيهقي (7/ 183) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 363) عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بِشران البغدادي عن ابن البختري به. والواقدي قال ابن المديني وإسحاق بن راهويه: يضع الحديث. وأما حديث الحارث بن قيس فله عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن السائب الكلبي ثنا أبو صالح عن ابن عباس عن الحارث بن قيس قال: قلت: يا رسول الله! أسلمت وأسلمن معي، هاجرت وهاجرن معي، قال: "فاختر منهن أربعاً" فجعلت أقول للذي أريد إمساكها: أقبلي، والذي أريد فراقها: أدبري، فتقول: أنشدك الرحم، أنشدك الولد. أخرجه سعيد بن منصور (1865) عن هُشيم بن بَشير الواسطي أنا الكلبي به. وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 175) من طريق شجاع بن مَخلد الفلاس ثنا هشيم به. واختلف فيه على هشيم، فرواه أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن هشيم فلم يذكر ابن عباس. أخرجه البيهقي (7/ 183) والكلبي قال الجوزجاني: كذاب ساقط. الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حُمَيْضة بن الشَّمَرْدَل عن الحارث بن قيس قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فأمرنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أختار منهنَّ أربعاً. أخرجه سعيد بن منصور (1863) عن هشيم أنا ابن أبي ليلى به. وأخرجه الطحاوي (3/ 255) عن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري ثنا سعيد بن منصور به. وأخرجه أبو داود (2241) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (461) وابن قانع (1/ 175) والدارقطني (3/ 270 - 271) وفي "المؤتلف" (2/ 637) وأبو نعيم في "الصحابة" (2138) والبيهقي (7/ 183) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 56) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 412) من طرق (¬1) عن هشيم به. ¬

_ (¬1) رواه وهب بن بقية الواسطي ومسدد وشجاع بن مخلد الفلاس وعبد الأعلي بن حماد النَّرْسي ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ومعلي بن منصور الرازي عن هشيم.

• ورواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عن هشيم فقال: عن قيس بن الحارث. أخرجه أبو داود (2/ 678) وابن ماجه (1952) وأبو يعلى (6872) وأبو نعيم في "الصحابة" (5702) والبيهقي (7/ 183) وابن عبد البر (12/ 56) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 199 - 200) • ورواه عمرو بن عون الواسطي عن هشيم فقال: عن قيس بن الحارث أو الحارث بن قيس: أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 359) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا عمرو بن عون به. ومن طريقه أخرجه المزي (7/ 422 - 423) ورواه العقيلي (1/ 299) عن علي بن عبد العزيز وجزم أنه عن الحارث بن قيس. ولم ينفرد هشيم به بل تابعه: 1 - عيسى بن المختار الكوفي عن ابن أبي ليلى عن حميضة الشمردل عن قيس بن الحارث به. أخرجه ابن سعد (6/ 60) وابن أبي شيبة (4/ 318) وأبو داود (2242) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1054) والبيهقي (7/ 183) وابن عبد البر (12/ 56 و58) وابن الأثير (4/ 416) 2 - المختار بن فُلفُل. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (1/ 446) قال البخاري: لم يصح إسناده" التاريخ الكبير 1/ 2 / 262 وقال ابن عبد البر: الحديث معلول، وليس إسناده بالقوي" وقال ابن كثير: وهذا الإسناد حسن" التفسير 1/ 451 وقال الحافظ: حديث حسن" تخريج أحاديث المختصر 2/ 200 قلت: ابن أبي ليلى قال أحمد وابن معين: ضعيف الحديث. وحميضة قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، وقد ضعف ابن السكن حديثه هذا (الوهم والإيهام 3/ 168 - 169)

ولم ينفرد ابن أبي ليلى به بل تابعه محمد بن السائب الكلبي عن حميضة بن الشمردل عن الحارث بن قيس. أخرجه سعيد بن منصور (1865) والطبراني (18/ 359) والدارقطني في "المؤتلف" (2/ 637) والبيهقي (7/ 183) عن هُشيم بن بَشير الواسطي والطبراني (18/ 359) وابن عبد البر (¬1) (12/ 57) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وابن عبد البر (12/ 57) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 919) عن شريك بن عبد الله النخعي ثلاثتهم عن الكلبي به. • ورواه غير واحد عن الكلبي فقالوا: عن قيس بن الحارث، منهم: 1 - سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي عاصم (2737) وابن قانع (2/ 353) والدارقطني (3/ 270 - 271) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 200) من طرق عن سفيان به (¬2). 2 - أبو جعفر الرازي. أخرجه أبو جعفر النحاس في "الناسخ" (310) 3 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 200) ¬

_ (¬1) وقال في روايته: عن قيس بن الحارث. (¬2) ورواه غسان بن عبيد المَوصلي عن سفيان عن حماد والكلبى عن قيس بن الحارث. أخرجه الدارقطني (3/ 271) وغسان ضعيف. ورواه أبو هانىء إسماعيل بن خليفة الكوفي عن سفيان عن محمد بن سيد عن حميضة عن قيس بن الحارث. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (327) قال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو سفيان عن محمد بن السائب الكلبي عن حميضة عن قيس بن الحارث" العلل 1/ 399

4 - قيس بن الربيع الأسدي. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5701) • ورواه مَعْمر بن راشد عن الكلبي عن رجل عن قيس بن الحارث. أخرجه عبد الرزاق (12624) والكلبي متهم بالكذب. الثالث: يرويه هشيم أنا مغيرة (¬1) عن بعض ولد الحارث بن قيس بن عميرة الأسدي أنَّ الحارث أسلم وعنده ثماني نسوة، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: "اختر منهن أربعاً" أخرجه سعيد بن منصور (1864) عن هشيم به. ومن طريقه أخرجه الطحاوي (3/ 255) والبيهقي (7/ 183) وأخرجه أبو القاسم البغوي (460) عن شجاع بن مخلد الفلاس ثنا هشيم به (¬2). وأخرجه الدارقطني (3/ 271) من طريق معلى (¬3) بن منصور الرازي أنا هشيم به. • ورواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن هشيم فقال: عن الحارث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو نعيم (2139) وإسناده ضعيف للذي لم يسم. • ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن مغيرة واختلف عنه: فرواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل البصري عن أبي عوانة عن مغيرة عن قيس بن بن الحارث قال: أسلم جدي وعنده ثمان نسوة ... أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 262) ¬

_ (¬1) هو مغيرة بن مِقْسم الضبي. (¬2) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن شجاع بن مخلد فقال فيه: عن بعض ولد الحارث بن قيس عن الحارث بن قيس. أخرجه ابن قانع (1/ 175) (¬3) ورواه معلي بن منصور أيضاً عن هشيم عن مغيرة عن الربيع بن قيس أنَّ جده الحارث بن قيس. أخرجه الدارقطني (3/ 271)

ورواه أبو كامل فضيل بن حسين الجَحْدري عن أبي عوانة عن مغيرة عن الربيع بن الحارث بن قيس أنَّ جده أسلم ... أخرجه ابن قانع (1/ 175) ورواه معلي بن مهدي المَوْصلي عن أبي عوانة عن مغيرة عن قيس بن الربيع قال: أسلم جدي وعنده ثمان نسوة ... أخرجه البيهقي (7/ 184) وأما حديث نوفل بن معاوية فأخرجه البيهقي (7/ 184) وفي "معرفة السنن" (10/ 137) وفي "الصغرى" (2473) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2289) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنا الشافعي أخبرنا بعض أصحابنا عن ابن أبي الزناد عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن عوف بن الحارث عن نوفل بن معاوية قال: أسلمت وتحتي خمس نسوة، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "فارق واحدة، وأمسك أربعاً" فعمدت إلى أقدمهنَّ عندي عاقر منذ ستين سنة ففارقتها. وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ضعفه الجمهور. وأما حديث عروة بن مسعود فأخرجه البيهقي (7/ 184) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 363) من طريق آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن سليمان الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي عن عروة بن مسعود قال: أسلمت وتحتي عشر نسوة، أربع منهنَّ من قريش، إحداهنَّ بنت أبي سفيان، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اختر منهنَّ أربعاً، وخل سائرهنَّ" فاخترت منهنَّ أربعاً، منهنَّ ابنة أبي سفيان. قال الحافظ: ورجال إسناده ثقات إلا أنَّ فيه انقطاعاً، فإنَّ أبا عون محمد بن عبيد الله الثقفي لم يدرك عروة" تخريج أحاديث المختصر 2/ 199 قلت: واختلف عن أبي إسحاق سليمان الشيباني، فقال محمد بن الحسن الشيباني: ثنا عباد بن العوام ثنا أبو إسحاق الشيباني عن أبي عون الثقفي أنَّ أبا مسعود بن عبد ياليل بن عمرو بن عبيد الثقفي أسلم وتحته ثمان نسوة فخير منهن أربعاً. أخرجه الخطيب (ص 363) ومحمد بن الحسن قال ابن معين وغيره: ضعيف.

باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم

وأما حديث عكرمة فأخرجه عبد الرزاق (12625) عن ابن جريج قال: قال عكرمة: فذكر حديثاً، وقال فيه: وجاء الإِسلام وعند القيس بن الحارث بن ربيعة بن جدل الأسدي ثمان نسوة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أمسك أربعاً، وطلق أربعاً" فجعلت هذه تقول: أنشدك الله والصحبة، وتقول هذه: أنشدك الله والقرابة. وابن جريج قال المزي: لم يسمع من عكرمة (تهذيب الكمال 18/ 342). باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم 1005 - (5799) قال الحافظ: ووقع عند سعيد بن منصور من طريق سعيد بن المسيب: قال علي: يا رسول الله، ألا تتزوج بنت عمك حمزة فإنها من أحسن فتاة في قريش؟ " (¬1) يرويه علي بن زيد بن جُدْعان واختلف عنه: - فقال سفيان الثوري: عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن علي قال: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا أدلك على أحسن فتاة من قريش؟ قال: "من هي؟ " قلت: ابنة حمزة، قال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة، أما علمت أن الله حرّم من الرضاعة ما حرَّم من النسب" أخرجه عبد الرزاق (13946) عن سفيان به. وأخرجه البزار (525) وابن نصر في "السنة" (288) والنسائي في "الكبرى" (5438) وأبو يعلى (381) من طرق (¬2) عن وكيع عن سفيان به. وأخرجه البزار (524) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا سفيان به. وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحداً قال: عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن علي، إلا سفيان الثوري، وغيره يقول: عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس" قلت: لم ينفرد الثوري به بل تابعه: ¬

_ (¬1) 11/ 44 (¬2) رواه يوسف بن موسى القطان وإسحاق بن راهويه ومحمد بن عبد الله بن المبارك البغدادي المُخَرِّمي وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني عن وكيع هكذا. ورواه أحمد (1/ 131 - 132) عن وكيع فقال فيه: عن سعيد بن المسيب قال: قال علي.

1 - سفيان بن عيينة. أخرجه الشافعي في "الأم" (5/ 21) عنه به (¬1). ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن" (11/ 247) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2281) 2 - عبد الوارث بن سعيد البصري. قاله الدارقطني في "العلل" (3/ 220) 3 - إسماعيل بن علية. أخرجه الترمذي (1146) عن أحمد بن منيع ثنا إسماعيل به. وقال: حديث حسن صحيح" ورواه سعيد بن منصور (948) عن إسماعيل فقال فيه: عن سعيد بن المسيب قال: قال علي. وهذا مرسل. - ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن علي بن زيد واختلف عنه: • فرواه محمد بن جعفر غُندر عن سعيد عن رجل عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس أنَّ علياً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- ... أخرجه النسائي (5440) • ورواه عبد الله بن بكر السهمي عن سعيد واختلف عنه: فقال أحمد (1/ 275): ثنا عبد الله بن بكر ثنا سعيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس. وأخرجه النسائي (5439) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ثنا عبد الله بن بكر به. وقال العباس بن محمد الدوري: ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا سعيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنَّ علياً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- ... مرسل. ¬

_ (¬1) واختلف عن ابن عيينة، فرواه سعيد بن منصور (949) عنه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب مرسلاً.

باب لا تنكح المرأة على عمتها

أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 418) قال الدارقطني: والصحيح قول الثوري ومن تابعه" العلل 3/ 221 قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. لكن رواه مسلم (1446) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: قلت: يا رسول الله! مالك تَنَوَّقُ في قريش وتدعُنا؟ فقال: "وعندكم شيء؟ " قلت: نعم، بنت حمزة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنها لا تحل لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة" وله طريق أخرى تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف الخاء فانظر حديث: "الخالة والدة". باب لا تنكح المرأة على عمتها 1006 - (5800) قال الحافظ: نقل البيهقي عن الشافعي أنَّ هذا الحديث لم يُرو من وجه يثبته أهل الحديث إلا عن أبي هريرة، وروي من وجوه لا يثبتها أهل العلم بالحديث، قال البيهقي: هو كما قال، قد جاء من حديث علي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأنس وأبي سعيد وعائشة، وليس فيها شيء على شرط الصحيح، وإنما اتفقا على إثبات حديث أبي هريرة. وقال: وأما من نقل البيهقي أنهم رووه من الصحابة غير هذين فقد ذكر مثل ذلك الترمذي بقوله: وفي الباب، لكن لم يذكر ابن مسعود ولا ابن عباس ولا أنساً، وزاد بدلهم: أبا موسى وأبا أمامة وسَمُرَة، ووقع لي أيضاً من حديث أبي الدرداء، ومن حديث عتاب بن أسيد، ومن حديث سعد بن أبي وقاص، ومن حديث زينب امرأة ابن مسعود، فصار عدة من رواه غير الأولين ثلاثة عشرة نفساً، وأحاديثهم موجودة عند ابن أبي شيبة وأحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجه وأبي يعلى والبزار والطبراني وابن حبان وغيرهم" (¬1) صحيح ¬

_ (¬1) 11/ 64 و65

ورد من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث علي ومن حديث أبي سعيد ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث سمرة بن جُندَب ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي موسى ومن حديث عتاب بن أسيد ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث عائشة ومن حديث طاوس مرسلاً ومن حديث الحسن البصري مرسلاً. فأما حديث جابر وأبي هريرة فأخرجهما البخاري في الباب المذكور. وأما حديث ابن عمرو فتقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب". وأما حديث ابن عمر فتقدم الكلام عليه أيضاً مع حديث ابن عمرو. وله طريق أخرى أخرجها ابن أبي شيبة (4/ 247) عن كثير بن هشام الرقي عن جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تزوج المرأة على عمتها ولا على خالتها. وأخرجه البزار (كشف 1436) وابن نصر في "السنة" (284) والروياني (1393 و1407/ 2) والخطيب في "التاريخ" (12/ 482) من طرق عن كثير بن هشام به. قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري هكذا إلا جعفر، ولا عنه إلا كثير" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 263 قلت: وكلهم ثقات، لكن تكلم أحمد وغير واحد في رواية جعفر بن برقان عن الزهري. قال أحمد: هو في حديث الزهري يخطىء. وقال أيضاً: هو في حديث الزهري يضطرب ويختلف فيه. وقال ابن معين: ليس بذاك في الزهري. وقال أيضاً: هو في الزهري ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي في الزهري. وأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 77 - 78) والبزار (888) وأبو يعلى (360) عن الحسن بن موسى الأشيب

وابن نصر (283) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي قالا: ثنا ابن لَهيعة ثنا عبد الله بن هبيرة السَّبَائي عن عبد الله بن زُرير الغافقي عن علي مرفوعاً: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها" قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق: الأول: يرويه يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن سليمان بن يسار عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن صيام يومين وعن صلاتين وعن نكاحين، سمعته ينهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن صيام يوم الفطر والأضحى، وأن يجمع بين المرأة وخالتها، وبين المرأة وعمتها. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 246) وفي "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 111 - 112) وأحمد (673) وابن ماجه (1930) وابن نصر (276 و277) والنسائي في "الكبرى" (5427) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 740) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني يعقوب بن عتبة به. وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ويعقوب وسليمان ثقتان. - وروإه بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار واختلف عنه: • فرواه أيوب بن موسى المكي عن بكير عن سليمان عن عبد الملك بن يسار عن أبي هريرة. أخرجه البخاري في "الكنى" (3/ 1/ 437) وابن نصر (278) والنسائي (6/ 80) وفي "الكبرى" (5426 و5428) والطحاوي في "المشكل" (5954 و5955) والطبراني في "الأوسط" (8636) من طرق عن الليث بن سعد عن أيوب بن موسى به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن موسى إلا الليث، ولم يُدخل بين سليمان بن يسار وأبي هريرة عبدَ الملك بن يسار إلا أيوب بن موسى، ورواه جماعة عن بكير عن سليمان عن أبي هريرة" • ورواه رباح المكي عن بكير فلم يذكر عبد الملك بن يسار.

أخرجه النسائي في "الكبرى" (5429) وتابعه عمرو بن الحارث المصري عن بكير به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3219) • ورواه مبارك بن سعد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن بكير عن سليمان عن عبد الملك بن مروان عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4359) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا مبارك بن سعد اليمامي، ولم يُدخل بين سليمان بن يسار وأبي هريرة عبدَ الملك بن مروان إلا يحيى بن أبي كثير" قلت: مبارك بن سعد قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. الثاني: يرويه مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي سعيد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صلاتين: بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، ونهى عن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى، وأن لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها، وعن اشتمال الصماء، وأن يحتبي الرجل في الثوب ليس على فرجه منه شيء، وأن تسافر المرأة بُعْدَ يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم، وأن يرحل الرَّحْل إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى. أخرجه الطحاوي (5962) عن معلي بن منصور الرازي والطبراني في "الأوسط" (115) وفي "مسند الشاميين" (2174 و3560) عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري قالا: ثنا ابن لَهيعة عن سليمان بن موسى عن مكحول به. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره. الثالث: يرويه علي بن هاشم بن البريد الكوفي عن حسين بن عطية عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها"

أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 385) وإسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. وأما حديث سعد فأخرجه أبو طاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه" (84) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن ميمون المكي ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري عن خالد بن سلمة عن سعيد بن المسيب عن سعد مرفوعاً: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها" قال ابن صاعد: وبلغني أنه قال مرة: عن خالد بن سلمة عن عيسى بن طلحة، وهو الصواب" يعني مرسلاً. ومحمد بن ميمون ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما وهم، وقال مسلمة بن القاسم: لا بأس به، واختلف فيه قول النسائي. ومؤمل صدوق إلا أنه كثير الخطأ، والباقون ثقات. وأما حديث سمرة فأخرجه البزار (كشف 1437) عن محمد بن إسماعيل البخاري ثنا محمد بن بلال ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تنكح المرأة على عمتها وعلى خالتها. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6908) عن محمد بن عبد الله الحضرمي وعبيد العجل قالا: ثنا البخاري به. قال البزار: لا نعلمه عن سمرة إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن همام إلا محمد بن بلال ويعلي بن عباد، ومحمد أثبت من يعلى" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 263 قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. وأما حديث ابن عباس فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 3930 وله طريق أخرى عند الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 851 - 852) في حديث طويل. وفيه الواقدي قال إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث.

وأما حديث أبي موسى فأخرجه ابن ماجه (1931) عن جُبَارة بن المُغَلِّس ثنا أبو بكر النَّهشَلي ثني أبو بكر بن أبي موسى عن أبيه مرفوعاً: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها" وإسناده ضعيف لضعف جبارة. وأما حديث عتاب بن أسيد فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 162) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عتاب مرفوعاً: "لا تنكح المرأة على خالتها ولا عمتها" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1462) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا أبو أحمد ثنا المنهال بن خليفة عن خالد بن سلمة عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة ابن مسعود عن ابن مسعود -لا أعلمه إلا رفعه- قال: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها, ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفىء ما في صحفتها" وأخرجه الطبراني (9801) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو أحمد الزبيري به. ورواه أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي عن أبي أحمد فجزم برفعه. أخرجه البزار (1462) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف المنهال بن خليفة العجلي الكوفي. وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني كما في "المجمع" (4/ 264) ولفظه: "لا يجمع بين المرأة وعمتها, ولا بين المرأة وخالتها" قال الهيثمي: وفيه راويان لم يسميا" وأما حديث عائشة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا يتوارث أهل ملتين" وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق (10756) عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوساً يقول: نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن يجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها. ورواته ثقات.

باب نكاح المحرم

وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 247) عن وكيع عن مغفل عن عطاء ويزيد بن هارون عن الحسن قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها. باب نكاح المحرم 1007 - (5801) قال الحافظ: تنبيه: قدمت في الحج أنَّ حديث ابن عباس جاء مثله صحيحاً عن عائشة وأبي هريرة، فأما حديث عائشة فأخرجه النسائي من طريق أبي سلمة عنها، وأخرجه الطحاوي والبزار من طريق مسروق عنها، وصححه ابن حبان. وأكثر ما أعل الإرسال، وليس ذلك بقادح فيه. وقال النسائي: أخبرنا عمرو بن علي أنبأ أبو عاصم عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة مثله. قال عمرو بن علي: قلت لأبي عاصم: أنت أمليت علينا من الرقعة ليس منه عائشة، فقال: دع عائشة حتى انظر فيه. وهذا إسناد صحيح لولا هذه القصة، لكن هو شاهد قوي أيضاً. وأما حديث أبي هريرة أخرجه الدارقطني، وفي إسناده كامل أبو العلاء وفيه ضعف، لكنه يعتضد بحديثي ابن عباس وعائشة، وفيه رد على قول ابن عبد البر: إنَّ ابن عباس تفرد من بين الصحابة بأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج هو محرم. وجاء عن الشعبي ومجاهد مرسلاً مثله، أخرجهما ابن أبي شيبة" (¬1) حديث عائشة وأبي هريرة تقدم الكلام عليهما في كتاب الحج - باب تزويج المحرم وحديثي الشعبي ومجاهد لم أرهما عند ابن أبي شيبة. باب نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نكاح المتعة آخراً 1008 - (5802) قال الحافظ: وأما رواية الحسن وهو البصري فأخرجها عبد الرزاق من طريقه، وزاد: ما كانت قبلها ولا بعدها. وهذه الزيادة منكرة من راويها عمرو بن ¬

_

عبيد وهو ساقط الحديث. وقد أخرجه سعيد بن منصور من طريق صحيحة عن الحسن بدون هذه الزيادة. وقال: وأما عمرة القضاء فلا يصح الأثر فيها لكونه من مرسل الحسن، ومراسيله ضعيفة لأنه كان يأخذ عن كل أحد" (¬1) مرسل وله عن الحسن طرق: الأول: يرويه منصور بن زاذان الواسطي عن الحسن قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرته تزين نساء أهل المدينة، فشكا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "تمتعوا منهنَّ واجعلوا الأجل بينكم وبينهن ثلاثاً، فما أحسب رجلاً يتمكن من امرأة ثلاثاً إلا ولاها الدبر" قال الحسن: إنما كانت المتعة من النساء ثلاثة أيام ولم يكن قبل ذلك ولا بعده. أخرجه سعيد بن منصور (844 و845) عن هُشيم بن بَشير الواسطي أنا منصور به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن الحسن قال: ما حلت المتعة قط إلا ثلاثاً في عمرة القضاء، ما حلّت قبلها ولا بعدها. أخرجه عبد الرزاق (14040) عن معمر به. ورواته ثقات إلا أنَّ معمراً لم يسمع عن الحسن. الثالث: يرويه سفيان الثوري عن مالك بن مِغْول عن الحسن قال: ما كانت المتعة إلا ثلاثة أيام حتى حرَّمها الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه عبد الرزاق (14043) عن سفيان به. ووراته ثقات لكن ما أظنُّ مالكاً سمع من الحسن، والله أعلم. الرابع: يرويه قتادة عن الحسن أنه قال: والله ما كانت متعة النساء إلا ثلاثة أيام، ما كانت قبلها ولا بعدها زمن اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ¬

_ (¬1) 11/ 73

باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 293) عن عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. وأخرجه نصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة" (49) من طريق عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنبأ سعيد به. والسياق له. ورواته ثقات. باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع 1009 - (5803) قال الحافظ: وأخرجه مسلم من حديث عقبة بن عامر بلفظ: "حتى يذر" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى عند حديث: "المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل ... ". باب التزويج على القرآن وبغير صداق 1010 - (5804) قال الحافظ: وجاءت القصة أيضاً من حديث أبي هريرة عند أبي داود باختصار والنسائي مطولاً، وابن مسعود عند الدارقطني، ومن حديث ابن عباس عند أبي عمر بن حيوة في "فوائده" وضميرة جد حسين بن عبد الله عند الطبراني، وجاءت مختصرة من حديث أنس كما تقدم قبل أبواب، وعند الترمذي طرف منه آخر، ومن حديث أبي أمامة عند تمام في "فوائده"، ومن حديث جابر وابن عباس عند أبي الشيخ في "كتاب النكاح" (¬2) حديث أبي هريرة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "اجلسي بارك الله فيك، أما نحن فلا حاجة لنا فيك" وحديث ابن مسعود تقدم في حرف الميم فانظر حديث: "من ينكح هذه؟ " ¬

_ (¬1) 11/ 104 (¬2) 11/ 111

وحديث ابن عباس تقدم في حرف الفاء فانظر حديث: "فما مهرها؟ " وحديث ضميرة تقدم في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- زوج رجلاً على سورة البقرة" وحديث أنس أخرجه البخاري (فتح 11/ 79) وحديث أبي أمامة تقدم في حرف العين فانظر حديث: "علمها" وحديث جابر وابن عباس تقدما في حرف الهاء فانظر حديث: "هل تقرأ من القرآن شيئاً؟ " 1011 - (5805) قال الحافظ: وفي مرسل أبي النعمان الأزدي عند سعيد بن منصور: زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة على سورة من القرآن" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا تكون لأحد بعدك مهراً" 1012 - (5806) قال الحافظ: وعند الدارقطني من حديث أبى سعيد في أثناء حديث المهر: "ولو على سواك من أراك" (¬2) ضعيف ولم أره من حديث أبي سعيد، وإنما هو حديث يدور على عبد الرحمن بن البيلماني واختلف عنه: - فرواه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه واختلف عنه: • فقال أبو عبد الرحمن صالح بن عبد الجبار الحضرمي: عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً: "أنكحوا الأيامى" ثلاثاً، قيل: ما العلائق بينهم يا رسول الله؟ قال: "ما تراضى عليه الأهلون، ولو قضيب من أراك" أخرجه الطبراني في "الكبير" (12990) وابن عدي (6/ 2189) والدارقطني (3/ 244) والبيهقي (7/ 239) وقال ابن عدي: محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف، والضعف على حديثه بين" ¬

_ (¬1) 11/ 114 (¬2) 11/ 117

وقال البيهقي: وكذلك قاله ابن معين وغيره من مزكي الأخبار" وقال ابن القطان الفاسي: وصالح بن عبد الجبار مجهول الحال، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. وأبوه لم تثبت عدالته، ولينه فيما يرويه ظاهر" الوهم والإيهام 3/ 93 و503 - 504 وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن البيلماني وهو ضعيف" المجمع 4/ 280 وقال الحافظ: وإسناده ضعيف جداً، فإنه من رواية محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عنه" التلخيص 3/ 190 • وقال محمد بن الحارث الحارثي: عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر به إلا أنه لم يقل: "ولو قضيب من أراك" أخرجه الطبري في "التفسير" (2/ 488) وابن عدي (6/ 2188) والبيهقي (7/ 239) ومحمد بن الحارث قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث. - ورواه عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن عبد الرحمن بن البيلمانى مرسلاً. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف 13/ 275) والطبري (2/ 488) عن سفيان الثوري والبيهقي (7/ 239) عن قيس بن الربيع الأسدي كلاهما عن عمير بن عبد الله الخثعمي عن عبد الملك بن المغيرة به. قال عبد الحق الإشبيلي: وهو أصح" الوهم والإيهام 1/ 149 و3/ 35 و503 وقال الذهبي: ويروى مرسلاً، وهو أقرب" الميزان 2/ 297 وقال ابن القطان الفاسي: وعبد الرحمن بن البيلماني لم تثبت عدالته، وهو ظاهر الضعف" الوهم 3/ 36 • ورواه حجاج بن أرطاة عن عبد الملك بن المغيرة واختلف عنه: فرواه غير واحد عن حجاج عن عبد الملك عن عبد الرحمن مرسلاً، منهم: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 186) والبيهقي (7/ 239)

باب الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس

2 - علي بن مُسهر الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 186) 3 - حفص بن غياث الكوفي. أخرجه البيهقي (7/ 239) ورواه هارون بن المغيرة الرازي عن حجاج عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن عمر بن الخطاب. أخرجه البيهقي (7/ 239) وقال: ليس بمحفوظ" وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 3/ 190 قلت: وهو كما قال لضعف حجاج بن أرطأة. باب الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس 1013 - (5807) قال الحافظ: وأخرج أحمد والطبراني هذه القصة من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن، ووقع في رواية للطبراني: أسماء بنت عميس، ولا يصح، لأنها حينئذ كانت مع زوجها جعفر بن أبي طالب بالحبشة" (¬1) حسن وحديث أسماء بنت يزبد أخرجه الحميدي (367) وابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 15) وأحمد (6/ 452 و453 و458 و459) وابن ماجه (3298) وأبو يعلى (الإتحاف 4883) والطبراني في "الكبير" (24/ 171 - 172 و172) وابن بشران في "الأمالي" (861) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ثني شهر بن حوشب قال: أتيت أسماء بنت يزيد فقربت إليَّ قِناعاً فيه تمر أو رطب، فقالت: كُلْ، فقلت: لا أشتهيه، فصاحت بي: كُلْ فإنى (¬2) أنا التي قينت عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتيته (¬3) ¬

_ (¬1) 11/ 130 (¬2) وفي لفظ لأحمد: قالت: كنا فيمن جهز عائشة وزفها. (¬3) وفي رواية لأحمد: ثمّ جئته فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها.

بها فأجلستها عن يمينه، فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بإناء (¬1) فيه لبن (¬2) فشرب، ثم ناولها، وطأطأت رأسها واستحيت (¬3)، فقلت: خذي من يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخذت فشربت، ثم قال لها: "ناولي تربك" فقلت: بل أنت فاشرب يا رسول الله! ثم ناولني، فشرب، ثم ناولني، فأدرت الإناء لأضع فمي على موضع فيه، ثم قال: "أعطي صواحباتك" فقلن: لا نشتهيه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجمعن كذباً وجوعاً" قالت: فأبصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إحداهنَّ سواراً من ذهب، فقال: "أتحبين أن يسورك الله عز وجل مكانه سواراً من نار؟ " قالت: فاعتونا عليه حتى نزعناه فرمينا به، فما ندري أين هو حتى الساعة، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما يكفي إحداكنَّ أن تتخذ جماناً من فضة، ثم تأخذ شيئاً من زعفران فتديفه ثم تلطخه عليه فإذا هو كأنه ذهب" السياق للحميدي. قال الهيثمي: وشهر فيه كلام، وحديثه حسن" المجمع 4/ 51 وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، شهر مختلف فيه" المصباح 4/ 15 قلت: وهو كما قالا. وحديث أسماء بنت عُميس له عنها طريقان: الأول: يرويه مجاهد عن أسماء بنت عميس قالت: كنت صاحبةَ عائشةَ التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعي نسوة، فوالله ما وجدنا عنده قِرى إلا قدحاً من لبن، فشرب منه، ثم ناوله عائشة، فاستحيت الجارية، فقلنا: لا تردي يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، خذي منه، فأخذته على حياء فشربت منه، ثم قال: "ناولي صواحبك" فقلنا: لا نشتهيه، فقال: "لا تجمعن جوعاً وكذباً" فقلت: يا رسول الله! إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه، يعد ذلك كذباً؟ قال: "إنَّ الكذب يكتب كذباً حتى تكتب الكذيبة كذيبة" أخرجه أحمد (6/ 438) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا يونس بن يزيد الأَيْلي ثنا أبو شداد عن مجاهد به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (520) وفي "المكارم" (149) والطبراني في "الكبير" (24/ 155 - 156) والبيهقي في "الشعب" (4481) من طرق عن عثمان بن عمر به. ¬

_ (¬1) وفي رواية لأحمد والطبراني: "بعس من لبن" (¬2) وعند ابن بشران: "ماء" (¬3) زاد أحمد في رواية وابن بشران: فانتهرتها.

باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها

قال العراقي: الصواب حديث أسماء بنت يزيد، فإنَّ أسماء بنت عميس كانت إذ ذاك بالحبشة" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1733 وقال الهيثمي: وفيه أبو شداد عن مجاهد روى عنه ابن جريج ويونس بن يزيد، وبقية رجاله رجال الصحيح، إلا أنَّ أسماء بنت عميس كانت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر حين تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة، والصواب حديث أسماء بنت يزيد" المجمع 4/ 51 قلت: أبو شداد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومجاهد لم يذكر سماعاً من أسماء، ولم أر أحداً صرح بسماعه منها، فلا أدري أسمع منها أم لا. الثاني: يرويه أبو ليلى عبد الله بن ميسرة الكوفي عن أدهم بن طريف العجلي ثنا عطاء بن أبي رباح قال: حدثتنا أسماء بنت عميس قالت: زففنا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض نسائه، فلما دخلنا عليه أخرج عُسّاً من لبن، فشرب منه، ثم ناوله امرأته، فقالت: لا أشتهيه، فقال: "لا تجمع جوعاً وكذباً" ثم ناولني القدح، فجعلت أدير القدح على فمي، وما أشربه إلا لتصيب شفتي أثر شفته، ثم تركناه وامرأته" أخرجه الطبراني في "الصغير" (710) من طريق عبد الصمد بن النعمان ثنا عبد الله بن ميسرة أبو ليلى به. وقال: لم يروه عن أدهم إلا أبو ليلى، ولا يروى عن أسماء إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الصمد" قلت: تابعه أسد بن موسى المصري ثنا أبو ليلى الكوفي به. أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (852) قال الهيثمي: إسناده ضعيف" المجمع 4/ 51 قلت: وهو كما قال لضعف أبي ليلى. باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها 1014 - (5808) قال الحافظ: ووقع عند ابن ماجه من حديث ابن عباس: أنكحت عائشة قرابة لها, ولأبي الشيخ من حديث جابر أنَّ عائشة زوجت بنت أخيها أو ذات قرابة منها.

وفي أمالي المحاملي من وجه آخر عن جابر: نكح بعض أهل الأنصار بعض أهل عائشة فأهدتها إلى قباء. وقال: في حديث ابن عباس وجابر: قوم فيهم غزل، وفي حديث جابر عند المحاملي: أدركيها يا زينب -امرأة كانت تغني بالمدينة-" (¬1) يرويه الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر أنَّ عائشة زوجت امرأة كانت عندها، فأخذوها إلى زوجها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أرسلتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم فإنَّ الأنصار قوم غزل" أخرجه مسدد (الإتحاف 4239) واللفظ له عن خالد بن عبد الله الطحان وأحمد (3/ 391) عن أبي بكر بن عياش (¬2) وابن أبي شيبة في "المسند" (الإتحاف 4240) والنسائي في "الكبرى" (5566) عن يعلي بن عبيد الطنافسي وابن القيسراني في "السماع" (ص 40) عن محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي أربعتهم عن الأجلح به. قال البوصيري: هذا إسناد حسن لقصور الأجلح عن درجة الحفظ والإتقان" الإتحاف 4/ 490 قلت: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيرها، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن. - وقال عبد الرحيم بن سليمان الكناني: عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر عن عائشة. ¬

_ (¬1) 11/ 133 (¬2) ولفظ حديثه: "أهديتم الجارية إلى بيتها" قالت: نعم، قال: "فهلا بعثتم معهم من يغنيهم يقول: أتيناكم أتيناكم ... فحيونا نحياكم فإنّ الأنصار قوم فيهم غزل".

أخرجه ابن عدي (1/ 418) وتابعه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن الأجلح به. أخرجه البيهقي (7/ 289) - ورواه جعفر بن عون الكوفي عن الأجلح واختلف عنه: • فقال إسحاق بن منصور الكَوْسَج: أنبأ جعفر بن عون أنبأ الأجلح عن أبي الزبير عن ابن عباس. أخرجه ابن ماجه (1900) وتابعه أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا جعفر بن عون به. أخرجه أبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (12) قال البوصيري: سنده حسن" الإتحاف 40/ 490 وقال في "المصباح" (2/ 107): رجاله ثقات إلا أنَّ الأجلح مختلف فيه، وأبو الزبير قال فيه ابن عيينة: يقولون: إنه لم يسمع من ابن عباس، وقال أبو حاتم: رأى ابن عباس رؤية" قلت: أثبت البخاري لأبي الزبير السماع من ابن عباس (علل الترمذي 1/ 388) واحتج مسلم بروايته عن ابن عباس في كتابه، لكنه مدلس كما تقدم وقد عنعن. • وقال أحمد بن يحيى الصوفي: ثنا جعفر بن عون عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر. أخرجه ابن القيسراني (ص 40) ولحديث جابر طريق أخرى يرويها ابن جريج أخبرني أبو الأصبغ أنَّ جميلة أخبرته أنها سألت جابر بن عبد الله عن الغناء، فقال: نكح بعضُ الإنصار بعضَ أهل عائشة، فأهدتها إلى قباء، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أهديت عروسك؟ " فقالت: نعم، قال: "فأرسلت معها بغناء، فإنَّ الأنصار يحبونه؟ " قالت: لا، قال: "فأدركيها يا زينب" امرأة كانت تغني بالمدينة. أخرجه ابن القيسراني (ص 39 - 40) من طريق الحسين بن إسماعيل المَحَاملي ثنا أبو حمزة أنس بن خالد ثنا صفوان بن هبيرة أبو عبد الرحمن القصير عن ابن جريج به. وإسناده ضعيف، جميلة لم أر من ترجمها، وأبو الأصبغ مجهول، ترجمه البخاري

باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله

في "الكنى" وغيره ولم يذكروا عنه راوياً إلا ابن جريج، وقال ابن عبد البر في "الكنى": لا يعرف إلا برواية ابن جريج عنه. وصفوان بن هبيرة مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وأنس بن خالد ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله 1015 - (5809) قال الحافظ: في حديث أبي أمامة عند الطبراني: "وجنب ما رزقتني من الشيطان الرجيم" (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (7839 و7841) وفي "الدعاء" (943) من طريق عبيد الله بن زَحْر الأفريقي عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا يعجزنَّ أحدكم إذا أتى أهله أن يقول: بسم الله، اللهم جنبني وجنب ما رزقتني الشيطان الرجيم، فإن قُدِّر أن يكون بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً" وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. باب الوليمة ولو بشاة 1016 - (5810) قال الحافظ: وأخرج الطبري في "التفسير" قصة مجيء امرأة سعد بن الربيع بابنتي سعد لما استشهد فقالت: إنَّ عمهما أخذ ميراثهما، فنزلت آية المواريث" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر: "يقضي الله في ذلك". 1017 - (5811) قال الحافظ: وسماها إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" بسند له مرسل: عمرة بنت حزم" (¬3) ¬

_ (¬1) 11/ 136 (¬2) 11/ 140 (¬3) 11/ 140

باب حق إجابة الوليمة والدعوة

باب حق إجابة الوليمة والدعوة 1018 - (5812) قال الحافظ: وفي مسند أحمد من حديث عثمان بن أبي العاص في وليمة الختان: "لم يكن يدعى لها" (¬1) ضعيف يرويه الحسن البصري عن عثمان بن أبي العاص، وعن الحسن غير واحد، منهم: 1 - عبيد الله أو عبد الله بن طلحة بن كَرِيز عن الحسن قال: دعي عثمان بن أبي العاص إلى ختان، فأبى أن يجيب، فقيل له، فقال: إنا كنا لا نأتي الختان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا ندعى له. أخرجه أحمد (4/ 217) عن محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن عبيد الله أو عبد الله بن طلحة بن كَريز به. وأخرجه الروياني (1518) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1799) والطبراني في "الكبير" (8381) من طرق عن أحمد به. ووقع عند الروياني والبغوي: عن عبيد الله، بغير شك. ووقع عند الطبراني: عن طلحة بن عبيد الله بن كريز. ورواه حيان بن بشر الأسدي عن محمد بن سلمة الحراني فقال فيه: عن عبد الله بن طلحة. أخرجه أبو يعلى (المطالب 1669/ 1 - الإتحاف 4452) قال البوصيري: سنده ضعيف لتدليس ابن إسحاق" مختصر الإتحاف 5/ 156 2 - أشعث بن عبد الملك الحُمْراني عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص أنه دعي إلى طعام، فلما جاء قال: ما هذا؟ قالوا: ختان جارية، فقام ولم يأكل، وقال: هذا شيء ما دعيت إليه في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو يعلى (المطالب 1669/ 2 - الإتحاف 4453) عن جُبَارة بن المُغَلِّس ثنا علي بن غراب ثنا أشعث به. ¬

_ (¬1) 11/ 150

باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله

قال البوصيرى: وجبارة بن المغلس ضعيف" مختصر الإتحاف 5/ 156 3 - أبو حمزة العطار عن الحسن قال: دعي عثمان بن أبي العاص إلى طعام، فقيل: هل تدري ما هذا؟ هذا ختان جارية، فقال: هذا شيء ما كنا نراه على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأبى أن يأكل. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8382) عن عبد الله بن الصقر السكري ثنا بكر بن خلف ثنا عمر بن سهل المازني عن أبي حمزة العطار به. وإسناده ضعيف، عمر بن سهل وأبو حمزة إسحاق بن الربيع مختلف فيهما، والحسن قال الحافظ في "التهذيب": لم يسمع من عثمان بن أبي العاص. باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله 1019 - (5813) قال الحافظ: وأخرج له شاهداً من حديث ابن عمر كذلك" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من دعي إلى وليمة فلم يأتها فقد عصى الله ورسوله". باب إجابة الداعي في العرس وغيره 1020 - (5814) قال الحافظ: ولمسلم من حديث أبي هريرة: "فإن كان صائماً فليصل" (¬2) أخرجه مسلم (1431) من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائماً فليصل، وإن كان مفطراً فليَطعم" باب حسن المعاشرة مع الأهل 1021 - (5815) قال الحافظ: في حديث باب الجنة: "ليأتين عليه زمان وله أطيط" (¬3) ¬

_ (¬1) 11/ 153 (¬2) 11/ 156 (¬3) 11/ 177

باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها

أخرجه مسلم (2967) عن عتبة بن غزوان، ولفظه: ولقد ذُكر لنا أنَّ ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرةُ أربعين سنة، وليأتينَّ عليها يوم وهو كظيظ من الزحام. ولم يصرح برفعه. 1022 - (5816) قال الحافظ: جاء في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-: "شثن أصابعه" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: "كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة" باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها 1023 - (5817) قال الحافظ: وفي حديث أم سلمة عند ابن سعد: فكبر عمر تكبيرة سمعناها ونحن في بيوتنا، فعلمنا أنَّ عمر سأله: أطلقت نساءك؟ فقال: "لا" فكبر حتى جاءنا الخبر بعد" (¬2) أخرجه ابن سعد (8/ 185) عن محمد بن عمر الواقدي عن معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة قالت: لما اعتزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءه في مشربة جعلت أبي ويدخل عليَّ من يدخل فيقول: أطلقك رسول الله؟ فأقول: لا أدري والله، حتى جاء عمر فدخل عليه فسأله: أطلقت نساءك؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا" فكبر عمر تكبيرة سمعناها ونحن في بيوتنا، فعلمنا أنَّ عمر سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "لا" فكبر، حتى جاءنا الخبر بعد. والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث. 1024 - (5818) قال الحافظ: أفاد محمد بن الحسن المخزومي في كتابه "أخبار المدينة" بسند له مرسل أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبيت في المشربة ويقيل عند أراكة عند خلوة بئر كانت هناك" (¬3) قلت: محمد بن الحسن المخزومي قال ابن معين: كذاب خبيث لم يكن بثقة ولا مأمون يسرق. وقال أحمد بن صالح المصري: يضع الحديث. ¬

_ (¬1) 11/ 180 (¬2) 11/ 198 (¬3) 11/ 199

باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه

باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه 1025 - (5819) قال الحافظ: ولكونه يؤجر على ما ينفقه على أهله كما ثبت من حديث سعد بن أبي وقاص وغيره" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 9/ 172 - 173) باب ما يكره من ضرب النساء 1026 - (5820) قال الحافظ: وفي حديث لقيط بن صبرة عند أبي داود: "ولا تضرب ظعينتك ضربك أمتك" (¬2) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الباء فانظر حديث: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها 1027 - (5821) قال الحافظ: وعند الترمذي من حديث ابن عباس موصولاً نحوه" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الخاء فانظر حديث: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... باب إذا تزوج البكر على الثيب 1028 - (5822) قال الحافظ: وفيه حديث مرفوع عن عائشة أخرجه الدارقطني بسند ضعيف جداً" (¬4) ¬

_ (¬1) 11/ 208 (¬2) 11/ 215 (¬3) 11/ 225 (¬4) 11/ 228

باب لا تباشر المرأة المرأة قتنعتها لزوجها

موضوع أخرجه الدارقطني (3/ 284) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا محمد بن ضمرة بن سعيد المازني عن حبيب بن سلمان عن يوسف بن ماهك عن ريطة بنت هشام وأم سليم بنت نافع بن عبد الحارث عن عائشة. قال الواقدي: وحدثنا إبراهيم بن يزيد المكي عن عمرو بن شعيب عن أم سليم بنت نافع بن عبد الحارث عن عائشة مرفوعاً: "البكر إذا نكحها رجل وله نساء لها ثلاث ليال، وللثيب ليلتان" والواقدي قال إسحاق بن راهويه وابن المديني: يضع الحديث. باب لا تباشر المرأة المرأة قتنعتها لزوجها 1029 - (5823) قال الحافظ: وهذه الزيادة ثبتت في حديث ابن عباس عنده" (¬1) صحيح أخرجه الحاكم (4/ 288) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الاسم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: "لا يباشر الرجلُ الرجلَ ولا المرأةُ المرأة" وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، فقد أجمعا على صحة هذا الحديث" قلت: رواته ثقات غير أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي فهو مختلف فيه، قواه مسلمة بن القاسم وغيره، وضعفه غير واحد. وأبو معاوية محمد بن خازم لم يخرج البخاري روايته عن أبي إسحاق سليمان الشيباني، ولا رواية الشيباني عن عكرمة. ولم ينفرد أحمد بن عبد الجبار به بل تابعه أسد بن موسى المصري ثنا أبو معاوية به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8802) و"الصغير" (1094) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (64) عن المقدام بن داود الرُّعَيني ثنا أسد بن موسى به. ¬

_ (¬1) 11/ 252

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الشيباني إلا أبو معاوية، تفرد به أسد بن موسى" كذا قال، وقد توبع كما تقدم، والمقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة. - ورواه سِمَاك بن حرب الكوفي عن عكرمة واختلف عنه: • فرواه إسرائيل بين يونس الكوفي عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 398) وأحمد (1/ 304 و314) والبزار (كشف 2074) وابن حبان (5582) والطبراني في "الكبير" (11728) من طرق عن إسرائيل به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عين ابن عباس إلا من هذا الوجه، تفرد به إسرائيل عن سماك" • ورواه حسن بن صالح بن حي الكوفي عن سماك عن عكرمة مرسلاً. أخرجه أحمد (1/ 314) وسماك مختلف فيه، وقد تكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة. وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن جابر فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يباشرُ الرجلُ الرجلَ، ولا المرأةُ المرأة" أخرجه أحمد (2/ 325 - 326) والطحاوي في "المشكل" (3258) والطبراني في "الأوسط" (5851) و"الصغير" (653) من طرق (¬1) عن أبي بكر بن عياش به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن سيرين إلا هشام، ولا عن هشام إلا أبو بكر، تفرد به أحمد بن يونس" كذا قال, وقد توبع كما تقدم. والحديث إسناده صحيح. الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة عن الحسن عن أبي هريرة -قال: لا أعلمه إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تباشر المرأةُ المرأة، ولا يباشر الرجلُ الرجلَ" ¬

_ (¬1) رواه الأسود بن عامر شاذان ويحيى بن يعلي بن الحارث المحاربي وأحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن أبو بكر بن عياش به.

أخرجه أحمد (2/ 497) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادى ثنا مبارك به. وإسناده ضعيف، مبارك مدلس وقد عنعن، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. الثالث: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نَضْرة عن الطُّفَاوي عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يباشرُ الرجلُ الرجلَ، ولا المرأةُ المرأةَ، إلا الولد والوالدة" أخرجه أحمد (2/ 447) عن وكيع (¬1) عن سفيان عن الجريري به. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 396 - 397) عن مروان بن معاوية الفزاري عن الجريري به. وقال فيه: "إلا الوالدُ ولدَه، وإلا الولدُ والدَه" وأخرجه أحمد (2/ 540 - 541) وأبو داود (2174 و4019) والترمذي (5/ 107) وفي "الشمائل" (ص 183) والبيهقي (7/ 98) عن إسماعيل بن علية وأبو داود (2174) عن بشر بن المُفَضَّل البصري وعن حماد بن سلمة والبيهقي (7/ 194) وفي "الشعب" (7423) عن يزيد بن زُريع البصري كلهم عن الجريري عن أبي نضرة عن (¬2) الطفاوي قال: تثوَّيت أبا هريرة بالمدينة ... ¬

_ (¬1) رواه إسحاق بن راهويه في "مسند أبي هريرة" (124) عن وكيع فقال فيه: عن الطفاوي عن أبيه. ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5583) فلم يذكر: عن الطفاوى عن أبيه. • ورواه أبو داود عمر بن سعد الحَفَري عن سفيان فقال: عن أبي نضرة عن رجل عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (2787) وفي "الشمائل" (210) والنسائي (8/ 130) وفي "الكبرى" (9408) والبغوي في "شرح السنة" (3162) • ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي عن أبي هريرة. أخرجه النسائي (8/ 130 - 131) وفي "الكبرى" (9409) وتابعه قَبيصة بن عقبة الكوفي ثنا سفيان به. أخرجه عبد بن حميد (1456) (¬2) وعند أبي داود: حدثني شيخ من طفاوة.

فذكر حديثاً طويلاً، وفيه: "ألا لا يفضينَّ رجل إلى رجل، ولا امرأة إلى امرأة، إلا إلى ولد أو والد" قال الترمذي: هذا حديث حسن، إلا أنَّ الطفاوي لا نعرفه إلا في هذا الحديث ولا نعرف اسمه" وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف. وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 398) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن أبي شهاب عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يباشرَ الرجلُ الرجلَ والمرأةُ المرأةَ. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأبو شهاب اسمه عبد ربه بن نافع الحفاظ. ***

كتاب الطلاق

كتاب الطلاق 1030 - (5824) قال الحافظ: وهذا كقوله لمالك بن الحويرث وأصحابه: ومروهم بصلاة كذا في حين كذا" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 2/ 311 - 312) باب من طلق، وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق 1031 - (5825) قال الحافظ: ومن طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ الكندية لما وقع التخيير اختارت قومها ففارقها فكانت تقول: أنا الشقية. ومن طريق سعيد بن أبي هند أنها استعاذت منه فأعاذها" (¬2) أخرجه ابن سعد (8/ 142 و191) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا عبد الله بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد دخل بها ولكنه لما خيَّر نساءه اختارت قومها ففارقها، فكانت تلتقط البعر وتقول: أنا الشقية. قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: أخبرني عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه قال: إنما استعاذت منه فأعاذها, ولم يتزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بني عامر غيرها, ولم يتزوج من كندة غير الجونية. والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال إسحاق بن راهويه وغيره: يضع الحديث. ¬

_ (¬1) 11/ 263 (¬2) 11/ 271

باب لم تحرم ما أحل الله لك

باب لم تحرم ما أحل الله لك 1032 - (5826) قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من طريق ابن أبي مُليكة عن ابن عباس أنَّ شرب العسل كان عند سودة، وأنَّ عائشة وحفصة هما اللتان تواطأتا على وفق ما في رواية عبيد بن عمير وإن اختلفا في صاحبة العسل. وقال: وفي رواية ابن أبي مليكة عن ابن عباس: وكان يعجبه أن يوجد منه الريح الطيب" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشرب عسلاً ... 1033 - (5827) قال الحافظ: ووجدت لقصة شرب العسل عند حفصة شاهداً في تفسير ابن مردويه من طريق يزيد بن رومان عن ابن عباس، ورواته لا بأس بهم. وقال: ويساعده رواية يزيد بن رومان عن ابن عباس ففيها: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهنَّ ويدعو لهنَّ فإذا كان يوم إحداهنّ كان عندها، الحديث أخرجه ابن مردويه. وقال: ووقع في حديث ابن عباس بيان ذلك، ولفظه: فأنكرت عائشة أحتباسه عند حفصة فقالت لجويرية حبشية عندها يقال لها خضراء: إذا دخل على حفصة فادخلي عليها فانظري ما يصنع. وقال: ووقع في حديث ابن عباس أنها أهديت لحفصة عكة فيها عسل من الطائف. وقال: وفي رواية يزيد بن رومان عن ابن عباس: وكان أشدّ شيء عليه أن يوجد منه ريح شيء" (¬2) 1034 - (5828) قال الحافظ: ووقع في تفسير السُّدِّي أنَّ شرب العسل كان عند أم ¬

_ (¬1) 11/ 292 و297 (¬2) 11/ 293 و296 و297

باب لا طلاق قبل نكاح

سلمة، أخرجه الطبري وغيره، وهو مرجوح لإرساله وشذوذه" (¬1) لم أره في تفسير الطبري، ولم يذكره السيوطي في "الدر المنثور" في تفسير سورة التحريم. 1035 - (5829) قال الحافظ: حديث صفة الجنة: "يسمع جَرْسَ الطير" (¬2) باب لا طلاق قبل نكاح 1036 - (5830) قال الحافظ: وقد روي عن عروة مرفوعاً، فذكر الترمذي في "العلل" أنه سأل البخاري: أيّ حديث في الباب أصح؟ فقال: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة. قلت: إن البشر بن السري وغيره قالوا: عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة مرسلاً، قال: فإنّ حماد بن خالد رواه عن هشام بن سعد فوصله. قلت: أخرجه ابن أبي شيبة عن حماد بن خالد كذلك، وخالفهم علي بن الحسين بن واقد فرواه عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة مرفوعاً، أخرجه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه, لكن هشام بن سعد أخرجا له في المتابعات ففيه ضعف، وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في مناكيره. وله طريق أخرى عن عروة عن عائشة أخرجه الدارقطني من طريق معمر بن بكار السعدي عن إبراهيم بن سعد عن الزهري: فذكره بلفظ: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا سفيان على نجران، فذكر قصة وفي آخره: فكان فيما عهد إلى أبي سمان أوصاه بتقوى الله وقال: لا يطلقن رجل ما لم ينكح، ولا يعتق ما لم يملك، ولا نذر في معصية الله" ومعمر ليس بالحافظ. وأخرجه الدارقطني أيضاً من رواية الوليد بن سلمة الأردني عن يونس عن الزهري، والوليد واه. ولما أورد الترمذي في "الجامع" حديث عمرو بن شعيب قال: ليس بصحيح، وفي ¬

_ (¬1) 11/ 293 (¬2) 11/ 296

باب الطلاق في الإغلاق

الباب عن علي ومعاذ وجابر وابن عباس وعائشة، ... وفات الترمذي أنه ورد من حديث المسور بن مخرمة وعائشة كما تقدم، ومن حديث عبد الله بن عمر، ومن حديث أبي ثعلبة الخشني. فحديث ابن عمر يأتي ذكره في أثر سعيد بن جبير، وحديث أبي ثعلبة أخرجه الدارقطني بسند شامي فيه بقية بن الوليد، وقد عنعنه، وأظن فيه إرسالاً أيضاً" (¬1) تقدم الكلام على هذه الأحاديث إلا حديث أبي ثعلبة الخشني في المجموعة الأولى فانظر حديث: "لا طلاق لمن لم ينكح" وحديث: "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم" وأما حديث أبي ثعلبة فأخرجه الدارقطني (4/ 35 - 36) من طريق علي بن قرين البصري ثنا بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن مَعدان عن أبي ثعلبة الخُشَني قال: قال لي عم لي: اعمل لي عملاً حتى أزوجك ابنتي، فقلت: إن تزوجنيها فهي طالق ثلاثاً، ثم بدا لي أن أتزوجها، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألته، فقال لي: "تزوجها، فإنه لا طلاق إلا بعد نكاح" فتزوجتها فولدت لي سعداً وسعيداً. قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": هذا باطل، وعلي بن قرين كذبه ابن معين وغيره، وقال ابن عدي: يسرق الحديث" نصب الراية 3/ 233 باب الطلاق في الإغلاق 1037 - (5831) قال الحافظ: وقد ورد فيه حديث مرفوع، أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة مثل قول علي وزاد في آخره: المغلوب على عقله، وهو من رواية عطاء بن عجلان وهو ضعيف جداً" (¬2) موضوع أخرجه الترمذي (1191) من طريق مروان بن معاوية الفزاري عن عطاء بن عجلان عن عكرمة بن خالد المخزومي عن أبي هريرة مرفوعاً: "كل طلاق جائز، إلا طلاق المعتوه المغلوب على عقله" وأخرجه ابن عدي (5/ 2003) من طريق إسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) 11/ 300 (¬2) 11/ 311

باب الخلع

قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن عجلان، وعطاء بن عجلان ضعيف ذاهب الحديث" قلت: كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. باب الخلع 1038 - (5832) قال الحافظ: وقد أخرج البزار من حديث عمر قال: أول مختلعة في الإِسلام حبيبة بنت سهل، كانت تحت ثابت بن قيس. وقال: ووقع في حديث عمر أنه كان أصدقها الحديقة المذكورة ولفظه: وكان تزوجها على حديقة نخل. قوله: قالت: نعم. زاد في حديث عمر: فقال ثابت: أيطيب ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (298) عن إبراهيم بن هانىء النيسابوري ثنا عبد الغفار بن داود ثنا ابن لَهيعة عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: إنَّ أول مختلعة في الإِسلام حبيبة بنت سهل، كانت تحت ثابت بن قيس بن شَمّاس، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله! لا أنا ولا ثابت، فقال لها: "أتردين عليه ما أخذت منه؟ " قالت: نعم، وكان تزوجها على حديقة نخل، فقال ثابت: أيطيب ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم" ولم يجعل لها نفقة ولا سكنى" قال البزار: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم روي عن عمر إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. باب لا يكون بيع الأمة طلاقاً 1039 - (5833) قال الحافظ: زاد ابن سعد من طريق الشعبي مرسلاً: "فاختاري" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 11/ 317 و319 (¬2) 11/ 325

باب شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في زوج بريرة

أخرجه ابن سعد (8/ 259) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلى عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي أنَّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال لبريرة لما أعتقلت: "قد أعتق بضعك معك فاختاري" وإسناده حسن، عبد الوهاب ليس به بأس، وداود وعامر ثقتان. باب شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في زوج بريرة 1040 - (5834) ال الحافظ: وعند ابن سعد من مرسل ابن سيرين بسند صحيح: فقالت: يا رسول الله، أشيء واجب عليَّ؟ قال: "لا" (¬1) مرسل أحنرجه ابن سعد (8/ 259) عن أبي النعمان عارم بن الفضل البصري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيَّر بريرة، فكلمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه، فقالت: يا رسول الله، أشيء واجب عليَّ؟ قال: "لا، إنما أشفع له" قالت: فلا حاجة لي فيه. وإسناده إلى محمد وهو ابن سيرين صحيح، وعارم لقب، واسمه: محمد. باب الظهار 1041 - (5835) قال الحافظ: وأخرج أصحاب السنن من حديث سلمة بن صخر أنه ظاهر من امرأته، وتد تقدمت الإشارة إلى حديثه في كتاب الصيام في قصة المجامع في رمضان، وأنَّ الأصح أنَّ قصته كانت نهاراً" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الحاء فانظر حديث: "حرر رقبة" باب اللعان 1042 - (5836) قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن جعفر عند الدارقطني أنَّ قصة اللعان كانت بمنصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- من تبوك. وفي إسناده الواقدي. ¬

_ (¬1) 11/ 329 (¬2) 11/ 354

باب إذا طلقها ثلاثا ثم تزوجت

وقال: وفي حديث عبد الله بن جعفر عند الدارقطني: لاعن بين عويمر العجلاني وامرأته فأنكر حملها الذي في بطنها وقال: هو لابن السحماء. وقال: ووقع في حديث عبد الله بن جعفر عند ابن سعد في "الطبقات" أنَّ ولد الملاعنة عاش بعد ذلك سنتين ومات" (¬1) أخرجه الحارث (بغية الباحث 506) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا الضحاك بن عثمان عن عمران بن أبي أنس قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: لاعَنَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين العجلاني وامرأته، وهو عويمر بن الحارث، فلاعن بينهما على خمل. وأخرجه الدارقطني (3/ 377) والبيهقي (7/ 398) من طريق أبي عمرو قعنب بن محرز ومحمد بن سعد العوفي قالا: ثنا الواقدي ثنا الضحاك بن عثمان عن عمران بن أبي أنس قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: حضرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين لاعن بين عويمر العجلاني وامرأته، فرجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تبوك، وأنكر حملها الذي في بطنها، وقال: هو لابن السحماء، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هات امرأتك، فقد نزل القرآن فيكما" فلاعن بينهما بعد العصر عند المنبر على خمل. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عمران ضعيف، والواقدي كذاب" الإتحاف 15/ 116 قلت: لم أر من ضعف عمران بن أبي أنس، ولعل البوصيري اشتبه عليه بعمران بن أنس المكي فإنه ضعيف، وأما ابن أبي أنس فهو ثقة، حكاه المزي في "التهذيب" عن أحمد وابن معين وأبي حاتم والنسائي. ووثقه أيضاً العجلي وابن حبان، وقال الترمذي: هو مصري أقدم وأثبت من عمران بن أنس المكي. وأما الواقدي فقال الإمامان إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث. باب إذا طلقها ثلاثاً ثم تزوجت 1043 - (5837) قال الحافظ: وسماها مالك من حديث عبد الرحمن بن الزبير نفسه كما ¬

_ (¬1) 11/ 370 و371 و378

أخرجه ابن وهب والطبراني والدارقطني في "الغرائب" موصولاً، وهو في "الموطأ" مرسل: تميمة بنت وهب، وهي بمثناة. وقال: وكذا في رواية مالك عن عبد الرحمن بن الزبير نفسه وزاد: فلم يستطع أن يمسها. وقال: ووقع عند مالك في "الموطأ" عن المسور بن رفاعة عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، زاد خارج "الموطأ" فيما رواه ابن وهب عنه، وتابعه إبراهيم بن طهمان عن مالك عند الدارقطني في "الغرائب" عن أبيه أنّ رفاعة طلق امرأته تميمة بنت وهب ثلاثاً فنكحها عبد الرحمن فاعترض عنها فلم يستطع أن يمسها ففارقها، فأراد رفاعة أن يتزوجها، الحديث" (¬1) أخرجه مالك (2/ 531) عن المِسْور بن رِفاعة القُرَظي عن الزُّبير بن عبد الرحمن بن الزَّبير أنَّ رفاعة بن سِمْوال طلق امرأته تميمة بنتَ وهب في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً، فنكحت عبد الرحمن بن الزَّبير، فاعْتَرَضَ عنها، فلم يمسَّها، ففارقها. فأراد رفاعة أن ينكِحَهَا، وهو زوجها الأول الذي كان طلقها، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنهاه عن تزويجها، وقال: "لا تحل لك حتى تذوق العُسَيلة" وأخرجه الشافعي في "الأم" (5/ 229) عن مالك به. وأخرجه البيهقي (7/ 375) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 506 - 507) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنا الشافعي به. وأخرجه ابن سعد (8/ 457 - 458) عن مَعْن بن عيسى القَزَّاز ثنا مالك به. وأخرجه المزي (9/ 311 - 312) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ثنا مالك به. - ورواه عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي عن مالك واختلف عنه: • فرواه محمد بن غالب بن حرب تَمْتام عن القعنبي عن مالك مرسلاً. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2731) ¬

_ (¬1) 11/ 388 - 389 و390 و393

وتابعه إسحاق بن الحسن الحربي ثنا القعنبي به. أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 506 - 507) ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن القعنبي فقال فيه: عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه أنَّ رفاعة. أخرجه المزي (9/ 312) - ورواه غير واحد عن مالك فقالوا: عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه، منهم: 1 - ابن وهب في "الموطأ" (264) وأخرجه النسائي في "حديث مالك" (تهذيب الكمال 9/ 311) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 176) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 160) وابن بشران (1380) والبيهقي (7/ 375) وابن عبد البر في "التمهيد" (13/ 220 - 221) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 42) وابن بشكوال في "الغوامض" (624) من طرق عن ابن وهب به. 2 - أبو علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2257) والبزار (كشف 1504) 3 - إبراهيم بن طهمان الخراساني. أخرجه النسائي في "حديث مالك" (التمهيد 13/ 220) وأبو نعيم في "الصحابة" (2731) وقال النسائي: هو خطأ، والصواب مرسل" الغوامض والمبهمات 2/ 620 - تهذيب الكمال 9/ 311 وقال المزي: المرسل هو المحفوظ" تهذيب الكمال 17/ 94 قلت: والمسور وشيخه ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب" عن كل منهما: مقبول. 1044 - (5838) قال الحافظ: واسم زوج الغميصاء هذه عمرو بن حزم، أخرجه الطبراني وأبو مسلم الكجي وأبو نعيم في "الصحابة" من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن عمرو بن حزم طلق الغميصاء، فتزوجها رجل قبل أن يمسها، فأرادت أن ترجع إلى زوجها الأول، الحديث.

وقال: وكذا وقع في رواية حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنَّ عمرو بن حزم طلق الغميصاء فنكحها رجل فطلقها قبل أن يمسها، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "لا، حتى يذوق الآخر عسيلتها وتذوق عسيلته" وأخرجه الطبراني، ورواته ثقات، فإن كان حماد بن سلمة حفظه فهو حديث آخر لعائشة في قصة أخرى غير قصة امرأة رفاعة" (¬1) صحيح أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7780) عن فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عمر الضرير ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنَّ عمرو بن حزم طلق امرأته الغميصاء، فنكحها رجل فطلقها قبل أن يمسها، أو قال: طلقها رجل فتزوجها عمرو بن حزم فطلقها قبل أن يمسها، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول فقال: "لا، حتى يذوق الآخر من عسيلتها وتذوق من عسيلته" ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 212) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 350 - 351) عن أبي مسلم الكشي مختصراً. وإسناده صحيح، وأبو مسلم اسمه إبراهيم بن عبد الله، وأبو عمر اسمه حفص بن عمر. 1045 - (5839) قال الحافظ: وأخرج الطبري وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة نحوه، والطبري أيضاً والبيهقي من حديث أنس كذلك" (¬2) حديث أبي هريرة يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي الحارث الغفاري عن أبي هريرة، واختلف عن يحيى في رفعه ووقفه: - فقال شيبان بن عبد الرحمن التميمي: ثنا يحيى عن أبي الحارث عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المرأة يطلقها زوجها ثلاثاً فتتزوج زوجاً غيره، فيطلقها قبل أن يدخل بها، فيريد الأول أن يراجعها، قال: "لا، حتى يذوق عُسيلتها" أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 23) والطبري في "التفسير" (2/ 477) ¬

_ (¬1) 11/ 389 و394 (¬2) 11/ 393 - 394

- وقال وكيع: عن علي بن المبارك عن يحيى عن أبي الحارث عن أبي هريرة قوله. قاله البخاري في "الكنى" (ص23) ورواته ثقات غير أبي الحارث قال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 278) والذهبي في "الميزان": غير معروف. وحديث أنس أخرجه أحمد (3/ 284) والبزار (كشف 1505) وأبو يعلى (4199) والطبري (2/ 477) والطبراني في "الأوسط" (2393) وابن عدي (6/ 2205) والبيهقي (7/ 375 - 376) من طرق عن محمد بن دينار الطاحي ثنا يحيى بن يزيد الهُنَائي عن أنس قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رجل طلق امرأته ثلاثاً، فتزوجها رجل وطلقها قبل أن يواقعها، أتحل للأول؟ قال: "لا، حتى يذوق الآخر عسيلتها، وتذوق عسيلته" قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن دينار" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن يحيى بن يزيد غير محمد بن دينار" وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن دينار" الإتحاف 5/ 96 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن دينار، وقد وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان، وفيه كلام لا يضر" المجمع 4/ 340 قلت: ضعفه الدارقطني وغيره، وقواه العجلي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين وأبي زرعة والنسائي وابن حبان. وخالفه شعبة رواه عن يحيى بن يزيد عن أنس موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 275) عن محمد بن جعفر البصري غُندر عن شعبة به. وهذا أصح. 1046 - (5840) قال الحافظ: وله شاهد من حديث عبيد الله بالتصغير ابن عباس عند النسائي في ذكره الغميصاء" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: "ليس ذلك لها حتى تذوق عسيلته" ¬

_ (¬1) 11/ 394

كتاب النفقات

كتاب النفقات باب وجوب النفقة على الأهل والعيال 1047 - (5841) قال الحافظ: ومن السنة حديث جابر عند مسلم (1218): "ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف" (¬1) * * * ¬

_ (¬1) 11/ 427

كتاب الأطعمة

كتاب الأطعمة باب من تتبّع حوالي القصعة 1048 - (5842) قال الحافظ: ورمز بذلك إلى تضعيف حديث عكراش الذي أخرجه الترمذي حيث جاء فيه التفصيل بين ما إذا كان لوناً واحداً فلا يتعدى ما يليه، أو أكثر من لون فيجوز" (¬1) ضعيف جداً أخرجه ابن سعد (7/ 74 - 75) وابن ماجه (3274) والترمذي (1848) والحربي في "الغريب" (1/ 250) والدولابي في "الكنى" (2/ 151) والعقيلي (3/ 125) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 299) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 183 - 184) وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (902) والطبراني في "الكبير" (18/ 82 - 83) وأبو نعيم في "الصحابة" (5565) والبيهقي في "الآداب" (630) وفي "الشعب" (5458 و5459) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 69 - 70) والمزي (19/ 118 - 119) وأبو الفضل العراقي في "الأربعين العشارية" (ص 171 - 172) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 250 - 251) من طرق عن أبي الهذيل العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سَوِيَّة المِنْقري ثنا عبيد الله بن عِكراش بن ذؤيب ثني أبي قال: بعثني بنو مُرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقدمت عليه المدينة فوجدته جالساً بين المهاجرين والأنصار، فأتيته بإبل كأنها عروقُ الأَرْطَي. فقال: "مَن الرجل؟ " فقلت: عكراش بن ذؤيب، قال: "ارفع في النسب" فقلت: عكراش بن ذؤيب بن حُرقوص بن جَعدة بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد، وهذه ¬

_ (¬1) 11/ 454

صدقات بني مرة بن عبيد، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: هذه إبل قومى، هذه صدقات قومي، ثم أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تُوْسَمَ بمِيسم إبل الصدقة وتُضم إليها، ثم أخذ بيدي فانطلق بي إلى منزل أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "هل من طعام؟ " فأتينا بجَفْنة كثيرة الثريد والوَذْرِ، فأقبلنا نأكل منها، فأكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما بين يديه، وجعلت أَخْبط في نواحيها، فقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده اليسرى على يدي اليمنى، ثم قال: "يا عكراش كُلْ من موضع واحد، فإنه طعام واحد" ثم أُتينا بطبق فيه ألوان من رطب أو تمر فجعلت آكل من بين يدي وجالت يدُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الطبق، ثم قال: "يا عكراش كل من حيث شئت فإنه من غير لون واحد" ثم أتينا بماء، فغسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه ثم مسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه، ثم قال: "يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار" قال البخاري: لا يثبت" التاريخ الكبير 3/ 1/ 394 وقال أيضاً: لم يصح إسناده" التاريخ 4/ 1/ 89 وقال أيضاً: في إسناده نظر" ضعفاء العقيلي 3/ 125 وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث، ولا نعرف لعكراش عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا هذا الحديث" قلت: العلاء بن الفضل قال ابن حبان: كان ممن ينفرد بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير، لا يعجبني الاحتجاج بأخباره التي انفرد بها، فأما ما وافق فيها الثقات فإن اعتبر بذلك معتبر لم أر بذلك بأساً (المجروحين) وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام) واتهمه العباس بن عبد العظيم العنبري بوضع هذا الحديث (تهذيب التهذيب) وقال الذهبي: ليس بالقوي ولا بالواهي (المغني) وقال الحافظ: ضعيف (التقريب) وعبيد الله بن عكراش ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: لا يثبت حديثه. وقال أبو حاتم وابن القطان الفاسي: مجهول. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، فلا أدري المناكير في حديثه وقع من جهته أو من العلاء بن الفضل، ومن أيهما كان فهو غير محتج به على الأحوال. وقال ابن حزم: ضعيف جداً.

باب الخبز المرقق

وذكره أبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء". • ولم ينفرد العلاء بن الفضل به بل تابعه أبو الحجاج النضر بن طاهر البصري ثنا عبيد الله بن عكراش به. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (71) والنضر بن طاهر قال ابن عدي: ضعيف جداً، يسرق الحديث ويحدث عمن لم يرهم ولا يحمل سنه أن يراهم. وقال: هو معروف بأنه يُثب على حديث الناس ويسرقه ويروي عمن لم يلحقهم، والضعف على حديثه بين. باب الخبز المرقق 1049 - (5843) قال الحافظ: وقد جرى ابن بطال على أنَّ المسموط المشوي فقال ما ملخصه: يجمع بين هذا وبين حديث عمرو بن أمية أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يحتزُّ من كتف شاة، وحديث أم سلمة الذي أخرجه الترمذي: أنها قربت للنبي -صلى الله عليه وسلم- جنباً مشوياً فأكل منه ... " (¬1) حديث عمرو بن أمية أخرجه البخاري (فتح 1/ 323) وحديث أم سلمة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة. باب طعام الواحد يكفي الاثنين 1050 - (5844) قال الحافظ: وفيه عن ابن مسعود أيضاً في الطبراني" (¬2) أخرجه الطبراني في "الكبير" (10093) من طريق أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا مختار بن غسان عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة" ¬

_ (¬1) 11/ 463 (¬2) 11/ 466

باب المؤمن يأكل في معى واحد

وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع، وأبو إسحاق السَّبِيعي كان مدلسًا ولم يذكر سماعًا من أبي الأحوص عوف بن مالك، وكان قد اختلط أيضًا، ولم يُذكر قيس بن الربيع فيمن روى عنه قبل الاختلاط. وللحديث شواهد ذكرها الحافظ في الباب، وتقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى. باب المؤمن يأكل في معى واحد 1051 - (5845) قال الحافظ: ورد عند الطبراني في رواية له من حديث سَمُرَة بلفظ: "المنافق" بدل "الكافر" (¬1) له عن سمرة طريقان: الأول: يرويه مبارك بن فَضالة عن الحسن عن سمرة مرفوعًا: "المؤمن يأكل في مِعى واحد، والمنافق يأكل في سبعة أمعاء" أخرجه الطبراني في "الكبير" (6959) من طريق إبراهيم بن الوليد بن محمد الأُبُلي حدثني أبى ثنا مبارك به. وأخرجه البزار (كشف 2893) عن محمد بن صالح بن العوام ثنا أبو عثمان الأبلي ثنا مبارك به. وقال فيه: "والكافر" قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ" الكامل 7/ 2544 قلت: مبارك والحسن مدلسان وقد عنعنا. الثاني: يرويه جعفر بن سعد بن سمرة عن خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة به مرفوعًا. وقال فيه: "والكافر" أخرجه البزار (كشف 3/ 341) ¬

_ (¬1) 11/ 467

باب المرق

عن يوسف بن خالد السَّمْتي والطبراني (7043) عن محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة قالا: ثنا جعفر بن سعد به. وإسناده ضعيف. 1052 - (5846) قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "السيرة" من حديث أبي هريرة في قصة ثمامة بن أثال أنه لما أسر ثم أسلم وقعت له قصة تشبه قصة جهجاه" (¬1) أخرجه البخاري في مواضع من كتابه (تحفة الأشراف 9/ 484 - الإصابة 2/ 27) وأخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (2/ 638 - 639) مطولًا. باب المرق 1053 - (5847) قال الحافظ: وفي خصوص التنصيص على المرق حديث صريح ليس على شرط البخاري أخرجه النسائي والترمذي وصححه وكذلك ابن حبان عن أبي ذر رفعه وفيه: "وإذا طبخت قدرًا فأكثر مرقته واغرف لجارك منه" وعند أحمد والبزار من حديث جابر نحوه" (¬2) حديث أبي ذر أخرجه مسلم (4/ 2025) من طريق عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر مرفوعًا: "يا أبا ذر! إذا طبخت مَرَقَة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك" وحديث جابر له عنه طريقان: الأول: يرويه الأعمش واختلف عنه: - فقال يحيى بن سعيد الأموي: ثنا الأعمش قال: بلغني عن جابر رفعه: "إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق أو الماء فإنه أوسع أو أبلغ للجيران" أخرجه أحمد (3/ 377) عن الأموي به. ¬

_ (¬1) 11/ 469 (¬2) 11/ 495

- وقال أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: ثنا الأعمش عن بعض أصحابه عن جابر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشترى لحمًا قال لأهله: "أكثروا المرق" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 4806) عن أبي معاوية به. - وقال عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعًا "إذا طبختم فأكثروا ماءها واغرفوا الجيران" أخرجه البزار (1901) وتمام (1248) وعبد الرحمن بن مغراء صدوق تُكلم في روايته عن الأعمش. وتابعه أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3615) وأبو مسلم ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه عن الأعمش وهم كثير. - وقال المعافى بن عمران المَوْصلي: عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر مرفوعًا: "إذا طبخت قدرًا فأكثر المرق، واغرف لجيرانك" أخرجه ابن المقرىء في "المعجم" (1025) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 357) والخطيب في "التاريخ" (3/ 252) من طريق عبد الله بن إبراهيم السواق الكوفي ثني بشر بن الحارث عن المعافى به. قال الخطيب: قال لنا البرقاني: قال الدارقطني: هو غريب من حديث الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي، تفرد به هذا الشيخ عن بشر بن الحارث المعروف بالحافي. قال الخطيب: قلت: رواه أبو بكر المفيد عن محمد بن عبد الله تلميذ بشر بن الحارث عن بشر، وهذا التلميذ مجهول، والمفيد محمد بن محمد بن النعمان ليس بموثوق به. الثاني: يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا جابر! إذا طبخت لحمًا فأكثر مرقها، وأغرف لجيرانك" أخرجه ابن المقرىء (529) عن أبي بكر أحمد بن محمد بن الفضل القيسي الأُبُلَّي ثنا نصر بن علي ثنا سفيان به. وأبو بكر الأبلي متهم بالوضع (المجروحين 1/ 155 - 156) 1054 - (5848) قال الحافظ: وفي الباب عن جابر في حديثه الطويل في صفة الحج

باب ما يكره من الثوم

عند مسلم (1218) وأصحاب السنن: ثم أخذ من كل بدنة بضعة وجعلت في قدر وطبخت، فأكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليّ من لحمها وشربا من مرقها" (¬1) باب ما يكره من الثوم 1055 - (5849) قال الحافظ: وقد ورد فيه حديث في الطبراني" (¬2) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (193) و"الصغير" (37) عن أحمد بن حماد بن زُغْبة أبي جعفر المصرى ثنا سعيد بن عُفير ثنا يحيى بن راشد البَرَّاء ثنا هشام بن حسان القُرْدُوسي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: "من أكل من هذه الحضروات: الثوم، والبصل، والكُرَّاث، والفجل، فلا يقربنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذي مما يتأذى منه بنو آدم" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا يحيى بن راشد، تفرد به سعيد بن عفير" وقال الهيثمي: هو في الصحيح خلا قوله: "والفجل" ويحيى بن راشد البراء البصري ضعيف، ووثقه ابن حبان وقال: يخطىء ويخالف. وبقية رجاله ثقات" المجمع 2/ 17 وقال الحافظ: وفي الطبراني الصغير من حديث أبي الزبير عن جابر التنصيص على ذكر الفجل في الحديث، لكن في إسناده يحيى بن راشد، وهو ضعيف" الفتح 2/ 489 قلت: الحديث في الصحيحين من حديث جابر بغير هذه الزيادة. باب لعق الأصابع ومصها 1056 - (5850) قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1606) من طريق سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر بلفظ: "فلا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه" (¬3) وتمامه: "إذا وقعت لقمةُ أحدكم فليأخذها، فَلْيُمط ما كان بها من أذى وليأكلها، ولا ¬

_ (¬1) 11/ 495 (¬2) 11/ 508 (¬3) 11/ 510

باب ما يقول إذا فرغ من طعامه

يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمندبل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أيِّ طعامه البركة". باب ما يقول إذا فرغ من طعامه 1057 - (5851) قال الحافظ: وأخرج النسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة ما في حديث أبي سعيد وأبي أمامة وزيادة في حديث مطول" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (15) والنسائي في "اليوم والليلة" (301) وابن حبان (5219) والطبراني في "الدعاء" (896) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (687) وابن السني في "اليوم والليلة" (485) والحاكم (1/ 546) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 242) والبيهقي في "الدعوات" (457) والبغوي في "الشمائل" (1038) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء" (109) وابن خلفون في "المعلم" (ص 412) من طرق عن بشر بن منصور السَّليمي عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يده -أو قال: يديه- قال: "الحمد لله الذي يُطْعِم ولا يُطْعَم، منَّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلَّ بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافىء ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العُرْي، وهدى من الضلالة، وبصَّر من العمى، وفضَّل على كثير من خلقه تفضيلاً، الحمد لله رب العالمين" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال أبو نعيم: غريب من حديث سهيل وزهير، تفرد به بشر بن منصور" قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغير واحد، وسهيل وزهير صدوقان فالإسناد حسن، إلا أنَّ مسلمًا لم يخرج رواية بشر عن زهير. ... ¬

_ (¬1) 11/ 514

كتاب العقيقة

كتاب العقيقة باب تسمية المولود غداة يولد 1058 - (5852) قال الحافظ: وفي الباب عن ابن عباس قال: سبعة من السنة في الصبي يوم السابع: يُسمى ويُختن، ويُماط عنه الأذى، وتُثقب أذنه، ويُعق عنه، ويُحلقُ رأسه، ويُلطخ من عقيقته، ويُتصدق بوزن شعر رأسه ذهبًا أو فضة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" وفي سنده ضعف" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (562) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا أبي وعمي عيسى بن المساور ثنا روَّاد بن الجراح عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال: فذكره. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الملك إلا رواد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 59 وقال الحافظ: وفيه رواد بن الجراح وهو ضعيف" التلخيص 4/ 148 قلت: رواد مختلف فيه، وكان قد اختلط، ولم أر من ذكر القاسم وعيسى ابنا المساور فيمن روى عن رواد قبل اختلاطه. ¬

_ (¬1) 12/ 5

باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة

باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة 1059 - (5853) قال الحافظ: ووقع عند الطبراني في حديث آخر: قيل: ما المكافئتان؟ قال: "المثلان" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف العين فانظر حديث: "عن الغلام شاتان" 1060 - (5854) قال الحافظ: وقع في حديث ابن عباس عند الطبراني: "ويماط عنه الأذى ويحلق رأسه" (¬2) تقدم قبل حديث. 1061 - (5855) قال الحافظ: في بعض طرق حديث عمرو بن شعيب: "ويماط عنه أقذاره" رواه أبو الشيخ" (¬3) 1062 - (5856) قال الحافظ: وورد فيه حديث أخرجه الطبراني من رواية إسماعيل بن مسلم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وإسماعيل ضعيف، وذكر الطبراني أنه تفرد به" (¬4) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4879) و"الصغير" (723) والبيهقي (9/ 303) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن إسماعيل بن مسلم عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعًا: "العقيقة تذبح لسبع أو أربع عشرة أو أحدى وعشرين" قال الطبرانى: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا إسماعيل بن مسلم" وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف لكثرة غلطه ووهمه" المجمع 4/ 59. ... ¬

_ (¬1) 12/ 9 (¬2) 12/ 10 (¬3) 12/ 10 (¬4) 12/ 27

كتاب الذبائح والصيد

كتاب الذبائح والصيد باب من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد أو ماشية 1063 - (5857) قال الحافظ: وكذا وقعت الزيادة في حديث عبد الله بن مغفل عند الترمذي" (¬1) قلت: هو في صحيح مسلم (1/ 235) بلفظ: ورَخَّص في كلب الغنم والصيد والزرع. باب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ} [المائدة: 96] 1064 - (5858) قال الحافظ: ورد ذلك من حديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي، أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم، وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن أبي عاصم وآخر عن عبد الله بن عمرو أخرجه الطبراني في "الأوسط" وزاد: "فإنَّ نقيقها تسبيح" (¬2) روي النهي عن قتل الضّفْدَع من حديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبى هريرة ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث ابن عمر فأما حديث عبد الرحمن بن عثمان فأخرجه الطيالسي (ص 163) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب العدني عن سعيد بن خالد بن قارظ عن سعيد بن المسيب عن ¬

_ (¬1) 12/ 27 (¬2) 12/ 38

عبد الرحمن بن عثمان قال: سأل طبيب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتلها. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4596) والمزي (10/ 406) وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 92) وأحمد (3/ 453 و499) وعبد بن حميد (313) والدارمي (2004) وأبو داود (3871 و5269) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 285) والنسائي (7/ 185) وفي "الكبرى" (4867) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1887) وابن البختري في "أماليه" (771) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 160) والحاكم (4/ 410 - 411) وأبو نعيم في "الصحابة" (4596) والبيهقي (9/ 318) والخطيب في "التاريخ" (5/ 199 و199 - 200) والمزي (10/ 406) من طرق عن ابن أبي ذئب به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات. وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3728) و"الصغير" (521) عن أبي حفيص عمر بن الحسن الحلبي القاضي ثنا المسيب بن واضح ثنا حجاج بن محمد عن شعبة عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن ابن عمرو قال: نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتل الضفدع وقال: "إنَّ نَقِيْقَها تسبيح" وأخرجه ابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (37) من طريق عبد الله بن محمد بن سلم ثنا المسيب بن واضح به. قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن شعبة إلا حجاج (¬1)، تفرد به المسيب بن واضح" قلت: وهو مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. واختلف عنه، فرواه محمد بن تمام البهراني عنه فقال فيه: عن سعيد عن قتادة. أخرجه ابن عدي (6/ 2384) ¬

_ (¬1) ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن شعبة عن زرارة بن أوفى عن أبي الحكم البجلي عن ابن عمرو قال: لا تقتلوا الضفاع، فإنَّ نقيقها الذي تسمعون تسبيح. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 92) وهذا أصح.

باب ذبيحة الأعراب

وقال: وهذا بهذا الإسناد يرويه المسيب ويرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، والحديث موقوف" وقال الذهبي في "الميزان": صوابه موقوف" وهو كما قال، فقد رواه هشام الدَّسْتُوائي عن قتادة عن زرارة عن ابن عمرو قوله. أخرجه البيهقي (9/ 318) وقال: إسناده صحيح" قلت: واختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: سمعت زرارة يحدث عن ابن أبي نُعْم عن ابن عمر قال: لا تقتلوا الضفادع ... أخرجه عبد الرزاق (8418) عن معتمر بن سليمان التيمي عن سعيد به. وإسناده صحيح، وابن أبي نعم اسمه عبد الرحمن البجلي أبو الحكم الكوفي. وأما حديث أبي هريرة وحديث سهل بن سعد فقد تقدم الكلام عليهما في المجموعة الأولى في حرف النون فانظر حديث: نهى عن قتل النملة والنحلة. وأما حديث ابن عمر فأخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (462) عن أبي الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقَرْحِي الصيرفي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن مُتَيَّم ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بُهلول بن حسان ثنا أحمد بن الفرج ثنا العباس بن الوليد ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل الضفادع، وقال: "إنَّ نَقِيْقَها تسبيح" أحمد بن الفرج هو أبو عتبة الحمصي وثقه مسلمة بن القاسم وضعفه محمد بن عوف الحمصي. والعباس بن الوليد ما عرفته، والباقون ثقات. باب ذبيحة الأعراب 1065 - (5859) قال الحافظ: أخرج الطبراني من حديث أبي سعيد نحوه لكن قال: "اجتهدوا أيمانهم أنهم ذبحوها" ورجاله ثقات" (¬1) ¬

_ (¬1) 12/ 55

باب لحم الدجاج

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2367) عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي ثنا يحيى بن عثمان ثنا محمد بن حِمْير ثني سلمة بن العيار عن جرير بن حازم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخُدْري قال: كان أناس من العرب يأتونا باللحم، فكان في أنفسنا منه شيء، فذكرنا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "اجْهَدُوا أيمانهم أنهم ذبحوها، ثم اذكروا اسم الله وكلوا" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سلمة بن العيار إلا محمد بن حمير" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 36 كذا قال، وأبو هارون العبدي واسمه عُمارة بن جُوَين كذبه حماد بن زيد وابن معين والجوزجاني وغيرهم. وإبراهيم بن محمد الحمصي قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد. باب لحم الدجاج 1066 - (5860) قال الحافظ: وأخرج البيهقي بسند فيه نظر عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا أنها لا تؤكل حتى تعلف أربعين يومًا" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف النون فانظر حديث: "نهى عن المجثمة". باب لحوم الخيل 1067 - (5861) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند الدارقطني: "أمر" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف النون فانظر حديث: "نهى عن لحوم الحمر الأهلية وأمر بلحوم الخيل" ¬

_ (¬1) 12/ 69 (¬2) 12/ 70

باب أكل كل ذي ناب من السباع

باب أكل كُلّ ذي ناب من السباع 1068 - (5862) قال الحافظ: وأما الثعلب فورد في تحريمه حديث خزيمة بن جزء عند الترمذي وابن ماجه، ولكن سنده ضعيف" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا أكله ولا أحرمه". باب جلود الميتة 1069 - (5863) قال الحافظ: وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه الدارقطني وقال: حسن" (¬2) له عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه أيوب السَّخْتِيَاني عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "أيما إهاب دُبغ فقد طهر" أخرجه الدارقطني (1/ 48) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا محمد بن عقيل بن خويلد ثنا حفص بن عبد الله ثنا إبراهيم بن طهمان عن أيوب به. وقال: إسناده حسن" وقال الذهبي في "الميزان": محمد بن عقيل بن خويلد معروف لا بأس به إلا أنه تفرد بهذا الحديث" الثاني: يرويه القاسم بن عبد الله بن عمر العدوي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرَّ على شاة فقال: "ما هذه؟ " قالوا: ميتة، قال: "ادبغوا إهابها، فإنَّ دباغه طهوره" أخرجه الدارقطني (1/ 48) ¬

_ (¬1) 12/ 79 (¬2) 12/ 79 - 80

باب الضب

وقال: القاسم ضعيف" قلت: كذبه أحمد، وقال أبو حاتم وغير واحد: متروك الحديث. باب الضب 1070 - (5864) قال الحافظ: وقد قيل في اسمها: هُزيلة، بالتصغير، وهي رواية "الموطأ" من مرسل عطاء بن يسار" (¬1) مرسل أخرجه مالك (2/ 967) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة عن سليمان بن يسار قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيت ميمونة بنت الحارث فإذا ضباب فيها بَيْض، ومعه عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد، فقال: "من أين لكم هذا؟ " فقالت: أهدته لي أختي هُزيلة بنت الحارث، فقال لعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد: "كُلا" فقالا: أوَ لا تأكل أنت يا رسول الله؟ فقال: إني تحضرني من الله حاضرة" قالت ميمونة: أنسقيك يا رسول الله من لبن عندنا؟ فقال: "نعم" فلما شرب قال: "من أين لكم هذا؟ " فقالت: أهدته لي أختي هزيلة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أرأيتِكِ جاريتك التي كنتِ استأمرتيني في عتقها، أَعطيها أختَكِ، وصِلي بها رحمك ترعى عليها، فإنه خير لك" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7871) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 358) من طريق عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي عن مالك به. ورواته ثقات. باب إذا وقعت الفأرة في السَّمْن 1071 - (5865) قال الحافظ: لم يرد في طريق صحيحة تحديد ما يلقى، لكن أخرج ابن أبي شيبة من مرسل عطاء بن يسار أنه يكون قدر الكف، وسنده جيد لولا إرساله" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 12/ 86 (¬2) 12/ 92

أخرجه عبد الرزاق (282) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الفأرة تقع في السَّمْن، قال: "إن كان جامدًا أخذ ما حولها قدر الكف، وأُكل بقيته" وأخرجه (283) أيضًا عن الأسلمي عن أبي جابر البياضي عن ابن المسيب قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الفأرة تقع في السمن، قال: "إن كان جامدًا أخذ ما حولها قدر الكف، وإذا وقعت في الزيت استصبح" والأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن حبان وغيرهم. 1072 - (5866) قال الحافظ: وأما ما أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء مرفوعًا من التقييد في المأخوذ منه ثلاث غرفات بالكفين فسنده ضعيف، ولو ثبت لكان ظاهرًا في المائع" (¬1) ضعيف جدًا أخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" (1/ 287) وفي "مسند الشاميين" (1197) من طريق مسلمة بن علي الخُشَنِي عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن أبي الدرداء أنَّ رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الفأرة تقع في الإدام؟ فقال: "ألقها عنه، ثم اغرت بكفيك ثلاث غرفات، ثم كله" قال الهيثمي: وفيه مسلمة بن علي الخُشَني وهو ضعيف جدًا" ... ¬

_ (¬1) 12/ 92

كتاب الأضاحي

كتاب الأضاحي باب من قال الأضحى يوم النحر 1073 - (5867) قال الحافظ: وأخرج ابن حزم ما رواه ابن أبي شيبة من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن وسلمان بن يسار قالا: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله، قال: وهذا سند صحيح إليهما لكنه مرسل فيلزم من يحتج بالمرسل أن يقول به" (¬1) مرسل أخرجه ابن حزم في "المحلى" (8/ 46 - 47) من طريق يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وسليمان بن يسار قالا: بلغنا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الأضحى إلى هلال المحرم لمن أراد أن يستأنى بذلك" قال ابن حزم: هذا من أحسن المراسيل وأصحها". باب أضحية النبي -صلى الله عليه وسلم- 1074 - (5868) قال الحافظ: وقال ابن العري: حديث أبي سعيد -يعني الذي أخرجه الترمذي- بلفظ: ضحى بكبش فحل" (¬2) أخرجه أبو داود (2796) وابن ماجه (3128) والترمذي (9496) والنسائي (7/ 194) ¬

_ (¬1) 12/ 103 (¬2) 12/ 105

- 195) وفي "الكبرى" (4480) وابن حبان (5902) والطبراني في "الأوسط" (5171) والحاكم (4/ 228) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 205) والبيهقي (9/ 273) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1120) من طرق عن حفص بن غياث الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد قال: ضحَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكبش أقرن فَحِيل، يأكل في سواد، ويمشي في سواد، وينظر في سواد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث حفص بن غياث" وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي سعيد بهذا اللفظ إلا محمد بن علي بن الحسين، تفرد به حفص بن غياث" وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أبيه عن أبي سعيد لم نكتبه إلا من حديث حفص" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات لكن ما أظنُّ محمد بن علي سمع من أبي سعيد، فقد قال الحافظ في "التهذيب": قيل: روايته عن غير ابن عباس وجابر بن عبد الله وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب مرسلة. ولم يخرج البخاري لجعفر بن محمد في الصحيح شيئاً. ***

كتاب الأشربة

كتاب الأشربة 1075 - (5869) قال الحافظ: ومثله الحديث الآخر: "لم يرح رائحة الجنة" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 7/ 79) من حديث ابن عمرو. باب نزل تحريم الخمر وهي من البسر والتمر 1076 - (5870) قال الحافظ: ويؤيده ما أخرجه ابن مردويه من حديث جابر بسند جيد في قصة صب الخمر، قال: فانصبت حتى استنقعت في بطن الوادي" (¬2) ضعيف أخرجه أبو يعلى (1884 و2574) من طريق يعقوب بن عبد الله القُمِّي عن عيسى بن جارية عن جابر قال: كان رجل يحمل الخمر من خيبر إلى المدينة فيبيعُها من المسلمين، فحمل منها بمال فقدم به المدينة، فلقيه رجل من المسلمين فقال: يا فلان إنّ الخمر قد حُرِّمت، فوضعها حيث انتهى على تل وسجّى عليها بالأكسية، ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله بلغني أنَّ الخمر قد حُرِّمت، قال: "أجل" قال: إلى أن أردَّها على من ابتعتها منه، قال: "لا يصلح ردها" قال: إلى أن أَهْدِيَها لمن يكافئني منها، قال: "لا" قال: إنّ فيها مالاً ليتامى في حِجْري، قال: "إذا أتانا مال البحرين فأتنا نعوِّض أيتامك من مالهم" ثم نادى بالمدينة. قال: فقال الرجل: يا رسول الله، الأوعية ننتفع بها؟ قال: "فَحُلُّوا أوْكِيَتَها" فانصبَّت حتى استقرت في بطن الوادي. ¬

_ (¬1) 12/ 129 (¬2) 12/ 136

باب الخمر من العسل

قال ابن كثير: هذا حديث غريب" التفسير 2/ 96 وقال الهيثمي: يعقوب وعيسى فيهما كلام، وقد وثقا" المجمع 4/ 89 وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" الإتحاف 4/ 272 قلت: إسناده ضعيف لضعف عيسى بن جارية: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أيضاً: ليس حديثه بذاك. وقال أيضاً: عنده مناكير. وقال أبو داود والنسائي: منكر الحديث. وقال أبو داود أيضاً: ما أعرفه، روى مناكير. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وذكره الساجي والعقيلي في الضعفاء. باب الخمر من العسل 1077 - (5871) قال الحافظ: وعن أم حبيبة عند أحمد في "كتاب الأشربة"، وعن الضحاك بن النعمان عند ابن أبي عاصم في "الأشربة"، وكذا عنده عن خوات بن جبير" (¬1) حديث أم حبيبة أخرجه ابن وهب في "الموطأ" (33) عن عمرو بن الحارث المصري أنَّ دَرَّاجاً أبا السمح حدثه أنَّ عمر بن الحكم حدثه عن أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ ناساً من أهل اليمن قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعلمهم الصلاة والسنن والفرائض، ثم قالوا: يا رسول الله، إنَّ لنا شراباً نصنعه من القمح والشعير، فقال: "الغبيراء؟ " قالوا: نعم، فقال: "لا تطعموه" ثم لما كان بعد يومين ذكروه له أيضاً، فقال:"الغبيراء؟ " قالوا: نعم، قال: "لا تطعموه" ثم لما أرادوا أن ينطلقوا سألوه عنه، فقال: "الغبيراء؟ " قالوا: نعم، فقال: "لا تطعموه". ¬

_ (¬1) 12/ 143

وأخرجه ابن حبان (5367) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 190) والبيهقي (8/ 292) من طرق عن ابن وهب به. قال ابن حبان: عمر بن الحكم هذا: عمر بن الحكم بن ثوبان حليف الأوس من جِلَّة أهل المدينة، سمَع عبدِالله بن عمر وأبا هريرة وأم حبيبة" قلت: عمر بن الحكم وابن رافع بن سنان الأنصاري قال أبو زرعة: ثقة. وقيل: هما واحد، والله أعلم. ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه عبد الله بن لَهيعة ثنا دراج به. وزاد: قالوا: فإنهم لا يدعونها، قال: "من لم يتركها فاضربوا عنقه" أخرجه أحمد (6/ 427) وفي "الأشربة" (29) وأبو يعلى (7147) والطبراني في "الكبير" (23/ 242 - 243 و246) من طرق عن ابن لهيعة به. وابن لهيعة قال ابن معين: ليس بقوي في الحديث، وقال الفلاس: ضعيف الحديث. ودراج أبو السمح مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وحديث الضحاك بن النعمان أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2708) وابن السكن في "الصحابة" (الإصابة 9/ 182) والطبراني في "الكبير" (20/ 335 - 336) وأبو نعيم في "الصحابة" (3904) من طريق بقية بن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم عن سليمان بن عمرو الأنصاري عن الضحاك بن النعمان بن سعد أنَّ مسروق بن وائل قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العقيق، فأسلم وحسن إسلامه، فقال: إني أحبّ أن تبعث إلى قومي رجالاً يدعونهم إلى الإِسلام، وأن تكتب إلى قومي كتاباً، عسى الله أن يهديهم به، فقال لمعاوية: "اكتب له" فقال: يا رسول الله، كيف أكتب له؟ قال: "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الأَقْيال من حضرموت، بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصدقة على التَّيعَة، ولصاحبها التَّيمَة، وفي السُّيُوب الخُمُس، وفي البَعْل العشر، لا خِلاَط، ولا وِرَاط، ولا شغار، ولا جَلَبَ، ولا جَنَبَ، ولا شَنَاق، والعون لسرايا المسلمين، لكل عشرة ما يحمل القراب، من أَجْبَى فقد أربى، وكل مسكر حرام" فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- زياد بن لبيد.

باب من رأى أن يخلط البسر والتمر

ومن هذا الطريق أخرجه ابن منده في "الصحابة" (الإصابة 9/ 191) ووقع عنده: أنَّ مسعود بن وائل. وإسناده ضعيف، عتبة مختِلف فيه: وثقه أبو زرعة الدمشقي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير رواية بقية بن الوليد عنه. وبقية مدلس وقد عنعن. وسليمان بن عمرو لم أقف له على ترجمة. والضحاك بن النعمان ذكروه في الصحابة لهذا الحديث، وليس فيه ما يدل على صحبته، والله أعلم. وحديث خوات بن جببر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" 1078 - (5872) قال الحافظ: ثبت في أبي داود النهي عن كل مسكر ومفتر" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف النون. باب من رأى أن يخلط البُسْر والتمر 1079 - (5873) قال الحافظ: وساق حديث ابن عمر في النهي عن القران بين التمرتين" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 11/ 503) باب استعذاب الماء 1080 - (5874) قال الحافظ: وفي قصة أبي الهيثم بن التيهان أنّ امرأته قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ¬

_ (¬1) 12/ 143 (¬2) 12/ 168

باب الشرب قائما

لما جاءهم يسأل عن أبي الهيثم: ذهب يستعذب لنا من الماء، وهو عند مسلم (2038) " (¬1) باب الشرب قائماً 1081 - (5875) قال الحافظ: وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص أخرجه الترمذي أيضاً، وعن عبد الله بن أنيس أخرجه الطبراني، وعن أنس أخرجه البزار والأثرم، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أخرجه الترمذي وحسنه، وعن عائشة أخرجه البزار وأبو علي الطوسي في "الأحكام"، وعن أم سليم نحوه أخرجه ابن شاهين، وعن عبد الله بن السائب بن خباب عن أبيه عن جده، أخرجه ابن أبي حاتم" (¬2) حديث سعد أخرجه الترمذي في "الشمائل" (206) والبزار (1205) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 273) والطبراني في "الكبير" (1/ 110) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (718) والمزي (35/ 245) من طرق عن إسحاق بن محمد الفَرْوي حدثتنى عُبيدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد عن أبيها أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يشرب قائماً. وفي لفظ: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب قائماً. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 80 قلت: الفروي ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: ليس بثقة، وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوهاه جداً، وقال الدارقطني: ضعيف، وذكره العقيلي في "الضعفاء". وعبيدة بن نابل ذكرها ابن حبان في "الثقات" وحده. وحدبث عبد الله بن أنيس أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 337) عن الحسن بن عبد الأعلى البُوْسي وإبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني قالا: ثنا عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن عيسى بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى قربة فَخَنَثَها فشرب وهو قائم. ¬

_ (¬1) 12/ 176 (¬2) 12/ 186

ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني كما في "أسد الغابة" (3/ 180) وأخرجه الترمذي (1891) عن يحيى بن موسى البلخي ثنا عبد الرزاق به. وقال: هذا الحديث ليس إسناده صحيح، وعبد الله بن عمر العُمَري يضعف في الحديث، ولا أدري سمع من عيسى أم لا؟ " - ورواه عبيد الله بن عمر العمري عن عيسى بن عبد الله واختلف عنه: • فقال عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي: ثنا عبيد الله بن عمر عن عيسى بن عبد الله رجل (¬1) من الأنصار عن أبيه. أخرجه أبو داود (3721) والهرثمية في "جزئها" (71) وقال أبو داود: هذا لا يعرف عن عبيد الله بن عمر، والصحيح حديث عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر" تحفة الأشراف 4/ 276 - تهذيب الكمال 22/ 623 • ورواه يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر فلم يقل: عن أبيه، أرسله. أخرجه مسدد في "مسنده" (النكت الظراف 4/ 276 - تهذيب التهذيب 8/ 217) عن يحيى به. وعيسى بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه الأوزاعي عن الزهري عن أنس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب قائماً وعلى يمينه أعرابي، وعن شماله أبو بكر، فأعطى الأعرابي وقال: "الأيمن فالأيمن" أخرجه البزار (كشف 2899) وأبو يعلى (3560 و3561) وأبو الشيخ (713 و717) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3052) من طريق مسكين بن بكير الحراني عن الأوزاعي به. ورواه مسكين بن بكير أيضاً عن محمد بن يوسف عن الأوزاعي به. أخرجه البزار (كشف 2899) وقال: لا نعلم أحداً ذكر: وهو قائم، إلا مسكين عن الأوزاعي، ومسكين ثقة" ¬

_ (¬1) ووقع في رواية الهرثمية: وهو ابن أنيس الأنصاري.

قلت: رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن الأوزاعي فلم يقل: قائماً. أخرجه الدارمي (2122) وإسناده صحيح. وهكذا رواه غير واحد عن الزهري فلم يقولوا: قائماً، منهم: 1 - يونس بن يزيد الأَيْلي. أخرجه البخاري (فتح 12/ 177 - 178) 2 - مالك بن أنس. أخرجه البخاري (فتح 12/ 188) 3 - شعيب بن أبي حمزة الحمصي. أخرجه البخاري (فتح 5/ 427 - 428) الثاني: يرويه شريك بن عبد الله النخعي عن حميد عن أنس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب من قربة معلقة وهو قائم. أخرجه الطحاوي (4/ 274) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي ثنا شريك به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5787) من طريق مِنْجاب بن الحارث الكوفي ثنا شريك به بلفظ: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مسجدهم فشرب وهو قائم. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا شريك" قلت: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره. وكان مدلساً ولم يذكر سماعاً من حميد. وكان قد اختلط أيضاً، ولم يُذكر مالك بن إسماعيل ومنجاب بن الحارث فيمن روى عنه قبل الاختلاط. وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أخرجه مسدد في "مسنده" (الإتحاف 4995) وابن سعد (1/ 480) وابن أبي شيبة في "مسنده" (مصباح الزجاجة 1/ 115) وأحمد (6627 و6660 و6679 و6783 و6928 و7021) وأبو داود (653) وابن ماجه (931 و1038) والترمذي (1883) وفي "الشمائل" (198) والطبراني في "الأوسط" (7888) وابن

شاهين في "الناسخ" (570) والبيهقي (2/ 431) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3048) وفي "الشمائل" (1001) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم في السفر ويفطر، ورأيته يشرب قائماً وقاعداً، ورأيته يصلي حافياً ومُنْتَعِلًا، ورأيته ينصرف عن يمينه وعن يساره. وإسناده حسن. وقال الترمذي: حسن صحيح" وحديث عائشة له عنها طرق: الأول: يرويه عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن عائشة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على امرأة من الأنصار وفي البيت قربة معلقة فاختنثها وشرب وهو قائم. أخرجه أحمد (6/ 161) عن الهيثم بن جميل البغدادي ثنا محمد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن القاسم به. وإسناده حسن، محمد بن مسلم الطائفي صدوق، والباقون ثقات. الثاني: يرويه مكحول أنَّ مسروق بن الأجدع حدثه عن عائشة قالت: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب قائماً وقاعداً، ويصلي حافياً ومنتعلاً، وينصرف عن يمينه وعن شماله. أخرجه إسحاق في "مسند عائشة" (1618) عن بقية بن الوليد حدثني الزُّبيدي محمد بن الوليد عن مكحول به. وأخرجه النسائي (3/ 68 - 69) وفي "الكبرى" (1284) عن إسحاق به. ووقع عنده: ثنا الزبيدي أنَّ مكحولًا حدثه. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3599) عن موسى بن هارون الحمَّال وجعفر بن محمد الفِرْيابي قالا: ثنا إسحاق به (¬1). وأخرجه أبو الشيخ (716) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ثنا بقية به. ومن طريقه أخرجه أبو محمد البغوي في "الشمائل" (1002) ¬

_ (¬1) أخرجه في موضع آخر (1885) بهذا الإسناد، ووقع عنده: محمد بن الوليد ثنا سليمان بن موسى أنَّ مكحولاً حدثهم ...

وإسناده صحيح. ولم ينفرد بقية به بل تابعه عبد الله بن سالم الأشعري عن الزبيدي به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1884) ولم ينفرد الزبيدي به بل تابعه من لم يسم عن مكحول به. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (252) من طريق غسان بن الربيع الكوفي ثنا ابن ثوبان عمن سمع مكحولاً به. وقال: هذا الرجل الذي روى عنه ابن ثوبان هذا الحديث هو عندي محمد بن الوليد الزبيدي لأنا لا نعلم أحداً روى هذا الحديث عن مكحول إلا الزبيدي" الثالث: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عطاء عن عائشة قالت: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب قائماً وقاعداً، ويصلي منتعلاً وحافياً، وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1235) عن أحمد بن محمد بن الجهم السِّمَّري ثنا يحيى بن حكيم المُقَوِّم ثنا مخلد بن يزيد الحراني عن يحيى بن سعيد به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 55 قلت: السمري ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، والباقون ثقات. الرابع: يرويه زياد بن خيثمة الكوفي عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن عطاء عن عائشة قالت: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي حافياً ومنتعلاً، ويشرب قائماً وقاعداً، وينصرف عن يمينه وعن شماله، لا يبالي أيّ ذلك كان. أخرجه البيهقي (2/ 431) وفي "الشعب" (5584) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي عن زياد بن خيثمة به. - ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل بن يونس واختلف عنه: • فقال إسحاق في "مسند عائشة" (1617): أنا عبيد الله ثنا إسرائيل عن عبد الله عن عائشة. • وقال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: ثنا عبيد الله أنا إسرائيل عن عبد الله بن عيسى عن محمد بن سعيد عن عبد الله بن عطاء عن عائشة.

أخرجه البيهقي في "الشعب" (5585) وتابعه ابن سعد (1/ 481) ثنا عبيد لله بن موسى به. وهذا أصح. وحديث أم سليم يرويه عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن البراء بن زيد البصري ابن بنت أنس واختلف عن عبد الكريم: - فقال زهير بن معاوية الجُعفي: عن عبد الكريم عن البراء عن أنس قال: حدثتني أمي (¬1) أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها وفي بيتها قربة معلقة، قالت: فشرب من القربة قائماً، قالت: فعمدت إلى فم القربة فقطعتها. أخرجه أحمد (6/ 376) والحارث (542) وأبو يعلى (الإتحاف 5005) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2779) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 274) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3043) من طرق عن زهير به. وتابعه عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم به. أخرجه أبو يعلى (الإتحاف 5006) - ورواه سفيان الثوري عن عبد الكريم فجعله من مسند أنس. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 4998) وأحمد (3/ 119) وأبو يعلى (الإتحاف 4999) - ورواه شريك بن عبد الله النخعي عن عبد الكريم واختلف عنه: • فرواه منصور بن سلمة الخزاعي عن شريك كرواية زهير بن معاوية. أخرجه الدارمي (2130) • ورواه علي بن الجَعْد الجوهري عن شريك كرواية الثوري. أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2346) - ورواه ابن جريج عن عبد الكريم واختلف عنه: ¬

_ (¬1) وهي أم سليم.

• فرواه حجاج بن محمد المِصِّيصي عن ابن جريج كرواية زهير بن معاوية. أخرجه أحمد (6/ 431) • ورواه رَوح بن عبادة البصري عن ابن جريج واختلف عنه: فرواه أحمد بن حنبل (6/ 431) وأحمد بن منيع (الإتحاف 5000) عن روح فجعلاه عن أم سليم. ورواه الحارث (543) عن روح فجعله عن أنس. • ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني عن ابن جريج واختلف عنه: فرواه غير واحد عن أبي عاصم فجعلوه عن أم سليم، منهم: 1 - محمد بن يحيى النيسابوري. أخرجه ابن الجارود (868) 2 - عمرو بن أبي عاصم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 126 - 127) 3 - أبو داود سليمان بن معبد المروزي. أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (571) ورواه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن أبي عاصم فجعله عن أنس. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (205) ورواه إبراهيم بن مرزوق الأموي عن أبي عاصم فلم يذكر أنساً. أخرجه الطحاوي (4/ 274) والبراء بن زيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى عبد الكريم الجزري. فهو مجهول كما قال ابن حزم. وحديث خباب لم أقف عليه.

باب الشرب من فم السقاء

باب الشرب من فم السقاء 1082 - (5876) قال الحافظ: وفي الباب عن عبد الله بن أنيس عند أبي داود والترمذي، وعن أم سلمة (¬1) في "الشمائل" وفي مسند أحمد والطبراني و"المعاني" للطحاوي" (¬2) انظر الحديث السابق. باب الشرب بنفسين أو ثلاثة 1083 - (5877) قال الحافظ: وقد ورد الأمر بالشرب بنفس واحد من حديث أبي قتادة مرفوعاً، أخرجه الحاكم" (¬3) ضعيف بهذا اللفظ أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (575) عن محمد بن علي بن حمزة الأنطاكي ثنا أبو أمية الطَّرَسوسي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعاً: "إذا شرب أحدكم فليشرب بنفس واحد" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1113) وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يحيى بن سعيد لا يروي عن أبان بن يزيد، وأخاف أن يكون اللفظ انقلب فيكون: ولا يشرب، فرووه: فليشرب. وفي الصحيحين أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتنفس في الإناء ثلاثاً" ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم كما في "تلخيص المستدرك" (4/ 139) و"إتحاف المهرة" (4/ 124 - 125) وقال: صحيح على شرط الشيخين" ¬

_ (¬1) هكذا في المطبوع، والصواب: أم سليم. (¬2) 12/ 194 (¬3) 12/ 195 - 196

قلت: هكذا رواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن أبان بلفظ: "فليشرب بنفس واحد" (¬1) وخالفه مسلم بن إبراهيم الأزدي وموسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكي فروياه عن أبان فلم يذكرا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وساقاه بلفظ: "إذا بال أحدكم فلا يمسَّ ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلاء فلا يتمسَّح بيمينه، وإذا شرب فلا يثمرب نفساً واحداً" أخرجه أبو داود (31) وهذا أصح. وقد رواه غير واحد عن يحيى بلفظ: "فلا يتنفس في الإناء" منهم: 1 - الأوزاعي. أخرجه البخاري (فتح 1/ 265) وأحمد (5/ 300) والدارمي (2128) وابن خزيمة (79) وابن المنذر في "الأوسط" (289) وأبو عوانة (1/ 220 و5/ 344 - 345) والبيهقي (1/ 112 و7/ 283 - 284) 2 - شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي. أخرجه البخاري (فتح 12/ 195) وأحمد (5/ 310) 3 - همام بن يحيى العَوْذي. أخرجه مسلم (267) 4 - أيوب السَّخْتِيَاني. أخرجه مسلم (1/ 225 و3/ 1602) وأحمد (22522) والنسائي (1/ 40) وأبو عوانة (1/ 225 و5/ 345) 5 - هشام الدَّسْتُوائي. أخرجه أحمد (5/ 296 و310) والبخاري (فتح 1/ 264) والترمذي (1889) والنسائي (1/ 39) وفي "الكبرى" (41) وابن خزيمة (78) وأبو عوانة (1/ 220 و5/ 345) وابن الأعرابي (12) وابن حبان (5328) ¬

_ (¬1) ورواه يوسف بن موسى القطان عن عبيد الله بلفظ: "وإذا شرب أحدكم فلا يشرب بنفس واحد" أخرجه المحاملي (341).

باب الشرب من قدح النبي -صلى الله عليه وسلم-

6 - حرب بن شداد البصري. أخرجه أحمد (5/ 309) 7 - الحجاج بن أبي عثمان الصَّوَّاف. أخرجه أحمد (4/ 383 و5/ 311) 8 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (19584) وأبو عوانة (1/ 221) باب الشرب من قدح النبي -صلى الله عليه وسلم- 1084 - (5878) قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه الدارقطني والحاكم والبيهقي من طريق زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن ابن عمر بنحو حديث أم سلمة، وزاد فيه: "أو في إناء فيه شطء من ذلك" فإنه معلول بجهالة حال إبراهيم بن عبد الله بن مطيع وولده، قال البيهقي: الصواب ما رواه عبيد الله العمري عن نافع عن ابن عمر موقوفاً أنه كان لا يشرب في قدح فيه ضبة فضة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من شرب في آنية الذهب والفضة ... " ... ¬

_ (¬1) 12/ 204

كتاب المرضى

كتاب المرضى باب ما جاء في كفارة المرض 1085 - (5879) قال الحافظ: ولأحمد من حديث جابر مثله" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "مثل المؤمن مثل السنبلة ... ". باب فضل من ذهب بصره 1086 - (5880) قال الحافظ: وكذا لابن حبان والترمذي من حديث أبي هريرة، ولابن حبان من حديث ابن عباس أيضاً" (¬2) صحيح وحديث أبي هريرة له عنه طريقان: الأول: يرويه الأعمش عن ذكران أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: "يقول الله عز وجل: من أذهبتُ حَبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة" أخرجه أحمد (2/ 265) والدارمي (2798) والترمذي (2401) وابن حبان (2932) والطبراني في "الأوسط" (179) وأبو الشيخ في "الثواب" (الأجوبة المرضية 2/ 654) وتمام (239) من طرق عن الأعمش به. ¬

_ (¬1) 12/ 210 (¬2) 12/ 220

وقال الترمذي: حسن صحيح" وهو كما قال. الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً: "يقول الله عز وجل: إذا أخذتُ كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم يكن جزاؤه إلا الجنة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8126) عن موسى بن هارون الحمَّال ثنا سهل بن عثمان ثنا علي بن مُسهِر عن محمد بن عمرو به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا علي بن مسهر، تفرد به سهل بن عثمان" قلت: وإسناده حسن، سهل ومحمد صدوقان، والباقون ثقات. وحديث ابن عباس أخرجه أبو يعلى (2365) عن يعقوب بن ماهان البَنّاء ثنا هُشيم ثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: "يقول الله: إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة" وأخرجه ابن حبان (2930) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12452) عن علي بن سعيد الكندي ثنا يعقوب بن ماهان به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 275) من طريق عبد الله بن إسحاق بن حماد المدائني ثنا يعقوب بن ماهان به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 308 قلت: يعقوب بن ماهان صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن، وأبو بشر اسمه جعفر بن أبي وحشية. 1087 - (5881) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي أمامة فيه قيد آخر أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بلفظ: " إذا أخذت كريمتيك فصبرت عند الصدمة واحتسبت" (¬1) حسن يرويه إسماعيل بن عياش ثني ثابت بن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً: ¬

_ (¬1) 12/ 220

"يقول الله: يا ابن آدم! إذا أخذت كريمتيك فصبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك بثواب دون الجنة" أخرجه أحمد (5/ 258 - 259) والبخاري في "الأدب المفرد" (535) وابن ماجه (1597) والطبراني في "الكبير" (7788) من طرق عن إسماعيل به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 49 قلت: ثابت بن عجلان والقاسم بن عبد الرحمن الشامي صدوقان، وإسماعيل ثقة، فالإسناد حسن. ولم ينفرد إسماعيل به بل تابعه سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن ثابت به. أخرجه الطبراني (7789) وسويد قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. 1088 - (5882) قال الحافظ: وقد وقع في حديث العِرْباض فيما صححه ابن حبان فيه بشرط آخر ولفظه: "إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثواباً دون الجنة إذا هو حمدني عليهما" ولم أر هذه الزيادة في غير هذه الطريق" (¬1) حسن وله عن العرباض بن سارية طريقان: الأول: يرويه لقمان بن عامر عن سويد بن جَبَلَة عن العرباض مرفوعاً: "إنَّ ربكم عز وجل قال: إذا أخذت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له بهما ثواباً دون الجنة، إذا حمدني عليهما" أخرجه أبو يعلى (الإتحاف 5205) عن أبي الربيع سليمان بن داود الخُتَّلي البغدادي عن محمد بن حرب ثنا محمد بن الوليد الزُّبيدي عن لقمان به. وإسناده حسن، لقمان بن عامر هو الوَصَّابي قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق، والباقون ثقات، ومحمد بن حرب هو الخَولاني الأبرش، وسويد بن جبلة هو الفزاري السلمي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر البخاري في "الكبير" أنه من شيوخ حَرِيز بن عثمان، وشيوخ حريز قال أبو داود: كلهم ثقات. ¬

_ (¬1) 12/ 220

باب تمني المريض الموت

• ولم ينفرد محمد بن حرب به بل تابعه عبد الله بن سالم الأشعري الحمصي عن الزبيدي به. أخرجه ابن حبان (2931) والطبراني في "الكبير" (18/ 254) وفي "مسند الشاميين" (1848) • ولم ينفرد الزبيدي به بل تابعه يونس بن عثمان الحمصي عن لقمان بن عامر به. أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 2 / 412 - 413) والطبراني في "الكبير" (18/ 254) وفي "مسند الشاميين" (1593) الثاني: يرويه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن العرباض مرفوعاً: "يقول الله عز وجل: إذا أخذت كريمتي عبدي وهو بهما ضنين لم أرض له ثواباً دون الجنة، إذا حمدني عليها" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 348) والبزار (كشف 771) والدينوري في "المجالسة" (1780) والطبراني في "الكبير" (18/ 257) وفي "مسند الشاميين" (1467) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 103) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم به. قال البزار: لا نعلمه عن العرباض بأحسن من هذا الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف" المجمع 2/ 309 باب تمني المريض الموت 1089 - (5883) قال الحافظ: وأصرح منه في ذلك حديث معاذ الذي أخرجه أبو داود وصححه الحاكم في القول في دبر كل صلاة، وفيه: "وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون" (¬1) روي من حديث معاذ بن جبل ومن حديث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي ومن حديث ابن عباس ومن حديث ثوبان ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي أمامة ومن حديث طارق بن شهاب فأما حديث معاذ فله عنه طريقان: ¬

_ (¬1) 12/ 232

الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ قال: أبطأ عنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر حتى كادت الشمس أن تطلع، ثم خرج وأقيمت الصلاة، فصلى بنا صلاة تجوَّز فيها، فلما سلم قال: "على مصافكم" فثبت القوم على مصافهم، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: "أنبئكلم بالذي بطأني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت، ثم صليت ما قضى الله تبارك وتعالى لي، وإني رأيت ربي عز وجل في منامي، فرأيته في أحسن صورة، نقال لي: يا محمد! قلت: لبيك ربي. قال: فيم يختصم فيه الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري ربي. ثم قال لي: يا محمد! قلت: لبيك ربي. قال: فيم يختصم فيه الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري ربي، فوضع كفه بين كتفي، فوجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء نعرفته، ثم قال لي: يا محمد! قلت: لبيك ربي. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات والدرجات. فقال لي: يا محمد! وما هنّ؟ قلت: إسباغ الوضوء في السَّبَرات، ومشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد، وانتظار الصلوات بعد الصلوات، قال لي: سل يا محمد، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون، وأسألك اللهم أن تغفر لي وترحمني وتتوب عليَّ، وأسألك اللهم حبك وحُبَّ من يحبك، وحُبَّ عمل يقربني إلى حبك" أخرجه الدارقطني في "الرؤية" (227) من طريق الحسن بن عرفة العبدي ثنا محمد بن صالح الواسطي عن الحجاج بن دينار عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى به. ورواته ثقات غير محمد بن صالح الواسطي البِطَّيخي، ترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". ولم ينفرد الحكم بن عتيبة به بل تابعه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ به. أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 545) عن محمد بن سعيد بن سويد القرشي ثني أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق به (¬1). وأخرجه أبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (75) والطبراني في "الكبير" (20/ 141 - 142) وفي "الدعاء" (1415) عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا محمد بن سعيد بن سويد القرشي به. ¬

_ (¬1) رواه البزار (2668) عن عبد الله بن سويد الكوفي أخبرنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق به.

وأخرجه الدارقطني (228) عن أبي بكر النجاد وجعفر بن محمد بن نُصير الخُلْدِي عن الحضرمي به. واختلف فيه على محمد بن سعيد بن سويد، فرواه صالح بن محمد بن حبيب الحافظ عنه عن أبيه ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن معاذ. أخرجه الحاكم (1/ 521) وإسناده ضعيف، وفيه ثلاث علل: قال ابن خزيمة: وهذا الشيخ سعيد بن سويد لست أعرفه بعدالة ولا جرح، وعبد الرحمن بن إسحاق هذا هو أبو شيبة الكوفي، ضعيف الحديث، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، فليس يثبت هذا الخبر" الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور أبي سلام، واختلف عن يحيى في شيخ أبي سلام: - فقال جهضم بن عبد الله القيسي السمامي ثنا يحيى ثنا (¬1) زيد عن أبي سلام أنه حدثه عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي أنه حدثه عن مالك بن يَخَامِر السكسكي أنه حدثه أنَّ معاذ بن جبل حدثه قال: فذكر الحديث بطوله، وزاد: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنها حق فادرسوها ثم تعلموها" أخرجه أحمد (5/ 243) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ترجمة عبد الرحمن بن عائش الحضرمي ص 427) وابن الجوزي في "العلل" (13) والمزي في "التهذيب" (17/ 203 - 205) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم والترمذي (3235) وفي "العلل" (2/ 895 - 896) والدارقطني (229 و231) وابن عساكر (ص 42 - 426 و426 - 427) والمزي (17/ 205) عن أبي هانىء معاذ بن هانىء اليشكري (¬2) ¬

_ (¬1) هكذا قال أبو سعيد مولى بني هاشم في روايته، وقال معاذ بن هانىء ومحمد بن سنان: عن. (¬2) رواه محمد بن بشار بُندار وعمرو بن علي الفلاس وعباد بن للوليد الغُبَرى عن معاذ بن هانىء هكذا. ورواه أبو موسى محمد بن المثنى البصري عن معاذ بن هانىء فلم يذكر أبا سلام. أخرجه ابن خزيمة (1/ 540 - 542) والأول أصح.

والطبراني في "الكبير" (20/ 109 - 110) والدارقطني (230) عن محمد بن سنان العَوَقي قالوا: ثنا جهضم بن عبد الله به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح" وقال ابن خزيمة: ليس يثبت هذا الخبر، ولعل بعض من لم يتبحر العلم يحسب أنّ خبر يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام ثابت، لأنه قيل في الخبر: عن زيد أنه حدثه عبد الرحمن الحضرمي، يحيى بن أبي كثير أحد المدلسين، لم يخبر أنه سمع هذا من زيد بن سلام" قلت: بل أخبر بذلك كما في رواية أبي سجد مولى بني هاشم، وقد احتج مسلم برواية يحيى عن زيد. واختلف في سماعه منه، فقال أبو حاتم: سمع منه، وقال أحمد: ما أشبهه. وقال ابن معين: لم يسمع منه. والصحيح أنه سمع منه، قال مسلم في "صحيحه" في كتاب الطهارة - حديث رقم (223): ثنا إسحاق بن منصور ثنا حَبَّان بن هلال ثنا أبان ثنا يحيى أنَّ زيداً حدثه أنَّ أبا سلام حدثه عن أبي مالك الأشعري رفعه: "الطهور شطر الإيمان ... " وعبد الرحمن بن عائش مختلف في صحبته كما سيأتي، والباقون ثقات. واختلف في هذا الحديث على عبد الرحمن بن عائش وعلى أبي سلام أيضاً كما سيأتي. - وقال موسى بن خلف العَمِّي: ثنا يحيى عن زيد عن جده ممطور عن أبي عبد الرحمن السكسكي عن مالك بن يخامر عن معاذ. أخرجه الهيثم بن كليب (1344) وأبو بكر النجاد (74) والطبراني في "الكبير" (20/ 109 - 110) وفي "الدعاء" (1414) وابن عدي (6/ 2344) والدارقطني في "الرؤية" (232) وابن عساكر (ص 428 و428 - 429) والمزي (17/ 205 - 206) من طرق عن محمد بن عبد الله الخزاعي ثنا موسى بن خلف به. قال ابن عدي: وهذا له طرق قوله: "رأيت ربي في أحسن صورة" واختلفوا في

أسانيدها، فرأيت أحمد بن حنبل صحح هذه الرواية التي رواها موسى بن خلف عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل، قال: هذا أصحها" وقال الدارقطني: هكذا رواه موسى بن خلف فقال: عن أبي عبد الرحمن السكسكي. وإنما أراد: عن عبد الرحمن وهو ابن عائش" العلل 6/ 57 قلت: حديث جهضم بن عبد الله أصح، وموسى بن خلف مختلف فيه، وتكلم ابن حبان في روايته عن يحيى بن أبي كثير فقال: يروي عن يحيى ما لا يشبه حديثه، فلم كثر ضرب هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات وأما حديث عبد الرحمن بن عائش فله عنه طريقان: الأول: يرويه خالد بن اللَّجْلاج العامري واختلف عنه: - فقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي: مرَّ بنا خالد بن اللجلاج فدعاه مكحول فقال: يا أبا إبراهيم حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: سمعت (¬1) النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "رأيت ربي في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملا الأعلى يا محمد؟ وذكر الحديث بطوله. قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: فلما ولَّى خالد بن اللجلاج قال مكحول: ما رأيت أحداً أعلم (¬2) بهذا الحديث من هذا الرجل. أخرجه الدارمي (2155) والترمذي في "العلل" (2/ 894) وابن أبي عاصم في "السنة" (476) وفي "الآحاد" (2585) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 42 - 43) وابن خزيمة (1/ 533) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1926) والنجاد (81) وابن السكن (الإصابة 6/ 292) والطبراني في "االدعاء" (1418) وفي "مسند الشاميين" (597) والدارقطني (236) وأبو نعيم في "الصحابة" (4687) واللالكائي (901) وابن عساكر (ص 419 و419 - 420 و402) وابن الجوزي (11) ¬

_ (¬1) هكذا قال الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور وعمارة بن بشر وحماد بن مالك: سمعت. وكذا قال صدقة بن خالد في رواية هشام بن عمار عنه عند الدارقطني، والأوزاعي في رواية عيسى بن يونس عنه عند الآجري وابن السكن. وقال الوليد بن مزيد في روايته عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي، والمعافى بن عمران في روايته عن الأوزاعي عند الطبراني: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (¬2) وفي لفظ: أحفظ. وهذه العبارة ذكرها عمارة بن بشر وحماد بن مالك في حديثهما.

عن الوليد بن مسلم الدمشقي والطبري في "التفسير" (7/ 247) وفي "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" (ص 584) وابن منده في "الرد على الجهمية" (75) والبيهقي في "الأسماء" (ص 378 - 379) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 301 - 302) وابن عساكر (ص 416 - 417) عن الوليد بن مزيد البيروتي وابن أبي عاصم في "السنة" (397 و476) وفي "الآحاد" (2585) والنجاد (77) والطبراني في "مسند الشاميين" (597) والدارقطني (238 و239) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (924) وفي "التفسير" (6/ 64 - 65) وابن عساكر (ص 420) عن صدقة بن خالد الدمشقي والحاكم (1/ 520 - 521) عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 246) والدارقطني (233) وابن عساكر (ص 423) عن عُمارة بن بشر الدمشقي والدولابى في "الكنى" (1/ 95) والهيثم بن كليب (الإصابة 6/ 293) والدارقطني (237) وابن عساكر (ص 421 و421 - 422) عن بشر بن بكر التِّنِّيسي وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1924) والدارقطني (240) وابن عساكر (ص 422 - 423) عن حماد بن مالك بن بسطام الأشجعي الحرستاني كلهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. • ورواه الأوزاعي واختلف عنه: فرواه عيسى بن يونس الكوفي عيت الأوزاعي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش. أخرجه ابن السكن (الإصابة 6/ 292) والآجري في "الشريعة" (1041) والدارقطني (234) واللالكائي (902) وابن عساكر (ص 417 - 418) من طريق سليمان بن عمر بن خالد الأقطع الرقي ثنا عيسى بن يونس به.

وتابعه المعافى بن عمران المَوْصلي (الزهد 115) ثنا الأوزاعي به. وأخرجه النجاد (80) وابن قانع (2/ 175 - 176) والطراني في "الدعاء" (1419) وفي "مسند الشاميين" (598) والدارقطني (235) وابن عساكر (ص 418 - 419) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 465) من طريقين عن المعافى به. ورواه الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي فلم يذكر عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. أخرجه الطيري (7/ 247) وفي "المنتخب" (ص 584) وابن منده في "الرد على الجهمية" (75) والبيهقي في "الأسماء" (ص 378 - 379) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 301 - 302) وابن عساكر (ص 416 - 417) وقال الخطيب: كذا قال الوليد بن مزيد في إسناده، وإنما رواه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج. اتفق على ذلك: عيسى بن يونس والمعافى بن عمران وغيرهم" قلت: الأول هو الصواب. ولما أخرجه الحاكم من الطريق الأول قال: صحيح الإسناد" وقال أبو محمد البغوي: حديث حسن" وضعفه غير واحد: قال ابن نصر: ليس يثبت إسناده عند أهل المعرفة بالحديث" قيام الليل ص43 وقال الخطيب: لا يثبت" تلخيص المتشابه 1/ 302 وضعفه الدارقطني في "العلل" (6/ 57) والبيهقي في "الأسماء" (ص 380) وأعلَّه ابن خزيمة بعدم صحة سماع عبد الرحمن بن عائش من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنَّ قوله: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم. قال ابن خزيمة: قوله في هذا الخبر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم؛ لأنَّ عبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه القصة، وإنما رواه عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا أحسبه أيضاً سمعه من الصحابي، لأنَّ يحيى بن أبي كثير رواه عن زيد بن سلام عن عبد الرحمن الحضرمي عن مالك بن يخامر عن معاذ، وقال يزيد بن جابر: عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال: هذا الخبر لا يثبت"

وسبق البخاريُ ابنَ خزيمة في ذكر هذه العلة، إلا أنه صحح رواية يحيى بن أبي كثير كما تقدم. قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: عبد الرحمن بن عائش لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحديث الوليد بن مسلم غير صحيح، والحديث الصحيح ما رواه جهضم بن عبد الله عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل المتقدم. وقال البخاري أيضاً: حديث جهضم بن عبد الله أصح من حديث الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: ثنا خالد بن اللجلاج ثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهذا غير محفوظ. هكذا ذكر الوليد في حديثه عن عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬1). وروى بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن عائش عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا أصح، وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم-" العلل 2/ 896 - السنن 5/ 369 هكذا ذكر البخاري عن الوليد بن مسلم أنه ذكر سماع عبد الرحمن بن عائش هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكأنه يشير بذلك إلى أنَّ الوليد بن مسلم انفرد بذلك (¬2)، وليس كذلك كما تقدم. وإسناده إلى عبد الرحمن بن عائش صحيح، إلا أنه اختلف فيه على خالد بن اللجلاج: - فقال يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي: عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عليهم ذات غداة وهو طيب النفس ... أخرجه أحمد (4/ 66) وفي "السنة" (1121) وابن خزيمة (1/ 537 - 538) وابن منده (74) وابن عساكر (ص 424 و424 - 425) وابن الجوزي (12) ¬

_ (¬1) أو قال أبو أحمد العسكري: رواية الوليد بن مسلم خطأ" تصحيفات المحدثين (2/ 869). (¬2) وصرح بذلك ابن عبد البر في "الاستيعاب" (6/ 56).

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي البصري وابن عساكر (ص 425) عن سعيد بن عامر الضُّبَعِي البصري قالا: ثنا زهير بن محمد عن يزيد بن يزيد به. ورواته ثقات، وزهير إنما تُكلم في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فهي مستقيمة، ذكر ذلك البخاري وغير واحد، وهذا الحديث من رواية أهل العراق عنه. وقول البخاري فيما سبق: عبد الرحمن بن عائش لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. يعني أنه لا صحبة له. وكذلك قال غير واحد: إنه لا صحبة له، منهم: أبو حاتم (الجرح والتعديل 5/ 262) وأبو أحمد العسكري (التصحيفات 2/ 868) والخطيب (تلخيص المتشابه 1/ 301) وابن عبد البر (الاستيعاب 6/ 55) وأبو القاسم الحنائي (الفوائد ق 111) وقال غير واحد: له صحبة، منهم: أبو زرعة الدمشقي (تاريخ دمشق ص 435) وابن حبان (الثقات 3/ 355) وابن سعد (الطبقات 7/ 384 و438) وأبو الحسن بن سميع (تاريخ دمشق ص 434) وأبو بكر بن البرقي (تاريخ دمشق ص 434) وابن عساكر (ص 416) وذكر الحافظ في "الإصابة" (6/ 294 - 295) حديثاً يدل على صحبته، لكن اختلف في الصحابي، فقيل: ابن عائش، وقيل: أبو عياش (¬1). الثاني: يرويه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا أبي عن مكحول وابن أبي زكريا عن ابن عائش الحضرمي قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً على أصحابه مشرق الوجه مستبشره، فقالوا له: نراك مشرق الوجه مستبشراً، فقال: "أتاني ربي الليلة في أحسن صورة ... " الحديث. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2586) وفي "السنة" (477) عن أبي سليمان يحيى بن عثمان بن كثير الحمصي ثنا زيد بن يحيى ثنا ابن ثوبان به. ¬

_ (¬1) انظر "مكارم الأخلاق" (2/ 833 - 834) للخرائطي، و"الدعاء" (2/ 947 - 948) للطبراني، و"نتانج الأفكار" (2/ 365 - 367) وله حديث آخر أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (4688) لكنه لم يذكر أنه سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن قال راويه عنه وهو أبو صالح السمان بعد أن ساق الحديث: فلقيت عبد الرحمن بن عائش في المنام فقلت له: حدثك النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث؟ قال: نعم. وذكره الحافظ أيضاً في "الإصابة".

وابن ثوبان مختلف فيه، والباقون ثقات، وزيد بن يحيى هو ابن عبيد الدمشقي، وابن أبي زكريا اسمه عبد الله. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو قِلَابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه: - فرواه أيوب السَّخْتِياني عن أبي قلابة واختلف عن أيوب: • فقال مَعْمر بن راشد: عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس مرفوعاً: "أتاني ربي الليلة ني أحسن صورة" -أحسبه يعني في النوم-: "فقال: يا محمد! هل تدري فيم بختصم الملأ الأعلى؟ " فذكر الحديث وقال فيه: "فعلمت ما في السموات وما في الأرض" وقال أيضاً: "فقال: يا محمد! إذا صليت فقل: اللهم إلي أسألك الخيرات وترك المنكرات ... " أخرجه أحمد (1/ 368) وعبد بن حميد (682) والترمذي (3233) والدارقطني (245) وابن الجوزي (14) وابن عساكر (ص 431 - 432) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 300) عن عبد الرزاق الصنعاني وابن خزيمة (1/ 540) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني والدارقطني (244) وابن عساكر (ص 432) عن أبي سفيان محمد بن حميد المَعْمَري ثلاثتهم عن معمر به. قال ابن خزيمة: رواية يزيد وعبد الرحمن ابني يزيد بن جابر أشبه بالصواب، حيث قالا: عن عبد الرحمن بن عائش، من رواية من قال: عن عبد الله بن عباس، فإنه قد روي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أنه حدثه عبد الرحمن الحضرمي -وهو ابن عائش إن شاء الله- ثنا مالك بن يخامر أنّ معاذ بن جبل قال: فذكر الحديث" وقال ابن الجوزي: إسناده حسن"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجال سنده من رواة الصحيحين، لكنه معلول. فذكر رواية قتادة عن أبي قلابة الآتية، ثم قال: وقيل: إنَّ قول من قال: ابن عباس، تحريف، وإنما هو: ابن عائش (¬1)، واسمه عبد الرحمن، والحديث مشهور به ... ولم أر في شيء من طرقه تقييد الدعاء المذكور في الصلاة إلا في رواية أيوب" قلت: رواته ثقات إلا أنه منقطع. قال الطحاوي: أبو قلابة لا سماع له من ابن عباس" المشكل 3/ 225 • وقال أنيس بن سوار الجَرْمي: عن أيوب عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن عبد الله بن عباس أنه حدثه ... أخرجه أبو الشيخ في"الطبقات" (622 و623) مين طريق معاوية بن عمران بن واهب بن سوار الجرمي ثنا أنيس بن سوار به (¬2). وتابعه عباد بن منصور البصري عن أيوب به. أخرجه الآجري (1040) من طريق ريحان بن سعيد البصري ثنا عباد به. • وقال عدي بن الفضل البصري: عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 56) وعدي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. - ورواه قتادة واختلف عنه: • فقال معاذ بن هشام الدَّسْتُوَائي: ثنا أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس. أخرجه الترمذي (3234) وابن أبي عاصم في "السنة" (478) وأبو يعلى (2608) وابن خزيمة (1/ 538) والنجاد (76) والطبراني في "الدعاء" (1420) والآجري (1039) والدارقطني (241 و242 و243) وابن عساكر (ص 429 و429 - 430 و430) من طرق عن معاذ بن هشام به. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق ذكره الدارقطني في "العلل" (6/ 56) ووقع عنده: عن عبد الله بن عائش. (¬2) ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 102) إلا أنه وقع عنده: عن عبد الله بن عائش.

قال أحمد: حديث قتادة ليس بشيء، والقول ما قال ابن جاير" تاريخ دمشق ص 433 - تهذيب الكمال 17/ 203 وقال أبو حاتم: حديث ابن جابر أشبه، وقتادة يقال: لم يسمع من أبي قلابة إلا أحرفاً، فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة، فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عائش وبين ابن عباس" العلل 1/ 20 وقال الدارقطني: وهو غلط، والمحفوظ أنَّ خالد بن اللجلاج رواه عن عبد الرحمن بن عائش، وعبد الرحمن لم يسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ" العلل المتناهية 1/ 20 • وقال سعيد بن بشير الشامي: عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان. أخرجه ابن عساكر (ص 430 - 431) وسعيد ضعفه ابن معين وغير واحد. • وقال يوسف بن عطية الصفار: عن قتادة عن أنس. أخرجه النجاد (79) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 135) والدارقطني (247) وابن عساكر (ص 431) وقال الدارقطني في "العلل" (6/ 55): وهم فيه يوسف) قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. - ورواه بكر بن عبد الله المزني عن أبي قلابة مرسلاً. أخرجه الدارقطني (246) وابن عساكر (ص 432) الثاني: يرويه سعيد بن زَرْبي الخزاعي عن عمرو بن سليمان عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً: "رأيت ربي في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فذكر الحديث وقال فيه: فقلت: يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت موسى تكليماً، ونعلت فعلت، فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك زرك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أفعل؟ قال: فأفضى إليَّ بأشياء لم يؤذن بي أن أحدثكموها، قال: فذلك قوله في كتابه بحدثكموه: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النجم: 8 - 11] فجعل نور بصري في فؤادي، فنظرت إليه بفؤادي"

أخرجه الطبري (27/ 48) وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن زربي. وأما حديث ثوبان فأخرجه ابن خزيمة (1/ 543 - 544) والدارقطني (253 و256) عن عبد الله بن وهب والنجاد (83) والدارقطني (255) عن سعيد بن أبي مريم الجُمَحي وابن أبي عاصم في "السنة" (479) والروياني (656) والطبراني في "الدعاء" (1417) وابن منده في "الرد على الجهمية" (73) والدارقطني (254) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (925) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري وأحمد بن منيع (الإتحاف 1434) عن الليث بن سعد (¬1) كلهم عن معاوية بن صالح الحمصي عن أبي يحيى عن أبي يزيد عن أبي سلَّام الحبشي أنه سمع ثوبان يقول: إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخَّر صلاة الصبح حتى أسفر، قال: "إنما تأخرت عنكم أن ربي عز وجل قال لي: يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ " ووقع في حديث عبد الله بن صالح عند ابن منده: عن أبي يحيى، وهو سليم. ووقع عند الطبراني: عن أبي يحيى سليم، يعني ابن عامر. وقال أبو محمد البغوي: أبو يحيى هو سليم بن عامر الخَبَائري، وأبو يزيد شامي لا يعرف اسمه" وقال ابن خزيمة: لست أعرف أبا يزيد هذا بعدالة ولا جرح" ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن منيع عن الحسن بن سوار الخراساني عن الليث بن سعد بهذا الإسناد. ورواه إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن منع البغوي عن الحسن بن سوار فقال فيه: عن أبي يحيى عن أبي أسماء عن ثوبان. أخرجه البزار (كشف 2128) والأول أصح.

قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. ويحتمل أنه غيلان بن أنس الكلبي، والله أعلم. وأما حديث عمران بن حُصين فيرويه عبيد الله بن أبي حميد الهُذَلي عن أبي المليح الهذلي واختلف عنه: - فقال عقبة بن خالد: عن عبيد الله عن أبي المليح عن عمران بن حصين. أخرجه الدارقطني (251) - وقال وكيع: عن عبيد الله عن أبي المليح عن أبي هريرة. أخرجه النجاد (82) والدارقطني (257) وتابعه مؤمل بن إسماعيل البصري عن عبيد الله به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1421) والدارقطني (257) واللالكائي (919) وأبو القاسم الحنائي في "الفوائد" (ق 111) وإسناده واه، عبيد الله بن أبي المليح قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الحنائي: هذا حديث غريب، ولم يسمع أبو المليح من أبي هريرة، وإنما سمع من أبي صالح، وعبيد الله بن أبي حميد منكر الحديث" وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأول: يرويه سعيد بن سنان الحمصي عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلبَّث عن أصحابه في صلاة الصبح حتى قالوا: طلعت الشمس أو تطلع، ثم خرج فصلى بهم صلاة الصبح، فقال: "اثبتوا على مصافِّكم" ثم أقبل عليهم، فقال لهم: "هل تدرون ما حبسني عنكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "إني صليت في مصلاي فضُرب على أذني، فجاءني ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد! فقلت: لبيك ربِّ وسعديك، قال: فيم يختصم الملا الأعلى؟ ... " فذكر الحديث بطوله وزاد: "اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي حتى أعلم أن لن يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني بما قضيت لي"

أخرجه البزار (كشف 2129) عن عبد الله بن أحمد بن شبيب ثنا أبو اليمان ثنا سعيد بن سنان به. وإسناده واه، سعيد بن سنان قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري ومسلم وابن حبان: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. الثاني: يرويه عبد الرحمن بن البَيْلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً: "أتاني ربي عز وجل في أحسن صورة ... " وذكر الحديث. أخرجه الدارقطني (252) وإسناده واه، عبد الرحمن بن البيلماني قال البخاري وأبو حاتم والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال الحاكم: روى عن أبيه عن ابن عمر المعضلات. وأما حديث أبي أمامة فيرويه عبد الرحمن بن سابط الجُمَحي واختلف عنه: - فقال ليث بن أبي سليم: عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة مرفوعاً: "جاءنى ربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد! قلت: لبيك ربي وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ ... " وذكر الحديث. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (475) والروياني (1241) وأبو يعلى (الإتحاف 781) والنجاد (78) والطبراني في "الكبير" (8117) والدارقطني (248 و249 و250) وأبو الحسن القطان في "الطوالات" (التدوين للرافعي 1/ 200) وليث قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف. - وقال عمرو بن مرة المرادي: عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1416) عن الحسن بن علي المَعْمَري ثنا سليمان بن محمد المباركي ثنا حماد بن دُلَيل ثني الحسن بن صالح بن حي عن عمرو بن مرة به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 151) وأخرجه الخطيب أيضاً (8/ 152) من طريق محمد بن علي بن المديني ثنا أبو داود المباركي -وهو سليمان بن محمد- ثنا حماد بن دليل ثنا الحسن بن عمارة عن عمرو بن مرة به.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (10) وإسناده منقطع، قال المزي في "التهذيب": روى عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني ولم يدركه. - ورواه عبد الله بن نمير عن موسى بن مسلم الكوفي الطحان عن عبد الرحمن بن سابط مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 464 - 465) وأما حديث طارق بن شهاب فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1416) والخطيب في "التاريخ" (8/ 151) بالإسناد السابق إلى حماد بن دليل عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أو عبد الرحمن بن سابط به مرفوعاً. وأخرجه الخطيب (8/ 152) أيضاً وابن الجوزي (10) بالإسناد الثاني إلى حماد بن دليل ولم يذكرا عبد الرحمن بن سابط. وإسناده إلى طارق بن شهاب صحيح، وطارق رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه، فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح كما قال الحافظ في "الإصابة" (5/ 213) ولم ينفرد سفيان به بل تابعه أبو سعد سعيد بن المَرْزُبان البَقَّال عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8207) و"الأوسط" (5492) وأبو سعد البقال قال ابن معين وغيره: ضعيف.

كتاب الطب

كتاب الطب باب أية ساعة يحتجم 1090 - (5884) قال الحافظ: وقد ورد في تعيين الأيام للحجامة حديث لابن عمر عند ابن ماجه رفعه في أثناء حديث وفيه: "فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد" أخرجه من طريقين ضعيفين، وله طريق ثالثة ضيفة أيضاً عند الدارقطني في "الأفراد"، وأخرجه بسند جيد عن ابن عمر موقوفاً" (¬1) ضعيف وله عن ابن عمر طريقان: الأول: يرويه نافع عن ابن عمر، واختلف عن نافع في رفعه ووقفه: - فرواه غير واحد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، منهم: 1 - محمد بن جُحَادة الكوفي. ورواه عنه غير واحد، منهم: أ- الحسن بن أبي جعفر الجُفْري البصري. أخرجه ابن ماجه (3487) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 100) وابن عدي (2/ 721) ¬

_ (¬1) 12/ 256

وابن الجوزي في "العلل" (1464) من طرق (¬1) عن عثمان بن مطر الشيباني عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع عن ابن عمر قال: يا نافع! قد تَبَيَّغَ بي الدم فالتمس لي حجّاماً واجعله رفيقاً إن استطعت، ولا تجعله شيخاً كبيراً ولا صبياً صغيراً فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الحجامة على الريق أمثل، وفيه شفاء وبركة، وتزيد في العقل وفي الحفظ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحرِّياً، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء، فإنه لا ببدو جُذام ولا بَرَص إلا يومَ الأربعاء أو ليلة الأربعاء" قال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، فيه ابن مطر قال ابن معين: كان ضعيفاً، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به، وفيه الحسن بن أبي جعفر قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث" وقال البوصيري: هذا إسناد فيه الحسن بن أبي جعفر، وهو ضعيف" المصباح 4/ 63 ب- عَذَّال بن محمد. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (اللسان 4/ 161 - المصباح 4/ 65) والحاكم (4/ 211) وابن الجوزي (1463) من طرق عن أبي الخطاب زياد بن يحيى الحسَّاني ثنا عذال بن محمد عن محمد بن جحادة به. قال الحاكم: رواة هذا الحديث كلهم ثقات إلا عذال بن محمد فإنه مجهول لا أعرفه بعدالة ولا جرح" وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، قال الدارقطني: تفرد به زياد بن يحيى. قلت: زياد وعذال في مقام المجهولين" قلت: عذال ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: لا يدرى من هو، ذكره أحمد بن علي السليماني فيمن يضع الحديث وذكر له هذا الحديث. وأما زياد الحساني فهو ثقة كما قال أبو حاتم والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات". ت- أبو علي عثمان بن جعفر. ¬

_ (¬1) ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في "الفقيه" (873) ووقع عنده: ثنا عثمان بن مطر عن عثمان ومحمد بن جحادة عن نافع.

أخرجه الحاكم (4/ 409) من طريق عبد الملك بن عبد ربه الطائي ثنا أبو علي عثمان بن جعفر ثنا محمد بن جحادة به. وقال: رواة هذا الحديث كلهم ثقات غير عثمان بن جعفر هذا، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح" وقال الذهبي: قلت: مرَّ هذا، وهو واه" 2 - سعيد بن ميمون. أخرجه ابن ماجه (3488) عن محمد بن مصفى الحمصى ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن عصمة عن سعيد بن ميمون عن نافع به. وإسناده ضعيف، فيه ثلاثة من المجاهيل على نسق واحد: الأول: عثمان بن عبد الرحمن. قال الذهبي في "المجرد": لا أعرفه. الثاني: عبد الله بن عصمة. قال المزي في "التهذيب": أحد المجاهيل. وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. الثالث: سعيد بن ميمون. قال الحافظ في "التهذيب": هو مجهول، وخبره منكر جداً في الحجامة. 3 - عَطَّاف بن خالد المخزومي. أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (2/ 675 - 676) والحاكم (4/ 211 - 212) والخطيب في "التاريخ" (10/ 38 - 39) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثنا عطاف بن خالد عن نافع به. قال الحافظ: والعطاف مختلف فيه، وراويه عنه عبد الله بن صالح، والجمهور على تضعيفه، وكان البخاري حسن الرأي فيه إلا أنه كان كثير التخليط، والبخاري يعرف صحيح حديثه من سقيمه، فلا يغتر بروايته عنه، والظاهر أنه وهم في رفعه" اللسان 4/ 162 - ورواه أيوب السَّخْييَاني عن نافع عن ابن عمر موقوفاً. أخرجه الحاكم (4/ 211) وابن الجوزي (1465) من طريق عبد الله بن هشام الدَّسْتُوائي حدثني أبي عن أيوب به.

باب الحجامة على الرأس

قال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن هشام عن أبيه عن أيوب" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: عبد الله متروك" وأخرجه أبو نعيم في "الطب" (هامش الحجامة للبوصيري ص 54) من طريق أبي يحيى زكريا بن يحيى الوقار المصري ثنا محمد بن إسماعيل المرادي عن أبيه عن نافع. وأبو يحيى الوقار قال صالح جزرة: كان من الكذابين الكبار، وقال ابن عدي: يضع الحديث. الثاني: يرويه أبو قِلَابة عبد الله بن زيد الجَرْمي قال: كنت عند ابن عمر فقال: لقد تَبَيَّغَ بي الدم يا نافع! ابْغِ لي حجاماً، ولا تجعله شيخاً ولا شاباً فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الحجامة على الريق أمثل، فيها شفاء وبركة، تزيد في العقل والحفظ، من احتجم يوم الخميس والأحد يؤاثم، ثم يوم الخميس والثلاثاء فإنه يوم رفع الله فيه عن أيوب البلاء، وضربه يوم الأربعاء وليلة الأربعاء" أخرجه الدينوري في "المجالسة" (631) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 20 - 21) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا المثنى بن عمرو عن أبي سنان عن أبي قلابة به. وعلقه ابن قتيبة في "الغريب" (1/ 591 - 592) عن أبي عبد الرحمن المقرىء به. قال ابن حبان: المثنى بن عمرو شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به" وقال أبو حاتم: ليس هذا الحديث بشيء، ليس هو حديث أهل الصدق، وإسماعيل والمثنى مجهولان" العلل 2/ 320 وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح. وأعله بالمثنى. باب الحجامة على الرأس 1091 - (5885) قال الحافظ: وورد أنه -صلى الله عليه وسلم- احتجم أيضاً في الأخدعين والكاهل، أخرجه الترمذي وحسنه، وأبو داود وابن ماجه، وصححه الحاكم" (¬1) ¬

_ (¬1) 12/ 258

ورد من حديث أنس ومن حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر فأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من احتجم لسبع عشرة ... " وأما حديث علي فأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (مصباح الزجاجة 4/ 62) وابن ماجه (3482) وأبو بكر الشافعي في "فوائد" (784) من طرق عن سعد بن طَرِيف الإِسْكاف عن الأصبغ بن نُباتة عن علي قال: نزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بحجامة الأَخْدَعَين والكاهِل. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الأصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي" المصباح 4/ 62 وزاد في "الحجامة" (ص 38): ضعفه أبو حاتم وابن معين والعقيلي والدارقطني والساجي وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن عمار والجوزجاني والبزار وابن عدي وغيرهم، وسعد الإسكاف أسوأ حالاً منه" وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق: الأول: يرويه جابر بن يزيد الجُعْفي عن عامر الشعبي عن ابن عباس قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحتجم في الأخدعين والكاهل. أخرجه أحمد (1/ 234 و241 و316) والترمذي في "الشمائل" (345) والطبراني في "الكبير" (12584 و12586 و12587 و12588) من طرق عن جابر الجعفي به (¬1). وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي. الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد الهاشمي عن مِقسم عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو صائم محرم، الأخدعين والكتفين، وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يعطه. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 9 - 10) من طريق يحيى بن يمان العجلي عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد به. وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، ويحيى بن يمان مختلف فيه. ¬

_ (¬1) وأخرجه أبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى" (16) من طريق المعافى بن عمران الموصلي ثنا سفيان عن فراس أو جابر -على الشك-.

باب الإثمد والكحل من الرمد

الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأخدعين وبين الكتفين، حجمه عبد لبني بياضة، وكان أجره مُدّاً ونصفاً، فكلم أهله حتى وضعوا عنه نصف مُدٍّ. قال ابن عباس: وأعطاه أجره، ولو كان حراماً ما أعطاه. أخرجه أحمد (1/ 333) عن عبد الرزاق أنا مَعْمر عن الزهري به. وإسناده صحيح، وعبيد الله بن عبد الله هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي. وأما حديث جابر فأخرجه أبو يعلى (2205) عن جُبارة بن مُغَلِّس ثنا أبو بكر النَهْشَلي ثنا الهيثم بن أبي الهيثم عن جابر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم في الأخدعين، وبين الكتفين، وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يعطه. وإسناده ضعيف لضعف جبارة بن مغلس. باب الإثمد والكحل من الرمد 1092 - (5886) قال الحافظ: ووقع الأمر بالاكتحال وتراً من حديث أبي هريرة في سنن أبي داود" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "ومن استجمر فليوتر". باب الجذام 1093 - (5887) قال الحافظ: وفي حديث أبي أيوب عند قوله: كانت لي سهوة فيها تمر، فكانت الغول تجيء فتاكل منه، الحديث" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا رأيتها فقل: بسم الله .... " ¬

_ (¬1) 12/ 264 (¬2) 12/ 265

باب ذات الجنب

باب ذات الجنب 1094 - (5888) قال الحافظ: وقع ذلك عند مسلم من حديث جابر" (¬1) أخرجه مسلم (2198) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً يقول: رخَّص النبي -صلى الله عليه وسلم- لآل حزم في رقية الحية. وفي لفظ: أرخص النبي -صلى الله عليه وسلم- في رقية الحية لبني عمرو. وأخرجه من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع الواسطي عن جابر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله! إنه كانت عندنا رقية نرْقِي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوها عليه فقال: "ما أرى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل". باب الحمى من فيح جهنم 1095 - (5889) قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند ابن ماجه: "بالماء البارد" ومثله في حديث سَمُرَة عند أحمد" (¬2) حديث أبي هريرة أخرجه ابن ماجه (3475) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (120) عن رَوح بن عُبادة البصري كلاهما عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً: "الحُمَّى كِير من كير جهنم، فَنَحُّوها عنكم بالماء البارد" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 61 قلت: بل ضعيف، وفيه علتان: ¬

_ (¬1) 12/ 281 (¬2) 12/ 283

باب ما يذكر في الطاعون

الأولى: عنعنة قتادة فإنه كان مدلساً. والثانية: الحسن وهو البصري لم يسمع من أبي هريرة، قاله علي بن المديني وغير واحد. وأما حديث سَمُرة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: كان إذا حُمَّ دعا بقربة من ماء ... باب ما يذكر في الطاعون 1096 - (5890) قال الحافظ: وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "ولكن عافيتك أوسع لي" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 181) وفي "الدعاء" (1036) وابن عدي (6/ 2124) عن أبي صالح القاسم بن الليث الراسبي الرَّسْعَني ثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا وهب بن جرير بن حازم ثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف ماشياً على قدميه، فدعاهم إلى الإِسلام فلم يجيبوه فانصرف، فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟ إلى عدو يَتَجهَّمُني، أم إلى قريب ملكته أمري، ان لم تكن غضبان على فلا أبالي، غير أنّ عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تُنزل بي غضبك أو تَحل عليَّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك" ومن طريق الطبراني أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة" (462) وأخرجه ابن منده في "التوحيد" (392) عن أحمد بن الحسن بن عتبة ثنا القاسم بن الليث به. ومن طريقه أخرجه إسماعيل الأصبهاني (81) وأخرجه الخطيب في "أخلاق الراوي" (1839) وأبو بكر المراغي في "المشيخة" (ص 394 - 395) من طريق علي بن المديني ثنا وهب بن جرير به. ¬

_ (¬1) 12/ 299

باب العين حق

ورواته ثقات غير ابن إسحاق، وهو صدوق يدلس، ولم يذكر سماعاً من هشام بن عروة. ومحمد الثقفي هو ابن عثمان. باب العين حق 1097 - (8591) قال الحافظ: ومثله عند ابن السني من حديث عامر بن ربيعة" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 57 - 58) وفي "مسنده" (الإتحاف 5367) عن معاوية بن هشام القَصَّار ثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن أمية بن هند عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: انطلقت أنا وسهل بن حُنيف نلتمس الخَمَرَ، فوجدنا خمراً وغديراً، وكان أحدنا يستحي أن يغتسل وأحد يراه، فاستتر مني، حتى إذا رأى أن قد فعل نزع جُبَّة عليه من كساء، ثم دخل الماء، فنظرت إليه فأعجبني خَلقه، فأصبته منها بعين، فأخذته قَفْقَفَة وهو في الماء، فدعوته فلم يجبني، فانطلقت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته الخبر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قوموا" فأتاه فرفع عن ساقه، ثم أدخل إليه الماء، فلما أتاه ضرب صدره، ثم قال: "اللهم أذهب حزها وبردها وَوَصَبَهَا" ثم قال: "قم" فقام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه، فليدع بالبركة، فإنَّ العين حق" وأخرجه أبو يعلى (7195) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن ماجه (3506) والنسائي في "اليوم والليلة" (211) وفي "الكبرى" (7511) والطحاوي في "المشكل" (2901) وابن السني في "اليوم والليلة" (206) من طرق عن معاوية بن هشام به. واختلف فيه على عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: • فقال وكيع بن الجراح بن مليح: ثنا أبي عن عبد الله بن عيسى عن أمية بن هند بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: انطلق عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف يريدان الغسل ... أخرجه أحمد (3/ 447) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 9) والحاكم (4/ 215 - 216) ¬

_ (¬1) 12/ 314

باب الطيرة

وقال: صحيح الإسناد" وقال الهيثمي: وفيه أمية بن هند وهو مستور، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 154 قلت: أمية ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وسئل ابن معين عنه فقال: لا أعرفه. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع. وتابعه داود بن الحصين المدني عن عبد الله بن عامر عن أبيه أنه عان سهل بن حنيف فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يغتسل له. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (5150) من طريق عبد الله بن لَهيعة عن أحمد بن خازم عن داود بن الحصين به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأحمد بن خازم المَعَافري قال ابن عدي: ليس بالمعروف، وداود بن الحصين مختلف فيه. باب الطيرة 1098 - (5892) قال الحافظ: وقد وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي داود بلفظ: "وإن كانت الطيرة في شيء" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا عدوى". باب السحر 1099 - (5893) قال الحافظ: وقصة هاروت وماروت جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر في مسند أحمد" (¬2) ضعيف مرفوعاً صحيح موقوفاً ومقطوعاً ¬

_ (¬1) 12/ 324 (¬2) 12/ 335

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 7573) وأحمد (6178 - شاكر) عن يحيى بن أبي بكير الكِرْماني ثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر مرفوعاً: "إنَّ آدم لما أهبطه الله إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوعُ لك من بني آدم، فقال للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة، حتى يُهبط بهما إلى الأرض، فننظرَ كيف يعملان، قالوا: ربنا، هاروت وماروت، فأُهبطا إلى الأرض، ومُثِّلت لهما الزُّهَرَة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله، حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله أبداً، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله، حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: والله لا نقتله أبداً، فذهبت، ثم رجعت بقَدَح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله، حتى تشربا هذا الخمر، فشربا، فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئاً مما أبيتماه عليّ إلا قد فعلتما حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا" وأخرجه عبد بن حميد (787) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن حبان (6186) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به. وأخرجه الخلال في "العلل" (المنتخب لابن قدامة 194) عن حنبل بن إسحاق الشيباني ثني أحمد به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (222) والبزار (كشف 2938) وابن السني في "اليوم والليلة" (657) والبيهقي (10/ 4 - 5) وفي "الشعب" (160) من طرق عن يحيى بن أبي بكير به. وتابعه معاذ بن خالد العسقلاني عن زهير بن محمد به. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 69) وقال: قال أبي: هذا حديث منكر" وقال أحمد بن حنبل: هذا منكر، إنما يروى عن كعب" المنتخب لابن قدامة ص 296 وقال البزار: رواه بعضهم عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، وإنما أتى رنع هذا عندي من زهير؛ لأنه لم يكن بالحافظ" وقال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال

الصحيحين، إلا موسى بن جبير هذا وهو الأنصاري السلمي مولاهم المديني الحذاء، ذكره ابن أبي حاتم في كتابه (¬1) ولم يحك فيه شيئاً من هذا ولا هذا، فهو مستور الحال" التفسير 1/ 138 وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا موسى بن جبير وهو ثقة" المجمع 5/ 68 و6/ 313 قلت: ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء ويخالف. وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وزهير بن محمد صدوق تكلموا في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فهي مستقيمة كما صرح بذلك غير واحد. ويحيى بن أبي بكير كوفي الأصل، سكن بغداد، وولي قضاء كِرْمان كما قال المزي. ولم ينفرد زهير به بل قد توبع: فقد رواه عبد الله بن رجاء الغُدَاني عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام واختلف عنه: • فقال محمد بن يونس بن موسى الكُدَيمي: ثنا عبد الله بن رجاء ثنا سعيد بن سلمة عن موسى بن جبير عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر مرفوعاً: "أشرفت الملائكة على الدنيا فرأت بني آدم يعصون ... " الحديث أخرجه البيهقي في "الشعب" (161) والكديمي متهم بوضع الحديث. • وقال هشام بن علي بن هشام السِّيْرَافي: ثنا عبد الله بن رجاء ثنا سعيد بن سلمة ثنا موسى بن سرجس عن نافع عن ابن عمر. أخرجه ابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 138) وقوله: بن سرجس، وهم، والصواب: بن جبير. ¬

_ (¬1) والبخاري أيضاً في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 281)

قال ابن كثير: وهذا غريب جداً، وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما قال عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 53 - 54): عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب، فقيل لهم: اختاروا منكم اثنين، فاختاروا هاروت وماروت، فقال لهما: إني أرسل إلى بني آدم رسلاً وليس بيني وبينكم رسول انزلا لا تشركا بي شيئاً ولا تزنيا ولا تشربا الخمر. قال كعب: فوالله ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه. رواه ابن جرير (1/ 456 - 457) من طريقين عن عبد الرزاق به. ورواه ابن أبي حاتم (1006) عن أحمد بن عصام الأصبهاني عن مؤمل عن سفيان الثوري به. ورواه ابن جرير أيضاً (1/ 457) حدثني المثنى أنا المعلي بن أسد أنا عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة ثني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن كعب الأحبار: فذكره، فهذا أصح وأثبت إلى ابن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل" التفسير 1/ 138 وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (224) عن قَبيصة بن عقبة السُّوَائي والبيهقي في "الشعب" (162) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي كلاهما عن سفيان الثوري به. وإسناده صحيح، وهو أصح من حديث موسى بن جبير، على أنه قد رواه غيره عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً. فقال الحسين بن داود المِصِّيصي المعروف بِسُنَيد: ثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان آخر الليل قال: يا نافع طلعت الحمراء؟ قلت: لا، مرتين أو ثلاثة، ثم قلت: قد طلعت، قال: لا مرحباً بها ولا أهلاً! قلت: سبحان الله! نجم سامع مطيع! قال: ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الملائكة قال: يا رب! كيف صبرك علي بني آدم في الخطايا والذنوب؟ " وذكر الحديث.

أخرجه الطبري (1/ 458) والخطيب في "التاريخ" (8/ 42 - 43) وابن الجوزي في "الموضوعات" (389) وقال: هذا حديث لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه ابن معين، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به. وأما سنيد فقد ضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بثقة" قلت: الفرج ضعفه أيضاً ابن سعد والنسائي والدارقطني والحاكم وابن المديني والساجي. وأما سنيد فهو مختلف فيه. وللحديث طريقين آخرين موقوفين على ابن عمر: الأول: يرويه مجاهد بن جبر المكي عن ابن عمر. أخرجه ابن أبي حاتم (1007) عن أبيه ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو ويونس بن خَبَّاب عن مجاهد. قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد إلى ابن عمر، وهو أثبت وأصح إسناداً من حديث معاوية بن صالح عن نافع المتقدم، ثم هو والله أعلم من رواية ابن عمر عن كعب كما تقدم بيانه من رواية سالم عن أبيه" التفسير 1/ 139 - 140 والثاني: يرويه سعيد بن جبير عن ابن عمر. أخرجه الحاكم (4/ 607 - 608) من طريق يحيى بن سلمة بن كُهيل الكوفي عن أبيه عن سعيد بن جبير. ويحيى بن سلمة بن كهيل قال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 1100 - (5894) قال الحافظ: وعند ابن سعد من طريق عمر مولى غفرة معضلاً: فاستخرج السحر من الجبِّ من تحت البئر ثم نزعه فحله فكشف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) ضعيف ¬

_ (¬1) 12/ 341

باب الدواء بالعجوة للسحر

أخرجه ابن سعد (2/ 196 - 197) عن موسى بن داود الضبي أنا ابن لَهيعة عن عمر مولى غُفْرة أنَّ لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى التبس بصرُهُ وعادَهُ أصحابُه، ثم إنَّ جبريل وميكائيل أخبراه، فأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- فاعترف، فاستخرج السحر من الجب من تحت البئر، ثم نزعه فحلَّه، فكُشِفَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعفا عنه. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وعمر بن عبد الله المدني مولى غفرة مختلف فيه. 1101 - (5895) قال الحافظ: وأخرج ابن سعد من مرسل عكرمة أيضاً أنه لم يقتله" (¬1) أخرجه ابن سعد (2/ 199) عن محمد بن عمر الواقدي ثني ابن جريج عن عطاء. قال الواقدي: وحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عفا عنه. قال عكرمة: ثم كان يراه بعد عفوه فيُعرض عنه. والواقدي كذبه أحمد وغيره كما تقدم مراراً. باب الدواء بالعجوة للسحر 1102 - (5896) قال الحافظ: أخرجه الطبري من رواية عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات، وأخرجه ابن عدي من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام مرفوعاً، وذكر ابن عدي أنه تفرد به، ولعله أراد تفرده برفعه، وهو من رجال البخاري لكن في المتابعات" (¬2) الموقوف أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 18 - 19) عن عبد الله بن نمير أنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تأمر من الدُّوَام أو الدُّوَار بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) 12/ 342 (¬2) 12/ 351

باب ما يذكر في سم النبي -صلى الله عليه وسلم-

والمرفوع أخرجه ابن عدي (6/ 2202) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي أنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: "ينفع من الجذام أن تأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة كل يوم، تفعل ذلك سبعة أيام" وقال: ولا أعلم رواه بهذا الإسناد عن هشام غير الطفاوي" قلت: وثقه ابن المديني، وقال ابن معين وأبو داود: ليس به بأس. وسياق الحديث يدل على أنه حديث آخر غير الأول، والله أعلم. باب ما يذكر في سُمَ النبي -صلى الله عليه وسلم- 1103 - (5897) قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث أم مبشر نحو حديث عائشة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "وأنا لا أتهم غيرها، وهذا أوان انقطاع أبهري" 1104 - (5898) قال الحافظ: وأورده ابن سعد من طرق عن ابن عباس بسند ضعيف" (¬2) تقدم الكلام عليه في كتاب المغازي - باب الشاة التي سمت للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخيبر. 1105 - (5899) قال الحافظ: وأخرج -يعني البيهقي- نحوه موصولاً عن جابر، وأخرجه ابن سعد بسند صحيح عن ابن عباس، ووقع عند ابن سعد عن الواقدي بأسانيده المتعددة أنها قالت: قتلت أبي وزوجي وعمي وأخي، ونلت من قومي ما نلت، فقلت: إن كان نبياً فسيخبره الذراع، وإن كان ملكًا استرحنا منه" (¬3) حديث جابر تقدم الكلام عليه مع الحديث السابق، وكذا رواية ابن سعد عن الواقدي. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن سعد (2/ 200 - 201) وأحمد (1/ 305 - 306) من طريق عباد بن العوام الواسطي عن هلال بن خبَّاب عن عكرمة عن ابن عباس أنَّ امرأة من يهود خيبر أهدت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاة مسمومة، ثم علم بها أنها مسمومة، فأرسل إليها ¬

_ (¬1) 12/ 357 (¬2) 12/ 357 (¬3) 12/ 359

باب شرب السم والدواء به

فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ " قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبياً فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذباً نريح الناس منك! فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا وجد شيئاً احتجم، قال: فخرج مَرَّة إلى مكة، فلما أحرم وجد شيئاً فاحتجم. وإسناده صحيح. باب شرب السم والدواء به 1106 - (5900) قال الحافظ: وقد ورد النهي عن تناوله صريحاً، أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه ابن حبان من طريق مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً" (¬1) حسن أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 5) وأحمد (2/ 305 و446 و478) وأبو داود (3870) وابن ماجه (3459) والترمذي (2045) والحاكم (4/ 410) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 374 - 375) والبيهقي (10/ 5) والخطيب في "المتفق" (503) من طرق (¬2) عن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي عن مجاهد عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدواء الخبيث (¬3). قال أبو نعيم: لا أعلم رواه عن مجاهد إلا يونس" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج البخاري ليونس بن أبي إسحاق في الصحيح شيئاً، ولم يخرج مسلم روايته عن مجاهد، وهو صدوق، ومجاهد ثقة مشهور احتج الشيخان بروايته عن أبي هريرة، فالإسناد حسن. باب إذا وقع الذباب في الإناء 1107 - (5901) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان: "إذا وقع في الطعام" وكذا وقع في حديث أنس عند البزار. ¬

_ (¬1) 12/ 360 (¬2) رواه وكيع ومحمد بن بشر العبدي وابن المبارك وأبو نعيم الفضل بن دكين وأبو قَطَن عمرو بن الهيثم البصري وخالد بن عمرو القرشي عن يونس. (¬3) زاد وكيع في روايته عند أحمد وغيره: يعني السم.

وقال: وفي حديث أبي سعيد المذكور أنه يقدم السم ويؤخر الشفاء" (¬1) حديث أبي سعيد أخرجه أحمد (3/ 24 و67) وعبد بن حميد (884) وابن ماجه (3504) والنسائي (7/ 158) وفي "الكبرى" (4588) وأبو يعلى (986) والطحاوي في "المشكل" (3289 و3290) وابن حبان (1247) وفي "الثقات" (6/ 357 - 358) والبيهقي (1/ 253) والبغوي في "شرح السنة" (2815) والمزي (10/ 407) من طرق (¬2) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني ثني سعيد بن خالد القارظي قال: أتيت أبا سلمة بن عبد الرحمن أزوره بقُباء، فقدّم إلينا زُبداً وكُتْلَة، فسقط في الزبد ذباب، فجعل أبو سلمة يَمْقُلُه بخنصره، فقلت: غفر الله لك يا خالُ ما تصغ؟ فقال: إني سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سقط الذباب في الطعام فامْقُلُوهُ، فإنّ في أحد جناحيه سُمّاً، وفي الآخر شفاء، وإنه يُقَدِّمُ السُّمَّ، ويؤخرُ الشفاء" وإسناده حسن، سعيد بن خالد صدوق كما في "الميزان" و"التقريب"، وابن أبي ذئب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ثقتان. وحديث أنس يرويه عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري واختلف عنه: - فقال أبو عتاب سهل بن حماد الدلال: ثنا عبد الله بن المثنى عن ثُمامة عن أنس رفعه: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء" أخرجه البزار (كشف 2866) وقال: لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد" - وقال أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبِي: عن عباد بن منصور عن عبد الله بن المثنى عن أنس. لم يذكر ثمامة. ¬

_ (¬1) 12/ 363 (¬2) رواه يحيى القطان ويزيد بن هارون وعبد الله بن وهب وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي عن ابن أبي ذئب هكذا. وخالفهم أبو داود الطيالسي (ص 291) فرواه عن ابن أبي ذئب قال: أخبرني من رأى أبا سلمة بن عبد الرحمن ... والأول أصح.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2756) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عباد إلا عمرو" قلت: وهو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه مسلم وغيره. وعباد بن منصور ضعفه ابن معين والجمهور. وعبد الله بن المثنى وثقه الترمذي وغيره، وضعفه العقيلي وغيره، واختلف فيه قول الدارقطني. ***

كتاب اللباس

كتاب اللباس باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار 1108 - (5902) قال الحافظ: وكأنه أشار إلى لفظ حديث أبي سعيد، وقد أخرجه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه أبو عوانة وابن حبان، كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي سعيد، ورجاله رجال مسلم، وكأنه أعرض عنه لاختلاف فيه وقع على العلاء وعلى أبيه، فرواه أكثر أصحاب العلاء عنه هكذا، وخالفهم زيد بن أبي أنيسة فقال: عن العلاء عن نعيم المجمر عن ابن عمر، أخرجه الطبراني، ورواه محمد بن عمرو ومحمد بن إبراهيم التيمي جميعاً عن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة، أخرجه النسائي. وصحح الطريقين النسائي، ورجح الدارقطني الأول" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى فانظر حديث: "إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين". باب من جر ثوبه من الخيلاء 1109 - (5903) قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد، وأبو يعلى من حديث أنس، وفي روايتهما أيضاً: "ممن كان قبلكم". ¬

_ (¬1) 12/ 369

وقال: ووقع في حديث أبي سعيد عند أحمد، وأنس عند أبي يعلى: "خرج في بردين يختال فيهما" (¬1) حديث أبي سعيد له عنه طرق: الأول: يرويه عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً: "بينا رجل يمشي بين بردين مختالاً خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" أخرجه أحمد (3/ 40) ومن طريقه أبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى" (45) عن فراس بن يحيى الكوفي والبزار (كشف 2952) عن الحجاج بن أرطأة كلاهما عن عطية به. وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. - ورواه الأعمش واختلف عنه: • فقال أبو المغيرة النضر بن إسماعيل القاص: ثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً: "بينا رجل فيمن كان قبلكلم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما أمر الله الأرض فأخذته، وإنه ليتجلجل فيها إلى يوم القيامة" أخرجه أحمد (3/ 40) عن أبي المغيرة به. • وقال محمد بن أبي عبيدة الكوفي: عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد. أخرجه البزار (كشف 2951) عن علي بن مسلم الطوسي ثنا محمد بن أبي عبيدة به. وقال: لا نعلم رواه هكذا إلا أبو عبيدة" قلت: اسمه عبد الملك بن مَعْن بن عبد الرحمن وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وكذا سائر رواه كلهم ثقات، فالإسناد صحيح. الثاني: يرويه أبو حمزة محمد بن ميمون السُّكَري عن مطرف عن أبي سعيد. ¬

_ (¬1) 12/ 373

باب السراويل

أخرجه البزار (كشف 2953) عن القاسم بن يحيى المروزي ثنا عبد الله بن عثمان ثنا أبو حمزة به. وإسناده منقطع لأنَّ مطرف بن طَريف الكوفي لم يسمع من أبي سعيد. الثالث: يرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني عن أبي الوَدَّاك جبر بن نَوف الكوفي عن أبي سعيد. أخرجه البزار (كشف 2954) عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ثنا أبي عن مجالد به. وعمر بن إسماعيل قال ابن معين: ليس بشيء، كذاب خبيث، رجل سوء. وقال النسائي: ليس بثقة، متروك الحديث. وحديث أنس أخرجه أبو يعلى (4302) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا معلي بن منصور أخبرني محمد بن مسلم قال: سمعت زياداً النميري يحدث عن أنس رفعه: "بينما رجل ممن كان قبلكم يخرج في بردين، فاختال فيهما، فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" وإسناده ضعيف لضعف زياد بن عبد الله النميري. ومحمد بن مسلم هو ابن المثنى القضاعي. باب السراويل 1110 - (5904) قال الحافظ: وقد أخرج حديث الدعاء للمتسرولات البزار من حديث علي بسند ضعيف" (¬1) ضعيف روي من حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث سعد بن طريف ومن حديث مجاهد مرسلاً فأما حديث علي فله عنه طريقان: الأول: يرويه قتادة عن قدامة بن وَبَرَة عن الأصبغ بن نُبَاتة عن علي قال: كنت قاعداً ¬

_ (¬1) 12/ 386

عند النبي -صلى الله عليه وسلم- بالبقيع في يوم دَجْن ومطر، فمرّت امرأة على حمار، ومعها مُكاري فَهَوَت يد الحمار في وَهْدَة من الأرض فسقطت المرأة، فأعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها بوجهه، فقالوا: يا رسول الله إنها متسرولة! فقال: اللهم اغفر للمُتَسَرْوِلات من أمتي" ثلاثاً "يا أيها الناس اتخذوا السراويلات فإنها من أستر ثيابكم وخُصُّوا بها نساءكم إذا خرجن" أخرجه البزار (898) والدولابي في "الكنى" (1/ 100) والعقيلي (1/ 54) وابن عدي (1/ 255) والبيهقي في "الآداب" (760) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1438) وأبو سعد السمان في "معجم شيوخه" (التدوين للرافعي 1/ 224) من طرق عن أبي إسحاق إبراهيم بن زكريا العجلي الضرير المعلم جار الحجاج ثنا همام بن يحيى عن قتادة به. قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإبراهيم بن زكريا هذا لم يتابع على هذا الحديث، وهو منكر الحديث" وقال العقيلي: إبراهيم بن زكريا صاحب مناكير وأغاليط، ولا يعرف هذا الحديث إلا به، فلا يتابع عليه، والحديث ليس بمحفوظ" وقال ابن عدي: وهذا الحديث منكر، لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا, ولا أعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن زكريا حدث عن الثقات بالبواطيل" وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وإبراهيم مجهول" العلل 1/ 493 وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم به إبراهيم بن زكريا" وقال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن زكريا المعلم وهو ضعيف جداً" المجمع 5/ 122 وضعفه الدارقطني في "العلل" (3/ 178) أيضاً. وقتادة مدلس ولم يذكر سماعاً من قدامة بن وبرة. قال ابن خزيمة: لا أقف على سماع قتادة من قدامة، ولست أعرف قتادة بعدالة ولا جرح. وقال أحمد والذهبي: لا يعرف. ووثقه ابن معين وابن حبان. والأصبغ بن نباتة قال ابن معين: ليس يساوي حديثه شيئاً، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أيضاً: ليس بثقة، وقال ابن عدي: يروي عن علي أحاديث غير محفوظة، وقال الدارقطني والساجي: منكر الحديث.

الثاني: يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي قال: كنت أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- وقوفاً، فسقطت امرأة، فأعرضنا عنها، فقال لنا إنسان: إنَّ عليها سراويل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم ارحم المتسرولات" أخرجه المحاملي في "أماليه" كما في "اللآلىء" (2/ 261 - 262) ثنا فضل بن أبي طالب ثنا عيسى بن عبد الله به. وإسناده واه، عيسى بن عبد الله ذكره أبو نعيم في "الضعفاء" وقال: روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير، لا يكتب حديثه، لا شيء. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال الدارقطني: متروك الحديث. وأما حديث أبى هريرة فله عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: بينا النبي -صلى الله عليه وسلم- جالس على باب من أبواب المسجد مرَّت امرأة على دابة، فلما حاذت النبي -صلى الله عليه وسلم- عثرت بها، فأعرض النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقيل: يا رسول الله، إنَّ عليها سراويل! فقال: "رحم الله المتسرولات" أخرجه البيهقي في "الشعب" (6422) عن الحاكم ثنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكي ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ثنا بشر بن الحكم ثنا عبد المؤمن بن عبيد الله ثنا محمد بن عمرو به. ومحمد بن شاذان هو الاسم كما في ترجمة بشر بن الحكم بن حبيب النيسابوري من "تهذيب الكمال" ولم أقف له على ترجمة. وعبد المؤمن بن عبيد الله ما عرفته، ويحتمل أنه السدوسي البصري. ومحمد بن عمرو صدوق، والباقون ثقات. ولم ينفرد عبد المؤمن به بل تابعه خارجة بن مصعب الخراساني عن محمد بن عمرو به. قاله البيهقي في "الآداب" (ص 358) وفي "الشعب" (13/ 498) وخارجة قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

الثاني: يرويه يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "رحم الله المتسرولات من النساء" أخرجه الدارقطني في "الأفراد" كما في "اللآلىء" (2/ 262) عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد المقري ثنا محمد بن الجهم ثنا نصر بن حماد ثنا عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد به. ونصر بن حماد البصري وعمرو بن جميع الكوفي كذبهما ابن معين. وأما حديث سعد بن طريف فأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (697) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا بشر بن بشار ثنا سهل بن عبيد أبو محمد الواسطي ثنا يوسف بن زياد ثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن سعد بن طريف قال: بينا أنا أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في ناحية المدينة وامرأة على حمار يطوف بها أسود في يوم طش، إذ أتت يد الحمار على وهدة فزلق، فصُرعت المرأة، فصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- وجهه كراهة أن يرى منها عورة. فقلت: يا رسول الله، إنها متسرولة! فقال: "رحم الله المتسرولات" قال: "البسوا السراويلات، وحصنوا بها نساءكم عند خروجهن". قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه، وفيه من المجهولين غير واحد" ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1439) وقال: هذا حديث لا أصل له، وقد ذكره الخطيب، وجعل سعد بن طريف من الصحابة، وفرق بينه وبين سعد بن طريف الإسكاف، ولا أُراه إلا هو، وليس في الصحابة من اسمه سعد بن طريف، ويوشك أن يكون الإسكاف وقد رواه عن الأصبغ عن علي، فسقط ذلك في النقل. وكان الإسكاف وضاعاً للحديث بلا شك، على أنّ يوسف بن زياد ليس بشيء، وقال الدارقطني: هو مشهور بالأباطيل" وحديث مجاهد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" كما في "اللآلىء" (2/ 261) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق عن محمد بن مسلم الطائفي عن الصباح بن مجاهد عن مجاهد قال: بلغني أنَّ امرأة سقطت عن دابتها فانكشفت عنها ثيابها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قريب منها، فأعرض عنها، فقيل: إنَّ عليها سراويل! فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "يرحم الله المتسرولات" وإسناده إلى مجاهد حسن.

باب لبس القسي

باب لبس القسي 1111 - (5905) قال الحافظ: وقد ثبت النهي عن الركوب على جلود النمور، أخرجه النسائي من حديث المقدام بن معد يكرب" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (4/ 131 - 132 و132) وأبو داود (4131) والنسائي (7/ 156) وفي "الكبرى" (4580 و4581) والطبراني في "الكبير" (2628 و20/ 267 و268 - 269 و269) وفي "مسند الشاميين" (1126 و1127) وابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي ص 100) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا بَحير بن سعد عن خالد بن مَعْدان قال: وفد المقدام بن مَعْد يكرب وعمرو بن الأسود رجل من بنى أسد من أهل قِنَّسرِين (¬2) إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أنّ الحسن بن علي تُوفي؟ فرجَّعَ المقدام، فقال له رجل (¬3): أتراها مصيبة؟ قال له: ولِمَ لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجره فقال: "هذا مني وحسين من عليّ" فقال الأسدي: جمرة أطفاها الله عز وجل، فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره، ثم قال: يا معاوية، إن أنا صدقت فصدِّقني، وإن أنا كذبت فكذبني، قال: أفعل، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس جلود (¬4) السباع والركوب عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية ... السياق لأبي داود والطبراني. وإسناده صحيح، وخالد بن معدان قال البخاري في " التاريخ الكبير": سمع المقدام. ¬

_ (¬1) 12/ 409 (¬2) زاد الطبراني: من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. (¬3) وعند أحمد وغيره: معاوية. (¬4) وفي لفظ لأحمد والنسائي: مياثر النمور.

باب لا يمشي في نعل واحدة

باب لا يمشي في نعل واحدة 1112 - (5906) قال الحافظ: وله (أي مسلم) من حديث جابر: "حتى يصلح نعله" (¬1) أخرجه مسلم (2099) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر مرفوعاً: "إذا انقطع شِسْعُ أحدكم فلا يمش في نَعْلٍ واحدة حتى يُصلح شسعه ... ". 1113 - (5907) قال الحافظ: وهو عند مسلم أيضاً من حديث جابر، وعند أحمد من حديث أبي سعيد، وعند الطبراني من حديث ابن عباس" (¬2) حديث جابر تقدم في الحديث الذي قبله. وحديث أبي سعيد أخرجه أحمد (3/ 42) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة عن أبي سعيد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة أو في خف واحد. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحديث ابن عباس أخرجه أحمد (2950 - شاكر) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري عن أبيه عن الحسين (¬3) بن ذكوان عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُمشى في خف واحد أو نعل واحدة. وأخرجه ابن عدي (5/ 1777) عن أبي يعلى ثنا عمر بن شبة ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبي عن حسن بن ذكران عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمشي في خف واحد أو في نعل واحد، وأن ينام على طريق، وأن ينتفض في براز وحده حتى يتنحنح، أو يلقى عدواً له وحده إلا أن يضطر فيدفع عن نفسه" وأخرجه عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا علي بن مسلم ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به مختصراً. وقال: قال لنا ابن صاعد: والحسن بن ذكوان إنما يحدث بهذا الحديث عن عمرو بن خالد" ¬

_ (¬1) 12/ 427 (¬2) 12/ 429 (¬3) هكذا وقع عند أحمد، والصواب: الحسن.

باب قبالان في نعل

وقال عبد الله بن أحمد: لم يحدثنا أبي بهذا الحديث، ضرب عليه في كتابه، فظننت أنه ترك حديثه من أجل أنه روى عن عمرو بن خالد الذي يحدث عن زيد بن علي، وعمرو بن خالد لا يساوي شيئاً" وقال في "العلل" (2/ 78): ذكرت لأبي حديث عبد الصمد عن أبيه عن الحسن بن ذكوان هذا، فقال أبي: هذا حديث منكر، قيل له: إنّ غير عبد الصمد يقول: عن عبد الوارث عن الحسن عن عمرو بن خالد عن حبيب، قال أبي: عمرو بن خالد ليس يسوى حديثه شيئاً، ليس بشيء" ورواه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 268) عن عبد الله بن أحمد به. وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (12359) من طريق الحسن بن علي الحُلْواني عن عبد الصمد بن عبد الوارث فقال: عن حسين (¬1) بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت. وعمرو بن خالد هو القرشي مولى بنى هاشم الواسطي كذبه أحمد وابن معين وأبو داود والدارقطني. وقال وكيع وإسحاق بن راهويه وأبو زرعة الرازي: يضع الحديث. والحسن بن ذكوان ضعفه ابن معين وغير واحد. وقال أحمد: أحاديثه بواطيل، يروي عن حبيب بن أبي ثابت ولم يسمع من حبيب، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطي. باب قِبالان في نعل 1114 - (5908) قال الحافظ: أخرج البزار والطبراني في "الصغير" من حديث أبي هريرة مثل حديث أنس هذا وزاد: وكذا لأبي بكر ولعمر، وأول من عقد عقدة واحدة عثمان بن عفان. لفظ الطبراني، وسياق البزار مختصر، ورجال سنده ثقات. وله شاهد أخرجه النسائي من رواية محمد بن سيرين عن عمرو بن أوس مثله دون ذكر عثمان" (¬2) ¬

_ (¬1) كذا وقع عنده، والصواب: حسن. (¬2) 12/ 430

له عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: كان لنعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولنعل أبي بكر قِبالان، ولنعل عمر قبالان، وأول من عقد عقداً واحداً عثمان. أخرجه الطبراني في "الصغير" (254) عن إبراهيم بن إسحاق الدَّرَاوَرْدي الداودي الطبراني ثنا محمد بن حماد الطِّهْرَاني ثنا عبد الرزاق ثنا مَعْمر عن ابن أبي ذئب به. وقال: لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا معمر، ولا عن معمر إلا عبد الرزاق، تفرد به الطهراني" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 138 قلت: صالح مولى التوأمة صدوق اختلط بأخرة، وسماع ابن أبي ذئب منه قبل اختلاطه. وشيخ الطبراني لم أر من ترجمه، والباقون ثقات. ولم ينفرد الطهراني به بل تابعه إسحاق بن منصور الكَوْسج ثنا عبد الرزاق به. إلا أنه ساقه بلفظ: كان لنعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبالان. ولم يذكر الزيادة. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (75) وإسناده حسن. الثاني: يرويه هشام بن حسان البصري عن محمد بن سيرين واختلف عن هشام: - فقال أبو معاوية عبد الرحمن بن قيس الزعفراني: ثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة قال: كان لنعل النبي -صلى الله عليه وسلم- قبالان وأبي بكر وعمر، وأول من عقد عقداً واحداً عثمان. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (81) والبزار (كشف 2961) عن محمد بن مرزوق الباهلي ثنا عبد الرحمن بن معاوية به. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن هشام إلا عبد الرحمن، وفي حديثه لين" قلت: كذبه عبد الرحمن بن مهدي وأبو زرعة الرازي، وقال صالح جزرة: يضع الحديث.

باب نقش الخاتم

- وقال صفوان بن عيسى القرشي: ثنا هشام عن محمد عن عمرو بن أوس قال: كان لنعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبالان، ونعل أبي بكر قبالان، ونعل عمر قبالان. أخرجه النسائي في "الكبرى" (9802) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا صفوان بن عيسى به. وهذا مرسل رواته ثقات، وهو أصح من حديث عبد الرحمن بن قيس. باب نقش الخاتم 1115 - (5909) قال الحافظ: في مرسل طاوس عند ابن سعد أنَّ قريشاً هم الذين قالوا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) مرسل أخرجه ابن سعد (1/ 475) عن محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الوهاب بن عطاء العجلي قالا: ثنا ابن جريج أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس قال: قالت قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الناس هاهنا كأنهم يريدون العجم لا يجرون عندهم كتاباً إلا وعليه طابع، فكان هو الذي هاجه على أن اتخذ خاتمه، ونقش فيه: محمد رسول الله، وقال: "لا ينقش أحد على نقش خاتمي" ورواته ثقات، والحسن بن مسلم هو ابن يَنَّاق المكي. 1116 - (5910) قال الحافظ: زاد ابن سعد من مرسل ابن سيرين "بسم الله، محمد رسول الله" ولم يتابع على هذه الزيادة، وقد أورده معن مرسل طاوس والحسن البصري وإبراهيم النخعي وسالم بن أبي الجعد وغيرهم ليس فيه الزيادة" (¬2) مرسل وحديث ابن سيرين له عنه طريقان: الأول: يرويه هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين قال: كان في خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بسم الله، محمد رسول الله. ¬

_ (¬1) 12/ 442 (¬2) 12/ 442

باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال

أخرجه ابن سعد (1/ 474) عن عبد الله بن إدريس الأودي أنا هشام به. ورواته ثقات. الثاني: يرويه أيوب السَّخْتِيَاني عن محمد قال: كان نقش خاتم النبي -صلى الله عليه وسلم-: محمد رسول الله. أخرجه ابن سعد (1/ 476) عن أبي النعمإن عارم بن الفضل البصري أنا حماد بن زيد عن أيوب به. ورواته ثقات. وحديث طاوس تقدم في الحديث الذي قبله. وحديث الحسن البصري أخرجه ابن سعد (1/ 475) عن شبابة بن سوَّار المدائنى عن المبارك عن الحسن رفعه: "إني قد اتخذت خاتماً فلا يتخلف عليه أحد" قال: وكان نقشه: محمد رسول الله. وإسناده ضعيف لأنَّ المبارك هو ابن فضالة وهو صدوق يدلس، ولم يذكر سماعاً من الحسن. وحديث إبراهيم النخعي وحديث سالم بن أبي الجَعْد أخرجهما ابن سعد (1/ 475 - 476) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن إبراهيم قال: وأخبرنا الفضل بن دكين أخبرني شريك عن منصور عن إبراهيم وسالم بن أبي الجعد. قال: وأخبرنا يزيد بن هارون أنا سفيان بن سعيد عن منصور عن إبراهيم قالا: كان نقش خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: محمد رسول الله. ورواته ثقات غير شريك بن عبد الله النخعي وقد توبع. باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال 1117 - (5911) قال الحافظ: ثبت من حديث ابن عباس عند مسلم" (¬1) ¬

_ (¬1) 12/ 452

باب قص الشارب

لم أعرف حديث ابن عباس هذا، وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وجابر عند مسلم (4/ 2007) 1118 - (5912) قال الحافظ: وقد أشار إلى ذلك في لعن الواصلات بقوله: "المغيرات خلق الله" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 10/ 254 و255 و12/ 500 و502 و503) ومسلم (2125) وأبو داود (4169) من حديث ابن مسعود. باب قص الشارب 1119 - (5913) قال الحافظ: ولم يثبت في استحباب قص الظفر يوم الخميس حديث، وقد أخرجه جعفر المستغفري بسند مجهول، ورويناه في مسلسلات التيمي من طريقه" (¬2). باب الجعد 1120 - (5914) قال الحافظ: في حديث الهيثم بن دهر عند الطبراني: ثلاثون شعرة عدداً، وسنده ضعيف" (¬3) أخرجه ابن سعد (1/ 434) عن محمد بن عمر الواقدي عن عمر بن عقبة بن أبي عائشة الأسلمي عن المنذر بن جهم عن الهيثم بن دهر الأسلمي قال: رأيت شيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عنفقته وناصيته، حزرته يكون ثلاثين شيبة عدداً. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6584) والواقدي قال إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث. ¬

_ (¬1) 12/ 452 (¬2) 12/ 466 (¬3) 12/ 478

باب الفرق

باب الفرق 1121 - (5915) قال الحافظ: ومنها ما يظهر لي النهي عن صوم يوم السبت، وقد جاء ذلك من طرق متعددة في النسائي وغيره" (¬1) صحيح ورد من حديث عبد الله بن بُسْر المازني ومن حديث الصماء ومن حديث أبي أمامة فأما حديث عبد الله بن بسر فله عنه طرق: الأول: يرويه أبو معاوية حسان بن نوح الحمصي واختلف عنه: - فقال علي بن عياش الحمصي: ثنا حسان بن نوح قال: رأيت عبد الله بن بسر يقول: أترون كفي هذه؟ فأشهد أني وضعتها على كفِّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونهى عن صيام يوم السبت إلا في فريضة، وقال: "إن لم يجد أحدكم إلا لِحَاء شجرة فليفطر عليه" أخرجه أحمد (4/ 189) عن علي بن عياش به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن بسر ص 445) والمزي (¬2) (6/ 42 - 43) وأخرجه ابن عساكر (ص 445) من طريق أبي الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا علي بن عياش به. وتابعه مُبَشِّر بن إسماعيل الحلبي ثنا حسان بن نوح قال: سمعت عبد الله بن بسر المازني صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2759) والدولابي في "الكنى" (2/ 118) وابن قانع في ¬

_ (¬1) 12/ 484 (¬2) وأخرجه المزي أيضاً والعراقي في "الأربعين العشارية" (17) من طريق أبي الحسين بن فاذشاه أنا الطبراني ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وأحمد بن محمد بن عرق قالا: ثنا علي بن عياش ثنا حسان بن نوح قال: رأيت عبد الله بن بسر وسمعته يقول: فذكره. وأخرجه العراقي أيضاً من طريق أبي بكر بن رِبذة أخبرنا الطبراني به. والحديث في "مسند الشاميين" (2548) عن أبي زرعة وابن عرق ثنا علي بن عياش ثنا سليمان بن حسان بن نوح عن عمرو بن قيس قال: سمعت عبد الله بن بسر.

"الصحابة" (2/ 81) وابن حبان (3615) وابن عساكر (ص 444 - 445 و445) من طرق عن مبشر به. وإسناده صحيح. - وقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني: ثنا حسان بن نوح قال: سمعت أبا أمامة رفعه: "لا يصومنَّ أحدكم يوم السبت إلا في الفريضة، فإن لم يجد إلا لحاء شجرة فليفطر عليه" أخرجه الروياني (1258) عن سلمة بن شبيب النيسابوري ثنا أبو المغيرة به. وإسناده صحيح أيضاً. الثاني: يرويه محمد بن الوليد الزُّبيدي واختلف عنه: - فقال يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي الدمشقي: عن الزبيدي عن لقمان بن عامر عن عامر بن جَشِيب عن خالد بن مَعْدان عن عبد الله بن بسر رفعه: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، ولو لم يجد أحدكم إلا لحا شجرة فليفطر" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1850) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي حدثني أبي عن أبيه به. وإسناده ضعيف لضعف شيخ الطبراني. - ورواه بقية بن الوليد عن الزبيدي واختلف عنه: • فقال عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي: ثنا بقية ثني الزبيدي ثني لقمان بن عامر عن عامر بن جشيب عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر. أخرجه النسائي في "الكبرى" (2766) ولقمان صدوق، والباقون ثقات. • وقال سعيد بن عمرو بن سعيد الحمصي: ثنا بقية عن الزبيدي عن لقمان بن عامر عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن خالته الصماء. أخرجه النسائي (2769) • ورواه يزيد بن عبد ربه الحمصي عن بقية واختلف عنه:

فرواه خير بن عرفة المصري عن يزيد ثنا بقية عن الزبيدي عن لقمان بن عامر عن خالد عن عبد الله بن بسر. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1850) ورواه عمران بن بكار بن راشد الكَلاَعي الحمصي عن يزيد فلم يذكر لقمان بن عامر. أخرجه النسائي (2770) • وقال محمد بن مُصفى الحمصي: ثنا بقية عن السري بن يَنْعُم الجُبْلاني عن عامر بن جشيب عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر. أخرجه المزي (14/ 15 - 16) - وقال إسماعيل بن عياش: عن الزبيدي عن لقمان عن خالد عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء. أخرجه أحمد (6/ 368 - 369) والطبراني (¬1) في "مسند الشاميين" (1591) وأبو نعيم في "الصحابة" (7728) - وقال محمد بن حرب الخولاني الحمصي: ثنا الزبيدي عن فضيل بن فضالة عن عبد الله بن بسر عن خالته الصماء. أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (3412) والنسائي (2767) والطبراني في "الكبير" (24/ 330 - 331) - وقال عبد الله بن سالم الأشعري الحمصي: عن الزبيدي ثنا الفضيل بن فضالة أنَّ خالد بن معدان حدثه أنَّ عبد الله بن بسر حدثه أنه سمع أباه بسر يقول: فذكره. قال ابن بسر: فإن شككتم فاسألوا أختي، فمشى إليها خالد بن معدان، فسألها عما قال عبد الله فحدثته بذلك. أخرجه النسائي (2768) والطبراني في "الكبير" (1191) وفي "مسند الشاميين" (1875) الثالث: يرويه ثور بن يزيد الكَلَاعي الحمصي عن خالد بن معدان اختلف عنه: ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن خالد.

- فقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي: عن ثور عن خالد عن عبد الله بن بسر. أخرجه عبد بن حميد (508) وابن ماجه (1726) والنسائي (2761) وابن شاهين في "الناسخ" (398) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 218) من طرق عن عيسى به. وتابعه عتبة بن السكن الشامي ثنا ثور به. أخرجه تمام (655) قال أبو نعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به عيسى عن ثور" قلت: رواته ثقات، ولم ينفرد به عيسى كما تقدم. - ورواه غير واحد عن ثور فزادوا فيه: عن أخته الصماء، منهم: 1 - أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني. أخرجه أحمد (6/ 368) والدارمي (1756) وابن خزيمة (2163) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 80) والطبراني (24/ 325 - 326) وأبو نعيم في "الصحابة" (7727) والبيهقي (4/ 302) وفي "فضائل الأوقات" (307) والمزي (35/ 218 - 219) 2 - الوليد بن مسلم الدمشقي. أخرجه أبو داود (2421) وابن أبي عاصم (3411) والطبراني (24/ 325 - 329) وفي "مسند الشاميين" (434) والحاكم (1/ 435) وأبو نعيم في "الصحابة" (7727) وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" كذا قال، والبخاري لم يخرج رواية خالد عن عبد الله، ولا رواية عبد الله عن أخته. 3 - أصبغ بن زيد الوراق الواسطي. أخرجه النسائي (2762) والطبراني (24/ 330) من طرق عن يزيد بن هارون الواسطي أنبأ أصبغ عن ثور عن خالد ثني عبد الله أنَّ أخته الصماء حدثته. وإسناده صحيح. 4 - سفيان بن حبيب البصري. أخرجه أبو داود (2421) وابن ماجه (1/ 550) والترمذي (744) والنسائي (2763) والطبراني (24/ 330) والبغوي في "شرح السنة" (1806) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 175) وقال الترمذي: حديث حسن"

قلت: رواته ثقات. 5 - عبد الملك بن الصَّبَّاح المِسْمَعي البصري. أخرجه النسائي (2764) 6 - الفضل بن موسى السِّيناني المروزي. أخرجه الطبراني (24/ 330) 7 - قرة بن عبد الرحمن بن حَيْويل المَعَافري المصري. أخرجه الطبراني (24/ 330) 8 - عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. أخرجه تمام (653) - ورواه بقية بن الوليد عن ثور فقال فيه: عن عمته الصماء. أخرجه النسائي (2765) - ورواه أبو بكر عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي المقرىء عن ثور فقال: عن عبد الله بن بسر عن أمه. أخرجه تمام (654) وحديث أبي عاصم ومن تابعه أصح (¬1). الرابع: يرويه معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي عن ابن عبد الله بن بسر عن أبيه عن عمته الصماء أخت بسر. أخرجه النسائي (2760) والطبراني (24/ 325) وأبو نعيم في "الصحابة" (7726) والبيهقي (4/ 302) من طريق الليث بن سعد عن معاوية به. وتابعه عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية به. أخرجه ابن خزيمة (¬2) (2164) والطبراني (24/ 324) وأبو نعيم في "الصحابة" (7725) ¬

_ (¬1) واختلف فيه على خالد بن معدان، فرواه داود بن عبيد الله عن خالد عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء عن عائشة. أخرجه النسائي (2771) وداود مجهول كما في "التقريب". (¬2) وقع في روايته: معاوية بن صالح عن عبد الله بن بسر، سقط منه "ابن".

باب تطييب المرأة زوجها بيديها

وابن عبد الله بن بسر قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": لا يعرف. الخامس: يرويه الوليد بن مسلم الدمشقي عن يحيى بن حسان قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: ترون يدي هذه، فأنا بايعت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم" أخرجه أحمد (4/ 189) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ثنا الوليد به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 24) وإسناده ضعيف لأنّ الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني (7722) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني الحكم بن موسى ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا تصم يوم السبت إلا في فريضة ولو لم تجد إلا لحا شجر فأفطر عليه" وإسناده ضعيف لأنَّ عبد الله بن دينار هو الحمصي فيما أظن قال ابن معين: ضعيف. 1122 - (5916) قال الحافظ: قال القرطبي: وقد صح أنه كانت له -صلى الله عليه وسلم- لمة، فإن انفرقت فرقها, وإلا تركها" (¬1) هو من حديث هند بن أبي هالة وقد تقدم الكلام عليه برقم 765 باب تطييب المرأة زوجها بيديها 1123 - (5917) قال الحافظ: والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي وصححه الحاكم من حديث عمران بن حُصين، وله شاهد عن أبي موسى الأشعري عند الطبراني في "الأوسط" (¬2) ورد من حديث عمران بن حُصين ومن حديث أي موسى الأشعري ومن حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث يعلي بن مرة فأما حديث عمران فأخرجه أحمد (19975 - 33/ 185) وأبو داود (4048) ¬

_ (¬1) 12/ 484 (¬2) 12/ 488

والطبراني في "الكبير" (18/ 146 - 147 و147) والحاكم (4/ 191) والبيهقي (3/ 246) وفي "الآداب" (896) عن رَوح بن عُبادة البصري والترمذي (2788) والروياني (75 و76) عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي البصري والطبراني (18/ 146 - 147 و147) عن شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن الدمشقي والبيهقي في "الآداب" (ص 341 - 342) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي البصري كلهم عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن الحسن عن عمران مرفوعاً: "لا أركب الأُرْجُوان، ولا ألبس المُعَصْفَر، ولا ألبس القميص المُكفَّفَ بالحرير. ألا وطيب الرجال ريح لا لون له، ألا وطيب النساء لون لا ريح له" - ورواه عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي البصري عن سعيد واختلف عنه: • فقال عمرو بن علي الفلاس: ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد عن مطر أو قتادة عن الحسن عن عمران. أخرجه البزار (3549) وتابعه أبو عبد الله محمد بن يحيى القُطَعي ثنا عبد الأعلى به. أخرجه الروياني (80) قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يروى إلا عن عمران بن حصين، ولا رواه عن عمران إلا الحسن" • ورواه عياش بن الوليد الرقَّام البصري عن عبد الأعلى فجزم أنه عن مطر. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 246) وحديث روح بن عبادة ومن تابعه أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنَّ مشائخنا وإن اختلفوا في سماع الحسن من عمران، فإنَّ أكثرهم على أنه سمع منه" كذا قال، وقد قال ابن المديني وابن معين وأبو حاتم: لم يسمع الحسن من عمران. وأنكر يحيى القطان وأحمد سماعه منه. وقال البيهقي: لا يصح سماع الحسن من عمران (السنن 10/ 80) وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه مدلس وقد عنعن. وقتادة مدلس أيضاً وقد عنعن. وأما حديث أبي موسى فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (702) عن أحمد بن علي الأبار ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النَّفدي عن أبي موسى أنَّ رجلاً أراد أن يبايع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأبصره النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه أثر صفرة، فأبى أن يبايعه وقال: "طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا الرمادي" وأخرجه العقيلي (1/ 48 - 49) عن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرازي ثنا إبراهيم بن بشار به. وقال: هذا الحديث حدثناه بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان قال: بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوماً فيهم رجل متخلق فبايعه بأطراف أصابعه. وقال: ثنا بشر ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عاصم عن أبي عثمان قال: كان أبو موسى يقرىء الناس، فأبصر رجلاً متخلقاً فلحظ إليه، فلما رآه يلاحظ إليه قام الرجل فغسل الخلوق ثم جاء فجلس، فقال أبو موسى: أما هذا فقد أُعتب. وهذا أصح من حديث إبراهيم بن بشار، واختلف عن عاصم كما سيأتي. وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 2989) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا سعيد بن سليمان ثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن أنس قال: أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قوم يبايعونه، وفيهم رجل في يده أثر خلوق، فلم يزل يبايعهم، ويؤخره، ثم قال: "إنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"

باب ما يستحب من الطيب

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6424) من طريق السري بن خزيمة الأبِيْوَرْدي ثنا سعيد بن سليمان الواسطي به. قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم إلا إسماعيل" وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 156 قلت: وإسناده حسن، إسماعيل بن زكريا هو الخُلْقاني الأسدي وهو صدوق، والباقون ثقات، وعاصم هو ابن سليمان الأحول، واختلف عنه كما تقدم. وأما حديث أبي هريرة فيرويه أبو نَضْرة عن الطفاوي عن أبي هريرة في حديث طويل تقدم الكلام عليه برقم 1029 وأما حديث يعلي بن مرة فأخرجه المَحَاملي (333) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا ابن فضيل ثنا عطاء عن عبد الله بن حفص عن يعلي بن مرة قال: تخلقت فغسلته، ثم أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه" وأخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1477) من طريق أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البَيِّع ثنا المحاملي به. وقال: هذا حديث غريب" قلت: إسناده ضعيف، عطاء هو ابن السائب وكان قد اختلط، وسماع محمد بن فضيل الكوفي منه بعد اختلاطه، وعبد الله بن حفص قال الحافظ في "التقريب": مجهول لم يرو عنه غير عطاء بن السائب، وأبو هشام الرفاعي مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. باب ما يستحب من الطيب 1124 - (5918) قال الحافظ: وقد أورد له أحمد في "مسنده" حديثاً آخر في فضل الصف الأول، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" ¬

_ (¬1) 12/ 492 - 493

باب وصل الشعر

باب وصل الشعر 1125 - (5919) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم عقب حديث معاوية هذا حديث أبي هريرة وفيه: "ونساء كاسبات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت" (¬1) أخرجه مسلم (3/ 1680 و4/ 2192 - 2193) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسُهُن كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". باب التصاوير 1126 - (5920) قال الحافظ: ورد في بعض طرق الحديث عن عائشة عند مسلم: "فأمر بنضح موضع الكلب" (¬2) أخرجه مسلم (2105) من طريق ابن عباس قال: أخبرتني ميمونة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصبح يوماً واجماً، فقالت ميمونة: يا رسول الله! لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة، فلم يلقني، أَمَ والله! ما أخلفني" قالت: فظل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومه ذلك على ذلك، ثم وقع في نفسه جِرْوُ كلب تحت فُسْطاط لنا، فأمر به فأخرج، ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه. فلما أمسى لقيه جبريل فقال له: "قد كنت وعدتني أن تلقاني البارحة" قال: أجل، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة. فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ فأمر بقتل الكلاب حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير ويترك كلب الحائط الكبير. باب لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة 1127 - (5921) قال الحافظ: وفي حديث ميمونة عند مسلم نحو حديث عائشة وفيه أنه أصبح واجماً. ¬

_ (¬1) 12/ 497 (¬2) 12/ 504

وقال: وفي حديث ميمونة: فظل يومه على ذلك، ثم وقع في نفسه جرو كلب فأمر به فأخرج، ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه، فلما أمسى لقيه جبريل. وزاد فيه الأمر بقتل الكلاب" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. ... ¬

_ (¬1) 12/ 516

كتاب الأدب

كتاب الأدب باب عقوق الوالدين من الكبائر 1128 - (5922) قال الحافظ: وقد ثبت النهي عن الأغلوطات، أخرجه أبو داود من حديث معاوية" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف النون. باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم 1129 - (5923) قال الحافظ: وأخرج عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" والبزار وصححه الحاكم من حديث علي نحو حديثي الباب لكن قال: "ويدفع عنه ميتة السوء" (¬2) أخرجه البزار (693) وابن جميع في "معجمه" (ص 262 - 264) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد الأزدي المكي ثنا ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمْرة عن علي مرفوعاً: "من أحبَّ أن يُمدّ له في عمره، ويُبسط له في رزقه، ويستجاب له دعاؤه، ويصرف عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه" قال البزار: لا أحسب ابن جريج سمع هذا الحديث من حبيب، ولا نعلم رواه غيره" ¬

_ (¬1) 13/ 11 (¬2) 13/ 20

قلت: وحبيب مدلس وقد عنعن. - ورواه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي الهَمْداني واختلف عنه: • فقال أبو رجاء عبد الله بن واقد الهَرَوي: عن أبي إسحاق عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (7575) • وقال أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأَبَّار الكوفي: عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6877) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن منصور إلا أبو حفص الأبار" • ورواه مَعْمر بن راشد عن أبي إسحاق واختلف عنه: فقال هشام بن يوسف الصنعاني: أنا معمر عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (1/ 258) والطبراني في "الأوسط" (3038) وابن عدي (7/ 2570) والحاكم (4/ 165) والبيهقي في "الشعب" (7576) وتابعه عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر به. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1213) وابن عدي (2/ 1553) وابن الجوزي في "البر والصلة" (228) ورواه عبد الرزاق (20235) عن معمر عن أبي إسحاق عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (7573) وأبو إسحاق كان قد اختلط، ولم يُذكر أبو رجاء الهروي ومنصور بن المعتمر ومعمر فيمن روى عنه قبل الاختلاط، وكان مدلساً أيضاً وقد عنعن. فقول المنذري في "الترغيب" (3/ 335): بإسناد جيد، ليس بجيد، والله تعالى أعلم.

باب تبل الرحم ببلالها

باب تبل الرحم ببلالها 1130 - (5924) قال الحافظ: الخامس: أبو بكر وعمر، أخرجه الطبري وابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعاً، وسنده ضعيف" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الكبير" (10477) والواحدي في "الوسيط" (4/ 320) من طريق الحسين بن حريث المروزي ثنا عبد الرحيم بن زيد العَمِّي عن أبيه عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قول الله عز وجل: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4] قال: "صالح المؤمنين أبو بكر وعمر" قال الهيثمي: وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك" المجمع 7/ 127 قلت: ذكره ابن عدي في "الكامل" فقال: يروي عن أبيه عن شقيق عن عبد الله غير حديث منكر، وله أحاديث غير ما ذكرت كلها ما لا يتابعه الثقات عليها. وذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث. وقال أبو داود: لا يكتب حديثه، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه العجائب لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها. 1131 - (5925) قال الحافظ: الثامن: علي، أخرجه ابن أبي حاتم بسند منقطع عن علي نفسه مرفوعاً" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 389) عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي ثنا محمد بن أبي عمر ثنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين قال: أخبرني رجل ثقة يرفعه إلى علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: "هو علي بن أبي طالب" قال ابن كثير: إسناده ضعيف، وهو منكر جداً" ¬

_ (¬1) 13/ 27 (¬2) 13/ 27

باب رحمة الولد وتقبيله

باب رحمة الولد وتقبيله 1132 - (5926) قال الحافظ: وللطبراني من حديث الحسن بن علي نحوه" (¬1) أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (140) والطبراني في "الكبير" (2715) و"الصغير" (850) وابن عدي (2/ 838) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 349) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 45) من طريق حُديج بن معاوية الجُعفي عن أبي إسحاق عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن الحسن بن علي قال: جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعها ابنان لها، فأعطاها ثلاث تمرات، فأعطت ابنيها كل واحد منهما تمرة، فأكلا تمرتيهما، ثم جعلا ينظران إلى أمهما، فشقّت تمرتها بنصفين بينهما، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد رحمها الله برحمتها ابنيها" قال الطبراني: لم يروه عن أبي إسحاق إلا حديج، ولا يروى عن الحسن بن علي إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي إسحاق وشقيق، تفرد به حديج" وقال الهيثمي: وفيه حديج بن معاوية وهو ضعيف" المجمع 8/ 158 وللحديث شاهد عند مسلم (2635) من طريق عِرَاك بن مالك عن عائشة قالت: جاءت مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرةً لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "إنَّ الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار" 1133 - (5927) قال الحافظ: ومثله في حديث عقبة بن عامر في "الأدب المفرد" وكذا وقع في ابن ماجه وزاد: "وأطعمهنَّ وسقاهنَّ وكساهنَّ" (¬2) صحيح أخرجه أحمد (17403) والبخاري في "الأدب المفرد" (76) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 194) وأبو يعلى (1764) والطيوري في "حديثه" (747) وابن الجوزي في "البر والصلة" (215) ¬

_ (¬1) 13/ 33 (¬2) 13/ 33 - 34

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء والحسين المروزي في "البر والصلة" (152) وابن ماجه (3669) والبيهقي في "الشعب" (8317) عن عبد الله بن المبارك ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 500) وابن عبد الحكم (ص 194) وسمويه في "فوائده" (46) والطبراني في "الكبير" (17/ 299 - 300) والبيهقي في "الشعب" (8318) وفي "الآداب" (28) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثلاثتهم عن أبي حفص حرملة بن عمران التُّجِيبي قال: سمعت أبا عُشَّانة المَعَافري قال: سمعت عقبة بن عامر رفعه: "من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنَّ، فأطعمهنَّ وسقاهنَّ وكساهنَّ من جِدَتِهِ، كنَّ له حجاباً من النار" قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 101 قلت: وهو كما قال، وأبو عشانة اسمه حي بن يؤمن. ولم ينفرد حرملة به بل تابعه: 1 - يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. أخرجه الطبراني (17/ 300) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا رِشْدين بن سعد عن حرملة بن عمران وابن الهاد عن أبي عشانة عن عقبة به. ورشدين قال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث. 2 - عبد الله بن لهيعة. أخرجه الروياني (229 م) والطبراني (17/ 309) وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف. 1134 - (5928) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند الطبراني: "فأنفق عليهنَّ وزوجهنَّ وأحسن أدبهنَّ"

وقال: ففي حديث ابن عباس المتقدم: فقال رجل من الأعراب: أو اثنتين؟ فقال: "أو اثنتين" (¬1) ضعيف جداً أخرجه مسدد (المطالب العالية 2576/ 1) وعبد بن حميد (615) والحارث (بغية الباحث 903) وابن أبي الدنيا في "العيال" (87) وأبو يعلى (المطالب 2576/ 4) والخرائطي في "المكارم" (688) والطبراني في "الكبير" (11542) من طرق عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: "من عال ثلاث بنات، يزوجهنَّ، وينفق عليهنَّ، ويحسن أدبهنَّ، دخل الجنة" فقال له أعرابي: يا رسول الله! أو اثنتين؟ قال: "أو اثنتين" قال الهيثمي: وفيه حنش بن قيس الرَّحَبِي وهو متروك" المجمع 8/ 162 قلت: اسمه حسين، وحنش لقبه. وللحديث شاهد عن جابر وهو الحديث الذي بعده. 1135 - (5929) قال الحافظ: وفي حديث جابر عند أحمد وفي "الأدب المفرد": "يؤويهنَّ ويرحمهنَّ ويكفلهنَّ" زاد الطبري فيه: "ويزوجهنَّ" وله نحوه من حديث أبي هريرة في "الأوسط" وقال: وفي حديث جابر: وقيل. وفي حديث أبي هريرة: قلنا. وزاد في حديث جابر: فرأى بعض القوم أن لو قال: وواحدة، لقال: وواحدة. وفي حديث أبي هريرة: قلنا: وثنتين، قال: "وثنتين" قلنا: وواحدة، قال: "وواحدة" (¬2) حديث جابر يرويه محمد بن المنكدر المدني واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن المنكدر عن جابر، منهم: 1 - أيوب السَّخْتِيَاني. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5153) عن محمد بن نصر بن حميد البزاز ثنا ¬

_ (¬1) 13/ 34 (¬2) 13/ 34

محمد بن عبد الله الأرُزِّي ثنا عاصم بن هلال ثنا أيوب السختياني عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعاً: "من كان له ثلاث بنات، أو مثلُهنَّ من الأخوات فكفاهنَّ وعالهنَّ وجبت له الجنة" قلنا: يا رسول الله! وثنتين؟ قال: "وثنتين" ونرى لو قلنا: واحدة، قال: نعم. وأخرجه ابن عدي (5/ 1874) عن أبي يعلى ثنا محمد بن عبد الله الأرزي به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 14) من طريق إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد بن عبد الله الأرزي به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا عاصم بن هلال" وقال أبو نعيم: غريب من حديث أيوب عن ابن المنكدر، تفرد به عاصم" وقال ابن عدي: وهذا الحديث ليس بمحفوظ عن أيوب بهذا الإسناد، وعامة ما يرويه عاصم ليس يتابعه عليه الثقات". قلت: ضعفه ابن حبان وغيره، وقال أبو زرعة: حدث عن أيوب بأحاديث مناكير. وقواه أبو داود وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. 2 - سليمان التيمي. أخرجه البزار (كشف 1908) عن محمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون ثنا سرور بن المغيرة أبو عامر الواسطي ثنا سليمان التيمي عن ابن المنكدر عن جابر به مرفوعاً. وقال فيه: "فآواهنَّ وسترهنَّ حتى يَبِنَّ أو يدركن، فله الجنة حقاً" ومحمد بن كثير ترجمه الخطيب في "التاريخ" (4/ 356) في من اسمه أحمد ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذلك سماه الذهبي في "الميزان" (2/ 116) في ترجمة سرور بن المغيرة: أحمد. وسرور ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ. 3 - علي بن زيد بن جُدْعان. أخرجه أحمد (14247) والبخاري في "الأدب المفرد" (78) والحسين المروزي في "البر والصلة" (190) وابن أبي الدنيا في "العيال" (84) والبزار (كشف 1908) والطبراني في "الأوسط" (4757) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (622) من طرق عن علي بن زيد به.

وقال فيه: "يؤويهنَّ، ويرحمهنَّ، ويكفلهنَّ، وجبت له الجنة البتة" وفي لفظ: "يؤدبهنَّ، ويزوجهنَّ، ويكفهنَّ" قال الهيثمي: وإسناد أحمد جيد" المجمع 8/ 157 كذا قال، وعلي بن زيد قال ابن معين والجوزجاني والنسائي وابن المديني والدارقطني وغيرهم: ضعيف. - ورواه سفيان بن حسين الواسطي واختلف عنه: • فقال يزيد بن هارون الواسطي: أنا سفيان بن حسين عن ابن المنكدر عن جابر. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 550) وأبو يعلى (2210) • وقال حشرج بن نُباتة الأشجعي الكوفي: عن سفيان بن حسين عن علي بن زيد عن ابن المنكدر عن جابر. أخرجه ابن أبي الدنيا (92) وتابعه عمرو بن عبد الله بن رزين السلمي النيسابوري ثنا سفيان بن حسين به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (8316) - ورواه مَعْمر بن راشد عن ابن المنكدر مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (19697) عن معمر به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8315) من طريق أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق به. وهذا أصح. وحديث أبي هريرة له عنه طريقان: الأول: يرويه محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً: "من كنَّ له ثلاث بنات، فعالهنَّ وآواهنَّ وكفلهنَّ وجبت له الجنة" قلنا: وثنتين؟ قال: "وثنتين" قلنا: وواحدة؟ قال: "وواحدة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6195) عن محمد بن حنيفة الواسطي أنا الحسن بن جَبَلَةَ الشيرازي ثنا عبيد بن عمرو الحنفي عن أيوب السَّخْتِياني عن ابن سيرين به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا عبيد بن عمرو، تفرد به الحسن بن جبلة" (¬1) قلت: لم أقف له على ترجمة، وعبيد بن عمرو وثقه ابن حبان، وضعفه الدارقطني. ومحمد بن حنيفة قال الدارقطني: ليس بالقوي (تاريخ بغداد 2/ 296) الثاني: يرويه ابن جريج ثني أبو الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي هريرة مرفوعاً: "من كان له ثلاثُ بنات، فصبر على لأوائِهِنَّ وضرَّائهنَّ وسرائهنَّ، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهنَّ" فقال رجل: أو اثنتان يا رسول الله؟ قال: "أو اثنتان" فقال رجل: أو واحدة يا رسول الله؟ قال: "أو واحدة" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 552 - 553) وأحمد (8425) والخرائطي (699) والحاكم (4/ 176) والبيهقي في "الشعب" (8311) والخطيب في "المتفق والمفترق" (1072) وابن الجوزي في "البر والصلة" (210) من طرق عن ابن جريج به (¬2). قال الحاكم: صحيح الإسناد" كذا قال، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن، وعمر بن نبهان قال البخاري: لا أدري من هو، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 1136 - (5930) قال الحافظ: وللترمذي وفي "الأدب المفرد" من حديث أبي سعيد: "فأحسن صحبتهنَّ واتقى الله فيهن" (¬3) يرويه سهيل بن أبي صالح واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن سهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن مُكْمِل الأعشى الزهري عن أيوب بن بشير الأنصاري المعاوي عن أبي سعيد مرفوعاً: "لا يكون لأحد ثلاثُ بنات، أو ثلاث أخوات، أو ابنتان، أو أختان، فيتقي الله فيهنَّ، ويحسن إليهنَّ إلا دخل الجنة" ¬

_ (¬1) وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 158 (¬2) وفي رواية عند الخطيب في "المتفق" (1071): عن أبي ثعلبة الخشني، بدل أبي هريرة. (¬3) 13/ 34

وفي لفظ: "من عال ثلاث بنات، فأدبهنَّ، ورحمهنَّ (¬1)، وأحسن إليهنَّ، فله الجنة" أخرجه أحمد (11384) وابن الجوزي في "البر والصلة" (216) عن إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني الكوفي وأبو داود (5148) عن جرير بن عبد الحميد الرازي وأحمد (11924) والحسين المروزي في "البر والصلة" (173) وأبو داود (5147) والبيهقي في "الآداب" (33) عن خالد بن عبد الله الطحان الواسطي (¬2) والبيهقي في "الشعب" (8309) وفي "الآداب" (31) عن علي بن عاصم الواسطي كلهم عن سهيل به. - ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن سهيل واختلف عنه: • فرواه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي المدني عن الدراوردي كرواية إسماعيل بن زكريا ومن تابعه. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (79) وتابعه داود بن عبد الله بن محمد الهاشمي المدني عن الدراوردي به. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 552) • ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الدراوردي فلم يذكر أيوب بن بشير. أخرجه الترمذي (1912) • ورواه خالد بن خِدَاش البصري عن الدراوردي فلم يذكر أبا سعيد الخدري. ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "وزوجهنَّ" (¬2) رواه عفان بن مسلم البصري وسعيد بن سيمان الواسطي ومسدد عن خالد بن عبد الله هكذا. ورواه وهب بن بقية الواسطي عن خالد بن عبد الله فلم يذكر سعيداً الأعشى. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (4/ 27)

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (106) - ورواه سفيان بن عيينة عن سهيل عن أيوب بن بشير عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي سعيد. أخرجه الحميدي (738) والحسين المروزي (150) والترمذي (1916) وابن أبي الدنيا (107) وابن حبان (446) والبيهقي في "الشعب" (8310) وتابعه حماد بن سلمة عن سهيل به. أخرجه الخرائطي في "المكارم" (689) قال البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 491): ولا يصح" يعني: أيوب بن بشير عن سعيد بن عبد الرحمن. والصواب رواية إسماعيل بن زكريا ومن تابعه. قاله ابن أبي الدنيا (العيال 1/ 253) والبيهقي (الشعب 15/ 180) والمزي (التهذيب 10/ 536) وقال الترمذي: حديث غريب" قلت: لم أره عن أبي سعيد إلا من هذا الطريق، ومداره على سعيد بن عبد الرحمن، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث. 1137 - (5931) قال الحافظ: وفي حديث عوف بن مالك عند الطبراني: فقالت امرأة" (¬1) أخرجه أحمد (23991 و24007) وابن أبي الدنيا في "العيال" (85) والخرائطي في "المكارم" (685) والطبراني في "الكبير" (18/ 56) والبيهقي في "الشعب" (8312 و8313) من طرق عن النَّهَّاس بن قَهْم البصري ثنا شداد أبو عمار عن عوف بن مالك مرفوعاً: "ما من عبد مسلم يكون له ثلاثُ بنات، فأنفق عليهنَّ حتى يَبِنَّ أو يَمُتْن، إلا كنَّ له حجاباً من النار" ¬

_ (¬1) 13/ 34

باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه

فقالت امرأة: يا رسول الله، أو اثنتان؟ قال: "أو اثنتان" قال الهيثمي: وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف" المجمع 8/ 157 قلت: وشداد بن عبد الله القرشي الأموي الدمشقي قال صالح جزرة: لم يسمع من عوف بن مالك. باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه 1138 - (5932) قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أنس: "ما هو بمؤمن" وللطبراني من حديث كعب بن مالك: "لا يدخل الجنة" ولأحمد نحوه عن أنس بسند صحيح. وقال: في حديث أنس: "من لم يأمن" وفي حديث كعب: "من خاف" (¬1) حديث أنس له عنه طرق: الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن سنان الكندي عن أنس مرفوعاً: "ما هو بمؤمن من لم يأمن جارُهُ بَوَائِقَهُ" وفي لفظ: "غوائله" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 547) وأبو يعلى (4252) عن يزيد بن هارون الواسطي والخطيب في "الموضح" (2/ 165) عن محمد بن سلمة الحراني كلاهما عن ابن إسحاق به. قال الهيثمي: وفيه ابن إسحاق وهو مدلس" المجمع 8/ 169 يعني أنه لم يذكر سماعاً من يزيد، لكنه لم ينفرد به بل تابعه سعيد بن أبي أيوب المصري عن يزيد به إلا أنه سمى الراوي عن أنس: سنان بن سعد الكندي. ¬

_ (¬1) 13/ 50

أخرجه الحاكم (4/ 165) والراوي عن أنس مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. الثاني: يرويه قتادة عن أنس مرفوعاً: "لا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه" أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (342) عن عمرو بن محمد بن بكير الناقد البغدادي ثنا زيد بن الحُبَاب ثنا علي بن مسعدة الباهلي ثنا قتادة به. وإسناده ضعيف لأنَّ قتادة مدلس وقد عنعن، وعلي بن مسعدة مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره. الثالث: يرويه عبد الحكم بن عبد الله القَسْمَلي عن أنس مرفوعاً: "إنَّ الرجل لا يكون مؤمناً حتى يأمن جاره بوائقه، يبيت حين يبيت وهو آمن من شره، وإنَّ المؤمن الذي نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة" أخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 39) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (52) من طريق قرة بن حبيب الغنوي ثنا عبد الحكم به. وإسناده ضعيف لضعف عبد الحكم. الرابع: يرويه سعيد بن أبي الربيع البصري أخبرني حماد بن بشير بن عبد الله بن رجاء العبدي ثنا أنس رفعه: "إنَّ الرجل لا يكون مؤمناً حتى يكون قلبه مع لسانه سواء، ويكون لسانه مع قلبه سواء، ولا يخالف قوله عمله، ويأمن جاره بوائقه" أخرجه إسماعيل الأصبهاني (53) قال المنذري: إسناده فيه نظر" الترغيب 3/ 236 وللحديث طريق خامسة تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "والمؤمن من أمنه الناس" وحديث كعب بن مالك تقدم الكلام عليه أيضاً في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "ألا إنَّ أربعين داراً جار" 1139 - (5933) قال الحافظ: ووقع لأحمد من حديث ابن مسعود أنه السائل عن ذلك" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 50

باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الله قسم أخلاقكم ... " باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره 1140 - (5934) قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني والبيهقي في "الزهد" من حديث أبي أمامة نحو حديث الباب بلفظ: "فليقل خيراً ليغنم أو ليسكت عن شر ليسلم" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الكبير" (7706) والبيهقي في "الزهد" (234) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا عُفير بن مَعدان عن سُليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليسعه بيته، وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليقل خيراً فيغنم، أو ليسكت عن شر فيسلم" قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف" المجمع 10/ 299 قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: ليس بثقة. وكذا قال ابن معين. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: حديثه ضعيف جداً، وقال ابن عدي: عامة رواياته غير محفوظة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لا أصل له، لا يشتغل بروايته. 1141 - (5935) قال الحافظ: ولأحمد وصححه ابن حبان من حديث البراء رفعه في ذكر أنواع من البر قال: "فإن لم تطق ذلك فكفَّ لسانك إلا من خير" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: "لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة ... " ¬

_ (¬1) 13/ 54 (¬2) 13/ 54

باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا

باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً 1142 - (5936) قال الحافظ: قال ابن بطال: وقد ثبت حديث أبي هريرة: "والله فهي عون العبد ما دام العبد في عون أخيه" (¬1) أخرجه مسلم (2699) باب لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- فاحشاً ولا متفحشاً 1143 - (5937) قال الحافظ: وأخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أنَّ عيينة استأذن: فذكره مرسلاً" (¬2) مرسل أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (319) من طريق أبي حفص عمر بن محمد العطار ثنا أحمد (¬3) بن إبراهيم بن بكار ثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم ثنا يحيى بن حمزة ثنا أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أنَّ عيينة بن بدر استأذن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعبس بوجهه، ثم أذن له، فلما دخل بَشّ في وجهه، فلما خرج قالت عائشة: عبست حين استأذن، وبششت حين دخل. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كفى بالرجل شراً أن يُتقى مخافة فحشه". باب حسن الخلق 1144 - (5938) قال الحافظ: وفي حديث علي الطويل في دعاء الافتتاح عند مسلم (771): "واهدني لأحسنِ الأخلاقِ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت" (¬4) ¬

_ (¬1) 13/ 58 (¬2) 13/ 62 (¬3) هو أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار القرشي العامري الدمشقي قال النسائي: لا بأس به. (¬4) 13/ 64

باب ما ينهى من السباب واللعن

باب ما ينهى من السباب واللعن 1145 - (5939) قال الحافظ: وعلى الأول فحكم من بدأ منهما أنَّ الوزر عليه حتى يعتدي الثاني كما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة" (¬1) أخرجه مسلم (2587) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "المُسْتَبَّان ما قالا. فعلى البادىء، ما لم يعتد المظلوم". باب النميمة من الكبائر 1146 - (5940) قال الحافظ: وقد صحح ابن حبان من حديث أبي هريرة بلفظ: "وكان الآخر يؤدي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "ائتوني بجريدتين". باب الكبر 1147 - (5941) قال الحافظ: والسائل المذكور يحتمل أن يكون ثابت بن قيس، فقد روى الطبراني بسند حسن عنه أنه سأل عن ذلك. وكذا أخرج من حديث سواد بن عمرو أنه سأل عن ذلك" (¬3) حديث ثابت بن قيس أخرجه البزار (كشف 3578) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 126 - 127) والطبراني في "الكبير" (1317 و1318) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس قال: كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18] فذكر الكِبْر ¬

_ (¬1) 13/ 74 (¬2) 13/ 82 (¬3) 13/ 102

فعظمه، فبكى ثابت بن قيس، فقال له نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك؟ " فقال: يا نبي الله! إني أحب الجمال حتى إني ليعجبني أن يحسن شراك نعلي، قال: "فأنت من أهل الجنة، إنه ليس الكبر بأن تحسن راحلتك ورحلك ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس" قال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ، وجده عبد الرحمن لم يدرك ثابت بن قيس" المجمع 7/ 4 قلت: محمد بن أبي ليلى قال أحمد وابن معين: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. وحديث سواد بن عمرو أخرجه هناد في "الزهد" (827) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن سواد بن عمرو قال: يا رسول الله! إني رجل حُبِّبَ إليَّ الجمال، وأعطيت منه ما ترى، حتى ما أحبُّ أن يفوقني أحد، بشسع نعلي، أو قال: بشراك نعلي، فمن الكبر ذلك؟ قال: "لا ولكن من الكبر من بطر الحق، وغمط الناس" وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1177) والطبراني في "الكبير" (6477) وأبو نعيم في "الصحابة" (3556) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 484) من طريق المعافى بن عمران المَوْصلي عن هشام بن حسان به. - ورواه أيوب السَّخْتِياني عن ابن سيرين واختلف عنه: • فقال حماد بن زيد: عن أيوب عن ابن سيرين أنَّ سواد بن عمرو قال: يا رسول الله ... أخرجه أبو القاسم البغوي (1176) والطبراني (6479) وأبو نعيم (1176) من طرق عن حماد به. • وقال عاصم بن هلال البارقي البصري: عن أيوب عن محمد بن سيرين عن سواد بن عمرو قال: سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... أخرجه الطبراني (6478) • وقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: ثنا أيوب عن ابن سيرين قال: نبئت أنَّ رجلاً أحسبه سواد بن عمرو قال: يا رسول الله ... أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (592) وهذا أصح، وابن سيرين لم يسمع من سواد بن عمرو.

باب الهجرة

قال البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 202) في ترجمة سواد بن عمرو: ولم يصح حديثه، مرسل" قال الحافظ: يعني أنَّ ابن سيرين لم يسمعه منه" الإصابة 4/ 292 باب الهجرة 1148 - (5942) قال الحافظ: ولأبي داود بسند صحيح من حديث أبي هريرة: "فإن مرَّت به ثلاث فلقيه فليسلم عليه، فإن ردَّ عليه فقد اشتركا في الأجر، وان لم يرد عليه فقد باء بالاثم وخرج المسلم من الهجرة" (¬1) أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 257) وفي "الأدب المفرد" (414) وأبو داود (4912) والخرائطي في "المساوىء" (558) من طرق عن محمد بن هلال بن أبي هلال مولى ابن كعب المِذْحِجِي عن أبيه أنه سمع أبا هريرة رفعه: "لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمناً فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث فَلْيَلْقَهُ فليسلم عليه، فإن ردَّ عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وان لم يردَّ عليه فقد باء بالإثم، وخرج المُسَلِّمُ من الهجرة" وإسناده ضعيف، هلال بن أبي هلال قال أحمد: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور، وقال الذهبي: لا يعرف، تفرد عنه ابنه محمد بن هلال. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. 1149 - (5943) قال الحافظ: ولأحمد والمصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان من حديث هشام بن عامر: "فإنهما ناكثان عن الحق ما داما على صرامهما، وأولهما فيئاً يكون سبقه كفارة" فذكر نحو حديث أبي هريرة وزاد في آخره: "فإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعاً" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 108 (¬2) 13/ 108

أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (784) والطيالسي (ص 170) ومسدد (الإتحاف 7169) وابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 7170) وأحمد (16257 و16258) والبخاري في "الأدب المفرد" (402 و407) والحارث (بغية 870) وأبو يعلى (1557) وفي "المفاريد" (69) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1568) وابن البختري في "حديثه" (306) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 194 و195) وابن حبان (5664) والطبراني في "الكبير" (22/ 175) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (46) والبيهقي في "الآداب" (301) وفي "الشعب" (8672) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 619) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2489) من طرق عن يزيد الرِّشْك قال: سمعت معاذة العدوية قالت: سمعت هشام بن عامر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يحل لمسلم أن يُصارِم (¬1) مسلماً (¬2) فوق ثلاث (¬3)، (¬4) وإنهما ناكبان عن الحق ما كانا (¬5) على صِرامهما، وإنَّ أولهما فَيْئاً يكون في سَبْقِهِ بالفَيْء كفارة له، وإن سلم عليه فلم (¬6) يقبل (¬7) سلامه (¬8) ردَّت (¬9) عليه الملائكة (¬10)، وردَّ على الآخر الشيطان، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة (¬11). أو لم يجتمعا في الجنة" (¬12) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 66 وقال البوصيري: ورجاله محتج بهم في الصحيح" الإتحاف 7/ 410 قلت: وإسناده صحيح، ويزيد هو ابن أبي يزيد الضُّبَعِي البصري. ¬

_ (¬1) ولفظ ابن المبارك وغيره: "يهاجر"، ولفظ البغوي وغيره: "يهجر" (¬2) ولفظ الطيالسي: "أخاه" (¬3) زاد ابن المبارك وغيره: "ليال" (¬4) زاد ابن المبارك: "فإن فعلا"، وعند مسدد: "وإنهما ما صرما فوق ثلاث ليال" ونحوه لأحمد في الموضع الأول وأبي الشيخ. (¬5) وفي لفظ: "داما" (¬6) ولفظ البخاري: "فأبى أن" (¬7) ولفظ ابن المبارك وأحمد في الموضع الأول: "يردّ عليه" وزاد أحمد: "وردَّ عليه" ولفظ البيهقي في "الشعب": "فلم يرد عليه السلام" (¬8) ولفظ مسدد وغيره: "فلم يقبل تسليمه وسلامه" ولفظ الطبراني وغيره: "سلمه وسلامه" وزاد الطيالسي وغيره: "ورد عليه سلامه" (¬9) ولفظ ابن المبارك: "سلمت" (¬10) ولفظ مسدد وغيره: "الملك" (¬11) زاد ابن المبارك وأبو الشيخ: "جميعاً"، وزاد البغوي وابن قانع: "أبداً"، وزاد مسدد وغيره: "جميعاً أبداً" (¬12) زاد أحمد في الموضع الأول: "أبداً"

باب الحذر من الغضب

باب الحذر من الغضب 1150 - (5944) قال الحافظ: قوله: أنَّ رجلاً، هو جارية بن قدامة، أخرجه أحمد وابن حبان والطبراني من حديثه مبهماً ومفسراً" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا تغضب ولك الجنة" 1151 - (5945) قال الحافظ: وفي حديث ابن عمر عند أبي يعلى: قلت: يا رسول الله! قل لي قولاً وأقلل لعلي أعقله" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا تغضب ولك الجنة" باب الحياء 1152 - (5946) قال الحافظ: ووقع نظير هذه القصة عن عمران بن حصين أيضاً للعلاء بن زياد، أخرجه ابن المبارك في "كتاب البر والصلة" (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم" (85) عن أحمد بن جميل المروزي ثا عبد الله بن المبارك أنا جرير بن حازم عن حميد بن هلال قال: قال عمران بن حصين: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ الحياء خير كله" فقال العلاء بن زياد: إنا لنجد في الكتب أنَّ منه ضعفاً. فغضب غضباً شديداً وقال: أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتأتيني بكتبك. فقال القوم: وإنَّ العلاء رجل صالح وإنه وإنه. واختلف فيه على جرير بن حازم: فرواه وهب بن جرير بن حازم عن أبيه قال: سمعت حميد بن هلال يحدث عن أبي قتادة عن عمران رفعه: فذكره، ولم يذكر قصة العلاء بن زياد. ¬

_ (¬1) 13/ 134 (¬2) 13/ 134 (¬3) 13/ 136

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يسروا ولا تعسروا"

أخرجه أحمد (20008) عن وهب بن جرير به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 222) من طريق محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا وهب بن جرير به. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يسروا ولا تعسروا" 1153 - (5947) قال الحافظ: وأما الحديث الآخر فأخرجه مالك في "الموطأ" عن الزهري عن عروة عن عائشة: فذكر حديثاً في صلاة الضحى، وفيه: وكان يحبّ ما خفّ على الناس" (¬1) أخرجه مالك (1/ 152 - 153) عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها، وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدع العمل وهو يحبُّ أن يعمله خشية أن يعمل به الناس فيفرضَ عليهم. ومن طريقه أخرجه البخاري (فتح 3/ 253) وليست فيه الزيادة التي ذكرها الحافظ. وهي عند أحمد (24056 و24559) وغيره من هذا الطريق. باب إكرام الضيف 1154 - (5948) قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان: "ومن حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما يعنيه" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أركعت ركعتين" ¬

_ (¬1) 13/ 140 (¬2) 13/ 149

باب ما يجوز من الشعر

باب ما يجوز من الشعر 1155 - (5949) قال الحافظ: وأخرجه الطبراني من وجه آخر موصول بسند ضعيف" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنْ كدتم لتتخذون لوليد حناناً" 1156 - (5950) قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث واثلة أنه كان ممن نفاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من المخنثين" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- المخنثين من الرجال ... باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر 1157 - (5951) قال الحافظ: قال ابن الجوزي: وقع في حديث سعد عند مسلم: "حتى يريه" (¬3) أخرجه مسلم (2258) من طريق محمد بن سعد عن سعد مرفوعاً: "لأَن يمتلىء جوفُ أحدكم قيحاً بَرِيهِ، خير من أن يمتلىء شعراً" 1158 - (5952) قال الحافظ: وأخرج أبو عبيد التأويل المذكور من رواية مُجَالد عن الشعبي مرسلاً: فذكر الحديث وقال في آخره: يعني من الشعر الذي هُجي به النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد وقع لنا ذلك موصولاً من وجهين آخرين. فعند أبي يعلى من حديث جابر في الحديث المذكور: "قيحاً أو دماً خيراً له من أن يمتلىء شعراً هجيت به" وفي سنده راو لا يعرف" (¬4) ¬

_ (¬1) 13/ 158 (¬2) 13/ 162 (¬3) 13/ 166 (¬4) 13/ 167

حديث الشعبي أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 36) عن يزيد بن هارون الواسطي عن الشَرَقي بن القُطَامي عن مجالد عن الشعبي رفعه: "لَأَن يمتلىء جوفُ أحدكم قيحًا حتى يَرِيهِ خير له من أن يمتلىء شعراً" يعني من الشعر الذي هُجِيَ به النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 296) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو عبيد به. وإسناده ضعيف لضعف الشرقي ومجالد بن سعيد الهَمْداني الكوفي. وحديث جابر أخرجه أبو يعلى (2056) عن الجراح بن مَخلد العجلي البصري القَزَّاز ثنا أحمد بن سليمان الخراساني ثنا أحمد بن محرز الأزدي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً: "لَأَنْ يمتلىء جوف أحدكم قيحًا أو دماً، خير له من أن يمتلىء شعراً هُجيتُ به" قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 120 قلت: هكذا رواه أحمد بن سليمان الخراساني فقال: ثنا أحمد (¬1) بن محرز. ورواه غيره فسماه: النضر بن محرز. أخرجه العقيلي (4/ 288) عن محمد بن سليمان المروزي وابن عدي (7/ 2494) عن أبي بكر عبد الرحمن بن عبد العزيز الفارسي قالا: ثنا النضر بن محرز عن ابن المنكدر عن جابر به. قال العقيلي: لا يتابع النضر بن محرز المروزي على حديثه هذا ولا يعرف إلا به" وقال ابن عدي: وهذا الحديث بإسناده غير محفوظ" وقال ابن حبان في "المجروحين": النضر بن محرز منكر الحديث جداً، لا يجوز الاحتجاج به. وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. ¬

_ (¬1) قال الحافظ: وأحمد لم أقف له على ترجمة، فلعله من تغيير بعض الرواة أو النضر لقبه" اللسان 7/ 165

باب علامة الحب في الله

1159 - (5953) قال الحافظ: قال النووي: وتعلق بقوله في حديث أبي سعيد: "خذوا الشيطان" (¬1) أخرجه مسلم (2259) من طريق يُحَنِّس مولى مصعب بن الزبير عن أبي سعيد قال: بينا نحن نسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعَرج إذ عَرَضَ شاعر يُنْشِدُ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان، لَأَنْ يمتلىء جوفُ رجل قيحًا، خير له من أن يمتلئ شعراً" باب علامة الحب في الله 1160 - (5954) قال الحافظ: فعند أبي عوانة أيضاً وأحمد وأبي داود وابن حبان من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! الرجل يحب القوم. الحديث ورجاله ثقات، فإن كان مضبوطاً أمكن أن يفسر به المبهم في حديث أبي موسى، لكن المحفوظ بهذا الإسناد عن أبي ذر لرجل يعمل العمل من الخير ويحمد الناس عليه، كذا أخرجه مسلم وغيره، فلعل بعض رواته دخل عليه حديث في حديث. وقال: وفي حديث أبي ذر المشار إليه قبل: "ولا يستطيع أن يعمل بعملهم" (¬2) تقدم برقم 804 1161 - (5955) قال الحافظ: ووقع في حديث أنس عند مسلم: "ولم يلحق بعملهم" (¬3) الحديث عند مسلم (2640) عن ابن مسعود بلفظ: "ولمّا يلحق بهم" باب ما يدعى الناس بآبائهم 1162 - (5956) قال الحافظ: وقال ابن بطال: في هذا الحديث رد لقول من زعم أنهم لا يدعون يوم القيامة إلا بأمهاتهم ستراً على آبائهم. ¬

_ (¬1) 13/ 168 (¬2) 13/ 178 (¬3) 13/ 178

قلت: هو حديث أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس، وسنده ضعيف جداً. وأخرج ابن عدي من حديث أنس مثله وقال: منكر. أورده في ترجمة إسحاق بن إبراهيم الطبري" (¬1) موضوع وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (11242) عن الحسن بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة ثنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعاً: "إنَّ الله تعالى يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم (¬2) ستراً منه على عباده، وأما عند الصراط فإنَّ الله عز وجل يعطي كل مؤمن نورًا، وكل مؤمنة نورًا، وكل منافق نورًا، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات، فقال المنافقون: انظرونا نقتبس من نوركم، وقال المؤمنون: ربنا أتمم لنا نورنا، فلا يذكر عند ذلك أحد أحداً" قال الهيثمي: وفيه إسحاق بن بشر أبو حذيفة وهو متروك" المجمع 10/ 359 قلت: هو أحد الوضاعين. انظر ترجمته في "لسان الميزان" (1/ 354 - 355) قال ابن عراق الكناني: هو من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر وهو كذاب وضاع" تنزيه الشريعة 2/ 381 وقال ابن القيم: الحديث باطل، والأحاديث الصحيحة بخلافه. قال البخاري في "صحيحه": باب ما يدعى الناس يوم القيامة بابائهم. ثم ذكر حديث: "يُنصب لكل غادر لواءٌ يومَ القيامة بقدر غَدْرته، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان" وفي الباب أحاديث أخرى غيرُ ذلك" المنار المنيف ص 139 وحديث أنس أخرجه ابن عدي (1/ 336) من طريق إسحاق بن إبراهيم الطبري ثنا مروان الفزاري عن حميد الطويل عن أنس مرفوعاً: "يُدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عز وجل عليهم" وقال: هذا الحديث منكر المتن بهذا الإسناد، وإسحاق بن إبراهيم الطبري منكر الحديث" ¬

_ (¬1) 13/ 182 (¬2) وكذا في "المجمع". ووقع في "اللآلىء المصنوعة" (2/ 449): بأمهاتهم.

باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1798) وقال: هذا حديث لا يصح، والمتهم به إسحاق، قال ابن عدي ... ، وقال ابن حبان: يأتي عن الثقات بالأشياء الموضوعات، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب" وقال ابن حبان أيضاً: منكر الحديث جداً، وذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث. وقال الحاكم في "المدخل": روى أحاديث موضوعة. وذكره أبو نعيم في "الضعفاء" وقال: روى أحاديث واهية. باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه 1163 - (5957) قال الحافظ: ووقع مثله لعبد الله بن الحارث بن جزء وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر، أخرجه البزار والطبراني من حديث عبد الله بن الحارث بسند حسن" (¬1) صحيح أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 203) وأبو زرعة الدمشقي في "التاريخ" (1841) والبزار (كشف 1991) والبيهقي (9/ 307 - 308) وأبو عبد الله الجيزي في "تاريخ الصحابة الذين نزلوا مصر" (إتحاف السادة المتقين 5/ 389) من طرق عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبيدي قال: توفي رجل ممن قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- غريب، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على القبر: "ما اسمك" قلت: العاص، وقال لعبد الله بن عمر: "ما اسمك؟ " قال: العاص، وقال لعبد الله بن عمرو بن العاص: "ما اسمك؟ " قال: العاص، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انزلوا فأنتم عبيد الله" قال: فنزلنا فوارينا صاحبنا، ثم خرجنا من القبر وقد بُدلت أسماؤنا. قال العراقي: سنده صحيح" المغني عن حمل الأسفار 2/ 56 قلت: وهو كما قال، ويزيد بن أبي حبيب سمع من عبد الله بن الحارث (¬2). ¬

_ (¬1) 13/ 198 (¬2) انظر مسند أحمد (حديث رقم 17700 و17707) وسنن ابن ماجه (317) ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 151) و"الحلية" لأبي نعيم (7/ 326)

باب المعاريض مندوحة عن الكذب

باب المعاريض مندوحة عن الكذب 1164 - (5958) قال الحافظ: وهذه الترجمة لفظ حديث أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" من طريق قتادة عن مُطَرِّف بن عبد الله قال: صحبت عمران بن حُصين من الكوفة إلى البصرة فما أتى عليه يوم إلا أنشدنا فيه شعر أو قال: إنَّ في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب. وأخرجه الطبري في "التهذيب" والطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات، وأخرجه ابن عدي من وجه آخر عن قتادة مرفوعًا ووهاه، وأخرجه أبو بكر بن كامل في "فوائده" والبيهقي في "الشعب" من طريقه كذلك" (¬1) ضعيف مرفوعاً صحيح موقوفاً يرويه قتادة واختلف عنه: - فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عن سعيد: • فقال داود بن الزِّبْرِقان الرقاشي البصري: عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حُصين مرفوعاً: "إن في المَعَاريض لمندوحة عن الكذب" أخرجه ابن الأعرابي (993) وابن عدي (1/ 49 و3/ 963) وأبو الشيخ (¬2) في "الأمثال" (230) والقضاعي (1011) والبيهقي (10/ 199) وفي "الآداب" (392) من طرق عن أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التُّرْجُماني ثنا داود بن الزبرقان به. قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلمه رواه عن سعيد أحد فرفعه غير داود بن الزبرقان" وقال: وهذا يرفعه عن سعيد داود بن الزبرقان، وغيره أوقفه" وقال البيهقي: تفرد برفعه داود، ووقفه غيره" ¬

_ = فقد صرح فيها يزيد بن أبي حبيب بالسماع من عبد الله بن الحارث، فقول الدارقطني في "العلل" (تهذيب الكمال 32/ 106): لم يسمع يزيد بن أبي حبيب من أحد من الصحابة. فيه نظر، والله أعلم (¬1) 13/ 216 (¬2) سقط من إسناده: عن زرارة.

قلت: وداود ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بثقة، وقال يعقوب بن شيبة وأبو زرعة: متروك، وقال أبو زرعة أيضاً: واهي الحديث، وقال الجوزجاني: كذاب. • ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخَفَّاف العجلي البصري عن سعيد عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عمران موقوفاً. أخرجه البيهقي (10/ 199) وتابعه رَوح بن عُبادة البصري عن سعيد به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4458) وقال: هذا هو الصحيح موقوف" • ورواه عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي عن سعيد فأوقفه على عمران، إلا أنه أسقط منه مطرف بن عبد الله. أخرجه هناد في "الزهد" (1378) وحديث عبد الوهاب وروح أصح. - ورواه شعبة عن قتادة واختلف عن شعبة: • فقال سعيد بن أوس البصري: ثنا شعبة عن قتادة عن مطرت عن عمران رفعه: فذكره. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (327) عن محمد بن جرير الطبري ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا سعيد بن أوس به. • ورواه غير واحد عن شعبة فأوقفوه على عمران، منهم: 1 - عقبة بن خالد السَّكُوني البصري. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 723) 2 - آدم بن أبي إياس العسقلاني. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (855) 3 - أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 106 - 107)

4 - روح بن عبادة. أخرجه البيهقي في "الشعب" (4458) 5 - بقية بن الوليد. أخرجه الخرائطي في "المساوىء" (173) وهذا أصح. - ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي عن قتادة عن مطرف قوله. أخرجه الخرائطي (174) والصحيح أنه عن عمران بن حصين قوله. 1165 - (5959) قال الحافظ: وأخرجه ابن عدي أيضاً من حديث علي مرفوعاً بسند واه أيضاً" (¬1) أخرجه ابن عدي (1/ 49) من طريق آدم بن أبي إياس ثنا أبو جُزَي نصر بن طَرِيف عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن الحارث عن علي مرفوعاً: "إنَّ في المعاريض ما يعف الرجل العاقل عن الكذب" وقال: وهذا الحديث لا أعلم يُروى عن عطاء بن السائب إلا من هذا الطريق" وقال البيهقي: ضعيف" السنن 10/ 199 قلت: نصر بن طريف قال ابن معين: من المعروفين بالكذب وبوضع الحديث (الكامل 7/ 2497) وتابعه أبو موسى عن عطاء به. أخرجه أبو نعيم (المقاصد ص 116) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبو موسى به. وأبو موسى هذا ما عرفته. ¬

_ (¬1) 13/ 216

باب رفع البصر إلى السماء

باب رفع البصر إلى السماء 1166 - (5960) قال الحافظ: ولمسلم عن جابر بن سَمُرَة نحوه، ولابن ماجه عن ابن عمر نحوه وقال: "أن تلتمع" وصححه ابن حبان" (¬1) تقدم الكلام على الحديثين في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء" باب الحمد للعاطس 1167 - (5961) قال الحافظ: وعن طائفة: يقول: الحمد لله على كل حال، قال: وقد جاء النهي عن ابن عمر وقال فيه: هكذا علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أخرجه البزار والطبراني وأصله عند الترمذي" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال" 1168 - (5962) قال الحافظ: وعن طائفة يقول: الحمد لله رب العالمين. قلت: ورد ذلك في حديث لابن مسعود أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" والطبراني" (¬3) موقوف حسن يرويه عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود، واختلف عن عطاء في رفعه ووقفه: - فرواه غير واحد عن عطاء مرفوعاً، منهم: 1 - جعفر بن سليمان الضُّبَعِي. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (224) وابن السني في "اليوم والليلة" (259) ¬

_ (¬1) 13/ 218 (¬2) 13/ 222 (¬3) 13/ 222

والحاكم (4/ 266) من طريق محمد بن عبد الله الرَّقَاشي ثنا جعفر عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود مرفوعاً: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين، ويقال له: يرحمكم الله، وإذا قيل له: يرحمكم الله، فليقل: يغفر الله لكم" قال النسائي: هذا حديث منكر، ولا أرى جعفر بن سليمان إلا سمعه من عطاء بعد الاختلاط، ودخل عطاء البصرة مرتين، فمن سمع منه أول مرة فحديثه صحيح، ومنه سمع منه آخر مرة ففي حديثه شيء" 2 - أبيض بن أبان القرشي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10326) وفي "الدعاء" (1983) والحاكم (4/ 266) والبيهقي في "الشعب" (8904 و8905) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي ثنا أبيض به. وأبيض مختلف فيه، ولم يُذكر في الرواة عن عطاء قبل الاختلاط. 3 - المغيرة السراج. قاله الطبراني (الدعاء 3/ 1688) - ورواه سفيان الثوري عن عطاء موقوفاً. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (934) والحاكم (4/ 266 - 267) والبيهقي في "الشعب" (8903) من طرق عن سفيان به. وتابعه محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء به. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 690) وهذا أصح لأنَّ سفيان الثوري سمع من عطاء قبل اختلاطه. قال البيهقي: هذا موقوف، وهو الصحيح" وقال الحاكم: هذا حديث لم يرفعه عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود غير عطاء بن السائب، تفرد بروايته عنه جعفر بن سليمان وأبيض بن أبان، والصحيح فيه رواية سفيان عن عطاء موقوفًا. ثم أخرجه من طرق عن سفيان وقال: هذا المحفوظ من كلام ابن مسعود إذ لم يسنده من يعتمد روايته" قلت: وعطاء صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن، وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن حبيب.

باب إذا عطس كيف يشمت؟

1169 - (5963) قال الحافظ: وفي الحديث في قصة تزويج علي بفاطمة: شمت عليها، إذا دعا لهما بالبركة" (¬1) لم أره بلفظ التشميت وإنما هو بلفظ التبريك. انظر حديث: "إنه لا بد للعروس من وليمة" في المجموعة الأولى. باب إذا عطس كيف يشمت؟ 1170 - (5964) قال الحافظ: قال ابن دقيق العيد: قال في الحديث الآخر: "طهور إن شاء الله" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 12/ 222 - 223) من حديث ابن عباس. 1171 - (5965) قال الحافظ: وقد وافق حديث أبي هريرة في ذلك حديث عائشة عند أحمد وأبي يعلى، وحديث أبي مالك الأشعري عند الطبراني، وحديث علي عند الطبراني أيضًا، وحديث ابن عمر عند البزار، وحديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عند البيهقي في "الشعب" (¬3) تقدم الكلام على هذه الأحاديث إلا حديث عبد الله بن جعفر في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال" وحديث: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل من عنده: يرحمك الله" وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه أحمد (1748) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 301) والطبراني في "الدعاء" (1980) والبيهقي في "الشعب" (8897) من طرق عن عبد الله بن لَهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل قال: سمعت عبيد بن أم كلاب يقول: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا عطس حمد الله، فيقال له: يرحمك الله، فيقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم" ¬

_ (¬1) 13/ 224 (¬2) 13/ 232 (¬3) 13/ 233

باب إذا تثاوب فليضع يده على فيه

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وعبيد بن أم كلاب قال الحسيني في "التذكرة" و"الإكمال": لا يدرى من هو. وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا ندري من هو. قلت: ترجمه ابن سعد في "الطبقات" (5/ 88) وقال: سمع من عمر بن الخطاب، وهو عبيد بن سلمة الليثي، وهو الذي خرج من المدينة بقتل عثمان فاستقبل عائشة بسَرِف فأخبرها بقتله وبيعة الناس لعلي بن أبي طالب فرجعت إلى مكة، وكان عبيد علويًا. وقال الحافظ: هو شاعر كان بالمدينة، وكان يمدح عبد الله بن جعفر، وحديثه عنه في تشميت العاطس، صرح أبو الأسود بسماعه منه ... باب إذا تثاوب فليضع يده على فيه 1172 - (5966) قال الحافظ: قال شيخنا في "شرح الترمذي": وكذا في حديث أبي سعيد عند أبي داود، وأما عند مسلم فبالواو" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه" ... ¬

_ (¬1) 13/ 235

كتاب الاستئذان

كتاب الاستئذان باب بدء السلام 1173 - (5967) قال الحافظ: وعند أبي نعيم في "عمل يوم وليلة" من حديث علي أنه هو الذي وقع له مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك" (¬1) باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} 1174 - (5968) قال الحافظ: وثبت في صحيح مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- أمر مَحْمِيَةَ أن يزوج الفضل لما سأله أن يستعمله على الصدقة ليصيب ما يتزوج به" (¬2) أخرجه مسلم (1072) من طريق عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنَّ عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه قال: فذكر حديثاً طويلاً، وقال في آخره: ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس، ادعوا لي مَحْمِيَةَ ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب" قال: فجاءاه. فقال لمحمية: "أنكح هذا الغلامَ ابنتك" -للفضل بن عباس- فأنكحه. وقال لنوفل بن الحارث: "أنكح هذا الغلام ابنتك" -لي- فأنكحني. وقال لمحمية: "أصدق عنهما من الخُمُس كذا وكذا" ¬

_ (¬1) 13/ 242 (¬2) 13/ 246

1175 - (5969) قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط": "فإن أبيتم إلا أن تفعلوا" (¬1) ضعيف جداً أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7088) عن محمد بن عبد الله بن بكر السراج ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا صالح بن موسى الطلحي عن منصور عن رِبْعي بن حِرَاش وهلال بن يَسَاف عن عائشة قالت: أتى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مجلساً من مجالس الأنصار فيه جماعة منهم، فسلم فردوا السلام، وكره لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- المجلس، فقالوا: يا رسول الله، مجلس كان يجلسه آباؤنا في الجاهلية، فاحببنا أن نَعْمُرَهُ ونجلسَ فيه، قال: "فإن أبيتم ألا تفعلوا فردُّوا السلام، وغضوا الأبصار، وأرشدوا السبيل" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن منصور إلا صالح بن موسى الطلحي" وقال الهيثمي: وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو متروك" المجمع 8/ 62 1176 - (5970) قال الحافظ: وفي حديث أبي شريح عند أحمد: "فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حقه" وقال: في حديث أبي شريح: قلنا: يا رسول الله، وما حقه؟ " (¬2) ضعيف جدًا أخرجه أحمد (27163) والدولابي في "الكنى" (233) والطحاوي في "المشكل" (168) والطبراني في "الكبير" (22/ 187 و187 - 188) من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي مرفوعاً: "إياكم والجلوس على الصُّعُدات، فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حَقَّهُ" قلنا: يا رسول الله، وما حقُّه؟ قال: "غضوض البصر، ورد التحية، وأمر بمعروف، ونهى عن منكر" قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جداً" المجمع 8/ 61 1177 - (5971) قال الحافظ: وفي حديث عمر عند أبي داود من الزيادة: "وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال" وهو عند البزار بلفظ: "وإرشاد الضال" (¬3) تقدم برقم 60 ¬

_ (¬1) 13/ 247 (¬2) 13/ 247 (¬3) 13/ 247

1178 - (5972) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند البزار من الزيادة: "وأعينوا على الحمولة" (¬1) ضعيف أخرجه البزار (كشف 2019) والخرائطي في "المكارم" (807) من طريق محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى ثني أبي ثنا محمد بن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس مرفوعاً: "لا تجلسوا في المجالس، فإن كنتم لابد فاعلين، فردوا السلام وغضوا الأبصار، واهدوا السببل، وأعينوا على الحمولة" قال البزار: لا نعلم لابن عباس غير هذا الطريق، وروي عن غيره بألفاظ، ولا نعلم في حديث: "وأعينوا على الحمولة" إلا في هذا، وداود ليس بالقوي في الحديث ولا يتوهم عليه إلا الصدق، وإنما يكتب حديثه ما لم يروه غيره" قلت: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث، وقال الجوزجاني: واهي الحديث سيء الحفظ، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. 1179 - (5973) قال الحافظ: وفي حديث سهل بن حُنيف عند الطبراني من الزيادة: "ذكر الله كثيرًا" (¬2) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (5592) عن محمد بن الفضل السَّقَطي ثتا سعيد بن سليمان ثنا أبو معشر ثنا أبو بكر بن عبد الرحمن الانصارى عن سهل بن حنيف قال: قال أهل العالية: يا رسول الله، لابد لنا من مجالس، قال: "فأدوا حق المجالس" قالوا: وما حق المجالس؟ قال: "ذكر الله كثيراً، وأرشدو السببل، وغضوا الأبصار" قال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري تابعي لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا" المجمع 8/ 62 قلت: وأبو معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن السِّندي المدني قال ابن معين وغير واحد: ضعيف. ¬

_ (¬1) 13/ 247 (¬2) 13/ 247

1180 - (5974) قال الحافظ: وفي حديث وحشي بن حرب عند الطبراني من الزيادة: "واهدوا الأعمى، وأعينوا المظلوم" (¬1) ضعيف أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 185 - 186) والطبراني في "الكبير" (22/ 138) من طرق عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "لعلكم ستفتحون بعدي مدائن عظاما وتتخذون في أسواقها مجالس، فإذا كان ذلك فردوا السلام، وغضوا من أبصاركم، واهدوا الأعمى، وأعينوا المظلوم" قال الهيثمي: رجاله كلهم ثقات، وفي بعضهم ضعف" المجمع 8/ 62 قلت: وحشي بن حرب بن وحشي مختلف فيه: ذكره العجلي في "الثقات" وقال: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال صالح جزرة: لا يشتغل به ولا بأبيه، وقال الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وحرب بن وحشي ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه وحشي. 1181 - (5975) قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر عند ابن حبان: "وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث" وقال: وفي حديث أبي ذر عند ابن حبان: "ويسمع الأصم، ويهدي الأعمى، ويدل المستدل على حاجته" وقال: في حديث أبي ذر: "وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقه" (¬2) أخرجه ابن حبان (3377) عن عبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أنَّ سعيد بن أبي هلال حدثه عن أبي سعيد المَهْري عن أبي ذر مرفوعاً: "ليس من نَفْسِ ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس" قيل: يا رسول الله، ومن أين لنا صدقةٌ نتصدق بها؟ فقال: "إن أبواب الخير ¬

_ (¬1) 13/ 247 (¬2) 13/ 248

لكثيرة: التسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتَدُلُّ المُسْتَدِلَّ على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقةٌ منك على نفسك" ورواته ثقات غير حرملة بن يحيى المصري وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، وأبو سعيد مولى المهري واسمه بكر بن عمرو فيما ذكر ابن حبان (الإحسان 9/ 60) لم يذكر سماعاً من أبي ذر، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه. وللحديث طريق أخرى يرويها أبو سلام ممطور الأسود عن أبي ذر وقد تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف الضاد عند حديث: "ضعه في حلاله وجنبه حرامه ... " 1182 - (5976) قال الحافظ: وأخرج المرهبي في "العلم" من حديث أنس رفعه في حديث: "والله يحب إغاثة اللهفان" وسنده ضعيف جدًا، لكن له شاهد من حديث ابن عباس اصلح منه: "والله يحب إغاثة اللهفان" (¬1) ضعيف وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه زياد بن عبد الله النُّمَيري عن أنس مرفوعاً: "الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان" أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (27) والبزار (كشف 1951) وأبو يعلى (4296) من طريق (¬2) السكن بن إسماعيل الأصم ثنا زياد به. وإسناده ضعيف لضعف زياد النميري. الثاني: يرويه زياد بن ميمون الثقفي الفاكهي عن أنس به مرفوعاً. ¬

_ (¬1) 13/ 248 (¬2) رواه البزار عن بشر بن معاذ العَقَدي عن السكن عن زياد النميري عن أنس. ورواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة القراريري عن السكن عن زياد -ولم ينسباه- عن أنس. ورواه محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي عن السكن عن زياد بن ميمون عن أنس. أخرجه الطبراني في "المكارم" (95)

أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" (1/ 465 - 466) وابن شاهين في "الترغيب" (508) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (60) وزياد بن ميمون كذبه يزيد بن هارون، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 183 - 184) وتمام في "فوائده" (ق 79/ أ) والبيهقي في "الشعب" (7251) وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج" (18) من طريق جعفر بن عون الكوفي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً: "كل معروف صدقه، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان" وإسناده واه، طلحة بن عمرو هو الحضرمي المكي قال أحمد وغيره: متروك الحديث. 1183 - (5977) قال الحافظ: روى الترمذي وصححه ابن حبان من حديث أبي ذر مرفوعاً: "وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة" (¬1) أخرجه المؤمل بن إهاب في "جزئه" (24) والترمذي (1956) والبزار (4070) وابن نصر في "الصلاة" (813) وابن حبان (474 و529) والطبراني في "الأوسط" (4837) وابن عدي (5/ 1913) عن النضر بن محمد الجرشي اليمامي والبخاري في "الأدب المفرد" (891) وابن نصر (812) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (289) عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني كلاهما عن عكرمة بن عمار العجلي اليمامي ثني أبو زُميل سِمَاك الحنفي ثنا مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر مرفوعاً: "تبسمك في وجه أخيك صدقةٌ لك، وأمرُك بالمعروف ونهيُك عن المنكر صدقة، وارشادك الرجل في أرض الضلالة (¬2) لك صدقة، وبصرُك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة" ¬

_ (¬1) 13/ 248 (¬2) وفي لفظ: "الضلال" وفي لفظ: "الضالة"

باب إفشاء السلام

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال ابن حبان: أبو زميل هذا هو سماك بن الوليد الحنفي: يماني ثقة" قلت: ومالك بن مرثد بن عبد الله الزِّمَّاني وأبوه وثقهما العجلي وابن حبان. وقال الذهبي في "الديوان": مرثد بن عبد الله مجهول. وقال في "الميزان": فيه جهالة، ليس بمعروف. 1184 - (5978) قال الحافظ: وقد وقع في الصحيح من حديث أبي ذر رفعه: "فكف عن الشر فإنها لك صدقة" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 6/ 75) بلفظ: "تدع الناس من الشر فإنها صدقة تَصَدَّقُ بها على نفسك" باب إفشاء السلام 1185 - (5979) قال الحافظ: والأحاديث في إفشاء السلام كثيرة، منها: عند البزار من حديث الزبير، وعند أحمد من حديث عبد الله بن الزبير، وعند الطبراني من حديث ابن مسعود وأبي موسى وغيرهم" (¬2) حديث الزبير يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: - فقال علي بن المبارك الهُنَائي: عن يحيى عن يعيش بن الوليد أنَّ مولى لآل الزبير حدثه أنَّ الزبير حدثه رفعه: "دَبَّ اليكم داءُ الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، وهى الحالقة لا أقول حالقةَ الشعر ولكن حالقة الدين. والذي نفس محمد بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، ألا أنبئكم بما بثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام" أخرجه أحمد (1431) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا علي بن المبارك به. وأخرجه أبو يعلى (669) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا أبو عامر العقدي به. ¬

_ (¬1) 13/ 248 (¬2) 13/ 255

وتابعه: 1 - سليمان التيمي عن يحيى به إلا أنه قال: عن مولى للزبير. أخرجه البيهقي (10/ 232) وفي "الشعب" (6189) 2 - حرب بن شداد اليشكري البصري. أخرجه الطيالسي (ص 27) عن حرب به. وقال في روايته: أنَّ مولى للزبير. ومن طريقه أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (485) والبيهقي في "الآداب" (151) وفي "الشعب" (8373) وأخرجه أحمد (1430) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا حرب به. وقال في روايته: أنَّ مولى لآل الزبير. • ورواه سفيان بن وكيع عن عبد الرحمن بن مهدي فقال: أنَّ مولى الزبير. أخرجه الترمذي (2510) عن سفيان به. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2125) وفي "التمهيد" (6/ 121) من طريق موسى بن معاوية الصُّمادحي المغربي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به. • ورواه عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري عن حرب فقال: أنَّ مولى لابن الزبير. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 223 - 224) - ورواه أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن النَّحوي التميمي عن يحيى واختلف عنه: • فقال عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي: عن شيبان عن يحيى ثني يعيش قال: حُدِّثت عن الزبير. أخرجه عبد بن حميد (97) • ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن شيبان واختلف عنه: فقال أحمد بن حنبل (1412): ثنا يزيد أنا شيبان عن يحيى عن يعيش عن الزبير. وتابعه أحمد بن منيع ثنا يزيد به. أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (63)

وقال ابن أبي شيبة (8/ 625): ثنا يزيد عن شيبان عن يحيى عن يعيش عن مولى للزبير عن الزبير. وأخرجه ابن عبد البر في "العلم" (2121) وفي "التمهيد" (6/ 120) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به. - ورواه هشام الدَّستُوائي عن يحيى واختلف عنه: • فقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: ثنا هشام عن يحيى ثني يعيش أنَّ مولى لآل الزبير حدثه أنَّ الزبير حدثه. أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (64) • ورواه يزيد بن هارون عن هشام واختلف عنه: فرواه غير واحد عن يزيد عن هشام عن يحيى عن يعيش عن الزبير، منهم: 1 - أحمد بن حنبل (1412) 2 - ابن أبي شيبة. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 120) من طريق (¬1) قاسم بن أصبغ القرطبي ثنا ابن وضاح ثنا ابن أبي شيبة به. 3 - الحسن بن محمد الزعفراني. أخرجه البيهقي (10/ 232) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1138) - ورواه مَعْمَر بن راشد عن يحيى واختلف عنه: • فقال رباح بن زيد الصنعاني: عن معمر عن يحيى عن يعيش عن مولى لآل الزبير أنَّ الزبير حدثه. أخرجه أحمد (1432) • ورواه عبد الرزاق (19438) عن معمر فلم يذكر: عن مولى لآل الزبير عن الزبير. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3301) من طريق أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق به. ¬

_ (¬1) وأخرجه في "العلم" (2121) من طريق وهب بن مَسَرَّة بن مفرج الأندلسي عن ابن وضاح فقال فيه: عن يعيش عن مولى للزبير عن الزبير.

- ورواه موسى بن خلف العَمِّي البصري عن يحيى واختلف عنه: • فقال خلف بن موسى بن خلف: ثنا أبي عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد مولى لابن الزبير عن ابن الزبير. أخرجه البزار (2232) • وقال محمد بن عبد الله الخزاعي: ثنا موسى بن خلف ثنا يحيى عن يعيش مولى للزبير عن الزبير. أخرجه ابن عبد البر في "العلم" (2122) - ورواه معلي بن عباد بن يعلى عن بحر بن كَنِيز وعثمان بن مِقْسم عن يحيى عن زيد بن أسلم عن أبي سلام عن الزبير. أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 223) والصواب رواية من رواه عن يحيى عن يعيش عن مولى للزبير عن الزبير. قال أبو زرعة: الصحيح هذا" العلل 2/ 327 وكذلك قال الدارقطني في "العلل" (4/ 248) وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم. وله شاهد عن أبي هريرة، وله عن أبي هريرة طريقان: الأول: يرويه إبراهيم بن أبي أسيد البَرَّاد عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابُّوا، وأفشوا السلام تحابوا، واياكم والبغضة، فإنها هي الحالقة. لا أقول لكم: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (260) من طريقين عن إبراهيم به. وجد إبراهيم قال الحافظ في "التقريب": لا يعرف. الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: "والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَوَلاَ أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" أخرجه مسلم (54)

باب التسليم والاستئذان ثلاثا

وحديث ابن مسعود يرويه الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن عسعود مرفوعاً: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ إفشاء السلام بينكم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10396) عن محمد بن الحسين الأنماطى ثنا عبيد بن جناد الحلبي ثنا عطاء بن مسلم عن الأعمش به. قال الهيثمي: وفيه عطاء بن مسلم وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقيه رجاله ثقات" المجمع 8/ 30 قلت: عطاء بن مسلم هو الخَفَّاف الكوفي نزيل حلب وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه العقيلي وغيره. وقد ذكر أبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان أنه كان دفن كتبه ثم حدث من حفظه فأخطأ. وقد خولف في لفظه. انظر حديث: "السلام اسم من أسماء الله ... " في المجموعة الأولى. وحديث أبي موسى أخرجه الطبراني كما فى "المجمع" (8/ 30) ولفظه: "لن تؤمنوا حتى تحابُّوا ألا أدلكم علي ما تحابّون عليه؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إفشوا السلام بينكم. والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا" قالوا: بلى يا رسول الله، كلنا رحيم. قال: "إنه ليس برحمه أحدكم صاحبه، ولكن رحمة العامة" قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن صالح وقد وثق، وضعفه جماعة" وقال في موضع آخر (8/ 186 - 187): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" باب التسليم والاستئذان ثلاثًا 1186 - (5980) قال الحافظ: وقصة سعد بن عبادة هذه أخرجها أبو داود من حديث قيس بن سعد بن عبادة مطولة بمعناه، وأحمد من طريق ثابت عن أنس أو غيره

-كذا فيه-، وأخرجه البزار عن أنس بغير تردد، وأخرجه الطبراني من حديث أم طارق مولاة سعد" (¬1) حديث قيس بن سعد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة" وحديث أنس أخرجه الترمذي (5/ 57) والنسائي في "الكبرى" (8349) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 291) والخطيب في "التاريخ" (8/ 398) عن قتيبة بن سعيد البلخي والبزار (كشف 2007) والطحاوي في "المشكل" (1577) والبيهقي (7/ 287) وفي "الآداب" (708) وفي "الدعوات" (460) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري قالا: ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي ثنا ثابت عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزور الأنصار، فإذا جاء إلى دُور الأنصار، جاء صبيانُ الأنصار يدورون حوله، فيدعو لهم، ويمسحُ رؤوسهم، ويسلم عليهم، فأتى (¬2) إلى باب سعد بن عُبادة، فسلم عليهم، فقال: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" فردّ سعد، فلم يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يزيد فوق (¬3) ثلاث تسليمات، فإن أُذن له وإلا انصرف، فخرج (¬4) النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجاء سعد مبادرًا، فقال: يا رسول الله (¬5) ما سلَّمتَ تسليمة إلا قد سمعتُها ورددتها (¬6)، ولكن أردت (¬7) أن تُكثر علينا من السلام والرحمة، فأدخل يا رسول الله، فدخل، فجلس (¬8)، فقرّب إليه سعد طعامًا، فأصاب منه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينصرف، قال: "أكل طعامَكم الأبرارُ، وأفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة" السياق للطحاوي. ¬

_ (¬1) 13/ 265 (¬2) زاد البزار والبيهقي: النبي -صلى الله عليه وسلم-. (¬3) ولفظ البزار: على. (¬4) ولفظ البزار: "فرجع"، ولفظ البيهقي: "فانصرف" (¬5) زاد البزار "والله"، وزاد البيهقي "والذي بعثك بالحق" (¬6) زاد البزار والبيهقي: "عليك" (¬7) ولفظ البيهقي: "أحببت" (¬8) ولفظ البيهقي: "فتحدث"

وإسناده صحيح. ولم ينفرد جعفر به بل تابعه مَعْمر بن راشد عن ثابت إلا أنه قال: عن أنس أو غيره. أخرجه عبد الرزاق (¬1) (19425) عن معمر به. وأخرجه أحمد (12456) عن عبد الرزاق به. وأخرجه البيهقي (4/ 240 و7/ 287) وفي "الآداب" (357) وفي "الدعوات" (459) وفي "الشعب" (5649) والبغوي في "شرح السنة" (3320) من طريق أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق به. • ورواه مخلد بن خالد الشَّعيري العسقلاني عن عبد الرزاق فلم يقل: أو غيره. أخرجه أبو داود (3854) والبيهقي في "الشعب" (5648) ورواته ثقات إلا أنَّ ابن معين قال: معمر عن ثابت ضعيف. وقال أيضاً: وحديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. وحديث أم طارق أخرجه ابن سعد (8/ 303) وابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 7137) وأحمد (27127) والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 196) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3451) والطبراني في "الكبير" (25/ 144 - 145) وأبو نعيم في "الصحابة" (7976) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 158) عن يعلي بن عبيد الطنافسي والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 196) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (148) وابن أبي عاصم (3450) والطبراني (25/ 144) وأبو نعيم (7976) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 355) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري والبخاري في "الكبير" (1/ 2/ 196) عن عبد الواحد بن زياد العبدي قالوا: ثنا الأعمش ثنا جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري حدثتني أم طارق مولاة سعد ¬

_ (¬1) وأخرجه في موضع آخر (7907) فلم يقل: أو غيره. ورواه الطبراني في "الدعاء" (924) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق فلم يقل: أو غيره.

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- قوموا إلى سيدكم

قالت: جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سعد فاستأذن، فسكت سعد، ثم عاد، فسكت، ثم عاد، فسكت سعد، فانصرف النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأرسلني سعد إليه: أنه لم يمنعنا أن نأذنَ لك إلا أنا أردنا أن تزيدَنا، فسمعت صوتاً على الباب يستأذن ولا أرى شيئاً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أنتِ؟ " قالت: أنا أمُّ مِلْدَم، قال: "لا مرحباً ولا أهلاً، أتُهْدَين إلى أهل قباء؟ " قالت: نعم، قال: "فاذهبي إليهم" قال ابن عبد البر: لا يصح حديث أم طارق في أم ملدم" الاستيعاب 13/ 246 وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 2/ 306 - الإتحاف 7/ 397 قلت: جعفر بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راويا إلا الأعمش، فهو مجهول. وسماه جرير بن عبد الحميد الرازي في روايته عن الأعمش: جعفر بن يزيد. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 196 - 197) والطبراني (25/ 145) قال الدارقطني في "العلل": وقول جرير أشبه بالصواب، وجعفر بن يزيد لا أعرفه" باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- قوموا إلى سيدكم 1187 - (5981) قال الحافظ: واحتج النووي أيضاً بما أخرجه مالك في قصة عكرمة بن أبي جهل أنه لما فرَّ إلى اليمن يوم الفتح ورحلت امرأته إليه حتى أعادته إلى مكة مسلماً، فلما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- وثب إليه فرحًا وما عليه رداء" (¬1) مرسل أخرجه مالك (2/ 545) عن ابن شهاب الزهري أنَّ أم حكيم بنت الحارث بن هشام، وكانت تحت عكرمةَ بن أبي جهل، فأسلمت يومَ الفتح، وهرب زوجها عكرمة من الإِسلام، حتى قدم اليمن، فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه باليمن، فدعته إلى الإِسلام فأسلم، وقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثب إليه فرحًا وما عليه رداءٌ حتى بايعه. فثبتا على نكاحهما ذلك. ¬

_ (¬1) 13/ 291

باب المصافحة

وأخرجه النووي في "الترخيص بالقيام" (ص 42 - 43) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ثنا مالك به. وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7900) من طريق موسى بن عقبة المدني عن ابن شهاب قال: أقبلت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وهي مسلمة يومئذٍ -يعني يوم الفتح- وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأستأذنته في طلب زوجها، فأذن لها وأمنه. باب المصافحة 1188 - (5982) قال الحافظ: وجاء ذلك من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أخرجه أحمد وأبو داود من حديث أبي ذر" (¬1). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: ما لقيته قط إلا صافحني ... باب الأخذ باليدين 1189 - (5983) قال الحافظ: قال ابن بطال: وقبل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي -صلى الله عليه وسلم- حين تاب الله عليهم، ذكره الأبهري. قلت: وحديث أبي لبابة أخرجه البيهقي في "الدلائل" وابن المقري، وحديث كعب وصاحبيه أخرجه ابن المقري" (¬2) حديث أبي لبابة لم أره في "الدلائل" للبيهقي ولا في "تقبيل اليد" لابن المقري. وقد أخرج البيهقي (4/ 11 - 14 و15 - 16) قصة أبي لبابة مطولة لكن ليس فيها ذكر التقبيل. وحديث كعب أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 95) وابن المقرىء في "تقبيل اليد" ¬

_ (¬1) 13/ 294 (¬2) 13/ 296

باب المعانقة

(1) من طريقين عن عبد السلام بن حرب المُلاَئي الكوفي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: لما نزلت توبتي أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقبلت يده وركبتيه. وإسحاق قال ابن معين وابن خراش: كذاب، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث. 1190 - (5984) قال الحافظ: وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقرىء جزءًا في تقبيل اليد سمعناه، أورد فيه أحاديث كثيرة وآثارًا، فمن جيدها حديث الزارع العبدي وكان في وفد عبد القش قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ورجله. أخرجه أبو داود، ومن حديث مزيدة العصري مثله" (¬1). تقدم الكلام على الحديثين في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ فيك لخصلتين يحبهما الله .... " 1191 - (5985) قال الحافظ: ومن حديث بريدة في قصة الأعرابي والشجرة: فقال: يا رسول الله، ائذن لي أن أقبل رأسك ورجليك، فأذن له" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد ... ". باب المعانقة 1192 - (5986) قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" نحو هذا من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا" (¬3) ضعيف أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4374) عن عبد الله بن وهيب الغَزِّي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا رِشْدين بن سعد عن زُهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي ¬

_ (¬1) 13/ 296 (¬2) 13/ 296 (¬3) 13/ 299

باب الإحتباء باليد

عن ابن عمرو قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل: "كيف أصبحت يا فلان؟ " قال: أحمد الله إليك يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا الذي أردتُ منك". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن أبي السري" وقال الهيثمي: وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف" المجمع 8/ 46 قلت: وعبد الله بن وهيب ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وابن أبي السري وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وزهرة وأبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد ثقتان. باب الإحتباء باليد 1193 - (5987) قال الحافظ: ولا يشبك بين أصابعه في هذه الحالة، فقد ورد النهي عن ذلك عند أحمد من حديث أبي سعيد بسند لا بأس به" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلى المسجد ... " باب الإستلقاء 1194 - (5988) قال الحافظ: ولحديث عبد الله بن زيد في الباب شاهد من حديث أبي هريرة صححه ابن حبان" (¬2) أخرجه الطحاوي (4/ 277) عن يزيد بن زُريع البصري وابن حبان (5554) عن محمد بن عيسى بن القاسم بن سُميع الدمشقي ¬

_ (¬1) 13/ 307 (¬2) 13/ 323

باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة

كلاهما عن رَوح بن القاسم عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى أن يستلقي الرجل ويَثْنِيَ إحدى رجليه على الاخرى. وإسناده ضعيف لانقطاعه، قال أبو حاتم: أبو بكر بن حفص لم يسمع من أبي هريرة (المراسيل) باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة 1195 - (5989) قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق أبي سالم الجيشاني عن عبد الله بن عمرو أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة أن يتناجى اثنان دون صاحبهما" الحديث، وفى سنده ابن لهيعة" (¬1) أخرجه أحمد (6647) والطبرانى في "الكبير" (13/ حديث رقم 138 و139) من طرق عن ابن لَهيعة ثنا عبد الله بن هُبيرة عن أبي سالم الجَيْشَاني عن ابن عمرو مرفوعًا: "لا يحل أن تُنكح أمرأة بطلاق أُخرى، ولا يحل لرجل أن يييع على بيع صاحبه حتى يَذَرَهُ، ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمَّروا عليهم أحدهم، ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة يتناجى اثنان دون صاحبهما" قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة، وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 63 - 64 قلت: ابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين وغيره، والباقون ثقات، وأبو سالم اسمه سفيان بن هانىء المصري المَعَافري. وللحدحث شواهد ذكرها الشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند" (10/ 175 - 176) وذكرها أيضًا وغيرها محققوا المسند (11/ 228 - 229) فراجعها. ... ¬

_ (¬1) 13/ 327

كتاب الدعوات

كتاب الدعوات باب التوبة 1196 - (5990) قال الحافظ: وأخرجه أحمد مرفوعاً" (¬1) يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي الكوفي عن ابن مسعود واختلف عنه في رفعه ووقفه: - فرواه إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "التوبة من الذنب: أن يتوب منه، ثم لا يعود فيه" أخرجه مسدد (الإتحاف 9520) وأحمد (4264) والبيهقي في "الشعب" (6637) قال ابن كثير: إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف" التفسير 4/ 392 وقال الهيثمي: إسناده ضعيف" المجمع 15/ 199 - 200 وقال البوصيري: مدار إسناده على إبراهيم الهجري وهو ضعيف" الإتحاف 10/ 7 - ورواه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود في قوله: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8] قال: التوبة النصوح: أن يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود إليه أبدا. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 300) والطبري في "التفسير" (28/ 167) عن سفيان الثوري ¬

_ (¬1) 13/ 349

باب التكبير والتسبيح عند المنام

والطبري (28/ 167) عن الأعمش والبيهقي في "الشعب" (6635) عن إسرائيل بن يونس الكوفي ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. قال البيهقي: هذا هو الصحيح، ورفعه ضعيف" وقال ابن كثير: والموقوف أصح" قلت: وهو كما قالا، ورواته ثقات، وأبو إسحاق كان قد اختلط، وسماع سفيان منه قبل الاختلاط، وكان يدلس أيضًا، ولم يذكر سماعاً من أبي الأحوص. 1197 - (5991) قال الحافظ: وكذا عنده من حديث أبي هريرة" (¬1) أخرجه مسلم (2675) من طريق أبي صالح ذكران السَّمَّان عن أبي هريرة مرفوعاً: "قال الله عز وجل: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني. والله! لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ... " وأخرجه من طريق الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "لَلَّهُ أشد فرحاً بتوبة أحدكم، من أحدكم بضالته، إذا وجدها". باب التكبير والتسبيح عند المنام 1198 - (5992) قال الحافظ: ووقع في مرسل عروة عند جعفر أنَّ التحميد أربع" (¬2) باب الدعاء في الصلاة 1199 - (5993) قال الحافظ: وورد الأمر أيضاً بالدعاء في التشهد في حديث أبي هريرة ¬

_ (¬1) 13/ 351 (¬2) 13/ 371

باب رفع الأيدى في الدعاء

وفي حديث فضالة بن عبيد عند أبي داود والترمذي وصححه وفيه أنه أمر رجلاً بعد التشهد أن يثني على الله بما هو أهله ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ليدع بما شاء" (¬1). حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (588) بلفظ: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ فتنة المسيح الدجال" وحديث فضالة بن عبيد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه ... " 1200 - (5994) قال الحافظ: حديث ابن أبي أوفى عند مسلم أنه كان يقول بعد قوله: "من شيء بعد": "اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد" (¬2) أخرجه مسلم (1/ 346 - 347) من طريق مَجْزَأَةَ بن زاهر الكوفي قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: "اللهم لك الحمدُ، مِلْءَ السماء وملءَ الأرض وملءَ ما شئت من شيء بعدُ، اللهم طهرني بالثلج والبَرَدِ والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الوسخ" باب رفع الأيدى في الدعاء 1201 - (5995) قال الحافظ: ولمسلم من حديث عبد الرحمن بن سَمُرة في قصة الكسوف: فانتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو رافع يديه يدعو" (¬3) أخرجه مسلم (913) من طريق حَيَّان بن عمير البصري عن عبد الرحمن بن سمرة قال: بينما أنا أرمي بأسهمي في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ انكسفت الشمس، فنبذتهنَّ وقلت: لأنظرنَّ إلى ما يحدث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إنكساف الشمس اليوم، فانتهيت إليه وهو رافع يديه، يدعو ويكبر ويحمد ويهلل، حتى جُلِّي عن الشمس، فقرأ سورتين وركع ركعتين. ¬

_ (¬1) 13/ 381 (¬2) 13/ 381 (¬3) 13/ 392

باب الصلا على النبي -صلى الله عليه وسلم-

1202 - (5996) قال الحافظ: وعنده فى حديث عائشة في الكسوف أيضاً: ثم رفع يديه يدعو" (¬1) أخرجه مسلم (901) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: خسفت الشمس في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكرت الحديث وفيه طول وقالت: ثم رفع يديه فقال: "اللهم هل بلغت" 1203 - (5997) قال الحافظ: وفي حديثها عنده في دعائه لأهل البقيع: فرفع يديه ثلاث مرات، الحديث" (¬2) أخرجه مسلم (2/ 669 - 671) من طريق محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب عن عائشة قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها عندي انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا رَيْثَمَا ظنَّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا، وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدًا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنَّعت إزاري، ثم انطلقت على إثره، حتى جاء البقيع فقام، فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات ... 1204 - (5998) قال الحافظ: ومن حديث أبي هريرة الطويل في فتح مكة: فرفع يديه وجعل يدعو" (¬3) أخرجه مسلم (1780) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة قال: أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قدم مكة، فذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره: ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو. باب الصلا على النبي -صلى الله عليه وسلم- 1205 - (5999) قال الحافظ: ومثله في حديث بريدة عند أحمد، وفي حديث طلحة عند النسائي، وفي حديث أبي هريرة عند الطبري" (¬4) ¬

_ (¬1) 13/ 392 (¬2) 13/ 392 (¬3) 13/ 392 (¬4) 13/ 404

حديث بريدة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد ... " وحديث طلحة تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث: "صلوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء ... " وحديث أبو هريرة تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث: "اللهم صلِّ على محمد النبي وأزواجه ... " 1206 - (6000) قال الحافظ: وأما حديث عبد الرحمن بن بشير فأخرجه إسماعيل القاضي في كتاب "فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-" قال: قلت أو قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-. هكذا عنده على الشك" (¬1). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجلس سعد بن عبادة ... 1207 - (6001) قال الحافظ: وعند البيهقي في "الشعب" من حديث جابر نحو حديث الباب وفي آخره "وعلينا معهم" وحديث جابر ضعيف" (¬2) لم أره في فصل: الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من "الشعب" للبيهقي، وقد ذكره السخاوي في "القول البديع" (ص 41) أيضًا ونسبه للبيهقي في "الشعب" وقال: وهو ضعيف. وذكره الحافظ في "التلخيص" (1/ 263) ونسبه للمستغفري في "الدعوات". 1208 - (6002) قال الحافظ: قال ابن القيم: أخرجه البيهقي من طريق يحيى بن السباق عن رجل من بني الحارث عن ابن مسعود، ويحيى مجهول، وشيخه مبهم، فهو سند ضعيف. وقال: ووقع في حديث ابن مسعود المشار إليه زيادة أخرى وهي: "وارحم محمدًا وآل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم" الحديث. وأخرجه الحاكم في "صحيحه" من حديث ابن مسعود فاغتر بتصحيحه قوم فوهموا، فإنه من رواية يحيى بن السباق وهو مجهول عن رجل مبهم" (¬3) ضعيف ¬

_ (¬1) 13/ 405 (¬2) 13/ 409 (¬3) 13/ 410 و410 - 411

أخرجه الحاكم (1/ 269) والبيهقي (2/ 379) من طريق الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن السباق عن رجل من بني الحارث عن ابن مسعود مرفوعاً: "إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمد وآل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجبد" قال الحاكم: إسناده صحيح" وتعقبه ابن القيم فقال: وفي تصحيح الحاكم لهذا نظر ظاهر، فإنَّ يحيى بن السباق وشيخه غير معروفين بعدالة ولا جرح، وقد ذكر ابن حبان يحيى بن السباق في كتاب الثقات. وقال أيضاً: وهذا إسناد ضعيف" جلاء الأفهام ص 114 و423 وقال الحافظ: رجاله ثقات إلا هذا الرجل الحارثي فينظر فيه" التلخيص 1/ 263 قلت: إسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ويحيى بن السباق ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويًا إلا سعيد بن أبي هلال، فهو مجهول. ولم يذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما. 1209 - (6003) قال الحافظ: وورد له شاهد مرفوع في جزء الحسن بن عرفه" (¬1) ضعيف يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي عن الحارث الأعور عن علي، واختلف عن أبي إسحاق في رفعه ووقفه: - فقال الحسن بن عرفة العبدي: ثنا الوليد بن بكير أبو خباب عن سلام الخزاز عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعاً: "ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى آل محمد، فإذا فعل ذلك انخرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، وإن لم يفعل ذلك رجع الدعاء" وفي لفظ: "ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإذا صلى على محمد -صلى الله عليه وسلم- انخرق الحجاب، واستجيب الدعاء، وإذا لم يصلِّ على النبي -صلى الله عليه وسلم - لم يستجب الله الدعاء" ¬

_ (¬1) 13/ 417

أخرجته بيبي الهرثمية في "جزئها" (35) عن أبي علي إسماعيل بن العباس بن محمد الوراق ثنا الحسن بن عرفة به. واللفظ الثاني لها. وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1677) من طريق الحسن بن علي الطوسي ثنا الحسن بن عرفة به. واللفظ الأول له. وإسناده ضعيف، الوليد بن بكير الكوفي قال الدارقطني (المؤتلف 1/ 473 - 474) وابن ماكولا (الإكمال 2/ 149): متروك الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": ما رأيت من وثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وسلام الخزاز لم أقف له على ترجمة. وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، بل قال شعبة: إنَّ أبا إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث. وقد اختلط أبو إسحاق أيضاً بأخرة، ولم يُذكر سلام الخزاز فيمن روى عن أبي إسحاق قبل الاختلاط. والحارث الأعور كذبه ابن المديني وغير واحد، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه عن علي غير محفوظ. - ورواه عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز عن أبي إسحاق واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فرواه إسماعيل بن عمرو بن جرير (¬1) البجلي عن عبد الكريم الخزاز موقوفاً. أخرجه أبو القاسم البغوي في "نسخة عبيد الله العيشي" (اللسان 4/ 53) عن عبيد الله بن محمد العيشي ثنا إسماعيل بن عمرو بن جرير البجلي به. ورواه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (ص 137) عن أبي القاسم البغوي به. ¬

_ (¬1) هكذا وقع في المصادر الآتية، وكذا في "تهذيب الكمال" (18/ 252)، وأظنه: نجيح، والله أعلم.

ولفظه: لا يزال الدعاء محجوبًا عن السماء حتى يتبع الصلاة على محمد -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه الشجري في "أماليه" (1/ 222) من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان النهشلي الفارسي عن العيشى به. ولفظه: الدعاء محجرب عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد. وإسماعيل بن عمرو ضعفه أبو حاتم وابن عدي والعقيلي وغيرهم. • ورواه عامر بن سيار عن عبد الكريم الخراز موقوفاً أيضًا إلا أنه قال: عن الحارث وعاصم بن ضَمْرة عن علي. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (725) عن أحمد بن علي الأبَّار ثنا عامر بن شار به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا عبد الكريم الخراز" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وقوله: ثنا عامر بن سيار. هكذا وقع عنده، وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1474) من طريق الحسن بن علي بن زرعة الخيزراني ثنا عامر بن يساف (¬1) ثنا عبد الكريم به. قال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ورواته ثقات" الترغيب 2/ 505 - المجمع 10/ 160 قلت: الحارث ضعيف كما تقدم، وعاصم مختلف فيه، وعبد الكريم لم أر من وثقه، وعامر ما عرفته، والأبار وأبو إسحاق ثقتان. • ورواه نوفل بن سليمان عن عبد الكريم مرفوعاً. وقال: عن عبد الكريم الجزري. أخرجه البيهقي في "الشعب" (1475) والهروي في "ذم الكلام" (4) من طريق سهل بن عثمان العسكري ثنا نوفل بن سليمان عن عبد الكريم الجزري به. قال الحافظ في "اللسان" (4/ 53): رواه نوفل بن سليمان أحد الضعفاء عن عبد الكريم الخراز هذا لكنه وهم فقال: عن عبد الكريم الجزري، والجزري ثقة لا يحتمل مثل هذا" ¬

_ (¬1) وهكذا وقع عند المزي في "التهذيب" (18/ 252) وذكر محقق "شعب الإيمان" أنَّ في نسخة أخرى للكتاب: سنان.

وقال المنذري: والموقوف أصح" الترغيب 2/ 505 وقال ابن القيم: الثابت عن أبي إسحاق وقفه على علي" جلاء الأفهام ص 87 وقال السخاوي: والمرقوف أشبه" القول البديع ص 224 قلت: وإسناده ضعيف. وللحديث شاهد عن عبد الله بن بُسر وعن معاذ بن جبل وعن أنس فأما حديث عبد الله بن بسر فأخرجه ابن بشكوال كما في "القول البديع" (ص 222) والذهبي في "سير الأعلام" (17/ 114) من طريق أحمد بن علي بن شعيب ثنا محمد بن حفص ثنا الجراح بن يحيى ثنى عمرو (¬1) بن عمرو الحمصي قال: سمعت عبد الله بن بسر رفعه: "الدعاء كله محجوب حتى يكون أولُه ثناءً على الله، وصلاةً على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم بدعوه، فيستجابُ الدعاء به" قال الذهبي: إسناده مظلم" وقال ابن القيم: وعمرو بن عمرو هذا هو الأحموسي" (¬2) جلاء الأفهام ص 534 قلت: اختلف في اسمه واسم أبيه: فقيل: عمرو بن عمرو الأحموسي. قاله البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 358) وقيل: عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي. قاله ابن أبي حاتم (¬3) في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 127 - 128) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/ 248) وقال ابن أبي حاتم: أدرك عبد الله بن بسر. ¬

_ (¬1) في "سير الأعلام": عمر بن عمرو. وفي "جلاء الأفهام": عمرو بن عمرو. وفي "القول البديع": عمر بن عمر الحمصي. (¬2) بضم الهمزة كما في "تعجيل المنفعة" (2/ 70) وبفتحها كما في "تهذيب الكمال" (14/ 334) (¬3) والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 334) وهو الصواب إن شاء الله تعالى، فقد قال أبو أحمد الحاكم: أنا أحمد بن عمير ثنا إبراهيم بن بعقوب ثنا محمد بن خالد ثنا أحمد بن علي -يعني الشامي- ثنا أبو حفص عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي.

وحكى عن أبيه أنه قال فيه: لا بأس به، صالح الحديث، هو من ثقات الحمصيين. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا حفص، سمع عبد الله بن بسر، روى عنه الجراح بن يحيى أبو يحيى المؤذن الحمصي. وقال يعقوب بن سفيان: ومات الأحموسي عمر سنة أربع وستين ومائة" المعرفة والتاريخ 1/ 152 وذكره الدولابي في "الكنى" (2/ 470) فيمن يكنى أبا حفص. وقيل: عمرو بن عمر بن عبد الأحموسي. قاله ابن حبان في "الثقات" (7/ 221) وقال: يروي عن جماعة من التابعين. والجراح بن يحيى لم أقف له على ترجمة، وقال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 10/ 112) ومحمد بن حفص لم أعرفه. وأحمد بن علي بن شعيب قيل: هو النسائي، ولم يثبت ذلك عندي، والله أعلم. وأما حديث معاذ فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 113) من طريق إبراهيم بن إسحاق الواسطي عن ثور بن يزيد عن خالد بن مَعْدان عن معاذ مرفوعاً: "الدعاء محجوب حتى يصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-" وقال: إبراهيم الواسطي شيخ يروي عن ثور بن يزيد ما لا يتابع عليه، لا يجوز الاحتجاج به" وأخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1409) من طريق الدارقطني عن ابن حبان به. وقال: هذا حديث لا يصح" وأما حديث أنس فأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "الجامع الصغير" (ص 97) و"القول البديع" (ص 222) ولفظه: "كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-" قال المناوي: فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري قال الذهبي في "الضعفاء": منكر الحديث" الفيض 5/ 19

باب هل يصلى على غير النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

1210 - (6004) قال الحافظ: وورد الأمر بإكثار الصلاة عليه يوم الجمعة من حديث أوس بن أوس، وهو عند أحمد وأبي داود وصححه ابن حبان والحاكم" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ أفضل أيامكم يوم الجمعة ... " باب هل يصلى على غير النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ 1211 - (6005) قال الحافظ: حديث علي في الدعاء بحفظ القرآن ففيه "وصلِّ عليَّ وعلى سائر النبيين" أخرجه الترمذي والحاكم" (¬2) ضعيف أخرجه الترمذي (3570) وابن أبي عاصم في "الدعاء" (النكت الظراف 5/ 91) والحاكم (1/ 316 - 317) وابن مردويه في "التفسير" (النكت الظراف 5/ 91) من طرق عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي، تفلَّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنَّ وينفع بهنَّ من عَلَّمته، وَيثبت ما تعلمت في صدرك؟ " قال: أجل يا رسول الله فعلمني. قال: "إذا كان ليلةُ الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعةٌ مشهودةٌ والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98] يقول: حتى تأتي ليلةُ الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصلِّ أربعَ ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب، وسورة يسَ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فأحمد الله، وأحسن الثناء على الله وصلِّ علىَّ وأَحْسِنْ، وعلى سائرِ النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، ¬

_ (¬1) 13/ 421 (¬2) 13/ 423

وارحمنى أن أتكلف ما لا يعنينى، وارزقني حسنَ النظر فيما يرضيك عني. اللهم بديعَ السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا تُرَام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تُلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتنى، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عنى. اللهم بديعَ السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسأل يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تُعمل به بدني؛ لأنه لا يُعينني على الحق غيرك ولا يُؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن فافعل ذلك ثلاث جمعٍ أو خمس أو سبع يجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قط" قال عبد الله بن عباس: فوالله ما لبث عليٌّ إلا خمساً أو سبعاً حتى جاء عليٌّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مثل ذلك المجلس فقال: يا رسول الله، إني كنت رجلاً فيما خلا لا آخذ إلا أربع آياتٍ أو نحوهن، وإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها وإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رَدَّدته تفلَّت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخْرِمْ منها حرفًا، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: "مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال الذهبي: قلت: هذا حديث منكر شاذ أخاف ألا يكون موضوعاً، وقد حيرني والله جودة إسناده، وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث من ابن جريج، وقد حدث به سلمان بن عبد الرحمن قطعاً، وهو ثبت، فالله أعلم" وقال في "الميزان" (2/ 213 - 214): وهو مع نظافة سنده حديث منكر جدًا في نفسى منه شيء، فالله أعلم، فلعل سليمان شُبِّه له وأدخل عليه كما قال فيه أبو حاتم: لو أنَّ رجلاً وضع له حديثاً لم يفهم" وقال العقيلي: ليس يرجع من هذا الحديث إلى صحة، وليس له أصل، ولا يتابع عليه" الضعفاء 4/ 1193 قلت: لم ينفرد سليمان بن عبد الرحمن به بل تابعه هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1025)

وقال: قال الدارقطني: تفرد به هشام عن الوليد" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. والوليد بن مسلم ثقة إلا أنه يدلس تدليس التسوية، ولم يذكر سماعًا بين ابن جريج وعطاء وعكرمة، فهذا هو علة هذا الحديث. ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس به. أخرجه العقيلي (4/ 1192 - دار الصميعي) والطبراني في "الكبير" (12036) وفي "الدعاء" (1333) وابن السني في "اليوم والليلة" (579) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1024) من طريق هشام بن عمار الدمشقي ثنا محمد بن إبراهيم القرشي ثني أبو صالح به. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ، وليس له أصل، ولا يتابع عليه، ومحمد بن إبراهيم القرشي وأبو صالح مجهولان جميعاً بالنقل" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا أعلمه إلا إسحاق بن نجيح وهو متروك" وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص 252): محمد بن إبراهيم القرشي واه" وقال في "الميزان" في ترجمة محمد بن إبراهيم هذا: خبر موضوع" وقال المنذري: طرق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًا" الترغيب 3/ 361 1212 - (6006) قال الحافظ: وفي حديث جابر أنَّ امرأته قالت للنبى -صلى الله عليه وسلم-: صلِّ عليَّ وعلى زوجى، ففعل. أخرجه أحمد مطولاً ومختصراً، وصححه ابن حبان" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الصاد فانظر حديث: "صلي الله عليك وعلى زوجك" 1213 - (6007) قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق من طريق ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من الصحابة الحديث المذكور بلفظ: "صلِّ على محمد وأهل بيته وأزواجه وذريته" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 424 (¬2) 13/ 425

باب الدعاء عند الاستخارة

أخرجه عبد الرزاق (3103) عن مَعْمَر بن راشد عن ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "اللهم صلِّ على محمد وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". وأخرجه أحمد (23173) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2239) من طريق أحمد بن صالح المصري ثنا عبد الرزاق به. ورواته ثقات. باب الدعاء عند الاستخارة 1214 - (6008) قال الحافظ: قال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود وأبي أيوب. قلت: وجاء أيضاً عن أبي سعيد وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر، فحديث ابن مسعود أخرجه الطبراني وصححه الحاكم، وحديث أبي أيوب أخرجه الطبراني وصححه ابن حبان والحاكم، وحديث أبي سعيد وأبي هريرة أخرجهما ابن حبان في "صحيحه"، وحديث ابن عمر وابن عباس حديث واحد أخرجه الطبراني من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن عطاء عنهما ... ولفظ أبي أيوب: "أكتم الخطبة وتوضأ فأحسن الوضوء ثم صلِّ ما كتب الله لك" وقال: وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني: "في دنياي وآخرتي" زاد ابن حبان في روايته "وديني"، وفي حديث أبي سعيد "في ديني ومعيشتي" وقال: في حديث أبي سعيد بعد قوله: "واقدر لى الخير أينما كان" "لا حول ولا قوة إلا بالله" وقال: وفي حديث أبي أيوب: "ورضني بقدرك" (¬1) ¬

_ (¬1) 13/ 438 و441 و442

حديث ابن مسعود تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا أراد أحدكم أمرا" وحديث أبي أيوب أخرجه أحمد (23597) والبخاري في "الكبير" (1/ 1/ 413) وابن خزيمة (1220) وابن حبان (4040) والطبراني في "الكبير" (3901) وفي "الدعاء" (1307) والحاكم (1/ 314 و2/ 165) والبيهقي (7/ 147 - 148) من طرق عن عبد الله بن وهب أخبرني حَيْوة بن شريح أنَّ الوليد بن أبي الوليد أخبره أنَّ أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري حدثه عن أبيه عن جده رفعه: "اكتم الخطبة، ثم توضأ فأحسن وضوءَك، ثم صلِّ ما كتب الله لك، ثم أحمد ربك ومجده، ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، فإن رأيت لي في فلانة -تسميها باسمها- خيرًا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي، وإن كان غيرها خيرًا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي بها -أو قال- اقدرها لي" قال الحاكم: هذه سنة صلاة الإستخارة عزيزة تفرد بها أهل مصر، ورواته عن آخرهم ثقات" وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد" قلت: أيوب بن خالد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأبوه ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويًا إلا ابنه أيوب، فهو مجهول. والباقون ثقات. والحديث أخرجه أحمد (23596) أيضاً من طريق عبد الله بن لَهيعة ثنا الوليد بن أبي الوليد به. وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات. وحديث أبي سعيد أخرجه البزار (كشف 3185) وأبو يعلى (1342) وابن حبان (855) والطبراني في "الدعاء" (1304) والبيهقي في "الشعب" (202) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن محمد بن إسحاق ثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعاً: "إذا أراد أحدكم أمراً، فليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كان كذا

وكذا -للأمر الذي يريد- خيرًا لي فى دينى ومعيشتى وعافبة أمري، فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه، وإن كان كذا وكذا -للأمر الذي يريد- شرًّا لى في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري، فاصرفه عني، ثم اقدُر لى الخير أينما كان، لا حول ولا قوة إلا بالله" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 2/ 281 قلت: ابن إسحاق صدوق، وشيخه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والباقون ثقات. وحديث أبي هريرة أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 257 - 258) وابن حبان (886) والطبراني في "الدعاء" (1306) وابن عدي (4/ 1367) من طرق عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدني ثنا أبو المفضل شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا أراد أحدكم أمراً، فليقل: اللهم إنى أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم ان كان كذا وكذا خيرًا لي في دينى، وخيرًا لي في معيشتي، وخيرًا لى في عاقبة أمري، فاقدُره لى وبارك لى فيه، وإن كان غيرُ ذلك خيراً لي، فاقدُر لي الخيرَ حيث ما كان، ورضِّني بِقَدَرِك" قال ابن حبان: شبل بن العلاء مستقيم الأمر في الحديث" (¬1) وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، وشبل بن العلاء حدَّث عن أبيه بأحاديث لا يحدث بها عنه غيره مناكير، منها: هذا الحديث" وقال الدارقطني: ليس بالقوي ويخرج حديثه" سؤالات البرقاني ص 36 وحديث ابن عباس وابن عمر معاً أخرجه الطبراني في "الكبير" (11477) وفي "الدعاء" (1305) عن غير واحد قالوا: ثنا عبد الله بن هانىء بن عبد الرحمن بن أبي عبلة المقدسي ثنا أبي عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس وابن عمر قالا: كنا نتعلم الاستخارة كما يتعلم أحدنا السورة من القرآن، اللهم إني أستخيرك ¬

_ (¬1) وذكره فى "الثقات" وقال: روى عنه ابن أبي فديك نسخة مستقيمة"

بعلمك، وأستقدرك بقدرتك؟ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام: الغيوب، اللهم ما قضيت عليَّ من قضاء فاجعل عاقبته إلى خير. عبد الله بن هانىء ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم، قدمت الرملة فذكر لي أنَّ في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب، فلم أخرج إليه ولم أسمع منه. وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب. وإبراهيم وعطاء ثقتان. وفي الباب عن ابن عمر قال: علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإستخارة، فقال: "يقول أحدكم: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، فإن كان كذا وكذا -يسمي الأمر باسمه- خيرًا لي في دينى وفي معيشتي، وخيرًا لى في عاقبة امري، وخيرًا لي فى الأمور كلها، فاقدُره لى، وبارك لى فيه، وان كان غيرُ ذلك خيرًا لي، فاقدُر لي الخيرَ حيث كان، ورضني به" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (939) عن أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا أبو مُعَيْد حفص بن غيلان عن الحكم بن عبد الله الأَيْلي عن القاسم بن محمد عن ابن عمر به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي معيد إلا عمرو" قلت: وإسناده واه، قال النسائي وغيره: الحكم بن عبد الله الأيلي متروك الحديث. وكذبه أبو حاتم وغيره. 1215 - (6009) قال الحافط: وفي حديث سلمان نحوه وقال: "حرفاً حرفًا" أخرجه الطبراني" (¬1) ضعيف جداً أخرجه البزار (2535) والطبرانى فى "الكبير" (6171) من طريق بشر بن عبيد الدارسى ثنا مسلمة بن الصلت عن عمر بن يزيد الأزدي عن أبى راشد العبسي قال: سألت ¬

_ (¬1) 13/ 439

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: اللهم اغفر لي ما قدمت وأخرت

سلمان الفارسي عن التشهد فقال: أعلمك كما علمنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأخذ بيدي فعلمني التشهد حرفاً حرفا: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، ثم قال: "يا سلمان قلها في صلاتك ولا تزد فيها حرفًا ولا تنقص منها حرفًا" السياق للبزار. وإسناده واه، بشر بن عبيد قال ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة، وهو بين الضعف أيضًا. وقال الذهبي في "الديوان": ضعيف عندهم. وذكره ابن حبان في "الثقات". ومسلمة بن الصلت أظنه الشيباني قال أبو حاتم: متروك الحديث. وعمر بن يزيد قال ابن عدي: منكر الحديث. وأبو راشد ما عرفته. باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: اللهم اغفر لي ما قدَّمت وأخرت 1216 - (6010) قال الحافظ: ووقع أيضاً في حديث علي عند مسلم أنه كان يقوله في آخر الصلاة" (¬1) أخرجه مسلم (771) في حديث طويل وقال فيه: ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم "اللهم اغفر لي ما قدَّمت وما أخرت ... " باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: يستجاب لنا في اليهود 1217 - (6011) قال الحافظ: ولمسلم من حديث جابر: "وإنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا" (¬2) ¬

_ (¬1) 13/ 453 (¬2) 13/ 456

باب فضل التهليل

أخرجه مسلم (2166) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابرًا يقول: سلم ناس من يهود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السَّامُ عليك يا أبا القاسم! فقال: "وعليكم" فقالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: "بلى، قد سمعتُ فرددت عليهم، وإنا نُجابُ عليهم ولا يجابُون علينا". باب فضل التهليل 1218 - (6012) قال الحافظ: ومثله في حديث أبي أمامة عند جعفر الفريابي في "الذكر". ووقع في حديث أبي ذر تقييده بأنَّ ذلك في دبر صلاة الفجر قبل أن يتكلم لكن قال: عشر مرات، وفي سندهما شهر بن حوشب، وقد اختلف عليه، وفيه مقال" (¬1) يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه: - فرواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر واختلف عنه: • فقال زيد بن أبي أُنيسة الجَزَري: عن عبد الله بن عبد الرحمن عن شهر عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي ذر مرفوعاً: "من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان له بكل واحدة منهنَّ عشر حسنات، ومحي عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، وكان له بكل واحدة منهنَّ عدل رقبة، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه من الشيطان، ولم ينبع لذنب يدركه إلا الشرك" أخرجه الترمذي (¬2) (3474) والبزار (4050) والنسائي في "اليوم والليلة" (127) والطبراني في "الدعاء" (706) والدارقطني في "العلل" (6/ 46 و248 - 249) والخطيب في "التاريخ" (14/ 34) والحافظ في "النتائج" (2/ 304 - 305) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح" ¬

_ (¬1) 13/ 457 (¬2) وسقط من إسناده ومن إسناد الخطيب: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي ذر بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد منقطع لأنَّ شهر بن حوشب عن أبو ذر مرسل كما في "جامع التحصيل". وشهر مختلف فيه، والباقون ثقات. • وقيل: عن عبد الله بن عبد الرحمن عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعًا نحوه. وزاد "ومن قال ذلك حين ينصرف من صلاة المغرب أعطى مثل ذلك في ليلته" أخرجه المعمري في "اليوم والليلة" (النتائج 2/ 307) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني والدارقطني في "العلل" (7/ 45 - 46) عن أحمد بن بُديل الكوفي وعبد الله بن سعيد الأشج وهارون بن إسحاق الهَمْداني (¬1) والمزي (6/ 544) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي خمستهم عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن حصين بن منصور الأسدي عن عبد الله بن عبد الرحمن به. وكذا رواه يوسف (¬2) بن يعقوب الصفار وداود بن رشيد الخوارزمي عن المحاربي، قاله المزي (تهذيب 6/ 545) واختلف على المحاربي في اسم شيخه، فقال سهل بن عثمان العسكري: ثنا المحاربي عن عاصم بن منصور الأسدي وعبد الله بن زياد المدني عن عبد الله بن عبد الرحمن به. ¬

_ (¬1) وعنه أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 1/ 10 - 11) (¬2) وقع في روايته: عن حصين بن منصور بن حيان الأسدى. قال المزي: وهو أخو إسحاق بن منصور الأسدي (تحفة الأشراف 8/ 407)

أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 65) وفي "الدعاء" (706) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا سهل بن عثمان به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "النتائج" (2/ 306 - 307) وقال: عبد الله بن زياد أظنه المعروف بابن سمعان" قلت: كذبه مالك وابن معين وغيرهما. وقال جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي: ثنا المحاربي عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي عن عبد الله بن عبد الرحمن به. أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (126) عن جعفر به. وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (140) عن النسائي به. وقال النسائي: حصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب ضعيف" وقال المزي: والقول الأول -يعني: حصين بن منصور- أشبه بالصواب" التهذيب 6/ 545 - التحفة 8/ 407 وقال الحافظ: وهو المحفوظ، وذكر عاصم فيه وهم" النتائج 2/ 307 قلت: وهو كما قالا، لأنه قول الجمهور عن المحاربي. وحصين بن منصور ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وقال في "المغني" و"الديوان": مجهول. • ورواه محمد بن جُحادة الكوفي عن عبد الله بن عبد الرحمن واختلف عنه: فقال عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان: عن محمد بن جحادة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (705) وعبد العزيز قال مسلم في "الكنى": ذاهب الحديث، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وقال زهير بن معاوية الكوفي: عن محمد بن جحادة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم به، ولم يذكر أبا هريرة. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 45)

• وقال إسماعيل بن عياش: عن عبد الله بن عبد الرحمن عن شهر قال: حدثني أبو أمامة به. أخرجه جعفر الفريابي في "الذكر" (النتائج 2/ 306) وإسماعيل روايته عن الحجازيين ضعيفة، واختلف عنه كما سيأتي. وتابعه إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن به. قاله الدارقطني (6/ 45) • وقال همام بن يحيى العَوْذي: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم مرفوعاً. أخرجه أحمد (17990) عن رَوح بن عُبادة البصري ثنا همام به. ومن طريقه أخرجه الحافظ في "النتائج" (2/ 307) وقال: وعبد الرحمن لا تثبت صحبته" وتابعه: 1 - معقل بن عبيد الله الجَزَري. قاله الدارقطني (6/ 45 و248) 2 - إسماعيل بن عياش أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن وليث به. أخرجه عبد الرزاق (3192) قال الدارقطني: والصحيح عن ابن أبي حسين المرسل عن ابن غنم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- العلل 6/ 248 - ورواه عبد الحميد بن بَهرام الفزاري قال: حدثني شهر قال: سمعت أم سلمة تقول: فذكرت الحديث وفيه طول. أخرجه أحمد وغيره. وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الجيم عند حديث: جاءت فاطمة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... وهو أصح من حديث ابن أبي حسين. قال أحمد بن صالح المصري: عبد الحميد بن بهرام ثقة يعجبني، حديثه حديث صحيح، أحاديثه عن شهر صحيحة"

وقال يحيى القطان: من أراد حديث شهر بن حوشب فعليه بعبد الحميد" وقال أحمد بن حنبل: حديث عبد الحميد عن شهر مقارب، كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن، وهي سبعون حديثاً طوال" وقال أيضاً: لا بأس بحديث عبد الحميد عن شهر" وقال أبو حاتم: أحاديثه عن شهر صحاح لا أعلم روى عن شهر أحاديث أحسن منها ولا أكثر منها" 1219 - (6013) قال الحافظ: في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "لم يجيء أحد بأفضل من عمله إلا من قال أفضل من ذلك" أخرجه النسائي بسند صحيح إلى عمرو" (¬1) حسن أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (575) والطبراني في "الدعاء" (333) وابن السني (75) من طريق عبيد الله بن معاذ بن معاذ العبري البصري ثنا أبي ثنا شعبة عن الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائة مرة إذا أصبح، ومائة مرة إذا أمسى، لم يجيء أحد بأفضل (¬2) مما عمله، إلا من قال أفضل من ذلك" وإسناده حسن، عمرو وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، والحكم هو ابن عتيبة. ولم ينفرد به بل تابعه: 1 - داود بن أبي هند البصري. أخرجه النسائي (576) من طريق عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري ثنا داود به. وإسناده حسن. 2 - ثابت بن أسلم البُنَاني. أخرجه الحاكم (1/ 500) من طريق أبي قِلاَبة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي ثنا سهل بن حماد وحجاج بن المنهال وأبو ظفر قالوا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت وداود بن أبي هند به. ¬

_ (¬1) 13/ 457 (¬2) وفي لفظ: "بمثل"

وأخرجه النسائي (577) عن عمرو بن منصور النسائي وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قالا: ثنا الحجاج بن المنهال به. ورواه علي بن عبد العزيز البغوي وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكَشِّي عن حجاج بن المنهال فلم يذكرا ثابتا البناني. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (133) وإسناده حسن. قال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا الوليد القرشي يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر" 3 - محمد بن جُحادة الكوفي. أخرجه الطبراني (335) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجُفْري عن محمد بن جحادة به. وقال في روايته "ألف مرة" وقال: "جاءت يوم القيامة فوق كل عمل إلا نبي أو رجل زاد في التهليل" والجفري قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. 4 - محمد بن أبي حميد المدني: أخرجه بكر بن بكار في "جزئه" (30) عنه به. وزاد بعد قوله: وله الحمد، "بيده الخير" وقال: "عشر مرار إذا صلى صلاة الصج، وعشر مرار إذا صلى المغرب، قبل أن يثني رجله؟ كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وكتب له أجر عشر رقاب من ولد إسماعيل" ومحمد بن أبي حميد قال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي: ضعيف الحديث.

باب فضل التسبيح

باب فضل التسبيح 1220 - (6014) قال الحافظ: حديث أبي مالك الأشعري رفعه: "والحمد لله تملأ الميزان" (¬1) أخرجه مسلم (223) من طريق أبي سلَّام ممطور الحبشي عن أبي مالك الأشعري رفعه: "الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان ... " باب فضل ذكر الله 1221 - (6015) قال الحافظ: وأخرج الترمذي والنسائي وصححه الحاكم عن الحارث بن الحارث الأشعري في حديث طويل وفيه: "فآمركم أن تذكروا الله، وإنَّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين أحرز نفسه منهم، فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من فارق الجماعة شبرا ... " 1222 - (6016) قال الحافظ: في حديث أنس عند البزار: "ويعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك، ويسألون لآخرتهم ودنياهم" وقال: وفي حديث أنس: "فيقول: غشوهم رحمتي" (¬3) ضعيف أخرجه البزار (كشف 3062) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 268) من طريق زائدة بن أبي الرُّقَاد البصري عن زياد النُّميري عن أنس مرفوعاً: "إن لله سيارة من الملائكة، يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفُّوا بهم، ثم بعثوا رائدَهم إلى السماء إلى ربّ العزة تبارك وتعالى، فيقولون: ربنا! أتينا على عباد من عبادك، يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ¬

_ (¬1) 13/ 464 (¬2) 13/ 466 (¬3) 13/ 469

باب لله مائة اسم غير واحدة

ويصلون على نبيك، ويسألون لآخرتهم ودنياهم، فيقول تبارك وتعالى: غشوهم رحمتي، فيقولون: يارب إن فيهم فلاناً الخطاء، إنما اعتنقهم اعتناقاً، فيقول تبارك وتعالى: غشوهم رحمتي، فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسُهم" قال الهيثمي: رواه البزار من طريق زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري، وكلاهما وثق على ضعفه، فعاد هذا إسناده حسن" المجمع 10/ 77 قلت: بل إسناده ضعيف، زائدة قال البخاري والنساثي: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير، لا يحتج به، ولا يكتب إلا للاعتبار، وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد. وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف، وقال في "الديوان": ليس بحجة. وقواه بعضهم. وزياد ضعفه أبو داود، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان. 1223 - (6017) قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (4/ 2245) من حديث أبي أمامة رفعه: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" (¬1) باب لله مائةُ اسم غيرَ واحدة 1224 - (6018) قال الحافظ: ورواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أبي هريرة سلمان الفارسي وابن عباس وابن عمر وعلي، وكلها عند أبي نعيم أيضاً بأسانيد ضعيفة، وحديث علي في "طبقات الصوفية" لأبي عبد الرحمن السلمي، وحديث ابن عباس وابن عمر معاً في الجزء الثالث عشر من أمالي أبي القاسم بن بشران وفي فوائد أبي عمر بن حيوية انتقاء الدارقطني. ¬

_ (¬1) 13/ 470 - 471

وقال: وكذا وقع في حديث ابن عباس وابن عمر معاً بلفظ: "من أحصاها دخل الجنة" (¬1) حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الباب المذكور. وحديث سلمان أخرجه أبو نعيم في "طرق حديث إنَّ لله تسعة وتسعين اسماً" (85 و86) من طريق عبيد الله بن سعيد بن كثير ثنا أبي ثنا الفضل بن مختار عن الصلت بن دينار عن أبي عثمان النَّهْدي عن سلمان مرفوعاً "إنَّ لله مائة اسم، من أحصاها دخل الجنة" وإسناده واه (¬2)، عبيد الله بن سعيد بن كثير هو ابن عُفير المصري قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات، لا يشبه حديثه حديث الثقات عن أبيه، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد (المجروحين) والفضل بن المختار هو البصري قال أبو حاتم: مجهول وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل، وقال العقيلي: منكر الحديث. والصلت بن دينار هو الأزدي البصري قال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وحديث ابن عباس وابن عمر أخرجه أبو نعيم (87) وابن بشران (837) والحافظ في "الأمالي" (2/ 248) من طريق إسحاق بن بشر ثنا نصر بن طريف عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس وابن عمر مرفوعاً: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة غير واحدة، من أحصاها دخل الجنة، وهي في القرآن" قال الحافظ: هذا حديث غريب، وفي إسناده ضعف، والمستغرب من متنه الزيادة الأخيرة" قلت: إسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري وقد كذبه ابن المديني وغيره، وقال الخليلي: ضعيف جداً يتهم بوضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث. ونصر بن طريف متهم أيضاً، قال ابن معين: هو من المعروفين بالكذب وبوضع الحديث. ولم ينفرد به بل قد توبع: قال أبو نعيم: رواه بشر بن عبيد الدارسي عن علي بن عمران عن ليث مثله سواء" ¬

_ (¬1) 13/ 472 (¬2) قال الحافظ في "الأمالي" (2/ 241): إسناده مع غرابته ضعيف"

وبشر بن عبيد قال ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة، وهو بين الضعف أيضاً. وذكره ابن حبان في "الثقات". وعلي بن عمران ما عرفته. وليث هو ابن أبي سليم قال النسائي وغير واحد: ضعيف. وحديث علي أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 380) عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي ثنا عبد الواحد بن علي السياري ثنا خالي أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ثنا أحمد بن عباد بن سلم -وكان من الزهاد- ثنا محمد بن عبيدة النافقاني ثنا عبد الله بن عبيدة العامري ثنا سورة بن راشد الزاهد عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن علي مرفوعاً: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة غير واحد، ما من عبد يدعو بهذه الأسماء إلا وجبت له الجنة، إنه وتر يحب الوتر، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام، إلى قوله: الرشيد الصبور" قال أبو نعيم: حديث الثوري عن إبراهيم فيه نظر، لا صحة له" وقال الحافظ: إسناده مع غرابته ضعيف" الأمالي 12/ 241 قلت: النافقاني ذكره ابن الأثير في "اللباب" وقال: صاحب مناكير. 1225 - (6019) قال الحافظ: ومن حديث عائشة أنها دعت بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو ذلك" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنه لفي الأسماء التي دعوت بها" 1226 - (6020) قال الحافظ: السادس: "الحنَّان المنَّان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم" ورد ذلك مجموعاً في حديث أنس عند أحمد والحاكم، وأصله عند أبي داود والنسائي، وصححه ابن حبان" (¬2) صحيح ¬

_ (¬1) 13/ 478 (¬2) 13/ 478

وله عن أنس طرق: الأول: يرويه خلف بن خليفة الكوفي ثنا حفص بن عمر ابن أخي أنس عن أنس قال: كنت جالساً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحَلْقة ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد، جلس وتشهد، ثم دعا فقال: اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت المنَّان (¬1)، بديعَ السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيُّوم، إني أسألك. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون بما دعا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم (¬2)، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى" أخرجه أحمد (12611 و13570) والبخاري في "الأدب المفرد" (705) وأبو داود (1495) والنسائي (3/ 44) وفي "الكبرى" (1223 و7701) والطحاوي في "المشكل" (175) وابن حبان (893) والطبراني في "الدعاء" (116) وابن منده في "التوحيد" (233 و341) والحاكم (1/ 503 - 504) والبيهقي في "الدعوات" (106 و200) وفي "الأسماء" (ص 36) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 346) والبغوي في "شرح السنة" (1258) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (12 و13) من طرق عن خلف بن خليفة به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" قلت: خلف صدوق، وحفص ثقة، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع عن أنس قال: مرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبي عياش زيد بن الصامت الزُّرقي وهو يصلي وهو يقول: اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلا أنت، يا منان ... أخرجه أحمد (13798) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 27 - 28) والطحاوي في "المشكل" (174) والطبراني في "الصغير" (1038) والخطيب في "التاريخ" (5/ 255) وفي "الأسماء المبهمة" (ص 347) والضياء المقدسي (ص 14) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عبد العزيز بن مسلم مولى آل رفاعة بن رافع الأنصاري ثني إبراهيم بن عبيد به. قال الطبراني: لم يروه عن إبراهيم إلا عبد العزيز بن مسلم، تفرد به محمد بن إسحاق" قلت: رواه غير عبد العزيز بن مسلم عن إبراهيم بن عبيد كما سيأتي. ¬

_ (¬1) وعند ابن حبان وحده: "الحنَّان المنَّان" (¬2) وفي لفظ: "الأعظم"

وعبد العزيز ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع. وتابعه عياض بن عبد الله الفِهْرِي عن إبراهيم بن عبيد عن أنس به. أخرجه الحاكم (1/ 504) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الاصم ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عياض به. وأخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص 40) عن الحاكم به. ورواته ثقات غير عياض بن عبد الله، وهو مختلف فيه: ذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وضعفه البخاري وغير واحد. الثالث: يرويه أنس بن سيرين الأنصاري عن أنس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد ... أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 272) وأحمد (12205) عن وكيع ثنا أبو خزيمة عن أنس بن سيرين به. وأخرجه ابن ماجه (3858) عن علي بن محمد ثنا وكيع به. وإسناده حسن، أبو خزيمة نصر، وقيل: صالح بن مرداس البصري صدوق، والباقون ثقات. الرابع: يرويه سعيد بن زَرْبي الخزاعي البصري عن عاصم الأحول وثابت عن أنس قال: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه ... أخرجه الترمذي (3544) من طريق يونس بن محمد المؤدب ثنا سعيد بن زربي به. وقال: هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس" قلت: إسناده ضعيف لضعف سعيد بن زربي الخزاعي. الخامس: يرويه أبان بن أبي عياش واختلف عنه: - فقال سعيد بن عامر الضُّبَعي البصري: عن أبان عن أنس قال: إنَّ أبا عياش الزرقي قال: اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان ...

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (2984) وفي "عوالي الحارث" (23) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 347) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر به. - وقال حماد بن سلمة: عن أبان عن أنس عن أبي طلحة. أخرجه الطبراني في "الكبير" (4722) وفي "الدعاء" (117) وأبان قال ابن معين وغير واحد: متروك الحديث. السادس: يرويه سفيان الثوري عن حميد الطويل عن أنس قال: سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يدعو فقال: اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أنت المنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام. فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب" أخرجه الضياء (15) من طريق الحاكم ثني أبو علي الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد بن بشر (¬1) الدِّيْنَوري ثنا عيسى بن يونس الرَّمْلي ثنا وكيع بن الجراح ثنا سفيان به. قال الحاكم: لم نكتبه من حديث الثوري عن حميد إلا بهذا الإسناد" قلت: الدينوري مختلف فيه، والرملي صدوق، والباقون ثقات. 1227 - (6021) قال الحافظ: التاسع: "الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم من حديث بريدة" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: لو علمت أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمع قراءتي لحبرتها تحبيراً. وتقدم في هذه المجموعة أيضاً برقم 672 وأضيف هنا أنه اختلف في هذا الحديث علي عبد الوارث بن سعيد: • فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن عبد الوارث عن محمد بن جُحادة عن ابن بريدة عن أبيه. ¬

_ (¬1) هكذا وقع عند الضياء، ووقع عند المزي في ترجمة عيسى بن يونس الرملي: وهب. (¬2) 13/ 484

أخرجه ابن السني (758) • ورواه مسدد عن عبد الوارث عن محمد بن جحادة ثني رجل عن سليمان بن بريدة عن أبيه. أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء" (54) ***

كتاب الرقاق

كتاب الرقاق باب العمل الذي يُبتغى به وجه الله تعالى 1228 - (6022) قال الحافظ: وقد وجدت من حديث جابر ما أخرجه أحمد من طريق محمود بن أسد عن جابر وفيه: قلنا: يا رسول الله، واثنان؟ قال: "واثنان" قال محمود: فقلت لجابر: أراكم لو قلتم واحداً لقال واحداً؟ قال: وأنا والله أظن ذاك، ورجاله موثقون" (¬1). تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة" باب ما يحذر من زهرة الدنيا 1229 - (6023) قال الحافظ: ووقع في مرسل سعيد المَقْبُري عند سعيد بن منصور: أو خير هو؟ ثلاث مرات" (¬2) قلت: هو في صحيح مسلم (1052) موصولاً. أخرجه من طريق الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عياض بن عبد الله بن سعد أنه سمع أبا سعيد الخُدْري يقول: فذكر حديثاً، وفيه: فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الخير لا يأتي إلا بخير، أَوَ خَيْرٌ هو ... " ¬

_ (¬1) 14/ 18 (¬2) 14/ 21

باب ما يتقى من فتنة المال

باب ما يتقى من فتنة المال 1230 - (6024) قال الحافظ: ومثله في حديث أبي واقد عند أحمد" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الله قال: إنما أنزلنا المال لإقام الصلاة ... " باب المكثرون هم المقلون 1231 - (6025) قال الحافظ: وقد استشهد بها معاوية لصحة الحديث الذي حدث به أبو هريرة مرفوعاً في المجاهد والقارىء والمتصدق لقوله تعالى لكل منهم: "إنما عملت ليقال فقد قيل" فبكى معاوية لما سمع هذا الحديث ثم تلا هذه الآية. أخرجه الترمذي مطولاً، وأصله عند مسلم" (¬2) صحيح أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (469) عن حَيْوة بن شريح المصري ثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أنَّ عقبة بن مسلم حدثه عن شُفي بن ماتع الأصبحي قال: حدثني أبو هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا كان يوم القيامة ينزل الله إلى عباده ليقضي بينهم، فكل أمة جاثية. فأول من يُدعى رجل جمع القرآن، فيقول الله تعالى له: عبدي! ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ فيقول: بلى يا رب، فيقول: ماذا عملت فيما علمتك؟ فيقول: يا رب! كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان قارىء فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء، ثم يؤتي بصاحب المال فيقول الله له: عبدي! ألم أنعم عليك؟ ألم أفضل عليك؟ ألم أوسع عليك؟ أو نحوه فيقول: بلى يا رب، فيقول: ماذا عملت فيما آتيتك؟ فيقول: يا رب كنت أصل الرحم، وأتصدق، وأفعل، وأفعل، فيقول الله: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جواد، فقد قيل ذاك، اذهب فليس لك عندنا اليوم شيء، ويُدعى المقتول فيقول الله له: عبدي فيم قتلت؟ فيقول: يارب! فيك، وفي ¬

_ (¬1) 14/ 31 (¬2) 14/ 37

سبيلك، فيقول الله تعالى: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جريء، فقد قيل ذاك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء". قال أبو هريرة ثم ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده على ركبتي، ثم قال: "يا أبا هريرة! أولئك الثلاثة أول خلق الله تُسَعَّر بهم الناس يوم القيامة" قال حيوة أو أبو عثمان: فأخبرني العلاء بن حكيم وكان سيافا لمعاوية أنه دخل عليه رجل -يعني على معاوية- فحدثه بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال الوليد: فأخبرني عقبة أنّ شُفَيَّا هو الذي دخل على معاوية فحدثه بهذا الحديث قال: فبكى معاوية فاشتد بكاءه، ثم أفاق وهو يقول صدق الله ورسوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)} [هود: 15، 16] وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (335) والترمذي (2382) والنسائي في "الكبرى" (تحفة 10/ 111) والطبري في "التفسير" (12/ 13) وابن خزيمة (2482) وابن حبان (408) والحاكم (1/ 418 - 419) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 169) والبيهقي في "الشعب" (6388) والبغوي في "شرح السنة" (4143) من طرق عن ابن المبارك به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: وهو كما قال. واختلف فيه على الوليد بن أبي الوليد، فرواه الليث بن سعد عن الوليد فلم يذكر عقبة بن مسلم. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 169) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به. والأول أصح، وعبد الله بن صالح مختلف فيه. وللحديث طريق أخرى يرويها ابن جريج ثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له نَاتِلُ أهلِ الشام: أيها الشيخ! حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ أول الناسِ يُقضى يومَ القيامة عليه، رجل استُشهد فأُتي به فعرَّفه نِعَمَهُ فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استُشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت لِأَنْ يقال جريء، فقد قيل. ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار.

باب فضل الفقر

ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن، فأتي به، فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمتُهُ وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارىء، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار. ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن يُنفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار" أخرجه مسلم (1905) باب فضل الفقر 1232 - (6026) قال الحافظ: أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رفعه: "وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا تكثر الضحك فإنَّ كثرة الضحك تميت القلب" 1233 - (6027) قال الحافظ: وكان صاحب لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ، ثبت ذلك في مرسل عبيد بن عمير بسند صحيح عند ابن المبارك في "كتاب الجهاد" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصعب بن عمير ... باب كيف كان عيش النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه 1234 - (6028) قال الحافظ: وأخرجه البيهقي في "الدلائل" من حديث أنس بنحوه وفيه "وسادة" بدل "مرافقة" (¬3) ¬

_ (¬1) 14/ 52 (¬2) 14/ 56 (¬3) 14/ 72

يرويه الحسن البصري واختلف عنه: - فقال مبارك بن فَضالة البصري: ثنا الحسن ثنا أنس قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على سرير مُرْمَلٍ بشريط، وتحت رأسه وسادة من أَدَم، حَشْوُها لِيفٌ، فدخل عليه نفر من أصحابه، ودخل عمر، فانحرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انحرافة، فلم ير عمرُ بين جنبه وبين الشريط ثوباً، وقد أثر الشريط بجنب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبكى عمر، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك يا عمر؟ " قال: والله ما أبكي إلا أن أكون أعلم أنك أكرمُ على الله من كسرى وقيصر، وهما يَعيثان في الدنيا فيما يعيثان فيه، وأنت يا رسولَ الله بالمكان الذي أرى! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ " قال عمر: بلى. قال: "فإنه كذاك" أخرجه أحمد (12417) وفي "الزهد" (ص 476 - 477) والبخاري في "الأدب المفرد" (1163) والحربي في "الغريب" (2/ 730) وابن أبي عاصم في "الزهد" (199 و223) وأبو يعلى (2782 و2783) وابن حبان (6362) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (488 و491 و492) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 337) والبغوي في "الشمائل" (854) والذهبي في "الميزان" (2/ 637) من طرق عن مبارك بن فضالة به. قال الذهبي: إسناده صالح" وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير مبارك بن فضالة وقد وثقه جماعة وضعفه جماعة" المجمع 10/ 326 قلت: هو صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث من الحسن فانتفى التدليس، والإسناد حسن. - وقال أبو الأشهب جعفر بن حيَّان العطاردي: سمعت الحسن يقول، فذكره مرسلاً. أخرجه ابن سعد (1/ 466) عن عمرو بن عاصم الكلابي أنا أبو الأشهب به. وإسناده إلى الحسن صحيح. ولم ينفرد أبو الأشهب به بل تابعه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن به. أخرجه هناد في "الزهد" (742) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن إسماعيل به. وهذا أصح.

باب الصبر عن محارم الله

باب الصبر عن محارم الله 1235 - (6029) قال الحافظ: ووقع عند البزار من حديث عبد الرحمن بن عوف أنه وقع له نحو ما وقع لأبي سعيد وأنَّ ذلك حين افتتحت قريظة" (¬1) ضعيف جداً أخرجه البزار (1039) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: كانت لي عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدة، فلما فتحت قريظة جئت لينجز لي ما وعدني، فسمعته يقول: "من يستغن يُغنه الله، ومن يقنع يُقنّعه الله" فقلت في نفسي: لا جرم لا أسأله شيئاً -صلى الله عليه وسلم-. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن من طريق أحسن من هذا الطريق" قلت: وهو طريق واه، فإنَّ عبد الله بن شبيب ذاهب الحديث كما قال أبو أحمد الحاكم، وقال ابن حبان: يَقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات. ومحمد بن عبد العزيز هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. باب حفظ اللسان 1236 - (6030) قال الحافظ: ولأحمد وصححه ابن حبان من حديث البراء: "وكفَّ لسانك إلا من خير" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام فانظر حديث: "لئن كنت أقصرت الخطبة ... " ¬

_ (¬1) 14/ 84 (¬2) 14/ 89

1237 - (6031) قال الحافظ: ومثله عند أحمد وأبي يعلى من حديث أبي موسى بسند حسن، وعند الطبراني من حديث أبي رافع بسند جيد لكن قال: "فقميه" بدل:"لحييه" (¬1) يرويه عبد الله بن محمد بن عَقيل واختلف عنه: - فرواه موسى بن أعْيَن الجَزَري عن ابن عقيل واختلف عنه: • فقال معلي بن منصور الرازي: ثنا موسى بن أعين عن ابن عقيل عن سليمان بن يسار عن عقيل مولى ابن عباس عن أبي موسى مرفوعاً: "من حفظ ما بين فُقْمَيْهِ ورجليه دخل الجنة" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 4152) عن معلي بن منصور به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 264) وأبو يعلى (7275) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 54) والخرائطي في "المكارم" (456) والمحاملي (365) والحاكم (4/ 358) والقضاعي (545) من طرق عن معلي بن منصور به. وتابعه المعافى بن سليمان الحراني ثنا موسى بن أعين به. أخرجه الحاكم (4/ 358) • ورواه أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني عن موسى بن أعين واختلف عنه: فرواه أبو حفص عمر بن مضر العبسي عن أبي صالح الحراني كرواية معلي بن منصور. أخرجه تمام (490) ورواه البخاري (التاريخ الكبير 4/ 1/ 54 - المطالب العالية 3/ 146) عن أبي صالح الحراني فلم يقل: عن عقيل. • وقال أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني: ثنا موسى بن أعين عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن رجل عن أبي موسى. ¬

_ (¬1) 14/ 90

باب الخوف من الله عز وجل

أخرجه أحمد (19559) - وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع. أخرجه الطبراني في "الكبير" (919) قال الهيثمي: وإسناده جيد" المجمع 10/ 300 قلت: مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو مختلف فيه: وثقه العجلي، وضعفه ابن معين والجمهور. باب الخوف من الله عز وجل 1238 - (6032) قال الحافظ: وأخرج الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة قصة الكفل، وكان من بني إسرائيل، وفيه أيضاً أنه عفَّ عن المرأة وترك المال الذي أعطاها خوفاً من الله" (¬1) ضعيف يرويه سليمان بن مهران الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر مرفوعاً: "كان الكِفْلُ من بني اسرائيل لا يتورع من ذنب عَمِله، فأتته امرأة، فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها، فلما قعد منها مَقْعَدَ الرجل من امرأته أُرْعِدَت وبكت، فقال: ما يبكيك؟ أكرهتك؟ قالت: لا، ولكن هذا عمل لم أعمله قط، وإنما حملني عليه الحاجة، قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط؟ قال: ثم نزل، فقال: اذهبي، والدنانير لك، ثم قال: والله لا يَعصي اللهَ الكفلُ أبداً، فمات من ليلته، فأصبح مكتوباً على بابه: قد غفر الله عز وجل للكفل" أخرجه أحمد (4747) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 58 و65 - 66) والترمذي (2496) وفي "العلل" (2/ 840) وأبو يعلى (5726) والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 77 - 78) وابن الأعرابي (2296) والبيهقي في "الشعب" (6707) والخطيب في "التاريخ" (5/ 52) والمزي (10/ 319) ¬

_ (¬1) 14/ 94

عن أسباط بن محمد القرشي (¬1) والبخاري في "الكبير" (2/ 2/ 58 و65 - 66) والإسماعيلي في "المعجم" (1/ 365) والبيهقي في "الشعب" (6706) عن أبي عبيدة عبد الملك بن مَعْن الهُذَلي المسعودي وابن الأعرابي (2295) عن عَثَّام بن علي الكوفي والخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص 77 - 78) والحاكم (4/ 254 - 255) عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي وابن الأعرابي (2297) عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي كلهم عن الأعمش به. قال الترمذي: حديث حسن" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال ابن كثير: إسناده غريب" التفسير 3/ 191 وقال أيضاً: حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر، فإنَّ سعداً هذا قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي هذا" البداية 1/ 226 وكذلك قال الذهبي في "الميزان": وعنه عبد الله بن عبد الله فقط. فهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". ¬

_ (¬1) رواه أحمد بن حنبل وعبيد بن أسباط بن محمد القرشي وأبو خيثمة زهير بن حرب النسائي وسريج بن يونس البغدادي وإسحاق بن راهويه وعبد الرزاق بن منصور البندار عن أسباط بن محمد بهذا الإسناد. ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن أسباط بن محمد عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 297 - 298) والأول أصح.

باب حجبت النار بالشهوات

- ورواه أبو أنس محمد بن أنس القرشي عن الأعمش فقال: عن سعيد مولى طلحة. قاله البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 58 و66) - ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الأعمش فقال: عن طلحة مولى سعيد. قاله البخاري أيضاً (2/ 2/ 58) - ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. أخرجه ابن حبان (387) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 297 - 298) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (550) قال البخاري: أبو بكر بن عياش يهم فيه" علل الترمذي 2/ 841 وقال الترمذي: أخطأ فيه أبو بكر بن عياش، وهو غير محفوظ" السنن 4/ 658 - ورواه يحيى بن عيسى الرَّمْلي عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر قوله. أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 182 - 183) عن يحيى به. وتابعه الفضل بن موسى الذي السِّيْناني عن الأعمش به. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 66) وقال كما في "علل الترمذي" (2/ 841): الصحيح أنه مرفوع". باب حجبت النار بالشهوات 1239 - (6033) قال الحافظ: وكذا أخرجه مسلم والترمذي من حديث أنس" (¬1) أخرجه مسلم (2822) والترمذي (2559) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس مرفوعاً: "حُفَّتِ الجنةُ بالمكاره، وحفت النار بالشهوات" ¬

_ (¬1) 14/ 102

باب من هم بحسنة أو بسيئة

باب من هم بحسنة أو بسيئة 1240 - (6034) قال الحافظ: واستثنى جماعة ممن ذهب إلى عدم مؤاخذة من وقع منهم الهَمَّ بالمعصية ما يقع في الحرم المكي ولو لم يصمم لقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25] ذكره السُّدِّي في "تفسيره" عن مرة عن ابن مسعود. وأخرجه أحمد من طريقه مرفوعاً، ومنهم من رجحه موقوفاً" (¬1) حسن يرويه إسماعيل بن عبدالرحمن السُّدِّي عن مُرَّة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود، واختلف عن السدي في رفعه ووقفه: - فقال شعبة: عن السدي أنه سمع مرة أنه سمع ابن مسعود رفعه في قوله عز وجل: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} قال: "لو أنَّ رجلاً هَمَّ فيه بإلحاد وهو بِعَدَنِ أَبْيَنَ، لأذاقه الله عز وجل عذاباً أليمًا" أخرجه أحمد (4071 و4316) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا شعبة به. وأخرجه البزار (2024) وأبو يعلى (5384) والطبري في "التفسير" (17/ 141) وابن أبي حاتم في "التفسير" كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 214 - 215) والحاكم (2/ 388) من طرق عن يزيد بن هارون به. قال يزيد بن هارون: قال لنا شعبة: رفعه، وأنا لا أرفعه لك" وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن شعبة بهذا اللفظ إلا يزيد بن هارون" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال ابن كثير: هذا الإسناد صحيح على شرط البخاري، ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري عن السدي عن مرة عن ابن مسعود موقوفاً" ¬

_ (¬1) 14/ 111

باب الرياء والسمعة

قلت: إسناده حسن، رواته ثقات غير السدي وهو صدوق، ولم يخرج البخاري في الصحيح عنه شيئاً، ولم يخرج مسلم رواية شعبة عنه، ولا روايته عن مرة. - ورواه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص 209 - 210) عن السدي فلم يرفعه. وساقه بلفظ: من همَّ بخطيئة ولم يعملها، لم تكتب عليه حتى يعملها. ولو أنَّ رجلاً همَّ وهو يقدر أن يقتل رجلاً عند البيت لأذاقه الله عذاباً أليمًا، ثم قرأ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 284 - 285 الجزء المفقود) والطبري (17/ 140 - 141) والدارقطني في "العلل" (5/ 269) والواحدي في "الوسيط" (3/ 266) من طرق (¬1) عن سفيان به. وإسناده حسن. وتابعه الحكم بن ظُهير الكوفي عن السدي به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (9078) والحكم قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث. ورجح الدارقطني المرفوع، فقال: رفعه شعبة عن السدي ووقفه الثوري، والقول قول شعبة" العلل 5/ 269 باب الرياء والسمعة 1241 - (6035) قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من طريق محمد بن جُحادة عن سلمة بن كُهيل عن جُنْدَب في آخر هذا الحديث: "ومن كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة" (¬2) ¬

_ (¬1) رواه وكيع وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ويحيى القطان ومحمد بن يوسف الفِرْيابي عن سفيان بهذا الإسناد. ورواه الحسين بن حفص الهَمْدانى عن سفيان عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود. أخرجه الحاكم (2/ 387) والأول أصح. (¬2) 14/ 120

باب التواضع

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الميم فانظر حديث: "من كان له وجهان في الدنيا ... " باب التواضع 1242 - (6036) قال الحافظ: ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أنَّ له أصلاً. منها: عن عائشة، أخرجه أحمد في "الزهد" وابن أبي الدنيا وأبو نعيم في "الحلية" والبيهقي في "الزهد" من طريق عبد الواحد بن ميمون عن عروة عنها. وذكر ابن حبان وابن عدي أنه تفرد به، وقد قال البخاري: إنه منكر الحديث، لكن أخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن مجاهد عن عروة وقال: لم يروه عن عروة إلا يعقوب وعبد الواحد. ومنها: عن أبي أمامة، أخرجه الطبراني والبيهقي في "الزهد" بسند ضعيف. ومنها: عن علي عند الإسماعيلي في "مسند علي". وعن ابن عباس، أخرجه الطبراني. وسندهما ضعيف. وعن أنس، أخرجه أبو يعلى والبزار والطبراني، وفي سنده ضعف أيضاً. وعن حذيفة، أخرجه الطبراني مختصراً، وسنده حسن غريب. وعن معاذ بن جبل، أخرجه ابن ماجه وأبو نعيم في "الحلية" مختصراً، وسنده ضعيف. وقال: ووقع في حديث عائشة: "من عادى لي وليًا" وفي رواية لأحمد: "من آذى لي وليًا" وفي أخرى له: "من آذى"، وفي حديث ميمونة مثله: "فقد استحل محاربتي" وقال: وفي حديث معاذ: "فقد بارز الله بالمحاربة" وفي حديث أبي أمامة وأنس: "فقد بارزني" وقال: ووقع في حديث أبي أمامة: "يتحبب إليّ" بدل: "يتقرب" وكذا في حديث ميمونة.

وقال: في رواية أبي أمامة: "ابن آدم، إنك لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضت عليك" وقال: في حديث عائشة في رواية عبد الواحد: "عينه التي يبصر بها" وفي رواية يعقوب بن مجاهد: "عينيه التي يبصر بهما" بالتثنية، وكذا قال في الأذن واليد والرجل. وزاد عبد الواحد في روايته: "وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي يتكلم به" ونحوه في حديث أبي أمامة، وفي حديث ميمونة: "وقلبه الذي يعقل به" وفي حديث أنس: "ومن أحببته كنت له سمعًا وبصراً ويداً ومؤيداً" وقال: وفي حديث أبي أمامة: "وإذا استنصر بي نصرته" وفي حديث أنس: "نصحني فنصحت له" وقال: وقد وقع في حديث أبي أمامة المذكور: "وأحب عبادة عبدي إليَّ النصيحة" وقال: وفي حديث حذيفة من الزيادة: "ويكون من أوليائى وأصفيائي، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة" وقال: وفي حديث عائشة: "ترددي عن موته" وقال: في حديث عائشة: "أنه يكره الموت وأنا أكره مساءته" (¬1) حديث عائشة أخرجه أحمد (26193) والبزار (كشف 3627 و3647) وابن شاهين في "الترغيب" (285) وأبو نعيم في"الحلية" (1/ 5) وفي "الأربعين على مذهب المتحققين" (47) والقضاعي (1457) والبيهقي في "الزهد" (692 و693) والقشيري في "الرسالة" (ص 128) وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (3/ 178) من طرق عن أبي حمزة عبد الواحد بن ميمون مولى عروة ثني عروة عن عائشة مرفوعاً: "قال الله تبارك وتعالى: من عادى (¬2) لي وليًا فقد استحل محاربتي، وما تقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء فرائضي، وإنَّ عبدي ليتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت عينه التي يبصر بها، وأذنه التي يسمع بها، ويده التي يبطش به، وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، إن دعاني ¬

_ (¬1) 14/ 126 و127 و128 و130 و131 و131 - 132 (¬2) وفي لفظ: "آذى"

أجبته، وإن سألني أعطيته، ما ترددت من شيء أنا فاعله ترددي عن موته، يكره الموت وأكره مَسَاءَتَهُ" قال البزار: تفرد به عبد الواحد" وكذا قال ابن عدي (الكامل 5/ 1939) وقال البخاري: عبد الواحد منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك صاحب مناكير، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، يحدث عن عروة ما ليس من حديثه، فبطل الاحتجاج بروايته. ولم ينفرد به، فقد تابعه أبو حَزْرَة يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعاً: "إن الله يقول: من أهان لي وليًا فقد استحلَّ محاربتي ... " أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9348) عن هارون بن كامل المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا إبراهيم بن سويد المدني ثني أبو حزرة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي حزرة إلا إبراهيم بن سويد، ولا رواه عن عروة إلا أبو حزرة وعبد الواحد بن ميمون" وقال ابن رجب: وهذا إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات مخرج لهم في الصحيح سوى شيخ الطبراني، فإنه لا يحضرني الآن معرفة حاله، ولعل الراوي قال: حدثنا أبو حمزة، يعني عبد الواحد بن ميمون، فخُيل للسامع أنه قال: أبو حزرة، ثم سماه من عنده بناء على وهمه والله أعلم" جامع العلوم 2/ 331 - 332 وحديث أبي أمامة أخرجه الطبراني في "الكبير" (7880) عن عثمان بن أبي العاتكة الدمشقي والبيهقي في "الزهد" (696) عن عبيد الله بن زَحْر الأفريقي كلاهما عن علي بن يزيد الأَلْهاني عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي عن أبي أمامة مرفوعاً: "قال الله: من أهان لي وليًا فقد بارزني بالعداوة، ابن آدم لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضت عليك، ولا يزال عبدي بتحببُ إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فأكون قلبه الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، وبصره الذي يبصر به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإذا استنصرني نصرته، وأحبُّ عبادة عبدي إليَّ النصيحة"

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر جداً" العلل 2/ 126 - 127 وقال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف" المجمع 2/ 248 وحديث علي ذكره ابن رجب في "جامع العلوم" (2/ 332) ونسبه للإسماعيلي أيضاً في "مسند علي" وقال: بإسناد ضعيف" وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (12719) عن عبيد بن كثير التمار ثنا محمد بن الجنيد ثنا عياض بن سعيد الثمالي عن عيسى بن مسلم القرشي عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي عن ابن عباس مرفوعاً: "يقول الله عز وجل: من عادى لي وليًا فقد ناصبني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موت المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، وربما سألني وليي المؤمن الغني فأصرفه من الغنى إلى الفقر، ولو صرفته إلى الغنى لكن شرّاً له، إنَّ الله عز وجل قال: وعزتي وجلالي وعلوي وبهائى وجمالي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه إلا أثبت أجله عند بصره، وضمنت السماء والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر" قال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 2/ 332 وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 10/ 270 قلت: عبيد بن كثير ذكره ابن حبان في "الضعفاء"، وقال الدارقطني: متروك (سؤالات الحاكم ص 131) ومحمد بن الجنيد أظنه الكوفي، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعياض بن سعيد لم أر من ترجمه. وعيسى بن مسلم أظنه الطُّهَوِي الكوفي قال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك. وعمرو بن عبد الله لم أقف له على ترجمة. وحديث أنس له عنه طريقان: الأول: يرويه أبو معاوية صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي أخبرني عبدالكريم الجَزَري عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل عن الله تعالى قال: "من أهان لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة"

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (613) عن أحمد بن علي الأبار ثنا عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي ثنا صدقة به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الكريم إلا صدقة، تفرد به عمر" وقال الهيثمي: وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف" المجمع 10/ 270 قلت: وصدقة بن عبد الله ضعيف أيضاً. الثاني: يرويه الحسن بن يحيى الخُشَني عن صدقة بن عبد الله الدمشقي عن هشام الكناني عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل عن ربه تعالى قال: "من أهان لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت، وأكره مساءته، ولا بد له منه، وإنّ من عبادي المؤمنين من يريد باباً من العبادة، فأكفه عنه لا يدخله عُجْبٌ، فيفسدَه ذلك، وما تقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتنفل إليّ حتى أحبه، ومن أحببته، كنت له سمعًا وبصرًا ويدًا ومؤيدًا، دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له، وإنَّ من عبادي من لا يُصلحُ إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإنَّ من عبادي من لا يُصلح إيمانه إلا الفقر، وإن بسطت له أفسده ذلك، وإنّ من عبادي من لا يُصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإنَّ من عبادي من لا يُصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني عليم خبير" أخرجه الطبراني (جامع العلوم 2/ 332 - 333) والبيهقي في "الأسماء" (ص 150) قال ابن رجب: والخشني وصدقة ضعيفان، وهشام لا يعرف، وسئل ابن معين عن هشام هذا: من هو؟ قال: لا أحد -يعني: أنه لا يعتبر به-" وحديث حذيفة أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 116) عن الطبراني ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا إسحاق بن إبراهيم بن رزيق ثنا أبو اليمان ثنا الأوزاعي ثني عبدة ثني زر بن حبيش قال: سمعت حذيفة رفعه: "إنَّ الله تعالى أوحى إلى: يا أخا المرسلين، ويا أخا المنذرين، أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحد عندهم مظلمة، فإني ألعنه ما دام قائماً بين يدي يصلي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها، فأكون سمعه الذي يسمع به، وأكون بصره الذي يبصر به، ويكون من أوليائي وأصفيائي، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة" قال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي عن عبدة، ورواه علي بن معبد عن إسحاق بن أبي يحيى العكي عن الأوزاعي مثله"

وقال ابن رجب: وهذا إسناد جيد، وهو غريب جدًا" جامع العلوم 2/ 333 قلت: إسحاق بن إبراهيم بن رزيق هكذا وقع في كتاب أبي نعيم، وأظنه تصحف عن زِبْريق وهو الزُّبيدي الحمصي وهو مختلف فيه، والباقون ثقات، وعبدة هو ابن أبي لبابة الكوفي نزيل دمشق. وحديث معاذ أخرجه ابن ماجه (3989) عن حرملة بن يحيى المصري ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لَهيعة عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه خرج يوماً إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجد معاذ بن جبل عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: يبكيني شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ يسير الرياء شرك، وإنَّ من عادى لله وليًا، فقد بارز الله بالمحاربة. إنَّ الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يُدْعَوا ولم يعرفوا، قلوبهم مصابيحُ الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة" وأخرجه المزي (22/ 628 - 629) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا حرملة بن يحيى به. قال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 2/ 334 وقال البوصيري: هذا إسناد فيه عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف" المصباح 4/ 179 قلت: وعيسى بن عبد الرحمن هو ابن فروة المدني قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. - ورواه عياش بن عباس القِتْبَاني واختلف عنه: • فقال نافع بن يزيد الكلاعي المصري: ثني عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه أنَّ عمر بن الخطاب خرج إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1798) والطبراني (¬1) في "الكبير" (20/ 153 - 154) والحاكم (4/ 328) وتمام (28) والبيهقي في "الشعب" (6393) من طرق عن سعيد بن أبي مريم الجُمَحي أنا نافع بن يزيد به. ¬

_ (¬1) رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 5) عن الطبراني فقال فيه: عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: وجد عمر بن الخطاب معاذ بن جبل قاعداً عند قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبكي ...

قال الحاكم: صحيح الإسناد" كذا قال، وعيسى بن عبد الرحمن متروك كما تقدم. • ورواه الليث بن سعد عن عياش بن عباس فلم يذكر عيسى بن عبد الرحمن. أخرجه الطحاوي (1799) والطبراني (20/ 154) والحاكم (1/ 4) وقال: هذا حديث صحيح، ولم يخرج في الصحيحين، وقد احتجا جميعاً بزيد بن أسلم عن أبيه عن الصحابة، واتفقا جميعاً على الاحتجاج بحديث الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني، وهذا إسناد مصري صحيح ولا يحفظ له علة" قلت: علته أنه سقط من إسناده: عن عيسى بن عبد الرحمن، وهو متروك. وحديث ميمونة أخرجه أبو يعلى (7087) عن العباس بن الوليد النَّرْسي ثنا يوسف بن خالد عن عمر بن إسحاق أنه سمع عطاء بن يسار يحدث عن ميمونة رفعته: "قال الله عز وجل: من آذى لي وليًا فقد استحقَّ محاربتي، وما تقرب إليَّ عبد بمثل أداء فرائضي، وإنه ليتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت رجلَه التي يمشي بها، ويدَه التي يبطش بها، ولسانَه الذي ينطق به، وقلبَه الذي يعقل به. إن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موته، وذاك أنه يكرهه، وأنا أكره مساءته" وأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص 44) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يوسف بن خالد السمتي به. قال الهيثمي: وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب" المجمع 10/ 270 - 271 وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف يوسف بن خالد السمتي، قال فيه ابن معين والبخاري وأبو داود وابن معمر: كذاب، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان، كان يضع الحديث على الأشياخ، ويقرؤها عليهم، لا تحل الرواية عنه" الإتحاف 2/ 28 1243 - (6037) قال الحافظ: صح في الحديث الذي أخرجه مسلم: "انظروا هل لعبدي من تطوع فتكمل به فريضته" (¬1) ¬

_ (¬1) 14/ 128

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: بعثت أنا والساعة كهاتين

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته" 1244 - (6038) قال الحافظ: حديث أبي هريرة رفعه: "وما تواضع أحد لله تعالى إلا رفعه" أخرجه مسلم أيضًا والترمذي" (¬1) أخرجه مسلم (2588) والترمذي (2029) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: بعثت أنا والساعة كهاتين 1245 - (6039) قال الحافظ: قوله في الحديث الآخر: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 1/ 123 - 132) من حديث أبي هريرة. باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه 1246 - (6040) قال الحافظ: أخرجه أحمد عن عفان عن همام عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: حدثني فلان بن فلان أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر الحديث بطوله بمعناه، وسنده قوي، وإبهام الصحابي لا يضر. وقال: وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى: "ولكنه إذا حُضِرَ {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)} [الواقعة: 88، 89] فإن بشر بذلك أحبَّ لقاء الله، والله للقائه أحبّ" (¬3) أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 3228 - الإتحاف 1739) عن سفيان بن ¬

_ (¬1) 14/ 132 - 133 (¬2) 14/ 135 (¬3) 14/ 144 و145

عيينة عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو في جنازة، وذلك أول يوم عرفته فيه، سمعته يقول: حدثنا فلان -رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أحبّ لقاء الله عز وجل أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" فبكى القوم وقالوا: يا رسول الله، وأينا لا يكره الموت؟! قال -صلى الله عليه وسلم-: "لست ذلك أعني، ولكنَّ الله تبارك وتعالى قال: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)} [الواقعة: 88، 89] فإذا كان عند ذلك أحب لقاء الله، والله للقائه أحب: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)} فإذا كان ذلك كره لقاء الله، والله للقائه أكره" وأخرجه أحمد (18283) من طريق همام بن يحيى العَوْذي البصري عن عطاء بن السائب به. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" الإتحاف 2/ 297 قلت: عطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، وسماع ابن عيينة منه قبل الاختلاط، فالإسناد حسن. واختلف فيه على عبد الرحمن بن أبي ليلى، فرواه حسان بن عطية الدمشقي عنه عن جُنادة قال: حدثنا فلان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 242 - 243) من طريق علي بن المديني ثنا عيسى بن يونس ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية به. ورواته ثقات، وفلان الصحابي أظنه عبادة بن الصامت لأنَّ جنادة وهو ابن أبي أمية معروف بالرواية عنه، والحديث عند البخاري في الباب من رواية أنس عن عبادة، والله أعلم. 1247 - (6041) قال الحافظ: ولابن أبي شيبة من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة نحو حديث الباب وفيه: قيل: يا رسول الله، ما منا من أحد إلا وهو يكره الموت، فقال: "إذا كان ذلك كشف له" (¬1) الحديث عند البخاري (فتح 17/ 247) من طريق عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج عن أبي هريرة مختصرًا. 1248 - (6042) قال الحافظ: فأخرج مسلم والنسائي من طريق شريح بن هانىء قال: ¬

_ (¬1) 14/ 145

سمعت أبا هريرة: فذكر أصل الحديث. قال: فأتيت عائشة فقلت: سمعت حديثاً إن كان كذلك فقد هلكنا، فذكره، قال: وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: ليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شَخَص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنَّجت. وكانَّ عائشة أخذته من معنى الخبر الذي رواه عنها سعد بن هشام مرفوعاً، وأخرجه مسلم والنسائي أيضاً عن شريح بن هانىء عن عائشة مثل روايته عن أبي هريرة وزاد في آخره: "والموت دون لقاء الله" وهذه الزيادة من كلام عائشة فيما يظهر لي ذكرتها استنباطاً مما تقدم. وقال: في رواية سعد بن هشام: بشر بعذاب الله وسخطه" (¬1) أخرجه مسلم (2685) والنسائي (4/ 8) من طريق مُطَرِّف بن طَريف الكوفي عن عامر بن شراحيل الشعبي عن شريح بن هانىء عن أبي هريرة مرفوعاً: "من أحبَّ لقاء لله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" قال: فأتيت عائشة فقلت: يا أمّ المؤمنين! سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثاً، إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إنّ الهالك من هلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما ذاك؟ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شَخَصَ البصرُ، وحَشْرَجَ الصدرُ، واقشعرَّ الجلد، وتشنجتِ الأصابعُ، فعند ذلك، من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. وأخرجه مسلم (2684) من طريق سعد بن هشام بن عامر الأنصاري عن عائشة به مرفوعاً. وزاد: فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت، فقال: "ليس كذلك، ولكنَّ المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنته أحبَّ لقاء الله، فأحبّ الله لقاءه، وإنَّ الكافر إذا بُشِّر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله، وكره الله لقاءه" ¬

_ (¬1) 14/ 146

باب سكرات الموت

وأخرجه أيضاً من طريق زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن شريح بن هانىء عن عائشة به مرفوعًا وزاد: "والموت قبل لقاء الله". 1249 - (6043) قال الحافظ: في صحيح مسلم (4/ 2245) من حديث أبي أمامة مرفوعاً في حديث طويل وفيه: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" (¬1) باب سكرات الموت 1250 - (6044) قال الحافظ: قال الراغب: ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- عند هبوب الريح: "تخوفت الساعة" (¬2) لم أقف عليه. 1251 - (6045) قال الحافظ: وقد وقع في حديث البراء بن عازب الطويل في صفة المسألة في القبر عند أحمد وغيره ففيه: "ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، حسن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح" وقال في حق الكافر: "ويأتيه رجل قبيح الوجه" الحديث وفيه: "بالذي يسؤك" وفيه: "عملك الخبيث" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو فانظر حديث: "وإنه ليسمع خفق نعالهم" 1252 - (6046) قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة في قصة السؤال في القبر وفيه: "ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له: هذا مقعدك وما أعدَّ الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا، ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له: هذا مقعدك وما أعدَّ الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطة وسرورا" الحديث وفيه في حق الكافر: "ثم يفتح له باب من أبواب النار" وفيه: "فيزداد حسرة وثبورا" في الموضعين، وفيه: "لو أطعته" (¬4) ¬

_ (¬1) 14/ 148 (¬2) 14/ 150 (¬3) 14/ 153 (¬4) 14/ 154

باب نفخ الصور

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الميت ليسمع خفق نعالهم ... " باب نفخ الصور 1253 - (6047) قال الحافظ: تنبيه: اشتهر أنَّ صاحب الصور إسرافيل عليه السلام، ونقل فيه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه المذكور، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه" (¬1) حديث أبي سعيد أخرجه أحمد (11069) وأبو داود (3998 و3999) وابنه في "المصاحف" (ص 106) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (49) وأبو يعلى (1305) وأبو الشيخ في "العظمة" (377) والحاكم (2/ 264) والبيهقي في "البعث" (236 - تحقيق الصاعدي) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (17) من طرق عن الأعمش عن سعد الطائي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحب الصور (¬2) فقال: "عن يمينه جبربلُ، وعن يساره ميكائيلُ" قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عطية العوفي" الإتحاف 10/ 339 وحديث أبي هريرة لم أقف عليه. 1254 - (6048) قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (2940) من حديث عبد الله بن عمرو أنهما نفختان ولفظه في أثناء حديث مرفوع: "ثم ينفخ في الصور فلا يسمعُهُ أحد إلا أصغى لِيتًا ورفع لِيتًا، ثم يرسل الله مطراً كأنه الطلُّ فتنبتُ منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون" (¬3) 1255 - (6049) قال الحافظ: وجاء نحو هذا مسنداً في حديث أنس، أخرجه البيهقي وابن مردويه بلفظ: "فكان ممن استثنى الله ثلاثة: جبريل، وميكائيل، وملك ¬

_ (¬1) 14/ 156 (¬2) زاد البيهقي: "يعني إسرافيل" وأخرجه سعيد بن منصور وابن مردويه أيضًا بهذه الزيادة (الدر المنثور 7/ 253) (¬3) 14/ 157

باب يقبض الله الأرض يوم القيامة

الموت" الحديث وسنده ضعيف. وله طريق أخرى عن أنس ضعيفة أيضًا عند الطبري وابن مردويه وسياقه أتم" (¬1) ضعيف أخرجه الطبرى في "تفسيره" (24/ 29) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاوبي ثنا محمد بن إسحاق ثنا الفضل بن عيسى عن عمه يزيد الرقاشي عن أنس قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68] فقيل: من هؤلاء الذين استثنى الله يا رسول الله؟ قال: "جبرائيلَ، وميكائيلَ، وملكَ الموت، فإذا قبض أرواح الخلائق قال: يا ملكَ الموت من بقي؟ وهو أعلم، قال: يقول: سبحانك تباركت ربي ذا الجلال والإكرام، بقي جبريلُ وميكائيلُ وملكُ الموت، قال: يقول: يا ملك الموت خذ نَفْسَ ميكائيل، قال: فيقع كالطود العظيم، قال: ثم يقول: يا ملكَ الموت من بقي؟ فيقول: سبحانك ربي يا ذا الجلال والإكرام، بقي جبربلُ وملكُ الموت، قال: فيقول: يا ملكَ الموت مُتْ، قال: فيموت، قال: ثم يقول: يا جبريل من بقي؟ قال: فيقول جبريل: سبحانك ربي يا ذا الجلال والإكرام، بقى جبريل، وهو من الله بالمكان الذي هو به، قال: فيقول: يا جبريلُ لابدّ من موته، قال: فيقع ساجدًا يخفق بجناحيه يقول: سبحانك ربي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، أنت الباقي وجبريلُ الميت الفاني، قال: ويأخذ روحه في الحلْقَةِ التي خُلق منها، قال: فيقع على ميكائيل أنَّ فَضْلَ خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطَّوْد العظيم على الظَّرْبِ من الظّراب" وإسناده ضعيف لضعف الفضل بن عيسي الرقاشي وعمه يزيد بن أبان الرقاشي. 1256 - (6050) قال الحافظ: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" وصححه الحاكم من حديث لقيط بن عامر مطولاً وفيه: "يلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من أحد إلا مات حتى الملائكة الذين مع ربك" (¬2) تقدم الكلام عليه رقم 707 باب يقبض الله الأرض يوم القيامة 1257 - (6051) قال الحافظ: وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبري في تفاسيرهم ¬

_ (¬1) 14/ 159 (¬2) 14/ 159

والبيهقي في "الشعب" من طريق عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48] الآية، قال: تبدل الأرض أرضاً كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام، ولم يعمل عليها خطيئة. ورجاله رجال الصحيح وهو موقوف. وأخرجه البيهقي من وجه آخر مرفوعًا وقال: الموقوف أصح. وأخرجه الطبري والحاكم من طريق عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود بلفظ: "أرض بيضاء كأنها سبيكة فضة" ورجاله موثقون أيضاً" (¬1) ضعيف مرفوعاً حسن موقوفاً صحيح مقطوعًا يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي عن عمرو بن ميمون الأودي واختلف عنه: - فقال جرير بن أيوب البجلي: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} قال: "أرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها بمعصية" أخرجه البزار (1859) والهيثم بن كليب (669) والطبراني في "الكبير" (10323) و"الأوسط" (7163) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 153 و348) وفي "صفة الجنة" (144) عن أبي عتَّاب سهل بن حماد الدلال وابن عدي (2/ 547) عن داود بن الربيع الأشجعي قالا: ثنا جرير بن أيوب به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي إسحاق عن عمرو عن ابن مسعود مرفوعاً إلا جرير بن أيوب، وجرير فليس بالقوي" وقال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا جرير بن أيوب، تفرد به أبو عتاب" ¬

_ (¬1) 14/ 164

وقال أبو نعيم: لم يروه عن أبي إسحاق مرفوعاً إلا جرير، تفرد به مرفوعاً أبو عتاب" كذا قالا، وقد توبع كما تقدم. وقال الهيثمي: وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك" وقال أيضاً: وهو مجمع على ضعفه" المجمع 7/ 45 و10/ 345 - ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن عمرو عن ابن مسعود قوله، منهم: 1 - إسرائيل بن يونس الكوفي. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (67) والطبري في "التفسير" (13/ 249 - 250) وأبو الشيخ في "العظمة" (598) والحاكم (¬1) (4/ 570) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (145) 2 - أبو الأحوص سلَّام بن سليم الكوفي. أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (1/ 178 - 179) 3 - زكريا بن أبي زائدة الكوفي. أخرجه أبو نعيم (146) قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين" - ورواه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص 158) عن أبي إسحاق عن عمرو قوله. ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 344) عن سفيان به. وأخرجه الطبري (13/ 250) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان به. وتابعه عمرو بن قيس المُلاَئي الكوفي عن أبي إسحاق به. وزاد: مقدار أربعين سنة يلجمهم العرق. أخرجه الطبري (13/ 252) وهذا الاختلاف إنما هو من أبي إسحاق، فقد قال شعبة: أنا أبو إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون -وربما قال: قال ابن مسعود، وربما لم يقل- فقلت له: عن ابن مسعود، قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول في هذه الآية: أرض كالفضة ... أخرجه الطبري (13/ 249) من طريق يحيى بن عباد الضُّبَعي البصري أنا شعبة به. ¬

_ (¬1) وزاد: "يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، حفاة عراة كما خلقوا، حتى يلجمهم العرق"

وأخرجه من طريق محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن ابن مسعود قوله. قال شعبة: ثم سمعته يقول: سمعت عمرو بن ميمون، ولم يذكر ابن مسعود، ثم عاودته فيه، قال: حدثنيه هُبيرة عن ابن مسعود. وهكذا رواه آدم بن أبي إياس عن شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت هبيرة بن يريم يقول: سمعت ابن مسعود قوله (¬1). أخرجه الحاكم (4/ 570) وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين" كذا قال، وهبيرة لم يخرج له الشيخان شيئًا، وهو مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، ولينه النسائي وغيره. ويظهر لي أنَّ الحديث عند أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قوله، وعن هبيرة عن ابن مسعود قوله، والله أعلم. 1258 - (6052) قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي أيوب: "أرض كالفضة البيضاء" قيل: فأين الخلف يومئذ؟ قال: "هم أضياف الله لن يعجزهم ما لديه" (¬2) ضعيف أخرجه الطبري في "تفسيره" (13/ 253 - 254) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 544) من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ثنا سعيد بن ثوبان الكَلاَعي عن أبي أيوب الأنصاري قال: أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حبرٌ من اليهود وقال: أرأيت إذ يقول الله في كتابه: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} فأين الخلق عند ذلك؟ قال: "أضياف الله فلن يُعْجِزَهُم ما لديه" وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم، وسعيد بن ثوبان مجهول، ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً. ¬

_ (¬1) وأخرجه الطبري (13/ 250) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي أنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو عن ابن مسعود قوله. (¬2) 14/ 164

باب الحشر

1259 - (6053) قال الحافظ: وللطبري (13/ 250) من طريق سنان بن سعد عن أنس مرفوعاً: "يبدلها الله بأرض من فضة لم يعمل عليها الخطايا" (¬1) قلت: هو عن أنس قوله. 1260 - (6054) قال الحافظ: وفي حديث الصور الطويل: "تبدل الأرض غير الأرض والسموات فيبسطها ويسطحها وبمدها مدَّ الأديم العكاظي، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتي، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه الأرض المبدلة في مثل مواضعهم من الأولى، ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان على ظهرها كان عليها" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الله خلق الصور ... " باب الحشر 1261 - (6055) قال الحافظ: قال القرطبي في "التذكرة": أخرجه ابن المبارك في "الزهد" من طريق عبد الله بن الحارث عن علي قال: أول من يكسى يوم القيامة خليل الله عليه السلام قبطيتين، ثم يكسى محمد -صلى الله عليه وسلم- حلة حبرة عن يمين العرش. قلت: كذا أورده مختصرًا موقوفاً، وأخرجه أبو يعلى مطولاً مرفوعًا" (¬3) قلت: هو عند أبي يعلى (566) من هذا الطريق موقوفاً. وأخرجه إسحاق أيضاً (المطالب 4571/ 1) موقوفاً. ولعل الحافظ يريد حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد وغيره ففيه: "فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام، فيؤتى بريطتين بيضاوين، فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه ... " وقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى برقم 1545 ¬

_ (¬1) 14/ 164 (¬2) 14/ 164 (¬3) 14/ 173

باب إن زلزلة الساعة شيء عظيم

1262 - (6056) قال الحافظ: وفي حديث سودة عند البيهقي والطبراني نحوه، وأخرجاه من طريق أبي أويس عن محمد بن أبي عياش عن عطاء بن يسار عنها، وأخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني في "الأوسط" من رواية عبد الحميد بن سليمان عن محمد بهذا الإسناد، فقال: عن أم سلمة، بدل سودة" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: "يحشر الناس حفاة عراة كما بدئوا" باب إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم 1263 - (6057) قال الحافظ: وكذا رأيت هذا الحديث في مسند أبي الدرداء بمثل العدد المذكور، رويناه في فوائد طلحة بن الصقر، وأخرجه ابن مردويه من حديث أبي موسى نحوه، فاتفق هؤلاء على هذا العدد. وقال: وفي حديث أبي الدرداء: فبكى أصحابه" (¬2) حديث أبي الدرداء أخرجه أحمد وابنه (27489) عن هيثم بن خارجة المرُّوذي أنا أبو الربيع سليمان بن عتبة السُّلمي عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء مرفوعاً: "إنَّ الله تعالى يقول يوم القيامة لآدم: قم فجهز من ذريتك تسع مائة وتسعةً وتسعين إلى النار، وواحداً إلى الجنة" فبكى أصحابه وبكوا، ثم قال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ارفعوا رؤوسكم فوالذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود" فخفف ذلك عنهم. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2215) عن موسى بن هارون البزاز ثنا الهيثم بن خارجة به. وأخرجه عبدالغني المقدسي في "ذكر النار" (75) من طريق أبي العلاء محمد بن أحمد بن عبد الله الدِّهلي ثنا موسى بن هارون به. قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 10/ 393 ¬

_ (¬1) 14/ 176 (¬2) 14/ 180 و182

باب من نوقش الحساب عذب

قلت: وهو كما قال، فإنَّ رواته ثقات غير سليمان بن عتبة، وهو مختلف فيه: وثقه دحيم وغير واحد، وضعفه ابن معين. وحديث أبي موسى لم أقف عليه. 1264 - (6058) قال الحافظ: ولم يستحضر الإسماعيلي لحديث أبي هريرة متابعاً. وقد ظفرت به في مسند أحمد، فإنه أخرج من طريق أبي إسحاق الهَجَري وفيه مقال عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود نحوه" (¬1) أخرجه أحمد (3677 و3678) وأبو يعلى (5124) من طرق عن أبي إسحاق إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: "إنَّ الله يأمر مناديًا يوم القيامة: يا آدم قم فابعث من ذريتك بعثاً إلى النار. فيقوم آدم فيقول: أيْ ربِّ من كلِّ كم؟ فيقول: من كل مائة تسعة وتسعين إلى النار وواحداً إلى الجنة" فشقَّ ذلك على من سمع من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا له: من الناجي منا بعد هذا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم في خليقتين من الناس: يأجوجَ ومأجوجَ، وهم من كل حَدَبٍ يَنْسِلون. وما أنتم في الدنيا إلا كالرَّقْمَةٍ في ذراع الدابة، أو كالشعرة في جنب البعير" قال الهيثمي والبوصيري: فيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف" المجمع 10/ 393 - مختصر الإتحاف 10/ 633 باب من نوقش الحساب عذب 1265 - (6059) قال الحافظ: ثبت في حديث كعب بن مالك عند مسلم أنهم يكونون يوم القيامة على تل عال" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أكون أنا وأمتى على تل ... " باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب 1266 - (6060) قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود: "فجعل النبي يمرُّ ومعه الثلاثة، والنبي يمرُّ ومعه العصابة، والنبي يمرُّ وليس معه أحد" ¬

_ (¬1) 14/ 180 (¬2) 14/ 197

وقال: وفي حديث ابن مسعود عند أحمد: "حتى مرَّ عليّ موسى في كُبْكُبَة من بني إسرائيل فأعجبني فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هذا أخوك موسى معه بني إسرائيل" وقال: وفي حديث ابن مسعود: "فإذا الأفق قد سُدَّ بوجوه الرجال" وفي لفظ لأحمد: "فرأيت أمتي قد ملئوا السهل والجبل، فأعجبني كثرتهم وهيئتهم. فقيل: أرضيت يا محمد؟ قلت: نعم أي رب" (¬1) له عن ابن مسعود طريقان: الأول: يرويه الحسن البصري عن عمران بن حُصين واختلف عنه: - فقال قتادة: عن الحسن عن عمران عن ابن مسعود قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة حتى أَكْرَيْنَا الحديث، ثم رجعنا إلى أهالينا، فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عرض عليّ الأنبياء بأُمَمِها، وأتباعُها من أممها، فجعل يمرُّ النبي ومعه الثلاثة من أمته، والنبي معه العصابة من أمته، والنبي يمرُّ معه النفر من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه أحد من أمته، حتى مرّ عليّ موسى بن عمران في كُبْكُبَةٍ من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا رب من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل، فقلت: يا رب فأين أمتي؟ قال: انظر عن يمينك، فنظرت فإذا الظِّرَابُ: ظِرَابُ مكة، قد سُدّت بوجوه الرجال، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء أمتك، قيل: أرضيت؟ قلت: نعم قد رضيت، قيل: انظر عن يسارك، فنظرت فإذا الأفق قد سُدَّ بوجوه الرجال، قلت: يا ربِّ من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء أمتك، قيل: أرضيت؟ قلت: نعم ربِّ قد رضيت، قيل: فإنّ مع هؤلاء سبيعين ألفاً من يدخلون الجنة بغير حساب" فأنشأ عُكَّاشَةُ بن مِحْصَن أخو بني أسد فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعلة منهم" فأنشأ رجل آخر منهم فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، مال: "سبقك بها عكاشة بن محصن" قال (¬2): وذُكر لنا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فِدَاكُم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فكونوا، وإن عجزتم وقصَّرتم فكونوا من أهل الظراب، وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثَمَّ ناساً يتهاوشون كثيرًا" ¬

_ (¬1) 14/ 199 (¬2) القائل فيما أظن هو قتادة، والله أعلم. قال الخطيب: وأحسب بل لا أشك أنَّ القائل ذلك قتادة فإنه كان كثيرًا ما يفعل هذا في الأحاديث" المدرج 2/ 643

قال: وذكر لنا أنَّ رجالاً من المؤمنين تراجعوا بينهم فقالوا: ما ترون هؤلاء السبعين الألف حتى صَيَّرُوا من أمورهم أن قالوا: هم أناس ولدوا في الإِسلام فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه. فبلغ حديثهم نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ليس كذاكم، ولكنهم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون" وذكر لنا أنَّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي رُبُعَ أهل الجنة" فكبرنا، فقال: "إني لأرجو أن تكونوا الشطر" قال: فكبروا. قال: فتلا هذه الآية: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} [الواقعة: 39، 40] أخرجه الطيالسي (ص 53 - 54) عن هشام الدَّسْتُوَائي عن قتادة به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 13) والخطيب في "المدرج" (2/ 651 - 652) وأخرجه أحمد (3987 و3988) والهيثم بن كليب (274) وابن حبان (7346) والطبراني في "الكبير" (9767) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 373 - 374) والخطيب (¬1) في "المدرج" (2/ 647 - 648 و649 - 650 و650) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (656) من طرق عن هشام به. وتابعه: 1 - شيبان بن عبد الرحمن التميمي. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (401) عن الحسن بن موسى الأشيب عن شيبان به. وأخرجه أبو يعلى (5339) عن أبي خيثمة زهير بن حرب التسائي ثنا الحسن بن موسى به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 645) وإسماعيل الأصبهاني (655) من طريق أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا الحسن بن موسى به. وأخرجه الخطيب (2/ 646 - 647) من طريق يونس بن محمد المؤدب ثنا شيبان به. 2 - الحكم بن عبد الملك البصري. ¬

_ (¬1) ووقع في رواية عنده بعد قوله: "سبقك بها عكاشة" قال: وبلغنا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن استطعتم فدًا لكم أبي وأمي أن تكونوا من السبعين فافعلوا"

أخرجه الطبري في "التفسير" (27/ 190 - 191) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا الحسن بن بشر البجلي عن الحكم به. 3 - سعيد بن بشير الأزدي. أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 293 - 294) عن المنذر بن شاذان التمار الرازي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد به. 4 - سعيد بن أبي عَروبة. أخرجه أحمد (3988) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد به. وأخرجه الحاكم (4/ 577 - 578) من طريق يحيى بن أبي طالب البغدادي عن عبد الوهاب بن عطاء به، إلا أنه قال: عن الحسن والعلاء بن زياد. وقال: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنَّ ابن معين وغير واحد قالوا: لم يسمع الحسن من عمران. والعلاء لم يذكر سماعاً من عمران فلا أدري أسمع منه أم لا، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه. وقتادة مدلس وقد عنعن، وقد صرح بالتحديث من الحسن في رواية عند الطبري كما سيأتي فانتفى التدليس. وقد أرسل الحديث من قوله: فداكم أبي وأمي إلى آخره. وهكذا روى الحديث غير واحد عن سعيد بن أبي عروبة فقالوا: عن الحسن والعلاء، منهم: أ- محمد بن بكر البُرْساني. أخرجه أحمد (3989 و4000) والخطيب في "المدرج" (2/ 642) ب - محمد بن أبي عدي البصري. أخرجه البزار (1440) والطبراني (¬1) (9768) ت - يزيد بن زُرَيع البصري. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن ابن مسعود.

أخرجه أحمد (3989 و4000) والخطيب في "المدرج" (2/ 642) ب- محمد بن أبي عدي البصري. أخرجه البزار (¬1) (1441) والطبري (¬2) (27/ 190) والطبراني (9769) 5 - موسى بن خلف العَمِّي البصري. وقال في روايته: عن الحسن والعلاء. أخرجه الطبراني (9765) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 247) والخطيب في "المدرج" (2/ 640 - 642) وإسماعيل الأصبهاني (655) 6 - مَعْمر بن راشد. ولم يذكر في روايته: عن العلاء. ووصل الحديث في صفة السبعين الألف. أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (19519) عن معمر به. وأخرجه أحمد (3806) عن عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني (9766) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. وأخرجه الخطيب في "المدرج" (2/ 644 - 645) وإسماعيل الأصبهاني (657) من طريق أحمد بن منصور الرَّمادي ثنا عبد الرزاق به. قال ابن كثير: هذا إسناد صحيح" التفسير 1/ 393 كذا قال، والحسن لم يسمع من عمران كما تقدم. ورواه عبد الرزاق أيضًا في "تفسيره" (3/ 271) عن معمر عن قتادة أنه بلغه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكر طرف الحديث الأخير. قال معمر: ثم تلا (¬3) قتادة: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} وأخرجه الطبري (27/ 191) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن سعيد بن أبي عروبة. (¬2) وقع في روايته: قتادة ثنا الحسن. (¬3) وفي حديث سعيد بن بشير وسعيد بن أبي عروبة وموسى بن خلف أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي تلا هذه الآية.

7 - أبو أمية أيوب بن خوط الحبطي. وقال في روايته: عن العلاء، ولم يذكر الحسن. أخرجه الطبراني (9770) - ورواه هشام بن حسان البصري عن الحسن عن عمران مرفوعاً: "يدخلُ الجنةَ من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون" قال: فقام عكاشة فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: "أنت منهم" قال: فقام رجل آخرُ فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: "قد سبقك بها عكاشة" أخرجه أحمد (19913) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا هشام به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوكل" (25) والبزار (3565) وأبو عوانة (1/ 87) والطبراني (18/ 169 - 170) من طرق عن يزيد بن هارون به. وأخرجه أبو عوانة (1/ 87) عن محمد بن عبد الله الأنصاري والطبراني (18/ 169 - 170) عن معتمر بن سليمان التيمي وابن منده في "الإيمان" (977) عن وهب بن جرير بن حازم ثلاثتهم عن هشام به. ورواه موسى بن هلال العبدي عن هشام عن الحسن وابن سيرين عن عمران. أخرجه أبو عوانة (1/ 86 - 87) وموسى مختلف فيه. الثاني: يرويه عاصم بن بَهْدَلة عن زِر بن حبيش عن ابن مسعود مرفوعاً: "أُريت الأمم بالموسم فرأيت أمتي قد ملأوا السهل والجبل فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم، فقيل: أرضيت؟ قلت: نعم، قال: ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، لا يكتوون، ولا يتطيرون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون" فقام عكاشة بن محصن

باب صفة الجنة والنار

الأسدي فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم اجعله منهم" فقام آخر فقال: ادع الله عز وجل أن يجعلني منهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سبقك بها عكاشة" أخرجه الطيالسي (ص 47) عن حماد بن سلمة عن عاصم به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (352) وأحمد (3819 و4339) والبزار (1828) وأبو يعلى (5340) وابن حبان (6084) والحاكم (4/ 415) من طرق عن حماد به. وتابعه هَمَّام بن يحيى العَوْذي البصري ثنا عاصم به. أخرجه أحمد (3964) وأبو يعلى (5318) والهيثم بن كليب (660) من طريقين عن همام به. قال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: عاصم صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. 1267 - (6061) قال الحافظ: وله -يعني مسلم- من حديث جابر: "فتنجيو أولُ زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر، سبعون ألفاً لا يحاسبون" (¬1) أخرجه مسلم (191) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابرًا يُسأل عن الورود، فقال: فذكر الحديث، وقال فيه: ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة ... باب صفة الجنة والنار 1268 - (6062) قال الحافظ: وقع للترمذي من حديث أبي هريرة: "فيوقف على السور الذي بين الجنة والنار" وقال: ووقع عند ابن ماجه وفي صحيح ابن حبان من وجه آخر عن أبي هريرة: "فيوقف على الصراط فيقال: يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون فرحين مستبشرين أن ¬

_ (¬1) 14/ 202

يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه" وفي آخره: "ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون، لا موت فيه أبداً" وفي رواية الترمذي: "فيقال لأهل الجنة وأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: قد عرفناه، هو الموت الذي وكل بنا، فيضجع فيذبح ذبحاً على السور" (¬1) حسن أخرجه أحمد (8817) وابنه في "السنة" (435 و436) والترمذي (2557) والنسائي في "الكبرى" (11569) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 215 - 217 و427 - 428) والدارقطني في "الرؤية" (20) وابن منده في "الإيمان" (815) وفي "التوحيد" (382) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي وأحمد (8817) وابنه في "السنة" (436) عن حفص بن ميسرة العقيلي كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يطَّلعُ عليهم رب العالمين، فيقول: ألا يتبع كلُّ إنسان ما كانوا يعبدونه، فَيُمَثَّلُ لصاحب الصليب صليبُهُ، ولصاحب التصاوير تصاويرُهُ، ولصاحب النار نارُه، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون، فيطلع عليهم رب العالمين، فيقول: ألا تتَّبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ باللهِ منك، نعوذ باللهِ منك، الله ربُّنا، وهذا مكانُنا حتى نرى ربنا. وهو يأمرهم ويُثَبِّتُهُمْ، ثم يتوارى، ثم يطَّلع فيقول: ألا تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك، نعوذ بالله منك، الله ربنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربنا. وهو يأمرهم ويثبتهم" قالوا: وهل نراه يا رسول الله، قال: "وهل تُضَارُّون في رؤيته القمر ليلة البدر؟ " قالوا: لا يا رسول الله، قال: "فإنكم لا تضارُّون في رؤيته تلكَ الساعة، ثم يتوارى، ثم يطّلع فيعرِّفُهُمْ نفسه، ثم يقول: أنا ربكم فاتبعوني، فيقوم المسلمون، ويوضعُ الصراط، فيمرون عليه مثل جياد الخيل والرِّكاب، وقولهم عليه: سَلِّمْ سلم، ويبقى أهل النار، فَيُطْرَحُ منهم فيها فوج، ثم يقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد، ثم يطرح فيها فوج، فيقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد. حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها وأزوى بعضها إلى بعض، ثم قال: قَطْ، قالت: قَطْ قَطْ. ¬

_ (¬1) 14/ 210

فإذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار أُتي بالموت مُلَبَّباً، فيوقف على السُّور الذي بين أهل الجنة وأهل النار، ثم يقال: يا أهل الجنة. فيطّلعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار. فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة، فيقال لأهل الجنة وأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء: قد عرفناه، هو الموت الذي وُكِّلَ بنا. فيضجعُ فيذبحُ ذبحاً على السور الذي بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود لا موت، ويا أهل النار خلود لا موت" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: إسناده على شرط مسلم. وله طرق أخرى عن أبي هريرة: فمنها: ما رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة مرفوعاً: "يُؤتى بالموت يوم القيامة، فيوقف على الصراط، فيقال: يا أهلَ الجنة، فيطّلعون خائفين وجلين أن يُخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم ربنا، هذا الموتُ. ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون فرحين مستبشرين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم، هذا الموت. فيأمرُ به فيذبحُ على الصراط، ثم يقال للفريقين كليهما: خلود فيما تجدون، لا موت أبدًا" أخرجه أحمد (7546) والحاكم (1/ 83) عن يزيد بن هارون الواسطي وأحمد (7546) عن عبد الله بن نمير الكوفي و (8906 و10656) عن أبي بكر بن عياش وهناد في "الزهد" (212) عن عبدة بن سليمان الكلابي وابن ماجه (4327) عن محمد بن بشر العبدي كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة ثنا أبو سلمة به

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 264 وقال ابن كثير: إسناده جيد قوي على شرط الصحيح" النهاية ص 342 وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 4/ 564 قلت: وهو كما قال، ومحمد بن عمرو قال الذهب في "الميزان": حسن الحديث، أخرج له الشيخان متابعة. واختلف عنه: فرواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عنه موقوفًا. أخرجه الحاكم (1/ 83) - ورواه الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن محمد بن عمرو واختلف عنه: • فروأه علي بن خشوم المروزي عن الفضل بن موسى مرفوعاً. أخرجه ابن حبان (7450) • ورواه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1533) عن الفضل بن موسى موقوفًا. والأول أصح. ومنها: ما رواه أبو صالح ذكوان السَّمَّان عن أبي هريرة مرفوعاً: "يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح أعفر، فيوقف بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة. فيشرئبُّون، وينظرون. ثم يقال: يا أهل النار، فيشرئبون، وينظرون، فيرون أنّ الفرج قد جاء، فَيُدعى فيذبح بين الجنة والنار، ويقال: يا أهل الجنة، خلود لا موت فيه، ويا أهل النار، خلود لا موت فيه" أخرجه أحمد (9449) والدارمي (2814) والآجري في "الشريعة" (941) والدارقطني في "العلل" (8/ 166) عن حماد بن سلمة وأحمد (8907 و10657) عن أبي بكر بن عياش

كلاهما عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح به. قال ابن كثير: هذا إسناد غريب من هذا الوجه" النهاية ص 342 - ورواه الأعمش عن أبي صالح واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد مرفوعًا، منهم: 1 - حفص بن غياث الكوفي. أخرجه البخاري (فتح 10/ 43) 2 - جرير بن عبد الحميد الضبي. أخرجه مسلم (2849) 3 - أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي. أخرجه مسلم (2849) 4 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه هناد في "الزهد" (213) وعبد بن حميد (914) 5 - محمد بن عبيد الطنافسي أخرجه أحمد (11066) وهناد (213) والنسائي في "الكبرى" (11316) 6 - أبو المغيرة النضر بن إسماعيل الكوفي. أخرجه الترمذي (3156) 7 - حماد بن شعيب الكوفي. قاله الدارقطني في "العلل" (8/ 165) 8 - علي بن مُسهر الكوفي. قاله الدارقطني (11/ 345) 9 - إسماعيل بن إبراهيم التيمي. قاله الدارقطني. 10 - المسبب بن شريك الكوفي. قاله الدارقطني.

11 - سفيان الثوري. قاله الدارقطني (8/ 165 و167) • ورواه أبو بدر شجاع بن الوليد السَّكُوني عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد موقوفاً. قاله الدارقطني (11/ 345) • ورواه أسباط بن محمد القرشي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً. أخرجه النسائي في "الكبرى" (11317) والطبري (16/ 88) قال الدارقطني: والصحيح حديث أبي سعيد" العلل 11/ 345 يعني المرفوع. ومنها: ما رواه عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، وأهل النارِ النارَ، نادى منادٍ: يا أهلَ الجنة، خلودٌ فلا موتَ فيه، ويا أهلَ النار، خلود فلا موتَ فيه" أخرجه أحمد (8535) والبخاري (فتح 14/ 207) 1269 - (6063) قال الحافظ: ووقع عند علي بن معبد من حديث أنس: "ثم يأتي ملك الموت فيقول: ربِّ بقيت أنت الحي القيوم الذي لا يموت، وبقيت أنا، فيقول: أنت خلق من خلقي فمت ثم لا تحيا، فيموت" (¬1) 1270 - (6064) قال الحافظ: في حديث جابر عند البزار وصححه ابن حبان: "هل تشتهون شيئًا؟ " وقال: في حديث جابر: "وهل شيء أفضل مما أعطيتنا؟ " وقال: وفي حديث جابر قال: "رضواني أكبر" (¬2) موقوف صحيح يرويه سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر، واختلف عنه في رفعه ووقفه: ¬

_ (¬1) 14/ 211 (¬2) 14/ 212

- فرواه غير واحد عن سفيان عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعاً: "إذا أُدخل (¬1) أهلُ الجنةِ الجنةَ، قال الله: أتشتهون (¬2) شيئاً فأزيدَكم، فيقولون: ربَّنا، وما (¬3) فوق (¬4) ما أعطيتنا؟ قال: فيقول: بلى رِضاي (¬5) أكثرُ (¬6) " أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (100) والبزار (النهاية لابن كثير ص 386) وابن حبان (7439) واللفظ له والحاكم (1/ 82) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 115) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (283) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 282) عن محمد بن يوسف الفِرْيابي والحاكم (1/ 82 - 83) عن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي والطبراني في "الأوسط" (9021) عن عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي ثلاثتهم عن الثوري به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن كثير: هذا الحديث على شرط البخاري" النهاية ص 386 قلت: هو على شرط الشيخين كما قال الحاكم. - ورواه غير واحد عن سفيان عن ابن المنكدر عن جابر موقوفاً، منهم: 1 - يحيى بن سعيد القطان. أخرجه مسدد في "مسنده" (المطالب 4609) 2 - أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. أخرجه الطبري في "التفسير" (10/ 97) ¬

_ (¬1) ولفظ الباقين: "دخل" (¬2) وفي حديث الأشجعي: "ألا أنبئكم بأكبر من هذا، قالوا: بلى، وما أكبر من هذا؟ قال: "الرضوان" (¬3) ولفظ أبي نعيم في "صفة الجنة": "وهل بقي شيء إلا وقد نلناه" (¬4) ولفظ ابن أبي الدنيا: "خير" (¬5) وفي لفظ: "رضواني" (¬6) وفي لفظ: "أكبر"

3 - وكيع. قاله أبو نعيم في "صفة الجنة" (2/ 137) قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 684 قلت: وإسناده صحيح. وهو أصح من المرفوع، فقد رواه رَوح بن القاسم البصري عن ابن المنكدر عن جابر قوله. أخرجه الواحدي في "الوسيط" (2/ 511) عن أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي أنا إسماعيل بن نُجيد ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد ثنا أمية بن بِسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم به. وهذا إسناد صحيح رواته كلهم ثقات، وإسماعيل بن نجيد هو ابن أحمد بن يوسف السُّلمي النيسابوري، ومحمد بن إبراهيم هو البُوْشَنْجِي، وأمية بن بسطام هو العَيْشِي البصري. وقد رواه الفضل بن عيسى الرقاشي عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعًا ومطولاً. أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (88) والفضل بن عيسى قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال أبو حاتم وغيره: منكر الحديث. 1271 - (6065) قال الحافظ: وفي مرسل عبيد بن عمير عند ابن المبارك في الزهد بسند صحيح: "وكثافة جلده سبعون ذراعاً" (¬1) مرسل أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نعيم بن حماد - 305) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير مرفوعاً: "بُصر جلد الكافر -يعني غلظ جلده- سبعون ذراعاً، وضرسه مثل أحد، وفي سائر خلقه" ورواته ثقات غير نعيم فهو مختلف فيه. 1272 - (6066) قال الحافظ: وفي حديث عتبة بن عبد السلمي في عظم أصل شجرة ¬

_ (¬1) 14/ 214

طوبى: "لو ارتحلتَ جَذَعةً ما أحاطت بأصلها حتى تنكسرَ تَرْقُوتها هَرَمًا" أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (¬1) هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الواو حديث رقم 4127 1273 - (6067) قال الحافظ: وفيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند ابن مردويه" (¬2) أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (5/ 326) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: ما المقام المحمود الذي ذكر لك ربك؟ قال: "يحشر الله الناس يوم القيامة عراة غرلاً، كهيئتكم يوم ولدتم، هالهم الفزع الأكبر وكظمهم الكرب العظيم، وبلغ الرشح أفواههم، وبلغ بهم الجهد والشدة، فأكون أول مدعى وأول معطى، ثم يدعى إبراهيم عليه السلام قد كسي ثوبين أبيضين من ثياب الجنة، ثم يؤمر فيجلس في قبل الكرسي، ثم أقوم عن يمين العرش، فما من الخلائق قائم غيري، فأتكلم فيسمعون، وأشهد فيصدقون" 1274 - (6068) قال الحافظ: وعن أبي سعيد عند الترمذي وابن ماجه" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى -حرف الهمزة- حديث رقم 727 1275 - (6069) قال الحافظ: وفي حديث حذيفة عند البيهقي في "البعث" من رواية حماد بن أبي سليمان عن ربعي عنه: "يقال لهم: الجهنميون، فذكر لي أنهم استعفوا الله من ذلك الاسم فأعفاهم" (¬4) حسن أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (861) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن حماد عن رِبْعي عن حذيفة مرفوعاً: "لَيُدْخلنَّ الله الجنةَ ناساً من أمتي بعدما محشتهم النار برحمة الله وشفاعة الشافعين، يقال لهم: الجهنميون، ذكر لي أنهم استعفوا من ذلك الاسم فأعفوا" ¬

_ (¬1) 14/ 216 (¬2) 14/ 219 (¬3) 14/ 219 (¬4) 14/ 222

وإسناده حسن، حماد وهو ابن أبي سليمان صدوق، والباقون ثقات، وهشام هو الدَّسْتُوَائي، وربعي هو ابن حِرَاش. ورواه حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان فلم يذكر قوله: ذكر لي أنهم ... أخرجه أحمد (23323) عن حسن بن موسى الأشيب عن حماد بن سلمة به. وأخرجه ابن أبي عاصم (860) عن هُدْبَة بن خالد البصري ثنا حماد بن سلمة به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 4554) وأحمد (23423) وابن أبي عاصم (862) وابن خزيمة في "التوحيد" (664/ 2 و666) والآجري في "الشريعة" (805) واللالكائي (2080) من طرق (¬1) عن شعبة عن حماد بن أبي سليمان به. قال شعبة: كان أحياناً يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحيانًا لا يرفعه. قال الحافظ: حسن صحيح" المطالب 5/ 116 وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 612 ولم ينفرد حماد به بل تابعه أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي عن ربعي عن حذيفة -أحياناً يرفعه وأحياناً لا يرفعه- قال: فذكره إلى قوله: "الجهنميين". أخرجه الطيالسي (ص 56) عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن أبي مالك به. وإسناده صحيح. 1276 - (6070) قال الحافظ: وأخرج مسلم (2808) عن أنس: "وأما الكافر فيعطى حسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة" (¬2) 1277 - (6071) قال الحافظ: وأخرجه أيضاً من حديث ابن عباس" ¬

_ (¬1) رواه محمد بن جعفر البصري وشَبَابة بن سوَّار المدائني وحجاج بن محمد المِصِّيصي وأبو داود الطيالسي عن شعبة هكذا. ورواه أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي عن شعبة فلم يذكر حذيفة. أخرجه أحمد (23424) والأول أصح. (¬2) 14/ 224

وقال: وفي رواية ابن عباس: "إني قد أُخرجت بخطيئتي من الجنة" وقال: وفي حديث ابن عباس: "فيقول: ليس ذاكم عندي" وقال: وفي رواية أحمد والنسائي من حديث ابن عباس: "إني أُتخذت إلهًا من دون الله" وقال: وفي رواية عن ابن عباس عند أحمد وأبي يعلى: "فأقول: أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله أن يفرغ من خلقه نادى مناد: أين محمد وأمته؟ " (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أنا أول من تنشق عنه الأرض" 1278 - (6072) قال الحافظ: وتعقبه عياض بما صححه ابن حبان من حديث أبي ذر" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "أركعت ركعتين" 1279 - (6073) قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي وغيره من حديث أبي بن كعب في نزول القرآن على سبعة أحرف، وفيه: "وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليّ فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام" (¬3) أخرجه مسلم (820) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءةِ صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إنّ هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرآ، فحسَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنَهما، فسُقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قد غشيني ضرب في صدري، فَفِضْتُ عرقًا، وكأنما انظر إلى الله عز وجل فَرَقًا، فقال لي: "با أبي! أُرسل إليّ: أنِ اقرإِ القرآن على حَرْف، فرددت إليه: أن هوِّن على أمتي، فردّ إليّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هون على أمتي، فردّ إليّ الثالثة: اقرأه على ¬

_ (¬1) 14/ 225 و227 و228 و229 و232 (¬2) 14/ 227 (¬3) 14/ 230

سبعة أحرف، فلك بكل رَدَّةٍ زدَدْتُكّها مسألةٌ تسألُنيها فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي. وأخَّرتُ الثالث ليوم يَرْغَبُ إليّ الخلق كلُّهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-" 1280 - (6074) قال الحافظ: زاد عقبة بن عامر عند ابن المبارك في "الزهد": "فيأذن الله لي فأقوم فيثور من مجلسي أطبب ريح شمها أحد" (¬1) ضعيف أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (374 - زيادات نعيم) والبخاري في "خلق الأفعال" (606) والدارمي (2807) والطبري في "التفسير" (201/ 13) وابن أبي حاتم في "التفسير" (تفسير ابن كثير 2/ 529) والطبراني في "الكبير" (17/ 320 - 321) والبغوي في "التفسير" (4/ 39 - 40) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الأفريقي عن دُخَين الحَجْري عن عقبة مرفوعاً: "إذا جمع الله الأولين والآخرين وقضى بينهم وفرغ من القضاء بينهم، قال المؤمنون: قد قضى بيننا ربنا فمن يشفع لنا إلى ربنا، انطلقوا بنا إلى آدم، فإنه أبونا وخلقه الله بيده وكلمه، فيأتونه فيكلموه أن يشفع لهم، فيقول: عليكم بنوح، فيأتون نوحًا فيدلهم على إبراهيم، فيأتون إبراهيم، فيدلهم على موسى، فيأتون موسى، فيدلهم على عيسى، ثم يأتون عيسى فيقول: أدلكم على النبي الأمي، فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم، فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد، حتى آتي ربي تبارك وتعالى فيشفعني، ويجعل لي نوراً من شعر رأسي إلى ظفر تدمي، ثم يقول الكفار: هذا قد وجد المؤمنون من يشفع لهم، فمن يشفع لنا؟ فيقولون: ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا، فيأتونه فيقولون: قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا، فإنك أنت أضللتنا، فيقوم فيثور مجلسه أنتن ريح شمها أحد، ثم يوردهمِ جهنم ويقول عند ذلك: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} [إبراهيم: 22] ". قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف" المجمع 10/ 376 وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 5/ 18 1281 - (6075) قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم أنه أول من يستفتح باب الجنة" (¬2) أخرجه مسلم (197) من حديث أنس مرفوعاً: "آتي بابَ الجنة يوم القيامة ¬

_ (¬1) 14/ 230 (¬2) 14/ 230

فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرتُ لا أفتح لأحد قبلك" 1282 - (6076) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس من رواية عبد الله بن الحارث عنه عند أحمد: "فيقول عز وجل: يا محمد، ما تريد أن أصنع في أمتك؟ فأقول: يا ربِّ عجل حسابهم" (¬1) ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" (10771) و"الأوسط" (2958) عن إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد ثنا محمد بن ثابت البُنَاني عن عبيدالله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن ابن عباس مرفوعًا: "يوضع للأنبياء منابر من ذهب يجلسون عليها، ويبقى منبري لا أجلس عليه، قائم بين يدي ربي عز وجل مُنْتَصِبًا لأمتي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول: يا ربِّ، أمتي أمتي. فيقول الله عز وجل: يا محمد، ما تريد أن أصنع بأمتك؟ فأقول: يا ربِّ اعْدِلْ حسابهم، فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أشفع حتى أُعطى صِكاكًا برجال قد بُعث بهم إلى النار، حتى إنّ مالكاً خازن النار ليقول: يا محمد ما تركت لغضب ربك من أمتك من نقمة" قال الطبراني: لم يروه عن محمد بن ثابت إلا أبو عبيدة" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن ثابث البناني وهو ضعيف" المجمع 10/ 380 1283 - (6077) قال الحافظ: ورقع في حديث الصور الطويل عند أبي يعلى: "فأقول: يا ربِّ، وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة، فيقول الله: قد شفعتك فيهم وأذنت لهم في دخول الجنة" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الله خلق الصور ... " 1284 - (6078) قال الحافظ: وقع في حديث سعيد بن عامر الجمحي عند البزار بلفظ: "تشرف على الأرض لذهب ضوء الشمس والقمر" ¬

_ (¬1) 14/ 232 (¬2) 14/ 233

وقال: وفي حديث سعيد بن عامر المذكور: "لملأت الأرض ريح مسك" (¬1) له عن سعيد بن عامر طريقان: الأول: يرويه شهر بن حوشب الأشعري عن سعيد بن عامر بن حِذْيم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لو أنَّ امرأة من أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر" أخرجه البزار (كشف 3528) وابن أبي داود في "البعث" (80) وابن صاعد في "زيادات الزهد" لابن المبارك (226) والطبراني في "الكبير" (5512) وابن عدي (2/ 570) والطيوري في "حديثه" (833) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 394) من طرق عن مالك بن دينار البصري عن شهر به. قال المنذري: إسناده حسن في المتابعات" الترغيب 4/ 523 قلت: رواية شهر عن سعيد مرسلة (الإصابة 4/ 195 - التهذيب 4/ 51) الثاني: يرويه عبد الرحمن بن سابط الجُمحي المكي عن سعيد بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لو أنَّ امرأة من الحور العين أطلعت أصبعاً من أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح" أخرجه أبو يعلى (المطالب 4599) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 263) والطبراني (5511) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 246 - 247) وفي "الصحابة" (3250) من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن موسى الصغير عن عبد الرحمن بن سابط به. قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 124 قلت: ورواية عبد الرحمن بن سابط عن سعيد بن عامر مرسلة أيضاً (التهذيب 4/ 51) 1285 - (6079) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند أحمد وصححه ابن حبان: "وإنَّ أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب" (¬2) تقدم الكلام عليه في باب صفة الجنة برقم 703 1286 - (6080) قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند ابن أبي الدنيا: "ولو ¬

_ (¬1) 14/ 237 (¬2) 14/ 237

باب الصراط جسر جهنم

أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند حسنها مثل الفتيلة من الشمس لا ضوء لها، ولو أطلعت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض، ولو أخرجت كفها لافتتن الخلائق بحسنها" (¬1) هو عن ابن عباس قوله كما في "النهاية" (ص 380) لابن كثير. 1287 - (6081) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد: "كان هذا منزلك لو كفرت بربك" (¬2) تقدم الكلام عليه في كتاب الجنائز - باب ثناء الناس على الميت - حديث رقم 415 1288 - (6082) قال الحافظ: وفي رواية له من حديث المغيرة أنَّ موسى عليه السلام سأل ربه عن ذلك" (¬3) أخرجه مسلم (189) من طريق عامر الشعبي عن المغيرة بن شعبة مرفوعاً: "سأل موسى ربه: ما أدنى أهلُ الجنةِ منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أُدخل أهلُ الجنة الجنة فيقال له: ادخلِ الجنة، فيقول: أي ربِّ! كيف؟ وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثلُ مُلك مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت ... " الحديث باب الصراط جسر جهنم 1289 - (6083) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (4/ 2245) من حديث أبي أمامة: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" (¬4) 1290 - (6084) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند أحمد أنه يخفف الوقوف عن المؤمن حتى يكون كصلاة مكتوبة، وسنده حسن" (¬5) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء برقم 4785 ¬

_ (¬1) 14/ 237 (¬2) 14/ 237 (¬3) 14/ 240 (¬4) 14/ 241 (¬5) 14/ 243

1291 - (6085) قال الحافظ: ولأبي يعلى عن أبي هريرة: "كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب" (¬1) تقدم مع الحديث الذي قبله. 1292 - (6086) قال الحافظ: وللطبراني من حديث عبد الله بن عمرو: "ويكون ذلك اليوم أقصر على المؤمن من ساعة من نهار" (¬2) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 206) عن الطبراني ثنا الحسين بن إسحاق التُّسْتّري ثنا مخلد بن مالك ثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزُّبيدي عن ابن عمرو مرفوعاً: "تجتمعون يوم القيامة فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيقومون فيقال لهم: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتليتنا فصبرنا، ووليت الأمور والسلطان غيرنا، فيقول الله عز وجل: صدقتم، فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان، وتبقى شدة الحساب على ذوي الأمور والسلطان" قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: "يوضع لهم منابر من نور يظلل عليهم الغمام، يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار" قال أبو نعيم: غريب من حديث شعبة، تفرد به عنه مسكين بن بكير" وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير الزبيدي وهو ثقة" المجمع 10/ 337 قلت: لكنه لم يذكر سماعاً من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا، واختلف في اسمه أيضاً: فقيل: زهير بن الأقمر. وقيل: الحارث بن جمهان. وقيل: عبد الله بن مالك. ومخلد بن مالك السَّلَمْسِيني ومسكين بن بكير الحراني لا بأس بهما، والباقون ثقات. 1293 - (6087) قال الحافظ: وفي رواية أبي الزعراء عن ابن مسعود عند الحاكم (4/ 598 - 600): "وتبقى ظهور المنافقين طبقاً واحدًا كأنما فيها السفافيد" ¬

_ (¬1) 14/ 243 (¬2) 14/ 243

وقال: وعند ابن أبي حاتم في "التفسير" من طريق أبي الزعراء عن ابن مسعود "كمرِّ البرق، ثم الريح، ثم الطير، ثم أجود الخيل، ثم أجود الإبل، ثم كعدو الرجل، حتى إنّ آخرهم رجل نوره على موضع إبهامي قدمه، ثم يتكفأ به الصراط" وعند هناد بن السري (322) عن ابن مسعود بعد الريح: "ثم كأسرع البهائم حتى يمرّ الرجل سعياً ثم مشياً ثم آخرهم يتلبط على بطنه فيقول: يا ربِّ، لم أبطأت بي؟ فيقول: أبطأ بك عملك" (¬1) هو عن ابن مسعود قوله. 1294 - (6088) قال الحافظ: ووقع في رواية مسلم (191) عن جابر: "ويعطى كل إنسان منهم نوراً" إلى أن قال: "ثم يطفىء نور المنافق" (¬2) هو عن جابر قوله. 1295 - (6089) قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند ابن أبي حاتم: "وإنكم يوم القيامة في مواطن حتى يغشى الناس الظلمة فيقسم النور فيختص بذلك المؤمن ولا يعطى الكافر ولا المنافق منهم شيئًا، فيقول المنافقون للذين آمنوا: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: 13] الآية، فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئًا فيضربون بينهم بسور" (¬3) هو عن أبي أمامة قوله (الدر المنثور 8/ 53) 1296 - (6090) قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن سلام عند الحاكم (4/ 568): "ثم ينادي منادٍ: أين محمد وأمته؟ فيقوم فتتبعه أمته برها وفاجرها، فيأخذون الجسر فيطمس الله أبصار أعدائه فيتهافتون من يمين وشمال، وينجو النبي والصالحون" وقال: وفي حديث عبد الله بن سلام عند الحاكم أنَّ قائل ذلك آدم" (¬4) هو عن عبد الله بن سلام قوله. ¬

_ (¬1) 14/ 247 و249 (¬2) 14/ 248 (¬3) 14/ 248 (¬4) 14/ 249 و252

1297 - (6091) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند ابن مردويه: "فيعطى كل إنسان منهم نوراً، ثم يوجهون إلى الصراط، فما كان من منافق طفىء نوره" وفي لفظ: "فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين فقالوا للمؤمنين: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} الآية" (¬1) الرواية الأولى أخرجها ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (8/ 54). ولفظها: "إذا جمع الله الأولين والآخرين دعا اليهود فقال لهم: من كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد الله، فيقال لهم: كنتم تعبدون معه غيره، فيقولون: نعم، فيقال لهم: من كنتم تعبدون معه؟ فيقولون: عُزيرًا، فيوجهون وجهاً، ثم يدعو النصارى، فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ فيقولون كنا نعبد الله، فيقول لهم: هل كنتم تعبدون معه غيره، فيقولون: نعم، فيقال لهم: من كنتم تعبدون معه؟ فيقولون: المسيح، فيوجهون وجهاً، ثم يُدعى المسلمون وهم على رابة من الأرض، فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد الله وحده، فيقال لهم: هل كنتم تعبدون معه غيره؟ فيغضبون فيقولون: ما عبدنا غيره، فيُعطى كل إنسان منهم نوراً، ثم يوجهون إلى الصراط، ثم قرأ: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} الآية. وقرأ: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ} [التحريم: 8] إلى آخر الآية. والرواية الثانية تقدم الكلام عليها برقم 1162 1298 - (6092) قال الحافظ: ولابن المبارك من مرسل عبد الله بن شقيق: "فيجوز الرجل كالطرف، وكالسهم، وكالطائر السريع، وكالفرس الجواد المضمر، ويجوز الرجل يعدو عدواً، ويمشي مشياً، حتى يكون آخر من ينجو يحبو" (¬2) هو عن عبد الله بن شقيق قوله: (الزهد لابن المبارك - زوائد نعيم - حديث 408) 1299 - (6093) قال الحافظ: ووقع في رواية ابن منده من هذا الوجه: قال سعيد بن أبي هلال: بلغني، ووصله البيهقي عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مجزوماً به، وفي سنده لين" (¬3) ¬

_ (¬1) 14/ 248 (¬2) 14/ 249 (¬3) 14/ 250

قول سعيد بن أبي هلال أورده مسلم (1/ 171) وابن منده في "الإيمان" (2/ 802) من طريق خالد بن يزيد الجُمَحي المصري عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغني أنَّ الجسر أدقَّ من الشَّعْرة وأحدُّ من السيف. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (406 - زوائد نعيم) عن رِشْدين بن سعد المصري عن عمرو بن الحارث المصري عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغني أنَّ الصراط يوم القيامة يكون على بعض الناس أدق من الشعر، وعلى بعض الناس مثل الوادي الواسع. ورشدين ضعيف. وحديث أنس أخرجه البيهقي في "الشعب" (361) من طريق مكي بن إبراهيم البلخي ثنا سعيد بن زَرْبي عن يزيد الرَّقاشي عن أنس مرفوعاً: "إنَّ على جهنم جسراً أدقَّ من الشَّعْر وأحدَّ من السيف، أعلاه نحو الجنة، دحض مزلة، بجنبيه كلاليب، وحسك النار، يحشر الله به من يشاء من عباده، الزالون والزالات يومئذ كثير، والملائكة بجانبيه قيام ينادون: اللهم سلِّم، اللهم سلِّم، فمن جاء بالحق جاز، ويُعطون النور يومئذ على قدر إيمانهم وأعمالهم، فمنهم من يمضي عليه كلمح البرق، ومنهم من يمضي عليه كمرِّ الريح، ومنهم من يُعطى نوراً إلى موضع قدميه، ومنهم من يحبو حبواً، وتأخذ النار منه بذنوب أصابها، وهي تُحرق من يشاء الله منهم على قدر ذنوبهم حتى ينجو، وتنجو أول زمرة سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، كان وجوههم القمرُ ليلةَ البدر والذين يلونهم كأضوء نجم في السماء، حتى يبلغوا إلى الجنة برحمة الله تعالى" قال البيهقي: إسناده ضعيف (¬1)، وهذا اللفظ من الحديث: "أحدُّ من السيف" لم أجده في الروايات الصحيحة. وروي عن زياد النميري (¬2) عن أنس مرفوعاً: "الصراط كحدِّ الشفرة أو كحدِّ السيف" وهي أيضًا رواية ضعيفة. وروي بعض معناه عن عبيد بن عمير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً، وجاء عنه من قوله (¬3). ¬

_ (¬1) لضعف سعيد بن زربي ويزيد الرقاشى. (¬2) أخرجه في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 266) وزياد ضعفه أبو داود وغيره، وقواه ابن عدي. (¬3) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم - 403) وابن أبي شيبة (13/ 179) وهناد في "الزهد" (320) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 273 - 274)

وروي عن ابن مسعود أنه قال: الصراط في سواء جهنم مَدْحضةٌ مزلة كحدِّ السيف المُرْهف (¬1). وروي عن سعيد بن أبي هلال قال: فذكر نحو رواية رشدين بن سعد" قلت: وفي الباب أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا: "الصراط كحد السيف دحض مزلة ذا حسك وكلاليب" أخرجه أحمد بن منيع (المطالب 4540) عن حسين بن محمد المَرُّوذي ثنا أبو معشر عن المقبري عن أبي هريرة به. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. 1300 - (6094) قال الحافظ: ووقع في رواية عمرو بن أبي عمرو عن أنس عند النسائي ذكر سبب آخر لإخراج الموحدين من النار ولفظه: "وفرغ من حساب الناس، وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئًا، فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إذا اجتمع أهل النار ... " 1301 - (6095) قال الحافظ: ووفع في حديث أبي بكر الصديق: "ثم يقال: ادعوا الأنبياء فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف العين فانظر حديث: "عُرض عليَّ ما هو كائن ... " 1302 - (6096) قال الحافظ: وفي حديث جابر عند مسلم: "ثم يقول الله: أنا أُخرج بعلمي وبرحمتي" (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في "الكبير" (8992)، قال المنذري في "الترغيب" (4/ 426): إسنادة حسن" (¬2) 14/ 252 (¬3) 14/ 252 (¬4) 14/ 252

أخرجه أحمد (14491) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2733) وابن حبان (183) من طرق عن زهير بن معاوية الجُعْفي الكوفي ثنا أبو الزبير عن جابر مرفوعاً: "إذا مُيِّزَ أهلُ الجنة وأهل النار، فدخل أهل الجنةِ الجنةَ، وأهل النار النار، قامتِ الرسلُ فشفعوا فيقول: انطلقوا -أو اذهبوا- فمن عرفتم فأخرجوه. فيُخرجونهم قد امْتَحَشُوا، فيلقونهم في نهر -أو على نهر- يقال له: الحياة. قال: فتسقط مُحَاشُهم على حافة النهر، ويخرجون بيضًا مثلَ الثَّعارير. ثم يشفعون، فيقول: اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقالَ قيراطِ من إيمان فأخرجوه. قال: فيُخرجون بشراً كثيرًا. ثم يشفعون، فيقول: اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقالَ حبة من خردل من إيمان فأخرجوه. فيخرجون بشرًا. ثم يقول الله: أنا الآن أخرج بعلمي ورحمتي. قال: فيُخرج أضعافَ ما أخرجوا وأضعافَه، فيكتب في رقابهم: عتقاء الله، ثم يدخلون الجنة، فَيُسَمَّون فيها الجهنميين" وأخرجه أحمد (15048) من طريق الحسين بن واقد المروزي ثني أبو الزبير ثني جابر مرفوعاً ببعضه. وهذا إسناد حسن. 1303 - (6097) قال الحافظ: وفي حديث سَمُرة عند مسلم: "وإلى ركبتيه" (¬1) أخرجه مسلم (2845) من طريق أبي نَضْرة المنذر بن مالك البصري عن سمرة مرفوعاً: "منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حُجْرَتِهِ، ومنهم من تأخذه النار إلى تَرْقُوَتِهِ" 1304 - (6098) قال الحافظ: ووقع في رواية أنس عن ابن مسعود عند مسلم، وفي حديث أبي سعيد عند أحمد والبزار نحوه أنه يرفع له شجرة فيقول: ربِّ أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها، فيقول الله: لعلي إن أعطيتك تسألني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأل غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر عليه. وفيه أنه يدنو منها وأنه يرفع له شجرة أخرى أحسن من الأولى عند باب الجنة، ويقول في الثالثة: ائذن لي في دخول الجنة. ¬

_ (¬1) 14/ 254

باب في الحوض

وقال: ووقع في حديث أنس عن ابن مسعود: "يرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها" وقال: ووقع في رواية أنس عن ابن مسعود: "لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا" ... ووقع في رواية لمسلم عن ابن مسعود: "ذلك مثل الدنيا وعشرة أمثالها" (¬1) حديث ابن مسعود أخرجه مسلم (186 و187) من طريقين: الأول: من طريق عَبيدة بن عمرو السَّلْماني عن ابن مسعود مرفوعاً: "إني لأعلم آخرَ أهلِ النار خروجاً منها ... الحديث" الثاني: من طريق أنس بن مالك عن ابن مسعود مرفوعاً: "آخرُ من يدخلُ الجنة رجل ... " الحديث وفيه طول. وحديث أبي سعيد أخرجه مسلم (188) أيضًا. باب في الحوض 1305 - (6099) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من حديث أبي ذر أنَّ الحوض يشخب فيه ميزابان من الجنة، وله شاهد من حديث ثوبان" (¬2) حديث أبي ذر أخرجه مسلم (2300) من طريق عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! ما آنية الحوض؟ قال: "والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثرُ من عدد نجوم السماء وكواكبها. أَلا في الليلة المظلمة المُصْحيَةِ. آنيةُ الجنة من شرب منها لم يظمأْ آخرَ ما عليه، يَشْخُبُ فيه مِيزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عَرضُهُ مثلُ طوله، ما بين عَمَّان إلى أيلة، ماؤه أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل" وحديث ثوبان أخرجه مسلم (2301) من طريق مَعْدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان مرفوعاً: "إني لَبِعُقْرِ حوضي أذودُ الناسَ لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يَرْفَضَّ عليهم" فسئل عن عَرضه فقال: "من مقامي إلى عَمَّان" ¬

_ (¬1) 14/ 257 و259 (¬2) 14/ 262

وسئل عن شرابه فقال: "أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يَغُتُّ فيه ميزابان يَمُدَّانِهِ من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من وَرِق" 1306 - (6100) قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند أحمد: "ويفتح نهر الكوثر إلى الحوض" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إني لأقوم يوم القيامة المقام المحمود ... " 1307 - (6101) قال الحافظ: وقع في حديث أبي بن كعب عند ابن أبي عاصم في ذكر الحوض: "ومن لم يشرب هذه لم يرو أبدًا" وقال: وزاد ابن أبي عاصم في حديث أبي بن كعب: "من صرف عنه لم يُرْوَ أبدًا" (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (734) والطبراني كما في "النهاية" لابن كثير (ص 188) من طريق أبي مريم عبدالغفار بن القاسم الأنصاري عن عدي بن ثابت عن زِر بن حُبيش عن أبي بن كعب مرفوعاً: "وأنا على الحوض" قيل: وما الحوض يا رسول الله؟ قال: "والذي نفسي بيده إنَّ شرابه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأبيض من الثلج، وأطيب ريحاً من المسك، وآنيته أكثر عدداً من النجوم، لا يشرب منه إنسان فيظمأ أبداً، ولا يصرف عنه إنسان فَيُروى أبدًا" وعبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث. وقد تقدم الكلام على الحديث أيضاً في المجموعة الأولى لكن لا يحضرني موضعه الآن. 1308 - (6102) قال الحافظ: وعند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند في الحديث الطويل عن لقيط بن عامر أنه وقد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو ونهيك بن عاصم قال: فقدمنا المدينة عند انسلاخ رجب، فلقينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين انصرف من صلاة الغداة" الحديث بطوله في صفة الجنة والبعث وفيه: "تعرضون عليه بادية له صفاحكم، لاتخفى عليه منكم خافية، فيأخذ غرفة من ماء فينضح بها قبلكم فلعمر ¬

_ (¬1) 14/ 262 (¬2) 14/ 262 و270

إلهك ما يخطىء وجه أحدكم قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه مثل الخطام الأسود، ثم ينصرف نبيكم وينصرف على أثره الصالحون فيسلكون جسراً من النار بطأ أحدكم الجمرة فيقول: حس، فيقول ربك آوانه ألا فيطلعون على حوض الرسول على أظماء والله ناهلة رأيتها أبدًا ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع على قدح" الحديث. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" والطبراني والحاكم" (¬1) تقدم برقم 1256 1309 - (6103) قال الحافظ: قال عياض: أخرج مسلم أحاديث الحوض عن ابن عمر، وأبي سعيد، وسهل بن سعد، وجندب، وعبد الله بن عمرو، وعائشة، وأم سلمة، وعقبة بن عامر، وابن مسعود، وحذيفة، وحارثة بن وهب، والمستورد، وأبي ذر، وثوبان، وأنس، وجابر بن سمرة، قال: ورواه غير مسلم عن أبي بكر الصديق وزيد بن أرقم وأبي أمامة وأسماء بنت أبي بكر وخولة بنت قيس وعبد الله بن زيد وسويد بن جبلة وعبد الله الصنابحي والبراء بن عازب. وقال النووي بعد حكاية كلامه مستدركاً عليه: رواه البخاري ومسلم من رواية أبي هريرة، ورواه غيرهما من رواية عمر، وعائد بن عمرو، وآخرين، وجمع ذلك كله البيهقي في البعث بأسانيده وطرقه المتكاثرة. قلت: أخرجه البخاري في هذا الباب عن الصحابة الذين نسب عياض لمسلم تخريجه عنهم إلا أم سلمة وثوبان وجابر بن سمرة وأبا ذر. وأخرجه أيضاً عن عبد الله بن زيد وأسماء بنت أبي بكر، وأخرجه مسلم عنهما أيضًا وأغفلهما عياض، وأخرجاه أيضاً عن أسيد بن حضير، وأغفل عياض نسبة الأحاديث. وحديث أبي بكر عند أحمد وأبي عوانة وغيرهما، وحديث زيد بن أرقم عند البيهقي وغيره، وحديث خولة بنت قيس عند الطبراني، وحديث أبي أمامة عند ابن حبان وغيره. وأما حديث سويد بن جبلة فأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "مسند الشاميين" وكذا ذكره ¬

_ (¬1) 14/ 262

ابن منده في الصحابة، وجزم ابن أبي حاتم بأنّ حديثه مرسل. وأما حديث عبد الله الصنابحي فغلط عياض في اسمه وإنما هو الصنابح بن الأعسر وحديثه عند أحمد وابن ماجه بسند صحيح ولفظه: "إني فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم" الحديث، فإن كان كما ظننت وكان ضبط اسم الصحابي وأنه عبد الله فتزيد العدة واحداً، لكن ما عرفت من خرجه من حديث عبد الله الصنابحي وهو صحابي آخر غير عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي التابعي المشهور. وقول النووي إنّ البيهقي استوعب طرقه يوهم أنه أخرج زيادة على الأسماء التي ذكرها حيث قال: وآخرين، وليس كذلك فإنه لم يخرّج حديث أبي بكر الصديق ولا سويد ولا الصنابحي ولا خولة ولا البراء، وإنما ذكره عن عمرو عن عائد بن عمرو، وعن أبي برزة. ولم أر عنده زيادة إلا من مرسل يزيد بن رومان في نزول قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1] وقد جاء فيه عمن لم يذكروه جميعاً من حديث ابن عباس كما تقدم في تفسير سورة الكوثر، ومن حديث كعب بن عجرة عند الترمذي والنسائي وصححه الحاكم، ومن حديث جابر بن عبد الله عند أحمد والبزار بسند صحيح، وعن بريدة عند أبي يعلى، ومن حديث أخي زيد بن أرقم ويقال: إنّ اسمه ثابت عند أحمد، ومن حديث أبي الدرداء عند ابن أبي عاصم في "السنة"، وعند البيهقي في "الدلائل"، ومن حديث أبي بن كعب وأسامة بن زيد وحذيفة بن أسيد وحمزة بن عبد المطلب ولقيط بن عامر وزيد بن ثابت والحسن بن علي، وحديثه عند أبي يعلى أيضاً، وأبي بكرة، وخولة بنت حكيم، كلها عند ابن أبي عاصم. ومن حديث العرباض بن سارية عند ابن حبان في صحيحه، وعن أبي مسعود البدري وسلمان الفارسي وسمرة بن جندب وعقبة بن عبد وزيد بن أوفى، وكلها في الطبراني. ومن حديث خباب بن الأرت عند الحاكم، ومن حديث النواس بن سمعان عند ابن أبي الدنيا، ومن حديث ميمونة أم المؤمنين في "الأوسط" للطبراني ولفظه: "يرد عليّ الحوض أطولكنّ يداً" الحديث، ومن حديث سعد بن أبي وقاص عند أحمد بن منيع في مسنده، وذكره ابن منده في مستخرجه عن عبد الرحمن بن عوف، وذكره ابن كثير في نهايته عن عثمان بن مظعون. وذكره ابن القيم في الحاوي عن معاذ بن جبل ولقيط بن صبرة، وأظنه عن لقيط بن عامر

الذي تقدم ذكره، فجميع من ذكرهم عياض خمسة وعشرين نفساً. وزاد عليه النووي ثلاثة، وزدت عليهم أجمعين قدر ما ذكروه سواء، فزادت العدة على الخمسين، ولكثير من هؤلاء الصحابة في ذلك زيادة على الحديث الواحد كأبي هريرة وأنس وابن عباس وأبي سعيد وعبد الله بن عمرو، وأحاديثهم بعضها في مطلق ذكر الحوض، وفي صفته بعضها، وفيمن يرد عليه بعضها، وفيمن يدفع عنه بعضها، وكذلك في الأحاديث التي أوردها المصنف في هذا الباب وجملة طرقه تسعة عشر طريقاً، وبلغني أنَّ بعض المتأخرين وصلها إلى رواية ثمانين صحابياً" (¬1) متواتر رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خمس وخمسون صحابياً (¬2)، وهم: 1 - أبي بن كعب 2 - أسامة بن زيد 3 - أسيد بن حُضير 4 - أنس بن مالك 5 - البراء بن عازب 6 - بريدة بن الحصيب 7 - ثوبان 8 - جابر بن سَمُرَة 9 - جابر بن عبد الله 10 - جبير بن مُطعم 11 - جُنْدب بن عبد الله 12 - حارثة بن وهب 13 - حذيفة بن أسيد 14 - حذيفة بن اليمان 15 - خباب بن الأرت 16 - زيد بن أبي أوفى 17 - زيد بن أرقم 18 - زيد بن ثابت 19 - سعد بن أبي وقاص 20 - سلمان الفارسي 21 - سَمُرَة بن جُنْدَب 22 - سهل بن سعد 23 - الصُّنَابح بن الأَعْسَر 24 - عبد الرحمن بن سمرة 25 - عبد الرحمن بن عوف 26 - عبد الله بن زيد ¬

_ (¬1) 14/ 263 - 265 (¬2) فيما وقفت عليه، ورتبتهم على حروف المعجم: الأسماء، ثم الكنى، ثم النساء.

27 - عبد الله بن عباس 28 - عبد الله بن عمر 29 - عبد الله بن عمرو 30 - عبد الله بن مسعود 31 - عتبة بن عبدالسلمي 32 - عثمان بن مظعون 33 - العِرْباض بن سارية 24 - عقبة بن عامر 35 - علي بن أبي طالب 36 - عمر بن الخطاب 37 - كعب بن عجرة 38 - المستورد بن شداد 39 - النواس بن سفيان 40 - أبو الدرداء 41 - أبو أمامة الباهلي 42 - أبو برزة الأسلمي 43 - أبو بكر الصديق 44 - أبو بكرة الثقفي 45 - أبو ذر الغفاري 46 - أبو سعيد الخدري 47 - أبو ليلى 48 - أبو هريرة 49 - أخو زيد بن أرقم 50 - صحابي لم يسم 51 - أسماء بنت أبي بكر 52 - خولة بنت قيس بن قَهْد الأنصارية 53 - عائشة 54 - ميمونة 55 - أم سلمة فأما حديث أبي بن كعب فتقدم قبل حديث. وأما حديث أسامة بن زيد فأخرجه البزار (كشف 3486) من طريق حرام بن عثمان المدني عن عبد الرحمن الأَعرج عن المِسْوَر بن مخرمة عن أسامة بن زيد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى منزل حمزة بن عبدالمطلب، فسأل امرأته خولة، فقال: "أين حمزة، أين أبو عمارة؟ " أو قال: "أَثَمَّ أبو عمارة" قالت: لا وقد حدثني عنك أنَّ لك حوضاً، قال: "نعم، وإنَّ أحبّ من يرده عليَّ قومُكِ" قال البزار: حرام لين الحديث، سكت أهل العلم بالنقل عن حديثه لكثرة مناكير ما روى" وقال الهيثمي: وفيه حرام بن عثمان وهو متروك" المجمع 10/ 363

وأما حديث أسيد بن حضير فأخرجه البخاري (فتح 8/ 118 و16/ 114) وأما حديث أنس فأخرجه البخاري في الباب. وأما حديث البراء بن عازب فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3408) عن جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي ثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ثنا أبو داود الحَفَري ثنا مطيع الغزال عن الشخير عن البراء مرفوعاً: "حوضي ما بين أَيْلَةَ إلى صنعاءَ، له ميزابان، أحدهما من ذهب، والآخرُ من فضة، آنيتُهُ عددَ نجومِ السماء، أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وريحه أطيبُ من المسك، من شرب منه لم يظمأ أبدًا" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مطيع إلا أبو داود، تفرد به سفيان" وقال الهيثمي: وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف" المجمع 10/ 367 وأما حديث بريدة فأخرجه البزار (كشف 3487) والروياني (50) وابن عدي (5/ 1992 - 1993) واللالكائي (2119) من طريق يحكى بن يمان العجلي الكوفي عن عائذ بن نُسير عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعاً: "حوضي ما بين عمان واليمن، فيه آنية عدد النجوم، أحلى من العسل، وأبيض من اللبن، وألين من الزبد، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا" قال البزار: حديث غريب" وقال الهيثمي: وفيه عائذ بن نسير وهو ضعيف" المجمع 10/ 366 وأما حديث ثوبان فتقدم قبل ثلاثة أحاديث. وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه مسلم (2305) من طريق سِمَاك بن حرب الكوفي عن جابر بن سمرة مرفوعاً: "ألا إني فَرَط لكم على الحرض، وإنّ بُعْد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، كأنَّ الأباريق فيه النجوم" وأخرجه من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن جابر بن سمرة مرفوعاً: "أنا الفرط على الحوض" وأما حديث جابر بن عبد الله فله عنه طرق: الأول: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم المكي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن عجرة: "أعاذك (¬1) الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء" ¬

_ (¬1) وفي لفظ: "أعيذك بالله"

قال: وما (¬1) إمارة السفهاء؟ قال: "أمراء يكونون بعدي، لا يهدون (¬2) بهديي (¬3)، ولا يستنُّون بسنتي، فمن (¬4) صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني، ولستُ منهم، ولا يَرِدُونَ عليّ حوضي، ومن (¬5) لم يصدقهم على كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردون عليّ حوضي. يا كعب بن عجرة: الصوم جُنة، والصدقة تطفىء الخطيئة (¬6)، والصلاة قُرْبان -أو قال: برهان-. يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخلُ الجنة لحم نبت من سُحْت أبدًا، النار أولى به. يا كعب عجرة، الناس غاديان، فمبتاع (¬7) نفسه فمعتقها (¬8)، أو بائعها فموبقها" (¬9) أخرجه معمر في "الجامع" (مصنف عبد الرزاق 20719) عن ابن خثيم به. وأخرجه إسحاق في "مسنده" (الأمالي المطلقة 2/ 214) وأحمد (14441) وعبد بن حميد (1138) عن عبد الرزاق عن معمر به. ومن طريق إسحاق أخرجه ابن حبان (4514) ومن طريق أحمد أخرجه الحاكم (1/ 79) ومن طريق عبد أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة" (2/ 213 - 214) وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2003) والحاكم (4/ 127 و422) والبيهقي في "الشعب" (8952) من طرق عن عبد الرزاق به. ولم ينفرد معمر به بل تابعه: ¬

_ (¬1) وفي حديث وهيب عند أحمد، وحديث زائدة عند أبي نعيم: وما ذاك يا رسول الله؟. (¬2) وفي لفظ: "يهتدون" وفي لفظ آخر: "يقتدون" (¬3) وفي لفظ: "بهداي" وفي لفظ آخر: "بغير هداي" (¬4) وفي حديث وهيب عند أحمد: "من دخل عليهم فصدقهم بحديثهم" (¬5) وفي حديث وهيب عند أحمد: "ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بحديثهم" وعند البزار: "ومن دخل عليهم فلم يصدقهم بحديثهم" (¬6) زاد غير واحد: "كما يطفىء الماءُ النار" (¬7) ولفظ حديث زائدة عند أبي نعيم: "فمشتر" ولفظ حديث وهيب عند البزار: "ففاد بائع" (¬8) وفي لفظ: "ومعتق رقبته" (¬9) وفي لفظ: "وموبق رقبته"

1 - وهيب بن خالد البصري. أخرجه أحمد (15284) والبزار (كشف 1609) والحاكم (3/ 479 - 480) 2 - حماد بن سلمة. أخرجه الدارمي (2779) والطحاوي في "المشكل" (1345) وابن حبان (1723) 3 - يحيى بن سليم القرشي الطائفي. أخرجه أبو يعلى (1999) 4 - زائدة بن قدامة الكوفي. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 247) 5 - بشر بن المُفَضَّل البصري. أخرجه الحافظ في "الأمالي" (2/ 213 - 214) قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ عن جابر إلا بهذا الإسناد" وقال أبو نعيم: لم يسقه هذا السياق من حديث جابر إلا ابن خثيم، تفرد به، رواه عنه الأعلام" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" وقال الحافظ: هذا حديث صحيح، وابن خثيم حسن الحديث، وأصل هذا الحديث قد وقع لنا في رواية كعب بن عجرة نفسه، وهو شاهد قوي بهذا الطريق، وباقيه وقع مفرقاً في عدة أحاديث من غير هذا الوجه" قلت: اختلف في سماع عبد الرحمن بن سابط من جابر، فقال عباس الدوري: قيل لابن معين: سمع عبد الرحمن بن سابط من جابر؟ قال: لا، هو مرسل. قال عباس: كان مذهب ابن معين أنَّ عبد الرحمن بن سابط يرسل عنه، ولم يسمع منه. وخالفه ابن أبي حاتم فقال: روى عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله، متصل. وهو كما قال، فقد صرح ابن سابط بتحديث جابر له عند أحمد (15284) وأبي يعلى (1999)

وابن سابط ثقة، وابن خثيم صدوق، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني عن عامر الشعبي عن جابر مرفوعاً: "إنكم اليوم على دين، وإنه سيرفع لي أقوام عند الحوض، فأقول: أي ربِّ أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد ذلك، فلا ترجعوا على أعقابكم القهقرى" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (791) والبزار (كشف 3479) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن مجالد به. ورواه عُبيدة بن الأسود الكوفي عن مجالد بلفظ: "أنا فرط لكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا ترجعوا بعدي كفارًا يقتل بعضكم بعضاً" فقال رجل: يا رسول الله، ما عرضه؟ قال: "ما بين أيلة إلى مكة، فيه مكاكي أكثر من عدد النجوم، لا يتناول مؤمن منها فيضعه من يده حتى يتناوله آخر" أخرجه ابن أبي الدنيا كما في "النهاية" لابن كثير (ص 194) والبزار (كشف 3482) وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن جابر" قلت: وإسناده ضعيف لضعف مجالد. الثالث: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر وعنه غير واحد، مهم: 1 - زكريا بن إسحاق المكي. أخرجه أحمد (15121) عن رَوح بن عُبادة البصري ثنا زكريا بن إسحاق ثنا أبو الزبير أنه سمع جابراً رفعه: "أنا على الحوض أنظر من يَرِدُ عليَّ، فيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا ربِّ، مني ومن أمتي، فيقال: وما يُدريك ما عملوا بعدك؟ ما بَرِحوا بعدك يرجعون على أعقابهم" قال جابر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحوض مسيرةُ شهر، وزواياه سواء، وكِيزَانُه مثلُ نجوم السماء، وهو أطيب ريحاً من المسك، وأشدُّ بياضاً من اللبن، من شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا" قال ابن كثير: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم" النهاية ص 194 قلت: وهو كما قال. 2 - موسى بن عقبة المدني. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (790) عن البخاري ثنا إسماعيل بن أبي أويس

عن أبي الزِّنَاد عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير ثني جابر رفعه: "أنا بين أيديكم، فإن لم تجدوني فأنا على الحوض، والحوض ما بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء يطردون منه فلا يَطعموا منه شيئًا" إسماعيل مختلف فيه، والباقون ثقات، وأبو الزناد اسمه عبد الله بن ذكوان المدني. 3 - ابن جريج. واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً رفعه: "أنا فرطكم بين أيديكم، فإن لم تجدوني فأنا على الحوض، وحوضي قدر ما بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء بِقِرَب وآنية ثم لا يذوقون منه شيئًا" أخرجه البزار (كشف 3481) وابن حبان (6449) والآجري (836) واللالكائي (2114 و2115) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني والطبراني في "الأوسط" (753) عن حجاج بن محمد المِصِّيصي وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 309) عن أبي قرة موسى بن طارق اليماني ثلاثتهم عن ابن جريج به. - ورواه روح بن عبادة عن ابن جريج فلم يرفعه. أخرجه أحمد (15120) عن روح به. والأول أصح. وإسناده صحيح. 4 - عبد الله بن لَهيعة. أخرجه أحمد (14719) والطبراني في "الأوسط" (9066) والآجري (837) 5 - مالك بن أنس. أخرجه العقيلي (3/ 249) والطبراني في "الأوسط" (1033) وابن عدي (5/ 1850)

والحاكم (4/ 154) وأبو القاسم الحرفي في "الفوائد" (11) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 335) وابن عمشليق في "جزئه" (30) والخطيب في "التاريخ" (6/ 311) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 308 - 309) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (449) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1516 و1558) وفي "البر والصلة" (11) من طرق (¬1) عن علي بن قتيبة الرفاعي عن مالك عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً: "برُّوا أباءكم تبرُّكم أبناؤكم، وعفُّوا تعِفُّ نساؤكم، ومن تُنُصِّل إليه فلم يقبل، لم يَرِدْ عليَّ الحوضَ يوم القيامة" قال العقيلي: ليس له أصل من حديث مالك، ولا من وجه يثبت، وعلي بن قتيبة يحدث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له" وقال ابن عدي: هذا الحديث باطل عن مالك، وعلي بن قتيبة منكر الحديث" وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك عن أبي الزبير، تفرد به علي بن قتيبة" وكذا قال الحرفي. وقال الخطيب: تفرد بروايته علي بن قتيبة" وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح" وأعله بمحمد بن يونس الكديمي أحد رواته عن علي بن قتيبة، وقد توبع. وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات": فيه علي بن قتيبة الرفاعي كذاب" الرابع: يرويه سعيد بن موسى بن وَرْدَان المصري عن أبيه عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله رفعاه: "عليُّ بن أبي طالب صاحبُ حوضي يوم القيامة. فيه أكوابٌ كعدد النجوم، وسَعَةُ حوضي ما بين الجَابِيَةِ إلى صنعاء" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (190) عن أحمد بن حماد بن زُغْبة التُّجِيْبِي ثنا رَوْح بن صلاح ثنا ابن لَهيعة عن سعيد بن موسى به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن موسى بن وردان إلا ابنه سعيد، ولا عن سعيد إلا ابن لهيعة، تفرد به روح بن صلاح" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وروح وموسى مختلف فيهما، وسعيد ¬

_ (¬1) رواه إبراهيم بن محمد بن الهيثم البغدادي وأحمد بن داود المكي وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل ومحمد بن يونس الكُديمي ومحمد بن حميد الرازي وإبراهيم بن إسحاق بن أبي الحجيم عن علي بن قتيبة.

ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه ابن أبي عاصم (757 و1506) عن يعقوب بن حميد بن كاسب المدني ثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت ثنا عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن جبير بن مطعم مرفوعاً: "ألست مولاكم؟ ألست خيركم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "فإني فرط لكم على الحوض يوم القيامة، والله سائلكم عن اثنتين: عن القرآن، وعن عترتي" وإسناده ضعيف، المطلب بن عبد الله المخزومي لم يذكر سماعاً من جبير بن مطعم، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه، وعمرو ويعقوب مختلف فيهما، وإبراهيم بن محمد بن ثابت هو ابن شرحبيل الحجبي القرشي المدني قال أبو حاتم: صدوق. وأما حديث جندب بن عبد الله فأخرجه البخاري في الباب. وأما حديث حارثة بن وهب فأخرجه البخاري أيضاً في الباب. وأما حديث حذيفة بن أسيد فله عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن عطاء ثني محبر عن حذيفة بن أسيد قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منزل علي بن أبي طالب وأنا معه، فقال: "كيف أنت إذا كنت في قوم تغدو تحدثهم بالحديث الحق تكون أكذب عندهم فيه من الأمة" قال: ووجه علي يتلوَّن ألواناً، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما ترضى أنه من أحبك أحبني، ويرد عليَّ الحوض، ومن أبغضك أبغضني؟ " قال: بلى يا رسول الله. أخرجه ابن أبي عاصم (778) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا سويد بن عبد العزيز عن داود بن علي عن عبد الله بن عطاء به. وإسناده ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز الدمشقي. الثاني: يرويه معروف بن خَرَّبُوذ المكي ثنا أبو الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال: لما صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حجة الوداع قال: "أيها الناس إني فرطكم على الحوض، إنكم واردون على حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء، فيه أكواب عدد النجوم" أخرجه الضياء المقدسي في "أحاديث الحوض" (النهاية ص 195) من طريق إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سَمُّويه ثنا سعيد بن سليمان ثنا زيد بن الحسن ثنا معروف به.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 442) من طريق نصر بن عبد الرحمن الوَشَّاء ثنا زيد بن الحسن به. ولفظه: "يا أيها الناس إني فرط لكم، وأنتم واردون عليَّ الحوض، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثَّقل الأكبر كتاب الله، سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا" زيد بن الحسن القرشي الكوفي صاحب الأَنماط ومعروف بن خربوذ مختلف فيهما، والباقون ثقات. وحديث حذيفة بن اليمان أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 441 و15/ 31) وأحمد (23290 و23337 و23393) ومسلم (4/ 1797) من طريق حصين بن عبد الرحمن السُّلمي عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن حذيفة مرفوعاً: "ليردنَّ عليَّ الحوض أقوام، فَيُخْتَلَجُون دوني، فأقول: ربِّ أصحابي، ربِّ أصحابي. فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" وحديث خباب بن الأرت أخرجه أحمد (21074 و27218) وابن أبي عاصم في "السنة" (775) وابن حبان (284) والطبراني في "الكبير" (3627) والحاكم (1/ 78) والبيهقي في "الشعب" (8950) والخطيب في "الموضح" (2/ 50) والحافظ في "الأمالي" (2/ 219 - 220) عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة القشيري والطبراني في "الكبير" (3628) وفي "مسند الشاميين" (1902) عن داود بن أبي هند البصري كلاهما عن سِمَاك بن حرب عن (¬1) عبد الله بن خباب بن الأرت أبي قال: إنا لقعود على باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ننتظر أن يخرج لصلاة الظهر، إذ خرج علينا، فقال: "اسمعوا" فقلنا: سمعنا، ثم قال: "اسمعوا" فقلنا: سمعنا، فقال: "إنه سيكون عليكم أمراء، فلا تعينوهم على ظلمهم، ولا تصدقوهم بكذبهم، فإنه من أعانهم على ظلمهم، وصدقهم بكذبهم، فلن يَرِدَ عليَّ الحوض" قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) وعند الحاكم والبيهقي: أنَّ عبد الله بن خباب أخبرهم.

وقال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح، لكنه منقطع بين سماك وعبد الله بن خباب، فإنه لم يسمع منه، لأنّ عبد الله قتله الخوارج في خلافة علي، وقد جاء في بعض طرقه التصريح بسماع سماك من عبد الله بن خباب، وهو وهم، إلا إن كان لخباب ولد آخر يسمى عبد الله تأخرت وفاته" وقال المزي في "التهذيب": روى سماك بن حرب عن عبد الله بن خباب ولم يدركه. وأما حديث زيد بن أبي أوفى فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى برقم 1853 وأما حديث زيد بن أرقم فله عنه طرق: الأول: يرويه عمرو بن مرة المرادي الكوفي قال: سمعت أبا حمزة طلحة بن يزيد الأنصاري مولى قَرَظَة يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلاً، فسمعته يقول: "ما أنتم بجزء من مئة ألف جزء ممن يرد عليَّ الحوض من أمتي" قال أبو حمزة: قلت: كم كنتم يومئذ؟ قال: سبع (¬1) مئة أو ثمان مئة. أخرجه الطيالسي (ص 93) وابن أبي شيبة (11/ 455) وأحمد (19268 و19291 و19309 و19321) وعبد بن حميد (266) وأبو داود (4746) وابن أبي عاصم (750) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (87) والطبراني في "الكبير" (4997 و4998 و4999 و5000 و5001) والحاكم (1/ 76 - 77 و77) واللالكائي (2106 و2107) والبيهقي في "البعث" (152) والمزي (13/ 449) من طرق عن عمرو بن مرة به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: لم يخرج مسلم لطلحة بن يزيد شيئاً، وهو ثقة كما قال ابن عبد البر في "الاستغناء" (1/ 562)، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعمرو بن مرة ثقة مشهور، فالإسناد صحيح. الثاني: يرويه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم مرفوعاً: "إني تركت فيكم الثَّقلين: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تُخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" ¬

_ (¬1) وفي لفظ: ست مئة أو سبع مئة، وفي لفظ آخر: ثمان مئة أو تسع مئة.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 536 - 537) من طريق عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي ثنا أبي عن الأعمش به. وإسناده ضعيف، عبد الرحمن وأبوه مختلف فيهما، والأعمش وحبيب مدلسان وقد عنعنا. الثالث: يرويه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الحسن بن عبيد الله النخعي عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح عن زيد بن أرقم مرفوعاً: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض" أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 536) والحاكم (3/ 148) وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين" قلت: رواته ثقات، إلا أنَّ البخاري لم يخرج للحسن بن عبيد الله في الصحيح شيئًا. وللحديث طريق رابعة تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى - حديث رقم 3811 وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 452) وأحمد (21578 و21654) وعبد بن حميد (240) ويعقوب بن سفيان (1/ 537) وابن أبي عاصم (772) والطبراني في "الكبير" (4921 و4922 و4923) من طرق عن شريك بن عبد الله الكوفي عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعاً: "إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض" شريك مختلف فيه، والركين وثقه أحمد وغيره، والقاسم وثقه العجلي وغيره، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال البخاري: حديثه منكر ولا يعرف. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه أحمد بن منيع (المطالب 4013) ثنا أبو داود ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه قالوا: دخل سعد على سلمان يعوده، فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك يا عبد الله؟! توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنك راض، وترد عليه الحوض، وتلقى أصحابك. وإسناده ضعيف للأشياخ الذين لم يسموا، والأعمش مدلس وقد عنعن. وأما سلمان الفارسي فله حديثان: الأول: يرويه سعيد بن المسيب عن سلمان قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يوم من شعبان، فقال: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من

ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، ومن أدّى فيه فريضة كان كمن أفى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواصاة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه نائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء" قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم. فقال: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه ففر الله له وأعتقه من النار. واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين تُرضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فاما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائماً، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة" أخرجه ابن خزيمة (1887) عن علي بن حُجر السَّعدي المروزي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (3336) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان" (41) وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (16) والبيهقي في "فضائل الأوقات" (37 و38) وفي "الشعب" (3336) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1753) من طرق عن علي بن حجر به. قال ابن خزيمة: إن صح الخبر" قلت: إسناده واه، يوسف بن زياد هو أبو عبد الله البصري قال البخاري وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره العقيلي وابن حبان في "الضعفاء". ولم ينفرد شيخه به بل تابعه سلَّام بن سَلْم عن علي بن زيد به. أخرجه ابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (15) من طريق يحيى بن سعيد العطار ثنا سلام به. وإسناده واه أيضاً، العطار قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الجوزجاني والعقيلي: منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات والمعضلات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة.

وسلام بن سلم أظنه المدائني قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وتابعه سعيد بن أبي عَروبة البصري عن علي بن زيد به. أخرجه ابن عدي (5/ 1931) من طريق أبي وهب عبد العزيز بن عبد الله الجُدْعاني ثنا سعيد به. وقال: عامة ما يرويه عبد العزيز بن عبد الله هذا لا يتابعه عليه الثقات" - ورواه عبد الله بن بكر السهمي عن إياس واختلف عنه: • فرواه محمد بن الفرج الأزرق عن عبد الله بن بكر ثنا إياس بن عبد الغفار عن علي بن زيد عن سعيد عن سلمان به. أخرجه البيهقي في "الشعب" (3336) وتابعه: 1 - الحسن بن عرفة العبدي عن عبد الله بن بكر به. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (733) 2 - محمد بن الفضل. أخرجه نصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 256 - 257) • ورواه أحمد بن عمران الأخنسي عن عبد الله بن بكر فلم يذكر علي بن زيد. وقال فيه: إياس بن أبي إياس. أخرجه العقيلي (1/ 35) والخطيب في "التاريخ" (4/ 333) وقال العقيلي: قد روي من غير وجه، وليس له طريق ثبت بين، وإياس بن أبي إياس مجهول، وحديثه هذا غير محفوظ" وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث منكر، غلط فيه عبد الله بن بكر، إنما هو أبان بن أبي عياش، فجعل عبد الله بن بكر أبان إياس" قلت: وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف كما قال ابن معين والجوزجاني وابن المديني والدارقطني وغيرهم. الثاني: يرويه سفيان الثوري واختلف عنه:

- فقال يحيى بن هاشم السِّمْسَار: ثنا سفيان عن سلمة بن كُهيل عن أبي صادق عن حنش بن المعتمر عن عُليم الكندي عن سلمان الفارسي مرفوعاً: "أولكم وارداً على الحوض أولكم إسلامًا: علي بن أبي طالب" أخرجه الحارث (980) عن يحيى بن هاشم به. ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 305) وفي "الاستيعاب" (8/ 134) ويحيى بن هاشم كذبه ابن معين وصالح بن محمد جزرة وأبو حاتم، وقال العقيلي وابن حبان وابن عدي: يضع الحديث. - وقال سيف بن محمد الثوري: عن سفيان عن سلمة عن الأغر عن سلمان مرفوعاً. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 81) ما من طريق (¬1) داود بن مهران الدباغ أنبأ سيف به. وسيف كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد والساجي: يضع الحديث. - وقال أبو معاوية عبد الرحمن بن قيس الزعفراني: ثنا سفيان عن سلمة عن أبي صادق عن سلمان مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (4/ 1601) وابن الجوزي في "الموضوعات" (647) وقال: هذا حديث لا يصح. قال أحمد: أبو معاوية الزعفراني لم يكن حديثه بشيء متروك الحديث، وكذلك قال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري ومسلم: ذهب حديثه، وقال أبو زرعة: كذاب، وقال أبو علي صالح بن محمد: كان يضع الحديث" - وقال محمد بن يحيى بن قيس المأربي: ثنا سفيان عن قيس بن مسلم الجدلي عن عليم الكندي عن سلمان موقوفاً. أخرجه ابن مردويه كما في "العلل المتناهية" (333) قال ابن الجوزي: محمد بن يحيى منكر الحديث، وأحاديثه مظلمة منكرة" قلت: هذا كلام ابن عدي في "الكامل"، وقال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) ورواه محمد بن حاتم المؤدب عن سيف بن محمد ثنا سفيان عن سلمة عن أبي صادق عن الأغر عن سلمان. أخرجه الحاكم (3/ 136)

وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. - ورواه عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني عن سفيان واختلف عنه: • فرواه عبد السلام بن صالح الهَرَوي عن عبد الرزاق عن سفيان عن سلمة عن أبي صادق عن عليم عن سلمان مرفوعاً. أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار المكيين 83) عن عبد السلام به. • ورواه غير واحد عن عبد الرزاق فأوقفوه على سلمان ولم يرفعوه، منهم: 1 - إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6174) 2 - أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي. أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (67) 3 - الحسن بن عبد الأعلى البُّوْسي. أخرجه الطبراني (6174) وهذا أصح، فقد رواه قيس بن الربيع الأسدي عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 76) عن معاوية بن هشام القَصَّار الكوفي ثنا قيس به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (181) عن ابن أبي شيبة به. وتابعه شعيب بن خالد البجلي عن سلمة بن كهيل به. أخرجه عبد الغني بن سعيد في "إيضاح الإشكال" كما في "اللآلىء" (1/ 327) وأما حديث سمرة بن جندب فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 1330 وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه البخاري في الباب. وأما حديث الصنابح بن الأعسر فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 1533 وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1347) والطبراني في "الأوسط" (4047) والحاكم (4/ 126 - 127) من طريق سعيد بن بشير

الأزدي عن قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعاً: "أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي" قال: وما هم يا رسول الله؟ قال: "من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على جَورهم، فليس مني، ولا يردُ عليَّ الحوض. اعلم يا عبد الرحمن أنَّ الصيام جنة، والصلاةَ برهان. يا عبد الرحمن بن سمرة، إنَّ الله تعالى أبى عليّ أن يدخل الجنة لحمٌ نبت من سحت، النار أولى به" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد بن بشير" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: بل ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (12/ 65 - 66) وفي "مسنده" (المطالب 3921/ 1) ويعقوب بن سفيان (1/ 282 - 283) عن أبي محمد عبيد الله بن موسى الكوفي أنا طلحة بن جبر عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة ليلة أو ثمان عشرة، فلم يفتحها ثم أَوْغَلَ روحة أو غدوة، فنزل، ثم هجر فقال: "أيها الناس إني فرط لكم، وأوصيكم بعترتي خيرًا، وإنَّ موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمنَّ الصلاة ولتؤتنَّ الزكاة أو لأبعثنَّ إليكم رجلاً مني أو كنفسي فليضربنَّ أعناق مقاتلتكم، وليسبينَّ ذراريكم" قال: فرأى الناس أنه أبو بكر أو عمر، فأخذ بيد علي فقال: "هذا" وأخرجه أبو يعلى (859) عن ابن أبي شيبة به. وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن جبر. وأما حديث عبد الله بن زيد فأخرجه البخاري (فتح 9/ 109 - 114) وأما عبد الله بن عباس فله ثلاثة أحاديث: الأول: يرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه: - فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً: "أنا فرطكم على الحوض، فمن ورد أفلح، ويؤتى بأقوام فيؤخذ بهم ذاتَ الشمال، فأقول: أيْ ربِّ، فيقال: ما زالوا بعدك يرتدُّون على أعقابهم"

أخرجه أحمد وابنه (2327) عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة وابن أبي عاصم (762 و792) عن يوسف بن موسى القطان قالا: ثنا جرير به. - وقال عبد الواحد بن زياد العبدي: عن ليث عن طاوس عن ابن عباس. أخرجه البزار (كشف 3480) والطبراني في "الأوسط" (2895) و"الكبير" (10953) وقال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس" وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث إلا عبد الواحد" قلت: وإسناده ضعيف لضعف ليث. الثاني: يرويه عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعاً: "حوضي مسيرة شهر، زواياه سواء، أكوازه عدد نجوم السماء، ماؤه أبيض من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا" أخرجه الطبراني في "الكبير" (11249) من إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد بن عبد الواهب الحارثي ثنا عبد الله بن عبيد به. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الواهب الحارثي وهو ثقة" المجمع 10/ 366 - 367 قلت: وإسناده صحيح. الثالث: يرويه حسين بن قيس الرَّحَبي الملقب بحنش عن عكرمة عن ابن عباس قال: خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنَّ الله أعطى كل ذي حق حقه، ألا إنَّ الله فرض فرائض، وسنَّ سنناً، وحدَّ حدودًا، وأحلَّ حلالاً، وحرَّم حراماً، وشرع الدين فجعله سهلاً سمحًا واسعًا، ولم يجعله ضيقًا. أيها الناس، إنه لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ومن نكث ذمة الله طلبه الله، ومن نكث ذمتي خاصمته، ومن خاصمته فَلَجْتُ عليه بالحجة، ومن نكث ذمتي لم تنله شفاعتي، ولم يرد عليَّ الحوض. ألا إنَّ الله لم يرخصْ في القتل إلا في ثلاث: مرتد بعد إيمان، أو زان بعد إحصان، أو قاتل نفس فيقتل بقتله. ألا هل بلغت؟ "

أخرجه مسدد (المطالب 2931/ 1 - الإتحاف 217) عن خالد بن عبد الله الواسطي ثنا حسين بن قيس به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (11532) وأخرجه أبو يعلى (2458) عن وهب بن بقية الواسطي عن خالد الواسطي به. قال الهيثمي: وفيه حسين بن قيس وهو متروك الحديث" المجمع 1/ 172 وقال البوصيري: سنده ضعيف" الإتحاف 1/ 163 - مختصر الإتحاف 1/ 97 وقال أيضًا: مدار إسناده على حسين بن قيس وهو ضعيف" الإتحاف 9/ 534 وقال: مداره على حسين بن قيس وقد ضعفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والساجي والعقيلي والدارقطني وابن عدي وابن عبد البر وغيرهم" الإتحاف 1/ 163 قلت: هو متروك الحديث كما قال أحمد والنسائي، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وأما حديث عبد الله بن عمر وحديث عبد الله بن عمرو وحديث عبد الله بن مسعود فأخرجها البخاري في الباب. وأما حديث عتبة بن عبد فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4127 وأما حديث عثمان بن مظعون فأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 201) ولفظه: "يا عثمان، لا ترغب عن سنتي، فإنه من رغب عن سنتي ثم مات قبل أن يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حوضي يوم القيامة" وأما حديث العرباض بن سارية فيرويه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن لقمان بن عامر الحمصي عن سويد بن جبلة واختلف عن الزبيدي: - فقال عبد الله بن سالم الأشعري: ثنا الزبيدي ثنا لقمان عن سويد عن العرباض مرفوعاً: "لَتَزْدَحِمَنَّ هذه الأمة على الحوض ازدحامَ إبْلٍ وَرَدَتْ لِخَمْس" أخرجه ابن حبان (7239) والطبراني في "الكبير" (18/ 253) وفي "مسند الشاميين" (1849) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 297) من طرق عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ثني عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم به.

قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 365 قلت: إسحاق بن إبراهيم مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وكذبه محمد بن عوف الحمصي. وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة. وعبد الله بن سالم قال النسائي: ليس به بأس. - ورواه الجراح بن مليح البَهْراني عن الزبيدي فلم يذكر العرباض بن سارية. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3542 و3543) من طريقين عن الجراح به. وقال: لا تصح صحبة سويد بن جبلة" وقال أبو حاتم: ليست له صحبة (الجرح) وقال الدارقطني وابن منده: لا يصح له صحبة، وحديثه مرسل، الإصابة 5/ 41 قلت: والجراح قال ابن معين والنسائي: ليس به بأس. ومحمد بن الوليد وثقه ابن سعد وجماعة. ولقمان بن عامر صدوق كما في "التقريب". وسويد بن جبلة ذكره ابن حبان في "الثقات". وأما حديث عقبة بن عامر فأخرجه البخاري في الباب. وأما علي بن أبي طالب فله حديثان: الأول: يرويه عامر الشعبي عن سفيان بن الليل قال: لقيت حسناً فقال: سمعت علياً رفعه: "أول من يرد عليَّ الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي" أخرجه ابن أبي عاصم (766) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا محمد بن فضيل ثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي به. وأخرجه الطبراني في "الأوائل" (38) من طريق نعيم بن حماد المروزي ثنا ابن فضيل به، إلا أنه جعله من مسند الحسن بن علي. وإسناده واه، قال أبو داود والنسائي: السري بن إسماعيل الكوفي متروك الحديث. الثاني: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي الكوفي عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه

سمع علياً رفعه: "ألا ترضى يا علي إذا جمع الله النبيين في صعيد واحد عراة حفاة مشاة قد قطع العطش أعناقهم، فكان أولَ من يُدعى إبراهيمُ فيُكسى ثوبين أبيضين، ثم يقوم عن يمين العرش، ثم يُجَرُّ شِعْبٌ من الجنة إلى حوضي، وحوضي أعرض مما بين بُصْرى وصنعاء، فيه عددُ نجوم السماء قدحان من فضة، فأشربُ وأتوضأ، ثم أُكُسى ثوبين أبيضين، ثم أقوم عن يمين العرش، ثم تُدعى فتشربُ وتتوضأ وتُكسى ثوبين أبيضين، فتقومُ معي، ولا أُدعى لخير إلا دعيتَ له" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3903) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا الحسن بن عبد الواحد الخزاز الكوفي ثنا إسماعيل بن صَبيح اليشكري ثنا سفيان بن إبراهيم الحريري عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن أبان بن تغلب عن عمران بن مِيْثم عن المنهال به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبان بن تغلب إلا عبد المؤمن بن القاسم، تفرد به سفيان بن إبراهيم الحريري" وقال الذهبي: عبدالمؤمن تالف، والخبر منكر جدًا" الميزان 2/ 165 قلت: عبد المؤمن ذكره العقيلي في "الضعفاء" فقال: كان من الشيعة، لا يتابع على كثير من حديثه. وعمران بن ميثم ذكره العقيلي في "الضعفاء" أيضًا وقال: من كبار الرافضة يروي أحاديث سوء كذب. وأما حديث عمر بن الخطاب فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 451 - 452) ويعقوب بن شيبة في "مسند عمر" (ص 84 - 85 و85) والحارث (1128) وابن أبي عاصم (761) وأبو يعلى (المطالب 2097) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 352) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 300 - 301) من طرق عن يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي عن حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر مرفوعاً: "إني ممسك بحجزكم عن النار، هلم عن النار، وتغلبونني تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، فأُوشك أن أرسل بحجزكم، وأنا فرطكم على الحوض فتردون علي معاً وأشتاتاً، فأعرنكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله، ويُذهب بكم ذات الشمال، وأناشد فيكم رب العالمين، فأقول: أي ربِّ، قومي أي ربِّ، أمتي. فيقول: يا محمد، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم كانوا بمشون بعدك القهقرى على أعقابهم، فلا أعرفنّ يوم القيامة أحدكم يحمل شاة لها ثغاء، فينادي: يا محمد، يا محمد، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد بلغتك، فلا أعرفنَّ

أحدكم يوم القيامة يحمل فرساً لها حمحمة، فينادي: يا محمد، يا محمد، فأقول: لا أملك شيئاً، قد بلغتك، ولا أعرفنَّ أحدكم يوم القيامة يحمل سقاء من أدم فينادي: يا محمد، يا محمد، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد بلغتك" قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 6/ 499 قلت: وهو كما قال. ولم ينفرد يعقوب القمي به بل تابعه مالك بن إسماعيل النَّهْدي عن حفص بن حميد به. أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (14) عن أبيه ثنا أحمد بن ملاعب ثنا مالك بن إسماعيل به. وأما حديث كعب بن عجرة فله عنه طرق: الأول: يرويه عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا كعب أعاذك الله من أمراءَ يكونون بعدي" قلت: يا رسول الله، وما ذاك؟ قال: "من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولن يرد عليّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يُعنهم على ظلمهم، فذاك مني وأنا منه، وسيردُ عليَّ الحوض. لا يدخلُ الجنة لحم نبت من سُحْت، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به. الناس غاديان: فبائعٌ نفسَهُ فموبقُها، وفادٍ نفسه فمعتقها. والصلاة برهان، والصومُ جُنَّةٌ، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء النارُ الماءُ" أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 135 - 136) و"الأوسط" (4477) و"الصغير" (625) عن عبد الله بن علي الجارودي النيسابوري ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي ثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن عقيل -رجل من بني جَعْدَةَ- عن أبي إسحاق الهَمْداني عن عاصم العدوي به. وأخرجه في "الكبير" أيضاً عن عبد الله بن العباس الطيالسي ثنا أحمد بن حفص به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا عقيل الجعدي، تفرد به إبراهيم بن طهمان" قلت: وإسناده ضعيف لضعف عقيل الجَعْدي.

الثاني: يرويه عامر الشعبي واختلف عنه: - فرواه أبو حَصين عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي عن الشعبي واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن أبي حصين عن الشعبي ثني عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن (¬1) تسعة (¬2): خمسة وأربعة، أحد العددين من العرب، والآخر من العجم، فقال: "اسمعوا، هل سمعتم؟ إنه سيكون بعدي أمراءُ (¬3) فمن دخل عليهم، فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني، ولست منه، وليس بوارد عليّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، وهو وارد عليَّ الحوض" أخرجه الترمذي (2259) وابن أبي عاصم في "السنة" (774) وفي "الآحاد" (2066) والنسائي (7/ 143) وفي "الكبرى" (7831) وابن حبان (279) والطبراني في "الكبير" (19/ 135) والحاكم (1/ 79) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 248 - 249) والخطيب في "التاريخ" (2/ 107) عن مِسْعر بن كِدَام الكوفي واللفظ لحديثه وابن أبي شيبة (11/ 453) وأحد (18126) وعبد بن حميد (370) والترمذي (4/ 525 - 526) وابن أبي عاصم في "السنة" (773) وفي "الآحاد" (2065) والنسائي (7/ 143) وفي "الكبرى" (7830 و7832 و8758) والطحاوي (1344) وابن حبان (282 و283 و285) والطبراني (19/ 134) والحاكم (1/ 79) والبيهقي (8/ 165) وابن عبد البر (2/ 304) والمزي (13/ 550 - 551) والحافظ في "الأمالي" (2/ 215) عن سفيان الثوري (¬4) والطبراني (19/ 134) ¬

_ (¬1) وفي حديث سفيان عند ابن أبي شيبة وغيره: "ونحن جلوس على وسادة من أدم" (¬2) زاد أحمد في حديث سفيان: وبيننا وسادة من أدم. ولفظ الحاكم والبيهقي: وبيننا وسائد من أدم أحمر. (¬3) زاد أحمد في حديث سفيان: يكذبون ويظلمون. (¬4) رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري عن سفيان الثوري عن التيمي عن عاصم عن كعب بن عجرة. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 361 - 362) وقال: المحفوظ عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم وهو العدوي"

عن قيس بن الربيع الكوفي ثلاثتهم عن أبي حصين به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب" وقال الحافظ: حديث صحيح" قلت: رواته ثقات، لكن لا أدري أسمع عاصم من كعب أم لا، فإنه لم يذكر سماعاً منه، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه. • ورواه مالك بن مِغول الكوفي عن أبي حصين فلم يذكر عاصماً. أخرجه الحاكم (1/ 78 - 79) والأول أصح. - ورواه محمد بن طلحة بن مُصَرِّف الكوفي عن أبيه عن الشعبي عن أبي جحيفة عن كعب. أخرجه ابن الأعرابي (1957) عن عبد الله بن أيوب المُخَرِّمي ثنا داود بن محمد (¬1) ثنا محمد بن طلحة به. - ورواه غير واحد عن الشعبي عن كعب بن عجرة، منهم: 1 - زُبيد بن الحارث اليامي. أخرجه الطبراني (19/ 140 - 141) من طرق عن محمد بن طلحة بن مصرف عن زبيد به. 2 - عبيد (¬2) بن مغيث. أخرجه الطبراني (19/ 141 - 142) من طريق يزيد بن هارون الواسطي أنا عبيد به. 3 - خالد (¬3). أخرجه الطبراني (19/ 141) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار ثنا طاهر بن حماد عن سفيان عن خالد به. ¬

_ (¬1) هكذا وقع الاسم في النسخة المطبوعة، وهو في النسخة الخطية (ق 194/ ب) غير واضح، وأظنه: مُحَبَّر. وهو متروك الحديث، ومنهم من كذبه. (¬2) هكذا وقع عند الطبراني، وأظنه: عُبيدة بن مُعَتِّب، والله أعلم. (¬3) أظنه خالد بن سلمة المخزومي.

الثالث: يرويه سفيان الثوري عن زبيد عن إبراهيم وليس بالنخعي عن كعب مرفوعاً نحو حديث مسعر. أخرجه الترمذي (4/ 526) والنسائي في "الكبرى" (7833) والطبراني (19/ 139) من طريقين عن سفيان به. وإبراهيم قال الذهبي في "الكاشف": لا يدرى من هو، وقال في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. الرابع: يرويه المثنى بن الصَّبَّاح اليماني عن عطاء عن ابن عباس عن كعب مرفوعاً نحو حديث أبي إسحاق عن عاصم. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 303) من طريق يحيى بن صالح الأَيْلي عن المثنى به. وإسناده ضعيف لضعف الأيلي واليماني. الخامس: يرويه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة الأنصاري عن أبيه عن جده. أخرجه ابن أبي عاصم (776) والطبراني في "الكبير" (19/ 145 و145 - 146) و"الصغير" (430) من طريقين عن سعد بن إسحاق به. وسعد بن إسحاق وثقه ابن معين وغير واحد. وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال لا يعرف روى عنه غير ابنه سعد، وقال الذهبي في "الميزان": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. السادس: يرويه قيس بن مسلم الجَدَلي الكوفي عن طارق بن شهاب عن كعب مرفوعاً نحو حديث أبي إسحاق عن عاصم. أخرجه الترمذي (614 و615) والطبراني (19/ 105 - 106) والمزي (23/ 92) من طريقين عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن أبي بشر غالب بن نجيح عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، وأيوب بن عائذ الطائي يضعف، وسألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، واستغربه جدًا"

قلت: أيوب وثقه ابن معين وابن المديني وأبو حاتم والنسائي والعجلي وغيرهم. وطارق بن شهاب له رؤية، والباقون ثقات، فالإسناد صحيح. السابع: يرويه ليث بن أبي سليم عن الحدير مولى لزينب بنت جحش عن كعب. أخرجه الطبراني (19/ 156) من طريق معتمر بن سليمان التيمي ثنا ليث به. وإسناده ضعيف لضعف ليث. الثامن: يرويه الحسن البصري أنَّ كعب بن عجرة قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنها ستكون عليكم أمراء من بعدي يعطون بالحكمة على منابر فإذا نزلوا اختلست منهم، وقلوبهم أنتن من الجيف، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولا يرد عليَّ الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، وسيرد عليَّ الحوض" أخرجه الطبراني (19/ 160) من طريق هشام بن حسان البصري عن الحسن به وأخرجه من طريق مطر الوراق عن الحسن عن كعب مرفوعاً: "يا كعب بن عجرة، أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولن يرد عليَّ الحوض" والحسن مدلس وقد عنعن. التاسع: يرويه معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت عبد الملك بن أبي جميلة يحدث عن أبي بكر بن بشير عن كعب مرفوعاً نحو حديث أبي إسحاق عن عاصم. أخرجه الطبراني (19/ 162) وفي "الأوسط" (2751) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا أمية بن بِسْطام ثنا معتمر به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي بكر بن بشير إلا عبد الملك، تفرد به معتمر" قلت: وأبو بكر بن بشير بن كعب بن عجرة وعبد الملك بن أبي جميلة مجهولان. العاشر: يرويه خالد بن أبي عمران ثني أبو عياش عن ابن عجرة قال: فذكر نحو حديث مسعر عن أبي حصين. أخرجه البيهقي (8/ 165) وفي "الشعب" (8951) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث عن يحيى بن سعيد ثني خالد به.

وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح مختلف فيه، وأبو عياش المَعَافري المصري لا يعرف (التلخيص الحبير 4/ 143) وأما حديث المستورد فأخرجه مسلم (2298) وعلقه البخاري في الباب. وأما حديث النواس بن سفيان فأخرجه الضياء المقدسي في "أحاديث الحوض" (النهاية ص 202) من طريق عمر بن محمد بن بُجَير البُجَيري ثنا سليمان بن سلمة ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا ابن جريج عن مجاهد عن النواس مرفوعاً: "إنَّ حوضى عرضه وطوله كما بين أيلة إلى عمان، فيه أقداح كنجوم السماء، أول من يرده من أمتي من يسقي كل عطشان" قال الضياء: أرى أنَّ هذا الحديث من صحاح البُجَيري" قلت: سليمان بن سلمة هو الخبائري الحمصي كذبه أبو حاتم وابن الجنيد. ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم هو الأسدي الأندلسي قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال ابن عدي: مجهول لا يعرف. وأما حديث أبي الدرداء فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 3203 وأما أبو أمامة فله حديثان: الحديث الأول: يرويه نمير بن يزيد القيني الشامي ثنا قُحَافة بن ربيعة عن أبي أمامة قال: وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسط الناس يوم عرفة، فقال: "أما بعد، فإنَّ الأنبياء مكاثرون يوم القيامة، فلا تخزوني يوم القيامة، فإني جالس لكم على الحوض" أخرجه ابن أبي عاصم (763) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا بقية بن الوليد ثنا نمير به. وإسناده ضعيف، نمير ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه بقية، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وقحافة ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضًا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ: مجهول. الحديث الثاني: له عن أبي أمامة ثلاثة طرق: الأول: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عن أبي يحيى عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله، ما سعة حوضك؟ قال: "ما بين عدن وعمان -وأشار بيده وأوسع- وفيه

ضفتان من ذهب وفضة" قيل: يا رسول الله، فما شرابه؟ قال: "أبيض من اللبن، وأحلى مذاقًا من العسل، وأطيب ريحاً من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، ولم يسود رجهه بعدها أبداً" أخرجه ابن أبي الدنيا (النهاية ص 202) عن محمد بن يوسف بن الصباح الغَضِيْضي ثنا عبد الله بن وهب عن معاوية به. وأبو يحيى ما عرفته، ومعاوية صدوق، ومحمد وعبد الله ثقتان. الثاني: يرويه عبد الله بن العلاء بن زَبْر الدمشقي عن أبي سلام الأسود عن أبي أمامة مرفوعاً: "حوضي كما بين عدن وعَمَّان، فيه الأكاويبُ عددَ نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا، وإنّ ممن يَرِدُ عليه من أمتي الشعثةُ رؤوسهم، الدنسةُ ثيابهم، لا ينكحون المتنعمات، ولا يحضرون السُّدَدَ -يعني أبواب السلطان- الذين يُعطُون كلَّ الذي عليهم، ولا يُعطَون كلَّ الذي لهم" أخرجه الطبراني في "الكبير" (7546) وفي "مسند الشاميين" (802) عن جعفر بن محمد الفِرْيابي ثنا الحسن بن سهل الخياط ثنا مصعب بن سلام ثنا عبد الله بن العلاء به. قال المنذري: إسناده حسن في المتابعات" الترغيب 4/ 420 قلت: الحسن بن سهل ذكره ابن حبان في "الثقات"، ومصعب بن سلام التميمي مختلف فيه، والباقون ثقات. الثالث: تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4127 وأما حديث أبي برزة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 3811 و3285 وأما حديث أبي بكر الصديق فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 2412 وأما حديث أبي بكرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (النهاية ص 203) وتمام (387) من طريق علي بن زيد بن جُدْعان عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعًا: "أنا فرطكم على الحوض" وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. ولأبي بكرة حديث آخر بهذا الإسناد تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 3203

وأما حديث أبي ذر فقد تقدم قبل ثلاثة أحاديث. وأما حديث أبي سعيد فقد أخرجه البخاري في الباب. وأما حديث أبي ليلى فأخرجه إسحاق (المطالب 2993 - الإتحاف 315) عن بقية بن الوليد ثني سليمان بن جعفر الأسدي عن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن جده أبي ليلى مرفوعاً: "صنفان من أمتي لا يَرِدُون عليَّ الحوض: القدرية والمرجئة" وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 656 - 657) واللالكائي (1157) والبيهقي في"القضاء والقدر" (426) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي والعقيلي (2/ 123) عن محمد بن مُصَفى الحمصي قالا: ثنا بقية به. قال العقيلي: سليمان بن جعفر مجهول بنقل الحديث، ولا يتابع على حديثه، ولا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه" وقال الذهبي: الخبر منكر" الميزان 2/ 198 وقال البوصيري: محمد بن أبي ليلى ضعيف" الإتحاف 1/ 214 قلت: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى نسب إلى جده. - ورواه هارون بن موسى الفَرْوي عن أبي ضَمْرة أنس بن عياض المدني واختلف عنه: • فرواه ابن أبي عاصم (982) عن هارون ثنا أبو ضمرة عن سليمان بن جعفر عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن جده. • ورواه علي بن عبد الله الفَرْغَاني عن هارون ثنا أبو ضمرة عن حميد عن أنس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4216) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حميد الطويل إلا أنس بن عياض، تفرد به هارون بن موسى" وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه البخاري في الباب أيضاً.

وأما حديث أخي زيد بن الأرقم فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 3811 وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 1822 وأما حديث أسماء بنت أبي بكر فقد أخرجه البخاري في الباب، فتح 16/ 109 وأما حديث خولة بنت قيس فيرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: - فقال حماد بن زيد: عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حَبَّان عن خولة بنت قيس بن قهد قالت: يا نبي الله، قد كنت أحبُّ أن ألقاك فأسألك عن شيء، ذكر لي أنك تذكر أنَّ لك حوضاً ما بين كذا إلى كذا، فقال لها: "أجل، وأحبُّ الناس إليَّ أن يرده قومك" فقالت: فقربت له عصيدة في تور، فلما وضع يده فيها احترقت، فقال: "حَسِّ" ثم قال: "إنَّ ابن آدم إن أصابه حرُّ قال: حَسِّ، وإن أصابه برد قال: حَسِّ" أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (722) وفي "الآحاد" (3268) عن محمد بن عبيد بن حِساب البصري ثنا حماد بن زيد به. وأخرجه الطبراني (24/ 231 - 232) والسياق له من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل البصري المعروف بعارم ثنا حماد بن زيد به. ورواته ثقات، لكن ما أظنُّ محمد بن يحيى سمع من خولة، والله أعلم. - وقال أبو خالد سليمان بن حَيَّان الأحمر: عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن خولة بنت حكيم قالت: قلت: يا رسول الله، إنَّ لك حوضاً؟ قال: "نعم، وأحبُّ من ورده إليَّ قومك" أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 438) عن أبي خالد الأحمر به. وأخرجه أحمد وابنه (27315) وابن أبي عاصم في "السنة" (721) وفي "الآحاد" (3267) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الطبراني (24/ 233) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به. وقال: الصواب حديث حماد بن زيد" وهو كما قال، لأنَّ حماد بن زيد أثبت من أبي خالد الأحمر. - وقال جرير بن حازم البصري: عن يحيى بن سعيد عن يَحَنَّس عن خولة بنت قيس. أخرجه أحمد (27316) عن حسين بن محمد المَرُّوذي ثنا جرير به. وحديث حماد أصح.

وأما حديث عائشة فأخرجه مسلم (2294) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة عن عائشة مرفوعاً: "إني على الحوض، أنتظر من يَرِدُ عليَّ منكم، فوالله لَيُقْتَطَعَنَّ دوني رجال فَلأقولنَّ: أيْ ربِّ! مني ومن أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم" وأما حديث ميمونة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4715 وأما حديث أم سلمة فأخرجه مسلم (2295) من طريق عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أم سلمة مرفوعاً: "أيها الناس! إني لكم فَرَطٌ على الحوض، فإياي! لا يأتينّ أحدُكم فَيُذَبُّ عني كما يذب البعير الضال، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحْقًا" 1310 - (6104) قال الحافظ: ووقع في حديث جابر بن سمرة أيضاً: "كما بين صنعاء وأيلة" وفي حديث حذيفة مثله لكن قال: "عدن" بدل "صنعاء"، وفي حديث أبي هريرة: "أبعد من أيلة إلى عدن" وقال: ووقع في حديث عقبة بن عامر عند أحمد: "كما بين أيلة إلى الجحفة" وفي حديث جابر: "كما بين صنعاء إلى المدينة" وفي حديث ثوبان: "ما بين عدن وعمان البلقاء" ونحوه لابن حبان عن أبي أمامة. وقال: وعند عبد الرزاق في حديث ثوبان: "ما بين بُصرى إلى صنعاء، أو ما بين أيلة إلى مكة" وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد: "أبعد ما بين مكة وأيلة" وفي لفظ: "ما بين مكة وعمان" وفي حديث حذيفة بن أسيد: "ما بين صنعاء إلى بصرى" ومثله لابن حبان في حديث عتبة بن عبد، وفي رواية الحسن عن أنس عند أحمد: "كما بين مكة إلى أيلة، أو بين صنعاء ومكة" وفي حديث أبي سعيد عند ابن أبي شيبة وابن ماجه: "ما بين الكعبة إلى بيت المقدس" وفي حديث عتبة بن عبد عند الطبراني: "كما بين البيضاء إلى بصرى"

وقال: وقد في حديث النواس بن سمعان وجابر وأبي برزة وأبي ذر: "طوله وعرضه سواء" وقال: في رواية أبي سعيد عند ابن ماجه: "كما بين الكعبة وبيت المقدس" وقال: وقع في رواية أبي ذر عند مسلم بلفظ: "أشد بياضاً من اللبن" وكذا لابن مسعود عند أحمد، وكذا لأبي أمامة عند ابن أبي عاصم" وقال: في حديث ابن عمر عند الترمذي: "أطيب ريحاً من المسك" ومثله في حديث أبي أمامة عند ابن حبان: "رائحة" وزاد ابن أبي عاصم وابن أبي الدنيا في حديث بريدة: "وألين من الزبد" وزاد مسلم من حديث أبي ذر وثوبان "وأحلى من العسل" ومثله لأحمد عن أبي بن كعب، وله عن أبي أمامة: "وأحلى مذاقًا من العسل" وزاد أحمد في حديث ابن عمرو ومن حديث ابن مسعود: "وأبرد من الثلج" وكذا في حديث أبي برزة. وعند البزار من رواية عدي بن ثابت عن أنس، ولأبي يعلى من وجه آخر عن أنس، وعند الترمذي في حديث ابن عمر: "وماؤه أشدُّ بردًا من الثلج" وقال: وفي حديث أبي أمامة: "ولم يسود وجهه أبدًا" وقال: ووقع في حديث النواس بن سمعان عند ابن أبي الدنيا: "أول من برد عليه من يسقي كل عطشان" (¬1) انظر الحديث الذي قبله. 1311 - (6105) قال الحافظ: وقد وقع ذكر جرباء وأذرح في حديث آخر عند مسلم وفيه: "وافى أهل جرباء وأذرح بحرسهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" ذكره في غزوة تبوك" (¬2) لم أره عند مسلم، وقد ذكره ابن إسحاق في "المغازي" بدون إسناد (سيرة ابن هشام 2/ 525) ¬

_ (¬1) 14/ 267 و268 و269 و270 (¬2) 14/ 269

كتاب القدر

كتاب القدر 1312 - (6106) قال الحافظ: ورواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع ابن مسعود من الصحابة مطولاً ومختصراً، منهم ... وأبو هريرة عند مسلم، وعائشة عند أحمد بسند صحيح، وأبو ذر عند الفريابي، والعُرْس بن عَميرة عند البزار بسند جيد، وأكثم بن أبي الجون عند الطبراني وابن منده بسند حسن. وقال: ووقع في حديث أبي ذر: "فيقضي الله ما هو قاض، فيكتب ما هو لاق بين عينيه" وتلا أبو ذر خمس آيات من فاتحة سورة التغابن. وقال: ووقع في حديث أبي هريرة عند مسلم: "وإنَّ الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له بعمل أهل الجنة" زاد أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة: "سبعين سنة" (¬1) حديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: "إنَّ الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يُختمُ له عملُه بعمل أهل النار، وإنَّ الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة" أخرجه مسلم (2651) الثاني: يرويه شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعاً: "إنَّ الرجل ليعمل بعمل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حاف في وصيته، فيُختم له بسوء عمله، فيدخل النار، وإنَّ الرجل ليعمل بعمل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصيته، فيُختم له بخير عمله، فيدخل الجنة" ¬

_ (¬1) 14/ 278 و283 و288

قال: ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} إلى {وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13، 14] أخرجه عبد الرزاق (16455) عن مَعْمر بن راشد عن أشعث بن عبد الله عن شهر به. وأخرجه إسحاق (147) وأحمد (7742) عن عبد الرزاق به. وأخرجه ابن ماجه (2704) عن أحمد بن الأزهر النيسابوري ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3026) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 239) قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أشعث بن عبد الله إلا معمر" قلت: تابعه نصر بن علي الحُدَّاني إلا أنه قال: ثنا أشعث بن جابر ثني شهر بن حوشب أنَّ أبا هريرة حدثه رفعه: "إنَّ الرجل ليعمل والمرأةُ بطاعة الله ستين سنة ثم يحضُرُهما الموتُ فَيُضَارَّانِ في الوصية فتجب لهما النار" قال: ثم قرأ عليَّ أبو هريرة: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} إلى قوله: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [النساء: 12، 13]. أخرجه أبو داود (2867) والترمذي (2117) والبيهقي (6/ 271) والخطيب في "الموضح" (1/ 239) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا نصر بن علي به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال الخطيب: قال الدارقطني: تفرد به أشعث الحداني عن شهر، ولم يروه عنه غير نصر بن علي الكبير الجهضمي. وقد سها الدارقطني في هذا القول الأخير؛ لأنَّ معمراً أيضاً رواه عن أشعث كما سقناه عنه. وقد تبين بما ذكرناه من طريقي هذا الحديث أنَّ أشعث بن عبد الله هو أشعث بن جابر، وليس بغيره، وهو أشعث بن عبد الله بن جابر أبو عبد الله الحداني، وحدَّان من الأزد" قلت: وإسناده حسن، شهر صدوق، والباقون ثقات. الثالث: يرويه عبد الله بن عمر بن حفص العُمَري عن خُبيب بن عبد الرحمن عن

حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعاً: "إنَّ العبد ليعمل بعمل أهل النار سبعين سنة ثم يختم الله له بعمل أهل الجنة، وإن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة سبعين سنة ثم يختم الله له بعمل أهل النار" أخرجه ابن وهب في "القدر" (48) عن عبد الله بن عمر به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (224) والبزار (كشف 2158) عن محمد بن خالد بن عَثْمة البصري والطبراني في "الأوسط" (2469) عن عبدلله بن مسلمة القَعْنَبي قالا: ثنا عبد الله بن عمر به. قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن خبيب إلا عبد الله" قلت: وهو مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه البخاري وغيره، واختلف فيه قول ابن معين. وخبيب وحفص ثقتان. وحديث عائشة أخرجه البزار (كشف 2151) والآجري في "الشريعة" (365) وابن عدي (3/ 1082) وابن بطة (1400 و1414) واللالكائي (1052 و1053) من طرق عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن الزبير بن عبد الله ثتي جعفر بن مصعب قال: سمعت عروة بن الزبير يحدث عن عائشة رفعته: "إنَّ الله حين يريد أن يخلق الخلق يبعث مَلَكاً فيدخل الرَّحِم فيقول: أيْ ربِّ، ماذا؟ فيقول: غلام أو جارية أو ما شاء الله أن يخلق في الرحم، فيقول: أيْ ربِّ، أشقي أم سعيد؟ فيقول: شقي أو سعيد، فيقول: أيْ ربِّ، ما أجله؟ فيقول: كذا وكذا، فيقول: أيْ ربِّ، ما رزقه؟ فيقول: كذا وكذا، فيقول: ما خلقه؟ ما خلائقه؟ فيقول: كذا وكذا، فما شيء إلا وهو يخلق معه في الرحم" قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 193 قلت: الزبير بن عبد الله هو ابن أبي خالد القرشي مولى عثمان بن عفان قال ابن معين: يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة المتن والإسناد لا تروى إلا من هذا الوجه، وقال الذهبي في "المغني": ليس بحجة، وقال في "الديوان": لا يترك.

وجعفر بن مصعب قال البخاري في "التاريخ الكبير": أراه ابن الزبير بن العوام. وذكره ابن حبان في "الثقات" وجزم بأنه ابن الزبير بن العوام. وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وقال في "الديوان": لا يعرف. وحديث أبي ذر يرويه عبد الله بن لَهيعة عن بكر بن سَوَادة الجُذَامي عن أبي تميم الجَيْشَاني عن أبي ذر، واختلف عن ابن لهيعة في رفعه ووقفه: - فقال ابن وهب (¬1) في "القدر" (36): أخبرني ابن لهيعة عن بكر عن أبي تميم عن أبي ذر مرفوعاً: "إذا دخلت النطفة في الرحم أربعين ليلة أتى مَلَك النفس، فعرج إلى الرب، فقال: يا ربِّ عبدك أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله ما هو قاض، ثم يقول: يا ربِّ أشقي أم سعيد؟ فيكتب ما هو كائن" وتابعه عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة به. أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (94) - ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن لهيعة موقوفاً. أخرجه الفريابي في "القدر" (123) وتابعه حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة به. أخرجه الطبري في "التفسير" (28/ 119 - 120) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحديث العُرْس بن عَميرة أخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 87) عن سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثني عبد الله بن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن أبي عبلة عن عدي بن عدي عن العرس بن عميرة -وهو من الصحابة- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ العبد من عباد الله يعمل بعمل أهل الجنة البرهة من الدهر، فتعرض له الجادة من جواد النار فيعمل بها حتى يموت عليها، فذلك بما كتب له" وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (123) والبزار (كشف 2159) والطبراني في ¬

_ (¬1) رواه أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الاشعث السجستاني عن أبي جعفر أحمد بن سعيد بن بشر الهَمْداني عن ابن وهب مرفوعًا. وخالفه أبوه أبو داود فرواه عن أبي جعفر الهمداني فلم يرفعه. أخرجه ابن بطة (1417) عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المَتُّوثِي البصري ثنا أبو داود به.

باب جف القلم

"الكبير" (17/ 137) و"الصغير" (512) والبيهقي في "القضاء والقدر" (118 و119) من طرق عن سعيد بن كثير به. وزادوا: "وإنَّ العبد من عباد الله ليعمل بعمل أهل النار البرهة من دهره، فتعرض له الجادة من جواد الجنة فيعمل بها حتى يموت عليها، وذلك لما كتب له" قال البزار: لا نعلم له طريقاً عن العرس إلا هذا" وقال الطبراني: لم يروه عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا يونس، ولا عن يونس إلا ابن وهب، تفرد به سعيد بن عفير، ولا يروى عن العرس إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 212 قلت: وإسناده صحيح. وحديث أكثم تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4073 باب جف القلم 1313 - (6107) قال الحافظ: وإن كان بعضهم قد يختم له بغير ذلك كما ثبت في حديث ابن مسعود وغيره" (¬1) حديث ابن مسعود أخرجه البخاري في أول كتاب القدر. وانظر الحديث السابق. باب تحاج آدم وموسى عند الله 1314 - (6108) قال الحافظ: ومن رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عمر عند أبي داود وأبي عوانة، وجُنْدب بن عبد الله عند النسائي، وأبو سعيد عند البزار، وأخرجه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق والحارث من وجه آخر عنه، وقد أشار إلى هذه الثلاثة الترمذي. وقال: ووقع في حديث أبي سعيد عند ابن أبي شيبة: "فأهلكتنا وأغويتنا" ¬

_ (¬1) 14/ 294

وقال: ووقع في حديث أبي سعيد: "أتلومني على أمر قدره الله عليَّ قبل أن يخلق السموات والأرض" وقال: وفي حديث أبي سعيد عند الحارث: "فحج آدم موسى ثلاثاً" (¬1) حديث عمر تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 2559 وحديث جندب يرويه حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن الحسن البصري واختلف عن حماد: - فقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل البصري: ثنا حماد عن حميد عن جندب مرفوعاً: "احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت الذي خلقك الله تعالى بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنته، وفعلت ما فعلتَ، وأخرجت ولدك من الجنة، فقال آدم: أنت موسى الذي بعثك الله برسالته، وكلمك، وآتاك التوراة، وقربك نجيا. أنا أقدم أم الذِّكْرُ؟ قال: الذكر". فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فحج آدم موسى، فحج آدم موسى" أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (291) عن موسى بن إسماعيل به. وأخرجه الفريابي في "القدر" (120) والنسائي في "الكبرى" (11318) والآجري في "الشريعة" (354، 683) وابن منده في "التوحيد" (574) من طرق عن موسى بن إسماعيل به. وتابعه حجاج بن منهال البصري ثنا حماد به. أخرجه أبو يعلى (1528) والطبراني في "الكبير" (1663) - وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا حماد عن حميد عن الحسن عن رجل -قال حماد: أظنه جندب بن عبد الله البجلي- أخرجه أحمد (9990) - وقال هُدْبة بن خالد البصري: ثنا حماد عن حميد عن الحسن عن جندب أو غيره. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (149) واللالكائي (1036) - ورواه عبد الواحد بن غياث البصري عن حماد فقال: عن جندب وغيره. ¬

_ (¬1) 14/ 308 و310 و311 و312

أخرجه أبو يعلى (521) - ورواه أبو السوار عبد الله بن سوار العنبري البصري عن حماد واختلف عنه: • فرواه معاذ بن المثنى العنبري عن أبي السوار فقال: عن الحسن عن جندب أو غيره. أخرجه أبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (34) • ورواه أبو بكر أحمد بن القاسم الأنماطي عن أبي السوار فقال: عن الحسن عن أنس عن جندب أو غيره. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 349) وهو وهم. والحديث إسناده ضعيف لأنَّ حميداً والحسن مدلسان وقد عنعنا. وحديث أبي سعيد له عنه طريقان: الأول: يرويه سليمان بن مهران الأعمش عن أبي صالح ذكوان السَّمَّان واختلف عنه: - فقال وكيع: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: "احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك جنته فأغويتَ الناس وأخرجتهم من الجنة. فقال آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلمته وأنزل عليك التوراة، وفعل بك وفعل، تلومني على أمر قد قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني، قال: فحج آدمُ موسى" أخرجه ابن أبي عاصم (148) وأبو يعلى (1204) وابن خزيمة (1/ 253) من طرق عن وكيع به. قال ابن خزيمة: هذا الإسناد صحيح لا شك فيه" وهو كما قال. ولم ينفرد وكيع به بل تابعه عبد الله بن داود الخُرَيبي عن الأعمش موقوفاً. أخرجه النجاد (22) - ورواه الفضل بن موسى المروزى عن الأعمش مرفوعاً. أخرجه البزار (كشف 2147) والنجاد (46)

وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش مرفوعاً: إلا أنه قال: عن أبي هريرة أو أبي سعيد. أخرجه البزار (2148) الثاني: يرويه أبو هارون عُمارة بن جُوين العبدي عن أبي سعيد مرفوعاً. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب 2986/ 1 - الإتحاف 317) وعبد بن حميد (949) وعثمان الدارمي (292) والحارث (739) والنجاد (35 و36) وإسماعيل الهروي في "الأربعين" (ص 70) من طرق عن أبي هارون به. وأبو هارون كذبه حماد بن زيد وابن معين والجوزجانى، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. 1315 - (6109) قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم أنَّ بين تصويره طيناً ونفخ الروح فيه كان مدة أربعين سنة" (¬1) ... ¬

_ (¬1) 14/ 311

كتاب الأيمان والنذور

كتاب الأيمان والنذور باب من حلف بملة سوى ملة الإِسلام 1316 - (6110) قال الحافظ: ولمسلم من حديث أبي هريرة "ومن تَحَسَّى سُمّاً" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 12/ 360) ومسلم (109) باب اليمين الغموس 1317 - (6111) قال الحافظ: في حديث وائل بن حُجْر عند مسلم "وهو عنه معرض" (¬2) أخرجه مسلم (139) من طريق علقمة بن وائل بن حُجْر عن أبيه قال: جاء رجل من حَضْرَمَوْتَ ورجل من كِنْدَةَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال الحضرمي: يا رسول الله! إنَّ هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي، فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للحضرمي: "ألك بينة؟ " قال: لا، قال: "فلك يمينه" قال: يا رسول الله! إنَّ الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورعُ من شيء، فقال: "ليس لك منه إلا ذلك" فانطلق ليحلف، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أدبر: "أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلمًا لَيَلْقَيَنَّ الله وهو عنه معرض" ¬

_ (¬1) 14/ 346 (¬2) 14/ 367

1318 - (6112) قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة بن ثعلبة عند مسلم والنسائي نحوه في هذا الحديث: "فقد أوجب الله له النار وحَرَّم عليه الجنة" (¬1) أخرجه مسلم (137) والنسائي (8/ 216) من طريق العلاء بن عبد الرحمن المدني عن معبد بن كعب السلمي عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبي أمامة مرفوعاً: "من اقتطع حقَّ امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرَّم عليه الجنة" فقال له رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: "وإنْ كان قضيباً من أَرَاكٍ" 1319 - (6113) قال الحافظ: وفي حديث عمران عند أبي داود: "فليتبوأ مقعده من النار" (¬2) صحيح وله عن عمران بن حُصين طريقان: الأول: يرويه محمد بن سيرين عن عمران مرفوعاً: "من حلف على يمين صبر ليقتطع بها مال امرىء مسلم وهو فيها كاذب فليتبوأ بوجهه مقعده من النار" أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 187) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي ثنا الحسين بن واقد عن أيوب عن ابن سيرين به. الحسن بن شقيق ذكره ابن حبان في "الثقات"، والحسين بن واقد المروزي صدوق، والباقون ثقات. وأيوب هو السَّخْتِيَاني، وابن سيرين سمع من عمران كما قال أحمد (العلل 1/ 195)، وقد احتج مسلم بروايته عنه. - ورواه هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن هشام عن ابن سيرين عن عمران مرفوعاً: "من حلف على يمينٍ كاذبةٍ مَضبُورةٍ متعمدًا فليتبوأ بوجهه مقعده من النار" أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 5) وأحمد (19912 و19967) وأبو داود (3242) والخرائطي في "المساوىء" (149) والطبراني في "الكبير" (18/ 188) والحاكم (4/ 294) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 277) ¬

_ (¬1) 14/ 367 (¬2) 14/ 367 - 368

عن يزيد بن هارون الواسطي والبزار (3611) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري والروياني (139) والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 172) عن جعفر بن سليمان البصري ثلاثتهم عن هشام به قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا إنَّ البخاري لم يخرج رواية ابن سيرين عن عمران. • ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن هشام فلم يرفعه. أخرجه الطبري في "التفسير" (3/ 322) والأول أصح. الثاني: يرويه الحسن البصري عن عمران. أخرجه الطبراني (18/ 156) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي ثنا عمر بن يونس ثنا سليمان بن أبي سليمان عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن به. وأحمد بن محمد بن عمر كذبه أبو حاتم وسلمة بن شبيب ويحيى بن محمد بن صاعد. ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه قتادة عن الحسن عن عمران به. أخرجه الطبراني (18/ 149) من طريق عمر بن إبراهيم العبدي البصري عن قتادة به. وإسناده ضعيف لأنَّ عمر بن إبراهيم مختلف فيه وتُكلم في روايته عن قتادة، وقتادة مدلس وقد عنعن، والحسن قال ابن معين وغير واحد: لم يسمع من عمران. - ورواه مسعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه: • فرواه إسماعيل بن عُلَية عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران. أخرجه الطبراني (18/ 148 - 149) • ورواه يزيد بن زُرَيع البصري عن سعيد عن قتادة أنَّ عمران كان يقول: موقوف. أخرجه الطبري (3/ 322)

باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم

باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم 1320 - (6114) قال الحافظ: وقد جاء مرفوعاً من أحاديث جماعة من الصحابة، منهم: أبي بن كعب، وأبو هريرة، وابن عباس، وسلمة بن الأكوع، وابن عمر، أخرجها كلها أبو بكر بن مردويه في "تفسيره"، وحديث أبي عند الترمذي، وذكر أنه سأل أبا زرعة عنه فلم يعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه" (¬1) حديث أبي بن كعب أخرجه الترمذي (3265) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (21255) وأبو يعلى في "المعجم" (142) والطبري في "التفسير" (26/ 104) والطبراني في "الكبير" (536) وابن عدي (2/ 534) والبيهقي "الأسماء" (ص 132 - 133) والواحدي في "الوسيط" (4/ 144) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 62) من طريق شعبة عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] قال: "لا إله إلا الله" قال الترمذي: هذا حديث غريب، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فلم يعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه" قلت: إسناده ضعيف لضعف ثوير. وحديث أبي هريرة أخرجه الطبري (26/ 103 - 104) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 194) وابن حبان (218) والطبراني في "الأوسط" (1294) والبيهقي في "الأسماء" (ص 131 و131 - 132) من طرق عن ابن شهاب الزهري ثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً: "أُمرتُ أنْ أقاتلَ الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله ألا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله" وأنزل الله في كتابه، فذكر قوماً استكبروا، فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: 35] وقال: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] وهي لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، استكبر عنها المشركون يوم الحديبية، يوم كاتبهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قضية المدة. ¬

_ (¬1) 14/ 376 - 377

باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة

وإسناده صحيح، لكن قال ابن كثير: والظاهر أنَّ هذه الزيادة (¬1) مدرجة من كلام الزهري. وحديث ابن عباس لم أره مرفوعاً، وهو في "الدر المنثور" (7/ 536 - 537) موقوف غير مرفوع، ونسبه السيوطي لابن مردويه وغيره. وحديث سلمة بن الأكوع أخرجه ابن مردويه كما في "الدر" (7/ 536) وحديث ابن عمر لم أره مرفوعاً، وهو في "الدر" (7/ 537) موقوف غير مرفوع، ونسبه السيوطي لابن مردويه وغيره. باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة 1321 - (6115) قال الحافظ: وفي حديث أبي لبابة عند أحمد وأبي داود نحوه" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء - حديث رقم 4678 باب النذر فيما لا يملك 1322 - (6116) قال الحافظ: وقريب من قصتها قصة القينتين اللتين كانتا تغنيان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد فأنكر أبو بكر عليهما، وقال: أبمزمور الشيطان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فأعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- بإباحة مثل ذلك في يوم العيد" (¬3). أخرجه البخاري (فتح 3/ 92 - 97 و8/ 267) من حديث عائشة. 1323 - (6117) قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث علي: "ولا صَمْتُ يوم إلى الليل" (¬4) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث: "لا يتم بعد احتلام" ¬

_ (¬1) يعني: قوله: وأنزل الله في كتابه ... إلى آخره. (¬2) 14/ 383 (¬3) 14/ 399 (¬4) 14/ 402

باب الكفارة قبل الحنث وبعده

باب الكفارة قبل الحنث وبعده 1324 - (6118) قال الحافظ: وهو في حديث عائشة عند الحاكم أيضاً بلفظ: "ثم" وفي حديث أم سلمة عند الطبراني نحوه ولفظه: "فليكفر عن يمينه، ثم ليفعل الذي هو خير" (¬1) حديث عائشة أخرجه الحاكم (4/ 301) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حلف على يمين لا يحنث حتى أنزل الله تعالى كفارة اليمين فقال: "لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفّرت عن يميني ثم أتيت الذي هو خير" قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، والطفاوي لم يخرج له مسلم شيئًا، والحديث معلول أيضًا. قال الترمذي: سألت محمدًا عن حديث الطفاوي هذا، فقال: حديث الطفاوي خطأ، والصحيح عن هشام عن أبيه عن عائشة: كان أبو بكر" العلل 2/ 654 وهو كما قال، فقد رواه غير واحد عن هشام عن أبيه عن عائشة أنَّ أبا بكر كان إذا حلف ... منهم: 1 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (16038) وفي "التفسير" (1/ 193) 2 - ابن جريج. أخرجه عبد الرزاق (16038) 3 - وكيع. أخرجه ابن أبي شيبة (ص 21 - 22 النسخة المفقودة) 4 - النضر بن شميل المازني. أخرجه البخاري (فتح 9/ 345) ¬

_ (¬1) 14/ 423

5 - عبد الله بن المبارك. أخرجه البخاري (فتح 14/ 321) والبيهقي (10/ 34) • ورواه عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة عن أبي بكر. أخرجه أبو نعيم (فتح 14/ 321) وحديث معمر ومن تابعه أصح. وحديث أم سلمة أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 307) من طريق عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي ثنا عبد الرحمن بن أبي المَوَال عن عبد الله بن الحسن عن أم سلمة مرفوعاً: "من حلف على يمين فرأى خيراً منها فليكفر عن يمينه، ثم ليفعل الذي هو خير" قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنَّ عبد الله بن حسن لم يسمع من أم سلمة" المجمع 4/ 185 قلت: عبد الله بن حسن هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب ذكره ابن حبان في أتباع التابعين. 1325 - (6119) قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث عمر في قصة حلفه على العسل أو مارية فعاتبه الله وجعل له كفارة يمين" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 11/ 188 - 202) والترمذي (3318) 1326 - (6120) قال الحافظ: وقع عند مسلم في حديث عدي بن حاتم: "فرأى غيرها أتقى لله فليأت التقوى" (¬2) أخرجه مسلم (1651) من طريق تميم بن طَرَفَةَ الطائي عن عدي بن حاتم مرفوعاً: "من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى" 1327 - (6121) قال الحافظ: ووقع في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند أبي داود: "فرأى غيرها خيراً منها فليدعها وليأت الذي في هو خير، فان كفارتها تركها" فأشار أبو داود إلى ضعفه وقال: الأحاديث كلها: "فليكفر عن يمينه" إلا شيئاً لا يعبأ به" (¬3) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4447 ¬

_ (¬1) 14/ 427 (¬2) 14/ 431 (¬3) 14/ 431 - 432

كتاب الفرائض

كتاب الفرائض باب إثم من تبرأ من مواليه 1328 - (6122) قال الحافظ: وصححه ابن حبان عن ابن عباس، ولأبي داود من حديث أنس: "فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة" (¬1) حديث ابن عباس له عنه طريقان: الأول: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم المكي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: "من ادَّعى إلى غير أبيه، أو توَلَّى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 727) وأحمد (3037) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان به. وأخرجه أبو يعلى (2540) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا عفان به. وأخرجه ابن حبان (417) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (12475) و"الأوسط" (565) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا عفان به. وقال: لم يَرو هذا الحديث إلا وهيب عن ابن خثيم" كذا قال، وقد تابعه محمد بن أبي الضيف الحجازي ثنا ابن خثيم به. ¬

_ (¬1) 15/ 43

باب إذا أسلم على يديه

أخرجه ابن ماجه (2609) قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، ابن أبي الضيف لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم" المصباح 3/ 117 وقال الحافظ في "التقريب": مستور. قلت: لا بأس به في المتابعات، وابن خثيم صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن. الثاني: يرويه عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري ثنا شهر بن حوشب عن ابن عباس مرفوعاً: "أيُّما رجل ادَّعى إلى غير والده، أو تولَّى غيرَ مواليه الذين أعتقوه، فإنَّ عليه لعنة الله والملائكة والناس إلى يوم القيامة، لا يُقبل منه صَرْف ولا عَدْل" أخرجه أحمد (2921) والدارمي (2867) والطبراني (¬1) (13011) وابن عدي (4/ 1357) من طرق عن عبد الحميد به. وإسناده حسن. وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى لكن لا يحضرني موضعه الآن. وأضيف هنا أنَّ الخطيب أخرجه أيضاً في "المتفق والمفترق" (642) باب إذا أسلم على يديه 1329 - (6123) قال الحافظ: وقد وجدت رواية النبي -صلى الله عليه وسلم- عن غير تميم وذلك فيما أخرجه أبو عبد الله بن منده في "معرفة الصحابة" في ترجمة زرعة بن سيف بن ذي يزن، فساق بسنده إلى زرعة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب إليه كتابًا وفيه: "وأنَّ مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت وقاتلت المشركين فأبشر بخير" الحديث" (¬2) أخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (7/ 70 - 71) قال: أنبأ أبو يزن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن السفر بن عفير بن زرعة بن ¬

_ (¬1) والحديث عنده موقوف غير مرفوع، والمرفوع أصح. (¬2) 15/ 48

باب لا يرث المسلم الكافر

سيف بن ذي يزن- وكتبته من كتاب أدم منه ذكر أنه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: حدثنا عمي أبو رخاء (¬1) أحمد بن حسن ثنا عمي محمد بن عبد العزيز: قال: سمعت أبي وعمي يحدثان عن أبيهما عن جدهما عفير بن زرعة عن أبيه زرعة بن سيف هذا الكتاب: فذكره، وفيه: "فإذا جاءكم رسلي فآمركم بهم خبراً: معاذ بن جبل، وعبد الله بن زيد، ومالك بن عبدة، وعقبة بن مر، ومالك بن مُزَرِّد، وأصحابهم" وفيه: "وأنَّ مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني أنك قد أسلمت من أول حِمْير، وأنك قاتلت المشركين، فأبشر بخير، وآمرك بحمير خيراً، فلا تخونوا ولا تخاذلوا، فإنَّ مالكاً قد بلَّغ الخبرَ، وحفظ الغيب، فآمرك به خيراً، وسلام عليكم" وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (3091) عن محمد بن أبي يعقوب ثنا أبو يزن من كتاب أديم ذكر أنه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال هو وابن منده: لا يعرف موصولاً إلا من هذا الوجه" قلت: وذكره ابن إسحاق في "السيرة" (¬2) بدون إسناد. باب لا يرث المسلم الكافر 1330 - (6124) قال الحافظ: وله شاهد عند الترمذي من حديث جابر، وآخر من حديث عائشة عند أبي يعلى، وثالث من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في السنن الأربعة، وسند أبي داود فيه إلى عمرو صحيح" (¬3) تقدم الكلام على هذه الأحاديث الثلاثة في المجموعة الأولى - حديث رقم 4479 ... ¬

_ (¬1) وعند أبي نعيم: أبو رحي أحمد بن خنبش. (¬2) السيرة لابن هشام (2/ 589 - 590) - الصحابة لأبي نعيم (3090) - الدلائل للبيهقي (5/ 407 - 408) - الإصابة 4/ 80 (¬3) 15/ 53

كتاب الحدود

كتاب الحدود باب الزنا وشرب الخمر 1331 - (6125) قال الحافظ: وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى برقم 244 1332 - (6126) قال الحافظ: وحديث عُبادة الصحيح المشهور أنهم بايعوا رسول لله -صلى الله عليه وسلم- على أن لا يسرقوا ولا يزنوا، الحديث وفي آخره: "ومن فعل شيئًا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفارة، ومن لم يعاقب فهو إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 1/ 70 - 75) 1333 - (6127) قال الحافظ: وقد ورد في تأويله بالمستحل حديث مرفوع عن علي عند الطبراني في "الصغير" لكن في سنده راو كذبوه" (¬3) موضوع أْخرجه الطبراني في "الصغير" (906) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 235) من طريق الحسن بن جهور الأهوازي ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي ثنا شعبة بن الحجاج عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس قال: رأيت علي بن أبي طالب ¬

_ (¬1) 15/ 62 (¬2) 15/ 63 (¬3) 15/ 64

على منبر الكوفة وهو يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو يسرق، ولا ينتهب الرجل نُهبة يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن، ولا يشرب الرجل الخمر وهو مؤمن" فقال رجل: يا أمير المؤمنين! من زنا فقد كفر؟ فقال علي: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرنا أن نُبهم أحاديث الرخص. لا يزني وهو مؤمن أنَّ ذلك الزنا له حلال، فإن آمن أنه حلال فقد كفر، ولا هو يسرق وهو مؤمن بتلك السرقة أنها له حلال، فإن آمن أنها حلال فقد كفر، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن أنها له حلال، فإن شربها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر، ولا ينتهب نهبة ذات شرف حين ينتهبها وهو مؤمن أنها له حلال، فإن انتهبها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر" وأخرجه ابن عدي (1/ 298) من طريق الحسن بن يزيد الجصاص ثنا إسماعيل بن يحيى به. قال الطبراني: لم يروه عن شعبة إلا إسماعيل بن يحيى التيمي الكوفي، تفرد به الحسن بن جهور" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن شعبة غير محفوظ، ليس يرويه غير إسماعيل بن يحيى" وقال الهيثمي: وإسماعيل بن يحيى التيمي كذاب لا تحل الرواية عنه" المجمع 1/ 101 قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات وما لا أصل له عن الأثبات، لا تحل الرواية عنه والاحتجاج به بحال. وذكره الدارقطني في "الضعفاء" فقال: متروك، كذاب. وقال ابن عدي: عامة ما يروبه من الحديث بواطيل عن الثقات وعن الضعفاء. وكذبه أبو علي النيسابوري الحافظ، واتهمه الحاكم بالوضع. ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن هاشم السِّمْسَار عن شعبة -وأظنه عن الحكم عن إبراهيم- عن علقمة قال: خطبنا علي بن أبي طالب فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن"

باب الضرب بالجريد والنعال

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين فهو كافر، قال: لا، ولكنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يأمرنا أن نحدثكم بالرخص، إنما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزني الزاني حين يزني إذا قال: هي لي حلال، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن إذا قال: هي لي حلال" أخرجه ابن عدي (7/ 2707) عن عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني ثنا أحمد بن الوليد الأمِّي ثنا يحيى بن هاشم به. وقال: يحيى بن هاشم يضع الحديث" ورواه أبو بكر أحمد بن علي بن إبراهيم الأبندوني الجرجاني عن الإسفراييني فلم يذكر: الحكم عن إبراهيم. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 188) 1334 - (6128) قال الحافظ: وهو كقوله: "ومن يَرْتَع حول الحِمَى" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 5/ 194 - 195) باب الضرب بالجريد والنعال 1335 - (6129) قال الحافظ: وهو حديث مخرج في السنن من عدة طرق أسانيدها قوية" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى برقم 254 باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان 1336 - (6130) قال الحافظ: وذكر أبو داود تعليقاً عن محمد بن عبد الرحمن غَنْج عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد نحو حديث المخزومية وزاد فيه: قال: فشهد عليها" (¬3) تقدم في المجموعة الأولى برقم 965 ¬

_ (¬1) 15/ 65 (¬2) 15/ 77 (¬3) 15/ 102

باب إثم الزناة

باب إثم الزناة 1337 - (6131) قال الحافظ: والخبر الوارد في قتل الفاعل والمفعول به أو رجمهما ضعيف" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى برقم 3480 باب لا يرجم المجنون والمجنونة 1338 - (6132) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم (1694) أيضًا: فاعترف بالزنا ثلاث مرات. وقال: وفي حديث أبي سعيد: ثم سأل قومه فقالوا: ما نعلم به بأساً إلا أنه أصاب شيئاً يرى أنه لا يخرج منه إلا أن يقام فيه الحد لله. وقال: وفي حديث أبي سعيد: فما أوثقناه ولا حفرنا له، قال: فرميناه بالعظام والمَدَرِ والخَزَف. وقال: ووقع في حديث أبي سعيد: فاشتدَّ وأسند لنا خلفه. وقال: وفي حديث أبي سعيد: حتى أتى عُرْضَ الحرة فرميناه بجِلاَمِيدِ الحرَّة حتى سَكَتَ" (¬2) 1339 - (6133) قال الحافظ: وللنسائي من طريق أبي مالك عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: فذهبوا به إلى حائط يبلغ صدره، فذهب يثب فرماه رجل فأصاب أصل أذنه فصرع فقتله" (¬3) أخرجه النسائي في "الكبرى" (7201) عن أحمد بن حرب الطائي ثنا قاسم بن يزيد -وهو أبو يزيد الجَرْمي لا بأس به- عن سفيان عن سلمة بن كُهيل ثني أبو مالك عن ¬

_ (¬1) 15/ 126 (¬2) 15/ 133 و134 و135 (¬3) 15/ 135

باب الرجم بالمصلى

رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أربع مرات كل ذلك يرده ويقوله: "أخبرت أحدا غيري" ثم أمر برجمه، فذهبوا به إلى مكان يبلغ صدره إلى حائط، فذهب يَثِبُ فرماه رجل فأصاب أصل أذنه فصرع، فقتله. وإسناده حسن إن كان أبو مالك واسمه غزوان سمع من الصحابي. باب الرجم بالمصلى 1340 - (6134) قال الحافظ: وقد وقع في حديث أبي سعيد عند مسلم: فأمرنا أن نرجمة فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد. وقال: ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم: فما استغفر له ولا سبه" (¬1) تقدم قبل حديث. 1341 - (6135) قال الحافظ: وفي حديث اللجلاج عند أبي داود والنسائي: "ولا تقل له خبيث، لهو عند الله أطيب من ريح المسك" (¬2) يرويه خالد بن اللَّجْلاج عن أبيه، ورواه عن خالد: مسلمة بن عبد الله الجهني وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز الأموي. فأما حديث مسلمة بن عبد الله فأخرجه البخاري في "الكبير" (4/ 1/ 250) وأبو داود (4436) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2395 و2587) والنسائي في "الكبرى" (7185) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 10 - 11) والطبراني في "الكبير" (19/ 220) وأبو نعيم في "الصحابة" (5930 و5931 و5932) من طرق عن محمد بن عبد الله بن المهاجر الشُّعَيْثي النَّصْري ثنا مسلمة بن عبد الله الجهني عن خالد بن اللجلاج عن أبيه قال: كنا غلماناً نعمل في السوق، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- برجل فرجم، فجاء رجل يسألنا أن ندله على مكانه، فأتينا به النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلنا: إنّ هذا سألنا عن ذلك الخبيث الذي رُجم اليوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقولوا خبيث، فوالله لهو أطيب عند الله من ريح المسك" الشعيثي وثقه ابن معين وغيره، والجهني ذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ (¬1) 15/ 140 و141 (¬2) 15/ 141

وأما حديث عبد العزيز بن عمر فأخرجه أحمد (15934) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله البصري مولى بني هاشم ثنا محمد بن عبد الله بن عُلاَثة ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ثنا خالد بن اللجلاج أنَّ أباه حدّثه قال: بينما نحن في السوق إذ مرَّت امرأة تحمل صبيًا، فثار الناس وثُرْتُ معم، فانتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول لها: "من أبو هذا؟ " فسكتت، فقال: "من أبو هذا؟ " فسكتت، فقال شاب بحذائها: يا رسول الله: إنها حديثة السِّنِّ، حديثة عهد بِخزْية، وإنها لن تخبرك، وأنا أبوه يا رسول الله، فالتفت إلى من عنده كأنهم يسألهم عنه، فقالوا: ما علمنا إلا خيراً أو نحو ذلك، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَحْصَنْتَ؟ " قال: نعم، فأمر برجمه، فذهبنا فحفرنا له حتى أمكنَّا، ورميناه بالحجارة حتى هَدَأَ، ثم رجعنا إلى مجالسنا، فبينما نحن كذلك، إذا أنا بشيخ يسأل عن الفتى، فقمنا إليه، فأخذنا بتلابيبه، فجئنا به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: يا رسول الله، إنَّ هذا جاء يسأل عن الخبيث! فقال: "مَهْ، لهو أطيبُ عند الله ريحاً من المسك" قال: فذهبنا فأعنّاه على غسله وحنوطه وتكفينه، وحفرنا له، ولا أدري أذكر الصلاة أم لا. ولم ينفرد أبو سعيد مولى بني هاشم به بل تابعه أبو علي حَرَمي بن حفص العَتَكي القَسْمَلِي ثنا محمد بن عبد الله بن علاثة به. أخرجه أبو داود (4435) والنسائي في "الكبرى" (7184 و7203) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (2050) وابن قانع (3/ 11) والطبراني (19/ 219) وأبو نعيم في "الصحابة" (5929) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 520) من طرق عن حرمي به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد العزيز، تفرد به ابن علاثة" قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن عدي: حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به. وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. والباقون ثقات. 1342 - (6136) قال الحافظ: وفي حديث أبي الفيل عند الترمذي: "لا تشتمه" (¬1) ¬

_ (¬1) 15/ 141

1343 - (6137) قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر عند أحمد: "قد غفر له وأدخل الجنة" (¬1) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (¬2) في "مسنده" (الإتحاف 4720) وأحمد بن حنبل (21554) وأحمد بن منيع (الإتحاف 4721) والبزار (4035 و4036) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 142) من طرق (¬3) عن الحجاج بن أرْطاة عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن عبد الله بن المقدام عن ابن شداد (¬4) عن أبي ذر قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأتاه رجل فقال: إنَّ الآخر قد زنى. فأعرض عنه، ثم ثلَّث، ثم ربَّع، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال مرة: فأقرَّ عنده بالزنى فردّده أربعاً، ثم نزل- فأمرنا فحفرنا له حَفِيرة ليست بالطويلة، فرُجم، فارتحل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كئيباً حزيناً، فسِرْنا حتى نزل منزلاً، فسُرِّي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: "يا أبا ذر، ألم تر إلي صاحبكم، غُفر له وأُدخل الجنة" قال البزار: وهذا الكلام لا نعلم أحداً يرويه بهذا اللفظ إلا أبو ذر، وعبدالملك بن المغيرة معروف، وعبد الله بن المقدام ونسعة بن شداد فلا نعلمهما ذكراً في حديث مسند إلا هذا الحديث". قلت: إسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة، وعبد الملك بن المغيرة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبد الله بن المقدام هو ابن ورد الطائفي قال الحسيني في "التذكرة": ليس بالمشهور، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرف حاله. ونِسْعَة (¬5) بن شداد لم يرو عنه إلا عبد الله بن المقدام فهو مجهول. ¬

_ (¬1) 15/ 141 (¬2) سقط من إسناده: عن عبد الله بن المقدام. (¬3) رواه يزيد بن هارون الواسطي وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر وإسماعيل بن عياش وسلمة بن الفضل الأبرش وإبراهيم بن الزِّبْرِقان التيمي عن الحجاج بن أرطاة. (¬4) سماه إسماعيل بن عياش في روايته: نِسْعَة. (¬5) انظر المؤتلف للدارقطني 4/ 2279 والإكمال لابن ماكولا 7/ 338 والمشتبه للذهبي 2/ 669 والتبصير للحافظ 4/ 1414

باب إذا أقر بالحد ولم يبين

باب إذا أقر بالحد ولم يبين 1344 - (6138) قال الحافظ: ولحديث أنس شاهد أيضاً من رواية الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة" (¬1). صحيح يرويه الأوزاعي عن أبي عمار شداد بن عبد الله الدمشقي واختلف عنه: - فقال محمد بن كثير بن أبي عطاء الصنعاني: ثنا الأوزاعي ثنا شداد أبو عمار أنَّ واثلة بن الأسقع حدثه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنى أصبت حدّاً فأقمه عليَّ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما توضأت حين أقبلت؟ " قال: نعم، قال: "وصليت معنا؟ " قال: نعم، قال: "فاذهب فإنَّ الله قد عفا عنك" أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 67) - ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة، منهم: 1 - أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي. أخرجه أحمد (22286) والنسائي في "الكبرى" (7315) والطبراني (7623) 2 - عمر بن عبد الواحد الدمشقي. أخرجه أبو داود (4381) والنسائي (7313) 3 - الوليد بن مزيد البيروتي. أخرجه النسائي (7314) 4 - يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي. أخرجه الطبراني (7623) - ورواه الوليد بن مسلم الدمشقي عن الأوزاعي واختلف عنه: • فرواه محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني عن الوليد عن الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة. ¬

_ (¬1) 15/ 145

باب الاعتراف بالزنا

أخرجه ابن خزيمة (311) وتابعه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا الوليد به. أخرجه الطبراني (22/ 67) • ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دُحَيم عن الوليهد عن الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة. أخرجه ابن حبان (1727) وتابعه محمود بن خالد الدمشقي ثنا الوليد به. أخرجه النسائي (7312) وحديث أبي المغيرة ومن تابعه أصح، فقد رواه عكرمة بن عمار اليمامي عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 4794) وأحمد (22163 و22266) ومسلم (2765) والنسائي (7316) والروياني (1252) والطبراني (7624) والواحدي في "الوسيط" (2/ 594 - 595) من طرق عن عكرمة به. طريق أخرى: قال أبو بُرْدة بن أبي موسى: عن أبي مليح بن أسامة عن واثلة قال: شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًا من حدود الله عز وجل، فأقم فيّ حدّ الله. فأعرض عنه، ثم أتاه الثانية، فأعرض عنه، ثم قالها الثالثة، فأعرض عنه، ثم أقيمت الصلاة، فلما قضى الصلاة أتاه الرابعة، فقال: إني أصبت حدًا من حدود الله عز وجل، فأقم فيَّ حدّ الله عز وجل. قال: فدعاه فقال: "ألم تُحسن الطُّهور أو الوُضوء، ثم شهدت الصلاةَ معنا آنفًا؟ " قال: بلى. قال: "اذهب فهي كفارتك" أخرجه أحمد (16014) والطبراني (22/ 77) من طريق أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن ليث بن أبي سليم عن أبي بردة به وإسناده ضعيف لضعف ليث. باب الاعتراف بالزنا 1345 - (6139) قال الحافظ: وقد ورد أنَّ حسن السؤال نصف العلم. أورده ابن السني

في كتاب "رياضة المتعلمين" حديثاً مرفوعاً بسند ضعيف" (¬1) ضعيف روي من حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث أبي أمامة فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6740) وفي "المكارم" (140) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (299) والقضاعي (33) والبيهقي في "الشعب" (6148) والخطيب في "الفقيه" (699) من طرق عن هشام بن عمار الدمشقي ثنا مُخَيَّس بن تميم الدمشقي ثني حفص بن عمر الأيلي ثني إبراهيم بن عبد الله بن الزبير عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "الاقتصادُ في النفقة نصفُ المعيشةِ، والتوددُ إلى الناس نصفُ العقل، وحسنُ السؤال نصف العلم" ومن هذا الطريق أخرجه ابن السني والعسكري في "الأمثال" والديلمي (المقاصد ص 70) قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن عامر. وحفص بن عمر هو ابن أبي العطَّاف المدني، وإبراهيم بن عبد الله هو ابن قارظ" كذا قال، وحفص بن عمر إنما هو الأيلي (¬2) كما جاء مصرحاً به عنده في "المكارم"، وإبراهيم بن عبد الله إنما هو ابن الزبير كما جاء مصرحاً به عند البيهقي والخطيب. وانظر "اللسان" (1/ 70) و"المقاصد" (ص 70) وقال البيهقي: إسناده ضعيف" وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل، ومخيس وحفص مجهولان" العلل 2/ 284 - الجرح 4/ 1/ 442 وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة مخيس: خبر منكر، ومخيس مجهول، وكذا شيخه" ¬

_ (¬1) 15/ 150 (¬2) وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 72): العدني، وهو خطأ أيضًا.

باب إذا زنت الأمة

وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأول: يرويه أبو بلال (¬1) الأشعري ثنا عبد الله بن حكيم المدني عن شبيب بن بشر عن أنس مرفوعاً: "السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال امرؤ في اقتصاد" أخرجه العسكري في "الأمثال" (المقاصد ص 71) وإسناده واه، عبد الله بن حكيم هو الداهري قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال الجوزجاني: كذاب. الثاني: يرويه يونس بن عبيد البصري عن الحسن عن أنس مرفوعاً: "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس، وأهل التودد لهم درجة في الجنة، ونصف العلم حسن المسألة، والاقتصاد في المعيشة والرفق تكفي نصف المؤنة" أخرجه العسكري كما في "المقاصد" ولم يسق إسناده إلى يونس. واختلف عن يونس، فرواه مهدي بن ميمون الأزدي عن يونس عن ميمون بن مِهران قوله. أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 51) والرامهرمزي (302) وإسناده صحيح. وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الديلمي كما في "المقاصد" من طريق عمر بن صُبْح السمرقندي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي أمامة مرفوعاً: "السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال من اقتصد" وعمر بن صبح قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال أبو حاتم وابن عدي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك. باب إذا زنت الأمة 1346 - (6140) قال الحافظ: ونحوه في مرسل عكرمة عند أبي قرة بلفظ: "وإذا زنت الرابعة فبيعوها" (¬2) ¬

_ (¬1) تابعه يحيى بن سعيد العطار ثنا عبد الله بن حكيم به. أخرجه الرامهرمزي (300) (¬2) 15/ 178

باب رمي المحصنات

باب رمي المحصنات 1347 - (6141) قال الحافظ: ولإسماعيل القاضي من مرسل الحسن: ذكر الزنا والسرقة" (¬1) 1348 - (6142) قال الحافظ: ومن حديث بريدة عند البزار: "منع فضل الماء، ومنع طروق الفحل" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى برقم 3464 ... ¬

_ (¬1) 15/ 199 (¬2) 15/ 199

كتاب الديات

كتاب الديات باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45] 1349 - (6143) قال الحافظ: ووقع في حديث عثمان المذكور: "قتل عمدًا فعليه القود" وقال: وقد وقع في حديث عثمان عند النسائي بلفظ: "رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم" وقال: وقع في حديث عثمان: "أو يكفر بعد إسلامه" أخرجه النسائي بسند صحيح، وفي لفظ له صحيح أيضاً: "ارتدّ بعد إسلامه" (¬1) صحيح وله عن عثمان طرق: الأول: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه: - فقال حماد بن زيد: عن يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: كنا مع عثمان بن عفان في الدار وهو محصور، وكنا ندخل مدخلاً نسمع منه كلام من في البلاط، فدخل عثمان ثم خرج متغير اللون، فقيل: يا أمير المؤمنين! ما شأنك؟ قال: إنهم ليتواعدوني بالقتل آنفاً ولم أستيقن ذلك منهم حتى كان اليوم، فقلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، قال: وبم يقتلوني وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفس" فوالله ما زنيت في الجاهلية ولا في الإِسلام قط، ولا أحببت بديني بدلاً منه منذ هداني الله عز وجل، وما قتلت نفساً، فعلام يريد هؤلاء قتلي. ¬

_ (¬1) 15/ 220 و221

أخرجه الطيالسي (ص 13) عن حماد بن زيد به. ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 18 - 19) وأخرجه الشافعي في "الأم" (6/ 145) وابن سعد (3/ 67) وأحمد (437 و468 و509) وفي "فضائل الصحابة" (754) والدارمي (2302) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (4/ 1186 - 1187) وأبو داود (4502) وابن ماجه (2533) والترمذي (2158) وفي "العلل" (2/ 813) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (149) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (438) وفي "زيادات الفضائل" (755) والبزار (381) وابن الجارود (836) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 159 - 160) وفي "المشكل" (1802) وابن أبي حاتم في "العلل" (1351) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (830) والحاكم (4/ 350) والبيهقي في "معرفة السنن" (12/ 237 - 238) والبغوي في "شرح السنة" (2518) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 351) من طرق (¬1) عن حماد بن زيد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن" ¬

_ (¬1) رواه سليمان بن حرب البصري وعفان بن مسلم الصفار وأحمد بن عبدة الضبي ومحمد بن عبد الملك القرشي وعبيد الله بن عمر القواريري وحَبّان بن هلال البصري وأبو النعمان محمد بن الفضل عارم وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ومحمد بن عبيد حساب البصري وأحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن حماد بن زيد. ورواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عن حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد ثني أبو أمامة بن سهل وعبد الله بن عامر بن ربيعة عن عثمان. أخرجه النسائي (7/ 84) وفي "الكبرى" (3482) والطحاوي في "المشكل" (1803) وابن أبي حاتم في "العلل" (1351) وأبو نعيم في "الصحابة" (287) والبيهقي (8/ 194) وفي "الصغرى" (3163 و3164) من طريقين عن ابن الطباع به. قال ابن أبي حاتم: قال أبي: غلط ابن الطباع، حديث عبد الله بن عامر غير مرفوع، هو موقوف" وقال الدارقطني: وحديث عبد الله بن عامر هو حديث آخر موقوف على عثمان، وهم ابن الطباع في الجمع بينه وبين أبي أمامة في هذا الحديث" العلل 3/ 61 وأشار البزار إلى تفرد ابن الطباع في الجمع بين أبي أمامة وعبد الله بن عامر. وقال البخاري: وحديث يحيى بن سعيد الأنصاري في هذا الباب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عثمان قوله، وحديث أبي أمامة بن سهل عن عثمان مرفرع، روى الحديثين جميعاً يحيى بن سعيد الأنصاري" علل الترمذي 2/ 814 قلت: رواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد ثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عثمان قوله. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (5/ 57 - 58) وعبد الله بن صالح مختلف فيه.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا أنَّ الشيخين لم يخرجا رواية حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد ولا رواية أبي أمامة عن عثمان، ولم يخرج البخاري رواية يحيى بن سعيد عن أبي أمامة. ولم ينفرد حماد بن زيد به بل تابعه حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد به. أخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 814) عن البخاري ثنا داود بن شبيب عن حماد به. وإسناده صحيح. - ورواه يحيى بن سعيد القطان وغير واحد عن يحيى بن سعيد الأنصاري فأوقفوه ولم يرفعوه. قاله الترمذي في "السنن" (4/ 461) وقال أبو حاتم: الموقوف أشبه" العلل 1/ 450 وعندي أنَّ المرفوع أشبه، والله أعلم. الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر أنَّ عثمان أشرف على أصحابه فقال: علام تقتلونني، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يحل دمُ امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه فيرجم، ورجل ارتدَّ بعد إسلامه فعليه القتل، ورجل قتل متعمدًا فعليه القَوَد" والله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت متعمداً، ولا ارتددت مُذْ أسلمت، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله. أخرجه عمر بن شبة (4/ 1187) والنسائي (7/ 95) وفي "الكبرى" (3520) والخطيب في "المتفق" (1564) وابن عساكر (ص 348 و349) من طرق عن أبي يحيى إسحاق بن سليمان الرازي ثنا مغيرة بن مسلم السراج عن مطر الوراق عن نافع به. وإسناده حسن. ولم ينفرد مطر الوراق به بل تابعه يعلي بن حكيم المكي عن نافع به. أخرجه ابن سعد (3/ 69) عن رَوح بن عُبادة البصري أنا سعيد (¬1) بن أبي عَروبة عن يعلى به. ¬

_ (¬1) رواه عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد فلم يذكر ابن عمر. أخرجه ابن عساكر (ص 349 - 350) =

وهذا إسناد صحيح. الثالث: يرويه ابن جريج عن أبي النضر عن بُسْر بن سعيد قال: قال عثمان بن عفان: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يحل دم المسلم إلا بثلاث: إلا أن يزني وقد أحصن فيرجم، أو يقتل إنساناً فيُقتل، أو يكفر بعد إسلامه فيقتل" أخرجه عبد الرزاق (18702) عن ابن جريج به. وأخرجه النسائي (7/ 95) وفي "الكبرى" (3521) عن مؤمل بن إهاب الكوفي ثنا عبد الرزاق به. ورواته ثقات، لكن ما أظنُّ بسر بن سعيد سمع من عثمان، وابن جريج مدلس وقد عنعن، وأبو النضر اسمه سالم بن أبي أمية المدني. الرابع: يرويه الحارث بن عَبيدة الحمصي ثني محمد بن عبد الرحمن بن مُجَبَّر عن أبيه عن جده أنَّ عثمان أشرف على الذين حَصَروه، فسلّم عليهم، فلم يردوا عليه، فقال عثمان: أفي القومِ طلحة؟ قال طلحة: نعم. قال: فإنا لله وإنا إليه راجعون، أسلم على قوم أنت فيهم فلا يردون؟ قال: قد رددت. قال: ما هكذا الرَّدُّ، أُسمعك ولا تُسمعني، يا طلحة، أَنشدك الله أسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يحلُّ دَمَ المسلم إلا واحدةٌ من ثلاث: أن يكفر بعد إيمانه، أو يزنيَ بعد إحصانه، أو يقتلَ نفساً فيقتل بها"؟ قال: اللهم نعم. فكبر عثمان فقال: والله ما أنكرتُ الله منذُ عرفته، ولا زنيت في جاهلية ولا في إسلام، وقد تركته في الجاهلية تكرُّهاً، وفي الإِسلام تعففاً، وما قتلت نفساً يحل بها قتلي. أخرجه أحمد (1402) عن يزيد بن عبد ربه الحمصي ثنا الحارث بن عبيدة به. ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 210 - 211) وابن عساكر (ص 347 - 348) وإسناده واه، محمد بن عبد الرحمن بن مجبر قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك، وقال أبو زرعة، واهي الحديث. والحارث بن عبيدة قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: ضعيف. ¬

_ = ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن سعيد، وقال في روايته: عن نافع قال -وثبت أنه عن ابن عمر- أنَّ عثمان أشرف عليهم ... أخرجه ابن شاهين في "الناسخ" (534)

1350 - (6144) قال الحافظ: وفي حديث جابر عند البزار: "ومن قتل نفساً ظلمًا" (¬1) أخرجه البزار (كشف 1539) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن حدثني أبي ثنا عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً: "من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله حَرُم عليَّ دمه إلا بثلاث: التارك دينه، والثيب الزانى، ومن قتل نفساً ظلمًا" وقال: لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ" المجمع 6/ 252 قلت: هو ضعيف الحديث كما قال أحمد وابن معين. ويشهد للحديث حديث عثمان الماضي وحديث عائشة الآتي وحديث ابن مسعود الذي أخرجه البخاري في الباب. 1351 - (6145) قال الحافظ: وللنسائي من طريق عمرو بن غالب عن عائشة: "أو كفر بعدما أسلم" (¬2) صحيح وله عن عائشة طرق: الأول: يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعى عن عمرو بن غالب عن عائشة، واختلف عن أبي إسحاق في رفعه ووقفه: - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن عمرو بن غالب عن عائشة مرفوعاً: "لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قَتل فيُقتل" أخرجه الطيالسي (ص 216) وابن أبو شيبة (9/ 414) وفي "مسنده" (الإتحاف 4643) وأبو يعلى (4676) والطحاوي في "المشكل" (1809) والمزي (22/ 184 - 185) عن أبي الأحوص سلَّام بن سليم الكوفي وابن أبي شيبة (9/ 414) وإسحاق في "مسند عائشة" (1602 و1603) وأحمد (25477 و25700 و25794) والنسائي (7/ 83) وفي "الكبرى" (3480) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 161) وفي "المشكل" (1808) ¬

_ (¬1) 15/ 220 (¬2) 15/ 221

عن سفيان الثوري وإسحاق (1602) وأحمد (25700) عن إسرائيل بن يونس الكوفي وأحمد (24304) عن يونس بن أبي إسحاق الكوفي كلهم عن أبي إسحاق به. - ورواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق فأوقفه ولم يرفعه. أخرجه النسائي (7/ 84) وفي "الكبرى" (3481) والأول أصح، وزهير سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وقد تفرد بالرواية عن عمرو بن غالب، وعمرو ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". الثاني: يرويه إبراهيم بن طَهمان الخراساني عن عبد العزيز بن رُفيع عن عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعاً: "لا يحل قتلُ (¬1) مسلم (¬2) إلا في إحدى ثلاث خصال: زانٍ مُحْصَن فيُرجم، ورجل يقتل مسلماً متعمداً فيقتل، ورجل يخرج من الإِسلام فيحارب الله ورسوله فيُقتل أو يُصلب أو ينفى من الأرض" أخرجه أبو داود (4353) والنسائي (7/ 93 - 94 و8/ 20 - 21) وفي "الكبرى" (3511 و6945) والطحاوي في "المشكل" (1800 و1801) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ" (447) والطبراني في "الأوسط" (3772) والدارقطني (3/ 81) والحاكم (4/ 367) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 15) والبيهقي (8/ 283) والخطيب في "الموضح" (2/ 234) من طرق (¬3) عن إبراهيم بن طهمان به. ¬

_ (¬1) وفي لفظ: دم. (¬2) زاد محمد بن سنان عند أبي داود والطحاوي، ومحمد بن سابق عند البيهقي والخطيب: "يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله" (¬3) رواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وحفص بن عبد الله النيسابوري وأبو حذيفة موسى بن إسماعيل النَّهْدي ومحمد بن سنان العَوَقي الباهلي ومحمد بن سابق التميمي وعبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن طهمان.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبيد بن عمير إلا عبد العزيز بن رفيع، تفرد به إبراهيم بن طهمان" وقال الحاكم: صحيح الأسناد على شرط الشيخين" قلت: إسناده صحيح إلا أنَّ الشيخين لم يخرجا رواية إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن رفيع ولا رواية عبد العزيز عن عبيد بن عمير. الثالث: يرويه الأعمش ثني إبراهيم ثني الأسود عن عائشة. أخرجه أحمد (25475) ومسلم (3/ 1303) وأبو يعلى (4768) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 161) وفي "المشكل" (1805 و1806 و1807) وابن حبان (4407) والدارقطني (3/ 82 و82 - 83) والبيهقي (8/ 195) من طرق عن الأعمش به. الرابع: يرويه إبراهيم بن طهمان عن منصور عن إبراهيم عن أبي معمر عن مسروق عن عائشة مرفوعاً: "لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا ثلاثة نفر: التارك للإسلام المفارق للجماعة، والثيب الزاني، والنفس بالنفس" أخرجه الدارقطني (3/ 83) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا إبراهيم بن طهمان به. ورواه أبو عامر العقدي عن إبراهيم بن طهمان فأوقفه ولم يرفعه. أخرجه الدارقطني أيضاً. وهكذا رواه جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور فلم يرفعه. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 414) والدارقطني (3/ 83 - 84) وإسناده صحيح، وأبو معمر اسمه عبد الله بن سَخْبَرة الكوفي، وإبراهيم هو النخعي، ومنصور هو ابن المعتمر. 1352 - (6146) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند النسائي: "مرتد بعد إيمان" (¬1) تقدم برقم 1309 ¬

_ (¬1) 15/ 221

باب جنين المرأة

باب جنين المرأة 1353 - (6147) قال الحافظ: ومن حديث بريدة أنَّ امرأة خذفت امرأة أخرى" (¬1) يرويه يوسف بن صهيب الكوفي عن عبد الله بن بُريدة واختلف عنه: -فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: ثنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أنَّ امرأة خَذَفَت امرأة فأسقطت، فرُفع ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجعل في ولدها خمسمائة شاة، ونهى يومئذ عن الخذف. أخرجه أبو داود (4578) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 76) والنسائي (8/ 41) وفي "الكبرى" (7016) والروياني (67) والبيهقي (8/ 115) من طرق عن عبيد الله بن موسى به. قال أبو داود: كذا الحديث: "خمسمائة شاة" وهو وهم، والصواب مائة شاة" - ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة مرسلاً. أخرجه النسائي (8/ 41 - 42) وفي "الكبرى" (7017) وقال: هذا وهم، وينبغي أن يكون أراد مائة من الغُرِّ" وقال أبو حاتم: حديث أبي نعيم أصح مرسل" العلل 2/ 291 وقال أيضاً: أبو نعيم أتقن من عبيد الله" الجرح 5/ 335 ... ¬

_ (¬1) 15/ 271

كتاب استتابة المرتدين

كتاب استتابة المرتدين باب حكم المرتد والمرتدة 1354 - (6148) قال الحافظ: وأخرج الدارقطني أثر أبي بكر من وجه حسن، وأخرج مثله مرفوعاً في قتل المرتدة لكن سنده ضعيف" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى برقم 960 باب قتل من أبى قبول الفرائض 1355 - (6149) قال الحافظ: ورواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضاً جابر عند مسلم" (¬2) أخرجه مسلم (1/ 52 - 53) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع الواسطي وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر مرفوعاً: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" 1356 - (6150) قال الحافظ: وأخرجه البزار من حديث النعمان بن بشير، وأخرجه الطبراني من حديث سهل بن سعد وابن عباس وجرير البجلي، وفي "الأوسط" من حديث سمرة" (¬3) ¬

_ (¬1) 15/ 298 (¬2) 15/ 303 (¬3) 15/ 303

حديث النعمان بن بشير يرويه سِمَاك بن حرب الكوفي واختلف عنه: - فرواه إسرائيل بن يونس الكوفي عن سماك واختلف عنه: • فقال أسود بن عامر الشامي: أنا إسرائيل عن سماك عن النعمان بن بشير قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل فسارَّه فقال: "اقتلوه" ثم قال: "أيشهد أن لا إله إلا الله؟ " قال: نعم ولكنما يقولها تعوذا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقتلوه فإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مش دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" أخرجه البزار (3227) والنسائي (7/ 74) وفي "الكبرى" (3441) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المُخَرِّمي ثنا أسود بن عامر به. • وقال عبيد الله بن موسى الكوفي: ثنا إسرائيل عن سماك عن النعمان بن سالم عن رجل حدثه قال: دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في قبة في مسجد المدينة وقال فيه: "إنه أوحي إليَّ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله ... " أخرجه النسائي في "الكبرى" (3442) وقال: حديث الأسود بن عامر خطأ، والصواب حديث عبيد الله" وقال البزار: وأحسب أسود بن عامر أوهم في إسناده" - ورواه زهير بن. معاوية الكوفي عن سماك عن النعمان بن سالم قال: سمعت أوسا يقول: دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في قبة ... أخرجه النسائي (7/ 74) وفي "الكبرى" (3443) وحديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني في "الكبير" (5746) عن أحمد بن النضر العسكري ثنا مؤمل بن إهاب ثنا عبد الله بن الوليد العدني عن مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً: "إمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" وإسناده ضعيف لضعف مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير. وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (11487) و"الأوسط" (6919) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني عن أبيه عن عبد الكريم الجَزَري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الكريم إلا سليمان بن أبي داود، تفرد به محمد بن سليمان" قلت: وإسناده واه، سليمان بن أبي داود قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جداً، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. وحديث جرير أخرجه الطبراني (2276) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا علي بن منصور الأهوازي ثنا أبو عبد الرحمن الوكيعي عن إبراهيم بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير مرفوعاً: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" علي بن منصور لم أر من ترجمه، وأبو عبد الرحمن الوكيعي ما عرفته، وأظنه سفيان بن وكيع، وإبراهيم بن عيينة مختلف فيه، والباقون ثقات، وقيس هو ابن أبي حازم. وللحديث طريق أخرى تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى - حديث رقم 1743 وحديث سمرة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6461) عن محمد بن عبد الله بن عرس المصري ثنا إسحاق بن الضيف ثنا عمر بن سهل المازني ثنا المبارك بن فضالة ثنا الحسن عن سمرة مرفوعاً: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مبارك بن فضالة إلا عمر بن سهل المازني، تفرد به إسحاق بن الضيف" قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو زرعة: صدوق. وعمر بن سهل ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضًا وقال: ربما خالف، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يخالف في حديثه. والمبارك بن فضالة صدوق. والحسن البصري مدلس وقد عنعن. ومحمد بن عبد الله بن عرس قال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 7/ 20)

باب قتل الخوارج والملحدين

باب قتل الخوارج والملحدين 1357 - (6151) قال الحافظ: ونحوه في حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد" (¬1) هو من حديث ابن عمر أخرجه أحمد (9/ 396 - 398) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية عن شهر بن حوشب قال: سمعت ابن عمر رفعه: "يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يَحْقِرُ أحدُكم عمله مع عملهم، يقتلون أهل الإِسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، فطوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قَرْنٌ قطعه الله عز وجل" فردَّد ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشرين مرة أو أكثر، وأنا أسمع. وإسناده ضعيف لضعف أبه ي جناب. 1358 - (6152) قال الحافظ: ولمسلم في حديث أبي ذر: "لا يجاوز إيمانهم حلاقيمهم" (¬2) أخرجه مسلم (1067) من طريق عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر مرفوعاً: "إنَّ بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرَّميَّة، ثم لا يعودون فيه، هم شرُّ الخلق والخليقة" 1359 - (6153) قال الحافظ: وحديث أبي بكرة في الطبري" (¬3) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4215 باب من ترك قتال الخوارج للتألف 1360 - (6154) قال الحافظ: في رواية مسلم بن أبي بكرة عن أبيه: "قوم أشداء أحداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن" أخرجه الطبري" (¬4) ¬

_ (¬1) 15/ 315 (¬2) 15/ 316 (¬3) 15/ 316 (¬4) 15/ 322

تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1319 1361 - (6155) قال الحافظ: قال الطبري: ورواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع علي بن أبي طالب أو بعضه: ابن مسعود، وأبو زيد، وابن عباس، وابن عمرو، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وأنس، وحذيفة، وأبو بكرة، وعائشة، وجابر، وأبو برزة، وأبو أمامة، وعبد الله بن أبي أوفى، وسهل بن حنيف، وسلمان الفارسي. قلت: ورافع بن عمرو، وسعد بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وجندب بن عبد الله البجلي، وعبد الرحمن بن عُدَيس، وعقبة بن عامر، وطلق بن علي، وأبو هريرة. فهؤلاء خمسة وعشرون نفساً من الصحابة، والطرق إلى كثرتهم متعددة كعلي وأبي سعيد وابن عمر وأبي بكرة وأبي برزة وأبي ذر، فيفيد مجموع خبرها القطع بصحة ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬1) متواتر رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أربع وعشرون صحابياً (¬2)، وهم: 1 - أنس بن مالك 2 - جابر بن عبد الله 3 - رافع بن عمرو الغفاري 4 - سعد بن أبي وقاص 5 - سلمان الفارسي 6 - سهل بن حنيف 7 - طلق بن علي 8 - عبد الرحمن بن عُدَيس البلوي 9 - عبد الله بن أبي أوفى 10 - عبد الله بن خَبَّاب 11 - عبد الله بن عباس 12 - عبد الله بن عمر 13 - عبد الله بن عمرو 14 - عبد الله بن مسعود 15 - عقبة بن عامر 16 - علي بن أبي طالب 17 - أبو أمامة الباهلي 18 - أبو برزة الأسلمي ¬

_ (¬1) 15/ 333 (¬2) فيما وقفت عليه، ورتبتهم على حروف المعجم: الأسماء، ثم الكنى، ثم النساء.

19 - أبو بكرة الثقفي 20 - أبو ذر الغفاري 21 - أبو زيد الأنصاري 22 - أبو سعيد الخدري 23 - أبو هريرة 24 - عائشة فأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى، حديث رقم 1323 و4061 وأما حديث جابر فأخرجه مسلم (1063) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابرًا قال: أتى رجل رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بالجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبض منها، يُعطي الناس، فقال: يا محمد! إعدل. قال: "ويلك! ومن يعدل إذا لم أكن أعدلُ؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق. فقال: "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي. إنَّ هذا وأصحابَه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يَمْرُقُ السهم من الرَّمِيَّةِ" وأما حديث رافع بن عمرو فأخرجه مسلم (1067) من طريق عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر مرفوعاً: "إنَّ بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كلما بخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شرُّ الخلق والخليقة" فقال ابن الصامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري، قلت: ما حديث سمعته من أبي ذر: كذا وكذا؟ فذكرت هذا الحديث، فقال: وأنا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأما حديث سعد بن أبي وقاص فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى، حديث رقم 4696 وأما حديث سلمان الفارسي فأخرجه الهثيم بن عدي في "كتاب الخوارج" كما في "البداية والنهاية" (7/ 301) عن سليمان بن المغيرة البصري عن حميد بن هلال قال: جاء رجل إلى قوم فقال: لمن هذه الخباء؟ قالوا: لسلمان الفارسي، قال: أفلا تنطلقون معي فيحدثنا ونسمع منه، فانطلق معه بعض القوم فقال: يا أبا عبد الله لو أدنيت خباك وكنت منا قريباً فحدثتنا وسمعنا منك، فقال: ومن أنت؟ قال: فلان بن فلان. قال سلمان: قد بلغني عنك معروف، بلغني أنك تخف في سبيل الله، وتقاتل العدو، وتخدم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن أخطاتك واحدة أن تكون من هؤلاء القوم الذين ذكرهم لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قالوا: فوجد ذلك الرجل قتيلاً في أصحاب النهروان. الهيثم بن عدي قال ابن معين وأبو داود: كذاب، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث. وأما حديث سهل بن حُنيف فأخرجه البخاري في باب من ترك قتال الخوارج للتألف. وأما حديث طلق بن علي فأخرجه الطبراني في "الكبير" (8260) عن أحمد بن عمرو الزئبقي ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثني علي بن يحيى بن إسماعيل ثني أبي عن عكرمة بن عمار العجلي عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي عن طلق بن علي قال: بينا نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لنا: "يوشك أن يجيء قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، طوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه" ثم التفت إليّ فقال: "أما إنهم سيخرجون بأرضك يا تهامي يقاتلون بين الأنهار" قلت: بأبي وأمي ما بها أنهار، قال: "إنها ستكون" قال الهيثمي: علي بن يحيى بن إسماعيل وأبوه لم أعرفهما" المجمع 6/ 232 وأما حديث عبد الرحمن بن عُديس فيرويه يزيد بن أبي حبيب المصري واختلف عنه: - فقال عبد الله بن وهب: عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن عديس قال: سمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون بجبل لبنان أو الجليل" أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1943) من طريق نعيم بن حماد المروزي ثنا ابن وهب به. ونعيم مختلف فيه، والباقون ثقات. - ورواه عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه: • فقال عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي: ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنّ عبد الرحمن بن شِمَاسة حدثه عن تبيع الحجري عن عبد الرحمن بن عديس. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3313) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف به. ورواه أبو نعيم في "الصحابة" (4670) عن الطبراني به. وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عديس إلا بهذا الإسناد"

قلت: بكر بن سهل قال النسائي: ضعيف. • وقال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري: عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة عن رجل حدثه أنه سمع عبد الرحمن بن عديس. أخرجه ابن عبدالحكم في "فتوح مصر" (ص 207) ويعقوب بن سفيان (الإصابة 6/ 302) عن أبي الأسود به. وأخرجه أبو القاسم البغوي (1944) عن محمد بن إسحاق (¬1) ثنا أبو الأسود به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وتبيع الحجري ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويًا إلا ابن شماسة، فهو مجهول. وأما حديث ابن أبي أوفى فله عنه طريقان: الأول: يرويه سليمان بن مهران الأعمش عن ابن أبي أوفى مرفوعاً: "الخوارج كلاب النار" أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 305) وأحمد بن حنبل (19130) وفي "السنة" (1513) وأحمد بن منيع (مصباح الزجاجة 268) وابن ماجه (173) وابن أبي عاصم في "السنة" (936) وابن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى" (39 و40) وابن الأعرابي (2384) والآجري في "الشريعة" (61) واللالكائي (2311) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 56) والخطيب في "التاريخ" (6/ 319) وابن الجوزي في "العلل" (261) وفي "التلبيس" (ص 105) عن إسحاق بن يوسف الأزرق وأبو نعيم (5/ 56) عن سفيان الثوري كلاهما عن الأعمش به. قال البوصيري: رجاله ثقات إلا أنه منقطع، الأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى، قاله غير واحد" المصباح 1/ 25 الثاني: يرويه أبو حفص سعيد بن جُمْهان الأسلمي قال: أتيت ابن أبي أوفى فقال ¬

_ (¬1) أظنه الصاغاني.

لي: من أنت؟ وكان يومئذ محجوب البصر، فقلت: أنا سعيد بن جمهان، فقال: ما فعل أبوك؟ قلت: قتلته الأزارقة، فقال: رحمه الله، ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنهم كلاب النار" أخرجه الطيالسي (ص 110) عن حشرج بن نُباتة الأشجعي ثنا سعيد بن جمهان به. وأخرجه أحمد بن حنبل (19415) وفي "السنة" (1553) وأحمد بن منيع (مصباح 1/ 26) وابن أبي عاصم (937) وابن عدي (2/ 847) والحاكم (3/ 571) من طرق عن حشرج به. وإسناده حسن، حشرج صدوق، وسعيد ثقة. ولم ينفرد حشرج به بل تابعه حماد بن سلمة ثني سعيد بن جمهان قال: كنا نقاتل الخوارج مع عبد الله بن أبي أوفى، فلحق غلام له بهم، فناديناه وهو من ذلك الشط: يا فيروز هذا مولاك عبد الله، قال: نِعْمَ الرجل هو لو هاجر. فقال ابن أبي أوفى: ما يقول عدو الله؟ قلنا: يقول: نعم الرجل لو هاجر، فقال: هجرة بعد هجرتي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثلاث مرار، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "طوبى لمن قتلهم وقتلوه" أخرجه ابن سعد (4/ 301 - 302) وأحمد (19149 و19414) وفي "السنة" (1520) وابن أبي عاصم (938) واللالكائي (2312) من طرق عن حماد به. وإسناده صحيح. ورواه قَطَن بن نُسير البصري عن عبدالوارث بن سعيد البصري عن سعيد بن جمهان عن ابن أبي أوفى موقوفاً. أخرجه اللالكائي (2313) والأول أصح، وقطن مختلف فيه. وأما حديث عبد الله بن خباب فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4061 وأما حديث ابن عباس فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 2256 وأما حديث ابن عمر فأخرجه البخاري في الباب، وانظر حديث رقم 1353 في المجموعة الأولى

وأما حديث ابن عمرو فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 3456 وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود مرفوعاً: "يخرج في آخر الزمان قوم أحداثُ الأسنان، سفهاءُ الأحلام، يقولون من خير قول الناس، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية، فمن لقيهم فليقتلهم، فإنَّ لمن قتلهم أجر عند الله" أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 536 و15/ 304 - 305) وفي "مسنده" (175) عن أبي بكر بن عياش عن عاصم به. وأخرجه ابن ماجه (168) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أحمد (3831) والترمذي (2188) وابن ماجه (168) وأبو يعلى (5402) والآجري (57) من طرق عن أبي بكر بن عياش به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح" قلت: إسناده حسن، عاصم صدوق، وأبو بكر وزر ثقتان. الثاني: يرويه عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني الكوفي عن أبيه عن جده قال: كنا جلوساً عند باب عبد الله ننتظر أن يخرج إلينا، فخرج، فقال: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا أنَّ قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية، وأيم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم. قال عمرو بن سلمة: فرأينا عامة أولئك يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 306) عن عمرو بن يحيى به. وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 337) والدارمي (210) والخطيب في "التاريخ" (12/ 162 - 163) من طرق عن عمرو بن يحيى به. وعمرو وأبوه ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وعمرو بن سلمة وثقه ابن سعد وغيره. وأما حديث عقبة بن عامر فأخرجه أحمد (17308) ويعقوب بن سفيان (2/ 507 - 508) والطبراني في "الكبير" (17/ 325) والبيهقي (3/ 225) من طرق عن عبد الله بن

المبارك ثنا حرملة بن عمران ثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مُلَيْل السليحي ثني أبي سمع عقبة رفعه: "ليقرأنَّ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 231 قلت: عبد العزيز وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلاً. وأما حديث علي فأخرجه البخاري في باب قتل الخوارج، وفي فضائل القرآن - باب إثم من راءى بقراءة القرآن. وأما حديث أبي أمامة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4061 وأما حديث أي بزرة فقد تقدم الكلام عليه أيضاً مع حديث أبي أمامة. وأما حديث أبي بكرة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى- حديث رقم 1319 و4215 وأما حديث أي ذر فقد تقدم مع حديث رافع بن عمرو. وأما حديث أبي زيد فأخرجه ابن أبي عاصم (974) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" (11/ 150) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي زيد مرفوعاً قال: -يعني في الخوارج- "يدعون إلى كتاب الله، وليسوا من الله في شيء، فمن قاتلهم كان أولى بالله منهم" وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقتادة مدلس وقد عنعن، وصالح بن أبي مريم البصري أبو الخليل لم يذكر سماعًا من أبي زيد فلا أدري أسمع منه أم لا. وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البخاري في باب قتل الخوارج، وفي باب من ترك قتال الخوارج للتألف، وفي فضائل القرآن - باب إثم من راءى بقراءة القرآن. وأما حديث أبي هريرة فقد تقدم الكلام عليه في المجمرعة الأولى - حديث رقم 3719 وأما حديث عائشة فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4061

باب ما جاء في المتأولين

باب ما جاء في المتأولين 1362 - (6156) قال الحافظ: وأخرج سمويه في "فوائده" من طريق عبد الرحمن بن حاطب قال: وكان حاطب من أهل اليمن حليفاً للزبير، فذكر القصة وفيها أنّ المكان على قريب من اثني عشر ميلاً من المدينة. وقال: وفي حديث عبد الرحمن بن حاطب: فكتب حاطب إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم. وقال: في رواية عبد الرحمن بن حاطب: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاطبًا فقال: "أنت كتبت هذا الكتاب؟ " قال: نعم، قال: "فما حملك على ذلك؟ " وقال: وفي رواية عبد الرحمن بن حاطب: أما والله ما ارتبت منذ أسلمت في الله. وقال: وفي رواية عبد الرحمن بن حاطب: ولكني كنت امرءاً غريباً فيكم، وكان لي بنون وإخوة بمكة فكتبت لعلي أدفع عنهم" (¬1) تقدم في هذه المجموعة - رقم 972 1363 - (6157) قال الحافظ: ونحوه في رواية ابن عباس عن عمر وزاد: فقرىء عليه فإذا فيه: من حاطب إلى ناس من المشركين من أهل مكة. وقال: وقد بين ذلك في حديث ابن عباس عن عمر بن الخطاب ولفظه: فأرسل إلى حاطب، فذكر نحو رواية عبد الرحمن، أخرجه الطبري بسند صحيح. وقال: وفي رواية ابن عباس: قال: والله إني لناصح لله ولرسوله. وقال: وفي حديث ابن عباس: قال عمر: فاخترطت سيفي وقلت: يا رسول الله، أمكني منه فإنه قد كفر. وقد أنكر القاضي أبو بكر بن الباقلاني هذه الرواية وقال: ليست بمعروفة، قاله في ¬

_ (¬1) 15/ 337 و338 و339

الرد على الجاحظ لأنه احتج بها على تكفير العاصي، وليس لإنكار القاضي معنى لأنها وردت بسند صحيح. وذكر البرقاني في "مستخرجه" أنَّ مسلماً أخرجها، ورده الحميدي. والجمع بينهما أنَّ مسلماً خرج سندها ولم يسق لفظها" (¬1) صحيح أخرجه البزار (197) وأبو يعلى (المطالب 3765/ 1) والطحاوي في "المشكل" (4436) والحاكم (4/ 77) عن عمر بن يونس بن القاسم اليمامي ويعقوب بن شيبة في "مسند عمر" (ص 54 - 55) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي قالا: ثنا عكرمة بن عمار ثنا أبو زُمَيل ثني ابن عباس ثني عمر بن الخطاب قال: كتب حاطب بن أبي بَلتعة إلى أهل مكة، فأطلع الله نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فبعث عليًا والزبير في أثر الكتاب، فأدركا امرأة، فأخرجاه من قَرْن من قرونها، فأتيا به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقرىء عليه، فأرسل إلى حاطب، فقال: "يا حاطب أنت كتبت هذا الكتاب؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال: "فما حملك على ذلك؟ " قال: يا رسول الله أما والله إني لناصح لله ولرسوله، ولكني كنت غريبًا في أهل مكة، وكان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت عليهم، فكتبت كتابًا لا يضر الله ورسوله شيئاً، وعسى أن يكون فيه منفعة لأهلي. قال عمر: فاخترطْتُ سيفي، ثم قلت: يا رسول الله أمكني من حاطب، فإنه قد كفر، لأضرب عنقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا ابن الخطاب، وما يدريك؟ لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم" قال البزار: لا نعلم روي عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" وقال يعقوب بن شيبة: حديث حسن الإسناد. قال علي بن المديني: لا نعلمه روي عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه" وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" ¬

_ (¬1) 15/ 339 و340

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 304 وقال العسقلاني: إسناده صحيح، وذكر الحميدي عن البرقاني أنَّ مسلماً أخرجه، قال الحميدي: ولم يذكره خلف ولا أبو مسعود. قلت: أخرج مسلم بهذا السند عدة أحاديث غير هذا" المطالب 4/ 173 وقال البوصيري: سنده صحيح" الإتحاف 9/ 357 قلت: وهو كما قالوا، وأبو زميل اسمه سماك بن الوليد الحنفي اليمامي. ***

كتاب الحيل

كتاب الحيل 1364 - (6157) قال الحافظ: وقد عمل به النبي -صلى الله عليه وسلم- في حق الضعيف الذي زنى، وهو من حديث أبي أمامة بن سهل في السنن" (¬1) له عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف طرق: الأول: يرويه أبو الزِّنَاد عبد الله بن ذكوان المدني عن أبي أمامة واختلف عنه: - فرواه سفيان بن عيينة عن أبي الزناد واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن أبي الزناد عن أبي أمامة أنَّ مقعداً عند جوار سعد زنى بامرأة، فاعترف، فأمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجلد بإثكال النخل. أخرجه الشافعي في "الأم" (6/ 122) وعبد الرزاق (16134) عن سفيان به. وأخرجه البيهقي (8/ 230) والبغوي في "شرح السنة" (2590) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7304) عن محمد بن منصور ثنا سفيان به. وأخرجه (7302) من طريق عبد الله بن المبارك عن سفيان به. • وقال داود بن مهران الدباغ البغدادي: ثنا سفيان عن أبي الزناد عن أبي أمامة عن أبي سعيد الخدري. أخرجه الدارقطني (3/ 100) وتابعه عمرو بن عون الواسطي ثنا سفيان به. ¬

_ (¬1) 15/ 359

أخرجه الدارقطني (3/ 100) قال البيهقي: المحفوظ عن سفيان مرسلاً" قلت: وإسناده إلى أبي أمامة صحيح، واختلف في صحبة أبي أمامة، والصحيح أنه ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه. -ورواه المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله القرشي الأسدي عن أبي الزناد عن أبي أمامة عن أبيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5565) عن المقدام بن داود المصري ثنا عبد الملك بن مسلمة الأموي ثنا المغيرة به. وإسناده ضعيف لضعف المقدام وعبد الملك. ولم ينفرد المغيرة به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه به. أخرجه الدارقطني (3/ 100 - 101) من طريق عبد العزيز بن محمد الأزدي ثنا ابن أبي الزناد به. وعبد العزيز لم أقف له على ترجمة، وعبد الرحمن ضعفه الجمهور. الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي أمامة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أُتي بامرأة قد زنت فقال: "ممن؟ " قالت: من المُقْعَد الذي في حائط سعد. فأرسل إليه، فأُتي به محمولاً فوضع بين يديه فاعترف، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإثكال فضربه، ورحمه لِزَمَانَتِهِ، وخفَّف عنه. أخرجه النسائي (8/ 212 - 213) عن حماد بن زيد وفي "الكبرى" (7305) عن هُشيم بن بَشير الواسطي و (7306) عن سعيد بن أبي هلال المصري ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد به. ورواته ثقات.

-ورواه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد واختلف عنه: • فرواه غير واحد عن سفيان كرواية حماد بن زيد ومن تابعه، منهم: 1 - عبد الرزاق (16134) 2 - الشافعي في "الأم" (6/ 122) ومن طريقه البيهقي (8/ 230) والبغوي (2590) 3 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7303) 4 - محمد بن منصور. أخرجه النسائي (7304) • ورواه داود بن مهران الدباغ عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن أبي أمامة عن أبي سعيد الخدري. أخرجه الدارقطني (3/ 100) وتابعه عمرو بن عون الواسطي ثنا سفيان به. أخرجه الطبراني (5446) والدارقطني (3/ 100) قال البيهقي: المحفوظ عن سفيان مرسلاً" قلت: وإسناده إلى أبي أمامة صحيح. الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي أمامة واختلف عنه: - فقال يونس بن يزيد الأَيْلي: عن ابن شهاب أخبرني أبو أمامة أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار أنه اشتكى رجل منهم حتى أُضْنِيَ فعاد جلدة على عظم، فدخلت عليه جارية لبعضهم، فَهَشَّ لها فوقع عليها، فلما دخل عليه رجال قومه يعودونه أخبرهم بذلك، وقال: استفتوا لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإني قد وقعت على جارية دخلت عليَّ، فذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقالوا: ما رأينا بأحد من الناس من الضر مثل الذي هو به، لو حملناه إليك لتفسخت عظامُهُ، ما هو إلا جلد على عظم، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذوا له مائة شِمْرَاخ فيضربوه بها ضربة واحدة. أخرجه أبو داود (4472) عن أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب أخبرني يونس به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 64) وإسناده صحيح. - ورواه موسى بن أعْيَن الجَزَري عن إسحاق بن راشد الجزري عن الزهري عن أبي أمامة واختلف عنه: • فرواه محمد بن موسى بن أعين عن أبيه عن إسحاق عن الزهري عن أبي أمامة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7307) • ورواه أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني عن موسى بن أعين عن إسحاق عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه. أخرجه النسائي (7308) والطبراني (5587) وحديث يونس أصح، وإسحاق بن راشد قال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك. الرابع: يرويه يعقوب بن عبد الله بن الأشج المدني عن أبي أمامة واختلف عنه: - فقال محمد بن عجلان المدني: ثني يعقوب عن أبي أمامة أنَّ امرأة زنت فحبلت، فأتي بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقيل لها: ممن هذا؟ قالت: من فلان. قال: من إنسان مقعد ضعيف. فسئل فاعترف، فقال: "اجلدوه" قالوا: نخشى أن يموت، قال: "اجلدوه بإثكول" أخرجه مسدد (الإتحاف 4752) عن يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7310) عن عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان به. ورواته ثقات. - ورواه محمد بن إسحاق المدني عن يعقوب بن عبد الله واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن ابن إسحاق عن يعقوب عن أبي أمامة عن سعيد بن سعد بن عبادة، منهم: 1 - يزيد بن هارون الواسطي. أخرجه أبو عبيد في "الغريب" (1/ 291) وأحمد بن حنبل (9/ 449 - 450) وأحمد بن منيع (الإتحاف 4753) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (969) والطبراني (5521) وأبو نعيم في "الصحابة" (3256) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2591) والمزي (10/ 462 - 463)

2 - عبد الله بن نمير. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المصباح 3/ 110) وابن ماجه (2574) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 293 - 294) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2024) والطبراني (5522) والبيهقي (8/ 230) 3 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه أحمد (21935). 4 - محمد بن سلمة الحراني. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7309) 5 - عبد الرحيم بن سليمان الكناني. أخرجه أبو القاسم البغوي (969) • ورواه سفيان بن وكيع بن الجراح عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ابن إسحاق عن يعقوب عن أبي أمامة عن سعد بن عبادة. أخرجه ابن ماجه (2/ 860) والأول أصح، وسفيان بن وكيع ضعيف. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف من الطريقين لأنَّ مدار الإسناد على ابن إسحاق وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة" المصباح 3/ 110 الخامس: يرويه زيد بن أبي أنيسة الجَزَري عن أبي حازم سلمة بن دينار واختلف عنه: - فقال أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني: ثني زيد عن أبي حازم عن أبي أمامة. أخرجه النسائي في "الكبرى" (7301) من طريق محمد بن سلمة الحراني ثني أبو عبدالرحيم به. - وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد. أخرجه النسائي (7299 و7300) وهكذا رواه فليح بن سليمان الخزاعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد. أخرجه الدارقطني (3/ 99) والبيهقي (8/ 230) وقال الدارقطني: كذا قال، والصواب: عن أبي حازم عن أبي أمامة بن سهل"

كتاب التعبير

كتاب التعبير باب رؤيا الصالحين 1365 - (6158) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد: "الرؤيا الصالحة" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 16/ 29) 1366 - (6159) قال الحافظ: ويشير إلى ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة" (¬2) أخرجه مسلم (2263) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ... " وأخرجه البخاري أيضاً (فتح 16/ 62 - 65) لكن لم يذكر هذه الزيادة. 1367 - (6160) قال الحافظ: ووقع عند مسلم أيضاً من حديث ابن عمر: "جزء من سبعين جزءاً" وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود موقوفاً، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عنه مرفوعاً، وله من وجه آخر عنه: "جزء من ستة وسبعين" وسندها ضعيف) (¬3) حديث ابن عمر أخرجه مسلم (2265) من طريق نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة" ¬

(¬1) 16/ 15 (¬2) 16/ 15 (¬3) 16/ 15

وحديث ابن مسعود له عنه طريقان: الأول: يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعي واختلف عنه: - فرواه عبيد بن إسحاق العطار عن زهير بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق واختلف عن عبيد: • فقال غير واحد: عن عبيد عن زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله الأصم عن ابن مسعود مرفوعاً: "الرؤيا بشرى من الله عز وجل، وهو من سبعين جزءاً من النبوة، وإنَّ ناركم هذه من سبعين جزءاً من سموم جهنم، وإنه من أتى المسجد ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث، ومن عقب الصلاة بعد الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث" أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2171) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطَّرَسوسي والهيثم بن كليب (829) عن أبي قِلاَبة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي والطبراني في "الكبير" (10532) عن محمد بن العباس المؤدب قالوا: ثنا عبيد بن إسحاق به. • ورواه محمد بن عبد الرحيم البغدادي عن عبيد بن إسحاق فقال: عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1864) وقال: هكذا رواه زهير، ولا نعلم رواه عن زهير إلا عبيد بن إسحاق" قلت: ذكره البخاري في "الضعفاء" فقال: ضعيف. وذكره النسائي أيضاً في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث. وزهير سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن. - ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن يمون عن ابن مسعود موقوفاً. أخرجه الطبراني (9057) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم المصري ثنا الفريابي ثنا سفيان به. وعبد الله بن محمد قال ابن عدي: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل. -ورواه مَعْمر بن راشد عن أبي إسحاق عن عمرو بن عاصم عن ابن مسعود موقوفاً.

أخرجه عبد الرزاق (20357) عن معمر به. وأخرجه الخطيب في "المتفق" (1171 و1172) من طريقين عن عبد الرزاق به. ومعمر لم أر من ذكره في الرواة عن أبي إسحاق قبل الاختلاط. الثاني: يرويه الرُّكَين بن الربيع بن عميلة الفزاري عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً: "الرؤيا الصادقة الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة" أخرجه الطبراني في "الصغير" (928) عن محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَة ثنا الفضل بن موسى السِّيْنَاني ثنا مِسْعر بن كِدَام عن الركين به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 221) عن الطبراني وأبي الشيخ قالا: ثنا محمد بن يحيى بن مالك به (¬1). قال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا الفضل بن موسى، تفرد به ابن أبي رزمة" قلت: وإسناده صحيح، والربيع بن عميلة سمع ابن مسعود كما قال البخاري في "التاريخ الكبير". 1368 - (6161) قال الحافظ: ولابن ماجه مثل حديث ابن عمر مرفوعاً، وسنده لين، وعند أحمد والبزار عن ابن عباس بمثله، وسنده جيد" (¬2) قلت: أخرجه ابن ماجه (3895) من حديث أبي سعيد مرفوعاً: "رؤيا الرجل المسلم الصالح جزءٌ من سبعين جزءاً من النبوة" أخرجه من طريق فِرَاس بن يحيى الهَمداني عن عطية بن سعد العَوْفي عن أبي سعيد. ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 55) وأبو يعلى (1335) والطحاوي في "المشكل" (2172) وأبو نعيم في "مسند فراس بن يحيى" (32) وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. ¬

_ (¬1) رواه علي بن سعيد بن بشير الرازي عن ابن أبي رزمة بلفظ: "جزء من ستة وسبعين جزءاً من النبوة" أخرجه الطبراني في "الكبير" (10540) وعلي بن سعيد مختلف فيه. (¬2) 16/ 15

باب الرؤيا من الله

وحديث ابن عباس أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 8071) وأحمد (2894) والبزار (كشف 2123) وأبو يعلى (2598) والطحاوي في "المشكل" (2169) والطبراني في "الكبير" (11727) من طرق عن إسرائيل بن يونس الكوفي عن سِمَاك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: "الرؤيا الصالحة جزءٌ من سبعين جزءاً من النبوة" قال البزار: لا نعلم رواه عن سماك إلا إسرائيل" قلت: وسماك مختلف فيه، وقد تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة، منهم: ابن المديني والعجلي ويعقوب بن شيبة. 1369 - (6162) قال الحافظ: وللترمذي والطبري من حديث أبي رزين العقيلي: "جزء من أربعين" وأخرجه الترمذي من وجه آخر كالجادة، وأخرجه الطبري من وجه آخر عن ابن عباس أربعين" (¬1) حديث أبي رزين تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2187 وحديث ابن عباس بلفظ أربعين لم أقف عليه. 1370 - (6163) قال الحافظ: وأخرج الطبري وأحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: "جزءٌ من تسعة وأربعين" (¬2) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4078 باب الرؤيا من الله 1371 - (6164) قال الحافظ: وفي حديث أبي رزين عند الترمذي: "ولا يقصها إلا على وادِّ أو ذي رأي" وفي أخرى: "ولا يحدث بها إلا لبيبًا أو حبيبًا" (¬3) تقدم قبل حديث. 1372 - (6165) قال الحافظ: وفي أخرى: "ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" (¬4) ¬

_ (¬1) 16/ 16 (¬2) 16/ 16 (¬3) 16/ 23 (¬4) 16/ 23

باب من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام

تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2185 1373 - (6166) قال الحافظ: وقد جاء في حديث أبي سعيد في الرقية بفاتحة الكتاب: "فجعل يجمع بزاقه" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 12/ 307) باب من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام 1374 - (6167) قال الحافظ: ووقع عند ابن ماجه من حديث أبي جُحيفة: "فكأنما رآني في اليقظة" (¬2) صحيح أخرجه ابن ماجه (3904) وأبو يعلى (881) وعثمان السمرقندي في "الفوائد" (56) والطبراني في "الكبير" (22/ 111) وتمام (1068 و1069 و1070) والمزي (13/ 141) من طرق عن صدقة بن أبي عمران الكوفي عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه مرفوعاً: "من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة، إنَّ الشيطان لا يستطيع أن يَتَمَثَّل بي" قال البوصيري: هذا إسناد حسن، صدقة بن أبي عمران مختلف فيه" المصباح 4/ 154 قلت: احتج به مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: صدوق، شيخ صالح، ليس بذاك المشهور. وقال أبو داود عن ابن معين: ليس بشيء. وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: لا أعرفه. وقال الدارقطني: مجهول، ضعيف. ولم ينفرد به بل تابعه زيد بن أبي أُنيسة الجَزَري عن عون عن أبيه به. أخرجه ابن حبان (6053) والطبراني (22/ 118) عن أبي عَروبة الحسين بن محمد ¬

_ (¬1) 16/ 25 (¬2) 16/ 38

باب القيد في المنام

الحراني ثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد به. وإسناده حسن، محمد بن وهب وأبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني صدوقان، والباقون ثقات. باب القيد في المنام 1375 - (6168) قال الحافظ: فقد ذكر مسلم في حديث عبد الله بن عمرو ما نصه: "فيبعث الله عيسى ابن مريم فيمكث في الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضه" (¬1) أخرجه مسلم (2940) من طريق يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي سمع ابن عمرو رفعه: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، فيبعث الله عيسى ابن مريم ... " 1376 - (6169) قال الحافظ: وهذا ورد معناه مرفوعاً في حديث أبي رزين عند أبي داود والترمذي وابن ماجه: "ولا يقصها إلا على وادِّ أو ذي رأي" (¬2) تقدم قبل ستة أحاديث. باب نزع الماء من البئر 1377 - (6170) قال الحافظ: وقد أخرج أحمد من حديث أبي الطفيل شاهداً لحديث ابن عمر وزاد فيه: "فوردت على غنم سود وغنم عفر" وقال فيه: "فأولت السود العرب والعفر العجم" (¬3) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1776 ¬

_ (¬1) 16/ 63 (¬2) 16/ 65 (¬3) 16/ 72

باب إذا رأى بقرا تنحر

باب إذا رأى بقراً تنحر 1378 - (6171) قال الحافظ: وقد وقع في حديث المائة سنة: "فَوَهِلَ الناس في مقالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَهَلاً" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 2/ 214 - 215) باب من لم ير الرؤيا لأول عابر 1379 - (6172) قال الحافظ: يشير إلى حديث أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر حديثاً فيه: "والرؤيا لأول عابر" وهو حديث ضعيف فيه يزيد الرقاشي" (¬2) ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 71) وفي "مسنده" (الإتحاف 8097 - المصباح 4/ 157) وأحمد بن منيع (الإتحاف 8098 - المصباح 4/ 157) وابن ماجه (3915) وأبو يعلى (4131) من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش عن يزيد بن أبان الرَّقَاشي عن أنس مرفوعاً: "إنَّ للرؤيا كنى، فَكَنُّوها بكُنَاها، واعتبروها بأسمائها، والرؤيا لأول عَابِر" قال البوصيري: مدار إسناده على يزيد الرقاشي وهو ضعيف" الإتحاف - المصباح قلت: والأعمش مدلس وقد عنعن. ... ¬

_ (¬1) 16/ 81 (¬2) 16/ 91

كتاب الفتن

كتاب الفتن باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء 1380 - (6173) قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد، أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد" (¬1) ورد من حديث الحسن بن علي ومن حديث عبد الرحمن بن أبي بكر ومن حديث عبد الرحمن بن عوف ومن حديث عبد الله بن الزبير ومن حديث عبد الله بن عمرو ومن حديث عمرو بن مرة الجهني ومن حديث عائشة ومن حديث الزهري وعطاء الخراساني مرسلاً. فأما حديث الحسن بن علي فأخرجه إسحاق في "مسنده" (المطالب 4455/ 1) وأبو يعلى (6764) والطبراني في "الكبير" (2740) من طرق عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى قال: كنت بين الحسن، والحسين ومروان يتسابان، فجعل الحسن يسكت الحسين، فقال مروان: أهل بيت ملعونون، فغضب الحسن وقال: أقلت: أهل بيت ملعونون؟ فوالله لقد لعنك الله على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنت في صلب أبيك. قال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط" المجمع 10/ 72 قلت: واختلف في سماع حماد منه أهو قبل الاختلاط أم بعده: فقيل: قبل الاختلاط، وقبل: بعده. والذي يظهر لي أنه سمع منه في الصحة والاختلاط، والله أعلم. ¬

_ (¬1) 16/ 117

ولم ينفرد به بل تابعه جرير بن عبد الحميد الضبي عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى النخعي قال: كنت يوماً مع الحسن والحسين فسبهما مروان سبّاً قبيحاً، حتى قال: والله إنكم لأهل بيت ملعونون، فقال الحسن والحسين أو أحدهما: والله، والله، ثم والله لقد لعنك الله علي لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنت في صلب الحكم، فسكت مروان. أخرجه إسحاق (المطالب 4455/ 3) عن جرير به. وأخرجه أبو يعلى (6766) عن أبي مَعْمر إسماعيل بن إبراهيم القَطيعي الهروي ثنا جرير به. وجرير سمع من عطاء بعد الاختلاط. وأما حديث عبد الرحمن بن أبي بكر فأخرجه البزار (2273) عن عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي وابن أبي حاتم في "التفسير" كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 159) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد أخبرني عبد الله البهي مولى الزبير قال: إني لفي المسجد حين خطب مروان، فقال: إنّ الله تعالى قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيًا حسناً، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر عمرَ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية؟ إنّ أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية في ولده إلا رحمة وكرامة لولده، فقال مروان: ألست الذي قال لوالديه: أفٍّ لكما؟ فقال عبد الرحمن: ألست ابن اللعين الذي لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أباك. قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه" وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن" المجمع 5/ 214 قلت: وإسناد ابن أبي حاتم صحيح. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه الحاكم (4/ 479) من طرق عن عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني حدثني أبي عن مِيْناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال: "هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون"

قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله، وميناء كذبه أبو حاتم" وأما حديث عبد الله بن الزبير فله عنه طريقان: الأول: يرويه عامر الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول وهو مستند إلى الكعبة: ورب هذا البيت لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البزار (2197) عن أحمد بن منصور بن سَيّار الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به. وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران" (217) من طريق حفص بن عمر المهرقاني ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه أحمد (16128) عن عبد الرزاق به إلا أنه لم يسم الحكم. قال البزار: وهذا الكلام لا نحفظه عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد صحيح. وقد رواه إسحاق (المطالب 4457/ 1) عن عبد الرزاق ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد والمجالد عن الشعبي مرسلاً. والأول أصح. ولم ينفرد سفيان به بل تابعه: 1 - أحمد بن بشير القرشي المخزومي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 299) 2 - أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبي. أخرجه الطبراني (300) 3 - محمد بن فضيل الكوفي. أخرجه البزار (6/ 159) عن علي بن المنذر الكوفي عن ابن فضيل به. - ورواه يحيى بن سليمان الجُعْفي عن ابن فضيل واختلف عنه: • فرواه أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي عن يحيى بن سليمان كرواية علي بن المنذر.

أخرجه الطبراني (299) • ورواه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين بن سعد المصري عن يحيى بن سليمان ثنا ابن فضيل عن ابن شُبْرُمة عن الشعبي عن عبد الله بن الزبير. أخرجه الطبراني (301) والأول أصح. ولم ينفرد إسماعيل بن أبي خالد به بل تابعه محمد بن سُوْقة الغنوي عن الشعبي عن ابن الزبير به. أخرجه الحاكم (4/ 481) من طريق أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري ثنا إبراهيم بن منصور الخراساني ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة به. وقال: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الرشديني ضعفه ابن عدي" الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله البهي مولى الزبير عن ابن الزبير أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن فلاناً وولده على هذا المنبر. أخرجه الطبراني (289) عن الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن حميد ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن يزيد به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، ويزيد بن أبي زياد أظنه الهاشمي الكوفي قال ابن معين وغيره: ليس بالقوي. وأما حديث ابن عمرو فيرويه عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري واختلف عنه: - فقال عبد الله بن نمير: ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن ابن عمرو قال: كنا جلوساً عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذهب عمرو بن العاص يلبسُ ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده: "ليدخلن عليكم رجل لعين" فوالله ما زلت وجلاً، أَتَشَوَّفُ داخلاً وخارجاً، حتى دخل فلان، يعني الحكم. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (الإتحاف 5449) وأحمد (6520) عن عبد الله بن نمير به.

وأخرجه البزار (2352) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان أنا عبد الله بن نمير به. ولفظه: فما زلت انظر وأخاف حتى دخل الحكم بن أبي العاص. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عمرو بهذا الإسناد" وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم فقد احتج بجميع رواته" الإتحاف 6/ 54 قلت: وإسناده صحيح، إلا أنَّ مسلماً لم يخرج رواية أبي أمامة عن ابن عمرو. - وقال عبد الواحد بن زياد البصري: ثنا عثمان بن حكيم ثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن ابن عمرو. أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 50 - 51) من طريق موسى بن إسماعيل البصري ثنا عبد الواحد به. وإسناده حسن، شعيب صدوق، والباقون ثقات. وأما حديث عمرو بن مرة فأخرجه أبو يعلى (المطالب 4454) والحاكم (4/ 481) من طريق علي بن الحكم البُنَاني عن أبي الحسن الجَزَري عن عمرو بن مرة قال: استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرف كلامه، فقال: "ائذنوا له، لعنه الله وكل ما خرج من صلبه إلا مؤمنيهم وقليل ما هم، يشرفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق" قال الحاكم: صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله فأبو الحسن من المجاهيل" وأما حديث عائشة فأخرجه النسائي في "الكبرى" (11491) عن علي بن الحسين الدرهمي ثنا أمية بن خالد عن شعبة عن محمد بن زياد قال: لما بايع معاويةُ لابنه، قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر، فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [الأحقاف: 17] فبلغ ذلك عائشة فقالت: كذب والله، ما هو به، ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه لسميته، ولكنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لعن أبا مروان، ومروان في صلبه، فمروان فَضَضٌ من لعنة الله. وأخرجه الحاكم (4/ 481) من طريق أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي ثنا علي بن الحسين به.

باب ظهور الفتن

وقال: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: فيه انقطاع، محمد لم يسمع من عائشة" قلت: هو القرشي الجُمَحي. وأما حديث الزهري وعطاء الخراساني فأخرجه الفاكهي (الإصابة 2/ 271) من طريق حماد بن سلمة ثنا أبو سنان عن الزهري وعطاء الخراساني أنَّ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص، فقالوا: يا رسول الله، ماله؟ قال: دخل عليَّ شق الجدار وأنا مع زوجتي فلانة، فكلح في وجهي" فقالوا: أفلا نلعنه نحن؟ قال: "لا، فإني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه" فقالوا: يا رسول الله، ألا نأخذهم؟ قال: "لا" ونفاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أبو سنان أظنه عيسى بن سنان الحنفي وهو مختلف فيه، وعطاء صدوق، وحماد والزهري ثقتان. باب ظهور الفتن 1381 - (6174) قال الحافظ: ولمسلم (2937) في آخر حديث النَّوَّاس بن سمعان الطويل في قصة الدجال وعيسى ويأجوج ومأجوج: "إذ بعث الله ريحاً طيبة، فتقبضُ روح كلِّ مؤمن ومسلم، ويبقى شرار الناس يَتهَارَجُون تَهَارُجَ الحُمُرِ، فعليهم تقوم الساعة" (¬1) باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا ترجعوا بعدي كفارًا 1382 - (6175) قال الحافظ: ولأحمد وأبي يعلى من حديث خَرَشَة بن الحُرِّ: "فمن أتت علبه فليمش بسيفه إلى صفاة فليضربه بها حتى ينكسر ثم ليضطجع لها حتى تنجلي" وقال: ووقع في رواية خرشة بن الحر عند أحمد وأبي يعلى مثل هذه الزيادة" (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 126 (¬2) 16/ 137 و138

باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم

أخرجه أحمد (16974 و17010) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1319 و1320 و1321) وأبو يعلى (924 و6854) والدولابي في "الكنى" (1013) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (614) والطبراني في "الكبير" (4180) وفي "مسند الشاميين" (1420 و2283) وابن عدي (2/ 524) وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 78 - 79) وأبو نعيم في "الصحابة" (2550 و2551 و2552 و2553) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 128) من طرق (¬1) عن ثابت بن عجلان الأنصاري قال: سمعت أبا كثير المحاربي يقول: سمعت خَرَشَةَ بن الحُرِّ (¬2) المحاربي يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ستكون من بعدي فتنة، النائم فيها خير من اليقظان، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن أتت عليه فليمش بسيفه إلى صَفَاة فليضربه بها حتى ينكسر، ثم ليضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت" قال الهيثمي: وفيه أبو كثير المحاربي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 300 قلت: أبو كثير ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن عبد البر في "الاستغناء" والحسيني في "الإكمال" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" ولم يذكروا عنه راوياً إلا ثابت بن عجلان، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلاً. وقال الحسيني في "التذكرة": مجهول. وثابت بن عجلان وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس، وذكره العقيلي في "الضعفاء". فهو حسن الحديث. باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم 1383 - (6176) قال الحافظ: وقد وجدت لهذه الزيادة شاهداً من حديث ابن مسعود عند أحمد وأبي داود بلقظ: "النائم فيها خير من المضطجع" ¬

_ (¬1) رواه محمد بن حمير الحمصي وإسماعيل بن عياش وأبو الزرقاء عبد الملك بن محمد الصنعاني ومحمد بن مهاجر الأنصاري وسويد بن عبد العزيز الدمشقي عن ثابت بن عجلان. (¬2) هكذا وقع في رواية أحمد وحده، ووقع عند ابن أبي عاصم وأبي يعلى والدولابي والبغوي وابن عدي والخولاني وأبي نعيم في المواضع الثلاثة الأخيرة: خرشة، غير منسوب. ووقع عند الباقين: خرشة المحاربي. وما وقع عند أحمد قال الحافظ في "التعجيل": هو وهم، والصواب: خرشة بن الحارث، وخرشة بن الحر آخر فزاري مختلف في صحبته، وترجمته في "التهذيب"، وأما هذا فقد صرح بسماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد بيّنه الحاكم أبو أحمد في "الكنى" بيانًا شافيًا في ترجمة أبي كثير"

باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة

وقال: في حديث ابن مسعود: "والماشي فيها خير من الراكب، والراكب فيها خير من المجري، قتلاها كلها في النار" وقال: وقد وقع في حديث ابن مسعود: قلت: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: "أيام الهرج" قلت: ومتى؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2738 1384 - (6177) قال الحافظ: في حديث أبي بكرة عند مسلم (2887): "من الساعي إليها" وزاد: "ألا فإذا نزلت فمن كانت له إبل فليلحق لإبله" الحديث. وقال: ووقع تفسيره عند مسلم في حديث أبي بكرة ولفظه: "فإذا نزلت فمن كان له إبل فليلحق بإبله" وذكر الغنم والأرض، قال رجل: يا رسول الله، أرأيت من لم يكن له؟ قال: "يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع" (¬2) باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة 1385 - (6178) قال الحافظ: وفي حديث أم سلمة عند مسلم (1854): "فمن أنكر بَرىءَ، ومن كره سَلِمَ" (¬3) باب إذا بقي في حُثَالة من الناس 1386 - (6179) قال الحافظ: وللطبراني من حديث سهل بن سعد قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في مجلس فيه عمرو بن العاص وابناه، فقال: فذكر مثله وزاد: "وإياكم والتلون في دين الله" (¬4) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2427 ¬

_ (¬1) 16/ 138 و140 (¬2) 16/ 138 و139 (¬3) 16/ 145 (¬4) 16/ 148

باب تغيبر الزمان حتى يعبدوا الأوثان

باب تغيبر الزمان حتى يعبدوا الأوثان 1387 - (6180) قال الحافظ: وقد ثبت أنَّ الآيات العظام مثل السلك إذا انقطع تناثر الخرز سرعة. وهو عند أحمد" (¬1) تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 4669 وله شاهد من حديث أبي هريرة تقدم أيضاً برقم 4368 باب خروج النار 1388 - (6181) قال الحافظ: جاء في حديث آخر: "أضاءت له قصور الشام" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1532 باب حدثنا مسدد 1389 - (6182) قال الحافظ: وأنَّ ذلك يقع قبل الدجال كما ورد في حديث سمرة عند الطبراني" (¬3) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4354 1390 - (6183) قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند الطبراني قوله: "وحتى تمرَّ المرأة بالقوم فيقوم إليها أحدهم فيرفع بذيلها كما يرفع ذنب النعجة فيقول بعضهم: ألا واريتها وراء الحائط؟ فهو يومئذ فيهم مثل أبى بكر وعمر فيكم" (¬4) ضعيف جدًا ¬

_ (¬1) 16/ 189 (¬2) 16/ 192 (¬3) 16/ 197 (¬4) 16/ 197

أخرجه الطبراني في "الكبير" (7807 و7863) من طريقين عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي عن أبي أمامة مرفوعاً: "إنَّ لهذا الدين إقبالاً وإدبارًا، ألا وإنَّ من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى إلا الفاسق والفاسقان ذليلان فيها، إنْ تكلما قهرا واضطهدا، وإنّ من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان، إن تكلما قهرا واضطهدا، ويلعن آخر هذه الأمة أولها، ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية، حتى تمرّ المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كلما يرفع بذنب النعجة، فقائل يقول يومئذ: ألا واريتها وراء الحائط، فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم، فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وتابعني" قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد وهو متروك" المجمع 7/ 262 و271 قلت: ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث. وقال الترمذي عن البخاري: ذاهب الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً. 1391 - (6184) قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث حذيفة: "ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4790 1392 - (6185) قال الحافظ: ولمسلم (2889) وأحمد (22395) من حديث ثوبان: "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان" (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 198 (¬2) 16/ 198

1393 - (6186) قال الحافظ: وقد وقع في حديث سلمة بن نفيل عند أحمد: "وبين يدي الساعة سنوات الزلازل" (¬1) صحيح أخرجه أحمد (16964) والدارمي (56) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (2461 و2462 و2463 و2464) والبزار (كشف 2422) وأبو يعلى (6861) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1036) وابن حبان (6777) والطبراني في "الكبير" (6356) وفي "مسند الشاميين" (687 و688) والحاكم (4/ 447 - 448) وأبو نعيم في "الصحابة" (3412) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 435) من طرق عن أرطاة بن المنذر الحمصي ثنا ضَمْرة بن حبيب قال: سمعت سلمة بن نفيل السَّكُوني قال: كنا جلوساً عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال له قائل: يا رسول الله! هل أُتيت بطعام من السماء؟ قال: "نعم" قال: وبماذا؟ قال: "بِمِسْخَنَةٍ" قالوا: فهل كان فيها فَضْلٌ عنك؟ قال: "نعم" قال: فما فعل به؟ قال: "رُفِعَ، وهو يُوحَى إليّ أني مَكفُوتٌ غيرُ لابث فيكم، ولستم لابثين بعدي إلا قليلاً، بل تلبَثُون حتى تقولوا: متى، وستأتون أفنادًا يُفني بعضُكم بعضاً، وبين يدي الساعة مُوْتَانٌ شديدٌ، وبعده سنواتُ الزلازل" قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وأرطاة وضمرة شاميان معروفان" وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجا لأرطاة، وهو ثبت، والخبر من غرائب الصحاح" وقال الهيثمي والبوصيري: رواته ثقات" المجمع 7/ 306 - مختصر الإتحاف 9/ 121 قلت: وإسناده صحيح، والشيخان لم يخرجا لضمرة بن حبيب أيضاً. 1394 - (6187) قال الحافظ: ثم وقفت على حديث لعبد الله بن عمرو ذكر فيه طلوع الشمس من المغرب، وفيه: فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، الآية، أخرجه الطبراني والحاكم (4/ 505 - 501) (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 200 - 201 (¬2) 16/ 202

باب ذكر الدجال

قلت: هو عن ابن عمرو قوله. 1395 - (6188) قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم وأصله في مسلم: "ثم ينفخ في الصور فيكون أول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق" وقال: في حديث ابن عمرو: "ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق" أخرجه مسلم" (¬1) أخرجه مسلم (2940) والحاكم (4/ 543 - 544) من طريق شعبة عن النعمان بن سالم قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود يقول: سمعت ابن عمرو رفعه: "يخرج الدجال في أمتي فيمكثُ أربعين" -لا أدري: أربعين يوماً، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عاماً- فذكر الحديث وقال فيه: "ثم يُنفخ في الصور فلا يسمعُهُ أحد إلا أصغى لِيتاً ورفع لِيتًا، وأول من يسمعه رجل يَلُوطُ حوض إبله، فيصعقُ، ويصعق الناس ... " 1396 - (6189) قال الحافظ: ووقع عند مسلم: "والرجل يليط في حوضه فما يصدر عنه حتى تقوم" (¬2) أخرجه مسلم (2954) من حديث أبي هريرة. وهو عند البخاري في الباب. باب ذكر الدجال 1397 - (6190) قال الحافظ: حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم الداري أخرجه مسلم (2942) " (¬3) 1398 - (6191) قال الحافظ: ففي حديث النَّوَّاس عند مسلم أنه يخرج عند فتح المسلمين القسطنطينية" (¬4) ¬

_ (¬1) 16/ 202 و253 (¬2) 16/ 202 (¬3) 16/ 204 (¬4) 16/ 204

أخرجه مسلم (2897) من حديث أبي هريرة رفعه: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدَابِقَ، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافُّوا قالتَ الروم: خلوا بيننا وبين الدين سُبُوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويُقتل ثلثُهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدًا، فيفتتحون قُسْطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إنّ المسيح قد خَلَفَكُم في أهليكم. فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يُعِدُّون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم فَأَمَّهُم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكنْ يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته" 1399 - (6192) قال الحافظ: أخرج مسلم في حديث ابن عمر عن حفصة أنه يخرج من غضبة يغضبها" (¬1) أخرجه مسلم (2932) من طريق نافع عن ابن عمر عن حفصة مرفوعاً: "إنما يخرج من غضبة يغضبها" 1400 - (6193) قال الحافظ: جاء في رواية أنه يخرج من خراسان، أخرج ذلك أحمد والحاكم من حديث أبي بكر" (¬2) يرويه أبو التَّيَّاح يزيد بن حميد البصري عن المغيرة بن سُبَيْع العجلي عن عمرو بن حريث القرشي المخزومي عن أبي بكر، وعن أبي التياح غير واحد، منهم: 1 - عبد الله بن شَوْذَب الخراساني. أخرجه البزار (47) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (59) وأبو يعلى (34 و35) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 359) عن أبي إسحاق محمد بن إبراهيم الفزاري وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (23) والبزار (46) والمروزي (58) وأبو يعلى (36) والداني في "الفتن" (628) ¬

_ (¬1) 16/ 204 (¬2) 16/ 204

عن محمد بن كثير المِصِّيصي كلاهما عن ابن شوذب عن أبي التياح عن المغيرة عن عمرو عن أبي بكر مرفوعاً: "إنَّ الدجال يخرج من أرض يقال لها: خراسان، بالمشرق، يتبعه أقوام كأنّ وجوههم المَجَانُ المُطْرَقَة" قال البزار: وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أبو بكر، والمغيرة بن سبيع فلا نعلم روى عنه إلا أبو التياح" قلت: روى عنه أيضاً أبو سنان الشيباني الكبير وأبو فروة الهمداني كما في "تهذيب الكمال"، ووثقه العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وابن شوذب وأبو التياح ثقتان، وعمرو بن حريث له صحبة. 2 - سعيد بن أبي عَروبة. أخرجه أحمد (12 و33) وعبد بن حميد (4) عن رَوح بن عُبادة البصري ثنا سعيد به. وأخرجه حنبل بن إسحاق (24) عن أحمد به. وأخرجه عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (34) من طريق إبراهيم بن خُزَيم الشاشي أنا عبد بن حميد به. وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 145) وابن ماجه (4072) والترمذي (2237) والبزار (48) والمروزي (57) وأبو يعلى (33) والحاكم (4/ 527) والداني (629) والخطيب في "التاريخ" (10/ 84 و14/ 67 - 68 و68) وفي "المتفق" (811) والمزي (28/ 364) من طرق عن روح بن عبادة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي التياح" وقال البزار: سعيد بن أبي عروبة لم يسمع من أبي التياح، ويرون إنما سمعه من ابن شوذب أو بلغه عنه فحدث به عن أبي التياح، وكان ابن أبي عروبة قد حدث عن جماعة يرسل عنهم، لم يسمع منهم، ولم يقل حدثنا ولا سمعت من واحد منهم، مثل: منصور بن المعتمر، وعاصم بن بهدلة، وغيرهما ممن روى عنهم ولم يسمع منهم، فإذا قال: أنا وسمعت كان مأموناً على ما قال" وقال يعقوب بن شيبة: لم يسمعه ابن أبي عروبة من أبي التياح، إنما سمعه من ابن شوذب عنه" النهاية لابن كثير ص 68

وقال الدارقطني: تفرد به روح بن عبادة عن سعيد، ويقال: إنَّ سعيد بن أبي عروبة إنما سمعه من ابن شوذب عن أبي التياح، ودلسه عنه، وأسقط اسمه من الإسناد" وقال الحاكم: صحيح الإسناد" قلت: سعيد مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضًا، وسماع روح منه قبل الاختلاط (سؤالات الآجري 1/ 350) وقد احتج الشيخان بروايته عنه. 3 - الحسن بن دينار البصري. أخرجه عبد الغني المقدسي (33) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا الحسن بن دينار به. قال الدارقطني: الحسن بن دينار ضعيف الحديث" العلل 1/ 276 4 - شعبة. أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (2/ 696 - 697) من طريق أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي قال: دخلت قزوين سنة ثلاث عشرة ومائتين، مع خالي محمد بن يزيد، وداود (¬1) العقيلي قاضيها. فدخلنا عليه، فدفع إلينا مَشْرَساً فيه مسند أبي بكر. فأول حديث رأيته فيه: ثنا شعبة عن أبي التياح ... فذكر هذا الحديث. فقلت: ليس هذا من حديث شعبة عن أبي التياح، وإنما هو من حديث سعيد بن أبي عروبة وعبد الله بن شوذب عن أبي التياح. فقلت لخالي: لا أكتب عنه إلا أن يرجع عن هذا. فقال خالي: أستحي أن أقول. فخرجت ولم أسمع منه شيئاً" وقال فيما حكاه عنه ابنه: داود بن إبراهيم هذا متروك الحديث، كان يكذب" الجرح والتعديل 1/ 2/ 407 1401 - (6194) قال الحافظ: وفي أخرى أنه يخرج من أصبهان، أخرجها مسلم" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1093 1402 - (6195) قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث أبي أمامة: "نزل عند الطريق الأحمر عند منقطع السبخة" ¬

_ (¬1) هو ابن إبراهيم قاضي قزوين. (¬2) 16/ 204

وقال: وعند ابن ماجه نحو هذه الزيادة من حديث أبي أمامة، وعند البزار من حديث عُبادة بن الصامت. وقال: وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه: "وإنّ من فتنته أنّ معه جنة وناراً، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه برداً وسلاما" وقال: وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه: "يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب" (¬1) حديث أي أمامة تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1489 وحديث عبادة سيأتي بعد أربعة أحاديث. 1403 - (6196) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس: "ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى العمرة والبياض، سبط الرأس" زاد في حديث أبى هريرة بنحوه: "كأنما خرج من ديماس" (¬2) حديث ابن عباس أخرجه البخاري (فتح 7/ 126) وحديث أبي هريرة أخرجه البخاري أيضاً (فتح 7/ 239) 1404 - (6197) قال الحافظ: وفي حديث جابر عند مسلم: "فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي" (¬3) أخرجه مسلم (167) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر مرفوعاً: "عُرض عليّ الأنبياء، فإذا موسى ضُربٌ من الرجال، كأنه من رجال شَنُوءَةَ، ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام فإذا أقربُ من رأيت به شَبَهاً عروة بن مسعود ... " 1405 - (6198) قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن مغفل عند الطبراني: "إنه آدم جَعْد" (¬4) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4771 ¬

_ (¬1) 16/ 207 و210 و214 و215 (¬2) 16/ 211 (¬3) 16/ 211 (¬4) 16/ 211

1406 - (6199) قال الحافظ: ووقع في حديث سمرة عند الطبراني وصححه ابن حبان والحاكم: "ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحي" شيخ من الأنصار" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4354 1407 - (6200) قال الحافظ: حديث عبادة بن الصامت: "رجل قصير أَفْحَج" وفي الحديث المذكور: "جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة ولا حَجْراء" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 758 1408 - (6201) قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن مغفل: "ممسوح العين" وفي حديث سمرة مثله، وكلاهما عند الطبراني ولكن في حديثهما: "أعور العين اليسرى" ومثله لمسلم عن حذيفة. وقال: وفي حديث حذيفة عند مسلم: "جُفَال الشعر" (¬3) حديث عبد الله وسمرة تقدما. وحديث حذيفة أخرجه مسلم (2934) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة الكوفي عن حذيفة مرفوعاً: "الدجال أعور العين اليسرى، جُفَال الشعر، معه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار" 1409 - (6202) قال الحافظ: قال القرطبي: جاء ذكر الظفرة في العين اليمنى في حديث سفينة، وجاء في العين الشمال في حديث سمرة. قال الحافظ: ووقع في حديث سفينة عند أحمد والطبراني: "أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة" وقال: وفي حديث سفينة عند أحمد والطبراني: "معه واديان أحدهما جنة والآخر نار، فناره جنة وجنته نار" (¬4) ¬

_ (¬1) 16/ 211 (¬2) 16/ 211 (¬3) 16/ 211 و216 (¬4) 16/ 212 - 214

أخرجه الطيالسي (ص 150 - 151) عن أبي مُكْرَم الحَشْرَج بن نُباتة الأشجعي ثنا سعيد بن جُمْهان عن سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه لم يكن نبي إلا وقد أنذر الدجالَ أمتَه، ألا وإنه أعور عين الشمال، وباليمنى ظَفَرَةٌ غليظة، بين عينيه كافر، يعني مكتوب: كاف فاء راء، ويخرج معه واديان: أحدهما جنة، والآخر نار، فناره جنة وجنته نار، فيقول الدجال للناس: ألست بربكم أحيي وأميت، ومعه نبيان من الأنبياء إني لأعرف اسمهما واسم آبائهما لو شئت أن أسميهما سميتهما، أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، فيقول: ألست بربكم أحيي وأميت؟! فيقول أحدهما: كذبت. فلا يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه، وبقول الآخر: صدقت، ويسمعه الناس، وذلك فتنة، ثم يسير حتى يأتى المدينة فيقول: هذه قرية ذاك الرجل، فلا يؤذن له أن يدخلها، ثم يسير حتى يأتى الشام، فيهلكه الله عند عقبة أَفِيق" وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 137 - 138) وأحمد (21929) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (27) والحر بي في "الغريب" (3/ 1127) والروياني (669) والدولابي في "الكنى" (529) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1193) والطبراني في "الكبير" (6445) وابن عدي (2/ 846) من طرق عن الحشرج به. ووقع عندهم (¬1): "معه ملكان من الملائكة يُشْبهان نبيين من الأنبياء" قال ابن كثير: إسناده لا بأس به ولكن في متنه غرابة ونكارة" النهاية ص 71 وقال الهثيمي: رجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر" المجمع 7/ 340 وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 10/ 546 قلت: الحشرج مختلف فيه، وسعيد وثقه ابن معين وغير واحد، فالإسناد حسن. وقوله: معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء، لم أره إلا في هذا الحديث. وقد ثبت في حديث النَّوَّاس بن سمعان عند مسلم (2937) أنَّ عيسى ابن مريم حين ينزل يضع كفيه على أجنحة ملكين. 1410 - (6203) قال الحافظ: وقع في حديث أبي سعيد عند أحمد: "وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخاعة في حائط مجصص، وعينه اليسرى كأنها ¬

_ (¬1) إلا الحربي والدولابي فإنهما روياه مختصرًا.

كوكب دري" ووقع عند أبي يعلى من هذا الوجه: "أعور ذو حدقة جاحظة لا تخفى كأنها كوكب دري" (¬1) ضعيف وله عن أبي سعيد طريقان: الأول: يرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني واختلف عنه: - فقال يحيى بن سعيد الأموي: ثنا مجالد عن أبي الوَدَّاك عن أبي سعيد رفعه: "إني خاتمُ ألف نبي أو أكثرُ، ما بُعث نبي يُتَّبَعُ إلا قد حذر أمته الدجال، وإني قد بُيِّن لي من أمره ما لم يُبَيَّنْ لأحد، وإنه أعور، وإنّ ربكم ليس بأعور، وعينه اليمنى عوراءُ جاحِظةٌ ولا تَخفى، كأنها نُخامةٌ في حائط مُجَصّصٍ، وعينه اليسرى كأنها كوكب دُرِّيٌّ، معه من كل لسان، ومعه صورةُ الجنةِ خضراءُ، يجري فيها الماءُ، وصورةُ النار سوداءُ تَدْخُنُ" أخرجه أحمد (11752) عن عبد المتعال بن عبد الوهاب الأنصاري ثنا يحيى بن سعيد به. وتابعه مروان بن معاوية الفزاري عن مجالد به. أخرجه الحاكم (2/ 597) والخطيب في "الفقيه" (943) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (75) من طريق أبي يعلى ثنا يحيى بن معين ثنا مروان به. وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: مجالد ضعيف" - وقال يحيى بن سعيد القطان: ثنا مجالد عن الشعبي عن جابر. أخرجه البزار (كشف 3380) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا يحيى بن سعيد به. وتابعه عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن مجالد به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 334 - 335) وقال: غريب من حديث الشعبي، تفرد به عمر بن إسماعيل عن أبيه عن مجالد" كذا قال، وقد توبع كما تقدم. وإسناده ضعيف لضعف مجالد. ¬

_ (¬1) 16/ 212

قال البوصيري: فيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 554 الثاني: يرويه عطية بن سعد العَوفي عن أبي سعيد مرفوعاً: "ألا إنَّ كل نبي قد أنذر أمته الدجال، وإنه يومه هذا قد أكل الطعام، واني عاهد عهدًا لم يعهده نبي لأمته قبلي، ألا إنَّ عينه اليمنى ممسوحة الحدقة جاحظة فلا تخفى كأنها نخاعة في جنب حائط، ألا وإنَّ عينه اليسرى كأنها كوكب دري معه مثل الجنة ومثل النار، فالنار روضة خضراء، والجنة غبراء ذات دخان ... " وذكر الحديث وفيه طول. أخرجه أحمد بن منيع (المطالب 4517) وعبد بن حميد (897) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (17) والبزار (كشف 3394 و3395) وأبو يعلى (1074 و1366) والحاكم (4/ 537 - 539) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 266) وفي "مسند فراس بن يحيى" (44) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (58) من طرق عن عطية العوفي به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد" وقال الحاكم: هذا أعجب حديث في ذكر الدجال، تفرد به عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري، ولم يحتج الشيخان بعطية" وقال الذهبي: قلت: عطية ضعيف" وقال البوصيري: مداره على عطية العوفي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 554 1411 - (6204) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي بن كعب عند أحمد والطبراني: "إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء" (¬1) صحيح أخرجه الطيالسي (ص 73) عن شعبة عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يحدث عن عبد الرحمن بن أبزى قال: سمعت ابن خباب يقول: سمعت أبي بن كعب يقول: ذُكر الدجال عند النبي -صلى الله عليه وسلم- أو قال: ذَكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الدجال فقال: "إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء، وتعوذوا بالله من عذاب القبر" وأخرجه أحمد (21145) عن الطيالسي به. وعلقه البخاري في "الكبير" (1/ 2/ 39) عن الطيالسي به. ¬

_ (¬1) 16/ 212

وأخرجه الهيثم بن كليب (1451) وأبو الشيخ في "الطبقات" (55) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 363) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 294 - 295) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (205) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" (65) من طرق عن الطيالسي به. وأخرجه أحمد (21146 و21147) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 78 - 79) والنسائي في "الإغراب" (55) والهيثم بن كليب (1452 و1453) وابن حبان (6795) وأبو الشيخ في "الأمثال" (294) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 247 و294 - 295) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (205) من طرق (¬1) عن شعبة به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الله بن أبي الهذيل، تفرد به حبيب" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 337 قلت: وإسناده صحيح، وابن خباب اسمه عبد الله كما جاء مصرحاً به عندهم. 1412 - (6305) قال الحافظ: ويؤيده ما دار بين أبي سعيد وبين ابن صَيَّاد فيما أخرجه مسلم (2927) وأنَّ ابن صياد قال له: ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه لا يدخل مكة ولا المدينة؟ وقد خرجت من المدينة أريد مكة" (¬2) 1413 - (6206) قال الحافظ: وفي حديث أبي سلمة عن أبي هريرة: "وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار" أخرجه أحمد" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 7/ 181) 1414 - (6207) قال الحافظ: وفي رواية عمر بن ثابت عن بعض الصحابة: "يقرؤه كل من كره عمله" أخرجه الترمذي" (¬4) أخرجه مسلم (4/ 2245) من طريق ابن شهاب الزهري أخبرني عمر بن ثابت ¬

_ (¬1) رواه محمد بن جعفر البصري ورَوح بن عبادة البصري ووهب بن جرير بن حازم البصري ومعاذ بن معاذ العنبري وحجاج بن نُصير الفَسَاطيطي عن شعبة هكذا. ورواه النضر بن شميل المازني عن شعبة فلم يذكر عبد الله بن خباب. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (21148) والأول أصح. (¬2) 16/ 213 (¬3) 16/ 214 (¬4) 16/ 215

الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم حذر الناسَ الدجال: "إنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن" 1415 - (6208) قال الحافظ: ونحوه في حديث معاذ عند البزار" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 758 1416 - (6209) قال الحافظ: ولأحمد عن جابر: "مكتوب بين عينيه كافر" مهجاة، ومثله عند الطبراني من حديث أسماء بنت عميس" (¬2) حديث جابر تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 758 وحديث أسماء بنت عميس أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 157) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا أبي ثنا أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر قال: حدثني بعض أصحابنا عن أسماء بنت عُميس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها لبعض حاجته ثم خرج، فشكت إليه الحاجة، فقال: "كيف بكم إذا ابتليتم بعبد قد سخرت له أنهار الأرض وثمارها، فمن اتبعه أطعمه وأكفره، ومن عصاه حرمه ومنعه؟ " قلت: يا رسول الله إنّ الجارية لتحبس على التنور ساعة تخبزها فأكاد أفتتن في صلاتي فكيف بنا إذا كان ذلك؟ فقال: "إنّ الله يعصم المؤمنين يومئذ بما يُعصم به الملائكة من التسبيح، إنَّ بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب" قال الهيثمي: وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 346 قلت: إسناده ضعيف للذي لم يسم، ومصعب بن إبراهيم قال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 117) 1417 - (6210) قال الحافظ: وفي حديث النَّوَّاس بن سمعان عند مسلم (2937) والترمذي (2245) وابن ماجه (4075): "شاب قَطَطٌ عينه قائمة" ولابن ماجه: "كأني أشبهه بعبد العُزى بن قَطَن" وعند البزار من حديث الفَلَتان بن عاصم: "أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليسرى كأنه عبد العزى بن قطن" ووقع في حديث أبي هريرة عند أحمد نحوه لكن قال: "كأنه قطن بن عبد العزى" ¬

_ (¬1) 16/ 215 (¬2) 16/ 215

باب لا يدخل الدجال المدينة

وزاد "فقال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال: "لا، أنت مؤمن وهو كافر" وهذه الزيادة ضعيفة فإنّ في سنده المسعودي وقد اختلط، والمحفوظ أنه عبد العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية كما قال الزهري. والذي قال: هل يضرني شبهه؟ هو أكثم بن أبي الجون، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي" (¬1) حديث أبي هريرة والفلتان تقدما في المجموعة الأولى - حديث رقم 1091 باب لا يدخل الدجال المدينة 1418 - (6211) قال الحافظ: وفي حديث النواس بن سمعان عند مسلم (2937): "فيدعو رجلاً ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك" (¬2) 1419 - (6212) قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو رفعه في ذكر الدجال: "دعو برجل لا يسلطه الله إلا عليه" فذكر نحو رواية أبي الوَدَّاك، وفي آخره: "فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه، فيقول: أخروه عني" (¬3) أخرجه الطبراني كما في "النهاية" لابن كثير (ص 76) عن جعفر بن أحمد الشامي ثنا أبو كريب ثنا فردوس الأشعري عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد عن ابن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الدجال: "ما شبه عليكم منه فإنَّ الله عز وجل ليس بأعور، يخرج فيكون في الأرض أربعين صباحاً يَرِدُ منها كلَّ مَنْهَل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة، الشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، ومعه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار، معه جبل من خبز، ونهر من ماء، يدعو برجل -لا يسلطه الله إلا عليه- فيقول: ما تقول فِيَّ؟ فيقول: أنت عدو الله، وأنت الدجال الكذاب، فيدعو بمنشار فيضعه حِذْوَ رأسه فيشقه حتى يقع بالأرض، ثم يحييه فيقول له: ما تقول؟ فيقول: والله ما كنت أشدَّ بصيرةً مني فيك الآن، أنت عدو الله الدجال الذي أخبرنا عنك رسول -صلى الله عليه وسلم-. قال: فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه فيقول: أخروه عني" ¬

_ (¬1) 16/ 216 (¬2) 16/ 217 (¬3) 16/ 219

وأخرجه الضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (34) من طريق محمد بن عبد الله بن ريذه عن الطبراني به. قال الذهبي: هذا حديث غريب، فردوس ومسعود لا يعرفان" النهاية وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم" المجمع 7/ 350 1420 - (6213) قال الحافظ: أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي عبيدة بن الجراح رفعه في ذكر الدجال: "لعله أن يدركه بعض من رآنى أو سمع كلامي" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 3083 1421 - (6214) قال الحافظ: وقع في حديث جابر: "يسيح في الأرض أربعين يوماً، يَرِدُ كل بلدة غير هاتين البلدتين: مكة والمدينة، حرمهما الله تعالى عليه، يوم من أيامه كالسنة، ويوم كالشهر، ويوم كالجمعة، وبقية أيامه كأيامكم هذه" أخرجه الطبراني، وهو عند أحمد بنحوه بسند جيد، ولفظه: "تُطوى له الأرض في أربعين يوماً إلا ما كان من طيبة" الحديث، وأصله عند مسلم (2937) من حديث النواس بن سمعان بلفظ: قلنا: يا رسول الله، فما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعون يوماً" فذكره وزاد: قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: "كالغيث استدبرته الريح" (¬2) حديث جابر تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 738 1422 - (6215) قال الحافظ: ووقع في حديث سَمُرَة: بظهر على الأرض كلها إلا الحرمين وبيت المقدس فيحصر المؤمنين فيه ثم يهلكه الله" (¬3) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4354 1423 - (6216) قال الحافظ: في حديث محجن بن الأدرع عند أحمد والحاكم في ذكر المدينة: "ولا يدخلها الدجال إن شاء الله، كلما أراد دخولها تلقاه بكل نقب من أنقابها ملك مصلت سيفه يمنعه عنها" (¬4) ¬

_ (¬1) 16/ 219 (¬2) 16/ 220 (¬3) 16/ 220 (¬4) 16/ 220

باب يأجوج ومأجوج

تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4682 1424 - (6217) قال الحافظ: ورد في حديث أبي أمامة عند ابن ماجه: "إنه يبدأ فيقول: أنا نبي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم" ووقع في حديث أبي أمامة المذكور: "وإنّ من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أبي ربك؟ فيقول: نعم، فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه يقولان له: يا بني اتبعه فإنه ربك، وإنّ من فتنته أن يمرّ بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، ويمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر والأرض أن تنبت فتمطر وتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظم وأمده خواصر وأدره ذروعًا" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1489 باب يأجوج ومأجوج 1425 - (6218) قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من حديث حذيفة نحو حديث أبي هريرة وفيه: "فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس حتى يسلم رجل منهم حين يريد الله أن يبلغ أمره فيقول المؤمن: غدًا نفتحه إن شاء الله فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتح" الحديث، وسنده ضعيف جداً" (¬2) لم أقف عليه، ولم يذكره السيوطي في "الدر المنثور". 1426 - (6219) قال الحافظ: وقد ورد في حالهم عند خروجهم ما أخرجه مسلم (2937) من حديث النَّوَّاس بن سمعان بعد ذكر الدجال وقتله على يد عيسى: "قال: ثم بأنيه قوم قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم ... " (¬3) ¬

_ (¬1) 16/ 221 (¬2) 16/ 225 (¬3) 16/ 225

1427 - (6220) قال الحافظ: وعند عبد بن حميد من حديث عبد الله بن عمرو: "فلا يمرون بشيء إلا أهلكوه" (¬1) لم أره في مسند عبد بن حميد، ولعله في تفسيره، ولم يذكره السيوطي في "الدر المنثور". ... ¬

_ (¬1) 16/ 226

كتاب الأحكام

كتاب الأحكام باب الأمراء من قريش 1428 - (6221) قال الحافظ: وشاهده عند مسلم عن جابر كالأول، وعند الطبراني من حديث سهل بن سعد، وعند أحمد وابن أبي شيبة من حديث معاوية، وعند البزار من حديث علي" (¬1) حديث جابر أخرجه مسلم (1819) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً رفعه: "الناس تبع لقريش في الخير والشر" وحديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني في "الكبير" (5841) و"الأوسط" (5592) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا معمر بن بكار السعدي ثنا إبراهيم بن سعد عن عبد العزيز بن المطلب عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً: "الناس تبع لقريش، خيارُهم لخيارهم، وشرارُهم لشرارهم" قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي حازم إلا عبد العزيز بن المطلب، ولا عن عبد العزيز إلا إبراهيم بن سعد، تفرد به معمر بن بكار، ولا يروى عن سهل بن سعد إلا بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 5/ 195 قلت: معمر بن بكار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال العقيلي في "الضعفاء": في حديثه وهم ولا يتابع على أكثره. ¬

_ (¬1) 16/ 235

وعبد العزيز بن المطلب صدوق، والباقون ثقات. وحديث معاوية أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 169) وفي "مسنده" (الإتحاف 5666) وأحمد (16928) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا عبد الله بن مبشر مولى أم حبيبة عن زيد بن أبي عَتّاب عن معاوية مرفوعاً: "الناس تَبَعٌ لقريش في هذا الأمر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فَقُهُوا، والله لولا أن تَبْطَرَ قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله عز وجل" وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1163) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الحافظ في "التغليق" (4/ 481) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به. وإسناده صحيح. وحديث علي يرويه عبد الملك بن عمير الكوفي واختلف عنه: - فقال محمد بن جابر السُّحَيمي: عن عبد الملك عن عمارة بن رويبة عن علي مرفوعاً: "الناس تبع لقريش: خِيارُهُم تَبَعٌ لخيارِهم، وشرارهم تبع لشرارهم" أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (790) وابن عدي (¬1) (6/ 2162 - 2163) والدارقطني في "العلل" (4/ 56) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد" (100) عن محمد بن سليمان المِصِّيصي لُوَين والبزار (512) عن عبد الله بن الوزير قالا: ثنا محمد بن جابر به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن علي إلا عمارة بن رويبة، ولا روى عمارة عن علي إلا هذا الحديث، ولا رواه عن عبد الملك بن عمير إلا محمد بن جابر" وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن عبد الملك غير محمد بن جابر" قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث. ¬

_ (¬1) سقط من إسناده: عن علي.

باب السع والطاعة للإمام

- ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عبد الملك فلم يذكر عمارة بن رويبة. قاله الدارقطني (4/ 56) وقال: وقول محمد بن جابر أشبه" باب السع والطاعة للإمام 1429 - (6222) قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من طريق غُندر عن شعبة بإسناد آخر إلى أبي ذر أنه انتهى إلى الرَّبَذة فإذا عبد يؤمهم، فذهب يتأخر لأجل أبي ذر، فقال أبو ذر: أوصاني خليلي، فذكر نحوه" (¬1) أخرجه مسلم (3/ 1468) والبيهقي (3/ 88) من طريق محمد بن جعفر البصري غُندر ثنا شعبة عن أبي عمران الجَوْني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنه انتهى إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة فإذا عبد يؤمهم، فقيل: هذا أبو ذر، فذهب يتأخر، فقال أبو ذر: أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث: إسمع وأطع ولو كان عبداً حبشيًا مجدع الأطراف" باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله 1430 - (6223) قال الحافظ: ومنه في الدعاء: "ولا تكلني إلى نفسي" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2077 باب ما يكره من الحرص على الإمارة 1431 - (6224) قال الحافظ: ويوضح ذلك ما أخرجه البزار والطبراني بسند صحيح عن عوف بن مالك بلفظ: "أولها: ملامة، وثانيها: ندامة، وثالثها: عذاب يوم القيامة إلا من عدل" ¬

_ (¬1) 16/ 239 - 240 (¬2) 16/ 242

وفي الطبراني الأوسط من رواية شريك عن عبد الله بن عيسى عن أبي صالح عن أبي هريرة -قال شريك: لا أدري رفعه أم لا؟ - قال: "الإمارة أولها ندامة، وأوسطها غرامة، وآخرها عذاب يوم القيامة" وله شاهد من حديث شداد بن أوس رفعه بلفظ: "أولها: ملامة، وثانيها: ندامة" أخرجه الطبراني" (¬1) حديث عوف بن مالك أخرجه البزار (2756) والطبراني في "الكبير" (18/ 71 - 72) و"الأوسط" (6743) عن هشام بن عمار الدمشقي والطبراني في "الكبير" (18/ 71 - 72) وفي "مسند الشاميين" (1195) عن أبي مُسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني قالا: ثنا صدقة بن خالد عن زيد بن واقد عن بُسْر بن عبيد الله عن يزيد بن الأصم قال: سمعت عوف بن مالك رفعه: "إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما فيها؟ " فقمت فناديت بأعلى صوتي: ما هي يا رسول الله؟ قال: "أولها: ملامة، وثانيها: ندامة، وثالثها: عار (¬2) يوم القيامة إلا من عدل، وكيف يعدل مع أقاربه؟ " قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عوف بن مالك إلا بهذا الإسناد، تفرد به زيد بن واقد" وقال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح" الترغيب 3/ 157 - 5/ 200 قلت: ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع بسر بن عبيد الله من يزيد بن الأصم أم لا فإنه لم يذكر سماعاً منه. وحديث أبي هريرة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5612) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن أبان الواسطي ثنا شريك عن عبد الله بن عيسى عن أبي صالح عن أبي هريرة -قال شريك: لا أدري رفعه أم لا؟ - قال: "الإمارة أولها: ندامة، وأوسيطها: غرامة، وآخرها: عذاب يوم القيامة" ¬

_ (¬1) 16/ 243 - 244 (¬2) وفي لفظ: عذاب.

باب من استرعى رعية فلم ينصح

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن عيسى إلا شريك، تفرد به محمد بن أبان" وقال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 3/ 157 قلت: شريك هو ابن عبد الله النخعي وهو مختلف فيه، والباقون ثقات. وحديث شداد بن أوس أخرجه الطبراني في "الكبير" (7186) من طريق يعقوب بن حُميد بن كاسب المدني ثنا إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة عن صفوان بن سليم عن داود بن صالح عن معاوية بن سعيد عن عنبسة بن أبي سفيان عن شداد بن أوس قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الإمارة فقال: "أول الأمارة ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب من الله يوم القيامة إلا من رحم وعدل وقال هكذا وهكذا بيده بالمال" ثم سكت ما شاء الله، ثم قال: "كيف بالعدل مع ذوي القربى" قال الهيثمي: وفيه إسحاق بن إبراهيم المزني وهو ضعيف" المجمع 5/ 200 باب من استرعى رعية فلم ينصح 1432 - (6225) قال الحافظ: زاد في رواية الطبراني من حديث عبد الله بن مغفل: "وعرفها يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين عاماً" (¬1) أخرجه الطبراني كما في "الترغيب" (3/ 177) ولفظه: "ما من إمام يبيت غاشاً لرعبته إلا حرّم الله عليه الجنة، وَعَرْفُها يوجد يوم القيامة مسيرةَ سبعين عاماً" باب القضاء والفتيا في الطريق 1433 - (6226) قال الحافظ: ووقع في حديث جابر الطويل في حجة الوداع عند مسلم (1216) "وطاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على راحلته ليراه الناس وليشرف لهم ليسألوه" (¬2) ¬

_ (¬1) 16/ 245 (¬2) 16/ 251

باب الحاكم يحكم بالقتل

باب الحاكم يحكم بالقتل 1434 - (6227) قال الحافظ: ومنه في حديث الزكاة: "ولا الشَّرَط اللئيمة" (¬1) أخرجه ابن سعد (7/ 421) والبخاري في "الكبير" (3/ 1/ 31 - 32) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 269 - 270) وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1062) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1759) والطبراني في "الكبير" (تحفة الأشراف، النكت الظراف 7/ 171 - 172) وفي "مسند الشاميين" (1870) وأبو نعيم في "الصحابة" (4528) والبيهقي (4/ 95 - 96) والمزي (16/ 164) عن عمرو (¬2) بن الحارث الحمصي وابن قانع في "الصحابة" (2/ 102 - 103) والطبراني في "الصغير" (555) عن أبي تقي عبد الحميد بن إبراهيم الحمصي قالا (¬3): ثنا عبد الله بن سالم الأشعري عن محمد بن الوليد الزُّبيدي ثنا يحيى بن جابر الطائي أنَّ عبد الرحمن بن جبير بن نُفير حدثه أنَّ أباه حدثه أنّ عبد الله بن معاوية الغاضري حدثهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث من فعلهن فقد طَعِمَ طَعْمَ الإيمان: من عبد الله تعالى وحده، فإنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسُهُ، رافدة عليه في كل عام، ولم يُعط الهَرِمَةَ، ولا الدرنة، ولا الشَّرَطَةَ اللئيمة ولا المريضة، ولكن من أوسط أموالكم، فإنّ الله لم يسألكم خيرَهُ، ولم يأمركم بشره، وزكى عبد نفسه" فقال رجل: وما تزكية المرء نفسه؟ قال: "يعلم أنّ الله معه حيث ما كان" ¬

_ (¬1) 16/ 254 (¬2) رواه عنه: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي. (¬3) قال أبو داود في "السنن" (2/ 239 - 240): وقرأت في كتاب عبد الله بن سالم بحمص عند آل عمرو بن الحارث الحمصي عن الزبيدي قال: وأخبرني يحيى بن جابر عن جبير بن نفير عن عبد الله بن معاوية الغاضري -من غاضرة قيس- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. ومن طريقه أخرجه الخطابي في "الغريب" (1/ 508) هكذا وقع عنده ليس فيه: عبد الرحمن بن جبير. وقد رواه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي عن عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم فأثبته. وتابعه أبو تقي الحمصي كما تقدم. وهو الصواب.

باب القضاء على الغائب

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن معاوية إلا بهذا الإسناد، ولا نعرف لعبد الله بن معاوية الغاضري حديثًا مسنداً غير هذا" قلت: وعمرو بن الحارث وعبد الحميد بن إبراهيم مختلف فيهما، والباقون ثقات. 1435 - (6228) قال الحافظ: ومنه في حديث الملاحم: "وتشترط شُرْطَة الموت" (¬1) أخرجه مسلم (2899) من حديث ابن مسعود. باب القضاء على الغائب 1436 - (6229) قال الحافظ: قال ابن قدامة: ... وبحديث الأمر بالمساواة بين الخصمين" (¬2) ضعيف وهو من حديث أم سلمة، وله عنها طريقان: الأول: يرويه عطاء بن يسار عن أم سلمة مرفوعاً: "إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقض وهو غضبان، وَلْيُسَوِّ بينهم في النظر، والمجلس، والإشارة، ولا يرفعُ صوتَهُ على أحد الخصمين فوق الآخر" أخرجه أبو يعلى (5867 و6924) والطبراني في "الكبير" (23/ 284) عن إسماعيل بن عياش والطبراني (23/ 284 - 285) والدارقطني (4/ 205) والبيهقي (10/ 135) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي كلاهما عن عباد بن كثير عن أبي عبد الله عن عطاء بن يسار به. قال البيهقي: هذا إسناد فيه ضعف" وقال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو ضعيف" المجمع 4/ 197 - التلخيص 4/ 193 ¬

_ (¬1) 16/ 254 (¬2) 16/ 295

باب بطانة الإمام

وقال الهيثمي في موضع آخر (4/ 194): وهو متروك" وهو كما قال. وأبو عبد الله ما عرفته. وتابعه أبو بكر مولى بني تميم عن عطاء بن يسار عن أم سلمة به. أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسند أم سلمة" (1846، نصب الراية 4/ 73 - 74) عن بقية بن الوليد [ثني أبو محمد] (¬1) عن أبي بكر مولى بني تميم به. وأخرجه محمد بن خلف المعروف بوكيع في "أخبار القضاة" (1/ 31) عن محمد بن يحيى بن خالد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه ثنا بقية ثني أبو محمد المخزومي به. واختلف فيه على بقية، فرواه كثير بن عبيد الحمصي عن بقية عن إسماعيل بن عياش ثني أبو بكر التميمي عن عطاء بن يسار عن أم سلمة. أخرجه الطبراني (23/ 386) وأبو محمد وأبو بكر ما عرفتهما. الثاني: يرويه عنبسة بن سعيد عن عبد الواحد عن مولاة لأم سلمة عن أم سلمة مرفوعاً: "إذا ابتلي أحدكم بالقضاء فلا يجلس أحد الخصمين مجلسًا لا يجلسه صاحبه، وإذا ابتلي أحدكم بقضاء فليتق الله في مجلسه، وفي لحظه، وفي إشارته" أخرجه محمد بن خلف (1/ 31) عن إبراهيم بن أبي عثمان عن عمر بن محمد بن الحسن عن أبيه عن عنبسة به. وإسناده ضعيف للمولاة التي لم تُسم، ومحمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي مختلف فيه. باب بطانة الإِمام 1437 - (6230) قال الحافظ: وإليه الإشارة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولكنَّ الله أعانني عليه فأسلم" (¬2) ¬

_ (¬1) وفي "نصب الراية": عن إسماعيل بن عياش. وما أدري ما وجهه فإنَّ كنية إسماعيل: أبو عتبة. (¬2) 16/ 315

أخرجه مسلم (2814) من طريق سالم بن أبي الجَعْد عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً: "ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينُهُ من الجن" قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإيايّ، إلا أنَّ الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمُرُني إلا بخير" ***

كتاب التمني

كتاب التمني باب ما يجوز من اللو 1438 - (6231) قال الحافظ: ومثل: "فاتقوا النار ولو بشقِّ تمرة" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 4/ 26) 1439 - (6232) قال الحافظ: ومثل: "ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1835 1440 - (6233) قال الحافظ: قال الطحاوي: وقوله في الحديث الآخر: "ورجل يقول: لو أنَّ الله آتاني مثل ما آتى فلاناً لعملت مثل ما عمل" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 17/ 284) ... ¬

_ (¬1) 16/ 354 (¬2) 16/ 354 (¬3) 16/ 359

كتاب الاعتصام

كتاب الاعتصام باب الاقتداء بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 1441 - (6234) قال الحافظ: ونحوه في حديث ربيعة الجُرَشي عند الطبراني. وقال: حديث ربيعة الجرشي عند الطبراني، وسنده جيد" (¬1) أخرجه الدارمي (11) والطبراني في "الكبير" (4597) وأبو نعيم في "الصحابة" (2767) وفي"الحلية" (2/ 288 - 289 و6/ 106) من طرق عن رَيْحان بن سعيد البصري ثنا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قِلاَبة عن عطية أنه سمع ربيعة الجرشي يقول: أُتي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقيل له: لتنم عينك، ولتسمع أذنك، وليعقل قلبك، قال: "فنامت عيناي، وسمعت أذناي، وعقل قلبي. فقيل لي: سيد بني داراً، فصنع مأدبة، وأرسل داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المأدبة، ورضي عنه السيد، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار، ولم يطعم من المأدبة، وسخط عليه السيد. فالله السيد، ومحمد الداعي، والدار الإِسلام، والمأدبة الجنة" قال أبو نعيم: حديث غريب من حديث أيوب وأبي قلابة لم نكتبه إلا من حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عنه" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 8/ 260 قلت: بل ضعيف لضعف عباد بن منصور البصري، وريحان بن سعيد مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه غير واحد، وتُكلم في روايته عن عباد: ¬

_ (¬1) 17/ 13 و14

فقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد. وقال البرديجي: فأما حديث ريحان عن عباد عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير. وقال العجلي: ريحان الذي يحدث عن عباد منكر الحديث. وأبو قلابة واسمه عبد الله بن زيد الجَرْمي مدلس وقد عنعن. وربيعة الجرشي مختلف في صحبته. 1442 - (6235) قال الحافظ: وأورد الرامهرمزي في كتاب "الأمثال" معناه من مرسل الضحاك بن مزاحم" (¬1) أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (5) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا مروان الفزاري عن جُويبر عن الضحاك أو غيره مرفوعاً: "بينا أنا بين النائم واليقظان إذ أتاني ملكان، فقال أحدهما: إنّ له مثلاً فاضرب له مثلاً، فقال: سيد بني داراً وأعد مأدبة وبعث مناديًا. فالسيد الله، والدار الجنة، والمأدبة الإِسلام، والداعي محمد -صلى الله عليه وسلم-" وإسناده واه، جويبر هو ابن سعيد البلخي قال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: لا يحتج بحديثه. 1443 - (6236) قال الحافظ: وقد أخرج أحمد والبزار والطبراني من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس نحو أول حديث سعيد بن أبي هلال لكن لم يسم الملكين، وساق المثل على غير سياق من تقدم، قال: "إنَّ مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إلى رأس مفازة، فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضاً معشبة وحياضًا رواء أتتبعوني؟ قالوا: نعم، فانطلق بهم فأوردهم فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم: إنَّ بين أيديكم رياضًا هي أعشب من هذه وحياضاً أروى من هذه فاتبعوني، فقالت طائفة: صدق والله لنتبعنه، وقالت طائفة: قد رضينا بهذا نقيم عليه" وهذا إن كان محفوظاً قوَّى الحمل على التعدد، إما للمنام وإما لضرب المثل، ولكن علي بن زيد ضعيف من قبل حفظه" (¬2) ¬

_ (¬1) 17/ 14 (¬2) 17/ 15

باب ما يكره من كثرة السؤال

ضعيف أخرجه أحمد بن حنبل (2402) وأحمد بن منيع (الإتحاف 8068 و8555) وعبد بن حميد (667) والبزار (كشف 2407) والطبراني في "الكبير" (12940) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن يوسف بن مِهْران عن ابن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاه فيما يرى النائمُ ملكان، فقعد أحدهما عند رجليه، والآخر عند رأسه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: اضرب مَثَلَ هذا، ومثلَ أمتِهِ. فقال: إنَّ مَثَلَه ومَثَل أمته كمثل قوم سَفْرِ، انتهوا إلى رأس مَفَازةٍ، فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المَفَازة، ولا ما يرجعون به، فبينما هم كذلك، إذ أتاهم رجل في حُلّةٍ حِبَرَةٍ، فقال: أرأيتم إنْ وَرَدْتُ بكم رياضًا مُعْشِبَة، وحياضًا رِواءً، أتتبعوني؟ فقالوا: نعم. قال: فانطلق بهم، فأوردهم ريضاً معشبة، وحياضًا رواء، فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم: ألم ألقكم على تلكَ الحال فجعلتم لي إن وردتُ بكم رياضًا معشبة، وحياضًا رواءً، أن تتبعوني؟ فقالوا: بلى. قال: فإنّ بين أيديكم رياضًا أعشبَ من هذه، وحياضاً هي أروى من هذه، فاتبعوني. قال: فقالت طائفة: صدق والله، لَنَتَّبِعَنَّه، وقالت طائفة: قد رضينا بهذا نُقيم عليه. قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس بهذا الإسناد" وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 8/ 260 وقال البوصيري: الإسناد يدور على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف" الإتحاف 9/ 67 قلت: وهو كما قال. 1444 - (6237) قال الحافظ: وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- الأحمق المطاع" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 627 باب ما يكره من كثرة السؤال 1445 - (6238) قال الحافظ: وفي مرسل السُّدِّي عند الطبري في نحو هذه القصة: فقام إليه عمر فقبل رجله وقال: رضينا بالله رباً، فذكر مثله وزاد: وبالقرآن إماماً فاعف عفا الله عنك، فلم يزل به حتى رضي" (¬2) مرسل ¬

_ (¬1) 17/ 17 (¬2) 17/ 29

أخرجه الطبري في "تفسيره" (7/ 81) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6882) من طريق أحمد بن مُفَضَّل القرشي الأموي ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ...} [المائدة: 101] الآية، قال: غضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً من الأيام، فقام خطيباً فقال: "سلوني، فإنكم لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به" فقام إليه رجل من قريش من بني سهم، يقال له: عبد الله بن حذَافة، وكان يُطعن فيه، فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: "أبوك فلان" فدعاه لأبيه، فقام إليه عمر، فقبل رجله وقال: يا رسول الله، رضينا باللهِ رباً، وبالإِسلام ديناً، وبك نبياً، وبالقرآن إماماً، فاعف عنا، عفا الله عنك، فلم يزل به حتى رضي، فيومئذ قال: "الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر" وإسناده حسن، وأسباط هو ابن نصر الهَمْداني. 1446 - (6239) قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث خزيمة بن ثابت مثله" (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (21) وأحمد (21867) وعبد بن حميد (215) وابن أبي عاصم في "السنة" (662) وأبو يعلى (الإتحاف 230) والطبراني في "الكبير" (3719) من طريق عبد الله بن لَهيعة ثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن عُمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري عن أبيه رفعه: "يأتي الشيطانُ الإنسانَ فيقول: من خلق السماوات؟ فيقول: الله، ثم يقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدُكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله" قال البوصيري: هذا الحديث مداره على عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف" الإتحاف 1/ 171 قلت: له شواهد، منها الحديث الذي بعده. 1447 - (6240) قال الحافظ: ولأحمد من حديث عائشة: "فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله، فإن ذلك يذهب عنه" (¬2) صحيح يرويه هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه واختلف عنه: ¬

_ (¬1) 17/ 33 (¬2) 17/ 33

- فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: "لن يدع الشيطانُ أن يأتي أحدَكم فيقولَ: من خلق السماوات والأرض؟ فيقولُ: الله، فيقول: فمن خلقك؟ فيقولُ: الله، فيقولَ: من خلق الله؟ فإذا حَسَّ أحدُكم بذلك فليقل: آمنت بالله وبرسله" رواه عن هشام هكذا: 1 - مروان بن معاوية الفزاري. أخرجه ابن حبان (150) عن العباس بن أحمد بن حسان السامي ثنا كثير بن عبيد المَذْحِجي ثنا مروان به. ورواته ثقات غير شيخ ابن حبان فلم أقف له على ترجمة، وأظنه العباس بن أحمد الشامي نزيل البصرة المترجم في "تاريخ دمشق"، ولم يذكر ابن عساكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره المزي وكذا ابن عساكر في الرواة عن كثير بن عبيد، والله أعلم. 2 - الضحاك بن عثمان بن عبد الله المدني. أخرجه أحمد (26203) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدني ثنا الضحاك به. ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "التوحيد" (46) وأخرجه البزار (كشف 50) عن حميد ثنا محمد بن إسماعيل به. قال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 2/ 461 وقال الحافظان العراقي والهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 33 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1558 قلت: الضحاك بن عثمان مختلف فيه، والباقون ثقات. 3 - عبد الله بن الأجلح الكندي الكوفي. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (660) وأبو يعلى (4704) عن عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي ثنا عبد الله بن الأجلح به. وإسناده حسن. 4 - إسماعيل بن عياش. أخرجه ابن أبي عاصم (661) من عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ثنا إسماعيل به.

وإسناده واه، قال الدارقطني وغيره: عبد الوهاب بن الضحاك متروك، وقال أبو داود: غير ثقة ولا مأمون. 5 - سفيان الثوري. أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (624) والهروي في "ذم الكلام" (507) من طريق عمار بن محمد الكوفي ابن أخت سفيان الثوري عن سفيان به. وإسناد حسن. 6 - ليث بن سالم. أخرجه ابن عدي (6/ 2108) وابن السني (626) من طريق عبيد بن واقد القيسي عن ليث به. وساقه بلفظ: "من وجد من هذا الوسواس شيئًا فليقل: آمنا بالله" قال ابن عدي: وهذا لا أعلم رواه عن ليث بن سالم غير عبيد بن واقد، وليث بن سالم ليس بالمعروف، إلا أني رأيت حديثًا برأسه لهشام بن عروة بهذا الإسناد أنكرته ولذلك ذكرته" وقال الذهبي: ليث بن سالم عن هشام لا يعرف، روى عنه عبيد بن واقد خبراً منكراً" الميزان 3/ 420 قلت: وعبيد بن واقد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكتب حديثه، وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. - ورواه سفيان بن عيينة عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه الحميدي (1153) ومسلم (134) وأبو داود (4721) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (27) والنسائي في "اليوم والليلة" (662) وأبو عوانة (1/ 82) والطبراني في "الدعاء" (1267) وابن منده في "الإيمان" (352) واللالكائي (192) وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (343) وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 146) والهروي (506) • وتابعه أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب عن هشام به. أخرجه أحمد (8376) ومسلم (1/ 120) والطبراني في "الدعاء" (1268) وابن منده (353) وأبو نعيم في "المستخرج" (344) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (62)

باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم

• قال أبو زرعة: حديث عبد الله بن الأجلح والضحاك بن عثمان خطأ، والصحيح حديث ابن عيينة" العلل لابن أبي حاتم 2/ 158 - 159 - ورواه غير واحد عن هشام عن أبيه مرسلاً، منهم: 1 - وكيع في "الزهد" (226) 2 - مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (20440) 3 - عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه هناد في "الزهد" (947) باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم 1448 - (6241) قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم من طريق أبي العالية عن ابن عباس قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر حديثاً في حصى الرمي وفيه: "وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من قبلكم الغلو في الدين" (¬1) صحيح يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي واختلف عنه: - فقال غير واحد: عن عوف ثنا زياد بن حصين ثني أبو العالية الرياحي قال: قال لي عبد الله بن عباس: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غداةَ العقبة (¬2) وهو واقف على راحلته (¬3). "هاتِ (¬4) الْقُطْ لي" فَلَقَطْتُ له (¬5) حصيات، وهي حصى الخَذْفِ، فلما (¬6) وضعتُهُنّ (¬7) في ¬

_ (¬1) 17/ 36 (¬2) ولفظ أحمد: "جَمْع" وفي لفظ لأبي يعلى: "الجمرة" (¬3) ولفظ ابن ماجه: "ناقته" (¬4) وفي لفظ: "هلم" (¬5) زاد ابن ماجه: "سبع" (¬6) ولفظ ابن ماجه: "فجعل ينفضهنّ في كفه ويقول" (¬7) وفي لفظ: "وضعهنّ"

يده، قال: "نعم، بأمثال هؤلاء (¬1)، بأمثال هؤلاء (¬2)، وإياكم والغُلوُّ في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين" أخرجه ابن سعد (2/ 180 - 181) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي وابن أبي شيبة (النسخة المفقودة 196) وأحمد (3248) والنسائي (5/ 218) وفي "الكبرى" (4063) وابن الأعرابي (529) عن إسماعيل بن علية وابن ماجه (3029) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأبو يعلى (2427) وابن حبان (3871) عن عبد الله بن المبارك وأبو يعلى (2427) وابن الجارود (473) والهروي في "ذم الكلام" (58) عن عيسى بن يونس الكوفي وابن خزيمة (2867 و2868) والحاكم (1/ 466) عن محمد بن جعفر البصري وابن خزيمة عن محمد بن أبي عدي البصري وعن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي والحاكم (1/ 466) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي والطبراني في "الكبير" (12747) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 223) عن هَوذة بن خليفة البصري ¬

_ (¬1) زاد ابن أبي شيبة وابن ماجه: "فارموا" (¬2) زاد ابن ماجه: "يا أيها الناس"

والطبراني (12748) عن سفيان الثوري والهروي (58) عن النضر بن شميل المازني وعن الهَيّاج بن بِسطام التميمي وأحمد (1851) وأبو يعلى (2472) عن هُشيم بن بَشير الواسطي كلهم عن عوف به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" وقال ابن تيمية: إسناده صحيح على شرط مسلم" اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 289 قلت: إسناده صحيح إلا أنَّ البخاري لم يخرج لزياد بن الحصين المصري شيئًا، ولم يخرج مسلم رواية عوف عن زياد. - ورواه يحيى بن سعيد القطان عن عوف عن زياد عن أبي العالية -قال عوف: لا أدري الفضل أو عبد الله بن عباس-. أخرجه أحمد (3248) وابن خزيمة (2868) - ورواه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن عوف عن زياد عن أبي العالية قال: سمعت ابن عباس يقول: حدثني الفضل بن عباس. أخرجه عبد الرزاق في "الأمالي" (182) عن جعفر به. ومن طريقه أخرجه الطبراني (18/ 289) والبيهقي (5/ 127) وقال الطبراني: وروى هذا الحديث جماعة عن عوف، منهم: الثوري، فلم يقل أحد: عن ابن عباس عن أخيه إلا جعفر بن سليمان، ولا رواه عن جعفر إلا عبد الرزاق" - ورواه حماد بن زيد عن عوف فلم يذكر زياد بن الحصين. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (102) والأول أصح.

باب ما يذكر من ذم الرأي

باب ما يذكر من ذم الرأي 1449 - (6242) قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق يزيد بن الأصم عن أبي هريرة: فذكر الحديث وفيه: "ويرفع العلم" فسمعه عمر فقال: أما إنه ليس يُنزع من صدور العلماء، ولكن بذهاب العلماء. وهذا يحتمل أن يكون عند عمر مرفوعاً فيكون شاهداً قوياً لحديث عبد الله بن عمرو" (¬1) صحيح أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة" (317 و318) وأحمد (10231 و10955) والحارث (63) والطحاوي في "المشكل" (318) وأبو نعيم في "الحلية" (9914) وفي "الرواة عن الفضل بن دكين" (27) من طرق (¬2) عن جعفر بن برقان الجَزَري ثنا يزيد بن الأصم قال: سمعت أبا هريرة رفعه: "تَظهر الفتن ويَكثر الهَرْج" قلنا: وما الهرج؟ قال: "القتل، ويُقبض العلم" فقال عمر لما سمع أبا هريرة يَأثُرُهُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أما إنَّ قبض العلم ليس بشيء يُنتزع من صدور الرجال، ولكنه فناء العلماء. وإسناده صحيح على شرط مسلم. قال الهيثمي والبوصيري: هو في الصحيح غير قصة العلم" بغية الباحث 1/ 203 - الإتحاف 1/ 329 قلت: أخرجه البخاري (فتح 1/ 192) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) 17/ 48 (¬2) رواه عيسى بن يونس الكوفي ووكيع بن الجراح وأبو نعيم الفضل بن دكين وكثير بن هشام الكلابي عن جعفر بن برقان. - ورواه محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي المعروف ابن كُنَاسة عن جعفر بن برقان واختلف عنه: • فرواه الحارث بن أبي أسامة عن ابن كناسة كرواية عيسى بن يونس ومن تابعه. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 99) • ورواه محمد بن الفرج الأزرق عن ابن كناسة فقال: عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب. أخرجه البيهقي في "المدخل" (849) والأول أصح.

باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل مما لم ينزل عليه الوحي

و (فتح 13/ 67) ومسلم (4/ 2057) من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة. ومسلم من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. 1450 - (6243) قال الحافظ: لقوله في حديث معاذ: "إنهم بالشام" وفي لفظ: "ببيت المقدس" (¬1) قلت: هو عن معاذ قوله. أخرجه البخاري (فتح 7/ 445 و17/ 219) باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُسأل مما لم ينزل عليه الوحي 1451 - (6244) قال الحافظ: ومثله حديث يعلي بن أمية في قصة الذي سأل عن العمرة وهو لابس الجبة فسكت حتى جاءه الوحي، فلما سُرِّي عنه أجابه" (¬2) أخرجه البخاري (فتح 4/ 363 - 364 و434) باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 1452 - (6245) قال الحافظ: ثم أورد من حديث أبي أمامة نحو حديث الباب وزاد فيه: قيل: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس" وقال: ووقع في حديث أبي أمامة عند أحمد: "إنهم ببيت المقدس"، وللطبراني من حديث البهزي نحوه، وفي حديث أبي هريرة في "الأوسط" للطبراني: "يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم، ظاهرين إلى يوم القيامة" (¬3) ¬

_ (¬1) 17/ 48 (¬2) 17/ 53 (¬3) 17/ 58 و58 - 59

حديث أبي أمامة أخرجه أحمد (22320) والمحاملي (499) والطبراني في "الكبير" (7643) وفي "مسند الشاميين" (860) من طرق عن ضَمْرة بن ربيعة الفلسطيني عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لَأْواءَ، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس" قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 288 قلت: عمرو بن عبد الله الحضرمي وثقه يعقوب بن سفيان والعجلي وابن حبان، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راويًا إلا يحيى بن أبي عمرو. وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي عمرو. وقال في "الديوان": مجهول. وقال في "المغني": لا يعرف. وضمرة ويحيى ثقتان. وحديث البهزي أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 298) عن محمد بن عبد العزيز الرَّمْلي ثنا عباد بن عباد أبو عتبة عن أبي زرعة عن أبي وعلة -شيخ من عك- قال: قدم علينا كريب من مصر يريد معاوية، فزرناه، فقال: ما أدري عدد ما حدثني مُرّة البهزي في خلاء وفي جماعة أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم، وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم كذلك" فقلنا: يا رسول الله، من هم؟ وأين هم؟ قال: "بأكناف بيت المقدس" وأخرجه الخطيب في "المتفق" (990) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن مسعود الأصبهاني ثنا محمد بن عبد العزيز به. وإسناده ضعيف، محمد بن عبد العزيز مختلف فيه، وعباد بن عباد وثقه ابن معين وغيره، وأبو زرعة هو يحيى بن أبي عمرو السيباني وثقه أحمد وغيره، وأبو وعلة مجهول لم يرو عنه إلا السيباني، وقد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وكريب هو ابن أبرهة الأصبحي وثقه العجلي وابن حبان. - ورواه أبو يحيى زكريا بن نافع الأُرْسُوفي عن عباد بن عباد واختلف عنه:

• فرواه يعقوب بن سفيان (2/ 298) عنه كرواية محمد بن عبد العزيز الرملي. • ورواه حصين بن وهب الأُرْسُوفي عن زكريا بن نافع فقال فيه: عن أبي زرعة السيباني عن أبي زرعة الوعلاني عن كريب السحولي ثني مرة البهزي به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 317 - 318) قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 7/ 289 قلت: شيخ الطبراني لم أر من ترجمه، وأبو زرعة الوعلاني هكذا وقع في رواية الطبراني، والصواب: أبو وعلة، وهو مجهول كما تقدم، والباقون كلهم معروفون. وحديث أبي هريرة له عنه طرق: الأول: يرويه إسماعيل بن عياش عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خِذْلَانَ من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة" أخرجه أبو يعلى (6417) والطبراني في "الأوسط" (47) وابن عدي (7/ 2545) وتمام (¬1) (1773) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. قال الطبراني: لم يروه عن عامر الأحول إلا الوليد بن عباد، تفرد به إسماعيل بن عياش" وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن عباد، والوليد ليس بمستقيم، ولا يروي عنه غير إسماعيل" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 60 - 61 وقال في موضع آخر: وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول" المجمع 7/ 288 وكذا قال المنذري في "الترغيب" (2/ 194) والذهبي في "الميزان". وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته. ¬

_ (¬1) رواه تمام عن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم ثنا أبي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا ابن عياش به. ورواه عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 60) عن أحمد بن سليمان فقال فيه: عن عاصم الأحول عن أبي مسلم الخولاني، وهو تصحيف، والصواب الأول.

الثاني: يرويه أبو علقمة نصر بن علقمة الحضرمي الحمصي أنَّ عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي قالا: إنّ أبا هريرة وابن السِّمْط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة، وذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل، لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهب حربٌ نَشِبَ حربُ قوم آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع" وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هم أهل الشام" ونكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصبعه يومىء بها إلى الشام حتى أوجعها. أخرجه البخاري في "الكبير" (2/ 2/ 248) ويعقوب بن سفيان (2/ 296 - 297) عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي ثنا يحيى بن حمزة ثني أبو علقمة به. - ورواه هشام بن عمار الدمشقي عن يحيى بن حمزة فلم يذكر ابن السمط. أخرجه ابن ماجه (7) والهروي في "ذم الكلام" (685) وتابعه محمد بن المبارك الصوري ثنا يحيى بن حمزة به. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7944) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 307) وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نصر بن علقمة إلا يحيى بن حمزة" قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه كلهم ثقات، وابن السمط اسمه شَرْحبيل. الثالث: يرويه أبو مُعَيد حفص بن غيلان الدمشقي أخبرني نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا تزال عصابةٌ من أمتي قوامةً بأمر الله لا يضرها من خالفها، تقاتلُ أعداءَ الله، كلما ذهبتْ حربٌ نَشَبَتْ حربُ قومٍ آخرين حتى تأتيهم الساعة" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1563 و2496) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثنا أبو الجُمَاهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا الهيثم بن حميد ثني أبو معيد به. وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن محمد الدمشقي.

باب وكذلك جعلناكم أمة وسطا

باب وكذلك جعلناكم أمة وسطا 1453 - (6246) قال الحافظ: أخرجه الترمذي مصححاً من حديث الحارث بن الحارث الأشعري: فذكر حديثاً طويلاً وفيه: "وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهنَّ: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنَّ من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 3692 باب أجر الحاكم إذا اجتهد 1454 - (6247) قال الحافظ: وأخرج من حديث عقبة بن عامر نحوه بغير قصة بلفظ: "ذلك عشرة أجور" وفي سنده ضعف" (¬2) ضعيف وله عن عقبة طريقان: الأول: يرويه فرج بن فَضالة الحمصي عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عقبة قال: جاء خصمان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يختصمان، فقال لي: "قم يا عقبة اقض بينهما" قلت: يا رسول الله، أنت أولى بذلك مني، قال: "وإن كان، اقض بينهما، فإن اجتهدت فأصبت فلك عشرة أجور، وإن اجتهدت فأخطأت فلك أجر واحد" أخرجه أحمد (17825) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 150) والروياني (271) والدارقطني (4/ 203) من طرق عن فرج بن فضالة به. قال الحافظ: وفيه فرج بن فضالة وهو ضعيف" التلخيص 4/ 180 الثاني: يرويه أبو عمر حفص بن عبد الله الأسدي الكوفي عن كثير بن شِنْظير عن أبي العالية الرِّياحي عن عقبة قال: جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده خصمان يختصمان فقال لي: ¬

_ (¬1) 17/ 80 - 81 (¬2) 17/ 84

باب الحجة على من قال: إن أحكام النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت ظاهرة

"اقض بينهما" فقلت: بأبي أنت وأمي، أنت أولى بذلك. فقال: "اقض بينهما" فقلت: على ماذا؟ فقال: "اجتهد، فإذا أصبت ذلك عشر حسنات، وإذا أخطأت فلك حسنة" أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1606) و"الصغير" (131) من طريق محمد بن الحسن الأسدي ثنا حفص بن سليمان به. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن كثير إلا حفص، تفرد به محمد بن الحسن، ولا يروى عن عقبة إلا بهذا الإسناد" كذا قال، وقد تقدم له إسناد آخر أيضاً، ولم ينفرد محمد بن الحسن به بل تابعه بكر بن بكار القيسي ثنا حفص بن سليمان به. أخرجه ابن عدي (2/ 790) وقال: هذا الحديث عن كثير بن شنظير لا يرويه غير حفص بن سليمان" وقال الهيثمي: وفيه حفص بن سليمان الأسدي وهو متروك" المجمع 4/ 195 وللحديث شاهد عن ابن عمر قال: إنّ خصمين اختصما إلى عمر فقضى بينهما. فسخط المقضي عليه، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قضى القاض فاجتهد، فأصاب، كان له عشرة أجور، وإن اجتهد وأخطأ كان له أجر، أو أجران" أخرجه ابن عبد الحكم (ص 150) من طريق عبد الله بن لَهيعة عن الحارث بن يزيد عن سلمة بن أكسوم عن ابن حجيرة عن القاسم بن البرحى قال: سمعت ابن عمر به. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. باب الحجة على من قال: إنَّ أحكام النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت ظاهرة 1455 - (6248) قال الحافظ: ثم ذكر حديث أبي بكر في الجدة، وهو في "الموطأ" (¬1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه: - فقال مالك (2/ 513): عن ابن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خَرَشَةَ عن قَبيصة بن ذُؤيب أنه قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها فقال لها أبو ¬

_ (¬1) 17/ 86

بكر: مالك في كتاب الله شيء، وما علمت لك في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً، فارجعي حتى أسأل الناس، فسأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة، فأنفذه لها أبو بكر الصديق. ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها، فقال لها: مالك في كتاب الله شيء، وما كان القضاء الذي قُضي به إلا لغيرك، وما أنا بزائد في الفرائض شيئًا، ولكنه ذلك السدس، فإن اجتمعتما فهو بينَكما، وأيتكما خلت به فهو لها. أخرجه أحمد (17980) والبخاري في "الكبير" (3/ 2/ 213) وأبو داود (2894) وابن ماجه (2724) والترمذي (2101) وعبد الله بن أحمد (17980) وأبو يعلى (119) وابن الجارود (959) وابن حبان (6031) والطبراني في "الكبير" (19/ 229 و20/ 438 - 439) وفي "مسند الشاميين" (2125) والبيهقي (6/ 234) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 91) والبغوي في "شرح السنة" (2221) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (290) والمزي (19/ 338 - 339 و339 - 340) من طرق عن مالك به. قال البخاري: مرسل" وقال الترمذي: حسن صحيح" تهذيب الكمال 19/ 339 - تحفة الأشراف 8/ 361 وقال أحمد بن زهير بن حرب: كذا قال مالك: عن الزهري عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، ولم يتابعه أحد على هذا" التمهيد 11/ 91 وقال عبد الله بن أحمد: لم يسنده عن الزهري أحد إلا مالك" وقال الطبراني: لم يدخل أحد ممن روى هذا الحديث في الإسناد فيما بين الزهري وقبيصة: عثمان بن إسحاق بن خرشة، إلا مالك بن أنس" كذا قالوا، وقد توبع مالك كما سيأتي. وقال ابن حزم: هذا لا يصح، حديث قبيصة منقطع، لأنه لم يدرك أبا بكر، ولا سمعه من المغيرة ولا محمد" المحلى 10/ 348 وقال ابن عبد البر: لم يرو ابن شهاب عن عثمان هذا غير هذا الحديث فيما علمت، وهو حديث مرسل عند بعض لكل العلم بالحديث، لأنه لم يذكر فيه سماع لقبيصة من أبي بكر، ولا شهود لتلك القصة.

وقال آخرون: هو متصل، لأنّ قبيصة بن ذؤيب أدرك أبا بكر الصديق وله سن لا ينكر معها سماعه من أبي بكر" وقال البغوي: حديث حسن" وقال الحافظ: إسناده صحيح لثقة رجاله، إلا أنَّ صورته مرسل، فإنَّ قبيصة لا يصح له سماع من الصديق، ولا يمكن شهوده للقصة، قاله ابن عبد البر بمعناه. وقد اختلف في مولده، والصحيح أنه ولد عام الفتح، فيبعد شهوده القصة، وقد أعله عبدالحق تبعاً لابن حزم بالانقطاع" التلخيص 3/ 82 قلت: اختلف في العام الذي ولد فيه قبيصة بن ذؤيب: - فقال الجمهور: ولد عام الفتح سنة ثمان، منهم: 1 - ابن حبان (الثقات 5/ 318) 2 - جعفر المستغفري (تهذيب التهذيب 8/ 347) 3 - المزي (تهذيب الكمال 23/ 476) 4 - العلائي (جامع التحصبل ص 311) قال: ولد عام الفتح على الأصح" 5 - الذهبي (سير الأعلام 4/ 282) 6 - العسقلاني (الإصابة 8/ 225) قال: ولد يوم الفتح، وقيل: يوم حنين" فعلى هذا القول فرواية قبيصة عن أبي بكر منقطعة. قال المزي: روى عن أبي بكر الصديق مرسل، وروى عن عمر بن الخطاب يقال: مرسل" وقال الذهبي: روى عن أبي بكر إن صح" - وقيل: ولد أول سنة من الهجرة. قاله: 1 - ابن عبد البر (الاستيعاب 9/ 137 - التمهيد 11/ 92) 2 - ابن الأثير (أسد الغابة 4/ 382)

فعلى هذا القول فرواية قبيصة عن أبي بكر متصلة. ويقوي ما ذهب إليه أصحاب القول الأول أمران: الأول: قال عبد الله بن وهب: عن ابن لهيعة أخبرني يزيد بن أبي حبيب أنَّ قبيصة بن ذؤيب ولد عام الفتح. أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 236 و353 و558) عن حرملة بن بن عبد الله بن حرملة التُّجِيبي أنا ابن وهب به. الثاني: أنَّ قبيصة بن ذؤيب لم يذكر أنه شهد هذه الواقعة لا في رواية مالك المتقدمة ولا في روايات غيره التي ستأتي، وإلى ذلك أشار ابن عبد البر كما تقدم. وأما القول بأنَّ مالكاً انفرد بذكر عثمان بن إسحاق بن خرشة بين الزهري وقبيصة فليس بصواب، فقد تابعه: 1 - أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني أخبرني الزهري أنَّ عثمان بن إسحاق بن خرشة حدثه عن قبيصة أنَّ الجدة جاءت إلى أبي بكر الصديق ... أخرجه الذهلي (التمهيد 11/ 95) عن إسماعيل بن أبان الوراق ثنا أبو أويس به. 2 - عبد الرحمن بن خالد بن مسافر المصري عن ابن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب أنَّ عمر بن الخطاب كان أول من ورَّث الجدتين وجمع بينهما في الميراث. مختصر أخرجه الذهلي (التمهيد 11/ 95) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني عبد الرحمن به. وقال: وهذا مختصر من حديث معمر ومالك وأبي أويس" - ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه: • فقال غير واحد: عن سفيان عن الزهري عن قبيصة، منهم: 1 - سعيد بن منصور (80) 2 - ابن أبي شيبة (11/ 320 - 321) 3 - الشافعي.

أخرجه الحاكم (4/ 338) 4 - الحميدي. أخرجه الحاكم (4/ 338) وقال: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، والشيخان لم يخرجا رواية قبيصة عن الصحابة الأربعة المذكورين في هذا الحديث. 5 - عبيد الله بن عمر القواريري. أخرجه أبو يعلى (120) 6 - عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6340) • وقال محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء: ثنا سفيان قال: سمعت الزهري يحدث عن رجل عن قبيصة. أخرجه النسائي (6345) • وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان ثنا الزهري -قال مرة: قال قبيصة، وقال مرة: رجل عن قبيصة. أخرجه الترمذي (2100) وقال: حديث مالك أحسن وأصح من حديث ابن عيينة" - ورواه غير واحد عن الزهري عن قبيصة، ولم يذكروا بينهما أحداً، منهم: 1 - معمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (19083) وأحمد (17978) والنسائي (6341) والطبراني في "الكبير" (19/ 228 و20/ 437 - 438) وفي "مسند الشاميين" (2126) وابن عبد البر (11/ 96) 2 - شعيب بن أبي حمزة الحمصي. أخرجه النسائي (6343) 3 - يونس بن يزيد الأَيْلي.

أخرجه ابن ماجه (2724) والنسائي (6344) 4 - صالح بن كيسان المدني. وقال في روايته: عن ابن شهاب أنَّ قبيصة أخبره. أخرجه النسائي (6339) والطبراني في "مسند الشاميين" (2126) وقال النسائي: وحديث صالح خطأ، لأنه قال: إنَّ قبيصة أخبره، والزهري لم يسمعه من قبيصة" تحفة الأشراف 8/ 362 5 - إسحاق بن راشد الجزري. أخرجه النسائي (6342) 6 - عُقيل بن خالد الأيلي. قاله الدارقطني في "العلل" (1/ 249) 7 - أسامة بن زيد الليثي. قاله الدارقطني، والذهلي (التمهيد 11/ 95) 8 - إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع المدني. قاله الدارقطني. 9 - يزيد بن أبي حبيب المصري. قاله الدارقطني. - ورواه أشعث بن سَوَّار الكندي عن الزهري واختلف عنه: • فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن أشعث عن الزهري عن قبيصة. أخرجه الطبراني (19/ 230) وفي "مسند الشاميين" (2126) • ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن أشعث عن الزهري مرسلاً. أخرجه الدارمي (2942) وأشعث قال النسائي وغيره: ضعيف. وحديث مالك ومن تابعه أصح.

باب من رأى ترك النكير من النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة

قال الذهلي: والحديث حديث مالك وأبي أويس، لإدخالهما بين ابن شهاب وقبيصة: عثمان بن إسحاق بن خرشة" وقال النسائي: الصواب حديث مالك" التحفة 8/ 362 وقال الدارقطني: ويشبه أن يكون الصواب ما قاله مالك وأبو أويس، وأنّ الزهري لم يسمعه من قبيصة، وإنما أخذه عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عنه" العلل 1/ 249 باب من رأى ترك النكير من النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة 1456 - (6249) قال الحافظ: أخرج أبو داود من رواية الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر: فذكر قصة الجساسة بنحو قصة تميم، قال: قال -أي الوليد-: فقال لي ابن أبي سلمة: إنّ في هذا شيئاً ما حفظته، قال: شهد جابر أنه ابن صياد؟ قلت: فإنه قد مات، قال: وإن مات. قلت: فإنه أسلم، قال: وإن أسلم. قلت: فإنه دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة، انتهى. وابن أبي سلمة اسمه عمر، فيه مقال ولكن حديثه حسن" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1935 باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38] 1457 - (6250) قال الحافظ: وأخرج الطبراني عن ابن عمر في قصة الإفك: وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد وبريرة" (¬2) تقدم برقم 946 1458 - (6251) قال الحافظ: وقع عند ابن إسحاق أنه أبو أيوب الأنصاري، وأخرجه الحاكم من طريقه" (¬3) تقدم برقم 951 ¬

_ (¬1) 17/ 92 (¬2) 17/ 105 (¬3) 17/ 107

كتاب التوحيد

كتاب التوحيد باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] 1459 - (6252) قال الحافظ: واحتج له البيهقي بحديث عبد الرحمن بن عوف وفيه: "خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2551 باب قول الله تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ} [الحشر: 23] 1460 - (6253) قال الحافظ: فالسلام ثبت في القرآن، وفي الحديث الصحيح أنه من أسماء الله تعالى" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2272 باب قول الله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ} [الناس: 2] 1461 - (6254) قال الحافظ: وفي حديث الصور الطويل الذي تقدمت الإشارة إليه في أواخر كتاب الرقاق في صفة الحشر: "فإذا لم يبق إلا الله كان آخراً كما كان أولاً، ¬

_ (¬1) 17/ 128 (¬2) 17/ 135

باب السؤال بأسماء الله تعالى

طوى السماء والأرض ثم دحاها ثم تلقفهما ثم قال: أنا الجبار، ثلاثاً، ثم قال: لمن الملك اليوم، ثلاثاً، ثم قال لنفسه: لله الواحد القهار" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 1171 باب السؤال بأسماء الله تعالى 1462 - (6255) قال الحافظ: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وإذا استعذت فاستعذ بالله" (¬2) قلت: هو بلفظ: "وإذا استعنت فاستعن بالله" وقد تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 247 باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا شخص أغير من الله 1463 - (6256) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة وأسماء بنت أبي بكر بلفظ: "شيء" (¬3) أخرجهما البخاري (فتح 11/ 233 - 234) باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] 1464 - (6257) قال الحافظ: وقد أخرج القصة الترمذي وأبو يعلى والطبري والحاكم موصولة عن عائشة وليس فيها هذه الزيادة، وأخرجها مالك في "الموطأ" عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلة، وهو المحفوظ عن هشام، وتفرد يحيى بن سعيد الأموي بوصله عن هشام، وأخرجها ابن مردويه من وجه آخر عن عائشة كذلك بدونها، وكذا من حديث أبي أمامة، وأوردها عبد بن حميد والطبراني وابن أبي ¬

_ (¬1) 17/ 138 (¬2) 17/ 151 (¬3) 17/ 173

حاتم من مرسل قتادة ومجاهد وعكرمة وأبي مالك الغفاري والضحاك والحكم وغيرهم، وليس في رواية أحد منهم هذه الزيادة" (¬1) حديث عائشة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى - حديث رقم 62 وله طريق أخرى يرويها أبو البلاد يحيى بن سليمان الغَطَفاني واختلف عنه: - فقال أحمد بن بشير الهَمْداني: ثنا أبو البلاد عن مسلم بن صُبيح عن مسروق قال: دخلت على عائشة وعندها رجل مكفوف، وهي تقطع له الأترج وتطعمه إياه بالعسل، فقلت: من هذا يا أم المؤمنين؟ فقالت: هذا ابن أم مكتوم الذي عاتب الله تبارك وتعالى فيه نبيه -صلى الله عليه وسلم-، قالت: أتى النبىَّ -صلى الله عليه وسلم- ابنُ أم مكتوم وعنده عتبة وشيبة، فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليهما، فنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} [عبس: 1، 2] ابن أم مكتوم. أخرجه الحاكم (3/ 634 - 635) والبيهقي في "الشعب" (7829) من طرق عن أبي موسى إسحاق بن موسى الأنصاري الخَطْمي ثنا أحمد بن بشير به. وإسناده حسن، أحمد بن بشير صدوق، والباقون ثقات. - وقال مِسْعر بن كِدَام الكوفي: عن أبي البلاد عن الشعبي قال: دخلنا على عائشة وعندها ابن أم مكتوم ... أخرجه الحاكم (3/ 634) والبيهقي في "الشعب" (7827 و7828) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا أبو الجَهْم عبد القدوس بن بكر بن خُنَيس ثنا مسعر به. وأبو الجهم مختلف فيه، والباقون ثقات. وحديث أبي أمامة تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 63 وحديث قتادة أخرجه الطبري (30/ 51) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة في قوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} عبد الله بن زائدة، وهو ابن أم مكتوم وجاءه يستقرئه، وهو يناجي أمية بن خلف، رجل من عِلْية قريش، فأعرض عنه نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله فيه ما تسمعون: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} إلى قوله: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)} ورواته ثقات، ويزيد هو ابن زُرَيع البصري، وسعيد هو ابن عَروبة البصري. ¬

_ (¬1) 17/ 183 - 184

وللحديث طريق أخرى تقدم الكلام عليها في هذه المجموعة - حديث رقم 978 وحديث مجاهد أخرجه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" (8/ 418) ولفظه: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مستخلياً بصنديد من صناديد قريش وهو يدعوه إلى الله، وهو يرجو أن يسلم، إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، فلما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- كره مجيئه، وقال في نفسه: يقول هذا القرشي: إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد، فعبس، فنزل الوحي: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}. وحديث عكرمة لم أقف عليه، ولم يذكره السيوطي في "الدر المنثور". وحديث أبي مالك الغفاري أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حمد وابن المنذر كما في "الدر المنثور" ولفظه: قال: جاءه عبد الله بن أم مكتوم فعبس في وجهه وتولى، وكان يتصدى لأمية بن خلف، فقال الله: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}. وأما حديث الضحاك بن مزاحم فله عنه طريقان: الأول: يرويه جويبر بن سعيد البلخي عن الضحاك في قوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصدى لرجل من قريش يدعوه إلى الإِسلام، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض عنه وَيعْبِسُ في وجهه ويقبل على الآخر، وكلما سأله عبس في وجهه وأعرض عنه، فغيَّرِ الله رسولَه فقال: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)} إلى قوله: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)} فلما نزلت هذه الآية دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين. أخرجه ابن سعد (4/ 209) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا جويبر به. وإسناده ضعيف لضعف جويبر. الثاني: يرويه أبو معاذ الفضل بن خالد النَّحْوي ثنا عبيد بن سليمان الباهلي قال: سمعت الضحاك يقول في قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}: تصدى رسول -صلى الله عليه وسلم- لرجل من مشرير قريش كثير المال، ورجا أن يؤمن، وجاء رجل من الأنصار أعمى يقال له: عبد الله بن أم مكتوم، فجعل يسأل نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فكرهه نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وتولى عنه، وأقبل على الغني، فوعظ الله نبيه، فأكرمه نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين غزاهما. أخرجه الطبري (30/ 51 - 52) قال: حُدِّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ به.

وإسناده ضعيف لضعف الحسين بن الفرج البغدادي. وأما حديث الحكم فأخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" ولفظه: قال: ما رؤي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هذه الآية متصدياً لغني ولا معرضاً عن فقير. 1465 - (6258) قال الحافظ: وأخرجه البيهقي من حديث أبي ذر مرفوعاً نحوه دون قوله: "وبين السابعة والكرسي" إلى آخره، وزاد فيه: "وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك" (¬1) تقدم في المجموعة الأولى - حديثث رقم 1276 1466 - (6259) قال الحافظ: وله شاهد عن سهل بن سعد مرفوع، لكن سنده ضعيف" (¬2) لم أره من حديث سهل بن سعد، وقد وقفت عليه من حديث الشعبي مرسلاً: أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (247) من طريق عمرو بن جرير البجلي الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي مرفوعاً: "العرش من ياقوتة حمراء، وإنَّ ملكاً من الملائكة نظر إليه وإلى عظمه فأوحى الله عز وجل إليه: إني قد جعلت فيك قوة سبعين ألف ملك، لكل ملك سبعون ألف جناح، فطر، فطار الملك بما فيه من القوة والأجنحة ما شاء الله أن يطير، فوقف، فنظر، فكأنه لم يسر" وعمرو بن جرير قال أبو حاتم: كان يكذب، وقال الدارقطني: متروك الحديث. واختلف فيه على إسماعيل بن أبي خالد: - فرواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن إسماعيل واختلف عنه: • فقال غير واحد عن أبي إسامة عن إسماعيل قال: سمعت سعداً الطائي يقول: العرش ياقوتة حمراء. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (6/ 1920) عن حجاج بن حمزة بن سويد الرازي ثنا أبو أسامة به. ¬

_ (¬1) 17/ 186 (¬2) 17/ 188

باب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}

وأخرجه أبو الشيخ (215) من طريق أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ومحمد بن سنجر الجرجاني قالا: ثنا أبو أسامة به. وإسناده صحيح. • وقال عثمان بن أبي شيبة وأخوه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا أبو أسامة عن إسماعيل قال: أُخبرت أنَّ العرش ياقوتة حمراء. أخرجه محمد بن عثمان في "العرش" (47) - وقال إسحاق بن راهويه في "مسند" (المطالب 3449): حُدثت عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعد الطائي قال: حُدثت أنَّ العرش ياقوتة حمراء. باب قول الله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4] 1467 - (6260) قال الحافظ: قال الخطابي: وقد روي: "كلتا يديه يمين" (¬1) تقدم في باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] 1468 - (6261) قال الحافظ: وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الأحمق المطاع" (¬2) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 627 باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22] 1469 - (6226) قال الحافظ: قال ابن بطال: ومثله: "كلف أن يعقد شعيرة" (¬3) أخرجه البخاري (فتح 16/ 86 - 87) وأبو داود (5024) من حديث ابن عباس. واللفظ لأبي داود. ¬

_ (¬1) 17/ 191 (¬2) 17/ 192 (¬3) 17/ 201

باب ما جاء في قول الله تعالى: {إن رحمت الله قريب من المحسنين}

1470 - (6263) قال الحافظ: في قصة معاذ: "واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 6/ 26) من حديث ابن عباس. باب ما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] 1471 - (6264) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد: "فقالت النار: فِيَّ" أخرجه أبو يعلى، وساق مسلم سنده" (¬2) أخرجه مسلم (2847) وأبو يعلى (1172) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد مرفوعاً: "احتجت الجنة والنار، فقالت النار: فِيَّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فِيَّ ضعفاء الناس ومساكينهم. قال: فَقَضَى بينهما: إنكِ الجنةُ رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذبُ بك من أشاء، ولِكلاكُما عليّ مِلْؤُها" باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23] 1472 - (6265) قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند ابن خزيمة وابن مردويه "كمرِّ السلسلة على الصفوان، فلا ينزل على أهل سماء إلا صعقوا، فإذا فُزِّع عن قلوبهم" إلى آخر الآية، ثم يقول: يكون العام كذا فيسمعه الجن" (¬3) قلت: هو عن ابن عباس قوله: (الدر المنثور 6/ 698 - 699) 1473 - (6266) قال الحافظ: ساق البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" من طريق يعلي بن مَمْلَك أنه سأل أم سلمة عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصلاته: فذكرت الحديث، ¬

_ (¬1) 17/ 205 (¬2) 17/ 212 (¬3) 17/ 236

باب كلام الرب مع جبريل

وفيه: ونعتت قراءته فإذا قراءته حرفاً حرفاً. وهذا أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما" (¬1) تكلمت عليه في تحقيقي لكتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعه. باب كلام الرب مع جبريل 1474 - (6267) قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث ثوبان بلفظ: "حتى يقول: يا جبريل، إنَّ عبدي فلاناً يلتمس أن يرضيني" الحديث" (¬2) أخرجه أحمد (22401) عن محمد بن بكر البُرْساني أنا ميمون أبو محمد المَرَئي التميمي ثنا محمد بن عبَّاد المخزومي عن ثوبان مرفوعاً: "إنَّ العبد ليلتمس مرضاة الله فلا يزال بذلك، فيقولُ الله لجبريل: إنَّ فلاناً عبدي يلتمس أن يرضيني، ألا وإنّ رحمتي عليه، فيقول جبريل: رحمةُ الله على فلان، ويقولها حملة العرش، ويقولُها من حولهم حتى يقولَها أهل السماوات السبع، ثم تَهبط له إلى الأرض" قال ابن كثير: غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه" التفسير 3/ 140 قلت: ميمون هو ابن موسى وهو مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره. ولم ينفرد به بل تابعه ميمون بن عجلان الثقفي عن محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان به. أخرجه البخاري في "الكبير" (1/ 1/ 175) عن يحيى بن محمد بن السكن القرشي ثنا محبوب بن الحسن ثنا ميمون بن عجلان به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1262) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي ثنا يحيى بن محمد بن السكن به (¬3). ¬

_ (¬1) 17/ 238 (¬2) 17/ 238 (¬3) وزاد: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ =

باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله}

وقال: لا يروى هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به ميمون" وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 272 وقال الحافظ: وميمون هذا أظنه عطاء بن عجلان أحد الضعفاء كأنَّ بعض الرواة دلس اسمه، وهذا من عجيب التدليس، وقد أخرج ابن مردويه الحديث المذكور من طريق مروان بن معاوية عن عطاء بن عجلان عن محمد بن عباد عن ثوبان، فقال: عطاء بن عجلان. وهو تالف" اللسان 6/ 141 قلت: ومحمد بن عباد المخزومي ترجمه البخاري في "الكبير" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وقال عن أبيه: مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 370) وفرقوا بينه وبين محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، وجعلهما المزي واحداً. وذكره الحافظ في "اللسان" تبعاً للذهبي في "الميزان". وقال الذهبي في في "الميزان" و"المغني" و"الديوان": مجهول. ولم يذكر سماعاً من ثوبان فلا أدري أسمع منه أم لا. باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15] 1475 - (6268) قال الحافظ: وحديث ابن مسعود وفيه: "فإذا طلع الفجر صعد إلى العرش" أخرجه ابن خزيمة، وهو من رواية إبراهيم الهَجَري وفيه مقال، وأخرجه أبو إسماعيل من طريق أخرى عن ابن مسعود قال: جاء رجل من بني سليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: علمني، فذكر الحديث وفيه: "فإذا انفجر الفجر صعد" وهو من رواية عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عم أبيه، ولم يسمع منه" (¬1) تقدم برقم 347 ¬

_ = سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} [مريم: 96] وإنَّ العبد ليلتمس سخط الله، فيقول الله عز وجل: يا جبريل، إنَّ فلاناً يُسخطني، ألا وإنَّ غضبي عليه، فيقول جبريل: غضب الله على فلان، ويقول حملة العرش، ويقول من دونهم، حتى يقولَه أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض" (¬1) 17/ 244.

باب قوله: {وكلم الله موسى تكليما}

1476 - (6269) قال الحافظ: ومن حديث عبادة بن الصامت وفي آخره: "ثم يعلو ربنا على كرسيه" وهو من رواية إسحاق بن يحيى عن عبادة، ولم يسمع منه" (¬1) تقدم برقم 347 1477 - (6270) قال الحافظ: ومن حديث جابر وفيه: "ثم يعلو ربنا إلى السماء العليا إلى كرسيه" وهو من رواية محمد بن إسماعيل الجعفري عن عبد الله بن سلمة بن أسلم، وفيهما مقال" (¬2) 1478 - (6271) قال الحافظ: ومن حديث أبي الخطاب أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوتر: فذكر الوتر وفي آخره: "حتى إذا طلع الفجر ارتفع" وهو من رواية ثوير بن أبي فاختة وهو ضعيف. فهذه الطرق كلها ضعيفة" (¬3) تقدم برقم 347 باب قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] 1479 - (6272) قال الحافظ: وكذا وقع في حديث أبي بكر الصديق في الشفاعة الذي أخرجه أحمد وغيره، وصححه أبو عوانة وغيره: "فيأتون إبراهيم فيقول: انطلقوا إلى موسى فإنَّ الله كلمه تكليمًا" وذكر البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" منه هذا القدر تعليقًا" (¬4) تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 2412 1480 - (6273) قال الحافظ: وقع في حديث مالك بن صعصعة: "بين النائم واليقظان" (¬5) أخرجه البخاري (فتح 8/ 201) ¬

_ (¬1) 17/ 244 (¬2) 17/ 244 (¬3) 17/ 244 (¬4) 17/ 257 (¬5) 17/ 258

باب قول الله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها}

1481 - (6274) قال الحافظ: وذكر أبو بشر الدولابي بسنده أنه -صلى الله عليه وسلم- رأى في المنام أنَّ بطنه أخرج ثم أعيد، فذكر ذلك لخديجة، الحديث" (¬1) 1482 - (6275) قال الحافظ: ووقع شق الصدر الكريم أيضاً في حديث أبي هريرة حين كان ابن عشر سنين، وهو عند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند" (¬2) تقدم برقم 115 1483 - (6276) قال الحافظ: ووقع في "الشفاء" أنَّ جبريل قال لما غسل قلبه: قلب سديد، فيه عينان تبصران وأذنان تسمعان" (¬3) هو من حديث عبد الرحمن بن غَنْم وقد تقدم برقم 113 باب قول الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} [آل عمران: 93] 1484 - (6277) قال الحافظ: وحديث عائشة نحو حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وهو عند أحمد بمعناه" (¬4) أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (158) والبزار (كشف 1650) من طريق الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور" قال البزار: لا نعلمه عن عائشة إلا بهذا الإسناد" قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف الوليد بن عبد الله. وأخرجه البخاري أيضًا (159) من طريق يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين به. ويزيد بن عطاء قال ابن معين وغيره: ضعيف. ¬

_ (¬1) 17/ 259 (¬2) 17/ 259 (¬3) 17/ 259 (¬4) 17/ 291

باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}

1485 - (6278) قال الحافظ: في حديث أبي موسى أنهم قالوا: لا حاجة لنا في أجرك" (¬1) أخرجه البخاري (فتح 2/ 179) باب قول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] 1486 - (6279) قال الحافظ: قال البيهقي: في حديث دعاء الافتتاح في أول الصلاة: "والشر ليس إليك" وقد وقع في نفس هذا الحديث: "والمهدي من هديت" (¬2) قلت: هما حديثان: الأول: حديث علي في دعاء الافتتاح. أخرجه مسلم (771) والثاني: حديث حذيفة. وقد تقدم في المجموعة الأولى - حديث رقم 4679 باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47] 1487 - (6280) قال الحافظ: قال القرطبي: ويقويه حديث البطاقة الذي أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وفيه: "فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة" (¬3) صحيح يرويه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المَعَافري الحُبُلي عن ابن عمرو واختلف عنه في رفعه ووقفه: ¬

_ (¬1) 17/ 292 (¬2) 17/ 316 (¬3) 17/ 325

- فرواه عامر بن يحيى المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فقال الليث بن سعد: ثني عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت ابن عمرو رفعه: "إنَّ الله سبحانه سَيُخَلِّصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعةً وتسعين سِجِلاً، كل سِجلِ مدُّ البصر، ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا ربِّ، فيقول الله: ألك عذرٌ أو حسنةٌ؟ فَبُهِتَ الرجلُ وقال: لا يا رب، فيقول: بلى إنّ لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتُخرجُ له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وَزْنَك، فيقولُ: يا ربِّ فما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، قال: فتوضعُ السِّجِلاّت في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء" أخرجه ابن المبارك في "المسند" (100) وفي "الزهد" (371 - زوائد نعيم بن حماد) عن الليث بن سعد به. وأخرجه أحمد (6994) والترمذي (2639) وابن حبان (225) والبغوي في "شرح السنة" (4321) من طرق عن ابن المبارك به. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 166) وابن ماجه (4300) وابن أبي الدنيا (النهاية لابن كثير ص 223) وحمزة الكناني في "مجلس البطاقة" (2) والطبراني في "الكبير" (13/ حديث رقم 35) والحاكم (1/ 6 و529) واللالكائي (2204) والبيهقي في "الشعب" (279) والخطيب في "الموضح" (2/ 189) وابن الحطاب في "المشيخة" (17) وأبو طاهر السلفي في "الوجيز في ذكر المجاز" (7) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص91 - 92) وابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنية" (ص 88 - 89) والمزي (14/ 84) والذهبي في "معجم الشوخ" (1/ 114 و2/ 239 - 244) وابن ناصر الدين في "منهاج السلامة" (ص 46 - 51) والسيوطي في "تدريب الراوي" (2/ 408 - 409) والزبيدي في "إتحاف السادة" (10/ 562 - 563) من طرق عن الليث بن سعد به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" وقال حمزة الكناني: لا أعلمه روى هذا الحديث غير الليث بن سعد، وهو من أحسن الحديث" وقال الحاكم في الموضع الأول: هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين، وهو

صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بأبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو، وعامر بن يحيى مصري ثقة، واليث بن سعد إمام" وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح الإسناد" وقال ابن بلبان: هذا حديث حسن" وقال الذهبي: إسناده جيد، وعامر هذا ما به بأس" وقال ابن ناصر الدين: هذا حديث جيد الإسناد، وعامر بن يحيى انفرد به مسلم، وقد وثقه أبو داود، وصار في جَاهِ الصحيح، لكنه من أفراد الحبلي عن ابن عمرو" وقال السيوطي: هذا حديث صحيح" قلت: وهو كما قال، وعامر بن يحيى وثقه أيضًا النسائي وابن حبان، لكن لم يخرج مسلم روايته عن أبي عبد الرحمن الحبلي ولا رواية الليث بن سعد عنه. وأبو عبد الرحمن الحبلي وثقه ابن معين وابن سعد والعجلي وابن حبان وغيرهم. ولم ينفرد الليث بن سعد به بل تابعه عبد الله بن لَهيعة عن عامر بن يحيى به. أخرجه أحمد (7066) والترمذي (5/ 25) والسراج (منهاج السلامة ص 54) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لَهيعة عن عامر (¬1) بن يحيى عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو مرفوعاً: "يوضع الميزان يوم القيامة، فيؤتى بالرجل، فيوضع في كِفَّةٍ، ويوضع في كفة ما أحصي عليه، فيميل الميزان، قال: فيُبعث به إلى النار، فإذا أدبر به صاح صائح من عند الرحمن، يقول: لا تعجلوا، فإنه قد بقي له، فيؤتى ببطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، فتوضع مع الرجل في كفة، حتى يَميل به الميزان". قال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 3/ 421 وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 82 قلت: ابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات. - ورواه عمرو بن الحارث المصري عن عامر بن يحيى فأوقفه على ابن عمرو. أخرجه ابن عبد الحكم (ص 166) والحربي في "الغريب" (2/ 867) من طريق بكر بن مُضر المصري عن عمرو بن الحارث به. ¬

_ (¬1) وقع عند أحمد: عمرو، وهو خطأ.

والأول أصح، لأنَّ الرفع زيادة من ثقة، وهي مقبولة. - ورواه عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الأفريقي عن أبي عبد الرحمن الحبلي واختلف عنه في رفعه ووقفه: • فرواه غير واحد عنه مرفوعاً، منهم: 1 - يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه ابن أبي الدنيا (النهاية ص 223) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 321) 2 - عبد الله بن يزيد المقرىء. أخرجه عبد بن حميد (339) والطبراني (13/ حديث رقم 61) والخطيب في "الموضح" (2/ 188 - 189) 3 - عبد الله بن وهب. أخرجه الشجري في الأمالي (1/ 20) 4 - إسماعيل بن عياش الحمصي. أخرجه الآجري في "الشريعة" (952) • ورواه جعفر بن عون الكوفي عن الأفريقي فأوقفه على ابن عمرو. أخرجه الطبري في "التفسير" (8/ 124) والأفريقي قال النسائي وغيره: ضعيف. ***

§1/1